الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ) المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي الناشر: مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو مذيل بحواشي التحقيق كاملة] ---------- مسند أحمد ط الرسالة أحمد بن حنبل الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ) المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي الناشر: مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو مذيل بحواشي التحقيق كاملة] ـ[مسند الإمام أحمد بن حنبل]ـ المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ) المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي الناشر: مؤسسة الرسالة الطبعة: الأولى، 1421 هـ - 2001 م [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو مذيل بحواشي التحقيق كاملة] الموسوعة الحديثية مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) الجزء الأول حقَّقَهُ وَخَرَّجَ أحَاديثه وَعلَّق عليهِ شُعَيب الأرنَؤوط - عادل مُرْشِد مؤسسة الرسالة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 الموسوعة الحديثية تقدمها مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع بَيروت المشرف العام على إصدارها الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي المشرف على تحقيقها وتخريج نصوصها والتعليق عليها الشيخ المحدِّث شعيب الأرنؤوط المشاركون فى التحقيق شعيب الأرنؤوط - محمد نعيم العرقسوسي - عادل مُرشد - إبراهيم الزّيبق محمد رضوان العرقسوسي - كامل الخرّاط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 تقديم بقلم: معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الحمدُ لله الذي حفظ القرآن العظيمَ بحفظه، فقال تبارك اسمُه: * {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} . * {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} . والحمدُ لله الذي جَعَلَ من عصمة الكتاب عصمةً لِبيانِ الكتاب، وهو السنةُ المُطَهْرَةُ، فقال: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} . فإِنَّما كان بيانُ السنة للكتاب وحياً من الله: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ َقُرْآنَهُ. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} . والصلاةُ والسلامُ على الرحمةِ المهداةِ، والنعمةِ المُسْداةِ، إمام الأنبياءِ والمرسلين وخاتَمِهِم الذي أَخرج الله به الناسَ مِن الظلمات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 إلى النورِ، وأَكْمَلَ به الدينَ، وأَتَمَّ به النِّعمة، وأَقامَ به الحُجَّةَ العلميةَ بالبرهان، والحجة العملية بالقدوةِ، سَيِّدِنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَنْ تَبعهم بإحسانٍ. أَمَّا بعدُ، فلم يَكُنِ الله - تعالى - لِيَتْرُكَ الناسَ سُدىً، وهو الحكيمُ العليمُ، الرحيمُ الودودُ: * {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} . * {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} . * {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} . وَمِن رحمته - تعالى - بالعبادِ أَن أرسلَ إليهم أَنبياءَ ورسلاً، بالهدى ودينِ الحَقِّ منذ البدء: * {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} . ولقد اطَّرَدَ هَدْيُ السَّماءِ في الموكب البشري: * {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا. وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا. رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 الكتاب العظيم : ثم ابتعث اللهُ - على فترةٍ من الرُّسُلِ - أعظم المُرْسَلِينَ بأَعظمِ كِتابٍ: * {الر تِلْكَ آيَاتُ الكِتَابِ المُبِينِ. إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ} . * {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآنَ العَظِيمَ} . * {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ. لَا يَمَسُّهُ إِلَّا المُطَهَّرُونَ. تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ} . * {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا. يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} . * {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ. لَا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} . * {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} . * {الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا. قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا. مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا} . الرسول العظيم : ولا يحمل الكتابَ العظيمَ إلا الرسولُ العَظِيمُ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 * {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} . فلم يمش على الأَرْضِ إِنسانٌ أَكْرَمُ على الله، وأَتقى لَه، وأَبرّ بخَلْقِه مِنَ النَّبيِّ محمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. * {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ. قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} . * {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا. وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا} . * {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} . * {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} . المسؤولية الأولى: تلاوة القرآن : ولقد أَدَّى الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَمَانَةَ، وتحَمَّلَ المسؤوليةَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 ومِنَ الأَمانَةِ والمسؤوليةِ تلاوةُ آياتِ الكتابِ المُبِينِ على الناسِ: * {وَأَنْ أَتْلُوَ القُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ المُنْذِرِينَ} . * {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} . * {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا. رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} . * {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ} . * {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً. فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} . استنان السنة : وابتعث الله الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَوحَى إليه أنْ يعَلِّمَ الناسَ الكِتَابَ، ويُبين لهم ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهم: * {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} . * {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} . ومِنَ البيان والتعليم: تعليمُ الناسِ كيفياتِ الطهارة والصلاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 والزكاة والصيام والحج، والحلالِ والحرام في البيوعِ والمطاعمِ والمشاربِ والمناكح.. وغيرِ ذلك مما بيَّنَتهُ السُّنَّةُ، وعلَّمته للناس. قال الإمامُ الشافعيُّ - رحمه الله - في " الرسالة "..: " قال الله تبارك وتعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} . وقال: {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ} . فأتى كتابُ الله على البيانِ في الوضوءِ دونَ الاستنجاءِ بالحجارة، وفي الغسل من الجنابة. ثم كان أقل غسلِ الوجه والأعضاء مرةً مرةً، واحتمل ما هو أكثرُ منها، فَبَينَ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوضوءَ مرةً، وتوضأ ثلاثاً، ودَلَّ على أن أقلَّ غسل الأعضاءِ يُجزئ، وأن أقلَّ عدد الغسلِ واحدة، وإذا أجزأت واحدة فالثلاث اختيارٌ. ودلّت السنةُ على أنه يُجزئ في الاستنجاءِ ثلاثةُ أحجار، ودلَّ النبيُّ على ما يكونُ منه الوضوء، وما يكونُ منه الغُسْلُ، ودلَّ على أنَّ الكعبين والمِرفقين مما يغسل، لأَنَّ الآية تحتملُ أن يكونا حَدَّيْن للغَسل، وأن يكونا داخلين في الغَسل، ولما قال رسول الله: " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " دَلَّ على أنَّه غَسْلٌ لا مسحٌ ". ثم ذكر الشافعي آياتِ الصلاة والحج والعُمرة، وقال: " بَيَّنَ الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 على لِسان رسولِه عَدَدَ ما فَرض مِن الصَّلواتِ ومواقيتها وسننها، وعددَ الزكاة ومواقيتها، وكيف عمل الحج والعمرة، وحيث يزولُ هذا ويثبت، وتختلف سُنَنُهُ وتتَّفقُ ولهذا أشباه كثيرةٌ في القُرآن والسنة ". سنة التزكية بالقدوة : وابتعث الله تعالى رسولَه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليزكي النفوسَ والمسالكَ بالقُدوة الحيَّةِ الماثلة المجلوة: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} . والتزكيةُ بالقدوة هي السنةُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} . سنة تعليم الحكمة : وابتعَث الله تعالى نبيَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُعَلِّمَ الناسَ الحِكمة: * {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} . * {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الكِتَابِ وَالحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ} . * {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُُُُُُُُُُُُُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} . * {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الحِكْمَةِ} . * {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالحِكْمَةِ} . والحكمة: هي السُّنَّةُ. قال الشافعي - رحمه الله -: " فذكر الله الكتابَ وهو القرآنُ، وذَكَرَ الحِكمةَ، فسمعتُ مَنْ أَرْضَى مِن أهل العلم بالقُرآن يقول: الحِكمة: سنةُ رسولِ الله ". وقال ابنُ كثير - رحمه الله -: " وقوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ} يعني القرآنَ. {وَالحِكْمَةَ} يعني السنة، قاله الحسنُ وقتادة ومقاتلُ بنُ حيان وأبو مالك ". لا إسلامَ بِغيرِ السُّنَّةِ: إن أَمرَ السنةِ المطهرةِ جِدُّ عَظيم. ولا يُتَصوَّرُ إسلامٌ بلا سنة، ولا يُفهم إِسلام بِلا سُنَّة، ولا يُقبل إسلام بلا سنة. لقد قال رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا إِنِّي أُوتِيتُ القُرآنَ ومِثلَهُ مَعَهُ ". هذا المِثْلُ هو: السنةُ الشريفة بشُعَبِها جميعاً: القول والفِعل والتقرير. لا جرَم أن الله - تَقَدَّس اسمُه - أَلزَمَ المؤمنينَ باتباعِ سنة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول الله تعالى: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 * {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} . * {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} . * {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} . * {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . * {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} . * {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ} . * {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} . * {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 * {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} . * {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} . * {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} . * {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} . * {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ} . السنة ميزان الأعمال والأقوال : ويعلمُ الراسخون في العلم، أهلُ التقوى والعقلِ والصلاحِ: أن السنةَ المطهرة هي ميزانُ الأعمال والأقوال، فالعلمُ بها واجِبٌ لِصحة العمل، والعملُ بها واجب، يقولُ تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} . ومن زَاغَ عن السُّنَّة متعمِّداً، هلك: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . يقول ابن القيّم - رحمه الله - في " زاد المعاد ".. " والمقصودُ أنَّ بحسب متابعة الرسول تكون العزَّةُ والكفاية والنُّصرةُ، كما إن بحسب متابعته تكونُ الهدايةُ والفلاحُ والنجاةُ، فالله سبحانه عَلَّقَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 سعادةَ الدَّارَيْنِ بمتابعته، وجعل شقاوةَ الدارين في مخالفته، فلأتباعه الهدى والأمنُ، والفلاحُ والعزّةُ، والكفايةُ والنُّصرةُ، والولاية والتأييدُ، وطيبُ العيش في الدنيا والآخرة، ولمخالفيه الذِّلةُ والصِّغارُ والخوفُ والضلالُ، والخِذلان والشقاءُ في الدنيا والآخرة، وقد أَقسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن لا يُؤْمِن أَحَدُكُم حتى يَكُونَ هو أَحبَّ إليه مِن ولدِهِ ووالدِهِ والناسِ أَجمعين، وأَقْسَمَ الله سبحانه بأن لا يؤمن من لا يُحكِّمُه في كل ما تنازع فيه هو وغيرُه، ثم يرضى بحكمه، ولا يجدُ في نفسه حرجاً مما حكم به، ثم يُسَلِّمُ له تسليماً، وينقادُ له انقياداً، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} فَقَطَع سبحانه وتعالى التَّخييرَ بعد أمره وأمرِ رسولِهِ، فليس لمؤمنٍ أن يختارَ شيئاً بعد أمره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل إذا أَمرَ فأمرُه حتم، وإنما الخِيَرَةُ في قولِ غيره إذا خَفي أَمْرُهُ، وكان ذلك الغيرُ مِن أهل العلم به وبسنته، فبهذه الشروطِ يكونُ قولُ غيره سائغَ الاتباع، لا واجبَ الاتباع، فلا يجب على أحدٍ أتباعُ قولِ أحدٍ سواه، بل غايتُه أنه يسوغُ له اتباعُه، ولو تَرَكَ الأخْذَ بقول غيره، لم يكن عاصياً لله ورسولِه، فأَينَ هذا ممن يَجِبُ على جمِيعِ المكلَّفينَ اتِّباعُه، ويَحْرُمُ عليهم مخالفته، ويجبُ عليهم تركُ كُلِّ قول لِقوله، فلا حُكْمَ لأحدٍ معه، ولا قولَ لأحدٍ معه، كما لا تشريعَ لأحدٍ معه، وكل مَنْ سواه، فإنما يجب اتباعُه على قوله إذا أَمَرَ بما أمر به، ونهى عما نهى عنه، فكانَ مُبَلِّغاً محضاً، ومخْبراً لا مُنْشِئاً ومُؤسِّساً، فمن أَنْشأَ أَقوالاً وأَسَّسَ قواعِدَ بحسب فهمِه وتأويلِه، لم يجب على الأُمَّةِ اتِّباعُها، ولا التحاكمُ إليها حتى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 تُعرض على ما جاءَ بهِ الرَّسولُ، فإن طابقته ووافقته وشهد لها بالصحة، قُبِلَتْ حِينئذٍ، وإن خالفته وجب ردُّها واطِّرَاحُهَا ". الإمام المُحبُّ للسنة المُدافع عن حماها: إنَّ سَنَا الحَقِّ مُتأَلِّقٌ يَراهُ كُلُّ ذِي عينين، ولكن هناك من يتجافى عن السعادة، فيغلق عينيه دونَ النور. لقد أرجف أقوامٌ حول السنة بأراجيفَ كثيرة. ومن نبوءات الرسولِ ودلائلِ إعجازِهِ أَنَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَذَّرَ من هؤلاءِ المُرْجِفينَ الَّذينَ سَيأْتُونَ مِن بعد، فقال: " يُوشِكُ أَنْ يَقْعُدَ الرَّجُلُ منكم على أَرِيكَتِهِ، يُحَدِّثُ بحديثي فيقول: بَيني وبينَكُم كِتابُ الله، فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه، وما وجدنا فيه حراماً حرَّمناه، وإنَّ ما حَرَّمَ رسولُ الله كما حرَّمَ الله ". ألا إنَّ السُّنة محفوظةٌ بحِفْظِ الله. ومن دلائل حفظه - سبحانه - لسنة نبيه: أنه انتدبَ رجالاً يذودون عن السنة ذَوْدَ الكريمِ العزيز عن حوضه، ويَرُدُّون عنها رَدَّ الغيور يد الجاني عن الحرم. ومن هؤلاء الأَئمَّةِ الأَعلام: الإمامُ أَحْمد بن محمد بن حنبل الشيباني. فقد كان - بحق - رجلَ السُّنَّة، وإمامَ أهل السنة والجماعة في عصره. يقول عنه موفق الدين ابنُ قدامة المقدسي - رحمه الله - في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 كتابه " المغني ": " فإنَّ الله برحمته وطَوْلِه، وقوَّتِه وحَوْلِه، ضَمِنَ بقاءَ طائفة من هذه الأُمَّة على الحقِّ لا يضرُّهم مَنْ خَذَلهم حتى يأتيَ أَمْرُ الله وهم على ذلك، وجعل السببَ في بقائهم بقاءَ عُلمائهم، واقتداءَهم بأَئِمَّتِهم وفُقهَائِهم، وجعل هذه الأُمَّة مع عُلمائِها، كالأُمم الخالية مع أنبيائِها، وأظهرَ في كُلِّ طبقةٍ من فقهائها أئمةً يُقتدى بها، وينتهى إلى رَأْيها، وجعل في سلف هذه الأُمة أئمةً من الأَعلام، مهّد بهم قواعِدَ الإِسلام، وأَوضَحَ بهم مشكلاتِ الأَحكام، اتِّفَاقُهُم حُجَّةٌ قَاطِعةٌ، واختلافُهم رحمةٌ واسعة، تحيا القلوبُ بأَخبارِهم، وتحصلُ السعادة باقتفاءِ آثارِهم، ثم اختصَّ منهم نفراً أَعلى أَقدارَهم ومناصبَهم، وأَبقى ذكرهم ومذاهبَهم، فعلى أقوالهم مدارُ الأحكام، وبمذاهبهم يُفتي فُقهاءُ الإسلام. وكان إمامُنَا " أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه " مِن أوفاهم فضيلة، وأقربهم إلى الله وسيلةً، وأتبعهم لِرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعلمهم به ". وقال عنه الإمام الشافعي - رحمه الله -: " أحمدُ ابن حنبل إمامٌ في خصالٍ كثيرةٍ: إمامٌ في الحديث، إمامٌ في الفِقْه، إمامٌ في القُرآنِ، إِمامٌ في الزُّهْد، أمامٌ في الوَرَعِ، إمامٌ في السُّنَّةِ ". ومن تعظيِم الِإمام أحمد للسنةِ: * ما أورده الإمامُ ابنُ تيمية - رحمه الله - في " الصارم المسلول " إذ قال: " قال الإمامُ أحمد في رواية الفضل بنِ زياد: نظرتُ في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 المصحف، فوجدتُ طاعةَ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ثلاثة وثلاثين موضعاً، ثم جعل يتلو: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} الآية، وجعل يُكررها ويقولُ: وما الفتنةُ؟ الشرك، لعله إذا رَدَّ بعضَ قولِهِ أَن يَقَعَ في قلبه شيء من الزيغِ، فيزيغ قلبُه فيهلِكه وجعل يتلو هذه الآية: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} . * ما ذكره ابن الجوزي - رحمه الله - في " مناقب الإِمام أحمد ابن حنبل " إذ قال: " سمعتُ عبدَ الملك الميموني يقول: ما رأت عيناي أفضلَ مِن أحمد ابنِ حنبل، وما رأيتُ أحداً من المحدثين أَشدَّ تعظيماً لِحرمات الله عز وجل وسنَّةِ نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا صحت عنده، ولا أشدَّ اتِّباعاً منه ". وذكر - أي ابن الجوزي - عن أبي بكر الأثرم، قال: سمعتُ أبا عبد الله أحمد ابن حنبل يقول: إنما هو السنةُ والاتباعُ، وإنما القياسُ أن تَقيسَ على أصلٍ، أما أن تجيءَ إلى الأصل فتهدمه، ثم تقول: هذا قياس، فعلى أي شيء كان هذا القياس؟ . ونقل أيضاً عن صالح بنِ أحمد ابنِ حنبل، قال: سمعتُ أبي يقول: " مَنْ عَظَّمَ أصحابَ الحديثِ تَعَظَّمَ في عينِ رسولِ الله، ومن حَقَّرَهُمْ سَقَطَ مِن عين رسولِ الله، لأن أصحَابَ الحديث أحبارُ رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". * ما ذكره ابن القيم - رحمه الله - في " أَعلام الموقعين " إذ نقل عن الإِمام أحمد قوله - من كتابه: " طاعة الرسول " -: " إن الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 جلَّ ثناؤه، وتقدَّست أسماؤُه بَعَثَ محمداً بالهدى ودينِ الحق لِيُظهره على الدِّين كُلِّه ولو كره المشركون، وأنزلَ عليه كتابه فيه الهدى والنورُ لمن اتبعه، وجعل رسولَه الدَّالَّ على ما أراد، مِن ظاهره وباطنه، وخاصِّه وعامِّه، وناسِخهِ ومَنسُوخِهِ، وما قَصَدَ له الكتاب، فكان رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو المُعَبِّرَ عن كتاب الله، الدالِّ على معانيه، شاهده في ذلك أصحابه الذين ارتضَاهم الله لنبيه واصطفاهم له، ونقلُوا عنه، فكانوا هم أعلمَ الناسِ برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبما أراد الله مِن كتابه بمشاهدتهم وما قَصَدَ له الكتاب، فكانوا هُمُ المعبرين عن ذلك بعدَ رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال جابر: ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أظهرنا عليه يَنْزِلُ القرآن، وهو يعرفُ تأويله، وما عَمِلَ به من شيء عملنا به ". المدرسة المتكاملة : إن الإمامَ أحمد ابن حنبل مدرسةٌ متكاملةٌ في منهجِ الاعتقادِ، والحديثِ، والاجتهادِ، والفقه. وقِوامُ هذا المنهج: التمسكُ بالسنة، والمشي في خطى الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وينبغي فتق الوعي - هاهنا - على حقيقتين عظيمتين: الأولى هي: أنه قد تخرَّجَ في مدرسة الإمامِ أحمد ابن حنبل أئمةٌ أعلام، منهم: الخِرقي، وابنُ قُدامة المقدسي، وابنُ رجب الحنبلي، وابنُ الجوزي، وأبو يعلى، وابنُ تيمية، وابنُ القيّم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 وغيرهم ممن اغترفوا من مَعين الإمام أحمد، وأضافوا إليه من جهودهم المباركة، واجتهاداتهم السديدة ما أثرى المذهبَ الحنبلي، ورفده بنفائسَ علمية عالية القيمة والقدر في مختلفِ فنونِ علوم الإسلام. الحقيقة الثانية هي: أن هؤلاء الرجالَ الأفذاذَ الفحولَ، لزموا غَرْزَ السنة، واتبعوا مستنها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما منهم إلا صاحب سنة فيما يأتي، وفيما يَذَرُ. ولا غرو، فمذهبُ الإمام أحمد مبني على السنة. يقول شيخُ الإسلام ابن تيمية - في التمذهب من أصول الفقه -: " ومَن كان خبيراً بأصولِ أحمد ونصوصِه، عرف الراجح في مذهبه في عامّة المسائل، وإن كان له بَصَرٌ بالأدلة الشرعية، عرف الراجحَ في الشرع، وأحمد كان أعلمَ مِنْ غيره بالكتاب والسنة وأقوالِ الصحابةِ والتابعين لهم بإحسان، ولهذا لا يَكَادُ يوجد له قول يُخالف نصاً كما يُوجد لِغيره، ولا يوجد له قولٌ ضعيف في الغالب إلا وفي المذهب قول يُوافق القولَ الأقوى. وأكثرُ مفاريده التي لم يختلِفْ فيها مذهبُه يكونُ قوله فيها راجحاً، كقوله بجواز فسخ الإفراد والقِران إلى التمتع، وقبوله شهادة أهل الذمة على المسلمين عندَ الحاجة، كالوصية في السفر، وقولِه بتحريمِ نكاح الزانية حتى تتوبَ، وقولِه بجوازِ شهادةِ العبد، وقولِه بأن السنةَ للمتيمم أن يمسح الكُوعين بضربةٍ واحدةٍ، وقوله في المستحاضة بأنها تارةً ترجِعُ إلى العادة، وتارةً ترجع إلى التمييز، وتارةً ترجع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 إلى غالب عادات النساء، فإنه روي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها ثلاث سنن، عمل بالثلاث أحمد دون غيره ". مسند الإمام أحمد : إن الرجالَ الكبارَ العلماءَ المخبتين لا تُطِيقُ ضمائِرُهُم الانفصالَ بَيْنَ أقوالِهِم وأعمالِهم، بل إنَّ شأْنَهم الراسخَ المطرد: أنهم إذا قالوا قولاً، صَدَّقوه بالعمل. ولقد جَهَرَ الإمامُ أحمد بالمحافظة على السنة، فقرن ذلك بالعزم على حفظ السنة. وتَجَلَّى هذا العزمُ الصدوق في موسوعته الضخمة " المسند ". كان حافزُ الإمام وحاديه إلى جمع " المسند " هو: الحفاظَ على الأحاديثِ والآثارِ لأنه يعلم - رحمه الله - أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُوتي القرآنَ ومثلَه معهُ. والمحافظةُ على " الأحاديث " إنما هي محافظة على هذا " المِثْلِ ". ولن نُطِيلَ في الحديثِ عن المسند. وما حملنا على العدولِ عن بسطِ الحديثِ عنه إلا ما بذله الإخوة المحققون والمعنيون بتوثيق هذه الطبعة من " المسند " من عمل ملموسٍ في وصفِ المسند وصفاً مفصلاً لا مزيدَ عليه. فالمادةُ الوصفية واحدة تقريباً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 وليس من الجهد المفيد: التكرارُ لِذات التكرار. بيدَ أنني قد اطلعتُ على ما أعجبني وسرّني، ومن ذلك: 1- الجهدُ التوثيقيُّ الجديد للمسند: فقد حصل أن توافر لهؤلاء الإِخوة المحققين لهذه الطبعة الجديدة نُسَخ خطية جديدة اعتمدوا عليها. يقول المحققون: " اعتمدنا في تحقيقنا للمسند على عدة نسخ خطية، حصلنا على صور عنها من دمشق والقاهرة وبغداد والموصل واستنبول والرياض، منها ما هو كاملٌ لا نقص فيه، ومنها ما وقع فيه بعض النقص، أو كان قطعة من المسند ". 2- توثيقُ النص بمقابلة المطبوع بالأصول الخطية المتوافرة مع تثبيتِ الفروق وتجليتها. 3- ضبطُ النصِّ ضبطاً يكاد يقترب من التمام، وضبط ما يُشكل مِن أسماء الرواة. 4- التنبيهُ على بعض المآخذ على الطبعتين السابقتين. 5- تقويمُ الأَسانيد والحُكم عليها، وتخريجها. 6- الترتيب الفني الحسن - والداني القطوف - للمسند، وهو ترتيبٌ يُيَسِّر مهمةَ الذين يرجعون إلى المسند ليأخذوا منه ما يبتغون. * * * إنَّ من فضل الله - وهو ذو الفضل العظيم -: أنه - سبحانه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 وتعالى - يُقيّض للسنة في كُلِّ عصرٍ من يخدمها، ويُجَلِّي كنوزها. وفي هذا العصر، يسر - جل شأنه - رجالاً علماء أمناء لِخدمة سنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومن هؤلاء الِإخوة: العاملون في تحقيق هذا المسند: الشيخ شعيب الأرنؤوط، والشيخ محمد نعيم العرقسوسي، والمتعاونون معهما. إنَّ الجهد العظيم الصالح الذي قام به هؤلاء لخليقٌ بالتنويه والثناءِ والتقدير. فأيُّ جهدٍ أعظمُ من جهد خدمة السنة النبوية المطهرة؟ وأيُّ عملٍ أولى بالتقدير والتنويه من هذا العمل؟ ثم زاد هذا الجهدَ إتقاناً وكمالاً ما قام به الأخوان الفاضلان: الأستاذ الدكتور محمود أحمد ميرة. والأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم. الأستاذان في كلية أصول الدين بجامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية، حيث تَفَضَّلا فراجعا ما قام به الإِخوة المحققون - في المجلد الأول - وجلسا معهم جلسات علمية نافعة، وقَدَّما ملحوظات مهمة استفاد المحققون من بعضها مما اقتنعوا به، وكانت لهم وجهة نظر مغايرة في بعضها فلم يأخذوا بها، منها ما يَرجِعُ إلى منهج التحقيق، ومنها ما يرجع إلى التحقيق نفسه، كما أبديا استعدادَهما للاستمرار في مراجعة بقية الكتاب، فجزاهما الله خيراً، وأحسن مثوبتهما. وما أحسنَ أن يتعاون العلماءُ في هذا المجال، وأن يستفيد بعضهم من بعض، ويكمل بعضُهم البعض، فالحكمة ضالّة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 ومن حسنات مؤسسة الرسالة أن توسعَ عملها في الاتصال بالعلماء والمؤسسات العلمية في مختلف أنحاءِ العالم لتستفيد منهم وتتعاون معهم، وتضم جُهودَهم إلى جهود منسوبيها، فهذا أمر تُحْمَدُ عليه، وهو مظهر حضاري ينبغي أن يُشَجَّع، حتى لا تَسْتأثر الجهود الفردية بالأعمال الكبيرة - وهي عُرضة للخطأ والقصور -. نسأل الله تعالى أن يجزيَ هؤلاء الإِخوة جميعاً بخير ما يجزي به عبادَه الصالحين لسان صدقٍ في الآخرين، وسعادة في الدنيا والآخرة. * * * وحينما عَرَضَ عليَّ الأخ الفاضل رضوان بن إبراهيم دعبول، صاحب مؤسسة الرسالة عَزْمَ المؤسسة على إصدار الموسوعة الحديثية الكبرى، بَدْءاً بمسند الإِمام أحمد ابن حنبل - رحمه الله - ورغبته في أن أُشرِفَ على هذا العمل الضخم، فكرت كثيراً في استفادة طلاب العلم منه، وتسهيل نشره بينهم، والصعوبات التي تواجه هذا العمل الكبير، ولكن من توفيق الله وتيسيره لخدمة سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه بمجرد أن بَلَغَ مسامع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ووفقه - الاستعداد لهذا العمل والبدء فيه حتى سُرَّ بهِ ووجَّهَ بتشجيعه وتوزيعه على نفقته ابتغاء خدمة السنة، ونشر العلم الشرعي، ونفع طلاب العلم بنفائس السنة الشريفة. فنسأَلُ الله جلَّ ثناؤُه أن يجزيَ خادمَ الحَرَمَيْنِ الشريفَيْنِ عن الإِسلام وأمته، والعلم وأهلِه، بخير ما يجزي به عبادَه الصالحين: علواً في المقامِ، وإمامةً للمتقين وقرةَ عينٍ في الدنيا، وثواباً في الآخرة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 ولئن عَزَّزَ خادمُ الحرمين الشريفين مكانة العلمِ والعلماء، فإنما يَنْبَعِثُ إلى ذلك من: * قيامه على الدولةِ الإِسلامية، فمن المعروف أنَّ من وظائف الدولة الإسلامية - ومن دلائل وفائها للإسلام -: نشرَ العلمِ، وتيسير سبله أمامَ طلابه. * اقتدائِه بوالده، الملكِ عبدِ العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -. فقد كان - رحمه الله - كثيرَ الاحتفاءِ بالعلماء، قويَّ الحرصِ على نشرِ العلومِ الشرعية. أجل، فإنَّ هذه الأُمة تقومُ على العلم: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} . * * * وخليقٌ بنا أن نزجي الشكر الجزيلَ إلى " مؤسسة الرسالة " وصاحبها الأخ الأستاذ رضوان بن إبراهيم دعبول على ما قامت به من عملٍ صالح، ومبادرةٍ سديدةٍ في طبع " المسند " في ثوب جديد، وفي مضمونٍ مُوَثَّقٍ، فهذا عملٌ عظيم يضاف إلى أعمال المؤسسة العظيمة السابقة في مجال نَشْر الفكر الإسلامي الأصيل، وما أسهمت به في الدعوة إلى الله، والتعاون مع العلماء والدعاة. سيظلُّ نشرُ التراث الإِسلامي الغالي الجوهر، وظيفةً رئيسةً من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 وظائفِ دور النشر الإسلامية. إن خيرَ ما ورثناه عن السلف الصالح هو: الثروةُ العلمية، وهي ثروةٌ لا تُضاهيها ثروةُ أيَّةِ أمَّةٍ أخرى. بَيْدَ أنَّ هذه الثروة تحتاجُ إلى مزيدٍ من جهودِ الاستخراجِ والإِحياء والتيسير. ومما يزيدُ النفسَ غبطةً أن الإِخراجَ الجديدَ لمسند الإمام أحمد ابن حنبل، إنما هو " باكورةُ " إنتاجٍ طويلٍ عزمت " مؤسسةُ الرسالة " على إصدارِه تِباعاً، ينتظِمُ كُتُبَ السنة كُلَّها، ما طُبِعَ منها وما لم يُطْبَعْ. والحمدُ لله الذي بعونه وفضله يصلح الغرسُ الأول. والحمدُ لله الذي بنعمته تَتِمُّ الصَّالِحاتُ. الرياض في 28 / 3 / 1413هـ عبد الله بن عبد المحسن التركي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الناشر الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والأخِرين، أما بعد: فإن الله عز وجل ما زال يُوفِّقُ لتراثنا الإسلاميِّ العظيم من يقومُ بخدمته والعناية به، فصَدَرَتْ مجلداتٌ غير قليلة من كتب الحديث النبوي الشريف بعناية أساتذة أفاضل لم يَأْلُوا جهداً في خدمتها وتسهيل الإفادة منها، وهي جهودٌ مشكورةٌ، ولكنها مبعثرة هنا وهناك لا ينتظمُها منهج واحد، مما جَعَلَ الإفادة منها متفاوتة. وفي المقابل فقد لَمَسَتْ مؤسسة الرسالة في الآونة الأخيرة إقدامَ كثيرٍ ممن ينتحلون صناعة الوراقة على نَشْر كتب التفسير والحديث والفقه والعربية والتاريخ والأدب وما يَمُتُّ إليها بسبب، وإخراجها في طبعات رديئة، فيها أخطاء واضحة، وأغلاط مُشكِلة، وسقط وتحريف، إذ الكثيرُ منها لا يعتمد على أصول خطية موثَّقة، ويُوكَلُ أمرُ تحقيقها، والتعليقِ عليها إلى مَنْ ليس بأهلٍ لأن يتولى مثلَ هذا العملِ العظيم الذي لا يُحسِنُ الخوضَ فيه إلا من اكتملت فيه وسائلُ المعرفة، وتحلَّى بالصبر والأناة والتقوى، وقضى شوطاً كبيراً من حياته في معاناته، وكان صنيعُهم هذا مشوِّهاً لثقافة أجدادنا من العلماء الإثبات، وهي ثروة ضخمة من مَجْدِ الإسلام، ومفخرة عظيمة للمسلمين. ولم تَغْفُل مؤسسة الرسالة منذ نشأتها عن أهمية التراث، فكان لها دورٌ في نشر القليل منه، ولكن هذا الجانب أخذ يتنامى ويزيدُ في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 أواسط السبعينات، فأنشأت في أكثر من بلدٍ عربيٍّ مكاتبَ لتحقيق المخطوطات العربية، المتضمنة لعلوم القرآن، والفقه، والحديث، والأدب، والتاريخ، والتراجم، والعربية وغيرها، فصَدَرتْ عنها كتب علمية مُحقَّقة لم يكن أغلبُها قد طُبِعَ من قبلُ. ولما كانت المؤسسة قد أَوْلَتْ كتبَ الحديث النبوي الشريف عنايَتها الخاصة، فقد اعتَزَمَتْ بعون الله وتوفيقه على أن تتولى إصدار الموسوعة الحديثية الكُبْرى، التي نواتُها " مسند الإمام أحمد " والصحيحان والسنن الأربعة، وغيرها من كتب السنة المسنَدة مما دَوَّنه المحدِّثون الثقات خلالَ القرون الخمسة الهجرية الأولى، ما طُبِعَ منها وما لم يُطبَعْ، متبعة في ذلك أمثلَ مناهج التحقيق الذي يعتمدُ على الأصول الخطية المتقنة الموثَّقة، وضَبْط النص وتوزيعه، وسلامته من التصحيف والتحريف، ووَضْع الفهارس الميسِّرة للإفادة منها بأقرب طريق. فإذا تَحقَّقَ للمؤسسة ما تَصْبُو إليه إن شاء الله تعالى على ضَوْء هذا المنهج - وهي أقدرُ من غيرها على ذلك بما تملكُه من الكفاءاتِ العلمية، والمهارات الفنية، والخِبْرة الطويلة، مما يَجْعَلُها قادرةً على تحقيق هذا المشروع وإنجازه بدِقَّةٍ بالغة، وعناية فائقة، وقد شَهِدَ لها كثيرٌ من أهل العلم والخبرة بأصالة ما تقومُ بنَشْرِه من كتب التراث المتنوعة، وبجَوْدة ما فيها من تحقيقات وتخريجات وتعليقات - فستكون السنة النبوية في مَأْمَنٍ من عَبَث العابثين، وتحريف الغالين، وانتحال المُبْطِلين، وسيوفِّرُ وقتاً كبيراً لغير المتخصصين بعلم الحديث من أهل العلم كان يُنْفَقُ في البحث عن الحديث في المصادر المختلفة، ويتيحُ لهم الانصرافَ كلياً إلى استنباط المعاني، وتقييد الفوائد من الأحاديث الصحيحة التي هي المصدر الثاني للتشريع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 الإسلامي، والمبيِّنة لما جاء في القرآن من النصوص العامَّة والمطلَقَةِ والمجمَلة، والهادية إلى طُرُق تطبيقه. وكان من أهم كتب هذه الموسوعة: " مسندُ الإمام أحمد ابن حنبل " وهو الإمام الجليل الذي قال فيه إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين: كان في أحمد ابن حنبل خِصال ما رأيتُها في عالم قطُّ: كان محدِّثاً، وكان حافظاً، وكان عالماً، وكان وَرِعاً، وكان زاهداً، وكان عاقلاً. أما " المسند " فقد أراد له مصنِّفُه أن يكون موسوعة تَضُمُّ ما اشتهر من حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونحن عندما تَتَّجِهُ نيتُنا لإنتاج عمل عظيم كهذا نهرع إلى علماءَ كبارٍ نتوسم فيهم العلم والخير، ونأمل منهم العون نستشيرهم ونستنير بآرائهم ونحاورهم، ونتبادل معهم الرأي. وفي طليعة هؤلاء العلماء: معالي الدكتور / عبد الله بن عبد المحسن التركي: مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، الذي رافق نشاطَ هذه المؤسسة من بداياتها، فكان الأخَ وكان الصديقَ، وكان الرجل الذي لم يَأْلُ جُهداً في تقديم النصح والتوجيهات والملاحظات التي كان لها أكبرُ الأثر في نفوسنا وفي منهجنا. ولما طَرَحْتُ عليه فكرةَ هذا المشروع حَبَّذه وشَجَّع عليه، وتابع خطواته مرحلة مرحلة - على كثرة أشغاله -، وأبدى استعدادَه للتعاون معنا لتيسير هذا المشروع، فقدّم لنا عدة نسخ من الأصول الخطية التي استطاع حَصْرَها في مصورات مكتبات الجامعات والمراكز الثقافية - سواء في المملكة العربية السعودية أو خارجها - والتي كان من الصعب الحصولُ عليها دونه، ثم اطَّلَع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 على مقدمة الكتاب والمجلد الأول منه، وأبدى ملاحظاتٍ قيمة أَثْرَتِ العمل، وجعلته مميَّزاً عن الأعمال السابقة التي بُذِلت فيه. وفي أثناء التحضير لإصدار الجزء الأول منه، زفَّ إلينا معاليه بُشرى تشجيع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - طبع هذا الكتاب، وتفضله بتوزيعه على طلاب العلم على نفقته. فله منا ومن طلاب العلم الشكر والدعاء بأن يتقبل الله عمله ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. والعلماء لا يستغربون ذلك منه، فهذه سنته وسنة والده الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - في نشر كتب السلف والعناية بها، وتشجيع القائمين عليها. وعندما تتبنَّى المؤسسة مثل هذا الكتاب الذي تزيد مجلداتُه على خمسة وثلاثين مجلداً فهي تعلم حق العلم أنها بحاجة إلى مجهود علمي وإمكانات كبيرة. أما المجهود العلمي فقد أوكَلَتْ هذا المشروع إلى مكاتب التحقيق لديها والتي يُشرف عليها الأستاذ الشيخ / شعيب الأرنؤوط - حفظه الله - الذي أمضى شوطاً كبيراً من حياته يختلف إلى حلقات أهل العلم المختصين بدراسة علوم القرآن، والحديث النبوي الشريف، والفقه، والأصول والعربية، يَأْخُذ عن كل واحد منهم العلم الذي اختص به، فاتجهت همته بعد ذلك إلى تحقيق أمهات كتب السنة التي لم تُطْبَعْ، مثل: " شرح السنة " للبغوي، و "صحيح " ابن حبان البستي، و " شرح مشكل الآثار " للطحاوي، وتخريج نصوصها ودراسة أسانيدها، والتعليق عليها، والتقديم لها. وصَدَرَ له ما يزيد على مئة مجلدة مما لم يسبق نشرُه من قبل عن أصول خطية موثقة، وقد نالت القَبُولَ عند أهل العلم، وتداولوها وانتفعوا بما فيها، ونَوَّهوا بالكتابة وغيرها بفضل محققها وعلمه، وحُسن تَأْتِّيهِ لما يَعرِض له، ويقوم به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 ويعاونه في مجال التحقيق نفرٌ غير قليل من طلبة العلم الذين تَخَرَّجوا به، وتدربوا عليه، وأفادوا منه: منهم الشيخ نعيم العرقسوسي الذي تتلمذ على يديه فعَمِل بصمت يبتغي وجه الله، وقَدَّم عدة مجلدات، يُشاركهما في عملهما الأستاذان عادل مرشد، وإبراهيم الزيبق، وهما من طلبة العلم الذين تخرجوا بالأستاذ شعيب وأصبح لهم يدٌ طُولَى في هذا العلم الشريف، وكانا - وما يزالان - يقدمان خدمات جليلة تُثْري العمل وتخرجه بأبهى صورة وأتمها، وهناك أخوة أُخَر يتعاونون معنا في مجال التحقيق ويُسهمون في إنجاز ما نحن بسبيله من كتب التراث: كالأَساتذة: كامل الخراط، ورضوان العرقسوسي، وقاسم النوري، وحمدي صبح، وغيرهم. وكثير منهم قد استقام لهم المنهجُ، واتَّضَحَ لهم السبيل، وأصبحوا قادرين على العطاء في هذا المِضْمار، وقد صَدَرَ لغير واحد منهم كتبٌ محققة تَشهَدُ لهم باقتدارهم وأهليتهم. وعدد غير قليل منهم لا يزالون يعملون تحت إشرافه في مكاتب قسم التحقيق التابعة للمؤسسة المنتشرة في غير ما دولةٍ عربيةٍ، وهؤلاء يعملون في عدد من كتب السنة المطهرة إعداداً وتحقيقاً. ويَسُرُّني أن أُنَوِّهَ بجهود العالمين الفاضلين: الأستاذ الدكتور محمود أحمد ميرة. والأستاذ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم. الأستاذين بكلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث تَفَضَّلا فقَدَّما ما لديهما من معلومات مهمة عن " المسند " ومخطوطاته وشروحه، كما قَدَّما للمؤسسة ما يتوفر لديهما من مصورات لبعض نسخه. كما تفضلا بمراجعة التحقيق وأبديا ملاحظاتٍ على المنهج وعلى التحقيق استفدنا منها في عملنا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 فلهما منا جزيلَ الشكر والثناء. إنني أَدِينُ بالشكر والعرفان بالجميل لكل من ذكرتُ في مقدمتي هذه، ولإخوان كرام آخرين لا يمكن حَصْرُهم أو ذِكر أسمائهم في هذه الوريقات، منهم من قَدَّمَ بعض المخطوطات من القاهرة أو دمشق، ومنهم من نَضَّدَ الكتاب أو هيَّأ صفحاته، أو أشرف على ترتيبه أو أيّ عمل فيه، أو أسهم بدَعْمِه أو نشره أو توزيعه، إلى هؤلاء جميعاً أُقدِّمُ جزيل شكري، وخالص امتناني. أما أنا فاحمدُ الله العليَّ القدير الذي هيأني لمثل هذا العمل، وهيأ لي سُبُلَ خدمة هذا الدين الحنيف، وجعلني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. وأخيراً: إن مثلَ هذه الإنجازات المتميزة في مجال التراث التي تقومُ بها المؤسسة أبتغي فيها أنا وأهلي وأولادي فيما نظن: أولاً: رضوان الله والفَوْز بنعيمه. ثانياً: دعوات صالحات بظَهْر الغيب من طلبة العلم الذين يَجِدُون بُغْيَتَهم في هذا النتاج الطيب، {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ} . {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا} . {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} . ونضرعُ إليه سبحانه أن يتولانا برعايته وتوفيقه وتأييده، وأن يَجْعَلَ عملنا هذا - وكلَّ عمل سواه - خالصاً لوجهه الكريم، وأن يمنحنا القُدرة على تحقيق ما نحن آخذون بسبيله، وأن يتغمَّدَنا برحمته يوم لا ينفَعُ مال ولا بنونَ إلا من أتى الله بقلب سليم. رضوان دعبول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 مقدمة التحقيق إن الحمدَ لله نستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، مَنْ يَهْدِهِ الله فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ له، ونشهدُ أنْ لا إله إلا الله، ونشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ} . {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} . وبعد: فإنَّ مؤسسة الرسالةِ إيماناً منها بأنه لا يَصْلُحُ آخِرُ هذه الأمةِ إلا بما صَلَحَ به أوَّلُها، وأنه إنما صَلَحَ أولُ هذه الأمةِ بالتمسُّكِ بكتاب الله وسُنَّة نبيه الخالية عن شوائب التشويه والتغيير، والدَّسِّ والوَضْع، قد رأت أن الطريق إلى صلاح هذه الأمة ونهضتها والسبيل إلى إيجادِ وعي إسلامي صحيح لدى أبنائها، بعيدٍ عن الأهواء العاصفة، إنما يتمثَّلُ في جَمْعِ أحاديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضِمْنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 إطارِ موسوعةٍ حديثيةٍ كبرى تنتظم جميعَ كُتُب السنة المُسْنَدة التي أُلِّفَتْ خلالَ القرون الخمسة الأولى، ما نُشِرَ منها وما لم يُنْشَر، متبعةً في ذلك أمثلَ مناهج التحقيق، مع صنع الفهارسِ الميسِّرَةِ للإِفادة منها بأيسر سبيل. وكان هذا المشروع - ولا يزالُ - مَحَطَّ أنظار ِأهلِ العلم والفَضْلِ وشُغْلَهم الشاغل في الأوساط العلمية والمنتديات الفكرية، لِمَا وَقَرَ في نفوسهم مِن أنه إذا ما تحقَّقَ، فستكونُ السُنَّةُ النبوية في مأْمنٍ من عَبَثِ العابثين، وتحريف الغالين، وانتحالِ المُبطلين، وسَيُوفِّرُ وقتاً كبيراً لغير المتخصصين بعلمِ الحديث، كان يُنْفَقُ في البحث عن الحديث في المظانِّ المختلفة، ويُتِيحُ لهم الانصراف كلياً إلى استنباط المعاني، وتقييد الفوائد من الأحاديث الصحيحة التي هي - بالإجماع - المصدرُ الثاني للتشريع الإسلامي، والمبيِّنَةُ لما جاء في القرآن مِن النصوص العامَّةِ والمُطلَقَة والمجملة، والهاديةُ إلى طرق تطبيقه. وقد وضعت المؤسسةُ لإِصدارِ هذه الموسوعة الحديثيَّة الخُطَّة التالية: 1- القيام بعملية مَسْحٍ شاملٍ لكتب الحديث الموزعة في جميع مكتبات العالم، والعمل على جمعها في صعيدٍ واحدٍ، سواءً منها المخطوطُ والمطبوعُ. 2- القيام بدراسة هي هذه الكتب والعمل على طَبْع ما لم يُطْبَعْ منها محقَّقاً التحقيقَ العلميَّ الأمثلَ، وأما ما طُبع منها من غير تحقيق، فيُعادُ طبعُه، ونشرت بتحقيق علمي. أما الهَيْكَلُ الذي يَتِمُّ وفْقَه صنعُ هذه المَعْلَمةِ الحديثية الكبرى، فهو يقومُ على ما يلي: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 1- جمع حديث كل صحابيٍّ على حِدَةٍ على طريقة أصحاب المسانيد، لأن ذلك يحقِّقُ الاستقراءَ التامِّ، ويكونُ ترتيبُ الصحابة على نَسَق حروف المعجم. 2- ترتيب أحاديث الصحابي ضمنَ مسنده على نَسَق كتب السنن، أي حسب الموضوعات والأبواب. 3- دراسة الأسانيد والطرق دراسةً تُفْضِي إلى الحكم على هذه الأسانيد بأسلوب علميٍّ مُوثَّق مع العناية بما يلي: أ- نَقْل كلام المتقدمين من أئمة الجرح والتعديل. ب- التعرض للعلل الواردة مما صرَّحَ به أئمة هذا الفن. جـ- نقد المتون التي تبيَّن وهَمُ الثقات فيها. ومؤسسة الرسالة - ولله الحمدُ والمِنةُ - تملك من الكفاءات العلمية، والمهارات الفنية، والخبرة الطويلة، ما يَجْعَلُها قادرةً على تحقيق هذا المشروع وإنجازه بدقةٍ بالغة، وعنايةٍ فائقةٍ، وقد شَهِدَ لها كثيرٌ من أهل العلمِ والخبرةِ بأصالة ما تقومُ بنَشْرهِ من كتب التراث المتنوعة، وبجَوْدة ما فيها من تحقيقاتٍ وتخريجاتٍ وتعليقاتٍ، وشروح. وقد بدأت المؤسسةُ العملَ لإنجازِ هذا المشروع العظيم، وكان مِنْ الخطوات التي خَطَتْها على الطريق تَحْقِيقُ ونشرُ كتاب " الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان الذي لم يُسْبَقْ له أن طُبِع، والذي له أهميةٌ خاصة في عمل الموسوعة، إذ إنه يَسْتَدْرِكُ كثيراً من الأحاديث الصحيحة على صحيحي البخاري ومسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 ومن الخطوات المهمة التي صحَّ لها العَزْمُ الآن، وتهيَّأتْ لها الإمكانياتُ، تحقيقُ كتابٍ من أكبر كتب الحديث وأعلاها إسناداً، ألا وهو كتابُ " المسند " للإِمام الجليل أحمد ابن حنبل، هذا الكتاب الذي يكادُ يستوعبُ معظمَ الأحاديث النبوية، والذي أراده مؤلِّفُهُ ابتداءً أن يكون موسوعةً تضُمُّ ما اشْتَهَر من حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ قال: فما اختَلَفَ فيه المسلمون من حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَارجِعُوا إليه. إنَّ تحقيقَ هذا " المسنَد " خَطوةٌ مهمة على طريق عمل الموسوعة الحديثية الكبرى، لأنَّه ما مِنْ حديثٍ - غالباً - إلا وله أصلٌ في هذا " المسند ". ولسائلٍ أن يقولَ: لِمَ لا تُوفِّرُونَ الوقتَ والجهدَ، فتنصرِفوا إلى نشرِ غيره من كتب الحديث، فَهذا " المسند " مطبوعٌ ومُتداوَل؟ فنقولَ: إنَّ الدافعَ إلى إعادة نشرِ " المسند " يَكمُنُ في النِّقاط التالية: 1- الطبعة الميمنية المعروفة فيها تحريفٌ كثير وتصحيفٌ، وقد سقط منها أحاديثُ ومسانيدُ، كما وقع فيها بعضُ أحاديث مما رواه عبد الله عن غيرِ أبيه على أنها من مسند أبيه، وبالعكس. 2- لقد تنبَّهَ لضرورة تحقيقِ المسند ونشره نشرةً علمية محرَّرة العلامةُ الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله -، فقام بنشر الكتاب محققاً، إلا أنَّه لم يُتِمَّهُ، إذ اختَرمَتْه المنيةُ قبل إتمامه، ونشرتُه لا تمثل إلا رُبْعَ الكتاب. 3- حصولنا على أصول خطية لم يَقَعْ مُعْظَمُها لِمن قَبْلَنا ممن تصدَّى لِنشر الكتاب (1) .   (1) سيرد وصف تفصيلي للنسخ الخطية التي اعتمدنا عليها في نشر الكتاب في محله من هذه المقدمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 4- اعتقادُنا بأنه لا بُدَّ من دراسةِ أسانيده دراسةً دقيقةً مُتْقَنةً، والحكم عليها بما يليقُ صحةً وضعفاً، لأن معظم القراء وكثيراً من طلبة العلم لا يستطيعون أن يَتبيَّنوا صحة هذه الأحاديث، ولو كانت مقرونةً بأسانيدها، فكان الواجبُ يقتضينا أنْ نقدِّمَ هذه الأحاديث في طبعة يُذكَرُ فيها درجةُ كل حديث منها، حتى يكونَ القارئ على بينةٍ من أمرها. 5- تخريجنا لأحاديث " المسند " من جميع المصادر التي سبقت الإمام أحمد والتي تَلَتْهُ، مما تَيسَّرَ لنا. هذه الأسبابُ مجتمعةً هي التي دفعتنا إلى إعادة نشر " المسند " ونرجو أن يُكرِمَنا الله بإتمام هذا العمل، وأن يَكتُبَه في صحائف أعمالنا، إن ربَّنا سميعٌ قريبٌ مُجيبٌ. هذا، وقد أعددنا دراسةً مُوجَزةً ومقدمةً لا بُدَّ منها، تُلقي ضَوْءاً كاشفاً على " المسند " وخصائصه وحياة مؤلفه، نثبتها هنا بين يدي " المسند " وهي تشتملُ على الفقرات التالية: 1- ترجمة الإِمام أحمد. 2- ثناء أهل العلم عليه. 3- مؤلفاته. 4- معنى المسند، وأول من ألَّف فيه. 5- الكلام وعلى مسند أحمد. 6- أقسام الأحاديث التي في المسند. 7- عناية العلماء بالمسند. 8- وصف النسخ الخطية. 9- منهج التحقيق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 1- ترجمة الأمام أحمد : ومصنِّفُ هذا الديوان العظيم: هو شيخ الإسلام، وأحد الأئمة المتبوعين، الإِمامُ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبلٍ الشَّيْباني (1) . أصلُه من البصرة (2) ، وكان جدُّه حنبلٌ مِن مناصري الدعوة العباسية، وولي سَرْخَس (3) ، وكان أبوه محمدٌ من أجناد مَرْو (4) ، قَدِمَت به أمُّه وهي حامل به إلى بغداد، فوُلِد فيها سنة (164 هـ) ، ثم ما لَبِثَ أن تُوفي أبوه شاباً له نحوٌ من ثلاثين سنة، فرُبِّي أحمدُ يتيماً (5) . وقد بَدَتْ مخايِلُ النبوغ والورع عليه منذُ طفولته (6) ، وحين أنهى الكُتَّابَ، وبلغ الرابعة عشرةَ من عمره، راح يختلِف إلى الدِّيوان، حيث كان عمُّه إسحاقُ مسؤولاً عن أخبار بغداد يُوصِلها إلى داود بنِ بِسطام، عاملِ البريد للرشيد، واتفق يوماً أن أرسلها مع ابن أخيه أحمد، فرمى بها في الماء تورُّعاً (7) ، وانقطع منذ ذلك اليوم عن التردُّد إلى الديوان. واتَّجهَتْ همته إلى طلبِ الحديث، وله مِن العمر خمسَ عشرةَ سنة (8) ، وذلك سنة (179 هـ) ، فكانَ أولَ من كتب عنه الحديثَ الإمامُ أبو يوسف القاضي (9) (ت 182 هـ) صاحب الإمام أبي حنيفة، وكبير القضاة في عصره، وفي هذه السنة نفسِها قَدِم إلى بغداد المحدثُ الكبير عبد الله بن المبارك   (1) انظر تتمة نسبه في تاريخ بغداد 4 / 413 - 414. (2) سير أعلام النبلاء: 11 / 183. (3) السير: 11 / 184. (4) المصعد الأحمد: 36. (5) السير: 11 / 179. (6) المصعد الأحمد: 36، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي: 20. (7) المناقب: 21 - 22. (8) السير: 11 / 179. (9) المناقب: 23. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 فسعى إلى مجلسه، فلم يُدرِكْه، إذ ألفاه قد خرج إلى طَرَسُوس لغزو الرُّوم (1) . وكان أكثرُ سماعه في هذه الفترة على مُحدِّثِ بغداد هُشَيمِ بن بَشيرٍ، وفي مجلسه سَمِعَ الإِمام أحمد بوفاة حماد بن زيد والإِمام مالك بن أنس (2) ، وظلَّ ملازماً لهشيم حتى وفاته سنة (183 هـ) ، وكتب عنه أكثرَ من ثلاثةِ آلاف حديث (3) ، وبدأ يَظهَرُ قدرُ الإِمام أحمد منذ تلك الأيام (4) . وبعد وفاة شيخه هُشَيم رحل الإِمام أحمد إلى الكوفة ماشياً - وكانت أولى رحلاته - وله من العمر عشرون سنة، فسمع فيها أبا معاوية الضَّرير (ت 194 هـ) ، ووكيعاً (ت 197 هـ) ، وذاع في الكوفة أنه حُجَّة في حديث هُشيم، حتى أن الإِمام وكيعاً سأله ذاتَ مرةٍ عن حديثٍ إنْ كانَ عند هُشَيم؟ فأجابه الإِمام أحمد: لا (5) . وفي الكوفة حَفِظَ كتبَ وكيع كلَّها (6) ، وأكثر من الكتابة عنه (7) ، وكان الإِمام وكيع يُجِلُّهُ ويحترِمُه ويعرف له قدره (8) . وفي سنة (186 هـ) كانت أولى رحلاته إلى البصرة (9) ، فسمع فيها من مُعتَمِر بن سليمان (ت 187 هـ) ، وبِشْر بن المفضل (ت 187 هـ) ، ومرحوم بن عبد العزيز الأُموي (ت 188 هـ) ، وآخرين. وكان دائمَ الرِّحلَة بَيْنَ الكُوفة والبصرة يكتب الحديثَ عن شيوخهما، قال ابنُ منيع: سمعتُ جدي يقول: مَرَّ أحمدُ ابن حنبل جائياً من الكوفة، وبيده خريطةٌ فيها كتب، فأخذتُ بيده، فقلتُ: مرةً إلى الكوفةِ، ومرةً إلى البصرة،   (1) السير: 11 / 183. (2) السير: 11 / 179 - 180. (3) السير: 11 / 183 - 184. (4) السير: 11 / 231. (5) السير: 11 / 186. (6) السير: 11 / 186. (7) السير: 11 / 307. (8) السير: 11 / 186 - 187. (9) السير: 11 / 183، والمناقب: 25. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 إلى متى؟ إذا كتب الرجلُ ثلاثين ألف حديث لم يَكْفِهِ؟ فسكت، ثم قلتُ: ستين ألفاً؟ فسكت، فقلت: مئة ألف؟ فقال: حينئذٍ يَعرِفُ شيئاً. قال أحمدُ بنُ منيع: فنظرنا، فإذا أحمدُ كتب ثلاث مئة ألف عن بَهْز بن أسد (ت 197 هـ) ، وعفان (ت 220 هـ) ، وأظنه قال: ورَوْح بن عُبَادة (ت 205 هـ) (1) . وفي سنة (186 هـ) أيضاً رحل إلى عَبادان (2) . وفي السنة التي تلتها رَحَل إلىِ الحجاز أولَ مرةٍ (3) ، حيث قدم مكة وقد مات الزاهدُ الفضيلُ بن عياض، فسَمِعَ من سفيان بن عيينة (ت 198هـ) ، قال الإِمام أحمد: فاتني مالكٌ فأَخْلَفَ الله عليَّ سفيانَ بن عيينة (4) ، وفي مكة التقى أيضاً الإِمام الشافعيَّ أوَّل مرة، ثم تعددت اللقاءاتُ بينهما في بغداد حين أقام فيها الشافعي سنة (195 هـ) مدة سنتين، وقد كتب الإمام أحمد كتب الشافعي كلَّها (5) . وفي سنة (190 هـ) دخل البصرة دَخْلَتَهُ الثانية (6) ، وفيها سمع من محمد بن إبراهيم بن أبي عَدِيّ (ت 194 هـ) . وفي سنة (191 هـ) كانت رِحلتُه الثانية إلى الحجاز.   (1) المناقب: 28 - 29. (2) المناقب: 26، وعبادان: مدينة تحت البصرة: بينهما اثنا عشر فرسخاً، وهي غربي إيران على الخليج. (3) حجَّ الإمام أحمد خمس حجج، ثلاث منها راجلاً. السير: 11 / 183. (4) المناقب: 30. (5) وفيات الأعيان: 4 / 164، طبقات الشافعية للسبكي: 2 / 114. (6) المناقب: 27. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 وفي سنة (194 هـ) كانت رِحلته الثالثة إلى البصرة، وكانت إقامته فيها عند الإمام الكبير يحيى بن سعيد القطان (ت 198هـ) مدة ستة أشهر (1) ، وقد أكثر عنه (2) ، وفي أثناء إقامته سَمعَ من سليمان بن حرب (ت244 هـ) ، وأبي النعمان محمد بن الفضل (ت 224 هـ) ، وأبي عمر حفص بن عمر الحَوْضِي (ت 225 هـ) . وفي سنة (194 هـ) أيضاً خرج من البصرة إلى واسط، فَسَمِعَ فيها من الإِمام يزيد بن هارون (3) (ت 206 هـ) . وفي سنة (196 هـ) كانت رحلتُه الثالثةُ الى مكة، ثم عاد إليها سنة (197 هـ) ، وأقام فيها مجاوراً مدةً، ثم عاد إليها أيضاً سنة (198 هـ) ، وقد جَلَسَ بمسجدِ الخَيْف وأفتى فيه فتيا واسعة، وسفيان بن عيينة ما يزالُ حياً (4) . وفي سنة (199 هـ) خرج الى اليمن ماشياً مع رفيق رحلته يحيى بن معين للسَّماع مِن عبد الرزاق بن همَّام الصَّنْعاني (ت 211 هـ) صاحب " المصنف "، وكان صِيتُ الإِمام أحمد قد سبقه إليه (5) ، فأقام عنده قريباً من عشرةِ أشهر (6) ، سمع في أثنائها منه الكتبَ، وأكثر عنه. وبعد عَوْدَتِه إلى بغداد شَرَع الإِمامُ أحمد بتصنيف " المسند " (7) ، وهو في السادسةِ والثلاثين من عمره.   (1) المناقب: 27. (2) السير: 11 / 180. (3) المناقب: 27. (4) السير: 11 / 309، ومسجد الخيف: هو في مِنى، والخيف: ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، ومنه سمي مسجد الخيف. (5) السير: 11 / 191 - 192. (6) السير: 11 / 306. (7) خصائص المسند: 25. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وفي سنة (200 هـ) رحل إلى البصرة رِحْلَتَهُ الأخيرة (1) ، فسمع فيها من عبد الصمد بن عبد الوارث (ت 207 هـ) ، ومن صاحب " المسند " سليمان بن داود الطيالسي (ت 203 هـ) ، ومن محمد بن بكر البُرْساني (ت 203 هـ) . ولم تذكر المصادر التي ترجمت للإمام أحمد متى دخل المِصِّيصة، وسَمِعَ فيها من حجاج بن محمدٍ الأعور (2) (ت 206 هـ) ، ولا متى خَرَجَ منها قاصداً طَرَسُوسَ للغَزَاة (3) ، ولا متى دخل الرَّقَّة، وسمع فيها من فياض بن محمد بن سنان الرَّقِّي (4) ، والذي وقفنا عليه فيها أنه في سنة (204 هـ) - وقد بَلَغ الأربعين - تَصدَّر للتحديث والفتوى، وصار يُرْحَلُ إليه (5) ، وهي السنةُ نفسها التي تُوفي فيها الإمامُ الشافعي، ودخل فيها المأمون مدينةَ بغداد. وفي سنة (209 هـ) (6) كانت آخِرُ رحلاته، فقد خرج فيها إلى الشام، ثم لم يَخرُجْ من بغداد حتى كانت المحنة سنة (218 هـ) . وشيوخُ الإمام أحمد الذين سَمِعَ منهم يَطُولُ ذِكرُهُم، ويَشُقُّ إحصاءُ أسمائهم، كما قال الخطيب البغدادي (7) ، ولكنَّ عدد مَنْ روى عنهم في " مسنده " مئتان وثلاثةٌ وثمانونَ شيخاً (8) . وبقي الإِمام أحمد متصدِّراً للفُتيا والتحديث حتى سنة (218 هـ) حين أعلَنَ المأمون رأيه بخَلْقِ القرآن، وأمر بامتحانِ العلماءِ فيه، وقد أجابه كثيرٌ إلى ما ذَهَب إليه خوفاً من الضرب والموت، وظَلَّ الإِمامُ أحمدُ ثابتاً على موقفه بأن القرآن كلامُ الله غيرُ مخلوقٍ، فأمر المأمونُ بأشخاصه إليه، وكان وقتئذٍ   (1) المناقب: 27. (2) السير: 9 / 448. (3) السير: 11 / 308، 311. (4) تعجيل المنفعة: 336. (5) المناقب: 188. (6) السير: 11 / 306. (7) تاريخ بغداد: 4 / 413. (8) المصعد الأحمد: 34، السير: 11 / 181. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 يغزو بلادَ الرومِ، فحُمِل إليه الإِمامُ مقيَّداً، وما إن وَصَل إلى الرَّقَّةِ حتى جاء نَعْيُ المأمون، فَرُدَّ إلى بغداد، وسُجِن فيها (1) . وتولَّى المعتصمُ الخلافةَ، وراح يُكْمِلُ ما بدأ فيه أخوه نزولاً عند وصيته، فأحضر الإمامَ أحمد من سجنه - وكان قد مرَّ عليه فيه سنتان وأربعةُ أشهرٍ - (2) وناظره في قصره مدةَ ثلاثةِ أيام (3) ، وحين أعياه ثباتُ الإِمام أحمد وجرأته أَمَر بضَرْبِه، وذلك بمشورة قاضي قضاته المعتزلي أحمد بن أبي دُوَاد، فقام الجلادون بضربه بالسياط ضرباً مُبَرِّحاً أشرف فيه على التلف، وكي لا تقومَ العامَّةُ الهائجة خارجَ القصر باضطراب لا يُعرف كيف السبيلُ للسَّيطرةِ عليه، أمر المعتصم بالإِفراج عنه، وهو يظن في نفسه أنه ميتٌ لا مَحالة (4) ، فأفرج عنه سنة (220 هـ) ، ولكن الإِمام أحمد تماثل للشفاء وإنْ بَقِيَتْ آثار ضربه ظاهرة على جسده، وعاد إلى ما كان عليه من التحديث والفتيا وحضور الجمعة والجماعة، وظلَّ كذلك حتى وفاة المعتصم سنة (227 هـ) وولاية الواثق إلى أوائل سنة (228 هـ) (5) ، إذ عاد الواثق إلى إثارة محنة خَلْق القرآن من جديد، وطلب أن تُدَرَّس هذه المسألةُ للصبيان في الكُتَّاب، فضجَّ الفُقهاءُ والمحدثون لهذا الأمر، وكادت أن تقع فتنة لولا أن الإمامَ أحمد أمرهم بالصبر حين قصدوه يُعلِنُون تبرُّمَهم من هذا الأمر، وعلم الواثقُ بخبر هذا الاجتماع، فأرسلَ الى الإِمام أحمد: أن لايجتمعنَّ إليك أحدٌ، ولا تُساكنِّي بأرضٍ ولا مدينةٍ أنا فيها، فاذهب حيثُ شئتَ من أرض الله. فلزم الإِمام أحمد بيته لا   (1) السير: 11 / 238، 242 - 243، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي: 316. (2) السير: 11 / 252. (3) السير: 11 / 243 - 252. (4) السير: 11 / 260 - 261. (5) السير: 11 / 312. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 يخرج إلى صلاة ولا غيرها حتى هَلَك الواثق، وذلك سنة (232 هـ) (1) ، وولي المتوكلُ، فأمر بعد سنتين من خلافته - أي سنة (234 هـ) (2) - برفع المحنة، وأن يعودَ الناسُ إلى ما كانوا عليه، وراح المتوكل يَطلُبُ المحدثين إلى سامَرّا حيث كان يقيمُ ليعقِدوا مجالسَ حديثهم هناك، وكان الإمامُ أحمد قد عاد إلى تحديث أصحابه في بغداد (3) ، فأمره المتوكلُ في أواخر سنة (235 هـ) أن يَقْدَمَ إلى سامَرّا، فذهب إليه الإمام أحمد على مَضَضٍ، ثم بدا للمتوكل أن يُعِيدَهُ، فأمره وهو في طريقه إليه أن يعودَ إلى بغداد، فعاد وقد امتنع من التحديث إلا لولديه وابن عمه (4) . ثم أرسل يستدعيه من جديدٍ سنةَ (237 هـ) ، واضطُرَّ الإمام أحمد للذهاب إليه، ولكنه اكتشف أنه سيكونُ في سامَرّا في سجنٍ من نوع جديد، فانقبض، ورَفَض أن يشتري بيتاً هناك أو يحدث (5) ، وأعطى اللهَ عهداً أن لا يحدِّثَ بحديثٍ على تمامه حتى يلقاه، ولا يستثني من هذا العهد حتى ولديه. قال الإمام أحمد: إنما يريدون أُحَدِّث، ويكون هذا البلدُ حبسي، وإنما كان سبب الذين أقاموا بهذا البلدِ لما أُعطوا فقَبِلوا، وأُمِروا فحدَّثوا، والله لقد تمنَّيْتُ الموتَ في الأمرِ الذي كان، وإنني لأتمنى الموتَ في هذا وذاك، إن هذا فتنةُ الدنيا وذاك فتنةُ الدِّين. ثم جعل يَضُمُّ أصابِعَهُ ويقول: لو كان نفسي في يدي لأرسَلْتُها، ثم يفتح أصابعه (6) . وبقي في سامَرّا ستة عشرَ يوماً (7) ، لم يَلْقَ فيها المتوكل، وإزاءَ إصراره سَمَحَ له المتوكلُ بالعودة إلى بغداد، فعاد (8) . وحاول ولدُه عبدُ الله مرةً أن   (1) السير: 11 / 264. (2) تاريخ الخلفاء للسيوطي: 346. (3) السير: 11 / 265. (4) السير: 11 / 266. (5) السير: 11 / 274، 276. (6) السير: 11 / 276 - 277. (7) السير: 11 / 334. (8) السير: 11 / 223. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 يستَدْرِجَه ليحدِّثَه بحديثٍ على تمامه - وكان عبدُ الله يشتهي الحديثَ - فامتنع، بل قال الإِمام أحمد: لو ضُرِبَتْ ظهري بالسياط ما حدَّثْتُ (1) . ولا يعني انقطاعَه عن الرواية انقطاعه عن العلم بتاتاً، فإنه قضى ما بقي من عُمُرِه في المذاكرة في الفقه والآثار وتراجم الرجال حتى وفاته في ضُحى 12 ربيع الأول سنة (241 هـ) (2) ، وهو ابن سبع وسبعين سنة، رحمه الله. وهنا يثور سؤالٌ: متى أَسمَعَ الإِمامُ أحمد ولديه صالحاً وعبد َالله وابنَ عمه " المسنَدَ "، ومعروف أنه لم يسمعه عليه أحد غيرهم (3) ؟ . ويبدو لنا أن الإِمامَ أحمد شَرَعَ بإسماعهم " المسند " نحو سنة (225 هـ) ، واستغرق سماعُهم له نحو اثنتي عشرة سنة (4) ، فيكون أتمَّ إسماعَهم إياه نحو سنة (237 هـ) وهي السنة التي امتنع فيها عن التحديث بحديثٍ على تمامه كما مَرَّ. وقد حَدَّدَ الإمامُ الذهبي تاريخ إسماع " المسند " في حدود سنة (227 هـ) أو (228 هـ) (5) ، وهذا التاريخُ لا يستقيم مع ما مَرَّ من أن إسماع " المسند " استغرق ثنتي عشرة سنة، ولا يستقيم أيضاً مع تاريخ امتناع الإِمام أحمد عن التحديثِ بحديثٍ على تمامه سنة (237 هـ) . 2- ثناء أهل العلم عليه : مرَّ معنا أنَّ نبوغَ الإِمام أحمد وورعه تَبدَّى منذ طفولته، وكان قَدْرُه يزيدُ مع الأيام، وقد أثنى عليه شيوخُه وتلاميذُه ومن رآه ثناءً عَطِراً خالداً نسوقُ   (1) السير: 11 / 309 - 310. (2) السير: 11 / 334 - 339. (3) المصعد الأحمد: 31. (4) السير: 11 / 316. (5) السير: 11 / 181. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 بعضاً منه، نقلاً من كتاب " سير أعلام النبلاء " للإِمام الذهبي في ترجمته (1) : قال عبدُ الرزاق الصنعاني: ما رأيتُ أحداً أفقَهَ ولا أورعَ مِن أحمدَ ابن حنبل. وقال قُتيبة بن سعيد: خيرُ أهلِ زماننا ابنُ المبارك، ثم هذا الشابُّ - يعني أحمد ابن حنبل - وإذا رأيتَ رجلاً يُحِبُّ أحمد، فاعلم أنه صاحبُ سنة، ولو أدركَ عصرَ الثوري والأوزاعي والليث، لكان هو المُقَدَّمَ عليهم. فقيل لقُتيبة: يُضَمُّ أحمد إلى التابعين؟ قال: إلى كبارِ التابعين. وقال حرملةُ: سمعت الشافعيَّ يقول: خرجت من بغداد فما خَلَّفْتُ بها رجلاً أفضلَ ولا أعلمَ ولا أفقَهَ ولا أتقى من أحمد ابن حنبل. وقال علي بن خَشْرَم: سمعتُ بشر بنَ الحارث يقول: أنا أُسأَلُ عن أحمد ابن حنبل؟! إنَّ أحمد أُدْخِلَ الكِيرَ فخرج ذهباً أَحْمَرَ. وقال عمرو الناقدُ: إذا وافقني أحمدُ ابن حنبل على حديث، لا أُبالي مَنْ خالفني. وقال محمدُ بن يحي الذُّهْلي: جعلتُ أحمدَ إماماً فيما بيني وبينَ الله. وساق الحافظ ابن كثير أيضاً في " تاريخه " (2) جملةً من ثناء أهل العلم عليه، فقال: قال يحيى بنُ سعيد القطان شيخ أحمد: ما قَدِمَ عليَّ من بغداد أحدٌ أحب إلي من أحمد بن حنبل. وقال إسحاقُ بن راهويه: أحمد حجةٌ بين الله وبين عَبيده في أرضه.   (1) السير: 11 / 195 - 198. (2) البداية والنهاية: 10 / 350. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 وقال عليُّ ابنُ المديني: إذا ابتُلِيتُ بشيء فأفتاني أحمد بن حنبل، لم أبالِ إذا لقيتُ ربي كيف كان. وقال أيضاً: إني اتخذت أحمد حجةً فيما بيني وبينَ الله عز وجل. وقال يحيى بن معين: كان في أحمد ابن حنبل خِصالٌ ما رأيتها في عالم قطُّ: كان محدثاً، وكان حافظاً، وكان عالماً، وكان ورعاً، وكان زاهداً، وكان عاقلاً. وقال أيضاً: أراد الناسُ أن نكونَ مثلَ أحمد ابن حنبل، والله ما نَقْوى أن نكونَ مثلَه، ولا نُطيقُ سلوكَ طريقه. وقال أبٍو بكر بن أبي داود: أحمد ابن حنبل مقدَّم على كل من يَحمِلُ بيده قلماً ومِحبَرة. وقال أبو زُرْعة الرازي: ما أعرف في أصحابنا أفقَهَ منه. 3- مؤلفاته : لم يكن عندَ الإِمام أحمد رَغْبةً في التأليف سوى جمع الحديث والبحث في عِلَلِه، وأما في غير ذلك فما كان يَرضى أن يُؤلِّفَ مطلقاً، حتى إنه كان يَزْجُرُ أصحابَه عن تقييد مسائله التي كان يُسأَلُ عنها، كما أنه كان يَمْنَعُ أصحابَه من الانشغال بغيرِ القرآن والحديث، فكان لا يَأْذَنُ لهم أن يَنظُروا في كتب الشافعي ولا في كتب أصحاب الرأي، ومع أنه كان يُحِبُّ أبا عبيد القاسم بن سلام ويُثني على عِلْمِه، إلا أنه كان ينتقِدُ كتابه " غريب الحديث "، فيقول: إنه طوَّلَه. ومع ذلك فقد ذَكَر له ابنُ النديم في " فهرسته " ص 285 من المؤلفات: 1- كتاب " العلل "، ذكر العُقَيليُّ في " الضعفاء " 3 / 239: أنه قرأه على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 عبد الله بن أحمد عن أبيه. وهو مطبوعٌ بإستانبول سنة 1987 في جزأين بتحقيق الدكتورين طلعت قوج ييكيت وإسماعيل جراح أوغلي، وطبع أيضاً في المكتب الإسلامي سنة 1988 بتحقيق الدكتور وصي الله بن محمد عباس في أربعة أجزاء. 2- كتاب " التفسير "، قال الذهبي في " السير " 11 / 328 و 13 / 522 في كلام مطوَّلٍ عن هذا الكتاب: إنه شيء لا وجودَ له، وأنا أعتقدُ أنه لم يكن. 3- كتاب " الناسخ والمنسوخ ". 4- كتاب " الزهد "، قال ابن حجر في " تعجيل المنفعة " ص 8 عنه: إنه كتاب كبير يكون في قَدْر ثلث " المسند " مع كبر " المسند "، وفيه من الأحاديث والآثارمما ليس في " المسند " شيء كثير. فعلى هذا ما طُبع منه لا يمثِّلُ سوى جزء يسير من كتاب " الزهد " الكبير. 5- كتاب " الفضائل "، طُبع في مجلدين بمؤسسة الرسالة سنة 1983 م، بتحقيق وصي الله بن محمد عباس، وهو من منشورات جامعة أمِّ القرى. 6- كتاب " الفرائض ". 7- كتاب " المناسك ". 8- كتاب " الإيمان "، قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 1 / 303: سمعت أبي يقول: أتيت أحمد ابن حنبل في أول ما التقيتُ معه سنة ثلاث عشرة ومئتين، فإذا قد أخرج معه إلى الصلاة كتاب " الأشربة " وكتاب " الإِيمان ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 وقال الذهبي في " السير " 11 / 287: ومما ثبت عنه مسألةُ الإيمان، وقد صنَّفَ فيها. 9- كتاب " الأشربة "، انظر ما قبله. وقد طبع بتحقيق الشيخ صبحي السامرائي. 10- كتاب " طاعة الرسول ". 11- كتاب " الرد على الجهمية "، قال الذهبي في " السير " 11 / 286: " الردّ على الجهمية " موضوع على أبي عبد الله (يعني الإمام أحمد) . وقد شكك أيضاً في نسبة هذا الكتاب إلى الإمام أحمد بعضُ المعاصرين في تعليقه على " الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية " لابن قتيبة، ومستنده أن في السند إليه مجهولاً، فقد رواه أبو بكر غلام الخلاَّل، عن الخلاَّل، عن الخضر بن المثنى، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، والخضر بن المثنى مجهول، والرواية عن مجهول مقدوح فيها، مطعون في سندها، وفيه ما يخالف ما كان عليه السلف من معتقد، ولا يتسق مع ما جاء عن الإمام في غيره مما صح عنه، وهذا هو الذي دعا الإِمام الذهبي إلى نفي نسبته إلى الإِمام أحمد. ومما يقوي عدم صحةِ نسبته إليه أننا لا نجد له ذكراً لدى أقرب الناس إلى الإمام أحمد بن حنبل ممن عاصروه وجالسوه أو أَتَوْا بعده مباشرة وكتبوا في الموضوع ذاته كالإِمام البخاري (ت 256 هـ) ، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 296 هـ) ، وأبي سعيد بن عثمان الدارمي (ت 280 هـ) ، والإمام أبو الحسن الأشعري قد ذكر عقيدة الإمام أحمد في كتابه " مقالات الإسلاميين " ولكنه لم يشر إلى هذا الكتاب مطلقاً، ولم يستفد منه شيئاً. وزاد الخطيب البغدادي في " تاريخه " 9 / 375 عن ابن المنادي: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 12- حديث شعبة. 13- المقدَّم والمؤخَّر في كتاب الله تعالى. 14- جوابات القرآن. وزاد ابن الجوزي فيما أورده عنه الذهبي في " السير "11 / 330: 15- كتاب " نفي التشبيه ". 16- كتاب " الإِمامة ". 17- " الرسالة في الصلاة "، ذكر الذهبي في " السير " 11 / 287 و 330 أنها موضوعة على الإمام أحمد. وقد نبه محقق " فضائل الصحابة " وصي الله بن محمد عباس على بضعة كتب لم يذكرها أحد ممن ترجم للإِمام أحمد، وهي: 18- كتاب " الفتن "، وتوجد منه نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق، عدد صفحاته 34. 19- كتاب " فضائل أهل البيت " ذكره الحاكم في " المستدرك " 3 / 157. 20- " مسند أهل البيت " طبع بتحقيق عبد الله الليثي، وهو مدرج كله في " المسند ". 21- " الأسماء والكُنى " ذكره الوادي آشي في " برنامجه " ص 256 ضمن مسموعاته، وقد نشرته مكتبة دار الأقصى بالكويت بتحقيق عبد الله بن يوسف الجديع. 4- معنى المسند : المسندُ: هو الكتابُ الذي موضوعُه جَعْلُ حديثِ كُلِّ صحابي على حِدَة، صحيحاً كان أو حسناً أو ضعيفاً، ومِنْ غيرِ التفاتٍ إلى الموضوعات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 والأبواب، ويُتَّبع في ترتيب مسانيد الصحابة طرائقُ عِدَّة، فقد ترتب على حروف الهجاء، أو على القبائل، أو السابقة في الإِسلام، أو الشرافة النسبية، أو غير ذلك، وقد يُقتَصرُ في بعضها على أحاديث صحابيٍّ واحدٍ، كمسند أبي بكر، أو أحاديث جماعة منهم، كمسند الأربعة أو العشرة، أو طائفة مخصوصة يجمعها وصفٌ واحد، كمسند المُقِلِّين، ومسند الصحابة الذين نزلوا مصر، إلى غير ذلك (1) . ويظهر أن الإِمام أحمد قد توخَّى ترتيبَ الصحابة في مسنده حسب اعتبارات عدة، منها الأفضلية، والسابقة في الإِسلام، والشرافة النسبية، وكثرة الرواية، إذ بدأ مسندَه بمسانيد الخلفاء الأربعة، ثم مسانيد بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم مسندِ أهل البيت، ثم مسانيد المكثرين من الرواية كالعبادلة الأربعة: ابن عباس، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عمرو، ثم مسند المكيِّين، ثم مسند المدنيين، ثم مسند الشاميين، ثم مسند الكوفيين، ثم مسند البصريين، ثم مسند الأنصار، ثم مسند النساء. من ألف في المسانيد قبل الإمام أحمد : لم يكن تأليفُ الإمام أحمد لمسنده بِدْعاً من التآليف، فقد سبقه إلى ذلك غيرُ واحد من أئمِّةِ هذا العلم في مُخْتَلِفِ أمصارِ المسلمين، لكن اختُلِفَ في أولِ من ألَّف على هذه الطريقة من الترتيب: فقد قال الخليليُّ في " إرشاده " في ترجمة أبي داود الطيالسي: أولُ من صنَّف المسندَ على ترتيب الصحابة بالبصرة أبو داود الطيالسي (ت 204 هـ) ، وبالكوفة عبيد الله بن موسى (ت 213 هـ) ، ثم من صنَّفَ كان تَبَعاً لهما، ونَقَل هذا القول الذهبيُّ في " سير أعلام النبلاء " 9 / 554 في ترجمة عُبيد الله بن موسى.   (1) انظر " الرسالة المستطرفة " ص 60، 61. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 أما ابنُ عدي، فقد ذكر في " الكامل " 7 / 2694 في ترجمة يحيى الحِمَّاني أنه يُقَالُ: إنَّ أول من صنَّف المسند بالبصرة مُسَدَّدٌ (ت 228 هـ) ، وأوَّلُ مَنْ صنَّف بالكوفة يحيى الحِمَّاني (ت 228 هـ) ، وأوَّل من صنَّف بمصر أسدُ السُّنَّة (ت 212 هـ) . وقال أبو بكر الخطيب في " تاريخ بغداد " 13 / 306: يُقالُ: إنَّ أول من جَمَع المسند وصنَّفه نُعَيْمُ بنُ حَمَّاد. وهذا القول نقله الذهبيُّ في " سير أعلامِ النبلاء "10 / 597 عن أحمد، إذ قال: أول من عَرَفْناه يكتُب المسند نُعيم بن حماد (ت 228 هـ) . ويُذكر في أوائل من صنف المسند بمكة الحُميدي (ت 219 هـ) ، وهو أقدمُ موتاً من الحِمَّاني ومُسَدَّد، إلا أن هناك من هو أقدمُ موتاً من الحميدي وقد صنَّف المسند، هو محدث نيسابور أبو إسحاق إبراهيمُ بن نصر السُّورياني (ت 213 هـ) . وبصَرْفِ النَّظَر عمن سَبَق فعلاً إلى تأليفِ المسند، فإن هؤلاء الأئمة المذكورين هم مِنْ أوائل مَنْ صنَّفَ المسند، وسنَعرِضُ ترجمةً موجَزةً لكلٍّ منهم مرتبين حسب التسلسل الزمني لوفياتهم: 1- أبو داود الطيالسي (1) ، ومو سليمانُ بنُ داود بن الجارود الطيالسي، نسبةً إلى الطيالسة التي تُجعَل على العمائم، مولى آل الزبير، الحافظ الثقة، ولد في البصرة سنة 133 هـ، وتُوفي بها سنةَ 203 أو 204 للهجرة، كان كثيرَ الحِفْظِ، قيلَ: كان يحفظ ثلاثين ألفَ حديثٍ، وكان يُملي مِن حفظه، ولا يروي مِن أصله، ولذلك أخطأ في عدة أحاديث، ومسنده (2)   (1) مترجم في " سير أعلام النبلاء " 9 / 378 - 384. (2) قال الإمام الذهبي في " السير ": سمع يونس بن حبيب - يعني من أبي داود - عدة = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 معروف متداول، طُبِع في حيدر آباد سنة 1321 هـ، وصوَّرته عنه دار المعرفة في بيروت. وقد رتبه على الأبواب الفقهية العلاّمة الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الشهير بالساعاتي، في كتاب " منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود "، وطبع في المطبعة المنيرية بالأزهر سنة 1372 هـ. وقد سقط من المطبوع مسانيد ثمانية من الصحابة رضوان الله عليهم كما هو مبين في مسرد أحاديث الصحابة المدرجة في الجزء الرابع منه انظر الصفحة 119 من المطبوع وهم على التوالي: العباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وعبد الله بن جعفر، وكعب بن مالك، وسلمة بن الأكوع، وسهل بن سعد الساعدي، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، ومحل هذه المسانيد بعد السطر الثامن من الصفحة 131 من المطبوع. 2- أسد السنة، وهو الإمامُ الحافظُ الثقة أسدُ بنُ موسى بن إبراهيم ابن الخليفة الأُمَوي الوليد بن عبد الملك بن مروان القرشي الأموي المصري، وُلِدَ بمصر سنة اثنتين وثلاثين ومئة، روى له أبو داود والنسائي، واستشهد به البخاريُّ، مات بمصر سنة اثنتي عشرة ومئتين، وله ثمانون سنة (1) .   = مجالس مفرقة، فهي المسند الذي وقع لنا. وقال الخطيب البغدادي: قال لنا أبو نعيم: صنف أبو مسعود الرازي ليونس بن حبيب مسند أبي داود. وهذا يدل على أن المسند هو جملة أحاديث حدّث بها الطيالسي من حفظه في عدة مجالس، وقد سمعها منه يونس بن حبيب ثم صنف هذه المسموعات أبو مسعود الرازي له، فجعلها مسنداً. وانظر " فتح المغيث " 1 / 88. (1) مترجم في " سير إعلام النبلاء " 10 / 162 - 164. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 3 - السُّورياني (نسبة إلى سُوريان قرية من قرى نيسابور) ، وهو الإمامُ الحافظُ البارعُ محدث نيسابور أبو إسحاق إبراهيمُ بنُ نصر الخراساني المُطَّوّعي الغازي، كان أبو زرعة يُقدِّمُه ويُفخِّمُه، استُشهِد في حرب بابك الخرَّمي سنة ثلاث عشرة ومئتين، ويقال: سنة عشر ومئتين في الكهولة (1) . 4- عُبيدُ الله بن موسى العَبْسِي أبو محمد، الإمام الحافظ الثقة العابد، وُلد في حدود عام عشرين ومئة، كان مجوِّداً للقرآن، وحديثه في الكتب الستة، مات سنة ثلاث عشرة ومئتين، وقيل: سنة أربع عشرة (2) . 5- الحُميدي، وهو الإمامُ الحافظُ الثقة الفقيه شيخُ الحرم أبو بكر عبدُ الله بنُ الزبير بن عيسى القرشي الأسدي الحُميدي المكي، حَدَّث عنه البخاريُّ وأبو داود والترمذي والنسائي، مات بمكة سنة تسع عشرة ومئتين، وقيل: سنة عشرين (3) . و " مسنده " مطبوع متداول، طبع في جزأين بتحقيق العلاّمة المحدث حبيب الرحمن الأعظمي، وهو من منشورات المجلس العِلمي بالهند، وصُوِّر عن هذه الطبعة في بيروت. 6- يحيى الحِمَّاني، وهو الإمامُ الكبير الحافظ الثقة أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني الكوفي، ولد نحو الخمسين ومئة، روى العُقَيْلي عنه أنه قال لقومٍ غرباء في مجلسه: مِن أين أنتم؟ فأخبروه، فقال: سمعتُم ببلدكم أحداً يتكلَّم فيَّ ويقولُ: إني ضعيفٌ في الحديث؟ لا تسمعوا كلام أهلِ الكوفة، فإنهم يحسُدُوني، لأني أوَّلُ من جمع المسند، وقد تقدَّمتهم في غير شيء. مات الحِمَّاني سنة ثمان وعشرين ومئتين في سامَرَّا، وكان   (1) مترجم في " سير أعلام النبلاء " 10 / 397. (2) مترجم في " سير أعلام النبلاء " 9 / 553 - 557. (3) مترجم في " سير أعلام النبلاء " 10 / 616 - 621. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 أوَّل من مات بها من المحدثين الذين أُقدِموا إليها في مسألة خلق القرآن (1) . 7- مُسَدَّد بن مُسَرْهَد، الإمامُ الحافظ الحجّة أبو الحسن الأسدي البصري، وُلد في حدود الخمسين ومئة، حدث عنه البخاريُّ، وأبو داود والترمذيُّ والنسائي، وقال أحمد ابن حنبل: مسدَّدٌ صدوق، فما كتبتَ عنه فلا تَعْدُ. مات سنة ثمان وعشرين ومئتين (2) . 8- نُعَيم بن حمَّاد، العلامة المحدث أبو عبد الله الخُزاعي المَرْوزي، روى عنه البخاريُّ مقروناً بآخر وأبو داود والترمذي وابن ماجه بواسطة، أُشخِص من مصر إلى سامَرَّا في خلافة المعتصم، فسُئل عن القرآن، فأبى أن يُجيبَ فيه بشيء مما أرادوه عليه، فحُبسَ بسامَرَّا، ولم يَزَلْ محبوساً بها حتى ماتَ في السجن سنة ثمان وعشَرين ومئتين، وقيل: سنة تسع وعشرين (3) . 9- الشيخ الإمام الحجة وأمير المؤمنين في الحديث أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم البصري المعروف بابن المديني المتوفى سنة 234 هـ. قال أبو حاتم الرازي: كان ابن المديني علماً في الناس في معرفة الحديث والعلل، وكان أحمد بن حنبل لا يسميه، إنما يكنيه تبجيلاً له، ما سمعت أحمد سماه قط.   (1) مترجم في " سير أعلام النبلاء " 10 / 526 - 540. (2) مترجم في " سير أعلام النبلاء " 10 / 591 - 595. (3) مترجم في " سير أعلام النبلاء " 10 / 595 - 612. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 وقال الإمام البخاري: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني. وقال الذهبي في " السير " 11 / 43: وبرع في هذا الشأن، وصنف وجمع، وساد الحفاظ في معرفة العلل. له " علل المسند " ثلاثون جزءاً حكاه الحاكم في معرفة " علوم الحديث " ص 71، وابن النديم في " الفهرست " ص 231، ويبدو أنه كان موجوداً أو أجزاء منه في القرن الثامن الهجري، فقد أكثر النقل عنه الحافظ ابن كثير في " مسند عمر " ولعله فُقِدَ فيما فُقِدَ من الكتب في كائنة تيمور سنة (803 هـ) . هؤلاء هم الأئمة الذين يُعَدُّونَ من أوائلِ من ألَّف المسند في بدايةِ القرنِ الثالث الهجري، ثم إنَّ الذين تتابعوا في التصنيف فيه كثرٌ، يَصعُبُ إحصاؤهم هنا، وثَمَّةَ مؤلفات سَرَدَتْ عدداً كبيراً منهم يُمكنُ الرجوعُ إليها كـ " الرسالة المستطرفة " ص 61 - 74، و " كشف الظنون " (1) . 5- الكلام على مسند أحمد : شرع الإمامُ أحمد بتصنيف " المسنَد " مُنصَرَفه من عند عبدِ الرزاق (2) ، أي نحو سنة (200 هـ) ، وهو في السَّادسة والثلاثين من عمره، انتقاه من أكثر مِن سبع مئة ألف حديث (3) ، سَمِعَها في رحلاته، فَضَمَّ نحو ثلاثين ألف   (1) ويمكن الرجوع أيضاً إلى فهارس " سير أعلام النبلاء " ففيه ذكر عدد كبير من المسانيد. (2) خصائص المسند: 25. (3) خصائص المسند: 21. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 حديث (1) يرويها عن مئتين وثلاثة وثمانين شيخاً من شيوخه (2) ، وكان قد كَتَبَه في أوراقٍ مفردة، وفَرَّقه في أجزاءٍ منفردةٍ على نحو ما تكونُ المسوَّدَة (3) ، ورواه لولده عبد الله نسخاً وأجزاءً، وكان يأمُرُه: أن ضعْ هذا في مسند فلان، وهذا في مسند فلان (4) ، وظلَّ يَنْظُرُ فيه إلى آخر حياته. وكان رحمه الله شديدَ الحرص على إيراد ألفاظِ التحمُّل كما سمعها، مثل: " حدثنا "، " أخبرنا "، " سمعت "، " عن "، لا سيما إذا روى الحديث عن أكثر من شيخ، فإنه يذكر لفظ كل واحد منهم كما هو بَيِّن في الأصول الصحيحة المسموعة المعتمدة في طبعتنا هذه. ولم يكن مَرْمى الإمام أحمد أن يرتِّبَ كتابه على أبواب الفقه، وإنما غايتُهُ هو جمعُ ما اشْتَهر من الحديث (5) على امتداد الرُّقعةِ الإسلامية بسندٍ متصلٍ إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسبَ رواته من الصحابة رضوان الله عليهم، وهي طريقة غايتُها الاستيعابُ، وهو ما أراده الإمامُ أحمد بقوله لابنه عبد الله: احتَفِظْ بهذا " المسند "، فإنه سيكونُ للناس إماماً (6) . بل هذا ما دَفَعَ الإمامَ حقاً إلى عمل " المسند " مع ما عُرِفَ عنه من كراهيته لوَضْع الكتب، لكن في عصرٍ اختلطت فيه العقائدُ والأفكارُ والاجتهاداتُ أراد الإمامُ أحمد أن يكون " المسندُ " مَفْزَعاً يلجأُ إليه الناسُ، فقد ذُكر أنه قال فيه: عملتُ هذا الكتابَ إماماً، إذا اختلف الناسُ في سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعُوا إليه (7) . ولهذا أصبح أصلاً من أصولِ   (1) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي: 191. (2) المصعد الأحمد: 34. (3) المصعد الأحمد: 30. (4) السير: 13 / 522. (5) خصائص المسند: 27. (6) السير: 11 / 327. (7) طبقات الحنابلة: 1 / 184. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 الأمة كما قال الإمام السبكي (1) ، بل إنه كتاب لم يُرْوَ على وجه الأرض كتابٌ في الحديث أعلى منه، كما قال الإمام ابن الجَزَري (2) . ونحو عام (225 هـ) عَقِيبَ المحنةِ (3) شرع الإمامُ أحمد بإسماعِه لولديهِ صالحٍ وعبدِ الله وابن عمِّه حنبل بن إسحاق، مع معاودة النظر في أحاديثه، وأمر عبدَ الله بالضرب على ما يتبين له علة فيه حتى وفاته (4) . وكان عبدُ الله أكثرَهم مداومةً على السَّماع، وهو الذي انفردَ بعدُ برواية " المسند " عن أبيه (5) وزاد فيه أحاديثَ كثيرةً عن مشايخه مما يُماثِلُه ويشابِهُهُ، ولكنه لم يُحرِّرْ ترتيبَ " المسند " ولا سهَّله ولا هذَّبه (6) ، بل أبقاه على حاله، مما جَعل الرغبةَ فيه تَقِلُّ، والإفادة منه عسرة المطلب، مع شدة الحاجة إليه، وكأنَّ الخطيب البغدادي عنى ما كان من بابَةِ هذا المسند بقوله: " فإني رأيتُ الكتابَ الكثيرَ الإفادة المُحْكَمَ الإِجادَةِ، ربما أُريدَ منه الشيءُ، فيعمَدُ من يُريدُ إلى إخراجه، فيَغمُضُ عنه مَوْضِعُهُ، ويَذْهَبُ بِطَلَبِه زمَانُه، فيتركُه وبه حاجةٌ إليه، وافتقارٌ إلى وجوده " (7) ولذا كان تيسيرُ الإفادةِ من هذا " المسند " أُمنية كثيرٍ من أهلِ العلم والفضل، ومنهم الإمامُ الذهبي الذي قال عندما تقدَّمَتْ به السِّنُّ، وأصبح عاجزاً عن النهوض بأعبائه يستنهِضُ هِمَمَ من يأتي بعدَه من أهلِ العلم: " فلعلَّ الله يُقَيِّضُ لهذا الدِّيوان العظيم من يُرَتِّبُه ويُهَذِّبُه، ويحذِفُ ما كُرِّرَ فيه، ويُصلِح ما تصَحَّفَ، ويُوضِّح حالَ كثيرٍ من رجاله، وينبِّهُ على   (1) طبقات الشافعية: 2 / 31. (2) المصعد الأحمد: 28. (3) انظر ص 42. (4) خصائص المسند: 24. (5) طبقات الحنابلة: 1 / 180، والسير: 13 / 516. (6) السير: 13 / 524، والمصعد الأحمد: 30. (7) تاريخ بغداد: 1 / 213. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 مُرسَلِه، ويُوهِنُ ما ينبغي من مناكيره، ويرتِّبُ الصحابةَ على المعجم، وكذلك أصحابهم على المعجم، ويَرمُزُ على رؤوسِ الحديث بأسماء الكتب الستة، وإن رتَّبَه على الأبواب فحَسَنٌ جميلٌ، ولولا أني قد عَجِزْتُ عن ذلك لِضعفِ البصر وعَدَمِ النية، وقُرْب الرحيل، لعَمِلْتُ في ذلك " (1) . ثم روى المسندَ عن عبدِ الله بن أحمد أبو بكرٍ القَطِيعيُّ، وزاد فيه زيادات في مسند الأنصار (2) ، ولابن القطيعي وابن المُذْهِب من بعده يَعْزُو الإمام الذهبي بعضَ الأشياء غير المحكَمَةِ في المتن والإسناد بروايتهما (3) . وعلى هذه الصورة التي هي أقربُ ما تكونُ إلى المسوَّدة وَصَلَنا " المسند " ومن ثَمَّ وقع فيه خللٌ في جملةِ مواضعَ منه لا تَمَسُّ جوهرَ الكتاب، من مثل إدراج عدد من أحاديث المكثرين في غير مسانيدهم، وتكرارِ الحديثِ الواحد بإسناده ومتنه لِغير فائدةٍ في إعادته، وتفريق أحاديث الصحابي الواحد في أكثر من موضع من " المسند "، والخلط بين أحاديث الشاميين والمدنيين، وعدم التمييز بين روايات الكوفيين والبصريين، وتداخل بعض أحاديث الرجال بأحاديث النساء، واختلاط مسانيد القبائل بمسانيد أهل البلدان. وقد نبَّه على ذلك كُلِّه الحافظ ابن عساكر في كتابه " ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمدُ بن حنبل في المسند ". ثم قال: ولست أظن ذلك إن شاء الله وقع من جهة أبي عبد الله رحمه الله، فإن محلَّه في هذا العلم أوفى، ومثل هذا على مثله لا يخفى، وقد نُراه توفي قبل تهذيبه، ونَزَلَ به أجلُه قبل تلفيقه   (1) السير: 13 / 525، ونرجو من الله العلي القدير أن نكون أهلاً لتحقيق أمنية الإمام الذهبي في هذا المسند لتتاح الإفادة منه لكل طالب علم بأيسر طريق وأهون سبيل. (2) المصعد الأحمد: 29، الفتح الرباني: 6 / 254، ولا يمكننا القطع بوجود هذه الزيادات والحكم عليها إلا بعد الانتهاء من تحقيق المسند كاملاً. (3) ميزان الاعتدال: 1 / 512. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 وترتيبه، وإنما قرأه لأهل بيته قبل بذل مجهوده فيه خوفاً من حلول عائق بموته دونَ بلوغ مقصوده فيما يرتضيه. وقد بيَّن الدكتور عامر حسن صبري محقق كتاب " ترتيب أسماء الصحابة " الأحاديث التي أدرجت في غير موضعها من " المسند "، معتمداً على الطبعة الميمنية، وها نحن نثبتها هنا نقلاً عنه مقدرين لجهوده، شاكرين لفضله: 1- أنس بن مالك: له حديثٌ في مسند عمر 1 / 56، وآخران في مسند عثمان 1 / 56، وأحاديث في مسند ابن عباس 1 / 259 و 267 و 296 و 363، وحديث في مسند جابر 3 / 378. 2- البراءُ بن عازب: له حديث في مسند ابن أبي أوفى 4 / 354، وحديثان في مسند زيد بن أرقم 4 / 372 و 373. 3- جابرُ بنُ عبد الله الأنصاري: له حديث في مسند ابن عباس 1 / 242، وآخر في مسند ابن عمر 2 / 35 وحديث في مسند عبد الله بن عمرو 2 / 181، وحديثان في مسند أبي هريرة 2 / 344 و 426، وأحاديث في مسند أبي سعيد الخدري 3 / 8 و 12 و 75، وحديث في مسند سلمة بن الأكوع 4 / 47، وآخر في مسند عبد الله بن ثعلبة بن صُعير 5 / 431. 4- الحسنُ بن علي بن أبي طالب: له حديث في مسند أبي هريرة 2 / 429. 5 - الحسين بن علي بن أبي طالب: له حديث في مسند أبيه 1 / 78. 6- خزيمة بن ثابت الأنصاري: له حديث في مسند سعد بن أبي وقاص 1 / 182. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 7- زيدُ بن أرقم: له حديثٌ في مسند علي بن أبي طالب 1 / 118. 8- سعد بن مالك أبي وقاص: له حديث في مسند أبي هريرة 2 / 330 - 331، وآخر في مسند أبي بكرة 5 / 46. 9- سهل بن أبي حَثْمة: له حديث في مسند رافع بن خديج 4 / 140. 10- طلحة بن عبيد الله: له حديث في مسند أبي هريرة 2 / 333. 11- عبادة بن الصامت: له حديث في مسند فضالة بن عبيد 6 / 21. 12- عبد الله بن الزبير: له حديثان في مسند عمر 1 / 27 و 38، وآخر في مسند ابن عباس 1 / 240، وثالث في مسند ابن عمر 2 / 139، ورابع في مسند جابر 3 / 313. 13- عبد الله بن زيد بن عاصم: له حديث في مسند أبي بشير 5 / 216. 14- عبد الله بن زيد بن عبد ربه: له حديث في مسند أبي بشير 5 / 216. 15- عبد الله بن عباس: له أحاديث في مسند عمر 1 / 23 و 27 و 38، وأحاديث في مسند ابن عمر 2 / 27 و39 و 78 و 84 و 139، وحديث في مسند جابر 3 / 372، وحديث في مسند أبي هريرة 2 / 525، وحديث في مسند أبي عامر الأشعري 4 / 164، وحديث في مسند زيد بن ثابت 5 / 183، وأحاديث في مسند عائشة 6 / 34 و 55 و 215 و 275. 16- عبد الله بن عمر بن الخطاب: له أحاديث في آخر مسند أبيه 1 / 56 و 57، وحديث في مسند عثمان 1 / 66، وأحاديث في مسند ابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 عباس 1 / 27 و 241 و 254 و 280 و 330 و 335 و 338 و 352 و 361، وله ثلاثة أحاديث في مسند أبي سعيد 3 / 58 و 73 و 90، وحديث في مسند أنس 3 / 124، وحديثان في مسند جابر 3 / 372 و 386، وحديثان في مسند عائشة 6 / 80 و 214، وآخران في مسند حفصة 6 / 283 و 284. 17- عبد الله بن عمرو بن العاص: له حديث في مسند ابن عباس 1 / 271. 18- عبد الله بن مسعود: له حديث في مسند أبي هريرة 2 / 474، وحايث في مسند جابر 3 / 397، وحديث في مسند الأشعث بن قيس 5 / 212. 19- علي بن أبي طالب: له حديث في مسند عثمان 1 / 61 و 70 و 72، وحديث في مسند ابن عباس 1 / 315. 20- علي بن طلق الحنفي: له حديث في مسند علي بن أبي طالب 1 / 86. 21- عمرو بن عوف الأنصاري: له حديث في مسند ابن عباس 1 / 306. 22- عمر بن الخطاب: له حديث في مسند أبي بكر 1 / 71، وحديثان في مسند ابن عباس 1 / 263 و 264. 23- الفضل بن العباس: له حديثان في مسند أخيه عبد الله 1 / 355 و 359، وحديث في مسند المطلب بن ربيعة 4 / 167. 24- معاذ بن جبل: له حديث في مسند ابن أبي أوفى 4 / 381. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 25- مقدام بن معد يكرب: له حديث في مسند المقداد بن عمرو 4 / 6. 26- نافع بن عتبة: له حديثان في مسند سعد بن أبي وقاص 1 / 178. 27- أبو الدرداء: له حديث في مسند أبي هريرة 2 / 357. 28- أبو ذر الغفاري: له حديث في مسند رافع بن عمرو 5 / 31. 29- أبو سَريحة الغفاري: له حديث في مسند أبي رافع 6 / 10. 30- أبو سعيد الخدري: له حديث في مسند عمر 1 / 27، وأحاديث في مسند أبي هريرة 2 / 232 و 272 و 302 و 303 و 310 و 319 و 383 و 447 و 449 و 465 و 471 و 479، وحديث في مسند أنس 3 / 224، وحديثان في مسند جابر 3 / 298 و 371، وله حديث في مسند زيد بن أرقم 4 / 374. 31- أبو الطفيل بن واثلة: له حديث في مسند ابن عباس 1 / 298. 32- أبو مالك الأشجعي: له حديث في مسند أبي هريرة 2 / 286. 33- أبو موسى الأشعري: له أحاديث في مسند ابن مسعود 1 / 402 و 405 و 450. 34- أبو هريرة: له حديثان في مسند ابن عباس 1 / 258 و 289، وحديثان في مسند ابن مسعود 1 / 398 و 400، وأحاديث في مسند ابن عمر 2 / 37 و 101 و 132، وأحاديث في مسند أبي سعيد الخدري 3 / 4 و 5 و 8 و 12 و 18 و 33 و 35 و 43 و 49 و 58 و 65 و 70 و 74 و 81 و 88 و 92 و 94 و 95، وحديث في مسند أنس 3 / 125، وأحاديث في مسند جابر 3 / 298 و 319 و 400، وحديث في مسند أبي طلحة بن سهل 4 / 28، وحديث في مسند تميم 4 / 103، وحديث في مسند زيد بن خالد 4 / 115، وحديث في مسند الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 عمرو بن العاص 4 / 204، وحديث في مسند عبد الله بن عدي 4 / 305، وحديث في مسند حابس 5 / 70، وأحاديث في مسند عائشة 6 / 73 و 169 و 244. 35- دُرة بنت أبي لهب: لها حديث في مسند عائشة 6 / 68. 36- سودة بنت زمعة: لها حديث في مسند ابن عباس 1 / 328. 37- عائشة بنت أبي بكر: لها أحاديث في مسند ابن عباس 1 / 218 و 229 و 250 و 288 و 296، وحديث في مسند ابن عمر 2 / 140، وحديثان في مسند أبي هريرة 2 / 277 و 278، وحديث في مسند أنس 3 / 266، وحديث في مسند حفصة 6 / 286، وأحاديث في مسند أم سلمة 6 / 289 و 290 و 308 و 313، وحديثان في مسند ميمونة 6 / 333 و 335. 38- ميمونة بنت الحارث: لها حديث في مسند عائشة 6 / 193. 39- أم سلمة هند بنت أبي أمية: لها أحاديث في مسند عائشة 6 / 33 و 34 و 36 و 184 و 203 و 245 و 259، وحديث في مسند أم حبيبة 6 / 336. قلنا: إن الفهارسَ التي سَنَقُومُ بصُنْعِها تتكفَّلُ إن شاء الله بتقويم هذا الخلل، مع الاحتفاظ في الوقت نفسِه بنشر " المسند " على الصورة التي تركه بها مؤلِّفُه الإِمام أحمد، رحمه الله. 6- أقسام الأحاديث التي في المسند : وهذا " المسند " الذي ينتظمُ نحو ثلاثين ألفَ حديثٍ مُسْنَدةٍ، تنقسم أحاديثُه بطريق الاستقراء إلى ستة أقسام، منها ما هو صحيحٌ لذاته، ومنها ما هو صحيحٌ لغيره، ومنها ما هو حسن لذاته، ومنها ما هو حسن لغيره (1) ، ومنها   (1) الحديث الحسن لذاته: هو الحديث المتصل الإسناد برواة معروفين بالصدق، وفي = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ضبطهم قصورٌ عن رتبة رواة الصحيح، ولا يكونُ معلاً ولا شاذاً، وهو والصحيحُ سواءٌ إلا في تفاوت الضبط، فراوي إلصحيح يُشتَرط فيه أن يكونَ موصوفاً بأعلى درجات الضبط، وراوي الحسن لا يشترط فيه أن يبلغ تلك الدرجة، وإن كان ليس عرياً عن الضبط في الجملة، وهذا النوعُ من الحسن قد اتفقوا على الاحتجاج به، وأنه إذا ورد من طُرُقٍ أو كان في الباب ما يشهد له ارتقى إلى درجة الصحيح لغيره، وقد أدرجه غير واحد من المحدثين الذين التزموا الصحة في تواليفهم مع قولهم: إنه دون الصحيح، كالإمام البخاري والإمام مسلم، فإنهما رحمهما الله لم يلتزما في أحاديث كتابيهما أن تكون كلها في أعلى درجات الصحة، وكذا الإمامان ابن خزيمة وابن حبان. انظر " شروط الأئمة الخمسة " للحازمي ص 57 - 58 وشرح مسلم 1 / 15 للنووي، و " الموقظة " ص 79 - 80 للذهبي، و " اختصار علوم الحديث " ص 37 لابن كثير، و " هدي الساري " 2 / 162 و 2 / 137 - 138 للحافظ ابن حجر. والحسن لغيره أصله ضعيف كأن يكون في سنده مستور أو سيئ الحفظ أو موصوف بالاختلاط أو التدليس، أو مختلف في جرحه وتعديله اختلافاً لعذر الترجيح فيه، وإنما طرأ عليه الحسن بالعاضد الذي عضده، فاحْتُمِلَ لوجودِ العاضد، ولولا العاضدُ، لاستمرت صفة الضعف فيه. وفي هذا النوع من الحَسَنِ تتفاوتُ أنظار المحدثين، وتختلف أحكامهم فيه، ففريق منهم يَعْمِدُ إلى حديثٍ ما من هذه البابة، فيلتمسُ له الشواهد والمتابعات، ويرى أنها صالحة لتعضيده، فيخرجه من قسم الضعيف ويحسنه ويحتج به، بينما الفريق الآخر لا يرى أن تلك المتابعات والشواهد كافية لإخراجه من قسم الضعيف وتحسينه ولكل وجهة هو موليها. وانظر " الموقظة " ص 33. أما إذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي، أو اتهامه بالكذب، أو لفحش غلطه ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع، فإنه لا يرتقي إلى الحسن بل يزداد ضعفاً إلى ضعف إذ إنَّ تفرد المتهمين بالكذب أو المجروحين في عدالتهم بحديث لا يرويه غيرهم يرجح عند جهابذة النقاد التهمة، ويؤيد ضعف روايتهم. وقد تساهل غير واحد من المتأخرين ممن ينتحل هذه الصناعة في هذا القيد فحكموا على أحاديث ضعاف بالترقي إلى الحسن مع هذه العلة القوية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 ما هو ضعيفٌ ضعفاً خفيفاً، ومنها ما هو شديدُ الضعف، يكاد يقتربُ من الموضوع. وهذه الأقسام بأنواعها ما عدا الأخير منها يُقِرُّ بوجودها في " المسند " الإمامُ أحمد، وكثيرٌ من أتباعه، ومِن غير أتباعه الذين لهم معرفةٌ بهذا الفنِّ. ونحن نرى أحقيَّةَ هذا التقسيم وصحته؛ لأنَّ الدراسةَ الجادة التي قُمنا بها لكل حديث من أحاديثه جَعَلَتْنا نطمئنُّ إليه كلَّ الاطمئنان. أما القضيةُ التي أُثيرت قديماً حولَ ما إذا كان في المسند أحاديثُ ضعيفة أو معلولة، فهذا مما يُسَلِّمُ به من له معرفة بهذا الشأن، والإِمامُ أحمد نفسُه يقول لابنه عن منهجه في " المسند ": قَصَدْتُ في " المسند " الحديثَ المشهور، وتركتُ الناسَ تحت ستر الله تعالى، ولو أردتُ أن أقصِدَ ما صحَّ عندي، لم أروِ من هذا " المسند " إلا الشيءَ بَعْدَ الشيء، ولكنك يا بني تعرفُ طريقتي في الحديث، لستُ أُخالِفُ ما ضَعُفَ إذا لم يكن في الباب ما يَدفَعُه (1) . وفي كتاب " العلل " للإِمام أحمد عددٌ غيرُ قليلٍ من الأحاديث التي طَعَنَ هو بصحتها، وهي موجودةٌ في " المسند ". 1- فقد جاء في " العلل " رقم (188) : حدثنا سفيان، قال: سمعناه من أربعة عن عائشة لم يرفعوه: زُريق وعبد الله بن أبي بكر، ويحيى وعبد ربه، سمعوه من عمرة يعني القطع في ربع دينار. أعله بالوقف، وهو في " المسند " 6 / 104. 2- وفيه (367) : سألت أبي قلت: يصح حديث سمرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   (1) خصائص المسند: 27. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 " من ترك الجمعة عليه دينار أو نصف دينار يتصدق به " فقال: قدامة بن وبرة يرويه لا يُعرف رواه أيوب أبو العلاء (وهي عند أبي داود 1054) فلم يصل إسناده كما وصله همام، قال: " نصف درهم أو درهم " خالفه في الحكم، وقصر في الإسناد. وهو في " المسند " 5 / 8 و 14. 3- حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رد ابنته إلى أبي العاص بمهر جديد ونكاح جديد " ضعفه في " المسند " 2 / 207 - 208 وفي " العلل " (538) و (539) . 4- في " العلل " (709) و (715) أعل حديث عبد الله بن مسعود " ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: فصلى، فلم يرفع يديه إلا مرة " وهو في " المسند " 1 / 388. 5- وفيه (1290) : حدثني أبي، قال: حدثني يحيى بن سعيد، عن علي بن المبارك، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير أن عمر بن معتب أخبره أن أبا حسن مولى بني نوفل أخبره أنه استفتى ابن عباس في مملوك تحته مملوكة، فطلقها تطليقتين، ثم أعتقها هل يصلح أن يخطبها؟ قال: نعم قضى بذلك رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سمعت أبي يقول: قال ابن المبارك لمعمر: يا أبا عروة، من أبو حسن هذا؟ لقد تحمل صخرة عظيمة. قال أبي: أبو حسن مولى عبد الله بن الحارث روى عنه الزهري وعمر بن معتب، فقلت لأبي: من عمر بن معتب هذا؟ فقال: روى عنه محمد بن أبي يحيى، قلت له: أعني عمر بن معتب: هو ثقة؟ قال: لا أدري. وهو في " المسند " 1 / 229. 6- وفيه (1366) : سألته عن حديث عمر بن بيان التغلبي عن عروة بن المغيرة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من باع الخمر فليشقص الخنازير " قلت: من عمر بن بيان؟ فقال: لا أعرفه. وهو في " المسند " 4 / 253. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 7- وفيه (1711) : سمعت أبي يقول في حديث أبي بشر عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: قبض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن عشر سنين قد قرأت المحكم، قال أبي: هذا عندي واه، أظنه قال: ضعيف. وهو في " المسند " 1 / 253. 8- وفيه (1795) : أنه قال في حديث ابن عمر: " أحلت لنا ميتتان ودمان .... " هو منكر، وضعفه بعبد الرحمن بن زيد بن أسلم أحد رواته، وهو في " المسند " 2 / 97. 9- وفيه (1884) : سألت أبي عن حديث شعبة، عن أبي التياح، قال: سمعت أبا الجعد، عن أبي أمامة: خرج النبي على قاص ... قال أبي: لا أدري من أبو الجعد هذا. وهو في " المسند " 5 / 261. ولو كان كتاب " العلل " للخلال بين أيدينا، لوقفنا فيه على أحاديث كثيرة مما هو في " المسند " قد طعن فيها الإِمام أحمد كما قال ابن الجوزي رحمه الله، فيما سيأتي من كلامه قريباً. وقال العلامةُ ابنُ القيم في كتاب " الفروسية "، الورقة 190 - 191 من نسخة الظاهرية، وهو يَرُدُّ دعوى القائل: إنَّ ما سكت عنه أحمدُ في المسند صحيح: إنَّ هذه الدعوى لا مُسْتَنَدَ لها البتة، بل أهلُ الحديث كُلُّهُمْ على خلافها، والإِمامُ أحمد لم يشترط في مسنده الصحيحَ، ولا التزمه، وفي مسنده عِدَّةُ أحاديثَ سُئِلَ هو عنها، فضعفها يعينها، وأنكرها: 1- كما روى 2 / 442 حديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة يرفعه: " إذا كانَ النصفُ مِنْ شعبان فَأَمْسِكُوا عن الصِّيَامِ حتى يكونَ رمضان ". وقال حرب: سمعتُ أحمد يقول: هذا حديثٌ منكر، ولم يُحدث العلاءُ بحديثٍ أنكرَ من هذا وكان عبدُ الرحمن بنُ مهدي لا يُحَدِّثُ به البتة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 2- وروى 6 / 287 حديث: " لا صِيَامَ لمن لم يُبَيِّتِ الصيامَ من الليل ". وسأله الميموني عنه، فقال: أُخْبِرُك ما له عندي ذلك الإِسناد إلا أنَّه عن عائشة وحفصة إسنادان جيدان. يريد أنه موقوف. 3- وروى 2 / 386 و 442 و 458 و 470 حديث ابن المطوس عن أبيه، عن أبي هريرة: " من أفطر يوماً من رمضان لم يقضه عنه صيامُ الدهر ". وقال في رواية مهنا وقد سأله عنه: لا أعرف أبا المطوس، ولا ابن المطوس. 4- وروى 2 / 418 و 3 / 41: " لا وضوء لِمن لم يَذْكُرِ اسمَ الله عليه ". وقال المَرُّوذي: لم يصححه أبو عبد الله، وقال: ليس فيه شيءٌ يثبُتُ. 5- وروى 6 / 113 و 114 و 171 و 236 حديث عائشة: " مُرْنَ أزواجَكُنَّ أن يَغْسِلُوا عنهم أَثَرَ الغَائِطِ والبولِ فإنِّي أَسْتَحييهم، وكان رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعلُه ". وقال في رواية حرب: لم يصح في الاستنجاء بالماء حديثٌ، قيل له: فحديث عائشة قال: لا يصح، لأنَّ غير قتادة لا يرفعه. 6- وروى 6 / 239 حديث عراك عن عائشة: " حَوِّلوا مقعدتي نحوَ القبلة ". وأعله بالإرسال، وأنكر أن يكونَ عراك سَمِعَ من عائشة، ويروى لجعفر بن الزبير، وقال في رواية المرُّوذي: ليس بشيء. 7- وروى 1 / 233 و 268 و 332 و 336 و 372 حديثَ: " وضؤ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مرَّةً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 وقال في رواية مهنا: الأحاديثُ فيه ضعيفة. 8- وروى 3 / 481 حديث طلحة بن مصرِّف عن أبيه عن جده " أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح رأسه حتى بلغ القَذَالَ ". وأنكره في رواية أبي داود وقال: ما أدري ما هذا؟ وابنُ عيينة كان ينكره. 9- وروى 2 / 223 حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده يرفعه: " أيُّما رَجُلٍ مَسَّ ذكره فليتوضأ ". وقال في رواية أحمد بن هاشم الأنطاكي: ليس بذاك، وكأنَّه ضعفه. 10- وروى 5 / 194 حديث زيد بن خالد الجهني يرفعه: " مَن مَسَّ ذكره فليتوضأ ". وقال مهنا: سألتُ أحمد عنه فقال: ليس بصحيح الحديث، والحديث حديثُ بسرة! فقلت: مِن قِبَل مَنْ جاء خطؤه؟ فقال: مِن قبل ابن إسحاق أخطأ فيه، ومن طريقه رواه في " مسنده ". 11- وروى 6 / 262 عن عائشة: " مَدَّت امرأةٌ مِنْ وراء السّتر بيدها كتاباً إلى رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَضَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده، وقال: ما أدري أيد رجلٍ أم يد امرأة، قال: لو كنت امرأة غَيَّرْتِ أظفارَك بالحِناء " وقال في رواية حنبل: هذا حديثٌ منكر. 12- وروى 2 / 198 حديث أبي هريرة يرفعه: " مَنِ اسْتَقَاءَ فَلْيُفْطِرْ، ومن ذَرَعَهُ القيءُ فَلَيْسَ عليه قضاء ". وعلله في رواية مهنا، وقال أبو داود: سألتُ أحمد عن هذا فقال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 ليس هذا بشيء، إنما هو " من أكل ناسياً فإنما أطعمه الله تعالى وسقاه ". 13- وروى 1 / 215 و 222 و 244 و 280 حديث ابنِ عباس: " أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وهو صائم ". وقال في رواية مهنا وقد سأله عن هذا الحديث فقال: ليس بصحيح. 14- وروى 2 / 98 حديث ابن عمر يرفعه: " مَن اشْتَرَى ثَوباً بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ وفيه دِرْهَمٌ حرامٌ لم تُقْبَلْ له صَلاةٌ ما دَامَ عليَه ". وسأله أبو طالب عن هذا الحديثِ فقال: ليس به شيء له إسناد، وقال في رواية مهنا: لا أعرفُ يزيد بن عبد الله، ولا هاشماً الأوقص، ومن طريقهما رواه. 15- وروى (وهو في " العلل " (5982) وليس في " المسند ") عن القواريري، عن معاذ بن معاذ، عن أشعث الحُمراني، عن ابن سيرين عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة: " كان رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُصلي في شُعرنا ولا لُحفنا ". وقال في رواية ابنه عبد الله: ما سمعتُ عن أشعث أنكرَ من هذا، وأنكره انكاراً شديداً. 16- وروى 1 / 104 حديث علي أن العباس سألَ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تعجيل صدقته قبل أن تَحِلَّ، فَرَخَّص له. وقال الأثرم: سمعتُ أبا عبد الله ذُكِرَ له هذا الحديثُ فضعفه، وقال: ليس ذلك بشيءٍ، هذا مع أن مذهبَه جوازُ تعجيل الزكاة. 17- وروى 6 / 291 حديثَ أمِّ سلمة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرها أن توافيه يومَ النحر بمكة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 وقال في رواية الأثرم: هو خطأ، وقال وكيع عن أبيه مرسل أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرها أن توافيه صلاة الصبح يوم النحر بمكة أو نحو هذا. وهذا أيضاً عجب، النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم النحر ما يصنع بمكة! يُنْكِرُ ذلك. 18- وروى 2 / 321 حديث أبي هريرة يرفعه: " مَن وَجَدَ سَعَةً فلم يُضَحِّ فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنا ". وقال في رواية حنبل: هذا حديث منكر. 19- ونظير ما نحن فيه سواء بسواء ما رواه 6 / 247 عن عثمان بن عمر، حدثنا يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " لا نَذْرَ في معصية وكفارتُه كَفَّارَةُ اليمين ". فهذا حديث رواه وبنى عليه مذهبَه، واحتج به، ثم قال في رواية حنبل: هذا حديث منكر. وهذا بابٌ واسع جداً لو تتبعناه لجاء كتاباً كبيراً. والمقصودُ أنه ليس كُلُّ ما رواه، وسَكَتَ عنه يكونُ صحيحاً عنده وحتى لو كان صحيحاً عنده، وخالفه غيرُه في تصحيحه لم يكن قولُه حُجَّةً على نظيره. وبهذا يُعرف وهم الحافظ أبي موسى المديني في قوله في " خصائص المسند " ص 24: إنَّ ما خَرَّجه الإِمام أحمد في مسنده، فهو صحيحٌ عنده، فإن أحمد لم يقل ذلك قط، ولا قال ما يَدُلُّ عليه، بل قال ما يَدُلُّ على خلافِ ذلكَ كما قال أبو العز بنُ كادش كما في " خصائص المسند " ص 27: إن عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال لأبيه؟ ما تقول في حديث ربعي عن حذيفة؟ قال: الذي يرويه عبد العزيز بن أبي رواد؟ قلتُ: يصح؟ قال: لا، الأحاديثُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 بخلافه، وقد رواه الحفاظ عن ربعي عن رجلٍ لم يسمه، قال: فقلت له: قد ذكرتَه في " المسند "؟ فقال: قصدت في المسندِ الحديثَ المشهورَ وتركتُ الناسَ تحت سِتر الله، ولو أردتُ أن أَقْصِدَ ما صَحَّ عندي، لم أرْوِ هذا المسندَ إلا الشيءَ بعدَ الشيء، ولكنك يا بني تَعْرِفُ طريقتي في الحديث لستُ أُخَالِفُ ما فيه ضعفٌ إذا لم يَكُنْ في البابِ شَيءٌ يدفعه. فهذا تصريحٌ منه رحمه الله تعالى بأنه أخرج فيه الصحيحَ وغيرَه. وقد استشكل أبو موسى المديني هذه الحكاية في " خصائص المسند " ص 27 وظنها كلاماً متناقضاً، فقال: ما أظن هذا يَصِحُّ، لأنَّه كلامٌ متناقض، لأنه يقولُ: لَسْتُ أخالِفُ ما فيه ضعف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو يقول في هذا الحديث: الأحاديثُ بخلافه، قال: وإن صحَّ، فلعله كان أولاً، ثم أخرج منه ما ضعف، لأني طلبته في المسند، فلم أجده. قال ابن القيم: ليس في هذا تناقضٌ من أحمد رحمه الله تعالى، بل هذا هو أصله الذي بنى عليه مذهبه وهو لا يُقَدِّمُ على الحديث الصحيحِ شيئاً لا عملاً ولا قياساً، ولا قولَ صاحب، وإذا لم يكن في المسألة حديثٌ صحيح، وكان فيها حديثٌ ضعيف، وليس في الباب شيء يَرُدُّه، عَمِلَ به، فإن عارضه ما هو أقوى منه تركه للمُعَارِضِ القوي، وإذا كان في المسألة حديث ضعيف وقياسٌ، قدَّمَ الحديثَ الضعيفَ على القياس انتهى. وقد نَقَلَ ابنُ الجوزي من خط القاضي أبي يعلى الفَرَّاء في مسألة النبيذ، قال: إنما روى أحمدُ في " مسنده " ما اشتهر، ولم يقصِدِ الصحيحَ ولا السقيمَ (1) . وقال عبدُ الله: هذا " المسندُ " أخرجه أبي رحمه الله من سبع مئة ألف   (1) صيد الخاطر: 246. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 حديث (1) ، وأخرج فيه أحاديث معلولةً، بعضُها ذَكَر علَلَها، وسائرها في كتاب " العلل " لئلا يخرَّج في الصحيح (2) . وقد صوَّرَ لنا ابنُ الجوزي استغرابَ معاصريه من أن يكونَ في " المسند " ما ليس بصحيح، فقال: كان قد سألني بعضُ أصحاب الحديث: هل في " مسند الإمام أحمد " ما ليس بصحيح؟ فقلتُ: نعم. فعظَّمَ ذلك جماعةٌ ينتسبون إلى المذهب، فحَمَلْتُ أمرَهم على أنهم عوامُّ، وأهملتُ فكر ذلك، وإذا بهم قد كتبوا فتاوى، فكتب فيها جماعةٌ من أهل خُراسان منهم أبو العلاء الهَمَذاني، يُعظمون هذا القولَ ويردُّونَه، ويُقَبِّحون قولَ من قاله، فبقيتُ دَهِشاً متعجباً، وقلتُ في نفسي: واعجباً، صار المنتسبونَ إلى العلم عامَّةً أيضاً! وما ذاك إلا أنهم سَمِعُوا الحديثَ، ولم يَبحَثُوا عن صحيحه وسقيمه، وظنوا أنَّ مَنْ قال ما قلتُه قد تعرَّض للطَّعْنِ فيما أخرجه أحمد، وليس كذلك، فإن الإِمام أحمد روى المشهورَ والجيدَ وَالرديء، ثم هو قد رَدَّ كثيراً مما روى ولم يَقُلْ به، ولم يجعله مذهباً له، ومن نظر في كتاب " العلل " الذي صنَّفَه أبو بكر الخلاّل رأى أحاديثَ كثيرةً كلها في " المسند " وقد طعن فيها أحمد (3) . وقال الحافظ السخاوي في " شرح الألفية " 1 / 89: والحق أن في مسند أحمد أحاديث كثيرة ضعيفة، وبعضُها أشدُّ في الضَّعف من بعض حتى إنَّ ابنَ الجوزي أدخل كثيراً منها في موضوعاته، ولكن قد تعقَّبَهُ في بعضها   (1) قلنا: يريد بهذا العدد اختلاف طرق الحديث باختلاف رواته، ويدخلُ فيه أيضاً الأحاديث الموقوفة، فإن الحديث الواحد قد يرويه عن الصحابي عدد من التابعين، ثم يرويه عن كل واحد منهم عدد من أتباع التابعين، ثم يرويه عن كل واحد منهم عدد من أتباع أتباع التابعين، وهكذا فيكون الحديث الواحد أحاديث كثيرة متعددة بهذا الاعتبار، فيتحقق هذا العدد الكبير. (2) فهرسة ابن خير: 140. (3) صيد الخاطر: 245 - 246. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 الحافظ العراقيُّ في جزء له، وفي سائرها الحافظ ابن حجر، وحقَّقَ نفي الوضع عن جميع أحاديثه، وأنه أحسنُ انتقاءً وتحريراً من الكتبِ التي لم تلتزم الصحة في جمعها. ولا يغُضُّ من قيمة المسند كثرة الأحاديث الضعيفة فيه، فإنَّ عدداً غير قليل منها صالحٌ للترقي إلى الحسن لغيره، والصحيح لغيره، وذلك بما وُجد له من متابعات وشواهد كما يظهر ذلك من تخريجنا للأحاديث وبيان درجاتها، وما تبقَّى منها، فهو من الضعيف الذي خَفَّ ضعفُه، ما عدا الأحاديث القليلة التي انتُقِدَتْ عليه، فإنه رحمه الله كان يرى الأخذَ بها والعملَ بمضمونها، وتقديمَها على القياس كما مرَّ في قوله لابنه عبد الله: لستُ أُخالِفُ ما ضَعُفَ من الحديث إذا لم يكن في الباب ما يدفعه (1) . وقد قال شيخ الإِسلام ابن تيمية (2) : إن تعدُّدَ الطرقِ مع عدمِ التشاعر والاتفاق في العادة يُوجبُ العلمَ بمضمون المنقولِ - أي: بالقدر المشترك في أصل الخبر - لكن هذا يُنتَفَعُ به كثيراً في علم أحوال الناقلين - أي: نزعاتهم والجهة التي يحتمل أن يتعصَّبَ لها بعضُهم - وفي مثلِ هذا ينتفعُ برواية المجهول، والسيئِ الحفظ، وبالحديث المُرسَل، ونحو ذلك، ولهذا كان أهلُ العلم يَكتُبون مثلَ هذه الأحاديث، ويقولون: إنه يصلُحُ للشواهد والاعتبار ما لا يصلُح لغيره. قال الإمام أحمد: قد أكتبُ حديث الرجل لأعتبِرَه. وقال شيخ الإِسلام أيضاً (3) : وقد يروي الإمامُ أحمد وإسحاقُ وغَيْرُهُما أحاديثَ تكون ضعيفةً عندهم لاتهام رواتها بسُوءِ الحفظ، ونحو ذلك، ليعتبرَ   (1) خصائص المسند: 27. (2) مقدمة أصول التفسير: 30، وما بين معترضتين من كلامنا. (3) منهاج السنة: 4 / 15. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 بها ويستشهدَ بها، فإنه قد يكونُ لذلك الحديثِ ما يَشهَدُ أنه محفوظ، وقد يكونُ له ما يشهد بأنه خطأ، وقد يكونُ صاحبُها كذاباً في الباطن ليس مشهوراً بالكذب، بل يروي كثيراً من الصدق، فيُروى حديثه، وليس كلُّ ما رواه الفاسق يكون كذباً، بل يجب التبيُّنُ في خبره كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} ، فيروى لتُنظَر سائر الشواهد هل تدلُّ على الصدق أو الكذب. وقال رحمه الله أيضاً (1) : وليس كلُّ ما رواه أحمد في " المسند " وغيره يكون حجةً عنده، بل يروي ما رواه أهلُ العلم، وشرطُهُ في " المسند " أن لا يرويَ عن المعروفين بالكذبِ عنده، وإن كان في ذلك ما هو ضعيف. وقال الإِمامُ الذهبي عن " المسند " (2) : فيه جملةٌ من الأحاديث الضعيفة مما يَسوغُ نقلُها، ولا يجبُ الاحتجاجُ بها. وكذلك قال الحافظ العراقي فيما نقله عنه الحافظ ابنُ حجر في " القول المسدَّد " (3) : إن في " المسند " أحاديثَ ضعيفة كثيرة. وقال الحافظ ابن حجر (4) : و " مسند أحمد " ادَّعى قومٌ فيه الصحةَ، وكذا في شيوخه، وصنَّفَ الحافظُ أبو موسى المَدِيني في ذلك تصنيفاً، والحقُّ أنَّ أحاديثَه غالبُها جياد، والضعافُ منها إنما يُورِدُها للمتابعات، وفيه القليلُ من الضعاف الغرائبِ الأفرادِ، أخرجها، ثم صارَ يضرِبُ عليها شيئاً فشيئاً، وبقي منها بعدَه بقيةٌ.   (1) منهاج السنة: 4 / 27. (2) سير أعلام النبلاء: 11 / 329. (3) القول المسدَّد: 3. (4) تعجيل المنفعة: 6. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 أما القسمُ السادسُ، وهو الأحاديثُ الشديدةُ الضعف التي تكادُ تقتربُ من الموضوع، فقد أشارَ إليها الإِمام الذهبي في كلامه عن " المسند "، فقال (1) : وفيه أحاديثُ معدودة شِبْهُ موضوعةٍ، ولكنها قطرةٌ في بحر. وقد أدرجها النقادُ في سِلْكِ الموضوعات فبلغت ثمانيةً وثلاثين حديثاً، أورد الحافظُ ابن حجر في "القول المسدَّد في الذبِّ عن مسند أحمد " الأحاديثَ التسعة التي جمعها الحافظ العراقي في جزءٍ وانتقدها، وأضاف إليها خمسةَ عشر حديثاً أوردها الإِمامُ ابنُ الجوزي في الموضوعات، وأجاب عنها حديثاً حديثاً، وقد فاته أحاديثُ أُخَرُ ذكرها ابن الجوزي في " الموضوعات " نقلها الإِمامُ السيوطي في جزء، وسماها " الذيل الممهَّد " وأجاب عنها وعِدَّتها أربعة عشر حديثاً. وأقلُّ ما يقوله المتمكن في هذا الفن بعد النظر في هذه الأحاديث وما أجاب به العلماءُ عنها: إنها بالغة الضعف، وكثير منها يُعلم بطلانُ متونها بالبداهة، فلا يمكن أن تشد أزرها تلك المتابعات والشواهد وسنفصِّلُ القول في هذه الأحاديث المنتقدة في مواضعها من الكتاب، إن شاء الله تعالى. هذا وإن الدراسة الدقيقة لأسانيد الأحاديث ومتونها التي وَرَدَتْ في الجزء الأول والتي بلغت خمس مئة وواحداً وستين حديثاً، كانت النتيجة التي توصلنا إليها من خلالها أن عدد الأحاديث الصحيحة لذاتها ولغيرها (359) حديثاً، وعدد الأحاديث الحسنة لذاتها ولغيرها (110) أحاديث، وعدد الأحاديث الضعيفة (79) حديثاً، وأكثرها ضعفه خفيف، وتوقفنا في الحكم على (13) حديثاً، وستكون هذه الدراسة إن شاء الله لعامة الأجزاء التي سَتصْدُرُ تِباعاً، وهي القول الفصلُ في هذا الباب.   (1) سير أعلام النبلاء: 11 / 329. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 وأخيراً لا بدَّ من التنبيه هنا على أن تحسينَ الحديث الضعيف ضعفاً خفيفاً بتعدُّد طرقه، أو وجود شواهد له، مذهبٌ دَرَجَ عليه حفاظ الحديث ونقاده من الأئمة المتقدمين، أمثال الإمام أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ومحمد بن إسماعيل البخاري وغيرهم، وارتضاه المتأخرون من أهل العلم، وأخذوا به، ومَشَوْا عليه إلى يومنا هذا، وفيما دوَّنَه الحفاظ: المنذريُّ والعراقي وابن كثير والذهبي وابن حجر والزَّيْلعي وغيرهم في تواليفهم أمثلة كثيرة ئَفُوقُ الحصرَ شاهدة بصحة ما نقول. ولما كان هذا الأمرُ قد خَفِيَ على بعض من ينتحلُ صناعةَ الحديث في عصرِنا هذا، أو استراب في صحته وأحقيته، وَجَب أن نَبسُط القولَ فيما أُثِر عن الأئمة المتقدمين من إطلاق لفظ الحسن على كثير من الأحاديث التي خَفَّتْ فيها شروط الصحة، لإزالة هذه الشُّبهة من أذهانهم. قال الحافظ ابن حجر في نُكَتِه على ابن الصَّلاح (1) : وأما عليُّ بن المديني فقد أكثر من وَصْف الأحاديث بالصحة والحسن في " مسنده " (2) وفي " علله "، وظاهرُ عبارته أنه قَصَدَ المعنى الاصطلاحي، وكأنَّه الإِمامُ السابق لهذا الاصطلاح، وعنه أخذ البخاريُّ ويعقوبُ بن شيبة وغيرُ واحد، وعن البخاري أخذ الترمذيُّ. فمن ذلك ما ذكره الترمذي في " العلل الكبير " (3) أنه سأل البخاري عن أحاديث التوقيت في المسح على الخفين، فقال: حديث صفوان بن عسَّال   (1) 1 / 426. (2) وقد نقل الحافظ ابن كثير في " مسند عمر " قول علي بن المديني في جملة أحاديث: حديث حسن، أو إسناد حسن، أو صالح الإسناد، أو إسناد جيد. انظرها في " مسند عمر " 1 / 111 و 132 و 277 و 288 و 307 و 333 و 357 و 512 و 526 و 544 و 605. (3) 1 / 175. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 صحيح، وحديث أبي بَكْرة رضي الله عنه حسن. وحديثُ صفوان الذي أشار إليه موجود فيه شرائط الصحة، وحديث أبي بكرة رواه ابن ماجه (556) من رواية المهاجر أبي مخلد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه رضي الله عنه. والمهاجرُ قال فيه وهيبٌ: إنه كان غيرَ حافظٍ، وقال ابنُ معين: صالح، وقال السَّاجي: صدوق، وقال أبو حاتم: لَيِّنُ الحديث، يُكتب حديثه، فهذا على شرط الحسن لذاته. وذكر الترمذي أيضاً في " الجامع " (1366) أنه سأله عن حديث شريك بن عبد اللهِ النَّخَعي، عن أبي إسحاق، عن عطاء بن أبي رباح، عن رافع بن خَدِيج رضي الله تعالى عنه قال: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مَنْ زَرَعَ في أرضِ قومٍ بغير إذْنهم، فليس له من الزَّرْع شيء، وله نَفَقَتُه " وهو من أفراد شريك عن أبي إسحاق، فقال البخاريُّ: هو حديث حسن. وتفرُّد شريك بمثل هذا الأصل عن أبي إسحاق مع كثرة الرواة عن أبي إسحاق مما يوجبُ التوقفَ عن الاحتجاج به، لكنه اعتضد بما رواه الترمذي بأثر الحديث (1366) أيضاً من طريق عُقْبَة بن الأَصَم، عن عطاء، عن رافع رضي الله عنه، فوصفه بالحسن. وقال في " العلل " (1) بعد أن أورد حديث عثمان من طريق عبد الرزاق، عن إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُخَلِّلُ لحيته: قال محمد - يعني البخاريَّ -: أصحُّ شيءٍ عندي في التخليل حديثُ عثمان. قلتُ (أي الترمذي) : إنَّهم يتكلَّمونَ في هذا الحديثِ، فقال: هو حسن.   (1) 1 / 112. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 وقال الترمذي في " العلل " أيضاً (1) بَعْدَ أن روى حديث أبي هريرة من طريق معلى بن منصور، عن عبد الله بن جعفر المَخْرَمي، عن عثمان بن محمد بن الأخنس، عن سعيد المَقْبُري، عن أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ المحلِّلَ والمحلَّل له. فسألت محمداً عن هذا الحديث، فقال: هو حديث حسن، وعبد الله بن جعفر صدوق ثقة، وعثمان بن محمد الأخنس ثقة، وكنت أظن أن عثمان لم يسمع من سعيد المقبري. قلنا: وعثمان بن محمد: هو ابن المغيرة بن الأخنس، وثَّقه ابن معين، وقال ابن المديني: روى عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مناكير، وقال الترمذي: يُعتَبَر حديثُه من غير رواية المَخْرَمي عنه، وقال النسائي: ليس بذاك القويِّ. وروى الترمذي في " العلل " (2) من طريق أبي خزيمة، عن مالك بن دينار، عن الحسن حديث أنس مرفوعاً: " إنَّ الله ليؤيِّدُ هذا الدِّينَ بالرَّجُلِ الفاجرِ "، ثم ذكر أنه سأل عنه البخاري فقال: حديث حسن. وقد استعمل الإِمامُ أحمد لفظ الحسن الاصطلاحي الذي يُطلَق على الراوي الذي خفَّ ضبطه، فقد قال في محمد بن إسحاق صاحب " المغازي ": حَسَنُ الحديث. وقد ورد عنه أنه حَسَّن حديث: " من كنتُ مَوْلاهُ فعَليٌّ مولاهُ " فيما نقله عنه شيخ الإِسلام ابن تيمية في رسالته: تفضيل أبي بكر على عليٍّ رضي الله عنهما.   (1) 1 / 437. (2) 2 / 955. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وقال ابن القيم (1) عن حديث رُكَانة في طلاق امرأته ثلاثاً في مجلسٍ واحدٍ: وقد صحح الإِمام أحمد هذا الإسناد وحسنه! ونقل ابن سيِّد الناس (2) عن الحافظ محمد بن عبد الله بن نُمَيْر المتوفى سنة (234 هـ) ، وهو في طبقة شيخ شيوخ الترمذي، قوله في ابن إسحاق: حسن الحديث، صدوق. وقد أكثر الحافظ يعقوب بن شيبة السَّدُوسي البصري، المتوفى سنة (262 هـ) ، استعمال كلمة حسن مريداً بها الحسن الاصطلاحي، وذلك في " مسنده الكبير المعلَّل " الذي قال فيه الذهبي: ما صُنِّف مسندٌ أحسنَ منه، ولكنه ما أتمَّه (3) ، فقد ورد في القطعة الصغيرة التي طُبِعَتْ منه قولُه: هذا حديثٌ حسن الإِسناد، في أَكثر من موضع. انظرَ على سبيل المثال الصفحات: 51، 54، 55، 56، 65، 66، 82، 102 من طبعة مؤسسة الكتب الثقافية. وفي كتاب " الجرح والتعديل " (4) لابن أبي حاتم في ترجمة إبراهيم بن يوسف بن إسحاق السَّبيعي: وسمعتُ أبي يقول: يُكتَب حديثه، وهو حسن الحديث. وفي ترجمة محمد بن راشد المكحولي (5) : قال أبي: كان صَدوقاً حسن الحديث. وقد استعمل الإمام الترمذي الحسن بمعناه الاصطلاحي في جامعه، وأكثر منه حتى ظن كثير من أهل العلم أنه أول من استعمله وأتى به.   (1) إعلام الموقعين: 3 / 42 - 43. (2) عيون الأثر: 1 / 10. (3) تذكرة الحفاظ: 2 / 577. (4) 2 / 148. (5) 7 / 253. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 وقد أدرج الإِمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما جملة أحاديث في أسانيدها رواة تنزل رتبتهم عن رتبة أهل الضبط التام مما يقال في مثل أسانيدها: حسنة الإِسناد. وقال الإِمامُ الذهبيُّ في " الموقظة " ص 32: أعلى مراتبِ الحَسَنِ: 1- بهزُ بن حكيم، عن أبيه، عن جده. 2- وعمرو بنُ شعيب، عن أبيه، عن جده. 3- ومحمدُ بنُ عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. 4- وابنُ إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، وأمثال ذلك. وهو قسم متجاذب بين الصحة والحسن، فإنَّ عدةً من الحفاظ يصححون هذه الطرقَ، وينعتونها بأنَّها من أدنى مراتب الصحيح. وقال الإِمام الحافظ العلاّمة سراج الدين عمر بن رسلان البُلْقَيْنِي المتوفى سنة 805 هـ في " محاسن الاصطلاح " ص 109: قد أكثر يعقوبُ بن شيبة تلميذ علي بن المديني من تحسين الأحاديث في كتابه، وفي مواضع كثيرة يجمع بين الحسن والصحة، وجمع أبو علي الطوسي شيخ أبي حاتم الرازي في كتابه " الأحكام " بين الحسن والصحة والغرابة إثر كل حديث، وكان معاصراً للترمذي. 7- عناية العلماء بالمسند : استقطب " مسندُ " الإِمام أحمدَ اهتمامَ العلماءِ في كافَّةِ الأمصار والأعصار، وضربوا لسماعه أكبادَ الإِبل، ولقي مِن حفاوتهم وعظيم اعتنائهم وحِرصهم على قراءَته أو قراءةِ جزء منه ما يقضي منه المرءُ العَجَب العُجابَ، بل إنَّ بعضهم قد حَفِظَه كلَّه بالرَّغْم من أنه يَقرُب من ثلاثين ألف حديث، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 وما ذاكَ إلا لأن هذا " المسند " قد حَوَى معظم الحديث النبوي الشريف، المصدر الثاني من مصادر شريعة الإِسلام، فقد جمعه مؤلِّفُه رضي الله عنه وانتقاه ليكون مثابةً للناس وإماماً، وصرَّح بذلك، فقال: عملت هذا الكتاب إماماً، إذا اختلف الناسُ في سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُجع إليه (1) . وهكذا كان، فقد رُزِقَ هذا " المسند " من الشُّهرة والقَبول ما لم ينله كتابٌ آخر من المسانيد. وقد تجلَّت عنايةُ العلماء به في الوجوه التالية: أ- حرصهم على سماعه وقراءته : فقد كان لدى أئمة علم الحديث رَغْبَةٌ شديدةُ في تحصيل قراءته، والظَّفَر بسماعه، حتى إذا ظَفِر أحدُهم بسماع جزء منه لم يستطِعْ أن يُخفيَ فرحته بتحصيله، فها هو الحافظُ المتقن أبو موسى المديني يقول (2) : إن مما أنعم الله علينا أن رَزَقَنا سماعَ كتاب " المسند " للإِمام الكبير إمام الدِّين أبي عبد الله أحمد. ويُصوِّر الحافظ أبو موسى ما كان يَجِدُه المحدث في نفسه من غِبْطَةٍ وفخرٍ إذا وقع له جزء من أجزاء هذا " المسند " فيقول (2) : ولَعَمْري إن مَن كانَ مِن قَبْلِنا مِن الحفاظ يتبجَّحون بجزء واحد يَقَعُ لهم من حديث هذا الإمام الكبير. ويستشهد أبو موسى المديني لِقوله هذا بذكر ما قاله أبو محمد المُزَني - وهو بشهادة المديني من الحفاظ الكبار المكثرين - لرجلٍ قَدِم عليه من بغداد كان إقام بها على كتابة الحديث إذ سأله أبو محمد المزنيُّ وذلك في سنة ستٍّ وخمسين وثلاث مئة عن فائدته ببغداد، وعن باقي إسناد العراق،   (1) " خصائص المسند " للمديني ص 22 (طبعة أحمد شاكر في مقدمة الجزء الأول من المسند) . (2) في " خصائص المسند " ص 20. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 فقال في جُملَة ما ذكر: سمعتُ " مسند " أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى من أبي بكر بن مالك في مئة وخمسين جزءاً، فعَجِبَ أبو محمد المزني من ذلك، وقال: مئة وخمسون جزءاً من حديث أحمد ابن حنبل! كنا ونحن بالعِراقِ إذا رأينا عندَ شيخٍ من شيوخنا جزءاً من حديث أحمد ابن حنبل قَضَيْنا العجبَ من ذلك، فكيف في هذا الوقت هذا " المسند " الجليل! ثم ذكر المديني كيف أن الحاكمَ لم يبدأ بتأليف كتابه " المستدرك على الصحيحين " إلا بعد أن أقام في بغداد أشهراً، وسمع جملةَ " المسند " من أبي بكر بن مالك القَطِيعي. ومن طريف ما ذكره أبو موسى المدينيُّ في شِدة حِرْصِ العلماء على سماع " المسند " وعنايتهم به ما رواه عن أبي بكر القطيعي - وهو الذي انتشر " المسند " عنه - قال: رأيتُ أبا بكر أحمد بن سلمان النَّجَّاد (1) في النوم وهو على حالة جميلة، فقلت: أيَّ شيء كان خَبَرُك؟ قال: كل ما تحبُّ، الزم ما أنت عليه وما نحن عليه، فإنَّ الأمرَ هو ما نحن عليه وما أنتم عليه، ثم قال: بالله إلا حَفِظْتَ هذا " المسند "، فهو إمامُ المسلمين وإليه يَرجِعون، وقد كنتُ قديماً أسألك بالله إن أَعَرْت منه أكثر من جزء لمن تعرفه ليَبقى. ومما يُدهِشُ أيضاً أن بعضَهم قد حَفِظَه كُلَّه، فقد سُئِل الشيخ الإِمام الحافظ أبو الحسين علي بن الشيخ الإِمام الحافظ الفقيه محمد اليُونِينِي رحمهما الله تعالى - فيما رواه ابن الجَزَري (2) -: أنت تحفظُ الكُتُبَ الستَّة؟ فقال: أحفَظُها وما أحفظها، فقيل له: كيف هذا؟ فقال: أنا أحفظُ " مسند "   (1) هو الإمام المحدث الحافظ الفقيه المفتي شيخ العراق، مترجم في " سير أعلام النبلاء " 15 / 502. (2) في " المصعد الأحمد " ص 32 (مقدمة الجزء الأول لمسند أحمد) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 أحمد، وما يفوتُ " المسندَ " من الكتب الستة إلا قليلٌ، أو قال: وما في الكتب هو في " المسند " يعني إلا قليل، وأصلُه في " المسند "، فأنا أحفظها بهذا الوجه (1) . وإن كان لا يفوتُ " المسند " من الكتب الستة إلا القليل، فإن مَنْ وَقَع له هذا " المسند " لم تَعُدْ به حاجةٌ إلى غيره، واستغنى به عما سواه، وهذا ما حصل لأبي بكر القطيعي، إذ قال - فيما رواه المديني (2) -: حضرتُ مجلس يوسف القاضي (3) سنة خمس وثمانين ومئتين، أَسْمَعُ منه كتاب " الوقوف "، فقال لي: مَنْ عنده " مسند " أحمد ابن حنبل و " الفضائل " أَيْش يعمَلُ هاهنا؟ ويكفي لِتعليل هذه العناية الكبرى التي لقيها هذا " المسند " أن نَذْكُرَ ما قاله فيه ابنُ الجزري (4) حين وصفه فقال: هو كتابٌ لم يُرْوَ على وجه الأرض كتابٌ في الحديث أعلى منه.   (1) قلنا: وممن يغلب على ظننا أنه كان يحفظ " المسند "، وكانت أحاديثُه على أطراف ألسنتهم شيخُ الإسلام ابن تيمية أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم الدمشقي المتوفى سنة (728 هـ) ، والإمام المحدث شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي الشهير بابن قيم الجوزية المتوفى سنة (751 هـ) ، والحافظ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي المتوفى سنة (774 هـ) ، والإمام الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين الدمشقي الشهير بابن رجب المتوفى سنة (795 هـ) . (2) في " خصائص المسند " ص 24. (3) هو الإمام الحافظ الفقيه يوسف بن يعقوب أبو محمد البغدادي القاضي، المتوفى سنة 297، مترجم في " السير " 14 / 85. (4) في " المصعد الأحمد " ص 29، 30. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 ب - تقريبه وتيسير الإفاده منه : وهذا هو الوجهُ الثاني من وجوه اعتناء العلماء بهذا الدِّيوان العظيم، فقد دَفَعَهُم إلى ذلك صعوبةُ البحث عن الأحاديث التي يحتاج إليها العالمُ منهُ، فكان أن ألَّفوا مؤلفاتٍ لتذليلِ هذه الصعوبة، وتيسير الاستفادة منه، فمن ذلك: 1 - ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمدُ ابن حنبل في " المسند " (1) للحافظ أبي القاسم ابن عساكر المتوفَّى سنة 571 هـ، طبع بتحقيق الدكتور عامر حسن صبري. 2 - ترتيبُ " المسند " للحافظ أبي بكر محمد بن عبد الله الصامت ابن المُحبّ المتوفى سنة 789 هـ، ذكره ابنُ الجزري في " المُصعَد الأحمد " ص 39، وقال: رتبه على معجم الصحابة، ورتَّب الرواة كذلك كترتيب كتاب " الأطراف "، تَعِبَ فيه تعباً كثيراً، وقد أخذ هذا الكتاب المرتَّبَ من مؤلفه حافظُ الشام ومؤرخُ الإسلام عمادُ الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير المتوفى سنة (774 هـ) ، وأضاف إليه أحاديثَ الكتب الستة، ومعجم الطبراني الكبير، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي، قال تلميذُه ابن الجزري في " المصعد الأحمد " ص 40: وأجهَدَ نفسه كثيراً، وتعب فيه تعباً عظيماً، فجاء لا نظيرَ له في العالم، وأكمله إلا بعض مسند أبي هريرة، فإنه مات قبل أن يُكمِلَه، فإنه عُوجِلَ بكفِّ بصره. 3 - ترتيب مسند أحمد على حروف المعجم، لأبي بكر محمد بن عبد الله بن   (1) وقد استفدنا من هذا الكتاب معرفة ما سقط من المسانيد في الطبعة الميمنية وفيه - غير الترتيب والإحصاء - من الفوائد الحديثية النادرة التي لا يستغني عنها المتمرسون في هذا الفن لا سيما من يتولى خدمة المسند وتحقيقه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 عمر المقدسي الحنبلي، المتوفى سنة 820 هـ. انظر " تاريخ التراث العربي " لسزكين 3 / 221. 4 - " ترتيب مسند الإِمام أحمد على أبواب صحيح البخاري " وقد أَلَّفَ هذا الكتابَ الإِمامُ علي بن الحسين بن عُروة بن زُكْنون المتوفى سنة (837 هـ) ، وسماه " الكواكب الدراري "، قال السخاوي في " الضوء اللامع " 5 / 214 في ترجمته: رتب " المسند " على أبواب البخاري، وسماه " الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري " وشرحه في مئة وعشرين مجلداً، طريقته فيه إنه إذا جاء لحديثِ الإِفك مثلاً يأخذ نسخةً من شرحه للقاضي عياض، فيَضَعُها بتمامها، وإذا مرَّت به مسألة فيها تصنيف مُفرَدٌ لابن القيم أو شيخه ابن تيمية أو غيرهما وضعه بتمامه، ويستوفي ذاك الباب من " المغني " لابن قدامة ونحوه. ويوجد من هذا الكتاب في المكتبة الظاهرية بدمشق المحمية عدةُ مجلدات تزيدُ على الأربعين، ومنه مجلدات في دار الكتب المصرية بمصر، وكان لهذا الكتاب فضلٌ كبير في حفظِ كثير من مؤلفات شيخ الإِسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما من الإِتلاف. 5 - تهذيبُ المسند وترتيبه على الأبواب للشيخ الإِمام المحدث قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن محمد بن سليمان الحنبلي الشهير بابن زُريق المتوفى (841 هـ) ، وقد فُقِدت هذه النسخة فيما فقد في كائنة تيمور في دمشق سنة (803 هـ) . 6 - أطرافُ الأحاديث التي اشتمل عليها المسند، للحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 هـ، سماه " إطراف المُسنِدِ المُعتَلي بأطراف المُسنَد الحنبلي "، عندنا منه نسخة خطية (1) .   (1) سيرد وصفها عند وصف النسخ الخطية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 7- "الفتحُ الرباني لترتيب مسند الإِمام أحمد ابن حنبل الشيباني" للشيخ العلامة أحمد بن عبد الرحمن البَنّا الشهير بالساعاتي المتوفى نحو سنة 1371 هـ / 1951 م، وقد عَمَد فيه إلى السند فحذفه، ولم يُثبِتْه في المتن إلا في مواضع يسيرة حين تَمَسُّ الحاجةُ إلى ذكر اسم أحد رَواته، ثم إنه عَقَّب كُلَّ حديث بسنده في التعليق، وجمع الحديثَ الواحد المتكرر في غير ما موضعٍ، وجعله في مكان واحد بحيث لا يختَلُّ المعنى، وألمع إلى اختلاف الروايات، وميّز بينها بقوله: وفي رواية كذا وكذا ... ثم إنه كَسَر الكتابَ على سبعة أقسام، وهي: التوحيد وأصول الدين، الفقه، تفسير القرآن، الترغيب، الترهيب، التاريخ، أحوال الآخرة وما يتقدم ذلك من الفتن، وأدرج تحت كلِّ قسم ما يدخُلُ في معناه من الكتب والأبواب، أما الأحاديث الطويلة الواردة في " المسند " فقد وَضَعها في أول باب يليق بها، ثم جزَّأ الحديث الواحد، فوضع كل جزء منه في الباب الذي يَنْدَرِجُ تحتَه. وهذا الكتاب مطبوع في القاهرة مع مختصر شرحه في أربعة وعشرين جزءاً. 8- ومن وجوه تقريبه صُنْعُ مختصرٍ له، وهذا ما فعله الشيخ الإِمام المحدث سراج الدين عمر بن علي المعروف بابن الملقّن الشافعي المتوفى سنة 804 هـ. انظر " كشف الظنون " 2 / 1680. وكذا فعل الشيخ عمر بن أحمد الشّمَّاع الشافعي الحلبي المتوفى سنة 936 هـ، إذ انتقى من " المسند " كتاباً سماه " الدر المنضَّد من مسند أحمد ". انظر " الكواكب السائرة " 2 / 225. جـ - في التأليف حوله : ومن مظاهر عناية العلماء بالمسنَد والاحتفاء به كثرةُ المؤلفات التي ألَّفها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 أهلُ العلم فيه، وفي رجاله، وخصائصه، وشرح غريبه، وتجريد ثلاثياته (1) ، وإعراب ما يُشْكِلُ من ألفاظه، فمن ذلك: 1- غريبُ الحديث على مسند أحمد ابن حنبل، للغوي الزاهد أبي عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المعروف بغُلام ثَعْلَب، المتوفى سنة (345 هـ) ، ذكره ابنُ أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " 2 / 682 عن أبي القاسم عبد الواحد بن برهان الأسدي قال: لم يتكلَّمْ في علم اللغة أحدٌ من الأولين والآخرين أحسن من كلام أبي عمر الزاهد، قال: وله كتاب " غريب الحديث " صنَّفَه على مسند أحمد ابن حنبل، وجعل يستحسنُه جداً (2) . 2- " خصائص المسند " للحافظ أبي موسى المديني، المتوفى سنة (581 هـ) ، طبع في أول كتاب " المسند " بتحقيق العلامة أحمد شاكر. وألَّف في خصائصه وفضائله أيضاً ابن الجزري المتوفى سنة (833 هـ) كتاباً سماه " المصعد الأحمد في ختم مسند الإِمام أحمد "، وهو مطبوع كذلك في أول " المسند " بتحقيق العلامة أحمد شاكر. 3- تجريد ثلاثياته للإِمام العلاّمة المحدّث محب الدين إسماعيل بن عمر المقدسي المتوفى سنة (613 هـ) . وللإِمام الحجة ضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد   (1) الحديث الثلاثي: هو ما كان في سنده بين المخرج للحديث وبين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة رواة، صحابي وتابعي وتابع تابعي. (2) تحرف قوله " يستحسنه جداً " في مطبوع " الطبقات " إلى " نسخته جداً " وهو تحريف طريف لم يتفطن إليه محققه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 المقدسي المتوفى سنة (643 هـ) . وشرح بعضُهم هذه الثلاثيات كالعلامة المُتَفنِّن محمد بن أحمد بن سالم السفاريني المتوفى 1188 هـ، وسماه " نفثات صدر المُكْمَد وقرّة عين المسعَد بشرح ثلاثيات مسند الإِمام أحمد "، طبع في دمشق بعناية الأستاذ الفاضل الشيخ عبد القادر الأرنؤوط سنة 1380 هـ. 4- تراجم رجاله، صنَّف في ذلك الإِمامُ الحافظ أبو المحاسن شمس الدين محمد بن علي بن الحسن بن حمزة الحُسَيني الشافعي المتوفى سنة 765 هـ، كتاباً سماه " الإكمال في تراجم من له رواية في مسند الإِمام أحمد ممن ليس لهم ذكر في تهذيب الكمال " للحافظ المزي، وقد طُبع بتحقيق عبد المعطي قلعجي سنة 1989م، ثم طبع سنة 1992 م بتحقيق عبد الله السرور. قال ابنُ الجزري في " المصعد الأحمد " ص 40: وأما رجال " المسند " فما لم يكن في " تهذيب الكمال " أفرده المحدثُ الحافظ شمس الدين محمد بن علي بن الحسن الحسيني بإفادة شيخنا الحافظ أبي بكر بن المحب فيما قَصَّرَ، وما فاته فإني استدركته وأضفته إليه في كتاب سميته " المقصد الأحمد في رجال مسند أحمد " وقد تَلِفَ بعضه في الفتنة، فكتبته بعد ذلك مختصراً. وألف الحافظ الناقدُ العلاّمة شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة (852 هـ) كتاباً سماه " تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة " ويبدو لنا أن الحافظ ابن حجر قد ألفه على عجل، فليس فيه من التحقيقات المتقنة التي نقع عليها في عامة مؤلفاته، وهو مطبوع طبعة يفشو فيها التصحيف والتحريف والسقط سنة (1324) هـ بحيدرآباد الدكن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وقد فاته أن يترجمَ لعددٍ غير قليلٍ من رواة " المسند " الذين هم من شرطِهِ، وسننبه على ذلك في دراستنا للأسانيد إن شاء الله تعالى. 5- إفراد زوائده، وألف في ذلك الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة (807 هـ) كتاب " غاية المُقْصَد في زوائد المُسند " أفرد زوائده على الكتب الستة بأسانيدها، ورتبها على الأبواب، وهذا الكتاب لم يُطبَع بعد، وعندنا منه نسخة مصورة (1) ، وقد أُدرِجت زوائدُ " المسند " بعد حذفِ الأسانيد في " مجمع الزوائد " للمؤلف نفسه. 6- إعراب ما يُشكِل من ألفاظه، وألَّف في ذلك جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ كتابه المسمى " عقود الزَّبرجَد على مسند أحمد " طبع في بيروت. ولأبي البقاء العكبري كتاب " إعراب الحديث النبوي " أورد فيه أحاديث كثيرة من مسند الإمام أحمد، طُبِع ضمن مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق بتحقيق الأستاذ عبد الإِله نبهان. 7- الدفاع عن الأحاديث القليلة الموجودة فيه، التي انتقدها الحفاظ وحكموا عليها بالوضع، وألَّف في ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني كتاب " القول المسدَّد في الذَّبِّ عن مسند الإِمام أحمد " طُبع بدائرة المعارف بحيدرأباد، وفي غيرها. وألّف العلاّمة محمد صبغة الله المِدْراسي الهندي رحمه الله " ذيل القول المسدَّد " طبع مع " القول المسدَّد " بحيدرآباد، الطبعة الثالثة، سنة 1979 م. 8- شرحه، وألف في ذلك حاشيةً نفيسة عليه العالم المحدث المحقق أبو الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي السندي المتوفى سنة 1139 هـ. وقد تضمنت تعليقات لطيفة اقتصر فيها على ذكر ما يحتاج إليه القارئ والمدرس من ضبط اللفظ وإيضاح الغريب والإعراب، وما إلى ذلك وهي عندنا وسيرد وصفها في الكتب التي استعنا بها وأفدنا منها.   (1) وقد حقق في عدة رسائل جامعية في جامعة أم القرى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 د- روايته : انفرد عبدُ الله بن أحمد ابن حنبل برواية " المسند " عن أبيه، مع أنَّه سمعه مع أخيه صالح وابنِ عم أبيه حنبل بن إسحاق، فصالح - وهو أكبرُ أولاد الإمام - كان كثيراً ما يتغيَّبُ عن السماع سعياً وراءَ عياله (1) ، ولعلَّ حنبلَ بن إسحاق اهتمَّ بفقه الإِمام أحمد أكثر من اهتمامه بحديثه (2) ، ومن ثَمَّ انفرد عبدُ الله بسماع سائر " المسند " عن أبيه (3) ، بل إن بعضَ الأحاديث سمعها منه مرتين وثلاثة (4) ، وقد أدَّى لنا " المسندَ " كما سمعه وزاد عليه أحاديثَ عن عوالي شيوخه (5) وقد بلغ عددهم مئة وثلاثةً وسبعين شيخاً (6) . وثَّقه النسائي والدارقطني والخطيب وغيرهم، وحدَّث عنه النسائي وابن صاعد، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر بن النّجاد، وأبو بكر القطيعي، وخلق كثير. كانت ولادته سنة (213 هـ) ، وتوفي سنة (290 هـ) عن سبع وسبعين سنة (7) . وقد انتهى إلينا " المسندُ " برواية ابنِ الحُصَيْن عن ابن المُذْهِب، عن القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن الإِمام أحمد. فأما الراوي عن عبد الله: فهو أبو بكرٍ أحمدُ بن جعفر بن حمدان بن مالك القَطِيعيُّ، ولد سنة (274 هـ) ، سمع " المسند " مع عمِّ أمه عبد الله بن الجصَّاص، وكان لأبيه جعفر اتصالٌ بالدولة، وكان عبدُ الله يقرأ " المسنَدَ " لابن ذلك السلطان، فحضر القطيعيُّ أيضاً، وسَمِعه منه (8) .   (1) طبقات الحنابلة: 1 / 182. (2) طبقات الحنابلة: 1 / 143. (3) السير: 11 / 181، 13 / 517. (4) السير: 13 / 520. (5) السير: 13 / 524. (6) المصعد الأحمد: 34. (7) السير: 13 / 516 - 526. (8) السير: 16 / 212. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 وقد اتَّهمه ابنُ أبي الفوارس، فقال: لم يكن بذاك، له في بعض " المسند " أصولٌ فيها نَظَر، ذُكر أنه كتبها بعد الغَرق (1) . وكانت القطيعةُ - حيث يسكن - قد غَرِقت، فغرق فيها بعضُ كتبه، فَغَمَزَه الناس لاستحداث نسخها من كتاب لم يكن فيه سماعُه (2) ، وقد دافع ابنُ الجوزي عن هذه التهمة بقوله: ومثلُ هذا لا يُطعَنُ به عليه، لأنه يجوزُ أن تكونَ تلك الكتبُ التي غَرِقَت قد قُرِئَتْ عليه، وعُورِض بها أصلُه، وقد روى عنه الأئمةُ كالدارقطني، وابن شاهين، والبرقاني وأبي نعيم والحاكم (3) . وقال الخطيب البغدادي: لم يمتنع أحدٌ من الرواية عنه، ولا تَرَك الاحتجاجَ به (4) . وقال الحاكم: ثقة مأمون (5) . توفِّي أبو بكر سنة (368 هـ) وله خمس وتسعون سنة (6) . وأما الراوي عن القَطيعي: فهو أبو علي الحسنُ بن علي ابن المُذْهِب، البغداديُّ الواعظ. وُلِدَ سنة (355 هـ) . قال الخطيب البغدادي: كَتَبْنا عنه، وكان يروي عن ابنِ مالك القَطيعي " مسنَد " أحمد ابن حنبل بأسْرِه، وكان سماعُه صحيحاً إلا في أجزاء منه، فإنَّه أَلْحَقَ اسمَه فيها (7) . وقد دافع ابن الجوزي عن هذه التهمة أيضاً بقوله: هذا لا يوجب القدحَ، لأنه إذا تيقَّنَ سماعه لِلكتاب جاز أن يكْتُبَ سماعَه بخطه (8) .   (1) السير: 16 / 212. (2) تاريخ بغداد: 4 / 73. (3) المنتظم: 7 / 93. (4) تاريخ بغداد: 4 / 73. (5) ميزان الاعتدال: 1 / 88. (6) السير: 16 / 213. (7) تاريخ بغداد: 7 / 390. (8) المنتظم: 8 / 155. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 وقال أبو بكر ابن نُقْطَة: ليتَ الخطيب نبَّه في أيٍّ مسندٍ تلك الأجزاءُ التي استثنى، ولو فَعَل لأتى بالفائدة، وقد ذكرنا أن مسنَدي فَضالة بن عُبيد، وعوف بن مالك لم يكونا في نسخة ابن المُذْهِب، وكذلك أحاديثُ من مسند جابر، لم تُوجَدْ في نسخته، رواها الحرَّاني عن القطيعي، ولو كان ممن يُلحِقُ اسمه كما قيل لألحق ما ذكرناه أيضاً، والعجبُ من الخطيب يَرُدُّ قولَه بفعله (1) . قلنا: ويقوي هذا أنَّ الحافظ ابنَ عساكر قد روى " المسند " من طريق ابن المُذْهِب وليس في نسخته مسندُ فضالة بنِ عبيد وعوفِ بن مالك، فقد قال في كتابه " ترتيب أسماء الصحابة ": عوفُ بن مالك الأشجعي في جزءٍ فيه فضالة بن عبيد، ولم يَقَعْ إلينا مسموعاً (2) . وقال ابن حجر في " أطراف المسند ": وهو فَوْتٌ لابنِ المُذْهِبِ على القَطيعي لم يسمَعْهُ منه، وقد رواه عن القطيعي أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بِشران، وحدَّث به عنه أبو الحسن علي بن العَلاَّف، وهذا العلاّف قد أجاز لأبي القاسم بن عساكر ولأبي موسى المديني وطائفة، فيمكن اتصالُه بالإِجازة من طريق بعضهم (3) . توفي ابنُ المُذْهِبِ سنة (444 هـ) (4) . وأما الراوي عن ابن المُذْهِبِ: فهو أبو القاسم هبةُ الله بنُ محمد بن عبد الواحد بن الحُصَيْنِ الشَّيباني البغدادي. ولد سنة (432 هـ) .   (1) السير: 17 / 642. (2) ترتيب أسماء الصحابة: 87. (3) أطراف المسند: 1 / ورقة 225. (4) السير: 17 / 640 - 643. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 قال ابن الجوزي: كان ثقةً، صحيحَ السماع، وسمعتُ منه " مسنَد " الإِمام أحمد جميعَهُ (1) . وقال السَّمعاني: شيخٌ ثقة، دَيِّنٌ، صحيحُ السماع، واسعُ الرواية (2) . وقد حدَّث عن ابنِ الحُصين أيضاً أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، وحنبل بن عبد الله المكبِّر. وعن ابن الحصين اشتهرت روايةُ " المسند " وذاع في جميع البلدان، ورواه العَدَدُ الجَمُّ مِن الحفاظ الثقات، وتَصدوا لإِسماعه وروايته. تُوفِّي ابنُ الحُصين سنة (525 هـ) (3) . وللحافظ أبي موسى المديني طريقٌ آخر للمسند ينتهي إلى القطيعي أورده في كتابه " خصائص المسند " قال: فإن مما أنعم الله علينا أن رَزَقَنا سماعَ كتاب المسند للإِمام الكبير، إمام الدِّين أبي عبد الله أحمدَ بنِ محمد بن حنبل الشيباني، رحمه الله تعالى، فحصَّل لي والدي - رحمه الله وجزاه عني خيراً - إحضاري قراءته سنةَ خمس وخمس مئة على الشيخ المقرئ بقيةِ المشايخ أبي علي الحسن بن الحدَّاد، وكان سماعُه لأَكثره عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ - وما فاته منه قُرِئ عليه بإجازته له - وأبو نعيم كان يرويه عن شيخيه أبي علي محمد بن أحمد بن الحسن الصوّاف، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، على ما تنطِقُ فهرست مسموعاتي بخط والدي رحمه الله (4) . 1- أما أبو علي بن الحدّاد، فهو مسندُ العصر، الشيخُ الإِمام،   (1) المنتظم: 10 / 24. (2) السير: 19 / 538. (3) السير: 19 / 536 - 539. (4) خصائص المسند: 20. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن مِهْرة الأَصْبَهَاني، شيخ أصبهان في القراءات والحديث جميعاً. وُلِدَ سنة (419 هـ) ، وبدأ بالسماع سنة (424 هـ) وبعدها، وأكثر عن أبي نعيم الحافظ، ومن جُملة ما سمع منه " مسند " الإِمام أحمد. قال السمعاني: هو أجلُّ شيخٍ أجاز لي، رَحَلَ الناسُ إليه، وكان خيراً صالحاً ثقة. توفي سنة (515 هـ) (1) . 2- وأما أبو نعيم: فهو الإمامُ، الحافظُ، الثقة، أحمدُ بن عبدِ الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مِهران، الأصبهاني، صاحب كتاب " حِلية الأولياء "، و " تاريخ أصبهان "، و " معرفة الصحابة "، و " المستخرج على الصحيحين ". وُلِدَ سنةَ (336 هـ) . كان حافظاً مبرِّزاً، عاليَ الإِسناد، تفرَّد في الدنيا بشيء كثيرٍ من العوالي، وهاجر إلى لُقِيّةِ الحفاظ. توفي سنة (430 هـ) (2) . 3- وأما أبو علي بنُ الصواف: فهو الشيخُ، الإِمام، المحدث، الثقة، الحجة، محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق البغدادي. ولد سنة (270 هـ) . قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثلَ أبي علي بن الصواف.   (1) السير: 19 / 303 - 307. (2) السير: 17 / 453 - 463. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 وقال ابن أبي الفوارس: كان أبو علي ثقة مأموناً، ما رأيتُ مثله في التحرُّزِ. توفي سنة (359 هـ) وله تسع وثمانون سنة (1) . وممن سَمِع " المسند " من ابن الحصين: المُسْنِد، المعمَّر، الصالح، أبو علي حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سَعادة، الواسطي البغدادي، الرُّصافي، المكبِّر، وهو آخرُ من روى " المسند " عنه، فألحق الصغارَ بالكبار (2) . وُلِدَ سنة (511 هـ) ، فبادر والدُه إلى شيخ الإسلام عبد القادر الكيلاني، فأعلمه أنه وُلِدَ له وَلَدٌ ذكر فقال: سمِّ ابنك حنبلاً، وأسمِعْه " المسند " فإنه يُعَمَّر ويُحْتَاجُ إليه (3) . فسمَّعه أبوه وهو في الثانية عشرة من عمره جميعَ " المسند " من ابنِ الحصين بقراءة نحويِّ عصره أبي محمد بن الخشَّاب، وذلك في رجب وشعبان سنة (523 هـ) (4) . قال ابن الأنماطي: تتبَّعتُ سماعَ حنبل للمسند من عدة نُسَخ وأَثبات، وخطوط أئمة أثبات، إلى أن شاهدتُ بها أصولَ سماعه لجميع " المسند " سوى أجزاء من مسند ابن عباس، شاهدت بها نَقْلَ سماعه بخط من يُوثَق به. وسمعتُ منه جميعَ " المسند " ببغداد في نيف وعشرين مجلساً، ثم أخذتُ أرغِّبُه في السفرِ إلى الشام، وقلتُ له: يَحصُلُ لك مِن الدنيا شيء، وتُقْبِلُ عليك وجوهُ الناس، فقال: دعني، فو الله ما أُسَافِرُ من أجلهم، ولا لما يحصُل منهم، إنما أسافر خدمةً لِرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أروي أحاديثَه في بلدٍ لا تُرْوى.   (1) السير: 16 / 184 - 186. (2) ذيل الروضتين: 62. (3) المصعد الأحمد: 45. (4) السير: 21 / 431. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 قال: ولما عَلِمَ الله تعالى نيتَه الصالحةَ، أقبل بوجوه الناس عليه، وحرَّك الهممَ للسماع عليه، فاجتمع عليه جماعةٌ ما اجتمعوا بمجلسٍ بدمشق. قال ابنُ الجزري: وذلك في مجالس، آخِرُها في صفر سنةَ ثلاث وست مئة. قالَ ابنُ الأنماطي: فحدَّث بالمسند بالبلدِ (يعني بدمشق) مرة، وبالجامع المظفَّري (أي بالصالحيَّة) أخرى، وازدحم عليه الخلقُ، وسمع منه السلطان الملك المعظَّم وأقاربه، وأبو عمر الزاهد، وسائر المقادسة (1) ، وحدَّث عنه الكبارُ بالمسند كالشيخ الفقيه ببَعْلَبَك (ت 617 هـ، السير 22 / 101) ، وقاضي الحنفية شمس الدين عبد الله بن عطاء (ت 673 هـ، الجواهر المضية 2 / 336) ، والشيخ تقي الدين بن أبي اليُسر (ت 672 هـ، الوافي بالوفيات 9 / 71) ، والشيخ شمس الدين بن قُدَامة (ت 682 هـ، ذيل طبقات الحنابلة 2 / 304) ، والشيخ شمس الدين أبي الغنائم بن عَلاّن (ت 631 هـ، السير 22 / 362) ، والشيخ أبي العباس بن شيبان (ت 685 هـ، الوافي 6 / 417) ، والشيخ فخر الدين بن البخاري (ت 690 هـ، ذيل طبقات الحنابلة 2 / 325) ، والمرأة الصالحة زينب بنت مَكِّي (ت 688 هـ، العبر 5 / 358) . وأما من حدَّث عنه ببعض " المسند " فعددٌ كثير، ورجع إلى وطنه، فمرَّ   (1) كانت جماعة من المقادسة قد هاجروا من بيت المقدس وما حوله إبان الحروب الصليبية نحو سنة (551 هـ) ، واستوطنوا جبل قاسيون في دمشق، ولصلاحهم نسب الجبل من بَعْدُ إليهم فسمي بالصَّالحية، وكانوا في الفقه على مذهب الإمام أحمد ابن حنبل رضي الله عنه، وفي نسخ دار الكتب الظاهرية بدمشق من " المسند " سماعاتهم وخطوطهم، وعليها خط حنبل بتصحيح سماعهم منه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 على حلب، فحدَّث بالمسند بها، ثم بالمَوْصِلِ، فحدَّث بالمسند بها أيضاً وبإربل، ودخل إلى بغداد بخيرٍ كثير. فتوفي بالرُّصافة في نصف المحرَّم سنة (604 هـ) عن نحو ثلاث وتسعين سنة، رحمه الله تعالى (1) . وعن حنبلٍ روى " المسند " الإِمامُ، العالم، المحدِّث، الفقيه، الصَّالح، الثقة، الأمين، فخر الدين، أبو الحسن، علي بن أحمد بن عبد الواحد، السَّعْدي، المقدسي، الحنبلي، الشهير بابن البخاري، المتوفى سنة (690 هـ) بجبل قاسيون. قال ابن الجزري: وقد قرىء عليه " المسندُ " مراتٍ، آخِرُها في سنة (689 هـ) ، سَمِعَهُ منه جماعات بقراءة الإِمام كمال الدين أحمد بن أحمد بن محمد بن الشريشي (ت 718 هـ، الدرر الكامنة 1 / 252) ، منهم شيختنا أم محمد ست العرب بنت محمد (ت 767 هـ، شذرات الذهب 6 / 208) ، وآخرهم شيخنا صلاح الدين محمد بن أحمد (2) . وصلاح الدين: هو الشيخ الصالح، الصدوق، الدَّيِّن، الخيِّر، المُسْنِد، محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن شيخ الإسلام أبي عمر محمد بن أحمد بن قُدامة، المقدسي، الحنبلي. قال ابن الجزري: أخذتُ عنه " المسند " كاملاً بقراءتي وقراءةِ غيري في نحو سبعِ سنين. وسببُه أن نسخة أصلِ سماعِه كانت بخطِّ الحافظ الضياء رحمه الله تعالى فوُجِدَ بعضُها، وكان شيخُنا الحافظ الكبير شمس الدين أبو بكر ابن   (1) المصعد الأحمد: 45 - 46. (2) المصعد الأحمد: 49. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 المُحب يُحَرِّضُنا على سماع " المسند " منه، ويقول: لا تشكُّوا في أنه سمعه كاملاً، فكنا نقرؤه من نسخة وَقْفِ البَاذْرائية (مدرسة لا تزال إلى يومنا هذا بمحلة العَمارة الجُوَّانية شمال شرق جامع بني أمية) لوضوحها، وكان بعضُ المحدثين قد احتاط عليها، ولا يُعطي منها شيئاً إلا بعد تعبٍ كثير فطالَتْ المدةُ لذلك. وسمعه أيضاً كاملاً الشيخُ صدرُ الدين سليمان الياسوفي (ت 789 هـ، الدرر 2 / 166) ، والشيخُ بدر الدين محمد بن مكتوم، والشيخُ شهاب الدين أحمدُ بن شيخنا عماد الدين بن الحُسْباني (ت 815 هـ، إنباء الغمر 7 / 78) ، والشيخ شهابُ الدين أحمد بن الشيخ علاء الدين حِجِّي (ت 816 هـ، إنباء الغمر 7 / 121) ، والمُحدِّث شمسُ الدين محمد بن محمود بن إسحاق الحلبي، والشيخُ الإمام ناصرُ الدين محمد بن عشائر الحلبيُّ (ت 789 هـ، الدرر 4 / 85) ، والشيخ جمالُ الدين محمد بن ظُهَيْرة المكي (ت 817 هـ، العقد الثمين 2 / 53) ، وصاحبنا أبو عبد الله محمدُ بنُ محمد بن ميمون البَلَوي الأندلسي (ت بعد التسعين وسبع مئة، غاية النهاية 2 / 255) ، والفقيهُ الفاضل شمسُ الدين محمد بن عثمان بن سَعْد بن السَّقَّا المالكي وغيرهم. وسمع بعضه عليه جماعة كثيرون. ولم يَظْهَر سماعُه بالمجلد الثاني من مسند أبي هريرة، ولا بمسند عبد الله بن عَمْرو بن العاص، وفي آخره مسند أبي رِمْثَة نحو ثلاثة أوراق، ولا بمسند الكوفيين، ومسند ابن مسعود، ومسند ابن عمر، ومسند الشاميين، ومسند المكيين لعدم وقوفنا على ذلك من نسخة الحافظ الضِّياء، فكنا نقرأ ذلك عليه إجازةً إن لم يكن سماعاً، فظَهَر قبلَ موته مُجَلدان من ذلك بخطِّ الحافظ الضياء، وفيهما أَصْلُ سماعِه، فقال لنا الحافظ ابن المحبِّ: ألَمْ أقلْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 لكم: إنه سمع جميعَ " المسند ". ثم بعد وفاة الشيخ صلاح الدين ظهر تتمَّةُ " المسند " بخط الحافظ الضياء، وظهر سماعُه فسُرَّ طلبةُ الحديث بذلك. وكانت وفاته سنة (780 هـ) بمنزله بدَيْر الحنابلة بسَفْح قاسيون (1) . وذكر المُحَدِّثُ المتقنُ الشيخ أبو بكر محمدُ بنُ خَيْر الإِشبيلي، المتوفَّى سنة (575 هـ) ، في " فهرسته " (2) من مروياته " مسند " الإِمام أحمد، وقال: حدثني به الشيخُ أبو محمد بن عتاب إجازةً، قال: حدثنا به أبو عمر بنُ عبد البر إجازةً، عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو بكر أحمدُ بن جعفر بن حمدان بن مالك، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن عبدُ الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي رحمه الله. ثم قال: قال ابن عبد البر: وكذلك ناوَلَنِيه وأجازه لي أبو القاسم عبدُ الرحمن بن عبد الله بن خالد الوَهْراني، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، رحمه الله. قال أبو محمد بن عتاب: وحدثني به أيضاً أبو عمر أحمد بن محمد بن الحَذَّاء، وأبو القاسم حاتِمُ بنُ محمد الطرابُلُسِي، قالا: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الوَهْراني، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، عن عبدِ الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه. وذكر أيضاً إسنادَه من طريق ابن الحُصَيْن. وقال القاسم بن يوسف التُّجِيبيُّ السَّبْتي المتوفى سنة (730 هـ) في   (1) المصعد الأحمد: 51 - 52. (2) فهرست ابن خير: 139. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 " برنامجه " (1) ص 121 - 122: سمعتُ يسيراً من " المسند "، وذلك جميع مسندِ أبي بكر الصديق رضي الله عنه، على الشيخ الفقيه المفتي علاء الدين أبي الحسن علي بن إبراهيم بن داود بن سلمان بن سليمان بن سالم بن سلامة الدمشقي الشافعي، المعروف بابن العَطَّار، وأجازنا جميعَه بحقِّ سماعه لجميعه على أبي محمد إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التَّنُوخي، بحق سماعه من أبي علي حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة الرُّصافي البغدادي المكبِّر بجامع المهدي بالرصافة، بحقِّ سماعه لجميعه من أبي القاسم هبةِ الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، بحقِّ سماعه من أبي علي الحسن بن علي بن المُذْهِب التميمي، بسماعِهِ من الإمام أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القَطيعي، بسماعه من أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد، بسماعه من أبيه أحمد بن محمد بن حنبل، رحمهم الله أجمعين. وأخبرنا أيضاً به الشيخُ الفقيهُ الإمامُ - جار الله تعالى ونزيلُ حَرَمه - الأمين فخر الدين أبو عمرو عثمان بن محمد المالكي فيما شافهنا به من إذنه، وأقرَّ لنا بروايته، قال: قرأتُه على سفير الخلافة العباسية نجيب الدين أبي الفرج عبدِ اللطيف بن عبد المنعم الحراني في سنة إحدى وستين وست مئة بمنزله من القاهرة، بحقِّ سماعه من أبي محمد عبد الله بن أحمد الحربي في سنة ست وتسعين وخمس مئة ببغداد، بسماعه من أبي القاسم بن الحصين المذكور بالسند المذكور.   (1) البرنامج والفهرس والمعجم والمشيخة والثَّبَت، موضوعها واحد في اصطلاح المحدثين، وهو الكتاب الجامع لأسماء شيوخ المُحدث ومروياته عنهم، إلا أن أهل المشرق يستعملون كلمة ثَبَت ومعجم ومشيخة، وأهل المغرب والأندلس يستعملون كلمة الفهرس والبرنامج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 وكتب إلينا عامّاً المسنِدُ الأجلُّ، فخر الدين، أبو الحسن عليُّ بنُ الإِمام أبي العباس أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور المقدسي الحنبلي، المعروف بابن البُخاري، رحمه الله تعالى، قال: سمعتُ جميع هذا " المسند " على حنبلٍ المذكور، وهو آخِرُ من رُوي عنه في الدنيا. وقال العلامة المحدث محمد بن جابر الوادي آشي الأصل، التونسي مولداً وإقامة، المتوفى سنة (749 هـ) ، في " برنامجه " (1) : ناولني " مسند الإمام أحمد " الشيخُ جمال الدين أبو يعقوب يوسف المِزِّي بدمشق، وكان في أربعة وعشرين سِفْراً، وأجازَنِيهِ، وحدثني به بحقِّ سماعه لجميعه على أبي الغنائم المسلَّم بن محمد بن المسلَّم بن علاَّن القيسي، وبجميعه إلا مسندَ بني هاشم على أبي العباس أحمد بن شيبان بن تغلب، بسماعهما من حنبل بن عبد الله الرصافي، عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحُصَيْن، عن أبي علي بن المُذْهِب، عن أبي بكر القَطيعي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، مع ما فيه من زيادات عبد الله عن شيوخه. وقد ذكر الوادي آشي (2) أن صفي الدين محمود بن أبي بكر بن محمود الأرْمَوي القَرَافي المتوفى سنة (723 هـ) قرأ " المسند " على المسلَّم بن علان. وذكر أيضاً (3) أن الإِمامَ المحدِّثَ البارعَ المتقن شهاب الدين أحمد بن فَرْح بن محمد الإِشبيلي الأندلسي الشافعي المتوفى سنة (699 هـ) سمع   (1) ص 200 - 201. (2) في " برنامجه ": 88. (3) ص 111. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 " المسند " على شرف الدين عبد العزيز بن محمد الأنصاري، بسماعه من عبد الله بن أحمد بن أبي المَجْد الحَرْبي، بسماعه من ابن الحُصين (1) . 8- وصف النسخ المعتمدة : اعتمدنا في تحقيقنا للمسند على عِدَّةِ نسخٍ خطية، حصلنا على صُوَرٍ عنها من دمشق والقاهرة وبغداد والمَوْصِل واستنبول والرياض، منها ما هو كاملٌ لا نقصَ فيه، ومنها ما وقع فيه بعضُ النقص، أو كان قطعة من المسند، وإليك وصفَ هذه النسخ: 1- نسخة المكتبة القادرية (2) ببغداد تحت رقم (661) وقد رمزنا إليها بالرمز (ق) . وهذه النسخة متقنة يَنْدُرُ وقوعُ الخطأ فيها، نُسخت بخطٍّ جميل واضح، حديثِ العهد، فقد كتبت في أواخر القرن الثالث عشر الهجري، وهي نسخة مقابلة على نسخٍ صحيحة، بعضُها قديم قد تداولها أهلُ العلم كابنِ عساكر وغيره من أئمة الحديث، كما يظهر ذلك مما كتبه الشيخ أبو الخير الخطيب على هوامش الكتاب، وقد أثبتنا نصوصَ ما كتبه في وصفنا لِكل جزء من هذه النسخة.   (1) وسنورد مزيداً من الرواة عند وصف النسخ الخطية المعتمدة. (2) نسبة إلى الإمام العالم الزاهد، الشيخ عبد القادر الجيلي، إمام الحنابلة، وشيخهم في عصره، وهي تقعُ في بغداد بمحلة باب الشيخ المعروفة في التاريخ بباب الأزج، وهي أصلُ مدرسة شيخ الحنابلة أبي سعد المبارك بن علي المخرِّمي البغدادي، التي تولى التدريسَ بها تلميذُه الشيخ عبد القادر حتى وفاته سنة (561 هـ) فنسبت إليه. والمكتبة القادرية هي ملحقة بمسجد الشيخ عبد القادر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 وهذه النسخة كاملة، تحتوي على المسندِ كُلِّهِ، وتقعُ في أربعة مجلدات، على النحو التالي: - المجلد الأول: وعَدَدُ صفحاته (569) صفحة، ويبتدئ بمسند أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه، وينتهي بمسند أبي رمثة رضي الله عنه. وعلى لوحة العنوان طبع خاتم، نصه: هدية من وقف عاتكة خاتون إلى مكتبة المدرسة القادرية العامة، وقد تكرر هذا الخاتم في المجلدات الثلاثة الباقية. وجاء في الصفحة الأخيرة منه ما نصه: قد تمَّ هذا المجلد الأول من مسند الإِمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه، ونفعنا الله تعالى به وبعلمه، يومَ الأحد لخمسة عشر يوماً مضين من شهر جمادى الآخرة من شهور سنةِ الألفِ ومئتين وخمسة وتسعين هجرية، على صاحبها أفضلُ صلاة وأكملُ تحية، بقلم الحقيرِ الفقيرِ، أفقرِ العباد وأذلِّهِمْ وأدناهم محمد الحافظ بن علي بن ملا أحمد سبتة الشيخلي (1) ، غفر الله له وللمؤمنين أجمعين، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لكتابته كله آمين. وعلى هامش الصفحة الأخيرة ما نصه: بلغ ولله الحمد والمنة مقابلةً إلى انتهاء هذا الجزء الشريف على نسخة مقابلة صحيحةٍ على حسب طاقة هذا العبدِ العاجز الحقير، ما عدا من صحيفة إحدى وستين إلى صحيفة مئة وتسع وأربعين، فإن نسخة المكتبة مخرومة من هذا الموضع، وأمعنتُ النظرَ في المكتبة فلم أجد عن هذا الموضع أصلاً. ثم إني إن عثرتُ عندَ أحدٍ من أهل العلم أُتِمُّ ذلك إن شاء الله تعالى، وأكتبُ بأني عثرتُ وتممتُ، وإلا فلا حولَ   (1) نسبة إلى باب الشيخ ببغداد (انظر التعليق السابق) ولم نجد للناسخ ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 ولا قوةَ إلا بالله، حيث إن أكثر كتب الإسلام انتقلت إلى غير بلادنا ... الفقير إليه تعالى محمد أبو الخير ابن المرحوم الشيخ عبد القادر الخطيب، خطيب الجامع الأموي (1) . وعلى هامشها أيضاً ما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لمستحق الحمد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه أولي الفضل والمجد، قد سَهَّل الله تعالى بمنه وكرمه نسخة فقابلت عليها الذي لم يكن مقابلاً قبله، وهو من صحيفة إحدى وستين إلى صحيفة مئة وتسع وأربعين ... والحمد لله رب العالمين، الفقير إليه تعالى محمد أبو الخير الخطيب. - المجلد الثاني: وعدد صفحاته (512) صفحة، ويبتدئ بمسند أبي   (1) هو العالم الكبير، خطيب الجامع الأموي بدمشق، محمد أبو الخير بن عبد القادر بن صالح بن عبد الرحيم بن محمد، الخطيب الحسني الشافعي، وُلِدَ بدمشق سنة (1247 هـ) ، ونشأ في حجر والده، وكان أكثرُ انتفاعه منه، أخذ قسماً من العلوم والفنون عن بعض علماء دمشق، تصدَّرَ للتدريس والوعظ والإفادة في الجامع الأموي بين العشاءين، وفي مدرسته القلبقجية، وتولى الخطابة في الجامع الأموي سنة (1287 هـ) ، وهو أوَّلُ خطيب تولاها من هذا البيت، انتقلت إليه من بني محاسن، توفي بدمشق سنة (1308 هـ) ، ودفن بمقبرة الدحداح. انظر ترجمته في حلية البشر: 1 / 126 - 127، ومنتخبات التواريخ لدمشق: 2 / 709، وفيه وفاته سنة (1307 هـ) . والمدرسة القلبقجية تقع غربي الجامع الأموي في منتصف سوق الحرير، ولا تزال قائمة حتى يومنا هذا. ويبدو أن الشيخ أبا الخير الخطيب رحمه الله كانت له عناية فائقة في الحديث وعلومه، مما حمله على مقابلة هذا المسندِ الكبير الذي يَعْجِزُ طلبة العلم عن قراءته سرداً فضلاً عن مقابلته وتصحيحه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 هريرة رضي الله عنه، وينتهي بمسند أنس بن مالك رضي الله عنه. وجاء في الصفحة الأخيرة ما نصه: تمَّ المجلدُ الثاني من مسند الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، ويليه المجلدُ الثالث، أوله: مسند جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنه، وقد تم بقلم الحقيرِ الفقير، أفقرِ العباد وأذلهم وأدناهم محمد بن علي بن ملا أحمد سبتة، غفر الله له ولوالديه ولكافة المؤمنين والمؤمنات، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا لتتمة كمال المسند بجاه سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك غُرَّةَ جمادى الأولى سنة السادسة والتسعين بعد المئتين وألف هجرية. وجاء على هامش الصفحة الأخيرة ما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم، حمداً لمستحق الحمد، وصلاة وسلاماً على سيدنا محمد وآله وأصحابه أولي الفضل والمجد، وعلى الأئمةِ الأربعة الذين شادوا الدينَ، وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد: فقد حصل - ولله الحمد والمنة - مقابلةُ الجزء الثاني من مسند سيدنا الإِمام أحمد بن حنبل من أوله إلى مسند سيدنا أبي سعيد الخدري على الأصل الذي قابلتُ عنه الجزء الأول، وقد سَهَّل الله تعالى لي المقابلة أيضاً من مسندِ سيدنا أبي سعيد الخدري على أصل قوبل على نسخةِ سيدنا عبد الله بن الإِمام أحمد ابن حنبل قد تداولها أئمة أعلام، وجهابذةٌ فخام، كابن عساكر وأمثاله من الرجال أئمة الحديثِ، جمعنا الله وإياهم، ومن قوبل لأجله هذا الكتاب الشريف تحتَ لواء سيد المرسلين مع السابقين الأولين بحرمة سيدنا محمدٍ وآله أجمعين. غير أن تلك النسخة المقابل عليها النقطُ بها قليل، وعلى رسم الخط القديم الذي يَقْرُبُ من الكتابة الكوفية، فأمعنت جهدي في المقابلة على حسب طاقتي، وإني معترف بالعجز والتقصير، وقد وجدتها ناقصة ورقة واحدة، فلم أجد نسخة أخرى أقابل عليها تلك الورقة، وقد كتبت على طرف الهامش بالقلم الأحمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 بأنه ناقص من الأصل ورقة، وتلك الورقة هي ورقة مئة واثنين وسبعين، وثلثا ورقة مئة وثلاث وسبعين، وجملة الأسطر اثنان وستون سطراً فقط التي لم تقابل، وبقية الجزء الثاني - ولله الحمد والمنة - قد قوبلت تماماً وكمالاً، جعل الله ذلك في حيِّز القبول بجاه أفضلِ رسول، صلى الله عليه وعلى آله أجمعين ... محمد أبو الخير الخطيب. - المجلد الثالث: وعدد صفحاته (645) صفحة، يبتدئ بمسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وينتهي بمسند أُبي بن كعب رضي الله عنه. وجاء في الصفحة الأخيرة: أنه نسخ في 13 صفر الخير من سنة 1298 هـ. وجاء على هامش الصفحة الأخيرة ما نصه: بلغ ولله الحمد مقابلةً ما عدا ثمانية وعشرين ورقة من أثناء مسند جابر إلى مسند صفوان بن أمية، ويعلم الله بأني أعملت جهدي (1) ، فلم أجد أصلاً أقام (كذا) عليه هذه الورقات، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الفقير إليه تعالى محمد أبو الخير بن الشيخ عبد القادر الخطيب، رحمه الله تعالى. - المجلد الرابع: وعدد صفحاته (642) صفحة، يبتدئ بمسند أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، وينتهي بحديث شداد بن الهاد رضي الله عنه، وهو نهاية المسند. وجاء في الصفحة الأخيرة ما نصه: وقد وقع الفراغ من كتابة هذا المسند المبارك للإِمام أحمد ابن حنبل عليه الرحمة، يوم الاثنين ثالث والعشرين من   (1) قوله: أعملت جهدي. هاتان الكلمتان لم تتضحا في النسخة المصورة، فكتبناهما على الظن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 شهر ربيع الثاني من شهور سنة التاسعة والتسعين بعد المئتين وألف، وذلك بحول الله وقوته، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، بقلم الحقير الفقير، الراجي عفو ربِّه القدير، عبده محمد بن علي بن ملا أحمد سبتة الشيخلي، غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين أجمعين، وأستغفر الله من الغلط والسهو والنسيان في حديث من لا ينطق عن الهوى، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه أجمعين. وجاء فيها أيضاً ما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لمستحق الحمد، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله أولي الفضل والمجد، وعلى أصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فقد بلغ هذا الجزء الشريف مقابلة من أوله إلى آخره على حسب طاقة هذا العبد الضعيف العاجز، وشَرُفنا بروايته ومقابلته على أصل صحيح، فالحمد لله تعالى على التمام، وأسأله تعالى حُسْنَ الختام، جمعنا الله تعالى مع جامع هذا المسند ومستكتبه وكاتبه ومن قابل هذا الكتاب، تحت لواء سيد المرسلين مع السابقين الأولين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين، والحمد لله رب العالمين. الفقير لرحمة القريب المجيب محمد أبو الخير ابن الشيخ عبد القادر الخطيب. 2- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل، تحت رقم (640) ، وقد رمزنا لها بالرمز (ص) . وهي منسوخة عن أصل العلامة عبد الله بن سالم البصري التي رمزنا لها بـ (س) ، وهي نسخة نفيسة مقابلة وسيرد وصفها بعد قليل، وقد أثبت ناسخ (ص) جميع ما في حواشي (س) وتقع هذه النسخة في مجلدين يتضمنان ثلثي " المسند ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 - المجلد الأول: ويقع في (1100) صفحة، يبتدئ بمسند أبي بكر، وينتهي بمسند أبي هريرة. - المجلد الثاني: ويقع في (1024) صفحة، يبتدئ بمسند أبي سعيد الخدري، وينتهي بمسند أبي برزة الأسلمي. ولأن المجلد الثالث من هذه النسخة لم يقع لنا، فلم نقف على اسمِ ناسخها، ولا على تاريخِ النسخ، لكن يَظْهَرُ من نوع الخط أنها نُسِخَتْ بعد الألف للهجرة. وقد جاء على اللوحة الأولى منها ثبت بسندِ الشيخ عبد الله بن سالم البصري، ويغلب على ظننا أن هذا السند ألحق إلحاقاً بهذه النسخة لاختلاف خطها عن خط النسخة ولعدم ورود أي شيء في هوامش النسخة يدل على إنها مسموعة، والله أعلم. وفي اللوحة نفسها ما يدل على أنها ملكت شراءً من مكة بعد سنة (1132 هـ) . 3- نسخة دار الكتب المصرية، تحت رقم (448) و (449) حديث، وقد رمزنا لها بالرمز (س) . وهي نسخةٌ نفيسة متقنة قُوبِلَتْ على عِدَّةِ نُسَخٍ خطية أكثرُها قديم، منها نسخةُ الحافظ ابنِ عساكر. وهذه النسخة هي نسخةُ العلامة الشيخ عبد الله بن سالم البصري المكي المتوفى سنة (1134 هـ) ، قرأها عليه العالم الشيخ محمد بن عبد الله المغربي (1) في المسجد النبوي في المدينة المنورة في ستة وخمسين مجلساً.   (1) هو الشيخ الفاضل، العالمُ العامل، الأوحد المفنن، العابدُ الزاهدُ، الورع النّسيك، محمدُ بنُ عبد الله المغربي الفاسي المالكي، نزيل المدينة المنورة قَدِمَ إليها سنةَ خمس وعشرين ومئة وألف وتوطَّنها، وأخذ عن أئمة أجلاء منهم الشيخُ محمد بن عبد = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 وقد حُليت الهوامش بتعليقات نفيسة تتضمن تصحيحَ بعضِ ما وقع من الخطأ عند النسخ، وإثباتَ فروق النسخ، وتصويبَ الخطأ الواقع في أسماء الرواة، والتعريفَ ببعض الرواة المبهمين، وتفسيرَ الألفاظ الغريبة، وقد كانت هذه النسخة تقرأ بمحضر من أعيانِ أهل المدينة ومن الفضلاء الذين قَدِمُوا من مكة إلى المدينة بصحبةِ الشيخ عبد الله بن سالم البصري. وتقع في ثلاثة مجلدات، الموجودُ منها المجلدُ الأول والثاني، والثالث مفقود، وأما المجلدان، فيمثلان ثلثي " المسند ". - المجلد الأول: وعَدَدُ أوراقه (595) ورقة، يبتدئ بأول " المسند "، وينتهي بمسند أبي هريرة. وجاء في الورقة الأخيرة منه أنه وقع الفراغ من نسخه وقتَ الضحى من يوم الأحد (15) ذو القعدة سنة (1119 هـ) . وناسخه هو أحمد بن القاضي سليمان بن محمد بن الخليل الأحسائي. وقد ذُكِرَ في اللوحة الأولى من هذا المجلد إسنادُ الشيخ عبد الله بن سالم البصري بالمسند إلى مؤلِّفه الإِمامِ أحمد بن حنبل، وهاك نصُّه:   = الرحمن ابن شيخ الشيوخ عبد القادر الفاسي المشهور، وعن العلامة عبدِ الله بن سالم البصري المكي لما قَدِمَ المدينة، وقرأ في الروضة المطهرة " مسند الإمام أحمد " وكان هو المعيدَ له، وأتمَّه في ستة وخمسين مجلساً، وأخذ أيضاً عن العلامة محمد أبي الطاهر بن البرهان إبراهيم الكوراني، وعن الشيخ إبراهيم بن محمد الغيلالي، وعن غيرهم، ونَبُلَ وفَضُلَ، ودرَّس بالحرم الشريف النبوي، وانتفعت به الطلبةُ، وكان ذا قدم راسخٍ في العبادة والدين، آية باهرة في التواضع حتى إنه كان يحمل حزمة السَّعَف من بستانه إلى داره على رأسه، وكانت وفاته بالمدينة المنورة سنة إحدى وأربعين ومئة وألف، ودُفِنَ بالبقيع رحمه الله تعالى وإيانا. " سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر " للمرادي 4 / 60. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فيقول الفقيرُ إلى الله سبحانه عبدُ الله بن سالم بن محمد بن سالم البصري: أروي " مسندَ " الإِمام الحُجة أحمد بن محمد بن حنبل عن شيخنا شيخ الإسلام الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي، وذلك بقراءة شيخنا وأستاذنا الشيخ عيسى بن محمد المغربي المالكي عليه عام مجاورته بمكة المشرفة سنةَ سبعين وألف من أول مسند أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو أوَّلُ المسند إلى قوله: إنك أنت الغفور الرحيم، في دعاء الصلاة وأجاز سائره عن علي بن يحيى الزَّيَّادي، عن الشِّهاب أحمد بن محمد (1) الرَّمْلي، عن الشمس محمد بن عبد الرحمن السخاوي، عن العز عبد الرحيم بن محمد الحنفي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن الجوخي، قال: أخبرتنا به أُمُّ أحمد زينب بنت مكي الحرَّانية، سماعاً، قالت: أخبرنا أبو علي حنبلُ بنُ عبد الله بن الفرج الرُّصافي، قال: أخبرنا أبو القاسم هبةُ الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي التميمي، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد ابن حنبل قال: حدثني أبي رحمه الله فذكره. فهذا إسناد رجاله كلهم مِن أهل العلم وشيوخه: 1- أما راوي النسخة عبد الله بن سالم بن محمد بن سالم البصري،   (1) كذا في نسخة السماع، لكن جاء في " خلاصة الأثر ": 3 / 195 في ترجمة تلميذه علي بن يحيى الزيادي أن اسم أبيه حمزة، وكذا سماه الزركلي في " الأعلام " 1 / 120. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 فهو الأستاذ الكبير، حافظ البلاد الحجازية، البصري أصلاً، المكي مولداً ومدفناً، الشافعي مذهباً، ولد سنة (1048 هـ) ، وتوفي سنة (1134 هـ) (1) . قال الوجيه الأهدل في " النفس اليماني " (2) : ومن مناقبه تصحيحُه للكتب الستة، حتى صارت نسخته يُرجع إليها من جميعِ الأقطار، ومن أعظمها " صحيح البخاري " الذي وجد فيه ما في اليونينية وزيادة، أخذ في تصحيحه وكتابته نحواً من عشرين سنة، وجمع " مسند أحمد " بعد أن تفرَّق أياديَ سَبَأ، وصححه، وصارت نسخته أُمَّة. ومن مؤلفاتِه " ضياء الساري شرح صحيح البخاري " ولَمَّا يطبع، وقد أكثر النقل منه الإمام اللكنوي في " التعليق الممجد "، وكان يُلَقَّبُ أميرَ المؤمنين في الحديث. وهذا اللقب لم يكن يمنحه أهل العلم إلا لمن بَلَغَ الغاية في الحديث رواية ودراية، وهو يُعَدُّ أعلى ألقاب الرواية، والموصوفون به غاية في النُّدْرة. 2- وأما الشيخ محمد بن علاء الدين البابلي، فهو محمد بن علاء الدين أبو عبد الله، شمس الدين البابلي، القاهري، الأزهري، الشافعي، الحافظ الرحلة، أحد الأعلام في الحديث والفقه، وهو أحفظُ أهل عصره لمتون الأحاديث، وأعرفُهم بجرحها ورجالها، وصحيحها وسقيمها. وكان شيوخُه وأقرانُه يعترفون له بذلك. ولد سنة (1000 هـ) ، وتوفي عصر يوم الثلاثاء (25) جمادى الأولى سنة (1077 هـ) (3) .   (1) له ترجمة في فهرس الفهارس للكتاني: 1 / 193 - 199. (2) ص 68. (3) ترجمته في خلاصة الأثر: 4 / 39. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 3- وأما الشيخ عيسى بن محمد المغربي، فهو إمامُ الحرمين، وعالمُ المغربين والمشرقين، الإمام العالم العامل، الورع، الزاهد، المتفنن في كُلِّ العلوم، الكثير الإحاطة والتحقيق، عيسى بن محمد بن محمد بن أحمد بن عامر جار الله، أبو مكتوم، المغربي، الجعفري، الثعالبي، الهاشمي، المالكي، نزيل المدينة المنورة، ثم مكة المشرفة. وُلِدَ سنة (1020 هـ) بمدينة زواوة من أرض المغرب، وبها نشأ، وتلقى مبادئ العلوم، ثم رحل في طلب العلم إلى أن استقرَّ بمكة المشرفة، وبها كانت وفاته يومَ الأربعاء لستٍّ بقين من رجب سنة (1080 هـ) ، ودُفِن بمقبرة الحجون (1) . 4- وأما عليُّ بن يحيى الزيَّادي، فهو الإمام الحجة، العلي الشأن، رئيس العلماء بمصر. قال المحبي (2) : بلغت شهرتُه الآفاق، وتصدر للتدريس بالأزهر، وانتهت إليه في عصره رياسةُ العلم، بحيث إن جميع علماء عصره ما منهم إلا وله عليه مشيخة. وكان العلماء الأكابر تَحْضُرُ درسَه وهم في غاية الأدب، وله مؤلفات، وكانت وفاته ليلة الجمعة (5) ربيع الأول سنة (1024 هـ) ، ودُفِنَ بباب تربة المجاورين في القاهرة. والزَّيَّادي: نسبة لمحلة زيَّاد بالبحيرة. 5- أما الشهاب أحمد الرملي، فهو الشيخ العالم، العلامة، الناقد، الجِهبذ، الفهَّامة، شيخ الإسلام والمسلمين، وهو أحدُ الأجلاء من تلاميذ   (1) ترجمته في خلاصة الأثر: 3 / 240 - 243. (2) خلاصة الأثر: 3 / 196. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 شيخ الإسلام القاضي زكريا الأنصاري، له شرح عظيم على " صفوة الزبد " في الفقه، وانتهت إليه الرياسةُ في العلوم الشرعية بمصر، توفي سنة (957 هـ) . والرملي: نسبة إلى رملة المنوفية بمصر (1) . 6- وأما محمد بن عبد الرحمن السخاوي، فهو الشيخ الإمام العلامة، المسند، الحافظُ، المتقن، شمسُ الدين، أبو الخير، السخاوي الأصل، القاهري المولد، الشافعي المذهب، نزيل الحرمين الشريفين، تلميذ شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني. له عدةُ تواليف، منها " الضوء اللامع لأهل القرن التاسع " وقد ترجم فيه لنفسه (2) ، ومن كتبه أيضاً " فتح المغيث بشرح ألفية الحديث ". ولد سنة (831 هـ) بالقاهرة، وتوفي سنة (902 هـ) بمكة المكرمة (3) . 7- وأما العز عبد الرحيم بن محمد الحنفي، فهو القاضي المحدث، مسند الديار المصرية، عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن علي، المصري،القاهري، الحنفي. ولد سنة (759 هـ) بالقاهرة، وأخذ الحديث عن الحافظ زين الدين العراقي، وكان خيراً، فاضلاً، صدوقاً، توفي سنة (851 هـ) (4) . 8- وأما أبو العباس أحمد بن محمد الجُوَخي، فهو الصدرُ، المسند   (1) ترجمته في الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة: 2 / 119 - 120. (2) الضوء اللامع: 2 / 8 - 32. (3) الكواكب السائرة: 1 / 53 - 54. (4) ترجمته في الضوء اللامع: 4 / 186 - 188. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 الكبير، المعروف بابن الزقاق وبابن الجُوَخي، حدث كثيراً، وطال عمره، وانتفع به. ولد سنة (683 هـ) ، وتوفي سنة (764 هـ) (1) . وذكر ابن حجر: أنه توفي بعد أن حدث بالمسند بسماعه من زينب بنت مكي (2) . 9- وأما زينب بنت مكي الحرَّانية، فهي ممن سَمِعَ " المسند " من حنبل بن عبد الله الرُّصافي، وقد روت الكثيرَ، وطال عمرها حتى بلغت أربعاً وتسعين سنة، وكانت أسندَ من بقي مِن النساء في الدنيا، سَمِعَ منها غيرُ واحد من الحفاظ، وروت " المسند " كله. توفيت سنة 688 هـ (3) . وأما من فوقها فقد سلفت تراجمهم في أثناء كلامنا على رواة المسند. - المجلد الثاني: وعدد أوراقه (691) ورقة، يبتدئ بمسند أبي سعيد الخدري، وينتهي بمسند عمرو بن يثربي، وهو آخر مسند البصريين. وقع الفراغُ من نسخ هذا الجزء ضحوةَ يومِ الأحد (27) شهر ربيع الأول سنة مئة وعشرين بعد الألف. وناسخه هو ناسخَ الجزء الأول نفسه. وكان الشيخُ عبد الله بن سالم البصري، قد قرئ عليه المسند في الروضة النبوية الشريفة في (56) مجلساً عام (1131 هـ) ، استغرق المجلدُ   (1) ترجمته في " الوفيات " لابن رافع السلامي: 2 / 264. (2) الدرر الكامنة: 1 / 250. (3) الوافي بالوفيات للصفدي: 15 / 67. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 الأولُ منها (18) مجلساً والمجلد الثاني (25) مجلساً، وبقي للمجلد الثالث - وهو المفقود - (13) مجلساً. 4- النسخة الكتانية، مصورة عن المكتبة الكتانية للسيد عبد الحي الكتاني بالمغرب، وقد وقع لنا منها قطع متفرقة على النحو التالي: - قطعة من أول مسند أبي هريرة إلى آخر حديث عمارة بن رويبة. - قطعة من أول مسند الأنصار حديث أُبي بن كعب إلى حديث عوف بن مالك الأشجعي الأنصاري. - قطعة من مسند عائشة - ينقص من أوله -، إلى آخر المسند. 5- نسخ الظاهرية، ورمزنا لها بحرف (ظ) مقيداً برقم. وقد عثرنا في دار الكتب الظاهرية بدمشق على أجزاء عدة من " المسند " من نسخ مختلفة غير تامة، إلا أنها في غاية النفاسة، إذ عليها أكثرُ سماعات المقادسةِ الذين ذكرهم ابنُ الجزري في " المصعد الأحمد " (1) بسماعهم من الإمام المحدث حنبل بن عبدِ الله الرصافي المُكَبِّر، الذي كان آخر من روى " المسند " عن ابن الحصين، وعلى بعض هذه النسخ خَطُّهُ بتصحيحِ السماع منه، وقد اجتزأنا بإثباتِ صورةِ بعض هذه السماعات في هذه المقدمة عن سردها هنا. وسنُجمل في وصف أجزاء الظاهرية مع الإشارة إلى رقمها وعدد أوراقها، وتاريخ نسخها، واسم ناسخها إن وجد، وسنوردها هنا مرتبة حسب تسلسل أرقامها في المكتبة الظاهرية، وذلك تيسيراً على القارئ، ورمزنا لكل جزء منها بحرف (ظ) مقيداً برقم:   (1) انظر ص 71 السابقة في هذه المقدمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 - الجزء ذو الرقم (1044) ، ورمزنا له بحرف (ظ 1) . ويشتمِل من أول المسند إلى آخر مسند أبي هريرة. عدد أوراقه (492) ورقة، وهو بخطِّ نسخ مقروء، تاريخ نسخه (1149 هـ) ، وهو وقفُ الوزير سليمان باشا، على بعض أوراقه الأولى آثار رطوبة، وهو مقابل. - الجزء ذو الرقم (1045) ، ورمزنا له بحرف (ظ 2) . أوَّلُه مسند الأنصار، وينتهي بآخر مسند النساء، ناسخه محمد بن إسماعيل الطيبي الشافعي، نسخه سنة (1150 هـ) ، وهو ملك الوزير سليمان باشا، عدد أوراقه (396) ورقة. - الجزء ذو الرقم (1046) ، ورمزنا له بحرف (ظ 3) . يشتمل على مسند عبد الله بن عمرو وأبي رمثة وأبي هريرة، وقد فُرغ من نسخه سنة (594 هـ) ، عليه سماعات أقدمها سنة (670 هـ) ، بسماع يحيى بن مسعود بن نفيس الموصلي ثم الحلبي بالمدرسة الضيائية بسفح قاسيون من الشيخ الإمام فخر الدين أبي الحسن علي بن أبي العباس أحمد بن عبد الواحد المقدسي، بسماعه من أبي علي حنبل الرصافي من أبي القاسم بن الحصين بسنده، بمجالس آخرها (18) صفر سنة سبعين وست مئة. عدد أوراقه (330) ورقة، وفيه اضطراب وبعض صفحات مهترئة. - الجزء ذو الرقم (1048) ، ورمزنا له بحرف (ظ 4) . يشتمل على مسند سعد بن مالك أبي سعيد الخدري، ومسند أنس بن مالك، ومسند جابر بن عبد الله الأنصاري، عليه سماع محمد بن محمد بن ميمون البلوي الأندلسي الغرناطي، وسماع بقراءة الإمام المحدث أبي الحسن يحيى بن مسعود بن نفيس الموصلي، وهو روايةُ الشيخ الأجل أبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف عن عمِّه أبي طاهر، ورواية الشيخ الصالح أبي بكر عبد الله بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 محمد بن أحمد بن النقور البزاز، وأبي طالب المبارك بن يحيى بن محمد بن خضير، عن أبي طالب بن يوسف وهو عبدُ القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، بروايته عن ابن المذهب، عن القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه الإمام أحمد. وعليه سماعُ عبد الغني المقدسي سنة (561 هـ) عن الشيوخ الأجلاء أبي بكر عبد الله بن محمد بن النقور، وأبي الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف، وأبي طالب المبارك بن يحيى بن خضير الصيرفي، وفي آخر صفحة من الجزء سماعات عدة، عدد أوراقه (182) ورقة. - الجزء ذو الرقم (1049) ، ورمزنا له بحرف (ظ 5) . ويشتمل على مسند الأنصار بتمامه، وعليه سماع محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي في بغداد سنة (597 هـ) . عدد أوراقه (299) ورقة، مكتوب بخط معتاد مقروء. - الجزء ذو الرقم (1050) ، ورمزنا له بحرف (ظ 6) . ويشتمل على مسند النساء، نسخ سنة (616 هـ) بخطٍّ جميل مضبوط، عدد أوراقه (253) ورقة، عليه سماع ابن طولون على الشيخ الحافظ ناصر الدين بن محمد بن أبي عمر، وسماعُ محمد بن محيي الدين عبد القادر بن دميلكو، في مجالس من سنة (943 هـ) بقراءته على محمد بن طولون. وهذا الجزء أوقفه ابنُ طولون. - الجزء ذو الرقم (1053) ، ورمزنا له بحرف (ظ 7) . ويشتمل على مسند الصديقة عائشة، عدد أوراقه (214) ورقة، كتب بخط جميل متقن مضبوط، أكلت الأرضة بعضَ أطراف أوراقه. - الجزء ذو الرقم (1054) ، ورمزنا له بحرف (ظ 8) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 يبدأ من أول مُسْند أم المؤمنين عائشة، وينتهي بحديث: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي قال: حدثني ابن نمير، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا نعس أحدكم، فليرقد حتى يذهب عنه النومُ، فإنه إذا صلى وهو ينعس لعله يذهب يستغفر، فيسب نفسه ". وعدد أوراقه (284) ورقة كتب بخط معتاد مقروء، وعليه سماعاتٌ بعضها يعود إلى سنة (563 هـ) . - الجزء ذو الرقم (1055) ، ورمزنا له بحرف (ظ 9) . ويشتمل على مسند عبد الله بن عباس، برواية حنبل بن عبد الله بن الفرج، عن ابن الحصين بسنده إلى أحمد. وعدد أوراقه (194) ورقة سمعه من حنبل الشيخ موفق الدين أبو عبد الله عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي خطيب بيت الآبار (قرية في غوطة دمشق) وبنوه وغيرهم بقراءة الحافظ الثقة إسماعيل بن عبد الله الأنماطي المتوفى سنة (619 هـ) . ووافق الفراغ من نسخه في التاسع من جمادى الأولى سنة (616) هـ بمسجد بيت الآبار بيد داود بن عمر بن يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي. - الجزء ذو الرقم (1056) ، ورمزنا له بحرف (ظ 10) . ويشتمل على مسند البصريين، ومسند العباس وبنيه الفضل وتمام وعبيد الله، نسخ سنة (936 هـ) بخط نسخي معتاد مقروء. ثم يليه مسندُ فضالة بن عبيد الله الأنصاري، ومسند عوف بن مالك الأشجعي، بخط مختلف، قال ناسخه: نقلته من خط أبي القاسم بن زوج الحرة رحمه الله. وفي آخره: بلغت من أوله بقراءة أبي الحسن الدارقطني. عدد أوراقه (109) ورقات. - الجزء ذو الرقم (1057) ، ورمزنا له بحرف (ظ 11) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 ويشتمل على مسند العشرة وأهل البيت، برواية أبي طاهر لاحق بن أبي الفضل بن علي، عن ابن الحصين، بسنده إلى أحمد، وسماع محمد بن محمد ابن النجار، وعليه سماعات نفيسة، وكتب بخط نسخي جميل مضبوط، وعلى بعض حواشيه ما يدل على مقابلة النسخة بأصل ابن المذهب، وبأصل زرقويه بخطه. ويتلوه مسند عبد الله بن مسعود، عدد أوراقه (319) ورقة، وفي آخره: بلغ العراض بخط أبي منصور ابن الجواليقي، ومراجعة الأصل العتيق، فصح، ولله المنة. - الجزء ذو الرقم (1058) ، ورمزنا له بحرف (ظ 12) . يشتمل على مسند المكيين والمدنيين بتمامه، عدد أوراقه (261) ورقة، كتب بخط نسخي جميل مضبوط، قرأه أحمدُ بنُ محمد بن أحمد بن أبي بكر على المحدث الصالح أبي الحسن علي بن الحسين بن عروة المشرقي، في مجالس آخرها (18) شعبان سنة (821 هـ) في الجامع الأموي، وعليه سماعات متأخرة، وعليه سماعُ محمد بن محيي الدين عبد القادر بن دميلكو الصالحي الحنفي، على محمد بن طولون، في مجالس آخِرها سنة (943 هـ) بخط ابن طولون. - الجزء ذو الرقم (1059) ، ورمزنا له بحرف (ظ 13) . ويشتمل على مسند الشاميين والكوفيين إلى حديث عمرو بن يثربي، عدد أوراقه (381) ورقة، وعليه سماعات أقدمُها سماع عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، كتب بخط معتاد مقروء. - الجزء ذو الرقم (1060) ، ورمزنا له بحرف (ظ 14) . ويشتمل على مسند عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم، عدد أوراقه (268) ورقة، وعليه سماعات من الشيخ حنبل بن عبد الله الرصافي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 - الجزء ذو الرقم (1061) ، ورمزنا له بحرف (ظ 15) . ويشتمل على مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، برواية حنبل بن عبد الله الرصافي عن ابن الحصين. وعليه سماع لأحمد بن يوسف بن أيوب سنة (603 هـ) بدمشق، ويليه حديث أبي رمثة، ثم مسند أنس بن مالك بتمامه، عدد أوراقه (240) ورقة. 6- نسخة تامة في مجلدين، صُوِّرَتْ عن الأصل الموجود في دار الكتب المصرية، وقد رمزنا لها بالرمز (ش) . - المجلد الأول: وعَدَدُ أوراقه (561) ورقة، يبتدئ بأوَّلِ الكتاب، وينتهي بآخرِ مسند المكيين. وقع الفراغُ من كتابته صبيحةَ يومِ الأربعاء (17) شهر رمضان المعظم سنة (1190 هـ) . وناسخه هو محمد ناصر الصفطي الحنفي. وقد جاء على اللوحة الأولى من هذا المجلد ما نصه: وقف هذا الكتابَ وتصدَّق به ابتغاءً لِوجه الله تعالى، وطلباً لمرضاته الأمير أحمد آغا باش جاويش تفكجيان، وجَعَلَ مقرَّه في خزانة جامع شيخون، وتحت يدِ إمامه، تقبَّل الله منه ذلك، بتاريخ سنة (1193 هـ) (1) .   (1) جامع شيخون بانيه هو الأمير سيف الدين شيخو الناصري العمري أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، المتوفى سنة (758 هـ) ، وكانت عمارة هذا الجامع في سبعة أشهر من سنة (756 هـ) وهو من أجلّ جوامع مصر، يقع بشارع الصليبة في القاهرة، وهذا الجامع باق إلى الآن على صورته الأصلية. انظر " خطط المقريزي " 2 / 313، و " الخطط التوفيقية الجديدة " لعلي باشا مبارك 5 / 83 وما بعدها. وأما واقف النسخة الأمير أحمد آغا فهو ألباني أرنؤوطي، وكان من أهل الخير والصلاح، مبجلاً عند عظماء الدولة، يندفع في نصرة الحق والأمر بالمعروف والنهي = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 - المجلد الثاني: وعدد أوراقه (474) ورقة أيضاً، يبتدئ بأول مسند المدنيين، وينتهي بآخر مسند النساء وهو آخرُ الكتاب. تمت كتابتُه ليلةَ الجمعة المباركة (9) جمادى الأولى سنة (1191 هـ) . وناسخه هو ناسخُ المجلدِ الأول نفسه. 7- وقد وقعت لنا قطعة مِن مسند أبي هريرة مصورة عن مكتبة كوبريللي، يأتي وصفُها إن شاء الله تعالى في موضعها من مسند أبي هريرة. 8- مجلد من مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ورقمه (4146) ف، وهو مصوَّرٌ عن مكتبة شسستربتي ورمزنا له بـ (ب) وهو في الأصل وَقْفٌ على المدرسة الصالحية التي هي بخَطِّ بين القصرين مِن القاهرة، وهذه المدرسة أنشأها الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة (640) هـ ورتَّب فيها دروساً أربعةً للفقهاء المنتمين إلى المذاهب الأربعة في سنةِ إحدى وأربعين وستِّ مئة، وهو أولُ من عَمِلَ بديار مصر دروساً أربعة. وعَدَدُ أوراقه (243) ورقة، وخطُّه نسخي غاية في الجمال والنفاسة والضبط والإتقان، ولو وُجِدَتْ مجلدات هذه النسخة بتمامها لكان يُستغنى بها عما سواها. وعَدَدُ أحاديث هذا المجلد (1740) حديثاً يتضمَّنُ مسندَ العشرة المبشَّرين بالجنَّةِ، وحديثَ عبد الرحمن بنِ أبي بكر، وحديثَ زياد بنِ خارجة، وحديثَ الحارثِ بن خَزْمَةَ، وحديثَ سعد مولى أبي بكر، وحديثَ   = عن المنكر، وقد وضع هذا الأمير في خزانة الجامع المذكور كتباً نفيسة في علومٍ شتى، وجعلها وقفاً في حال حياته تحت يد الشيخ موسى الشيخوني الحنفي، توفي الأمير أحمد آغا في شهر شوال من سنة (1201 هـ) إحدى ومئتين وألف. " الخطط التوفيقية " 5 / 86. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 الحسن بن علي، وحديثَ الحسين بن علي، وحديث عَقيل بن أبي طالب، وحديثَ جعفر بن أبي طالب. ويَغْلِبُ على الظنِّ أنها كُتِبَتْ في القرنِ السابع الهجري. ويَنْقُصُ من أوَّلِه مقدارُ ورقتين تشتملُ على خمسة عشر حديثاً مِن مسند أبي بكر، وفيه خرم من أثناء الجزء الأول والجزء الثاني بتمامه، والورقة الأولى من الجزء الثالث، وفي الجزء الثامن وبداية التاسع، وفي الأخير ورد فيه حديثُ جعفر بنِ أبي طالب المطوَّل إلى قوله: فتناخرت، ويبقى من الحديث خمسة عشر سطراً تقريباً. وقد جُزِّئَ في ستة عشر جزءاً، كُلُّ جزء يُقدر بسبع عشرة ورقة أو أقل بورقة أو ورقتين وفي بداية كُلِّ جزء عنوانٌ فيه ما يلي: الجزء ... مِن مسند العشرة رضوان الله عليهم، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تأليف الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه مما رواه ابنُه عبد الله رحمه الله. رواية الشيخ أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القَطِيعي رواه عن عبد الله رواية أبي علي الحسين بن علي بن محمد التميمي الواعظ المعروف بابن المُذْهِبِ روايته عنه رواية الشيخ أبي القاسم هِبةِ الله بنِ محمد بن عبد الواحد بن الحُصَين روايته عنه رواية الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المَجْدِ الحَرْبي الإسكاف روايته عنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 رواية أبي الفرج عبد اللطيف بنِ عبد المنعم بن علي بن نصر بن منصور الحراني ويُعرف بابن الصَّيقل. وهذا إسنادٌ رجالُه كُلُّهُمْ ثقاتٌ، وقد تَقَدَّمَ التعريفُ بالقطيعي وابن المُذْهِبِ وابن الحصين. أما ابنُ أبي المجد، فقد قال الإِمامُ الذهبي في " السير " 21 / 361: الشيخ المُعَمَّرُ الثقةُ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أبي المجد بن غنائم الحربي العتابي الإسكاف، راوي مسند الإِمام أحمد عن أبي القاسم بنِ الحُصين، ويروي أيضاً عن أبي الحسين بن الفراء. حدَّث عنه الضياء، وابنُ الدبيثي، وابن خليل، وشرف الدين عبد العزيز الأنصاري، وابن عبد الدائم، والنجيب عبد اللطيف، وعدد كثير من مشيخة الدمياطي. حدَّث بالمسند غيرَ مرةٍ ببغداد وبالمَوْصِلِ، وقد أجاز لِسعد الدين الخضر بن حمويه، ولقطب الدين ابن عصرون، وللفَخر ابن البخاري. مات بالموصل في ثاني عشر المحرم سنة ثمان وتسعين وخمس مئة رحمه الله. وأما أبو الفرج عبدُ اللطيف، فقال في " العبر " 3 / 324 في وفيات سنة اثنتين وسبعين وست مئة: وفيها تُوفِّي النَّجيبُ عبدُ اللطيف بن عبد المنعم بن الصَّيقل أبو الفرج الحرَّاني الحنبلي التاجر مُسنِد الديار المصرية، وُلِد بحَرَّان سنةَ سبع وثمانين، ورحل به أبوه، فأسمعه الكثيرَ من ابن كليب، وابنِ المعطوش، وابنِ الجوزي، وابن أبي المجد، وولي مشيخةَ دارِ الحديث الكاملية، وتوفي في أوَّل صفر وله خمس وثمانون سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 وفي نهاية كُلِّ جزء من هذه الأجزاء سماعاتٌ متكررة بخطِّ كاتبها أحمدَ بنِ محمد بن عبد الرحمن الحسيني ذكر فيها أنَّه قرأ هذه الأجزاء في سنة (667 هـ) على الشيخ أبي الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني بحضور عددٍ من الأمراء وأهلِ العلم، وتَمَّ ذلك في دارِ الأمير بدر الدين بيليك بقلعةِ الجبل. وفي آخر السماعِ الذي في نهاية الجزءِ الثالث والرابع والخامس ما نَصُّه: صحيح ذلك وكتب عبدُ اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني. ونُثبِت هنا السماعَ الذي جاء في نهاية الجزء التاسع من هذا المجلد: قرأتُ جميع هذا الجزء التاسع على الشيخ الجليل الصدرِ الرئيس المحترم الأمين بقيةِ المشايخ نجيب الدين أبي الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني أمتَعَ الله به بسماعه له من ابن أبي المجد، وسَمِعَهُ المولى الأمير الكبير المخدوم ملك الأمراء بَدْر الدين بِيليك بن عبد الله الخزندار الملكي الظاهري أسبغ الله ظلَّه، والأمير الكبير كندغدي الحبيشي، والشيخ سعد الدين محمد بن عثمان بن فُرُّخْزاد الغَزْنوي، وتاج الدين حسن بن علي الطبري، والطواشي شجاع الدين عنبر مقدَّم البحرية الصغار، ومماليك المولى بدر الدين أسبغ الله ظِلَّهُ سيف الدين بَلبان الزردكاشي الأتابكي أمير سلاح، وبدر الدين كيدلدي السلاح دار، وفتاه بيبرس، وعز الدين أزدمر السلاح دار، وعز الدين أيبك الدويدار، ومنجك السلاح دار، وصَحَّ ذلك وثبت في يوم الجمعة نصفَ ذي الحِجة سنةَ سبعٍ وستين وستِّ مئة بمنزلِ المولى الأمير بدر الدين بقلعة الجبل حرسها الله تعالى. كتبه أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسيني. والأمير بدر الدين الذي كانت قراءة هذا المجلد بداره ترجم له الصفديُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 في " الوافي بالوفيات " 10 / 365 - 367، فقال: بِيليك بن عبد الله، الأمير بدر الدين الخزندار الظاهري، نائب السلطنة بالممالك ومُقَدَّم الجيوش، كان أميراً جليلَ المقدار عاليَ الهِمة، واسِعَ الصدرِ، كثير البر والمعروف والصلة، لَيِّن الكلمة، حَسَنَ المعاملة والظن بالفقراء، يتفقَّدُ أربابَ البيوت، ويَسُدُّ خَلَّتَهم، وعنده دِيانة وفهم وادراكٌ وذكاء ويَقَظة، سَمِعَ الحديثَ وطالع التواريخ، وكان يكتُبُ خطاً حسناً، وله وَقْف بالجامعِ الأزهر على زاوية لمن يشتغل بمذهب الشافعي، وبها دَرْسٌ، وله أوقافٌ أخر على جهات البر، تُوفي رحمه الله ليلة الأحد سادس شهر ربيع الأوَّل سنة ست وسبعين وست مئة بقلعة الجبلِ ودُفِنَ يوم الأحد بتربته التي أنشأها بالقَرافة الصُّغرى، ووَجَدَ الناس عليه وَجْداً عظيماً، وحَزِنُوا لِفقده، وشَمِل مصابُه الخاصَّ والعامَّ. وجاء في نهاية الجزء السابع منه سماع بخط أحمد بن نصر الله البغدادي الحنبلي ونصُّه: سَمِعَ جميعَ هذه المجلَّدة وتشتمِلُ على ثمانية أجزاء مِن مسند العشرة من مسند الإِمامِ أحمد ابن حنبل على الشيخِ الإمام العالم العلامة المُتْقِن المُسْنِد الرحْلَة جمال الدين عبد الله بن سيدنا ومولانا قاضي القضاة علاء الدين علي بن شمس الدين محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح الكِناني العسقلاني الحنبلي بحقِّ سماعه لِجميع مسندِ الإمامِ أحمد بقراءةِ الحافظ بقيةِ السَّلف الإمام العالم زَيْنِ الدين عبد الرحيم بن الحُسين العِراقي على الشيخ المسنِدِ المُعَمَّر بقية المسندين علاء الدين علي بن أحمد بن محمد بن صالح العُرضي بسماعه لِجميعه على أمِّ أحمد زينب بنت مكي بن علي بنِ كامل الحرانية، وإجازته من الشيخ فخرِ الدين علي بن أحمد بن البخاري، قالا: أخبرنا أبو علي حَنْبلُ بن عبد الله بن الفَرَج المُكبِّر، أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين بسنده بقراءة كاتب هذه الأحرف أحمد بن نصر الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 البغدادي الحنبلي: الجماعةُ ... ثم سرد أسماءَ الشيوخ الذين حضروا السماعَ. 9- مجلد بمكتبة الرياض العامة ورقمه (685) ، ورمزنا له بـ (ح) ، ويحوي مسندَ العشرة المبشرين بالجنة، وحديثَ عبد الرحمن بن أبي بكر، وحديثَ زياد بن خارجة، وحديثَ الحارث بن خَزْمة، وحديثَ سعد مولى أبي بكر، نسخ بخط نسخي واضح متقن، وقد أَضَرَّت الرطوبةُ بأطرافِ الورقات الأُولى منه، مع وجود نقص من أوله يتضمن 14 حديثاً، وقسماً من الحديث 15، وهو مجزأٌ إلى أحدَ عشرَ جزءاً، كُلُّ جزءٍ منها يختلِفُ عن الآخر من حيثُ الكم، فأصغرُها الأوَّلُ وهو سبعُ ورقات وأكبرها (32) ورقة وهو الثالثُ، وثَمَّتَ سقطٌ لم نتبيّنْ مقدارَه بين الخامس والسادس، وفيه إلحاقات بالحواشي تنبئ عن مقابلته بأصله. وفي لوحةِ عنوان كُلِّ جزء كُتِبَ ما نصه: الجزء ... من مسند العشرة رضوان الله عليهم تأليف أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حَنْبَل بن هلال بن أسد الشَّيْباني رحمة الله عليه، رِواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القَطِيعي، عن عبدِ الله، رواية أبي علي الحسن بن علي بن محمد بن المُذهِبِ التميمي الواعظ عنه، رِواية الرئيس أبي القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحُصَيْن عنه رواية الشيخين الفقيرين إلى الله عز وجل أبي طاهر عبدِ الجبار، وأبي محمد عبد الخالق، ابني هبة الله بن القاسم بن البُندار غفر الله لهما عنه. وقد كتبه في النِّصْفِ الثاني من القرن التاسع الهجري رمضانُ بنُ عبد الله بن أحمد بن أيوب الجَمَّاعيلي الحنبلي، وسمعه هو وعَدَدٌ مِن طلبةِ العلم على العالمِ المحدِّث محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن العمري الحنبلي بسنده إلى أبي علي حنبل بن عبد الله الرُّصَافي في عِدَّةِ مجالس آخرها في يوم الجمعة السابع عشر من جمادى الأول سنةَ سبع وتسعين وثمان مئة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 بالمدرسة العُمرية بصالحية دمشق. وجاء في اللوحة الأخيرة من هذا المجلد ما نصُّه: قرأتُ جميعَ مسند العشرة رضوان الله عليهم وما أُضيف إليه مِن مسند الإِمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه على شيخنا الإمامِ العالم المحدث المسند المُعَمَّر الرحْلة القاضي ناصر الدين محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن شيخ الإسلام أبي عمر القرشي العمري الحنبلي أيَّده الله تعالى بسماعه له على الشيخ زينِ الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن يوسف بن الطَّحَّان الحنبلي بسماعه له على الإمام صلاح الدين محمد بن إبراهيم بن أبي عمر الحنبلي بسماعه له على الإمام أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري بسماعه على أبي علي حنبل بن عبد الله الرُّصَافي بسنده وصحَّ ذلك وثبت في عِدَّةِ مجالس آخرُها في يوم الجمعة المبارك السابع عشر من جُمادى الأول من شهور سنة سبع وتسعين وثمان مئة بمدرسةِ شيخ الإِسلام أبي عمر بالصَّالحية (1) قَدَّس الله تعالى روحه، وسَمِعَ   (1) في سنة (551) لجأ إلى دمشق نفرٌ من بني قُدَامة المقادسة بعد أن اضطروا إلى الهربِ من القدس بعد استيلاءِ الصليبيين عليها، واستقرُّوا مدةَ عامين بمسجد أبي صالح خارج الباب الشرقي، ثم تحوَّلُوا عنه إلى سفح قاسيون على مَقْرُبة من نهر يزيد، فبَنَوْا لهم داراً تشتمِلُ على عدد كثيرٍ من الحجرات دُعِيَتْ بدَيْر الحنابلة، ثم شرعوا ببناء أول مدرسة في الجبل وهي المدرسة العُمَرية التي أنشأها أبو عمر محمد بن أحمد المقدسي الجماعيلي الحنبلي المتوفى سنة (607 هـ) وكانت في غايةِ النشاط والازدهارِ، ثم تتابع البناءُ حولها وعُرِف هذا المكانُ فيما بعد بالصالحية، وكان بهذه المدرسة خزانة كتب لا نظيرَ لها، فَلَعِبَتْ بها أيدي المختلسين، وأُخِذَ منها الشيءُ الكثير، ثم نُقِلَ ما بقي منها - وهو شيء لا يُذكر بالنسبة لما كان بها - إلى المكتبة الظاهرية، وبقيت من هذه المدرسة إلى يومنا هذا أطلالُها تَستدِرُّ كوامِن الجُفون، وتستنزفُ قَطَرات القلوب، وتُذَكِّر بماضٍ حافلٍ بروائع الأجداد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 من جماعةٍ عُيِّنوا في البلاغات بخطِّ كاتبه، وأجاز رَضِيَ الله عنه غيرَ مرة بسؤالِ كاتبه رمضان بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أيوب الجَمَّاعيلي الحنبلي عفا الله عنه. وكتب شيخُه تحته: صحيحٌ ما ذكره من السَّماعِ والإجازة وَفَّقه الله لما يُحب ويرضى كتبه محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. ومحمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الذي قُرِئَ عليه هذا المجلد هو محمدُ بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن التقي أبي الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر محمد أخي الموفَّق عبد الله صاحب " المغني " ابنَيْ أحمد بن محمد بن قُدامة ناصر الدين أبو عبد الله بن العماد بن الزين أبي الفرج بن ناصر الدين أبي عبد الله القرشي العُمري العَدَوي المقدسي الدمشقي الصالحي، ويُعرف كأبيه بابن زُرَيْقٍ. وُلِدَ في شوال سنة اثنتي عشرة وثمان مئة بصالحية دمشق، ونشأ بها، فحَفِظ القرآن ودَرَسَ الفقه على علماء عصرِه وطلبَ الحديث، وكتب الطِّبَاق والأجزاء، ومَهَر وأفاد، وروى عنه خلق من الأعيان، وكان فاضلاً متواضعاً، ذا أَنَسةٍ بالفن وقد ولي النظرَ على مدرسة جده أبي عمر مدة طويلة، وناب في الحكم ثم تنزَّه عن ذلك، وتوفي بالصالحية عشيةَ يومِ السبت تاسع جمادى الآخرة سنة (900 هـ) . " الضوء اللامع " 7 / 169، و " شذرات الذهب " 7 / 366. 10- نسخة ثالثة مِن مكتبة الرياض العامة ورقمها (455) و (456) ، ورمزنا لها بـ (ض) . وتقعُ في مجلدين يستوعبان الثلثَ الأوَّل والثاني من " المسند " وهي من منسوخات القرن الثاني عشر للهجرة ومقابلة على عدة نسخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 - المجلد الأول: ويقع في (1136) صفحة، يبتدئ بأول " المسند " وينتهي بآخر مسند أبي هريره. وفي آخره ما نصُّه: وافق الفراغُ من نَسْخ هذا المجلد آخر ثلث ليلة يُسْفِرُ صُبْحُهَا عن يوم الخميس السادس والعشرين ربيع الأول من سنة تسع وعشرين ومئة بعدَ الألفِ من الهجرة النبوية على صاحبها افضلُ الصلاة والسلام، على يدِ المفتقر إلى رحمة ربِّه حسين بن علي بن حسن بن عبد الحسين بن عبد الله الراوي ... الشافعي مذهباً، المكي مجاورة ... - المجلد الثاني: ويقع في (1190) صفحة، يبتدئ بمسند أبي سعيد الخدري وينتهي بمسند البصريين، وهو يتضمن الثلث الثاني من النسخة، وليس في آخره ما يُشير إلى تاريخ نسخه تحديداً. 11- مجلد يتضمَّنُ مسندَ أبي هريرة من نسخة الحافظ ابن عساك ر صاحب " تاريخ دمشق "، وعليه سماعُه من ابن الحُصَين، وفيه عِدَّةُ سماعات لِغير واحد من أهل العلم، وهي معارضةٌ بأصل ابنِ المذهب، ويقع في (294) ورقة، وخَطُّه غاية في الصعوبة على غير المتمرس ولم نقف على تاريخ نسخه إلا أنه يرجح أنه كتب في القرن السادس الهجري. 12- قطعة من نسخة كان يتملَّكُها الشيخُ محمد بن عبد الله المغربي المدرس بالحرم الشريف، وهو الذي قرأ " المسند " على الشيخ عبد الله بن سالم البصري في الرَّوضة النبوية، وقد رمزنا لها بـ (غ) . تبتدئ بأثناء مسند أبي بكر وتنتهي بمسند ابن عمر، فهي ناقصة من الأول والآخر، ولم نَقِفْ على تاريخ نسخها، وقد قُوِبلَتْ على نسختين خطيتين كما يتبيَّنُ من حواشيها. مصورة من مكتبة الرياض العامة رقم (754) ، وتقع في (356) ورقه. 13- نسخة تتضمَّنُ مسند المكيين والمدنيين، وتقع في (578) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 صفحة، وهي نسخة كتبت بعد الألف للهجرة، وفيها تصحيفات وتحريفاتٌ غيرُ قليلة وهي غيرُ مقابَلة. مصورة من مكتبة الرياض العامة برقم (755) . أما المصنَّفاتُ التي لها علاقةٌ بالمسند، والتي استعنّا ببعضها في استكمالِ التحقيق، وتداركِ السقط الذي وقع في الأصول المعتمدة، والطبعة الميمنية فهي: 1- إطراف المُسْنِد المعتلي بأطراف المُسْنَد الحنبلي، للحافظ ابن حجر، في مجلدين. وهي نسخة مصورة عن نسخة داماد إبراهيم تحت رقم (255) و (256) : - المجلد الأول: عدد أوراقه (258) ورقة، نسخ في حياة المؤلف سنة (836 هـ) . وناسخها هو تلميذُ الحافظ ابن حجر محمد بن علي بن جعفر بن مختار، الشهير بابن قمر الحسيني، المتوفى سنة (876 هـ) (1) . - المجلد الثاني: عدد أوراقه (260) ورقة، نسخ سنة (838 هـ) ، وناسخه هو ناسخ المجلد الأول نفسه. 2- غاية المُقْصَد في زوائدِ المسنَد للهيثمي. نسخة مصورة من مصورة جامعة أم القرى بمكة المكرمة عن الأصل الخطي الموجود في مكتبة البلدية بالإسكندرية، تقع في (422) ورقة، كتبت بخط نسخي مقروء، عليها حواشٍ منقولة من نسخة المؤلف، وقد نُسِخَتْ في حياته، إذ كان الفراغُ من نسخها في تاسع شهر رجب الفرد سنة ثلاث وتسعين وسبع مئة.   (1) ترجمته في " الضوء اللامع ": 8 / 176 - 178. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 3- ترتيب أسماء الصحابة الذين أخرج حديثهم أحمد بن حنبل في المسند لابن عساكر. وهو فهرس دقيق لأسماء الصحابة، وموضع حديثهم في المسند. وقد طبع في بيروت بدار البشائر الإسلامية سنة 1409 هـ / 1989 م بتحقيق الدكتور عامر حسن صبري. 4- جامعُ المسانيد والسُّنن الهادي لأقوم سَنَن. تأليف الحافظ أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، المتوفى سنة (774 هـ) : موجود منه 7 مجلدات ضخمة بدارِ الكتب المصرية، تحت رقم (221) و (222) و (223) و (224) و (225) و (226) و (227) حديث، نسخ في القرن الثامن الهجري بعد وفاة المؤلف رحمه الله. وفي آخر المجلد الخامس منه قال: يتلوه في السادس عبد الله بن كعب. يعني في روايته عن المبهمين، ولم يأت هذا في الجزء الذي بعده وهو أول مسند النساء، مما يدلُّ على وجود نقص فيه، وبالرجوع إلى كتاب " ترتيب أسماء الصحابة " للحافظ ابن عساكر تبيَّن أن النقص يمثل (191) ترجمة في باب الرواية عن المبهمين. وفي آخر المجلد الذي فيه مسند النساء قسم غير قليل من مسند أنس بن مالك الذي ذكر المؤلف أنه أفرده على حدة، ففي آخر مسند النساء ما نصه: قال ولدُ المصنف: رأيت بخط والدي تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته ما صورته: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، يقول إسماعيل بن كثير ألهمه الله رشده وغفر له ولطف به: فرغتُ من هذا الكتاب في ليلة الأحد العاشرة من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وسبع مئة هجرية خارجاً عن مسانيد المكثرين مثل أنس وجابر وسعد بن مالك أبي سعيد الخدري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم (1) ، وأرجو من الله تيسير تمام ذلك وهو أخفُّ مؤنةً وأيسر مما تقدم، ولله الحمد والمنّة أولاً وآخراً ... قلنا: وهذه المسانيد التي ذكرها لم نقع على شيء منها سوى قسم من مسند أنس كما ذكرنا آنفاً، وقسم من مسند أبي هريرة، وهو الذي يشتمل عليه المجلد السابع من هذه النسخة، وينقص من أوله بعضه. وقد اعتمد فيه على " مسند أحمد " الذي رتبه خاتمة الحفاظ الإِمام أبو بكر محمد بن عبد الله بن المُحب الصامت المتوفى سنة (789 هـ) ، ثم ضمَّ إليه روايةَ كُلِّ صحابي من الكتب الستة ومن " معجم الطبراني الكبير " ومن " مسند البزاز " ومن " مسند أبي يعلى "، وقد رتَّب الصحابةَ على نسق حروف المعجم، وكذلك رتب الرواة عن الصحابة ترتيباً معجمياً أيضاً على نحو ما فعل شيخه الحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي المتوفى سنة (742 هـ) ، وإذا كان الحديث قد انفرد به الإِمام أحمد ولم يرد عند أحد من أصحاب السنن والمسانيد والمعاجم الأُخرى التي اعتمدها، فإنه ينبه على ذلك بإثره بقوله: تفرد به، أي أن الإِمام أحمد تفرد بإخراجه. قال الشيخ العلامة شمس الدين محمد بن محمد الجزري في " المصعد الأحمد " ص 39: ثم إن شيخنا الإِمام مؤرخ الإِسلام وحافظ الشام عماد الدين أبا الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير رحمه الله تعالى أخذ هذا الكتاب   (1) وكذلك لم يُدْرِجْ فيه مسانيدَ الخلفاء الأربعة، لأنه أفردَ بالتأليفِ لِكل واحدٍ منهم رضي الله عنهم مسنداً كما بَيَّن ذلك في موضع ترجمة كُلِّ واحد منهم من " جامع المسانيد "، وقد طبع منها مسندُ عمر بتحقيق د. عبد المعطي قلعجي عن النسخة الأم التي هي بخط المصنف رحمه الله في جزأين لطيفين نشر دار الوفاء بالمنصورة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 المرتب من مؤلفه - يعني أبا بكر محمد بن عبد الله ابن المحب الصامت - وأضاف إليه أحاديث الكتب الستة و " معجم الطبراني الكبير " و " مسند البزار " و " مسند أبي يعلى الموصلي "، وأجهد نفسه كثيراً، وتعب فيه تعباً عظيماً، فجاء لا نظيرَ له في العالم، وأكمله إلا بعض مسند أبي هريرة فإنه مات قبل أن يُكمله، فإنه عوجِل بكفِّ بصره، وقال لي رحمه الله تعالى: لا زلتُ أكتب فيه بالليل والسراج يُنَونِصُ حتى ذهب بصري معه، ولعل الله يُقيض له من يكمله مع أنه سهل، فإن معجم الطبراني الكبير لم يكن فيه شيء من مسند أبي هريرة رضي الله عنه. تنبيه: لم نذكر كتابَ جامع المسانيد الذي ألفه الإِمام العَلامة المتفنِّن جمال الدين ابن الجوزي في جُملة مَنْ خَدَم مسند أحمد، لأنه رحمه الله قد ذكر في مقدمته أنه قد جمع كتابه مِن مسند أحمد وصحيح البخاري، وصحيح مسلم وجامع الترمذي، لأنَّها الأصولُ التي تحوي جمهورَ حديثِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولها العلوُّ في الإِسناد. وقد أبان عن خطته التي اتبعها في تأليفه هذا فقال: وآتي بالحديثِ بأتمِّ ألفاظه وأجودِها في أيِّها كان، وأحذِفُ مُكَرَّرَها إلا أن يكونَ في التكرارِ زيادةُ حكمٍ، فأكرره لذلك. وأخرجتُ من المسند والترمذي أحاديث يسيرة لم تصلُحْ، فوضعتُ بعضها في كتابِ الأحاديث الواهية، وبعضَها في الموضوعات. ومتى كان الحديثُ متفقاً عليه بينتُ ذلك، أو انفرد أحدُ الشيخين، أوكانت كلمة غريبة أومعنى مُشْكِلٍ. وقد اقتصر في كتابه هذا على نقلِ الأحاديثِ المسندة من هذه الكتب الأربعة، فأما ما فيها مِن كلام الصحابة والتابعين، فقد أسقطه لأنه ليس من غرضه على أنه قد تَجَوَّزَ بذكر بعضه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 وقد رتَّبَه على المسانيدِ، ثم رتَّب المسانيدَ على حروف المعجم. ولم يتيسر لنا مِن هذا الكتاب سوى مقدمته التي هي في خمس ورقات. 5- حاشية المحدث محمد بن عبد الهادي السندي المتوفى سنة (1138) هـ وقد انتهى إلينا منها نسختان مصورتان من الجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة. الأولى منها مصورة عن الأصل الخطي الموجود في المكتبة السعيدية في حيدرآباد، وتقع في ثلاثة مجلدات. الأول منها - وعدد أوراقه (219) ورقة - وفي أوله نقص كبير ينتظم الكلام على الخمس الأول من المسند أي على (4505) أحاديث، وينتهي بمسند أبي هريرة. والثاني - وعدد أوراقه (220) ورقة - يبدأ بمسند أبي سعيد الخدري، وينتهي بمسند البصريين. والثالث - وعدد أوراقه (90) ورقة - يبدأ بمسند الأنصار، وينتهي بنهاية المسند. وخط هذه النسخة نسخي واضح مقروء، الخطأ فيه قليل، وليس فيها ما ينبىء عن ناسخها ولا تاريخ النسخ. النسخة الثانية تقع في مجلد واحد، عدد أوراقه (457) ورقة، يبدأ من أول الكتاب، وينتهي بالكلام على الحديث (25827) من مسند عائشة رضي الله عنها. وخطها نسخي واضح مقروء كسابقتها، وجاء في لوحة العنوان ما نصه: حاشية على مسند الإِمام أحمد ابن حنبل للشيخ أبي الحسن السندي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 رحمه الله تعالى. ولم يرد فيها ذكر للناسخ ولا لتاريخ النسخ. وقد ترجم لمؤلف هذه الحاشية المرادي في " سلك الدرر " 664، فقال: محمد السندي بنُ عبد الهادي السنديُّ الأصل والمولدِ الحنفي، نزيلُ المدينة المنورة، الشيخُ الإمام العالم العامل العلامة المحقق المُدَقِّق النحرير الفهَّامة أبو الحسن نور الدين، ولد (بتته) قرية من بلاد السند، ونشأ بها، ثم ارتحل إلى تُسْتَرَ وأخذ بها عن جملةٍ من الشيوخ، ثم رحل إلى المدينة المنورة وتوطَّنها، وأخذ بها عن جملةٍ من الشيوخ: كالسيد محمد البرزنجي، والملا إبراهيم الكوراني، وغيرهِما، ودَرَّسَ بالحرم الشريف النبوي، واشتهر بالفضل والذَّكاءِ والصلاح، وألف مؤلفاتٍ نافعةً، منها: الحواشي الستة على الكتب الستة، إلا أن حاشيته على الترمذي ما تَمَّتْ، وحاشية نفيسة على مسند الإمام أحمد، وحاشية على " فتح القدير " وصل بها إلى باب النكاح، وحاشية على البيضاوي، وحاشية على الزهراوين للملا علي القاري، وحاشية على " حاشية شرح جمع الجوامع " الأصولي لابن قاسم المسماة بالآيات البينات، وشرح على الأذكار للنووي، وغير ذلك من المؤلفاتِ التي سارت بها الركبان، وكان شيخاً جليلاً ماهراً محققاً بالحديث والتفسير والفقه والأصول والمعاني والمنطق والعربية، وغيرها. أخذ عنه جملةٌ من الشيوخ، منهم: الشيخ محمد حياة السندي، وغيره. وكان عالماً عاملاً، ورعاً زاهداً، وكانت وفاتُه بالمدينة المنورة ثاني عشري شوال سنةَ ثمانٍ وثلاثين ومئة وألفٍ، وكان له مشهدٌ عظيم حضره الجمُّ الغفيرُ من الناس حتى النساء، وغلقت الدكاكين، وحمل الولاة نعشه إلى المسجد الشريف النبوي، وصُلِّيَ عليه به، ودُفِنَ بالبقيع، وكَثُرَ البكاء والأسفُ عليه، رحمه الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 منهج التحقيق : 1- قمنا بتوثيق النَّصِّ، وذلك بمقابلة المطبوع بالأصول الخطية المتوافرة لدينا، وأثبتنا الفروق المهمة، وقد رمزنا للطبعة الميمنية في هوامشنا بالحرف (م) . 2- ضبطنا النصَّ ضبطاً قريباً من التمام، وضبطنا ما يُشْكِلُ من أسماء الرواة، وكناهم وألقابهم ضبط قلم، وربما ضبطناه بالحروف في الحاشية. 3- نَبَّهنا على الأخطاء الواقعة في الطبعتين السابقتين من تحريف وتصحيف وسقط. 4- حَكَمْنا على أسانيد أحاديثه، حيث قمنا بدراسة رجال إسناد كلِّ حديث فيه، وأشرنا إلى الأسانيد التي هي على شرط الشيخين، أو على شرط البخاري أو على شرط مسلم. وإذا كان بعضهم من رجال البخاري، وبعضهما من رجال مسلم، قلنا: إسناده صحيح، رجاله ثقات، رجال الصحيح، وإنما فعلنا هذا لبيان أن هذا الإِسنادَ في أعلى درجات الصحة، فقد أطبقت الأمة على تسمية الكتابين بالصحيحين، والرجوع إلى حكم الشيخين بالصحة، وأن من احتج به الشيخان أو أحدهما، فقد جاز القنطرة، فإن تخريج حديث الراوي في " الصحيحين " أو أحدهما محتجَّيْن به، هو بمنزلة التصريح بتوثيقه (1) ، ولبيان هذا العدد الكبير من الأحاديث الصحيحة التي لم ترد عندهما ولا عند أحدهما مع أنها مستوفية لشروط الصحة التي اشترطاها في كتابيهما، وليس   (1) انظر " الاقتراح " لابن دقيق العيد ص 326 - 329. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 في هذا تعقب لهما أو إلزامهما بهذه الأحاديث التي استوفيت الشروط التي التزماها، فإنهما رحمهما الله قد صرحا بأنهما لم يقصدا استيعابَ جميعِ الأحاديث الصحيحة في كتابيهما. وقد تحرينا في الأعم الأغلب أن يكون قولنا: " هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، أو على شرط البخاري أو على شرط مسلم " مقيداً بمن احتج بهم الشيخان أوأحدهما في الأصول، وليس ممن خرجا له استشهاداً أومتابعة أوتعليقاً، ولا ممن هو موصوف بتدليس أوتخليط، فإنهما رحمهما الله ينتقيان من حديث من تكلم فيه ما توبع عليه، وظهرت شواهده، وعلم أن له أصلاً، ومن حديث المدلس ما صرح بالسماع فيه، ومن حديث المختلط بأخرة ما رواه الثقة عنه قبل اختلاطه. وإذا كان في السند راوٍ لا يُحْتَجُّ به لسوء حِفظه أو لكونه رُمِيَ بالاختلاط أو التغير أو التدليس ووقفنا على متابع له في تلك الرواية ممن يصلح حديثُه للمتابعة، أو كان لمتنِ الحديث ما يشهد له، أطلقنا الصحة أو الحسن على ذلك الحديث وفق ما يقتضيه المقام لغلبة الظنِّ أنه بالمتابعة أو الشاهدِ، لم يقع لذاك الراوي المجروح تخليطٌ فيه أو غلط أو وهم. وقد يَنْتَهِضُ إسنادُ الحديثِ إلى درجةٍ أعلى مِن درجة الحسن، ولكنه لا يَبلُغُ رتبةَ الصحيح، فنقول في مثل هذا النوع من الإسناد: إسنادُه قوي، أو جيد، إشارةً منا إلى أنه فوق الحسن ودون الصحيح، وهذا الاستعمال متداول بين أهل العلم الذين مارسوا هذا الفنَّ واختصُّوا به، وصاروا أعلاماً فيه. وما سوى ذلك فقد حَكَمْنا عليه بما يليقُ بحالهِ من صحةٍ أوحسنٍ أو ضعفٍ، مسترشدين بما أصَّله جهابذة الحديث ونقاده من أصول وقواعد لتوثيق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 الروايات وفحص الأسانيد، وتنقيد المتون، فإنهم القُدْوةُ في هذا الفن، والمعَوَّل عليهم فيه. وإذا كان في السند راوٍ لم نجد فيه توثيقاً ولا تضعيفاً عن أحدٍ من أئمة الجرحِ والتعديلِ، لكنه مذكورٌ في " ثقات ابن حبان "، فإنه لا يَخْرُج عن حدِّ الجهالة ولا يقوى حديثُه عندنا إلا بأحد أمرَيْنِ: الأول: أن ينصَّ ابنُ حبان على توثيقه، كأن يقولَ: مستقيمُ الحديث، أو ثقة، أو صحيح الحديث. الثاني: أن يَروي عنه جماعةٌ ثلاثةٌ فما فوق، ولم يرد عنه ما يقدح في ضبطه، فقد قال الإمام الذهبي في " ميزان الاعتدال " 3 / 426 في ترجمة مالك بن الخير الزبادي تعليقاً على قول ابن القَطّان: هو ممن لم تَثبُتْ عدالتُه: يريد أنه ما نَصَّ أحدٌ على أنه ثقة، وفي رواة " الصحيحين " عددٌ كثير ما عَلِمْنا أن أحداً نصَّ على توثيقهم، والجمهورُ على أنَّ مَن كان من المشايخ قد روى عنه جماعة، ولم يأتِ بما يُنكر عليه أن حديثَه صحيحٌ (1) . وسيجدُ القارىءُ الكريمُ أننا قد خالَفْنا في تنقيد الرواة الحافظَ ابن حجرٍ وغيره من أئمة هذا الشأن فيما انتهوا إليه من أحكام على عددٍ غيرِ قليلٍ من   (1) وقد تعقبه الحافظ ابن حجر فيما نقله عنه السخاوي في " فتح المغيث " 1 / 296 بقوله: ما نسبه للجمهور لم يصرح به أحد من أئمة النقد إلا ابن حبان، نعم هو حق فيمن كان مشهوراً بطلب الحديث والانتساب إليه. قلنا: وفي تعقُّبه هذا نظر، فإنه ليس في كلام الإمام الذهبي ما يشير إلى تنصيص الجمهور على هذه القاعدة، وإنما يُفهم منه أنه رحمه الله قد استنبط هذه القاعدة من جملة أحاديث صححها الجمهور، وفي أسانيدها رواة لم يؤثر توثيقهم عن أحد، والحافظ نفسه رحمه الله مع تعقُّبه للذهبي يتبع هذه القاعدة، ويحكم بمقتضاها على أحاديث غير قليلة بالصحة أو الحسن كما هو معلوم لكل من ينظر في تخريجاته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 الرواة نتيجةَ مراجعة كتب الجرح والتعديل المعتمدة التي تَضَمَّنت أقاويل الثقات في هؤلاء الرواة، والموازنةِ الدقيقة بينها، واستخلاصِ ما هو أقربُ إلى الصواب منها، ولنا على كتاب " التقريب " للحافظ ابن حجر مؤاخذاتٌ غير قليلة تدل على أنه رحمه الله لم يحرِّر تراجمَ عدد غير قليل من الرواة تحريراً دقيقاً، فقد وَقَعَتْ له فيه أخطاء يُسْتَغْرَبُ صدورُها مِن مِثْلِه، ولا بأسَ من إيرادِ أمثلةٍ منها تَذكِرةً لمن يُعَوِّل عليه، ويعتمِدُ أحكامَه، ويرى أنها غيرُ قابلةٍ للنَّقد: قال في ترجمة عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي: مقبول. وقد صرَّح في مقدمته أنه يُطْلِقُ هذه اللفظةَ على من يُقبَلُ حديثُه عندَ المتابعة، وأنه عند عدمها يكونُ لَيِّنَ الحديث. وعبد العزيز هذا روى عنه جمعٌ، ووثَّقه عليُّ بنُ المديني، وأحمد، ويحيى بن معين، وأبو داود، وابن نمير، وابنُ حِبان، فهل يُقَالُ عن مثلِ هذا: مقبول؟! وقال في ترجمة إياس بنِ خليفة البَكْري: صدوق. وهي تعني عندَه أنه يعني في الدرجةِ الثانية بعدَ الثقة. مع أنه لم يروِ عنه غيرُ عطاء بن أبي رباح، وانفرد بتوثيقه ابنُ حبان، وقال العقيليُّ: في حديثه وَهَمٌ، وقال الذهبي في " الميزان " 1 / 282: لا يكاد يُعْرَفُ. فهل يُقَالُ في مثلِه: صدوق، وهو في عِداد المجهولين. وقال في ترجمة خالد بن غَلاّق: مقبول. مع أنه من رجال مسلم، وخالف ما هنا في " تلخيص الحبير " 1 / 118، فقال في خبرٍ في سندِه خالدٌ هذا: إسنادُه صحيح. وقال في ترجمة ربيعة بنِ ناجذ الأزدي: ثقة. مع أنَّه في عِداد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 المجهولين، لأنه لم يَرْوِ عنه غيرُ أبي صادق الأزدي، ولم يوثِّقه غيرُ ابنِ حبان، وقال الذهبي في " الميزان ": لا يكاد يُعْرَفُ، وقال في " المغني ": فيه جهالةٌ، أفمِثْلُ هذا يقالُ فيه: ثقة. وقال في ترجمة خالدِ بنِ دِهْقان الدمشقي: مقبول. مع أنه قد وثَّقه أبو مُسْهِرٍ، ودُحيم، وأبو زرعة، وابنُ حبان والذهبي، وروى عنه جمعٌ، ولم يُضعِّفْه أحدٌ. وقال في إبراهيمَ بن يزيد بن شريك التَّيْمي: ثقة ألا أنه يُرسِلُ ويُدلِّس. وهذا وَهَمٌ منه رحمه الله، فإنه لم يَصِفْه أحد بالتدليس حتى هو نفسه لم يذكُرْه في " طبقات المدلسين "، وربما يكون قد الْتَبَس عليه بإبراهيم بن يزيد النخعي الذي بعده، فهذا قد وصفوه بالتدليس، وإن كان هذا الوصفُ لا ينطبق عليه أيضاً. وقال في عبد الله بن نَهيك: كوفي صدوق. مع أنه لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غيرُ ابنِ حبان، فمثلُ هذا يقالُ فيه: مقبول أو مجهول. وقال في عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي: صدوقٌ له أوهام. مع أنه ثقةٌ كما يُعْلَمُ مِن ترجمته في " التهذيب "، ولم يتكلم عليه غيرُ ُشعبة من أَجْل حديثٍ، وثناؤُهم عليه مستفيض. وقال في ترجمة علقمة بنِ وائل بن حُجْر: صدوقٌ إلا أنه لم يَسْمَعْ من أبيه. وهذا وَهَمٌ منه رحمه الله، فقد ثَبَت سماعُه في غير ما حديثٍ عن أبيه، كما هو مبيَّن في تعليقنا على " السير " 2 / 573 - 574. وقال في عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري: صدوق. مع أنه وثَّقه ابنُ معين، والنسائي، وابنُ مهدي، وابنُ نمير، وابنُ حِبان، والعِجْلي، والطبراني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 وقال في عوف بن الحارث بن الطُّفيل بن سَخْبَرة: مقبول. مع أنه احتجَّ به البخاريُّ، وذكره ابن حبان في " الثقات " وروى عنه جمع. وقال في قَتادة بن دِعامة السَّدوسي: ثقة ثَبْت. ولم يَصِفْهُ بالتدليس هنا، مع أنه قال في " مقدمة الفتح ": ربما دَلَّس، وأدرجه في " طبقات المدلسين " في الطبقة الثالثة التي لا يقبل حديث أصحابها إلا إذا صَرَّحوا بالسماع، وقال: مشهور بالتدليس. وقال في محمد بن يوسف القرشي: مقبول. مع أنه وثَّقه أبو حاتم والدارقطني والذهبي، وذكره ابنُ حبان في " الثقات ". وقال في معبد بن كعب بن مالك الأنصاري: مقبول. مع أن البخاري ومسلماً قد احتَجَّا به، وروى عنه جمعٌ، وذكره ابنُ حبان في " الثقات ". وقال في هشام بن عمرو الفزاري: مقبول. مع أنه وثَّقه ابنُ معين وأبو حاتم وأحمد، وذكره ابن حبان في " الثقات ". وقال في يونس بن خباب الكوفي: صدوق يخطىء. وكيف يقال هذا فيه، وقدكذَّبه يحيى بنُ سعيد، وقال ابنُ معين: رجل سوء ضعيف، وقال ابن حبان: لا تَحِلُّ الرواية عنه، وقال النسائي: ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال في يونس بن سيف الكَلاعي الحمصي: مقبول. مع أنه قد وثَّقه الدارقطنيُّ والذهبي، وابنُ حبان، وقال البزار: صالح الحديث، وروى عنه جمع. ثم إن الرموز التي في " التقريب " لا يجوز الاعتمادُ عليها وحدها فيما يَخُصُّ البخاريَّ ومسلماً، لأن المؤلف رحمه الله قد رَمَز في مواطن كثيرة لكلِّ من أَخْرَجَ له البخاري بـ (خ) ، ولمن أخرج له مسلم بـ (م) ، سواء قد احتَجَّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 به، أم أخرجا له في المتابعات والشواهد، فلا بُدَّ من التمييز بين الرواة الذين احتَجَّا بهم أو أحدهما وبين الرواة الذين أخرجا لهم في المتابعات والشواهد، فإن النوعَ الثاني من الرواة يَقْصُر عن رُتْبة الصحيح، كما هو معلوم لأهل هذا الفن. وإذا كان مصدرُ الحكم على الراوي مستمداً من غير كتاب " تهذيب الكمال " وفروعه، أحلنا على المصادر التي نقلنا عنها وأفدنا منها. 5- خرّجنا أحاديث الكتاب من " الصحاح " و " السنن " و " المسانيد " و " المعاجم " وغيرها من المظانِّ مما تيسَّرَ لنا، محاولين الاستيعاب قدرَ الإمكان، وأشرنا إلى أماكن وجود الحديث إذا تكرر في المسند، وبما أن المؤلف قد يُورِدُ الحديث الواحد في مواضع متعددة من طرق مختلفة، فقد قمنا بتخريج كُلِّ طريق في موضعه مشيرين إلى أنَّ المؤلفَ سيوردُهُ من طريق كذا برقم كذا، وإن لم يورِدْه إلا من طريق واحدة مع أن له طرقاً عديدة أشرنا إلى تلك الطرق الأخرى عن ذلك الراوي. وفي حال اختلاف الطريق كُلِّها عدا الصحابي راوي الحديث نُورِدُ الإسنادَ بتمامه أو جزء منه. وإذا كان للحديث شاهدٌ عند أحمد، أَحلنا عليه، فنقول مثلاً: ويشهد له حديثٌ سبق برقم كذا، أو سيأتي، ويُحال حينئذ إلى الصفحة والجزء في الطبعة الميمنية، وإذا لم يكن الشاهد في المسند، فيُخَرَّج من المصادر الأخرى مع تبيين حاله عند الحاجة إلى ذلك، فيزداد بذلك حديثُ الباب قوةً، وبخرج عن حدِّ الغرابة. 6- علَّقنا على بعض المواضع بما يستدعيه المقام، من تفسير لفظ غريب، أو توضيح معنى مستغلق، أو ترجمة بلد أو موضع، أو نقل فائدة لمحها أحدُ الأئمة من الخبر، أو ذكر وقوع نسخ في الحديث، أو التنبيه على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 شذوذ في المتن، أو علة خفية قادحة، ونحو ذلك. ونحيل إلى المصادر التي نقلنا عنها، فأحياناً نثبت النص المنقول بتمامه في العلة الخفية القادحة، وأحياناً نلخصه بحيث يفي بالمراد، ويحقق المبتغى. ونذكرُ أيضاً ما نقف عليه من قرائن يكون لها تأثير في حال الراوي، أو في درجة الحديث، وذلك إما ضمن خلاصة الراوي، أو عند الحكم على الحديث. وغيرُ خافٍ على طلبة العلمِ الحُذَّاق أنَّ صحة السند وحدها لا تكفي لصحة المتن، فإن جواز وقوع الخطأ من الثقة لا خلاف فيه، وهو جائز عقلاً وعادة، ووافق فعلاً وحقيقة، فقد ذكر الخطيب في كفايته ص 144 - 145 عن الأئمة سفيان الثوري والشافعي وشعبة أنه إذا كان الغالب على الراوي الحفظ فهو حافظ، فإنه لا يكاد يفلت من الغلط أحد، ويقوي ذلك ويؤكِّده ما قال الترمذي: وإنما تفاضل أهل العلم بالحفظ والإتقان والتثبت عند السماع مع أنه لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم. ولهذا اشتُرط في الحديث الصحيح سلامتُه من الشذوذ والعلة، وهما يقعان في أحاديث الثقات، قال الإمام أبو عبد الله الحاكم في علوم الحديث ص 112 - 113: وإنما يُعلَّل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإن حديث المجروح ساقطٌ واهٍ، وعلة الحديث تكثر في أحاديث الثقات أن يُحدثوا بحديث له علة، فيخفى عليهم علمه، فيصير الحديث معلولاً، والحجة فيه عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير. وقد قال أهل هذا الفن: إن قول المحدث في حديث ما: إسناده صحيح، هو دون قولهم: صحيح، لأنه قد يصح السند ولا يصح المتن. قال العلامة ابن القيّم في الفروسية ص 64: وقد عُلم أن صحة الإسناد شرط من شروط صحة إلحديث، وليست موجبة لصحة الحديث، فإن الحديث يصح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 بمجموع أمور منها: صحة سنده، وانتفاء علته، وعدم شذوذه ونكارته. وقد ردَّ غيرُ واحد من العلماء الذين يُعوَّل عليهم في هذا الباب في القرون المفضَّلة والتي تلتها أحاديثَ غير قليلة من جهة المتن، وحكموا ببطلانها ونكارتها وشذوذها. وتدرك العلة بتفرد الراوي، أو بمخالفة غيره له مع قرائن تنبه العارف بهذا الشأن على إرسال في الموصول، أو وقف في المرفوع، أو دخول حديث في حديث، أو وهم واهم وغير ذلك، بحيث يغلب على ظنه فيحكم بعدم صحة الحديث، أو يتردد فيتوقف فيه. ولا يتفطن لعلل الحديث، ويكشف عنها، إلا العالم بهذا الفن، الماهر فيه الذي قضى معظم وقته في دراسة كتبه، ومعرفة أقاويل أهل العلم الذين اختصوا به وصاروا أعلاماً فيه. 7- رقمنا أحاديث الكتاب، ونبَّهنا على المكرر منها. 8- فصَّلنا النص ورقَّمناه، ووضعنا قول الرسول عليه الصلاة والسلام بين قوسين صغيرين، والآية بين قوسين مزركشين. 9- نبَّهنا إلى زيادات عبد الله بن الإِمام أحمد ووجاداته، وما رواه عن أبيه، وعن شيخ أبيه أو غيره، باستخدام الرموز التالية: • دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله. ° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته. * نجمة مدورة لما رواه عن أبيه، وعن شيخ أبيه أو غيره. وسننبه على هذه الرموز في بداية كل جزء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 10- أما الفهارس التي سنقوم بإعدادها عند انتهاء الطبع بإذن الله تعالى فتشمل: 1- فهرس شيوخ أحمد. 2- فهرس شيوخ عبد الله بن أحمد. 3- فهرس الصحابة. 4- فهرس الرواة. 5- فهرس الأحاديث القولية والفعلية. ولا بُدَّ لنا من التنويه بالجهودِ المباركةِ التي أنفقها الشيخُ المُحَدِّثُ أحمد محمد شاكر في خِدمة هذا " المسند " الجليلِ، لِتقريب الإفادة منه إلى الناسِ عامةً وأهلِ الحديث خاصةً، حتى يَصِلُوا إلى ما في السُّنَّةِ النبوية مِن كنوز قد يَعْسُرُ الوصولُ إليها في كتابٍ هو كالأصلِ لجميع كُتُبِ السُّنَّةِ أو أكثرها، وقد بيَّن رحمه الله في مقدمته أنَّه لم يلتزِمْ في الكلام على الأحاديثِ أن يُخرِّجها كلها، وعَلَّلَ ذلك بأنَّه أمرٌ يطولُ جداً، وإنما جعل همته ووَكْدَه أن يُبين درجةَ الحديثِ، فإن كان صحيحاً ذكرَ ذلك، وإن كان ضعيفاً بيَّن سَبَبَ ضعفه، وأن كان في سنده رجلٌ مختلفٌ في توثيقه وتضعيفه، اجتهدَ رَأْيَهُ على ما وَسِعَه علمُه، وذكر ما يراه. ومع شهادة غيرِ واحدٍ من أهلِ العلم ببلوغه - رحمه الله - في معرفةِ حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روايةً ودرايةً، مبلغاً لم يُجارِه أحدٌ به من معاصريه ممن يَنْتَحِلُ صناعة الحديث، فإنَّه رحمه الله قد تَساهَلَ في الحكم على أحاديثِ غير قليلة في " المسند " تساهلاً غيرَ مرضي عند الحُذَّاقِ من النقاد، فقوَّى حالَ ابنِ لهيعة مطلقاً وعليِّ بن زيد بن جُدعان وشريك بن عبد الله النخعي ومن هُوَ مِن بابَتِهم، وفي كثيرٍ من الأحاديث التي جاءت في " المسند " يقولُ في كُلِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 واحدٍ منها: إسنادُه صحيح، رجالُه ثقات، مع أن في سندها مَنْ رُمِيَ بالاختلاط وراويه عنه ممن روى عنه بعد الاختلاط، أو ممن هو موصوف بسوء الحفظ، أو كان ممن يُعرف بالتدليس وقد روى حديثه بالعنعنة، وقد صحح كثيراً من الأسانيد التي فيها رواة مجهولون لم يُؤْثَرْ توثيقُهم عن أحدٍ من الأئمة المعتمدِ عليهم الموثوق بهم في هذا الفن، أو يكون ممن قد انفرد بذِكْره ابنُ حبان في كتابه " الثقات " أو وَثَّقه العجلي، اللذان عُرفا عندَ أهلِ العلم بالتساهلِ في التوثيق، كما أنه يَعْمَدُ إلى تصحيح سندٍ يكونُ في أحدِ رواته ضعفٌ خفيف، ويأتي بمتنٍ فيه مخالفةٌ لمن هو أوثقُ منه. وفي كُلِّ ذلك مخالفةٌ للجهابِذَةِ النقادِ من أهلِ الحديث في مُخْتَلِفِ عصورهم، وهذا هو السَّبَبُ الذين دعانا إلى مخالفته رحمه الله في كثيرٍ من الأحكام التي انتهى إليها في التصحيح والتضعيف، والأمثلة كثيرة نكتفي هنا بإيراد بعضها: فقد صحح حديثَ سماكٍ عن عكرمة، عن ابنِ عباس، مع أنَّهم قد نَصُّوا على أن روايتَه عن عكرمة فيها اضطراب، وسماك - وهو ابنُ حرب - لا يرقى حديثُه إلى الصحة. انظر (116) و (240) و (291) . وصحح الحديثَ (124) مع أن في سنده عبدَ الله بن لَهِيعة وأبا الزبير، والأولُ منهما ضعيفٌ عندهم إلا إذا كان الراوي عنه أحدَ العبادلة، وهذا الحديثُ ليس منها، والثاني مدلس وقد عنعن. وانظر (212) و (453) . وصحح الأحاديثَ (129) و (156) و (345) و (783) و (814) و (1206) مع أن في سند كُلِّ واحدٍ منها عليَّ بن زيد بن جُدعان، وهو ضعيفٌ لا يُقبل حديثُه إلا في المتابعاتِ عندهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 وصحح الأحاديث (135) و (141) و (223) و (416) و (511) و (517) و (538) و (576) و (632) و (644) و (645) و (649) و (655) و (665) و (672) و (695) و (754) و (759) و (802) و (820) و (828) و (857) و (967) و (1078) و (1131) مع أنَّ في سند كُلِّ واحدٍ منها مجهولاً أوأكثر. وصحح الأحاديثَ (713) و (766) و (782) و (843) مع أن في سند كُلِّ واحدٍ منها شريكَ بنَ عبد الله القاضي، وهو سيئ الحفظِ عند المحققين من أئمة هذا الشأن، فمثلُه لا يُعْتَدُّ بما يتفرَّدُ به. وصحح أحاديثَ في إسنادِ كلٍّ منها راوٍ ضعيف، انظر (293) و (505) و (526) و (573) و (691) و (778) و (790) و (792) و (793) و (847) و (961) و (1191) . وقال في حديث رقم (309) : إسناده صحيح، وهو مُعَلٌّ بالانقطاع، أبو لبيد - واسمه لمازة بن زبار - راويه عن عمر لم يُدْرِكْهُ. وقال في حديث رقم (292) : إسناده صحيح، مع أن في سنده محمد بن إسحاق، وهو مشهورٌ بالتدليس وقد رواه بالعنعنة، على أنَّه لو صرح بالتحديثِ لا يرتقي حديثه إلى الصحة، وإنما هو حسنٌ فقط. وصحَّحَ الحديثَ (440) مع أنَّ في سنده حريث بن السائب، وقد عدَّ الإمام أحمد هذا الحديث من منكراته، وفي متنه نكارة. وصحح الحديث (609) مع أن في سنده أبا بكر بنَ عياش راويه عن أبي إسحاق وسماعُه منه ليس بذاك القوي، وأبو إسحاق - وهو السَّبيعي - لم يسمع هذا الحديثَ من شريح بن النعمان، وقال البخاري: لم يثبت رفعُه. وصحح إسنادَ الحديث (612) مع أن فيه اضطراباً كثيراً كما هو مبين في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 شرحنا، وصحح الدارقطني وقفه. وصحح إسناد الحديث (727) مع أن في سنده عطاءَ بنَ السائب، وقد اختلط، وعامةُ مَنْ روى عنه هذا الحديثَ إنما رووه عنه بعدَ اختلاطه. وصحح إسنادَ الحديث (728) مع أن في سنده عبدَ الله بن محمد بن عقيل، وفي حفظه شيء، وحديثُه من قبيل الحَسَنِ إلا عندَ المخالفة، فضعيف، وهذا الحديثُ فيه مخالفةٌ لما رواه البخاري (1264) ، ومسلم (941) من حديث عائشة رضي الله عنها. وصحح إسنادَ الحديث (766) مع أن فيه عليَّ بنَ علقمة الأنماري لم يُوثقه غيرُ ابنِ حبان، ولم يرو عنه سوى سالم بنِ أبي الجعد، وقال البخاريُّ: في حديثه نظر، وذكره العقيليُّ وابنُ الجارود في الضعفاء، وانفرد ابنُ عدي بقوله: ما أرى بحديثه بأساً، وفي سنده أيضاً شريكُ بنُ عبدِ الله النخعي القاضي وهو سيئ الحفظ. وصحح إسنادَ الحديث (887) مع أن في سنده بقيةَ بنَ الوليد، وهو معروف بتدليس التسوية، - وهو شر أنواعه - وقد اشترطوا في مثله أن يُصَرَّحَ بالسماعِ في جميع طبقاتِ السند، وهو منتفٍ في هذا الحديث. ونؤكِّدُ هنا أن هذه المؤاخذات والنقدات لا تَنْقُصُ مِن قَدْرِ هذا المحدث الجليل، ولا تَغُضُّ من قِيمتِه، ولا تزيلُه عن رتبته الرفيعة في هذا الفَنِّ، لأنَّ تصحيحَ الحديث وتضعيفه مسألة اجتهادية ونظرية تختلف فيها الأنظارُ بين أهلِ العلم، كاختلافِ الفقهاء في كل ما هو مِن المسائل الاجتهادية. قال الإِمام المنذري في أجوبته عن أسئلة في الجرحِ والتعديلِ ص 83: واختلافُ هؤلاء المحدثين في الجرحِ والتعديلِ كاختلافِ الفقهاء، كل ذلك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 يقتضيه الاجتهادُ، فإن الحاكمَ إذا شُهِدَ عنده بجَرْحِ شخصٍ، اجتهدَ في أنَّ ذلك القَدْرَ مؤثِّرٌ أم لا؟ وكذلك المحدثُ إذا أراد الاحتجاجَ بحديث شخصٍ ونُقِلَ إليه فيه جرحٌ، اجتهد فيه هل هو مؤثِّر أم لا؟ ويَجْري الكلامُ عنده فيما يكون جرحاً، في تفسير الجَرْحِ وعَدَمه، وفي اشتراط العددِ في ذلك، كما يجري عندَ الفقيه، ولا فرقَ بين أن يكونَ الجارحُ مُخبِراً بذلك للمحدِّث مشافهةً أو ناقلاً له عن غيره بطريقه، والله عز وجل أعلم. وإننا إذ نُقدِّرُ جهودَ هذا المحدث الجليل، وننوِّهُ بفضله، ونَعُدُّه رائدَ نَشْر نصوص الحديث النبوي الشريف في هذا العصر وتحقيقها على هذا النحو الذي تابعه عليه غير واحد من المختصين بهذا الفن، نَتَمَثَّلُ بقول الإمامِ أحمد ابنِ حنبل فيما رواه عنه أحمدُ بن حفص السَّعْدي: لم يَعْبُر الجِسرَ (يعني جسر بغداد) إلى خراسانَ مِثْلُ إسحاقَ بن راهَوَيْهِ وإن كان يُخالِفُناَ في أشياءَ، فإنَّ الناسَ لم يَزَلْ يخالِفُ بعضُهم بعضاً. هذا ما وفقنا الله تعالى إليه، ونسأله سبحانه أن يُمِدَّنا بقوة من لَدُنْه، وأن يعينَنا على إنجاز هذا المشروع الكبير، وأن يُجَنِّبَنا الزَّلَلَ والخطأ، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. ربَّنا عليك توكَّلنا وإليك أنبنا، وإليك المصير. عمان 9 / 1 / 1992 م 4 / 7 / 1412 هـ شعَيبُ الأرنؤوط محمّد نعيم العرقسُوسي - عادل مُرشد - إبراهيم الزّبيق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 نماذِج مِن بَعْض نُسَخِ المُسْنَد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحَمَنِ الرَّحِيمِ رَبِّ يَسِر وَأَعِن يَا كَرِيم وصَلَّى اللَّهُ على مُحَمَّد وَآلِهِ وَصَحْبِه وَسَلِّم مُسْنَدُ الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ مُسْنَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مُسْنَدُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُصِينِ الشيَّبْاَنِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْوَاعِظُ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ الْمُذْهِبِ، قِرَاءَةً مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: 1 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ:   (1) هو عبد الله بن عثمان بن عامر القرشي التَّيْمي، صِدِّيقُ هذه الأمة. وُلد بعد الفيل بسنتين وأشهر، صحب النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل البعثة، وسَبَق إلى الإيمان، واستمرَّ معه طول إقامته بمكة، ورافقه في الهجرة، وفي الغار، وفي المشاهد كلها، إلى أن مات صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كان لقبُه عتيقاً، واشتهر به، أسلم على يده عثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف، واتفق أهل السنة على أنه أفضل هذه الأمة بعد نبيِّها محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كانت وفاته يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقيل: في جمادى الآخرة. " حاشية السندي " 1 / لوحة 2 بتصرف. الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلَالِ بْنِ أَسَدٍ، مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ - عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤونَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] ، وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغيِّرُوهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ " (1) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه ابن أبي شيبة 15 / 174 - 175، وعنه ابن ماجه (4005) ، والمروزي في " مسند أبى بكر " (88) عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه الحديدي (3) ، وأبو داود (4338) ، والمروزي (86) و (87) ، والبزار (65) ، وأبو يعلى (132) ، وابن حبان (304) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وسيأتي برقم (16) و (29) و (30) و (53) . قوله: " إنكم تقرؤون هذه الآية " وزاد في رواية كما سيأتي برقم (16) : " وتضعونها على غير موضعها "، قال السندي في " حاشيته " 1 / 2: يريد أنكم تفهمون منها أن النهي عن المنكر غير واجب مطلقاً، وليس كذلك، إمّا لأن العمل به مقيد بما جاء في حديث أبي ثعلبة الخشني: " إذا رأيت شُحّاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، ودنيا مُؤثَرة، وإعجاب كلِّ ذي رأي برأيه، ورأيت أمراً لا يدانِ لك به، فعليك خُوَيْصَّةَ نفسك، ودع أمر العوامِّ " هكذا رواه ابن ماجه (4014) ، وهي أتمُّ الروايات، فلذلك اخترناه، وإما لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جُملة ما يكون به إصلاح النفس، ومن جملة الاهتداء، وقد أَمَر الله تعالى به في هذه الآية بقوله: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ، وبقوله: {إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، نعم لا يضرُّ عملُ العاصي بعد ذلك إن لم يقدر على إبطاله باليد، فتَرْك الأمر والنهي رأساً، ليس مما يدل عليه الآية أصلاً، والله تعالى أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 2 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ بِمَا شَاءَ مِنْهُ، وَإِذَا حَدَّثَنِي عَنْهُ غَيْرِي اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَدَّثَنِي - وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، قَالَ مِسْعَرٌ: وَيُصَلِّي، وَقَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَيَسْتَغْفِرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا غُفَرَ لَهُ " (1) .   (1) إسناده صحيح، عثمان بن المغيرة الثقفي من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسماء بن الحكم الفزاري، فقد روى له أصحاب السنن، قال الحافظ في " التقريب ": صدوق، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن سعد 6 / 157 في طبقة التابعين الذين رووا عن علي رضي الله عنه، وقال: كان قليل الحديث، وصحح حديثه هذا ابن حبان، وحسنه الترمذي وابن عدي، وجوّد إسناده الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " في ترجمة أسماء بن الحكم. وكيع: هو ابن الجراح بن المليح الرؤاسي، ومسعر: هو ابن كدام، وسفيان: هو ابن سعيد بن مسروق الثوري. وأخرجه الحميدي (4) ، وابن أبي شيبة 2 / 387، وعنه ابن ماجه (1395) ، والمروزي (9) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (1395) ، والمروزي (9) ، والبزار (9) ، وأبو يعلى (12) ، والطبري 4 / 96 من طرق عن وكيع، به. وأخرجه الحميدي (1) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (415) ، والطبراني في " الدعاء " (1842) من طرق عن مسعر، به. وأخرجه أبو يعلى (15) ، والطبراني (1842) من طرق عن سفيان، به. وأخرجه البزار (11) ، وأبو يعلى (1) ، والطبراني (1842) من طريقين عن عثمان بن = الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 3 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ - يَعْنِي الْعَنْقَزِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ سَرْجًا بِثَلاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا. قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إِلَى مَنْزِلِي، فَقَالَ: لَا، حَتَّى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ حِينَ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: خَرَجْنَا فَأَدْلَجْنَا، فَأَحْثَثْنَا يَوْمَنَا وَلَيْلَتَنَا، حَتَّى أَظْهَرْنَا، وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَضَرَبْتُ بِبَصَرِي: هَلْ أَرَى ظِلًّا نَأْوِي إِلَيْهِ؟ فَإِذَا أَنَا بِصَخْرَةٍ، فَأَهْوَيْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلِّهَا، فَسَوَّيْتُهُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَرَشْتُ لَهُ فَرْوَةً، وَقُلْتُ: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ خَرَجْتُ أَنْظُرُ: هَلْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الطَّلَبِ؟ فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلامُ؟ فَقَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ. فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْهَا، ثُمَّ أَمَرْتُهُ فَنَفَضَ ضَرْعَهَا مِنَ الْغُبَارِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ فَنَفَضَ كَفَّيْهِ مِنَ الْغُبَارِ، وَمَعِي إِدَاوَةٌ عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنَ اللَّبَنِ، فَصَبَبْتُ (1) عَلَى الْقَدَحِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = المغيرة، به. وأخرجه الحميديُّ (5) ، والبزار (6) و (7) ، والطبري 4 / 96 من طريق أبي سعيد المقبري، عن علي بن أبي طالب، عن أبي بكر. وسيأتي برقم (47) و (48) و (56) . (1) في (م) وطبعة الشيخ شاكر: فصببتُ يعني الماء، وقوله " يعني الماء " جاء في أصولنا الخطية على هوامشها، وليس هو من صلب المتن. الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 فَوَافَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ. فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: هَلْ أَنَى الرَّحِيلُ (1) . قَالَ: فَارْتَحَلْنَا، وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا. فَقَالَ: " لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا " حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَّا فَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَدْرُ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا. وَبَكَيْتُ، قَالَ: " لِمَ تَبْكِي؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَمَا وَاللهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَيْكَ. قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اللهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ ". فَسَاخَتْ قَوَائِمُ فَرَسِهِ إِلَى بَطْنِهَا فِي أَرْضٍ صَلْدٍ، وَوَثَبَ عَنْهَا، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عَمَلُكَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يُنْجِّيَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَوَاللهِ لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا سَهْمًا، فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ بِإِبِلِي وَغَنَمِي فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا ". قَالَ: وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُطْلِقَ، فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ. وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَتَلَقَّاهُ النَّاسُ، فَخَرَجُوا فِي الطَّرِيقِ، وَعَلَى الْأَجَاجِيرِ، فَاشْتَدَّ الْخَدَمُ وَالصِّبْيَانُ فِي الطَّرِيقِ يَقُولُونَ: اللهُ أَكْبَرُ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ مُحَمَّدٌ. قَالَ: وَتَنَازَعَ   (1) في (ظ 11) : أنى للرحيل، وفي (ص) : آن للرحيل. وقوله: " ثم قلت: هل أَنى الرحيل "، قال السندي: أي: هل جاء وقتُه، وأَنَى كرَمَى، ومنه قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} ، وفي بعض النسخ: " ثم قلت " والصواب: " قال " كما قي ترتيب المسند وصحيح مسلم. قلنا: وكذا في صحيح البخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْزِلُ اللَّيْلَةَ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ، أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لِأُكْرِمَهُمْ بِذَلِكَ " فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا حَيْثُ أُمِرَ. قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: أَوَّلُ مَنْ كَانَ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى أَخُو بَنِي فِهْرٍ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا، فَقُلْنَا مَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: هُوَ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ. قَالَ الْبَرَاءُ: وَلَمْ يَقْدَمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَرَأْتُ سُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ، قَالَ إِسْرَائِيلُ: وَكَانَ الْبَرَاءُ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ (1) .   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن محمد العنقزي، فمن رجال مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي، وسماعه من جده أبي إسحاق - عمرو بن عبد الله - في غاية الإتقان للزومه إياه، وكان خصِّيصاً به. قاله الحافظ ابن حجر في " الفتح " 1 / 351. وأخرجه البزار (50) عن حوثرة بن محمد المنقري، عن عمرو بن محمد العنقزي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 14 / 327 - 330، والبخاري (3615) و (3652) ومسلم 4 / 2310، والمروزي (62) و (65) ، والبزار (51) ، وأبو يعلى (116) ، وابن حبان (6281) و (6870) ، والبيهقي في " دلائل النبوة " 2 / 483 - 484 من طرق عن إسرائيل، به. وأخرجه البخاري (3615) ، ومسلم 4 / 2309، والبيهقي 2 / 485 من طريق = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 4 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: قَالَ إِسْرَائِيلُ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةٌ لِأَهْلِ مَكَّةَ: لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَلا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، مَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةٌ فَأَجَلُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَاللهُ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَسَارَ بِهَا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: " الْحَقْهُ فَرُدَّ عَلَيَّ أَبَا بَكْرٍ، وَبَلِّغْهَا أَنْتَ " قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ بَكَى، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدَثَ فِيَّ شَيْءٌ؟ قَالَ: " مَا حَدَثَ فِيكَ إِلَّا خَيْرٌ، وَلَكِنْ أُمِرْتُ أَنْ لَا يُبَلِّغَهُ إِلَّا أَنَا أَوْ رَجُلٌ مِنِّي " (1) .   = زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به مختصراً. وسيأتي برقم (50) . قوله: " يطلبونا "، قال السندي: من حذف نون الرفع تخفيفاً، وهو كثير بلا سبب، فكيف عند اجتماع النونين، ويحتمل تشديد النون بالإدغام مثل قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي} . والصَّلْد: الصَّلب الأملس. والأجاجير: جمع إجَّار، وهو السطح الذي ليس حوالَيه ما يردُّ الساقطَ عنه. (1) إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ زيد بن يُثيع - ويقال: أثيع - فقد روى له الترمذي والنسائي في " الخصائص "، و" مسند علي "، وانفرد بالرواية عنه أبو إسحاق، ولم يوثقه غير العجلي، وابن حبان، فهو في عداد المجهولين. وقال ابن حجر في " أطراف المسند " 2 / ورقة 312: هذا منقطع - يعني بين زيد وأبي بكر -. وأخرجه الجورقاني في " الأباطيل والمناكير " (124) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث منكر، ثم أورد نحوه من عدة روايات، وقال: فهذه الروايات كلها مضطربة مختلفة منكرة. = الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 5 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَوْسَطَ، قَالَ: خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي هَذَا عَامَ الْأَوَّلِ، وَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَلُوا اللهَ الْمُعَافَاةَ - أَوْ قَالَ: الْعَافِيَةَ - فَلَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ قَطُّ بَعْدَ الْيَقِينِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَافِيَةِ - أَوِ الْمُعَافَاةِ - عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ، وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ، وَلا (1) تَحَاسَدُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَقَاطَعُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ (2) .   = وأخرجه المروزي (132) ، وأبو يعلى (104) من طريق وكيع، به. وسيأتي في مسند علي مختصراً برقم (594) وهو المحفوظ، وله شواهد من حديث أبي هريرة وابن عباس وجابر بن عبد الله. وأخرجه الطبري 10 / 64 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع مرسلاً. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " منهاج السنة " 5 / 63: وكذلك قوله " لا يؤدي عني إلا علي " من الكذب، وقال الخطابي في كتاب " شعار الدين ": وقوله: " لا يؤدي عني إلا رجلٌ من أهل بيتي " هو شيء جاء به أهلُ الكوفة عن زيد بن يُثيع، وهو متهم في الرواية منسوب إلى الرفض، وعامة من بَلَّغ عنه غير أهل بيته، فقد بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناسَ إلى الإسلام، ويعلم الأنصار القرآن، ويفقههم في الدين، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك، وبعث معاذاً وأبا موسى إلى اليمن، وبعث عتاب بن أَسيد إلى مكة: فأين قول من زعم أنه لم يبلغ عنه إلا رجل من أهل بيته؟! (1) في (ظ 11) و (ص) : لا. (2) إسناده صحيح، أوسط - وهو ابن إسماعيل بن أوسط البجلي - ثقة روى له = الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 6 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو عَامِرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ -، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي هَذَا الْقَيْظِ عَامَ الْأَوَّلِ: " سَلُوا اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، وَالْيَقِينَ فِي الْآخِرَةِ وَالْأُولَى " (1) .   = النسائي وابنُ ماجه، وباقي رجاله رجال الصحيح. وأخرجه المروزي (95) ، والبزار (75) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (5) ، والحميدي (7) ، وابن أبي شيبة 8 / 530، والبخاري في " الأدب المفرد " (724) ، وابن ماجه (3849) ، والمروزي (92) و (93) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (882) ، وأبو يعلى (121) و (122) و (123) و (124) ، والبغوي في " الجعديات " (1777) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه الحميدي (2) ، والمروزي (94) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (880) و (881) ، والحاكم 1 / 529 من طريقين عن سليم بن عامر، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وأخرجه البزار (74) ، والنسائي (879) من طريقين عن أوسط، به. وسيأتي برقم (17) و (34) و (44) . قوله: " عام الأول " قال السندي: مَن لا يجَوِّز إضافة الموصوف إلى صفته يؤوله بنحو: عام الزمان الأول، والمراد العام السابق على هذا العام. (1) إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، وهو صدوق حسن الحديث إلا عند المخالفة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. = الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 7 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ - يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ -، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ " (1) .   = وأخرجه الترمذي (3558) ، والبزار (34) ، والمروزي (47) ، وأبو يعلى (87) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10 / 205، وأبو يعلى (86) من طريق يحيى بن أبي بكير (وقد تحرف في المطبوع من ابن أبي شيبة إلى يحيى بن أبي كثير) ، عن زهير بن محمد، به. وانظر ما قبله. (1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات، إلا أن فيه انقطاعاً، والد ابن أبي عتيق لم يسمع من أبي بكر. ابن أبي عتيق: هو محمد بن عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وأبو كامل: هو مظفَّر بن مدرك الخراساني. قال الدارقطني في " العلل " 1 / 277 وقد سُئل عن هذا الحديث: يرويه حماد بن سلمة، عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن أبي بكر، وخالفه جماعة من أهل الحجاز وغيرهم، فروَوْه عن ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصواب. وقال أبو زرعة وأبو حاتم كما في " العلل " 1 / 12 لابن أبي حاتم: هذا خطأ، إنما هو ابن أبي عتيق، عن أبيه، عن عائشة، قال أبو زرعة: أخطأ فيه حماد، وقال أبي: الخطأ من حماد أو ابن أبي عتيق. قلنا: وحديث عائشة صحيح، وسيرد في مسندها ويخرج هناك إن شاء الله، وصححه ابن حبان (1067) . وأما حديث الباب فأخرجه المروزي (108) و (110) ، وأبو يعلى (109) و (110) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (62) . وقوله: " مطهرة "، التاء ليست للتأنيث، وإنما هي مفعلة الدَّالة على الكثرة، كقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الولد مبخلة مجبنة " أي: محل لتحصيل الجبن والبخل لأبيه بكثرة. الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 8 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتِي. قَالَ: " قُلِ: اللهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " (1) . وقَالَ يُونُسُ (2) : كَبِيراً.   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم بن القاسم: هو ابن مسلم الليثي، والليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مَرثَد بن عبد الله اليَزَني. وأخرجه المروزي (61) ، وأبو يعلى (30) ، والبغوي في " شرح السنة " (694) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (5) ، وابن أبي شيبة 10 / 269، والبخاري (834) و (6326) ، ومسلم (2705) ، وابن ماجه (3835) ، والترمذي (3531) ، والنسائي 3 / 53، والبزار (29) ، والمروزي (60) ، وأبو يعلى (29) و (31) ، وابن خزيمة (845) ، وابن حبان (1976) ، والبيهقي 2 / 154 من طرق عن الليث، به. وأخرجه البخاري (7387) ، ومسلم (2705) ، والنسائي في " اليوم والليلة " (179) ، وابويعلى (32) ، وابن خزيمة (746) و (846) من طريقين عن يزيد بن أبي حبيب، به. وقرن مسلم والنسائي عمرو بنَ الحارث برجل آخر لم يُسمَّ. وسيأتي برقم (28) . (2) يونس: هو ابن محمد المؤدِّب شيخ أحمد. الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 حَدَّثَنَاهُ حَسَنٌ الْأَشْيَبُ، عَنْ ابْنِ (1) لَهِيعَةَ (2) قَالَ: كَبِيراً. 9 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَهُ مِنْ فَدَكَ، وَسَهْمَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ " وَإِنِّي وَاللهِ لَا أَدَعُ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ فِيهِ إِلَّا صَنَعْتُهُ (3) . 10 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ:   (1) تحرفت في (ق) و (ص) و (م) إلى: أبي، وجاء على هامش (ص) : لعله " ابن "، وقد جاء على الصواب في " أطراف المسند " 2 / ورقة 13. (2) قال ابن حجر في " الأطراف ": كأنه عن يزيد يعني ابن أبي حبيب. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (9774) . وأخرجه مسلم (1759) (53) ، والبزار (57) ، والمروزي (38) ، والبيهقي 6 / 300 من طرق عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4035) و (4036) و (6725) و (6726) من طريق هشام، عن معمر، به. وأخرجه البخاري (3711) ، وأبو داود (2969) ، والنسائي 7 / 132، وابن حبان (4823) ، والبيهقي 6 / 300 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. وسيأتي برقم (25) و (55) و (58) . الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مِنْ عَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ اسْتَعْبَرَ أَبُو بَكْرٍ وَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَمْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الْإِخْلاصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ " (1) . 11 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْغَارِ - وَقَالَ مَرَّةً: وَنَحْنُ فِي الْغَارِ - لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ.   (1) حديث صحيح لغيره، عبد الملك بن الحارث مترجم في " التاريخ الكبير " للبخاري 5 / 409، و" الجرح والتعديل " 5 / 346، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5 / 117، وقد توبع، ولم يترجم له الحافظ في " تعجيل المنفعة " مع أنه على شرطه، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فظنَّه عبدَ الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام الثقة الذي روى له الجماعة. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير حيوة بن شريح، فمن رجال البخاري. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد المكي. وأخرجه البزار (24) عن محمد بن مسكين، عن عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (950) من طريق عبد الله بن وهب، عن حيوة بن شريح، به. وأخرجه البزار (23) ، والمروزي (53) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (886) ، وأبو يعلى (74) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. وإسناده حسن من أجل عاصم، فإنه ينزل عن درجة أهل الحفظ والضبط. وأخرجه النسائي (887) من طريق عاصم، عن أبي صالح، عن أبي بكر دون واسطة أبي هريرة. وأخرجه النسائي (888) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن أبي بكر. وهذا إسناد صحيح. وانظر الحديث المتقدم برقم (5) . الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 قَالَ: فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا " (1) . 12 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ، يَتَّبِعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (2) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وأخرجه ابن أبي شيبة 7 / 12، والترمذي (3096) ، والمروزي (72) ، والبزار (36) وأبو يعلى (66) ، والطبري 10 / 136، وابن حبان (6278) و (6869) من طرق عن عفان، بهذا الإسناد. وقرن البزار والطبري في روايتهما بعفان حبانَ بن هلال. وأخرجه عبد بن حميد (2) ، والبخاري (3653) و (3922) و (4663) ، ومسلم (2381) ، والمروزي (71) ، وأبو يعلى (67) من طرق عن همام، به. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة بن سبيع، فقد روى له الترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. روح: هو ابن عبادة، وابن أبي عروبة: هو سعيد، وحديث روح عنه صالح فيما نقله الحافظ ابن رجب في " شرح علل الترمذي " 2 / 566 عن الإمام أحمد، وقد روى له الشيخان من طريق روح عنه في " صحيحيهما " وقد توبع، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، وعمرو بن حريث: هو ابن عمرو القرشي المخزومي، صحابي صغير. وأخرجه عبد بن حميد (4) ، والترمذي (2237) ، وابن ماجه (4072) ، والبزار (48) ، والمروزي (57) ، وأبو يعلى (33) من طرق عن روح، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه البزار (46) و (47) ، والمروزي (58) و (59) ، وأبو يعلى (34) و (35) = الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 13 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى صَاحِبُ الدَّقِيقِ، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ وَلا خَبٌّ وَلا خَائِنٌ وَلا سَيِّئُ الْمَلَكَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ الْمَمْلُوكُونَ؛ إِذَا أَحْسَنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَفِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَوَالِيهِمْ " (1) . * 14 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - وَسَمِعْتُهُ (2) مِنْ عَبْدُ اللهِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَتْ فَاطِمَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ: أَنْتَ وَرِثْتَ   = و (36) من طريق عبد الله بن شوذب، عن أبي التياح، به. وسيأتي برقم (33) . والمجانُّ المُطرَقة: هي التُّروس التي يُطرق بعضها على بعض، أي: يركَّب بعضها فوق بعض، يعني أنها عريضة، ورواه بعضهم بتشديد الرَّاء من " المطرقة " للتكثير، قال ابن الأثير في " النهاية " 3 / 122: والأول أشهر. (1) إسناده ضعيف، صدقة بن موسى - وهو الدقيقي - متفق على ضعفه، وفرقد - وهو ابن يعقوب السَّبَخي - قال الإمام أحمد: رجل صالح ليس بقوي في الحديث، لم يكن صاحب حديث، يروي عن مرة منكرات، وقال البخاري: عنده مناكير، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وأخرجه الطيالسي (7) و (8) ، وأبو يعلى (93) من طريق صدقة بن موسى، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (31) و (32) . الخَِب: الخدّاع الذي يسعى بين الناس بالفساد. وسيئ الملكة: هو الذي يسيء صحبة المماليك. (2) القائل: " وسمعته ": هو عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل. الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْ أَهْلُهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: لَا، بَلْ أَهْلُهُ. قَالَتْ: فَأَيْنَ سَهْمُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمَةً، ثُمَّ قَبَضَهُ جَعَلَهُ لِلَّذِي يَقُومُ مِنْ بَعْدِهِ " فَرَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ. قَالَتْ: فَأَنْتَ، وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ (1) .   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن جميع - وهو الوليد بن عبد الله بن جميع - فمن رجال مسلم، وفيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة، من صغار الصحابة، وهو آخرهم موتاً. وأخرجه عمر بن شبة في " تاريخ المدينة " 1 / 198، والمروزي (78) ، وأبو يعلى (37) عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2973) ، والبزار (54) من طريقين عن محمد بن فضيل، به. وله شاهد عند البخاري في " تاريخه الكبير " 4 / 46، والسهمي في " تاريخ جرجان " ص 493 من طريق سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر وغيره أنهما سمعا بلال بن سعد يحدث عن أبيه سعد بن تميم السكوني وكان من الصحابة قال: قيل: يا رسول الله ما للخليفة من بعدك؟ قال: " مثل الذي لي ما عدل في الحكم وقسط في القسط ورحم ذا الرحم، فمن فعل غير ذلك فليس مني ولست منه " وهذا سند صحيح وأورده الهيثمي 5 / 231 - 232 وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. قال الحافظ ابن كثير في " البداية " 5 / 289 بعد أن أورد هذا الحديث عن " المسند ": ففي لفظ هذا الحديث غرابة ونكارة، ولعله روي بمعنى ما فهمه بعض الرواة، وفيهم من فيه تشيُّع، فليعلم ذلك، وأحسن ما فيه قولُها: أنت وما سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا هو الصواب والمظنون بها، واللائق بأمرها وسيادتها وعلمها ودينها رضي الله عنها، ولكنها سألته بعد هذا أن يجعل زوجها ناظراً على هذه الصدقة، فلم يجبها إلى ذلك لما قدمناه، فعتبت عليه بسبب ذلك، وهي امرأة من بنات آدم، تأسف كما يأسفن، وليست = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 15 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ الْمَازِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو نَعَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُنَيْدَةَ (1) الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ، عَنْ وَالَانَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَلَّى الْغَدَاةَ، ثُمَّ جَلَسَ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنَ الضُّحَى ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ مَكَانَهُ حَتَّى صَلَّى الْأُولَى وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ، كُلُّ ذَلِكَ لَا يَتَكَلَّمُ، حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ النَّاسُ لِأَبِي بَكْرٍ: أَلا (2) تَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَأْنُهُ؟ صَنَعَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ قَطُّ، قَالَ: فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " نَعَمْ عُرِضَ عَلَيَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَأَمْرِ الْآخِرَةِ، فَجُمِعَ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَفَظِعَ النَّاسُ بِذَلِكَ، حَتَّى انْطَلَقُوا إِلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَالْعَرَقُ يَكَادُ يُلْجِمُهُمْ، فَقَالُوا: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، وَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، قَالَ: قَدْ (3) لَقِيتُ مِثْلَ الَّذِي لَقِيتُمْ، انْطَلِقُوا إِلَى أَبِيكُمْ بَعْدَ أَبِيكُمْ، إِلَى نُوحٍ: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33] ،   = بواجبة العصمة مع وجود نص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومخالفة أبي بكر الصديق، رضي الله عنها، وقد روينا عن أبي بكررضي الله عنه: أنَّه ترضَّى فاطمة وتلاينها قبل موتها، فرضيت رضي الله عنها. (1) تحرف في (ص) إلى: هنية. وانظر ترجمته في " تعجيل المنفعة " رقم (1422) . (2) في (م) : لا، وهو خطأ. (3) " قد " سقطت من (ص) ، وفي (م) : لقد. الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى (1) رَبِّكَ، فَأَنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ، وَاسْتَجَابَ لَكَ فِي دُعَائِكَ، وَلَمْ يَدَعْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا، فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، انْطَلِقُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَهُ خَلِيلًا، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَلَّمَهُ تَكْلِيمًا، فَيَقُولُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَإِنَّهُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى، فَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَيْسَ ذَاكُمْ عِنْدِي، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِ وَلَدِ آدَمَ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، انْطَلِقُوا إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَشْفَعَ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَيَنْطَلِقُ، فَيَأْتِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ رَبَّهُ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، قَالَ (2) : فَيَنْطَلِقُ بِهِ جِبْرِيلُ فَيَخِرُّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ، وَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، قَالَ: فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَإِذَا نَظَرَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمُعَةٍ أُخْرَى، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، قَالَ: فَيَذْهَبُ لِيَقَعَ سَاجِدًا، فَيَأْخُذُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِضَبْعَيْهِ فَيَفْتَحُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مِنَ الدُّعَاءِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى بَشَرٍ قَطُّ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، خَلَقْتَنِي سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ، وَلا فَخْرَ، وَأَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ (3) الْأَرْضُ   (1) في (ص) : عند. (2) " قال " ليست في (ص) . (3) " عنه " سقطت من (ص) ، وفي (ق) : " وأول من تنشق الأرض عنه ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا فَخْرَ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَكْثَرُ مِمَّا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الصِّدِّيقِينَ فَيَشْفَعُونَ، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الْأَنْبِيَاءَ (1) ، قَالَ: فَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، ثُمَّ يُقَالُ: ادْعُوا الشُّهَدَاءَ فَيَشْفَعُونَ لِمَنْ أَرَادُوا، قَالَ: فَإِذَا فَعَلَتِ الشُّهَدَاءُ ذَلِكَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، أَدْخِلُوا جَنَّتِي مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، قَالَ: فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ. قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا فِي النَّارِ: هَلْ تَلْقَوْنَ مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ؟ قَالَ: فَيَجِدُونَ فِي النَّارِ رَجُلًا، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُسَامِحُ النَّاسَ فِي الْبَيْعِ (2) ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَسْمِحُوا لِعَبْدِي كَإِسْمَاحِهِ إِلَى عَبِيدِي. ثُمَّ يُخْرِجُونَ مِنَ النَّارِ رَجُلًا فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا، غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَمَرْتُ وَلَدِي: إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي بِالنَّارِ، ثُمَّ اطْحَنُونِي، حَتَّى إِذَا كُنْتُ مِثْلَ الْكُحْلِ، فَاذْهَبُوا بِي إِلَى الْبَحْرِ، فَاذْرُونِي فِي الرِّيحِ، فَوَاللهِ لَا يَقْدِرُ عَلَيَّ رَبُّ الْعَالَمِينَ أَبَدًا، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنْ مَخَافَتِكَ، قَالَ: فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرْ إِلَى مُلْكِ أَعْظَمِ مَلِكٍ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَهُ وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهِ، قَالَ: فَيَقُولُ: لِمَ تَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ قَالَ: وَذَاكَ الَّذِي ضَحِكْتُ مِنْهُ مِنَ الضُّحَى " (3) .   (1) بعد هذا في (ص) : " فيشفعون "، والظاهر أنه خطأ من الناسخ، إذ لم يرد ذلك في النسخ الأخرى، ولا في مصادر تخريج الحديث. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر وعلى هامش (س) زيادة: " والشراء ". (3) إسناده حسن، أبو نعامة: هو عمرو بن عيسى بن سويد العدوي، وثقه ابن معين = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والنسائي وابن حبان، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال أحمد: ثقة إلا أنه اختلط قبل موته، وقال الذهبي في " الكاشف ": ثقة، قيل: تغير بأخرة، واحتج به مسلم وابن ماجه، وأبو هنيدة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في " الثقات " 7 / 668، وثقه ابن معين كما في " الجرح والتعديل " 2 / 40، وقال ابن سعد في " الطبقات " 7 / 226: كان معروفاً قليل الحديث، ووالان العدوي: هو والان بن بيهس أو ابن قرفة، قال الحافظ في " تعجيل المنفعة " رقم (1150) : قال ابن معين: والان بن قرفة بصري ثقة، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5 / 497، وقول الدارقطني عنه في " العلل " 1 / 190 - 191: ليس بمشهور إلا في هذا الحديث، والحديث غير ثابت، متعقب بما في " لسان الميزان " 6 / 216: كذا قال، وقد قال يحيى بن معين: بصري ثقة، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وأخرج حديثه في " صحيحه "، وكذا أخرجه أبو عوانة وهو من زياداته على مسلم. وأخرجه الدارمي في " الرد على الجهمية " 57 و88، وابن أبي عاصم في " السنة " (751) و (812) ، والمروزي (15) ، والبزار (76) ، وأبو يعلى (56) و (57) ، والدولابي في " الكنى والأسماء " 2 / 155، وأبو عوانة 1 / 175، وابن حبان (6476) من طرق عن النضر بن شميل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (6476) من طريق علي بن المديني، عن روح بن عبادة، عن أبي نعامة، به. ونقل عن إسحاق بن راهويه في آخر الحديث قوله: هذا من أشرف الحديث، وقد روى هذا الحديث عدةٌ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو هذا، منهم: حذيفة وابن مسعود وأبو هريرة وغيرهم. قوله: " ففظع الناس بذلك "، أي: اشتدَّ عليهم وهابوه. الأكمه: الأعمى. وقوله: " بضبعيه "، الضَّبْع وسط العَضُد، وقيل: هو ما تحت الإِبط. وقوله: " اسمحوا لعبدي "، يقال: سَمَح وأسمَح، إذا جاد وأعطى عن كرم وسخاء. وقوله: " حتى انطلقوا إلى آدم "، قال السندي: قيل: الحكمة في أن الله تعالى أَلهمهم سؤال آدم ومَن بعده من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ابتداءً ولم يُلهمهم سؤالَ = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 16 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ - قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَحَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَإِنَّكُمْ تَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ، لا يُغَيِّرُوهُ (1) ، أَوْشَكَ اللهُ أَنْ   = نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إظهار فضيلته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنهم لو سألوه ابتداءً لكان يحتمل أن غيره يقدر على هذا، وأما إذا سألوا غيره ثم انتهوا إليه، فقد عُلِم أن هذا المقام المحمود لا يقدر على الإقدام عليه غيره صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين. وقوله: " فينطلق "، قال السندي: أي: محمد إلى ربه للشفاعة، وهذا اللفظ إما من كلام الصِّدِّيق يحكي به معنى ما سمع، أو من كلامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر نفسه على وجه الغيبة تنبيهاً على أنه يوم تغيب عنه فيه نفسه، إما هيبة لجلاله تعالى، أو لأنه في شأن أمته على خلاف سائر الخلق فإنهم في شأن أنفسهم كما هو معلوم، ففي الكلام على الوجه الثاني التفات لطيف، وفي بعض النسخ " فينطلقون " أي: الخلق إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى النسختين في الكلام إيجاز كثير لا يخفى شأنه. وقوله: " لا يقدر عليّ "، أي: بهذا الطريق، أي: ولئن قدر عليَّ يعذبني، وكأنه لم يقل ذلك تكذيباً للقُدرة، بل قال لأنه لحقه من شدة الحال ما غَيَّر عقله وصيره كالمجنون المبهوت، فلم يدر ماذا يقول وماذا يفعل، وهكذا حال العاجز المتحير في الأمر يفعل كلَّ ما يقدر عليه في ذلك الحال ولا يدري أنه ينفعه ذلك أم لا؟ . (1) كذا في عامة الأصول " لا يغيروه " بحذف النون والجادة إثباتها لأن الفعل مرفوع كما جاء على حاشية (ق) ، وقد أجازوا على قلة حذفها تخفيفاً لغير ناصب ولا جازم تشبيهاً لها بالضمة. وفي (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر المطبوعة: " ولا يغيروه ". الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِهِ " (1) . قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبٌ لِلْإِيمَانِ. 17 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ - رَجُلًا مِنْ حِمْيَرَ - يُحَدِّثُ، عَنْ أَوْسَطَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطَ الْبَجَلِيِّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّهُ سَمِعَهُ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْأَوَّلِ مَقَامِي هَذَا - ثُمَّ بَكَى - ثُمَّ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ، وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ، وَسَلُوا اللهَ الْمُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ رَجُلٌ بَعْدَ الْيَقِينِ شَيْئًا خَيْرًا مِنَ الْمُعَافَاةِ " ثُمَّ قَالَ: " لَا تَقَاطَعُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (2) . 18 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ فِي طَائِفَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَجَاءَ فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي، (3) مَا أَطْيَبَكَ حَيًّا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين تقدم برقم (1) وسيأتي برقم (29) و (30) و (53) . (2) إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (5) . (3) في (م) : " فداك أبي وأمي ". الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 وَمَيِّتًا، مَاتَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَتَقَاوَدَانِ حَتَّى أَتَوْهُمْ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا أُنْزِلَ فِي الْأَنْصَارِ وَلا ذَكَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَأْنِهِمْ، إِلَّا وَذَكَرَهُ، وَقَالَ: وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا، وَسَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا، سَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ ". وَلَقَدْ عَلِمْتَ يَا سَعْدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ، وَأَنْتَ قَاعِدٌ: " قُرَيْشٌ وُلاةُ هَذَا الْأَمْرِ، فَبَرُّ النَّاسِ تَبَعٌ لِبَرِّهِمْ، وَفَاجِرُهُمْ تَبَعٌ لِفَاجِرِهِمْ ". قَالَ: فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: صَدَقْتَ، نَحْنُ الْوُزَرَاءُ، وَأَنْتُمُ الْأُمَرَاءُ (1) . 19 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي   (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مرسل، فإن حميد بن عبد الرحمن - وهو الحِميري، فيما قاله ابن حجر في " أطراف المسند " 2 / ورقة 13 - تابعي ولم يدرك أبا بكر ولا عمر، وثم يصرح هنا بذكر من حدَّثه. وقد تفرد به الإمام أحمد. وقوله: " توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " له شاهد من حديث عائشة عند البخاري (1241) و (3667) . وقوله: " لو سلك الناس وادياً ... " له شاهد من حديث أنس عند البخاري (3778) ، وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري أيضاً (3779) ، وثالث من حديث أُبي بن كعب عند الترمذي (3896) . وقوله: " قريش ولاة هذا الأمر ... " له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (3495) ومسلم (1818) وصححه ابن حبان (6264) وسيأتي في " المسند " 2 / 161 و242 و319. وقوله " يتقاودان ": قال ابن الأثير في " النهاية " 4 / 119: " يتقاودان "، أي: يذهبان مسرعين كأن كل واحد منهما يَقود الآخر لسرعته. الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ أَبَاهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ، وَهُوَ يَقُولُ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَعْمَلُ عَلَى مَا فُرِغَ مِنْهُ، أَوْ عَلَى أَمْرٍ مُؤْتَنَفٍ؟ قَالَ: " بَلْ عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ "، قَالَ: قُلْتُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ " (2) .   (1) وقع في الأصول الخطية التي بين أيدينا وكذلك في " أطراف المسند " 2 / ورقة 14 زيادة بعد هذا وهي: " عن أبيه "، وهي خطأ يقيناً. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن طلحة بن عبد الله. وأخرجه البزار (28) ، والطبراني في " الكبير " (47) من طريق الحكم بن نافع، عن عطاف بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر حديث عمر الآتي برقم (184) . قوله: " على ما فُرغ منه "، قال السندي: أي: على وَفْق ما كتب على الإنسان وفرغ منه من قدر الله. " أمر مؤتنف "، أي: على وَفْق اختيار وإرادة وقصد من العبد مستأنف مبتدأ من غير سبق قضاء وقدر به، والمؤتنف اسم مفعول، من ائتنف العمل: استأنفه، افتعال من أنف، والأنسب بما بعده أن يقال: معناه: أنعمل لأجل ما قدر الله لنا من الجنة والنار، أو لتحصيل ما لم يقع به قضاء وقدر، بل يحصل لنا بواسطة العمل من غير سبق قضاءٍ وقدر به. قال السندي: فنبَّه على الجواب عنه بأن الله تعالى دَبَّر الأشياء على ما أراد، وربط بعضها ببعض، وجعلها أسباباً ومسبَّبات، ومن قدر له أنه من أهل الجنة قدر له ما يُقرِّبُه إليها من الأعمال، ووفقه لذلك بإقداره وتمكينه منه وتحريضه بالترغيب والترهيب، ومن قُدِّر له أنه من أهل النار قَدَّر له خلاف ذلك وخذله حتى اتبع هواه، وترك أمر مولاه، والحاصل أنه جعل الأعمال طريقاً إلى نَيْل ما قدر له من جنة أو نارٍ، فلا بُدَّ من المشي في الطريق، وبواسطة التقدير السابق يتيسَّرُ ذلك المشي لكلٍّ في طريقه، ويسهل عليه، والله تعالى أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 20 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رَحِمَهُ اللهُ - يُحَدِّثُ: أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَزِنُوا عَلَيْهِ، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يُوَسْوِسُ (1) ، قَالَ عُثْمَانُ: وَكُنْتُ (2) مِنْهُمْ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي ظِلِّ أُطُمٍ مِنَ الْآطَامِ مَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، فَلَمْ أَشْعُرْ أَنَّهُ مَرَّ وَلا سَلَّمَ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا يُعْجِبُكَ أَنِّي مَرَرْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلامَ؟ وَأَقْبَلَ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ فِي وِلايَةِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَتَّى سَلَّمَا عَلَيَّ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: جَاءَنِي أَخُوكَ عُمَرُ، فَذَكَرَ أَنَّهُ مَرَّ عَلَيْكَ، فَسَلَّمَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ، فَمَا الَّذِي حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا فَعَلْتُ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى وَاللهِ لَقَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنَّهَا عُبِّيَّتُكُمْ يَا بَنِي أُمَيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ مَا شَعَرْتُ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِي (3) ، وَلا سَلَّمْتَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ عُثْمَانُ، وَقَدْ شَغَلَكَ عَنْ ذَلِكَ أَمْرٌ؟ فَقُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: مَا هُوَ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: تَوَفَّى الله عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ نَسْأَلَهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الْأَمْرِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ   (1) قال السندي: على بناء الفاعل، قال الطيبي: الوسوسة: حديث النفس، وهو لازم، قال الحريري: يقال: مُوَسْوِس بالكسر (يعني بكسر الواو) ، والفتح لحن. (2) في (س) و (ق) : فكنت، وفي حاشتيهما: "وكنت" إشارة إلى نسخة أخرى. (3) لفظة: "بي" سقطت من (م) و (ح) . الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَنْتَ أَحَقُّ بِهَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَجَاةُ هَذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَبِلَ مِنِّي الْكَلِمَةَ الَّتِي عَرَضْتُ عَلَى عَمِّي، فَرَدَّهَا عَلَيَّ، فَهِيَ لَهُ نَجَاةٌ " (1) . 21 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حِينَ بَعَثَنِي إِلَى الشَّامِ: يَا يَزِيدُ، إِنَّ لَكَ قَرَابَةً عَسَيْتَ أَنْ تُؤْثِرَهُمْ بِالْإِمَارَةِ، وَذَلِكَ أَكْبَرُ مَا أَخَافُ عَلَيْكَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَحَدًا مُحَابَاةً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلًا حَتَّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ، وَمَنْ أَعْطَى أَحَدًا حِمَى اللهِ فَقَدِ انْتَهَكَ فِي حِمَى اللهِ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، أَوْ قَالَ: تَبَرَّأَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2) .   (1) المرفوع منه صحيح بشواهده، رجاله ثفات رجال الشيخين غير الرجل الذي روى عنه الزهري، ووصف الزهري له بأنه من أهل الفقه - وسيأتي أيضاً أنه قال: غير متهم - تقوية لأمره وتوثيق له. وسيأتي برقم (24) ، وانظر (37) . وله شاهد عن عمر بن الخطاب سيأتي تخريجه في " المسند " برقم (187) ، وعن عثمان بن عفان وسيأتي تخريجه في "المسند" أيضاً برقم (447) . الأُطُم، وتُسكن الطاء: بناء مرتفع. والعبية: الكبر، وتُضم عينها وتُكسر. (2) إسناده ضعيف لجهالة الشيخ من قريش الذي روى عنه بقية. وأخرجه الحاكم 4 / 93 من طريق بكر بن خنيس، عن رجاء بن حيوة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: بكر قال الدارقطني: متروك. = الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 22 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَقُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَاسْتَزَدْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ وَاحِدٍ سَبْعِينَ أَلْفًا " قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ آتٍ عَلَى أَهْلِ الْقُرَى، وَمُصِيبٌ مِنْ حَافَّاتِ الْبَوَادِي (1) . 23 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ زِيَادٍ الْجَصَّاصِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ (2) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ فِي الدُّنْيَا " (3) .   = وأخرجه المروزي (133) من طريق الوليد بن الفضل العَنْزِيُّ، عن القاسم بن أبي الوليد التميمي، عن عمرو بن واقد القرشي، عن موسى بن يسار، عن مَكحول، عن جُنادة، به وهذا إسناد ضعيف جداً، عمرو بن واقد ضعيف، والوليد بن الفضل قال ابن حبان في " المجروحين " 3 / 82: يروي المناكير التي لا يشك من تبحَّر في هذه الصناعة أنها موضوعة، لا يجوز الاحتجاجُ به بحال إذا انفرد. وانظر " مسند البزار " (101) . المراد بإعطاءِ حمى الله: إباحةُ محارمه، وانتهاك الحرمات: تناولُها على غير وجهها. (1) إسناده ضعيف لجهالة الرجل الراوي عن أبي بكر، والمسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود - اختلط. وأخرجه أبو يعلى (112) من طريق أبي داود الطيالسي، عن المسعودي، بهذا الإسناد. (2) تحرف في (م) إلى: " علي بن أبي زيد ". (3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف زياد الجصاص = الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 24 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارٍ غَيْرُ مُتَّهَمٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَزِنُوا عَلَيْهِ، حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ أَنْ يُوَسْوِسَ. قَالَ عُثْمَانُ: فَكُنْتُ مِنْهُمْ ... فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ أَبِي الْيَمَانِ عَنْ شُعَيْبٍ (1) . 25 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = - وهو ابن أبي زياد -، وعلي بن زيد - وهو ابن جدعان -. وأخرجه البزار (21) ، والمروزي (22) ، وأبو يعلى (18) ، والطبري 5 / 294 من طرق عن عبد الوهَّاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه بأطول مما هنا عبد بن حميد (7) ، والترمذي (3039) ، والبزار (20) ، والمروزي (20) ، وأبو يعلى (21) من طريق موسى بن عبيدة، عن مولى ابن سباع، عن ابن عمر، عن أبي بكر. قال الترمذي: هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، موسى بن عبيدة يُضعَّف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل، ومولى ابن سباع مجهول، وقد رُوي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر، وليس له إسناد صحيح أيضاً. وانظر (68) و (69) و (70) و (71) . (1) حديث صحيح بشواهده. وانظر رقم (20) . وأخرجه المروزي (14) ، والبزار (4) ، وأبو يعلى (10) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 أَنْ يَقْسِمَ لَهَا مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "، فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلامُ، فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمْ تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، قَالَ: وَعَاشَتْ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. قَالَ: وَكَانَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَيْبَرَ وَفَدَكَ، وَصَدَقَتِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ عَلَيْهَا ذَلِكَ وَقَالَ: لَسْتُ تَارِكًا شَيْئًا كَانَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِ إِلَّا عَمِلْتُ بِهِ، إِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ. فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا عَلِيٌّ، وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكُ فَأَمْسَكَهُمَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَالَ: هُمَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ، وَنَوَائِبِهِ، وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الْأَمْرَ. قَالَ: فَهُمَا عَلَى ذَلِكَ الْيَوْمَ (1) . 26 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَعَفَّانُ، قََالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا تَمَثَّلَتْ بِهَذَا الْبَيْتِ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقْضِي [البحر الطويل] :   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن ابراهم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وصالح: هو ابن كيسان. وأخرجه مسلم (1759) ، وأبو داود (2970) ، وأبو يعلى (43) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3092) ، والبيهقي 6 / 300 من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، به. وقد تقدم برقم (9) . الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ذَاكَ وَاللهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) . 27 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَدْرُوا أَيْنَ يَقْبُرُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَنْ يُقْبَرَ نَبِيٌّ إِلَّا   (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد - وهو ابن جدعان -. وأخرجه ابن أبي شيبة 8 / 714 و12 / 20، والمروزي (39) من طريق يزيد بن هارون، والبزار (58) من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرج البخاري في " صحيحه " (1008) من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه قال: سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل وقال عمر بن حمزة: حدثنا سالم، عن أبيه: ربما ذكرت قول الشاعر، وأنا أنظر إلى وجه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب: ْوأبيض يُستسقى الغمام ... وطريق عمر بن حمزة هذه المعلقة وصلها أحمد (5673) ، وابن ماجه (1272) من رواية أبي عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي عنه. وعمر بن حمزة: هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فيه ضعف خفيف وهو ممن يكتب حديثه، والطريق الأولى الموصولة تعضده. والبيت الذي تَمثَّلَتْ به عائشة رضي الله عنها هو لأبي طالبٍ من قصيدةٍ فخمة جليلة قالها في الشِّعب لما اعتزل مع بني هاشم وبني المطلب قريشاً، رواها ابنُ هشام في " السيرة " 1 / 291 - 292. الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 حَيْثُ يَمُوتُ ". فَأَخَّرُوا فِرَاشَهُ، وَحَفَرُوا لَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ (1) . 28 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتِي، قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلا   (1) حديث قوي بطرقه وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، ووالده عبد العزيز بن جريج لم يدرك أبا بكر، على لين فيه. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (6534) . وأخرجه المروزي (105) من طريق عيسى بن يونس، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو قوي بطرقه، فقد أخرجه المروزي (26) و (27) ، وأبو يعلى (22) و (23) ، وابن ماجه (1628) من طريق حسين بن عبد الله الهاشمي، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر. وحسين بن عبد الله ضعيف. وأخرجه الترمذي (1018) ، وفي " الشمائل " (371) ، والمروزي (43) ، وأبو يعلى (45) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن أبي بكر. وعبد الرحمن بن أبي بكر ضعيف. وأخرجه المروزي (136) من طريق محمد بن إسحاق، عمن حدثه، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، عن أبي بكر. وإسناده ضعيف لجهالة الراوي عن ابن إسحاق. وأخرج الترمذي في " الشمائل " (378) ، والطبراني في " الكبير " (6366) بإسناد صحيح عن سالم بن عبيد الاشجعي - وكانت له صحبة -: أن الناس قالوا لأبي بكر: أين يُدفن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: في المكان الذي قَبض الله فيه رُوحَه، فإن الله ثم يقبض روحه إلا في مكان طيب. فعلموا أن قد صدق. قلنا: فهذه الطرقُ يشد بعضها بعضاً، فيتقوَّى الحديثُ. الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " (1) . 29 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الْآيَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [المائدة: 105]- حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِ الْآيَةِ - أَلا وَإِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ لَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْشَكَ اللهُ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِهِ، أَلا وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُول ُ: " إِنَّ النَّاسَ ... ". وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... (2) . 30 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الْآيَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَّنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ " (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله. وقد تقدم برقم (8) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 15 / 174، وعنه ابن ماجه (4005) ، والمروزي (88) ، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1) و (16) وسيأتي برقم (30) و (53) . (3) في (ص) ، وعلى حاشية (ق) : بعقاب. والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 31 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ. وَعَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أخْبَرَنَا فَرْقَدٌ، عَنْ (1) مُرَّةَ الطَّيِّبِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ " (2) . 32 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَبٌّ، وَلا بَخِيلٌ، وَلا مَنَّانٌ، وَلا سَيِّئُ الْمَلَكَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْمَمْلُوكُ إِذَا أَطَاعَ اللهَ وَأَطَاعَ سَيِّدَهُ " (3) . 33 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ:   = وأخرجه عبد بن حميد (1) ، والترمذي (2168) و (3057) ، والمروزي (87) ، والبزار (68) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقد تقدم برقم (1) و (16) و (29) وسيأتي برقم (53) . (1) قوله: " قال: حدثنا همام، قال: حدثنا فرقد عن " سقط من النسخ المطبوعة. (2) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي. وأخرجه الترمذي (1946) ، وأبو يعلى (95) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب. وأخرجه الطيالسي (7) و (8) عن همام، به. وقد تقدم برقم (13) . (3) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الترمذي (1963) ، والمروزي (98) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَفَاقَ مِنْ مَرْضَةٍ لَهُ، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَاعْتَذَرَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ: مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ (1) يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (2) . 34 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ - رَجُلًا مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) ، وَقَالَ مَرَّةً: قَالَ -: سَمِعْتُ أَوْسَطَ الْبَجَلِيَّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَخْطُبُ النَّاسَ - وَقَالَ مَرَّةً: حِينَ اسْتُخْلِفَ - فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَامَ الْأَوَّلِ مَقَامِي هَذَا - وَبَكَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَقَالَ: " أَسْأَلُ (4) اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فَإِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا بَعْدَ الْيَقِينِ شَيْئًا خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ، وَلا تَقَاطَعُوا،   (1) قوله: " بالمشرق " ليس في (م) ، وكتب في (ق) بقلم غير قلم الأصل فوق السطر، وهو بخط الذي قابل النسخة، وقد تقدم الحديث وفيه: " بالمشرق ". (2) إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (12) . (3) في (ص) : وكان قد أدرك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأشار إلى ذلك أبو الحجاج المزي في " تهذيب الكمال " 11 / الترجمة (2487) فقال: ... وقال شعبة عن يزيد بن خمير: سمعت سليم بن عامر، وكان قد أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي رواية: وكان قد أدرك أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصحيح. (4) في (ق) : اسألوا، وفي باقي الأصول كما هنا، وقد تقدم الحديث برقم (5) بلفظ: " سلوا ". الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَحَاسَدُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1) . 35 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ - يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ - عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَشَّرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ " (2) . 36 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. قَالَ: غَضًّا أَوْ رَطْبًا (3) . 37 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ،   (1) إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (5) . (2) إسناده حسن من أجل عاصم - وهو ابن أبي النجود - فهو حسن الحديث. زر: هو ابن حبيش. وأخرجه ابن حبان (7066) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (138) ، والبزار (12) و (13) من طريق يحيى بن آدم، به. وانظر الحديث رقم (4255) . (3) إسناده صحيح، أبو بكر - وهو ابن عياش - احتج به البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، وباقي رجاله على شرطهما. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وسيأتي الحديث في مسند عمر برقم (175) . الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ: تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا يُنْجِينَا مِمَّا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي أَنْفُسِنَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَدْ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " يُنْجِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَقُولُوا مَا أَمَرْتُ بِهِ عَمِّي أَنْ يَقُولَهُ فلمْ يَقُلْهُ " (1) . 38 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا فِي الدُّنْيَا خَيْرًا مِنَ الْيَقِينِ وَالْمُعَافَاةِ، فَسَلُوهُمَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2) . 39 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَحْفِرُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَضْرَحُ كَحَفْرِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ زَيْدُ بْنُ سَهْلٍ يَحْفِرُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فَكَانَ يَلْحَدُ، فَدَعَا الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: اذْهَبْ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، وَلِلْآخَرِ: اذْهَبْ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ، اللهُمَّ خِرْ   (1) صحيح لغيره، وهذا أسناد ضعيف لانقطاعه، محمد بن جبير بن مطعم لم يسمع من عثمان بن عفان، وأبو الحويرث - وهو عبد الرحمن بن معاوية الأنصاري - مختلفٌ فيه. وأخرجه أبو يعلى (133) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإسناد. وانظر الحديث المتقدم برقم (20) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن - وهو ابن أبي الحسن البصري - لم يُدرك أبا بكر. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلية، ويونس: هو ابنُ عبيد البصري. وانظر الحديث رقم (5) . الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 لِرَسُولِكَ. قَالَ: فَوَجَدَ صَاحِبُ أَبِي طَلْحَةَ أَبَا طَلْحَةَ فَجَاءَ بِهِ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . 40 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَيَالٍ، وَعَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ يَمْشِي إِلَى جَنْبِهِ، فَمَرَّ بِحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَلْعَبُ مَعَ غِلْمَانٍ، فَاحْتَمَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: وَا بِأَبِي شِبْهُ النَّبِيِّ ... لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيِّ قَالَ: وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ (2) .   (1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله: وهو حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس. وسيأتي تخريجه برقم (2357) . وله شاهد من حديث أنس بسند حسن وسيأتي في " المسند " 3 / 139 وآخر من حديث عائشة ينجبر بالشواهد عند ابن ماجه (1558) وابن سعد 3 / 295، وانظر " الطبقات " 2 / 292 - 298. قوله: " يضرح "، أي: يعمل الضريح، وهو القبر، من الضَّرح: الشقِّ في الأرض. واللحد: الشَّق الذي يعمل في جانب القبر لموضع الميت؛ لأنه أميل عن وسط القبر إلى جانبه. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عُقبة بن الحارث، فمن رجال البخاري، وهو صحابي. عمر بن سعيد: هو ابن أبي حسين النوفلي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله. وأخرجه البزار (53) ، والمروزي (106) ، وأبو يعلى (38) ، والطبراني في " الكبير " (2528) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير، بهذا الإسناد. = الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 41 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، فَجَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ مَرَّةً فَرَدَّهُ، ثُمَّ جَاءَهُ فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ الثَّانِيَةَ فَرَدَّهُ، ثُمَّ جَاءَهُ فَاعْتَرَفَ الثَّالِثَةَ فَرَدَّهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ الرَّابِعَةَ رَجَمَكَ، قَالَ: فَاعْتَرَفَ الرَّابِعَةَ، فَحَبَسَهُ، ثُمَّ سَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، قَالَ: فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ (1) .   = وأخرجه البخاري (3542) و (3750) ، والمروزي (107) ، والنسائي في " الكبرى " (8161) ، وأبو يعلى (39) ، والطبراني (2527) ، والحاكم 3 / 168 من طرق عن عمر بن سعيد، به. وقد وقع في المطبوع من " مستدرك الحاكم ": عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن أبيه، عن ابن أبي مليكة، وهوخطأ، فوالد عمر بن سعيد ليست له رواية ولا يعرف في الرواة. قوله: " وا بأبي "، قال السندي: بألف لينة في آخره، اسمٌ لأعجب. وقوله: " بأبي "، أي: هو مفدّىً بأبي، أو أفديه بأبي، و" شِبْه " على الأول خبر بعد خبر لمقدر، وعلى الثاني خبر لمقدر، و" ليس شبيهاً " بالنصب في رواية الكتاب، وكذا في بعض نسخ البخاري، لكن في غالب نسخه " شبيه " بلا ألف، فقيل: هو على أن " ليس" حرف عطف كما قاله الكوفيون، ويحتمل على أن في " ليس " ضمير الشأن، و" شبيه " خبر لمقدر، ويمكن أن يُقرأ منصوباً، وترك الألف خطأ على عادة أهل الحديث أنهم كثيراً ما يكتبون المنصوبَ بلا ألف، والله تعالى أعلم. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر - وهو ابن يزيد الجُعفي -. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعامر: هو ابن شَراحيل الشعبي. = الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 42 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (1) ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ ذِي عَصْوَانَ الْعَنْسِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ رَافِعٍ الطَّائِيِّ رَفِيقِ أَبِي بَكْرٍ فِي غَزْوَةِ السُّلاسِلِ، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَمَّا قِيلَ مِنْ بَيْعَتِهِمْ، فَقَالَ - وَهُوَ يُحَدِّثُهُ عَمَّا تَكَلَّمَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ وَمَا كَلَّمَهُمْ بِهِ، وَمَا كَلَّمَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْأَنْصَارَ، وَمَا ذَكَّرَهُمْ بِهِ مِنْ إِمَامَتِي إِيَّاهُمْ بِأَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ -: فَبَايَعُونِي لِذَلِكَ، وَقَبِلْتُهَا مِنْهُمْ، وَتَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ فِتْنَةٌ، وتَكُونُ بَعْدَهَا رِدَّةٌ (2) .   = وأخرجه ابن أبي شيبة 10 / 72، والبزار (55) ، والمروزي (79) و (80) ، وأبو يعلى (40) و (41) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. بعضهم رواه مختصراً. وفي الباب عن بريدة عند مسلم (1695) وأبي داود (4433) و (4434) ، وعن جابر بن سمرة عند مسلم (1692) ، وعن أبي هريرة عند البخاري (6815) و (6825) ، ومسلم (1691) (16) ، والترمذي (1428) ، وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1694) ، وعن ابن عباس عند مسلم أيضاً (1693) ، والترمذي (1427) ، وأبي داود (4425) و (4426) . (1) تحرف في (م) إلى: " أبو الوليد بن مسلم ". (2) إسناده جيد، يزيد بن سعيد روى عنه جمع، وأورده البخاري في " تاريخه " 8 / 338، وابن أبي حاتم 9 / 267، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في " الثقات " 7 / 624 وقال: ربما أخطأ، وذكر الحافظ في " التعجيل " (1183) أن ابن شاهين وثقه في " الأفراد "، ورافع الطائي اختلف في اسم أبيه، فقيل: عامر، وقيل: عميرة، وقيل: عمرو، مولى أبي بكر، روى عنه جمع وذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " 4 / 234، وقال مسلم وأبو أحمد الحاكم: له صحبة، روى الطبراني (4469) من طريق الأعمش عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن رافع بن أبي رافع الطائي قال: لما كانت غزوة السلاسل استعمل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمروبن العاص على جيش فيهم = الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 43 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَقَدَ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " نِعْمَ عَبْدُ اللهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ سَلَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ " (1) .   = أبو بكر فذكر الحديث بطوله، قال الحافظ في " الإصابة " 1 / 485: وأخرجه ابن خزيمة من طريق طلحة بن مصرف، عن سليمان، عن طارق، عن رافع الطائي، قال: وكان رافع لصاً في الجاهلية وكان يعمد إلى بيض النعام، فيجعل الماء فيه، فيخبُؤه في المفاوز، فلما أسلم كان دليل المسلمين، قال رافع: لما كانت غزوة السلاسل (في سنة ثمان للهجرة) ، قلت: لأختارن لنفسي رفيقاً صالحاً، فوفق لي أبو بكر، فكان ينيمني على فراشه، ويلبسني كساء له من أكسية فدك، فقلت له: علمني شيئاً ينفعني، قال: اعبد الله ولا تشرك به شيئاً وأقم الصلاة، وتصدق إن كان لك مال، وهاجر دار الكفر ولا تأمرن على رجلين، الحديث. وقال ابن سعد 6 / 67 - 68: كان يقال له: رافع الخير توفي في آخر خلافة عمر، وقد غزا في ذات السلاسل ولم ير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو كان دليل خالد بن الوليد حين توجه من العراق إلى الشام فسلك بهم المفازة. قلنا: وهذا الحديث مما تفرد به أحمد. (1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، حرب بن وحشي لم يروعنه غير ابنه وحشي، وقال البزار (83) : عنده أحاديث مناكير لم يروها غيره، وهو مجهول في الرواية وإن كان معروفاً في النسب. وابنه وحشي بن حرب بن وحشي قال العجمي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال صالح بن محمد: لا يشتغل به ولا بأبيه. وأخرجه ابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (696) ، والمروزي (138) ، = الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 44 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ - عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْكَلاعِيِّ عَنْ أَوْسَطَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَةٍ، فَأَلْفَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْأَوَّلِ، فَخَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ ثَلاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، سَلُوا اللهَ الْمُعَافَاةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ مِثْلَ يَقِينٍ بَعْدَ مُعَافَاةٍ، وَلا أَشَدَّ مِنْ رِيبَةٍ بَعْدَ كُفْرٍ، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَهُمَا فِي النَّارِ " (1) .   = والطبراني (3798) ، والحاكم 3 / 298 من طريقين عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأورده الحافظ في " الإصابة " 1 / 413 من طريق أبي زرعة الدمشقي، عن علي بن عياش به. وقال الهيثمي في " المجمع " 9 / 348 بعد أن نسبه إلى أحمد والطبراني: ورجالهما ثقات! وله شاهد من حديث أبي عبيدة بن الجراح سيأتي في " المسند " 4 / 90 ورجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً، وعن أبي هريرة عند أحمد 2 / 360، وعن عبد الله بن أبي أوفى عند ابن حبان (7091) ولفظه: " لا تؤذوا خالداً، فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار "، وفي حديث أنس عند البخاري (4262) : " ... حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم ". وعن عبد الله بن جعفر سيأتي في " المسند " (1750) . وعن عمر عند ابن أبي عاصم في " الآحاد " (697) . وعن أبي قتادة عند ابن سعد 7 / 395. وعن قيس بن أبي حازم مرسلاً عنده أيضاً. (1) إسناده حسن من أجل معاوية بن صالح. وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " (883) ، وابن حبان (952) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (5) . الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 45 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ أَبُو سَعْدٍ (1) الصَّاغَانِيُّ الْمَكْفُوفُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمُ الِاثْنَيْنِ. قَالَ: فَإِنْ مِتُّ مِنْ لَيْلَتِي، فَلا تَنْتَظِرُوا بِي الْغَدَ، فَإِنَّ أَحَبَّ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي إِلَيَّ أَقْرَبُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) . 46 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَامٍ، فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي عَامَ الْأَوَّلِ، فَقَالَ: " سَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ عَبْدٌ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْعَافِيَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ وَالْبِرِّ فَإِنَّهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فَإِنَّهُمَا فِي النَّارِ " (3) . 47 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَسْمَاءَ أَوِ ابْنِ أَسْمَاءَ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا نَفَعَنِي اللهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي مِنْهُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ،   (1) تحرف في (م) إلى: " أبو سعيد ". وانظر " الكنى والأسماء " للدولابي 1 / 186. (2) إسناده ضعيف لضعف محمد بن ميسر أبي سعد الصاغاني. وأخرجه المروزي (41) عن أحمد بن منيع، عن أبي سعد الصاغاني، بهذا الإسناد. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يدرك أبا بكر، لكن قد صح من طريق أخرى تقدم تخريجها برقم (5) . وسيأتي برقم (66) . الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ لِذَلِكَ الذَّنْبِ، إِلَّا غَفَرَ لَهُ " وَقَرَأَ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] ، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [آل عمران: 135] (1) . 48 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ مِنْ آلِ أَبِي عَقيْلٍ الثَّقَفِيِّ ... إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: وَقَرَأَ إِحْدَى هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] ، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عمران: 135] (2) . 49 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَنَا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا عَامَ أَوَّلَ، فَقَالَ:   (1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو يعلى (14) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1) ومن طريقه ابن أبي حاتم في " تفسيره " 2 / 553 عن شعبة، به. وأخرجه الطبراني في " الدعاء " (1841) من طرق عن شعبة، به. وقد تقدم برقم (2) وسيأتي برقم (48) و (56) . (2) إسناده صحيح. وأخرجه المروزي (10) ، والبزار (8) ، وأبو يعلى (13) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 " أَلا إِنَّهُ لَمْ يُقْسَمْ بَيْنَ النَّاسِ شَيْءٌ أَفْضَلُ مِنَ الْمُعَافَاةِ بَعْدَ الْيَقِينِ، أَلا إِنَّ الصِّدْقَ وَالْبِرَّ فِي الْجَنَّةِ، أَلا إِنَّ الْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فِي النَّارِ " (1) . 50 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَطِشَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرُّوا بِرَاعِي غَنَمٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: فَأَخَذْتُ قَدَحًا فَحَلَبْتُ فِيهِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ (2) . 51 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أخبرني يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ:   (1) صحيح لغيره، وإسناده ضعيف لانقطاعه، حميد بن عبد الرحمن - وهو ابن عوف الزهري - لم يُدرك عمر بن الخطاب، لكن الحديث قد صح من طرق أخرى تقدمت برقم (5) . وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " (885) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه المروزي (6) ، وأبو يعلى (8) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سَليم بن حيان، به. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسماعُ شعبة منه قديم قبلَ تغيره. وأخرجه البخاري (3908) ، ومسلم (2009) (91) ، والمروزي (64) ، والبزار (52) ، وأبو يعلى (114) و (115) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5607) ، ومسلم (2009) ، والمروزي (63) ، وأبو يعلى (113) من طريقين عن شعبة، به. وقد تقدم برقم (3) . الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُ، وَإِذَا أَخَذْتُ مَضْجَعِي. قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ - أَوْ قَالَ: اللهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ " (1) . 52 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ... فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2) . 53 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ: أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ بَيْنَهُمْ، فَلَمْ يُنْكِرُوهُ، يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِِ " (3) .   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمروبن عاصم - وهو ابن سفيان بن عبد الله الثقفي - وهو ثقة. بهز: هو ابن أسد العمِّي. وهذا الحديثُ من مسند أبي هريرة، ويأتي تخريجهُ إن شاء الله تعالى 2 / 297، وسيتكرر برقم (63) . (2) إسناده صحيح. وهو مكرر ما قبله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد. وأخرجه المروزي (89) ، والبزار (66) ، وأبو يعلى (128) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1) و (16) و (29) و (30) و (53) . الحديث: 52 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 54 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَوَّارٍ الْقَاضِيَ، يَقُولُ: عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: أَغْلَظَ رَجُلٌ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ: أَلا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ فَانْتَهَرَهُ وَقَالَ: مَا هِيَ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . 55 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ، وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ " وَإِنِّي وَاللهِ لَا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سَوَّار القاضي - واسمه عبدُ الله بن قدامه بن عَنَزة العنبري - فقد روى له النسائي. أبو بَرزة: هو نضلةُ بن عُبيد، صحابي مشهور بكنيته، أسلم قديماً، وشهد فتح خيبر وفتح مكة، وحُنيناً، وسكن البصرة، وغزا خراسان ومات بها أيام يزيد بن معاوية، أو بعدها. وأخرجه الطيالسي (4) ، والمروزي (66) و (67) ، والنسائي 7 / 108، وأبو يعلى (81) و (82) ، والحاكم 4 / 354 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (6) ، وأبو داود (4363) ، والبزار (49) ، والمروزي (68) ، والنسائي 7 / 109 و110، وأبو يعلى (80) ، والحاكم 4 / 354 من طرق عن أبي برزة، به، وصححه الحكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ، وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي، وَأَمَّا الَّذِي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَمْوَالِ فَإِنِّي لَمْ آلُ فِيهَا عَنِ الْحَقِّ، وَلَمْ أَتْرُكْ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ فِيهَا إِلَّا صَنَعْتُهُ (1) . 56 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ الْفَزَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي مِنْهُ، وَإِذَا حَدَّثَنِي غَيْرُي (2) اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَيَسْتَغْفِرُ اللهَ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ " ثُمَّ تَلا {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [آل عمران: 135] (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد بن عَقيل الأيلي. وأخرجه البخاري (4240) و (4241) ، ومسلم (1759) ، وأبو داود (2968) ، والبيهقي 10 / 142 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (9) (2) في (م) : غيره. (3) إسناده صحيح. أبو كامل إن كان هو مظفَّر بن مدرك المعروف برواية أحمد عنه، فإن أحداً لم يذكر له رواية عن أبي عَوانة، وأن كان فضيلُ بن حسين الجحدري المعروف = الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 57 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَقْتَلَ (1) أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا زَيْدُ بْنَ ثَابِتٍ، إنْك غُلامٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ (2) .   = بالرواية عن أبي عوانة، فإن أحداً لم يذكر لأحمد رواية عنه، يبقى هناك احتمالٌ ثالث وهو أن يكونَ هذا الحديث من زيادات عبدِ الله بن أحمد، فعندها يكونُ أبو كامل: هو الجحدري، فإن عبد الله بن أحمد روى عنه، لكن النسخ التي بين أيدينا لم تُشِرْ إلى أن هذا الحديث من زياداته، والله تعالى أعلم. وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعثمان بن أبي زرعة: هو عثمان بن المغيرة الثقفي. وأخرجه الطيالسي (2) ، وأبو داود (1521) ، والترمذي (406) و (3006) ، والمروزي (11) ، والبزار (10) ، والنسائي في " التفسير " (98) ، وفي " عمل اليوم والليلة " (417) وأبو يعلى (11) ، وابن حبان (623) ، والطبراني في " الدعاء " (1842) ، والبغوي في " شرح السنة " (1015) ، وفي " التفسير " 1 / 353 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن. وقد تقدم برقم (2) و (47) و (48) . (1) تحرف في (م) إلى: بقتل. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل - وهو مظفر بن مدرك - فقد روى له الترمذي والنسائي وهو ثقة. إبراهيم بن سعد: هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه الطيالسي (3) ، والبخاري (4986) و (7191) و (7425) ، والترمذي (3103) والبزار (31) ، والمروزي (45) ، والنسائي في " الكبرى " (7995) و (8288) ، وأبو يعلى (63) و (64) و (65) و (91) ، وابن أبي داود في " المصاحف " 12 = الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 58 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَهُ مِنْ فَدَكَ، وَسَهْمَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ لَهُمَا أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، وَإِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَالِ " وَإِنِّي وَاللهِ لَا أَدَعُ أَمْرًا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ فِيهِ إِلَّا صَنَعْتُهُ (1) . 59 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ -، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ: يَا خَلِيفَةَ اللهِ. فَقَالَ: أَنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا رَاضٍ بِهِ (2) .   = و13 و14، وابن حبان (4506) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4679) و (4989) ، والمروزي (46) ، وأبو يعلى (71) ، وابن أبي داود ص 14، وابن حبان (4507) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وانظر الحديث (76) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (9) . (2) زاد في (م) : وأنا راض به، وأنا راض. والحديث إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن ابنَ أبي مُليكة - واسمه عبدُ الله بن عبيد الله - لم يُدرك أبا بكر. وأخرجه ابن سعد في " الطبقات " 3 / 183 عن وكيع بن الجراح، عن نافع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (64) . الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 60 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ قَالَتْ لِأَبِي بَكْرٍ: مَنْ يَرِثُكَ إِذَا مِتَّ؟ قَالَ: وَلَدِي وَأَهْلِي. قَالَتْ: فَمَا لَنَا لَا نَرِثُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ النَّبِيَّ لَا يُورَثُ "، وَلَكِنِّي أَعُولُ مَنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُولُ، وَأُنْفِقُ عَلَى مَنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ (1) . 61 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي عَمَلِهِ، فَغَضِبَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاشْتَدَّ غَضَبُهُ عَلَيْهِ جِدًّا، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ: يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ أَضْرِبُ عُنُقَهُ، فَلَمَّا ذَكَرْتُ الْقَتْلَ صَرَفَ عَنْ ذَلِكَ الْحَدِيثِ أَجْمَعَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النَّحْوِ، فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا أَرْسَلَ إِلَيَّ بَعْدَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَرْزَةَ مَا قُلْتَ؟ قَالَ: وَنَسِيتُ الَّذِي قُلْتُ، قُلْتُ: ذَكِّرْنِيهِ، قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ مَا قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللهِ. قَالَ: أَرَأَيْتَ حِينَ رَأَيْتَنِي غَضِبْتُ عَلَى الرَّجُلِ فَقُلْتَ: أَضْرِبُ عُنُقَهُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ؟ أَمَا تَذْكُرُ ذَاكَ؟ أَوَ كُنْتَ فَاعِلًا ذَاكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ وَاللهِ، وَالْآنَ إِنْ أَمَرْتَنِي فَعَلْتُ. قَالَ: وَيْحَكَ - أَوْ: وَيْلَكَ - إِنَّ تِلْكَ   (1) حديث صحيح لغيره، وأبو سلمة - وهو ابنُ عبد الرحمن بن عوف - لم يدرك أبا بكر، لكن سيأتي الحديث موصولاً برقم (79) عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. فانظر تخريجه هناك. الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 وَاللهِ مَا هِيَ لِأَحَدٍ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . 62 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ " (2) . 63 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ، قَالَ: " قُلِ: اللهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ". وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَهُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى، وَإِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ (3) . 64 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ: يَا خَلِيفَةَ اللهِ. قال: فَقَالَ: بَلْ خَلِيفَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَرْضَى بِهِ (4) .   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن مطرِّف بن الشخير، فقد روى عنه جمع وخرَّج حديثه أبو داود والنسائي، ووثقه ابن حبان، وقد توبع فيما تقدم تخريجه برقم (54) . (2) صحيح لغيره، وقد تقدم تخريجه والكلام عليه برقم (7) . (3) إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (51) . (4) إسناده ضعيف لانقطاعه. وقد تقدم برقم (59) . محمد بن يزيد: هو الكلاعي. الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 65 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَانَ رُبَّمَا سَقَطَ الْخِطَامُ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: فَيَضْرِبُ بِذِرَاعِ نَاقَتِهِ فَيُنِيخُهَا فَيَأْخُذُهُ، قَالَ: فَقَالُوا لَهُ: أَفَلا أَمَرْتَنَا نُنَاوِلْكَهُ؟ فَقَالَ: إِنَّ حِبِّي (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا (2) . 66 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ - عَنْ أَبِي بَكْرٍ - قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَامٍ، فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ أوَّلَ، فَقَالَ: " إِنَّ ابْنَ آدَمَ لَمْ يُعْطَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْعَافِيَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، وَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ وَالْبِرِّ فَإِنَّهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ وَالْفُجُورَ فَإِنَّهُمَا فِي النَّارِ " (3) . 67 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ   (1) على حاشية (ق) و (ص) وفي (م) : حبيبي. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد لله بن المؤمَّل ضعيف، وابن أبي مليكة لم يدرك أبا بكر. لكن يشهد له حديث عوف بن مالك عند مسلم (1043) ، وأبي داود (1642) ، وابن ماجه (2867) ، وصححه ابن حبان (3385) ، وحديث ثوبان، وسيأتي في " المسند " 5 / 277 و279. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. وقد تقدم برقم (46) . الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ ". قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ الرِّدَّةُ قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: تُقَاتِلُهُمْ، وَقَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَاللهِ لَا أُفَرِّقُ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ، وَلَأُقَاتِلَنَّ (1) مَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا. قَالَ: فَقَاتَلْنَا مَعَهُ، فَرَأَيْنَا ذَلِكَ رَشَدًا (2) . 68 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، قَالَ:   (1) في (ص) : ولأقتلن. (2) حديث صحيح، سفيان بن حسين وثقوه إلا في روايته عن الزهري، وقد تابعه في هذا الحديث غير واحد من الثقات. محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي. وأخرجه النسائي 7 / 77 عن زياد بن أيوب، عن محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6924) و (6925) و (7284) و (7285) ، ومسلم (20) ، وأبو داود (1556) ، والترمذي (2607) ، والنسائي 5 / 14 و7 / 77، وابن حبان (217) ، وابن منده في " الإيمان " (24) ، والبيهقي 4 / 104 و114 و7 / 3 و4 و8 / 176 و9 / 182 من طريق عقيل بن خالد، والنسائي 6 / 5، وابن منده (216) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، كلاهما عن الزهري، به. وأخرجه النسائي 6 / 6 من طريق شعيب بن أبي حمزة وسفيان بن عيينة وذكرآخر لم يسمه، ثلاثتهم عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، به، وسيأتي برقم (117) و (239) و (335) . الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 أُخْبِرْتُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ الصَّلاحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] فَكُلُّ سُوءٍ عَمِلْنَا جُزِينَا بِهِ (1) ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟ أَلَسْتَ تَنْصَبُ؟ أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: " فَهُوَ مَا تُجْزَوْنَ بِهِ " (2) .   (1) لفظة " به " ليست في (ص) . (2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين أبي بكر بن أبي زهير وبين أبي بكر الصديق، ثم إن أبا بكر بن أبي زهير مستور لم يذكر بجرح ولا تعديل. إسماعيل: هو ابن أبي خالد. وأخرجه المروزي (111) و (112) ، وأبو يعلى (98) و (99) و (100) و (101) ، والطبري 5 / 294 و295، وابن حبان (2910) و (2926) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (392) ، والحاكم 3 / 74، والبيهقي 3 / 373 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! . وأخرجه أبو يعلى (99) من طريق وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر الصديق. وأورده السيوطي في " الدر المنثور " 2 / 226 وزاد نسبته إلى هناد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر والبيهقي في " شعب الإيمان " والضياء في " المختارة ". وأخرجه الطبري 5 / 295 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، قال: قال أبو بكر. وأورده ابن كثير في " تفسيره " عن ابن مردويه فيه من طريق فضيل بن عياض، عن سليمان بن مهران، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق قال: قال أبو بكر. وتقدم برقم (23) مختصراً من طريق زياد الجصاص، عن علي بن زيد، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن أبي بكر. وأخرجه الطبري 5 / 295 من طريقين عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي بكر مرسلاً. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 69 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، أَظُنُّهُ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الصَّلاحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ؟ قَالَ: " يَرْحَمُكَ اللهُ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْتَ تَمْرَضُ؟ أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ؟ أَلَسْتَ (1) ... " قَالَ: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّ ذَاكَ بِذَاكَ " (2) .   = وفي الباب عن عائشة بسند حسن في الشواهد عند الطبري 5 / 295، وأخرجه عنها أيضاً أحمد 6 / 218 من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أمية ابنة عبد الله، أنها سألت عائشة ... وقال الترمذي (2991) : هذا حديث حسن غريب من حديث عائشة، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة. وله طريق آخر صحيح عند ابن حبان (2923) . وفي الباب أيضاً عن أبي هريرة 2 / 249، وهو في " صحيح مسلم " (2574) . قوله: " كيف الصلاح "، قال السندي: أي: صلاح الآخرة، وهو النجاة، أو صلاح الدنيا على وجه يؤدي إلى نجاة الآخرة، ولم يسأل عن وَجْه التوفيق بين هذه الآية وبين آيات المغفرة والشفاعة، فإن التوفيق فيها يفوض الأمر إلى عالمه، ولا ينبغي إظهار التناقض والتدافع بين الآيات، لأنه من قبيل ضَرْب البعض بالبعض، وقد جاء عنه النهيُ، وأما هذا السؤال فأمرٌ متعلق بالنَّفس لا سكون لها بدونه، فلا بُدَّ منه. واللَّأْواء: الشدة وضيق المعيشة، ثم لا بُدَّ من تقييد هذه الآية، أي: إذا لم يغفر له بسبب كالحسنات، لقوله: {إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ، أو بلا سبب، لقوله: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ، ويمكن أن يقال: إن المغفرة بسبب من باب المجازاة، إذ لولا الذنبُ، لازداد درجة بالحسنات، فعدم الازدياد من المجازاة، وبلا سبب هو أن يخلص من النار بنحو الأمراض، وهو من باب المجازاة كما في الحديث، فرجع الأمرُ إلى المجازاة، فليتأمَّل، والله تعالى أعلم. (1) قوله: ألست، ليس في (م) . (2) صحيح، وإسناده ضعيف كسابقه. سفيان: هو ابن عيينة. الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 70 - حَدَّثَنَا يَعْلَى (1) بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الصَّلاحُ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) . 71 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنُجَازَى بِكُلِّ سُوءٍ نَعْمَلُهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُكَ اللهُ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَسْتَ تَنْصَبُ؟ أَلَسْتَ تَحْزَنُ؟ أَلَسْتَ تُصِيبُكَ اللَّأْوَاءُ؟ فَهَذَا مَا تُجْزَوْنَ بِهِ " (3) . 72 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخَذْتُ هَذَا الْكِتَابَ مِنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَتَبَ لَهُمْ: إِنَّ هَذِهِ فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ الَّتِي فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، الَّتِي أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ سُئِلَهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا، وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَ ذَلِكَ فَلا يُعْطِهِ: " فِيمَا دُونَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِبِلِ فَفِي كُلِّ خَمْسِ ذَوْدٍ شَاةٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا ابْنَةُ مَخَاضٍ إِلَى خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنِ ابْنَةُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتَّةً وَثَلاثِينَ فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ   (1) تحرف في (م) إلى: يحيى. (2) صحيح، وإسناده ضعيف كسابقه. (3) صحيح، وإسناده ضعيف كسابقه. الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتَّةً وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ إِلَى سِتِّينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَسِتِّينَ فَفِيهَا جَذَعَةٌ إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتَّةً وَسَبْعِينَ فَفِيهَا بِنْتَا لَبُونٍ إِلَى تِسْعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَتِسْعِينَ فَفِيهَا حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الْفَحْلِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِنْ زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، فَإِذَا تَبَايَنَ أَسْنَانُ الْإِبِلِ فِي فَرَائِضِ الصَّدَقَاتِ، فَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْجَذَعَةِ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ جَذَعَةٌ وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَتَا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا. وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْحِقَّةِ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ إِلَّا جَذَعَةٌ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْحِقَّةِ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ وَعِنْدَهُ بِنْتُ لَبُونٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَتَا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا. وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ ابْنَةِ لَبُونٍ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ إِلَّا حِقَّةٌ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ ابْنَةِ لَبُونٍ، وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَعِنْدَهُ ابْنَةُ مَخَاضٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَتَا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا. وَمَنْ بَلَغَتْ صَدَقَتُهُ بِنْتَ مَخَاضٍ وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلَّا ابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ فَإِنَّهُ يُقْبَلُ مِنْهُ وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إِلَّا أَرْبَعٌ مِنَ الْإِبِلِ، فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا. وَفِي صَدَقَةِ الْغَنَمِ فِي سَائِمَتِهَا إِذَا كَانَتْ أَرْبَعِينَ، فَفِيهَا شَاةٌ إِلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِِذا زَادَتْ فَفِيهَا شَاتَانِ إِلَى مِائَتَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةٌ، فَفِيهَا ثَلاثُ شِيَاهٍ إِلَى ثَلاثِ مِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ، فَفِي كُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ، وَلا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَرِمَةٌ وَلا ذَاتُ عَوَارٍ وَلا تَيْسٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الْمُتَصَدِّقُ، وَلا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَلا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ، وَإِذَا كَانَتْ سَائِمَةُ الرَّجُلِ نَاقِصَةً مِنْ أَرْبَعِينَ شَاةً وَاحِدَةً، فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا. وَفِي الرِّقَةِ رُبْعُ الْعُشْرِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَالُ إِلَّا تِسْعِينَ وَمِائَةَ دِرْهَمٍ فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا " (1) .   (1) إسناده صحيح. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني. وأخرجه النسائي 5 / 18 عن محمد بن عبد الله بن المبارك، عن أبي كامل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1567) ، والبزار (41) ، والمروزي (70) ، والنسائي 5 / 27، وأبو يعلى (127) ، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " 4 / 374، والدارقطني 2 / 114، والحاكم 1 / 390، والبيهقي 4 / 86 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه أبو يعلى (126) عن أبي الربيع الزهراني، عن حماد، عن أيوب، عن ثمامة بن عبد الله، به. وأخرجه البخاري مفرقاً (1448) و (1450) و (1451) و (1453) و (1454) و (2487) و (3106) و (5878) و (6955) ، وابن ماجه (1800) ، والبزار (40) ، وابن الجارود (342) ، وابن خزيمة (2261) و (2273) و (2279) و (2281) و (2296) ، والطحاوي 4 / 374، وابن حبان (3266) ، والبيهقي 4 / 86 من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى، عن أبيه، عن يمامة بن عبد الله، به. وبعضهم يرويه مختصراً. الذود: ما بين الثنتين والتسع، أو العشر. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وابنة المخاض: التي دخلت في السنة الثانية. وابن اللبون: هو ولد الناقة إذا استكمل سنتين، ودخل في الثالثة. والحِقة: هي الداخلةُ في السنة الرابعة. وطروقةُ الفحل: التي بلغت أن يَضْرِبَهَا الفحلُ. والجذعة من الإبل: ما دخل في السنة الخامسة. والسائمة: الراعية. والعَوَار - بالفتح -: العيب، وقد يضم. قوله: " ولا يجمع بين متفرق "، قال السندي: هو عند الجمهور على النهي، لا ينبغي لمالِكَيْنِ يجب على مال كلٍّ منهما صدقة ومالُهما متفرقٌ بأن يكون لكل منهما أربعون شاةً، فتجب في مال كلٍّ شاةٌ واحدة أن يُجمَعا عند حضور المصدِّق فراراً عن لزوم الشاة إلى نصفها، إذ عند الجمع يؤخذ من كل المال شاة واحدة. وكذا " ولا يفرق بين مجتمع "، أي: ليس لشريكين مالُهما مجتمع بان يكون لكلٍّ منهما مئةُ شاةٍ وشاةٌ، فيكون عليهما عند الاجتماع ثلاث شياه، أن يُفرِّقا مالَهما ليكون على كل واحدٍ شاة واحدة فقط، فللخلط عند الجمهور تأثير في زيادة الصدقة ونقصانها، لكن لا ينبغي أن يفعل ذلك فراراً عن زيادة الصدقة. وقوله: " وما كان من خليطين ... " معناه عند الجمهور: أن ما كان متميزاً لأحد الخليطين من المال، فأخذ الساعي من ذلك المتميز يَرجِعُ إلى صاحبه بحصته بأن كان لكلٍّ عشرون، وأخذ الساعي من مال أحدهما يرجع بقيمة نصف شاة، وإن كان لأحدهما عشرون وللآخر أربعون مثلاً، فأخذ من صاحب عشرين يرجع إلى صاحب أربعين بالثلاثين، وإن أخذ منه يرجع على صاحب عشرين بالثلث، وعند أبي حنيفة يُحمل الخليط على الشريك إذ المالُ إذا تَميَّز فلا يؤخذ زكاةُ كلٍّ إلا من ماله، وأما إذا كان المال بينهما على الشركة بلا تميز، وأخذ من ذلك المشترك، فعنده يجب التراجع بالسوية، أي: يَرجع كلٌّ منها على صاحبه بقدر ما يساوي مالَه مثلاً لأحدهما أربعون بقرة، وللآخر ثلاثون، والمال مشترك غير متميز، فأخذ الساعي عن صاحب أربعين مُسِنَّةً، وعن صاحب = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 73 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَهْلُ مَكَّةَ يَقُولُونَ: أَخَذَ ابْنُ جُرَيْجٍ الصَّلاةَ مِنْ عَطَاءٍ، وَأَخَذَهَا عَطَاءٌ مِنَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَخَذَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَأَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَلاةً مِنَ ابْنِ جُرَيْجٍ (1) . 74 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ مِنْ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ أَوْ حُذَيْفَةَ (2) - شَكَّ عَبْدُ الرَّزَّاقِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، فَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ، قَالَ: سَأَنْظُرُ فِي ذَلِكَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، فَلَقِيَنِي، فَقَالَ: مَا أُرِيدُ أَنْ أَتَزَوَّجَ يَوْمِي هَذَا، قَالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ أَنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ ابْنَةَ عُمَرَ، فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، فَكُنْتُ أَوْجَدَ عَلَيْهِ مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، فَخَطَبَهَا إِلَيَّ   = ثلاثين تَبيعاً، وأعطى كلٌّ منهما من المال المشترك، فيرجع صاحب أربعين بأربعة أسباع التبيع على صاحب ثلثين، وصاحب ثلثين بثلاثة أسباع المسنة على صاحب أربعين. (1) وأخرجه المروزي (137) عن أبي بكر بن عسكر، عن عبد الرزاق. (2) تحرف في (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر إلى: خنيس أو حذيفة بن حذافة، وفي (س) و (ق) : خنيس بن حذيفة، أو حذافة. قال الدارقطني في " العلل " 1 / 115: وأما عبد الرزاق، فقال عن معمر: خنيس بن حُذافة أو حذيفة. وقال ابن حجر في " الفتح " 9 / 176: عند أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب: ابن حذافة أو حذيفة. قلنا: وكذلك جاء في " مسند أبي بكر " للمروزي (5) . الحديث: 73 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْكَحْتُهَا إِيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: لَعَلَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أَرْجِعْ إِلَيْكَ شَيْئًا؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرْجِعَ إِلَيْكَ شَيْئًا حِينَ عَرَضْتَهَا عَلَيَّ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهَا، وَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ تَرَكَهَا نَكَحْتُهَا (1) . 75 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ مُسْلِمٍ أَبَا سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ سَيِّئُ الْمَلَكَةِ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ أَكْثَرُ الْأُمَمِ مَمْلُوكِينَ وَأَيْتَامًا؟ قَالَ: " بَلَى، فَأَكْرِمُوهُمْ كَرَامَةَ أَوْلادِكُمْ، وَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ " قَالُوا: فَمَا يَنْفَعُنَا فِي الدُّنْيَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " فَرَسٌ صَالِحٌ تَرْتَبِطُهُ تُقَاتِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَمْلُوكُك يَكْفِيكَ، فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ، فَإِذَا صَلَّى فَهُوَ أَخُوكَ " (2) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه الطبراني 23 / (302) عن عبد الله بن الإمام أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه المروزي (5) ، والنسائي 6 / 77، وابن حبان (4039) من طرق عن عبد الرزاق، به. وأخرجه البخاري (5129) من طريق هشام الدستوائي، عن معمر، به. وأخرجه البخاري (4005) و (5122) و (5145) ، والمروزي (4) ، والنسائي 6 / 83، وأبو يعلى (6) و (7) و (20) ، والطبراني 23 / (302) من طرق عن الزهري، به. (2) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وقد تقدم الكلامُ عليه عند الحديث رقم = الحديث: 75 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 76 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَرْسَلَ إِلَيْهِ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَإِذَا عُمَرُ عِنْدَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي، فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ بِأَهْلِ الْيَمَامَةِ مِنْ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ قُرْآنٌ كَثِيرٌ لَا يُوعَى، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ لِعُمَرَ: وَكَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: هُوَ وَاللهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي فِي ذَلِكَ حَتَّى شَرَحَ اللهُ بِذَلِكَ صَدْرِي، وَرَأَيْتُ فِيهِ الَّذِي رَأَى عُمَرُ، قَالَ زَيْدٌ: وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لَا يَتَكَلَّمُ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ (1) الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاجْمَعْهُ. قَالَ زَيْدٌ: فَوَاللهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ بِأَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " (2) . 77 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ   = (13) . وأخرجه ابن ماجه (3691) ، والمروزي (97) ، وأبو يعلى (94) من طرق عن إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد. (1) في (ص) : كتبتَ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وابن السبَّاق: هو عبيد. وقد تقدم الحديث برقم (57) . الحديث: 76 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، خَاصَمَ الْعَبَّاسُ عَلِيًّا فِي أَشْيَاءَ تَرَكَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: شَيْءٌ تَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُحَرِّكْهُ فَلا أُحَرِّكُهُ. فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ اخْتَصَمَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: شَيْءٌ لَمْ يُحَرِّكْهُ أَبُو بَكْرٍ فَلَسْتُ أُحَرِّكُهُ، قَالَ: فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ اخْتَصَمَا إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَسْكَتَ عُثْمَانُ وَنَكَّسَ رَأْسَهُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَخَشِيتُ أَنْ يَأْخُذَهُ، فَضَرَبْتُ بِيَدِي بَيْنَ كَتِفَيِ الْعَبَّاسِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ (1) ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا سَلَّمْتَهُ لِعَلِيٍّ، قَالَ: فَسَلَّمَهُ لَهُ (2) . 78 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي تَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ، وَفُلانٌ، فَعَدَّ سِتَّةً أَوْ سَبْعَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ عُمَرَ إِذْ دَخَلَ عَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ، قَدِ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَقَالَ عُمَرُ: مَهْ يَا عَبَّاسُ، قَدْ عَلِمْتُ مَا تَقُولُ، تَقُولُ: ابْنُ   (1) قوله: يا أبت، ليس في (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن رجاء، فمن رجال مسلم. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعُمير مولى العباس: هو عُمير بن عبد الله الهلالي. وأخرجه المروزي (29) ، وأبو يعلى (26) عن أبي خيثمة، والبزار (14) عن محمد بن المثنى، كلاهما عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد. وأخرجه عمر بن شبة في " تاريخ المدينة " 1 / 199، والمروزي (28) ، والطبراني (44) من طريق عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن الأعمش، به. أَسكت: أي أطرق مفكراً فلم يتكلّم. الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 أَخِي، وَلِي شَطْرُ الْمَالِ، وَقَدْ عَلِمْتُ مَا (1) تَقُولُ يَا عَلِيُّ، تَقُولُ: ابْنَتُهُ تَحْتِي، وَلَهَا شَطْرُ الْمَالِ، وَهَذَا مَا كَانَ فِي يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدْ رَأَيْنَا كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ، فَوَلِيَهُ أَبُو بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَعَمِلَ فِيهِ بِعَمَلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وَلِيتُهُ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ فَأَحْلِفُ بِاللهِ لَأَجْهَدَنَّ أَنْ أَعْمَلَ فِيهِ بِعَمَلِ رَسُولِ اللهِ وَعَمَلِ أَبِي بَكْرٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ - وَحَلَفَ بِاللهِ (2) أَنَّهُ لَصَادِقٌ - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ النَّبِيَّ لَا يُورَثُ، وَإِنَّمَا مِيرَاثُهُ فِي فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَسَاكِينِ "، وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ - وَحَلَفَ بِاللهِ إِنَّهُ صَادِقٌ -: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ (3) لَا يَمُوتُ حَتَّى يَؤُمَّهُ بَعْضُ أُمَّتِهِ ". وَهَذَا مَا كَانَ فِي يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدْ رَأَيْنَا كَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ فِيهِ، فَإِنْ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا لِتَعْمَلا (4) فِيهِ بِعَمَلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَمَلِ (5) أَبِي بَكْرٍ حَتَّى أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا، قَالَ: فَخَلَوَا ثُمَّ جَاءَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: ادْفَعْهُ إِلَى عَلِيٍّ، فَإِنِّي قَدْ طِبْتُ نَفْسًا بِهِ لَهُ (6) .   (1) في (ص) : ماذا. (2) قوله: بالله، ليس في (م) . (3) من قوله: لا يورث، إلى هنا سقط من (ق) . (4) في (س) و (ص) : ستعملان، وعلى هامش النسختين: لتعملا، إشارة إلى نسخة أخرى. (5) قوله: وعمل، سقط من (ص) . (6) صحيح لغيره دون قوله: " إن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته " وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ من قريش. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 79 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا جَاءَتْ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالا: إِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي لَا أُورَثُ " (2) . 80 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى - يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيَّبِ - عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ (3) عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَهْرٍ، فَذَكَرَ قِصَّةً، فَنُودِيَ فِي النَّاسِ: أَنَّ الصَّلاةَ جَامِعَةٌ،   = وأخرجه المروزي (3) عن محمد بن معمر، عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد. وهو عنده مختصر بلفظ: " ما قُبض نبي قط حتى يؤمَّه رجل من أمته ". وانظر ما قبله، وصحيح البخاري (3094) ومسند أبي بكر للمروزي (2) . (1) في (ق) : حدثنا. (2) إسناده حسن. محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص حديثه ينحط عن رتبة الصحيح، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الترمذي (1609) ، والبزار (26) ، والمروزي (54) من طرق عن عبد الوهَّاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1608) ، وفي " الشمائل " (400) ، والبزار (25) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، به. لم يذكر فيه عمر بن الخطاب. قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وسيأتي الحديث برقم (8625) ، وانظر ما تقدم برقم (60) . (3) في (ص) : جالس. الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 وَهِيَ أَوَّلُ صَلاةٍ فِي الْمُسْلِمِينَ نُودِيَ بِهَا: أنَّ الصَّلاةَ جَامِعَةٌ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، شَيْئًا صُنِعَ لَهُ كَانَ يَخْطُبُ عَلَيْهِ، وَهِيَ أَوَّلُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا فِي الْإِسْلامِ، قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ هَذَا كَفَانِيهِ غَيْرِي، وَلَئِنْ أَخَذْتُمُونِي بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أُطِيقُهَا، إِنْ كَانَ لَمَعْصُومًا مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنْ كَانَ لَيَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ (1) . 81 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُولَ إِذَا أَصْبَحْتُ، وَإِذَا أَمْسَيْتُ، وَإِذَا أَخَذْتُ مَضْجَعِي مِنَ اللَّيْلِ: " اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاواتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَعُوذُ   (1) إسناده ضعيف، عيسى بن المسيَّب البجلي قاضي الكوفة مختلف فيه، فقد ضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي وأبو زرعة وابن حبان والدارقطني، وقال الدارقطني مرة: صالح الحديث، وكذا قال ابن عدي، وقال أبو حاتم: محله الصدق ليس بالقوي، وصحح الحاكم في " المستدرك " حديثه وقال: لم يُجرح قط! وانظر ترجمته في " تعجيل المنفعة " رقم (840) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هاشم بن القاسم: هو ابن مسلم البغدادي أبو النضر. وأخرجه مطولاً المروزي (91) عن أبي بكر بن أبي النضر، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في " المجمع " 5 / 184 وقال: رواه أحمد وفيه عيسى بن المسيب البجلي وهو ضعيف. الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَشَرِّ (1) الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ" (2) . آخِرُ مُسْنَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   (1) في (ص) : ومن شر. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ليث - هو ابن أبي سُليم - ضعيف، ومجاهد - وهو ابن جَبْر - لم يُدرك أبا بكر. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النَّحْوي. وقد تقدم نحوه بإسناد صحيح برقم (51) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 مُسْنَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 82 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ، قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: إِنَّا قَدْ أَصَبْنَا أَمْوَالًا وَخَيْلًا   (1) هو عمر بن الخطاب بن نُفَيل القرشي العَدَوي، أبو حفص، أمير المؤمنين. وُلد قبل البعثة بثلاثين سنة، وكان في أول الأمر شديداً على المسلمين، ثم أسلم، فكان إسلامُه فَتْحاً لهم، وفَرَجاً لهم من الضِّيق. قال ابن مسعود: ما عَبَدْنا الله جَهْراً حتى أسلم عمر. وعن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " اللهم أعِز الإسلامَ بأبي جهل أو بعُمَر " فأصبح عمرُ فغَدَا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم. وفي حديث ابن عمر: " أعزَّ الإسلام بأحبِّ الرجلين أليك " فكان أَحبهما إلى الله عمر. ويكفي في فضله ما جاء في " الصحيح " أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى الناسَ وعليهم قُمُصٌ، منها ما يبلغ الثَّدْيَ، ومنها دون ذلك، ورأى عمرَ فإذا عليه قميص يجرُّه، فأَوَّله بالدِّين. ورأى أنه أُتي له بقدح من لبنٍ، فشرب وأعطى فَضْلَه لعمر، وأوَّله بالعلم. وكانت خلافته رضي الله عنه عشر سنين وستة أشهر، ضربه أبو لؤلؤة المجوسي لأربع بقين من ذي الحجة، ومكث ثلاثاً وتوفي، فصَلَّى عليه صهيبٌ، وقُبرمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر، توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة. انظر " أسد الغابة " 4 / 145 - 181، و" حاشية السندي " 1 / ورقة 9. الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 وَرَقِيقًا نُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لَنَا فِيهَا زَكَاةٌ وَطَهُورٌ، قَالَ: مَا فَعَلَهُ صَاحِبَايَ قَبْلِي فَأَفْعَلَهُ. وَاسْتَشَارَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِمْ عَلِيٌّ، فَقَالَ عَلِيٌّ: هُوَ حَسَنٌ، إِنْ لَمْ يَكُنْ جِزْيَةً رَاتِبَةً يُؤْخَذُونَ (1) بِهَا مِنْ بَعْدِكَ (2) . 83 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: أَنَّ الصُّبَيَّ بْنَ مَعْبَدٍ، كَانَ نَصْرَانِيًّا تَغْلِبِيًّا أَعْرَابِيًّا فَأَسْلَمَ، فَسَأَلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقِيلَ لَهُ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَأَرَادَ أَنْ يُجَاهِدَ، فَقِيلَ لَهُ: حَجَجْتَ؟ فَقَالَ: لَا. فَقِيلَ: حُجَّ وَاعْتَمِرْ، ثُمَّ جَاهِدْ. فَانْطَلَقَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْحَوَائطِ أَهَلَّ بِهِمَا (3) جَمِيعًا، فَرَآهُ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ وَسَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَقَالا: لَهُوَ أَضَلُّ مِنْ جَمَلِهِ، أَوْ مَا هُوَ بِأَهْدَى مِنْ   (1) في (ق) و (ص) : يأخذون. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة - وهو ابنُ مضرِّب - فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسماع سفيان منه قديم قبل تغيره. وأخرجه ابن خزيمة (2290) ، والحاكم 1 / 400، والبيهقي 4 / 118 من طريق محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (6887) عن معمر، عن أبي إسحاق قال: أتى أهل الشام ... لم يذكر فيه حارثة بن مضرب. وسيأتي برقم (218) عن يحيى بن سعيد، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن حارثة. (3) أي: بالحج والعمرة. الحديث: 83 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 نَاقَتِهِ. فَانْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهِمَا فَقَالَ: هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْحَكَمُ: فَقُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: حَدَّثَكَ الصُّبَيُّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ (1) . 84 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا عُمَرُ بِجَمْعٍ (2) الصُّبْحَ، ثُمَّ وَقَفَ وَقَالَ: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا لَا يُفِيضُونَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالَفَهُمْ، ثُمَّ أَفَاضَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ (3) . 85 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الصُّبي بن معبد، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة. الحكم: هو ابن عتيبة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه الطيالسي (58) عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (169) و (227) و (254) و (256) و (379) . (2) أي: بمزدلفة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمروبن عبد الله السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأودي. وأخرجه الطيالسي (63) ، والبخاري (1684) ، والترمذي (896) ، والنسائي 5 / 265 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1890) ، وابن ماجه (3022) ، والطحاوي 2 / 218، من طريقين عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (200) و (275) و (295) و (358) و (385) . الحديث: 84 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 قَالَ أَبِي: فَحَدَّثْتُ بِهِ (1) ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ ذَلِكَ؟ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إذَا دَعَا الْأَشْيَاخَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَانِي مَعَهُمْ، فَقَالَ: لَا تَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا، قَالَ: فَدَعَانَا ذَاتَ يَوْمٍ، أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وِتْرًا، فَفِي أَيِّ الْوِتْرِ تَرَوْنَهَا؟ (2) . 86 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عَمْرٍو الْبَجَلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ سَأَلُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّمَا أَتَيْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ ثَلاثٍ: عَنْ صَلاةِ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ تَطَوُّعًا، وَعَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَعَنِ الرَّجُلِ مَا يَصْلُحُ لَهُ مِنَ امْرَأَتِهِ إِذَا كَانَتْ حَائِضًا، فَقَالَ: أَسُحَّارٌ أَنْتُمْ؟! لَقَدْ سَأَلْتُمُونِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " صَلاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ تَطَوُّعًا نُورٌ، فَمَنْ شَاءَ نَوَّرَ بَيْتَهُ " وَقَالَ فِي الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ: " يَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاثًا " وَقَالَ فِي الْحَائِضِ: " لَهُ مَا فَوْقَ الْإِزَارِ " (3) .   (1) في (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر: فحدثنا به. قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعليقاً على قول كليب والدِ عاصم هذا ما نصه: فيه اختصار، يظهر أنه سبق كلامهم في شيء يتعلقُ بليلة القدر، فروى لهم كليب ِشيئاً، ثم قال لهم: " فحدَّثْنا به ابنَ عباس " يريد أنه أخبر ابنَ عباس بما سمع، فقال له ابن عباس: " وما أعجبك من ذلك " إلخ. (2) إسناده قوي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2 / 513 و3 / 73، والبزار (210) ، وأبو يعلى (165) و (168) ، وابن خزيمة (2172) و (2173) من طريقين عن عاصم بن كليب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (298) . (3) إسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه عاصم بن عمرو، وباقي رجاله = الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 87 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ بِالْعِرَاقِ حِينَ يَتَوَضَّأُ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ لِي: سَلْ أَبَاكَ عَمَّا أَنْكَرْتَ عَلَيَّ مِنْ مَسْحِ الْخُفَّيْنِ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِذَا حَدَّثَكَ سَعْدٌ بِشَيْءٍ فَلا تَرُدَّ   = ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن عمرو البجلي: فقد روى له ابنُ ماجه وهو صدوق. وأخرجه الطيالسي (49) و (137) عن المسعودي، والطحاوي 3 / 36 - 37 من طريق أبي إسحاق، كلاهما عن عاصم بن عمرو البجلي، عن أحد النفر الذين أتوا عمر بن الخطاب، فقالوا: يا أمير المؤمنين جئناك ... فذكره. وأخرجه عبد الرزاق (988) ، والطحاوي 3 / 37 من طريق أبي إسحاق، وسعيد بن منصور في " سننه " (2143) ، وابن أبي شيبة 2 / 256 وعنه ابن ماجه (1375) من طريق طارق بن عبد الرحمن البجلي، والطحاوي 3 / 37 من طريق المسعودي، ثلاثتهم عن عاصم بن عمرو البجلي: أن قوماً أتوا عمر ... فذكره، غير أن رواية ابن أبي شيبة مختصرة بقصة صلاة الرجل في بيته، ورواية الطحاوي بقصة الحائض فقط. وأخرجه ابن ماجه (1375) ، والطحاوي 3 / 37، والبيهقي 1 / 312 من طريق أبي إسحاق، عن عاصم بن عمرو، عن عمير مولى عمر بن الخطاب، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نحوه. وعمير مولى عمر بن الخطاب لم يرو عنه غير عاصم بن عمرو، فهو على هذا مجهول. وقوله: " يغسل فرجه ثم يتوضأ ... " له شاهد من حديث عائشة عند البخاري (248) ، ومسلم (316) . وقوله: " له ما فوق الإزار " له شاهد من حديث عبد الله بن سعد القرشي عند أبي داود (212) ، وآخر من حديث عائشة عند البخاري (300) ومسلم (293) وأحمد 6 / 55، وثالث من حديث ميمونة عند البخاري (303) ومسلم (294) . الحديث: 87 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 عَلَيْهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ (1) . 88 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ سَأَلَ عُمَرَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: نَعَمْ، إِذَا حَدَّثَكَ سَعْدٌ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَلا تَسْأَلْ عَنْهُ غَيْرَهُ (2) . 89 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ (3) بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ:   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن لهيعة - وهو عبد الله - فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه وله في مسلم بعض شيء مقرون، وقد اختلط بعد احتراق كتبه، وأحاديث قتيبة عنه صحاح، انظر " تهذيب الكمال " 15 / 494، وجوّد هذا الإسناد الحافظ ابن كثير في " مسند عمر " ص 118. أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الطبراني في " الكبير " (86) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (763) عن عبد الله بن عمر، وابن خزيمة (184) من طريق أيوب، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر. وأخرجه مالك في " الموطأ " 1 / 36 عن نافع وعبد الله بن دينار، عن ابن عمر. ولم برفع عمر الحديث إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانظر (237) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية. وأخرجه البخاري (202) ، والنسائي 1 / 82، وابن خزيمة (182) من طرق عن ابن وهب، بهذا الإسناد. ورواية النسائي وابن خزيمة مختصرة، ولم يذكرا فيه عمر. (3) تحرف في (م) إلى: معبد. الحديث: 88 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رُؤْيَا لَا أُرَاهَا إِلَّا لِحُضُورِ أَجَلِي، رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ، قَالَ: وَذَكَرَ لِي أَنَّهُ دِيكٌ أَحْمَرُ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ امْرَأَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَتْ: يَقْتُلُكَ رَجُلٌ مِنَ الْعَجَمِ. قَالَ: وَإِنَّ النَّاسَ يَأْمُرُونَنِي أَنْ أَسْتَخْلِفَ، وَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ لِيُضَيِّعَ دِينَهُ، وَخِلافَتَهُ الَّتِي بَعَثَ بِهَا نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ يَعْجَلْ بِي أَمْرٌ فَإِنَّ الشُّورَى فِي هَؤُلاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ مَاتَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَمَنْ بَايَعْتُمْ مِنْهُمْ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ أُنَاسًا سَيَطْعَنُونَ فِي هَذَا الْأَمْرِ، أَنَا قَاتَلْتُهُمْ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الْإِسْلامِ، أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللهِ الْكُفَّارُ الضُّلَّالُ. وَايْمُ اللهِ، مَا أَتْرُكُ فِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي فَاسْتَخْلَفَنِي شَيْئًا أَهَمَّ إِلَيَّ مِنَ الْكَلالَةِ، وَايْمُ اللهِ، مَا أَغْلَظَ لِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مُنْذُ صَحِبْتُهُ أَشَدَّ مَا أَغْلَظَ لِي فِي شَأْنِ الْكَلالَةِ، حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: " تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ، الَّتِي نَزَلَتْ فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ " وَإِنِّي إِنْ أَعِشْ فَسَأَقْضِي فِيهَا بِقَضَاءٍ يَعْلَمُهُ مَنْ يَقْرَأُ وَمَنْ لَا يَقْرَأُ. وَإِنِّي أُشْهِدُ اللهَ عَلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ (1) إِنِّي إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوا النَّاسَ دِينَهُمْ، وَيُبَيِّنُوا لَهُمْ سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَرْفَعُوا إِلَيَّ مَا عُمِّيَ عَلَيْهِمْ. ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ تَأْكُلُونَ مِنْ شَجَرَتَيْنِ لَا أُرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ: هَذَا الثُّومُ وَالْبَصَلُ، وَايْمُ اللهِ، لَقَدْ كُنْتُ أَرَى نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجِدُ رِيحَهُمَا مِنَ الرَّجُلِ فَيَأْمُرُ بِهِ فَيُؤْخَذُ بِيَدِهِ فَيُخْرَجُ بِهِ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى يُؤْتَى بِهِ الْبَقِيعَ، فَمَنْ أَكَلَهُمَا لَا بُدَّ، فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا.   (1) تحرف في (م) إلى: الأنصار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 قَالَ: فَخَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأُصِيبَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ (1) . 90 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَالزُّبَيْرُ والْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ إِلَى أَمْوَالِنَا بِخَيْبَرَ نَتَعَاهَدُهَا، فَلَمَّا قَدِمْنَاهَا تَفَرَّقْنَا فِي أَمْوَالِنَا، قَالَ: فَعُدِيَ عَلَيَّ تَحْتَ اللَّيْلِ، وَأَنَا نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِي، فَفُدِعَتْ يَدَايَ مِنْ مِرْفَقَيَّ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ اسْتُصْرِخَ عَلَيَّ صَاحِبَايَ، فَأَتَيَانِي، فَسَأَلانِي عَمَّنْ صَنَعَ هَذَا بِكَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: فَأَصْلَحَا مِنْ يَدَيَّ، ثُمَّ قَدِمُوا بِي عَلَى عُمَرَ فَقَالَ: هَذَا عَمَلُ يَهُودَ. ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَامَلَ يَهُودَ خَيْبَرَ عَلَى أَنَّا نُخْرِجُهُمْ إِذَا شِئْنَا، وَقَدْ عَدَوْا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَفَدَعُوا يَدَيْهِ كَمَا بَلَغَكُمْ، مَعَ عَدْوَتِهِمْ عَلَى الْأَنْصَارِيِّ (2) قَبْلَهُ، لَا نَشُكُّ أَنَّهُمْ أَصْحَابُهُمْ، لَيْسَ لَنَا هُنَاكَ عَدُوٌّ غَيْرَهُمْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ بِخَيْبَرَ فَلْيَلْحَقْ بِهِ فَإِنِّي مُخْرِجٌ يَهُودَ. فَأَخْرَجَهُمْ (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مَعدان بن أبي طلحة، فهو من رجال مسلم. وأخرجه ابن سعد 3 / 335 من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، عن همام، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 3 / 335، والحميدي (10) و (29) ، والبزار (315) ، أبو يعلى (256) ، وأبو عوانة 1 / 408، والطبري 6 / 43، وابن حبان (2091) ، والبيهقي 6 / 224 من طريقين عن قتادة، به. وسيأتي برقم (179) و (186) و (241) . (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: الأنصار. (3) إسناده حسن، ابن إسحاق - وهو محمد - حسن الحديث، وقد صرح هنا = الحديث: 90 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 91 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ عُمَرُ: لِمَ تَحْتَبِسُونَ عَنِ الصَّلاةِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ النِّدَاءَ فَتَوَضَّأْتُ. فَقَالَ: أَيْضًا! أَوَلَمْ تَسْمَعُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا رَاحَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ "؟ (1) . 92 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ: يَا عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ،   = بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مختصراً أبو داود (3007) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك البزار (154) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن إسحاق، به. وأخرجه البخاري (2730) من طريق مالك، عن نافع، به. وقوله: " ففدعت "، الفَدَع - بالتحريك -: زيغ بين القدم وبين عظمة الساق، وكذلك في اليد، وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه ابن أبي شيبة 2 / 93، والبخاري (882) من طريقين عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1539) ، ومسلم (845) (4) ، وأبو داود (340) ، وأبو يعلى (258) ، وابن خزيمة (1748) ، والطحاوي 1 / 115 من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، به. وسيأتي برقم (319) و (320) ، وانظر (312) . الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 وَإِيَّاكُمْ وَالتَّنَعُّمَ، وَزِيَّ أَهْلِ الشِّرْكِ، وَلَبُوسَ الْحَرِيرِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا عَنْ لَبُوسِ الْحَرِيرِ، وَقَالَ: " إِلَّا هَكَذَا " وَرَفَعَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِصْبَعَيْهِ (1) . 93 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ (2) ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى سَفَطٍ أُتِيَ بِهِ مِنْ قَلْعَةٍ مِنَ الْعِرَاقِ، فَكَانَ فِيهِ خَاتَمٌ، فَأَخَذَهُ بَعْضُ بَنِيهِ فَأَدْخَلَهُ فِي فِيهِ فَانْتَزَعَهُ عُمَرُ مِنْهُ ثُمَّ بَكَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ مَنْ عِنْدَهُ: لِمَ تَبْكِي وَقَدْ فَتَحَ اللهُ لَكَ، وَأَظْهَرَكَ عَلَى عَدُوِّكَ، وَأَقَرَّ عَيْنَكَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُفْتَحُ الدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ إِلَّا أَلْقَى الله عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "، وَأَنَا أُشْفِقُ مِنْ ذَلِكَ (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية بن حُديج، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي. وأخرجه البخاري (5829) ، ومسلم (2069) (12) عن أحمد بن عبد الله بن يونس، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8 / 348 و349، ومسلم (2069) (13) ، وأبو داود (4042) ، وابن ماجه (2820) و (3593) ، والبزار (307) ، وأبو يعلى (213) و (214) ، والبغوي في " الجعديات " (1031) من طرق عن عاصم الأحول، به. وسيأتي برقم (242) و (243) و (301) و (356) و (357) . (2) في (ص) : ابن الأسود، خطأ، وفي هامش النسخة: أبو الأسود. (3) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة ومحمد بن عبد الرحمن بن لبيبة. حسن: هو = الحديث: 93 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 94 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ يَصْنَعُ أَحَدُنَا إِذَا هُوَ أَجْنَبَ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ لِيَنَمْ " (1) . 95 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، دُعِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلصَّلاةِ عَلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ يُرِيدُ الصَّلاةَ   = ابن موسى الأشيب، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عُروة، وأبو سنان الدؤلي: هو يزيد بن أمية. وأخرجه عبد بن حميد (44) ، والبزار (311) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. والسَّفَط - محركة -: كالقفة. (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابنِ إسحاق - وهو محمد - فهو حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهةُ تدليسه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه عبد الرزاق (1077) ، والنسائي في " الكبرى " (9059) و (9063) ، والبزار (131) و (164) ، وأبو عوانة 1 / 277، والطبراني (80) من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (107) ، والنسائي (9067) من طريق سالم بن عبد الله، والنسائي (9066) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، كلاهما عن عبد الله بن عمر، به. وسيأتي برقم (105) و (165) و (230) و (235) و (263) و (306) و (359) . الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 تَحَوَّلْتُ حَتَّى قُمْتُ فِي صَدْرِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعَلَى عَدُوِّ اللهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ الْقَائِلِ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا - يُعَدِّدُ أَيَّامَهُ - قَالَ: وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَسَّمُ، حَتَّى إِذَا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: " أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ، إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، قَدْ قِيلَ {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] ، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ (1) لَزِدْتُ ". قَالَ: ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ، وَمَشَى مَعَهُ، فَقَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى فُرِغَ مِنْهُ. قَالَ: فَعَجَبٌ لِي وَجَرَاءَتِي (2) عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَوَاللهِ مَا كَانَ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ هَاتَانِ الْآيَتَانِ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} ، فَمَا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ عَلَى مُنَافِقٍ، وَلا قَامَ عَلَى قَبْرِهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (3) .   (1) في (ق) : لهم. (2) في (ق) : ولجراءتي. (3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، وهو حسن الحديث، وقد صرح هنا بالتحديث. وأخرجه عبد بن حميد (19) ، وعنه الترمذي (3097) عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (193) ، والطبري 10 / 205، وابن حبان (3176) من طرق عن ابن إسحاق، به. وأخرجه البخاري (1366) و (4671) ، والنسائي في " المجتبى " 4 / 67، وفي " الكبرى " (11225) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 96 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، كَمَا حَدَّثَنِي عَنْهُ نَافِعٌ مَوْلاهُ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلرَّجُلِ إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ، فَلْيَأْتَزِرْ بِهِ ثُمَّ لِيُصَلِّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ ذَلِكَ، وَيَقُولُ: لَا تَلْتَحِفُوا بِالثَّوْبِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ كَمَا تَفْعَلُ الْيَهُودُ. قَالَ نَافِعٌ: وَلَوْ قُلْتُ لَكُ: إِنَّهُ أَسْنَدَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَرَجَوْتُ أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُ (1) . 97 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، قِيلَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ (2) مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شِئْتَ " (3) .   (1) إسناده حسن. وانظر الحديث رقم (6356) من مسند عبد الله بن عمر. (2) لفظ " الجنة " ليس في (ق) و (ص) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل - وهو ابن إسماعيل - وإن كان سيئ الحفظ تابعه الطيالسي، لكن تبقى علَّة الحديث في شهر - وهو ابنُ حوشب - فقد وثقه جماعة والأكثر على تضعيفه. وأخرجه الطيالسي (30) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وفي الباب عن مولى لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيأتي في " المسند " 3 / 443 و4 / 237 ورجاله ثقات. وعن عثمان بن عفان وسيأتي برقم (464) . الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 98 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) جَعْفَرٌ - يَعْنِي الْأَحْمَرَ - عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: حَذَفَ رَجُلٌ ابْنًا لَهُ بِسَيْفٍ فَقَتَلَهُ، فَرُفِعَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُقَادُ الْوَالِدُ مِنْ وَلَدِهِ " لَقَتَلْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَبْرَحَ (2) . 99 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا (3) إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ نَظَرَ إِلَى الْحَجَرِ، فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ (4) مَا قَبَّلْتُكَ. ثُمَّ قَبَّلَهُ (5) .   (1) في (ق) : حدثنا. (2) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر الأحمر - وهو ابن زياد - فقد روى له الترمذي، وهو صدوق، لكن الحديث فيه انقطاع، مجاهد - وهو ابن جَبْر - لم يدرك عمر بن الخطاب، وسيأتي الحديثُ من طريق أخرى تقوده برقم (147) و (148) و (346) . مطرِّف: هو ابن طريف، والحكم: هو ابن عُتيبة. (3) في (ص) : عن. (4) في (ص) : قبَّلك. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البخاري (1597) ، وأبو داود (1873) ، والنسائي 5 / 227، وابن حبان (3822) ، والبيهقي 5 / 74، والبغوي في " شرح السنة " (1905) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (176) و (325) . الحديث: 98 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 100 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا (1) شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ابْنُ أُخْتِ نَمِرٍ، أَنَّ حُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ السَّعْدِيِّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي خِلافَتِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَلِي مِنْ أَعْمَالِ النَّاسِ أَعْمَالًا، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعُمَالَةَ كَرِهْتَهَا؟ قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا تُرِيدُ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ لِي أَفْرَاسًا وَأَعْبُدًا، وَأَنَا بِخَيْرٍ، وَأُرِيدُ أَنْ تَكُونَ عَمَالَتِي صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ عُمَرُ: فَلا تَفْعَلْ، فَإِنِّي قَدْ كُنْتُ أَرَدْتُ الَّذِي أَرَدْتَ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ، فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلْتُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ، وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ، وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلا سَائِلٍ، فَخُذْهُ، وَمَا لَا، فَلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ " (2) . 101 - حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ نَافِعٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ دَرَّاجٍ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ سَبَّحَ بَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَرَآهُ   (1) في (ق) : حدثنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة. وأخرجه الدارمي (1648) ، والبخاري (7163) ، والنسائي 5 / 104 عن أبي اليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (21) ، ومسلم (1045) (111) ، والنسائي 5 / 103 و104، وابن خزيمة (2365) و (2366) ، والبزار (244) من طرق عن الزهري، به. إلا أن مسلماً = الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 عُمَرُ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهَا (1) . 102 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي سَهْمٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مَاجِدَةُ، قَالَ: عَارَمْتُ غُلامًا بِمَكَّةَ فَعَضَّ أُذُنِي فَقَطَعَ مِنْهَا - أَوْ عَضِضْتُ أُذُنَهُ فَقَطَعْتُ مِنْهَا - فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَاجًّا رُفِعْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: انْطَلِقُوا بِهِمَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَإِنْ كَانَ الْجَارِحُ بَلَغَ أَنْ يُقْتَصَّ مِنْهُ فَلْيَقْتَصَّ، قَالَ: فَلَمَّا انْتُهِيَ   = لم يذكر في حديثه حويطب بن عبد العزَّى. وأخرجه عبد الرزاق (20045) عن معمر، عن الزهري، السائب بن يزيد قال: لقي عمر بن الخطاب عبد الله بن السعدي ... فذكره. وانظر الحديث رقم (136) و (371) . العُمالة - بالضم -: أجرة العمل، وبفتح العين: العمل نفسه، فتموَّله: أي اجعله لك مالاً. غير مشرف: غير متطلع إليه، ولا طامع فيه. (1) في (ق) وحاشية (ص) : " عنهما ". والحديث إسناده ضعيف، صالح - وهو ابن أبي الأخضر - ضعيف، وربيعة بن دراج مختلف في سماع الزهري منه، وبعضهم رجح أنه من مسلمة الفتح وأنه عاش إلى عهد عمر، وقيل: قتل يوم الجمل، فهو على هذا منقطع أيضاً، وأُدخل بينهما راوٍ آخر، فكلمة " حدثني ربيعة بن دراج " في هذا الإسناد وهم، ولعله من صالح بن أبي الأخضر، كما قال الشيخ أحمد شاكر، وسيأتي الحديث برقم (106) ، من طريق معمر عن الزهري، فقال: عن ربيعة. وانظر " علل الدارقطني " 2 / 149، و" تعجيل المنفعة " رقم (310) ، و" الإصابة " رقم الترجمة (2597) . وأخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " 1 / 303 من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، عن حرام بن دراج، عن علي. كذا سماه هنا: حراماً. الحديث: 102 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 بِنَا إِلَى عُمَرَ نَظَرَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: نَعَمْ، قَدْ بَلَغَ هَذَا أَنْ يُقْتَصَّ مِنْهُ، ادْعُوا لِي حَجَّامًا. فَلَمَّا ذَكَرَ الْحَجَّامَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَدْ أَعْطَيْتُ خَالَتِي غُلامًا، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يُبَارِكَ اللهُ لَهَا فِيهِ، وَقَدْ نَهَيْتُهَا أَنْ تَجْعَلَهُ حَجَّامًا أَوْ قَصَّابًا أَوْ صَائِغًا " (1) . 103 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَهْمٍ عَنِ ابْنِ مَاجِدَةَ السَّهْمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: حَجَّ عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ فِي   (1) إسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي من بني سهم، وجهالة ماجدة - ويقال: ابن ماجدة، ويقال: أبو ماجدة - وهو السَّهْمي. محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي. وأخرجه أبو داود (3430) و (3431) و (3432) من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. إلا أنه لم يذكر فيه الرجل من بني سهم. وسيأتي برقم (103) . قوله: " عارمت غلاماً "، أي: خاصمته. وقوله: " قد أعطيت خالتي "، قال السندي: قال الحافظ السيوطي في " حاشية أبي داود ": سُئِلتُ عن هذه الخالة: مَن هي؟ فلم يَحضُرْني إذ ذاك، ثم رأيت الطبرانيَّ ذكر في " المعجم الكبير " 24 / (1073) فاختةَ بنت عمرو، أخرجه من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: سمعت النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " وهبتُ لخالتي فاختة بنت عمرو غلاماً، وأمرتها أن لا تجعله جازراً ولا صائغاً ولا حَجّاماً ". (قلنا: وعثمان بن عبد الرحمن متروك) . وفي " الإصابة " للحافظ ابن حجر 4 / 362: فاختة بنت عمرو الزُّهرية، خالة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وأورد الحديث المذكور. قيل: إنما كره الحجام والقصاب لأجل النجاسة التي يباشرانها مع تعذُّر الاحتراز، وأما الصائغ فلِمَا يدخل في صنعته من الغش، ولأنه يَصُوغ الذهبَ والفضة، وربما كان منه آنية أو حُلِي للرجال، وهو حرام، أو لكثرة الوعد والكذب في كلامه! الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 خِلافَتِهِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) . 104 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ رَخَّصَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ مَضَى لِسَبِيلِهِ، فَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَحَصِّنُوا فُرُوجَ هَذِهِ النِّسَاءِ (2) . 105 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَرْقُدُ الرَّجُلُ إِذَا   (1) إسناده ضعيف كسابقه. وهو مكرر ما قبله. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة العبدي. وأخرجه ابن أبي داود في " المصاحف ": ص 113 من طريق يزيد بن زريع وبشر بن المفضل، عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الطيالسي (1792) ، ومسلم (1217) ، وابن حبان (3940) من حديث جابر، عن عمر. وقوله: " رخَّص لنبيه ... " يريد أن المتعتين: متعة الحج، ومتعة النكاح، جوازهما في وقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان مخصوصاً به للتخفيف على خلاف الأصل، وكان مَنُوطاً بإذنه، متى أَذن جاز، ومتى لم يأذن لم يَجُز، فرجع الأمر بموته إلى الأصل الذي هو عدم الجواز فيهما، وهذا الذي قال في متعة النساء صحيح، كيف وقد جاء النهيُ عنه صريحاً دون متعة الحج، ولذا اتفق العلماءُ فيها على الجواز. وانظر ما سيأتي برقم (369) . الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 أَجْنَبَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ " (1) . 106 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا (2) ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ دَرَّاجٍ: أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ عُمَرُ، وَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَى عَنْهَا (3) . 107 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ (4) ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: خَرَجْتُ أَتَعَرَّضُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ أُسْلِمَ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقُمْتُ خَلْفَهُ، فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْحَاقَّةِ، فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ مِنْ تَأْلِيفِ الْقُرْآنِ، قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا وَاللهِ شَاعِرٌ كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ، قَالَ: فَقَرَأَ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ} قَالَ: قُلْتُ: كَاهِنٌ، قَالَ: {وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ. تَنْزِيلٌ مِّنْ رَّبِّ الْعَالَمِينَ. وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَمَا مِنْكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} [الحاقة: 42 - 47] إِلَى   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَبيدة بن حميد، فمن رجال البخاري. وأحرجه النسائي في " الكبرى " (9058) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 61، والترمذي (120) ، والنسائي في " الكبرى " (9059) ، والبزار (147) من طريقين عن عبيد الله بن عمر، به. وتقدم برقم (94) من طريق محمد بن إسحاق عن نافع. (2) في (ق) : حدثنا. (3) إسناده ضعيف لانقطاعه. وقد تقدم برقم (101) . (4) تحرف في (م) إلى: شريح بن عبيدة. وانظر " تهذيب الكمال " 12 / 446. الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 آخِرِ السُّورَةِ، قَالَ: فَوَقَعَ الْإِسْلامُ فِي قَلْبِي كُلَّ مَوْقِعٍ (1) . 108 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ (2) وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، وَغَيْرِهِمَا، قَالُوا: لَمَّا بَلَغَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ سَرْغَ (3) حُدِّثَ أَنَّ بِالشَّامِ وَبَاءً شَدِيدًا، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ شِدَّةَ الْوَبَاءِ فِي الشَّامِ، فَقُلْتُ: إِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ حَيٌّ، اسْتَخْلَفْتُهُ، فَإِنْ سَأَلَنِي اللهُ: لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَكَ (4) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أَمِينًا، وَأَمِينِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ " فَأَنْكَرَ الْقَوْمُ ذَلِكَ، وَقَالُوا: مَا بَالُ عُلْيَى قُرَيْشٍ؟! - يَعْنُونَ بَنِي فِهْرٍ - ثُمَّ قَالَ: فَإِنْ أَدْرَكَنِي أَجَلِي، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ، اسْتَخْلَفْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، فَإِنْ سَأَلَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ: لِمَ اسْتَخْلَفْتَهُ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُ رَسُولَكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ يُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ نَبْذَةً " (5) .   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، شريح بن عبيد لم يُدرك عمر. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وصفوان: هو ابن عمرو بن هَرِم السكسكي. وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " 9 / 62 وقال: رواه الطبراني في " الأوسط "، ورجاله ثقات إلا أن شريحَ بن عبيد لم يدرك عمر. (2) تحرف في (م) إلى: عبيدة. (3) سَرْغ: قرية بوادي تبوك. (4) في (س) و (ق) : رسول الله. (5) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد وراشد بن سعد لم = الحديث: 108 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يدركا عمر. وأخرجه أحمد في " الفضائل " (1287) ، وعمر بن شبة في " تاريخ المدينة " 3 / 886 من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، عن شهر بن حوشب قال: قال عمر. وهذا منقطع أيضاً شهر بن حوشب لم يدرك عمر. وأخرجه بنحوه مختصراً بن سعد 3 / 413، وأحمد في " الفضائل " (1285) ، والحاكم 3 / 268 من طريق كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج قال: بلغني أن عمر بن الخطاب قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراج لاستخلفته وما شاورت فيه، فإن سئلت عنه قلت: استخلفت أمين الله وأمين رسوله. وهذا منقطع أيضاً. وأخرج القسم الأخير منه ابن سعد 3 / 590 عن يزيد بن هارون، عن سعيد بن أبي عروبة، عن شهر بن حوشب قال: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت معاذ بن جبل فاستخلفته، فسألني ربي عنه، لقلت: يا ربي سمعت نبيك يقول: " إن العلماء إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم قذفة حجر ". وأخرجه ابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " 3 / 418 عن يعقوب بن كعب وعمر بن شبة 3 / 886 عن هارون بن معروف، كلاهما عن ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي العجفاء قال: قال عمر ... وفيهما " رتوة " بدل: قذفة حجر، و" الرتوة " قال في " النهاية ": رمية سهم، وقيل: ميل، وقيل: مدى البصر. وأخرجه ابن أبي شيبة 12 / 135، ومن طريقه ابن أبي عاصم 3 / 419 عن أبي معاوية، عن السيباني، عن محمد بن عبد الله الثقفي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "معاذ بين يدي العلماء رتوة ". وأخرجاه أيضاً عن حسين بن علي، عن زائدة، عن هشام بن حسان، عن الحسن البصري، رفعه " معاذ بين يدي العلماء نبذة ". وأخرج الطبراني في " الكبير " 20 / (41) ، وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 229 من طريق عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري، عن محمد بن كعب القرظي = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 109 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: وُلِدَ لِأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامٌ، فَسَمَّوْهُ: الْوَلِيدَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَمَّيْتُمُوهُ بِأَسْمَاءِ فَرَاعِنَتِكُمْ، لَيَكُونَنَّ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْوَلِيدُ، لَهُوَ شَرٌّ (1) عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ فِرْعَوْنَ لِقَوْمِهِ " (2) .   = قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " معاذ بن جبل أمام العلماء برتوة ". وقوله: " أن لكل نبي أميناً ... " أخرجه من حديث أنس البخاري (3744) و (4382) ومسلم (4419) وسيأتي في " المسند " 3 / 133. (1) على حاشية (س) و (ص) : أشر وأشد، إشارة إلى نسختين أخريين. (2) إسناده ضعيف، سعيد بن المسيب لم يسمعه من عمر، وذِكر عمر فيه خطأ، قال الدارقطني في " العلل " 1 / 159: غيرُ إسماعيل بن عياش يرويه عن الأوزاعي ولا يذكر فيه " عن عمر "، وهو الصواب. قلنا: أورد الخبر ابن حبان في " المجروحين " 1 / 125 وقال: هذا خبر باطل، ما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا، ولا عمر رواه، ولا سعيد حدَّث به، ولا الزهري رواه، ولا هو من حديث الأوزاعي بهذا الإسناد. وأخرجه ابن الجوزي في " الموضوعات " 2 / 46 من طريق " المسند "، ونقل كلام ابن حبان فيه، وقال: فلعل هذا قد أدخل على إسماعيل بن عياش في كبره، وقد رواه وهو مختلط، قال أحمد بن حنبل: كان إسماعيل بن عياش يروي عن كل ضرب. وهذا الحديث أول حديث من الأحاديث التسعة التي أوردها العراقي على " المسند " على أنها موضوعة، وانظر " القول المسدد " 4 - 5 و12 - 17. وأخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " 6 / 505 من طريق بشر بن بكر والوليد بن مسلم، كلاهما عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، قال: ولد لأخي أم سلمة ... فذكره. ولم يذكر فيه عمر. قال البيهقي: هذا مرسل حسن! = الحديث: 109 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 110 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِى الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ فيهُمْ عُمَرُ، وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " لَا صَلاةَ بَعْدَ صَلاةِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلا صَلاةَ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (1) . 111 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ، أَنَّهُ رَكِبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَسْأَلُهُ عَنْ ثَلاثِ خِلالٍ، قَالَ: فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ: مَا أَقْدَمَكَ؟   = وأخرجه الحاكم 4 / 494 من طريق نعيم بن حماد، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال: ولد لأخي أم سلمة ... فذكره. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي! قال السيوطي في " اللآلىء المصنوعة " 1 / 110: رواية نعيم بن حماد عن الوليد بذكر أبي هريرة فيه شاذة. قلنا: نعيم بن حماد كثير الخطأ، والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، فالخبر باطل. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمِّي، وأبان: هو ابن يزيد العطار، وقتادة: هو ابن دِعامة، وأبو العالية: هو رُفيع بن مِهران الرياحي. وأخرجه أبو داود (1276) ، والطحاوي 1 / 303 عن مسلم بن إبراهيم، عن أبان العطار، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (581) ، ومسلم (826) ، والترمذي (183) ، والبزار (185) ، والنسائي 1 / 276، وأبو يعلى (147) ، وابن خزيمة (1272) و (2146) ، وأبو عوانة 1 / 380، والطحاوي 1 / 303 من طرق عن قتادة، به. وسيأتي برقم (130) و (270) و (271) و (355) و (364) . الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: لِأَسْأَلَكَ عَنْ ثَلاثِ خِلالٍ، قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: رُبَّمَا كُنْتُ أَنَا وَالْمَرْأَةُ فِي بِنَاءٍ ضَيِّقٍ، فَتَحْضُرُ الصَّلاةُ، فَإِنْ صَلَّيْتُ أَنَا وَهِيَ، كَانَتْ بِحِذَائِي، وَإِنْ صَلَّتْ خَلْفِي، خَرَجَتْ مِنَ الْبِنَاءِ، فَقَالَ عُمَرُ: تَسْتُرُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بِثَوْبٍ، ثُمَّ تُصَلِّي بِحِذَائِكَ إِنْ شِئْتَ. وَعَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: نَهَانِي عَنْهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَعَنِ الْقَصَصِ، فَإِنَّهُمْ أَرَادُونِي عَلَى الْقَصَصِ، فَقَالَ: مَا شِئْتَ، كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَمْنَعَهُ، قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْتَهِيَ إِلَى قَوْلِكَ، قَالَ: أَخْشَى عَلَيْكَ أَنْ تَقُصَّ فَتَرْتَفِعَ عَلَيْهِمْ فِي نَفْسِكَ، ثُمَّ تَقُصَّ فَتَرْتَفِعَ، حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَيْكَ أَنَّكَ فَوْقَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الثُّرَيَّا، فَيَضَعَكَ اللهُ تَحْتَ أَقْدَامِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ ذَلِكَ (1) . 112 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " قَالَ عُمَرُ: فَوَاللهِ مَا حَلَفْتُ بِهَا مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهَا، وَلا تَكَلَّمْتُ بِهَا ذَاكِرًا وَلا آثِرًا (2) .   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال [[الشيخين]] (*) غير الحارث بن معاوية الكندي، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكره بعضهم في الصحابة، وقال الحافظ ابن حجر في " تعجيل المنفعة " (162) : والذي يظهر أنه من المخضرمين، والله أعلم. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشر بن شعيب، فمن رجال البخاري. = (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع: [رجاله ثقات رجال الثقات] ، والصواب ما أُثبت الحديث: 112 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 113 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَأْخُذْ مِنَ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ صَدَقَةً (1) . 114 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أخبرنا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ بِالْجَابِيَةِ (2) ، فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامِي فِيكُمْ، فَقَالَ: " اسْتَوْصُوا بِأَصْحَابِي خَيْرًا، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ،   = وأخرجه البخاري (6647) ، ومسلم (1646) ، وابن ماجه (2094) ، والبزار (109) ، والنسائي 4 / 7 و5 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (81) من طريق نافع، عن ابن عمر، به. وسيأتي برقم (241) . قوله: " ولا تكلَّمت بها ذاكراً " أي: عن نفسي، " ولا آثراً " أي: راوياً عن غيري. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن عبد الله - وهو ابن أبي مريم - ضعيف، وراشد بن سعد لم يدرك عمر وحذيفة. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1463) و (1464) ومسلم (982) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة ". وآخر عن علي سيأتي برقم (741) . قال البغوي في " شرح السنة " 6 / 23: وهذا قول أكثر أهل العلم قالوا: لا زكاة في الخيل ولا في العبد إلا أن تكون للتجارة، فتجب في قيمتها زكاة التجارة، يروى ذلك عن عمر وبه قال سعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز، وإليه ذهب مالك والشافعي وغيرهم. (2) الجابية: قرية في الجنوب الغربي من دمشق. الحديث: 113 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَبْتَدِئُ بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا، فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ بَحْبَحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمُ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، لَا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا، وَمَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ " (1) . 115 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ (2) وَضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالا: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَدْيِ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ " (3) .   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق - وهو المروزي - فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. وهو في " مسند عبد الله بن المبارك " (241) . ومن طريق عبد الله بن المبارك أخرجه الطحاوي 4 / 150، وابن حبان (7254) ، والحاكم 1 / 113، والبيهقي 7 / 91، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو عبيد في " الخطب والمواعظ " (133) ، والترمذي (2165) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (88) و (897) ، والبزار (166) ، والنسائي في " الكبرى " (9225) من طريق النضر بن إسماعيل، عن محمد بن سوقة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. والبحبحة: التمكن والتوسط في المنزل والمقام. (2) تحرف في (ص) إلى: عميرة. (3) إسناده ضعيف لانقطاعه، حكيم بن عمرو وضمرة بن حبيب لم يُدركا عمر بن الخطاب، وأبو بكر - وهو ابن عبد الله بن أبي مريم - ضعيف. وعمرو بن الأسود: هو عمرو بن الأسود العنسي أبو عياض وأبو عبد الرحمن، ويقال: اسمه عمير، تابعي مخضرم ثقة. انظر ترجمته في " الإصابة " برقم (6528) ، وقد ليِّن الحافظ فيه سند هذا = الحديث: 115 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 116 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَكْبٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا وَأَبِي، فَقَالَ رَجُلٌ: " لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ "، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . 117 - حَدَّثَنَا عِصَامُ (2) بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، قَالا: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ (3) حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ "؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ - قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: لَأَقْتُلَنَّ - مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا   = الخبر، وله ترجمة أيضاً في " تهذيب التهذيب " 4 / 8 - 6. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، رواية سماك - وهو ابن حرب - عن عكرمة فيها اضطراب. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وزائدة: هو ابن قدامة. وقد صحَّ الحديث من طريق أخرى عن عمر، تقدمت برقم (112) . وأخرجه عبد بن حميد (36) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (240) ي (291) . (2) تحرف في (م) إلى: عاصم. (3) قوله: الناس، سقط من (ق) . الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا. قَالَ عُمَرُ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ (1) . 118 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا صَلاةَ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَلا بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ " (2) . 119 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَبَأٍ عُتْبَةَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُغِيثٍ (3) الْأَنْصَارِيِّ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، غير عصام بن خالد، فمن رجال البخاري. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع. وأخرجه البخاري (1399) و (1456) و (1457) ، والبيهقي 4 / 104 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 5 / 6 و7 / 78 وابن حبان (216) من طريقين عن شعيب بن أبي حمزة، به. وقد تقدم برقم (67) . والعناق: هي الأنثى من ولد المعز ما ثم تتم سنة. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عمرو بن شعيب لم يُدرك عبد الله بن عمرو بن العاص، لكن صحَّ الحديثُ من طريق أخرى تقدمت برقم (110) . (3) في " الجرح والتعديل " 6 / 395: " مغيث "، وفي " تعجيل المنفعة ": " مُعتِّب "، وقال ابن ماكولا في " الإكمال " 7 / 279 بعد أن ساق هذه الرواية: وخالفه (يعني الحكمَ بن نافع) هشامُ بن عمار في رواية الحسن بن سفيان عنه، فقال: عن عروة بن مُعتِّب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسقط ذِكر عمر، وجعله بالعين المهملة وآخره باء موحدة. الحديث: 118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ صَاحِبَ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِهَا (1) . 120 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ حُمْرَةَ (2) بْنِ عَبْدِ كُلالٍ، قَالَ: سَارَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ بَعْدَ مَسِيرِهِ الْأَوَّلِ كَانَ إِلَيْهَا، حَتَّى إِذَا شَارَفَهَا، بَلَغَهُ وَمَنْ مَعَهُ أَنَّ الطَّاعُونَ فَاشٍ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: ارْجِعْ وَلا تَقَحَّمْ عَلَيْهِ، فَلَوْ نَزَلْتَهَا وَهُوَ بِهَا لَمْ نَرَ لَكَ الشُّخُوصَ عَنْهَا.   (1) حديث حسن لشواهده، عتبة بن تميم روى عنه غيرُ واحد، وذكره ابنُ حبان في " الثقات "، والوليد بن عامر اليمني، روى عنه غيرُ عروة بن معتب: ابنه مهدي بن الوليد بن عامر، وإسماعيل بن عياش أيضاً، وذكره ابن حبان في " الثقات " 7 / 552، وأورده البخاري 8 / 149، وابن أبي حاتم 9 / 11 فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابنُ الأثير في " أسد الغابة " 4 / 34 فقال: مختلف في صحبته، قال البخاري: عداده في التابعين، وهو الصحيح، وذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وقال ابن حجر في " تعجيل المنفعة " (738) : وذكره في الصحابة الحسن بن سفيان وابن قانع. ابن عياش: هو إسماعيل. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3 / 32 وإسناده ضعيف، وسيأتي تخريجه في مسنده. وعن قيس بن سعد عند أحمد أيضاً 3 / 422. وعن بريدة الأسلمي عند أحمد كذلك 5 / 353 وإسناده صحيح، وسيأتي تخريجهما. (2) تصحف في (ق) و (م) إلى: حمزة، وجاء على حاشية (ق) : حمرة بالراء على الصواب. انظر " المؤتلف والمختلف " للدارقطني 2 / 594، و" الإكمال " لابن ماكولا 2 / 500، و" المشتبه " للذهبي 1 / 247. الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 فَانْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَعَرَّسَ مِنْ لَيْلَتِهِ تِلْكَ، وَأَنَا أَقْرَبُ الْقَوْمِ مِنْهُ، فَلَمَّا انْبَعَثَ، انْبَعَثْتُ مَعَهُ فِي أَثَرِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَدُّونِي عَنِ الشَّامِ بَعْدَ أَنْ شَارَفْتُ عَلَيْهِ، لِأَنَّ الطَّاعُونَ فِيهِ، أَلَا وَمَا مُنْصَرَفِي عَنْهُ بمُؤَخِّرٍّ فِي أَجَلِي، وَمَا كَانَ قُدُومِي مِنْهُ بمُعَجِّلِي (1) عَنْ أَجَلِي، أَلا وَلَوْ قَدْ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَفَرَغْتُ مِنْ حَاجَاتٍ لَا بُدَّ لِي مِنْهَا، لَقَدْ سِرْتُ حَتَّى أَدْخُلَ الشَّامَ، ثُمَّ أَنْزِلَ حِمْصَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَبْعَثَنَّ اللهُ مِنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلا عَذَابَ عَلَيْهِمْ، مَبْعَثُهُمْ فِيمَا بَيْنَ الزَّيْتُونِ وَحَائِطِهَا فِي الْبَرْثِ الْأَحْمَرِ مِنْهَا " (2) .   (1) في (ص) : وما كان قدوميه بمعجلي، وعلى حاشيتها: قدري منه. (2) إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن عبد الله - وهو ابن أبي مريم -، وحُمرة بن عبد كُلال قال الذهبي في " الميزان " 1 / 604: ليس بعمدة يُجهل. وأخرجه المرفوع منه البزار (317) من طريق بشر بن بكر، عن أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وقال: ابن عبد كلال ليس بمعروف بالنقل. وأخرجه الحاكم 3 / 88 من طريق إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي، عن عمروبن الحارث، عن عبد الله بن سالم الأشعري، عن محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن أبي راشد، عن معدي كرب بن عبد كلال، عن عبد الله بن عمروبن العاص، عن عمر، بهذه القصة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبيُّ بقوله: بل منكر، وإسحاق: هو ابن زبريق، كذبه محمد بن عوف الطائي، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة. وأورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية " 1 / 307 عن " المسند "، وقال: هذا حديث لا يصح. لكن وقع له وهم في تعيين أبي بكر بن عبد الله فقال: وأبو بكر بن عبد الله: اسمه سلمى، والصواب أنه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني الحمصي، وقد أدرج الإمام الذهبي في " ميزان الاعتدال " 4 / 498 حديثه هذا في ترجمته. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 121 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ عَمِّهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: " مَنْ قَامَ إِذَا اسْتَقَلَّتِ الشَّمْسُ (1) فَتَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ فَكَانَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ". قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ: فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي أَنْ أَسْمَعَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَكَانَ تُجَاهِي جَالِسًا: أَتَعْجَبُ مِنْ هَذَا؟ فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ، فَقُلْتُ: وَمَا ذَاكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ فَقَالَ عُمَرُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ (2) ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ " (3) .   = والبرث: الأرض اللينة. (1) قوله: " استقلت الشمس "، أي: ارتفعت في السماء وتعالت، ويريد بالركعتين هنا ركعتي الضحى. (2) في (ق) و (ص) : من الجنة. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن عم أبي عقيل، وسيأتي من طريقٍ أخرى صحيحة عن عقبة بن عامر في مسنده (4 / 153 الطبعة الميمنية) . عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ، وحيوة: هو ابنُ شريح، وأبوعقيل: هو زُهرة بن معبد. = الحديث: 121 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 122 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ - يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُسْلِيِّ عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: ضِفْتُ عُمَرَ، فَتَنَاوَلَ امْرَأَتَهُ فَضَرَبَهَا (1) ، وَقَالَ: يَا أَشْعَثُ، احْفَظْ عَنِّي ثَلاثًا حَفِظْتُهُنَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسْأَلِ الرَّجُلَ فِيمَ ضَرَبَ امْرَأَتَهُ، وَلا تَنَمْ إِلَّا عَلَى وَتْرٍ " وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ (2) . 123 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ - يَعْنِي الرِّشْكَ - عَنْ   = وأخرجه الدارمي (716) ، وأبو داود (170) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (84) ، وأبو يعلى (180) و (249) ، وابن السني في " اليوم والليلة " (31) من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (242) عن محمد بن المثنى، عن عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي عقيل، به. فزاد سعيد بن أبي أيوب بين عبد الله بن يزيد وبين أبي عقيل. (1) في (ص) : وضربها. (2) إسناده ضعيف لجهالة عبد الرحمن المُسْلي، فإنه لم يرو عنه سوى داود الأودي، وذكره أبو الفتح الأزدي في " الضعفاء ". أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وداود الأودي: هو داود بن عبد الله الأودي الزعافري أبو العلاء الكوفي الثقة. وهو في " مسند الطيالسي " (47) و (135) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في " سننه " 7 / 305. وقد سقط من المطبوع من " سنن البيهقي ": " داود بن "، من الإسناد وبقيت كلمة " عبد الله "، ووقع فيه أيضاً " أبو عبد الرحمن المسلي "، بدل: عبد الرحمن المسلي. وأخرجه عبد بن حميد (37) ، وأبو داود (2147) ، وابن ماجه (1986) ، والبزار (239) والنسائي في " الكبرى " (9168) ، والحاكم 4 / 175 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي! فوهما. الحديث: 122 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 مُعَاذَةَ، عَنْ أُمِّ عَمْرٍو ابْنَةِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ: سَمِعَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ يَلْبَسِ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا، فَلا يُكْسَاهُ فِي الْآخِرَةِ " (1) . 124 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَسِيرَنَّ الرَّاكِبُ فِي جَنَبَاتِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ لَيَقُولُ: لَقَدْ كَانَ فِي هَذَا حَاضِرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ كَثِيرٌ " (2) . قَالَ أَبِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَلَمْ يَجُزْ بِهِ حَسَنٌ الْأَشْيَبُ جَابِرًا (3) .   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أم عمرو ابنة عبد الله بن الزبير فقد روى لها البخاري تعليقاً والنسائي، وقد تابعها أبو ذبيان خليفة بن كعب، وسيأتي برقم (251) . عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، ويزيد الرِّشك: هو يزيد بن أبي يزيد الضبعي، ومعاذة: هي بنت عبد الله العدوية. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة - وهو عبد الله - سيئ الحفظ، وأبو الزبير - وهو محمد بن مسلم بن تدرس - رمي بالتدليس ولم يصرح هنا بالسماع. يحيى بن إسحاق: هو السِّيلَحيني. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1874) ومسلم (1389) رفعه " تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي " يريد عوافي السباع والطير. وهو في " صحيح ابن حبان " (6772) و (6773) . (3) يعني أن حسن بن موسى الأشيب رواه عن ابنِ لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ... فذكره. وسيأتي في مسند جابر بن عبد الله 3 / 341. الحديث: 124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 125 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ السَّائِبِ حَدَّثَهُ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ السَّبَائِيَّ حَدَّثَهُ، عَنْ قَاصِّ الْأَجْنَادِ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلا يَقْعُدَنَّ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلَّا بِإِزَارٍ، وَمَنْ كَانَتْ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ " (1) . 126 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، وَيُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ سُرَاقَةَ - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَظَلَّ رَأْسَ غَازٍ، أَظَلَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا حَتَّى يَسْتَقِلَّ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ (2) حَتَّى يَمُوتَ - قَالَ: يُونُسُ: أَوْ يَرْجِعَ - وَمَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا   (1) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة قاص الأجناد. وباقي رجاله ثقات. هارون: هو ابن معروف. وأخرجه أبو يعلى (251) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 6 / 266 من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن عبد الله بن وهب، به. وفي الباب عن جابر عند أحمد 3 / 339، والترمذي (2801) ، والحاكم 4 / 288، وهو حسن. (2) في (ص) : أجرة ذلك. الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللهِ تَعَالَى، بَنَى اللهُ لَهُ (1) بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " (2) .   (1) في بعض النسخ: له به، كما أشير إلى ذلك في هوامش أصولنا الخطية. (2) حديث صحيح، عثمان بن عبد الله بن سُراقة - وهو ابن بنت عمر - مختلف في إدراكه جدِّه عمر، وهو في قول المزي لم يُدركه، فهو على هذا مرسل، وفي قول ابنِ حجر أدركه وسمع منه، وأيد ذلك بأنه قد وقع التصريح بسماعه منه عند أبي جعفر بن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " فهو على هذا متصل، وهو ثقة من رجال البخاري، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن أبي الوليد، فمن رجال مسلم، وهو ثقة، ووهم ابن حجر في " التقريب " إذ ليَّنه، فقد وثقه ابن حبان وأبو زرعة والذهبي في " الكاشف ". أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة البغدادي، ويونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وليث: هو ابن سعد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 310 و5 / 351، وابن ماجه (735) و (2758) ، والبزار (304) ، وابن حبان (1608) من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (253) ، وعنه ابن حبان (4628) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، والحاكم 2 / 89 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، إلا أنهما وهما فجعلا عثمان بن عبد الله بن سراقة ابنَ بنت عثمان بن عفان! وأخرجه ابن ماجه (735) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن الهاد، به. وأخرجه عبد بن حميد (34) من طريق الدراوردي، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عثمان بن سراقة، به. وانظر (376) . وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر تخريجها في " صحيح ابن حبان " عند موضع هذا الحديث. تجهيز الغازي: تحميله وإعداد ما يحتاج إليه في الغزو. وقوله: " حتى يستقلَّ "، أي: حتى يذهب ويحتمل ويرحل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 127 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ سَلْمَانَ (1) بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِسْمَةً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَغَيْرُ هَؤُلاءِ أَحَقُّ مِنْهُمْ: أَهْلُ الصُّفَّةِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ تُخَيِّرُونِي بَيْنَ (2) أَنْ تَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ، وَبَيْنَ أَنْ تُبَخِّلُونِي (3) ، وَلَسْتُ بِبَاخِلٍ " (4) . 128 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ جَدِّهِ (5) .   (1) تحرف في (ق) إلى: سليمان. (2) قوله: بين، سقط من (م) . (3) على حاشية (ق) و (ص) : إنهم يخيروني بين أن يسألوني بالفحش وبين أن يبخلوني. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير [[سلمان]] (*) بن ربيعة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه مسلم (1056) من طريق جرير، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (234) . قوله: " إنكم تخيروني "، قال السندي: من التخيير، والمراد: فيكم من يخيِّرُني، وهو تعريض لمن أعطيهم، وهذا هو الموافق لما في بعض النص: " إنهم يخيروني "، وكذا هو الموافق للرواية الأخرى " إنهم خيروني "، وهي رواية مسلم أيضاً، ويحتمل أن المراد تأديب عمر حيث قال: لَغير هؤلاء أحقّ، لما فيه من إيهام أن قسمته على خلاف الأصوب. (5) في (م) : عن أبيه، عن جده، وهو تحريف. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع: "سليمان"، وما أَثبتُّ هو الصواب فقد ذكر في الهامش رقم (1) أن "سليمان" تحريف الحديث: 127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْحَدَثِ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ (1) . 129 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَانَ مُسْتَنِدًا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعِنْدَهُ ابْنُ عُمَرَ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ: اعْلَمُوا أَنِّي لَمْ أَقُلْ فِي الْكَلالَةِ (2) شَيْئًا، وَلَمْ أَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِي أَحَدًا، وَأَنَّهُ مَنْ أَدْرَكَ وَفَاتِي مِنْ سَبْيِ الْعَرَبِ، فَهُوَ حُرٌّ مِنْ مَالِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَشَرْتَ بِرَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَائتَمَنَكَ النَّاسُ، وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَائْتَمَنَهُ النَّاسُ. فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ رَأَيْتُ مِنْ أَصْحَابِي حِرْصًا سَيِّئًا، وَإِنِّي جَاعِلٌ هَذَا الْأَمْرَ إِلَى هَؤُلاءِ النَّفَرِ السِّتَّةِ الَّذِينَ مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ (3) ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: لَوْ أَدْرَكَنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ، ثُمَّ جَعَلْتُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَيْهِ لَوَثِقْتُ بِهِ: سَالِمٌ   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد - وهو الهاشمي الكوفي -، ولضعف عاصم بن عبيد الله - وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب -. خالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي. وأخرجه البزار (263) عن محمد بن عبد الملك، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإسناد. وقال فيه: " عن أبيه أو عمه ". وقد تقدم بنحوه (87) وسنده حسن، وسيأتي برقم (237) بإسناد صحيح على شرط الشيخين. وانظر (216) و (343) و (387) . وفي الباب عن المغيرة بن شعبة عند البخاري (203) ومسلم (274) . وعن بريدة عند مسلم (277) . وعن جرير بن عبد الله عند البخاري (387) ومسلم (272) . (2) في (ق) : بالكلالة. (3) في (ص) : وهو راض عنهم. الحديث: 129 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ (1) . 130 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ فِيهِمْ عُمَرُ - وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا صَلاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلا صَلاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ " (2) . 131 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَكَبَّ عَلَى الرُّكْنِ، فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْ لَمْ أَرَ حِبِّي (4) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَكَ وَاسْتَلَمَكَ، مَا اسْتَلَمْتُكَ وَلَا قَبَّلْتُكَ،   (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد - وهو ابن جدعان -. أبو رافع: هو نُفيع بن رافع الصائغ. وأخرجه ابن سعد في " الطبقات " 3 / 342 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وأبو العالية: هو رُفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2 / 349، والدارمي (1433) عن عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (29) عن همام، به. وقد تقدم برقم (110) . (3) تحرف في (ق) إلى: حدثنا عبد الله عن عثمان بن خثيم، وفي (م) إلى: حدثنا عبد الله حدثنا عثمان بن خثيم. (4) في (م) ونسخة الشيخ شاكر: حبيبي. الحديث: 130 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (1) . 132 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ (2) أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَأَى فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: " أَلْقِ ذَا "، فَأَلْقَاهُ، فَتَخَتَّمَ بِخَاتَمٍ مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: " ذَا شَرٌّ مِنْهُ "، فَتَخَتَّمَ بِخَاتَمٍ مِنْ فِضَّةٍ، فَسَكَتَ عَنْهُ (3) . 133 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ. وَحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فَأَتَاهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ (4) النَّاسَ؟ فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَعُوذُ بِاللهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ (5) .   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن عثمان بن خُثَيْمٍ، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وهيب: هو ابن خالد. وأخرجه البزار (191) من طريق فضيل بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان، بهذا الإسناد. (2) قوله: ابن أبي عمار، ليس في (ق) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عمار بن أبي عمار لم يُدرك عمر، وله شاهد عن عبد الله بن عمرو بسند حسن، وسيأتي 3 / 163، وعن بريدة عن ابن حبان (5488) . (4) في (ص) : يؤمن، وهو تحريف. (5) إسناده حسن، عاصم - وهو ابن أبي النَّجود - حسن الحديث، وباقي رجال = الحديث: 132 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 134 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا تَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ، فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفْرٍ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ، فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ ". فَرَجَعَ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى (1) . 135 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ رَافِعٍ الطَّاطَرِيُّ (2) بَصْرِيٌّ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ فَرُّوخَ، مَوْلَى عُثْمَانَ: أَنَّ عُمَرَ - وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ - خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَرَأَى طَعَامًا   = السند ثقات من رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلَّب الأزدي، وحسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وزِر: هو ابن حبيش. وأخرجه ابن أبي شيبة 14 / 567، وابنُ سعد 3 / 179، ومحمد بن عاصم في " جزئه " (11) ، ويعقوب بن سفيان في " المعرفة " 1 / 454، وابنُ أبي عاصم (1159) ، والنسائي 2 / 74، وفي الكبرى (853) ، والحاكم 3 / 67، والبيهقي 8 / 152 من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3765) و (3842) . (1) حديث صحيح، عبد الله بن لهيعة - وإن كان سيئ الحفظ - توبع. وأخرجه ابن ماجه (666) من طريق عبد الله بن وهب وزيد بن الحباب، كلاهما عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. ورواية ابن وهب عن ابن لهيعة من صالح حديثه. وأخرجه مسلم (243) ، والبزار (231) و (232) من طريق معقل بن عبيد الله الجزري، عن أبي الزبير، به. وسيأتي برقم (153) . وفي الباب عن أنس عند أبي داود (173) وابن ماجه (665) وإسناده صحيح. (2) تحرف في (ص) إلى: الطاهري. والطاطَري - بالطائين المهملتين المفتوحتين -: كانت تقال بمصر ودمشق لمن يبيعُ الكرابيس - وهي ثياب من القطن الابيض - والثياب البيض. الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 مَنْثُورًا، فَقَالَ: مَا هَذَا الطَّعَامُ؟ فَقَالُوا: طَعَامٌ جُلِبَ إِلَيْنَا، قَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيهِ وَفِيمَنْ جَلَبَهُ، قِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ قَدِ احْتُكِرَ. قَالَ: وَمَنِ احْتَكَرَهُ؟ قَالُوا: فَرُّوخُ مَوْلَى عُثْمَانَ، وَفُلانٌ مَوْلَى عُمَرَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَدَعَاهُمَا، فَقَالَ: مَا حَمَلَكُمَا عَلَى احْتِكَارِ طَعَامِ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَشْتَرِي بِأَمْوَالِنَا، وَنَبِيعُ، فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ، ضَرَبَهُ اللهُ بِالْإِفْلاسِ، أَوْ بِجُذَامٍ "، فَقَالَ فَرُّوخُ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أُعَاهِدُ اللهَ وَأُعَاهِدُكَ، أَنْ لَا أَعُودَ فِي طَعَامٍ أَبَدًا، وَأَمَّا مَوْلَى عُمَرَ، فَقَالَ: إِنَّمَا نَشْتَرِي بِأَمْوَالِنَا وَنَبِيعُ. قَالَ أَبُو يَحْيَى: فَلَقَدْ رَأَيْتُ مَوْلَى عُمَرَ مَجْذُومًا (1) . 136 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ:   (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي يحيى المكي وفروخ مولى عثمان، وتساهل ابنُ حبان فذكرهما في " ثقاته ". أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبدُ الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وأخرجه الطيالسي (55) ، وعبد بن حميد (17) ، وابن ماجه (2155) من طريق الهيثم بن رافع، بهذا الإسناد. وقد سقط من المطبوع من الطيالسي " فروخ مولى عثمان ". وأورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية " 2 / 606 من طريق " المسند "، وقال: أبو يحيى مجهول. وأورد هذا الحديث أيضاً الذهبي في " الميزان " 4 / 322 و587 وقال: أبو يحيى المكي لا يعرف، والخبر منكر. الحديث: 136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ، فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالًا، فَقُلْتُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ، وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلا سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لَا، فَلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ " (1) . 137 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ ... فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2) . 138 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: هَشَشْتُ يَوْمًا فَقَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ، فَأَتَيْتُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة. وأخرجه البخاري (7164) ، والبزار (110) ، والنسائي 5 / 105، والبغوي (1629) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وانظر الحديث المتقدم برقم (100) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هارون: هو ابن معروف، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه مسلم (1045) (110) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم أيضاً من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، به. وأخرجه الدارمي (1647) ، والبخاري (1473) من طريق الليث، عن يونس بن يزيد، به. وانظر ما قبله. الحديث: 137 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا، قَبَّلْتُ (1) وَأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ تَمَضْمَضْتَ بِمَاءٍ وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ " قُلْتُ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَفِيمَ؟ " (2) . 139 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَوَافَيْتُهَا (3) وَقَدْ وَقَعَ فِيهَا مَرَضٌ، فَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَمَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ، ثُمَّ   (1) في (م) و (ق) : فقبلت. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك بن سعيد الأنصاري، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ليث: هو ابن سعد، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج. وأخرجه ابن أبي شيبة 3 / 60، وعبد بن حميد (21) ، والدارمي (1724) ، وأبو داود (2385) ، والبزار (236) ، والنسائي في " الكبرى " (2945) ، وابن خزيمة (1999) ، والطحاوي 2 / 89، وابن حبان (3544) ، والحاكم 1 / 431 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن عبد الملك بن سعيد لم يخرج له البخاري شيئاً. وسيأتي برقم (372) . هَشِشْتُ - بكسر الشين الأولى -: من هَشَّ للأمر: إذا فرح به، واستبشر وارتاح له، وخفَّ إليه، والمراد: نظرتُ إلى امرأتي أو جاريتي، فقلَّ إمساكي للنفس. (3) في حاشية (ص) و (ق) : " فوافقتها ". الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرٌ، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ، فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: مَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: قُلْتُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ "، قَالَ: فَقُلْنَا: وَثَلاثَةٌ؟ قَالَ: فَقَالَ: " وَثَلاثَةٌ "، قَالَ: قُلْنَا: وَاثْنَانِ (1) ، قَالَ: " وَاثْنَانِ "، قَالَ: ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الْوَاحِدِ (2) . 140 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ، وَالْفَتْحَ فِي رَمَضَانَ، فَأَفْطَرْنَا فِيهِمَا (3) .   (1) في (ص) : اثنان بدون واو. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ داود بن أبي الفرات، فمن رجال البخاري. أبو الأسود: هو الدؤلي. وأخرجه الطيالسي (22) ، والبخاري (2643) ، والترمذي (1059) ، والبزار (312) ، والنسائي 4 / 50، وأبو يعلى (145) ، والبغوي في " شرح السنة " (1506) من طرق عن داود بن أبي الفرات، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (204) و (318) و (389) . (3) حديث قوي، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، لكن رواه عنه قُتيبة بنُ سعيد كما سيأتي في التخريج، وروايةُ قتيبة عنه صالحة معتبرٌ بها، انظر " التهذيب " 15 / 494، وسعيد بن المسيب سمع من عمر، وعلى قول من لم يسمع، فإن مرسله صحيح، قال أبو طالب - كما في " الجرح والتعديل " 4 / 61 -: قلت لأحمد بن حنبل: سعيد عن عمر حجة؟ قال: هو عندنا حجة، قد رأى عمر وسمع منه، إذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟ وأخرجه البزار (296) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (142) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1120) . الحديث: 140 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 141 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ عَوْفٍ الْعَنَزِيُّ، بَصْرِيٌّ، قَالَ: أَنْبَأَنِي الْغَضْبَانُ بْنُ حَنْظَلَةَ: أَنَّ أَبَاهُ حَنْظَلَةَ بْنَ نُعَيْمٍ وَفَدَ إِلَى عُمَرَ، فَكَانَ عُمَرُ إِذَا مَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ مِنَ الْوَفْدِ سَأَلَهُ مِمَّنْ هُوَ، حَتَّى مَرَّ بِهِ أَبِي فَسَأَلَهُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ عَنَزَةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " حَيٌّ مِنْ هَاهُنَا مَبْغِيٌّ عَلَيْهِمْ مَنْصُورُونَ " (1) . 142 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرٍ: أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ، فَحَدَّثَهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَتَيْنِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: يَوْمَ بَدْرٍ، وَيَوْمَ الْفَتْحِ، فَأَفْطَرْنَا فِيهِمَا (2) . 143 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا دَيْلَمُ (3) بْنُ غَزْوَانَ، عَبْدِيٌّ، حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ   (1) إسناده ضعيف لجهالة الغضبان بن حنظلة وأبيه. وأخرجه البزار (337) من طريق أبي غاضرة محمد بن أبي بكر، عن غضبان بن حنظلة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في " المجمع " 10 / 51 ونسبه إلى أحمد والبزار وأبي يعلى في " الكبير " والطبراني في " الأوسط "، وقال: أحد إسنادي أبي يعلى رجاله ثقات كلهم. (2) حديث قوي. معمر: هو ابن أبي حبيبة. وأخرجه ابن سعد 2 / 21، والترمذي (714) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (140) . (3) تحرت في (م) وإلى: ويلم. الحديث: 141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 الْكُرْدِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ (1) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ " (2) . 144 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي أَرْضِ الرُّومِ، فَوُجِدَ فِي مَتَاعِ رَجُلٍ غُلُولٌ، فَسَأَلَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ وَجَدْتُمْ فِي مَتَاعِهِ غُلُولًا فَأَحْرِقُوهُ - قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَاضْرِبُوهُ - " قَالَ: فَأَخْرَجَ مَتَاعَهُ فِي السُّوقِ، قَالَ: فَوَجَدَ فِيهِ مُصْحَفًا، فَسَأَلَ سَالِمًا، فَقَالَ: بِعْهُ، وَتَصَدَّقْ بِثَمَنِهِ (3) .   (1) قوله: النهدي ليس في (م) . (2) إسناده قوي. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ، وقولُ الحافظ في " التقريب " عن ميمون الكردي: مقبول، غير مقبول، فقد روى عنه جمع ووثقه أبو داود وابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال مرة: صالح، وتفرد الأزدي فضعّفه وقد صوب الدارقطني وابن كثير وقفه على عمر. انظر " مسند عمر " ص 661 - 662 لابن كثير. وأخرجه عبد بن حميد (11) ، والبزار (305) ، والفريابي في " صفة المنافق " (24) والبيهقي في " الشعب " (1777) من طرق عن ديلم بن غزوان، بهذا الإسناد. وأخرجه الفريابي (25) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن ميمون الكردي، به. وأخرجه الفريابي (26) من طريق أبي عثمان النهدي، به. وسيأتي برقم (310) . وله شاهد عن عمران بن حصين بإسناد صحيح عند ابن حبان (80) (3) إسناده ضعيف لضعف صالح بن محمد بن زائدة. = الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 145 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ: مِنَ الْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَسُوءِ الْعُمْرِ (1) .   = وأخرجه سعيد بن منصور في " سننه " (2729) ، وابن أبي شيبة 10 / 52، والدارمي (2490) ، وأبو داود (2713) ، والترمذي (1461) ، والبزار (123) ، وأبو يعلى (204) ، وابن عدي في " الكامل " 4 / 1377، والحاكم 2 / 127، والبيهقي 9 / 102 - 103، والجورقاني في " الأباطيل والمناكير " (588) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: غريب، وقال الجورقاني: حديث منكر، وقال البخاري في " التاريخ الصغير " 2 / 96 عن حديث صالح هذا: لا يتابع عليه، وقال الدارقطني - فيما نقله عنه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " 2 / 584 -: أنكروا هذا الحديث على صالح وهو حديث لم يتابع عليه ولا أصل له من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد صحح الحاكم إسناد الحديث في " المستدرك " ووافقه الذهبي، وهذا من تساهلهما - فيما نظن - رحمهما الله تعالى. وساق أبو داود في " سننه " (2714) عن أبي صالح محبوب بن موسى الأنطاكي، عن أبي إسحاق، عن صالح بن محمد بن زائدة قال: غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر وعمر بن عبد العزيز، فغَلَّ رجل متاعاً، فأمر الوليد بمتاعه فأُحرق وطِيفَ به، ولم يُعطِه سهمه. قال أبو داود: وهذا أصح الحديثين. (1) قوله: " العمر " تحرف في (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر إلى: " العمل ". والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأودي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3 / 374 و9 / 99 و10 / 189، والبخاري في " الأدب المفرد " (670) ، وأبو داود (1539) ، وابن ماجه (3844) ، والنسائي 8 / 255 و266، وفي = الحديث: 145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 146 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ (1) ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْخَوْلانِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ (2) أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الشُّهَدَاءُ ثَلاثَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الْإِيمَانِ لَقِيَ الْعَدُوَّ، فَصَدَقَ اللهَ (3) حَتَّى قُتِلَ، فَذَلِكَ الَّذِي يَرْفَعُ إِلَيْهِ النَّاسُ أَعْنَاقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - وَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ حَتَّى وَقَعَتْ قَلَنْسُوَتُهُ أَوْ قَلَنْسُوَةُ عُمَرَ - وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الْإِيمَانِ لَقِيَ الْعَدُوَّ، فَكَأَنَّمَا يُضْرَبُ جِلْدُهُ بِشَوْكِ الطَّلْحِ، أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَقَتَلَهُ، هُوَ فِي الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الْإِيمَانِ خَلَطَ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، لَقِيَ (4) الْعَدُوَّ فَصَدَقَ اللهَ حَتَّى قُتِلَ، فَذَلِكَ فِي الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ " (5) .   = " عمل اليوم والليلة " (134) ، والحاكم 1 / 530 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وأخرجه البزار (324) ، والنسائي 8 / 267 و272، وابن حبان (1024) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (388) . (1) في (ق) زاد في هذا الموضع: " وحسين بن محمد، قالا: حدثنا إسرائيل " وهذا خطأ. (2) في (ص) : سمعت عمر بن الخطاب يقول. (3) لفظ الجلالة " الله " ليس في (ص) . (4) في (ق) : فلقي. (5) إسناده ضعيف لجهالة أبي يزيد الخولاني، وعبد الله بن لهيعة: هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري، ونسب في بعض مصادر الحديث إلى جده، وهو وإن كان سيئ الحفظ رواه عنه غَيرُ واحد من العبادلة - وهم عبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقرئ وعبد الله بن مسلمة القعنبي - ورواية هؤلاء عنه صالحة، لكن تبقى علة الحديث في جهالة أبي يزيد الخولاني. = الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 147 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يُقَادُ وَالِدٌ مِنْ وَلَدٍ " (1) . وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرِثُ الْمَالَ مَنْ يَرِثُ الْوَلاءَ " (2) . 148 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُقَادُ لِوَلَدٍ   = وأخرجه عبد الله بن المبارك في " الجهاد " (126) ، والطيالسي (45) ، وعبد بن حميد (27) ، وابن عبد الحكم في " فتوح مصر " 276، والترمذي (1644) ، وابن أبي عاصم في " الجهاد " (186) و (187) ، والبزار (246) ، وأبو يعلى (252) ، وابن أبي حاتم في " العلل " 1 / 346، والطبراني في " الأوسط " (363) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب. وسيأتي برقم (150) . والطلح: شجرة من شجر العضاه ترعاه الإبل. وسهم غَرْب: أي لا يعرف راميه. (1) في حاشية (س) و (ق) و (ص) : " لا يقاد الوالد من ولده ". (2) حديث حسن، عبد الله بن لهيعة - وإن كان سيئ الحفظ - قد توبع. وقول أبي حاتم في " المراسيل " ص 114: لم يسمع ابن لهيعة من عمرو بن شعيب شيئاً، يرده رواية أحمد هذه، ففيها التصريح بسماعه منه. وأخرجه ابن الجارود (788) ، والدارقطني 3 / 140، والبيهقي 8 / 38 من طريق محمد بن عجلان، وابن أبي عاصم في " الديات " 66 من طريق المثنى بن الصباح، كلاهما عن عمروبن شعيب، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (148) و (324) و (346) . الحديث: 147 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 مِنْ وَالِدِهِ " (1) . 149 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً (2) . 150 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الشُّهَدَاءُ أَرْبَعَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الْإِيمَانِ لَقِيَ الْعَدُوَّ فَصَدَقَ اللهَ فَقُتِلَ، فَذَلِكَ الَّذِي يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهِ هَكَذَا - وَرَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى سَقَطَتْ قَلَنْسُوَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَلَنْسُوَةُ عُمَرَ - وَالثَّانِي: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ لَقِيَ الْعَدُوَّ فَكَأَنَّمَا يُضْرَبُ ظَهْرُهُ بِشَوْكِ الطَّلْحِ، جَاءَهُ سَهْمُ غَرْبٍ فَقَتَلَهُ، فَذَلكَ فِي الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ، وَالثَّالِثُ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ خَلَطَ عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، لَقِيَ الْعَدُوَّ فَصَدَقَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى قُتِلَ، فَذَلكَ فِي الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ، وَالرَّابِعُ   (1) حديث حسن، وهو مكرر ما قبله. حسن: هو ابن موسى الأشيب أبو علي البغدادي. (2) صحيح لغيره، عبد الله بن لهيعة تابعه رِشدين بن سعد وهو ممن يُعتبر بحديثه كما سيأتي برقم (151) . وأخرجه عبد بن حميد (12) عن حسن بن موسى، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (157) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ مرة مرة. الحديث: 149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 رَجُلٌ مُؤْمِنٌ أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ إِسْرَافًا كَثِيرًا، لَقِيَ الْعَدُوَّ فَصَدَقَ اللهَ حَتَّى قُتِلَ، فَذَلكَ فِي الدَّرَجَةِ الرَّابِعَةِ " (1) . 151 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ (2) ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْغَافِقِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ عَامَ تَبُوكَ وَاحِدَةً وَاحِدَةً (3) . 152 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَخْرُجُ أَهْلُ مَكَّةَ ثُمَّ لَا يَعْبَرُ بِهَا - أَوْ لَا يَعْبُرُ بِهَا إِلَّا قَلِيلٌ - ثُمَّ تَمْتَلِئُ وَتُبْنَى، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهَا فَلا يَعُودُونَ فِيهَا أَبَدًا " (4) . 153 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ   (1) إسناده ضعيف. وقد تقدم برقم (146) . (2) تحرف في (ق) إلى: رشدي بن سعد، وجاء على الصواب في حاشية النسخة. (3) صحيح لغيره، رشدين بن سعد - على ضعفه - توبع. أبو عبد الله الغافقي: هو الضحاك بن شرحبيل. وأخرجه ابن ماجه (412) ، والبزار (292) عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن رشدين بن سعد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (149) . (4) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وتدليس أبي الزبير: وهو محمد بن مسلم ابن تَدْرُس المكي. وأخرجه البزار (233) من طريق بشر بن عمر، عن ابنِ لهيعة، بهذا الإسناد. وفيه: " سيخرج أهل المدينة ... ". وسيأتي إن شاء الله في مسند جابر بن عبد الله 3 / 147. الحديث: 151 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا تَوَضَّأَ لِصَلاةِ الظُّهْرِ، فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفُرٍ عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ، فَأَبْصَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ " فَرَجَعَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى (1) . 154 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: زَعَمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ " (2) . 155 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] ، قَالَ: كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ، وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ} أَيْ بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ، فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ فَلا تُسْمِعُهُمُ الْقُرْآنَ، حَتَّى يَأْخُذُوهُ عَنْكَ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} (3) .   (1) حديث صحيح، ابن لهيعة قد توبع، وقد تقدم برقم (134) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي الحديث المطول (391) من طريق مالك عن ابن شهاب به. والإطراء: مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير، وأبو بشر: هو جعفر بن أياس بن أبي وحشية. = الحديث: 154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 156 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أخبرنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - وَقَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: خَطَبَنَا - فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَذَكَرَ الرَّجْمَ، فَقَالَ: لَا تُخْدَعُنَّ عَنْهُ، فَإِنَّهُ حَدٌّ مِنْ حُدُودِ اللهِ، أَلا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ، وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، وَلَوْلا أَنْ يَقُولَ قَائِلُونَ: زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللهِ عز وجل مَا لَيْسَ مِنْهُ، لَكَتَبْتُهُ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمُصْحَفِ، شَهِدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - وَقَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَفُلانٌ وَفُلانٌ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ وَرَجَمْنَا مِنْ بَعْدِهِ، أَلا وَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ قَوْمٌ يُكَذِّبُونَ بِالرَّجْمِ، وَبِالدَّجَّالِ، وَبِالشَّفَاعَةِ، وَبِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَبِقَوْمٍ يُخْرَجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا امْتَحَشُوا (1) .   = وأخرجه البخاري (4722) و (7490) و (7525) و (7547) ، ومسلم (446) ، والترمذي (3146) ، والنسائي 2 / 177، وابن خزيمة (1587) ، والطبري 15 / 186، وابن حبان (6563) ، والواحدي في " أسباب النزول " 200، والبيهقي في " سننه " 2 / 184، وفي " الأسماء والصفات " 262، والبغوي في " التفسير " 3 / 142 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 2 / 178، والطبري 15 / 185، والطبراني (12454) من طريق الأعمش، عن أبي بشر، به. وسيأتي برقم (1853) في مسند عبد الله بن عباس. (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد - وهو ابنُ جُدعان -، ويوسف بن مهران لين. وأخرجه الطيالسي (25) عن حماد بن زيد، وعبد الرزاق (13364) عن معمر، وأبو يعلى (146) من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن علي بن زيد بن جدعان، بهذا الإسناد، وانظر لزاماً الحديث رقم (197) و (391) . = الحديث: 156 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 157 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى؟ فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ نِسَاءَكَ يَدْخُلُ عَلَيْهِنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَهُنَّ أَنْ يَحْتَجِبْنَ؟ فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، وَاجْتَمَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاؤُهُ فِي الْغَيْرَةِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنْكُنَّ} [التحريم: 5] ، قَالَ: فَنَزَلَتْ كَذَلِكَ (1) . 158 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ   = قوله: " امتحشوا "، أي: احترقوا، والمَحْشُ: احتراق الجلد وظهورُ العظم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه البخاري (402) و (4916) ، وابن ماجه (1009) ، والترمذي (2960) ، والنسائي في " الكبرى " (11611) ، والطبري 1 / 534 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1849) ، والبخاري (402) ، والبزار (220) و (221) ، والنسائي (10998) و (11418) ، والطبري 1 / 534 و535، وابن حبان (6896) ، وابن أبي داود في " المصاحف " ص 109، والطبراني في " الصغير " (868) ، والبيهقي 7 / 88، والبغوي في " شرح السنة " (3887) من طرق عن حميد، به. وأخرجه الطيالسي (41) ، والبزار (221) وابن أبي داود في " المصاحف " ص 109 من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن أنس بن مالك، به. وبعض هؤلاء يزيد في الحديث على بعض. وسيأتي برقم (160) و (250) . قال السندي: وقد جاء موافقته في أسارى بدر، وترك الصلاة على المنافقين، فلعل الاقتصار على ذكر الثلاث لداعٍ إلى ذلك لا للحصر، والله تعالى أعلم. الحديث: 157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ، فَقَرَأَ فِيهَا حُرُوفًا لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ اللهِ أَقْرَأَنِيهَا، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أُسَاوِرَهُ (1) وأنا فِي الصَّلاةِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ؟ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: كَذَبْتَ، وَاللهِ مَا هَكَذَا أَقْرَأَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ أَقُودُهُ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ فِيهَا حُرُوفًا لَمْ تَكُنْ أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ يَا هِشَامُ " فَقَرَأَ كَمَا كَانَ قَرَأَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَكَذَا أُنْزِلَتْ "، ثُمَّ قَالَ: " اقْرَأْ يَا عُمَرُ " فَقَرَأْتُ، فَقَالَ: " هَكَذَا أُنْزِلَتْ "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْقُرْآنَ أنَزَلَ (2) عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (3) . 159 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَوِي مَا يَجِدُ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ مِنَ الدَّقَلِ (4) .   (1) أي أواثبه وأقاتله. (2) في (م) و (ق) : نزل. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 2 / 150 من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (277) . (4) إسناده حسن، رجاله رجال الصحيح، سماك بن حرب ينزل عن درجة أهل الحفظ والضبط فهو حسن الحديث. وأخرجه الطيالسي (57) ، وابن سعد 1 / 405، وعبدُ بن حميد (22) ، وابن ماجه = الحديث: 159 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 160 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: وَافَقْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي ثَلاثٍ - أَوْ وَافَقَنِي (1) رَبِّي فِي ثَلاثٍ - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ الْمَقَامَ مُصَلًّى؟ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} ، وَقُلْتُ: لَوْ حَجَبْتَ عَنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ؟ فَأُنْزِلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ، قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ شَيْءٌ فَاسْتَقْرَيْتُهُنَّ أَقُولُ لَهُنَّ: لَتَكُفُّنَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ لَيُبْدِلَنَّهُ اللهُ بِكُنَّ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَتْ: يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَعِظَهُنَّ؟ فَكَفَفْتُ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ} الْآيَةَ (2) . 161 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْعَقِيقِ   = (4146) ، وابن حبان (6342) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (353) . والدَّقل: رديء التمر ويابسه. (1) في (ق) : ووافقني، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي. وأخرجه الطبري 1 / 534 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (157) . الحديث: 160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 يَقُولُ: " أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي فَقَالَ: صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةٌ فِي حَجَّةٍ (1) ". قَالَ الْوَلِيدُ: يَعْنِي: ذَا الْحُلَيْفَةِ (2) . 162 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الذَّهَبُ بِالْوَرِقِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ " (3) .   (1) في (ص) : وقل: رب، عمرة في حجة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه الحميدي (19) ، والبخاري (1534) ، وابن ماجه (2976) ، والطحاوي 2 / 146، وابن حبان (3790) ، والبغوي (1883) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وقرن الحميدي في روايته بالوليد بشرَ بن بكر. وأخرجه البخاري (2337) ، وأبو داود (1800) ، وابن ماجه (2976) ، والبزار (201) ، وابن خزيمة (2617) ، والبيهقي 5 / 14 من طرق عن الأوزاعي، به. وأخرجه عبد بن حميد (16) ، والبخاري (7343) ، وعمر بن شبة في " تاريخ المدينة " 1 / 146، والبزار (202) ، والبيهقي 5 / 13 من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الشافعي في " مسنده " 2 / 156، والحميدي (12) ، وابن أبي شيبة 7 / 99 و14 / 273، والبخاري (2134) ، ومسلم (1586) ، وابن ماجه (2253) و (2259) ، والبزار (254) ، والنسائي 7 / 273، وأبو يعلى (149) ، وابن الجارود (651) ، والبيهقي 5 / 283 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. = الحديث: 162 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 163 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ أَبَا عُبَيْدٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ، فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ، أَمَّا يَوْمُ الْفِطْرِ فَفِطْرُكُمْ مِنْ صَوْمِكُمْ (1) ، وَأَمَّا يَوْمُ الْأَضْحَى فَكُلُوا مِنْ لَحْمِ نُسُكِكُمْ (2) . 164 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ   = وأخرجه الدارمي (2578) ، والبخاري (2170) ، ومسلم (1586) ، وابن ماجه (2260) ، والترمذي (1243) ، وأبو يعلى (208) و (209) ، وابن حبان (5019) ، والطبراني في " الأوسط " (377) ، والبيهقي 5 / 283 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (238) و (314) . وقوله: هاء وهاء. قال النووي: فيه لغتان المد والقصر، والمد أفصح وأشهر، وأصله: هاك فأبدلت المدة من الكاف، ومعناه: خذ هذا، ويقول صاحبه مثله، والمَدة مفتوحة، ويقال بالكسر أيضاً. (1) قوله: من صومكم، ليس في (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد: هو سعد بن عبيد الزهري مولى عبد الرحمن بن أزهر. وأخرجه الحميدي (8) ، وابن أبي شيبة 3 / 103 و104، وأبو داود (2416) ، وابن ماجه (1722) ، وأبو يعلى (150) و (152) و (238) ، وابن الجارود (401) ، وابن خزيمة (2959) ، والطحاوي 2 / 247 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في " الموطأ " 1 / 178، ومن طريقه البخاري (1990) و (5571) ، ومسلم (1137) ، وأبو يعلى (232) ، وابن حبان (3600) ، والبغوي (1795) عن الزهري، به. وسيأتي برقم (224) و (225) و (282) . الحديث: 163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (1) . 165 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: " يَتَوَضَّأُ وَيَنَامُ إِنْ شَاءَ ". وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: " لِيَتَوَضَّأْ وَلْيَنَمْ " (2) . 166 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ، حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَرَآهَا أَوْ بَعْضَ نِتَاجِهَا يُبَاعُ، فَأَرَادَ شِرَاءَهُ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ (3) ، فَقَالَ: " اتْرُكْهَا تُوَافِكَ، أَوْ تَلْقَهَا (4) جَمِيعًا ". وَقَالَ مَرَّةً (5) : فَنَهَاهُ، وَقَالَ: " لَا تَشْتَرِهِ، وَلا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ " (6) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي برقم (391) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (211) و (212) ، وابن حبان (1216) من طريقين عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (94) . (3) في (ق) : عنها. (4) في (ق) وحاشية (ص) : تلقاها، وهو خطأ. (5) في (م) والأصول الخطية: مرتين، والمثبت من حواشيها. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (15) ، والبخاري (2636) و (2970) ، ومسلم (1620) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (46) و (134) ، ومسلم (1620) من طريقين عن زيد بن أسلم، به. وسيأتي برقم (258) و (281) و (384) . الحديث: 165 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 167 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّ مُتَابَعَةً بَيْنَهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ الخَبَثَ " (1) . 168 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " (2) .   (1) على حاشية (س) و (ق) و (ص) : " كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد ". والحديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله. وأخرجه الحميدي (17) ، وابن ماجه (2887) ، وأبو يعلى (198) ، والطبري 2 / 310 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. إلا أنهم زادوا فيه " عامر بن ربيعة " بين عبد الله بن عامر وبين عمر بن الخطاب. وأخرجه ابن ماجه (2887) من طريق عُبيد الله بن عمر، عن عاصم بن عبيد الله، به. وزاد فيه أيضاً " عامر بن ربيعة ". وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سيأتي في " المسند " برقم (3669) ، وعن عامر بن ربيعة سيأتي في " المسند " أيضاً 3 / 446، وعن ابن عباس عند النسائي 5 / 115. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري. = الحديث: 167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 169 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ الصُّبَيُّ بْنُ مَعْبَدٍ: كُنْتُ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمْتُ، فَأَهْلَلْتُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَسَمِعَنِي زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ وَسَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَأَنَا أُهِلُّ بِهِمَا، فَقَالا: لَهَذَا أَضَلُّ مِنْ بَعِيرِ أَهْلِهِ. فَكَأَنَّمَا حُمِلَ عَلَيَّ بِكَلِمَتِهِمَا جَبَلٌ، فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمَا فَلامَهُمَا، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: هُدِيتَ لِسُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) .   = وأخرجه الحميدي (28) ، والبخاري (1) ، ومسلم (1907) ، وابن الجارود (64) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " (1172) ، والبيهقي في " السنن " 7 / 341 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في " الموطأ " برواية محمد بن الحسن (983) ، وابن المبارك في " الزهد " (188) ، والطيالسي (37) ، والبخاري (54) و (2529) و (3898) و (5070) و (6689) و (6953) ، ومسلم (1907) ، وأبو داود (2201) ، وابن ماجه (4227) ، والترمذي (1647) ، والبزار (257) ، والنسائي 1 / 58 و6 / 158 و7 / 13، وابن الجارود (64) ، وابن خزيمة (142) و (143) و (455) ، والطحاوي 3 / 96، وابن حبان (388) و (389) ، والدارقطني في " السنن " 1 / 50، وفي " العلل " 2 / 194، وأبو نعيم في " الحلية " 8 / 42، وفي " أخبار أصبهان " 2 / 115، والقضاعي (1171) ، والبيهقي 1 / 41 و4 / 235 و6 / 331، وفي " المعرفة " 189، والخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " 6 / 153، والبغوي في " شرح السنة " (1) و (206) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وسيأتي برقم (300) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الصُّبي بن معبد، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة. وأخرجه الحميدي (18) ، وابن ماجه (2970) ، وابن حبان (3910) و (3911) من = الحديث: 169 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 قَالَ عَبْدَةُ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: كَثِيرًا مَا ذَهَبْتُ أَنَا وَمَسْرُوقٌ إِلَى الصُّبَيِّ نَسْأَلُهُ عَنْهُ. 170 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ذُكِرَ لِعُمَرَ أَنَّ سَمُرَةَ - وَقَالَ مَرَّةً: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ سَمُرَةَ - بَاعَ خَمْرًا، قَالَ: قَاتَلَ اللهُ سَمُرَةَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ، فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوهَا " (1) . 171 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، وَمَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ، وَلا رِكَابٍ، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِصَةً، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهَا نَفَقَةَ سَنَتِهِ (2) - وَقَالَ   = طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (83) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار المكي. وأخرجه الشافعي 2 / 141، وعبد الرزاق (14854) ، وابن أبي شيبة 6 / 444، والحميدي (13) ، والدارمي (2104) ، والبخاري (2223) و (3460) ، ومسلم (1582) ، ويعقوب بن شيبة في " مسند عمر " 45، وابن ماجه (3383) ، والبزار (207) ، والنسائي 7 / 177، وأبو يعلى (200) ، وابن الجارود (577) ، وابن حبان (6253) ، والبيهقي 8 / 286، والبغوي (2041) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. و" جملوها ": أي: أذابوها واستخرجوا منها الدهن. (2) في (م) وطبعة أحمد شاكر في الموضعين: سنة. الحديث: 170 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 مَرَّةً: قُوتَ سَنَتِهِ - وَمَا بَقِيَ جَعَلَهُ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلاحِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (1) . 172 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ الَّذِي تَقُومُ (2) السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِهِ، أَعَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّا لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (22) ، والشافعي 2 / 123، وأبو عبيد في " الأموال " (17) ، والبخاري (2904) و (4885) ، ومسلم (1757) (48) ، والبزار (255) ، وأبو داود (2965) ، والترمذي (1719) ، والنسائي 7 / 132، وابن الجارود (1097) ، والبيهقي 6 / 295 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (337) . قوله: " يوجف "، الوجف: ضرب من سير الخيل والإبل. والكراع: الخيل أو الإبل تعد للجهاد. (2) في (ق) وحاشية (ص) : تقوم به. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عمر بن شبة في " تاريخ المدينة " 1 / 205، والبزار (2) و (518) ، والنسائي في " الكبرى " (6309) ، وأبو يعلى (4) ، والطحاوي 2 / 6 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2 / 314، والبخاري (3094) و (4033) و (5358) و (6728) و (7305) ، ومسلم (1757) (49) ، وعمر بن شبة 1 / 205، وأبو داود (2963) ، والترمذي (1610) ، والنسائي في " الكبرى " (6310) ، وأبو يعلى (2) ، والبيهقي 6 / 297، والبغوي (2738) من طرق عن الزهري، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسيأتي برقم: (333) و (336) و (349) و (425) و (1391) و (1406) و (1550) = الحديث: 172 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 173 - حَدَّثَنَا سَفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي يَزِيدَ (1) ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ " (2) .   = (1658) و (1781) و (1782) . (1) تحرف في (ق) إلى: زياد بن أبي زياد، وفي (م) و (س) و (ص) إلى: يزيد بن أبي زياد، وجاء على حاشية (ص) : قوله: عن يزيد بن أبي زياد، عن أبيه، كذا هو في أصلين، وفي بعض النسخ: عن ابن أبي يزيد، عن أبيه، وأبو يزيد: هو والد عُبيد الله بن أبي يزيد. قلنا: والصواب: ابن أبي يزيد، عن أبيه، كما ذكره ابن حجر في " أطراف المسند " 1 / ورقة 218، ويؤيده ما رواه عبد الرزاق (9152) ، وابن أبي شيبة 4 / 415، والحميدي (24) وابن ماجه (2005) قال: حدينا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو يعلى (199) قال: حدثنا زهير، والطحاوي 3 / 104، والبيهقي 7 / 402 من طريق الشافعي، خمستهم (عبد الرزاق، وأبو بكر، والحميدي، وزهير، والشافعي) عن سفيان بن عيينة، عن عُبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، مثله. (2) حديث صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي يزيد المكي والد عبيد الله، فإنه لم يرو عنه غير ابنه عبيد الله، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وروى له أصحابُ السنن غير النسائي، وقال البوصيري في " مصباح الزجاجة " ورقة 130: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وانظر تخريجه في التعليق السابق. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6750) و (6818) ومسلم (1458) ، وسيأتي في " المسند " 2 / 239، وعن ابن مسعود عند النسائي 6 / 181 وصححه ابن حبان (4104) . وقوله: " للفراش "، أي: لمن له الفراش، أي: يثبت نسبُ الولد منه لا من الزاني. الحديث: 173 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 174 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَيْهِ عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قُلْتُ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101] ، وَقَدْ آمَنَ اللهُ النَّاسَ (2) ؟! فَقَالَ لِي عُمَرُ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ " (3) . 175 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ وَهُوَ بِعَرَفَةَ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) : وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ،   (1) تحرف في (ق) إلى: ابن عمار. (2) على حاشية (س) و (ق) و (ص) : وقد أمن الناس. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن إدريس: هو عبد الله، وابن جريح: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وابن أبي عمار: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار. وأخرجه ابن أبي شيبة 2 / 447، ومسلم (686) ، وابن ماجه (1065) ، والنسائي 3/116، وابن خزيمة (945) ، والطبري5/243، وابن حبان (2739) ، والبيهقي 3 / 134 من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في " السنن المأثورة " (15) ، والدارمي (1505) ، وأبو داود (1200) ، والطحاوي 1 / 415، والطبري 5 / 243، والبيهقي 3 / 140 و141، والبغوي (1024) من طرق عن ابن جريج، به. وقد وقع في المطبوع من " السنن المأثورة ": سفيان بن أبي عمار، وهو تحريف. وسيأتي برقم: (244) و (245) . (4) تحرف في (م) إلى: قال معاوية. الحديث: 174 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مَرْوَانَ، أَنَّهُ أَتَى عُمَرَ - فَقَالَ: جِئْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْكُوفَةِ، وَتَرَكْتُ بِهَا رَجُلًا يُمْلِي الْمَصَاحِفَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ، فَغَضِبَ وَانْتَفَخَ حَتَّى كَادَ يَمْلَأُ مَا بَيْنَ شُعْبَتَيِ الرَّحْلِ (1) ، فَقَالَ: وَمَنْ هُوَ وَيْحَكَ؟ قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ. فَمَا زَالَ يُطْفَأُ وَيُسَرَّى عَنْهُ الْغَضَبُ، حَتَّى عَادَ إِلَى حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا. ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ، وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ بَقِيَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ هُوَ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ ذَلِكَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزَالُ يَسْمُرُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ اللَّيْلَةَ كَذَاكَ (2) فِي الْأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّهُ سَمَرَ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَأَنَا مَعَهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُ قِرَاءَتَهُ، فَلَمَّا كِدْنَا أَنْ نَعْرِفَهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ". قَالَ: ثُمَّ جَلَسَ الرَّجُلُ يَدْعُو، فَجَعَلَ (3) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ: " سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ "، قَالَ عُمَرُ: قُلْتُ: وَاللهِ لَأَغْدُوَنَّ إِلَيْهِ فَلَأُبَشِّرَنَّهُ، قَالَ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ لِأُبَشِّرَهُ فَوَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَبَشَّرَهُ، وَلا وَاللهِ مَا سَابَقْتُهُ (4) إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ (5) .   (1) تصحف في (م) إلى: الرجل. (2) في (ص) : كذلك. (3) تحرف في (ص) إلى: فجلس. (4) في (م) وحاشيتي (س) و (ص) : ما سبقته. (5) إسناداه صحيحان؛ الأول على شرط الشيخين، والثاني رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس بن مروان، فقد روى له النسائي. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 176 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ، وَيَقُولُ: إِنِّي لَأُقَبِّلُكَ وَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ لَمْ أُقَبِّلْكَ (1) . 177 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي مِثْلِ مَقَامِي هَذَا، فَقَالَ: " أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يَحْلِفُ أَحَدُهُمْ عَلَى الْيَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ عَلَيْهَا، وَيَشْهَدُ عَلَى الشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنَالَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ، فَلْيَلْزَمُ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ   = قيس النخعي، وخيثمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن أبي سبرة. وأخرجه البزار (327) ، والنسائي في " الكبرى " (8257) ، والطبراني في " الكبير " (8422) من طرق عن الأعمش، بالإسنادين جميعاً. وأخرجه ابن أبي شيبة 2 / 280 و10 / 520، والترمذي (169) ، والنسائي (8256) ، وأبو يعلى (194) و (195) ، وابن خُزيمة (1156) و (1341) ، وابن حبان (2034) ، ومحمد بن نصر في " قيام الليل " 50 من طريق أبي معاوية، بالإسناد الأول. وأخرجه البزار (326) ، والنسائي (8256) ، والطبراني (8420) و (8421) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (415) ، وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 124 من طرق عن الأعمش، بالإسناد الأول، غير ابن السني، فبالإسناد الثاني، وبعض هؤلاء يزيدُ فيه على بعض. وسيأتي برقم: (178) و (228) و (265) و (267) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه مسلم (1270) (251) ، والترمذي (860) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (99) . الحديث: 176 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، وَلا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ، وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ وَتَسُوؤُهُ سَيِّئَتُهُ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ " (1) . 178 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمُرُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ اللَّيْلَةَ كَذَلِكَ فِي الْأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَا مَعَهُ (2) . 179 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أنه اختلف فيه على عبد الملك بن عُمير، فقد رواه جماعة عنه، عن جابر بن سمرة، عن عمر، ورواه جماعة عنه عن عبدِ الله بن الزبير عن عمر، ورواه جماعة عنه عن رجل لم يُسم عن عبد الله بن الزبير، وروي عنه عن ربعي بن حراش عن عمر، وروي عنه عن قبيصة بن جابر عن عمر، وروي عنه عن رجاء بن حيوة عن عمر، قال الدارقطني في " العلل " 2 / 125 بعد أن أورد هذه الطرق: ويشبه أن يكونَ الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير، لكثرة اختلاف الثقاتِ عنه في الإسناد، والله أعلم. جرير: هو ابن عبد الحميد. قلنا: وقد تقدَّم للحديثِ طريق آخر صحيح برقم (114) . وهذا الحديث أخرجه ابن ماجه (2363) ، والنسائي في " الكبرى " (9219) ، وأبو يعلى (143) ، وابن حبان (5586) ، وابن منده في " الإيمان " (1087) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (31) ، وابن أبي عاصم في " السنة " (902) و (1489) ، والنسائي (9220) و (9221) ، وأبو يعلى (141) و (142) ، وابن حبان (4576) و (6728) ، وابن منده (1086) ، والخطيب في " تاريخه " 2 / 187 من طريق جرير بن حازم، والطحاوي 4 / 150 من طريق إسرائيل، والخطيب 2 / 187 من طريق شعبة، ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير، به. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (175) . الحديث: 178 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ أَكْثَرَ مِمَّا سَأَلْتُهُ عَنِ الْكَلالَةِ، حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: " تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ " (1) . 180 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِالنِّيَاحَةِ عَلَيْهِ " (2) . 181 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير معدان بن أبي طلحة، فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن عُلية. وأخرجه ابن أبي شيبة 8 / 304، و1 / 579، وعنه ابن ماجه (1014) و (2726) و (3363) كما عن إسماعيل بن علية بهذا الإسناد. وقد أثبت في ابن أبي شيبة 14 / 579 مكان " سعيد " " شعبة " خطأ. وأخرجه ابن خزيمة (1666) ، وأبو عوانة 1 / 409، والطبري 6 / 44 من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة به. وقد تقدم برقم (89) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ويحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه النسائي 4 / 16 عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (15) ، والبخاري (1292) ، وابن ماجه (1593) ، والبيهقي 4 / 71 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (927) (18) من طريق أبي صالح، عن ابن عمر، به. وسيأتي برقم: (247) و (248) و (264) و (294) و (354) و (366) . وقوله: " عن عمر " سقط من مطبوعة الشيخ أحمد شاكر. الحديث: 180 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 أَرْسَلَتْنِي أَسْمَاءُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ بَلَغَهَا أَنَّكَ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ ثَلاثَةً: الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ، وَمِيثَرَةَ الْأُرْجُوَانِ، وَصَوْمَ رَجَبٍ كُلِّهِ، فَقَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صَوْمِ رَجَبٍ، فَكَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الْأَبَدَ؟ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْعَلَمِ فِي الثَّوْبِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ " (1) . 182 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَا سَأَلْتُهُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَتَرَاءَيْنَا الْهِلالَ، وَكُنْتُ حَدِيدَ الْبَصَرِ فَرَأَيْتُهُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ: أَمَا تَرَاهُ؟ قَالَ: سَأَرَاهُ وَأَنَا مُسْتَلْقٍ عَلَى فِرَاشِي. ثُمَّ أَخَذَ يُحَدِّثُنَا عَنْ أَهْلِ بَدْرٍ، قَالَ: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرِينَا مَصَارِعَهُمْ بِالْأَمْسِ، يَقُولُ: " هَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ، وَهَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللهُ، قَالَ: فَجَعَلُوا يُصْرَعُونَ عَلَيْهَا، قَالَ: قُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَئُوا تِيكَ، كَانُوا يُصْرَعُونَ عَلَيْهَا.   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العَرزمي - فمن رجال مسلم. عبد الله مولى أسماء: هو عبد الله بن كيسان القرشي التَّيمي. وأخرجه مسلم (2069) ، والترمذي (2817) ، والنسائي في " الكبرى " (9588) و (9589) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (130) و (136) من طريق سالم، عن ابن عمر، به. والمِيثرة، قال في " النهاية " 5 / 150: هي من مراكب العجم تُعمل من حرير أو دِيباج، وتتخذ كالفِراش الصغير، وتُحشى بقطن أو صوف، يجعلها الراكب تحته على الرِّحال فوق الجمال، والأرجوان: صبغ أحمر. الحديث: 182 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَطُرِحُوا فِي بِئْرٍ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: " يَا فُلانُ، يَا (1) فُلانُ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ اللهُ حَقًّا، فَإِنِّي وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي اللهُ حَقًّا "، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُكَلِّمُ قَوْمًا قَدْ جَيَّفُوا؟ قَالَ: " مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا " (2) . 183 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ عَمْرٌو (3) جَاءَ بَنُو مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبٍ يُخَاصِمُونَهُ فِي وَلاءِ أُخْتِهِمْ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: أَقْضِي بَيْنَكُمْ بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أَحْرَزَ الْوَلَدُ أَوِ الْوَالِدُ، فَهُوَ لِعَصَبَتِهِ مَنْ كَانَ "، فَقَضَى لَنَا بِهِ (4) . 184 - قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: عُثْمَانُ بْن غِيَاثٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي   (1) في (ق) : ويا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 4 / 108 عن عمرو بن علي، عن يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (40) ، ومسلم (2873) ، والبزار (222) ، وأبو يعلى (140) من طرق عن سليمان بن المغيرة، به. قوله: " قد جَيَّفوا "، أي: أنتنوا، والجِيفةُ: جثة الميت إذا أنتن. وقوله: " ما أنتم وأسمع "، قال السندي: استدلوا به على أن الميت يسمع، وقيل: بل هو خاص بهؤلاء، وهو دعوى لا عبرة بها، كيف وقد جاء عذاب القبر وهو يقتضي نوع حياة، فلا يُستبعد السماع، والله تعالى أعلم. (3) أي: رجع من الشام، وانظر الحديث بطوله في مصادر التخريج. (4) إسناده حسن. حسين المعلِّم: هو حسين بن ذكوان. = الحديث: 183 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، قَالا: لَقِينَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، فَذَكَرْنَا الْقَدَرَ، وَمَا يَقُولُونَ فِيهِ، فَقَالَ: إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ، فَقُولُوا: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ مِنْكُمْ بَرِيءٌ، وَأَنْتُمْ مِنْهُ بُرَآءُ - ثَلاثَ مِرَارٍ - ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّهُمْ بَيْنمَا (1) هُمْ جُلُوسٌ - أَوْ قُعُودٌ - عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَهُ رَجُلٌ يَمْشِي، حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الشَّعْرِ، عَلَيْهِ ثِيَابُ بَيَاضٍ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ: مَا نَعْرِفُ هَذَا، وَمَا هَذَا بِصَاحِبِ سَفَرٍ. ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، آتِيكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَجَاءَ فَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ رُكْبَتَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، فَقَالَ: مَا الْإِسْلامُ؟ قَالَ: " شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ " قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ "، قَالَ: فَمَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: " أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ (2) كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " قَالَ: فَمَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ "، قَالَ: فَمَا أَشْرَاطُهَا؟ قَالَ: " إِذَا الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ الْعَالَةُ رِعَاءُ الشَّاءِ تَطَاوَلُوا فِي الْبُنْيَانِ، وَوَلَدَتِ الْإِمَاءُ أَرْبَابَهُنَّ (3) " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " عَلَيَّ الرَّجُلَ "،   = وأخرجه ابن أبي شيبة 11 / 391 و392، وأبو داود (2917) ، وابن ماجه (2732) ، والنسائي في " الكبرى " (6348) من طرق عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : بينا، والمثبت من (ب) و (ح) . (2) لفظة " لله " لم ترد في (ب) و (ح) و (س) . (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: رباتهن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَمَكَثَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، ثُمَّ قَالَ: " يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ عَنْ كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " ذَاكَ جِبْرِيلُ جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ " (1) . قَالَ: وَسَأَلَهُ (2) رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ أَوْ من مُزَيْنَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ نَعْمَلُ، أَفِي شَيْءٍ قَدْ خَلا أَوْ مَضَى، أَوْ فِي شَيْءٍ يُسْتَأْنَفُ الْآنَ؟ قَالَ: " فِي شَيْءٍ قَدْ خَلا، أَوْ مَضَى " فَقَالَ رَجُلٌ، أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ نَعْمَلُ؟ قَالَ: " أَهْلُ الْجَنَّةِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ " (3) . قَالَ: يَحْيَى قَالَ: هُوَ كَذَا (4) . 185 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ (5) ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (8) (3) ، وابن منده (9) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر الحديث رقم (191) . يُستأنف الآن: أي يُبْتَدَأ الآن. (2) في (ق) : وسأل. (3) أخرج هذه القطعة أبو داود (4696) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. (4) يعني: كما قرأت علي. (5) في (م) : نبيذ الجر والدباء. الحديث: 185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 نَبِيذِ الْجَرِّ وَالدُّبَّاءِ، وَقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَرِّمَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَلْيُحَرِّمِ النَّبِيذَ. قَالَ: وَسَأَلْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْجَرِّ. قَالَ: وَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَحَدَّثَ عَنْ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ (1) . قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْجَرِّ وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالْبُسْرِ، وَالتَّمْرِ (2) . 186 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَا سَأَلْتُهُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا (3) قَتَادَةُ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الحكم - وهو عمران بن الحارث السلمي - فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي في " الكبرى " (6840) عن محمد بن بشار، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. من حديث ابن عمر عن عمر. وأخرجه أيضاً الطيالسي (16) عن شعبة، به. وسيأتي برقم: (260) و (360) وأما حديث ابن عباس، فسيأتي عند المؤلف برقم (2028) . الدباء: هو القَرْع، والمزفت: هو الإناء الذي طُلي بالزفت. (2) القائل: حدثني أخي عن أبي سعيد هو أبو الحكم عِمران بن الحارث السلمي، وأخوه هو مالك بن الحارث السلمي، أشار إلى ذلك ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 6 / 296 في ترجمة عِمران، والإسناد صحيحٌ على شرط مسلم. وحديث أبي سعيد أخرجه الإمام أحمد في " الأشربة " (80) ، والنسائي 8 / 290 من طريق الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي سعيد الخدري، بنحوه. ومعنى أنه نهى عن البُسر والتمر: أن يُخلط في الانتباذ بينهما لمسارعة الإسكار، والاشتداد عند الخلط. (3) في (ق) وحاشية (س) و (ص) : عن. الحديث: 186 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ: أَنَّ عُمَرَ خَطَبَ يَوْمَ جُمُعَةٍ (1) ، فَذَكَرَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا قَدْ نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلَّا لِحُضُورِ أَجَلِي، وَإِنَّ أَقْوَامًا يَأْمُرُونِي أَنْ أَسْتَخْلِفَ، وَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ لِيُضِيعَ دِينَهُ، وَلا خِلافَتَهُ، وَالَّذِي بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي أَمْرٌ فَالْخِلافَةُ شُورَى بَيْنَ هَؤُلاءِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، وَإِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ قَوْمًا سَيَطْعُنُونَ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَنَا ضَرَبْتُهُمْ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الْإِسْلامِ، فَإِنْ فَعَلُوا، فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللهِ الْكَفَرَةُ الضُّلَّالُ. وَإِنِّي لَا أَدَعُ بَعْدِي شَيْئًا أَهَمَّ إِلَيَّ مِنَ الْكَلالَةِ، وَمَا أَغْلَظَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ مُنْذُ صَاحَبْتُهُ مَا أَغْلَظَ لِي فِي الْكَلالَةِ، وَمَا رَاجَعْتُهُ فِي شَيْءٍ مَا رَاجَعْتُهُ فِي الْكَلالَةِ، حَتَّى طَعَنَ بِإِصْبَعِهِ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: " يَا عُمَرُ، أَلا تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ؟ " فَإِنْ أَعِشْ أَقْضِ فِيهَا قَضِيَّةً يَقْضِي بِهَا مَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَمَنْ لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ. ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ، فَإِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ لِيُعَلِّمُوا النَّاسَ دِينَهُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقْسِمُوا فِيهِمْ فَيْئَهُمْ، وَيَعْدِلُوا عَلَيْهِمْ، وَيَرْفَعُوا إِلَيَّ مَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِهِمْ. أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ مِنْ شَجَرَتَيْنِ (2) لَا أُرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَجَدَ رِيحَهُمَا مِنَ الرَّجُلِ فِي الْمَسْجِدِ، أَمَرَ بِهِ،   (1) في (ص) : يوم الجمعة. (2) في (م) و (ق) : من شجرتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 فَأُخِذَ بِيَدِهِ، فَأُخْرِجَ إِلَى الْبَقِيعِ، وَمَنْ (1) أَكَلَهُمَا، فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا (2) . 187 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُجَالِدٍ (3) ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: مَا لِي أَرَاكَ قَدْ شَعِثْتَ وَاغْبَرَرْتَ مُنْذُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ لَعَلَّكَ سَاءَكَ يَا طَلْحَةُ إِمَارَةُ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: مَعَاذَ اللهِ، إِنِّي لَأَجْدَرُكُمْ (4) أَنْ لَا أَفْعَلَ ذَاِكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا رجلٌ عِنْدَ حَضْرَةِ الْمَوْتِ إِلَّا وَجَدَ رُوحَهُ لَهَا رَوْحًا حِينَ تَخْرُجُ مِنْ جَسَدِهِ، وَكَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَلَمْ أَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا، وَلَمْ يُخْبِرْنِي بِهَا، فَذَلِكَ الَّذِي دَخَلَنِي، قَالَ عُمَرُ: فَأَنَا أَعْلَمُهَا، قَالَ: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، قَالَ (5) : فَمَا هِيَ؟ قَالَ: هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا لِعَمِّهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ طَلْحَةُ: صَدَقْتَ (6) .   (1) على حاشية (س) و (ق) و (ص) : فمن. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّستوائي. وأخرجه مسلم (567) و (1617) ، والنسائي 2 / 43، والبزار (314) ، وأبو يعلى (184) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (53) و (141) ، وابن سعد 3 / 335، والنسائي في " الكبرى " (11136) ، وأبو عوانة 1 / 407 من طرق عن هشام به. وقد تقدم برقم (89) . (3) تحرف في (م) إلى: مجاهد. (4) تصحف في (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر إلى: لأحذركم. (5) لفظة " قال " ليست في (م) و (س) و (ص) . (6) حديث صحيح بطرقه، مجالد - وهو ابن سعيد - ضعيف، وباقي رجال السند ثقات من رجال الشيخين. عامر: هو ابن شَراحيل الشعبي. = الحديث: 187 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 188 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا (1) أَبُو عُمَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَةً فِي كِتَابِكُمْ لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ، لاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، قَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ هِيَ؟ قَالَ: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3] ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ إِنَّي لَأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالسَّاعَةَ الَّتِي نَزَلَتْ فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ (2) .   = وأخرجه البزار (930) ، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (1098) ، أبو يعلى (640) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وسيأتي من غير هذا الطريق برقم (252) و (1384) و (1386) . وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3796) ، والنسائي في " اليوم والليلة " (1101) ، وابن حبان (205) من طريق يحيى بن طلحة، عن أمه سُعدى المُرِّية، قالت: مرَّ عمر بن الخطاب بطلحة ... فذكرته. وهذا إسناد صحيح. وقوله: " لها رَوْحاً "، قال السندي: أي: رحمة ورضواناً. (1) في (ب) و (ح) : قال أخبرنا، وفي (م) وحاشيتي (ق) و (ص) : أنبأنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عميس: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وقيس بن مسلم: هو الجَدَلي أبو عمرو الكوفي. وأخرجه عبد بن حميد (30) ، وللبخاري (45) ، ومسلم (3017) (5) ، والنسائي 8 / 114، والطبري 6 / 82، والبيهقي 5 / 118 من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (31) ، والبخاري (7268) ، ومسلم (3017) (4) ، والترمذي (3043) ، والنسائي 5 / 251، وابن حبان (185) ، والآجري في " الشريعة " 105، والبيهقي 5 / 118 من طرق عن قيس بن مسلم، به. وسيأتي برقم: (272) . الحديث: 188 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 189 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: أَنَّ رَجُلًا رَمَى رَجُلًا بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، وَلَيْسَ لَهُ وَارِثٌ إِلَّا خَالٌ، فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ " (1) . 190 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا بِمَكَّةَ فِي إِمَارَةِ الْحَجَّاجِ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا عُمَرُ، إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ، لَا تُزَاحِمْ عَلَى الْحَجَرِ فَتُؤْذِيَ الضَّعِيفَ، إِنْ وَجَدْتَ خَلْوَةً فَاسْتَلِمْهُ، وَإِلَّا فَاسْتَقْبِلْهُ فَهَلِّلْ (2) وَكَبِّرْ " (3) .   (1) إسناده حسن. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 11 / 263، وابن ماجه (2737) ، والنسائي في " الكبرى " (6351) ، والطحاوي 4 / 397، والدارقطني 4 / 84 - 85 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2103) ، والبزار (253) ، وابن الجارود (964) ، والطحاوي 4 / 397، وابن حبان (6037) ، والبيهقي 6 / 214 من طرق عن سفيان، به. وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي برقم (323) . (2) في (ص) : وهلل. (3) حديث حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير الشيخ بمكة، وقد سماه سفيان بن عيينة في " السنن المأثورة " (510) : عبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث، وهو من أولاد الصحابة، وأبوه ولي مكة لعمر بن الخطاب، والحديث مرسل، والمرسل - كما قال الإمام الذهبي في " الموقظة " ص 39 - إذا صحَّ إلى تابعي كبير، فهو حجة عند خلقٍ من الفقهاء. سفيان: هو الثوري، وأبو يعفور العبدي: اسمه وقدان، وقيل: واقد. = الحديث: 189 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 191 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ (1) بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: عَنْ عُمَرَ (3) : أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الْإِيمَانُ؟   = وأخرجه الشافعي في " السنن المأثورة " (510) عن سفيان بن عيينة، والبيهقي 5 / 80 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن أبي يعفور، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 5 / 80 من طريق مفضل بن صالح، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب. ومفضل بن صالح ضعيف. وأخرج الشافعي في " مسنده " 1 / 344، ومن طريقه البيهقي 5 / 80 - 81 عن سعيد بن سالم القداح، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: إذا وجدت على الركن زحاماً فانصرف ولا تقف. وأخرج مالك في " الموطأ " 1 / 366 عن هشام بن عروة، عن أبيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعبد الرحمن بن عوف: " كيف صنعت يا أبا محمد في استلام الركن " قال عبد الرحمن: استلمت وتركت، فقال له رسول الله: " أصبت ". وهذا مرسل، قال الشافعي فيما نقله عنه البيهقي 2 / 80: وأحسب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعبد الرحمن بن عوف: أصبت أنه وصف له أنه استلم في غير زحام وترك في زحام. وأخرجه ابن عبد البر في " التمهيد " 22 / 262 - 263 مسنداً من حديث القاسم بن أصبغ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، أخبرنا القاسم بنت محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن ابن أبي نجيح، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه أنه عليه السلام قال له ... ومن حديث علي بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا سفيان الثوري، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث. (1) تحرف في (ق) إلى: أبي. (2) تحرف في (م) إلى: معمر. (3) قوله: عن عمر، سقط من (م) ومن طبعة الشيخ أحمد شاكر. لكنه قال في تعليقه: ولعله سهو من الناسخين. قلنا: وهو ثابت عندنا في أصولنا الخطية. الحديث: 191 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 قَالَ: " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ "، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَتَعَجَّبْنَا (1) مِنْهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكَ جِبْرِيلُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ مَعَالِمَ دِينِكُمْ " (2) . 192 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ - وَقَالَ مَرَّةً: جَاءَ اللَّيْلُ - مِنْ هَاهُنَا، وَذَهَبَ النَّهَارُ مِنْ هاَهُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " يَعْنِي الْمَشْرِقَ وَالْمَغْرِبَ (4) .   (1) في (ق) : فتعجبنا، وأشار على الحاشية إلى نسخة أخرى: فعجبنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. كهمس: هو ابن الحسن، وابن بُريدة: هو عبدُ الله. وأخرجه مسلم (8) ، وابن ماجه (63) ، والترمذي (2610) ، وابن منده في " الإيمان " (5) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي تمام تخريجه برقم (367) و (368) . (3) تحرف في (م) إلى: " عن أبيه، عن عروة ". (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (2351) ، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 8 / 371 - 372 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3 / 11، والنسائي في " الكبرى " (3310) ، وأبو يعلى (240) ، والطبري في " جامع البيان " 2 / 177 من طريق وكيع، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 3 / 11، والدارمي (1700) ، ومسلم (1100) ، وأبو داود (2351) ، والترمذي (698) ، والبزار (259) و (260) ، وأبو يعلى (257) ، وابن الجارود (393) ، وابن خزيمة (2058) ، وابن حبان (3513) ، والطبري 2 / 177 من طرق عن هشام بن عروة، به. وسيتكرر برقم (383) وانظر (231) و (338) . الحديث: 192 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 193 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْهِلالَ هِلالَ شَوَّالٍ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْطِرُوا، ثُمَّ قَامَ إِلَى عُسٍّ فِيهِ مَاءٌ فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَتَيْتُكَ إِلَّا لِأَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا، أَفَرَأَيْتَ غَيْرَكَ فَعَلَهُ، فَقَالَ: نَعَمْ خَيْرًا مِنِّي، وَخَيْرَ الْأُمَّةِ، رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْتُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ شَامِيَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، ثُمَّ صَلَّى عُمَرُ الْمَغْرِبَ (1) .   (1) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، ثم هو منقطع، عبد الرحمن بن أبي ليلى وُلد لِست بقين من خلافة عمر، ولم يسمع منه في قول الجمهور، وقوله في هذا الحديث: " كنت مع عمر ... " وَهَم من عبد الأعلى بن عامر الثعلبي. يزيد: هو ابن هارون. وقول الحافظ ابن كثير في " مسند عمر " 1 / 269: إسناده جيد قوي، ليس بجيد ولا قوي. وأخرجه البيهقي 4 / 249 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني 2 / 168 - 169 من طريق عُبيد الله بن موسى، وأبو نعيم في " الحلية " 4 / 354 من طريق مالك بن إسماعيل، كلاهما عن إسرائيل، به. وسيأتي برقم (307) . وأخرجه البزار (240) من طريق عبد الأعلى الثعلبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء قال: كنت جالساً ... قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن عمر إلا من هذا الوجه، وقد روى هذا الحديث غير واحد عن عبد الأعلى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمر، ولم يذكر البراء، وبعضهم لم يسنده عن عمر. وانظر " العلل " للدارقطني 2 / 104 - 106. العُسُّ: القَدَح العظيم. الحديث: 193 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 194 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُحَرِّمِ الضَّبَّ، وَلَكِنَّه (1) قَذِرَهُ (2) . قَالَ غَيْرُ مُحَمَّدٍ: عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ. 195 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ (3) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَهُ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لَهُ،   (1) في (م) و (ق) : ولكن. (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سليمان - وهو ابن قيس اليشكري -، فقد أخرج له الترمذي وابنُ ماجه، وقتادة لم يسمع من سليمان اليشكري شيئاً، صرَّح بذلك أحمد في " العلل " 2 / 34، ويحيى بن معين في " تاريخه " برواية الدوري 2 / 233، والبخاري كما في " سنن الترمذي " (1312) ، وقال البخاري: إنما يحدث قتادة عن صحيفة سليمان اليشكري، وكان له كتاب عن جابر بن عبد الله. سعيد: هو ابن أبي عروبة، كان اختلط، ورواية محمد بن جعفر غندر عنه بعد الاختلاط، لكن تابعه عبد الأعلى السامي وهو ممن روى عنه قبل اختلاطه. وللحديث طريق أخرى يصح بها. وأخرجه ابن ماجه (3239) من طريق عبد الأعلى السامي، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1950) من طريق أبي الزبير قال: سألت جابراً ... فذكره. وسيأتي في مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنهما 3 / 342 عن حسن الأشيب، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، به. (3) قوله: " عن عمر " سقط من (م) . الحديث: 194 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 وقَالَ: " يَا أَخِي، لَا تَنْسَنَا مِنْ (1) دُعَائِكَ " وَقَالَ بَعْدُ فِي الْمَدِينَةِ: " يَا أَخِي، أَشْرِكْنَا فِي دُعَائِكَ ". فَقَالَ عُمَرُ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، لِقَوْلِهِ: " يَا أَخِي " (2) . 196 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ (3) : أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ فِيهِ، أَقَدْ فُرِغَ مِنْهُ، أَوْ فِي شَيْءٍ مُبْتَدَإٍ، أَوْ أَمْرٍ مُبْتَدَعٍ؟ قَالَ: " فِيمَا قَدْ (4) فُرِغَ مِنْهُ " فَقَالَ عُمَرُ: أَلا نَتَّكِلُ؟ فَقَالَ: " اعْمَلْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيَعْمَلُ لِلسَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاءِ، فَيَعْمَلُ لِلشَّقَاءِ " (5) .   (1) على حاشية (س) و (ق) و (ص) : في. (2) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. وأخرجه البزار (119) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (10) ، وابن سعد 3 / 273، وأبو داود (1498) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه ابن سعد 3 / 273، وابن ماجه (2894) ، والترمذي (3562) ، والبزار (120) من طريق سفيان، عن عاصم، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. (3) قوله: " عن عمر " سقط من (ق) . (4) قوله: " قد " ليس في (ص) . (5) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. وأخرجه ابن أبي عاصم (163) ، والبزار (121) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في " خلق أفعال العباد " (275) و (276) و (277) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه ابن أبي عاصم (170) ، والترمذي (3111) من طريق عبد الله بن دينار، = الحديث: 196 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 197 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: أَلا وَإِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ: مَا بَالُ الرَّجْمِ؟ فِي كِتَابِ اللهِ الْجَلْدُ! وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، وَلَوْلا أَنْ يَقُولَ قَائِلُونَ أَوْ يَتَكَلَّمَ مُتَكَلِّمُونَ: أَنَّ عُمَرَ زَادَ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ، لَأَثْبَتُّهَا كَمَا نُزِّلَتْ (2) . 198 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ خُمَيْرٍ يُحَدِّثُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ ابْنِ السِّمْطِ: أَنَّهُ أَتَى أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: دَوْمِينُ، مِنْ حِمْصَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلًا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَفْعَلُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ قَالَ: فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (3) .   = عن ابن عمر، بها وقال الترمذي: حسن غريب. وانظر آخر الحديث المتقدم برقم (184) . (1) قوله: " بن عبد الله " سقط من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر رقم (391) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن السمط: هو شرحبيل بن السمط الكندي. وأخرجه مسلم (692) (14) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (35) ، وابن أبي شيبة 2 / 445، ومسلم (692) ، والبزار (316) ، والنسائي 3 / 118، والطحاوي 1 / 416 من طرق عن شعبة، به. وسيأتي برقم (207) . الحديث: 197 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 199 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْقَلَبْتُ مِنَ السُّوقِ، فَسَمِعْتُ النِّدَاءَ، فَمَا زِدْتُ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: وَالْوُضُوءَ أَيْضًا، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ؟! (1) . 200 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (878) ، والطحاوي 1 / 118، وابن عبد البر في " التمهيد " 10 / 69 من طريق جويرية، عن مالك، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (845) ، والترمذي (495) ، والنسائي في " الكبرى " (1670) ، وابن حبان (1230) ، والبيهقي 3 / 189، وابن عبد البر 10 / 70 - 71 من طرق عن الزهري، به. وهو في " موطأ مالك " 1 / 101 مرسلاً دون ذكر ابن عمر. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1 / 134، والطحاوي 1 / 117 - 118. قال ابن عبد البر في " التمهيد " 10 / 68 - 69: هكذا رواه أكثر رواة الموطأ عن مالك مرسلاً، عن ابن شهاب، عن سالم، لم يقولوا عن أبيه. ووصله عن مالك روح بن عبادة، وجويرية بن أسماء، وإبراهيم بن طهمان، وعثمان بن الحكم الجذامي، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، وعبد الوهاب بن عطاء، ويحيى بن مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن مهدي، والوليد بن مسلم، وعبد العزيز بن عمران، ومحمد بن عمر الواقدي، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني، والقعنبي - في رواية إسماعيل بن إسحاق عنه - فرووه عن مالك، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه. = الحديث: 199 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ لَا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى تُشْرِقَ الشَّمْسُ عَلَى ثَبِيرٍ، فَخَالَفَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَفَاضَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ (1) . 201 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، حَتَّى لَا أَدَعَ إِلَّا مُسْلِمًا " (2) .   = وأشار الترمذي بإثر الحديث (495) لرواية مالك المرسلة ثم قال: وسألت محمداً عن هذا؟ فقال: الصحيحُ حديث الزهري، عن سالم، عن أبيه. وسيأتي الحديث برقم (312) ، وانظر (91) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وإن كان قد تغير، فإن سماع سفيان منه قبل تغيُّره. وأخرجه البخاري (3838) ، وابن خزيمة (2859) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو دواد (1938) ، والطحاوي 2 / 218، وابن حبان (3860) من طريقين عن سفيان، به. وانظر (84) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير - وهو محمد بن مسلم بن تدرس - فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (9985) و (19365) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1767) ، وأبو داود (3030) ، والترمذي (1607) ، والبغوي (2756) . وأخرجه مسلم (1767) ، وأبو داود (3030) ، والترمذي (1607) ، والطحاوي في = الحديث: 201 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 202 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، بَيْنَا هُوَ قَائِمٌ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَادَاهُ عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ فَقَالَ: إِنِّي شُغِلْتُ الْيَوْمَ، فَلَمْ أَنْقَلِبْ إِلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ النِّدَاءَ، فَلَمْ أَزِدْ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: الْوُضُوءَ أَيْضًا، وَقَدْ عَلِمْتُمْ - وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وَقَدْ عَلِمْتَ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ؟! (1) . 203 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ - يَعْنِي ابْنَ عَمَّارٍ - حَدَّثَنِي سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فُلانٌ شَهِيدٌ، حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالُوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلَّا، إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا، أَوْ عَبَاءَةٍ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاسِ: أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ " قَالَ: فَخَرَجْتُ   = " شرح مشكل الآثار " 4 / 12 من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، به. وأخرجه مسلم (1767) ، والبزار (230) من طريقين عن أبي الزبير، به. ولفظ البزار: " أخرجوا اليهود والنصارى ... ". وأخرجه البزار (234) من طريق وهب بن منبه، عن جابر، به. وسيأتي برقم (215) و (219) . وسيأتي في مسند جابر بن عبد الله 3 / 345. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (5292) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (8) ، والترمذي (494) ، والبزار (108) ، والطحاوي 1 / 118. وأخرجه الشافعي 1 / 135 من طريق معمر، به. وانظر (199) . الحديث: 202 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 فَنَادَيْتُ: أَلا إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ (1) . 204 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ (2) عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ، فَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَمَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرٌ، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ. ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى، فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرٌ، فَقَالَ (3) : وَجَبَتْ. ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ، فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا شَرٌّ، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ. فَقُلْتُ: وَمَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: قُلْتُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ (4) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ " قَالَ: قُلْنَا: أَوْ ثَلاثَةٌ؟ قَالَ: " أَوْ ثَلاثَةٌ " فَقُلْنَا: أَوِ اثْنَانِ؟ قَالَ: " أَوِ اثْنَانِ "، ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الْوَاحِدِ (5) .   (1) إسناده حسن، رجاله رجال الشيخين غير عكرمة بن عمار، وسماك الحنفي، فمن رجال مسلم، وهما صدوقان. وأخرجه ابن أبي شيبة 14 / 465 - 466، ومسلم (114) ، ويعقوب بن شيبة في " مسند عمر " ص 53 - 54، وابن حبان (4857) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2489) ، ويعقوب بن شيبة ص 53 - 54، والترمذي (1574) ، والبزار (198) ، وابن حبان (4849) ، والبيهقي 9 / 101 من طرق عن عكرمة بن عمار، به. وسيأتي برقم (328) . (2) تحرف في (م) إلى: يزيد. (3) في (ص) : فقال عمر. (4) في (ق) : النبي. (5) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن = الحديث: 204 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 205 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ هُبَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا " (1) .   = أبي الفرات، فمن رجال البخاري. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرئ. وأخرجه النسائي في " الكبرى " (2061) ، وابن حبان (3028) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. وانظر (139) . (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن هبيرة، فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، حيوة: هو ابن شريح المصري، وبكر بن عمرو: هو المعافري المصري، وأبو تميم الجيشاني: هو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم. وأخرجه عبد بن حميد (10) ، وأبو يعلى (247) ، وابن حبان (730) ، والحاكم 4 / 318، وأبو نعيم في " الحلية " 10 / 69 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي في تلخيص المستدرك. وأخرجه ابن المبارك في " الزهد " (559) عن حيوة بن شريح، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه الطيالسي (51) و (139) ، والترمذي (2344) ، وأبو نعيم 10 / 69، والقضاعي في " مسند الشهاب " (1444) ، والبغوي في " شرح السنة ". (4108) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وانقلب أسناد هذا الحديث على البزار أو شيخه فيه - فقال: حدينا بشر بن آدم، قال: حدينا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة، عن ابن هبيرة، عن بكر بن عمرو، عن أبي تميم الجيشاني، به، ثم قال: هذا الحديث لا نعلم رواه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا عمر بن الخطاب بهذا الإسناد، وأحسب أن بكر بن عمرو لم يسمع من أبي تميم! = الحديث: 205 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 206 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ (1) ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ شَرِيكٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ الْقَدَرِ وَلا تُفَاتِحُوهُمْ " (2) . وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَرَّةً: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 207 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيِّ أَبِي عُمَرَ (3) ، قَالَ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ عُبَيْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ ابْنِ السِّمْطِ: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ عُمَرَ إِلَى ذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَصْنَعُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4) .   = وسيأتي برقم (370) و (373) . وقوله: " تغدو خِماصاً ... إلخ "، أي: تغدو بكرة وهي جِياع، وتروج عِشاءً وهي ممتلئة الأجواف. " النهاية " 2 / 80. (1) تحرف في (م) إلى: سعيد بن أيوب. (2) إسناده ضعيف لجهالة حكيم بن شريك الهذلي. وأخرجه أبو داود (4710) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم (330) ، وأبو يعلى (245) و (246) ، وابن حبان (79) ، والحاكم 1 / 85، والبيهقي 10 / 204 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، به. وعلقه البخاري في " التاريخ الكبير " 3 / 15 فقال: وقال عبد الله بن يزيد، فذكره. وأخرجه أبو داود (4720) من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وأخرجه أبو داود (4720) أيضا من طريقين عن عمرو بن دينار، به. (3) تحرف في (م) إلى: الهمداني عن ابن عمر رضي الله عنه. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (198) . الحديث: 206 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 208 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، أَخْبَرَنَا (1) عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ أَبُو زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ ثَلاثُ مِائَةٍ وَنَيِّفٌ، وَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَإِذَا هُمْ أَلْفٌ وَزِيَادَةٌ، فَاسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، وَعَلَيْهِ رِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ أَيْنَ مَا وَعَدْتَنِي؟ اللهُمَّ أَنْجِزْ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلامِ، فَلا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا " قَالَ: فَمَا زَالَ يَسْتَغِيثُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَدْعُوهُ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَرَدَّاهُ ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَذَاكَ (2) مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُئِذٍ، وَالْتَقَوْا، فَهَزَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُشْرِكِينَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، فَاسْتَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ وَعَلِيًّا وَعُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَؤُلاءِ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةُ وَالْإِخْوَانُ، فَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمُ الْفِدْيَةَ، فَيَكُونُ مَا أَخَذْنَا مِنْهُمْ قُوَّةً لَنَا عَلَى الْكُفَّارِ، وَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ فَيَكُونُونَ لَنَا عَضُدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ مَا أَرَى مَا رَأَى أَبُو بَكْرٍ،   (1) في (ص) : حدثنا. (2) في (م) و (ق) و (ص) : كفاك، وهما بمعنى. الحديث: 208 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَنِي (1) مِنْ فُلانٍ - قَرِيبًا (2) لِعُمَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنَ حَمْزَةَ مِنْ فُلانٍ، أَخِيهِ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، حَتَّى يَعْلَمَ اللهُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ، هَؤُلاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَأَئِمَّتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ، فَهَوِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ. فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ، قَالَ عُمَرُ: غَدَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ وَأَبُو بَكْرٍ وَإِذَا هُمَا يَبْكِيَانِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مَاذَا يُبْكِيكَ أَنْتَ وَصَاحِبَكَ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنَ الْفِدَاءِ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُكُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ " - لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ - وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} إِلَى (3) : {لَوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} [الأنفال: 67 - 68] مِنَ الْفِدَاءِ، ثُمَّ أُحِلَّ لَهُمُ الْغَنَائِمُ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ عُوقِبُوا بِمَا صَنَعُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ، وَفَرَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، وَسَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ، وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ   (1) في (س) و (ص) : تمكني. (2) في (ح) وحاشية (س) : قريب. (3) لفظة: إلى، ليست في (ق) . وفي (م) : إلى قوله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165] بِأَخْذِكُمُ الْفِدَاءَ (1) . 209 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، قَالَ: فَقُلْتُ لِنَفْسِي: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، نَزَرْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْكَ، قَالَ: فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي فَتَقَدَّمْتُ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ، قَالَ: فَإِذَا أَنَا بِمُنَادٍ يُنَادِي: يَا عُمَرُ، أَيْنَ عُمَرُ؟ قَالَ: فَرَجَعْتُ، وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَزَلَتْ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ سُورَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ   (1) إسناده حسن، رجاله رجال الصحيح. أبو نوح: اسمه عبد الرحمن بن غزوان الضبي، وقُراد لقب له. وأخرجه أبو داود (2690) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. مختصراً. وأخرجه ابن أبي شيبة 10 / 350 و14 / 365 - 366، ويعقوب بن شيبة في " مسند عمر " ص 63 - 64، وأبو عوانة 4 / 157 من طريق أبي نوح قُراد، به، وحسن يعقوب بن شيبة إسناده. وأخرجه عبد بن حميد (31) ، ومسلم (1763) ، ويعقوب بن شيبة ص 57 - 58 و58 - 60 و60 - 62، والترمذي (3081) ، والبزار (196) ، والبيهقي 9 / 189 و10 / 44، وأبو عوانة 4 / 152 و155 و156، وابن حبان (4793) ، والبيهقي في " السنن " 6 / 321 وفي " الدلائل " 3 / 51 - 52، وأبو نعيم في " الدلائل " (408) من طرق عن عكرمة بن عمّار، به. وقد سقط من المطبوع من " دلائل أبي نعيم ": ابنُ عباس. وسيأتي برقم (221) . والرباعية: هي السن التي بين الثنية والناب. والبيضة: هي خوذة الحديد نوضمع على الرأس، من آلات الحرب. الحديث: 209 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 1 - 2] (1) . 210 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ، قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِطَعَامٍ، فَدَعَا إِلَيْهِ رَجُلًا، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: وَأَيُّ الصِّيَامِ تَصُومُ؟ لَوْلا كَرَاهِيَةُ أَنْ أَزِيدَ أَوْ أَنْقُصَ لَحَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَهُ الْأَعْرَابِيُّ بِالْأَرْنَبِ، وَلَكِنْ أَرْسِلُوا إِلَى عَمَّارٍ، فَلَمَّا جَاءَ عَمَّارٌ، قَالَ: أَشَاهِدٌ أَنْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ (2) جَاءَهُ الْأَعْرَابِيُّ بِالْأَرْنَبِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ بِهَا دَمًا، فَقَالَ: " كُلُوهَا " قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: " وَأَيُّ الصِّيَامِ تَصُومُ؟ " قَالَ: أَوَّلَ الشَّهْرِ وَآخِرَهُ، قَالَ: " إِنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُمِ الثَّلاثَ عَشْرَةَ، وَالْأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَالْخَمْسَ عَشْرَةَ " (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان، فمن رجال البخاري. وأخرجه النسائي في " الكبرى " (11499) ، والبزار (265) من طريق أبي نوح قراد، بهذا الإسناد. وهو في " موطأ مالك " 1 / 203 - 204. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (4177) و (4833) و (5012) ، والترمذي (3262) ، والبزار (264) ، وأبو يعلى (148) ، وابن حبان (6409) ، والبيهقي في " دلائل النبوة " 4 / 154، وابن عبد البر في " التمهيد " 3 / 264 - 265، والبغوي في " التفسير " 4 / 187 - 188. وقوله: نزرت، أي: ألححت عليه في المسألة. (2) في (ق) : لما. (3) حسن بشواهده وهذا إسناد ضعيف، المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله = الحديث: 210 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 211 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عَامِرٌ عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ، قَالَ: لَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ، فَقَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = ابن عتبة، وكان قد اختلط، ورواية أبي النضر - وهو هاشم بن القاسم - عنه بعد الاختلاط، وحكيم بن جبير ضعيف، لكنه توبع، وابن الحوتكية: هو يزيد بن الحوتكية التميمي، لم يرو عنه سوى موسى بن طلحة. وأخرجه الطيالسي (44) عن المسعودي، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (136) ، والنسائي في " الكبرى " (4823) من طريق حكيم بن جبير ومحمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة - زاد النسائي: وعمرو بن عثمان - ثلاثتهم عن موسى بن طلحة، به. وذكروا فيه أبا ذر مكان " عمار ". وأخرجه كذلك عبد الرزاق (7874) ، وابن خزيمة (2127) من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن موسى بن طلحة، به. وسيأتي عند أحمد 5 / 150 من حديث أبي ذر بقصة الصيام فقط. وأخرجه النسائي (2734) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، قال: قال أُبي: جاء أعرابي إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أرنب ... فجعله من مسند أُبي، ثم قال النسائي: الصواب: " عن أبي ذر " ويشبه أن يكون وقع من الكتاب " ذر " فقيل: " أبي " والله أعلم. وأخرجه أبو يعلى (185) من طريق الحجاج بن أرطأة، عن موسى بن طلحة، به. ولم يسم الرجل الذي شهد مع عمر القصة. وأخرجه النسائي (2735) و (2736) من طريق طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً. وفي الباب عن أبي هريرة بإسناد صحيح، وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى في مسنده عند أحمد 2 / 336. الحديث: 211 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 يَقُولُ: " الْأَجْدَعُ شَيْطَانٌ " وَلَكِنَّكَ مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ عَامِرٌ: فَرَأَيْتُهُ فِي الدِّيوَانِ مَكْتُوبًا: مَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: هَكَذَا سَمَّانِي عُمَرُ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (2) . 212 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ (3) بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْعَزْلِ عَنِ الْحُرَّةِ إِلَّا بِإِذْنِهَا (4) .   (1) في (ق) : عمر بن الخطاب. (2) إسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد. أبو عَقيل: هو عبد الله بن عَقيل الثقفي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8 / 665، وأبو داود (4957) ، وابن ماجه (3731) ، والبزار (319) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (318) من طريق جنيد بن أبي وهرة، عن مجالد، به. وذكره الدارقطني في " العلل " 2 / 220 وقال: يرويه جابر الجعفي عن الشعبي، عن مسروق، عن عمر قوله، وخالفه مجالد فرفعه وزاد فيه: حدثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الأجدع شيطان. (3) تحرف في (ص) إلى: حدثنا أبو إسحاق. (4) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ. وأخرجه ابن ماجه (1928) ، ويعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ " 1 / 385 ومن طريقه البيهقي 7 / 231 من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وقد تصحف في المطبوع من ابن ماجه " محرر " إلى " مُحَرِّز ". وتحرف في البيهقي إسحاق بن عيسى إلى " إسحاق بن حسن " وفي نسخة كما أشار محققوه إلى " إسحاق بن حسين ". = الحديث: 212 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 213 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: لَئِنْ عِشْتُ إِلَى هَذَا الْعَامِ الْمُقْبِلِ، لَا يُفْتَحُ لِلنَّاسِ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا بَيْنَهُمْ كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ (1) . 214 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ، فَحَلَفْتُ: لَا وَأَبِي،   = وانظر " العلل " 2 / 93 الدارقطني. وأخرج ابن أبي شيبة 4 / 222 من طريقين عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن سوار الكوفي، عن عبد الله بن مسعود قال: تستأمر الحرة ويعزل عن الأمة. وأخرج عبد الرزاق (14562) والبيهقي 7 / 231 من طريق سفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن عطاء، عن ابن عباس قال: تستأمر الحرة في العزل ولا تستأمر الأمة. وأخرج البيهقي 7 / 231 من طريق أبي معاوية، عن أبي عرفجة، عن عطية العوفي، عن ابن عمر قال: يعزل عن الأمة وتستأمر الحرة. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعد، فمن رجال مسلم، وهو حسنُ الحديث. وأخرجه يحيى بن آدم في " الخراج " (106) ، وأبو يعلى (224) من طريق ابن المبارك، عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه حميد بن زنجويه في " الأموال " (222) ، والبخاري (4235) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، به. وسيأتي برقم (284) . الحديث: 213 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 فَهَتَفَ بِي رَجُلٌ (1) مِنْ خَلْفِي، فَقَالَ: " لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " فَإِذَا هُوَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) . 215 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: لَئِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللهُ، لَأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ (3) . 216 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ (4) .   (1) في (ق) وعلى حاشية (س) و (ص) : هاتف. (2) صحيح لغيره، وانظر ما بقدم برقم (116) . وأخرجه البزار (203) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (15925) عن إسرائيل، به. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، وقد صرح بالسماع من جابر عند غير أحمد، والحديث بهذا الإسناد عند غير أحمد مرفوع. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو المصري، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس. وأخرجه أبو داود (3031) عن أحمد بن حنبل بهذا الإسناد. مرفوعاً. وأخرجه البزار (229) ، والحاكم 4 / 274 من طريق أبي أحمد الزبيري، به. وأخرجه الترمذي (1606) ، والنسائي في " الكبرى " (8686) ، والطحاوي في " مشكل الآثار " 4 / 12 من طرق عن سفيان، به. وانظر (201) . (4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - وعاصمِ بن عُبيد الله، وعبيدُ الله بن عاصم بن عمر والد عاصم لم يُدرك جده عمر. = الحديث: 215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 217 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سَلَّامٌ - يَعْنِي أَبَا الْأَحْوَصِ - عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ الْمَعْرُورِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَنَحْنُ مَعَهُ: الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَإِذَا (1) اشْتَدَّ الزِّحَامُ فَلْيَسْجُدِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ (2) عَلَى ظَهْرِ أَخِيهِ. وَرَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: صَلُّوا فِي الْمَسْجِدِ (3) . 218 - قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: زُهَيْرٍ (4) ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ:   = وأخرجه الطيالسي (14) عن شريك، عن عاصم بن عبيد الله، عن رجل، عن ابن عمر، عن عمر. وقد تقدم برقم (128) . (1) في (ص) : فإن. (2) لفظة: " منكم " ليست في (ق) . (3) حديث صحيح، سيار بن معرور - وإن لم يرو عنه غير سماك، ولم يوثقه غير ابن حبان 4 / 334 - قد توبع. وهو في " مسند الطيالسي " (70) ومن طريقه أخرجه البيهقي 3 / 182 - 183. وأخرجه ابن حزم في " المحلى " 4 / 84، والبيهقي 3 / 183 من طريقين عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن المسيح بن رافع، عن زيد بن وهب، أن عمر قال: إذا اشتد الحر، فليسجد على ثوبه، وإذا اشتد الزحام، فليسجد أحدكم على ظهر أخيه. وهذا إسناد صحيح. وفي الباب عن ابن عمر عند البيهقي 3 / 182 بلفظ: صلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأ بالنجم، فسجدنا فأطال السجود وكثر الناس فصلى بعضهم على ظهر بعض. وسنده ضعيف. (4) تحرف في (م) إلى: يحيى بن سعيد بن زهير. الحديث: 217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 أَنَّهُ حَجَّ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَتَاهُ أَشْرَافُ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا أَصَبْنَا رَقِيقًا وَدَوَابَّ، فَخُذْ مِنْ أَمْوَالِنَا صَدَقَةً تُطَهِّرُنَا بِهَا، وَتَكُونُ لَنَا (1) زَكَاةً، فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ لَمْ يَفْعَلْهُ اللَّذَانِ كَانَا مِنْ قَبْلِي، وَلَكِنِ انْتَظِرُوا حَتَّى أَسْأَلَ الْمُسْلِمِينَ (2) . 219 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ وَمُؤَمَّلٌ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَئِنْ عِشْتُ لَأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، حَتَّى لَا أَتْرُكَ فِيهَا إِلَّا مُسْلِمًا " (3) . 220 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - (4) أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ   (1) لفظة: " لنا " ليست في (ص) . (2) حديث صحيح، زهير: هو ابن معاوية، روى عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي بعد ما تغيَّر، لكنه تُوبع. وقد تقدم برقم (82) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير صرَّح بالسماع عند غير أحمد، ومؤمَّل - وهو ابن إسماعيل - وإن كان سيئ الحفظ، تابعه روحُ بنُ عبادة وهو ثقة احتج به الشيخان. وأخرجه مسلم (1767) ، والطحاوي في " شرح مشكل الآثار " 4 / 2، والبيهقي 9 / 207 - 208 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (3753) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، به. وانظر (201) . (4) قوله: " يعني ابن المبارك " ليس في (ب) و (ح) و (س) . الحديث: 219 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَقَدْ بَلَغَ بِهِ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَنْ فَاتَهُ شَيْءٌ مِنْ وِرْدِهِ - أَوْ قَالَ: مِنْ حِزْبِهِ - مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأَهُ مَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ إِلَى الظُّهْرِ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنْ لَيْلَتِهِ " (1) .   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فقد روى له ابن ماجه وهو ثقة. وهو في " الزهد " لابن المبارك (1247) . وأخرجه الدارمي (1477) ، ومسلم (747) ، وأبو داود (1313) ، وابن ماجه (1343) ، والترمذي (581) ، والنسائي 3 / 259، وأبو عوانة 2 / 271، وابن حبان (2643) ، والبيهقي 2 / 484 و485، والبغوي (985) من طرق عن يونس بن يزيد، بهذا الاسناد. وأخرجه أبو عوانة 2 / 271 من طريق عُقيل بن خالد، عن الزهري، به. وأخرجه النسائي 3 / 259 - 260 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، به. بإسقاط السائب بن يزيد وعبيد الله. وأخرجه موقوفاً على عمر: مالك في " الموطأ " 1 / 200 عن داود بن الحصين، عن الأعرج، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، عن عمر قال: من فاته حزبه من الليل، فقرأه حين تزول الشمس، إلى صلاة الظهر، فانه لم يفته، أو كأنه أدركه. ومن طريق مالك أخرجه النسائي 3 / 260، والبيهقي 2 / 484 و485. قال ابن عبد البر - فيما نقله عنه الزرقاني 2 / 9 -: " هذا وهم من داود، لأن المحفوظ من حديث ابن شهاب، عن السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري، عن عمر: من نام عن حزبه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل، ومن أصحاب ابن شهاب من رفعه عنه بسنده عن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا عند العلماء أولى بالصواب من رواية داود حين جعله من زوال الشمس إلى صلاة الظهر، لأن ذلك وقت ضيق قد لا يسع الحزبَ، ورُبَّ رجل حِزبُه نصفُ القرآن، أو ثلثه، أو ربعُه، ونحوه، لأنَّ ابن شهاب أتقنُ حفظاً، وأثبت نقلاً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 221 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ أَبُو زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ ثَلاثُ مِائَةٍ وَنَيِّفٌ، وَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَإِذَا هُمْ أَلْفٌ وَزِيَادَةٌ، فَاسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيهُ، وَعَلَيْهِ رِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ (1) ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ أَيْنَ مَا وَعَدْتَنِي؟ اللهُمَّ أَنْجِزْ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلامِ فَلا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا " قَالَ: فَمَا زَالَ يَسْتَغِيثُ رَبَّهُ، وَيَدْعُوهُ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ [فَرَدَّاهُ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَذَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ] . وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُئِذٍ، وَالْتَقَوْا فَهَزَمَ اللهُ الْمُشْرِكِينَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلًا، فَاسْتَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ وَعَلِيًّا وَعُمَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةُ وَالْإِخْوَانُ، فَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ (2) ، فَيَكُونُ مَا أَخَذْنَا مِنْهُمْ قُوَّةً لَنَا عَلَى الْكُفَّارِ، وَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ فَيَكُونُونَ لَنَا عَضُدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ " فَقَالَ: قُلْتُ: وَاللهِ مَا أَرَى مَا رَأَى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَنِي مِنْ فُلانٍ - قَرِيبٍ لِعُمَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنَ حَمْزَةَ مِنْ فُلانٍ أَخِيهِ فَيَضْرِبَ   (1) لفظة: " وإزاره " ليست في (ص) . (2) في (ق) وحاشية (ص) : الفدية. الحديث: 221 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 عُنُقَهُ، حَتَّى يَعْلَمَ اللهُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ، هَؤُلاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَأَئِمَّتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ. فَهَوِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَهْوَ مَا قُلْتُ، فَأَخَذَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، قَالَ عُمَرُ: غَدَوْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ قَاعِدٌ وَأَبُو بَكْرٍ، وَإِذَا هُمَا يَبْكِيَانِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مَاذَا يُبْكِيكَ أَنْتَ وَصَاحِبَكَ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنَ الْفِدَاءِ، وَلَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُكُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ " - لِشَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ - وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67] إِلَى قَوْلِهِ: {لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} [الأنفال: 68] مِنَ الْفِدَاءِ، ثُمَّ أُحِلَّ لَهُمُ الْغَنَائِمُ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ عُوقِبُوا بِمَا صَنَعُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ، وَفَرَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، وَسَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ} [آل عمران: 165] إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165] (1) بِأَخْذِكُمُ الْفِدَاءَ. 222 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ   (1) إسناده حسن، رجاله رجال الصحيح. وهو مكرر (208) . وهذا الحديث لم يرد في (ظ 11) و (ب) و (ح) ، وهي نسخ قديمة. الحديث: 222 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ الْمَرْأَتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّتَيْنِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حَتَّى حَجَّ عُمَرُ وَحَجَجْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَدَلَ عُمَرُ وَعَدَلْتُ مَعَهُ بِالْإِدَاوَةِ، فَتَبَرَّزَ ثُمَّ أَتَانِي، فَسَكَبْتُ عَلَى يَدَيْهِ فَتَوَضَّأَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّتَانِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} ؟ فَقَالَ عُمَرُ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! - قَالَ الزُّهْرِيُّ: كَرِهَ، وَاللهِ، مَا سَأَلَهُ عَنْهُ وَلَمْ يَكْتُمْهُ عَنْهُ - قَالَ: هِيَ (1) حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ. قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ يَسُوقُ الْحَدِيثَ، قَالَ: كُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ قَوْمًا نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ، قَالَ: وَكَانَ مَنْزِلِي فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ بِالْعَوَالِي، قَالَ: فَتَغَضَّبْتُ (2) يَوْمًا عَلَى امْرَأَتِي، فَإِذَا هِيَ تُرَاجِعُنِي، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي، فَقَالَتْ: مَا تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ، فَوَاللهِ إِنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ، وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ، فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: أَتُرَاجِعِينَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاكُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قُلْتُ: قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْكُنَّ، وَخَسِرَ، أَفَتَأْمَنُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللهُ عَلَيْهَا لِغَضَبِ رَسُولِهِ،   (1) على حاشية (ص) : هما. (2) في (ق) : فغضبت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ؟ لَا تُرَاجِعِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَسْأَلِيهِ شَيْئًا (1) ، وَسَلِينِي مَا بَدَا لَكِ، وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْسَمَ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكِ - يُرِيدُ عَائِشَةَ -. قَالَ: وَكَانَ لِي جَارٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَنْزِلُ يَوْمًا، وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَيَأْتِينِي بِخَبَرِ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ، وَآتِيهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ، قَالَ: وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِتَغْزُوَنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي يَوْمًا، ثُمَّ أَتَانِي عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي، ثُمَّ نَادَانِي فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. فقُلْتُ:وَمَاذَا، أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَطْوَلُ، طَلَّقَ الرَّسُولُ نِسَاءَهُ. فَقُلْتُ: قَدْ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ، قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ هَذَا كَائِنًا. حَتَّى إِذَا صَلَّيْتُ الصُّبْحَ شَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، ثُمَّ نَزَلْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ: أَطَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: لَا أَدْرِي، هُوَ هَذَا مُعْتَزِلٌ فِي هَذِهِ الْمَشْرُبَةِ. فَأَتَيْتُ غُلَامًا لَهُ أَسْوَدَ، فَقُلْتُ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ الْغُلَامُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمِنْبَرَ، فَإِذَا عِنْدَهُ رَهْطٌ جُلُوسٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَأَتَيْتُ الْغُلَامَ فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ عَلَيَّ (2) ، فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ. فَخَرَجْتُ فَجَلَسْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَجِدُ، فَأَتَيْتُ الْغُلَامَ فَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: قَدْ ذَكَرْتُكَ لَهُ فَصَمَتَ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا، فَإِذَا الْغُلَامُ يَدْعُونِي، فَقَالَ: ادْخُلْ، فَقَدْ أَذِنَ لَكَ. فَدَخَلْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَى   (1) لفظة: " شيئا " ليست في (ص) . (2) في (ص) : إلي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى رَمْلِ حَصِيرٍ - وحَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ فِي حَدِيثِ صَالِحٍ قَالَ: رُمَالِ حَصِيرٍ - قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقُلْتُ: أَطَلَّقْتَ يَا رَسُولَ اللهِ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ (1) رَأْسَهُ إِلَيَّ وَقَالَ: " لَا " فَقُلْتُ: اللهُ أَكْبَرُ، لَوْ رَأَيْتَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ قَوْمًا نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِنْ نِسَائِهِمْ، فَتَغَضَّبْتُ عَلَى امْرَأَتِي يَوْمًا فَإِذَا هِيَ تُرَاجِعُنِي، فَأَنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي، فَقَالَتْ: مَا تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ؟ فَوَاللهِ إِنَّ أَزْوَاجَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ، وَتَهْجُرُهُ إِحْدَاهُنَّ الْيَوْمَ إِلَى اللَّيْلِ. فَقُلْتُ: قَدْ خَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُنَّ وَخَسِرَ، أَفَتَأْمَنُ إِحْدَاهُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللهُ عَلَيْهَا لِغَضَبِ رَسُولِهِ (2) ، فَإِذَا هِيَ قَدْ هَلَكَتْ؟ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَدَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ، فَقُلْتُ: لَا يَغُرُّكِ (3) أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هِيَ أَوْسَمَ وَأَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكِ، فَتَبَسَّمَ أُخْرَى، فَقُلْتُ: أَسْتَأْنِسُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". فَجَلَسْتُ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فِي الْبَيْتِ، فَوَاللهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ إِلَّا أَهَبَةً (4) ثَلَاثَةً، فَقُلْتُ: ادْعُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى أُمَّتِكَ، فَقَدْ وُسِّعَ عَلَى فَارِسَ وَالرُّومِ، وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللهَ. فَاسْتَوَى جَالِسًا، ثُمَّ قَالَ: " أَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ.   (1) في (ص) : فرفع رسول الله. (2) في (ق) و (ص) : رسول الله. (3) على حاشية (س) و (ص) : لا يغرنك. (4) في (م) : أهباً. والأهبة: الجلود قبل الدباغ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 وَكَانَ أَقْسَمَ أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ شَهْرًا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ، حَتَّى عَاتَبَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (1) . 223 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1479) (34) ، والترمذي (2461) و (3318) ، وأبو يعلى (222) ، وابن حبان (4268) ، والبيهقي 5 / 37 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري 28 / 161 - 162 من طريق ابن ثور، عن معمر، به. وأخرجه البخاري (89) و (2468) و (5191) ، والبزار (206) ، والنسائي 4 / 137 من طرق عن الزهري، به. وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (835) ، ومسلم (1479) ، وابن ماجه (4153) ، والترمذي (2691) ، والبزار (160) و (211) ، وأبو يعلى (164) ، والطبري 28 / 162، وابن خزيمة (1921) و (2178) من طرق عن ابن عباس، به. وسيأتي برقم (339) . وقوله: المشرُبة - بالضم والفتح -: الغُرفة والعِلِّية. وقوله: " رُمَال حصير " قال ابن الأثير في " النهاية " 2 / 265: الرُّمال: ما رُمِل أي: نُسج، وهو جمع رَمْل، والمراد أنه كان السرير قد نُسج وجهه بالسَّعَف، ولم يكن على السرير وِطاءٌ سوى الحصير. وقوله: " أستأنس "، أي: أزيد في الكلام لزيادة المؤانسة، قال النووي رحمه الله تعالى: وفيه أن الإنسان إذا رأى صاحبه مهموماً وأراد إزالة همِّه ومؤانسته بما يشرح صدره ويزيل همه، ينبغي له أن يستأذنه في ذلك كما فعل عمر، ولآنه قد يأتي بالكلام بما لا يُوافق. الحديث: 223 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 الْوَحْيُ يُسْمَعُ عِنْدَ وَجْهِهِ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، فَمَكَثْنَا سَاعَةً، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ زِدْنَا وَلا تَنْقُصْنَا، وَأَكْرِمْنَا وَلا تُهِنَّا، وَأَعْطِنَا وَلا تَحْرِمْنَا، وَآثِرْنَا وَلا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وَارْضَ عَنَّا وَأَرْضِنَا "، ثُمَّ قَالَ: " لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ عَشْرُ آيَاتٍ، مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ "، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} حَتَّى خَتَمَ الْعَشْرَ آيَاتٍ (1) . 224 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ:   (1) إسناده ضعيف لجهالة يونس بن سُليم، ولم يرو عنه غير عبد الرزاق وتكلم فيه، ولم يعتمده في الرواية. وأخرجه عبد بن حميد (15) ، والنسائي في " الكبرى " (1439) ، والعقيلي في " الضعفاء " 4 / 460، والحاكم في " المستدرك " 2 / 392، والبغوي في " شرح السنة " (1376) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. قال النسائي: هذا حديث منكر، لا نعلم أحداً رواه غير يونس بن سُليم، ويونس بن سُليم لا نعرفه، والله أعلم، وقال العقيلي: يونس بن سليم لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به، ومع ذلك فقد حسنه البغوي. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: سئل عبد الرزاق عن شيخه ذا (يعني يونس بن سليم) فقال: أظنه لا شيء. وهو في مصنف عبد الرزاق (6038) عن يونس بن سُليم الصنعاني، عن الزهري، به دون ذكر يونس بن يزيد، ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه الترمذي (3173) ، والبزار (301) . ثم ذكر الترمذي الحديث بإثبات يونس بن يزيد، ثم قال: هذا أصحُّ من الحديث الأول، سمعتُ إسحاقَ بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق، عن يونس بن سُليم، عن يونس بن يزيد، عن الزهري هذا الحديثَ. الحديث: 224 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 أَنَّهُ شَهِدَ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَصَلَّى قَبْلَ أَنْ يَخْطُبَ بِلا أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا، فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ وَعِيدُكُمْ، وَأَمَّا الْآخَرُ، فَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ (1) . 225 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعْدٍ أَبِي عُبَيْدٍ (2) مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3) . 226 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ قَبَّلَ الْحَجَرَ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ (4) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد: اسمه سعد بن عبيد. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (5636) و (7879) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي 4 / 297. وأخرجه الترمذي (771) عن يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإسناد. وقال: حديث صحيح. وقد تقدم برقم (163) . (2) تحرف في (م) إلى: الزهري، عن سعيد، عن سعد بن أبي عبيد. (3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، وهو حسن الحديث إذا صرح بالسماع، وروى له مسلم في المتابعات. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن ساعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه أبو يعلى (232) من طريق يوَنس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع منه " سعد بن عبيد " إلى " سعيد بن عبيد ". وانظر ما قبله. (4) صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري، لكنه قد = الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 227 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (1) ، أَخْبَرَنِي سَيَّارٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ نَصْرَانِيًّا يُقَالُ لَهُ: الصُّبَيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، أَسْلَمَ، فَأَرَادَ الْجِهَادَ، فَقِيلَ لَهُ: ابْدَأْ بِالْحَجِّ، فَأَتَى الْأَشْعَرِيَّ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُهِلَّ بالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ (2) جَمِيعًا، فَفَعَلَ، فَبَيْنَا هُوَ يُلَبِّي إِذْ مَرَّ بِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَهَذَا (3) أَضَلُّ مِنْ بَعِيرِ أَهْلِهِ، فَسَمِعَهَا الصُّبَيُّ، فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمَ أَتَى عُمَرَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى يَقُولُ: وُفِّقْتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ (4) . 228 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ   = توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه عبد بن حُميد (26) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1864) ، ومسلم (1270) (249) ، والبزار (139) من طريق أيوب، عن نافع، به. وأخرجه مسلم (1270) (248) ، والنسائي في " الكبرى " (3919) ، وأبو يعلى (220) وابن خزيمة (2711) ، وابن الجارود (452) ، وابن حبان (3821) من طريق سالم، عن ابن عمر، به. وانظر (229) . (1) على حاشية (س) و (ص) : هاشم، وهو تحريف. (2) في (م) و (ق) : بالحج والعمرة. (3) في (ق) : هذا. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الصُّبي بن معبد - والحديث رواه أبو وائل عنه كما تقدم برقم (83) - فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي. هشيم: هو ابن بشير، وسيار: هو أبو الحكم، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. الحديث: 227 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 عَنْ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمُرُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ اللَّيْلَةَ، كَذَاكَ فِي الْأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنَا مَعَهُ (1) . 229 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: رَأَيْتُ الْأُصَيْلِعَ - يَعْنِي عُمَرَ - يُقَبِّلُ الْحَجَرَ وَيَقُولُ: إِنِّي لَأُقَبِّلُكَ، وَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَنْفَعُ وَلا تَضُرُّ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ لَمْ أُقَبِّلْكَ (2) . 230 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأَ " (3) . 231 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمٍ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم مطولاً برقم (175) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن سرجس، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن ماجه (2943) من طريقين عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (9033) ، والحميدي (9) ، ومسلم (1270) (250) ، والبزار (250) ، والنساءيي في " الكبرى " (3918) من طرق عن عاصم، به. وسيأتي برقم (361) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري. وقد تقدم برقم (94) . (4) تحرف في (ص) إلى: هاشم. الحديث: 229 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 عَنْ (1) عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ، وَغَابَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرْتَ " (2) . 232 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، (ح) وحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، الْمَعْنَى، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ: أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي؟ قَالَ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أَبْزَى. فقَالَ: وَمَا ابْنُ أَبْزَى؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِينَا. فَقَالَ عُمَرُ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى! فَقَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ، عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ قَاضٍ، فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ: " إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ " (3) .   (1) تحركت في (ق) إلى: بن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير، وعاصم: هو ابن عمر بن الخطاب. وأخرجه مسلم (1100) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (192) . (3) إسناداه صحيحان، الأول فيه أبو كامل - وهو مظفر بن مدرك الخراساني - ثقة روى له الترمذي والنسائي، ومن فوقه من رجال الشيخين. والإسناد الثاني على شرطهما. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (20944) إلا أن عنده عمرو بن واثلة، وعامر هذا يقال له: عمرو أيضاً. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (772) . وأخرجه مسلم (817) ، وابن ماجه (218) ، والبزار (249) ، والبغوي (1184) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. = الحديث: 232 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 233 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ: ابْسُطْ يَدَكَ حَتَّى أُبَايِعَكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنْتَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ " فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَا كُنْتُ لِأَتَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ رَجُلٍ أَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَؤُمَّنَا، فَأَمَّنَا حَتَّى مَاتَ (1) . 234 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِسْمَةً، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَغَيْرُ هَؤُلاءِ أَحَقُّ مِنْهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمْ خَيَّرُونِي بَيْنَ أَنْ يَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ، أَوْ يُبَخِّلُونِي فَلَسْتُ بِبَاخِلٍ " (2) . 235 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيَنَامُ (3) أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ،   = وأخرجه الدارمي (3365) ، ومسلم (817) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو البختري - واسمه سعيد بن فيروز - لم يدرك عمر. وأخرجه الحاكم 3 / 267 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد إلا أن عنده: " قال أبو بكر الصديق لأبي عبيدة ". وقال: صحيح، ورده الذهبي بالانقطاع. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سلمان بن ربيعة، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري. وقد تقدم برقم (127) . (3) وفي (م) و (ق) : هل ينام. الحديث: 233 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 وَيَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ " (1) . 236 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... مِثْلَهُ (2) . 237 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَإِنَّكُمْ لَتَفْعَلُونَ هَذَا؟ فَقَالَ سَعْدٌ: نَعَمْ. فَاجْتَمَعَا (3) عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَفْتِ ابْنَ أَخِي فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ عُمَرُ: كُنَّا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَمْسَحُ عَلَى خِفَافِنَا. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَإِنْ جَاءَ مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: نَعَمْ (4) ، وَإِنْ جَاءَ مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ. قَالَ نَافِعٌ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ يَمْسَحُ عَلَيْهِمَا مَا لَمْ يَخْلَعْهُمَا، وَمَا يُوَقِّتُ لِذَلِكَ وَقْتًا. فَحَدَّثْتُ بِهِ مَعْمَرًا، فَقَالَ: حَدَّثَنِيهِ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ مِثْلَهُ (5) .   (1) صحيح لغيره، عبد الله بن عمر العمري شيخ عبد الرزاق - وإن كان ضعيفاً - توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (1074) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة 1 / 277. لكن وقع في المطبوع من الأخير، وكذا في (م) و (س) : عبيد الله بن عمر. وقد تقدم الحديث برقم (94) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو مكرر رقم (94) . (3) في (ص) : فاجتمعنا. (4) لفظة " نعم " ليست في (ص) . (5) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (546) ، وابن خزيمة (184) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن = الحديث: 236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 238 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: صَرَفْتُ عِنْدَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَرِقًا بِذَهَبٍ، فَقَالَ: أَنْظِرْنِي حَتَّى يَأْتِيَنَا خَازِنُنَا مِنَ الْغَابَةِ. قَالَ: فَسَمِعَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: لَا وَاللهِ، لَا تُفَارِقُهُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ مِنْهُ صَرْفَهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالْوَرِقِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاءَ " (1) . 239 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: لَمَّا ارْتَدَّ أَهْلُ الرِّدَّةِ فِي زَمَانِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ يَا أَبَا بَكْرٍ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَدْ (2) عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ "؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهَا. قَالَ عُمَرُ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنَّ اللهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ (3) .   = أيوب، بهذا الإسناد. وانظر (87) و (88) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (14541) . وقد تقدم برقم (162) . (2) لفظة " فقد " ليست في (م) . (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين وهو مرسل، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة روايته عن عمر مرسلة. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (18718) ، وقد تقدم موصولاً برقم (117) . الحديث: 238 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 240 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: كُنْتُ فِي رَكْبٍ أَسِيرُ فِي غَزَاةٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَلَفْتُ، فَقُلْتُ: لَا وَأَبِي، فَنَهَرَنِي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي، وَقَالَ: " لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . 241 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَحْلِفُ بِأَبِي، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " قَالَ عُمَرُ: فَوَاللهِ مَا حَلَفْتُ بِهَا بَعْدُ ذَاكِرًا وَلا آثِرًا (2) . 242 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي الْحَرِيرِ فِي إِصْبَعَيْنِ (3) .   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، رواية سماك بن حرب عن عكرمة فيها اضطراب. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (15925) وقد تقدم برقم (116) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه أبو داود (3250) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (15922) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (9) ، ومسلم (1646) (2) ، والبزار (134) . وقد تقدم برقم (112) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد، وهو ثقة. خالد الأول: هو ابن عبد الله الواسطي الطحان، وشيخه: هو خالد بن مِهران الحذّاء، أبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي. وأخرجه ابن حبان (5454) من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الطحان = الحديث: 240 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 243 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بِأَشْيَاءَ يُحَدِّثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ فِيمَا كَتَبَ إِلَيْهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا هَكَذَا " وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ: السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (1) . قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: فَرَأَيْتُ أَنَّهَا أَزْرَارُ الطَّيَالِسَةِ حِينَ رَأَيْنَا الطَّيَالِسَةَ. 244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَيْهِ عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِقْصَارُ النَّاسِ الصَّلاةَ الْيَوْمَ، وَإِنَّمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101] ، فَقَدْ ذَهَبَ ذَاكَ الْيَوْمَ! فَقَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ " (2) .   = بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (92) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان. وأخرجه البخاري (5830) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2069) (13) من طريقين عن سليمان التيمي، به. وانظر ما قبله. والطيالسة: ضرب من الأكسية كانت تلبسها الأعاجم. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (1199) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (686) ، وأبو داود (1199) ، وأبو يعلى (181) ، وابن خزيمة = الحديث: 243 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 245 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ يُحَدِّثُ، فَذَكَرَهُ (1) . 246 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: إِنَّ آخِرَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ آيَةُ الرِّبَا، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ وَلَمْ يُفَسِّرْهَا، فَدَعُوا الرِّبَا وَالرِّيبَةَ (2) .   = (945) ، وابن حبان (2740) و (2741) ، والبيهقي 3 / 134 من طريق يحيى بن سعيد، به. وقد تقدم برقم (174) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (1200) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (4275) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو داود (1199) ، والترمذي (3034) . وانظر ما قبله. (2) حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، سعيد بن المسيب أدرك عمر ولم يسمع منه، ويحيى - وهو ابن سعيد القطان - سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط. وأخرجه ابن الضريس في " فضائل القرآن " (23) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (2276) ، والطبري 3 / 114 من طريقين عن ابن أبي عروبة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 6 / 563، والطبري 3 / 114 من طريق الشعبي، عن عمر، به. وسيأتي برقم (350) . وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (4544) : آخر آية نزلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آية الربا. وانظر " البرهان في علوم القرآن " 1 / 208 - 210، و" الإتقان " 1 / 35 - 38. الحديث: 245 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 247 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِالنِّيَاحَةِ عَلَيْهِ " (1) . 248 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " (2) . 249 - حَدَّثَنَا يَحْيَى (3) ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ، [وَأَنْ يَقُولَ قَائِلٌ:] (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (180) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم. وأخرجه أبو يعلى (155) و (158) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3 / 391، ومسلم (927) (16) ، والبزار (146) ، والبيهقي 4 / 71 من طريق محمد بن بشر، عن عبيد الله، به. وقد تحرف في المطبوع من ابن أبي شيبة " عبيد الله " إلى: عبد الله. وأخرجه عبد الرزاق (6692) عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به. وقد وقع عنده بالتكبير هكذا. (3) يحيى: هو ابن سعيد القطان، عن يحيى: هو ابن سعيد الأنصاري، وتحرف في (ق) إلى: يحيى بن يحيى. (4) ما بين حاصرتين ليس في الأصول التي بأيدينا، ولا يستقيم المعنى إلا به، وسيأتي الحديث من طريق سعيد بن المسيب نفسه برقم (302) وفي مصادر التخريج المذكورة في التعليق الآتي، وقد ثبتت فيها هذه الجملة. الحديث: 247 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللهِ، فَقَدْ رَأَيْتُ (1) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَجَمَ، وَقَدْ رَجَمْنَا (2) . 250 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاثٍ - أوْ وَافَقَنِي (3) رَبِّي فِي ثَلاثٍ - قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى؟ فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَدْخُلُ (4) عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَلَوْ أَمَرْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِجَابِ، فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ الْحِجَابِ، وَبَلَغَنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ بَعْضَ نِسَائِهِ، قَالَ: فَاسْتَقْرَيْتُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ فَجَعَلْتُ أَسْتَقْرِيهِنَّ وَاحِدَةً وَاحِدَةً: وَاللهِ لَئِنِ انْتَهَيْتُنَّ وَإِلَّا لَيُبَدِّلَنَّ اللهُ رَسُولَهُ خَيْرًا مِنْكُنَّ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، قَالَتْ: يَا عُمَرُ، أَمَا فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَعِظُ نِسَاءَهُ حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ تَعِظُهُنَّ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنْكُنَّ} (5) .   (1) في (ب) و (ح) و (ص) : رأيتم. (2) صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مالك في " الموطأ " 2 / 824 عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10 / 77، والترمذي (1431) من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، به. وسيأتي برقم (302) ، وانظر (391) . (3) في (م) و (ح) و (س) و (ص) : ووافقني، وما بين المعترضتين ليس في (ب) . (4) على حاشية (ق) : ليدخل. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (4483) و (4790) ومن طريقه البغوي في " التفسير " 1 / 113 من = الحديث: 250 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 251 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو ذِبْيَانَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: لَا تُلْبِسُوا نِسَاءَكُمُ الْحَرِيرَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنِ (1) النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ ". وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ عِنْدِهِ: وَمَنْ لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} (2) . 252 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ - فَذَكَرَ مَعْنَاهُ - قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بِطَلْحَةَ فَرَآهُ مُهْتَمًّا، قَالَ: لَعَلَّكَ سَاءَكَ (3) إِمَارَةُ ابْنِ عَمِّكَ - قَالَ: يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ - فَقَالَ: لَا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا الرَّجُلُ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَّا كَانَتْ نُورًا (4) فِي صَحِيفَتِهِ، أَوْ وَجَدَ لَهَا رَوْحًا عِنْدَ الْمَوْتِ "   = طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (157) . وقوله: " فاستقريتُ "، أي: تتبعت. (1) في (ص) : يحدث يقول: إن. وفي (م) و (س) : يحدث يقول: عن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو ذبيان: هو خليفة بن كعب التميمي. وأخرجه الطيالسي (43) ، وابن أبي شيبة 8 / 350، والبخاري (5834) ، ومسلم (2069) (11) ، والنسائي في " المجتبى " 8 / 200، وفي " الكبرى " (11343) له (363) ، والبغوي في " الجعديات " (1447) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد تقدم من غير هذا الطريق برقم (123) . (3) على حاشيتي (ق) و (ص) : ساءتك. (4) في (ص) : كانت له. الحديث: 251 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 قَالَ عُمَرُ: أَنَا أُخْبِرُكَ بِهَا، هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أَرَادَ بِهَا عَمَّهُ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. قَالَ: فَكَأَنَّمَا كُشِفَ عَنِّي غِطَاءٌ، قَالَ: صَدَقْتَ، لَوْ عَلِمَ كَلِمَةً هِيَ أَفْضَلُ مِنْهَا لَأَمَرَهُ بِهَا (1) . 253 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَيْهِ عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: طُفْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا كُنْتُ عِنْدَ الرُّكْنِ الَّذِي يَلِي الْبَابَ مِمَّا يَلِي الْحَجَرَ، أَخَذْتُ بِيَدِهِ لِيَسْتَلِمَ، فَقَالَ: أَمَا طُفْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتَهُ يَسْتَلِمُهُ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَانْفُذْ عَنْكَ (2) فَإِنَّ لَكَ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةً حَسَنَةً (3) . 254 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا شَقِيقٌ حَدَّثَنِي الصُّبَيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَغْلِبَ، قَالَ: كُنْتُ   (1) حديث صحيح بطرقه، عامر بن شراحيل الشعبي لم يدرك عمر، وقد تقدم موصولا برقم (187) . وجهالة الرجل في الإسناد الثاني لا تضر، فإن إسماعيل بن أبي خالد سمعه مرة أخرى من الشعبي كما صرح بذلك في السند الأول. (2) تحرف في (م) إلى: عندك. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وما قاله الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في إعلال هذا الحديث بأن الأحاديث الصحاح ثبت فيها أن رسول الله استلم الحجر وأن عمر رآه وروى عنه ذلك، ليس بشيء فإن المراد بالركن هنا الذي أمر عمر بعدم استلامه إنما هو الركنُ الغربي الذي يلي الأسودَ وهو الركن الشامي. وانظر " القِرى " للمحب الطبري ص 288. وأخرجه أبو يعلى (182) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (313) ، وانظر ما سيأتي برقم (512) . الحديث: 253 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 نَصْرَانِيًّا فَأَسْلَمْتُ، فَاجْتَهَدْتُ فَلَمْ آلُ، فَأَهْلَلْتُ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، فَمَرَرْتُ بِالْعُذَيْبِ عَلَى سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ وَزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَبِهِمَا جَمِيعًا؟ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: دَعْهُ، فَلَهُوَ أَضَلُّ مِنْ بَعِيرِهِ. قَالَ: فَكَأَنَّمَا بَعِيرِي عَلَى عُنُقِي، فَأَتَيْتُ عُمَرَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لِي عُمَرُ: إِنَّهُمَا لَمْ يَقُولا شَيْئًا هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . 255 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ لَيْلَةً، فَقَالَ لَهُ: " فَأَوْفِ بِنَذْرِكَ " (2) .   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الصُّبي بن معبد، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي وهو ثقة. شقيق: هو ابن سلمة. وقد تقدم برقم (83) . والعذيب: ماء بين القادسية والمغيثة، وهو من منازل حاج الكوفة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه أبو داود (3325) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1539) ، وابن الجارود (941) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 14 / 167، وعبد بن سعيد (40) ، والدارمي (2333) ، والبخاري (2042) ، ومسلم (1656) ، وابن ماجه (2129) ، والبزار (140) و (141) و (143) ، وأبو يعلى (254) ، والطحاوي 3 / 133، والبيهقي 10 / 76 من طرق عن عُبيد الله، به. وأخرجه ابن ماجه (1772) ، والنسائي 7 / 21 من طريق أيوب، عن نافع، به. وأخرجه البزار (142) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، به. وسيأتي برقم (4705) . الحديث: 255 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 256 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ صُبَيِّ بْنِ مَعْبَدٍ التَّغْلِبِيِّ، قَالَ: كُنْتُ حَدِيثَ عَهْدٍ بِنَصْرَانِيَّةٍ، فَأَرَدْتُ الْجِهَادَ أَوِ الْحَجَّ، فَأَتَيْتُ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي يُقَالُ لَهُ: هُدَيْمٌ (1) ، فَسَأَلْتُهُ، فَأَمَرَنِي بِالْحَجِّ، فَقَرَنْتُ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ... فَذَكَرَهُ (2) . 257 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عُمَرَ، قَالَ: صَلاةُ السَّفَرِ رَكْعَتَانِ، وَصَلاةُ الْأَضْحَى رَكْعَتَانِ، وَصَلاةُ الْفِطْرِ رَكْعَتَانِ، وَصَلاةُ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَانِ، تَمَامٌ غَيْرُ قَصْرٍ، عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) .   (1) في (ص) : هذيم. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الصُّبي بن معبد. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه أبو داود (1798) و (1799) ، والنسائي 5 / 146 و147، وابن خزيمة (3069) من طريقين عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (83) . (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ورواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر مرسلة، فهو لم يسمع منه، لكنَّه بيَّن الواسطة بينهما عند غير الإمام أحمد، وهو كعبُ بن عجرة، فصحَّ الإسنادُ بذكر كعب. وأخرجه أبو يعلى (241) ، وابن حبان (2783) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (48) و (136) ، وعبد الرزاق (4278) ، والنسائي 3 / 183، والطحاوي 1 / 421 من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 2 / 188 و447، وعبد بن حُميد (29) ، وابن ماجه (1063) ، والبزار (331) ، والنسائي 3 / 111 و118، والطحاوي 1 / 421، وأبو نعيم في " الحلية " 4 / 353 - 354، والبيهقي 3 / 199 - 200 من طرق عن زبيد، به. = الحديث: 256 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ زُبَيْدٌ مَرَّةً: أُرَاهُ عَنْ عُمَرَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الشَّكِّ. وقَالَ يَزِيدُ - يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ -: ابْنُ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ (1) . 258 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ وَجَدَ فَرَسًا كَانَ حَمَلَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ تُبَاعُ فِي السُّوقِ، فَأَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَهَا، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَهَاهُ وَقَالَ: " لَا تَعُودَنَّ فِي صَدَقَتِكَ " (2) .   وأخرجه ابن ماجه (1064) ، والنسائي في " الكبرى " (490) ، وابن خزيمة (1425) من طريق يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عبيد الإيامي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن عمر، به. قوله: " تمام غير قصر "، قال السندي: ظاهره مشكل في صلاة السفر، لقوله: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ} ، فإنه يدلُّ على القصر، إلا أن يقال: إذا وَجَبَ القصرُ صارت كأنها تمامٌ، فالحديث من أدلة وجوب القصر، لا يقال: الوجوب لا يوافق القرآن أيضاً، لأنا نقول: لفظة " لا جُناح " لا تنافي الوجوب كما في السعي ببن الصفا والمروة، وقد قال تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} ، وبالجملة فقد يقال: لا جناح في الواجب إذا زعم المخاطبُ، أو كان من شأنه أن يَزعُمَ الجناحَ. (1) قال الحافظ ابن حجر في " تهذيب التهذيب " 6 / 261 - 262: قال أبو خيثمة في " مسنده ": حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان الثوري، عن زبيد - وهو الإيامي - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: سمعت عمر يقول ... فذكر هذا الحديث. قال أبو خيثمة: تفرد به يزيد بن هارون فكذا، ولم يقل أحد: سمعت عمر غيره، ورواه يحيى بن سعيد وغير واحد عن سفيان عن زبيد عن عبد الرحمن عن الثقة عن عمر، ورواه شريك عن زبيد عن عبد الرحمن عن عمر، ولم يقل: سمعت. (2) إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ هشام بن سعد، فمن رجال = الحديث: 258 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 259 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ وَبِيَدِهِ عَسِيبُ نَخْلٍ، وَهُوَ يُجْلِسُ النَّاسَ، يَقُولُ: اسْمَعُوا لِقَوْلِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ يُقَالُ لَهُ: شَدِيدٌ، بِصَحِيفَةٍ فَقَرَأَهَا عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لِمَنْ فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، فَوَاللهِ مَا أَلَوْتُكُمْ. قَالَ قَيْسٌ: فَرَأَيْتُ عُمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ (1) . 260 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِمْرَانَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيذِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ وَالدُّبَّاءِ. فَلَقِيتُ ابْنَ عُمَرَ فَسَأَلْتُهُ، فَأَخْبَرَنِي - فِيمَا أَظُنُّ - عَنْ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ وَالدُّبَّاءِ - شَكَّ سُفْيَانُ -. قَالَ: فَلَقِيتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ وَالدُّبَّاءِ (2) .   = مسلم، وهو حسنُ الحديث. وأخرجه ابن ماجه (2390) ، وأبو يعلى (225) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (166) من طريق ابن نمير، عن هشام بن سعد، به. وقد تقدم برقم (166) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي خالد: هو إسماعيل، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه ابن أبي شيبة 14 / 573 عن وكيع، بهذا الإسناد. (2) حديث صحيح، مؤمَّل بن إسماعيل - وإن كان سيئ الحفظ - قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير عمران بن الحارث السلمي، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل. وقد تقدم برقم (185) . الحديث: 259 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 261 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ آدَمَ وَأَبِي مَرْيَمَ وَأَبِي شُعَيْبٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ بِالْجَابِيَةِ ... فَذَكَرَ فَتْحَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ (1) : فَحَدَّثَنِي أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ آدَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِكَعْبٍ: أَيْنَ تُرَى أَنْ أُصَلِّيَ؟ فَقَالَ: إِنْ أَخَذْتَ عَنِّي صَلَّيْتَ خَلْفَ الصَّخْرَةِ، فَكَانَتِ الْقُدْسُ كُلُّهَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَقَالَ عُمَرُ: ضَاهَيْتَ الْيَهُودِيَّةَ، لَا، وَلَكِنْ أُصَلِّي حَيْثُ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَقَدَّمَ إِلَى الْقِبْلَةِ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَبَسَطَ رِدَاءَهُ فَكَنَسَ الْكُنَاسَةَ فِي رِدَائِهِ، وَكَنَسَ النَّاسُ (2) . 262 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ - قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3)   (1) هوحماد بن سلمة. (2) إسناده ضعيف لضعف أبي سنان: وهو عيسى بن سنان الحنفي القسملي. وأورده ابن كثير في " مسند عمر " 1 / 160 عن أحمد وقال: هذا حديث حسن الإسناد، واختاره الحافظ الضياء في كتابه، وأبو سنان هذا: اسمه عيسى بن سنان الشامي الفلسطيني روى عنه جماعة وضعفه ابن معين وأحمد بن حنبل وأبو زرعة ووثقه بعضهم، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث، وروى له أهل السنن إلا النسائي. وأخرجه أبو عبيد في " الأموال " (430) عن الهيثم بن عمار العنسي قال: سمعت جدي عبد الله بن أبي عبد الله يقول: لما وَلي عمر بن الخطاب زار أهل الشام فنزل بالجابية ... ثم ذكر نحوه. (3) على حاشية (ص) : هو النخعي. الحديث: 261 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 عَنْ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَلالَةِ، فَقَالَ: " تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ " فَقَالَ: لَأَنْ أَكُونَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النَّعَمِ (1) . 263 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّهُ تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْسِلَ ذَكَرَهُ، وَيَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ (2) . 264 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَزَعَةَ (3) ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: يُعَذِّبُ اللهُ هَذَا الْمَيِّتَ بِبُكَاءِ هَذَا الْحَيِّ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا كَذَبْتُ عَلَى عُمَرَ، وَلا كَذَبَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4) . 265 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ الْقَرْثَعِ، عَنِ قَيْسٍ أَوِ ابْنِ قَيْسٍ - رَجُلٍ مِنْ جُعْفِيٍّ -   (1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن إبراهيم - وهو ابن يزيد النخعي - لم يدرك عمر. وانظر (186) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وقد يقدم برقم (94) . (3) قوله: " عن قزعة " سقط من (ص) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وفزعة: هو ابن يحيى البصري. وانظر تخريج الحديث (180) . الحديث: 263 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ وَأَبُو بَكْرٍ، عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَقْرَأُ، فَقَامَ فَتَسَمَّعَ (1) قِرَاءَتَهُ، ثُمَّ رَكَعَ عَبْدُ اللهِ، وَسَجَدَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ "، قَالَ: ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ". قَالَ: فَأَدْلَجْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ لِأُبَشِّرَهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا ضَرَبْتُ الْبَابَ - أَوْ قَالَ: لَمَّا سَمِعَ صَوْتِي - قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ لِأُبَشِّرَكَ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قَدْ سَبَقَكَ أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: إِنْ يَفْعَلْ فَإِنَّهُ (2) سَبَّاقٌ بِالْخَيْرَاتِ، مَا اسْتَبَقْنَا خَيْرًا قَطُّ إِلَّا سَبَقَنَا إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ (3) . 266 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ أَهْلُ الْيَمَنِ جَعَلَ عُمَرُ يَسْتَقْرِي الرِّفَاقَ، فَيَقُولُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ قَرَنٍ؟ حَتَّى أَتَى عَلَى قَرَنٍ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: قَرَنٌ، فَوَقَعَ زِمَامُ عُمَرَ، أَوْ زِمَامُ أُوَيْسٍ، فَنَاوَلَهُ - أَوْ نَاوَلَ (4) - أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، فَعَرَفَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أَنَا أُوَيْسٌ. فَقَالَ: هَلْ لَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ:   (1) على حاشيتي (ق) و (ص) : فسمع. (2) في (ق) : فهو. (3) إسناده صحيحَ. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والقرثع: هو القرثع الضبي، وقيس: هو ابن أبي قيس، واسم أبيه مروان. وقد تقدم برقم (175) . قوله: " فأدلجتُ "، يريد: بكَّرت بالمجيء إليه. (4) قوله: " أو ناول " لم يرد في (م) و (ق) . الحديث: 266 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 نَعَمْ. قَالَ: فَهَلْ كَانَ بِكَ مِنَ الْبَيَاضِ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَعَوْتُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَذْهَبَهُ عَنِّي إِلَّا مَوْضِعَ الدِّرْهَمِ مِنْ سُرَّتِي لِأَذْكُرَ بِهِ رَبِّي، قَالَ لَهُ عُمَرُ: اسْتَغْفِرْ لِي. قَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أُوَيْسٌ، وَلَهُ وَالِدَةٌ، وَكَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ الدِّرْهَمِ فِي سُرَّتِهِ ". فَاسْتَغْفَرَ لَهُ، ثُمَّ دَخَلَ فِي غِمَارِ النَّاسِ، فَلَمْ يُدْرَ أَيْنَ وَقَعَ، قَالَ: فَقَدِمَ الْكُوفَةَ، قَالَ: وَكُنَّا نَجْتَمِعُ فِي حَلْقَةٍ، فَنَذْكُرُ اللهَ، وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَنَا، فَكَانَ إِذَا ذَكَرَ هُوَ وَقَعَ حَدِيثُهُ مِنْ قُلُوبِنَا مَوْقِعًا لَا يَقَعُ حَدِيثُ غَيْرِهِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) . • 267 - حَدَّثَنَا [عَبْدُ اللهِ , حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ] (2) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد الحريري: هو ابن إياس، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة. وأخرجه مسلم (2542) (224) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 6 / 161 - 162، وابن أبي شيبة 12 / 153، ومسلم (2542) ، وأبو نعيم في " الحلية " 2 / 79 من طريق سليمان بن المغيرة، عن الجريري، به. وأخرجه مسلم (2542) (225) ، والبزار (342) ، وأبو نعيم 2 / 80 من طريق زرارة، عن أسير بن جابر، به. والبياض يعني: البرص. (2) ما بين الحاصرتين ليس في شيء من الأصول، وهي زيادة لا بد منها، فإنه لا يُعرف في الرواة من اسمُه عبد الملك بن أبي الشوارب، ولكن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ثم إنَّ هذا الأخيرَ من أقران الإمام أحمد بن حنبل، ولا يُعرف أن الإمام روى عنه شيئاً، والذي عُرف بالرواية عنه هو ابنُه عبد الله بن أحمد، والله تعالى أعلم. وهذا الإسناد لم يرد في ثلاث نسخ من أصولنا هي (ظ 11) و (ب) و (ح) ، وكذا لم يورده = الحديث: 267 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، [عَنِ عَلْقَمَةَ] ، عَنِ الْقَرْثَعِ، عَنْ قَيْسٍ، أَوِ ابْنِ قَيْسٍ - رَجُلٍ مِنْ جُعْفِيٍّ - عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عَفَّانَ (1) . 268 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا عَوَّلَتْ عَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَقَالَ: يَا حَفْصَةُ، أَمَا سَمِعْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ ". قَالَ: وَعَوَّلَ صُهَيْبٌ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْمُعَوَّلَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ (2) . 269 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ (3) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرِّشْكُ، عَنْ مُعَاذَةَ (4) ، عَنْ أُمِّ عَمْرٍو ابْنَةِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهَا سَمِعَتْ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ   = الحافظ ابن حجر في " أطراف المسند "، وإنما ذكر الإسناد المتقدم برقم (265) . وقد سقط من الإسناد أيضاً علقمة، وهو الواسطة بين إبراهيم وبين القرثع، وأثبتناه بين حاصرتين. (1) إسناده صحيح. وانظر الحديث المتقدم برقم (265) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (127) (21) ، والبيهقي 4 / 72 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (42) ، والبزار (219) ، وأبو يعلى (233) ، وابن حبان (3132) من طريق حماد، به. وانظر الحديث المتقدم برقم (180) . وعوَّلَتْ: رفعت صوتها بالبكاء. (3) قوله: " حدثنا عفان " سقط من (ق) . (4) تحرف في (م) إلى: معاذ. الحديث: 268 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَخْطُبُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا، فَلا يُكْسَاهُ فِي الْآخِرَةِ " (1) . 270 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ فِيهِمْ عُمَرُ - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا صَلاةَ بَعْدَ صَلاتَيْنِ: بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ " (2) . 271 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِمِثْلِ هَذَا: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ (3) . 272 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ: أَنَّ الْيَهُودَ قَالُوا لِعُمَرَ: إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ آيَةً لَوْ أُنْزِلَتْ (4) فِينَا لاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ حَيْثُ أُنْزِلَتْ، وَأَيَّ يَوْمٍ أُنْزِلَتْ، وَأَيْنَ رَسُولُ   (1) حديث صحيح وقد تقدم برقم (123) . عبد الواحد: هو ابن زياد، ويزيد الرشك: هو ابن أبي يزيد، ومعاذة: هي بنت عبد الله العدوية. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وقد تقدم برقم (110) وانظر ما بعده. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبان: هو ابن يزيد العطار، وهو مكرر (110) . (4) في (ق) : نزلت. الحديث: 270 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُنْزِلَتْ؛ أُنْزِلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ - قَالَ سُفْيَانُ: وَأَشُكُّ يَوْمَ جُمُعَةٍ أَوْ لَا - يَعْنِي: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] (1) . 273 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ، فَقَالَ: " بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قُلْتُ: بِإِهْلالٍ كَإِهْلالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هَلْ سُقْتَ مِنْ هَدْيٍ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " طُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حِلَّ ". فَطُفْتُ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِي فَمَشَّطَتْنِي، وَغَسَلَتْ رَأْسِي، فَكُنْتُ أُفْتِي النَّاسَ بِذَلِكَ بِإِمَارَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَإِمَارَةِ عُمَرَ، فَإِنِّي لَقَائِمٌ فِي الْمَوْسِمِ إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَأْنِ النُّسُكِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ كُنَّا أَفْتَيْنَاهُ فُتْيَا فَهَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَادِمٌ عَلَيْكُمْ، فَبِهِ فَاْئتَمُّوا، فَلَمَّا قَدِمَ قُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي قَدْ أَحْدَثْتَ فِي شَأْنِ النُّسُكِ؟ قَالَ: إِنْ نَأْخُذْ بِكِتَابِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ قَالَ: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196] ، وَإِنْ نَأْخُذْ   (1) إسناده صحيح على ضرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (4606) ، ومسلم (3017) (3) ، والطبري 6 / 82 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4407) عن محمد بن يوسف، عن سفيان، به. وقد تقدم برقم (188) . الحديث: 273 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 بِسُنَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ حَتَّى نَحَرَ الْهَدْيَ (1) . 274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ، وَيَقُولُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ (2) لَا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَ حَفِيًّا (3) . 275 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1221) (155) ، والنسائي 5 / 154 من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1559) عن محمد بن يوسف، عن سفيان، به. وأخرجه الطيالسي (67) و (516) ، والبخاري (1565) و (1724) و (1795) و (4346) و (4397) ، ومسلم (1221) (154) ، والنسائي 5 / 156 من طرق عن قيس بن مسلم، به. وسيأتي في مسند أبي موسى الأشعري رضي الله عنه 4 / 393 الطبعة الميمنية. (2) لفظة " حجر " ليست في (ص) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عبد الأعلى، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1271) ، والبزار (341) ، وأبو يعلى (189) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (34) ، وعبد الرزاق (9034) عن إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، به. وانظر (99) ، وسيأتي برقم (382) . (4) تحرف في (س) و (ق) و (ص) ، وكذا في المطبوع من مسند أحمد إلى " ابن = الحديث: 274 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 قَالَ عُمَرُ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ عُمَرَ -: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا لَا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى تُشْرِقَ الشَّمْسُ عَلَى ثَبِيرٍ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانُوا يَقُولُونَ: أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ - يَعْنِي: فَخَالَفَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ (1) . 276 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَا بِهَا، وَعَقَلْنَاهَا، وَوَعَيْنَاهَا، فَأَخْشَى أَنْ يَطُولَ بِالنَّاسِ عَهْدٌ، فَيَقُولُوا: إِنَّا لَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ، فَتُتْرَكَ فَرِيضَةٌ أَنْزَلَهَا اللهُ، وَإِنَّ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أَحْصَنَ (2) مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ، أَوِ الِاعْتِرَافُ (3) . 277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ   = إسحاق " وجاء على الصواب في (ب) و (ح) و" أطراف المسند " لابن حجر 1 ورقة 217، وفي جميع مصادر تخريج هذا الحديث والتي سبق ذكرها في رقم (84) . وانظر إسناد الحديث رقم (200) من هذا الكتاب. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ورواية سفيان الثوري عنه قبل تغيره. وقد تقدم برقم (84) . وثبير: جبل معروف بمكة على يسار الذاهب إلى مِنى من عرفة. (2) قوله: " إذا أحصن " ليس في (ص) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي. وقد تقدم برقم (154) . الحديث: 276 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي الصَّلاةِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا، فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ، فَذَهَبْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا. فَقَالَ: " اقْرَأْ " فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهَا مِنْهُ، فَقَالَ: " هَكَذَا أُنْزِلَتْ " ثُمَّ قَالَ لِي: " اقْرَأْ " فَقَرَأْتُ، فَقَالَ: " هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ " (1) . 278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ يَقُولُ: مَرَرْتُ بِهِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ ... فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2) . 279 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّعْدِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَلِي مِنْ أَعْمَالِ النَّاسِ أَعْمَالًا، فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعُمَالَةَ لَمْ تَقْبَلْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ.   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن بن عبد: هو القارِيّ. وهو في " موطأ مالك " 1 / 201. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2 / 183، والبخاري (2419) ، ومسلم (818) ، وأبو داود (1475) ، والنسائي 2 / 150، وابن حبان (741) ، والبغوي في " شرح السنة " (1226) . وسيأتي برقم (278) و (296) و (297) ، وانظر (158) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله. الحديث: 278 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 قَالَ: فَمَا تُرِيدُ إِلَى ذَاكَ؟ قَالَ: أَنَا غَنِيٌّ، لِي أَعْبُدٌ وَلِي أَفْرَاسٌ، أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ عَمَلِي صَدَقَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: لَا تَفْعَلْ، فَإِنِّي كُنْتُ أَفْعَلُ مِثْلَ الَّذِي تَفْعَلُ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِينِي الْعَطَاءَ فَأَقُولُ: أَعْطِهِ مَنْ هُوَ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنِّي. فَقَالَ: " خُذْهُ، فَإِمَّا أَنْ تَمَوَّلَهُ، وَإِمَّا أَنْ تَصَدَّقَ بِهِ، وَمَا آتَاكَ اللهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ، وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ لَهُ وَلا سَائِلِهِ فَخُذْهُ، وَمَا لَا فَلا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ " (1) . 280 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: لَقِيَ عُمَرُ عَبْدَ اللهِ بْنَ السَّعْدِيِّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " تَصَدَّقْ بِهِ، وَلَا (2) تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ " (3) . 281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَأَضَاعَهُ صَاحِبُهُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَبْتَاعَهُ وَظَنَنْتُ (4) أَنَّهُ بَائِعُهُ بِرُخْصٍ، فَقُلْتُ: حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا تَبْتَعْهُ، وَإِنْ أَعْطَاكَهُ بِدِرْهَمٍ، فَإِنَّ الَّذِي يَعُودُ فِي صَدَقَتِهِ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ " (5) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر رقم (100) . (2) على حاشية (ص) : وقال. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله. (4) في (ق) : فظننت. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 280 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 282 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ، أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَجَاءَ فَصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَيْنِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِهِمَا: يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَالْآخَرُ يَوْمٌ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ (1) . 283 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ (2) إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ رَجُلًا غَيُورًا، فَكَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ اتَّبَعَتْهُ عَاتِكَةُ ابْنَةُ زَيْدٍ، فَكَانَ يَكْرَهُ خُرُوجَهَا، وَيَكْرَهُ مَنْعَهَا، وَكَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَتْكُمْ نِسَاؤُكُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَلا تَمْنَعُوهُنَّ " (3) . 284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: لَوْلا آخِرُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُتِحَتْ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا كَمَا   = وأخرجه مسلم (1620) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في " موطأ مالك " 1 / 282. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1490) و (2623) و (3003) ، ومسلم (1620) والبزار (266) ، والنسائي 5 / 108، وابن حبان (5125) . وقد تقدم برقم (166) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد: هو سعد بن عبيد الزهري. وقد تقدم برقم (163) . (2) تحرف في (ق) إلى: عن. (3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن سالم بن عبد الله بن عمر لم يُدرك = الحديث: 282 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ (1) . 285 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: أَلا لَا تُغْلُوا صُدُقَ النِّسَاءِ، أَلا لَا تُغْلُوا صُدُقَ النِّسَاءِ، قَالَ: فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا، أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللهِ، كَانَ أَوْلاكُمْ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصْدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ، وَلا أُصْدِقَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُبْتَلَى (2)   = جده، ولم يسمع منه. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُليَّة، ويحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي. وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (865) ومسلم (442) وسيأتي في " المسند " 2 / 7، ولفظه: " إذا استأذنكم النساء إلى المساجد فأذنوا لهن ". وعن أبي هريرة عند أحمد 2 / 438، وصححه ابن حبان (2214) . وعن زيد بن خالد عند أحمد 5 / 192، وصححه ابن حبان (2211) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (3020) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عبيد في " الأموال " (143) ، والبخاري (2334) و (3125) و (4236) ، والبزار (276) من طريق عبد الرحمن، به. وأخرجه يحيى بن آدم في " الخراج " (107) ، وابن أبي شيبة 12 / 341، و14 / 470 عن عبد الله بن إدريس، عن مالك، به. وقد تقدم الحديث برقم (213) . (2) في (ص) : ليغلى. الحديث: 285 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 بِصَدُقَةِ امْرَأَتِهِ - وَقَالَ مَرَّةً: وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُغْلِي بِصَدُقَةِ امْرَأَتِهِ - حَتَّى تَكُونَ لَهَا عَدَاوَةٌ فِي نَفْسِهِ، وَحَتَّى يَقُولَ: كُلِّفْتُ إِلَيْكِ عَلَقَ الْقِرْبَةِ. قَالَ: وَكُنْتُ غُلامًا عَرَبِيًّا مُوَلَّدًا لَمْ أَدْرِ مَا عَلَقُ الْقِرْبَةِ. قَالَ: وَأُخْرَى تَقُولُونَهَا لِمَنْ قُتِلَ فِي مَغَازِيكُمْ أَوْ َمَاتَ: قُتِلَ فُلانٌ شَهِيدًا، وَمَاتَ فُلانٌ شَهِيدًا، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَوْقَرَ عَجُزَ دَابَّتِهِ، أَوْ دَفَّ رَاحِلَتِهِ ذَهَبًا، أَوْ وَرِقًا يَلْتَمِسُ التِّجَارَةَ، لَا تَقُولُوا ذَاكُمْ، وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ النَّبِيُّ، أَوْ كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قُتِلَ أَوْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ " (1) .   (1) حديث صحيح، ظاهر إسناده الانقطاع بين محمد بن سيرين وبين أبي العجفاء - واسمه هَرِم بن نَسيب - لكن قد وصل الإسناد بتصريح ابن سيرين بالسماع من أبي العجفاء عند المؤلف برقم (340) فالظاهر أنَّه سمعه مرة منه ومرةً من غيره، فحدَّث به تارة هكذا وتارة هكذا. ورجال هذا الإسناد ثقات من رجال الشيخين غيرَ أبي العجفاء فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. وأخرجه النسائي 6 / 117 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (64) ، وعبد الرزاق (10400) و (10401) ، وابن أبي شيبة 4 / 187 و188، والدارمي (2200) ، وابنُ ماجه (1887) ، والنسائي 6 / 117، وابن حبان (4620) ، والحاكم 2 / 175 - 176، والبيهقي 7 / 234 من طرق عن ابن سيرين عن أبي العجفاء، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي 7 / 234 من طريق عمروبن أبي قيس، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن أبي العجفاء، عن أبي العجفاء، به. وابن أبي العجفاء لعله عبد الله. ذكره البخاريُّ في " التاريخ الكبير " 5 / 221، وابن حبان في " الثقات " 7 / 55 وقالا: يروي عن أبيه، ويروي عنه ابنه الهيثم، وعمرو بن قيس قال أبو داود: في حديثه خطأ. وسيأتي برقم (287) و (340) . = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 286 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّا إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذْ يَنْزِلُ الْوَحْيُ، وَإِذْ يُنْبِئُنَا اللهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ، أَلَا وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ انْطَلَقَ، وَقَدِ انْقَطَعَ الْوَحْيُ، وَإِنَّمَا نَعْرِفُكُمْ بِمَا نَقُولُ لَكُمْ، مَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ خَيْرًا ظَنَنَّا بِهِ خَيْرًا وَأَحْبَبْنَاهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ لَنَا (1) شَرًّا ظَنَنَّا بِهِ شَرًّا، وَأَبْغَضْنَاهُ عَلَيْهِ، سَرَائِرُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ، أَلا إِنَّهُ قَدْ أَتَى عَلَيَّ حِينٌ وَأَنَا أَحْسِبُ أَنَّ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ يُرِيدُ اللهَ وَمَا عِنْدَهُ، فَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ بِآخِرَةٍ أَلا إِنَّ رِجَالًا قَدْ قَرَؤُوهُ يُرِيدُونَ بِهِ مَا عِنْدَ النَّاسِ، فَأَرِيدُوا اللهَ بِقِرَاءَتِكُمْ، وَأَرِيدُوهُ بِأَعْمَالِكُمْ. أَلا إِنِّي وَاللهِ مَا أُرْسِلُ عُمَّالِي إِلَيْكُمْ لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ، وَلا لِيَأْخُذُوا أَمْوَالَكُمْ، وَلَكِنْ أُرْسِلُهُمْ إِلَيْكُمْ لِيُعَلِّمُوكُمْ دِينَكُمْ وَسُنَّتَكُمْ، فَمَنْ فُعِلَ بِهِ شَيْءٌ سِوَى ذَلِكَ فَلْيَرْفَعْهُ إِلَيَّ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِذَاً لَأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ، فَوَثَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى رَعِيَّةٍ، فَأَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ، أَئِنَّكَ لَمُقْتَصُّهُ (2) مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، إِذَاً لَأُقِصَّنَّهُ مِنْهُ، أَنَّى لا أُقِصَّنَّهُ مِنْهُ (3) ، وَقَدْ رَأَيْتُ   = وقوله: كلفت إليكِ عَلَق القربة: أي تكلفت إليك وتحملت حتى الحبل الذي تعلق به القربة، ودفُّ الراحلة: جانب كورها وهو السرج. (1) في (م) : منكم لنا، وفي (ق) : لنا منكم. (2) في (ق) : لمقتصصه، وأشار الناسخ إلى نسخة أخرى كما هاهنا. (3) قوله: " منه أنى لا أقصه " سقط من (م) . الحديث: 286 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِصُّ مِنْ نَفْسِهِ؟ ألا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ، وَلا تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ، وَلا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ، وَلا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ (1) . 287 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً أُخْرَى، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: نُبِّئْتُ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، قَالَ:   (1) أبو فِراس - وهو النهدي - لم يرو عنه غير أبي نضرة المنذر بن مالك، ولم يوثقه غير ابن حبان 5 / 585 وقال أبو زرعة: لا أعرفه. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه النسائي 8 / 34 من طريق إسماعيل بن إِبراهيم، بهذا الإسناد، مختصراً. وأخرجه الطيالسي (54) ، وهناد في " الزهد " (877) ، وابن عبد الحكم في " فتوح مصر " ص 167، وأبو داود (4537) والحاكم 4 / 439، والبيهقي 9 / 29 و42 من طرق عن الجريري، به. قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي مع أن أبا فراس لم يخرج له مسلم. وأخرج البخاري (2641) مختصراً بنحوه عن الحكم بن نافع، عن شعيب، عن الزهري، حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الله بن عتبة، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " أن ناساً كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه، وليس إِلينا من سريرته شيء، الله يحاسب سريرتَه، ومن أظهر لنا سوءاً لم نَأْمَنْه، ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة ". الأبشار: جمع بشرة، وهي ظاهر الجلد. وقوله: " ولا تُجمِّروهم "، قال السندي: من التجمير - بالجيم والراء المهملة -، وتجمير الجيش: جمعهم في الثغور، وحَبْسهم عن العَوْد إلى أهليهم. فتكفروهم: أي تحملوهم على الكفران وعدمِ الرضا بكم، أو على الكفر بالله لظنهم أنه ما شرع الإنصاف في الدين. الغِياض: جمع غَيْضة - بفتح الغين - وهي الشجر الملتفُّ، قيل: لأنهم إذا نزلوها تفرقوا فيها، فتمكن منهم العدوُّ. الحديث: 287 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: أَلا لَا تُغْلُوا صُدُقَ النِّسَاءِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) . قَالَ إِسْمَاعِيلُ: وَذَكَرَ أَيُّوبُ وَهِشَامٌ وَابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ، عَنْ عُمَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ، إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا: لَمْ يَقُلْ مُحَمَّدٌ: نُبِّئْتُ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ. 288 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ جَنَازَةَ أُمِّ أَبَانَ ابْنَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُودُهُ قَائِدُهُ، قَالَ: فَأُرَاهُ أَخْبَرَهُ بِمَكَانِ ابْنِ عُمَرَ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي وَكُنْتُ بَيْنَهُمَا، فَإِذَا صَوْتٌ مِنَ الدَّارِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " فَأَرْسَلَهَا عَبْدُ اللهِ مُرْسَلَةً ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنَّا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَازِلٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ فَاعْلَمْ مَنْ ذَاكَ. فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ صُهَيْبٌ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّكَ أَمَرْتَنِي أَنْ أَعْلَمَ لَكَ مَنْ ذَاكَ (2) ، وَإِنَّهُ صُهَيْبٌ. فَقَالَ: مُرُوهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا. فَقُلْتُ: إِنَّ مَعَهُ أَهْلَهُ. قَالَ: وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَهْلُهُ - وَرُبَّمَا قَالَ أَيُّوبُ: مَرَّةً فَلْيَلْحَقْ بِنَا - فَلَمَّا بَلَغْنَا الْمَدِينَةَ لَمْ يَلْبَثْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أُصِيبَ، فَجَاءَ صُهَيْبٌ فَقَالَ: وَا أَخَاهُ، وَا صَاحِبَاهُ. فَقَالَ عُمَرُ: أَلَمْ تَعْلَمْ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ - أَوْ قَالَ: أَوَلَمْ تَعْلَمْ، أَوَلَمْ   (1) حديث صحيح وهو مكرر (285) . (2) في (ق) : ذلك. الحديث: 288 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 تَسْمَعْ (1) - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ "؟ فَأَمَّا عَبْدُ اللهِ فَأَرْسَلَهَا مُرْسَلَةً، وَأَمَّا عُمَرُ فَقَالَ: " بِبَعْضِ بُكَاءِ ". فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَذَكَرْتُ لَهَا قَوْلَ عُمَرَ، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، مَا قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْكَافِرَ لَيَزِيدُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَذَابًا " وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى، {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] . قَالَ أَيُّوبُ: وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عَائِشَةَ قَوْلُ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ، قَالَتْ: إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونِي عَنْ غَيْرِ كَاذِبَيْنِ وَلا مُكَذَّبَيْنِ، وَلَكِنَّ السَّمْعَ يُخْطِئُ (2) .   (1) قوله: " أو قال: أولم " ساقط من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه مسلم (928) (22) ، والبيهقي 4 / 73 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 4 / 18 - 19، وابن حبان (3136) من طريقين عن عبد الله بن أبي مليكة، به. وانظر ما بعده. قولها: " لا والله "، قال السندي: حَلَفَت على الظن، ولا إثم على الظن، وهي زعمت أن الحديث معارض للقرآن، فلا يمكن أن يكون من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سمعت حديثاً آخر فزعمت أن هذا الحديث تغير منه، والحديث قد جاء من طرق كثيرة عن صحابة عديدة، فلا يمكن القول بأنه مما غلط فيه عمر أو ابنه، وَلا معارضة بينه وبين القرآن بأن يحمل على ما إذا أَوصى بالبكاء، أو علم من حال أهله أنهم يبكون ولم يوصِ بتركه، وقد ذكر العلماءُ له محاملَ أُخَر أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ... فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ أَيُّوبَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، وَهُوَ مُوَاجِهُهُ: أَلا تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " (1) . 290 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِمَكَّةَ، فَحَضَرَهَا ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَإِنِّي لَجَالِسٌ بَيْنَهُمَا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ مُوَاجِهُهُ: أَلا تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " (2) ... فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. 291 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: كُنْتُ فِي رَكْبٍ أَسِيرُ فِي غَزَاةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَلَفْتُ، فَقُلْتُ: لَا وَأَبِي، فَهَتَفَ بِي رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي: " لَا تَحْلِفُوا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (6675) بهذا الإسناد. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم 2 / 641 - 642، والبيهقي 4 / 73. وأخرجه الشافعي 1 / 200، والبخاري (1287) ، والبيهقي 4 / 73، والبغوي (1537) من طريقين عن ابن جريج، به. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله. الحديث: 289 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 بِآبَائِكُمْ "، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . 292 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ أَبُو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَحْلِفُ عَلَى أَيْمَانٍ ثَلاثٍ، يَقُولُ: وَاللهِ مَا أَحَدٌ أَحَقَّ بِهَذَا الْمَالِ مِنْ أَحَدٍ، وَمَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ، وَاللهِ مَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدٌ إِلَّا وَلَهُ فِي هَذَا الْمَالِ نَصِيبٌ إِلَّا عَبْدًا مَمْلُوكًا، وَلَكِنَّا عَلَى مَنَازِلِنَا مِنْ كِتَابِ اللهِ، وَقَسْمِنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالرَّجُلُ وَبَلاؤُهُ فِي الْإِسْلامِ، وَالرَّجُلُ وَقَدَمُهُ فِي الْإِسْلامِ، وَالرَّجُلُ وَغَنَاؤُهُ فِي الْإِسْلامِ، وَالرَّجُلُ وَحَاجَتُهُ، وَوَاللهِ لَئِنْ بَقِيتُ لَهُمْ، لَيَأْتِيَنَّ الرَّاعِيَ بِجَبَلِ صَنْعَاءَ حَظُّهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَهُوَ يَرْعَى مَكَانَهُ (2) . 293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُخَارِقِ زُهَيْرُ بْنُ سَالِمٍ أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ وَلَّاهُ عُمَرُ حِمْصَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ عُمَرُ - يَعْنِي لِكَعْبٍ -: إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرٍ فَلا تَكْتُمْنِي. قَالَ: وَاللهِ لَا أَكْتُمُكَ شَيْئًا أَعْلَمُهُ. قَالَ: مَا أَخْوَفُ شَيْءٍ تَخَوَّفُهُ عَلَى أُمَّةِ   (1) صحيح لغيره. وقد تقدم برقم (116) . (2) إسناده ضعيف، محمد بن ميسَّر الصاغاني وإن كان ضعيفاً قد توبع عند أبي داود، وتبقى العلة في محمد بن إِسحاق فإنه مدلس وقد عنعن. وأخرجه أبو داود (2950) ، ومن طريقه الضياء في " المختارة " 1 / 395 من طريق محمد بن مسلمة، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. نحوه، دون قوله " ووالله لئن بقيت ... ". الغَناء - بالفتح -: بمعنى النفع. الحديث: 292 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَئِمَّةً مُضِلِّينَ. قَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ، قَدْ أَسَرَّ ذَلِكَ إِلَيَّ وَأَعْلَمَنِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . 294 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَقَالَ سَالِمٌ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ: أَرْسِلُوا إِلَيَّ طَبِيبًا يَنْظُرُ إِلَى جُرْحِي هَذَا. قَالَ: فَأَرْسَلُوا إِلَى طَبِيبٍ مِنَ الْعَرَبِ، فَسَقَى عُمَرَ نَبِيذًا فَشُبِّهَ النَّبِيذُ بِالدَّمِ حِينَ خَرَجَ مِنَ الطَّعْنَةِ الَّتِي تَحْتَ السُّرَّةِ، قَالَ: فَدَعَوْتُ طَبِيبًا آخَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَسَقَاهُ لَبَنًا، فَخَرَجَ اللَّبَنُ مِنَ الطَّعْنَةِ صَلْدًا أَبْيَضَ، فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اعْهَدْ. فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقَنِي أَخُو بَنِي مُعَاوِيَةَ، وَلَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ كَذَّبْتُكَ. قَالَ: فَبَكَى عَلَيْهِ الْقَوْمُ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ، فَقَالَ: لَا تَبْكُوا عَلَيْنَا، مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَلْيَخْرُجْ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ". فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ عَبْدُ اللهِ لَا يُقِرُّ أَنْ يُبْكَى عِنْدَهُ عَلَى هَالِكٍ مِنْ وَلَدِهِ وَلا غَيْرِهِمْ (2) .   (1) إسناده ضعيف زهير بن سالم لم يسمع من عمر، وقال البرقاني في " سؤالآته " (الورقة 5) عن الدارقطني: حمصي منكر الحديث، وذكره الذهبي في " المغني في الضعفاء " (2214) ، وقال الحافظ في " التقريب ": صدوق فيه لين وكان يرسل، وذكره ابن حبان في " الثقات ". صفوان: هو ابن عمرو السكسكي، وانظر (143) و (310) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، وصالح: هو ابن كيسان. وأخرجه الترمذي (1002) ، والنسائي 4 / 15 - 16 عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (180) . والبكاء المنهي عنه إنما هو النياحة، أو أن يكون قد أوصى هو بذلك، وانظر (288) . الحديث: 294 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ، حَتَّى يَرَوْا الشَّمْسَ عَلَى ثَبِيرٍ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ، فَأَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ (1) . 296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ (2) الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ يَقُولُ: مَرَرْتُ بِهِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَمَعْتُ قِرَاءَتَهُ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكِدْتُ أَنْ أُسَاوِرَهُ فِي الصَّلاةِ، فَنَظَرْتُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلَمَّا سَلَّمَ، لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي تَقْرَؤُهَا؟ قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: كَذَبْتَ، فَوَاللهِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُوَ أَقْرَأَنِي هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي تَقْرَؤُهَا. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَقُودُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ (3) لَمْ تُقْرِئْنِيهَا، وَأَنْتَ أَقْرَأْتَنِي سُورَةَ الْفُرْقَانِ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْسِلْهُ يَا عُمَرُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ " فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَكَذَا أُنْزِلَتْ " ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: " اقْرَأْ يَا عُمَرُ " فَقَرَأْتُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (84) . ثبير: جبل بمكة بينها وبين عرفة. (2) تحرف في (ق) إلى: بن. (3) في (ق) : حروف كثيرة، وليس فيها قوله: لم تقرئنيها. الحديث: 295 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 " هَكَذَا أُنْزِلَتْ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَؤُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ " (1) . 297 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخبرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ عَنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ أَنَّهُمَا سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلاةِ، فَنَظَرْتُ حَتَّى سَلَّمَ، فَلَمَّا سَلَّمَ ... فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2) . 298 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُلْتَمِسًا لَيْلَةَ الْقَدْرِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (20369) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (818) (271) ، والترمذي (2943) ، والبزار (300) . وأخرجه الطيالسي (39) ، وابن أبي شيبة 10 / 518، والبخاري (4992) و (6936) و (7550) ، ومسلم (818) (271) ، والنسائي 2 / 151، والطبري 1 / 13 من طرق عن الزهري، به. وقد تقدم برقم (277) . قوله: " أساوره "، أي: أواثبه وأقاتله. وقوله: "لبَّبته "، أي: جمعت عليه ثوبه الذي هو لابسه، وجررتُه به. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعيب: هو ابن أبي حمزة. وأخرجه البخاري (5041) عن أبي اليمان، بهذا الإسناد، وانظر ما قبله. الحديث: 297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وِتْرًا " (1) . 299 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ قِيلَ لَهُ: أَلَا تَسْتَخْلِفُ (2) ؟ فَقَالَ: إِنْ أَتْرُكْ فَقَدْ تَرَكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: أَبُو بَكْرٍ (3) . 300 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ، وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّمَا الْعَمَلُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " (4) .   (1) إسناده قوي. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعاصم: هو ابن كليب بن شهاب الجرمي الكوفي، علق له البخاري واحتي به مسلم، ووثقه يحيى بن معين والنسائي، وقال أحمد: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صالح. وقد تقدم برقم (85) . (2) في (ق) : استخلف. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد بن حميد (32) عن محمد بن بشر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7218) ، ومسلم (1823) (11) ، وأبو يعلى (206) ، وابن حبان (4478) من طرق عن هشام بن عُروة، به. وانظر (332) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى بن سعيد: = الحديث: 299 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 301 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ: اتَّزِرُوا وَارْتَدُوا، وَانْتَعِلُوا وَأَلْقُوا الْخِفَافَ وَالسَّرَاوِيلاتِ، وَأَلْقُوا الرُّكُبَ وَانْزُوا نَزْوًا، وَعَلَيْكُمْ بِالْمَعَدِّيَّةِ، وَارْمُوا الْأَغْرَاضَ، وَذَرُوا التَّنَعُّمَ (1) وَزِيَّ الْعَجَمِ (2) ، وَإِيَّاكُمْ وَالْحَرِيرَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ نَهَى عَنْهُ وَقَالَ: " لَا تَلْبَسُوا مِنَ الْحَرِيرِ إِلَّا مَا كَانَ هَكَذَا " وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِصْبَعَيْهِ (3) . 302 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ، وَأَنْ   = هو الأنصاري، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي. وأخرجه مسلم (1907) ، وابن ماجه (4227) ، والدارقطني 1 / 50، والبيهقي في " السنن " 1 / 298 و2 / 14 و4 / 112 و5 / 39، وفي " المعرفة " ص 190، والخطيب في " تاريخ بغداد " 2 / 244 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (168) . (1) في (ص) : النعيم. (2) في (ق) : الأعاجم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ. وقد تقدم برقم (92) . وقوله: " عليكم بالمعدِّية ": يريد خشونة العيش واللباس تشبهاً بمعد بن عدنان جد العرب. والرُّكُب: جمع رِكاب، وهو موضع القدم من السَّرْج. وقوله: " انزوا نزواً ": أي: ثبوا على الخيل وثباً. الحديث: 301 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 يَقُولَ قَائِلٌ: لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللهِ، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ، وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ (1) . 303 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ كَانَ مُرَابِطًا بِالسَّاحِلِ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ فِيهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ عَلَى الْأَرْضِ، يَسْتَأْذِنُ اللهَ فِي أَنْ يَنْفَضِخَ عَلَيْهِمْ، فَيَكُفُّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2) . 304 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: حَدِّثْنِي عَنْ طَلاقِكَ امْرَأَتَكَ، قَالَ: طَلَّقْتُهَا وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ، فَلْيُطَلِّقْهَا فِي طُهْرِهَا ". قَالَ: قُلْتُ لَهُ: هَلِ اعْتَدَدْتَ بِالَّتِي طَلَّقْتَهَا وَهِيَ حَائِضٌ؟ قَالَ: فَمَا لِي لَا أَعْتَدُّ بِهَا، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ عَجِزْتُ وَاسْتَحْمَقْتُ (3) .   (1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد الأنصاري. وقد تقدم برقم (249) . (2) إسناده ضعيف لجهالة الشيخ الذي روى عنه العوام بن حوشب، وأبو صالح مولى عمر مجهول أيضاً. وأورده الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " 2 / 176 في قصة طويلة، ونسبه إلى إسحاق بن راهويه في " مسنده ". وقوله: ينفضخ، أي: ينفتح ويسيل. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقاتٌ رجال الشيخين غيرَ عبد الملك = الحديث: 303 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 305 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَصْبَغُ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ الشَّامِيِّ، قَالَ: لَبِسَ أَبُو أُمَامَةَ ثَوْبًا جَدِيدًا، فَلَمَّا بَلَغَ تَرْقُوَتَهُ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اسْتَجَدَّ ثَوْبًا فَلَبِسَهُ، فَقَالَ حِينَ يَبْلُغُ تَرْقُوَتَهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي مَا أُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، وَأَتَجَمَّلُ بِهِ فِي حَيَاتِي، ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الثَّوْبِ الَّذِي أَخْلَقَ - أَوْ قَالَ: أَلْقَى - فَتَصَدَّقَ بِهِ، كَانَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، وَفِي جِوَارِ اللهِ، وَفِي كَنَفِ اللهِ حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وَمَيِّتًا، حَيًّا وَمَيِّتًا " (1) .   = - وهو ابن أبي سليمان العَرْزَمي - فمن رجال مسلم. وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى. في مسند عبد الله بن عمر رقم (5268) . واستَحمقتُ: أي فعلت فعل الحمقى. (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي العلاء الشامي. أصبغ: هو ابن زيد الجهني، وأبو أمامة: هو صُدَيُّ بنُ عَجلان الباهلي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8 / 453 و10 / 401، وعبد بن حميد (18) ، وابن ماجه (3557) ، والترمذي (3560) ، وابن السُّني في " اليوم والليلة " (272) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب. وأخرجه بنحوه ابن المبارك في " الزهد " (749) ، ومن طريقه الحاكم 4 / 193 عن يحيى بن أيوب، عن عُبيد الله بن زَحْر، عن علي بن يزيد بن أبي زياد الألهاني، عن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، عن أبي أُمامة، به. وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف علي بن يزيد الألهاني. قال الحاكم: هذا الحديث لم يحتجَّ الشيخان رضي الله عنهما بإسناده، ولم أذكر أيضاً في هذا الكتاب مثلَ هذا، على أنه حديث تفرد به إمامُ خراسان عبد الله بن المبارك عن أئمة أهلِ الشام رضي الله عنهم أجمعين، فآثرت إخراجه ليرغب المسلمون في استعماله. = الحديث: 305 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 306 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَدُنَا إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ، كَيْفَ يَصْنَعُ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ؟ قَالَ: " يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ (1) ثُمَّ يَنَامُ " (2) . 307 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ. وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْبَقِيعِ يَنْظُرُ إِلَى الْهِلالِ، فَأَقْبَلَ رَاكِبٌ، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَقَالَ: مِنَ المَغْرِبِ (3) . قَالَ: أَهْلَلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ عُمَرُ: اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّمَا يَكْفِي الْمُسْلِمِينَ الرَّجُلُ. ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَتَوَضَّأَ، فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ. قَالَ أَبُو النَّضْرِ: وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ ضَيِّقَةُ الْكُمَّيْنِ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِهَا وَمَسَحَ (4) .   = وقال الدارقطني في " العلل " 2 / 138 بعد أن علَّل طرقه: والحديثُ غيرُ ثابت. (1) في (ص) : وضوء الصلاة. (2) إسناده حسن، وقد صرح محمد بن إسحاق بالسماع من نافع فيما تقدم برقم (94) . (3) في (م) : الغرب. (4) إسناده ضعيف، لضعف عبد الأعلى الثعلبي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من عمر، وقد تقدم برقم (193) . وأخرجه البيهقي 4 / 248 - 249 من طريق يزيد بن هارون، عن ورقاء، بهذا الإسناد. الحديث: 306 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 308 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ (1) ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ (2) ، قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ طَاحِيَةَ (3) مُهَاجِرًا، يُقَالُ لَهُ: بَيْرَحُ بْنُ أَسَدٍ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَيَّامٍ، فَرَآهُ عُمَرُ، فَعَلِمَ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ عُمَانَ. قَالَ: مِنْ أَهْلِ عُمَان؟ (4) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ الَّتِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: عُمَانُ، يَنْضَحُ بِنَاحِيَتِهَا الْبَحْرُ، بِهَا حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي مَا رَمَوْهُ بِسَهْمٍ وَلا حَجَرٍ " (5) .   (1) تصحف في (م) إلى: الحريث. (2) تحرف في (ق) إلى: ابن لبيد. وقال ابن حجر في " أطراف المسند " 2 / ورقة 218: أبو لبيد واسمه لِمازة بن زَبَّار. (3) طاحية: قبيلة من الأزد. (4) قوله: " قال: من أهل عُمان " الثانية سقط من النسخ المطبوعة. (5) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو لبيد - واسمه لمازة بن زَبار - لم يدرك عمر ولا أبا بكر. وقال ابن كثير عن هذا الحديث - فيما نقله عنه السيوطي في " الجامع الكبير ": 1067 - : هذا إسناد منقطع من ناحية أبي لبيد، فإنه لم يلق أبا بكرٍ وعمر، وإنما له رؤية لعلي، وإنما يحدث عن كعب بن سور وضَرْبِهِ من الرجال، وهو من الثقات. جرير: هو ابن حازم. وأخرجه المروزي في " مسند أبي بكر " (114) ، وأبو يعلى (106) من طريق يونس بن محمد المؤدب، عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. ويشهد للمرفوع منه حديث أبي بَرزة الأسلمي عند أحمد في " المسند " 4 / 420، ومسلم (2544) ، ولفظه: " لو أنَّ أهل عُمان أتيتَ، ما سَبُّوك ولا ضربوك ". الحديث: 308 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 309 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ - قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ - قَالَ: " يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا - وَجَعَلَ يَزِيدُ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى الْأَرْضِ، وَأَدْنَاهَا إِلَى الْأَرْضِ - رَفَعْتُهُ هَكَذَا - وَجَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَرَفَعَهَا نَحْوَ السَّمَاءِ - " (1) . 310 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ تَحْتَ مِنْبَرِ عُمَرَ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ " (2) . * 311 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ (ح) وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ: وحَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ أَخْبَرَهُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمُ (3) } الْآيَةَ [الأعراف: 172] فَقَالَ عُمَرُ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم بن محمد: هو ابن يزيد بن عبد الله بن عمر. وأخرجه البزار (175) ، وأبو يعلى (187) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. (2) إسناده قوي. وقد تقدم برقم (143) . (3) كذا في الأصول الخطية " ذرياتِهم " بالألف وكسر التاء، وهي قراءة نافع وابن = الحديث: 309 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ، وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلاءِ لِلْجَنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَؤُلاءِ لِلنَّارِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُدْخِلَهُ بِهِ الْجَنَّةَ، وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ، فَيُدْخِلَهُ بِهِ النَّارَ " (1) .   = عامر وأبي عمرو، وقرأ أهل مكة والكوفة: " ذريتَهم ". انظر " حجة القراءات " ص 301 - 302. (1) صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مسلم بن يسار الجُهَنِيُّ لم يسمع من عمر، ثم إنه لم يُوثقه غيرُ ابن حبان والعجلي، ولم يرو عنه غيرُ عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، فهو في عداد المجهولين. وهو في " الموطأ " 2 / 898 - 899. ومن طريق مالك أخرجه أبو داود (4703) ، والترمذي (3075) ، وابن أبي عاصم (196) ، والنسائي في " الكبرى " (11190) ، والطبري في " جامع البيان " 9 / 113، و" التاريخ " 1 / 135، وابن حبان (6166) ، واللالكائي في " شرح أصول الاعتقاد " (990) والآجري في " الشريعة " 170، والبيهقي في " الأسماء والصفات ": 325، والبغوي في " شرح السنة " (77) ، و" معالم التنزيل " 2 / 211 و544. وصححه الحاكم في ثلاثة مواضع من " المستدرك " 1 / 27 و2 / 324 - 325 و544، ووافقه الذهبي في الموضعين الثاني والثالث، وخالفه في الموضع الأول فقال: فيه إرسال. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بينَ مسلم بن يسار وبين عمر رجلاً. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " 3 / 503 بعد أن نقل قوله الترمذي هذا: وكذا قاله أبو حاتم وأبو زرعة، زاد أبو حاتم: وبينهما نعيم بن ربيعة، وهذا الذي قاله أبو حاتم رواه أبو داود في " سننه " (4704) عن محمد بن مصفَّى، عن بقية، عن عمران جُعثُم القرشي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار الجهني، عن نعيم بن ربيعة قال: كنت عند عمر بن الخطاب وقد سئل عن هذه الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِم} ... فذكره. قلنا: وأخرجه كذلك الطبري 9 / 113 - 114 من طريق محمد بن مصفى، به. وأخرجه ابن عبد البر في " التمهيد " 6 / 4 و4 - 5 من طريق محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم الحراني، عن زيد بن أبي أنيسة، به. وأخرجه ابن أبي عاصم (201) عن محمد بن مسلم بن وارة، عن محمد بن يزيد بن سنان، عن يزيد أبيه، عن زيد بن أبي أنيسة، به. وذكره البخاري في " التاريخ الكبير " 8 / 97 عن ومحمد بن يحيى، حدثنا محمد بن يزيد، سمع أباه، سمع زيداً ... فذكره. وقال الدارقطني في " العلل " 2 / 222 لما سئل عن هذا الحديث: يرويه زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن مسلم بن يسار، عن نعيم بن ربيعة، عن عمر، حدث عنه كذلك يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي، وجوّد إسناده ووصله. قلنا: رواية يزيد بن سنان هذه أخرجها محمد بن نصر في كتاب " الرد على ابن محمد ابن حنفية " كما في " النكت الظراف " 8 / 113: حدثنا الذهلي، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان، حدثنا أبي ... . قال الدارقطني: وخالفه (يعني يزيدَ بن سنان) مالكُ بن أنس، فرواه عن زيد بن أبي أنيسة، ولم يذكر في الإسناد نعيم بن ربيعة، وأرسله عن مسلم بن يسار، عن عمر، وحديث يزيد بن سنان متصل، وهو أولى بالصواب، والله أعلم. قلنا: ويزيد بن سنان ضعيف. وقال الحافظ ابن كثير: الظاهر أن الإمام مالكاً إنما أسقط ذِكر نعيم بن ربيعة عمداً لما جهل حاله ولم يعرفه، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، وكذلك يُسقِطُ ذِكْرَ = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 312 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْقَلَبْتُ مِنَ السُّوقِ فَسَمِعْتُ النِّدَاءَ، فَمَا زِدْتُ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ فَأَقْبَلْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: الْوُضُوءُ أَيْضًا! وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُنَا بِالْغُسْلِ (1) . 313 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَيْهِ، عَنْ بَعْضِ بَنِي يَعْلَى، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ:   = جماعةٍ ممن لا يرتضيهم، ولهذا يُرْسِلُ كثيراً من المرفوعات، ويقطع كثيراً من الموصولات، والله أعلم. وقال ابن عبد البر في " التمهيد " 6 / 3: هذا الحديثُ منقطع بهذا الإسناد، لأن مسلم بن يسار هذا لم يلق عمر بن الخطاب ... ثم قال: وزيادة من زاد فيه نعيم بن ربيعة ليست حجة، لأن الذي لم يذكره أحفظ، وإنما تُقبل الزيادةُ من الحافظ المتقن، وجملةُ القول في هذا الحديث: أنه حديث ليس إسناده بالقائم، لأن مسلم بن يسار ونعيم بن ربيعة جميعاً غير معروفَيْن بحمل العلم، ولكن معنى هذا الحديث قد صحَّ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجوه كثيرة ثابتة يطول ذكرُها. قلنا: وفي الباب عن عمران بن حصين، وعلي، وجابر، وعبد الرحمن بن قتادة السلمي، وهي مخرجة في " صحيح ابن حبان " (333 - 338) . ومن حديث عمر نفسه عند الآجري في " الشريعة ": 170 - 171. وانظر " التمهيد " 6 / 6 - 12. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة. وأخرجه البيهقي 1 / 294، وابن عبد البر في " التمهيد " 10 / 69 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (199) . الحديث: 312 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 طُفْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، قَالَ يَعْلَى: فَكُنْتُ مِمَّا يَلِي الْبَيْتَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الرُّكْنَ الْغَرْبِيَّ الَّذِي يَلِي الْأَسْوَدَ، جَرَرْتُ بِيَدِهِ لِيَسْتَلِمَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقُلْتُ: أَلا تَسْتَلِمُ؟ قَالَ: أَلَمْ تَطُفْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: أَفَرَأَيْتَهُ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْغَرْبِيَّيْنِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا. قَالَ: أَفَلَيْسَ لَكَ فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَانْفُذْ عَنْكَ (1) . 314 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: جِئْتُ بِدَنَانِيرَ لِي فَأَرَدْتُ أَنْ أَصْرِفَهَا، فَلَقِيَنِي طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، فَاصْطَرَفَهَا وَأَخَذَهَا، فَقَالَ: حَتَّى يَجِيءَ خَازِنِي (2) - قَالَ أَبُو عَامِرٍ: مِنَ الْغَابَةِ، وَقَالَ فِيهَا كُلِّهَا: هَاءَ وَهَاءَ - فَسَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " الذَّهَبُ بِالْوَرِقِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاتِ (3) ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ رِبًا إِلَّا هَاءَ   (1) حديث صحيح، وجهالة من روى عنه هنا عبد الله بن بابيه - وهو بعض بني يعلى بن أمية - لا تضر، فقد روى عبد الله بن بابيه هذا الحديث عن يعلى بن أمية دون واسطة كما تقدم برقم (253) . وأخرجه عبد الرزاق (8945) عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوب بن سفيان في " المعرفة " 2 / 205، ومن طريقه البيهقي 5 / 77 عن أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، به. (2) في (م) : سَلْم خازني. (3) في (م) : " هاء وهاء " في المواضع الأربعة. الحديث: 314 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 وَهَاتِ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاتِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هَاءَ وَهَاتِ " (1) . 315 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " (2) . 316 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي أُنَاسٍ مِنْ قَوْمِي، فَجَعَلَ يَفْرِضُ لِلرَّجُلِ مِنْ طَيِّئٍ فِي أَلْفَيْنِ وَيُعْرِضُ عَنِّي، قَالَ: فَاسْتَقْبَلْتُهُ، فَأَعْرَضَ عَنِّي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ حِيَالِ وَجْهِهِ فَأَعْرَضَ عَنِّي، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: فَضَحِكَ حَتَّى اسْتَلْقَى لِقَفَاهُ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ وَاللهِ إِنِّي لَأَعْرِفُكَ، آمَنْتَ إِذْ كَفَرُوا، وَأَقْبَلْتَ إِذْ أَدْبَرُوا،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وهو في " الموطأ " 2 / 636. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2 / 155، وعبد الرزاق (14541) ، والبخاري (2174) ، وأبو داود (3348) ، وأبو يعلى (234) ، وابن حبان (5013) ، والبغوي (2057) . وانظر (162) . (2) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه ابن سعد 3 / 208 - 209 عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (334) . وانظر ما تقدم برقم (180) . الحديث: 315 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 وَوَفَيْتَ إِذْ غَدَرُوا، وَإِنَّ أَوَّلَ صَدَقَةٍ بَيَّضَتْ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُجُوهَ أَصْحَابِهِ صَدَقَةُ طَيِّئٍ (1) ؛ جِئْتَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَخَذَ يَعْتَذِرُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا فَرَضْتُ لِقَوْمٍ أَجْحَفَتْ بِهِمُ الْفَاقَةُ، وَهُمْ سَادَةُ عَشَائِرِهِمْ، لِمَا يَنُوبُهُمْ مِنَ الْحُقُوقِ (2) . 317 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: فِيمَ الرَّمَلانُ الْآنَ، وَالْكَشْفُ عَنِ الْمَنَاكِبِ، وَقَدْ أَطَّأَ اللهُ الْإِسْلامَ، وَنَفَى الْكُفْرَ وَأَهْلَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ لَا نَدَعُ شَيْئًا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) .   (1) تحرف في (م) إلى: علي. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكر بن عيسى الراسبي، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. أبو عوانة: هو الوضاحُ بن عبد الله اليشكري، والمغيرة: هو ابن مقسم الضبي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه مسلم (2523) ، والبزار (336) ، والبيهقي 7 / 10 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 7 / 10 من طريق مجالد بن سعيد، عن الشعبي، به. وأخرجه البزار (335) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي وقيس بن أبي حازم قال: جاء عدي بن حاتم إلى عمر ... . وأخرجه البخاري (4394) من طريق عمرو بن حريث، عن عدي بن حاتم. (3) صحيح لغيره وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعد، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث. وأخرجه أبو داود (1887) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (268) من طريق عبد الملك بن عمرو العقدي، به. = الحديث: 317 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 318 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ - قَالَ عَفَّانُ: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ - عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: فَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا - فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَمَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ، فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرٌ، فَقَالَ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى، فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرٌ، فَقَالَ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ، فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا وَجَبَتْ؟ فَقَالَ: قُلْتُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ " قَالَ: قُلْنَا: وَثَلاثَةٌ (1) ؟ قَالَ: " وَثَلاثَةٌ " قُلْنَا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: " وَاثْنَانِ ". قَالَ: وَلَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الْوَاحِدِ (2) . 319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ - يَعْنِي ابْنَ شَدَّادٍ -، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ:   = وأخرجه ابن ماجه (2952) ، وأبو يعلى (188) ، وابن خزيمة (2708) ، والطحاوي 2 / 182، والحاكم 1 / 454، والبيهقي 5 / 79 من طرق عن هشام بن سعد، به. وأخرجه بنحوه البخاري (1605) من طريق محمد بن جعفر، عن زيد بن أسلم، به. الرملان: أي الرَّمَل، وهو سرعة المشي في الطواف. وقوله: " أطَّأ الله الإسلام "، يعني: مكَّن له. (1) في (ق) : " قلت: أو ثلاثة ". (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي الفرات، فمن رجال البخاري. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 3 / 368، والبخاري (1368) ، والبيهقي 4 / 75 عن عفان، بهذا الإسناد. الحديث: 318 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ، فَقَالَ عُمَرُ: لِمَ تَحْتَبِسُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ النِّدَاءَ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: وَأَيْضًا! أَلَمْ تَسْمَعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا رَاحَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ "؟ (1) . 320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ (2) ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ بَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ ... فَذَكَرَهُ (3) . 321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَرْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حِطَّانَ (4) - فِيمَا يَحْسِبُ حَرْبٌ -: أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ لَبُوسِ الْحَرِيرِ، فَقَالَ: سَلْ عَنْهُ عَائِشَةَ، فَسَأَلَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: سَلِ ابْنَ عُمَرَ، فَسَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا فَلا خَلاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ " (5) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن أبي عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البزار (218) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد مختصراً. وأخرجه الطيالسي (52) و (140) عن حرب بن شداد، به. وانظر (91) . (2) في (ق) : أخبر عن أبي سلمة، وعلى حاشية النسخة: أخبرني أبو سلمة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحسين المعلِّم: هو الحسين بن ذكوان المعلم. وانظر ما قبله. (4) تحرف في (م) إلى: يحيى عن عمر رضي الله عنه أن ابن حطان. (5) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران بن حطان، فمن رجال البخاري. حرب: هو ابن شداد، ويحيى: هو ابن كثير. = الحديث: 320 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 322 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ أَتَى عُمَرَ حِينَ طُعِنَ، فَقَالَ: احْفَظْ عَنِّي ثَلاثًا، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا يُدْرِكَنِي النَّاسُ: أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَقْضِ فِي الْكَلالَةِ قَضَاءً، وَلَمْ أَسْتَخْلِفْ عَلَى النَّاسِ خَلِيفَةً، وَكُلُّ مَمْلُوكٍ لَهُ عَتِيقٌ. فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: اسْتَخْلِفْ. فَقَالَ: أَيَّ ذَلِكَ أَفْعَلُ فَقَدْ فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنْ أَدَعْ إِلَى النَّاسِ أَمْرَهُمْ، فَقَدْ تَرَكَهُ نَبِيُّ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ، فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي: أَبُو بَكْرٍ. فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، صَاحَبْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَلْتَ صُحْبَتَهُ، وَوُلِّيتَ أَمْرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَوِيتَ وَأَدَّيْتَ الْأَمَانَةَ. فَقَالَ: أَمَّا تَبْشِيرُكَ إِيَّايَ بِالْجَنَّةِ، فَوَاللهِ لَوْ أَنَّ لِي - قَالَ عَفَّانُ: فَلا وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَوْ أَنَّ لِي - الدُّنْيَا بِمَا (1) فِيهَا لافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ مَا أَمَامِي قَبْلَ أَنْ أَعْلَمَ الْخَبَرَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ فِي أَمْرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافًا (2) ، لَا لِي وَلا عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ (3) نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَلِكَ (4) .   = وأخرجه النسائي 8 / 200 - 201، والبيهقي 3 / 266 من طريق عبد الله بن رجاء، عن حرب بن شداد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3835) ، والبزار (180) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به. وانظر ما سيأتي برقم (345) . (1) في (ق) : وما فيها. (2) الجادة كفاف بالرفع خبر " إن " وما هنا يخرج على ما حكاه " ابنُ سيده وغيره أن بعض العرب ينصب بها الجزئين. انظر " حاشية الخضري " 1 / 130. (3) في (ق) : صحبتي. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن عبد الله الأودي، فقد = الحديث: 322 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 323 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ: أَنْ عَلِّمُوا غِلْمَانَكُمُ الْعَوْمَ، وَمُقَاتِلَتَكُمُ الرَّمْيَ. فَكَانُوا يَخْتَلِفُونَ إِلَى الْأَغْرَاضِ، فَجَاءَ سَهْم غَرْبٌ إِلَى غُلامٍ فَقَتَلَهُ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ أَصْلٌ، وَكَانَ فِي حِجْرِ خَالٍ لَهُ، فَكَتَبَ فِيهِ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى عُمَرَ [[إِلَى مَنْ أَدْفَعُ عَقْلَهُ؟]] (*) ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: "اللهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ، وَالْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ" (1) . 324 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَرِثُ الْوَلَاءَ مَنْ وَرِثَ (2) الْمَالَ مِنْ وَالِدٍ، أَوْ وَلَدٍ " (3) . 325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ:   = روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه ابن سعد 3 / 353 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (26) ، وعنه ابن شبة في " أخبار المدينة " 3 / 914 و923 عن أبي عوانة، به. (1) إسناده حسن. سفيان: هو الثوري، وعبد الرحمن بن عياش: هو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. وانظر (189) . (2) في (ق) : يرث. (3) إسناده حسن، فإن حديث عبد الله بن يزيد المقرئ عن عبد الله بن لهيعة من صالح حديثه. وانظر (147) . (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ليست في المطبوع ط الرسالة الحديث: 323 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 رَأَيْتُ عُمَرَ أَتَى الْحَجَرَ، فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ. ثُمَّ دَنَا فَقَبَّلَهُ (1) . 326 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا دُجَيْنٌ أَبُو الْغُصْنِ، بَصْرِيٌّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنْ عُمَرَ، فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ أَخَافُ أَنْ أَزِيدَ أَوْ أَنْقُصَ، كُنَّا إِذَا قُلْنَا لِعُمَرَ: حَدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَخَافُ أَنْ أَزِيدَ حَرْفًا أَوْ أَنْقُصَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَهُوَ فِي النَّارِ " (2) . 327 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي سُوقٍ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وانظر (99) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف دجين بن ثابت أبي الغصن، انظر ترجمته في " تعجيل المنفعة " رقم (284) . أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم. وأخرجه أبو يعلى (259) ، والعقيلي في " الضعفاء " 2 / 46، وابن عدي في " الكامل " 3 / 972 من طريق مسلم بن إبراهيم، وأبو يعلى (260) ، وابن عدي 3 / 973 من طريق وكيع، كلاهما عن دجين بن ثابت، بهذا الإسناد. قلنا: ومتن الحديث متواتر، قد روي عن غير واحد من الصحابة، انظر تخريجها في " صحيح ابن حبان " تحت الحديث رقم (28) . الحديث: 326 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " (1) .   (1) إسناده ضعيف جداً، عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير منكر الحديث، وليس هو بعمرو بن دينار المكي الثقة. وأخرجه الطيالسي (12) ، وابن ماجه (2235) ، والترمذي (3429) ، والبزار (125) ، والطبراني في " الدعاء " (789) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (182) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقرن الترمذي في روايته بحماد المعتمرَ بنَ سليمان. وأخرجه الطبراني (790) ، وأبو نعيم في " أخبار أصفهان " 2 / 180 من طريق هشام بن حسان، والبغوي في " شرح السنة " (1338) من طريق سعيد بن زيد أخي حماد، والطبراني (791) من طريق ثابت بن يزيد، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، به. قال البزار: عمرو بن دينار قهرمان دار الزبير لم يتابع عليه. وقال أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في " العلل " 2 / 171: هذا حديث منكر جداً، لا يحتمل سالم هذا الحديث. وقال الدارقطني في " العلل " 2 / 49: ورواه فضيل بن عياض عن هشام عن سالم عن أبيه، ولم يذكر فيه عمر، ورواه سويد بن عبد العزيز عن هشام عن عمروعن ابن عمر عن عمر موقوفاً، ولم يذكر فيه سالماً، ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن دينار، لأنه ضعيف قليل الضبط. وروي عن عمر بن محمد بن زيد قال: حدثني رجل من أهل البصرة مولى قريش، عن سالم (انظر مستدرك الحاكم 1 / 538) . فرجع الحديث إلى عمروبن دينار، وهو ضعيف الحديث لا يحتج به. وأخرجه عبد بن حميد (28) ، والدارمي (2692) ، والترمذي (3428) ، والطبراني (792) ، وأبو نعيم في " الحلية " 2 / 355، والحاكم 1 / 538 من طريق أزهر بن سنان، عن محمد بن واسع، عن سالم بن عبد الله، به. وهذا إسناد ضعيف، أزهربن سنان ضعيف جداً، وقال الترمذي: حديث غريب. وأخرجه الطبراني (793) من طريق أبي خالد الأحمر، عن المهاجر بن حبيب، قال: = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سمعت سالم بن عبد الله، به. قال الإمام علي ابن المديني في مسند عمر - فيما نقله عنه الحافظ ابن كثير في " مسند عمر " ص 642 -: وأما حديث مهاجر عن سالم فيمن دخل السوق، فإن مهاجر بن حبيب ثقة من أهل الشام، ولم يلقه أبو خالد الأحمر، وإنما روى عنه ثور بن يزيد والأحوص بن حكيم وفرج بن فضالة وأهل الشام، وهذا حديث منكرٌ من حديث مهاجر من أنه سمع سالماً، وإنما روى هذا الحديثَ شيخٌ لم يكن عندهم بثبت يقال له: عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، حدثناه زياد بن الربيع، عنه، به. فكان أصحابنا ينكرون هذا الحديث أشد الإنكار لجودة إسناده.. وقد روى هذا الشيخ حديثاً آخر عن سالم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: " مَن رأى مبتلىً ... " فذكر كلاماً لا أحفظه، وهذا مما أنكروه، ولو كان مهاجرٌ يصحُّ حديثه في السوق، لم يُنكَر على عمرو بن دينار هذا الحديثُ. وأخرجه الترمذي في " العلل الكبير " 2 / 912، والحاكم 1 / 539 من طريق يحيى بن سليم الطائفي، عن عمران بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الترمذي: سألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث منكرٌ، قلت له: مَن عِمرانُ بن مسلم هذا؟ هو عِمران القصير؟ قال: لا، هذا شيخ منكر الحديث. قلنا: ويحيى بن سليم الطائفي سيئ الحفظ. وأورده بهذا الإسناد ابنُ أبي حاتم في " العلل " 2 / 181 وقال: سألت أبي عنه فقال: هذا حديث منكر. ثم قال ابن أبي حاتم: وهذا الحديثُ خطأ، إنما أراد عمران بن مسلم: عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم، عن أبيه، فغلط وجعل بدلَ عمرو: عبد الله بن دينار، وأسقط سالماً من الإسناد، حدثنا بذلك محمد بن عمار قال: حدثنا إسحاقُ بن سليمان، عن بكير بن شهاب الدامغاني، عن عمران بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن سالم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وذكر الحديث. قلنا: ومع ذلك فقد حسن المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 531 إسناد الحديث بعد أن نسبه إلى الترمذي، وقال الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ص 273: والحديثُ أقلُّ = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 328 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو زُمَيْلٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: فُلانٌ شَهِيدٌ، وَفُلانٌ شَهِيدٌ، حَتَّى مَرُّوا بِرَجُلٍ، فَقَالُوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلَّا، إِنِّي رَأَيْتُهُ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ فِي عَبَاءَةٍ، غَلَّهَا، اخْرُجْ يَا عُمَرُ فَنَادِ فِي النَّاسِ: إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ ". فَخَرَجْتُ فَنَادَيْتُ: إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ (1) . 329 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ   = أحواله أن يكون حسناً! وإن كان في ذكر العدد على هذه الصفة نكارة. وفي الباب عن ابن عمر، أخرجه الحاكم 1 / 539 من طريق مسروق بن المرزبان، عن حفص بن غياث، عن هشام بن حسان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وصححه الحاكم على شرط الشيخين!! فتعقبه الذهبي بقوله: مسروق بن المرزبان ليس بحجة. قلنا: وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه، ويغلب على الظن أنه هو الذي أخطأ في إسناده، فقال: عن عبد الله بن دينار، بدل عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير. ومن غير هذا الطريق أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على " الزهد ": 214 عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي خالد الأحمر، عن مهاجر بن عمرو الشامي، عن ابن عمر. وأبو خالد الأحمر - وإن روى له الجماعة - قال ابنُ عدي: له أحاديث صالحة، وإنما أُتِيَ مِن سوءِ حفظه فيغلط ويخطىء، وهو في الأصل كما قال ابنُ معين: صدوق وليس بحجة. ومهاجر بن عمرو الشامي لا يُعرف حاله، ولم يوثقه غير ابن حبان. وفي الباب أيضاً عن ابن عباس عند ابن السني (183) ، وفيه نهشل بن سعيد، وهو متروك واتُّهم بالكذب، فلا يُفرح به. (1) إسناده حسن، رجاله رجال الصحيح. وانظر (203) . الحديث: 328 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: لَا وَأَبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَهْ، إِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللهِ، فَقَدْ أَشْرَكَ " (1) . 330 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عُمَرَ زَادَ فِي الْمَسْجِدِ مِنَ الْأُسْطُوَانَةِ إِلَى الْمَقْصُورَةِ، وَزَادَ عُثْمَانُ، وَقَالَ عُمَرُ: لَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " نَبْغِي نَزِيدُ (2) فِي مَسْجِدِنَا " مَا زِدْتُ فِيهِ (3) . 331 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ مَعَهُ الْكِتَابَ، فَكَانَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ، فَرَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ.   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم، فمن رجال البخاري. وانظر (291) . (2) في (ب) وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص) : ينبغي أن نزيد. (3) في (ق) : عليه. والحديث إسناده ضعيف لِضعف عبد الله - وهو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري -، ثم هو منقطع نافع مولى ابن عمر لم يدرك عمر بن الخطاب، لكن قد وصله البزار في روايته، فتبقى علةُ ضعفِ عبد الله العمري. حماد الخياط: هو حماد بن خالد الخياط. وأخرجه البزار (157) من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. الحديث: 330 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 ثُمَّ قَالَ: قَدْ كُنَّا نَقْرَأُ: وَلا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ - أَوْ: إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ - أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ ابْنُ مَرْيَمَ، وَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُهُ (1) وَرَسُولُهُ " (2) . وَرُبَّمَا قَالَ مَعْمَرٌ: " كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ ". 332 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ مَقَالَةً فَآلَيْتُ أَنْ أَقُولَهَا لَكَ، زَعَمُوا أَنَّكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ. فَوَضَعَ رَأْسَهُ سَاعَةً، ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْفَظُ دِينَهُ، وَإِنِّي إِنْ لَا أَسْتَخْلِفْ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ، وَإِنْ أَسْتَخْلِفْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدِ اسْتَخْلَفَ. قَالَ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ فَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْدِلُ (3)   (1) في (ق) : عبد الله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (9758) و (13329) و (20524) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (1432) . وقال: حسن صحيح. وأخرجه الحميدي (25) عن سفيان بن عيينة، عن معمر، به. وانظر حديث السقيفة برقم (391) . قوله: " ولا ترغبوا عن آبائكم "، قال السندي: بنفي النسب عنهم، أو بإثبات النسب لغيرهم. كفر: أي كفران لنعمة الولادة. لا تُطروني: من الإطراء، وهو المبالغة في المدح. (3) على حاشية (س) و (ق) و (ص) : ليعدل. الحديث: 332 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا، وَأَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ (1) . 333 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ لَكُمَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " (2) . 334 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ بُكِيَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ " (3) . 335 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (9763) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1823) (12) ، وأبو داود (2939) ، والترمذي (2225) ، والبزر (106) وانظر (299) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في " المصنف " (9772) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم، (1757) (50) ، والمروزي في " مسند أبي بكر " (2) ، والطحاوي 2 / 5، وابن حبان (6608) . وأخرجه ابن سعد 2 / 314، وأبو داود (2964) من طريقين عن معمر، به. وسيأتي مطولاً برقم (425) ، وانظر (172) . (3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في " المصنف " (6680) . وانظر (315) . الحديث: 333 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا أَبَا بَكْرٍ، كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ (1) قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ، إِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهَا (2) . فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ أَنَّ اللهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ بِالْقِتَالِ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ (3) . 336 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " (4) . 337 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: إِنَّ أَمْوَالَ بَنِي النَّضِيرِ كَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفْ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ بِخَيْلٍ وَلا   (1) في (ق) : فقد. (2) في (م) و (ق) و (ص) : على منعها. (3) إسناده صحيح. إبراهيم بن خالد: هو ابن عبيد الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني، كل منهما ثقة، ومن فوقهما من رجال الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (6916) عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (117) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي. وهو مكرر (172) . الحديث: 336 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 رِكَابٍ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهَا نَفَقَةَ سَنَتِهِ، وَمَا بَقِيَ جَعَلَهُ فِي الْكُرَاعِ وَالسِّلَاحِ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (1) . 338 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " (2) . 339 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ - عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ (3) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ فَمَا رَأَيْتُ مَوْضِعًا، فَمَكَثْتُ سَنَتَيْنِ، فَلَمَّا كُنَّا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، وَذَهَبَ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ، فَجَاءَ وَقَدْ قَضَى حَاجَتَهُ، فَذَهَبْتُ أَصُبُّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَنِ الْمَرْأَتَانِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ (4) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (171) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وأخرجه عبد الرزاق (7595) ، والحميدي (20) ، والبخاري (1954) ، وابن خزيمة (2058) ، والبيهقي 4 / 416، والبغوي (1735) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (192) و (231) و (383) . (3) تحرف في (م) إلى: حنيف. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه البخاري (4914) و (4915) ، ومسلم (1479) (33) ، والبزار (212) ، وأبو يعلى (197) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (23) ، والبخاري (4913) و (5218) و (5843) و (7256) و (7563) ، ومسلم (1479) (31) و (32) ، وأبو يعلى (163) ، والطبري 28 / 162 من طرق عن يحيى بن سعيد، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (222) . ومر الظهران: موضع على مرحلة من مكة. الحديث: 338 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 340 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، سَمِعَهُ (1) مِنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: لَا تُغْلُوا صُدُقَ النِّسَاءِ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا، أَوْ تَقْوَى فِي الْآخِرَةِ، لَكَانَ أَوْلاكُمْ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ مَا أَنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ وَلا نِسَائِهِ فَوْقَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً. وَأُخْرَى تَقُولُونَهَا فِي مَغَازِيكُمْ: قُتِلَ فُلانٌ شَهِيدًا، مَاتَ فُلانٌ شَهِيدًا، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَوْقَرَ عَجُزَ دَابَّتِهِ، أَوْ دَفَّ رَاحِلَتِهِ ذَهَبًا وَفِضَّةً، يَبْتَغِي التِّجَارَةَ، فَلا تَقُولُوا ذَاكُمْ، وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ " (2) . 341 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، أَمَلَّهُ عَلَيَّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ: أَنَّ عُمَرَ قَامَ خَطِيبًا، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رُؤْيَا: كَأَنَّ دِيكًا نَقَرَنِي نَقْرَتَيْنِ، وَلا أُرَى ذَلِكَ إِلَّا لِحُضُورِ أَجَلِي، وَإِنَّ نَاسًا يَأْمُرُونَنِي أَنْ أَسْتَخْلِفَ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ   (1) في (ص) : سمعته. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي العجفاء - واسمه هَرِم بن نسيب - فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه الحميدي (23) ، والترمذي (1114م) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وفيه عندهما: ابن سيرين عن أبي العجفاء. وأخرجه كذلك عبد الرزاق (10399) ، وأبو داود (2106) ، والنسائي 6 / 117، والبيهقي 7 / 234 من طرق عن أيوب، به. وانظر (285) . الحديث: 340 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 لَمْ يَكُنْ لِيُضِيعَ خِلافَتَهُ وَدِينَهُ، وَلا الَّذِي بَعَثَ بِهِ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي أَمْرٌ فَالْخِلافَةُ شُورَى فِي هَؤُلاءِ الرَّهْطِ السِّتَّةِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، فَأَيُّهُمْ بَايَعْتُمْ لَهُ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَقَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا سَيَطْعَنُونَ فِي هَذَا الْأَمْرِ، وَإِنِّي قَاتَلْتُهُمْ بِيَدِي هَذِهِ عَلَى الْإِسْلامِ، فَإِنْ فَعَلُوا فَأُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللهِ الْكَفَرَةُ الضُّلَّالُ. وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَدَعُ بَعْدِي شَيْئًا هُوَ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ أَمْرِ الْكَلالَةِ، وَلَقَدْ سَأَلْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا، فَمَا أَغْلَظَ لِي فِي شَيْءٍ قَطُّ مَا أَغْلَظَ لِي فِيهَا، حَتَّى طَعَنَ بِيَدِهِ - أَوْ بِإِصْبَعِهِ - فِي صَدْرِي - أَوْ جَنْبِي - وَقَالَ: " يَا عُمَرُ، تَكْفِيكَ الْآيَةُ الَّتِي نَزَلَتْ فِي الصَّيْفِ، الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ "، وَإِنِّي إِنْ أَعِشْ أَقْضِ فِيهَا قَضِيَّةً لَا يَخْتَلِفُ فِيهَا أَحَدٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ أَوْ لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ. ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ، فَإِنِّي بَعَثْتُهُمْ يُعَلِّمُونَ (1) النَّاسَ دِينَهُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ، وَيَقْسِمُونَ فِيهِمْ فَيْئَهُمْ، وَيُعَدِّلُونَ عَلَيْهِمْ، وَمَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمْ يَرْفَعُونَهُ إِلَيَّ. ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَأْكُلُونَ مِنْ شَجَرَتَيْنِ لَا أُرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ: هَذَا الثُّومُ وَالْبَصَلُ، لَقَدْ كُنْتُ أَرَى الرَّجُلَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوجَدُ رِيحُهُ مِنْهُ، فَيُؤْخَذُ بِيَدِهِ حَتَّى يُخْرَجَ بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَمَنْ كَانَ آكِلَهُمَا لَا بُدَّ، فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا. قَالَ: فَخَطَبَ بِهَا عُمَرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأُصِيبَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، لِأَرْبَعِ   (1) في (ق) : ليعلمون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ (1) . 342 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. قَالَ (2) : وَأَخْبَرَنِي هُشَيْمٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّ عُمَرَ قَالَ: هِيَ سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي الْمُتْعَةَ - وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ يُعَرِّسُوا بِهِنَّ تَحْتَ الْأَرَاكِ، ثُمَّ يَرُوحُوا بِهِنَّ حُجَّاجًا (3) . 343 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ جَدِّهِ - الشَّكُّ مِنْ يَزِيدَ - عَنْ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ بَعْدَ الْحَدَثِ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ وَصَلَّى (4) .   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين غير معدان بن أبي طلحة، فمن رجال مسلم. سعيد بن أبي عروبة اختلط، ورواية محمد بن جعفر عنه اختلف فيها، فقيل: قبل الاختلاط، وقيل: بعده، ولا يضر ذلك فإنه قد توبع. وانظر (89) . (2) القائل هو الإمام أحمد، فيكون له في هذا الحديث عن حجاج شيخان: عبد الرزاق وهشيم. (3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حجاج بن أرطاة، فقد روى له مسلم مقروناً بغيره، وأصحابُ السنن، وهو مدلس وقد عنعن، وقد خالف حجاجاً في إسناد هذا الحديث شعبةُ، فقال: عن الحكم، عن عمارة بن عمير، عن إبراهيم بن أبي موسى، عن أبيه، عن عمر، وسيأتي في " المسند " برقم (351) وإسناده صحيح على شرط مسلم. قال الدارقطني في " العلل " 2 / 126: وقول شعبة هو الصواب، والله أعلم. (4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد وعاصم بن عُبيد الله. وانظر (128) . الحديث: 342 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 344 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيَاضًا الْأَشْعَرِيَّ، قَالَ: شَهِدْتُ الْيَرْمُوكَ، وَعَلَيْنَا خَمْسَةُ أُمَرَاءَ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَابْنُ حَسَنَةَ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعِيَاضٌ - وَلَيْسَ عِيَاضٌ هَذَا بِالَّذِي حَدَّثَ سِمَاكًا - قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ: إِذَا كَانَ قِتَالٌ فَعَلَيْكُمْ أَبُو عُبَيْدَةَ. قَالَ: فَكَتَبْنَا إِلَيْهِ إِنَّهُ قَدْ جَاشَ إِلَيْنَا الْمَوْتُ، وَاسْتَمْدَدْنَاهُ، فَكَتَبَ إِلَيْنَا: إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِي كِتَابُكُمْ تَسْتَمِدُّونِي، وَإِنِّي أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَعَزُّ نَصْرًا وَأَحْضَرُ جُنْدًا: اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَاسْتَنْصِرُوهُ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نُصِرَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي أَقَلَّ مِنْ عِدَّتِكُمْ، فَإِذَا أَتَاكُمْ كِتَابِي هَذَا فَقَاتِلُوهُمْ، وَلا تُرَاجِعُونِي. قَالَ: فَقَاتَلْنَاهُمْ فَهَزَمْنَاهُمْ، وَقَتَلْنَاهُمْ أَرْبَعَ فَرَاسِخَ، قَالَ: وَأَصَبْنَا أَمْوَالًا، فَتَشَاوَرُوا، فَأَشَارَ عَلَيْنَا عِيَاضٌ أَنْ نُعْطِيَ عَنْ كُلِّ رَأْسٍ عَشْرَةً. قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَنْ يُرَاهِنِّي؟ فَقَالَ شَابٌّ: أَنَا إِنْ لَمْ تَغْضَبْ. قَالَ: فَسَبَقَهُ، فَرَأَيْتُ عَقِيصَتَيْ أَبِي عُبَيْدَةَ تَنْقُزَانِ وَهُوَ خَلْفَهُ عَلَى فَرَسٍ عَرَبِيٍّ (1) .   (1) في (ب) وعلى حاشية (س) و (ص) : " عري ". أي: بدون سرج. والخبر إسناده حسن، سماك - وهو ابن حرب - من رجال مسلم، وكذا عياض وهو ابن عمرو الأشعري، وهو مختلف في صحبته، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 13 / 34 - 35، وابن حبان (4766) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قوله: " جاش إلينا الموت "، أي: تدفّق وفاض. والعقيصة: الشعر المقصوص، وهو نحو مِن المضفور. وتنقزان، أي: تهتزان وتثبان من شِدة العَدْو والجري. الحديث: 344 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 345 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَعَلَيَّ جُبَّةُ خَزٍّ، فَقَالَ لِي سَالِمٌ: مَا تَصْنَعُ بِهَذِهِ الثِّيَابِ؟ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلاقَ لَهُ " (1) . 346 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ أَسَدٌ بْنُ عُمَرَو، أُرَاهُ عَنِ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَتَلَ رَجُلٌ ابْنَهُ عَمْدًا، فَرُفِعَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَجَعَلَ عَلَيْهِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ: ثَلاثِينَ حِقَّةً، وَثَلاثِينَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعِينَ ثَنِيَّةً، وَقَالَ: لَا يَرِثُ الْقَاتِلُ، وَلَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُقْتَلُ وَالِدٌ بِوَلَدِهِ " لَقَتَلْتُكَ (2) . 347 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ وَيَزِيدُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لَوْلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ لِقَاتِلٍ   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. محمد بن بكر: هو البُرْساني، وعيينة: هو ابن عبد الرحمن بن جَوْشن. وقد تقدم برقم (321) من طريق آخر بإسناد صحيح. والخزُّ: هو ما خلط من الحرير بالوَبَر ونحوه. (2) حديث حسن، حجاج بن أرطاة - وإن كان يدلِّس عن عمرو بن شعيب - قد توبع. وشيخ أحمد أسد بن عمرو أبو المنذر صدوق صالح الحديث، انظر ترجمته في " الإكمال " (31) للحسيني. وأخرجه ابن أبي شيبة 9 / 410، وعبد بن حميد (41) ، وابن ماجه (2662) ، والترمذي (1400) ، وابن أبي عاصم في " الديات ": 65، والدارقطني 3 / 140، والبيهقي 8 / 72 من طريقين عن حجاج، بهذا الإسناد. وانظر (147) . الحديث: 345 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 شَيْءٌ " لَوَرَّثْتُكَ. قَالَ: وَدَعَا أَخَا (1) الْمَقْتُولِ فَأَعْطَاهُ الْإِبِلَ (2) . 348 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، كِلاهُمَا عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: أَخَذَ عُمَرُ مِنَ الْإِبِلِ ثَلاثِينَ حِقَّةً، وَثَلاثِينَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعِينَ ثَنِيَّةً إِلَى بَازِلِ عَامِهَا كُلُّهَا خَلِفَةٌ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا أَخَا الْمَقْتُولِ فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ دُونَ أَبِيهِ،   (1) تحرف في (م) إلى: خال. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عمرو بن شعيب لم يدرك عمر. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه البيهقي 6 / 219 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في " الموطأ " 2 / 867، ومن طريقه عبد الرزاق (17782) ، والنسائي في " الكبرى " (6368) ، والبيهقي 8 / 38، وأخرجه عبد الرزاق (17783) عن سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 11 / 358، وابن ماجه (2646) عن أبي خالد الأحمر، ثلاثتهم (مالك والثوري وأبو خالد الأحمر) عن يحيى بن سعيد، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه بنحوه الدارقطني 4 / 95 و96 من طريقين عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر. وله شاهد عن عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4564) ، والدارقطني 4 / 96، والبيهقي 6 / 220 وسنده حسن، وآخر عن أبي هريرة عند الترمذي (2109) ، وابن ماجه (2735) ، والدارقطني 4 / 96 وفيه ضعف، وثالث عن عمر بن شيبة بن أبي كبير أخرجه الطبراني في قصة كما في " مجمع الزوائد " 4 / 230، ورابع عن ابن عباس عند عبد الرزاق (17787) ، ومن طريقه البيهقي 6 / 220 وفي سنده عمرو بن برق، قال الحافظ في " التلخيص " 3 / 85: وهو ضعيف عندهم. الحديث: 348 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ لِقَاتِلٍ شَيْءٌ " (1) . 349 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: جَاءَ الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ إِلَى عُمَرَ يَخْتَصِمَانِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا الْكَذَا كَذَا، فَقَالَ النَّاسُ: افْصِلْ بَيْنَهُمَا، افْصِلْ بَيْنَهُمَا (2) . قَالَ: لَا أَفْصِلُ بَيْنَهُمَا، قَدْ عَلِمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " (3) . 350 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ مِنْ آخِرِ مَا نزِلَ آيَةُ الرِّبَا، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، مجاهد بن جبر لم يدرك عمر. وانظر ما قبله. البازل: ما دخل في التاسعة من الإبل. والخلفة: ما لقحت إلى عشرة أشهر. (2) في (ق) : " افصل بينهما " مرة واحدة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وعكرمة بن خالد: هو ابن العاص المخزومي. وانظر (172) . قوله: " هذا الكذب "، قال السندي: هكذا في نسخ " المسند "، والظاهر أنَّ " ال " موصول دخل على غير الصفة، وهو قليل، والتقدير: الذي هو كذا وكذا، ولفظة " كذا وكذا " كناية عن عَدد هي خصالٌ ذميمة، وقد جاءت في " صحيح مسلم " (1757) (49) مفصلة، ففيه: فقال عباسٌ: يا أمير المؤمنين، اقضِ بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن. الحديث: 349 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 وَلَمْ يُفَسِّرْهَا، فَدَعُوا الرِّبَا وَالرِّيبَةَ (1) . 351 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِي مُوسَى: أَنَّهُ كَانَ يُفْتِي بِالْمُتْعَةِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: رُوَيْدَكَ بِبَعْضِ فُتْيَاكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي النُّسُكِ بَعْدَكَ. حَتَّى لَقِيَهُ بَعْدُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَعَلَهُ وَأَصْحَابُهُ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَظَلُّوا بِهِنَّ مُعَرِّسِينَ فِي الْأَرَاكِ، ثُمَّ يَرُوحُونَ بِالْحَجٍّ تَقْطُرُ رُؤُوسُهُمْ (2) . 352 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: حَجَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ النَّاسَ خُطْبَةً، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ عِنْدَكَ رَعَاعُ النَّاسِ، فَأَخِّرْ ذَلِكَ حَتَّى   (1) حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسماعُ ابنِ عُلية من سعيد بن أبي عروبة قبلَ اختلاطه. وأخرجه الطبري 3 / 114 من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسنادِ. وانظر (246) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن أبي موسى، فمن رجال مسلم. الحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه مسلم (1222) ، وابن ماجه (2979) ، والبزار (226) ، والنسائي 5 / 153، والبيهقي 5 / 20 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. الحديث: 351 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 تَأْتِيَ الْمَدِينَةَ. فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ دَنَوْتُ (1) مِنْهُ قَرِيبًا مِنَ الْمِنْبَرِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَإِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: مَا بَالُ الرَّجْمِ، وَإِنَّمَا فِي كِتَابِ اللهِ الْجَلْدُ؟ وَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، وَلَوْلا أَنْ يَقُولُوا: أَثْبَتَ فِي كِتَابِ اللهِ مَا لَيْسَ فِيهِ، لَأَثْبَتُّهَا كَمَا أُنْزِلَتْ (2) . 353 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ - يَعْنِي ابْنَ بَشِيرٍ - يَخْطُبُ قَالَ: ذَكَرَ عُمَرُ مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي مَا يَجِدُ دَقَلًا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ (3) .   (1) القائل: دنوتُ، هو ابن عباس. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه ابن أبي شيبة 14 / 563، والنسائي في " الكبرى " (7155) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (7154) من طريق حجاج بن محمد، به. وأخرجه النسائي أيضاً (7153) من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، به. وانظر (391) . (3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سِماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه مسلم (2978) ، والبزار (237) ، وأبو يعلى (183) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (223) من طريق حجاج بنِ محمد، به. وانظر (159) . والدَّقَل: رديء التمر. الحديث: 353 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 354 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ ". وَقَالَ حَجَّاجٌ: " بِالنِّيَاحَةِ عَلَيْهِ " (1) . 355 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رُفَيْعًا (2) أَبَا الْعَالِيَةِ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: حَدَّثَنِي رِجَالٌ - قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسَبُهُ قَالَ: مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: وَأَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلاةِ فِي سَاعَتَيْنِ: بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ (3) . 356 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (927) (17) ، وابن ماجه (1953) ، والبزار (104) ، والبيهقي 4 / 71 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (180) . (2) تحرف في (م) إلى: ربيعاً. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (1250) ، وابن خزيمة (1271) ، وأبو عوانة 1 / 379 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (159) ، وابن خزيمة (1271) ، وأبو عَوانة 1 / 379 من طرق عن شعبة، به. وانظر (110) . الحديث: 354 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ، وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ، أَوْ بِالشَّامِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْحَرِيرِ إِلَّا هَكَذَا، إِصْبُعَيْنِ. قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: فَمَا عَتَّمْنَا إِلَّا أَنَّهُ الْأَعْلامُ (1) . 357 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ (2) . 358 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: صَلَّى عُمَرُ الصُّبْحَ وَهُوَ بِجَمْعٍ - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بِجَمْعٍ - فَقَالَ: إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا لَا يُفِيضُونَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَيَقُولُونَ: أَشْرِقْ ثَبِيرُ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالَفَهُمْ، فَأَفَاضَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ. وأخرجه مسلم (2069) (14) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5828) ، والبغوي في " الجعديات " (1030) من طريقين عن شعبة، به. وانظر (92) . وقوله: " فما عتَّمنا "، أي: ما أبطأنا عن معرفة ما أراد وعَنَى. وفي (ب) : علمنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وهو ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر ما قبله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الطيالسي فمن رجال مسلم. وأخرجه البزار (323) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (84) . الحديث: 357 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 359 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَأَلَ عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فَمَا أَصْنَعُ؟ قَالَ: " اغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ تَوَضَّأْ، ثُمَّ ارْقُدْ " (2) . 360 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْجَرِّ، فَحَدَّثَنَا عَنْ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْجَرِّ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ، وَعَنِ الْمُزَفَّتِ (3) . 361 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ:   (1) تحرف في (ص) : إلى عبيد الله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (17) ، والطحاوي 1 / 127، وابن حبان (1212) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (657) عن سفيان بن عيينة، وابن حبان (1214) من طريق سليمان بن جعفر، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به. وسيأتي برقم (5056) و (5190) و (5314) و (5442) و (5497) و (5967) . وأخرجه البخاري (287) و (289) ، ومسلم (306) ، وابن ماجه (585) ، والطحاوي 1 / 127، وابن حبان (1215) ، والبغوي (264) من طرق عن نافع، عن ابن عمر، به. وانظر (94) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الحكم - واسمه عمران بن الحارث السلمي - فمن رجال مسلم. وانظر (185) . الحديث: 359 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 رَأَيْتُ الْأُصَيْلِعَ - يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - يُقَبِّلُ الْحَجَرَ، وَيَقُولُ: أَمَا إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَكِنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ (1) . 362 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ الضُّبَعِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ الْعَامَ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ عُمَرُ، قَالَ: فَخَطَبَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ - شُعْبَةُ الشَّاكُّ -. فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ أَنَّهُ طُعِنَ، فَأُذِنَ لِلنَّاسِ عَلَيْهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ أَهْلُ الشَّامِ، ثُمَّ أُذِنَ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ، فَدَخَلْتُ فِيمَنْ دَخَلَ، قَالَ: فَكَانَ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ أَثْنَوْا عَلَيْهِ وَبَكَوْا. قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ، قَالَ: وَقَدْ عَصَبَ بَطْنَهُ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ، وَالدَّمُ يَسِيلُ، قَالَ: فَقُلْنَا: أَوْصِنَا، قَالَ: وَمَا سَأَلَهُ الْوَصِيَّةَ أَحَدٌ غَيْرُنَا، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اتَّبَعْتُمُوهُ. فَقُلْنَا: أَوْصِنَا، فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِالْمُهَاجِرِينَ، فَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ، وَأُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ، فَإِنَّهُمْ شَعْبُ الْإِسْلامِ الَّذِي لَجِأَ إِلَيْهِ، وَأُوصِيكُمْ بِالْأَعْرَابِ، فَإِنَّهُمْ أَصْلُكُمْ وَمَادَّتُكُمْ، وَأُوصِيكُمْ بِأَهْلِ ذِمَّتِكُمْ، فَإِنَّهُمْ (2) عَهْدُ نَبِيِّكُمْ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن سَرْجِس، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطيالسي (50) و (138) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (229) ، وانظر (325) . (2) في (ق) : فإن فيهم عهد. وعلى الحاشية: فإنهم. الحديث: 362 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 وَرِزْقُ عِيَالِكُمْ، قُومُوا عَنِّي. قَالَ: فَمَا زَادَنَا عَلَى هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ فِي الْأَعْرَابِ: وَأُوصِيكُمْ بِالْأَعْرَابِ فَإِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَعَدُوُّ عَدُوِّكُمْ (1) . 363 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ الضُّبَعِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ قُدَامَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ الْعَامَ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ عُمَرُ، قَالَ: فَخَطَبَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دِيكًا أَحْمَرَ نَقَرَنِي نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ - شُعْبَةُ الشَّاكُّ - قَالَ: فَمَا لَبِثَ إِلَّا جُمُعَةً حَتَّى طُعِنَ ... فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَأُوصِيكُمْ بِأَهْلِ ذِمَّتِكُمْ، فَإِنَّهُمْ ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ. قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ فِي الْأَعْرَابِ: وَأُوصِيكُمْ بِالْأَعْرَابِ، فَإِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَعَدُوُّ عَدُوِّكُمْ (2) . 364 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ (3) ،   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جويرية بن قدامة، فمن رجال البخاري. أبو جمرة الضبعي: هو نصر بن عِمران. وأخرجه الطيالسي (66) ، وابن أبي شيبة 14 / 581، وابن سعد 3 / 336 - 337، والبخاري (3162) ، وابن شبة في " تاريخ المدينة " 3 / 936 - 937 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. وروى عمرو بن ميمون نحو هذا عن عمر، انظر تخريج حديثه في " صحيح ابن حبان " (6917) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. انظر ماقبلَه. (3) تحرف في (م) كما تحركت " سعيد " الأولى في (ق) إلى: شعبة. وقوله: " عن = الحديث: 363 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ فِيهِمْ عُمَرُ، وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صَلاةٍ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ (1) . 365 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ: أَنَّ عُمَرَ خَطَبَ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ الْحَرِيرِ إِلَّا مَوْضِعَ أُصْبُعَيْنِ، أَوْ ثَلاثَةٍ، أَوْ أَرْبَعَةٍ، وَأَشَارَ بِكَفِّهِ (2) .   = قتادة " تحرف في (ق) إلى: وقتادة. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهَّاب - وهو ابن عطاء الخفاف - فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عَروبة، وسماعُ عبد الوهَّاب منه قبل اختلاطه، وأبو العالية: هو رُفيع بن مِهران. وأخرجه أبو عوانة 1 / 380 من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (184) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو عوانة 1 / 380 من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به. وانظر (110) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد روي هذا الحديثُ مرفوعاً وموقوفاً، والطريقان جميعاً محفوظان. وأخرجه مرفوعاً مسلم (2069) (15) ، وأبو عوانة 5 / 460، والبيهقي 2 / 423 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، وأبو عوانة 5 / 457 من طريق شعيب بن إسحاق، كلاهما عن سعيد بن أبي عَروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2069) (15) ، والترمذي (1721) ، والنسائي في " الكبرى " (9630) ، والطحاوي 4 / 244، وأبو عوانة 5 / 458، وابن حبان (5441) ، وأبونعيم في " الحلية " 4 / 176 - 177، والبيهقي 3 / 269 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، = الحديث: 365 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 366 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ " (1) . 367 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ. وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ:   = به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه أبو عوانة 5 / 460 من طريق داود بن أبي هند، وأبو نعيم 4 / 176 من طريق أبي حصين، كلاهما عن عامر الشعبي، به. وأخرجه موقوفاً النسائي في " الكبرى " (9631) من طريق داود بن أبي هند و (9632) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والنسائي في " الكبرى " (9633) ، و" المجتبى " 8 / 202، والطحاوي 4 / 248 من طريق وبرة بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عن الشعبي، به. وأخرجه النسائي في " الكبرى " (9634) ، وفي " المجتبى " 8 / 202 من طريق إبراهيم النخعي، عن سويد بن غَفَلة، به. وأخرجه أبو عوانة 5 / 461 من طريق عبد الله بن المبارك، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن سويد بن غَفَلَة: أنه أتانا عمر في وفدٍ عليهم الدِّيباجُ.. وذكر الحديث. فلم يُبين فيه الرفع أوالوقف. والجابية: قرية جنوب غربي دمشق. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وسماعُ محمد بن جعفر من سعيد بن أبي عروبة مختلف فيه: أقبل الاختلاط أمْ بعده؟ وقد تُوبِعَ. وأخرجه مسلم (927) (17) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو يعلى (156) و (157) و (179) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (180) من طريق شعبة عن قتادة. الحديث: 366 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى - قَالَ يَزِيدُ: لَا نَرَى - عَلَيْهِ أَثَرَ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلامِ، مَا الْإِسْلامُ؟ فَقَالَ: " الْإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ، يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ. قَالَ: " الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ يَزِيدُ: " أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ ". قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ: " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ " قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا. قَالَ: " أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبِنَاءِ ". قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ، قَالَ: فَلَبِثْتُ (1) مَلِيًّا - قَالَ يَزِيدُ: ثَلاثًا - فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عُمَرُ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ   (1) في (م) و (ب) و (ح) : فلبث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ " (1) . 368 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: وَلا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ. وَقَالَ: قَالَ عُمَرُ: فَلَبِثْتُ ثَلاثًا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عُمَرُ (2) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. كهمس: هو ابن الحسن، وابن بريدة: هو عبد الله. وأخرجه ابن منده في " الإيمان " (6) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن منده (3) ، والبغوي (2) من طريق يزيد بن هارون، به. وأخرجه مسلم (8) (1) ، وأبو داود (4695) ، والنسائي 8 / 97، وابن خزيمة (2504) ، وابن حبان (168) ، وابن منده (1) و (4) و (7) و (8) و (186) من طرق عن كهمس بن الحسن، به. وأخرجه الطيالسي (21) ، والبخاري في " خلق أفعال العباد " (190) ، ومسلم (8) (2) ، وابن منده (10) من طريق مطر الوراق، وابن منده (9) من طريق عبد الله بن عطاء الطائفي، كلاهما عن ابن بريدة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه مسلم (8) (4) ، وابن حبان (173) ، وابن منده (11) و (12) و (13) و (14) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (3973) من طريق سليمان التيمي، وابن منده (9) من طريق عبيد الله بن العيزار، كلاهما عن يحيى بن يعمر، به. وقد تفرد سليمان بألفاظ لم يذكرها فيه غيره. وانظر ما بعده، وقد تقدم برقم (184) و (191) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو المقرئ. وأخرجه ابن منده (2) و (185) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الحديث: 368 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 369 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ. قَالَ (1) : وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَأْمُرُ بِهَا. قَالَ: فَقَالَ لِي: عَلَى يَدِي جَرَى الْحَدِيثُ، تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ عَفَّانُ: وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ - فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ هُوَ الْقُرْآنُ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الرَّسُولُ، وَإِنَّهُمَا كَانَتَا مُتْعَتَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِحْدَاهُمَا مُتْعَةُ الْحَجِّ، وَالْأُخْرَى مُتْعَةُ النِّسَاءِ (2) .   (1) القائل هو الإمام أحمد. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نضرة - وهو المنذر بن مالك بن قُطَعة - فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمِّي، وعفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. وأخرجه مسلم (1217) عن زهير بن حرب، عن عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 7 / 206 من طريق موسى بن إسماعيل، عن همام، به. وأخرجه الطيالسي (1792) ، ومسلم (1217) ، وابن حبان (3940) ، والبيهقي 5 / 21 من طريق شعبة، عن قتادة، به. وانظر حديث جابر في " المسند " (3 / 325 الطبعة الميمنية) . قال البيهقي 7 / 206: ونحن لا نشك في كونها (يعني متعة الحج) على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكنا وجدناه نهى عن نكاح المتعة عام الفتح بعد الإذن فيه، ثم لم نجده أذن فيه بعد النهي عنه حتى مضى لِسبيله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان نَهْي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن نكاح المتعة موافقاً لسنة رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخذنا به، ولم نجده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ َوسَلَّمَ نهى عن متعة الحج في رواية صحيحة عنه، ووجدنا في قول عمر رضي الله عنه ما دلَّ على أنه أَحَب أن يَفْصِلَ بين الحج والعمرة ليكون أتمَّ لهما، فحملنا نهيه عن متعة الحج على التنزيه وعلى اختيارِ = الحديث: 369 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 370 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا " (1) . 371 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ ابْنِ السَّاعِدِيِّ الْمَالِكِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهَا وَأَدَّيْتُهَا إِلَيْهِ أَمَرَ لِي بِعُمَالَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا عَمِلْتُ لِلَّهِ، وَأَجْرِي عَلَى اللهِ. قَالَ: خُذْ مَا أُعْطِيتَ، فَإِنِّي قَدْ عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَمَّلَنِي، فَقُلْتُ مِثْلَ قَوْلِكَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُعْطِيتَ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْأَلَ، فَكُلْ وَتَصَدَّقْ " (2) .   = الإفراد على غيره لأعلى التحريم، وبالله التوفيق. (1) حديث صحيح، عبد الله بن لهيعة - وإن كان سيئ الحفظ - توبع، وقد روى عنه هذا الحديث عند غير المصنف عبد الله بن وهب، وحديثه عنه صالح. وباقي رجال الإسناد ثقات. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو تميم: هو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم. وأخرجه ابن ماجه (4164) ، والقضاعي في " مسند الشهاب " (1445) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وانظر (205) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد، وبكير بن عبد الله: هو ابن الأشج. وأخرجه الدارمي (1649) ، ومسلم (1045) (112) ، وأبو داود (1647) و (2944) ، والبزار (245) ، والنسائي 5 / 102، وابن خزيمة (2364) ، وابن حبان = الحديث: 370 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 372 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ قَالَ: هَشَشْتُ يَوْمًا فَقَبَّلْتُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: صَنَعْتُ الْيَوْمَ أَمْرًا عَظِيمًا؛ قَبَّلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ تَمَضْمَضْتَ بِمَاءٍ وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ " فَقُلْتُ: لَا بَأْسَ بِذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَفِيمَ؟ " (1) . 373 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، أَلا تَرَوْنَ أَنَّهَا تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا؟ " (2) . 374 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ يَعْمَرَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّا نُسَافِرُ فِي الْآفَاقِ، فَنَلْقَى قَوْمًا يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَأَخْبِرُوهُمْ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَأَنَّهُمْ مِنْهُ بُرَآءُ - ثَلاثًا - ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   = (3405) ، والبيهقي 7 / 15 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (100) . قوله: " فعمَّلني "، أي: أعطاني عُمالتي وأجرة عملي، يقال منه: أعمَلْته وعمَّلتُه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (138) . (2) حديث صحيح، عبد الله بن لهيعة قد توبع. يحيى بن إسحاق: هو السِّيلَحيني. وانظر (370) . الحديث: 372 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 فَجَاءَ رَجُلٌ فَذَكَرَ مِنْ هَيْئَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْنُهْ " فَدَنَا، فَقَالَ: " ادْنُهْ " فَدَنَا، فَقَالَ: " ادْنُهْ " فَدَنَا، حَتَّى كَادَ رُكْبَتَاهُ تَمَسَّانِ (1) رُكْبَتَيْهِ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي مَا الْإِيمَانُ؟ - أَوْ عَنِ الْإِيمَانِ -، قَالَ: " تُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ " - قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهُ قَالَ: خَيْرِهِ وَشَرِّهِ -. قَالَ: فَمَا الْإِسْلامُ؟ قَالَ: " إِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَغُسْلٌ مِنَ الْجَنَابَةِ " كُلُّ ذَلِكَ قَالَ: صَدَقْتَ صَدَقْتَ. قَالَ الْقَوْمُ: مَا رَأَيْنَا رَجُلًا أَشَدَّ تَوْقِيرًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا، كَأَنَّهُ يُعَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: " أَنْ تَعْبُدَ اللهَ - أَوْ: تَعْبُدَهُ - كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " كُلُّ ذَلِكَ نَقُولُ: مَا رَأَيْنَا رَجُلًا أَشَدَّ تَوْقِيرًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا، فَيَقُولُ: صَدَقْتَ صَدَقْتَ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ: " مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ " قَالَ: فَقَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ ذَلِكَ مِرَارًا، مَا رَأَيْنَا رَجُلًا أَشَدَّ تَوْقِيرًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا، ثُمَّ وَلَّى. قَالَ سُفْيَانُ: فَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوهُ " فَلَمْ يَجِدُوهُ، قَالَ: " هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ، مَا أَتَانِي فِي صُورَةٍ إِلَّا عَرَفْتُهُ، غَيْرَ هَذِهِ الصُّورَةِ " (2) .   (1) على حاشية (س) و (ص) : تمس. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 375 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ يَعْمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، أَوْ سَأَلَهُ رَجُلٌ: إِنَّا نَسِيرُ فِي هَذِهِ الْأَرْضِ فَنَلْقَى قَوْمًا يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَهُمْ مِنْهُ بُرَآءُ - قَالَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَدْنُو؟ فَقَالَ: " ادْنُهْ " فَدَنَا رَتْوَةً، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَدْنُو؟ فَقَالَ: " ادْنُهْ " فَدَنَا رَتْوَةً، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَدْنُو؟ فَقَالَ: " ادْنُهْ " فَدَنَا رَتْوَةً، حَتَّى كَادَتْ أَنْ تَمَسَّ رُكْبَتَاهُ رُكْبَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِيمَانُ؟ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) .   = بريدة، فمن رجال مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، سفيان: هو الثوري، وابن يَعمر: هو يحيى. وأخرجه أبو داود (4697) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في " الكبرى " (5883) من طريق شريك، عن الركين بن الربيع، عن يحيى بن يعمر، به. وأخرجه أيضاً من طريق شريك، عن عطاء بن السائب، عن ابن بُريدة، عن ابن عمر. وأخرجه الطبراني (13581) من طريق منصور بن المعتمر، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر. قال الترمذي في " السنن " 5 / 8: روي هذا الحديثُ عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ َسَلَّمَ، والصحيحُ: عن ابن عمر، عن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وانظر (367) . (1) إسناده صحيح كسابقه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري. والرَّتوة: الخطوة. الحديث: 375 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 376 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ الْعَدَوِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَظَلَّ رَأْسَ غَازٍ أَظَلَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا حَتَّى يَسْتَقِلَّ بِجَهَازِهِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللهِ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " (1) . 377 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ - يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ - أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَقَدْ بَلَغَ بِهِ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَنْ فَاتَهُ شَيْءٌ مِنْ وِرْدِهِ - أَوْ قَالَ: مِنْ جُزْئِهِ - مِنَ اللَّيْلِ، فَقَرَأَهُ مَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ إِلَى الظُّهْرِ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنْ لَيْلَتِهِ " (2) . 378 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، قَالَ: اللهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شِفَاءً. فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} [البقرة: 219] . قَالَ: فَدُعِيَ عُمَرُ، فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا   (1) حديث صحيح، عبد الله بن لهيعة قد توبع، وفي إدراك عثمان بن عبد الله بن سراقة لِعمر بن الخطاب خلاف، وقد تقدم الكلامُ عليه في الحديث رقم (126) . (2) إسناده صحيح. وهو مكرر (220) . الحديث: 376 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 شِفَاءً (1) . فَنَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] ، فَكَانَ مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقَامَ الصَّلاةَ نَادَى: أَنْ (2) لَا يَقْرَبَنَّ الصَّلاةَ سَكْرَانُ، فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شِفَاءً. فَنَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْمَائِدَةِ، فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَلَغَ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنْتَهُونَ} [المائدة: 91] قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: انْتَهَيْنَا، انْتَهَيْنَا (3) .   (1) على حاشية (ق) : شافياً. (2) لفظة: " أن " ليست في (ص) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ خلف بن الوليد، وهو ثقة، وثَّقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وإسرائيل - وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي - سماعُه من جده في غاية الإتقان، وأبو ميسرة - وهو عمرو بن شرحبيل الهمداني - سمع من عمر كما في " الجرح والتعديل " 6 / 237 عن أبي حاتم، وقول أبي زرعة فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في " المراسيل " (516) : حديثه عن عمر مرسل، لم يتابعه عليه أحد، فأبو ميسرة تابعي كبير مخضرم، ولم يُعرف بتدليس قط. وأخرجه ابن أبي شيبة 8 / 112، وأبو داود (3670) ، والترمذي (3049) ، والبزار (334) ، والنسائي 8 / 286 - 287، والطبري 7 / 33، والنحاس في " الناسخ والمنسوخ ": 52، والحاكم 4 / 143، والبيهقي 8 / 285 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم 4 / 143 من طريق حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، قال: قال عمر ... فذكره. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، لكن قال الدارقطني في " العلل " 1 / 185: الصواب قول من قال: عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة عن عمر. قوله: " لما نزل تحريم الخمر "، أي: لما أراد تعالى أن يُنزِّل تحريم الخمر، أو قاربَ أن ينزِّلَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 379 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ صُبَيِّ بْنِ مَعْبَدٍ: أَنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيًّا تَغْلِبِيًّا، فَأَسْلَمَ، فَسَأَلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقِيلَ لَهُ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَأَرَادَ أَنْ يُجَاهِدَ، فَقِيلَ لَهُ: أَحَجَجْتَ؟ قَالَ: لَا. فَقِيلَ لَهُ: حُجَّ وَاعْتَمِرْ، ثُمَّ جَاهِدْ. فَأَهَلَّ بِهِمَا (1) جَمِيعًا، فَوَافَقَ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ وَسَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ، فَقَالا: هُوَ أَضَلُّ مِنْ نَاقَتِهِ - أَوْ مَا هُوَ بِأَهْدَى مِنْ جَمَلِهِ -، فَانْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهِمَا، فَقَالَ: هُدِيتَ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) . 380 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِلْحَجَرِ: إِنَّمَا أَنْتَ حَجَرٌ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ. ثُمَّ قَبَّلَهُ (3) . 381 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ أَتَى الْحَجَرَ فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ. قَالَ: ثُمَّ قَبَّلَهُ.   (1) أي: بالحج والعمرة معاً. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صُبي بن معبد، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي. عفان: هو ابن مسلم، والحكم: هو ابن عتيبة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وانظر (83) . (3) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن عُروة بن الزبير والد هشام لم يُدرك عمر، وقد صح موصولاً من غير هذا الطريق، انظر (274) و (361) . يحيى بن سعيد: هو القطان. وأخرجه مالك في " الموطأ " 1 / 367 عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. الحديث: 379 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 382 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ: أَنَّ عُمَرَ قَبَّلَهُ وَالْتَزَمَهُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَ حَفِيًّا - يَعْنِي الْحَجَرَ - (1) . 383 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ مِنْ هَاهُنَا، وَذَهَبَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " (2) . 384 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الَّذِي يَعُودُ فِي صَدَقَتِهِ كَمَثَلِ الَّذِي يَعُودُ فِي قَيْئِهِ " (3) . 385 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يُفِيضُونَ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى يَقُولُوا: أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالَفَهُمْ، فَكَانَ   (1) إناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عبد الأعلى، فعن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (1271) ، والنسائي 5 / 226 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (192) . (3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعد، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث. وانظر (166) . الحديث: 382 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 يَدْفَعُ مِنْ جَمْعٍ مِقْدَارَ صَلاةِ الْمُسْفِرِينَ بِصَلاةِ الْغَدَاةِ، قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ (1) . 386 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ: قَالَ لِي عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " (2) . 387 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ فِي السَّفَرِ (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسماعه من أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي قديم، وعمرو بن ميمون: هو الأودي. وانظر (84) . جَمْع: هي المزدلفة. والمسفِرون بصلاة الغداة: المؤخِّرون لها. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير رباح بن أبي معروف، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث، وقد توبع. وانظر (288) . (3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله واضطرابه، وانظر " العلل " لابن أبي حاتم 1 / 15، و" العلل " للدارقطني 2 / 20 - 22. وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 178، ومحمد بن عاصم في " جزئه " (20) ، والبزار (122) ، والدارقطني في " العلل " 2 / 26 من طرق عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (128) . والمسح على الخفين في السفر ثابت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث المغيرة بن شعبة ومن حديث بريدة. الحديث: 386 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 388 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ (1) . قَالَ وَكِيعٌ: فِتْنَةُ الصَّدْرِ: أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ، وَذَكَرَ وَكِيعٌ الْفِتْنَةَ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا. 389 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: جَلَسَ عُمَرُ مَجْلِسًا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُهُ تَمُرُّ عَلَيْهِ الْجَنَائِزُ، قَالَ: فَمَرُّوا بِجِنَازَةٍ فَأَثْنَوْا خَيْرًا، فَقَالَ: وَجَبَتْ. ثُمَّ مَرُّوا بِجِنَازَةٍ فَأَثْنَوْا خَيْرًا، فَقَالَ: وَجَبَتْ. ثُمَّ مَرُّوا بِجِنَازَةٍ فَقَالُوا خَيْرًا، فَقَالَ: وَجَبَتْ. ثُمَّ مَرُّوا بِجِنَازَةٍ فَقَالُوا: هَذَا كَانَ أَكْذَبَ النَّاسِ. فَقَالَ: إِنَّ أَكْذَبَ النَّاسِ أَكْذَبُهُمْ عَلَى اللهِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ مَنْ كَذَبَ عَلَى رُوحِهِ فِي جَسَدِهِ، قَالَ: قَالُوا: أَرَأَيْتَ إِذَا شَهِدَ أَرْبَعَةٌ؟ قَالَ: وَجَبَتْ، قَالُوا: وَثَلاثَةٌ؟ قَالَ: وَجَبَتْ، قَالُوا: وَاثْنَيْنِ؟ قَالَ: وَجَبَتْ، وَلَأَنْ أَكُونَ قُلْتُ وَاحِدًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ. قَالَ: فَقِيلَ لِعُمَرَ: هَذَا شَيْءٌ تَقُولُهُ بِرَأْيِكَ، أَمْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا، بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (145) . (2) حديث صحيح، عمر بن الوليد الشني وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وابن حبان، وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأساً، وضعفه النسائي، وقال يحيى بن سعيد القطان: لست أعتمد عليه ولكنه لا بأس به، انظر ترجمته في " الإكمال " ص 310، = الحديث: 388 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 390 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ سَعْدًا لَمَّا بَنَى الْقَصْرَ، قَالَ: انْقَطَعَ الصُّوَيْتُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، فَلَمَّا قَدِمَ أَخْرَجَ زَنْدَهُ، وَأَوْرَى نَارَهُ، وَابْتَاعَ حَطَبًا بِدِرْهَمٍ، وَقِيلَ لِسَعْدٍ: إِنَّ رَجُلًا فَعَلَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: ذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ. فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَحَلَفَ بِاللهِ مَا قَالَهُ، فَقَالَ: نُؤَدِّي عَنْكَ الَّذِي تَقُولُهُ، وَنَفْعَلُ مَا أُمِرْنَا بِهِ. فَأَحْرَقَ الْبَابَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ أَنْ يُزَوِّدَهُ فَأَبَى، فَخَرَجَ فَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ، فَهَجَّرَ إِلَيْهِ، فَسَارَ ذَهَابَهُ وَرُجُوعَهُ تِسْعَ عَشْرَةَ، فَقَالَ: لَوْلا حُسْنُ الظَّنِّ بِكَ لَرَأَيْنَا أَنَّكَ لَمْ تُؤَدِّ عَنَّا. قَالَ: بَلَى، أَرْسَلَ يَقْرَأُ السَّلامَ، وَيَعْتَذِرُ، وَيَحْلِفُ بِاللهِ مَا قَالَهُ. قَالَ: فَهَلْ زَوَّدَكَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، قَالَ (1) : فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُزَوِّدَنِي أَنْتَ؟ قَالَ: إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ آمُرَ لَكَ فَيَكُونَ لَكَ الْبَارِدُ، وَيَكُونَ لِي الْحَارُّ، وَحَوْلِي أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَدْ قَتَلَهُمُ الْجُوعُ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَشْبَعُ الرَّجُلُ دُونَ جَارِهِ " (2) . آخِرُ مُسْنَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ   = و" التعجيل " ص 304، وعبد الله بن بريدة لم يدرك عمر بن الخطاب، بينهما أبو الأسود الدؤلي كما تقدم برقم (139) بإسناد صحيح. (1) القائل هو محمد بن مسلمة. (2) رجاله ثقات رجال الشيخين، ورواية عباية بن رفاعة عن عمر مرسلة، قاله أبو زرعة كما في " المراسيل " لابن أبي حاتم ص 151، وقد جعل أبو نعيم في " الحلية " الحديث من رواية عباية بن رفاعة عن محمد بن مسلمة عن عمر، وإسناده إلى عباية صحيح رجاله كلهم ثقات. سفيان: هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري. = الحديث: 390 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 حَدِيثُ السَّقِيفَةِ 391 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَجَعَ إِلَى رَحْلِهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَوَجَدَنِي، وَأَنَا أَنْتَظِرُهُ، وَذَلِكَ بِمِنًى فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ   = وأخرجه الحاكم 4 / 167 مختصراً من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقال الذهبي في " تلخيصه ": سنده جيد. وأخرجه مختصراً بالمرفوع منه أبو نعيم في " الحلية " 9 / 27 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وجعله من حديث عباية عن محمد بن مسلمة، عن عمر. وقد تحرف في المطبوع منه " عباية بن رفاعة " إلى: عبادة عن رفاعة. وأخرجه بطوله ابن المبارك في " الزهد " (513) عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد أخي سفيان الثوري، عن أبيه، به. ولقوله: " لا يشبع الرجل دون جاره " شاهد من حديث أنس بن مالك عند البزار (119) ، والطبراني في " الكبير " (751) ولفظه عند البزار: " ليس المؤمن الذي يبيت شبعان وجاره طاوٍ "، وحسَّن المنذري إسناده في " الترغيب " 3 / 358. ونحوه عن ابن عباس عند أبي يعلى (2699) ، والبخاري في " الأدب المفرد " (112) ، وصححه الحاكم 4 / 167. وقوله: " أَورى بناره "، أي: أَوقَدها، والزَّنْد: العود الذي يُقدح به النار. الحديث: 391 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 عَوْفٍ: إِنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي قَائِمٌ الْعَشِيَّةَ فِي النَّاسِ فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أَمْرَهُمْ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ الْمَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، وَإِنَّهُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ إِذَا قُمْتَ فِي النَّاسِ، فَأَخْشَى أَنْ تَقُولَ مَقَالَةً يَطِيرُ بِهَا أُولَئِكَ فَلَا يَعُوهَا، وَلَا يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، وَلَكِنْ حَتَّى تَقْدَمَ الْمَدِينَةَ، فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، وَتَخْلُصَ بِعُلَمَاءِ النَّاسِ وَأَشْرَافِهِمْ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعُونَ مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُونَهَا مَوَاضِعَهَا، فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ صَالِحًا لَأُكَلِّمَنَّ بِهَا النَّاسَ فِي أَوَّلِ مَقَامٍ أَقُومُهُ. فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي عَقِبِ ذِي الْحِجَّةِ، وَكَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، عَجَّلْتُ الرَّوَاحَ (1) صَكَّةَ الْأَعْمَى - فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَمَا صَكَّةُ الْأَعْمَى؟ قَالَ: إِنَّهُ لَا يُبَالِي أَيَّ سَاعَةٍ خَرَجَ، لَا يَعْرِفُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ وَنَحْوَ هَذَا - فَوَجَدْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ عِنْدَ رُكْنِ الْمِنْبَرِ الْأَيْمَنِ قَدْ سَبَقَنِي، فَجَلَسْتُ حِذَاءَهُ تَحُكُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ طَلَعَ عُمَرُ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قُلْتُ: لَيَقُولَنَّ الْعَشِيَّةَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ مَقَالَةً مَا قَالَهَا عَلَيْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ، قَالَ: فَأَنْكَرَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا عَسَيْتَ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ (2) أَحَدٌ؟ فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ، قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنِّي قَائِلٌ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي   (1) تحرف في (م) إلى: الأرواح. (2) في (ق) : يقله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 أَنْ أَقُولَهَا، لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي، فَمَنْ وَعَاهَا وَعَقَلَهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ لَمْ يَعِهَا فَلَا أُحِلُّ لَهُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَكَانَ مِمَّا (1) أَنْزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا، وَرَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: لَا نَجِدُ آيَةَ (2) الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ قَدْ أَنْزَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَوِ الْحَبَلُ أَوِ الِاعْتِرَافُ، أَلَا وَإِنَّا قَدْ كُنَّا نَقْرَأُ: لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، فَإِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ. أَلَا وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللهِ، فَقُولُوا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ". وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلًا مِنْكُمْ يَقُولُ: لَوْ قَدْ (3) مَاتَ عُمَرُ، بَايَعْتُ فُلانًا، فَلا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ: إِنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَتْ فَلْتَةً، أَلا وَإِنَّهَا كَانَتْ كَذَلِكَ، إلا أَنَّ (4) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَقَى شَرَّهَا، وَلَيْسَ فِيكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تُقْطَعُ إِلَيْهِ الْأَعْنَاقُ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ، أََلَا وَإِنَّهُ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُمَا، تَخَلَّفُوا فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَخَلَّفَتْ عَنَّا الْأَنْصَارُ بِأَجْمَعِهَا فِي   (1) في (ق) وحاشية (س) و (ص) : فيما. (2) لفظة " آية " ليست في (ق) . (3) لفظة " قد " ليست في (ق) . (4) في (م) : ألا وإن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْنَا نَؤُمُّهُمْ حَتَّى لَقِيَنَا رَجُلانِ صَالِحَانِ، فَذَكَرَا لَنَا الَّذِي صَنَعَ الْقَوْمُ، فَقَالا: أَيْنَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقُلْتُ: نُرِيدُ إِخْوَانَنَا هَؤُلاءِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالا: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَقْرَبُوهُمْ، وَاقْضُوا أَمْرَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ. فَانْطَلَقْنَا حَتَّى جِئْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَإِذَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ رَجُلٌ مُزَمَّلٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ قَالُوا: وَجِعٌ، فَلَمَّا جَلَسْنَا قَامَ خَطِيبُهُمْ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، وَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَتِيبَةُ الْإِسْلامِ، وَأَنْتُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ مِنَّا، وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا، وَيَحْضُنُونَا مِنَ الْأَمْرِ، فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، وَكُنْتُ قَدْ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي، أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ، وَقَدْ كُنْتُ أُدَارِي مِنْهُ بَعْضَ (1) الْحَدِّ، وَهُوَ كَانَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَلَى رِسْلِكَ. فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ، وَاللهِ مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي إِلَّا قَالَهَا فِي بَدِيهَتِهِ وَأَفْضَلَ، حَتَّى سَكَتَ، فَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَا ذَكَرْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتُمْ أَهْلُهُ، وَلَمْ تَعْرِفِ الْعَرَبُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا، وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ أَيَّهُمَا شِئْتُمْ. وَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، فَلَمْ أَكْرَهْ مِمَّا قَالَ غَيْرَهَا، وَكَانَ وَاللهِ أَنْ أُقَدَّمَ   (1) في (ق) : ببعض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 فَتُضْرَبَ عُنُقِي، لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ إِلَى إِثْمٍ، أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، إِلَّا أَنْ تَغَيَّرَ نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: مَا مَعْنَى " أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ "؟ قَالَ: كَأَنَّهُ يَقُولُ: أَنَا دَاهِيَتُهَا -. قَالَ: وَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ، حَتَّى خَشِيتُ الِاخْتِلافَ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ، ثُمَّ بَايَعَهُ الْأَنْصَارُ، وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدًا، فَقُلْتُ: قَتَلَ اللهُ سَعْدًا. وَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَمَا وَاللهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا أَمْرًا هُوَ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ، وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ، أَنْ يُحْدِثُوا بَعْدَنَا بَيْعَةً، فَإِمَّا أَنْ نُتَابِعَهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى، وَإِمَّا أَنْ نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونَ فِيهِ فَسَادٌ، فَمَنْ بَايَعَ أَمِيرًا عَنْ (1) غَيْرِ مَشُورَةِ الْمُسْلِمِينَ فَلا بَيْعَةَ لَهُ، وَلا بَيْعَةَ لِلَّذِي بَايَعَهُ، تَغِرَّةَ أَنْ يُقْتَلا (2) . قَالَ مَالِكٌ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ لَقِيَاهُمَا (3) : عُوَيْمُ (4) بْنُ سَاعِدَةَ، وَمَعْنُ (5) بْنُ عَدِيٍّ.   (1) في (ق) : من. (2) أي: خوفاً أن يُقتَلا. (3) في (ص) : لقياهم. (4) تحرف في (م) و (ب) إلى: عويمر. (5) ينحرف في (م) إلى: معمر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ الَّذِي قَالَ: أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ: الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ (1) .   (1) إسناد حديث السقيفة صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى الطباع، فمن رجال مسلم. وهو في " الموطأ " 2 / 823 مختصراً بقصة الرجم فقط. ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (2322) و (2784) ، والبخاري (2462) و (3928) ، والنسائي في " الكبرى " (7157) و (7158) ، وابن حبان (414) وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقرن البخاري والنسائي في الموضع الثاني بمالكٍ يونسَ بن يزيد الأيلي. وأخرجه الحميدي (26) و (27) ، وابن أبي شيبة 10 / 75 - 76 و14 / 563 - 567، والبخاري (3445) و (4021) و (6829) و (6830) و (7323) ، ومسلم (1691) ، وأبو داود (4418) ، وابن ماجه (2553) ، والترمذي في " الشمائل " (323) ، والبزار (194) ، والنسائي (7156) و (7159) و (7160) ، وأبو يعلى (153) ، وابن حبان (413) و (6239) ، والبيهقي 8 / 211 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وانظر (331) و (352) . قوله: " كانت فلتة "، قال ابن الأثير في " النهاية " 3 / 467: أراد بالفلتة: الفَجْأة، ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مُهيِّجةً للشر والفتنة، فعَصَم الله من ذلك ووَقَى، والفلتة: كلُّ شيء فُعل من غير رَوِيَّة، وإنما بُودِر بها خوف انتشار الأمر. وقوله: " ويَحضُنونا من الأمر "، أي: يخرجونا منه. وقوله: " زوَّرتُ ": هيَّأت. والجُذيل: تصغير جِذْل، وهو العود الذي يُنصَب للإبل الجَرْبى لتحتكَّ به، وهو تصغير تعظيم، أي: أنا ممَّن يُستشفى برأيه كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود. والعُذيق: تصغير العَذْق، وهو النخلة. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 392 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بِالْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنِي سَاعِدَةَ " وَقَالَ: " فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ " (1) . 393 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُتَبَايِعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونُ الْبَيْعُ خِيَارًا " (2) .   = والمرجَّب: من الترجيب بالجيم، يقال: رَجَّبتُ النخلة، إذا أَسندتَها على خشبة ذات شُعبتين، لكثرة حملها، يريد أنه الذي ينبغي الرجوعُ إلى قوله. (1) إسداده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " 6 / 354 - 355 من طريق عبد العزيز بن يحيى، عن مالك، بهذا الإسناد. وسيأتي بقية تخريجه في مسند أنس بن مالك (3 / 202 الطبعة الميمنية) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في " الموطأ " 2 / 671. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في " المسند " 2 / 154، و" الرسالة " فقرة (863) ، والبخاري (2111) ، ومسلم (1531) (43) ، وأبو داود (3454) ، والنسائي 7 / 248، وابن حبان (4916) ، والدرقطني 3 / 6، والبيهقي 5 / 268. وأخرجه الشافعي 2 / 154، والحميدي (654) ، ومسلم (1531) (44) و (45) ، والترمذي (1245) ، والنسائي 7 / 248 و250، والدارقطني 3 / 5، والبيهقي 5 / 269 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1531) (46) ، والدارقطني 3 / 6 من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وهذا الحديث من مسند ابن عمر، وسيأتي بقية تخريجه فيه برقم (4484) و (5158) و (5418) و (6006) . الحديث: 392 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 394 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ (1) . 395 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا نَتَبَايَعُ الطَّعَامَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَبْعَثُ عَلَيْنَا مَنْ يَأْمُرُنَا بِنَقْلِهِ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي ابْتَعْنَاهُ فِيهِ إِلَى مَكَانٍ سِوَاهُ قَبْلَ أَنْ نَبِيعَهُ (2) .   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في " الموطأ " 2 / 653. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (2143) ، وأبو داود (3380) ، والنسائي 7 / 293 - 294، وابن الجارود (591) ، وابن حبان (4947) ، والبيهقي 5 / 340، والبغوي (2107) . وأخرجه البخاري (2256) ، ومسلم (1514) (5) ، وابن حبان (4946) ، والبيهقي 5 / 341 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وقرن ابنُ حبان بنافعٍ سعيدَ بن جبير، وسيأتي حديث سعيد بن جبير في " المسند " برقم (4582) . وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن نافع برقم (4491) و (4640) و (5307) و (5466) و (5510) . وحَبَل الحبَلَة قال ابن الأثير في " النهاية " 1 / 334: الحبَل الأوّل يُراد به ما في بُطون النُّوق من الحَمْل، والثاني حَبَل الذي في بطون النوق، وإنما نُهي عنه لمعنيين: أحدهما أنه غَرَر وبيعُ شيء لم يُخلق بعد، وهو أن يبيع ما سوف يحمِلُه الجنين الذي في بطن الناقة، على تقدير أن تكون أنثى، فهو بيع نِتاج النتاج. وقيل: أراد بحبل الحالة أن يبيعه إلى أجل يُنْتَج فيه الحمل الذي في بطن الناقة، فهو أجلٌ مجهول ولا يصحُّ. (2) إسناده صحيح كسابقه. وهو في " الموطأ " 2 / 641. ومن طريق مالك أخرجه مسلم (1527) (33) ، وأبو داود (3493) ، والنسائي = الحديث: 394 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 396 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا، فَلا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ " (1) . 397 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ، فَكَانَ لَهُ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ، فَإِنَّهُ يُقَوَّمُ قِيمَةَ عَدْلٍ، فَيُعْطَى شُرَكَاؤُهُ حَقَّهُمْ، وَعَتَقَ عَلَيْهِ الْعَبْدَ، وَإِلَّا فَقَدْ أَعْتَقَ مَا أَعْتَقَ " (2) .   = 7 / 287، والبيهقي 5 / 314، والبغوي (2088) . وأخرجه البخاري (2123) من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، بهذا الإسناد. وسيأتي أيضاً في مسند ابن عمر برقم (4639) و (4716) و (5924) و (6191) و (6275) . (1) إسناده صحيح كسابقه. وهو في " الموطأ " 2 / 640. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2 / 142، والدارمي (2559) ، والبخاري (2126) (2136) ، ومسلم (1526) ، وأبو داود (3492) ، وابن ماجه (2226) ، والنسائي 7 / 285، والطحاوي 4 / 37، والبيهقي 5 / 312، والبغوي (2087) . وأخرجه البخاري (2124) ، والطحاوي 4 / 37، وابن حبان (4986) من طرق عن نافع، به. وسيأتي في مسند ابن عمر برقم (4736) و (5309) . (2) إسناده صحيح كسابقه. وهو في " الموطأ " 2 / 772. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2 / 66، والبخاري (2522) ، ومسلم (1501) (1) وأبو داود (3940) ، وابن ماجه (2528) ، والنسائي في " الكبرى " (4957) ، وابن الجارود (970) ، وابن حبان (4316) ، والبيهقي 10 / 274، والبغوي (2421) . = الحديث: 396 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 398 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ لاعَنَ امْرَأَتَهُ، فَقَالَ: " فَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) .   = وأخرجه البخاري (2525) ، وأبو داود (3945) ، والنسائي (4961) ، والبيهقي 10 / 275 من طرق عن نافع، به. وسيأتي برقم (4451) و (4635) و (5150) و (5474) و (5821) و (5920) و (6038) و (6279) و (6453) . شِركاً: نصيباً. وقيمة عَدْلٍ، قال السندي: على الإضافة البيانية، أي: قيمة هي عَدْل: وسط، لا زيادة فيها ولا نقص. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وسعيد: هو ابن جبير. وأخرجه الحميدي (672) ، ومسلم (1493) (6) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1493) (6) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وأخرجه البخاري (5312) ، ومسلم (1493) (5) ، والنسائي 6 / 177 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، به. قال سفيان في رواية البخاري: حفظته من عمرو وأيوب. وأخرجه مسلم (1493) (4) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، والنسائي 6 / 176 - 177 من طريق عزرة، كلاهما عن سعيد بن جبير، به. وبعض هؤلاء يزيد فيه على بعض. وسيأتي في مسند ابن عمر برقم (4477) و (4945) . الحديث: 398 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 مُسْنَدُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 399 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ (2) ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي الْفَارِسِيَّ. قَالَ أَبِي   (1) هو عثمان بن عفان بن أبي العاص، وُلد بعد الفيل بست سنين على الصحيح. زَوَّجه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنتَه رقية، وماتت عنده أيامَ بدرٍ، فزوجه بعدها أختها أمَّ كلثومٍ، فلذلك كان يُلقب ذا النورين، ورُوي أن علياً قالوا له: حدِّثْنا عن عثمان، قال: ذاك امرؤٌ يُدعى في الملأ الأعلى: ذا النُّورين. وجاء متواتراً أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَّره بالجنة، وعَدَّه من أهل الجنة، وشهد له بالشهادة. وجاء أنه قال فيه يوم جَهَّز جيش العُسْرة: " ما ضَرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم " مرتين. وعن أنس أنه أمبا أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيعة الرضوان، كان عثمان بن عفان رسولَ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أهل مكة، قال: فبايع الناسُ، قال: فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله " فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يدُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم. وهو حديث صحيح كما ذكره الترمذي. وهو أول من هاجر إلى الحبشة ومعه زوجته رقية، وتخلَّف عن بدرٍ لتمريضها، فكتب له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسَهْمه وأجره. بُوِيعَ له يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وقُتِلَ يوم الجمعة لثمان عشرة خَلَت من ذي الحجة بعد العصر، ودُفِنَ ليلة السبت بين المغرب والعشاء، وهو ابن اثنين وثمانين سنةً وأَشهُر على الصحيح المشهور. " حاشية السندي " 1 / الورقة 20. (2) تحرف في النسخ المطبوعة من " المسند " إلى: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا = الحديث: 399 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي، وَإِلَى بَرَاءَةٌ، وَهِيَ مِنَ الْمِئِينَ، فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكْتُبُوا - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: بَيْنَهُمَا - سَطْرًا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَوَضَعْتُمُوهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ، مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ عُثْمَانُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، وَكَانَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ يَدْعُو بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ عِنْدَهُ يَقُولُ: " ضَعُوا هَذَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا " وَيُنْزَلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ، فَيَقُولُ: " ضَعُوا هَذِهِ الْآيَاتِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا " وَيُنْزَلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ، فَيَقُولُ: ضَعُوا هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا "، وَكَانَتِ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِلِ مَا أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ، وَبَرَاءَةٌ مِنْ آخِرِ الْقُرْآنِ، فَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهًة بِقِصَّتِهَا، فَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا، وَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا، فَمِنْ ثَمَّ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرًا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَوَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ (1) .   = سعيد، حدثنا عوف. (1) إسناده ضعيف ومتنه منكر، يزيد الفارسي هذا لم يروِ عنه هذا الحديث غير عوف بن أبي جميلة، وهو في عِداد المجهولين، وقد انفرد بروايته، وقال الحافظ في " التقريب ": مقبول، وهو غير يزيد بن هرمز الثقة الذي خرج له مسلم، قال البخاري في " التاريخ الكبير " 8 / 367 وفي " الضعفاء " ص 122: قال لي علي - يعني ابن المديني -: قال عبد الرحمن - يعني ابن مهدي -: يزيد الفارسي هو ابن هرمز، قال: فذكرته ليحيى = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = فلم يعرفه، قال: وكان يكون مع الأمراء. وقال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 9 / 293 اختلفوا في يزيد بن هرمز أنه يزيد الفارسي أم لا؟ فقال عبد الرحمن بن مهدي وأحمد: يزيد الفارسي هو يزيد بن هرمز، وأنكر يحيى بن سعيد القطان أن يكونا واحداً، وسمعت أبي يقول: يزيد بن هرمز هذا ليس بيزيد الفارسي، هو سواه، فأما يزيد بن هرمز، فهو والد عبد الله بن يزيد بن هرمز، وكان ابن هرمز من أبناء الفرس الذين كانوا بالمدينة وجالسوا أبا هريرة، وليس هو بيزيد الفارسي البصري الذي يروي عن ابن عباس. وقال المزي في " تهذيب الكمال ": الصحيح أن يزيد الفارسي غير يزيد بن هرمز. قال العلامة المحدث الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على " المسند ": فهذا يزيد الفارسي الذي انفرد برواية هذا الحديث يكاد يكون مجهولاً حتى شبه على مثل ابن مهدي وأحمد والبخاري أن يكون هو ابنَ هرمز أو غيره، ويذكره البخاري في " الضعفاء " فلا يقبل منه مثلُ هذا الحديث ينفرد به، وفيه تشكيكٌ في معرفة سور القرآن الثابتة بالتواتر القطعي قراءةً وسَماعاً وكتابة في المصاحف، وفيه تشكيك في إثبات البسملة في أوائل السور، كأن عثمان كان يثبتها برأيه وينفيها برأيه، وحاشاه من ذلك، فلا علينا إذا قلنا: إنه حديث لا أصل له، تطبيقاً للقواعد الصحيحة التي لا خلاف فيها بين أئمة الحديث. قال الحافظ ابن حجر في " شرح النخبة " في الكلام على أمارات الحديث الموضوع: ومنها ما يؤخذ من حال المروي، كأن يكون مناقضاً لنص القرآن، أو السنة المتواترة، أو الإجماع القطعي. وقال الخطيب في كتابه " الكفاية " ص 432: ولا يقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل، وحكم القرآن الثابت المحكم، والسنة المعلومة، والفعل الجاري مجرى السنة، وكل دليل مقطوع به. وكثيراً ما يُضعِّف أئمة الحديث راوياً لانفراده برواية حديثٍ منكر يُخالف المعلومَ من الدين بالضرورة، أو يُخالف المشهورَ من الروايات، فأولى أن نضعف يزيد الفارسي هذا بروايته هذا الحديث منفرداً به، إلى أن البخاري ذكره في " الضعفاء " وينقل عن يحيى القطان أنه كان يكون مع الأمراء. = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 400 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ حُمْرَانَ أَخْبَرَهُ، قَالَ: تَوَضَّأَ عُثْمَانُ عَلَى الْبَلاطِ، ثُمَّ قَالَ: لَأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْلَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ دَخَلَ فَصَلَّى، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ الْأُخْرَى حَتَّى يُصَلِّيَهَا " (1) .   = ثم بعد كتابة ما تقدَّم، وجدت الحافظ ابن كثير نقل هذا الحديث في " التفسير " 4 / 106 - 107، وفي كتاب " فضائل القرآن " المطبوع في آخر " التفسير " ص 17 - 18، ووجدتُ أستاذنا العلامة السيد محمد رشيد رضا رحمه الله علَّق عليه في الموضعين، فقال في الموضع الأول بعد الكلام على يزيد الفارسي: فلا يصحُّ أن يكونَ ما انفرد به مُعتَبراً في ترتيب القرآن الذي يُطلب فيه التواتر. وقال في الموضع الثاني: فمثل هذا الرجل لا يَصِحُّ أن تكونَ روايته التي انفرد بها مما يؤخذ به في ترتيب القرآن المتواتر. وهذا يكاد يوافق ما ذهبنا إليه، فلا عبرة بعد هذا كُلِّه في هذا الموضع بتحسين الترمذي، ولا بتصحيح الحاكم، ولا بموافقة الذهبي، وإنما العبرةُ للحُجَّة والدليل، والحمد لله على التوفيق. قلنا: هذا الحديث أخرجه الترمذي (3086) ، والبزار (344) ، والنسائي في " الكبرى " (8007) ، وابن أبي داود في " المصاحف " ص 39 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (786) (787) ، والترمذي (3086) ، وابن أبي داودي 39 و40، وابن حبان (43) ، والحاكم 2 / 221 و330، والبيهقي 2 / 42 من طرق عن عوف بن أبي جميلة، به. وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي!! وسيأتي برقم (499) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمران: هو ابن أبان مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه. وأخرجه مالك في " الموطأ " 1 / 30، والطيالسي (76) ، وعبد الرزاق (141) ، = الحديث: 400 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 401 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْمُحْرِمُ لَا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ " (1) . 402 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا - يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيِّبِ - قَالَ:   = والحميدي (35) ، وابن أبي شيبة 2 / 388، وعبد بن حميد (60) ، ومسلم (227) (5) ، والنسائي 1 / 91، وابن خزيمة (2) ، وابن حبان (1041) ، والبغوي (153) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (160) ، ومسلم (227) (6) من طريق الزهري، عن عروة، به. وانظر (459) . والبلاط - بفتح الباء -: موضع بالمدينة كان مبلطاً بالحجارة بين مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين سوق المدينة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في " الموطأ " 1 / 348 - 349. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1 / 316، ومسلم (1409) (41) ، وأبو داود (1841) ، وابن ماجه (1966) ، والبزار (361) ، والنسائي 5 / 192 و6 / 88، وابن خزيمة (2649) ، وابن الجارود (444) ، والطحاوي 2 / 268، وابن حبان (4123) ، والبيهقي 5 / 65. وأخرجه الطيالسي (74) ، والبزار (365) و (366) و (367) ، والطحاوي 2 / 268، والبيهقي 5 / 65 من طرق عن نافع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1409) (45) ، والبزار (368) ، والطحاوي 2 / 268، وابن حبان (4124) و (4125) و (4127) ، والبيهقي 5 / 66 من طرق عن نبيه بن وهب، به. وسيأتي برقم (462) و (466) و (492) و (496) و (534) و (535) . الحديث: 401 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 خَرَجَ عُثْمَانُ حَاجًّا، حَتَّى إِذَا كَانَ (1) بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، قِيلَ لِعَلِيٍّ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمَا: إِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنِ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَصْحَابِهِ: إِذَا ارْتَحَلَ فَارْتَحِلُوا، فَأَهَلَّ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ بِعُمْرَةٍ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ عُثْمَانُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ التَّمَتُّعِ؟ قَالَ: فَقَالَ: بَلَى. قَالَ: فَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمَتَّعَ (2) ؟ قَالَ: بَلَى (3) . 403 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ   (1) على حاشية (ق) : كنا. (2) في (ق) : يتمتع. (3) حديث حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن حرملة - وهو عبد الرحمن بن حرملة بن عمروبن سَنَّة الأسلمي - فقد روى له مسلم حديثاً واحداً في القنوت متابعة، وهو مختلف فيه، وثَّقه ابن نمير، وقال ابن معين: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال السَّاجي: صدوق يهم، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: يخطىء، وضعفه يحيى بن سعيد القطان ولم يدفعه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: لم أرَ في حديثه حديثاً منكراً، وقال في " التقريب ": صدوق ربما أخطأ. وأخرجه النسائي 5 / 152 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (424) ، وانظر (431) و (432) . وله شاهد عند أحمد سيرد في مسند علي برقم (707) وسنده قوي، فيتقوى به. وقوله: " إذا ارتحل فارتحلوا "، قال السندي في " حاشية النسائي " 5 / 152: أي: ارتحلوا معه ملبِّين بالعمرة ليعلم أنكم قدَّمتم السنة على قوله، وأنه لا طاعة له في مقابلة السنة. وقوله: " فلم تسمع رسول الله "، يريد: فلم تشاهد رسول الله، فوضع " تسمع " موضع ترى وتشاهد. ومنه قول المتنبي: في جَحْفَلٍ سَتَرَ العُيونَ غُبارُهُ ... فكأنَّمَا يُبْصِرْنَ بالآذانِ الحديث: 403 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا (1) . 404 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبُو أَنَسٍ (2) :   (1) حديث صحيح لغيره، عامر بن شقيق ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وليس من أبي وائل بسبيل، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقد روى عنه شعبة وهو لا يروي إلا عن ثقة عنده، وصحح الترمذي حديثه في التخليل في " سننه " (31) ، وقال في " العلل الكبير " 1 / 115: قال محمد - يعني البخاري -: أصح شيء عندي في التخليل حديث عثمان، قلت: إنهم يتكلمون في هذا الحديث، فقال: هو حسن. قلنا: وصحح له ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 9، والبزار (393) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ورواية البزار مطولة. وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (125) ، وعبد بن حميد (62) ، وأبو داود (110) ، وابن الجارود (72) ، وابن خزيمة (151) و (152) و (167) ، والدارقطني 1 / 86، والحاكم 1 / 149، والبيهقي 1 / 54 من طرق عن إسرائيل، به. وصحح الحاكم إسناده. وأخرجه الطيالسي (81) ، والبزار (394) ، والطحاوي 1 / 29 من طريق عبدة بن أبي لبابة، عن شقيق بن سلمة، قال: رأيت علياً وعثمان توضَّآ ثلاثاً ثلاثاً وقالا: هكذا رأينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ. وأخرجه الطحاوي 1 / 29 من طريق عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن عفان. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر سيأتي في مسنده برقم (3526) ، وصححه ابن حبان (1092) . وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص سيأتي في مسنده برقم (6684) . (2) تحرف في الأصول الخطية، وكذا في النسخ المطبوعة من " المسند " إلى: عن أنس، والصواب ما أثبتناه " عن أبي أنس " كما جاء في مصادر التخريج. الحديث: 404 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 أَنَّ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ بِالْمَقَاعِدِ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَعِنْدَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَلَيْسَ هَكَذَا رَأَيْتُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ؟ قَالُوا: نَعَمْ (1) . 405 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " (2) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية القرشي التيمي، وأبو أنس: هو مالك بن أبي عامر الاصبحي جد مالك بن أنس الفقيه. وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 9، ومسلم (230) ، والدارقطني 1 / 86، والبيهقي 1 / 78 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (487) و (488) . والمقاعد، قيل: هي دكاكين عند دارِ عثمان بن عفان، وقيل: درج، وقيل: موضع بقرب المسجد اتخذه للقعود فيه لقضاء حوائجِ الناس والوضوء ونحو ذلك. " شرح مسلم " للنووي 3 / 114. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هوعبد الله بنُ حبيب بن رُبَيِّعَة السُّلَمِي القارىء. وأخرجه ابن ماجه (212) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (5995) ، والبخاري (5028) ، والترمذي (2908) ، وابن الضريس في " فضائل القرآن " (136) ، والنسائي في " الكبرى " (8038) من طرق عن سفيان، به. وأخرجه ابن الضّريس (139) من طريق الجراح بن الضحاك، عن علقمة بن مرثد، به. وسيأتي برقم (412) و (413) و (500) . = الحديث: 405 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 406 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ (1) بْنَ أَبَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَالصَّلَوَاتُ الْمَكْتُوبَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ " (2) . 407 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ قَيْسٌ: فَحَدَّثَنِي أَبُو سَهْلَةَ: أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ حِينَ حُصِرَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ، فَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ.   = قوله: " أفضلكم "، قال السندي: أي: من أفضلكم، لو أنه أفضلُ من الكلِّ، وبه يندفعُ التدافعُ بين الأحاديث الواردة بهذا العنوان، ثم المقصود في مثله بيان أن وصف تعلُّم القرآن وتعليمه من جُملة خيار الأوصاف، فالموصوف به يكون خيراً من هذه الجهة، أو يكون خيراً إن لم يعارض هذا الوصف معارضٌ، فلا يرد أنه كثيراً ما يكون المرءُ متعلماً ومعلماً للقرآن، ويأتي بمنكراتٍ، فكيف يكون خيراً، وقد يقال: المراد من تعلُّم القرآن وعلمه مع مراعاته عملاً، وإلا فغير المراعي يُعَدُّ جاهلاً، والله تعالى أعلم. (1) تحرف في (م) إلى: عمران. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (75) ، وعبد بن حميد (58) ، ومسلم (231) (11) ، والنسائي 1 / 91، وأبو القاسم البغوي في " الجعديات " (486) ، وابن حبان (1043) ، وأبو محمد البغوي في " شرح السنة " (154) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 7، ومسلم (231) (10) ، والبزار (417) من طريق مسعر، عن جامع بن شداد، به. وسيأتي برقم (473) و (503) . الحديث: 406 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 قَالَ قَيْسٌ: فَكَانُوا يَرَوْنَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ (1) . 408 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ؛ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى صَلاةَ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ، فَهُوَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ "، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ " (2) .   (1) إسناده حسن، أبو سهلة: هو مولى عثمان بن عفان، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وصحح حديثه هذا الترمذي وابن حبان والحاكم، ووافق الأخيرَ الذهبيُّ، وباقي رجاله صفات رجال الشيخين. قيس: هو ابن أبي حازم، تابعي مخضرم، سمع من أبي بكر وغيره من الصحابة. وأخرجه ابن ماجه (113) ، والترمذي (3711) ، وابن حبان (6918) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقرن الترمذي بوكيع يحيى بنَ سعيد القطان، وقال: حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن أبي خالد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12 / 44، وابن سعد 3 / 66 - 67، والبزار (402) ، والحاكم 3 / 99 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وسيتكرر برقم (501) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم - وهو ابن عباد بن حنيف الأنصاري - فعن رجال مسلم. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (2008) . وهن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (656) ، والبيهقي 3 / 60 - 61. غبر أن مسلماً لم يذكر لفظ الحديث وأحاله على رواية عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم. وأخرجه عبد بن حميد (50) ، ومسلم (656) ، والترمذي (221) ، والبزار (403) ، وابن خزيمة (1473) ، وأبو عوانة 2 / 4، وابن حبان (2058) و (2059) ، والبيهقي 1 / 463 - 464، والبغوي (385) هن طرق عن سفيان، بهذا الإسناد. بعضهم يرويه = الحديث: 408 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 409 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي (1) كَثِيرٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ كَمَنْ قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ كَمَنْ قَامَ اللَّيْلَ كُلَّهُ " (2) . 410 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ (3) - حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ فَرُّوخَ مَوْلَى الْقُرَشِيِّينَ:   = بلفظ عبد الرزاق، وبعضهم يرويه بلفظ عبد الرحمن بن مهدي. وأخرجه مسلم (656) ، وأبو عوانة 2 / 4، وابن حبان (2060) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، به. وسيأتي الحديث برقم (409) و (491) . وقد اختلف في رفع هذا الحديث ووقفه، وقال الدارقطني في " العلل " 3 / 50 بعد أن ذكر من رفعه ومن وقفه: والأشبه بالصواب حديث سفيان الثوري، يعني مرفوعاً. (1) لفظة " أبي " سقطت من (م) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً، فإن محمد بن إبراهيم - وهو التيمي - لم يدرك عثمان بن عفان، فروايته عنه مرسلة، وقد ذكر غير يحيى بن أبي كثير الواسطة بينهما وهو عبد الرحمن بن أبي عمرة، وهو ثقة من رجال الشيخين، وذكره ابن سعد فيمن وُلد على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقد أخرجه الطبراني في " الصغير " (757) من طريق أبي حفص الأبار عمر بن عبد الرحمن، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن عثمان، به، مرفوعاً. وخالف أبا حفص في رفعه مالك في " الموطأ " 1 / 132، وابن جريج عند عبد الرزاق في " مصنفه " (2009) ، فروياه عن يحيى بن سعيد، به موقوفاً غيرمرفوع. وانظر ما قبله. (3) تحرف في (م) إلى: عبيد الله. الحديث: 409 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 أَنَّ عُثْمَانَ اشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ أَرْضًا، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَقِيَهُ فَقَالَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ مِنْ قَبْضِ مَالِكَ؟ قَالَ: إِنَّكَ غَبَنْتَنِي، فَمَا أَلْقَى مِنَ النَّاسِ أَحَدًا إِلَّا وَهُوَ يَلُومُنِي. قَالَ: أَوَ ذَلِكَ يَمْنَعُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاخْتَرْ بَيْنَ أَرْضِكَ وَمَالِكَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَدْخَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَهْلًا مُشْتَرِيًا، وَبَائِعًا وَقَاضِيًا، وَمُقْتَضِيًا " (1) . 411 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَهُوَ عِنْدَ عُثْمَانَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: مَا بَقِيَ لِلنِّسَاءِ مِنْكَ؟ قَالَ: فَلَمَّا ذُكِرَتِ النِّسَاءُ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: ادْنُ يَا عَلْقَمَةُ، قَالَ: وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ، فَقَالَ عُثْمَانُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِتْيَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ ذَا طَوْلٍ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ   (1) حديث حسن لغيره، عطاء بن فروخ روى عنه اثنان، ولم يوثقه غير ابن حبان، وذكر علي بن المديني في " العلل ": أنه لم يلق عثمان. وكذا قال البزار في " مسنده ". وأخرجه ابن ماجه (2202) ، والبزار (392) ، والنسائي 7 / 318 - 319 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (1299) من طريق شعبة، عن يونس، به. وسيأتي برقم (414) و (485) و (508) . قال البوصيري في " مصباح الزجاجة " ورقة 140: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، عطاء بن فروخ لم يلق عثمان بن عفان، قاله علي بن المديني في " العلل ". وله شاهد من حديث جابر في " صحيح البخاري " (2076) وغيره، وسيأتي تخريجه في " المسند " (3 / 340 الطبعة الميمنية) . وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وسيأتي أيضاً في " المسند " برقم (6963) . الحديث: 411 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 أَغَضُّ لِلطَّرْفِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَا فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ " (1) . 412 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، وَحَجَّاجٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ مَرْثَدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ خَيْرَكُمْ مَنْ عَلَّمَ الْقُرْآنَ أَوْ تَعَلَّمَهُ ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَجَّاجٌ: قال: فَقَالَ أَبُو   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي معشر - واسمه زياد بن كليب التميمي الحنبلي الكوفي - فمن رجال مسلم، وقد وهم أبو معشر في جعل هذا الحديث عن عثمان بن عفان، والصواب عن عبد الله بن مسعود كما سيأتي بيانه في التخريج. إسماعيل: هو ابن علية، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه النسائي 4 / 171 و6 / 56 - 57 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (400) من طريق يزيد بن زريع، عن يونس بن عبيد، به. قال البزار: هكذا رواه يونس عن أبي معشر، ورواه عن يونس يزيد بن زريع وإسماعيل بن علية، وهذا الحديث إنما رواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود، وهو الصواب. ورواه منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله. وحديث يونس خطأ، إنما الصواب حديث ابن مسعود عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال ابن أبي حاتم في " العلل " 1 / 421 - 422: سألت أبي عن حديث رواه يزيد بن زريع عن يونس بن عبيد.. فذكره ثم قال: قال أبي: هذا الحديث لعبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشبه. وقال الدارقطني في " العلل " 3 / 47: والمحفوظ عن ابن مسعود، ولم يتابَع أبو معشر على قوله: عن عثمان. قلنا: وسيأتي حديث ابن مسعود في " المسند " برقم (3592) ، فانظر تخريجه هناك. الحديث: 412 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي هَذَا الْمَقْعَدَ. قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: وَلَمْ يَسْمَعْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ عُثْمَانَ وَلَا مِنْ عَبْدِ اللهِ، وَلَكِنْ قَدْ سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ أَبِي: وَقَالَ بَهْزٌ: عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ أَخْبَرَنِي، وَقَالَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " (1) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو عبد الرحمن السلمي: اسمه عبد الله بن حبيب. وقد أدخل شعبةُ في هذه الرواية بين علقمة بن مرثد وبين أبي عبد الرحمن السلمي سعدَ بن عبيدة، وخالفه سفيان الثوري فرواه كما تقدم برقم (405) عن علقمة بن مراد عن أبي عبد الرحمن السلمي، ولم يذكر سعد بن عبيدة. قال الحافظ في " الفتح " 9 / 74 - 75: وقد أطنب الحافظ أبو العلاء في كتابه " الهادي في القرآن " في تخريج طرقه، فذكر ممن تابع شعبة ومن تابع سفيان جمعاً كثيراً، ورجَّح الحفاظ رواية الثوري، وعدُّوا رواية شعبة من المزيد في متصل الأسانيد، وقال الترمذي: كأن رواية سفيان أصح من رواية شعبة، وأما البخاري فأخرج الطريقين، فكأنه ترجح عنده أنهما جميعاً محفوظان، فيُحمل على أن علقمة سمعه أولاً من سعدٍ ثم لقي أبا عبد الرحمن فحدثه به، وسمعه مع سعد من أبي عبد الرحمن فثبته فيه سعد ... وقد شذت رواية عن الثوري بذكر سعد بن عبيدة فيه (انظر ما سيأتي برقم 500) . وقول شعبة: ولم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان ولا من عبد الله، خالفه البخاري فقال في " التاريخ الصغير " 1 / 232، و" التاريخ الكبير " 5 / 73: حدثني حفص بن عمر، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن، قال: صمتُ ثمانين رمضان، سمع علياً وعثمان وابن مسعود. قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله: فهذا يدل على أن البخاري ثبت عنده أنه سمع من عمر فسماعه من عثمان أولى، خصوصا مع قوله: " صمت ثمانين رمضان " فإنه مات = الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 413 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَقَالَ فِيهِ: " مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، أَوْ عَلَّمَهُ ". 414 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ سَمْحًا بَائِعًا   = على الراجح سنة خمس وثمانين عن تسعين سنة، فكان رجلاً كبيراً في عهد عثمان، بل في عهد عمر، لأنه يكون قد ولد قبل الهجرة، وكان الواجب على الحافظ أن يذكره في قسم المخضرمين في " الإصابة " على شرطه، ولكنه لم يفعل. وفي " صحيح البخاري " في رواية شعبة زيادة: " قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاجُ، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا "، قال الحافظ في " الفتح " 9 / 76: بين أول خلافة عثمان وآخر ولاية الحجاج اثنتان وسبعون سنة إلا ثلاثة أشهر، وبين آخر خلافة عثمان وأول ولاية الحجاج العراق ثمان وثلاثون سنة، ولم أقف على تعيين ابتداء إقراء أبي عبد الرحمن وآخره، فالله أعلم بمقدار ذلك، ويعرف من الذي ذكرته أقصى المدة وأدناها. وقد أطال الحافظ في " الفتح " في ترجيح سماعه من عثمان، وهو الصحيح الذي رجحه البخاري عملاً بإخراجه حديثه في " صحيحه ". قلنا: والحديث أخرجه الطيالسي (73) ، وابن أبي شيبة 10 / 502، والدارمي (3338) ، والبخاري (5027) ، وأبو داود (1452) ، وابن الضريس في " فضائل القرآن " (133) و (134) ، والنسائي في " الكبرى " (8036) ، والبغوي في " الجعديات " (489) ، وابن حبان (118) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (397) ، والخطيب البغدادي في " تاريخه "11 / 35 من طريق قيس بن الربيع، عن علقمة بن مرثد، به. وانظر (405) . الحديث: 413 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 وَمُبْتَاعًا، وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا، فَدَخَلَ الْجَنَّةَ " (1) . 415 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَنَّهُ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَظَهْرِ (2) قَدَمَيْهِ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: أَلا تَسْأَلُونِي عَمَّا أَضْحَكَنِي؟ فَقَالُوا: مِمَّ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِمَاءٍ قَرِيبًا مِنْ هَذِهِ الْبُقْعَةِ، فَتَوَضَّأَ كَمَا تَوَضَّأْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقَالَ: " أَلا تَسْأَلُونِي مَا أَضْحَكَنِي؟ " فَقَالُوا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا دَعَا بِوَضُوءٍ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، حَطَّ اللهُ عَنْهُ كُلَّ خَطِيئَةٍ أَصَابَهَا بِوَجْهِهِ، فَإِذَا غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ كَانَ كَذَلِكَ، وَإِنْ مَسَحَ بِرَأْسِهِ كَانَ كَذَلِكَ، وَإِذَا طَهَّرَ قَدَمَيْهِ كَانَ كَذَلِكَ " (3) .   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الذي روى عنه عمرو بن دينار، ويحتمل أن يكون كما قال الشيخ أحمد شاكر أنه عطاء بن فروخ الذي روى الحديث آنفاً برقم (410) عن عثمان. وأخرجه الطيالسي (78) ، والبغوي في " الجعديات " (1694) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (410) . (2) على حاشية (س) و (ص) : وطهَّر. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم بن يسار - وهو البصري نزيل مكة - فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة، ومحمد بن جعفر - وإن كانت روايته عن سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط - قد تابعه عنه محمد بن بشر العبدي عند ابن أبي شيبة، وهو ممن روي عنه قبل الاختلاط، ويزيد بن زريع وهو أيضاً = الحديث: 415 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 416 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ رَبَاحٍ قَالَ: زَوَّجَنِي أَهْلِي أَمَةً لَهُمْ رُومِيَّةً، فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا فَوَلَدَتْ لِي غُلامًا أَسْوَدَ مِثْلِي، فَسَمَّيْتُهُ عَبْدَ اللهِ، ثُمَّ وَقَعْتُ عَلَيْهَا فَوَلَدَتْ لِي غُلامًا أَسْوَدَ مِثْلِي فَسَمَّيْتُهُ عُبَيْدَ اللهِ، ثُمَّ طَبِنَ لَهَا غُلامٌ لِأَهْلِي رُومِيٌّ يُقَالُ لَهُ: يُوحَنَّسُ، فَرَاطَنَهَا بِلِسَانِهِ، قَالَ: فَوَلَدَتْ غُلامًا كَأَنَّهُ وَزَغَةٌ مِنَ الْوُزْغَانِ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا هَذَا؟ قَالَتْ: هُوَ لِيُوحَنَّسَ، قَالَ: فَرُفِعْنَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ مَهْدِيٌّ: أَحْسَبُهُ قَالَ: سَأَلَهُمَا فَاعْتَرَفَا - فَقَالَ: أَتَرْضَيَانِ أَنْ أَقْضِيَ   = ممن روى عن سعيد قبل الاختلاط، وسيأتي في " المسند " برقم (553) ، وقتادة لم يسمع من مسلم بن يسار فيما قاله يحيى القطان وأبو حاتِم، وأورد هذا الحديث المنذري في " الترغيب " 1 / 152 - 153 وقال: رواه أحمد بإسناد جيد، وأبو يعلى، ورواه البزار بإسناد صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 8 مختصراً عن محمد بن بشر، والبزار (420) من طريق محمد بن أبي عدي، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (421) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن حمران بن أبان، به. لم يذكر هشام بينهما مسلمَ بن يسار. قال الدارقطني في " العلل " 3 / 24: والقول قول سعيد بن أبي عروبة. وسيأتي من حديث عثمان بنحوه (476) بإسناد صحيح. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (244) ، وسيأتي في " المسند " 2 / 303، وآخر من حديث عمرو بن عبسة السلمي عند مسلم (832) ، وثالث من حديث أبي أمامة وسيأتي عند أحمد 5 / 263. ويحمل قوله: " ومسح برأسه وظهر قدميه " - إن صح - على غسل القدمين، وأنه معطوف على قوله: " غسل وجهه.. ". الحديث: 416 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 بَيْنَكُمَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ. قَالَ مَهْدِيٌّ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: جَلَدَهَا وَجَلَدَهُ، وَكَانَا مَمْلُوكَيْنِ (1) . • 417 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَبَاحٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَرَفَعْتُهُمَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ   (1) إسناده ضعيف لجهالة رباح، فقد ذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: لست أعرفه ولا أباه، وقال الحافظ في " التقريب ": مجهول، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو داود (2275) ، والطحاوي 3 / 104، والبيهقي 7 / 402 - 403 من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد. ورواية الطحاوي مختصرة بالمرفوع منه فقط. وسيأتي برقم (417) و (502) . وقد روى هذا الحديث الطيالسي عن مهدي بن ميمون دون ذكر الحسن بن سعد في السند، وسيأتي تخريجه برقم (467) . وقوله: " أن الولد للفراش وللعاهر الحجر " متفق عليه من حديث أبي هريرة وانظر (173) . وقوله: " ثم طَبِن لها غلام "، قال ابن الأثير في " النهاية " 3 / 115: أصل الطُبن والطبانة: الفِطنة، يقال طَبِن لكذا طبانة فهو طَبِن، أي: هجم على باطنها وخَبَرَ أمرها، وأنها ممن تُواتيه على المراودة. هذا إذا روي بكسر الباء، وإن رُوي بالفتح كان معناه: خبَّبها وأفسدها. وراطَنها: أي كلَّمها بكلام لا يفهمه غيرهما. والوَزَغة: سام أبرص، يريد أنه أبيض أشقر كلون الروم. (2) هذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد في " المسند "، وقد جاء في (ح) = الحديث: 417 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 عَفَّانَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ ... فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) . 418 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ - حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُمْرَانَ، قَالَ: دَعَا عُثْمَانُ بِمَاءٍ وَهُوَ عَلَى الْمَقَاعِدِ، فَسَكَبَ عَلَى يَمِينِهِ فَغَسَلَهَا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِي الْإِنَاءِ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مِرَارٍ، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ (2) ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثَ مَرَّارٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فِيهِمَا، غَفَرَ الله (3) لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (4) .   = و (س) و (ق) و (ص) وكذا في النسخ المطبوعة: " حدثنا عبد الله، حدثني أبي " أي: أنه من رواية الإمام أحمد، وجاء على حاشية (س) و (ص) ما نصه: قوله: حدثني أبي، ساقط في بعض النسخ. قلنا: الصواب إسقاطه، وجاء على الصواب في (ظ 11) و (ب) و" أطراف المسند " 1 / ورقة 190، ويؤيد ذلك أن شيبان - وهو ابن فرُّوخ - من شيوخ عبد الله بن أحمد، وليس هو من شيوخ الإمام أحمد. (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. (2) في (ح) و (ق) وعلى حاشية (ص) : ومضمض واستنشق، وفي (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر: ومضمض واستنشق واستنثر. وقد وقع هذا الخلافُ أيضاً في روايات البخاري، ورجَّح الحافظ في " الفتح " 1 / 259 رواية " ومضمض واستنثر "، وقال: هي أعمُّ. (3) لفظ الجلالة " الله " ليس في (م) . (4) إسناده صحيح، أبو كامل - واسمه مظفرُ بنُ مدرك الخراساني - روى له الترمذي = الحديث: 418 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 419 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ: أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِإِنَاءٍ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1) . 420 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَشْرَفَ عُثْمَانُ مِنَ الْقَصْرِ، وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: أَنْشُدُ بِاللهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حِرَاءٍ إِذِ اهْتَزَّ الْجَبَلُ فَرَكَلَهُ بِقَدَمِهِ، ثُمَّ قَالَ: " اسْكُنْ   = والنسائي، وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (159) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ومسلم (226) (4) ، والبزار (431) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، كلاهما عن إبراهيم بنِ سعد، بهذا الإسناد. زاد البزار في روايته بين إبراهيم بن سعد وبين الزهري صالحَ بن كيسان، فهو من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه البخاري (164) ، ومسلم (226) (3) ، والنسائي 1 / 65 و80، وابن خزيمة (3) و (158) ، والطحاوي 1 / 36، وابن حبان (1058) و (1060) ، والدارقطني 1 / 83، والبيهقي في " السنن " 1 / 48 و49 و68، و" معرفة السنن والآثار " 1 / 228 - 229 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (419) و (421) و (428) . (1) إبراهيم بن نصر الترمذي كذَّبه ابنُ معين كما في " سؤالات ابن الجنيد " ص 350، و" معرفة الرجال " 1 / 94، وقال صالح جزرة: كان يكذبُ عشرين سنة، وأشكل أمْرُهُ على أحمد وعليّ حتَّى ظهر بعد، وقال أبو حاتم 2 / 141: كان أحمدُ بن حنبل يُجْمِلُ القول فيه، وكان ابنُ معين يحمل عليه، وعُبيد الله القواريري أحبُّ ألي منه، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابنُ سعد 7 / 360: كان صاحبَ سنة، ويضعف في الحديث، وقال أبو داود عن يحيى بن معين: أفسد نفسه بخمسةِ أحاديث، ثم فسرها أبو داود. والحديث صحيح من الطريق السالفة. الحديث: 419 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 حِرَاءُ، لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ " وَأَنَا مَعَهُ؟ فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ. قَالَ: أَنْشُدُ بِاللهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ إِذْ بَعَثَنِي إِلَى الْمُشْرِكِينَ، إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: " هَذِهِ يَدِي، وَهَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ " فَبَايَعَ لِي؟ فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ. قَالَ: أَنْشُدُ بِاللهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يُوَسِّعُ لَنَا بِهَذَا الْبَيْتِ فِي الْمَسْجِدِ بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ؟ " فَابْتَعْتُهُ مِنْ مَالِي فَوَسَّعْتُ بِهِ الْمَسْجِدَ (1) ؟ فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ. قَالَ: وَأَنْشُدُ بِاللهِ مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ جَيْشِ الْعُسْرَةِ، قَالَ: " مَنْ يُنْفِقُ الْيَوْمَ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً؟ " فَجَهَّزْتُ نِصْفَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِي؟ قَالَ: فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ. وَأَنْشُدُ بِاللهِ مَنْ شَهِدَ رُومَةَ يُبَاعُ مَاؤُهَا ابْنَ السَّبِيلِ، فَابْتَعْتُهَا مِنْ مَالِي، فَأَبَحْتُهَا لِابْنِ السَّبِيلِ؟ قَالَ: فَانْتَشَدَ لَهُ رِجَالٌ (2) .   (1) في (ص) : في المسجد. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو قطن: اسمه عمرو بن الهيثم بن قطن. وأخرجه الدارقطني 4 / 198 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم (1309) ، والنسائي 6 / 236، والدارقطني 4 / 198 من طريق عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، به. وأخرجه الدارقطني 4 / 198 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وقد خالف يونسَ وإسرائيلَ فيه زيدُ بن أبي أنيسة وشعبة وعبد الكبيرِ بن دينار، فرووه عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 421 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخبرنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ تَوَضَّأَ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلاثًا فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلاثًا، ثُمَّ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى ثَلاثًا، ثُمَّ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوًا مِنْ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1) .   = أخرجه ابن شبة في " تاريخ المدينة " 1 / 1195، والترمذي (3699) ، والبزار (398) ، والنسائي 6 / 236 - 237، والقطيعي في زياداته على " فضايْل الصحابة " (849) ، وابن حبان (6916) ، والدارقطني 4 / 199، والبيهقي 6 / 167 من طريق زيد بن أبي أنيسة، وأخرجه البزار (399) ، والدارقطني 4 / 199 - 200، وعلقه البخاري (2778) من طريق شعبة، كلاهما عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان. قال الدارقطني في " العلل " 3 / 52: وقولُ شعبة ومن تابعه أشبه بالصواب، والله أعلمُ. ومال الحافظُ في " الفتح " 5 / 407 إلى عدمِ الترجيح، وقال: لعل لأبي إسحاق فيه إسنادين. وانظر ما سيأتي برقم (511) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (139) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو داود (106) ، والبزار (430) ، وابن الجارود في " المنتقى " (67) ، والبيهقي 1 / 57 - 58. وأخرجه البخاري (1934) ، والنسائي 1 / 64، والبيهقي 1 / 56، والبغوي (221) من طريق عبد الله بن المبارك، والدارمي (693) ، والبزار (429) من طريق عبد الأعلى، كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (418) . = الحديث: 421 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 422 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا (1) مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَرْسَلَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ إِلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ: أَيُكَحِّلُ عَيْنَيْهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ أَوْ بِأَيِّ شَيْءٍ يُكَحِّلُهُمَا وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: أَنْ يُضَمِّدَهُمَا بِالصَّبِرِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُحَدِّثُ ذَلِكَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) . • 423 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (3) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عَلِمَ أَنَّ الصَّلاةَ حَقٌّ وَاجِبٌ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (4) .   = وهذا الحديث والذي يليه جاءا في (ص) بإثر الحديث رقم (424) ، وجاء على حاشية النسخة ما نصه: في بعض النسخ هذين الحديثين مؤخرين عن الحديثين اللذين بعدهما. (1) في (ص) : أنبأنا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه أبو داود (1938) من طريق إسماعيل بن عُلية، عن أيوب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (465) و (494) و (497) . (3) ورد هذا الحديثُ في (س) و (ق) والنسخ المطبوعة من " المسند " على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما جاء في سائر أصولنا الخطية و" أطراف المسند " 1 / ورقة 190، و" مجمع الزوائد " 1 / 288. (4) إسناده ضعيف، عبد الملك بن عبيد - وهو السَّدُوسي - قال علي بن المديني: هو رجل مجهول. = الحديث: 422 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 • 424 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ - يَعْنِي الْبَرَّاءَ، وَاسْمُهُ يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ - حَدَّثَنَا ابْنُ (1) حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: حَجَّ عُثْمَانُ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ أُخْبِرَ عَلِيٌّ أَنَّ عُثْمَانَ نَهَى أَصْحَابَهُ عَنِ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ (2) ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِأَصْحَابِهِ: إِذَا رَاحَ فَرُوحُوا. فَأَهَلَّ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ بِعُمْرَةٍ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ عُثْمَانُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ التَّمَتُّعِ، أَلَمْ يَتَمَتَّعْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَمَا أَدْرِي مَا أَجَابَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (3) . 425 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَبَيْنمَا أَنَا كَذَلِكَ، إِذْ جَاءَهُ مَوْلاهُ يَرْفَأُ، فَقَالَ: هَذَا عُثْمَانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَسَعْدٌ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ - قَالَ: وَلا أَدْرِي أَذَكَرَ طَلْحَةَ أَمْ لَا - يَسْتَأْذِنُونَ عَلَيْكَ. قَالَ: ائْذَنْ لَهُمْ. ثُمَّ مَكَثَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: هَذَا الْعَبَّاسُ وَعَلِيٌّ يَسْتَأْذِنَانِ عَلَيْكَ. قَالَ: ائْذَنْ لَهُمَا. فَلَمَّا دَخَلَ الْعَبَّاسُ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا. وَهُمَا حِينَئِذٍ يَخْتَصِمَانِ فِيمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَقَالَ   = وأخرجه عبد بن حميد (49) ، والبزار (439) و (440) من طرق عن عمران بن حُدير، بهذا الإسناد. (1) لفظة " ابن " سقطت من (م) . (2) على حاشية (س) و (ص) : بالعمرة إلى الحج، وفي (ب) : بالعمرة بالحج. (3) حديث حسن لغيره. وانظر (402) . الحديث: 424 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 الْقَوْمُ: اقْضِ بَيْنَهُمَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَرِحْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ صَاحِبِهِ، فَقَدْ طَالَتْ خُصُومَتُهُمَا. فَقَالَ عُمَرُ: أَنْشُدُكُمُ اللهَ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمََاواتُ وَالْأَرْضُ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ قَالُوا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ. وَقَالَ لَهُمَا مِثْلَ ذَلِكَ، فََقََالَا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي سَأُخْبِرُكُمْ عَنْ هَذَا الْفَيْءِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَصَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ (1) بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ غَيْرَهُ، فَقَالَ: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] ، وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً، وَاللهِ مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ، وَلا اسْتَأْثِرُهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدْ قَسَمَهَا بَيْنَكُمْ (2) وَبَثَّهَا فِيكُمْ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهُ سَنَةً، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ مِنْهُ مَجْعَلَ مَالِ اللهِ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ، أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا كَانَ يَعْمَلُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا (3) . • 426 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّهُ رَأَى جَنَازَةً فَقَامَ لَهَا، وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جَنَازَةً فَقَامَ لَهَا (4) .   (1) في (ق) : فيه. (2) في (ق) : عليكم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم مختصراً برقم (333) . (4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن سُليم الطائفي سيئ الحفظ = الحديث: 426 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 • 427 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فِي يَوْمِ الْفِطْرِ وَالنَّحْرِ يُصَلِّيَانِ، ثُمَّ يَنْصَرِفَانِ، فَيُذَكِّرَانِ النَّاسَ، فَسَمِعْتُهُمَا يَقُولانِ: نَهَى رَسُولُ   وموسى بن عمران بن مناح لم يرو عنه غير إسماعيل بن أمية، ولم يوثقه غير ابن حبان 7 / 450. وأخرجه الطحاوي 1 / 485 من طريق إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن أمية، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (457) و (495) و (529) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند البخاري (1311) ومسلم (960) . وعن سهل بن حنيف وقيس بن سعد عند البخاري (1312) ومسلم (961) . وعن عامر بن ربيعة عند البخاري (1307) ومسلم (958) . قال ابن حجر في " الفتح " 3 / 179: وقد اختلف الفقهاء في القيام للجنازة، فقال أكثر الصحابة والتابعين باستحبابه كما نقله ابن المنذر، وهو قول الأوزاعي وأحمد وإسحاق ومحمد بن الحسن ... وقال بعض السلف: يجب القيام، واحتج له برواية سعيد عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: ما رأينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهد جنازة قط فجلس حتى توضع. أخرجه النسائي. وقال مالك وأبو حنيفة والشافعي: إن القيام منسوخ بحديث علي: " كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمرنا بالقيام في الجنازة ثم جلس بعد ذلك وأمرنا بالجلوس " أخرجه أحمد (623) وأخرجه مسلم (962) عنه بلفظ: " أن رسول الله قام ثم قعد " ولفظ مالك 1 / 232 أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقوم في الجنائز ثم جلس بعد. قال الشافعي: إما أن يكون القيام منسوخاً أو يكون قام لعلة، وأيهما كان، فقد ثبت أنه تركه بعد فعله، والحجة في الآخر من أمره، والقعود أحبُّ إلي. الحديث: 427 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ (1) . 428 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ الْجُنْدَعِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ يَتَوَضَّأُ، فَأَهْرَاقَ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ اسْتَنْثَرَ ثَلاثًا وَمَضْمَضَ ثَلاثًا ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ مَعْنَى حَدِيثِ مَعْمَرٍ (2) . 429 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أخبرنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ: أَلا أُرِيكُمْ كَيْفَ كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: بَلَى، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَتَمَضْمَضَ ثَلاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن عبد الله - وهو سعيد بن خالد بن عبد الله بن قارظ - فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وأبو عبيد: هو سعد بن عبيد الزهري مولى عبد الرحمن بن أزهر. وأخرجه النسائي في " الكبرى " (2788) من طريق إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (5636) من طريق الزهري، عن أبي عبيد، به. وسيأتي برقم (435) و (510) . (2) يعني الحديث السابق برقم (421) . وهذا الحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البرساني، والجُندعي: نسبة إلى جُنْدَع، بطن من ليث. وأخرجه عبد الرزاق (140) عن ابن جريج، بهذا الإسناد. الحديث: 428 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ (1) ، ثُمَّ قَالَ: وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأُذُنَيْنِ مِنَ الرَّأْسِ ثُمَّ قَالَ: قَدْ تَحَرَّيْتُ لَكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) . 430 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِىِّ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ تَبَسَّمَ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مِمَّا ضَحِكْتُ؟ قَالَ: فَقَالَ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَوَضَّأْتُ، ثُمَّ تَبَسَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ ضَحِكْتُ؟ " قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَتَمَّ وُضُوءَهُ، ثُمَّ دَخَلَ فِي صَلاتِهِ فَأَتَمَّ صَلاتَهُ، خَرَجَ مِنْ صَلاتِهِ كَمَا خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ مِنَ الذُّنُوبِ " (3) .   (1) في (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر: وغسل قدميه ثلاثاً. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من الأنصار وأبيه. الجريري: هو سعيد بن إياس. وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 11 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (554) ، وصفة الوضوء تقدمت بإسناد صحيح برقم (421) وقول عثمان: " الأذنان من الرأس " روي مرفوعاً من حديث أبي أمامة وعبد الله بن زيد وابن عباس وأبي هريرة وأبي موسى وأنس وابن عمر وعائشة، وهي مخرجة في " نصب الراية " 1 / 118 - 120، و" تلخيص الحبير " 1 / 91 - 92. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير معبدٍ الجهني، فقد روى له ابنُ ماجه، وذكره ابنُ سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة، وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: كان صدوقاً في الحديث، وقال العجلي: تابعي ثقة، وقال الدارقطني: حديثه صالح، ومذهبه رديء، وقال الذهبي: صدوق في نفسه، ولكنه سنَّ سنة سيئة، فكان أول من تكلَّم في القدر، وقال الحافظ في " التقريب " = الحديث: 430 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 431 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَقِيقٍ، يَقُولُ: كَانَ عُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَعَلِيٌّ يُلَبِّي (1) بِهَا، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ قَوْلًا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ عُثْمَانُ: أَجَلْ، وَلَكِنَّا كُنَّا خَائِفِينَ (2) . قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: مَا كَانَ خَوْفُهُمْ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. 432 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ: كَانَ عُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَعَلِيٌّ يَأْمُرُ بِهَا، فَقَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ قَوْلًا، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّا قَدْ تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَجَلْ، وَلَكِنَّا كُنَّا خَائِفِينَ (3) .   = صدوق مبتدع، وهو أول من أظهر القدر بالبصرة. وأخرجه البزار (435) من طريق أبي المساور الفضل بن المساور، عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، بهذا الإسناد. وانظر (415) . (1) في (م) و (ص) : يفتي. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق - وهو العقيلي - فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1223) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. وانظر " فتح الباري " للحافظ ابن حجر 3 / 425. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1223) (158) ، والبيهقي 5 / 22 من طريق محمد بن جعفر، بهذا = الحديث: 431 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 433 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِهِ: إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ إِلَّا الضِّنُّ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " حَرَسُ لَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ لَيْلَةٍ يُقَامُ لَيْلُهَا، وَيُصَامُ نَهَارُهَا " (1) .   = الإسناد. وسيتكرر برقم (752) ، وانظر ما قبله. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما، ثم هو منقطع، فإن مصعب بن ثابت ولد بعد مقتل عثمان بنحو خمسين سنة. وأخرجه ابن أبي عاصم في " الجهاد " (151) من طريق معتمر بن سليمان، عن كهمس، بهذا الإسناد، ولم يسق متنه. وأخرجه إسحاق بن راهويه في " مسنده " - كما في " النكت الظراف " 7 / 260 -، وابن أبي عاصم (150) ، والبزار (350) ، والطبراني (145) ، والحاكم 2 / 81، وأبو نعيم في " الحلية " 6 / 214 - 215، و" معرفة الصحابة " (283) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (4234) من طرق عن كهمس بن الحسن، عن مصعب بن ثابت، عن عبد الله بن الزبير، عن عثمان. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وإحدى روايات إسحاق عن " روح عن كهمس "، وقد خالف أحمدَ فيه فرواه عن روح موصولاً بذكر عبد الله بن الزبير بين مصعب وبين عثمان رضي الله عنه. وأخرجه ابن ماجه (2766) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن مصعب بن ثابت، به. وسيأتي برقم (463) . وقد رجح الدارقطني في " العلل " 3 / 37 رواية مصعب بن ثابت عن عثمان، المرسلة، وقال: هو الصواب، وهو المحفوظ. وانظر (442) و (470) و (558) . = الحديث: 433 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 434 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ - يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، بَنَى اللهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ " (1) . 435 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ يُصَلِّيَانِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى، ثُمَّ يَنْصَرِفَانِ يُذَكِّرَانِ النَّاسَ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُمَا يَقُولانِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ " (2) . قَالَ: وسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْقَى مِنْ نُسُكِكُمْ   = وقوله: " إلا الضِّن عليكم "، الضن - بكسر الضاد وفتحها -: البخل، يريد: إلا الضن بكم، وهو لفظ الحديث رقم (463) ، أي أنه كان حريصاً على صحبتهم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن ماجه (736) ، والترمذي (318) ، وابن خزيمة (1291) من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 310 عن أبيه، عن عبد الحميد بن جعفر، به. وأخرجه البخاري (450) ، ومسلم (533) (24) و4 / 2287 (44) ، وابن حبان (1609) من طريق عبيد الله الخولاني، عن عثمان. وسيأتي برقم (506) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن خالد، فمن رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه البزار (407) ، والطحاوي 2 / 247 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (510) ، وانظر (427) . الحديث: 434 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 عِنْدَكُمْ شَيْءٌ بَعْدَ ثَلاثٍ (1) . 436 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ دَارَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ: فَسَمِعَنِي أُمَضْمِضُ، قَالَ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: قُلْتُ: لَبَّيْكَ. قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ وَهُوَ بِالْمَقَاعِدِ دَعَا بِوَضُوءٍ، فَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) .   (1) هو بإسناد الذي قبله. وسيأتي في مسند علي برقم (587) . وتحريم ادخار لحوم الأضاحي وأكلها بعد ثلاث منسوخ بحديث جابر وغيره كما سنبينه في مسند علي. (2) إسناده حسن، محمد بن عبد الله بن أبي مريم: هو المدني الخزاعي مولاهم روى عنه جمع، وقال يحيى القطان: لم يكن به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ مدني صالح الحديث، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وابن دارة مولى عثمان روى عنه جمع، قال الحافظ في " تعجيل المنفعة " ص 533: واختلف في اسمه، فذكره ابن منده في الصحابة، فسماه عبدَ الله ولم يذكر دليلاً على صحبته، بل قال: كان في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يُعرف له عنه رواية، وذكره ابنُ حبان في " الثقات "، وقال الدارقطني عن حديثه هذا: إسناده صالح. قلنا: كذا نقل الحافظ عن الدارقطني، والحديث في " سننه "، ولكن قوله: " إسناده صالح " ليس موجوداً فيه. وأخرجه الدارقطني 1 / 91 - 92، والبيهقي 1 / 62 - 63 من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (107) ، والبزار (418) ، والدارقطني 1 / 91 من طريق عبد الرحمن بن وردان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن حمران، عن عثمان. وهذا = الحديث: 436 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 437 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ، فَدَخَلَ مَدْخَلًا كَانَ إِذَا دَخَلَهُ يَسْمَعُ كَلامَهُ مَنْ عَلَى الْبَلَاطِ، قَالَ: فَدَخَلَ ذَلِكَ الْمَدْخَلَ وَخَرَجَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّهُمْ يَتَوَعَّدُونَنِي بِالْقَتْلِ آنِفًا. قَالَ: قُلْنَا: يَكْفِيكَهُمُ اللهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَبِمَ يَقْتُلُونَنِي (1) ؟ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلامِهِ، أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا فَيُقْتَلُ بِهَا "، فَوَاللهِ مَا أَحْبَبْتُ (2) أَنَّ لِي بِدِينِي بَدَلًا مُنْذُ هَدَانِي اللهُ، وَلا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ قَطُّ، وَلا قَتَلْتُ نَفْسًا، فَبِمَ يَقْتُلُونَنِي؟ (3) .   = سند حسن، وعبد الرحمن بن وردان، قال أبوحاتم: ما به بأس، وقال ابن معين: صالح، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه بنحوه أيضاً أبو داود (110) ، والدارقطني 1 / 91 من طريق عامر بن شقيق بن جمرة، عن شقيق بن سلمة، عن عثمان. وهذا سند حسن في المتابعات. وقوله: " ومسح برأسه ثلاثاً "، ذكر أبو داود في " سننه " بعد الحديث رقم (108) ما يدل على أن زيادة " ثلاثاً " في حديث عثمان رضي الله عنه شاذة، قال: أحاديث عثمان رضي الله عنه الصحاحُ كلها تدلُّ على مسح الرأس أنه مرة، فإنهم ذكروا الوضوءَ ثلاثاً وقالوا فيها: ومسح رأسه، ولم يذكروا عدداً كما ذكروا في غيره. (1) في (ب) وعلى حاشيتي (ق) و (ص) : يقتلوني. (2) على حاشية (س) و (ق) و (ص) : ما أحب. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم بن عبد الله الباهلي الصفار، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري معدود في الصحابة، له رؤية ولم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. = الحديث: 437 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 • 438 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: إِنِّي لَمَعَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ وَهُوَ مَحْصُورٌ، وَقَالَ: كُنَّا نَدْخُلُ مَدْخَلًا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ (1) . 439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ - يَعْنِي ابْنَ الْفَضْلِ - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: دَعَا عُثْمَانُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكُمْ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَصْدُقُونِي: نَشَدْتُكُمُ اللهَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْثِرُ قُرَيْشًا عَلَى سَائِرِ النَّاسِ، وَيُؤْثِرُ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى سَائِرِ قُرَيْشٍ؟ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: لَوْ أَنَّ بِيَدِي مَفَاتِيحَ الْجَنَّةِ   = وأخرجه ابن سعد 3 / 67 عن عفان وسليمان بن حرب، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن شبة في " تاريخ المدينة " 4 / 1186، وأبو داود (4502) ، وابن الجارود (836) ، والحاكم 4 / 350 من طريق سليمان بن حرب، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وأخرجه الشافعي 2 / 96، والطيالسي (72) ، والدارمي (2297) ، وابن ماجه (2533) ، والترمذي (2158) ، والبزار (381) ، والنسائي 7 / 91، والطحاوي في " مشكل الآثار " 2 / 321، والبيهقي 8 / 18 - 19 و194 من طرق عن حماد، به. وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي برقم (468) و (509) . والبلاط: موضع بالمدينة بين مسجد رسول الله وبين سوق المدينة كان مبلطاً بالحجارة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله. الحديث: 438 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 لَأَعْطَيْتُهَا بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى يَدْخُلُوا مِنْ عِنْدِ آخِرِهِمْ. فَبَعَثَ إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَلا أُحَدِّثُكُمَا عَنْهُ - يَعْنِي عَمَّارًا -؟ أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِيَدِي نَتَمَشَّى فِي الْبَطْحَاءِ، حَتَّى أَتَى عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَعَلَيْهِ يُعَذَّبُونَ، فَقَالَ أَبُو عَمَّارٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، الدَّهْرَ (1) هَكَذَا؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اصْبِرْ " ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِآلِ يَاسِرٍ، وَقَدْ فَعَلْتُ " (2) . 440 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي حُمْرَانُ: عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ سِوَى ظِلِّ   (1) على حاشية (س) و (ق) و (ص) : أألدهر. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، سالم بن أبي الجعد لم يدرك عثمان بن عفان. وأخرجه ابن سعد 3 / 248 - 249 و4 / 136 - 137 عن مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن الهيثم أبي قطن، عن القاسم بن الفضل، بهذا الإسناد. وفي الباب ما يشهد لقوله: " اصبر اللهم اغفر لآل ياسر" عن جابر بن عبد الله عند الحاكم 3 / 388 - 389 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بعمّار وأهله وهم يعذبون، فقال: " أبشروا آل عمار وآل ياسر فإن موعدكم الجنة " قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي في " المجمع " 9 / 293: رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن عبد العزيز المقوم وهو ثقة. وقال الحافظ في " الإصابة " 3 / 610 - 611 في ترجمة ياسر: وأخرج أبو أحمد الحاكم من طريق عقيل عن الزهري، عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره، وهذا مرسل صحيح. الحديث: 440 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 بَيْتٍ، وَجِلْفِ الْخُبْزِ، وَثَوْبٍ يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَالْمَاءِ، فَمَا فَضَلَ عَنْ هَذَا فَلَيْسَ لِابْنِ آدَمَ فِيهِ (*) حَقٌّ " (1) .   (1) إسناده ضعيف ولا يصحُّ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديث بن السائب مختلف فيه، قال ابن معين في رواية إسحاق بن منصور: صالح، وقال في رواية عباس الدوري: ثقة، وقال العجلي: لا بأس به، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات، وضعفه الساجي، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: ضعيف الحديث، جابر الجعفي أحب إلينا منه ... كتبت عنه ثانياً من أصله فقال: حديث بن السائب ما به بأس، ونقل الحافظان مغلطاي وابن حجر عن زكريا الساجي قوله: قال أحمد: روى عن الحسن، عن حمران، عن عثمان حديثاً منكراً - يعني هذا الحديثَ -، وذكر الأثرمُ عن أحمد علته، فقال: سُئِلَ أحمد عن حريث، فقال: هذا شيخ بصري روى حديثاً منكراً عن الحسن عن حمران عن عثمان، وذكر الحديث وقال: قلت: قتادة يخالفه؟ قال: نعم، سعيد عن قتادة، عن الحسن، عن حُمران، عن رجل من أهل الكتاب، قال أحمد: حدثناه روح، قال: حدثنا سعيد، يعني عن قتادة، به. وذكر ابن قدامة في " المنتخب " 10 / 1 / 2 عن حنبل قال: سألت أبا عبد الله عن حريث بن السائب، قال: ما كان به بأس، إلا أنه روى حديثاً منكراً عن عثمان عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس هو عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعني هذا الحديث -. وقال الدارقطني في " العلل " 3 / 29 - ونقله عنه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " 2 / 799، والضياء في " الأحاديث المختارة " 1 / 121 -: وهم حريث في هذا الحديث، والصواب: عن الحسن، عن حمران، عن بعض أهل الكتاب (وقد تحرف في المطبوع من علل الدارقطني إلى: أهل البيت) . وقال ابن الجوزي في " العلل " بعد أن أخرجه من طريق " المسند ": هذا حديث لا يصح. وأخرجه عبد بن سعيد (46) ، والترمذي (2341) ، والحاكم 4 / 312 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وصححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي!! وأخرجه الطيالسي (83) ، ومن طريقه البزار (414) ، وأبو نعيم في " الحلية " = (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع (ط الرسالة) : فِيهِنَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ ثَقِيفٍ ذَكَرَهُ حُمَيْدٌ بِصَلاحٍ، ذَكَرَ أَنَّ عَمَّهُ أخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ جَلَسَ عَلَى الْبَابِ الثَّانِي مِنْ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا بِكَتِفٍ فَتَعَرَّقَهَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، ثُمَّ قَالَ: جَلَسْتُ مَجْلِسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكَلْتُ مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَنَعْتُ مَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . 442 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ بِمِنًى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ، فَلْيُرَابِطِ امْرُؤٌ كَيْفَ شَاءَ " هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: اللهُمَّ اشْهَدْ (2) .   = 1 / 61، و" تاريخ أصبهان " 1 / 254، وأخرجه الطبراني في " الكبير " (147) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما (الطيالسي ومسلم) عن حريث بن السائب، به. وجلف الخبز: يعني وحده ليس معه إدام، وقيل: الخبز الغليظ اليابس. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ من ثقيف وعمه. وسيرد برقم (505) من طريق آخر بمعناه. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (5404) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعرق كتفاً ثم قام فصلى ولم يتوضأ. وسيأتي في " المسند " 1 / 244. وقوله: " فتعرَّقها "، أي: أخذ عنها اللحم بأسنانه، والعَرْق - بفتح العين وسكون الراء -: العظم إذا أُخذ عنه معظم اللحم. (2) حديث حسن، عبد الله بن لهيعة - وإن كان سيئ الحفظ - قد توبع، وأبو صالح = الحديث: 441 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 443 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، - يَعْنِي مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ صَلَّى بِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فَأَنْكَرَهُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي تَأَهَّلْتُ بِمَكَّةَ مُنْذُ قَدِمْتُ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ تَأَهَّلَ فِي بَلَدٍ فَلْيُصَلِّ صَلاةَ الْمُقِيمِ " (1) .   = مولى عثمان روى له الترمذي والنسائي، يقال: اسمه الحارث، ويقال: تركان، وذكره ابن حبان في " الثقات " 4 / 136، ووثقه العجلي ص 501 وقال: روى عنه زهرة بن معبد وأهل مصر، ووثقه الهيثمي أيضاً في " المجمع " 1 / 297. وهذا الحديث حسَّنه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم. وأخرجه ابن أبي عاصم في " الجهاد " (299) عن كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في " الجهاد " (72) ، ومن طريقه النسائي 6 / 40، وابن حبان (4609) ، والحاكم 2 / 68، والبيهقي في " الشعب " (4233) عن أبي معن محمد بن معن، عن أبي عقيل زهرة بن معبد، به. وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي، مع أن أبا صالح مولى عثمان لم يخرجا له أو أحدهما! ومن طريق ابن المبارك بإسقاط أبي عقيلٍ أخرجه الطيالسي (87) ، ومن طريقه البيهقي في " السنن " 9 / 161. وسيأتي برقم (470) و (558) من طريق ليث بن سعد، و (477) من طريق رِشدين بن سعد، كلاهما عن زهرة بن معبد. (1) إسناده ضعيف، عكرمة بن إبراهيم الباهلي، قال الحسيني: ليس بالمشهور، وقال أبو زرعة العراقي: لا أعرف حاله، وعبد الرحمن بن أبي ذباب لم يعرف. وأخرجه الحميدي (36) عن أبي سعيد مولى بني هاشم، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (559) . الحديث: 443 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 444 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ: كُنْتُ أَبْتَاعُ التَّمْرَ مِنْ بَطْنٍ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو قَيْنُقَاعَ، فَأَبِيعُهُ بِرِبْحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا عُثْمَانُ، إِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكْتَلْ، وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ " (1) .   (1) حديث حسن، فإنه من قديم حديث ابن لهيعة وهو صالح عند الإِمام أحمد وغيره، فقد رواه عبد الله بن يزيد وعبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك، وهؤلاء ممن سمعوا من ابن لهيعة قديماً. وأخرجه عبد بن حميد (52) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن ماجه (2230) من طريق عبد الله بن يزيد، وأبو بكر المروزي في " مسنده " فيما ذكره الحافظ في " تغليق التعليق " 3 / 239 من طريق عبد الله بن وهب، والبزار (379) من طريق الحسن بن موسى، والطحاوي 4 / 17 من طريق أبي الأسود، والبيهقي 5 / 315 من طريق سعيد بن أبي مريم، ستتهم عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (560) ، وانظر ما بعده. وله طريق أخرى عند الدارقطني 3 / 8، والبيهقي 5 / 315 من طرق عن أبي صالح عبد الله بن صالح، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن المغيرة، عن منقذ مولى سراقة، عن عثمان بن عفان، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: " إذا ابتعت فاكتَلْ، وإذا بعت فكِلْ ". وهذا سند حسن في المتابعات، عبد الله بن صالح فيه ضعف خفيف من جهة حفظه، ومنقذ مولى سراقة ذكره ابن حبان في " الثقات " وقال الحافظ في " التقريب ": مقبول، يعني في المتابعات. وله شاهد مرسل عند ابن أبي شيبة 6 / 363 عن يحيى بن أبي زائدة ويحيى بن أبي غنية، عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، عن الحكم بن عتيبة، قال: قدم لعثمان طعام على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: اذهبوا بنا إلى عثمان نعينه على بيع طعامه، فقام إلى جنبه وعثمان يقول في هذه الغرارة كذا وكذا، وأبيعها بكذا وكذا، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: = الحديث: 444 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 445 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) . 446 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ " (2) .   = " إذا سميت فكِلْ ". وقال ابن أبي حاتم في " العلل " 1 / 383: سألت أبي عن حديث رواه محمد بن حِمير، قال: - وبيني الأوزاعي، حدثني ثابت بن ثوبان، حدثني مكحول، عن أبي قتادة، قال: كان عثمان يشتري الطعام، ويبيعه قبل أن يقبضه، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا ابتعت فاكتل، وإذا بعت فكِلْ ". فقال: هذا حديث منكر بهذا الإسناد. وتعقبه الحافظ في " التغليق " 3 / 240 بقوله: رواته ثقات، إلا أن مكحولاً لم يسمع من أبي قتادة. (1) هو مكرر ما قبله. (2) إسناده حسن، عبيد بن أبي قرة قال ابن معين: ما به بأس، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وهو مترجم في " تعجيل المنفعة " و" تاريخ بغداد " 11 / 95 - 97، و" لسان الميزان " 4 / 122 - 123، وابن أبي الزناد - وهو عبد الرحمن - صدوق حسن الحديث، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وأخرجه الطيالسي (79) ، ومن طريقه البخاري في " الأدب المفرد " (660) ، وابن ماجه (3869) ، والترمذي (3388) ، والنسائي في " اليوم والليلة " (346) ، وأخرجه النسائي (347) من طريق يزيد بن فراس، وأخرجه الحاكم 1 / 514 من طريق عبد الله بن مسلمة (وقد تحرف في المطبوع منه إلى: عبد الله بن سلمة) ، ثلاثتهم (الطيالسي ويزيد = الحديث: 445 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 447 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ حَقًّا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حُرِّمَ عَلَى النَّارِ " فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنَا أُحَدِّثُكَ مَا هِيَ؟ هِيَ كَلِمَةُ الْإِخْلاصِ الَّتِي أَلْزَمَهَا اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُحَمَّدًا (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ، وَهِيَ كَلِمَةُ التَّقْوَى الَّتِي أَلَاصَ عَلَيْهَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ عِنْدَ الْمَوْتِ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (2) . 448 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ - يَعْنِي الْمُعَلِّمَ - عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ - أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أخْبَرَهُ   = وعبد الله) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وسيأتي برقم (474) و (528) . قال الدارقطني في " العلل " 3 / 9 عن هذا الطريق بعد أن ذكر الخلاف في طرق هذا الحديث كما سيأتي في رقم (528) : هذا متصل، وهو أحسنها إسناداً. (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: التي أعزَّ الله تبارك وتعالى بها محمداً. (2) إسناده قوي، عبد الوهَّاب الخفاف سمع من سعيد - وهو ابن أبي عَروبة - قبل الاختلاط، وروايته عنه في " صحيح مسلم " (2870) (72) ، وقال ابن سعد في " الطبقات " 7 / 273: سمعت عبد الوهَّاب بن عطاء قال: جالست سعيد بن أبي عروبة سنة ست وثلاثين ومئة. ومسلم بن يسار: هو البصري الأموي المكي، ثقة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه. وأخرجه الحاكم 1 / 351 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، بهذا الإسناد. وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! مع أن مسلم بن يسار لم يخرجا له ولا أحدهما وعبد الوهاب الخفاف من أفراد مسلم فقط. وقوله: " التي ألاصَ عليها "، أي: أداره عليها، وراوده فيها. الحديث: 447 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الْجُهَنِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِذَا جَامَعَ امْرَأَتَهُ وَلَمْ يُمْنِ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ، وَيَغْسِلُ ذَكَرَهُ. وَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَأَمَرُوهُ بِذَلِكَ (1) . 449 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ (2) بْنُ أَبِي قُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّنْ نَّشَاءُ} [الأنعام: 83] ، قَالَ: بِالْعِلْمِ، قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: زَعَمَ ذَاكَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ (3) . 450 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ (4) بْنُ مَعْبَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (347) ، وابن خزيمة (224) ، والطحاوي 1 / 53، وابن حبان (127) و (1172) ، والبيهقي 1 / 164 من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (292) ، والطحاوي 1 / 54 من طرق عن عبد الوارث، به. ويأتي برقم (458) ، وهذا الحديث منسوخ بحديث أبي بن كعب وأبي هريرة وعائشة. انظر ابن حبان (1173) و (1174) و (1175) . (2) تحرف في (م) إلى: عبيد الله. (3) ليس ذا بحديث إنما هو أثر عن زيد بن أسلم التابعي. (4) تحرف في (م) إلى: مرة، وفي (ح) إلى: ميسرة. الحديث: 449 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 رَسُولَ اللهِ، إِنِّي صَلَّيْتُ فَلَمْ أَدْرِ أَشَفَعْتُ أَمْ أَوْتَرْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّايَ وَأَنْ يَتَلَعَّبَ بِكُمُ الشَّيْطَانُ فِي صَلاتِكُمْ، مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ فَلَمْ يَدْرِ أَشَفَعَ أَوْ أَوْتَرَ، (1) ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ، فَإِنَّهُمَا تَمَامُ صَلاتِهِ " (2) . 451 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَزِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالا: حَدَّثَنَا سَوَّارٌ أَبُو عُمَارَةَ (3) الرَّمْلِيُّ، عَنْ مَسَرَّةَ (4) بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي كَبْشَةَ الْعَصْرَ، فَانْصَرَفَ إِلَيْنَا بَعْدَ صَلاتِهِ، فَقَالَ: إِنِّي صَلَّيْتُ مَعَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَسَجَدَ مِثْلَ هَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا فَأَعْلَمَنَا أَنَّهُ صَلَّى مَعَ عُثْمَانَ، وَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَ مِثْلَهُ نَحْوَهُ (5) .   (1) في (ق) : أم أوتر، وعلى حاشيتي (ق) و (ص) : أو وتر. (2) حسن، يزيد بن أبي كبشة - وهو السكسكي الدمشقي - روى عنه جمع وذكره ابن حبان في " الثقات "، ولم يسمعه من عثمان والواسطة بينهما مروان بن الحكم كما في الرواية التي تلي هذه. وقوله: " إياي وأن يتلعب ... " المراد من هذا التعبير تحذير المخاطَب، فكأنه حذر نفسه بالأولى ليكون أبلغ. (3) في (ق) : بن عمارة. وهو: سوار بن عمارة أبو عمارة الرملي. (4) تحرف في (م) إلى: مرة، وفي (ح) إلى: ميسرة. (5) إسناده حسن. وأخرجه أبو نعيم في " معرفة الصحابة " (285) عن سليمان بن أحمد، عن أبي زرعة الدمشقي، عن سوار بن عمارة الرملي، بهذا الإسناد. وأورده البخاري في " تاريخه الكبير " 8 / 355 فقال: قال محمد بن عبد العزيز، حدثنا سوار بن عمارة الرملي، به. الحديث: 451 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 452 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُغِيرَةَ بْنَ مُسْلِمٍ أَبَا سَلَمَةَ (1) ، يَذْكُرُ عَنْ مَطَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُثْمَانَ أَشْرَفَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: عَلامَ تَقْتُلُونِي؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ فَعَلَيْهِ الرَّجْمُ، أَوْ قَتَلَ عَمْدًا فَعَلَيْهِ الْقَوَدُ، أَوِ ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلامِهِ فَعَلَيْهِ الْقَتْلُ "، فَوَاللهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ، وَلا قَتَلْتُ أَحَدًا فَأُقِيدَ نَفْسِي مِنْهُ، وَلا ارْتَدَدْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (2) . 453 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو قَبِيلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الزَّبَادِيَّ (3) ، يُحَدِّثُ   (1) تصحف في (م) إلى: أنا سلمة. (2) حسن. مطر - وهو ابن طهمان الوراق - وإن كانوا تكلموا في حفظه، حسن الحديث في المتابعات والشواهد وهذا منها، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه النسائي 7 / 103، والبزار (346) من طريق إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (345) من طريق يعلى بن حكيم، عن نافع، به. وانظر (437) و (438) . (3) قال ابن حجر في " تعجيل المنفعة ": وقع في نسبته في " المسند " تحريف لم ينبه عليه، وقد ذكره ابن يونس فقال: مالك بن عبد الله البردادي بفتح الموحدة وسكون المهملة ودالين بينهما ألف. هكذا ضبط بالحروف في نسخة الحافظ الحبال المصري، وابن يونس أعلم بالمصريين من غيره. قال الشيخ أحمد شاكر: فإذا صَحَّت نسبة مالك بن عبد الله " البردادي " كما رجح الحافظ، كان نسبة إلى " برداد " من قرى سمرقند كما في " معجم البلدان " ولكنني أستبعد ذلك. الحديث: 452 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَأَذِنَ لَهُ وَبِيَدِهِ عَصَاهُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا كَعْبُ، إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالًا، فَمَا تَرَى فِيهِ؟ فَقَالَ: إِنْ كَانَ يَصِلُ فِيهِ حَقَّ اللهِ فَلا بَأْسَ عَلَيْهِ. فَرَفَعَ أَبُو ذَرٍّ عَصَاهُ فَضَرَبَ كَعْبًا، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أُحِبُّ لَوْ أَنَّ لِي هَذَا الْجَبَلَ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ وَيُتَقَبَّلُ مِنِّي، أَذَرُ خَلْفِي مِنْهُ سِتَّ أَوَاقٍ " أَنْشُدُكَ اللهَ يَا عُثْمَانُ، أَسَمِعْتَهُ - ثَلاثَ مَرَّاتٍ -؟ قَالَ: نَعَمْ (1) . • 454 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الْقَاصُّ، عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى، حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلا تَبْكِي، وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ، فَإِنْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ ". قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ " (2) .   (1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وجهالة مالك بن عبد الله الزبادي. وهو في " فتوح مصر " ص 286 من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وفيه " البردادي ". وسيأتي المرفوع منه بنحوه في مسند أبي ذر 5 / 52 و160 - 161. (2) إسناده صحيح. هشام بن يوسف: هو هشام بن يوسف الصنعاني الأبناوي قاضي صنعاء. وأخرجه ابن ماجه (4267) ، والترمذي (2308) ، والحاكم 4 / 330 - 331 من طريق يحيى بن معين، بهذا الإسناد، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. = الحديث: 454 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 455 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَرْوَانَ - وَمَا إِخَالُهُ يُتَّهَمُ عَلَيْنَا - قَالَ: أَصَابَ عُثْمَانَ رُعَافٌ سَنَةَ الرُّعَافِ، حَتَّى تَخَلَّفَ عَنِ الْحَجِّ وَأَوْصَى، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: اسْتَخْلِفْ. قَالَ: وَقَالُوهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لَهُ الْأَوَّلُ، وَرَدَّ عَلَيْهِ نَحْوَ ذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: قَالُوا: الزُّبَيْرَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ كَانَ لَخَيْرَهُمْ مَا عَلِمْتُ، وَأَحَبَّهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . • 456 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَاهُ سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ (2) . 457 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ   = وأخرجه البزار (444) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (397) من طريقين عن هشام بن يوسف، به. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زكريا بن عدي، فمن رجال مسلم، وغير مروان بن الحكم فمن رجال البخاري. وأخرجه البخاري (3717) عن خالد بن مخلد، عن علي بن مسهر، بهذا الإسناد. وأخرجه أحمد في " فضائل الصحابة " (1262) ، والبخاري (3718) من طريق حماد بن أسامة، عن هشام، به. وانظر ما بعده. (2) حديث صحيح، سويد - وهو ابن سعيد بن سهل الهروي وإن كان فيه كلام - قد تابعه زكريا بن عدي في الحديث الذي قبله. وأخرجه ابن شبة 3 / 1055 عن سويد، بهذا الإسناد. الحديث: 455 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 أُمَيَّةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ (1) ، قَالَ: رَأَى أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ جَنَازَةً فَقَامَ لَهَا، وَقَالَ: رَأَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ جَنَازَةً فَقَامَ لَهَا، ثُمَّ حَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جَنَازَةً فَقَامَ لَهَا (2) . 458 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَلَمْ يُمْنِ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: يَتَوَضَّأُ كَمَا لِلصَّلَاةِ (3) ، وَيَغْسِلُ ذَكَرَهُ، قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرَ، وَطَلْحَةَ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَأَمَرُوهُ بِذَلِكَ (4) . 459 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ أَخْبَرَهُ، قَالَ:   (1) كذا في (م) والأصول الخطية: عمران بن مناح، قال الضياء المقدسي في "المختارة" 1 / 438: ذكره عبد الله عن أبيه: عمران بن مناح، ورواه عن غير أبيه (426) و (495) و (529) فقال: موسى بن عمران، ولعله سقط ذكر " موسى بن "، والله أعلم. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وزكريا بن أبي زكريا مترجم في " التعجيل " ص 139، وقال عنه: مجهول، وقد تقدم برقم (426) . (3) في (م) و (ق) : كما يتوضأ للصلاة، وفي (ح) : يتوضأ وضوءه للصلاة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 90، والبخاري (179) ، والبزار (351) ، والبيهقي 1 / 165 من طريقين عن شيبان، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (448) وهو منسوخ. الحديث: 458 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَقَاعِدِ، فَتَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: وَقَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلا تَغْتَرُّوا " (1) . 460 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصِ (2) بْنِ عُمَرَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمِّي عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ (3) بْنِ مُوسَى يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، فَدَخَلَ شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ: انْظُرْ الشَّيْخَ (4) ، فَأَقْعِدْهُ مَقْعَدًا صَالِحًا، فَإِنَّ لِقُرَيْشٍ حَقًّا. فَقُلْتُ: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، أَلا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: قُلْتُ لَهُ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه البخاري (6433) ، والبزار (436) ، والنسائي في " الكبرى " (175) من طرق عن شيبان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (226) و (227) و (229) من طرق عن حمران، به. وسيأتي برقم (478) و (483) و (516) ، وانظر (421) . قوله: " لا تغتروا " - وتحرفت في (م) إلى: تقتروا -، أي: لا تحملوا الغُفران على عمومه في جميع الذنوب فتسترسلوا في الذنوب اتكالاً على غفرانها بالصلاة، وقيل: إن المكفَّر بالصلاة هي الصغائر، فلا تغتروا فتعملوا الكبيرة بناءً على تكفير الذنوب بالصلاة فإنه خاص بالصغائر. انظر " فتح الباري " 11 / 251. (2) تحرف في (م) إلى: جعفر. (3) تحرف في (م) إلى: عمرو. (4) في (م) وحاشية (س) و (ص) : إلى الشيخ. الحديث: 460 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللهُ " قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ مَا أَحْسَنَ هَذَا، مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا؟ قَالَ: قُلْتُ: حَدَّثَنِيهِ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ، إِنْ وَلِيتَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا فَأَكْرِمْ قُرَيْشًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَهَانَ قُرَيْشًا أَهَانَهُ اللهُ " (1) . 461 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ حِينَ (2) حُصِرَ: إِنَّ عِنْدِي نَجَائِبَ قَدْ أَعْدَدْتُهَا لَكَ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَحَوَّلَ إِلَى مَكَّةَ فَيَأْتِيَكَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَكَ؟ قَالَ: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " يُلْحَدُ   (1) حسن لغيره، محمد بن حفص والد عبيد الله وعمه عبيد الله بن عمر بن موسى لم يوثقهما غير ابن حبان، وقد لين الثاني الإمام الذهبي في " الميزان " 3 / 14، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي عاصم (1505) ، والبزار (373) ، والعقيلي في " الضعفاء " 3 / 124، وابن حبان (6269) ، والحاكم 4 / 74 من طريق عبيد الله، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10 / 27، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى في " الكبير " باختصار، والبزار بنحوه، ورجالهم ثقات. وله شاهد يتقوى به من حديث سعد بن أبي وقاص عند المصنف (1473) و (1587) . وآخر من حديث أنس عند الطبراني في " الكبير " (753) ، والبزار (2782) وهو حسن في الشواهد. (2) في (ب) و (ح) وعلى حاشيتي (ق) و (ص) : حيث. الحديث: 461 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 بِمَكَّةَ كَبْشٌ مِنْ قُرَيْشٍ، اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ، عَلَيْهِ مِثْلُ نِصْفِ أَوْزَارِ النَّاسِ " (1) . 462 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ وَيَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يُنْكِحُ وَلا يَخْطُبُ " (2) .   (1) إسناده ضعيف، ومتنه منكر شبه موضوع. إسماعيل بن أبان الوراق، قال الحكم في " سؤالاته " (278) : سألت الدارقطني عن إسماعيل بن أبان الوراق، فقال: قد أثنى عليه أحمد بن حنبل، وليس بالقوي عندي، قلت: من هذا المذهب (يعني ما عليه الكوفيون من التشيع) قال: المذهب وغيره، فإن أحاديثه ليست بالصافية، ويعقوب - وهو ابن عبد الله بن سعد بن مالك القمي - قال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال الحافظ في " التقريب ": صدوق يهم، وجعفر بن أبي المغيرة لم يوثقه غير ابن حبان وابن شاهين، وقال الحافظ: صدوق يهم، وابن أبزى - واسمه سعيدُ بن عبد الرحمن - تابعي صغير وروايتُه عن عثمان مرسلة كما قال أبو زرعة. وأخرجه البزار (375) من طريق إسماعيل بن أبان، بهذا الإسناد. قال الحافظ ابن كثير في " البداية " 8 / 339 بعد أن أورد الحديث من " المسند ": وهذا الحديث منكر جداً، وفي إسناده ضعف، ويعقوب القمي فيه تشيع، ومثل هذا لا يقبل تفرده به، وبتقدير صحته فليس هو بعبد الله بن الزبير، فإنه كان على صفات حميدة، وقيامه بالإمارة إنما كان لله عز وجل، ثم هو كان الإمام بعد موت معاوية بن يزيد لا محالة، وهو أرشدُ من مروان بن الحكم، حيث نازعه بعد أن اجتمعت الكلمةُ عليه، وقامت له البيعة في الآفاق، وانتظم له الأمر. النجائب: هي خيار الإبل. (2) إسناده من طريق يعلى بن حكيم صحيح على شرط مسلم. = الحديث: 462 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 463 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا كَهْمَسٌ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ وَهُوَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِهِ: إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِهِ إِلَّا الضِّنُّ بِكُمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " حَرَسُ لَيْلَةٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ لَيْلَةٍ يُقَامُ لَيْلُهَا وَيُصَامُ نَهَارُهَا " (1) . 464 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدًا (2) ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ الْعَنْبَرِيِّ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (3) .   = سعيد: هو ابن أبي عروبة، ومطر: هو ابن طهمان الوراق - وهو وإن كان فيه كلام وقد روى له مسلم متابعة - قد توبع. وقد تقدم برقم (401) . (1) إسناده ضعيف، مصعب بن ثابت ضعيف، وهو لم يدرك عثمان. وقد تقدم برقم (433) . (2) وقع في (م) والأصول الخطية: خالداً العنزي، وهو خطأ والصواب: خالد " الحذاء " كما في " أطراف المسند " 1 / الورقة 190، وسيأتي على الصواب برقم (498) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر العنبري: هو الوليد بن مسلم، وقد صرح بالتحديث عند مسلم وغيره. وأخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " (1114) ، وأبو عوانة 1 / 7 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (1113) (1115) ، وأبو عوانة 1 / 7، وابن منده في " الإيمان " = الحديث: 463 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 465 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنِي نُبَيْهُ بْنُ وَهْبٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ (1) بْنِ مَعْمَرٍ رَمِدَتْ عَيْنُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَأَرَادَ أَنْ يُكَحِّلَهَا، فَنَهَاهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُضَمِّدَهَا بِالصَّبِرِ، وَزَعَمَ أَنَّ عُثْمَانَ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ (2) . 466 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ ابْنَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَنَهَاهُ أَبَانُ (3) ، وَزَعَمَ أَنَّ عُثْمَانَ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْمُحْرِمُ لَا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ " (4) .   = (32) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (26) ، والبزار (415) ، وأبو عوانة 1 / 6، وابن حبان (201) ، وابن منده (33) من طريق كثير بن المفضل، عن خالد الحذاء، به. وسيأتي برقم (498) . (1) تحرف في (ق) و (ص) إلى: عبد الله. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وعبد الوارث: هو ابن سعيد بن ذكوان، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص. وأخرجه مسلم (1204) (90) ، والبزار (371) ، والبيهقي 5 / 62 من طريقين عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وليس في المطبوع من البزار " أبان بن عثمان " وقد تقدم برقم (422) . (3) تحرف في (م) إلى: أبوه. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطحاوي 2 / 268 من طريق عبد الوارث، بهذا الإسناد. = الحديث: 465 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 467 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنْ رَبَاحٍ، قَالَ: زَوَّجَنِي أَهْلِي أَمَةً لَهُمْ رُومِيَّةً، وَلَدَتْ لِي غُلامًا أَسْوَدَ، فَعَلِقَهَا عَبْدٌ رُومِيٌّ يُقَالُ لَهُ: يُوحَنَّسُ، فَجَعَلَ يُرَاطِنُهَا بِالرُّومِيَّةِ، فَحَمَلَتْ، وَقَدْ كَانَتْ وَلَدَتْ لِي غُلامًا أَسْوَدَ مِثْلِي، فَجَاءَتْ بِغُلامٍ كَأَنَّهُ وَزَغَةٌ مِنَ الْوُزْغَانِ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: هُوَ مِنْ يُوحَنَّسَ. فَسَأَلْتُ يُوحَنَّسَ فَاعْتَرَفَ، فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا فَسَأَلَهُمَا، ثُمَّ قَالَ: سَأَقْضِي بَيْنَكُمَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ ". فَأَلْحَقَهُ بِي، قَالَ: فَجَلَدَهُمَا، فَوَلَدَتْ لِي بَعْدُ غُلامًا أَسْوَدَ (1) . 468 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ فِي الدَّارِ وَهُوَ مَحْصُورٌ، قَالَ: وَكُنَّا نَدْخُلُ مَدْخَلًا إِذَا   = وأخرجه الشافعي 1 / 316 عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، به. وقد تقدم برقم (401) . (1) إسناده ضعيف لجهالة رباح، ومحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب لم يسمعه من رباح ولم يدركه، بينهما الحسن بن سعد كما تقدم برقم (416) . وأخرجه الطيالسي (86) ومن طريقه البيهقي 7 / 403 عن جرير، بهذا الإسناد. وقد قرن بجرير مهدي بن ميمون. وأخرجه البزار (408) من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن رباح، به. الحديث: 467 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 دَخَلْنَاهُ سَمِعْنَا كَلَامَ مَنْ عَلَى الْبَلَاطِ، قَالَ: فَدَخَلَ عُثْمَانُ يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُنْتَقِعًا لَوْنُهُ، فَقَالَ: إِنَّهُمْ لَيَتَوَعَّدُونِي بِالْقَتْلِ آنِفًا. قَالَ: قُلْنَا: يَكْفِيكَهُمُ اللهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَقَالَ: وَبِمَ يَقْتُلُونِي؟ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّهُ لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاثٍ: رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ " فَوَاللهِ مَا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ قَطُّ، وَلَا تَمَنَّيْتُ بَدَلًا بِدِينِي مُنْذُ هَدَانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا قَتَلْتُ نَفْسًا، فَبِمَ يَقْتُلُونِي؟ (1) . 469 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ (ح) وَسُرَيْجٌ (2) وَحُسَيْنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ - قَالَ حُسَيْنُ: ابْنُ أَبِي وَقَّاصٍ - قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أَكُونَ أَوْعَى أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (3) . وَقَالَ حُسَيْنٌ: أَوْعَى صَحَابَتِهِ عَنْهُ.   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (437) . (2) تصحف في (م) إلى: شريح. (3) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سريج - وهو ابن النعمان بن مروان الجوهري - فمن رجال البخاري. حسين: هو ابن علي بن الوليد الجعفي. وأخرجه البزار (383) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (80) عن ابن أبي الزناد، به. وقد تحرف في المطبوع منه " عامر بن سعد " إلى " عامر بن سعيد ". الحديث: 469 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 470 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي كَتَمْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَرَاهِيَةَ تَفَرُّقِكُمْ عَنِّي، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ لِيَخْتَارَ امْرُؤٌ لِنَفْسِهِ مَا بَدَا لَهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَنَازِلِ " (1) . 471 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، يُرِيدُ سَفَرًا أَوْ غَيْرَهُ، فَقَالَ حِينَ يَخْرُجُ: بِسْمِ اللهِ، آمَنْتُ بِاللهِ، اعْتَصَمْتُ بِاللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، إِلَّا رُزِقَ خَيْرَ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ، وَصُرِفَ عَنْهُ شَرُّ ذَلِكَ الْمَخْرَجِ " (2) .   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي صالح مولى عثمان، وحديثه من قبيل الحسن، وقد تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (442) . هاشم: هو ابن القاسم الليثي البغدادي، وليث: هو ابن سعد. وأخرجه ابن أبي شيبة 5 / 327، وعبد بن حميد (51) ، والدارمي (2424) ، والترمذي (1667) ، وابن أبي عاصم في " الجهاد " (300) ، والبزار (406) ، والنسائي 6 / 39 - 40، والحاكم 2 / 143، والبيهقي 9 / 39 من طرق عن الليث، بهذا الإسناد. (2) إسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه صالح بن كيسان. عبد العزيز بن عمر: هو ابن عمر بن عبد العزيز. وأخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " 5 / 145 - 146 من طريق بقية بن الوليد، حدثني = الحديث: 470 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 • 472 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَيَدَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ غَسْلًا (3) . 473 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ، يُحَدِّثُ أَبَا بُرْدَةَ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، وَأَنَا قَائِمٌ مَعَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَتَمَّ الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ " (4) .   = أبو جعفر الرازي، بهذا الإسناد. وقال فيه مكان الرجل المجهول: " ابن لعثمان بن عفان ". ومن هذا الطريق أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (491) ، إلا أنه لم يذكر فيه عثمان بن عفان. (1) تحرف في (ق) و (ص) و (ح) إلى: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، والصواب أن هذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، كما جاء في (م) وبقية أصولنا الخطية. (2) تحرف في (ق) إلى: محمد بن بكير المقدمي. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس وقد عنعن، وعطاء - وهو ابن أبي رباح - لم يدرك عثمان، وانظر (418) . وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 9 و15، وابن ماجه (435) من طريقين عن حجاج، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (124) عن ابن جريج عن عطاء، به. وسيأتي برقم (527) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (406) . الحديث: 472 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 474 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ (1) ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي أَوَّلِ يَوْمِهِ، أَوْ فِي أَوَّلِ لَيْلَتِهِ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَوْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ " (2) . 475 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ: أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ. فَقَالَ: لَا أَقْضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَلا أَؤُمُّ رَجُلَيْنِ، أَمَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ عَاذَ بِاللهِ فَقَدْ عَاذَ بِمَعَاذٍ؟ " قَالَ عُثْمَانُ: بَلَى. قَالَ: فَإِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي. فَأَعْفَاهُ، وَقَالَ: لَا تُخْبِرْ بِهَذَا أَحَدًا (3) .   (1) تصحف في (م) إلى: شريح. (2) إسناده حسن من أجل ابن أبي الزناد واسمه عبد الرحمن. وقد تقدم برقم (446) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو سنان - واسمه عيسى بن سنان القسملي - ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي وغيرهم، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث، ويزيد بن موهب قال الحافظ في " تعجيل المنفعة " ص 454: هو يزيد بن عبد الله بن موهب نسب لجده، ولم يترجم له فيه ولا في " التهذيب "، وقد ترجم له البخاري في " تاريخه " 8 / 345، فقال: يزيد بن عبد الله بن موهب قاضي أهل الشام، سمع منه رجاء بن أبي سلمة، وأبو سنان عيسى، وقال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 9 / 276: يزيد بن عبد الله بن موهب القاضي الشامي روى عن أبيه، روى عنه رجاء بن = الحديث: 474 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 476 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ حُمْرَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ " (1) . • 477 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَاهُ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، هَجِّرُوا فَإِنِّي مُهَجِّرٌ. فَهَجَّرَ النَّاسُ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى يَوْمِي هَذَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رِبَاطَ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ مِمَّا سِوَاهُ، فَلْيُرَابِطِ امْرُؤٌ حَيْثُ شَاءَ "، هَلْ   = أبي سلمة، وأبو سنان عيسى بن سنان وابنه خالد بن يزيد سمعت أبي يقول ذلك، وذكره ابن حبان في " الثقات " 7 / 621. وأخرجه ابن سعد 4 / 146، عن عفان، بهذا الإسناد. وله طريق آخر عند ابن حبان (5056) بسند حسن في الشواهد. وقوله: " بمَعَاذ "، قال السندي: أي: عظيم يجب مراعاته بدَفْع ما استعاذ منه عنه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم - وهو ابن عباد بن حنيف الأنصاري - فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو عوانة 1 / 229 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (245) (33) ، والبزار (433) من طريقين عن عبد الواحد بن زياد، به. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1 / 7، وأبو عَوانة 1 / 229 من طريقين عن عثمان بن حكيم، به. وانظر (415) . الحديث: 476 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 بَلَّغْتُكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: اللهُمَّ اشْهَدْ (1) . 478 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، حَدَّثَنِي شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمْرَانَ، قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ قَاعِدًا فِي الْمَقَاعِدِ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فِي مَقْعَدِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَغْتَرُّوا " (2) . 479 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَرْطَاةُ - يَعْنِي ابْنَ الْمُنْذِرِ - أَخْبَرَنِي أَبُو عَوْنٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ أَنْتَ مُنْتَهٍ عَمَّا بَلَغَنِي   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، سويد بن سعيد مختلف فيه، قال في " التقريب ": صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، ورشدين بن سعد، ضعيف. وقد تقدم برقم (442) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، والأوزاعي: هو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه النسائي في " الكبرى " (176) ، وابن ماجه (285) ، وابن حبان (360) من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي بهذا الإسناد. وقد صرح الوليد بالتحديث. وأخرجه ابن ماجه بإثر الحديث (285) من طريق عبد الحميد بن حبيب، عن الأوزاعي، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن حمران، به. وقد تقدم برقم (459) . الحديث: 478 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 عَنْكَ؟ فَاعْتَذَرَ بَعْضَ الْعُذْرِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: وَيْحَكَ، إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ وَحَفِظْتُ، وَلَيْسَ كَمَا سَمِعْتَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيُقْتَلُ أَمِيرٌ وَيَنْتَزِي مُنْتَزٍ " وَإِنِّي أَنَا الْمَقْتُولُ، وَلَيْسَ عُمَرَ، إِنَّمَا قَتَلَ عُمَرَ وَاحِدٌ، وَإِنَّهُ يُجْتَمَعُ عَلَيَّ (1) . 480 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ لَهُ: ابْنَ أَخِي، أَدْرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَا، وَلَكِنْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ (2) وَالْيَقِينِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِهَا. قَالَ: فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَآمَنَ بِمَا بُعِثَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ هَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ كَمَا قُلْتُ، وَنِلْتُ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَاللهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلا غَشَشْتُهُ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (3) .   (1) إسناده ضعيف، أبو عون الأنصاري - واسمه عبدُ الله بن أبي عبد الله الشامي الأعور - لم يُوثقه غيرُ ابن حبان وروايته عن عثمان مرسلة. وأخرجه ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " في ترجمة عثمان رضي الله عنه ص 296 من طريق أحمد بن حنبل بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً ص 295 من طريق أبي المغيرة، به. وقوله: ينتزي، الانتزاء والتنزي: الوثوب وتسرع الإنسان. (2) في (ق) : عمله. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشر بن شعيب بن أبي حمزة، فمن رجال البخاري. وعلقه البخاري بإثر الحديث (3927) عن شعيب، بهذا الإسناد. = الحديث: 480 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 481 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: إِنَّكَ إِمَامُ الْعَامَّةِ، وَقَدْ نَزَلَ بِكَ مَا تَرَى، وَإِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكَ خِصَالًا ثَلاثًا، اخْتَرْ إِحْدَاهُنَّ: إِمَّا أَنْ تَخْرُجَ فَتُقَاتِلَهُمْ، فَإِنَّ مَعَكَ عَدَدًا وَقُوَّةً، وَأَنْتَ عَلَى الْحَقِّ، وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ، وَإِمَّا أَنْ نَخْرِقَ لَكَ بَابًا سِوَى الْبَابِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ، فَتَقْعُدَ عَلَى رَوَاحِلِكَ، فَتَلْحَقَ بِمَكَّةَ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّوكَ وَأَنْتَ بِهَا، وَإِمَّا أَنْ تَلْحَقَ بِالشَّامِ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ، وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ. فَقَالَ عُثْمَانُ: أَمَّا أَنْ أَخْرُجَ فَأُقَاتِلَ، فَلَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ خَلَفَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُمَّتِهِ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ، وَأَمَّا أَنْ أَخْرُجَ إِلَى مَكَّةَ فَإِنَّهُمْ لَنْ يَسْتَحِلُّونِي بِهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُلْحِدُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ، يَكُونُ عَلَيْهِ نِصْفُ عَذَابِ الْعَالَمِ " فَلَنْ أَكُونَ أَنَا إِيَّاهُ، وَأَمَّا أَنْ أَلْحَقَ بِالشَّامِ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشَّامِ، وَفِيهِمْ مُعَاوِيَةُ، فَلَنْ أُفَارِقَ دَارَ هِجْرَتِي، وَمُجَاوَرَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) .   = وأخرجه البخاري (3696) و (3872) و (3927) من طريقين عن الزهري، به. وسيأتي برقم (561) . (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد بن عبد الملك بن مروان قتل سنة 132 هـ، والمغيرة بن شعبة مات سنة 50 هـ فيبعد أن يسمع منه، ثم يعيش بعده 82 سنة، ولذا قال الحافظ في " تعجيل المنفعة " ص 371: وما أظن أن روايته عن المغيرة إلا مرسلة، قال الهيثمي في " المجمع " 3 / 270 بعد أن نسبه لأحمد: ورجاله ثقات إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعاً من المغيرة. وأخرجه ابن شبة في " تاريخ المدينة " 4 / 1213عن هارون بن عمر، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. = الحديث: 481 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 482 - حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: يُلْحِدُ (1) . 483 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ. قَالَ حَجَّاجٌ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ مَشَى إِلَى صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَصَلَّاهَا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ " (2) . 484 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ   = وأخرجه أيضاً 4 / 1212 من طريق هقل بن زياد، عن الأوزاعي، به. وأخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " 1 / 163 فقال: وقال لنا مسدد: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثني الأوزاعي، به. وانظر (461) . (1) قوله: " يُلحد " كذا وقع في الأصول التي بين أيدينا، وفي النسخ المطبوعة من " المسند "، ويترجح لدينا أن الصواب: " يلحق " كما جاءت في المطبوع من " مسند عبد الله بن المبارك " برقم (246) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي سلمة الماجشون متابع نافع بن جبير، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ويونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد. وقوله: " قال حجاج: حدثني يزيد بن أبي حبيب " يعني أن حجاجاً قال في روايته عن الليث بن سعد حدثني يزيد بن أبي حبيب، فالقائل " حدثني " يزيدُ بن أبي حبيب. قال الحافظ ابن حجر في " تعجيل المنفعة " ص 90: وكان أحمد لهجاً ببيان اختلاف ألفاظ مشايخه. وأخرجه البزار (437) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 2 / 111 من طريق الحُكيم بن عبد الله القرشي، عن نافع بن جبير وعبد الله بن أبي سلمة، به. وقد تقدم برقم (459) . الحديث: 482 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ حُمْرَانَ، قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ، فَوَضَعْتُ وَضُوءًا لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ لِلصَّلاةِ، فَلَمَّا تَوَضَّأَ، قَالَ: إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: بَدَا لِي أَنْ لَا أُحَدِّثَكُمُوهُ. فَقَالَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ كَانَ خَيْرًا فَنَأْخُذُ بِهِ (1) ، أَوْ شَرًّا فَنَتَّقِيهِ. قَالَ: فَقَالَ: فَإِنِّي مُحَدِّثُكُمْ بِهِ: تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ هَذَا الْوُضُوءَ، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا، كَفَّرَتْ عَنْهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصَّلاةِ الْأُخْرَى، مَا لَمْ يُصِبْ مَقْتَلَةً " يَعْنِي: كَبِيرَةً (2) . 485 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ فَرُّوخَ   (1) لفظة: " به " ليست في (ق) . (2) صحيح لغيره وهذا إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم - وهو ابن أبي النجود - فقد روى له أصحاب السنن، وحديثه في " الصحيحين " مقرون، وهو صدوق حسن الحديث. أبو عَوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، والمسيب: هو ابن رافع الأسدي الكاهلي، وموسى بن طلحة: هو ابن عُبيد الله القرشي التَّيْمي من كبار التابعين روى عن عثمان وعلي وغيرهما. وأخرجه البزار (428) عن خالد بن يوسف، عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (77) عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن موسى بن طلحة، به بإسقاط المسيب. وأخرجه البزار (427) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى ابن طلحة، به. وأخرجه الطيالسي (76) من طريق عروة، عن حمران، به. وأخرجه بنحوه مسلم (228) من طريق عمرو بن سعيد بن العاص، عن عثمان. الحديث: 485 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " أَدْخَلَ اللهُ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَهْلًا: قَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا، وَبَائِعًا، وَمُشْتَرِيًا " (1) . 486 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: أَنَّ الْمُؤَذِّنَ أَذَّنَ لِصَلاةِ الْعَصْرِ، قَالَ: فَدَعَا عُثْمَانُ بِطَهُورٍ فَتَطَهَّرَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَطَهَّرَ كَمَا أُمِرَ، وَصَلَّى (2) كَمَا أُمِرَ، كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ " فَاسْتَشْهَدَ عَلَى ذَلِكَ أَرْبَعَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَشَهِدُوا لَهُ بِذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) . 487 - حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَشْجَعِيِّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ:   (1) حديث حسن. وأخرجه عبد بن حميد (47) عن محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ص 54 من طريق علي بن الجعد، عن حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، عن عطاء، به. زاد فيه الحسن البصري، ولم يذكر أحدٌ ممن ترجم لعطاء أن الحسن روى عنه. وقد تقدم برقم (410) . (2) في (ب) و (ح) وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص) : ثم صلى. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن المهاجر فيه لين، والرجل من أهل المدينة الذي روى عنه عكرمة بن خالد مجهول. وأخرجه الطبراني في " الكبير " (149) ، وأبو نعيم في " الحلية " 5 / 8 من طريق محمد بن سوقة، عن عمروبن ميمون، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، وانظر (421) ، وله شاهد من حديث أبي أيوب عند النسائي 1 / 90 و91، وابن ماجه (1396) ، وصححه ابن حبان (1042) . وسيأتي في " المسند " 5 / 423. الحديث: 486 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 أَتَى عُثْمَانُ الْمَقَاعِدَ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَيَدَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَرِجْلَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا يَتَوَضَّأُ، يَا هَؤُلاءِ أَكَذَاكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. لِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهُ (1) . 488 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَنَّهُ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ عِنْدَ الْمَقَاعِدِ، فَتَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ رَأَيْتُمْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ هَذَا (2) ؟ قَالُوا: نَعَمْ (3) .   (1) إسناده حسن، ابن الأشجعي: هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن حديثه عند أبي داود، وروى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في " الثقات " 8 / 434 وسماه عباداً، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وقد تقدم برقم (404) من طريق وكيع، عن سفيان، عن سالم أبي النضر، عن أبي أنس، عن عثمان. ورجح أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان كما في " العلل " لابن أبي حاتم 1 / 55 رواية وكيع هذه على رواية الأشجعي، وقال أبو حاتِم: بسر بن سعيد عن عثمان مرسل! مع أن بسر بن سعيد كان له من العمر عندما قتل عثمان شهيداً ثلاثة عشر سنة. (2) في (ق) : هكذا. (3) إسناده قوي، عبد الله بن الوليد: هو ابن ميمون الأموي مولاهم المكي المعروف بالعدني راوي جامع سفيان عنه، قال أحمد: ما كان صاحب حديث، ولكن حديثه حديث صحيح، كان ربما أخطأ في الأسماءِ كتبت عنه كثيراً، وقال البخاري: مقارب، وقال العقيلي: ثقة معروف، وقال الدارقطني: ثقة مأمون، وقال أبو زرعة: صدوق، وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال: مستقيم الحديث، وقال ابن عدي: روى عن الثوري " جامعه " وقد روى عن الثوري غرائب غير الجامع، وعن غير الثوري ما رأيتُ = الحديث: 488 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 قَالَ أَبِي: هَذَا الْعَدَنِيُّ كَانَ بِمَكَّةَ مُسْتَمْلِيَ ابْنِ عُيَيْنَةَ. 489 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، دَعَا بِوَضُوءٍ وَهُوَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَأَمَرَّ بِيَدَيْهِ عَلَى ظَاهِرِ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ مَرَّ بِهِمَا عَلَى لِحْيَتِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: تَوَضَّأْتُ لَكُمْ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، ثُمَّ رَكَعْتُ رَكْعَتَيْنِ كَمَا رَأَيْتُهُ رَكَعَ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ: " مَنْ تَوَضَّأَ كَمَا تَوَضَّأْتُ، ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ صَلاتِهِ بِالْأَمْسِ " (1) .   = في حديثه منكراً فأذكره، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه البيهقي في " السنن " 1 / 79 من طريق أبي حُذيفة، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقد تصحف في المطبوع منه " بسر بن سعيد " إلى " بشر بن سعيد ". وهو مكرر ما قبله. (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ ابنِ إسحاق فقد روى له أصحابُ السنن وهو صدوق، وقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهةُ تدليسه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبدِ الرحمن بن عوف الزهري، حديثه هو وأبوه عند الشيخين. وقد تقدم مختصراً برقم (459) وانظر (478) (483) و (488) . الحديث: 489 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 490 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: لَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَبْلِغْهُ أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنِ - قَالَ عَاصِمٌ: يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ - وَلَمْ أَتَخَلَّفْ يَوْمَ بَدْرٍ، وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ. قَالَ: فَانْطَلَقَ فَخَبَّرَ ذَلِكَ عُثْمَانَ، قَالَ: فَقَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنَ، فَكَيْفَ يُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ وَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} [آل عمران: 155] ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنِّي كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَتْ وَقَدْ (1) ضَرَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِي، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ فَقَدْ شَهِدَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي لَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ، فَإِنِّي لَا أُطِيقُهَا وَلا هُوَ، فَائْتِهِ فَحَدِّثْهُ بِذَلِكَ (2) .   (1) في (ق) : ولقد. (2) إسناده حسن، رجالُه ثقات رجال الشيخين غيرَ عاصم - وهو ابن أبي النجود - فقد روى له أصحابُ السنن، وحديثُه في " الصحيحين " مقرون، وهو حسنُ الحديث. معاوية بن عمرو: هو ابنُ المهلب الأزدي، وزائدةُ: هو ابنُ قدامة، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، والوليد بن عقبة: هو ابن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية القرشي الأموي أخو عثمان لأمه، له صحبة، وعاش إلى خلافة معاوية. وأخرجه الطبراني (135) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد مختصراً. وأخرجه ابن شبَّة في " تاريخ المدينة " 3 / 1032، والبزار (395) من طريقين عن عاصم، به. وسيأتي برقم (556) . وعينان: قال ياقوت: هضبة جبل أحد بالمدينة، ويقال: جبلان عند أحد، ويقال = الحديث: 490 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 491 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي سَهْلٍ - يَعْنِي عُثْمَانَ بْنَ حَكِيمٍ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ، كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ، كَانَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ " (1) . 492 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَرَادَ ابْنُ مَعْمَرٍ أَنْ يُنْكِحَ ابْنَهُ ابْنَةَ شَيْبَةَ (2) بْنِ جُبَيْرٍ، فَبَعَثَنِي إِلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَوْسِمِ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَخَاكَ أَرَادَ أَنْ يُنْكِحَ ابْنَهُ، فَأَرَادَ أَنْ يُشْهِدَكَ ذَاكَ. فَقَالَ: أَلا أُرَاهُ عِرَاقِيًّا جَافِيًا، إِنَّ الْمُحْرِمَ لَا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ، ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ عُثْمَانَ بِمِثْلِهِ يَرْفَعُهُ (3) .   = ليوم أحد: عينين. والمراد بسنة عمر هنا طريقتُه وهديه وسيرته، فقد كان رضي الله عنه أزهدَهم في الدنيا، وأرغبَهم في الآخرة، وأشفقَهم على الرعية، وأكثرَهم تققداً لأحوالهم، يُنْصِفُ مظلومَهم، ويُؤمِّنُ خائِفَهم، ويَلِيْنُ لأهلِ السلامةِ والدينِ والفضلِ، ويَشْتَدُّ على أهلِ الفساد والظلم والتعدي، وقد أتعب مَنْ بعده أن يَلْحَق به، أويَجْرِيَ في مضمارِه، ولهذا قال عثمان رضي الله عنه: فإني لا أطيقها ولا هو. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (555) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (408) . (2) تحرف في (ق) إلى: شهبة. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسماعيل: هو ابنُ عُلية، وأيوب: هو ابنُ أبي تميمة السختياني، وابن معمر: هو عمران عبيد الله بن معمر. = الحديث: 491 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 493 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ: أَنَّ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ بِالْمَقَاعِدِ، فَغَسَلَ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، سَقَطَتْ خَطَايَاهُ " يَعْنِي مِنْ وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَرَأْسِهِ (1) . 494 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: اشْتَكَى عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ عَيْنَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ - قَالَ سُفْيَانُ: وَهُوَ أَمِيرٌ - مَا يَصْنَعُ بِهِمَا؟ قَالَ: قَالَ: ضَمَّدَهُمَا بِالصَّبِرِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) . • 495 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا   = وأخرجه الترمذي (840) ، والبزار (364) من طريق إسماعيل بن عُلية، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه عبدُ بن حميد (45) ، والدارمي (2198) ، والبزار (363) من طرق عن أيوب، به. وقد تقدم برقم (401) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر الحديث المتقدم برقم (400) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (1838) عن أحمد بنِ حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (85) ، والحميدي (34) ، ومسلم (1204) (89) ، والترمذي (952) ، والبزار (369) و (370) ، والنسائي 5 / 143، وابن الجارود (443) ، وابن خزيمة (2654) ، وابن حبان (3954) ، والبيهقي 5 / 62 من طريق سفيان، به. وأخرجه البيهقي 5 / 62 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب بن موسى، به. وقد تقدم برقم (465) . الحديث: 493 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ: أَنَّهُ رَأَى جَنَازَةً مُقْبِلَةً فَلَمَّا رَآهَا قَامَ، وَقَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ (1) . 496 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَنْكِحُ الْمُحْرِمُ وَلا يَخْطُبُ " (2) . 497 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى بْنِ (3) عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، رَجُلٍ مِنَ الْحَجَبَةِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ، أَوْ قَالَ فِي الْمُحْرِمِ إِذَا اشْتَكَى عَيْنَهُ أَنْ يُضَمِّدَهَا بِالصَّبِرِ (4) .   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن مسلمة - وهو ابن هشام بن عبد الملك - قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، فيه نظر، وقال الدارقطني: ضعيف يُعتبر به. وأخرجه البزار (359) عن بشر بن خالد، عن سعيد بن مسلمة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (426) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الشافعي 1 / 316، والحميدة (33) ، ومسلم (1409) (44) ، والنسائي 5 / 192، وابن حبان (4126) ، والبيهقي 5 / 65 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (401) . (3) لفظة " بن " تحرفت في (م) إلى: عن. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو ابن عُيينة. وهو مكرر (494) . = الحديث: 496 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 498 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْوَلِيدِ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حُمْرَانَ عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ (1) لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (2) . 499 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ الْفَارِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ الْمَثَانِي، وَإِلَى بَرَاءَةٌ وَهِيَ مِنَ الْمِئِينَ، فَقَرَنْتُمْ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَوَضَعْتُمُوهَا (3) فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ، فَمَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ وَهُوَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، فَكَانَ إِذَا نْزِلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ دَعَا بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ لَهُ، فَيَقُولُ: " ضَعُوا هَذِهِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا "، وَإِذَا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ الْآيَاتُ، قَالَ: " ضَعُوا هَذِهِ الْآيَاتِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا   = وقوله: " رجل من الحجبة " يعني من حجاب البيت وهم سدنته الذين يتولَّوْنَ حفظه، فإن نبيه بن وهب من بني عبد الدار بنُ قُصي، وفيهم كانت الحِجابة. (1) في (م) و (ص) و (ح) : أنه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3 / 238، وعبد بن حميد (55) ، ومسلم (26) ، وأبو عوانة 1 / 7 من طريق إسماعيل بن عُلية، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (464) . (3) على حاشية (س) و (ص) : فوضعتها. الحديث: 498 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 وَكَذَا "، وَإِذَا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ، قَالَ: " ضَعُوا هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا "، قَالَ: وَكَانَتِ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَائِلِ مَا نَزَلَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ بَرَاءَةُ مِنْ آخِرِ مَا أُنْزِلَ (1) مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: فَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهًا بِقِصَّتِهَا، فَظَنَنَّا أَنَّهَا مِنْهَا، وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنَّهَا مِنْهَا، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَرَنْتُ بَيْنَهُمَا، وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرًا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَوَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطُّوَلِ (2) . 500 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ سُفْيَانُ: " أَفْضَلُكُمْ "، وَقَالَ شُعْبَةُ: " خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " (3) . 501 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ قَيْسٌ: فَحَدَّثَنِي أَبُو سَهْلَةَ: أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ يَوْمَ الدَّارِ حِينَ حُصِرَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، فَأَنَا صَابِرٌ عَلَيْهِ.   (1) في (ق) : ما نزل. (2) ضعيف. وقد تقدم برقم (399) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (211) ، والبزار (396) ، والنسائي في " الكبرى " (8073) ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (2205) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (412) . الحديث: 500 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 قَالَ قَيْسٌ: فَكَانُوا يَرَوْنَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ (1) . 502 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبَاحٌ، قَالَ: زَوَّجَنِي مَوْلايَ جَارِيَةً رُومِيَّةً، فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا فَوَلَدَتْ لِي غُلامًا أَسْوَدَ مِثْلِي، فَسَمَّيْتُهُ عَبْدَ اللهِ، ثُمَّ وَقَعْتُ عَلَيْهَا فَوَلَدَتْ لِي غُلامًا أَسْوَدَ مِثْلِي، فَسَمَّيْتُهُ عُبَيْدَ اللهِ، ثُمَّ طَبِنَ لِي غُلامٌ رُومِيٌّ - قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: لِأَهْلِي رُومِيٌّ - يُقَالُ لَهُ: يُوحَنَّسُ، فَرَاطَنَهَا بِلِسَانِهِ - يَعْنِي بِالرُّومِيَّةِ - فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَوَلَدَتْ لَهُ غُلامًا أَحْمَرَ، كَأَنَّهُ وَزَغَةٌ مِنَ الْوُزْغَانِ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: هَذَا مِنْ يُوحَنَّسَ. قَالَ: فَارْتَفَعْنَا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَأَقَرَّا جَمِيعًا، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنْ شِئْتُمْ (2) قَضَيْتُ بَيْنَكُمْ بِقَضِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى: أَنَّ الْوَلَدَ لِلْفِرَاشِ. قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ: وَجَلَدَهُمَا (3) . 503 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَبَانَ يُحَدِّثُ أَبَا بُرْدَةَ فِي الْمَسْجِدِ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَتَمَّ   (1) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (407) . (2) في (ق) : أن شئت. (3) إسناده ضعيف لجهالة رباح. وأخرجه ابن أبي شيبة 4 / 415 و10 / 160 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. دون ذكر القصة. وقد تقدم برقم (416) . الحديث: 502 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 الْوُضُوءَ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ، فَالصَّلَوَاتُ الْمَكْتُوبَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ " (1) . 504 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ زَاهِرٍ أَبَا رُوَاعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: إِنَّا وَاللهِ قَدْ صَحِبْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، فكَانَ يَعُودُ مَرْضَانَا، وَيَتْبَعُ جَنَائِزَنَا، وَيَغْزُو مَعَنَا، وَيُوَاسِينَا بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، وَإِنَّ نَاسًا يُعْلِّمُونِي بِهِ، عَسَى أَنْ لَا يَكُونَ أَحَدُهُمْ رَآهُ قَطُّ (2) . 505 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ أَبُو شَيْبَةَ (3) ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ قَاعِدًا فِي الْمَقَاعِدِ، فَدَعَا بِطَعَامٍ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ فَأَكَلَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ: قَعَدْتُ مَقْعَدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَكَلْتُ طَعَامَ رَسُولِ اللهِ، وَصَلَّيْتُ صَلاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (231) (11) ، وابن ماجه (459) ، والبزار (416) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (406) . (2) إسناده حسن، عباد بن زاهر أبو رُواع روى عنه اثنان، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5 / 141، وسماك بن حرب روى له مسلم وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البزار (401) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في " مجمع الزوائد " 3 / 29، وقال: رواه البزار، ورجاله ثقات. (3) تحرف في (ص) إلى: شعيبة. (4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شعيب أبو شيبة: هو شعيب بنُ رُزيق الشامي = الحديث: 504 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 506 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: أَنَّ عُثْمَانَ أَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، فَكَرِهَ النَّاسُ ذَاكَ، وَأَحَبُّوا أَنْ يَدَعُوهُ عَلَى هَيْئَتِهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ " (1) . 507 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ؛ يَعْنِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي النَّارِ " (2) . 508 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ فَرُّوخَ مَوْلَى الْقُرَشِيِّينَ   = أبو شيبة المقدسي قال أبو حاتم عن دحيم: لا بأس به، وقال الدارقطني: ثقة، وفي موضع آخر: ضعيف، وذكره ابن حبان في " الثقات " وحسن الترمذي حديثه، وعطاء الخراساني - وهو عطاء بن أبي مسلم - قال الحافظ: صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس. وأخرجه البزار (376) من طريق معلى بن منصور، عن شعيب، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (643) عن معمر، عن عطاء، به، وانظر (440) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الدارمي (1392) ، ومسلم (533) (25) وص 2287 (44) ، والبزار (385) ، وأبو عوانة 1 / 390 من طريق الضحاك بن مخلد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (434) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البزار (384) من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. الحديث: 506 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَدْخَلَ اللهُ رَجُلًا الْجَنَّةَ كَانَ سَهْلًا: مُشْتَرِيًا، وَبَائِعًا، وَقَاضِيًا، وَمُقْتَضِيًا " (1) . 509 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُثْمَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ، قَالَ: وَلِمَ يَقْتُلُونَنِي (2) ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: رَجُلٌ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلامِهِ، أَوْ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا فَيُقْتَلُ بِهَا " (3) . 510 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ يُصَلِّيَانِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى، ثُمَّ يَنْصَرِفَانِ يُذَكِّرَانِ النَّاسَ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُمَا يَقُولانِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْيَوْمَيْنِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْقَى مِنْ نُسُكِكُمْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ بَعْدَ ثَلاثٍ (4) .   (1) حديث حسن لغيره. وقد تقدم برقم (410) . (2) في (ق) : تقتلوني. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أمامة بن سهل بن حنيف اسمه أسعد، وقيل: سعد. وقد تقدم برقم (437) . (4) إسناده صحيح. عثمان بن عمر: هو العبدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن. وانظر (427) و (435) . الحديث: 509 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 511 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ (1) ، قَالَ: قَالَ الْأَحْنَفُ: انْطَلَقْنَا حُجَّاجًا، فَمَرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي مَنْزِلِنَا، إِذْ جَاءَنَا آتٍ، فَقَالَ: النَّاسُ مِنْ فَزَعٍ فِي الْمَسْجِدِ. فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَصَاحِبِي، فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى نَفَرٍ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَتَخَلَّلْتُهُمْ حَتَّى قُمْتُ عَلَيْهِمْ، فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ جَاءَ عُثْمَانُ يَمْشِي، فَقَالَ: أَهَاهُنَا عَلِيٌّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَهَاهُنَا الزُّبَيْرُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَهَاهُنَا طَلْحَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَهَاهُنَا سَعْدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يَبْتَاعُ مِرْبَدَ بَنِي فُلانٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ ". فَابْتَعْتُهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُهُ. فَقَالَ: " اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَأَجْرُهُ لَكَ "؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يَبْتَاعُ بِئْرَ رُومَةَ؟ " فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدِ ابْتَعْتُهَا، يَعْنِي بِئْرَ رُومَةَ، فَقَالَ: " اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا لَكَ "؟ قَالُوا: نَعَمْ.   (1) في (ص) : عُمر بن جاوان. قال أبو الحسن الدارقطني: قال جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة، وسليمان التيمي، وأبو حفص الأبار، وعلي بن عاصم: عن حصين، عن عمرو بن جاوان. وقال شعبة، وخالد، وابن إدريس: عن حصين، عن عمر بن جاوان، والله أعلم بالصواب. " العلل " 3 / 16. الحديث: 511 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ يَوْمَ جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَالَ: " مَنْ يُجَهِّزُ هَؤُلاءِ غَفَرَ اللهُ لَهُ " فَجَهَّزْتُهُمْ، حَتَّى مَا يَفْقِدُونَ خِطَامًا وَلا عِقَالًا؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ. ثُمَّ انْصَرَفَ (1) . 512 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَيْهِ، عَنْ بَعْضِ بَنِي يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: قَالَ يَعْلَى: طُفْتُ مَعَ عُثْمَانَ، فَاسْتَلَمْنَا الرُّكْنَ، قَالَ يَعْلَى: فَكُنْتُ مِمَّا يَلِي الْبَيْتَ، فَلَمَّا بَلَغْنَا الرُّكْنَ الْغَرْبِيَّ الَّذِي يَلِي الْأَسْوَدَ، جَرَرْتُ بِيَدِهِ لِيَسْتَلِمَ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقُلْتُ: أَلا تَسْتَلِمُ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَلَمْ تَطُفْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: أَرَأَيْتَهُ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْغَرْبِيَّيْنِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: أَفَلَيْسَ لَكَ فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَانْفُذْ عَنْكَ (2) .   (1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عمرو بن جاوان روى له النسائي، ولم يرو عنه غير حصين، ولم يذكره أحد في الثقات غير ابن حبان، وقال الذهبي: لا يعرف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، والأحنف: هو ابن قيس التميمي. وأخرجه الطيالسي (82) ، وابنُ أبي عاصم (1303) من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12 / 39، وابن أبي عاصم (1303) و (1304) ، والبزار (390) و (391) ، والنسائي 6 / 46 و233 و234، وابن خزيمة (2487) ، وابن حبان (6920) من طريقين عن حصين، به. وقد تقدم من طريق آخر برقم (420) . وسيأتي من طريق آخر عن عثمان (555) . وله شاهد من حديث ثمامة بن حزن القشيري عند الترمذي (3703) ، والنسائي 6 / 235 - 236، قال الترمذي: حديث حسن. (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير بعض بني يعلى بن أمية، فإنه = الحديث: 512 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 513 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَقِيلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَارِثَ مَوْلَى عُثْمَانَ يَقُولُ: جَلَسَ عُثْمَانُ يَوْمًا وَجَلَسْنَا مَعَهُ، فَجَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ، فَدَعَا بِمَاءٍ فِي إِنَاءٍ، أَظُنُّهُ سَيَكُونُ (1) فِيهِ مُدٌّ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ: " وَمَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى صَلاةَ الظُّهْرِ، غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الصُّبْحِ، ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلاةِ الظُّهْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلاةِ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يَبِيتَ يَتَمَرَّغُ لَيْلَتَهُ، ثُمَّ إِنْ قَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى الصُّبْحَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ صَلاةِ الْعِشَاءِ، وَهُنَّ الْحَسَنَاتُ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ". قَالُوا: هَذِهِ الْحَسَنَاتُ، فَمَا الْبَاقِيَاتُ (2) يَا عُثْمَانُ؟ قَالَ: هُنَّ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ (3) .   = مجهول لا يعرف، وقال ابن حجر في " تعجيل المنفعة " ص 542: لعله صفوان يعني صفوان بن يعلى بن أمية. وقد تَقَدَّمَ برقم (313) من رواية روح، قال: حدثنا ابنُ جريج، قال: أخبرني سليمانُ بن عتيق، عن عبد الله بن بابيه، عن بعض بني يعلى، عن يعلى بن أمية، قال: طفتُ مع عمر بن الخطاب وذكر القصة. قلنا: وذكر عمر فيه أصح، وحمله على التعدُّد بعيد. (1) في حاشية (س) و (ق) و (ص) : يكون. (2) في (ق) : الباقيات الصالحات. (3) إسناده حسن، الحارث أبو صالح مولى عثمان تقدم الكلام عليه عند الحديث (442) وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن المقرئ: هو عبد الله بن يزيد، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان التجيبي، وأبو عقيل: هو زهرة بن معبد. = الحديث: 513 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 514 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ (1) الْعَاصِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُثْمَانَ حَدَّثَاهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ، لَابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ، فَأَذِنَ لِأَبِي بَكْرٍ وَهُوَ كَذَلِكَ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَقَضَى إِلَيْهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، قَالَ عُثْمَانُ: ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ، فَجَلَسَ، وَقَالَ لِعَائِشَةَ: " اجْمَعِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ " فَقَضَيْتُ إِلَيْهِ حَاجَتِي، ثُمَّ انْصَرَفْتُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي لَمْ أَرَكَ فَزِعْتَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عُثْمَانَ رَجُلٌ حَيِيٌّ، وَإِنِّي خَشِيتُ إِنْ أَذِنْتُ لَهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، أَنْ لَا يَبْلُغَ إِلَيَّ فِي حَاجَتِهِ ". وقَالَ اللَّيْثُ: وَقَالَ جَمَاعَةُ النَّاسِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ: " أَلَا أَسْتَحِي مِمَّنْ يَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ " (2) .   = وأخرجه البزار (405) ، والطبري 12 / 132 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في " المجمع " 1 / 297، وقال: في الصحيح بعضه، رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجاله رجال الصحيح غير الحارث بن عبد الله (كذا قال، وصوابه ابن عبد ويغلب على الظن أنه خطأ من الناسخ) مولى عثمان بن عفان وهو ثقة. (1) قوله: " أن سعيد العاص " سقط من (ق) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد الأيلي، وسعيد بن العاص: هو ابن سعيد بن العاص الأموي تابعي كبير وُلِدَ قبل وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتسع سنين، وقال أبو عمر: كان من أشراف قريش، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان. = الحديث: 514 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 515 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُثْمَانَ، وَعَائِشَةَ حَدَّثَاهُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ، لَابِسٌ مِرْطَ عَائِشَةَ ... فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ عُقَيْلٍ (1) . 516 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ - وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ مَشَى إِلَى صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَصَلَّاهَا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ " (2) .   = وأخرجه مسلم (2402) ، والطحاوي في " شرح مشكل الآثار " 2 / 290 من طريقين عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 2 / 290 من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، به. وانظر ما بعده وسيأتي في مسند عائشة (الطبعة الميمنية 6 / 155 و167) . والمِرْط: كساء من الصوف، وربما كان من خزٍّ أو غيره. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، وصالح: هو ابن كيسان. وأخرجه مسلم (2401) ، والبزار (355) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وقد تحرف " سعد " جد يعقوب في المطبوع من البزار إلى " سعيد ". وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (600) عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، به. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرطهما. وهو مكرر (483) . الحديث: 515 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 517 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) بْنِ مَوْهَبٍ - أَخْبَرَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ (2) بْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَاحَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ حَاجًّا، وَدَخَلَتْ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ امْرَأَتُهُ، فَبَاتَ مَعَهَا حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ رَدْعُ الطِّيبِ، وَمِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ مُفْدَمَةٌ، فَأَدْرَكَ النَّاسَ بِمَلَلٍ قَبْلَ أَنْ يَرُوحُوا، فَلَمَّا رَآهُ عُثْمَانُ انْتَهَرَه وَأَفَّفَ، وَقَالَ: أَتَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَ وَقَدْ نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنْهَهُ وَلا إِيَّاكَ، إِنَّمَا نَهَانِي (3) .   (1) في الأصول: عبد الله، وهو خطأ من النساخ، وليس من محمد بن عبد الله الزبيري كما استظهره الشيخُ أحمد شاكر رحمه الله، فقد جاء على الصواب في مسند البزار من طريق الزبيري. (2) في الأصول: عبد الرحمن، وهو خطأ. (3) إسناده ضعيف، عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب مختلف فيه ضعفه يحيى بن معين في رواية عباس الدوري، ووثقه في رواية إسحاق بن منصور، وقال النسائي: ليس بذاك القوي، ونقل البخاري في " التاريخ الأوسط " عن سفيان بن عيينة أنه كان يُضعفه، وقال أبو حاتم: صالح، ووثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن عدي: حسنُ الحديث يُكتب حديثه، وقال الحافظ في " التقريب ": ليس بالقوي، وعَمُّهُ عبيدُ الله بن عبد الله قال أحمد: لا يعرف، وقال الشافعي: لا نعرفه، وقال ابنُ القطان الفاسي: مجهولُ الحال، وقال الحافظ في " التقريب ": مقبول، يعني عند المتابعة. وأخرجه ابن أبي شيبة 8 / 371، والبزار (352) و (476) من طريق أبي محمد محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد. والمفدم: المشبع بحمرة. ومَلَل: موضع بين مكة والمدينة. الحديث: 517 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 * 518 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي وَأَبُو خَيْثَمَةَ قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ أَبِي فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ: حَدَّثَنِي عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ: قَالَ عُثْمَانُ (1) : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ بِفِنَاءِ أَحَدِكُمْ نَهَرٌ يَجْرِي، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا كَانَ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ؟ " قَالُوا: لَا شَيْءَ. قَالَ: " فَإِنَّ الصَّلَوَاتِ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ كَمَا يُذْهِبُ الْمَاءُ الدَّرَنَ " (2) . ° 519 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُخَارِقِ بْنِ   (1) قوله: " قال عثمان " سقط من (ق) . (2) إسناده صحيح. صالح بن عبد الله بن أبي فروة روى له ابن ماجه، ووثقه ابنُ معين والدارقطني، وذكره ابنُ حبان في " الثقات "، وباقي رجاله رجال الشيخين. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري. وأخرجه المزي في " تهذيب الكمال " 13 / 66 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى في " مسنده " فيما نقله عنه البوصيري في " مصباح الزجاجة " 90 / 1 عن زهيربن حرب، به. وأخرجه عبدُ بن حميد (56) ، وابن ماجه (1397) ، والبزار (356) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وقال البوصيري في " مصباح الزجاجة " 90 / 1: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. والدرن: الوسخ. الحديث: 518 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرٍ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي، وَلَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتِي " (1) . • 520 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ مُرَاجِمٍ، مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ عُثْمَانَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْجَمَّاءَ لَتُقَصُّ (2) مِنَ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3) .   (1) إسناده ضعيف جداً، حصين بن عمر الأحمسي ضعفه أحمد، وقال: إنه كان يكذب، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال علي بن المديني: ليس بالقوي، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال مسلم: متروك الحديث، وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف جداً، وقال أبو حاتم: واهي الحديث جداً لا أعلم يروي حديثاً يُتابع عليه، وهو متروك الحديث، وضعفه أبو داود والنسائي والترمذي وأبو أحمد الحاكم. وأخرجه ابن أبي شيبة 12 / 193، وعبد بن حميد (53) ، والترمذي (3928) ، والبزار (354) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد. (2) في (ق) : لتقتص. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج بن نصير الفساطيطي ضعفه ابنُ سعد، وابنُ معين، وابن المديني، وأبو حاتم والبخاري والنسائي وأبو داود والدارقطني وأبو أحمد الحاكم. قال ابنُ عدي بعد أن أورد هذا الحديث: قال لنا ابنُ صاعد: وليس هذا من حديث عثمان عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما رواه أبو عثمان عن سلمان من قوله. أبو يحيى البزار: هو محمد بن عبد الرحيم البغدادي الحافظ المعروف بصاعقة. وأخرجه البزار (387) عن عبد الله بن الصباح، عن الحجاج بن نصير، بهذا الإسناد. = الحديث: 520 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 • 521 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ يَأْمُرُ فِي خُطْبَتِهِ بِقَتْلِ الْكِلابِ، وَذَبْحِ الْحَمَامِ (1) . • 522 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: كَانَ عُثْمَانُ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ (2) . • 523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي، فَمَرَّ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيَّ فَمَنَعْتُهُ، فَأَبَى، فَسَأَلْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، فَقَالَ: لَا يَضُرُّكَ يَا ابْنَ أَخِي (3) .   = وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2582) وسيأتي في " المسند " 2 / 235. (1) إسناده ضعيف، مبارك بن فضالة ضعفه النسائي، وقال الدارقطني: لين كثيرُ الخطأ يُعتبر به، وقال الحافظ في " التقريب ": صدوق يدلس ويسوي. وأخرجه عبد الرزاق (19733) من طريق يونس، عن الحسن، بهذا الإسناد. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أم موسى - وهي سُرية علي بن أبي طالب - واسمها فاختة، وقيل: حبيبة، قال الدارقطني: حديثها مستقيم يخرج حديثها اعتباراً، وقال العجلي: تابعية ثقة. جرير: هو ابن عبد الحميد الضبي، ومغيرة: هو ابن مقسم الضبي. (3) صحيح، سويد بن سعيد - وإن كان فيه كلام - قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " 1 / 464 من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع منه " سعد " إلى " سعيد ". الحديث: 521 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 • 524 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: إِنْ وَجَدْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَضَعُوا رِجْلِي فِي الْقَيْدِ، فَضَعُوهَا (1) . • 525 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (2) : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَهُوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: " هَذَا الْمَوْقِفُ، وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ " ثُمَّ دَفَعَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، وَجَعَلَ النَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَهُوَ يَلْتَفِتُ وَيَقُولُ: " السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " حَتَّى جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ، وَجَمَعَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ، ثُمَّ وَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَوَقَفَ عَلَى قُزَحَ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ الْعَبَّاسِ، وَقَالَ: " هَذَا الْمَوْقِفُ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ " ثُمَّ دَفَعَ وَجَعَلَ يَسِيرُ   (1) صحيح، سويد قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه ابن سعد 3 / 69 - 70 عن شبابة بن سوار، حدثني إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن شبة في " تاريخ المدينة " 4 / 1195 عن عمرو بن مرزوق، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، به. (2) في (ق) : عن عثمان بن عفان، وهو تصرف من الناسخ، فالحديثُ حديثُ علي بن أبي طالب، وهو هنا مدرج في حديث عثمان بن عفان. الحديث: 524 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 الْعَنَقَ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَهُوَ يَلْتَفِتُ وَيَقُولُ: " السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ " ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (1) . • 526 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي الْيَعْفُورِ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَعْتَقَ عِشْرِينَ مَمْلُوكًا، وَدَعَا بِسَرَاوِيلَ فَشَدَّهَا عَلَيْهِ، وَلَمْ يَلْبَسْهَا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا إِسْلامٍ، وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَارِحَةَ فِي الْمَنَامِ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَإِنَّهُمْ قَالُوا لِي: اصْبِرْ، فَإِنَّكَ تُفْطِرُ عِنْدَنَا الْقَابِلَةَ، ثُمَّ دَعَا بِمُصْحَفٍ فَنَشَرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقُتِلَ وَهُوَ بَيْنَ يَدَيْهِ (2) . • 527 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا،   (1) إسناده حسن. وسيتكرر برقم (564) . (2) إسناده ضعيف، يونس بن أبي يعفور - وإن خرّج له مسلم - كثير الخطأ، وصفه بذلك الحافظ في " التقريب "، وضعفه ابن معين والنسائي والساجي وأحمد، وقال الدارقطني: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن عدي: هو عندي ممن يُكتب حديثه، يعني للمتابعات والشواهد، وقال ابن حبان في " الضعفاء ": يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات. وأورده الهيثمي في " المجمع " 7 / 232 و9 / 96 - 98، وزاد نسبته إلى أبي يعلى في " الكبير "، أي: في " مسنده الكبير " رواية الأصبهانيين الذي لم يطبع، والمطبوع هو الصغير رواية أبي عمر محمد بن أحمد بن حمدان. الحديث: 526 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 وَيَدَيْهِ ثَلاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا (1) ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ غَسْلًا (2) . • 528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى اللَّيْلِ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي، لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ بَلاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ إِنْ شَاءَ اللهُ (3) .   (1) في (ق) : " ثلاثاً " مرة واحدة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وقد تقدم برقم (472) . (3) حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مودود - واسمه عبد العزيز بن أبي سليمان المدني قاص أهل المدينة - فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ووثقه أحمد وابن معين وأبو داود وابن المديني وابن نمير، وذكره ابنُ حبان في " الثقات "، وأخطأ الحافظ في " التقريب " خطأ مبيناً فقال في حقه: مقبول، وهي لفظة يطلقها على الذي لا يقبل حديثه إلا في المتابعات والشواهد. محمد بن كعب: هو القُرظي. وأخرجه أبو داود (5089) ، والبزار (357) ، والنسائي في " اليوم والليلة " (15) ، والطحاوي في " مشكل الآثار " 4 / 171، وابن حبان (852) و (862) ، وابن السني في " اليوم والليلة " (44) ، والبغوي (1326) من طرق عن أبي ضمرة أنس بن عياض، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10 / 238 عن زيد بن الحباب، وأبو داود (5088) عن عبد الله بن مسلمة، كلاهما عن أبي مَودود، عمن سمع أبان، عن أبان، به. وأخرجه النسائيُّ في " اليوم والليلة " (16) عن محمد بن علي، عن عبد الله بن = الحديث: 528 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 • 529 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَنَّاحٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ: أَنَّهُ رَأَى جَنَازَةً مُقْبِلَةً، فَلَمَّا رَآهَا قَامَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَخَبَّرَنِي أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ (1) . • 530 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصُّبْحَةُ تَمْنَعُ الرِّزْقَ " (2) .   = مسلمة القعنبي، وأبو نعيم في " الحلية " 9 / 42 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن أبي مودود، عن رجل، عمن سمع أبان بن عثمان، عن أبان، به. قال الدارقطني في " العلل " 3 / 8: وهذا القولُ - يعني الأخير - هو المضبوطُ عن أبي مودود، ومن قال فيه: عن محمد بن كعب القرظي فقد وهم. وانظر ما تقدم برقم (446) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (426) . (2) إسناده ضعيف جدا شبه موضوع، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وابن أبي فروة - واسمه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة - قال البخاري: تركوه، ونهى أحمد عن حديثه، وقال: لا تحل الرواية عنه، وما هو بأهل أن يُحمل عنه ولا يُروى عنه، وقال علي بن المديني: منكر الحديث، وقال عمرو بن علي وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني والبرقاني: متروك الحديث. أبو إبراهيم الترجماني: هو إسماعيل بن إبراهيم بن بسام البغدادي، ومحمد بن يوسف: هو القرشي مولى عثمان، وقيل: عمرو بن عثمان، وثقه أبو حاتم والدارقطني، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقول الحافظ في " التقريب ": مقبول، غير مقبول. وأخرجه ابن عدي في " الكامل " 1 / 321، والقضاعي في " مسند الشهاب " (65) من طريقين عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " 9 / 251 من طريق سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان. وسليمان بن أرقم متروك. وسيأتي برقم (533) . = الحديث: 529 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 • 531 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُحْرِزٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَرُّوخَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ دُفِنَ فِي ثِيَابِهِ بِدِمَائِهِ، وَلَمْ يُغَسَّلْ (1) . • 532 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرِ بْنِ سَلْمٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِحْجَنٍ مَوْلَى عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَظَلَّ اللهُ عَبْدًا (2) فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ تَرَكَ لِغَارِمٍ " (3) . • 533 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ - يَعْنِي الْحَرْبِيَّ - أَبُو زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ   = وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " 3 / 68 من طريق ابن عدي بإسناده، ثم قال بأثره: هذا حديث لا يصح. والصبحة: هي النوم أول النهار. (1) إسناده ضعيف، محبوب بن محرز ضعفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه، وذكره ابنُ حبان في " الثقات "، وإبراهيم بن عبد الله بن فروخ مجهول. (2) على حاشية (س) و (ق) و (ص) : غنيا. (3) إسناده ضعيف جداً، العباس بن الفضل الأنصاري الواقفي، قال ابن المديني: ذهب حديثه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال عبدُ الله بن أحمد: ثم يسمع منه أبي، ونهاني أن أكتب عن رجل عنه، وهشام بن زياد القرشي ضعفه ابن معين والبخاري، وقال النسائي: متروك الحديث، وأبوه لينه البخاري، ومحجن مولى عثمان ثم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير والد هشام بن زياد القرشي. = الحديث: 531 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصُّبْحَةُ تَمْنَعُ الرِّزْقَ " (1) . 534 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُحْرِمُ لَا يَنْكِحُ، وَلَا يُنْكِحُ، وَلَا يَخْطُبُ " (2) . • 535 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، حَدَّثَنِي نُبَيْهُ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: بَعَثَنِي عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، وَكَانَ يَخْطُبُ بِنْتَ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ عَلَى ابْنِهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ عَلَى الْمَوْسِمِ، فَقَالَ: أَلا أُرَاهُ   = وأخرجه العقيلي في " الضعفاء " 2 / 80 عن محمد بن علي بن شعيب، عن الحسن بن بشر، بهذا الإسناد. وفي الباب ما يُغني عنه عند مسلم (3006) من حديث أبي اليسر، وصححه ابن حبان (5044) ولفظه: " من أنظر معسراً أو وضع عنه، أظله الله في ظله " وآخر من حديث أبي هريرة عند الترمذي (1306) ولفظه: " من أنظر معسراً أو وضع له، أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلآ ظله " وقال: حسن صحيح. (1) إسناده ضعيف جداً شبه موضوع، والرجل المبهم في السند هو ابن أبي فروة كما سماه يحيى بن عثمان شيخ عبد الله بن أحمد عند ابن عدي في " الكامل "، وكما تقدم برقم (530) . وأخرجه ابن عدي في " الكامل " 1 / 321، ومن طريقه البيهقي في " الشعب " (7331) عن يحيى بن عثمان، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (401) . الحديث: 534 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 أَعْرَابِيًّا، إِنَّ الْمُحْرِمَ لَا يَنْكِحُ وَلا يُنْكِحُ، أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ عُثْمَانُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) . وحَدَّثَنِي نُبَيْهٌ، عَنْ أَبِيهِ بِنَحْوِهِ (2) . • 536 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ هِلالٍ ابْنَةِ وَكِيعٍ عَنْ نَائِلَةَ بِنْتِ الْفَرَافِصَةِ، امْرَأَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَتْ: نَعَسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ فَأَغْفَى، فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: لَيَقْتُلَنَّنِي الْقَوْمُ. قُلْتُ: كَلا إِنْ شَاءَ اللهُ، لَمْ يَبْلُغْ ذَاكَ، إِنَّ رَعِيَّتَكَ اسْتَعْتَبُوكَ. قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1409) (42) عن محمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1823) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، به. وأخرجه ابن حبان (4128) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، به. وانظر (401) . (2) قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله: الظاهر عندي أن نبيهاً بعد أن سمع الحديث من أبان حدَّثه به أبوه وهب، إما عن عثمان، وإما عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن وهباً والد نبيه هو: وهب بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، وقد ذكره الحافظ في " الإصابة " في القسم الأول من حرف الواو، أي في الصحابة، وذكر أن أباه - يعني عثمان بن أبي طلحة - قُتِلَ يومَ أحد مشركاً، فمن الراجح جداً أن يكون ابنُه صحابياً، أو على الأقل من صغار الصحابة. وهو استدراك جيدٌ من الحافظ، فإن أحداً غيره - فيما أعلم - لم يذكر وهباً هذا في الصحابة، لا ابنُ سعد ولا ابنُ عبد البر ولا ابنُ الأثير، وترجمة وهب هذا تستدرك على الحافظ في " التعجيل " فإنه لم يذكره ولم يشر إليه، ومن الواضح البيِّن أن الذي يقول: " وحدثني نبيه عن أبيه بنحوه " هو نافع مولى ابن عمر. الحديث: 536 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي، وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالُوا: تُفْطِرُ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ (1) .   (1) إسناده ضعيف، زياد بن عبد الله قال في " بتعجيل المنفعة ": فيه نظر، وأم هلال لا تعرف. وأخرجه ابن سعد 3 / 75، وابن شبة في " تاريخ المدينة " 4 / 1227 من طريق وهيب بن خالد، عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في " المجمع " 7 / 232 وقال: فيه من لم أعرفهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 وَمِنْ أَخْبَارِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ • 537 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: زَعَمَ أَبُو الْمِقْدَامِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ مُتَّكِئٌ عَلَى رِدَائِهِ، فَأَتَاهُ سَقَّاءَانِ يَخْتَصِمَانِ إِلَيْهِ، فَقَضَى بَيْنَهُمَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، بِوَجْنَتِهِ نَكَتَاتُ جُدَرِيٍّ، وَإِذَا شَعْرُهُ قَدْ كَسَا ذِرَاعَيْهِ (1) . 538 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ غُرَابٍ عَنْ بُنَانَةَ، قَالَتْ: مَا خَضَبَ عُثْمَانُ قَطُّ (2) . • 539 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْد اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو   (1) إسناده ضعيف، أبو المقدام - واسمه هشام بن زياد القرشي - ضعَّفه ابن معين والبخاري، وقال النسائي: متروك الحديث. الحسن بن أبي الحسن: هو البصري. (2) إسناده ضعيف، أم غراب - واسمها طلحة - روى عنها مروان بن معاوية ووكيع، ولم يوثقها غير ابن حبان، وقال الحافظ في " التقريب ": لا يعرف حالها، وبنانة: خادم كانت لأم البنين بنت عتبة بن حصين امرأة عثمان. وأخرجه ابن سعد 3 / 59 عن محمد بن ربيعة، عن أم غراب، عن بنانة: أن عثمان كان أبيض اللحية. الحديث: 537 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيمِيُّ عَمَّنْ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ضَبَّبَ أَسْنَانَهُ بِذَهَبٍ (1) . 540 - حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بُشَيْرٍ إِمْلاءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَالْمُؤَذِّنُ يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَهُوَ يَسْتَخْبِرُ النَّاسَ، يَسْأَلُهُمْ عَنْ أَخْبَارِهِمْ وَأَسْعَارِهِمْ (2) . • 541 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ عُثْمَانَ سَجَدَ فِي (ص) (3) .   (1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي الذي رأى عثمان. أبو القاسم بن أبي الزناد كتب عنه أحمد وهو شاب وأثنى عليه ووثقه، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال ابن معين: ليس به بأس، وواحد بن عبد الله التميمي: هو الخلقاني الحنظلي الكوفي أبوعبد الله بياع الغنم، قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 9 / 33: سألتُ أبي عنه، فقال: شيخ محله الصدق، وذكره ابن حبان في " الثقات " 7 / 560. وأخرجه ابن سعد 3 / 58 عن محمد بن عمر الواقدي، عن واقد بن أبي ياسر: أن عثمان كان يشدُّ أسنانَه بالذهب. (2) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن قيس الأسدي، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن سعد 3 / 59، وابن شبة 3 / 962 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. (3) صحيح، سويد بن سعيد متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (5864) ، وابن أبي شيبة 2 / 9 من طريق معمر، عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 2 / 319 من طريق الأعرج، عن السائب بن يزيد، به. الحديث: 540 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 • 542 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُحْرِزٍ بَيَّاعُ الْقَوَارِيرِ - كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، كَذَا قَالَ سُرَيْجٌ - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ - يَعْنِي ابْنَ فَرُّوخَ - عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُثْمَانَ الْعِيدَ فَكَبَّرَ سَبْعًا وَخَمْسًا (1) . 543 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو جُمَيْعٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، وَذَكَرَ عُثْمَانَ وَشِدَّةَ حَيَائِهِ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَالْبَابُ عَلَيْهِ مُغْلَقٌ، فَمَا يَضَعُ عَنْهُ الثَّوْبَ لِيُفِيضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ، يَمْنَعُهُ الْحَيَاءُ أَنْ يُقِيمَ صُلْبَهُ (2) . 544 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنِي أُمَيَّةُ بْنُ شِبْلٍ وَغَيْرُهُ، قَالُوا: وَلِيَ عُثْمَانُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ، وَكَانَتِ الْفِتْنَةُ خَمْسَ سِنِينَ (3) . 545 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: وَقُتِلَ عُثْمَانُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، لِثَمَانِ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، وَكَانَتْ خِلافَتُهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً إِلا اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا (4) . • 546 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ   (1) إسناده ضعيف لضعف محبوب بن محرز، وجهالة إبراهيم بن عبد الله بن فروخ. (2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير سالم أبي جميع - وهو سالم بن دينار أو ابن راشد - فقد روى له أبو داود، ووثقه ابن معين، وقال أبو داود: شيخ، وقال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال أبو زرعة: لين الحديث، وقال الدارقطني: ليس بمتروك حمل الناس عنه. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري. (3) إسناده منقطع. أمية بن شبل وثقه ابن معين، مترجم في " الإكمال " (49) . (4) إسناده منقطع كسابقه. أبو معشر: هو نجيح بن عبد الرحمن، ضعيف. الحديث: 542 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ: أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ فِي أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ (1) . 547 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِينَ سَنَةً، أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ (2) . • 548 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كُنَّا بِبَابِ عُثْمَانَ، فِي عَشْرِ الْأَضْحَى (3) . 549 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: صَلَّى الزُّبَيْرُ عَلَى عُثْمَانَ، وَدَفَنَهُ، وَكَانَ أَوْصَى إِلَيْهِ (4) . 550 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي. وأخرجه ابن سعد 3 / 79 عن عفان، عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. (2) إسناده منقطع. أبو هلال: هو محمد بن سليم الراسبي. (3) إسناده صحيح، جعفر بن محمد بن فضيل روى له الترمذي، وهو صدوق حافظ، ومن فوقه من رجال الشيخين غير أبي خلدة - واسمه خالد بن دينار التميمي السعدي - فمن رجال البخاري. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرِّياحي. وسيأتي برقم (551) . (4) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، قتادة لم يدرك عثمان. وهو في " مصنف عبد الرزاق " (6365) . وقد وقع في المطبوع منه " عمر " بدل " عثمان ". وهو تحريف قطعاً، والذي صلى على عمر باتفاق هو صهيب رضي الله عنهما. الحديث: 547 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 قُتِلَ عُثْمَانُ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ، فَكَانَتِ الْفِتْنَةُ خَمْسَ سِنِينَ، مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ لِلْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. 551 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: كُنَّا بِبَابِ عُثْمَانَ، فِي عَشْرِ الْأَضْحَى (1) . • 552 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَوْسٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَادَةَ الزُّرَقِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ يَوْمَ حُوصِرَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، وَلَوْ أُلْقِيَ حَجَرٌ لَمْ يَقَعْ إِلا عَلَى رَأْسِ رَجُلٍ، فَرَأَيْتُ عُثْمَانَ أَشْرَفَ مِنَ الْخَوْخَةِ الَّتِي تَلِي مَقَامَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ فَسَكَتُوا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ فَسَكَتُوا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ فَسَكَتُوا (2) ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفِيكُمْ طَلْحَةُ؟ فَقَامَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: أَلَا أَرَاكَ هَاهُنَا؟ مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّكَ تَكُونُ فِي جَمَاعَةٍ تَسْمَعُ نِدَائِي آخِرَ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ ثُمَّ لَا تُجِيبُنِي، أَنْشُدُكَ اللهَ (3) يَا طَلْحَةُ، تَذْكُرُ يَوْمَ كُنْتُ أَنَا وَأَنْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ [[أَصْحَابِهِ]] (*) غَيْرِي وَغَيْرُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا طَلْحَةُ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَمَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ رَفِيقٌ مِنْ أُمَّتِهِ مَعَهُ (4) فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ هَذَا - يَعْنِينِي - رَفِيقِي   (1) إسناده صحيح. وهو مكرر (548) . (2) قوله: " ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا " ليس في (م) . (3) في (ق) : بالله. (4) لفظة: " معه " ليست في (ق) . (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: في المطبوع (ط الرسالة) : أَصْحَابِي الحديث: 551 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 مَعِي فِي الْجَنَّةِ ". قَالَ طَلْحَةُ: اللهُمَّ نَعَمْ. ثُمَّ انْصَرَفَ (1) . • 553 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَبَانَ: أَنَّهُ شَهِدَ عُثْمَانَ تَوَضَّأَ يَوْمًا، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا ... وَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدٍ (2) . • 554 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ - يَعْنِي   (1) إسناده ضعيف، القاسم بن حكم الأنصاري قال البخاري: سمع أبا عبادة ولم يصح حديث أبي عبادة، وقال أبو حاتم: مجهول، وليّنه الحافظ في " التقريب "، وأبو عبادة الزرقي - واسمه عيسى بن عبد الرحمن بن فروة - ضعفه البخاري والنسائي وابن حبان والعقيلي وغيرهم، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، شبيه بالمتروك. وأخرجه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " (323) من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث لا يصح. وأخرجه البزار (374) ، وابن أبي عاصم (1288) من طريق محمد بن المثنى، والحاكم 3 / 97 - 98 من طريق عمرو بن ميسرة، كلاهما عن القاسم بن الحكم، به. وقد وقع في المطبوع من كتاب السنة لابن أبي عاصم: القاسم بن القاسم. قال الحاكم: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي بأن القاسم بن الحكم قال عنه البخاري: لا يصح حديثه، وأن أبا حاتم جهله ولم يتكلم على أبي عبادة الزرقي مع أنه العلة الرئيسة للحديث وهو أشد ضعفاً من القاسم بن الحكم. (2) إسناده صحيح. مسلم بن يسار: هو البصري نزيل مكة أبو عبد الله الفقيه روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة، وباقي السند من رجال الشيخين. وأخرجه البزار (419) عن أحمد بن عبدة، عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وانظر (415) . الحديث: 553 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 ابْنَ عَبْدِ اللهِ - عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَقَالَ: أَلا أُنَبِّئُكُمْ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ؟ قُلْنَا: بَلَى. فَدَعَا بِمَاءٍ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى مِرْفَقَيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ (1) . • 555 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِىُّ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ حِقٍّ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ الدَّارَ يَوْمَ أُصِيبَ عُثْمَانُ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِمُ اطِّلاعَةً، فَقَالَ: ادْعُوا لِي صَاحِبَيْكُمِ اللَّذَيْنِ أَلَّبَاكُمْ عَلَيَّ. فَدُعِيَا لَهُ، فَقَالَ: نَشَدْتُكُمَا (2) اللهَ، أَتَعْلَمَانِ (3) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ ضَاقَ الْمَسْجِدُ بِأَهْلِهِ، فَقَالَ: " مَنْ يَشْتَرِي هَذِهِ الْبُقْعَةَ (4) مِنْ خَالِصِ مَالِهِ، فَيَكُونَ فِيهَا كَالْمُسْلِمِينَ، وَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ " فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ خَالِصِ مَالِي، فَجَعَلْتُهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْتُمْ تَمْنَعُونِي أَنْ أُصَلِّيَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمَّ قَالَ: أَنْشُدُكُمِ اللهَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ لَمْ   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من الأنصار وأبيه. وقد تقدم برقم (429) . (2) في (ق) : أنشدكم. وعلى حاشيتها: نشدتكما. (3) في (ق) وحاشية (س) و (ص) : أتعلمون. وجاء على حاشية (ق) : أتعلمان. (4) في (ص) : البقيعة. وعلى حاشيتها كما هنا. الحديث: 555 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 يَكُنْ فِيهَا بِئْرٌ يُسْتَعْذَبُ مِنْهُ (1) إِلا رُومَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَشْتَرِيهَا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ، فَيَكُونَ دَلْوُهُ فِيهَا كَدُلِيِّ الْمُسْلِمِينَ، وَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ " فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ خَالِصِ مَالِي، فَأَنْتُمْ تَمْنَعُونِي أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا. ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي صَاحِبُ جَيْشِ الْعُسْرَةِ؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (2) . * 556 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: لَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ؟ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَبْلِغْهُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَإِنِّي كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقَيَّةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَتْ، وَقَدْ ضَرَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ، وَمَنْ   (1) في (ص) : يستعذب بماء منه. (2) إسناده حسن، هلال بن حِقّ روى عنه جمع، وحديثه عند النسائي في " عمل اليوم والليلة " وذكره ابن حبان في " الثقات "، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أمامة بن حزن، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي عاصم في " السنة " (1306) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3703) ، وابن أبي عاصم (1305) ، والنسائي 6 / 235، وابن خزيمة (2492) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ترجمة عثمان ص 339 من طريق يحيى بن أبي الحجاج عن الجريري، به. وحسنه الترمذي وانظر (511) . الحديث: 556 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ فَقَدْ شَهِدَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ إِلَى آخِرِهِ (1) . • 557 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: كَيْفَ بَايَعْتُمْ عُثْمَانَ وَتَرَكْتُمْ عَلِيًّا؟ قَالَ: مَا ذَنْبِي؟ قَدْ بَدَأْتُ بِعَلِيٍّ، فَقُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَسِيرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. قَالَ: فَقَالَ: فِيمَا اسْتَطَعْتُ. قَالَ: ثُمَّ عَرَضْتُهَا عَلَى عُثْمَانَ، فَقَبِلَهَا (2) .   (1) إسناده حسن. وهو مكرر (490) . (2) إسناده ضعيف، سفيان بن وكيع ضعفه غير واحد قال الحافظ في " التقريب ": كان صدوقاً إلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فَنُصِحَ فلم يقبل، فسقط حديثه. وروى الذهبي في " الزهريات "، وابن عساكر ص 184 في ترجمة عثمان من طريقه: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر بن الحارث الزهري، حدثنا عمران بن عبد العزيز، عن عمر بن سعيد بن سريج ومحمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن مسور بن مخرمة، عن المسور بن مخرمة قال: كنت أعلمَ الناسِ بأمر الشورى، لأني كنت رسول عبد الرحمن بن عوف فذكر الخبر، وفي آخره، فقال: هل أنت يا علي مبايعي أن وليتُك هذا الأمر على سنة الله وسنةِ رسوله، وسنة الماضِيَيْنِ قبلي؟ قال: لا ولكني على طاقتي، فأعادها ثلاثاً فقال عثمان: أنا يا أبا محمد أبايعُك أن وليتَني هذا الأمر على سنة الله وسنة رسوله وميثاقه، وسنةِ الماضيَيْنِ قبلي قالها عثمان في الثلاث فبايعه. الحديث: 557 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 558 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي كَتَمْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَرَاهِيَةَ تَفَرُّقِكُمْ عَنِّي، ثُمَّ بَدَا لِي الْآنَ أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ، لِيَخْتَارَ امْرُؤٌ لِنَفْسِهِ مَا بَدَا لَهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَنَازِلِ " (1) . 559 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، بَاهِلِيٌّ (2) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، وَذَكَرَهُ (3) . 560 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ (4) لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: كُنْتُ أَبْتَاعُ التَّمْرَ مِنْ بَطْنٍ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو قَيْنُقَاعٍ، فَأَبِيعُهُ بِرِبْحِ الْآصُعِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا عُثْمَانُ، إِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكْتَلْ، وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ " (5) . 561 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ   (1) حديث حسن، وقد تقدم برقم (442) و (477) . (2) في (ق) : الباهلي. (3) إسناده ضعيف وهو مكرر (443) . (4) تحرف في (ق) إلى: أبو. (5) حسن لغيره وهو مكرر (444) . الحديث: 558 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 أَنَّ عُثْمَانَ قَالَ لَهُ (1) : إِنَّ اللهَ بَعَثَ (2) مُحَمَّدًا عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ بِالْحَقِّ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَآمَنَ بِمَا بَعَثَ بِهِ مُحَمَّدًا عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ، ثُمَّ هَاجَرْتُ الْهِجْرَتَيْنِ، وَنِلْتُ صِهْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَاللهِ مَا عَصَيْتُهُ، وَلَا غَشَشْتُهُ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (3) .   (1) جاء في النسخ المطبوعة والأصول الخطية سوى (ق) بعد هذا زيادة، وهي: " أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له "، وقد سبق هذا الحديث بإسناده برقم (480) دون هذه الزيادة. (2) في (ص) : قد بعث. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري. وقد تقدم برقم (480) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241هـ) أشرف على تحقيقه الشيخ شعيب الأرنؤوط حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد الجزء الثاني مؤسسة الرسالة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 1 بسم الله الرحمن الرحيم اعتُمد في تحقيق هذا الجزء على النسخ الخطية التالية: 1- نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها [ظ 11] . 2- نسخة مكتبة شستربتي ورمزها [ب] . 3- نسخة مكتبة الرياض بالسعودية ورمزها [ح] . 4- نسخة دار الكتب المصرية ورمزها [س] . 5- نسخة المكتبة القادرية ببغداد ورمزها [ق] . 6- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل ورمزها [ص] . 7- وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية المصورة بدار صادر وغيرها، بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا بالحواشي لأهم فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف. ورمزنا إليها بالحرف [م] . الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره. • دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله. ° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته. * نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره. عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة، لذاتها أو لغيرها في هذا الجزء: 627 حديثا. عدد الأحاديث الضعيفة في هذا الجزء: 172 حديثاً. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 3 مُسْنَدُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 562 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ فَقَالَ: " هَذَا الْمَوْقِفُ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ " وَأَفَاضَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ أَرْدَفَ أُسَامَةَ، فَجَعَلَ يُعْنِقُ عَلَى بَعِيرِهِ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ وَيَقُولُ: " السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " ثُمَّ أَتَى جَمْعًا فَصَلَّى بِهِمِ الصَّلاتَيْنِ: الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، ثُمَّ بَاتَ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ أَتَى قُزَحَ، فَوَقَفَ عَلَى قُزَحَ، فَقَالَ: " هَذَا الْمَوْقِفُ، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ " ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى مُحَسِّرًا فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَرَعَ نَاقَتَهُ، فَخَبَّتْ حَتَّى جَازَ الْوَادِيَ، ثُمَّ حَبَسَهَا، ثُمَّ أَرْدَفَ الْفَضْلَ، وَسَارَ حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ فَرَمَاهَا، ثُمَّ أَتَى الْمَنْحَرَ، فَقَالَ: " هَذَا الْمَنْحَرُ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ " قَالَ: وَاسْتَفْتَتْهُ جَارِيَةٌ شَابَّةٌ مِنْ خَثْعَمَ فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ   (1) هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو الحسن. أولُ الناس إسلاماً في قول الكثير من أهل العلم، وُلِدَ قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح، فربي في حجر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يُفارِقْه.= الحديث: 562 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 أَفْنَدَ وَقَدْ أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ، فَهَلْ يُجْزِئُ عَنْهُ أَنْ أُؤَدِّيَ عَنْهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَأَدِّي عَنْ أَبِيكِ " قَالَ: وَقَدْ لَوَى عُنُقَ الْفَضْلِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا " قَالَ: ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ قَالَ: " انْحَرْ وَلا حَرَجَ ". ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَفَضْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ، قَالَ: " احْلِقْ أَوْ قَصِّرْ وَلا حَرَجَ " ثُمَّ أَتَى الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ، ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، سِقَايَتَكُمْ، وَلَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمِ النَّاسُ عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ بِهَا " (1)   = وشهد معه المشاهد إلا غزوةَ تبوك، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة: "ألا تَرْضى أن تكون مني بمنزلة هارون مِن موسى؟ "، وزَوّجَه بنته فاطمة، وكان اللواءُ بيده في أكثر المشاهد، ومناقبُه كثيرة، حتى قال الإمام أحمد: لم يُنْقَلْ لأحدٍ من الصحابة ما نُقِل لعلي. وقال غيره: كان سبب ذلك بغْض بني أمية له، وكان كل من كان عنده علم في شيء من مناقبه من الصحابة بَثّه، وكلما أرادوا إخمادَ فضله حدث بمناقبه، فلا يزداد إلا انتشاراً. وقد روى له الرافضةُ مناقبَ موضوعةً هو غنيٌّ عنها، ويكفي في فضله ما صَحّ من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لأدْفَعَنً الراية غداً إلى رجل يحب اللهَ ورسولَه، ويحبه الله ورسولُه، يفتح على يديه " فأعطاها علياً. واتفَقَ أهل السنة- بعد اختلافٍ كان في القديم- أن الصواب في الوقائع التي وقعت بين علي وغيره مع علي، وظهر ذلك بقَتْلِ عمار. قُتِل ليلة السابع عشر من شهر رمضان، سنة أربعين من الهجرة. "حاشية السندي" 1/ورقة 24 (1) إسناده حسن، عبد الرحمن بن الحارث: هو ابن عبد الله بن عياش بن أبي= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 563 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَوْلُ الْغُلامِ يُنْضَحُ عَلَيْهِ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ " قَالَ قَتَادَةُ: " هَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا فَإِذَا طَعِمَا غُسِلَ بَوْلُهُمَا " (1)   = ربيعة المخزومي مختلف فيه، فقد وثّقه ابن سعد والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان من أهل العلم، وقال ابن معين: صالح، وفي رواية: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ، وضعفه ابن المديني، وقال النسائي: ليس بالقوي، فمثله يكون حَسَنَ الحديثِ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن علي- وهو ابن الحسين بن علي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه الترمذي (885) ، وأبو يعلى (312) و (544) ، وابن خزيمة (2837) و (2889) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/72-73، والبيهقي 5/122 من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. قال الترمذي: حديث علي هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرحمن بن الحارث بن عياش. وأخرجه ابن الجارود (471) ، والبيهقي 5/122 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، به. وسيأتي برقم (564) و (613) و (768) و (1348) . قوله: "يُعنق"، العَنَق: ضرب من السير فيه سرعة وفسحة. وقُزح: هو القرن الذي يقف عنده الإمامُ بالمزدلفة. وخبَّتْ، أي: سارت الخَبَب، وهو ضرب من العَدْوِ. وأفند: تكلَّم بالفَنَد، وهو في الأصل: الكذب، ثم قالوا للشيخ إذا هَرِم: قد أفنَد، لأنه يتكلم بالمحرف من الكلام عن سنَن الصحة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حرب بن أبي الأسود، فمن رجال مسلم. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/38: إسناده = الحديث: 563 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 • 564 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ بِعَرَفَةَ وَهُوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَقَالَ: " هَذَا الْمَوْقِفُ وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ " ثُمَّ دَفَعَ يَسِيرُ الْعَنَقَ وَجَعَلَ النَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَهُوَ يَلْتَفِتُ وَيَقُولُ: " السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " حَتَّى جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ، وَجَمَعَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ، ثُمَّ وَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَوَقَفَ عَلَى قُزَحَ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: " هَذَا الْمَوْقِفُ، وَكُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ " ثُمَّ دَفَعَ وَجَعَلَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَهُوَ يَلْتَفِتُ وَيَقُولُ: " السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " حَتَّى جَاءَ مُحَسِّرًا فَقَرَعَ رَاحِلَتَهُ فَخَبَّتْ، حَتَّى خَرَجَ،   = صحيح، إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه، وفي وصله وإرساله، وقد رجح البخاري صحته، وكذا الدارقطني، وصحح إسناد المرفوع في "الفتح" 1/326، قال عن الرواية الموقوفة: وليس ذلك بعلة قادحة. وانظر "العلل الكبير" 1/142، للترمذي. وأخرجه الدارقطني 1/129 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (377) ، ومن طريقه البيهقي 2/415 من طريق سعيد بن أبي عَروبة، عن قتادة، عن أبي حرب، عن أبيه، عن علي موقوفاً. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/121، وعبد الرزاق (1488) من طريق سعيد، عن قتادة، عن أبي حرب، عن علي موقوفاً. وأخرجه البيهقي 2/415 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن قتادة، عن ابن أبي الأسود، عن أبيه، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسل. وسيأتي الحديث برقم (757) و (1148) و (1149) . وفي الباب عن عائشة وعن أم الفضل وعن أم قيس بنت محصن، وسترد في "المسند" على التوالي 2/56 و339 و355، وعن أبي السمح عند أبي داود (376) ،= الحديث: 564 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 ثُمَّ عَادَ لِسَيْرِهِ الْأَوَّلِ، حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ، ثُمَّ جَاءَ الْمَنْحَرَ فَقَالَ: " هَذَا الْمَنْحَرُ، وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ " ثُمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ مِنْ خَثْعَمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَقَدْ أَفْنَدَ، وَأَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ، وَلا يَسْتَطِيعُ أَدَاءَهَا، فَيُجْزِئُ عَنْهُ أَنْ أُؤَدِّيَهَا عَنْهُ (1) ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ "، وَجَعَلَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْهَا. ثُمَّ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي رَمَيْتُ الْجَمْرَةَ، وَأَفَضْتُ وَلَبِسْتُ وَلَمْ أَحْلِقْ. قَالَ: " فَلا حَرَجَ، فَاحْلِقْ " ثُمَّ أَتَاهُ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: إِنِّي رَمَيْتُ وَحَلَقْتُ وَلَبِسْتُ (2) وَلَمْ أَنْحَرْ فَقَالَ: " لَا حَرَجَ فَانْحَرْ " ثُمَّ أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا بِسَجْلٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ مِنْهُ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: " انْزِعُوا يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ " قَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي رَأَيْتُكَ تَصْرِفُ وَجْهَ ابْنِ أَخِيكَ؟ قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ غُلامًا شَابًّا، وَجَارِيَةً شَابَّةً، فَخَشِيتُ عَلَيْهِمَا الشَّيْطَانَ " (3) 565 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ،   = وابن ماجه (526) ، والنسائي 1/158. (1) لفظة "عنه" لم ترد في (ظ 11) و (س) و (ق) و (ص) . (2) في بعض النسخ: ونسيت، وفي (ح) : ونسيت ولبست. (3) إسناده حسن. وهو مكرر (525) .= الحديث: 565 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَوَّذَ (1) مَرِيضًا، قَالَ: " أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا " (2) 566 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا دُونَ مَشُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ، لَأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ " (3)   = وأخرجه البزار (532) عن أحمد بن عبدة، بهذا الإسناد. وانظر (562) . (1) في (س) وحاشية (ص) : عاد. (2) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، الحارث- وهو ابنُ عبد الله الأعور الهَمْدَاني صاحب علي- ضعفوه. وأخرجه عبدُ بن حميد (66) ، والترمذي (3565) ، والبزارُ (847) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/47 و10/313 عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به. قلنا: ومتنُ الحديث قد صَحّ من حديث عائشة عند البخاري (5743) ، ومسلم (2191) ومن حديث ابن مسعود عند أبي داود (3883) . ومن حديث أنس بن مالك عند البخاري (5742) ، وأبي داود (3890) ، والترمذي (973) . والبأس: الشدة والألم. وقوله: "لا يغادر سقماً"، أي: لا يترك سقماً، وهو المرض. (3) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/154، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"= الحديث: 566 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 567 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ (1) بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، - مَدَنِيٌّ مَوْلًى لِآلِ عُمَرَ - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ (2) عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: بَيْنَمَا نَحْنُ بِمِنًى إِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، فَلا يَصُومُهَا أَحَدٌ " وَاتَّبَعَ النَّاسَ عَلَى جَمَلِهِ يَصْرُخُ بِذَلِكَ (3)   = 2/534، والبزار (852) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قرن يعقوب في روايته بعبيد اللُه بن موسى عبدَ الله بن رجاء. وسيأتي برقم (739) و (846) و (852) . وابن أم عبدٍ: هو عبد الله بن مسعود. (1) تحرف في (م) إلى: مسلمة. (2) كذا في الأصول التي بين أيدينا، وقد رواه المفضل بن فضالة (سيأتي برقم 821) ، والليث بن سعد (سيأتي برقم 824) ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عمرو بن سليم، نحوه. وأورده الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 1/ورقة 211 بإثر حديث المفضل، وقال: وعن أبي سعيد، عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن يزيد بن عبد الله، نحوه. أي: نحو حديث المفضل، وقد سبق أن رواية المفضل فيها: عن عبد الله بن أبي سلمة، فالظاهر أنه سقط من "المسند" في هذا الموضع. (3) حديث صحيح، رجالُه ثقات رجالُ الصحيح غَيْرَ أم عمرو بن سليم، وهي صحابية سماها ابنُ سعد في "الطبقات" 5/72 في ترجمة ابنها عمرو بن سليم: النوار بنت عبد الله بن الحارث بن جَماز، وعامةُ من ألف في الصحابة إنما ذكروها في قسم الكُنى. وانظر ما سيأتي برقم (821) و (824) . وقوله: "فلا يصومها"، قال أبو البقاء في "إعراب الحديث" ص154-155، ونقله عنه السيوطي في "عقود الزبرجد" 1/280: كذا وقع في هذه الرواية، والوجه "فلا يَصُمْها" أو "فلا يصومنّها"، ووجه هذه الرواية أن تُضم الميم، ويكون لفظه لفظ الخبر،= الحديث: 567 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 568 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَرَفَعَهُ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ، كُلِّفَ عَقْدَ شَعِيرَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 569 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ " (2)   = ومعناه الأمر، كقوله تعالى: {والمطلَّقاتُ يتربَّصْن} ، {والوالداتُ يُرضِعْنَ} . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي-. وأخرجه عبد بن حميد (86) عن أبي نعيم، والبزار (595) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (694) و (699) و (789) و (1070) و (1088) و (1089) . وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (7042) بلفظ: "من تحلَّم بحُلْم لم يَرَهُ، كُلِّف أن يَعقِدَ بين شعيرتين ولن يفعلَ". وسيأتي تخريجه في "المسند" برقم (1866) . وفي معنى الحديث قال السندي: أي: كَما أنه نَظَم غير المنظوم، وعَقَد بين الكلمات غير المرتبطة أصلاً، كذلك يُكَلف بالعقد في شيء لا يقبله، ليكونَ العقابُ من جنس المعصية، ثم معلوم أنه لا يَعقِدُ أصلاً، وقد جاء به الروايات، فيمتدُّ عقابه بهذا التكليف إلى ما شاء الله، أو يدومُ إن كان كافراً، قيل: إنما زيد في عقوبته مع أن كَذِبَه في المنام لا يزيد على كذبه في اليقظة، لأن الرؤيا بحكم الحديث جزء من النبوة، وهي وحي، فالكذب فيه كذب على الله، وهو أعظم من الكذب على الخلق أو على نفسه. (2) إسناده ضعيف لضعف الحارث- وهو ابن عبد الله الأعور-. = الحديث: 568 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 570 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْعُكْلِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " كَانَتْ لِي سَاعَةٌ مِنَ السَّحَرِ أَدْخُلُ فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنْ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي، سَبَّحَ بِي، فَكَانَ ذَاكَ إِذْنُهُ لِي، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي أَذِنَ لِي " (1) • 571 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:   = وأخرجه البزار (856) من طريق أبي عامر العقدي، عن إسرائيل، بهذا الإِسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4772) عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (659) و (764) و (884) و (929) . (1) إسناده ضعيف، عبد الله بن نجي مختلف فيه، وثقه النسائي وابن حبان، وقال الحاكم بإثر حديث في "المستدرك" 1/171: من ثقات الكوفيين، ووافقه الذهبي، وقال البخاري وابن عدي: فيه نظر، وقال الدارقطني: ليس بالقوي في الحديث، وقال الشافعي: مجهول، ثم إنه لم يسمع من علي، بينه وبينه أبوه فيما قاله ابن معين، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله-، فمن رجال البخاري. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، قيل: اسمه هرم، وقيل: عمرو، وقيل: عبد الله، وقيل: عبد الرحمن، وقيل: جرير. وأخرجه البزار (882) عن أبي كامل، وابن خزيمة (904) من طريق معلى بن أسد، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وسقط من رواية البزار الحارث العكلي، وفيه "تنحنح". وسيأتي برقم (608) و (845) و (1289) ، وأيضاً برقم (647) من طريق عبد الله بن نجي، عن أبيه، عن علي. وانظر (598) . الحديث: 570 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا نَائِمٌ وَفَاطِمَةُ وَذَلِكَ مِنَ السَّحَرِ حَتَّى قَامَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: " أَلا تُصَلُّونَ؟ " فَقُلْتُ مُجِيبًا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا نُفُوسُنَا بِيَدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، قَالَ: فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَى الْكَلامِ، فَسَمِعْتُهُ حِينَ وَلَّى يَقُولُ: وَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} [الكهف: 54] (1) 572 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ (2) عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ يَغْتَسِلُونَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ " (3)   (1) إسناده صحيح، إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني ثقة روى له النسائي وابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. أبو عبد الرحيم: هو خالد بن أبي يزيد الحراني، وهو خال محمد بن سلمة. وأخرجه البخاري (7347) من طريق إسحاق بن راشد، و (7465) من طريق محمد بن أبي عتيق، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (575) و (705) و (900) و (901) . وفي الحديث جوازُ الانتزاع من القرآن، وفيه منقبة لعلي حيث لم يكتم ما فيه أدنى غضاضة، فقدَّم مصلحة نشر العلم وتبليغه على كتمه، وفيه أنه ليس للإمام أن يشدد في النوافل حيث قَنعَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقول علي: "أنفُسُنا بيد الله "، وأن الإنسان طُبع على الدفاع عن نفسه بالقول والفعل، وأنه ينبغي له أن يجاهد نفسه أن يقبل النصيحة ولو كانت في غير واجبٍ انظر "الفتح" 3/10-11 و13/314-315. (2) تحرف في (م) إلى: الحارثة. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/36، وابن ماجه (375) ، والبزار (846) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقد تحرف "عبيد الله" في المطبوع من ابن= الحديث: 572 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 573 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى قَوْمٍ قَدْ بَنَوْا زُبْيَةً لِلْأَسَدِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَتَدَافَعُونَ إِذْ سَقَطَ رَجُلٌ، فَتَعَلَّقَ بِآخَرَ، ثُمَّ تَعَلَّقَ رَجُلٌ بِآخَرَ، حَتَّى صَارُوا فِيهَا أَرْبَعَةً، فَجَرَحَهُمِ الْأَسَدُ، فَانْتَدَبَ لَهُ رَجُلٌ بِحَرْبَةٍ فَقَتَلَهُ، وَمَاتُوا مِنْ جِرَاحَتِهِمْ كُلُّهُمْ، فَقَامَ أَوْلِيَاءُ الْأَوَّلِ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْآخِرِ، فَأَخْرَجُوا السِّلاحَ لِيَقْتَتِلُوا، فَأَتَاهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى تَفِيئَةِ ذَلِكَ، فَقَالَ: تُرِيدُونَ أَنْ تَقَاتَلُوا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ؟ إِنِّي أَقْضِي بَيْنَكُمْ قَضَاءً إِنْ رَضِيتُمْ فَهُوَ الْقَضَاءُ، وَإِلا حَجَزَ بَعْضُكُمْ عَنْ (1) بَعْضٍ حَتَّى تَأْتُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَكُونَ هُوَ الَّذِي يَقْضِي بَيْنَكُمْ، فَمَنْ عَدَا بَعْدَ ذَلِكَ فَلا حَقَّ لَهُ، اجْمَعُوا مِنْ قَبَائِلِ الَّذِينَ حَضَرُوا الْبِئْرَ رُبُعَ الدِّيَةِ، وَثُلُثَ الدِّيَةِ وَنِصْفَ الدِّيَةِ وَالدِّيَةَ كَامِلَةً، فَلِلْأَوَّلِ الرُّبُعُ، لِأَنَّهُ هَلَكَ مَنْ فَوْقَهُ، وَلِلثَّانِي ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَلِلثَّالِثِ نِصْفُ الدِّيَةِ فَأَبَوْا، أَنْ يَرْضَوْا، فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَصُّوا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: " أَنَا أَقْضِي بَيْنَكُمْ " واحْتَبَى، فَقَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّ عَلِيًّا قَضَى فِينَا، فَقَصُّوا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَأَجَازَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)   = أبي شيبة إلى: عبد الله. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (250) ، ومسلم (319) بلفظ: كنت أغتسل أنا والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من إناء واحد. وانظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان" (1108) . وعن أنس عند البخاري (264) بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمرأةُ من نسائه يغتسلان من إناء واحد. (1) في (ظ 11) و (ب) و (ح) و (س) : على. (2) إسناده ضعيف، حنش- وهو ابن المعتمر، ويقال: ابن ربيعة الكناني- قال= الحديث: 573 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = البخاري: يتكلمون في حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: ليس أراهم يحتجون بحديثه، وقال ابنُ حِبان: لا يُحتج بحديثه، وقال الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وقال أبو داود: ثقة ولم يتابع، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام. وأخرجه البيهقي 8/111 من طريق مصعب بن المقدام، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (114) ، وابن أبي شيبة 9/400، والبزار (732) ، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/95-97 و97، والبيهقي 8/111 مِن طُرقٍ عن سماك، به، قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن علي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا نعلم له طريقاً عن علي إلا عن هذا الطريق. وسيأتي (574) و (1063) و (1310) . والزبية: حفيرة تُحْفَرُ وتغَطَّى ليقع فيها الأسد فَيُصَادُ هو أو غيره، سميت بذلك، لأنهم كانوا يحفرونها في موضع عال، والزُّبية في الأصل: الرابية التي لا يعلوها ماء. وقوله: "على تَفِيئة ذلك "، أي: على أثره. قوله: "هلك مَن فوقَه "، ضبط في (ظ 11) و (س) بفتح الميم والقاف، وضبط في (ب) بكسرهما، قال السندي: أي: هَلَك بثِقَلِ ثلاثة من فوقه مع جَرْح الأسد، وقد تسبب لثقلهم عليه حيث جَرَّهم وتعلق بهم، إذ الثاني والثالث ما تعلق بآخَرَ إلا بسبب تعلُّقِ الأول به، فصار هو السبب لسقوط الثلاثة عليه وثقلهم، فسقط من ديته بقدرما تسبب له، وبالجُملة فقد مات باجتماع أربعة أسباب: الثلاثة منها ثقلُ ثلاثة من فوقه، والرابع: جَرْحُ الأسد، وقد تسبب لثلاثة، فسقط من الدّية ثلاثة أرباع، وبقي ربعُ الدية، وهو على مَن تسبب لوقوعه في البئر الذي أدّى إلى جرح الأسد، وهم أهلُ الزِّحام، ثم إن تعلقه بهم، وإن كان فعلاً له، إلا أنه تسببَ عن سقوطه في البئر الذي وُجِدَ لأجل الزحام، وقد ترتب على هذا التعلق موتُه وموتهم، فمن حيث إنه أدى إلى موته يُعتبر فعلاً له، فيسقط من ديته بقدر ذلك، ومن حيث إنه أدى إلى موتهم يعتبر أنه أثر لزحامهم، فتجبُ ديتهم على أهل الزحام، وعلى هذا القياس. قوله: "وللثاني ثلثُ الدية"، لأنه مات بثلاثة أسباب: ثقل اثنين فوقه، وهو سبب له، وجرح الأسد المترتب على سقوطه، وأهلُ الزحام سبب لذلك كما قررنا، وهكذا الباقي،= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 574 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ حَنَشٍ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ: " وَلِلرَّابِعِ الدِّيَةُ كَامِلَةً " (1) • 575 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِخَطِّي وَخَتَمْتُ الْكِتَابَ بِخَاتَمِي، يَذْكُرُ أَنَّ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَهُمْ عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ فَقَالَ: " أَلَا تُصَلُّونَ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. وَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ، وَيَقُولُ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (2) • 576 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي أَخِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ   = وبالجملة فهذا مبنيٌّ على أن الدية تُوَزَّعُ على أسباب الموت، ثم إنْ تَسبَّبَ هو لشيء من الأسباب يسقط من الدية بقدره، ثم إنْ أدّى ذلك السبب إلى موته وموت غيره، ففي حَقه تسقط الدية بقدره، وفي حق غيره يُنْظَرُ منشأ هذا السبب، وكل ذلك أمر معقول، سواء أخذ به أحد أم لا، فلا إشكال في الحديث، والله تعالى أعلم. (1) إسناده ضعيف كسابقه. بهز: هو ابن أسد العمِّي، وحماد: هو ابن سلمة. وأخرجه الطيالسي (114) ، ومن طريقه البيهقي 8/111 عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عقيل: هو ابن خالد الأيلي. وأخرجه مسلم (775) ، والنسائي 3/205 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (955) عن يحيى بن بكير، وابن خزيمة (1140) من طريق حجين بن المثنى، كلاهما عن الليث، به. وانظر (571) . الحديث: 574 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ وَحُسَيْنٍ فَقَالَ: " مَنْ أَحَبَّنِي وَأَحَبَّ هَذَيْنِ، وَأَبَاهُمَا وَأُمَّهُمَا كَانَ مَعِي فِي دَرَجَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 577 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَئِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِىِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلا عَلَى خَالَتِهَا " (3)   (1) ضعيف، علي بن جعفر بن محمد روى عنه جمع، ولكنه لا يعْرَف بجرحٍ ولا تعديل، وباقي رجاله ثقات، قال الإمام الذهبي في "الميزان" 3/117 في ترجمة علي بن جعفر: ما هو مِن شرط الترمذي ولا حسنه ... ثم ذكر هذا الحديث، وأورده في "السير" 12/135 في ترجمة نصر بن علي الأزدي شيخ عبد الله بن أحمد فيه، وقال: هذا حديث منكر جداً ... وما في رواة الخبر إلا ثقة ما خلا علي بن جعفر، فلعله لم يَضبطْ لفظ الحديث، وما كان النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حُبِّه وبثِّ فضيلة الحسنين ليجعل كلَّ من أحبَهما في درجته في الجنة، فلعله قال: فهو معي في الجنة، وقد تواتر قوله عليه السلام: "المرء مع مَنْ أحب"، ونصر بن علي فمن أئمة السنة الأثبات. وأخرجه الترمذي (3733) عن نصر بن علي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب. كذا وقع في المطبوعة: حسن ... وهي كذلك في "تحفة الأحوذي"، وكلمة "حسن" لم ترد في النسخ القديمة المسموعة التي اعتمدها الحافظ المزي في كتابه "تحفة الأشراف"، ولعلها وقعت في بعض النسخ دون بعض، والله أعلم. (2) تحرف في (س) و (ق) و (م) إلى: عبيد الله. (3) حديث حسن لغيره، ابن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- حديثه حسن في= الحديث: 577 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 578 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَأَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (1) ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، - قَالَ حَسَنٌ: يَوْمَ الْأَضْحَى - فَقَرَّبَ إِلَيْنَا خَزِيرَةً فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللهُ، لَوْ قَرَّبْتَ إِلَيْنَا مِنْ هَذَا الْبَطِّ - يَعْنِي الْوَزَّ - فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَكْثَرَ الْخَيْرَ. فَقَالَ: يَا ابْنَ زُرَيْرٍ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ اللهِ إِلا قَصْعَتَانِ: قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَقَصْعَةٌ يَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ " (2) 579 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " مَا رَمِدْتُ مُنْذُ تَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنِي " (3)   = الشواهد، وهذا منها، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه البزار (888) ، وأبو يعلى (360) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه محمد بن نصر في "السنة" (283) من طريق أبي الأسود، عن ابن لهيعة، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5109) ، ومسلم (1408) . (1) تحرف في (م) إلى: أبو سعيد موسى بن هاشم. (2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. والخزيرة: لحم يُقطع صِغاراً ويُصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذُرَّ عليه الدقيق. (3) إسناده حسن، أم موسى- وهي سُرية علي بن أبي طالب- قيل: اسمها فاختة، وقيل: حبيبة، لم يرو عنها غير مغيرة بن مقسم الضبي، قال الدارقطني: حديثُها مستقيم يخرح حديثها اعتباراً، وقال العجلي: كوفية تابعية ثقة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (189) عن أبي عَوانة، وأبو يعلى (593) ، والطبري في "تهذيب= الحديث: 578 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 580 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَفِي وَسَطِهِ، وَفِي آخِرِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ لَهُ الْوَتْرُ فِي آخِرِهِ " (1) • 581 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ (2) ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ حُسَيْنٍ،   = الآثار" ص 168 من طريق جرير، كلاهما عن مغيرة، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث سهل بن سعد عند البخاري (4210) ، وانظر شرحه للحافظ ابن حجر. (1) إسناده قوي، عاصم: هو ابن ضمرة، وثقه العجلي وعلي بن المديني وابن سعد والترمذي، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال البزار: صالح الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. مطرف: هو ابن طريف الكوفي، وقد تابعه شعبة وهو ممن روى عن أبي إسحاق السبيعي قبل تغيُّره. وأخرجه البزار (681) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/340 من طريق أسباط، عن مطرف، به. وأخرجه الطحاوي 1/340 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (653) و (825) و (1152) و (1215) و (1218) و (1260) . وفي الباب عن عائشة عند البخاري (996) ومسلم (745) وسيأتي في "المسند" 6/46. (2) كذا وقع هذا الإسناد في الأصول التي بين أيدينا، وفي "أطراف المسند" 1/ورقة 199، و"غاية المقصد في زوائد المسند" ورقة 349، وقد جاء في هامش هذا الأخير ما نصه: "حاشية بخط المؤلف في الهامش ما صورته: صوابه عن الفرج بن فضالة، عن عبد الله بن عامر، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه= الحديث: 580 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ، وَإِذَا كَلَّمْتُمُوهُمْ، فَلْيَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ قِيدُ رُمْحٍ " (1)   = فاطمة.. ". قلنا: وهذا هو الصواب، فالحديثُ من رواية محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه. انظر "التاريخ الكبير" 1/138، و"ميزان الاعتدال" 3/593، وعبد الله بن عمرو بن عثمان هو زوج فاطمة بنت الحسين، وليس ابنها، ولأن هذا الخطأ ثابت في الأصول القديمة من "المسند"، فقد أبقينا السند كما هو، فليسَ هو خطأ من الناسخين كما ظن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله. (1) إسناده ضعيف، فرج بن فضالة ضعفه غير واحد، وقال أبو حاتم: صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان- وهو المعروف بالديباج لحسنه- قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/139 وفي "الضعفاء" (325) : عنده عجائب، وقال ابن الجارود: لا يكاد يتابع على حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي،. وقال مرة: ثقة! ووثقه ابن حبان والعجلي. وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي تابعية ثقة، قال ابن سعد في "الطبقات" 8/473: تزوجها ابن عمها حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، فولدت له عبدَ الله وإبراهيمَ وحسناً وزينب، ثم مات عنها فخلف عليها عبدُ الله بن عمرو بن عثمان بن عفان زوجها إياه ابنها عبد الله بن حسن بأمرها، فولدت له القاسمَ ومحمداً ورقية. قلنا: وقد وقع في هذا الحديث اضطراب، فقد أخرجه أبو يعلى (6774) ، وابن عساكر 19/لوحة 490 من طريق فرج بن فضالة، وابن عدي في "الكامل" 4/1473 من طريق عبد الله بن الحارث، كلاهما عن عبد الله بن عامر الأسلمي، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي، عن أبيها، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. جعلوه من مسند الحسين، وعبد الله بن عامر ذاهب الحديث. وأخرجه كذلك الطبراني (2897) من طريق يحيى الحماني، عن ابن المبارك، عن الحسين بن علي بن الحسين، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويحيى الحماني ضعيف. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/139، وفي "التاريخ= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 • 582 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَإِنْ شَقَّ عَلَيْكَ، وَلا تَأْكُلِ الصَّدَقَةَ، وَلا تُنْزِ الْحَمِيرَ عَلَى الْخَيْلِ، وَلا تُجَالِسْ أَصْحَابَ النُّجُومِ " (1)   =الصغير" 2/77 فقال: وقال ابن المبارك، به. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي ص20 من طريق أبي فضالة فرج بن فضالة، عن عبد الله بن عامر الأسلمي، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، عن أمه فاطمة قالت - فيما أرى-: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره، وجعله من مسند فاطمة بنت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسياْتي في "المسند" برقم (2075) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن عبد الله بن عباس، وأورده الحافظ في "الفتح" 10/159 عن ابن ماجه، وضعف إسناده. وأما حديث معاذ بن جبل الذي أخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (222) بلفظ: "المجذمين لا تديموا النظر إليهم"، ففيه الوليد بن حماد الرملي شيخ الطبراني، قال الهيثمي في "المجمع" 5/101: لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، هارون بن مسلم لينه أبو حاتم، وقال الحاكم: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وأخرج له هو وابنُ خزيمة في "صحيحيهما"، والقاسم بن عبد الرحمن: هو الأنصاري، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، مضطرب الحديث، وعلي بن الحسين والد محمد بن علي الباقر لم يُدْرِكْ جده علي بن أبي طالب. وأخرجه أبو يعلى (484) عن سويد بن سعيد، عن هارون بن مسلم، بهذا الإسناد. وللحديث عدا قوله: "ولا تجالس أصحاب النجوم" شاهد من حديث ابن عباس= الحديث: 582 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ وَهُوَ فِي الرَّحْبَةِ " فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَذِرَاعَيْهِ، وَرَأْسَهُ، ثُمَّ شَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ، هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ " (1)   = سيأتي برقم (1977) . ولإسباغ الوضوء شاهد من حديث لقيط بن صبرة وسيأتي في "المسند" 4/211، وصححه ابن حبان (1054) ، وآخر من حديث ابن مسعود عند ابن حبان (1053) ، وثالث من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم (241) ، وصححه ابن حبان (1055) ، ونهيه عن أكل الصدقة له شاهد عند مسلم (1069) ، والنهي عن إنزاء الحمير له طرق أخرى يتقوى بها ستأتي برقم (738) و (785) . والنهي عن مجالسة أصحاب النجوم يريد به الذين يعتقدون تأثير الكواكب في حياة الإنسان في سعادته وشقاوته، وغناه وفقره، وهو ضرب من الكهانة والسحر، وسيأتي في "المسند" (2000) من حديث ابن عباس مرفوعاً "ما اقتبس رجل علماً من النجوم إلا اقتبس بها شعبة من السحر، ما زاد زاد". (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبرة، فمن رجال البخاري. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (210) ، والبزار (781) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1005) و (1173) و (1174) و (1223) و (1316) و (1366) و (1372) . وقوله: "هذا وضوء من لم يحدث "، قال السندي في حاشيته على النسائي 1/85: فبيَّن أن لغير المحدِث أن يكتفي بالمسح موضع الغسل، ولعل ما جاء من مسح الرجلين= الحديث: 583 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 584 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ (1) الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2) 585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ آخِرُ كَلامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلاةَ الصَّلاةَ، اتَّقُوا اللهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " (3)   = من بعض الصحابة أحياناً- إن صح- يكون محَله غيرَ حالة الحدثِ، والله تعالى أعلم. والرحبة: هي رحبة الكوفة كما جاء في بعض الروايات. (1) في (ب) و (ح) وعلى حاشيتي (س) و (ص) : حدثنا. (2) حديث صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثعلبة- وهو ابن يزيد الحماني- فقد روى له النسائي في "مسند علي" وقال: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: لم أجد له حديثاً منكراً، وقال البخاري: فيه نظر. حبيب: هو ابن أبي ثابت، موصوف بالتدليس وقد عنعن. وأخرجه أبو يعلى (496) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (867) ، وأبو يعلى (496) و (588) ، وابن عدي في "الكامل" 2/536 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (629) من طريق ربعي بن حراش، عن علي، بنحوه. وبرقم (1075) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، وانظر ما تقدم برقم (326) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أم موسى سرية علي، فقد وثقها العجلي، وقال الدارقطني: حديثُها مستقيم، يُخَرجُ حديثها اعتباراً. المغيرة: هو ابن مِقسَم الضبي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (158) ، وأبو داود (5156) ، وابن ماجه= الحديث: 584 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 586 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ السَّبَّاحَةِ، أَوِ الَّتِي تَلِيهَا " (1) 587 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمَ عِيدٍ، بَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، وَصَلَّى بِلا أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ، ثُمَّ قَالَ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى   = (2698) ، وأبو يعلى (596) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أم سلمة عند ابن ماجه (1625) وإسناده صحيح على شرط مسلم، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول في مرضه الذي توفي فيه: "الصلاةَ وما ملكت أيمانكم " فما زال يقولها حتى ما يُفِيصُ بها لسانه (أي: ما يقدر على الإفصاح بها) . وسيأتي في "المسند" (6/290 الطبعة الميمنية) . وآخر من حديث أنس عنده أيضاً (2697) قال البوصيري في "الزوائد" ورقة 172: إسناده حسن لقصور أحمد بن المقدام (شيخ ابن ماجه فيه) عن درجة أهل الحفظ والضبط، وباقي رجال الإسناد على شرط الشيخين. قوله: "فيما ملكت أيمانكم"، قال السندي: قيل: الأظهر أن المراد: المماليك، وإنما قَرَنه بالصلاة ليعلم أن القيام بمقدار حاجتهم من النفقة والكسوة واجب على مَنْ ملكهم وجوبَ الصلاة التي لا سَعَةَ في تركها، قلت: إن هذا العنوان في الكتاب والسنة صار كالعَلَم للمماليك، وقيل: أراد به الزكاة، لأن القرآن والحديث إذا ذكر فيهما الصلاة، فالغالب ذكر الزكاة بعدها. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عاصم بن كليب من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. وسيأتي تخريجه برقم (1124) . الحديث: 586 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 أَنْ يُمْسِكَ أَحَدٌ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئًا فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف - ويقال: مولى ابن عمه عبد الرحمن بن أزهر-: هو سعدُ بن عبيد الزهري مولاهم المدني. وأخرجه النسائي 7/232-233 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/161، وعبد الرزاق (5636) ، ومن طريقه مسلم (1969) (25) ، والطحاوي 4/184، والبيهقي 9/290 عن معمر، به. وأخرجه البخاري (5573) ، ومسلم (1969) (25) ، والنسائي 7/233، والطحاوي 4/184 من طرق عن الزهري، به. وأخرجه الشافعي 1/161، ومن طريقه البيهقي 9/290 عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، به. وجعله موقوفاً على علي. وقد خالف الشافعي عبدُ الجبار بن العلاء فرواه عن سفيان بن عيينة مرفوعاً. أخرجه مسلم (1969) (24) ، والبيهقي 9/290. وقد تقدم حديث علي برقم (435) ، وسيأتي برقم (806) . وقد ذهب جماهير علماء الأمصار من الصحابة والتابعين فمن بعدهم إلى أن تحريم أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث وادخارها منسوخ بحديث جابر قال: كنا لا نأكل من لحوم بدننا فوق ثلاث مِنى فأرخص لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "كلوا وتزودوا" أخرجه أحمد 3/317، والبخاري (1719) ، ومسلم (1972) . وحديث عائشة قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما نهيتكم (أي عن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث) من أجل الدافةِ التي دفت. فكلوا وادخروا وتصدقوا" أخرجه أحمد 6/102، والبخاري (5423) ، ومسلم (1971) . وحديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أهل المدينة لا تأكلوا لحوم الأضاحي فوق ثلاث" فشكوا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فقال: "كلوا وأطعموا واحبسوا أو ادخروا" أخرجه أحمد 3/48، ومسلم (1973) . وحديث سلمة بن الأكوع أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من ضحى منكم فلا يصبحن في= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 • 588 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ يَعْنِي ابْنَ الْبَرِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ (1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = بيته بعد ثالثه شيئاً". فلما كان العام المقبل قالوا: يا رسول الله نفعل كما فعلنا عام أول؟ فقال: "لا. إن ذاك عام كان الناس فيه بجهد فأردت أن يفشو فيهم". أخرجه البخاري (5569) ، ومسلم (1974) . وحديث ثوبان قال: ذبح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحيته ثم قال: "يا ثوبان أصلح لحم هذه" فلم أزل أطعمه منها حتى قدم المدينة. أخرجه مسلم (1975) . وحكى النووي في "شرح مسلم" 13/129 عن علي عليه السلام وابن عمر أنهما قالا: يحرم الإمساك للحوم الأضاحي بعد ثلاث، وأن حكم التحريم باق، وحكاه الحازمي في "الاعتبار" ص 154 عن علي عليه السلام أيضاً والزبير وعبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر، ولعلهم لم يعلموا بالناسخ، ومن علم حجة على من لم يعلم، وقد أجمع على جواز الأكل والادخار بعد الثلاث من بعد عصر المخالفين في ذلك، ولا أعلم أحداً بعدهم ذهب إلى ما ذهبوا إليه. وقال الإمام الشافعي فيما نقله عنه الحازمي: والرخصة بعدها (أي بعد الثلاث) في الإمساك والأكل والصدقة من لحوم الضحايا إنما هي لواحد من معنيين لاختلاف الحالتين، فإذا دفت الدافة ثبت النهي عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث منسوخاً في كل حال، فيمسك الإنسان من ضحيته ما شاء ويتصدق بما شاء. وقال القرطبي المحدث: حديثُ سلمة وعائشة نص على أن المنع كان لِعلة، فلما ارتفعت، ارتفع لارتفاع موجبه، فَتَعَيَّنَ الأخذُ به، ويعود الحكمُ بعود العِلة، فلو قَدِمَ على أهل بلدٍ ناس محتاجون في زمان الأضحى، ولم يكن عند أهلِ ذلك البلدِ سَعَة يسدون بها فاقتهم إلا الضحايا تعين عليهم أن لا يدخروها فوق ثلاث. قال الحافظ: التقييد بالثلاث واقعة حالٍ وإلا فلو لم تستد الخلة إلا بتفرقة الجميع لزم على هذا التقرير عدمُ الإمساك ولو ليلة واحدة. (1) وقع في الأصول التي بأيدينا: "محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع "، ولعل= الحديث: 588 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 عَنْ عَلِيٍّ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيَّرَ نِسَاءَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ.، وَلَمْ يُخَيِّرْهُنَّ الطَّلاقَ " (1) • 589 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: وحَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالَ: " خَيَّرَ نِسَاءَهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَلَمْ يُخَيِّرْهُنَّ الطَّلاقَ " (2) 590 - حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْمُؤَدِّبُ يَعْقُوبُ، جَارُنَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " (3)   = الصواب ما أثبتناه بحذف "على" من الاسم، وهو كذلك في "أطراف المسند" 1/ورقة 206. (1) إسناده ضعيف، محمد بن عبيد الله بن أبي رافعٍ قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً ذاهب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الدارقطني: متروك وله معضلات، وعلي بن الحسين أبو عمر بن على بن الحسين لم يدرك جده. وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ثم إن هذا الحديث خطأ يخالف الأحاديث الصحاح أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير أزواجه الطلاق، فاخترن الله ورسوله رضي الله عنهن. (2) إسناده ضعيف. وهو مكرر ما قبله. (3) حديث صحيح، وإسناده حسن لقصور رتبة عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي عن رتبة أهل الحفظ والضبط والإتقان، وباقي رجاله ثقات. أبو يوسف المؤدب: قال الخطيب في "تاريخه" 14/271: هو يعقوب بن عيسى بن ماهان مروزي= الحديث: 589 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 591 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " مَلَأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ (1) الشَّمْسُ " (2) 592 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ حَسَنٍ، وَعَبْدِ اللهِ، ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ،   = الأصل، حدث عن إبراهيم بن سعد الزهري، روى عنه أحمد بن حنبل وابنه عبد الله بن أحمد وكان جاره، وأبو يعلى الموصلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 9/286، لكن وقع عنده يعقوب بن يوسف بن ماهان ويحتمل أنه كان يعقوب أبو يوسف. وهذا الحديث من مسند الحسين بن علي لا من مسند أبيه علي بن أبي طالب. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6775) وفي "معجم شيوخه" (330) ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 14/271 عن يعقوب بن عيسى أبي يوسف، بهذا الإسناد. وفي الباب ما يشهد له في "المسند" من حديث سعيد بن زيد (1628) ، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (6522) ، ومن حديث بريدة عند النسائي 7/116. (1) في (ص) : غابت. وقوله: "حتى آبت الشمس" قال في "النهاية": أي: غربت من الأوب: الرجوع، لأنها ترجع بالغروب إلى الموضع الذي طلعت منه، ولو استعمل ذلك في طلوعها، لكان وجهاً لكنه لم يستعمل. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان - وهو الأعرج واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم القسملي البصري، وسعيد: هو ابن أبي عَروبة، وعَبيدة بفتح العين: هو ابن عمرو السلماني المرادي أبو عمرو الكوفي تابعي كبير مخضرم، أسلم قبل وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين ولم يلقه. وأخرجه الترمذي (2984) ، وأبو يعلى (384) من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. الحديث: 591 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 عَنْ أَبِيهِمَا، وَكَانَ حَسَنٌ أَرْضَاهُمَا فِي أَنْفُسِنَا أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ زَمَنَ خَيْبَرَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وحسن: هو ابن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبو محمد المدني، وأخوه عبد الله يكنى أبا هاشم، وأبوهما محمد بن علي المعروف بابن الحنفية وهي أمه واسمها خولة بنت جعفر بن قيس من بني حنيفة. وأخرجه الطيالسي (111) ، والحميدي (37) ، وسعيد بن منصور (848) ، وابن أبي شيبة 4/292 و8/261، والدارمي (2197) ، والبخاري (5115) ، ومسلم (1407) (30) ، والترمذي (1121) و (1794) ، والنسائي 7/202، وأبو يعلى (576) ، والبيهقي 7/201 و202 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/542، والطيالسي (111) ، والدارمي (1990) ، والبخاري (4216) و (5523) و (6961) ، ومسلم (1407) ، وابن ماجه (1961) ، والترمذي (1794) ، والبزار (641) و (642) ، والنسائي 6/125 و126 و7/202، وابن حبان (4143) من طرف عن الزهري، به. وسياتي برقم (812) و (1204) . قال الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" 3/343-345 طبع مؤسسة الرسالة: ولم تحرم المتعة يومَ خيبر، وإنما كان تحريمها عامَ الفتح هذا هو الصواب، وقد ظن طائفة من أهل العلم أنه حرمها يوم خيبر، واحتجوا بما في "الصحيحين" من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية" وفي "الصحيحين" أيضاً: أن علياً رضي الله عنه، سمع ابن عباس يُلَين في متعة النساء، فقال: مهلاً يا ابن عباس، فان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عنها يومَ خيبر، وعن لحوم الحمر الإنسية، وفي لفظ للبخاري عنه: ان رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 593 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُقَسِّمَ بُدْنَهُ أَقُومُ عَلَيْهَا، وَأَنْ   = ولما رأى هؤلاء أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أباحها عام الفتح، ثم حرمها، قالوا: حُرًمت، ثم أبيحت، ثم حرمت. قال الشافعي: لا أعلم شيئا حُرِّم، ثم أبيح، ثم حرم إلا المتعة، قالوا: نُسِخَت مرتين، وخالفهم في ذلك آخرون، وقالوا: لم تحرم إلا عام الفتح، وقبل ذلك كانت مباحة. قالوا: وإنما جمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه بين الإخبار بتحريمها، وتحريم الحمر الأهلية، لأن ابن عباس كان يُبيحهما، فروى له علي تحريمهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رداً عليه، وكان تحريمُ الحمر يوم خيبر بلا شك، وقد ذكر يوم خيبر ظرفاً لتحريم الحمر، وأطلق تحريم المتعة، ولم يقيده بزمن، كما جاء ذلك في "مسند الإمام أحمد" بإسناد صحيح، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "حرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، وحرم متعة النساء" وفي لفظ: حرم متعة النساء، وحرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، هكذا رواه سفيان بن عيينة مفصلاً مميزاً، فظن بعض الرواة أن يوم خيبر زمن للتحريمين، فقيدهما به، ثم جاء بعضهم، فاقتصر على أحد المحرمين وهو تحريم الحمر، وقيده بالظرف، فمن هاهنا نشأ الوهم. وقصة خيبر لم يكن فيها الصحابة يتمتعون باليهوديات، ولا استأذنوا في ذلك رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا نقله أحد قط في هذه الغزوة، ولا كان للمتعة فيها ذكر البتة، لا فعلاً ولا تحريماً، بخلاف غزاة الفتح، فإن قصة المتعة كانت فيها فعلاً وتحريماً مشهورةً، وهذه الطريقة أصح الطريقتين. وفيها طريقة ثالثة: وهي أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ لم يحرمها تحريماً عاماً البتة، بل حرمها عند الاستغناء عنها، وأباحها عند الحاجة إليها، وهذه كانت طريقة ابن عباس حتى كان يفتي بها ويقول: هي كالميتة والدّم ولحم الخنزير، تُباح عند الضرورة وخشية العنت، فلم يفهم عنه أكثرُ الناس ذلك، وظنوا أنه أباحها إباحة مطلقة، وشببوا في ذلك بالأشعار، فلما رأى ابن عباس ذلك، رجع إلى القول بالتحريم. الحديث: 593 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 أُقَسِّمَ جُلُودَهَا، وَجِلالَهَا، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَازِرَ مِنْهَا شَيْئًا، وَقَالَ: " نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا " (1) 594 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أُثَيْعٍ، - رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ - سَأَلْنَا عَلِيًّا: بِأَيِّ شَيْءٍ بُعِثْتَ؟ يَعْنِي يَوْمَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الْحَجَّةِ، قَالَ: " بُعِثْتُ بِأَرْبَعٍ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ، وَلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَمَنْ كَانَ (2) بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ فَعَهْدُهُ إِلَى مُدَّتِهِ، وَلا يَحُجُّ الْمُشْرِكُونَ وَالْمُسْلِمُونَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، ومجاهد: هو ابن جبر المكي، وابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني ثم الكوفي. وأخرجه الحميدي (41) ، وابن أبي شيبة (القسم الذي حققه عمر العمروي) ص 212، ومسلم (1317) ، وأبو د اود (1769) ، وابن ماجه (3099) ، والبزار (610) ، والنسائي في "الكبرى" (4146) ، وأبو يعلى (298) و (577) ، وابن خزيمة (2922) ، والبيهقي 9/294 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1317) ، والبزار (611) ، والنسائي (4144) من طريق ابن جريج، وأبو يعلى (568) من طريق الفرات بن سليمان، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، به. وأخرجه البزار (622) ، وأبو يعلى (508) من طريق الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، به، وسيأتي برقم (894) و (897) و (1002) و (1003) و (1100) و (1101) و (1209) و (1325) و (1326) و (1374) و (2881) . والجلال- وجمعها أجِلَّة- جمع الجل بالضم والفتح: ما يطرح على ظهر البعير من كساء ونحوه. (2) في (ظ 11) و (س) و (ص) : كانت. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن أثيع- ويقال: يثيع- = الحديث: 594 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 595 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: قَضَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ الدَّيْنَ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَأَنْتُمْ تَقْرَءُونَ الْوَصِيَّةَ قَبْلَ الدَّيْنِ، وَأَنَّ أَعْيَانَ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلاتِ " (1)   = فقد روى له الترمذي والنسائي، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق، ووثقه ابن حبان والعجلي وابن حجر. أبو إسحاق: هو السبيعي عمرو بن عبد الله بن عبيد. وأخرجه الحميدي (48) ، والدارمي (1919) ، والترمذي (871) و (872) و (3092) ، وأبو يعلى (452) ، والبيهقي 9/207 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه البزار (785) من طريق معمر، والطبري 10/64 من طريق زكريا بن أبي زائدة، والبيهقي 9/206-207 من طريق زهير بن معاوية، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. وقال الدارقطنى في "العلل" 3/164: وهو المحفوظ. وأخرجه الحاكم 4/178 من طريقين عن محمد بن غالب، عن أبي حذيفة، عن سفيان هو الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي ... وقال: هذا حديث صحح الإسناد، ووافقه الذهبي! وأخرجه الدارقطني في "العلل" 3/164 من طريق عُبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان هو الثوري، عن أبي إسحاق، عن بعض أصحابه، عن علي. وأخرجه الطبري 10/64 من طريق معمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند المصنف 2/299 وسيخرج في موضعه. وآخر من حديث ابن عباس عند الترمذي (3091) ، وهو حسن كما قال بل أعلى. وثالث من حديث جابر بن عبد الله عند ابن حبان (6645) ، وانظر تمام تخريجه فيه. وانظر ما سيأتي برقم (1297) . (1) إسناده ضعيف لضعف الحارث وهو الأعور. وأخرجه الحميدي (55) و (56) ، والترمذي (2095) و (2122) ، وأبو يعلى (300) = الحديث: 595 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 596 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أُعْطِيكُمْ وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تَلَوَّى بُطُونُهُمْ مِنَ الْجُوعِ " وَقَالَ: مَرَّةً: " لَا أُخْدِمُكُمَا وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تَطْوَى " (1) • 597 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ   = من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (179) ، وابن ماجه (2739) ، والطبري 4/281 من طرق عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (1091) و (1222) . وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق عن الحارث، عن علي، وقد تكلم بعضُ أهل العلم في الحارث، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم. وقال ابن كثير في "التفسير" 2/199 بعد أن نسبه للإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وأصحاب التفاسير في شأن الحارث: لكن كان حافظاً للفرائض معتنياً بها وبالحساب. وقال أيضاً: أجمع العلماء من السلف والخلف على أن الدَّيْنَ مقدم على الوصية وذلك عند إمعانِ النظر يُفهم من فحوى الآية الكريمة. وأعيانُ بني الأم: هم الإخوةُ لأب واحد وأم واحدة مأخوذ من عين الشيء وهو النفيسُ منه، وبنو العلات: هم الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد، يُريد أنهم إذا اجتمعوا توارث الإخوة الأشقاء دون الإخوة لأب. (1) إسناده قوي. سفيان- وهو ابن عيينة- سماعه من عطاء بن السائب قديم. وأخرجه الحميدي (44) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (838) . وقوله: "لا أُخدمكما" أي: لا أُعطيكما خادماً يخاطب علياً وفاطمة إذ جاءت تشكو إليه ما تلقى من مشقة في مهنة بيتها، وتطوى: من الطوى وهو الجوع. (2) في (ق) و (م) ورد هذا الحديث على أنه من رواية أحمد بن حنبل، والصواب= الحديث: 596 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 الْقَطْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي حَرْبٌ أَبُو سُفْيَانَ الْمِنْقَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ أَبِيِ: أَنَّهُ " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ فِي الْمَسْعَى كَاشِفًا عَنْ ثَوْبِهِ، قَدْ بَلَغَ إِلَى رُكْبَتَيْهِ " (1) • 598 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " كُنْتُ آتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْتَأْذِنُ، فَإِنْ كَانَ فِي صَلاةٍ سَبَّحَ (2) ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ صَلاةٍ أَذِنَ لِي " (3)   = أنه من زيادات ابنه عبد الله على المسند كما جاء في سائر أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/الورقة 210، و"غاية المقصد في زوائد المسند" الورقة 125. (1) إسناده حسن، حرب أبو سفيان: هو حرب بن سريج بن المنذر المنقري مختلف فيه، قال أبو الوليد الطيالسي وأحمد بن حنبل وابن عدي: ليس به بأس، وقال ابن معين: ثقة، وقال الدارقطني: صالح، وقال البخاري: فيه نظر، وضعفه العقيلي وابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطئ، وباقي رجاله ثقات. محمد بن علي: هو ابن الحسين بن علي أبو جعفر الباقر، وقوله: حدثني عمي، يعني عم أبيه محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي أبا القاسم بن الحنفية أخا الحسن والحسين من جهة الأب، وقوله: "عن أبي" يعني جده الأكبر علي بن أبي طالب. وأخرجه البزار (637) عن عبد الرحمن بن الأسود، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حرب بن سريج، عن محمد بن علي، عن محمد بن الحنفية، عن علي قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسعى بين الصفا والمروة. (2) على حاشية (س) و (ص) : تنحنح. (3) إسناده مسلسل بالضعفاء، عبيد الله بن زحر مختلف فيه، ضعفه أحمد وابنُ= الحديث: 598 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 599 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ بَعْدَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِلا فَهْمٌ يُؤْتِيهِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلًا فِي الْقُرْآنِ، أَوْ مَا فِي الصَّحِيفَةِ. قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: " الْعَقْلُ، وَفِكَاكُ الْأَسِيرِ، وَلا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ " (1)   = المديني وابنُ حبان والحاكم والدارقطني والخطيب، ووثقه أحمد بن صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال البخاري: مقارب الحديث، وعلي بن يزيد- وهو الألهاني- ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والترمذي والنسائي، وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف، وقال الأزدي والدارقطني والبرقي: متروك، والقاسم - وهو ابن عبد الرحمن الشامي- قال أحمد: روى عنه علي بن يزيد أعاجيب، وما أراها إلا من قبل القاسم، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/63: وإذا اجتمع في إسناد خبر عُبيد الله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن لم يكن متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ومطرف: هو ابن طريف الحارثي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، وأبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي مشهور بكنيته صحابي معروف، صحب علياً وسماه وهب الخير. وأخرجه الشافعي 2/104، والحميدي (40) ، والبخاري (6903) ، والنسائي 8/23، وابن الجارود (794) ، وأبو يعلى (451) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/192، والبيهقي 8/28 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (91) ، وعبد الرزاق (18508) ، والدارمي (2356) ، والبخاري (111) و (3046) و (6915) ، وابن ماجه (2658) ، والترمذي (1412) ، والطحاوي 2/192، والبيهقي 8/28 من طرق عن مطرف، به. وأخرجه البزار (486) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، به. وانظر= الحديث: 599 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 600 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، - وَقَالَ: مَرَّةً إِنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي رَافِعٍ أَخْبَرَهُ - أَنَّهُ، سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ، فَقَالَ: " انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا ". فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ قُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ. قَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ. قُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنَقْلِبَنَّ (1) الثِّيَابَ. قَالَ: فَأَخْرَجَتِ الْكِتَابَ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَخَذْنَا الْكِتَابَ، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا حَاطِبُ، مَا هَذَا؟ " قَالَ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ كَانَ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ بِمَكَّةَ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ أَنْ أَتَّخِذَ فِيهِمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ كُفْرًا، وَلا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي، وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الْإِسْلامِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ " فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي   = الحديث رقم (615) . وقوله: "العقل" أي: الدية، وإنما سميت به، لأنهم كانوا يعقلون فيها الإبل، ويربطونها بفناء دارِ المقتول بالعِقال، وهو الحبل، ووقع في رواية ابنِ ماجه بدل العقل= الديات، والمراد أحكامها ومقاديرها وأصنافها. وقوله: "وفكاك الأسير" بفتح الفاء وكسرها، أي: أن فيها حكم تخليص الأسير من يد العدو والترغيب في ذلك. (1) في (م) و (ص) : لنقلبن. الحديث: 600 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ: " إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى (1) أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " (2)   (1) في (م) و (س) و (ق) : على. (2) إسناده صحح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار، والحسن بن محمد بن علي: هو ابن محمد بن الحنفية. وأخرجه الحميدي (49) ، والبخاري (3007) و (4274) و (4890) ، ومسلم (2494) ، وأبو داود (2650) ، والترمذي (3305) والنسائي في "الكبرى" (11585) ، وأبو يعلى (394) و (398) ، والطبري 28/58، وابن حبان (6499) ، والبيهقي في "السنن" 9/146، وفي "الدلائل" 5/17، والواحدي في "أسباب النزول" ص 283، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/328 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (397) ، والطبري 28/59 من طريق أبي سنان، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن الحارث الأعور، عن علي. والحارث ضعيف، لكن يتقوى بالطريق التي قبله، وسيأتي من طريق أخرى برقم (827) . وروضة خاخ: مكان قريب من حمراء الأسد من المدينة. والظعينة: المرأة، قال ابن الأثير: وأصل الظعينة الراحلة التي يرحل بها ويظعن عليها، أي: يسار، وقيل للمرأة: ظعينة، لأنها تظعن مع الزوج حيثما ظعن، أو لأنها تحمل على الراحلة إذا ظعنت، وقيل: الظعينة: المرأة في الهودج، ثم قيل للهودج بلا امرأة، وللمرأة بلا هودج: ظعينة. وقوله: "أو لنلقين" في "حاشية السندي" 1/ورقة 25: "لتلقين" بالتاء المثناة، قال السندي: من الإلقاء على خطاب المرأة، بنون ثقيلة، قالوا: الصواب في العربية حذف الياء، أي: لتلْقِن بلا ياء؛ لأن النون الثقيلة إذا اجتمعت مع الياء الساكنة حُذفت الياء لالتقاء الساكنين. وعِقاصها: أي: ضفائرها، جمع عَقيصة. وحاطب بن أبي بلتعة: هو من بني راشدة من لخم، وكان حليفاً للزبير بن العوام من= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 • 601 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ أَبِي جَهْضَمٍ، أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا، حَدَّثَهُمْ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانِي عَنْ ثَلَاثٍ - قَالَ: فَمَا أَدْرِي لَهُ خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً - نَهَانِي عَنِ الْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ، وَأَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ " (1)   =بني أسد بن عبد العزى، ولذلك قال: إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسها. وقوله: "وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" قال السندي: لعل المراد به أنه تعالى عَلِمَ منهم أنه لا يجيءُ منهم ما ينافي المغفرةَ، فقال لهم ذلك إظهاراً لكمال الرِّضى عنهم، وأنه لا يُتَوَقعُ منهم بحسب الأعمِّ الأغلب إلا الخيرُ، وأن المعصية إن وقعت من أحدهم فهي نادرة مغفورة بكثرة الحسنات: (إِنَّ الحسناتِ يُذْهِبنَ السَّيئَات) ] هود: 114 [، فهذا كناية عن كمال الرِّضى عنهم، وعن كمال صلاح حالهم وتوفيقهم غالباً للخير، وليس المقصود به الإذن في المعاصي كيف شاؤوا، وهذا كما يقول أحد لخادمه أو امرأته إذا رأى الخير منهما: افعَلْ ما شئت في المال والبيت، والله تعالى أعلم. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن السائب قد اختلط وأبو عوانة سمع منه في الصحة والاختلاط، فلا يحتج بحديثه، ثم هو منقطع، فإن علي بن الحسين والد أبي جعفر الباقر لم يدرك جده على بن أبي طالب، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: فقوله: "أن عليا حدثهم" الظاهر أنه يريد به حدث الناس الذين سمعوا منه، والذين حدثوه عنه، لا أنه حدثه هو، ولعل هذا مما خلط فيه عطاء بن السائب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9564) من طريق أبي حمزة، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وللحديث طريق يتقوى بها انظر الحديث (710) . = الحديث: 601 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 • 602 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ يَعْنِي الْيَمَامِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْيَمَامِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، فَقَالَ: " يَا عَلِيُّ، هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَشَبَابِهَا بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ " (1)   = والقَسّي: ثياب يؤتى بها من مصر فيها حرير، منسوبة إلى بلاد يقال لها: القَس. "غريب الحديث " لأبي عبيد 1/226. والميثرة: من مراكب العجم، تعمل من حرير أو ديباج. (1) حديث صحيح وهذا إسناد حسن، الحسن بن زيد بن حسن بن علي بن علي بن أبي طالب حديثه عند النسائي، وروى عنه جمع، ووثقه ابن سعد والعجلي وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن معين: ضعيف، وهو والد السيدة نفيسة، وباقي رجاله ثقات. عبد الله بن عمر اليمامي: هو عبد الله بن محمد اليمامي نزيل بغداد المعروف بابن الرومي، ويقال: اسم أبيه عمر، وهو من رجال مسلم. وأخرجه من طريق الحارث الأعور عن علي الترمذي (3666) ، وابن ماجه (95) ، والخطيب 10/192 بلفظ "أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي". وأخرجه من طريق عاصم بن بهدلة عن زر بن حبش عن علي الدولابي في "الكنى" 2/99. وأخرجه من طريق علي بن الحسين عن علي بن أبي طالب الترمذي (3665) . وفي الباب عن أنس عن الترمذي (3664) وحسنه. وعن أبي جحيفة عند ابن ماجه (100) ، وابن حبان (6904) ، والدولابي في "الكنى" 1/120. وعن جابر عند الطبراني في "الأوسط " كما في "المجمع" 9/53. الحديث: 602 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 603 - أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: أَرَدْتُ أَنْ أَخْطُبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ، فَقُلْتُ: مَا لِي مِنْ شَيْءٍ فَكَيْفَ؟ ثُمَّ ذَكَرْتُ صِلَتَهُ وَعَائِدَتَهُ، فَخَطَبْتُهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: " هَلْ لَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ " قُلْتُ: لَا قَالَ: " فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ الَّتِي أَعْطَيْتُكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ: هِيَ عِنْدِي. قَالَ: "فَأَعْطِنِيهَا (1) " قَالَ: فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهُ (2) . 604 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ فَاطِمَةَ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَخْدِمُهُ، فَقَالَ: " أَلا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ ذَلِكَ تُسَبِّحِينَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتُكَبِّرِينَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتَحْمَدِينَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، أَحَدُهَا أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ " (3)   (1) في (م) و (س) : فأعطها. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي سمع علياً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ والدِ عبد الله بن أبي نجيح- واسمه يسار- فمن رجال مسلم. وأخرجه الحُميدي (38) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه النسائي 6/129-130 من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي. وإسناده صحيح على شرط مسلم. وفي الباب عن ابن عباس عند أبي داود (2125) و (2127) ، والنسائي 6/130. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أبي داود (2126) . الحُطَمِيَّة قال ابنُ الأثير: هي التي تحطِمُ السيوف، أي: تكسرها، وقيل: هي العريضة الثقيلة، وقيل: هي منسوبة إلى بطن من عبدِ القيس يقال لهم: حطمة بنُ محارب، كانوا يعملون الدروع، وهذا أشبه الأقوال. (3) إسناده صحح على شرط الشيخين.= الحديث: 603 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 • 605 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مَسْلَمَةُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ " (1)   = وأخرجه الحميدي (43) ، والبخاري (5362) ، ومسلم (2727) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (814) ، وأبو يعلى (578) ، وابن حبان (5529) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (740) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2727) ، والبزار (606) و (607) ، والدارقطني في "العلل" 3/282-283 و283-284 و285 من طريق عطاء بن أبي رباح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن السني (739) ، والدارقطني في "العلل" 3/286 من طريقين عن ابن أبي ليلى، به. وأخرجه الترمذي (3408) ، والنسائي في " الكبرى" (9172) من طريق عبيدة، وأبو يعلى (551) من طريق هبيرة بن يريم، كلاهما عن علي، به. وقال الترمذي: حسن غريب. وسيأتي برقم (740) و (1141) و (1144) و (1229) ، وانظر (596) و (838) . (1) إسناده ضعيف جداً شبه موضوع، أبو عبد الله مسلمة الرازي لم نَقِفْ له على ترجمة، ولم يرد في "تعجيل المنفعة" وهو مِن شرطه، وأبو عمرو البجلي- اسمه عبيدة بن عبد الرحمن- قال ابن حبان في "المجروحين" 2/199: يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل الاحتجاج به بحال، وعبد الملك بن سفيان الثقفي مجهول. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/178-179 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (483) عن عبد الأعلى بن حماد، به. وسيأتي برقم (810) والمفتن بفتح التاء المشددة: هو الذي يُفتن ويمتحن بالذنوب. الحديث: 605 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 • 606 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَكُنْتُ أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ " (1) • 607 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكَرَّمٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ " (2) 608 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ مِقْسَمٍ، حَدَّثَنَي الْحَارِثُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. المنذر: هو ابن يعلى الثوري الكوفي. وأخرجه مسلم (303) (17) من طريق هُشيم، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البزارُ (650) و (659) من طريقين عن محمد بن الحنفية، به. وقد تقدم برقم (618) وانظر (662) و (1009) و (1028) و (1071) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات، عقبة بن مكرم ثقة من رجال مسلم، ويونس بن بُكير روى له مسلم متابعة وهو ثقة، ومحمد بن إسحاق: هو ابن يسار المطلبي مولاهم وهو صدوق حسنُ الحديث إلا أنه مدلس وقد عنعن، وباقي السند من رجال الشيخين. وسيأتي برقم (968) عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن إسحاق، حدثني عمي عبد الرحمن بن يسار، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن علي. وفي الباب عن أبي هريرة وسيأتي في "المسند" 2/245، وعن عائشة عند ابن حبان (1069) والبزار (493) . الحديث: 606 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 الْعُكْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ، كَانَ لِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَدْخَلانِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَكُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي تَنَحْنَحَ، فَأَتَيْتُهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: " أَتَدْرِي مَا أَحْدَثَ الْمَلَكُ اللَّيْلَةَ؟ كُنْتُ أُصَلِّي، فَسَمِعْتُ خَشْفَةً فِي الدَّارِ، فَخَرَجْتُ فَإِذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: مَا زِلْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ أَنْتَظِرُكَ، إِنَّ فِي بَيْتِكَ كَلْبًا، فَلَمْ أَسْتَطِعِ الدُّخُولَ، وَإِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، وَلا جُنُبٌ، وَلا تِمْثَالٌ " (1)   (1) إسناده ضعيف، عبد الله بن نجي قال البخاري وأبو أحمد بن عدي: فيه نظر، وقال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث، وجهله الشافعي، وقال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم إنه لم يسمع من علي بينه وبينه أبوه كما قال ابن معين. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/342 و608، وابن ماجه (3078) ، والنسائي 3/12 من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (904) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن ابن عياش، عن المغيرة، عن الحارث، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله بن نجي، به. بزيادة أبي زرعة بين الحارث وبين عبد الله بن نجي. وأخرجه النسائي 3/12، وأبو يعلى (592) ، وابن خزيمة (904) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة، به. بزيادة أبي زرعة. وأخرجه كذلك الدارمي (2663) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عمارة بن القعقاع، عن الحارث، به. وأخرجه البزار (881) من طريق عبد الواحد بن زياد أيضاً، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به. بإسقاط الحارث. وأخرجه البزار (883) من طريق عبد الواحد، عن سالم بن أبي حفصة، عن عبد الله بن نجي، به. وانظر (570) . = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 609 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُضَحَّى بِالْمُقَابَلَةِ، أَوْ بِمُدَابَرَةٍ (1) ، أَوْ شَرْقَاءَ، أَوْ خَرْقَاءَ أَوْ جَدْعَاءَ " (2)   = وأصل الحديث في "الصحيحين" من حديث أبي طلحة ومن حديث عائشة بلفظ: "إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة"، وياتيان في "المسند" 4/28 و6/142-143. والخشفة، قال السندي: قيل: هي بفتح فسكون: الحس والحركة، وقيل: الصوت، وبفتحتين: الحركة، وقيل: هما بمعنى، وكذلك الخشف. و"إنَّا": أي: ملائكة الرحمة والبركة والوحي ونحو ذلك، وإلا فالكرام الكاتبون يدخلون كل بيت. (1) على حاشية (س) و (ص) : أو بالمدابرة. (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن عياش سماعه من أبي إسحاق ليس بذاك القوي، قاله أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/35، وأبو إسحاق أيضاً لم يسمع هذا الحديث من شريح بن النعمان، بينهما سعيد بن عمرو بن أشوع، فقد أورد الحاكم في "المستدرك" 4/224 عن قيس بن الربيع بعد أن ساق هذا الحديث من طريقه عن أبي إسحاق، به، أنه قال: قلت لأبي إسحاق: سمعتَه من شريح؟ قال: حدثني ابنُ أشوع عنه، وأورد هذا أيضاً الدارقطني في "العلل" 3/239. وسعيد بن عمرو بن أشوع ثقة من رجال الشيخين. ثم قال الدارقطني: ورواه الجراح بن الضحاك عن أبي إسحاق عن سعيد بن أشوع عن شريح بن النعمان عن علي مرفوعاً، وكذلك رواه قيس بن الربيع عن ابن أشوع سمعه منه مرفوعاً. ورواه الثوري عن ابن أشوع عن شريح عن علي موقوفاً، ويثبه أن يكون القولُ قولَ الثوري، والله أعلم. ثم ساقه بسنده إلى سفيان الثوري. وكذلك أورده البخاري في "التاريخ الكبير" 4/230 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن شريح بن النعمان، به مرفوعاً، وقال: لم يثبت رفعه. ثم ساقه من طريق أبي= الحديث: 609 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 610 - حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُصَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ إِلا أَنْ تَكُونَ الشَّمْسُ بَيْضَاءَ مُرْتَفِعَةً " (1)   = نعيم ووكيع عن سفيان الثوري عن سعيد بن أشوع قال: سمعت شريح بن النعمان يقول: لا مقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء، سليمة العين والأذن. وأخرجه ابن ماجه (3142) ، والنسائي 7/217، وابن الجارود (906) ، والطحاوي 4/169، والحاكم 4/224 من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وأخرجه النسائي 7/217، والطحاوي 4/169 من طريق زياد بن خيثمة، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (851) و (1061) و (1275) . والمقابلة: هي التي قطِعَ من مقدم أذنها، والمدابرة: هي التي قطع من مؤخر أذنها شيء ثم يترك معلقاً فيها، والشرقاء: المشقوقة الأذن باثنتين، والخرقاء: التي في أذنها ثقب مستدير، والجدعاء: المقطوعة الأذن أو الأنف أو الشفة. (1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير وهب بن الأجدع فمن رجال أبي داود والنسائي، روى عنه هلال بن يساف والشعبي، ووثقه العجلي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأورده ابن سعد في الطبقة الأولى من أهلِ الكوفة، وقال: كان قليلَ الحديث. منصور: هو ابن المعتمر. وقوله في هذا الحديث: "إلا أن تكونَ الشمس بيضاء مرتفعة"، مخالف لما في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة وأبي سعيد وعائشة وغيرهم من النهي المطلقِ عن الصلاة بعد العصر. انظر "سنن البيهقي" 2/459، و"تلخيص الحبير" 1/185. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/348-349، والنسائي 1/280، وأبويعلى (581) ، وابن خزيمة (1284) ، وابن حبان (1562) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد، وصححه في "طرح التثريب" 2/187، وحسنه في "الفتح" 2/61. وسيأتي برقم (1073) و (1194) ، وانظر (1076) .= الحديث: 610 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 611 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ، وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ وَالْمُعَصْفَرِ " (1) 612 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ شَامِتًا؟ قَالَ: لَا، بَلْ عَائِدًا. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنْ كُنْتَ جِئْتَ عَائِدًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، مَشَى فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى   = قوله: "إلا أن تكون الشمس ... "، قال السندي: يدل على أن النهي إنما هو عن الصلاة عند الغروب لا عن الصلاة بعد العصر، وقد جاء النهي بعد العصر مطلقاً، وهذا الحديث رجاله ثقات كأحاديث الإطلاق، وقد جاءت أحاديث أخر موافقة لهذا الحديث الدال على التقييد أيضاً، فالوجه أن يقال: إن النهي عن الصلاة بعد العصر مطلقاً لئلا تكون ذريعة إلى الصلاة وقت الغروب، وعلى هذا التأويل يدل بعض الروايات عن عمر وغيره، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح وإسناده حسن، ابن عجلان- وهو محمد- أخرج له مسلم متابعة، وهو صدوق، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (480) (213) ، والبزار (457) ، والنسائي 2/188 و8/191، وأبو يعلى (304) و (537) ، وأبو عوانة 2/172 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (480) (212) (213) ، والبزار (458) و (459) ، والنسائي 2/188= الحديث: 611 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ " (1)   = و217، و8/167، وأبو يعلى (603) و (604) ، وأبو عوانة 2/171 و172، وأبو نعيم 9/21-22 ، والخطيب 6/243 من طريقين عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، به. وسيأتي برقم (829) و (831) و (939) و (1004) ، وانظر (601) و (710) . (1) صحيح موقوفاً، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختُلِفَ في وقفه ورفعه، والوقفُ أصح. فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/234، وهناد في "الزهد" (372) ، وأبوداود (3099) ، وابن ماجه (1442) ، والبزار (620) ، والنسائي في "الكبرى" (7494) ، وأبو يعلى (262) ، والحاكم 1/341-342 و349، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/380 وفي "الشعب" (9173) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، لأن جماعةً من الرواة أوقفوه عن الحكم بنِ عُتيبة ومنصور بن المعتمر، عن ابن أبي ليلى، عن علي رضي الله عنه من حديث شعبة وأنا على أصلي في الحكم لراوي الزيادة، ووافقه الذهبي. قال الدارقطني في "العلل" 3/267 وقد سئل عن هذا الحديث: هو حديث رواه الحكمُ بنُ عُتيبة واختلف عنه، فرواه الأعمشُ عن الحكم، عن عبدِ الرحمن بن أبي ليلى عن علي. حدث به عن الأعمش كذلك أبو شهاب الحناط، وأبو معاوية الضرير، وأبو بكر بن عياش، فاما أبو شهاب فوقفه على على، ورفعه الآخران عن الأعمش. ورواه شعبة عن الحكم فخالف روايةَ الأعمش، رواه عن الحكم عن عبد الله بن نافع عن علي واختلف عن شعبة في رفعه، فرفعه محمد بن أبي عدي، وأبو عبد الرحمن المقرئ. قلنا: أما حديث ابن أبي عدي: فأخرجه الحاكم 1/350 بإثر حديث أبي معاوية من طريق محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن شعبة، بهذا الإسناد. ثم قال: هذا من النوع الذي ذكرته غير مرة أن هذا لا يُعلل ذلك، فإن أبا معاوية أحفظ أصحاب= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الأعمش، والأعمش أعرف بحديث الحكم من غيره. وأما حديث المقرئ: فقد أخرجه البيهقي 3/381 من طريق عبد الله بن أحمد بن زكريا، عن المقرئ، عن شعبة، به. وسيأتي حديث المقرئ هذا في "المسند" برقم (975) . ثم قال: وكذلك رواه محمد بن أبي عدي عن شعبة مرفوعاً ورواه محمد بن كثير (وقد تحرف في المطبوع منه إلى محمد بن أبي كثير) عن شعبة موقوفاً. وأخبرنا أبوعبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد الفاكهي ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة فذكر الحديث بنحوه وزاد، قال: قال لي ابن أبي مسرة: ثم وقفه المقرىء بعد ذلك على على رضي الله عنه ولم يذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: بلغني أن عبد الملك الجُدي يقفه وهو أحفظ مني. ثم قال الدارقطني: ووقفه غيرهما من أصحاب شعبة. قلنا: منهم محمد بن كثير، فقد أخرجه أبو داود (3098) عن محمد بن كثير، عن شعبة، به موقوفاً. ومنهم محمد بن جعفر وسيأتي عند المؤلف برقم (976) . قال الدارقطني: ويشبه أن يكونَ القولُ قول شعبة عن الحكم عن عبد اللُه بن نافع عن علي موقوفاً لكثرة من رواه عن شعبة كذلك. قلنا: وكذا أخرجه أبو داود (3100) من طريق جرير، عن منصور، عن الحكم، به، موقوفاً أيضاً، ثم قال: أسند هذا عن علي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير وجه صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/234 من طريق شريك، عن علقمة بن مرثد، عن بعض آل أبي موسى الأشعري: أنه أتى علياً ... من قوله، وفيه شريك بن عبد الله وهو سيئ الحفظ. وأخرجه أيضاً 3/235 عن عبد الله بن نمير، عن موسى الجهني، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه: أن أبا موسى انطلق عائداً للحسن ... من قول الحسن. وهذا سند صحيح على شرط مسلم. وانظر (702) و (754) و (1166) . وقوله "خِرافة الجنة" بكسر الخاء، قال المنذري: أي في اجتناء ثمر الجنة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 • 613 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قُلْتُ لِسُوَيْدٍ: وَلِمَ سُمِّيَ الزَّنْجِيَّ؟ قَالَ: كَانَ شَدِيدَ السَّوَادِ (1) - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ بِعَرَفَةَ، وَهُوَ مُرْدِفٌ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: " هَذَا مَوْقِفٌ، وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ " ثُمَّ دَفَعَ فَجَعَلَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَهُوَ يَلْتَفِتُ وَيَقُولُ: " السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " حَتَّى جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ، فَجَمَعَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ. ثُمَّ وَقَفَ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، ثُمَّ وَقَفَ عَلَى قُزَحَ، فَقَالَ: " هَذَا الْمَوْقِفُ، وَكُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ " ثُمَّ دَفَعَ، فَجَعَلَ يَسِيرُ الْعَنَقَ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَهُوَ يَلْتَفِتُ وَيَقُولُ: " السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ " فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى مُحَسِّرٍ قَرَعَ رَاحِلَتَهُ فَخَبَّتْ بِهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنَ الْوَادِي، ثُمَّ سَارَ سَيْرَتَهُ حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ ثُمَّ دَخَلَ الْمَنْحَرَ فَقَالَ: " هَذَا الْمَنْحَرُ وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ " فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ (2)   (1) وقال إبراهيم الحربي: إنما سمي الزنجي، لأنه كان أشقر كالبصلة. وقال ابن سعد: حدثنا أبو بكر بن محمد المكي، قال: كان مسلم بن خالد أبيض مشرباً بحمرة وإنما قيل له الزنجي، لمحبته التمر، قالت له جاريته: ما أنت إلا زنجي لأكل التمر فبقي عليه هذا اللقب. (2) حديث حسن، سويد بن سعيد ومسلم بن خالد- وإن كان فيهما كلام- قد= الحديث: 613 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 • 614 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَبِيرَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبْغِضُ الْعَرَبَ إِلا مُنَافِقٌ " (1) 615 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلا كِتَابَ اللهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ - صَحِيفَةٌ فِيهَا أَسْنَانُ الْإِبِلِ وَأَشْيَاءُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ - فَقَدْ كَذَبَ، قَالَ: وَفِيهَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى   = توبعا، وعبد الرحمن بن الحارث- وهو ابن عياش بن أبي ربيعة- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن علي، فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة، وقد تقدم برقم (525) و (564) من طريق أحمد بن عبدة، عن المغيرة، التي أحال عليها عبد الله في آخر هذا الحديث، وانظر (562) . و"سيرته"، قال السندي: بكسر السين، أي: هيئته وطريقته في السير، فنصبه على أنه مصدر للنوع. (1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشامييِن، وزيد بن جبيرة- وهو ابن محمود المدني- ضعيف جداً، قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً، متروك الحديث لا يُكتب حديثه، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ضعيف. إسماعيل أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهلالي القطيعي. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1059 قال: حدثنا صدقة بن منصور الحراني، حدثنا أبو معمر، بهذا الإسناد إلا أنه جعله من مسند عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! الحديث: 614 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 ثَوْرٍ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلًا وَلا صَرْفًا، وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلا عَدْلًا، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ " (1) 616 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ   (1) إسناده صحح على شرط الشيخين. إبراهيم التيمي: هو إبراهيمُ بنُ يزيد بن شريك التيمي، وأخطأ الحافظُ في "التقريب" فنسبه إلى التدليس وهو بريئ منه لم يصفه بذلك أحد فيما نعلم، حتى هو لم يذكره في "طبقات المدلسين". وأخرجه ابن أبي شيبة 14/198، ومسلم (1370) وص 1147) 20) ، والترمذي (2127) ، وأبو يعلى (263) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (184) ، والبخاري (3172) و (6755) و (7300) ، والنسائي في "الكبرى" (4278) ، وابن حبان (3716) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1037) ، وانظر (599) و (959) . عَيْر وثور جبلان بالمدينة، وقد أخطأ من نَفَى وجود جبل ثور في المدينة، ورده عليه غير واحد من أهل العلم، انظر التحقيق الجيد الذي كتبه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله فيما علقه على "صحيح مسلم" عند الحديث رقم (1370) . وقال السندي: ذكر المتقدمون أن ثوراً غير معلوم بالمدينة، فقيل: هذا غلط، وقيل غير ذلك، وكأنه لذلك لم يقل بعض العلماء بحرم المدينة، لكن المتأخرون كالطبري وغيره قالوا: هو جبل صغير يدور خلف أحد، وقالوا: إنهم حققوا ذلك من العرب العارفين بتلك الأراضي، وإنما خفي عن أكابر العلماء لعدم شهرته وعدم بحثهم عنه. الحديث: 616 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ غَيْرِهِ فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مُحَارِبٌ، وَالْحَرْبُ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 617 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خيثمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة الجعفي الكوفي، وسويد بنُ غفلة مخضرم من كبارِ التابعين قَدِمَ المدينة يومَ دُفِنَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان مسلماً في حياته ثم نزل الكوفة، ومات سنة ثمانين، وله مئة وثلاثون سنة. وأخرجه مسلم (1066) ، والبزار (568) ، وأبو يعلى (261) ، والبيهقي في "السنن" 8/170، وفي "دلائل النبوة" 6/430 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6930) ، ومسلم (1066) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 220، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات " (2689) ، والطبراني في "الصغير" (1049) ، والبغوي في "شرح السنة" (2554) من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه الطيالسي (168) ، والبزار (566) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 219 من طرق عن سويد بن غفلة، به. وسيأتي برقم (912) و (1086) . قوله: "خدعة"، قال السندي: قال الدَّمِيري: فيه لغات أفصحها الفتح والسكون، ويجوز الضم مع السكون، أو مع الفتح، واتفَقَ العلماءُ على جواز خداع الكفار في الحرب كيف امكن، إلا بنَقْض عهد أو أمان، فلا يَحِل. وظاهره: أنه لا فَرْقَ بين الوجوه المذكورة، إلا أن كلام غيره يقتضي الفرق، فبفتح الخاء للمرة، أي: إن الحرب ينقضي أمرُها بخَدْعة واحدة، فإنها قد تقوم مقام تمام الحرب، وبالضم مع السكون: اسم من الخداع، وبالضم مع الفتح معناه: أنها تعتاد الخداع وتكثره، كاللعَبَة والضُّحَكَةْ لمن يُكثِر اللعب والضحك، أي: إن الحرب تخدع الرجال وتمنيهم ولا تفي لهم، والله تعالى أعلم. الحديث: 617 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى، صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا "، ثُمَّ صَلَّاهَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ: بَيْنِ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (1) 618 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ مُنْذِرِ أَبِي يَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَجُلًا مَذَّاءً، فَاسْتَحْيَى أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَذْيِ، قَالَ: فَقَالَ لِلْمِقْدَادِ: سَلْ لِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَذْيِ. قَالَ: فَسَأَلَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِيهِ الْوُضُوءُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شتير بن شكل، فعن رجال مسلم. مسلم: هو ابن صُبيح الهمداني أبو الضحى الكوفي العطار. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/503، ومسلم (627) (205) ، وأبو يعلى (392) ، والطبري 2/558، وابن خزيمة (1337) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (2193) ، والنسائي في "الكبرى" (358) ، وأبو يعلى (391) ، وابن خزيمة (1337) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (911) و (1036) و (1246) و (1299) . وانظر (591) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منذر أبو يعلى: هو منذر بن يعلى الثوري، ومحمد بن الحنفية: هو محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي. وأخرجه مسلم (303) (17) ، وأبو يعلى (458) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (604) ، وابن أبي شيبة 1/90، والبخاري (132) و (178) ، والطحاوي 1/46 من طرف عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (811) و (1010) و (1182) ، وقد تقدم برقم (606) . الحديث: 618 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 619 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرَأَ الرَّجُلُ وَهُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ " (1) 620 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ (2) الْأَعْمَشِ، عَنِ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ قَالَ: " وَعِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، ابْنَةُ حَمْزَةَ قَالَ: " إِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي، هِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث- وهو ابن عبد الله الأعور-. وأخرجه البزار (843) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وله طريق آخر صحيح يأتي برقم (924) . وانظر رقم (710) و (1244) . وفي الباب عن ابن عباس وسيأتي في "المسند" (1900) . (2) في (س) و (ق) وعلى حاشية (ص) : حدثنا. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/287، ومسلم (1446) (11) ، والبزار (587) ، والنسائي 6/99، وأبو يعلى (265) و (379) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1446) (11) ، وأبو يعلى (380) من طريق جرير، عن الآعمش، به. وسيأتي برقم (914) و (1038) و (1099) و (1358) . وقوله: "مالك تَنوق في قريش "، قال النووي في "شرح مسلم" 10/23: هو بتاء مثناة فوق مفتوحة ثم نون مفتوحة ثم واو مفتوحة مشددة ثم قاف، أي: تختار وتبالغ في الاختيار، قال القاضي: وضبطه بعضهم بنائين مثناتين الثانية مضمومة، أي: تميل. الحديث: 619 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 621 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِسًا، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ، قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ إِلا وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَلِمَ نَعْمَلُ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ ": {أَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5-10] (1) 622 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجُوا، قَالَ: وَجَدَ عَلَيْهِمْ فِي شَيْءٍ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالَ: قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَقَالَ: اجْمَعُوا حَطَبًا، ثُمَّ دَعَا بِنَارٍ فَأَضْرَمَهَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: عَزَمْتُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2647) (7) ، وابن ماجه (78) ، والبزار (584) و (588) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4946) و (4949) و (6217) و (6605) و (7552) ، وفي " الأدب المفرد" (903) ، ومسلم (2647) (7) ، والترمذي (2136) ، وابن حبان (334) و (335) ، والآجري في "الشريعة" ص 172 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1067) و (1068) و (1110) و (1181) و (1349) . الحديث: 621 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 عَلَيْكُمْ: لَتَدْخُلُنَّهَا. قَالَ: فَهَمَّ الْقَوْمُ أَنْ يَدْخُلُوهَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ شَابٌّ مِنْهُمْ: إِنَّمَا فَرَرْتُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّارِ، فَلا تَعْجَلُوا حَتَّى تَلْقَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوهَا فَادْخُلُوهَا، قَالَ: فَرَجَعُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: " لَوْ دَخَلْتُمُوهَا مَا خَرَجْتُمْ مِنْهَا أَبَدًا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ " (1) 623 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: شَهِدْتُ جَنَازَةً فِي بَنِي سَلَمَةَ، فَقُمْتُ، فَقَالَ: لِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ: اجْلِسْ فَإِنِّي سَأُخْبِرُكَ فِي هَذَا بِثَبْتٍ: حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ الْحَكَمِ الزُّرَقِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بِرَحَبَةِ الْكُوفَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِالْقِيَامِ فِي الْجِنَازَةِ، ثُمَّ جَلَسَ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَمَرَنَا بِالْجُلُوسِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1840) (40) ، والبزار (585) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (89) و (109) ، والبخاري (4340) و (7145) ، والنسائي في "الكبرى" (8722) ، وأبو عوانة 4/454 من طرق عن الأعمش، به. وقد تحرف في المطبوع من مسند الطيالسي- الموضع الثاني- "شعبة عن الأعمش عن سعد بن عبيدة" إلى "شعبة بن عبيدة"، بإسقاط "عن الأعمش عن سعد". وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8722) ، وأبو عوانة 4/451-452 من طريقين عن سعد بن عبيدة، به. وسيأتي برقم (724) و (1018) و (1065) و (1095) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. = الحديث: 623 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 624 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنٍ أَبِي سَاسَانَ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: إِنَّهُ قَدِمَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَلَى عُثْمَانَ، فَأَخْبَرُوهُ بِمَا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْوَلِيدِ - أَيْ بِشُرْبِهِ الْخَمْرَ - فَكَلَّمَهُ عَلِيٌّ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: دُونَكَ ابْنَ عَمِّكَ، فَأَقِمْ عَلَيْهِ الْحَدَّ. فَقَالَ: يَا حَسَنُ، قُمْ فَاجْلِدْهُ. قَالَ: مَا أَنْتَ مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ، وَلِّ هَذَا غَيْرَكَ. قَالَ: بَلْ ضَعُفْتَ وَوَهَنْتَ وَعَجَزْتَ، قُمْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ. فَجَعَلَ عَبْدُ اللهِ يَضْرِبُهُ، وَيَعُدُّ عَلِيٌّ، حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمْسِكْ - أَوْ قَالَ: كُفَّ - جَلَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَكَمَّلَهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ " (1)   = وأخرجه أبو يعلى (273) ، والطحاوي 1/488، وابن حبان (3056) ، والبيهقي 4/27 من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 1/232، وعبد الرزاق (6314) ، والحميدي (51) ، ومسلم (962) (82) (83) ، وأبو د اود (3175) ، والترمذي (1044) ، والنسائي 4/77، وأبو يعلى (273) و (308) ، والطحاوي 1/488، وابن حبان (3054) و (3055) ، والبيهقي 4/27 من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري، عن واقد بن عمرو، به. وقد سقط من المطبوع من عبد الرزاق "واقد بن عمرو". وأخرجه البزار (908) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن نافع بن جبير، به. وأخرجه عبد الرزاق (6312) ، والبزار (909) و (910) ، والطحاوي 1/488 من طرق عن مسعود بن الحكم، به. وقد وقع في المطبوع من الطحاوي "إسماعيل بن الحكم بن مسعود عن أبيه "، وهو خطأ. وسيأتي برفم (631) و (1094) و (1167) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حضين- وهو= الحديث: 624 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 625 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الْخَوْلانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ عَلِيٌّ بَيْتِي، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَجِئْنَا (1) بِقَعْبٍ يَأْخُذُ الْمُدَّ أَوْ قَرِيبَهُ، حَتَّى وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَدْ بَالَ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَلا أَتَوَضَّأُ لَكَ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. قَالَ: " فَوُضِعَ لَهُ إِنَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدَيْهِ فَصَكَّ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَأَلْقَمَ إِبْهَامَهُ مَا أَقْبَلَ مِنْ أُذُنَيْهِ " قَالَ: ثُمَّ عَادَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ ثَلاثًا، ثُمَّ أَخَذَ كَفًّا مِنْ مَاءٍ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، فَأَفْرَغَهَا عَلَى نَاصِيَتِهِ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا تَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى   = ابن المنذر بن الحارث الرقاشي- فمن رجال مسلم. عبد الله الداناج: هو عبد الله بن فيروز، والداناج: هو العالم بالفارسية. وأخرجه مسلم (1707) (38) ، وأبو داود (4481) ، وابن ماجه (2571) ، وأبو يعلى (598) من طريق إسماعيل بن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (13545) ، والنسائي في "الكبرى" (5269) من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، به. وأخرجه الطيالسي (173) ، والدارمي (2312) ، ومسلم (1707) (38) ، وأبو داود (4480) ، وابن ماجه (2571) ، والنسائي في "الكبرى" (5270) ، وأبو يعلى (504) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عبد اللهُ الداناج، به. وسيأتي برقم (1184) و (1230) . قوله: "وكل سنة"، قال النووي في "شرح مسلم" 11/216: معناه أن فِعْلَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر سنة يُعمل بها، وكذا فِعل عمر، ولكن فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر أحبُّ إليَّ (كما في رواية لمسلم) . (1) على حاشية (س) و (ص) : فجئته. الحديث: 625 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلاثًا، ثُمَّ يَدَهُ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ مِنْ ظُهُورِهِمَا، ثُمَّ أَخَذَ بِكَفَّيْهِ مِنَ الْمَاءِ، فَصَكَّ بِهِمَا عَلَى قَدَمَيْهِ، وَفِيهِمَا النَّعْلُ، ثُمَّ قَلَبَهَا بِهَا، ثُمَّ عَلَى الرِّجْلِ الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: فَقُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ. قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ قُلْتُ: وَفِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: وَفِي النَّعْلَيْنِ (1) 626 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " ذُكِرَ الْخَوَارِجُ فَقَالَ: فِيهِمْ مُخْدَجُ الْيَدِ، - أَوْ مُودَنُ الْيَدِ، أَوْ مُثَدَّنُ الْيَدِ (2) -، لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " (3)   (1) إسناده حسن، فقد صَرحَ محمد بن إسحاق بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. إسماعيل: هو ابن عُلية، وعُبيد الله الخولاني: هو عبيد الله بن الأسود ويُقال ابن الأسد الخولاني ربيب ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه البزار (464) ، وأبو يعلى (600) ، وابن خزيمة (153) ، وابن حبان (1080) من طريق إسماعيل بن عُلية بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (117) ، والبزار (463) ، والطحاوي 1/32 و34 و35، والبيهقي 1/53-54 من طرق عن محمد بن إسحاق، به. والقَعْب: القَدَح الضخم. وقوله: "ثم قلبها بها"، قال السندي: أي: صرف رجله بالجفة وحركها عند صبها قصداً لاستيعاب الغسل للرجل. (2) مخدج، ومودن، ومثدن- أو مثدون كما في حاشية (ص) - كلها بمعنى واحد: وهو ناقص الخلق. ومُثَدن ضبطت في بعض أصولنا بالتخفيف "مُثْدَن "، وكلاهما ضبط به في كتب اللغة: كمُعَظم ومُكْرَم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبى تميمة السختياني،= الحديث: 626 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 627 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ مَا لَمْ يَكُنْ جُنُبًا " (1)   = ومحمد: هو ابن سيرين، وعَبيدة: هو السلماني. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/303-304، ومسلم (1066) (155) ، وابن ماجه (167) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (912) ، والبزار (539) ، وأبو يعلى (481) من طريق إسماعيل بن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (18652) ، والبزار (538) من طريقين عن أيوب، به. وأخرجه الطيالسي (166) ، والبزار (540) و (541) و (542) و (543) و (544) ، وأبو يعلى (475) من طرق عن محمد بن سيرين، به. وسياتي برقم (735) و (904) و (982) و (983) و (988) و (1224) و (1332) . (1) إسناده حسن، عبد الله بن سلمة- بكسر اللام-: هو المرادي الكوفي حديثه عند أصحاب السنن، ووثقه ابن حبان، والعجلي، ويعقوبُ بن شيبة، وقال شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يُحدثنا فكان قد كَبِرَ فكنا نعرف وننكر، وقال ابن عدي في "الكامل": وقد روى عبد الله بن سلمة عن علي وعن حذيفة وعن غيرهما غير هذا الحديث، وأرجو أنه لا بأسَ به، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق تغير حفظه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي من طرق عن شعبة بهذا الإسناد. قال شعبة: هذا الحديث ثلث رأس مالي، وقال: لا أروي أحسن منه عن عمرو بن مرة، وقال الحافظ في "الفتح" 1/408: والحق أنه من قبيل الحسن يَصلح للحجة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه الحميدي (57) ، وابن حبان (799) و (800) ، والدارقطني 1/119 من طريق سفيان بن عيينة، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (57) ، وابن أبي شيبة 1/101-102 و104، والترمذي (146) ،= الحديث: 627 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 628 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَا بَعَثْتَنِي أَكُونُ كَالسِّكَّةِ   = والبزار (706) ، والنسائي 1/144، والطحاوي 1/87، وابن حبان (799) و (800) ، والدارقطني 11/19 من طريقين، عن عمرو بن مرة، به. وسيأتي برقم (639) و (840) و (1011) و (1123) . وقد توبع عبد الله بن سلمة على معنى حديثه هذا عن عليّ فأخرج أحمد (872) ، وأبو يعلى (365) من طريق عائذ بن حبيب، عن عامر بن السمط، عن أبي الغريف قال: أتي علي رضي الله عنه بوضوء فمضمض..، ثم قال: هكذا رأيت رسول اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قرأ شيئاً من القرآن ثم قال: هذا لمن ليس بجنب، وأما الجنب فلا ولا آية. وهذا سند حسن، عائذ بن حبيب وثقه ابن معين وابن حبان وذكره أحمد فأحسن الثناء عليه فقال: كان شيخاً جليلاً عاقلاً ليس به باس سمعنا منه، وعامر بن السمط وثقه يحيى بن سعيد القطان والنسائي وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن معين: صالح، وأبو الغريف: هو عبيد الله بن خليفة الهمداني المرادي روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات" وكان على شرطة على رضي اللهُ عنه. وأخرجه الدارقطني في سننه 1/118 من طريق يزيد بن هارون حدثنا عامر بن السمط حدثنا أبو الغريف عن عليّ موقوفاً عليه وقال: هو صحيح عن على وكذلك رواه موقوفاً شريك بن عبد الله القاضي عند ابن أبي شيبة 1/102، والحسن بن حي، وخالد بن عبد الله عند البيهقي 1/89 و90 ثلاثتهم عن عامر بن السمط، به. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن": حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سفيان بن مسلمة عن عبيدة السلماني عن عمر أنه كره للجنب أن يقرأ شيئاً من القرآن. قال ابن كثير في مسند عمر: هذا إسناد صحيح. والكراهة عند السلف تعني الحرمة. وانظر (639) . الحديث: 628 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 الْمُحْمَاةِ أَمِ الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ؟ قَالَ: " الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ " (1)   (1) حسن لغيره، رجاله ثقات لكن محمد بن عمر- وهو ابن علي بن أبي طالب- لم يدرك جده. وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/177 عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري أيضاً، وأبو نعيم في "الحلية" 7/92 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به. وأخرجه البخاري 1/177 عن عبيد، والبزار (634) ، وأبو نعيم 7/93، وأبو الشيخ في "الأمثال" (156) من طريق أبي كريب كلاهما عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن علي عن أبيه عن جده بأطول مما هنا. وهذا إسناد حسن متصل وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند البخاري. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (85) من طريق سليمان بن أحمد الحافظ حدثنا بكر بن سهل عن عبد الله بن يوسف أخبرنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعقيل عن الزهري عن أنس رفعه. وهذا سند حسن في الشواهد. وأخرجه أبو الشيخ (155) من طريق محمد بن عبد اللهُ بن أسيد، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا سعيد بن سليمان، عن هشيم بن بشير، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه. محمد بن عبد اللُه بن أسيد له ترجمة في "أخبارأصبهان" 2/273، وباقي رجاله ثقات، فهو حسن في الشواهد. وفي الباب عن ابن عباس أيضاً بلفظ: "ليس الخبر كالمعاينة" وسيأتي في "المسند" 1/215، وصححه ابن حبان (6213) . السِّكة- بالكسر-: حديدة منقوشة تُضرب عليها الدراهم. قال السندي: وهي لا تتصرف في النقش، بل هي دائما تنقش النقش الذي فيها، يريد: أنه هل يكون مثلها في عدم التجاوز عن ما أمر به، وإن رأى المصلحة في خلافه؟ أو له النظر والرأي فيما يَظهر له بسبب الحضور؟ فأجاز له النظر، لأنه قد يخفى على الغائب ما يظهر للشاهد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 629 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، قَالَ: سَمِعْتُ رِبْعِيًّا قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ، يَلِجِ النَّارَ " (1) 630 - حَدَّثَنَاه حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ، يَلِجِ النَّارَ " (2) 631 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " قَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَقُمْنَا، وَقَعَدَ فَقَعَدْنَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وربعي: هو ابن حراش. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5911) ، وأبو يعلى (627) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (107) ، والبخاري (106) ، والبزار (903) ، والنسائي (5911) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه ابن ماجه (31) ، والترمذي (2660) و (3715) ، والبزار (905) ، وأبو يعلى (513) ، والقطيعي في "زيادات فضائل الصحابة" (1005) من طريقين عن منصور، به. وسيأتي برقم (630) و (1000) و (1001) و (1292) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن علي الجعفي. وهومكرر ما قبله. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسعود بن الحكم فمن رجال مسلم.= الحديث: 629 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 632 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِى زُرْعَةَ، عَنِ ابْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جُنُبٌ، وَلا صُورَةٌ، وَلا كَلْبٌ " (1)   = وأخرجه مسلم (962) (84) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (150) ، ومسلم (962) (84) ، والنسائي 4/78، وأبو يعلى (288) و (570) ، والبغوي في "الجعديات" (1744) ، والطحاوي 1/488 من طرق عن شعبة، به. (1) حسن لغيره دون ذكر الجنب، وهذا إسناد ضعيف، نجي- وهو الحضرمي الكوفي- لم يرو عنه غير ابنه عبد الله، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: لا يعجبني الاحتجاجُ بخبره إذا انفرد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن نجي فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو مختلف فيه، وقد تقدم الكلام عليه عند رقم (570) ، وانظر (608) . وأخرجه النسائي 1/141 و7/185، وأبو يعلى (626) من طريق يحيى، به. وأخرجه أبو داود (227) و (4152) ، والنسائي 1/141، وأبو يعلى (313) ، وابن حبان (1205) ، والحاكم 1/171 من طرق عن شعبة، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي مع انه قال في "الميزان": نجي الحضرمي لا يُدرى من هو! وأخرجه الطيالسي (110) عن شعبة، به. إلا أنه لم يذكر فيه نجيًّا. وأخرجه الدارمي (2663) ، والبزار (881) ، وأبو يعلى (592) من طريقَين عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نجي، عن على، دون ذكر نجي أيضاً. وأصل الحديث في "الصحيحين" دون ذكر الجنب من حديث أبي طلحة، ومن حديث عائشة، ويأتيان في "المسند" 4/28 و6/142-143. وأخرج أبو داود (4180) من حديث عمار رفعه "ثلاث لا تقربهم الملائكة" وذكر منها "الجنب إلا أن يتوضأ" ورجاله ثقات إلا أن الحسن لم يسمع من عمار، وهو في "المسند" 4/320 من طريق عطاء الخراساني، عن يحيي بن يعمر، عن عمار. وعطاء الخراساني كثير الخطأ. وحديث الباب سيأتي برقم (647) و (815) (1172) . الحديث: 632 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 633 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُضَحَّى بِعَضْبَاءِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ " (1) 634 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ " (2)   (1) إسناده حسن، جُري بن كليب هو السدوسي البصري صاحب قتادة روى عنه قتادة، وكان يثني عليه خيراً، وحسن الترمذي حديثه هذا، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال أبو حاتم: شيخ لا يحتج بحديثه، ووثقه العجلي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيحين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وأخرجه أبو داود (2805) عن مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (791) و (1048) و (1066) و (1157) و (1158) و (1293) و (1294) . وله طريق أخرى ضعيفة ستأتي برقم (734) ، ويأتي أيضاً بسند حسن عن علي قال: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نستشرفَ العين والأذن، وفنه: أن رجلاً سأله عن مكسورة القرن، فقال: لا يضرك. وفي الباب عن عتبة بن عبدٍ السلمي عند أبي داود (2803) وإسناده ضعيف. وقال في "المغني" 5/462: أما العضباء- وهي ما ذهب نصف أذنها أو قرنها- فلا تجزئ، وبه قال أبو يوسف ومحمد في عضباء الأذن، وعن أحمد: لا تجزىء ما ذهب ثلت أذنها، وبه قال أبو حنيفة، وزوي عن علي وعمار وسعيد بن المسيب والحسن: تجزئ المكسورة القرنِ، لأن ذهاب ذلك لا يؤثر في اللحم، فأجزأت، كالجماء، وقال مالك: إن كان يدمي لم يجز، وإلا جاز، ثم احتح للرأي الأول بحديث علي هذا. قلنا: والعضباء: المكسورة القرن، قال ابن الأثير في "النهاية": وقد يكون العضب في الأذن أيضاً إلا أنه في القرن أكثر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش،= الحديث: 633 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " لَيْسَ بِالْكُوفَةِ عَنْ عَلِيٍّ حَدِيثٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا " 635 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنِي عَامِرٌ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَةً: آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ (2) ، وَالْحَالَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ " (3)   = وإبراهيم: هو ابن يزيد التيمي. وأخرجه البخاري (5594) ، والنسائي 8/305، وأبو يعلى (538) ، والطحاوي 4/223 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1994) ، والبزار (801) ، وأبو يعلى (589) من طريقين عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1180) . (1) هوعبد الله بن أحمد بن حنبل. (2) في (ق) وعلى حاشية (س) و (ص) : وشاهده. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور. مجالد- وهو ابن سعيد- وإن كان فيه كلام متابع. وعامر: هو الشعبي. وأخرجه البزار (2/819) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (1935) ، والترمذي (1119) ، والبزار (820) و (821) ، وأبو يعلى (402) و (516) ، والخطيب في "تاريخه" 11/423 من طرق عن مجالد، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه عبد الرزاق (10792) ، وابن ماجه (1935) ، والبزار (822) و (827) و (828) ، وا لنسائي 8/147 من طرق عن الشعبي، به. وأخرجه الخطيب 7/424 من طريق خالد بن العباس، عن الحارث، به. وسيأتي= الحديث: 635 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 636 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ، قَالَ: قُلْتُ: تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ يَكُونُ بَيْنَهُمْ أَحْدَاثٌ، وَلا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ؟ قَالَ: " إِنَّ اللهَ سَيَهْدِي لِسَانَكَ، وَيُثَبِّتُ قَلْبَكَ " قَالَ: فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدُ (1) 637 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَجِعٌ، وَأَنَا أَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ آجِلًا، فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلاءً فَصَبِّرْنِي. قَالَ: " مَا قُلْتَ؟ " فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: " مَا   = برقم (660) و (671) و (721) و (844) و (980) و (1289) و (1364) . وله شاهد بإسناد صحيح على شرط البخاري يتقوى به من حديث ابن مسعود عند أحمد برقم (4283) و (4284) وسيخرج في موضعه. وفي الباب عن جابر عند مسلم (1598) ، وعن ابن عمر عند البخاري (5140) . وقوله "الحال": اسم فاعل من الثلاثي حل، وهو هنا متعدَ، قال الزمخشري في "الفائق" 1/308: يقال: حللت لفلان امرأته فأنا حال وهو محلول له: إذا نكحها لتحل للزوج الأول، وهو من حَلْ العُقدة، يقال: أحللتها له وحللتها. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن أبا البختري- واسمه سعيد بن فيروز- لم يسمع من علي شيئاً، وله طريق أخرى متصلة ستأتي برقم (666) يصح بها. وأخرجه النسائي في "خصائص على" (32) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/337، وابن أبي شيبة 10/176 و12/58، وعبد بن حميد (94) ، وابن ماجه (2310) ، والبزار (912) ، والنسائي في "خصائص علي" (33) و (34) ، ووكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/84، وأبو يعلى (401) ، والحاكم= الحديث: 636 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 قُلْتَ؟ " قَالَ: فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ عَافِهِ، أَوِ اشْفِهِ " قَالَ: فَمَا اشْتَكَيْتُ ذَلِكَ الْوَجَعَ بَعْدُ (1) 638 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: " اللهُمَّ عَافِهِ، اللهُمَّ اشْفِهِ " (2) 639 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ:   = 3/135 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (1145) . (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن سلمة فقد روى له أصحاب السنن وحديثه يحتمل التحسين كما تقدم. وقال الترمذي عن حديثه هذا بعد أن أخرجه: حسن صحيح، وأخطأ الحاكم والذهبي فصححاه على شرط الشيخين، فإن عبد الله بن سلمة لم يخرجا له ولا أحدهما، وقال الحافظ ابن حجر فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 4/44: هذا حديث صحيح. وأخرجه ابن حبان (6940) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (143) ، وعبد بن حميد (73) ، والنسائي في "مل اليوم والليلة" (1057) ، وأبو يعلى (284) ، والحاكم 2/620-621، وأبو نعيم في "الحلية" 5/96-97 من طرق عن شعبة، به. وقد سقط من المطبوع من "اليوم والليلة" للنسائي خالد بن الحارث الراوي عن شعبة. وأخرجه البزار (710) ، وأبو نعيم 5/96-97 من طريق سفيان، عن عمرو بن مرة، به. وسيأتي برقم (638) و (841) و (1057) . (2) إسناده حسن، وانظر ما قبله. وفي آخر الحديث في (م) و (ق) ونسخة كما في حاشية (س) و (ص) : فما اشتكيت ذلك الوجع بعد. الحديث: 638 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 أَتَيْتُ عَلَى عَلِيٍّ، أَنَا وَرَجُلانِ (1) ، فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَلا يَحْجِزُهُ - وَرُبَّمَا قَالَ: يَحْجُبُهُ - مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ لَيْسَ الْجَنَابَةَ " (2) 640 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ " (3)   (1) في (ص) وحاشية (س) : أنا ورجل. (2) إسناده حسن. وأخرجه ابن الجارود (94) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 1/144، وأبو يعلى (287) و (407) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (61) ، والطحاوي 1/87، والبغوي في "شرح السنة" (273) من طرق عن شعبة، به. وقد تقدم برقم (627) ، وسيأتي برقم (840) و (1011) و (1123) . وقوله: "ليس الجنابة" قال الخطابي في "معالم السنن" 1/76: معناه غير الجنابة، وحرف "ليس" لها ثلاثة مواضعٍ أحدها: أن تكون بمعنى الفعل ترفع الاسم وتنصب الخير كقولك: ليس عبد الله عاقلا، وتكون بمعنى لا، كقولك: رأيت عبد الله ليس زيداً، تنصب به زيداً كما تنصب بلا، وتكون بمعنى غير، كقولك: ما رأيت أكرم من عمر ليس زيد، أي: غير زيد، وهو يجر ما بعده. (3) إسناده صحيح عى شرط الشيخين. وأخرجه الحاكم 3/184 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/134، ومسلم (2430) من طريق عبد الله بن نمير، به. وأخرجه عبد الرزاق (14006) ، وابن أبي شيبة 12/134، والبخاري (3432) و (3815) ، ومسلم (2430) ، والترمذي (3877) ، والبزار (467) و (468) ، وأبو يعلى (522) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (348) ، والبغوي في "شرح السنة" (2954) = الحديث: 640 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 641 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ الْكِنْدِيِّ، عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، فِي الرَّحْبَةِ وَهُوَ يَنْشُدُ النَّاسَ: مَنْ شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، وَهُوَ يَقُولُ مَا قَالَ؟ فَقَامَ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ " (2) 642 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَاللهِ إِنَّهُ لَمِمَّا (3) عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ لَا يُبْغِضُنِي إِلا مُنَافِقٌ، وَلا يُحِبُّنِي إِلا مُؤْمِنٌ " (4)   = من طرق، عن هشام، به. وسياتي برقم (938) و (1109) و (1212) . وقوله: "خير نسائها"، قال القرطبي المحدث: الضمير عائد على غيرِ مذكور لكنه يفسره الحال والمشاهدة يعني به الدنيا. (1) تحرف في (م) إلى: زاذان بن عمر. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عبد الرحيم الكندي، لكن متن الحديثِ صحيح ورد من طرق كثيرة تزيد على ثلاثين صحابياً، قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 8/335: متنه متواتر، وانظر صحيح ابن حبان (6930) و (6931) . وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (1372) من طريق إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. غدير خُم، قال السندي: بضم معجمة وتشديد ميم، غيضة بثلابة أميال من الجحفة، عندها غدير مشهور يضاف إليها. (3) في (م) و (ص) : مما. (4) إسناده على شرط الشيخين إلا أنَّ عدي بن ثابت- وإن أخرجا له- قال فيه= الحديث: 641 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =شعبة: كان رفاعاً، وقال أحمد: كان يتشيع، وقال ابن معين: شيعي مفرط، وقال الدارقطني: ثقة إلا أنه كان غالياً في التشيع، قلنا: وقد رد أهل العلم من مرويات الثقة ما كان موافقاً لبدعته، وقد انتقد الدارقطني في "التتبع" ص 427 مسلماً لإخراجه هذا الحديث فقال: وأخرج مسلم حديث عدي بن ثابت: "والذي فلق الحبة ... " ولم يخرجه البخاري. قلنا: وقد اتفق الشيخان البخاري (3783) ، ومسلم (75) على إخراج حديث: "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه اللهُ" من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب رفعه. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 4/40: السادس أن في الصحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار"، وقال: "لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر"، فكان معرفة المنافقين في لحنهم ببغض الأنصار أولى، فإن هذه الأحاديث أصح مما يُروى عن عليّ أنه قال: لعهد النبي الأمي إلي: أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق، فإن هذا من أفراد مسلم، وهو من رواية عدي بن ثابت عن زر بن حبيس عن علي، والبخاري أعرض عن هذا الحديث بخلافِ أحاديث الأنصار، فإنها مما اتفق عليه أهل الصحيح كلهم البخاري وغيره، وأهلُ العلم يعلمون يقيناً أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله، وحديث علي قد شك فيه بعضهم. وقال الإمام الذهبي في "السير" 17/169: وقد جمعت طرقَ حديث الطير في جزء، وطرق حديث: "من كنت مولاه فعلى مولاه" وهو أصح، وأصح منهما ما أخرجه مسلم عن على قال: إنه لعهد النبي الأمي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي: "إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق" وهذا أشكلُ الثلاثة، فقد أحبه قوم لا خلاق لهم، وأبغضه بجهل قوم من النواصب، فالله أعلم. قلنا: وقد رد بعضهم هذا الإشكال، فقال: المراد: لا يحبك الحب الشرعي المعتدّ به عند الله تعالى، أما الحب المتضمن لتلك البلايا والمصائب، فلا عبرة به، بل هو وَبَال على صاحبه كما أحبتِ النصارى المسيح.= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 643 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " جَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ، وَقِرْبَةٍ، وَوِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفُ الْإِذْخِرِ " (1) 644 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَيْنَا الْكَعْبَةَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْلِسْ " وَصَعِدَ عَلَى مَنْكِبَيَّ، فَذَهَبْتُ لِأَنْهَضَ بِهِ، فَرَأَى   = وأخرجه ابن ماجه (114) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (58) ، وابن أبي شيبة 12/56، ومسلم (78) ، وابن ماجه (114) ، والترمذي (3736) ، وابن أبي عاصم (1325) ، وعبد النّه بن أحمد في "زوائد الفضائل" (1107) ، والبزار (560) ، والنسائي 8/115-116، وفي "الكبرى" (8153) ، وفي "خصائص عليّ" (100) و (102) ، وأبو يعلى (291) ، وابن حبان (6924) ، وابن منده في "الإيمان" (261) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/185، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/426، والبغوي في "شرح السنة" (3909) من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه أبو نعيم 4/185 من طريق حسان بن حسان، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، به. قال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/400-401: سمعت أبي يقول: هذا الحديث رواه الأعمش عن عدي عن زر بن حبيش عن علي، وقد روى عن الأعمش الخلق، والحديث معروف بالأعمش، ومن حديث شعبة غلط ولو كان هذا الحديث عند شعبة كان أول ما يُسأل عن هذا الحديث. وسيأتي برقم (731) و (1062) . (1) إسناده قوي، زائدة- وهو ابن قدامة- روى عن عطاء بن السائب قديماً. وأخرجه النسائي 6/135 من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (715) و (838) و (853) . الحديث: 643 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 مِنِّي ضَعْفًا، فَنَزَلَ، وَجَلَسَ لِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " اصْعَدْ عَلَى مَنْكِبَيَّ " قَالَ: فَصَعِدْتُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، قَالَ: فَنَهَضَ بِي، قَالَ: فَإِنَّهُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي لَوْ شِئْتُ لَنِلْتُ أُفُقَ السَّمَاءِ، حَتَّى صَعِدْتُ عَلَى الْبَيْتِ، وَعَلَيْهِ تِمْثَالُ صُفْرٍ أَوْ نُحَاسٍ، فَجَعَلْتُ أُزَاوِلُهُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، حَتَّى إِذَا اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ، قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْذِفْ بِهِ " فَقَذَفْتُ بِهِ، فَتَكَسَّرَ كَمَا تَتَكَسَّرُ الْقَوَارِيرُ، ثُمَّ نَزَلْتُ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَبِقُ حَتَّى تَوَارَيْنَا بِالْبُيُوتِ، خَشْيَةَ أَنْ يَلْقَانَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ (1) 645 - حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا يَاسِينُ الْعِجْلِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، يُصْلِحُهُ اللهُ فِي لَيْلَةٍ " (2)   (1) إسناده ضعيف، نعيم بن حكيم وثقه العجلي وابن حبان، واختلف قول معين فيه فوئقه في رواية عبد الخالق بن منصور، ونقل الساجي عنه تضعيفه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن سعد: لم يكن بذاك. وأبو مريم- وهو الثقفي- مجهول. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي ص 237 من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/488-489، والبزار (769) ، وأبو يعلى (292) ، والطبري ص 236، والحاكم 2/366-367 من طريقين عن نعيم بن حكيم، به. وصحح الحاكم إسناده، واستدرك عليه الذهبي فقال: إسناده نظيف ومتنه منكر. وسيأتي برقم (1302) . (2) إسناده ضعيف، إبراهيم بن محمد ابن الحنفية لم يوثقه غير العجلي وابن حبان، وأخرج له البخاري في "تاريخه" هذا الخبر 1/317 من طريق أبي نعيم، به،= الحديث: 645 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 646 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَاضِي الرَّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا يَقُولُ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَفَاطِمَةُ، وَالْعَبَّاسُ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَبِرَ سِنِّي، وَرَقَّ عَظْمِي، وَكَثُرَتْ مُؤْنَتِي، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَأْمُرَ لِي بِكَذَا وَكَذَا وَسْقًا مِنْ طَعَامٍ فَافْعَلْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَفْعَلُ" فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ لِي كَمَا أَمَرْتَ لِعَمِّكَ فَافْعَلْ. فَقَالَ   = وقال: وفي إسناده نظر، وياسين العجلي قال الذهبي: قال البخاري: فيه نظر، وروى عباس عن ابن معين: ليس به بأس، وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 257 بعد أن أورده عن عثمان بن أبي شيبة عن أبي داود الحَفَري عن ياسين العجلي، به: هذا إسناد فيه مقال، إبراهيم بن محمد وثقه العجلي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري في "التاريخ": في إسناده نظر وياسين العجلي فيه نظر، قال: ولا أعلم له حديثاً غير هذا، وقال ابن معين وأبو زرعة: لا بأس به. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/197، والبزار (644) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2100) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/170 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/197، وابن ماجه (4085) ، وأبو يعلى (465) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/177 من طريقين عن ياسين العجلي، به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" من طريق محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية، به. وهذه المتابعة لا يفرح بها، فإن سالم بن أبي حفصة ضعفه غير واحد، ثم هو من الغلاة في التشيع. الحديث: 646 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَفْعَلُ ذَلِكَ " (1) ، ثُمَّ قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضًا كَانَتْ مَعِيشَتِي مِنْهَا، ثُمَّ قَبَضْتَهَا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَرُدَّهَا عَلَيَّ فَافْعَلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَفْعَلُ ذَاكَ " قَالَ: فَقَلتْ: أَنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُوَلِّيَنِي هَذَا الْحَقَّ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ لَنَا فِي كِتَابِهِ مِنْ هَذَا الْخُمُسِ، فَأَقْسِمُهُ فِي حَيَاتِكَ كَيْ لَا يُنَازِعَنِيهِ أَحَدٌ بَعْدَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَفْعَلُ ذَاكَ " فَوَلانِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسَمْتُهُ فِي حَيَاتِهِ، ثُمَّ وَلانِيهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَسَمْتُهُ فِي حَيَاتِهِ، ثُمَّ وَلانِيهِ عُمَرُ فَقَسَمْتُ فِي حَيَاتِهِ، حَتَّى كَانَتْ آخِرُ سَنَةٍ مِنْ سِنِي عُمَرَ، فَإِنَّهُ أَتَاهُ مَالٌ كَثِيرٌ (2)   (1) من قوله: "فقالت فاطمة" إلى هنا سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده ضعيف، الحسين بن ميمون وهو الخندفي الكوفي قال ابن المديني: ليس بمعروف قل من روى عنه، وقال أبو زرعة: شيخ، وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث، يكتب حديثه، وذكر ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ، وأورد البخاري في "التاريخ الكبير" حديثه هذا في ترجمته من طريق ابن نمير عن محمد بن عبيد بهذا الإسناد، وقال: وهو حديث لم يُتابع عليه، وكذا قال العقيلي وابن عدي. وأخرجه البزار (626) ، وأبو يعلى (364) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/470، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 2/645-647، وأبو داود (2984) ، والبيهقي 6/343-344 من طريق عبد الله بن نمير، عن هاشم بن البريد، به. وأخرجه أبو داود (2983) ، والحاكم 2/128، والبيهقي 6/363 من طريق مطرف بن طريف، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، لكن ذكر الدارقطني في "العلل" 3/280: أن مطرفا لم يسمع من ابن أبي ليلى، بينهما رجل يقال له: كثير، وهو مجهول. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 647 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ نُجَيٍّ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: كَانَتْ لِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلَةٌ لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلائِقِ، إِنِّي كُنْتُ آتِيهِ كُلَّ سَحَرٍ فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ حَتَّى يَتَنَحْنَحَ، وَإِنِّي جِئْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ. فَقَالَ: " عَلَى رِسْلِكَ يَا أَبَا حَسَنٍ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ " فَلَمَّا خَرَجَ إِلَيَّ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَغْضَبَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: " لَا ". قُلْتُ: فَمَا لَكَ لَا تُكَلِّمُنِي فِيمَا مَضَى حَتَّى كَلَّمْتَنِي اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: " إِنِّي سَمِعْتُ فِي الْحُجْرَةِ حَرَكَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا جِبْرِيلُ، قُلْتُ: ادْخُلْ. قَالَ: لَا، اخْرُجْ إِلَيَّ. فَلَمَّا خَرَجْتُ قَالَ: إِنَّ فِي بَيْتِكَ شَيْئًا لَا يَدْخُلُهُ مَلَكٌ مَا دَامَ فِيهِ. قُلْتُ: مَا أَعْلَمُهُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ فَفَتَحْتُ الْبَيْتَ فَلَمْ أَجِدْ فِيهِ شَيْئًا غَيْرَ جَرْوِ كَلْبٍ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ الْحَسَنُ قُلْتُ مَا وَجَدْتُ إِلا جَرْوًا قَالَ: " إِنَّهَا ثَلاثٌ لَنْ يَلِجَ مَلَكٌ مَا دَامَ فِيهَا أَبَدًا وَاحِدٌ مِنْهَا كَلْبٌ، أَوْ جَنَابَةٌ، أَوْ صُورَةُ رُوحٍ " (2) 648 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ   (1) تحرف في (م) إلى: عبيد الله. (2) إسناد. ضعيف، عبد الله بن نجي مختلف فيه، وأبوه نُجي لم يروعنه غير ابنه، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال: لا يعجبني الاحتجاجُ بخبره إذا انفرد. وأخرجه البزار (879) ، وابن خزيمة (902) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 3/12 من طريق أبي أسامة، عن شرحبيل بن مدرك، به. وانظر (608) و (632) . الحديث: 647 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَارَ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ صَاحِبَ مِطْهَرَتِهِ، فَلَمَّا حَاذَى نِينَوَى وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى صِفِّينَ، فَنَادَى عَلِيٌّ: اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللهِ، اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللهِ، بِشَطِّ الْفُرَاتِ قُلْتُ: وَمَاذَا قَالَ؟، دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ، قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَغْضَبَكَ أَحَدٌ، مَا شَأْنُ عَيْنَيْكَ تَفِيضَانِ؟ قَالَ: " بَلْ قَامَ مِنْ عِنْدِي جِبْرِيلُ قَبْلُ، فَحَدَّثَنِي أَنَّ الْحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ " قَالَ: فَقَالَ: " هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. فَمَدَّ يَدَهُ، فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ أَنْ فَاضَتَا (1) 649 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا الْأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ الْكَاهِلِيُّ، عَنْ الْخَضِرِ بْنِ الْقَوَّاسِ، عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى حَدَّثَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] ، " وَسَأُفَسِّرُهَا لَكَ يَا عَلِيُّ: مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مَرَضٍ، أَوْ عُقُوبَةٍ، أَوْ بَلاءٍ فِي الدُّنْيَا، فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ، وَاللهُ تَعَالَى أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عَلَيْهِمِ الْعُقُوبَةَ فِي الْآخِرَةِ، وَمَا عَفَا اللهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا، فَاللهُ تَعَالَى أَحْلَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ بَعْدَ عَفْوِهِ " (2)   (1) إسناده ضعيف كالذي قبله. وأخرجه البزار (884) ، وأبو يعلى (363) ، والطبراني (2811) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. (2) إسناده ضعيف، الأزهر بن راشد الكاهلي ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: مجهول، والخضر بن القواس مجهول وكذا أبو سخيلة. = الحديث: 649 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 650 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَإِسْرَائِيلُ، وَأَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا، عَنْ تَطَوُّعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّهَارِ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَهُ. قَالَ: قُلْنَا: أَخْبِرْنَا بِهِ نَأْخُذْ مِنْهُ مَا أَطَقْنَا. قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ أَمْهَلَ، حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا - يَعْنِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ - مِقْدَارُهَا مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ مِنْ هَاهُنَا مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ، قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا، - يَعْنِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ - مِقْدَارُهَا مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ مِنْ هَاهُنَا - يَعْنِي مِنْ قِبَلِ الْمَغْرِبِ - قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، وَأَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَأَرْبَعًا قَبْلَ الْعَصْرِ، يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالنَّبِيِّينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمُسْلِمِينَ " قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: تِلْكَ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً، تَطَوُّعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّهَارِ، وَقَلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَيْهَا (1)   = وأخرجه أبو يعلى (453) و (608) ، والدولابي في "الكنى" 1/185-186 من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في "المجمع" 7/104 بعد أن عزاه لأحمد وأبي يعلى: وفيه أزهر بن راشد وهو ضعيف. وانظر لزاماً رقم (775) . (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الجراح والد وكيع فمن رجال مسلم، وغير عاصم بن ضمرة السلولي، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق، وقول حبيب بن أبي ثابت في آخر الحديث لأبي إسحاق: يسوى حديثك هذا ملء مسجدك ذهباً، أراد به تصحيحَ الحديث وتقويته. وأخرجه ابن ماجه (1161) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وإخرجه أبو يعلى (622) من طريق وكيع، عن سفيان وحده، به. الحديث: 650 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ لأَبِي إِسْحَاقَ، حِينَ حَدَّثَهُ يَا أَبَا إِسْحَاقَ، " يَسْوَى حَدِيثُكَ هَذَا مِلْءَ مَسْجِدِكَ ذَهَبًا " 651 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَحُسَيْنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَوَّلِهِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، فَثَبَتَ الْوَتْرُ آخِرَ اللَّيْلِ " (1) 652 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ،   = وأخرجه عبد الرزاق (4806) عن سفيان، به. وأخرجه الترمذي (424) و (429) ، والبزار (675) من طريق أبي عامر العقدي، عن سفيان، به. وأخرجه البزار (676) من طريق روح، عن إسرائيل وحده، به. وأخرجه الطيالسي (128) ، وعبد الرزاق (4806) و (4807) ، ومحمد بن عاصم في "جزئه" (29) ، والبزار (672) ، والنسائي 2/120، وفي "الكبرى" (337) و (347) و (471) ، والبيهقي 2/473 من طرق عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (682) و (885) و (1202) و (1203) و (1208) و (1242) و (1252) و (1258) و (1375) . وقوله- في كلام حبيب بن أبي ثابت- يسوى: هو بفتح الياء والواو بينهما سين ساكنة أي يساوي. قال الليث كما في "اللسان": يسوى نادرة ولا يقال منها سَوِيَ ولا سَوَى كما أن نكراء جاءت نادرة ولا يقال لذكرها أنكر ويقولون: نكر، ولا يقولون: ينكر، قال الأزهري: وقولهم لا يسوى أحسبه لغة أهل الحجاز وقد روي عن الشافعي. وهذا الكلام قد سقط من (ظ 11) . (1) إسناده ضعيف، لضعف الحارث الأعور، وقد تقدم من طريق عاصم بن ضمرة عن علي برقم (580) وهذا إسناد قوي. وسيأتي برقم (653) أيضاً. وأخرجه البزار (848) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. الحديث: 651 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " الْوَتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ مِثْلَ الصَّلاةِ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 653 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَآخِرِهِ، وَأَوْسَطِهِ، فَانْتَهَى، وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ " (2) 654 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَقَدْ " رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا " (3)   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق، وسماع سفيان الثوري من أبي إسحاق السبيعي قديم. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/296، والنسائي في "الكبرى" (1385) ، وأبو يعلى (618) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (684) من طريق أبي نعيم، والبيهقي 2/467 - 468 من طريق أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وأخرجه الطيالسي (88) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (761) و (786) و (842) و (927) و (969) و (1220) و (1232) و (1262) . (2) إسناده قوي، شعبة من القدماء الذين رووا عن أبي إسحاق. وأخرجه ابن ماجه (1186) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (115) ، وعبد بن حميد (72) من طريقين عن شعبة، به. وقد تقدم برقم (580) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حارثة بن مضرب، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن وهو ثقة، وإسرائيلُ سماعه من جده في= الحديث: 653 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 655 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَكُونُ بِالْبَادِيَةِ فَتَخْرُجُ مِنْ أَحَدِنَا الرُّوَيْحَةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، إِذَا فَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَعْجَازِهِنَّ " وَقَالَ مَرَّةً: " فِي أَدْبَارِهِنَّ " (1)   = غاية الإتقان للزومه إياه وكان خِصيصاً به. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/357 و358، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ص57 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1042) و (1347) . (1) إسناده ضعيف، مسلم بن سلام لم يرو عنه غيرُ واحد ولم يُوثقه غير ابن حبان. وإدراجُ هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه، خطأ، فإنه من مسند علي بن طلق، نَبّه على ذلك ابن عساكرفي كتابه "ترتيب أسماء الصحابة" ص 84 وابن كثير في "تفسيره" 1/583، وقال النسائي في "الكبرى" 5/324: ذكر حديث علي بن طلق في إتيان النساء في أدبارهن، ثم أورد الحديث، وأورد. المزي في "تحفة الأشراف" تحت مسند علي بن طلق. وأخرجه الترمذي في "السنن" (1166) وفي "علله الكبير" (27) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال بإثره: وعلي هذا هو علي بن طلق. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9024) من طريق أحمد بن خالد، عن عبد الملك بن مسلم بن سلام، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، به. وأخرجه أبو داود (205) و (1005) ، والترمذي في "سننه " (1164) وفي "العلل" (27) ، والنسائي في "الكبرى" (9024) و (9025) و (9026) ، وابن حبان (2337) و (4199) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/45، والدارقطني 1/153، والبيهقي 2/255، والبغوي في "شرح السنة" (752) من طرق عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق. وقال الترمذي: حديث علي بن طلق حديث حسن، وسمعت محمداً- يعني البخاري- يقول: لا أعرف لعلي بن طلق عن= الحديث: 655 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير هذا الحديث الواحد، ولا أعرف هذا الحديث من حديث طلق بن علي السحيمي، وكأنه رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونسب هذا الحديث ابن كثير في "تفسيره" 1/385 إلى الإمام أحمد فقال: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن عاصم، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلق، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تؤتى النساء في أدبارهن، فإن الله لا يستحي من الحق. وأخرجه أحمد أيضاً عن أبي معاوية، وأبو عيسى الترمذي من طريق أبي معاوية أيضا عن عاصم الأحول وفيه زيادة. ومِنَ الناس من يُورِدُ هذا الحديث في مسند علي بن أبي طالب كما وقع في مسند الإمام أحمد بن حنبل، والصحيحُ أنه علي بن طلق. وقال أيضا 1/387: قال الإمامُ أحمد: حدثنا غندر ومعاذُ بن معاذ، قالا: حدثنا شعبةُ، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حِطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد أو يزيد بن طلق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله لا يستحي من الحَق لا تأتوا النساءَ في أستاههن". قلنا: ولم نجد هذه الروايات في المسند المطبوع، وهي في "جامع المسانيد" 3/ورقة 221، وفي "أطراف المسند " 1/الورقة 198. قال: وكذا رواه غير واحد عن شعبة، ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن علي، والأشبه أنه علي بن طلق كما تقدم. وقال الحافظ في "الإصابة" في ترجمة طلق بن يزيد 2/224: ذكره أحمد وابن أبي خيثمة وابن قانع والبغوي وابنُ شاهين من طريق شعبة، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن طلق بن يزيد أويزيد بن طلق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساءَ في أستاههن" هكذا رواه، وخالفه معمر عن عاصم، فقال طلقُ بنُ علي ولم يشك وكذا قال أبو نعيم عن عبد الملك بنِ سلام، عن عيسى بنِ حطان، قال ابنُ أبي خيثمة: هذا هو الصوابُ. وأخرجه عبدُ الرزاق (529) عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن مسلم بن= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 656 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عِيَاضِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَدَّادٍ، فَدَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، وَنَحْنُ عِنْدَهَا جُلُوسٌ، مَرْجِعَهُ مِنَ الْعِرَاقِ لَيَالِيَ قُتِلَ عَلِيٌّ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ، هَلْ أَنْتَ صَادِقِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ؟ تُحَدِّثُنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ، قَالَ: وَمَا لِي لَا أَصْدُقُكِ؟ قَالَتْ: فَحَدِّثْنِي عَنْ قِصَّتِهِمْ قَالَ: فَإِنَّ عَلِيًّا لَمَّا كَاتَبَ مُعَاوِيَةَ، وَحَكَّمَ الْحَكَمَيْنِ (1) ، خَرَجَ عَلَيْهِ ثَمَانِيَةُ آلافٍ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ، فَنَزَلُوا بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: حَرُورَاءُ، مِنْ جَانِبِ الْكُوفَةِ، وَإِنَّهُمْ عَتَبُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: انْسَلَخْتَ مِنْ قَمِيصٍ أَلْبَسَكَهُ اللهُ تَعَالَى، وَاسْمٍ سَمَّاكَ اللهُ تَعَالَى بِهِ، ثُمَّ انْطَلَقْتَ فَحَكَّمْتَ فِي دِينِ اللهِ، فَلا حُكْمَ إِلا لِلَّهِ تَعَالَى. فَلَمَّا أَنْ بَلَغَ عَلِيًّا مَا عَتَبُوا عَلَيْهِ، وَفَارَقُوهُ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ مُؤَذِّنًا فَأَذَّنَ: أَنْ لَا يَدْخُلَ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلا رَجُلٌ قَدْ حَمَلَ الْقُرْآنَ. فَلَمَّا أَنِ امْتَلاتِ الدَّارُ مِنْ قُرَّاءِ النَّاسِ، دَعَا بِمُصْحَفٍ إِمَامٍ عَظِيمٍ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ،   = سلام، عن عيسى بن حطان، عن قيس بن طلق. والقطعة الأخيرةُ من الحديث: "لا تأتوا النساء في أدبارهن" صحيحة بشواهدها، فلها شاهد من حديث عمر عند النسائي في "الكبرى" (9009) ، ونسبه المنذري في "الترغيب 3/289 إلى أبي يعلى وجَود إسناده، ومن حديث خزيمة بن ثابت عند أحمد 5/213، وصححه ابن حبان (4198) ، ونسبه المنذري إلى الطبراني في "الأوسط" وقال: رواته ثقات، ومن حديث أبي هريرة عند النسائي في "الكبرى" (9010) ، وانظر "تحفة الأشراف" 11/25، ومن حديث ابن عباس صححه ابن حبان (4203) . والرُّويحة: تصغير الريحة، والمراد بها: الريح القليل الخارج من المسلك المعتاد. (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : وحكم الحكمانِ. الحديث: 656 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 فَجَعَلَ يَصُكُّهُ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: أَيُّهَا الْمُصْحَفُ، حَدِّثِ النَّاسَ، فَنَادَاهُ النَّاسُ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَسْأَلُ عَنْهُ إِنَّمَا هُوَ مِدَادٌ فِي وَرَقٍ، وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِمَا رُوِينَا مِنْهُ، فَمَاذَا تُرِيدُ؟ قَالَ: أَصْحَابُكُمْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا، بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ فِي امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمُ دَمًا وَحُرْمَةً مِنَ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ وَنَقَمُوا عَلَيَّ أَنْ كَاتَبْتُ مُعَاوِيَةَ: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَقَدْ جَاءَنَا سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، حِينَ صَالَحَ قَوْمَهُ قُرَيْشًا، فَكَتَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ". فَقَالَ: سُهَيْلٌ لَا تَكْتُبْ (1) : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. فَقَالَ: " كَيْفَ نَكْتُبُ (2) ؟ " فَقَالَ: اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللهُمَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَاكْتُبْ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ " فَقَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ لَمْ أُخَالِفْكَ. فَكَتَبَ: هَذَا مَا صَالَحَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قُرَيْشًا. يَقُولُ: اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ " فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، فَخَرَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا تَوَسَّطْنَا عَسْكَرَهُمْ، قَامَ ابْنُ الْكَوَّاءِ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ، إِنَّ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ فَأَنَا أُعَرِّفُهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا يَعْرِفُهُ بِهِ، هَذَا مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ وَفِي قَوْمِهِ: قَوْمٌ خَصِمُونَ   (1) في (ظ 11) و (ب) وعلى حاشية (س) و (ص) : لا أكتب. (2) في (ظ 11) و (ب) و (س) : تكتب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 فَرُدُّوهُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلا تُوَاضِعُوهُ كِتَابَ اللهِ. فَقَامَ خُطَبَاؤُهُمْ فَقَالُوا: وَاللهِ لَنُوَاضِعَنَّهُ كِتَابَ اللهِ، فَإِنْ جَاءَ بِحَقٍّ نَعْرِفُهُ لَنَتَّبِعَنَّهُ، وَإِنْ جَاءَ بِبَاطِلٍ لَنُبَكِّتَنَّهُ بِبَاطِلِهِ. فَوَاضَعُوا عَبْدَ اللهِ الْكِتَابَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلافٍ كُلُّهُمْ تَائِبٌ، فِيهِمُ ابْنُ الْكَوَّاءِ، حَتَّى أَدْخَلَهُمْ عَلَى عَلِيٍّ الْكُوفَةَ، فَبَعَثَ عَلِيٌّ، إِلَى بَقِيَّتِهِمْ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِنَا وَأَمْرِ النَّاسِ مَا قَدْ رَأَيْتُمْ، فَقِفُوا حَيْثُ شِئْتُمْ، حَتَّى تَجْتَمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا تَسْفِكُوا دَمًا حَرَامًا، أَوْ تَقْطَعُوا سَبِيلًا، أَوْ تَظْلِمُوا ذِمَّةً، فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ فَقَدْ نَبَذْنَا إِلَيْكُمِ الْحَرْبَ عَلَى سَوَاءٍ، إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ. فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ شَدَّادٍ، فَقَدْ قَتَلَهُمْ فَقَالَ: وَاللهِ مَا بَعَثَ إِلَيْهِمْ حَتَّى قَطَعُوا السَّبِيلَ، وَسَفَكُوا الدَّمَ، وَاسْتَحَلُّوا أَهْلَ الذِّمَّةِ. فَقَالَتْ: آَللَّهُ؟ قَالَ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَقَدْ كَانَ. قَالَتْ: فَمَا شَيْءٌ بَلَغَنِي عَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يَتَحَدَّثُونَهُ؟ يَقُولُونَ: ذُو الثُّدَيِّ، وَذُو الثُّدَيِّ. قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ، وَقُمْتُ مَعَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ فِي الْقَتْلَى، فَدَعَا النَّاسَ فَقَالَ: أَتَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَمَا أَكْثَرَ مَنْ جَاءَ يَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي، وَرَأَيْتُهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي فُلَانٍ يُصَلِّي، وَلَمْ يَأْتُوا فِيهِ بِثَبَتٍ يُعْرَفُ إِلَّا ذَلِكَ. قَالَتْ: فَمَا قَوْلُ عَلِيٍّ حِينَ قَامَ عَلَيْهِ كَمَا يَزْعُمُ أَهْلُ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ قَالَتْ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْهُ أَنَّهُ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قَالَ: اللهُمَّ لَا. قَالَتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، يَرْحَمُ اللهُ عَلِيًّا إِنَّهُ كَانَ مِنْ كَلَامِهِ لَا يَرَى شَيْئًا يُعْجِبُهُ إِلَّا قَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَيَذْهَبُ أَهْلُ الْعِرَاقِ يَكْذِبُونَ عَلَيْهِ، وَيَزِيدُونَ عَلَيْهِ فِي الْحَدِيثِ (1)   (1) إسناده حسن، يحمى بن سُليم- وهو الطائفي- مختلف فيه يتقاصر عن رتبة= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 657 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْهُذَلِيِّ (1) ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ فَقَالَ: " أَيُّكُمْ يَنْطَلِقُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلا يَدَعُ بِهَا وَثَنًا إِلا كَسَرَهُ، وَلا قَبْرًا إِلا سَوَّاهُ، وَلا صُورَةً إِلا لَطَّخَهَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. فَانْطَلَقَ، فَهَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَرَجَعَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَنْطَلِقُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَانْطَلِقْ " فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَدَعْ بِهَا وَثَنًا إِلا كَسَرْتُهُ، وَلا قَبْرًا إِلا سَوَّيْتُهُ، وَلا صُورَةً إِلا لَطَّخْتُهَا. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَادَ لِصَنْعَةِ شَيْءٍ مِنْ هَذَا، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثُمَّ قَالَ: " لَا تَكُونَنَّ فَتَّانًا وَلا مُخْتَالًا، وَلا تَاجِرًا إِلا تَاجِرَ الْخَيْرِ، فَإِنَّ أُولَئِكَ هُمِ الْمَسْبُوقُونَ بِالْعَمَلِ " (2)   = الصحيح له في البخاري حديث واحد، واحتجّ به مسلم والباقون، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عبيد الله بن عياض بن عمرو، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وهو ثقة، وقال ابنُ كثير في "تاريخه" 7/292 بعد أن ذكر من رواية أحمد: تَفَرد به أحمد وإسناده صحيح، واختاره الضياء (يعني في "المختارة") . وأخرجه أبو يعلى (474) عن إسحاق بنِ أبي إسرائيل، عن يحيى بنِ سُليم، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/235-237 ونسبه إلى أبي يعلى، ولم ينسبه إلى أحمد مع أنَّه من شرطه! وقال: رجاله ثقات. (1) قال شعبة: يكنيه أهل البصرة أبا مورع، وأهلُ الكوفة يكنونه بأبي محمد. انظر ذلك في رقم (658) . (2) إسناده ضعيف، أبو محمد الهذلي ويُكنى أيضاً بأبي المورع قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابنُ عمرو بن المهلب الأزدي الكوفي، وأبو إسحاق: هو إبراهيمُ بنُ = الحديث: 657 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 658 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: وَيُكَنِّيهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَبَا مُوَرِّعٍ قَالَ: وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُكَنُّونَهُ بِأَبِي مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَلَمْ يَقُلْ عَنْ عَلِيٍّ، وَقَالَ: " وَلا صُورَةً إِلا طَلَخَهَا " فَقَالَ: مَا أَتَيْتُكَ يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى لَمْ أَدَعْ صُورَةً إِلا طَلَخْتُهَا. وَقَالَ: " لَا تَكُنْ فَتَّانًا وَلا مُخْتَالًا " (1) 659 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَ يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ " (2)   = محمد الفزاري، والحكم: هو ابنُ عُتيبة. وأخرجه الطيالسي (96) ، وأخرجه أبو يعلى (506) من طريق يزيد بنِ زريع كلاهما (الطيالسي ويزيد بن زريع) عن شعبة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/172-173 وقال: رواه أحمدُ وابنه عبد الله، وفيه أبو محمد الهذلي، ويقال: أبو المورع، ولم أجد من وثقه، وقد روى عنه جماعة، ولم يُضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وسيأتي برقم (881) و (1170) و (1175) و (1176) و (1177) وانظر ما بعده. وقصة طمس الصورة وتسوية القبر المشرف ستأتي بإسناد صحيح برقم (741) . (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي المورع. وهو مكرر ما قبله. والطلخ: اللطخ. (2) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيىء الحفظِ، والحارث - وهو ابن عبد الله الأعور- ضعيف. وأخرجه الطيالسي (126) ، وابنُ أبي شيبة 2/241-242 و286، وابن ماجه= الحديث: 658 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 660 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: - لَا أَشُكُّ إِلَّا أَنَّهُ عَلِيٌّ -، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَالْمُحِلِّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ " (1) 661 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ، إِنْ أَنْتَ وُلِّيتَ الْأَمْرَ بَعْدِي، فَأَخْرِجْ أَهْلَ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ " (2)   = (1147) ، والبزار (857) من طريق شريكٍ، بهذا الإسناد. وذكر ابنُ أبي شيبة في سنده متابعاً لشريك وهو أبو الأحوص، وقد تقدم برقم (569) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر الرازي: سيئ الحفظ، والحارث الأعور: ضعيف. وأخرجه أبو داود (2077) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حُصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (635) . (2) إسناده ضعيف جداً، قيس- وهو ابن الربيع الأسدي الكوفي- تغير بأخرة، وأشعث بن سوار ضعيف. خلف: هو ابن الوليد العتكي، وأبو ظبيان: هو حصين بن جندب الكوفي. وأخرجه عبد الرزاق (9994) و (19373) من طريق الحسن بن عمارة، عن عدي بن ثابت، بهذا الإسناد. الحديث: 660 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 662 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ (1) يَعْنِي الرَّازِيَّ، وَخَالِدٌ يَعْنِي الطَّحَّانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَمَّا الْمَنِيُّ فَفِيهِ الْغُسْلُ، وَأَمَّا الْمَذْيُ فَفِيهِ الْوُضُوءُ " (2) 663 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ (3) ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَبَعْدَهَا، يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ وَهُمْ يُصَلُّونَ " (4)   (1) تحرف في (م) إلى: حدثنا خلف بن أبي جعفر. (2) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي مولاهم الكوفي ضعيف علق له البخاري وروى له مسلم مقروناً، وقد سلف برقم (618) بإسناد صحيح على شرطهما. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/90، وابن ماجه (504) ، والترمذي (114) ، والبزار (630) ، وأبو يعلى (314) و (457) ، والطحاوي 1/46 من طرق عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (869) و (890) و (891) و (893) و (977) . وانظر (618) . (3) تحرف في (م) إلى: حدثنا خلف بن خالد. (4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف الحارث الأعور. مطرف: هو ابن طريف. وأخرجه أبو يعلى (497) عن وهب بن بقية الواسطي، عن خالد بن عبد الله الطحان، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/265، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه الحارث= الحديث: 662 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 664 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى (1) ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَلِ اللهَ تَعَالَى الْهُدَى وَالسَّدَادَ، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ " (2) • 665 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ (3) : وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ، مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ كَانَ قَبْلِي إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُقَبَاءَ وُزَرَاءَ نُجَبَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ   = وهو ضعيف. وسيأتي برقم (752) و (817) . وله شاهد بإسنادٍ صحيح من حديث أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/94: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءةِ أو قال: في الصلاة". وآخر صحيح بنحوه من حديث ابن عمر عنده أيضاً 2/36 أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة". وانظر "شرح السنة" 3/87. (1) تحرف في طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: "عن أبي بردة بن أبي موسى، أن علياً" والصواب: "عن أبي بردة، عن أبي موسى، أن علياً قال" كما جاء في الأصول التي بأيدينا والطبعتين- الأخريين للمسند، ويؤيد ذلك قول أبي الحسن الدارقطني في "العلل" 4/170: قال خالد الواسطي ومحمد بن فضيل: عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة عن أبي موسى، عن علي، ووهما في قولهما: "أبي موسى" لأن أبا بردة سمع هذا الحديث من علي، وأبو موسى حاضر. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بردة هو ابن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري، وهو مشهور بكنيته. وانظر (1124) و (1168) . (3) عبد الله: هو ابن أحمد بن حنبل. الحديث: 664 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 وَزِيرًا نَقِيبًا نَجِيبًا، سَبْعَةً مِنْ قُرَيْشٍ، وَسَبْعَةً مِنَ الْمُهَاجِرِينَ " (1) 666 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ هُمْ أَسَنُّ مِنِّي لِأَقْضِيَ بَيْنَهُمْ. قَالَ: " اذْهَبْ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى سَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، وَيَهْدِي قَلْبَكَ " (2) 667 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ غُزَيٍّ، حَدَّثَنِي عَمِّي عِلْبَاءُ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَرَّتْ إِبِلُ الصَّدَقَةِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى وَبَرَةٍ مِنْ جَنْبِ بَعِيرٍ فَقَالَ: " مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهَذِهِ الْوَبَرَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (3)   (1) إسناده ضعيف، كثير النواء الجمهور على تضعيفه، وعبد الله بن مليل لم يوثقه غير ابن حبان. وسيأتي برقم (1263) ، وانظر (1206) و (1274) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بن مضرب، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن وهو ثقة. وأخرجه النسائي في "خصائص على" (36) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/337، والبزار (721) ، ووكيع فى "أخبار القضاة" 1/85 من طريقين عن إسرائيل، به. وأخرجه ابن سعد 2/337 من طريق شيبان، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (1342) ، وانظر (636) . (3) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، عمرو بن غزي مجهول، وعمه علباء - وهو ابن أبي علباء الكوفي- لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير ابن أخيه. = الحديث: 666 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 668 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُصَلِّي إِذِ انْصَرَفَ وَنَحْنُ قِيَامٌ، ثُمَّ أَقْبَلَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَصَلَّى لَنَا الصَّلاةَ، ثُمَّ قَالَ: " إِنِّي ذَكَرْتُ أَنِّي كُنْتُ جُنُبًا حِينَ قُمْتُ إِلَى الصَّلاةِ لَمْ أَغْتَسِلْ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ فِي بَطْنِهِ رِزًّا، أَوْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، فَلْيَنْصَرِفْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ حَاجَتِهِ، أَوْ غُسْلِهِ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى صَلاتِهِ " (1) 669 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، فَذَكَرَ مِثْلَه ُ (2) 670 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَالِحٍ   = وأخرجه أبو يعلى (463) من طريق عبد الله بنِ نمير، عن أبان بنِ عبد الله البجلي، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت عند ابنِ ماجه (2850) ، والنسائي 7/131، ومن حديث عمرو بن عبسة عند أبي داود (2755) ، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي 7/131. (1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأخرجه البزار (890) من طريق النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (669) و (777) . وانظر حديث أبي هريرة الصحيح في "المسند" 2/338-339 ففيه أن انصرافه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان قبل الدخول في الصلاة. والرز، بكسر الراء وتشديد الزاي: الصوت الخفي، ويريد به القرقرة في البطن، وقيل: هو غمز الحدث وحركته للخروج. (2) إسناده ضعيف. وهو مكرر ما قبله. الحديث: 668 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 الْأَسْلَمِيَّ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَنْشُدُ النَّاسَ فَقَالَ: " أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا مُسْلِمًا سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا قَالَ: فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيًّا فَشَهِدُوا " (1) 671 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنِ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبَ الرِّبَا، وَآكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَالْمُحَلِّلَ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ " (2) 672 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ، مَوْلَى الْأَنْصَارِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، حَيْثُ قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ فَكَأَنَّ النَّاسَ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَتْلِهِمْ فَقَالَ: عَلِيٌّ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ،   (1) صحيح لغيره، زياد بن أبي زياد ترجمه أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف" فقال: سمع علي بن أبي طالب وجماعة من البدريين وعنه الربيع بن أبي صالح الأسلمي، قال الخطيب في "المتفق والمفترق": أحسبه من أهل الكوفة، ولم يورده ابن حجر في "التعجيل" مع أنه من شرطه، وباقي رجاله ثقات. وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 9/106-107 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. ومتن الحديث صحيح مشهور كما تقدم. وانظر ابن حبان (6930) و (6931) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور. وأخرجه البزار (859) من طريق روح بن عبادة، عن إسرائيل، به. وقد تقدم برقم (635) . الحديث: 671 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ " حَدَّثَنَا بِأَقْوَامٍ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَرْجِعُونَ فِيهِ أَبَدًا، حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ، وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، حَوْلَهُ سَبْعُ هُلْبَاتٍ ". فَالْتَمِسُوهُ فَإِنِّي أُرَاهُ فِيهِمْ. فَالْتَمَسُوهُ، فَوَجَدُوهُ إِلَى شَفِيرِ النَّهَرِ تَحْتَ الْقَتْلَى، فَأَخْرَجُوهُ، فَكَبَّرَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ. وَإِنَّهُ لَمُتَقَلِّدٌ قَوْسًا لَهُ عَرَبِيَّةً، فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ، فَجَعَلَ يَطْعَنُ بِهَا فِي مُخْدَجَتِهِ وَيَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَكَبَّرَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَ (1) 673 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ مِنَ الْمَعْرُوفِ سِتٌّ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو كثير مولى الأنصار لا يعرف بجرح ولا تعديل ولم يرو عنه غير إسماعيل بن مسلم العبدي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الحميدي (59) ، وأبو يعلى (478) من طريقين عن إسماعيل بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (616) و (626) و (706) و (848) و (1179) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1064) ، وعن جابر عنده أيضاً (1063) . الرّمِيَّة: هي التي يرميها الرامي من الصيد. الفُوق: هو موضع الوتر من السهم. المُخْدَج: ناقص الخلق. وهَلَبات، بفتح الهاء واللام: أي شعرات أو خصلات من الشعر. الحديث: 673 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 مَرِضَ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَشْهَدُهُ إِذَا تُوُفِّيَ، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَيَنْصَحُ لَهُ بِالْغَيْبِ " (1) 674 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ (2) 675 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُلْتَمَسَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي كَمَا تُلْتَمَسُ أَوْ تُبْتَغَى الضَّالَّةُ، فَلا يُوجَدُ " (3) 676 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ،   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور. وأخرجه الدارمي (2633) ، والبزار (850) من طريق عبهد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/235 و8/623، وابن ماجه (1433) ، والترمذي (2736) ، وأبو يعلى (435) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به. وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي برقم (674) . وله شاهد من حديث أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/321. (2) حسن لغيره، وهو مكرر ما قبله. وفي (ب) و (ظ11) : فذكره بإسناده ومعناه. (3) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وأخرجه عبدُ بن حميد (69) ، والبزار (849) من طريق عُبند الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (864) من طريق سَماد بن سليمان، عن أبي إسحاق، به. مطولاً. وسيأتي (720) . الحديث: 674 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ: " مَنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْسِرُوا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُمْ خَرَجُوا كُرْهًا " (1) 677 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82] قَالَ: " شِرْكُكُمْ (2) "مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا " (3) 678 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِتِسْعِ سُوَرٍ مِنَ الْمُفَصَّلِ " قَالَ أَسْوَدُ: " يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى: أَلْهَاكُمِ التَّكَاثُرُ، وَإِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ: وَالْعَصْرِ،   (1) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير حارثة بن مضرب وهو ثقة. وأخرجه البزار (720) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/85، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد ثقات. (2) على حاشية (س) و (ص) : شكركم، وجاءت كذلك في الرواية الآتية (849) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى وهو ابن عامر الثعلبي. وأخرجه البزار (593) ، والطبري 27/207 و208، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (784) من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسياتي برقم (849) و (850) و (1087) . وفي الباب عن ابن عباس مرفوعاً عند مسلم (73) ، وعند الطبري موقوفاً 27/208. الحديث: 677 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 وَإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَتَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1) 679 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ عَبْدَ الْأَعْلَى، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ أَمَةً لَهُمْ زَنَتْ، فَحَمَلَتْ، فَأَتَى عَلِيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: " دَعْهَا حَتَّى تَلِدَ أَوْ تَضَعَ، ثُمَّ اجْلِدْهَا " (2) 680 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَحَسَنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ جُرْمُوزٍ يَسْتَأْذِنُ. قَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، لِيَدْخُلْ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ النَّارَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ " (3)   (1) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وأخرجه عبد بن حميد (68) ، والبزار (851) ، ومحمد بن نصر المروزي في "مختصر قيام الليل" ص 130، وأبو يعلى (460) ، والطحاوي 1/290 من طِرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (685) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى وهو ابن عامر الثعلبي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7267) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (736) و (1137) و (1138) و (1142) و (1231) . وسيأتي بنحوه من طريق أصح من هذا عن علي برقم (1341) . (3) إسناده حسن، عاصم- وهو ابن أبي النجود الكوفي- يتقاصر عن رتبة الصحيح،= الحديث: 679 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 681 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ عَلَى عَلِيٍّ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَشِّرْ قَاتِلَ ابْنِ صَفِيَّةَ بِالنَّارِ، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ " (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: " الْحَوَارِيُّ: النَّاصِرُ " 682 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعَ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ،   شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي نسبة إلى "نحوة" بطن من الأزد لا إلى علم النحو. وأخرجه الطيالسي (163) عن شيبان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 3/105، والبزار (556) و (559) ، والطبراني (228) و (243) من طرق عن عاصم، به. وسيأتي برقم (681) و (799) و (813) . قوله: "إن لكل نبي حوارياً" قال السندي: هو بكسر الراء وتشديد الياء: لفظ مفرد بمعنى: الخالص والناصر، من الحَوَر بمعنى البياض، والياء للنسبة، فهو منصوب مُنَوَّن مكتوب بالألف في كثير من الكتب، إلا أن المحدثين كثيراً ما يكتبون المنصوب بالألف بلا ألفٍ، وإذا أضيف إلى ياء المتكلم فقد تُحذَفُ الياء اكتفاءً بالكسرة، وقد تُخفف ثم تُدغم في ياء المتكلم مفتوحةً، وهاهنا يُروى بالفتح والكسر في قوله: "وإنَّ حواريّ". (1) إسناده حسن. زائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه الترمذي (3744) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 3/105، وابن أبي شيبة 12/93، وابن أبي عاصم (1389) من طريقين عن عاصم بن بهدلة، به. وانظر ما قبله. ابن صفية: هو الزبيرُبن العوام، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 681 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي مِنَ الضُّحَى " (1) 683 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ: أَبْعَثُكَ فِيمَا بَعَثَنِي " رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي أَنْ أُسَوِّيَ كُلَّ قَبْرٍ، وَأَطْمِسَ كُلَّ صَنَمٍ " (3) 684 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ،   (1) إسناده قوي، سليمان بن داود هو أبو داود الطيالسي الحافظ من رجال مسلم ومن فوقه من رجال الصحيحين غير عاصم بن ضمرة فقد روى له الأربعة وهو صدوق. وهو في "مسند الطيالسي" (127) بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (598) ، والنسائي 2/119- 120، وفي "الكبرى" (470) ، وأبو يعلى (318) و (334) ، وابن خزيمة (1232) من طرق عن شعبة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/235 مختصراً، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقات. وانظر (650) . (2) تحرف في (م) إلى: "حدثنا يونس بن محمد، حدثنا محمد، حدثنا حماد". وجاء على الصواب في الأصول التي بأيدينا بحذف "حدثنا محمد" وانظر "أطراف المسند" 2 الورقة 24. (3) إسناده ضعيف جداً، يونس بن خباب كذبه يحيى بنُ سعيد، وقال ابن معين: رجل سوء ضعيف، وقال ابن حبان: لا تحِل الروايةُ عنه، وقال النسائي: ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث. وأصل الحديث صحيح من حديث حيان بن حصين أبي الهياج الأسدي. وسيأتي برقم (741) . وأخرجه البزار (911) من طريق قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن أبي الهياج، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (889) . الحديث: 683 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، هَدِبَ الْأَشْفَارِ، مُشْرَبَ الْعَيْنِ بِحُمْرَةٍ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ " (1) 685 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ " (2) 686 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَا أَحْدَثَ، قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ مَاءً " (3)   (1) إسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، فإن حديثه من قبيل الحسن. محمد بن علي: هو ابن الحنفية وهو خالُ عبد الله بن محمد بن عقيل. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1315) ، والبزار (660) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/210 و217 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (645) ، وأبو يعلى (370) من طريق سالم المكي، عن محمد بن الحنفية، به. وسيأتي برقم (796) ، وانظر (744) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور. أبو بكر: هو ابن عياش الأسدي الكوفي، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه الترمذي (460) عن هناد، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وانظر رقم (678) . وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري عند أحمد 5/418، وصححه ابن حبان (2407) ، وعن عائشة عند أحمد 6/155-156، وصححه الحاكم 4/301، ووافقه الذهبي. وعن ابن عباس عند أحمد أيضاً (2740) . (3) إسناده ضعيف لِضعف الحارث الأعور. وانظر (627) . الحديث: 685 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 وَرُبَّمَا قَالَ إِسْرَائِيلُ: عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 687 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُوسَى الصَّغِيرِ الطَّحَّانِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " خَرَجْتُ فَأَتَيْتُ حَائِطًا، قَالَ: فَقَالَ: دَلْوٌ بِتَمْرَةٍ. قَالَ: فَدَلَّيْتُ (1) حَتَّى مَلَأَتُ كَفِّي، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَاءَ فَاسْتَعْذَبْتُ - يَعْنِي: شَرِبْتُ - ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطْعَمْتُهُ بَعْضَهُ، وَأَكَلْتُ أَنَا بَعْضَهُ " (2) 688 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ نَاقَتِي وَكَيْتَ وَكَيْتَ. قَالَ: " أَمَّا نَاقَتُكَ فَانْحَرْهَا، وَأَمَّا كَيْتَ وَكَيْتَ فَمِنَ الشَّيْطَانِ " (3)   (1) في (ظ 11) وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص) : فدلوت. (2) إسناده ضعيف، شريك وهو ابنُ عبد الله القاضي سيئ الحفظ، ومجاهد وهو ابن جبر لم يسمع من علي، كما جزم به يحتص بن معين وأبوزرعة، وموسى الصغير: هو موسى بن مسلم الحِزامي- ويقال: الشيباني- أبو عيسى الكوفي الطحان وثقه ابن معين وقال أحمد: ما أرى به بأساً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، يقال: إنه مات وهو ساجد. وسيأتي بتمامه برقم (1135) . (3) إسناده ضعيف لِضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-. محمد بن علي: هو ابن الحسين بن علي المعروف بالباقر، وأبوه علي بن الحسين زين العابدين لم يدرك جده علي بن أبي طالب. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/188، وقال: رواه أحمد وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف، وقد وثقه شعبة والثوري. الحديث: 687 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 689 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ يَعْنِي قُرَادًا، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الْوَتْرِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُوتِرَ هَذِهِ السَّاعَةَ، ثَوِّبْ يَا ابْنَ النَّبَّاحِ (1) ، أَوْ أَذِّنْ، أَوْ أَقِمْ " (2) 690 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَقَدَّمَ إِلَيْكَ خَصْمَانِ، فَلا تَسْمَعْ كَلامَ الْأَوَّلِ، حَتَّى تَسْمَعَ كَلامَ الْآخَرِ، فَسَوْفَ تَرَى كَيْفَ تَقْضِي " قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: " فَمَا زِلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ قَاضِيًا " (3)   قوله: "فمن الشيطان"، قال السندي: ظاهره أنه لا يلزم النذر غير المعين، ولكن حَمَل صاحب "المجمع": كيت وكيت، على غير القُربة، فذكر الحديث في باب خلط الناذر في نذره القربة بغيرها، وكانه حمله على ذلك بقرينة قوله: "فمن الشيطان". (1) تصحف في (س) و (ق) و (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: "ابن التياح" بتاء وياء، والصواب ما أثبتناه- بنون وباء- كما في (ظ11) و (ب) وكتب المشتبه. (2) إسناده ضعيف لجهالة الرجل من بني أسد الراوي عن علي، واسم أبي نوح: عبد الرحمن بن غزوان روى له البخاري وقال الحافظ في "التقريب": ثقة له أفراد، وقال الذهبي في "الميزان": وله مناكير. وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي. وسيأتي برقم (860) و (861) و (862) . (3) حسن لغيره، حنش وهو ابن المعتمر- وإن كان فيه ضعف- قد تابعه ابن عباس عند ابن حبان (5065) وانظر تمام تخريجه فيه. وأخَرجه الترمذي (1331) من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (125) ، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/85 و86، والبيهقي 10/86 من طرق عن سماك، به. وسيأتي برقم (745) و (1211) و (1280) و (1281) = الحديث: 689 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 691 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَّامٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ حُكَيْمِ بْنِ سَعْدٍ أَبِي تِحْيَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا قَالَ: " اللهُمَّ بِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أَحُولُ (1) ، وَبِكَ أَسِيرُ " (2) 692 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَنِي أَنْ أُعْطِيَ الْحَجَّامَ أَجْرَهُ " (3)   = و (1282) و (1283) و (5/12) . (1) أحول- بالحاء المهملة- أي: أتحرك، أو أدفع وأمنع، وجاء في (م) وطبعة الشيخ شاكر: "أجول " بالمعجمة لكن الشيخ أحمد شاكر استدرك الخطأ فيما بعدُ أثناء تخريج الحديث رقم (1296) وقال: وثبت فيما مضى بالجيم، وهوخطأ. (2) إسناده ضعيف، عمران بن ظبيان الحنفي الكوفي قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه- يعني للمتابعات-، وتناقض ابن حبان فذكره في "الثقات" وقال في "الضعفاء": فحش خطؤه حتى بطل الاحتجاجُ به، وذكره العقيلي وابن عدي في "الضعفاء" وقال يعقوب بن سفيان: ثقة من كبراء أهل الكوفة يميل إلى التشيع. وسيأتي برقم (1296) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وورقاء: هو ابن عمرو بن كليب اليشكري، ويقال: الشيباني الكوفي، وأبو جميلة- واسمه ميسرة بن يعقوب الطهوي الكوفي صاحب راية علي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وهو في "مسند الطيالسي" (153) بهذا الإسناد، ومن طريق الطيالسي أخرجه البزار (763) ، والبيهقي 9/338.= الحديث: 691 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 693 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ آتِيَهُ بِطَبَقٍ يَكْتُبُ فِيهِ مَا لَا تَضِلُّ أُمَّتُهُ مِنْ بَعْدِهِ، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ تَفُوتَنِي نَفْسُهُ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَحْفَظُ وَأَعِي. قَالَ: " أُوصِي بِالصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " (1) 694 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فِي حُلْمِهِ، كُلِّفَ عَقْدَ شَعِيرَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) • 695 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا   = وأخرجه ابن ماجه (2163) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/130 من طريقين عن ورقاء، به. وقد تحرف في المطبوع من ابن ماجه "أبو جميلة" إلى: "أبو حميد"!. وسيأتي برقم (1129) و (1130) و (1136) . وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (2278) و (2279) ، ومسلم (1202) ولفظه: احتجم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعطى الحجام أجرَه. (1) إسناده ضعيف، نعيم بن يزيد لم يرو عنه غيرُ عمر بن الفضل وقال أبو حاتم: مجهول. وأخرجه ابنُ سعد 2/243، والبخاري في "الأدب المفرد" (156) من طريق حفص بن عمر، عن عمر بن الفضل، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (585) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي، وقد تقدم برقم (568) . الحديث: 693 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ يَعْنِي النُّمَيْرِيَّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي اخْتِلافٌ، أَوْ أَمْرٌ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ السِّلْمَ، فَافْعَلْ " (1) • 696 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى السُّدِّيُّ، وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زَحْمَوَيْهِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ سَمَّى الْحَرْبَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ: خَدْعَةً " قَالَ زحْمَوَيْهِ فِي حَدِيثِهِ: " عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ " (2)   (1) إسناده ضعيف، فضيل بن سليمان كثير الخطأ، وإياس بن عمرو لم يرو عنه غير محمد بن أبي يحيى ولم يوثقه غير ابن حبان. والسلْم: هو المسالم. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سعيد بن ذي حُدان قال ابن المديني: هو رجل مجهول لا أعلم أحدا روي عنه إلا أبو إسحاق، ثم هو لم يدْركْ علياً فيما قاله الدارقطني في "العلل" 3/227، وقد أدخل رجلاً بينه وبين علي ولم يَسمه كما سيأتي بعد هذا برقم (697) ، وشريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 118 عن إسماعيل بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (494) عن زكريا بن يحيى، به. وقرن به إسحاق بن أبي إسرائيل. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/529 من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطيالسي (172) ، عن قيس، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وقد تحرف "عن سعيد بن ذي حدان" عند= الحديث: 696 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 * 697 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ، عَلِيًّا يَقُولُ: " الْحَرْبُ خَدْعَةٌ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)   = الطيالسي إلى: عن أبي ذي حدات. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (3) عن محمد بن عثمان بن أبي سويد، عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حَبة بن جُوين، عن علي. وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي سويد ضعفه الدارقطني والذهبي في "الميزان" 3/641، وحبة بن جوين الأكثر على تضعيفه. وقد تقدم قوله: "الحرب خدعة" موقوفاً عن على برقم (616) . ومتن الحديث صحيح، فقد روي مرفوعا إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جابرٍ عند أحمد 3/308، والبخاري (3030) ، ومسلم (1739) . وعن كعب عند أحمد 6/387، وأبي داود (2620) . وعن أبي هريرة عند أحمد 2/312، والبخاري (3027) ، ومسلم (1740) . وعن أنس عند أحمد 3/224. وعن ابن عباس عند ابن ماجه (2834) . وعن عائشة عند ابن ماجه أيضا (2833) (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 120-121 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/529 عن وكيع، وأبو الشيخ (2) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، به. غير أن أبا الشيخ لم يقل في حديثه "عمن سمع عليا". وسيتكرر هذا الحديث برقم (1034) . الحديث: 697 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 • 698 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، سَمِعَ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهْدِيَتْ لَهُ حُلَّةٌ سِيَرَاءُ، فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيَّ، فَرُحْتُ بِهَا، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَضَبَ، قَالَ: فَقَسَمْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي " (1) 699 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، - قَالَ: سُفْيَانُ لَا أَعْلَمُهُ إِلا قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: "   (1) إسناده صحيح، إسحاق بن إسماعيل- وهو الطالقاني- ثقة من رجال أبي داود، ومن فوقه مِن رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (181) ، والبخاري (2614) و (5366) و5840) ، والبزار (577) و (578) ، والبيهقي 2/424 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (755) و (1315) ، وانظر (1077) و (958) و (1154) . وحلة السًيَراء: هي حلة من حرير. قال الحافظ في "الفتح" 10/297: واختُلِف في قوله "حلّة سِيَراء" هل هو بالإضافة أو لا؟ فوقع عند الأكثر بتنوين "حُلةٍ" على "سيراء" عطف بيان أو نعت، وجَزَم القرطبى بأنه الرواية، وقال الخطابي. قالوا؟ حلة سيراء، كما قالوا: ناقة عشَراء ونقل عياض عن أبي مروان بن السراج أنه بالإضافة، قال عياض: وكذا ضَبَطْنَاة عن مُتْقِني شيوخنا، وقال النووي: إنه قولُ المحققين ومتقني العربية، وإنه من إضافة الشيء لصفته، كما قالوا: ثوبُ خز، ونقل عياض عن سيبوية قال: لم يأت "فِعَلاء" صفة لكن اسماً. والمراد بقوله: "نسائي"، ما فسره في رواية أبي صالح الحنقي عن علي عنده مسلم (2071) (18) حيث قال: "بين الفَواطم"، والمراد بالفواطم: فاطمة بنت الني صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفاطمة بنت أسد بن هاشم والدة علي، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب. الحديث: 698 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 مَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ، كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَقْدَ شَعِيرَةٍ " قَالَ: أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 700 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَاصِلُ إِلَى السَّحَرِ " (2) 701 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ بِي كَرْبٌ أَنْ أَقُولَ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ، وَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي-. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (2281) من طريق أبى أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (568) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/82-83 عن وكيع، وعبد بن حميد (85) عن أبي نعيم، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما سياتي برقم (1195) . وله شواهد تقويه. انظر "فتح الباري" 4/204-205. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي- حسن الحديث، استشهد به مسلم ولم يحتج به، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة. وصحح الحافظ ابن حجر هذا الحديث كما في= الحديث: 700 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 702 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي ثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: عَادَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: أَعَائِدًا جِئْتَ يَا أَبَا مُوسَى أَمْ زَائِرًا؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَا بَلْ عَائِدًا. فَقَالَ عَلِيٌّ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا عَادَ مُسْلِمٌ مُسْلِمًا إِلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، مِنْ حِينَ يُصْبِحُ إِلَى أَنْ يُمْسِيَ، وَجَعَلَ اللهُ تَعَالَى لَهُ خَرِيفًا فِي الْجَنَّةِ " قَالَ: فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا الْخَرِيفُ؟ قَالَ: " السَّاقِيَةُ الَّتِي تَسْقِي النَّخْلَ " (1) • 703 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ:   = " الفتوحات الربانية" لابن علاّن 4/7. وأخرجه البزار (472) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (351) ، والحاكم 1/508 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي! وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1013) من طريق عبد الله بن وهب، والبيهقي في "شعب الإيمان" (623) من طريق حماد بن أسامة، كلاهما عن أسامة بن زيد، به. وأخرجه البزار (471) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (629) من طريق أبان بن صالح، عن محمد بن كعب القرظي، به. وأخرجه النسائي (627) و (628) من طريق بنت عبد الله بن جعفر، عن أبيها، به. وسيأتي برقم (726) . (1) حديث حسن، لكن الصحيح وقفه كما تقدم برقم (612) ، وهذا إسناد ضعيف لضعف ثوير بن أبي فاختة. وأخرجه الترمذي (969) من طريق إسرائيل، والبزار (777) من طريق زائدة بن قدامة، كلاهما عن ثوير بن أبي فاختة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب. الحديث: 702 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 قَدِمَ عَلِيٌّ، عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنَ الْخَوَارِجِ، فِيهِمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْجَعْدُ بْنُ بَعْجَةَ فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللهَ يَا عَلِيُّ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ. فَقَالَ عَلِيٌّ: " بَلْ مَقْتُولٌ، ضَرْبَةٌ عَلَى هَذَا تَخْضِبُ هَذِهِ - يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ - عَهْدٌ مَعْهُودٌ، وَقَضَاءٌ مَقْضِيٌّ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى "، وَعَاتَبَهُ فِي لِبَاسِهِ، فَقَالَ: " مَا لَكُمْ وَلِلِّبَاسِ هُوَ أَبْعَدُ مِنَ الْكِبْرِ، وَأَجْدَرُ أَنْ يَقْتَدِيَ بِيَ الْمُسْلِمُ " (1) 704 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ (2) قَالَ: وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَعْوَرِ، قَالَ: قُلْتُ: لَآتِيَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَأَسْأَلَنَّهُ عَمَّا سَمِعْتُ الْعَشِيَّةَ. قَالَ: فَجِئْتُهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ أُمَّتَكَ مُخْتَلِفَةٌ بَعْدَكَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَيْنَ الْمَخْرَجُ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: فَقَالَ: كِتَابُ اللهِ تَعَالَى، بِهِ يَقْصِمُ اللهُ كُلَّ جَبَّارٍ، مَنِ اعْتَصَمَ بِهِ نَجَا، وَمَنْ تَرَكَهُ هَلَكَ - مَرَّتَيْنِ - قَوْلٌ فَصْلٌ، وَلَيْسَ   (1) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد افله النخعي- سيئ الحفظ. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/82 - 83 عن محمد بن أحمد بن الحسن، عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه ما يتعلق بمقتله. وأخرجه الطيالسي (157) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (918) ، وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2238) ، ومن طريقه أبو نعيم 1/82- 83 عن علي بن الجعد، كلاهما) الطيالسي وعلي (عن شريك، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (802) و (1078) . (2) تحرف في (م) إلى: أبي إسحاق. الحديث: 704 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 بِالْهَزْلِ، لَا تَخْتَلِقُهُ الْأَلْسُنُ، وَلَا تَفْنَى أَعَاجِيبُهُ، فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ، وَفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ، وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ " (1)   (1) إسناده ضعيف لضعف الحارث بن عبد اللُه الأعور، ثم هو منقطع، لقول محمد بن إسحاق: "وذكرمحمد بن كعب القرظي "، فإنه لا تعرف له رواية عن محمد بن كعب القرظي، بل هو يروي في "السيرة" عنه بواسطة، قال الشيخ أحمد شاكر، وقد وقع في "مسند البزار": ابن إسحاق قال: حدثنا محمد بن كعب، ويغلب على ظننا أنه خطأ من الناسخ، والله أعلم. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. وأخرجه البزار (834) ، وأبو يعلى (367) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/482، والدارمي (3331) ، والترمذي (2906) ، والبزار (836) من طريق أبي المختار الطائي، عن ابن أخي الحارث، عن الحارث، به. أبو المختار وابن أخي الحارث مجهولان، وقال الترمذي: هذا حديث غريب ... وإسناده مجهول، وفي حديث الحارث مقال. وأخرجه الدارمي (3332) ، والبزار (835) من طريق أبي البَختري، عن الحارث، به. قوله: "لا تختلقه الألسن"، كذا هو في أصولنا، وهو كذلك في "مسند أبي يعلى"، أي: لا تبتدعه ولا تفتريه، وقال السندي: أي: لا يصير عتيقاً بكثرة دوران اللسان به! ولكن "تختلقه" فعل لا يوجد في مراجع اللغة بهذا المعنى، وفي رواية غير أحمد وأبي يعلى: "لا َخْلًق عن كثرة الرد"، من: خَلُقَ الثوبُ، إذا بَلِيَ، قال القاري في "المرقاة" 2/593: أي: لا تزول لذةُ قراءته، وطراوة تلاوته، واستماع أذكاره وأخباره من كثرة تكراره، و"عن" على بابها، أي: لا يصدر الخَلَقُ من كثرة تكراره، كما هو شأن كلام غيره تعالى المقول فيه: جُبلت النفوس على معاداة المعادات، بل هذا من قَبيل: أعِدْ ذِكرَ نعمان لنا إن ذِكرَهُ هو المِسكُ ما كرَّرته يَتضوّغُ ولذا كلما زاد العبدُ من تكرار قراءته، أو سماع تلاوته ازداد في حلاوته، وإن لم= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 705 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى فَاطِمَةَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَيْقَظَنَا لِلصَّلاةِ، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ فَصَلَّى هَوِيًّا مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَلَمْ يَسْمَعْ لَنَا حِسًّا، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْنَا، فَأَيْقَظَنَا وَقَالَ: " قُومَا فَصَلِّيَا " قَالَ: فَجَلَسْتُ وَأَنَا أَعْرُكُ عَيْنِي وَأَقُولُ: إِنَّا وَاللهِ مَا نُصَلِّي إِلا مَا كُتِبَ لَنَا، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. قَالَ: فَوَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ، وَيَضْرِبُ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ: " مَا نُصَلِّي إِلا مَا كُتِبَ لَنَا، مَا نُصَلِّي إِلا مَا كُتِبَ لَنَا " {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (1) • 706 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ أَبُو يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْخَوَارِجُ بِالنَّهْرَوَانِ قَامَ عَلِيٌّ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ، وَأَغَارُوا فِي سَرْحِ النَّاسِ، وَهُمْ أَقْرَبُ   = يفهم معناه لحصول متماه، ولذا قال الشاطبي: وترداده يزداد فيه تجمُّلاً (1) إسناده حسن. وأخرجه البزار (504) ، والنسائي 3/206، وأبو يعلى (366) ، وابن خزيمة (1139) ، وأبو عوانة 2/292 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانظر (571) . والهويّ: الحين الطول من الزمان، وقيل: هو مختص بالليل. الحديث: 705 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 الْعَدُوِّ إِلَيْكُمْ، وَأَنْ تَسِيرُوا إِلَى عَدُوِّكُمْ أَنَا أَخَافُ (1) أَنْ يَخْلُفَكُمْ هَؤُلَاءِ فِي أَعْقَابِكُمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَخْرُجُ خَارِجَةٌ مِنْ أُمَّتِي، لَيْسَ صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا لَهُ عَضُدٌ وَلَيْسَ لَهَا ذِرَاعٌ، عَلَيْهَا مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ، عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ بِيضٌ، لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ لاتَّكَلُوا عَلَى الْعَمَلِ، فَسِيرُوا عَلَى اسْمِ اللهِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (2) 707 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: وَاللهِ إِنَّا لَمَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ   (1) في (ب) وحاشية (س) : أخاف، بحذف "أنا". (2) إسناده قوي، أحمد بن جميل أبو يوسف روى عنه جمع، وقال إبن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق، ووثقه عبد الله بن أحمد، وابن حبان، وقال يعقوب بنُ شيبة: صدوق ولم يكن بالضابط، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي عاصم (916) عن يعقوب بن حميد، عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (18650) ، ومن طريقه مسلم (1066) (156) ، وأبو داود (4768) ، والبزار (581) ، وابنُ أبي عاصم (917) ، والنسائي في "خصائص علي" (186) ، والبيهقي 8/170، والبغوي (2556) عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وأخرجه بنحوه البزار (579) من طريق الأعمش، عن زيد بن وهيب، به. وانظر (672) . الحديث: 707 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 بِالْجُحْفَةِ، وَمَعَهُ رَهْطٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِيهِمْ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ، إِذْ قَالَ عُثْمَانُ - وَذُكِرَ لَهُ التَّمَتُّعُ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ -: إِنَّ أَتَمَّ لِلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ أَنْ لَا يَكُونَا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ، فَلَوْ أَخَّرْتُمْ هَذِهِ الْعُمْرَةَ حَتَّى تَزُورُوا هَذَا الْبَيْتَ زَوْرَتَيْنِ كَانَ أَفْضَلَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ وَسَّعَ فِي الْخَيْرِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِبَطْنِ (1) الْوَادِي يَعْلِفُ بَعِيرًا لَهُ، قَالَ: فَبَلَغَهُ الَّذِي قَالَ عُثْمَانُ، فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: " أَعَمَدْتَ إِلَى سُنَّةٍ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرُخْصَةٍ رَخَّصَ اللهُ تَعَالَى بِهَا لِلْعِبَادِ فِي كِتَابِهِ، تُضَيِّقُ عَلَيْهِمْ فِيهَا، وَتَنْهَى عَنْهَا، وَقَدْ كَانَتْ لِذِي الْحَاجَةِ وَلِنَائِي الدَّارِ، ثُمَّ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعًا " فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: " وَهَلْ نَهَيْتُ عَنْهَا؟ إِنِّي لَمْ أَنْهَ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ رَأْيًا أَشَرْتُ بِهِ، فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ بِهِ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ " (2)   (1) في (م) و (ق) و (ص) وحاشية (س) : في بطن. (2) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد فقد روى له إصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه بنحوه البزار (473) قال: وجدتُ في كتابي عن محمد بن منصور الطوسي (وقع فيه: محمد بن إبي منصور الطوسي، والصواب ما إثبتنا) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. ولفظه: شهدت عثمان وعلياً، فكان عثمان ينهى عن العمرة وأن يجمع بينها وبين الحج، قال: وعلي يهل بهما جميعاً، قال: فالتقيا، فقال له عثمان: ما تُريد إلا خلافي، قال: ما أريدُ خِلافك، ولكن لا أدَع شيئاً رأيت رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعله لقولَ أحد من الناس. ثم قال: وهذا الحديثُ يُروى عن علي من وجوه، وهذا أحسن إسناد يُروى عن علي في ذلك وأرفعه، ولا نعلم أمند ابنُ الزبير عن علي غير هذا الحديث. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 708 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ قَالَتْ: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْضَاءِ حِينَ وَقَفَ عَلَى شِعْبِ الْأَنْصَارِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهَا لَيْسَتْ بِأَيَّامِ صِيَامٍ إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ " (1) 709 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، - قَالَ سَعْدٌ: ابْنِ الْهَادِ - سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ لِأَحَدٍ غَيْرَ   (1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق حسن الحديث إذا أمِنَ تدليسُه، وقد صرح هنا بالسماع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح غيرَ أم مسعود بن الحكم- واسمها حبيبة بنتُ شريق بفتح الشين الهذلية، ويقال الأنصارية- فقد روى لها النسائى، عدها أبو نعيم في الصحابة وذكرها ابن حبان في ثقات التابعين، وجزم في "التقريب" بصحبتها. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2887) عن عُبيد الله بنِ سعد بن إبراهيم، عن عمه يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي أيضا (2888) من طريق عبدة بنِ سليمان، عن محمد بن إسحاق، به. وأخرجه النسائي (2886) من طريق أحمد بن خالد، وأبو معلى (461) ، وابن خزيمة (2147) ، والحاكم 1/434-435 من طريق عبدِ الأعلى بن عبد الأعلى السامي، كلاهما عن محمد بن إسحاق عن حكيم بن حَكيم، عن مسعود بن الحكم، به. وحكيم بن حكيم حسن الحديث روى له أصحاب السنن، وقد أخطأ الحاكم - وتابعه الذهبي رحمه الله- فصححاه على شرط مسلم. وانظر (567) و (992) . الحديث: 708 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: " ارْمِ يَا سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " (1) 710 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا أَقُولُ نَهَاكُمْ - عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَالْمُعَصْفَرِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَأَنَا رَاكِعٌ، وَكَسَانِي حُلَّةً مِنْ سِيَرَاءَ فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَقَالَ: " يَا عَلِيُّ، إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا " قَالَ: فَرَجَعْتُ بِهَا إِلَى فَاطِمَةَ فَأَعْطَيْتُهَا نَاحِيَتَهَا، فَأَخَذَتْ (2) بِهَا لِتَطْوِيَهَا مَعِي، فَشَقَّقْتُهَا بِثِنْتَيْنِ، قَالَ: فَقَالَتْ: تَرِبَتْ يَدَاكَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، مَاذَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِهَا، فَالْبَسِي وَاكْسِي نِسَاءَكِ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسعد- وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أخو يعقوب- من رجال البخاري وحده. وأخرجه البخاري (4059) ، ومسلم (2411) ، وأبو يعلى (422) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وسياتي برقم (1017) و (1147) و (1357) . وأخرجه الترمذي (2828) و (2829) و (3753) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (194) ، وابن حبان (6988) من طريق سعيد بن المسيب، عن علي. (2) على حاشية (س) و (ص) : فأخذتها. (3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة، وروى له أصحاب السنن، وهو حسن الحديث. وأخرجه أبو يعلى (329) من طريق يزيد بن زريع، وأبو عوانة 2/174 من طريق محمد بن سلمة، كلاهما من محمد بن اسحاق، بهذا الإسناد. = الحديث: 710 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 711 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، فَهَاتُوا صَدَقَةَ الرِّقَّةِ: مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا، وَلَيْسَ فِي تِسْعِينَ وَمِائَةٍ شَيْءٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ مِائَتَيْنِ فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ " (1)   = وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 2/437، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (553) و (554) ، ومسلم (480) (210) و (211) و (213) ، وأبو د اود (4046) ، والبزار (920) ، والنسائي 2/189 و8/168 و191، وأبو يعلى (276) و (315) و (414) و (420) ، وأبو عوانة 2/168 و171-172 و172-173 و173، والطحاوي 4/253 من طرق عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، به. وبَعْضُهُمْ يزيد فيه على بعض. وسيأتي برقم (924) و (1043) و (1044) و (1098) . قوله: "تَرِبت يداك "، قال السندي: كلمة اشتهرت على ألسنة العرب في محلّ اللوم على شيء، ولا يُراد بها الدعاء على المخاطَب، ولا تًعَذًا لمواجهة بها من قلة الأدب عندهم. (1) صحيج، أبو عَوانة- وهو الوضاحُ بن عبد الله اليشكري- وإن روى عن أبي إسحاق بعدَ تغيره، لكن قد تابعه غيرُ واحد، منهم سفيان الثوري وهو ممن روى عن أبي إسحاق قبل تغيره. وأخرجه الدارمي (1629) ، وأبو داود (1574) ، والترمذي (620) ، والبزار (679) ، والبيهقي 4/117- 118 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (6879) و (7077) عن الحسن بن عمارة، وأبو عبيد في "الأموال" (1356) من طريق موسى بن عقبة، وابن ابي شيبة 3/118 من طريق عمار بن رزيق، وأبو داود (1572) من طريق زهير بن معاوية، وابن ماجه (1790) ، والنسائي 5/37 من طريق سفيان الثوري، خمستهم عن أبي إسحاق، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وقرن أبو داود بعاصم بن ضمرة الحارثَ الأعور، وسقط من المطبوع من "مصنف= الحديث: 711 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 712 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ غُفِرَ لَكَ، مَعَ أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (1) ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (2)   = عبد الرزاق" في الموضع الأول أبو إسحاق. وأخرجه عبد الرزاق (6880) عن ابن جريج قال: أخبرت عن أبي إسحاق، به. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (6881) عن معمر، وأبو عبيد في "الأموال" (1107) و (1160) عن أبي بكر بن عياش، كلاهما عن أبي إسحاق، به موقوفاً على علي بن أبي طالب. وسيأتي الحديث برقم (913) و (1233) و (1267) و (1269) . والرِّقَة: الفضة والدراهم المضروبة منها. (1) في (ب) و (ظ 11) : الكريم، وهي كذلك عند بعض من خرجه. (2) حديث حسن، عبد الله بن سَلِمة تقدم القول فيه عند الحديث رقم (627) ، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر الأسدي الزبيري الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/269، وعبد بن حميد (74) ، وابن أبي عاصم (1316) ، والنسائي في " الكبرى" (7678) ، و"عمل اليوم والليلة" (638) ، و"خصائص علي" (25) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم (1315) ، والبزار (705) ، والنسائي في "الخصائص" (26) ، وابن حبان (6928) ، والطبراني في "الصغير" (350) ، والدارقطني في "العلل" 4/10 من طرق عن علي بن صالح، به. وأخرجه ابن أبي عاصم (1317) من طريق نصير بن أبي الأشعث، والنسائي في "اليوم والليلة" (639) من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، والخطيب في "تاريخ= الحديث: 712 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 713 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِي تِحْيَى، قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجِمٍ عَلِيًّا الضَّرْبَةَ، قَالَ: عَلِيٌّ: افْعَلُوا بِهِ كَمَا أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَفْعَلَ بِرَجُلٍ أَرَادَ قَتْلَهُ، فَقَالَ: " اقْتُلُوهُ ثُمَّ حَرِّقُوهُ " (1) 714 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دِجَاجَةَ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ: لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ وَعَلَى   = بغداد" 9/356 من طريق عبد الله بن علي الإفريقي، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. وأخرجه الترمذي (3504) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (640) ، و"الخصائص" (30) ، والقطيعي في زوائده على "الفضائل" (1053) ، والطبراني في "الصغير" (763) من طريق الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي. وقال النسائي في "الخصائص": أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث هذا ليس منها، والحلأثُ الأعورُ ليس بذاك في الحديث. وقال الدارقطني في "العلل" 4/9: حديث الحسين بن واقد وهم. قلنا: وسيأتي الحديث أيضاً برقم (1363) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن ابن أبي ليلى، عن علي. (1) إسناده ضعيف لضعف شريك- وهو ابنُ عبد الله النخعي- وعمران بن ظبيان. أبو تِحيى: هو حُكَيم بن سعد. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 70 من طريق يحيى بن إسحاق البجلي، عن شريك، بهذا الإسناد. الحديث: 713 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ؟ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ، وَعَلَى الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ هُوَ حَيٌّ الْيَوْمَ " وَاللهِ إِنَّ رَخَاءَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ مِائَةِ عَامٍ (1) 715 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو سَعِيدٍ قَالا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا (2) عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " جَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ، وَقِرْبَةٍ، وَوِسَادَةِ أَدَمٍ حَشْوُهَا إِذْخِرٌ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لِيفٌ (3) 716 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ، وَالْمُجَالِدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَاهُ يُحَدِّثُ:   (1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح غير نعيم بن دِجاجة، فقد روى عنه جمع، ووثقه ابنُ حبان والذهبي في "الكاشف"، واحتج به النسائي، وقول ابن حجر عنه في "التقريب": مقبول، غير مقبول. وأخرجه أبو يعلى (467) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (693) ، والحاكم 4/498 من طريق مطرف بن طريف، عن المنهال بن عمرو، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (718) و (1187) . وفي الباب عن ابن عمر وجابر وأبي سعيد، انظر "صحيح مسلم " (2537) و (2538) . (2) في (م) و (س) : عن. (3) إسناده قوي، سماع زائدة- وهو ابن قدامة- من عطاء بن السائب كان قبل اختلاطه فيما نقله ابن حجر عن الطبراني في "تهذيب التهذيب". معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وأبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، والسائب والد عطاء: هو ابن مالك الكوفي. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 3/161 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وسيتكرر هذا الحديث برقم (853) ، وانظر (643) . الحديث: 715 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 أَنَّ عَلِيًّا حِينَ رَجَمَ الْمَرْأَةَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، ضَرَبَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ: أَجْلِدُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَأَرْجُمُهَا بِسُنَّةِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين من طريق سلمة- وهو ابن كهيل-، وأما مجالد- وهو ابن سعيد- فضعيف، روى له مسلم مقرونا وأصحاب السنن. وقد طعن بعضهم- كالحازمي في "الاعتبار" ص 201- في هذا الإسناد بأن الشعبي لم يسمعه من علي، وقال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 111: لم يسمع الشعبي من علي، إنما رآه رؤيةً. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 4/96 و97 لهذا الحديث طريقين إحداهما فيها بين الشعبي وبين علي والدُ الشعبي، والثانية فيما بينهما عبد الرحمن بن أبي ليلى، ووهم الروايتين جميعاً، وصوب روايةَ الشعبي عن علي، وقال: سمع الشعبي من علي حرفاً ما سمع غيرَ هذا. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7141) من طريق وهب بن جرير، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات " (505) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/329 من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6812) عن آدم بن أبي إياس، والنسائي (7140) من طريق بهز بن أسد، والطحاوي 3/140 من طريق أبي عامر العقدي، ثلاثتهم عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، به. ورواية آدم مختصرة بقصة الرجم دون الجلد. وأخرجه أبو نعيم 4/329 من طريق حماد بن زيد، عن مجالد، به. وأخرجه أبو نعيم 4/329، والحاكم 4/365 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والدارقطني 3/124 من طريق أبي حَصين وحُصين بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عن الشعبي، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وأخرجه الطحاوي 3/140 من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى والرضراض بن سعد وحبة العُرني، ثلايتهم عن علي بن أبي طالب. وسيأتي برقم (839) و (941) و (942) و (978) و (1185) و (1190) و (1210) و (1317) . = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 717 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ فُلانِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ كَبَّرَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَيَصْنَعُ مِثْلَ ذَلِكَ إِذَا قَضَى قِرَاءَتَهُ وَأَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَيَصْنَعُهُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَلا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ صَلاتِهِ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَإِذَا قَامَ مِنَ سَجْدَتَيْنِ (1) رَفَعَ يَدَيْهِ كَذَلِكَ، وَكَبَّرَ " (2)   = قال الحازمي في "الاعتبار" ص 201: اختلف أهلُ العلم في هذا الباب، فذهبت طائفة إلى أن المُحصَنَ الزاني يجلد مئة ثم يُرجَم، عملاً بحديث عبادة (الذي أخرجه مسلم برقم 1690) ورأوه محكماً، وممن قال به أحمدُ بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وداود بن علي الظاهري، وأبو بكر بن المنذر من أصحاب الشافعي، وخالفهم في ذلك أكثرُ أهلِ العلم، وقالوا: بل يرجم ولا يُجلَدُ، رُوِيَ ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإليه ذهب إبراهيمُ النخعي والزهري ومالك وأهلُ المدينة والأوزاعي وأهلُ الشام وسفيان وأبو حنيفة وأهل الكوفة والشافعي وأصحابه ما عدا ابن المنذر، ورأوا حديث عبادة منسوخاً، وتَمسكوا في ذلك بأحاديث تَدُلُّ على النسخ. ثم أورد حديث رجم ماعز بن مالك، وحديث العَسِيف الذي زنى بامرأة مُستَخْدِمه. وانظر "شرح معاني الآثار" 3/138-141، و"فتح الباري" 12/119-120. (1) في (م) و (ص) : السجدتين. والمراد بالسجدتين: الركعتان، وهو مجاز من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل. وانظر "نصب الراية" 1/412. (2) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود- وهو الهاشمي- فقد روى له أصحابُ السنن. عبد الله بن الفضل بن عبد الرحمن بن فلان: هو عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة القرشي= الحديث: 717 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 718 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دِجَاجَةَ، قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ، عَلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ عَامٍ وَعَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ؟ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ عَامٍ وَعَلَى الْأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ؟ مِمَّنْ هُوَ حَيٌّ الْيَوْمَ " وَإِنَّ رَخاءَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ الْمِائَةِ (1) 719 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا (2) عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ،   = الهاشمي، وعبد الرحمن في الاسم زيادة لا حاجة إليها فيما قاله الحافظ المزي في حواشيه على "تهذيب الكمال" 15/432-433. وأخرجه أبو داود (744) و (761) ، وابن ماجه (864) ، والترمذي (3423) ، وابن خزيمة (584) ، والدارقطني 1/287 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وزاد في روايته دعاء الاستفتاح الذي سيأتي في الحديث رقم (729) . وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (1) و (9) عن إسماعيل بن أبي اويس، وابن خزيمة (584) ، والطحاوي 1/222 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن ابن أبي الزناد، به. وذكر الخلال في "علله" عن إسماعيل بن إسحاق الثقفي قال: سئل أحمد عن حديث علي هذا، فقال: صحيح. انظر "نصب الراية" 1/412. (1) إسناده قوي، رجاله رجالُ الصحيح غيرَ نعيم بن دجاجة، فقد روى له النسائي، وقد تقديم برقم (714) . (2) تحرف في (م) إلى: "أخبرنا عبد الله بن الحجاج بن أرطأة"، وفي (ص) إلى: "علي بن عبد الله أخبرنا الحجاج"، والصواب ما أثبتناه من (ظ 9) و (س) و (ب) و (ق) و"أطراف المسند" 2/ورقة 41. الحديث: 718 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ مَوْلَى امْرَأَتِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، خَرَجَ الشَّيَاطِينُ يُرَبِّثُونَ النَّاسَ إِلَى أَسْوَاقِهِمْ، وَمَعَهُمُ الرَّايَاتُ، وَتَقْعُدُ الْمَلائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَاجِدِ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ: السَّابِقَ، وَالْمُصَلِّيَ، وَالَّذِي يَلِيهِ، حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ، فَمَنْ دَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَأَنْصَتَ، وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ كِفْلانِ مِنَ الْأَجْرِ، وَمَنْ نَأَى عَنْهُ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنَ الْأَجْرِ، وَمَنْ دَنَا مِنَ الْإِمَامِ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ وَلَمْ يَسْتَمِعْ، كَانَ عَلَيْهِ كِفْلانِ مِنَ الْوِزْرِ، وَمَنْ نَأَى عَنْهُ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ وَلَمْ يَسْتَمِعْ، كَانَ عَلَيْهِ كِفْلٌ مِنَ الْوِزْرِ، وَمَنْ قَالَ: صَهٍ، فَقَدْ تَكَلَّمَ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فَلا جُمُعَةَ لَهُ " ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ (1)   (1) إسناده ضعيف لجهالة مولى امرأة عطاء. علي بن إسحاق: هو السلمي المروزي الداركاني، وعبد الله: هو ابن المبارك، وعطاء الخراساني: هو عطاء بن أبي مسلم. وأخرجه أبو داود (1051) ، والبيهقي 3/220 من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عطاء الخراساني، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (929) و (934) ، ومسلم (850) و (851) ، وسيأتي في "المسند" 2/239 و518، وعن عبد الله بن عباس عند أحمد (2033) وبحشل في "تاريخ واسط" ص 125، وعن عبد الله بن عمرو عند أبي داود (347) . وقوله: "يربِّثون الناس"، أي: يحبسونهم ويثبطونهم. والسابق: هو الذي يأتي أول الخيل، والمصلي: هو التالي. وقوله: "فلا جمعة له"، قال السندي: أي: ليس له الفضل الزائد للجمعة، لا أنه لا تصح صلاته، ولا يسقط عنه التكليف، والله تعالى أعلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 720 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُلْتَمَسَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِي كَمَا تُلْتَمَسُ الضَّالَّةُ فَلا يُوجَدُ " (1) 721 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحِبَ الرِّبَا، وَآكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَالْمُحَلِّلَ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ " (2) 722 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ هُبَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَالْقَسِّيِّ وَالْمِيثَرَةِ " (3)   (1) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وانظر (675) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور. وانظر (635) . (3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هُبيرة بن يريم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو حسن الحديث فيما لا يخالف فيه. عفان: هو ابن مسلم، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه أبو داود (4051) ، والبزار (728) ، وابن حبان (5438) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (605) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطحاوىِ 4/260 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (816) و (1049) = الحديث: 720 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 723 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُودَى الْمُكَاتَبُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى " (1)   = و (1102) و (1113) و (1159) ، وانظر (710) و (981) . (1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فقد احتج به البخاري، وروى له مسلم مقروناً، وزعم أبو زرعة والبيهقي أن رواية عكرمة عن علي مرسلة، ورد ذلك الشيخ أحمد شاكر بأن عمره حين قتل علي رضي الله عنه كان (15) سنة، وأنه عاصر علياً أربعَ سنين أو أكثر مملوكاً لابنِ عباس، والله أعلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان. وأخرجه البيهقي 10/325-326 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقال: رواية عكرمة عن علي مرسلة، ورواه حماد بن زيد وإسماعيل بن إبراهيم عن أبوب عن عكرمة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، وجعله إسماعيل من قول عكرمة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5022) من طريق أبي هشام المخزومي، عن وهيب، به. وسيأتي برقم (818) . وأخرجه النسائي أيضاً (5023) من طريق إسماعيل بن عُلية، عن أيوب، عن عكرمة، عن علي.. مثله ولم يرفعه. وأخرجه النسائي أيضاً (5024) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة: أن مكاتباً قتل على عهدِ النبيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد أدى طائفة، فأمر أن يُودى ما أدى منه ديةَ الحر، وما لا ديةَ المملوك. وسيأتي بنحوه في مسند ابن عباس برقم (3489) من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً. ومعنى الحديث: أن المكاتَب إذا قُتِلَ وقد أدى بعض كتابته يجب على قاتله أن يدفع إلى ورثته بقدر ما أدى من كتابته دية حر ويدفع إلى سيده بقدر ما بقي من كتابته دية عبد. قال الخطابي في "معالم السنن" 4/37: أجمع عامة الفقهاء على أن المكاتب عبد ما بقي عليه درهم في جنايته والجناية عليه، ولم يذهب إلى هدا الحديث من العلماء - فيما بلغنا- إلا إبراهيم النخعي، وإذا صَح الحديث وجب القول به إذا لم يكن منسوخاً= الحديث: 723 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 724 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ الْإِيَامِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَأَوْقَدَ نَارًا، فَقَالَ: ادْخُلُوهَا. فَأَرَادَ نَاسٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: " لَوْ دَخَلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " وَقَالَ لِلْآخَرِينَ قَوْلًا حَسَنًا، وَقَالَ: " لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ " (1) 725 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلنَّاسِ: مَا تَرَوْنَ فِي فَضْلٍ فَضَلٌ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ؟ فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ شَغَلْنَاكَ عَنْ أَهْلِكَ وَضَيْعَتِكَ وَتِجَارَتِكَ، فَهُوَ لَكَ. فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ أَشَارُوا عَلَيْكَ. فَقَالَ: قُلْ. فَقُلْتُ: لِمَ تَجْعَلُ يَقِينَكَ ظَنًّا؟ فَقَالَ: لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ. فَقُلْتُ: أَجَلْ، وَاللهِ لاخْرُجَنَّ مِنْهُ، أَتَذْكُرُ حِينَ   = أو معارَضاً بما هو أولى منه، والله أعلم. وانظر "الجوهر النقي" 10/325-326. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هوعبد الله بن حبيب بن رُبيعة السلَمي. وأخرجه البخاري (7257) ، ومسلم (1840) (39) ، والنسائي 7/159 من طريق محمد بن جعفر غندر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2625) ، والبزار (589) ، وأبو عوانة 4/451 و452، وابن حبان (4567) من طرق عن شعبة، به. وانظر (622) . الحديث: 724 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 بَعَثَكَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا، فَأَتَيْتَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَمَنَعَكَ صَدَقَتَهُ، فَكَانَ بَيْنَكُمَا شَيْءٌ فَقُلْتَ لِي: انْطَلِقْ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْنَاهُ خَاثِرًا، فَرَجَعْنَا، ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَيْهِ فَوَجَدْنَاهُ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَأَخْبَرْتَهُ بِالَّذِي صَنَعَ، فَقَالَ لَكَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ؟ " وَذَكَرْنَا لَهُ الَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ خُثُورِهِ فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ، وَالَّذِي رَأَيْنَاهُ مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، فَقَالَ: " إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِي مِنَ الصَّدَقَةِ دِينَارَانِ، فَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ خُثُورِي لَهُ، وَأَتَيْتُمَانِي الْيَوْمَ وَقَدْ وَجَّهْتُهُمَا، فَذَاكَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ طِيبِ نَفْسِي " فَقَالَ عُمَرُ: صَدَقْتَ، وَاللهِ لاشْكُرَنَّ لَكَ الْأُولَى وَالْآخِرَةَ (1)   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو البختري- واسمه سعيد بن فيروز- لم يدرك علياً. جرير: هو ابن حازم، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 1/500-501، ومن طريقه البيهقي 4/111 عن عيسى بن محمد، والترمذي (3760) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأبو يعلى (545) عن أبي موسى محمد بن المثنى الزمِن، ثلاثتهم عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد. قال عيسى بن محمد في حديثه: "إنا كنا احتجنا، فاستسلفنا العباس صدقة عامين"، وحديث أحمد بن إبراهيم الدورقي مختصر بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعمر في العباس: "إن عم الرجل صِنْو أبيه" وكان عمر تكلم في صدقته. وقال الترمذي: حسن صحيح. قلنا: وإنما قال الترمذي ذلك لأن لهذا الحرف شاهداً من حديث أبي هريرة أخرجه هو برقم (3761) ، ومسلم (983) وغيرهما، وسيأتي تخريجه في "مسند أحمد" (2/322 الطبعة الميمنية) . قوله: "فوجدناه خاثراً"، الخثور: ثقل النفس وقلة نشاطها. وقوله: "عم الرجل صنو أبيه"، أي: مثله وقرينه، وأصله النخلتان تخرجان عن أصل واحد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 726 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَقَّنَنِي (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ وَأَمَرَنِي إِنْ نَزَلَ بِي كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ أَنْ أَقُولَهُنَّ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْكَرِيمُ الْحَلِيمُ، سُبْحَانَهُ، وَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (2) 727 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ مَوْضِعَ شَعَرَةٍ مِنْ جَنَابَةٍ لَمْ يُصِبْهَا مَاءٌ، فَعَلَ اللهُ تَعَالَى بِهِ كَذَا وَكَذَا مِنَ النَّارِ " قَالَ عَلِيٌّ: فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ شَعْرِي (3)   (1) في (س) : لقائي، وعلى حاشيتها: لقنني في نسخة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عجلان، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1011) ، وابن حبان (865) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (469) ، والنسائي في "الكبرى" (7673) ، وفي "اليوم والليلة" (630) و (631) ، وابن السني في "اليوم والليلة" أيضاً (341) ، والطبراني (1012) ، والحاكم 1/508، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10223) من طرق عن محمد بن عجلان، به. وانظر (701) . (3) إسناده مرفوعاً ضعيف، عطاء بن السائب اختلط بأخرة، وعامة من شفع عنه هذا الحديث، فإنما رواه عنه بعد اختلاطه، ومما يؤيد ذلك أن علي بن المديني ذكر عن= الحديث: 726 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يحيى بن سعيد القطان أنه قال: ما حدت سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح، إلا حديثين كان شعبة يقول: سمعتهما منه بأخرة عن زاذان. قلنا: أحد هذين الحديثين حديثنا هذا، فقد أخرجه الحافظ ابن المظفر البزاز في "غرائب شعبة" ورقة 26- فيما أفاده محقق "الكواكب النيرات" ص 330- من طريق شعبة، عن عطاء، عن زاذان، عن علي، به مرفوعاً. وقد روى هذا الحديث عن عطاء بن السائب، فوقفه على علي رضي الله عنه من قوله حمادُ بن زيد، وهو ممن اتفقوا على أنه روى عن عطاء قبل اختلاطه، ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 3/208. وأما حماد بن سلمة الراوي عن عطاء هنا، فقد نقل العقيلي في "الضعفاء" 3/399 عن ابن المديني عن يحيى القطان أن حماد بن سلمة حمل عن عطاء بعد الاختلاط، وخالف آخرون فقالوا: قبل الاختلاط، واستظهر الحافظ ابن حجر في "التهذيب" في آخر ترجمة عطاء بن السائب أن حماد بن سلمة سمع منه قبل الاختلاط وبعده، ويغلب على ظننا أن هذا الحديث رواه عنه بعد الاختلاط. وأخرجه الطيالسي (175) ، وابن أبي شيبة 1/100، والدارمي (751) ، وأبو داود (249) ، وابن ماجه (599) ، والبزار (813) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 276 و276-277، وأبو نعيم في "الحلية" 4/200، والبيهقي 1/175 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وزاد بعضهم: أنه كان يَجُرُّه. وسيأتي برقم (794) و (1121) . قال ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/142 بعد أن أورد هذا الحديثَ: وإسناده صحيح، فإنه من رواية عطاء بن السائب، وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط! لكن قيل: إن الصواب وقفه على علي. وقال الأمير الصنعاني في "سبل السلام" 1/93 بعد أن ذكر عن الحافظ ابن حجر تصحيحه للحديث: لكن قال ابن كثير في "الإرشاد": إن حديث علي هذا من رواية عطاء بن السايب وهو سيئ الحفظ، وقال النووي: إنه حديث ضعيف. قلت (القائل هو الصنعاني) : وسبب اختلاف الأئمة في تصحيحه وتضعيفه أن= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 728 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كُفِّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبْعَةِ أَثْوَابٍ " (1) 729 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَاجِشُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، وَالْمَاجِشُونُ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَبَّرَ اسْتَفْتَحَ ثُمَّ   = عطاء بنَ السائب اختلط في آخر عمره، فمن روى عنه قَبْلَ اختلاطه، فروايته عنه صحيحة، ومن روى عنه بَعْدَ اختلاطه، فروايته عنه ضعيفة، وحديث علي هذا اختلفوا هل رواه قبل الاختلاط أو بعده، فلذا اختلفوا في تصحيحه وتضعيفه حتى يتبين الحالُ فيه، وقيل: الصوابُ وقفه على على رضي الله عنه. (1) إسناده ضعيف لتفرد عبد الله بن محمد بن عَقيل به، ولمخالفته الحديثَ الصحيح الذي رواه البخاري (1264) ، ومسلم (941) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفِّن في ثلاثة أثوابٍ يمانيَةٍ بيض سَحولية من كُرسُف. والقول الفصل في عبد الله بن محمد بن عقيل ما قاله الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/108 من أنه سيئ الحفظ يصلح حديثه للمتابعات، فأما إذا انفرد فيحسن، وأما إذا خالف فلا يُقبل. وهو هنا قد خالف فلا يُقبل حديثه. قلنا: وقد تساهل الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/23 والشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"- رحمهما الله تعالى- فحسن الأول إسناده، وصححه الثاني! وقد أورد هذا الحديثَ ابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" 2/897 - 898 وقال: هذا حديث لا يصح، تفرد به ابن عقيل وقد ضعفه يحيى، وقال ابن حبان: رديئ الحفظ يحدث على التوهم، فيجيء بالخبر على غير سَننه، فوجب مجانبة أخباره. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/262 عن سويد بن عمرو، وابن حبان في "المجروحين" 2/3، وابن عدي في "الكامل" 4/1448 من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (801) . الحديث: 728 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 قَالَ: " وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ، وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ - وقَالَ أَبُو النَّضْرِ: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ - اللهُمَّ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلاقِ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " وَكَانَ إِذَا رَكَعَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعِظَامِي وَعَصَبِي " وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ فَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ، فَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " فَإِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ " (1)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، والماجشون: هو يعقوب بن أبي سلمة، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه ابن خزيمة (463) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/199 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، عن عبد العزيز الماجشون، بهذا الإسناد. وقرن الطحاوي بأحمد بن خالد عبدَ الله بن صالح. وأخرجه عبد الرزاق (2567) و (2903) ، وابن ماجه (1054) ، وابن خزيمة (464) و (673) ، وأبو عوانة 2/102، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/488، و"شرح معاني الآثار" 1/239، وابن حبان (1771) و (1772) و (1774) ، والدارقطني 1/287، والبيهقي 2/33 و74 من طريق موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل، به. وأخرجه الطيالسي (152) ، وابن أبي شيبة 1/231-232 و248، والدارمي (1238) و (1314) ، ومسلم (771) (202) ، وأبو داود (1509) ، والترمذي (266) و (3422) ، والنسائي 2/129- 130 و192 و220، وابن خزيمة (462) و (612) و (743) ، وأبو يعلى (285) و (574) ، وابن الجارود (179) ، وأبو عوانة 2/100 و101، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/199، والد ارقطني 1/296 من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، عن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، به. وقرن الترمذي في الموضع الثاني بعبد العزيز يوسفَ بن يعقوب الماجشون، وقال: حسن صحيح. وأخرجه مسلم (771) (201) ، والترمذي (3421) ، والبزار (536) ، وابن خزيمة (723) ، وأبو يعلى (575) ، والبيهقي 2/32، والبغوي (572) من طريق يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (803) و (804) و (805) و (960) . قوله: "ظلمت نفسي"، قال السندي: قاله تشريعاً للأمة، وتعظيماً لحق الرب، وبياناً لعجز العبد عن أداء حقه. واهدني: أريدَ به التثبيت والزيادة، وفيه بيان دوام حاجة العبد إلى فضل الرب تبارك وتعالى، وأنه لولا التثبيت وصرف السوء تعالى لوقع العبد في السوء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 730 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنِ مُنْذِرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ، يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ " إِنْ وُلِدَ لِي بَعْدَكَ وَلَدٌ أُسَمِّيهِ بِاسْمِكَ، وَأُكَنِّيهِ بِكُنْيَتِكَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَكَانَتْ رُخْصَةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ (1)   (1) إسناده صحيح، فطر- وهو ابن خليفة أبو بكر الحناط- روى له البخاري حديثاً واحداً مقروناً، واحتج به أصحاب السنن، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. المنذر: هو ابن يعلى الثوري، وابن الحنفية: هو محمد بن علي بن أبي طالب. والإسناد - وإن كان ظاهره الإرسال- متصل، فقد أوضحت رواية غير "المسند" أنه من حديث ابن الحنفية عن أبيه علي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (843) ، وأبو داود (4967) ، والترمذي (2843) ، والحاكم 4/278 من طرق عن فطر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، فوهما. ذكر العلامة ابن القيم في "زاد المعاد" 2/245 - 248 أن الناس اختلفوا في التكني بكنيته والتسمِّي باسمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أربعة أقوال: أحدها: أنه لا يجوز التكني بكنيته مطلقاً، سواء أفردها عن اسمه، أو قرنها به، وسواء محياه وبعد مماته، وحكي ذلك عن الشافعي. القول الثاني: أن النهي إنما هو عن الجمع بين اسمه وكنيته، فإذا أفرد أحدُهما عن الآخر، فلا بأس. القول الثالث: جواز الجمع بينهما، وهو المنقول عن مالك. القول الرابع: أن التكني بأبي القاسم كان ممنوعاً منه في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو جائز بعد وفاته. وذكر أدلة القائلين بكل قول من هذه الأربعة. وقال الإمام البغوي في "شرح السنة" 12/331-332 بعد أن أشار إلى آراء أهل العلم في المسالة: والأحاديث في النهي المطلق أصحُّ. وانظر "شرح صحيح مسلم" للإمام النووي 14/112-113. الحديث: 730 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 731 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُكَ إِلا مُنَافِقٌ " (1) 732 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ حُجَيَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ " (2) 733 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: كُنَّا نَسِيرُ مَعَ عُثْمَانَ، فَإِذَا رَجُلٌ يُلَبِّي بِهِمَا جَمِيعًا، فَقَالَ: عُثْمَانُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عَلِيٌّ. فَقَالَ: أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي   (1) إسناده على شرط الشيخين، وقد تقدم القول فيه عند الحديث رقم (642) . وأخرجه ابن أبي شيبة 12/56، ومسلم (78) ، وابن ماجه (114) ، وابن أبي عاصم (1325) ، والنسائي 8/117، وفي "خصائص علي" (101) ، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "الفضائل" (1107) ، وابن منده في "الإيمان" (261) ، والبغوي (3908) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. (2) إسناده حسن، حُجيّة- وهو أبن عدي الكندي- روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل. وأخرجه ابن ماجه (3143) ، وأبو يعلى (615) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (13437) ، والطحاوي 4/169، وابن حبان (5920) ، والبيهقي 9/275 من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه الترمذي (1503) ، والبزار (754) ، وابن خزيمة (2915) ، والطحاوي 4/170، والحاكم 1/468، والبيهقي 9/275 من طرق عن سلمة بن كهيل، به. وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم أيضأ. وسيأتي برقم (734) و (826) و (1021) و (1022) و (1309) و (1312) ، وانظر (851) . وقوله: "نستشرف العين والأذن"، أي: نتأفل سلامتهما من آفة تكون بهما، وذلك= الحديث: 731 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 قَدْ نَهَيْتُ عَنْ هَذَا؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكِنْ لَمْ أَكُنْ لِأَدَعَ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِكَ " (1) 734 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجَيَّةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيًّا عَنِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ. فَقَالَ: مَكْسُورَةُ الْقَرْنِ؟ فَقَالَ: لَا يَضُرُّكَ. قَالَ: الْعَرْجَاءُ؟ قَالَ: " إِذَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ فَاذْبَحْ، أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ " (2) 735 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَأَبُو عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، سَمِعَاهُ عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ الْيَدِ - أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، أَوْ مُخْدَجُ الْيَدِ - وَلَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لانْبَأْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَبِيدَةُ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ   = في الهدي والأضحية. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مروان بن الحكم، فمن رجال البخاري. الأعمش: هو سليمان بن مِهران، ومسلم البَطين: هو مسلم بن عمران البَطين، وعلي بن الحسين: هو ابن علي بن أبي طالب الهاشمي زين العابدين. وأخرجه أبو يعلى (349) و (609) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (515) و (516) ، والنسائي 5/148 من طرق عن الأعمش، به. وقد تحرف في المطبوع من النسائي "الأعمش" إلى: الأشعث، ويصحح من "تحفة الأشراف" 7/446. وأخرجه البزار (517) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن علي بن الحسين، به. وسيأتي برقم (1139) . (2) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (732) . الحديث: 734 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (1) 736 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ الطُّهَوِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ خَادِمًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْدَثَتْ، فَأَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، فَأَتَيْتُهَا فَوَجَدْتُهَا لَمْ تَجِفَّ مِنْ دَمِهَا، فَأَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: " إِذَا جَفَّتْ مِنْ دَمِهَا فَأَقِمْ عَلَيْهَا الْحَدَّ، أَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو عمرو بن العلاء قرين جرير في هذا الإسناد ثقة روى له البخاري تعليقاً، وأبو داود في "القدر"، وابن ماجه في "التفسير". عَبيدة: هو ابن عمرو السلْماني. وقوله في السند: "عن ابن سيرين سمعاه عن عَبيدة" يعني أن جريراً وأبا عمرو سمعا محمد بن سيرين يحدث بهذا الحديث عن عبيدة. وأخرجه البزار (545) من طريق شبابة بن سوار، عن أبي عمرو بن العلاء، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار أيضا (546) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن جرير بن حازم، به. وانظر (626) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي- وهو عبد الأعلى بن عامر الثعلبي-. أبو جميلة الطهوي: هو ميسرة بن يعقوب. وأخرجه عبد الرزاق (13601) ، والبزار (762) ، والنسائي في "الكبرى" (7239) و (7268) ، وأبو يعلى (320) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه أبو داود (4473) من طريق إسرائيل، والبيهقي 8/245 من طريق شريك، كلاهما عن عبد الأعلى، به. وقرن البيهقي بعبد الأعلى عبدَ الله بن أبي جميلة، وهو مجهول. وانظر (679) . الحديث: 736 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 737 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنَّ بَاطِنَ الْقَدَمَيْنِ أَحَقُّ بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا، حَتَّى رَأَيْتُ " رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا " (1)   (1) حديث صحيح بمجموع طرقه، والأعمش في حديث أبي إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- كان مضطرباً، أشار إلى ذلك يحيى القطان كما في مقدمة "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ص 237، وقد أشار الدارقطني في "العلل" 4/44-47 إلى الاختلاف في سند الحديث ومتنه. وأخرجه أبو داود (163) ، والبيهقي 1/292 من طريق يزيد بن عبد العزيز، والبزار (788) ، والدارقطني في "السنن" 1/199 من طريق حفص بن غياث، والبزار (789) من طريق محاضر بن المورع، والنسائي في "الكبرى" (119) من طريق عيسى بن يونس، أربعتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. قال أبو داود في روايته: "ما كنت أرى باطن القدمين إلا أحق بالغسل حتى رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح على ظهر خُفَّيه". وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/47 من طريق سفيان الثوري، والبيهقي 1/292 من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/19 عن وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه عن علي قال: لو كان الدين بالرأي كان باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما، ولكن رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح ظاهرهما. وأخرجه بهذا اللفظ ابن أبي شيبة 1/181، وأبو داود (162) و (164) ، والدارقطني 1/199، والبيهقي 1/292، والبغوي (239) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به. وأورد الحافظ ابن حجر في هذا الحديث من رواية أبي داود في "التلخيص الحبير" 1/160 وفي "بلوغ المرام" (65) ، فصحح إسناده في الأول، وحسنه في الثاني. وسيأتي الحديث برقم (917) و (918) و (1013) و (1014) و (1015) و (1264) . وقوله: "باطن القدمين وظاهرهما"، إنما عنى به الخفين، فقد جاء مفسراً كذلك في بعض المصادر التي خرجت الحديث. وانظر "سنن البيهقي" 1/292. الحديث: 737 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 738 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ " (1) 739 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوِ اسْتَخْلَفْتُ أَحَدًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ، لاسْتَخْلَفْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ " (2) 740 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَنَّ فَاطِمَةَ شَكَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثَرَ الْعَجِينِ فِي يَدِهَا (3) ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا، فَلَمْ تَجِدْهُ، فَرَجَعَتْ، قَالَ: فَأَتَانَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، قَالَ: فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ، فَقَالَ: " مَكَانَكُمَا " فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: " أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، رجاله رجال الصحح إلا أن رواية سالم بن الجعد عن علي مرسلة، بينهما في هذا الحديث علي بن علقمة الأنماري كما في (766) . سفيان: هو الثوري، وعثمان الثقفي: هو ابن المغيرة. وسيتكرر برقم (1108) . (2) إسناده ضعيف لضعف الحارث بن عبد الله الأعور. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/113، وابن ماجه (137) ، والترمذي (3809) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (838) من طريق موسى بن مسعود، عن سفيان الثوري، به. وانظر (566) . (3) في (م) و (ص) وحاشية (س) : يديها. الحديث: 738 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضْجَعَكُمَا سَبَّحْتُمَا اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدْتُمَاهُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرْتُمَاهُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ " (1) 741 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلا طَمَسْتَهُ، وَلا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلا سَوَّيْتَهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/263، وعنه مسلم (2727) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (93) ، والبخاري (3113) و (5361) و (6318) ، ومسلم (2727) ، وأبو داود (5062) ، وابن حبان (5524) ، والبيهقي 7/293 من طرق عن شعبة، به. وانظر (604) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الهياج الأسدي- واسمه حيان بن الحصين- فمن رجال مسلم. حبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه مسلم (969) ، وأبو يعلى (614) ، والحاكم 1/369 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (6487) ، وأبو داود (3218) ، والنسائي 4/88 من طريق سفيان الثوري، به. وأخرجه الطيالسي (155) عن قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابت، به. وأخرجه أبو يعلى (343) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الهياج، به. بإسقاط أبي وائل من السند، وهذا من أغلاط المسعودي، فإنه كان اختلط بأخرة، ويزيد بن هارون ممن حمل عنه بعد اختلاطه. وسياتي برقم (1064) ، وانظر (683) . الحديث: 741 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 742 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ هَذِهِ السُّورَةَ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى " (1) 743 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَتْ لِي مِائَةُ دِينَارٍ، فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ. وَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ لِي عَشَرَةُ دَنَانِيرَ، فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِدِينَارٍ، وَقَالَ الْآخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ (2) كَانَ لِي دِينَارٌ، فَتَصَدَّقْتُ بِعُشْرِهِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّكُمْ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، كُلُّكُمْ تَصَدَّقَ بِعُشْرِ مَالِهِ " (3)   (1) إسناده ضعيف لضعف ثوير بن أبي فاختة. وأبوه اسمه: سعيد بن عِلاقة، مشهور بكنيته. وأخرجه البزار (775) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (776) من طريق الفضل بن دكين، وابن عدي في "الكامل" 2/533 من طريق مؤمل، كلاهما عن إسرائيل، به. (2) قوله: "يا رسول الله" لم يرد في (م) و (س) و (ص) . (3) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور، وعنعنة أبي إسحاق. وأخرجه البزار (841) من طريق أبي داود الحَفَري، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (177) عن سالم، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (925) . قلنا: أخرج أحمد 2/379، والنسائي 5/59 بإسناد حسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سَبَقَ درهم مئة ألف درهم " قالوا: وكيف؟ قال: كان لرجل درهمانِ، تصدقَ بأحدهما، وانطلق رجل إلى عُرْضِ ماله، فأخذ منه مئة ألف درهم فتصدق بها" = الحديث: 742 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 744 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، وَمِسْعَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ " (1) 745 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَلَسَ إِلَيْكَ الْخَصْمَانِ، فَلا تَكَلَّمْ حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الْآخَرِ، كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الْأَوَّلِ " (2) 746 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلا بِالْقَصِيرِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، مُشْرَبٌ وَجْهُهُ حُمْرَةً،   = وصححه ابن حبان (3377) . قال السندي في حاشيته على النسائي: ظاهر الأحاديث أن الأجر على قدر حال المعطي، لا على قدر المال المعطى، فصاحب الدرهمين حيث أعطى نصف ماله في حال لا يعطِي فيها إلا الأقوياء، يكون أجره على قدر همته، بخلاف الغني، فإنه ما أعطى نصف ماله، ولا في حال لا يُعطَى فيها عادة. (1) حسن لغيره، عثمان بن عبد الله- ويقال: ابن مسلم- ابن هرمز المكي لم يرو عنه غير المسعوي- وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- ومسعر بن كدام، وقال النسائي: ليس بذاك، وذكره ابن حبان في "الثقات". والحديث يتقوى بمجموع طرقه فيحسن. وسيأتي تخريجه برقم (746) . (2) حسن لغيره، وقد تقدم برقم (690) . الحديث: 744 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ، ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 747 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَهْدَى كِسْرَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَى لَهُ قَيْصَرُ فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَتْ لَهُ الْمُلُوكُ فَقَبِلَ مِنْهَا " (2) 748 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ   (1) حسن لغيره كسابقه، وسماع وكيع من المسعودي قبل الاختلاط. وأخرجه الترمذي في "السنن" (3637) ، وفي "الشمائل" (5) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (171) ، وابن سعد 1/411، والترمذي أيضاً، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/160، والبيهقي في "الدلائل" 1/244، والبغوي (3641) من طرق عن المسعودي، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (944) و (946) و (947) و (1053) ، وانظر (1122) ، وما تقدم برقم (684) . والكراديس: رؤوس العظام، وقيل: هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين، أراد أنه ضخم الأعضاء. (2) في (م) و (ص) وحاشية (س) : منهم. والحديث إسناده ضعيف لضعف ثوير بن أبي فاختة. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه البزار (778) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1576) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن إسرائيل، به. وقال: حسن غريب، وسيأتي برقم (1235) . وأخذ الهدية من المشركين بقصد تأنيسهم وتأليفهم على الإسلام، ثابت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غير ما حديث هي في "صحيح البخاري" 5/230-232 في الهبة: باب قبول الهدية من المشركين، وفي "صحيح مسلم" (1392) و (2469) . الحديث: 747 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ (1) فَقَالَتْ: سَلْ عَلِيًّا، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِهَذَا مِنِّي، كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَسَأَلْتُ عَلِيًّا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ " (2) 749 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله (3)   (1) في (م) و (ق) و (ص) وحاشية (س) : المسح على الخفين. (2) صحيح، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه توبع، وقد اختُلف في رفع الحديث ووقفه، انظر "علل الدارقطني" 3/230-237. وأخرجه بنحوه مسلم (276) من طريق زيد بن أبي أنيسة، وابن خزيمة (195) ، وابن حبان (1322) ، والدارقطني في "العلل" 3/236 من طريق أبي غَنِية عبد الملك بن حميد، كلاهما عن الحكم بن عتيبة، به. لفظ مسلم: "جعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثةَ أيام ولياليهن للمسافر، ويوماً وليلة للمقيم" يعني في المسح على الخفين، ولفظه عند الباقين: "رخص لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ". وأخرجه بنحوه الحميدي (46) ، وأبو يعلى (560) من طريق يزيد بن أبي زياد، والطحاوي 1/81، والدارقطني 3/237 من طريق أبي إسحاق، كلاهما عن القاسم بن مخيمرة، به. وسيأتي برقم (906) و (907) و (949) و (1119) و (1126) و (1245) و (1277) ، وانظر (780) . (3) صحيح، وهذا فيه تدليس الحجاج بن أرطاة، وانظر ما قبله. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/83 قال: حدثنا فهد، حدثنا أحمدُ بنُ يونس، قال: حدثنا أبو شهاب، عن الحجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسح على الخفين: "للمقيم يوم وليلة، وللمسافر ثلايةُ أيام ولياليهن". أبو شهاب: هو الحناط. = الحديث: 749 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 750 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبًا بِيَمِينِهِ، وَحَرِيرًا بِشِمَالِهِ، ثُمَّ رَفَعَ بِهِمَا يَدَيْهِ فَقَالَ: " هَذَانِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي " (1)   = قلنا: وهذا التخريج يرد قول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: فإني لم أجد أبداً رواية لعلي بن ربيعة في المسح على الخفين. (1) صحيج لشواهده، وقد سقط من الإسناد في جميع الأصول التي بين أيدينا ومن "أطراف المسند" 2/ورقة 29 "أبو أفلح الهمداني" بين عبد العزيز بن أبي الصعبة وبين عبد الله بن زرير، وهو ثابت عند غير المصنف، وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (935) وفيه أبو أفلح هذا، وقد روى عنه اثنان، ووثقه العجلي، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأخرجه عبد بن حميد (80) ، وأخرجه النسائي 8/160-161 عن عمرو بن علي، وأبو يعلى (272) عن زهير بن حرب، وهو أيضاً (325) عن عبيد الله بن عمر القواريري، والطحاوي 4/250 عن حسين بن نصر، والبيهقي 2/425 من طريق الحسن بن محمد الزعفراني وشعيب بن أيوب، سبعتهم (عبد بن حميد وعمرو وزهير وعبيد الله وحسين والحسن وشعيب) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وكلهم عندهم أبو أفلح الهمداني، وانظر "العلل" للدارقطني 3/260-262. وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة 8/351، وعنه ابن ماجه (3595) عن عبد الرحيم بن سليمان، والبزار (886) من طريق جرير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به. وأخرجه أيضاً البزار (887) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن ابن أبي حبيب، به. وأخرجه ابن حبان (5434) من طريق يزيد بن أبي أنيصة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن حميد بن أبي الصعبة، عن عبد الله بن زرير، به. وحميد بن أبي الصعبة ذكره ابن حبان في "ثقاته" 6/193-194! والصواب "عبد العزيز بن أبي الصعبة" فالحديث حديثه، وما عند ابن حبان لعله خطأ من أحد الرواة، والله أعلم. وأخرجه الطحاوي 4/250 من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد= الحديث: 750 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 751 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " (1)   = العزيز بن أبي الصعبة، عن أبي علي الهمداني، عن عبد الله بن زرير به. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند ابن وهب في "الجامع" (102) ، والطيالسي (2253) ، وابن ماجه (3597) ، والطحاوي 4/251، وفي سنده ضعيفان. وعن عبد الله بن عباس عند البزار (3006) ، والطبراني (10889) . وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف. وعن عقبة بن عامر عند الطحاوي 4/251، والبيهقي 2/275-276، وسنده حسن في الشواهد. وعن أبي موسى الأشعري عند أحمد 4/394 و407، والترمذي (1720) ، والنسائي 8/161، وقال الترمذي: حسن صحيح. (1) إسناده قوي، هشام بن عمرو- وهو الفزاري- لم يرو عنه غير حماد بن سلمة وهو أقدم شيخ له، ووثقه ابن معين وأحمد وأبو حاتم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، واحتج به أصحاب السنن الأربعة. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/306 و10/386، وعبد بن حميد (81) ، والترمذي (3566) وحسنه، وأبو يعلى (275) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (123) ، وأبو داود (1427) ، والنسائي في "المجتبى" 3/248-249، وفي "الكبرى" (7753) ، والطبراني في "الدعاء" (751) ، والبيهقي 3/42 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وسيأتي برقم (957) و (1295) . قوله: "كما أثنيت"، قال السندي: أي: أنت الذي أثنيت على ذاتك ثناءً يليق بك، فمن يقدر على أداء حق ثنائك، فالكافُ زائدةً، والخطاب في عائد الموصول بملاحظة= الحديث: 751 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 752 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَجْهَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْقُرْآنِ " (1) 753 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أُتِيَ بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهَا قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ، سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، ثُمَّ حَمِدَ اللهَ ثَلاثًا، وَكَبَّرَ ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي. ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِمَّ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِمَّ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " يَعْجَبُ الرَّبُّ مِنْ عَبْدِهِ إِذَا قَالَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَيَقُولُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي " (2)   = المعنى، ويحتمل أن الكاف بمعنى "على"، والعائد محذوف، أي: أنت ثابت على أوصافٍ أثنيت بها على نفسك، والجملةُ على الوجهين في محل التعليل، وفيه إطلاق النفس عليه تعالى بلا مشاكلة، وقيل: "أنت" تأكيد للمجرور في "عليك"، فهو من استعارة المرفوع المنفصل موضع المجرور المتصل؛ إذ لا منفصلَ في المجرور، و"ما" مصدرية، والكاف بمعنى: مثل، صفة ثناء. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث بن عبد الله الأعور. مطرف: هو ابن طريف، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وقد تقدم برقم (663) . (2) حسن لغيره، شريك بن عبد الله- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وأبو= الحديث: 752 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = إسحاق- وهو السبيعي- قد دلّسه فحذف منه رجلين بينه وبين علي بنِ ربيعة، قال الدارقطني في "العلل" 4/61: أبو إسحاق لم يسمع هذا الحديثَ من علي بنِ ربيعة، يبين ذلك ما رواه عبدُ الرحمن بن مهدي عن شعبة قال: قلتُ لأبي إسحاق: سمعتَه من علي بن ربيعة؟ فقال: حدثني يونس بن خباب عن رجل عنه. قلنا: ونحو هذا في مقدمة "الجرح والتعديل" ص 168، والرجل الذي روى عنه يونس هو شقيق الأزدي، سماه الطبراني في "الأوسط" (177) شقيق بن أبي عبد الله، والدارقطني في "العلل" شقيق بن عقبة، وكلاهما ليسا بأزديين، ولم نتبينه، وقال الحافظ ابن حجر- كما في "الفتوحات الربانية" 5/126-: شقيق هذا ما عرفت اسم أبيه ولا حاله هو، والعلم عند الله تعالى، وأما يونس بن خباب، فهو ضعيف فيه شيعية مفرطة كان يسب عثمان. وبإسناد المصنف أخرجه الطيالسي (132) ، وأبو داود (2602) ، والترمذي في "السنن" (3446) ، و"الشمائل" (233) ، والبزار (773) ، والنسائي في " الكبرى" (8800) ، و"عمل اليوم والليلة" (502) ، وأبو يعلى (586) ، وابن حبان (2697) و (2698) ، وابن السني في "اليوم والليلة" (496) ، والطبراني في "الدعاء" (781) و (784) و (785) و (786) و (787) ، والدارقطني في "العلل" 4/62-63، والحاكم 2/99، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 471 من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض، وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (779) ، و"الأوسط" (177) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن عبد ربه بن سعيد، عن يونس بن خباب، عن شقيق الأزدي، عن علي بن ربيعة، به. وقد تقدم آنفاً الكلام على هذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/284، والبزار (771) ، والطبراني في "الدعاء" (777) من طريق إسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصغير، والطبراني (780) من طريق الحكم، والطبراني أيضاً (778) ، والحاكم 2/98-99 من طريق المنهال بن عمرو، ثلاثتهم عن علي بن ربيعة، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي! مع أن المنهال لم يخرج له مسلم شيئاً وخرج له البخاري. قلنا: وهذه الأسانيد من باب الحسان، يُقوي= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 754 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، عَادَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَتَعُودُ الْحَسَنَ وَفِي نَفْسِكَ مَا فِيهَا؟ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبِّي فَتَصْرِفَ قَلْبِي حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ عَلِيٌّ: أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَا يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إِلا ابْتَعَثَ اللهُ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ مِنْ أَيِّ سَاعَاتِ النَّهَارِ، كَانَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمِنْ أَيِّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ كَانَ حَتَّى يُصْبِحَ " قَالَ لَهُ عَمْرٌو: كَيْفَ تَقُولُ فِي الْمَشْيِ مَعَ الْجِنَازَةِ: بَيْنَ يَدَيْهَا أَوْ خَلْفَهَا؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: " إِنَّ فَضْلَ الْمَشْيِ خَلْفَهَا عَلَى بَيْنِ يَدَيْهَا، كَفَضْلِ صَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى الْوَحْدَةِ ". قَالَ عَمْرٌو: فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجِنَازَةِ. قَالَ عَلِيٌّ: " إِنَّهُمَا كَرِهَا أَنْ يُحْرِجَا النَّاسَ " (1)   = بعضُها بعضاً، وأحسنها إسناداً حديث المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة، فيما قاله الدارقطني في "العلل" 4/62، وقال الحافظ ابن حجر فى حديث المنهال بن عمرو - كما في "الفتوحات الربانية" 5/125-: رجاله كلهم موثقون من رجال الصحيح إلا ميسرة وهو ثقة. وسياتي الحديث برقم (930) و (1056) . قوله: "وما كنا له مقرنين"، أي: ما كنا لتسخير هذه الدواب مطيقين ولا قادرين عليه لولا تسخيره سبحانه. منقلبون: أي: راجعون إليه في المعاد. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن يسار- وهو أبو همام الكوفي-، وانظر رقم (955) . الحديث: 754 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 755 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً سِيَرَاءَ فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، قَالَ: فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي " (1) 756 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ كَانَ عُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَعَلِيٌّ يَأْمُرُ بِهَا، فَقَالَ عُثْمَانُ لِعَلِيٍّ: إِنَّكَ كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: " لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّا قَدْ تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَالَ: أَجَلْ وَلَكِنَّا كُنَّا خَائِفِينَ (2) 757 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الرَّضِيعِ: " يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ " قَالَ قَتَادَةُ: وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا الطَّعَامَ، فَإِذَا طَعِمَا غُسِلا جَمِيعًا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي الكوفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/353، والبخاري (5840) ، ومسلم (2071) (19) ، والنسائي في "الكبرى" (9567) من طريق محمد بن جعفر غندر، بهذا الإسناد. وانظر (698) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (432) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو حرب بن أبي الأسود من رجال مسلم،= الحديث: 755 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 758 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: حَتَّى يَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَحَتَّى يُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَحَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ " (1)   = وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود (378) ، وابن ماجه (525) ، والبزار (717) ، وأبو يعلى (307) ، والطحاوي 1/92، والدارقطني 1/129، والحاكم 1/165-166، والبيهقي 2/415 من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! مع أن أبا حرب لم يخرج له البخاري شيئاً. وانظر (563) . (1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وربعي بن حِراش سمع من علي بن أبي طالب وهو تابعي قديم مخضرم، لكن قال الدارقطني في "العلل" 3/196 لما سئل عن حديث ربعي هذا: حدث به شريك وورقاء وجرير وعمرو بن أبي قيس عن منصور عن ربعي عن علي، وخالفهم سفيان الثوري وزائدة وأبو الأحوص وسليمان التيمي فرووه عن منصور عن ربعي عن رجل من بني أسد عن علي، وهو الصواب. قلنا: الحديث أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (887) ، والبزار (904) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (106) ، ومن طريقه الترمذي (2145) عن شعبة، به. وأخرجه الترمذي (2145) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن رجل، عن علي. قال الترمذي: حديث أبي داود (يعني الطيالسي) عن شعبة عندي أصح من حديث النضر، وهكذا روى غير واحد عن منصور عن ربعي عن علي. قلنا: أما رواية شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- التي أشار إليها الدارقطني، فقد أخرجها ابن أبي عاصم (130) و (887) ، وابن ماجه (81) ، والخطيب في "تاريخ= الحديث: 758 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 759 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ نَاجِيَةَ بْنَ كَعْبٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبَا طَالِبٍ مَاتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَوَارِهِ "، فَقَالَ: إِنَّهُ مَاتَ مُشْرِكًا. فَقَالَ: " اذْهَبْ فَوَارِهِ " قَالَ: فَلَمَّا وَارَيْتُهُ رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: " اغْتَسِلْ " (1)   = بغداد" 3/366 من طريقه عن منصور بن المعتمر، عن ربعي، عن علي. وأما رواية ورقاء بن عمر اليشكري بإسقاط الرجل المجهول، فلم تقع لنا، لكن أخرجه الطيالسي في "مسنده" (106) عنه، عن منصور، عن ربعي، عن رجل، عن علي. ورواية جرير بن عبد الحميد أخرجها أبو يعلى (583) ، والحاكم 1/33 من طريقه عن منصور، عن ربعي، عن علي. وأما رواية عمرو بن أبي قيس فلم نقف عليها في المصادر التي بين أيدينا. وأما رواية سفيان الثوري عن منصور بزيادة الرجل من بني أسد، فستأتي في "المسند" برقم (1112) . ورواية زاثدة بن قدامة أخرجها أبو يعلي (352) من طريقه عن منصور، به لكن بإسقاط الرجل من بني أسد. ورواية أبي الأحوص- وهو سلام بن سليم الحنفي- أخرجها الطيالسي (170) عنه عن منصور بإسقاطِ الرجلِ أيضاً، ولفظه عنده: "لا يجد عبدُ طعمَ الإيمان حتى يؤمن بالقدر كله". وأما رواية سليمان التيمي، فلم نظفر بها فيما بين أيدينا من مصادر. (1) إسناده ضعيف، ناجية بن كعب: هو الأسدي كما حققه الحافظ في "التهذيب"، قال ابنُ المديني: لا أعلم أحداً روى عنه غيرَ أبي إسحاق وهو مجهول، ولم يوثقه غير العجلي، وقد وَهِمَ الحافظُ في "التقريب" فقال عنه: ثقة! وأما قوله في "التهذيب": إن ابن حبان ذكره في "الثقات" فهو وَهَم منه أيضاً فإنه ليس فيه، وإنما ذكره= الحديث: 759 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = في "المجروحين" 3/57 وقال: ناجية بن كعب من أهل الكوفة، وهو الأسدي، يروي عن علي، روى عنه أبو إسحاق وأبو حسان الأعرج، كان شيخاً صالحاً، إلا أن في حديثه تخليطاً لا يشبه حديثَ أقرانه الثقات عن علي، فلا يعجبني الاحتجاجُ به إذا انفرد، وفيما وافق الثقاث، فإن احتج به محتج أرجو أنه لم يجرح في فعله ذلك. قلنا: وقد ضعف الحديث البيهقي في "السنن"، وتبعه النووي في "المجموع" 5/144 فضعفه، ونقل البيهقي عن علي بن المديني أنه قال: في إسناده بعض الشيء. وأخرجه النسائي 1/110 عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (120) ، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/348 عن شعبة، به. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/207 عن عمرو بن الهيثم، وابن الجارود (550) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/347 عن أبي الأحوص، وأبو يعلي (423) من طريق إبراهيم بن طهمان، والبيهقي في "السنن" 1/304 من طريق إسرائيل، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. زاد أبو يعلى: وعلمني دعواتٍ هن أحب إلي من حُمر النعَم، ولفظ الزيادة عند البيهقي: ثم دعا لي بدعوات ولا يسرني بها ما على الأرض من شيء، ولم يذكر ابن أبي شيبة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر عليا بالغسل، وزاد: ثُم رجعت إليه وعلى أثر التراب والغبار، فدعا لي بدعوات ... مثل رواية البيهقي. وأخرجه عبد الرزاق (9936) عن معمر والثوري، عن ناجية بن كعب الأسدي: أن أبا طالب لما مات ... فذكر الحديث مرسلاً، وأسقط منه أبا إسحاق بين معمر والثوري وبين ناجية، وهو خطأ والصواب إثباته، فلعله من النساخ. وسيأتي الحديث برقم (1093) . وللحديث طريق أخرى سيأتي الكلام عليها برقم (807) عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي. وأورد له البيهقي في "السنن" 1/305 طريقين آخرين، وهما معلولان، وأعلهما البيهقي نفسه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 760 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَبِيعَ غُلامَيْنِ أَخَوَيْنِ، فَبِعْتُهُمَا، وَفَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَدْرِكْهُمَا فَأَرْجِعْهُمَا، وَلا تَبِعْهُمَا إِلا جَمِيعًا " (2) 761 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَيْسَ الْوَتْرُ بِحَتْمٍ كَهَيْئَةِ الصَّلاةِ، وَلَكِنْ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)   (1) تحرف في (م) إلى شعبة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سعيد بن أبي عروبة قال أحمد والبزار والنسائي وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم: لم يسمع من الحكم بن عتيبة شيئاً، وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (1045) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن رجل عن الحكم. وأخرجه البزار (623) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، وابن الجارود (575) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن الحكم بن عتيبة، بهذا الإسناد. ومحمد بن عبيد الله العرزمي متروك، وفي إسناد ابن الجارود سليمان بن عبيد الله الأنصاري الرقي، وهو صدوق يصلح للمتابعات. وانظر رقم (800) . وانظر "العلل" للدارقطني 3/272-275 وفي الباب عن أبي أيوب عند أحمد 5/413 والدارمي (2479) ، وحسنه الترمذي (1283) ، وصححه الحاكم 2/55 ولفظه "من فرق بين الوالدة وولدها، فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة". وعن أبي موسى عند ابن ماجه (2250) ، ولا بأس به في الشواهد. (3) إسناده قوي. وأخرجه الترمذي (454) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (652) . الحديث: 760 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 762 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ " (1) 763 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ " فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هُوَ قَالَ؟: " نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ، وَسُمِّيتُ أَحْمَدَ، وَجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُورًا، وَجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ " (2)   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هبيرة- وهو ابن يَريم- فقد روى له أصحاب السنن، وهو حسن الحديث. وأخرجه أبو يعلي (372) و (373) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. غير أنه لم يذكر شعبة في الموضع الثاني. وأخرجه الطيالسي (118) عن شعبة، به. وأخرجه عبد الرزاق (7703) عن سفيان الثوري، به. وأخرجه عبد بن حميد (93) عن أبي نعيم وعبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. وسيأتي برقم (1058) و (1103) و (1104) و (1105) و (1114) و (1115) و (1153) . (2) إسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. زهير: هو ابن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني، ومحمد بن علي: هو ابن الحنفية. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/434 عن يحيى بن أبي بكير، عن زهير، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البزار (656) من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، به.= الحديث: 762 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 764 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ " (1) 765 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) قَالَ: ذَكَرْنَا الدَّجَّالَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظَ مُحْمَرًّا لَوْنُهُ، فَقَالَ: " غَيْرُ ذَلِكَ أَخْوَفُ لِي عَلَيْكُمْ " ذَكَرَ كَلِمَةً (3) 766 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلٌ أَوْ بَغْلَةٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: " بَغْلٌ، أَوْ بَغْلَةٌ " قُلْتُ: وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ هُوَ؟ قَالَ: " يُحْمَلُ   = ولفظه: "أعطيت خمساً لم يعطهن نبيّ قبلي، نصرت بالرعب، وأعطيت جوامع الكَلِم، وأحلَّت لى الغنائم ... " وذكر خصلتين ذهبتا عني، ثم ذكر الخديث. وسيأتي برقم (1361) . (1) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وانظر (569) . (2) قوله "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" هكذا جاءت هذه الزيادة في الأصول كلها، وهي زيادة مقحمه. (3) إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-، وعبد الله بن نجي تقدم القول- فيه عند رقم (608) . أبو النضر: هو هاشَم بن القاسم، والأشجعي: هو عيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبن أبي شيبة 15/142، وعنه أبو يعلي (466) عن وكيع، عر سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال وكيع في حديثه "أئمة مضلون" مكان قوله "ذكر كلمة". الحديث: 764 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 الْحِمَارُ عَلَى الْفَرَسِ، فَيَخْرُجُ بَيْنَهُمَا هَذَا " قُلْتُ: أَفَلا نَحْمِلُ فُلانًا عَلَى فُلانَةَ؟ قَالَ: " لَا، إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " (1) 767 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كُنْتُ إِذَا اسْتَأْذَنْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كَانَ فِي صَلاةٍ سَبَّحَ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ أَذِنَ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علي بن علقمة- وهو الأنماري- لم يرو عنه سوى سالم بن أبي الجعد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً، ؤقال البخاري: في حديثه نظر، وذكره العقيلي وابنُ الجارود في "الضعفاء"، وشريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. وأخرجه الطيالسي (156) ، والبزار (669) ، والطحاوي 3/271، وابن عدي في "الكامل" 5/1847 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وانظر (738) ، وللحديث طريق أخرى صحيحة عند المصنف برقم (785) ، وانظر أيضاً (582) . قوله: "الذين لا يعلمون"، قال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/273: أي لأنهم يتركون بذلك إنتاج ما في ارتباطه الأجر، وينتجون ما لا أجر في ارتباطه. وقال الخطابي في "معالم السنن" 2/251: يشبه أن يكون المعنى في ذلكْ- والله أعلم- أن الحمر إذا حمِلت على الخيل تعطلت منافع الخيل، وقل عددها، وانقطع نَماؤها، والخيل يحتاج إليها للركوب والركض والطلب، وعليها يجاهَد العدو، وبها تحرَز الغنائم، ولحمها مأكول، ويسهم للفرس كما يسهم للفارس، وليس للبغل شيء من هذه الفضائل، فأحب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يَنمو عدد الخيل، ويكثر نسلها، لما فيها من النفع والصلاح. وقال السندي: استدِل على جواز اتخاذ البغال بركوب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويامتنان الله تعالى على الناس بها بقوله: (والخيل والبغال) ] النحل: 8 [، أجيب بجواز أن تكون البغال كالصور، فإن عملها حرام، واستعمالها في الفرش مباح، والله تعالى أعلم. (2) إسناده ضعيف. وقد تقدم برقم (598) . الحديث: 767 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 768 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَنْحَرَ بِمِنًى، فَقَالَ: " هَذَا الْمَنْحَرُ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ " (1) 769 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: حَرْبًا. قَالَ: " بَلْ هُوَ حَسَنٌ " فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قَالَ: قُلْتُ حَرْبًا. قَالَ: " بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ " فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ " قُلْتُ: حَرْبًا. قَالَ: " بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ " ثُمَّ قَالَ: " سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ شَبَّرُ، وَشَبِيرُ، وَمُشَبِّرٌ " (2)   (1) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (562) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فقد روى له أصحاب السنن، ولم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، قال النسائي: ليس به باس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، قال: وكان يتشيع، وقال ابن المديني: مجهول، وقال حرملة عن الشافعي: هانئ بن هانئ لا يعرف، وأهلُ العلم بالحديث لا ينسبون حديثه؟ لجهالةِ حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (823) ، والبزار (742) ، وابن حبان (6958) ، والطبراني في "الكبير" (2773) ، والحاكم 3/165 و180، والبيهقي= الحديث: 768 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 770 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، وَهُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةَ اتَّبَعَتْنَا ابْنَةُ حَمْزَةَ تُنَادِي: يَا عَمِّ، يَا عَمِّ. قَالَ: فَتَنَاوَلْتُهَا بِيَدِهَا، فَدَفَعْتُهَا إِلَى فَاطِمَةَ، فَقُلْتُ: دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ اخْتَصَمْنَا فِيهَا أَنَا وَجَعْفَرٌ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ،   = 6/166 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! وفي رواية البزار "جبر وجبير ومجبر". وأخرجه الطبراني (2774) من طريق زكريا بن أبي زائدة، و (2776) من طريق يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، والحاكم 3/168 من طريق يونس بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. ولم يذكر يوسف بن إسحاق في حديثه أولاد هارون. وأخرجه الطيالسي (129) ، ومن طريقه البزار (743) عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، به. إلا أنه لم يذكر في حديثه الولد الثالث ولا أولاد هارون، وزاد فيه أن علياً قال: كنت أحب أن أكتني بأبي حرب. وأخرجه الطبراني (2775) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن قيس بن الربيع، به. مختصراً، بقصة الحسن وحده. وأخرجه الطبراني (2777) من طريق يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال علي ... فذكره بطوله، إلا أنه لم يذكر فيه محسناً ومشبراً. وسالم يدلس ويرسل، ولم يصرح هنا بالسماع. وسيأتي الحديث برقم (953) . وأخرج المرفوع منه، وهو قوله: "إني سميت ابنيّ هذين حسناً وحسيناً، بأسماء ابنَي هارون شبر وشبير" أحمد في "فضائل الصحابة" (1367) عن وكيع، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. قلنا: وقد جاء في التسمية سبب آخر، وهو من حديث علي أيضاً، وسيأتي في "المسند" برقم (1370) ، وسنده حسن. الحديث: 770 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 فَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا عِنْدِي - يَعْنِي أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ - وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. وَقُلْتُ: أَنَا أَخَذْتُهَا وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ، فَأَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيُّ، فَمِنِّي وَأَنَا مِنْكَ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ، فَأَخُونَا وَمَوْلَانَا، وَالْجَارِيَةُ عِنْدَ خَالَتِهَا، فَإِنَّ الْخَالَةَ وَالِدَةٌ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَزَوَّجُهَا؟ قَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (1)   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ وهبيرة بن يَريم فقد روى لهما أصحاب السنن، وحديثهما حسن لمتابعة أحدهما للآخر. وأخرجه أبو يعلي (526) و (554) عن عبد الرحمن بن صالح، عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وهو عنده مختصر، بذكر فضيلة زيد بن حارثة فقط. وأخرجه الحاكم 3/120 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بطوله. وصحح إسناده ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن سعد 4/36، وابن أبي شيبة 12/105، والبزار (744) ، وابن حبان (7046) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. مختصرأ، ذكر ابن سعد وابن أبي شيبة وابن حبان فضيلة جعفر وَحْدهُ، وذكر البزار فضائل الثلاثة، وروايته عن هانئ بن هانئ وحده. وأخرجه أبو داود (2280) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، به. دون ذكر فضائل الثلاثة. وأخرجه أبو يعلي (405) ، والبيهقي 6/8 من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، به. أورده البيهقي بطوله، أما أبو يعلى فأورده مختصراً بلفظ: "الخالة بمنزلة الأم" ولم يذكر في سنده هبيرة بن يريم. وسيأتي الحديث برقم (857) و (931) . وأخرجه بنحوه الحاكم 3/211 وصححه على شرط مسلم (!) ، وعنه البيهقي 6/8 من طريق الفضل بن محمد الشعراني، عن إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن نافع بن عجير، عن أبيه نافع، عن علي بن أبي= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 771 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ، فَقُلْتُ: أَيَسْتَغْفِرُ الرَّجُلُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟ فَقَالَ: أَوَلَمْ يَسْتَغْفِرْ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] إِلَى قَوْلِهِ: {تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 114] قَالَ: " لَمَّا مَاتَ " (1)   = طالب ... فذكره. قال البيهقي: وكذلك رواه محمد بن يحيى الذهلي عن إبراهيم بن حمزة، وكذلك رواه عبد العزيز بن عبد الله عن عبد العزيز بن محمد (قلنا: وهو في "التاريخ الكبير" للبخاري 1/249-250) . قلنا: وهذا الإسناد رجاله ثقات، ومحمد بن نافع بن عجير وثقه ابن إسحاق- فيما ذكره البخاري- وأورده ابن حبان في "الثقات" 7/431. ثم قال البيهقي: وهو في كتاب "سنن أبي داود" برقم (2278) عن العباس بن عبد العظيم، عن عبد الملك بن عمرو، عن عبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن نافع بن عجير، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه. والله أعلم، والذي عندنا أن الأول أصح. وتابعه على رأيه هذا الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 7/432-433. وقي الباب عن البراء بن عازب عند ابن أبي شيبة 12/105، والبخاري (2699) ، والترمذي (3765) ، وعن ابن عباس وسيأتي في "المسند" برقم (2040) . (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الخليل- واسمه عبد الله بن أبي الخليل، وقيل: ابن الخليل- فله رواية في السنن، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". سفيان: هو الثوري، وسماعه من أبي إسحاق قديم. وأخرجه الطيالسي (131) عن قيس بن الربيع، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9377) من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1085) . الحديث: 771 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 " فَلا أَدْرِي قَالَهُ سُفْيَانُ، أَوْ قَالَهُ إِسْرَائِيلُ، أَوْ هُوَ فِي الْحَدِيثِ: " لَمَّا مَاتَ؟ " (1) . 772 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عَمِّي إِيَاسُ بْنُ عَامِرٍ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَبِّحُ مِنَ اللَّيْلِ، وَعَائِشَةُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ " (2) 773 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالا: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا يَوْمٌ، لَبَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلًا مِنَّا، يَمْلَؤُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا " قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " رَجُلًا مِنِّي "   (1) قال العلامة أحمد شاكر رحمه الله: يعني أن يحيى بن آدم شك في لفظ: "لما مات" أهو من أصل الحديث من كلام علي، أم هو بيان من سفيان الثوري، أم من إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي؟! ويظهر من هذا ان يحيى بن آدم سمعه أيضا من إسرائيل عن جده أبي إسحاق. (2) إسناده حسن في الشواهد. أبو عبد الرحمن؟ هو عبد الله بن يزيد المقرئ. وأخرجه ابن خزيمة (821) ، والطحاوي 1/462 من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث عائشة وسيأتي في مسندها (6/37 الطبعة الميمنية) ، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي صلاته من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة. الحديث: 772 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً يَذْكُرُهُ عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 774 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " الْحَسَنُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهُ النَّاسِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ " (2)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر بن خليفة فله حديث واحد عند البخاري مقروناً بغيره، وروى له أصحاب السنن، وقد وثقه غير واحد، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة عن الكوفيين وهو متماسك، وأرجو أنه لا بأس به، وقال الدارقطني في "سؤالات الحاكم" ص 264 فطر زائغ، لم يحتج به البخاري، وقال أبو بكر بن عياش: ما تركت الرواية عنه إلا لسوء مذهبه. الحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/198، وأبو داود (4283) ، والبزار (493) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/856. (2) رجاله ثقاث رجال الشيخين غير هانيء بن هانيء، وقد تقدم القول فيه عند الحديث رقم (769) . وأخرجه الترمذي (3779) من طريق عُبيد الله بن موسى، وابن حبان (6974) من طريق شبابة بن سَوّار، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه الطيالسي (130) عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (854) . وفي البات عن أنس بن مالك قال: لم يكن أحد أشبهَ برسول الله وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحسن بن علي. سيأتي في "المسند" (3/164 الطبعة الميمنية) . وعن أنس أيضا أنه قال عن الحسين بن علي: أما إنه كان من أشبههم برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه الترمذي (3778) ، وابن حبان في "صحيحه " (6972) ، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. الحديث: 774 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 775 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَذْنَبَ فِي الدُّنْيَا ذَنْبًا، فَعُوقِبَ بِهِ، فَاللهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عُقُوبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ، وَمَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فِي الدُّنْيَا، فَسَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ، وَعَفَا عَنْهُ، فَاللهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ " (1) 776 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ   (1) إسناده حسن، يونس بن أبي إسحاق خرج حديثه مسلم في صحيحه، ووثقه غير واحد إلا أنه يضطرب في حديث أبيه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي الصحابي. وأخرجه ابن ماجه (2604) ، والترمذي (2626) ، والبزار (482) ، والطبراني في "الصغير" (46) ، والدارقطني 3/215، والحاكم 2/445 و4/388، والقضاعي في "مسند الشهاب" (503) ، والبيهقي 8/328، والبغوي (4182) من طريق الحجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! وأخرجه عبد بن حميد (87) ، والبزار (483) من طريق أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثُّمالي، عن أبي إسحاق، به. وثابت الثمالي ضعيف. وسيتكرر الحديث برقم (1365) ، وانظر (649) . وفي الباب عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "بايعوني على أن لا تركوا بالله شيئاً، ولا تسرِقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين أيديكم وأرجلكمِ، ولا تعصوا في معروف، فمن وَفَى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا، فعوقبَ في الدنيا فهو كفْارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً، ثم ستره الله، فهو إلى الله: إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه" أخرجه البخاري (18) ، ومسلم (1709) ، وسيأتي في "المسند" (5/314 الطبعة الميمنية) . وعن خزيمة بن ثابت، وسيأتي في "المسند" 5/214. الحديث: 775 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا، ضَحِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ لَمْ أَرَهُ ضَحِكَ ضَحِكًا أَكْثَرَ مِنْهُ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: ذَكَرْتُ قَوْلَ أَبِي طَالِبٍ، ظَهَرَ عَلَيْنَا أَبُو طَالِبٍ، وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ نُصَلِّي بِبَطْنِ نَخْلَةَ، فَقَالَ: مَاذَا تَصْنَعَانِ يَا ابْنَ أَخِي؟ " فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْإِسْلامِ "، فَقَالَ: مَا بِالَّذِي تَصْنَعَانِ بَأْسٌ، أَوْ بِالَّذِي تَقُولانِ (1) بَأْسٌ، وَلَكِنْ وَاللهِ لَا تَعْلُوَنِي اسْتِي أَبَدًا، وَضَحِكَ تَعَجُّبًا لِقَوْلِ أَبِيهِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ لَا أَعْتَرِفُ أَنَّ عَبْدًا لَكَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَبَدَكَ قَبْلِي غَيْرَ نَبِيِّكَ - ثَلاثَ مِرَارٍ - لَقَدْ صَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ النَّاسُ سَبْعًا " (2)   (1) في (ق) : تفعلان، وعلى حاشيتها: تقولان. (2) إسناده ضعيف جداً، يحيى بن سلمة بن كهيل متروك الحديث، وفي حديثه عن أبيه مناكير، وحبة العُرني ضعيف أيضاً. ابو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وأخرجه الطيالسي (188) ، والبزار (751) من طريق يحيى بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً أبو يعلي (447) من طريق الأجلح، عن سلمة بن كهيل، به. ولفظه عن علي قال: ما أعلم أحداً من هذه الأمة بعد نبيها عَبَد الله قبلي، لقد عبدته قبل ان يعبده أحد منهم خمس سنين، أو سبع سنين. وإسناده ضعيف أيضا، فيه غير حبة العرنى شيخ أبي يعلى أبو هشام الرفاعي- واسمه محمد بن يزيد بن محمد العجلي- قال البخاري فيه: رأيتهم مجمعين على ضعفه، والأجلح متكلم فيه. وانظر ما سيأتي برقم (1191) و (1192) . وأورد الحاكم في "المستدرك" 3/112 نحو حديث أبي يعلى، من طريق الأجلح= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 ° 777 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: " وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي وَأَكْثَرُ عِلْمِي إِنْ شَاءَ اللهُ أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ " حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَانْصَرَفَ ثُمَّ جَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً فَصَلَّى بِنَا ثُمَّ قَالَ: " إِنِّي صَلَّيْتُ بِكُمْ آنِفًا وَأَنَا جُنُبٌ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِثْلُ الَّذِي أَصَابَنِي، أَوْ وَجَدَ رِزًّا فِي بَطْنِهِ، فَلْيَصْنَعْ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ " (1)   = به، فعلق عليه الذهبي في "تلخيصه" بقوله: هذا باطل، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أول ما أوحي إليه آمن به خديجةُ وأبو بكر وبلال وزيد مع علي قبقه بساعات، أو بعده بساعات، وعبدوا اللَه مع نبيه، فأين السبعُ سنين؟! ولعل السمعَ أخطأ، فيكون أمير المؤمنين قال: عبدتُ الله ولي سبع سنين، ولم يضبط الراوي ما سمع، ثم حبةُ شيعي جلد قد قال ما يُعْلَمُ بطلانُه من أن علياً شهد معه صفين ثمانون بدرياً. قلنا: وأخرج نحوه ابن أبي شيبة 12/65، وابن ماجه (120) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1324) ، وفي "الآحاد والمثاني" (178) ، والنسائي في "الخصائص" (7) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (337) ، والحاكم 3/111-112 من طريق العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي قال: إني عبدُ الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب، صليت قبلَ الناس بسبع سنين قبل أن يعْبُده أحد من هذه الأمة. قال الذهبي: ما هو بصحيح، بل حديث باطل، وعباد قال ابن المديني: ضعيف. ونقل ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/341 عن أبي بكر الأثرم أنه قال: سألت أبا عبد الله (يعني أحمد بن حنبل) عن حديث علي "أنا عبد الله وأخو رسوله ... " فقال: اضرب عليه، فإنه حديث منكر. (1) إسناد. ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة. وانظر (668) . الحديث: 777 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 778 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ أَبِي يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ سَأَلْتَهُ؟ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَرْمَدُ الْعَيْنِ. قَالَ: فَتَفَلَ فِي عَيْنِي وَقَالَ: " اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ " فَمَا وَجَدْتُ حَرًّا وَلا بَرْدًا مُنْذُ يَوْمِئِذٍ، وَقَالَ: " لاعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ " فَتَشَرَّفَ لَهَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَانِيهَا (1)   (1) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال عنه شعبة: ما رأيت أحداً أسوأ حفظاً من ابن أبي ليلى، ووصفه غيرُ واحد بسوء الحفظ. وأخرجه ابن ماجه (117) عن عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 2/10: هذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى شيخ وكيع هو محمد، وهو ضعيف الحفظ لا يحتج بما ينفرد به. وأخرجه البزار (496) ، والنسائي في "الخصائص" (14) من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم والمنهال، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/62-63 و14/464، والحاكم 3/37 عن علي بن هاشم، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم وعيسى والمنهال، به. ورواية الحاكم مختصرة، ولم يذكر فيه المنهال، وصحح إسناده ووافقه الذهبي! فأخطأ. وسيتكرر الحديث برقم (1117) . وأخرجه النسائي في "الخصائص" (151) من طريق هاشم بن مخلد الثقفي، عن عمه أيوب بن إبراهيم، عن إبراهيم الصائغ، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وأيوب بن إبراهيم. قال الذهبي: مجهول، ولم يرو عنه غير هاشم بن مخلد، ولم= الحديث: 778 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 779 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ عَمَّارٌ، فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ: " ائْذَنُوا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ " (1)   = يوثقه غير ابن حبان. ولقوله: "لأعطين الرايةَ رجلاً يحب الله ورسوله" شاهد من حديث سهل بن سعد عند البخاري (3009) و (3701) ، ومسلم (2406) ، وسيأتي في "المسند" (5/333 الطبعة الميمنية) . ومن حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2404) ، وسيأتي في "المسند" برقم (1608) . ومن حديث سلمة بن الأكوع عند البخاري (3702) ، ومسلم (4407) ، وفي حديث سهل بن سعد: ... فبصق في عينه ودعا له فَبرأ حتى كأن لم يكن به وجع. (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ وقد تقدم القولُ فيه- برقم (769) . وأخرجه ابن أبي شيبة 12/118، وابن ماجه (146) ، وابن حبان (7075) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1031) ، والترمذي (3798) ، والبزار (741) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/140 و7/135، والحاكم 3/388، والدارقطني في "العلل" 4/152، والخطيب في "تاريخه" 1/151، والبغوي (3951) من طرق عن سفيان الثوري، به. وقرن الدارقطني بسفيان إسرائيلَ بن يونس بن أبي إسحاق، قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن ماجه (147) ، والبزار (740) ، وأبو يعلي (404) ، وأبو نعيم 1/139 من طريق الأعمش، وأبو يعلي (492) من طريق شريك، والطبراني في "الصغير" (238) ، والخطيب 6/155 من طريق الصبي بن الأشعث، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. زاد الأعمش في حديثه: "ملىء إيماناً إلى مُشاشِه"، وجعل قوله: "مرحباً بالطيب المطيب" موقوفاً على علي. وسيأتي الحديث برقم (999) و (1033) و (1079) و (1160) .= الحديث: 779 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 780 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، وَغَيْرِهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ، عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَتْ: سَلْ عَلِيًّا، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: " ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، يَعْنِي لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ " (1) 781 - حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَشْجَعِيِّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: " أَمَرَنِي عَلِيٌّ أَنْ أَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ " (2) 782 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَهُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " وَاللهِ مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ عَلَيْكُمْ إِلا كِتَابَ اللهِ تَعَالَى، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ - مُعَلَّقَةً بِسَيْفِهِ - أَخَذْتُهَا مِنْ رَسُولِ   = ولقوله- في حديث الأعمش-: "ملىء إيماناً إلى مشاشه" صاهد من حديث رجل من الصحابة- وسماه الححم في رواية: عبد الله- عند النسائي 8/111، والحاكم 3/392 - 393 و393، ومن حديث عائشة عند البزار (2685- كشف الأستار) . وقد صحح الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/92 إسناد كل منهما. والمُشاش: رؤوس العظام وأطرافها. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (748) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن الأشجعي- وهو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن- فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له أبو داود في "السنن". وانظر ما قبله. الحديث: 780 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهَا فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ. مُعَلَّقَةً بِسَيْفٍ لَهُ حِلْيَتُهُ حَدِيدٌ، أَوْ قَالَ: بَكَرَاتُهُ حَدِيدٌ " (1) 783 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ، حَدَّثَنَا (2) سُلَيْمَانَ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: كَانَ أَبِي الْحَارِثُ عَلَى أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ مَكَّةَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ، فَأَقْبَلَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ: فَاسْتَقْبَلْتُ عُثْمَانَ بِالنُّزُلِ بِقُدَيْدٍ، فَاصْطَادَ أَهْلُ الْمَاءِ حَجَلًا، فَطَبَخْنَاهُ بِمَاءٍ وَمِلْحٍ، فَجَعَلْنَاهُ عُرَاقًا لِلثَّرِيدِ، فَقَدَّمْنَاهُ إِلَى عُثْمَانَ وَأَصْحَابِهِ، فَأَمْسَكُوا، فَقَالَ عُثْمَانُ: صَيْدٌ لَمْ أَصْطَدْهُ، وَلَمْ نَأْمُرْ بِصَيْدِهِ، اصْطَادَهُ قَوْمٌ حِلٌّ فَأَطْعَمُونَاهُ، فَمَا بَأْسٌ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: مَنْ يَقُولُ فِي هَذَا؟ فَقَالُوا: عَلِيٌّ فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ، فَجَاءَ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى   (1) زاد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: "أي حِلَقُه"، ولم ترد هذه الزيادة في أصولنا. والحديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فيه شريك- وهو ابن عبد الله- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، ومع ذلك فقد حسن الحافظ إسناده في "الفتح" 1/204-205. مخارق: هو ابن خليفة الأحمسي الكوفي. وأخرجه البزار (513) من طريق أبي نعيم الفضل بنِ دكين، والطحاوي 4/318 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، كلاهما عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (798) و (874) و (962) . ويشهد له ما سياتي برقم (1196) بإسناد صحيح، وانظر (599) . (2) تحرفت في (م) إلى: بن. الحديث: 783 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 عَلِيٍّ حِينَ جَاءَ وَهُوَ يَحُتُّ الْخَبَطَ عَنْ كَفَّيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: صَيْدٌ لَمْ نَصْطَدْهُ وَلَمْ نَأْمُرْ بِصَيْدِهِ، اصْطَادَهُ قَوْمٌ حِلٌّ، فَأَطْعَمُونَاهُ، فَمَا بَأْسٌ؟ قَالَ: فَغَضِبَ عَلِيٌّ وَقَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُتِيَ بِقَائِمَةِ حِمَارِ وَحْشٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا قَوْمٌ حُرُمٌ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ " قَالَ: فَشَهِدَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: أُنْشِدُ اللهَ رَجُلًا شَهِدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُتِيَ بِبَيْضِ النَّعَامِ، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا قَوْمٌ حُرُمٌ، أَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ " قَالَ: فَشَهِدَ دُونَهُمْ مِنَ الْعِدَّةِ مِنَ الِاثْنَيْ عَشَرَ، قَالَ: فَثَنَى عُثْمَانُ وَرِكَهُ عَنِ الطَّعَامِ، فَدَخَلَ رَحْلَهُ، وَأَكَلَ ذَلِكَ الطَّعَامَ أَهْلُ الْمَاءِ (1) • 784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) حَدَّثَنِي هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-. وأخرجه البزار (914) من طريق أبي عامر العقدي، عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلي (356) من طريق حماد بن زيد، عن علي بن زيد، به. وأخرجه بنحوه أبو داود (1849) ، ومن طريقه البيهقي 5/194 من طريق حميد الطويل، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، به. مختصراً بقصة قائمة الحمار فقط من غير ذكر عدة من شهد، وإسناده صحيح. وسيأتي الحديث أيضاً برقم (784) و (814) ، وانظر (830) . قديد: اسم موضع قرب مكة. وعراق جمع عَرْق، وهو العظم الذي أخذ عنه اللحم. - والخَبَط ورق الشجر ينفض بالمخابط ويجفف ويطحن ويخلط بدقيق أوغيره ويعلف به الإبل. (2) جاء هذا الحديث في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/ورقة 203. الحديث: 784 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَاهُ وَلِيَ طَعَامَ عُثْمَانَ، قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْحَجَلِ حَوَالَيِ الْجِفَانِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ عَلِيًّا يَكْرَهُ هَذَا. فَبَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ مُلَطِّخٌ يَدَيْهِ بِالْخَبَطِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَكَثِيرُ الْخِلافِ عَلَيْنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: أُذَكِّرُ اللهَ مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِعَجُزِ حِمَارِ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: " إِنَّا مُحْرِمُونَ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ " فَقَامَ رِجَالٌ فَشَهِدُوا، ثُمَّ قَالَ: أُذَكِّرُ اللهَ رَجُلًا شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِخَمْسِ بِيضَاتٍ: بَيْضِ نَعَامٍ، فَقَالَ: " إِنَّا مُحْرِمُونَ، فَأَطْعِمُوهُ أَهْلَ الْحِلِّ " فَقَامَ رِجَالٌ فَشَهِدُوا فَقَامَ عُثْمَانُ فَدَخَلَ فُسْطَاطَهُ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ عَلَى أَهْلِ الْمَاءِ (1) 785 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَنَّا أَنْزَيْنَا الْحُمُرَ عَلَى خَيْلِنَا فَجَاءَتْنَا بِمِثْلِ هَذِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه أبو يعلي (432) عن هدبة بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن زرير الغافقي، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة. أبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزَني. وأخرجه أبو د اود (2565) ، والبزار (889) ، والنسائي 6/224، والطحاوي 3/271، وابن حبان (4682) ، والبيهقي 10/22 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.= الحديث: 785 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 786 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " إِنَّ الْوَتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ " (1) 787 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ مَوْلاهُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: اعْتَمَرْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فِي زَمَانِ عُمَرَ، أَوْ زَمَانِ عُثْمَانَ، فَنَزَلَ عَلَى أُخْتِهِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ عُمْرَتِهِ رَجَعَ، فَسُكِبَ لَهُ غُسْلٌ فَاغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا حَسَنٍ، جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرٍ نُحِبُّ أَنْ تُخْبِرَنَا عَنْهُ، قَالَ: أَظُنُّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُحَدِّثُكُمْ أَنَّهُ كَانَ أَحْدَثَ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: أَجَلْ، عَنْ ذَلِكَ جِئْنَا نَسْأَلُكَ. قَالَ: " أَحْدَثُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ " (2)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 12/540 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، به. وسيأتي برقم (1359) ، وانظر (766) . (1) صحيح، أبو خيثمة- وهو زهير بن معاوية، وإن كان سماعه من أبي إسحاق بعد الاختلاط- قد توبع، وقد تقدم الحديث برقم (652) . وأخرجه البيهقي 2/467 - 468 من طريق عمرو بن مرزوق، عن زهير، بهذا الإسناد. (2) إسناده حسن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري. الحديث: 786 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 788 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُتَيْبَةُ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَتَرَكَ دِينَارَيْنِ، أَوْ دِرْهَمَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ، صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " (1) 789 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ فِي الرُّؤْيَا مُتَعَمِّدًا، كُلِّفَ عَقْدَ شَعِيرَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) • 790 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ، قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ، صَالِحُهُمْ تَبَعٌ لِصَالِحِهِمْ،   (1) حديث حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لجهالة عُتيبة وبُريد بن أصرم. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/140، وعنه العقيلي في "الضعفاء" 1/157 عن عفان، بهذا الإسناد. ولفظة "كيتان " ليست عند البخاري، وقال: إسناد مجهول. وستيأتي برقم (1155) و (1156) و (1165) . (2) وله شاهد حسن من حديث ابن مسعود وسياتي برقم (3914) وشاهد آخر من حديث أبي هريرة سيأتي في المسند حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب. وأخرجه الترمذي (2282) عن قتيبة بن سعيد، والحاكم 4/392- 393 من طريق مسدد، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، فتعقبه الذهبي بتضعيف عبد الأعلى الثعلبي. وانظر (568) . الحديث: 788 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 وَشِرَارُهُمْ تَبَعٌ لِشِرَارِهِمْ " (1) 791 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ، يُقَالُ لَهُ جُرَيُّ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ عَضْبَاءِ الْأُذُنِ وَالْقَرْنِ " قَالَ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: " النِّصْفُ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ " (2) 792 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْرَقِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا نَائِمٌ عَلَى الْمَنَامَةِ،   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن جابر- وهو اليمامي-. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2162-2163 عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/56 عن ابن منيع، عن محمد بن سليمان لوين، به. وأخرجه البزار (512) من طريق عبد الله بن الوزير، عن محمد بن جابر، به. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3495) ، ومسلم (1818) ، وسيأتي في "المسند" (2/242-243 و261 و319 و395 و433 الطبعة الميمنية) . وعن جابر عند مسلم (1819) ، وسيأتي في "المسند" أيضا (3/331) . وعن معاوية بن أبي سفيان، وسيأتي في "المسند" (4/101) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جُري بن كليب، وقد تقدم الحديث والكلام عليه برقم (633) . الحديث: 791 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ أَوِ الْحُسَيْنُ، قَالَ: فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ لَنَا بِكْيٍ فَحَلَبَهَا فَدَرَّتْ، فَجَاءَهُ الْحَسَنُ، فَنَحَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى قَبْلَهُ " ثُمَّ قَالَ: " إِنِّي وَإِيَّاكِ وَهَذَيْنِ وَهَذَا الرَّاقِدَ، فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) • 793 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا حُدَيْجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَرَجْتُ حِينَ بَزَغَ الْقَمَرُ كَأَنَّهُ فِلْقُ جَفْنَةٍ "، فَقَالَ: " اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ " (2)   (1) إسناده ضعيف جداً، قيس بن الربيع مضطرب الحديث وضعفه غير واحد، وآفته من ابن له كان يأخذ حديثَ الناس، فيدخله في كتاب قيس ولا يعرف الشيخ ذلك، وليّنه الإمام أحمد وقال: روى أحاديث منكرة. أبو المقدام: هو ثابت بن هرمز الحداد، وعبد الرحمن الأزرق: هو عبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري، روى له مسلم حديثاً واحداً في العزل، ولم يوثقه غير ابن حبان. قلنا: والحديث حديث عمرو بن ثابت أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي فاختة سعيد بن علاقة، عن علي مرفوعا، أخرجه كذلك البزار (2616- كشف الأستار) من طريق أحمد بن المفضل، وأبو يعلي (510) من طريق حسين بن محمد بن بهرام، والطبراني في "الكبير" (2622) من طريق أبي داود الطيالسي، ثلاثتهم عن عمرو بن أبي المقدام، بهذا الإسناد. وعمرو بن أبي المقدام متروك الحديث، رافضي شتام للسلف. وقد تحرف الإسناد في المطبوع من "كشف الأستار" إلى: عمر بن ثابت عن أبي المقدام عن أبيه ... ورواية أبي يعلى مختصرة. والشاة البَكِئ والبكيئة: التي قلَّ لبنُها، وقيل: انقطع. (2) إسناده ضعيف لضعف حديج- وهو ابن معاوية- كان سيىء الحفظ كثير الوهم، وسماعه من أبي إسحاق السبيعي يغلب على ظننا أنه بعدَ الاختلاط لمخالفة شعبة له في= الحديث: 793 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 794 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ مَوْضِعَ شَعَرَةٍ مِنْ جَسَدِهِ مِنْ جَنَابَةٍ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فُعِلَ بِهِ كَذَا وَكَذَا مِنَ النَّارِ " قَالَ عَلِيٌّ: " فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ رَأْسِي فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ رَأْسِي " (1)   = إسناد الحديث كما سيأتي في التخريج. أبو حذيفة: هو سلمة بن صهيب. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/191 من طريق إبراهيم بن ميمون الأسدي، عن محمد بن سليمان لوين، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلي (525) ، وعنه ابن عدي في "الكامل" 2/837 عن محمد بن بكار، عن حُديج بن معاوية، به. قلنا: وأخرجه أحمد في "المسند" (5/369 الطبعة الميمنية) ، والنسائي في "الكبرى" (3411) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق أنه سمع أبا حذيفة يحدث عن رجل من أصحاب النبيً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "نظرتُ إلى القمر صبيحةَ ليلة القَدْرِ، فرأيتُه كأنه فِلْق جفنة" قال أبو إسحاق: إنما يكون ذلك صبيحة ثلاث وعشرين. وهذا إسناد قوي، وجهالة الصحابي لا تضر كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث. وأورد الدارقطني في "العلل" 4/186 طريق شعبة هذا وقال: هو المحفوظ. وقولُ أبي إسحاق في تفسير قوله "فلق جفنة" أن ذلك إنما يكون صبيحة ثلاثٍ وعشرين نقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/264 خلافَه عن أبي الحسن الفارسي حيث قال في تفسيره: إنها ليلةُ سبع وعشرين، فإن القمر يطلع فيها بتلك الصفةِ. وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 4/262-266 للناس في ليلة القدر أكثر من أربعين قولاً. ويخلْق الجفنة: نصفها، أي: أحد شقيها إذا انفلقت. والجفنة: القصعة العظيمة. (1) إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام فيه برقم (727) . وأخرجه البيهقي 1/175 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. الحديث: 794 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 795 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، شَرِبَ قَائِمًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّاسُ كَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوهُ، فَقَالَ: مَا تَنْظُرُونَ (1) ؟ إِنْ أَشْرَبْ قَائِمًا، " فَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنْ أَشْرَبْ قَاعِدًا، فَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَاعِدًا " (2) 796 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الرَّأْسِ، عَظِيمَ الْعَيْنَيْنِ، هَدِبَ الْأَشْفَارِ - قَالَ حَسَنٌ: الشِّفَارِ - مُشْرَبَ الْعَيْنِ بِحُمْرَةٍ، كَثَّ اللِّحْيَةِ، أَزْهَرَ اللَّوْنِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ،   (1) في حاشية (س) و (ص) : تنكرون. (2) إسناده حسن، حماد- وهو ابن سلمة- روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وقد توبع. زاذان: هو أبو عبد الله الكندي، ثقة من رجال مسلم. وأخرجه الطحاوي 4/273 من طريق أسد بن موسى وحجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (916) و (1125) و (1128) و (1140) . وسيأتي في الشرب قائماً عن علي برقم (797) من طريق ربعي بن حراش، وبرقم (1223) من طريق النزال بن سبرة. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (5617) ، ومسلم (2027) قال: شرب رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائماً من زمزم. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد 2/174، والترمذي (1883) وقال: حسن صحيح. وعن عائشة عند النسائي 3/81- 82 قالت: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشربُ قائماً وقاعداً. ورجاله ثقات. الحديث: 795 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 قَالَ حَسَنٌ: تَكَفَّأَ -، وَإِذَا الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا " (1) • 797 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، - وَقَالَ لِي: هُوَ اسْمِي وَكُنْيَتِي - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ يَعْنِي ابْنَ الْخِمْسِ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَامَ خَطِيبًا فِي الرَّحَبَةِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ " دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَتَمَضْمَضَ مِنْهُ، وَتَمَسَّحَ، وَشَرِبَ فَضْلَ كُوزِهِ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ يَكْرَهُ، أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ، وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ هَكَذَا " (2)   (1) إسناده حسن. حماد: هو ابن سلمة، ومحمد بن علي: هو ابن الحنفية. وأخرجه ابن سعد 1/410 عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وقرن بالحسن يزيدَ بن هارون ويحيى بن عباد. وانظر (684) . (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو عبيدة بن فضيل بن عياض وثقه الدارقطني وابن حبان، وأخرج له في "صحيحه" وكذلك الحاكم، ومالك بن سُعير فقد فال أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له البخاري حديثين في التفسير متابعة، وانفرد أبو داود بتضعيفه، وفرات بن أحنف وثقه ابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقوله: "وتمسحَ "، أي: مَسَج وجهه وذراعيه ورأسه ورجليه، كما جاء موضحاً في الرواية الصحيحة التي تقدمت برقم (583) من حديث النزال بن سبرة، عن علي، والاكتفاء بالمسح في موضع الغَسْل إنما هو سائغ في وضوء غير المحْدِث، كما صرح بذلك أمير المؤمنين في هذه الرواية وغيرها، وأما المحدِثُ فقد اتفق أهل العلم على أنه لا يصح منه إلا غَسْل وجهه ويديه ورجليه. الحديث: 797 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 • 798 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: " مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ مِنَ الْوَحْيِ - أَوْ قَالَ: كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلا مَا فِي كِتَابِ اللهِ، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةِ الْمَقْرُونَةِ بِسَيْفِي - وَعَلَيْهِ سَيْفٌ حِلْيَتُهُ حَدِيدٌ - وَفِيهَا فَرَائِضُ الصَّدَقَاتِ " (1) 799 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، أَنَّ عَلِيًّا قِيلَ لَهُ: إِنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَابِ. فَقَالَ: لِيَدْخُلْ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَإِنَّ الزُّبَيْرَ حَوَارِيَّ " (2) 800 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: وَهَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُلامَيْنِ أَخَوَيْنِ، فَبِعْتُ أَحَدَهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا فَعَلَ الْغُلامَانِ؟ " فَقُلْتُ: بِعْتُ أَحَدَهُمَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدَّهُ " (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وقد تقدم برقم (782) . (2) إسناد. حسن. وأخرجه ابن سعد 3/105 عن عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم (1388) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (680) . (3) حسن لغيره، وهذا سند ضعيف لانقطاعه، ميمون بن أبي شبيب لم يدرك علياً، وليس هو بذاك، وحديثه يصلح للمتابعات، والحجاج - وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، على لين في حديثه. = الحديث: 798 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 801 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُفِّنَ فِي سَبْعَةِ أَثْوَابٍ " (1) 802 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي فَضَالَةَ الْأَنْصَارِيِّ، - وَكَانَ أَبُو فَضَالَةَ، مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ - قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي عَائِدًا لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ مَرَضٍ أَصَابَهُ، ثَقُلَ مِنْهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبِي: مَا يُقِيمُكَ بِمَنْزِلِكَ هَذَا، لَوْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ لَمْ يَلِكَ إِلَّا أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ؟ تُحْمَلُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ   = وأخرجه ابن ماجه (2249) ، والبيهقي 9/127 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (185) ، ومن طريقه البيهقي 9/127، وأخرجه الترمذي (1284) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والدارقطني 3/66 من طريق عباس بن الوليد النرسي، ثلاثتهم (الطيالسي وعبد الرحمن وعباس) عن حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وله طريق آخر نقدم برقم (760) . وأخرج أبو داود (2696) ، والدارقطني 3/66، والحاكم 2/55، والبيهقي 9/126 من طريق يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني، عن الحكم بن عُتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب، عن علي: أنه فرقَ بين جاريةٍ وولدِها، فنهاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، ورد البيع، ويزيد بن عبد الرحمن مختلف فيه، وخلاصة القول فيه: أنه حسنُ الحديث في المتابعات، وهيمون بن أبي شبيب لم يدرك علياً كما تقدم. (1) إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه برقم (728) . وأخرجه ابن سعد 2/287، والبزار (646) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. الحديث: 801 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 أَصْحَابُكَ وَصَلَّوْا عَلَيْكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ (1) لَا أَمُوتَ حَتَّى أُؤَمَّرَ، ثُمَّ تُخْضَبَ هَذِهِ - يَعْنِي لِحْيَتَهُ - مِنْ دَمِ هَذِهِ - يَعْنِي هَامَتَهُ - " فَقُتِلَ، وَقُتِلَ أَبُو فَضَالَةَ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّينَ (2) 803 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلاةَ يُكَبِّرُ، ثُمَّ يَقُولُ: " وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، اللهُمَّ اهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلاقِ لَا   (1) في (ق) وحاشية (س) : أني. (2) إسناده ضعيف، فضالة بن أبي فضالة لم يرو عنه غيرُ عبد الله بن محمد بن عقيل، ولم يوثقه غير ابن حبان، وجهله ابن خراش، وقال الذهبي في "الميزان" 3/349: لا يدرى من ذا، وعبد الله بن محمد بن عقيل انظر القول الفصل فيه عند الحديث رقم (728) ، وأورد الحافظ ابن حجر حديث الباب في "تعجيل المنفعة" ص 513 ولينه. محمد بن رامد: هو المكحولي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (173) ، والبزار (927) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (328) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن محمد بن راشد المكحولي، بهذا الإسناد. وعند ابن أبي عاصم وأبي نعيم: خرجت مع أبي إلى يَنْبُع عائداً لعلي بن أبي طالب ... الحديث: 803 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلا أَنْتَ، اصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " وَإِذَا رَكَعَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعِظَامِي وَعَصَبِي " وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " وَإِذَا سَجَدَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ، فَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ " وَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ: قَالَ: بَلَغَنَا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الماجشون ابن أبي سلمة المدني- واسمه يعقوب- فمن رجال مسلم. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه مسلم (771) (202) ، وابن حبان (1773) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وانظر (729) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 شُمَيْلٍ أَنَّهُ قَالَ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ " وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ " قَالَ: لَا يُتَقَرَّبُ بِالشَّرِّ إِلَيْك. (1) 804 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمِّهِ الْمَاجِشُونِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ كَبَّرَ ثُمَّ قَالَ: " وَجَّهْتُ وَجْهِي " فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: " وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا " (2) 805 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3) 806 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يُصْبِحَ فِي بَيْتِهِ بَعْدَ ثَلاثٍ، مِنْ لَحْمِ نُسُكِهِ شَيْءٌ " (4)   (1) انظر لزاماً تفصيل القول في هذه المسألة "شفاء العليل" الباب الحادي والعشرون في تنزيه القضاء الإلهي عن الشر ص 178-185 لابن القيم. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الماجشون بن أبي سلمة، فمن رجال مسلم. حُجين: هو ابن المثنَّى اليمامى. وانظر ما قبله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (729) . (4) إسناده قوي، ابن إخي ابن شهاب- وهو محمد بن عبد الله بن مسلم - توبع، تابعه معمر عن الزهري فيما تقدم برقم (587) . الحديث: 804 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 807 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ إِسْمَاعِيلَ، يَذْكُرُهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ قَدْ مَاتَ. قَالَ: " اذْهَبْ فَوَارِهِ، ثُمَّ لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي " قَالَ: فَوَارَيْتُهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، قَالَ: " اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ، ثُمَّ لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي ". قَالَ: فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، قَالَ: فَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا حُمْرَ النَّعَمِ وَسُودَهَا قَالَ: " وَكَانَ عَلِيٌّ، إِذَا غَسَّلَ الْمَيِّتَ اغْتَسَلَ " (1) • 808 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ،   (1) إسناده ضعيف، الحسن بن يزيد الأصم- وإن كان وُثًق- قال ابن عدي في "الكامل" 2/738: عن السدي ليس بالقوي، وحديثه عنه ليس بالمحفوظ، ثم ذكر له ثلاثة أحاديث هذا منها وقال: وللحسن بن يزيد أحاديث غير ما ذكرته، وهذا أنكر ما رأيت له عن السُّدي، ونقل البيهقي 1/304 عن الإمام أحمد أنه ضعفه من هذا الوجه. والسدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب. وأخرجه البزار (592) عن حاتم بن الليث، عن إبراهيم بن ابي العباس، بهذا الإسناد. إلا أنه زاد فيه سعد بن عبيدة بين إسماعيل السدي وبين ابي عبد الرحمن السلمي، قال الدارقطني فى "العلل" 4/159: وهو وهم، والقول الأول اصح. يعني بإسقاط سعد بن عبيدة من السند. وأخرجه البيهقي 1/304 و305 من طريق سعيد بن منصور، به بإسقاط سعد بن عبيدة. وسيأتي برقم (1074) ، وانظر (759) . الحديث: 807 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الْإِسْلامَ " (1) • 809 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " كُنْتُ آتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْتَأْذِنُ، فَإِنَّ كَانَ فِي صَلاةٍ سَبَّحَ،   (1) إسناده ضعيف جداً لضعف يحيى بن المتوكل وكثير النواء، وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/163 من طريق "المسند"، وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2087 من طريق محمد بن سليمان لوين، و7/2664 من طريق محمد بن جعفر الوركاني، بهذا الإسناد. وفي المطبوع منه: "إبراهيم بن الحسن عن أبيه عن جده علي " ويغلب على ظننا أنه تحريف، وليس يعرف للحسن بن الحسن بن علي عن جده رواية. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/279- 280 تعليقاً، والبيهقي في "الدلائل" 6/547 من طريق محمد بن الصباح، وابن أبي عاصم (978) من طريق يزيد بن هارون، والبزار (499) من طريق مهران بن أبي عمر، والخطيب في "الموضح" 2/332-333 من طريق إسحاق بن المنذر، أربعتهم عن يحيى بن المتوكل، به. ووقع في المطبوع من "الدلائل": إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده علي! وأخرجه البيهقي 6/547 من طريق الأسود بن عامر، عن أبي سهل، عن كثير النواء، به. وأبو سهل هذا لم نتبينه، ويغلب على ظننا أنه محرف عن "أبي عقيل" فالحديث لا يُعرف إلا به، والله أعلم. الحديث: 809 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ صَلاةٍ أَذِنَ لِي " (1) • 810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مَسْلَمَةُ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو (2) الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ الْعَبْدَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ " (3) • 811 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: لَمَّا أَعْيَانِي أَمْرُ الْمَذْيِ أَمَرْتُ الْمِقْدَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " منهِ (4) الْوُضُوءُ " اسْتِحْيَاءً مِنْ أَجْلِ فَاطِمَةَ (5)   (1) إسناده ضعيف جداً. وهو مكرر (598) . (2) تحرف في (م) و (ق) إلى: ابن عمرو. (3) إسناده ضعيف جداً. وهو مكرر (605) . (4) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : فيه. (5) صحيح لغيره، رجاله رجال الصحيح غير الحجاج بن أرطاة، فقد روى له مسلم مقروناً، واحتج به أصحاب السنن، وهو صدوق إلا أنه مدلس وقد عنعن. أبو يعلى: هو المنذر بن يعلى الثوري. وأخرجه البزار (652) من طريق أبي معاوية، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وانظر الحديث المتقدم برقم (618) . الحديث: 810 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 • 812 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنِ الْمُتْعَةِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ " (1) 813 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، أَنَّ عَلِيًّا، قِيلَ لَهُ إِنَّ قَاتِلَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ عَلِيٌّ: لَيَدْخُلَنَّ قَاتِلُ ابْنِ صَفِيَّةَ النَّارَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَإِنَّ حَوَارِيَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ " (2) 814 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، نَزَلَ قُدَيْدًا فَأُتِيَ بِالْحَجَلِ فِي الْجِفَانِ شَائِلَةً بِأَرْجُلِهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ، وَهُوَ يَضْفِزُ بَعِيرًا لَهُ، فَجَاءَ وَالْخَبَطُ يَتَحَاتُّ مِنْ يَدَيْهِ، فَأَمْسَكَ عَلِيٌّ، وَأَمْسَكَ النَّاسُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَنْ هَا هُنَا مِنْ أَشْجَعَ؟ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ بِبَيْضَاتِ نَعَامٍ، وَتَتْمِيرِ وَحْشٍ، فَقَالَ: " أَطْعِمْهُنَّ أَهْلَكَ، فَإِنَّا حُرُمٌ "؟ قَالُوا: بَلَى فَتَوَرَّكَ عُثْمَانُ عَنْ سَرِيرِهِ، وَنَزَلَ، فَقَالَ: خَبَّثْتَ عَلَيْنَا (3)   (1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعا، عبد الله بن محمد بن علي لم يُدرك جده علي بن أبي طالب، وقد سلف موصولا برقم (592) . (2) إسناده حسن. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وانظر (680) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وأخرجه الطحاوي 2/168 من طريق حجاج بنِ منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا= الحديث: 812 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 815 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ " (1) 816 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَالْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ " (2) 817 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الطَّحَّانَ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ قَبْلَ الْعَتَمَةِ وَبَعْدَهَا، يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ فِي الصَّلاةِ " (3)   = الإسناد. وانظر (783) . الحَجَل: طير معروف. وشائلة بأرجُلها: رافعتها بسبب الطبخ. وقوله: "وهو يضفِزُ بعيراً له"، أي: يعلفه الضفيز، وهو شعير يُجرش وتُعلَفه الإبل. وقوله: "تتمير وَحْش"، أي: لحم من لحم الوحش مقطع صغاراً كالتمر، وتتمير اللحم: تقطيعه وتجفيفه وتنشيفه. (1) حديث حسن لغيره، وهذا سند ضعيف، نجي والد عبد الله لم يرو عنه غير ابنه ولم يوثقه غير ابن حبان. وقد تقدم هذا الحديث برقم (632) . وله شاهد من حديث أبي طلحة أخرجاه، وسيأتي في "المسند" 4/28. (2) إسناده حسن. وهو مكرر (722) . (3) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث بن عبد الله الأعور. وانظر (663) . الحديث: 815 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 818 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُودَى الْمُكَاتَبُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى " (1) 819 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ بَعَثَ مَعَهُ (2) بِخَمِيلَةٍ وَوِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَرَحَيَيْنِ وَسِقَاءٍ وَجَرَّتَيْنِ " (3) 820 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ يُحَنَّسَ، وَصَفِيَّةَ، كَانَا مِنْ سَبْيِ (4) الْخُمُسِ، فَزَنَتْ صَفِيَّةُ بِرَجُلٍ مِنَ الْخُمُسِ، فَوَلَدَتْ غُلامًا فَادَّعَاهُ الزَّانِي وَيُحَنَّسُ، فَاخْتَصَمَا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَرَفَعَهُمَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَقْضِي فِيهِا (5) بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ ". وَجَلَدَهُمَا خَمْسِينَ خَمْسِينَ (6)   (1) صحيح، رجاله ثقات. وهو مكرر (723) . (2) في (م) و (ص) وحاشية (س) : معها، وفي (ق) : معهما. (3) إسناده قوي. وسيتكرر برقم (838) ، ويأتى تخريجه هناك. (4) لفظة "سبي" لم ترد في (ظ 11) و (ب) . (5) على حاشية (س) و (ص) : فيهما. (6) إسناده ضعيف، سعد بن معبد والد الحسن لم يرو عنه غير ابنه، ولم يوثقه غير ابن حبان، والحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وخالفه محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، فرواه عن الحسن بن سعد عن رباح، وقد تقدم في "المسند" برقم (416) ،= الحديث: 818 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 821 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: كُنَّا بِمِنًى، فَإِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ: أَلا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَصُومُنَّ فَإِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ " قَالَتْ: فَرَفَعْتُ أَطْنَابَ الْفُسْطَاطِ، فَإِذَا الصَّائِحُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (1) 822 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، " سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَعْجِيلِ صَدَقَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ، فَرَخَّصَ لَهُ فِي ذَلِك " (2)   = وهو أصح، لأن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب أوثق وأحفظُ من الحجاج بن أرطاة، وقد احتج به أصحابُ الكتب الستة. وأخرجه مختصراً البزار (816) عن طالوت بن عياد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضي أن الولد للفراش. قال البزار: وهذا الحديثُ لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وأحسب أن الحجاج بنَ أرطاة أخطأ في إسناد.، إضا رواه محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب في إسناد له عن الحسن بن سعد عن رباح عن عثمان. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أم عمرو، وهي صحابية. المفضل بن فضاله: هو ابن عبيد المصرى، ويزيد بن عبد الله: هو ابن أسامة بن الهاد. وسيأتي برقم (824) . (2) إسناد. حسن. الحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه ابن سعد 4/26، والدارمي (1636) ، وأبو داود (1624) ، وابن ماجه (1795) ، والترمذي (678) ، وابن خزيمة (2331) ، والدارقطني 2/123، والحاكم= الحديث: 821 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 • 823 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَرْسَلْنَا (1) الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَذْيِ يَخْرُجُ مِنَ الْإِنْسَانِ، كَيْفَ يَفعَلُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَوَضَّأْ، وَانْضَحْ فَرْجَكَ " (2)   = 3/332، والبيهقي 4/111، والبغوي (1577) من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، وحسنه البغوي. وقال أبو داود: روى هذا الحديثَ هشيم عن منصور بن زاذان، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مرسلاً) ، وحديث هشيَم أصح. يعني من حديث الباب، وقال مثل ما قال أبو داود الدارقطني في "السنن" 2/124، وفي "العلل" 3/189، والبيهقي 4/111. قال الإمام البغوي: واختلف أهل العلم في تعجيل الزكاة قَبْلَ تمام الحَوْلِ، فذهب أكثرهم إلى جوازه، وهو قولُ الزهري والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسَحاق، وأصحاب الرأي، وقال الثوري: أحتب أن لا تُعَجل، وذهب قوم إلى أنه لا يجوز التعجيلُ، ويعيد لو عخل، وهو قولُ الحسن، ومذهب مالك، واتفقوا على أنه لا يجوزُ إخراجُها قَبْلَ كمال النصاب، ولا يجوز تعجيلُ صدقة عامين عند الأكثرين. (1) في (م) وعلى حاشية (س) و (ص) : أرسلت. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخرمة بن بكير، فمن رجال مسلم. وأخرجه البيهقي 1/115 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (303) (19) ، والنسائي 1/214 عن أحمد بن عيسى، به. وقرن مسلم بأحمد بن عيسى هارونَ بنَ سعيد الأيلي. وأخرجه البزار (452) من طريق أصبغ بن الفرج، وابن خزيمة (22) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، كلاهما عن ابنِ وهب، به. وسيأتي برقم (870) . الحديث: 823 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 824 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا قَالَتْ: بَيْنَمَا نَحْنُ بِمِنًى إِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى جَمَلٍ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ هَذِهِ أَيَّامُ طُعْمٍ وَشُرْبٍ، فَلَا يَصُومَنَّ أَحَدٌ " فَأَسْمَعَ (1) النَّاسَ (2) 825 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنِي غَيْرَ مَرَّةٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: " مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَوَّلِهِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ " (3)   (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : فأتبع. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيج غير أم عمرو بن سليم. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2890) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 256 من طريق عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، به. وأخرجه الشافعي في "الرسالة" (1127) عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والطبري ص 256-257 من طريق حيوة بن شريح، كلاهما عن ابن الهاد، به. وانظر (567) . وأخرجه النسائي (2886) و (2887) و (2888) من طريق مسعود بن الحكم الزرقي، عن أمه، عن علي بنحوه. (3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن ضمرة، فقد روى له أصحابُ السنن، وهو صدوق. وأخرجه الطحاوي 1/340 من طريق سعيد بن عامر وعفان، بهذا الإسناد. وانظر= الحديث: 824 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 826 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَلَمَةُ (1) بْنُ كُهَيْلٍ، أَنْبَأَنِي قَالَ: سَمِعْتُ حُجَيَّةَ بْنَ عَدِيٍّ، رَجُلًا مِنْ كِنْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيًّا، قَالَ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الْبَقَرَةَ لِلْأَضْحَى قَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ قَالَ: الْقَرْنُ قَالَ: لَا يَضُرُّكَ قَالَ: الْعَرَجُ قَالَ: إِذَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ فَانْحَرْ ثُمَّ قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ " (2) 827 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: تَنَازَعَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ وَحِبَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، فَقَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِحِبَّانَ: قَدْ عَلِمْتُ مَا الَّذِي جَرَّأَ صَاحِبَكَ - يَعْنِي عَلِيًّا - قَالَ: فَمَا هُوَ لَا أَبَا لَكَ؟ قَالَ: قَوْلٌ سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالزُّبَيْرَ، وَأَبَا مَرْثَدٍ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، قَالَ: " انْطَلِقُوا حَتَّى تَبْلُغُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ فِيهَا امْرَأَةً مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ، فَأْتُونِي بِهَا " فَانْطَلَقْنَا عَلَى أَفْرَاسِنَا حَتَّى أَدْرَكْنَاهَا حَيْثُ قَالَ: لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا، قَالَ: وَكَانَ كَتَبَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ   = (580) . (1) تحرف في (م) الى: أبو سلمة. (2) إسناده حسن، حجية بن عدي حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (160) ، وأخرجه الدارمي (1951) عن أبي الوليد، والنسائي 7/217 من طريق خالد بن الحارث، ثلاثتهم (الطيالسي وابو الوليد وخالد) عن شعبة، بهذا الإسناد. واقتصر الطيالسي والنسائي على المرفوع منه فقط. وانظر (732) . الحديث: 826 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 بِمَسِيرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا لَهَا: أَيْنَ الْكِتَابُ الَّذِي مَعَكِ؟ قَالَتْ: مَا مَعِي كِتَابٌ. فَأَنَخْنَا بِهَا بَعِيرَهَا، فَابْتَغَيْنَا فِي رَحْلِهَا، فَلَمْ نَجِدْ فِيهِ شَيْئًا، فَقَالَ صَاحِبَايَ: مَا نَرَى مَعَهَا كِتَابًا. فَقُلْتُ: لَقَدْ عَلِمْتُمَا مَا كَذَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ حَلَفْتُ: وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ لَئِنْ لَمْ تُخْرِجِي الْكِتَابَ لاجَرِّدَنَّكِ. فَأَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا وَهِيَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتِ الصَّحِيفَةَ، فَأَتَوْا بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ: " يَا حَاطِبُ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ مَا بِي أَنْ لَا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ تَكُونَ لِي عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللهُ بِهَا عَنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَّا لَهُ هُنَاكَ مِنْ قَوْمِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللهُ تَعَالَى بِهِ عَنْ أَهْلِهِ، وَمَالِهِ. قَالَ: " صَدَقْتَ، فَلا تَقُولُوا لَهُ إِلا خَيْرًا " فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ: " أَوَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمِ الْجَنَّةُ " فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ: اللهُ تَعَالَى وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن وأخرجه عبد بن حميد (83) ، والبخاري (3081) و (3983) و (6259) ، وفي "الأدب المفرد" (438) ، ومسلم (2494) ، وأبو داود (2651) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/152 -153 من طرق عن حصين ين عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1083) و (1090) ، وتقدم من طريق أخرى برقم (600) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 * 828 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ - أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيُّ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاثَةٌ يَا عَلِيُّ لَا تُؤَخِّرْهُنَّ: الصَّلاةُ إِذَا أَتَتْ (1) ، وَالْجَنَازَةُ إِذَا حَضَرَتْ، وَالْأَيِّمُ إِذَا وَجَدَتْ كُفُؤًا " (2)   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر و (س) : آنت، والمثبت من سائر أصولنا الخطية و"إطراف المسند" 1/ورقة 206. قال القاضي أبو بكر بن العربي في "عارضة الأحوذي" 1/284: كذا رويتُه بتائين كل واحدة منهما معجمة باثنتين من فوقها، وروي: إذا آنت بنون وتاء معجمة باثنتين من فوقها- بمعنى: حانت، تقول: آنَ الشيء يَئِينُ أيناً، أي: حان يَحين حيْناً-. وقال العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 1/404: إتت- بالتائين مع القصْر- أي: جاءت، يعني وقتها المختار، وفي نسخة بالمد والنون، قال التْورْبشتي: في أكثر النسخ المقروءة "أتت" بالثائيْن، وكذا عند أكثر المحدثين، وهو تصحيف، والمحفوظ من فوي الإتقان "آنتْ" على وزن: حانت، ذكره الطيبي. وقال ميرك نقلاً عن "الأزهار": المشهورُ من الإتيان، قيل: وهو تصحيف، والمحفوطُ "آنت" على وزن: حانت. (2) إسناد. ضعيف لجهالة سعيد بن عبد الله الجهني، وضعف إسناده الحافظ ابن حجر في "الدراية" 2/63. وإخرجه الحاكم 2/162-163 عن أبي بكر بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. لكنه ذكر مكان سعيد بن عبد الله الجهني: "سعيد بن عبد الرحمن الجمحي"، قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/186: وهو من إغلاطه الفاحشة. قلنا: وأورد. كذلك في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ابن حبان في "المجروحين" 1/323 عن ابن خزيمة، عن محمد بن يحيي الذهلي، عن هارون بن= الحديث: 828 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 • 829 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمُبَارَكِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، جَارُ خَلَفٍ الْبَزَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَمْرَاءِ (1) ، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ " (2)   = معروف، به. وبسند المصنف أخرجه ابن ماجه (1486) عن حرملة بن يحيى، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/177، والترمذي (171) و (1075) ، والبيهقي 7/132-133 من طريق قتيبة بن سعيد، كلاهما عن ابن وهب، به. ورواية ابن ماجه مختصرة بذكر الجنازة فقط. قال الترمذي عند الموضع الثاني: حديث غريب وما أرى إسناده بمتصل، وقد وقع في مطبوعة الشيخ أحمد شاكر من "سنن الترمذىِ" أن الترمذي قال عند الموضع الأول: "هذا حديث غريب حسن"، ولفظة "حسن" من زيادة النساخ المتأخرين، فإن النسخ الخطية المتقنة منه- والموجود عندنا مصورات عنها- ليس فيها هذا الحرف، ولم ينقله عنه الحافظ المزي في "التحفة" 7/437، ثم إن تحسينه هنا يُعارض قوله في الموضع الثاني: حديث غريب وما أرى إسناده بمتصل. والأيْم: التي لا زوج لها، بكراً كانت أو ثيباً، مطلقة كانت أو متوفى عنها. (1) في (م) و (ص) وحاشية (س) : الحمرة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الكريم- وهو ابن أبي المخارق-، لكن الحديث يَصح مِن طريق أخرى، وقد تقدم برقم (611) . أبو شهاب: هو عبد ربه بن نافع الحناط. وأخرجه البزار (455) من طريق عيسى بن المختار، عن محمد بن أبي ليلى، بهذا الإسناد. بقصة النهي عن القراءة في الركوع والسجود حسب. وسيتكرر برقم (939) ، وانظر (831) . ويشبه أن يكون نهيه عن لبس الحمراء معناه النهي عن المعصفر. الحديث: 829 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 • 830 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْمِ صَيْدٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمْ يَأْكُلْهُ " (1) • 831 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لِبَاسِ الْقَسِّيِّ، وَالْمَيَاثِرِ، وَالْمُعَصْفَرِ، وَعَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَالرَّجُلُ رَاكِعٌ، أَوْ سَاجِدٌ " (2) • 832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْكُوفَةِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، ح، وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: تَمَارَيْنَا فِي سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقُلْنَا: خَمْسٌ وَثَلاثُونَ آيَةً، سِتٌّ وَثَلاثُونَ آيَةً، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْنَا   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه ابن ماجه (3091) ، وأبو يعلي (433) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 2/168 من طريق محمد بن عمران بن محمد بن أبي ليلى، عن أبيه، به. وانظر (7813) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (829) . الحديث: 830 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 عَلِيًّا يُنَاجِيهِ، فَقُلْنَا: إِنَّا اخْتَلَفْنَا فِي الْقِرَاءَةِ. فَاحْمَرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَقْرَءُوا كَمَا عُلِّمْتُمْ " • 833 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، ح وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: الْقَوَارِيرِيُّ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ يَعْنِي ابْنَ حُبَيْشٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ " ثُمَّ قَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، عُمَرُ " (1) • 834 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،   (1) إسناده حسن، عاصم- وهو ابن أبي النجود- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبري 1/12، وابن حبان (746) من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (449) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والطبري 1/12 عن أحمد بن منيع، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به. وأخرجه بنحوه أبو يعلي (536) من طريق أبي بكر بن عياش، والحاكم 2/223-224 من طريق إسرائيل، كلاهما عن عاصم، به. وصححه الذهبي في "تلخيص المستدرك". وانظر ما سيأتي في مسند عبد الله بن مسعود برقم (3981) . (2) إسناده حسن. حماد: هو ابن زيد، وأبو جحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1202) من طريق شريك، و (1203) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عاصم، بهذا الإسناد. وقد سقط من السند منه في الموضعين زِر بن حُبيش. وسيأتي برقم (871) . الحديث: 833 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: " مَنْ خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ " فَقُلْتُ: أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: " لَا خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَمَا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ " (1) 835 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْغُدَانِيَّ الْأَشَلَّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ، الَّذِي كَانَ عَلِيٌّ يُسَمِّيهِ وَهْبَ الْخَيْرِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " يَا أَبَا جُحَيْفَةَ، أَلا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ أَرَى أَنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْهُ، قَالَ: " أَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، عُمَرُ، وَبَعْدَهُمَا آخَرُ ثَالِثٌ وَلَمْ يُسَمِّهِ " (2) • 836 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، عُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ أَخْبَرْتُكُمْ بِالثَّالِثِ لَفَعَلْتُ " (3)   (1) إسناده قوي. الشعبي: هو عامر بن شراحيل. وانظر ما قبله وما بعده. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ منصور بن عبد الرحمن الغداني، فمن رجال مسلم. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلية. (3) حديث صحيح، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، لكن للحديث طرق أخرى تقويه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي.= الحديث: 835 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 • 837 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ شُرَطِ عَلِيٍّ، وَكَانَ تَحْتَ الْمِنْبَرِ، فَحَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّهُ صَعِدَ الْمِنْبَرَ - يَعْنِي عَلِيًّا - فَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَالثَّانِي عُمَرُ، وَقَالَ: يَجْعَلُ اللهُ تَعَالَى الْخَيْرَ حَيْثُ أَحَبَّ " (1) 838 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ بَعَثَ مَعَهُ بِخَمِيلَةٍ، وَوِسَادَةٍ، مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَرَحَيَيْنِ وَسِقَاءٍ وَجَرَّتَيْنِ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِفَاطِمَةَ ذَاتَ يَوْمٍ: وَاللهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى لَقَدِ اشْتَكَيْتُ صَدْرِي، قَالَ: وَقَدْ جَاءَ اللهُ أَبَاكِ بِسَبْيٍ، فَاذْهَبِي فَاسْتَخْدِمِيهِ، فَقَالَتْ: وَأَنَا وَاللهِ قَدْ طَحَنْتُ حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا جَاءَ بِكِ أَيْ بُنَيَّةُ؟ " قَالَتْ: جِئْتُ لِأُسَلِّمَ عَلَيْكَ، وَاسْتَحْيَتْ أَنْ تَسْأَلَهُ وَرَجَعَتْ، فَقَالَ: مَا فَعَلْتِ؟ قَالَتْ: اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ، فَأَتَيْنَاهُ جَمِيعًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ،   = وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/14، وعنه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1201) . (1) إسناده قوي، خالد الزيات: هو خالد بن يزيد أبو عبد الله الزيات، روى عنه جمع، وقال أحمد وأبو حاتم: ليس به بأس، انظر "الجرح والتعديل" 3/357، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهذا الخبر علقه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/180 عن خالد الزيات، بهذا الإسناد، مختصراً بلفظ: خير الناس أبو بكر بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 837 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 وَاللهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى اشْتَكَيْتُ صَدْرِي، وَقَالَتْ فَاطِمَةُ: قَدْ طَحَنْتُ حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ، وَقَدْ جَاءَكَ اللهُ بِسَبْيٍ وَسَعَةٍ فَأَخْدِمْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ لَا أُعْطِيكُمَا وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تَطْوَى بُطُونُهُمْ، لَا أَجِدُ مَا أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنِّي أَبِيعُهُمْ وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ أَثْمَانَهُمْ " فَرَجَعَا، فَأَتَاهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ دَخَلَا فِي قَطِيفَتِهِمَا، إِذَا غَطَّتْ رُءُوسَهُمَا تَكَشَّفَتْ أَقْدَامُهُمَا، وَإِذَا غَطَّيَا أَقْدَامَهُمَا تَكَشَّفَتْ رُءُوسُهُمَا، فَثَارَا، فَقَالَ: " مَكَانَكُمَا " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمَا بِخَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَانِي؟ " قَالَا: بَلَى. فَقَالَ: " كَلِمَاتٌ عَلَّمَنِيهِنَّ جِبْرِيلُ "، فَقَالَ: " تُسَبِّحَانِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَتَحْمَدَانِ عَشْرًا، وَتُكَبِّرَانِ عَشْرًا، وَإِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ " قَالَ: " فَوَ اللهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ فَقَالَ: " قَاتَلَكُمِ اللهُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، نَعَمْ، وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ " (1) 839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، "   (1) إسناده حسن، حماد- وهو ابن أبي سلمة- روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط وبعده، وقد توبع. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/25 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/232-233، وابن ماجه (4152) ، والبزار (757) من طريق محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، به. ورواية ابن ماجه مختصرة. وانظر ما تقدم برقم (596) و (643) . قوله: "سَنَوتُ"، يعني: استقيت، ومنه السانية: وهي الناقة التي يُستقى عليها. ومَجَلت- بفتح الجيم وكسرها-، أي: ارتفع جلدها، وحصل فيها ما يشبه القبة، وفيه ماء قليل يحدث عند تناول العمل الصعب. الحديث: 839 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 أَنَّ عَلِيًّا جَلَدَ شَرَاحَةَ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ: أَجْلِدُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَأَرْجُمُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَا وَرَجُلانِ: رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ - أَحْسَبُ - فَبَعَثَهُمَا وَجْهًا، وَقَالَ: أَمَا إِنَّكُمَا عِلْجَانِ، فَعَالِجَا عَنْ دِينِكُمَا، ثُمَّ دَخَلَ الْمَخْرَجَ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَتَمَسَّحَ بِهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، قَالَ: فَكَأَنَّهُ رَآنَا أَنْكَرْنَا ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَلَمْ يَكُنْ يَحْجُبُهُ عَنِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ، لَيْسَ الْجَنَابَةَ " (2) 841 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ،   (1) إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (716) . (2) إسناده حسن. وإخرجه الحاكم 4/107 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، وصحح إسناده ووافقه الذهبي. وقد تحرف في المطبوع منه. عبد الله بن سلمة" إلى: عبد الله بن أبي سلمة. وأخرجه ابن ماجه (594) ، والبزار (708) ، وأبو يعلي (406) و (408) ، وابن خزيمة (208) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الطيالسي (101) ، وأبو داود (229) ، والحكم 1/152، والبيهقي 1/88 - 89 من طرق عن شعبة، به. وقد سقط من مطبوعة "المستدرك" من السند شعبة. وانظر (639) . الحديث: 840 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ شَاكِيًا فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَارْفَعْنِي، وَإِنْ كَانَ بَلاءً فَصَبِّرْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ قُلْتَ؟ " فَأَعَادَ عَلَيْهِ مَا قَالَ، قَالَ: فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ عَافِهِ، أَوِ اللهُمَّ اشْفِهِ " - شَكَّ شُعْبَةُ - قَالَ: فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي ذَاكَ بَعْدُ (1) 842 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَيْسَ الْوَتْرُ بِحَتْمٍ (2) كَالصَّلَاةِ، وَلَكِنَّهُ (3) سُنَّةٌ فَلَا تَدَعُوهُ " قَالَ شُعْبَةُ: " وَوَجَدْتُهُ مَكْتُوبًا عِنْدِي: وَقَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4) 843 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْحَسْنَاءِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ،   (1) إسناده حسن. وأخرجه الترمذي (3564) ، والبزار (709) ، وأبو يعلى (409) و (410) ، وابن حبان (6940) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سقط محمد بن جعفر من المطبوع من "مسند البزار"، وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (637) . (2) في (ق) وحاشية (س) و (ص) : الوتر ليس بحتم. (3) في (م) و (ص) وحاشية (س) : ولكن. (4) إسناده قوي. واخرجه البزار (683) ، وأبو يعلي (317) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (70) ، والدارمي (1579) من طريقين عن شعبة، به. وانظر (652) . الحديث: 842 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُضَحِّيَ عَنْهُ، فَأَنَا أُضَحِّي عَنْهُ أَبَدًا " (1)   (1) إسناد. ضعيف لجهالة أبي الحسناء، وشريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. الحكم: هو ابن عتيبة، وحنش: هو ابن المعتمر الكوفي. وأخرجه الحاكم 4/229-230 من طريق محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، والبيهقي 9/288 من طريق مالك بن إسماعيل النهدي، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، وقال: أبو الحسناء هذا هو الحسن بن الحكم النخعي، وتابعه على ذلك الذهبى! مع أنه أورد أبا الحسناء في "الميزان" 4/515 في الكنى ولم يسمه وقال: لا يُعرف. والحسن بن الحكم هذا فمعروف، روى عنه جمع، ووثقهُ غيرُ واحد، واحتج به أصحاب السنن غير النسائي، فقد أخرج له في "مسند علي". ووقع عند البيهقي "حنش بن الحارث " مكان: حنش بن المعتمر، وهو خطأ. وسيأتي الحديث برقم (1279) و (1286) . قال السندي: والحديث قد رواه أبو داود، وسكت عليه، وقد رواه الترمذي، ولفظه: كان- أي: علي- يُضحي بكبشين، أحدهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والآخر عن نفسه، فقيل له: فقال: أمرني به- يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلا أدَعُه أبداً. قال: وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك، وقد رَخصَ بعض أهل العلم أن يضحى عن الميت، ولم ير بعضهم أن يضحى عنه، وقال عبد الله بن المبارك: أحَبُّ إلي أن يتصدق عنه ولا يضحي، وإن ضَحى فلا يأكل شيئاً، ويتصدق بها كلها، وقال ابن العربي: اتفقوا على أنه يتصدق عنه، والأضحية ضرب من الصدقة والأضحية سواء في الأجر عن الميت، وإنما لا يأكل منها شيء لأن الذابح لم يتقرَّب بها عن نفسه، وإنما تقرب بها عن غيره، فلم يَجُزْ له أن يأكل من حق الغير شيئاً. انتهى. قلت: القياس على الصدقة لا يخلو عن خفاءٍ، لأن الأضحية تَحْصُل بإهراق الدم ولا يتوقِف على التصدق باللحم، هذا وقد نَمق علماؤنا على الجواز، ففي "الوَلْوالجية": رجل ضحى عن الميت، جاز إجماعا، وهل يلزهه التصدق بالكل؟ تكلموا فيه، والمختار أنه لا يَلزَمُه، لأن الأجر للميت جار إجماعأ، والملك للمضحي. انتهى. = الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 844 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمُسْتَوْشِمَةَ لِلْحُسْنِ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَالْمُحِلَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ " (1) 845 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ آتِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ غَدَاةٍ، فَإِذَا تَنَحْنَحَ دَخَلْتُ، وَإِذَا سَكَتَ لَمْ أَدْخُلْ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ: " حَدَثَ الْبَارِحَةَ أَمْرٌ، سَمِعْتُ خَشْخَشَةً فِي الدَّارِ، فَإِذَا أَنَا بِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَكَ مِنْ دُخُولِ الْبَيْتِ؟ فَقَالَ: فِي الْبَيْتِ كَلْبٌ، قَالَ: فَدَخَلْتُ، فَإِذَا جَرْوٌ لِلْحَسَنِ تَحْتَ كُرْسِيٍّ لَنَا " قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّ الْمَلائِكَةَ لَا يَدْخُلُونَ الْبَيْتَ إِذَا كَانَ فِيهِ ثَلاثٌ: كَلْبٌ، أَوْ صُورَةٌ، أَوْ جُنُبٌ "   = ثم هذا الحديث إن صَحَّ، يلزمُ أن يصحح كونه وصياً ولو في الجملة، والله تعالى أعلم. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي- والحارث الأعور. سفيان: هو الثوري، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (10791) . وسقط من المطبوع منه سفيان. وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (15352) عن سفيان الثوري، عن جابر، عن الشعبي والحارث، عن علي. وانظر ما تقدم برقم (635) . (2) إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-، وعبد الله بن نجي مختلف فيه، ولم يثبت سماعه من علي، انظر ما تقدم برقم (570) و (608) . وأخرجه الدارقطني في "العلل" 3/259 و260 من طريق أبي هانئ وإبراهيم بن= الحديث: 844 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 846 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ، لَأَمَّرْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ " (1) 847 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا رِزَامُ بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ جَوَّابٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِذَا خَذَفْتَ فَاغْتَسِلْ مِنَ الْجَنَابَةِ، وَإِذَا لَمْ تَكُنْ خَاذِفًا فَلَا تَغْتَسِلْ " (2)   = خالد، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد. (1) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. زهير: هو ابن معاوية. وأخرجه البزار (837) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3808) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/534، والخطيب في "تاريخه" 1/148 من طرق عن زهير بن معاوية، به. قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحارث عن علي. وانظر (566) . وأخرجه الحاكم 3/318 من طريق القاسم بن معن، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رفعه بلفظ: "لو كنت مستخلفاً أحداً من غير مشورة لاستخلفت عليهم ابن أم عبد"، وقال: صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبي بقوله: عاصم ضعيف! قلنا: ذكر عاصم في الإسناد وهم، فالحديث حديث الحارث الآعور، كما في حديث زهير عن منصور، ورواه أيضا غير منصور عن أبي إسحاق فجعله من حديث الحارث كما تقدم برقم (566) . (2) حسن لغيره، جواب بن عبيد الله التيمي وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان وابن حبان، وترك سفيان الثوري الأخذ عنه، وضعفه محمد بن عبد الله بن نمير، وذكره ابن الجوزي والذهبي في "الضعفاء"، وقال الذهبي إيضا في "تاريخ الإسلام" الطبقة (12) = الحديث: 846 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 848 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ إِلَى الْخَوَارِجِ فَقَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا، فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّهُ سَيَخْرُجُ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ بِالْحَقِّ لَا يُجَاوِزُ حَلْقَهُمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الْحَقِّ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، سِيمَاهُمْ أَنَّ مِنْهُمْ رَجُلًا أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ، فِي يَدِهِ شَعَرَاتٌ سُودٌ " إِنْ كَانَ هُوَ فَقَدْ قَتَلْتُمْ شَرَّ النَّاسِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَقَدْ قَتَلْتُمْ خَيْرَ النَّاسِ، فَبَكَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: اطْلُبُوا، فَطَلَبْنَا فَوَجَدْنَا الْمُخْدَجَ، فَخَرَرْنَا سُجُودًا، وَخَرَّ عَلِيٌّ مَعَنَا سَاجِدًا، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ الْحَقِّ " (1)   = ص 339: ليس بالقوي في الحديث مع أن ابن معين وثقه. وباقي رجال الإسناد ثقات. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/599 -600، وعنه حمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" ص 174 من طريق أبي نعيم، عن رزام بن سعيد، بهذا الإسناد، عن علي: أنه أتى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد شَحبَ، فقال: "يا علي لقد شحَبْتَ ". فقال: شحَبت من الاغتسال بالماء، وأنا رجل مذَّاء. قال: "لا تغتسلْ منه إلا من الخَذْفِ، فإن رأيت منه شيئاً، فلا تعْد أن تغسلَ ذكرَك، ولا تغتسل إلا من الخذف". وأشار المزي في "تهذيب الكمال" 9/177 إلى ان النسائي اخرج هذا الحديث في "مسند علي" من طريق رزام بن سعيد، به. وانظر ما تقدم برقم (662) وما سيأتي برقم (868) . والخَذْف هنا: هو إلقاء المنيِّ. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة طارق بن زياد الكوفي. وأخرجه البزار (897) هن طريق عثمان بن عمر، والنسائي في "الخصائص" (181) من طريق مخلد بن يزيد القرشي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ورواية البزار= الحديث: 848 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 849 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} [الواقعة: 82] يَقُولُ: " شُكْرَكُمْ "، {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82] تَقُولُونَ: " مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا بِنَجْمِ كَذَا وَكَذَا " (1) 850 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَفَعَهُ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} [الواقعة: 82] قَالَ مُؤَمَّلٌ، قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ إِسْرَائِيلَ رَفَعَهُ قَالَ: " صِبْيَانٌ صِبْيَانٌ " (2) 851 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ، وَأَنْ لَا نُضَحِّيَ بِعَوْرَاءَ، وَلا مُقَابَلَةٍ، وَلا مُدَابَرَةٍ، وَلا شَرْقَاءَ، وَلا خَرْقَاءَ " قَالَ: زُهَيْرٌ قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَذَكَرَ عَضْبَاءَ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: مَا   = مختصرة، وقال: لا نعلم روى طارق بن زياد عن علي إلا هذا الحديث. وسيأتي برقم (1255) ، وانظر ما تقدم برقم (672) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي-. وأخرجه الترمذي (3295) عن أحمد بن منيع، عن حسين بن محمد، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب، وقد رواه سفيان عن عبد الأعلى ولم يرفعه. قلنا: رواية سفيان الموقوفة أخرجها ابن جرير 27/207. وانظر (677) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. الحديث: 849 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 الْمُقَابَلَةُ قَالَ: " يُقْطَعُ طَرَفُ الْأُذُنِ "، قُلْتُ: مَا الْمُدَابَرَةُ؟ قَالَ: " يُقْطَعُ مُؤَخَّرُ الْأُذُنِ " قُلْتُ: مَا الشَّرْقَاءُ؟ قَالَ: " تُشَقُّ الْأُذُنُ " قُلْتُ: مَا الْخَرْقَاءُ؟ قَالَ: " تَخْرِقُ أُذُنَهَا السِّمَةُ " (1) 852 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنْهُمْ، لَأَمَّرْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ " (2) 853 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " جَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ، وَقِرْبَةٍ، وَوِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ - قَالَ: مُعَاوِيَةُ إِذْخِرٌ (3)   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، زهير- وهو ابن معاوية- سمع من أبي إسحاق بعد تغيره، وانظر ما تقدم من الكلام على هذا الحديث برقم (609) . وأخرجه أبو داود (2804) ، والنسائي 7/216-217، والطحاوي 4/169، والبيهقي 9/275 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1498) من طريق شريك بن عبد الله، والنسائي 7/216 من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. شريك سيئ الحفظ، وزكريا بن أبي زائدة سمع من أبي إسحاق بأخرة بعد ما تغير. ولقوله: "أمرنا أن نستشرف العين والأذن" طريق آخر عن على، تقدم برقم (732) . (2) إسناده ضعيف، وقد تقدم برقم (846) . (3) إسناده قوي، وهو مكرر (715) . الحديث: 852 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 قَالَ أَبِي: " وَالْخَمِيلَةُ: الْقَطِيفَةُ الْمُخْمَلَةُ " 854 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " الْحَسَنُ أَشْبَهُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أَشْبَهُ مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ " (1) • 855 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْنَا لِعَلِيٍّ: أَخْبِرْنَا بِشَيْءٍ أَسَرَّهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: مَا أَسَرَّ إِلَيَّ شَيْئًا كَتَمَهُ النَّاسَ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ - يَعْنِي الْمَنَارَ - " (2)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فمن رجال أصحاب السنن، وقد تقدم برقم (774) . (2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير منصور بن حيان، فمن رجال مسلم. وإنما قلنا: إسناد. قوي، من أجل أن أبا خالد الأحمر- واسمه سليمان بن حيان- لا يرتقي حديثه إلى رتبة الصحة لكلام في حفظه، ومع ذلك فقد احتج به الشيخان. أبو الطفيل: هو عامر بن وائلة. وأخرجه مسلم (1978) (44) عن أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/566- 567، ومسلم (1978) (43) ، والبزار (491) ، وأبو يعلي (602) ، والبيهقي 6/99 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والنسائي 7/232 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن منصور بن حيان، به. ورواية البزار= الحديث: 854 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 856 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَإِذَا أَمْذَيْتُ اغْتَسَلْتُ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَحِكَ وَقَالَ: " فِيهِ الْوُضُوءُ " (1) 857 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ يَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَجَعْفَرٌ، وَزَيْدٌ، قَالَ: فَقَالَ لِزَيْدٍ: " أَنْتَ مَوْلَايَ " فَحَجَلَ، قَالَ: وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: " أَنْتَ أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي "، قَالَ: فَحَجَلَ وَرَاءَ زَيْدٍ، قَالَ: وَقَالَ لِي: " أَنْتَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكَ "، قَالَ: فَحَجَلْتُ وَرَاءَ جَعْفَرٍ (2)   = مختصرة. وسيأتي برقم (858) و (954) و (1307) . وأخرجه بنحوه الحاكم 4/153 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء، عن أبيه، عن هانئ مولى علي بن أبي طالب، عن علي ... ولفظ المرفوع: "لعن الله من ذبح لغير الله، ومن تولى غير مواليه، ولعن الله العاق لوالديه، ولعن الله متتقص منار الأرض". المحدِث: هو من يأتي بفساد في الأرض. وتخوم الأرض، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/183-184: معالمها وحدودها، واحدُها تَخْم، وقيل: أراد بها حدود الحرم خاصة، وقيل: هو عام في جميع الأرض، وأراد المعالم التي يُهتدى بها في الطرق، وقيل: هو أن يَدخُل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظُلماً. ويُروى تَخُوم الأرض، بفتح التاء على الإفراد، وجمعه تُخُم بضم التاء والخاء. (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ وقد تقدم الكلام فيه برقم (769) ، وقد توبع، انظر الحديث رقم (618) . (2) إسناده ضعيف، هانىء بن هانئ تقدم القولُ فيه عند الحديث رقم (769) ،= الحديث: 856 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 • 858 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبِرْنَا بِشَيْءٍ، أَسَرَّ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا أَسَرَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَكَتَمَهُ النَّاسَ، وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَعَنَ اللهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا " (1) 859 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ يَعْنِي الْفَرَّاءَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ نُؤَمِّرُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: " إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ، تَجِدُوهُ أَمِينًا، زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا، رَاغِبًا فِي الْآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيًّا أَمِينًا، لَا يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا - وَلَا أُرَاكُمْ فَاعِلِينَ - تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، يَأْخُذُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ " (2)   = ومثله لا يحتمل التفرد، ولفظ الحجل في الحديث منكر غريب، وقد تقدم نحو هذا الحديث برقم (770) من روايته ورواية هبيرة بن يريم معاً وليس فيه هذا اللفظ. وأخرجه البزار (744) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. والحَجْلُ: أن يرفع رجلاً ويقفز على الأخرى من الفرح، وقد يكون بالرجلين إلا أنه قفز. (1) إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (855) . (2) إسناده ضعيف، زيد بن يثيع لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وتساهل الحافظ ابن حجر في "التقريب" جداً، فقال: ثقة! وأبو إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- تغير بأخرة، وقد اضطرب في هذا الخبر، فتارة يرويه= الحديث: 858 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 860 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ عَنَزَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالْوَتْرِ، ثَبَتَ وِتْرُهُ هَذِهِ السَّاعَةَ "، يَا ابْنَ النَّبَّاحِ أَذِّنْ، أَوْ ثَوِّبْ (1) 861 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ عَنَزَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ حِينَ ثَوَّبَ الْمُثَوِّبُ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = عن زيد بن يثيع عن علي، وتارة عن زيد عن حذيفة (وهو عند الحاكم 3/142 من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة، وصححه على شرط الشيخين، فأخطأ، وقد أعله هو نفسه في "معرفة علوم الحديث" ص 36-37 بالانقطاع) ، وتارة عن زيد عن سلمان الفارسي، وتارة أخرى يرويه عن زيد بن يثيع مرسلا، قال الدارقطني في "العلل" 3/216 بعد ذكر هذا الاختلاف: والمرسل أشبه بالصواب. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/253-254 من طريق المسند. وانظر لزاماً "تاريخ بغداد" 3/302-303. وأخرجه البزار (783) ، والحاكم 3/70 من طريق فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح الإسناد! فتعقبه الذهبي بقوله: ضعيف، فضيل بن مرزوق ضعفه ابن معين وقد خرج له مسلم، لكن هذا الخبر منكر. وسقط من المطبوع من تلخيص الذهبي "فضيل بن مرزوق ضعفه "، وترك مكانه بياض، وسياق العبارة يقتضي وجودها، والذهبي نفسه ذكر في "الميزان" 3/362 أن ابن معين ضعفه. وأورده ابن حبان في "المجروحين" 2/209-210 في ترجمة فضيل بن مرزوق، وكذا أورده الذهبي في "الميزان" 3/362 - 363 في ترجمته. (1) إسناده ضعيف لجهالة الرجل من بني أسد، وأما الرجل الذي من بني عَنَزة، فهو عبد الله بن أبي الهذيل العنزي كما تقدمت تسميته برقم (689) ، وكما سيأتي في الحديثين اللذين بعده. الحديث: 860 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 أَمَرَنَا نُوِتْرُ (1) ، فَثَبَتَ لَهُ هَذِهِ السَّاعَةَ "، ثُمَّ قَالَ: أَقِمْ يَا ابْنَ النَّوَّاحَةِ (2) 862 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ الْعَنَزَيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ: " كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى فِي ثَوْبِهِ " (3) 863 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُتَخَتَّمَ فِي ذِهِ، أَوْ ذِهِ الْوُسْطَى، وَالسَّبَّابَةِ " وقَالَ: جَابِرٌ يَعْنِي الْجُعَفِيَّ: " هِيَ الْوُسْطَى لَا شَكَّ فِيهَا " (4) 864 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ،   (1) في (م) و (س) و (ص) : بوتر، وفي (ق) وحاشية (س) و (ص) : بالوتر، والمثبت من (ظ 11) و (ب) وحاشية (س) و (ق) و (ص) . (2) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الطيالسي (174) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد تصحف في المطبوع منه "ابن النباح" إلى: ابن التياح. (3) إسناده ضعيف كسابقه. ومن قوله: "فذكر نحو" إلى هنا هكذا ورد في جميع الأصول التي بأيدينا، وقد علق العلامة أحمد شاكر على هذا الموضع فقال: هذه إحالة غريبة، وحديث سويد لا علاقة له بمسألة الوتر ولا بهذا الإسناد، وسيأتي برقم (867) ، ثم هو من زيادات عبد الله، وهذا من أصل "المسند"، وأنا أظن أن الصواب "فذكر نحوه"، ثم جاء باقي الكلام زيادة من ناسخ أو خطأ من سامع. (4) إسناده قوي وهو على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غبر عاصم بن كليب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وحديث شعبة عن عاصم سياتي تخريجه برقم (1168) ، وحديث شعبة عن جابر سياتي برقم (1291) . الحديث: 862 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُضَحَّى بِعَضْبَاءِ الْقَرْنِ، وَالْأُذُنِ " (1) 865 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُخَافِتُ بِصَوْتِهِ إِذَا قَرَأَ، وَكَانَ عُمَرُ يَجْهَرُ بِقِرَاءَتِهِ، وَكَانَ عَمَّارٌ إِذَا قَرَأَ يَأْخُذُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ وَهَذِهِ، فَذُكِرَ ذَاكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لِأَبِي بَكْرٍ: " لِمَ تُخَافِتُ؟ " قَالَ: إِنِّي لَأُسْمِعُ مَنْ أُنَاجِي وَقَالَ لِعُمَرَ: " لِمَ تَجْهَرُ بِقِرَاءَتِكَ؟ " قَالَ: أُفْزِعُ الشَّيْطَانَ، وَأُوقِظُ الْوَسْنَانَ، وَقَالَ لِعَمَّارٍ: " وَلِمَ تَأْخُذُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ وَهَذِهِ؟ " قَالَ: أَتَسْمَعُنِي أَخْلِطُ بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: " فَكُلُّهُ طَيِّبٌ " (2) • 866 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ، فَجَاءَ   (1) إسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي، وعبد الله بن نجي الى الضعف أقرب، ثم هو لم يسمع من علي. وأخرجه الطيالسي (97) عن أبي عوانة، عن جابر، بهذا الإسناد. وانظر (633) . (2) إسناده ضعيف، هانئ بن هانئ تقدم القول فيه برقم (769) ، أبو إسحاق تغير بأخرة ورواية زكريا- وهو ابن أبي زائدة- عنه بعد تغيره. وأخرج نحوه مختصراً الطبري 15/186، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2612) من طريقين عن محمد بن سيرين قال: نبئت أن أبا بكر ... فذكره دون قصة عمار، ولم يذكر فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 865 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 عَلِيٌّ، حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيِ الصُّفُوفِ فَقَالَ: هُوَ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ قَالَ: " رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ، مَا مِنْ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى أَحَدٌ (1) أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَاهُ بِصَحِيفَتِهِ بَعْدَ صَحِيفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى عَلَيْهِ ثَوْبُهُ " (2) • 867 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ (3) ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ، وَهُوَ مُسَجًّى بِثَوْبِهِ، قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، فَجَاءَ عَلِيٌّ فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: " رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكَ أَبَا حَفْصٍ، فَوَاللهِ مَا بَقِيَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللهَ تَعَالَى بِصَحِيفَتِهِ مِنْكَ " (4)   (1) لفظة "أحد" سقطت من النسخ المطبوعة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر نجيح. وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 3/938-939 عن محمد بن بكار، عن أبي معشر، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (3) تحرف في (م) إلى: يعقوب. (4) حسن لغيره، سويد بن سعيد ويونس بن أبي يعفور، مِن رجال مسلم، وحديثهما حسن في المتابعات والشواهد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/370-371، وعمر بن سبة في "تاريخ المدينة" 3/937 عن سعيد بن منصور، عن بونس بن أبي يعفور، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المصدرين "يعفور" إلى: يعقوب، وانظر ما قبله. وفي الباب عن جابر عند ابن سعد 3/369، وابن شبة 3/937 - 938، وإسناده قوي. وفي "طبقات ابن سعد" 3/370 و371 عدة مراسيل في هذا المعنى. الحديث: 867 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 868 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ (1) التَّيْمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي رُكَيْنٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَجَعَلْتُ أَغْتَسِلُ فِي الشِّتَاءِ حَتَّى تَشَقَّقَ ظَهْرِي، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ ذُكِرَ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ: " لَا تَفْعَلْ، إِذَا رَأَيْتَ الْمَذْيَ فَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، وَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، فَإِذَا فَضَخْتَ الْمَاءَ فَاغْتَسِلْ " (2) 869 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " فِي الْمَذْيِ الْوُضُوءُ، وَفِي الْمَنِيِّ الْغُسْلُ " (3) 870 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:   (1) تحرف في (م) إلى: عبيدة بن عبيد. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حصين بن قبيصة، فمن رجال السنن غير الترمذي. ركين: هو ابن الربيع الفزاري. وأخرجه أبو داود (206) ، والبزار (802) ، والنسائي 1/111، وابن خزيمة (20) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1028) و (1029) و (1238) . وفَضْخ الماء: دَفْقُه، يريد المني. (3) حديث صحيح، وقد تقدم برقم (662) . الحديث: 868 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَأَمَرْتُ رَجُلًا فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ، فَقَالَ: "فِيهِ الْوُضُوءُ" (1) • 871 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، فَقَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ "، ثُمَّ قَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ؟ "، فَقَالَ: " عُمَرُ " (2) 872 - حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ السِّمْطِ (3) ، عَنْ أَبِي الْغَرِيفِ، قَالَ: " أُتِيَ عَلِيٌّ بِوَضُوءٍ، فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ "، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ "، ثُمَّ قَرَأَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبيدة بن حميد، فمن رجال البخاري. وأخرجه البزار (451) ، والنسائي 1/214، وابن خزيمة (23) ، والطحاوي 1/46 من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (823) ، وفيه أن الرجل الذي أمره أن يسال النبي صَلَّى الَهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو المقداد بن الأسود. (2) إسناده حسن. عاصم: هو ابن أبي النجود. وانظر ما تقدم برقم (833) . (3) في (ظ 11) : السّبْط، بالباء، وبالميم أصح. الحديث: 871 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 "هَذَا لِمَنْ لَيْسَ بِجُنُبٍ فَأَمَّا الْجُنُبُ فَلا، وَلا آيَةَ" (1) 873 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُتْبَةَ الْكِنَانِيُّ، عَنْ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، قَالَ: " مَسَحَ عَلِيٌّ رَأْسَهُ فِي الْوُضُوءِ حَتَّى أَرَادَ أَنْ يَقْطُرَ، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ " (2) • 874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ بْنِ عِمْرَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ يَعْنِي ابْنَ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ عَلَيْكُمْ إِلا مَا فِي الْقُرْآنِ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ - صَحِيفَةٌ كَانَتْ فِي قِرَابِ سَيْفٍ كَانَ عَلَيْهِ حِلْيَتُهُ   (1) إسناده حسن. أبو الغريف: هو عبيد الله بن خليفة الهمداني. وأخرجه أبو يعلي (365) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن عائذ بن حبيب، بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في "المجمع" 1/276 بعد أن عزاه إلى أبي يعلى: رجاله موثقون. وعلقه بنحوه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/60-61 عن أحمد بن إشكاب، عن عائذ بن حبيب، به. ولم يذكر المرفوع منه. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ ربيعة بن عتبة- ويقال: ابن عُبيد- فقد روى له أبو داود والنسائي في "مسند علي"، وهو ثقة. وأخرجه أبو داود (114) ، والنسائي في "مسند علي" (كما في "تهذيب الكمال" 9/132) ، والبيهقي 1/58 و74-75 من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، والبزار (561) من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن ربيعة الكناني، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وإحدى روايات البيهقي ليس فيها "حتى أراد أن يقطر". الحديث: 873 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 حَدِيدٌ - أَخَذْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ " (1) • 875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ زَيْدٍ السُّوَائِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " إِنَّ مِنَ السُّنَّةِ فِي الصَّلاةِ وَضْعُ الْأَكُفِّ، عَلَى الْأَكُفِّ تَحْتَ السُّرَّةِ " (2) 876 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ:   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (782) . (2) إسناده ضعيف لِضعف عبد الرحمن بن إسحاق- وهو أبو شيبة الواسطي- وزياد بن زيد السوائي مجهول. يحيى بن أبي زائدة: هو يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، وأبو جُحيفة: هو وهب بن عبد الله السوائي. وأخرجه الدارقطني 1/186، ومن طريقه البيهقي 2/31 من طريق أبي كريب، عن يحيى بن أبي زائدة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (756) من طريق حفص بن غياث، والدارقطني 1/186 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وأخرجه الدارقطني 1/186، ومن طريقه البيهقي 2/31 من طريق حفص بن غياث، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي. والنعمان بن سعد مجهول لم يرو عنه غير عبد الرحمن بن إسحاق. قال ابن القيم في "بدائع الفوائد" 3/91: واختلف في موضع الوضع فعنه (أي: عن الإمام أحمد) : فوق السرة، وعنه تحتها، وعنه أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل: أين يضع يده إذا كان يصلي؟ قال: على السرة أو أسفل، كل ذلك واسع عنده إن وضع فوق السرة أو عليها أو تحتها. الحديث: 875 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 عَلَّمَنَا عَلِيٌّ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَبَّ الْغُلَامُ عَلَى يَدَيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا، ثُمَّ أَدَخَلَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ " فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَغَمَرَ أَسْفَلَهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا فَمَسَحَ بِهَا الْأُخْرَى، ثُمَّ مَسَحَ بِكَفَّيْهِ رَأْسَهُ مَرَّةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ اغْتَرَفَ هُنَيَّةً مِنْ مَاءٍ بِكَفِّهِ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ " (1) 877 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، أَوْتِرُوا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ " (2) • 878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ:   (1) صحيح لغيره، وإسناده حسن، عبد الملك بن سَلع روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وباقي رجاله ثقات. مروان: هو ابن معاوية الفزاري. وسيأتي برقم (910) و (1008) . وانظر (919) و (928) و (989) و (1047) . والركوة: إناء للماء من جلد خاصة. والهُنية- بالتصغير-: القدر القليل. (2) إسناده قوي، زكريا- وهو ابن أبي زائدة- ذكر فيمن سَمِعَ من أبي إسحاق بعدَ تغيره، وقد أخرج له الشيخانِ من روايته عن أبي إسحاق، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (1416) عن إبراهيم بنِ موسى، عن عيسى بنِ يونس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1214) و (1225) و (1228) و (1262) . وانظر (1232) . الحديث: 877 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ، هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ رَجُلٌ آخَرُ " (1) 879 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، وعَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، وعَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَخَيْرُهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، عُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ سَمَّيْتُ الثَّالِثَ " (2) 880 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، ح، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، سَمِعْتُ عَلِيًّا،، يَقُولُ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ لَحَدَّثْتُكُمْ بِالثَّالِثِ " (3) 881 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: الْحَكَمُ، أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ وهب بن بقية، فمن رجالِ مسلم. خالد بن عبد الله: هو الطحان، وبيان: هو ابن بشر الأحمسي، عامر: هو ابنُ شراحيل الشعبي، وأبو جُحيفة: هو وهبُ بن عبد اللُه السوائي. وانظر (833) وما بعده. (2) أسانيده صحاح، رجالها ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد خير، فمنْ رجال أصحاب السنن، وهو ثقة وراويه عن الثلاثة هو حبيب بن أبي ثابت. وانظر ما قبله. (3) إسناده صحح على شرط الشيخين. وانظر ما قبلَه. الحديث: 879 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُ أَنْ يُسَوِّيَ الْقُبُورَ " (1) 882 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ أَسَنَّ مِنِّي، وَأَنَا حَدَثٌ لَا أُبْصِرُ الْقَضَاءَ؟ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ: " اللهُمَّ ثَبِّتْ لِسَانَهُ، وَاهْدِ قَلْبَهُ، يَا عَلِيُّ، إِذَا جَلَسَ إِلَيْكَ الْخَصْمَانِ فَلا تَقْضِ بَيْنَهُمَا حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الْآخَرِ كَمَا سَمِعْتَ مِنَ الْأَوَّلِ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ تَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ " قَالَ: فَمَا اخْتَلَفَ عَلَيَّ قَضَاءٌ بَعْدُ، أَوْ مَا أَشْكَلَ عَلَيَّ قَضَاءٌ بَعْدُ (2) 883 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَسَدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قَالَ: جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَاجْتَمَعَ ثَلاثُونَ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: " مَنْ يَضْمَنُ عَنِّي دَيْنِي وَمَوَاعِيدِي، وَيَكُونُ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، وَيَكُونُ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي؟ " فَقَالَ: رَجُلٌ - لَمْ يُسَمِّهِ شَرِيكٌ - يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ كُنْتَ بَحْرًا، مَنْ يَقُومُ بِهَذَا؟ قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لِآَخَرٍ، قَالَ: فَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد.. لجهالة أبي محمد الهذلي الراوي عن علي، وله طريق آخر صحيح عن علي قد تقدم برقم (741) . وانظر (657) . (2) حسن لغيره، شريك وحنش قد تُوبِعَا، انظر ما تقدم برقم (690) . (3) إسناده ضعيف لضعف شريك بن عبد الله النخعي وعباد بن عبد الله الأسدي= الحديث: 882 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 884 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْإِقَامَةِ " (1) 885 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّهَارِ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً " (2) 886 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْكَبُ حِمَارًا اسْمُهُ عُفَيْرٌ " (3)   = المنهال: هو ابن عمرو. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 60-61 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً 60 بنحوه مختصراً من طريق يحيى بنِ آدم، عن شريك، به. ولفظه عن علي دونَ ذكر الآية: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من يضمن عني دَيْني، ويقضي عِداتي، ويكون معي في الجنة؟ " قال علي: أنا. وقوله: "كنت بحراً" كناية عن واسع كرمه وجوده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) إسناده ضعيف لضعف شريك والحارث الأعور، وانظر (569) . (2) صحيح، شريك- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبِعَ كما في الحديث (650) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سلمة بن الفضل مختلف فيه، ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن وله شاهد من حديث معاذ عند البخاري (2856) ، ومسلم= الحديث: 884 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 887 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنِي الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ السَّهَ وِكَاءُ الْعَيْنِ، فَمَنْ نَامَ فَلْيَتَوَضَّأْ " (1) 888 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ (2) الْأَشْقَرُ، حَدَّثَنِي ابْنُ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ الْجَنْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،   = (30) ، وآخر من حديث ابن مسعود عند ابن سعد 1/492. (1) إسناده ضعيف، بقية يدلس تدليسَ التسوية وهو شر أنواعه، فيشترط من مثله التصريح بالسماع في جميع طبقات السند، والوضين بن عطاء مختلف فيه، وقد قالا الحافظ في "التقريب": سيئ الحفظ، وعبد الرحمن بن عائذ حديثُه عن علي مرسل، قال ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/47: سألت أبي عن حديث رواه بقية عن الوضين بن عطاء، عن محفوط بن علقمة، عن ابن عائذ، عن علي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن حديث أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس، عن معاوية، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "العين وِكَاءُ السّهِ"، فقال: ليسا بقويين، وسئل أبو زرعة عن حديث ابنِ عائذ عن علي بهذا الحديث فقال: ابن عائذ عن علي مرسل. قلنا: قوله: "السَّهُ وِكَاءُ العَيْنِ" كذا وقع في الأصول الخطية للمسند مقلوباً، وهو خطأ والصوا: "العين وِكَاء السَّه". وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (656) من طريق علي بن بحر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (203) ، وابن ماجه (477) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/354، والطبراني (656) ، والدارقطني 1/161، والحاكم في "معرفة علوم الحديث " ص 133، والبيهقي 1/118 من طرق. بقية بنِ الوليد، به. السهُ: حلقةُ الدبر أو العَجز. والوكاء: الخيط الذي تُشد به القِربة والكيس وغيرهما. (2) تحرف في (م) إلى: حسين بن الحسين. الحديث: 887 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَمَّا قَتَلْتُ مَرْحَبًا جِئْتُ بِرَأْسِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) • 889 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِأَبِيهِ: لابْعَثَنَّكَ فِيمَا بَعَثَنِي فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ أُسَوِّيَ كُلَّ قَبْرٍ، وَأَنْ أَطْمِسَ كُلَّ صَنَمٍ " (2) • 890 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " فِيهِ الْوُضُوءُ " (3)   (1) إسناده ضعيف جداً مسلسل بالضعفاء، حسين بن الحسن الأشقر منكرُ الحديث، وابن قابوس بن أبي ظبيان مجهول لا يُعرف، وأبوه قابوس ضعيف. أبو ظَبيان: هو حُصين بن جندب الجَنْبي، وهو ثقة من رجال الشيخين. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2072 عن علي بن أحمد بن مزوان، عن صالح بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضا من طريق عبد الله بن حسين الأشقر ومحمد بن يونس، كلاهما عن حسين الأشقر، به. ووقع في المطبوع منه "قابوس عن أبيه عن جده " فسقطت لفظة "ابنا من "ابن قابوس". وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/250 عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الله بن حسين الأشقر، عن أبيه، عن قيس بن الربيع، عن قابوس بن أبي ظبيان، به. وقال: لا يُتابع عليه ولا يُعرف إلا به. (2) إسناد. ضعيف، وقد تقدم برقم (683) ، وانظر (741) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (662) .= الحديث: 889 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 • 891 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " فِيهِ الْوُضُوءُ، وَفِي الْمَنِيِّ الْغُسْلُ " (1) 892 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ جَدَّةٍ، لَهُ وَكَانَتْ سُرِّيَّةً لِعَلِيٍّ، قَالَتْ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ رَجُلًا نَئُومًا، وَكُنْتُ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَغْرِبَ وَعَلَيَّ ثِيَابِي نِمْتُ ثُمَّ - قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ فَأَنَامُ قَبْلَ الْعِشَاءِ - " فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَرَخَّصَ لِي " (2) • 893 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ يَعْنِي أَبَا زَيْدٍ الْقَسْمَلِيَّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ،   = وأخرجه البزار (629) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. (1) صحيح، وانظر ما قبله. خالد: هو ابن عبد الله الطحان. (2) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى- وهو محمدُ بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، وجدة ابن الأصبهاني لا تُعرف. ابن الأصبهاني: هو عبدُ الرحمن بن عبد الله بن الأصبهاني. وأورد الحديث الهيئمي في "مجمع الزوائد" 1/314، وقال: رواه أحمد، وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف لسوء حفظه، وفيه راو لم يسم. الحديث: 891 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 فَقَالَ: " فِي الْمَذْيِ الْوُضُوءُ، وَفِي الْمَنِيِّ الْغُسْلُ " (1) • 894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْبَاهِلِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ (2) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مَعَهُ بِهَدْيِهِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا " (3) 895 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: ذَكَرَ خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " سَبَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ   (1) صحيح، وقد تقدم برقم (662) . (2) خطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله النسخ الخطية للمسند في هذا الموضع لتسميتها أبا بكر الباهلي بمحمد بن عمرو بن العباس، وجزم أن أبا بكر الباهلي هذا هو محمد بن خلاد بن كَثير، الذي هو من رجال مسلم، وهذا خطأ منه رحمه الله، وصوابُه كما هو في الأصول الخطية، وأبو بكر الباهلي: محمد بن عمرو بن العباس هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/107 وقال: حدثنا عنه الحسن بن عبد الله القطان وغيره. قلنا: وذهل عن ذكره الحسيني في "الإكمال لما ومن ثَمّ ابن حجر في "تعجيل المنفعة لما مع أنه من شرطهما. (3) صحيح وهذا إسناد حسن، أبو بكر الباهلي تقدم آنفا أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تيمية السختياني، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، وابن أبي نجيح: هو عبد الله، ومجاهد: هو ابن جبر. وأخرجه البزار (608) ، والنسائي في "الكبرى" (4149) من طريق محمد بن المثنى، وابن حبان (4021) من طريق محمد بن يحيى الزماني، كلاهما عن عبد= الحديث: 894 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 خَبَطَتْنَا - أَوْ أَصَابَتْنَا - فِتْنَةٌ، يَعْفُو اللهُ عَمَّنْ يَشَاءُ " (1) 896 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، حَدَّثَنِي شُرَيْحٌ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ، قَالَ: ذُكِرَ أَهْلُ الشَّامِ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ بِالْعِرَاقِ، فَقَالُوا: الْعَنْهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْأَبْدَالُ يَكُونُونَ بِالشَّامِ، وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، كُلَّمَا مَاتَ رَجُلٌ أَبْدَلَ اللهُ مَكَانَهُ رَجُلًا، يُسْقَى بِهِمُ الْغَيْثُ، وَيُنْتَصَرُ بِهِمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَيُصْرَفُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ بِهِمِ الْعَذَابُ " (2)   = الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد. وتحرف "عبد الكريم وابن أبي نجيح" في المطبوع من "الكبرى" إلى: عبد الكريم بن أبي نجيح. وانظر ما تقدم برقم (593) . (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات غيرَ أن أبا إسحاق تغير بأخرة، وسماع خلف منه لا يُعرف قبل التغير أم بعده. وأخرجه النسائي في "مسند علي" كما في "التحفة" 8/282، وأبو نعيم في "الحلية" 5/74 من طرق عن أبي بدر شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1661) من طريق أبي الأحوص، عن خالد بن علقمة، عن عبدِ خير، به. وانظر (1020) . والسابقُ في خيل الحلبة: هو الذيَ ياتي أولاً، والمصلًي: هو الثاني. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، شريح بن عبيد لم يُدرك علياً، وصفوان بن عمرو السكسكي- وإن كان ثقةً من رجال مسلم- ذكر له النسائي حديثاً منكراً في عمار بن ياسر، وحديثُ الباب باطل عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انظر "المنار المنيف" ص 136 للشيخ ابن قيم الجوزية. أبوَ المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني. قلنا: وأحاديثُ الأبدال التي رويت عن غير واحدٍ من الصحابة، أسانيدُها كُلها ضعيفة لا يَنْتَهِضُ بها الاستدلالُ في مثل هذا المطلب. الحديث: 896 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 • 897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبُدْنِ، قَالَ: " لَا تُعْطِ الْجَازِرَ مِنْهَا شَيْئًا " (1) 898 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلا رَجُلٌ قَدْ أَخَذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَائِي، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى اللهَ تَعَالَى بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللهِ إِنْ كُنْتُ لاظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ أُكْثِرُ أَنْ أَسْمَعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " فَذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ " وَإِنْ كُنْتُ لاظُنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللهُ مَعَهُمَا (2)   (1) حديث صحيح، سويد بن سعيد- وإن كان فيه كلام- قد توبع، ومَنْ فوقه ثقات من رجال الشيخين، وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند مع مسلم وغيره، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه مسلم (1317) (349) ، وابن ماجه (3157) ، وابن خزيمة (2920) ، وابن حبان (4022) من طريق محمد بن بكر البرساني، والبزار (612) من طريق الضحاك بن مخلد ابي عاصم، والنسائي في "الكبرى" (4143) من طريق شعيب بن إسحاق، ثلاثتهم عن ابن جريج؟ بهذا الإسناد. وانظر (593) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق- وهو= الحديث: 897 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 899 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ: كَانَ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَكُنْتُ إِذَا وَجَدْتُهُ يُصَلِّي سَبَّحَ فَدَخَلْتُ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي أَذِنَ " (1) 900 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ ابْنَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً، فَقَالَ: أَلا تُصَلِّيَانِ؟ " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ   = المروزي- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. والحديثُ في "مسند ابن المبارك" (254) . ومن طريق ابنِ المبارك أخرجه البخاري (3685) ، ومسلم (2389) ، وابن ماجه (98) ، وابن أبي عاصم (1210) ، والنسائي في "الكبرى" (8115) . وأخرجه البخاري (3677) ، ومسلم (2389) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 3/941 من طريق عيسى بن يونس، وابن أبي عاصم (1210) ، والبزار (453) من طريق بشر بن السري، كلاهما عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، بهذا الإسناد. قوله: "فذهبت أنا"، قال السندي: بتأكيد المرفوع المتصل بالمنفصل ليصحَ العطفُ، وهكذا في رواية ابن ماجه، وفي "صحيح البخاري" بلا تأكيد ما عدا رواية الأصيلي ففيها بالتأكيد، فزعم ابنُ مالك أنه حجة على النحاة في وجوب التأكيد، مع أن الظاهر أنه من تصرفات الرواة كما يَدُل عليه رواية الكتاب، ورواية ابن ماجه، ورواية الأصيلي في "الصحيح"، والله تعالى أعلم، ثم رأيت السيوطى نَبَّه على ذلك أيضاً. (1) إسناده ضعيف، وقد تقدم برقم (598) . الحديث: 899 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ يَقُولُ: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (1) 901 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ، أَنَّ أَبَاهُ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ هُوَ وَفَاطِمَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2) 902 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: أَبِي - سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ   (1) إسناده صحيح على شرط الشبخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حيزة. وأخرجه البخاري (1127) و (7347) و (7465) ، والبزار (503) ، والبيهقي 2/500 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وانظر (571) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، وصالح: هو ابن كيسان. وأخرجه البخاري (4724) ، وابن حبان (2566) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (3) قوله "عن أبيه" لم يرد في الأصول التي بأيدينا، وإنما أثبتناه من "أطراف المسند" 1/ورقة 209، وأشيرَ إليه في حاشية (ظ11) بخظ مغاير، وكذلك هو موجود في "التاريخ الكبير"1/308 و"مسند أبي يعلى" (490) ، ورواه البيهقي في "الشعب" من طريق علي بن بحر شجخ المصنف لم يقل فيه "عن أبيه" كما في أصولنا، وكذلك رواه البزار بإسقاط هذا الحرف، والله أعلم. الحديث: 901 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ " (1) • 903 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحدُ (2) الْكَاذِبِينَ " (3)   (1) حديث حسن في الشواهد، عبد الله بن وهب- وهو ابن منبه الصنعاني- وأبو خليفة قال الحافظ عن كل منهما في "التقريب": مقبول. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (8415) من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، عن علي بن بحر، بهذا الإسناد. وليس فيه "عن أبيه". وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/308، وأنو يعلي (490) من طريق هشام بن بوسف، عن إبراهيم بن عمر بن كيسان، به. وأخرجه البزار (756) عن سلمة بن شبيب، عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر، به. ولبس فيه "عن أبيه". وله شاهد من حديث عائشة عند مسلم برقم (2593) . ومن حديث عبد الله بن مغفل عند أحمد في "المسند" (4/87 الطبعة الميمنية) . ومن حديث أنس عند البزار (1961) و (1962) "كثف الأستار"، والطبراني في "الأوسط" (2955) ، وفي "الصغير" (221) . ومن حديث أبي هريرة عند البزارِ (1964) . (2) على حاشية (س) و (ص) : أكذب، ولفظة "الكاذبين" ضبطت في (س) بضبطين على التثنية والجمع، وفي (ظ11) على الجمع، و"أحد الكاذبَيْن"، المراد: أن الراوي له يشارك الواضعَ في الإِثم. (3) جاء هذا الحديث في (م) على له من رواية الإمام أحمد، والصوابُ أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في أصولنا الخطية.= الحديث: 903 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 • 904 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، أَنَّ عَلِيًّا، ذَكَرَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَقَالَ: " فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ الْيَدِ - أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، أَوْ مُخْدَجُ الْيَدِ - لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقُلْتُ: لِعَلِيٍّ أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ (1) 905 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ وَرْدَانَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ   =والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن فضيل: هو محمد. وأخرجه ابن ماجه (40) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/595 من طريق شعبة، وابن ماجه (38) ، والبزار (621) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، كلاهما عن الحكم، به. وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (165) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى [عن أبيه] عن علي بن أبي طالب، به. وما بين الحاصرتين سقط من المطبوع. قوله: "أحد الكاذِبَيْن"، قال السندي: رُوي بالتثنية، أي: فهو يشارك واضع الحديث، وبالجمع، أي: فهو واحد من جملة المعلومين بصفة الكذب؛ إذ لا يقال: الظالم، والفاسق، والكاذب، والصادق، إلا لمن اعتاد ذلك، واشْتَهَر به، لا مَنْ صَدَرَ منه ذلك ولو مرةً أو مرتين، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وهشام: هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين، وعبيدة: هو السلماني. وأخرجه أبو داود (4763) عن محمد بن عبيد ومحمد بن عيسى، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه هشاماً. وأخرجه عبد الرزاق (18653) عن هشام بن حسان، به. وانظر (626) . الحديث: 904 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، فَقَالُوا: أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَسَكَتَ، قَالَ: ثُمَّ قَالُوا: أَفِي كُلِّ عَامٍ؟ فَقَالَ: " لَا، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ " فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1)   (1) إسناده ضعيف، عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ضعيف، ثم هو منقطع أيضاً، أبو اليختري- واسمه سعيد بن فيروز- لم يسمع علياً. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 141-142 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (2884) ، والترمذي (814) و (3055) ، والبزار (913) ، وأبو يعلي (517) و (542) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1014) ، والحاكم 2/293-294 من طريق منصور بن وردان) تحرف في المطبوع من " المستدرك " إلى: ابن زاذان، به. وقال الترمذي: حسن غريب، فتعقبه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/67 بقوله: فيما قال نظر، لأن البخاري قال: لم يسمع أبو البختري من علي. قلنا: لفظ "حسن" هو في المطبوع من سنن الترمذي في الموضعين، ولم ترد عند المزي في "الأطراف" 7/378، ونصه: وقال: غريب من هذا الوجه سمعت محمداً يقول: أبو اليختري لم يدرك علياً، وهذا النص بعينه ذكره ابن كثير في تفسير سورة المائدة 3/200. وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1337) ، وسيأتي في "المسند" (2/508 الطبعة الميمنية) . وعن ابنِ عباس وسيأتي في "المسند" برقم (2304) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 906 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ (1) ، حَدَّثَنَا (2) الْأَعْمَشُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ، فَقَالَتْ: ائْتِ عَلِيًّا، فَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنِّي. قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ قَالَ: فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَلِلْمُسَافِرِ ثَلاثًا " (3) 907 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، رَفَعَهُ (4) • 908 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ " (5)   (1) جاء في النسخ المطبوعة "حدثنا أيوب، حدثنا أبو معاوية"، وهو خطأ والصواب حذف "حدثنا أيوب " كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/ورقة 201. (2) في (ظ 11) : عن. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/177، ومسلم (276) ، والنسائي 1/84، وأبو يعلى (264) ، وابن خزيمة (194) ، وأبو عوانة 1/261-262 و262، والبيهقي 1/272 و275، والبغوي (238) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (4) صحيح، وهو مكرر (748) . (5) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد خير، فمن رجال أصحاب السنن. وانظر (833) . الحديث: 906 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 • 909 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُو سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: عَلَى الْمِنْبَرِ " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ قَالَ: فَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ ثُمَّ قَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالثَّانِي؟ " قَالَ: فَذَكَرَ عُمَرَ، ثُمَّ قَالَ: " لَوْ شِئْتُ لَأَنْبَأْتُكُمْ بِالثَّالِثِ " قَالَ: وَسَكَتَ فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يَعْنِي نَفْسَهُ فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ يَقُولُ: هَذَا (3) قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ وَإِلا صُمَّتَا (4) • 910 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّهُ غَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، وَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَقَالَ: هَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (5)   (1) ورد هذا الحديث في النسخ المطبوعة على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في أصولنا الخطية، وهو كذلك فى "أطراف المسند" 1/ورقة 205. (2) كذا وقع في أصولنا الخطية وفي النسخ المطبوعة "عن أبيه"، وفي "أطراف المسند": "عن أخيه" يعني سفيان الثوري، ويغلب على ظننا أنه الصواب، فسعيد بن مسروق الثوري والد مبارك لا تُعرف له رواية عن حبيب ابن أبي ثابت، والمعروف بالرواية عنه إنما هو سفيان ابنه، والله تعالى أعلم. (3) لفظة "هذا" سقطت من (ص) . (4) إسناده قوي. وانظر ما قبله. عبد الله بن عون: هو ابن أبي عون الهلالي. (5) حديث حسن، مسهر- وإن كان في حديثه لين- متابع كما سيأتي برقم (876) ، وسيتكرر برقم (1008) . إسحاق بن إسماعيل: هو الطالقاني. الحديث: 909 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 911 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى صَلاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا " قَالَ: ثُمَّ صَلاهَا بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ، بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ مَرَّةً: يَعْنِي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ (1) 912 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ غَيْرِهِ فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مُحَارِبٌ، وَالْحَرْبُ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 913 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شتيربن شكل، فمن رجال مسلم. وانظر (617) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خيثمة: هو ابن عبد الرحمن. وانظر (616) . الحديث: 911 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ مِائَتَيْنِ زَكَاةٌ " (1) 914 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ (2) ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي أَرَاكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ قَالَ: " وَعِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قُلْتُ: بِنْتُ حَمْزَةَ. قَالَ: " هِيَ بِنْتُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (3) 915 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: أَفَضْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: أَفَضْتُ مَعَ أَبِي مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: "   (1) صحيح، الأعمش- وإن كان مضطرباً في حديثه عن أبي إسحاق كما في "مقدمة الجرح والتعديل" ص 237- قد توبع، وانظر ما تقدم برقم (711) . وأخرجه ابن أبي شيبة 3/117-118، والبزار (678) ، والنسائي5/37، والدارقطني 2/126 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. (2) تحرف في (م) إلى: سعيد بن عبيدة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه مسلم (1446) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (620) . (4) تحرف في (م) و (س) و (ق) و (ص) إلى: أبي إسحاق، وجاء على الصواب في (ظ 11) و (ب) و"أطراف المسند" 1/ورقة 199. الحديث: 914 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 أَفَضْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْمَعُهُ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1) 916 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا، يَشْرَبُ قَائِمًا قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ تَشْرَبُ قَائِمًا؟ فَقَالَ: " إِنْ أَشْرَبْ قَائِمًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنْ أَشْرَبْ قَاعِدًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَاعِدًا " (2) • 917 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنَّ بَاطِنَ الْقَدَمَيْنِ أَحَقُّ بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا، حَتَّى " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا " (3) • 918 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي السَّوْدَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:   (1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند أبي يعلى والبيهقي، وباقي رجاله ثقات. عكرمة: هو مولى ابن عباس. وأخرجه أبو يعلي (321) و (462) ، والطحاوي 2/224، والبيهقي5/138 من طرق عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وسميأتي برقم (1334) . (2) حسن لغيره، ابن فضيل- وإن كان روى عن عطاء بعد الاختلاط- قد توبع وميسرة: هو ابن لعقوب الطهوي صاحب راية علي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع أيضاً، وانظر الحديث الآتي برقم (1125) . وأخرجه ابن أبي شيبة 8/204 عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. (3) صحيح لغيره، وقد تقدم برقم (737) ، وانظرما بعده. الحديث: 916 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 رَأَيْتُ عَلِيًّا تَوَضَّأَ فَغَسَلَ ظُهُورَ قَدَمَيْهِ، وَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْسِلُ ظُهُورَ قَدَمَيْهِ، لَظَنَنْتُ أَنَّ بُطُونَهُمَا أَحَقُّ بِالْغَسْلِ " (1) • 919 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو كِبْرَانَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " هَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا " (2) 920 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أُمِّ مُوسَى، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ مَسْعُودٍ فَصَعِدَ عَلَى شَجَرَةٍ   (1) إسناده صحيح. سفيان: هو ابنُ عيينة، وأبو السوداء: هو عمرو بن عمران النهدي، وابن عبد خير: هو المسيب. وأخرجه عبد الرزاق (57) ، والحميدي (47) ، والنسائي في "الكبرى" (120) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني في "العثل' 4/46-47 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن مطر الوراق، عن الحسن، عن المسميب بن عبد خير، به] لا أنه قال: يمسح على ظاهر قدميه. وانظر ما قبلَه. (2) إسناده صحيح، والحسن بن عقبة أبو كِبران- بالباء الموحدة كما في الأصول وفي "المقتنى" للذهبي، وقد تصحف في "تاريخ البخاري" و"الجرح والتعديل" و"ثقات ابن حبان " إلى "كيران" بالياء، وجاء على الصواب في "تاريخ ابن معين" 2/115- روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وابن-جان، وابن شاهين، وقال أبو حاتم: شيخ يُكتب حديثه. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/9 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (702) من طريئق أبي نعيم، عن الحسن بن عقبة، به. وسيأتي برقم (1007) و (1016) ، وانظر (876) . الحديث: 919 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 أَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهُ مِنْهَا بِشَيْءٍ، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى سَاقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِينَ صَعِدَ الشَّجَرَةَ، فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَضْحَكُونَ؟ لَرِجْلُ عَبْدِ اللهِ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ " (1) 921 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْجَمَلِ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا عَهْدًا نَأْخُذُ بِهِ فِي إِمَارَةٍ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ رَأَيْنَاهُ مِنْ قِبَلِ أَنْفُسِنَا، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللهِ، عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَحْمَةُ اللهِ، عَلَى عُمَرَ، فَأَقَامَ وَاسْتَقَامَ، حَتَّى ضَرَبَ الدِّينُ بِجِرَانِهِ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أم موسى كانت سُرية لعلي، لم يروعنها غير مغيرةَ بن مقسم الضبي، وقال الدارقطني: حديثُها مستقيم يخرج اعتباراً، ووثقها العجلي، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/114، وابن سعد 3/155، والبخاري في "الأدب المفرد" (237) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/546، وأبو يعلى (539) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوبُ بنُ سفيان 2/546-547، وأبو يعلي (595) ، والطبراني (8516) من طريقين عن مغيرة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/288-289 وقال بعد أن عزاه إلى أحمد وأبي يعلى والطبراني: رجالُهم رجالُ الصحيح غَيْرَ أم موسى وهي ثقة. وفي الباب عن ابن مسعود نفسِه سيأتي في "المسند" برقم (3991) . وعن قرة بن إياس المزني عند يعقوب 2/546 وصححه الحاكم 3/317، ووافقه الذهبي. الحُموشة: الدقة. (2) إسناده ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عن علي.= الحديث: 921 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 • 922 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، وَخَيْرُهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ: عُمَرُ، ثُمَّ يَجْعَلُ اللهُ الْخَيْرَ حَيْثُ أَحَبَّ " (1) 923 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَمَّنْ سَمِعَ عَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولانِ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِوَارِ " (2)   = وأخرجه ابنُ أبي عاصم (1218) ، والعُقيلي في "الضعفاء" 1/178 من طريق الضحاك بن مخلد، عن سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس، عن سعيد بن عمرو، عن أبيه قال: خطب علي ... فذكره، وسعيد بن عمرو، إن كان هو ابن سعيد بن العاص الأموي- الذي يروي أبوه عن علي- فالإسنادُ صحيح، وإن كان هو ابن سفيان التقفي - كما سمي عندَ العقيلي- فالإسناد ضعيف، لكن لا تعرف لعمرو بن سفيان الثقفي عن علي رواية، والله أعلم. والجِران: باطن العنق، وقوله: "حتى ضرب الدينُ بجرانه": قَرّ قرازه واستقام، كما أن البعير إذا بَرك واستراحَ مد عنقه على الأرض. (1) حديث صحيح، خالد- وهو ابن عبد الله الواسطي- سماعه من عطاء بعد الاختلاط، لكن تابع عطاءً حصين بن عبد الرحمن وهوثقة كمما سيأتي برقم (926) ، وسيتكرر برقم (1030) ، وانظر ما تقدم (833) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن علي وابن مسعود. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (14383) باب الشفعة بالجوار، وقد تحرف "الحكم" في المطبوع منه إلى؟ الحسن. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/164 عن وكيع، وابن حزم في "المحلى" 9/101 من= الحديث: 922 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 924 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ، وَعَنْ لِبَاسِ الْقَسِّيِّ، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، وَعَنْ لِبَاسِ الْمُعَصْفَرِ " (1) 925 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ:   = طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ولفظه عند ابن أبي شيبة: قضى بالشفعة للجوار. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/163-164 عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، به. وفي الباب عن أبي رافع "الجار أحق بسَقَبهِ" عند البخاري (6977) وصححه ابن حبان (5180) ، وعن أنس بن مالك "جارَ الدَار أحق بالدار" عند الطحاوي 4/122 وصححه ابن حبان (5181) ، وعن جابر بن عبد الله عند أبي داود (3518) ، والترمذي (1369) ، وابن ماجه (2494) وسنده قوي، وحسنه الترمذي، ولفظه "الجار أحق بشفعة جاره ينتظر بها وإن كان غائباً إذا كان طريقهما واحداً". (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2832) و (19476) و (19964) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2078) (31) ، وأبو داود (4045) ، والترمذي (1737) ، وأبو يعلي (415) ، وأبو عوانة 2/171. وأخرجه الطيالسي (103) ، ومسلم (2078) (30) ، والبزار (919) ، والنسائي 2/217 و8/167 - 168، والبيهقي 2/87 من طرق عن الزهري، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وقد تقدم برقم (710) . الحديث: 924 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 كَانَتْ لِي مِائَةُ أُوقِيَّةٍ فَأَنْفَقْتُ مِنْهَا عَشْرَةَ أَوَاقٍ، وَقَالَ الْآخَرُ: كَانَتْ لِي مِائَةُ دِينَارٍ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ، وَقَالَ الْآخَرُ: كَانَتْ لِي عَشَرَةُ دَنَانِيرَ فَتَصَدَّقْتُ مِنْهَا بِدِينَارٍ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتُمْ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ، كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ تَصَدَّقَ بِعُشْرِ مَالِهِ " (1) • 926 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ عَلِيٌّ فَقَالَ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَإِنَّا قَدْ أَحْدَثْنَا بَعْدَهُمْ أَحْدَاثًا يَقْضِي اللهُ تَعَالَى فِيهَا مَا شَاءَ " (2) 927 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَيْسَ الْوَتْرُ بِحَتْمٍ كَهَيْئَةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) • 928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْجَرْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ،   (1) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20051) . وانظر ما تقدم برقم (743) . (2) إسناده صحيح. حصين: هو ابن عبد الرحمن. وانظر (922) . (3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن ضمرة، فمن رجال السنن، وهو صدوق، وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4569) . وقد تقدم برقم (652) عن وكيع، عن سفيان الثوري، به. الحديث: 926 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا " (1) 929 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ " (2) 930 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ - قَالَ مَرَّةً: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ - وَأَكْثَرُ ذَاكَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ عَلِيًّا حِينَ رَكِبَ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ: بِسْمِ اللهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ " ثُمَّ قَالَ: " سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، ثُمَّ حَمِدَ ثَلاثًا، وَكَبَّرَ ثَلاثًا "، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ. ثُمَّ ضَحِكَ "، قَالَ: فَقِيلَ مَا يُضْحِكُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ، وَقَالَ: مِثْلَ مَا قُلْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْنَا: مَا يُضْحِكُكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " الْعَبْدُ - أَوْ قَالَ: عَجِبْتُ لِلْعَبْدِ - إِذَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا هُوَ " (3)   (1) إسناده صحيح. القاسم الجرمي: هو ابن يزيد، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه الدارقطني 1/89 من طريق أبي حنيفة، عن خالد بن علقمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (945) و (998) و (1027) و (1133) و (1198) و (1199) و (1324) ، وانظر (876) . (2) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (4625) عن معمر، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (569) . (3) حسن نيره، وانظر الكلام عليه فيما تقدم برقم (753) . وهوفي "مصنف عبد = الحديث: 929 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 931 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، وَهُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ ابْنَةَ حَمْزَةَ تَبِعَتْهُمْ تُنَادِي: يَا عَمُّ، يَا عَمُّ، فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ: دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ فَحَوِّلِيهَا، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ، وَزَيْدٌ، وَجَعْفَرٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَخَذْتُهَا وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي، وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا تَحْتِي. وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَالَتِهَا، وَقَالَ: " الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ " ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكَ " وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: " أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي " وَقَالَ لِزَيْدٍ: " أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلانَا " فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا تَزَوَّجُ ابْنَةَ حَمْزَةَ؟ فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (1) 932 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ " (2) 933 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ،   = الرزاق" (19480) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (88) ، والطبراني في "الدعاء" (782) ، والبيهقي 5/252. (1) إسناده حسن. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وانظر ما تقدم برقم (770) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد خير، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. وانظر (908) . الحديث: 931 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: " أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ " (1) • 934 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الصُّبَيُّ بْنُ الْأَشْعَثِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟ أَبُو بَكْرٍ، وَالثَّانِي عُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ سَمَّيْتُ الثَّالِثَ " قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَتَهَجَّاهَا عَبْدُ خَيْرٍ لِكَيْ لَا يَمْتَرُوا فِيمَا قَالَ: " عَلِيٌّ " (2) 935 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الصَّعْبَةِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ، يُقَالُ لَهُ أَبُو أَفْلَحَ، عَنْ ابْنِ زُرَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ، وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي " (3)   (1) إسناده صحيح كسابقه. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف سويد بن سعيد- وهو الهروي- فيه مقال، والصبي بن الأشعث قال الذهبي في "الميزان" 2/308: له مناكير وفيه ضعف يحتمل، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، قلنا: وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/477، ولم يورده الحسيني في "الإكمال" ولم يستدركه ابن حجر عليه مع أنه من شرطهما، وسويد والصبي قد توبعا، انظر ما تقدم برقم (932) . وقوله: "لكي لا يمتروا"، وقع في الأصول: "لكي لا يمترون" بإثبات النون، والجادة حذفها كما أثبتنا. (3) صحيح لشواهده، تقدم الكلام في أبي أفلح برقم (750) ، وباقي رجاله ثقات.= الحديث: 934 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 936 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْحَرَّةِ بِالسُّقْيَا الَّتِي كَانَتْ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتُونِي بِوَضُوءٍ " فَلَمَّا تَوَضَّأَ قَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ عَبْدَكَ، وَخَلِيلَكَ، دَعَا لِأَهْلِ مَكَّةَ بِالْبَرَكَةِ، وَأَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَدْعُوكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ تُبَارِكَ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ، مِثْلَيْ مَا بَارَكْتَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، مَعَ الْبَرَكَةِ بَرَكَتَيْنِ " (1)   =حجاج: هو ابن محمد الأعور، وليث: هو ابن سعد. وأخرجى النسائي 8/160 عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4057) ، والنسائي 8/160 عن قتيبة، عن الليث، به. باسقاط أبي الصعبة. وأخرجه النسائي 8/160 من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي 4/250 من طريق شعيب بن الليث، كلاهما عن الليث بن سعد، به. إلا أنهما قالا فيه: "عن رجل من همدان يقال له: أفلح"، والأشبه- كما قال النسائي- أبوأفلح. (1) إسناده صحيح، عاصم بن عمرو- ويقال: ابن عمر- حجازي من أهل المدينة، لم يرو عنه غير عمرو بن سليم الزرقي، ووثقه النسائي وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان، وقال ابن المديني: ليس بمعروف لا أعرفه إلا في أهل المدينة، ممن روى عنه أهلُ المدينة، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه الترمذي (3914) ، والنسائي في "الكبرى" (4270) ، وابن خزيمة (209) ، وابن حبان (3746) من طريقين عن الليث، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وقد سقط "الليث" من المطبوع من "ابن خزيمة". = الحديث: 936 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 937 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْمُزَنِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ - أَوْ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ -: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ، يَعَضُّ الْمُوسِرُ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ، قَالَ: وَلَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَنْسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237] وَيَنْهَدُ الْأَشْرَارُ، وَيُسْتَذَلُّ الْأَخْيَارُ، وَيُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ، قَالَ: وَقَدْ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ، وَعَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ، وَعَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ قَبْلَ أَنْ تُدْرِكَ " (1)   = وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/480-481 عن عبد الله بن يوسف، عن الليث، به. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة. (1) إسناده ضعيف، لضعف أبي عامر المزني- وهو صالح بن رستم الخزاز- وجهالة الشيخ من بني تميم. وأخرجه أبو داود (3382) عن محمد بن عيسى، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (356) من طريق الوليد بن صالح، والبيهقي 6/17 من طريق سعيد بن منصور وسريج بن يونس، أربعتهم عن هشيم، بهذا الإسناد. ورواية الوليد بن صالح وسريح بن يونس مختصرة. وقال محمد بن عيسى في حديثه: "صالح بن عامر" مكان: صالح بن رستم، قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 4/395: الصواب: هشيم حدثنا صالح أبو عامر- وهو الخزاز- حدثنا شيخ من بني تميم، ويؤيد هذا أن أحمد بن حنبل قال في "مسنده": حدثنا هشيم حدثنا أبو عامر حدثنا شيخ من بني تميم، وقال سعيد بن منصور في "السنن": حدثنا هثيم حدثنا صالح بن رستم عن شيخ من بني تميم، فليس في الإسناد والحالة هذه إلا إِبدال "أبو" بابن حسب. الزمان العَضُوض: هو الزمان الشديد الذي يكون فيه الناس في فاقة وحاجة. وقوله: "ينهد الأشرار" أي: يرتفع ويعلو قدْرُهم. وتُدرِك: أي: تنضج. = الحديث: 937 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 • 938 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ نِسَائِهَا   = وقوله: "نهى عن بيع المضطرين"، قال الخطِابي في "معالم السنن" 3/87: بيعُ المضطر يكون من وجهين: أحدهما: أن يضطر إلى العَقْد من طريق الإكراه عليه، فهذا فاسد لا ينعقد. والوجه الآخر: أن يضطر إلى البيع لدَيْنٍ يركَبه، أو مؤنبة تُرهِقه، فيبيع ما في يده بالوَكْس) أي: بالنقص (من أجل الضرورة، فهذا سبيلُه في حق الدين والمروءة أن لا يبايَعَ على هذا الوجه وأن لا يفتاتَ عليه بماله، ولكن يُعان ويُقرض ويُستَمهل له إلى الميسرة حتى يكون له في ذلك بلاغ، فإن عُقِد البيعُ مع الضرورة على هذا الوجه جازفي الحكم ولم يُفسَخ. وفي إسناد الحديث (يعني حديث علي هذا) رجل مجهول لا ندري مَن هُو، إلا أن عامةَ أهل العلم قد كَرِهوا البيع على هذا الوجه. وقوله: "وعن بيعِ الغَرَر"، قال الخطابي أيضاً 3/88: أصلُ الغَرَر: هو ما طُوي عنك عِلْمُه، وخَفِي عليك باطنُه وسره، وهو مأخوذ من قولك: طَوَيْتُ الثوبَ على غَره، أي: على كَسْرِه الأول، وكل بيع كان المقصود منه مجهولاً غيرَ معلوم، ومعجوزاً عنه غيرَ مقدورٍ عليه، فهو غَرَز، وذلك مثل أن يبيعه سمكاً في الماءِ، أو طيراً في الهواء، أو لؤلؤةً في البحر، أو عبداً آبقاً، أو جملاً شارداً، أو ثوباً في جِراب لم يَرَهُ ولم ينشره، أو طعاماً في بيت لم يفتحه، أو ولدَ بهيمةٍ لم تولد، أو ثمر شجرة لمً تثمر، وفي نحوها من الأمور التي لا تُتلمُ ولا يدرى هل تكون أم لا؟ فإن البيع فيها مفسوخ. وأبوابُ الغرر كثيرة، وجِماعُها: ما دخل في المقصود منه الجهلُ، وإنما نهى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن هذه البيوع تحصيناً للأموال أن تَضِيعَ، وقطعاً للخصومة والنزاع أن يَقَعا بينَ الناس فيها. الحديث: 938 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 خَدِيجَةُ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ " (1) • 939 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْمُبَارَكِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْحَمْرَاءِ، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ " (2) 940 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَبْلُغَ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمُصَابِ حَتَّى يُكْشَفَ عَنْهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وإسحاق بن إسماعيل- وهو الطالقاني- متابِع زهير بنِ حرب ثقةَ من رجال أبي داود. وأخرَجه مسلم (2430) ، والنسائي في "الكبرى" (8354) ، وأبو يعلى (612) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2430) من طريق أبي معاوية، به. وانظر (640) . (2) حسن لغيره، وهذا اسناد ضعيف، وهو مكرر (829) . (3) صحيح لغيره، الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من علي. وأخرجه البيهقي 8/265 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7347) من طريق يزيد بن زريع، عن يونس، به موقوفاً على عليَ. ورجح النسائي وقفه وكذا الدارقطني في "العلل" 3/192. وسيأتي الحديث برقم (956) و (1183) . وسيأتي من طريق أبي ظبيان عن علي في "المسند" برقم (1328) . وأخرجه أبو داود (4403) ، والبيهقي 3/83 و7/359 و8/265 من طريق خالد= الحديث: 939 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 941 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: " أُتِيَ عَلِيٌّ بِزَانٍ مُحْصَنٍ فَجَلَدَهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ مِائَةً، ثُمَّ رَجَمَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقِيلَ لَهُ جَمَعْتَ عَلَيْهِ حَدَّيْنِ؟ فَقَالَ: جَلَدْتُهُ بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهُ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) * 942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٍ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أُتِيَ عَلِيٌّ بِمَوْلاةٍ لِسَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ مُحْصَنَةٍ قَدْ فَجَرَتْ، قَالَ: فَضَرَبَهَا   =الحذاء، عن أبي الضحى، عن علي. وأبو الضحى- وهو مسلم بن صبيح- لم يدرك علياً. وأخرجه ابن ماجه (2042) من طريق ابن جريج، عن القاسم بن يزيد، عن علي. والقاسم بن يزيد لم يرو عنه غير ابن جريج، وهو لم يدرك علياً. وله شاهد من حديث عائشة، وسيأتي في "المسند" 6/100-101 وصححه ابن حبان (142) وفي الباب عن أبي هريرة وأبي قتادة وغيرهما. انظر "نصب الراية" 4/161-165. قوله: "رُفع القلمُ عن ثلاثة"، كناية عن عدم كتابة الآثام عليهم في هذه الأحوال. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن سالم- وهو الأسدي- فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو يعلى (290) ، وأبو نعيم 4/329، والدارقطني 3/122-123 و123-124 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقرن أبو نعيم والدارقطني في الموضع الثاني في روايته بإسماعيل بن سالم حصينَ بن عبد الرحمن. وقد تقدم برقم (716) ، وانظر ما بعده. (2) هذا الحديث رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه، عن هشيم، ورواه عن أبي إبراهيم المعقب، عن هشيم. الحديث: 941 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 مِائَةً، ثُمَّ رَجَمَهَا، ثُمَّ قَالَ: " جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 943 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا دَعَا بِمَاءٍ لِيَتَوَضَّأَ، فَتَمَسَّحَ بِهِ تَمَسُّحًا، وَمَسَحَ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ "، ثُمَّ قَالَ: " لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ رَأَيْتُ أَنَّ بُطُونَهُمَا أَحَقُّ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ وَهُوَ قَائِمٌ "، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَشْرَبَ قَائِمًا؟ " (2) • 944 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن أبا إبراهيم المعقب شيخ عبد الله بن أحمد- واسمه إسماعيل بن محمد بن جبلة السراج- لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة، وهو ثقة روى عنه جمع، ووثقه الإمام أحمد كما في "تاريخ بغداد" 6/266 وكان يثني عليه ويعظمه جداً. وأخرجه الدارقطني 3/123 من طريق محمود بن خداش، عن هشيم، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع منه إلى: محمود بن خراش عن هشام. وأخرجه الدارقطني 3/124 من طريق سليمان بن كثير، عن حصين، به. وأنظر ما (2) حديث حسن، شريك- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. السدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة. وأخرجه بنحوه مختصرا ًالطحاوي 1/35 من طريق محمد بن الأصبهاني، عن شريك، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (970) ، وانظر (737) . الحديث: 943 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 وَإِسْمَاعِيلُ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ وَصَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " كَانَ عَظِيمَ الْهَامَةِ، أَبْيَضَ، مُشْرَبًا حُمْرَةً، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، كَثِيرَ شَعَرِ الرَّأْسِ رَجْلَهُ، يَتَكَفَّأُ فِي مِشْيَتِهِ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ فِي صَبَبٍ، لَا طَوِيلٌ، وَلا قَصِيرٌ، لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ: فِي حَدِيثِهِ وَصَفَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كَانَ ضَخْمَ الْهَامَةِ حَسَنَ الشَّعَرِ رَجِلَهُ " (1) • 945 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْجَرْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا " (2) • 946 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سُعَيْدٍ، أَوْ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ،   (1) حسن لغيره، شريك النخعي فد توبع. وهو في "مصنف ابن أيي شيبة" 11/514. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى (369) ، وابن حبان (6311) . وأخرجه البزار (474) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/245 من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (744) . (2) إسناده صحيح، وهو مكرر (928) . الحديث: 945 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا قَصِيرٌ وَلا طَوِيلٌ، عَظِيمَ الرَّأْسِ رَجِلَهُ، عَظِيمَ اللِّحْيَةِ، مُشْرَبًا حُمْرَةً، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، عَظِيمَ الْكَرَادِيسِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَهْبِطُ فِي صَبَبٍ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) • 947 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ (2) بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمَكِّيِّ (3) ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ، عَنْ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا قَصِيرٌ وَلاَ طَوِيلٌ، مُشْرَبٌ (4)   (1) حسن لغيره، ابن جريج مدلس وقد عنعنه، وصالح بن سعيد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبعا، انظر (944) . وأخرجه النسائي في "مسند علي" كما في "تهذيب الكمال " 13/53 عن أبي بكر بن علي، عن سريج بن يونس، بهذا الإسناد. وعلقه مختصراً البخاري في "التاريخ الكبير" 4/282 عن سعيد بن يحيى بن سعيد، عن أبيه، به. (2) تحرف في (م) إلى: علي بن الحسين بن سليمان. (3) هكذا في جميع الأصول التي بأيدينا وكذا في "أطراف المسند" 1/ورقة 207، لكن قال ابن حجر رحمه الله في "تعجيل المنفعة" الترجمة (1323) : أبو عبد الله المكي، عن نافع بن جبير، عن علي رضي الله عنه، وعنه عثمان، قلت: كذا اختصره الحسيني، والحديث عند عبد الله بن أحمد في زياداته من طريق أبي خالد، عن حجاج - وهو ابن أرطاة- عن عثمان، عن أبي عبد الله المكي، وأظن فيه تصحيفاً، والصواب: عن عثمان بن عبد الله المكي، فقد أخرجه أحمد من طرق عن المسعودي ومسعر، كلاهما عن عثمان بن عبد الله بن هرمز، عن نافع بن جبير، عن علي، في صفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والحديثُ عند الترمذي من طريق المسعودي. (4) في (م) و (ص) : مشرباً. الحديث: 947 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 لَوْنُهُ حُمْرَةً، حَسَنَ الشَّعَرِ رَجِلَهُ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ، ضَخْمَ الْهَامَةِ، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ، لَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 948 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ أَصَبْنَا مِنْ ثِمَارِهَا، فَاجْتَوَيْنَاهَا وَأَصَابَنَا بِهَا وَعْكٌ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَبَّرُ عَنْ بَدْرٍ، فَلَمَّا بَلَغَنَا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ (2) قَدْ أَقْبَلُوا، سَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ، وَبَدْرٌ بِئْرٌ، فَسَبَقْنَا الْمُشْرِكِينَ إِلَيْهَا، فَوَجَدْنَا فِيهَا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، وَمَوْلًى لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأَمَّا الْقُرَشِيُّ فَانْفَلَتَ، وَأَمَّا مَوْلَى عُقْبَةَ فَأَخَذْنَاهُ، فَجَعَلْنَا نَقُولُ لَهُ: كَمِ الْقَوْمُ؟ فَيَقُولُ: هُمْ وَاللهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ، شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ. فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ إِذْ قَالَ ذَلِكَ ضَرَبُوهُ، حَتَّى انْتَهَوْا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: " كَمِ الْقَوْمُ؟ " قَالَ: هُمْ وَاللهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ، شَدِيدٌ بَأْسُهُمْ فَجَهَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْبِرَهُ كَمْ هُمْ، فَأَبَى ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ: " كَمْ يَنْحَرُونَ مِنَ الْجُزُرِ؟ " فَقَالَ: عَشْرًا كُلَّ يَوْمٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْقَوْمُ أَلْفٌ، كُلُّ جَزُورٍ لِمِائَةٍ وَتَبِعَهَا " ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَنَا مِنَ اللَّيْلِ طَشٌّ مِنْ مَطَرٍ، فَانْطَلَقْنَا تَحْتَ الشَّجَرِ   (1) حسن لغيره، وانظر ما قبله. حجاج: هو ابن أرطاة. (2) في (م) و (ب) و (ق) و (ص) : فسبَقَنا المشركون، والمثبت من (ظ 11) و (س) و"غاية المقصد" ورقة 216، ومن مصادر التخريج، وهو الصواب. الحديث: 948 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 وَالْحَجَفِ نَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا، مِنَ الْمَطَرِ، وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَقُولُ: " اللهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْفِئَةَ لَا تُعْبَدْ " قَالَ: فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ نَادَى: " الصَّلاةَ عِبَادَ اللهِ "، فَجَاءَ النَّاسُ مِنْ تَحْتِ الشَّجَرِ، وَالْحَجَفِ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَرَّضَ عَلَى الْقِتَالِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ جَمْعَ قُرَيْشٍ تَحْتَ هَذِهِ الضِّلَعِ الْحَمْرَاءِ مِنَ الْجَبَلِ ". فَلَمَّا دَنَا الْقَوْمُ مِنَّا وَصَافَفْنَاهُمْ إِذَا رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ يَسِيرُ فِي الْقَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ نَادِ لِي حَمْزَةَ - وَكَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ -: مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ، وَمَاذَا يَقُولُ لَهُمْ؟ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ " فَجَاءَ حَمْزَةُ فَقَالَ: هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَهُوَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ، وَيَقُولُ لَهُمْ: يَا قَوْمُ، إِنِّي أَرَى قَوْمًا مُسْتَمِيتِينَ لَا تَصِلُونَ إِلَيْهِمْ وَفِيكُمْ خَيْرٌ، يَا قَوْمُ اعْصِبُوهَا الْيَوْمَ بِرَأْسِي، وَقُولُوا: جَبُنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي لَسْتُ بِأَجْبَنِكُمْ، قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: أَنْتَ تَقُولُ هَذَا؟ وَاللهِ لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا لَأَعْضَضْتُهُ، قَدْ مَلَأَتْ رِئَتُكَ جَوْفَكَ رُعْبًا، فَقَالَ عُتْبَةُ: إِيَّايَ تُعَيِّرُ يَا مُصَفِّرَ اسْتِهِ؟ سَتَعْلَمُ الْيَوْمَ أَيُّنَا الْجَبَانُ، قَالَ: فَبَرَزَ عُتْبَةُ وَأَخُوهُ شَيْبَةُ وَابْنُهُ الْوَلِيدُ حَمِيَّةً، فَقَالُوا: مَنْ يُبَارِزُ؟ فَخَرَجَ فِتْيَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ سِتَّةٌ، فَقَالَ عُتْبَةُ: لَا نُرِيدُ هَؤُلاءِ، وَلَكِنْ يُبَارِزُنَا مِنْ بَنِي عَمِّنَا، مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ يَا عَلِيُّ، وَقُمْ يَا حَمْزَةُ، وَقُمْ يَا عُبَيْدَةُ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ " فَقَتَلَ اللهُ تَعَالَى عُتْبَةَ، وَشَيْبَةَ، ابْنَيْ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ، وَجُرِحَ عُبَيْدَةُ، فَقَتَلْنَا مِنْهُمْ سَبْعِينَ، وَأَسَرْنَا سَبْعِينَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَصِيرٌ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 الْمُطَّلِبِ أَسِيرًا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا وَاللهِ مَا أَسَرَنِي، لَقَدْ أَسَرَنِي رَجُلٌ أَجْلَحُ، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا، عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ، مَا أُرَاهُ فِي الْقَوْمِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَا أَسَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " اسْكُتْ، فَقَدْ أَيَّدَكَ اللهُ تَعَالَى بِمَلَكٍ كَرِيمٍ " فَقَالَ عَلِيٌّ: " فَأَسَرْنَا (1) مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: الْعَبَّاسَ، وعَقِيلًا، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ " (2) 949 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: أَخْبِرِينِي   (1) في (م) و (ص) : فأسرنا وأسرنا. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حارثة بن مضرب، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة، وسماع إسرائيل من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه وكان خصيصاً به، فيما قاله الحافظ في "الفتح" 1/351. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/362 - 364، وأبو داود (2665) والبزار. (719) ، والطبري في "تاريخه" 2/424-426، والبيهقي 3/276 و9/331 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود والبيهقي مختصرة. وقويه: "فاجتويناها"، قال ابن الأثير في " النهاية" 1/318: أي: أصابهم الجَوى، وهو المرض وداءُ الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها، ويقال: اجتَوَيْتُ البلدَ، إذا كرهتَ المقام فيه وإن كنتَ في نعمة. والطش: المطر الخفيف. والحَجَف، جمع حجفة: وهي الترس. وقوله: "صاففناهم "أي: صففنا مقابل صفوف العدو، وفي) ب (و) ظ 11) : صافناهم، قال ابن الأثير: أي: واقفناهم وقما حذاءهم وقوله: "لأعضضته ": من العض بالنواجذ، أي قلتُ له: اعضض هَنَ أبيك. وقوله: "يا مُصَفر اسْتِه"، إذا صبغه بالصفْرة، والاست: هو الدبُر. الحديث: 949 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْأَلُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ: ائْتِ عَلِيًّا فَسَلْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يَلْزَمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَسْحِ عَلَى خِفَافِنَا إِذَا سَافَرْنَا " (1) • 950 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، قَالا: نَشَدَ عَلِيٌّ النَّاسَ فِي الرَّحَبَةِ: مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ إِلا قَامَ، قَالَ: فَقَامَ مِنْ قِبَلِ سَعِيدٍ سِتَّةٌ، وَمِنْ قِبَلِ زَيْدٍ سِتَّةٌ، فَشَهِدُوا أَنَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: " أَلَيْسَ اللهُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ؟ " قَالُوا: بَلَى قَالَ: " اللهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ، فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " (2)   (1) صحيح لغيره، شريك- دهان كان سيئ الحِفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد تقدم برقم (748) . قوله: "أمرنا رسولُ الله"، قال السندي: أي: رَخص لنا، وأذن لنا وأباح. (2) صحيح لِغيره، شريك- وهو ابن عبد الله، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير زيد بن يثيع متابِع سعيد بن وهب، فمن رجال الترمذي، ووثقه ابن حبان والعجلي. وأخرجه البزار (2541- كشف الأستار) عن إبراهيم بن هانئ، عن علي بن حكيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي عاصم (1374) عن محمد بن خالد، والنسائي في "خصائص علي (88) من طريق عمران بن أبان، كلاهما عن شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع وحده، به. ولم يذكر محمد بن خالد في حديثه "اللهم وال من والاه ... "، وهو في حديث عمران بن أبان وهو ضعيف. وأخرجه ابن أبي عاصم (1370) من طريق فطر بن خليفة، والنسائي (86) من طريق شعبة، و (87) من طريق إسرائيل، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. حديث فطر عن= الحديث: 950 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 • 951 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ، بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ - يَعْنِي - عَنْ سَعِيدٍ، وَزَيْدٍ، وَزَادَ فِيهِ: " وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ " (1) • 952 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ (2) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3)   =زيدٍ وحدَه، وحديث شعبة عن سعيدٍ وحده، وليس في الحديث عندهم: "اللهم والِ من والاه ... ". وانظر (951) و (952) وما تقدم برقم (641) و (670) . وقال الإمام الذهبي فيما نقله عنه ابن كثير في "البداية" 5/188: صدر الحديث متواتر، أتيقنُ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله، وأما: "اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه" فزيادة قوية الإسناد. وانظر لزاماً كلام شيخ الإسلام على هذه الزيادة في "منهاج السنة" 7/319. وما بعدها. (1) إسناده ضعيف لجهالة عمرو ذي مرْ، وقال ابن حبان: في حديثه مناكير، وأبو إسحاق قد تغير. وأخرجه البزار (786) من طريق فطر بن خليفة، والنسائي فى "الخصائص" (99) من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وهذه الزيادة التي في الحديث لم يرد ما يقوبها، فهي ضعيفة. (2) زاد في (ب) و (ظ 11) : عن علي، وعامة الأصول وكذلك جميع من خرجه لم ترد عندهم هذه الزيادة، وهو الصواب. (3) صحيح لغيره، شريك النخعي سيئ الحفظ، وحبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن، لكن قد توبعا. وأخرجه البزار (2538- كشف الأستار) عن إبراهيم بن هانئ، عن علي بن حكيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (4970) من طريق محمد بن الطفيل ويحيى الحماني، عن شريك، به. وقد تحرف فيه "زيد بن أرقم " إلى: زيد بن ثابت. وأخرجه البزار (2539) ، والنسائي في "الكبرى" (8148) ، وفي "الخصائص" (79) ، والطبراني (4969) ، والحاكم 3/109 من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، به.= الحديث: 951 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 953 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ "، قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، قَالَ: " بَلْ هُوَ حَسَنٌ "، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ، قَالَ: " أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ "، قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، قَالَ: " بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ "، فَلَمَّا وَلَدْتُ الثَّالِثَ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَرُونِي، ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ "، قُلْتُ: حَرْبًا، قَالَ: " بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ "، ثُمَّ قَالَ: " سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ، شَبَّرُ، وَشَبِيرُ، وَمُشَبِّرُ " (1) 954 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي بَزَّةَ (2) ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ، هَلْ خَصَّكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: مَا خَصَّنَا   = وقرن الطبراني بأبي عَوانة سعيد بن عبد الكريم بن سليط الحنفي، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي. وأخرجه مختصراً الترمذي (3713) من طريق محمد بن جعفر، عن شُعبة، عن سلمةَ بنِ كُهيل، عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، أو زيد بن أرقم- شك شعبة- عن النبى- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من كنت مولاه، فعلي مولاه ". قال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال. وسيأتي في مسند زيد بن أرقم (4/368 و370 و372 و373 الطبعة الميمنية) من غير هذه الطرق. وقوله: "مثله"، يعني مثل لفظ حديث (950) . (1) رجاله ثقات رجالُ الشيخين غيرَ هانئ بن هانئ، فمن رجال أصحاب السنن، وقد تقدم الحديث برقم (769) . (2) تحرف في (م) إلى: "القاسم بن أبي برزة"، وفي (ق) إلى: "القاسم بن أبي بردة". الحديث: 953 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ يَعُمَّ بِهِ النَّاسَ كَافَّةً، إِلا مَا كَانَ فِي قِرَابِ سَيْفِي هَذَا، قَالَ: فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً مَكْتُوبٌ فِيهَا: " لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ (1) ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا " (2) 955 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: عَفَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، أَنَّهُ عَادَ حَسَنًا، وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَتَعُودُ حَسَنًا وَفِي النَّفْسِ مَا فِيهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبِّ قَلْبِي فَتَصْرِفَهُ حَيْثُ شِئْتَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا إِلَّا ابْتَعَثَ اللهُ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ أَيَّ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ كَانَتْ حَتَّى يُمْسِيَ، وَأَيَّ سَاعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ كَانَتْ حَتَّى يُصْبِحَ " (3)   (1) على حاشية (س) و (ص) : والديه. (2) إسناده صحيح علق شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1978) (45) ، والبغوي (2788) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (17) عن عمرو بنِ مرزوق، عن شعبة، به. وأخرجه الببزِار (494) و (495) ، وابن حبان (5896) من طريقين عن القاسم بن أبي برة، به. وسيتكرر برقم (1307) ، وانظر (855) . (3) حسن، والصحيح وقفه كما تقدم برقم (612) ، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الله بن يسار. وأخرجه أبو يعلى (289) ، وابن حبان (2958) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقد تحرف في صحيح ابن حبان: عبدُ الله بن يسار، إلى: عبد الله بن= الحديث: 955 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 956 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ، عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمَعْتُوهِ، - أَوْ قَالَ: الْمَجْنُونِ - حَتَّى يَعْقِلَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَشِبَّ " (1) 957 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَأَبُو كَامِلٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، - قَالَ بَهْزٌ: قَالَ - أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ (2) : " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " (3) • 958 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَبَّاسِ   = شداد. وقد تقدم برقم (547) وانظر طريفاً آخر له (612) . (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين والحسن البصري لم يسمع من علي، وانظر ما تقدم برقم (940) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7346) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1423) ، والحاكم 4/389 من طريقين عن همام، به. وقال الترمذي: حسن غريب، ولا نعرِفُ للحسن سماعاً من علي بن أبي طالب. (2) تحرف في (م) إلى: وقته. (3) إسناده قوي. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني. وأخرجه ابن ماجه (1179) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (751) . (4) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: "أبو بكر بن محمد" وأشار إلى نسختين عنده،= الحديث: 956 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْرٍ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُلَّةِ حَرِيرٍ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ فَلَبِسْتُهَا، فَرَأَيْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ، فَأَمَرَنِي فَأَطَرْتُهَا خُمُرًا بَيْنَ النِّسَاءِ " (1) 959 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، أَنَّ عَلِيًّا، كَانَ يَأْمُرُ بِالْأَمْرِ فَيُؤْتَى، فَيُقَالُ: قَدْ فَعَلْنَا كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْأَشْتَرُ: إِنَّ هَذَا الَّذِي تَقُولُ قَدْ تَفَشَّغَ فِي النَّاسِ، أَفَشَيْءٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ عَلِيٌّ: مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا خَاصَّةً دُونَ النَّاسِ، إِلا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهُوَ فِي صَحِيفَةٍ فِي قِرَابِ سَيْفِي، قَالَ: فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَخْرَجَ الصَّحِيفَةَ، قَالَ: فَإِذَا فِيهَا: " مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ " قَالَ: وَإِذَا فِيهَا: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي أُحَرِّمُ الْمَدِينَةَ، حَرَامٌ   = وهو خطأ، والصواب: "أبو بكر محمد بن عمرو بن العباس" كما في جميعِ الأصولِ التي بأيدينا، و"أطراف المسند" 1/ورقة 204. (1) صحيح لغيره، وإسناده حسن، أبو بكر محمد بن عمرو بن العباس روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات"9/107، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي داود- وهو سليمانُ بن داود- فمن رِجال مسلم. أبو بشر: هو جعفرُ بنُ إياس ابن أبي وحشية. وأخرجه بنحوه البزار (618) عن محمد بن مرزوق، عن أبي داود، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (698) . وقوله: "فأطرتها"، أي: شققتها وقسمتُها. الحديث: 959 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 مَا بَيْنَ حَرَّتَيْهَا وَحِمَاهَا كُلُّهُ، لَا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا، إِلا لِمَنْ أَشَارَ بِهَا، وَلا تُقْطَعُ مِنْهَا شَجَرَةٌ إِلا أَنْ يَعْلِفَ رَجُلٌ بَعِيرَهُ، وَلا يُحْمَلُ فِيهَا السِّلاحُ لِقِتَالٍ " قَالَ: وَإِذَا فِيهَا: " الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، أَلا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " (1) 960 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَكَعَ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، أَنْتَ رَبِّي خَشَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي، وَمَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ قَدَمِي، لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (2) • 961 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا   (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان الأعرج، فمن رجال مسلم، وهو صدوق، ورِوايته عن علي مرسلة، ومع ذلك فقد حَسن سنده الحافظ في "الفتح" 12/261. وأخرجه مختصراً أبو داود (2035) ، والنسائي 8/24 من طريقين عن همام، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (991) ، وانظر (615) و (993) و (1297) . وقوله: "تَفَشغ"، أي: فشا وانتشر. وحَرَّتا المدينة، هما: حرة واقم (وهي الشرقية) وحرة وَبَرة (وهي الغربية) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة. وأخرجه ابن خزيمة (607) من طريق روح، بهذا الإسنادِ، وقد تقدم برقم (729) . الحديث: 960 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، فِي الرَّحَبَةِ يَنْشُدُ النَّاسَ: أَنْشُدُ اللهَ مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ " لَمَّا قَامَ فَشَهِدَ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيًّا، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَحَدِهِمْ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: " أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُسْلِمِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَأَزْوَاجِي أُمَّهَاتُهُمْ؟ " فَقُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " (1) 962 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا، عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ، وَعَلَيْهِ سَيْفٌ حِلْيَتُهُ حَدِيدٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " وَاللهِ مَا عِنْدَنَا كِتَابٌ نَقْرَؤُهُ عَلَيْكُمْ إِلا كِتَابَ اللهِ تَعَالَى وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ أَعْطَانِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهَا فَرَائِضُ الصَّدَقَةِ " قَالَ: " لِصَحِيفَةٍ مُعَلَّقَةٍ بِسَيْفِهِ " (2) 963 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ:   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لِضعف يزيد بن أبي زياد، ويونس بن أرقم لينَهُ ابنُ خِراش والهيثمي، وذكره ابن حبان في "الثقاوت، 9/287 وقال البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 8/410: معروفُ الحديث وكان يتشيعُ. وأخرجه أبو يعلى (567) عن عُبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (632) من طريق جعفر الأحمر، عن يزيد بن أبي زياد، به، وقرن بيزيدَ بنِ أبي زياد مسلمَ بنَ سالم. وسياتي برقم (964) ، وانظر (950) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (782) . الحديث: 962 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عَلِيٍّ، قَالَ: فَجَاءَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْهَنَا عَمَّا نَهَاكَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " نَهَانَا عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، وَنَهَانَا عَنِ الْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ، وَعَنِ الْحَرِيرِ، وَالْحِلَقِ الذَّهَبِ " ثُمَّ قَالَ: كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً مِنْ حَرِيرٍ، فَخَرَجْتُ فِيهَا لِيَرَى النَّاسُ عَلَيَّ كِسْوَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَرَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَنِي بِنَزْعِهِمَا، فَأَرْسَلَ بِإِحْدَاهُمَا إِلَى فَاطِمَةَ، وَشَقَّ الْأُخْرَى بَيْنَ نِسَائِهِ " (1) • 964 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ (2) ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ نِزَارٍ الْقَيْسِيُّ (3) ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا فِي الرَّحَبَةِ قَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ إِلا قَامَ، وَلا يَقُومُ إِلا مَنْ قَدْ رَآهُ، فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَقَالُوا: قَدْ رَأَيْنَاهُ   (1) صحيح لغيره، علي بن عاصم ضعيف، وقد توبع. وأخرجه النسائي 8/166 من طريق إسرائيل، عن إسماعيل بنِ سميع، بهذا الإسناد. وقال فيه: "مالك بن عمير، عن صعصعة بن صوحان قال: قلتُ لعلي". وسيأتي برقم (1162) و (1163) . (2) تحرف في (م) إلى: الركيعي. (3) وقع في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: "العَنْسي "، وما أثبتناه من سائر أصولنا الخطية ومن "أطراف المسند" 1/ورقة 204، والوليد هذا يقال له- كما فى ترجمته من "تهذيب الكمال"-: القيسي أو العنسي. الحديث: 964 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 وَسَمِعْنَاهُ حَيْثُ أَخَذَ بِيَدِهِ يَقُولُ: " اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ " فَقَامَ إِلا ثَلاثَةٌ لَمْ يَقُومُوا، فَدَعَا عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَتْهُمْ دَعْوَتُهُ (1) • 965 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، أَخُو حَجَّاجِ بْنِ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ قَالَ كَمَا يَقُولُ، فَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالَ عَلِيٌّ: " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ الَّذِينَ جَحَدُوا مُحَمَّدًا هُمِ الْكَاذِبُونَ " (2) 966 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ، عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ قَالَتْ: سَلْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " لِلْمُسَافِرِ ثَلاثَةُ   (1) حسن لغيره دون قوله: "وانصر من نصره، واخذل من خذله"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الوليد بن عُقبة وسِماك بن عُبيد. وانظر (950) و (961) . (2) إسناده ضعيف لِضعف عبد الرحمن بنِ إسحاق- وهو أبو شيبة الواسطي-، وأبو سعيد لم نتبينه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/332 وعزاه إلى عبد الله في زياداته على "المسند" وقال: وفيه أبو سعيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ولم أجد من ذكره. الحديث: 965 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ (1) " قَالَ يَحْيَى: " وَكَانَ يَرْفَعُهُ يَعْنِي شُعْبَةَ ثُمَّ تَرَكَهُ " (2) 967 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ، وَلَأَخَّرْتُ عِشَاءَ الْآخِرَةِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، فَإِنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ هَبَطَ اللهُ تَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ، فَيَقُولَ قَائِلٌ: أَلا سَائِلٌ يُعْطَى، أَلا دَاعٍ يُجَابُ، أَلا سَقِيمٌ يَسْتَشْفِي فَيُشْفَى، أَلا مُذْنِبٌ يَسْتَغْفِرُ فَيُغْفَرَ لَهُ؟ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبوعَوانة1/262، وابن حِبان (1331) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد مرفوعا. وأخرجه إلطيالسي (92) عن شُعبة، به موقوفاً. وأخرجه عبد الرزاق (887) ، وابن أبي شيبة 1/180 من طريقين عن القاسم بن مخيمرة، به موقوفاً. وانظر رقم (748) و (1119) . (2) وسيأتي عن محمد بن جعفر عقب الحديث رقم (1119) ما يؤيد هذا. (3) وقع في (م) : "عن أبي هريرة، عن علي" والصواب حذف "عن علي" كما في أصولنا الخطية. (4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عطاء المدني مولى أمِّ صبية، وانظر "الفتح" 13/468. وأخرجه الدارمي (1484) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وسيأتي تتمة تخريجه في مسند أبي هريرة 2/509، وانظر أيضاً 2/487.= الحديث: 967 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 968 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَمِّي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ (1) حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ (2) 969 - حَدَّثَنَا أَبُو (3) مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ،   = قوله: "هَبَط اللُه تعالى" قال السندي: أي: نزل نزولاً يليق به، وبالجملة فحقيقة النزول تُفوض إلى علمه تعالى، والقدر المقصود بالإفهام يعرفه كل أحد، وهو أن ذلك الوقت وقت قرب الرحمة إلى العباد، فلا ينبغي لهم إضاعته بالغفلة، ثم وقت النزول في هذا الحديث هو أول الثلث الثاني، وقد جاء كذلك في حديث أبي سعيد كما في مسلم، وبعض روايات أبي هريرة في مسلم، وفي بعضها الثلث الثالث، وفي بعضها النصف، ولكن سَوْق هذه الرواية لا يقبل التأويل والتخطئة، فهو يُؤيد رواية النزول بعد الثلث الأول، والله تعالى أعلم. (1) في (ب) : بنحو. (2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن يسار عم محمد بن إسحاق، وثقه ابن معين وذكره ابن حبان في "الثقات 7/67. وأخرجه الدارمي (1485) عن محمد بن يحيى، عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد كما هو هنا دون سياق لفظ الحديث. وأخرجه كحديث أبي هريرة البزار (477) من طريق سعيد بن بزبع، عن ابن إسحاق، به. وأخرجه البزار (478) ، والطبراني في "الأوسط " (1260) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. لفظ الطبراني "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء" فقط، ولم يَسُق البزار لفظه. (3) لفظة "أبو" سقطت من (م) . الحديث: 968 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْوَتْرِ، أَوَاجِبٌ هُوَ قَالَ: " أَمَّا كَالْفَرِيضَةِ فَلَا، وَلَكِنَّهَا سُنَّةٌ صَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى مَضَوْا عَلَى ذَلِكَ " (1) 970 - حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَشْجَعِيِّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قَائِمًا؟ " قَالَ: فَأَخَذَهُ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِلطَّاهِرِ مَا لَمْ يُحْدِثْ " (2) 971 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ (3) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي   (1) حديث قوي. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والحجاج- وهو ابن أرطاة- قد توبع. وأخرجه البزار (682) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/296 و14/236 -237 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطاة، به. وقد تقدم برقم (652) . (2) إسناده حسن. ابن الأشجعي: هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وسفيان: هو الثوري، والسدي: هو إسماعيلُ بن عبد الرحمن بن أبي كريمة. وأخرجه البيهقي 1/75 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (200) والبيهقي 1/75 من طريق إبراهيم بن أبي الليث، عن الأشجعي، به. وانظر (943) . (3) في (م) : "حدثنا ابنُ الأشجعي، حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن الوليد" وهو= الحديث: 970 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 حَيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَشَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ " (1) • 972 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلْيَقُلْ مَنْ حَوْلَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (2)   = خطأ، والصواب حذف: "حدثنا ابن الأشجعي، حدثنا أبي" كما في أصولنا الخطية، وكما في "أطراف المسند" 1/ورقة 209. (1) إسناده حسن. عبدا لله بن الوليد: هو العَدَني، سفيان: هو الثوري. وأخرجه البزار (734) و (735) من طريقين عن سفيان، بهذا الإِسناد. وأخرجه النسائي 1/79 و87 من طريقين عن أبي إسحاق، به، وسيأتي برقم (1025) و (1046) و (1050) و (1205) و (1273) و (1350) و (1351) و (1352) و (1354) و (1360) و (1380) . (2) حسن لِغيره، ابن أبي ليلى- وهو محمدُ بنُ عبد الرحمن بن أبي ليلى- سيىء الحفظ، لكن للحديث طريق أخرى عن علي يحسن بها. عيسى: هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/689. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه (3715) ، والطبراني في "الدعاء" (1977) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (212) ، وأبو يعلى (306) من طريقين عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وسيأتي برقم (973) و (995) .= الحديث: 972 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 • 973 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، أَوْ عِيسَى - شَكَّ مَنْصُورٌ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيَقُلْ لَهُ مَنْ عِنْدَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (1) 974 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْوَتْرِ؟ فَمَنْ كَانَ مِنَّا فِي رَكْعَةٍ شَفَعَ إِلَيْهَا أُخْرَى حَتَّى اجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، ثُمَّ أَوْتَرَ فِي وَسَطِهِ، ثُمَّ أَثْبَتَ الْوَتْرَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ " قَالَ: " وَذَلِكَ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ " (2)   =وأخرجه ابن أبي شيبة 8/690، والطبراني في "الدعاء" (1976) من طريق الحجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي. وفي الباب عن أبي هريرة بسند صحيح، وسيأتي في "المسند" (2/353 الطبعة الميمنية) . (1) حسن لغيره، وانظر ما قبله. الحكم: هو ابن عتيبة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي إسرائيل: وهو إسماعيل بن خليفة الملائي. وأخرجه البزار (790) من طريق غبيد الله بن موسى، عن أبي إسرائيل الملائي، بهذا الإسناد. مختصراً بلفظ: كان رسرل الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوتر عند طلوع الفجر.= الحديث: 973 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 975 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: عَادَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ زَائِرًا؟ فَقَالَ: أَبُو مُوسَى: بَلْ جِئْتُ عَائِدًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا بَكَرًا شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يُمْسِيَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ عَادَهُ مَسَاءً شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ، حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ " (1) 976 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: عَادَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ: عَلِيٌّ، أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ زَائِرًا؟ قَالَ: لَا، بَلْ جِئْتُ عَائِدًا قَالَ عَلِيٌّ: أَمَا إِنَّهُ " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا إِلا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ، إِنْ كَانَ مُصْبِحًا حَتَّى يُمْسِيَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مُمْسِيًا خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ " (2)   = وانظر رقم (580) . (1) حسن، إلا أن الصحيح وقفه كما تقدم برقم (612) ، عبد الله بن تافع- وهو أبو جعفر الهاشمي مولاهم- كان غلاماً للحسن بن على، لم يرو عنه غير الحكم بن عُتيبة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: صدوق، وهو من رجال أبي داود والنسائي في "مسند عني"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. (2) حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن نافع، وانظر ما قبله. الحديث: 975 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 • 977 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَي شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ يَعْنِي أَبَا زَيْدٍ (2) الْقَسْمَلِيَّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " فِي الْمَذْيِ الْوُضُوءُ، وَفِي الْمَنِيِّ الْغُسْلُ " (3) 978 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، قَالَ: كَانَ لِشَرَاحَةَ زَوْجٌ غَائِبٌ بِالشَّامِ، وَإِنَّهَا حَمَلَتْ، فَجَاءَ بِهَا مَوْلاهَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ زَنَتْ فَاعْتَرَفَتْ، فَجَلَدَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ مِائَةً، وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَحَفَرَ لَهَا إِلَى السُّرَّةِ وَأَنَا شَاهِدٌ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الرَّجْمَ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ شَهِدَ عَلَى هَذِهِ أَحَدٌ لَكَانَ أَوَّلَ مَنْ يَرْمِي، الشَّاهِدُ يَشْهَدُ، ثُمَّ يُتْبِعُ شَهَادَتَهُ حَجَرَهُ، وَلَكِنَّهَا أَقَرَّتْ، فَأَنَا أَوَّلُ مَنْ رَمَاهَا، فَرَمَاهَا بِحَجَرٍ، ثُمَّ رَمَى النَّاسُ، وَأَنَا فِيهِمْ " قَالَ: " فَكُنْتُ وَاللهِ فِيمَنْ قَتَلَهَا " (4)   (1) جاء هذا الحديث في النسخ المطبوعة من "المسند" على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما مر برقم (893) وهو كذلك في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/ورقة 204. (2) تحرف في النسخ المطبوعة عدا (م) إلى: يزيد. (3) صحيح، وهو مكرر (893) . (4) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مجالد- وهو ابن سعيد- فمن رجال مسلم، قال الحافظ: ليس بالقوي. وانظر ما تقدم برقم (716) . الحديث: 977 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 979 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ وَسُئِلَ: يَرْكَبُ الرَّجُلُ هَدْيَهُ؟ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ قَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُرُّ بِالرِّجَالِ يَمْشُونَ فَيَأْمُرُهُمْ يَرْكَبُونَ هَدْيَهُ، هَدْيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَلَا تَتَّبِعُونَ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 980 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ الْحَارِثِ،   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عُبيد الله: هو محمد بن عبيد الله ابن علي بن أبي رافع، وأبوه عبيد الله بن علي بن أبي رافع، وعمه: عُبيد الله بن أبي رافع كاتب علي، أفاده الخطيبُ البغدادي رحمه الله في "إيضاح الملتبس" فيما نقله عنه ابن حجر في "أطراف المسند" 1/ورقة 206، وأخطأ الهيثمي في "المجمع" 3/227، وتابعه الشيخ أحمد شاكر، فظنا أن محمد بن عُبيد الله هذا هو محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، ولذلك قال الشيخُ أحمد شاكر: عمه لم أدر من هو! قلنا: ومحمدُ بن عُبيد الله هذا لم نقع له على ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر، لكن ورد ذكره في ترجمة والده فيمن روى عنه، وهو على هذا لا يعرف، وقد فات ابن حجر أن يترجم له في "تعجيل المنفعة" مع أنه من شرطه، وأبوه عبيد الله بن علي بن أبي رافع من رجال أصحاب السنن غير النسائي، وسئل ابن معين عنه، فقال: لا بأسَ به، وقال ابن أبي حاتم 5/328: سألت أبي عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع قال: هو ابن أخي عُبيد الله بن أبي رافع كاتب علي، لا بأس بحديثه، ليس منكرَ الحديث، قلتُ: يحتج بحديثه؟ قال: لا، هو يحدث بثيء يسير، وهو شيخ، ولينه ابنُ حجر في "التقريب". وفي الباب عن أبي هريرة عند مالك 1/377، والبخاري (1689) ، ومسلم (1322) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلاً يسوق بدنة، فقال له: اركبها، فقال: يا رسول الله إنها بدنة، فقال: "اركبها ويلك" في الثانية أو الثالثة. وعن أنس عند البخاري (1690) ، ومسلم (1323) . الحديث: 979 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُطْعِمَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمَوْشُومَةَ، وَالْحَالَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، قَالَ: وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ (1) 981 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ (2) عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نُهِيَ عَنْ مَيَاثِرِ الْأُرْجُوَانِ، وَلُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَخَاتَمِ الذَّهَبِ " (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لِضعف الحارثِ الأعور. إسماعيل: هو ابن، أبي خالد، وعامر: هو الشعبي. وانظر ما تقدم برقم (635) . وأخرجه أبو داود (2076) ، ومن طريقه البيهقي 7/208 من طريق زهير بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وللنهي عن النوح شاهد من حديث أم عطية عند البخاري (1306) ، ومسلم (936) ، وأحمد 6/408. (2) تحرفت في (م) إلى: بن. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني. وأخرجه النسائي 8/169 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4050) مختصراً من طريق روج بن عبادة، عن هشام، به عن علي أنه قال: نهى عن مياثر الأرجوان. وأخرجه النسائي 8/170 من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة قال: نهى عن مياثر الأرجوان، وخواتيم الذهب. وأخرجه النسائي أيضاً 8/169 من طريق أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن ستيرين، عن عَبيدة، عن علي قال: نهاني النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَِ عن القسي والحرير وخاتم الذهب، وأن أقرأ راكعاً. وانظر ما تقدم برقم (722) . وكفاف الديباج، الكِفاف: جمع كُفة، وهي حاشية الثوب، أي: ما استدار حولَ الذيل والأكمام والجيب، والديباج: الحرير. الحديث: 981 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 قَالَ مُحَمَّدٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَخِي يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ هَذَا؟ نَعَمْ: " وَكِفَافِ الدِّيبَاجِ " • 982 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: ذَكَرَ عَلِيٌّ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ فَقَالَ: " فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ الْيَدِ - أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، أَوْ مُخْدَجُ الْيَدِ - لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ بِمَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: قُلْتُ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: " إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " (1) • 983 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ (2) ، قَالَ: لَمَّا قَتَلَ عَلِيٌّ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ قَالَ: الْتَمِسُوهُ فَوَجَدُوهُ فِي حُفْرَةٍ تَحْتَ الْقَتْلَى فَاسْتَخْرَجُوهُ وَأَقْبَلَ عَلِيٌّ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَأَخْبَرْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللهُ مَنْ يَقْتُلُ هَؤُلَاءِ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (337) عن عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1066) (155) عن محمد بن أبي بكر المقدمي وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن حماد بن زيد، به. وقد تقدم برقم (626) . (2) تحرفت في (م) إلى: بن. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، حماد بن يحيي الأبح روى له الترمذي وأبو داود في "القدر"، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن عون:= الحديث: 982 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 984 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ عُشْرِهَا " (1) 985 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْدَى، وَالَّذِي هُوَ أَهْيَا (2) ، وَالَّذِي هُوَ أَتْقَى (3)   = هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وانظر ما قبله. (1) في (ق) : العشر. والحديث صحيح لغيره، وإسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور، لكن روي بنحوه بأسانيد قوية، انظر ما تقدم برقم (711) . حجاج: هو ابن أرطاة. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/152، والبزار (844) من طريقين عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (54) ، وابن أبي شيبة 3/152، وابن ماجه (1813) ، وأبو يعلى (299) و (561) و (580) ، والطحاوي 2/29، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/141 و302، والبيهقي4/118 من طرق عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (1097) و (1243) . (2) في (م) : أهنأ. (3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو منقطع، أبو البختري- وهو سعيد بن فيروز- لم يدرك عليا، بينهص أبو عبد الرحمن السلمي كما سيأتي في الحديث الذي بعد هذا. قوله: "الذي هو أهدى" قال السندي: أي: فطنوا بذلك الحديث الطن الذي هو أهدى، أي: أهدى الظنون، وهو أن ذلك الحديث صدق حق. "أهيا": معناه: أحسن= الحديث: 984 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 986 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ، وَأَهْدَاهُ، وَأَتْقَاهُ " (1) 987 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْيَاهُ، وَأَتْقَاهُ، وَأَهْدَاهُ "، وَخَرَجَ عَلِيٌّ إِلَيْنَا حِينَ ثَوَّبَ الْمُثَوِّبُ، فَقَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ الْوِتْرِ؟ هَذَا حِينُ وِتْرٍ حَسَنٍ " (2) • 988 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، أَنَّ عَلِيًّا، ذَكَرَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ فَقَالَ: " فِيهِمْ رَجُلٌ مُودَنُ الْيَدِ - أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، أَوْ مُخْدَجُ الْيَدِ - لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ   = هيئة، وفي رواية ابن ماجه: "أهنأ" بنون وهمزة، ومعناه: أوفق وأليق. "أتقى": اسم تفضيل من الاتقاء، على الشذوذ، لأن القياس بناء اسم التفضيل من الثلاثي المجرور، وهو مبنى على أن التاء حرف أصلي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (592) عن أبي نعيم، عن مسعر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (987) و (1039) و (1080) و (1081) و (1082) و (1092) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (99) ، وابن ماجه (20) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. ولم يذكرا فيه قصة السؤال عن الوتر. وانظر ما قبله. الحديث: 986 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: " إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " (1) 989 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ وَتَوْرٍ، قَالَ: " فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، وَوَجْهَهُ ثَلاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، - وَصَفَ يَحْيَى: فَبَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ إِلَى مُؤَخَّرِهِ، قَالَ: وَلا أَدْرِي أَرَدَّ يَدَهُ أَمْ لَا - وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) ، قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " هَذَا أَخْطَأَ فِيهِ شُعْبَةُ، إِنَّمَا هُوَ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ " • 990 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا نُرَاهَا الْفَجْرَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ صَلاةُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (904) . (2) إسناده صحيح، مالك بن عرفطة: هو خالد بن علقمة نفسه الذي تقدم حديثه برقم (928) ، إنما أخطأ شعبة- فيما قاله جهابذة المحدثين والنقاد- باسمه واسم أبيه فقال: مالك بن عرفطة. وأبو عبد الرحمن المذكور في آخر الحديث: هو عبد الله بن أحمد. وأخرجه الطيالسي (149) ، والبزار (937) ، والنسائي 1/68-69 و69، والطحاوي 1/35، والبيهقي 1/50-51 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1178) ، وانظر (876) . والتَّوْر: إناء من نحاس أو حجارة. الحديث: 989 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 الْعَصْرِ يَعْنِي صَلاةَ الْوُسْطَى " (1) • 991 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي حَزْمٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، أَلا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " (2) 992 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ جَدَّتِهِ،   (1) حديث صحيح، أبو إسحاق الترمذي- وهو إبراهيم بن أبي الليث نصر- تقدم الكلام فيه عند الحديث رقم (419) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم- وهو ابن أبي النجود- فمن رجال السنن وروى له الشيخان مقروناً. الأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه عبد الرزاق (2192) ، وأخرجه أيضاً أبو يعلى (390) من طريق يحيى بن سعيد، والطبري 2/558 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم (عبد الرزاق ويحيى وعبد الرحمن) عن سفيان، عن عاصم، عن زربن حبيش قال: قلت لعبيدة: سل علياً عن الصلاة الوسطى، فسأله فقال: كنا نرى أنها صلاةُ الفجر، حتى سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول يوم الخندق: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وأجوافهم ناراً". وانظر (994) و (1314) . (2) صحيح لغيره، أبو حسان الأعرج روايته عن علي مرسلة، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الواحد بن أبي حزم، فمن رجال النسائي، وهو صدوق وأخرجه النسائي 8/20، وأبو يعلى (562) عن عُبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع من سنن النسائي "عمر بن عامر" إلى: "عمرو بن عامر" وقد تقدم برقم (959) . الحديث: 991 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِهِمْ عَلَى بَعِيرٍ يُوضِعُهُ بِمِنًى فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ: " إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ " فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقَالُوا: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (1) 993 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَالْأَشْتَرُ، إِلَى عَلِيٍّ، فَقُلْنَا: هَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَمْ يَعْهَدْهُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: لَا، إِلا مَا فِي كِتَابِي هَذَا، قَالَ: وَكِتَابٌ فِي قِرَابِ سَيْفِهِ، فَإِذَا فِيهِ " الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، أَلا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ، مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (2)   (1) حسن لغيره، يوسف بن مسعود روى عنه اثنان، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقد تُوبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير جدة بوسف بن مسعود، وهي صحابية روى لها النسائي. يحيى شيخ أحمد: هو ابن سعيد القطان، وشيخه هو الأنصاري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" بتحقيق الأستاذ عبد الصمد رقم (2807) من طريق الليث بن سعد، والبيهقي 4/298 من طريق سليفان بن بلال، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وانظر (807) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسماعه من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط. وأخرجه أبو داود (4530) ، والبيهقي 7/133-134 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقرن أبو داود في سننه بأحمد بن حنبل مسددَ بنَ مسرهد. وأخرجه البزار (714) ، والنسائي 8/19، وأبو يعلى (628) ، والطحاوي 3/192، والبغوي (2531) من طريق يحيى بن سعيد، به. وأخرجه البزار (137) ، وأبو يعلى (833) ، والبيهقي 8/29 من طريقين عن سعيد بن أبي عروبة، به. وانظر (959) . الحديث: 993 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 994 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ - أَوْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ - مَلَأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ، أَوْ قُبُورَهُمْ نَارًا " (1) 995 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ أَبِي، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَلْيُقَلْ لَهُ: يَرْحَمُكُمِ اللهُ، وَلْيَقُلْ هُوَ: يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني. وأخرجه البخاري (4533) ، ومسلم (627) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2931) و (4111) و (6396) ، ومسلم (627) ، وأبو داود (409) ، وابن خزيمة (1335) ، والبيهقي 1/459 من طرق عن هشام، به. وأخرجه الطبري 5/558 من طريق خالد، عن ابن سيرين، به. وقد تقدم برقم (2) حسن لغيره، وقد تقدم الكلام عليه برقم (972) .ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأخوه: اسمه عيسى. وأخرجه الترمذي (2741) ، والطبراني في "الدعاء" (1977) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/390، والحاكم 4/266 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع من "المستدرك" عبد الرحمن بن أبي ليلى والد عيسى، ويستدرك من تلخيصه للذهبي. الحديث: 994 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 فَقُلْتُ لَهُ: عَنْ أَبِي أَيُّوبَ؟ قَالَ: عَلِيٌّ (1) • 996 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: اشْتَكَتْ إِلَيَّ فَاطِمَةُ مَجْلَ يَدَيْهَا مِنَ الطَّحْنِ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَاطِمَةُ تَشْتَكِي إِلَيْكَ مَجْلَ يَدَيْهَا مِنَ الطَّحْنِ، وَتَسْأَلُكَ خَادِمًا. فَقَالَ: " أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ؟ فَأَمَرَنَا عِنْدَ مَنَامِنَا بِثَلاثٍ وَثَلاثِينَ وَثَلاثٍ، وَثَلاثِينَ وَأَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ مِنْ تَسْبِيحٍ، وَتَحْمِيدٍ وَتَكْبِيرٍ " (2) (3) ° 997 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ سِنَانِ بْنِ هَارُونَ، حَدَّثَنَا بَيَانٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،   (1) هذا السؤال كان إما من أحمد لشيخه، وإما من شيخه لابن أبي ليلى، فالأخير - وهو ابن أبي ليلى- قد رواه مرة عن علي وأخرى عز، أبي أيوب الأنصاري، وسيأتي في مسنده (5/419 الطبعة الميمنية) . (2) نهاية خرم النسخة (ح) . (3) إسناد. قوي، رجاله ثقات رجالُ الشيخين غيرَ أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، فمن رجال ابنِ ماجه، وهو صدوق. ابنُ عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وأخرجه الترمذي (3408) ، والبزار (548) ، والنسائي في "الكبرى" (9172) ، وابن حبان (6922) من طريق زياد بن يحيى البصري، والترمذي (3409) عن محمد بن يحيى الذهلي، كلاهما عن أزهر بن سعد، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيدُ فيه على بعض، قال الترمذي: هذا حديث حسن، غريب من حديث ابنِ عون. ومَجِلَت اليد: إذا ثَخُنَ جلدُها وتعجر، وظهر فيها ما يشه البَثْرَ من العمل بالأشياء الصلْبة الخشنة. الحديث: 996 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَكَعَ لَوْ وُضِعَ قَدَحٌ مِنْ مَاءٍ عَلَى ظَهْرِهِ، لَمْ يُهَرَاقْ " (1) • 998 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " تَوَضَّأَ (2) فمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ " ثُمَّ قَالَ: " هَذَا وُضُوءُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) 999 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ عَمَّارًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " الطَّيِّبُ الْمُطَيَّبُ " (4) 1000 - حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، ح وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، - قَالَ يَحْيَى: قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ - عَنْ رِبْعِيٍّ، قَالَ:   (1) إسناده ضعيف لجهالة الشيخ الذي روى عنه أحمد، ولِضعف سنان بن هارون. بيان: هو ابن بشر الأحمسي. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: توضأ علي. (3) صحيح لغيره، شريك النخعي- وإن كان سيئ الحفظِ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة"1/8و38، وعنه ابن ماجه (404) . وانظر ما تقدم برقم (876) . (4) رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانىء بو، هانئ، فمن رجال السنن، وقد تقدم القول فيه عند الحديث رقم (769) . واخرجه الطيالسي (117) عن شعبة بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (779) . الحديث: 998 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ " (1) قَالَ حَجَّاجٌ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: هَلْ أَدْرَكَ عَلِيًّا؟ قَالَ: " نَعَمْ، حَدَّثَنِي عَنْ عَلِيٍّ، وَلَمْ يَقُلْ: سَمِعَ "، 1001 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا، يَخْطُبُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2) 1002 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ، أَنَّ مُجَاهِدًا، أَخْبَرَهُمَا أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيًّا، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْسِمَ بُدْنَهُ كُلَّهَا: لُحُومَهَا، وَجُلُودَهَا، وَجِلالَهَا وَلا يُعْطِيَ فِي جُزَارَتِهَا مِنْهَا شَيْئًا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (629) . حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/761-762، ومسلم (1) ، والبزار (902) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (3) إسناده صحح على شرط الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري، ومجاهد: هو ابنُ جَبْرٍ. وأخرجه الدارمي (1940) ، والبخاري (1717) ، والنسائي في "الكبرى" (4145) ، وابن الجارود (482) ، والبيهقي 5/241 من طريق يحيى بن سعيد القطان،= الحديث: 1001 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 1003 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: " نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا الْأَجْرَ " (1) 1004 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَأَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ وَالْمُعَصْفَرِ " (2) 1005 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، أَنَّ عَلِيًّا، لَمَّا صَلَّى الظُّهْرَ دَعَا بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فِي الرَّحَبَةِ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رِجَالًا يَكْرَهُونَ هَذَا، وَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ، ثُمَّ تَمَسَّحَ بِفَضْلِهِ وَقَالَ: " هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ " (3)   =بهذا الإسناد. وانظر (593) . الجُزَارة- بضم الجيم-: أجرة الجازر على عمله. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد بن حميد (64) عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) إسناده حسن، وهو مكرر (611) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبرة، فمن رجال البخاري. وانظر (583) . الحديث: 1003 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 1006 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ " (1) 1007 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو كِبْرَانَ الْمُرَادِيُّ، سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ عَلِيٌّ: " أَلا أُرِيكُمْ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا (2) • 1008 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ، قَالَ:   (1) صحيح لغيره، وإسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وصحح إسناده النووي في "المجموع" 3/289، وابن حجر في "الفتح" 2/322. وأخرجه أبو داود (61) و (618) ، وابن ماجه (275) ، والترمذي (3) ، والبزار (633) ، وأبو يعلى (616) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1448، والدارقطني 1/360 و379 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/70، وعبد الرزاق (2539) ، والدارمي (687) ، والطحاوي 1/273، وا لدارقطني 1/360 و379، وا لبيهقي 2/15 و173 و253- 254 و379، والبغوي (558) من طرق عن سفيان، به. وسيأتي برقم (1072) . وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند الترمذي (238) ، وابن ماجه (276) ، والبيهقي 2/85 و380، وصححه الحاكمُ 1/132 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. (2) إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (919) . الحديث: 1006 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 كَانَ عَبْدُ خَيْرٍ يَؤُمُّنَا فِي الْفَجْرِ، فَقَالَ: صَلَّيْنَا يَوْمًا الْفَجْرَ خَلْفَ عَلِيٍّ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَجَاءَ يَمْشِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى الرَّحَبَةِ، فَجَلَسَ وَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى الْحَائِطِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا قَنْبَرُ، ائْتِنِي بِالرَّكْوَةِ وَالطَّسْتِ ثُمَّ قَالَ لَهُ: صُبَّ. فَصَبَّ عَلَيْهِ، " فَغَسَلَ كَفَّهُ (1) ثَلاثًا، وَأَدْخَلَ كَفَّهُ الْيُمْنَى فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ كَفَّيْهِ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ كَفَّهُ الْيُمْنَى فَغَسَلَ ذِرَاعَهُ الْأَيْمَنَ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَهُ الْأَيْسَرَ ثَلاثًا، فَقَالَ: هَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 1009 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً وَكُنْتُ أَسْتَحِي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: " يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَأُنْثَيَيْهِ وَيَتَوَضَّأُ " (3)   (1) على حاشية (س) و (ص) : كفيه. (2) حديث حسن. مسهر متابع، انظر (876) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (161) عن إسحاق بن إبراهيم، عن مسهر بن عبد الملك، بهذا الإسناد. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ورواية عروة بن الزبير عن علي مرسلة فيما قاله أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، نقله عن الأول ابنه في "المراسيل" ص 149 وفي "العلل" 1/54، وعن الثاني العلائى في "جامع التحصيل" ص 236. وانظر ما بعده. وأخرجه عبد الرزاق (602) و (603) ، وأبو داود (209) ، والنسائي 1/96 من طرق عن هشام بن عُروة، بفذا الإسناد. وسيأتي برقم (1035) . قوله: "وأُنثييه"، قال السندي: قيل: غَسْلهما احتياطَ، لأن المَذْي ربما انتشر= الحديث: 1009 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 1010 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُنْذِرٍ أَبِي يَعْلَى، عَنْ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، أَنَّ عَلِيًّا، أَمَرَ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَذْيِ فَقَالَ: " يَتَوَضَّأُ " (1) 1011 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي الْحَاجَةَ فَيَأْكُلُ مَعَنَا اللَّحْمَ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَلَمْ يَكُنْ يَحْجِزُهُ، أَوْ يَحْجُبُهُ إِلا الْجَنَابَةُ " (2) 1012 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي عَلَى إِثْرِ كُلِّ (3) صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ رَكْعَتَيْنِ، إِلَّا الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ " وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ " (4)   = فأصاب الأنثيين، أو لتقليل المذي، لأن برودة الماء تضعفه، وذهب أحمد وغيره إلى وجوب غسل الذكر والأنثيين للحديث. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (303) ، والبزار (651) ، والبيهقي 1/115 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (618) وهذا الحديث لم يرد في (ح) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبدِ الله بن سلمة، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. وانظر (639) . (3) في (م) وحاشية (س) و (ص) : على كل أثر. (4) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بنِ ضمرة، فمن رجال= الحديث: 1010 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 • 1013 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنَّ بَاطِنَ الْقَدَمَيْنِ أَحَقُّ بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا، حَتَّى " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا " (1) • 1014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي السَّوْدَاءِ، عَنْ ابْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا، تَوَضَّأَ فَغَسَلَ ظُهُورَ قَدَمَيْهِ، وَقَالَ: " لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْسِلُ ظُهُورَ قَدَمَيْهِ، لَظَنَنْتُ أَنَّ بُطُونَهُمَا أَحَقُّ بِالْغَسْلِ " (2) • 1015 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ: " رَأَيْتُ عَلِيًّا: تَوَضَّأَ فَمَسَحَ ظُهُورَهُمَا " (3)   = أصحاب السنن، وهو صدوق. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي. وأخرجه ابنُ خزيمة (1196) من طريق وكيع وعبد الرحمن، كلاهما بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/350، وأبو يعلى (617) من طريق وكيع، به. وأخرجه البزار (674) ، والنسائي في "الكبرى" (341) ، وأبو يعلى (573) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وأخرجه عبد الرزاق (4823) ، وعبد بن حميد (17) ، وأبو داو (1275) ، وابن خزيمة (1196) ، والبيهقي 2/459 من طرق عن سفيان، به. وسيأتي برقم (1217) و (1226) و (1227) . (1) حديث صحيح، وانظر الكلام عليه فيما تقدم برقم (737) . وأخرجه أبو يعلى (346) و (613) عن أبي خيثمة، عن وكيع، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح، وهو مكرر (918) . (3) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله. الحديث: 1013 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 • 1016 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو كِبْرَانَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ - يَعْنِي -: " هَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ تَوَضَّأَ ثَلاثًا " (1) 1017 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَدِّي أَحَدًا بِأَبَوَيْهِ إِلا سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ: " ارْمِ سَعْدُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " (2) 1018 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنَ   (1) إسناده صحيح، وهو مكرر (919) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه ابن سعد 3/141، وابن أبي شيبة 12/86- 87 و14/390 والترمذي (3755) ، وابن أبي عاصم (1405) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2905) و (6184) ، وفي "الأدب المفرد" (804) ، والبزار (977) و (799) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (192) من طرق عن سفيان، به. وانظر (709) . وسعد بن مالك المذكور في الحديث: هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. الحديث: 1016 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 الْأَنْصَارِ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا، قَالَ: فَأَغْضَبُوهُ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: اجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا حَطَبًا، ثُمَّ قَالَ: أَوْقِدُوا نَارًا، فَأَوْقَدُوا لَهُ نَارًا، فَقَالَ: أَلَمْ يَأْمُرْكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَسْمَعُوا لِي وَتُطِيعُوا؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَادْخُلُوهَا، قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِ النَّارِ، فَكَانُوا كَذَلِكَ إِذْ سَكَنَ غَضَبُهُ، وَطَفِئَتِ النَّارُ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ " (1) 1019 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ يَعْنِي ابْنَ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَجْعَلَ الْخَاتَمَ فِي هَذِهِ أَوْ فِي هَذِهِ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " لِإِصْبُعَيْهِ: السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن السلمي: اسمه عبد الله بن حبيب. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/542، ومسلم (1840) (40) ، وأبو يعلى (378) و (611) ، وأبو عوانة 4/452-453 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8722) ، وأبو عوانة 4/451-452 و452 من طريق شعبة، عن الأعمش، به. وانظر (622) . (2) إسناده قوي وهو على شرط مسلم، رجاله ثقات حِالُ الشيخين غيرَ عاصم بنِ كليب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه النسائي 8/177، وأبو يعلى (281) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (1124) . الحديث: 1019 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 1020 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَيْسٍ الْخَارِفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " سَبَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ خَبَطَتْنَا - أَوْ أَصَابَتْنَا - فِتْنَةٌ، فَمَا شَاءَ اللهُ جَلَّ جَلالُهُ (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: " قَوْلُهُ ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ أَرَادَ أَنْ يَتَوَاضَعَ بِذَلِكَ " 1021 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيًّا، عَنِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ، قَالَ: الْقَرَنُ؟ قَالَ: لَا يَضُرُّكَ، قَالَ: فَالْعَرْجَاءُ؟ قَالَ: إِذَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ، قَالَ: " وَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ " (2)   (1) إسناده حسن. وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/458 عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. - وأخرجه ابن سعد 6/130 عن يزيد بن هارون، وابن أبي عاصم (1209) من طريق عبد السلام بن حرب، كلاهما عن سفيان، به. وسيأتي برقم (1107) و (1259) ، وانظر (1256) قوله: "صَلى أبو بكر"، المصلي في الخيل: هو الذي يتلو السابق. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حجية بن عدي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. وأخرجه البزار (537) ، وأبو يعلى (333) ، وابن خزيمة (2914) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. لم يذكر البزار وابن خزيمة في إسنادهما حماد بن سلمة، وأما أبو يعلى، فلم يذكر شعبة وحماد بن سلمة. وانظر (732) . الحديث: 1020 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 1022 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجَيَّةَ بْنَ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 1023 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا كَانَ فِينَا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرُ الْمِقْدَادِ " وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلا نَائِمٌ، إِلَّا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ يُصَلِّي، وَيَبْكِي، حَتَّى أَصْبَحَ " (2) 1024 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ أَقَمْتُ عَلَيْهِ حَدًّا فَمَاتَ فَأَجِدُ فِي نَفْسِي إِلا الْخَمْرَ، فَإِنَّهُ لَوْ مَاتَ لَوَدَيْتُهُ، لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسُنَّهُ " (3)   (1) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه الحاكم وصححه 1/468 من طريق احمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً من طريق وهب بن جرير وأبي النضر، عن شعبة، به. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حارثة بن مضرب، فمن رجالِ أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخَرجه أبو يعلى (280) ، وابنُ خزيمة (899) ، وابن حبان (2257) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (116) ، وأبو يعلى (305) من طريق شعبة، به. وسيأتي برقم (1161) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيحين. أبو حَصين: هو عثمان بن- عاصم بن= الحديث: 1022 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 1025 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا " (1) 1026 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ الْأَسَدِيِّ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَصِينٍ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، وَكَانَتْ تَحْتِي ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرْتُ رَجُلًا فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " تَوَضَّأْ وَاغْسِلْهُ " (2)   = حُصين الأسدي. وأخرجه مسلم (1707) ، والنسائي في "الكبرى" (5271) ، والبيهقي 8/321 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (13543) و (18007) ، والبخاري (6778) ، ومسلم (1707) ، وأبو يعلى (336) من طريق سفيان الثوري، به. وأخرجه أبو دإود (4486) ، وابن ماجه (2569) ، وأبو يعلى (514) ، والطحاوي 3/153 من طريق شريك، عن أبي حصين، به. وأخرجه بنحوه الطيالسي (183) من طريق أبي إسحاق، وابن ماجه (2569) ، والطحاوي 3/153 من طريق مطرف بن طريف، والنسائي (5272) من طريق الشعبي، ثلاثتهم عن عمير بن سعيد، به. وسيأتي برقم (1084) . قال البيهقي: إنما أراد- والله أعلم- أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يسنه زيادةً على الأربعين، أو لم يسنه بالسياط، وقد سَنه بالنعال وأطراف الثياب مقدارَ أربعين، والله أعلم. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حية بن قيس الوادعي، وهو وأخرجه الترمذي (44) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال: حديث علي أحسن شيء في هذا الباب وأصحُّ. وانظر (971) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي بكير: هو يحيى، وأبو حصين:= الحديث: 1025 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 • 1027 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ فَأَتَيْنَاهُ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَأُتِيَ بِرَكْوَةٍ فِيهَا مَاءٌ وَطَسْتٍ، قَالَ: فَأَفْرَغَ الرَّكْوَةَ عَلَى يَدِهِ الْيُمْنَى، " فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا، وَتَمَضْمَضَ ثَلاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثًا، بِكَفٍّ كَفٍّ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَمَسَحَ بِهَا رَأْسَهُ بِكَفَّيْهِ جَمِيعًا مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْلَمُوهُ (1) 1028 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ الْمَذْيَ فَتَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، وَإِذَا رَأَيْتَ فَضْخَ الْمَاءِ فَاغْتَسِلْ " (2)   = هو عثمانُ بنُ عاصم الأسدي، وأبو عبد الرحمن: هوعبد الله بن حبيب السلمي. وأخرجه الطيالسي (144) ، والبخاري (269) ، والطحاوي 1/46، والبغوي (158) من طريق زائدةَ بنِ قدامة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ خزيمة (18) من طريق أبي بكر بن عياش، عن إبي حصين، به. وسيأتي برقم (1071) . (1) صحيح لغيره، شريك النخعي قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر (928) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ حُصين بن قبيصة، فقد روى له أصحاب السنن غيرَ الترمذي، وهو ثقة. وأخرجه النسائي 1/111-112 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.= الحديث: 1027 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 فَذَكَرْتُهُ لِسُفْيَانَ، فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رُكَيْنٍ، 1029 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عُمَيْلَةَ الْفَزَارِيُّ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالا: " فَضْخَ الْمَاءِ "، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، وَقَالَ: " فَضْخَ أَيْضًا " (1) • 1030 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ خَيْرُهَا بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ، ثُمَّ يَجْعَلُ اللهُ الْخَيْرَ حَيْثُ أَحَبَّ " (2) • 1031 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَحْرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لَمَّا فَرَغَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: " إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، وَبَعْدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ، وَأَحْدَثْنَا أَحْدَاثًا يَصْنَعُ اللهُ فِيهَا مَا شَاءَ " (3)   = وأخرجه الطيالسي (145) ، وابنُ أبي شيبة 1/92، والبزار (803) ، والنسائي 1/112، والطحاوي 1/46، والبيهقي 1/167 من طرق عن زائدة بنِ قدامة، به. وانظر ما تقدم برقم (868) . وفَضْخ الماء: دَفْقُه، يريدُ المَنِي. (1) إسنادُه صحيح، رجالُه ثقات رجالُ الشيخين غيرَ حُصين بن قَبيصة، وهو ثقة. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وابن أبي بُكير: هو يحيى. وانظر ما قبله. (2) حديث صحيح، وهو مكرر (922) . (3) إسناده صحيح. أبو بحر عبد الواحد: هو ابنُ غياث، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (926) . الحديث: 1029 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 • 1032 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَامَ عَلِيٌّ، فَقَالَ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَإِنَّا قَدْ أَحْدَثْنَا بَعْدُ أَحْدَاثًا يَقْضِي اللهُ فِيهَا مَا شَاءَ " (1) 1033 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ عَمَّارٌ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " ائْذَنُوا لَهُ، مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ " (2) 1034 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي حُدَّانَ (3) ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ، عَلِيًّا، يَقُولُ: " سَمَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَرْبَ خَدْعَةً " (4) 1035 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ لِلْمِقْدَادِ: سَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَدْنُو مِنَ الْمَرْأَةِ فَيُمْذِي، فَإِنِّي أَسْتَحْيِي مِنْهُ، لِأَنَّ ابْنَتَهُ عِنْدِي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   (1) إسناده صحيح، وهو مكرر (926) . (2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فمن رجال اصحاب السنن، وانظر ما تقدم برقم (779) . وأخرجه أبو يعلى (403) ، والحاكم 3/388 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الاسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. (3) تحرف في (م) إلى: سيد بن أبي حدان. (4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (697) . الحديث: 1032 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 يَغْسِلُ ذَكَرَهُ، وَأُنْثَيَيْهِ، وَيَتَوَضَّأُ " (1) 1036 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: شَغَلُونَا يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَنْ صَلاةِ الْعَصْرِ، حَتَّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، صَلاةِ الْعَصْرِ مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ، وَأَجْوَافَهُمْ (2) نَارًا " (3) 1037 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ إِلا كِتَابَ اللهِ تَعَالَى، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مَا بَيْنَ عَائِرٍ، إِلَى ثَوْرٍ، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ، وَلا صَرْفٌ، وَقَالَ: ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ، وَمَنْ   (1) حديث صحيح، وانظر ما تقدم برقم (1009) . (2) على حاشية (س) و (ص) : أو أجوافهم. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شتير بن شكل، فمن رجال مسلم. أبو الضحى: هو مسلم بن صبيح. وأخرجه أبو يعلى (389) ، والطبري 2/558 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وقرن أبو يعلى بالأعمشِ منصور بن المعتمر. وأخرجه البيهقي 1/460 من طريق محمد بن شرحبيل بن جعشم، عن سفيان، به. وانظر (617) . الحديث: 1036 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ " (1) 1038 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي أَرَاكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ، وَتَدَعُنَا أَنْ تَزَوَّجَ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " وَعِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: ابْنَةُ حَمْزَةَ، قَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (2) 1039 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ، وَأَتْقَاهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم التيمي: هو إبراهيم بن يزيد بن شريك. وأخرجه البخاري (1870) ، ومسلم (1370) (468) ، والنسائي في "الكبرى" (4278) ، وأبو يعلى (296) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3179) ، وأبو داود (2034) ، وابن حبان (3717) ، والبيهقي 5/196 والبغوي (2009) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، به. وانظر (615) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وإخرجه مسلم (1446) ، والبيهقي 7/453 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (620) . (3) إسناده صحيح على صرط الشيخين. وانظر ما تقدم برقم (986) . الحديث: 1038 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 1040 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: " أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ (1) • 1041 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7] ، قَالَ: " رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُنْذِرُ، وَالْهَادِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ (2)   (1) إسناده صحيح، وهو مكرر (933) . (2) إسناده ضعيف، وفي متنه نكارة، مطلب بن زياد وثقه أحمد، وابن معين، وعثمان بن أبي شيبة، وابن حبان، والعجلي، وقال أبو داود: هو عندي صالح، وقال ابنُ عدي: له أحاديث حسان وغرائب، ولم أر له منكرأ، وأرجو أنه لا بأسَ به، وقال أبو حاتِم: يُكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الآجري عن أبي داود: رأيت عيسى بنَ شاذان يضعفه، وقال: عنده مناكير، وقال ابن سعد؟ كان ضعيفاً في الحديث جداً، والسدي- واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن- وثقه جماعة، وضعفه آخرون وفيه تشيع، وروى له مسلم، ومثل هذين الاثنين لا يحتملان مثلَ هذا المتن. وأخرجه الطبرانى في "الأوسط" (1383) ، و"الصغير" (397) من طريق عثمان بنِ أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأخرج الحاكم 3/129-130 من طريق حسين بن حسن الأشقر، عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي: {إنما أنت منذز ولكل قوم هاد} قال علي: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنذر، وأنا الهادي. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبي بقوله: بل كذب، قبح الله واضعه. قلنا: والعلة فيه حسين بن حسن الأشقر، فهو منكر الحديث، واتهمه ابو معمر الهذلي= الحديث: 1040 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 1042 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَ الْبَأْسُ يَوْمَ بَدْرٍ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ، مَا كَانَ - أَوْ: لَمْ يَكُنْ - أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ مِنْهُ " (1) 1043 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، قَالَ إِسْحَاقُ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَالْمُعَصْفَرِ، وَعَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الرُّكُوعِ " (2)   = بالكذب. وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبري (20161) لا يفرح به، وقال ابن كثير: فيه نكارة شديدة. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بنِ مضرب، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه أبو يعلى (412) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (654) . (2) إسناد حديث إسحاق بن عيسى- وهو الطباع- صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى فمن رجال مسلم. وأما إسناد حديث عبد الرحمن بن مهدي ففيه انقطاع، إبراهيم بن عبد الله بن حنين لم يسمع مِن علي. والحديث في "موطأ مالك" برواية يحيى الليثي 1/80 عن نافع، عن إبراهيم بنِ عبد الله بن حُنين، عن ابيه، عن علي بن أبي طالب. ومن طريق مالك اخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (170) ، ومسلم (2078) = الحديث: 1042 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 • 1044 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فُلانِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ جَدِّهِ حُنَيْنٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ الْمُعَصْفَرِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ، وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ " قَالَ أَيُّوبُ: أَوْ قَالَ: " أَنْ أَقْرَأَ وَأَنَا رَاكِعٌ (1) قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ فِي حَدِيثِهِ: حُدِّثْتُ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ رَجَعَ " عَنْ جَدِّهِ حُنَيْنٍ " 1045 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ (2) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَبِيعَ غُلامَيْنِ أَخَوَيْنِ   = (29) ، وأبو داود (4044) ، والترمذي (264) ، والبزار (918) ، وأبو عَوانة 2/175، والبيهقي 2/87. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه من طريق مالك مختصرأبقصة النهي عن القراءة في الركوع: البخاري في "خلق أفعال العباد" (552) ، ومسلم (480) (213) ، والنسائي 8/191. وأخرجه من طريقه أيضاً مختصراً بقصة النهي عن ليس القسي والمعصفر: الترمذي (1725) . وانظر ما تقدم برقم (710) . (1) صحيح، وذِكر حنينٍ فيه غير محفوظ، وانظر ما قبله. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وإسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9485) من طريق عبيد الله بن عمر، عن تافع، عن حنين- قال الحافظ المزي في "التحفة" 7/405: وفي نسخة: عن ابن حنين- مولى ابن عباس، عن علي، به. وانظر ما قبله. (2) في (م) : عقبة، وهو تحريف. الحديث: 1044 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 فَبِعْتُهُمَا، فَفَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَدْرِكْهُمَا فَارْتَجِعْهُمَا وَلا تَبِعْهُمَا إِلا جَمِيعًا، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنَهُمَا " (1) • 1046 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا " يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ حَتَّى أَنْقَاهُمَا، ثُمَّ مَضْمَضَ ثَلاثًا، ثُمَّ اسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَأَخَذَ فَضْلَ طَهُورِهِ فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ "، ثُمَّ قَالَ: " أَحْبَبْتُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ طُهُورُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   (1) حسن لغيره، وإسناده ضعيف لجهالة الرجل الراوي عن الحكم، وانظر (760) . وأخرجه البيهقي 9/127 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه كما في "نصب الراية"4/26، والبيهقي 9/127 من طريق محمد بن سواء، عن ابن أبي عروبة، به. وأخرجه البزار (624) ، والبيهقي 9/127 من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن سعيد، عن الحكم، به. وأخرجه الدارقطني في "سننه" 3/65-66 من طريق إسماعيل بنِ أبي الحارث، وفي "علله" 3/275 من طريقه أيضاً ومن طريق محمد بن الوليد الفحام، والحاكم 2/54 من طريق يحيى بن أبي طالب، والبيهقي 9/127 من طريق محمد بن الجهم، أربعتُهم عن عبد الوهاب الخَفافِ، عن شُعبة، عن الحكم بن عتيبة، به. قال الحاكم: هذا حديث غريث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال الدارقطني في "العلل" 3/275: غيرُهم يرويه عن عبدِ الوهاب عن سعيد، وهو المحفوظُ والله أعلم، وقال البيهقى: ساثرُ أصحابِ شُعبة لم يذكروه عن شعبة، وسائرُ أصحابِ سعيد قد ذكروه عن سعيد هكذا (يعني: عن رجل عن الحكم) ، وهذا أشبه. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيج غيرَ أبي حَيةَ- وهو ابنُ قيس= الحديث: 1046 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 • 1047 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرَ عَبْدُ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي حَيَّةَ، إِلا أَنَّ عَبْدَ خَيْرٍ قَالَ: " كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ طُهُورِهِ، أَخَذَ بِكَفَّيْهِ مِنْ فَضْلِ طَهُورِهِ فَشَرِبَ (1) 1048 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدٌ عَنِ الْأَعْضَبِ: هَلْ يُضَحَّى بِهِ؟ فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ، رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُضَحَّى بِأَعْضَبِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ " (2)   = الوادعي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو حسنُ الحديث. أبو الأحوص: هو سلامُ بن سليم الحنفي. وأخرجه أبو يعلى (499) عن خلف بنِ هشام البزار، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (116) ، وابن ماجه (436) ، والترمذي (48) ، والبزار (736) و (795) ، والنسائي 1/70، والطحاوي 1/35، والبيهقي 1/75 من طرق عن أبي الأحوص، به. وانظر (971) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد خير، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه أبو يعلى (500) عن خلف بن هشام، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (49) عن قتيبة وهناد، عن أبي الأحوص، به. وقال: حسن صحيح. وأخرجه البزار (947) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه به. وانظر ما تقدم برقم (876) . (2) إسناده حسن، وانظر ما تقدم برقم (633) . عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة.= الحديث: 1047 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: " الْعَضَبُ: النِّصْفُ فَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ " 1049 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ وَالْمَيَاثِرِ (1) 1050 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا (2) إِسْرَائِيلَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ الْوَادِعِيِّ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا بَالَ فِي الرَّحَبَةِ وَدَعَا بِمَاءٍ " فَتَوَضَّأَ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا "، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ فَأَرَدْتُ أَنْ أُرِيَكُمُوهُ (3) • 1051 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: ضَرَبَ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ هَذَا الْمِنْبَرَ، وَقَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ   =وأخرجه الترمذي (1504) من طريق عبدة بن سليمان، والبزار (875) من طريق محمد بن أبي عدي، كلاهما عن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. (1) إسناده حسن، وقد تقدم برقم (722) . (2) في (م) : عن. (3) إسناده حسن، وانظر ما تقدم برقم (971) . الحديث: 1049 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَذْكُرَ، وَقَالَ: " إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ كَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ أَحْدَثْنَا بَعْدَهُمَا أَحْدَاثًا يَقْضِي اللهُ فِيهَا " (1) • 1052 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " (2) 1053 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِالْقَصِيرِ وَلا بِالطَّوِيلِ، ضَخْمَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ مُشْرَبًا وَجْهُهُ حُمْرَةً، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ إِذَا مَشَى، تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَتَقَلَّعُ مِنْ صَخْرٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ، وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)   (1) إسناده قوي، أبو معشر: هو زيادُ بنُ كُليب التميمي. وانظر (1031) . (2) إسناده ضعيف، لضعف يونس بن خباب، لكن صح هذا الأثرُ من طريق آخر عن المسيب تقدم برقم (926) . (3) حسن لغيره، إسناد حديث وكيع عن المسعودي محتمل للتحسين، وهو مكرر (746) . وأما عبدُ الله بن عمران الأنصاري، فإنه في عِداد المجهولين، ولم يذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة" مع أنه من شرطه، وترجمه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/130 فقال: عبد الله بن عِمران، ويقال: عبد الله بن عمر، روى عن رجل عن علي، روى عنه مجمعُ بنُ يحيى.= الحديث: 1052 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 وَقَالَ أَبُو النَّضْرِ: " الْمَسْرُبَةُ "، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْمَسْرُبَةُ (1) ، وَقَالَ: " كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ "، وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: " الْمَسْرُبَةُ "، وَقَالَ يَزِيدُ: " الْمَسْرُبَةُ " 1054 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنَّ عَلِيًّا أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي لَمْ أَكُنِ أَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْكَ. قَالَ: " أَفَلا أُحَدِّثُكَ بِأَفْضَلِ النَّاسِ كَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ: " أَبُو بَكْرٍ "، فَقَالَ: " أَفَلا أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ النَّاسِ كَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ؟ " قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: " عُمَرُ " (2) • 1055 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ،   = وأخرجه ابنُ عساكر في "تاريخه" قسم. السيرة النبوية ص 223 من طريق الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقال: ورواه عبدُ الله بن داود الخريبي عن مجمع، فأدخل بينَ ابنِ عِمران ويَينَ علي رجلاً غيرَمسمى. ثم ساقه بإسنادِه إلى عمرو بن علي الفلاس، عن عبدِ الله بنِ داود، عن مجمع بنِ يحيى الأنصاري، عن عبدِ الله بنِ عمرِان، عن رجل من الأنصارِ، قال: سألتُ علي بن أبي طالب وهو محتبٍ بحمالة سيفه في مسجدِ الكوفة، عن نعتِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال ... وذكره. ثم قال: رواه مُسَدد بن مُسَرهَدٍ عن الخُريبي فقال: عن عبد الله بن عمر أوعِمران بالشك. (1) قوله: "وقال أبو نعيم: المسربة" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده قوي. وانظر رقم (834) وما بعده. الحديث: 1054 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَامَ عَلِيٌّ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَعَمِلَ بِعَمَلِهِ، وَسَارَ بِسِيرَتِهِ، حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ذَلِكَ. ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ فَعَمِلَ بِعَمَلِهِمَا، وَسَارَ بِسِيرَتِهِمَا، حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ذَلِكَ " (1) 1056 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ: " بِسْمِ اللهِ " فَلَمَّا اسْتَوَى قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 14] "، وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ: " ثُمَّ حَمِدَ اللهَ ثَلاثًا، وَاللهُ أَكْبَرُ ثَلاثًا "، ثُمَّ قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ ثَلاثًا "، ثُمَّ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ " ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ وَكِيعٍ: " سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ " ثُمَّ ضَحِكَ. قُلْتُ: مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ رِدْفًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتَنِي فَعَلْتُ، ثُمَّ ضَحِكَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا يُضْحِكُكَ؟ قَالَ: " قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَجَبٌ لِعَبْدِي يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرِي " (2) 1057 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ،   (1) إسناده حسن. وسيأتي برقم (1059) . (2) حسن لغيره، وقد تقدم الكلام عليه برقم (753) ... ". وأخرجه عبد بن حميد (89) عن عبيد الله بن موسى، والطبراني في "الدعاء" (783) من طريق عبد الله- بن رجاء، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. الحديث: 1056 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: اشْتَكَيْتُ، فَأَتَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي، وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا فَاشْفِنِي - أَوْ عَافِنِي - وَإِنْ كَانَ بَلاءً فَصَبِّرْنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَسَحَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اشْفِهِ - أَوْ عَافِهِ - " قَالَ: فَمَا اشْتَكَيْتُ وَجَعِي ذَاكَ بَعْدُ (1) 1058 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ " (2) • 1059 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " قَبَضَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَيْرِ مَا قُبِضَ عَلَيْهِ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ بِعَمَلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ، وَعُمَرُ كَذَلِكَ " (3) • 1060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زحْمَوَيْهِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُجَاشِعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ:   (1) إسناده حسن. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/46 و10/316 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (637) . (2) إسناده حسن. وأخرجه الترمذي (795) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وانظر ما تقدم برقم (762) . (3) إسناده حسن. وانظر (1055) . الحديث: 1058 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الثَّالِثَ لَسَمَّيْتُهُ (1) " فَقَالَ رَجُلٌ لِأَبِي إِسْحَاقَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّكَ تَقُولُ أَفْضَلُ فِي الشَّرِّ، فَقَالَ: " أَحَرُورِيٌّ؟ " 1061 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَعَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ، وَلا نُضَحِّيَ بِشَرْقَاءَ، وَلا خَرْقَاءَ، وَلا مُقَابَلَةٍ، وَلا مُدَابَرَةٍ (2) " 1062 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُكَ إِلا مُنَافِقٌ " (3) 1063 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ، أَنَّ قَوْمًا بِالْيَمَنِ حَفَرُوا زُبْيَةً لِأَسَدٍ، فَوَقَعَ فِيهَا فَتَكَابَّ النَّاسُ عَلَيْهِ،   (1) صحيح لغيره، وانظر (934) . (2) حسن، وانظر ما تقدم برقم (609) و (851) . وأخرجه الدارمي (1952) ، والترمذي (1498) ، والحاكم 4/224، والبيهقي 9/275، والبغوي (1121) من طريق عبيد الله بن موسى، عن اسرائيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح الحاكم اسناده ووافقه الذهبي! (3) إسناده صحيج على شرط الشيخين، وهو مكرر (731) ... الحديث: 1061 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 فَوَقَعَ فِيهَا رَجُلٌ فَتَعَلَّقَ بِآخَرَ، ثُمَّ تَعَلَّقَ الْآخَرُ بِآخَرَ، حَتَّى كَانُوا فِيهَا أَرْبَعَةً فَتَنَازَعَ فِي ذَلِكَ حَتَّى أَخَذَ السِّلاحَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ. فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ: أَتَقْتُلُونَ مِائَتَيْنِ فِي أَرْبَعَةٍ؟ وَلَكِنْ سَأَقْضِي بَيْنَكُمْ بِقَضَاءٍ إِنْ رَضِيتُمُوهُ لِلْأَوَّلِ رُبُعُ الدِّيَةِ، وَلِلثَّانِي ثُلُثُ الدِّيَةِ، وَلِلثَّالِثِ نِصْفُ الدِّيَةِ، وَلِلرَّابِعِ الدِّيَةُ. فَلَمْ يَرْضَوْا بِقَضَائِهِ. فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " سَأَقْضِي بَيْنَكُمْ بِقَضَاءٍ " قَالَ: فَأُخْبِرَ بِقَضَاءِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَجَازَهُ (1) 1064 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: إِنَّ عَلِيًّا، قَالَ لِأَبِي الْهَيَّاجِ: أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ لَا تَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلا سَوَّيْتَهُ، وَلا تِمْثَالًا إِلا طَمَسْتَهُ " (2)   (1) إسناده ضعيف، وقد تقدم برقم (573) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وحديث وكغ تقدم برقم (741) . وأخرجه الترمذي (1049) عن محمد بن بشار، وأبو يعلى (350) عن عُبيد الله القواريري، والحاكم 1/369 من طريق أحمد بن حنبل، ثلاثتُهم عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. في حديث محمد وأحمد: عن أبي وائل أن علياً قال لأبي الهئاج الأسدي، وقي حديث عُبيد الله: عن حبيب بن أبي ثابت أن علياً قال لأبي الهياج، بإسقاطِ أبي وائل! قال الحاكم: هذا الحديثُ صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأظنه لِخلاف فيه عن الثوري، فإنه قال مرة: عن أبي وائل عن أبي الهياج، وقد صح سماغ أبي وائل من علي رضي اللُه عنه. وقال الترمذي: حديث علي حديث حسن، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم،= الحديث: 1064 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 1065 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا طَاعَةَ لِبَشَرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ (1) " 1066 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جُرَيَّ بْنَ كُلَيْبٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَضَبِ الْأُذُنِ وَالْقَرْنِ " (2)   = يكرهون أن يُرفَعَ القبر فوقَ الأرض، قال الشافعي: أكره أن يُرفَعَ القبر إلا بقدر ما يعرف أنه قبر، لكيلا يوطأ، ولا يجلسَ عليه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخبن. زبيد: هو ابن الحارث اليامى، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السلمي. وأخرجه أبو يعلى (279) و (377) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (586) من طريق روح بن عبادة، عن سفيان الثوري، به. وانظر (622) . (2) إسناده حسن، جري بنُ كليب سدوسي بصري روى عنه قتادة، وكان يُثني عليه خيراً، ووثقه ابن حبان والعِجلي، وصحح له الترمذي حديثه هذا، والحاكم 4/224، ووافقه الذهبي، وقال ابنُ المديني: مجهول لا أعلم روى عنه غيرُ قتادة، ويشده إيراد مسلم له في "الوحدان" ص 153، وقال أبو حاتم: شيخ لا يحتج بحديئه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (2913) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (876) ، والنسائي 7/217و 218، وأبو يعلى (270) ، والطحاوي 4/169، والبيهقي 9/275 من طرق عن شعبة، به. ولم يذكر النسائي في روايته الأذنَ. وقد تقدم برقم (633) . الحديث: 1065 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 قَالَ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ: مَا الْعَضَبُ؟ فَقَالَ: " النِّصْفُ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ " 1067 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ (1) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ. وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ يَنْكُتُ بِهَا، ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ فَقَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهَا مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ إِلَّا وقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً " فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلا نَمْكُثُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى السَّعَادَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى الشِّقْوَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلِ اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشِّقْوَةِ فَإِنَّهُ يُيَسَّرُ لِعَمَلِ الشِّقْوَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَإِنَّهُ يُيَسَّرُ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ " ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ باِلْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسْرَى} (2) [الليل: 6] ،   (1) تحرف في (م) إلى: عبد الرحمن بن زائدة. (2) إسناده صحيح على شرط الشميخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابنُ قدامة الثقافي، وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السلمي الكوفي. وأخرجه الترمذي (3344) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرج الطيالسي (151) ، وعبد الرزاق (20074) ، وعبد بن حميد (84) ، والبخاري (1362) و (4948) و (7552) ، ومسلم (2647) (6) ، وأبو داود (4694) ، وأبو يعلى (375) و (582) ، والآجري في "الشريعة" ص 171 و172، والبغوي في "شرح= الحديث: 1067 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 1068 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) • 1069 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (2) ، حَدَّثَنِي أَبُو كُرَيْبٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ عَاشُورَاءَ وَيَأْمُرُ بِهِ (3) "   =السنة" (72) من طرق عن منصور، به. وقد تقدم برقم (621) . وبقيع الغرقد: مقبرةُ أهل المدينة، كان بها شجر الغرقد- وهو ضرب من شجر العضاه وشجر الشوك- فذهب وبقي اسمُه. والشَقوة، بكسر الشين وفتحها: الشقاء والشفاوة. (1) إسناده صحيح، زيادُ بن عبد الله البكائي احتح به مسلم، وروى له البخاري حديثاً واحداً متابعة، وباقي السند على شرطهما. وهو مكرر ما قبله. (2) ورد هذا الحديث في (م) على أنه من رواية أحمد بن حنبل، والصواب أنه من زياداتِ ابنه عبدِ الله كما جاء في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/الورقة 210. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، جابر- هو ابن يزيد الجعفي- ضعيف. وأخرجه البزار (602) عن شعيب بن أيوب الصريفيني، عن معاوية بن هشام، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضا (600) و (601) من طريق شريكٍ، عن جابر بنِ يزيد، به. ولم يرد في المواضع الثلاثة عند البزار قوله: "ويأمر به". وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (2004) ، ومسلم (1130) ، وعائشة عند البخاري (2002) ، ومسلم (1125) . وفي روايتها: "فلما فرض شهر رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه". الحديث: 1068 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 • 1070 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَى عَيْنَيْهِ كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَقْدًا بَيْنَ طَرَفَيْ شَعِيرَةٍ (1) " • 1071 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَحْرٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ الْبَصْرِيُّ، وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّ ابْنَتَهُ كَانَتْ عِنْدِي، فَأَمَرْتُ رَجُلًا فَسَأَلَهُ. فَقَالَ: " مِنْهُ الْوُضُوءُ " (2)   (1) حسن لغيره، إسناده ضعيف، عبد الأعلى- وهو ابنُ عامر الثعلبي- ضعفه أحمد وأبو زرعة، وقال ابنُ معين وأبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: يُحدِّثُ بأشياء لا يُتابع عليها، وقال الدارقطني: ليس بالقوي عندهم وهو يُعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الشبخين غير خلف بن هشام البزار فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن: هو السلمي عبد الله بن حبيب. وقد تقدم برقم (568) . (2) إسناده صحيح، عبد الواحد بن غياث البصري وثقه الخطيب وابن حبان، وقال أبو زرعة: صدوق، وأبو عبد الرحمن بن عمر: هو الأموي الكوفي لقبه مشكدانة ثقة من رجال مسلم، وسفيان بن وكيع وإن كان فيه ضعف قد توبع، وأحمد بن محمد بن أيوب البغدادي أبو جعفر الوراق المعروف بصاحب المغازي صدوق حدَّث عنه أبو داود والناس لينه يحيى بن معين، وأثنى عليه أحمد وعلي، وله ما ينكر، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب= الحديث: 1070 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 1072 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الْوُضُوءُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ " (1) 1073 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تُصَلُّوا بَعْدَ الْعَصْرِ، إِلَّا أَنْ تُصَلُّوا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ " (2)   =وأخرجه النسائي 1/96، وابن خزيمة (18) من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1026) مع زيادة الأمر بغسله. (1) إسناده حسن، عبد الله بن محمد بن عقيل صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوريُ، ومحمد بن الحنفية: هو محمد بن علي بن أبي طالب، والحنفية أمه. وأخرجه الترمذي (3) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1006) . (2) إسناده حسن رجاله ثقات رجال الصحيح غير وهب بن الأجدع، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة، وقال: كان قليل الحديث، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". هلال: هو ابن يساف. وأخرجه أبو يعلى (411) ، وابن خزيمة (1285) ، وابن حبان (1547) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 2/459 من طويق عبد الرحمن، عن سفيان وحده، به. وأخرجه الطيالسي (108) ، وأبو داود (1274) ، وابن الجارود (281) ، والبيهقي 2/459 من طرق عن شعبة وحده، به. وقد تقدم برقم (610) . الحديث: 1072 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 • 1074 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زحْمَوَيْهِ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، وَسُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ (1) الْأَصَمُّ، قَالَ: أَبُو مَعْمَرٍ مَوْلَى قُرَيْشٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي السُّدِّيُّ، وَقَالَ زَحْمَوَيْهِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ السُّدِّيَّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ قَدْ مَاتَ. قَالَ: " اذْهَبْ فَوَارِهِ وَلا تُحْدِثْ مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي " فَوَارَيْتُهُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ. فَقَالَ: " اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ وَلا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي " فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَدَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا يَسُرُّنِي بِهِنَّ حُمْرُ النَّعَمِ وَسُودُهَا (2) وقَالَ ابْنُ بَكَّارٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ السُّدِّىُّ: " وَكَانَ عَلِيٌّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِذَا غَسَلَ مَيِّتًا اغْتَسَلَ " • 1075 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (3)   (1) تحرف في (م) إلى: زيد. (2) إسناده ضعيف، الحسن بن يزيد بن الأصم تقدم الكلام فيه برقم (807) . وأخرجه أبو يعلى (424) عن زكريا بن يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ عدي 2/738 عن صدقة بن منصور، عن أبي معمر، به. وقال: وهذا لا أعلم يرويه عن السدي غير الحسن هذا، ومدار هذا الحديث المشهور على أبي إسحاق السبيعي، عن ناجية بن كعب، عن علي رضي الله عنه. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي-= الحديث: 1074 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 1076 - حَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تُصَلُّوا بَعْدَ الْعَصْرِ إِلا أَنْ تُصَلُّوا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ " قَالَ سُفْيَانُ: فَمَا أَدْرِي بِمَكَّةَ يَعْنِي أَوْ بِغَيْرِهَا (1) 1077 - حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ (2) ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ (3) أَهْدَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً - أَوْ ثَوْبَ - حَرِيرٍ، قَالَ: فَأَعْطَانِيهِ وَقَالَ: " شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ النِّسْوَةِ " (4)   =لكن متن الحديث صحيح متواتر. وانظر (584) (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غر عاصم- وهو ابن ضمرة السلولي الكوفي- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه ابن المديني وابن سعد والعجلي وقال النسائي: ليس به بأس، وقال البزار: هو صالح الحديث، وقال في "التقريب": صدوق. وأخرجه ابن خزيمة (1286) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد. وانظر (610) . القائل "حدثناه" هو الإمام أحمد، وحق هذا الحديث أن يكون بإثر (1073) . (2) قوله: "الحنفي" ليس في (م) . (3) ذومة: هي دومة الجندل، وهي قرى بين الشام والمدينة، قرب جبل طيئ. وأكيدر هو ملكها، واسمه أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحي الكندي، وكان نصرانياً، صالحه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمنه، ووضع عليه الجزية وعلى أهله، لم نقض الصلح بعد وفاة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فغزاه خالد بن الوليد، فقتله في عهد أبي بكر. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي صالح الحنفي- واسمه عبد الرحمن بن قيس- فمن رجال مسلم. أبو عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي.= الحديث: 1076 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 1078 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَبُعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذَا فَمَا يَنْتَظِرُ بِي الْأَشْقَى " قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: فَأَخْبِرْنَا بِهِ نُبِيرُ عِتْرَتَهُ، قَالَ: " إِذًا تَالَلَّهِ تَقْتُلُونَ بِي غَيْرَ قَاتِلِي ". قَالُوا: فَاسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا. قَالَ: " لَا، وَلَكِنِ أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمِ إلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالُوا: فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا أَتَيْتَهُ؟ - وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: إِذَا لَقِيتَهُ؟ - قَالَ: " أَقُولُ: اللهُمَّ تَرَكْتَنِي فِيهِمْ مَا بَدَا لَكَ، ثُمَّ قَبَضْتَنِي إِلَيْكَ وَأَنْتَ فِيهِمْ، فَإِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ " (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 8/382، ومسلم (2071) (18) ، وأبو يعلى (437) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1171) ، وانظر (698) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد اللُه بن سَبع- ويقال: سُبيع- لم يرو عنه غير سالم بن أبي الجعد، ولم يوثقه غير ابن حبان، وعَجَث من الهيثمي كيف قال عنه في "مجمع الزوائد" 9/137: هو ثقة. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/596 و15/118، وأبو يعلى (341) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1340) . وأخرجه البزار (871) من طريق عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحِماني، عن علي. ولعبد الله بن سبيع ذِكر في هذا الحديث. قال الهيثمي في "المجمع" 9/137: إسناده حسن! وثعلبة بن يزيد الحماني قال ابن حبان في "المجروحين" 1/207: من أهل الكوفة، كان غالياً في التشيع لا يحتج بأخباره التي ينفرد بها عن علي، وقال البخاري: في حديثه نظر، لا يتابع في حديثه. وقوله: "نبير عترته"، أي: نهلك ذريته. وفي الباب عن علي مرفوعاً عند عبد بن حميد في "المنتخب" (92) ، والطبراني= الحديث: 1078 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 1079 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ عَمَّارٌ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ: " ائْذَنُوا لَهُ مَرْحَبًا بِالطَّيِّبِ الْمُطَيَّبِ " (1) • 1080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَا، وَالَّذِي هُوَ أَهْدَى، وَالَّذِي هُوَ أَتْقَى " (2) • 1081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ مِثْلَهُ (3)   = (173) ، والحاكم 3/113، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (174) ، وأبي يعلى (569) ، وعنه موقوفاً عند عبد الرزاق (18670) ، وعن عمار بن ياسر عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (811) وغيره، وسيأتي في "المسند" 4/263، وعن صهيب عند الطبراني (7311) . (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ وهو الهَمْدَاني، فقد روى عنه أصحابُ السنن، وقال النسائي: لا باس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال إبنُ المديني: مجهول، وقال الشافعي: لا يعرف وأهل العلم بالحديث لا ينسبون حديثه لجهالة حاله. وقد تقدم برقم (779) . (2) صحح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا انه مرسل، ابو البخترى- واسمه سعيد بن فيروز- روايته عن علي مرسلة، ولكن السند الذي بعده موصول. (3) إسناده صحيح على شرطهما. عثمان: هو ابن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة، وجرير: هو ابن عبد الحميد، وأبو عبد الرحمن السلمىِ: هو عبد الله بن حبيب. وأخرجه أبو يعلى (591) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن جرير بنِ عبد الحميد،= الحديث: 1079 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 • 1082 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ، فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْدَى، وَالَّذِي هُوَ أَتْقَى، وَالَّذِي هُوَ أَهْيَا " (1) • 1083 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا مَرْثَدٍ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، فَقَالَ: " انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ " كَذَا قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: " خَاخٍ "، وقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: " رَوْضَةَ كَذَا وَكَذَا (2) "، وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: حَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُصَيْنٍ: مِثْلَهُ، قَالَ: " رَوْضَةَ خَاخٍ " (3)   = بهذا الإِسناد. وقد تقدم برقم (986) . (1) إسناده حسن، أحمد بن محمد بن أيوب روى له أبو داود وهو صدوق، ومن فوقه ثقات من رجالِ الشيخين غيرَ أبي بكر بنِ عياش، فمن رجال البخاري. وهو مكرر ما قبله. (2) من قوله: "وقال ابن نمير" إلى هنا، ليس في (م) وأثبتناه من أصولنا الخطية. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وعفان: هو ابن مسلم الباهلي، وخالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي. روضة خاخ، قال السندي: موضع بين مكة والمدينة بقرب المدينة، قال صاحب "المطالع": قال الصائدي: هي بقرب مكة، والصواب الأول. الحديث: 1082 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 1084 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " مَا كُنْتُ لِأُقِيمَ عَلَى رَجُلٍ حَدًّا فَيَمُوتَ، فَأَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْهُ إِلا صَاحِبَ الْخَمْرِ، فَلَوْ مَاتَ وَدَيْتُهُ " وَزَادَ سُفْيَانُ: " وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسُنَّهُ " (1) 1085 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ، وَهُمَا مُشْرِكَانِ، فَقُلْتُ: تَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدِ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ؟ قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ: " {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ "، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} (2) [التوبة: 114]   (1) إسناده صحيح على شرط الشبخين. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/342 عن وكيع، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1024) . وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/384، ومسلم (2494) ، وأبو يعلى (396) ، وابن حبان (7119) من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الأسناد. وقد تقدم برقم (827) . وجاء في (م) و (ق) و (ص) في آخر الحديث: قبل لم يسنه، بزيادة لفظة "قبل". (2) إسناده حسن، أبو الخليل- واسمه عبد الله بن الخليل أو ابن أبي الخليل- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي عمرو بن عبد الله بن عُبيد. وأخرجه الترمذي (3101) ، وأبو يعلى (619) ، والحاكم 2/335 من طريق وكيع،= الحديث: 1084 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 1086 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَسْفَاهُ - الْأَحْلامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ - يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " فَإِذَا لَقِيتَهُمْ فَاقْتُلْهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)   = بهذا الإِسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه النسائي 4/91، وأبو يعلى (335) ، والطبري 11/43 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وأخرجه البزار (893) و (894) ، وأبو يعلى (335) ، والطبري 11/43، والحاكم 2/335، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9378) من طرق عن سفيان، به. وقد تقدم برقم (771) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، وسويد بن غفلة مخضرم من كبار التابعين، قدم المدينة حين نفضت الأيدي من دفن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان مسلماً في حياته، ثم نزل الكوفة، وشهد اليرموك، وكان يؤم الناسَ في رمضان في القيام وقد أتى عليه عشرون ومئة سنة، ومات سنة ثمانين وله مئة وثلاثون سنة.= الحديث: 1086 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 • 1087 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} [الواقعة: 82] قَالَ: " شُكْرَكُمْ "، {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82] قَالَ: " تَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا (1) " • 1088 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أُرَاهُ رَفَعَهُ، قَالَ: " مَنْ كَذَبَ فِي حُلْمِهِ كُلِّفَ عَقْدَ شَعِيرَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)   =وأخرجه ابن أبي شيبة 12/530، ومسلم (1066) (154) ، وأبو يعلي (324) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1066) ، النسائي 7/119 من طريق عبد الرحمن وأخرجه عبد الرزاق (18677) ، وأخرجه البخاري (3611) و (5057) وأبو داود (4767) ، وأبن حبان (6739) ، والبيهقي 8/187 - 188 من طريق محمد بن كثير كلاهما (عبد الرزاق ومحمد بن كثير) عن سفيان الثوري، به. وقد تقدم برقم (616) وقوله: "أسفاه الأحلام" قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: كذا هو في الأصول بالهمزة في أوله، وثم أجد له وجهاً، فإن جمع "سفيه" سفهاء وسِفاه بكسر السين مثل عظيم وعظماء وعِظام. (1) حسق لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي وقد تقدم برقم (677) . (2) حسن لِغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو الثعلبي وأخرجه الحاكم 4/392 من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، عن فبيصة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (568) . الحديث: 1087 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 • 1089 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ فِي الرُّؤْيَا مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (1) " 1090 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالزُّبَيْرَ، وَأَبَا مَرْثَدٍ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، فَقَالَ: " انْطَلِقُوا حَتَّى تَبْلُغُوا رَوْضَةَ حَاجٍّ - كَذَا قَالَ أَبُو عَوَانَةَ (2) - فَإِنَّ فِيهَا امْرَأَةً مَعَهَا صَحِيفَةٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (3) 1091 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَأَنْتُمْ تَقْرَءُونَ: {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12] ، وَإِنَّ أَعْيَانَ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلاتِ " (4)   (1) حسن لغيره، وإسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وانظر ما قبله. (2) وهو وهم منه رحمه الله، والصحيح "خاخ" بمعجمتين من فوق كما في سائر طرق هذا الحديث. (3) اٍسناده صحيح على شرط الشيخين. ولْد تقدم برقم (827) . (4) إسناده ضعيف لضعف الحارث- وهو ابن عبد الله الأعور-. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/160 و11/402-403، وابن ماجه (2715) ، وأبو يعلى= الحديث: 1089 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 • 1092 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَظُنُّوا بِهِ الَّذِي هُوَ أَهْيَا، وَالَّذِي هُوَ أَهْدَى، وَالَّذِي هُوَ أَتْقَى " (1) 1093 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَاجِيَةَ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو طَالِبٍ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّ عَمَّكَ الشَّيْخَ الضَّالَّ قَدْ مَاتَ، فَقَالَ: " انْطَلِقْ فَوَارِهِ، وَلا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَأْتِيَنِي " قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَوَارَيْتُهُ. فَأَمَرَنِي فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ دَعَا لِي بِدَعَوَاتٍ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِنَّ مَا عَرُضَ مِنْ شَيْءٍ (2)   = (625) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (19003) ، والترمذي (2094) ، وابن الجارود (950) ، والطبري 4/280-281، والدارقطني 4/86-87، والحاكم 4/336 من طرق عن سفيان الثوري، به. وقد تقدم برقم (595) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (986) . (2) إسناده ضعيف، ناجية بن كعب: هو الأسدي، وهو مجهول، وقد تقدم الكلام عليه. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/269 و6712 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 1/124، وأبو داود (3214) ، والنسائي 4/79، وفي "الكبرى" (195) ، وفي "الخصائص" (149) ، والدارقطني في "العلل" 4/146، والبيهقي في "السنن" 3/398، وفي "دلاثل النبوة" 2/348-349 من طرق عن سفيان الثوري، به. وقد تقدم برقم (759) .= الحديث: 1092 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 1094 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلجَنَازَةِ، فَقُمْنَا ثُمَّ جَلَسَ فَجَلَسْنَا " (1) • 1095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (2) " 1096 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَجْمَلِ فَتَاةٍ فِي قُرَيْشٍ؟ قَالَ: " وَمَنْ هِيَ؟ " قُلْتُ: ابْنَةُ حَمْزَةَ، قَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا ابْنَةُ   =وقوله "ما عرُض من شيء": هو بضم الراء، أي: ما كان عريضاً واسعاً يريد به كثيرأ جليلاً. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مسعود بن الحكم، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/359، وابن ماجه (1544) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1744) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (623) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن مهدي: هو عبد الرحمن، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث بن عبد الكريم اليامي، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب. وقد تقدم نحوه برقم (724) . الحديث: 1094 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ " (1) 1097 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، وَلَكِنْ هَاتُوا رُبُعَ الْعُشُورِ، مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا " (2) 1098 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ (3) ، قَالَا: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ وَكِيعٌ: قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُنَيْنٍ، وَقَالَ عُثْمَانُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ، سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا أَقُولُ نَهَاكُمْ عَنِ الْمُعَصْفَرِ، وَالتَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ " (4)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البزار (525) ، والنسائي في "الكبرى" (5438) ، وأبو يعلى (381) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (13946) ، وأخرجه البزار (524) من طريق أبى أحمد الزبيرى كلاهما (عبد الرزاق وأبو أحمد) عن سفيان، به. وأخرجه الترمذي (1146) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن زيد، به مختصراً، وقال: حسن صحيبم. وانظر ما تقدم برقم (1038) و (1099) الآتي. (2) صحيح لغيره وهذا إسناد ضعيف، وانظر ما تقدم برقم (984) . وأخرجه ابن ماجه (1790) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (65) ، والبزار (840) ، والبيهقي 4/118 من طرق عن سفيان الثوري، به. (3) تحرف في (م) إلى: عمرو. (4) إسناد حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي المدني- روى له مسلم في الشواهد، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.= الحديث: 1097 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 • 1099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي أَرَاكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ وَتَدَعُنَا؟ قَالَ: " عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قُلْتُ: ابْنَةُ حَمْزَةَ، قَالَ: " هِيَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (2) 1100 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَحَرَ الْبُدْنَ أَمَرَنِي أَنْ أَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهَا وَجُلُودِهَا وَجِلالِهَا "، (3) 1101 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: زَادَ سُفْيَانُ (4) ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى،   =وأخرجه ابن أبي شيبة 8/369، وعنه ابن ماجه (3602) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (555) ، ومسلم (480) (213) ، والنسائي 8/191-192 و192 من طرق عن عبد الله بن حنين، به. وقد تقدم برقم (710) . (1) تحرف في (م) إلى: عن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (620) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن. وأخرجه أبو يعلى (269) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1718) ، والبزار (613) و (614) ، والنسائي في "الكبرى" (4142) ، والبغوي في "شرح السنة" (1951) من طرق عن سيف بن سليمان، به وقد تقدم برقم (593) . (4) فيه إشارة إلى أن حديثَ سفيان من رواية وكيع عنه مطول بشطري الحديثِ، وأما حديثه من رواية عبد الرحمن بن مهدي فهو مختصر بقوله: أمرني رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا أعطي ... الحديث: 1099 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَازِرَ مِنْهَا عَلَى جِزَارَتِهَا شَيْئًا (1) " • 1102 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنِ الْمِيثَرَةِ، وَعَنِ الْقَسِّيِّ، وَعَنِ الْجِعَةِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (2923) من طريق عبد الرحمن ووكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (609) من طريق وكيع، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4152) من طريق عبد الرحمن، به. وانظر (1326) . (2) إسناده حسن، رجاله ثائات رجالُ الشيخين غيرَ هبيرة- وهو ابنُ يريم الشيباني- فقد روى له أصحابُ السنن، وروى عنه اثنان وقال أحمد: لا بأس بحديثه هو أحسنُ استقامة من غيره- يعني الذين تفرد أبو إسحاق بالرواية عنهم- وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال النسائي في "الجرج والتعديل ": أرجو أن لا يكون به بأس، ويحيى وعبد الرحمن لم يتركا حديثه، وقد روى غيرَ حديث منكر، وقال أبوحاتم: هو شبيه بالمجهول. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 8/110 و493 وفي الموضع الأول منه في النهي عن الجعة فقط، ولم يذكر النهي عنها في الموضع الثاني، وعن ابن أبي شيبة بالموضع الثاني أخرجه ابن ماجه (3654) . وأخرجه الترمذي (2808) ، والنسائي 8/165 عن قتيبة عن أبي الأحوص، به، وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الطيالسي (142) ، ومن طريقه البزار (727) ، والبيهقي 8/293 عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن هبيرة وأصحاب علي، عن علي، به في النهي= الحديث: 1102 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 • 1103 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَرَفَعَ الْمِئْزَرَ " قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ: مَا رَفَعَ الْمِئْزَرَ؟ قَالَ: اعْتَزَلَ النِّسَاءَ (1) • 1104 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ (2) " • 1105 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ الصَّفَّارُ، مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (3) ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ شَدَّ الْمِئْزَرَ، وَأَيْقَظَ نِسَاءَهُ - قَالَ ابْنُ وَكِيعٍ: رَفَعَ الْمِئْزَرَ (4)   = عن الجعة فقط. وانظر ما تقدم (722) والجعة: هي نبيذ الشعير. (1) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/513 و3/77 عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وقد برقم (762) . (2) إسناده حسن. وأخرجه أبو يعلى (282) عن أبي خيثمة، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله. (3) تحرف في (م) إلى: مريم. (4) إسناده حسن، سفيان بن وكيع وإن كان ضعيفاً متابع بيوسف بن يعقوب الصفار ثقة احتج به الشيخان. وهو مكرر ما قبله. الحديث: 1103 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 • 1106 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ فَصَاعِدًا " (1) 1107 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هَاشِمِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَيْسٍ الْخَارِفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " سَبَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ فَهُوَ مَا شَاءَ اللهُ " (2) 1108 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ " (3) 1109 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ، وَخَيْرُ   (1) إسناده حسن. وانظر ما تقدم برقم (732) . (2) إسناده حسن، أبو هاشم بن كثير: هو القاسم بن كثير الخارفي (بالفاء نسبة إلى خارف بن عبد الله بطن من همدان) الهمداني الكوقي بياع السابري، قال أبو حاتم: صالح، وقال النسائي: ثقة، وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقوإ، الحافظ في "التقريب": مقبول، فيه ما فيه، وقيس الخارفي كنيته أبو المغيرة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وقد يَقدم برقم (1020) . (3) صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، رجاله رجال الصحيح إلا أن رواية سالم بن أبي الجعد عن علي مرسلة. وهو مكرر (738) ، وانظر (766) . الحديث: 1106 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ " (1) 1110 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ - أُرَاهُ قَالَ: بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ - قَالَ: فَنَكَتَ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: " لَا اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ "، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسْرَى} (2) [الليل: 5-10] • 1111 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلالِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (3) ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحاكم 3/184 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن وأخرجه البخاري (4947) ، ومسلم (2647) (7) ، وابن ماجه (78) ، والترمذى (2136) ، وأبو يعلى (610) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (621) . (3) تحرف في (م) إلى: مريم. الحديث: 1110 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 الْأَوَاخِرِ (1) مِنْ رَمَضَانَ، فَإِنْ غُلِبْتُمْ فَلا تُغْلَبُوا عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي " (2) 1112 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ يُؤْمِنَ عَبْدٌ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ: يُؤْمِنُ بِاللهِ، وَأَنَّ اللهَ بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، وَيُؤْمِنُ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " (3)   (1) في (م) : في العشر الأواخر من رمضان. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، سويد بن سعيد ضعيف، وعبد الحميد بن الحسن الهلالي مختلف فيه، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ، وضعفه أبو زرعة وابن المديني والساجي والدارقطني. وله شاهد صحيح من حديث ابن عمر عند أحمد 2/44 و75 و78 و91 وسيخرج في موضعه. (3) إسناده فيه رجل مبهم وقد مضى برقم (758) من طريق شعبة عن منصور عن ربعي عن علي دون واسطة الرجل المبهم، وأوردنا ما فيه من الخلاف هناك. وأخرجه عبد بن حميد (75) ، والبغوي (66) من طريق أبي نعيم، والحاكم 1/33 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأعله الحاكم بأبي حذيفة بأنه كثير الوهم وقد خالفه أبو عاصم النبيل ومحمد بن كثير فلم يذكرا فيه الواسطة المبهمة. قلنا: ولم يصب في ذلك رحمه الله، فقد تابع أبا حذيفة على روايته أبو نعيم ووكيع، وهما حافظان ثقتان. وأخرجه ابن حبان (178) من طريق محمد بن كثير، والحاكم 1/32-33 من طريق محمد بن كثير وأبي عاصم، كلاهما عن سفيان، به بإسقاط الرجل المبهم. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. الحديث: 1112 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 • 1113 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَعَنِ الْمِيثَرَةِ (1) " • 1114 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (2) ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَيَرْفَعُ الْمِئْزَرَ (3) " • 1115 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ " (4) • 1116 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ،   (1) إسناده حسن. إسحاق بن إسماعيل: هو أبو يعقوب الطالقاني نزيل بغداد، روى له أبو داود وهو ثقة، ويحيى بن عباد: هو الضبعي البصري روى له البخاري ومسلم. وقد تقدم برقم (722) . (2) تحرف في (م) إلى: مريم. (3) إسناده حسن. وأخرجه البزار (725) ، وأبو يعلى (374) عن محمد بن المثنى، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (762) . (4) إسناده حسن. وهو مكرر ما قبله. الحديث: 1113 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (1) ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ فَدَعَا ابْنًا لَهُ يُقَالُ لَهُ: عُثْمَانُ لَهُ ذُؤَابَةٌ " (2) 1117 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ أَبِي يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ، فَكَانَ عَلِيٌّ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ، وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ، فَقِيلَ لي: لَوْ سَأَلْتَهُ عن هذا؟ فَسَأَلتهُ (3) فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَيَّ، وَأَنَا أَرْمَدُ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي رَمِدٌ، فَتَفَلَ فِي عَيْنِي وَقَالَ: " اللهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ "، فَمَا وَجَدْتُ حَرًّا وَلا بَرْدًا بَعْدُ قَالَ: وَقَالَ: " لابْعَثَنَّ رَجُلًا يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ " قَالَ: فَتَشَرَّفَ لَهَا النَّاسُ، قَالَ: فَبَعَثَ عَلِيًّا (4)   (1) تحرف في (م) إلى: مريم. (2) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. (3) في (م) : فقيل له: لو سألته عن هذا؟ فسأله. (4) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، وهو لم يدرك أباه عبد الرحمن بن أبي ليلى فلذلك يروي عنه بالواسطة، وأبو ليلى والد عبد الرحمن صحابي شهد أحُداً وما بعدها. وأخرجه ابن ماجه (117) من طريق وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 10: هذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى شيخ وكيع هو محمد، وهو ضعيف الحفظ لا يحتج بما ينفرد. وقد تقدم برقم (778) . وانظر "مجمع الزوائد" 9/122 فقد نقل حديثاً مطولاً بمعناه وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن! الحديث: 1117 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 • 1118 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو السَّرِيِّ هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ فِي حَدِيثِهِ: " أَمَا تَغَارُونَ أَنْ تَخْرُجَ نِسَاؤُكُمْ؟ " وَقَالَ هَنَّادٌ فِي حَدِيثِهِ: " أَلَا تَسْتَحْيُونَ أَوْ تَغَارُونَ؟ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ نِسَاءَكُمْ يَخْرُجْنَ فِي الْأَسْوَاقِ يُزَاحِمْنَ الْعُلُوجَ " (1) 1119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ: سَلْ عَنْ ذَلِكَ عَلِيًّا، فَإِنَّهُ كَانَ يَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: " لِلمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ، وَلِلمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ (2) "، قِيلَ لِمُحَمَّدٍ (3) كَانَ يَرْفَعُهُ فَقَالَ: كَانَ يَرَى أَنَّهُ مَرْفُوعٌ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَهَابُهُ 1120 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: " لَعَنَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ وَكَاتِبَهُ   (1) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ. والعُلوج: جمعُ عِلْج، وهو الرجل القوي الضخم. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. الحكم: هو ابن عتيبة الكندي الكوفي. وأخرجه ابن ماجه (552) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (748) . (3) هو ابن جعفر، شيخ أحمد فيه. الحديث: 1118 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 وَشَاهِدَهُ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ " قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قُلْتُ: إِلا مِنْ دَاءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ " وَالْحَالَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ " وَقَالَ: " وَكَانَ يَنْهَى عَنِ النَّوْحِ " وَلَمْ يَقُلْ لَعَنَ، فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ الْهَمْدَانِيُّ (1) • 1121 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ بْنِ عِمْرَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ - وَهَذَا لَفْظُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ - عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ مَوْضِعَ شَعَرَةٍ مِنْ جَنَابَةٍ، لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ فُعِلَ بِهِ كَذَا وَكَذَا مِنَ النَّارِ " قَالَ عَلِيٌّ: فَمِنْ ثَمَّ عَادَيْتُ شَعْرِي كَمَا تَرَوْنَ (2) 1122 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ شَرِيكٌ: قُلْتُ لَهُ: عَمَّنْ يَا أَبَا عُمَيْرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ؟ قَالَ: عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الْهَامَةِ، مُشْرَبًا حُمْرَةً، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، ضَخْمَ اللِّحْيَةِ، طَوِيلَ الْمَسْرُبَةِ، ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ، يَمْشِي فِي صَبَبٍ، يَتَكَفَّأُ فِي الْمِشْيَةِ، لَا قَصِيرٌ وَلَا طَوِيلٌ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ مِثْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)   (1) إسناده ضعيف، لضعف الحارث الأعور، وظاهر هذا الحديثِ الإرسالُ، لكن تقدم برقم (980) أنه من حديث ثعبي، عن الحارث، عن علي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابنُ عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. (2) إسناده مرفوعاً ضعيف، انظر الكلام عليه فيما تقدم برقم (727) . (3) حسن لغيره، وقد تقدم برقم (944) .= الحديث: 1121 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 1123 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ مَا لَمْ يَكُنْ جُنُبًا (1) " 1124 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الْجَرْمِىُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي فَجَاءَ عَلِيٌّ، فَقَامَ عَلَيْنَا فَسَلَّمَ، ثُمَّ أَمَرَ أَبَا مُوسَى بِأُمُورٍ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَلِ اللهَ الْهُدَى وَأَنْتَ تَعْنِي بِذَلِكَ هِدَايَةَ الطَّرِيقِ، وَاسْأَلِ اللهَ السَّدَادَ وَأَنْتَ تَعْنِي بِذَلِكَ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ "، " وَنَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ أَوْ هَذِهِ: السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " قَالَ: فَكَانَ قَائِمًا فَمَا أَدْرِي فِي أَيَّتِهِمَا؟ قَالَ: " وَنَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِيثَرَةِ، وَعَنِ الْقَسِّيَّةِ "، قُلْنَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَيُّ شَيْءٍ الْمِيثَرَةُ؟ قَالَ: شَيْءٌ يَصْنَعُهُ النِّسَاءُ لِبُعُولَتِهِنَّ   = وأما قوله "عمن يا أبا عمير" يريد عبد الملك بن عمير، فإنا لم نقف له على هذه الكنية فيما بين أيدينا من مصادر، والذي في "التهذيب" وفروعه وغيره من كتب الرجال أن كنيته أبو عمرو، وقيل: أبو عمر، والله أعلم. (1) حسن لغيره، ابن أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن- قد توبع. وأخرجه البزار (707) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وأخرجه الحميدي (57) ، وابن أبي شيبة 1/102، والترمذي (146) ، وأبو يعلى (348) و (524) و (579) و (623) ، والطحاوي 1/87 من طرق عن ابن أبي ليلى، به. وانظر (627) . الحديث: 1123 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 عَلَى رِحَالِهِنَّ. قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْقَسِّيَّةُ؟ قَالَ: ثِيَابٌ تَأْتِينَا مِنْ قِبَلِ الشَّامِ مُضَلَّعَةٌ، فِيهَا أَمْثَالُ الْأُتْرُجِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ السَّبَنِيَّ عَرَفْتُ أَنَّهَا هِيَ (1) • 1125 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، وَزَاذَانَ، قَالَا: شَرِبَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَائِمًا، ثُمَّ قَالَ: " إِنِ أشْرَبْ قَائِمًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنِ أَشْرَبْ جَالِسًا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ جَالِسًا " (2)   (1) إسناده قوي. وأخرجه مطولاً ومقطعاً الحميدي (52) ، ومسلم (2078) (64) ، والترمذي (1786) ، والنسائي 8/177، وأبو يعلى (419) من طريق سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة 8/504، ومسلم (2078) (64) و (2725) ، وابن ماجه (3648) ، والنسائي 8/219-220، والبيهقي 3/276 من طريق عبد الله بن إدريس، وأبو داود (4225) ، والنسائي 8/177، وأبو يعلى (418) ، والبيهقي 3/276 من طريق بشر بن المفضل، والنسائي 8/194، والبغوي (3149) من طريق أبي الأحوص، وأبو يعلى (606) و (607) من طريق صالج بن عمر، خمستهم عن عاصم بن كليب، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (586) و (664) و (863) و (1019) ، وما سيأتي برقم (1168) و (1291) و (1321) . قوله: "وأنت تعني بذلك"، قال السندي: أي: تلاحظ عند ذلك، أو تريد مثل تسديدك السهمَ. والسبنية: ضرب من الثياب تتخذ من الكتان أغلظ ما يكون، نسبة إلى موضع يقال له: سَبَنُ، بلد بالمغرب. (2) حسن لغيره، خالد بن عبد الله الواسطي روى عنه عطاء بعد الاختلاط، لكنه= الحديث: 1125 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 1126 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ،، قَالَ: " جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلمُسَافِرِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، وَلِلمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً " (1) 1127 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَلَأَنِ أَقَعَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا لَمْ يَقُلْ وَلَكِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ " (2)   = توبع. وأخرجه الطحاوي 4/273 من طريق ورقاء بن عمر، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وانظر (795) . (1) إسناده صحح على شرط مسلم. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، والحكمُ: هو ابن عتيبة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (789) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (276) ، والنسائي 1/84، وأبو عوانة 1/261. وأخرجه الدارمي (714) ، والطحاوي 1/81 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (748) . (2) إسناده صحح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبري في "تهذيب الاَثار" ص 120 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (105) عن شعبة، به. وانظر حديث رقم (616) . الحديث: 1126 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 • 1128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، شَرِبَ قَائِمًا، فَنَظَرَ النَّاسُ، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: " مَا تَنْظُرُونَ إِنْ أَشْرَبْ قَائِمًا، فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنْ أشْرَبْ قَاعِدًا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَاعِدًا " (1) • 1129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، أَخْبَرَنِي وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ " (2) • 1130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَنِي فَأَعْطَيْتُ الْحَجَّامَ أَجْرَهُ " (3) • 1131 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَاذَانَ،   (1) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (957) ، وانظر (1125) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وأخرجه ابن ماجه (2163) ، والترمذي في "الشمائل" (354) عن عمرو بن علي، بهذا الإسناد. وانظر (692) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وانظر ما قبله. الحديث: 1128 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: سَأَلَتْ خَدِيجَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَلَدَيْنِ مَاتَا لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمَا فِي النَّارِ ". قَالَ: فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهَا قَالَ: " لَوْ رَأَيْتِ مَكَانَهُمَا لَأَبْغَضْتِهِمَا " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَوَلَدِي مِنْكَ؟ قَالَ: " فِي الْجَنَّةِ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلادَهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَأَوْلادَهُمْ فِي النَّارِ " ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ، أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ (1)) [الطور: 21] (2) 1132 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قَاعِدًا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَلَى فُرْضَةٍ مِنْ فُرَضِ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ،   (1) كذا في (م) وأصولنا الخطية: "ذرياتِهم"، وهي قراءة نافع، قرأ الأولى بالإفراد، والثانية بالجمع، وقرأ أهل الكوفة وأهل مكة: "ذريتهم" على التوحيد في الموضعين، الأولى بضم التاء والثانية بفتحها. انظر "حجة القراءات" ص 682. (2) إسناده ضعيف لجهالة محمد ين عثمان، قال الذهبي في "الميزان" 3/642: لا يدرى من هو، فتشت عنه في أماكن، وله خبر منكر، ثم ساق هذا الحديث عن عبد الله بن أحمد بهذا الإسناد، وقال ابن الجوزي في "جامع المسانيد"- كما في "كنز العمال" 2/512-: في إسناده محمد بن عثمان لا يُقبل حديثه، ولا يَصِح في تعذيب الأطفال حديث. وانظر "فتح الباري" 3/246-247. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (213) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/217 وقال: رواه عبد الله بن أحمد، وفيه محمد بن عثمان ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. الحديث: 1132 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 مَلَأَ اللهُ بُطُونَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا " (1) 1133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ خَيْرٍ قَالَ: جَلَسَ عَلِيٌّ بَعْدَمَا صَلَّى الْفَجْرَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ قَالَ لِغُلامِهِ: ائْتِنِي بِطَهُورٍ، فَأَتَاهُ الْغُلامُ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ وَطَسْتٍ - قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: وَنَحْنُ جُلُوسٌ نَنْظُرُ إِلَيْهِ - " فَأَخَذَ بِيَمِينِهِ الْإِنَاءَ فَأَكْفَأَهُ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى الْإِنَاءَ، فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى ثُمَّ غَسَلَ كَفَّيْهِ، فَعَلَهُ ثَلاثَ مِرَارٍ - قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ: كُلُّ ذَلِكَ لَا يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ - ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ وَنَثَرَ بِيَدِهِ الْيُسْرَى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِلَى الْمِرْفَقِ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ إِلَى الْمِرْفَقِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الْإِنَاءِ حَتَّى غَمَرَهَا الْمَاءُ، ثُمَّ رَفَعَهَا بِمَا حَمَلَتْ مِنَ المَاءِ، ثُمَّ مَسَحَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ كِلْتَيْهِمَا مَرَّةً، ثُمَّ صَبَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ عَلَى قَدَمِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ صَبَّ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم، وهو ثقة. وأخرجه أبو يعلى (388) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (94) ، وابن أبي شيبة 2/503، ومسلم (627) (204) ، وأبو يعلى (620) ، والطحاوي 1/173 من طرق عن شعبة، به. وسيأتي برقم (1306) . وقوله: "فُرضة من فرض الخندق"، هي المدخل من مداخله، والمنفذ إليه. الحديث: 1133 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى قَدَمِهِ الْيُسْرَى، ثُمَّ غَسَلَهَا بِيَدِهِ الْيُسْرَى ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فَغَرَفَ بِكَفِّهِ فَشَرِبَ "، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا طُهُورُ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا طُهُورُهُ (1) " 1134 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " اللهُمَّ امْلَأْ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ " (2) 1135 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: جُعْتُ مَرَّةً بِالْمَدِينَةِ جُوعًا شَدِيدًا، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُ الْعَمَلَ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ، فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ قَدْ جَمَعَتْ مَدَرًا، فَظَنَنْتُهَا تُرِيدُ بَلَّهُ فَأَتَيْتُهَا، فَقَاطَعْتُهَا كُلَّ ذَنُوبٍ عَلَى تَمْرَةٍ، فَمَدَدْتُ سِتَّةَ عَشَرَ ذَنُوبًا حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ، ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَاءَ فَأَصَبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهَا فَقُلْتُ: بِكَفَّيَّ هَكَذَا   (1) إسناده صحيح. وأخرجه البزار (791) ، وأبو يعلى (286) ، وابن خزيمة (147) ، والدارقطني 1/90 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (701) ، وأبو داود (112) ، والنسائي 1/67، والطحاوي 1/35، وابن حبان (1056) ، والدارقطني 1/90، والبيهقي 1/47 و48 و58 و59 و74 من طرق عن زائدة بن قدامة، به. وانظر (928) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف. وأخرجه الطبري 2/559 هن طريق يؤيد، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (591) . الحديث: 1134 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 بَيْنَ يَدَيْهَا - وَبَسَطَ إِسْمَاعِيلُ يَدَيْهِ وَجَمَعَهُمَا - " فَعَدَّتْ لِي سِتَّ عَشْرَةَ تَمْرَةً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَأَكَلَ مَعِي مِنْهَا " (1) • 1136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ الطُّهَوِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ لِلحَجَّامِ حِينَ فَرَغَ: " كَمْ خَرَاجُكَ؟ " قَالَ: صَاعَانِ. فَوَضَعَ عَنْهُ صَاعًا وَأَمَرَنِي فَأَعْطَيْتُهُ صَاعًا (2) • 1137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، ح وَحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ خَادِمًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَرَتْ، فَأَمَرَنِي أَنْ أُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، فَوَجَدْتُهَا لَمْ تَجِفَّ مِنْ دَمِهَا، فَأَتَيْتُهُ فَذَكَرْتُ لَهُ فَقَالَ: " إِذَا جَفَّتْ مِنْ دَمِهَا فَأَقِمْ عَلَيْهَا الْحَدَّ، أَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ "، (3)   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، مجاهد بن جبر لم يسمع علياً. وتقدم مختصراً برقم (687) . والمَدَر: الطين المتماسك. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لِضعف أبي جناب- واسمه يحيى بن أبي حية-. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/267 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (692) . وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري برقم (2102) . (3) صحيح لِغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (679) . الحديث: 1136 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، • 1138 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ (1) ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمَةٍ لَهُ فَجَرَتْ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ 1139 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ بَيْنَ مَكَّةَ، وَالْمَدِينَةِ، وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا، فَقَالَ: " لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ مَعًا " فَقَالَ عُثْمَانُ: تَرَانِي أَنْهَى النَّاسَ عَنْهُ وَأَنْتَ تَفْعَلُهُ؟ قَالَ: " لَمْ أَكُنِ أَدَعُ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ " (2)   (1) قوله: "النرسي قالا: حدثنا أبو الأحوص" سقط من (م) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 9/514 و14/158-159. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7269) عن قتيبة بن سعيد، والبيهقى 8/245 من طريق عفان، كلاهما عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقايت رجال الشيخين غيرَ مروان بن الحكم، فمن رجال البخاري. وأخرجه البخاري (1563) ، والبزار (514) ، وأبو يعلى (434) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (95) ، والدارمي (1923) ، والنسائي 5/148، والبيهقي 5/22 من طرق عن شعبة، به. وانظر (733) . الحديث: 1138 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 * 1140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَإِسَحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، جَمِيعًا عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مَيْسَرَةَ، رَأَيْتُ عَلِيًّا شَرِبَ قَائِمًا، فَقُلْتُ: تَشْرَبُ وَأَنْتَ قَائِمٌ؟ قَالَ: " إِنْ أَشْرَبْ قَائِمًا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَائِمًا، وَإِنْ أَشْرَبْ قَاعِدًا فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ قَاعِدًا " (1) 1141 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَنَّ فَاطِمَةَ اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَى فِي يَدِهَا، وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ فَانْطَلَقَتْ، فَلَمْ تَجِدْهُ، وَلَقِيَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ إِلَيْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى مَكَانِكُمَا " فَقَعَدَ بَيْنَنَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي، فَقَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَنْ تُكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَاهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ " (2) • 1142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ   (1) إسناده حسن. وانظر (1125) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3705) ، ومسلم (2727) (80) ، والبزار (619) ، وابن حبان (6921) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وانظر (740) . الحديث: 1140 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 الزَّهْرَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، وَقَالَ أَبُو الرَّبِيعِ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ مَيْسَرَةَ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَمَةٍ لَهُ سَوْدَاءَ، زَنَتْ لِأَجْلِدَهَا الْحَدَّ، قَالَ: فَوَجَدْتُهَا فِي دِمَائِهَا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ لِي: " إِذَا تَعَالَتْ مِنْ نُفَاسِهَا فَاجْلِدْهَا خَمْسِينَ " وقَالَ أَبُو الرَّبِيعِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِذَا جَفَّتْ مِنْ دِمَائِهَا فَحُدَّهَا "، ثُمَّ قَالَ: " أَقِيمُوا الْحُدُودَ " (1) • 1143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عَلِيًّا، كَانَ " يَسِيرُ حَتَّى إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَأَظْلَمَ، نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ عَلَى أَثَرِهَا "، ثُمَّ يَقُولُ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ " (2)   (1) صحيح لغيره وانظر ما تقدم برقم (679) . وأخرجه الطيالسي (146) عن أبي وكيع وسلام بن سليم، عن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وقّوله: "تعالَتْ"، كذا في الأصول بتخفيف اللام قبلها ألف، وفي حديث شبيعة بنت الحارث الأسلمية عند البخاري (3991) ، ومسلم (1484) ؟ "تعلتْ من نفاسها" بتشديد اللاَّم وحذف الألف، وقال ابن الأثير في "النهاية" 3/293 بعد أن أورد حديث سبيعة هذا: ويُروى "تعالَتْ"، أي: ارتفَغت وطهُرت، ويجوز أن يكون من قولهم: تعلى الرجلُ من عِلَّته، اذا بَرَأ، أي: خَرَجَت من نفاسها وسَلِمَت. (2) إسناده جيد. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة"= الحديث: 1143 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 1144 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى: أَنَّ عَلِيًّا، حَدَّثَهُمْ: أَنَّ فَاطِمَةَ " شَكَتِ الَى أَبِيهَا مَا تَلْقَى مِنْ يَدَيْهَا مِنَ الرَّحَى " فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ (1) 1145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ، عَلِيًّا، يَقُولُ: لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: تَبْعَثُنِي وَأَنَا رَجُلٌ حَدِيثُ السِّنِّ، وَلَيْسَ لِي عِلْمٌ بِكَثِيرٍ مِنَ القَضَاءِ؟ قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " اذْهَبْ. فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ، وَيَهْدِي قَلْبَكَ " قَالَ: " فَمَا أَعْيَانِي قَضَاءٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ (2) " 1146 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ:   =2/458، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (464) . وأخرجه أبو داود (1234) ، والبزار (664) ، والنسائي في "الكبرى" (1571) ، وأبو يعلى (548) من طرق عن أبي أسامة، بهذا الإسناد. وفيه عندهم أن علياً كان يدعو بعَشائه بعدما يصلي المغرب، فيأكل ثم يصلي العِشاء. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وحديث محمد بن جعفر، عن شعبة تقدم برقم (1141) . (2) صحيح لغيره، وهذا متند رجاله ثقات رجال الشيخين غير جهالة الواسطة بين أبي البختري وبين علي، وانظر ما تقدم برقم (636) و (666) . وأخرجه أبو يعلى (316) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (98) ، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/85 من طريق شعبة، به. الحديث: 1144 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 اجْتَمَعَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ بِعُسْفَانَ، فَكَانَ عُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ وَالْعُمْرَةِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: " مَا تُرِيدُ إِلَى أَمْرٍ فَعَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنْهَى عَنْهَا (1) ؟ " فَقَالَ عُثْمَانُ: دَعْنَا مِنْكَ (2) 1147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَدَّادٍ، يَقُولُ: قَالَ عَلِيٌّ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ غَيْرِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، فَإِنَّهُ يَوْمَ أُحُدٍ جَعَلَ يَقُولُ: " ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " (3)   (1) كذا الأصل، وله وجه، وفي مسلم وأبي يعلى والبزار: "عنه" وهو الجادة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1223) (159) ، والبزار (527) ، وأبو يعلى (342) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وزاد مسلم وأبو يعلى: فقال علي: إني لا أستطيع أن أدعك، فلما أن رأى على ذلك أهل بهما جميعاً. وأخرجه الطيالسي (100) ، والبخاري (1569) من طريق شعبة، به. وانظر ما تقدم برقم (402) . قال الحافظ في "الفتح" 3/425: وفي قصة عثمان وعلي من الفوائد إشاعة العالم ما عنده من العلم وإظهاره، ومناظرة ولاة الأمور وغيرهم في تحقيقه لمن قوي على ذلك لقصد مناصحة المسلمين والبيان بالفعل، وجواز الاستنباط من النص، لأن عثمان لم يخف عليه أن التمتع والقِران جائزان، وإنما نهى عنهما ليعمل بالأفضل كما وقع لعمر، لكن خشي على أن يحمل غيره النهي على التحريم في شرح جواز ذلك، وكل منهما مجتهد ماجور. ويؤخذ من هذا الحديث أن المجتهد لا يلزم مجتهدا آخر بتقليده، لعدم إنكار عثمان على علي ذلك مع كون عثمان الإمام إذ ذاك. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي،= الحديث: 1147 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 * 1148 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَمُعَاذٌ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ فِي حَدِيثِهِ: ابْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَوْلُ الْغُلامِ الرَّضِيعِ يُنْضَحُ، وَبَوْلُ الْجَارِيَةِ يُغْسَلُ " قَالَ قَتَادَةُ: " وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا الطَّعَامَ فَإِذَا طَعِمَا الطَّعَامَ غُسِلا جَمِيعًا (1) ". قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو خَيْثَمَةَ فِي حَدِيثِهِ قَوْلَ قَتَادَةَ (2) "   = وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مسلم (2411) ، وابن ماجه (129) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (102) ، والبزار (797) و (800) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (191) ، والبغوي (3920) من طرق عن شعبة، به. وانظر (709) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الترمذي (610) ، وابن خزيمة (284) ، وابن حبان (1375) ، والبغوي (296) من طريق محمد بن بشار، بفذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وانظر (563) . (2) وقع في الأصول التي بين أيدينا، وفي النسخ المطبوعة: "ولم يذكر أبو خيثمة في حديثه: عن قتادة"، وهو خطأ من النساخ فيما نظن، وقد جاء على الصواب في "أطراف المسند" 1/ورقة 209: "ولم يذكر أبو خيثمة في حديثه قول قتادة"، ثم إن الدارقطني رحمه الله لما أورد هذا الحديث في "العلل" 4/184 لم يذكر فيه خلافاً حول رواية قتاده، أو كون أحد الرواة أسقط قتادة من الإسناد. الحديث: 1148 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 1149 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، [عَنْ أَبِيهِ] (1) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي الرَّضِيعِ يُنْضَحُ بَوْلُ الْغُلامِ، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ " قَالَ قَتَادَةُ: " وَهَذَا مَا لَمْ يَطْعَمَا الطَّعَامَ فَإِذَا طَعِمَا غُسِلا جَمِيعًا " 1150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ نَارًا وَبُيُوتَهُمْ أَوْ بُطُونَهُمْ " شَكَّ شُعْبَةُ فِي الْبُيُوتِ وَالْبُطُونِ (2) 1151 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ، وَبُيُوتَهُمْ - أَوْ   (1) ما بين الحاصرتين ليس في أصولنا الخطية، وهذا الحديث مكرر ما قبله والحديث رقم (563) ، وفيهما "عن أبيه"، وكذا هو في "أطراف المسند" 1/ورقة 209. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطبري 2/557 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (555) ، والنسائي 1/236 من طريقين عن شعبة، به. وانظر (591) . الحديث: 1149 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 بُطُونَهُمْ - نَارًا " " شَكَّ فِي الْبُيُوتِ وَالْبُطُونِ، فَأَمَّا الْقُبُورُ فَلَيْسَ فِيهِ شَكٌّ " (1) 1152 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِهِ " (2) 1153 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ " (3) 1154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهْدِيَتْ لَهُ حُلَّةٌ مِنْ حَرِيرٍ فَكَسَانِيهَا، قَالَ عَلِيٌّ: فَخَرَجْتُ فِيهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَسْتُ أَرْضَى لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي "   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وانظر ما قبله. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. وأخرجه ابن ماجه (1186) ، والبزار (680) ، وابن خزيمة (1080) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (580) . (3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ هبيرة بن يريم، فمن رجال أصحاب السن، وهو حسن الحديث. وأخرجه البزار (724) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (762) . الحديث: 1152 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 قَالَ: فَأَمَرَنِي فَشَقَقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي خُمُرًا، بَيْنَ فَاطِمَةَ وَعَمَّتِهِ (1) • 1155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ (2) ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُتَيْبَةُ (3) وَهُوَ الضَّرِيرُ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَرَكَ دِينَارًا وَدِرْهَمًا. فَقَالَ: " كَيَّتَانِ صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "، (4) • 1156 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ نَحْوَهُ 1157 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جُرَيَّ بْنَ كُلَيْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَضَبِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ " قَالَ قَتَادَةُ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قُلْتُ: مَا عَضَبُ الْأُذُنِ؟ فَقَالَ: " إِذَا كَانَ النِّصْفَ أَوِ اكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ " (5)   (1) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه البزار (726) ، وأبو يعلى (319) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (119) ، وأبو يعلى (443) من طريق شعبة، به. وأخرجه عبد الرزاق (19939) عن معمر، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 8/346-347 و12/66، وابن ماجه (3596) من طريق أبي فاختة سعيد بن علاقة، عن هبيرة بن يريم، به. وانظرما تقلم برقم (698) . (2) تحرف في (م) إلى: حبان. (3) في (م) و (س) و (ق) : عتبة. وانظر "المؤتلف والمختلف" 3/1607. (4) إسناده ضعيف، وهو مكرر (788) . (5) إسناده حسن، وقد تقدم برقم (633) . الحديث: 1155 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 1158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُضَحَّى بِأَعْضَبِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ " قَالَ قَتَادَةُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ: " نَعَمْ، الْعَضَبُ: النِّصْفُ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ " (1) 1159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى - أَوْ نَهَانِي - عَنِ الْمِيثَرَةِ وَالْقَسِّيِّ وَخَاتَمِ الذَّهَبِ (2) " 1160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ عَمَّارًا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " الطَّيِّبُ الْمُطَيَّبُ ائْذَنْ لَهُ (3) " 1161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ، يُحَدِّثُ   (1) هذا الحديث لم يرد في (ظ9) و (ب) . وسنده حسن كسابقه. سعيد: هو ابن أبي عروبة. (2) إسناده حسن، وقد تقدم برقم (722) . (3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير هانئ بن هانئ، فمن رجال أصحاب السنن، وائظر ما تقدم برقم (779) . وأخرجه البزار (739) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. الحديث: 1158 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ بَدْرٍ، وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ إِلا نَائِمٌ، إِلا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي إِلَى شَجَرَةٍ، وَيَدْعُو حَتَّى أَصْبَحَ "، وَمَا كَانَ مِنَّا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ (1) 1162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: جَاءَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: حَدِّثْنِي مَا نَهَاكَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " نَهَانِي عَنِ الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْجِعَةِ، وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ - أَوْ قَالَ: حَلْقَةِ الذَّهَبِ - وَعَنِ الْحَرِيرِ وَالْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ الْحَمْرَاءِ " قَالَ: " وَأُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةُ حَرِيرٍ فَكَسَانِيهَا، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَأَخَذَهَا فَأَعْطَاهَا فَاطِمَةَ - أَوْ عَمَّتَهُ - "، إِسْمَاعِيلُ يَقُولُ ذَلِكَ، (2) 1163 - حَدَّثَنَاه يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بن مضرب، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (823) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1023) . (2) إسناده قوى، رجاله رجال الصحيح غيرَ مالك بن عمير، فقد روى له أبو داود والنسائي، وزعم أبو زرعة الرازي- فيما نقله عنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 221- أن روايته عن علي مرسلة، لكن تقدم في "المسند" (963) أنه قال: كنت قاعداً عند علي، مما يدل أنه سمع منه، وهو تابعي مخضرم أدرك الجاهلية، حتى إن يعقوب بن سفيان عده في الصحابة! (3) إسناده قوي كسابقه. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبد الواحد: هو ابن= الحديث: 1162 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 • 1164 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ حُصَيْنٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمِنْبَرِ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَقْطَعُ الصَّلاةَ إِلا الْحَدَثُ "، لَا أَسْتَحْيِيكُمْ مِمَّا لَا يَسْتَحْيِي مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَالْحَدَثُ: أَنْ يَفْسُوَ أَوْ يَضْرِطَ (1) • 1165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ أَبُو عَبَّادٍ الذَّارِعُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُتَيْبَةُ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ (2) بْنُ أَصْرَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: مَاتَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وَتَرَكَ دِينَارًا وَدِرْهَمًا،   =زياد، وعبد الواحد رواه عن إسماعيل بن سميع. وأخرجه أبو داود (3697) عن مسدد، والنسائي 8/166-167 و302 عن قتيبة، كلاهما عن عبد الواحد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/114 عن عباد بن عوام، والنسائي 8/166 من طريق مروان بن معاوية، كلاهما عن إسماعيل بن سميع، به. وبعضُ هؤلاء يزيد فيه على بعض. وانظر (963) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حبان بن علي، وحصين المزني لم يرو عنه غير ضرار بن مرة، وقال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/159. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1986) ، والبيهقي 1/220-221 من طريقين عن حبان بن علي، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (135) ، ومسلم (225) ، وأبي داود (60) ، والترمذي (76) أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا تقبل صلاةُ من أحدث حتى يتوضأ" فسأل رجل من حضرموت أبا هريرة: ما الحدث، فقال: فُساء أو ضراط. (2) تصحف في (م) إلى: يزيد. الحديث: 1164 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ تَرَكَ دِينَارًا وَدِرْهَمًا، فَقَالَ: " كَيَّتَانِ صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " (1) • 1166 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْحُسَامِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا، مَشَى فِي خِرَافِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ اسْتَنْقَعَ فِي الرَّحْمَةِ، فَإِذَا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وُكِّلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ (2) " 1167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَسْعُودَ (3) بْنَ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا،، قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي جَنَازَةٍ فَقُمْنَا، وَرَأَيْتُهُ قَعَدَ فَقَعَدْنَا (4) " 1168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ، قَالَ:   (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (788) . (2) حسن والصحيح وقفه، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من الأنصار. وأخرجه البيهقي في "شُعب الإيمان" (9175) من طريق يوسف بن يعقوب، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (612) . (3) تحرف في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر بر: مسعر. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد تقدم برقم (631) . الحديث: 1166 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ " قَالَ: " وَنَهَى - أَوْ نَهَانِي - عَنِ الْقَسِّيِّ، وَالْمِيثَرَةِ، وَعَنِ الْخَاتَمِ فِي السَّبَّابَةِ أَوِ الْوُسْطَى " (1) 1169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: ذَكَرْتُ ابْنَةَ حَمْزَةَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (2) • 1170 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ الْمُبَارَكِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْمُوَرِّعِ (3) ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَقَالَ: " مَنْ يَأْتِي الْمَدِينَةَ فَلا يَدَعُ قَبْرًا إِلا سَوَّاهُ، وَلا صُورَةً إِلا طَلَخَهَا، وَلا وَثَنًا إِلا كَسَرَهُ "   (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عاصم بن كليب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه مسلم (2078) (64) ، والنسائي 8/194، وابن حبان (998) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وبعضُهم يزيدُ فيه على بعض. وأخرجه مختصراً الطيالسي (161) و (167) عن شعبة، به. وانظر (1124) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي صالح - واسمه عبد الرحمن بن قيس الحنفى- فمن رجال مسلم. أبو عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي. وأخرجه الطيالسي (147) ، والبزار (730) ، وأبو يعلى (382) و (383) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ورواية البزار مطولة. (3) في ظ 11، ح، ب: "ابن المورع" وفي حاشية ب مقابلة ما نصه: "في= الحديث: 1169 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا. ثُمَّ هَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَجَلَسَ، قَالَ عَلِيٌّ: فَانْطَلَقْتُ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَدَعْ بِالْمَدِينَةِ قَبْرًا إِلا سَوَّيْتُهُ، وَلا صُورَةً إِلا طَلَخْتُهَا، وَلا وَثَنًا إِلا كَسَّرْتُهُ، قَالَ: فَقَالَ: " مَنْ عَادَ فَصَنَعَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ، يَا عَلِيُّ، لَا تَكُونَنَّ فَتَّانًا - أَوْ قَالَ: مُخْتَالًا - وَلا تَاجِرًا إِلا تَاجِرَ الْخَيْرِ، فَإِنَّ أُولَئِكَ هُمُ الْمُسَوِّفُونَ (1) فِي الْعَمَلِ " (2) 1171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، قَالَ: أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةٌ سِيَرَاءُ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: " إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا " قَالَ: فَأَمَرَنِي فَأَطَرْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي (3) 1172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُجَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ،   = الحاشيهّ: قال ابن الرزاز: صوابه "أبو" كذا يقول البصريون، وأهل الكوفة يكنونه أبا محمد، وهو رجل من هذيل، لا يعرف له اسم". (1) في (س) و (ق) و (ص) : المسبوقون. (2) إسناده ضعيف لجهالة أبي المورع. وقد تقدم برقم (657) . وقوله: "صوراً" في (ب) و (ط 11) و (ح) : صورة. والمسوفون: هم الذين تشغلهم تجارتهم عن العمل والطاعة. وطَلَخها، وتقدم بلفظ "لطخ"، وهما بمعنى، أي: لطخها بالطين حتى يطمسها. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي صالح- واسمه عبد الرحمن بن قيس الحنفي- فمن رجال مسلم. أبو عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي. وأخرجه مسلم (2071) (17) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2071) ، وأبو داود (4043) ، والبزار (731) ، والنسائي 8/197 من طرق عن شعبة، به. وانظر (1077) . الحديث: 1171 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَلائِكَةُ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، وَلا جُنُبٌ وَلا كَلْبٌ " (1) 1173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلِيًّا، صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي الرَّحَبَةِ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ " أُتِيَ بِتَوْرٍ فَأَخَذَ حَفْنَةَ مَاءٍ، فَمَسَحَ يَدَيْهِ وَذِرَاعَيْهِ وَوَجْهَهُ وَرَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبُوا وَهُمْ قِيَامٌ وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ، وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ " (2)   (1) إسناده ضعيف، وتقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (632) . وأخرجه ابن ماجه (3650) ، والنسائي 7/185 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسنادِ. وليس في حديث ابنِ ماجه "ولا جنب"، وتحرف في المطبوع منه "عبد الله بن نجي" إلى: عبد اللة بن يحيى، وسقط منه نجي والد عبد الله، يستدرك من "تحفة الأشراف" 7/451. وأخرجه البزار (880) من طريق محمد بن جعفر، به. وليس فيه أيضاً نجي والد عبد الله. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبرة، فمن رجال البخاري. وأخرجه ابن خزيمة (16) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (148) ، والبخاري (5616) ، والبزار (772) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (4073) ، والطحاوي 1/34، والطبري 6/113، والبيهقي 1/75 وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3047) من طرق عن شعبة، به. وانظر (583) . التَّور: هو إناء من نحاس يتوضأ منه. الحديث: 1173 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 1174 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ: أُتِيَ بِكُوزٍ (1) 1175 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ الْحَكَمُ: أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُ أَنْ يُسَوِّيَ الْقُبُورَ (2) " • 1176 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْ يُسَوِّيَ كُلَّ قَبْرٍ، وَأَنْ يُلَطِّخَ كُلَّ صَنَمٍ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَدْخُلَ بُيُوتَ قَوْمِي، قَالَ: فَأَرْسَلَنِي، فَلَمَّا جِئْتُ قَالَ: " يَا عَلِيُّ، لَا تَكُونَنَّ فَتَّانًا، وَلا مُخْتَالًا، وَلا تَاجِرًا إِلا تَاجِرَ خَيْرٍ فَإِنَّ أُولَئِكَ مُسَوِّفُونَ - أَوْ مَسْبُوقُونَ (3) - فِي الْعَمَلِ (4) " 1177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: وَأَهْلُ الْبَصْرَةِ يُكَنُّونَهُ أَبَا مُوَرِّعٍ، قَالَ: وَكَانَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يُكَنُّونَهُ بِأَبِي مُحَمَّدٍ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي محمد الهذلي، وقد تقدم برقم (657) مطولاً. (3) قوله: "أو مسبوقون" سقط من (م) . (4) إسناده. ضعيف، وانظر ما قبله. الحديث: 1174 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ (1) 1178 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ عُرْفُطَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ خَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أُتِيَ بِكُرْسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِكُوزٍ - قَالَ حَجَّاجٌ: بِتَوْرٍ - مِنْ مَاءٍ، قَالَ: " فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا، وَمَضْمَضَ ثَلاثًا مَعَ الاسْتِنْشَاقِ بِمَاءٍ وَاحِدٍ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا - قَالَ حَجَّاجٌ: ثَلاثًا ثَلاثًا - بِيَدٍ وَاحِدَةٍ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ فِي التَّوْرِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ - قَالَ حَجَّاجٌ: فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ مِنْ مُقَدَّمِ رَأْسِهِ إِلَى مُؤَخَّرِ رَأْسِهِ، قَالَ: وَلا أَدْرِي أَرَدَّهَا إِلَى مُقَدَّمِ رَأْسِهِ أَمْ لَا - وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا - قَالَ حَجَّاجٌ: ثَلاثًا ثَلاثًا - " ثُمَّ قَالَ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى طُهُورِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَذَا طُهُورُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) • 1179 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْوَضِيءِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، حَيْثُ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، قَالَ: " الْتَمِسُوا لِيَ الْمُخْدَجَ " فَطَلَبُوهُ فِي الْقَتْلَى، فَقَالُوا: لَيْسَ نَجِدُهُ،   (1) إسناده ضعيف، وانظر ما قبله. وحديث أبي داود- وهو المباركي- عن أبي شهاب، تقدم برقم (1170) وهو من زيادات عبد الله بن أحمد. (2) إسناده صحيح، وانظر ما تقدم برقم (989) . وأخرجه مختصراً أبو داود (113) ، وأبو يعلى (535) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. (3) تحرف في (م) إلى: مثل. الحديث: 1178 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 فَقَالَ: " ارْجِعُوا فَالْتَمِسُوا، فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ " فَرَجَعُوا فَطَلَبُوهُ، فَرَدَّدَ ذَلِكَ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يَحْلِفُ بِاللهِ: " مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ " فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوهُ تَحْتَ الْقَتْلَى فِي طِينٍ، فَاسْتَخْرَجُوهُ فَجِيءَ بِهِ فَقَالَ أَبُو الْوَضِيءِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَبَشِيٌّ عَلَيْهِ ثَدْيٌ، قَدْ طَبَقَ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ مِثْلُ شَعَرَاتٍ تَكُونُ عَلَى ذَنَبِ الْيَرْبُوعِ (1) 1180 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ (2) " 1181 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ فِي جَنَازَةٍ فَأَخَذَ عُودًا يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ، فَقَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا قَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ أَوْ مِنَ   (1) إسناده صحيح. أبو الوضيئ: هو عباد بن نسيب. وأخرجه أبو يعلى (480) عن عبيد الله بن القواريري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (169) ، وأبو داود (4769) ، وأبو يعلى (555) من طريق حماد بن زيد، به. وسيأتي برقم (1188) و (1189) و (1197) . واليربوع: حيوان صغير على هيئة الجرذ الصغير، وله ذنب طويل ينتهي بخصلة من الشعر، وهو قصير اليدين طويل الرجلين، لونه كلون الغزال. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين سليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك. وأخرجه مسلم (1994) من طريق محمد. جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (634) . الحديث: 1180 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 الجَنَّةِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسْرَى، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلعُسْرَى " قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي بِهِ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، فَلَمِ انْكِرْ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ شَيْئًا (1) 1182 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَذْيِ، مِنْ أَجْلِ فَاطِمَةَ فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " فِيهِ الْوُضُوءُ " (2) 1183 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ:   (1) إسناده صحح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش. وأخرجه البخاري (7552) ، ومسلم (2647) (7) ، والبزار (83 هـ) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وفيه عندهم "عن منصور والأعمش"، وحديث منصور تقدم برقم (1067) ، وانظر (621) . ولفظة "شيئاً" في قول شعبة لم ترد في (ظ 11) و (ب) و (ح) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن علي: هو ابن الحنفية. وأخرجه ابن خزيمة (19) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (104) ، ومن طريقه البيهقي 1/115، وأخرجه مسلم (303) (18) ، والنسائي في "المجتبى" 1/97 و214، وفي "الكبرى" (5888) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما (الطيالسي وخالد) عن شعبة، به. وانظر (618) . الحديث: 1182 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، أَرَادَ أَنْ يَرْجُمَ مَجْنُونَةً، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: مَا لَكَ ذَلِكَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الطِّفْلِ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَبْرَأَ - أَوْ يَعْقِلَ - "، فَأَدْرَأَ عَنْهَا عُمَرُ (1) 1184 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنٍ (2) ، قَالَ: شُهِدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ عِنْدَ عُثْمَانَ: أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَكَلَّمَ عَلِيٌّ عُثْمَانَ فِيهِ، فَقَالَ: دُونَكَ ابْنُ عَمِّكَ فَاجْلِدْهُ. فَقَالَ: قُمْ يَا حَسَنُ. فَقَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا وَلِّ هَذَا غَيْرَكَ. فَقَالَ: بَلْ عَجَزْتَ، وَوَهَنْتَ، وَضَعُفْتَ، قُمْ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَجَلَدَهُ، وَعَدَّ عَلِيٌّ، فَلَمَّا كَمَّلَ أَرْبَعِينَ، قَالَ: " حَسْبُكَ - أَوِ امْسِكْ - جَلَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَكَمَّلَهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ وَكُلٌّ سُنَّةٌ (3) " 1185 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ شَرَاحَةَ الْهَمْدَانِيَّةَ، أَتَتْ عَلِيًّا، فَقَالَتْ: إِنِّي زَنَيْتُ. فَقَالَ: " لَعَلَّكِ غَيْرَى، لَعَلَّكِ رَأَيْتِ فِي مَنَامِكِ، لَعَلَّكِ اسْتُكْرِهْتِ "، وَكُلٌّ ذَلِكَ تَقُولُ: لَا،   (1) صحيح لغيره، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من عمر ولا من علي، وانظر ما تقدم برقم (940) ، وما سيأتي برقم (1328) . وأخرجه البيهقي 8/325 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عَروبة، بهذا الإسناد. (2) تصحف في (م) إلى: حصين، بالصاد المهملة. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد تقدم برقم (624) . الحديث: 1184 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 فَجَلَدَهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَقَالَ: " جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) " 1186 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا، قَالَ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى أَنْ يُمْسِكَ أَحَدٌ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئًا فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ " (2) • 1187 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دِجَاجَةَ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَلِيٍّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ: يَا فَرُّوخُ، أَنْتَ الْقَائِلُ: لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ، وَعَلَى الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ أَخْطَتِ اسْتُكَ الْحُفْرَةَ؟ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِائَةُ سَنَةٍ، وَعَلَى الْأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ حَيٌّ، وَإِنَّمَا رَخَاءُ هَذِهِ وَفَرَجُهَا بَعْدَ الْمِائَةِ " (3)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد تقدم برقم (716) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد: هو سعد بن عبيد. وانظر (435) . (3) إسناده قوي. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه أبو يعلى (584) عن زهير بن حريب، عن جرير، عن منصور، عن عبد الملك (!) عن نعيم بن دجاجة، به. وانظر (714) . وقول علي لأبي مسعود- وهو عقبة بن عمرو البدري-: "يا فروخ "، فروخ: فارسي، ومعناه: السعيدُ طالعُه، وقال السندي: يقال: إنه اسم لأبي العَجَم، فكأنه نسبه إلى أنه = الحديث: 1186 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 • 1188 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْوَضِيءِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، قَالَ: " الْتَمِسُوا فِي الْقَتْلَى "، قَالُوا: لَمْ نَجِدْهُ، قَالَ: " اطْلُبُوهُ فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ " حَتَّى اسْتَخْرَجُوهُ مِنْ تَحْتِ الْقَتْلَى، قَالَ أَبُو الْوَضِيءِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حَبَشِيٌّ، إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ مِثْلُ ذَنَبِ الْيَرْبُوعِ (1) • 1189 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الشَّاعِرُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا الْوَضِيءِ عَبَّادًا حَدَّثَهُ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عَامِدِينَ إِلَى الْكُوفَةِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلَمَّا بَلَغْنَا مَسِيرَةَ لَيْلَتَيْنِ - أَوْ ثَلاثٍ - مِنْ حَرُورَاءَ، شَذَّ مِنَّا نَاسٌ كَثِيرٌ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِعَلِيٍّ، فَقَالَ: لَا يَهُولَنَّكُمْ أَمْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ سَيَرْجِعُونَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ - قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَقَالَ: إِنَّ خَلِيلِي أَخْبَرَنِي: " أَنَّ قَائِدَ هَؤُلاءِ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِهِ شَعَرَاتٌ، كَأَنَّهُنَّ ذَنَبُ الْيَرْبُوعِ فَالْتَمَسُوهُ " فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا: إِنَّا لَمْ نَجِدْهُ. فَقَالَ: الْتَمِسُوهُ، فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ ثَلَاثًا، فَقُلْنَا: لَمْ نَجِدْهُ، فَجَاءَ عَلِيٌّ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: " اقْلِبُوا ذَا اقْلِبُوا ذَا " حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْكُوفَةِ   = عَجَمي قليل الفَهْم. (1) إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (1179) . الحديث: 1188 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 فَقَالَ: هُوَ ذَا، قَالَ عَلِيٌّ: اللهُ أَكْبَرُ، لَا يَأْتِيكُمِ أَحَدٌ يُخْبِرُكُمْ مَنْ أَبُوهُ؟، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ هَذَا مَالِكٌ، هَذَا مَالِكٌ، يَقُولُ عَلِيٌّ: ابْنُ مَنْ هُوَ (1) 1190 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا (2) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ لِشَرَاحَةَ: " لَعَلَّكِ اسْتُكْرِهْتِ، لَعَلَّ زَوْجَكِ أَتَاكِ، لَعَلَّكِ لَعَلَّكِ " قَالَتْ: لَا. قَالَ: فَلَمَّا وَضَعَتْ مَا فِي بَطْنِهَا جَلَدَهَا، ثُمَّ رَجَمَهَا، فَقِيلَ لَهُ: جَلَدْتَهَا، ثُمَّ رَجَمْتَهَا؟ قَالَ: " جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) 1191 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " أَنَا أَوَّلُ رَجُلٍ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4) "   (1) إسناده حسن، يزيد بن أبي صالح وثقه يحيى بن معين وغيره، وقال أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وقال أحمد بن حنبل: كان حسن الحديث، له ترجمة في "تعجيل المنفعة" ص 450. وأخرجه بأطولَ مما هنا الحاكم 4/531-533 وصحح إسناده من طريق أبي قِلابة الرقاشي، عن عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، عن أبيه، عن يزيد بن صالح (كذا في المستدرك) ، بهذا الإسناد. وانظر (1179) . (2) تحرف في (م) إلى: بن. (3) حديث صحيح، وقد تقدم برقم (716) . (4) إسناده ضعيف لضعف حبة العرني. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/21 عن أبي داود الطيالسي ويزيد بن هارون،= الحديث: 1190 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 1192 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَحَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَليًّا يَقُولُ: " أَنَا أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 1193 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُهُ مَعَ عَلِيٍّ، فَصَلَّى قَبْلَ أَنْ يَخْطُبَ بِلا أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ ثُمَّ خَطَبَ. فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى أَنْ تَأْكُلُوا نُسُكَكُمْ بَعْدَ ثَلاثِ لَيَالٍ، فَلا تَأْكُلُوهَا بَعْدُ (2) "   = بهذا الإسناد. وفي آخره: قال يزيد: أو أسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/65 و13/50، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (179) ، وفي "الأوائل" (69) من طريق شبابة بن سوار، والنسائي في "الخصائص" (1) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن شعبة، به. وتحرف في المطبوع من "الآحاد" "عن حبة" الى: عن جده! وأخرجه الخطيب في "تاريخه"4/233 من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، عن سفيان الثوري وشعبة، به. ولفظه: أنا أول من أسلم ... وانظر (776) . وانظر حديث ابن عباس الذي سيأتي برقم (3062) و (3542) . (1) إسناده ضعيف كسابقه. وهذا الحديث سقط من النسخ المطبوعة، وهو ثابت في أصولنا الخطية، وفي "أطراف المسند" 1/ورقة 199، و"غاية المقصد" ورقة 307. وقد زيد في نسخة (س) في آخر الحديث لفظة "وأسْلَمَ"، وهي زيادة تفردت بها (س) عن سائر النسخ. (2) إسناد. صحيح على شرط الشيخين، وقد تقدم برقم (435) . الحديث: 1192 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 1194 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تُصَلُّوا بَعْدَ الْعَصْرِ، إِلا أَنْ تُصَلُّوا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ " (1) 1195 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوَاصِلُ مِنَ السَّحَرِ إِلَى السَّحَرِ (2) " 1196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ إِلَى عَلِيٍّ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ، فَشَكَوْا سُعَاةَ عُثْمَانَ، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبِي: اذْهَبْ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى عُثْمَانَ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَكَوْا سُعَاتَكَ " وَهَذَا أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّدَقَةِ " فَمُرْهُمْ فَلْيَأْخُذُوا بِهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ قَالَ: فَلَوْ كَانَ ذَاكِرًا عُثْمَانَ بِشَيْءٍ لَذَكَرَهُ يَوْمَئِذٍ - يَعْنِي - بِسُوءٍ (3)   (1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير وهب بن الأجدع، وانظر (610) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى- وهو ابن عامر الثعلبي-. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7752) ، إلا أنه لم يذكر فيه علياً. وانظر ما تقْدم برقم (700) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3111) عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. وفيه: فقال لي علي: اذهب إلى عثمانَ فأخبره أنها صدقةُ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمرْ= الحديث: 1194 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سُعاتَك يعملوا بها. فأتيتُه بها، فقال: أغْنِها عنا (أي: اصرفها عنا) . فأتيتُ بها علياً فأخبرتُه، فقال: ضَعْها حيث أخذتها. وعلقه مختصراً البخاري أيضاً (3112) فقال: وقال الحميديُّ: حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن سوقة، قال: سمعتُ منذراً الثوريّ، عن ابن الحنفية قال أرسلني أبي؟ خُذ هذا الكتابَ، فاذهب به إلى عثمان، فإن فيه أمرَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصدقة. قال الحافظ في "الفتح" 6/215: هو في كتاب "النوادر" للحميدي بهذا الإسناد، والحميدي من شيوخ البخاري في الفقه والحديث، وأراد بروايته هذه بيانَ تصريح سفيان بالتحديث، وكذا التصريح بسماع محمد بن سوقة من منذر. السعاة: جمع ساع، وهو العامل الذي يسعى في استخراج الصدقة ممن تجب عليه، ويحملها إلى الإِمام. قوله: "فذكرت ذلك له"، قال السندي: فيه اختصار، أي: فرده عثمان رضي الله تعالى عنه، كما في البخاري. قلنا: وفي سبب رد عثمان للكتاب قال الحافظ في "الفتح" 6/215: قيل: كان علم ذلك عند عثمان، فاستغنى عن النظر في الصحيفة، وقال الحميدي في "الجمع "؟ قال بعض الرواة عن ابن عيينة: لم يجد علي بُدْاً حين كان عنده علم منه أن ينْهِيَه إليه، ونرى أن عثمان إنما رده، لأن عنده علما من ذلك، فاستغنى عنه، ويستفاد من الحديث بَذْلُ النصيحة للأمراء، وكشف أحوال مَن يقعُ منه الفساد من أتباعهم، وللإمام التنقيب عن ذلك. ويحتمل أن يكون عثمان لم يثبت عنده ما طعِن به على سُعاتِه، أو ثبت عنده وكان التدبير يقتضي تأخير الإنكار، أو كان الذي أنكره من المستَحَبات، لا من الواجبات، ولذلك عَذَرَه علي ولم يذكره بسوء. وقال السندي في "حاشيته " ورقة 36: لعل وجه ذلك أن عثمان رضي الله تعالى عنه رأى أن عماله عالِمون بما في الكتاب وعاملون به، فلا حاجة إليه، فأمر بصرفه، وعلم أن شكاية الناس ليست لظُلم العمال، وإنما هي في طبعهم من حث المال، وكراهية الإنفاق، أو علم أن عماله ظَلَمة يستحقون العزلَ، ولا ينفعهم الكتاب، فأراد أن يَعزِلهم= الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 • 1197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّ أَبَا الْوَضِيءِ عَبَّادًا حَدَّثَهُ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا عَامِدِينَ إِلَى الْكُوفَةِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمُخْدَجِ، قَالَ عَلِيٌّ: فَوَاللهِ مَا كَذَبْتُ وَلا كُذِبْتُ ثَلاثًا، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَمَا إِنَّ خَلِيلِي أَخْبَرَنِي: " ثَلاثَةَ إِخْوَةٍ مِنَ الجِنِّ، هَذَا أَكْبَرُهُمْ، وَالثَّانِي لَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ، وَالثَّالِثُ فِيهِ ضَعْفٌ " (1) • 1198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زحْمَوَيْهِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: صَلَّيْنَا الْغَدَاةَ فَجَلَسْنَا إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، " فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا، وَمَضْمَضَ مَرَّتَيْنِ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلاثًا "، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا وُضُوءُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْلَمُوا " (2) • 1199 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَحْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيًّا، وَقَدْ صَلَّى " فَدَعَا بِكُوزٍ ثُمَّ تَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا تَمَضْمَضَ مِنَ الكَفِّ الَّذِي يَأْخُذُ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا وَيَدَهُ الْيُمْنَى   = وينصب موضعهم مَنْ هو عالم بالكتاب، فأمره يصرف الكتاب لذلك، ولم يُرِد إعراضَه عن العمل بما في الكتاب، حاشاه عن ذلك رضي الله تعالى عنه، والله تعالى أعلم. (1) هو مكرر (1189) . وقوله: "أما إن خليلي ... " لم يرد إلا في هذا الحديث! (2) حسن، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي وإن كان في حفظه شيء- قد توبع، وقد تقدم برقم (928) . الحديث: 1197 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 ثَلَاثًا وَيَدَهُ الشِّمَالَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا "، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ هَذَا (1) " 1200 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ، فَمَرَّ بِهِ جَنَازَةٌ فَقَامَ لَهَا نَاسٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَنْ أَفْتَاكُمْ هَذَا؟ فَقَالُوا: أَبُو مُوسَى، قَالَ: " إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً، فَكَانَ يَتَشَبَّهُ بِأَهْلِ الْكِتَابِ، فَلَمَّا نُهِيَ انْتَهَى " (2)   (1) صحيح، أبو بحر- واسمه عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، وإن كان فيه ضعف- قد توبع. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه أبو داود (111) ، ومن طريقه البيهقي 1/50، والبغوي (222) عن مسدد، والبزار (792) عن محمد بن عبد الملك القرشي، والنسائي 1/68 عن قتيبة بن سعيد، والبيهقي 1/68 من طريق مسدد، والبغوي (222) من طريق الحسن بن سفيان، وعبد الواحد بن غياث، وقتيبة بن سعيد، خمستهم عن أبي عَوانة، بهذا الإسناد. وقال البغوي: هذا حديث حسن. وسيأتي هذا الحديث في "السند" برقم (1324) عن عفان بن مسلم، عن أبي عوانة، به. وانظر ما تقدم برقم (928) . (2) صحيح، ليث- وهو ابن أبي سليم وإن كان ضعيفاٌ - قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، سفيان: هو الثوري، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6311) . وأخرجه الطيالسي (162) عن زاثدة بن قدامة، والحميدي (50) عن سفيان بن عيينة، وأبو يعلى (266) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم، به. وسيأتي من طريق ليث أيضاً في مسند أبي موسى الأشعري (4/413 الطبعة الميمنية) .= الحديث: 1200 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 1201 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ (1) : قَالَ عَلِيٌّ: " أَصَبْتُ شَارِفًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَارِفًا أُخْرَى "، فَأَنَخْتُهُمَا يَوْمًا عِنْدَ بَابِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَحْمِلَ عَلَيْهِمَا إِذْخِرًا لِأَبِيعَهُ، وَمَعِي صَائِغٌ مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ، لِأَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ فَاطِمَةَ، وَحَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَشْرَبُ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ، فَثَارَ إِلَيْهِمَا حَمْزَةُ بِالسَّيْفِ، فَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا - قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: وَمِنَ السَّنَامِ؟ قَالَ: جَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا - فَذَهَبَ بِهَا قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِي، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدٌ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى حَمْزَةَ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ (2) حَمْزَةُ بَصَرَهُ، فَقَالَ: هَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَهْقِرُ حَتَّى خَرَجَ عَنْهُمْ وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ (3)   =وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 3/358، والنسائي 4/46 من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرج مالك في "الموطأ" 1/232، ومسلم (962) ، وأبو داود (3175) ، والترمذي (1044) من طريق مسعود بن الحكم الأنصاري، عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقوم في الجنائز، ثم جلس بعد. (1) القائل هو حسين بن علي. (2) تحرفت في (م) إلى: فرجع. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1979) (1) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.= الحديث: 1201 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 • 1202 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَلَا تُحَدِّثُنَا بِصَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّهَارِ وَالتَّطَوُّعِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَهَا، فَقَالُوا لَهُ: أَخْبِرْنَا بِهَا نَأْخُذْ مِنْهَا مَا أَطَقْنَا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، (1) • 1203 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ فُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ، إِمْلاءً عَلَيَّ مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّهَارِ، فَقَالَ: " كَانَ يُصَلِّي سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً " قَالَ: " يُصَلِّي إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا، كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا كَصَلاةِ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا كَصَلاةِ الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَكَانَ يُصَلِّي قَبْلَ   وأخرجه البخاري (2375) ، ومسلم (1979) (1) ، والبزار (502) ، وأبو يعلى (547) ، وابن حبان (4536) من طرق عن ابن جريح، به. وأخرجه البخاري (2089) و (3091) و (4003) و (5793) ، ومسلم (1979) (2) ، وأبو داود (2986) ، والبيهقي 6/153 و341-342 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به. والشارف: الناقة المسنة. وجب أسنمتهما: قطعهما، والجَمت الاستئصال في القطع. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. أبو الأحوص: سلام بن سليم الحنفي الكوفي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 2/201-202. وانظر ما تقدم برقم (650) . الحديث: 1202 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 الظُّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَبَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ، وَقَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ " (1) 1204 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، وَعَبْدِ اللهِ، ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِمَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ، وَبَلَغَهُ أَنَّهُ رَخَّصَ فِي مُتْعَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنْهَا يَوْمَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ " (2) 1205 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ " تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ "، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا (3) " 1206 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ شَيْخٍ لَهُمْ يُقَالُ لَهُ: سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " أُعْطِيَ كُلُّ نَبِيٍّ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ مِنْ أَمَّتِهِ، وَأُعْطِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ نَجِيبًا مِنْ أُمَّتِهِ، مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ " (4)   (1) إسناده قوي، وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو فىٍ "مصنف عبد الرزاق" (8720) و (14032) . وانظر ما تقدم برقم (592) . (3) إسناده حسن. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (120) ، وانظر ما تقدم برقم (971) . (4) إسناده ضعيف لانقطاعه، سالم- وهو ابن أبي حفصة- لم يسمعه من عبد= الحديث: 1204 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 1207 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ، فَكَانَ إِذَا شَهِدَ مَشْهَدًا أَوْ أَشْرَفَ عَلَى أَكَمَةٍ، أَوْ هَبَطَ وَادِيًا، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ "، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى نَسْأَلَهُ عَنْ قَوْلِهِ: " صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَأَيْنَاكَ إِذَا شَهِدْتَ مَشْهَدًا، أَوْ هَبَطْتَ وَادِيًا، أَوْ أَشْرَفْتَ عَلَى أَكَمَةٍ، قُلْتَ: " صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ ". فَهَلْ عَهِدَ رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ شَيْئًا فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنَّا وَأَلْحَحْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ، قَالَ: " وَاللهِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدًا إِلا شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَى النَّاسِ، وَلَكِنَّ النَّاسَ وَقَعُوا عَلَى عُثْمَانَ، فَقَتَلُوهُ، فَكَانَ غَيْرِي فِيهِ أَسْوَأَ حَالًا وَفِعْلًا مِنِّي، ثُمَّ إِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَحَقُّهُمْ بِهَذَا الْأَمْرِ، فَوَثَبْتُ عَلَيْهِ، فَاللهُ أَعْلَمُ أَصَبْنَا أَمْ أَخْطَأْنَا " (1) * 1208 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، ح قَالَ عَبْدُ اللهِ: وحَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ تَطَوُّعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّهَارِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " تِلْكَ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّهَارِ "، وَقَلَّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَيْهَا، (2)   = الله بن مليل، بينهما رجل لم يسم كما سيأتي برقم (1274) ، وسالم بن أبي حفصة هو إلى الضعف أقرب، وعبد الله بن مليل لم بوثقه غيرُ ابن حبان. وانظر (665) . (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جُدْعان-. الحسن: هو البصري. وانظر ما سيأتي برقم (1271) . (2) إسناده قوي. إسحاق بن إسماعيل: هو الطالقاني، وأبو خيثمة: هو زهير بن= الحديث: 1207 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَي أَبِي حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: وَقَالَ أَبِي: قَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ: " يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِحَدِيثِكَ هَذَا مِلْءَ مَسْجِدِكَ هَذَا ذَهَبًا " 1209 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِجُلُودِهَا وَجِلالِهَا (1) " 1210 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: حَمَلَتْ شُرَاحَةُ، وَكَانَ زَوْجُهَا غَائِبًا، فَانْطَلَقَ بِهَا مَوْلاهَا إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهَا عَلِيٌّ: " لَعَلَّ زَوْجَكِ جَاءَكِ، أَوْ لَعَلَّ أَحَدًا اسْتَكْرَهَكِ عَلَى نَفْسِكِ؟ " قَالَتْ: لَا. وَأَقَرَّتْ بِالزِّنَا، فَجَلَدَهَا عَلِيٌّ يَوْمَ الْخَمِيسِ - أَنَا شَاهِدُهُ - وَرَجَمَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَأَنَا شَاهِدُهُ، فَأَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا إِلَى السُّرَّةِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ الرَّجْمَ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَقَدْ كَانَتْ نَزَلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ، فَهَلَكَ مَنْ كَانَ يَقْرَؤُهَا وَآيًا مِنَ القُرْآنِ بِالْيَمَامَةِ (2)   = حرب، وسفيان: هو الثوري. وانظر (650) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وابن أبي نجيح: هو عبد الله، وابن أبي ليلى: هو عبدُ الرحمن. وأخرجه الحميدي (42) ، والنسائي في "الكبرى" (4147) ، وابن خزيمة (2919) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1707) و (1716) و (2299) ، ومسلم (1317) ، والبزار (616) ، والنسائي (4148) و (4150) ، والبيهقي 5/233 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. وانظر (593) . (2) إسناده ضعيف لضعف مجالد- وهو ابن سعيد-، وفي الخبر ألفاظ منكرة، وانظر= الحديث: 1209 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 1211 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَقَاضَى إِلَيْكَ رَجُلانِ، فَلا تَقْضِ لِلْأَوَّلِ حَتَّى تَسْمَعَ مَا يَقُولُ الْآخَرُ فَسَوْفَ تَرَى كَيْفَ تَقْضِي "، قَالَ: فَمَا زِلْتُ بَعْدُ قَاضِيًا (1) 1212 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ " (2) • 1213 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ يَعْنِي الصَّنْعَانِيَّ، عَنْ مَعْمَرٍ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَيُوَسَّعَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُدْفَعَ عَنْهُ مِيتَةُ السُّوءِ، فَلْيَتَّقِ اللهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " (4)   = ما تقدم برقم (716) . (1) حسن لغيره، وهو مكرر (690) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (640) . (3) تحرف في (م) إلى: يعمر. (4) إسناده قوي، وجوده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب " 3/335. محمد بن عباد: هو المكي. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1553 من طريق محمد بن عباد، بهذا الإسناد.= الحديث: 1211 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 44، وابن عدي 7/2570، والحاكم 4/160 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وأخرجه البزار (693) ، والصيداوي في "معجمه" (223) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بنِ ضمرة، به. قال ابن حجر في "فتح الباري" 10/416: قال ابن التين: ظاهر الحديث يعارض قوله تعالى: {فإذا جاء أجَلهم لا يستأخرون ساعة ولا يَستَقْدِمون} ، والجمع بينهما من وجهين: أحدُهما: أن هذه الزيادة كناية عن البركة في العمر بسبب التوفيق إلى الطاعة وعمارة وقته بما ينفعه في الآخرة، وصيانته عن تضييعه في غيرِ ذلك، ومثلُ هذا ما جاء: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقاصر أعمار أمته بالنسبة لأعمار مَنْ مضى من الأمم، فأعطاه الله ليلةَ القدر. وحاصله أن صلةَ الرحم تكون سبباً للتوفيق للطاعة، والصيانة عن المعصية، فيبقى بعده الدكْرُ الجميلُ، فكأنه لم يمت، ومن جملة ما يحْصُلُ له من التوفيق العلمً الذي ينتفع به من بعده، والصدقة الجارية عليه، والخلف الصالح. ثانيهما: أن الزيادة على حقيقتها، وذلك بالنسبة إلى علم الملَك الموكل بالعمر، وأما الأول الذي دلت عليه الآية، فبالنسبة إلى علم الله تعالى، كأن يقال للمَلَك مثلاً: إن عمر فلانٍ مئة مثلاً إن وصل رَجمَه، وستون إن قطعها، وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع، فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر، والذي في علم الملَك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص، وإليه الإشارة بقوله تعالى: {يَمْحُو الله ما يشاءُ وبُثْبتُ وعنده أم الكتاب} ، فالمحو والإثبات بالنسبة لما في علم الملَك، وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله تعالى، فلا مَحْو فيه البَتة، ويقال له: القضاء المبرم، ويقال للأول: القضاء المعلق. ورجح الحافظ ابن حجر الوجه الأول، ونقله عن الطيبي. ثم قال الحافظ: وجزم ابن فورك بأن المراد بزيادة العمر نَفْى الآفاتِ عن صاحب البِرِّ في فهمه وعقله، وقال غيره في أعم من ذلك وفي وجود البركة في رزقه وعلمه ونحو ذلك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 • 1214 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ (1) " • 1215 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ " (2) 1216 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ رَجُلٍ يُدْعَى حَنَشًا، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَسَفَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى عَلِيٌّ لِلنَّاسِ، فَقَرَأَ يس   (1) إسناده قوي. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه أبو يعلى (585) عن زهير بن حرب، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (670) عن يوسف بن موسى، عن جرير، به. دون قوله: "فأوتروا يا أهل القرآن". وأخرجه كذلك البزار أيضاً (671) من طريق أبي حفص الأبار، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة أو الحارث- وهو ابن عبد الله الأعور- عن علي. وانظر (877) . (2) إسناده قوي. وأخرجه أبو يعلى (322) عن عُبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد. وانظر (580) . الحديث: 1214 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 أَوْ نَحْوَهَا - ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ قَدْرِ سُّورَةٍ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ قَدْرَ السُّورَةِ يَدْعُو وَيُكَبِّرُ، ثُمَّ رَكَعَ قَدْرَ قِرَاءَتِهِ أَيْضًا ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ أَيْضًا قَدْرَ السُّورَةِ ثُمَّ رَكَعَ قَدْرَ ذَلِكَ أَيْضًا، حَتَّى صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ فَفَعَلَ كَفِعْلِهِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو وَيَرْغَبُ، حَتَّى انْكَشَفَتِ الشَّمْسُ " ثُمَّ حَدَّثَهُمِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِكَ فَعَلَ (1) • 1217 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ،   (1) إسناده ضعيف، حنش- وهو ابن المعتمر، ويقال: ابن ربيعة الكوفي- الأكثرون على تضعيفه، وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/269: كان كثيرَ الوهم في الأخبار، ينفرد عن علي بأشياء لا تشبه حديثَ الثقات، حتى صار ممن لا يحْتَج بحديثه. قلنا: وقد انفرد هنا بهذا الخبر عن علي. زهير: هو ابنُ معاوية الجُعفي. وأخرجه البيهقي 3/330-331 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (1388) و (1394) ، والبيهقي 3/330 من طرق عن زهير بن معاوية، به. وأخرجه البيهقي 3/330 من طريق سليمان الشيباني، عن الحكم بن عتيبة، عن حنش، به. ولم يرفعه، وذكر فيه أنه قرأ سورة الحج وشى. وقال مسلم (908) لما أخرج من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن طاووس، عن ابن عباس قال: صلى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين كسَفَت الشمسُ ثمانَ ركعات في أربعِ سجدات؟ قال: وعن علي مثلُ ذلك. ولم يسق لفظه. الحديث: 1217 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي صَلاةً إِلا صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ " (1) • 1218 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَفِي أَوْسَطِهِ وَفِي آخِرِهِ، ثُمَّ ثَبَتَ لَهُ الْوَتْرُ فِي آخِرِهِ " (2) 1219 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا جَلَسَ فِي مُصَلاهُ بَعْدَ الصَّلاةِ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، وَصَلاتُهُمْ عَلَيْهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْهُ، وَإِنْ جَلَسَ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ وَصَلاتُهُمْ عَلَيْهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْهُ (3) "   (1) إسناده قوي. أبو خيثمة: هو زهيرُ بن حرب، وجرير: هو ابن عبد الحميد، ومطرف: هو ابن طريف. وأحرجه البزار (689) عن يوسف بن سابق، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وزاد: إلا الصبح والعصر. والحديث بوجود الزيادة أصح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (346) من طريق جرير، وأبو يعلى (347) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عن مطرف بن طريف، به. وسيأتي برقم (1227) ، وانظر (1012) (2) إسناده قوي. وهو مكرر (580) . وأخرجه أبو يعلى (597) عن أبي خيثمة، بهذا الإسناد. (3) حسن لغيره، أبو عبد الرحمن: هو السلمي وسيأتي برقم (1251) الحديث: 1218 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 • 1220 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " الْوَتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 1221 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: " مَا لَهُمْ، مَلَأَ اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا حَبَسُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ " (2) 1222 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ، وَأَنَّ أَعْيَانَ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلاتِ، يَرِثُ الرَّجُلُ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ، دُونَ أَخِيهِ لِأَبِيهِ " (3)   (1) صحيح لغيره، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- قد توبع، وقد تقدم برقم (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان، ومحمد: هو ابن سيرين، وعبيدة: هو ابن عمرو السلماني. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/421، وعبد بن حميد (77) ، والدارمي (1232) ، والبخاري (4533) ، وأبو داود (409) ، والبزار (549) ، وأبو يعلى (393) ، والبغوي (388) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (591) . (3) إسناده ضعيف لضعف الحارث الأعور. زكريا: هو ابن أبي زائدة. وأخرجه الطبري 4/281، والبيهقي 6/267 من طريق يزيد بن هارون، بهذا = الحديث: 1220 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 1223 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا (1) مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ أُتِيَ عَلِيٌّ بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ " فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ "، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ أَقْوَامًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ قَائِمٌ " وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ، ثُمَّ أَخَذَ مِنْهُ فَتَمَسَّحَ " ثُمَّ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ (2) 1224 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لِأَهْلِ النَّهْرِ (3) : " فِيْهُمْ رَجُلٌ مَثْدُونُ الْيَدِ - أَوْ مُودَنُ الْيَدِ، أَوْ مُخْدَجُ الْيَدِ - لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لانْبَأْتُكُمْ مَا قَضَى الله عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ قَتَلَهُمْ " قَالَ عَبِيدَةُ: فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: أنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، يَحْلِفُ عَلَيْهَا ثَلاثًا (4)   = الإسناد. وانظر (595) . (1) تحرفت في (م) إلى: بن. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبرة، فمن رجال البخاري. مسعر: هو ابن كِدام. وأخرجه البخاري (5615) ، وأبو داود (3718) ، والبزار (780) ، وأبو يعلى (309) ، وابن خزيمة (16) من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد. وانظر (583) . (3) أي: النهروان: مدينة بَيْنَ بغداد وواسط من الجانب الشرقي سُميت باسم النهر، وهو نهر يبدأ أسفلُه من تكريت وينتهي في دجلة. وقد وقع في (م) : النهروان، والمثبت من أصولنا الخطية. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (626) . الحديث: 1223 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 • 1225 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ " (1) • 1226 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى أَثَرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ رَكْعَتَيْنِ، إِلا الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ " (2) • 1227 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي صَلاةً يُصَلَّى بَعْدَهَا إِلا صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ " (3) • 1228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ " (4)   (1) إسناده قوي. وانظر (877) . (3) إسناده قوي. وانظر (1012) . (3) إسناده قوي. وانظر (1217) . (3) إسناده قوي. وانظر (877) . الحديث: 1225 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 1229 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى وَضَعَ قَدَمَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ فَاطِمَةَ، فَعَلَّمَنَا مَا نَقُولُ إِذَا أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا: ثَلاثًا وَثَلاثِينَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاثًا وَثَلاثِينَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعًا وَثَلاثِينَ تَكْبِيرَةً " قَالَ عَلِيٌّ: " فَمَا تَرَكْتُهَا بَعْدُ " فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: " وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ " (1) 1230 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، عَنْ حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ وَعْلَةَ: أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ، صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ أَرْبَعًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَزِيدُكُمْ؟ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُجْلَدَ، فَقَالَ عَلِيٌّ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: قُمْ يَا حَسَنُ فَاجْلِدْهُ. قَالَ: وَفِيمَ أَنْتَ وَذَاكَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: " بَلْ عَجَزْتَ وَوَهَنْتَ، قُمْ، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَاجْلِدْهُ " فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ فَجَلَدَهُ، وَعَلِيٌّ يَعُدُّ، فَلَمَّا بَلَغَ أَرْبَعِينَ قَالَ لَهُ: أَمْسِكْ، ثُمَّ قَالَ: " ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ أَرْبَعِينَ، وَضَرَبَ أَبُو بَكْرٍ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، والعوام: هو ابن حوشب. وأخرجه عبد بن حميد (63) ، والدارمي (2685) ، والبزار (625) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (815) ، وأبو يعلى (274) و (345) و (552) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (350) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (608) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقد تقدم بنحوه برقم (740) . الحديث: 1229 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 أَرْبَعِينَ، وَعُمَرُ صَدْرًا مِنْ خِلافَتِهِ، ثُمَّ أَتَمَّهَا عُمَرُ ثَمَانِينَ وَكُلٌّ سُنَّةٌ " (1) 1231 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ جَارِيَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُفِسَتْ مِنَ الزِّنَا، فَأَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، فَوَجَدْتُهَا فِي الدَّمِ لَمْ يَجِفَّ عَنْهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لِي: " إِذَا جَفَّ الدَّمُ عَنْهَا فَاجْلِدْهَا الْحَدَّ " ثُمَّ قَالَ: " أَقِيمُوا الْحُدُودَ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ " (2) • 1232 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " إِنَّ الْوَتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ، وَلَكِنَّهُ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ " (3) • 1233 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَفَوْتُ لَكُمْ عَنِ الْخَيْلِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (624) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (679) . نفِسَت- بضم النون وفتحها-: وَلَدَت. (3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. علي بن صالح: هو ابن صالح بن حي. وانظر (652) . الحديث: 1231 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 وَالرَّقِيقِ، فَأَدُّوا صَدَقَةَ الرِّقَةِ مِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا دِرْهَمًا، وَلَيْسَ فِي تِسْعِينَ وَمِائَةٍ شَيْءٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ مِائَتَيْنِ فَفِيهَا خَمْسَةُ دَرَاهِمَ " (1) • 1234 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً " (2) 1235 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: " أَهْدَى كِسْرَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَى قَيْصَرُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبِلَ مِنْهُ، وَأَهْدَتِ الْمُلُوكُ فَقَبِلَ مِنْهُمْ " (3) 1236 - حَدَّثَنَا (4) يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ النَّابِغَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، وَعَنِ الْأَوْعِيَةِ،   (1) إسناده قوي. وانظر (711) . (2) إسناده قوي، وقوله في هذا الحديث. "من الليل" خطأ من أعد الرواة، ولعله من أبي إسحاق نفسه فقد رواه عنه العلاء بن المسيب أيضاً فيما يأتي برقم (1241) فقال فيه: "من الليل"، وانظر الحديث المتقدم برقم (650) . (3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (747) . (4) جاء هذا الحديث في (م) على أنه من رواية عبد الله بن أحمد، والصواب أنه من رواية أبيه كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/ورقة 207. الحديث: 1234 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 وَأَنْ تُحْبَسَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلاثٍ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمِ الْآخِرَةَ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الْأَوْعِيَةِ فَاشْرَبُوا فِيهَا، وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مَا أَسْكَرَ، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ أَنْ تَحْبِسُوهَا بَعْدَ ثَلاثٍ، فَاحْبِسُوا مَا بَدَا لَكُمْ " (1) 1237 - حَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ النَّابِغَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ: " وَإِيَّاكُمْ وَكُلَّ مُسْكِرٍ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان- ولجهالة ربيعة بن النابغة وأبيه. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/111 و160، وأبو يعلى (278) ، وعنه ابن عدي في "الكامل" 3/1019 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وحديث ابن أبي شيبة مختصر بلفظ: "كنت نهيتكم عن هذه الأوعية، فاشربوا فيها واجتنبوا ما أسكر". وأخرجه مختصراً بقصة لحوم الأضاحي الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/185 من طريق أسد وحجاج، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وأخرج مثله الطحاوي أيضاً 4/185 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن زيد، عن النابغة بن مخارق بن سليم، عن أبيه، عن علي. والنابغة بن مخارق مجهول، وقال ابن حجر في "التعجيل" ص 418: مخارق بن سليم شيبانى أخرج له النسائي، وذكر صاحب "التهذيب" أنه روى عنه ولداه قابوس وعبد الله، ولم يذكر نابغةَ، والله أعلم. وفي الباب عن بريدة الأسلمي عند أحمد في "المسند" 5/350، ومسلم في "صحيحه" (977) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. عفان: هو ابن مسلم الباهلي.. وأخرجه بنحوه العقيلي في "الضعفاء" 2/54 من طريق عفان، بهذا الإسناد. ولفظه= الحديث: 1237 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 1238 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْلِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَجِدُ الْمَذْيَ، فَقَالَ: " ذَلِكَ مَاءُ الْفَحْلِ، وَلِكُلِّ فَحْلٍ مَاءٌ، فَلْيَغْسِلْ ذَكَرَهُ، وَأُنْثَيَيْهِ، وَلْيَتَوَضَّأْ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ " (1) 1239 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ أَبِي الْمُعْتَمِرِ، أَنَّ عَلِيًّا، بَعَثَ صَاحِبَ شُرْطَهِ فَقَالَ: أَبْعَثُكَ لِمَا بَعَثَنِي لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدَعْ قَبْرًا إِلا سَوَّيْتَهُ، وَلا تِمْثَالًا إِلا وَضَعْتَهُ " (2) • 1240 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ،   = عن علي قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن زيارة القبور، وعن لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، ثم رخص فيها بعدُ. (1) حسن لغيره، شريك النخعي- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر ما تقدم برقم (868) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أشعث بن سوار، وحنش أبو المعتمر - وهو ابن المعتمر، ويقال: ابن ربيعة- إلى الضعف أقرب، لكن تقدم الحديث بسند صحيح في "المسند" برقم (741) . وصاحب شرطة علي: هو أبو الهياج الأسدي، وابن أشوع: هو سعيد بن عمرو بن أشوع الهَمْداني. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/341 عن محمد بن فضيل، وأبو يعلى (507) من طريق على بن مسهر، كلاهما عن أشعث بن سوار، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1284) . الحديث: 1238 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ فَفِيهِ الْعُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بِالْغَرْبِ وَالدَّالِيَةِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ (1) " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَحَدَّثْتُ أَبِي بِحَدِيثِ عُثْمَانَ، عَنْ جَرِيرٍ " فَأَنْكَرَهُ، وَكَانَ أَبِي لَا يُحَدِّثُنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ لِضَعْفِهِ عِنْدَهُ وَإِنْكَارِهِ لِحَدِيثِهِ " • 1241 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ،   (1) حديث صحيح، وإسناد هذا مرفوعاً ضعيف لضعف محمد بن سالم الهمداني. وأخرجه البزار (690) عن يوسف بن موسى، عن جرير، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار أيضاً (691) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، به. وفيه: وأظنه رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواية زهير بن معاوية عن أبي إسحاق بأخرة بعد ما تغير. قلنا: وقد صح موقوفاً عن علي، فقد أخرجه يحيى بن آدم في "الخراج" (373) و (374) و (375) و (376) و (377) و (378) و (379) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (7233) ، وأبو عبيد في "الأموال" (1416) ، وابن أبي شيبة 3/145، والبيهقي 4/131 من طرق- فيها سفيان الثوري وإسرائيل بن يونس - عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي. قال الدارقطني في "العلل" 4/72: والصحيح موقوف. وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (1483) وغيره، وعن جابر وسيأتي في "المسند" (3/341 الميمنية) ، وعن معاذ وسيأتي في "المسند" أيضاً (5/233) . الغَرْب: دلو عظيمة تتخذ من جلد ثور. والدالية: شيء يتخذ من خوص يُستقى به يُشد بحبال في رأس جذع طويل، يدار بالبقر ونحوه. الحديث: 1241 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً سِوَى الْمَكْتُوبَةِ " (1) • 1242 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ الرَّازِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلا تُحَدِّثُنَا عَنْ صَلاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَطَوُّعَهُ؟ فَقَالَ: " وَأَيُّكُمْ يُطِيقُهُ؟ " قَالُوا: نَأْخُذُ مِنْهُ مَا أَطَقْنَا، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ النَّهَارِ سِتَّ عَشْرَةَ رَكْعَةً سِوَى الْمَكْتُوبَةِ " (2) 1243 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ، فَأَدُّوا رُبُعَ الْعُشُورِ " (3)   (1) إسناده قوي، غير أن قوله فيه "من الليل" خطأ، انظر ما بعده، وقد تقدم برقم (1234) . أبو عبد الرحمن بن عمر: هو عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي، وعبد الرحيم الرازي: هو ابن سليمان. (2) إسناده قوي كسابقه. وقد تقدم برقم (650) . (3) صحيح لغيره وإسناده ضعيف لضعف الحارث. وأخرجه الطحاوي2/28 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (124) عن شريك، به. ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/61. وقد تقدم برقم (984) . الحديث: 1242 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 1244 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ، إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، وَأَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لِنَفْسِي لَا تَقْرَأْ وَأَنْتَ رَاكِعٌ، وَلَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ، وَلَا تُصَلِّ وَأَنْتَ عَاقِصٌ شَعْرَكَ، فَإِنَّهُ كِفْلُ الشَّيْطَانِ، وَلَا تُقْعِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَلَا تَعْبَثْ بِالْحَصَى، وَلَا تَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْكَ، وَلا تَفْتَحْ عَلَى الْإِمَامِ، وَلَا تَخَتَّمْ بِالذَّهَبِ، وَلَا تَلْبَسِ الْقَسِّيَّ، وَلَا تَرْكَبْ عَلَى الْمَيَاثِرِ " (1)   (1) هذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور، ثم هو منقطع أبو إسحاق لم يسمع هذا الحديث من الحارث فيما قاله أبو داود في "سننه". وأخرجه الطيالسى (182) ، وعبد الرزاق (2822) ، وعبد بن حميد (67) ، وابن ماجه (894) ، والترمذي (282) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (2836) و (2993) ، وأبو داود (908) ، والبزار (854) من طريقين عن أبي إسحاق، به. وانظر ما تقدم برقم (619) . قلنا: وللنهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود والتختم بالذهب ولبس القَسي وركوب المياثر طرق عن على نفسه تقويا، انظر ما تقدم يرقم (601) و (710) . وللنهى عن الصلاة وهو عاقص شعره شاهد من حديث أبي رافع صححه ابن حبان (2279) ، ومن حديث ابن عباس عند أحمد 1/316، ومسلم (492) ، وصححه ابن حبان (2280) . وللنهي عن العبث بالحصى في الصلاة شاهد من حديث أبي ذر عند أحمد 5/150، وصححه ابن حبان (2273) .= الحديث: 1244 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 1245 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنِ الْخُفَّيْنِ، فَقَالَتْ: عَلَيْكَ بِابْنِ أَبِي طَالِبٍ   =وللنهي عن افتراش الذراعين شاهد من حديث عائشة عند مسلم (498) . وللنهي عن الإقعاء شاهد من حديث عائشة عند مسلم أيضاً (498) ولفظه: كان ينهى عن عقْبة الشيطان. وفسره أبو عبيدة معمر بن المثنى وصاحبه أبو عبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة بالإقعاء، وهو أن يلصق أليتيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه على الأرض، وهذا هو النوع المكروه الذي ورد فيه النهي في هذا الحديث، ونوع آخر من الإقعاء: وهو أن يجعل أليتيه على عقبيه بين السجدتين، فهذا من السنة، فقد أخرج مسلم في "صحيحه" (536) من طريق طاووس قال: قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين، فقال: هي السنة، فقلنا له: إنا لَنَراه جفاءً بالرجل، فقال ابن عباس: بل هي سنة نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انظر "شرح مسلمِ " للإمام النووي 5/9. وأما قوله: "ولا تفتح على الإمام"، فهو معارَض بحديث ابن عمر بسند قوي عند أبي داود (907) وصححه ابن حبان (2242) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى صلاة، فقرأ فيها، فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبي: "أصليت معنا؟ " قال: نعم. قال: "فما مَنَعَك؟ " يعني: أن تفتح على. وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" 2/72 عن علي نفسه أنه قال: إذا استطعمك الإمام فاطعِمه. قال البغوي في "شرح السنة" 3/160: يريد إن تعايا في القراءة فلقنوه. وكان عثمان وابن عمر لا يريان به بأسا، وهو قول عطاء والحسن وابن سيرين، وبه قال مالك والشافعي وإسحاق، وروي عن ابن مسعود كراهية الفتح على الإمام، وهو قول الشعبي وسفيان الثوري وأبي حنيفة. وعَقْص الشعر: فَتْله وجعله كالمضفور، وقال السندي: جَمْع الشعر وسط رأسه، أو لف ذوائبه حول رأسه كفعل النساء. وكِفْل الشيطان- بكسر الكاف وسكون الفاء-: أي: محل قعوده، وأصله كساءَ يدار حول البعير ثم يركب. الحديث: 1245 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 فَاسْأَلْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَتَيْتُهُ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: " جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلمُقِيمِ " (1) 1246 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ صَلَّيْنَا الْعَصْرَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى صَلاةِ الْعَصْرِ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَأَجْوَافَهُمْ نَارًا " (2) • 1247 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ " فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَدْخُلَ؟ " قَالَ: إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا بَوْلٌ (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (748) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2194) . وقد تقدم برقم (617) . (3) كذا وقع في سائر أصولنا الخطية الحسن بن ذكوان"، ووقعت تسميته في الموضعين في "غاية المقصد" للهيثمي ورقة 38، و"أطراف المسند" لابن حجر 1/ورقة 202: الحسين بن ذكوان. (4) إسناده ضعيف جداً، الحسن بن ذكوان ليس بالقوي، وعمرو بن خالد- وهو أبو خالد القرشي مولاهم- متروك، ورماه وكيع وأحمد وابن معين وغيرهم بالكذب. وسيأتي برقم (1248) ، وانظر (1270) . الحديث: 1246 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 • 1248 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَاهُ شَيْبَانُ مَرَّةً أُخْرَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ أَبِي حَبَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ يُسَلِّمُ عَلَيَّ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ نَحْوَهُ (1) ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " وَكَانَ أَبِي لَا يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ يَعْنِي كَانَ حَدِيثُهُ لَا يَسْوَى عِنْدَهُ شَيْئًا " • 1249 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ أَبُو خَالِدٍ الْبَيْسَرِيُّ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ (2) ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبْرِزْ فَخِذَكَ، وَلا تَنْظُرِ الَى فَخِذِ حَيٍّ وَلا مَيِّتٍ " (3)   (1) إسناده ضعيف جداً من أجل عمرو بن خالد، وحبة بن أبي حبة لم نقف له على ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر. حسين بن ذكوان: هو المعلم، ثقة من رجال الشيخين. (2) في (م) : عاصم بن أبي ضمرة، وهو خطأ. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وحبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن، وهو لم يسمع من عاصم بن ضمرة شيئاً، قاله سفيان الثوري ويحيى بن معين وأبو داود وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم، وابن جريج قد صرح بالسماع هنا فقال: أخبرني، لكن رواه عنه حجاج بن محمد فقال: أخبرت عن حبيب بن أبي ثابت، قال أبو حاتم عن هذا الحديث فيما أورده ابنه في "العلل" 2/271: ابن جريج لم يسمع هذا الحديث بهذا الإسناد من حبيب، إنما هو من حديث عمرو بن خالد الواسطي، ولا يثبت لحبيب (تحرف في المطبوع إلى: لحسن) رواية عن عاصم، فأرى أن ابن جريج أخذه من= الحديث: 1248 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 1250 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ (1) ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قُلْتُ لِفَاطِمَةَ: لَوِ أَتَيْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتِيهِ خَادِمًا، فَقَدِ أجْهَدَكِ الطَّحْنُ وَالْعَمَلُ؟ - قَالَ حُسَيْنٌ: إِنَّهُ قَدْ جَهَدَكِ الطَّحْنُ وَالْعَمَلُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو أَحْمَدَ - قَالَتْ: فَانْطَلِقْ مَعِي. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا. فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ   =الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب، والحسن بن ذكوان وعمرو بن خالد ضعيفا الحديث، وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/279: ووقع في زيادات المسند وفي الدارقطني ومسند الهيثم بن كليب تصريح ابن جريج بإخبار حبيب له، وهو وهم في نقدي، وقد تكلمت عليه في الإملاء على أحاديث مختصر ابن الحاجب. وأخرجه أبو يعلى (331) وعنه ابن عدي في "الكامل" 7/2734 عن عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3140) و (4015) ، وابن ماجه (1460) ، والبزار (694) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/284، و"شرح معاني الآثار" 1/474، والدارقطني 1/225، والحاكم 4/180-181، والبيهقي 2/228 من طرق عن ابن جريج، به. ورواية روح بن عبادة عن ابن جريج عند الدارقطني والبيهقي بلفظ: "لا تكشف عن فخذك فإن الفخذ من العورة". قال أبو داود: هذا الحديث فيه نكارة. وفي الباب عن ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وجرهد الأسلمي ومحمد بن عبد الله بن جحش، وهي عند أحمد في "المسند" على التوالي 1/275 و2/187 و3/478 و5/290، وهذه الأحاديث- وإن كان في أسانيدها مقال- يشد بعضها بعضا، وتقوى. وهو (يعني كون الفخذ عورة) مذهبُ أحمد والشافعي وأبي حنيفة وأكثر أهل العلم، وقال مالك وابن أبي ذئب: الفخذ ليست بعورة. انظر "شرح السنة" للبغوي 9/20، و"المغني" لابن قدامة 1/577- 578. (1) تحرف في (م) إلى: مريم. الحديث: 1250 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 ذَلِكَ؟ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا اللهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدَاهُ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرَاهُ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، فَتِلْكَ مِائَةٌ عَلَى اللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ " فَقَالَ عَلِيٌّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " مَا تَرَكْتُهَا بَعْدَمَا سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَالَ رَجُلٌ: وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ: " وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ " (1) 1251 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَقَدْ صَلَّى الْفَجْرَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ (2) ، فَقُلْتُ: لَوْ قُمْتَ إِلَى فِرَاشِكَ كَانَ أَوْطَأَ لَكَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلاهُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ، وَصَلاتُهُمْ عَلَيْهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْهُ، وَمَنْ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ وَصَلاتُهُمْ عَلَيْهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْهُ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هبيرة بن يريم، فمن رجال أصحاب السنن، وهو حسن الحديث. حسين: هو ابن محمد المَرُّوذي، وأبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي. وأخرجه أبو يعلى (551) من طريق عثمان بن عمر، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1229) . (2) في (م) : المجلس. (3) حسن لغيره، عطاء بن السائب قد اختلط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البزار (596) من طريق ص سين بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضا (597) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، به. وقد تقدم= الحديث: 1251 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 • 1252 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضُّحَى حِينَ كَانَتِ الشَّمْسُ مِنَ المَشْرِقِ فِي مَكَانِهَا مِنَ المَغْرِبِ صَلاةَ الْعَصْرِ (1) " • 1253 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً عَنْ ظَهْرِ غِنًى اسْتَكْثَرَ بِهَا مِنْ رَضْفِ جَهَنَّمَ " قَالُوا: مَا ظَهْرُ غِنًى؟ قَالَ: " عَشَاءُ لَيْلَةٍ " (2)   = برقم (1219) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (659) ، ومسلم 1/459 مرفوعا بلفظ: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يُحدِث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه". (1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح غير عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن. عبد الله بن عمر: هو ابن محمد بن أبان المعروف بمشكدانة، والمحاربي: هو عبد الرحمن بن محمد بن زياد. وانظر رقم (650) . (2) إسناده ضعيف جداً، حسن بن ذكوان ضعيف، وهو لم يسمع من حبيب بن أبي ئابت، بينهما عمرو بن خالد القرشي مولاهم المتهم بالكذب. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد. وأخرجه العقيليُّ في "الضعفاء" 1/224، وابن عدي في "الكامل" 5/1776 من طريقين عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد.= الحديث: 1252 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 • 1254 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا (1) عَبْد الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ (2) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ، وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَعَنْ ثَمَنِ الْمَيْتَةِ، وَعَنْ لَحْمِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَعَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ، وَعَنْ عَسْبِ الْفَحْلِ، وَعَنِ الْمَيَاثِرِ الْأُرْجُوَانِ " (3)   =وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/121 من طريق أبي معمر المقعد، عن عبد الوارث بن سعيد، عن حسن (في المطبوع: حسين) ، عن عمرو بن خالد، عن حبيب. وفي الباب ما يغني عنه عن أبي هريرة عند مسلم (1041) ولفظه: "من سأل الناسَ أموالَهم تكثراً، فإنما يسأل جمراً، فليستقل أو ليستكثر". وظهر الغنى: هو ما فضل عن الغنى، وقيل: ما فضل عن العيال. والرضف: الحجارة المحماة على النار، واحدتها: رَضْفة. (1) تحرفت في (م) إلى: بن. (2) في "غاية المقصد" ورقة 147، و"أطراف المسند" 1/ورقة 202: الحسين بن ذكوان، وفي سائر أصولنا الخطية: الحسن بن ذكوان، قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 4/151: وهو الصوابُ، بخلاف ما وقع في "المسند" (يعني في نسخته) حسين بن ذكوان. (3) إسناده ضعيف جدا كسابقه. وأخرجه أبو يعلى (357) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/224 عن زهير بن حرب، عن عبد الصمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1776 من طريق زهير بن حرب وأبي بكر بن أبي النضر، عن عبد الصمد، به. وقال: وهذا الحديث يرويه الحسن بن ذكوان، عن عمرو بن خالد، وعمرو متروك الحديث، ويُسقِط الحسن بن ذكوان من الإسناد عمرو بن خالد لشدة ضعفه.= الحديث: 1254 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 1255 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ طَارِقِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَارَ عَلِيٌّ إِلَى النَّهْرَوَانِ فَقَتَلَ الْخَوَارِجَ، فَقَالَ: اطْلُبُوا، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لَا يُجَاوِزُ حُلُوقَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ   =وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 109 من طريق محمد بن نصر، عن جماعة، عن عبد الصمد، به. ثم قال: قال أبو عبد الله محمد بن نصر: وهذا حديث لم يسمعه الحسن بن ذكوان من حبيب بن أبي ثابت، وذلك أن محمد بن يحيى حدثنا قال: حدثنا أبو معمر، قال: حدثني عبد الوارث، عن الحسن بن ذكوان، عن عمرو بن خالد، عن حبيب بن أبي ثابت، وعمرو هذا منكرُ الحديثِ، فدلسَه الحسنُ عنه. وأخرجه مختصراً بالنهي عن مياثرِ الأرجوان أبو داود (4050) من طريق هشام بنِ حسان، عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة، عن علي. وإسناده صحيح. وفي الباب في النهي عن كُل ذي نابٍ من السباعِ، وعن كُل ذي مِخْلَبٍ من الطير من حديث ابنِ عباس عند مسلم (1934) . وفي النهي عن ثمنِ الميتة من حديث أبي هريرة عند أبي داود (3485) ، وإسناده حسن. وفي النهي عن لحوم الحمر الأهلية من حديث علي، وقد تقدم في "المسند" برقم (592) . وهو متفق عليه من حديث جابر وابن عمر وابن عباس وأنس وغيرهم، انظر "تلخيص الحبير" 4/150 وفي النهي عن مهر البغي من حديث ابن عباس، وسيأتي في "المسند" برقم (2094) ، وإسناده صحيح. وفي النهي عن عَسْب الفحل من حديث ابن عمر عند البخاري (2284) . مهر البغي: ما تأخذه الزانية على الزنى، وسماه "مهراً" لكونه على صورته. وعسب الفحل: ثمن ماء الفحل، وقيل: أجرة الجماع، والفحل: الذكر من كل حيوان، فرساً كان أو جملاً أو تيساً أو غير ذلك. الحديث: 1255 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، سِيمَاهُمْ - أَوْ فِيهِمْ - رَجُلٌ أَسْوَدُ مُخْدَجُ الْيَدِ، فِي يَدِهِ شَعَرَاتٌ سُودٌ، إِنْ كَانَ فِيهِمْ فَقَدْ قَتَلْتُمْ شَرَّ النَّاسِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ فَقَدْ قَتَلْتُمْ خَيْرَ النَّاسِ " قَالَ: ثُمَّ إِنَّا وَجَدْنَا الْمُخْدَجَ، قَالَ: فَخَرَرْنَا سُجُودًا وَخَرَّ عَلِيٌّ سَاجِدًا مَعَنَا (1) 1256 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ يَوْمَ الْبَصْرَةِ، حِينَ ظَهَرَ عَلِيٌّ، فَقَالَ عَلِيٌّ: " هَذَا الْخَطِيبُ الشَّحْشَحُ سَبَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ بَعْدَهُمْ يَصْنَعُ اللهُ فِيهَا مَا شَاءَ " (2) 1257 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " قِيلَ لِعَلِيٍّ، وَلِأَبِي بَكْرٍ يَوْمَ بَدْرٍ: مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرِيلُ، وَمَعَ الْآخَرِ مِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ - أَوْ قَالَ: يَشْهَدُ الصَّفَّ (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة طارق بن زياد الكوفي. وقد تقدم برقم (848) . أبو نعيم: هو الفضل بن دكين. (2) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، شريك النخعي سيئ الحفظ، وعمرو بن سفيان- وهو الثقفي- روى عنه الأسود بن قيس وحده، ولم يذكر له أحد رواية عن علي، ولم يوثقه غير ابن حبان. وانظر ما تقدم برقم (1020) . والشَّحْشَح: الماهر الماضي في كلامه. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي صالح الحنفي- واسمه عبد الرحمن بن قيس- فمن رجال مسلم. مسعر: هو ابن كدام، وأبو= الحديث: 1256 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 1258 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ " (1) 1259 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ أَبِي هَاشِمٍ، بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ، عَنْ قَيْسٍ الْخَارِفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: " سَبَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، وَثَلَّثَ عُمَرُ، ثُمَّ خَبَطَتْنَا فِتْنَةٌ - أَوْ أَصَابَتْنَا فِتْنَةٌ - فَكَانَ مَا شَاءَ اللهُ " (2) • 1260 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدُوَيْهِ (3) أَبُو مُحَمَّدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَوَّلِهِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ " (4)   = عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/16، وابن أبي عاصم (1217) ، والبزار (729) ، وأبو يعلى (340) ، والحاكم 3/134 من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد. وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي إلا أنه جعله على شرط مسلم. (1) إسناده قوي. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (289) من طريق عمر بن علي المقدمي، عن مسعر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (650) . (2) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (1020) . (3) تحرف في (م) إلى: عبد ربه. (4) إسناده حسن، وقد تقدم برقم (580) . يحيى بن عبدويه له ترجمة في "تاريخ بغداد" 14/165-166، و"الميزان" 4/394، ولسان الميزان 6/268-269، ولم يترجمه الحافظ في "التعجيل" مع أنه على شرطه. الحديث: 1258 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 • 1261 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ أَبُو مَعْمَرٍ الْهِلالِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ التَّطَوُّعِ (1) ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَبِالنَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً " (2) • 1262 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَنْدَلٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، جَمِيعًا - فِي سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ - قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: أَلا إِنَّ الْوَتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاتِكُمِ الْمَكْتُوبَةِ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَرَ ثُمَّ قَالَ: " أَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ، أَوْتِرُوا فَإِنَّ اللهَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ " وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَنْدَلٍ وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ (3)   (1) في "مسند أبي يعلى": "من الليلِ التطوُّعَ". (2) سعيد بن خثيم وفضيل بن مرزوق صدوقان بَهِمَان، وقد روي عن أبي إسحاق بأسانيد أصح من هذا فذكروا تطوع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالنهار ست عثرة ركعة. انظر الحديث رقم (1208) . وأخرجه أبو يعلى (495) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. (3) حديث قوي، عبد الله بن صندل، وسويد بن سعيد قد توبعا. وأخرجه ابن ماجه (1169) ، والترمذي (453) ، والبزار (685) ، والنسائي 3/228، وابن خزيمة (1067) ، والحاكم 1/300 من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 2/468 من طريق أبي عوانة، عن أبي إسحاق، به. وانظر (652) و (877) . الحديث: 1261 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 1263 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ نَافِعٍ النَّوَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلِي نَبِيٌّ إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ، وُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَالْمِقْدَادُ (1) ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ " (2) 1264 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا " تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى النَّعْلَيْنِ "، ثُمَّ قَالَ: لَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ لَرَأَيْتُ، أَنَّ بَاطِنَ الْقَدَمَيْنِ هُوَ أَحَقُّ بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا (3) • 1265 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ،   (1) زاد بين المقداد وبين حذيفة في (م) و (ص) ونسخة على حاشية (س) : وعبد الله بن مسعود وأبو ذر. (2) إسناده ضعيف. فطر: هو ابن خليفة. وأخرجه ابن أبي عاصم (1421) ، والبزار (896) من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (665) . (3) صحيح لغيره، وانظر ما تقدم برقم (737) . وأخرجه الدارمي (715) ، والبزار (794) ، والبيهقي 1/292 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وقرن البزار بأبي نعيم أبا بكر الحنفي. الحديث: 1263 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَيْسَ فِي مَالٍ زَكَاةٌ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ (1) " • 1266 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: إِنَّ الشِّيعَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا يَرْجِعُ. قَالَ: " كَذَبَ أُولَئِكَ الْكَذَّابُونَ، لَوْ عَلِمْنَا ذَاكَ مَا تَزَوَّجَ نِسَاؤُهُ، وَلا قَسَمْنَا مِيرَاثَهُ " (2)   (1) حديث صحيح، شريك- وإن كان سيئ الحفظ- متابع، ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/328 عن النووي أنه قال في "الخلاصة": هو حديث صحيح أو حسن. وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/156 بعد أن نسبه إلى البيهقي: حديث علي لا بأس بإسناده، والآثار تعضده فيصلح للحجة، والله أعلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/158 و159 عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1122) من طريق سفيان الثوري، والدارقطني في "السنن" 2/91 من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/704 من طريق إسماعيل بن عياش، عن الحسن بن عمارة، عن أبي إسحاق، به مرفوعاً. قال ابن عدي: وهذا الحديث لعل البلاء فيه من إسماعيل بن عياش، لأنه إذا روى عن غير أهل بلده من الشاميين خلط، فإذا روى عن أهل الحجاز والبصرة والكوفة خلط عليهم، والحسن بن عمارة كوفي، والبلاء من ابن عياش لا من الحسن. وأخرجه كذلك مرفوعاً أبو داود (1573) ، والبيهقي 4/95 من طريق جرير بن حازم، عن أبي إسحاق، به. وقرن جرير بعاصم الحارثَ الأعور، ولم بسَم الحارث عند البيهقي. وفي الباب عن ابن عمر وعن أنس وعن عاثشة، انظر تخريجها في "نصب الراية" 2/330. (2) حسن لغيره، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/22 وقال: رواه عبد الله وإسناده جيد. الحديث: 1266 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 • 1267 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي قَدْ عَفَوْتُ لَكُمْ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ وَلا صَدَقَةَ فِيهِمَا " (1) • 1268 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ أَبُو عُمَرَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَاسْتَظْهَرَهُ، شُفِّعَ فِي عَشْرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَدْ وَجَبَتْ لَهُمِ النَّارُ " (2)   = وأخرجه ابن سعد 3/39 من طريق حجاج بن أرطاة، وابن سعد أيضاً في 3/39، والطبراني في "الكبير" (2560) من طريق مطرف بن طريف، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2617) ، والقطيعي في زياداته على "الفضائل" (1128) ، والحاكم 3/145 من طريق زهير بن معاوية، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن عمرو بن عبد الله الأصم، عن الحسن بن علي، وعمرو بن عبد اللُه بن الأصم ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/346، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/242، فلم يوردا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/180. (1) إسناده جيد. وقد تقدم برقم (711) . (2) إسناده ضعيف جداً لضعف عمرو بن عثمان الرقي وحفص أبي عمر- وهو ابن سليمان البزاز القارئ-، ولجهالة كثير بن زاذان. وأخرجه ابن ماجه (216) ، والترمذي (2905) ، وابن عدي في "الكامل" 2/788، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/255 من طرق عن حفص بن سليمان، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع من ابن ماجه وابن عدي "عاصم بن ضمرة" إلى: "عاصم بن حمزة". قال الترمذي: غريب، وليس له إسناد صحيح. وسيأتي برقم (1278) . الحديث: 1267 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 • 1269 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَفَوْتُ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ فِي الصَّدَقَةِ (1) " • 1270 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلْمٍ خَلِيلُ بْنُ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ أَوْ كَلْبٌ "، وَكَانَ كَلْبٌ لِلحَسَنِ فِي الْبَيْتِ (2) • 1271 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيٍّ: أَرَأَيْتَ مَسِيرَكَ هَذَا عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ رَأْيٌ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: " مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا " قُلْتُ: دِينَنَا دِينَنَا، قَالَ: " مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا وَلَكِنْ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ " (3)   (1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح غير عاصم بن ضمرة، فمن رجال أصحاب السنن. محمد بن إشكاب: هو محمد بن الحسين بن إبراهيم البغدادي، و"إشكاب" لقب أبيه الحسين، وأبو عبيدة والد محمد: هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي. وقد تقدم برقم (711) . (2) إسناده ضعيف جداً، عمرو بن خالد متهم بالكذب، وحسن بن ذكوان ضعيف. وانظر ما تقدم برقم (632) و (1247) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل أبو معمر: هو ابن= الحديث: 1269 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 1272 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ لِلمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رُمْحٌ، فَكُنَّا إِذَا خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ خَرَجَ بِهِ مَعَهُ، فَيَرْكُزُهُ فَيَمُرُّ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيَحْمِلُونَهُ، فَقُلْتُ: لَئِنْ أتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأخْبِرَنَّهُ، فَقَالَ: " إِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ لَمْ تَرْفَعْ ضَالَّةً " (1) 1273 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: " تَوَضَّأَ عَلِيٌّ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ " ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ " (2) 1274 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ:   = إبراهيم بن معمر الهذلي، وابن عُلية: هو إسماعيل، ويونس: هو ابن عبيد، والحسن: هو البصري. وأخرجه أبو داود (4666) ، والخطيب في "الموضح"1/393 من طريق إسماعيل أبي معمر، بهذا الإِسناد. وانظر ما تقدم برقم (1207) . (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الخليل، وقد تقدمت ترجمته عند الحديث رقم (771) . أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو يعلى (311) و (543) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 246 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/350، وابن ماجه (2809) ، والنسائي في "الكبرى" (5807) من طريق وكيع، عن سفيان، به. (2) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (971) . الحديث: 1272 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 بَلَغَنِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُلَيْلٍ، فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ فَوَجَدْتُهُمْ فِي جَنَازَةٍ، فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُلَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " أُعْطِيَ كُلُّ نَبِيٍّ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ، وَأُعْطِيَ نَبِيُّكُمِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ نَجِيبًا مِنْهُمْ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ " (1) 1275 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي (2) بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ، وَأَنْ لَا نُضَحِّيَ بِعَوْرَاءَ، وَلا مُقَابَلَةٍ، وَلا مُدَابَرَةٍ، وَلا شَرْقَاءَ، وَلا خَرْقَاءَ " قَالَ زُهَيْرٌ: فَقُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَذَكَرَ عَضْبَاءَ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: مَا الْمُقَابَلَةُ؟ قَالَ: هِيَ الَّتِي يُقْطَعُ طَرَفُ أُذُنِهَا، قُلْتُ: فَالْمُدَابَرَةُ؟ قَالَ: الَّتِي يُقْطَعُ مُؤَخَّرُ الْأُذُنِ. قُلْتُ: مَا الشَّرْقَاءُ؟ قَالَ: الَّتِي يُشَقُّ أُذُنُهَا. قُلْتُ: فَمَا الْخَرْقَاءُ؟ قَالَ: الَّتِي تَخْرِقُ أُذُنَهَا السِّمَةُ (3) 1276 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَحْبِسُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلاثٍ " (4)   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، وسالم بن أبي حفصة إلى الضعف أقرب. وقد تقدم برقم (665) . (2) لفظة "أبي" سقطت من النسخ المطبوعة. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه برقم (609) . (4) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سفيان بن حسين، فمن رجال= الحديث: 1275 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 1277 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ. فَقَالَتْ: سَلْ عَلِيًّا، فَهُوَ أَعْلَمُ بِهَذَا مِنِّي، هُوَ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُ عَلِيًّا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَلِلمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ (1) " • 1278 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ يَعْنِي أَبَا عُمَرَ الْقَارِئَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَاسْتَظْهَرَهُ وَحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدْ وَجَبَتْ لَهُمِ النَّارُ " (2) • 1279 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْحَسْنَاءِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُضَحِّيَ عَنْهُ بِكَبْشَيْنِ "، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَفْعَلَهُ   = أصحاب السنن، وروى له مسلم في المقدمة والبخاري تعليقاً، وهو ثقة في غير الزهري باتفاقهم، وانظر ما تقدم برقم (435) . (1) صحيح، وهو مكرر (748) . (2) إسناده ضعيف جداً لضعف حفص بن سليمان القارئ وجهالة كثير بن زاذان. محمد بن بكار: هو ابن الريان البغدادي الرصافي. وقد تقدم برقم (1268) . الحديث: 1277 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ فِي حَدِيثِهِ: ضَحَّى عَنْهُ بِكَبْشَيْنِ وَاحِدٌ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْآخَرُ عَنْهُ. فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: إِنَّهُ أَمَرَنِي فَلا أَدَعُهُ أَبَدًا (1) • 1280 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحْرِزُ بْنُ عَوْنِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاضِيًا، فَقَالَ: " إِذَا جَاءَكَ الْخَصْمَانِ فَلا تَقْضِ عَلَى أَحَدِهِمَا حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الآخَرِ، فَإِنَّهُ يَبِينُ لَكَ الْقَضَاءُ " (2) • 1281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَحَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى زحْمَوَيْهِ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ الْحَضْرَمِيُّ، وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ قَاضِيًا. فَقُلْتُ: تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ وَأَنَا حَدَثُ السِّنِّ وَلا عِلْمَ لِي بِالْقَضَاءِ؟ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى   (1) إسناده ضعيف. وأخرجه الترمذي (1495) عن محمد بن عبيد المحاربي، وأبو يعلى (459) عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. وانظر (843) . (2) حسن لغيره، وانظر ما تقدم برقم (690) . وأخرجه الطيالسي (125) ، وابن سعد 2/337، وأبو داود (3582) ، والبزار (733) ، والنسائي في "الخصائص" (35) ، ووكيع في "أخبار القضاة" 1/86 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. الحديث: 1280 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 421 صَدْرِي، فَقَالَ: " ثَبَّتَكَ اللهُ وَسَدَّدَكَ، إِذَا جَاءَكَ الْخَصْمَانِ فَلا تَقْضِ للأوَّلِ حَتَّى تَسْمَعَ مِنَ الآخَرِ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يَبِينَ لَكَ الْقَضَاءُ " قَالَ: فَمَا زِلْتُ قَاضِيًا (1) وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ، وَبَعْضُهُمِ أتَمُّ كَلامًا مِنْ بَعْضٍ، • 1282 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاضِيًا إِلَى الْيَمَنِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ مُثَبِّتٌ قَلْبَكَ وَهَادٍ فُؤَادَكَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) • 1283 - قَالَ لُوَيْنٌ: وَحَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ مَعْنَاهُ • 1284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ ابْنِ أَشْوَعَ، عَنْ حَنَشٍ الْكِنَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ بَعَثَ عَامِلَ شُرْطَتِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَتَدْرِي عَلَى مَا أَبْعَثُكَ؟   (1) حسن لغيره، وانظر ما قبله. وأخرجه أبو يعلى (371) عن زكريا بن يحيى، والقطيعي في زياداته على "القضائل" (1096) من طريق داود بن عمرو الضبي وأبي الربيع الزهراني، والبيهقي 10/86 من طريق أبي الربيع الزهراني، بهذا الإسناد. (2) حسن لغيره، وانظر ما قبله. الحديث: 1282 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " أَنْ أَنْحِتَ كُلَّ - يَعْنِي - صُورَةً، وَأَنْ أُسَوِّيَ كُلَّ قَبْرٍ " (1) * 1285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَقَاضَى إِلَيْكَ رَجُلانِ، فَلا تَقْضِ لِلأوَّلِ حَتَّى تَسْمَعَ مَا يَقُولُ الْآخَرُ، فَإِنَّكَ سَوْفَ تَرَى كَيْفَ تَقْضِي " (2) • 1286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي الْحَسْنَاءِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ حَنَشٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: " أَوْصَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُضَحِّيَ عَنْهُ " (3) • 1287 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ نَصْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ بِبَرَاءَةٌ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم الكلامُ عليه برقم (1239) . والسكن بن إبراهيم روى عنه جمع ووثقه ابن حبان، وله ترجمة في "التعجيل" ص 157. وأخرجه أبو يعلى (563) عن عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد. (2) حسن لغيره. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 7/291 و10/176. وقد تقدم برقم (690) . (3) إسناده ضعيف. وأخرجه أبو داود (2790) عن عثمان بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وانظر (843) . الحديث: 1285 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 لَسْتُ بِاللَّسِنِ، وَلا بِالْخَطِيبِ، قَالَ: " مَا بُدٌّ أَنْ أَذْهَبَ بِهَا أَنَا أَوْ تَذْهَبَ بِهَا أَنْتَ " قَالَ: فَإِنْ كَانَ وَلا بُدَّ فَسَأَذْهَبُ أَنَا. قَالَ: " فَانْطَلِقْ فَإِنَّ اللهَ يُثَبِّتُ لِسَانَكَ وَيَهْدِي قَلْبَكَ " قَالَ: ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَمِهِ (1) 1288 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ عَاصِمَ ابْنَ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زِرًّا، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: " شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَبُطُونَهُمْ نَارًا " (2) 1289 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ، عَنِ الْحَارِثِ،   (1) حسن لغيره، حنش- وهو ابن المعتمر الكناني- قد توبع، فقد رواه بنحوه ابن حبان في "صحيحه" (5065) من طريق عمرو بن حماد، عن أسباط بن نصر، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي، وانظر تمام تخريجه هناك، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح. أبو بكر: هو ابن أبي شيبة، وعمرو بن حماد: هو القناد. (2) صحيح لغيره، جابر- وهو ابن يزيد الجعفي وإن كان ضعيفا- قد توبع عند غير المؤلف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عاصم بن بهدلة، فمن رجال أصحاب السنن وروى له الشيخان مقرونا، وهو حسن الحديث، وقد تقدم الحديثُ عن علي بأسانيد أصح مِن هذا، فانظر (591) و (617) . وأخرجه عبد الرزاق (2192) ، وابن أبي شيبة 2/504، وابن ماجه (684) ، والبزار (557) و (558) ، وأبو يعلى (386) و (387) و (390) ، وا بن خزيمة (1336) ، والطبري 2/558، والطحاوي 1/173 و174، وابن حبان (1745) ، والبيهقي 1/460، والبغوي في "شرح السنة" (387) من طرق عن عاصم، بهذا الإسناد. وفي بعض هذه المصادر "يوم الخندق"، وهو الصواب. الحديث: 1288 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُتَوَشِّمَةَ، وَالْمُحِلَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ وَنَهَى عَنِ النَّوْحِ " (1) 1290 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ نُجَيٍّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَتْ لِي سَاعَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ يَنْفَعُنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا كَلْبٌ وَلا جُنُبٌ " قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا: جِرْوٌ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ تَحْتَ السَّرِيرِ فَأَخْرَجْتُهُ (2) 1291 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَضَعَ الْخَاتَمَ فِي الْوُسْطَى " (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لِضعف جابر بن يزيد الجعفي والحارث بن عبد الله الأعور. وأخرجه البزار (825) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (635) . (2) إسناده ضعيف لضعف جابر الجعفي وانقطاعه بين عبد الله بن نجي وبين علي بن أبي طالب. ولقوله: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب" شواهد في الصحيح، انظر (608) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي، وقد تقدم بإسناد أصح برقم (1168) . الحديث: 1290 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 1292 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا، يَخْطُبُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ " (1) • 1293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ جُرَيَّ بْنَ كُلَيْبٍ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَضْبَاءِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ " (2) • 1294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كُلَيْبٍ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُضَحَّى بِأَعْضَبِ الْقَرْنِ وَالْأُذُنِ " (3) • 1295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو الْفَزَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (1001) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جري بن كليب، وقد تقدم الكلام عليه برقم (633) . وأخرجه ابن ماجه (3145) عن حميد بن مسعدة، عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد. (3) إسناده حسن كسابقه. أبو خيثمة: هو زهير بن حرب. الحديث: 1292 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " (1) • 1296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي سَلامٍ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، عَنْ حُكَيْمِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا قَالَ: " اللهُمَّ بِكَ أَصُولُ، وَبِكَ أَحُولُ وَبِكَ أَسِيرُ " (2) • 1297 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ لُوَيْنٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ حَنَشٍ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ عَشْرُ آيَاتٍ مِنْ بَرَاءَةٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ فَبَعَثَهُ بِهَا لِيَقْرَأَهَا عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، ثُمَّ دَعَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: " أَدْرِكْ أَبَا بَكْرٍ، فَحَيْثُمَا لَحِقْتَهُ فَخُذِ الْكِتَابَ مِنْهُ، فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَاقْرَأْهُ عَلَيْهِمْ " فَلَحِقْتُهُ بِالْجُحْفَةِ فَأَخَذْتُ الْكِتَابَ مِنْهُ، وَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّ جِبْرِيلَ جَاءَنِي، فَقَالَ: " لَنْ يُؤَدِّيَ عَنْكَ إِلا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ " (3)   (1) إسناده قوي. إبراهيم بن الحجاج الناجي: هو السامي أبو إسحاق البصري. وقد تقدم برقم (751) . (2) إسناده ضعيف. وأخرجه البزار (804) عن نصر بن علي، بهذا الإسناد. وانظر (691) . (3) إسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر الحنفي، وحنش- وهو ابن المعتمر الكناني- ليس بالقوي. وقال ابن كثير في "تفسيره" 4/48: هذا إسناد فيه ضعف، وقال في "البداية والنهاية" 5/34: ضعيف الإسناد ومتنه فيه نكارة.= الحديث: 1296 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 427 1298 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: إِنَّ رَسُولَكُمْ كَانَ يَخُصُّكُمْ بِشَيْءٍ دُونَ النَّاسِ عَامَّةً، قَالَ: مَا خَصَّنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ يَخُصَّ بِهِ النَّاسَ، إِلا بِشَيْءٍ فِي قِرَابِ سَيْفِي هَذَا، فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ أَسْنَانِ الْإِبِلِ، وَفِيهَا: " إِنَّ الْمَدِينَةَ حَرَمٌ مِمَّا بَيْنِ (1) ثَوْرٍ إِلَى عَائِرٍ، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ، وَمَنْ تَوَلَّى مَوْلًى بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ " (2)   =وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/122 وزاد نسبته لأبي الشيخ وابن مردويه. قلنا: والصواب ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (4656) من حديث حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحَجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يُؤذنون بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك، وٍ لا يطوف بالبيت عُريان. قال حميد: ثم أردف النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعلي بن أبي طالب، فأمره أن يؤذنَ ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا على في أهل مِنى يومَ النحر ببراءة، وأن لا يحج بعدَ العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. وانظر ما تقدم برقم (4) و (594) . (1) في (م) و (ح) و (س) : من بين. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4277) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.= الحديث: 1298 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 428 1299 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " حَبَسُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى صَلاةِ الْعَصْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ - أَوْ قُبُورَهُمْ وَبُطُونَهُمْ - نَارًا " (1) قَالَ شُعْبَةُ: " مَلَأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ - أَوْ قُبُورَهُمْ وَبُطُونَهُمْ - نَارًا " لَا أَدْرِي أَفِي الْحَدِيثِ هُوَ أَمْ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ أَشُكُّ فِيهِ • 1300 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خالد، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيًّا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْعَتْ لَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِفْهُ لَنَا، فَقَالَ: " كَانَ لَيْسَ بِالذَّاهِبِ طُولًا، وَفَوْقَ الرَّبْعَةِ، إِذَا جَاءَ مَعَ الْقَوْمِ غَمَرَهُمْ، أَبْيَضَ شَدِيدَ الْوَضَحِ، ضَخْمَ الْهَامَةِ، أَغَرَّ أَبْلَجَ، هَدِبَ الْأَشْفَارِ، شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ، إِذَا مَشَى يَتَقَلَّعُ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ فِي صَبَبٍ، كَأَنَّ الْعَرَقَ فِي وَجْهِهِ اللُّؤْلُؤُ، لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ بِأَبِي وَأُمِّي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   = وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 197 من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، به. وأخرجه الطبري أيضاً من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وانظر ما تقدم برقم (615) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (617) . (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، يوسف بن مازن لم يُدرك علياً بينهما رجل لم يسم= الحديث: 1299 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 • 1301 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَازِنٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيٍّ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: انْعَتْ لَنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " كَانَ لَيْسَ بِالذَّاهِبِ طُولًا " فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً (1) • 1302 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " كَانَ عَلَى الْكَعْبَةِ أَصْنَامٌ، فَذَهَبْتُ لِأَحْمِلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا، فَلَمِ أَسْتَطِعْ فَحَمَلَنِي فَجَعَلْتُ أَقْطَعُهَا وَلَوْ شِئْتُ لَنِلْتُ السَّمَاءَ " (2) • 1303 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ،   = كما في الحديث الآتي، وخالد بن خالد مجهول لا يُعرف، انظر "ذيل الكاشف. لأبي زرعة العراقي ص 90، و"تعجيل المنفعة" ص 111-112. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/411، والبيهقي في "دلاثل النبوة" 1/216-217 و252 من طريق سعيد بن منصور، عن نوح بن قيس، بهذا الإسناد. ورواية البيهقي مختصرة. وانظر ما تقدم برقم (944) . الرَّبْعه: المربوع، وهو المتوسط. (1) إسناده ضعيف كسابقه. (2) إسناده ضعيف لجهالة أبي مريم الثقفي، وضعف نعيم بن حكيم. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 236 عن عُبيد الله بن يوسف الجبَيْرِي، عن عبد الله بن داود، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (644) . الحديث: 1301 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ قَوْمًا يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ عَلامَتُهُمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ " (1) • 1304 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْوَلِيدَ يَضْرِبُهَا - وَقَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حَدِيثِهِ: تَشْكُوهُ - قَالَ: " قُولِي لَهُ: قَدْ أَجَارَنِي ". قَالَ عَلِيٌّ: فَلَمْ تَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَتْ " فَقَالَتْ: مَا زَادَنِي إِلا ضَرْبًا. فَأَخَذَ هُدْبَةً مِنْ ثَوْبِهِ فَدَفَعَهَا إِلَيْهَا. وَقَالَ: " قُولِي لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَجَارَنِي ". فَلَمْ تَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى رَجَعَتْ. فَقَالَتْ: مَا زَادَنِي إِلا ضَرْبًا. فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: " اللهُمَّ عَلَيْكَ الْوَلِيدَ أَثِمَ بِي مَرَّتَيْنِ " (2) وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ الْقَوَارِيرِيِّ وَمَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ،   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه أبو يعلى (358) من طريق شبابة، عن نعيم بن حكيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (165) عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن حكيم، ونعيم بن حكيم، كلاهما عن أبي مريم، به مطولاً. وانظر ما تقدم برقم (848) . (2) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه أبو يعلى (351) عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "رفع اليدين في الصلاة" (95) ، والبزار (767) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 244 من طرق عن عبد الله بن داود، به. وانظر ما بعده. الحديث: 1304 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 • 1305 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ جَاءَتِ الَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْتَكِي الْوَلِيدَ أَنَّهُ يَضْرِبُهَا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 1306 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى فُرْضَةٍ مِنْ فِرَاضِ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: " شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، مَلأ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ - أَوْ بُطُونَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ - نَارًا " (2) 1307 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي بَزَّةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ: هَلْ خَصَّكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: مَا خَصَّنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَعُمَّ بِهِ النَّاسَ كَافَّةً، إِلا مَا كَانَ فِي قِرَابِ سَيْفِي هَذَا. قَالَ: " فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً فِيهَا مَكْتُوبٌ لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ،   (1) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه أبو يعلى (294) عن أبي خيثمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (768) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 244-245 من طريقين عن عبيد الله بن موسى، وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البزار (787) ، والطبري 2/558 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1132) . الحديث: 1305 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432 لَعَنَ اللهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ (1) ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا " (2) 1308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " اللهُمَّ امْلَأَ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ " (3) 1309 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُجَيَّةَ بْنَ عَدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ، وَسَأَلَهُ عَنِ الْأَعْرَجِ، فَقَالَ: إِذَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ، وَسُئِلَ عَنِ الْقَرَنِ، فَقَالَ: لَا يَضُرُّهُ وَقَالَ عَلِيٌّ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ " (4) 1310 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، أَنَّ عَلِيًّا، كَانَ بِالْيَمَنِ فَاحْتَفَرُوا زُبْيَةً لِلأسَدِ، فَجَاءَ حَتَّى وَقَعَ فِيهَا   (1) على حاشية (س) و (ص) : والديه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (954) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (591) . (4) إسناده حسن. وهو مكرر (1022) . الحديث: 1308 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 433 رَجُلٌ وَتَعَلَّقَ بِآخَرَ، وَتَعَلَّقَ الْآخَرُ بِآخَرَ، وَتَعَلَّقَ الْآخَرُ بِآخَرَ، حَتَّى صَارُوا أَرْبَعَةً، فَجَرَحَهُمِ الْأَسَدُ فِيهَا فَمِنْهُمْ مَنْ مَاتَ فِيهَا، وَمِنْهُمْ مَنِ أخْرِجَ فَمَاتَ، قَالَ: فَتَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ حَتَّى أَخَذُوا السِّلاحَ. قَالَ: فَأَتَاهُمْ عَلِيٌّ فَقَالَ: وَيْلَكُمْ تَقْتُلُونَ مِائَتَيِ إنْسَانٍ فِي شَأْنِ أَرْبَعَةِ أَنَاسِيَّ، تَعَالَوْا أَقْضِ بَيْنَكُمْ بِقَضَاءٍ، فَإِنْ رَضِيتُمْ بِهِ وَإِلا فَارْتَفِعُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَقَضَى لِلأوَّلِ رُبُعَ دِيَتِهٍ، وَلِلثَّانِي ثُلُثَ دِِيَتِهِ، وَلِلثَّالِثِ نِصْفَ دِيَتِهِ، وَلِلرَّابِعِ الدِّيَةُ كَامِلَةً " قَالَ: فَرَضِيَ بَعْضُهُمْ، وَكَرِهَ بَعْضُهُمْ، وَجَعَلَ الدِّيَةَ عَلَى قَبَائِلِ الَّذِينَ ازْدَحَمُوا، قَالَ: فَارْتَفَعُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ بَهْزٌ: قَالَ حَمَّادٌ: أَحْسَبُهُ قَالَ: كَانَ مُتَّكِئًا فَاحْتَبَى - قَالَ: " سَأَقْضِي بَيْنَكُمْ بِقَضَاءٍ ". قَالَ: فَأُخْبِرَ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَضَى بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَأَمْضَى قَضَاءَهُ، قَالَ عَفَّانُ: سَأَقْضِي بَيْنَكُمْ (1) • 1311 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ ابْنُ الشَّاعِرِ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ، وَرَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ " قَالَ: فَزَادَ النَّاسُ بَعْدُ: " وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ " (2) 1312 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ،   (1) إسناده ضعيف. وهو مكرر (574) . (2) صحيح لِغيره، نعيم بن حكيم وأبو مريم تقدمت ترجمتهما عند الحديث رقم (644) . وانظر الحديث المتقدم برقم (950) . الحديث: 1311 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 عَنْ حُجَيَّةَ بْنِ عَدِيٍّ، أَنَّ عَلِيًّا، سُئِلَ عَنِ الْبَقَرَةِ فَقَالَ: عَنْ سَبْعَةٍ، وَسُئِلَ عَنِ الْمَكْسُورَةِ الْقَرْنِ، فَقَالَ: لَا بَأْسَ، وَسُئِلَ عَنِ الْعَرَجِ، فَقَالَ: مَا بَلَغَتِ الْمَنْسَكَ. ثُمَّ قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَيْنِ وَالْأُذُنَيْنِ " (1) • 1313 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أَعْبُدَ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " يَا ابْنَ أَعْبُدَ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الطَّعَامِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: وَمَا حَقُّهُ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: " تَقُولُ بِسْمِ اللهِ اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا "، قَالَ: وَتَدْرِي مَا شُكْرُهُ إِذَا فَرَغْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا شُكْرُهُ؟ قَالَ: " تَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا " ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ عَنِّي وَعَنْ فَاطِمَةَ كَانَتِ ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ مِنْ أَكْرَمِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ زَوْجَتِي، فَجَرَتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَ الرَّحَى بِيَدِهَا، وَأَسْقَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتِ الْقِرْبَةُ بِنَحْرِهَا، وَقَمَّتِ الْبَيْتَ، حَتَّى اغْبَرَّتْ ثِيَابُهَا، وَأَوْقَدَتْ تَحْتَ الْقِدْرِ حَتَّى دَنِسَتْ ثِيَابُهَا، فَأَصَابَهَا مِنْ ذَلِكَ ضَرَرٌ، فَقُدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْيٍ - أَوْ خَدَمٍ - قَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: انْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْأَلِيهِ خَادِمًا يَقِيكِ حَرَّ مَا أَنْتِ فِيهِ " فَانْطَلَقَتِ الَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَتْ عِنْدَهُ خَدَمًا أَوْ خُدَّامًا فَرَجَعَتْ وَلَمْ تَسْأَلْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ: " أَلا أَدُلُّكِ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ   (1) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (732) . الحديث: 1313 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 خَادِمٍ؟ إِذَا أَوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ سَبِّحِي ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدِي ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرِي أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ " قَالَ: فَأَخْرَجَتْ رَأْسَهَا، فَقَالَتْ: رَضِيتُ عَنِ اللهِ وَرَسُولِهِ مَرَّتَيْنِ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، أَوْ نَحْوَهُ (1) 1314 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: كُنَّا نَرَى أَنَّ صَلاةَ الْوُسْطَى صَلاةُ الصُّبْحِ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ أَنَّهُمْ يَوْمَ الْأَحْزَابِ اقْتَتَلُوا وَحَبَسُونَا عَنْ صَلاةِ الْعَصْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ امْلأ قُبُورَهُمْ نَارًا - أَوِ امْلأ بُطُونَهُمْ نَارًا - كَمَا حَبَسُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى " قَالَ: فَعَرَفْنَا يَوْمَئِذٍ أَنَّ صَلاةَ الْوُسْطَى صَلاةُ الْعَصْرِ (2) 1315 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ،   (1) إسناده ضعيف لجهالة ابن أعبد- واسمه علي-، وأبو الورد- وهو ابن ثمامة بن حزن القشيري- روى عنه اثنان، وقال ابن سعد: كان معروفا قليلَ الحديث، وقال ابن المديني: ليس بالمعروف، ولا أعرف له غيرَ هذا الحديث. وحديث فاطمة رضي الله عنها تقدم بأسانيدَ صحيحة، انظر رقم (838) و (1229) و (1250) . وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (235) من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/310 و10/343، وأبو داود (2988) و (5063) من طرق عن الجريري، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة بقصة حق الطعام، ورواية أبي داود مختصرة بقصة فاطمة. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (591) . الحديث: 1314 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 436 عَنْ عَلِيٍّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَيْهِ حُلَّةً سِيَرَاءَ، فَلَبِسَهَا وَخَرَجَ عَلَى الْقَوْمِ فَعَرَفَ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فَأَمَرَهُ أَنْ يُشَقِّقَهَا بَيْنَ نِسَائِهِ " (1) 1316 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ قَعَدَ لِحَوَائِجِ النَّاسِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ " أُتِيَ بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَأَخَذَ مِنْهُ كَفًّا فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَرَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ فَضْلَهُ فَشَرِبَ قَائِمًا "، وَقَالَ: " إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ هَذَا وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ "، وَهَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ (2) 1317 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عَلِيًّا، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ لِشَرَاحَةَ: " لَعَلَّكِ اسْتُكْرِهْتِ، لَعَلَّ زَوْجَكِ أَتَاكِ، لَعَلَّكِ ". قَالَتْ: لا. فَلَمَّا وَضَعَتْ جَلَدَهَا ثُمَّ رَجَمَهَا فَقِيلَ لَهُ: لِمَ جَلَدْتَهَا ثُمَّ رَجَمْتَهَا؟ قَالَ: " جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) * 1318 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (698) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي. وأخرجه النسائي 1/84-85 من طريق بهز، بهذا الإسناد، وقد تقدم برقم (583) . (3) صحيح، وقد تقدم برقم (716) . الحديث: 1316 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 437 عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ " (1) • 1319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: أَتَى عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَنَانِيرَ لادَّاهُ اللهُ عَنْكَ، قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: قُلْ: " اللهُمَّ اكْفِنِي (2) بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ " (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لِضعف عبد الرحفن بن إسحاق- وهو أبو شيبة الواسطي- وجهالةِ النعمان بن سعد. وأخرجه البزار (698) عن أبي كامل فضيل بن حسين، وابن عدي في "الكامل" 4/1614 من طريق محمد بن عبيد بن حساب، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة10/503، والدارمي (3337) ، والترمذي (2909) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (137) ، وابن عدي 4/1614، والخطيب في "تاريخه" 10/459 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، به. ومتن الحديث صحيح، فقد روي من حديث عثمان بن عفان، وقد تقدم في "المسند" برقم (405) . (2) في (ظ 11) : اكففْني. (3) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق: وهو أبو شيبة الواسطي الأنصاري، وقول احد الرواة في هذا الحديث في نسبه "القرشي" وهم، فإن عبد الرحمن بنْ إسحاق القرشي لا يروي عن سيار أبي الحكم ولا يروي عنه كذلك أبو معاوية محمد فى بن خازم الضرير. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة= الحديث: 1319 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 438 • 1320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمُقْرِئُ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " (1)   =وأخرجه الترمذي (3563) ، والبزار (563) ، والحاكم 1/538 من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي؟ حسن غريب، وصحح إسناده الحاكم ووافقه الذهبي! جبل صِير: هو جبل بأجأ في ديار طيئ، فيه كهوف شبه البيوت. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وجهالة النعمان بن سعد. وأخرجه البزار (696) عن أبي كامل الجحدري، وأبو يعلى (425) عن عبيد الله بن عمر القواريري، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/314-315 من طريق محمد بن عبيد بن حساب، جميعاً بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (184) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/323، والرامهرمزي في "المحدت الفاصل" (256) ، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 1/149 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، به. وسيأتي برقم (1323) و (1329) و (1331) و (1339) . قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/268: لا أعلم في "اللهم بارك لأمتي في بكورها" حديثاً صحيحاً. وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/324 بعد أن أورده عن عدد من الصحابة: هذه الأحاديث كلها لا تثبت، ثم عللها كلها. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب " 2/529: قد رواه جماعة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،= الحديث: 1320 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 1321 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي مُوسَى، فَأَتَانَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَامَ عَلَى أَبِي مُوسَى فَأَمَرَهُ بِأَمْرٍ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ: اللهُمَّ اهْدِنِي، وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَاذْكُرْ بِالسَّدَادِ تَسْدِيدَ السَّهْمِ " " وَنَهَانِي أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ " وَأَهْوَى أَبُو بُرْدَةَ إِلَى السَّبَّابَةِ أَوِ الْوُسْطَى قَالَ عَاصِمٌ: أَنَا الَّذِي اشْتَبَهَ عَلَيَّ أَيَّتَهُمَا عَنَى " وَنَهَانِي عَنِ الْمِيثَرَةِ، وَالْقَسِّيَّةِ " قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَقُلْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ: مَا الْمِيثَرَةُ؟ وَمَا الْقَسِّيَّةُ؟ قَالَ: أَمَّا الْمِيثَرَةُ: شَيْءٌ كَانَتْ تَصْنَعُهُ النِّسَاءُ لِبُعُولَتِهِنَّ يَجْعَلُونَهُ عَلَى رِحَالِهِمْ، وَأَمَّا الْقَسِّيُّ: فَثِيَابٌ كَانَتْ تَأْتِينَا مِنَ الشَّامِ، أَوِ الْيَمَنِ - شَكَّ عَاصِمٌ فِيهَا - حَرِيرٌ فِيهَا أَمْثَالُ الْأُتْرُجِّ، قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ السَّبَنِيَّ عَرَفْتُ أَنَّهَا هِيَ (1)   = منهم: علي، وابن عباس، وابن مسعود، وابن عمر، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وعبد الله بن سلام، والنواس بن سمعان، وعمران بن حصين، وجابر بن عبد الله وبعض أسانيده جيدة، ونبيط بن شريط، وزاد في حديثه: يوم خميسها، وبريدة، وأوس بن عبد الله، وعائشة، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وفي كثير من أسانيدها مقال، وبعضها حسن. وقال ابن حجر فيما نقله عنه تلميذه السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص 90: ومنها (يعني من أحاديث: اللهم بارك لأمتي في بكورها) ما يصح ومنها ما لا يصح، وفيها الحسن والضعيف. وانظر "مسند الشهاب" للقضاعي (1489-1494) ، و"صحيح ابن حبان" (4754) و (4755) . (1) إسناده قوي. وانظر (1124) . الحديث: 1321 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 440 • 1322 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ، أَخُو حَجَّاجٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَيُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا سَأَلَ عَنْ هَذَا، بَعْدَ رَجُلٍ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: " إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ، فَصُمِ الْمُحَرَّمَ، فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ عَلَى قَوْمٍ، وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ " (1) • 1323 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " (2)   (1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة الواسطي وجهالة النعمان بن سعد. وأخرجه البزار (699) عن أبي كامل، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1756) ، والترمذي (741) ، وابن عدي 4/1614 من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وقال الترمذي: حسن غريب، وسيأتي برقم (1335) . وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً عند مسلم (1163) بلفظ: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ". (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/103 من طريق عمرو بن محمد الناقد، بهذا الإسناد. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" بانتقاء السَّلَفي (428) عن أحمد بن بديل وعلي بن حرب، عن محمد بن فضيل، به. وتقدم برقم (1320) . الحديث: 1322 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 441 1324 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أُرَاهُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَدْ صَلَّى، فَدَعَا بِطَهُورٍ، فَقُلْنَا: مَا يَصْنَعُ بِالطَّهُورِ؟ وَقَدْ صَلَّى مَا يُرِيدُ. إِلا أَنْ يُعَلِّمَنَا، " فَأُتِيَ بِطَسْتٍ وَإِنَاءٍ فَرَفَعَ الْإِنَاءَ فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ فَغَسَلَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ غَمَسَ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَتَنَثَّرَ مِنَ الكَفِّ الَّذِي أَخَذَ مِنْهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا وَغَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى ثَلاثًا وَيَدَهُ الشِّمَالَ ثَلاثًا، ثُمَّ جَعَلَ يَدَهُ فِي الْمَاءِ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى ثَلاثًا وَرِجْلَهُ الشِّمَالَ ثَلاثًا "، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ طُهُورَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ هَذَا " (1) 1325 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، أَخبرنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلُحُومِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا وَأَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَازِرَ مِنْهَا. قَالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا " (2)   (1) إسناده صحيح، وانظر (1199) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر العنبري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4153) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع منه "عبد الرحمن بن أبي ليلى" إلى: "عبد الكريم بن أبي ليلى". وأخرجه مسلم (1317) (348) ، والبيهقي 5/241 و9/294 عن يحيى بن يحيى، عن أبي خيثمة زهير بن معاوية، به. وقد تقدم برقم (593) . الحديث: 1324 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 1326 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مِثْلَ هَذَا إِلا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: " نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا " (1) 1327 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخبرنا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: " مَلا اللهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا كَمَا حَبَسُونَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ - أَوْ قَالَ: حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ - " إِحْدَى الْكَلِمَتَيْنِ (2) 1328 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ الْجَنْبِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ زَنَتْ، فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا، فَذَهَبُوا بِهَا لِيَرْجُمُوهَا، فَلَقِيَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قَالُوا: زَنَتْ فَأَمَرَ عُمَرُ بِرَجْمِهَا، فَانْتَزَعَهَا عَلِيٌّ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَرَدَّهُمْ، فَرَجَعُوا إِلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مَا رَدَّكُمْ؟ قَالُوا: رَدَّنَا عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: مَا فَعَلَ هَذَا عَلِيٌّ إِلا لِشَيْءٍ قَدْ عَلِمَهُ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1716) م، والنسائي في "الكبرى" (4151) ، وابن الجارود (483) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (615) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح وعبد الكريم، به. وقد تقدم برقم (1101) ، وانظر ما قبله وما تقدم برقم (593) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد تقدم برقم (591) . الحديث: 1326 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 فَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ فَجَاءَ وَهُوَ شِبْهُ الْمُغْضَبِ، فَقَالَ: مَا لَكَ رَدَدْتَ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ، وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَعْقِلَ " قَالَ: بَلَى، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَإِنَّ هَذِهِ مُبْتَلاةُ بَنِي فُلانٍ فَلَعَلَّهُ أَتَاهَا وَهُوَ بِهَا، فَقَالَ عُمَرُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: وَأَنَا لَا أَدْرِي. فَلَمْ يَرْجُمْهَا (1)   (1) صحيح لغيره، وأبو ظبيان الجنبي- واسمه حصين بن جندب- لم يدرك عمر، وقد بُيّنت الواسطة في هذا الحديث عند غير المصنف كما سيأتي في التخريج؟ وهو عبد الله بن عباس. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه الطيالسي (90) عن حماد، بهذا الإسناد. بالمرفوع منه فقط. وأخرجه أبو داود (4402) ، والنسائي في "الكبرى" (7344) ، وأبو يعلى (587) ، والبيهقي 8/264-265 من طرق عن عطاء، به. وسيأتي برقم (1362) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7345) من طريق أبي حصين، عن أبى ظبيان، به موقوفاً. ورجح النسائي هذه الرواية. وأخرجه بنحوه من طريق الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، عن علي مرفوعأ أبو داود (4399) و (4400) و (4401) ، والنسائي في "الكبرى" (3743) ، وابن حبان (143) ، والدارقطني 3/138، وا لحاكم 1/258 و2/59 و4/389، وا لبيهقي 8/264. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وانظر ما تقدم برقم (940) . قال الخطابي في "معالم السنن" 3/310: لم يأمر عمر رضي الله عنه برَجْم مجنونة ئطبق عليها في الجنون، ولا يجوز أن يخفى هذا ولا على أحدٍ ممن بحضرته، ولكن هذه امرأَة كانت تجَن مرةً، وتُفيق أخرى، فرأى عمرُ رضي الله عنه أن لا يسقط عنها الحد لما يصيبُها من الجنون، إذ كان الزنى منها في حال الإفاقة، ورأى على كرم الله وجهه أن الجنون شبهة يدرأ بها الحدُّ عمن يبتلى به، والحدود تُدرأ بالشبهات، لعلها قد أصابت ما أصابت وهي في بقية من بلاثها، فوافق اجتهاد عمر رضي الله عنه اجتهاده في ذلك، فدرأ عنها الحد، والله أعلم بالصواب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 444 • 1329 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وحَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " (1) • 1330 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، رَفَعَهُ: أَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ وَهُوَ رَاكِعٌ، وَقَالَ: " إِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا اللهَ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَادْعُوا فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ " (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق- وهو أبو شيبة-، ولجهالة النعمان بن سعد. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/517 بهذا الإِسناد. وقد تقدم برقم (1320) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه أبو يعلى (297) و (421) عن عبيد اللُه بن عمر القواريري، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (697) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/233 من طريقين عن عبد الواحد بن زياد، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/249، وأبو يعلى (416) من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وسيأتي برقم (1337) . وفي الباب عن ابن عباس بإسناد صحيح، وسيأتي في "المسند" برقم (1900) . فقَمِن: أي: جدير وخليق. وقوله: "إذا ركعتم فعظموا الله"، قال السندي: أي: اللائق به تعظيم الله، فهو أولى= الحديث: 1329 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 • 1331 -حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " (1) 1332 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ عَبِيدَةُ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلا مَا سَمِعْتُ مِنْهُ - قَالَ مُحَمَّدٌ: فَحَلَفَ لَنَا عَبِيدَةُ ثَلاثَ مِرَارٍ - وَحَلَفَ لَهُ عَلِيٌّ: لَوْلا أَنْ تَبْطَرُوا لَنَبَّأْتُكُمْ مَا وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ عَنْ لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قُلْتُ: آنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْهُ؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ - أَوْ مَثْدُونُ الْيَدِ، أَحْسَبُهُ قَالَ: أَوْ مُودَنُ الْيَدِ (2) "   = من الدعاء، وإن كان الدعاءُ جائزاً أيضاً، فلا ينافي أنه كان يقول في ركوعه: اللهم اغفر لي. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وقد تقدم برقم (1320) . وقد جاء هذا الحديث في النسخ المطبوعة من "المسند" مؤخراً عن الذي يليه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، ومحمد؟ هو ابن سيرين، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني. وأخرجه مسلم (1066) (155) ، والبزار (547) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (479) من طريق خالد بن الحارث، عن ابن عون، به. وقد تقدم برقم (626) . الحديث: 1331 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 446 • 1333 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] قَالَ: " لَا وَاللهِ مَا عَلَى أَرْجُلِهِمْ يُحْشَرُونَ، وَلا يُحْشَرُ الْوَفْدُ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، وَلَكِنْ عَلَى نُوقٍ لَمْ تَرَ الْخَلائِقُ مِثْلَهَا، عَلَيْهَا رَحَائِلُ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَرْكَبُونَ عَلَيْهَا حَتَّى يَضْرِبُوا أَبْوَابَ الْجَنَّةِ " (1) 1334 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: وَقَفْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ فَلَمِ ازَلِ اسْمَعُهُ يَقُولُ: لَبَّيْكَ حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا هَذَا الْإِهْلالُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْجَمْرَةِ، وَحَدَّثَنِي: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا " (2) • 1335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ،   (1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق- وهو أبو شيبة الواسطي-، وجهالة النعمان بن سعد. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/119، والطبري في "تفسيره " 16/126 من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد. (2) إسناده حسن. وأخرجه البزار (500) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (915) . الحديث: 1333 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 447 عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِشَهْرٍ أَصُومُهُ بَعْدَ رَمَضَانَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ، فَصُمِ الْمُحَرَّمَ، فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، وَفِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيُتَابُ فِيهِ عَلَى آخَرِينَ " (1) 1336 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ إِنَّا جِيرَانُكَ وَحُلَفَاؤُكَ، وَإِنَّ نَاسًا مِنْ عَبِيدِنَا قَدِ اتَوْكَ لَيْسَ بِهِمْ رَغْبَةٌ فِي الدِّينِ، وَلا رَغْبَةٌ فِي الْفِقْهِ إِنَّمَا فَرُّوا مِنْ ضِيَاعِنَا وَأَمْوَالِنَا، فَارْدُدْهُمْ إِلَيْنَا. فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " مَا تَقُولُ؟ " قَالَ: صَدَقُوا إِنَّهُمْ جِيرَانُكَ. قَالَ: فَتَغَيَّرَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " مَا تَقُولُ؟ " قَالَ: صَدَقُوا إِنَّهُمْ لَجِيرَانُكَ وَحُلَفَاؤُكَ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) • 1337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ،   (1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ولجهالة النعمان بن سعد. وأخرجه أبو يعلى (267) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/41، وأبو يعلى (426) و (427) من طريق أبي معاوية، به. وقد تقدم برقم (1322) . (2) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه بنحوه مطولاً الترمذي (3715) من طريق وكيع، عن شريك، بهذا الإِسناد. وقال: حديث حسن صحيح غريب! وأخرجه بنحوه أبو داود (2700) من طريق أبان بن صالح، عن منصور، به. الحديث: 1336 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 448 أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ: آقْرَأُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَإِذَا رَكَعْتُمْ فَعَظِّمُوا اللهَ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ فَاجْتَهِدُوا فِي الْمَسْأَلَةِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ " (1) • 1338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا يُرَى بُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، وَظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا " فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَنْ هِيَ؟ قَالَ: " لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ " (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ولجهالة النعمان بن سعد. وقد تقدم برقم (1330) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه البزار (702) ، وأبو يعلى (438) ، وابن خزيمة- وقال: إن صح الخبر- (2136) من طرق عن محمد بن فضيل، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/625 و13/101، وهناد في "الزهد" (123) ، والترمذي (1984) و (2527) ، وأبو يعلى (428) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1613-1614 من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، به، وقال الترمذي: غريب. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سيأتي في "المسند" (6615) ، وعن أبي مالك الآشعري سيأتي في "المسند" أيضاً (5/343) ، وفي إسناديهما ضعف، لكن الحديث يحسن بمجموع هذه الشواهد. الحديث: 1338 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 449 • 1339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، وحَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا " (1) 1340 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَبُعٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ "، قَالَ: قَالَ النَّاسُ: فَأَعْلِمْنَا مَنْ هُوَ؟ وَاللهِ لَنُبِيرَنَّ عِتْرَتَهُ، قَالَ: " أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ أَنْ يُقْتَلَ غَيْرُ قَاتِلِي " قَالُوا: إِنْ كُنْتَ قَدْ عَلِمْتَ ذَلِكَ اسْتَخْلِفِ اذًا. قَالَ: " لَا، وَلَكِنِ اكِلُكُمِ الَى مَا وَكَلَكُمِ الَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 1341 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَنْبَأَنَا زَائِدَةُ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ:   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وقد تقدم برقم (1320) . (2) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن سبع، ثم هو منقطع بين سلمة بن كهيل وبينَ عبد الله بن سبع، بينهما فيه سالم بن أبي الجعد. أبو بكر: هو ابن عياش. وأخرجه أبو يعلى (590) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي في "مسند علي" كما في "تهذيب الكمال" 6/15 من طريق عبد الله بن داوِد، كلاهما عن الأعمش، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله بن سبع، بهذا الإسناد. وانظر (1078) . الحديث: 1339 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 450 خَطَبَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَقِيمُوا عَلَى أَرِقَّائِكُمُ الْحُدُودَ مَنِ احْصِنَ مِنْهُمْ، وَمَنْ لَمْ يُحْصَنْ، فَإِنَّ أَمَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَنَتْ، فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُقِيمَ عَلَيْهَا الْحَدَّ، فَأَتَيْتُهَا فَإِذَا هِيَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِنِفَاسٍ، فَخَشِيتُ إِنِ انَا جَلَدْتُهَا أَنْ تَمُوتَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " أَحْسَنْتَ " (1) 1342 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، فَقُلْتُ: إِنَّكَ تَبْعَثُنِي إِلَى قَوْمٍ وَهُمْ أَسَنُّ مِنِّي لِأَقْضِيَ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ: " اذْهَبْ فَإِنَّ اللهَ سَيَهْدِي قَلْبَكَ وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ " (2) • 1343 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ، إِلا الصُّوَرُ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ، فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. زائدة: هو ابن قدامة، والسدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، سليمان بن داود: هو الطيالسي، وهو في "مسنده" (112) ومن طريق الطيالسي أخرجه مسلم (1705) ، والترمذي (1441) ، والبزار (590) ، وأبو يعلى (326) وابن الجارود (816) ، وقال الترمذي: حديث صحيح؟ وأخرجه البزار (591) من طريق إسرائيل، عن السدي، به. وانظر (679) . (2) إسناده صحيح، وهو مكرر (666) الحديث: 1342 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 451 فِيهَا، وَإِنَّ فِيهَا لَمَجْمَعًا لِلحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ يَرَ الْخَلائِقُ مِثْلَهَا، يَقُلْنَ: نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَبِيدُ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْؤُسُ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ " (1) • 1344 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ سُوقًا " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلا أَنَّهُ قَالَ: " فَإِذَا اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَهَا "، قَالَ: " وَفِيهَا مُجْتَمَعُ الْحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2) • 1345 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ   (1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ولجهالة النعمان بن سعد، وأورده ابن الجوزي في لا العلل المتناهية" 2/932 وفى "الموضوعات " 3/256-257 عن "المسند" وقال: هذا حديث لا يصح والمتهم به عبد الرحمن بن إسحاق وهو أبو شيبة الواسطي، قال أحمد: ليس بشيء منكر الحديث، وقال يحيى: متروك. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 13/100. وأخرجه هناد في "الزهد" (9) ، والمروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك" (1487) ، والترمذي (2550) و (2564) ، والبزار (703) ، وأبو يعلى (429) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (376) ، والبغوي في "شرح السنة" (4388) من طرق عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: غريب. وسيأتي برقم (1344) . (2) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن إسحاق، ثم هو منقطع، بين عبد الرحمن وبين علي النعمان بن سعد، وهو مجهول. وأخرجه أبو يعلى (268) عن زهير بن حرب، بهذا الإسناد، وذكر في إسناده النعمان بن سعد. وانظر ما قبله. الحديث: 1344 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 452 الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيٍّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ "، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَنْظُرِ الَى هَذَا " (1) 1346 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، قِتَالُهُمْ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " (2) 1347 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ الْمُضَرِّبِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا   (1) إسناده حسن. سفيان: هو الثوري. وقد تقدم (971) . (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه رواه يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه فأدخل بينه وبين سويد بن غفلة أبا قيس الأودي. وأخرجه البزار (567) ، والنسائي في "خصائص علي" (179) من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإِسناد. وأخرجه النسائي في "الخصائص" (180) من طريق إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي قيس الأودي عبد الرحمن بن ثروان، عن سويد بن غفلة، به. وانظر ما تقدم برقم (1086) . الحديث: 1346 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 453 بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنَ القَوْمِ مِنْهُ " (1) 1348 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ، فَقَالَ: " هَذَا الْمَوْقِفُ وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ " ثُمَّ أَرْدَفَ أُسَامَةَ، فَجَعَلَ يُعْنِقُ عَلَى نَاقَتِهِ، وَالنَّاسُ يَضْرِبُونَ الْإِبِلَ يَمِينًا وَشِمَالًا لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِمْ، وَيَقُولُ: " السَّكِينَةَ أَيُّهَا النَّاسُ "، وَدَفَعَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ فَأَتَى جَمْعًا فَصَلَّى بِهَا الصَّلاتَيْنِ - يَعْنِي الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ - ثُمَّ بَاتَ بِهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ وَقَفَ عَلَى قُزَحَ، فَقَالَ: " هَذَا قُزَحُ وَهُوَ الْمَوْقِفُ، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ " قَالَ: ثُمَّ سَارَ، فَلَمَّا أَتَى مُحَسِّرًا قَرَعَهَا، فَخَبَّتْ حَتَّى جَازَ الْوَادِيَ ثُمَّ حَبَسَهَا، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ فَرَمَاهَا، ثُمَّ أَتَى الْمَنْحَرَ، فَقَالَ: " هَذَا الْمَنْحَرُ وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ " ثُمَّ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ مِنْ خَثْعَمَ فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ قَدْ أَفْنَدَ، وَقَدِ ادْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ. فَهَلْ يُجْزِئُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ. فَأَدِّي عَنِ ابِيكِ ". قَالَ: وَلَوَى عُنُقَ الْفَضْلِ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حارثة بن مضرب، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة، وأبو كامل- واسمه مظفر بن مدرك- ثقة روى له الترمذي والنسائي. زهير: هو ابن معاوية، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وأخرجه النسائي (8639) ، وأبو يعلى (302) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". ص 57 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (654) . الحديث: 1348 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 454 اللهِ، مَا لَكَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: " رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَخِفْتُ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا " قَالَ: وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَفَضْتُ قَبْلَ أَنْ أَحْلِقَ، قَالَ: فَاحْلِقِ اوْ قَصِّرْ وَلا حَرَجَ، قَالَ: وَأَتَى زَمْزَمَ فَقَالَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سِقَايَتَكُمْ، لَوْلا أَنْ يَغْلِبَكُمِ النَّاسُ عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ " (1) 1349 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْبَرِيدِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْحَنَفِيِّ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: أَخَذَ بِيَدِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي حَتَّى جَلَسْنَا عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا قَدْ سَبَقَ لَهَا مِنَ اللهِ شَقَاءٌ أَوْ سَعَادَةٌ ". فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ   (1) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن عياش- وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة- وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (1922) و (1935) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. مختصراً بأول الحديث. وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 14/177 بقصة الحلق، وابن ماجه (3010) بأول الحديث، من طريق يحيى بن آدم، به. وانظر (562) . قوله: "لا يلتفت"، قال السندي: هكذا بزيادة "لا" في هذه الرواية في نسخة المسند والحرتيب، وقد سبق "يلتفت" بدون زيادة "لا"، وهو الأقرب معنى، وتمد. جاءت الرواية بزيادة "لا" في أبي دأود أيضاً، فيحمل على أن المعنى: أنه لا يلتفت إلى مشيهم، ولا يشاركهم في فعلهم. الحديث: 1349 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 455 إِذًا نَعْمَلُ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ " ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لليُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاستَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (1) • 1350 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ الْوَادِعِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَالَ فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ " دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلاثًا، وَتَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا "، ثُمَّ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ " (2) • 1351 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، عَنْ عَلِيٍّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا " (3)   (1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد، فقد روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وإسماعيل الحنفي: هو ابن سميع، ومسلم البطين: هو ابن عمران، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب. وانظر ما تقدم برقم (621) . (2) إسناده حسن. وأخرجه عبد الرزاق (121) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/35 من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وذكره البزار (737) معلقا عن إسرائيل، به. وقد تقدم برقم (621) (3) إسناده حسن. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو يعلى (283) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، بهذا الإسناد.= الحديث: 1350 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 456 • 1352 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " تَوَضَّأَ فَأَنْقَى كَفَّيْهِ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا وَذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُرِيَكُمْ طُهُورَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) • 1353 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ نَافِعٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَطَرٍ الْبَصْرِيُّ، وَكَانَ قَدِ ادْرَكَ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ عَلِيًّا اشْتَرَى ثَوْبًا بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ فَلَمَّا لَبِسَهُ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي " ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " (2)   =وأخرجه أيضا (571) عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن عبد الرحمن بن مهدي، به. وانظر ما قبله. (1) إسناده حسن. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/8، وعنه أخرجه ابن ماجه (456) . وانظر (1046) . (2) إسناده ضعيف لضعف المحتار بن نافع، ولجهالة أبي مطر البصري، جهله أبو حاتم والذهبي، وتركه حفص بن غياث. وأخرجه أبو يعلى (295) من طريق المعافى بن عمران، عن مختار، بهذا الإسناد. وأحرجه أيضاً (327) من طريق أبي المحياة التيمي، عن أبي مطر، به. وسيأتي برقم (1355) . وفي الباب عن عمر تقدم في مسنده برقم (305) . والرياش؟ هي الثياب. الحديث: 1352 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 457 • 1354 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ (1) سَعِيدٍ القُرَشي، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَنْظُرِ الَيَّ "، قَالَ: " فَتَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ شَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ " (2) 1355 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ التَّمَّارُ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ، أَنَّهُ رَأَى عَلِيًّا أَتَى غُلامًا حَدَثًا، فَاشْتَرَى مِنْهُ قَمِيصًا بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ، وَلَبِسَهُ إِلَى مَا بَيْنَ الرُّسْغَيْنِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، يَقُولُ وَلَبِسَهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي، فَقِيلَ: هَذَا شَيْءٌ تَرْوِيهِ عَنْ نَفْسِكَ أَوْ عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " هَذَا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ عِنْدَ الْكُسْوَةِ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَزَقَنِي مِنَ الرِّيَاشِ مَا أَتَجَمَّلُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَأُوَارِي بِهِ عَوْرَتِي " (3) 1356 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُخْتَارٌ، عَنْ أَبِي مَطَرٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ فِي الْمَسْجِدِ، عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ، جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَرِنِي وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَ الزَّوَالِ.   (1) تحرفت في (م) إلى: عن. (2) إسناده حسن. وقد تقدم برقم (971) . (3) إسناده ضعيف. محمد بن عُبَيد: هو الطنافسي. وأخرجه هناد في "الزهد" (712) ، وعبد بن حميد (96) عن محمد بن عبيدٍ، بهذا الإسناد. وحديثُ عبد بن حميد مطول. وقد تقدم برقم (1353) . والرصغان: هي الرسغان، يقال بالصاد والسين. الحديث: 1354 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 458 فَدَعَا قَنْبَرًا فَقَالَ: " ائْتِنِي بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ ثَلاثًا، وَتَمَضْمَضَ ثَلاثًا، فَأَدْخَلَ بَعْضَ أَصَابِعِهِ فِي فِيهِ، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ رَأْسَهُ وَاحِدَةً - فَقَالَ: دَاخِلُهُمَا مِنَ الوَجْهِ وَخَارِجُهُمَا مِنَ الرَّأْسِ - وَرِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلاثًا، وَلِحْيَتُهُ تَهْطِلُ عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ حَسَا حَسْوَةً بَعْدَ الْوُضُوءِ "، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ وُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " كَذَا كَانَ وُضُوءُ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 1357 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ لِأَحَدٍ إِلا لِسَعْدٍ " قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ " (2) 1358 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَكَ تَنَوَّقُ فِي قُرَيْشٍ وَلا   (1) إسنادُه ضعيف كسابقه. وأخرجه عبدُ بن حُميد (95) عن محمد بن عُبيد، به. وانظر ما تقدم برقم (625) و (876) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وابن شداد: هو عبد الله بن شداد. وأخرجه البخاري (4058) ، والبزار (798) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2411) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (190) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/695، وابن حبان (6988) من طرق عن مسعر، به. وقد تقدم برقم (709) . الحديث: 1357 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 459 تَزَوَّجُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " وَعِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، ابْنَةُ حَمْزَةَ. قَالَ: " تِلْكَ ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (1) 1359 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَةٌ فَرَكِبَهَا، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: لَوِ اتَّخَذْنَا مِثْلَ هَذَا، قَالَ: " أَتُرِيدُونَ أَنْ تُنْزُوا الْحَمِيرَ عَلَى الْخَيْلِ؟ إِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " (2) • 1360 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ هِلالٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَلا أُرِيكُمْ كَيْفَ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ؟ قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: " فَأْتُونِي بِطَسْتٍ وَتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلاثًا، وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلاثًا، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثًا " (3) 1361 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْأَكْبَرِ،   (1) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم برقم (620) . (2) صحيح لغيره، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم. وقد تقدم برقم (785) . (3) إِسناده حسن، وقد تقدم برقم (971) . الحديث: 1359 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 460 أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ أَرْبَعًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ أَنْبِيَاءِ اللهِ: أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ، وَسُمِّيتُ أَحْمَدَ، وَجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُورًا، وَجُعِلَتِ أُمَّتِي خَيْرَ الْأُمَمِ " (1) 1362 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ عَلِيًّا، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ، وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَعْقِلَ " (2) 1363 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلْتَهُنَّ غُفِرَ لَكَ عَلَى أَنَّهُ مَغْفُورٌ لَكَ؟ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (3)   (1) إسناده حسن، وقد نقدم برقم (763) ، إلا أنه ذكر هناك في الحديث خامسة وهي قوله: "نصرت بالرعب". (2) صحيح لغيره، وانظر ما تقدم برقم (1328) . وقد تكرر هذا الحديث مرتين بإسناده ومتنه في النسخ المطبوعة و (س) و (ق) و (ص) ، وهو تكرار من النساخ لا وجه له، فذكر هنا وذكر قبل الحديث (1361) . (3) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي سعيد مولى بني هاشم فمن رجال البخاري، وانظر "العلل" للدارقطني 4/7- 10. الحديث: 1362 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 461 1364 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ آكِلَ الرِّبَا وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ وَكَاتِبَهُ، وَالْمُحِلَّ وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ، وَمَانِعَ الصَّدَقَةِ وَنَهَى عَنِ النَّوْحِ " (1) 1365 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ: أَخْبَرَنِي عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اذْنَبَ فِي الدُّنْيَا ذَنْبًا فَعُوقِبَ بِهِ، فَاللهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ عُقُوبَتَهُ عَلَى عَبْدِهِ، وَمَنِ اذْنَبَ ذَنْبًا فِي الدُّنْيَا فَسَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ، وَعَفَا عَنْهُ فَاللهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ " (2) • 1366 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ،   = وأخرجه ابن أبي عاصم (1314) ، والبزار (627) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (637) ، وفي "خصائص علي" (28) و (29) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/9-10 من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به. ولم يقل الثوري في روايته "على أنه مغفور لك". وانظر ما تقدم برقم (712) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحارث الأعور. وأخرجه البزار (727) عن زياد بن أيوب، عن هشيم، بهذا الإسناد. وانظر (635) . (2) إسناده حسن. وهو مكرر (775) . الحديث: 1364 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 462 قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الظُّهْرَ، فَانْطَلَقَ إِلَى مَجْلِسٍ لَهُ يَجْلِسُهُ فِي الرَّحَبَةِ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، ثُمَّ حَضَرَتِ الْعَصْرُ، " فَأُتِيَ بِإِنَاءٍ فَأَخَذَ مِنْهُ كَفًّا فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، وَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَذِرَاعَيْهِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَمَسَحَ بِرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَ إِنَائِهِ " ثُمَّ قَالَ: إِنِّي حُدِّثْتُ أَنَّ رِجَالًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَشْرَبَ أَحَدُهُمْ وَهُوَ قَائِمٌ إِنِّي " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَمَا فَعَلْتُ " (1) 1367 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ: أَنَّ عَلِيًّا، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنِّي لارْبُطُ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الجُوعِ، وَإِنَّ صَدَقَتِي الْيَوْمَ لارْبَعُونَ أَلْفًا " (2) 1368 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن إسماعيل- وهو الطالقاني- فمن رجال أبي داود، وهو ثقة، وغير النزال بن سبرة، فمن رجال البخاري، وهو ثقة أيضاً. وأخرجه أبو يعلى (368) ، وعنه ابن حبان (1057) عن أبي خيثمة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (16) و (202) عن يوسف بن موسى، عن جرير، به. وقد تقدم برقم (583) . (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد بن كعب القرظي لم يسمع من علي، وشريك - وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/163 من طريق عبد الرحمن بن مصعب، عن شريك، بهذا الإسناد. وليس فيه "وإن صدقتي اليوم لأربعون ألفا". الحديث: 1367 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 463 عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ فِيهِ: " وَإِنَّ صَدَقَةَ مَالِي لَتَبْلُغُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ " (1) 1369 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُتْبِعِ النَّظَرَ النَّظَرَ، فَإِنَّ الْأُولَى لَكَ وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ " (2) 1370 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو (3) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ،   (1) إسناده ضعيف كسابقه. أسود: هو ابن عامر، المعروف بشاذان. (2) حسن لغيره، سلمة بن أبي الطفيل- وأبوه هو الصحابي عامر بن واثلة- روى عنه محمد بن إبراهيم التيمى فطر بن خليفة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/318، وقول ابن خراش فيه: مجهول، رده الحافظ ابن حجر في. التعجيل" ص160، وباقي رجال السند على شرط الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعةً، وهو حسن الحديث، لكنه مدلس وقد رواه بالعنعنة. وأخرجه الدارمي (2709) ، والبزار (907) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/350، وابن حبان (5570) ، والحاكم 3/123 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (1373) . وفي الباب عن بريدة عند أحمد وسيأتي في "المسند" (5/351 الطبعة الميمنية) ولفظه: "يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة" وفي إسناده شريك بن عبد الله النخعي، وهو سيئ الحفظ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك، قلنا: والحديث هنا يتقوى به. (3) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عمرو. وعبيد الله: هو الرقي. الحديث: 1369 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 464 عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّاهُ حَمْزَةَ، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّاهُ بِعَمِّهِ جَعْفَرٍ، قَالَ: فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُغَيِّرَ اسْمَ هَذَيْنِ " فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَمَّاهُمَا حَسَنًا وَحُسَيْنًا (1) 1371 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فِيهِمْ رَهْطٌ كُلُّهُمْ يَأْكُلُ الْجَذَعَةَ، وَيَشْرَبُ الْفَرَقَ، قَالَ: فَصَنَعَ لَهُمْ مُدًّا مِنْ طَعَامٍ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، قَالَ: وَبَقِيَ الطَّعَامُ كَمَا هُوَ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ، ثُمَّ دَعَا بِغُمَرٍ فَشَرِبُوا حَتَّى رَوَوْا، وَبَقِيَ الشَّرَابُ كَأَنَّهُ لَمْ يُمَسَّ - أَوْ لَمْ يُشْرَبْ - فَقَالَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي بُعِثْتُ لَكُمْ خَاصَّةً وَإِلَى النَّاسِ بِعَامَّةٍ، وَقَدْ رَأَيْتُمْ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ مَا رَأَيْتُمْ، فَأَيُّكُمْ يُبَايِعُنِي عَلَى أَنْ يَكُونَ أَخِي وَصَاحِبِي؟ " قَالَ: فَلَمْ يَقُمِ الَيْهِ أَحَدٌ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ، قَالَ: فَقَالَ: " اجْلِسْ " قَالَ: ثَلاثَ   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحابُ السنن غير النسائي، وخلاصة القول فيه ما قاله الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 2/108 من أنه سيئ الحفظ يصلح حديثه للمتابعات، فأما إذا انفرد، فيحسن، وأما إذا خالف فلا يُقبل. وأخرجه أوِ يعلى (498) ، والطبراني بنحوه (2780) من طريقين عن عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (657) من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، به. وانظر ما تقدم برقم (769) . الحديث: 1371 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 465 مَرَّاتٍ كُلُّ ذَلِكَ أَقُومُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ لِي: " اجْلِسْ " حَتَّى كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى يَدِي (1) • 1372 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " أَنَّهُ شَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ " ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 1373 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الطُّفَيْلِ،   (1) إسناده ضعيف لجهالة ربيعة بن ناجذ، فإنه لم يرو عنه غير أبي صادق الأزدي، قال الذهبي في "الميزان" 2/45: لا يكاد يعرف، وعنه أبو صادق بخبر منكر فيه "علي أخي ووارثي"، وتساهل الحافظ في "التقريب" فقال فيه: ثقة! وأبو صادق الأزدي روى عنه جمع، ووثقه يعقوب بن شيبة وابن حبان، وقال أبو حاتم: مستقيم الحديث، وقال ابن سعد: كان ورعاً مسلماً قليل الحديث يتكلمون فيه. وأخرجه النسائي في "خصائص علي" (66) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وزاد "أنت أخي وصاحبي ووارثي ووزيري". الجَذَعة: هي من الإبل ما تَمَّ له أربع سنين، ومن البقر والمعز ما تَمَّ له سنة، قال السندي: والظاهر هاهنا أنها من الإبل. والفرق: مكيال يسع ستة عشر رِطلاً، وهي اثنا عشر مُداً، أو ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. والغُمَر، بضم الغين وفتح الميم: القدح الصغير. (2) إسناده صحيح على شرط الصحيح. أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر: هو ابن محمد بن أبان الجعفي، يعرف بمُشكُدانة، وابن فضيل: هو محمد. وقد تقدم برقم (583) . الحديث: 1372 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 466 عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " يَا عَلِيُّ، إِنَّ لَكَ كَنْزًا مِنَ الجَنَّةِ، وَإِنَّكَ ذُو قَرْنَيْهَا، فَلا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ " (1) 1374 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدْنَهُ، نَحَرَ بِيَدِهِ ثَلاثِينَ، وَأَمَرَنِي فَنَحَرْتُ سَائِرَهَا، وَقَالَ: " اقْسِمْ لُحُومَهَا بَيْنَ النَّاسِ وَجُلُودَهَا وَجِلالَهَا، وَلا تُعْطِيَنَّ جَازِرًا مِنْهَا شَيْئًا " (2) 1375 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ ضَمْرَةَ، يَقُولُ:   (1) حسن لغيره. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/326 و12/64 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (340) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، به. وقد تقدم برقم (1369) . (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه، بينه وبين ابن أبي نجيح فيه رجل مبهم، فقد رواه أحمد فيما سيأتي في مسند ابن عباس برقم (2359) عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن ابن إسحاق قال: حدثني رجل، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس ... فذكر الحديث بعينه. ثم هو مخالف لما في "صحيح مسلم" (1218) (147) وغيره من حديث جابر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحر من هديه ثلاثاً وستين بيده، ئم أعطى علياً فنحر ما غبر، وهي سبع وثلاثون بدنة تكملة المئة. وأخرجه أبو داود (1764) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد. وقرن بمحمد بن عبيد أخاه يعلى. وانظر ما تقدم برقم (593) . الحديث: 1374 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 467 سَأَلْنَا عَلِيًّا، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّهَارِ، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ لَا تُطِيقُونَ ذَلِكَ " قُلْنَا: مَنِ اطَاقَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: " إِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا عِنْدَ الْعَصْرِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَإِذَا كَانَتِ الشَّمْسُ مِنْ هَاهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا عِنْدَ الظُّهْرِ صَلَّى أَرْبَعًا، وَيُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ وَقَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا، وَيَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ " (1) • 1376 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِيكَ مَثَلٌ مِنْ عِيسَى أَبْغَضَتْهُ الْيَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ، وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي لَيْسَ بِهِ " ثُمَّ قَالَ: " يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَمُبْغِضٌ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي " (2)   (1) إسناده قوي. وأخرجه الترمذي (599) ، والبزار (673) ، وأبو يعلى (318) وابن خزيمة (121) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (650) . (2) إسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك القرشي. وأخرجه النسائي في "خصائص علي" (103) ، وأبو يعلى (534) من طريقين عن أبي حفص الأبَار، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم (1004) والحاكم 3/123 من طريقين عن الحكم بن عبد= الحديث: 1376 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 468 • 1377 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو غَيْلانَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ فِيكَ مِنْ عِيسَى مَثَلًا، أَبْغَضَتْهُ يَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ، وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي لَيْسَ بِهِ " " أَلا وَإِنَّهُ يَهْلِكُ فِيَّ اثْنَانِ، مُحِبٌّ يُقَرِّظُنِي بِمَا لَيْسَ فِيَّ، وَمُبْغِضٌ يَحْمِلُهُ شَنَآنِي عَلَى أَنْ يَبْهَتَنِي، أَلا إِنِّي لَسْتُ بِنَبِيٍّ وَلا يُوحَى إِلَيَّ، وَلَكِنِّي أَعْمَلُ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اسْتَطَعْتُ، فَمَا أَمَرْتُكُمْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ فَحَقٌّ عَلَيْكُمْ طَاعَتِي فِيمَا أَحْبَبْتُمْ وَكَرِهْتُمْ " (1)   =الملك، به. وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: الحكم وهاه ابن معين. وأخرجه البزار (758) من طريق محمد بن كثير الملائي، عن الحارث، به. واقتصر ابن أبي عاصم والبزار والنسائي على المرفوع فقط. وانظر ما بعده. قوله: "يقَرظني"، قال السندي: التقريظ بقاف وراء مهملة وظاء معجمة-: مَدْح الإِنسان وهو حي بحق أو باطل، والمراد ها هنا: المبالغة في المدح أعم من أن يكون لحي أوميت. ِ وبهتوا أمَه، أي: كذبوا عليها ورموها بما ليس فيها، لعنهم الله. (1) إسناده ضعيف كسابقه. أبو غيلان الشيباني قال العلامة أحمد شاكر في تعليقه على "المسند": كذا في الأصول الثلاثة، ولم أعرف من هو؟ وأخشى أن يكون محرفا عن "أبو غسان النهدي"؟! وهذا خطأ منه رحمه اللُه فإن أبا غيلان الشيباني هذا: اسمه سعد بن طالب، روى عنه غيرُ واحد، وأورده البخاري في "تاريخه الكبير" 4/63، وابن حبان في "ثقاته " 8/283، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 4/87- 88 وقال: سألت أبي عنه فقال: شيخ صالح في حديثه صنعة، وسئل أبو زرعة عنه فقال: لا بأس به، وترجمه الذهبي في "الميزان" 2/122 ونقل عن أبي حاتم أنه قال: في حديثه= الحديث: 1377 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 469 • 1378 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلا عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَ: " يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ كَيْفَ أَنْتَ وَقَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ: قُلْتُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنَ المَشْرِقِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَمِنْهُمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، كَأَنَّ يَدَيْهِ ثَدْيُ حَبَشِيَّةٍ " (1) • 1379 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ النَّاسَ فَشُغِلَ عَنْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنِّي دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَ لِي: كَيْفَ أَنْتَ وَقَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ عَادَ، فَقُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَقَالَ: " قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ،   = ضعف! وفات الحافظ ابن حجر أن يترجم له في "تعجيل المنفعة" مع أنه من شرطه. الشنآن: العداوة، وقيل: شدة البغض. ولفظة: "مطرٍ" ليست في النسخ المطبوعة. (1) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح غير كليب ي شهاب والد عاصم، فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. وقال ابن كثير في "البد اية والنهاية" 7/304: إسناده جيد. وأخرجه بأطول مما هنا ابن أبي عاصم (913) ، والبزار (872) و (873) ، والنسائي في "خصائص علي" (183) ، وأبو يعلى (472) و (482) من طرق عن عاصم بن كليب، بهذا الإِسناد. وانظر ما بعده. الحديث: 1378 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 470 يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيُ حَبَشِيَّةٍ "، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ هَلِ اخْبَرْتُكُمِ انَّ فِيهِمْ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ (1) • 1380 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّةَ الْوَادِعِيِّ، عَنْ عَمْرٍو ذِي مُرٍّ قَالَ: أَبْصَرْنَا عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ - قَالَ: وَأَنَا أَشُكُّ فِي الْمَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ ثَلاثًا، ذَكَرَهَا أَمْ لَا - وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثًا، وَيَدَيْهِ ثَلاثًا، كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا ثَلاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ - قَالَ أَحَدُهُمَا: ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً فَمَسَحَ بِهَا رَأْسَهُ - ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَ وَضُوئِهِ: ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ " (2)   (1) إسناده جيد. إسماعيل أبو معمر: هو إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي. وانظر ما قبله. (2) حسن لغيره، وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع وقد توبع، وعمروذو مُرّ مجهول وتابعه هنا أبو حية الوادعي. وانظر رقم (971) . الحديث: 1380 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 471 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) أشرف على تحقيقه الشيخ شعيب الأرنؤوط حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد الجزء الثالث مؤسسة الرسالة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 1 بسم الله الرحمن الرحيم اعتمد في تحقيق هذا الجزء على النسخ الخطية التالية: 1- نسخة المكتبة الظاهرية، ورمزها [ظ 11] . 2- نسخة مكتبة شستربتي، ورمزها [ب] . 3- نسخة مكتبة الرياض بالسعودية، ورمزها [ح] . 4- نسختي دار الكتب المصرية، ورمزهما [س] و [ش] . 5- نسخة المكتبة القادرية ببغداد ورمزها [ق] . 6- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل ورمزها [ص] . 7- قطعة من نسخة محمد بن عبد الله المغربي، ورمزه [غ] . 8- وضعنا رقم الجزء والصفحة من المطبعة الميمنية المصورة بدار صادر وغيرها بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا بالحواشي لأهم فروقها، وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بحرف [م] . الرموز المستعملة في زيادات عبد الله. ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره: • دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله. ° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته. * نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره. عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة، لذاتها أو لغيرها في هذا الجزء: 598 حديثا. عدد الأحاديث الضعيفة في هذا الجزء: 102 حديثا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 3 مُسْنَدُ بَاقِي الْعَشْرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بِالْجَنَّةِ مُسْنَدُ أَبِي مُحَمَّدٍ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   (1) هو طلحةُ بنُ عُبيد الله بنِ عثمان بنِ عمرو بنِ كعب بنِ سعد بنِ تَيْم بنِ مُرة بنِ كعب بنِ لؤي، القرشى أبو محمد التيْمى. أحدُ العشرة المشهود لهم بالجنة. وأحدُ الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام. وأحدُ الستة أصحاب الشورى الذين نَص عليهم عُمَرُ، وقال: تُوفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنهم راض. وأحدُ الخمسة الذين أسلموا مِن سادات الصحابة على يدي أبي بكر رضي الله عنه، وهم: عثمانُ، وعبدُ الرحمن بن عوف، والزبيرُ بن العوام، وسعدُ بن أبي وقاص. كان يُقال له ولأبي بكر: القرينانِ، لأن نوفلَ بن خُويلد بنِ العَدَوية أخذهما، فقرنهما في حبل واحدٍ حين بلغه إسلامُهُما، ولم يمنَعْهُما بنو تَيْم. وكان يُقال له: طلحةَ الخير، وطلحةَ الجُود، وطلحةَ الفَيَّاض. شَهِدَ المشاهد كُلها مَعَ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بدراً، فإنه كان بالشام، فضَرَبَ له رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره. وأبلَى يومَ أحدٍ بلاءً حسناً، وأصيبت يدُه يومئذٍ، ورقاها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان جماعة من الصحابة يقولون عن يوم أحد: ذاك يوم كله لِطلحة، ولما طأطأ لِرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِينهضَ على تلك الصخرةِ يومَ أحدٍ قال:"أوجب طلحةُ". قُتِل رضي الله عنه يومَ وَقْعة الجَمَل في العاشر من جُمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وقد استَكْمَل من العمر يومئذٍ أربعاً وستين سنة.= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 5 1381 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ: عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ " (1) 1382 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: لَا أُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، إِلا أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِ قُرَيْشٍ " قَالَ: وَزَادَ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ طَلْحَةَ قَالَ: " نِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُوعَبْدِ اللهِ، وَأُمُّ عَبْدِ اللهِ " (2)   ="جامع المسانيد" 2/ورقة 261، وانظر"سير أعلام النبلاء" 1/23-40. (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، ابنُ أبي مُلَيْكَةَ- وهو عبد الله بن عبيد الله بنِ عبد الله بنِ أبي مُليكة- لم يُدرك طلحةَ بن عبيد الله، ورجالُ الإسناد ثقات رجالُ الشيخين غيرَ عبدِ الجبار بنِ ورد، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو صدوق. وأخرجه الجورقاني في" الأباطيل والمناكير" (173) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، وقال: حديث صحيح! ذاهِلاً عن علة الانقطاع. وانظر ما بعده. وفي الباب عن المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلاً عند أحمد في"فضائل الصحابة" (1746) ، وفيه ابن لهيعة وهو سييء الحفظ. وعبد الله وأبوه وأمه: هو عبدُ الله بن عمرو بن العاص، وأمه ريطةُ بنت منبه بن الحجاج بن عامر السهْمية، أسلمت وبايعت. (2) إسناده ضعيف كسابقه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وأخرجه ابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (798) ، وأبو يعلى (646) و (647) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبو يعلى (645) ، والهيثم بن كليب الشاشي في= الحديث: 1381 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 6 1383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَنَحْنُ حُرُمٌ، فَأُهْدِيَ لنا (1) طَيْرٌ وَطَلْحَةُ رَاقِدٌ، فَمِنَّا مَنِ أكَلَ، وَمِنَّا مَنْ تَوَرَّعَ فَلَمْ يَأْكُلْ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ طَلْحَةُ وَفَّقَ مَنْ أَكَلَهُ، وَقَالَ: " أَكَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   ="مسنده" (19) من طريق عبد الأعلى بن حماد، و (18) من طريق داود بن عمرو الضبي، ثلاثتهم عن عبد الجبار بن الورد وحده، بهذا الإسناد. وأخرج القسمَ الأولَ منه فقط الترمذي (3845) من طريق أبي أسامة، وابن أبي عاصم (799) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن السري، وأبو نعيم في "الحلية" 9/55 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن نافع بن عمر الجمحي، به. قال الترمذي: وليس إسناده بمتصل، وابن أبي مليكة لم يدرك طلحة. قوله:"صالح قريش"، قال السندي: هكذا في نسخ الكتاب بلفظ "صالح قريش" مفرداً، ولفظ الترمذي "من صالحي قريش" بالجمع كما هو الظاهر، ولعل الإِفرادَ على أن المراد من قوم أو فوج هو: صالح قريش، والمراد بقريش: مسلمي الفتح، والله تعالى أعلم. (1) في (م) و (ح) و (ق) و (ص) : له. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الرحمن بن عثمان، فمن رجال مسلم، وهو صحابي أسلم يومَ الحديبية، وقيل: يومَ الفتح، وهو ابنُ أخي طلحة بن عبيد الله. وأخرجه الدارمي (1829) ، والبيهقي 5/188 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مَخْلَدٍ، والطحاوي 2/171-172 من طريق حجاج بنِ محمد، كلاهما عن ابنِ جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلي (658) ، والشاشي (12) و (13) من طريق فليح بنِ سليمان، عن= الحديث: 1383 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 1384 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَى عُمَرُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ ثَقِيلًا. فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا فُلانٍ؟ لَعَلَّكَ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ يَا أَبَا فُلانٍ؟ قَالَ: لَا. إِلا أَنِّي سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، مَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ إِلا الْقُدْرَةُ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنِّي لَأعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ، إِلا أَشْرَقَ لَهَا لَوْنُهُ وَنَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لأعْلَمُ مَا هِيَ قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: " تَعْلَمُ كَلِمَةً أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ " قَالَ طَلْحَةُ: صَدَقْتَ هِيَ وَاللهِ هِيَ (1)   = محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بنِ عثمان، عن طلحة. ولم يذكر معاذاً، وانقلب عبد الرحمن بن عثمان في الموضع الثاني من "مسند الشاشي" إلى: عثمان بنِ عبد الرحمن. قال الدارقطني في "العلل" 4/216: والصواب حديث ابنِ جريج وهو حَفِظ إسناده. وسيأتى برقم (1392) . وقوله: "وَفَّق من أكله"، أي: دعا له بالتوفيق، واستَصْوَبَ فِعله. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ يحيى بن طلحة- وهو ابن عبيد الله التيمي- فمن رجالِ أصحاب السنن غيرَ أبي داود، وهو ثقة. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن بن خالد القرَشي مولاهم، ومطرف: هو ابن طريف الكوفي، وعامر: هو ابنُ شراحيل الشعبي. وأخرجه أبو يعلى (655) من طريق عَبْثر بنِ القاسم، عن مطَرفٍ، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1099) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 98 من طريق جرير بنِ عبد الحميد، عن مُطَرف، عن الشعبى، عن ابنٍ لطلحة بن عبيد الله، به. وأخرجه ابنُ ماجه (3796) ، والنسائي (1101) ، وابنُ حبان (205) من طريق= الحديث: 1384 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 1385 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: قَالَ قَيْسٌ: " رَأَيْتُ طَلْحَةَ يَدُهُ شَلاءُ وَقَى بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ " (1) 1386 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ رَآهُ كَئِيبًا، فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَئِيبًا؟ لَعَلَّهُ سَاءَتْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ - يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ - قَالَ: لَا. وَأَثْنَى عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَلِمَةٌ لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلا فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ، وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ " فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا إِلا الْقُدْرَةُ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُهَا. فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: وَمَا هِيَ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: " هَلْ تَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ؟ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ؟   = إسماعيل بنِ أَبي خالد، عن الشعبي، عن يحيى بنِ طلحة، عن أمه سُعْدى المُرية زوج طلحة بنِ عبيد الله، قالت: مرَّ عمرُ بن الخطاب بطلحة ... فذكرته. وسيأتي الحديث برقم (1386) ، وانظر ما تقدم برقم (187) و (252) . قوله: "إلا القُدرة عليه"، قال السندي: أي: اغتررتُ بأني قادر على إدراكه حين أردتُ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيلُ: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/90، والبخاري (4063) ، وابنُ ماجه (128) ، وابنُ حبان (6981) ، والطبراني (192) ، والبغويُ في "شرح السنة" (3917) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه سعيد بنُ منصور في "سننه" (2850) ، والبخاري (3724) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وأخرجه ابنُ سعد 3/217 عن أبي أسامة، عن إسماعيل بنِ أبي خالد، عن قيس= الحديث: 1385 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 فَقَالَ طَلْحَةُ: هِيَ وَاللهِ هِيَ (1) 1387 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ مَرَّ هُوَ وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو يُوسُفَ مِنْ بَنِي تَيْمٍ، عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ لَهُ أَبُو يُوسُفَ: إِنَّا لَنَجِدُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنَ الحَدِيثِ مَا لَا نَجِدُهُ عِنْدَكَ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّ عِنْدِي حَدِيثًا كَثِيرًا، وَلَكِنَّ رَبِيعَةَ بْنَ الْهُدَيْرِ، قَالَ وَكَانَ يَلْزَمُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ: إِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا قَطُّ، غَيْرَ حَدِيثٍ وَاحِدٍ، قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قُلْتُ لَهُ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: قَالَ لِي طَلْحَةُ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى حَرَّةِ وَاقِمٍ، قَالَ: فَدَنَوْنَا مِنْهَا، فَإِذَا قُبُورٌ بِمَحْنِيَّةٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ قُبُورُ إِخْوَانِنَا هَذِهِ. قَالَ: " قُبُورُ أَصْحَابِنَا " ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى إِذَا جِئْنَا قُبُورَ الشُّهَدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ قُبُورُ إِخْوَانِنَا " (2)   = قال: رأيتُ إصبعي طلحة قد شَلَّتا، اللتينِ وقَى بهما النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد. (1) إسنادُه صحيح، إبراهيمُ بن مهدي: هو المِصيصي، بغدادي الأصل، سكن المصيصةَ، روى عنه جمع ووثقه أبو حاتم وابن قانع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وأخرج له أبو داود، ومن فوقه ثقات. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (1100) ، والحاكم 1/350-351، وعنه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 98 من طريق علي بنِ مُسْهِر، عن مُطرف، بهذا الإسنادِ، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! وهذا وهم منهما رحمهما الله تعالى، فإن يحيى بنَ طلحة لم يُخرج له سرى الترمذي وابن ماجه والنسائي. وانظر ما تقدم برقم (1384) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ داود بن خالد بن دينار، فمن= الحديث: 1387 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 1388 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ (1) ، حَدَّثَنَا سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي وَالدَّوَابُّ تَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ أحَدِكُمْ، ثُمَّ لَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ عَلَيْهِ " وَقَالَ عُمَرُ مَرَّةً: " بَيْنَ يَدَيْهِ " (2)   = رجال أبي داود، روى عنه ثلاثة، وذكره ابنُ حبان في"الثقات"، وقد تفرد داود بهذا الحديث، قال علي بن عبد الله المديني- شيخ أحمد فيه- في "العلل" ص 96 بعدما ذكر حديثَ طلحة هذا: وإسنادُه كله جيد، إلا أن داودَ بنَ خالد هذا لا يُحفَظُ عنه إلا هذا الحديث. ربيعة بن الهُدير: هو ربيعة بن عبد الله بن الهدير تابعي كبير، كان من خيار الناس، وُلد على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو عم محمد بن المنكدر. وأخرجه أبو داود (2043) ، وابن عدي في "الكامل" 3/961 من طريق حامد بن يحيى، والبزار (955) من طريق يعقوب بنِ محمد، كلاهما عن محمد بنِ معن الغفاري، بهذا الإسناد. قال البزار: هذا الكلام لا نعلمه يروى إلا عن طلحة بن عبيد الله بهذا الإسناد. حَرة واقِم: هي إحدى حرتي المدينة، وهي الشرقية، وأما الحرةُ الثانية، فهي حرة وَيَرة، وهي الغربية. وقوله: "بمَحْنيَة"، هو حيث ينعطِفُ الوادي، وهو منحناه أيضاً، ومَحاني الوادي: معاطفه. (1) وقع في (ظ 11) و (ح) و (س) و (ق) و (ص) وكذا في النسخ المطبوعة:"حدثنا عمرُ بنُ عبيد، حدثنا زائدة، حدثنا سماك بنُ حرب"، والصوابُ حذف"حدثنا زائدة" كما في (ب) و"أطراف المسند" 1/ورقة 94، و"جامع المسانيد" 2/ورقة 265 ومصادر التخريج. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسنُ الحديث. عمر بن عبيد: هو الطنافسي. = الحديث: 1388 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 1389 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: نَزَلَ رَجُلانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً، ثُمَّ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ. فَأُرِيَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: أَنَّ الَّذِي مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْآخَرِ بِحِينٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ طَلْحَةُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمْ مَكَثَ (1) بَعْدَهُ؟ " قَالَ: حَوْلًا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَّى أَلْفًا وَثَمَانِ مِائَةِ صَلاةٍ، وَصَامَ رَمَضَانَ " (2)   = وأخرجه مسلم (499) (242) ، وابن ماجه (940) ، والبزار (939) ، وأبو يعلى (630) ، وابن خزيمة (805) و (842) ، والهيثم بن كليب الشاشي في"مسنده" (5) ، وابن حبان (2380) ، والبيهقي 2/269 من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (231) ، وابنُ أبي شيبة 1/276، وعبدُ بن حميد (101) ، ومسلم (499) (241) ، والترمذي (335) ، وأبو يعلى (664) ، وابنُ حبان (2379) ، والبيهقي 2/269 من طرق عن سماك بنِ حرب، به. وسيأتي برقم (1393) و (1394) و (1398) . مؤخِرةُ الرحل: هي الخشبة التي في آخر الرحل، يستند إليها راكب البعير، ومؤخرة: لغة قليلة في"آخِرة". (1) في (م) و (ق) وحاشية (س) : كم مكث في الأرض بعده. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق- وإن عنعن- متابع، وعلةُ الحديث الانقطاعُ بينَ أبي سلمة وبينَ طلحة بن عبيد الله، فإن أبا سلمة- وهو ابن عبد الرحمن- لم يُدرك القصة قطعاً، ولم يسمع مِن طلحة بن عُبيد الله فيما قاله علي بن المديني ويحيى بن معين والبزار، وذكر الذهبي في"السير" 4/287 أن روايته عن طلحة مرسلة. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي.= الحديث: 1389 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 1390 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلامُ؟ قَالَ: " خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ " قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ: " لَا "، وَسَأَلَهُ عَنِ الصَّوْمِ؟ فَقَالَ: " صِيَامُ رَمَضَانَ " قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: وَذَكَرَ الزَّكَاةَ، قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: وَاللهِ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، وَلا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أفْلَحَ إِنْ صَدَقَ " (1)   = وأخرجه بنحوه الشاشي (28) من طريق مسلم بن أبي مريم، عن محمد بن إبراهيم التيمي: أن رجلين أضافا طلحة ... ولم يذكر فيه أبا سلمة، وليس فيه عدد ما صَلى. وأخرجه أبو يعلى (648) ، والشاشي (27) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن طلحة بنِ عبيد الله، وفيه: "أليس قد صام بعده رمضان، وصَلًى بعده ستةَ آلاف ركعة وكذا وكذا ركعة". ثم نقل الشاشي عن ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن هذا الحديث، فقال: مرسل لم يسمع مِن طلحة. وسيأتي الحديث برقم (1403) ، وانظر (1401) . وله شاهد من حديث أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/333. وآخر بإسناد صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص، ويأتي في "المسند" برقم (1534) . وفي الباب عن عبد الله بن بسر بلفظ: "خيركم من طال عمره وحسن عمله" ويأتي في" المسند" 4/188 و190 بإسناد صحيح. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عم مالك بن أنس: هو أبو سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي. وهو في "الموطأ" 1/175. وأخرجه البزار (933) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "الرسالة" (344) ، والمسند" 1/12، والبخاري (46) و (2678) ، ومسلم (11) (8) ، وأبو داود (391) ، والنسائي= الحديث: 1390 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 1391 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ الَّذِي تَقُومُ بِهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ - أَعَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّا لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (1) 1392 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، قَالَ:   = 1/226 - 228 و8/118-119، وابن الجارود (144) ، والشاشي (15) و (16) ، وابن حبان (1724) و (3262) ، والبيهقي 1/361 و2/8 و466 و467، والبغوي (7) . وأخرجه الدارمي (1578) ، والبخاري (1891) و (6956) ، ومسلم (11) (9) ، وأبو داود (392) و (3252) ، والنسائي 4/120-121، وابن خزيمة (306) ، والشاشي (17) ، والبيهقي 2/466 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل نافع بن مالك، به. وبعضهم يزيدُ فيه على بعض. وفي بعض رواياتِ الحديث من طريق إسماعيل بن جعفر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للأعرابي: "أفلَح وأبيه إن صدق"، قال الحافظ في "الفتح" 1/107: فإن قيل: ما الجامعُ بينَ هذا وبين النهي عن الحَلِفِ بالآباء؟ أجِيبَ بأن ذلك كان قبل النهي، أو بأنها كلمة جارية على اللسان لا يقصَدُ بها الحَلِف، كما جرى على لسانهم: عَقْرَى، حَلْقى، وما أشبه ذلك.. وهذان أقوى الأجوبة. قوله: "قد أفلح إن صدق"، قال السنديَ: يدل على أن مدار الفلاح على الفرائض والسنن، وغيرُها تكميلات لا يفوت أصلُ الفلاح بفَوْتها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي. وهو مكرر الحديث رقم (172) . (2) قوله: "عن أبيه"، سقط من النسخ المطبوعة، وهو ثابت في عامة أصولنا الخطية. الحديث: 1391 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَنَحْنُ حُرُمٌ، فَأُهْدِيَ لَهُ طَيْرٌ، وَطَلْحَةُ رَاقِدٌ، فَمِنَّا مَنْ أكَلَ، وَمِنَّا مَنْ تَوَرَّعَ. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ طَلْحَةُ وَفَّقَ مَنْ أكَلَهُ، وَقَالَ: " أَكَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 1393 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَسْتُرُ الْمُصَلِّيَ؟ قَالَ: " مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ " (2) 1394 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3) 1395 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ فِي رُءُوسِ النَّخْلِ.   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1197) ، والبزار (931) ، والنسائي 5/182، وأبو يعلى (630) ، وابن خزيمة (2638) ، والدارقطني في "العلل" 4/216-217 من طريق يحيى بنِ سعيد القطان، بهذا الإسنادِ. وانظر (1383) . (2) إسناده حسن من أجل سماك بنِ حرب. سفيان: هو الثوري. وقد تقدم برقم (1388) . وأخرجه عبد الرزاق (2292) عن سفيان الثوري، عن سماك، عن موسى بنِ طلحة مرسلاً، ثم يذكر فيه أباه. (3) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه أبو داود (685) ، وابن خزيمة (843) ، والشاشي (4) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الحديث: 1393 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 فَقَالَ: " مَا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ؟ " قَالُوا: يُلَقِّحُونَهُ، يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى. قَالَ: " مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا " فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ. فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا، فَلا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنِ إذَا أَخْبَرْتُكُمْ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ فَخُذُوهُ، فَإِنِّي لَنِ أكْذِبَ عَلَى اللهِ شَيْئًا " (1) 1396 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَوْهَبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سماك بن حرب، فمن رجال مسلم؟ وهو صدوق حسنُ الحديث. بهز: هو ابن أسد العَمي، وأبو عوانة: هو الوضاحُ بنُ عبد الله اليشكري. وأخرجه عبد بن حميد (102) عن عفان وحده، بهذا الإسنادِ. وأخرجه الطيالسي (230) ، ومسلم (2361) ، والبزار (937) ، وأبو يعلى (639) ، والشاشي (7) و (9) من طرق عن أبي عَوانة، به. وأخرجه البزار (938) من طريق حفص بنِ جميع، عن سماك بنِ حرب، به. وسيأتي برقم (1399) و (1400) . وفي الباب عن رافع بن خديج، وعن عائشة وأنس عند مسلم (2362) و (2363) . قوله:"يلقحونه"، قال السندي: من التلقيح، وهو التأبير، وهو أن يُشَق طَلْعُ الإناث، وُيؤْخذ من طلع الذكر، فيُوضَع فيها ليكون التمر بإذن الله أجود مما لم يُؤبَر. وقوله: "لن أكذب"، كأن المراد: لن أخطئ، وبه وافق هذا الكلام السابق، واندفع أنه يوهم أنه يكذب إذا لم يكن مخبراً عن الله، فليتأمل. الحديث: 1396 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (1) 1397 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَدِيِنِيُّ، حَدَّثَنِي بِلالُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلالَ، قَالَ: " اللهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالْإِسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ " (2)   (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مجمَع بن يحيى، فمن رجال مسلم، وهو صدوق، وحسن الحافظ إسناده في "التلخيص الحبير" 1/268. عثمان بن موهب: هو عثمان بن عبد الله بن موهب التيمي. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/507، والنسائي في "المجتبى" 3/48، وفي "اليوم والليلة" (52) ، وأبو يعلى (652) و (653) و (654) ، والشاشي (3) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (941) من طريق إسرائيل، والبزار أيضاً (942) ، والنسائي 3/48 من طريق شريك النخعي، كلاهما عن عثمان بن موهب، به. وانظر ما سيأتي برقم (1714) . (2) حسن لشواهده، وهذا إسناد ضعيف، سليمان بن سفيان ضعْفه ابنُ معين وابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة والنسائي والدارقطنى، وبلال بن يحيي بن طلحة لَين. أبو عامر: هو عبدُ الملك بن عمرو العَقَدي. وأخرجه الطبراني في"الدعاء" (903) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (103) ، والدارمي (1688) ، والبخاري في"التاريخ الكبير" 02/109، والترمذي (3451) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (376) ، وأبو يعلي (661) و (662) ، والطبراني في "الدعاء" (903) ، وابن السني في "اليوم والليلة" (641) ، والحاكم 4/285، والبغوي (1335) من طرق عن أبي عامر العقدي، به. قال الترمذي: حديث حسن غريب، وحسْنه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" ونقله عنه= الحديث: 1397 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 1398 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ ثُمَّ يُصَلِّي " (1) 1399 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَخْلِ الْمَدِينَةِ، فَرَأَى أَقْوَامًا فِي رُءُوسِ النَّخْلِ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ، فَقَالَ: " مَا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ؟ " قَالَ: يَأْخُذُونَ مِنَ الذَّكَرِ فَيَجْعَلُونَهُ فِي الْأُنْثَى يُلَقِّحُونَ بِهِ. فَقَالَ: " مَا أَظُنُّ   = ابنُ علان في "الفتوحات الربانية" 4/329، وقال: إنما حسنه الترمذي لِشواهده، وقول الترمذي: غريب، أي: بهذا السند. وله شاهد عن ابن عمر عند الدارمي (1687) ، وابنِ حبان (888) ، والطبراني في "الكبير" (13330) ، وفي إسناده ضعف. وعن عبد الله بن هشام قال: كان أصحابُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعلمون هذا الدعاء إذا دخلت السنةُ أو الشهر: اللهم أدخله علينا ... فذكر نحوه. قال الهيثمي في "المجمع" 10/139: رواه الطبراني في "الأوسط" واسناده حسن، وتعقبه الحافظ ابن حجر في حاشية النسخة، فقال: فيه رِشدين بن سعد وهو ضعيف. (1) إسناده حسن من أجل سماكِ بنِ حرب. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه أبو يعلى (629) ، وأبو عَوانة 2/45-46 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (100) ، وأبو عوانة 2/45-46، والشاشي (6) من طرق عن زائدة، به. وانظر (1388) . الحديث: 1398 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 ذَلِكَ يُغْنِي شَيْئًا " فَبَلَغَهُمْ، فَتَرَكُوهُ وَنَزَلُوا عَنْهَا، فَلَمْ تَحْمِلْ تِلْكَ السَّنَةَ شَيْئًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّمَا هُوَ ظَنٌّ ظَنَنْتُهُ، إِنْ كَانَ يُغْنِي شَيْئًا فَاصْنَعُوا، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وَالظَّنُّ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ، وَلَكِنْ مَا قُلْتُ لَكُمْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلَنِ أكْذِبَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 1400 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ فَذَكَرَهُ (2) 1401 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عُذْرَةَ ثََلَاثَةً، أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَكْفِينِِيهِمْ؟ " قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. قَالَ: فَكَانُوا عِنْدَ طَلْحَةَ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا فَخَرَجَ فيه أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ بَعْثًا فَخَرَجَ فِيهِ آخَرُ فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةَ الَّذِينَ كَانُوا عِنْدِي فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ الْمَيِّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَمَامَهُمْ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَخِيرًا يَلِيهِ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَوَّلَهُمِ آخِرَهُمْ، قَالَ: فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا أَنْكَرْتَ   (1) إسناده حسن. وأخرجه ابن ماجه (2470) ، والشاشي (8) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر (1395) . (2) إسناده حسن، وانظر ما قبله. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وهذا الإسناد لم يرد في (ظ 11) و (ب) و (ح) و"جامع المسانيد" 2/ورقة 265 و"أطراف المسند" 1/ورقة 94، وهو ثابت في (م) و (ق) و (ص) وعلى حاشية (س) . الحديث: 1400 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 مِنْ ذَلِكَ لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلامِ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ " (1) 1402 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبِيدَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبَّرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَشْرَفَ عَلَى الَّذِينَ حَصَرُوهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَرُدُّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: أَفِي الْقَوْمِ طَلْحَةُ؟ قَالَ طَلْحَةُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُسَلِّمُ عَلَى قَوْمٍ أَنْتَ فِيهِمْ فَلا يَرُدُّونَ، قَالَ: قَدْ رَدَدْتُ، قَالَ: مَا هَكَذَا الرَّدُّ أُسْمِعُكَ وَلا تُسْمِعُنِي يَا طَلْحَةُ؟ أَنْشُدُكَ اللهَ، أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُحِلُّ دَمَ الْمُسْلِمِ إِلا وَاحِدَةٌ مِنْ ثَلاثٍ: أَنْ يَكْفُرَ بَعْدَ إِيمَانِهِ، أَوْ يَزْنِيَ بَعْدَ إِحْصَانِهِ، أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا فَيُقْتَلَ   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، طلحة بن يحيى بن طلحة- وإن أخرج له مسلم- قد اضطربَ في إسناده، فمرة قال: عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، ومرة قال: عن إبراهيم مولى لنا، وهذا الأخيرُ مجهول لم نقف له على ترجمة، ورواية أحمد هذه فيها إرسال فإن عبد الله بن شداد لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه عبد بن حميد (104) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (838) من طريق وكيع، عن طلحة بن يحيى، حدثني إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن شداد، قال عبد بن حميد: جاء ثلاثة نفر ... وقال النسائي.: قال طلحة بن عبيد الله..، ورواية النسائي مختصرة. َ وأخرجه البزار (954) ، وأبو يعلى (634) من طريق عبد الله بن داود الخريبي، عن طلحة بن يحيى، قال: حدثني إبراهيم مولى لنا، عن عبد الله بن شداد، عن طلحة، به. وانظر ما تقدم برقم (1389) . وقوله: "مَنْ يكفينيهم" في الأصول"يكفنيهم" بحذف الياء، والجادة ما أثبتنا لأن "من" استفهامية، والفعل يأتي بعدها مرفوعاً. الحديث: 1402 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 بِهَا " قَالَ: اللهُمَّ نَعَمْ. فَكَبَّرَ عُثْمَانُ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَنْكَرْتُ اللهَ مُنْذُ عَرَفْتُهُ، وَلا زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلا فِي إِسْلامٍ، وَقَدْ تَرَكْتُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَكَرُّهًا وَفِي الْإِسْلامِ تَعَفُّفًا، وَمَا قَتَلْتُ نَفْسًا يَحِلُّ بِهَا قَتْلِي (1) 1403 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ إِسْلامُهُمَا جَمِيعًا، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْ صَاحِبِهِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ مِنْهُمَا فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَكَثَ الْآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ تُوُفِّيَ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، إِذَا أَنَا بِهِمَا وَقَدْ خَرَجَ خَارِجٌ مِنَ الجَنَّةِ، فَأَذِنَ لِلَّذِي تُوُفِّيَ الْآخِرَ مِنْهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَيَّ فَقَالا لِي: ارْجِعْ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْنِ لَكَ بَعْدُ، فَأَصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ فَعَجِبُوا لِذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مِنْ أَيِّ ذَلِكَ تَعْجَبُونَ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا كَانَ أَشَدَّ اجْتِهَادًا ثُمَّ اسْتُشْهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدَخَلَ هَذَا الْجَنَّةَ قَبْلَهُ، فَقَالَ: " أَلَيْسَ قَدْ مَكَثَ هَذَا بَعْدَهُ سَنَةً؟ " قَالُوا: بَلَى. قال: " وَأَدْرَكَ رَمَضَانَ فَصَامَهُ؟ " قَالُوا: بَلَى قال: " وَصَلَّى كَذَا وَكَذَا سَجْدَةً فِي السَّنَةِ؟ " قَالُوا:   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحارث بن عبيدة الحمصي الكَلاعي قاضي حمص قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال الدارقطني: ضعيف، وتناقض ابنُ حبان فذكره في "الثقات" 6/176، وفي "الضعفاء" 1/224، ومحمد بن عبد الرحمن بن مُجَبر قال في "تعجيل المنفعة" ص 369: قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه، وقال النسائي وجماعة: متروك. وانظر ما تقدم في مسند عثمان برقم (437) . الحديث: 1403 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 بَلَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلَمَا بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (1) 1404 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: جَلَسَ إِلَيَّ شَيْخٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ، وَمَعَهُ صَحِيفَةٌ لَهُ فِي يَدِهِ - قَالَ: وَفِي زَمَانِ الْحَجَّاجِ (2) ، فَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ، أَتَرَى هَذَا الْكِتَابَ مُغْنِيًا عَنِّي شَيْئًا عِنْدَ هَذَا السُّلْطَانِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا الْكِتَابُ؟ قَالَ: هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَهُ لَنَا: أَنْ لَا يُتَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا. قَالَ: فَقُلْتُ: لَا، وَاللهِ مَا أَظُنُّ أَنْ يُغْنِيَ عَنْكَ شَيْئًا، وَكَيْفَ كَانَ شَأْنُ هَذَا الْكِتَابِ؟ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلامٌ شَابٌّ بِإِبِلٍ لَنَا نَبِيعُهَا، وَكَانَ أَبِي صَدِيقًا لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، فَنَزَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ أَبِي: أخْرُجْ مَعِي فَبِعْ لِي إِبِلِي هَذِهِ. قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَكِنْ سَأَخْرُجُ مَعَكَ فَأَجْلِسُ وَتَعْرِضُ إِبِلَكَ، فَإِذَا رَضِيتُ مِنْ رَجُلٍ وَفَاءً وَصِدْقًا مِمَّنْ سَاوَمَكَ أَمَرْتُكَ بِبَيْعِهِ،   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وتقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (1389) . ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي. وأخرجه ابن ماجه (3925) ، وابن حبان (2982) ، والبيهقي 3/371-372 من طرق عن ابن الهاد، بهذا الإسناد. وعندهم"أبعد مما"، وتُخرَّج رواية "المسند" على أن "ما" الموصولة منصوبة بنزع الخافض. (2) قال السندي: أي: قال وذلك كان في زمان الحجاج، ويمكن أن يجعل عطفاً على قوله في مسجد البصرة، لكن الظاهر حينئذ ترك العطف، إذ لم يعهد عطف الزمان على المكان، بل كلاهما يتعلق بالفعل بلا واسطة عاطف. الحديث: 1404 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى السُّوقِ فَوَقَفْنَا ظُهْرَنَا، وَجَلَسَ طَلْحَةُ قَرِيبًا فَسَاوَمَنَا الرِّجَالُ حَتَّى إِذَا أَعْطَانَا رَجُلٌ مَا نَرْضَى، قَالَ لَهُ أَبِي: أُبَايِعُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قد رَضِيتُ لَكُمْ وَفَاءَهُ فَبَايِعُوهُ، فَبَايَعْنَاهُ فَلَمَّا قَبَضْنَا مَا لَنَا وَفَرَغْنَا مِنْ حَاجَتِنَا. قَالَ أَبِي لِطَلْحَةَ: خُذْ لَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا: أَنْ لَا يُتَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا، قَالَ: فَقَالَ: هَذَا لَكُمْ. وَلِكُلِّ مُسْلِمٍ، قَالَ عَلَى ذَلِكَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابٌ. قَالَ: فَخَرَجَ حَتَّى جَاءَ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، صَدِيقٌ لَنَا، وَقَدْ أَحَبَّ أَنْ تَكْتُبَ لَهُ كِتَابًا، أن لَا يُتَعَدَّى عَلَيْهِ فِي صَدَقَتِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا لَهُ وَلِكُلِّ مُسْلِمٍ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّهُ قَدْ أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ مِنْكَ كِتَابٌ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ: فَكَتَبَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْكِتَابَ (1) آخِرُ حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ   (1) إسناده حسن، ابن إسحاق- وهو محمد- صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير الشيخ من بني تميم، ولا تضر جهالتُه فإن له صحبة. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه أبو يعلى (644) ، والشاشي (21) من طريق يزيد بن زريع، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد، ورواية الشاشي مختصرة. وأخرج منه قصة النهي عن بيع الحاضر للبادي فقط أبوداود (3441) عن موسى بن إسماعيل، والبزار (956) من طريق مؤمل بن إسماعيل، و (957) عن عبد الله بن معاوية، وأبو يعلى (643) عن عبد الأعلى بن حماد، أربعتهم عن حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سالم المكي، أن أعرابيا ... فذكره. كذا قال حماد في حديثه: سالم المكي عن أعرابي، وقال مؤمل عنه: سالم المكي عن أبيه عن طلحة، وهو خطأ، ومؤمل سييء الحفظ وغيره أوثقُ منه وأحفظ. وسالم المكي هذا يحتمل أن يكون سالمَ بن شَوال المكي الثقة فيما قاله المزي في حاشية "تهذيب الكمال" 10/178، أو يكون سالماً أبا النضر القرشي المدني، لكن أخطأ حماد بن سلمة في نسبته، والله أعلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 مُسْنَدُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 1405 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ   (1) هو أبو عبد الله الزبيرُ بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد الغزًى بن قَصي، فهو ابنُ أخي خديجة، وأمه صفيةُ بنت عبد المطلب عمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كان ممن أسْلَمَ قديماً بعد الصديق بأربعة، وقيل: بخمسة، وكان عمره إذ ذاك خمسَ عشرةَ سنة على المشهور، ولا خلاف أنه لم يبلغ العشرين. وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة. وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة. وأحدُ الستة أصحاب الشورى. وقال عروة: إنه أولُ من سَل سيفاً في سبيل الله. وشهد بدراً وما بعدها. ولما نَدَب رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسلمين يومَ الأحزاب انتدب الزبيرُ، ثم ندبهم، فانتدب الزبيرُ ثلاثاً، فقال: "إن لكل نبي حواريا، وحواري الزبير". ومناقبه كثيرة جداً. وقد شهد فتح الشام ومصر، وحضر اليرموكَ، وحَمَل يومئذٍ على صفوفِ الروم فأخرَقَها مرتين. وكان يومَ الجمل مع طلحةَ بنِ عبيد الله في صحبة عائشة أم المؤمنين، فقتِل طلحةُ في المعركة، وقُتلَ الزبير بوادي السباع، قتله عمرو بن جُرْموز قَبحه الله، وذلك في سنة ست وثلاثين، وله أربع وستون سنةً، وقيل: أربع أو سبع وخمسون سنة. "جامع المسانيد والسنن" 2/ورقة 13، وانظر"سير أعلام النبلاء" 1/41-67. الحديث: 1405 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 حَاطِبٍ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 31] . قَالَ الزُّبَيْرُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، مَعَ خُصُومَتِنَا فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " وَلَمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] قَالَ الزُّبَيْرُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، أَيُّ نَعِيمٍ نُسْأَلُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا - يَعْنِي - هُمَا الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ؟ قَالَ: " أَمَا إِنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ " (1) 1406 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ الَّذِي تَقُومُ بِهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ - أَعَلِمْتُمِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّا لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " قَالَ: قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (2) 1407 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) إسناده حسن، محمد بن عمرو- وهو ابنُ علقمة بن وقاص الليثي- صدوق حسنُ الحديث، روى له البخاري ومسلم مقروناً، وحديثُه عند أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ يحيى بن عبد الرحمن بنِ حاطب، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابنُ عيينة، وابن الزبير: هو عبد الله. وأخرجه مقطعاً الحميدي (60) و (61) ، وابنُ ماجه (4158) ، والترمذي (3236) و (3356) ، والبزار (963) و (965) ، وأبو يعلى (676) و (687) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. قال الترمذي في الموضع الأول: حسن صحيح، وفي الثاني: حسن. وسيأتي بنحوه برقم (1434) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (172) . الحديث: 1406 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لأنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ ثُمَّ يَجِيءَ فَيَضَعَهُ فِي السُّوقِ فَيَبِيعَهُ، ثُمَّ يَسْتَغْنِيَ بِهِ فَيُنْفِقَهُ عَلَى نَفْسِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ " (1) 1408 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: " جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابنُ عروة بن الزبير. وأخرجه البخاري (1471) و (2373) من طريق وهيب بنِ خالد، والبزار (982) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن هشام بنِ عروة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1429) . قال الحافظ في "الفتح" 3/336: في الحديث الحض على التعفف عن المسألةِ والتنزه عنها، ولو امتَهَن المرء نفسَه في طلب الرزق وارتكبَ المشقة في ذلك، ولولا قبْحٍ المسألة في نظر الشرع لم يُفضّل ذلك عليها، وذلك لِما يَدخُل على السائل من ذُل السؤال ومن ذل الردّ إذا لم يعْطَ، ولما يدخل على المسؤول من الضّيق في ماله إنّ أعطى كُل سائلٍ. وأما قوله: "خير له"، فليست بمعنى أفْعَل التفضل، إذ لا خيرَ في السؤال مع القدْرةِ على الاكتساب، والأصح عند الشافعية أن سؤالَ مَنْ هذا حاله حرام. ويحتمل أن يكونَ المراد بالخير فيه بحسب اعتقاد السائل وتسميته الذي يعطاه خيراً، وهو في الحقيقة شر، والله أعلم. (2) إسناده صحيح على شرطِ الشيخين. وقوله في الحديث: "يوم أحد" خطأ، ولعله من أبي معاوية محمد بن حازم، فقد رواه غير واحدٍ - كما سيأتي في الحديث الآتي- عن هشام بنِ عروة وذكروا فيه أن ذلك كان يومَ الخندق. وأخرجه ابن ماجه (123) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (200) ، وأبو يعلى (672) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده.= الحديث: 1408 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 1409 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ، كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي الْأُطُمِ الَّذِي فِيهِ نِسَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُطُمِ حَسَّانَ، فَكَانَ يَرْفَعُنِي وَأَرْفَعُهُ، فَإِذَا رَفَعَنِي عَرَفْتُ أَبِي حِينَ يَمُرُّ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، وَكَانَ يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: " مَنْ يَأْتِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَيُقَاتِلَهُمْ؟ " فَقُلْتُ لَهُ حِينَ رَجَعَ: يَا أَبَتِ تَاللهِ إِنْ كُنْتُ لأعْرِفُكَ حِينَ تَمُرُّ ذَاهِبًا إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ أَمَا وَاللهِ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَجْمَعُ لِي أَبَوَيْهِ جَمِيعًا يتفداني (1) بِهِمَا يَقُولُ: " فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " (2)   =قوله:"جمع لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبويه"، قال السندي: أي قال لي: فداك أبي وأمي، والمقصود به: التشريف والتعظيم، وفيه جواز المدح في حضور الممدوح، إذا كان أهلاً ولا يخَافُ عليه به، وجواز مدح الإنسان نَفسَه للتحديث بنعمة الله ونحوه، والله تعالى أعلم. (1) في (م) و (ص) وحاشية (س) : يفديني. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة. وأخرجه مسلم (2416) عن أبي كريب، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 3/106 عن عفان بن مسلم، ومسلم (2416) من طريق علي بن مسهر، والترمذي (3743) من طريق عبدة بن سليمان، والبزار (966) من طريق أبي معاوية، والنسائي في "اليوم والليلة" (201) من طريق حماد بن زيد، وأبو يعلى (673) من طريق حماد بن سلمة، ستتهم عن هشام بن عروة، به. وبعضهم يزيدُ فيه على بعض. وأخرجه ابنُ أبي شبة 12/91 و14/425، والنسائي في "الكبرى" (8214) ، وفي "اليوم والليلة" (199) ، وابن حبان (6984) من طريق عبدة بن سليمان، ومسلم (2416) من طريق علي بن مسهر، وابن أبي عاصم (1390) من طريق أبي معاوية،= الحديث: 1409 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 1410 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، أَنَّ رَجُلًا حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ يُقَالُ لَهَا: غَمْرَةُ - أَوْ غَمْرَاءُ - وَقَالَ: " فَوَجَدَ فَرَسًا - أَوْ مُهْرًا - يُبَاعُ، فَنُسِبَتِ إلَى تِلْكَ الْفَرَسِ فَنُهِيَ عَنْهَا " (1) 1411 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ،، قَالَ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُمُعَةَ، ثُمَّ   = ثلاثتهم عن هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة، عن عمه عبد الله بن الزبير، به. وسيأتي برقم (1423) . والأطُم- بضمتين-: الحِصن، وجمعه: آطام. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان التيمي: هو سليمان بن طرخان أبو المعتمر البصري، نزل في التيْم فَنسِبَ إليهم، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَلّ بن عمرو النهدي، وعبد الله بن عامر: هو ابن ربيعة العنزي حليف بني عدي المدنهي، وُلِدَ على عهدِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبيه صحبة مشهورة، روى له الشيخان، وزعم يعقوب بن شيبة- فيما ذكره المزي في "التحفة" 3/182- أنه عبد الله بن عامر بن كُريز. وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة" ورقة 152، وابن ماجه (2393) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وفيه: عن الزبير بن العوام أنه حمل على فرس، فنسب الحادثة إلى نفسه. وقوله: "حَمَل على فرس"، قال السندي: أي: أعطاها ووهبها لله. وقوله: "فنهي عنها" بالبناء على المفعول كما ضبطه السندي في حاشيته، وضبطت بالبناء على الفاعل في (ظ 11) و (ب) وفي حاشية (س) . وفي الباب عن عمر عند البخاري (2623) ، ومسلم (1620) ، قال: حملت على فرس في سبيل الله، فأضاعه الذي كان عنده، فاردت أن أشتريه منه، وظننت أنه بائعه برخص، فسألت عن ذلك النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "لا تشتره ... " الحديث. الحديث: 1410 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 نَنْصَرِفُ فَنَبْتَدِرُ، في الْآجَامِ، فَلا نَجِدُ إِلا قَدْرَ مَوْضِعِ أَقْدَامِنَا " (1) قَالَ يَزِيدُ: " الْآجَامُ هِيَ الْآطَامُ " 1412 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ هِيَ: الْحَالِقَةُ، حَالِقَةُ الدِّينِ لَا حَالِقَةُ الشَّعَرِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ " (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مسلم بن جندب، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة، لكنه لم يُدرك الزبير، وسيأتي برقم (1436) وفيه: حدثني مَنْ سَمِعَ الزبير. يزيد: هو ابنُ هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وأخرجه أبو يعلى (680) ، والشاشي (52) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1545) ، وابن خزيمة (1840) ، والحاكم 1/291، والبيهقي 3/191 من طرق عن ابن أبي ذئب، به، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! وفي الباب عن سلمة بنِ الأكوع قال: كنا نصلي مع رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجمعةَ، ثم نرجع فلا نجدُ للحيطان فَيْئاً يُستظل فيه. وسيأتي في "المسند" 4/46 وإسناده صحيح. والآطام: هي الأبنية المرتفعة. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، رجالُه ثقات رجال الشيحين غيرَ يعيش بن الوليد بن هشام، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة إلا أنه لم يدرك الزبير، وسيأتي برقم (1430) و (1431) و (1432) وفيها: عن يعيش، عن مولى لآل الزبير، عن الزبير،= الحديث: 1412 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 1413 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: مَا لِي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ، وَفُلانًا، وَفُلانًا؟ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا (1) فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)   = وهذا المولى في حَيزِ الجهالة. والقائل: "وأبو معاوية شيبان"، هو يزيدُ بنُ هارون، يعني أنه روى الحديث عن هشام- وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي- وعن شيبان بن عبد الرحمن النحوي. وأخرجه البيهقي 10/232، وابن عبد البر في"التمهيد" 6/120 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال ابن عبد البر في حديثه: زاد شيبان: عن مولى الزبير عن الزبير. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/625، وعبد بن حميد (97) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، قال عبد بن حميد في حديثه: حُدثت عن الزبير بن العوام، وقال ابن أبي شيبة: عن مولى للزبير عن الزبير، وروايتُه مختصرة جداً بقصة إفشاء السلام فقط. ولقصة إفشاء السلام شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (54) ، وسيأتي في "المسند" 2/391. وقوله: "لا تؤمنوا" كذا بحذف النون، والوجه إثباتها، لأن "لا" نَفْي لا نهي، ويخرج ما هنا على إعمال النافية تشبيهاً بالناهية لاجتماعهما في ارتفاع الحكم معهما. (1) لفظة "متعمداً" ليست في (ظ 11) و (ب) و (س) و (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو حديث متواتر. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/760، وابن ماجه (36) ، والبزار (970) ، والشاشي (40) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (191) ، والبخاري (107) ، والنسائي في "الكبرى" (5912) ،= الحديث: 1413 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 1414 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا غَيْلانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، قَالَ: قُلْنَا لِلزُّبَيْرِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا جَاءَ بِكُمْ ضَيَّعْتُمُ الْخَلِيفَةَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ جِئْتُمْ تَطْلُبُونَ بِدَمِهِ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ: " إِنَّا قَرَأْنَاهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ} [الأنفال: 25] خَاصَّةً لَمْ نَكُنْ نَحْسَبُ أَنَّا أَهْلُهَا حَتَّى وَقَعَتْ مِنَّا حَيْثُ وَقَعَتْ " (1) 1415 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،   = والشاشي (34) و (36) و (37) و (39) و (42) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه أبو داود (3651) ، والبزار (971) ، وأبو يعلى (674) ، والشاشي (38) من طريق وبرة بن عبد الرحمن، عن عامر بن عبد الله، به. وأخرجه الدارمي (233) ، والشاشي (33) و (35) و (41) من طريق عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير، به. وسقط عبد الله بن الزبير من إسناد الشاشي في الموضع الأول. وأخرجه مطولاً ابن حبان (6982) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال عبد الله بن الزبير لأبيه: يا أبت..، فذكره. وسيأتي الحديث برقم (1428) . (1) إسناده جيد، شداد بن ستعيد أبو طلحة الراسبي صدوق، وروى له مسلم في الشواهد، وباقي رجاله ثقات رجال ألشيخين غيرَ أبي سعيد مولى بني هاشم- واسمُه عبدُ الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فمن رجال البخاري. مطرف: هو ابن عبد الله بن الشِّخير. وأخرجه البزار (976) من طريق الحجاج بن نصير، عن شداد بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي بنحوه برقم (1438) من طريق الحسن عن الزبير بن العوام. الحديث: 1414 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ " (1) 1416 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ - مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مَخْزُومِيٌّ - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِنْسَانَ، قَالَ: وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ لَيَّةٍ (2) ، حَتَّى إِذَا كُنَّا عِنْدَ السِّدْرَةِ، وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرَفِ الْقَرْنِ الْأَسْوَدِ حَذْوَهَا، فَاسْتَقْبَلَ نَخِبًا بِبَصَرِهِ - يَعْنِي وَادِيًا - ووَقَفَ حَتَّى اتَّفَقَتِ النَّاسُ كُلُّهُمْ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ صَيْدَ وَجٍّ، وَعِضَاهَهُ حَرَمٌ مُحَرَّمٌ لِلَّهِ " وَذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِهِ الطَّائِفَ، وَحِصَارِهِ ثَقِيفَ (3)   (1) حديث صحيح، رجالُه ثقات رجال الشيخين غير محمد بنِ كناسة- وهو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي المعروف بابن كناسة- فقد روى له النسائي، ووثقه علي بن المديني ويعقوب بن شيبة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: كان صاحبَ أخبارٍ يُكتبُ حديثُه ولا يحتج به، وقد أعل حديثه هذا بالإرسالِ، قال ابن معين: إنما هو عن عُروة مرسل، وقال الدارقطني في "العلل" 3/234: لم يُتابع عليه، ورواه الحفاظُ من أصحاب هشام عن عروة مرسلا، وهو الصحيح. وأخرجه النسائي 8/137 - 138، وأبو يعلى (681) ، والشاشي (45) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/180 من طريق محمد بن كناسة، بهذا الإسناد. ولم يذكر أبو نعيم في إسناده عثمان بن عروة. وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي عند أحمد 2/261، وإسناده حسن، وصححه ابن حبان برقم (5473) . وعن نافع بن جبير عند ابن سعد 3/191 مرسلا. (2) تحرف في (م) إلى: ليلة. ولِيّةُ: أرض من الطائف على أميال منها. (3) إسناده ضعيف، محمد بن عبد الله بن إنسان سُئِلَ عنه أبو حاتم الرازي فقال:= الحديث: 1416 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 1417 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ (1) ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: " أَوْجَبَ طَلْحَةُ " حِينَ صَنَعَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا صَنَعَ، يَعْنِي حِينَ بَرَكَ لَهُ طَلْحَةُ فَصَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ظَهْرِهِ (2)   = ليسَ بالقوي، وفي حديثه نظر، وذكره البخاري في "تاريخه" 1/140 وذكر له هذا الحديث وقال: لم يُتابع عليه، وذكر أباه 5/45 وأشار إلى هذا الحديث وقال: لم يَصِح حديثه. وأخرجه الحميدي (63) ، وأبو داود (2032) ، والعقيلي 4/93، والشاشي (48) ، والبيهقي 5/200 من طريق عبد الله بنِ الحارث، بهذا الإسناد. والسدرة: شجرة النبق، وأكثر ما تنمو في مصر وغيرها من بلاد إفرقيا الشمالية. ونَخِب ووَجْ: واديان بالطائف. والعِضاه: كل شجر له شوك. وقوله: "حتى اتَّقف"، قال ابن الأثير 5/216: أي: حتى وقفوا، يقال: وَقَفْته فوَقَف واتَقف، وأصله: اوْتَقَفَ، على وزن افْتَعَلَ، من الوقوف، فقلبت الواو ياءً للكسرة قبلها، ثم قُلبت الياءُ تاءً وادغمت في التاء بعدها، مثل: وصفته فاتَّصف، ووعدته فاتعد. وقد تصحف في (م) و (س) و (ق) و (ص) إلى: اتفق. (1) قوله: "عن أبيه عن عبد الله بن الزبير" سقط من (م) . (2) إسناده حسن، فقد صرح ابنُ إسحاق بالتحديث وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (93) ، وابن أبي شيبة 12/91، وابن سعد 3/218، والترمذي في "سننه" (1692) و (3738) ، وفي " الشمائل" (103) ، وابن أبي عاصم (1397) و (1398) ، والبزار (972) ، وأبو يعلى (670) ، والشاشي (31) ، وابن حبان (6979) ، والحاكم 3/373-374 و374، والبيهقي 6/370 و9/46، والبغوي (3915) من طرق عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي! = الحديث: 1417 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 1418 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي الزُّبَيْرُ: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ تَسْعَى، حَتَّى إِذَا كَادَتْ أَنْ تُشْرِفَ عَلَى الْقَتْلَى، قَالَ: فَكَرِهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرَاهُمْ. فَقَالَ: " الْمَرْأَةَ الْمَرْأَةَ ". قَالَ الزُّبَيْرُ: فَتَوَسَّمْتُ أَنَّهَا أُمِّي صَفِيَّةُ، قَالَ: فَخَرَجْتُ أَسْعَى إِلَيْهَا، فَأَدْرَكْتُهَا قَبْلَ أَنْ تَنْتَهِيَ إِلَى الْقَتْلَى، قَالَ: فَلَدَمَتْ فِي صَدْرِي، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَلْدَةً، قَالَتْ: إِلَيْكَ لَا أَرْضَ لَكَ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَزَمَ عَلَيْكِ. قَالَ: فَوَقَفَتْ وَأَخْرَجَتْ ثَوْبَيْنِ مَعَهَا، فَقَالَتْ: هَذَانِ ثَوْبَانِ جِئْتُ بِهِمَا لِأَخِي حَمْزَةَ، فَقَدْ بَلَغَنِي مَقْتَلُهُ فَكَفِّنُوهُ فِيهِمَا، قَالَ: فَجِئْنَا بِالثَّوْبَيْنِ لِنُكَفِّنَ فِيهِمَا حَمْزَةَ، فَإِذَا إِلَى جَنْبِهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَتِيلٌ، قَدْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِحَمْزَةَ، قَالَ: فَوَجَدْنَا غَضَاضَةً وَحَيَاءً أَنْ نُكَفِّنَ حَمْزَةَ فِي ثَوْبَيْنِ، وَالْأَنْصَارِيُّ لَا كَفَنَ لَهُ، فَقُلْنَا: لِحَمْزَةَ ثَوْبٌ، وَلِلِأَنْصَارِيِّ ثَوْبٌ، فَقَدَرْنَاهُمَا فَكَانَ أَحَدُهُمَا أَكْبَرَ مِنَ الآخَرِ، فَأَقْرَعْنَا بَيْنَهُمَا فَكَفَّنَّا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي الثَّوْبِ الَّذِي طَارَ لَهُ (1)   = وقوله: "أوجب طلحة"، أي: عمل عملاً أوجَب له الجنة. (1) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسنُ الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه البزارُ (980) ، وأبو يعلى (686) ، والشاشي (44) ، والبيهقي في "السنن" 3/401-402 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. ووقع في "مسند الشاشي" تحريف قبيح، فقال: أخبرني أبو الزبير، والصواب: أخبرني أبي الزبيرُ. وأخرجه بنحوه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/289- 290 من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن يونس، عن هشام بن عًروة، عن أبيه قال: جاءت صفية ... فذكره مرسلا.= الحديث: 1418 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 1419 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: أَنَّ الزُّبَيْرَ، كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ خَاصَمَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ، كَانَا يَسْقِيَانِ بِهَا كِلاهُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ: " اسْقِ ثُمَّ أَرْسِلِ إلَى جَارِكَ " فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ لِلزُّبَيْرِ: " اسْقِ ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ " فَاسْتَوْعَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ أَشَارَ عَلَى الزُّبَيْرِ بِرَأْيٍ، أَرَادَ فِيهِ سَعَةً لَهُ وَلِلأنْصَارِيِّ، فَلَمَّا أَحْفَظَ الْأَنْصَارِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَوْعَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيحِ الْحُكْمِ، قَالَ عُرْوَةُ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ: " وَاللهِ مَا أَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتِ إلَّا فِي ذَلِكَ: {فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] . (1)   = لَدَمَت: أي ضربت ودفعت في صدري. وجَلْدة: قوية. وقولها: "لا أرضَ لك"، قال في"اللسان": هي كما يقال: لا أم لك. قلنا: وهي عند البزار وأبي يعلى كذلك، وهذا اللفظ ونحوه لا يراد منه ظاهره، وإنما يؤتى به لتدعيم الكلام، فهو إما للتعجب أو للزجر أو للتهويل أو للإعجاب. (1) إسنادُه صحيح على شرط الشيخين، وعروةُ بن الزبير كان عند مقتل أبيه مراهقاً أو بالغا، كانت سنه ثلاثة عشر عاماً، وقد جزم البخاري في "تاريخه" 7/31 بسماعه من أبيه، وقال مسلم في "التمييِز"- فيما نقله عنه ابنُ حجر في "التهذيب" في ترجمة عروة-: حج عروة مع عثمان وحفظ عن أبيه فمن دونهما من الصحابة. وقد صرح بالإسناد السالف بسماعه مِن أبيه. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة. = الحديث: 1419 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البخاري (2708) ، والشاشي (47) ، والبغوي (2194) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2361) و (4585) ، والبيهقي 6/153-154 و10/106 من طريق معمر، والبخاري (2362) ، والبيهقي 6/154 من طريق ابن جريج، ويحيى بن آدم في "الخراج" (337) ، والطبري 5/159 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، ثلاثتهم عن الزهري، عن عروة بن الزبير قال: خاصم الزبير ... وأخرجه النسائي 8/238-239، وابن الجارود (1021) ، والطبري 5/158، والطحاوي في "شرح مشكل الأثار" 1/261 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد والليث بن سعد، والحاكم 3/364 من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري، ثلاثتهم عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير. وسيأتي الحديث في مسند عبد الله بنِ الزبير 4/4-5 من رواية عروة بن الزبير أخيه عنه، ويخرج هناك إن شاء الله. قال البغوي في "شرح السنة" 8/285: الشّراج: مسايل الماء من الحِرار إلى السهل، واحدها: شَرِيج وشَرْج، والحرة: حجارة سود بين جبلين، وجمعُها: حَرون وحَرأت وحِرَار. وقوله: "أن كان ابن عمتك"، معناه: لأن كان، أو لأجل أن كان ابنَ عمتك، كقوله سبحانه وتعالى: (أن كان ذا مال وبنينَ) ، أي: لأن كان ذا مال. وقوله:"حتى يبلغ الجَدْر"، والجدر: الجدار، يريد جِذم الجدارِ الذي هو الحائل بين المشارب، وبعضهم يرويه بالذال المعجمة، يريد مبلغ تمام الشرب من جذرِ الحساب، والأول أصح. وقوله: "فاستوعى للزبير حقه"، أي: استوفاه، مأخوذ من الوعاء الذي يجمع فيه الأشياءَ، كأنه جمعه في وعائه. وقوله: "أحفظ"، أي: أغضب، قال السندي: وقول الأنصاري زَلة من الشيطان بالغضب، وإلا فهو أنصاري بَدْري كما يدل عليه الحديث، والقول بأنه منافق بعيد، والله أعلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 1420 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبِلادُ بِلادُ اللهِ، وَالْعِبَادُ عِبَادُ اللهِ، فَحَيْثُمَا أَصَبْتَ خَيْرًا فَأَقِمْ " (1) 1421 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِعَرَفَةَ يَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18] "وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ يَا رَبِّ " (2)   (1) إسناده ضعيف، فيه ثلاثة مجاهيل: جبير بن عمرو القرشي، وأبو سعد الأنصاري، وأبو يحيى مولى آل الزبير. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (250) من طريق عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري، عن عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير ... قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث "الإحياء" 2/224، والسخاوي في "المقاصد" ص 147: سنده ضعيف، وقال الهيثمي في "المجمع" 4/72: رواه أحمد وفيه جماعة لم أعرفهم، وقال أيضاً 5/255: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. ولشطره الأول شاهد عند أبي داود برقم (3076) ، من حديث عروة رضي الله عنه، ورجاله ثقات، ما عدا أحمد بن عبدة الآملي، فهو صدوق، وبذلك يرتقي شطر الحديث إلى الحسن لغيره. (2) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (246) عن علي بن الحسين بن الجنيد، والطبراني في "الكبير" (250) عن أحمد بن رشدين المصري، وابن السني في "عمل= الحديث: 1420 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 1422 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنْ أُمِّهِ، وَجَدَّتِهِ أُمِّ عَطَاءٍ، قالتَا: وَاللهِ لَكَأَنَّنَا نَنْظُرُ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، حِينَ أَتَانَا عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ فَقَالَ: يَا أُمَّ عَطَاءٍ، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِ نُسُكِهِمْ فَوْقَ ثَلاثٍ "، قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ، فَكَيْفَ نَصْنَعُ بِمَا أُهْدِيَ لَنَا، فَقَالَ: " أَمَّا مَا أُهْدِيَ لَكُنَّ فَشَأْنَكُنَّ بِهِ (1) " 1423 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: كُنْتُ يَوْمَ الْأَحْزَابِ جُعِلْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ مَعَ النِّسَاءِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِالزُّبَيْرِ عَلَى فَرَسِهِ، يَخْتَلِفُ إِلَى بَنِي   = اليوم والليلة" (435) عن أبي العباس بن قتيبة العسقلاني، ثلاثتهم عن محمد بن المتوكل ابن أبي السري العسقلاني، عن أبي سعيد عمر بن حفص بن ثابت الأنصاري، عن عبد الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده، عن الزبير ... قال ابن رشدين في حديثه: عن جده عن عبد الله بن الزبير عن الزبير. قال الهيثمي في "المجمع" 6/325: رواه أحمد والطبراني، وفي أسانيدهما مجاهيل. (1) إسناده ضعيف، عبد الله بن عطاء بن إبراهيم مولى الزبير لم يرو عنه غيرُ ابنِ إسحاق، وقال ابنُ معين: لا شيئ، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/29، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فظنه عبد الله بن عطاء الطائفي المترجم في "التهذيب"، وأم عطاء تابعية لا تُعرف إلا بهذا الحديث، وكذا أم عبد الله بن عطاء. وأخرجه أبو يعلى (671) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 154 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (587) . الحديث: 1422 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 قُرَيْظَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْتُ: يَا أَبَتِ رَأَيْتُكَ تَخْتَلِفُ. قَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَنِي يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يَأْتِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَيَأْتِيَنِي بِخَبَرِهِمْ؟ " فَانْطَلَقْتُ فَلَمَّا رَجَعْتُ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ فَقَالَ: " فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " (1) 1424 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُقْبَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَمَّنْ سَمِعَ، عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلانِيَّ، يَقُولُ: لَمَّا افْتَتَحْنَا مِصْرَ بِغَيْرِ عَهْدٍ، قَامَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، فَقَالَ: " يَا عَمْرُو بْنَ الْعَاصِ اقْسِمْهَا ". فَقَالَ عَمْرٌو: لَا أَقْسِمُهَا. فَقَالَ الزُّبَيْرُ: " وَاللهِ لَتَقْسِمَنَّهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ "، قَالَ عَمْرٌو: وَاللهِ لَا أَقْسِمُهَا حَتَّى أَكْتُبَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَنْ أَقِرَّهَا حَتَّى يَغْزُوَ مِنْهَا حَبَلُ الْحَبَلَةِ (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة، وثقه ابن سعد وأبو حاتم وابن حبان، وقال أحمد: ليس به بأس. وأخرجه البخاري (3720) عن أحمد بن محمد، والنسائي في "الكبرى" (8213) من طريق حِبان بن موسى، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر (1409) . (2) إسناده ضعيف لجهالة المبهم الذي لم يسم، وعبد الله- ويقال له أيضاً عبيد الله- بن المغيرة بن أبي بردة لم يوثقه غيرُ ابن حبان 5/53، وسفيانُ بن وهب الخولاني صحابي شهد حَجةَ الوداع وفتحَ مصر، وعاش حتى ولي الإمرة لعبدِ العزيز بنِ مروان على الغزو إلى إفريقية سنة 78، فبقي بها إلى أن مات سنة 82. عبد الله: هو ابن المبارك.= الحديث: 1424 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 1425 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ،، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى الزُّبَيْرَ سَهْمًا، وَأُمَّهُ سَهْمًا، وَفَرَسَهُ سَهْمَيْنِ " (1)   = وأخرجه ابنُ عبدِ الحكم في "فتوح مصر" ص 263 عن يوسف بن عدي، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عُبيد في "الأموال" (149) عن ابن أبي مريم- وهو سعيدُ بن الحكم-، ومن طريقه الشاشي في "مسنده" (43) ، وأخرجه ابنُ عبد الحكم ص 88 عن عبد الملك بن مسلمة وعثمان بن صالح، ثلاثتهم عن ابنِ لهيعة، به. وقال عبدُ الله بنُ لهيعة- بعدما ذكر ابن عبد الحكم ص263 روايةَ ابنِ المبارك ورواية عبد الملك بن مسلمة-: وحدثني يحيى بنُ ميمون، عن عُبيد الله بن المغيرة، عن سفيان بن وهب نحوه. فإن حَفِظَ ابنُ لهيعة هذا، فيمكن أن يحسن الحديث. قوله: "حتى يغزو منها حَبَل الحبلة"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/334: يريد: حتى يغزو منها أولاد الأولاد، ويكون عاماً في الناس والدوابً، أي: يكثر المسلمون فيها بالتوالد. وقال أبوعبيد: أراه أراد أن تكون فيئاً موقوفاً للمسلمين ما تناسلُوا يَرِثُه قرن عن قرن، فتكون قوة لهم على عدوهم. (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فليح بن محمد لم يُوثقه غير ابن حبان 9/11، فهو في عِداد المجهولين، والمنذر بن الزبير قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 411: روى عن أبيه، وعنه ابنه محمد وفليح بن محمد بن المنذر، ذكره ابن حبان في "ثقات التابعين" 5/420. وأخرجه الدارقطني 4/110 من طريق إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير .... ثم أخرجه من طريق إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة، عن عباد بن= الحديث: 1425 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 1426 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَقَالَ: أَلَا أَقْتُلُ (1) لَكَ عَلِيًّا؟ قَالَ: لَا، وَكَيْفَ تَقْتُلُهُ وَمَعَهُ الْجُنُودُ؟ قَالَ: أَلْحَقُ بِهِ فَأَفْتِكُ بِهِ. قَالَ: لَا. إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْإِيمَانَ قَيَّدَ الْفَتْكَ، لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ " (2)   = عبد الله بن الزبير، عن الزبير. وأخرجه النسائي 6/228، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/283، والبيهقي 6/326، والدارقطني 4/110-111 و111 من طريقين، عن هشام بن عروة، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن جده أنه كان يقول: ضرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام خيبر للزبير بن العوام أربعة أسهم: سهماً للزبير، وسهماً لذي القربى لصفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وسهمين للفرس، وهذا إسناد صحيح. وأخرجه بنحوه الطحاوي 3/283 و284 عن خارجة بن زيد بن ثابت، وعروة بن الزبير، كلاهما مرصل. وفي الباب عن ابن عمر رفعه "للفرس سهمان، وللرجل سهم" عند البخاري (2863) ، ومسلم (1762) ، ويأتي في "المسند" 2/62 و72، وصححه ابن حبان (4810) و (4811) و (4812) . (1) في (س) و (ص) : فقال: أأقتل. (2) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ المبارك يلى فضالة، فقد علق له البخاري، وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، وهو- وإن كان مدلساً- قد صرح بالتحديث، وقال أحمد: ما روى عن الحسن يحتج به، وقد توبع، والحسن البصري رأى الزبير يبايع عليْاً وهو ابن أربع عشرة سنة، ولكنه في قول عامة أهل الحديث لم يسمع من بدريّ مشافهة. وأخرجه عبد الرزاق (9676) من طريق إسماعيل بن مسلم، و (9677) من طريق قتادة، وابن أبي شيبة 15/123 و279 من طريق عوف الأعرابي، ثلاثتهم عن الحسن، بهذا الإسناد. وسيأتي (1427) و (1433) .= الحديث: 1426 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 1427 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، فَقَالَ: أَلا أَقْتُلُ لَكَ عَلِيًّا؟ قَالَ: وَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ قَتْلَهُ وَمَعَهُ النَّاسُ؟ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ 1428 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ: مَا لَكَ لَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَا فَارَقْتُهُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1) 1429 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لأنْ   = وفي الباب عن معاوية عند أحمد 4/92، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان، وحديثُه حسن في الشواهد، وهذا منها. وعن أبي هُريرة عند أبي داود (2769) ، والبخاري في "تاريخه" 1/403، وفي سنده عبد الرحمن بن أبي كريمة والد السدي، وهو مجهولُ الحال. قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 4/83: والفتْك: أن يأتي الرجلُ الرجلَ وهو غار غافل، فيشد عليه فيقتله، والغيلة: أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي، و"الإيمان قيد الفتك" أي: أن الإيمان يمنع من القتل، كما يمنع القيد عن التصرف، فكانه جعل الفتك مقيدا، ومنه في صفة الفَرَس: قَيْد الأوابد، يريد انه يلحقها بسرعة، فكأنها مقيدة به لا تَعْدُوه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (667) من طريق عبد الرحمن بن مهدى، بهذا الإسناد. وانظر (1413) . الحديث: 1427 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ فَيَأْتِيَ الْجَبَلَ، فَيَجِيءَ بِحُزْمَةٍ مِنْ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا، فَيَسْتَغْنِيَ بِثَمَنِهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ " (1) 1430 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ يَعِيشَ بْنَ الْوَلِيدِ، حَدَّثَهُ: أَنَّ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ: أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ: هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ - أَوْ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ - لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وهو في "الزهد" لوكيع (141) . ومن طريق وكيع أخرجه البخاري (2075) ، وابن ماجه (1836) ، وأبو يعلى (675) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1223) . وأخرجه ابن أبي شيبة 3/209 عن ابن نُمير، بهذا الإسناد. وانظر (1407) . (2) إسناده ضعيف لجهالة مولى آل الزبير، ومع ذلك فقد جود إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب" 3/548، والهيثمي في "المجمع" 8/30! عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/121 من طريق موسى بن معاوية، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الزبير بن العوام. وأخرجه الطيالسي (193) ، والترمذي (2510) ، والبيهقي في "الشعب" (8747) من طريق حرب بن شداد، به. وسقط من "مسند الطيالسي" الزبير بن العوام. وأخرجه البيهقي في"السنن" 10/232، و"الشعب" (6613) من طريق معتمر بن= الحديث: 1430 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 1431 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ: أَنَّ الزُّبَيْرَ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "دَبَّ إِلَيْكُمْ" فَذَكَرَهُ، (1) 1431 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مَوْلًى لِآلِ الزُّبَيْرِ: [[أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَدَّثَهُ:]] (*) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "دَبَّ إِلَيْكُمْ" فَذَكَرَهُ (2)   = سليمان، عن أبيه، عن يحيى بن أبي كثير، به. لم يذكر فيه الزبير أيضاً. وأخرجه البزار (2002) من طريق موسى بن خلف، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش، عن مولى لابن الزبير، عن ابن الزبير، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... قال البزار: هكذا رواه موسى بن خلف، ورواه هشام صاحب الدستوائي، عن يحيى، عن يعيش، عن مولى للزبير، عن الزبير. وانظر ما تقدم (1412) . قوله: "لا تدخلوا الجنة"، قال السندي: نفْي، وقد حذفت النون للمشاكلة، والكلام محمول على المبالغة في الحثّ على التحابب، وإفشاء السلام، أو المراد: لا تستحقون دخول الجنة أولا حتى تؤمنوا إيماناً كاملاً، ولا تؤمنون ذلك الإيمان الكامل حتى تحابّوا، وأما حمْل "حتى تؤمنوا" على أصل الإيمان، وحمْل "ولا تؤمنوا" على كماله، فبعيد، والله تعالى أعلم. (1) إسناده ضعيف كسابقه. أبوعامر: هو عبد الملك بن عمرو القشي العقدي. وأخرجه أبو يعلى (669) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) إسناده ضعيف كسابقه. رباح: هو ابن زيد الصنعاني. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19438) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3301) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، رفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يذكر فيه الزبير ولا مولاه. وانظر ما قبله. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: [التعليق التالي كله مستفاد من مشاركة في ملتقى أهل الحديث] الصواب حذف: "أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَدَّثَهُ"، فهذا طريقٌ مُرسَلٌ، قال ابن حَجَر: عَن إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن مَعْمر، عن يحيى، عن يعيش، عن مولًى لآل الزبير بن العوام، عن النبي صَلّى الله عَلَيهِ وَسَلمَ، ولم يذكر الزبير بن العوام. "أطراف المسند" (2389) ، و"جامع المسانيد والسنن" 2/الورقة 18. - وأخرجه عَبْد الرَّزَّاق (19438) ، قال: أخْبَرنا مَعْمَر، عن يَحيى بن أَبِي كَثِير، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى الله عَلَيهِ وَسَلمَ، قَالَ: دَبَّ إِلَيْكُمْ ... الحديثَ. - قال أبو عِيسَى التِّرْمِذِي: هذا حديثٌ قد اختلفوا في روايته عن يَحيى بن أَبِي كَثِير، فروى بعضُهم عن يَحيى بن أَبِي كَثِير، عن يَعِيش بن الوَلِيد، عن مَوْلَى الزُّبَيْر، عن النَّبِيِّ صَلّى الله عَلَيهِ وَسَلمَ، ولم يذكروا فيه: "عن الزُّبَيْر". "السنن" 2510. ويؤيده ما جاء في الأحاديث المختارة (3/ 82) ، للضياء المقدسي: ورواه الإمام أحمد أيضا، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، أن يعيش بن الوليد حدثه، أن مولى لآل الزبير حدثه، أن الزبير حدثه، فذكره. ورواه أيضا، عن أبي عامر، عن علي بن مبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش، أن مولى لآل الزبير حدثه، أن الزبير حدثه. ورواه عن إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن معمر، عن يحيى، عن يعيش، عن مولى لآل الزبير. اهـ وقد جاء على الصواب، مرسلا، في طبعة عالم الكتب للمسند الحديث: 1431 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 1433 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلزُّبَيْرِ: أَلا أَقْتُلُ لَكَ عَلِيًّا؟ قَالَ: كَيْفَ تَقْتُلُهُ؟ قَالَ: أَفْتِكُ بِهِ. قَالَ: لَا. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِيمَانُ قَيَّدَ الْفَتْكَ، لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ " (1) 1434 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} قَالَ الزُّبَيْرُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ أَيُكَرَّرُ عَلَيْنَا مَا كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ؟ قَالَ: " نَعَمْ لَيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ " فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللهِ إِنَّ الْأَمْرَ لَشَدِيدٌ (2) 1435 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو:   (1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم المعروف بابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، والحسن: هو البصري. وقد تقدم برقم (1426) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني- فقد روى له البخاري مقرونا ومسلم متابعة، وهو صدوق حسنُ الحديث. واخرجه البزار (964) ، وأبو يعلى (668) ، والطبري 1/24-2، والشاشي (32) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/91-92، والحاكم 2/435 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (1405) . الحديث: 1433 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 وَسَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ} وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، عَنِ الزُّبَيْرِ: {نَفَرًا مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29] قَالَ: " بِنَخْلَةَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ {كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] (1) " قَالَ سُفْيَانُ: اللُّبَدُ: بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ كَاللِّبَدِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ " 1436 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ جُنْدُبٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ، الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ يَقُولُ: " كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُمُعَةَ، ثُمَّ نُبَادِرُ فَمَا نَجِدُ مِنَ الظِّلِّ إِلا مَوْضِعَ أَقْدَامِنَا - أَوْ قَالَ: فَما نَجِدُ مِنَ الظِّلِّ مَوْضِعَ أَقْدَامِنَا " (2) 1437 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين عكرمة وبينَ الزبير، لأن مولاه أهداه إلى ابن عباس حينَ ولي البصرة من قِبَل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سنة 36 وذلك بعد وقعة الجمل ومقتل الزبير. وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعليقاً على هذا الحديث: إسناده معقد، وتفسيره أن سفيان بن عيينة حدث به عن عمرو بن دينار عن عكرمة مولى ابن عباس، وأنه قرئ أيضاً على سفيان عن عمرو عن عكرمة، فزاد فيما قرئ عليه "عن الزبير"، يعني: عن عكرمة عن الزبير، وزاد أيضاً فيما قرئ عليه بقية الآية. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (4921) ، ومسلم (449) ، لكن وقع فيه عندهما أن الجن أتَوْه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنخلة وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر. نخلة، أو بطن نخلة: موضع قريب من مكة، واللبْد: كل شعر أو صوف متلبّد. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الواسطة بين مسلم بن جندب وبين الزبير. وتقدم برقم (1411) . الحديث: 1436 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 سَلِمَةَ - أَوْ سَلَمَةَ (1) ، قَالَ كَثِيرٌ: وَحِفْظِي سَلِمَة - عَنْ عَلِيٍّ، أَوْ عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُنَا فَيُذَكِّرُنَا بِأَيَّامِ اللهِ، حَتَّى نَعْرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَكَأَنَّهُ نَذِيرُ قَوْمٍ يُصَبِّحُهُمِ الْأَمْرُ غُدْوَةً، وَكَانَ إِذَا كَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِجِبْرِيلَ لَمْ يَتَبَسَّمْ ضَاحِكًا حَتَّى يَرْتَفِعَ عَنْهُ " (2) 1438 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قَالَ: قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: " نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] " فَجَعَلْنَا نَقُولُ: مَا هَذِهِ الْفِتْنَةُ؟ وَمَا نَشْعُرُ أَنَّهَا تَقَعُ حَيْثُ وَقَعَتْ (3) آخِرُ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   (1) تحرف في النسخ المطبوعة من "المسند" إلى: مسلمة، والتصويب من أصولنا الخطية و"جامع المسانيد" 2/ورقة 16. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن سلمة، فحديثه من قبيل الحسن، وقد تقدمت ترجمته عند الحديث رقم (627) . هشام: هو الدستوائي، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدرُس المكي. وأخرجه أبو يعلى (677) من طريق عبد الصمد، والطبراني في "الأوسط" (2655) من طريق حجاج بن نصير، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. ورواية أبي يعلى عن الزبير وحده. (3) صحيح لغيره، ورجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن حازم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11206) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن جرير، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري 9/218 من طريق حميد الطويل، عن الحسن، به. وأخرجه بنحوه الطيالسي (192) ، والطبري 9/218 من طرق عن الزبير. وانظر (1414) . الحديث: 1438 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 مُسْنَدُ أَبِي إِسْحَاقَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   (1) هو سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مَناف بن زُهْرة بن كلاب، أبو إسحاق الزهري رضي الله عنه. أسلم قديماً سابعَ سبعةٍ، وهو ابن تسع عشرة سنة. وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة. وواحد من الستة أصحاب الثورى. وهو أول من رمى بسَهْم في سبيل الله، وقد قال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم سَدد رميتَه وأجِب دعوتَه"، فكان سديدَ الرمي شديدَه، مجابَ الدعوة. وهاجر قبل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة. وشهد بدراً وأحدا، وجمع له رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذٍ أبويه، فقال:"ارمِ فداك أبي وأمي". وهو الذي فتح المدائنَ، ودخل إيوانَ كسرى، فصلى فيه صلاة الفتح ثمان ركعات، وفقح عامة تلك البلاد. وهو الذي كوَّف الكوفة. وكانت وفاته بقصره بالعقيق قربَ المدينة، فَحُمِلَ إلى مسجد المدينة، فصلى عليه فيه مروان بن الحكم، وأزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك في سنة إحدى وخمسين، وقيل: ست، وقيل: سبع، وقيل: ثمان وخمسين، وقيل: نَيف على السبعين، وقيل: على الثمانين، وهو آخرُ العشرة وفاةً، وقيل: إنه آخر المهاجرين موتاً. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 1439 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، قَالَ: سَأَلْتُ طَاوُسًا، عَنْ رَجُلٍ رَمَى الْجَمْرَةَ بِسِتِّ حَصَيَاتٍ، فَقَالَ: لِيُطْعِمْ قَبْضَةً مِنْ طَعَامٍ، قَالَ: فَلَقِيتُ مُجَاهِدًا فَسَأَلْتُهُ، وَذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَ طَاوُسٍ، فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَمَا بَلَغَهُ قَوْلُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " رَمَيْنَا الْجِمَارَ - أَوِ الْجَمْرَةَ - فِي حَجَّتِنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، ثُمَّ جَلَسْنَا نَتَذَاكَرُ، فَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِسِتٍّ، وَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِسَبْعٍ، وَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِثَمَانٍ، وَمِنَّا مَنْ قَالَ: رَمَيْتُ بِتِسْعٍ، فَلَمْ يَرَوْا (1) بِذَلِكَ بَأْسًا (2)   = وكان قد أوصى أن يكفن في جبة له خَلَقٍ كان قد لقي بها المشركين يومَ بدرٍ، وقال: إنما كنت أخبؤها لهذا اليوم. "جامع المسانيد والسنن" 2/ورقة 79، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/92-124. (1) في (ظ11) و (ب) : يَرَ. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، مجاهد لم يسمع مِن سعد بنِ أبي وقاص، قال العلامة ابن التركماني في "الجوهر النقي" 5/149: قال ابنُ القطان: لا أعلم لمجاهدٍ سماعاً من سعد، وقال الطحاوي في "أحكام القرآن": حديث منقطع لا يثبت أهل الإسناد مثلَه، وذكر ابن جرير في "التهذيب" أنه لم يستمر العمل به، لأنه لم يصحَ لاختلافِ الرواة عن ابن أبي نجيح فيه، فقد رواه الحجاج بن أرطاة عنه عن مجاهد عن سعد أن اختلاف رميهم كان بالزيادة على السبع لا بالنقصان عنها، وهو أولى بالصواب وإن كان من رواية الحجاج، لموافقة ما تظاهر به الأخبار من وجوب الرمي بسبع، ولأن سعداً لم يذكر أن ذلك كان عن أمره عليه السلام وفعله، ولأنه ولو صح فهو منسوخ للنقل المستفيض بوجوب السبع. وأخرجه الدورقي في "مسند سعد بن أبي وقاص" (133) عن عبد الرحمن بن المبارك الطُّفاوي، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد.= الحديث: 1439 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 1440 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ ثَلاثَةٍ، مِنْ وَلَدِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَهُوَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرْتُ مِنْهَا كَمَا مَاتَ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَنِي. قَالَ: " اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا وَلَيْسَ لِي وَارِثٌ إِلا ابْنَةً. أَفَأُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْهِ؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: أَفَأُوصِي بِنِصْفِهِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: أَفَأُوصِي بِالثُّلُثِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّ نَفَقَتَكَ مِنْ مَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى أَهْلِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّكَ أَنْ تَدَعَ أَهْلَكَ بِعَيْشٍ - أَوْ قَالَ بِخَيْرٍ - خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ " (1)   = وأخرجه النسائي 5/275، والبيهقي 5/149 من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي نجيح، به مختصراً. وانظر ما سيأتي برقم (1603) . (1) إسناده صحيح. ؤهيب: هو ابن خالد بن عجلان البصري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه ابن سعد 3/145 عن عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (33) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (520) ، ومسلم (1628) (8) و (9) ، وابن خزيمة (2355) ، والبيهقي 9/18 من طريقين عن أيوب، به. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (331) ، والدورقي (34) ، وأبو يعلي (781) ، والشاشي (86) من طريق ابن عون، عن عمرو بن سعيد، به. وأخرجه مسلم (1628) (9) من طريق محمد بن سيرين، عن حميد بن عبد الرحمن، به. وانظر ما سيأتي برقم (1474) و (1479) و (1482) و (1488) = الحديث: 1440 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 1441 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ أَخَاهُ عُمَرَ انْطَلَقَ إِلَى سَعْدٍ فِي غَنَمٍ لَهُ، خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ. فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ: يَا أَبَتِ أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أَعْرَابِيًّا فِي غَنَمِكَ، وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِي الْمُلْكِ بِالْمَدِينَةِ؟ فَضَرَبَ سَعْدٌ صَدْرَ عُمَرَ، وَقَالَ: اسْكُتْ إنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ " (1)   = و (1501) . وقول سعد: "ليس لي إلا ابنة"، قال الحافظ ابن حجر في "هدي السارىٍ" ص 288: هي أم الحكم الكبرى، وأمها بنت شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة، وهي شقيقةُ إسحاق الأكبر الذي كان يكنى به سعد بن أبي وقاص، ووهم من قال: هى عائشة، لأن عائشة أصغرُ أولاده، وعاشت إلى أن أدركها مالك بن أنس. وقوله: "ليس لي وارث"، قال النووي في "شرح مسلم" 11/76: أي: ولا يرثني من الولد وخواص الورثة، وإلا فقد كان له عَصَبة، وقيل: معناه: لا يرثني من أصحاب الفروض. ويتكفَّفُونَ الناسَ: أي: يسألونهم بأكُفهم. (1) إسناده قوي على شرط مسلم. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10370) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (18) ، ومسلم (2965) ، وأبو يعلى (737) ، والبغوي (4228) من طريق أبي بكر الحنفي، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/24-25 و94 من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن بكير بن مسمار، به. لم يذكر فيه قصة عمر بن سعد. وأخرجه مطولاً أبو يعلى (749) من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن عامر بن سعد، به. وانظر ما سيأتي برقم (1529) .= الحديث: 1441 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 1442 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ - وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ - أَنَّ سَعْدًا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ مِنْ بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ عَلَى الرِّيقِ، لَمْ يَضُرَّهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ شَيْءٌ حَتَّى يُمْسِيَ " قَالَ فُلَيْحٌ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: " وَإِنْ أَكَلَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يُصْبِحَ ". فَقَالَ عُمَرُ: انْظُرْ يَا عَامِرُ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: أَشْهَدُ مَا كَذَبْتُ عَلَى سَعْدٍ، وَمَا كَذَبَ سَعْدٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   = قوله: "الغَني"، قال النووي في "شرح مسلم" 18/100: المراد بالغِنى غنى النفس، هذا هو الغنى المحبوب لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولكن الغنى غنى النفس"، وأشار القاضي إلى أن المراد: الغنى بالمال. والخَفي: هو الخامل الذّكر، المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه، ليتفرغ للتعبد، ورواه بعضهم "الحفي" بالحاء المهملة، ومعناه: الوَصول للرحِم، اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء. (1) حديث صحيح، رجاله رجال الشيخين، وفليح- وهو ابن سليمان- قد توبع. أبوعامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وأخرجه أبو بكر الباغندي في"مسند عمر بن عبد العزيز" (75) من طريق عثمان بن عمر، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (37) ، ومسلم (2047) (154) ، وأبو عوانة 5/396، والبيهقي 9/345 من طريق سليمان بن بلال، وعبد بن حميد (145) من طريق أبي مصعب عبد السلام، وأبو يعلى (786) من طريق محمد بن عمارة، ثلاثتهم عن عبد الله بن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (1528) و (1572) . والعجوة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/188: هو نوع من تمر المدينة أكبر من الضيْحاني يضرب إلى السواد. ولابتا المدينة: حَرتاها، وهما: واقم والوَبَرة. الحديث: 1442 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 1443 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ سَعْدًا، رَكِبَ إِلَى قَصْرِهِ بِالْعَقِيقِ، فَوَجَدَ غُلامًا يَخْبِطُ شَجَرًا - أَوْ يَقْطَعُهُ - فَسَلَبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ سَعْدٌ جَاءَهُ أَهْلُ الْغُلامِ فَكَلَّمُوهُ أَنْ يَرُدَّ مَا أَخَذَ مِنْ غُلامِهِمْ. فَقَالَ: " مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا نَفَّلَنِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن جعفر- وهو المَخْرمي- فمن رجال مسلم. وأخرجه الدورقي (32) ، ومسلم (1364) ، والبزار (1102) ، والطحاوي 4/191، والبيهقي 5/199 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/487، وعنه البيهقي في "السنن" 5/199 من طريق خالد بن مخلد القطواني، عن عبد الله بن جعفر، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! وأخرجه بنحوه البزار (1126) ، والحاكم 1/486-487، والبيهقي 5/199 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة القرشي، عن عامر بن سعد، به. ووقع عند البزار: إسحاق بن سالم، ويغلب على ظننا أنه خطأ في روايته، فإن صاحبَ هذا الحديث هو إسحاق بن عبد الله والد عبد الرحمن. وأخرجه بنحوه الطيالسي (218) ، وأبو داود (2038) ، والشاشي (139) ، والبيهقي 5/199 من طريق ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن بعض ولد سعد أن سعداً ... فذكره. وفي رواية أبي داود: صالح مولى التوأمة عن مولى لسعد. وانظر ما سيأتي برقم (1460) . يَخْبِط: كيضرِب، ينفض ورقَها. والسَّلَب: ما يكون على المرء ومعه من سلاح وثياب ودابة وغير ذلك. والتنفيل: الزيادة في العطاء، وأن يعطيه خاصة دونَ غيره. قال النووي في "شرح مسلم" 9/139: وفي هذا الحديث دلالة لقول الشافعي= الحديث: 1443 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 1444 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَمْلاهُ عَلَيْنَا بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ اسْتِخَارَتُهُ اللهَ، وَمِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ رِضَاهُ بِمَا قَضَى اللهُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ تَرْكُهُ اسْتِخَارَةَ اللهِ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ سَخَطُهُ بِمَا قَضَى الله عَزَّ وَجَلَّ " (1)   = القديم: إن مَن صاد في حَرَم المدينة، أو قطع من شجرها، أخِذ سَلَبُه، وبهذا قال سعد بن أبي وقاص وجماعة من الصحابة، قال القاضي عياض: ولم يقل به أحد بعد الصحابة إلا الشافعي في قوله القديم، وخالفه أئمة الأمصار. قلت: ولا تضر مخالفتهم إذا كانت السنة معه، وهذا القول القديم هو المختار لثبوت الحديث فيه، وعمل الصحابة على وَفْقه، ولم يثبت له دافع. وانظر "شرح معاني الآثار" 4/191-196، و"التمهيد" لابن عبد البر 6/310-311، و"فتح الباري" 4/83-84. (1) إسناده ضعيف، محمد بن أبي حميد إبراهيم الأنصاري الزرقي متفق على ضعفه. روح: هو ابن عبادة. وأخرجه الحاكم 1/518 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وصحح إسناده ووافقه الذهبي! فوهما. وأخرجه الترمذي (2151) ، والبزار (750- كشف الأستار) ، والبيهقي في"الشعب" (203) من طريق أبي عامر العقدي، والشاشي في "مسنده" (185) ، والبيهقي (203) من طريق ابن أبي فُديك، كلاهما عن محمد بن أبي حميد، به. ووقع في "مسند الشاسي" أخطاء في الإسناد تستدرك من هنا. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد، ويقال له أيضاً: حماد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم المديني، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث. وأخرجه البزار (750) ، وأبو يعلى (701) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله، عن إسماعيل بنِ محمد بنِ سعد، به. وعبد الرحمن لين منكر الحديث، ومتابعته= الحديث: 1444 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 1445 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاثَةٌ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاثَةٌ، مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ " (1)   = لابن أبي حميد لا يُفرح بها. وأخرجه البزار (751) من طريق عمران بن أبان الواسطي، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن محمد بن المنكدر، عن عامر بن سعد، عن سعد. وعِمران وعبد الرحمن ضعيفان. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. وأخرجه الطيالسي (210) ، والبزار (1412- كشف الأستار) من طريق محمد بن أبي حميد الأنصاري، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه مرفوعاً إلا من هذا الوجه عن سعد، ومحمد بن أبي حميد فليس بالقوي، وقد روى عنه جماعة من أهل العلم. وأخرجه ابن حبان (4032) من طريق محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمَة، حدثنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن سعيد بنِ أبي هند، عن إسماعيل بنِ محمد بنِ سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكنُ الواسع، والجار الصالح، والمركبُ الهنيئ، وأربع من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء". وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري، رجاله رجال الشيخين غير محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/99 من طريق محمود بن آدم المروزي، عن الفضل بن موسى، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/388 من طريق وائل بن داود، عن محمد بن= الحديث: 1445 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 1446 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَحَّمَنِ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَتَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ المَاشِي، وَيَكُونُ الْمَاشِي فِيهَا خَيْرًا مِنَ السَّاعِي " قَالَ وَأُرَاهُ قَالَ: " وَالْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَاعِدِ " (1)   = سعد، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (329) من طريق إبراهيم بن عثمان أبي شيبة الواسطي، عن العباس بن ذَريح، عن محمد بن سعد، به. وإبراهيم بن عثمان متروك. وأخرجه البزار (1413) ، والحاكم في "المستدرك" 2/162 من طريقين عن خالد بن عبد الله الواسطي، حدثنا أبو إسحاق الشيباني، عن أبي بكر بنِ أبي موسى، (وفي المستدرك: عن أبي بكربن حفص) عن محمد بن سعد، به. وفي الباب عن نافع بن الحارث، وسيأتي عند أحمد 3/407. (1) صحيح لغيره، عبد الله بن لهيعة- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وعبد الرحمن بن حسين- ويقال: حسين بن عبد الرحمن-: هو الأشجعي، لم يرو عنه غير بسر بن سعيد، وذكره ابن حبان في"الثقات" 4/156 وقال: روى عنه أهل الكوفة، وقد توبع أيضاً. وأخرجه أبو داود (4257) من طريق عياش بن عباس، عن بُكير بن عبد الله بن الأشج، عن بُسْرِ بنِ سعيد، عن حسين بنِ عبد الرحمن الأشجعي، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: فقلتُ: يا رسولَ الله، أرأيت إن دخل على بيتي وبسط يدَه ليقتلني؟ قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كن كابني آدم"، وتلا يزيد الرملي شيخ أبي داود فيه: (لَئِن بَسَطْت إليَّ يَدك) الآية. وأخرجه دونَ هذه الزيادة الحاكم 4/441 من طريق هشيم، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن سعد بن أبي وقاص. وصححه على شرط مسلم ووافقه= الحديث: 1446 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 1447 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ أَخٍ لِسَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي نَاجِيَةَ: " أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي " (1) 1448 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِقِصَّةٍ فِيهِ، فَقَالَ ابْنُ أَخِي سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: قَدْ ذَكَرُوا بَنِي نَاجِيَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هُمْ حَيٌّ مِنِّي " وَلَمْ يُذْكَرْ فِيهِ سَعْدٌ (2) 1449 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوِ أنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا، لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوِ أنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَا سِوَارُهُ لَطَمَسَ ضَوْؤهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ، كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ " (3)   = الذهبي. وانظر ما سيأتي برقم (1609) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3601) ، ومسلم (2886) ، وسيأتي في "المسند" 2/28. وعن أبي بكرة عند مسلم (2887) ، وسيأتي في "المسند" 5/48. (1) إسناده ضعيف لجهالة ابن أخي سعد، ولاضطراب سنده. وأخرجه الطيالسي (222) عن شعبة، عن سماك بن حرب قال: حدثني رجل عن عمه، عن سعد، بأطول مما هنا. وانظر ما بعده. (2) إسناده ضعيف كسابقه، ومحمد بن جعفر رواه عن شعبة، والحديث مرسل. (3) حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عبد الله بن لهيعة، فقد خرج له مسلم= الحديث: 1447 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 1450 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: " الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ اللَّبِنَ نَصْبًا، كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 1451 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2) ، وَوَافَقَهُ أَبُو سَعِيدٍ، عَلَى عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ   = مقروناً بغيره وروى له أصحاب السنن، وهو- وإن كان في حفظه شيئ- سيأتي برقم (1467) من رواية عبد الله بن المبارك عنه. وأخرجه أبو نعيم الأصفهاني في"صفة الجنة" (210) و (266) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/408-409 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. قوله: "يُقِل"، أي: يحمل. وتزخرفت: تزينت. وخوافق: جمع خافق، وهو الأفق. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن جعفر- وهو ابن عبد الرحمن المَخْرمي- فمن رجال مسلم. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز الخزاعي، وإسماعيل بن محمد: هو ابن سعد بن أبي وقاص. وأخرجه ابن سعد 2/297، والدورقي (23) ، ومسلم (966) ، وابن ماجه (1556) ، والبزار (1101) ، والنسائي 4/80، والبيهقي 3/386 و407 من طرق عن عبد الله بن جعفر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1601) و (1602) . واللَّحْد: الشَّق الذي يُعمل في جانب القبر لموضع الميت، لأنه قد أميل عن وسط القبر إلى جانبه. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. ورواية أبي سعيد التي أشار إليها المصنف ستأتي عنده برقم (1601) .= الحديث: 1450 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 كَمَا قَالَ الْخُزَاعِيُّ 1452 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ: " لَا بَأْسَ بِذَلِكَ " (1) 1453 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَيٍّ مِنَ النَّاسِ يَمْشِي: " إِنَّهُ فِي الْجَنَّةِ " إِلا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ (2)   = وأخرجه النسائي 4/80 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (1489) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال أصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. أبو النضر: هو سالم بن أبي أمية. وأخرجه النسائي 1/82 عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وعلقه بصيغة الجزم البخاري في "صحيحه" بعد الحديث رقم (202) ، فقال: وقال موسى بن عقبة، به. وسياتي برقم (1459) ، وانظر ما تقدم برقم (88) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (2483) ، وأبو يعلى (776) من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3812) ، والبزار (1093) و (1094) ، والنسائي في "الكبرى"= الحديث: 1452 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 1454 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (1) ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: لَمَّا ادُّعِيَ زِيَادٌ، لَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ؟ إِنِّي سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: سَمِعَ أُذُنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " مَنِ ادَّعَى أَبًا فِي الْإِسْلامِ غَيْرَ أَبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ " فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ: وَأَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)   = (8252) ، وأبو يعلى (767) ، والطبري 10/26، وابن حبان (7163) ، والبغوي (3990) من طرق عن مالك، به. وسيتكرر برقم (1533) . (1) تحرف في (م) إلى: هشام. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مهران الحذاء، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل، وأبو بكرة: هو الصحابي المعروف، واسمه نفيع بن الحارث. وأخرجه مسلم (63) (114) ، وأبو يعلى (765) ، والشاشي (156) ، وابن حبان (415) ، والبيهقي 7/403 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6766، 6767) ، وابن حبان (416) ، والبيهقي 7/403 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وأبو يعلى (700) و (706) ، والطبراني في "الدعاء" (2141) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن خالد الحذاء، به. وسيتكرر الحديث بإسناد المصنف في مسند أبي بكرة 5/46، وانظر ما سيأتي برقم (1497) و (1499) و (1504) و (1553) . وزياذ الذي ادُّعي: هو المعروف بزياد بن أبي سفيان، ويقال فيه: زياد بن أبيه، ويقال: زياد بن أمه، وكان يُعرف بزياد بن عبيد الثقفي، ثم ادعاه معاوية بن أبي سفيان، وألحقه بأبيه أبي سفيان، وصار من جملة أصحابه بعد أن كان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو أخو أبي بكرة لأفه سُمية أمَة الحارث بن كَلَدَةَ. قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 2/52: وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فالجنة عليه حرام"،= الحديث: 1454 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 1455 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُقْطَعُ الْيَدُ فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ " (1)   = ففيه تأويلان: أحدهما: أنه محمول على من فَعَله مستحلاً له، والثاني: أن جزاءه أنها محرمة عليه أولاً عند دخولِ الفائزين وأهل السلام، ثم إنه قد يجازى فيمنعها عند دخولهم ثم يدخلها بعد ذلك، وقد لا يجازى، بل يعفو الله سبحانه وتعالى عنه، ومعنى "حرام": ممنوعة. وانظر "فتح الباري" 12/54. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو واقد الليثي- واسمه صالح بن محمد بن زائدة- جمهور المحدثين على تضعيفه، لكن كان الإمام أحمد حسن الرأي فيه، فقال: ما أرى به بأساً، وقال ابن عدي: بعض أحاديثه مستقيمة، وبعضها فيه إنكار، وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين، وللحديث شواهد يتقوى بها ويصح. وهيب: هو ابن خالد. وأخرجه أبو يعلى (799) ، وعنه ابن عدي في "الكامل" 4/1377 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/469، والدورقي (24) ، وابن ماجه (2586) ، والطحاوي 3/163، والشاشي (98) ، وابن عدي 4/1377، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (539) ، والبيهقي 8/259 من طرق عن وهيب بن خالد، به. وفي رواية البيهقي: "في مجن ثمنه خمسة دراهم". وأخرجه بنحوه البزار (1128) عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، به. ولفظه عنده: "تقطع اليد في ربع دينار". وأخرجه كلفظ حديث الباب الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/165 من طريق معلى بن أسد، عن وهيب، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عامر بن سعد، به. فإن صح الإسناد إلى معلى فهذه متابعة جيدة لأبي واقد الليثي، فإن محمد بن عجلان ومحمد بن إبراهيم التيمي ثقتان. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (6762) ، ومسلم (1685) . = الحديث: 1455 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 1456 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُنَادِيَ أَيَّامَ مِنًى: إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ، فَلا صَوْمَ فِيهَا " يَعْنِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ (1) 1457 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: " مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ حَرَامٌ، قَدْ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللهُمَّ اجْعَلِ الْبَرَكَةَ فِيهَا بَرَكَتَيْنِ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ " (2)   = وعن ابن عمر عند البخاري (6795) ، ومسلم (1686) ، ويأتي 2/6. والمِجَن: هو التُّرس. واختلف أهل العلم في النصاب الذيَ يُقطع به يد السارق، فقال الجمهور: ربع دينار، وقال مالك: ثلاثة دراهم، وقال الثوري وأصحاب الرأي: دينار أو عشرة دراهم، وقال أحمد: إن سرق ذهباً فربع دينار، وإن سرق فضة أو متاعاً فثلاثة دراهم. وانظر "شرح السنة" 10/313-314. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد. روح: هو ابن عبادة. وأخرجه البزار (1067- كشف الأستار) من طريق محمد بن أبي عدي، عن محمد بنِ أبي حميد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1500) . وله شاهد بنحوه من حديث علي تقدم برقم (567) وإسناده صحيح. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. حسين بن محمد: هو المَروذي، وأبو إسحاق بن سالم: هو إبراهيم بن سالم بن أبي أمية المعروف بِبَرَدان، جزم بذلك أبو أحمد الحاكم في "الكنى". وانظر ما سيأتي برقم (1573) و (1593) . وفي الباب عن علي تقدم برقم (936) و (959) ، وعن أنس عند البخاري (1885) ،= الحديث: 1456 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 1458 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجِيءُ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ هَذِهِ الْفَضْلَةَ " قَالَ سَعْدٌ: وَكُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرًا يَتَوَضَّأُ، قَالَ: فَقُلْتُ: هُوَ عُمَيْرٌ، قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ فَأَكَلَهَا (1) 1459 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا النَّضْرِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدِيثًا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنِ الْوُضُوءِ عَلَى الْخُفَّيْنِ: " أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ " (2) 1460 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ أَخَذَ رَجُلًا يَصِيدُ فِي حَرَمِ الْمَدِينَةِ، الَّذِي   = وسيأتي في "المسند" 3/142. (1) إسناده حسن، عاصم بن بهدلة روى له الشيخان مقروناً وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الدورقي (56) ، وعبد بن حميد (152) ، وأبو يعلى (754) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1156) ، وابن حبان (7164) ، والحاكم 3/416 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (1591) و (1592) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (1452) . الحديث: 1458 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَبَهُ ثِيَابَهُ، فَجَاءَ مَوَالِيهِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّمَ هَذَا الْحَرَمَ، وَقَالَ: " مَنْ رَأَيْتُمُوهُ يَصِيدُ فِيهِ شَيْئًا فَلَهُ سَلَبُهُ " فَلا أَرُدُّ عَلَيْكُمْ طُعْمَةً أَطْعَمَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ إنْ شِئْتُمْ أعْطَيْتُكُمْ ثَمَنَهُ وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: " إِنْ شِئْتُمْ أنْ أعْطِيَكُمْ ثَمَنَهُ أَعْطَيْتُكُمْ " (1) 1461 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَتُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ لَا تَزِيدُ عَلَيْهَا يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الَّذِي لَا يَنَامُ حَتَّى يُوتِرَ حَازِمٌ " (2)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن أبي عبد الله، فقد أخرج له أبو داود، ولم يرو عنه غير يعلى بن حكيم، وهو تابعي كبير أدرك المهاجرين والأنصار، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور فيعتبر بحديثه. وأخرجه أبو داود (2037) ، ومن طريقه البيهقي 5/199-200 عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل، والدورقي (122) ، وأبو يعلى (806) ، والطحاوي 4/191 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1443) . (2) حسن لغيره، محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين روى عن سعد وعائشة وعوف بن الحارث وعروة بن الزبير، ولم يروعنه غير ابن إسحاق وقال: كان صواماً قواماً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/413، وابن إسحاق حسن الحديث، ويعقوب - وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري- وأبوه ثقتان من رجال الشيخين. وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، وقد صح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان يوتر بواحدة، انظر "مصنف عبد الرزاق" 3/21-22، و"مصنف ابن أبي شيبة"= الحديث: 1461 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 1462 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي وَالِدِي مُحَمَّدٌ، عَنِ أبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَمَلأ عَيْنَيْهِ مِنِّي ثُمَّ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلامَ، فَأَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَلْ حَدَثَ فِي الْإِسْلامِ شَيْءٌ؟ مَرَّتَيْنِ قَالَ: لَا. وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. إِلا أَنِّي مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ آنِفًا فِي الْمَسْجِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَمَلأ عَيْنَيْهِ مِنِّي، ثُمَّ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلامَ. قَالَ: فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عُثْمَانَ فَدَعَاهُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ لَا تَكُونَ رَدَدْتَ عَلَى أَخِيكَ السَّلامَ؟ قَالَ عُثْمَانُ: مَا فَعَلْتُ قَالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: حَتَّى حَلَفَ وَحَلَفْتُ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ ذَكَرَ، فَقَالَ: بَلَى، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ إِنَّكَ مَرَرْتَ بِي آنِفًا، وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا وَاللهِ مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ إِلا تَغَشَّى بَصَرِي وَقَلْبِي غِشَاوَةٌ، قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: فَأَنَا أُنْبِئُكَ بِهَا: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَشَغَلَهُ حَتَّى قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتَّبَعْتُهُ فَلَمَّا أَشْفَقْتُ أَنْ يَسْبِقَنِي إِلَى مَنْزِلِهِ، ضَرَبْتُ بِقَدَمِي الْأَرْضَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   = 2/292. وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الذي لا ينام حتى يوتر حازم"، فقد قال معنى هذا الكلام لأبي بكر رضي الله عنه عندما سأله "متى توتر؟ "، فقال: آخر الليل، فقال له: "أخذت بالحَزْم". أخرجه أبو داود (1434) من حديث أبي قتادة، وابن ماجه (1202) ، وابن حبان (2446) من حديث ابن عمر، وأحمد 3/330، وابن ماجه (1202) من حديث جابر، وهو حديث حسن.= الحديث: 1462 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 فَقَالَ: " مَنْ هَذَا أَبُو إِسْحَاقَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَمَهْ ". قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللهِ، إِلا أَنَّكَ ذَكَرْتَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ ثُمَّ جَاءَ هَذَا الْأَعْرَابِيُّ فَشَغَلَكَ، قَالَ: " نَعَمْ دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ هُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: {لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلا اسْتَجَابَ لَهُ " (1) 1463 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهَا: أَنَّ عَلِيًّا خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى جَاءَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ وَعَلِيٌّ يَبْكِي يَقُولُ: تُخَلِّفُنِي مَعَ الْخَوَالِفِ؟ فَقَالَ: " أَوَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي   (1) إسناده حسن. إسماعيل بن عمر: هو الواسطي. وأخرجه أبو يعلى (772) من طريق إسماعيل بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً الترمذي (3505) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (656) ، والطبراني في "الدعاء" (124) ، والحاكم 5/501 و2/382-383 من طريق محمد بن يوسف، والبزار (3150- كشف الأستار) من طريق أبي أحمد، والبيهقي في "الشعب" (620) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، ثلاثتهم عن يونس بن أبي إسحاق، به. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. وأخرجه بنحوه النسائي (655) ، والحاكم 1/505 من طريق عبيد بن محمد، عن محمد بن مهاجر، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، به. وعبيد بن محمد ومحمد بن مهاجر ضعيفان. وأخرجه الدورقي (63) ، والبزار (3149) ، وأبو يعلى (707) ، وابن عَدي في "الكامل" 6/2088، والحاكم 2/584 من طريق أبي خالد الأحمر، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه. وكثير بن زيد إلى الضعف أقرب. الحديث: 1463 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلا النُّبُوَّةَ " (1) 1464 - حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ (2) عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَا تَعْجِزُ أُمَّتِي عِنْدَ رَبِّي أَنْ يُؤَخِّرَهَا نِصْفَ يَوْمٍ "، وَسَأَلْتُ رَاشِدًا: هَلْ بَلَغَكَ مَاذَا النِّصْفُ يَوْمٍ؟ قَالَ: " خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو سعيد مولى بني هاشم: اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وأخرجه ابن أبي عاصم (1340) ، والنسائي في "خصائص علي" (55) و (58) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن الجعيد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم (1339) ، والنسائي (57) ، والشاشي (137) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 8/53 من طريق المطلب بن زياد، عن ليث بن أبي سليم، عن الحكم بن عتيبة، عن عائشة بنت سعد، به. والمطلب وليث ضعيفان، وانظر ما سيأتي برقم (1490) و (1505) و (1583) و (1600) و (1608) . قوله: "تُخلِّفني مع الخوالف"، قال السندي: أي: مع النساء اللاتي شأنهن القعود ولزوم البيوت، جمع خالفة، وقيل: الخالفة: من لا خير فيه. (2) تحرف في (م) إلى: راشد بن سعد بن أبي وقاص عن سعد ... (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم، ولانقطاعه، فإن رواية راشد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص مرسلة كما قال أبو زرعة. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/117، والحاكم 4/424 من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: لا والله، ابنُ أبي مريم ضعيف ولم يرويا له شيئا. قلنا: وكذا= الحديث: 1464 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 1465 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي لأرْجُو أَنْ لَا تَعْجِزَ أُمَّتِي عِنْدَ رَبِّي أَنْ يُؤَخِّرَهُمْ نِصْفَ يَوْمٍ " فَقِيلَ لِسَعْدٍ: وَكَمْ نِصْفُ يَوْمٍ؟ قَالَ: " خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ " (1) 1466 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65] فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهَا كَائِنَةٌ وَلَمْ يَأْتِ تَأْوِيلُهَا بَعْدُ " (2) 1467 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ   = راشدُ بنُ سعد لم يرويا له شيئا. وأخرجه أبو داود (4350) من طريق صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد، عن سعد بن أبي وقاص. ورجاله ثقات، لكنه منقطع أيضاً، فإن شريحاً لم يدرك سعداً. وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني عند أحمد 4/193، وأبي داود (4349) ، والحاكم 4/424، وإسناده حسن، ورجح البخاري وقفه على أبي ثعلبة فيما نقله ابن حجر في "الفتح" 11/351. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع. (2) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الترمذي (3066) من طريق إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم، بهذا الإسناد 0 وقال الترمذي في نسخ عتيقة مسموعة كالتي اعتمدها الحافظ المزي في"التحفة" 3/282، وابن كثير في "تفسيره" 3/265: غريب، وفي النسخ المطبوعة من "السنن": حسن غريب! الحديث: 1465 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوِ أنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا، لَتَزَخْرَفَ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْ أنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَتْ أَسَاوِرُهُ لَطَمَسَ ضَوْؤُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ، كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ " (1) 1468 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبََرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، (2)   (1) إسناده حسن، عبد الله- وهو ابن المبارك- روايته عن ابن لهيعة كانت قبل احتراق كتبه. وهو في "الزهد" لابن المبارك (416) زيادات نعيم بن حماد. وأخرجه الدورقي (26) عن علي بن إسحاق، والترمذي (2538) عن سويد بن نصر، والبغوي (4377) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال، ثلاثتهم عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب. وأخرجه البزار (1109) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمر بن الحكم، عن سعد. وذكره البخاري معلقاً في "تاريخه" 6/208 من هذا الطريق، وقال فيه: "عمر" ولم ينسبه. وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (57) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن سليمان بن حميد حدثه أن عامر بن سعد حدثه، قال سليمان: ولا أعلمه إلا أنه حدثني عن أبيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وكره البخاري أيضا 6/208 من هذا الطريق. وانظر ما تقدم برقم (1449) . (2) قوله: "عن أبيه، عن أبيه"، يعني أن إبراهيم بن سعد يرويه عن أبيه سعد بن إبراهيم، وسعد بن إبراهيم يرويه عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن سعد بن أبي وقاص. الحديث: 1468 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: لَقَدْ " رَأَيْتُ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ يَسَارِهِ يَوْمَ أُحُدٍ، رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ يُقَاتِلانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلا بَعْدُ " (1) 1469 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صَلاتَانِ لَا يُصَلَّى بَعْدَهُمَا: الصُّبْحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرُ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ " (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه الشاشي (133) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (206) ، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 3/254، وأخرجه البخاري (4054) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، وأخرجه مسلم (2306) (47) ، والبيهقي 3/254 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ثلاثتهم (الطيالسي وعبد العزيز وعبد الصمد) عن إبراهيم بن سعد، به. وسيأتي برقم (1471) و (1530) . (2) صحيح لغيره، معاذ التيمي لم يرو عنه غير سعد بن إبراهيم، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/423، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع. وأخرجه أبو يعلى (773) من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (118) عن إبراهيم بن مهدي، وابن حبان (1549) من طريق منصوربن أبي مزاحم، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، به. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/95. وعن عمر بن الخطاب تقدم عند أحمد برقم (110) .= الحديث: 1469 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 1470 - حَدَّثَنَاه يُونُسُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمٍ يُقَالُ لَهُ: مُعَاذٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) 1471 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ سَعْدٌ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2) ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: لَقَدْ " رَأَيْتُ عَنْ يَمِينِ، رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ يَسَارِهِ يَوْمَ أُحُدٍ، رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ يُقَاتِلانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلا بَعْدُ " (3) 1472 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ (4) ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ عَالِيَةٌ أَصْوَاتُهُنَّ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ قُمْنَ يَبْتَدِرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي - فَدَخَلَ وَرَسُولُ   = وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عنده 2/211. وعن معاذ بن عفراء عند. 4/219. (1) هو مكرر ما قبله. يونس: هو ابن محمد المؤدب. (2) تحرف في (م) وأصولنا الخطية غير (ح) إلى: قال سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، وأثبتنا. على الصواب من (ح) و"جامع المسانيد والسنن" 2/ورقة 80. (3) إسناد. صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد- وهو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن- فمن رجال البخاري. يعقوب؟ هو أخو سعد. وانظر (1468) . (4) في (م) وأصولنا الخطية و"جامع المسانيد" 2/ورقة 94: عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد بن زيد، بزيادة "بن محمد"، والصواب حذفها كما جاء في رواية يعقوب عند البخاري ومسلم، وكما في كتب الرجال. الحديث: 1470 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاءِ اللاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابَ " قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلا تَهَبْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَغْلَظُ وَأَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ " (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وقَالَ يَعْقُوبُ: " مَا أُحْصِي مَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ "   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. صالح: هو ابن كيسان. وأخرجه البخاري (3294) (3683) ، ومسلم (2396) ، وأبو يعلى (810) ، والشاشي (118) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/30، والبخاري (3683) و (6085) ، ومسلم (2396) ، والنسائي في "الكبرى" (8130) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (207) ، والشاشي (119) ، والبغوي (3874) من طرق عن إبراهيم بن سعد والد يعقوب، به. وسيأتي برقم (1581) و (1624) . الفج: الطريقُ الواسع. وقوله: "ويستكثرنه"، قال السندي: أي يطلبن منه أكثر مما يعطيهن من النفقة، وقال النووي (في "شرح مسلم" 15/164) : قال العلماء: معنى "يستكثرنه": يطلبن كثيراً من كلامه وجوابه بحوائجهن وفتاويهن. وانظر "فتح الباري" 7/47. وقوله: "أنت أغلظُ ... "، قال السندي: مقصودهُن الكناية عن كونه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألين وألطف منه، لا إثبات الغلظة له حتى يقال: إنه مناف لقوله تعالى: (ولوكنت فظاً غليظَ القلب) [آل عمران: 159] . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 1473 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ جَارِيَةَ، أَنَّ يُوسُفَ بْنَ الْحَكَمِ أَبَا الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 1474 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ، قالتْ: قَالَ سَعْدٌ: اشْتَكَيْتُ شَكْوًى لِي بِمَكَّةَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ مَالًا وَلَيْسَ لِي إِلا ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ. أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي، وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَ؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: أَفَأُوصِي بِالنِّصْفِ، وَأَتْرُكُ لَهَا النِّصْفَ؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: أَفَأُوصِي بِالثُّلُثِ، وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ " ثَلاثَ مِرَارٍ، قَالَ: فَوَضَعَ   (1) حديث حسن، وهذا إسناد حسن في الشواهد، محمد بن أبي سفيان ويوسف بن الحكم ذكرهما ابن حبان. في "الثقات"، والثاني وثقه العجلي أيضاً، وباقي رجال السند ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الشاشي (124) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/171، وابن أبي عاصم في "السنة" (1504) ، وفي "الآحاد والمثاني" (216) ، والشاشي (125) ، والحاكم 4/74 من طريق يزيد بن الهاد، عن إبراهيم بن سعد، به. وسيأتي بنحوه في"المسند" برقم (1521) من طريق الزهري، عن عمر بن سعد أو غيره، عن سعد. وانظر (1586) و (1587) . وفي الباب عن عثمان بن عفان وأنسَ بن مالك، انظر ما تقدم برقم (460) . الحديث: 1473 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 73 يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَمَسَحَ وَجْهِي وَصَدْرِي وَبَطْنِي، وَقَالَ: " اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، وَأَتِمَّ لَهُ هِجْرَتَهُ "، فَمَا زِلْتُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ بِأَنِّي أَجِدُ بَرْدَ يَدِهِ عَلَى كَبِدِي حَتَّى السَّاعَةِ (1) 1475 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ سَعْدًا، سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: لَبَّيْكَ ذَا الْمَعَارِجِ، فَقَالَ: " إِنَّهُ لَذُو الْمَعَارِجِ، وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَقُولُ ذَلِكَ " (2) 1476 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عائشة بنت سعد، فقد أخرج لها البخاري. الجعد بن أوس: هو الجعد بن عبد الرحمن بن أوس، ويحيى بن سعيد: هو القطان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6318) و (7504) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (255) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (85) ، والبخاري في "صحيحه" (5659) ، وفي "الأدب المفرد" (499) ، وأبو داود (3104) ، والبيهقي 3/381 من طريق مكي بن إبراهيم، عن الجعد بن أوس، به. وانظر ما تقدم برقم (1440) . (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبد الله بن أبي سلمة- وهو الماجشون- لم يدرك سعداً. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن عجلان: هو محمد. وأخرجه البزار (1094- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (724) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وهذا مخالف لحديث جابر بن عبد اللُه عند أحمد 3/320، وأبي داود (1813) بإسناد صحيح: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، ولبى الناس، والناس يزيدون: ذا المعارج، ونحوه من الكلام، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسمع فلا يقول لهم شيئا. الحديث: 1475 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله- ويقال: عبيد الله- بن أبي نَهِيك، فقد أخرج له أبو داود، وهو لم يرو عنه غير عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر ابن حجر في "التهذيب" أن النسائي والعجلي وثقاه أيضاً، وقال الذهبي في "الميزان" 3/16: لا يُعرف. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/522، والدورقي (127) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (201) عن سعيد بن حسان المخزومي، به. وأخرجه عبد الرزاق (4170) و (4171) ، والحميدي (77) ، والحاكم 1/569 من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مُليكة، به. وأخرجه بنحوه ابن ماجه (1337) ، وأبو يعلى (689) ، والبيهقي 10/231 من طريق إسماعيل بن رافع، عن ابن أبي مُليكة، عن عبد الرحمن بن السائب، عن سعد. وإسماعيل بن رافع ضعيف. وسيَأتي الحديث برقم (1512) و (1549) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (7527) . والتغني بالقرآن، قال الخطابي في "معالم السنن" 2/138 (مختصر السنن) : هذا يتأول على وجوه: أحدُها: تحسين الصوت، والوجه الثاني: الاستغناء بالقرآن عن غيره، وإليه ذهب سفيان بن عيينة، ويقال: تَغنى الرجل، بمعنى استغنى، قال الأعشى: وكنتُ امرَءاً زَمَناً بالعراقِ عفيفَ المناخ طويل التغَنْ أى: الاستغناء. وفيه وجه ثالث، قاله ابن الأعرابي صاحبُنا، أخبرني إبراهيم بن فراس قال: سألتُ ابن الأعرابي عن هذا، فقال: إن العرب كانت تتغنى بالركبان إذا ركبت الإبل، وإذا جلست في الأفنية، وعلى أكثر أحوالها، فلما نزل القرآن أحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يكون القرآنُ هِجيراهم مكان التغني بالركبان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 قَالَ وَكِيعٌ: " يَعْنِي يَسْتَغْنِي بِهِ " 1477 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي " (1) 1478 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ أَخْبَرَهُ.   = قلنا: وقد ردُّ الإمام الشافعي تأويل التغني بالاستغناء وقال: لو أراد الاستغناء لقال: لم يستغن، وإنما أراد تحسين الصوت. وانظر تفصيلَ القول في معنى التغني بالقرآن في "فتح الباري" 9/68-72. (1) إسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ضعيف، ثم هو لم يُدرك سعداً. أسامهَ بن زيد: هو الليثي. وهو في "الزهد" لوكيع (118) و (339) . وأخرجه ابن أبي شيبة 10/375 و13/240، وأبو يعلي (731) ، والبيهقي في "الشعب" (553) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (74) عن عبيد الله بن موسى، والشاشي (183) ، وابن حبان (809) من طريق ابن وهب، والقضاعي في، مسند الشهاب" (1220) من طريق عيسى بن يونس، ثلاثتهم عن أسامهَ بن زيد، به. وسيأتي برقم (1478) و (1559) و (1560) و (1623) . وللجملة الأخيرة منه شاهد عن الحسن مرسلا عند وكيع في "الزهد" (115) بلفظ: "خير الرزق الكفاف". وعن زياد بن جبير مرسلاً أيضاً عند أحمد في "الزهد"، كما في "الجامع الصغير" للسيوطي. ولأبي هريرة عند البخاري (6460) ، ومسلم (1055) ، وأحمد 2/232 بلفظ: "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً"، وفي رواية عند مسلم: "كفافاً". الحديث: 1477 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 قَالَ أَبِي: وقَالَ يَحْيَى يَعْنِي الْقَطَّانَ: ابْنَ أَبِي لَبِيبَةَ أَيْضًا، إِلا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ (1) 1479 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلا أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَبِالشَّطْرِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَبِالثُّلُثِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ - أَوْ كَثِيرٌ " (2) 1480 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " إِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّكَ تُؤْجَرُ فِيهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ " (3)   (1) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (883) ، والبيهقي في "الشعب" (554) من طريق يحيى الحماني، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. زاد الطبراني فيه عمر بن سعد بين محمد بن عبد الرحمن وبين سعد بن أبي وقاص. (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن عروة بن الزبير لم يسمع من سعد فيما قاله أبو زرعة. وأخرجه النسائي 6/243، وأبو يعلى (727) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1440) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "الزهد" لوكيع (103) . وانظر ما سيأتي برقم (1482) . قوله: "حتى اللقمة"، قال السندي: يمكن رفعها بتقدير الخبر، أي: كذلك، ونصبها بالعطف على محل "نفقة"، وجَرها بالعطف على لفظ "نفقة"، أوعلى أن "حتى" جارة. الحديث: 1479 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 1481 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَالْأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " (1) 1482 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ سُفْيَانُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَقَالَ مِسْعَرٌ: عَنْ بَعْضِ آلِ سَعْدٍ،   (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الدورقي (41) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (146) ، والدارمي (2783) عن أبي نعيم، والحاكم 1/41 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، به. وأخرجه الطيالسي (215) ، وابن أبي شيبة 3/233، والبزار (1155) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 253، وابن حبان (2900) و (2921) ، والحاكم 1/41، والبيهقي في "السنن" 3/372-373، وفي "الشعب" (9775) من طرق عن عاصم، به. وأخرجه مختصراً البزار (1150) من طريق سماك بن حرب، عن مصعب، به. وسيأتي برقم (1494) و (1555) و (1607) . وقوله: "الأمثل فالأمثل"، قال ابن الأثير في "النهاية" 4/296: أي الأشرف فالأشرف، والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزِلة، يقال: هذا أمثلُ من هذا، أي: أفضلُ وأدتى إلى الخير، وأماثلُ الناس: خِيارُهم. الحديث: 1481 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَبِالشَّطْرِ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَبِالثُّلُثِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ - أَوْ كَثِيرٌ - إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ وَارِثَكَ غَنِيًّا خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُ فَقِيرًا يَتَكَفَّفُ النَّاسَ، وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ نَفَقَةٍ، فَإِنَّكَ تُؤْجَرُ فِيهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ " قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ يَوْمَئِذٍ إِلا ابْنَةٌ فَذَكَرَ سَعْدٌ الْهِجْرَةَ، فَقَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ ابْنَ عَفْرَاءَ، وَلَعَلَّ اللهَ يَرْفَعُكَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ قَوْمٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ " (1) 1483 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَعَامَةَ، عَنْ مَوْلًى لِسَعْدٍ: أَنَّ سَعْدًا سَمِعَ ابْنًا لَهُ يَدْعُو، وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَنَعِيمَهَا وَإِسْتَبْرَقَهَا، وَنَحْوًا مِنْ هَذَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَسَلاسِلِهَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسعر: هو ابن كدام، وسفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه وكيع في "الزهد" (104) عن مسعر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2744) ، والدورقي (30) ، والبزار (1136) ، والبيهقي 6/269 من طريق هاشم بن هاشم، والنسائي 6/243 من طريق بكير بن مسمار، كلاهما عن عامر بن سعد، به. وسيأتي برقم (1488) و (1524) و (1546) و (1599) ، وانظر وقوله: "يرحم الله ابن عفراء"، كذا وقع في هذه الرواية، وفي رواية الزهري عن عامر - كما سيأتي- "سعد بن خولة"، قال الدمياطي: والزهري أحفظُ من سعد بن إبراهيم، فلعله وهم في قوله "ابن عفراء"، وقد طول الحافظ في "الفتح" 5/364-365 الكلامَ في توجيه هذه الرواية، فانظره فيه. الحديث: 1483 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 وَأَغْلالِهَا، فَقَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ خَيْرًا كَثِيرًا، وَتَعَوَّذْتَ بِاللهِ مِنْ شَرٍّ كَثِيرٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ " وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55] وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَقُولَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ (1) 1484 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مولى سعد، وزياد بن مخراق- ووثقه غير واحد- قال الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: لا أدري، قلت: روى حديث سعد: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يكون بعدي قوم يعتدون في الدعاء" فقال: نعم، لم يُقِمْ إسناده. أبو عباية: هو قيس بن عباية، ويقال له أيضأ: أبو نعامة. وأخرجه الطيالسي (200) ، ومن طريقه الدورقي (91) عن شعبة، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع من الطيالسي مولى سعد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/288 عن عبيد بن سعد، وأبو يعلى (715) من طريق شبابة بن سوار، والطبراني في "الدعاء" (55) من طريق عاصم بن علي، ثلاثتهم عن شعبة، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة، ووقع في المطبوع منه "قيس بن صبابة" وهو تحريف، وسقطت لفظة "عن" بين قيس بن عباية وبين مولى سعد في المطبوع من "الدعاء". وانظر ما سيأتي برقم (1584) . وفي الباب عن عبد الله بن المغفل، وسيأتي في "المسند" 4/87 و5/55. قوله: "وإن بحَسْبك"، قال السندي: الباء زائدة، أي: إن هذا القول يكفيك. الحديث: 1484 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ " (1) 1485 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ لِي إِلا ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ، أفَأُوصِِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا "، قَالَ: فَأُوصِي بِنِصْفِهِ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا " قَالَ: فَأُوصِي بِثُلُثِهِ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ " (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم، وعبد الله بن جعفر: هو ابن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة المدني، وإسماعيل بن محمد: هو ابن سعد بن أبي وقاص. وأخرجه أبو يعلى (801) عن أبي خيثمة، عن عبد الرحمن بن مهدي وأبي سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (726) ، والدارقطني 1/356، والبيهقي 2/177 - 178 من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، به. وأخرجه ابن سعد 1/148، والدورقي (22) ، وعبد بن حميد (144) ، والدارمي (1345) ، ومسلم (582) ، والبزار (1100) ، والنسائي في "المجتبى" 3/61، وفي "الكبرى" (8239) ، وأبو عوانة 2/237، والطحاوي 1/267، والشاشي (109) ، وأبو أحمد الحاكم في "شعار أصحاب الحديث" ص 115، والبيهقي 2/177 - 178 من طرق عن عبد الله بن جعفر، به. وأخرجه الشافعي 1/98، ومن طريقه الخطيب في "الموضح" 1/365 عن إبراهيم بن محمد، والشاشي (110) من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن إسماعيل بن محمد، به. وسيأتي برقم (1564) و (1619) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وهمام: هو= الحديث: 1485 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 1486 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي غَلابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ وقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: " كَثِيرٌ - يَعْنِي - وَالثُّلُثُ " (1) 1487 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ الْمَعْنَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِلمُؤْمِنِ، إِنِ أصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ رَبَّهُ وَشَكَرَ، وَإِنِ أصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ حَمِدَ رَبَّهُ وَصَبَرَ، الْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ " (2)   = ابن يحيى العوذي. وأخرجه الدارمي (3195) عن أبي الوليد الطيالسي، والنسائي 6/244 من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1482) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو غلاب: هو يونس بن جبير، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وهو من شيوخ الإمام أحمد. (2) إسناده حسن. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وقد اضطرب عليه فيه، انظر "العلل" للدارقطني 4/351-353. وأخرجه الدورقي (70) ، والبزار (3116- كشف الأستار) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 4/353 من طريق إبراهيم بن خالد، عن سفيان الثوري، به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1067) ، والشاشي (130) و (131) من= الحديث: 1486 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 1488 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ يَكْرَهُ أَنْ يَمُوتَ بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللهُ سَعْدَ ابْنَ عَفْرَاءَ، يَرْحَمُ اللهُ سَعْدَ ابْنَ عَفْرَاءَ " وَلَمْ يَكُنْ لَهُ إِلا ابْنَةٌ وَاحِدَةٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَالنِّصْفُ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَالثُّلُثُ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ فِي أَيْدِيهِمْ، وَإِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يَرْفَعَكَ فَيَنْتَفِعَ بِكَ نَاسٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ " (1)   = طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه الشاشي (129) من طريق بدر بن عثمان، عن العيزار بن حريث، به. وسيأتي برقم (1492) و (1531) و (1575) . وأخرجه البزار (3115) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن أبيه. قال البزار: لا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي إسحاق إلا عبد الواحد بن زياد، وإنما يُعرف عن أبي إسحاق عن العيزار، عن عمر بن سعد، عن أبيه. وله شاهدان يتقوى بهما مِن حديث أنس وصهيب، وسيأتيان في "المسند" 5/24، و6/16، وانظر ما تقدم برقم (1480) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف 0 وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/93-94 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (7) ، والنسائي 6/242، وأبو يعلى (803) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به.= الحديث: 1488 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 1489 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: " الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ كَمَا فُعِلَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 1490 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثٍ، وَأَنَا أَهَابُكَ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْهُ، فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ يَا ابْنَ أَخِي، إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ عِنْدِي عِلْمًا فَسَلْنِي عَنْهُ وَلا تَهَبْنِي. قَالَ: فَقُلْتُ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ حِينَ خَلَّفَهُ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ سَعْدٌ: خَلَّفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا بِالْمَدِينَةِ، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُخَلِّفُنِي فِي الْخَالِفَةِ فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ " قَالَ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَأَدْبَرَ عَلِيٌّ مُسْرِعًا، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى غُبَارِ قَدَمَيْهِ يَسْطَعُ، وَقَدْ قَالَ حَمَّادٌ: فَرَجَعَ عَلِيٌّ مُسْرِعًا (2)   = وأخرجه عبد الرزاق (16358) ، وابن سعد 3/145، والبخاري (2742) و (5354) ، ومسلم (1628) (5) ، والنسائي 6/242، والبيهقي 7/467، و9/18، والبغوي (1458) من طرق عن سفيان الثوري، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1482) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (1451) . (2) حديث صحيح، صححه الدارقطني فى "العلل" 4/374، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-، لكنه توبع، وقد روي الحديث من طرق عن سعد وهي في "المسند" بالأرقام (1463) و (1505) و (1583) و (1600) و (1608) .= الحديث: 1489 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 1491 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذُكِرَ الطَّاعُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " رِجْزٌ أُصِيبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا كَانَ بِهَا وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا " (1)   = وأخرجه ابن سعد 3/24 عن عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (102) ، والشاشي (148) من طريق موسى بن إسماعيل المنقري، عن حماد بن سلمة، به. بالمرفوع منه فقط. وأخرجه كذلك النسائي في "الخصائص" (50) من طريق حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد، عن أبيه ... فذكره، قال سعيد: فأحببت أن أشافه بذلك سعداْ، فأتيته فقلت: ما حديث حدثني به عنك عامر؟ فأدخل أصبعيه في أذنيه وقال: سمعته- من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإلا فاستكتا. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكببر" 1/115، والترمذي (3731) ، والبزار (1066) و (1068) ، والنسائي في "الكبرى" (8139) و (8140) ، وفي "الخصائص" (45) و (46) و (47) و (48) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/192، والشاشي (147) ، والطبراني في "الكبير" (333) ، و"الصغير" (824) ، والخطيب في "تاريخه" 4/204 و9/365 من طرق عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص. قال الترمذي: حسن صحيح. وزادوا فيه: "إلا أنه لا نبي بعدي". وأخرجه مسلم (2404) (30) ، والبزار (1065) ، وأبو يعلى (739) و (755) من طريق محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد، عن أبيه. ثم ذكر نحو ما في حديث حماد بن زيد. وأخرجه كذلك النسائي في "الخصائص" (49) من طريق محمد بن المنكدر، به. إلا أنه قال فيه مكان "عامر بن سعد": إبراهيم بن سعد. وسيأتي الحديث برقم (1509) و (1532) و (1547) . (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن سعد فإنه لم يرو عنه= الحديث: 1491 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 1492 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَجِبْتُ لِلمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللهَ وَشَكَرَ، وَإِنِ أصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ حَمِدَ اللهَ وَصَبَرَ، فَالْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ أَمْرِهِ، حَتَّى يُؤْجَرَ فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ " (1) 1493 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ الرَّجُلُ يَكُونُ حَامِيَةَ الْقَوْمِ، أَيَكُونُ سَهْمُهُ وَسَهْمُ غَيْرِهِ سَوَاءً؟ قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ أُمِّ سَعْدٍ، وَهَلْ تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ " (2)   = غير عكرمة بن خالد- وهو ابن العاص المخزومي- وأورده البخاري 8/275 وابن أبي حاتم 9/153 فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يترجم له الحافظ في "تعجيل المنفعة" مع أنه من شرطه! وسيأتي الحديث من غير طريق يحيى بن سعد عن سعد برقم (1554) و (1577) و (1615) . وأخرجه الدورقي (83) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (204) ، وأبو يعلى (800) ، والطبراني في "الكبير" (330) من طرق عن سليم بن حيان، به. وسيأتي برقم (1508) و (1527) . (1) إسناده حسن. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20310) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (139) ، والبغوي (1540) . وانظر ما تقدم برقم (1487) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، مكحول- وهو الشامي- لم يسمع من سعد. لكن أخرج البخاري (2896) ، والنسائي 6/45 من طريق مصعب بن سعد قال: رأى سعد- وعند النسائي: مصعب بن سعد عن أبيه: أنه ظن أن له فضلاً على مَن دونه،= الحديث: 1492 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 1494 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ فَقَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَالْأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ رَقِيقَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَاكَ، وَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ ذَاكَ، قَالَ: فَمَا تَزَالُ الْبَلايَا بِالرَّجُلِ حَتَّى يَمْشِيَ فِي الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " (1)   = فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هل تُنصرون إلا بضعفائكم". زاد النسائي: بدعوتهم وصلاتهم لإخلاصِهم. وفي الباب عن أبي الدرداء سيأتي في "المسند" 5/198. قال الحافظ في "الفتح" 6/89: قال ابن بطال: تأويلُ الحديثِ أن الضعفاء أشدُّ إخلاصاً في الدعاء، وأكثرُ خشوعاً في العبادة لِخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا. وقال المهلبُ: أراد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك حض سعد على التواضع ونَفْي الزُّهُوعلى غيره، وتركِ احتقار المسلم في كل حالة. ثم أورد الحافظ حديث "المسند" وجمع بينه وبين حديث البخاري وقال: فالمرادُ بالفضل إرادة الزيادة من الغنيمة، فأعلمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن سهامَ المقاتلة سواء، فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته، فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه. وحامية القوم: هو الرجل يحمي أصحابه، ويقال للجماعة أيضاً: حامية. (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة. وأخرجه الطيالسي (215) ، ومن طريقه الدورقي (42) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/368، والبيهقي في "السنن" 3/372، وفي "شعب الإِيمان" (9775) عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (69) من طريق عمرو، عن شعبة، به. وانظر (1481) . الحديث: 1494 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 1495 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ: " جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ (1) . 1496 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى جُهَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمِ أَنْ يَكْسِبَ فِي الْيَوْمِ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " يُسَبِّحُ مِائَةَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه الطيالسي (220) ، والشاشي (142) و (145) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 3/141، وابن أبي شيبة 12/87 و14/390، والدورقي (97) ، والبخاري (3725) و (4057) ، ومسلم (2412) ، وابن ماجه (130) ، والترمذي (2830) و (3754) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/695، وابن أبي عاصم (1406) ، والبزار (1067) ، والنسائي في "الكبرى" (8216) ، وفي "اليوم والليلة" (195) و (196) ، وأبو يعلى (795) ، والشاشي (141) و (143) و (144) ، وابن جميع في "معجم الشيوخ" ص 64، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/320 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه بنحوه البخاري (4055) ، والبزار (1080) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (197) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/650، والبيهقي في "الدلائل" 2/139 من طريق هاشم بن هاشم، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص قال: نثَل لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كنانتَه يومَ أحد فقال: "ارم فداك أبي وأمي". وسيأتي الحديث برقم (1562) ، وانظر ما تقدم في مسند علي برقمَ (709) . الحديث: 1495 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ (1) ، وَتُمْحَى عَنْهُ أَلْفُ سَيِّئَةٍ " (2) 1497 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا - وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَأَبَا بَكْرَةَ - تَسَوَّرَ حِصْنَ الطَّائِفِ فِي نَاسٍ فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالا: سَمِعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " مَنِ ادَّعَى إِلَى أَبٍ غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ " (3)   (1) قوله: "ألف حسنة"، سقط من عامة أصولنا الخطية ومن "جامع المسانيد" 2/ورقة 96، وأثبتناه من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر ومن مصادر التخريج. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله الجهني- وهو موسى بنُ عبد الله الكوفي، ويقال له: أبو سلمة أيضا- فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (152) ، والشاشي (66) ، والطبراني في "الدعاء" (1702) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/294، والحميدي (80) ، وعبد بن حميد (134) ، ومسلم (2698) ، وأبو يعلى (829) ، والطبراني (1703) و (1704) و (1705) و (1706) ، وأبو نعيم ف ي"معرفة الصحابة" (537) ، و"أخبار أصبهان" 1/83، والبغوي (1266) من طرق عن موسى الجهني، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسيأتي برقم (1563) و (1612) و (1613) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ. واخرجه الطبراني في "الدعاء" (2139) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4326، (4327) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه عبد بن حميد (135) ، والدارمي (2530) و (2860) ، وأبو عوانة 1/29،= الحديث: 1497 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 1498 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: " لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقَ الْحُبْلَةِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا يُخَالِطُهُ شَيْءٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يُعَزِّرُونِي عَلَى الْإِسْلامِ، لَقَدْ خَسِرْتُ إِذَنْ وَضَلَّ سَعْيِي " (1)   = ومسلمة بن القاسم في زياداته على كتاب "الأوائل" في "مصنف ابن أبي شيبة" 14/146-147 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه عبد الرزاق (16310) و (16313) ، وابن أبي شيبة 8/725، ومسلم (63) (115) ، وأبو داود (5113) ، وابن ماجه (2610) ، والطبراني (2135) و (2136) و (2137) و (2138) و (2140) من طرق عن عاصم الأحول، به. وأخرجه الطيالسي (199) عن ثابت أبي زيد وسلام بن سليم، والشاشي (157) و (158) من طريق الحسن بن صالح، ثلاثتهم عن عاصم، به عن سعد وحده. وانظر ما تقدم برقم (1454) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي. وأخرجه الطيالسي (212) ، والبخاري (5412) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه وكيع في "الزهد" (123) ، والحميدي (78) ، وهناد في "الزهد" (771) ، والدارمي (2415) ، والبخاري (3728) ، ومسلم (2966) ، وأبو يعلى (732) ، وابن حبان (6989) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه الترمذي في "السنن" (2365) ، و"الشمائل" (135) ، ومن طريقه البغوي (3923) من طريق بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به. وسيأتي برقم (1566) و (1618) . الحبْلة: ثمرة فصيلة القَطانيات- كالفول والعدس والفاصوليا وغيرها- تشبه اللُّوبيا، تكون ذات فلقتين وبضع بزرات، وهي تتفتح عندما تنضج. = الحديث: 1498 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 1499 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ " (1) 1500 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا سَعْدُ، قُمْ فَأَذِّنْ بِمِنًى إِنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَلا صَوْمَ فِيهَا " (2) 1501 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ:   = وقوله: "يعَزروني"، قال البغوي في "شرح السنة" 14/126 وقد رواه بلفظ: "تعزرني": أي تؤدبني، ومنه التعزير وهو التأديب على الريبة، والمعنى: تعلمني الصلاةَ وتعيِّرُني بأني لا أحسِنها. وقيل: تعزرني، أي: توقفني عليه، والتعزير في كلام العرب التوقيف على الفرائض والأحكام. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل، وابن مالك: هو سعد رضي الله عنه. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16314) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2134) . وأخرجه أبو عوانة 1/28-29 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به. وانظر (1497) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد، وقد تقدم برقم (1456) . الحديث: 1499 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 قَالَ سَعْدٌ فِيَّ سَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثُّلُثَ: أَتَانِي يَعُودُنِي، قَالَ: فَقَالَ لِي: " أَوْصَيْتَ؟ ". قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، جَعَلْتُ مَالِي كُلَّهُ فِي الْفُقَرَاءِ، وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ، قَالَ: " لَا تَفْعَلْ ". قُلْتُ: إِنَّ وَرَثَتِي أَغْنِيَاءُ. قُلْتُ: الثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: " لَا ". قُلْتُ: فَالشَّطْرَ. قَالَ: " لَا ". قُلْتُ: الثُّلُثَ. قَالَ: " الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ " (1) 1502 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا هَامَةَ، وَلا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ إِنْ يَكُ، فَفِي الْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ، وَالدَّارِ " (2)   (1) إسناده حسن، ورواية زائدة- وهو ابن قدامة- عن عطاء بن السائب قديمة قبل أن يختلِطَ. الحسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي، وأبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب. وأخرجه الطيالسي (194) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (332) ، والدورقي (113) ، والترمذي (975) ، ومحمد بن نصر في "السنة" (257) و (258) و (259) و (260) ، والنسائي 6/243، وأبو يعلي (746) و (779) من طرق عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1440) . (2) إسناده جيد، حضرمي بن لاحق روى عنه غيرُ واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: لا بأسَ به، وأخرج له هو وأبو داود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سويد بن عمرو، فمن رجال مسلم. أبان: هو ابن يزيد العطار، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه أبو داود (3921) عن موسى بن إسماعيل، وأبو يعلى (766) عن هُدبة بن خالد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/314، و"شرح مشكل الآثار" 4/72-73 من طريق حبان، ثلاثتهم عن أبان العطار، بهذا الإسناد. وحديثُ حبان عند الطحاوي= الحديث: 1502 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 1503 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، وحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَالضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ عَامَ حَجَّ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَهُمَا يَذْكُرَانِ التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، فَقَالَ الضَّحَّاكُ: لَا يَصْنَعُ ذَلِكَ إِِلَّا مَنْ جَهِلَ أَمْرَ اللهِ، فَقَالَ سَعْدٌ: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أَخِي. فَقَالَ الضَّحَّاكُ: فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ سَعْدٌ: " قَدْ   = في "المشكل" مختصر جدا بقوله: "لا هامة" فقط، وزاد هدبة في آخر حديثه: وكان يقول: "إذا كان الطاعون بأرض فلا تهبطوا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم بها، فلا تفروا منه"، وستأتي هذه الزيادة في "المسند" برقم (1615) . وأخرجه البزار (1082) ، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" ص 11، والطحاوي في "معاني الآثار" 4/313، والبيهقي 8/140 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. ورواية الطبري مختصرة. وانظر ما سيأتي برقم (1554) . قوله: "لا هامة"، قال السندي: بتخفيف الميم، وجُؤز تشديدها: طائر كانوا يتشاءمون به. والطيرة: التشاؤم. وقوله: "إن يك ففي المرأة ... "، قال الخطابي في "معالم السنن" 4/236: معناه إبطال مذهبهم في الطيَرة بالسوانح والبَوارحِ من الطير والظباء ونحوها، إلا أنه يقول: إن كانت لأحدِكم دار يَكرَه سكناها، أو امرأة يكره صحبتَها، أو فرس لا يعجِبه ارتباطه فليفارِقْها، بِانْ يَنتَقِلَ عن الدار ويبيعَ الفرس، وكأن محل هذا الكلام محل استثناء الشيء من غير جنسه، وسبيله سبيل الخروج من كلام إلى غيره، وقد قيل: إن شؤم الدار ضِيقُها وسوءُ جارها، وشؤم الفرس أن لا يغزَى عليها، وشؤم المرأة أن لا تَلِدَ. الحديث: 1503 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 صَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَنَعْنَاهَا مَعَهُ " (1) 1504 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ:   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، فقد أخرج له الترمذي والنسائي، ولم يرو عنه غير عمر بن عبد العزيز والزهري، وذكره ابن حبان في "الثقات". والحديث في "موطأ مالك" 1/344. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/373-374، وأبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (326) ، والدورقي (124) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/125، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 1/363، والترمذي (823) ، والنسائي 5/152، وأبو يعلى (805) ، والشاشي (165) و (166) ، وابن حبان (3939) ، والبيهقي 5/16-17. قال الترمذي: حديث صحيح. وأخرجه بنحوه الدارمي (1814) ، والبزار (1232) من طريق محمد بن إسحاق، والبخاري في "تاريخه" 1/125 من طريق عقَيل بن خالد، وأبو يعلى (827) ، وابن حبان (3923) من طريق يونس بن يزيد، ثلاثتهم عن الزهري، به. وأخرج مسلم (1225) من طريق سليمان التيمي، عن غنيم بن قيس قال: سألت سعد بن أبي وقاص عن المتعة، فقال: فعلناها وهذا يومئذٍ كافر بالعُرُش، يعني بيوت مكة (يقصد معاوية بن أبي سفيان) . ومن هذه الطريق سيأتي برقم (1568) . قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 8/360: قول سعد:"صنعها رسولُ الله جَمعَ، وصنعناها معه" ليس فيه دليل على أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمتعَ، لأن عائشة وجابراً يقولان: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفرد الحجَّ، ويقول أنس وابن عباس وجماعة: قَرَنَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال أنس: سمعته يُلبي بعمرة وحجة معاً، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"دَخَلَتِ العمرةُ في الحج إلى يوم القيامة". ويحتمل قولُه: "صنعها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" بمعنى: أذِنَ فيها وأباحَهاَ، واذا أمَرَ الرئيسُ بالشيء جاز أن يُضاف فعله إليه، كما يقال: رَجَم رسولُ الله وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الزنى، وقَطَع في السرقة، ونحو هذا، ومن هذا المعنى قولُ الله عز وجل: (ونادى فرعونُ في قومِهِ) أي: أمَرَ فَنُودِي، والله أعلم. الحديث: 1504 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 قَالَ سَعْدٌ - وَقَالَ مَرَّةً: سَمِعْتُ سَعْدًا - يَقُولُ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ مَنِ ادَّعَى أَبًا غَيْرَ أَبِيهِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ ". قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 1505 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ " (2) 1506 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلية، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن ملّ. وأخرجه الدورقي (114) ، وأبو عوانة 1/29-30 من طريق ابن عُلية، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (1553) ، وانظر (1497) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وإبراهيم بن سعد: هو ابن أبي وقاص. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/60، والبخاري (3706) ، ومسلم (2404) (32) ، وابن ماجه (115) ، والنسائي في "الكبرى" (8142) ، و"الخصائص" (52) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (205) ، والدورقي (75) و (76) ، وأبو يعلى (718) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/194 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه مطولاً الدورقي (80) ، وابن أبي عاصم (1331) و (1332) ، والشاشي (134) ، وأبو يعلي (809) من طريق محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم بن سعد، به. وذكر فيه قصة، وانظر ما تقدم برقم (1490) . الحديث: 1505 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (1) قَالَ حَجَّاجٌ (2) : سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ جُبَيْرٍ 1507 - حَدَّثَنَاه حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لأنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وأحرجه مسلم (2258) ، وابن ماجه (3760) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (202) ، وأبو يعلى (797) و (817) ، والشاشي (120) و (121) من طرق عن شعبة، به. وسيأتي برقم (1535) و (1569) . قال النووي في "شرح مسلم" 14/15: قال أهل اللغة والغريب: "يَرِيه" بفتح الياء وكسر الراء، من الوَرْي: وهو داء يُفسد الجوفَ، ومعناه: قيحاً يأكل جوفه ويفسده..، ثم قال: واستدل بعضُ العلماء بهذا الحديث على كراهة الشعر مطلقاً، قليله وكثيره، وإن كان لا فحْشَ فيه، وقال العلماء كافةً: هو مباح ما لم يكن فيه فحش ونحوه، قالوا: وهو كلام حَسَنُه حسنٌ، وقبيحُه قبيحٌ، وهذا هو الصواب، فقد سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشعرَ واستنشَدَه، وأمرَ به حسانَ في هجاء المشركين، وأنشده أصحابُه بحضرته في الأسفار وغيرها، وأنشده الخلفاء وأئمة الصحابة وفضلاء السلف، ولم ينكره أحد منهم على إطلاقه، وإنما أنكروا المذمومَ منه وهو الفُحش ونحوه. (2) يعني. عن شعبة، عن قتادة. (3) إسناده حسن، وانظر ما قبله. حسن: هو ابن موسى الأشيب. الحديث: 1507 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 1508 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الطَّاعُونِ: " إِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا كُنْتُمْ بِهَا فَلا تَفِرُّوا مِنْهُ " (1) قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي هِشَامٌ أَبُو بَكْرٍ: أَنَّهُ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ 1509 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، إِنَّكَ إِنْسَانٌ فِيكَ حِدَّةٌ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ، فقَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَدِيثُ عَلِيٍّ، قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى " قَالَ: رَضِيتُ. رَضِيتُ. ثُمَّ قَالَ: بَلَى بَلَى. (2) 1510 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن سعد- وهو يحيى- وقد تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (1491) . وأخرجه أبو يعلى (690) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (203) عن شعبة، به. وأخرجه الدورقي (82) ، والشاشي (114) من طريق همام، وأبو يعلى (691) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة به. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان. وأخرجه الطيالسي (213) ، والدورقي (101) ، والبزار (1075) ، والنسائي في "الخصائص" (51) ، وأبو يعلى (709) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1843، وأبو نعيم في "الحلية" 7/195 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1490) . الحديث: 1508 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 سَمُرَةَ، وَبَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَوْنٍ، قَالَ بَهْزٌ: قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: شَكَاكَ النَّاسُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي الصَّلاةِ. قَالَ: " أَمَّا أَنَا فَأَمُدُّ مِنَ الأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ مِنَ الأُخْرَيَيْنِ، وَلا آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ - أَوْ ظَنِّي بِكَ (1) 1511 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الرُّقَيْمِ الْكِنَانِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ زَمَنَ الْجَمَلِ فَلَقِيَنَا سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ بِهَا، فَقَالَ: "   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو عون: هو محمد بن عبيد الله بن سعيد الثقفي الأعور. وأخرجه البزار (1063) ، وأبو يعلى (742) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (4) عن بهز بن أسد وحد"، به. وأخرجه الطيالسي (216) ، والدورقي (3) و (5) ، والبخاري (770) ، ومسلم (453) (159) ، وأبو داود (803) ، والنسائي 2/174، وأبو يعلى (692) و (741) ، وأبو عوانة 2/150، والبغوي في "الجعديات" (612) ، والشاشي (60) و (61) ، وابن حبان (1937) و (2140) ، والبيهقي 2/65 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (453) (160) ، وأبو عوانة 2/150 من طريق مسعر، عن أبي عون، به. وسيأتي برقم (1518) و (1548) و (1557) . أحذف: أي أخفف وأترك الإطالة فيهما. وآلو: أقصر وأفرط. الحديث: 1511 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ الشَّارِعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، وَتَرْكِ بَابِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (1) 1512 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، وَأَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ " (2) 1513 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْعِشَاءِ " (3)   (1) إسناده ضعيف لجهالة عبد الله بن الرقَيم، وعبد الله بن شريك مختلف فيه وكان من أصحاب المختار. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وفطر: هو ابن خليفة. وللحافظ ابن حجر كلام طويل في هذا الحديث، انظر "القول المسدد" ص 5-6 و17-23. وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/363 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأعله بعبد الله بن شريك وابن الرقيم. وأخرجه النسائي في "الخصائص" (41) من طريق أسباط بن محمد، عن فطر، به. (2) صحيح لغيره، وقد تقدم الكلام عليه برقم (1476) . ليث: هو ابن سعد. وأخرجه الدارمي (3488) ، وعبد بن حميد (151) ، وأبو داود (1469) ، والطحاوي في"مشكل الآثار" 2/127-128 و128، وابن حبان (120) ، والحاكم 1/569 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. (3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، ابن شهاب لم يدرك= الحديث: 1512 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 1514 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: " أَرَادَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ أَنْ يَتَبَتَّلَ، فَنَهَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَلَوِ أجَازَ ذَلِكَ لَهُ لاخْتَصَيْنَا (1) 1515 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّطَبِ بِالتَّمْرِ، فَقَالَ: " أَلَيْسَ يَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذَا يَبِسَ " قَالُوا: بَلَى. فَكَرِهَهُ (2)   = سعد بن أبي وقاص. عُقيل: هو ابن خالد. وله شاهد عن جابر بن عبد الله عند البخاري (1801) ، ومسلم 3/1528 (184) ، وسيأتي في "المسند" 3/302. والطروق- بالضم- قال أهل اللغة: المجيئ بالليل من سفر أومن غيره على غفلة، ويقال لكل آتٍ بالليل: طارق، ولا يقال بالنهار إلى مجازاً، وسمي الآتي بالليل طارقاً، لأنه يَحتاج غالباً إلى دَق الباب. وانظر"شرح مسلم" 13/71-72، وفتح الباري" 9/340. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1402) (8) من طريق حُجين بن المثنى، والبيهقي 7/79 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2167) ، والبخاري (5074) ، والبزار إ (1069) ، وابن الجارود (674) ، والشاشي (152) ، وابن حبان (4027) ، والبيهقي 7/79 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وسيأتي برقم (1525) و (1588) . والتبتل: هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح انقطاعاً إلى عبادة الله. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عياش- وهو زيد بن عياش= الحديث: 1514 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المدني- فمن رجال أصحاب السنن، روى عنه عبد الله بن يزيد، وعمران بن أنس السلمي، ووثقه الدارقطني وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح له هو وابن خزيمة والحاكم. وهو في "الموطا" 2/624. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 2/159، وفي "الرسالة" (907) ، والطيالسي (214) ، وعبد الرزاق (14185) ، وابن أبي شيبة 6/182 و14/204، وأبو داود (3359) ، وابن ماجه (2264) ، والترمذي (1225) ، والنسائي 7/268، وأبو يعلى (712) و (713) ، وابن الجارود (657) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/6، والشاشي (161) و (162) و (163) ، وابن حبان (4997) ، والدارقطني في "سننه" 3/49، والحاكم 2/38، والبيهقي 5/294، والبغوي (2068) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي وانظر ما قاله الحاكم في"المستدرك" 2/38- 39. وأخرجه أبو داود (3360) ، والطحاوي 4/6، والدارقطني 3/49، والحاكم 2/38-39، والبيهقي 5/294 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. ولفظه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع الرطب بالتمر نسيئةً. قال الدارقطني: وخالفه (يعني يحيى بن أبي كثير) مالك وإسماعيل بن أمية والضحاك بن عثمان وأسامة بن زيد، رووه عن عبد الله بن يزيد ولم يقولوا فيه: نسيئة، واجتماعُ هؤلاء الأربعة على خلاف ما رواه يحيى، يَدُل على ضبطهم للحديث، وفيهم إمام حافظ وهو مالك بن إنس. وأخرجه الطحاوي 4/6 من طريق عمران بن أبي أنس: أن مولى لبني مخزوم حدثه أنه سال سعد بن إبي وقاص عن الرجل يُسلِفُ الرجل الرطبَ بالتمر إلى أجل، فقال سعد: نهانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن هذا. وأخرج حديث عِمران بن أبي أنس هذا دون ذكر الأجل الحاكم 2/43، وعنه البيهقي 5/295. وانظر تعليق ابن التركماني على هذا الحديث في "الجوهر النقي". وسميأتي الحديث برقم (1544) و (1552) . قال البغوي في "شرح السنة" 8/79: هذا الحديث أصل في أنه لا يجوز بيعُ شيء من المطعوم بجنسه، وأحدهما رطب، والآخرُ يابس، مثل بيع الرطب بالتمر، وبيع العنب= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 1516 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَرَرْنَا عَلَى مَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ، فَدَخَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَنَاجَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ طَوِيلًا، قَالَ: " سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ثَلاثًا: سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا " (1) 1517 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ يَحْيَى قَالَ (2) : حَدَّثَنِي رَجُلٌ - كُنْتُ أُسَمِّيهِ فَنَسِيتُ اسْمَهُ - عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَى أَبِي   = بالزبيب، واللحم الرطب بالقديد، وهذا قولُ أكثر أهل العلم، وإليه ذهب مالك والشافعي وأحمد وأبو يوسف ومحمد بن الحسن، وجوزه أبو حنيفة وحدَه. وانظر "شرح معاني الآثار" للطحاوي 4/6-7. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عثمان بن حكيم- وهو ابن عباد بن حُنيف- فمن رجال مسلم. يعلى: هو ابن عبيدٍ الطنافسي. وأخرجه البزار (1125) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/526، والبغوي (4014) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. ورواية البزار مختصرة. وأخرجه الدورقي (39) ، ومسلم (2890) (21) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/68، وأبو يعلي (734) من طرق عن عثمان بن حكيم، به. وسيأتي برقم (1574) . قوله: "أن لا يُهلك أمتي بالسنَة"، قال البغوي في "شرح السنة" 14/216: السنَة: القَحطُ والجَدْب، وإنما جَرَت الدعوةُ بأن لا تعمهم السنة كافةً (قلنا: وكذا الغَرَق) ، فيهلكوا عن آخرهم، فأما أن يجدِب قوم ويخصب آخرون، فإنه خارجَ عما جَرَتْ به الدعوة. (2) يعني أبا حيان التيمي شيخ يحيى بن سعيد القطان ويعلى بن عبيد في هذا الحديث، كما سيأتي لاحقاً في السند نفسه. الحديث: 1516 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 سَعْدٍ، قَالَ (1) : وحَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ مُجَمِّعٍ، قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ إِلَى أَبِيهِ حَاجَةٌ، فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِهِ كَلامًا مِمَّا يُحَدِّثُ النَّاسُ يُوصِلُونَ لَمْ يَكُنْ يَسْمَعُهُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا بُنَيَّ قَدْ فَرَغْتَ مِنْ كَلامِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَا كُنْتَ مِنْ حَاجَتِكَ أَبْعَدَ، وَلا كُنْتُ فِيكَ أَزْهَدَ مِنِّي مُنْذُ سَمِعْتُ كَلامَكَ هَذَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَكُونُ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرَ مِنَ الأَرْضِ " (2)   (1) القائل هنا هو يعلى بن عبيد كما هو واضح في مصادر التخريج، فإن يعلى هو الذي سماه عن أبي حيان ولم يسمَه يحيى القطان. (2) حسن لغيره، وفي الإسناد الأول ضعف لجهالة الرجل الذي نسي اسمه أبوحيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، والسند الثاني ضعيف لانقطاعه، مجمع لم يدرك سعداً ولا أحداً من الصحابة، وهو مجمع بن سمعان التيمي الحائك أبوحمزة الكوفي الزاهد، روى عنه السفيانان وأبو حيان التيمي وقال: أوثق أعمالي في نفسي حُبي مجمِّعاً التيمي، ذكره البخاري في "تاريخه" 7/409-410، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/295-296 ونقل عن يحيى بن معين توثيقه، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/497 - 498، وقد فات الحافظَ ابن حجر أن يترجم له في "تعجيل المنفعة" مع أنه على شرطه، وظن الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أن مجمَعاً هذا هو ابن يحيى بن يزيد بن جارية، وكذا سماه الشيخ ناصر الألباني في "صحيحته" (420) فأخطأ. وأخرجه الدورقي (71) ، والشاشي (127) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (292) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (2081- كشف الأستار) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وسيأتي برقم (1597) من طريق زيد بن أسلم عن سعد، وفيه انقطاع. وأخرجه هنادُ بنُ السري في"الزهد" (1154) عن محمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي، عن مصعب بن سعد قال: جاء ابن لسعدِ بن مالك في حاجته ... ثم ذكر نحوه. وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين، فإن كان أبو حيان سمعه من مصعب بن سعد= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 1518 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي. قَالَ: فَسَأَلَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: " إِنِّي أُصَلِّي بِهِمْ صَلاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ ". قَالَ: ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ (1)   = فالإسناد صحيح، لكن أورد الدارقطني في "العلل" 4/354 الإسنادين جميعا عن أبي حيان وقال: الأول أصوب، يعني: عن مجمع التيمي. وله شاهد من حديثِ عبد الله بن عمرو بن العاص سيأتي في "المسند" 2/165، وسنده جيد. يُوصلون، قال السندي: أي يوصلونه إلى ذِكْر الحاجة. وقوله: "يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر"، قال المناوي في "فيض القدير" 4/131: أي: يتخذون ألسنتهم ذريعة إلى مأكلهم كما تأخذ البقرُ ألسنتَها، ووجه الشبه بينهما، لأنهم لا يهتدون من المأكل كما أن البقرة لا تتمكن من الاحتشاش إلا بلسانها، والآخَر أنهم لا يُميزون بين الحق والباطل، والحلال والحرام، كما لا تميز البقرة في رَعْيها بين رطب ويابس، وحُلْو ومُر، بل تلفُّ الكل. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (3707) . وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 2/754 عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (217) ، وعبد الرزاق (3706) ، وابن أبي شيبة 2/402-403، وا لدورقي (1) ، وا لبخا ري (755) و (758) ، ومسلم (453) (158) و (160) ، والبزار (1062) و (1063) و (1064) ، والنسائي 2/174، وأبو يعلى (693) ، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/11، وابن خزيمة (508) ، وأبو عوانة 2/149-150 و150، والطبراني (308) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/361-362، والبيهقي 2/65، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 1/145 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. وانظر (1510) .= الحديث: 1518 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 1519 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قِتَالُ المسلم كُفْرٌ وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ، وَلا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ " (1) 1520 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا: رَجُلًا سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ وَنَقَّرَ عَنْهُ حَتَّى أُنْزِلَ فِي ذَلِكَ   = قوله: "أركد في الأوليين"، أي: أسكُن وأطيل القيامَ في الركعتين الأوليين. (1) إسناده حسن، والحديث صحيح. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20224) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (138) ، والنسائي 7/121، والطبراني (324) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6622) ، وعلقه البخاري في "تاريخه" 1/89 من طريق عبد الرزاق. ورواية النسائي دون ذكر الهجران. وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (1537) و (1589) من طريق أبي إسحاق، عن محمد بن سعد، عن أبيه. قال البخاري في "تاريخه" 1/89: وهذا أصح. وفي الباب عن ابن مسعود متفق عليه وسيأتي في "المسند" 1/385، وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (3940) وإسناده حسن، ولفظ حديثهما: "سبابُ المسلم فسوق، وقتاله كفر". وفي الباب أيضاً في قصة الهجران عن أنس عند أحمد في "المسند" 3/110، وهو متفق عليه، وعن هشام بن عامر الأنصاري فيه أيضاً 4/20، وعن أبي أيوب الأنصاري عند البخاري (6077) ، ومسلم (2560) وهو في "المسند" 5/416، وعن عبد الله بن عمر عند مسلم (2561) ، وعن أبي هريرة عند أبي داود (4912) ، وعن عائشة عند أبي داود (4913) . الحديث: 1519 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 الشَّيْءِ تَحْرِيمٌ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ " (1) 1521 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، أَوْ غَيْرِهِ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ يُهِنْ قُرَيْشًا يُهِنْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2358) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الخطيب البغدادي في "الفقيه والمتفقه" 2/9 من طريق سلام بن أبي مطيع، عن معمر، به. وأخرجه الشافعي 1/19، والدورقي (13) ، والبخاري (7289) ، ومسلم (2358) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/212، والشاشي (96) ، وابن حبان (110) ، والبغوي (144) من طرق عن الزهري، به. قال البغوي رحمه الله: المسألةُ وجهان: أحدهما: ما كان على وجه التبينِ والتعلم فيما يُحتاج إليه من أمر الدين، فهو جائز مأمور به، قال الله تعالى: (فاسألوا أهلَ الذِّكْرِ إنْ كنتُمْ لا تعلمونَ) ] النحل: 43 [، وقال الله تعالى: (فاسألِ الذينَ يقرؤونَ الكتابَ من قَبْلِك) [يونس: 94] ، وقد سألَت الصحابةُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسائلَ، فأنزل الله سبحانه وتعالى بيانَها في كتابه، كما قال الله عز وجل: (يسألونك عن الأهلةِ) [البقرة: 189] ، (يسألونكَ عن المحيضِ) [البقرة: 222] ، (يسألونَك عن الأنفالِ) [الأنفال: 1] . والوجه الآخر: ما كان على وجه التكلُّف، فهو مكروه، فسكوت صاحب الشرع عن الجواب في مثل هذا زجرٌ ورَدع للسائل، فإذا وقع الجوابُ، كان عقويةً وتغليظاً. والمرادُ من الحديث هذا النوعُ من السؤال، وقد شدد بنو إسرائيل على أنفسهم بالسؤال عن وَصْف البقرة، مع وقوع الغنْية عنه بالبيان المتقدم، فشدْدَ الله عليهم. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن سعد، فمن رجال النسائي، وهو صدوق. = الحديث: 1521 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 1522 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَعْطَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجَالًا، وَلَمْ يُعْطِ رَجُلًا مِنْهُمْ شَيْئًا، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَعْطَيْتَ فُلانًا وَفُلانًا وَلَمْ تُعْطِ فُلانًا شَيْئًا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْ مُسْلِمٌ " حَتَّى أَعَادَهَا سَعْدٌ ثَلاثًا، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَوْ مُسْلِمٌ " ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لأعْطِي رِجَالًا، وَأَدَعُ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ فَلا أُعْطِيهِ شَيْئًا، مَخَافَةَ أَنْ يُكَبُّوا فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ " (1)   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19905) ، ومن طريقه أخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/746، ولم يقل فيه "أو غيره"، ووقع في المطبوع من "الكامل" مكان "عمر بن سعد": عامر بن سعد، وهو من خطأ الطبع، وانظر (1473) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (4685) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (69) ، وعبد بن حميد (140) ، ومسلم 2/733، والبزار (1087) ، وابن حبان (163) ، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (560) و (561) ، وابن منده في "الإيمان" (161) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1494) و (1495) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 3/119 من طريق عبد الرزاق، به. وأخرجه الحميدي (68) ، وأبو داود (4683) و (4685) ، والنسائي 8/103-104 و104، وأبو يعلى (778) ، والطبري في "تفسيره" 14/26، وفي "تهذيب الآثار" مسند ابن عباس ص 680، وأبو نعيم في "الحلية" 6/191، وابن منده (161) من طريق معمر، به. وأخرجه البخاري (27) و (1478) ، ومسلم (150) و2/732 و733، وأبو يعلى (714) ، والشاشي (89) ، وابن منده (162) من طرق عن الزهري، به. وبعض هؤلاء= الحديث: 1522 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 1523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا " (1)   = يزيد في الحديث على بعض. وسيأتي برقم (1579) . وأخرجه البخاري (1478) ، ومسلم (150) و2/733 من طريق صالح بن كيسان، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن أبيه محمد بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص. قوله: "أو مسلم"، قال السندي: بسكون الواو، كأنه أرشده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أن لا يجزم بالإيمان، لأن محله القلب، فلا يظهر، وإنما الذي يجزمُ به هو الإسلام لظهوره، فقال: "أو مسلم"، أي: قل: أو مسلم، على الترديد، أو المعنى: أو قل: مسلم، بطريق الجزم بالإسلام، والسكوت عن الإيمان بناء على أن كلمة "أو" إما للترديد، أو بمعنى "بل"، وعلى الوجهين يرد أنه لا وجه لإعادة سعدٍ القولَ بالجزم بالإيمان، لأنه يتضمن الإعراض عن إرشاده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلعله لاشتغال قلبه بالأمر الذي كان فيه ما تَنَبه للإرشاد، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 1/80-81. وقوله: "أن يكبوا"، قال السندي: على بناء المفعول من كَب، أو بناء الفاعل من أكَب، فان أكب لازم، وكبَّ متعد، على خلاف المشهور في باب التعدية واللزوم، أي: مخافة وقوع أولئك الذين أعطيتُهم في النار، إن لم أعطهم، لقِلةِ صبرهم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8390) . ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (141) ، ومسلم (2238) ، وأبو داود (5262) ، والبزار (1086) ، وابن حبان (5635) ، والبيهقي 5/211. وأخرجه الدورقي (15) ، وأبو يعلى (832) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، بهذا الإسناد. الوَزَغ: جمع وَزَغَة، وهي التي يقال لها: سام أبرصَ، سميت بها لِخفتها وسرعة حركتها، وهو من الحشرات المؤذيات، ولذا أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله، وحث عليه. وأما تسميته فويسقا، فقال النووي في "شرح مسلم" 14/237: نظيره الفواسق الخمس التي تُقتل في الحِل والحرم، وأصل الفِسق: الخروج، وهذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحشرات ونحوها بزيادة الضرر والأذى. الحديث: 1523 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 1524 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَمَرِضْتُ مَرَضًا أَشْفَيْتُ عَلَى الْمَوْتِ، فَعَادَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلا ابْنَةٌ لِي، أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: بِشَطْرِ مَالِي؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَثُلُثُ مَالِي؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، إِنَّكَ يَا سَعْدُ أَنْ تَدَعَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، إِنَّكَ يَا سَعْدُ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ قَالَ: " إِنَّكَ لَنْ تَتَخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ، إِلا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً، وَلَعَلَّكَ تُخَلَّفُ حَتَّى يَنْفَعَ اللهُ بِكَ أَقْوَامًا، وَيَضُرَّ بِكَ آخَرِينَ، اللهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ " رَثَى لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مَاتَ بِمَكَّةَ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (16357) . ومن طريقه أخرجه عبدُ بن حميد (133) ، ومس لم (1628، (5) ، ومحمد بن نصر في "السنة" (249) ، وابن حبان (7261) . وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/763، والشافعي في "السنن المأثورة" (537) ، والطيالسي (195) و (196) و (197) ، والدارمي (3196) ، والبخاري في "صحيحه" (56) و (3936) و (5668) و (6373) ، و"الأدب المفرد" (752) ، ومسلم (1628) (5) ، والدورقي (8) و (9) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (218) ، ومحمد بن نصر (248) ، وأبو يعلى (834) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 3/255-256،= الحديث: 1524 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 109 1525 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: " لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ التَّبَتُّلَ وَلَوْ أحَلَّهُ لَاخْتَصَيْنَا " (1)   = والشاشي (85) و (87) و (88) ، وابن حبان (6026) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (533) ، والبيهقي 6/268، والبغوي (1459) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1482) . أشفيتُ: قاربتُ. وقوله: "رثى له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان مات بمكة"، قال النووي في "شرح مسلم" 11/76-77: قال العلماء: هذا من كلام الراوي وليس هو من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل انتهى كلامُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "لكن البائس سعد بن خولة"، فقال الراوي تفسيراً لمعنى هذا الكلام: إنه يرثيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويتوجعُ له، ويرق عليه لكونه مات بمكة. واختلفوا في قائل هذا الكلام من هو؟ فقيل: هو سعد بن أبي وقاص، وقد جاء مفسراً في بعض الروايات، قال القاضي: وأكثر ما جاء أنه من كلام الزهري، قال: واختلفوا في قصة سعد بن خولة، فقيل: لم يهاجر من مكة حتى مات بها، قاله عيسى بن دينار وغيره، وذكر البخاري: أنه هاجر وشهد بدراً ثم انصرف إلى مكة ومات بها، وقال ابن هشام: إنه هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وشهد بدراً وغيرها، وتوفي بمكة في حجة الوداع سنة عشر، وقيل: توفي بها سنة سبع في الهُدْنة، خرج مختاراً من المدينة، فعلى هذا وعلى قول عيسى بن دينار، سببُ بؤسه: سقوط هجرته لرجوعه مختاراً وموته بها، وعلى قول الآخرين، سببُ بؤسه: موته بمكة على أي حال كان، وإن لم يكن باختياره لمَا فاته من الأجر والثواب الكامل بالموت في دار هجرته، والغُربة عن وطنه إلى هجرة الله تعالى. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (10375) و (12591) . وعثمان الذي ذُكِر في الحديث: هو عثمان بن مظعون. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (1083) . وقال: حسن صحيح. = الحديث: 1525 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 1526 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِِلَّا وَصَفَ الدَّجَّالَ لِأُمَّتِهِ، وَلأصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي: إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (1) 1527 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ الطَّاعُونَ، ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّهُ رِجْزٌ   = وأخرجه ابن أبي شيبة 4/126، ومسلم (1402) ، والنسائي 6/58 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (1514) . (1) صحيح لِغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري تعليقا ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، إلا أنه مدلس وقد عنعن. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 15/128، والدورقي (16) ، والبزار (1108) ، وأبو يعلى (725) ، والشاشي (103) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (538) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. زاد البزار بين محمد بن إسحاق وبين داود بن عامر: يزيد بن أبي حبيب، وهو ثقة من رجال الشيخين. وسياتي الحديث مكرراً برقم (1578) . وفي الباب عن عبد الله بن عمر سياتي في "المسند" 2/27، وعن جابر بن عبد الله فيه أيضا 3/292، وعن أنس بن مالك 3/103. قوله: "إنه أعور وإن الله ليس بأعور"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/96: إنما اقتصر على ذلك مع أن أدلة الحدوث في الدجال ظاهرة، لكون العَوَر أثراً محسوساً يُدركه العالمُ والعامّي ومن لا يهتدي إلى الأدلة العقلية، فاذا ادعى الربوبيةَ وهو ناقص الخلقة، والإله يتعالى عن النقص، علم أنه كاذب. الحديث: 1526 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 أُصِيبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإذا كَانَ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا كُنْتُمْ بِأَرْضٍ وَهُوَ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا " (1) 1528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ: أَنَّ سَعْدًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ أكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ حِينَ يُصْبِحُ، لَمْ يَضُرَّهُ يَوْمَهُ ذَلِكَ شَيْءٌ حَتَّى يُمْسِيَ " قَالَ فُلَيْحٌ: وَأَظُنُّهُ قَدْ قَالَ: " وَإِنِ أكَلَهَا حِينَ يُمْسِي لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يُصْبِحَ ". قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَامِرُ، انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَامِرٌ: وَاللهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى سَعْدٍ، وَمَا كَذَبَ سَعْدٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) 1529 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَهُ ابْنُهُ عَامِرٌ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَفِي الْفِتْنَةِ تَأْمُرُنِي أَنْ أَكُونَ رَأْسًا؟ لَا وَاللهِ حَتَّى أُعْطَى سَيْفًا، إِنْ ضَرَبْتُ بِهِ مُؤْمِنًا نَبَا عَنْهُ، وَإِنْ ضَرَبْتُ بِهِ كَافِرًا قَتَلَهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ التَّقِيَّ " (3)   (1) حديث صحيح، وهو مكرر (1491) . (2) حديث صحيح، وهو مكرر (1442) . (3) حديث صحيح، والإسناد فيه قلب، فالذي روى القصة هو عامر بن سعد، والذي جاء إلى سعد رضي اللُه عنه يأمره أن يكونَ رأساً هو عمر بن سعد، وقد تقدم على الصواب من غير هذا الطريقِ برقم (1441) . المطلب: هو ابن عبد اللُه بن المطلب بن= الحديث: 1528 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 1530 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ شِمَالِهِ يَوْمَ أُحُدٍ رَجُلَيْنِ، عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ لَمْ أَرَهُمَا قَبْلُ وَلا بَعْدُ " (1) 1531 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَجِبْتُ لِلمُسْلِمِ إِذَا أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللهَ وَشَكَرَ، وَإِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ احْتَسَبَ وَصَبَرَ، الْمُسْلِمُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيهِ " (2)   = حنطب، تابعي ثقة، وكثير بن زيد الأسلمي مختلف فيه، وحديثه حسن في المتابعات. وأخرجه الدورقي (73) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد. وفيه: أنه جاءه ابنه، ولم يسمه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/94 عن محمد بن أحمد بن الحسين، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن أبي عامر العقدي، عن كثير بن زيد، عن عبد المطلب بن عبد الله، عن عمر بن سعد، عن أبيه أنه قال لي: يا بني ... فذكره. قوله "نبا عنه"، أي: تجافى عنه ولم يقتله. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ومسعر: هو ابن كِدام، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/89، والدورقي (77) ، والبخاري (5826) ، ومسلم (2306) (46) ، وابن أبي عاصم (1410) ، وابن حبان (6987) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/171-172، والبيهقي في "الدلائل" 3/255 من طرق عن مسعر، بهذا الإسناد. وانظر (1471) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمر بن سعد، فمن رجال النسائي، وهو صدوق. = الحديث: 1530 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 1532 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُسَيِّبِ، حَدَّثَنِي ابْنٌ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ (1) ، حَدِيثًا عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعْدٍ فَقُلْتُ: حَدِيثًا حُدِّثْتُهُ (2) عَنْكَ، حِينَ اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَغَضِبَ، فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهِ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَهُ أَنَّ ابْنَهُ حَدَّثَنِيهِ فَيَغْضَبَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، اسْتَخْلَفَ عَلِيًّا عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَخْرُجَ وَجْهًا إِلا وَأَنَا مَعَكَ، فَقَالَ: " أَوَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي " (3)   = وأخرجه البزار (3116- كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (211) ، وعبد بن حميد (43) ، والشاشي (132) ، والبيهقي في "الشعب" (9950) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زيادات نعيم" (115) عن شعبة، به. ولم يذكر فيه سعد بن أبي وقاص. وانظر (1487) . (1) في (م) و (س) و (ص) : لسعد بن مالك. (2) في (م) : حدثنيه، وهو خطأ. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن زيد بن جدعان، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له مسلم مقروناً، وهو ضعيف، وقد تابعه في هذا الإسناد قتادة، وهو من رجالهما، والحديث في"مصنف عبد الرزاق" (9745) و (20390) . ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1342) ، والبزار (1074) . وأخرجه بنحوه الدورقي (100) ، وابنُ أبي عاصم (1343) ، والبزار (1076) ، والنسائي في "الكبرى" (8138) ، وفي "الخصائص" (44) من طريق حرب بن شداد،= الحديث: 1532 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 1533 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَيٍّ يَمْشِي: " إِنَّهُ فِي الْجَنَّةِ " إِلا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلامٍ (1) • 1534 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا، وَنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: كَانَ رَجُلانِ أَخَوَانِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَفْضَلَ مِنَ الآخَرِ، فَتُوُفِّيَ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُهُمَا، ثُمَّ عُمِّرَ الْآخَرُ بَعْدَهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ، فَذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلُ الْأَوَّلِ عَلَى الْآخَرِ، فَقَالَ: " أَلَمْ يَكُنْ يُصَلِّي؟ " فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ فَكَانَ لَا بَأْسَ بِهِ. فَقَالَ: " مَا يُدْرِيكُمْ مَاذَا بَلَغَتْ بِهِ صَلاتُهُ؟ " ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: " إِنَّمَا مَثَلُ الصَّلَاة كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ بِبَابِ رَجُلٍ، غَمْرٍ عَذْبٍ يَقْتَحِمُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَاذا تُرَوْنَ يُبْقِي ذَلِكَ مِنْ دَرَنِهِ؟ " (2)   = عن قتادة وحده، بهذا الإسناد. وانظر (1490) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (1453) . (2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخرمة بن بكير، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه الدورقي (40) ، وابن خزيمة (310) ، والحاكم 1/200، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/221 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. = الحديث: 1533 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 1535 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا وَدَمًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (1) 1536 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَبَلَغَنَا أَنَّ الطَّاعُونَ وَقَعَ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ؟ فَقِيلَ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: وَكَانَ غَائِبًا. فَلَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، يُحَدِّثُ سَعْدًا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَقَعَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا " قَالَ: قُلْتُ: أأَنْتَ سَمِعْتَ أُسَامَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ (2) 1537 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ،   = وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/174 بلاغاً عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، به. وانظر كلام ابن عبد البر على هذا الحديث في "التمهيد" 24/219-230. النهر الغمْر: الكثير الماء، والدرَن: الوسخ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمي. وأخرجه الدورقي (81) ، وأبو يعلى (816) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (1506) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديثُ من مسند أسامةَ بن زيد، وسيأتي تخريجُه إن شاء الله في مسنده 5/206. وتقدم عن سعد مِن غير هذا اَلطريق برقم (1491) . الحديث: 1535 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قِتَالُ الْمُسْلِمِ كُفْرٌ وَسِبَابُهُ فِسْقٌ " (1) 1538 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ شَفَانِي اللهُ الْيَوْمَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَهَبْ لِي هَذَا السَّيْفُ. قَالَ: " إِنَّ هَذَا السَّيْفَ لَيْسَ لَكَ وَلا لِي ضَعْهُ " قَالَ: فَوَضَعْتُهُ. ثُمَّ رَجَعْتُ، قُلْتُ: عَسَى أَنْ يُعْطَى هَذَا السَّيْفُ الْيَوْمَ مَنْ لَمْ يُبْلِ بَلائِي، قَالَ: إِذَا رَجُلٌ يَدْعُونِي مِنْ وَرَائِي قَالَ: قُلْتُ: قَدِ أنْزِلَ فِيَّ شَيْءٌ؟ قَالَ: " كُنْتَ سَأَلْتَنِي السَّيْفَ، وَلَيْسَ هُوَ لِي، وَإِنَّهُ قَدْ وُهِبَ لِي، فَهُوَ لَكَ " قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ علي بن بحر، فقد علق له البخاري، وروى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة. زكريا: هو ابن أبي زائدة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (429) ، وفي "التاريخ الكبير" 1/88-89 من طريق يحيى بنِ زكريا، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3941) من طريق شريك بن عبد الله، والطبراني في "الكبير" (325) من طريق روح بن مسافر، كلاهما عن أبي إسحاق، به. تنبيه: عزا المزي في "تحفة الأشراف" 3/314، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 245، هذا الحديث إلى النسائي في المحاربة من طريق أبي همام الدلال، عن أبي إسحاق، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، ولم نقع عليه بهذا الإسناد في الموضع المشار إليه في المطبوع من "المجتبى" و"السنن الكبرى"، وهو عنده من طريق معمر عن أبي إسحاق، عن عمر بن سعد، عن أبيه، وقد تقدم تخريجه برقم (1519) . الحديث: 1538 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1] (1) ° • 1539 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُتَعَالِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ جَاءَتْهُ جُهَيْنَةُ، فَقَالُوا: إِنَّكَ قَدْ نَزَلْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَأَوْثِقْ لَنَا حَتَّى نَأْتِيَكَ وَتُؤْمِنَّا، فَأَوْثَقَ لَهُمْ فَأَسْلَمُوا، قَالَ: فَبَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَبٍ، وَلا نَكُونُ مِائَةً، وَأَمَرَنَا أَنْ نُغِيرَ عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ إِلَى جَنْبِ جُهَيْنَةَ، فَأَغَرْنَا عَلَيْهِمْ وَكَانُوا كَثِيرًا، فَلَجَأْنَا إِلَى جُهَيْنَةَ فَمَنَعُونَا، وَقَالُوا: لِمَ تُقَاتِلُونَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَقُلْنَا: إِنَّمَا نُقَاتِلُ مَنِ أخْرَجَنَا مِنَ الْبَلَدِ الْحَرَامِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: مَا تَرَوْنَ؟ فَقَالَ بَعْضُنَا: نَأْتِي نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُخْبِرُهُ، وَقَالَ قَوْمٌ: لَا بَلْ نُقِيمُ هَاهُنَا، وَقُلْتُ أَنَا فِي أُنَاسٍ مَعِي: لَا   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عاصم بن أبي النجود، فمن رجال أصحاب السنن وحديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو حسن الحديث. أبو بكر: هو ابن عياش. وأخرجه أبو داود (2740) ، والترمذي (3079) ، والنسائي في "الكبرى" (11196) ، وأبو يعلى (735) ، والطبري 9/173، وأبو نعيم في "الحلية" 8/312، والحاكم 2/132، والبيهقي 6/291 من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبري 9/173 من طريق أبي الأحوص، عن عاصم، به. وانظر ما سيأتي برقم (1567) . الحديث: 1539 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 118 بَلْ نَأْتِي عِيرَ قُرَيْشٍ فَنَقْتَطِعُهَا، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْعِيرِ وَكَانَ الْفَيْءُ إِذْ ذَاكَ: مَنِ أخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْعِيرِ وَانْطَلَقَ أَصْحَابُنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَقَامَ غَضْبَانَ (1) مُحْمَرَّ الْوَجْهِ فَقَالَ: " أَذَهَبْتُمْ مِنْ عِنْدِي جَمِيعًا وَجِئْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمِ الْفُرْقَةُ، لأبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلًا لَيْسَ بِخَيْرِكُمْ، أَصْبَرُكُمْ عَلَى الْجُوعِ وَالْعَطَشِ " فَبَعَثَ عَلَيْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَحْشٍ الْأَسَدِيَّ فَكَانَ أَوَّلَ أَمِيرٍ أُمِّرَ فِي الْإِسْلامِ (2) 1540 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر و (ح) و (س) و (ق) و (ص) : "غضبانا" مصروفا، والمثبت من (ظ11) و (ب) وهو الجادة، لأن مؤنثه غضبى، ويُخرج ما في (م) وبقية النسخ على لغة بني أسد، فإنهم يصرفون كل صفة على "فعلان"، لأنهم يؤنِّثونه بالتاء، ويستغنون به بفَعْلانة عن فَعْلَى، فيقولون: سكرانة وغضبانة وعطشانة. انظر "شرح الأشموني على ألفية ابن مالك" 3/175. (2) إسناده ضعيف، المجالد- وهو ابن سعيد- ضعيف، وزياد بن عِلاقة ثم يسمع من سعد. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/123 و351-352، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/15 من طريق حماد بن أسامة، والدورقي (131) ، والبيهقي 3/14 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، والبزار (1757- كشف الأستار) من طريق أحمد بن بشير، ثلاثتهم عن مجالد بن سعيد، بهذا الإسناد والحديث عند ابن أبي شيبة في الموضع الأول والبزار مختصر بقصة: أن أول أمير عُقِد له في الإسلام عبد الله بن جحش. الحديث: 1540 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 لَكُمْ " قَالَ: فَقَالَ: جَابِرٌ لَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى يُفْتَتَحَ الرُّومُ (1) 1541 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُ اللهُ لَكُمْ، وَتَغْزُونَ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، وَتَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ لَكُمْ، وَتَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُ اللهُ لَكُمْ " (2) 1542 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّ أَصْحَابَ الْمَزَارِعِ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانُوا يُكْرُونَ مَزَارِعَهُمْ بِمَا يَكُونُ عَلَى السَّوَاقِي مِنَ الزُّرُوعِ، وَمَا سَعِدَ بِالْمَاءِ مِمَّا حَوْلَ الْبِئْرِ (3) ، فَجَاءُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاخْتَصَمُوا فِي بَعْضِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه نافع بن عتبة، فمن رجال مسلم وحده. حسين: هو ابن علي الجُعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعبد الصمد؟ هو ابن عبد الوارث. وهذا الحديث والذي بعده ليسا من مسند سعد، وإنما هما من مسند نافع بن عتبة. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/146-147، وعنه ابن ماجه (4091) ، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثاني" (642) عن حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده، وسيأتي تمام تخريجه في مسند نافع بن عتبة من "المسند" 4/337. (2) إسناده صحيح كسابقه. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/81 - 82 عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. (3) في (م) و (ب) و (س) و (ص) : النبت، وهو يًحريف، والمثبت من (ظ11) و (ق) = الحديث: 1541 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 ذَلِكَ، فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُكْرُوا بِذَلِكَ، وَقَالَ: " أَكْرُوا بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ " (1) 1543 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ (2) إِسْحَاقَ، وَيَعْقُوُبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدْ قَالَ يَعْقُوبُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ: عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا تَنَخَّمَ   = وحاشية (س) و (ص) ومصادر التخريج. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، قال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال الدارقطني: ضعيف، ومحمد بن عكرمة لم يرو عنه سوى إبراهيم بن سعد والد يعقوب، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين. وأخرجه النسائي 7/41، وأبو يعلى (811) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/195 و195-196، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/111، وفي "مشكل الآثار" 3/286، والبيهقي 6/133 من طرق عن إبراهيم بن سعد، به. وسيأتي برقم (1582) . وفي الباب عن رافع بن خديج عند البخاري (2346) ، وسيأتي في "المسند" 3/463. قوله: "ما سَعِد بالماء"، أي: ما جاءه الماء جريا من غير ساقية. وأكْروا: أجروا. وقولهْ "على السواقي"، قال السندي: أي: بما ينبت على أطراف الجدول. وفي "بذل المجهود في حل أبي داود" 15/56: هذ. الصورة من المزارعة بأن يكري الأرضَ بما على الجداول والسواقي لا تجوز عند أحد من الأئمة، والكِراء على الذهب والفضة المسمى جائز عند جمهور العلماء. وانظر "فتح الباري" 5/25-26. (2) تحرف في (م) إلى: أبي. الحديث: 1543 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيُغَيِّبْ نُخَامَتَهُ، أَنْ تُصِيبَ جِلْدَ مُؤْمِنٍ أَوْ ثَوْبَهُ فَتُؤْذِيَهُ " (1) 1544 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَيَّاشٍ (2) ، قَالَ: سُئِلَ سَعْدٌ عَنِ الْبَيْضَاءِ بِالسُّلْتِ، فَكَرِهَهُ وَقَالَ: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَنِ الرُّطَبِ بِالتَّمْرِ، فَقَالَ: " يَنْقُصُ إِذَا يَبِسَ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: "فَلا إِذَاً" (3) 1545 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْظَمُ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا   (1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي. وأخرجه البزار (1127) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (808) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/367، والدورقي (29) ، وأبو يعلى (824) ، وابن خزيمة (1311) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11179) من طرق عن ابن إسحاق، به. (2) في (م) و (ق) و (ص) : زيد بن أبي عياش، وهو خطأ. (3) إسناده قوي، وقد تقدم الكلام عليه برقم (1515) . وأخرجه الدورقي (111) ، وأبو يعلى (825) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. البيضاء: الحنطة. والسُّلْت- بضم السين وسكون اللام-: ضرب من الشعير أبيض لا قشْر له. الحديث: 1544 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 مَنْ سَأَلَ عَنْ أمْرٍ لَمْ يُحَرَّمْ، فَحُرِّمَ عَلَى النَّاسِ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ " (1) 1546 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرِضْتُ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ مَرَضًا شَدِيدًا، أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي مَالًا كَثِيرًا، وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلا ابْنَتِي، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَتَصَدَّقُ بِمَالِي كُلِّهِ؟ - قَالَ: " لَا ". قَالَ: فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَالشَّطْرُ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: الثُّلُثُ؟ قَالَ: " الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَتْرُكَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إِلا أُجِرْتَ فِيهَا حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِكَ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أُخَلَّفُ عَنْ هِجْرَتِي، قَالَ: " إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ بَعْدِي، فَتَعْمَلَ عَمَلًا تُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ، إِلا ازْدَدْتَ بِهِ رِفْعَةً وَدَرَجَةً، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ ابْنُ خَوْلَةَ " يَرْثِي لَهُ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الحميدي (67) ، ومسلم (2358) (133) ، وأبو داود (4610) ، والبزار (1084) ، وابن الجارود (882) ، والشاشي (97) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1520) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (536) ، والحميدي (66) ، وابن سعد= الحديث: 1546 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 1547 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى - قِيلَ لِسُفْيَانَ - غَيْرَ أَنْ (1) لَا نَبِيَّ بَعْدِي " قَالَ: قَالَ: نَعَمْ (2) 1548 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، سَمِعَهُ مِنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي. قَالَ آلْأَعَارِيبُ: " وَاللهِ مَا آلُو بِهِمْ عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ ". فَسَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: كَذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ (3)   = 3/144، وابن أبي شيبة 11/199، والبخاري (6733) ، ومسلم (1628) (5) ، وأبو داود (2864) ، والترمذي (2116) ، وابن ماجه (2708) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (302) ، و"الآحاد والمثاني" (217) ، والبزار (1085) ، ومحمد بن نصر في"السنة" (250) ، والنسائي 6/241- 242، وأبو يعلى (747) ، وابن الجارود (947) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/379، و"مشكل الآثار" 3/255، والشاشي (84) ، وابن حبان (4249) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/376 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1524) . (1) في (ح) و (س) و (ص) : أنه. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن خدعان، لكنه توبع. وأخرجه الحميدي (71) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1490) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك: هو ابن عمير. وأخرجه الحميدي (72) ، وأبو يعلى (743) ، وابن خزيمة (508) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1510) . الحديث: 1547 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 1549 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ " (1) 1550 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ: نَشَدْتُكُمُ اللهَ الَّذِي تَقُومُ بِهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - وَقَالَ مَرَّةً: الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ - أَعَلِمْتُمِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّا لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (2) 1551 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَلاءِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ قِرْوَاشٍ، عَنْ سَعْدٍ - قِيلَ لِسُفْيَانَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ يَحْتَدِرُهُ - يَعْنِي - رَجُلًا مِنْ بَجِيلَةَ " (3)   (1) صحيح لغيره، وقد تقدم الكلام عليه برقم (1476) . عمرو: هو ابن دينار المكي. وأخرجه الحميدي (76) ، وابن أبي شيبة 10/464، والدارمي (1490) ، وأبو داود (1470) ، وأبو يعلى (748) ، والحاكم 1/569، والبيهقي 10/230 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. زاد بعضهم فيه عن سفيان أنه قال: أي يستغني به. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد تقدم الحديث برقم (172) عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، بزيادة عمرو بن دينار، وكلاهما صحيح. (3) إسناده ضعيف، بكر بن قرواش لم يرو عنه سوى أبي الطفيل، قال علي بن= الحديث: 1549 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 1552 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، قَالَ: سُئِلَ سَعْدٌ عَنْ بَيْعِ سُلْتٍ بِشَعِيرٍ - أَوْ شَيْءٍ مِنْ هَذَا - فَقَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَمْرٍ بِرُطَبٍ. فَقَالَ: " تَنْقُصُ الرَّطْبَةُ إِذَا يَبِسَتْ؟ " قَالُوا:   = المديني: لم أسمع بذكره إلا في هذا الحديث، وقال البخاري: فيه نظر، وقال الذهبي في "الميزان" 1/347: لا يُعرف، والحديثُ منكر (يعني هذا الحديث) ، وتساهل العجلي وابن حبان فوثقاه، والعلاء بن أبي العباس وثقه يحيى بن معين كما في "الجرح والتعديل" 6/356، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/265 وقال: روى عن أبي الطفيل إن كان سمع منه، فهذه إشارة إلى وجود علة أخرى في إسناد هذا الحديث، وهي الانقطاع بين العلاء وبين أبي الطفيل عامر بن وائلة، وفات الحافظ أن يترجم له في "التعجيل" مع أنه من شرطه. وأخرجه الحميدي (74) ، وابن أبي شيبة 15/322-323، وابن أبي عاصم في "السنة" (920) ، والبزار (1854- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (753) و (784) ، وابن عدي في "الكامل" 2/462، والحاكم 4/521 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. سقط من المطبوع من "المستدرك" للحاكم سفيان بن عيينة، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبي بقوله: ما أبعده من الصحة وأنكره. قلنا: والحديث في "المسند" مختصر، وهو عند الحميدي وغيره أوضح وأبين، ولفظ أبي يعلى عن سعد بن أبي وقاص أنه سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذَكر- يعني ذا الثدَية- الذي وجد مع أهلِ النهروان، فقال: "شيطان رَدهة، يَحدُرُه رجل من بجيلة يقال له: الأشهب، أو ابن الأشهب، علامة في قوم ظَلَمة". قال سفيان: فقال عمار الدهْني حين حَدث: جاء به رجل منا، من بَجيلة، فقال. أراه فلان من دُهْن، يقال له: الأشهب، أو ابن الأشهب. قوله: "شيطان الردهة"، قال الزمخشري في "الفائق" 2/274: هو الحية، والردهة: مستنقع في الجبل، وجمعها رِداه. ويحتدره- بالدال المهملة-: أي يسقطه، كما في"اللسان" (رده) ، وتصحفت في (م) و (س) وحاشية السندي إلى: يحتذره بالذال المعجمة، وشرحها السندي بقوله: أي يحذره ويخافه، وهو خطأ. الحديث: 1552 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 نَعَمْ. قَالَ: " فَلا إِذَاً" (1) 1553 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: سَمِعَتِ أذُنَايَ وَوَعَى قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ " قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَى قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) 1554 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الحَضْرَمِيِّ بْنِ لاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الطِّيَرَةِ، فَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أُحَدِّثَهُ مَنْ حَدَّثَنِي،   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي عياش- واسمه زيد بن عياش- فمن رجال أصحاب السنن، وتقدمت ترجمته عندَ الحديث رقم (1515) . سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن يزيد: هو المخزومي المدني مولى الأسود بن سفيان. وأخرجه الحميدي (75) عن سفيانَ بنِ عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (14186) ، والنسائي 7/269 من طريق سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أمية، به. وانقلب الإسناد في المطبوع من "مصنف عبد الرزاق" هكذا: زيد مولى عياش (كذا) عن عبد الله بن يزيد عن سعد، وهو خطأ. وانظر ما تقدم برقم (1515) . (2) إسناده صحح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن عُلَية، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل. والحديث مكرر (1504) . الحديث: 1553 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَ، إِنْ تَكُنِ الطِّيَرَةُ فِي شَيْءٍ فَفِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلا تَهْبِطُوا وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَفِرُّوا مِنْهُ " (1) 1555 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَالْأَمْثَلُ، حَتَّى يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ، ذَاكَ فَإِنْ كَانَ صُلْبَ الدِّينِ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَاكَ - وَقَالَ مَرَّةً: أَشَدُّ بَلاءً - وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ ذَاكَ - وَقَالَ مَرَّةً: عَلَى حَسَبِ دِينِهِ - قَالَ: فَمَا تَبْرَحُ الْبَلايَا   (1) إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحضرمي بن لاحق، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو صدوق. وأخرجه الدورقي (95) عن إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (153) ، والطحاوي 4/305، والخطيب في "الموضح" 1/228 من طرق عن هشام الدستوائى، به. ورواية الطحاوي بقصة الطاعون فقط. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" ص 10-11 من طريق إسماعيل بن عُلية، به. لكنه مختصر بلفظ: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة"0 وأخرجه كذلك مختصراً دون قصة الطاعون: ابن أبي عاصم في "السنة" (266) و (267) ، وأبو يعلى (898) ، والطبري ص 10، وابن حبان (6127) من طرق عن هشام الدستوائي، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه بطوله الشاشي (154) من طريق يزيد بن هارون، عن هشام الدستوائي، به، إلا أنه لم يذكر فيه الحضرمي بن لاحق، وقد خالف يزيد بن هارون فيه عن هشام جماعة، فذكروا فيه الحضرمي، وهو الصواب، وانظر "العلل" للدارقطني 4/370. وقد تقدم الحديث برقم (1502) ، وسيأتي برقم (1615) ، وانظر (1491) . الحديث: 1555 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 عَنِ الْعَبْدِ، حَتَّى يَمْشِيَ فِي الْأَرْضِ - يَعْنِي - وَمَا إِنْ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ " (1) قَالَ أَبِي: وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ 1556 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ قُتِلَ أَخِي عُمَيْرٌ، وَقَتَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ، وَأَخَذْتُ سَيْفَهُ، وَكَانَ يُسَمَّى ذَا الْكَتِيفَةِ، فَأَتَيْتُ بِهِ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اذْهَبْ فَاطْرَحْهُ فِي الْقَبَضِ " قَالَ: فَرَجَعْتُ وَبِي مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلا اللهُ مِنْ قَتْلِ أَخِي، وَأَخْذِ سَلَبِي، قَالَ: فَمَا جَاوَزْتُ إِلا يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْفَالِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ فَخُذْ سَيْفَكَ " (2)   (1) إسناده حسن، عاصم بن بهدلة- وهو ابنُ أبي النجود- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسى (215) ، ومن طريقه الدورقي (42) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/368، والبيهقي في "السنن" 3/372-373، وفي "الشعب" (9775) عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/209-210 عن عبد الوهاب الثقفي، والحاكم 1/41 من طريق سَلْم بن قتيبة، كلاهما عن هشام، به. وانظر (1481) . (2) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن فيه انقطاعاً، محمد بن عبيد الله الثقفي لم يُدرك سعداً، وقد تقدم معنى هذا الحديث برقم (1538) بإسناد حسن. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 155 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. = الحديث: 1556 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 1557 - حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعْدًا إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا: لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي. فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لَهُ، فَقَالَ: " أَمَّا صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ كُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ أَرْكُدُ فِي الْأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ " فَقَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ (1)   = وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2689) ، وأبو عبيد في "الأموال" (756) ، وابن أبي شيبة 12/370، وابن زنجويه في "الأموال، (1126) ، والطبري 9/173 عن أبي معاوية، به. ووقع في "سنن سعيد" مكان عمير: عتبة، ويغلب على ظننا أنه تحريف من النساخ. وقوله: "قتلت سعيدَ بنَ العاص"، كذا في الخبر، وقال أبوعبيد وابن زنجويه في أثناء الخبر: وقال غيره: العاص بن سعيد، قالا: هذا عندنا هو المحفوظ، قَتل العاص. ثم قال أبو عبيد: وقال أهل العلم بالمغازي: قاتل العاص علي بن أبي طالب. قال الأستاذ محمود محمد شاكر- حفظه الله- مصوباً في طبعته من "تفسير الطبري" 13/374: فالذي جاء في الخبر هنا"سعيد بن العاص"، وَهَم، فإن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي متأخر، قُبضَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله تسع سنين، وهو لم يُشرك قط، وقُتل أبوه العاص بن سعيد بوم بدرٍ كَافراً، أما جده سعيد بن العاص بن أمية، فمات قبل بدرٍ مشركاً، ويكون الصواب كما قال ابن حجر في "الإِصابة" 3/36 في ترجمة "عمير بن أبي وقاص": العاص بن سعيد بن العاص، ويكون الاختلاف إذن في الذي قَتَله: أهو علي بن أبي طالب، أم سعد بن أبي وقاص؟ القَبَض، قال أبو عبيد: الذي تُجمع عنده الغنائم، وقال ابن الأثير في "النهاية" 4/6: هو بمعنى المقبوض، وهو ما جمِع من الغنيمة قبل أن تقْسَم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (73) ، والدورقي (2) ، ومسلم (453) (158) ، وابن حبان (1859) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/189 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا= الحديث: 1557 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 1558 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نُبَيْهٍ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِدَهْمٍ - أَوْ بِسُوءٍ - أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (1) 1559 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي " (2)   = الإسناد. وذكر بعضهم فيه قصة. وانظر (1510) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عبد الله القَراظ: اسمه دينار. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4267) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع منه "عمر بن نبيه" إلى: عمر بن بثينة. وأخرجه الدورقي (121) ، ومسلم (1387) (494) ، والبغوي (2014) من طرق عن عمر بن نبيه، به. وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 1/238 تعليقاً. وسيأتي برقم (1593) من طريق أسامة بن زيد، عن أبي عبد الله القراظ، عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة. بأطول مما هنا. وسيأتي أيضاً بنحوه برقم (1606) من طريق عامر بن سعد، عن أبيه. وأخرجه بنحوه البخاري (1877) من طريق جُعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، عن أبيها. قوله: "بدَهْم"، أي: بغائلةٍ وأمرٍ عظيم، من دهَمَهم الأمرُ، إذا فجَأهم. (2) إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، ثم هومنقطع، ابن لبيبة هذا لم يدرك سعداً. أسامة بن زيد: هو الليثي. = الحديث: 1558 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 1560 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ أَخْبَرَهُ، فَذَكَرَهُ (1) 1561 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلامًا أَقُولُهُ. قَالَ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ خَمْسًا " قَالَ: هَؤُلاءِ لِرَبِّي فَمَا لِي؟ قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَارْزُقْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي " (2)   = وأخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/845، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1218) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. والحديث عند الحربي مختصر بلفظ: "خير الذكر الخفي". وانظر (1477) . (1) إسناده ضعيف كسابقه. محمد بن عمرو بن عثمان: هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي، المعروف بالديباج لحُسْنه. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ موسى الجهني- وهو ابن عبد الله- فمن رجال مسلم. وأخرجه البزار (1161) ، وأبو يعلى (768) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/266-267، وعبد بن حميد (136) ، ومسلم (2696) ، وأبو يعلى (796) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 38، والبغوي (1278) من طرق عن موسى بن عبد الله الجهني، به. وسيأتي برقم (1611) . الحديث: 1560 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 1562 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: " جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ " (1) 1563 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُوسَى يَعْنِي الْجُهَنِيَّ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمِ أنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: " يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ تُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ " (2) قَالَ أَبِي: وقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ أَيْضًا: " أَوْ يُحَطُّ " وَيَعْلَى أَيْضًا: " أَوْ يُحَطُّ " 1564 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد شيخ المصنف: هو القطان. وأخرجه البخاري (4056) ، والنسائي في "الكبرى" (8215) ، والشاشي (140) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 335 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (1495) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسي بن عبد الله الجهني، فمن رجال مسلم. وأخرجه الترمذي (3463) ، والبزار (1160) ، وأبو يعلى (723) ، والبيهقي في "الشعب" (600) ، والبغوي (1266) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (1496) . وحديثا ابن نمير ويعلى اللذان أشار إليهما المصنف سيأتيان برقم (1612) و (1613) . الحديث: 1562 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدَّيْهِ " (1) 1565 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ الْحَكَمِ (2) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ (3) بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ " (4)   (1) حديث صحيح، مصعب بن ثابت- وإن كان لَين الحديث- قد توبع فيما تقدم رقم (1484) . محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي. وأخرجه الطحاوي 1/267 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/298 عن محمد بن بشر العبدي، عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه ابن ماجه (915) من طريق بشر بن السري، وابن خزيمة (727) (1712) ، والطحاوي 1/267، وابن حبان (1992) ، وأبو نعيم في "لحلية" 8/176 ن طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن مصعب بن ثابت، به. (2) في (م) و (س) و (ق) و (ص) وحاشية (ب) : الحُكيم، والمثبت من (ظ11) (ب) و (ح) وحاشية (س) و"جامع المسانيد" 2/ورقة 87 و"أطراف المسند" 1/ورقة 1، وهو كذلك في "مسند أبي يعلى" و"الإكمال" للحسيني ص 101، وهو الصواب، والصحيح أن اسمه حُكيم كما في الإسناد الآتي، وكما في "التهذيب" وفروعه، ومصادر التخريج. (3) في (م) و (ص) وحاشية (س) : رضينا. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحُكيم بن= الحديث: 1565 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 حَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَاهُ اللَيْثُ، عَنِ الْحُكَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ (1) 1566 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " إِنِّي لأوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلا وَرَقَ الْحُبْلَةِ، وَهَذَا السَّمُرَ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ   = عبد الله، فمن رجال مسلم. ليث: هو ابن سعد. وأخرجه أبو يعلى (722) من طريق يونس محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/226، والدورقي (17) ، وعبد بن حميد (142) ، ومسلم (386) ، وابن ماجه (721) ، والبزار (1130) ، وابن خزيمة (421) و (422) ، وأبو عوانة 1/340، والطحاوي 1/145، والشاشي (100) و (101) ، والطبراني في "الدعاء" (429) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/147 و149 من طرق عن الليث بن عد، به. (1) قوله: "فقال: حدثناه الليث"، لم يرد في شيء من الأصول عدا (ح) ، ومنها ثبتناه، فإن المعنى لا يتوضح إلا بهذه الزيادة. وقوله: "عن الحُكيم" كذا في (س) و (ق) و (ص) ومصادر التخريج من طريق قتيبة بالتصغير، وفي (م) وسائر أصولنا الخطية: "الحَكم" مكبراً، وهو خطأ. وأخرج الحديث من طريق قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد: مسلم (386) ، وأبو داود (525) ، والترمذي (210) ، والنسائي في "المجتبى" 2/26، و"اليوم والليلة" (73) ، ابن حبان (1693) ، وابن السني في "اليوم والليلة" (97) ، والحاكم 1/203، والبيهقي 1/410، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/149، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/140. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث الليث بن سعد عن حكيم بن عبد الله بن قيس. الحديث: 1566 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يُعَزِّرُونِي عَلَى الدِّينِ لَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَضَلَّ عَمَلِي " (1) 1567 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: أُنْزِلَتْ فِي أَبِي أَرْبَعُ آيَاتٍ، قَالَ: قَالَ أَبِي: أَصَبْتُ سَيْفًا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَفِّلْنِيهِ، قَالَ: " ضَعْهُ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نَفِّلْنِيهِ، أُجْعَلُ كَمَنْ لَا غَنَاءَ لَهُ؟ قَالَ: " ضَعْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ " فَنَزَلَتْ: " يَسْأَلُونَكَ الْأَنْفَالَ " - قَالَ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ كَذَلِكَ (2) {قُلِ الْأَنْفَالُ} وَقَالَتْ أُمِّي: أَلَيْسَ اللهُ يَأْمُرُكَ بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَبِرِّ الْوَالِدَيْنِ؟ وَاللهِ لَا آكُلُ طَعَامًا، وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا، حَتَّى تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. فَكَانَتْ لَا تَأْكُلُ حَتَّى يَشْجُرُوا فَمَهَا بِعَصًا، فَيَصُبُّوا فِيهِ الشَّرَابَ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأُرَاهُ قَالَ: وَالطَّعَامَ - فَأُنْزِلَتْ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ} وَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 14-15] ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ أبي خالد الأحمسي، وقيس: هو ابن أبي حازم البجلي. وأخرجه البخاري (6453) ، والترمذي (2366) ، والنسائي فى "الكبرى" (8218) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ورواية النسائي مختصرة بلفظ: "إني لأول العرب رَمَى بسهم في سبيل الله". وانظر ما تقدم برقم (1498) . قوله:"ما له خِلْط"، قال السندي: بكسر خاء معجمة وسكون لام، أي: لا يخالط بعضُه بعضاً لجفافه. (2) أي: بحذف "عن" ونصب "الأنفال" مفعولاً به، وهي قراءة جماعة غير سعد وابن مسعود، منهم أبي بن كعب وأبو العالية وغيرهم وبإثبات "عن" قراءة الجمهور. انظر= الحديث: 1567 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 وَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَرِيضٌ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ فَنَهَانِي. قُلْتُ: النِّصْفُ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: الثُّلُثُ؟ فَسَكَتَ. فَأَخَذَ النَّاسُ بِهِ، وَصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ طَعَامًا، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَانْتَشَوْا مِنَ الخَمْرِ، وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ، فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ فَتَفَاخَرُوا، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: الْأَنْصَارُ خَيْرٌ، وَقَالَتِ الْمُهَاجِرُونَ: الْمُهَاجِرُونَ خَيْرٌ. فَأَهْوَى لَهُ رَجُلٌ بِلَحْيِ جَزُورٍ، فَفَزَرَ أَنْفَهُ، فَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزُورًا، فَنَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} إِلَى قَوْلِهِ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90-91] (1)   ="القراءات الشاذة" ص 48 لابن خالويه، و"زاد المسير" لابن الجوزي 3/318، و"البحر المحيط" لأبي حيان 4/456. (1) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب وهو من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (208) ، ومن طريقه الدورقي (43) ، وأبو عَوانة 4/104، وأخرجه عبد بن حميد (132) عن سَلْم بن قتيبة، والشاشي (78) من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم (الطيالسي وسلم والنضر) عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن زنجويه في "الأموال" (1125) عن النضر بن شميل، وأبو عَوانة 4/103-104، والطحاوي 3/279، والبيهقي في "السنن" 6/291 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، به. بقصة الأنفال. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7932) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. بقصة أم سعد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (24) من طريق إسرائيل، ومسلم 4/1877، وأبو يعلى (782) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن سماك بن حرب، به. بطوله. وأخرجه مقطعاً ابن أبي شيبة 14/364، والدورقي (60) ، ومسلم (1748) (33) ، وأبو يعلى (696) و (729) و (751) ، والطبري 9/173 و174 و21/70، وأبو عَوانة= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 1568 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، حَدَّثَنِي غُنَيْمٌ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنِ الْمُتْعَةِ؟ قَالَ: " فَعَلْنَاهَا وَهَذَا كَافِرٌ بِالْعُرُشِ، يَعْنِي مُعَاوِيَةَ " (1)   = 4/104 من طرق عن سماك بن حرب، به. وانظر ما تقدم برقم (1538) ، وما سيأتي برقم (1614) . وقوله: "حتى يَشْجروا فمها"، أي: يُدخلوا في شَجْرهِ- وهو مَفْتَحُهُ- عوداً فيفتحوه. ولحي الجزور: هو العظم الذي فيه الأسنان من داخل الفم، وقوله: "ففزر أنفه"، أي شقه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير غُنيم- وهو ابن قيس المازني- فمن رجال مسلم. سليمان التيمي: هو ابن طَرْخان. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ص 227 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) ، وعنه مسلم (1225) عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" (327) ، والدورقي (123) ، ومسلم (1225) ، وابراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/171، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 123، والخطيب في "الموضح" 2/317، والبيهقي 5/17 من طرق عن سليمان التيمي، به. وانظر ما تقدم برقم (1503) . والعُرُش، قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 4/21: يعني بيوت مكة، شميت العُرُش لأنها عِيدان تنصب ويُظلل عليها، وقد يقال لها أيضا: عُروش، فمن قال: عُرش، فواحدها عَريش وجمعه عُرُش، مثل قَليب وقُلُب، وسبيل وسُبُل، وطَريق وطرُق، ومن قال: عُروش، فواحدها عَرش وجمعه عُروش، مثل: فَلْس وفلوس، وسَرْج وسُروج. وقال النووي في "شرح مسلم" 8/204-205: قوله: "وهذا كافر بالعرُش"، المراد: الكفرُ بالله تعالى، والمراد أنا تَمتعنا ومعاوية يومئذٍ كافر على دينِ الجاهلية مقيم بمكة، والمراد بالمتعة العمرةُ التي كانت سنة سبع من الهجرة، وهي عمرة القضاء، وكان معاوية يومئذٍ كافراً، وإنما أسلَمَ بعد ذلك عام الفتح سنة ثمان، وأما غير هذه العمرة من عُمَر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يكن معاوية فيها كافراً ولا مقيما بمكة، بل كان معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 1568 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 138 1569 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ (1) قَيْحًا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (2) 1570 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ سَعْدٍ فَقُلْتُ: بِيَدَيَّ هَكَذَا - وَوَصَفَ يَحْيَى التَّطْبِيقَ - فَضَرَبَ يَدِي وَقَالَ: " كُنَّا نَفْعَلُ هَذَا فَأُمِرْنَا أَنْ نَرْفَعَ إِلَى الرُّكَبِ " (3)   (1) في (ب) و (ح) و (ق) وحاشية (س) و (ص) : أحدكم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (3760) ، والترمذي (2852) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر (1506) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي، وهو من أقران الزبير بن عدي. وأخرجه البزار (1164) ، والنسائي 2/185 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (535) (31) ، وابن ماجه (873) ، وابن خزيمة (596) ، وأبو عوانة 2/166 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وأخرجه الطيالسي (207) ، وعبد الرزاق (2864) ، والحميدي (79) ، والدورقي (52) ، والدارمي (1303) و (1303) ، والبخاري (790) ، ومسلم (535) (29) ، وأبو داود (767) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 247، والترمذي (259) ، والنسائي 2/185، وأبو عوانة 2/166، والطحاوي 1/230، والشاشي (76) ، وابن حبان (1882) ، والبيهقي 2/83، والحازمي في "الاعتبار" ص 84 من طريق أبي يعفور، وعبد = الحديث: 1569 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 1571 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ مِنْ عَجْوَةٍ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ " (1) 1572 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ سَعْدٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ، حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَدْرٍ، عَنْ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدْ (2)   = الرزاق (2953) ، والدورقي (59) ، والطحاوي 1/230 من طريق أبي إسحاق، كلاهما عن مصعب بن سعد، به. وسيأتي برقم (1576) . والتطبيق: هو أن يَجمع بين أصابع يديه ويجعلهما بين ركبتيه في الركوع والتشهد. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عائشة بنت سعد، فقد روى لها البخاري وحده. هاشم: هو ابن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري المدني. وانظر ما بعده. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم بن بشير الحنظلي البلخي، وأبو بدر: هو شجاع بن الوليد السكوني، وهاشم: هو ابن هاشم بن هاشم بن عتبة. وأخرجه أبو يعلى (717) ، وأبو عوانة 5/397 من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2047) ، والبزار (1133) ، والنسائي في "الكبرى" (6713) ، وأبو يعلى (787) ، والبيهقي 9/345 من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/18، والحميدي (70) ، والبخاري (5445) و (5768) و (5769) و (5779) ، ومسلم (2047) (155) ، وأبو داود (3876) ، وأبو عوانة 5/397 من طرق عن هاشم بن هاشم، به. وانظر (1442) . = الحديث: 1571 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 1573 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ، أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ أَنْ يُقْطَعَ عِضَاهُهَا، أَوْ يُقْتَلَ صَيْدُهَا " وَقَالَ: " الْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا، إِلا أَبْدَلَ اللهُ فِيهَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، وَلا يَثْبُتُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَائِهَا وَجَهْدِهَا، إِلا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 1574 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ،   = قال الحافظ في "الفتح" 10/239: قال الخطابي: كَوْن العجوة تنفع من السم والسحر، إنما هو ببركة دعوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتمر المدينة، لا لخاصية في التمر. وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المراد نخلاً خاصاً بالمدينة لا يُعرف الآن. وانظر تمام كلامه فيه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حَكيم، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/198، وعبد بن حميد (153) ، ومسلم (1363) ، والبيهقي 5/197 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1124) ، والطحاوي 4/191 من طريق مروان بن معاوية، به مختصراً. وسيأتي برقم (1606) ، وانظر ما تقدم برقم (1457) لابتا المدينة: حرتاها، وهما: واقم والوَبَرة. اللأواء: الشدة والجوع. العِضاه: كل شجرعظيم له شوك. قوله: "المدينة خير لهم"، قال السندي: قال ذلك في ناس يتركون المدينة إلى بعض بلاد الرخاء كالشام وغيره، أي: المدينة خير لأولئك التاركين لها من تلك البلاد التي يتركونها لأجلها، فلا دليل في الحديث على تفضيل أحد الحرمين على الآخر. وانظر لزاما "شرح مسلم" للنووي 9/136-137. الحديث: 1573 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ، حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ، فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلًا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: " سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي: أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ: أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا " (1) 1575 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَجِبْتُ لِلمُؤْمِنِ إِنِ أصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ اللهَ وَشَكَرَ، وَإِنِْ أصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ احْتَسَبَ وَصَبَرَ، الْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي اللُّقْمَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى فِيهِ " (2) 1576 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَكَعْتُ وَضَعْتُ يَدَيَّ بَيْنَ رُكْبَتَيَّ، قَالَ: فَرَآنِي أَبِي سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فَنَهَانِي. وَقَالَ: " إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُهُ فَنُهِينَا عَنْهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عثمان: هو ابن حَكيم بن عباد بن حُنيف. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/320 و11/458، ومسلم (2890) (20) ، وابن حبان (7237) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (1516) . (2) إسناده حسن. وهو في"الزهد" (98) لوكيع. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (1541) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (1487) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي خالد: هو إسماعيل. = الحديث: 1575 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 1577 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا الطَّاعُونَ رِجْزٌ، أَوْ بَقِيَّةٌ مِنْ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ قَوْمٌ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا فِرَارًا مِنْهُ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ فَلا تَدْخُلُوا عَلَيْهِ " (1) 1578 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأصِفَنَّ الدَّجَّالَ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا مَنْ كَانَ قَبْلِي: إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (2)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 1/244، ومسلم (535) (30) ، وابن خزيمة (596) ، وابن حبان (1883) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (1570) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وإبراهيم بن سعد: هو ابن أبي وقاص. وأخرجه عبد بن حميد (155) ، ومسلم (2218) (97) ، والنسائي في "الكبرى" (7523) ، وأبو يعلى (728) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1193) ، والبيهقي 3/376 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2218) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن إبراهيم بن سعد، عن أسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص. وأخرجه الدورقي (78) ، ومسلم أيضاً من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن حبيب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه. وسيأتي حديث"المسند" مكرراً بإسناده ومتنه في مسند خزيمة بن ثابت 5/213، وانظر ما تقدم برقم (1536) . (2) صحيح لغيره، وهو مكرر (1526) . يزيد: هو ابن هارون. الحديث: 1577 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 1579 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ أَتَاهُ رَهْطٌ فَسَأَلُوهُ، فَأَعْطَاهُمِ إلا رَجُلًا مِنْهُمْ، قَالَ سَعْدٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطَيْتَهُمْ وَتَرَكْتَ فُلانًا، فَوَاللهِ إِنِّي لأرَاهُ مُؤْمِنًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْ مُسْلِمًا " فَرَدَّ عَلَيْهِ سَعْدٌ ذَلِكَ ثَلاثًا: مُؤْمِنًا، وَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْ مُسْلِمًا " فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الثَّالِثَةِ: " وَاللهِ إِنِّي لأعْطِي الرَّجُلَ الْعَطَاءَ لَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، تخَوْفًا أَنْ يَكُبَّهُ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ " (1) 1580 - قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ: لَقِيتُ سُفْيَانَ بِمَكَّةَ، فَأَوَّلُ مَنْ سَأَلَنِي عَنْهُ، قَالَ: " كَيْفَ شُجَاعٌ؟ " يَعْنِي أَبَا بَدْرٍ (2) 1581 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/31، والدورقي (11) ، وأبو يعلى (733) ، والشاشي (91) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الطيالسي (198) ، والبزار (1088) من طريق ابن أبي ذئب، به. وانظر (1522) . (2) هذا ليس بحديث، بل هو أثر عن أبي نعيم أن سفيان- وهو الثوري- سأله عن أبي بدر شجاع بن الوليد، وحق هذا الأثر أن يكون بإثر الحديث السالف (1572) ، إذ لا معنى لإيراده هنا. الحديث: 1579 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَقَالَ يَزِيدُ عَنْ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَسْأَلْنَهُ، وَيَسْتَكْثِرْنَ رَافِعَاتٍ أَصْوَاتَهُنَّ، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَ عُمَرَ، انْقَمَعْنَ وَسَكَتْنَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ تَهَبْنَنِي وَلا تَهَبْنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْنَ: إِنَّكَ أَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَغْلَظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عُمَرُ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا، إِلا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ " (1) 1582 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كُنَّا نُكْرِي الْأَرْضَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَا عَلَى السَّوَاقِي مِنَ الزَّرْعِ، وَبِمَا سَعِدَ بِالْمَاءِ مِنْهَا، فَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، وَأَذِنَ لَنَا - أَوْ رَخَّصَ - بِأَنْ نُكْرِيَهَا بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (6893) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1472) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (1542) . وأخرجه ابن أبي شيبة 7/88، والدورقي (96) ، والدارمي (2618) ، وأبو داود (3391) ، والبزار (1081) ، وابن حبان (5201) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/45-46 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. الحديث: 1582 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 1583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: خَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، قَالَ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي " (1) 1584 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ: أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ عَبَايَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِسَعْدٍ، ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ عَبَايَةَ الْقَيْسِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ نَعِيمِهَا وَبَهْجَتِهَا، وَمِنْ كَذَا وَمِنْ كَذَا، وَمِنْ كَذَا وَمِنْ كَذَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَسَلاسِلِهَا وَأَغْلالِهَا، وَمِنْ كَذَا وَمِنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/196 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/60 و14/545، والبخاري (4416) ، ومسلم (2404) (31) ، والبزار (1170) ، والنسائي في "الكبرى" (8141) ، و"الخصائص" (56) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/309، وابن حبان (6927) ، والبغوي (3907) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الطيالسي (209) ، والدورقي (48) و (49) ، ومسلم (2404) ، وأبو نعيم 7/196، والبيهقي في "السنن" 9/40، و"الدلائل" 5/220 من طرق عن شعبة، به. وانظر ما تقدم برقم (1490) . الحديث: 1583 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 كَذَا. قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ سَعْدٌ، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ لَهُ سَعْدٌ: تَعَوَّذْتَ مِنْ شَرٍّ عَظِيمٍ، وَسَأَلْتَ نَعِيمًا عَظِيمًا - أَوْ قَالَ: طَوِيلًا، شُعْبَةُ شَكَّ - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ. وَقَرَأَ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55] " قَالَ شُعْبَةُ: لَا أَدْرِي قَوْلُهُ: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55] هَذَا مِنْ قَوْلِ سَعْدٍ، أَوْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: " قُلْ: اللهُمَّ أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ. وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ " (1) 1585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُصْعَبٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِهَؤُلاءِ الْخَمْسِ، وَيُحَدِّثُهُنَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم الكلام فيه برقم (1483) . وأخرجه بنحوه أبو داود (1480) ، والطبراني في "الدعاء" (56) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، بهذا الإسناد. غير أنه ثم يذكر فيه مولى سعد بن أبي وقاص. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6370) ، والبزار (1144) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (53) ، والبخاري (6365) ، والنسائي في "المجتبى" 8/256 و266 و271-272، و"عمل اليوم والليلة" (131) ، وأبو يعلى (716) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (532) ، والشاشي (79) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"= الحديث: 1585 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 1586 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْحَكَمِ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أهَانَ قُرَيْشًا، أَهَانَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 1587 - وَحَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، مَرَّةً أُخْرَى حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ، أَهَانَهُ اللهُ " (2)   = ص 93، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (183) من طرق عن شبة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/376 و10/188، والبخاري (6374) و (6390) ، والبزار (1141) و (1142) ، وأبو يعلى (771) ، وابن حبان (1004) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. وأخرجه بنحوه البخاري (2822) ، والترمذي (3567) ، والبزار (1143) ، والنسائي 8/256-257 و266، وفي "اليوم والليلة" (132) ، وابن خزيمة (746) ، والطبراني في "الدعاء" (661) و (662) من طرق عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد وعمرو بن ميمون، عن سعد. وسيأتي الحديث برقم (1621) . (1) حديث حسن، وهذا إسناد حسن في الثواهد، وقد تقدم برقم (1473) . أبو كامل: هو مظفر بن مُدرِك. (2) حديث حسن، وقوله في الإسناد عن أبي كامل: حدثني صالح بن كيسان، ليس المراد منه أن أبا كامل يرويه مباشرة عن صالح، فإنه لا تعرف له رواية عنه، وإنما المراد أنه رواه مرة أخرى عن إبراهيم بن سعد، عن صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/103، والترمذي (3905) ، وأبو يعلى = الحديث: 1586 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 1588 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، يَقُولُ: " لَقَدْ رَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ "، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ فِيهِ لاخْتَصَيْنَا (1) 1589 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ " (2)   = (775) ، والشاشي (123) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (542) ، والحاكم 4/74، والبغوي (3849) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، وابن أبي عاصم في "السنة" (1503) ، و"الآحاد والمثاني" (215) عن يعقوب بن حميد، والترمذي (3905) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثلاثتهم عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، بهذا الإسناد. وزادوا فيه بين محمد بن أبي سفيان وبين محمد بن سعد يوسفَ بن الحكم. قال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه. وانظر ما قبله. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل، فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه الطيالسي (219) ، وابن سعد 3/394، والدورقي (107) ، والبخاري (5073) ، ومسلم (1402) (7) ، وابن ماجه (1848) ، والبزار (1070) ، وأبو يعلى (788) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/91، والبغوي (2237) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (1514) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البزار (2051- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (720) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1519) . الحديث: 1588 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 1590 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَلَفْتُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ أَصْحَابِي: قَدْ قُلْتَ هُجْرًا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ قَرِيبًا، وَإِنِّي حَلَفْتُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ انْفُثْ عَنْ يَسَارِكَ ثَلاثًا، وَتَعَوَّذْ وَلا تَعُدْ " (1) 1591 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى قَالا:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (2097) ، وابن حبان (4364) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 20 (الجزء الذي حققه العمروي) ، والدورقي (57) و (58) ، والبزار (1140) ، وأبو يعلى (719) و (736) ، وابن حبان (4365) من طرق عن إسرائيل، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/7 - 8، و"اليوم والليلة" (990) من طريق زهير بن معاوية، وفي "المجتبى" 7/8، و" الكبرى" (11545) ، و"اليوم والليلة" (989) من طريق يونس بن أبي إسحاق، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (1622) . وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيأتي في "المسند" 2/309، ولفظه: "من حَلَف فقال في حَلِفِه: واللاتِ، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامِرْكَ، فليتصدق بشيء"، وهو متفق عليه. قال الحافظ في "الفتح" 8/612: قال الخطابي: اليمين إنما تكون بالمعبود المعظم، فإذا حلف باللاتِ ونحوها، فقد ضاهى الكفارَ، فأُمِرَ أن يتدارك بكلمة التوحيد، وقال ابن العربي: من حلف بها جاداً فهو كافر، ومن قالها جاهلاً أو ذاهلاً، يقول: لا إله إلا الله، يكفر الله عنه، ويرد قلبه عن السهْو إلى الذكر، ولسانه إلى الحق، وينفي عنه ما جرى به من اللغو. الحديث: 1590 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فَأَكَلَ فَفَضَلَ مِنْهُ فَضْلَةٌ، فَقَالَ: " يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ هَذِهِ الْفَضْلَةَ " قَالَ سَعْدٌ: وَقَدْ كُنْتُ تَرَكْتُ أَخِي عُمَيْرَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَتَهَيَّأُ لِأَنْ يَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَطَمِعْتُ أَنْ يَكُونَ هُوَ، فَجَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ فَأَكَلَهَا (1) 1592 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ: فَمَرَرْتُ بِعُوَيْمِرِ بْنِ مَالِكٍ (2) 1593 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظُ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي مَدِينَتِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ، اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ سَأَلَكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ كَمَا سَأَلَكَ   (1) إسناده حسن، وهو مكرر (1458) . مؤمل بن إسماعيل- وإن كان سيئ الحفظ- قد تابعه هنا عفان بن مسلم، وهو ثقة من رجال الشيخين. (2) إسناده حسن. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وأبان: هو ابن يزيد العطار. وأخرجه أبو يعلى (721) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وفيه: فمررت بعمير بن مالك. وانظر ما قبله. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: قوله: "قال: فمررتُ بعويمر بن مالك" مشكل، ولم أجد في شيء من المصادر أن عمير بن مالك أخا سعد كان يُسمى باسم عويمر، والمعروف باسم "عويمر بن مالك" هو أبو الدرداء، على بعض الأقوال في اسمه. الحديث: 1592 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 إِبْرَاهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّةَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، إِنَّ الْمَدِينَةَ مُشَبَّكَةٌ بِالْمَلائِكَةِ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ وَلا الدَّجَّالُ، مَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (1) 1594 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَضْرِبُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وَهُوَ يَقُولُ: " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا " ثُمَّ نَقَصَ أُصْبُعَهُ فِي الثَّالِثَةِ (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وأبو عبد الله القراظ: اسمه دينار. وأخرجه الدورقي (120) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/238، وأبو يعلى (804) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. ولم يسق البخاري لفظه. وأخرجه مسلم (1387) (495) من طريق عبيد الله بن موسى، عن أسامة بن زيد الليثي، به. وسيتكرر الحديث في مسند أبي هريرة 2/330-331، وانظر ما تقدم برقم (1457) و (1558) . وفي الباب عن أنس عند البخاري (1881) ، ومسلم (2943) ، ويأتي في "المسند" 3/191. وعن أبي هريرة عند البخاري (1880) ، ومسلم (1379) . والنقْب: الطريق بين الجبلين. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/84، ومسلم (1086) (26) ، وابن ماجه (1657) ، والنسائي 4/138، وأبو يعلى (823) ، والطحاوي 3/122 من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 4/138-139 من طريق محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي = الحديث: 1594 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 1595 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا عَشْرٌ وَعَشْرٌ، وَتِسْعٌ مَرَّةً " (1) 1596 - حَدَّثَنَا الطَّالْقَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا " وَهَكَذَا يَعْنِي: تِسْعًا وَعِشْرِينَ (2) 1597 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،   = خالد، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً. قال أبو حاتم - فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/255-: المتصل عن محمد بن سعد عن أبيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشبه، لأن الثقات قد اتفقوا عليه. وانظر ما بعده. (1) إسناد. صحيح على شرط المشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه أبو يعلى (807) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1086) (27) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، به. وانظر ما قبله. (2) صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الطالقاني- وهو إبراهيم بن إسحاق بن عيسى- فقد روى له مسلم في المقدمة وأبو داود والترمذي، وهو صدوق، وقد توبع. وأخرجه مسلم (1086) من طريق علي بن الحسن بن شقيق وسلمة بن سليمان، والنسائي 4/138 عن سويد بن نصر، ثلاثتهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الحديث: 1595 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا يَأْكُلُ الْبَقَرُ بِأَلْسِنَتِهَا " (1) 1598 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ حَفْصٍ، فَذَكَرَ قِصَّةً، قَالَ سَعْدٌ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " نِعْمَ الْمِيتَةُ أَنْ يَمُوتَ الرَّجُلُ دُونَ حَقِّهِ " (2)   (1) حسن لغيره، رجاله رجال الصحيح إلا أن زيد بن أسلم لم يسمع من سعد، وانظر ما تقدم برقم (1517) . وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3397) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (211) من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به. وذكر فيه قصة. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو بكر بن حفص- وهو ابن عمر بن سعد بن أبي وقاص، اسمه عبد الله، وهو مشهور بكنيته- ثقة من رجال الشيخين، إلا أنه لم يسمع من جده الأعلى سعد فيما نقله ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 257 عن أبي زرعة، وإبراهيم بن المهاجر مختلف فيه، وروى له مسلم. حسن: هو ابن صالح بن صالح بن حي. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/290 من طريق المعافى بن عمران، عن الحسن، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/244 وقال: رواه أحمد وذكر فيه قصة، والطبراني في "الأوسط"، ورجال أحمد رجال الصحيح إلا أن أبا بكر بن حفص لم يسمع من سعد. وفي الباب عن سعد نفسه عند البزار (1860- كشف الأستار) ، والطبراني في "الصغير" (428) ، ولفظه: "مَن قُتل دون ماله فهو شهيد". وبهذا اللفظ عن علي تقدم في "المسند" برقم (590) ، وعن سعيد بن زيد سيأتي= الحديث: 1598 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 1599 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ عَمِّهِ جَرِيرٍ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَثُلُثَيْهِ؟ قَالَ: " لَا " قُلْتُ: فَنِصْفَهُ؟ قَالَ: " لَا ". قُلْتُ: فَالثُّلُثَ؟ قَالَ: " الثُّلُثَ، وَالثُّلُثُ كَبِيرٌ (1) ، أَحَدُكُمْ يَدَعُ أَهْلَهُ بِخَيْرٍ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَدَعَهُمْ عَالَةً عَلَى أَيْدِي النَّاسِ " (2) 1600 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ خَلَّفَ عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ: أَتُخَلِّفُنِي؟ فقَالَ لَهُ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي " (3)   = فيه برقم (1628) ، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص وسيأتي 2/163، وغيرهم. (1) في (ح) و (ق) وحاشية (س) و (ص) : كثير. (2) إسناده قوي على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو المروذي. وأخرجه مطولاً الدورقي (27) عن وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (1482) . (3) صحيح لغيره، حمزة بن عبد الله وأبوه لا يعرفان، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وللحديث طرق أخرى في "المسند" يصح بها، انظر (1463) و (1490) و (1505) و (1583) و (1608) . أبو أحمد الزبيري: اسمه محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1334) ، والنسائي في "خصائص علي" (59) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. ومن هذا الطريق علقه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/48 في ترجمة حمزة بن عبد الله القرشي. الحديث: 1599 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 1601 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ سَعْدًا قَالَ فِي مَرَضِهِ: " إِذَا أَنَا مُتُّ فَالْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَاصْنَعُوا مِثْلَ مَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 1602 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: " الْحَدُوا لِي لَحْدًا، وَانْصِبُوا عَلَيَّ نَصْبًا، كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 1603 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: طُفْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمِنَّا مَنْ طَافَ سَبْعًا، وَمِنَّا مَنْ طَافَ ثَمَانِيًا، وَمِنَّا مَنْ طَافَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَرَجَ " (3) 1604 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وانظر ما بعده. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (1450) . (3) إسناده ضعيف لانقطاعه، مجاهد- وهو ابن جبر- لم يسمع من سعد فيما قاله أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وانظر الكلام على الحديث رقم (1439) ، والحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن. أبو شهاب: عبد ربه بن نافع الحناط، وابن أبي نجيح: اسمه عبد الله. وقد تفرد الإمام أحمد بإخراجه. الحديث: 1601 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 صَخْرٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْن أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ: أَنَّ أَبَا حَازِمٍ، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنٍ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّ الْإِيمَانَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلغُرَبَاءِ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ لَيَأْرِزَنَّ الْإِيمَانُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا " (1)   (1) إسناده جيد، وجهالةُ ابن سعد لا تضر، فإن أبناءه الذين رووا عنه ثقات معروفون بحمل العلم، على أنه قد جاء مبيناً عند ابن منده في "الإيمان" وأنه عامر بن سعد، وهو ثقة من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجالهما غير أبي صخر- وهو حميدُ بن زياد الخراط- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. أبوحازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه أبو يعلى (756) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (92) ، والبزار (1119) ، وابن منده في "الإيمان" (424) من طرق عن عبد الله بن وهب، به. ولفظه عندهم "الإسلام" بدل "الإيمان"، ورواية البزار مختصرة. وفي الباب عن ابنِ مسعود عند أحمد في "المسند" 1/398، وعن أبي هريرة فيه 2/286 و389، وعن عبد الرحمن بن سنة فيه أيضاً 4/73 -74، وعن عبد الله بن عمر عند مسلم (146) ، وعن عمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحة عند الترمذي (2630) . يأرز: ينضم ويجتمع بعضُه إلى بعض. والمسجدان: هما مسجد مكة ومسجد المدينة. وقوله: "ليأرزن الإيمان"، قال ابن حبان في "صحيحه" 9/47: يريد به أهلَ الإيمان. قوله: "بدأ غريباً"، قال السندي: يحتمل أن يكون بلا همزة، أي: ظهر، أو بهمزة، أي: ابتدأ، والثاني: هو الأشهر على الألسنة، وقال النووي: ضبطناه بالهمز، ويؤيده المقابلة بالعَوْدِ، فإن العَوْدَ يقابَل بالابتداء.= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 1605 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنَ ألفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1) 1606 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لابَتَيْ الْمَدِينَةِ،   ="غريبا"، أي: لقلة أهله، وأصل الغريب: البعيد عن الوطن. "كما بدأ"، أي: غريبا بقِلةِ من يقوم به، ويُعين عليه، وإن كان أهله كثيراً. "للغرباء": القائمين بأمره، و"طُوبى" فعل من الطيب، وتفسيره بالجنة وبشجرة عظيمة فيها. وفيه تنبيه على أن نُصرةَ الإسلام، والقيام بأمره، يصيرُ محتاجا إلى الخروج عن الأوطانِ، والصبرِ على مَشَاق الغُربة، كما كان في أول الأمر. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ سليمان بن داود- وهو الهاشمي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. أبو عبد الله القراظ: اسمه دينار. وأخرجه أبو يعلى (774) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (426- كشف الأستار) من طريق شعبة، عن موسى بن عُبيدة الربَذي، عن عمر بن الحكم، عن سعد. وهذا إسناد ضعيف لضعف موسى الربذي. وفي الباب عن ابن عمر وأبي هريرة وأبي سعيد وجابر وابن الزبير وجبير بن مطعم وعائشة وميمونة، وأحاديثهم ستأتي في "المسند" على التوالي 2/29، 2/239، 3/77، 3/343، 4/5، 4/80، 6/277 - 278، 6/333. الحديث: 1605 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ، حَرَمَهُ لَا يُقْطَعُ عِضَاهُهَا، وَلا يُقْتَلُ صَيْدُهَا، وَلا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلا أَبْدَلَهَا اللهُ خَيْرًا مِنْهُ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَلا يُرِيدُهُمِ أحَدٌ بِسُوءٍ إِلا أَذَابَهُ اللهُ ذَوْبَ الرَّصَاصِ فِي النَّارِ، أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ " (1) 1607 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: فَقَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم، فمن رجال مسلم. وأخرجه الدورقي (38) ، وإبراهيم الحربي 3/924، وأبو يعلى (699) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقرن الدورقي بعفان موسى بنَ إسماعيل. وقد تقدم الحديث برقم (1573) ، وانظر (1558) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن بهدلة، وهو صدوق. وأخرجه الحاكم 1/41، وعنه البيهقي في "الشعب" (9775) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (4023) ، والترمذي (2398) ، والبزار (1154) ، وأبو يعلى (830) ، وابن حبان (2901) ، والبغوي (1434) من طرق عن حماد بن زيد، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (1481) . الحديث: 1607 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 1608 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ وَخَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُخَلِّفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ قَالَ: " يَا عَلِيُّ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى. إِلا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي " وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: " لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ " فَتَطَاوَلْنَا لَهَا، فَقَالَ: " ادْعُوا لِي عَلِيًّا " فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ، فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ، وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ. وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61] دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا، وَفَاطِمَةَ، وَحَسَنًا، وَحُسَيْنًا رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " اللهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلِي " (1)   (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكير بن مسمار، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه الدورقي (19) ، ومسلم (2404) (32) ، والترمذي (2999) و (3724) ، والنسائي في "الخصائص" (11) ، والحاكم 3/150، والبيهقي 7/63 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم والبيهقي مختصرة اقتصرت على القسم الأخير منه فقط، وقرن مسلمُ بقتيبة محمدَ بن عباد، والنسائى هشامَ بن عمار. وَأخرج القسم الأول منه ابن أبي عاصم في "السنة" (1336) عن هشام بن عمار، عن حاتم بن إسماعيل، به. وأخرجه ابن أبي عاصم (1338) ، والبزار (1120) ، والنسائي في "الخصائص" (54) ، والحاكم 3/108-109 من طريق أبي بكر الحنفي، والحاكم 3/147، = الحديث: 1608 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 1609 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ عِنْدَ فِتْنَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ المَاشِي وَالْمَاشِي، خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي " قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي، فَبَسَطَ يَدَهُ إِلَيَّ لِيَقْتُلَنِي؟ قَالَ: " كُنْ كَابْنِ آدَمَ " (1) 1610 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلعَبَّاسِ: " هَذَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا " (2)   = والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/644-645 من طريق علي بن ثابت الجزري، كلاهما عن بكير بن مسمار، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه الشاشي (99) و (105) و (106) ، والطبراني في "الكبير" (328) من طرق عن عامر بن سعد، به. وانظر ما تقدم برقم (1490) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عياش بن عباس، فمن رجال مسلم. وأخرجه الترمذي (2194) ، وأبو يعلى (750) ، والشاشي (126) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وانظر ما تقدم برقم (1446) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ محمد بن طلحة التْيمي- وهو محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن عبد الله، المعروف بابن الطويل- فمن رجال ابن ماجه والنسائي، وهو صدوق. علي بن عبد الله: هو ابن المديني. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8174) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/60= الحديث: 1609 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 1611 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، قَالا: حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي الْجُهَنِيَّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، عَلِّمْنِي كَلامًا أَقُولُهُ، قَالَ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ " قَالَ: هَؤُلاءِ لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا لِي؟ قَالَ: قُلْ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي " (1) قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: قَالَ مُوسَى: أَمَّا " عَافِنِي " فَأَنَا أَتَوَهَّمُ وَمَا أَدْرِي 1612 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَيَعْجِزُ   = من طريق علي بن عبد الله، بهذا الإسناد. وأخرجه الدورقي (104) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/502، والبزار (1077) ، وأبو يعلى (820) ، والشاشي (149) و (150) ، وابن حبان (7052) ، والطبراني في "الأوسط" (1947) ، والحاكم 3/328 و328-329 من طرق عن محمد بن طلحة، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، وذكر الشاشي في الموضع الأول "ابن المنكدر" مكان أبي سهيل نافع بن مالك! (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وموسى الجهني: هو ابن عبد الله. وأخرجه ابنُ حبان (946) من طريق عبد الله بنِ نمير ويعلى بنِ عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2696) من طريق عبد الله بن نمير وحده، به. وأخرجه الدورقي (55) ، والشاشي (64) ، والبغوي (1278) من طريق يعلى وحده، به. وانظر (1561) . الحديث: 1611 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 أَحَدُكُمِ أَنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " قَالَ: فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: يَا نَبِيَّ اللهِ، كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: " يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ " (1) 1613 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ " فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ، كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا يَا رَسُولَ اللهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: " يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ " (2) 1614 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُنْزِلَتْ فِيَّ أَرْبَعُ آيَاتٍ. يَوْمَ بَدْرٍ أَصَبْتُ سَيْفًا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ نَفِّلْنِيهِ، فَقَالَ: " ضَعْهُ " ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَفِّلْنِيهِ، فَقَالَ: " ضَعْهُ " ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَفِّلْنِيهِ أُجْعَلُ كَمَنْ لَا غَنَاءَ لَهُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَعْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ " فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. موسى: هو ابن عبد الله الجهني. وأخرجه مسلم (2698) ، وابن حبان (825) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (1496) . (2) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه الدورقي (45) ، والبغوي (1266) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الحديث: 1613 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 قَالَ: وَصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ طَعَامًا، فَدَعَانَا فَشَرِبْنَا الْخَمْرَ حَتَّى انْتَشَيْنَا، قَالَ: فَتَفَاخَرَتِ الْأَنْصَارُ، وَقُرَيْشٌ، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَحْنُ أَفْضَلُ مِنْكُمْ، فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لِحْيَ جَزُورٍ فَضَرَبَ بِهِ أَنْفَ سَعْدٍ فَفَزَرَهُ، قَالَ: فَكَانَ أَنْفُ سَعْدٍ مَفْزُورًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] قَالَ: وَقَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ: أَلَيْسَ اللهُ قَدِ أمَرَهُمْ بِالْبِرِّ؟ فَوَاللهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا، وَلا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَمُوتَ، أَوْ تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ. قَالَ: فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُطْعِمُوهَا شَجَرُوا فَاهَا بِعَصًا ثُمَّ أَوْجَرُوهَا، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8] . قَالَ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَعْدٍ وَهُوَ مَرِيضٌ يَعُودُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُوصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَبِثُلُثَيْهِ؟ فَقَالَ: " لَا " قَالَ: فَبِثُلُثِهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ (1) 1615 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ الطَّاعُونُ   (1) إسناده حسن، وقد تقدم برقم (1567) وأخرجه مسلم (1748) (34) ، و4/1878) 44) ، والترمذي (3189) ، والبزار (1149) ، وابن حبان (6992) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ورواية مسلم الأولى والترمذي مختصرة. الحديث: 1615 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 بِأَرْضٍ، فَلا تَهْبِطُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَفِرُّوا مِنْهُ " (1) 1616 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: " ارْمِهْ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " (2) 1617 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: وَكَانَ يَتَوَضَّأُ بِالزَّاوِيَةِ: " فَخَرَجَ عَلَيْنَا ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ البَرَازِ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ "، فَتَعَجَّبْنَا وَقُلْنَا مَا هَذَا؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي: " أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ " (3) 1618 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ (4) قَيْسٍ، قَالَ:   (1) إسناده جيد. وأخرجه الطحاوي 4/305 من طريق أبان العطار، به. وانظر (1554) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن عكرمة- وهو مولى ابن عباس- لم يسمع من سعد. خالد: هو ابن مِهران الحذاء. وأخرجه أبو يعلى (833) من طريق خالد الواسطي، عن خالد الحذاء، به. وأخرجه عبدُ الرزاق (20420) ، عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة مرسلاً. وانظر ما تقدم برقم (1495) . (3) حديث حسن، حجاج بن أرطاة صدوق إلا أنه مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/177، وأبو يعلى (726) ، والشاشي (117) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1452) . والبَرَاز: الفضاء الواسع، فكنوا به عن قضاء الغائط. (4) تحرفت في (م) إلى: بن. الحديث: 1616 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " وَاللهِ إِنِّي لأوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ. لَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلا وَرَقَ الْحُبْلَةِ، وَهَذَا السَّمُرَ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ يُعَزِّرُونِي عَلَى الدِّينِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَضَلَّ عَمَلِي " (1) 1619 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " (2) 1620 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/18 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/362-363 عن يزيد بن هارون، به. وقد تقدم برقم (1498) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر- وهو نجح بن عبد الرحمن السندي-، وللحديث طريق آخر صحيح عن عامر بن سعد تقدم برقم (1484) . وأخرجه الدورقي (25) ، والشاشي (107) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1118) ، والشاشي (108) ، والبغوي (698) من طرق عن أبي معشر، به. الحديث: 1619 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ، وَرَجُلٌ يَتَتَرَّسُ، جَعَلَ يَقُولُ بِالتُّرْسِ هَكَذَا، فَوَضَعَهُ فَوْقَ أَنْفِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: هَكَذَا يُسَفِّلُهُ بَعْدُ، قَالَ: فَأَهْوَيْتُ إِلَى كِنَانَتِي، فَأَخْرَجْتُ مِنْهَا سَهْمًا مُدَمًّا، فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، فَلَمَّا قَالَ: هَكَذَا، يُسَفِّلُ التُّرْسَ رَمَيْتُ، فَمَا نَسِيتُ وَقْعَ الْقِدْحِ عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنَ التُّرْسِ، قَالَ: وَسَقَطَ، فَقَالَ بِرِجْلِهِ، فَضَحِكَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحْسِبُهُ قَالَ: حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ - قَالَ: قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: لِفِعْلِ الرَّجُلِ " (1)   (1) إسناده ضعيف لجهالة محمد بن محمد بن الأسود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (234) ، والبزار (1131) ، والشاشي (94) و (95) من طريقين عن ابن عون، بهذا الإسناد. وأخرج مسلم (2412) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (198) من طريقين عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَع له أبويه يوم أحد، قال: كان رجلٌ من المشركين قد أحرق المسلمين (يعني: أثخن فيهم وعمل فيهم عمل النار) ، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ارمِ فداك أبي وأمي" قال: فنزعت له بسهم ليس له فيه نصلَ، فأصبت جنبه فسقط، فانكشفت عورته، فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى نظرت إلى نواجذه. وهذا لفظ مسلم. والمدمى من السهام: الذي أصابه الدم فحصل في لونه سواد وحُمرة، مما رمى به العدو، قال الجوهري في "الصحاح" 6/2341: وكان الرجل إذا رمى العدو بسهم فأصاب، ثم رماه به العدو وعليه دم، جعله في كنانته تبركاً به. وكبد القوس: ما بين طرفي علاقتها. والقِدح: عود السهم قبل أن يُصنع له نصل أو ريش. قوله: "يقول بالترس"، قال السندي: أي: يفعل بالترس، هو من استعمال القول بمعنى مطلق الفعل. وقوله: "فقال برجله"، أي: رفع رجله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 1621 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَيُحَدِّثُ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " (1) 1622 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّي، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ حَلَفَ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: قَدْ قُلْتَ هُجْرًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ حَدِيثًا، وَإِنِّي حَلَفْتُ بِاللاتِ وَالْعُزَّى، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ ثَلاثًا، وَاتْفُلْ عَنْ شِمَالِكَ ثَلاثًا، وَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ وَلا تَعُدْ " (2) 1623 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1585) . (2) إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (1590) . وأبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم. (3) إسناده ضعيف، وانظر (1477) . أسامة: هو ابن زيد الليثي. = الحديث: 1621 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 168 1624 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ جَوَارٍ قَدْ عَلَتِ أصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ فَبَادَرْنَ فَذَهَبْنَ، فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ: " قَدْ عَجِبْتُ لِجَوَارٍ كُنَّ عِنْدِي فَلَمَّا سَمِعْنَ حِسَّكَ، بَادَرْنَ فَذَهَبْنَ " فَأَقْبَلَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَ: أَيْ عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، وَاللهِ لَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُنَّ أَحَقَّ أَنْ تَهَبْنَ مِنِّي. فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " دَعْهُنَّ عَنْكَ يَا عُمَرُ فَوَاللهِ، إِنْ لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ بِفَجٍّ قَطُّ، إِلا أَخَذَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ " (1) آخِرُ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   = وأخرجه عبد بن حميد (137) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (552) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1219) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي داود سليمان- وهو ابن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. وانظر (1472) . الحديث: 1624 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 مُسْنَدُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   (1) هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفَيْل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قُرْط بن رباح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي أبو الأعور، ويقال: أبو ثور، والأول أشهر. كان ابنَ عم عمر بن الخطاب، وزوجَ أخته فاطمة بنت الخطاب، فقد تزوج عمرُ بأخت سعيد بن زيد عاتكة بعد مقتلِ زوجها عبد الله بن أبي بكر بالطائف. وكان أحدَ العشرةِ المشهود المقطوع لهم بالجنة، وإنما لم يذكره عمرُ في أهل الشورى لئلا يُحابي بالخلافة لكونه ابنَ عَم عمر بن الخطاب، والله أعلم. وقد أسلم قديماً قبلَ عمر هو وزوجته فاطمة بنت الخطاب، وعلى يَدِها أسلم عمر. وهاجر، وآخى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أبي بن كعب. ولم يشهد بدراً على الصحيح، لأنه كان هو وطلحة قد بَعَثَهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ناحيةِ الشام يتَحسَّسان أخبارَ العِير، فوقعت الوقعةُ في غيبتهما، فضرب لهما سهمهما وأجْرهما، وشهد ما بعدها، وكان ممن افتتح الشامَ ودمشقَ وما معها، واليرموكَ. وكانت وفاتُه سنةَ خمسين، وقيل: ثمان وخمسين، وهو بعيد. وَولِيَ غَسْلَه وكَفَنَه عبد الله بن عمر، قيل: وسعد بن أبي وقاص، وأما الذي صلى عليه فابنُ عمر لا محالة، وكان لسعيد بن زيد من العمر إذ ذاك فوق السبعين، ودُفِنَ بالعقيق، وقيل بالمدينة. فرحمه الله ورضي عنه. "جامع المسانيد والسنن" 2/الورقة 209، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/124- 143. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 1625 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ " (1) 1626 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمير: هو اللخمي الكوفي المعروف بالقفطي، قال الحافظ في "مقدمة الفتح" ص 422: احتج به الجماعة، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات، وإنما عيب عليه أنه تغير حفظُه لكبر سنه، لأنه عاش مئة وثلاث سنين. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/88 عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2049) (157) و (162) ، والنسائي في "الكبرى" (6668) و (7564) و (7565) ، وأبو يعلى (961) و (967) ، وأبو عوانة 5/400 و401 و402، والشاشي (187) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. وسيأتي برقم (1629) و (1632) و (1634) و (1635) و (1636) . والكمأة: هي فُطر من الفصيلة الكمئية، وهي أرضية تنتفخُ حاملاتٍ أبواغها، فتجتنى وتؤكل مطبوخة. وقوله:"من المَنِّ"، قال السندي: أي: من المنً الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل كما في رواية مسلم، قال ابنُ العربي: فأفاد أن المن لم يكن طعاماً واحداً كما يقوله المفسرون، وإنما كان أنواعاً، ومنه: الكمأة، وقيل: أراد أنه يخرج من الأرض بلا مَؤونة زَرْع كالمن كان يَنزِلُ من السماء، ويؤيدُه أنها من السلوى. وانظر"فتح الباري" 10/163-164. (2) في النسخ المطبوعة من "المسند" و (ق) : "عن عبد الملك بن عمير، عن عطاء بن السائب، عن عمرو بن حريث" بزيادة "عطاء بن السائب"، وجاءت هذه الزيادة أيضاً على حواشي (ظ 11) و (س) و (ص) ، وجاء على الصواب بحذف:"عن عطاء بن= الحديث: 1625 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ " (1) 1627 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ السَّلْوَى، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ " (2)   = السائب" في أصولنا الخطية، وفي "جامع المسانيد والسنن" 2/الورقة 111، و"أطراف المسند" 1/الورقة 82، ومصادر التخريج. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر ما قبله. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الحميدي (81) ، ومسلم (2049) (161) ، وابن ماجه (3454) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (227) ، وأبو يعلى (965) ، وأبو عوانة 5/400 و401، وابن أبي حاتم في "التفسير" (555) ، والبيهقي 9/245 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد قلت: وأخرجه البخاري عن أبي نعيم عن سفيان به مثله، وانظر "الفتح" 8: 163 رقم (4478) . (2) صحيح، وأخرجه الطبراني (3470) من طريق مسدد، عن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وهذا الحديث تفرد به عبد الوارث بن سعيد والد عبد الصمد عن عطاء بن السائب، وهو خطأ، أخطأ فيه عطاء بن السائب إذ كان قد اختلط، ورواية عبد الوارث عنه بعد اختلاطه، وحديث سعيد بن زيد هو الصواب. قلنا: وحريث- وهو ابن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي- صحابي ترجم له الإمام البخاري في "تاريخه" 3/69، فقال: حريث المخزومي القرشي عداده في الكوفيين يختلفون فيه، ثم أورد له هذا الحديث عن مسدد، عن عبد الوارث ... وترجم له ابن عبد البر في "الاستيعاب" وقال: حمل ابنه عمرو بن الحريث إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فدعا له، ثم أشار إلى هذا الحديث، وترجم له الحافظ في "الإصابة" 1/321 وأورد له حديثين آخرين من صحيح أبي عوانة ومن كتاب ابن أبي خيثمة، ثم أورد الحديث الذي هنا عن مسند فسدد، ثم نقل عن ابن السكن قوله: لعل عبد الوارث أخطأ= الحديث: 1627 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 1628 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: هَذَا حَفِظْنَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (1)   = فيه، وقول الدارقطني في "الأفراد": تفرد به عبد الوارث، ولا يعلم لحريث صحبة ولا رواية، وإنما رواه عمرو بن حريث عن سعيد بن زيد، وقال ابن منده: حديث سعيد هو الصواب، ثم قال الحافظ: قلت: الاعتماد في صحبته على الخبر الأول والثاني. وهذا من الحافظ إقرار بإعلال حديث الباب، لكن الخطأ ينبغي أن يُعصب بعطاء بن السائب لا بعبد الوارث، فإن رواية عبد الوارث عنه بعدَ اختلاطه. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ طلحة بن عبد الله بن عوف فمن رجال البخاري. سفيان: هو ابن عيينة. وسيأتي هذا الحديثُ برقم (1639) من طريق معمر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن عبد الرحمن بن سهل عن سعيد بن زيد. فزاد في الإسناد بين طلحة وبين سعيد بن زيد عبد الرحمن بن سهل. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/104: وقد أسقط بعض أصحاب الزهري- في روايتهم عنه هذا الحديث- عبد الرحمن بن عمرو بن سهل وجعلوه من رواية طلحة عن سعيد بن زيد نفسه، وفي مسند أحمد وأبي يعلى وصحيح ابن خزيمة من طريق ابن إسحاق حدثني الزهري عن طلحة بن عبد الله قال: أتتني أروى بنتُ أويس في نفر من قريش فيهم عبد الرحمن بن سهل فقالت: إن سعيداً فذكر الحديثَ. ويُمكن الجمع بين الروايتين بأن يكونَ طلحة سمع هذا الحديثَ من سعيد بن زيد، وثبته فيه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، فلذلك كان ربما أدخله في السند، وربما حذفه، والله أعلم. وأخرجه عبدُ الرزاق (18565) ، والحميدي (83) ، وابنُ أبي شيبة 9/456، وابن ماجه (2580) ، والنسائي 7/115، وأبو يعلى (949) و (953) ، والشاشي (204) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (664) ، وابن حبان (3194) ، والبيهقي 3/266 من طرقٍ عن ابن عُيينة، بهذا الإسناد، وبعضهم يقتصر على الشطر الأول. = الحديث: 1628 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 173 1629 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ (1) كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ يُدْعَى سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، فَحَيَّاهُ الْمُغِيرَةُ وَأَجْلَسَهُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ عَلَى السَّرِيرِ. فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةَ، فَسَبَّ وَسَبَّ، فَقَالَ: مَنْ يَسُبُّ هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ قَالَ: يَسُبُّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: يَا مُغِيرَ بْنَ شُعْبَ، يَا مُغِيرَ بْنَ شُعْبَ ثَلاثًا، أَلا أَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَبُّونَ عِنْدَكَ؟ لَا تُنْكِرُ وَلا تُغَيِّرُ، فَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَا سَمِعَتِ أذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنِّي لَمْ أَكُنِ أرْوِي عَنْهُ كَذِبًا يَسْأَلُنِي عَنْهُ إِذَا لَقِيتُهُ، أَنَّهُ قَالَ: " أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ، وَتَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ " لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ، قَالَ: فَضَجَّ أَهْلُ الْمَسْجِدِ يُنَاشِدُونَهُ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنِ التَّاسِعُ؟ قَالَ: نَاشَدْتُمُونِي بِاللهِ، وَاللهِ عَظِيمِ (2) أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ   = وأخرجه الشاشي (520) من طريق عبد الرحمن السراج، عن الزهري، به. وأخرجه الطيالسي (239) عن ابنِ أبي ذئب، عن محمد بن زيد بن قنفذ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن سعيد بن زيد، به بالشطر الأول. وأخرجه الشاشي (218) من طريق ابن أبي ذئب، عن محمد بن زيد، عن رجل سماه، عن سعيد بن زيد، به. وسيأتي برقم (1642) و (1652) و (1653) ، وانظر (1633) . (1) تحرف في (م) إلى: "رباح بن الحارث بن المغيرة، أن شعبة". (2) في النسخ المطبوعة: "والله العظيم". الحديث: 1629 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْعَاشِرُ، ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ يَمِينًا، قَالَ: وَاللهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ يُغَبِّرُ فِيهِ وَجْهَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ. وَلَوْ عُمِّرَ عُمُرَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ (1) 1630 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: قَالَ مَنْصُورٌ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَقَالَ مَرَّةً: حُصَيْنٌ، عَنِ ابْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " اسْكُنْ حِرَاءُ، فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ "، قَالَ: وَعَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ (2)   (1) إسناده صحيح. يحيى بن سعيد: هو القطان. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/95-96 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابن أبي عاصم في "السنة" (1433) ، والنسائي في "الكبرى" (8193) من طريق يحيى بن سعيد، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/12-13 و42، وأبو داود (4650) ، وابن ماجه (133) ، وابن أبي عاصم (1434) و (1435) ، وعبدُ الله بن الإمام أحمد في "زوائد الفضائل" (90) و (91) ، والنسائي في "الكبرى" (8219) ، والشاشي (216) من طريق صدقة بن المثنى، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه ابنُ أبي عاصم (1436) عن يعقوب بنِ يحيى، عن صدقة، عن رياح، عن جدَه، عن سعيد بنِ زيد، به. وانظر (1631) ، وفي مسند عبد الرحمن بن عوف (1675) . (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ هلال بنِ يساف، فمن رجال= الحديث: 1630 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =مسلم، وقد جزم البخاري في "تاريخه" 8/202 بأنه أدرك علياً، وسمع أبا مسعود البدري الأنصاري، وأبو مسعود مات سنة 40هـ. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: فأن يكونَ سمع سعيدَ بن زيد أولى، َ فإنه مات سنة 50هـ أو 51هـ، ولكنه اختلف عليه في هذا الحديثِ كما ترى، والظاهر أنه سمعه من ابنِ ظالم عن سعيد، وابن ظالم- واسمه عبد الله التميمي المازني- حديثه عند أصحاب السنن، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه العجلي. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وحصين: هو ابنُ عبد الرحمن السلمي، ومنصورة هو ابن المعتمر. وأخرجه الشاشي (209) من طريق قبيصة، عن سفيان، عن منصور، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 3/316-317 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1425) ، وعبد الله في "زوائد الفضائل" (84) و (254) ، والنسائي في "الكبرى" (8192) و (8206) ، والشاشي (214) من طريق سفيان، عن منصور، عن هلال، عن فلان بنِ حيان، عن عبد الله بنِ ظالم، عن سعيد بن زيد، به. وأخرجه عبد الله (83) ، والشاشي (213) ، والدارقطنى في "العلل" 4/412 من طريق سفيان، عن منصور، عن هلال، عن حيان بن غالب، عن سعيد بنِ زيد، به. وأخرجه الدارقطني 4/413 من طريق مسدد، عن يحيى، عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن رجل، عن سعيد، به. وأخرجه الشاشي (199) من طريق أبي الأحوص، عن حصين ومنصور، عن هلال، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بنِ زيد، به. وأخرجه ابَنُ أبي عاصم في "السنة" (1426) من طريق أبي الأحوص، عن منصورٍ، عن هلال، عن عبد الله، عن سعيد بنِ زيد، به. وأخرجه الطيالسي (235) ، والحميدي (84) ، وابن أبي شيبة 12/14، وأبو داود (4648) ، والترمذي (3757) ، وابن أبي عاصم (1427) ، وعبد الله في "زوائد= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 1631 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: خَطَبَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ " وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْعَاشِرَ (1)   = الفضائل" (81) ، والنسائي في "الكبرى" (8190) و (8191) و (8208) ، وأبو يعلى (969) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/268، والشاشي (197) و (212) ، وابن حبان (6996) ، والحاكم 3/450-451، والبغوي (3927) من طرق عن حصين، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه الشاشي (193) و (198) و (199) و (200) و (211) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2241، وأبو نعيم في "الحلية" 5/25 من طريق محمد بن طلحة بن مصرف، عن أبيه، عن هلال، عن سعيد بن زيد قال: أتأمروني بسب إخواني وقد غفر الله لهم، ثم ذكر أنه كان مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حراء فتحرك ... فذكر نحوه. وأخرجه الطبراني (356) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (337) من طريق عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل، وابن سعد 3/383 من طريق سالم بن أبي الجعد، وأبو يعلي (970) من طريق عاصم عن زر، وأخرجه أبونعيم في "الحلية" 4/341 من طريق أبي إسحاق، أربعتهم عن سعيد بنِ زيد، به، واقتصر أبو إسحاق في حديثه على الخلفاء الأربعة. وسيأتي برقم (1638) و (1644) و (1645) . (1) إسناده حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن الأخنس روى عنه اثنان، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ الحر بن الصياح، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 12/88 و90 و92 و94، وابنُ أبي عاصم في = الحديث: 1631 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 1632 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " الْكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ " (1) 1633 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَنْ أخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا، طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ " قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (2)   = "السنة" (1429) ، والنسائي في "الكبرى" (8210) ، وأبو يعلى (971) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (236) ، وأبو داود (4649) ، وابن أبي عاصم (1430) و (1431) ، والشاشي (190) و (191) و (210) ، وابن حبان (6993) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/15، والنسائي في "الكبرى" (8156) و (8204) ، والشاشي (192) و (194) و (195) من طريق الحر بن الصياح، به. وأخرجه الشاشي (225) من طريق حنش بن الحارث، عن الحر بن الصياح، عن سعيد بنِ زيد. وسيأتي برقم (1637) . وقوله في هذا الحديث" أن المغيرة نال من على"، مخالف لما تقدم بإسناد صحيح برقم (1629) من أن رجلاً آخر نال منه عند المغيرة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2049) (157) ، والترمذي (2067) من طريق عمر بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1625) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابنُ سعيد القَطان، وهشام: هو ابنُ عروة، وابن نمير: هو عبد الله. = الحديث: 1632 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 1634 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي يَدِهِ كَمْأَةٌ، فَقَالَ: " تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ هَذَا مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ " (1) 1635 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، قَالَ:   = وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (565) من طريق أحمد بنِ حنبل، عن ابنِ نميرٍ وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (221) من طريق عبدِ الله بن نمير، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/565، ومسلم (1610) (140) من طريق يحيى بن أبي زائدة، به. وأخرجه البخاري (3198) ، ومسلم (1610) (139) ، وأبو يعلي (952) و (962) ، والطبراني (342) ، والبيهقي 6/98، وأبو نعيم في "الحلية" 1/96 من طريق هشام بن عروة، به. وبعضهم يذكر فيه قصته مع أروى بنت أويس التي ستأتي برقم (1640) و (1642) . وأخرجه عبد الرزاق (19755) عن معمر، عن هشام بنِ كروة: أن امرأة خاصمت سعيدَ بن زيد ... فذكره. وأخرجه مسلم (1610) (138) ، وأبو يعلي (951) من طريق عمر بن محمد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، ومسلم (1610) (137) ، وأبو يعلى (959) ، والشاشي (203) ، والطبراني (355) ، والبيهقي 6/98 من طريق عباس بن سهل الساعدي، كلاهما عن سعيد بن زيد، به. وانظر (1628) و (1639) . (1) إسناده صحيح على شرطهما. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/89، والبخاري (4478) ، وأبو عوانة 5/401، والبغوي (2896) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1625) . الحديث: 1634 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 179 سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " الْكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلعَيْنِ " (1) 1636 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ شُعْبَةُ: لَمَّا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَكَمُ لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ (2) 1637 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ   (1) إسناده صحيح على شرطهما. وأخرجه البخاري (5708) ، ومسلم (2049) (158) ، والترمذي (2067) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (228) ، وأبو عوانة 5/399 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4639) ، والنسائي في "الكبرى" (6667) و (11188) ، وأبو عَوانة 5/399، والشاشي (189) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (564) من طرق عن شُعبة، به. وقد تقدم برقم (1625) . (2) إسناده صحيح على شرطهما. الحسن العرني: هو الحسن بنُ عبد الله العرني الكوفي. وأخرجه مسلم (2049) (158) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (229) ، والنسائي في "الكبرى" (11189) ، وأبو عوانة 5/399-400 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2049) (159) و (160) ، والنسائي في "الكبرى" (6666) و (7563) و (10988) ، وأبو يعلى (968) ، وأبو عوانة 5/400، والشاشي (188) من طرق عن مطرف، عن الحكم، به. وقد تقدم برقم (1625) . الحديث: 1636 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 الْحُرِّ بْنِ صَيَّاحٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَخْنَسِ، أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ خَطَبَ، فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: فَقَامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " رَسُولُ اللهِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ "، ثُمَّ قَالَ: إِنْ شِئْتُمِ أخْبَرْتُكُمْ بِالْعَاشِرِ، ثُمَّ ذَكَرَ نَفْسَهُ (1) 1638 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ، قَالَ: خَطَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ، فَخَرَجَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ: أَلا تَعْجَبُ مِنْ هَذَا يَسُبُّ عَلِيًّا؟ . أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّا كُنَّا عَلَى حِرَاءٍ - أَوْ أُحُدٍ -، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْبُتْ حِرَاءُ - أَوْ أُحُدُ - فَإِنَّمَا عَلَيْكَ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ "، فَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَةَ فَسَمَّى: " أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيًّا، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَمَّى نَفْسَهُ سَعِيدًا " (2)   (1) إسناده حسن في المتابعات. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1428) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3757) من طريق حجاج بن محمد المصيصي الأعور، به. وقد تقدم برقم (1631) . (2) في (م) و (س) و (ص) : سعيداً. والحديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد= الحديث: 1638 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 1639 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ سَرَقَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ زَادَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: " وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " (1) 1640 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = الله بن ظالم، فقد روى له أصحاب السنن، وروى عنه جمع، ووثقه ابن حبان والعجلي. وأخرجه الطيالسي (235) ، وابن ماجه (134) ، والنسائي في "الكبرى" (8205) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1630) ، وانظر (1631) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن سهل- وهو عبد الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاري المدني- فمن رجال البخاري. وأخرجه عبد بن حميد (105) ، والترمذي (1418) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (230) ، وابن الجارود (1019) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (663) ، وابن حبان (3195) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقول معمر:"وبلغني عن الزهري ... " ليس عند أحد منهم إلا الترمذي وابن حبان. وأخرجه الخرائطي (660) و (665) من طريقين عن الزهري، به. وأخرجه أبو يعلى (954) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/96 من طريق ابن عمر عن سعيد بن زيد بنحوه. وسيأتي برقم (1641) و (1643) و (1646) ، وتقدم برقم (1628) من طريق الزهري عن طلحة عن سعيد بن زيد، به، وانظر (1642) . الحديث: 1639 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 أَنَّ مَرْوَانَ، قَالَ: اذْهَبُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَ هَذَيْنِ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ وَأَرْوَى، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَتُرَوْنِي أَخَذْتُ مِنْ حَقِّهَا شَيْئًا؟ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنِ أخَذَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ. وَمَنْ تَوَلَّى مَوْلَى قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ. وَمَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينٍ، فَلا بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيه " (1) 1641 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا، فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (2)   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن- وهو خال ابن أبي ذئب- فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق ليس به بأس. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه أبو يعلى (955) ، والشاشي (219) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (237) و (238) و (240) ، وابن أبي شيبة 5/7-6 و8/726، والشاشي (222) من طريق ابن أبي ذئب، به. وهو عند الشاشي بتمامه وعند الباقين مقطعا. وسيتكرر برقم (1649) ، وانظر (1642) . وقصة أروى مع سعيد بن زيد جاءت من طرق أخرى عند الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (661) ، والشاشي (223) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/96 و97. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عبد الرحمن بن عمرو بن سهل من رجال البخاري، وباقي الى حند من رجال الشيخين. شعيب: هو ابن أبي حمزة، وأبو اليمان: هو الحكم بن نافع. وأخرجه البخاري (2452) ، والبيهقي 6/98 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. = الحديث: 1641 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 1642 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: أَتَتْنِي أَرْوَى بِنْتُ أُوَيْسٍ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ، فَقَالَتْ: إِنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ قَدِ انْتَقَصَ مِنْ أَرْضِي إِلَى أَرْضِهِ مَا لَيْسَ لَهُ، وَقَدِ أحْبَبْتُ أَنْ تَأْتُوهُ فَتُكَلِّمُوهُ، قَالَ: فَرَكِبْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ بِأَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ، فَلَمَّا رَآنَا قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي جَاءَ بِكُمْ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنِ أخَذَ مِنَ الأَرْضِ مَا لَيْسَ لَهُ، طُوِّقَهُ إِلَى السَّابِعَةِ مِنَ الأَرْضِين يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ " (1) 1643 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا فَإِنَّهُ، يُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (2)   = وأخرجه الدارمي (2606) من طريق شعيب، به. وقد تقدم برقم (1639) . (1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق روى له أصحاب السنن، وعلق له البخاري، وروى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند أبي يعلى فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (950) ، والشاشي (224) من طريق يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/115-116 من طريق ابن إسحاق به، واقتصر على قوله: "من قثل دون ماله فهو شهيد". وقد تقدم برقم (1628) ، وانظر (1640) . وأروى بنت أويس: هي التي دعا عليها سعيد بن زيد إذ كذبت في دعواها عليه أن يعمى بصرها ... (2) إسناده قوي، بقية بن الوليد صرح بالتحديث وهو متابع. الزبيدي: هو محمد بن = الحديث: 1642 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 1644 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ حُصَيْنٌ: أَخْبَرَنَا عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ الْمَازِنِيِّ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ مُعَاوِيَةُ مِنَ الْكُوفَةِ، اسْتَعْمَلَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، قَالَ: فَأَقَامَ خُطَبَاءَ يَقَعُونَ فِي عَلِيٍّ، قَالَ: وَأَنَا إِلَى جَنْبِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: فَغَضِبَ فَقَامَ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَتَبِعْتُهُ فَقَالَ: أَلا تَرَى إِلَى هَذَا الرَّجُلِ الظَّالِمِ لِنَفْسِهِ الَّذِي يَأْمُرُ بِلَعْنِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَأَشْهَدُ عَلَى التِّسْعَةِ أَنَّهُمْ فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى الْعَاشِرِ لَمْ آثَمْ، قَالَ قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْبُتْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ "، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَنِ العَاشِرُ؟ قَالَ: قَالَ: أَنَا (1) 1645 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ التَّمِيمِِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا، مِنْ أَهْلِ   = الوليد بن عامر الحمصي القاضي، كان أعلم أهل الشام بالفتوى والحديث، وهو عند ابن معين أثبت من سفيان بن عيينة في الرواة عن الزهري. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (566) من طريق بقية، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1639) . (1) إسناده حسن. حصين: هو ابن عبد الرحمن. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/96 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1630) . الحديث: 1644 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 الْجَنَّةِ قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: هُوَ فِي التِّسْعَةِ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الْعَاشِرَ سَمَّيْتُهُ، قَالَ: اهْتَزَّ حِرَاءٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْبُتْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ " قَالَ: " رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَعُثْمَانُ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَسَعْدٌ "، وَأَنَا - يَعْنِي سَعِيدٌ نَفْسَهُ (1) 1646 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ (2) ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ ظَلَمَ مِنَ الأَرْضِ شَيْئًا، فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ فِي سَبْعِ أَرَضِينَ " (3) 1647 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، أَخْبَرَنِي مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ   (1) إسناده حسن. زائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه الشاشي (196) من طريق زائدة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1630) . (2) كذا في (ظ 11) و (ب) و (ح) ، وهو الصواب، وفي (م) و (س) : حدثنا يونس أو أبو أويس. (3) إسناده حسن، أبو أويس: هو عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك الأصبحي المدني والد إسماعيل بن أبي أويس ابن عم الإمام مالك، وزوج أخته، وهو حسنُ الحديث إلا عند المخالفة، وروى له مسلم وأصحاب السنن. وأخرجه أبو يعلي (956) ، والشاشي (229) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الخرائطى في "مساوئ الأخلاق" (661) من طريق يونس، عن الزهري، مرسلاً بذكر القصة، وقد تقدم برقم (1639) . الحديث: 1646 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 186 الْمُظْلِمِ، أُرَاهُ قَالَ: " قَدْ يَذْهَبُ فِيهَا النَّاسُ، أَسْرَعَ ذَهَابٍ " قَالَ: فَقِيلَ: أَكُلُّهُمْ هَالِكٌ أَمْ بَعْضُهُمْ؟ قَالَ: " حَسْبُهُمْ - أَوْ بِحَسْبِهِمْ - الْقَتْلُ " (1) 1648 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ هُوَ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَمَرَّ بِهِمَا زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَدَعَوَاهُ إِلَى سُفْرَةٍ لَهُمَا، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ، قَالَ: فَمَا رُئِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْدَ ذَلِكَ أَكَلَ شَيْئًا مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ. قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا قَدْ رَأَيْتَ وَبَلَغَكَ، وَلَوْ أَدْرَكَكَ لآمَنَ بِكَ وَاتَّبَعَكَ، فَاسْتَغْفِرْ لَهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَأَسْتَغْفِرُ لَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ " (2)   (1) إسناده حسن، عبدُ الله بنُ ظالم روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ هلال بنِ يساف، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطبراني (349) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي عاصم (1492) ، والطبراني (349) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، به. وأخرجه الطبراني (348) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن هلال، به. وأخرجه الطبراني أيضا (346) من طريق سفيان، عن منصور، عن هلال، به. وأخرجه ابن أبي عاصم (1491) ، والنسائي في "الكبرى" (8206) ، والطبراني (347) من طريق سفيان، عن منصور، عن هلال، عن فلان بن حيان، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بنِ زيد، به. ووقع في المطبوع من "السنة" لابن أبي عاصم: "هلال بن حيان". ورواه أبو داود (4277) من طريق منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد. (2) إسناده ضعيف، المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله- قد اختلط،= الحديث: 1648 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 1649 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ لَنَا مَرْوَانُ: انْطَلِقُوا، فَأَصْلِحُوا بَيْنَ هَذَيْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَأَرْوَى بِنْتِ أُوَيْسٍ، فَأَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ، فَقَالَ: أَتُرَوْنَ أَنِّي قَدِ انْتَقََصْتُ مِنْ حَقِّهَا شَيْئًا؟ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ أخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَمَنِ اقْتَطَعَ مَالَ أَخِيهِ بِيَمِينِهِ، فَلا بَارَكَ اللهُ لَهُ فِيهِ " (1)   = ويزيد- وهو ابن هارون- روى عنه بعد الاختلاط، ونفيل بن هشام وكذا أبوه لم يوثقهما غيرُ ابن حبان. وأخرجه الطيالسي (234) ، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/123-124، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (568) ، وأخرجه الطبراني (350) من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن المسعودي، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/417، ونسبه لأحمد وقال: وفيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله ثقات! ومعنى الحديث سيرد برقم (5369) من حديث ابن عمر بإسناد صحيح. قال ابن الجوزي في "زاد المسير" 2/283 في تفسير قوله تعالى: (وما ذُبِحَ على النُّصُب) : في النصب قولان: أحدهما: أنها أصنام تنصب، فتعبد من دون الله قاله ابن عباس والفراء والزجاج، فعلى هذا القول يكون المعنى: وما ذبح على اسم النصب، وقيل: لأجلها، فتكون"على" بمعنى اللام، وهما يتعاقبان في الكلام، كقوله: (فَسَلام لك) ، أي: عليك، وقوله: (وإن أسأتمْ فلها) 0 والثاني: أنها حجارة كانوا يذبحون عليها، ويُشرحون اللحم عليها ويعظمونها، وهو قولُ ابن جريج. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ الحارث بن عبد الرحمن، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق. وهو مكرر (1640) . الحديث: 1649 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 1650 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَقَاسَمْتُ أَخِي، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُبَارَكُ فِي ثَمَنِ أَرْضٍ، وَلا دَارٍ لَا يُجْعَلُ فِي أَرْضٍ وَلا دَارٍ " (1) 1651 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ: " لُقْمَانَ كَانَ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ، لَا تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِتُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ تُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، وَتُرَائِيَ بِهِ فِي الْمَجَالِسِ " فَذَكَرَهُ   (1) إسناده ضعيف، قيس بن الربيع: هو الأسدي، لينه أحمدُ وأبو زرعة، وقال أحمد: روى أحاديث منكرة، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يُكتب حديثه ولا يُحتج به، وقال في "التقريب": صدوق تغير لما كَبِرَ، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، فحدث به. عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان القرشي المخزومي صحابي صغير، وكانت سنه حين توفي رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنتي عشرة سنة. وسيأتي في مسند سعيد بن حريث 3/467 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عُمير، عن عمرو بن حريث، قال: سمعتُ أخَي سعيد بن حريث قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من باع عقاراً كان قمناً أن لا يُبارك له إلا أن يجعله في مثلِه أو غيره". وإسماعيل بن إبراهيم ضعيف، وعد الذهبي في "الميزان" 1/212 هذا الحديث من مناكيره. وفي الباب عن حُذيفة مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح، بلفظ: "من باع داراً ولم يجعل ثمنها في مثلِها لم يُبَارَكْ له فيها" أخرجه الطيالسي (422) و (423) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/327 - 328، وابنُ ماجه (2491) ، وابنُ عدي 7/2623، والبيهقي 6/33-34. الحديث: 1650 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 وَقَالَ: حَدَّثَنَا نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَإِنَّ هَذِهِ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ قَطَعَهَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " (1) 1652 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " (2)   (1) قولُ لقمان بلاغ، فهو منقطع، وأما القسم المرفوع، فإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ نوفل بن مساحق، فقد روى له أبو داود وهو ثقة. وأبو اليمان: هو الحكم بن تافع. وأخرجه أبو داود (4876) ، والشاشي (205) و (208) و (230) ، والطبراني (357) ، والحاكم 4/157، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6710) من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد، بالقسم المرفوع منه، وبعضهم يرويه مختصراً. قوله؟ "من أربى الربا"، قال السندي: الربا: الزيادة والارتفاع، أي: من أفحش الزيادة، وأقبح الارتفاع وأشنعه، والارتفاع على أخيه: استطالة اللسان في عِرْضِه من غير استحقاقه لذلك بأن يكون فاسقاً ظاهر الفسق مثلاً، وفي "مجمع البحار": هي- أي الاستطالة- أن يتناول منه أكثر مما يستحقه، شبه أخذ العِرْض أكثر بأخذ المال أكثر، فجعله زيادة وفضلة، لأنه أكثر مَضرةً وأشدُّ فساداً، وقوله: "بغير حق" تنبيه على جوازها بحق. انتهى، قيل: والاستطالة في العرض احتقاره، والترفع عليه، والوقيعة فيه. وقوله: "شجنة من الرحمن" قال ابن الأثير: أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازاً واتساعا، وأصل الشجنة بالكسر والضم شعبة في غصن من غصون الشجرة. (2) إسناده قوي، سليمان بن داود الهاشمي ثقة جليل، روى له أصحاب السنن،= الحديث: 1652 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 1653 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) 1654 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ، عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ، احْمَدُوا اللهَ الَّذِي رَفَعَ عَنْكُمُ الْعُشُورََ " (2)   = ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح غير أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه ابن معين، وعبد الله بن أحمد. وأخرجه أبو داود (4772) ، والنسائي 7/116، والشاشي (217) من طريق سليمان بن داود، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (233) ، والبيهقي 3/266 و8/335، والقضاعي في "مسند الشهاب" (341) و (342) و (343) من طريق إبراهيم بن سعد، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقد تقدم برقم (1628) . (1) إسناده قوي. وأخرجه عبد بن حميد (106) ، والترمذي (1421) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1628) . (2) إسناده ضعيف، إبراهيم بن المهاجر لين الحديث، والراوي عن عمرو بن حريث لا يُعرف. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/197 عن الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (901) ، وأبو يعلى (964) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/31 من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير، عن إسرائيل، به. وأخرجه الطحاوي 2/30 من طريق ابن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن إبراهيم، عن عمرو بن حريث، عن سعيد بن زيد، به! الحديث: 1653 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 مُسْنَدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   (1) هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زُهْرة بن كِلاب بن مرة بن كعب بن لُؤي بن غالب القرشي أبو محمد الزُّهْري. أسلم قديماً، حيث لم يكن المؤمنون سوى ثمانيةٍ به، وكان إسلامه على يدِ أبي بكر قبل دار الارقم بن أبي الأرقم. وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى مكة، ثم إلى المدينة. وشهد بدراً وأحداً وما بعد ذلك مِن المشاهد كُلها. وأبلى يوم أحد بلاء حسناً، وجرح يومئذ عشرين جراحة، منها واحد في رجله فعرج منها وهتم في ثنيته فسقطتا وقد كانتا قبل ذلك يجرحان شفتيه من طولهما. وكان أحدَ العشرة المشهود لهم بالجنة. وكان أحدَ الثمانية الذين لم يكن أسلم أحد قبلَهم. وأحدَ الستة أصحاب الشورى، ثم خلص الأمر إلى ثلاثة منهم، فكان أحدهم، ثم فوض إليه عثمان وعلي لينظر أصلَحَهما للامة، فمكث ثلاث ليال بأيامها يُشاور الناسَ ويستشيرهم حتى سأل النساءَ وذوات الخدور والصبيان في المكاتب، فلم يرهم يعدِلون بعثمان أحداً، فبايعه وقدمه على علي، فبايعه المسلمون أجمعون وعلي معهم، رضي الله عنه وعنهم. وقد تصدق في وقتٍ بأربعينَ ألف دينار، وفي وقتٍ بأربع مئة راحلة بما عليها من المتاجر والبضائع، وجهز خمس مئة فارس في سبيل الله، ثم ألفاً وخمس مئة راجل، ومع= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 1655 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " شَهِدْتُ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ مَعَ عُمُومَتِي وَأَنَا غُلامٌ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي أَنْكُثُهُ " (1)   = هذا خلف مالاً جزيلاً، ورث كل امرأة من أربع بربع ثفنِهَا ثمانين ألفاً. هذا ولم يل عمالة قطُّ، وإنما كان من المتاجر والمغانم، وقد كان أول قدومه إلى المدينة فقيراً لا مال له، تزوج امرأة على وزن نواة من ذهب. وكانت وفاته سنة ثنتين وثلاثين عن خمس وسبعين سنة. "جامع المسانيد والسنن" 3/الورقة 125، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/68-92. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الرحمن بن إسحاق- وهو المدني- فقد أخرج حديثَه مسلم في الشواهد، ووثقه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وحكى الترمذي في "العلل" 1/478 أن البخاري قد وثقه، وتكلم فيه بعضهم، وقال أحمد: أما ما كتبنا من حديثه فصحيح. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1610، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (495) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1000) ، وأبو يعلى (845) ، والبيهقي 6/366 من طريق بشر بن المفضل، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (222) من طريق خالد الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وأخرجه أبو يعلى (844) من طريق خالد، عن ابنِ إسحاق، عن محمد بن جبير، عن عبد الرحمن بن عوف، به. وسيأتي برقم (1676) . وحلف المطيبين، قال السندي: حَلف عبد مناف وأسد وزهْرة وتيم في المسجد عند الكعبة على أن لا يتخاذلوا، ويَنصروا المظلوم، ويصلوا الرحِمَ، ونحو ذلك، فأخرجت= الحديث: 1655 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 قَالَ الزُّهْرِيُّ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يُصِبِ الْإِسْلامُ حِلْفًا إِلا زَادَهُ شِدَّةً، وَلا حِلْفَ فِي الْإِسْلامِ "، وَقَدْ أَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ قُرَيْشٍ، وَالْأَنْصَارِ (1) 1656 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا غُلامُ هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ: إِذَا شَكَّ الرَّجُلُ فِي صَلاتِهِ مَاذَا يَصْنَعُ؟ قَالَ: فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذِ اقْبَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ: فِيمَ أَنْتُمَا؟   = بنو عبد مناف جَفْنة مملوءة طيباً، فوضعتها لأحلافهم، ثم غَمَس القوم أيديَهم فيها وتعاقدوا، فسُموا المطيبين، وتعاقدت بنو عبد الدار وجمَحُ ومخزوم وعدِي وكعب وسَهْم حِلفاً آخرَ مؤكداً، فَسُموا الأحلافَ لذلك، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأحلاف. (1) هذا مرسل، وقد ورد معناه في أحاديث موصولة صحيحة، منها حديثُ جبير بن مطعم عند مسلم (2530) ، وسيأتي في "المسند" 4/83، وحديث ابن عباس وسيأتي في "المسند" برقم (2911) ، وصححه ابن حبان (4370) ، وحديث قيس بن عاصم عند أحمد 5/61، وحديث أنس بن مالك عنده أيضاً 3/281. قال ابنُ الأثير في "النهاية": أصل الحلف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بَيْنَ القبائل والغارات، فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله: "لا حِلْفَ في الإسلام" وما كان منه في الجاهلية على نصر المظلوم، وصلة الارحام، كحلف المطيبين وماجرى مجراه، فذلك الذي قال فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة"، يريد من المعاقدة على الخبر ونصرة الحق، وبذلك يجتمع الحديثان. الحديث: 1656 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 فَقَالَ عُمَرُ: سَأَلْتُ هَذَا الْغُلامَ: هَلْ سَمِعَ (1) مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِذَا شَكَّ الرَّجُلُ فِي صَلاتِهِ مَاذَا يَصْنَعُ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ أَوَاحِدَةً صَلَّى أَمْ ثِنْتَيْنِ؟ فَلْيَجْعَلْهَا وَاحِدَةً، وَإِذَا لَمْ يَدْرِ ثِنْتَيْنِ صَلَّى أَمْ ثَلاثًا؟ فَلْيَجْعَلْهَا ثِنْتَيْنِ، وَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَثَلاثًا صَلَّى أَمِ ارْبَعًا؟ فَلْيَجْعَلْهَا ثَلاثًا، ثُمَّ يَسْجُدِ اذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ سَجْدَتَيْنِ " (2)   (1) في (م) و (ق) و (ص) : سمعت. (2) حسن لغيره، محمد بن إسحاق صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث عند أبي يعلى، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مكحول- وهو أبو عبد الله الشامي- فمن رجال مسلم. كريب: هو ابن أبي مسلم أبو محمد المدني مولى ابن عباس. قال الحافظ في "التلخيص" 2/5 بعد أن نسبه للترمذي وابن ماجه: وهو معلول، فإنه من رواية ابن إسحاق، عن مكحول، عن كريب، وقد رواه أحمد في "مسنده" (1677) عن ابن عُلية، عن ابن إسحاق، عن مكحول مرسلا، قال ابنُ إسحاق: فلقيتُ حسين بن عبد الله، فقال لي: هل أسنده لك؟ قلتُ: لا، فقال: لكن حدثني أن كريباً حدثه به، وحسين ضعيف جداً، ورواه إسحاق بن راهويه والهيثم بن كليب في "مسنديهما" من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس مختصراً: "إذا كان أحدكم في شَك من النقصان في صلاته، فليصل حتى يكون في شك من الزيادة" وفي إسنادهما إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف، وتابعه بحر بن كنيز السقاء فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/257-260، وذكر الاختلاف فيه أيضاً على ابن إسحاق في الوصل والإرسال، وذكر أن إسحاق بن بهلول رواه عن عمار بن سلام، عن محمد بن يزيد الواسطي، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، وهو وهم، ورواه إسماعيل بن هود، عن محمد بن يزيد، عن ابنِ إسحاق، عن الزهري وهو وهم أيضاً، فقد رواه أحمد (1869) عن محمد بن يزيد، عن إسماعيل بن مسلم، عن الزهري، وهو الصواب، فرجع الحديث إلى إسماعيل وهو ضعيف. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 1657 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ بَجَالَةَ، يَقُولُ: كُنْتُ كَاتِبًا لِجَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ - عَمِّ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ - فَأَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ: أَنِ اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَسَاحِرَةٍ - وَفَرِّقُوا بَيْنَ كُلِّ ذِي مَحْرَمٍ مِنَ الْمَجُوسِ، وَانْهَوْهُمْ عَنِ الزَّمْزَمَةِ، فَقَتَلْنَا ثَلاثَةَ سَوَاحِرَ، وَجَعَلْنَا نُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ حَرِيمَتِهِ فِي كِتَابِ اللهِ. وَصَنَعَ جَزْءٌ طَعَامًا كَثِيرًا، وَعَرَضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ، وَدَعَا الْمَجُوسَ، فَأَلْقَوْا وِقْرَ بَغْلٍ - أَوْ بَغْلَيْنِ - مِنْ وَرِقٍ وَأَكَلُوا مِنْ غَيْرِ زَمْزَمَةٍ، وَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ أَخَذَ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: قَبِلَ - الْجِزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ، حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ:   = وأخرجه الترمذي (398) ، والبزار (996) ، وأبو يعلى (839) ، والشاشي (234) من طريق إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وليس عند الترمذي والشاشي ذكر القصة، وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. وأخرجه ابنُ ماجه (1209) ، والطحاوي 1/433، والحاكم 1/324-325 والبيهقي 2/232 و339 من طريق محمد بن إسحاق، به، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي! وأخرجه بنحوه الدارقطني 1/370، وعنه الحاكم 1/324 من طريق عمار بن مطر، والبيهقي 2/232 من طريق عبد الله بن واقد، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، به. وأخرجه الدارقطني 1/370 من طريق ثور بن يزيد، عن مكحول، به. ولفظه: "من سها في ثلاثة أو أربعة، فليتم، فإن الزيادة خير من النقصان". وسيأتي برقم (1677) و (1689) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/72 و84 و87، وهو في "صحيح ابن حبان" (2663) . وعن ابن مسعود، وسيأتي في "المسند" (4174) ، وهو في "صحيح ابن حبان" (2656) . الحديث: 1657 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 196 أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ، (1) وقَالَ أًبي: وقَالَ سُفْيَانُ: حَجَّ بَجَالَةُ مَعَ مُصْعَبٍ سَنَةَ سَبْعِينَ 1658 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ: نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ الَّذِي تَقُومُ بِهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - وَقَالَ مَرَّةً: الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ - أَعَلِمْتُمِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّا لَا   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بجالة - وهو ابن عَبَدَةَ التميمي العنبري البصري- فمن رجال البخاري. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار، وجَزء بن معاوية: هو ابن حُصين بن عبادة التميمي السعدي عم الأحنف بن قيس وهو معدود في الصحابة، وكان عاملَ عمر على الأهواز، ووقع في رواية الترمذي أنه كان على مَناذر (وهي من قرى الأهواز) وذكر البلاذري أنه عاش إلى خلافة معاوية، وولي لِزياد بعضَ عمله. وأخرجه الطيالسي (225) ، والشافعي في "الرسالة" (1183) ، وعبد الرزاق (9973) و (19391) ، والحميدي (64) ، وأبو عبيد في "الأموال" (77) ، وابن أبي شيبة 12/243، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (123) ، والدارمي (2501) ، والبخاري (3156) و (3157) ، وأبو داود (3043) ، والترمذي (1587) وقال: حسن صحيح، والبزار (1060) ، والنسائي في "الكبرى" (8768) ، وابن الجارود (1105) ، وأبو يعلى (860) ، والشاشي (254) و (255) ، والبيهقي 8/247 - 248 و9/189، والبغوي (2750) من طريق سفيان بن عييِنة، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً. وأخرجه الترمذي (1586) وحسنه من طريق حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (1685) . والزمزمة: كلام يقوله المجوس عند أكلهم يصوت خفي. وقوله: حريمته في كتاب الله، يعني المحرمة عليهم في القرآن، وِقر بغل: أي حمل بغل. الحديث: 1658 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (1) 1659 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ يَصِلْهَا أَصِلْهُ، وَمَنْ يَقْطَعْهَا أَقْطَعْهُ، فَأَبُتَّهُ - أَوْ قَالَ: مَنْ يَبُتَّهَا أَبُتَّهُ " (2) 1660 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قُلْتُ: حَدِّثْنِي عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِيكَ، سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، قَالَ: نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (172) . (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عبد الله بن قارظ، فلم نقف له على ترجمة، وقد تابعه رداد الليثي، وسيأتي في المسند (1680) ، وقد اضطرب أصحاب يحيى عليه فيه، انظر "العلل" للدارقطني 4/295-296، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/498 بسند حسن، وصححه الحاكم 4/157 على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو يعلى (841) ، والخرائطي في "مساوئ الآخلاق" (263) ، والحاكم 4/157 من طِريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (252) من طريق هشام، به. وسيأتي برقم (1687) . الحديث: 1659 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 وَسَنَنْتُ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا (1) واحْتِسَابًا، خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (2) 1661 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ ابْنَ قَارِظٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ " (3)   (1) قوله: "إيماناً" سقط من النسخ المطبوعة. (2) إسناده ضعيف، النضر بن شيبان- وهو الحراني البصري-، قال ابنُ معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري في حديثه هذا: لم يصح، وحديث الزهري وغيره عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أصح، وسيأتي في المسند 2/232 وانظر ابن حبان (3432) ، وقال النسائي لما أخرج حديثه هذا: هذا خطأ والصواب حديث أبي سلمة عن أبي هريرة، وفي قول أبي سلمة: حدثني أبي، نظر، فقد جزم جماعة من الأئمة بأن أبا سلمة لم يصح سماعُه من أبيه. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وأخرجه الطيالسي (224) ، وعبدُ بن حميد (158) ، وابن ماجه (1328) ، والبزار (1048) ، والنسائي 4/158، وأبو يعلى (863) و (864) ، والشاشي (241) من طريق القاسم بن الفضل، بهذا الإسناد. ووقع في مسند الطيالسي تحريف يُستدرك من هنا. وسيأتي برقم (1688) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن قارظ: هو إبراهيم بن عبد الله بن قارظ. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/306 وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط". = الحديث: 1661 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 199 1662 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ نَخْلًا فَسَجَدَ، فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى خِفْتُ - أَوْ خَشِيتُ - أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ تَوَفَّاهُ - أَوْ قَبَضَهُ - قَالَ: فَجِئْتُ أَنْظُرُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " مَا لَكَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قال: فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ لِي: أَلا أُبَشِّرُكَ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لَكَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ " (1) 1663 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   = وله شاهد من حديث أبي هريرة عندَ ابن حبان (4163) ، وآخر من حديث أنس بن مالك عند البزار (1463) و (1473) ، وأبي نعيم في "الحلية" 6/308 وسنده ضعيف، وثالث عن عبد الرحمن بن حَسَنة نسبه الهيثمي في "المجمع" 4/306 إلى الطبراني، وسنده ضعيف أيضاً، فالحديث يتقوى بهذه الشواهد. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو الحويرث- واسمه عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث- فيه ضعف من قبل حفظه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن محمد بن جبير بن مطعم لا يصح سماعه من عبد الرحمن بن عوف. ليث: هو ابن سعد. وأخرجه الحاكم 1/222-223 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، والبيهقي 2/370-371 من طريق عبد الله بن الحكم وشعيب بن الليث، ثلاثتهم عن الليث، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرطهما ووافقه الذهبي! فوهما، وله طرق أخرى يأتي تخريجها تحت رقم (1664) . الحديث: 1662 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 200 خَارِجًا مِنَ المَسْجِدِ فَاتَّبَعْتُهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 1664 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ صَدَقَتِهِ فَدَخَلَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَخَرَّ سَاجِدًا، فَأَطَالَ السُّجُودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَبَضَ نَفْسَهُ فِيهَا، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ سَجَدْتَ سَجْدَةً خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَبَضَ نَفْسَكَ فِيهَا، فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَتَانِي فَبَشَّرَنِي، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَسَجَدْتُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شُكْرًا " (2)   (1) حسن لغيره، وهو مكرر ما قبله. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وأخرجه أبو يعلى (869) من طريق يونس، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (2) حسن لغيره، عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن لم يوثقه غير ابن حبان، ولا نخالُه سمع من جده عبد الرحمن بن عوف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وأخرجه عبد بن حميد (157) ، والحاكم 1/550، وعنه البيهقي 2/371 من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الواحد بن محمد، به. وأخرجه مختصراً إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (7) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عبد الواحد بن محمد، به. وقد تقدم برقم (1662) من طريق آخر. وله طريق ثالث عند أبي يعلى (847) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1555) من= الحديث: 1664 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 * 1665 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي سَفَرٍ، فَذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ، فَأَدْرَكَهُمْ وَقْتُ الصَّلاةِ، فَأَقَامُوا الصَّلاةَ فَتَقَدَّمَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ خَلْفَهُ رَكْعَةً، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: " أَصَبْتُمْ، - أَوْ: أَحْسَنْتُمْ " (1)   = طريق ابن أبي سندر الأسلمي، عن مولى لعبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن بن عوف، بنحوه. ورابع عند ابنِ أبي شيبة 11/506، وإسماعيل القاضي (10) ، والبزار (1006) ، وأبي يعلى (858) من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، به ولفظه: "سجدت شكراً فيما أبلاني من أمتي، من صلى علي من أمتي صلاةً كُتِبَتْ له عشرُ حسنات وحُط عنه عشر سيئات" وهذا لفظ ابن أبي شيبة، وهو مختصر. قوله:"فسجدتُ شكراً"، قال السندي: وقد أخذ الجمهور بسجود الشكر، ولا وجه لمن قال بخلافه، وفي "مختصر التاتارخانية" نقلاً عن "الحجة": قال أبو حنيفة: لا تجبُ سجدة الشكر، لأن النعَمَ كثيرة لا يمكن أن يسجد لكل نعمة، فيؤدي إلى تكليف ما لا يُطاق، ومحمد يقول: سجدة الشكر جائزة. قال صاحب "الحجة": عندي أن قول أبي حنيفة محمول على الإيجاب، وقول محمد محمول على الجواز والاستحباب، فيُعمل بهما، لا يجب لكل نعمة سجدة كما قال أبو حنيفة، لكنها غير خارجة عن حَد الاسثحباب، ثم قال: وعليه الفَتْوى. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، رشدين بن سعد ضعفه أحمدُ وابنُ معين وابن سعد الدارقطني وأبو داود ويعقوبُ بن سفيان والنسائي، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وفيه غفلة، ويُحدث بالمناكير عن الثقات ضعيف الحديث، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه. = الحديث: 1665 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 1666 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا كَانَ الْوَبَاءُ بِأَرْضٍ وَلَسْتَ بِهَا فَلا تَدْخُلْهَا، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتَ بِهَا فَلا تَخْرُجْ مِنْهَا " (1) 1667 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ قَوْمًا مِنَ الْعَرَبِ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَأَسْلَمُوا، وَأَصَابَهُمْ وَبَاءُ بِالْمَدِينَةِ حُمَّاهَا فَأُرْكِسُوا، فَخَرَجُوا مِنَ   = وأخرجه الطيالسي (223) ، والبزار (1014) ، وأبو يعلى (853) ، والشاشي (246) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتهى إليه وهو يصلي بالناس، فأراد أن يتأخر، فأومأ إليه: أن مكانك، فصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصلاة عبد الرحمن بن عوف. وهذا إسناد صحيح على شرطهما. وفي الباب عن المغيرة بن شعبة عند مسلم (274) (81) ، وسيأتي في "المسند" 4/247. (1) إسناده قوي على شرط مسلم، محمد بن أبي حفصة خرج له البخاري حديثين متابعةً واحتج به الباقون وقد تُوبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (485) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (990) ، والطبراني (272) ، وأبو نعيم (486) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن الزهري، به. وسيأتي برقم (1679) و (1683) ، وانظر (1678) و (1684) . الحديث: 1666 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 الْمَدِينَةِ، فَاسْتَقْبَلَهُمْ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ - يَعْنِي أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا لَهُمْ: مَا لَكُمْ رَجَعْتُمْ؟ قَالُوا: أَصَابَنَا وَبَاءُ الْمَدِينَةِ فَاجْتَوَيْنَا الْمَدِينَةَ. فَقَالُوا: أَمَا لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَافَقُوا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَمْ يُنَافِقُوا، هُمْ مُسْلِمُونَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} الْآيَةَ [النساء: 88] (1) 1668 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَوْتَ ابْنِ الْمُغْتَرِفِ - أَوِ ابْنِ الْغَرِفِ الْحَادِي - فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَنَحْنُ مُنْطَلِقُونَ إِلَى مَكَّةَ، فَأَوْضَعَ عُمَرُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى دَخَلَ مَعَ الْقَوْمِ، فَإِذَا هُوَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَلَمَّا طَلَعَ   (1) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن أبا سلمة لم يسمع من أبيه. والصحيح في نُزول الآية ما رواه أحمد 5/187، والبخاري (1884) ، ومسلم (2776) من حديث زيد بنِ ثابت أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج إلى أحد، فرجع ناس خرجوا معه، فكان أصحابُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرقتين: فرقة تقول: نقتلهم، وفرقة تقول: لا، فأنزل الله: (فما لكم في المنافقين فئتين ... ) الآية كلها، فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنها طَيْبَةُ، وإنها تنفي الخَبَثَ كما تنفي النار خبث الفضة". ونسبه في "الدر المنثور" 2/610 إلى ابن أبي حاتم من وجه آخر، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف، به. وقوله: "أركسوا"، أي: ردوا ورجعوا، وأصل الركس: قلب الشيء على رأسه، أو رد أوله على آخره، قال الفراء في تفسير قوله تعالى: (والله أركَسَهُم بما كَسَبُوا) : ردهم إلى الكفر. وقوله: "فاجتوينا المدينة"، قال السندي: أي: كرهنا المقام بها. (2) سقط لفظ الجلالة من (م) . الحديث: 1668 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 الْفَجْرُ قَالَ عُمَرُ: هَيْءَ الْآنَ، اسْكُتِ الْآنَ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ، اذْكُرُوا اللهَ. قَالَ: ثُمَّ أَبْصَرَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ خُفَّيْنِ، قَالَ: وَخُفَّانِ، فَقَالَ: " قَدْ لَبِسْتُهُمَا مَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ - أَوْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " فَقَالَ عُمَرُ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلا نَزَعْتَهُمَا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنْظُرَ النَّاسُ إِلَيْكَ فَيَقْتَدُونَ بِكَ (1) 1669 - قَالَ: وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَقَالَ: " لَبِسْتُهُمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 1670 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، قَالَ: " أَقْطَعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا "، فَذَهَبَ الزُّبَيْرُ إِلَى آلِ عُمَرَ، فَاشْتَرَى نَصِيبَهُ مِنْهُمْ. فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ زَعَمَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَهُ وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَرْضَ كَذَا وَكَذَا "، وَإِنِّي اشْتَرَيْتُ نَصِيبَ آلِ عُمَرَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ جَائِزُ الشَّهَادَةِ لَهُ وَعَلَيْهِ (3)   (1) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وعاصم بن عبيد الله ضعيف. وأخرجه أبو يعلي (842) و (843) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. وأوضع راحلته: حملها على سرعة السير، وقوله: "هَيءَ" قال في "اللسان": قال ابن بري: وذكر بعض أهل اللغة أنه اسم لفعل أمر، وهو تَنَبهْ واسْتَيقِظ. (2) إسناده ضعيف. وانظر ما قبله. (3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، إلا أن في سماع عروة من عبد الرحمن بن عوف وقفة. وأخرجه البيهقي 10/124 من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. الحديث: 1669 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 1671 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، يَرُدُّهُ إِلَى مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَنِ ابْنِ السَّعْدِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا دَامَ الْعَدُوُّ يُقَاتَلُ " فَقَالَ مُعَاوِيَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الْهِجْرَةَ خَصْلَتَانِ: إِحْدَاهُمَا أَنْ تَهْجُرَ السَّيِّئَاتِ، وَالْأُخْرَى أَنْ تُهَاجِرَ (1) إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ. وَلا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا تُقُبِّلَتِ التَّوْبَةُ، وَلا تَزَالُ التَّوْبَةُ مَقْبُولَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ المَغْرِبِ، فَإِذَا طَلَعَتْ طُبِعَ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ بِمَا فِيهِ، وَكُفِيَ النَّاسُ الْعَمَلَ " (2) 1672 - حَدَّثَنَا أَبُو (3) الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: " لَمَّا خَرَجَ الْمَجُوسِيُّ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَأَلْتُهُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَيَّرَهُ بَيْنَ الْجِزْيَةِ وَالْقَتْلِ، فَاخْتَارَ الْجِزْيَةَ " (4)   (1) في (ب) و (س) و (ظ 11) : تهاجروا، والمثبت من (م) و (ص) وحاشية (س) و (ظ 11) . (2) إسناده حسن، ضمضم بن زرعة فيه كلام يُنزِلُه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات، وروايةُ إسماعيل بن عياش عن أهل بلده قوية. وحديث عبد الله بن السعدي سيأتي في مسنده 5/270، وكذا حديث معاوية 4/99. وأما حديث عبد الرحمن بن عوف، فأخرجه البزار (1054) عن عمر بن الخطاب السجستاني، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد. (3) لفظة "أبو" سقطت من (م) و (س) و (ق) و (ص) . (4) إسناده ضعيف، سعيد بن عبد العزيز- وهو التنوخي الدمشقي- اختلط بأخرة،= الحديث: 1671 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 1673 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ يَوْمَ بَدْرٍ فِي الصَّفِّ، نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ لَوْ كُنْتُ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: يَا عَمِّ هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ سَبَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ رَأَيْتُهُ لَمْ يُفَارِقْ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا، قَالَ: فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا، قَالَ: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، قَالَ: فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلا تَرَيَانِ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي تَسْأَلانِ عَنْهُ، فَابْتَدَرَاهُ فَاسْتَقْبَلَهُمَا، فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاهُ ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَاهُ فَقَالَ: " أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟ " فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، قَالَ: " هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ " قَالا: لَا، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي السَّيْفَيْنِ فَقَالَ: " كِلاكُمَا قَتَلَهُ " وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَهُمَا مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَمُعَاذُ ابْنُ عَفْرَاءَ (1)   = وسليمان بن موسى- وهو الأشدق- لم يدرك عبد الرحمن بن عوف. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3141) و (3964) ، ومسلم (1752) ، وأبو يعلى (866) ، والطحاوي 3/227 -228، وابن حبان (4840) ، والحاكم 3/425، والبيهقي 6/305 -306 و306 من طريق أبي سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1013) من طريق أبي سلمة، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن= الحديث: 1673 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 1674 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَاصُّ أَهْلِ فِلَسْطِينَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " ثَلاثٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنْ كُنْتُ لَحَالِفًا عَلَيْهِنَّ لَا يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا، وَلا يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ يَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا عِزًّا " وقَالَ أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ: " إِلا زَادَهُ اللهُ بِهَا عِزًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ " (1)   = صالح، به. وأخرجه بنحوه البخاري (3988) ، والشاشي (248) من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، به. وقوله: "يزول"، معناه: يتحرك وينزعج ولا يستقرُّ على حالة، ولا في مكان، والزوال: القلق. وقوله: "لو كنت بينَ أضْلَعَ منهما"، قال السندي: بالضاد المعجمة والعين، أي: أقوى، واسمُ التفضيل إذا استُعمل بـ"مِنْ" يكون مفرداً لفظاً، وإن أريد به المتعدد، فلا يرد أنه كيف دَخَل عليه "بين"، مع أنه لا يُضاف إلا إلى متعدد. - وقوله: "سوادي سواده"، أي: شخصي شخصه. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة قاص أهل فلسطين، وعمر بن أبي سلمة- وهو ابن عبد الرحمن بن عوف- ليس بالقوي، يُكتب حديثه ولا يُحتج به. وأخرجه عبد بن حميد (159) ، والبزار (1033) ، وأبو يعلى (849) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (818) من طريق أبي عَوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1032) ، وابنُ عدي 5/1782، والقضاعي (819) من طريق عمرو بن مجمع، عن يونس بن خباب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، به. وعمرو بن مجمع ويونس بن خباب ضعيفان، وأبو سلمة لم يدرك أباه. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (168) ، والطبرائي في "الصغير" (142) ،= الحديث: 1674 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 1675 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ " (1)   = والقضاعي (783) و (817) من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن يونس بن خباب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي الإسناد إلى سفيان ضعف. وله شاهد عن أبي كبشة عند أحمد 4/231، وعن أبي هريرة عند أحمد 2/386، ومسلم (2588) ، وعن ابن عباس عند القضاعي (816) وعزاه المنذري في "الترغيب" 1/573 إلى البيهقي وقال: حديث جيد في الشواهد. (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فقد احتح به مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. قال الدارقطني في "العلل" 4/417 - 418 ورواه عبد العزيز الدراوردي عن عبد الرحمن بن حميد، واختلف عنه، فرواه مروان بن محمد الطاطري، عن الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، وخالفه جماعة منهم سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، ويحيى الحماني، وضرار بن صرد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، فرووه عن الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، واجتماعهم على خلاف مروان بن محمد يدل على أن قولَهم أصح من قوله. وأخرجه الترمذي (3747) ، والنسائي في "الكبرى" (8194) ، وأبو يعلى (835) ، وابن حبان (7002) ، والبغوي (3925) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3748) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1436) ، والنسائي في= الحديث: 1675 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 1676 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَهِدْتُ غُلامًا مَعَ عُمُومَتِي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي حُمْرَ النَّعَمِ، وَأَنِّي أَنْكُثُهُ " (1) 1677 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَشَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَإِنْ شَكَّ فِي الْوَاحِدَةِ وَالثِّنْتَيْنِ، فَلْيَجْعَلْهُمَا وَاحِدَةً، وَإِنْ شَكَّ فِي الثِّنْتَيْنِ وَالثَّلاثِ، فَلْيَجْعَلْهُمَا ثِنْتَيْنِ، وَإِنْ شَكَّ فِي الثَّلاثِ وَالْأَرْبَعِ، فَلْيَجْعَلْهُمَا ثَلاثًا، حَتَّى يَكُونَ الْوَهْمُ فِي الزِّيَادَةِ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ يُسَلِّمْ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: وَقَالَ لِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: هَلِ أسْنَدَهُ لَكَ؟ فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: لَكِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّ كُرَيْبًا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ عَنِ   ="الكبرى" (8195) ، والحاكم 3/440 من طريق ابن أبي فُديك، عن موسى بن يعقوب، عن عمرو بن سعيد، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن سعيد بن زيد حدثهم في نفر من قريش ... فذكره. وانظر ما تقدم برقم (1629) و (1631) و (1638) . وأخرجه البزار (1021) عن الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه مرسلاً. (1) إسناده صحيح. وأخرجه ابن عدي 4/1610 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (567) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (221) ، وأبو يعلى (846) ، والشاشي (238) ، وابن حبان (4373) ، والحاكم 2/219- 220، والبيهقي في "السنن" 6/366، وفي" الدلائل" 2/37 - 38 من طريق ابن عُليه، به. وانظر (1655) . الحديث: 1676 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِذَا اشْتَبَهَ عَلَى الرَّجُلِ فِي صَلاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ أَزَادَ أَمْ نَقَصَ؟ قُلْتُ: وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَدْرِي مَا سَمِعْتُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ: مَا هَذَا الَّذِي تَذَاكَرَانِ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ذَكَرْنَا الرَّجُلَ يَشُكُّ فِي صَلاتِهِ كَيْفَ يَصْنَعُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا الْحَدِيثَ (1) 1678 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَيَزِيدُ الْمَعْنَى، قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَخْبَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ الشَّامِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ هَذَا السَّقَمَ عُذِّبَ بِهِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ، فَلا تَدْخُلُوهَا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ " قَالَ: فَرَجَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنَ الشَّامِ (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله- وهو ابن عبيد الله ابن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي-. وأخرجه بنحوه البزار (995) ، والبيهقي 2/332 من طريق ابن عُلية، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/26-27، والبزار (994) ، والدارقطني 1/369 من طريق ابن إسحاق، به. وانظر (1656) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ويزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن حبان (2912) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (267) ، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (489) من طريق عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، به. = الحديث: 1678 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 1679 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُرِيدُ الشَّامَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ غَائِبًا، فَجَاءَ فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ فِي أَرْضٍ، فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ " (1) 1680 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي اسْمًا، فَمَنْ   = وأخرجه الطبراني (266) ، وأبو نعيم (487) و (488) من طريقين عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، به. وسيأتي برقم (1682) من طريق مالك، عن الزهري، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن عوف، وانظر (1666) و (1684) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (20159) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2219) (99) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (224) ، والطبراني (268) . وبعضهم لا يذكر القصة. وأخرجه مسلم (2219) (99) ، والطبراني (270) و (271) ، والبيهقي 7/217 - 218 من طريق الزهري، به. وقد تقدم برقم (1666) . الحديث: 1679 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ " (1) 1681 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الرَّحْمَنُ وَأَنَا خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَاشْتَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير رَدَّاد الليثي- وقال بعضهم: أبو الرداد، وهو الأشهر- لم يرو عنه سوى أبي سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، انظر (1659) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20234) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1695) ، والحاكم 4/157، والطبراني كما في "تهذيب الكمال" 9/174. وأخرجه البزار (993) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (264) من طريق وهيب بن خالد، وابن حبان (443) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، به. وقال وهيب في حديثه: عن أبي الرداد. وأخرجه الخرائطي (262) ، والحاكم 4/158 من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن- وسماه في رواية الخرائطي: إبراهيم- قال: عاد عبد الرحمن بن عوف أبا الرداد فقال: سمعتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ... فذكره. وأخرجه الشاشي (240) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: جاء نسيب لعبد الرحمن بن عوف يعوده في مرضه، فذكره. وأخرجه الخرائطيُّ (267) من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف. وسيأتي برقم (1681) و (1686) . (2) صحيح لغيره. وانظر ما قبله. وأخرجه الحاكم 4/158 من طريق بشر بن شعيب، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (239) ، والحاكم 4/158 من طريق ابي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، به. الحديث: 1681 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 213 1682 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا جَاءَ سَرْغَ بَلَغَهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ، فَأَخْبَرَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ " فَرَجَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ سَرْغَ (1) 1683 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ "   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع، من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وهو في "موطأ" مالك 2/896 -897، ومن طريقه أخرجه البخاري (5730) و (6973) ، ومسلم (2219) (100) ، والنسائي في"الكبرى" (7521) ، والطحاوي 4/304، والبيهقي 3/376. وانظر (1678) . وسَرْغُ: قرية بوادي تبوك. الحديث: 1682 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ (1) 1684 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ وَلَسْتُمْ بِهَا، فَلا تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهَا " (2) 1685 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم. وهو في "موطأ" مالك 2/894 - 896، ومن طريقه أخرجه البخاري (5729) ، ومسلم (2219) (98) ، وأبو داود (3103) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (223) ، والبزار (989) ، والنسائي في "الكبرى" (7522) ، وأبو يعلى (837) ، والطحاوي 4/303-304، والشاشي (235) و (237) ، وابن حبان (2953) ، والطبراني (269) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (484) ، وبعضهم لم يذكر القصة. وانظر (1666) . وأخرجه بنحوه الطحاوي 4/304-305 من طريق ابن وهب، عن هشام بن سعد، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب ... فذكر القصة فقط. وانظر ما بعده. (2) إسناده حسن، وهو في معنى ما قبله. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (490) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (278) من طريق الليث وجعفر بن عون، كلاهما عن هشام بنِ سعد، به. الحديث: 1684 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 215 عَنْ بَجَالَةَ التَّمِيمِيِّ، قَالَ: لَمْ يُرِدْ عُمَرُ أَنْ يَأْخُذَ الْجِزْيَةَ مِنَ الْمَجُوسِ، حَتَّى شَهِدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا مِنْ مَجُوسِ هَجَرَ " (1) 1686 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ، فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ أَبُو الرَّدَّادِ: خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ مَا عَلِمْتُ أَبَا (2) مُحَمَّدٍ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا اللهُ، وَأَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بجالة التميمي، فمن رجال البخاري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9972) و (10024) و (19390) . وقد تقدم مطولاً (1657) . (2) في (ب) وعلى حاشية (س) و (ص) : أبو، وجاء على حاشية (ظ 11) : قوله: خيرهم أوصلهم، بالرفع خبر مبتدأ محذوف تقديره: أنت خيرهم، وأبا محمد منصوب لأنه منادى مضاف. (3) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الرداد- وهو الذي روى عنه أبو سلمة هذا الحديث- فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، لكنه توبع، وانظر (1680) . وأخرجه الحميدي (65) ، وابن أبي شيبة 8/535-536، وأبو داود (1694) ، والترمذي (1907) ، والبزار (992) ، وأبو يعلى (840) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (265) و (266) ، والحاكم 4/158، والبغوي (3432) من طريق ابنِ عُيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح. الحديث: 1686 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 1687 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ اللهُ: أَنَا الرَّحْمَنُ، وَخَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ يَصِلْهَا أَصِلْهُ، وَمَنْ يَقْطَعْهَا أَقْطَعْهُ - أَوْ قَالَ: مَنْ يَبُتَّهَا أَبْتُتْهُ " (1) 1688 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيِّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شَيْبَانَ الْحُدَّانِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَلا تُحَدِّثُنِي حَدِيثًا عَنْ أَبِيكَ، سَمِعَهُ أَبُوكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ أَقْبَلَ رَمَضَانُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَمَضَانَ شَهْرٌ افْتَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ صِيَامَهُ، وَإِنِّي سَنَنْتُ لِلمُسْلِمِينَ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، خَرَجَ مِنَ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (2)   (1) حديث صحيح، عبد الله بن قارظ ذكره المزي في ترجمة ابنه، ولم نقف له على ترجمة، لكن تابعه أبو الرداد في الرواية السالفة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وانظر (1659) . (2) إسناده ضعيف. وانظر (1660) . وأخرجه ابن خزيمة (2201) عن أحمد بن المقدام العجلي، عن نوح بن قيس، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (224) ، وابن أبي شيبة 2/395-396 و2/3، وابن ماجه (1328) ، وأبو يعلى (863) من طرق عن نصر بن علي، به. وقرن ابن ماجه في روايته عن الطيالسي بنصر بن علي القاسمَ بنَ الفضل الحداني. وقد وقع في "مسند الطيالسي"= الحديث: 1687 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 ° 1689 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يُذَاكِرُ عُمَرَ شَأْنَ الصَّلاةِ، فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ: أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى صَلاةً يَشُكُّ فِي النُّقْصَانِ، فَلْيُصَلِّ حَتَّى يَشُكَّ فِي الزِّيَادَةِ " (1)   = سقط وتحريف يستدرك من ابن ماجه. (1) إسناده ضعيف، إسماعيل بن مسلم: هو المكي البصري، تركه يحيى وابنُ مهدي وابنُ المبارك، وقال النسائي: متروكُ الحديث. وقد تقدم من طريق آخر مطولاً بمعناه برقم (1656) وهو حسن. وأخرجه البزار (997) ، وأبو يعلى (855) ، والطحاوي 1/432، والشاشي (231) و (232) و (233) ، والدارقطني 1/369، والبيهقي 2/332 من طريق إسماعيل بن مسلم، بهذا الإسناد. الحديث: 1689 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   (1) هو عامرُ بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضَبةَ بن الحارث بن فِهْر بن مالك بن النضر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدْرِكَةَ بن إلياس بنِ مُضَرَ بنِ نزار بنِ معد بن عدنان أبو عبيدة القرشي الفِهْري. أحَد العشرة المشهود لهم بالجنة. وأمين هذه الأمة بنص الحديث الصحيح عن سيدِ المرسلين. أسلم قديماً وشَهِدَ المشاهِدَ كُلها، وقتل أباه يومَ بدرٍ بيده، ونزع الحلقتين من وجنتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، أزَم على كل واحدة منهما بأسنانه حتى لا يؤذي رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسقطت ثنيته، فكان أحسنَ الناس هتماً. وأسلمت أمه أميمة بنت غنم بن جابر. وأرسله رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى البحَرين، وقال:. لأبعثن معكم أميناً حقُّ أمين" فاستشرف لها أصحابُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث معهم أبا عبيدة، وقال: "هذا أمين هذه الأمة". ولما كان يوم السقيفة قال أبو بكر: رضيتُ لكم أحَدَ هذينِ الرجلين، فأشار إليه وإلى عمر، وكانا إلى جانبه. وقال عمر حين احتُضِرَ: لو كان أبو عبيدة حياً لبايعتُه، ولهذا ذهب من قال: إنه أفضلُ الصحابة بعد الشيخين. وقال الجريري، عن عبدِ الله بن سفيان، عن عائشة، قالت: كان أحب الناسِ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر، ثم عمر، ثمَ أبو عبيدة. ولما ولي عُمَرُ بن الخطاب إمرةَ المؤمنين، عزل خالدَ بن الوليد عن إمرة الشام وولاها= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 1690 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ أَبُو خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ بَشَّارِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ الْجَرْمِيِّ، [عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْشِيِّ] ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ نَعُودُهُ مِنْ شَكْوًى أَصَابَهُ، وَامْرَأَتُهُ تُحَيْفَةُ قَاعِدَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، قلنا (1) : كَيْفَ بَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ؟ قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ بَاتَ بِأَجْرٍ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَا بِتُّ بِأَجْرٍ - وَكَانَ مُقْبِلًا بِوَجْهِهِ عَلَى الْحَائِطِ - فَأَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: أَلا تَسْأَلُونَنِي عَمَّا قُلْتُ؟ قَالُوا: مَا أَعْجَبَنَا مَا قُلْتَ، فَنَسْأَلُكَ عَنْهُ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ أنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، فَبِسَبْعِ مِائَةٍ، وَمَنِ أنْفَقَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ مَازَ أَذًى، فَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاهُ اللهُ بِبَلاءٍ فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ " (2)   = أبا عبيدة، فسمي: أمير الأمراء، وكان أول من سُمي بذلك، قاله ابنُ عساكر. وقال علي بن رباح، عن علي بنِ عبد الله بن عمرو: ثلاثة هم أصبحُ قريش وجوهاً، وأثبتها حياءً، إن حَدَّثوك لم يكذبوك، وإن حدَّثتهم لم يُكذبوك: أبو بكر وعثمان وأبو عُبيدة. وقال الزبير بنُ بكار: كان يقال: داهيتا قريش اثنان: أبو بكر وأبو عبيدة. وقال محمد بن سعد وغيرُ واحد: تُوفي بطاعون عَمَواس سنة ثماني عشرة وله ثمان وخمسون سنة رضي الله عنه. "جامع المسانيد والسنن" 5/الورقة 233، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/5-23. (1) في (ب) و (ح) وعلى حاشية (س) و (ص) :"قلت". (2) إسناده حسن، بشارُ بن أبي سيف الجرمي روى عنه اثنان، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. عياض بن غطيف- ويقال: غطيف بن الحارث، قال ابن أبي حاتم: وهو الصحيح- عدَه ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، ووثقه= الحديث: 1690 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 1691 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (1)   = هو والدارقطني وابن حبان، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: له صحبة. والوليد بن عبد الرحمن سقط هنا من جميع الأصول ومن "أطراف المسند"، وأثبتناه من الطريق الآتية (1700) ، ومن مصادر التخريج. وأخرجه الدارمي (2763) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/21، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (73) و (74) ، والنسائي 4/167، وأبو يعلى (878) ، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/12، والبيهقي في "السنن" 9/171-172، وفي "شعب الإيمان" (4271) من طرق عن واصل، بهذا الإسنادِ. وهو عند أبي يعلى بتمامه وعند الباقين مختصر. وسيأتي برقم (1700) و (1701) . ماز، بالزاي، أي: أماط وأزال. وحِطَة، قال ابن الأثير 1/402: أي: تحط عنه خطاياه وذنوبه، وهي فِعلة من حَط الشيءَ يحطه: إذا أنزله وألقاه. (1) إسناده صحيح، يحيى بن سعيد: هو القطان، وإبراهيم بن ميمون الحناط المعروف بالنخاس مولى آل سمرة، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وسعد بن سمرة وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/294. قال الدارقطني في "العلل" 4/439-440: رواه إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة، عن سعد بن سمرة بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبندة بن الجراح. قال ذلك يحيى القطان وأبو أحمد الزبيري، وخالفهما وكيع، فرواه عن إبراهيم بن ميمون، فقال: إسحاق بن سعد بن سمرة، عن أبيه، عن أبي عبيدة، ووهم فيه والصواب قول يحيى القطان ومن تابعه. وأخرجه الدارمي (2498) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/57، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (235) و (236) ، والبزار (439- كشف الأستار) ، وأبو يعلى= الحديث: 1691 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 1692 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، فَحَلاهُ بِحِلْيَةٍ لَا أَحْفَظُهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: كَيْفَ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ كَالْيَوْمِ؟ فَقَالَ: " أَوْ خَيْرٌ " (1) 1693 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلا وَقَدِ أنْذَرَ الدَّجَّالَ قَوْمَهُ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ "   = (872) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/12، والبيهقي 9/208 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، وبعضهم يرويه مختصراً. وأخرجه الطيالسي (229) ، والحميدي (85) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/57، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/12 و13، والشاشي (264) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (596) من طرق عن إبراهيم بن ميمون، به. وسيأتي برقم (1694) و (1699) . (1) إسناده ضعيف، عبد الله بنُ سراقة لم يوثقه غيرُ ابن حبان والعجلي، ولم يرو عنه غيرُ عبد الله بن شقيق، وقال البخاري: لا يُعرف له سماع من أبي عُبيدة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن مِهران الحذاء. وذكره ابن كثير في "النهاية" 1/153 وقال: في إسناده غرابة، ولعل هذا كان قبل أن يُبَين له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أمر الدجال ما بُين في ثاني الحال. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (595) من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (233) ، والحاكم 4/542 من طريق محمد بن جعفر، به. وصححه الحاكم ووأفقه الذهبي! وسيأتي برقم (1693) . الحديث: 1692 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 قَالَ: فَوَصَفَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَالَ: " وَلَعَلَّهُ يُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي أَوْ سَمِعَ كَلامِي " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ: كَيْفَ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ أَمِثْلُهَا الْيَوْمَ؟ قَالَ: " أَوْ خَيْرٌ " (1) 1694 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: كَانَ آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ أَخْرِجُوا يَهُودَ الْحِجَازِ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ شِرَارَ النَّاسِ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ " (2) 1695 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَجَارَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ رَجُلًا وَعَلَى الْجَيْشِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لَا تُجِيرُوهُ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: نُجِيرُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " يُجِيرُ   (1) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه ابن حبان (6778) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/135، والبخاري في "التاريخ الكبير" تعليقاً 5/97، وأبو داود (4756) ، والترمذي (2234) ، وأبو يعلى (875) ، والحاكم 4/542-543، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (594) من طريق حماد بن سلمة، به. وقال الترمذي: حسن غريب من حديث أبي عبيدة بن الجراح. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/13 من طريق الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (1691) . الحديث: 1694 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَحَدُهُمْ " (1) 1696 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو حِسْبَةَ مُسْلِمُ بْنُ أُكَيْسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: ذَكَرَ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ فَقَالَ: نَبْكِي (2) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمًا مَا، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَيُفِيءُ عَلَيْهِمْ، حَتَّى ذَكَرَ الشَّامَ، فَقَالَ: " إِنْ يُنْسَأْ فِي أَجَلِكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ فَحَسْبُكَ مِنَ الخَدَمِ ثَلاثَةٌ: خَادِمٌ يَخْدُمُكَ، وَخَادِمٌ يُسَافِرُ مَعَكَ، وَخَادِمٌ يَخْدُمُ أَهْلَكَ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ. وَحَسْبُكَ مِنَ الدَّوَابِّ ثَلاثَةٌ: دَابَّةٌ لِرَحْلِكَ، وَدَابَّةٌ لِثَقَلِكَ، وَدَابَّةٌ لِغُلامِكَ " ثُمَّ هَذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى بَيْتِي قَدِ امْتَلَأَ رَقِيقًا، وَأَنْظُرُ إِلَى مِرْبَطِي قَدِ امْتَلَأَ دَوَابَّ وَخَيْلًا، فَكَيْفَ أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْدَ هَذَا؟ وَقَدْ أوْصَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " إِنَّ   (1) حسن لِغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج بن أرطاة: مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات. الوليد بن أبي مالك: هو الوليدُ بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني، والقاسم: هو ابنُ عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن، وأبو أمامة: هو سعد بن سهل بن حنيف الأنصاري تابعي كبير وُلِدَ في حياة النبيً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَده بعضُهم في الصحابة. وأخرجه البزار (1727- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (876) و (877) من طريق سليمان بن حيان، عن الحجاج، عن الوليد، عن عبد الرحمن بن مسلمة أن رجلاً من المسلمين أجار ... فذكره، وزاد البزار بعد عبد الرحمن بن مسلمة: "عن عمه". وفي الباب ما يشهدُ له من حديث علي، تقدم في "المسند" برقم (959) ، وهو حديث صحيح. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (4531) ، والبيهقي 8/29، وحسنه الحافظ في "الفتح" 12/261. (2) في (ح) وعلى حاشية (س) و (ص) : "يبكيني". الحديث: 1696 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 224 أَحَبَّكُمِ إلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَنْ لَقِيَنِي عَلَى مِثْلِ الْحَالِ الَّتِي (1) فَارَقَنِي عَلَيْهَا " (2) 1697 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ رَابِّهِ، - رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ كَانَ خَلَفَ عَلَى أُمِّهِ بَعْدَ أَبِيهِ كَانَ شَهِدَ طَاعُونَ عَمَوَاسَ - قَالَ: لَمَّا اشْتَعَلَ الْوَجَعُ، قَامَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ يَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَقْسِمَ لَهُ مِنْهُ حَظَّهُ ". قَالَ: فَطُعِنَ فَمَاتَ رَحِمَهُ اللهُ، وَاسْتُخْلِفَ عَلَى النَّاسِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَقَامَ خَطِيبًا بَعْدَهُ فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ رَحْمَةُ رَبِّكُمْ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ، وَمَوْتُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ مُعَاذًا يَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَقْسِمَ لِآلِ مُعَاذٍ مِنْهُ حَظَّهُ ". قَالَ: فَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذٍ، فَمَاتَ، ثُمَّ قَامَ فَدَعَا رَبَّهُ لِنَفْسِهِ، فَطُعِنَ فِي رَاحَتِهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا ثُمَّ يُقَبِّلُ ظَهْرَ كَفِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِمَا فِيكِ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا ".   (1) في (م) و (ظ 11) و (ب) و (س) : الذي، وهو خطأ، والتصويب من (ح) و"السير". (2) إسناده ضعيف، مسلم بن أكيس، قال أبو حاتم: مجهول، وروايته عن أبي عبيدة مرسلة، وانظر "الإكمال" (844) . أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. وأخرجه الترقفي في "جزئه" كما ذكره الذهبي في "السير" 1/12 عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وقال الذهبي: حديث غريب. الحديث: 1697 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 فَلَمَّا مَاتَ اسْتُخْلِفَ عَلَى النَّاسِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَامَ فِينَا خَطِيبًا فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ إِذَا وَقَعَ فَإِنَّمَا يَشْتَعِلُ اشْتِعَالَ النَّارِ، فَتَجَبَّلُوا مِنْهُ فِي الْجِبَالِ ". قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو وَاثِلَةَ الْهُذَلِيُّ: " كَذَبْتَ وَاللهِ، لَقَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتَ شَرٌّ مِنْ حِمَارِي هَذَا ". قَالَ: " وَاللهِ مَا أَرُدُّ عَلَيْكَ مَا تَقُولُ "، " وَايْمُ اللهِ لَا نُقِيمُ عَلَيْهِ "، ثُمَّ خَرَجَ وَخَرَجَ النَّاسُ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَدَفَعَهُ اللهُ عَنْهُمْ. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْ رَأْيِ عَمْرٍو فَوَاللهِ مَا كَرِهَهُ (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْن أَحْمَدَ بْن حَنْبَلٍ: " أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، جَدُّ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُشْكُدَانَةَ " 1698 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَ ذَاتِ السَّلاسِلِ، فَاسْتَعْمَلَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، وَاسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى   (1) إسناده ضعيف، شهر بن حوشب ضعيف، وشيخه فيه مجهول، وهو رابه، والراث: زوج أم اليتيم. وأخرجه الطبري في "تاريخه" 4/61-62 من طريق سلمة، عن ابن إسحاق، به. قوله: "فَتَجَبَّلوا منه"، هو بفتح التاء والجيم وتشديد الباء كما في الأصل، أمر من تَجَبًل، ومعناه: ادخلوا الجبال، قال في "العباب": تَجَبل القومُ الجبالَ، أي: دخلوها، وجعله السندي في"حاشيته" من أجْبَل، وفسره بقوله: إذا صار إلى الجبل ودخل فيه، وهو مجزوم بتقدير اللام، أي: لِتَجَبَلوا، وهو مضارع، وحذف النون تخفيفاً وهو كثير، والخبر في موضع الأمر، وأما جعله من التَجيلِ، فلا تساعده اللغة! قوله: "وأنت شر من حماري"، قال السندي: أي: كافر، والجملة حال، والمقصود بيان قِدَم صحبته. الحديث: 1698 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 الْأَعْرَابِ، فَقَالَ لَهُمَا: تَطَاوَعَا، قَالَ: وَكَانُوا يُؤْمَرُونَ أَنْ يُغِيرُوا عَلَى بَكْرٍ، فَانْطَلَقَ عَمْرٌو، فَأَغَارَ عَلَى قُضَاعَةَ لِأَنَّ بَكْرًا أَخْوَالُهُ. فَانْطَلَقَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَكَ عَلَيْنَا، وَإِنَّ ابْنَ فُلانٍ قَدِ ارْتَبَعَ أَمْرَ الْقَوْمِ، وَلَيْسَ لَكَ مَعَهُ أَمْرٌ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَنَا أَنْ نَتَطَاوَعَ "، فَأَنَا أُطِيعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ عَصَاهُ عَمْرٌو (1) 1699 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، مَوْلَى آلِ سَمُرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَخْرِجُوا يَهُودَ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَأَهْلِ نَجْرَانَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ " (2) 1700 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ نَعُودُهُ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاضِلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ فَبِسَبْعِ مِائَةٍ. وَمَنْ أَنْفَقَ عَلَى   (1) رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه مرسل، عامر- وهو ابن شراحيل الشعبي- لم يدرك القصة فحكاها مرسلة. داود: هو ابن أبي هند. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/206 وقال: رواه أحمد، وهو مرسل، ورجاله رجال الصحيح. وارتبع أمر القوم: أي انتظر أن يؤَمر عليهم. (2) صحيح، وقول وكيع فيه: عن إسحاق بن سعد بن سمرة، وهم، والصواب قول يحيى القطان ومن تابعه: سعد بن سمرة كما تقدم (1691) و (1694) . وأخرجه ابن أبي شيبة 12/344-345، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/57، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (234) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. الحديث: 1699 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 نَفْسِهِ، أَوْ عَلَى أَهْلِهِ، أَوْ عَادَ مَرِيضًا، أَوْ مَازَ أَذًى عَنْ طَرِيقٍ فَهِيَ حَسَنَةٌ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا. وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا، وَمَنِ ابْتَلاهُ اللهُ ببَلاءً فِي جَسَدِهِ فَهُوَ لَهُ حِطَّةٌ " (1) 1701 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ أَبِي سَيْفٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ غُطَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)   (1) إسناده حسن إن كان واصل- وهو مولى أبي عُيينة- سمعه من الوليد بن عبد الرحمن، فانه يروي هذا الحديث عن بشار بن أبي سيف، عن الوليد بن عبد الرحمن، كما تقدم برقم (1690) . وأخرجه الشاشي (265) ، والبيهقي 9/171 من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (2) إسناده حسن. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/234-235 و5/339 و9/28 و107، والشاشي (265) ، والبيهقي 9/171 من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة. وأخرجه الطيالسي (227) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/21، والدولابي في "الأسماء والكنى" 1/12، وابن خزيمة (1892) ، والشاشي (266) ، والحاكم 3/265، والبيهقي في "السنن" 9/171، وفي "شعب الإيمان" (3572) من طريق جرير، به. وبعضهم يرويه مختصراً، ووقع عند الطيالسي والبيهقي "غطيف بن الحارث". وانظر (1690) . الحديث: 1701 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 مُسْنَدُ الصَّحَابَةِ بَعْدَ الْعَشَرَةِ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 1702 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ،   (1) عبد الرحمن بن أبي بكر الصِّدّيقٍ. كان من سادات قريش وأشدهم وأسدً هم رمياً. أسلم قبل الفتح ثم لم يُحفظ عليه كذبة منذأسلم. وأبلى يومَ اليمامة بلاء حسنا، وقثل محكم اليمامة رماه بسهم في عقبه فقتله. يقال: كان اسمه عبد الكعبة، وفي رواية: عبد العزى، فسماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عبد الرحمن، ويكنى بأبي محمد، وقيل: أبو عثمان، وقيل: أبو عبد الله. وكان فيه مع دينه وصلابته دعابة حسنة، وقصته مع ليلى بنتِ الجودي التي كان رآها في الجاهلية فعشقها، وأنشد فيها أشعاراً كثيرةً مشهورة، ولما فتح عمر بن الخطاب الناحية التي كانت فيها نفله إياها. وكانت وفاته سنة أربع، أو خمس أو ست وخمسين، ودفن بمكة، وقد زارته أم المؤمنين أخته عائشة، وكان شقيقها، وأنشدت عند قبره أبياتَ متمم بن نويرة في أخيه مالك أمير بني يربوِع الذي قتله خالدُ بن الوليد أيامَ الردة: وكنا كَنَدْمَانيْ جَذيمةَ حِقبة من الدهرحتى قِيلَ لن يتصدعَا فلما تفرقنا كاني ومالِكاً لِطولِ اجتماع لم نَبِتْ ليلةً معاً "جامع المسانيد" 3/الورقة 108، وانظر "سير أعلام النبلاء" 2/471. الحديث: 1702 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: جَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِضَيْفٍ لَهُ - أَوْ بِأَضْيَافٍ لَهُ -، قَالَ: فَأَمْسَى عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا أَمْسَى، قَالَتْ لَهُ أُمِّي: احْتَبَسْتَ عَنْ ضَيْفِكَ - أوِ أَضْيَافِكَ - مُذُ اللَّيْلَةِ، قَالَ: أَمَا عَشَّيْتِهِمْ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَتْ: عَرَضْتُ ذَاكَ عَلَيْهِ - أَوْ عَلَيْهِمْ - فَأَبَوْا - أَوْ فَأَبَى - قَالَ: فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ، وَحَلَفَ أَنْ لَا يَطْعَمَهُ، وَحَلَفَ الضَّيْفُ - أَوِ الْأَضْيَافُ - أَنْ لَا يَطْعَمُوهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنْ كَانَتْ هَذِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ. قَالَ: فَدَعَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا، قَالَ: فَجَعَلُوا لَا يَرْفَعُونَ لُقْمَةً إِلَّا رَبَتْ مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا، فَقَالَ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ مَا هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَتْ قُرَّةُ عَيْنٍ (1) ، إِنَّهَا الْآنَ لَأكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ نَأْكُلَ، فَأَكَلُوا وَبَعَثَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا " (2)   (1) في (م) و (س) وعلى حاشيتي (ق) و (ص) : عيني. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، وسليمان التيمي: هو سليمان بن طرخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. وأخرجه البخاري (6141) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (6140) ، ومسلم (2057) (117) ، وأبو داود (3270) و (3271) ، وابن حبان (4350) ، والبيهقي 10/34 من طريق سعيد بن إياس الجريري، عن أبي عثمان، به. وسيأتي برقم (1704) و (1712) و (1713) . قوله: "هذه"، قال السندي: أي: اليمين، وهي تؤنث، واستعمال "إن" المخففة بدون اللام الفارقة، كثير في الأحاديث وغيرها، كما صرح به المحققون. وقوله: "قُرة عين"، قال السندي: ظاهر رواية "الصحيحين" أنه قسم، فيمكن نَصْبه وجَره بحرف القسم المقدر، قيل: أرادت بها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففيه الحَلِف بالمخلوق، أو المراد: وخالق قرة عيني، ويحتمل أن يقدر: يا قرةَ عيني، أو: أنت قرة عيني على أنه= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 1703 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ "؟ فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً؟ - أَوْ قَالَ أَمْ هَدِيَّةً؟ " قَالَ: لَا، بَلْ بَيْعٌ. فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً فَصُنِعَتْ. وَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى، قَالَ: وَايْمُ اللهِ مَا مِنَ الثَّلاثِينَ وَالْمِائَةِ إِلا قَدْ حَزَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ. قَالَ: وَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ، قَالَ: فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَجَعَلْنَاهُ عَلَى الْبَعِيرِ - أَوْ كَمَا قَالَ (1) 1704 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ مَرَّةً: " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ، فَلْيَذْهَبْ   = أراد بها الزوج. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عارم: لقب محمد بن الفضل السدوسي البصري. وأخرجه البخاري (2216) و (2618) من طريق عارم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5382) ، ومسلم (2056) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (656) ، والبيهقي 6/95، وأبو نعيم (324) كلاهما في "الدلائل" من طريق معتمر بن سليمان، به. وسيأتي برقم (1711) . مشعان: ثائر الرأس أشعثه، وسواد البطن: هو الكبد. الحديث: 1703 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 بِثَالِثٍ - وَقَالَ عَفَّانُ: بِثَلاثَةٍ - وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ، فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ سَادِسٍ " - أَوْ كَمَا قَالَ - وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ، وَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بِثَلاثَةٍ - قَالَ عَفَّانُ: بِسَادِسٍ - (1) 1705 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، أَخْبَرَهُ عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُرْدِفَ عَائِشَةَ إِلَى التَّنْعِيمِ فَأُعْمِرَهَا " (2) 1706 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَبِّي أَعْطَانِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " فَقَالَ عُمَرُ: يَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مطولاً البخاري (602) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (498) من طريق عارم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3581) ، ومسلم (2057) (176) ، والبيهقي في "الدلائل. 03/16، وأبو نعيم في "الحلية" 2/338 من طرق عن معتمر، به. وانظر (1702) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/379، والحميدي (563) ، وابن أبي شيبة ص 115 (تحقيق عمر العمروي) ، والدارمي (1682) ، والبخاري (1784) و (2985) ، ومسلم (1212) ، وابن ماجه (2999) ، والترمذي (934) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (655) ، والنسائي في "الكبرى" (4230) ، والطحاوي 2/240، والبيهقي 4/357 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1710) . الحديث: 1705 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 رَسُولَ اللهِ، فَهَلا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: " قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا "، قَالَ عُمَرُ: فَهَلا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: " قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي مَعَ كُلِّ رَجُلٍ سَبْعِينَ أَلْفًا "، قَالَ عُمَرُ: فَهَلَّا اسْتَزَدْتَهُ؟ قَالَ: " قَدِ اسْتَزَدْتُهُ، فَأَعْطَانِي هَكَذَا " وَفَرَّجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ بَيْنَ يَدَيْهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَبَسَطَ بَاعَيْهِ، وَحَثَا عَبْدُ اللهِ، وقَالَ هِشَامٌ: وَهَذَا مِنَ اللهِ لَا يُدْرَى مَا عَدَدُهُ (1) 1707 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ قَاضِي الْمِصْرَيْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَدْعُو بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقِيمُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي فِيمَ أَذْهَبْتَ مَالَ النَّاسِ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي لَمْ أُفْسِدْهُ، إِنَّمَا ذَهَبَ فِي غَرَقٍ، أَوْ حَرَقٍ، أَوْ سَرِقَةٍ، أَوْ وَضِيعَةٍ، فَيَدْعُو اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ فَيَضَعُهُ فِي مِيزَانِهِ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ " (2)   (1) إسناده ضعيف، القاسم بن مهران لا يعرف، وموسى بن عبيد ذكره البخاري في "تاريخه" 7/291، وابن أبي حاتم 8/151، وقال الحسيني ونقله عنه ابن حجر في "تعجيل المنفعة": مجهول، وأخطأ الهيثمي في "المجمع" 10/411 فظنه موسى بن عبيد مولى خالد بن عبد الله بن أسيد الذي ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/403. وأخرجه البزار (3546) من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد. ولقوله: "إن ربي أعطاني سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب" شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (6541) ، ومسلم (220) ، وعن أبي هريرة عند البخاري (6542) ، ومسلم (216) ، وعن عمران بن حصين عند مسلم (218) . (2) إسناده ضعيف، صدقة بن موسى- وهو الدقيقي- ضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي والدولابي، وقال الترمذي: ليس عندهم بذاك القوي، وذكره العقيلي في= الحديث: 1707 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 1708 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ قَاضِي الْمِصْرَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْعُو اللهُ بِصَاحِبِ الدَّيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُقَالُ: يَا ابْنَ آدَمَ فِيمَ أَخَذْتَ هَذَا الدَّيْنَ، وَفِيمَ ضَيَّعْتَ حُقُوقَ النَّاسِ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَذْتُهُ فَلَمْ آكُلْ، وَلَمْ أشْرَبْ، وَلَمْ أَلْبَسْ، وَلَمْ أُضَيِّعْ، وَلَكِنْ أتَى عَلَى يَدَيَّ إِمَّا حَرَقٌ، وَإِمَّا سَرَقٌ، وَإِمَّا وَضِيعَةٌ. فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: صَدَقَ عَبْدِي، أَنَا أَحَقُّ مَنْ قَضَى عَنْكَ الْيَوْمَ. فَيَدْعُو اللهُ بِشَيْءٍ، فَيَضَعُهُ فِي كِفَّةِ مِيزَانِهِ، فَتَرْجَحُ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ " (1)   ="الضعفاء" وقال أبو حاتم: لين الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: كان شيخاً صالحاً إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان إذا روى قلب الأخبارَ حتى خرج عن حد الاحتجاج به. وقيس بن زيد قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه 7/98: روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، لا أعلم له صحبة، روى عنه أبو عمران الجوني، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/316. وقاضي المصرين: هو شريح بن الحارث بن قيس الكوفي النخعي القاضي مخضرم ثقة، روى له البخاري في "الأدب المفرد" والنسائي في "سننه"، والمصران: الكوفة والبصرة، استقضاه عمر على الكوفة وأقره علي، وأقام على القضاء بها ستين سنة، وقضى بالبصرة سنة. وأخرجه البزار (1332- كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/141 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قوله: "بشيء"، قال السندي: لعله كلمة التوحيد. وأخرجه الطيالسي (1326) ، وأبو نعيم 4/141 من طريق صدقة، به. وسيأتي برقم (1708) . (1) إسناده ضعيف، وانظر ما قبله. الحديث: 1708 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 1709 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مَنْ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْحَلْ هَذِهِ النَّاقَةَ، ثُمَّ أَرْدِفْ أُخْتَكَ، فَإِذَا هَبَطْتُمَا مِنْ أَكَمَةِ التَّنْعِيمِ فَأَهِلَّا وَأَقْبِلَا "، وَذَلِكَ لَيْلَةُ الصَّدَرِ (1) 1710 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ الدَّبَّاغُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: " أَرْدِفْ أُخْتَكَ - يَعْنِي عَائِشَةَ - فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ، فَإِذَا هَبَطْتَ بِهَا مِنَ الأَكَمَةِ، فَمُرْهَا فَلْتُحْرِمْ فَإِنَّهَا عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي الذي سمع عبد الرحمن بن أبي بكر. علي بن إسحاق- وهو السلمي مولاهم المروزي- ثقة روى له الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نجيح- واسمه يسار- والد عبد الله، فمن رجال مسلم، وقد سلف معناه (1705) بإسناد صحيح على شرطهما وانظر الحديث الآتي. وقوله: ارحل: فعل أمر من الثلاثي، يقال: رَحَلَ البعيرَ يَرْحَلُه رَحْلاً: جعل عليه الرحل. ويوم الصدر، بفتح الصاد والدال: هو اليوم الرابع من أيام النحر، لأن الناس يصدرون فيه من مكة إلى أماكنهم. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. داود العطار: هو داود بن عبد الرحمن العبدي المكي، وابن خثيم: هوعبد الله بن عثمان بن خثيم. وأخرجه الدارمي (1863) ، وأبو داود (1995) ، والطحاوي 2/240، والحاكم 3/477، والبيهقي 4/357 - 358 و358 من طريق داود العطار، بهذا الإسناد. وقال الإمام الذهبي في "تلخيص المستدرك": سنده قوي. وانظر (1705) . الحديث: 1709 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 1711 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَلاثِينَ وَمِائَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ؟ "، فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ نَحْوُهُ، فَعُجِنَ ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً؟ - أَوْ قَالَ أَمْ هِبَةً؟ - " قَالَ: لَا، بَلْ بَيْعٌ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً، فَصُنِعَتْ، وَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِسَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُشْوَى، قَالَ: وَايْمُ اللهِ مَا مِنَ الثَّلاثِينَ وَالْمِائَةِ إِلا قَدْ حَزَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ حُزَّةً مِنْ سَوَادِ بَطْنِهَا، إِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ، قَالَ: وَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ، قَالَ: فَأَكَلْنَا أَجْمَعُونَ وَشَبِعْنَا، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ، فَحَمَلْنَاهُ عَلَى بَعِيرٍ، أَوْ كَمَا قَالَ (1) 1712 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَرَّةً: " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ، فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ. مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ، فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ بِسَادِسٍ " أَوْ كَمَا قَالَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ، فَانْطَلَقَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ، وَأَبُو بَكْرٍ بِثَلاثَةٍ، قَالَ: فَهُوَ أَنَا، وَأَبِي، وَأُمِّي - وَلا أَدْرِي هَلْ قَالَ: وَامْرَأَتِي - وَخَادِمٌ بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْتِ أَبِي بَكْرٍ؟ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لَبِثَ حَتَّى صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَبِثَ حَتَّى نَعَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ بَعْدَمَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عارم: لقب محمد بن الفضل السدوسي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. وانظر (1703) . الحديث: 1711 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 236 مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: مَا حَبَسَكَ عَنِ اضْيَافِكَ - أَوْ قَالَتْ: ضَيْفِكَ؟ قَالَ: أَوَمَا عَشَّيْتِهِمْ؟ قَالَتْ: أَبَوْا حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عَرَضُوا عَلَيْهِمْ فَغَلَبُوهُمْ، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنَا فَاخْتَبَأْتُ، قَالَ: يَا غُنْثَرُ - أَوْ يَا عَنْتَرُ - فَجَدَّعَ وَسَبَّ، وَقَالَ: كُلُوا لَا هَنِيًّا. وَقَالَ: وَاللهِ لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا، قَالَ: وَحَلَفَ الضَّيْفُ أَنْ لَا يَطْعَمَهُ حَتَّى يَطْعَمَهُ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذِهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، قَالَ: فَدَعَا بِالطَّعَامِ، فَأَكَلَ. قَالَ: فَايْمُ اللهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ إِلا رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا. قَالَ: حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتِ اكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ أَوِ اكْثَرُ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ، مَا هَذَا؟ قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي، لَهِيَ الْآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاثِ مِرَارٍ. فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ - يَعْنِي يَمِينَهُ - ثُمَّ أَكَلَ لُقْمَةً، ثُمَّ " حَمَلَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ "، قَالَ: وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ، فَمَضَى الْأَجَلُ، فَعَرَّفْنَا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ أُنَاسٌ اللهُ أَعْلَمُ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ؟ غَيْرَ أَنَّهُ بَعَثَ مَعَهُمْ فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ، أَوْ كَمَا قَالَ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1702) . قوله: "أو ضيفك"، قال السندي: الضيف اسم مفرد، يطلق على الواحد والجمع، قيل: لأنه في الأصل مصدر كالصوم والزور، ومنه قوله تعالى: (هل أتاك حديثُ ضَيْفِ إبراهيم المُكْرَمين) [الذاريات: 24] . وقوله: يا عنتر أو يا غنثر، قال ابن الأثير في "النهاية" في باب العين مع النون: هكذا جاء في رواية، وهو الذباب شبهه به تصغيراً له وتحقيراً، وقيل: هو الذباب الكبيرُ الأزرق شبهه به لشدة أذاه، وقال في باب الغين والنون، قيل: هو الثقيل الوَخِمُ، وقيل: الجاهل،= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 1713 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ، كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَلاثَةٍ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ بِسَادِسٍ " أَوْ كَمَا قَالَ، وَإَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ، وَانْطَلَقَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ، قَالَ: فَهُوَ أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي - وَلَا أَدْرِي هَلْ قَالَ: امْرَأَتِي - وَخَادِمٌ بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ (1)   = من الغثارة: الجهل، والنون زائدة. وقوله: فجدع بتشديد الدال المفتوحة، أي: خاصمه وذمه، والمجادعة: المخاصمة، وقال في "اللسان" جادعه مجادعةً وجداعاً: شاتمه وشاره، كأن كل واحد منهما جدع أنف صاحبه. وقال النووي: فجدع، أي: دعا بالجدع وهو قطع الأنف وغيره من الأعضاء. قال أحمد شاكر: وهذا أصح وأقرب، فإن "جدع" غير "جادع" ويؤيده ما في "اللسان": وفي الدعاء على الإنسان: جدعاً له وعقراً نصبوها في حد الدعاء على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره، وحكى سيبويه: جدعْتُه تجديعا وعقرته: قلت له ذلك. وهذا نص صريح. وقوله: "لا هنياً"، قال السندي: قيل: قاله تأديبا لهم لأنهم تحكموا على أهل المنزل، وقيل: هو خبر، أي: أنهم لم يتهنوا به في وقته، قيل: وهو الأوجه. وعقد، أي: عهد على أنهم يجيئون يوم كذا. وقوله: "فعرفنا اثني عشر رجلاً" قال النووي في "شرح مسلم" 14/19: هكذا هو في معظم النسخ (يعني نسخ صحيح مسلم) فعرَفنا بالعين وتشديد الراء، أي: جعلنا عرفاء، وفي كثير من النسخ: ففرقنا بالفاء المكررة في أوله وبقاف من التفريق، أي: جعل كل رجل من الاثني عشر مع فرقة، وهما صحيحان، والعريف: النقيب، وهو دون الرئيس. (1) إسناده صحيح على شرطهما. وانظر (1702) . الحديث: 1713 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ خَارِجَةَ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 1714 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، دَعَا مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ حِينَ عَرَّسَ عَلَى ابْنِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عِيسَى، كَيْفَ بَلَغَكَ فِي الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ مُوسَى: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ خَارِجَةَ عَنِ الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَنَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسِي: كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " صَلُّوا وَاجْتَهِدُوا، ثُمَّ قُولُوا: اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " (2)   (1) هو زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، شهد أبوه بدراً، قيل: وهو أيضا، وقتل أبوه يوم أحد، وكانت وفاته في خلافة عثمان لا يختلفون في ذلك. انظر"جامع المسانيد والسنن" 1/الورقة 53، و"أسد الغابة" 2/284، و"الإصابة" 1/547، و"تهذيب الكمال" 10/60. (2) إسناده صحيح، علي بن بحر روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الصحيح. عثمان بن حكيم: هو ابن عبادة بن حنيف الأنصاري الأوسي المدني. موسى بن طلحة: هوموسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، أبوعيسى، نزيل الكوفة، وعبد الحميد بن عبد الرحمن: هو ابن زيد بن الخطاب العدوي، استعمله عمر بن عبد العزيز على الكوفة. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/383 و383-384 و384، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 1/301، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (69) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2000) ، والنسائي 3/48-49، وفي "الكبرى" (7672) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (53) ، والطبراني (5143) من طريق عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد. وبعضُهم يزيد فيه على بعض. وقد تقدم نحوه في مسند طلحة بن عبيد الله (1396) من طريق عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه. قوله: "حين عَرس"، قال السندي: من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل. الحديث: 1714 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ خَزْمَةَ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 1715 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَتَى الْحَارِثُ بْنُ خَزَمَةَ بِهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ بَرَاءَةَ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، " وَاللهِ إِلا أَنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَعَيْتُهَا، وَحَفِظْتُهَا "، فَقَالَ عُمَرُ: " وَأَنَا أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَتْ ثَلاثَ آيَاتٍ لَجَعَلْتُهَا سُورَةً عَلَى حِدَةٍ، فَانْظُرُوا سُورَةً مِنَ القُرْآنِ، فَضَعُوهَا فِيهَا " فَوَضَعْتُهَا فِي آخِرِ بَرَاءَةَ (2)   (1) هو الحارث بن خزمة بن عدي بن أبي غنم وهو نوفل بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج أبو بشير، وقيل: أبو خزيمة الأنصاري الخزرجي، شهد بدراً وما بعدها، وتوفي سنة أربعين. انظر "جامع المسانيد والسنن" 1/الورقة 256، و"الإصابة" 1/277. (2) إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق، ولانقطاعه، قال الشيخ أحمد شاكر: عباد بن عبد الله بن الزبير ثقة، ولكنه لم يدرك قصة جمع القرآن بل ما أظنه أدرك الحارثَ بن خزمة، ولئن أدركه لما كان ذلك مصححاً للحديث، إذ لم يَرْوِه عنه، بل أرسل القصةَ إرسالاً.= الحديث: 1715 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 38 من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو في "مجمع الزوائد" 7/35، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس وباقي رجاله ثقات، ولم يتفطن الهيثمي لتعليله بالإرسال، وأورده ابن كثير في "تفسيره" 4/180 عن المسند، ولم يتكلم في تعليله بشيء. وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/390 في ترجمة الحارث هذا: وقد ذكر ابن منده أن الحارث بن خزمة هو الذي جاء إلى عمر بن الخطاب بالآيتين خاتمة سورة براءة: (لقد جَاءَكُم رَسول من أنفسكم ... ) إلى آخر السورة، وهذا عندي فيه نظر، ثم روى بإسناده من طريق الترمذي حديث زيد بن ثابت: "بعث إلى أبو بكر الصديق مقتل أهل اليمامة، وذكر حديث جمع القرآن، وقال: فوجدت آخر سورة براءة مع خزيمة بن ثابت" ثم قال: وهذا حديث صحيح، وهو في "جامع الترمذي" (3103) . قلنا: وأخرجه البخاري (4986) أيضا، قال الشيخ أحمد شاكر: فهذا هو الثبت، وأما حديث عباد بن عبد الله بن الزبير الذي هنا، فانه حديث منكر شاذ، مخالف للمتواتر المعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن بلغه رسول الله لأمته سوراً معروفة مفصلة، يفصل بين كل سورتين منها بالبسملة إلا في "براءة" ليس لعمر ولا لغيره أن يرتب فيه شيئاً، ولا أن يضع آية مكان آية، ولا أن يجمع آيات وحدها فيجعلها سورة، ومعاذ الله أن يجول شيء من هذا في خاطر عمر، ثم من هذا الذي يقول في هذه الرواية هنا: "فوضعتها في آخر براءة" وفي رواية ابن أبي داود: "فألحقتها في آخر براءة"؟ أهو الحارث بن خزمة؟ لا، فإنه لم يكن ممن عهد إليه بجمع القرآن في المصحف، أهو عمر؟ لا، فالسياق ينفيه، لأن هذه الرواية تزعم أنه أمر بوضعها في براءة، فهو غير الذي نفذ الأمر، أم هو الراوي عباد بن عبد الله بن الزبير؟ لا، إنه متأخر جداً عن أن يدرك ذلك، حتى لقد قال العجلي: "وأما روايته عن عمر بن الخطاب فمرسلة بلا تردد". وأما نصُ تفسير ابن كثير في هذه الكلمة" فوضعوها في آخر براءة" فإنه غير صحيح، ومخالف لنص المسند الذي يروي عنه، ولعلها تحريف أو تغيير من أحد الناسخين، فهذا الحديث ضعيف الإسناد منكر المتن، وهو أحد الأحاديث التي يلعب بها المستشرقون وعبيدهم عندنا، يزعمون أنها تطعن في ثبوت القرآن، ويفترون على أصحاب رسول الله ما يفترون. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 حَدِيثُ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 1716 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَعْنِي أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: قَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرًا، فَجَعَلُوا يَقْرُنُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقْرُنُوا " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو عامر الخزاز- واسمه صالح بن رستم- سيئ الحفظ، والحسن- وهو البصري- مدلس وقد عنعن. وأخرجه ابن ماجه (3332) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (682) ، وأبو يعلى (1574) ، والطبراني (5498) ، والحاكم 4/119-120 من طريق الطيالسي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وفي الباب عن ابنِ عمر أخرجه البخاري (5446) ، ومسلم (2045) وسيأتي في "المسند" 2/44 و46 و74 و81 و103 من طريق شعبة عن جبلة بن سُحَيم قال: "أصابنا عامُ سنة مع ابن الزبير، فرَزَقنا تمراً، فكان عبد الله بن عمر يمر بنا- ونحن نأكل- ويقول: لا تقارنوا، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الإقران، ثم يقولُ: إلا أن يستأذن الرجل أخاه" قال شعبة: الإذن من قول ابن عمر. وانظر ابن حبان (5231) و (5232) و (5233) . والقِران هنا: ضم تمرة إلى تمرة لمن أكل مع جماعة. الحديث: 1716 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 242 1717 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ خِدْمَتُهُ، فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ أَعْتِقْ سَعْدًا " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا مَاهِنٌ غَيْرُهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْتِقْ سَعْدًا، أَتَتْكَ الرِّجَالُ أَتَتْكَ الرِّجَالُ " قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَعْنِي السَّبْيَ (1)   (1) إسناده ضعيف، لضعف أبي عامر الخزاز وعنعنة الحسن. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (682) ، وأبو يعلى (1573) من طريق الطيالسي، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 2/213 من طريق عثمان بن عمر، عن ابي عامر، به، وصححه ووافقه الذهبي! وقوله: "ما لنا ماهن غيره" الماهن: الخادم، والمَهنة بفتح الميم: الخدمة، قال في "النهاية": ولا يقال: مِهنة بالكسر، وكان القياس- لو قيل- مثل جلسة وخِدمة إلا أنه جاء على فَعلة واحدة، وهذا قول الأصمعي وحكى غيره جواز الكسرَ، قال الزمخشري: هو عند الأثبات خطأ. الحديث: 1717 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 243 مُسْنَدُ أَهْلِ الْبَيْتِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمِ أَجْمَعِينَ حَدِيثُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا   (1) هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي القرشي، أبو محمد سِبْط رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابن ابنته فاطمة سيدةِ نساء أهل الجنة وقيل: العالمين. وهو سيدهم هو وأخوه الحسين، وريحانتا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الذي سماهما حين ولدا ولم يُسبقا إلى هذين الاسمين، وحنكهما، وبرلى عليهما، وعق عنهما. وكانا يُشبهانه، وكان الحسنُ أعجبَهما إليه. وكان يُجلسه معه على المنبر ويقول: إن ابني هذا سيد، وسيُصْلحُ الله به بين فئتين عظيمتين، فكان كذلك، نزل عن الخلافة لِسلطان معاوية بعد وقائعِ صِفين، وذلك سنة إحدى وأربعين، فحقنت الدماءُ، وصارت الناسُ يداً واحدة على من سواهم. وأخذ الحسن من بيت المال سبعة آلاف ألفِ درهم، وفرض له معاوية من بيت المال كل سنة ألف ألف، وجعله ولي العهد مِن بعده، فمات قبلَ معاوية، قيل: سنة ثمان وأربعين أو تسع أو سنة خمسين أو إحدى وخمسين، وكان مولده للنصف من رمضان سنةَ ثلاثٍ من الهجرة على الصحيح. وفي "صحيح البخاري" عن أبي عثمان، عن أسامة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجلسه والحسينَ على ركبتيه ويقول: "اللهم إني أحبهما فأحبهما".= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 1718 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ (1) بْنِ أَبِي مَرْيَمَ السَّلُولِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوَتْرِ: " اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ " (2)   = وفي "صحيح مسلم" من حديث نافع بن جبير عن أبي هريرة أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال للحسن بن علي: "اللهم إني أحبه فأحب من يحبه". وكان الصديق يحملُه على عاتقه ويقول: يا بأبي شبه النبي ليس شبيهاً بعلي وعلي يضحك. رواه البخاري. وفرض له عمر في خمسة آلاف كأبيه وأهل بدر، وقد كان الحسن جواداً كريماً ممدحا كثيرَ العطاء والصدقة، خرج من جميعِ ماله لله تعالى مرتين، وقاسمه ثلاثَ مرات. ومشى إلى بيت الله عدة حجات، والجنائب إلى ورائه، والنجائب معه تقاد بين يديه. وأوصى أخاه بأشياءَ حسنةٍ، منها أنه قال: ما أظن أن الله يجمع لنا بَيْنَ النبوة والخلافة، ولا يستخِفنك أهلُ الكوفة ليخرجوك. وأرسل إلى عائشة أمً المؤمنين يطلب منها أن يدفن عندها في الحجرة عندَ جده، فأذنت له، وقال لأخيه: إن منعك بنو أمية، فلا تشاققهم، وادفني في البقيع، فلما توفي جاؤوا إلى عائشة فأذنت لهم، فحالَ دونَ ذلك بنو أمية، فحُمِلَ ودُفِنَ بالبقيع. "جامع المسانيد" 1/الورقة 312- 313، وانظر"سير أعلام النبلاء" 3/245- 279. (1) تحرف في (م) و (ق) إلى: يزيد. (2) إسناده صحيح، رجالُه كلهم ثقات. أبو الحوراء: هو ربيعة بن شيبان السعدي.= الحديث: 1718 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 1719 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ: " لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ بِالْأَمْسِ لَمْ يَسْبِقْهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلا يُدْرِكُهُ الْآخِرُونَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَبْعَثُهُ بِالرَّايَةِ جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ " (1)   = وأخرجه ابن الجارود (272) ،. وابن خزيمة (1095) ، والطبراني (2712) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 2/209 من طريق العلاء بن صالح، عن بريد، به. وأخرجه الطبراني (2713) من- طريق الربيع بن ركين، عن أبي يزيد الزراد، عن أبي الحوراء، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (375) ، وفي "الآحاد والمثاني" (415) ، والطبراني (2700) ، والحاكم 3/172 وصححه على شرط الشيخين من طريق موسى بن عقبة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن الحسن. وأخرجه النسائي 3/248 من طريق موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن الحسن. وسيأتي برقم (1721) و (1723) و (1727) . (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف. شريك- وهو ابنُ عبد الله القاضي وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. هبيرة: هو ابن يَريم. وأخرجه الطبراني (2718) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/73-74، وابن سعد 3/38 و38-39، والنسائي في "الكبرى" (8408) ، وابن حبان (6936) ، والطبراني (2717) و (2719) و (2720) و (2721) و (2722) و (2724) و (2725) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/65 من طرق عن أبي إسحاق، به، بألفاظ متقاربة. وعند أكثرهم زيادة في آخره "ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبع مئة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادماً"، وهذه الزيادة أخرجها الطبراني (2723) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به.= الحديث: 1719 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 1720 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُبْشِيٍّ، قَالَ: خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ، رَضْيِ اللهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ: " لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ بِالْأَمْسِ مَا سَبَقَهُ الْأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلا أَدْرَكَهُ الْآخِرُونَ، إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيَبْعَثُهُ وَيُعْطِيهِ الرَّايَةَ، فَلا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ، وَمَا تَرَكَ مِنْ صَفْرَاءَ وَلا بَيْضَاءَ، إِلا سَبْعَ مِائَةِ دِرْهَمٍ مِنْ عَطَائِهِ كَانَ يَرْصُدُهَا لِخَادِمٍ لِأَهْلِهِ " (1) 1721 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ أَنْ يَقُولَ فِي الْوَتْرِ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ يُونُسَ (2)   = وأخرِجه ابن أبي شيبة 12/68-69 عن شريك، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عنَ الحسن بن علي. وأخرجه أحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة" (1026) عن وكيع، عن شريك، عن عاصم، عن أبي رزين، عن الحسن بن علي، إلى قوله: "ولا يدركه الآخرون". وأخرجه بأطول مما هنا أبو يعلى (6758) من طريق خالد بن جابر، عن أبيه، والحاكم 3/172 من طريق عمر بن علي بن الحسين، عن أبيه، كلاهما عن الحسن بن علي. وانظر ما بعده. (1) حسن، عمرو بن حبشي روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/173، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/75 عن وكيع، بهذا الإِسناد، دونَ قوله: "وما ترك من صفراء ... "، وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح، وانظر (1718) .= الحديث: 1720 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 247 1722 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّهُ مَرَّ بِهِمْ جَنَازَةٌ، فَقَامَ الْقَوْمُ وَلَمْ يَقُمْ، فَقَالَ الْحَسَنُ: " مَا صَنَعْتُمِ إنَّمَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأَذِّيًا بِرِيحِ الْيَهُودِيِّ (1) 1723 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ، قَالَ:   =وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (4985) بهذا الإسناد، وسقط من إسناده: "أبو الحوراء"، فيُستدرك من هنا. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/300، والدارمي (1592) و (1593) ، وأبو داود (1425) و (1426) ، وابن ماجه (1178) ، والترمذي (464) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (374) ، وفي "الآحاد والمثاني" (417) ، والنسائي 3/248، وابن الجارود (273) ، وأبو يعلى (6765) ، وابن خزيمة (1095) ، والطبراني (2701) و (2702) و (2703) و (2704) و (2705) ، والحاكم 3/172، والبيهقي 2/209، والبغوي (640) من طرق عن أبي إسحاق، به. ووقع عند البيهقي:"عن حسن أو الحسين بن علي". قال الترمذي: حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي الحوراء السعدي، ولا نعرف عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً أحسن من هذا. (1) إسناده ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة، ولانقطاعه، فإن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثم يدرك الحسنَ بن علي عم أبيه، لأنه ولد سنة 56هـ، والحسن مات سنة 50هـ. وأخرجه بنحوه النسائي 4/47 من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه. بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/488 من طريق ابن جريج، قال: سمعتُ محمد بن عمر يُحدث عن الحسن وابن عباس أو عن أحدهما: أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرت به جنازةُ بهودي، فقام لها وقال: "آذاني ريحها"، ومحمد بن عمر- وهو ابن علي بن أبي طالب- لم يدرك الحسنَ وابنَ عباس. وانظر (1726) . الحديث: 1722 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 قُلْتُ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَذْكُرُ أَنِّي أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فَمِي، فَانْتَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلُعَابِهَا، فَأَلْقَاهَا فِي التَّمْرِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا عَلَيْكَ لَوْ أَكَلَ هَذِهِ التَّمْرَةَ؟ قَالَ: " إِنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ " قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: " دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ " قَالَ: وَكَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ: " اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ - وَرُبَّمَا قَالَ - تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ " (1)   (1) إسناده صحيح. وأخرجه بتمامه أبو يعلى (6762) ، وابنُ حبان (722) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4984) ، والطبراني (2711) من طريق الحسن بن عمارة، والطبراني (2708) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/264 من طريق الحسن بن عبيد الله، كلاهما عن بريد، به. ولم يذكر الحسن بن عبيد الله في حديثه قصة الصدقة. وسيأتي برقم (1727) . وأما حديثُ الصدقة، فأخرجه الطيالسي (1177) ، والدارمي (1591) ، وابن خزيمة (2347) ، والطحاوي 2/6 و3/297، والطبراني (2710) من طريق شعبة، به. وسيأتي برقم (1724) و (1725) و (1727) . وأما قوله: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذبَ ريبة" فأخرجه الطيالسي (1178) ، والترمذي (2518) ، والحاكم 2/13 و4/99، والبيهقي 5/335 من طريق شعبة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5747) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 1724 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ شَيْبَانَ، أَنَّهُ قَالَ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَدْخَلَنِي غُرْفَةَ الصَّدَقَةِ، فَأَخَذْتُ مِنْهَا تَمْرَةً، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فَمِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلْقِهَا، فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ " (1) 1725 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هُوَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَسُئِلَ مَا عَقَلْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ   =الحسن بنِ عُبيد الله، عن بريد، به. وقوله: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" دونَ تتمة أخرجه الدارمي (2532) ، والنسائي 8/327، والبغوي (2032) من طريق شعبة، به. وأخرج قوله: "الصدق طمأنينة والكذب ريبة" القضاعي في "مسند الشهاب" (275) من طريق شعبة، به. وأما الدعاء فأخرجه الطيالسي (1179) ، والدارمي (1591) ، وأبو يعليَ (6759) ، وابن خزيمة (1096) ، والطبراني (2707) من طريق شعبة، به. وقد تقدم (1718) . قوله: "دع ما يريبك"، قال السندي: يروى بفتح الياء وضمها، والفتح أشهَر، أي: دع ما تشك فيه إلى ما لا تشك. (1) إسناده صحيح، ثابت بن عمارة وثقه ابن معين، والدارقطني، وابن حبان، وشعبة، وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس، وقال البزار: مشهور، وقال الذهبي: صدوق، وانفرد أبو حاتم فقال: ليس عندي بالمتين. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/213، وابنُ خزيمة (2349) ، والطحاوي 2/7 و3/297، والطبراني (2741) من طريق ثابت بن عمارة، بهذا الإسناد. وقد تقدم مطولاً (1723) . الحديث: 1724 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى جَرِينٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَأَخَذْتُ تَمْرَةً، فَأَلْقَيْتُهَا فِي فِيَّ (1) ، فَأَخَذَهَا بِلُعَابِي، فَقَالَ: بَعْضُ الْقَوْمِ وَمَا عَلَيْكَ لَوْ تَرَكْتَهَا؟ قَالَ: " إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " قَالَ: وَعَقَلْتُ مِنْهُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ (2) 1726 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ جِنَازَةً مَرَّتْ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، فَقَامَ الْحَسَنُ، وَقَعَدَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ الْحَسَنُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَلَمْ تَرَ إِلَى " النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ "، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَلَى، " وَقَدْ جَلَسَ "، فَلَمْ يُنْكِرِ الْحَسَنُ مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا (3)   (1) في (م) و (س) و (ص) : فمي. (2) إسناده صحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي. وأخرجه الطبراني (2714) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسنادِ. دونَ قوله: "وعقلت منه الصلوات الخمس" وقد أخرجها دونَ القسم الأول (2709) من طريق الزبيري، به. وقد تقدم مطولا برقم (1723) . الجرين: هو موضعُ تجفيفِ التمر، وهو له كالبيدر للحنطة. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الراوي الذي أبهمه محمد- وهو ابن سيرين-. وأخرجه الطبراني (2746) من طريق يزيدَ بنِ إبراهيم التستري، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 4/46، والطبراني (2744) و (2745) و (2746) و (2747) من طرق عن ابن سيرين، به. وسيأتي برقم (1728) و (1729) و (3126) . وأخرجه النسائي 4/47، والبيهقي 4/28 من طريق أبي مجلز أن جنازة مرت بابن عباس والحسن ... فذكره. وأبو مجلز: هو لاحق بن حميد ثقة روى له الجماعة إلا أنَ= الحديث: 1726 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 251 1727 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ بُرَيْدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، قَالَ: قُلْتُ لِلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ مَا تَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَذْكُرُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنِّي أَخَذْتُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلْتُهَا فِي فِيَّ، قَالَ: فَنَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلُعَابِهَا، فَجَعَلَهَا فِي التَّمْرِ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ لِهَذَا الصَّبِيِّ؟ قَالَ: " إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: " دَعْ مَا يَرِيبُكَ، إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ " قَالَ: وَكَانَ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ: " اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَظُنُّهُ قَدْ قَالَ هَذِهِ أَيْضًا - تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ " (1)   = حديثه هذا مرسل فيما قاله يحيى بن معين حين سئل عنه. وفي الباب عن علي عند مسلم (962) أنه قال في شأن الجنائز: قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم قعد. وانظر ما تقدم برقم (1200) . (1) إسناده صحيح. وانظر (1723) . وأخرجه بتمامه ابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (416) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسنادِ. وأخرج ابنُ خزيمة (2348) القسم الأول والثاني، وابن حبان (945) القسم الأول والثالث، وابن خزيمة (1096) القسم الأول، والترمذي (2518) القسم الثاني، كلهم من طريق محمد بن جعفر، به. الحديث: 1727 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ هَذِهِ مِنْهُ، ثُمَّ إِنِّ شُعْبَةَ (1) حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، مَخْرَجَهُ إِلَى الْمَهْدِيِّ بَعْدَ مَوْتِ أَبِيهِ (2) ، فَلَمْ يَشُكَّ فِي: " تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ " فَقُلْتُ لِشُعْبَةَ: إِنَّكَ تَشُكُّ فِيهِ، فَقَالَ: لَيْسَ فِيهِ شَكٌّ 1728 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، مَرَّتْ بِهِمَا جِنَازَةٌ، فَقَامَ أَحَدُهُمَا وَجَلَسَ الْآخَرُ، فَقَالَ الَّذِي قَامَ: " أَمَا (3) تَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ " قَالَ: " بَلَى، وَقَعَدَ " (4) 1729 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَابْنَ عَبَّاسٍ رَأَيَا جَنَازَةً، فَقَامَ أَحَدُهُمَا، وَقَعَدَ الْآخَرُ، فَقَالَ الَّذِي قَامَ: " أَلَمْ يَقُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَقَالَ الَّذِي قَعَدَ: " بَلَى، وَقَعَدَ " (5)   (1) في (م) و (ص) وحاشية (س) : ثم إني سمعته. (2) يعني أبا الخليفة المهدي، وهو أبو جعفر المنصور، قال أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (59) : سمعت علي بن الجعد يقول: قَدِم شعبةُ إلى بغداد مرتين، أيام أبي جعفر، وأيام المهدي، وكتبت عنه فيهما جميعاً. (3) في (س) و (ق) و (ص) : ألم. (4) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن محمداً- وهو ابن سيرين- لم يسمع من الحسن بن علي ولا من ابن عباس شيئاً. وانظر (1726) . وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (6313) . ومن طريقه أخرجه الطبراني (2743) . (5) حسن لغيره، وانظر ما قبله. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/358-359 عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد. الحديث: 1728 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 حَدِيثُ الْحُسَينِ بْنِ عَلِيٍّ (1) رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا 1730 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهَا - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلسَّائِلِ حَقٌّ وَإِنْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ " (2)   (1) هو الحسينً بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبو عبد الله. أحد السًبطين الشهيدين، وهو وأخوه سيدا شباب أهلِ الجنة إلا ابني الخالة يحيى وعيسى، أمهما فاطمة بنت خاتِمِ الأنبياء ورسولِ رب العالمين. ولد بعدَ أخيه، ولم يكن بينهما إلا أن طهرت مِن نفاس الحسن، وحملت بالحسين، ثم بمُحسن. وقد عَق عنهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأذن في آذانهما وأقام، ونشآ في بره ورِفده إحسانه ولطفه بهما وبابيهما وأمهما رضي الله عنهم. وهم معه أهلُ العباء التي لفها عليهم، وقال: "اللهم هؤلاء أهلُ بيتي، فأذهب عنهم الرجسَ وطهرهم تطهيراً"، قال أبو بكر بن أبي شيبة: قُتِلَ الحسينً بنُ علي يوم عاشوراء سنةَ إحدى وستين وله ثمان وخمسون سنة، وكان يخضب بالحناءِ والكتم. "جامع المسانيد" 1/الورقة 320، وانظر"سير أعلام النبلاء" 3/280-321. (2) إسناده ضعيف لجهالة يعلى بن أبي يحيى.= الحديث: 1730 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 254 1731 - أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ شَيْبَانَ، قَالَ: قُلْتُ لِلحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا تَعْقِلُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: صَعِدْتُ غُرْفَةً، فَأَخَذْتُ تَمْرَةً، فَلُكْتُهَا فِي فِيَّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلْقِهَا، فَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " (1) 1732 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ   = وأخرجه ابن خزيمة (2468) من طريق وكيع وعبد الرحمن، بهذا الإسناد، وسقط من المطبوع منه: "سفيان ... " إلى آخر السند. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/113، وأبو يعلي (6784) ، وأبو نعيم 8/379، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/296 من طريق، وكيع، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/416 معلقاً، وأبو داود (1665) ، والطبراني (2893) ، والبيهقي 7/23 من طريق محمد بن كثير، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (2088) عن محمد بن يوسف، كلاهما عن سفيان، به. وأخرجه أبو داود (1666) ، والبيهقي 7/23، والقضاعي في "مسند الشهاب" (285) من طريق زهير بن معاوية، عن شيخ بمكة- قال زهير: رأيت سفيان عنده- عن فاطمة بنتِ حسين، عن أبيها، عن علي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر القضاعى فيه علياً. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: هذا الشيخ المبهم الذي روى عنه زهير ورأى عنده سفيان الثوري، الظاهر أنه مصعب بن محمد، وأنه لم يحفظ عنه تماماً، فلذلك أرسل الحديث، فحذف منه شيخ مصعب وأبهم اسمه. وانظر "المقاصد الحسنة" ص 33،337، و"ذيل القول المسدد" ص 84 - 86. وأخرج مالك في "الموطأ" 2/996 عن زيد بن أسلم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أعطوا السائل وإن جاء على فرس" قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/294: لا أعلم في إرسال هذا الحديث خلافاً بين رواة مالك، وليس في هذا اللفظ مسند يحتج به فيما علمت. (1) إسناده صحيح. وقد تقدم برقم (1724) من طريق ثابت، عن ربيعة، عن الحسن بن علي، به. الحديث: 1731 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 الْوَاسِطِيَّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ، قِلَّةَ الْكَلامِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ " (1) 1733 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، يَزْعُمُ عَنْ حُسَيْنٍ، وابْنِ عَبَّاسٍ - أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا - أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَجْلِ جَنَازَةِ يَهُودِيٍّ مُرَّ بِهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: " آذَانِي رِيحُهَا " (2) 1734 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، قَالَ عَبَّادٌ: ابْنُ زِيَادٍ: عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ، وَلا مُسْلِمَةٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُهَا وَإِنْ طَالَ عَهْدُهَا - قَالَ عَبَّادٌ: قَدُمَ عَهْدُهَا - فَيُحْدِثُ لِذَلِكَ اسْتِرْجَاعًا، إِلا جَدَّدَ اللهُ لَهُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَأَعْطَاهُ   (1) حديث حسن لِشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، شعيب بن خالد لم يُدرك الحسين بن علي، وانظر "العلل" لابن أبي حاتم 2/241-242. وأخرجه هناد في "الزهد" (1118) عن عبدة، عن حجاج، بهذا الإسناد، إلا أنه قال فيه: "حسين بن علي أو علي بن حسين" وانظر ما سيأتي برقم (1737) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابنِ ماجه (3976) ، والترمذي (2317) ، وابن حبان (229) ، ومن حديث زيد بن ثابت عند الطبراني في "الصغير" (884) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (191) ، وعن علي بن أبي طالب عند الحاكم في "تاريخ نيسابور" وعن الحارث بنِ هشام المخزومي عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق"، ذكرهما السيوطي في "الجامع الصغير". (2) إسناده ضعيف لانقطاعه. وانظر ما تقدم برقم (1722) . الحديث: 1733 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 مِثْلَ أَجْرِهَا يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا " (1) 1735 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الْحَوْرَاءِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: عَلَّمَنِي جَدِّي - أَوْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوَتْرِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) 1736 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ   (1) إسناده ضعيف جدأ، هشام بن أبي هشام متروك، وأمه لا يُعرف حالها. وأخرجه ابن ماجه (1600) ، وأبو يعلى (6777) و (6778) ، وابن حبان في "المجروحين" 3/88، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (559) ، والطبراني (2895) من طرق عن هشام بن أبي هشام، بهذا الإسناد. ووقع عندَ ابنِ حبان وابن السني: "عن أبيه" بدل"عن أمه" وعند الطبراني"عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها" ويغلب على ظننا أنه من تحريف وقع في الطباعة. (2) إسناده ضعيف، شريكُ بن عبد الله سيئ الحفظ، وقد تقدم الحديث برقم (1721) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وجعله من مسندِ الحسن بن علي، وهو الصواب. وأخرجَه أبو يعلى (6786) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 2/209 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. ووقع عنده: "عن حسن أوالحسين بن علي". قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/249: يؤيد رواية الشك أن أحمد بنَ حنبل أخرجه في مسند الحسين بن علي من "مسنده" من غير تردد، فأخرجه من حديث شريك عن أبي إسحاق بسنده، وهذا وإن كان الصوابُ خلافَه، والحديث من حديث الحسن لا من حديث أخيه الحسين، فإنه يدل على أن الوهمَ فيه من أبي إسحاق، فلعله ساء فيه حفظه فنسي: هل هوالحسن أوالحسين؟ الحديث: 1735 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 بِلالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ " قال أبو سعيد: فلم يصل علي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيرا (2)   (1) قوله: "علي بن حسين عن أبيه" سقط من (م) . (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ عد الله بن علي بن حسين، فمن رجال الترمذي والنسائي، روى عنه جمع، ووثقه ابنُ حبان وابن خلفون والذهبي، وقول الحافظ عنه في"التقريب": مقبول، غيرُ مقبول. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم. وأخرجه الترمذي (3546) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (32) ، وابنُ أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (432) ، والنسائي في "الكبرى" (8100) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (55) و (56) ، وأبو يعلى (6776) ، وابن حبان (909) ، والطبراني (2885) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (382) ، والحاكم 1/549، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1567) و (1568) من طرق عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح غريب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرجه إسماعيل القاضي (35) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عمارة، به. وأخرجه أيضاً (31) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن علي بن الحسين، به. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1565) من طريق ابن وهب، عن عمرو، عن عمارة، عن عبد الله بن علي، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه أيضاً (1566) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن عمارة، عن عبد الله بن علي، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 1737 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ " (1)   = وقوله: "قال أبو سعيد: فلم يصل علي"، وكلمة "كثيراً"، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ11) و (ب) ، ومنهما أثبتناه ومن "جامع المسانيد" 1/ورقة 321-322. (1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر- وهو العمري- وانظر (1732) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2886) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1080) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (194) من طريق قزعة بن سويد، عن عبيد الله بن عمر، وابن عدي 3/907 من طريق خالد بن عبد الرحمن الخراساني، عن مالك، كلاهما عن الزهري، به. وقزعة بن سويد وخالد بن عبد الرحمن ضعيفان. وأخرجه ابن عدي 6/2341 من طريق موسى بن عمير القرشي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي. وموسى بن عمير القرشي متروك. وأخرجه مرسلاً عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مالك في "الموطأ" 2/903، ومن طريقه أخرجه وكيع في "الزهد" (364) ، وهناد في "الزهد" (1117) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/360، والترمذي (2318) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص 206، والقضاعي (193) . وأخرجه مرسلاً كذلك عبد الرزاق (20617) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4986) من طريق معمر، عن الزهري، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/249 من طريق الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين مرسلاً. الحديث: 1737 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 259 حَدِيثُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 1738 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ، فَقَالَ: مَهْ، لَا تَقُولُوا ذَلِكَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: " قُولُوا: بَارَكَ اللهُ فِيكَ، وَبَارَكَ لَكَ فِيهَا " (2)   (1) هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخو علي. وكان أخوه طالب أكبرَ منه بعشر سنين، وكان عقيل أكبر من جعفر بعشر سنين، وجعفر أكبرمن علي بعشر سنين، ولم يتفق هذا في إخوة غيرهم. وقد حضر عقيل وأخوه طالب بدراً مع المشركين مكرهين، وكذلك عمهما العباس، وقد وقع هو وعمه العباس في الأسر، وفادى عنه العباس. وأسلم عقيل قبل الفتح، وشهد مؤتة وما بعدها. وكان عالماً بأنسابِ قريش وأيامها. وكان يَفدُ على معاوية في أيام أخيه علي، لأنه كان يجد فيه من الرفق والعطاء ما لا يجد عند علي رضي الله عنه، وله أجوبة مسكتة كثيرة جداً، وتوفي أيام معاوية. انظر "جامع المسانيد" 3/الورقة 215، و"سير أعلام النبلاء" 1/218-219. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فإن عبد الله بن محمد بن عقيل لم يدرك جده، فإنه مات سنة (142 هـ) فمن البعيد جداً- كما قال الشيخ أحمد شاكر- أن يكون كبيراً في وقت يتزوج فيه جده عقيل بن أبي طالب، ويقول: إنه خرج عليهم بعد الزواج وبين وفاته ووفاة جده ثمانون سنة. سالم بن عبد الله: هو أبو المهاجر الجزري الرقي، وثقه أحمد، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". وانظر ما بعده. الحديث: 1738 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 260 1739 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي جُشَمَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ، فَقَالَ: لَا تَقُولُوا ذَلِكَ، قَالُوا: فَمَا نَقُولُ يَا أَبَا يَزِيدَ (1) ؟ قَالَ: " قُولُوا: بَارَكَ اللهُ لَكُمْ، وَبَارَكَ عَلَيْكُمْ " إِنَّا كَذَلِكَ كُنَّا نُؤْمَرُ (2)   (1) تحرف في (م) إلى: زيد. (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من عقيل، لكن الطريق السالفة تقويه، وله طريق أخرى عند الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/471، وفيها انقطاع. يونس: هو ابنُ عبيد. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/323، والدارمي (2173) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (514) ، وفي "الدعاء" (937) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (602) ، والبيهقي 7/148 من طرق عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (10457) ، وابن ماجه (1906) ، وابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (367) ، والنسائي في "المجتبى" 6/128، وفي "عمل اليوم والليلة" (262) ، والطبراني 17/ (512) و (513) و (515) و (516) و (517) و (518) ، وفي" الدعاء" (936) و (937) من طرق عن الحسن البصري، به. ويشهد له حديث الحسن البصري، عن رجل من بني تميم قال: كنا نقول في الجاهلية: بالرفاء والبنين، فلما جاء الإسلام علمنا نبيُّنا قال: "قولوا: بارك الله لكم، وبارك فيكم، وبارك عليكم" أخرجه بقي بن مخلد- كما في "فتح الباري" 9/222- من طريق غالب القطان، عن الحسن، به. وفي الباب عن أبي هريرة وهو صحيح، وسيأتي في مسنده 2/381 ويخرْج هناك. وعن جابر بن عبد الله عند البخاري (6387) ، ومسلم 2/1087 - 1088 (56) . وعن بريدة بسند حسن عند ابن سعد 8/21، والطبراني (1153) . قوله: "بالرفاء والبنين"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/240: الرفاء: الالتئام والاتفاق، والبركة والنَّماء، وهو من قولهم: رَفأت الثوبَ رَفْئاً، ورَفوته رَفْواً، وإنما نهى عنه كراهيةً، لأنه كان من عادتهم، ولهذا سُن فيه غيرُه. والباء في قوله: "بالرفاء"، قال السندي: متعلقة بمحذوف دَل عليه المعنى، أي: أعرَسْتَ، ذكره الزمخشري. الحديث: 1739 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 261 حَدِيثُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَهُوَ حَدِيثُ الْهِجْرَةِ   (1) جعفر بن أبي طالب الهاشمي أبو عبد الله، وهو ابنُ عم رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخوه علي بن أبي طالب، وكان أسن من علي بعشر سنين. أسلم جعفر قديماً، ولكن بعد علي أخيه. وهاجر إلى الحبشة، وكان حجيجَ النجاشي عن المسلمين، والظاهر أن إسلام النجاشي كان على يد جعفر رضي الله عنه. ثم كانت هجرته بمن كان معه من المسلمين ومَنْ تبعهم من المشركين والأشعريين إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محاصر خيبر، ففتحها الله عليهم على يديه. واعتمر رسؤلُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضاء، فدخل مكة وهوآخِذ بزمام ناقةِ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال يومئذ لجعفر: "أشبهت خَلْقي وخُلُقي". وقد بعثه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى مؤتة وجعله أميراً بعدَ زيد بن حارثة، فَقُتِلَ زيد، فأخذ الرايةَ جعفر بن أبي طالب، فقُطِعَتْ يمينه، فأخذها بشماله، فقُطِعَتْ ثم قتل، فَوُجِدَ في جسده بضع وعشرون، وقيل: وتسعون ضربة بسهم أو سيف أو رمح، مُقبلاً غير مدبر، فعوَضه الله عن يديه جناحين يطيرُ بهما في الجنة، فلهذا يُقال له: ذو الجناحين، ويقال له الطيارُ لذلك، وقد شَهِدَ له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة والشهادة، فرضي الله عنه، وكانت وفاته بموبة فى جمادى سنة ثمانٍ، وقبره مشهود عند ثنية الكرك (في المزار جنوب الكرك تبعد عنها عشْرة أميال) وكان عمره ما بين الخمس والعشرين إلى الثلاثين، وقيل: أحد وأربعين رحمه الله.= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 1740 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ابْنَةِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: لَمَّا نَزَلْنَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ، جَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ، النَّجَاشِيَّ، أَمِنَّا عَلَى دِينِنَا، وَعَبَدْنَا اللهَ لَا نُؤْذَى، وَلا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا، ائْتَمَرُوا أَنْ يَبْعَثُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ فِينَا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ، وَأَنْ يُهْدُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَا مِمَّا يُسْتَطْرَفُ مِنْ مَتَاعِ مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يَأْتِيهِ مِنْهَا إِلَيْهِ الْأَدَمُ، فَجَمَعُوا لَهُ أَدَمًا كَثِيرًا، وَلَمْ يَتْرُكُوا مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقًا إِلا أَهْدَوْا لَهُ هَدِيَّةً، ثُمَّ بَعَثُوا بِذَلِكَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ (1) بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ، وعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَأَمَرُوهُمَا أَمْرَهُمْ، وَقَالُوا لَهُمَا: ادْفَعُوا (2) إِلَى كُلِّ بِطْرِيقٍ هَدِيَّتَهُ، قَبْلَ أَنْ تُكَلِّمُوا النَّجَاشِيَّ فِيهِمْ، ثُمَّ قَدِّمُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَاهُ، ثُمَّ سَلُوهُ أَنْ يُسْلِمَهُمِ إلَيْكُمْ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ، قَالَتْ: فَخَرَجَا فَقَدِمَا عَلَى النَّجَاشِيِّ، وَنَحْنُ عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ، وَعِنْدَ خَيْرِ جَارٍ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقٌ إِلا دَفَعَا إِلَيْهِ هَدِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُكَلِّمَا النَّجَاشِيَّ، ثُمَّ قَالا لِكُلِّ بِطْرِيقٍ مِنْهُمْ: إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى بَلَدِ الْمَلِكِ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكُمْ، وَجَاءُوا بِدِينٍ   ="جامع المسانيد" 1/الورقة 233، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/206-217. (1) تحرف في (م) و (س) و (ق) و (ص) إلى: "عبد بن ربيعة" وأثبتناه على الصواب كما جاء في (ب) و (ظ 11) و"جامع المسانيد والسنن" 1/الورقة 234. (2) في (س) و (ظ 11) و (ق) : ادفعا. الحديث: 1740 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتُمْ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَى الْمَلِكِ فِيهِمِ أشْرَافُ قَوْمِهِمْ لِنَرُدَّهُمِ إلَيْهِمْ، فَإِذَا كَلَّمْنَا الْمَلِكَ فِيهِمْ، فَتُشِيرُوا (1) عَلَيْهِ بِأَنْ يُسْلِمَهُمِ إلَيْنَا وَلا يُكَلِّمَهُمْ، فَإِنَّ قَوْمَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا لَهُمَا: نَعَمْ، ثُمَّ إِنَّهُمَا قَرَّبَا هَدَايَاهُمِ إلَى النَّجَاشِيِّ فَقَبِلَهَا مِنْهُمَا، ثُمَّ كَلَّمَاهُ، فَقَالا لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى بَلَدِكَ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ، وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَيْكَ فِيهِمِ أشْرَافُ قَوْمِهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ، وَأَعْمَامِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، لِتَرُدَّهُمِ إلَيْهِمْ، فَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ وَعَاتَبُوهُمْ فِيهِ. قَالَتْ: وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ النَّجَاشِيُّ كَلامَهُمْ، فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ: صَدَقُوا أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَوْمُهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ، فَأَسْلِمْهُمِ إلَيْهِمَا، فَلْيَرُدَّاهُمِ إلَى بِلادِهِمْ وَقَوْمِهِمْ، قَالَت: فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ، ثُمَّ قَالَ: فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ، ثُمَّ قَالَ: لَا هَيْمُ (2) اللهِ، إِذَاً لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْهِمَا، وَلا أُكَادُ قَوْمًا   (1) في (ب) و (ظ 11) وعلى حاشية (س) و (ص) : فأشيروا. (2) قال في "اللسان" يمن: العرب تقول: أيم الله وهَيْم الله، الأصل: أيمن الله، وقلبت الهمزة هاء، فقيل: هيم الله. وقال الجوهري: وايمن الله: اسم وضع للقسم هكذا بضم الميم والنون، وألفه ألف وصل عند أكثر النحويين، وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف، والتقدير: وليمُنُ الله قسمي، وربما حذفوا منه النون، فقالوا: أيم الله، وكانوا يحلفون باليمين، فيقولون: يمين الله لا أفعل، ثم جمعوا اليمين على "أيمن"، ثم حلفوا به، فقالوا: أيمن الله لأفعلن كذا، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون.= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 جَاوَرُونِي، وَنَزَلُوا بِلادِي، وَاخْتَارُونِي عَلَى مَنْ سِوَايَ حَتَّى أَدْعُوَهُمْ فَأَسْأَلَهُمْ مَاذَا يَقُولُ هَذَانِ فِي أَمْرِهِمْ، فَإِنْ كَانُوا كَمَا يَقُولانِ أَسْلَمْتُهُمِ الَيْهِمَا وَرَدَدْتُهُمِ الَى قَوْمِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مَنَعْتُهُمْ مِنْهُمَا، وَأَحْسَنْتُ جِوَارَهُمْ مَا جَاوَرُونِي. قَالَتْ: ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَاهُمْ فَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولُهُ اجْتَمَعُوا، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذَا جِئْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللهِ مَا عَلَّمَنَا، وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَائِنٌ فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ. فَلَمَّا جَاءُوهُ، وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ، فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ، سَأَلَهُمْ فَقَالَ: مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ، وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي وَلا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ؟ قَالَتْ: فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ   = ووقع في رواية ابن إسحاق عند ابن هشام: لا ها الله إذاً. قال الجوهري في "الصحاح": "ها" للتنبيه وقد يقسم بها، يقال: لا ها الله ما فعلت كذا، أي: لا والله، أبدلت الهاء من الواو، قال ابن مالك في "شواهد التوضيح" ص 167: فيه شاهد على جواز الاستغناء عن واو القسم بحرف التنبيه، قال: ولا يكون ذلك إلا مع الله. وأما قوله: "إذاً" فقد ثبتت في جميع أصول "المسند" بكسر الألف ثم ذال معجمة منونة، وكذلك جاءت في الروايات المعتمدة والأصول المحققة من "الصحيحين" وغيرهما في حديث أبي قتادة، قال الخطابي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 8/38: هكذا يروونه وإنما هو في كلامهم: "لا ها الله ذا" والهاء فيه بمنزلة الواو، والمعنى: لا والله يكون ذا، ونقل عياض في "المشارق" عن إسماعيل القاضي أن المازني قال: قول الرواة: "لا ها الله إذا" خطأ، والصواب: لا ها الله ذا، أي ذا يميني وقسمي، وقال أبو زيد: ليس في كلامهم: لا ها الله إذاً، وإنما هو: لا ها الله ذا، و"ذا" صلة في الكلام، والمعنى: لا والله، هذا ما أقسم به، ومنه أخذ الجوهري، فقال: قولهم: لا ها الله ذا: معناه: لا والله هذا، ففرقوا بين حرف التنبيه والصلة، والتقدير: لا والله ما فعلت ذا. وانظر "فتح الباري" 8/38. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 265 جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، " فَدَعَانَا إِلَى اللهِ لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ، وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ "، قَالَ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلامِ، فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ، فَعَبَدْنَا اللهَ وَحْدَهُ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا، فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الخَبَائِثِ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا، وَشَقُّوا عَلَيْنَا، وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا، خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ، وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 صَدْرًا مِنْ (كهيعص) ، قَالَتْ: فَبَكَى وَاللهِ النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ: إِنَّ هَذَا (1) وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ، انْطَلِقَا فَوَاللهِ لَا أُسْلِمُهُمِ الَيْكُمِ ابَدًا، وَلا أُكَادُ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللهِ لانَبِّئَنَّهُمْ غَدًا عَيْبَهُمْ عِنْدَهُمْ، ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ، قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ - وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا -: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ لَهُمِ ارْحَامًا، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا. قَالَ: وَاللهِ لاخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ، قَالَتْ: ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ الْغَدَ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلًا عَظِيمًا، فَأَرْسِلِ الَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ، قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ، قَالَتْ: وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهُ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ؟ قَالُوا: نَقُولُ وَاللهِ فِيهِ مَا قَالَ اللهُ، وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ، قَالَ لَهُمْ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ، قَالَتْ: فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا، ثُمَّ قَالَ: مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ، فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ، فَقَالَ: وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللهِ اذْهَبُوا، فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي - وَالسُّيُومُ: الْآمِنُونَ - مَنْ   (1) في (ظ 11) وعلى حاشية (س) و (ص) : إن هذا والله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرًا ذَهَبًا، وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ - وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْجَبَلُ - رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا، فَلا حَاجَةَ لَنَا بِهَا، فَوَاللهِ مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي، فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ، فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ. قَالَتْ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ. قَالَتْ: فَوَاللهِ إِنَّا عَلَى ذَلِكَ إِذْ نَزَلَ بِهِ - يَعْنِي مَنْ يُنَازِعُهُ فِي مُلْكِهِ - قَالَ: فَوَاللهِ مَا عَلِمْنَا حُزْنًا قَطُّ كَانَ أَشَدَّ مِنْ حُزْنٍ حَزِنَّاهُ عِنْدَ ذَلِكَ، تَخَوُّفًا أَنْ يَظْهَرَ ذَلِكَ عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَيَأْتِيَ رَجُلٌ لَا يَعْرِفُ مِنْ حَقِّنَا مَا كَانَ النَّجَاشِيُّ يَعْرِفُ مِنْهُ. قَالَتْ: وَسَارَ النَّجَاشِيُّ وَبَيْنَهُمَا عُرْضُ النِّيلِ، قَالَتْ: فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَجُلٌ يَخْرُجُ حَتَّى يَحْضُرَ وَقْعَةَ الْقَوْمِ ثُمَّ يَأْتِيَنَا بِالْخَبَرِ؟ قَالَتْ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ: أَنَا، قَالَتْ: وَكَانَ مِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ سِنًّا، قَالَتْ: فَنَفَخُوا لَهُ قِرْبَةً، فَجَعَلَهَا فِي صَدْرِهِ ثُمَّ سَبَحَ عَلَيْهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى نَاحِيَةِ النِّيلِ الَّتِي بِهَا مُلْتَقَى الْقَوْمِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى حَضَرَهُمْ. قَالَتْ: وَدَعَوْنَا اللهَ لِلنَّجَاشِيِّ بِالظُّهُورِ عَلَى عَدُوِّهِ، وَالتَّمْكِينِ لَهُ فِي بِلادِهِ، وَاسْتَوْسَقَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْحَبَشَةِ، فَكُنَّا عِنْدَهُ فِي خَيْرِ مَنْزِلٍ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِمَكَّةَ (1)   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلس، لكنه هنا صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث- وهو أحد الفقهاء السبعة المعروفين في المدينة- قيل: اسمه محمد، وقيل: المغيرة، وقيل: أبو بكر اسمه، وكنيته عبد الرحمن، وقيل: اسمه كنيته= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 268 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وهو في "السيرة" لابن هشام 1/357-362 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/115-116 مختصراً من طريق إبراهيم بن سعد، به. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/301- 304 من طريق يونس بن بكير، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (194) من طريق جرير بن حازم كلاهما عن محمد بن إسحاق، به. وأخرج قسماً منه الطبراني (1479) من طريقين عن ابن إسحاق، به. وجلْدين أي: قوين. ويُسْتَطْرف، أي: مما يندر وجوده ويستحسن من الأشياء. والأدم: جمع أديم، وهو الجلد. والبطريق: رئيس الأساقفة، أو الحافق في الحرب. وصبا، بدون همز: أي مال، وصبا بالهمز: أي ترك دينه وخل ديناً آخر. وقوله: فإن قومهم أعلى بهم غيناً أي: أبصر بهم وأعلم بحالهم. قال السهيلي في "الروض الأنف" 2/92-93: أي: أبصر بهم، أي: عينهم وإبصارهم فوق عين غيرهم في أمرهم، فالعين هاهنا بمعنى الرؤية والإبصار، لا بمعنى العين التي هي الجارحة، وما سميت الجارحة عيناً إلا مجازاً، لأنها موضع العيان، وقد قالوا: عانه يعينه عيناً: إذا رآه، وإن كان الأشهر في هذا أن يقال: عاينه معاينة، والأشهر في"عنت" أن يكون بمعنى الإصابة بالعين وإنما أوردنا هذا الكلام ليعلم أن العين في أصل وضع اللغة صفة لا جارحة، وأنها إذا أضيفت إلى البارئ سبحانه، فإنها حقيقة نحو قول أم سلمة لعائشة: بعين الله مهواك وعلى رسول الله تردين؟ وفي التنزيل: {ولتصنع على عيني} وقد أملينا في المسائل المفردات مسألة في هذا المعنى، وفيها الرد على من أجاز التثنية في العين مع إضافتها إلى الله تعالى وقاسها على اليدين، وفيها الرد عنى من احتي بقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن ربكم ليس بأعور" وأوردنا في ذلك ما فيه شفاء، وأتبعناه بمعان بديعة في معنى عور الدجال، فلينظر هناك. واستوسق أي: اجتمع. وقول جعفر بن أبي طالب في عيسى صلوات الله عليه: "هو روح الله وكلمته" قال السهيلي: كلمته، أي: قال له كما قال لآدم حين خلقه من تراب، ثم قال له كن فيكون، ولم يقل: فكان، لئلا يتوهم وقوع الفعل بعد القول بيسير، وإنما هو واقع للحال، فقوله:= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (فيكون) مشعراً بوقوع الفعل في حال القول وتوجه الفعل بيسير على القول، لا يمكن مستقدم ولا مستأخر، فهذا معنى الكلمة. وأما روح الله، فلأنه نفخة روح القدس في جيب الطاهرة المقدسة، والقدس: الطهارة من كل ما يشين أو يعيب أو تقذره نفس، أو يكرهه شرع، وجبريل روح القدس، لأنه روح لم يخلق من مَني ولا صدرعن شهوة، فهو مضاف إلى الله سبحانه إضافةَ تشريف وتكريم، لأنه صادر عن الحضرة المقدسة، وعيسى عليه السلام صادر عنه، فهو روحُ الله على هذا المعنى، إذ النفخ قد يسمى روحاً كما قال غيلان يصف النار: فقلتُ له ارفعْها إليكَ وأحْيها برُوحكَ واقْتَتْهُ لها قِيتَةً قَدْراً وقوله: "ولا أكاذ"، أي: ولا أخشى أن يلحقني فيه كيد، و"قوماً" نصب على البدل من الضمير في قوله: "لا أسلمهم"، وفي "سيرة ابن هشام": ولا ئكادُ قوئم جاوروني. وقوله: "والذي جاء به موسى"، قال السندي: لم يقل: عيسى، مع أنه نبيهم، لما فيه من خلاف اليهود، بخلاف موسى، فلم يختلف أحد من الطوائف المعلومة في نبوته. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ 1741 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْكُلُ الْقِثَّاءَ بِالرُّطَبِ (2)   (1) هو عبد الله بن جعفر بن أبى طالب، كان أول مولود وُلِدَ بأرض الحبشة لما هاجر المسلمون إليها، وأمه أسماءُ بنت عميس الخثعمية، وهو أخو محمد بن أبي بكر ويحيى بن علي بن أبي طالب لأمهما، وكان جواداً ممدحاً شريفاً خيراً، توفي بالمدينة سنة ثمانين، وقيل: بعدها بسنوات، وله من العمر تسعون سنة وأزيد رحمه الله تعالى. "جامع المسانيد والسنن" 3/الورقة 27، وانظر"سير أعلام النبلاء" 3/456-462. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/171 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (540) ، وابن سعد 1/392، والدارمي (2058) ، والبخاري (5440) و (5447) و (5449) ، ومسلم (2043) ، وأبو داود (3835) ، وابن ماجه (3325) ، والترمذي في"السنن" (1844) ، وفي "الشمائل" (198) ، وأبو يعلى (6798) ، وأبو الشخ في "أخلاق النبي" ص 214، وأبو نعيم في "الحلية" 3/171، والبيهقي 7/281، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 13/296، والبغوي (2893) من طريق إبراهيم بن سعد، به. وأخرجه أبو الشيخ ص214 من طريق عمرو بن عبد الغفار، عن هشام بن عروة،= الحديث: 1741 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 1742 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ لِابْنِ الزُّبَيْرِ: أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ " وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: أَتَذْكُرُ إِذْ تَلَقَّيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَا وَأَنْتَ وَابْنُ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، " فَحَمَلَنَا وَتَرَكَكَ " (1) 1743 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِالصِّبْيَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ " قَالَ: " وَإِنَّهُ قَدِمَ مَرَّةً مِنْ سَفَرٍ " قَالَ: " فَسُبِقَ بِي إِلَيْهِ "، قَالَ: " فَحَمَلَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ " قَالَ: " ثُمَّ جِيءَ بِأَحَدِ ابْنَيْ فَاطِمَةَ، إِمَّا حَسَنٌ، وَإِمَّا حُسَيْنٌ، فَأَرْدَفَهُ خَلْفَهُ ". قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ ثَلاثَةً عَلَى دَابَّةٍ (2)   = عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن أبي مُليكة: هو عبدُ الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة التيمي المدني. وأخرجه بالسياق الثاني ابنُ أبي شيبة 9/34-35، وعنه مسلم (2427) عن إسماعيل بن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه بالسياق الأول البخاري (3082) ، والنسائي في "الكبرى" (4249) من طريقين عن حبيب بن الشهيد، به. وانظر ما سيأتي برقم (2146) في مسند ابن عباس. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، ومورق العجلي: هو مورق بن مُشَمْرِج البصري. وأخرجه مسلم (2428) (66) ، والنسائي في "الكبرى" (4246) ، والبيهقي= الحديث: 1742 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 1744 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ فَهْمٍ، قَالَ: - وَأَظُنُّهُ يُسَمَّى مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: وَأَظُنُّهُ حِجَازِيًّا - أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، يُحَدِّثُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَقَدْ نُحِرَتْ لِلقَوْمِ جَزُورٌ - أَوْ بَعِيرٌ - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْقَوْمُ يُلْقُونَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّحْمَ، يَقُولُ: " أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ " (1) 1745 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وحَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ،   =5/260 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/35، والدارمي (2665) ، ومسلم (2428) (67) ، وأبو داود (2566) ، وابن ماجه (3773) ، وأبو يعلى (6791) من طرق عن عاصم الأحول، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1760) . (1) إسناده ضعيف، الشيخ من فهم- واسمه محمد بن عبد الرحمن في رواية أحمد والحاكم والبيهقي، وفي رواية ابن ماجه: محمد بن عبد الله- لم يوثقه أحد، فهو في عداد المجهولين، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي! وأخرجه ابن ماجه (3308) ، والنسائي في "الكبرى" (6657) ، والحاكم 4/111، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5892) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (539) ، والترمذي في "الشمائل" (172) من طريقين عن مسعر، به وأخرجه الحاكم 4/111 من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن جرير، عن رقبة بن مصقلة، عن رجل من بني فهم، به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 1/242، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (5891) عن أبي نعيم، عن مسعر، به. وسقط من المطبوع من "الشعب": سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول. وسيأتي برقم (1756) و (1759) ، وانظر (1749) . الحديث: 1744 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُخْبِرُ بِهِ أَحَدًا وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ فِي حَاجَتِهِ هَدَفٌ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ، فَدَخَلَ يَوْمًا حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ قَدِ أتَاهُ فَجَرْجَرَ، وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ - قَالَ بَهْزٌ، وَعَفَّانُ: فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ - فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَاتَهُ وَذِفْرَاهُ، فَسَكَنَ، فَقَالَ: " مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟ " فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " أَمَا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَهَا اللهُ، إِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، محمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب التميمي الضبي البصري. وأخرجه بتمامه البيهقي في "الدلائل" 6/26-27 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً ابن خزيمة (53) ، وعنه ابن حبان (1411) من طريق يزيد بن هارون، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/493، والدارمي (663) و (755) ، ومسلم (342) و (2429) ، وأبو داود (2549) ، وابن ماجه (340) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (437) ، وأبو يعلى (6787) و (6788) ، وأبو عوانة 1/197، والحاكم 2/99-100، والبيهقي في "السنن" 1/94، وفي "الدلائل" 6/26-27 من طرق عن مهدي بن ميمون، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وسيأتي برقم (1754) . الهدف، قال الخطابي في "معالم السنن" 2/248: كل ما كان له شخص مرتفع من بناء وغيره، وقد استهدف لك الشيء: إذا قام وانتصب لك. وقوله: حائش نخل، قال الخطابي: الحائش: جماعة النخل الصغار لا واحد له من لفظه، وقال ابن الأثير: الحائش: النخل الملتف المجتمع، كأنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض. والجرجرة:= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 1746 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ " (1) 1747 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ،، وَقَالَ الْحَجَّاجُ: عُتْبَةُ بْنُ   =صوت البعير عند الضجر. وسراته: أي ظهره وأعلاه. وذفراه: أي مؤخر رأسه، وهو الموضع الذي يعرف من قفاه. وقوله: وتدئبه، أي: تكده وتتعبه، من الدأب، وهو الجد والتعب. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجالُ الصحيح غيرَ ابن أبي رافع - واسمه عبد الرحمن- فقد روى له أصحابُ السنن، وقال ابن معين: صالح الحديث. وأخرجه ابن سعد 1/477، والترمذي في "السنن" (1744) ، وفي "الشمائل" (91) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ونقل الترمذي في "سننه" عن محمد بن إسماعيل البخاري قوله: هذا أصح شيء روي في هذا الباب. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (435) ، والنسائي 8/175، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص124 من طريقين عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/473-474، وابن ماجه (3647) ، والترمذي في "الشمائل" (92) ، وابن أبي عاصم (436) ، وأبو يعلى (6794) ، وأبو الشيخ ص 124 من طريقين عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عبد الله بن جعفر. وسيأتي برقم (1755) . وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2091) (53) ، وصححه ابن حبان (5499) ، وعن علي صححه ابن حبان برقم (5501) ، وعن ابن عباس عند الترمذي (1742) . الحديث: 1746 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ شَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ " (2)   (1) قوله: "وقال حجاج: عتبة بن محمد بن الحارث" سقط من (م) ، وانظر (1752) . (2) إسناده ضعيف، عبد الله بن مسافع لا يعرف بجرح ولا تعديل، ومصعب بن شيبة: لين الحديث، وعقبة (والصواب: عتبة، كما سماه حجاج شيخ أحمد، وقال أحمد، فيما نقله المزي في"التهذيب": وأخطأ فيه روح، إنما هو عتبة) بن محمد بن الحارث قال النسائي: ليس بمعروف، وذكره ابن حبان في "الثقات" وضعفه ابن قدامة في "المغني" 4/217، ونقل عن الأثرم أنه لا يثبت، ثم هو مضطرب، فقد روي "وهو جالس" كما هو هنا، ويُفهم منه أنه قبل التسليم، وروي فيما سيأتي برقم (1752) "بعدما يُسلَم"، ويغني عنه حديث أبي هريرة عند أحمد 2/273، والبخاري (1231) و (1232) ، ومسلم ص 398 مرفوعاً بلفظ: "يأتي أحدَكم الشيطان وهو في صلاته، فيلبس عليه حتى لا يدري كم صَلَى، فإذا وجد ذلك، فليسجد سجدتين وهو جالس". تنبيه: استدل بحديث أبي هريرة هذا مَن قال: إن المصلي إذا شك، فلم يدر زادَ أو نقص، فليس عليه إلا سجدتان، عملاً بظاهر الحديث، وإلى ذلك ذهب الحسن البصري وطائفة من السلف، وخالف في ذلك مالك والشافعي وأحمد وآخرون، فقالوا: متى شك في صلاته صلى ثلاثاً أو أربعاً؟ لزمه البناء على اليقين، فيجب أن يأتي برابعة، ويسجد للسهو، عملاً بحديث أبي سعيد الخدري رفعه: "إذا شك أحدُكم في صلاته، فلم يَدْرِ كم صلى ثلاثاً أو أربعاً؟ فليطرح الشك، وليبنِ على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يُسلَمَ" أخرجه أحمد 3/83، ومسلم (571) ، وصححه ابن حبان (2669) . فهذا الحديث قد اشتمل على زيادة، وهي بيان ما هو الواجب على الساهي عند ذلك من غير السجود، وهو طرحُ الشك والبناءُ على اليقين، فلا بدَ من حديث أبي هريرة. انظر= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 1748 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدًا ابْنَ أُمِّ كِلابٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ: قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ: - قَالَ أَحَدُهُمَا: ذِي (1) الْجَنَاحَيْنِ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَطَسَ حَمِدَ اللهَ، فَيُقَالُ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَيَقُولُ: " يَهْدِيكُمُ اللهُ، وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (2)   ="عمدة القاري" 7/712-713. وأخرجه النسائي 3/30، وأبو يعلى (6792) و (6800) ، وابن خزيمة (1033) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/53 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 3/30 من طريق الوليد بن مسلم، وأبو يعلى (6802) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، كلاهما عن ابن جريج، به. وليس في إسناد النسائي: مصعب بن شيبة، والصوابُ إثباته. وسيأتي برقم (1752) و (1753) و (1761) ، وانظر ما تقدم برقم (1656) . (1) كذا في (م) و (ظ 11) ، وفي (س) و (غ) و (ق) و (ص) :"ذا" وهو خطأ. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة ضعيف، وعبيد بن أم كلاب ذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة" فقال: شاعر كان بالمدينة، وكان يمدح عبد الله بن جعفر، وله قصة مع حُبْى المدنية المغنية المشهورة، وكانت أرغبته في تزويجه- مع كبر سنها- وهو شاب، فاشترط عليها شروطاً، وخل بها، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً. وأخرجه الطحاوي 4/301، والطبراني في "الدعاء" (1980) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9340) من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. ويشهد له حديث علي عند أحمد (972) . وحديث أبي هريرة عند أحمد 2/353، والبخاري (6224) . الحديث: 1748 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 1749 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى يَدَيْهِ رُطَبَاتٌ، وَفِي الْأُخْرَى قِثَّاءٌ، وَهُوَ يَأْكُلُ مِنْ هَذِهِ، وَيَعَضُّ مِنْ هَذِهِ، وَقَالَ: " إِنَّ أَطْيَبَ الشَّاةِ لَحْمُ الظَّهْرِ " (1) 1750 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا، اسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ " فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرٌ، فَإِنْ قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ " فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَتَى خَبَرُهُمِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: " إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوَّ، وَإِنَّ زَيْدًا أَخَذَ الرَّايَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَاتَلَ حَتَّى   (1) إسناده ضعيف جدا، نصر بن باب- وهو ابن سهل الخراسانى- تركه جماعة، وقال البخاري: يرمونه بالكذب، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال ابن حبان: لا يحتج به، وقال أبو حاتم: متروك، وضعفه ابن المديني والنسائي وأبو داود وغيرهم، وقال ابن عدي: ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال أحمد: ما كان به بأس، وفي"لسان الميزان" عن تاريخ نيسابور، عن أحمد قال: هو ثقة! وحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وقتادة لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من أنس وأبي الطفيل. وانظر (1741) و (1744) . الحديث: 1749 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ -، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ - أَوِ اسْتُشْهِدَ - ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ " فَأَمْهَلَ، ثُمَّ أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ - ثَلاثًا - أَنْ يَأْتِيَهُمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ: " لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ ادْعُوا إلِي ابْنَيِ أخِي " قَالَ: فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرُخٌ، فَقَالَ: ادْعُوا إِلَيَّ الْحَلاقَ، فَجِيءَ بِالْحَلاقِ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي " ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَشَالَهَا، فَقَالَ: " اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ "، قَالَهَا ثَلاثَ مِرَارٍ، قَالَ: فَجَاءَتِ أمُّنَا فَذَكَرَتْ لَهُ يُتْمَنَا، وَجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ، فَقَالَ: " الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟! " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد، فمن رجال مسلم. محمد بن أبي يعقوب: هومحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، نسب هنا إلى جده. وأخرجه بتمامه ابن سعد 4/36-37، والنسائي في "الكبرى" (8604) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وليس عند النسائي قوله: "فجاءت أمنا فذكرت له ... " إلى آخر الحديث. وأخرجه مختصراً أبو داود (4192) ، وابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (434) ، والنسائي في "المجتبى" 8/182- وسقط من المطبوع: "الحسن بن سعد" وهوثابت في "الكبرى" (9295) -، وفي "الكبرى" (8160) من طريق وهب بن جرير، به. وقوله: "فأشالها" أي: رفعها. وقوله: "جعلت تفرح له" قال ابن الأثير في "النهاية" 3/423: قال أبو موسى: هكذا وجدته بالحاء المهملة، وقد أضرب الطبراني عن هذه الكلمة فتركها من الحديث، فإن كان بالحاء، فهو من أفرحه: إذا غَمه وأزال عنه الفرح، وافرحه الدينُ: إذا أثقله، وإن كانت بالجيم فهو من المُفْرَج الذي لا عشيرة له، فكأنها= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 1751 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ جَعْفَرٍ حِينَ قُتِلَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ أَتَاهُمْ أمْرٌ يَشْغَلُهُمْ - أَوْ أتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ " (1) 1752 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ " (2)   = أرادت أن أباهم توفي ولا عشيرة لهم، فقال النبىِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتخافين العيلة وأنا وليهم؟ " والعيلة: الفاقة والفقر والحاجة. (1) إسناده حسن، خالد والد جعفر- وهو ابن سارة- روى عنه اثْنان، وذكره ابن حبان في"الثقات" وحسن له الترمذي حديثه هذا، وصححه الحاكم، وقال الحافظ: صدوق، وباقي رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الشافعي 1/216، وعبد الرزاق (6665) ، والحميدي (537) ، وأبو داود (3132) ، وابن ماجه (1610) ، والترمذي (998) ، وأبو يعلى (6801) ، والحاكم 1/372، والبيهقي 4/61، والبغوي (1552) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وله شاهد من حديث أسماء بنت عميس سيأتي عند أحمد 6/370. (2) في الأصول: عقبة، بالقاف وهو خطأ، والصواب: عتبة، بالتاء كما تقدم بيان ذلك في الرواية السالفة (1747) . (3) إسناده ضعيف. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه أبو داود (1033) ، والنسائي 3/30، والبيهقي 2/336 من طريق حجاج، بهذا الإسناد. وانظر (1747) . الحديث: 1751 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 1753 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (1) 1754 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ (2) ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَغْلَتَهُ، وَأَرْدَفَنِي خَلْفَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَبَرَّزَ كَانَ أَحَبَّ مَا تَبَرَّزَ فِيهِ هَدَفٌ يَسْتَتِرُ بِهِ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ، فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا فِيهِ نَاضِحٌ لَهُ. فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ وَسَرَاتَهُ، فَسَكَنَ فَقَالَ: " مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ " فَجَاءَ شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا، فَقَالَ: " أَلا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَاكَ إِلَيَّ وَزَعَمَ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ " ثُمَّ ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْحَائِطِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ وَالْمَاءُ يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ شَيْئًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا، فَحَرَّجْنَا عَلَيْهِ أَنْ يُحَدِّثَنَا، فَقَالَ: لَا أُفْشِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ حَتَّى أَلْقَى اللهَ (3)   (1) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه النسائي 3/30، وفي "الكبرى" (593) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. (2) تحرف في (م) إلى: جريج. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن حبان (1412) من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وانظر= الحديث: 1753 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 281 1755 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ (1) أَبِي رَافِعٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ، وَزَعَمَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَتَّمُ فِي يَمِينِهِ " (2) 1756 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْحِجَازِ، قَالَ: شَهِدْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَحُزُّ اللَّحْمَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " أَطْيَبُ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ " (3) * 1757 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ   = (1745) . وقوله: "فحرجنا عليه" أي: ألححنا عليه وضيقنا، من الحرج: وهو الضيق. (1) سقطت لفظة "ابن" من النسخ المطبوعة. (2) إسناده حسن، ابن أبي رافع: هو عبد الرحمن، قال ابن معين: صالح الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/474 عن عفان، بهذا الإسناد. وانظر (1746) . (3) إسناده ضعيف لاختلاط المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- وجهالة الشيخ الذي حدثه. وانظر (1744) . وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5893) من طريق الطيالسي، عن المسعودي، عمن شهد عبد الله بن جعفر وابن الزبير ... فذكره. الحديث: 1755 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 282 يَقُولَ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدَّثَنَاهُ هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ (2) مِثْلَهُ 1758 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلا نَصَبَ " (3)   (1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث إلا أنه مدلس وقد عنعن. القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر. وأخرجه أبو داود (4670) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (6793) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/138 من طريقين عن محمد بن إسحاق، به. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (3395) و (3413) و (7539) ، ومسلم (2377) . وعن ابن مسعود عند البخاري (3412) و (4603) و (4808) وسيأتي في "المسند" 1/390 و440 و443. ومعنى الحديث: ترك التخيير بينهم على وجه الإزراء ببعضهم، فإنه ربما أدى ذلك إلى فساد الاعتقاد فينهم، والإخلال بالواجب من حقوقهم، وبفرض الإيمان بهم، وليس معناه أن يعتقد التسوية بينهم في درجاتهم، فإن الله سبحانه قد أخبر أنه قد فاضل بينهم، فقال عز وجل: (تِلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) . (2) يعني: عن محمد بن سلمة الحراني. وأبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن الإمام أحمد. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فقد صرح محمد بن إسحاق بالتحديث= الحديث: 1758 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 283 1759 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ فَهْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْمٍ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يُلَقُّونَهُ اللَّحْمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَطْيَبَ اللَّحْمِ لَحْمُ الظَّهْرِ " (1) 1760 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ خَالِدِ ابْنِ سَارَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَقُثَمَ وَعُبَيْدَ اللهِ ابْنَيْ عَبَّاسٍ،   = فانتفت شبهة تدليسه وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. وأخرجه الحاكم 3/185 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2996) ، وأبو يعلى (6797) من طريق بكر بن سليمان، عن ابن إسحاق، به. وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد ف ي"فضائل الصحابة" (1591) ، وأبو يعلى (6795) ، وابن حبان (7005) ، والطبراني 23/ (13) ، والحاكم 3/184 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، به. وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى عند البخاري (1792) ، ومسلم (2433) ، وصححه ابن حبان (7004) ، ويأتي في "المسند" 4/355. وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (2432) ، وصححه ابن حبان (7009) . والقَصَبُ فيَ هذا الحديث: لؤلؤ مُجَوف واسع، كالقصر المنيف، وقد جاء تفسيره عند الطبراني من حديث أبي هريرة ولفظه: "بيت من لؤلؤة مجوفة". والصخب: اختلاط الأصوات. والنصَب: التعب. (1) إسناده ضعيف لجهالة الشيخ من فهم، وانظر (1744) . وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 200 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. الحديث: 1759 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 وَنَحْنُ صِبْيَانٌ نَلْعَبُ، إِذْ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى دَابَّةٍ، فَقَالَ: " ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ " قَالَ: فَحَمَلَنِي أَمَامَهُ، وَقَالَ لِقُثَمَ: ارْفَعُوا هَذَا إِلَيَّ فَجَعَلَهُ وَرَاءَهُ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللهِ أَحَبَّ إِلَى عَبَّاسٍ مِنْ قُثَمَ، فَمَا اسْتَحَى مِنْ عَمِّهِ أَنْ حَمَلَ قُثَمَ (1) وَتَرَكَهُ، قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ عَلَى رَأْسِي ثَلاثًا، وَقَالَ كُلَّمَا مَسَحَ: " اللهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي وَلَدِهِ " قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ: مَا فَعَلَ قُثَمُ؟ قَالَ: اسْتُشْهِدَ، قَالَ: قُلْتُ: اللهُ أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ وَرَسُولُهُ بِالْخَيْرِ، قَالَ: أَجَلْ (2) 1761 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسَافِعٍ، أَنَّ مُصْعَبَ بْنَ شَيْبَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَكَّ فِي صَلاتِهِ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ " (3) 1762 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ،   (1) في (م) و (غ) وعلى حاشية (س) : قثماً. (2) إسناده حسن، خالد بن سارة- بتشديد الراء- سبق برقم (1751) ، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/194، والحاكم 1/372 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1066) و (1073) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، به. وأخرجه الحاكم 1/372، وعنه البيهقي 4/60 من طريق أبي عاصم قال: أخبرني جعفر بن خالد بن سارة، وقد حدثنا ابن جريج عنه قال: حدثني أبي، فذكره. (3) إسناده ضعيف، وانظر (1747) . الحديث: 1761 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ زَوَّجَ ابْنَتَهُ مِنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ، فَقَالَ لَهَا: إِذَا دَخَلَ بِكِ فَقُولِي: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " وَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ قَالَ هَذَا قَالَ حَمَّادٌ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ قَالَ: " فَلَمْ يَصِلِ الَيْهَا " (1)   (1) إسناده حسن، ابن أبي رافع- واسمه عبد الرحمن- قال ابن معين: صالح، وباقي رجاله ثقات. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (646) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. وانظر الحديث في مسند علي (701) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 وَمِنْ مُسْنَدِ بَنِي هَاشِمٍ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو الفضل القرشي الهاشمي، عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصِنْو أبيه، أي شقيقه. وكان أصغر وَلد أبيه وأسن من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاث سنين. وكان طويلاً جميلاً أبيض بضاً جهوري الصوتِ يُسْمَع نداؤه من تسعة أميال. ولما بعث الله رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمن به أخوه حمزة، واستمر هو على شركه، ولكنه كان من أكف الناس عنه، بل ما كان بعدَ أبي طالب أحنى عليه منه. وقد شَهِدَ بيعة العقبة مع الأنصار، وأكد العقد توثقة لِرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونصرة له، واحتياطاً لأمره. وكان مع المشركين يومَ بدر، فوقع في الأسرِ، فَقُيِّدَ فباتَ يَثِن فلم ينم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ َسَلَّمَ، فسُئل عما يمنعه من النوم، فذكر أنينَ العباس، فأطلق من القيد، وفدي بأربعة آلاف، وقد رد الله عليه أضعافَها بعد ذلك. وقد قيل: إنه كان مسلماً يَكْتم إيمانَه من قومه، والمشهور أنه إنما أسلم قبلَ الفتح، وشهد فتح مكة. ولما أسلم، حسن إسلامُه جدا، واستمرت السقايةُ في يده ثم في يد ولده. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلزمه ويُجله ويُعظمه ويحترمه.= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 1763 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَمُّكَ أَبُو طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَنْفَعُكَ، قَالَ: " إِنَّهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا أَنَا كَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ " (1)   =وقد استسقى به عُمَرُ بن الخطاب عام الرمادة، فسقى اللُه عباده بدعاء عم نبيه. وكانت وفاته في آخر خلافة عثمان قبل مقتله بقليل، وقد أضر قبل وفاته، ثم كانت وفاته بالمدينة يومَ الجمعةِ لاثنتي عشرة ليلة خلت من رجب وقيل: من رمضان سنة ثنتين وثلاثين وقد جاوز الثمانين، ودُفِنَ بالبقيع رحمه الله. "جامع المسانيد" 2/الورقة 317 - 318، وانظر "سير أعلام النبلاء" 1/78 - 103. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/165، ومن طريقه مسلم (209) (359) ، وأبو يعلى (6694) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (9939) ، وابن منده في "الإيمان" (957) و (959) من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه الحميدي (460) ، ومسلم (209) (358) ، وأبو يعلى (6695) ، وابن منده (690) و (961) من طرق عن عبد الملك بن عمير، به 0 وسيأتي برقم (1768) و (1774) و (1789) . والضحضاح، قال ابن الأثير 3/75: هو في الأصل: ما رَق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين، فاستعاره للنار. قوله: "في الدرك"، قال السندي: بفتحتين أو بسكون الثاني، والمراد: قعر جهنم، ثم لعل المراد: أنه كان مستحقاً للدرك الأسفل لولا شفاعتي، فبشفاعتي صار مستحقاً للضحضاح، وإلا فالدخول في النار يكون يوم القيامة، وقيل: ذلك إنما هو العَرض، قال= الحديث: 1763 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 288 1764 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَجَدَ الرَّجُلُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ " (1) 1765 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ   =تعالى: (النار يُعْرَضونَ عليها) الآية [غافر: 46] ، وهو الذي تدلى عليه أحاديثُ عذاب القبر، بقي أن الحديث يقتضي أن عمل الكافر نافع في الجملة، وهو ينافي قوله تعالى: (والذين كفروا أعمالُهم كسَرابٍ) الآية] النور: 39 [، وكذا يقتضي أن الشفاعة للكافر نافعة في الجُملة، وهو ينافي قوله تعالى: (فما تنفعُهم شفاعةُ الشافعين) ] المدثر: 48 [، ويمكن الجواب بأنه لا يلزم من نفي نفع كل واحد من العمل والشفاعة نفي نفع المجموع، أي: العمل مع الشفاعة، وهذا الحديث يقتضي نفي المجموع، فلا إشكال، وقيل: المراد بنفي النفع، نفيُّ النفع بحيث يتخلصُ من النار، والثابت هاهنا النفع بالتخفيف، فلا منافاة، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن جعفر- وهو المَخْرَمي الزهري- فمن رجال مسلم. إسماعيل بن محمد: هو ابن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري. وأخرج الطحاوي 1/255 من طريق إبراهيم بن أبي الوزير، عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: أمر العبد أن يسجد على سبعة آراب ... فذكره، و1/256 من طريق أبي عامر، عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: إذا سجد العبد سجد على سبعة آراب ... ثم ذكر مثلَه. وسيأتي الحديث برقم (1765) و (1769) و (1780) . قوله: "سجد معه سبعة آراب"، قال السندي: كآداب، أي: أعضاء، والمراد الأمر، أي: ليسجد معه سبعة أعضاء، أو الإخبار، أي: فليضع هذه الأعضاء على وجهها، وليُظهر فيها آثار الخشوع لكونها ساجدة، والله تعالى أعلم. الحديث: 1764 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (1) 1766 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ بَنِي الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَوَاسِمِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ، أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا عَمُّكَ كَبِرَتْ سِنِّي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللهُ بِهِ، قَالَ: " يَا عَبَّاسُ، أَنْتَ عَمِّي وَلا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، وَلَكِنْ سَلْ رَبَّكَ الْعَفْوَ، وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " قَالَهَا ثَلاثًا، ثُمَّ أَتَاهُ عِنْدَ قَرْنِ الْحَوْلِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ (2)   (1) إسنادُه صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبلَه. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التيمي. وأخرجه الشافعي 1/92، وأبو داود (891) ، والنسائي 2/210، وأبو يعلى (6693) ، وابن خزيمة (631) ، والطحاوي 1/256، وابن حبان (1922) من طرق عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، بهذا الإسناد. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من بني المطلب. وله طريق آخر ستأتي برقم (1783) . وأخرجه ابن سعد 4/28 عن محمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن بكر السهمي، عن حاتم، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً 4/28 عن عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن أيوب قال: قال العباس: يا رسول الله مرني بدعاء، قال: سل الله العفو والعافية. وانظر ما بعده. وفي الباب عن أبي بكر عند أحمد وقد تقدم برقم (10) ، وعن ابن عباس عند ابن= الحديث: 1766 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 1767 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَحَضَرَهُ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا عَمُّكَ قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) 1768 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ، وَيَغْضَبُ لَكَ، قَالَ: " نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، وَلَوْلا ذَلِكَ لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " (2) 1769 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ (3) عَبْدِ   =حبان (951) ، وعن عبد الله بن جعفر عند الحاكم 3/568. وقرن الحول: آخر الحول وأول الثاني. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (961) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخارى (6208) و (6572) ، ومسلم (209) (357) ، وأبو يعلى (6715) ، وابن مندة (961) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (279) من طرق عن أبي عَوانة، به. وانظر (1763) . (3) تحرف في (م) إلى: عن. الحديث: 1767 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَجَدَ ابْنُ آدَمَ، سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهِهِ، وَكَفَّيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَقَدَمَيْهِ " (1) 1770 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ عَمِّهِ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ (2) ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ، فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالَ: قُلْنَا: السَّحَابُ، قَالَ: " وَالْمُزْنُ " قُلْنَا: وَالْمُزْنُ، قَالَ: " وَالْعَنَانُ "، قَالَ: فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟ " قَالَ: قُلْنَا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَمِنْ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ رُكَبِهِنَّ وَأَظْلافِهِنَّ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشُ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلاهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَاللهُ   (1) حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان في حفظه شيء- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر (1764) . (2) زاد في الإسناد هنا ابنُ كثير في "جامع المسانيد" 2/ورقة 318، وابن حجر في "أطراف المسند" 1/ورقة 99: "عن الأحنف بن قيس"، ولم يذكر في عامة أصولنا الخطية ولا في النسخ المطبوعة، ولا في "العلل المتناهية" 1/23 لابن الجوزي الذي روى الحديث من طريق "المسند". وصرحَ محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "كتاب العرش" أن عبد الرزاق لم يذكر في حديثه الأحفَ بن قيس. الحديث: 1770 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ " (1)   (1) إسناده ضعيف جداً، يحيى بن العلاء- وهو الرازي البجلي- قال عمرو بن علي الفلاس والنسائي والدارقطني: متروك الحديث، وقال أحمد: كذاب يضع الحديث، وقال أبو داود: ضعفوه، وسماك بن حرب- وإن كان صدوقاً- كان ربما لُقن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجةً كما قال الحافظ في "التهذيب"، وقد تفرد بالرواية عن عبد الله بن عميرة كما قال مسلم في "الوحدان" ص 140، وعبد الله بن عَميرة ذكره العقيلي وابن عدي في جملة الضعفاء، وقال الذهبي؟ لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات" على عادته في توثيق المجاهيل، وهو إلى ذلك معضل بإسقاط الأحنف بن قيس من الإِسناد، وبإثباته فهو منقطع، فإنه لا يعلم له سماع منه فيما قاله البخاري. وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (10) ، وأبو يعلى (6713) ، والحاكم 2/501 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. إلا أن الحاكم زاد فيه "عن الأحنف بن قبس"! وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته" (18) ، ومن طريقه أبو داود (4725) ، والآجري في "الشريعة" ص 292-293، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 399، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" 1/77 - 78، وأخرجه أبو داود (4724) ، والترمذي (3320) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (577) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 101-102، واللالكائي في "شرح أصول الاعتْقاد" 3/389-390 من طريق عمرو بن أبي قيس، كلاهما (إبراهيم بن طهمان وعمرو بن أبي قبس) عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عَميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس- وبعضهم يزيد فيه على بعض. ووقع عندهم: "إن بعد ما بينهما إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة ... ". وأخرج قصة الأوعال الحاكم 2/500 من طريق شريك، عن سماك، به موقوفاً. وسيأتي برقم (1771) . وياتي نحوه في مسند أبي هريرة 2/370، وهو ضعيف أيضاً، ويخرج هناك. البطحاء: هي المُحَصَبُ، وهو موضع معروف بمكة. والعنان: السحاب. وكِثَف= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 • 1771 -حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2) 1772 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ هَوَ ابْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ،   =- بكسر الكاف وفتح الثاء- بوزن غِلَظ ومعناه، قال أحمد شاكر: ولكن مادة "كثف" لم أجد منها هذا الوزن، أعني كسر الكاف وفتح الثاء، بل قالوا: كَثُف يكْثف كثافة، بضم الثاء في الماضي والمضارع، وفتح الكاف في المصدر. والأوعال: جمع وَعِل بفتح الواو وضمها مع كسر العين، وأصله تيس الجبل، والمراد هنا ملائكة على صورة الأوعال على ما قاله ابن الأثير في"النهاية". (1) ورد هذا الحديثُ في النسخ المطبوعة، وكذا في (ق) ونسخة على حاشية (س) على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما جاء في (س) و (ص) و"جامع المسانيد" 2/الورقة 318، و"أطراف المسند" 1/ورقة 99. (2) إسناده ضعيف جداً، الوليد بن أبي ثور: هو الوليدُ بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني المرهبي، وهو ضعيف، قال ابنُ معين: ليس بشيء، وقال محمدُ بن عبد الله بن نُمير: كذاب، وقال أبو زرعة: منكر الحديث بهم كثيراً، وقال العقيلي: يُحدت عن سماك بمناكير لا يُتابع عليها، وسماك كان يتلقن، وعبد الله بن عميرة في عداد المجهولين، وقال البخاري: لا نعلم له سماعا من الأحنف. وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 24، وأبو داود (4723) ، وابن ماجه (193) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" 3/390-391، والبيهقي في" الأسماء والصفات" ص 399 من طريق محمد بن الصباح، بهذا الإسناد. وأخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (651) ، والآجري في "الشريعة" ص 292، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 102، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/24-25 من طرق عن الوليد بن أبي ثور، به. وانظر ما قبله. الحديث: 1771 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا لَقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لَقُوهُمْ بِبِشْرٍ حَسَنٍ، وَإِذَا لَقُونَا لَقُونَا بِوُجُوهٍ لَا نَعْرِفُهَا. قَالَ: فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ " (1) 1773 - حَدَّثَنَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) 1774 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ،   (1) إسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد: هو القرشي الهاشمي الكوفي، ضعيف، قال أحمد: ليس حديثه بذاك، وقال مرة: ليس بالحافظ، وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وأبوأحمد الحاكم: ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: لين يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: ضعيف يخطئ كثيراً، ويلقن إذا لقن. وأخرجه ابنُ شبة في "تاريخ المدينة" 2/639 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/295، والحاكم 3/333، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/167 من طريقين عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وانظر ما بعده. (2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو مكرر ما قبله إلا أنه زاد هنا في سنده عبد المطلب بن ربيعة بن عبد الله بن الحارث بين عبد الله بن الحارث وبين العباس. جرير: هو ابن عبد الحميد، والقائل: "حدثناه" هو الإمام أحمد. وسيتكرر برقم (1777) ، وفي مسند عبد المطلب بن ربيعة 4/165 ويُخرج هناك. الحديث: 1773 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ، فَقَدْ كَانَ يَحُوطُكَ، وَيَغْضَبُ لَكَ، قَالَ: " هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ (1) ، وَلَوْلا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " (2) 1775 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ إِلا أَنَا، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَزِمْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، - وَرُبَّمَا قَالَ مَعْمَرٌ: بَيْضَاءَ - أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نَعَامَةَ الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ، وَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ قِبَلَ الْكُفَّارِ، قَالَ الْعَبَّاسُ: أَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكُفُّهَا، وَهُوَ لَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِغَرْزِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبَّاسُ، نَادِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا فَقُلْتُ: بِأَعْلَى صَوْتِي أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ قَالَ: فَوَاللهِ، لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلادِهَا. فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَ يَا لَبَّيْكَ، يَا لَبَّيْكَ، وَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ، فَنَادَتِ الْأَنْصَارُ يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، ثُمَّ قَصَّرَتِ الدَّاعُونَ   (1) في (غ) و (ق) : ضحضاح من النار. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3883) ، ومسلم (209) (359) ، وابن منده في "الإيمان" (958) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الحديث: 1775 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، فَنَادَوْا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا إِلَى قِتَالِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ "، قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ، فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفَّارِ، ثُمَّ قَالَ: " انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ "، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى، قَالَ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَصَيَاتِهِ، فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا، وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا حَتَّى هَزَمَهُمِ اللهُ، قَالَ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَتِهِ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (9741) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1775) (77) ، وابن حبان (7049) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/139. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8647) ، وأبو يعلى (6708) ، والطبري 10/101-102 من طريق معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن إسحاق- كما في "السيرة" لابن هشام 4/87-، وابن سعد 4/18-19، ومسلم (1775) (76) ، والنسائي في "الكبرى" (8653) ، والحاكم 3/327 - 328، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/137-139، والبغوي في "تفسيره" 2/278-279 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (1776) . وفروة هذا أسلم في عهد النبى يكرِو، وبعث إليه رسولاً بإسلامه، وأهدى له بغلةً بيضاء، وكان فروة عاملاً للروم على من يليهم مِن العرب، وكان منزله معانَ وما حولها من أرض الشام، فبلغ الرومَ إسلامُه، فطلبوه فحبسوه ثم قتلوه. انظر "الإصابة" 3/207 رقم الترجمة (7022) . والغَرز: ركاب السرج. والسمُرة: الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان بوم الحديبية. وصَيتاً أي: قوي الصوت. قوله: "وما معه إلا أنا وأبو سفيان"، قال السندي: أراد بالمعية: القربَ منه، واللزومَ= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 297 1776 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ - مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَلَمْ أَحْفَظْهُ - عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَبَّاسٌ وَأَبُو سُفْيَانَ مَعَهُ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَخَطَبَهُمْ، وَقَالَ: " الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ "، وَقَالَ: " نَادِ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ " (1) 1777 - حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: دَخَلَ الْعَبَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ، فَإِذَا رَأَوْنَا سَكَتُوا، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " وَاللهِ، لَا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لِلَّهِ، وَلِقَرَابَتِي " (2)   =معه، كما يدلُّ عليه السوْق، لا الثبوت في الحرب، وعدم الفرار، وإلا فقد ثَبَتَ أبو بكر وعمر وعلي وغيرهم أيضاً، ذكره في "المواهب". وقوله: "حين حمي الوطيس":"حين" بالفتح، مبني لإضافته إلى الجملة، و"حَمِي" بكسر الميم، من: حَمِيَت النار، إذا اشتَد حرها، و"الوطيس" بفتح واوٍ، وكسر طاءٍ مهملة، وسين مهملة: التنور، أراد الحرب، والظاهر أن خبر "هذا" هو: حين حمي الوطيس، وقيل: محذوف، والتقدير: هذا القتالُ حين حمي الوطيسُ، وفي المواهب: الوطيس: هو التنور يُخبز فيه، يُضرب مثلاً لشدة الحرب الذي يُشبهُ حرُّها حَره، وهذا من فصيح الكلام الذي لم يُسمع من أحدٍ قبلَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الحميدي (459) ، ومسلم (1775) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع من "مسند الحميدي": سفيان بن عيينة. وانظر (1775) . (2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وهو مكرر (1773) . الحديث: 1776 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 298 1778 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ يَعْنِي الشَّافِعِيَّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا " (1) 1779 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا " (2) 1780 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ (3) الْقُرَشِيُّ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ،   (1) إسناده صحيح، مَن فوق الإمام الشافعي على شرط الشيخين غيرَ عبد العزيز بن محمد الدراوردي، فمن رجال مسلم. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد بن صخر القرشي التيمىِ. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية 9/156 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (34) ، وأبو يعلى (6692) ، وابن منده في "الإيمان" (114) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (199) ، والبغوي (24) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وأخرجه أبو يعلى (6692) من طريق ابنِ أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، به. وسيأتي برقم (1779) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (2623) ، وابن حبان (1694) ، وابن منده في "الإيمان" (115) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (198) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1778) . (3) تحرف في (م) إلى: نصر. الحديث: 1778 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرَابٍ: وَجْهُهُ، وَكَفَّاهُ، وَرُكْبَتَاهُ، وَقَدَمَاهُ " (1) 1781 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ، أَنَّ عُمَرَ دَعَاهُ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ جَاءَ حَاجِبُهُ يَرْفَأُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ يَسْتَأْذِنُونَ، قَالَ: نَعَمْ فَأَدْخَلَهُمْ، فَلَبِثَ قَلِيلًا، ثُمَّ جَاءَه، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمَا. فَلَمَّا دَخَلا قَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا لَعَلِيٍّ، وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِي الصَّوَافِي الَّتِي أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَقَالَ الرَّهْطُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنَهُمَا، وَأَرِحِ احَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ. قَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا أُنَاشِدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ يُرِيدُ نَفْسَهُ، قَالُوا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ، وَعَلَى الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ، أَتَعْلَمَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (491) ، وأبو داود (891) ، والترمذي (272) ، والنسائي 2/208، وابن حبان (1921) ، والبيهقي 2/101 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1764) . الحديث: 1781 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 300 فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ: {وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ} [الحشر: 6] إِلَى {قَدِيرٌ} [الحشر: 6] ، فَكَانَتْ هَذِهِ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وَاللهِ مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ، وَلا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ لَقَدِ أعْطَاكُمُوهَا، وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللهِ، فَعَمِلَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَاتَهُ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَضَهُ أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ فِيهِ بِمَا عَمِلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 1782 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ، عِنْدَهُ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَأُ، فَقَالَ لِعُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعْدٍ، وَالزُّبَيْرِ يَسْتَأْذِنُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، ائْذَنْ لَهُمْ، قَالَ: فَدَخَلُوا، فَسَلَّمُوا وَجَلَسُوا، قَالَ: ثُمَّ لَبِثَ يَرْفَأُ قَلِيلًا، فَقَالَ لِعُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَأَذِنَ لَهُمَا، فَلَمَّا دَخَلا عَلَيْهِ جَلَسَا، فَقَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ الرَّهْطُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (4033) عن أبي اليمان، بهذا الإسناد. وانظر (172) . والصوافي: قال ابن الأثير في "النهايهْ" 3/40: هي الأملاك والأراضي التي جلا عنها أهلها، أو ماتوا ولا وارث لها، واحدتها: صافية، وقال الأزهري: يقال للضياع التي يستخلصها السلطان لخاصته: الصوافي. الحديث: 1782 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 301 عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ: اقْضِ بَيْنَهُمَا، وَأَرِحِ أحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: اتَّئِدُوا فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ "؟ - يُرِيدُ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ - قَالَ الرَّهْطُ: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ، هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ ذَلِكَ؟ قَالا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ اللهُ {وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ} [الحشر: 6] الْآيَةَ، فَكَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وَاللهِ مَا احْتَازَهَا، وَلا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدِ أعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ مِنْهُ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللهِ فَعَمِلَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَاتَهُ. أَنْشُدُكُمُ اللهَ هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: فَأَنْشُدُكُمَا بِاللهِ هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟ قَالا: نَعَمْ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَعَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ بِهِ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ وَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ تَزْعُمَانِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ فِيهَا كَذَا، وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ فِيهَا لَصَادِقٌ، بَارٌّ، رَاشِدٌ، تَابِعٌ لِلحَقِّ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن أخي الزهري: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني. وانظر (172) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 1783 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو بِهِ، فَقَالَ: " سَلِ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ " قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَدْعُو بِهِ، قَالَ: فَقَالَ: " يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (1) 1784 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ ابْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسَاؤُهُ، فَاسْتَتَرْنَ مِنِّي إِلا مَيْمُونَةَ (2) ، فَقَالَ: " لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ شَهِدَ اللَّدَّ إِلا لُدَّ، إِلا أَنَّ يَمِينِي لَمْ تُصِبِ الْعَبَّاسَ " ثُمَّ قَالَ: " مُرُوا   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وحديثه يكتب للمتابعة. وقد تقدم من طريق آخر برقم (1766) عن عبد الله بن عباس، عن أبيه. وأخرجه أبو يعلى (6697) من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (461) ، وابن أبي شيبة 10/206، والبخاري في "الأدب المفرد" (726) ، والترمذي (3514) ، وأبو يعلى (6696) من طرق عن يزيد بن أبي وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وعبدُ الله بن الحارث قد سمع من العباس بن عبد المطلب. (2) في رواية أبي يعلى زيادة: "فَدُق له سَعْطة فَلدَّ" وهي توضح المراد من قوله: "لا يبقى في البيت أحد شهد اللدَّ إلا لُدَّ". والسَّعطة: دواء يجعل في الأنف. الحديث: 1783 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِحَفْصَةَ: قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ إِذَا قَامَ مَقَامَكَ بَكَى، قَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ " فَقَامَ فَصَلَّى، فَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِفَّةً، فَجَاءَ فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَرَادَ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ اقْتَرَأَ (1) 1785 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ "، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَكَبَّرَ، وَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاحَةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ تَأَخَّرَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) صحيح لِغيره، قيس بن الربيع مختلف فيه، وحديثُه حسن في الشواهد، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات. ابن شرحبيل: هو أرقم بن شرحبيل الأودي الكوفي. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/452، وأبو يعلى (6704) من طريق قيس بن الربيع، بهذا الإِسناد. وقد سقط من المطبوع من "المعرفة والتاريخ" من إسناده "عن العباس". وأخرجه مختصراً البزار (1566) من طريق قيس بن الربيع، به. وانظر ما بعده. ويأتي مختصراً في مسند ابن عباس برقم (2055) من طريق أبي إسحاق، عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس. وفي الباب عن عائشة، ويأتي في مسندها 6/34 و53 ومواضع أخرى، وانظر ابن حبان (2118) و (2120) و (6601) . واللدُّ: هو العلاج باللدود، وهو ما يسقاه المريض في أحد شِقي الفم، ولديدا الفم: جانباه، قال ابن الأثير: وإنما فعل ذلك عقوبة لهم، لأنهم لَدُّوه بغير إذنه. اقترأ، أي: قرأ، والاقتراء: افتعال من القراءة. الحديث: 1785 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 مَكَانَكَ، ثُمَّ جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ، فَاقْتَرَأَ مِنَ المَكَانِ الَّذِي بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ السُّورَةِ (1) 1786 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: " انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ نَجْمٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " مَا تَرَى؟ " قَالَ: قُلْتُ: أَرَى الثُّرَيَّا، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ يَلِي هَذِهِ الْأُمَّةَ بِعَدَدِهَا مِنْ صُلْبِكَ اثْنَيْنِ فِي فِتْنَةٍ " (2)   (1) هو مكرر ما قبله وقوله "يُهادى" أي: يمشي بينهما معتمداً عليهما من ضعفه وتمايله، والتهادي في المشية: التمايل. (2) إسناده ضعيف جداً، عبيد بن أبي قرة قال البخاري في "تاريخه الكبير" 2/6: لا يتابع في حديثه في قصة العباس، وترجم له الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/22 ونقل عن ابن معين قوله فيه: ما به بأس، وعن يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وأورد حديثه هذا، وقال بإثره: هذا باطل، وأبو قبيل- واسمه حُيي بن هانئ- قال في "تعجيل المنفعة" ص 277: ضعيف، لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، وأبو ميسرة: مجهول لم يرو عنه غير أبي قبيل، مترجم في "التعجَيل" ص 523. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/96 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/404، وابن عدي في "الكامل" 5/1988، والحاكم 3/326، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/518 من طريق عبيد بن أبي قُرة به، وليس قوله: "اثنين في فتنة" عند أحد منهم غير ابن أبي حاتم. وقال الذهبي في "تلخيصه" متعقباً الحاكم: لم يصح هذا. الحديث: 1786 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 1787 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْأَشْعَثِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ امْرَأً تَاجِرًا، فَقَدِمْتُ الْحَجَّ، فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِأَبْتَاعَ مِنْهُ بَعْضَ التِّجَارَةِ، وَكَانَ امْرَأً تَاجِرًا، فَوَاللهِ إِنِّي لَعِنْدَهُ بِمِنًى، إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ قَرِيبٍ مِنْهُ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ فَلَمَّا رَآهَا مَالَتْ - يَعْنِي قَامَ يُصَلِّي - قَالَ: ثُمَّ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَامَتْ خَلْفَهُ تُصَلِّي، ثُمَّ خَرَجَ غُلامٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ، فَقَامَ مَعَهُ يُصَلِّي. قَالَ: فَقُلْتُ لِلعَبَّاسِ: مَنْ (1) هَذَا يَا عَبَّاسُ؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ خَدِيجَةُ ابْنَةُ خُوَيْلِدٍ. قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَذَا الْفَتَى؟ قَالَ: هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ؟ قَالَ: " يُصَلِّي، وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ "، وَلَمْ يَتْبَعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلا امْرَأَتُهُ، وَابْنُ عَمِّهِ هَذَا الْفَتَى، وَهُوَ يَزْعُمُ " أَنَّهُ سَيُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ كِسْرَى، وَقَيْصَرَ " قَالَ: فَكَانَ عَفِيفٌ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ يَقُولُ: وَأَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَحَسُنَ إِسْلامُهُ لَوْ كَانَ اللهُ رَزَقَنِي الْإِسْلامَ يَوْمَئِذٍ، فَأَكُونُ ثَالِثًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (2)   (1) في (س) و (غ) و (ش) و (ق) و (ص) : ما. (2) إسناده ضعيف جداً، يحيى بن الأشعث ويقال: ابن أبي الأشعث لم يرو عنه غيرُ محمد بن إسحاق ولم يوثقه غير ابن حبان 9/251، فهو في عداد المجهولين، وإسماعيل بن إياس قال البخاري 1/345: في حديثه نظر، وأبوه إياس بن عفيف ما روى عنه غيرُ ابنه إسماعيل، وقال البخاري 1/441: فيه نظر. وهو في "السيرة" لابن إسحاق ص 119 بهذا الإسناد.= الحديث: 1787 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 1788 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: بَلَغَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: " مَنْ أَنَا؟ " قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: " أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ، وَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ، وَخَلَقَ الْقَبَائِلَ، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ، وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا، فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا " (1)   = وأخرجه الحاكم 3/183 من طريق أحمد بن حنبل، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/74-75، والعقيلي في "الضعفاء" 1/80، والطبراني 18/ (181) ، والحاكم 3/183 من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وليس عند البخاري قوله: "فكان عفيف يقول ... ". وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/311 و312، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/162 - 163 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به. وأخرجه ابن سعد 8/17، والنسائي في "خصائص علي" (6) ، وأبو يعلى (1547) ، والطبري في "تاريخه" 2/311، والعُقيلي 1/27، وابن عدي 1/390، والطبراني 18/ (182) من طريق أسد بن عبد الله البجلي- وتحرف في "تاريخ الطبري" إلى "أسد بن عبدة"، وفي "الطبقات" إلى "عبيدة"، وفي أبي يعلى إلى "وداعة"- عن يحيى بن عفيف، عن عفيف الكندي، به. وأسد بن عبد الله البجلي قال البخاري: لم يُتابع في حديثه، وقال في "التقريب": في حديثه لين، ويحيى بن عفيف، لم يُوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي؟ لا يُعرف تفرد عنه أسد بن عبد الله، وقال العقيلي في "الضعفاء" 1/80 بعد أن أورد الطريقين: وكلا الطريقين لم يثبتهما البخاري ولم يُصححهما. (1) حسن لغيره، يزيد بن أبي زياد- وإن كان فيه ضعف- حديثه حسن في المتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ المطلب بن أبي وداعة، فمن رجال= الحديث: 1788 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 1789 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ؟ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يَحُوطُكَ، وَيَغْضَبُ لَكَ، قَالَ: " نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ، لَوْلا ذَلِكَ لَكَانَ هُوَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ " (1) 1790 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَخِي عَبْدِ اللهِ، قَالَ:   =مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/169-170 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوبُ بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/499، ومن طريقه البيهقي 1/169-170، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن يزيد، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب بن أبي وداعة قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبلغه بعض ما يقول الناس ... فذكره. وأخرجه يعقوبُ بن سفيان 1/497، والترمذي (3607) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/167 - 168، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (16) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن العباس- وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي في مسند عبد المطلب- ويقال: المطلب- بن ربيعة بن الحارث 4/166 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد المطلب، به. وفي الباب عن وائلة بن الأسقع عند مسلم (2276) ، والترمذي (3605) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (961) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (1763) . الحديث: 1789 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 308 كَانَ لِلعَبَّاسِ مِيزَابٌ عَلَى طَرِيقِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَلَبِسَ عُمَرُ ثِيَابَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ كَانَ ذُبِحَ لِلعَبَّاسِ فَرْخَانِ، فَلَمَّا وَافَى الْمِيزَابَ، صُبَّ مَاءٌ بِدَمِ الْفَرْخَيْنِ، فَأَصَابَ عُمَرَ وَفِيهِ دَمُ الْفَرْخَيْنِ، فَأَمَرَ عُمَرُ بِقَلْعِهِ، ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ، فَطَرَحَ ثِيَابَهُ، وَلَبِسَ ثِيَابًا غَيْرَ ثِيَابِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: " وَاللهِ إِنَّهُ لَلْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَقَالَ عُمَرُ لِلعَبَّاسِ: وَأَنَا أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَمَّا صَعِدْتَ عَلَى ظَهْرِي حَتَّى تَضَعَهُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (1)   (1) حسن، وهذا إسناد منقطع، هشام بن سعد لم يدرك عبيد الله بن عباس، وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/206-207 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات، الا أن هشام بن سعد لم يسمع من عبيد الله. وأخرجه ابن سعد 4/20 عن أسباط بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد أيضاً من طريقين عن موسى بن عبيدة الربذي، عن يعقوب بن زيد أن عمر بن الخطاب ... فذكر نحوه. وهذا إسناد ضعيف، موسى بن عبيدة ضعيف، ويعقوب بن زيد- وهو ابن طلحة التيمي- لم يدرك عمر. وهو في "المستدرك" 3/331-332 بنحوه ضمن خبر مطول من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. والقصة بنحوها في "المصنف" لعبد الرزاق (15264) ، و"المراسيل" لأبي داود (406) من طريق سفيان بن عيينة، عن موسى بن أبي عيسى- زاد في "المصنف": أو غيره- قال: كان في دار العباس ميزاب ... فذكره. وموسى بن أبي عيسى الحناط ثقة من رجال مسلم وعلق له البخاري، إلا أنه لم يدرك هذه القصة، وهي بمجموع هذه الطرق تتقوى فتحسن. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 مُسْنَدُ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1791 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ " كَانَ رَِدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَمْعٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (2)   (1) هو الفضل بن عباس بن عبد المطلب أبو محمد، ويقال: أبوعبد الله، ويقال: أبو العباس. وهو ابن عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأكبر ولد العباس- وبه كان يُكنى- وأجملهم، وأمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهِلالية، أخت ميمونة أم المؤمنين. وكان ممن شهد الفتح وحنيناً وثبت يومئذ. وأردفه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ النحر من جَمْع إلى مِنى، وشهد غسل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وحضر اليرموك سنة خمس عشرة وما قبلَها من مرج الصفر وأجنادين، وقد قيل: إنه قتل في هذه وقيل: هذه. وقال الواقدي وكاتبه: توفي في طاعون عمواس سنةَ سبع عشرة وله بضع وعشرون سنة، فالله أعلم. لم يُعقب سوى ابنة واحدة تزوجها الحسنُ بنُ علي، ثم طلقها، فتزوجها أبو موسى الأشعري. "جامع المسانيد" 4/الورقة 9-10، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/444. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وابن جريج تغتفر عنعنته في عطاء- وهو ابن ابي رباح- فقط، فقد قال: إذا قلت: قال عطاء، فأنا سمعتُه منه وإن لم أقل:= الحديث: 1791 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 310 1792 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1)   = سمعت، على أنه قد صرح بالسماع منه في رواية مسلم (1281) وغيره. وأخرجه الشافعي 1/358، والنسائي 5/268، وابن الجارود (476) ، والطبراني 18/ (701) و (712) ، والبيهقي 5/137، والبغوي (1950) من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وهو عند ابن الجارود والبيهقي وإحدى روايتي الطبراني (701) مختصر بقصة التلبية فقط. وأخرجه الطبراني 18/ (699) و (703) و (704) و (705) و (706) و (707) و (708) و (709) و (710) و (711) و (712) و (714) و (715) و (716) و (717) من طرق عن عطاء، به. وأخرجه الطبراني 18/ (680) و (683) و (684) من طرق عن ابن عباس، به. وأخرجه ابن سعد 4/55 من طريق عكرمة بن عمار، عن عبد الله بن عُبيد، عن الفضل. وسيأتي برقم (1792) و (1793) و (1802) و (1805) و (1806) و (1807) و (1808) و (1809) و (1810) و (1814) و (1825) و (1827) و (1831) و (1832) ، وانظر (1798) و (1816) و (1829) . وانظر في مسند ابن عباس (1860) و (2564) و (3199) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/358، والحميدي (462) ، والطبراني 18/ (682) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1670) ، ومسلم (1281) (266) ، وأبو يعلى (6716) و (6732) ، وابن خزيمة (2885) ، والطبراني 18/ (681) ، والبيهقي 5/119 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، به. وانظر (1791) . الحديث: 1792 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 311 1793 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ، قَالَ عَطَاءٌ: فَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْفَضْلَ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1) 1794 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُخْبِرُ عَنِ الْفَضْلِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ غَدَاةَ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعْنَا: " عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ " وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ مِنًى حِينَ هَبَطَ مُحَسِّرًا، قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ كَمَا يَخْذِفُ الْإِنْسَانُ وقَالَ رَوْحٌ، وَالبُرْسَانِيُّ (2) : عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَغَدَاةَ جَمْعٍ، وَقَالا: حِينَ دَفَعُوا (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه الترمذي (918) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وفيه: عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس قال: أردفني ... قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه مثل حديث المصنف ابنُ سعد 2/180 و4/55، والبخاري (1685) ، ومسلم (1281) (267) من طرق عن ابن جريج، به. وانظر (1791) و (1820) . (2) في (م) و (ش) : "روح البرساني" بدون واو وهو خطأ، وحديثهما سيأتي برقم (1821) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير - واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم. أبو معبد: اسمه نافذ وهو مولى= الحديث: 1793 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 312 1795 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ فِي الْكَعْبَةِ فَسَبَّحَ وَكَبَّرَ، وَدَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَغْفَرَ، وَلَمْ يَرْكَعْ وَلَمْ يَسْجُدْ " (1) 1796 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي عَشِيَّةِ   = ابن عباس. وأخرجه مسلم (1282) ، والنسائي 5/267، وابن خزيمة (2843) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/180، والدارمي (1891) ، وأبو يعلى (6730) ، وابن خزيمة (2843) و (2860) و (2873) ، والطبراني 18/ (687) و (688) من طرق عن ابن جريج، به. ويعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (371) ، وابن حبان (3855) ، والطبراني 18/ (689) و (690) و (691) و (692) من طرق عن أبي الزبير، به. وسيأتي برقم (1796) و (1821) ، وانظر (1802) . وقوله: كاف ناقته: من الكف، بمعنى المنع، أي: يمنع ناقته من الإسراع. وحصى الخَذْف: صِغار الحصى. وجَمْع: هي المزدلفة. ومحسر: وادٍ بين مزدلفة ومِنى، وهو من مِنى، ولذا قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وكل مزدلفة موقف، وارفعوا عن مُحسَر". (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو يعلى (6733) ، والطحاوي 1/389، والطبراني 18/ (744) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (745) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عمرو بن= الحديث: 1795 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 عَرَفَةَ، وَغَدَاةِ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعُوا عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ، وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ مُحْسِّرًا وَهُوَ مِنْ مِنًى، قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ " وَقَالَ: لَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ (1) 1797 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَّاسًا فِي بَادِيَةٍ لَنَا، وَلَنَا كُلَيْبَةٌ وَحِمَارَةٌ تَرْعَى، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ، وَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمْ تُؤَخَّرَا وَلَمْ تُزْجَرَا " (2)   =دينار، عن ابن عباس، عن الفضلِ بنِ عباس أنه دخل مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكعبة وبلال على الباب فقال: لم يصل، وقال بلال: صلى. وسيأتي برقم (1819) و (1830) ، وانظر في مسند ابن عباس (2126) ، وفي مسند أسامة بن زيد 5/208. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حجين: هو ابن المثنى اليمامي، ويونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي، وأبو معبد: اسمه نافذ. وأخرجه الدارمي (1892) ، ومسلم (1282) ، والنسائي 5/258، وأبو يعلى (6724) ، وابن حبان (3872) ، والطبراني 18/ (686) ، والبيهقي 5/127 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (1794) . (2) إسناده ضعيف، عباس بن عبيد الله بن عباس لم يوثقه غير ابن حبان 5/258، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، وجزم ابن حزم في "المحلى" 4/13 بأنه لم يدرك عمه الفضل، ووافقه على ذلك الحافظ في "تهذيب التهذيب" 5/123، وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا عندي متجه، لأن الفضلَ ماتَ سنة (12) أو (18) فكانت سن أخيه عبيد الله حين وفاته (13) سنة أو (19) سنة على الأكثر، فأنى يكون له ولد مميز يُدرك عمه الفضل ويسمع منه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه النسائي 2/65، والبيهقي 2/278 من طريق حجاج، بهذا الإسناد.= الحديث: 1797 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 1798 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ " كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1) 1799 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي (2) أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعِ ابْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَضَرَّعُ وَتَخَشَّعُ وَتَمَسْكَنُ، ثُمَّ تُقَنِّعُ يَدَيْكَ " يَقُولُ: " تَرْفَعُهُمَا إِلَى رَبِّكَ مُسْتَقْبِلًا بِبُطُونِهِمَا وَجْهَكَ، تَقُولُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ "، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا (3)   = وأخرجه أبو يعلى (6726) ، والطحاوي 1/459- 460، والطبراني 18/ (754) من طريق ابن جريج، به. وأخرجه أبو داود (718) ، والطحاوي 1/460، والطبراني 18/ (756) ، والبيهقي 2/278، والبغوي (549) من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن عمر، به. وزاد أبو داود والبيهقي والبغوي: "فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة". وسيأتي برقم (1817) . (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي. وأخرجه الطبراني 18/ (753) من طريق وهيب، بهذا الإسناد. وانظر (1791) . (2) لفظة "أبي" سقطت من (م) . (3) إسناده ضعيف، عبد الله بن تافع بن العمياء مجهول، قال البخاري في "تاريخه" 5/213: لم يصح حديثه، وقال الدارقطني: ضعيف.= الحديث: 1798 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 1800 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ، سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ: " لَمَّا أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مَعَهُ، فَبَلَغْنَا الشِّعْبَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَكِبْنَا حَتَّى جِئْنَا الْمُزْدَلِفَةَ " (1) 1801 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي أَخِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَكَانَ مَعَهُ حِينَ دَخَلَهَا: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُصَلِّ فِي الْكَعْبَةِ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا دَخَلَهَا وَقَعَ سَاجِدًا بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو " (2)   = وهو في "مسند عبد الله بن المبارك" (53) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (385) ، والنسائي في "الكبرى" (615) و (1440) ، والبغوي (740) ، وعلقه البخاري في "تاريخه الكبير" 3/283 عن ابن المبارك في ترجمة ربيعة بن الحارث، وقال: هوحديث لا يتابع عليه. ووقع عندهم إلا الترمذي: "فمن لم يفعل ذلك، فهي خداج". وأخرجه أبو يعلى (6738) ، وابن خزيمة (1213) ، والطبراني 18/ (757) ، والبيهقي 2/487 - 488 من طرق عن الليث بن سعد، به. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 13/186 بعد أن أورده من طريق الليث به: هذا إسناد مضطرب ضعيف لا يحتج بمثله. وسيأتي في مسند المطلب بن ربيعة 4/167 من طريق شعبة، عن عبد ربه، عن أنس بن أبي أنس، عن عبد الله بن نافع، عن عبد الله بن الحارث، عن المطلب، عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 0 (1) إسناده صحيح. وسيأتي نحوه في مسند أسامة بن زيد 5/199-200. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه ابن خزيمة (3007) ، والطبرانى 18/ (679) من طريق محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وانظر (1795) . الحديث: 1800 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 316 1802 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ أَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ، قَالَ: " فَأَفَاضَ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ " قَالَ: " وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " وقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الْإِفَاضَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَفَاضَ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ، وَهُوَ كَافٌّ بَعِيرَهُ، قَالَ: " وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1) 1803 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، قَالَ: فَرَأَى النَّاسَ يُوضِعُونَ، فَأَمَرَ مُنَادِيَهُ، فَنَادَى: " لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى- سيئ الحفظ. وأخرجه الطبراني 18/ (697) من طريق سعيد بن منصور، عن هشيم- ووقع في المطبوع "هاشم"- بهذا الإسناد، ولفظه: كنت رديف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جمع فأفاض وعليه السكينة. وانظر (1794) . وجمع هنا: المزدلفة، ويوم جمع: يوم عرفة، وأيام جمع: أيام مِنى. وأخرجه أيضاً 18/ (717) من طريق أحمد بن منيع، عن هشيم، به. ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبى حتى رمى جمرة العقبة. وانظر (1791) . (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وسيأتي من طريق= الحديث: 1802 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 1804 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ زَوْجَا النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ مِنْ أَهْلِهِ جُنُبًا، فَيَغْتَسِلُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْفَجْرَ ثُمَّ يَصُومُ يَوْمَئِذٍ " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، أَخْبَرَنِي ذَلِكَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (1) 1805 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ، قَالَ: " كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، فَبَيْنَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ عَرَضَ لَهُ أَعْرَابِيٌّ مُرْدِفًا ابْنَةً لَهُ جَمِيلَةً، وَكَانَ يُسَايِرُهُ، قَالَ: فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَنَظَرَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَلَبَ وَجْهِي عَنْ وَجْهِهَا، ثُمَّ أَعَدْتُ النَّظَرَ، فَقَلَبَ وَجْهِي عَنْ وَجْهِهَا حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا، وَأَنَا لَا أَنْتَهِي، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (2)   = آخر (2099) يتقوى به. وانظر (1816) . وإيضاع الخيل والإبل: إسراعها في السير. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، وعمه: هومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري. ويأتي تخريجه في مسند عائشة 6/203. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحكمَ بن عتيبة لا يعرف له سماع من ابن عباس. حسين بن محمد: هو حسين بن محمد بن بهرام التميمي المروذي، وجرير: هو ابن حازم، وأبوب: هو السختياني. وسيأتي برقم (1823) و (1828) ، وانظر ما تقدم برقم (562) . الحديث: 1804 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 1806 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَبَّى يَوْمَ النَّحْرِ، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1) 1807 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (2) 1808 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَبَّى فِي الْحَجِّ حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ " (3) 1809 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، وَجَابِرٍ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وحماد: هو ابن سلمة، وقيس: هو ابن سعد المكي. وأخرجه الطحاوي 2/224، وإلطبراني 18/ (702) من طريق حجاج، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (1791) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عامر الأحول - وهو عامر بن عبد الواحد- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة بن العلاء بن حسان القيسي. وانظر (1791) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان. وسيأتي برقم (1827) ، وانظر (1791) . الحديث: 1806 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 الْجُعْفِيِّ، وَابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ " كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ " (1) 1810 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، وَعَامِرٍ الْأَحْوَلِ، وَابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، " كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يُلَبِّي يَوْمَ النَّحْرِ، حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (2) 1811 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مُشَاشٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعَفَةَ بَنِي هَاشِمٍ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَجَّلُوا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، جابر الجعفي ضعيف وكذا ابن عطاء- وهو يعقوب بن عطاء-، وهما متابَعان من عامر الأحول. وأخرجه الطبراني 18/ (700) من طريق الربيع بن يحيى الأشناني، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1807) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله. (3) إسناده صحيح، مُشاش- بضم الميم وتخفيف الشين الأولى- هو أبو ساسان أو أبو الأزهر السليمي البصري، ويقال: المروزي، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: إذا رأيت شعبة يحدث عن رجل فاعلم أنه ثقة إلا نفراً بأعيانهم، قلت: فما تقول أنت فيه؟ قال: صدوق صالح الحديث، سئل عنه أبو زرعة، فقال: ليس به باس، وقال أبي: ئقة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/525، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه النسائي 5/261، وأبو يعلى (6734) ، والطبراني 18/ (695) من طريق عفان، بهذا الإسناد.= الحديث: 1810 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 320 1812 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ (1) أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - أَنَّ رَجُلًا، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَهُ الْإِسْلامُ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَثْبُتُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ، أَكَانَ يُجْزِيهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاحْجُجْ عَنْ أَبِيكَ " (2)   = وأخرجه النسائي 5/261، وأبو يعلى (6725) ، والطبراني 18/ (695) من طريقين عن شعبة، به. وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 7/525 عن أبي خليفة، حدثنا ابنُ كثير، حدثنا شعبة، به إلا أنه جعله مِن مسند ابن عباس. وسيأتي في مسند ابن عباس (1920) من طريق عطاء، عن ابن عباس بنحوه. (1) تحرف هذا الإسنادُ في الأصول التي بأيدينا وكذلك في النسخ المطبوعة إلى: "حدثنا هاشم، حدثنا يحيى بن إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عباس". والصواب ما أثبتناه كما جاء في "جامع المسانيد والسنن" 4/الورقة 11، و"أطراف المسند" 1/الورقة 228، وقد تكرر هذا الإسناد نفسُه على الصواب في مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حديث رقم (3378) . وقد روى النسائى هذا الحديثَ 5/118 من طريق هشيم، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بنِ يسار، عن عبد الله بنِ عباس وحده. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن سليمان بن يسار لم يدرك الفضلَ بن عباس، والصواب رواية سليمان بن يسار، عن عبد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس. وأخرجه الدارمي (1835) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/220 من طريق حماد بنِ زيد، عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي في مسند ابن عباس (3377) عن إسماعيل، و (3378) عن هشيم، كلاهما عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد.= الحديث: 1812 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 1813 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي - أَوِ أُمِّي - شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ الْحَجَّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 1814 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْأَحْوَلِ، وَجَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، وَابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَبَّى، حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ " (2)   = وأخرجه أبو يعلى (6717) من طريق هُشيم، عن يحيى، عن سليمان، عن ابن عباس، عن الفضل، به. وسيأتي برقم (1818) من طريق الزهري، عن سليمان، عن ابن عباس، عن الفضل، به. وأخرجه النسائي 5/118 و8/229 من طريق هشيم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/220، وابن حبان (3990) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن يحيى، عن سليمان، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، به. وسيأتي في مسند ابن عباس برقم (1890) من طريق الزهري، عن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قول سليمان بن يسار "حدثنا الفضل" خطأ يقيناً من أحد الرواة، لأن الفضل مات سنة 18 في طاعون عَمَواس، وسليمان بن يسار ولد في خلافة عثمان، فانى له أن يدركه، والصواب إثبات الواسطة بينه وبين الفضل، وهوعبد الله بن عباس، كما تقدم بيانه في الإِسناد السالف. وأخرجه النسائي 8/229 من طريق الوليد بن نافع، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 5/119-120 و8/229، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/219، والطبراني 18/ (758) من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن يحيى بن أبي إسحاق، به. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (1809) . الحديث: 1813 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 * 1815 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ " (1) 1816 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنًا (2) عُبَيْدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، قَالَ: " أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رِدْيفُهُ (3) ، فَجَالَتْ بِهِ النَّاقَةُ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُفِيضَ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ لَا تُجَاوِزَانِ رَأْسَهُ، فَلَمَّا أَفَاضَ سَارَ عَلَى هِينَتِهِ، حَتَّى أَتَى جَمْعًا، ثُمَّ أَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ، وَالْفَضْلُ رِدْفُهُ، قَالَ الْفَضْلُ: مَا زَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر- وهو ابن محمد بن كلي بن الحسين- فمن رجال مسلم. وعبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، وحفص: هو ابن غياث. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة ص 269 (الجزء الذي حققه عمر بن غرامة العمروي) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (370) ، وأبو يعلى (6728) ، والطبراني 18/ (672) . وأخرجه النسائي 5/275، وأبو يعلى (6735) ، والطبراني (673) ، والبيهقي 5/137 من طريق حفص بنِ غياث، به. وزاد الطبراني: "ثم نحر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: نحرت هاهنا وِمني كُلها مَنحَر، فانحروا في منازلكم" وساق هذه الزيادة باسناد آخر عن جعفر بن محمد (674) . (2) تحرفت في (م) إلى: أنا. (3) في (س) وعلى حاشية (ص) : ردفه. الحديث: 1815 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1) 1817 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَّاسًا، وَنَحْنُ فِي بَادِيَةٍ لَنَا، فَقَامَ يُصَلِّي - قَالَ: أُرَاهُ قَالَ: الْعَصْرَ - وَبَيْنَ يَدَيْهِ كُلَيْبَةٌ لَنَا، وَحِمَارٌ يَرْعَى لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا شَيْءٌ، يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا " (2) 1818 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو يعلى (6732) ، والطبراني 18/ (713) ، والبيهقي 5/112 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخَرجه الطبراني 18/ (698) من طريق محمد بن عبيد، به. وأخرجه النسائي 5/256-257 من طريق عبد الله بن المبارك، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به- إلى قوله: حتى أتى جمعاً. وأخرجه مختصراً بذكر التلبية النسائي 5/268 من طريق سفيان بن حبيب، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وسيأتي برقم (1820) و (1860) . وقوله: "على هينته"، أي: على عادته في السكون والرفق. (2) إسناده ضعيف فهو معضل، محمد بن عمر- وهو ابن علي بن أبي طالب الهاشمي- لم يُدرك الفضل بن العباس، فقد مات بعد مئة وثلاثين، والفضل بن عباس مات في خلافة عمر. وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (2358) بهذا الإسناد، ومن طريقه أخرجه الطبراني 18/ (755) . وقد تقدم برقم (1797) من طريق ابنِ جريج، عن محمد بن عمر، عن عباس بنِ عبيد الله، عن الفضل بن عباس. الحديث: 1817 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 324 حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبِي أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْحَجِّ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى دَابَّتِهِ، قَالَ: " فَحُجِّي عَنِ أبِيكِ " (1) 1819 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ يُخْبِرُ أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِي الْبَيْتِ حِينَ دَخَلَهُ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا خَرَجَ فَنَزَلَ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ عِنْدَ بَابِ الْبَيْتِ " (2) 1820 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا يَعْنِي ابْنَ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى جَاءَ جَمْعًا، وَأَرْدَفَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (6737) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1831) ، والطبراني 18/ (721) من طريق وهيب بن خالد، عن معمر، به. وأخرجه ابن ماجه (2909) ، والنسائي 8/227، والطبراني 18/ (732) و (733) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (1822) ، وسيأتي في مسند ابن عباس برقم (1890) من طريق الزهري، عن سليمان، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وانظر (1812) . وفي الباب عن علي تقدم برقم (562) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "المصنف" لعبد الرزاق (9057) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني 18/ (743) . وانظر (1795) . الحديث: 1819 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ حَتَّى جَاءَ مِنًى. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1) 1821 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ (2) : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَبُو مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي عَشِيَّةِ عَرَفَةَ، وَغَدَاةِ جَمْعٍ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعُوا: " عَلَيْكُمُ السَّكِينَةَ " وَهُوَ كَافٌّ نَاقَتَهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ مِنًى حِينَ هَبَطَ مُحَسِّرًا، قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِحَصَى الْخَذْفِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ الْجَمْرَةُ "، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِيَدِهِ كَمَا يَخْذِفُ الْإِنْسَانُ (3) 1822 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمٍ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الْحَجِّ، وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِهِ، قَالَ: " فَحُجِّي عَنْهُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الملك: هو ابن أبي سليمان العرزمي. وأخرجه أبو يعلى (6716) من طريق هشيم، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وانظر (1793) و (1816) و (1860) و (1986) . (2) تحرف في الأصول التي بأيدينا، والنسخ المطبوعة إلى: "قالا" وأثبتناه على الصواب من "جامع المسانيد والسنن" 4/الورقة 14. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة، وابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البُرساني، وأبو معبد مولى ابن عباس: اسمه نافذ. وانظر (1794) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح ابن جريج بالتحديث عند الترمذي. وأخرجه البخاري (1853) ، والترمذي (928) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار".= الحديث: 1821 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 1823 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَبُو أَحْمَدَ يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ أَفَاضَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ، وَأَعْرَابِيٌّ يُسَايِرُهُ، وَرِدْفُهُ ابْنَةٌ لَهُ حَسْنَاءُ، قَالَ الْفَضْلُ: فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِي يَصْرِفُنِي عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1) 1824 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلاثَةَ، عَنْ مَسْلَمَةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمًا فَبَرِحَ ظَبْيٌ، فَمَالَ فِي شِقِّهِ فَاحْتَضَنْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَطَيَّرْتَ؟ قَالَ: " إِنَّمَا الطِّيَرَةُ مَا أَمْضَاكَ، أَوْ رَدَّكَ " (2)   =3/219 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الشافعي 1/387، والدارمي (1832) ، ومسلم (1335) ، والطبراني 18/ (720) ، والبيهقي 4/328 من طرق عن ابن جريج، به. وانظر (1818) . (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي. وأخرجه ابن خزيمة (2832) ، والطبراني 18/ (339) من طريق إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (6731) ، والطبراني 18/ (840) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، به. وزاد أبو يعلى: فجعل يعرضها لِرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجاء أن يتزوجها. وانظر (1805) و (1828) . وهذه القصة غير قصة الخثعمية التي ستأتي برقم (2266) . (2) إسناده ضعيف، ابن عُلاثة- واسمُه محمد بن عبد الله- قال البخاري: في= الحديث: 1823 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 1825 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1) 1826 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ (2) ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: بَنَى (3) يَعْلَى بْنُ عُقْبَةَ فِي رَمَضَانَ، فَأَصْبَحَ وَهُوَ جُنُبٌ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: أَفْطِرْ؟ قَالَ: أَفَلا أَصُومُ هَذَا الْيَوْمَ وَأُجْزِيُهُ مِنْ يَوْمٍ آخَرَ؟ قَالَ: أَفْطِرْ، فَأَتَى مَرْوَانَ فَحَدَّثَهُ، فَأَرْسَلَ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: " قَدْ كَانَ يُصْبِحُ فِينَا جُنُبًا، مِنْ غَيْرِ احْتِلامٍ، ثُمَّ يُصْبِحُ صَائِمًا " فَرَجَعَ إِلَى مَرْوَانَ فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ: الْقَ بِهَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: جَارٌ جَارٌ، فَقَالَ: أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَتَلْقَ بِهِ، (4) قَالَ: فَلَقِيَهُ فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا أَنْبَأَنِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ،   =حديثه نظر، وقال أبو حاتم: بكتب حديثه ولا يُحتج به، ومسلمة الجهني- وهو ابن عبد الله- لم يوثقه غيرُ ابن حبان، ثم هو لم يدرك الفضل بن عباس. والبارح: ما مر من الصيد من يمينك إلى يسارك، والعرب تتطير به، لأنه لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (1815) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر (1791) . (2) تحرف في الأصول الخطية و (م) إلى: "ابن عوف" وأثبتناه على الصواب كما جاء في"جامع المسانيد" 4/الورقة 16، ولا "أطراف المسند" 1/الورقة 229. (3) تحرف في (م) و (ش) إلى: "حدثني". والصواب: "بنى"، وبنى بزوجته: أي دخل بها. (4) في (ص) وحاشية (س) و (ق) : لتلْقَانهِ، وهو خطأ. الحديث: 1825 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ لَقِيتُ رَجَاءً، فَقُلْتُ: حَدِيثُ يَعْلَى مَنْ حَدَّثَكَهُ؟ قَالَ: " إِيَّايَ حَدَّثَهُ " (1) 1827 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، أَنَّهُ " كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ النَّحْرِ، فَكَانَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " قَالَ رَوْحٌ: فِي الْحَجِّ (2) ، قَالَ رَوْحٌ - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ -: قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مَاهَكَ، كِلاهُمَا قَالَ: ابْنُ مَاهَكَ 1828 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ النَّحْرِ، وَكَانَتْ   (1) صحيح، وهذا سند حسن في الشواهد، رجاء بن حيوة ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعلى بن عقبة، فقد روى عنه رجاء بن حيوة وصالح بن مهران، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه عند النسائي. إسماعيل: هو ابنُ علية، وابنُ عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان الخراز. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2929) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 03/12، وفي "شرح مشكل الآثار" 1/227، والطبراني 18/ (747) و (748) من طريق ابن عون، بهذا الإسناد. وانظر (1804) . وقوله: وأجزيه، أي: أقضيه من الجزاء وهو القضاء. وأم المؤمنين هنا: هي عائشة رضي الله عنها. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-. وأخرجه الطبراني 18/ (746) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1808) . الحديث: 1827 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 جَارِيَةٌ خَلْفَ أَبِيهَا، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهِي عَنْهَا، فَلَمْ يَزَلْ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ " (1) 1829 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي عَزْرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ الْفَضْلَ حَدَّثَهُ: " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُهُ رِجْلَهَا غَادِيَةً (2) ، حَتَّى بَلَغَ جَمْعًا " قَالَ: وحَدَّثَنِي الشَّعْبِيُّ، أَنَّ أُسَامَةَ حَدَّثَهُ: " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ جَمْعٍ، فَلَمْ تَرْفَعْ رَاحِلَتُهُ رِجْلَهَا غَادِيَةً حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، كثير بن شنظير مختلف فيه ينحط حديثه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وانظر (1805) . (2) في (غ) وحاشية (س) و (ق) و (ص) : عادية. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي- واسمه عامر- لم يُدْرِكِ الفضلَ بن عباس، وهو- وإن أدرك أسامة بن زيد- لم يسمع منه، قال إسحاق بن منصور: قلت ليحيى بن معين: الشعبي أن الفضل بن عباس حدثه وأن أسامة بن زيد حدثه، قال: لا شيء. وكذلك قال أحمد وابن المديني، وقال أبو حاتم- كما في "المراسيل" ص 159-: لا يمكن أن يكونَ الشعبي سمع من أسامة هذا، ولا أدرك الشعبي الفضلَ بنَ عباس. بهز: هو ابن أسد، وهمام: هو ابن يحيي العوذي، وعزرة: هو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي. وأخرجه البيهقي 5/127 من طريق همام، بهذا الإسناد. وأخرجه من حديث الفضل أبو يعلى (6721) ، والطبراني 18/ (764) من طريق هدبة بن خالد، عن همام، به. ولم يصرح الشعبي عندهما بالتحديث، بل رواه بالعنعنة. وانظر (1816) و (1860) .= الحديث: 1829 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 1830 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي الْكَعْبَةِ، فَسَبَّحَ وَكَبَّرَ وَدَعَا اللهَ، وَاسْتَغْفَرَهُ وَلَمْ يَرْكَعْ وَلَمْ يَسْجُدْ " (1) 1831 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَ أُسَامَةَ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى جَمْعٍ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، فَأَخْبَرَهُ بِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (2)   = قوله: "عن الشعبي: أن الفضل حدثه" قال السندي: النظر في المشاهير يدل على أن هذا خطأ، والصواب في الأول: أسامة، وفي الثاني: الفضل (كما تقدم برقم 1816) ، والله تعالى، أعلم. وقوله: "فلم ترفع"، أي: لم تسرع رجلَها في المشي وَضْعاً ورفعاً، من رَفَع دابته: أسرع بها. وقوله:"غادية": بالغين المعجمة، أي؟ راجعة، أو بالعين المهملة من العَدْو، والمراد أنها كانت ناقته ماشية بالسكينة والوقار. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك. وانظر (1795) . (2) صحيح لغيره، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري، دهان كان سييء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 268 (الجزء الذي حققه عمر بن غرامة العمروي) ، وابن ماجه (3040) ، والنسائي في "المجتبى" 5/276، وفي "الكبرى" (4086) ، وأبو يعلى (6727) ، والطبراني (18/675) و (676) و (703) من طرق عن خصيف، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني 18/ (677) و (678) من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وعبد الله بن ابي نجيح، وأبان بن صالح ثلاثتهم عن مجاهد، به. وانظر= الحديث: 1830 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 1832 - أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّهُ كَانَ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1) 1833 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا عَنْ صَاحِبِهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحُجَّ، فَلْيَتَعَجَّلْ فَإِنَّهُ قَدْ تَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَيَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَكُونُ الْحَاجَةُ " (2)   = (1791) . (1) إسناده صحيح، كثير بن هشام الرقي ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين غير فرات، وهو ابن سليمان الجزري الرقي- وأخطأ الشيخ أحمد شاكر فظنه فراتَ بنَ أبي عبد الرحمن القزاز- وثقه أحمد، وقال أبو حاتم: لا بأس به محله الصدق، وقال ابن عدي: لم أر المتقدمين صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في"الثقات". عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه ابن سعد 4/55 عن كثير بن هشام، عن الضحاك بن مخلد، عن الفرات بنِ سليمان، بهذا الإسناد. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه الدارمي (1902) ، والنسائي 5/276، والطحاوي 2/224، والطبراني 18/ (736) من طريقين عن عبد الكريمِ الجزري، به. وأخرجه النسائي 5/276، والطحاوي 2/224، والطبراني 18/ (676) و (706) و (739) و (740) من طريق سعيد بن جبير، به. وانظر (1791) . (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسرائيل: واسمه إسماعيل بن خليفة العبسي الملائي الكوفي- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ فضيل بن عمرو، فمن رجال مسلم.= الحديث: 1832 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 332 1834 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْعَبْسِيُّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ، أَوْ أَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ " (1)   = وأخرجه الطبراني 18/ (737) ، والبيهقي 4/340 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي إسرائيل، وإسناد الطبراني: "عن ابن عباس، عن الفضل وأحدهما عن الآخر"، وللبيهقي إسنادان: أحدهما "ابن عباس عن الفضل" والثاني "ابن عباس أو الفضل أو عن أحدهما". وسعيد بن جبير سمع من ابن عباس، لكن لم يدرك الفضل بن عباس. وأخرجه الطبراني (760) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي إسرائيل، عن فضيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وليس بعبد الله، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الطبراني (738) عن العباس بن حمدان الأصبهاني، عن يحيى بن حَكيم، عن كثير بن هشام، عن فرات بن سَلْمان، عن عبد الكريم- وهو ابن مالك الجزري-، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل وأحدهما عن الآخر. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات من رجال "التهذيب" غير العباس بن حمدان، فقد ترجمه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/141 وقال فيه: ثبت ثقة، وغير فرات بن سَلْمان، فله ترجمة في "الميزان" 3/342، ووثقه أحمد، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وسيأتي برقم (1834) و (2973) و (3340) . وسيأتي بنحوه في مسند ابن عباس برقم (2867) من طريق الثوري، عن أبي إسرائيل، عن فضيل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وله عن ابن عباس طريق آخر سيأتي برقم (1973) ويخرج هناك. (1) حديث حسن، وانظر ما قبله. وأخرجه الخطيب في "الموضح" 1/407 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (2883) عن علي بن محمد وعمرو بن عبد الله، كلاهما عن وكيع، به. الحديث: 1834 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 333 حَدِيثُ تَمَّامِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1835 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الزَّرَّادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ تَمَّامِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوِ أتِيَ - فَقَالَ: " مَا لِي أَرَاكُمْ تَأْتُونِي قُلْحًا، اسْتَاكُوا، لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ كَمَا فَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الْوُضُوءَ " (2)   (1) هو أصغر ولد العباس، وكانوا عثرة، وهو شقيق كثير بنِ العباس، وكان العباس يحمله ويقول: تموا بتمَّام فصاروا عشره يا رب فاجعلهم كراما برره واجعل لهم ذِكراً وانمِ الثمره وقال أبو عمر بن عبد البر: وكل بني العباس لهم رؤية، وللفضل ولعبد الله رواية ورؤية. وقد تاب تمام هذا على المدينة من جهة ابن عمه علي، ثم عزله بأبي أيوب الأنصاري، ومات زمن المنصور. "جامع المسانيد" 1/الورقة 163، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/443. (2) إسناده ضعيف، أبو علي الزراد- واسمه الصيقل- قال أبو علي بن السكن وغيره: مجهول، قال الحافظ في "لسان الميزان" 7/83: ورواية الثوري عنه في مسند= الحديث: 1835 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 1836 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُفُّ عَبْدَ اللهِ، وَعُبَيْدَ اللهِ، وَكُثَيَّرًا بَنِي الْعَبَّاسِ (1) ، ثُمَّ يَقُولُ: " مَنْ سَبَقَ إِلَيَّ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا " قَالَ: فَيَسْتَبِقُونَ إِلَيْهِ فَيَقَعُونَ عَلَى ظَهْرِهِ وَصَدْرِهِ، فَيُقَبِّلُهُمْ وَيَلْتَزَمُهُمْ (2)   =الإمام أحمد، وكأن منصوراً سقط من السند، فإن الحديث مشهور عن منصور، رواه عنه فضيل بن عياض وبحر وعبد الحميد، وزائدة وسنان بن عبد الرحمن وقيس بن الربيع وهؤلاء الثلاثة من أقران سفيان. وتمام بن العباس حديثه عن النيي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل. وأخرجه الطبراني (1301) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بياع الأنماط، عن جعفر بن تمام، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني أيضاً (1302) و (1303) من طريقين عن منصور، عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بن تمام، به. وأخرجه البزار (498- كشف الأستار) ، والحاكم 1/146 من طريق عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن منصور، عن أبي علي الصيقل، عن جعفر بن تمام، عن أبيه، عن جده العباس رفعه. قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" 7/83: تفرد بذكر العباس فيه عمر بن عبد الرحمن الأبار. وانظر لزاماً ترجمة تمام بن العباس في "تعجيل المنفعة" ص 60، و"الإصابة" 1/188-189. وقوله: قُلْحاً بضم القاف، وسكون اللام: جمع أقلح، والقَلَح: صفرة تعلو الأسنان ووسخ يركبها. (1) في (م) : من بني العباس. (2) إسناده ضعيف، يزيد بن أبي زياد- وهو الهاشمي مولاهم الكوفي- ضعيف، وعبد الله بن الحارث بن نوفل تابعي ولد في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروايته عنه مرسلة، وأورده الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 8/421، ونسبه للبغوي عن داود بن عمر، عن جرير، ثم قال: وهو مرسل جيد الإسناد! وقد رواه أحمد بن حنبل في"مسنده" عن جرير مثله. الحديث: 1836 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 حَدِيثُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 1837 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: جَاءَتِ الْغُمَيْصَاءُ - أَوِ الرُّمَيْصَاءُ - إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَشْكُو زَوْجَهَا، وَتَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا، فَمَا كَانَ إِلا يَسِيرًا. حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا، فَزَعَمَ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ، وَلَكِنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ لَكِ ذَلِكَ حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ رَجُلٌ غَيْرُهُ " (2)   (1) هو عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، كان شقيق عبد الله بن العباس وقُثَمَ ومعبدٍ، أمهم أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية. استعمله علي في إمارته على اليمن، وحج بالناس عنه سنة ست وثلاثين. وكان من سادات المسلمين سؤدُدا وكرماً ورئاسة. قال البخاري: مات في أيام معاوية. قال غيره: سنة ثمان وخمسين. وقال خليفة وآخرون: في سنة سبع وثمانين. "جامع المسانيد" 3/الورقة 146، وانظر "سير أعلام النبلاء" 3/512. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد الله بن العباس فقد روى له النسائي، وهو من صغار الصحابة، ونقله الحافظ في "الإصابة" 2/430 عن المسند بهذا الإسناد وقال: ورجاله ثقات إلا أنه ليس بصريح أن عبيد الله شهد القصة، قال أحمد شاكر: يعني فيكون من مراسيل الصحابة.= الحديث: 1837 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 336 مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   =وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (402) ، والنسائي في "المجتبى" 6/48، وفي "الكبرى" (5606) ، وأبو يعلى (6718) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع من "المجتبى" من سنن النسائي "يحيى بن أبي إسحاق" إلى: يحيى عن أبي إسحاق، وعبيد الله إلى: عبد الله. والغُميصاء أو الرميصاء، قال ابن حجر في"الإصابة" 4/361: زوج عمرو بن حزم، أخرج أبو نعيم من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائة: أن عمرو بن حزم طَلَق الغميصاء، فنكحها رجل، فطلقها قبل أن يَمَسها، فأتت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسأله أن ترجع إلى زوجها الأول، فقال: حتى يذوقَ الآخَر من عسَيلتها ... " الحديث. والعسَيلة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/361: شَبه لذة الجماع بذَوْق العسل، فاستعار لها ذوقاً، وإنما أنثَ لأنه أراد قطعة من العسل ... وإنما صَغره إشارةً إلى القدر القليل الذي يحصل به الحل. (1) هو ابنُ عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَبْرُ هذه الأمة، ومُفسرُ كتابِ الله وترجمانُه، دعا له رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:"اللهم علمهُ التأويل، وفقَههُ في الدَين". مولدُه بشِعْب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين، وقيل غير ذلك. صحب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحواً من ثلاثين شهراً، وحَدث عنه بجُمْلةٍ صالحة، وعن غيرِ واحد من الصحابة. وأمه: هي أم الفضل لُبابة بنت الحارث بن حزن بن بُجير الهلالية، من هلال بن عامر. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 337 أَخبرنا أَبو عَليٍّ الحسنُ بنُ علي بن محمد بن المُذْهِب الواعظ، قال: أَخبرنا أَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ جعفر بنِ حَمْدان بنِ مالك قراءةً عليه، حدَّثنا أَبو عبد الرحمن عبدُ الله بنُ أَحمدُ بنِ محمد بنِ حنبل حدثنى أَبى من كتابه: 1838 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، وَمُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ " (1)   = وله جماعة أولاد: أكبرهم العباس، وبه كان يكنى، وعلى أبو الخلفاء، وهو أصغرهم، والفضل، ومحمد، وعبيد الله، ولبابة، وأسماء. وكان وسيما، جميلاً، مديدَ القامة، مهيباً، كامل التعقل، زكى النفس، من رجال الكمال. انتقل مع أبويه إلى دار الهجرة سنة الفتح، وقد أسلم قبل ذلك، فإنه صَح عنه أنه قال: كنت أنا وأمي من المستضعفين؟ أنا من الوِلْدان، وامي من النساء. تولى إمامة الحج سنة خمس وثلاثين بأمرٍ من عثمان بن عفان له، وهو محصور، وفي غيبته هذه قثِل عثمانُ. وشَهِدَ قتال الخوارجِ، وتأمرَ على البصرة من جهة علي بن أبي طالب، فلم يزل عليها حتى مات علي، ثم وَفدَ على معاوية فأكرمه وقربه واحترمه وعظمه. اعتزل ابن عباس الناس في خلافة ابن الزبير ونزل الطائف، وبقي بها إلى أن توفي سنة سبع أو ثمان وستين، وقيل: عاش إحدى وسبعين سنة. قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 3/359: ومسنده ألف وست مئة وستون حديثاً. وانظر "البداية والنهاية" 8/298- 310. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير الواسطي، ومغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه مسلم (2027) (119) ، والترمذي (1882) من طرق عن هشيم، به. الحديث: 1838 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 338 1839 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَجْلَحُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَاءَ اللهُ، وَشِئْتَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَعَلْتَنِي وَاللهَ عَدْلًا بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ " (1)   =وأخرجه البخاري (1637) ، ومسلم (2027) ، وابن ماجه (3422) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2242) ، والطبراني (12575) و (12576) و (12577) ، والبيهقي 5/147 من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/273، والطبراني (12579) من طريقين عن شريك، عن سليمان الشيباني، عن الشعبي، به. وأخرجه الطبراني (12578) من طريق صاعد بنِ مسلم، عن الشعبي، به. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (206) من طريق عمر بن أبي حرملة، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (1903) و (2183) و (2244) و (2608) و (3186) و (3497) و (3529) . (1) صحيح لغيره، الأجلح- ويقال: اسمه يحيى بن عبد الله الكندي- مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وقال أحمد: ما أقربه من فطر بن خليفة، وضعفه النسائي وغيره، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث صدوق، وأدرجه الإمامُ الذهبي في كتابه"من تكلم فيه وهو موثق"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/346، وابن ماجه (2117) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (988) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (345) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (235) ، والطبراني (13006) ، والبيهقي 3/217 من طرق عن الأجلح بن عبد الله، به. وسيأتي برقم (1964) و (2561) و (3247) . وفي الباب ما يَشده عن الطفيل بن سخبرة، وعن حذيفة، وعن قتيلة بنت صيفي الجهنية، وستأتي في "المسند" 5/72 و384 و6/371-372.= الحديث: 1839 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 339 1840 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " مَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالْحِكْمَةِ " (1)   =العدل: المثل، قال السندي: المراد أن هذا الكلام يوهم المساواة، فلا ينبغي التكلم به. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عكرمة فمن رجال البخاري. خالد: هو ابن مِهران الحذاء. وأخرجه أبو يعلى (2477) من طريق هُشيم، حدثنا خالد، به. وأخرجه البخاري (75) و (3756) ، والترمذي (3824) ، وابن ماجه (166) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (375) ، والنسائي في "الكبرى" (8179) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/518، وابنُ حبان (7054) ، والطبراني (10588) و (11961) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/315، والبغوي (3943) من طرق عن خالد الحذاء، به. ولفظه عند البخاري في الموضع الأول وأحد لفظيه في الموضع الثاني عنده ومن طريقه البغوي: "اللهم علمه الكتاب"، ولفظه عند ابن ماجه: "اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب". وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (379) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن جابر الجعفي، عن عكرمة، عن ابن عباس. وأخرجه ابن سعد 2/365، والترمذي (3823) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (378) و (381) ، والنسائي (8178) ، والطبراني (10585) و (10615) و (11531) و (12466) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/315 و316 من طرق عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي برقم (2422) و (3379) ، وانظر (2397) و (2879) و (3032) و (3102) . قال الحافظ في "الفتح" 1/170: واختلف الشراح في المراد بالحكمة هنا، فقيل: القرآن، وقيل: العمل به، وقيل: السنة، وقيل: الإصابة في القول، وقيل: الخشية،= الحديث: 1840 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 340 1841 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ بِمِحْجَنٍ كَانَ مَعَهُ، قَالَ: وَأَتَى السِّقَايَةَ، فَقَالَ: " اسْقُونِي "، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا يَخُوضُهُ النَّاسُ، وَلَكِنَّا نَأْتِيكَ بِهِ مِنَ البَيْتِ، فَقَالَ: " لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ، اسْقُونِي مِمَّا يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ " (1) 1842 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ " (2)   = وقيل: الفهم عن الله، وقيل: العقل، وقيل: ما يشهد العقل يصحته، وقيل: نور يفرق به بين الإلهام والوسواس، وقيل: سرعة الجواب مع الإصابة، وبعض هذه الأقوال ذكرها بعض أهل التفسير في تفسير قوله تعالى: (ولقد آتينا لقمان الحكمة) ، والأقرب أن المراد بها في حديث ابن عباس: الفهم في القرآن. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد: وهو الهاشمي مولاهم الكوفي. وسيأتي برقم (2772) . وأخرج البخاري (1635) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء إلى السًقاية فاستسقى، فقال العباس: يا فضلُ، اذهب إلى أمِّك فأتِ رسولَ الله بشرابٍ من عندها، فقال: "اسقني"، قال: يا رسول الله، إنهم يجعلونَ أيديَهم فيه، قال:"اسقِني" فشرب منه. وأخرج البخاري أيضاً (1607) من طريق ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: طاف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع على بعيرٍ يستلمُ الركنَ بمِحْجَنِه. وانظر ما سيأتي برقم (2118) و (2227) و (2378) . والمحجن: العصا المعْوَجة الرأس. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس بن= الحديث: 1841 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 341 1843 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا فِي لَيْلَتِهَا، فَقَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ لِأُصَلِّيَ بِصَلاتِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِذُؤَابَةٍ كَانَتْ لِي - أَوْ بِرَأْسِي - حَتَّى جَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (1) 1844 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا خُيِّرَتْ بَرِيرَةُ رَأَيْتُ زَوْجَهَا يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ   =أبي وحشية. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2596 من طريق أحمد بن سنان، عن يحيى بن حماد ختن أبي عوانة، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن هشيم، عن أبي بشر، به. ثم قال: ويقال: إن هذا لم يسمعه هشيم من أبي بشر إنما سمعه من أبي عوانة، عن أبي بشر فدئسَه. وسيأتي بأطول مما هنا (2447) ويُخرج هناك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/86، والبخاري (5919) ، وأبو داود (611) ، والطبراني (12456) ، والبيهقي 3/95 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (3861) و (3862) و (3865) ، والبخاري (728) ، ومسلم (192) و (193) ، وأبو داود (610) ، وابن ماجه (673) ، والترمذي (232) ، والنسائي 2/104، وابن خزيمة (1533) و (1534) ، وأبو عوانة 2/76، والطبراني (11072) و (11272) و (11277) و (11291) و (11306) و (12193) و (12504) و (12567) و (12590) و (12780) ، والبيهقي 3/99 من طرق عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي برقم (2602) و (3169) و (3170) و (3175) و (3324) و (3389) ، وانظر (2567) و (3301) . الحديث: 1843 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 الْمَدِينَةِ، وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، فَكُلِّمَ الْعَبَّاسُ لِيُكَلِّمَ فِيهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَرِيرَةَ: " إِنَّهُ زَوْجُكِ "، قَالَتْ: تَأْمُرُنِي بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّمَا أَنَا شَافِعٌ " قَالَ: فَخَيَّرَهَا، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا وَكَانَ عَبْدًا لِآلِ الْمُغِيرَةِ، يُقَالُ لَهُ: مُغِيثٌ (1) 1845 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: "   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. خالد: هو ابن مِهران الحذاء، وبريرة، بفتح الباء وكسر الراء: مولاة كانت لبعض الأنصار كاتبوها، فأدت عنها السيدة عائشة فأعتقتها، فصارت مولاة لها، وخيرها رسولُ الله بعتقها فاختارت نفسها، وقصتها معروفة في "الصحيحين" وغيرهما من حديث عائشة وغيرها، وهي التي جاء فيها الحديث: "الولاء لمن أعتق". وأخرجه سعيد بن منصورفي "سننه" (1257) ومن طريقه الطحاوي 3/82-83 عن هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2292) ، والبخاري (5283) ، وأبو داود (2231) ، وابن ماجه (2075) ، والنسائي 8/245-246، وابن حبان (4273) ، والطبراني (11962) ، والدارقطني 2/154، والبيهقي 7/222، والبغوي (2299) من طرق عن خالد الحذاء، وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (13010) ، والبخاري (5281) و (5282) ، والترمذي (1156) ، وابن الجارود (741) ، وابن حبان (4270) ، والطبراني (11851) ، والبيهقي 7/222 من طرق عن أيوب السختياني، والطبراني (11885) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن عكرمة، به. وانظر (2542) . قوله: "فاختارت نفسها"، قال السندي: أي: ولم تقبل الشفاعة، وفيه أنه لا إثم في رد شفاعة الصالحين، والظاهر أنها ما رَدت إلا لأمرٍ عظيمٍ. الحديث: 1845 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (1)   (1) حديث صحيح، هشيم- وإن كان مدلساً، وقد عنعن- قد توبع. وأخرجه النسائي 4/59-60 عن مجاهد بن موسى، وأبو يعلى (2479) عن أبي خيثمة، كلاهما عن هشيم، به. وسيأتي برقم (3034) و (3165) و (3367) ، وانظر (20722) . وقد استدل بهذا الحديثِ طائفة من أهلِ العلم على أن أطفالَ المشركين لا يُحكم لهم بجنةٍ ولا نار، وأمرُهُمْ موكول إلى علم الله تعالى فيهم، وتعقبهم ابن القيم في "طريق الهجرتين" بقوله: وفي الاستدلال على ما ذهبت إليه هذه الطائفة نظر، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يجب فيهم بالوقف، وإنما وكل علم ما كانوا يعملون لو عاشوا إلى الله سبحانه وتعالى، والمعنى: الله أعلم بما كانوا يعملون لو عاشوا، فهو سبحانه وتعالى يعلم القابل منهم للهدى العامل به لو عاش، والقابل منهم للكفر المؤثر له، لكن لا يدل هذا على أنه يجزيهم بمجرد علمه فيهم بلا عمل يعملونه، وإنما يدل على أنه يعلمُ منهم ما هم عاملون بتقدير حياتهم. والصحيحُ الذي ذهب إليه المحققون من العلماء، وارتضاه جمع من المفسرين والمتكلمين، هو أنهم من أهل الجنة. واحتجوا بما رواه البخاري في "صحيحه" (7047) من حديث سمرة بن جُندب قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما يكثر أن يقولَ لأصحابه: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قال: فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، وإنه قال لنا ذات غداة: إني أتاني الليلة آتيان، فذكر الحديث ... وفيه: "وأما الوِلدان الذين حولَه، فكل مولود يُولَدُ على الفطرة" فقال بعض المسلمين: يا رسولَ الله، وأولادُ المشركين؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وأولاد المشركين". فهذا الحديث الصحيح صريح في أنهم في الجنة، ورؤيا الأنبياء وحي. وفي "مستخرج البرقاني" على البخاري من حديث عوف الأعرابي، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كُل مولود يُولد على الفطرة" فقال الناسُ:= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 344 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يا رسول الله وأولادُ المشركين؟ قال: "وأولاد المشركين". وروى أحمد 5/58، وأبو داود (2521) من طريق حسناء بنتِ معاوية الصريمية عن عمها، قال: قلت: يا رسولَ الله من في الجنة؟ قال: "النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والوثيد في الجنة" وحسنه الحافظ في "الفتح" 3/246. وفي القرآن الكريم: (وما كنْا معذبين حتى نبعَثَ رَسولاً) ] الإسراء: 15 [، وهؤلاء لم تقم عليهم حجة الله بالرسل فلا يعذبهم. وفيه أيضاً: (وما كان رَبْكَ مُهْلِكَ القُرى حتى يَبْعَث في أمِّها رسولاً يَتْلو عليهم آياتنا وما كُنا مُهْلكي القرى إلا وأهلُها ظالمون) ] القصص: 59 [، فإذا كان سبحانه وتعالى لا يُهلك في الدنيا، ويعذب أهلها إلا بظلمهم، فكيف يعذب في الآخرة العذاب الدائم من لم يصدر منه ظلم. ولا يقال: كما أهلكه في الدنيا تبعاً لأبويه وغيرهم، فكذلك يدخله النار تبعاً لهم، لأن مصائب الدنيا إذا وردت لا تَخص الظالم وحده، بل تُصيب الظالم وغيره، ويبعثون على نياتهم وأعمالهم كما قال تعالى: (واتقوا فِتنةً لا تصِيبن الذينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصة) ] الأنفال: 25 [. وفي "الصحيح" من حديث عائشة: "يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم" قالت: قلت: يا رسول الله كيف يُخسف بأولهم وبآخرهم، وفيهم أسواقُهم ومَنْ ليس منهم؟ قال: "يُخسف بأولهم وبآخرهم ثم يُبعثون على نياتهم". فأما عذابُ الآخرة، فلا يكون إلا للظالمين خاصة، ولا يتبعهم فيه مَنْ لا ذنبَ له أصلاً. قالوا: وقد أخبر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن كُل مولود يولد على الفطرة (وهي الإسلام) وإنما يهوده أو يُنصره أبواه، فإذا مات قبلَ التهويد والتنصير، مات على الفطرة، فكيف يستحق النار؟! وقالوا: النارُ لا يعذب فيها إلا من عمل بعمل أهلها، وهي دارُ جزاء، فمن لم يعص الله طرفةَ عين كيف يُجازى بالنار خالداً مخلداً أبدَ الآباد. ولو عُذبَ هؤلاء، لكان تعذيبهم إما مع تكليفهم بالإيمان، أو بدون تكليف، والقسمان ممتنعان، أما الأول: فلاستحالة تكليفِ مَنْ لا تمييز له ولا عقل أصلاً، وأما= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 345 1846 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ " (1)   =الثاني: فيمتنع أيضاً بالنصوص التي جاءت في القرآن من أن الله لا يُعذب أحداً إلا بعدَ قيام الحجة عليه. قال ابن القيم: وهذه حجج كما ترى قوة وكثرةً، ولا سبيلَ إلى دفعها. (1) إسناده ضعيف، علي بن زيد- وهو ابن جدعان القرشي التيمي البصري- ضعفه القطان وابن عيينة وأحمدُ وابنُ معين، وقال البخاري وأبو حاتم: لا يحتج به، وقال ابن خزيمة: لا أحتج به لِسوء حفظه، ويوسف بن مِهران قال الحافظ في "التقريب": لم يرو عنه غيرُ ابنِ جدعان وهو لين الحديث. وأخرجه ابن سعد 2/310، وأبو يعلى (2412) ، والطبراني (12845) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/240 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (6790) عن ابن جريج، عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مات وهو ابن خمس وستين سنة. ابن جريح مدلس، وقد عنعنه، وأبوالحويرث سيئ الحفظ، وسيأتي عند أحمد برقم (1945) و (3380) ، وفي سنده عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، وهو وإن احتج به مسلم قال البخاري في في "التاريخ الصغير" 1/55 بعد أن ساق حديثه هذا عن ابن عباس: لا يُتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار. وفي الباب عن دَغْفَل بنِ حنظلة عند البخاري في "التاريخ الكبير" 3/255، والترمذي في "الشمائل" (365) ، وابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (1672) ، وأبي يعلى (1575) ، والطبراني (4202) من طريق الحسن، عن دغفل: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي وهو ابن خمس وستين. قال البخاري: ولا يُتابع عليه، ولا يعرف سماع الحسن من دغفل، ولا يعرف لدغفل إدراك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال البيهقي في "دلائل النبوة" 7/241: وروايةُ الجماعة عن ابنِ عباس: في ثلاث وستين أصح، فهم أوثق وأكثر، وروايتهم توافق الروايةَ الصحيحةَ، عن عروة، عن عائشة،= الحديث: 1846 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 346 1847 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (1) ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الطَّعَامُ الَّذِي نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يُقْبَضَ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَحْسَبُ كُلَّ شَيْءٍ مِثْلَهُ (2) 1848 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ إِزَارًا فَلْيَلْبَسِ السَّرَاوِيلَ، وَإِذَا لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ " (3)   =وإحدى الروايتين عن أنس، والرواية الصحيحة عن معاوية، وهو قولُ سعيد بن المسيب، وعامر الشعبي، وأبي جعفر محمد بن علي، وزاد ابنُ كثير في "السيرة" 4/515: عبد الله بن عقبة، والقاسم بن عبد الرحمن، والحسن البصري، وعلي بن الحسين وغير واحد. وانظر (2017) و (2110) و (2242) و (3429) و (3503) و (3516) ففيها كلها أنه كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن ثلاث وستين. (1) تحرف في (م) إلى: هاشم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. طاووس: هو ابن كيسان. والطعام مبتدأ، خبره "الذي"، قال الثح أحمد شاكر: وهذه صيغة تفيد الحصر، يريد أن الذي علمه من النهي عن البيع قبل القبض، إنما هو في الطعام، ثم يرى أن المعنى عام في كل بيع. وأخرجه الطبراني (10874) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/368 عن هشيم، به. وأخرجه بنحوه مسلم (1525) (29) ، وأبو داود (3497) ، وابن ماجه (2227) ، والترمذي (1291) ، وابن حبان (4980) ، والطبراني (10872) و (10873) و (10875) و (10876) و (10877) و (10878) من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (1928) و (2275) و (2438) و (2585) و (3346) و (3481) و (3496) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 1847 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 1849 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ صَائِمٌ " (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 4/100، ومسلم (1178) (4) ، والطحاوي 2/133 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2610) ، وابن أبي شيبة 4/100، ومسلم (1178) ، والترمذي (834) ، والنسائي 5/132-133 و133 و135، وابن خزيمة (2681) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/133، وابن حبان (3785) ، والطبراني (12809) و (12810) و (12811) و (12812) و (12813) ، والدارقطني 2/228 و230 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (1917) و (2015) و (2526) و (2583) و (3115) . (1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وأخرجه أبو يعلى (2471) عن أبي خيثمة، عن هُشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/255، وعبد الرزاق (7541) ، والحميدي (501) ، وابن ماجه (1682) و (3081) ، والنسائي في "الكبرى" (3225) ، وأبو يعلى (2360) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3104) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/101، والطبراني 11/ (12138) و (12139) و (12140) و (12141) ، والدارقطني 2/239، والبيهقي 4/263، والبغوي في "شرح السنة" (1758) من طريق يزيد بن أبي زياد، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3228) من طريق شريك، عن خُصيف، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: احتجم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صائم محرم. وشريك ساء حفظه فغلط فيه. قال الحافظ ابن حجر في"التلخيص الحبير"2/191 بعد أن أورد حديث ابن عباس هذا"احتجم وهو صائم محرم": واستُشْكِل كونُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعٍ بين الصيام والإحرام، لأنه لم يكن من شأنه التطوعُ بالصيام في السفر، ولم يكن محرما إلا وهو مسافر، ولم يسافر في رمضان إلى جهة الإحرام إلا في غَزاة الفتح، ولم يكن حيئنذٍ محرماً. قلت (القائل ابن حجر) : وفي الجملة الأولى نظر، فما المانعُ من ذلك، فلعله فعل ذلك مرة لبيان الجَواز، وبمثل هذا لا تُرَد الأخبارُ الصحيحة، ثم ظهر لي أن بعض الرواة= الحديث: 1849 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =جمع بين الأمرين في الذِّكر، فأوهم أنهما وقعا معاً، والأصوب رواية البخاري: "احتجم وهو صائم، واحتجم وهو محرم" فيُحمَل على أن كل واحد منهما وقع في حالة مستقلة، وهذا لا مانع منه، فقد صَح أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صام في رمضان وهو مسافر، وهو في "الصحيحين" بلفظ: وما فينا صائم إلا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعبد الله بن رواحة، ويُقوِّي ذلك أن غالب الأحاديث ورد مفصلاً. ثم نَقَلَ عن أحمد وعلي بن المديني وغيرهما أنهم أعَلوه، قال مهَنا: سألت أحمد عنه، فقال: ليس فيه "صائم"، إنما هو محرم، قلت: من ذكره؟ قال: ابن عيينه عن عمرو عن عطاء وطاووس، ورَوْح عن زكريا عن عمرو عن طاووس، وعبدُ الرزاق عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير، قال أحمد: فهؤلاء أصحاب ابن عباس لا يذكرون صياماً ... وروى قاسم بن أصبغ من طريق الحميدي، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس مثله، ثم قال: قال الحميدي: هذا ريح، لأنه لم يكن صائماً محرماً، لأنه خرج في رمضان في غَزاة الفتح، ولم يكن محرما. قلنا: وسيأتي الحديث كما هو هنا برقم (1943) و (2589) من طريق يزيد بن أبي زياد، به. وبنحوه برقم (2228) من طريق الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، به. وسيأتي برقم (2186) و (2536) و (2594) و (3211) من طريق شعبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: احتجم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صائم. لم يذكر فيه الإحرام. وسيأتي برقم (3286) من طريق الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، وعن هشام بن عروة، عن أبيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وأعطى الحَجام أجرَه. وأخرج البخاري في "صحيحه" (1938) عن معلى بن أسد، حدثنا وُهيب، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم، وهو الأصوب كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله. وسيأتي من طرق عن ابن عباس برقم (1922) و (1923) و (2108) و (2243) و (2355) و (2560) و (2666) و (2888) و (3075) و (3282) و (3523) و (3524) ،= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 1850 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَصَتْهُ نَاقَتُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تَمَسُّوهُ بِطِيبٍ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا " (1) 1851 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ (2) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ جَمْعٍ: " هَلُمَّ الْقُطْ لِي " فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَلَمَّا وَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ، قَالَ: " نَعَمْ بِأَمْثَالِ هَؤُلاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ   = وفيها كلها: أنَّه احتجم وهو محرم. لم يذكر فيه الصيام. (1) إسناده صحيح على شرطهما. وأخرجه الطيالسي (2623) ، وابن أبي شيبة 14/206، والبخاري (1851) ، ومسلم (1206) (99) ، وأبو يعلى (2473) ، وابن حبان (3959) ، والبيهقي 3/392، والبغوي (1480) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 5/197 من طريق خلف بن خليفة، عن أبي بشر، به. وأخرجه الطبراني (12534) من طريق فضيل بن عمرو، و (12535) و (12536) و (12537) من طريق عطاء بن السائب، والدارقطني 2/397 من طريق أبي الزبير محمد بن مسلم، ثلاثتهم عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (1914) و (1915) و (2394) و (2395) و (2591) و (2600) و (3030) و (3076) و (3077) و (3230) . الوقص: كسر العنق، وقوله: لا تخمروا رأسه، أي: لا تغطوه. (2) في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : عون، والمثبت من هاتين النسختين ومصادر التخريج. الحديث: 1850 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ " (1) 1852 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَافَرَ مِنَ الْمَدِينَةِ لَا يَخَافُ إِلا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى رَجَعَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ زياد بن الحصين- وهو الرياحي- فمن رجال مسلم. عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه أبو يعلى (2472) عن أبي خيثمة، عن هشيم، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن سعد 2/180-181، وابن ماجه (3029) ، وأبو يعلى (2427) ، وابن الجارود (473) ، وابن خزيمة (2867) ، وابن حبان (3871) ، والطبراني (12747) و (12748) ، والحاكم 1/466 من طرق عن عوف بن أبي جميلة، به. وسيأتي برقم (3248) ، وانظر (1821) و (1894) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين وقد صرح هشيم بالتحديث عند الطبراني، ثم هو متابع. منصور: هو ابن زاذان، وابن سيرين- وهو محمد- لا يصح له سماع من ابن عباس. وأخرجه الترمذي (547) ، والنسائي 3/117، والطبراني (12863) من طرق عن هشيم، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: صحيح. وأخرجه الشافعي 1/180، وعبد الرزاق (4270) و (4271) ، وعبد بن حميد (662) و (663) ، والطبراني (12856) و (12858) و (12859) و (12860) و (12861) و (12864) ، والبيهقي 3/135، والبغوي (1025) من طرق عن محمد بن سيرين، به. وسيأتي برقم (1995) و (3317) و (3334) و (3411) و (3493) . وانظر (1958) و (2124) و (2758) والبخاري (1083) ، ومسلم (696) ، وفي الباب عن عمر وقد تقدم برقم (174) ، وعن أنس عند البخاري (1081) وعن حارثة بن وهب عند أحمد 4/306. الحديث: 1852 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 1853 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] قَالَ: " وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ "، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ، وَسَبُّوا مَنِ أنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} [الإسراء: 110]- أَيْ بِقِرَاءَتِكَ - فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ، فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ، {وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء: 110] عَنْ أَصْحَابِكَ، فَلَا تُسْمِعُهُمِ الْقُرْآنَ حَتَّى يَأْخُذُوهُ عَنْكَ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: 110] (1) 1854 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ (2) بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بِوَادِي الْأَزْرَقِ، فَقَالَ: " أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا وَادِي الْأَزْرَقِ، فَقَالَ: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ وَهُوَ هَابِطٌ مِنَ الثَّنِيَّةِ، وَلَهُ جُؤَارٌ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالتَّلْبِيَةِ"، حَتَّى أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فَقَالَ: " أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟ " قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى، قَالَ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ، خِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ - قَالَ هُشَيْمٌ: يَعْنِي لِيفًا - وَهُوَ يُلَبِّي " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وهو مكرر (2) في (م) : أبو داود، وهو خطأ. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في"صحيحه" (166) (268) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (166) (268) عن سريج بن يونس، عن هشيم، به.= الحديث: 1853 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 1855 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا مِنْهُمْ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْعَرَ بَدَنَتَهُ مِنَ الجَانِبِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ " (1) 1856 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ الْأَسْدِيَّ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجْلَ حِمَارِ وَحْشٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ، وَقَالَ: " إِنَّا مُحْرِمُونَ " (2)   = وأخرجه مسلم (166) (269) ، وأبو يعلى (2542) ، وابن خزيمة (2632) و (2633) ، وابن حبان (3801) و (6219) ، والطبراني (12756) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/223 و3/96 من طرق عن داود بن أبي هند، به. وانظر ما سيأتي برقم والجُؤار: رفع الصوت والاستغاثة. وادي الأزرق: واد في الحجاز قريب من مكة. وهَرْشي: ثنية بين مكة والمدينة، وقيل: قريبة من الجحفة، يُرى منها البحر. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان - وهو الأعرج البصري- فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي 5/170 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2696) عن شعبة، به. وسيأتي برقم (2296) و (2528) و (3149) و (3206) و (3244) و (3525) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وأخرجه الطبراني (12143) من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً (12706) من طريق حماد بن شعيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن الحسن العرني، عن ابن عباس، به. وحماد بن شعيب ضعيف، والحسن العرني روايته= الحديث: 1855 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 1857 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَمَّنْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ؟ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: " لَا حَرَجَ لَا حَرَجَ " (1) 1858 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَمَّنْ قَدَّمَ مِنْ نُسُكِهِ شَيْئًا قَبْلَ شَيْءٍ؟ فَجَعَلَ يَقُولُ: " لَا حَرَجَ " (2)   =عن ابن عباس مرسلة. وله طريق أخرى صحيحة عن ابن عباس ستأتي برقم (2530) ، وسيأتي الحديث أيضاً في مسند الصعب بن جثامة 4/37-38 و71 من طريق عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عنه. وفي الباب عن علي تقدم برقم (783) و (830) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البخاري (1721) ، والنسائي في "الكبرى" (4104) ، وأبو يعلى (2471) ، والطحاوي 2/236، وابن حبان (3876) ، والطبراني (11350) ، والبيهقي 5/143 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1722) و (6666) ، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/221 و222، والطبراني (11417) ، والدارقطني 2/254، والبيهقي 5/143 من طرق عن عطاء، به. وسيأتي برقم (2731) ، وانظر (1858) و (2338) و (3036) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. خالد: هو ابن مهران الحذاء. وأخرجه البخاري (84) ، (1723) ، (1735) ، وأبو داود (1983) ، وابن ماجه (3050) ، والنسائي 5/272، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/216، وابن خزيمة (2950) ، والطبراني (11967) ، والدارقطني 2/253- 254 من طريق يزيد بن = الحديث: 1857 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 354 1859 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلمُحَلِّقِينَ "، فَقَالَ رَجُلٌ: وَلِلمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلمُحَلِّقِينَ "، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَلِلمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ - أَوِ الرَّابِعَةِ -: " وَلِلمُقَصِّرِينَ " (1) 1860 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ، وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ، وَأَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ وَرِدْفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَلَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (2)   = زريع، وأخرجه ابن أبي شيبة 14/177، والبخاري (1723) ، والطبري 1/216 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأخرجه البيهقي 5/142- 143، والبغوي (1964) من طريق إبراهيم بن طهمان، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري 1/128-219 من طريق إسماعيل بن علية، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، مرسلاً. وسيأتي مطولاً برقم (2648) و (2832) . (1) صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وأخرجه أبو يعلى (2476) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (849) من طريق عبد الله بن المؤمَّل، عن عبد الرحمن بن حصين، عن عطاء، عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي بإسناد آخر حسن عن ابن عباس برقم (3311) . وله شاهد متفق عليه من حديث ابن عمر، وسيأتي في "المسند" برقم (4657) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم، وهشيم قد توبع. وأخرجه البخاري (1543) و (1686) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. وفي آخره: قال: فكلاهما قال: لم يزل النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلبِّي حتى رمى جمرة= الحديث: 1859 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 1861 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً رَكِبَتِ الْبَحْرَ، فَنَذَرَتْ: إِنِ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْجَاهَا أَنْ تَصُومَ شَهْرًا، فَأَنْجَاهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلَمْ تَصُمْ حَتَّى مَاتَتْ، فَجَاءَتْ قَرَابَةٌ لَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " صُومِي " (1)   =العقبة. وأخرجه الطبراني (11289) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى حتى رمى جمرة العقبة. وأخرجه كذلك الطبراني (10967) و (10990) من طريق ليث، عن طاووس، و (11235) من طريق ابن أبي مليكة، كلاهما عن ابن عباس. وتقدم الحديث في مسند الفضل برقم (1820) ، ويأتي برقم (1986) ، وانظر (2564) و (3199) . وأخرج مسلم (1286) (282) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفاض من عرفة، وأسامة رِدْفه، قال أسامة: فما زال يسير على هيئته حتى أتى جمعاً. وانظر ما سيأتي في مسند أسامة 5/201 و207. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وهشيم متابع. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه أبو داود (3308) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وفيه: فجاءت ابنتُها أو أختها. وأخرجه الطيالسي (2621) عن شعبة، والبيهقي 4/256 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن أبي بثر، به. وأخرجه البخاري تعليقاً (1593) عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم بن عتيبة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ووصله مسلم (1148) (156) ، والنسائي في "الكبرى" (2917) ، والبيهقي 4/255-256 من طرق عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، به.= الحديث: 1861 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 1862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ، فَقُلْتُ: إِنَّا إِذَا كُنَّا مَعَكُمْ صَلَّيْنَا أَرْبَعًا، وَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى رِحَالِنَا صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: " تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 1863 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَّخَذَ ذُو الرُّوحِ غَرَضًا " (2)   = وأخرجه الطبراني (12364) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن أبي مريم، عن الحكم، به. وعلقه البخاري (1953) من طريق أبي حريز، عن عكرمة، عن ابن عباس، ووصله ابن خزيمة (2053) ، والبيهقي 4/256 من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن فضيل، عن أبي حريز. وسيأتي برقم (1970) و (2005) و (2336) و (3137) و (3420) . (1) إسناده حسن، محمد بن عبد الرحمن الطفاوي شيخ أحمد وثقه علي بن المديني، وقال أبو حاتم: صدوق إلا أنه بهم أحياناً، وقال ابن معين: لا بأس به، وذكره الذهبي في كتابه "من تكلم فيه وهو موثق" ص 164، وقال في "الميزان": شيخ مشهور ثقة روى عنه أحمد والناس، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، وله في البخاري ثلاثة أحاديث، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني (12895) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1996) و (2632) و (2637) و (3494) . (2) حديث صحيح، سماك- وهو ابن حرب- في روايته عن عكرمهَ خاصة= الحديث: 1862 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 1864 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، فَقَرَأَ سُورَةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ وَرَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ فِي رَكْعَتَيْنِ " (1) 1865 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا أُخْرِجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ:   =اضطراب، لكن للحديث طريق آخر برقم (2480) يصح به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غِير عكرمة فمن رجال البخاري. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن ماجه (3187) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11718) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، به. وسيأتي برقم (2474) و (2705) و (3216) . والغرض: الهدف. (1) حديث صحيح، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- في حفظه شيء، وكذا خُصيف: وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وكلاهما متابع. فقد أخرجه البخاري (1046) ، ومسلم (902) ، وأبو داود (1181) ، والنسائي 3/129، وابن حبان (2831) ، والطبراني (10645) ، والدراقطني 2/63 من طرق عن الزهري، عن كثير بن عباس، عن ابن عباس، وانظر (1975) و (2711) . الحديث: 1864 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 358 أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ لَيَهْلِكُنَّ، فَنَزَلَتْ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا، وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39] " قَالَ: " فَعُرِفَ أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " هِيَ أَوَّلُ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ (1) " 1866 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، عُذِّبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ. وَمَنْ تَحَلَّمَ عُذِّبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَعْقِدَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَيْسَ عَاقِدًا. وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ يَفِرُّونَ بِهِ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابٌ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق، وسفيان: هو الثوري، ومسلم البطين: هو مسلم بن عمرإن البطين الكوفي. وأخرجه الترمذي (3171) ، والنسائي 2/6، والطبري 17/172، وابن حبان (4710) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ولم يرد عنده قول ابن عباس: هي أول آية ... وأخرجه الحاكم 3/7 - 8 من طريق شعبة، والطبري 17/172، والطبراني (12336) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن الأعمش، به. دون قول ابن عباس أيضاً، وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (3172) ، والطبري 17/172 عن محمد بن بشار، عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلا. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،= الحديث: 1866 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 1867 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ مَنْصُورٍ (1) ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ، عَنْ كُرَيْبٍ،   = فمن رجال البخاري. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي. وأخرجه عبد الرزاق (19491) ، والحميدي (531) ، وعبد بن حميد (601) - وسقط من سنده من المطبوع "عن أيوب"- والبخاري (7042) ، وأبو داود (5024) ، وابن حبان (5685) و (5686) ، والطبراني (11855) ، والبيهقي في "السنن" 7/269، وفي "الآداب" (848) ، وفي "شعب الإيمان" (4772) و (4829) ، والبغوي (3218) من طرق عن أيوب السختياني، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11831) من طريق قتادة، و (11923) من طريق مطر الوراق، كلاهما عن عكرمة، به. وأخرج القسمين الأولَ والثالث منه الترمذي (1751) ، والنسائي 8/215 القسم الأولَ من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرج القسم الثاني منه الترمذي (2283) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن أيوب، به. وقال: حديث صحيح. وأخرج القسم الثالث منه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (759) و (760) من طريقين عن أيوب، به. وأخرج القسم الثاني والثالث منه الطبراني (11637) من طريق عمرو بن دينار، و (11884) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2213) و (3383) ، وانظر (2162) ، وانظر أيضاً 2/504 من مسند أبي هريرة رضي الله عنه. تحلَّم: أي قال: إنه رأى في النوم ما لم يَرَه. (1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) : "عبد العزيز بن عبد الصمد بن منصور"، وهو خطأ بين، والتصويب من نسختي الظاهرية ومن "أطراف المسند" 1/الورقة 125. الحديث: 1867 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنْ قُدِرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّ ذَلِكَ الْوَلَدَ الشَّيْطَانُ أَبَدًا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (266) عن إسماعيل بن مسعود، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (10466) ، وابن أبي شيبة 4/311 و10/394، والدارمي (2212) ، والبخاري (141) و (3271) و (5165) و (6388) و (7396) ، ومسلم (1434) ، وأبو داود (2161) ، وابن ماجه (1919) ، وابن حبان (983) ، والطبراني في "الكبير" (12195) ، وفي" الدعاء" (941) و (942) ، والبغوي (1330) من طرق عن منصور بن المعتمر، به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (270) عن إسماعيل بن مسعود، عن عبد العزيز بن عبد الصمد، عن سليمان، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس مرفوعاً. وأخرجه النسائي أيضاً (268) عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن ابن أبي عمر العَدَني، عن فضيل بن عياض، عن منصور، عن سالم، عن ابن عباس. ولم يذكر كريباً. وأخرجه الطيالسي (2705) ، والبخاري (3283) ، والنسائي في"عمل اليوم والليلة" (269) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس قوله. وسيأتي برقم (1908) و (2178) و (2555) و (2597) . قوله: "لم يضر"، قال السندي: لم يَحمِل هذا الحديث أحد على عموم الضرر لعموم ضرر الوسوسة للكل، وقد جاء: "كل مولود يمسه الشيطان إلا مريم وابنها"، فقيل: لا يضره بالإغواء والإضلال بالكفر، وقيل: بالكبائر، وقيل: بالصرف عن التوبة إذا عصى، وقيل: أي: يأمن مما يصيب الصبيان من جهة الجان، وقيل: بل لا يكون للشيطان عليه سلطان، فيكون في المحفوظين، قال تعالى: (إن عبادي ليس لك عليهم سُلْطانٌ) = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 1868 - حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَالنَّاسُ يُسَلِّفُونَ فِي التَّمْرِ الْعَامَ وَالْعَامَيْنِ - أَوْ قَالَ: عَامَيْنِ وَالثَّلاثَةَ - فَقَالَ: " مَنْ سَلَّفَ فِي تَمْرٍ، فَلْيُسَلِّفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ " (1) 1869 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِثَمَانِيَ عَشْرَةَ بَدَنَةً مَعَ   = [الحجر: 42] ، والله تعالى أعلم. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/229: وفي الحديث من الفوائد استحباب التسمية والدعاء، والمحافظة على ذلك حتى في حالة الملاذً كالوقاع، وفيه الاعتصام بذِكر الله ودعائه من الشيطان، والتبرك باسمه، والاستعاذة به من جميع الأسواء، وفيه الاستشعار بأنه الميسَرُ لذلك العمل والمعين عليه، وفيه إشارة إلى أن الشيطان ملازم لابن آدم لا ينطرد عنه إلا إذا ذَكَرَ الله. (1) إسناده صحح على شرط الشيخين. ابن أبي نجيح: هو عبد الله، وعبد الله بن كثير: هو المكي القارئ، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم البناني المكي. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/52، والبخاري (2239) ، والدارقطني 3/4 من طريق إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (14059) ، والطبراني (11265) من طريق معمر، وأخرجه الدارقطني 3/3 من طريق شعبة، و3/4 من طريق عبدة بن معتب، ثلاثتهم عن عبد الله بن أبي نجيح، به. وسيأتي برقم (1937) و (2548) و (3370) . والسلَف: هو أن يعطيَ مالاً في سلعة إلى أجل معلوم بزيادة في السعر الموجود عند السلف، ويقال له: سَلَمَ أيضاً. الحديث: 1868 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 رَجُلٍ، فَأَمَرَهُ فِيهَا بِأَمْرِهِ، فَانْطَلَقَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَزْحَفَ عَلَيْنَا مِنْهَا شَيْءٌ؟ فَقَالَ: " انْحَرْهَا، ثُمَّ اصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ اجْعَلْهَا عَلَى صَفْحَتِهَا، وَلا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ، وَلا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ " (1) قال عبدُ الله: قال أبي: وَلَمْ يَسْمَعْ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، مِنْ أَبِي التَّيَّاحِ   (1) إسناده صحيح على سْرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة- وهو ابن المُحَبق- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن علية، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/33 و14/230، ومسلم (1325) ، والنسائي في "الكبرى" (4136) ، والبيهقي 5/243 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1325) ، وأبو داود (1763) ، وابن حبان (4025) ، والطبراني (12899) ، والبيهقي 5/242-243 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التياح يزيد بن حميد، به. وسيأتي برقم (2189) و (2518) . وأخرجه مسلم (1326) من طريق قتادة، عن سنان بن سلمة، عن ابن عباس، عن ذؤيب الخزاعي، بنحوه، وسيأتي في "المسند" 4/225. وله شاهد من حديث تاجية الخزاعي وسيأتي في "المسند" 4/334. وقوله: "أزْحَفَ" قال النووي في"شرح مسلم" 9/76: هو بفتح الهمزة وإسكان الزاي وفتح الحاء المهملة، وهذه رواية المحدَثْين لا خلاف بينهم فيه، قال الخطابي: كذا يقوله المحدثون، قال: وصوابه والأجود: فأزْحِفَتْ بضم الهمزة، يقال: زحف البعير إذا قام من الإعياء، وأزحفه السفرُ، وقال الهروي وغيره: يقال: أزحف البعير، وأزحفه السير بالألف فيهما، وكذا قال الجوهري وغيره، يقال: زحف البعير وأزحف لغتان، وأزحفه السير، وأزحف الرجل: وقف بعيره، فحصل أن إنكار الخطابي ليس بمقبول، بل الجميع جائز، ومعنى أزحف: وقف من الكلال والإعياء. وقوله: "ثم اجعلهاعلى صَفْحتها": يعني على جنبها. وقوله: "ولا تأكل منها"، قال النووي: السبب في نهيهم قطع الذريعة لئلا يتوصَّلَ بعض الناس إلى نحره أو تعييبه قبل أوانه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 إِلا هَذَا الْحَدِيثَ " 1870 - قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: لَا أَدْرِي أَسَمِعْتُهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَمْ نُبِّئْتُهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِعَرَفَةَ وَهُوَ يَأْكُلُ رُمَّانًا، فَقَالَ: " أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ، وَبَعَثَتِ الَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَهُ " وَقَالَ: " لَعَنَ اللهُ فُلانًا عَمَدُوا إِلَى أَعْظَمِ أَيَّامِ الْحَجِّ، فَمَحَوْا زِينَتَهُ، وَإِنَّمَا زِينَةُ الْحَجِّ التَّلْبِيَةُ " (1) 1871 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا حَرَّقَ نَاسًا ارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلامِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لِأُحَرِّقَهُمْ بِالنَّارِ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. ورواه هكذا على الك ابن أبي شيبة ص 180 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن ابن علية، بهذا الإسناد. وهو في "المسند" (3266) من غير شك عن سفيان، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، به. وهو كذلك عند النسائي في "الكبرى" (2815) عن أحمد بن حرب الموصلي، عن إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، به. دون قول ابن عباس: لَعن الله ... ورواه أيضاً كذلك (2819) من طريق محمد بن عيسى، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة وسعيد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2516) و (3266) و (3376) ، وانظر (2517) و (2946) و (3210) . وقوله: "لعن اللة فلاناً ... " هو من كلام ابن عباس رضي الله عنهما، ونسبه في "كنز العمال" (12430) إلى ابن جرير الطبري. الحديث: 1870 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ "، وَكُنْتُ قَاتِلَهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ فَقَالَ: وَيْحَ ابْنِ أُمِّ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) 1872 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السُّوءِ: الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه أبو داود (4351) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.. وأخرجه الدارقطني 3/108 من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل بن علية، به. وقال: هذا ثابت صحيح. وأخرجه عبد الرزاق (9413) و (18706) ، والترمذي (1458) ، والنسائي 7/104، وابن الجارود (843) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 4/63، وابن حبان (4476) ، والطبراني (11850) ، والدارقطني 13/113، والحاكم 3/538، والبيهقي 8/202، والبغوي (2560) من طرق عن أيوب السختياني، به. ورواية بعضهم مختصرة. وأخرجه النسائي 7/104، والطبراني (11835) من طريق عباد بن العوام، عن سعيد، عن قتادة، عن عكرمة، به. وأخرجه النسائي 7/104-105 عن موسى بن عبد الرحمن، عن محمد بن بشر، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن مرسلاً، وقال النسائي: وهذا أولي بالصواب من حديث عباد. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" 4/63 عن إسحاق، عن محمود، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (1901) و (2551) و (2552) ، وانظر (2966) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/476، والنسائي 6/267 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد.= الحديث: 1872 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 1873 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي بِأَنَّهُ مَقْبُوضٌ فِي تِلْكَ السَّنَةِ " (1)   =وأخرجه عبد الرزاق (16536) ، والحميدي (530) ، والبخاري في "صحيحه" (2622) و (6975) ، وفي "الأدب المفرد" (417) ، والترمذي (1298) ، والنسائي 6/267، وأبو يعلى (2405) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (517) ، والطبراني (11852) و (11853) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (211) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (288) ، والبيهقي 6/180 من طرق عن أيوب السختياني، به. وأخرجه النسائي 6/267، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/78، والطبراني (11959) من طريق عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، وأخرجه الطبراني (11897) من طريق عباد بن منصور، كلاهما عن عكرمة، به. وانظر (2119) و (2250) و (2529) و (3177) . قوله: "ليس لنا مثل السوء"، قال السندي: بفتح السين، أي: لا ينبغي لمسلم أن يفعل فعلاً يُضرب له بسببه مَثَل السوء، كالمثل بالكلب العائد في قيئه ... وهو تقبيح وتشنيع له، لأنه شُبه بكلب يعود في قيئه. (1) إسناده ضعيف، عطاء- وهو ابن السائب- قد اختلط، ومحمد بن فضيل روى عنه بعد الاختلاط. وأخرجه الطبري 30/334 عن أبي كريب وابن وكيع، عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وسيأتي معناه برقم (3127) من طريق أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وجعله موقوفاً عليه، وهذا أصح. وأخرجه الطبراني (11907) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/167 من طريق عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما نزلت: (إذا جاء نصر الله والفتح) دعا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة فقال: "إنه قد نُعِيَتْ إلى نفسي".= الحديث: 1873 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 1874 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ (1) ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ فِي السَّفَرِ: الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، وَالظُّهْرِ وَالْعَصْرِ " (2) 1875 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ   = وأخرج النسائي في "الكبرى" (11712) ، والطبراني (11903) من طريق أبي عوانة، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت: (اذا جاء نصر الله والفتح) نُعِيَتْ لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفسُه حين أنزلت ... وهذه أصح من رواية عباد عن هلال. وانظر (3201) . (1) تحرف في (م) الى: زيد. (2) حديث صحيح، إسناده صحيح على شرط الشيخين ان كان يزيد: هو ابن أبي حبيب، وليس على شرطهما ولا على شرط واحد منهما إن كان يزيد بن أبي زياد الهاشمي، فقد علق له البخاري وروى له مسلم مقرونا، وهو حسن في الشواهد. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه عبد الرزاق (4404) عن محمد بن راشد، عن عبد الكريم أبي أمية (وهو ضعيف) ، عن عطاء ومجاهد، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يجمع بين الصلاتين في السفر، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، وليس يطلب عدواً ولا يطلبه عدو. وانظر (2191) و (3288) و (3397) و (3480) . وله شاهد متفق عليه من حديث أنس، وهو عند المصنف 3/247، وصححه ابن حبان (1592) ، وآخر من حديث معاذ أخرجه مسلم (706) ، وهو عند المصنف 5/236 وصححه ابن حبان (1591) ، وثالث من حديث جابر عند ابن حبان (1590) . (3) تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: مسلمة، وصوبناه من (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/الورقة 121 و122. الحديث: 1874 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ " (1)   (1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند أحمد (2916) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني (11546) ، والحاكم 4/356، والبيهقي في "السنن" 8/231، وفي "الشعب" (5373) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو، به. وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (75) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ملعون من سب أباه، ملعون من سب أمه". وأخرجه الخرائطي (437) من طريق سعيد بن سلمة، عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"لعن الله من وقع على بهيمة، ولعن الله من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط" قالها ثلاثاً. وأخرجه أبو يعلى (2521) من طريق محمد بن كريب، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ملعون من انتقص شيئاً من تخوم الأرض بغير حقه". وسيأتي الحديث برقم (2816) و (2913) و (2915) ، وانظر ما سيأتي برقم (2420) . وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، أخرجه مسلم، وهو عند المصنف (954) وفيه:"لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من سرق منار الأرض، ولعن الله من لعن والدَه، ولعن الله من آوى محدثاً". وآخر من حديث أبي هريرة، أخرجه الخرائطي (432) ، وابن عدي 6/2434، والبيهقي في "الشعب" (5472) من طريق محرز بن هارون، وأخرجه ابن عدي 7/2586، والحاكم 4/356 من طريق هارون بن هارون، كلاهما عن الأعرج، عن أبي هريرة. وقوله: "كمه"، أي: أضل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 1876 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ (1) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ ابْنَتَهُ عَلَى زَوْجِهَا أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ بِالنِّكَاحِ الْأَوَّلِ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا " (2) 1877 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ طَافَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِالْبَيْتِ، فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لِمَ تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ؟ وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا "، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْبَيْتِ مَهْجُورًا،   (1) تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ9) و (ط14) إلى: مسلمة، وصوبناه من (ظ9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/الورقة 121 و122. (2) إسناده حسن، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند الترمذي والحاكم. وأخرجه الطبراني (11575) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2240) ، والدارقطني 3/254 من طريق محمد بن سلمة، به. وأخرجه عبد الرزاق (12644) ، وأبو داود (2240) ، والترمذي (1143) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/256، والحاكم 3/237 و638-639، والبيهقي 7/187 من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وسيأتي برقم (2366) و (3290) . وله شاهد من مرسل قتادة عند ابن سعد 8/32، ومرسل الشعبي عند عبد الرزاق (12640) ، وسعيد بن منصور (2107) ، وابن سعد 8/32، والطحاوي 3/256. وسيأتي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في "المسند" برقم (6938) : أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد ابنته إلى أبي العاص بمهر جديد، ونكاح جديد. وهوحديث ضعيف. وانظر لزاماً "معالم السنن" 3/259-260، و"المغني" 10/10-11، و"نصب الراية" 3/209-212. الحديث: 1876 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: صَدَقْتَ (1) 1878 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْعَمَّةِ وَالْخَالَةِ، وَبَيْنَ الْعَمَّتَيْنِ وَالْخَالَتَيْنِ " (2)   (1) حسن لغيره، خصيف متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 2/184 من طريق عتاب بن بشير، عن خصيف، بهذا الإسناد. وانظر (2210) . (2) إسناده ضعيف، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن- سييء الحفظ. وأخرجه أبو داود (2067) من طريق خطاب بن القاسم، عن خصيف، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (3530) . وقوله: "وبين العمتين والخالتين" قال في "بذل المجهود" 10/50: أي: وبين من هما خالتان لها، والمراد بالخالتين الصغيرة ممن هي خالة لها والكبيرة عمتها، أو الأبوية وهي أخت الأم من أب، والأموية وهي أخت الأم من أم، وعلى هذا قياس العمتين، ويحتمل أن يكون المراد بالخالتين: الخالة، ومن هي خالة لها أطلق عليها اسم الخالة تغليباً، وكذا العمتين والكلام لمجرد التأكيد، وقال السيوطي نقلاً عن الكمال الدميري: قد أشكل هذا على بعض العلماء حتى حمله على المجاز، وإنما المراد النهي عن الجمع بين امرأتين إحداهما عمة والأخرى خالة، أو كل منهما عمة الأخرى أو كل منهما خالة الأخرى، تصوير الأولى أن يكون رجل وابنه فتزوجا امرأة وبنتها فتزوج الأب البنت والابن الأم، فَوُلدَتْ لكل منهما ابنة من هاتين الزوجتين- فابنة الأب عمة بنت الابن، وبنت= الحديث: 1878 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 1879 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّوْبِ الْمُصْمَتِ مِنْ قَزٍّ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَمَّا السَّدَى وَالْعَلَمُ فَلا نَرَى بِهِ بَأْسًا " (1) 1880 - حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيَّ، قَالَ: قَالَ خُصَيْفٌ، حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ،   = الابن خالتها، وتصوير العمتين أن يتزوج رجل أمّ رجل ويتزوج الآخر أمه، فيولد لكل منهما ابنة، فابنة كل واحد منهما عمة الأخرى، وتصوير الخالتين أن يتزوج رجل ابنة رجل والآخر ابنته، فولدت لكل منهما ابنة، فابنة كل واحد منهما هي خالة الأخرى. (1) حديث صحيح، خصيف قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (4055) ، والطحاوي 4/255، والبيهقي في "السنن" 2/224 و3/270، وفي "الشعب" (6101) من طريق زهير بن معاوية، والطحاوي 4/255 من طريق شريك، كلاهما عن خصيف، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11939) ، والبيهقي فى "الشعب" (6103) من طريق مسلم بن سلام مولى بني هاشم، عن عبد السلام بن حرب، عن مالك بن دينار، عن عكرمة، به. ومسلم بن سلام لم يوثقه غير ابن حبان. وأخرجه الطبراني (10888) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس. وإسماعيل بن مسلم ضعيف. وأخرجه البيهقي في"الشعب" (6102) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (1880) و (2856) و (2857) و (2951) . وفي الباب عن عمر عند البخاري (5828) ، ومسلم (2069) . وعن أسماء بن أبي بكر عند أبي داود (4054) . والمصمَتُ: هو الذي جميعه حرير، لا يخالطه فيه قطن ولا غيره. والسدَى: هو ما يمد طولاً في النسيج. والعلم: رسم الثوب، أو رَقْمه في أطرافه. الحديث: 1879 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْمُصْمَتِ مِنْهُ، فَأَمَّا الْعَلَمُ فَلا " (1) 1881 - حَدَّثَنَا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَامِرِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَسْتَاكُ " (2) 1882 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: فَرُمِيَ بِنَجْمٍ عَظِيمٍ، فَاسْتَنَارَ قَالَ: " مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ إِذَا كَانَ مِثْلُ هَذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ " قَالَ: كُنَّا نَقُولُ يُولَدُ عَظِيمٌ، أَوْ يَمُوتُ عَظِيمٌ - قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: أَكَانَ يُرْمَى بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِنْ غُلِّظَتْ حِينَ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) : " فَإِنَّهُ لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ رَبَّنَا   (1) هو مكرر ما قبله، وقد عرِف من هؤلاء الذين حدثوا خصيفاً: عكرمة كما في الإسناد السالف، وسعيد بن جبير كما في السند الآتي برقم (2857) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عثام بن علي العامري ثقة من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/169، وابن ماجه (288) و (1321) ، والنسائي في "الكبرى" (1343) ، وأبو يعلى (2485) و (2681) ، والطبراني (12337) ، والحاكم 1/145 من طريق عثام بن علي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! (3) قوله:"قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" سقط من (م) ومن الأصول الخطية عدا (ظ9) = الحديث: 1881 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 تَبَارَكَ اسْمُهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَسْتَخْبِرُ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ، فَيَقُولُ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ وَيُخْبِرُ أَهْلُ كُلِّ سَمَاءٍ سَمَاءً، حَتَّى يَنْتَهِيَ الْخَبَرُ إِلَى هَذِهِ السَّمَاءِ، وَيَخْطِفُ الْجِنُّ السَّمْعَ، فَيُرْمَوْنَ فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ، وَيَزِيدُونَ (1) " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " وَيَخْطِفُ الْجِنُّ وَيُرْمَوْنَ 1883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ كَانُوا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، إِذْ رُمِيَ بِنَجْمٍ؛ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلا أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا قَضَى رَبُّنَا أَمْرًا سَبَّحَهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ الْحَقَّ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَيَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، فَيُخْبِرُ أَهْلُ   =و (ظ14) ومنهما أثبتناه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أخرجه عبد بن حميد (683) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/238 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3224) من طريق عبد الأعلى، عن معمر، به. قال: هذا حديث حسن صحيح. وانظر الحديث التالي. الحديث: 1883 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 السَّمَاوَاتِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قَالَ: وَيَأْتِي الشَّيَاطِينُ فَيَسْتَمِعُونَ الْخَبَرَ، فَيَقْذِفُونَ بِهِ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ وَيَرْمُونَ بِهِ إِلَيْهِمْ، فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ وَلَكِنَّهُمْ يَزِيدُونَ فِيهِ، وَيَقْرِفُونَ، وَيَنْقُصُونَ " (1) 1884 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُمَا قَالا: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَلَمَّا اغْتَمَّ رَفَعْنَاهَا عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " تَقُولُ عَائِشَةُ: يُحَذِّرُهُمْ (3) مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا (4)   (1) صحيح، محمد بن مصعب: هو القَرْقَسَاني، فيه كلام من جهة حفظه إلا أن أحمد قال: حديثه عن الأوزاعي مقارب، ثم هو متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (2229) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 3/113، وأبو نعيم في "الحلية" 3/143، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 203-204، وفي "دلائل النبوة" 2/236 من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (469) ، ومسلم (2229) ، والنسائي في "الكبرى" (11272) ، والطحاوي 3/113 من طرق عن الزهري، به. وقوله: "ويقرفون" معناه: يخلطون فيه الكذب. (2) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله بن عباس. (3) في (غ) و (ش) و (ق) وحاشية (س) و (ص) و (ض) : فحذرهم. (4) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى البصري السامي.= الحديث: 1884 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 1885 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " تَمَّ الشَّهْرُ تِسْعًا (1) وَعِشْرِينَ " (2) 1886 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: صَلَّيْتُ الظُّهْرَ بِالْبَطْحَاءِ خَلْفَ شَيْخٍ أَحْمَقَ، فَكَبَّرَ   =وأخرجه عبد الرزاق (1588) و (9754) و (15917) عن معمر، بهذا الإسناد. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة 1/399، وابن حبان (6619) . وأخرجه ابن سعد 2/258 عن الواقدي، والبخاري (3453) ، والنسائي 2/40-41 من طريق عبد إدله بن المبارك، كلاهما عن معمر، به. وأخرجه الدارمي 1/326، والبخاري (435) و (4443) و (5815) ، ومسلم (531) ، والبيهقي في "السنن" 4/80، وفي "الدلائل" 7/203، والبغوي (3825) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي في مسند عائشة رضي الله عنها 6/275. قولها: "يحذرهم"، قال السندي: أي: أمته، قيل: لأنه يصير بالتدريج تشبيهاً بعبادة الأوثان، وقوله: "قبور أنبيائهم"، أي: وصلحائهم، كما في رواية مسلم، وإلا فالنصارى ليس لهم إلا نبي واحد لا قبر له، والله تعالى أعلم. (1) على حاشية (س) و (ض) و (ق) و (ص) : تسعة. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن الهيثم، وأبو الحكم- واسمه عمران بن الحارث السلمي- من رجال مسلم. وأخرجه الطيالسي (2744) ، والنسائي 4/138، والطبراني (12737) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2103) و (3158) . وانظر الحديث الذي رواه ابن عباس عن عمر رضي الله عنهما، وقد تقدم في الجزء الأول من "المسند" برقم (222) . الحديث: 1885 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً: يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " تِلْكَ صَلاةُ أَبِي الْقَاسِمِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ " (1) 1887 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَعْنَى، وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَرَأَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَوَاتٍ، وَسَكَتَ فَنَقْرَأُ فِيمَا قَرَأَ فِيهِنَّ نَبِيُّ اللهِ، وَنَسْكُتُ فِيمَا سَكَتَ "، فَقِيلَ لَهُ فَلَعَلَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي نَفْسِهِ، فَغَضِبَ مِنْهَا، وَقَالَ: أَيُتَّهَمُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ: " أَتَتَّهِمُ رَسُولَ اللهِ " (3)   (1) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح، وسعيد- وهو ابن أبي عروبة- اختلط، ورواية ابن أبي عدي- وهو محمد بن إبراهيم- عنه بعد الاختلاط، لكن سيأتي برقم (3294) من رواية يزيد بن هارون، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، ثم إن سعيداً قد توبع. وأخرجه ابن خزيمة (582) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة بإثر الحديث رقم (582) ، وابن حبان (1765) من طريق هشام الدستُوائي، والطبراني (11832) من طريق طلحة بن عبد الرحمن، كلاهما عن قتادة، وأخرجه ابن أبي شيبة 1/241، والبخاري (787) ، وأبو يعلى (2478) ، وابن خزيمة (577) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/221 من طريق هشيم، عن أبي بشر، عن عكرمة، به. وأخرجه عبد الرزاق (2506) عن معمر، عن قتادة، قال: جاء رجل إلى ابنِ عباس ... وسيأتي برقم (2257) و (2656) و (3014) و (3101) و (3140) و (3294) . (2) كذا في (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/الورقة 123، وهو الصواب، وفي (م) وباقي الأصول الخطية "يزيد" بإسقاط "أبي"، وهو خطأ. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر= الحديث: 1887 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 376 1888 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا " (1)   =- وإن كانا رويا عن سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد رواه عنه يزيد بن زريع، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، ثم إنه قد توبع. أبو يزيد المدني احتج به البخاري في موضع واحد من "صحيحه" (3845) ، روى عن أبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وأسماء بنت عميس، وأم أيمن، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم، وروى عنه أبوب السختياني، وقطن بن كعب، وجرير بن حازم، وأبو عامر الخزاز، وأشعث بن جابر الحداني، وإسماعيل بن مسلم المكي وغيرهم، وثّقه ابن معين وأحمد والذهبي، وقال أبو حاتم: شيخ، وأخطأ الحافظ في "التقريب" فقال عنه: مقبول، وهو يطلق هذه اللفظة على اللين الذي لا يقبل إلا عند المتابعة كما هو صريح كلامه في مقدمته. وأخرجه الطبراني (12005) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (583) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/205 من طريق جرير بن حازم، عن أبي يزيد، به. ويأتي من طريق أبوب عن عكرمة (3092) و (3399) ، وانظر (2238) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارقطني 3/240-241 و241 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 2/524-525، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/12، وعبد الرزاق (10282) ، وسعيد بن منصور (556) ، وابن أبي شيبة 4/136، والدارمي (2188) ، ومسلم (1421) (66) ، وأبو داود (2098) ، وابن ماجه (1870) ، والترمذي (1108) ، والنسائي 6/84، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/11 و4/366، وابن حبان (4084) و (4087) ، والطبراني (10743) و (10744) و (10745) ، والدارقطني 3/239- 240 و240 و240-241 و241، والبيهقي 7/118 و122، والبغوي (2254) . وأخرجه عبد الرزاق (10282) ، وابن أبي شيبة 4/136، والطبراني (10746) ،= الحديث: 1888 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 1889 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ " يَتَوَضَّأُ مَرَّةً مَرَّةً، وَيُسْنِدُ ذَاكَ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 1890 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَدَاةَ جَمْعٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رِدْفُهُ، فَقَالَتْ: إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَمْسِكَ عَلَى الرَّحْلِ، فَهَلْ تَرَى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (3)   = والبيهقي 7/118 من طرق عن عبد الله بن الفضل، به. وأخرجه عبد الرزاق (10284) عن ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن رجل، عن عبد الله بن الفضل، به. وسيأتي برقم (1897) و (2163) و (2365) و (2481) ، و (3087) و (3222) و (3343) و (3421) . الأيِّم: الثَّيب، وهي التي دخل بها من قبل. (1) في (ش) وعلى حاشية (ض) و (ص) : ذلك. (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المطلب بن عبد الله بن حنطب، فقد روى له الأربعة، وهو ثقة إلا أنه مدلس، وروايته عن ابن عباس مرسلة فيما قاله أبو حاتم. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو. وأخرجه الطيالسي (2760) عن عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3526) و (4818) . وأخرجه البخاري (17) من طريق سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: توضأ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرة مرة، وسيأتي عند أحمد (2072) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة.= الحديث: 1889 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 378 1891 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ وَنَحْنُ عَلَى أَتَانٍ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِعَرَفَةَ، فَمَرَرْنَا عَلَى بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْنَا عَنْهَا وَتَرَكْنَاهَا تَرْتَعُ، وَدَخَلْنَا فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يَقُلْ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا " (2)   =وأخرجه الشافعي 1/385، والحميدي (507) ، والدارمي (1833) ، والنسائي 5/117، وابن الجارود (497) ، وأبو يعلى (2384) ، وابن خزيمة (3032) و (3042) ، والبيهقي 4/328 و5/179 من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2663) ، والبخاري (4399) و (6228) ، والنسائي 5/116-117، وابن خزيمة (3031) و (3033) ، وابن حبان (3995) ، والطبراني 18/ (724) و (726) و (727) و (728) و (729) و (730) و (731) و (734) و (735) ، والبيهقي 4/328 و329 و5/179 من طرق عن الزهري، به. وأخرجه ابن ماجه (2907) من طريق نافع بن جبير، والنسائي 5/117 من طريق طاووس، كلاهما عن ابن عباس، به. وسيأتي برقم (2266) و (3049) و (3238) و (3375) . وانظر في مسند الفضل (1818) . (1) تحرف في (م) إلى:"عبد الله"، وهوعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (475) ، وابن أبي شيبة 1/278 و280، والدارمي 1/329، ومسلم (504) (256) ، وأبو د اود (715) ، وابن ماجه (947) ، والنسائي 2/64، وابن الجارود (168) ، وأبو يعلى (2382) ، وابن خزيمة (833) ، وأبو عوانة 2/54، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/459، والبيهقي 2/276 من طريق ابن عيينة، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري (4412) ، ومسلم (504) (255) ، وأبو عوانة 2/55، والطحاوي 1/459 من طريقين عن الزهري، به. وأخرجه عبد الرزاق (2357) ، وابن خزيمة (839) من طريق ابن جريج، عن عبد= الحديث: 1891 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 379 1892 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَصَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ أَفْطَرَ "، " وَإِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالْآخِرِ مِنْ فِعْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قِيلَ لِسُفْيَانَ: قَوْلُهُ: " إِنَّمَا يُؤْخَذُ بِالْآخِرِ " مِنْ قَوْلِ الزُّهْرِيِّ أَوْ قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: كَذَا فِي الْحَدِيثِ (1)   =الكريم، عن مجاهد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2376) و (3184) و (3185) و (3454) ، وانظر (2222) و (2295) و (3017) و (3167) . (1) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عُبيد الله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2718) ، والحميدي (514) ، وابن أبي شيبة 3/15 و19 و14/500، والبخاري (2953) ، ومسلم (1113) ، والنسائي 4/189، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/99 و100-101، وابن خزيمة (2035) ، والبيهقي في "السنن" 4/246 من طريق ابن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 1/294، والشافعي 1/271، وعبد بن حميد (648) ، والدارمي (1708) ، والبخاري (1944) و (4275) ، ومسلم (1113) ، والطبري 1/102 و103، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/64، وابن حبان (3555) و (3563) و (3564) ، والبيهقي في "السنن" 4/240، وفي "الدلائل" 5/21، والبغوي (1766) من طرق عن الزهري، به. وأخرجه بنحوه البخاري (4277) و (4278) ، والطبري 1/91 و92 و93، والطحاوي 2/65، والطبراني (11704) و (11965) من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس. وأخرجه الطبري 1/98، والطبراني (11325) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن= الحديث: 1892 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 1893 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ؟ فَقَالَ: " اقْضِهِ عَنْهَا " (1) 1894 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْسَمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْسِمْ " (2)   =أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس. وقد بين معمر في روايته أن قوله: "إنما يؤخذ بالآخِر.." من كلام الزهري، وسيأتي تخريجها عند حديث رقم (3089) ، وسيأتي برقم (2392) و (2882) و (3089) و (3258) و (3460) ، وانظر (2057) و (2185) و (2350) و (2363) و (3162) . والكديد: موضع على اثنين وأربعين ميلاً من مكة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (522) ، وابن أبي شيبة 3/387، ومسلم (1638) ، والنسائي 6/254 و7/20-21، وأبو يعلى (2383) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 2/472، والطيالسي (2717) ، وعبد الرزاق (15899) و (16333) ، والبخاري (2761) و (6698) ، ومسلم (1638) ، وأبو داود (3707) ، وابن ماجه (2132) ، والترمذي (1546) ، والنسائي 6/254 و7/20، وأبو يعلى (2683) ، وابن حبان (4393) و (4394) و4395) ، والبيهقي 4/256 و6/278 و10/85، والبغوي (2449) من طرق عن الزهري، به 0 وسياتي برقم (3049) و (3506) . ويأتي في مسند سعد بن عبادة من طريق الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن سعد 6/7. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 1893 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 1895 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ " (1)   = وأخرجه أبو داود (3267) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (536) ، ومسلم (2269) ، وابن ماجه (3918) ، والنسائي في "الكبرى" (7640) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه الدارمي (2156) ، ومسلم (2269) ، وأبو داود (3269) و (4633) من طريق سليمان بن كثير، والبخاري (7000) و (7046) ، وابن حبان (111) ، والبيهقي 10/39-40 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، كلاهما عن الزهري، به. وأخرجه مسلم (2269) من طريق الزبيدي، عن عبيد الله أن ابن عباس أو أبا هريرة كان يحدث أن رجلاً ... وسيأتي مطولاً برقم (2113) و (2114) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن وعلة - واسمه عبد الرحمن- فمن رجال مسلم. وأخرجه الشافعي 1/26، والحميدي (486) ، وابن أبي شيبة 8/378، ومسلم (366) ، وابن ماجة (3609) ، والترمذي (1728) ، والنسائي 7/173، وأبو يعلى (2385) ، والطبري في "تهذيب الأثار" 2/809، وأبو عوانة 1/212، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/469، وابن حبان (1288) ، والبيهقي 1/16 من طريق ابن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 2/498، والشافعي 1/26، والطيالسي (2761) ، ومسلم (366) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/469، وفي "شرح المشكل" 4/262، وابن حبان (1287) ، والدارقطني 1/46، والبغوي (303) من طرق عن زيد بن أسلم، به. وأخرجه مسلم (366) (106) و (107) ، والنسائي 7/173، وأبو عوانة 1/212 و213، والطبري (1197) ، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/470، وفي "شرح المشكل" 4/262، والبيهقي 1/17 من طريق أبي الخير مرثد بن عبد الله، والدارمي= الحديث: 1895 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 1896 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادٍ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ارْفَعُوا عَنْ بَطْنِ مُحَسِّرٍ، وَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ " (1)   = (1986) و (2571) ، والطبري (1195) و (1196) من طريق القعقاع بن حكيم، وأبو عوانة 1/213، وابن عدي في "الكامل" 2/566 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن وعلة، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/295 من طريق بسطام بن مسلم، عن أبيه، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2435) و (2522) و (2538) و (3198) . الإهاب: الجلد قبل أن يُدبغ. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. زياد بن سعد: هو ابن عبد الرحمن الخراساني نزيل مكة ثم اليمن، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي روى له البخاري مقروناً، واحتج به مسلم، وأبو معبد: هو نافذ مولى ابن عباس. وأخرجه ابن خزيمة (2816) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 2/72، والطبراني (12199) ، والحاكم 1/462، والبيهقي 5/115 من طرق عن ابن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 2/72 عن عيسى بن إبراهيم، عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، به. ولم يذكر زياداً. وأخرجه البيهقي 5/115 من طريق إسماعيل القاضي، عن علي، عن سفيان، عن زياد ... شك سفيان فقال: إن شاء الله. وأخرجه الطبراني (11001) من طريق مالك، عن زياد بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي معبد وطاووس، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مزدلفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن مُحسر، ومنى كلها منحر". وأخرجه الطبراني (11231) من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ= الحديث: 1896 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 383 1897 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ يَسْتَأْمِرُهَا أَبُوهَا فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا " (1) 1898 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ (2) عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّوْحَاءِ، فَلَقِيَ رَكْبًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " مَنِ القَوْمُ؟ " قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ، قَالُوا: فَمَنْ أَنْتُمْ؟ قَالَ: " رَسُولُ اللهِ " فَفَزِعَتِ امْرَأَةٌ فَأَخَذَتْ بِعَضُدِ صَبِيٍّ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ مِحَفَّتِهَا،   =قال: "عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرَنَة، والمزدلفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن محسر". وأخرجه الطبراني (11408) من طريق محمد بن جابر الجعفي، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كل عرفات موقف، وارتفعوا عن بطن عُرنة، وكل جَمْع مشعر، وارتفعوا عن بطن محسر". وأخرجه أيضاً (11231) من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، بنحوه. وأخرجه ابن خزيمة (2817) ، والحاكم 1/462 من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، عن ابن عباس قال: كان يقال: ارتفعوا عن محسر، وارتفعوا عن عرنات. وانظر في مسند الفضل (1794) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (2099) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (517) ، ومسلم (1421) (67) و (68) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/366، وابن حبان (4088) ، والطبراني (10745) ، والدارقطني 3/240 و240-241 من طريق سفيان بن عيينة، به. وقد تقدم برقم (1888) . (2) تحرفت في (م) إلى: عن. الحديث: 1897 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ " (1) 1899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ (2) ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ مَعْنَاهُ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. كريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني أبو رشدين مولى ابن عباس. وأخرجه أبو داود (1736) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/282، والطيالسي (2707) ، والحميدي (504) ، ومسلم (1336) (409) ، والنسائي 5/21، وابن الجارود (411) ، وأبو يعلى (2400) ، وابن خزيمة (3049) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/256، وابن حبان (144) ، والبيهقي 5/155، والبغوي (1852) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 405 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن وكيع، عن ابن عيينة، عن سفيان، عن إبراهيم ومحمد ابني عقبة، عن كريب، به. وأخرجه مالك 1/422، ومن طريقه الشافعى 1/283، والطحاوي في "شرح المعاني" 2/256، وفي "شرح المشكل" 3/229، والبيهقي 5/155، والبغوي (1853) ، وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" 3/229 من طريق ابن معين، و3/230 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 5/155-156 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، أربعتهم عن إبراهيم بن عقبة، به. وسيأتي برقم (1899) و (2187) و (2610) و (3195) و (3196) و (3202) . والعَضُد: ما بين المرفق إلى الكتف. والمحفة: الهودج لا قُبة له، ويوضع على ظهر البعير لتركب فيه المرأة. (2) تحرف في (م) إلى: "إبراهيم عن عقبة"، وفي (ش) و (ق) إلى:" ابن إبراهيم، عن عقبة بن كريب". (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر ما قبله. الحديث: 1899 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 1900 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَحْفَظْ عَنْهُ غَيْرَهُ، قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَشَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السِّتَارَةِ، وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ "، ثُمَّ قَالَ: " أَلا إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا، أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ: فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ: فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ " (1) 1901 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) إسناده صحح على شرط مسلم. وأخرجه الشافعي 1/90، وعبد الرزاق (2839) ، والحميدي (489) ، وابن أبي شيبة 1/248-249 و2/436 و11/52، والدارمي (1325) و (1326) ، ومسلم (479) (207) ، وأبو يعلى (2387) ، وابن خزيمة (548) و (599) و (674) ، وأبو عوانة 2/170 و170-171، وابن حبان (1896) و (1900) ، والبيهقي 2/87 - 88 من طِريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1326) ، ومسلم (479) (208) ، والنسائي في "الكبرى" (7623) ، والبغوي (626) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو عوانة 2/171 من طريق عبد العزيز الماجشون، كلاهما عن سليمان بن سحيم، به. وأخرجه ابن خزيمة (602) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن إبراهيم بن عبد الله، به. وقوله: "فقَمَن" بفتح الميم وكسرها، أي: خليق وجدير، قال فى "النهاية": فمن فتح الميم لم يثَنَ ولم يجمع ولم يؤنث، لأنه مصدر، ومن كسر، ثنى وجمع وأنث، لأنه وصف. الحديث: 1900 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 1902 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدِ، ثُمَّ خَطَبَ فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ فَذَكَّرَهُنَّ وَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ "، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْخُرْصَ وَالْخَاتَمَ وَالشَّيْءَ (2) 1903 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه الشافعي 2/86، والحميدي (533) ، وابن أبي شيبة 10/39 و143، و12/262 و389- 390، و14/270، والبخاري (3017) ، وابن ماجه (2535) ، وأبو يعلى (2532) ، والطحاوي 4/63، والبيهقي 8/195 و9/71، والبغوي (2561) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1871) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه الشافعي 1/155، والحميدي (476) ، وابن أبي شيبة 2/169 و3/110، والدارمي (1603) ، ومسلم (884) (2) ، وابن ماجه (1273) ، والنسائي 3/184، والبيهقي 3/296، والبغوي (1102) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (884) (3) ، وأبو داود (1144) ، وابن خزيمة (1437) من طريق حماد بن زيد، وأبو داود (1143) من طريق عبد الوارث، كلاهما عن أيوب، به. وسيأتي برقم (1983) و (2593) ، وانظر (2062) و (2169) و (2171) و (2533) و (3064) . الحديث: 1902 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 387 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنْ دَلْوٍ مِنْ زَمْزَمَ قَائِمًا " قَالَ سَفْيَانُ: كَذَا أَحْسَبُ (1) 1904 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ (2) حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّرْبَةُ لَكَ، وَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهَا خَالِدًا "، قَالَ: مَا أُوثِرُ سُؤْرَ (3) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه الحميدي (481) ، وابن أبي شيبة 8/203، ومسلم (2027) (118) ، وأبو يعلى (2406) ، وابن خزيمة (2945) ، والطحاوي 4/273 من طريق سفيان بن عينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1838) . الخُرص، قال ابن الأثير: بالضم والكسر، الحلقة الصغيرة من الحَلْي، وهو من حَلْي الأذن. (2) قوله: "عمرو بن" سقط من (م) . (3) في (ق) : ما أوثر على شرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي (م) و (ض) : ما أوثر على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحداً. (4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ابن جدعان- وهو علي بن زيد- ضعيف، وعمرو بن حرملة، أو ابن أبي حرملة- والأصح عمر- لم يرو عنه غير ابن جدعان، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين. وأخرجه عبد الرزاق (8676) ، والحميدي (482) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، مطولاً. وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3426) من طريق إسماعيل بن عياش، عن ابن جريج،= الحديث: 1904 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 388 1905 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، إِنْ شَاءَ اللهُ يَعْنِي - اسْتَأْذَنَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عَائِشَةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا بَنُو أَخِيهَا، قَالَتْ: أَخَافُ أَنْ يُزَكِّيَنِي، فَلَمَّا أَذِنَتْ لَهُ، قَالَ: " مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيِ الْأَحِبَّةَ إِلا أَنْ يُفَارِقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ كُنْتِ أَحَبَّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ، فَنَزَلَتْ فِيكِ آيَاتٌ مِنَ القُرْآنِ، فَلَيْسَ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ إِلا يُتْلَى فِيهِ عُذْرُكِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ " فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنْ تَزْكِيَتِكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ (1)   =عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (1978) و (1979) و (2569) . وأصل القصة في استئذان الصغير الجالس على اليمين ثابت في "الصحيحين" من حديث سهل بن سعد. (1) إسناده قوي على شرط مسلم، عبد الله بن عثمان بن خثيم من رجاله، وباقي رجال السند على شرطهما. وأخرجه الحاكم 4/8-9 من طريق ابن عيينة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (7108) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/45 من طريق يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وأخرجه ابن سعد 8/74، والمصنف في "فضائل الصحابة" (1642) ، والبخاري (4753) من طريق عمر بن سعيد بن أبي الحسين، عن ابن أبي مليكة، به. وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (1636) من طريق هارون بن أبي= الحديث: 1905 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 389 1906 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ لَهَا: " إِنَّمَا سُمِّيتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ لِتَسْعَدِي، وَإِنَّهُ لاسْمُكِ قَبْلَ أَنْ تُولَدِي " (1) 1907 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - إِنْ شَاءَ اللهُ - " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الْإِنَاءِ، أَوْ يُنْفَخَ فِيهِ " (2)   =إبراهيم، عن ابن أبي مليكة، به. وأخرجه البخاري (3771) و (4754) من طريق ابن عون، عن القاسم بن محمد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2496) و (3262) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة، عن ذكوان أنه استأذن لابن عباس. قولها: "لوددتُ"، قال السندي: فيه اختصار، أي: أن لم أخلَق، أو نحو ذلك، قالته من شدة الخوف أو الخشية من لقاء الله، والنظر في تقصير نفسها. (1) إسناده ضعيف، ليث- وهو ابن أبي سليم- ضعيف وشيخه مجهول. وأخرجه ابن سعد 8/75-76 من طريق زهير، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط، عن ابن عباس. وقول ابن عباس هذا، ورد في رواية الحاكم للحديث السابق. (2) إِسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري الخِضْرِمي. وأخرجه الحميدي (525) ، وابن أبي شيبة 8/217 و220-221، والدارمي (2134) ، وأبو داود (3728) ، وابن ماجه (3429) ، والترمذي (1888) ، وأبو يعلى (2402) ، والبيهقي في "السنن" 7/284، وفي" الشعب" (6004) ، والبغوي (3035) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3430) من طريق شريك، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لم يكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينفخ في الشراب.= الحديث: 1906 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 390 1908 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ مَا ضَرَّهُ الشَّيْطَانُ " (1) 1909 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَشَدَّادُ بْنُ مَعْقِلٍ، عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا مَا بَيْنَ هَذَيْنِ اللَّوْحَيْنِ " وَدَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَكَانَ الْمُخْتَارُ يَقُولُ الْوَحْيُ (2)   =وأخرجه ابن ماجه (3428) ، وابن حبان (5316) ، والطبراني (11978) ، والحاكم 4/138 من طريق يزيد بن زربع، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم و (2817) و (3366) . (1) إسناده صحح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسالم: هو ابن أبي الجعد، وكريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني. وأخرجه الحميدي (516) ، والترمذي (1092) ، والنسائي في "الكبرى" (9030) ، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9031) عن هلال بن العلاء، عن ابن أبي عمر، عن سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس. وانظر (1867) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شداد بن معقل: هو الأسدي الكوفي تابعي كبير من أصحاب ابن مسعود وعلي. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5019) في فضائل القرآن: باب من قال: لم يترك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ما بين الدفتين، عن قتيبة بن سعيد، والبيهقي في "شعب الإيمان" (172) = الحديث: 1908 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 391 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =من طريق النفلي، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد. قال الحافظ في "الفتح": وهذه الترجمة للرد على من زعم أن كثيراً من القرآن ذهب لذهاب حَمَلَتِه، وهو شيء اختلقه الروافض لتصحيح دعواهم أن التنصيص على إمامة علي واستحقاقه الخلافة عند موت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ثابتاً في القرآن وأن الصحابة كَتَموه، وهي دعوى باطلة، لأنهم لم يكتموا مثل: "أنت عندي بمنزلة هارون من موسى" وغيرها من الظواهر التي قد يتمسكُ بها من يدعي إمامته، كما لم يكتموا ما يعارض ذلك أو يخصص عمومه أو يقيد مطلقه. وقد تَلَطفَ المصنف في الاستدلال على الرافضة بما أخرجه عن أحد أئمتهم الذين يَدعون إمامته وهو محمد بن الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب، فلو كان هناك شيء ما يتعلقُ بأبيه، لكان هو أحق الناس بالاطلاع عليه، وكذلك ابن عباس، فإنه ابن عم علي، وأشد الناس له لزوماً واطلاعاً على حاله. وقوله: "وكان المختار" هو المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/504، فقال: كان أبوه من جلّة الصحابة رضي الله عنهم، وُلِد المختار عام الهجرة وليست له صحبة، ولا رواية، وأخباره أخبار غير مرضية حكاها عنه ثقات مثل سويد بن غفلة والشعبي وغيرهما، وكان قد طلب الإمارة إلى أن قتله مصعب بن الزبير بالكوفة سنة سبع وستين، وكان قبل ذلك معدوداً في أهل الفضل والخير يرائي بذلك كلَه، ويكتم الفسق، فظهر منه ما كان يضمِر. وقال الإمام الذهبي في "السير" 3/539 بعد أن وصفه بقلة الدين: وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يكون في ثقيف كذاب ومُبير" (هو في صحيح مسلم 2545) فكان الكذاب هذا، وادعى أن الوحي يأتيه، وأنه يعلمَ الغيب، وكان المبير الحجاج قبحهما الله. وروى أحمد 5/223، وابن ماجه (2688) من طريقين عن عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد الفتياني، قال: كنت أقوم على رأس المختار، فلما تَبَينت كذابته هممت وايم الله أن أسُل سيفي فأضرب عنقه حتى ذكرت حديثاً حدثنيه عمرو بن الحمق قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من أمن رجلاً على نفسه، فقتله، أعطِي لواءَ الغدر= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 1910 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: وَقَالَ مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْآنٌ يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَهُ "، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 17] (1) 1911 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ،   =يوم القيامة"، وإسناده صحيح. ورواه أحمد 5/223 من طريق السدي عن رفاعة قال: دخلتُ على المختار، فألقى لي وسادة، وقال: لولا أن جبريل قام على هذه، لألقيتُها لك، فاردت أن أضربَ عنقه، فذكرت حديثاً حدثنيه عمرو بن الحمق، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيما مؤمن أمنَ مؤمناً على دمه فقتله، فأنا من القاتل بريء". وانظر "الإصابة" 3/491-492. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (527) ، والبخاري في "صحيحه" (4927) ، وفي "خلق أفعال العباد" (362) ، والترمذي (3329) ، والطبري في "التفسير" 29/187 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11636) عن أحمد بن عبدة، والطبري 29/187 عن أبي كريب، كلاهما عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه بنحوه النسائي (11635) عن احمد بن سليمان، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: (لا تحرك به لسانك لتعجل به) قال: كان يحرك لسانه مخافة أن يُفلت منه. وأخرجه الطبري 29/187 من طريق عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعيد مرسلاً. وسيأتي مطولاً برقم (3191) . الحديث: 1910 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا صَلَّى الْفَجْرَ اضْطَجَعَ حَتَّى نَفَخَ، فَكُنَّا نَقُولُ لِعَمْرٍو: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَنَامُ عَيْنَايَ، وَلا يَنَامُ قَلْبِي " (1) 1912 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقَامَ فَصَنَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَمَا صَنَعَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ فَصَلَّى، فَحَوَّلَهُ فَجَعَلَهُ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى نَفَخَ، فَأَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار. وأخرجه الحميدي (472) و (473) ، والبخاري (138) و (859) ، ومسلم (763) (186) ، وابن خزيمة (1524) و (1533) ، وأبو عوانة 2/317 - 318 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مطولاً. وقوله: "تنام عيناي ... " لم يرفعه أحد من هؤلاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس هو في رواية ابن خزيمة وأبي عوانة، وقد صَح مرفوعاً من حديث عائشة وسيأتي في "المسند" 6/36، ومن حديث أبي هريرة وسيأتي أيضاً فيه 2/251. وأخرجه البخاري (726) ، والنسائي 1/215 من طريق داود العطار، عن عمرو بن دينار، به. وفيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلى ورقد، فجاءه المؤذن، فقام وصَلى ولم يتوضأ. وأخرجه بنحوه الطبراني (12172) من طريق بكير بن عبد الله، عن كريب، به. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (1912) و (2084) و (2196) و (2567) و (3194) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه باختصار ابن ماجه (423) ، وابن خزيمة (484) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (232) من طريق داود العطار، عن عمرو بن دينار، به. وقال: حسن صحيح.= الحديث: 1912 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 1913 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّكُمْ مُلاقُو اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا " (1) 1914 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ (2) : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَّ رَجُلٌ عَنْ بَعِيرِهِ، فَوُقِصَ فَمَاتَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَادْفِنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُهِلًّا - وَقَالَ مَرَّةً: يُهِلُّ " (3)   =وأخرجه بنحوه مطولاً النسائي في "الكبرى" (1339) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن كريب، به. وانظر تمام تخريجه في الحديث السابق، فهو قطعة منه، وسيأتي برقم (2083) و (2084) و (2196) و (2325) و (2567) و (3060) و (3194) و (3372) و (3437) ، وانظر (1843) (3169) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (483) ، وابن أبي شيبة 13/246-247، والبخاري (6524) و (6525) ، ومسلم (2860) (57) ، والنسائي 4/114، وأبو يعلى (2396) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (1950) و (2027) ، ومطولاً برقم (2096) و (2281) و (2282) ، وانظر (2327) . وغُرلاً: جمع أغرل، وهو الأقلف، وهو من بقيت غرلته، وهي الجلدة التي يقطعها الخاتن من الذكر. (2) على حاشية (مى) و (ص) و (ض) : سمعت ابن عباس يقول. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/205، والحميدي (466) ، وابن أبي شيبة 14/206، ومسلم (1206) (93) ، وأبو داود (3238) ، والترمذي (951) ، وابن الجارود (506) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (256) و (257) ، والطبراني (12523) ، والدارقطني= الحديث: 1913 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 395 1915 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي (1) حُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " وَلا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا " (2) 1916 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قَالَ: " هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا (3) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ " (4)   =2/296، والبيهقي 3/390 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1268) و (1849) ، ومسلم (1206) (94) و (98) ، وأبو داود (3239) ، وابن ماجه (3084) ، وابن حبان (3958) ، والطبراني (12524) و (12525) و (12526) و (12527) و (12528) و (12529) و (12530) و (12531) و (12532) و (12533) ، والدارقطني 2/295-296 و296، والبيهقي 3/391، و5/53 و53-54 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وقد تقدم برقم (1850) . (1) لفظة "أبي" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح، إبراهيم بن أبي حرة: هو النصيبي نسبة إلى نصيبين مدينة بالجزيرة نزيل مكة، وثقه ابن معين وأحمد، وقال أبو حاتم وابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/205، والحميدي (467) ، والبيهقي 5/54 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1850) . وانظر ما قبله. (3) على حاشية (س) و (ص) و (ض) : اريها. (4) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه البخاري (3888) و (4716) و (6613) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (462) ، والترمذي (3134) ، والنسائي في "الكبرى" (11292) ، والطبري 15/110، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 201 و201-202، وابن حبان (56) ، والطبراني= الحديث: 1915 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 1917 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ مَرَّةً: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = (11641) ، والحاكم 2/362، والبيهقي في" الدلائل" 2/365، والبغوي (3755) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3500) . قال ابنُ الجوٍ زي في "زاد المسير" 5/53 في تفسير قوله تعالى: (وما جَعَلْنا الرؤيا التي أريناكَ إلا فتنة للناس) : في هذه الرؤيا قولان: أحدهما: أنها رؤيا عَيْن، وهي ما أرِيَ ليلة أسري به من العجائب والآيات، روى عكرمة عن ابن عباس، قال: هي رؤيا عين، وهي ما أرِي ليلةَ أسري به. وإلى هذا المعنى ذهب الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، ومسروق، والنخعي، وقتادة، وأبو مالك، وأبو صالح، وابن جريج، وابن زيد في آخرين. فعلى هذا يكون معنى الفتنة: الاختبار، فإن قوما آمنوا بما قال، وقوماً كفروا. قال ابن الأنْباري: المختار في هذه الرؤية أن تكون يَقَظَةً، ولا فرق بين أن يقول القائل: رأيت فلاناً رؤية ورأيته رؤيا، إلا أن الرؤية يَقِل استعمالها في المنام، والرؤيا يَكثُر استعمالها في المنام، ويجوز كل واحد منهما في المعنيين. والثاني: أنها رؤيا منام، فقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أري أنه يدخل مكة هو وأصحابه، وهو يومئذٍ بالمدينة، فعَجل قبل الأجل فرَده المشركون، فقال أناس: قد رُد وقد حدثنا أنه سيدخلها، فكان رجوعُهم فتنتهم. رواه العوفي- وهو ضعيف- عن ابن عباس. ورَخح ابن جرير الطبري 15/113 القول الأول، فقال: وأوْلَى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: عنى به رؤيا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما رأى من الأيات والعِبَر في طريقه إلى بيت المقدس ليلة أسري به، قال: وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب، لإجماع الحُجًة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك، وإياه عنى الله عز وجل بها، فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وما جعلنا رؤياك التي أرَيْنَاكَ ليلة أسْرَيْنا بك من مكة إلى بيت المقدس إلا فتنة للناس، يقول: إلا بلاء للناس الذين ارتَدوا عن الإسلام لما أخبروا بالرؤيا التي رآها عليه الصلاة والسلام، وللمشركين من أهل مكة الذين ازدادوا لسماعهم ذلك من رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمادياً في غيهم، وكفراً إلى كفرهم. الحديث: 1917 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 يَخْطُبُ يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ " (1) 1918 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا "، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَظُنُّهُ أَخَّرَ الظُّهْرَ، وَعَجَّلَ الْعَصْرَ، وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ، وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ؟ قَالَ: وَأَنَا أَظُنَّ ذَلِكَ (2) 1919 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: قَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ: مَنْ هِيَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَقُولُونَ مَيْمُونَةُ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار المكي. وأخرجه الشافعي 1/302، والحميدي (469) ، وابن أبي شيبة 4/100، ومسلم (1178) (4) ، وأبو يعلى (2395) ، والطحاوي 2/133، والدارقطني 2/230، والبيهقي 5/50 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1848) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (23) ، والحميدي (470) ، وابن أبي شيبة 2/456 و14/165، والبخاري (1174) ، ومسلم (705) (55) ، والنسائي 1/286، والطحاوي 1/160، والبيهقي 3/166 و168 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2613) ، وعبد الرزاق (4436) ، والبخاري (543) ، ومسلم (705) (56) ، وأبو داود (1214) ، والطحاوي 1/160، وابن حبان (1597) ، والطبراني (12805) و (12806) و (12807) و (12808) ، والبيهقي 3/167 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (2465) و (2582) و (3467) ، وانظر (1953) . وقوله "أنا أظن ذلك": يريد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع بين الصلابين جمعاً صورياً بتأخير الظهر إلى آخر وقتها، وتعجيل العصر في أول وقتها، وسيأتي تفصيل ذلك عند الحديث رقم (1953) . الحديث: 1918 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 398 أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1) 1920 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ (2) : " أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ "، وَقَالَ مَرَّةً: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 118 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) ، والبخاري (5114) ، ومسلم (1410) (46) ، وابن ماجه (1965) ، وأبو يعلى (2393) ، والطحاوي 2/269 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (503) بأطول مما هنا عن سفيان، حدثنا عمرو، أخبرني أبو الشعثاء أنه سمع ابن عباس يقول: نَكَحَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَه وهو محرم، فقال أبو الشعثاء: من تراها يا عمرو؟ فقلت: يَزعُمون أنها ميمونة، فقال: هكذا أخبرني ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَيِم نكح وهو محرم. وأخرجه ابن سعد 8/136، ومسلم (1410) (47) ، والترمذي (844) ، والنسائي 5/191، والبيهقي 7/210 من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، وسيأتي برقم (2014) و (2437) و (2980) و (2981) و (3116) و (4313) ، وانظر (2200) و (2273) و (2393) و (2560) . وانظر الكلام على هذا الحديث فيما سيأتي برقم (2200) . (2) قوله: "أنه قال" ليس في الأصول الخطية والنسخ المطبوعة وأثبتناه من (ص) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه الحميدي (464) ، ومسلم (1293) (302) ، وابن ماجه (3026) ، والنسائي 5/261، وابن الجارود (472) ، وابن خزيمة (2870) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11385) من طريق معقل بن عبيد الله، عن عمرو بن دينار، به.= الحديث: 1920 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 1921 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " إِنَّمَا رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ " (1)   =وأخرجه أبو داود (1941) ، والنسائي 5/272، والطبراني (11285) و (11287) و (11353) و (11354) و (11360) و (11489) و (11499) من طرق عن عطاء، به. وأخرجه الطبراني (11212) من طريق عمرو بن الحارث، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وأخرجه الشافعي 1/357، والطيالسي (2758) ، والحميدي (463) ، والبخاري (1678) ، ومسلم (1293) (300) و (301) ، وأبو داود (1939) ، والنسائي 5/261، وأبو يعلى (2386) ، وابن خزيمة (2872) ، وابن حبان (3865) ، والطبراني (11260) و (11261) ، والبيهقي 5/123، والبغوي (1941) من طرق عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2460) و (3159) و (3229) ، وانظر (2082) و (2204) و (2239) و (2459) و (2935) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (497) ، والبخاري (4257) ، ومسلم (1266) (241) ، والنسائي 5/242، وأبو يعلى (2339) ، وابن خزيمة (2777) ، والطبراني (11381) ، والبيهقي 5/82 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11288) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، به. وأخرجه الطبراني (11219) من طريق حسن بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وأخرجه الترمذي (863) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، والطبراني (10958) من طريق ليث، كلاهما عن طاووس، عن ابن عباس. وانظر ما سيأتي برقم (2029) و (2305) و (2639) و (3347) . يقال: رَمَلَ يَرْمُلُ رَمَلاً ورَمَلاناً: إذا أسرع في المشية وهَز منكبيه. الحديث: 1921 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 1922 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: أَوَّلًا فَحَفِظْنَاهُ، عَنْ طَاوُسٍ، وَقَالَ مَرَّةً: أَخْبَرَنِي طَاوُسٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1) 1923 - وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ سُفْيَانُ، وَقَالَ عَمْرٌو: عَنْ عَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2) 1924 - وقَالَ سُفْيَانُ: عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا - أَوْ يُلْعِقَهَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (10853) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (2390) ، والطبراني (10853) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه الطبراني (10853) من طريق سلمة بن سليمان، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (3524) . وانظر ما بعده. (2) إسناده صحيح على شرطهما، وانظر ما قبله. وأخرجه أبو داود (1835) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/319، والحميدي (500) ، والدارمي (1821) ، وعبد بن حميد (622) ، والبخاري (1835) و (5695) ، ومسلم (1202) (87) ، والترمذي (839) ، والنسائي 5/193، وابن الجارود (442) ، وابن خزيمة (2651) ، والطبراني (11387) ، والبيهقي 5/64، والبغوي (1984) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه ابن خزيمة (2655) ، والطبراني (11500) من طريق النعمان بن المنذر، عن عطاء ومجاهد وطاووس، عن ابن عباس. وانظر (1849) و (2666) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/317 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد.= الحديث: 1922 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 1925 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَيْسَ الْمُحَصَّبُ بِشَيْءٍ، إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ نَزَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 1926 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ،   =وأخرجه الحميدي (490) ، وابن أبي شيبة 8/294، والدارمي (2026) ، والبخاري (5456) ، ومسلم (2031) (129) ، وابن ماجه (3269) ، والنسائي في "الكبرى" (6775) ، وأبو يعلى (2503) ، والطبراني (11380) ، والبغوي (2875) من طريق سفيان بن عيينة، به. وسيأتي برقم (2672) و (3234) و (3499) . قال البيهقي: إن قوله: "أو" شك من الراوي، ثم قال: فإن كانا جميعاً محفوظين، فإنما أراد أن يُلعقها صغيراً، أو من يعلم أنه لا يتقذر بها، ويحتمل أن يكون أراد أن يُلعق أصبعه فمه، فيكون بمعنى يَلعقها. وفي الباب عن أبي هريرة في "المسند" 2/341 وعن جابر فيه أيضاً 3/301. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (498) ، وابن أبي شيبة ص 174 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) ، والدارمي (1870) ، والبخاري (1766) ، ومسلم (1312) ، والترمذي (922) ، والنسائي في "الكبرى" (4209) ، وأبو يعلى (2397) ، وابن خزيمة (2989) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/122، والطبراني (11382) ، والبيهقي 5/160 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4208) ، والطبراني (11218) من طريق الحسن بن صالح، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3289) و (3488) . والمحصب بتشديد الصاد المفتوحة: موضع بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب، وكان رسول اللهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل به، لأنه أسمَح لخروجه كما رواه البخاري (1765) عن عائشة، وليس بسُنةٍ من سنن الحج. الحديث: 1925 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 402 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَهَا حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَامَ النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ، فَخَرَجَ فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا هَذِهِ السَّاعَةَ " (1) 1927 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُمِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ شَعَرَهُ وَثِيَابَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (492) ، والبخاري (7239) ، والنسائي 1/266، وأبو يعلى (2398) ، وابن خزيمة (342) ، وأبو عوانة 1/365 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وهو عند البخاري وأبي عوانة من طريق عمرو عن عطاء مرسل، لم يذكر ابن عباس. وأخرجه الدارمي (1215) ، وابن حبان (1533) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار وحده، به. وأخرجه أبو عوانة 1/364 من طريق سفيان، عن ابن جريج وحده، به. وأخرجه عبد الرزاق (2113) ، وابن أبي شيبة 1/331، والطبراني (11390) من طريقين، عن محمد بن مسلمة، عن عمرو بن دينار وحده، به. وأخرجه الطبراني (11358) من طريق إبراهيم الصائغ، عن عطاء، به. وسيأتي برقم (2195) و (3466) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (10858) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/91، والحميدي (493) ، والنسائي 2/216، وأبو يعلى (2389) ، وابن الجارود (199) ، والطبري في"تهذيب الآثار" 1/201، وابن خزيمة (634) ، وأبو عوانة 1/182، والطحاوي 1/256، والطبراني (10857) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه عبد الرزاق (2971) و (2972) و (2973) ، وعبد بن حميد (617) ، والبخاري (815) و (816) ، ومسلم (490) (227) ، وأبو داود (889) ، وابن ماجه= الحديث: 1927 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 403 1928 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَّا الَّذِي نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يُقْبَضَ فَالطَّعَامُ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِرَأْيِهِ: " وَلَا أَحْسَبُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا مِثْلَهُ " (1) 1929 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيُّ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   = (883) و (1040) ، والترمذي (273) ، والنسائي 2/208 و215، وأبو يعلى (2431) ، والطبري 1/199 و200 و201 و202، وابن خزيمة (632) و (633) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1688) ، والطحاوي 1/256، وابن حبان (1923) ، والطبراني في "الكبير" (10856) و (10859) و (10860) و (10861) و (10862) و (10863) و (10864) و (10865) و (10866) و (10867) و (10868) ، وفي "الصغير" (91) من طرق عن عمرو بن دينار، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/261 و2/435، والطبري 1/201 و202 و203، وابن حبان (1924) ، والطبراني (10960) و (11006) و (11007) و (11011) و (11014) والبيهقي 2/103 من طرق عن طاووس، به. وسيأتي برقم (1940) و (2300) و (2436) و (2527) و (2588) و (2590) و (2596) و (2658) و (2777) و (2983) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 2/142، والحميدي (508) ، والبخاري (2135) ، ومسلم (1525) (29) ، والنسائي في "الكبرى" (6192) ، وابن الجارود (606) ، والطحاوي 4/39، والبيهقي 5/313 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم (1847) . (2) تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ظ14) إلى: "حدثنا محمد بن عثمان بن صفوان، عن صفوان بن أمية الجمحي"، وفي (ظ 9) و (ظ 14) : محمد بن عثمان بن صفوان بن صفوان..، وما أثبتناه من النسخة الكتانية، و"أطراف المسند" 1/ورقة 120، و"التاريخ الكبير" 1/180 حيث أشار إلى هذه الرواية. الحديث: 1928 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 404 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَدِينَةِ مُقِيمًا غَيْرَ مُسَافِرٍ سَبْعًا وَثَمَانِيًا " (1) 1930 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَوْسَجَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " رَجُلٌ مَاتَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَتْرُكْ وَارِثًا إِلا عَبْدًا هُوَ أَعْتَقَهُ، فَأَعْطَاهُ مِيرَاثَهُ " (2) 1931 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَجِبْتُ مِمَّنْ يَتَقَدَّمُ الشَّهْرَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   (1) صحيح لغيره، محمد بن عثمان بن صفوان، قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقد تقدم نحوه بسند صحيح برقم (1918) . (2) إسناده ضعيف، عوسجة لم يرو عنه غير عمرو بن دينار، وقال البخاري: لم يصح حديثه، وقال أبو حاتم والنسائي وكذا الحافظ في "التقريب": ليس بمشهور، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف، وذكره العقيلي في "الضعفاء" 3/414 وساق له هذا الحديث وقال: لا يتابع عليه، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن الترمذي حديثه هذا! لكن قال: والعمل عند أهل العلم في هذا الباب: إذا مات رجل ولم يترك عصبة (أي وارثاً) أن ميراثه يجعل في بيت مال المسلمين. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 22/435 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وأخرجه عبد الرزاق (16192) ، والحميدي (523) ، وسعيد بن منصور (194) ، وابن ماجه (2741) ، والترمذي (2106) ، والنسائي في"الكبرى" (6409) ، وأبو يعلى (2399) ، والعقيلي 3/414، والطبراني (12210) ، والحاكم 4/347، والبيهقي 6/242 من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه الطيالسي (2738) ، وأبو داود (2905) ، والطحاوي 4/403، والحاكم 4/347، والبيهقي 6/242 من طريق حماد بن سلمة، والطبراني (12211) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، كلاهما عن عمرو بن دينار، به. وأخرجه البيهقي 6/242 من طريق حماد بن زيد وروح بن القاسم، عن عمرو بن= الحديث: 1930 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ "، أَوْ قَالَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ " (1) 1932 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى الْغَائِطَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَدَعَا بِالطَّعَامِ، - وَقَالَ مَرَّةً: فَأُتِيَ بِالطَّعَامِ - فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا تَوَضَّأُ؟ قَالَ: " لَمْ أُصَلِّ فَأَتَوَضَّأَ " (2)   = دينار، عن عوسجة، مرسلاً. وسيأتي برقم (3369) . (1) صحيح لغيره، ومحمد بن حنين لم يرو عنه غير عمرو بن دينار فهو في عداد المجهولين، وانظر ما سيأتي برقم (1985) . وأخرجه الحميدي (513) ، والدارمي (1686) ، والنسائي 4/135، وأبو يعلى (2388) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد وقع عند الدارمي وأبي يعلى "محمد بن جبير بدل "محمد بن حنين" وهو كذلك في "المسند" (3474) ، وهو خطأ كماسنبينه في موضعه. وأخرجه البيهقي 4/207، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 1/420-421 من طريق زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، به. وأخرجه النسائي 4/135 من طريق حماد بن سلمة، عن عمرو، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3474) ولفظه: كان ابن عباس ينكر أن يتقدم في صيام رمضان إذا لم ير هلال شهر رمضان ... (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم. وأخرجه الحميدي (478) ، وابن أبي شيبة 8/298، والدارمي (767) و (2077) ، ومسلم (374) (119) ، والترمذي في "الشمائل" (187) ، والبيهقي 1/42 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2765) ، وعبد بن حميد (690) ، ومسلم (374) (118) و (120) ، وابن حبان (5208) من طرق عن عمرو بن دينار، به.= الحديث: 1932 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 406 1933 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلا بِالتَّكْبِيرِ " (2)   = وأخرجه الطيالسي (2766) عن شعبة، عن عمرو بن دينار قال: أخبرنا من سمع ابن عباس فذكره. وسيأتي برقم (2016) و (2558) و (2570) و (3245) و (3382) ، وانظر (2549) . (1) تحرف في (م) إلى: عن أبي سعيد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبومعبد: اسمه نافذ وهو مولى ابن عباس. وأخرجه الشافعي 1/99، والحميدي (480) ، والبخاري (841) ، ومسلم (583) (120) و (121) ، وأبو داود (1002) ، والنسائي 1/67 - 68، وأبو يعلى (2392) ، وابن خزيمة (1706) ، وأبو عوانة 2/242-243 و243، وابن حبان (2232) ، والطبراني (12200) ، والبيهقي 2/184، والبغوي (712) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3478) . وقوله: "قال عمرو: قلت له: حدثتني ... " في إحدى روايتي مسلم، عن عمرو بن دينار، قال: أخبرني بذا أبو معبدٍ، ثم أنكره بعدُ، وفي الأخرى: قال عمرو: فذكرت ذلك لأبي معبد فأنكره، وقال: لم أحدثك بهذا، قال عمرو: وقد أخبرنيه قبل ذلك. قال النووي في "شرح مسلم" 5/84: في احتجاج مسلم بهذا الحديث دليل على ذهابه إلى صحة الحديث الذي يروى على هذا الوجه مع إنكار المحدث له، إذا حدث به عنه ثقة، وهذا مذهبُ جمهور العلماء من المحدثين والفقهاء والأصوليين، قالوا: يُحتَج به إذا كان إنكار الشيخ لتشكيكه فيه، أو لنسيانه، أو قال: لا أحفظُه، أو لا أذكر أني حديْئك به، ونحو ذلك، وخالفهم الكرخى من أصحاب أبي حنيفة رحمهما الله، فقال: لا يُحتج به، فأما إذا أنكره إنكاراً جازماً قاطعاً بتكذيب الراوي عنه، وأنه لم يحدث به قط، فلا يجوز الاحتجاج به عند جميعهم، لأن جَزْمَ كل واحد يعارض جزم الآخر، والشيخ هو الأصل، فوَجَبَ إسقاط هذا الحديث. وقال أيضاً في الحديث: هذا دليل لما قاله بعض السلف: إنه يُستحب رفع الصوت= الحديث: 1933 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 قَالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لَهُ: حَدَّثْتَنِي؟ قَالَ: لَا، مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ 1934 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلا تُسَافِرُ امْرَأَةٌ إِلا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ "، وَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي خَرَجَتِ الَى الْحَجِّ، وَإِنِّي اكْتَتَبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " انْطَلِقْ فَاحْجُجْ مَعَ امْرَأَتِكَ " (1) 1935 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، خَالِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ:   =بالتكبير والذكر عقب المكتوبة، وممن استحبه من المتأخرين ابن حزم الظاهري، ونقل ابن بَطال وآخرون أن أصحاب المذاهب المتبوعة وغيرهم متفقون على عدم استحباب رفع الصوت بالذكر والتكبير، وحمل الشافعي رحمه الله تعالى هذا الحديث على أنه جَهَر وقتاً يسيراً حتى يعلمهم صفة الذكر، لا أنهم جهروا دائماً، قال: فأختار للامام والمأموم أن يَذكُرا الله تعالى بعد الفراغ من الصلاة ويخفيان ذلك، إلا أن يكون إماماً يريد أن يُتَعَلم منه، فيجهر حتى يعلم أنه قد تَعَلَّم منه، ثم يُسِر، وحمل الحديث على هذا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/286، والحميدي (468) ، وابن أبي شيبة 4/6 و409، والبخاري (3006) و (3061) و (5233) ، ومسلم (1341) ، والنسائي في "الكبرى" (9218) ، وأبو يعلى (2391) ، وابن خزيمة (2529) و (2530) ، والطحاوي 2/112، وابن حبان (2731) ، والطبراني (12205) ، والبيهقي 3/139، والبغوي (1849) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2732) ، والبخاري (1862) ، ومسلم (1341) ، وابن ماجه (2900) ، وأبو يعلى (2516) ، والطبراني (12202) و (12203) و (12204) من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (3231) و (3232) . الحديث: 1934 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 408 قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟، ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ دَمْعُهُ - وَقَالَ مَرَّةً: دُمُوعُهُ - الْحَصَى، قُلْنَا: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ: وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ؟ قَالَ: اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ، فَقَالَ: " ائْتُونِي أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا، فَتَنَازَعُوا وَلا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ " فَقَالُوا: مَا شَأْنُهُ أَهَجَرَ - قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي هَذَى - اسْتَفْهِمُوهُ، فَذَهَبُوا يُعِيدُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ "، وَأَمَرَ بِثَلاثٍ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَوْصَى بِثَلاثٍ - قَالَ: " أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ " وَسَكَتَ سَعِيدٌ عَنِ الثَّالِثَةِ، فَلا أَدْرِي أَسَكَتَ عَنْهَا عَمْدًا - وَقَالَ مَرَّةً: أَوْ نَسِيَهَا - وقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ تَرَكَهَا، أَوْ نَسِيَهَا (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (9992) ، والحميدي (526) ، وابن سعد 2/242، والبخاري (3053) و (3168) و (4431) ، ومسلم (1637) (20) ، وأبو داود (3029) ، والنسائي في "الكبرى" (5854) ، وأبو يعلى (2409) ، والبيهقي في "السنن" 9/207، وفي "الدلائل" 7/181، والبغوي (2755) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإشاد. وأخرجه ابن سعد 2/242، والطبراني (12261) من طريق الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (3336) ، وانظر (2676) و (2990) . قوله: "لا تضلوا"، قال الحافظ في"الفتح" 1/208: هو نفي، وحُذفت النون في الروايات التي اتصلت لنا لأنه بدل من جواب الأمر، وتعدد جواب الأمر من غير حرف العطف جائز. وقوله: "أهجر" قال في "النهاية": أي: اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أي: هل تَغير كلامُه واختلط لأجل ما به من المرض.= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 1936 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْفِرُ أَحَدٌ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ " (1) 1937 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، وَهُمْ يُسَلِّفُونَ فِي التَّمْرِ   =قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: والوصية الثالثة التي سكت عنها سعيد بن جبير، إما الوصية بالقرآن، وإما تجهيز جيش أسامة، وإما قوله: "لا تتخذوا قبري وثناً"، وإما قوله:"الصلاة وما ملكت أيمانكم" فقد أوصى بذلك كله في أحاديث صحيحة. انظر "فتح الباري" 8/135. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن أبي مسلم الأحول خال ابن أبي نجيح. وأخرجه ابن الجارود (495) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/362، والحميدي (502) ، والدارمي (1932) ، ومسلم (1327) ، وأبو داود (2002) ، وابن ماجه (3070) ، والنسائي في" الكبرى" (4184) ، وأبو يعلى (2403) ، وابن خزيمة (3000) ، والطحاوي 2/233، وابن حبان (3897) ، والطبراني (10986) ، والبيهقي 5/161، والبغوي (1972) و (1973) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه الشافعي 1/362 عن مسلم بن خالد، عن سليمان الأحول، به. وأخرجه الشافعي 1/364، والحميدي (502) ، والبخاري (1755) ، ومسلم (1328) (380) ، والنسائي في "الكبرى" (4199) ، وابن خزيمة (2999) ، والطحاوي 2/233، والبيهقي 5/161 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، عن طاووس، به، وزادوا: "إلا أنه خَفف عن المرأة الحائض". وانظر (1990) . الحديث: 1936 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 410 السَّنَتَيْنِ وَالثَّلاثَ، فَقَالَ: " مَنْ سَلَّفَ، فَلْيُسَلِّفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ " (1) 1938 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ - مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَتَحَرَّى فَضْلَهُ عَلَى الْأَيَّامِ، غَيْرَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَعْنِي عَاشُورَاءَ - وَهَذَا الشَّهْرَ شَهْرَ رَمَضَانَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نَجيح: هو عبد الله، وأبو المِنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم البُناني البصري. وأخرجه الشافعي 2/161، والحميدي (510) ، والبخاري (2240) و (2241) ، ومسلم (1604) ، وأبو داود (3463) ، وابن ماجه (2280) ، والترمذي (1311) ، والنسائي 7/290، وأبو يعلى (2407) ، والطبراني (11224) ، والدارقطني 3/4، والبيهقي 6/18 و24، والبغوي (2125) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1868) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان- وهو ابن عيينة- عاش إحدى وتسعين سنة، ولد سنة مئة وسبع ومات سنة مئة وثمان وتسعين، وعبيد الله بن أبي يزيد: هو المكي مات سنة مئة وست وعشرين عن ست وثمانين سنة. وأخرجه الشافعي 1/262، والحميدي (484) ، وابن أبي شيبة 3/58، والبخاري (2006) ، ومسلم (1132) ، والنسائي 4/204، وابن خزيمة (2086) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3779) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11254) و (11255) و (11256) و (11257) من طرق عن عبيد الله بن أبي يزيد، به. وأخرجه الطحاوي 2/75، والطبراني (11253) ، وابن عدي في "الكامل"= الحديث: 1938 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 1939 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَنَا مِمَّنْ قَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ فِي ضَعَفَةِ أَهْلِهِ " (1) 1940 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَنُهِيَ أَنْ يَكُفَّ شَعْرًا أَوْ ثَوْبًا " (2)   =5/1962، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3780) من طريق عبد الجبار بن الورد، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء". وأخرجه الطبراني (11252) من طريق عبد الجبار، عن عمرو بن دينار، عن عبيد الله بن أبي يزيد، به. وسيأتي برقم (2854) و (3475) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (1939) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/357، والحميدي (463) ، والبخاري (1678) ، ومسلم (1293) (301) ، والنسائي 5/261، وأبو يعلى (2386) ، وابن حبان (3865) ، والطبراني (11260) ، والبيهقي 5/123 و156 من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه الطيالسي (2758) ، والبخاري (1856) ، ومسلم (1293) (300) ، وابن خزيمة (2872) ، والطبراني (11261) ، والبيهقي 5/123 و156 من طرق عن عبيد الله بن أبي يزيد، به. وانظر (1920) . (2) اسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله. وأخرجه الشافعي 1/91، والحميدي (493) ، ومسلم (490) (229) ، وابن ماجه (884) ، والنسائي 2/209- 210، وابن خزيمة (635) ، والبيهقي 2/103 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.= الحديث: 1939 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 1941 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَالِمٍ، سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ رَجُلٍ قَتَلَ مُؤْمِنًا، ثُمَّ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا، ثُمَّ اهْتَدَى، قَالَ: وَيْحَكَ، وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى، سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ مُتَعَلِّقًا بِالْقَاتِلِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ (1) ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ " وَاللهِ لَقَدِ أَنْزَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا نَسَخَهَا بَعْدَ إِذِ انْزَلَهَا، قَالَ: وَيْحَكَ، وَأَنَّى لَهُ الْهُدَى؟! (2)   = وأخرجه مسلم (490) (231) ، والنسائي 2/209، وابن خزيمة (636) ، وأبو عوانة 1/182-183، والبيهقي 2/103 من طرق عن ابن وهب، عن ابن جريح، عن ابن طاووس، به. وأخرجه عبد الرزاق (2974) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن أبيه، مرسلاً. وقد تقدم برقم (1927) . (1) في (غ) و (ض) و (ص) : رَث، دون "يا". (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمار- وهو ابن معاوية الدهني- من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. سالم: هو ابن أبي الجعد الغطفاني الأشجعي. وأخرجه الحميدي (488) ، وابن ماجه (2621) ، والنسائي 7/85 و8/63، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 137 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري 5/218-219 من طريق قبيصة، عن عمار، به. وأخرجه الطبراني (12597) من طريق ليث، عن سالم، به. وأخرجه بنحوه الترمذي (3029) وحسنه من طريق ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2142) و (2683) و (3445) . قوله: "أنزلها الله"، قال السندي: أي: الآية الموجبة لعذاب القاتل، وهي قولُه تعالى: (ومَن يَقتلْ مؤمناً متعمداً) الآية [النساء: 93] ، وهذا كان اعتقادَه رضي الله= الحديث: 1941 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 1942 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ، عَنْ مِقْسَمٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ، فِي قَمِيصِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَحُلَّةٍ نَجْرَانِيَّةٍ " الْحُلَّةُ ثَوْبَانِ (2) 1943 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ " (3)   =عنه، وأهل العلم بعده ما وافقوه على ذلك، بل قالوا بتقييد الآية وغيرها بعد التوبة، ضرورةَ أن التوبة عن الشرك نافعة، فكيف غيره؟ وأهل السنة، قالوا: إن معنى جزائه أنه يستحق ذلك إذا مات بلا توبة، وقد يُعفى عنه وإن مات بلا توبة، لقوله تعالى: (إن الله لا يَغفِرُ أن يُشرَكَ به) الأية [النساء: 48] ، والله تعالى أعلم. (1) تحرف في (م) إلى: ابن مقسم. (2) إسناده ضعيف، يزيد- وهو ابن أبي زياد- ضعيف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي. وأخرجه أبو داود (3153) ، والبيهقي 3/400 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/258، وأبو داود (3153) ، وابن ماجه (1471) ، والطبراني (12146) ، والبيهقي 3/400 من طريق عبد الله بن إدريس، به. وأخرجه أبو يعلي (2655) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والطبراني (12145) من طريق صالح بن عمر، كلاهما عن يزيد، به. وهو في "المسند" (2284) من طريق الحكم وأبي جعفر الباقر، عن مقسم، عن ابن عباس بلفظ: " ... كُفن في ثوبينِ أبيضين، وفي بُرْدٍ أحمرَ". (3) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.= الحديث: 1942 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 1944 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُكَاتَبِ: " يَعْتِقُ مِنْهُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَبِقَدْرِ مَا رَقَّ مِنْهُ دِيَةَ الْعَبْدِ " (1) 1945 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، حَدَّثَنِي عَمَّارٌ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (2) ، قَالَ:   =وأخرجه ابن أبي شيبة 3/51، والترمذي (777) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح! وقد تقدم برقم (1849) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. إسماعيل: هو ابن علية، وهشام: هو ابن عبد الله الدستوائي. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/396، وأبو داود (4581) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2686) ، وأبو داود (4581) ، والنسائي في "الكبرى" (5019) ، والطبراني (11993) ، والبيهقي 10/326 من طرق عن هشام الدستوائي، وأخرجه عبد الرزاق (15731) ، والنسائي 8/45 و45-46 و46، وفي"الكبرى" (5020) ، والطحاوي 1/111، والطبراني (11991) و (11992) ، والحاكم 2/218، والبيهقي 10/326 من طرق عن يحيى بن أبي كثير به وسيأتي برقم (1984) و (2356) و (2660) و (3423) و (3489) . قوله: "يَعتق منه بقدر ما أدى"، كذا هو هنا في نسخ"المسند"، وسيأتي في الأماكن المحال إليها وكذا في المصادر المخرج منها بلفظ:"يُودى بقدر ما أدى"، قال السندي: والظاهر أنه الصواب، وأما لفظ الكتاب (يعني في هذا الموضع) فبعيد يحتاج إلى تقدير عامل، لقوله: "دية الحر"، أي: فيُودى بذلك القدر دية الحر، وكأنه حُذف لكونه نتيجة للعتق ومتفرعاً، فاكتفى عنه بذكره، والله تعالى اعلم. (2) تحرف في النسخ المطبوعة إلى: هشام. الحديث: 1944 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً " (1) 1946 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " آخِرُ شِدَّةٍ يَلْقَاهَا الْمُؤْمِنُ الْمَوْتُ "، وَفِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} [المعارج: 8] ، قَالَ: " كَدُرْدِيِّ الزَّيْتِ ". وَفِي قَوْلِهِ: {آنَاءَ اللَّيْلِ} [آل عمران: 113] ، قَالَ: " جَوْفُ اللَّيْلِ " وَقَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا ذَهَابُ الْعِلْمِ؟ " قَالَ: " هُوَ ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ مِنَ الأَرْضِ " (2)   (1) إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم، فمن رجال مسلم- وهو وإن احتج به مسلم- قال البخاري في "التاريخ الصغير" 1/55 بعد أن ساق له هذا الحديث عن ابن عباس: لا يتابع عليه، وكان شعبة يتكلم في عمار، قلنا: وقد خالف في رواية الثقات عن ابن عباس أنه كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين توفي ابن ثلاث وستين، كما سيأتي برقم (2017) وغيره. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/291، والترمذي في"السنن" (3650) ، وفي "الشمائل" (364) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/291 عن وكيع، عن سفيان الثوري، ومسلم (2353) (122) ، والترمذي (3651) ، والطبراني (12844) من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن خالد الحذاء، به. وأخرجه ابن سعد 2/310، ومسلم (2353) (121) ، وأبو يعلى (2452) و (2614) ، والطبراني (12843) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/240 من طريق يونس بن عبيد، عن عمار، به. وسيأتي برقم (2380) ، وانظر ما تقدم برقم (1846) وما سيأتي برقم (2399) . (2) إسناده ضعيف، قابوس- وهو ابن أبي ظبيان الجنبي الكوفي- ضعيف يكتب= الحديث: 1946 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 1947 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ، كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ " (1) 1948 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَكَّةَ ثُمَّ، أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80] " (2)   = حديثه ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، وأبو ظبيان: اسمه حصين بن جندب بن الحارث الجنبي. وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (1228) ، عن يحيى بن المغيرة، عن جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: "آناء الليل" قال: هو جوف الليل. ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 2/297 لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن نصر. وقوله: "كدردي الزيت" نسبه السيوطي في "الدر المنثور" 8/281 للطستي. ودردي الزيت: عكارته التي ترسب في أسفله. وقول ابن عباس: ذهاب العلم هو ذهاب العلماء من الأرض، هو بمعنى حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً عند البخاري (7307) وغيره"إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم". (1) إسناده ضعيف لضعف قابوس. وأخرجه الدارمي (3306) ، والترمذي (2913) ، والطبراني (12619) ، وابن عدي 6/2072، والحاكم 1/554، والبغوي (1185) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، وضعفه الذهبي بقابوس، وقال الترمذي: حسن صحيح! (2) إسناده ضعيف لضعف قابوس.= الحديث: 1947 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 1949 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِي أَرْضٍ، وَلَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ جِزْيَةٌ " (1) 1950 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ " ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ   =وأخرجه الترمذي (3139) ، والطبري 15/148-149، وابن عدي في "الكامل" 6/2072، والحاكم 3/3، والبيهقي في "الدلائل" 2/516 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (12618) ، والبيهقي 2/516-517 من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن قابوس، به. ونسبه السيوطي في "الدر المنثور" 5/328 لابن المنذر وأبي نعيم والضياء المقدسي في "المختارة". (1) إسناده ضعيف لضعف قابوس، وبه أعله أبن القطان فقال: وقابوس عندهم ضعيف، وربما ترك بعضهم حديثه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/232 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3032) و (3053) ، والترمذي (633) و (634) ، وابن الجارود (1107) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/16، وابن عدي في"الكامل" 6/2072 من طريق جرير بن عبد الحميد، به. وأخرجه ابن عدي 5/1845، والد ارقطني 4/156 و157، والبيهقي 9/199 من طرق عن قابوس، به.= الحديث: 1949 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 418 نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104] (1) 1951 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وَقَالَ: " إِنَّ لَهُ دَسَمًا " (3)   = وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (121) وكذا حميد بن زنجويه (182) من طريقين عن سفيان بن سعيد الثوري، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليس على مسلم جزية" وهذا مرسل. وسيأتي الحديث برقم (2576) و (2577) . ولقوله: "ليس على مسلم جزية" شاهد من حديث ابن عمر لا يفرح به عند الطبراني في "الأوسط" كما في "نصب الراية" 3/453. قال أبو داود في "سننه" (3054) : ... سئل سفيان عن تفسير هذا، فقال: إذا أسلم فلا جزية عليه. وقال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم: أن النصراني إذا أسلم، وضعت عنه جزية رقبته. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه النسائي 4/114 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (2638) ، وابن أبي شيبة 13/246-247 و17/114، والبخاري (3349) و (3447) و (4626) ، والترمذي (2423) ، والنسائي في "الكبرى" (11160) ، والطبراني (12312) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 506 من طرق عن سفيان الثوري، به. وبعضهم يرويه مطولاً كما سيأتي برقم (2096) ، وانظر (1913) . قوله: "أول من يكسى"، قال السندي: قيل: لأنه جُرِّد في سبيل الله حين ألقي في النار، ولا يلزم منه فضلُه على نبينا عليهما الصلاة والسلام على الإطلاق، فإنه فضل جزئي. (2) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والأوزاعي:= الحديث: 1951 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 419 1952 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَةُ حَمْزَةَ، فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (1) 1953 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنَ جُبَيْرٍ، (2)   = هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه مسلم (358) ، وابن خزيمة (47) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (649) ، والبخاري (5609) ، وابن ماجه (498) ، وأبو يعلى (2418) ، والبيهقي 1/160، والبغوي (170) من طرق عن الأوزاعي، به. وأخرجه عبد الرزاق (649) ، وابن أبي شيبة 1/57، ومسلم (358) ، وابن خزيمة (47) ، وابن حبان (1158) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 208، والبيهقي 1/160 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (2007) و (3051) و (3123) و (3538) . الدسَم هنا: هو ما يظهر على اللبن من دهن. قال الحافظ في "الفتح" 1/313: وفيه بيان العلة للمضمضة من اللبن، فيدلُّ على استحبابها من كل شيء دسِم، ويستنبط منه استحباب غسل اليدين للتنظيف. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5100) ، ومسلم (1447) (13) ، والنسائي 6/100، وابن الجارود (693) ، والطبراني (12823) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2490) و (2633) و (3043) و (3144) و (3237) . وفي الباب عن علي تقدم برقم (620) . (2) ورد هذا الإسناد في النسخ المطبوعة من "المسند" وفي (ص) هكذا: "حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثنا قتادة، قال: سمعت جابر بن زيد، عن ابن عباس"، وهو خطأ،= الحديث: 1952 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 420 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ " قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَمَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ (1) ؟ قَالَ: " أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ " (2)   = وأثبتناه على الصواب من (ظ 9) و (ظ 14) و (س) و (ش) و (ق) و"أطراف المسند" 1/الورقة 115 حيث ذكره ابن حجر في ترجمة سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ولم نره في ترجمة جابر بن زيد، عن ابن عباس. وهذا الحديث معروف من رواية سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فقد رواه مسلم (705) ، وأبو داود (1211) ، والترمذي (187) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر تخريج الحديث. (1) قوله: "وما أراد إلى ذلك" وقع في الأصول عدا (ظ 14) : "وما أراد إلى غير ذلك" وكتب على هامش (س) و (ض) : لعله إلى ذلك، والصواب حذف كلمة "غير" كما جاء في (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/الورقة 115. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، حبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وأخرجه مسلم (705) (54) ، وأبو داود (1211) ، والترمذي (187) ، والبيهقي 3/167 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 1/290 من طريق الفضل بن موسى، وأبو عوانة 2/353-354 من طريق عثام، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه الطيالسي (2614) من طريق عمرو بن هرم، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس جمع بين الظهر والعصر من شغل، وزعم ابن عباس أنه صلى مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة الظهر والعصر جميعاً. وسيأتي الحديث برقم (2557) و (3265) و (3323) . قوله: "في غير خوفٍ ولا مطرٍ" هذا مما انفرد به حبيب بن أبي ثابت ورواه أبو الزببر أيضاً عن سعيد بن جبير، فقال: "في غير خوفٍ ولا سفرٍ"، وهو في "الموطأ" 1/144، و"صحيح مسلم" (705) ، وسياتي في "المسند" برقم 2557، وتقدم حديث عمرو بن دينار عن أبي الشعْثاء برقم (1918) : أنه= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سمع ابن عباس يفول: صَليتُ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمانيا جميعاً، وسبعاً جميعاً، قال عمرو: قلت له: يا أبا الشعثاء، أظنه أخَّر الظهر وعَجل العصر، وأخَّر المغرب وعَجَّل العشاء، قال: وأنا أظن ذلك. ورواه البخاري في "صحيحه" (543) من هذا الطريق عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلى بالمدينة سبعاً وثمانياً: الظهرَ والعصرَ، والمغربَ والعشاءَ، فقال أيوب السختياني: لعله في ليلةٍ مطيرةٍ؟ قال: عسى. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/23-24 في تفسير قوله "عسى": أي: أن يكونَ كما قلتَ، واحتمالُ المطر قال به أيضاً مالك عَقِبَ إخراجه لهذا الحديث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس نحوه، وقال بدلَ قوله "بالمدينة": من غير خوف ولا سفر، قال مالك: لعله كان في مطرٍ، لكن رواه مسلم وأصحاب السنن من طريق حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير بلفظ: "من غير خوفٍ ولا مطرٍ"، فانتفى أن يكونَ الجمع المذكور للخوف أو السفر أو المطر، وجَوز بعضُ العلماء أن يكون الجمع المذكور للمرض، وقَواه النووي، وفيه نَظَر، لأنه لو كان جمعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الصلاتين لعارض المرض لَمَا صَلى معه إلا مَن به نحوُ ذلك العذْرِ، والظاهر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع بأصحابه، وقد صَرح بذلك ابن عباس في روايته. قال النووي [في شرح مسلم 5/218] : ومنهم من تأوله على أنه كان في غَيْم فصلى الظهر، ثم انكشف الغيمُ مثلاً، فَبَانَ أن وقت العصر دخل فصلاها، قال: وهو باطل، لأنه وإن كان فيه أدنى احتمال في الظهر والعصر، فلا احتمال فيه في المغرب والعشاء. أ. هـ. وكأن نَفْيَه الاحتمالَ مبني على أنه ليس للمغرب إلا وقت واحد، والمختار عنده خلافه، وهو أن وقتها يَمتَد إلى العِشاء، فعلى هذا فالاحتمال قائم. قال (يعني النووي) : ومنهم من تأوًله على أن الجمع المذكور صُورِي، بأن يكون أخر الظهر إلى آخر وقتها، وعَجل العصر في أول وقتها. قال: وهو احتمال ضعيف أو باطل، لأنه مخالف للظاهر مخالفة لا تحتَمل. أ. هـ. وهذا الذي ضَعفه استحسنه القرطبي، ورَجحَه قبله إمام الحرمين، وجَزَمَ به من= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 422 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = القدماء ابنُ الماجشون والطحاوي [في شرح معاني الاَثار 1/164] ، وقَوْاه ابن سَيدِ الناس [في شرح الترمذي 1/ورقة 80] بان أبا الشعثاء- وهو راوي الحديث عن ابن عباس- قد قال به، وذلك فيما رواه الشيخان من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار، فذكر هذا الحديث، وزاد: قلت: يا أبا الشعثاء، أظنُه أخَّر الظهر وعَجَّل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء، قال: وأنا أظنه. قال ابنُ سيد الناس: وراوي الحديث أدرى بالمراد من غيره. قلت: لكن لم يَجزِمْ بذلك، بل لم يَستمِر عليه، فقد تقدم كلامُه لأيوب وتجويزُه لأن يكونَ الجمعُ بعذر المطر، لكن يُقوِّي ما ذكره من الجمع الصُوري أن طرقَ الحديث كلها ليس فيها تَعرض لوقت الجمع، فإما أن تُحمَلَ على مُطلَقِها، فيستلزم إخراج الصلاة عن وقتها المحدود بغير عُذْرٍ، وإما أن تُحملَ على صفة مخصوصة لا تستلزمُ الإخراج، ويجمع بها بين مفتوق الأحاديث، والجمع الصوري أولى، والله أعلم. وقال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 12/216-220: قد يحتمل أن يكون جَمَع بينهما بأن صَلى الأولى في آخر وقتها، وصَلى الثانية في أول وقتها، فكانت رخصةً في التأخير بغير عذرٍ إلى آخر الوقت للسعَة ثم ذكر حديث ابن عباس من طريق أبي الشعئاء. ثم قال: هذا جَمْع مباح في الحَضَر والسفر إذا صلى الأولى في آخر وقتها، وصلى الثانية في أول وقتها، لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد صَلى به جبريلُ عليه السلام، وصلى وبالناسِ في المدينة عند سؤال السائل عن وقت الصلاة، فصَلَى في آخر وقت الصلاة بعد أن صَلَّى في أوَّله، وقال للسائل: ما بينَ هذينِ وقت. وعلى هذا تصح روايةُ من روى: "لئلا يُحرِجَ أمتَه"، ورواية من روى "للرخصة" وهذا جمع جائز في الحضر وغير الحضر، وإن كانت الصلاةُ في أول وقتها أفضلَ، وهو الصحيح في معنى حديث ابن عباس لم يتأوّل فيه المطر، وتاول ما قال أبو الشعثاء، وعمرو بن دينار، وبالله التوفيق. وقال النووي في "شرح مسلم" 5/219: وذَهَبَ جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجةِ لمن لا يَتخِذُه عادةً، وهو قول ابن سيرين وأشْهب من أصحاب مالكٍ،= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 423 1954 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرِنِي الْخَاتَمَ الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْكَ، فَإِنِّي مِنْ أَطَبِّ النَّاسِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا أُرِيكَ آيَةً؟ " قَالَ: بَلَى، قَالَ: " فَنَظَرَ إِلَى نَخْلَةٍ "، فَقَالَ: " ادْعُ ذَلِكَ الْعِذْقَ "، قَالَ: فَدَعَاهُ، فَجَاءَ يَنْقُزُ، حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْجِعْ "، فَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: يَا آلَ بَنِي عَامِرٍ، مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلًا أَسْحَرَ (1) 1955 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   =وحكاه الخطابي عن القَفَّال الشاشي الكبير من أصحاب الشافعي عن أبي إسحاق المروزي عن جماعة من أصحاب الحديث، واختاره ابنُ المنذر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو ظبيان: هو حصين بن جندب الجنبي. وأخرجه الدارمي (24) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/15-16 و16 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (24) ، والبيهقي 6/16 من طريقين عن الأعمش، به. وأخرجه ابن سعد 1/182، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/3، والترمذي (3628) ، والطبراني (12622) ، والحاكم 2/620، والبيهقي 6/15 من طريق شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان، به. وأخرجه أبو يعلى (2350) ، وابن حبان (6523) ، والطبراني (12595) ، والبيهقي 6/17، وأبو نعيم في "الدلائل" (297) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس. ينقز؟ يقفز ويثب. الحديث: 1954 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنِّي نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَإِنَّ عَادًا أُهْلِكَتْ بِالدَّبُورِ " (1) 1956 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] ، قَالَ: " رَأَى مُحَمَّدٌ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَلْبِهِ مَرَّتَيْنِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسعود بن مالك- وهو ابن معبد الأسدي الكوفي مولى سعيد بن جبير- فمن رجال مسلم، وقد روى عنه جمع، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه ابن أبي شيبة 11/433-434، ومسلم (900) ، وأبو يعلى (2563) ، والبيهقي في "السنن" 3/364، وفي "الدلائل" 3/448 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (900) ، وأبو يعلى (2680) من طريق عبدة بن سليمان، والقضاعي في "مسند الشهاب" (572) من طريق فضيل بن عياض، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه الطبراني (12424) من طريق مسلم الملائي، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه الطبراني أيضاً (11784) من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3540) ، وانظر (2013) . الصبا، بفتح الصاد: ريح معروفة يقال لها: القَبُول بفتح القاف، لأنها تقابل باب الكعبة، إذ مهبُّها من مشرق الشمس، وضدُّها الدبور، وهي الغربية. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن الحصين- وهو ابن قيس الحنظلي اليربوعي، ويقال: الرياحي- فمن رجال مسلم. أبو العالية: هو رُفيع بن مِهران الرياحي. وأخرجه مسلم (176) (285) و (286) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 437= الحديث: 1956 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 1957 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ ابْنِ حُدَيْرٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وُلِدَتْ لَهُ ابْنَةٌ، فَلَمْ يَئِدْهَا، وَلَمْ يُهِنْهَا، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا - يَعْنِي الذَّكَرَ - أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ " (2)   =من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 7/646 ونسبه لابن مردويه. وأخرجه الترمذي (3281) ، والطبري 27/52 من طريق سماك بن حرب، عن عكرمة، والطبراني (12941) من طريق علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، كلاهما عن ابن عباس بدون قوله: "مرتين". وانظر ما سيأتي برقم (2580) . وقال ابن كثير في "تفسيره" 7/423-424 بعد أن ساقه من طريق مسلم، عن أبي سعيد الأشج، عن وكيع، عق الأعمش، عن زياد بن حصين، به: وكذا رواه سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله، وكذا قال أبو صالح والسذي وغيرهما: إنه رآه بفؤاده مرتين، وقد خالفهُ ابنُ مسعود وغيره، وفي رواية عنه أنه أطلق الرؤية، وهي محمولة على المقيدة بالفؤاد، ومن روى محنه بالبصر، فقد أغرب، فإنه لا يصح في ذلك شيء عن الصحابة رضي الله عنهم، وقول البغويّ في "تفسيره": وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه، وهو قول أنس والحسن وعكرمة؟ فيه نظر، والله أعلم. وانظر تتمة كلامه، وانظر أيضاً "فتح الباري" 8/608-609. وسيأتي في حديث عائشة في "المسند" 6/49-50 نفيها لرؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربه عز وجل. وهومتفق عليه. (1) تصحف في (م) إلى: جدير. (2) إسناده ضعيف، ابن حدير مترجم في قسم الكنى من "التهذيب" وفروعه، ولم يذكروا له اسماً، وسماه ابن أبي شيبة والحاكم: زياداً! وهو لم يرو عنه غير أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، ولم يُؤثَر توثيقه عن أحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.= الحديث: 1957 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 426 1958 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَرًا، فَأَقَامَ تِسْعَ عَشْرَةَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَنَحْنُ إِذَا سَافَرْنَا، فَأَقَمْنَا تِسْعَ عَشْرَةَ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا أَقَمْنَا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ صَلَّيْنَا أَرْبَعًا " (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 8/551، وأبو داود (5146) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8699) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 4/177 من طريق جعفر بن عون، عن أبي مالك، به. وصحح إسناده ووافقه الذهبي، فأخطأ. وقوله: "فلم يئدها"، الوأد: هو دَفْنُها حَيْة على ما كان بعضُ العرب يفعلونه في الجاهلية. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عاصم الأحول: هو عاصم بن سليمان. وأخرجه الترمذي (549) ، وابن خزيمة (955) ، والطحاوي 1/416، والبيهقي 3/150، والبغوي (1028) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4337) ، وابن أبي شيبة 2/454، وعبد بن حميد (582) ، والبخاري (4298) و (4299) ، وأبو داود (1230) ، وابن ماجه (1075) ، وابن حبان (2750) ، والدارقطني 1/388، والبيهقي 3/149 و150 من طرق عن عاصم، به. إلا أن بعضهم رواه بلفظ. "تسع عشرة" كما هو عند المؤلف، وبعضهم رواه بلفظ:"سبع عشرة"، وقد جمع بعضهم بين الروايتين باحتمال أن يكون في بعضها لم يَعُدَ يَوْمَي الدخول والخروج، وهي رواية "سبع عشرة"، وعَدها في بعضها وهي رواية "تسع عشرة"، قال الحافظ في "التلخيص" 2/46: وهو جمع متين، ورواية عشرين (وهي عند عبد بن حميد برقم: 582) فهي صحيحة الإِسناد إلا أنها شادة، اللهم إلا أن يُحْمَل على جَبْر الكسر. قال البيهقي في "السنن" 3/151: وأصحها عندي- والله أعلم- رواية من روى تسع عشرهَ، وهي الرواية التي أودعها محمد بن إسماعيل البخاري في "الجامع الصحيح".= الحديث: 1958 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 1959 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَعْتَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الطَّائِفِ، مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنْ عَبِيدِ الْمُشْرِكِينَ " (1) 1960 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةِ " قَالَ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ " يَكْرَهُ بَيْعَ الْفَصِيلِ " (2)   =وأخرجه الطبراني (11892) ، والبيهقي 3/150-151 من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، به. وأخرجه البخاري (1080) ، وأبو يعلى (2368) ، والدارقطني 1/387 - 388، والبيهقي 3/150 من طريق أبي عوانة، عن عاصم الأحول، وحصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2758) و (2883) و (2884) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعنه، والحكم- وهو ابن عتيبة- لم يسمعه من مقسم، وإنما هو كتاب. وأخرجه أبو يعلي (2564) ، والطبراني (12079) ، والبيهقي 9/229 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/511، والدارمي (2508) ، والطحاوي 3/278، والطبراني (12092) ، والبيهقي 9/229-230 و230 من طرق عن الحجاج، به. وسيأتي برقم (2111) و (2176) و (2229) و (3267) و (3415) . ويشهد له مرسل عبد الله بن المكرم الثقفي عند البيهقي 9/229 (في المطبوع: عبد الله بن المكدم) ، وحديث رجل من ثقيف عند أحمد في "المسند" 4/168. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه البخاري (2187) ، والطحاوي 4/33، والطبراني (11795) ، والبيهقي 5/308 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.= الحديث: 1959 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 1961 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَتَبَ إِلَى أَهْلِ جُرَشَ يَنْهَاهُمِ انْ يَخْلِطُوا الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ " (1) 1962 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى صَاحِبِ قَبْرٍ بَعْدَ مَا دُفِنَ " (2)   = المحاقلة: قال ابن الأثير في "النهاية": المحاقلة مختلف فيها، قيل: هي اكتراءُ الأرض بالحنطة، هكذا جاء مفسراً في الحديث، وهو الذي يسميه الزراعون: المحارثة، وقيل: هي المزارعةُ على نصيب معلوم كالثلث والربع ونحوهما، وقيل: هي بيع الطعام في سُنْبُلِه بالبُر، وقيل: هي بيع الطعام قبل إدراكه وإنما نهي عنها لأنها من المكيل، ولا يجوزُ فيه إذا كانا من جنس واحد إلا مثلاً بمثل ويدا بيد، وهذا مجهول لا يُدرى أيهما أكثر. والمزابنة: وهي بيع الرطب في رؤوس النخل بالتمر، وأصله من الزبن وهو الدفع، كأن كل واحد من المتبايعين يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه. وإنما نهى عنها لما يَقَع فيها من الغبن والجهالة. والقَصيل: هو ما اقْتُصِل، أي: اقتطع من الزرع أخضر. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسيأتي بأطول مما هنا برقم (3110) عن أسباط، عن أبي إسحاق الشيباني، عن حبيب، بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. ويأتي تخريجه هناك، وانظر (2499) . جرَش: بلدة خربة شمال نجران، سُمي باسمها مخلاف جُرَش من مخاليف اليمن، ولا تزال أطلالها قائمة في أعلى وادي بيشة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1247) ، وابن ماجه (1530) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.= الحديث: 1961 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 1963 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ يُنْقَعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّبِيبُ " قَالَ: " فَيَشْرَبُهُ الْيَوْمَ وَالْغَدَ وَبَعْدَ الْغَدِ إِلَى مَسَاءِ الثَّالِثَةِ، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ فَيُسْقَى، أَوْ يُهَرَاقُ " (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 3/359-360 و14/153، والبخاري (1321) و (1326) و (1340) ، ومسلم (954) (68) ، وأبو داود (3196) ، والترمذي (1037) ، والنسائي 4/85، وابن حبان (3091) ، والطبراني (12582) و (12583) ، والدارقطني 2/76-77 و77 -78 و78، والبيهقي 4/45 و46، والبغوي (1498) من طرق عن أبي إسحاق سليمان بن أبي سليمان، به. وأخرجه مسلم (954) (69) ، وابن حبان (3089) و (3091) ، والبيهقي 4/46 من طريق شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، ومسلم (954) (69) ، والبيهقي 4/46 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي حصين، كلاهما عن الشعبي، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/360، وأبو يعلى (2523) من طريق أبي سنان عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2554) و (3134) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عمر - واسمه يحيى بن عبيد البَهْراني- فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/132-133، ومسلم (2004) (81) ، وأبوداود (3713) ، والطبراني (12624) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2004) (82) ، والبيهقي 8/300 من طريق جرير، والنسائي 8/333 من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه بنحوه الطيالسي (2714) و (2715) ، ومسلم (2004) (83) ، وابن ماجه (3399) ، والنسائي 8/333، وابن حبان (5384) و (5386) ، والطبراني (12623) و (12625) و (12626) و (12627) و (12628) و (12629) و (12630) و (12631) ، وأبو الشيخ في"أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 210 و211، والبيهقي 8/294 و300 من طرق عن أبي عمر يحيى بن عبيد، به. وسياتي برقم (2068) و (2143) و (3337) .= الحديث: 1963 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 1964 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَجْلَحُ، عَنْ يَزِيدَ (1) بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقُولُ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ: " بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ " (2) 1965 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي فَضَاءٍ لَيْسَ بَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ " (3) 1966 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ فِي سَرِيَّةٍ، فَوَافَقَ ذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَقَدَّمَ أَصْحَابَهُ، وَقَالَ: أَتَخَلَّفُ فَأُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُمُعَةَ، ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ. قَالَ: فَلَمَّا صلى رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = وقوله: "يُهراق"، أي: يراق. (1) تحرف في (م) إلى: زيد. (2) صحح لغيره، أجلح- وهو ابن عبد الله بن حجية- ليس بالقوي، يكتب حديثه، ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد تقدم برقم (1839) وذُكِرت شواهده هناك. (3) حسن لغيره، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلى وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/278، وأبو يعلى (2601) ، والبيهقي 2/273 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وهو في المسند من طريق أخرى عن ابن عباس بنحوه (3017) ولفظه: مررت أنا والفضل على أتان ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي بالناس في فضاء من الأرض ... وله شاهد من حديث الفضل، أخرجه أبو داود (718) وسنده حسن في الشواهد. وانظر (1797) . الحديث: 1964 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 رَآهُ، فقَالَ (1) : " مَا مَنَعَكَ أَنْ تَغْدُوَ مَعَ أَصْحَابِكَ " قَالَ: فَقَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ مَعَكَ الْجُمُعَةَ، ثُمَّ أَلْحَقَهُمْ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ، مَا أَدْرَكْتَ غَدْوَتَهُمْ (2) 1967 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَتَبَ نَجْدَةُ (3) الْحَرُورِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ الصِّبْيَانِ، وَعَنِ الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟ وَعَنِ الصَّبِيِّ مَتَى يَنْقَطِعُ عَنْهُ الْيُتْمُ؟ وَعَنِ النِّسَاءِ، هَلْ كَانَ يَخْرُجُ بِهِنَّ، أَوْ يَحْضُرْنَ الْقِتَالَ؟ وَعَنِ الْعَبْدِ هَلْ لَهُ فِي الْمَغْنَمِ نَصِيبٌ؟ ". قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَمَّا الصِّبْيَانُ: فَإِنْ كُنْتَ الْخَضِرَ تَعْرِفُ الْكَافِرَ مِنَ المُؤْمِنِ، فَاقْتُلْهُمْ. وَأَمَّا الْخُمُسُ: فَكُنَّا نَقُولُ إِنَّهُ لَنَا، فَزَعَمَ قَوْمُنَا أَنَّهُ لَيْسَ لَنَا. وَأَمَّا النِّسَاءُ فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ مَعَهُ بِالنِّسَاءِ فَيُدَاوِينَ الْمَرْضَى، وَيَقُمْنَ عَلَى الْجَرْحَى، وَلا يَحْضُرْنَ الْقِتَالَ، وَأَمَّا الصَّبِيُّ فَيَنْقَطِعُ عَنْهُ الْيُتْمُ إِذَا احْتَلَمَ، وَأَمَّا الْعَبْدُ فَلَيْسَ لَهُ مِنَ المَغْنَمِ نَصِيبٌ، وَلَكِنَّهُمْ قَدْ كَانَ يُرْضَخُ لَهُمْ " (4)   (1) في (م) و (س) و (ص) : فلمارآه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال. (2) إسناده ضعيف، فيه عنعنة الحجاج- وهو ابن أرطاة-، والحكم- وهو ابن عتيبة- لم يسمعه من مقسم. وأخرجه الترمذي (527) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وأخرجه الطيالسي (2699) ، وعبد بن حميد (654) ، والطبراني (12081) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 3/187 من طريق الحسن بن عياش، كلاهما عن الحجاج، به. وسيأتي برقم (2317) . (3) تحرف في (م) إلى: نجوة. (4) حديثه صحيح، الحجاج- وهو ابن أرطاة، وإن عنعنه- قد توبع.= الحديث: 1967 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 432 1968 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ - يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ - " قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلا رَجُلًا (1) خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " (2)   =وأخرجه أبو يعلي (2630) من طريق محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق يزيد بن هرمز عن ابن عباس برقم (2235) . قوله: "إن كنت الخضر" أي: إن كنتَ مثل الخضر النبي الذي أطلعه الله على مآل الغلام الذي قتله، فاقتلهم، وهذا الأمر مراد به التعجيز، لأنه لا يتحقق له ذلك، وهو كقوله تعالى: (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) . وقوله: "يرضخ لهم": من الرضخ، وهو العطية القليلة، وهو دون السهم. (1) في (م) و (س) و (ص) و (ض) : رجلاً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسلم البطين: هو مسلم بن عمران، ويقال: ابن أبي عمران الكوفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/348، وابن ماجه (1727) ، والترمذي (757) ، وابن حبان (324) ، والبغوي (1125) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (8121) ، والطبراني (12326) و (12328) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3749) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وأخرجه أبو داود (2438) عن عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح ومجاهد ومسلم، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه الدارمي (1774) ، والبيهقي في "الشعب" (3752) من طريق أصبغ بن= الحديث: 1968 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 1969 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ - لَيْسَ فِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ يَعْنِي: " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهَا " (1) 1970 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِي عَنْهَا؟ قَالَ: فَقَالَ: " أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَمَا كُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ " قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَقُّ " (2) 1971 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ الْيَوْمَ التَّاسِعَ " (3)   = زيد، عن القاسم بن أبي أيوب، والطبراني (12436) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، كلاهما عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (3139) و (3228) . (1) رجاله ثقات، لكنه مرسل، وانظر ما قبله. أبو صالح: هو ذكوان السمان. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عَلقه البخاري (1953) عن أبي معاوية، ووصله أبو داود (3310) عن محمد بن العلاء، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1148) (154) ، والنسائي في" الكبرى" (2912) ، والطبراني (12331) ، والبيهقي 4/255 من طرق عن الأعمش، به. وقد تقدم برقم (1861) . (3) إسناده قوي. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث= الحديث: 1969 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 1972 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ، وَفِي عُمَرِهِ كُلِّهَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ وَالْخُلَفَاءُ " (1) 1973 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، عَنْ مِهْرَانَ أَبِي صَفْوَانَ، (2)   = القرشي العامري، وعبد الله بن عمير والقاسم بن عباس روى لهما مسلم متابعة، وهما صدوقان. وأخرجه عبد بن حميد (671) ، والطحاوي 2/77، والطبراني (10817) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (10891) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2106) و (3213) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (2492) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 407 (تحقيق العمروي) عن أبي معاوية ووكيع، عن ابن جريج، عن عطاء مرسلاً. وانظرماتقدم برقم (1921) . قوله: "رمل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... "، قال السندي: مقتضاه أن الرمَل عنده سنة، وقد صح أنه أنكر كونه سنةً وقال فيمن قال: إنه سنة: صدقوا وكذبوا (وسيأتي برقم 2029) ، ورجال هذا الحديث ثقات أيضاً، فيحتمل أنه حقق الأمر على وجهه ثانياً، فرجع عن الإنكار، والله تعالى أعلم. (2) تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ9) و (ظ14) إلى: "مهران بن صفوان" وصوبناه من هاتين النسختين و"أطراف المسند" 1/الورقة 135، وهو كذلك في كتب التراجم. الحديث: 1972 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ " (1) 1974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْمُحَارِبِيَّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَهْرَانَ أَبِي صَفْوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ " (2) 1975 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عِنْدَ كُسُوفِ الشَّمْسِ   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، مِهْران أبو صفوان لم يرو عنه غير الحسن بن عمرو الفقيمي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث، وقال في "التقريب": مجهول، وقد توبع؟ انظر ما تقدم برقم (1833) . وأخرجه عبد بن حميد (720) ، والدارمي (1784) ، وأبو داود (1732) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/12، والحاكم 1/448 والبيهقي 4/339-340، والخطيب في "تاريخه" 5/47 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِ سعاد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! (2) هو مكرر ما قبله، وقوله:"عن صفوان الجَمال" خطأ في أصل الرواية، ففي "تعجيل المنفعة" ص 191: إنما هو أبو صفوان الجَمال الذي أخرج له أبو داود، وقد أخرج أحمدُ حديثَه على الوجهين، أخرجه عن أبي معاوية، عن الحسن بن عمرو، عن أبي صفوان الجَمال، عن ابن عباس حديث: "من أراد الحج فليتعجلْ" وكذا أخرجه أبو داود والدارقطني والحاكم في" المستدرك" والحاكم أبو أحمد في "الكنى" كلهم من طريق أبي معاوية، وقال أحمدُ أيضاً: حدثنا عبد الرحمن بن محمد هو المحاربي، حدثنا الحسن بن عمرو، عن صفوان الجمال، به. فكأن المحاربي وهم في تسميته، وإنما هو أبو صفوان واسمُه مهران، وهو مترجم في "التهذيب". الحديث: 1974 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ " (1) 1976 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ فِي الْحَرَامِ: " يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا " قَالَ هِشَامٌ: وَكَتَبَ إِلَيَّ يَحْيَى، يُحَدِّثُ عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ فِي الْحَرَامِ: " يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا "، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] (2)   (1) إسناده ضعيف، فإن حبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعنه، قال ابن حبان في "صحيحه" 7/98: خبرُ حبيب بن أبي ثابت، عن طاووس، عن ابن عباس: ليس بصحيح، لأن حبيباً لم يسمع من طاووس هذا الخبرَ، وقال البيهقي: وحبيب وإن كان من الثقات، فقد كان يُدلس ولم أجده ذَكَر سماعه في هذا الحديث عن طاووس، ويحتمل أن يكون حمله عن غير موثوق به عن طاووس، وقد روى سليمان الأحول عن طاووس، عن ابن عباس من فعله أنه صَلاها ست ركعات في أربع سجدات، فخالفه في الرفع والعدد جميعاً. وفيه عِلة أخرى وهي الشذوذ، فقد روى غير واحد عن ابن عباس أنها أربع ركعات وأربع سجدات. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/467، ومسلم (908) (18) ، والنسائي 3/128، والبيهقي 3/327 من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/467، والطحاوي 1/327، والدارقطني 2/64 من طرق عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (3236) . (2) حديث عكرمة عن عمر فيه انقطاع، لأن عكرمةَ لم يُدرِكْ عمر، وحديث يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس صحيح على شرط البخاري. إسماعيل: هو= الحديث: 1976 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 437 1977 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو جَهْضَمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا مَأْمُورًا، بَلَّغَ وَاللهِ مَا أُرْسِلَ بِهِ، وَمَا اخْتَصَّنَا دُونَ النَّاسِ بِشَيْءٍ لَيْسَ ثَلاثًا، أَمَرَنَا أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ، وَأَنْ لَا نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ، وَأَنْ لَا نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ " قَالَ مُوسَى: فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حَسَنٍ، فَقُلْتُ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُبَيْدِ   = ابن علية، وهشام: هو الدستوائي. وأخرجه البيهقي 7/350 من طريق يعقوب الدورقي، عن ابن علية، بهذا الإسناد، بتمامه. وأخرجه مسلم (1473) (18) عن زهيربن حرب، عن ابن علية، به مقتصراً على قول ابن عباس. وأخرجه الطيالسي (2635) ، والبخاري (4911) ، وابن ماجه (2073) ، والبيهقي 7/350 من طرق عن هشام، به. وأخرجه البخاري (5266) ، ومسلم (1473) (19) ، والبيهقي 7/350 من طريق معاوية بن سلام، وعبد الرزاق (11363) عن عمر بن راشد، كلاهما عن يحيي بن أبي كثير، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/74 عن وكيع، عن علي بن المبارك، عن يحيي، قال: حدثني من لا أَتَّهم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ... فذكره. وأخرجه سعيد بن منصور (1704) من طريق سعيد بن المسيب، وابن أبي شيبة 5/73 من طريق عكرمة، كلاهما عن ابن عباس. وأثرُ عمر بن الخطاب أخرجه عبد الرزاق (1360) ، وسعيد بن منصور (1701) ، وابن أبي شيبة 5/73، والبيهقي 7/351 من طرق عن عكرمة، وأخرجه سعيد بن منصور (1695) ، وابن أبي شيبة 5/73 من طريق جويبر، عن الضحاك، كلاهما عن عمر. الحديث: 1977 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 438 اللهِ، حَدَّثَنِي كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: " إِنَّ الْخَيْلَ كَانَتْ فِي بَنِي هَاشِمٍ قَلِيلَةً، فَأَحَبَّ أَنْ تَكْثُرَ فِيهِمْ " (1) 1978 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَالَتْ: أَلا نُطْعِمُكُمْ مِنْ هَدِيَّةٍ أَهْدَتْهَا لَنَا أُمُّ عُفَيْقٍ (2) ؟ قَالَ: فَجِيءَ بِضَبَّيْنِ مَشْوِيَّيْنِ، فَتَبَزَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سالم أبي جهضم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه الترمذي (1701) ، وابن خزيمة (175) من طريق ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 1/89، وابن خزيمة (175) ، والبيهقي 10/23 من طريقين عن أبي جهضم، به. وسيأتي برقم (2060) و (2092) و (2238) ، وانظر حديث علي رقم (582) . قوله: "ليس"، قال السندي: للاستثناء، ولا يخفى أن الأمر بإسباغ الوضوء عام، فكأن أهل البيت آكد في حقهم الإسباغ دون غيرهم، وكذا النهي عن الإنزاء. (2) في (ق) : "أم عفيف" وعلى حاشيتها: "أم عفيق، والمعروف: أم حفيد"، وعلى حاشية (س) و (ض) و (ص) : "كذا في نسختين أم عفيق هذه وفي الحديث الذي بعده، والمعروف أنها أم حفيد". قال الحافظ ابن حجر فيما نقله ابن عَلأن عنه في "الفتوحات الربانية" 5/238: ووقع في رواية ابن عيينة في هذه الطريق أم عفيق بالعين المهملة والفاء ثم القاف مصغراً، وأصل الحديث في الصحيح بلفظ "أم حفيد" أوله حاء مهملة وآخره دال وهو المشهور، وسميت في رواية أخرى في الصحح "هزيلة" بالزاي واللام مصغراً، وهي أختُ ميمونة وأخت لُبابة الكبرى أمّ ابن عباس، ولبابة الصغرى أم خالد، الأربع بنات الحارث، وكانت أم حفيد تزوجت في الأعراب فسكنت البادية، وكانت تزور أختها بالمدينة، وذكر ابن سعد= الحديث: 1978 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 439 خَالِدٌ: كَأَنَّكَ تَقْذَرُهُ؟ قَالَ: " أَجَلْ "، قَالَتْ: أَلا أُسْقِيكُمْ مِنْ لَبَنٍ أَهْدَتْهُ لَنَا؟ فَقَالَ: بَلَى، قَالَ: فَجِيءَ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَخَالِدٌ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي: " الشَّرْبَةُ لَكَ وَإِنْ شِئْتَ آثَرْتَ بِهَا (1) خَالِدًا " فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِسُؤْرِكَ عَلَيَّ أَحَدًا، فَقَالَ: " مَنْ أَطْعَمَهُ اللهُ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ، وَمَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَنًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِئُ مَكَانَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ غَيْرَ اللَّبَنِ " (2)   =أنها أسلمت وبايعت، وكلهن معدودات في الصحابة. (1) في (س) و (غ) و (ض) و (ص) : به. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، علي بن زيد- وهو ابن جُدعان- ضعيف، وعمر بن أبي حرملة مجهول. وأخرجه ابن سعد 1/396-397، والترمذي- وحسَنه- في "السنن" (3455) ، وفي "الشمائل" (206) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (286) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (474) ، والبغوي (3055) من طريق إسماعيل بن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3730) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5957) من طريق حماد بن زيد، عن ابن جدعان، به. واقتصر النسائي وابن السني منه على الدعاء الأخير، ولم يذكر أبو داود قصة الإيثار في الشرب ولا الترمذي قصة الضّباب. وأخرجه مختصراً بقصة الدعاء فقط أبو الشيخ في"أخلاق النبي" ص 208 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن جدعان، به. وانظر (1904) . وقال الحافظ في "أمالي الأذكار" بعد تخريجه فيما نقله عنه ابن علان 5/238: هذا حديث حسن. يعني بطرقه، فإن مدار الحديث عند جميع من خرجه على علي بن زيد بن جدعان، وهو عنده ضعيف لا يحسن حديثه إلا بالمتابعة والشواهد.= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 440 1979 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُمِّ عُفَيْقٍ أَهْدَتِ الَى أُخْتِهَا مَيْمُونَةَ بِضَبَّيْنِ، فَذَكَرَهُ (1) 1980 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ الْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ (2) ، قَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: " إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَسْتَنْزِهُ مِنَ البَوْلِ - قَالَ وَكِيعٌ: مِنْ بَوْلِهِ - وَأَمَّا الْآخَرُ: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ". ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً، فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: " لَعَلَّهُمَا أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا - قَالَ وَكِيعٌ: تَيْبَسَا "، (3)   = وأخرج ابن ماجه (3322) عن هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا ابن جريج، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أطعمه الله طعاماً، فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وارزُقْنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبناً، فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزِدْنا منه، فإني لا أعلمُ ما يجزئُ من الطعام والشراب إلا اللبن". وهذا سند حسن في المتابعات. وانظر (1904) . وقصة الضباب صحيحة ستأتي من طرق عن ابن عباس برقم (2299) و (2684) و (3067) . (1) حديث حسن كسابقه. وأخرجه أبو داود (3730) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. (2) تحرف في النسخ المطبوعة إلى: الأعمش ومجاهد. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير،= الحديث: 1979 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/122 و3/375، والبخاري (218) ، وابن ماجه (347) ، والأجري في "الشريعة" ص 362 من طريق أبي معاوية ووكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/376-377، والبخاري (1361) ، والنسائى 6/104، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (236) ، والآجري ص 362، والبيهقي في "السنن" 2/412، وفي "إثبات عذاب القبر" (118) ، والبغوي (183) من طريق أبي معاوية وحده، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/377، وهناد في"الزهد" (360) و (1213) ، والبخاري (6052) ، ومسلم (292) ، وأبو د اود (20) ، والترمذي (70) ، والنسائي 1/28-29، وابن الجارود (130) ، وابن خزيمة (56) ، والآجري ص 362، والبيهقي في "السنن" 1/104، وفي "إثبات عذاب القبر" (117) من طريق وكيع وحده، به. وأخرجه عبد بن حميد (620) ، والدارمي (739) ، ومسلم (292) ، والبيهقي في "السنن" 2/412، وفي "إثبات عذاب القبر" (119) من طريق عبد الواحد بن زياد، والبخاري (1378) ، وابن حبان (3128) ، والآجري ص 362 من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، به. وانظر ما بعده. قوله: "وما يُعذبان في كبير"، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/19: معناه أنهما لم يُعذبا في أمر كان يَكبُرُ عليهما، أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التنزه من البول وترك النميمة، ولم يُردْ أن المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرة في حق الدِّين، وأن الذنب فيهما هَيِّنَ سهل. وأما غرسه شق العسيب (أو الجريدة) على القبر، وقوله: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا"، فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَل مدة بقاء النداوة فيهما حداً لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما، وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنىً ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تفرش الخُوص في قبور موتاهم، واراَهم ذهبوا إلى هذا، وليس لما تَعاطَوْه من ذلك وجه، والله أعلم. وانظر "فتح الباري" 1/320-321. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 442 1981 حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قَبْرِهِمَا، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: " حَتَّى يَيْبَسَا، أَوْ: مَا لَمْ يَيْبَسَا " (1) 1982 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ: " أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ " فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلانًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا (2)   (1) إسناده صحح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بهرام التميمي المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه البخاري (216) ، وأبو داود (21) ، والنسائي 4/106، وابن خزيمة (55) ، والآجري في "الشريعة" ص 361 من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (6055) من طريق عبيدة بن حميد، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (221) من طريق إبراهيم بن طهمان، ثلاثتهم عن منصور، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2646) ، وابن حبان (3129) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، به. وأخرجه الخرائطي (222) من طريق حبيب بن حسان، عن مجاهد، به. وأخرجه الآجري ص361 من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن منصور والأعمش، عن مجاهد، به، وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية. وأخرجه الطيالسِي (2697) ، والدارمي (2649) ، والبخاري (5886) و (6834) ، وأبو داود (4930) ، والنسائي في " الكبرى" (9254) ، والطبراني (11988) و (11989) = الحديث: 1981 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 443 1983 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَيَرَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ وَمَعَهُ بِلالٌ نَاشِرًا ثَوْبَهُ، فَوَعَظَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي "، وَأَشَارَ أَيُّوبُ إِلَى أُذُنِهِ وَإِلَى حَلْقِهِ، كَأَنَّهُ يُرِيدُ التُّومَةَ، وَالْقِلادَةَ (1) 1984 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُكَاتَبِ: " يَعْتِقُ مِنْهُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَبِقَدْرِ مَا رَقَّ مِنْهُ دِيَةَ الْعَبْدِ " (2)   = والبيهقي 8/224 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7806) من طريق إبراهيم بن سليمان الزيات، عن بحربن كثير، عن يحيى بن أبي كثير، به. وأخرجه الطبراني (11647) و (11678) و (11683) من طرق عن عكرمة، به. وأخرجه الطبراني (12148) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2006) و (2123) و (2263) و (2291) و (3059) و (3151) و (3458) . والمراد بالمخنثين: المتشبهون بالنساء. انظر "الفتح" 12/160. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (1449) ، ومسلم (884) (3) من طريق ابن علية، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1902) . التوَمَة: هي القُرْط فيه حبة. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو مكرر (1944) . الحديث: 1983 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 444 1985 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سَحَابٌ فَكَمِّلُوا الْعِدَّةَ ثَلاثِينَ، وَلا تَسْتَقْبِلُوا الشَّهْرَ اسْتِقْبَالًا " قَالَ حَاتِمٌ: يَعْنِي عِدَّةَ شَعْبَانَ (1) 1986 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ، وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَجَالَتْ بِهِ النَّاقَةُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، لَا يُجَاوِزَانِ رَأْسَهُ، فَسَارَ عَلَى هِينَتِهِ حَتَّى أَتَى جَمْعًا، ثُمَّ أَفَاضَ الْغَدَ وَرِدْفُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، فَمَا زَالَ يُلَبِّي   (1) صحيح، سماك بن حرب قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الدارمي (1683) ، والنسائي 4/136 من طريق ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 4/207 من طريق عبد الله بن بكر، عن حاتم، به. وأخرجه الطيالسي (2671) ، وابن أبي شيبة 3/20، والترمذي (688) ، والنسائي 4/136 و153-154، وأبو يعلى (2355) ، وابن خزيمة (1912) ، وابن حبان (3590) و (3594) ، والطبراني (11755) و (11756) و (11757) ، والحاكم 1/424-425، والبيهقي 4/208 من طرق عن سماك بن حرب، به. وأخرجه الطبراني (11706) من طريق أشعث بن سوار، عن عكرمة، به. وأخرجه الشافعي 1/274، وعبد الرزاق (7302) ، والدارمي (1686) ، والنسائي 4/135، وابن الجارود (375) ، والبيهقي 4/207 من طريق عمرو بن دينار، عن محمد بن حنين، عن ابن عباس. وأخرجه النسائي 4/135 من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وأخرجه مالك 1/287 عن ثور بن زيد الديلي، عن أبن عباس، وهو منقطع. وسيأتي برقم (2335) ، وانظر (3021) . الحديث: 1985 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 445 حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (1) 1987 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حَبِيبِ بْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ خَطَبَ النَّاسَ بِتَبُوكَ: " مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٍ بِرَأْسِ فَرَسِهِ، يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ، وَمِثْلُ آخَرَ بَادٍ فِي نِعْمَةٍ يَقْرِي ضَيْفَهُ وَيُعْطِي حَقَّهُ " (2) 1988 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العرزمي- احتج به مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه الطبراني (11292) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (1860) . (2) إسناده صحيح، حبيب بن شهاب وثقه ابن معين والنسائي، وقال أحمد: ليس به بأس، وأبوه شهاب العنبري وثقه أبو زرعة، وذكرهما ابن حبان في "الثقات". يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/386 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (154) ، والطبراني (12924) من طريق يحيى بن سعيد، به. وسيأتي برقم (2837) ، وانظر (2116) . بادٍ: مقيم في البادية. والنًعَم: واحد الأنعام، وهي المال الراعية: الإبل والبقر والضَّأن والمعز، وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل. ويَقري: يضيف. ويعطي حقَّه: يؤتي الزكاة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/25.= الحديث: 1987 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 446 1989 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَبَنِ شَاةِ الْجَلالَةِ، وَعَنِ الْمُجَثَّمَةِ، وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (1)   =ومن طريق مالك أخرجه البخاري (207) ، ومسلم (354) ، وأبو داود (187) ، وابن خزيمة (41) ، والطحاوي 1/64، وابن حبان (1143) و (1144) ، والطبراني (10758) ، والبيهقي 1/153، والبغوي (169) . وأخرجه الطيالسي (2662) ، والطحاوي 1/64، وابن حبان (1142) ، والطبراني (10758) من طرق عن زيد بن أسلم، به. وأخرجه الطبراني (10762) من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، به. وسيأتي برقم (3352) و (3453) ، وانظر (1994) و (2002) و (2153) و (2188) و (2406) و (2524) و (3464) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وأخرجه ابن الجارود (887) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3786) ، والنسائي 7/240، والبيهقي 9/333 من طريقين عن هشام الدستوائي، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/397 و8/207 - 208، والدارمي (1975) و (2117) ، وأبو داود (3719) ، وابن خزيمة (2552) ، والطبراني (11819) ، والبيهقي 5/254 و9/333 من طريق حماد بن سلمة، والطبراني، (11820) من طريق مُجاعة بن الزبير، كلاهما عن قتادة، به. وسيأتي برقم (2161) و (2671) و (2949) و (3142) و (3143) . الجَلالة: هي الحيوان الذي يأكل العَذِرة، من الجَلَة- بفتح الجيم- وهي البَعْرة. والمجثمة: هي كل حيوان يُنصَب وبُرمى ليقتل، إلا أنها تكثر في الطير والأرانب، وأشباه ذلك مما يَجثُم على الأرض، فإذا ماتت من ذلك لم يَحِل أكلُها. الحديث: 1989 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 447 1990 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ (3) بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنْتَ تُفْتِي " الْحَائِضَ أَنْ تَصْدُرَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَا تُفْتِ بِذَلِكَ، قَالَ: إِمَّا لَا، فَاسْأَلْ فُلَانَةَ الْأَنْصَارِيَّةَ: هَلْ أَمَرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ؟ فَرَجَعَ زَيْدٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَضْحَكُ، فَقَالَ: مَا أُرَاكَ إِلا قَدْ صَدَقْتَ (2) 1991 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا " (3)   (1) تحرف في (م) و (غ) إلى: الحسين. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 5/163 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1328) (381) ، والنسائي في "الكبرى" (4201) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/365، وفي "الرسالة" (1216) ، والطحاوي 2/233 من طرق عن ابن جريج، به. وسيأتي برقم (3256) . والصَّدَر: رجوع المسافر من مقصده. والمرأة الأنصارية التي أحال عليها ابن عباس هي أم سليم بنت ملحان كما يفهم من حديث عكرمة عن ابن عباس عند البخاري (1758) ، وسيأتي تخريجه في مسند أم سليم 6/430-431، ومن حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عند مالك في "الموطأ"1/413. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وأخرجه البخاري (2783) و (2825) ، والنسائي 7/146، وفي "الكبرى" (8703) ،= الحديث: 1990 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 448 1992 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ سُفْيَانُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أَوْ أَثَرَةٍ (1) مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] ، قَالَ: " الْخَطُّ " (2)   =وابن الجارود (1030) ، والطحاوي في "شرح المشكل" 3/252، والقضاعي في "مسند الشهاب" (847) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 3/252 من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، عن سفيان، به. وأخرجه الدارمي (2512) ، والبخاري (3077) ، ومسلم 3/1487 و1488، وأبو داود (2480) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (844) ، والبيهقي 9/16 من طرق عن منصور، به. وأخرجه الطبراني (10898) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (261) ، وابن ماجه (2773) ، وابن حبان (4592) ، والطبراني (10844) ، والقضاعي (846) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس، به. وأخرجه عبد الرزاق (9711) عن معمر، عن ابن طاووس، عن طاووس مرسلا. وسيأتي برقم (2396) و (3335) ، ومطولاً برقم (2896) . قوله: "لا هجرة"، قال السندي: أي: من مكة، لصيرورتها دارَ إسلام، أو إلى المدينة من أي موضع كان لظهور عزة الإسلام، وأما الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام، فهي واجبة على الدوام. (1) قراءة القراء السبعة: (أثَارة من عِلم) ، وقرأ ابن مسعود وأبو رَزين وأيوب السختياني ويعقوب (وهو ابن إسحاق الحضرمي إمام أهل البصرة ومقرئها) : "أثَرة". انظر "زاد المسير" لابن الجوزي 7/369. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (10725) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن صفوان، بهذا الإسناد. ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل عن الخط، فقال: "هو أثارة من علم".= الحديث: 1992 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 449 1993 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي مُخَوَّلٌ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ، وَهَلْ أَتَى، وَفِي الْجُمُعَةِ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ " (1)   = وأخرجه الطبري 2/26 من طريق أبي عاصم، والحاكم 2/454 من طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن سفيان، به موقوفاً. ولفظه عند الطبري: خط كان يخطه العرب في الأرض. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم 2/454 من طريق ابن عون، عن الشعبي، عن ابن عباس، موقوفاً بلفظ: "جودة الخط". قال الحاكم: هذه زيادة غريبة في هذا الحديث (يعني لفظة: جودة) . (1) إسناده صحح على شرط الشيخين. مُخَول: هو ابن راشد الكوفي الحناط. وأخرجه أبو داود (1075) ، وأبو نعيم 7/182 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2636) ، والنسائي 3/111، والطبراني (12375) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/182 من طريق شعبة، به. وأخرجه أبو نعيم 7/182 و183 من طريق شعبة عن أبي عون والأعمش وأبي العميس، ثلاثتهم عن مسلم البطين، به. وأخرجه الترمذي (520) ، والنسائي 2/159، وابن خزيمة (533) ، والطحاوي 1/414، والطبراني (12377) من طريق شريك، عن مُخّول، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أبو نعيم 7/183 من طريق شعبة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه ابن خزيمة (533) ، والطبراني (12422) و (12462) من طريقين عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه عبد الرزاق (5240) ، ومن طريقه الطبراني (10900) عن معمر، عن ابن= الحديث: 1993 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 1994 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1) 1995 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا يَخَافُ إِلا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 1996 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا لَمْ تُدْرِكِ الصَّلاةَ فِي الْمَسْجِدِ، كَمْ تُصَلِّي بِالْبَطْحَاءِ؟ قَالَ: " رَكْعَتَيْنِ، تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)   = طاووس، عن طاووس، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2457) و (2799) و (2906) و (3039) و (3096) و (3097) و (3160) و (3325) و (3326) و (3404) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عطاء بن ابي الخوار من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (637) ، وأبو يعلى (2734) ، والطبراني (11267) من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1988) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان البصري، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه النسائي 3/117 من طريق خالد بن الحارث، والطبراني (12855) من طريق عبد الرحمن بن حماد، كلاهما عن ابن عون، بهذا الإِسناد. وقد تقدم برقم (1852) . (3) إسناده صحح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن= الحديث: 1994 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 1997 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَمْلاهُ عَلَيَّ سُفْيَانُ، إِلَى شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنِي طَلِيقُ بْنُ قَيْسٍ الْحَنَفِيُّ أَخُو أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو: " رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي " (1)   =سلمة- وهو ابن المُحَبق الهذلي- فمن رجال مسلم. وأخرجه الطيالسي (2742) ، ومسلم (688) من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. والحديث في صلاة المسافر، وقد تقدم برقم (1862) (1) إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح غير طليق بن قيس، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري، وعمرو بن مرة: هو ابن عبد الله بن طارق المرادي، وعبد الله بن الحارث: هو الزبيدي المعروف بالمكَتب، وهو بمعنى المعلم يعلم الكتابة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (665) ، وأبو داود (1511) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (384) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (607) ، وابن حبان (948) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/280-281، وعبد بن حميد (717) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (664) ، وأبو داود (1510) ، وابن ماجه (3830) ، والترمذي (3551) ، وابن حبان (947) ، والطبراني في "الدعاء" (1411) ، والحاكم 1/519-520، والبغوي (1375) من طرق عن سفيان الثوري، به.= الحديث: 1997 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 1998 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ (1) ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ، وَمَا صَامَ شَهْرًا تَامًّا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا رَمَضَانَ " (2) 1999 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ " الْخِنْصَرُ وَالْإِبْهَامُ (3)   = وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1412) من طريق أحمد بن أبان القرشي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن مرة، به. مُخبتاً: أي خاضعاً خاشعاً متواضعاً. وقوله: "أواهاً"، الأواه: المتأوه المتضرع. والحَوْبة. الإثم. والسخِيمة: الحقد في النفس. قوله: "وامكر لي"، قال السندي: مكرُ الله: إيقاع بلائه بأعدائه دون أوليائه، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات، فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة، والمعنى: ألحِق مكرك بأعدائي، لا بي. (1) تحرف في (م) و (غ) و (ش) و (ق) إلى: سعيد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس، وهو من أثبت الناس في سعيد بن جبير. وأخرجه الطيالسي (2626) ، ومن طريقه الترمذي في "الشمائل" (293) عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (2046) و (2151) و (2450) و (2737) و (2947) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخارى. وأخرجه أبو داود (4558) ، وابن ماجه (2652) ، والترمذي (1392) ، والنسائي 8/56 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (137) ، وعبد بن حميد (572) ، والدارمي= الحديث: 1998 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 2000 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا اقْتَبَسَ رَجُلٌ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ، إِلا اقْتَبَسَ بِهَا شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ، مَا زَادَ زَادَ " (1) 2001 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ عَشْرًا، وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً. وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا،   = (2370) ، والبخاري (6895) ، وأبو داود (4558) و (4559) ، وابن ماجه (2650) و (2652) ، والترمذي (1392) ، والنسائي 8/56-57، وأبو يعلى (2716) ، وابن الجارود (783) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (992) ، وابن حبان (6015) ، والطبراني (11824) ، والبيهقي 8/90 و90-91، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2539) من طرق عن شعبة، به. وانظر (2621) و (2624) و (3150) و (3220) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله- وهو ابن أبي مغيث- فقد روى له أبو داود وابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/602، وأبو داود (3905) ، وابن ماجه (3726) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (714) ، والطبراني (11278) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5197) من طريق الحارث بن عبيد، عن عبيد الله، به. وانظر (2840) . والمنهي عنه من علم النجوم هو علمُ التأثير، الذي يقول أصحابه: إن جميعَ أجزاء العالَم السفْلي صادر عن تأثير الكواكب والروحانيات، فهذا محرم لا شك فيه، لأنه ضَرْب من الأوهام، وما سوى ذلك من علم الفَلَك فتعلمُه مباح لا حرج فيه، بل هو فرض كفايةٍ لابُدَّ أن يقوم به نَفَر من المسلمين ليُرفع الإثم عن عامتِهم، قال الله تعالى: (وعَلاماتٍ وبالنجْمِ هم يهتدونَ) ، وقال: (وهو الذي جَعَلَ لكُمُ النجومَ لتَهتَدوا بها في ظلماتِ البَر والبحرِ) . الحديث: 2000 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 كُتِبَتْ سَيِّئَةً، وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ حَسَنَةً " (1) 2002 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ (2) : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ لَحْمًا - أَوْ عَرْقًا - فَصَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (3)   (1) حديث صحيح، الحسن بن ذكوان- وإن كان قد ضعّفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن المديني- تابعه الجعد أبو عثمان عند الشيخين، وسيرد من طريقه عند أحمد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو رجاء: هو عمران بن ملحان العُطَاردي تابعي قديم مخضرم أدرك الجاهلية وعمر طويلاً أزْيَد من مئة وعشرين سنة. وأخرجه الطبراني (12761) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (2519) و (2827) و (3402) . (2) القائل: هو هشام بن عروة. (3) أسانيده صحاح، الأول على شرط الشيخين، والثاني والثالث على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (354) ، وابن الجارود (22) ، وابن خزيمة (39) و (40) ، والبيهقي 1/153 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (1133) ، والطبراني (10789) من طريق يحيى بالإسناد الأول. وأخرجه ابن حبان (1135) ، والطبراني (10789) من طرق عن هشام، به. وأخرجه ابن حبان (1131) ، والطبراني (10790) من طريق أيوب، عن وهب، به. وأخرجه مسلم (359) ، والطحاوي 1/64، والطبراني (10791) و (10794) و (10795) و (10796) من طريق محمد بن عمرو، به. وسيأتي من هذه الطريق برقم (2286) و (2341) و (2377) و (2461) و (2545) . وأخرجه الطبراني (10657) من طريق يحيى بن سعيد بالإسنادين الثاني والثالث. وأخرجه الطبراني (10659) من طريق أبي معاوية، عن هشام بالإسناد الثاني فقط.= الحديث: 2002 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 455 2003 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ دَاجِنَةً لِمَيْمُونَةَ مَاتَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا، أَلا دَبَغْتُمُوهُ فَإِنَّهُ ذَكَاتُهُ " (1) 2004 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْعِيدَ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ " (2)   = وأخرجه الحميدي (898) ، ومسلم (355) ، وابن ماجه (490) ، وابن حبان (1141) من طرق عن الزهري بالإسناد الثالث. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3534) ، والطبراني (10660) من طريق داود بن علي بن عبد الله، والطبراني (10661) من طريق سعد بن إبراهيم، كلاهما عن علي بن عبد الله، به. وسيأتي برقم (2339) و (3108) و (3287) و (3295) ، وانظر (1988) . والعَرْق: العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارقطني 1/44 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/380 عن عبيد الله بن موسى، عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/380، ومسلم (365) ، والترمذي (1727) ، وأبو عوانة 1/211، والطحاوي 1/469، والطبراني (11501) ، والدارقطني 1/44، والبيهقي 1/16 من طرق عن عطاء بن أبي رباح، به. وسيأتي برقم (2504) و (3461) و (3521) ، وانظر (2369) و (3026) . وسيأتي في مسند ميمونة 6/336 من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن ميمونة. الداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 2003 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 2005 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ كَانَ عَلَى أُمِّهَا صَوْمُ شَهْرٍ فَمَاتَتْ، أَفَأَصُومُهُ عَنْهَا؟ قَالَ: " لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ، أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى " (1) 2006 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَالْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالَ، وَقَالَ: " أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ "، قَالَ: فَأَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلانًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا (3) 2007 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنًا فَمَضْمَضَ، وَقَالَ: " إِنَّ (4)   = وأخرجه أبو داود (1147) ، وابن ماجه (1274) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2171) و (2173) و (2574) و (3227) ، وانظر (2062) و (2169) و (3225) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسلم: هو ابن عمران البطين الكوفي. وعلقه البخاري (1953) عن يحيى، ووصله أبو داود (3310) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1861) . (2) قوله: "حدثنا يحيى" سقط من النسخ المطبوعة، وهو يحيى بن أبي كثير. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وقد تقدم برقم (1982) . (4) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله. الحديث: 2005 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 457 لَهُ دَسَمًا " (1) 2008 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ، فَأَتَتْهُ قُرَيْشٌ، وَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ مَقْعَدُ رَجُلٍ، فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ فَقَعَدَ فِيهِ، فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يَقَعُ فِي آلِهَتِنَا، وَقَالَ: مَا شَأْنُ قَوْمِكَ يَشْكُونَكَ؟ قَالَ: " يَا عَمِّ أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَتُؤَدِّي الْعَجَمُ إِلَيْهِمْ الْجِزْيَةَ "، قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ " فَقَامُوا: فَقَالُوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا؟ قَالَ: وَنَزَلَ: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] ، فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5] (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي. وهو مكرر (1951) . (2) إسناده ضعيف، يحيي بن عمارة، ويقال: يحيي بن عباد، ويقال: عباد، تفرد عنه الأعمش فهو في عداد المجهولين وإن ذكره ابن حبان في "الثقات". واخرجه الترمذي بأثر الحديث (3232) ، والنسائي في "الكبرى" (11436) ، والطبري 23/125، وابن حبان (6686) من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/359 عن يحيي، عن الأعمش، به. وأخرجه الترمذي (3232) ، والحاكم 2/432، والواحدي في "أسباب النزول" ص 246 من طريق أبي أحمد الزبيري، وأبو يعلى (2583) ، والطبري 23/125-126 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبري 23/125 من طريق معاوية بن هشام، ثلاثتهم عن سفيان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وليس عند الطبري 23/125 في الإسناد "الأعمش"، ويغلب على ظننا أنه سقط من الطبع. وأخرجه عبد الرزاق (9924) عن الثوري، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، به.= الحديث: 2008 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 458 وحَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وقَالَ أَبِي: قَالَ الْأَشْجَعِيُّ: يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ 2009 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ (1) عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَإِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ، فَذَكَرَ مِنْ ضُرُوبِ الشَّرَابِ، فَقَالَ: اجْتَنِبْ مَا أَسْكَرَ مِنْ زَبِيبٍ أَوْ تَمْرٍ أَوْ مَا سِوَى ذَلِكَ، قَالَ: مَا تَقُولُ فِي نَبِيذِ الْجَرِّ؟ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ " (2) 2010 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ، يَنْقُضُهَا حَجَرًا حَجَرًا " يَعْنِي الْكَعْبَةَ (3)   = ويغلب على ظننا أن "يحيي بن عمارة" سقط من الطبع أيضاً، والحديث عنده مختصر جداً ولفظه: مرض أبو طالب فجاءه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعوده. وإسناد أبي أسامة الذي أشار إليه أحمد سيأتي عنده برقم (3419) . (1) تحرفت في (م) إلى: بن. (2) إسناده صحيح، عيينة بن عبد الرحمن وأبوه روى لهما أصحاب السنن، وهما ثقتان. وأخرجه الطبراني (12923) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 8/303 من طريق ابن المبارك، عن عيينة بن عبد الرحمن، به. والجر: جمع جرة، والنهي عن الانتباذ فيها منسوخ بحديث بريدة عند أحمد 5/355، ومسلم (977) ، وانظر التعليق على الحديث (2020) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 2009 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 459 2011 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي قَارِظٌ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ تَوَضَّأَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَنْثِرُوا (1) مَرَّتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ، أَوْ ثَلاثًا " (2) 2012 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا   = وأخرجه البخاري (1595) ، وأبو يعلى (2537) و (2753) ، وابن حبان (6752) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (713) ، والطبراني (11238) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن الحارث بن عبيد، عن عبيد الله بن الأخنس، به. أفحج: من الفَحَج، وهو تباعد ما بين الفخذين. وانظر "الفتح" 3/461-462. (1) هو أمر من الاستنثار: وهو نَثْر ما في الأنف بالنّفَس. (2) إسناده قوي، قارظ- وهو ابن شيبة بن قارظ الليثي المدني حليف بني زُهْرة- قال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له أبو داود والنسائَي وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي غطفان- وهو ابن طريف المري- فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري. وأخرجه الطيالسي (2725) ، وابن أبي شيبة 1/27، وأبو داود (141) ، وابن ماجه (408) ، والنسائي في" الكبرى" (97) ، والطبراني (10784) ، والحاكم 1/148، والبيهقي 1/49 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2887) و (3296) . الحديث: 2011 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 460 اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (1) 2013 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ " (2) 2014 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ وَهُوَ حَرَامٌ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه البخاري (6346) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2651) ، والبخاري في "صحيحه" (6345) ، وفي "الأدب المفرد" (700) ، ومسلم (2730) ، والترمذي (3435) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (653) ، والطبراني في "الدعاء" (1024) ، والبغوي (1331) و (1332) من طرق عن هشام، به. وسيأتي برقم (2297) و (2344) و (2345) و (2411) و (2531) و (2537) و (2568) و (3147) و (3354) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه الطيالسي (2641) ، وعبد بن حميد (637) ، والبخاري (1035) و (3205) و (3343) و (4105) ، والنسائي في "الكبرى" (11617) ، وابن حبان (6421) ، والطبراني (11044) ، والبيهقي 3/364، والقضاعي في "مسند الشهاب" (573) ، والبغوي (1149) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2982) و (3171) و (3338) . الصبَا: ريح تهبُّ من مشرق الشمس إذا استوى الليل والنهار. والدبُور: ريح تهب من المغرب، وتقابل الصبا. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد الأزدي.= الحديث: 2013 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 461 2015 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، وَهُوَ يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا وَوَجَدَ سَرَاوِيلَ فَلْيَلْبَسْهَا، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، وَوَجَدَ خُفَّيْنِ فَلْيَلْبَسْهُمَا " قُلْتُ: لَمْ يَقُلْ لِيَقْطَعْهُمَا، قَالَ: لَا (1) 2016 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَرَّزَ، فَطَعِمَ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (2) 2017 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ عَشْرًا، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، وَقُبِضَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ " (3)   =وأخرجه النسائي 5/191، وابن حبان (4131) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1919) . وحرام: أي مُحرِم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (12815) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وتقدم برقم (1848) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6736) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الدارمي (2077) ، ومسلم (374) (121) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. وانظر (1932) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي الإسناد من رجال الشيخين، لكن قد خولف يحيى- وهو ابن سعيد القطان- في متنه.= الحديث: 2015 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 462 2018 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ كَذَا وَكَذَا، وَنِصْفَ صَاعٍ بُرًّا " (1) 2019 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ " (2)   = فقد أخرجه ابن أبي شيبة 13/53 و14/291 عن يزيد بن هارون، والبخاري في "صحيحه" (3851) من طريق النضر بن شميل، وفي "التاريخ الكبير" 1/8، وعنه الترمذي (3621) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، ثلاثتهم عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. ولفظه عندهم: أنزل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثلاث وأربعين، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنةً، وأقام بالمدينة عشر سنين، فتوفي وهو ابن ثلاث وستين. وهذا هو الموافق لقول الجمهور فيما قاله الحافظ في "الفتح" 8/151. وأخرجه كذلك عبد الرزاق (6784) عن إسماعيل بن عبد الله، عن هشام بن حسات، عن ابن سيرين، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2110) و (2242) و (3503) و (3517) ، وانظر (2696) و (3429) و (3516) . وأخرجه الترمذي (3622) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ابن خمس وستين. والأول أصوب. وانظر ما تقدم برقم (1846) . (1) إسناده ضعيف، الحسن- وهو ابن أبي الحسن البصري- مدلس وقد عنعن. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/170 و223، وأبو داود (1622) ، والنسائي 5/50، والبيهقي 4/168 من طريقين عن حميد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3291) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبَعي= الحديث: 2018 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 463 2020 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ لَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مِمَنِ الوَفْدُ - أَوْ قَالَ: الْقَوْمُ -؟ " قَالُوا: رَبِيعَةُ، قَالَ: " مَرْحَبًا بِالْوَفْدِ - أَوْ قَالَ: الْقَوْمِ - غَيْرَ خَزَايَا، وَلا نَدَامَى " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتَيْنَاكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ، وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ، وَلَسْنَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ، فَأَخْبِرْنَا بِأَمْرٍ نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَنُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا، وَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللهِ، قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللهِ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ " قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ: " وَالْمُقَيَّرِ " قَالَ: " احْفَظُوهُنَّ وَأَخْبِرُوا بِهِنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ " (1)   =وأخرجه البخاري (1138) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2748) ، والترمذي في"السنن" (442) ، وفي "الشمائل" (263) ، والنسائي في الصلاة كما في "التحفة" 5/262، وأبو يعلى (2559) ، وابن خزيمة (1164) ، والطحاوي 1/286، وابن حبان (2611) ، والطبرانى (12964) من طرق عن شعبة. به. وسيأتي برقم (2985) و (3130) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد بن جعفر الهذلي البصري المعروف بغندر. وأخرجه أبوداو (4677) عن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد.= الحديث: 2020 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 464 2021 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جُعِلَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ " (1)   =وأخرجه الطيالسي (2747) ، وابن أبي شيبة 6/11 و12/202، والبخاري (53) و (87) و (7266) ، ومسلم (17) (24) ، والنسائي 8/322، وابن خزيمة (307) ، وابن حبان (172) ، والطبراني (12949) ، وابن منده في "الإيمان" (21) ، والبيهقي في "السنن" 6/294، وفي "الدلائل" 5/323-324، والبغوي (20) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه أبو عبيد في "الإيمان" (1) ، والبخاري (523) و (1398) و (3095) و (3510) و (4369) و (6176) و (7556) ، ومسلم (17) (23) و (25) ، و3/1579 وأبو داود (3692) ، والترمذي (1599) و (2611) ، والنسائي 8/120 و322، وابن خزيمة (307) و (1879) و (2245) و (2246) ، وابن حبان (157) ، والطبراني (12950) و (12951) و (12952) و (12953) و (12954) و (12955) و (12956) ، وابن منده (18) و (19) و (.2) و (22) و (151) و (153) و (169) من طرق عن أبي جمرة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وسيأتي برقم (3086) ، وانظر (2476) و (3406) . الدباء: هو القَرْع اليابس، أي: الوعاء منه. والحنتم: الجرار الخُضْر. والنقير: جذع ينقر وسطه. والمزفت: المطلي بالزفت، ويقال له: المقير. والنهي في هذه الأشياء عن الانتباذ فيها، والنهي عن الانتباذ بهذه الأوعية منسوخ بحديث بريدة عند أحمد 5/355، ومسلم (977) ، وصححه ابن حبان (5390) وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أي وعاء شئتم ولاتشربوا مسكراً" وفي رواية مسلم ص 1585، وعلي بن الجعد (2075) : "كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكراً". (1) إسناد. صحح على شرط الشيخين. الحديث: 2021 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 2022 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ: عَلَيْكَ الْعِيرَ، لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ، قَالَ: فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَكَ، قَالَ: " وَلِمَ؟ " قَالَ: لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّمَا وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ (1)   =وأخرجه مسلم (967) ، والترمذي (1048) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/336، ومسلم (967) ، وابن حبان (6631) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الطيالسي (2750) ، والنسائي 4/81، والطبراني (12963) ، والبيهقي 3/408 من طرق عن شعبة، به. وسيأتي برقم (3341) . القطيفة: كساء مخمل، قال النووي في "شرح مسلم" 7/34: هذه القطيفة ألقاها شُقران مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَر، وقال: كرهتُ أن يلبسها أحد بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أخرجه البيهقي 3/408) ، وقد نص الشافعي وجميع أصحابنا، وغيرهم من العلماء، على كراهة وضع- قطيفة، أو مضربة، أو مخدة، ونحو ذلك تحت الميت في القبر، وشَذ عنهم البغوي من أصحابنا، فقال في كتابه "التهذيب": لا بأس بذلك، لهذا الحديث، والصواب كراهته، كما قاله الجمهور، وأجابوا عن هذا الحديث: بأن شُقران انفرد بفعل ذلك، لم يوافقه غيره من الصحابة، ولا علموا ذلك، وإنما فعله شقران لما ذكرناه عنه من كراهته أن يلبسها أحد بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يلبسها ويفترشها، فلم تَطِبْ نفس شقران أن يستبدلها أحد بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخالفه غيره، فروى البيهقي (3/408) عن ابن عباس: أنه كره أن يجعل تحت الميت ثوب في قبره، والله أعلم. (1) رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وجود إسنادَه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 3/556! = الحديث: 2022 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 466 2023 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَسُوقُ غَنَمًا لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْنَا إِلا لِيَتَعَوَّذَ مِنَّا، فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَأَتَوْا بِغَنَمِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا} [النساء: 94] (1)   =وأخرجه ابن أبي شيبة 14/376، وأبو يعلى (2373) ، والطبراني (11733) ، والحاكم 2/327 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/22-23 من طريق زهير بن معاوية، عن سماك، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي برقم (2873) و (3001) . (1) حسن لغيره، سماك- وإن كان في روايته عن عكرمة اضطراب- قد توبع عليه. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/125 و12/377 - 378 و378، والترمذي (3030) ، وابن حبان (4752) ، والطبري 5/223، والطبراني (11731) ، والحاكم 2/235، والبيهقي 9/115، والواحدي في "أسباب النزول" ص115 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2462) و (2986) . وأخرجه البخاري (4591) ، ومسلم (3025) ، وأبو داود (3974) ، والنسائي في "الكبرى" (11116) ، والطبري 5/223، والواحدي ص 115، والبيهقي 9/115 من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً) قال: كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون، فقال: السلام عليكم، فقتلوه وأخذوا غنيمته فنزلت: (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً) . وروى البزار (2202) ، والطبراني (12379) ، وجود إسناده الهيثمي 7/8 من طريق حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في سبب نزول هذه الآية قصة= الحديث: 2023 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 467 2024 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ. . .، وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ - الْمَعْنَى - عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]- فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قَرَابَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " عَجِلْتَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ، إِلا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فَنَزَلَتْ: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] : إِلا أَنْ تَصِلُوا قَرَابَةَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ " (1)   =أخرى، قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية فيها المقداد بن الأسود، فلما أتوا القومَ وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير لم يَبْرَحْ، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فأهوى إليه المقداد، فقتله، فقال له رجل من أصحابه: أقتلت رجلاً يشهدُ أن لا إله إلا الله، لأذكرن ذلك للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما قدموا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالوا: يا رسول الله، إن رجلاً شهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد، فقال: "ادع لي المقداد، يا مقداد! أقتلت رجلاً يقول: لا إله إلا الله؟ فكيف لك بلا إله إلا الله غداً؟ " قال: فأنزل الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبَّينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عَرَضَ الحياة الدنيا فعند الله مغانمُ كثيرة كذلك كنتم من قبلُ) فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمقداد: "كان رجل مؤمن يُخفي إيمانه مع قوم كفار، فأظهر إيمانَه فقتلته، وكذلك كنتَ تخفي إيمانك بمكة من قبلُ". قال البزار: لا نعلمه يروى إلا عن ابن عباس، ولا له عنه إلا هذا الطريق. وعلق البخاري فىِ "صحيحه" (6866) قوله: "كان رجل مؤمن ... " بصيغة الجزم. وانظر "الفتح" 8/258-259 و12/189-191. (1) الإسناد الأول صحيح على شرط الشيخين، والثاني صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود الطيالسي شيخ أحمد من رجال مسلم.= الحديث: 2024 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 468 2025 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ - سَمَّاهَا ابْنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا -: " مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا الْعَامَ؟ " قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّمَا كَانَ لَنَا نَاضِحَانِ، فَرَكِبَ أَبُو فُلانٍ وَابْنُهُ - لِزَوْجِهَا وَابْنِهَا - نَاضِحًا، وَتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عَلَيْهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِذَا كَانَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي فِيهِ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً " (1) 2026 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، (2)   = وأخرجه البخاري (3497) ، وابن حبان (6262) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري 23/25 من طريق أبي أسامة، عن شعبة، به. وأخرجه الطبري 23/25، والطبراني (12233) و (12238) من طرق عن ابن عباس، به. وسيأتي برقم (2599) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1782) ، ومسلم (1256) (221) ، والبيهقي 4/346 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1859) ، والنسائى 4/130-131، وابن حبان (3700) من طرق عن ابن جريج، به مختصراً. وأخرجه البخاري (1863) ، ومسلم (1256) (222) من طريق حبيب المعلم، عن عطاء، به. وسمى حبيب المرأة أم سنان الأنصارية. وأخرجه ابن حبان (3699) ، والطبراني (11410) من طريق يعقوب بن عطاء، والطبراني (11322) من طريق ابن أبي ليلى، كلاهما عن عطاء، به مختصراً. وفيه عند ابن حبان والطبراني تسمية المرأة باسم أم سليم، وزوجها بأبي طلحة، والإسنادان ضعيفان. وسيأتي الحديث مختصراً برقم (2808) و (2809) ، وانظر "فتح الباري" 3/603-605 (2) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن عبيد الله. الحديث: 2025 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 469 عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، قَبَّلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَيِّتٌ " (1) 2027 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلًا، فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ "، ثُمَّ قَرَأَ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} (2) [الأنبياء: 104] 2028 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ "، وَقَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَرِّمَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ فَلْيُحَرِّمِ النَّبِيذَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (4455) و (5709) ، وابن ماجه (1457) ، والنسائي 4/11، وابن حبان (3029) ، والبغوي (1471) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وسيأتي مكرراً في مسند عائشة 6/55. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (1950) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الحكم - واسمه عمران بن الحارث السلمي الكوفي- فمن رجال مسلم. وأخرجه الطيالسي (2743) ، والنسائي 8/322، والطحاوي 4/223، والطبراني (12738) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه أبو يعلى (2344) من طريق أبي نضرة، عن ابن عباس، فقال: "من سره أن يحرم ... " وتقدم برقم (185) ، وسيأتي برقم (3157) ، وانظر (2476) و (2771) و (3257) . الحديث: 2027 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 470 2029 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ فِطْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّهَا سُنَّةٌ، قَالَ: " صَدَقُوا وَكَذَبُوا "، قُلْتُ: كَيْفَ صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: " قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ، وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ، قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى جَبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ بِهِمْ هَزْلًا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا لِيُرِيَهُمْ أَنَّ بِهِمْ قُوَّةً " (1) 2030 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، يُحَدِّثُ - بَعْدَ مَا كَبِرَ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ " (2)   (1) إسناده صحيح. فطر: هو ابن خليفة، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة. وأخرجه الحميدي (511) ، والطحاوي 2/180، وابن حبان (3811) و (3841) . والطبراني (10625) و (10626) من طرق عن فطر بن خليفة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (511) ، ومسلم (1264) (238) ، والطبراني (10627) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، و (10629) من طريق ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم، كلاهما عن أبي الطفيل، به. وسيأتي برقم (2077) و (2707) و (2708) و (2842) و (3492) و (3534 م) و (3535) ، وانظر (1921) و (1972) و (2220) و (2305) و (2639) . قُعَيْقِعانُ: جبل بمكة. (2) حسن لغيره دون ذِكر السُرج، وهذا إسناد ضعيف، أبو صالح: واسمه باذام، وهو مولى أم هانئ، ضعيف ضعفه أبو حاتم والنسائي والعقيلي وابن عدي وابن الجارود وأبو أحمد الحاكم وابن حبان وغيرهم، وأخطأ ابن حبان، فجزم في "صحيحه" (3179) أنه: ميزان البصري الثقة المأمون، ولم يتابَع. وسيأتي ذكر شواهده والكلام عليه عند الحديث (2603) .= الحديث: 2029 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 471 2031 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي (1) كَثِيرٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُعَتِّبٍ (2) أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا حَسَنٍ مَوْلَى أَبِي نَوْفَلٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ اسْتَفْتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فِي مَمْلُوكٍ تَحْتَهُ مَمْلُوكَةٌ فَطَلَّقَهَا تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ عَتَقَا (3) ، هَلْ يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَخْطُبَهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 2/376 و3/344 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/374 من طريق يحيى القطان، به. وأخرجه الطيالسي (2733) ، وأبو داود (3236) ، والحاكم 1/374، والبيهقي 4/78 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه ابن ماجه (1575) ، والترمذيَ (320) ، والنسائي 4/94-95، وابن حبان (3179) و (3180) ، والبغوي (510) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن محمد بن جحادة، به. وقال الترمذي: حديث حسن، وسيأتي برقم (2603) و (2984) و (3118) . (1) لفظة "أبي" سقطت من (م) . (2) تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: عمر بن مغيث، ومنهما أثبتناه على الصواب. وانظر ما سيأتي برقم (3088) . (3) في (م) والأصول الخطية: أعتقها، وهو خطأ واضح، والمثبت من مصادر التخريج ومن الرواية الآتية. (4) إسناده ضعيف، عمر بن معتب قال أحمد: لا أعرفه، وذكره النسائي في الضعفاء، وقال: ليس بالقوي، وقال ابن المديني: منكر الحديث، وأبو الحسن مولى الحارث بن نوفل: ثقة من أهل الفقه والصلاح، لكن قال أبوداود: ليس العمل على هذا الحديث، وقال أيضاً: سمعت أحمد بن حنبل، قال: قال عبد الرزاق: قال ابن المبارك لمعمر: مَن أبو الحسن هذا؟ لقد تحمل صخرةً عظيمة! يريد به إنكارَ ما جاء في هذا الحديث، وقال البيهقي في "سننه" 7/370-371: وعامَّةُ الفقهاء على خلاف ما رواه= الحديث: 2031 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 2032 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ: " يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، أَوْ بِنِصْفِ دِينَارٍ "، (1)   = (يعني عمر بن معتب) ولو كان ثابتاً قُلْنا به، إلا أنا لا نُثبِتُ حديثاً يرويه من تُجهَلُ عدالَته. وأخرجه أبو داود (2187) ، والنسائي 6/154 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2188) عن زهير بن حرب، عن علي بن المبارك، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/155، والطبراني (10813) ، والبيهقي 7/370-371 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، والطبراني (10815) من طريق معاوية بن سلام، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. وسيأتي برقم (3088) . (1) صحح موقوفا، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مقسم مولى ابن عباس، فمن رجال البخاري إلا أنه روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح. الحكم: هو ابنُ عتيبة، وعبد الحميد بن عبد الرحمن: هو ابن زيد بن الخطاب العدوي. وقول عبد الله: قال أبي: ولم يرفعه عبد الرحمن ولا بهز، يعني أن عبد الرحمن بن مهدي، وبهز بن أسد روياه عن شعبة بهذا الإسناد موقوفاً على ابن عباس، وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/50-51 عن أبيه: اختلفت الروايةُ، فمنهم من يروي عن مِقسم عن ابن عباس موقوفاً، ومنهم من يروي عن مقسم عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وأما من حديث شعبة، فإن يحيى بن سعيد أسنده وحكى أن شعبة قال: أسنده لي الحكمُ مرةً ووقفه مرةً، ورواه الدارمي 1/254 عن أبي الوليد وعن سعيد بن عامر، كلاهما عن شعبة موقوفاً، قال شعبة: أما حفظي، فهو مرفوع، وأما فلان وفلان، فقالا: غير مرفوع، قال بعض القوم: حدثْنا بحفظك، ودع ما قال فلان وفلان، فقال: والله ما أحب أني عُمَرتُ في الدنيا عمر نوح وإني حدَثْتُ بهذا أو سَكَت عن هذا. وقال الترمذي بإثر الحديث (137) : حديث الكفارة في إتيان الحائض قد روي عن= الحديث: 2032 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً، وهو قول بعض أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق، وقال ابن المبارك: يستغفر ربه ولا كفارة عليه. قلنا: وممن يقول بقول ابن المبارك عطاء وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وابن أبي مليكة والشعبي ومكحول والزهري وربيعة وحماد بن أبي سليمان والقاسم بن محمد وابن سيرين وأيوب السختياني وسفيان الثوري والليث بن سعد ومالك وأبوحنيفة، وهو الأصح عن الشافعي وأحمد في إحدى الروايتين عنه، وجماهير من السلف قالوا: إنه لا كفارة عليه، بل الواجب الاستغفار والتوبة. انظر"شرح الترمذي" لابن سيد الناس 1/الورقة 48، و"تحفة الأحوذي" للمباركفوري 1/128. وأخرجه أبو داود (264) و (2168) ، وابن ماجه (640) ، والنسائي 1/153 و188، والطبراني (12066) ، والحاكم 1/171-172 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (640) من طريق ابن أبي عدي، وابن الجارود (108) من طريق وهب بن جرير، والبيهقي 1/314 من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم عن شعبة، به مرفوعاً. وأخرجه ابن الجارود (110) ، والبيهقي 1/315 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والدارمي (1106) عن أبي الوليد، والبيهقى 1/314-315 من طريق عفان وسليمان بن حرب، أربعتهم عن شعبة، به موقوفاً. وأخرجه الدارمي (1107) ، والنسائي في "الكبرى" (9099) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة موقوفاً. وأخرجه ابن الجارود (109) من طريق سعيد بن عامر أيضاً، عن شعبة مرفوعا، وجاء في آخره: قال شعبة: أما حفظي فهو مرفوع، وأما فلان وفلان فقالا: غير مرفوع. قال بعض القوم: حدثنا بحفظك ودع ما قال فلان وفلان، فقال: والله ما أحب أني عمرت في الدنيا عمر نوح وإني حدَثْتُ بهذا أو سَكَتُ عن هذا. وأخرجه الطبراني (12065) ، والبيهقي 1/315-316 من طريق حماد بن الجعد، عن قتادة، عن الحكم، به. = الجزء: 3 ¦ الصفحة: 474 قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَرْفَعْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَلَا بَهْزٌ 2033 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَهُوَ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا، وَالَّذِي يَقُولُ لَهُ: أَنْصِتْ، لَيْسَ لَهُ جُمُعَةٌ " (1) 2034 - حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ،   =وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9100) ، والطبراني (12129) و (12130) و (12131) و (12132) و (12133) ، والبيهقي 1/315 من طرق عن الحكم، عن مقسم، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9104) ، والبيهقي 1/315 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عبد الحميد، به. وأخرجه الدارقطني 3/286-287، والبيهقي 1/318 من طريق يعقوب بن عطاء، والدارقطني 3/287 من طريق علي بن بذيمة، كلاهما عن مقسم، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9114) ، والبيهقي 1/317 و318 من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2121) و (2122) و (2458) و (2595) و (2843) و (2995) و (3145) و (3473) . تنبيه: الدينار وزنه مثقال من الذهب، والمثقال يساوي 4.76 غراماً تقريباً. (1) إسناده ضعيف، مجالد- وهو ابن سعيد الهمداني- ضعفه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد وابن معين والنسائي وغيرهم. ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/125، والبزار (644) ، والرامهرمزي في "الأمثال" ص 91، والطبراني (12563) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. ْوقوله: "والذي يقول له: أنصت ... " تقدم نحوه عن علي برقم (719) ، وسيأتي نحوه عن أبي هريرة 2/244 و474، وهو متفق عليه. الحديث: 2033 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنَ الثُّلُثِ إِلَى الرُّبُعِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الثُّلُثُ كَثِيرٌ " (1) 2035 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرًا بِمَكَّةَ، وَعَشْرًا بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " مَنْ يَقُولُ ذَلِكَ؟ لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ، وَبِالْمَدِينَةِ (2) عَشْرًا، َخَمْسًا وَسِتِّينَ وَأَكْثَرَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير. وأخرجه مسلم (1629) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (521) ، والبخاري (2743) ، والنسائي 6/244، والطبراني (10719) ، والبيهقي 6/269 من طريقين عن هشام بن عروة، به. وانظر حديث سعد بن أبي وقاص المتقدم برقم (1440) . (2) قوله: "خمس عشرة وبالمدينة" سقط من الأصول التي بين أيدينا، واستدركناه من "البداية والنهاية" لابن كثير 5/227، فقد أورده فيه عن "المسند". (3) العلاء بن صالح روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ووثقه ابن معين وأبوداود ويعقوب بن سفيان وابن نمير والعجلي، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن المديني: روى أحاديث مناكير، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقال الحافظ ابن كثير في "تاريخه" 5/227: وهذا من أفراد أحمد إسناداً ومتناً. وقال الإمام البيهقي في "دلائل النبوة" 7/241 بعد أن روى عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاش خمساً وستين: ورواية الجماعة عن ابن عباس: في ثلاث وستين أصح، فهم أوثقُ وأكثرُ، وروايتهم توافق الرواية الصحيحة عن عروة عن عائشة، وإحدى الروايتين عن أنس، والرواية الصحيحة عن معاوية، وهو قول سعيد بن المسيب، وعامر الشعبي، وأبي جعفر محمد بن علي. وزاد ابن كثير: وعبد الله بن عقبة، والقاسم بن عبد الرحمن،= الحديث: 2035 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 476 2036 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: " أَيُّ بَلَدٍ هَذَا " قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: " فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ " قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: " إِنَّ أَمْوَالَكُمْ، وَدِمَاءَكُمْ، وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا " ثُمَّ أَعَادَهَا مِرَارًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ " مِرَارًا - قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللهِ إِنَّهَا لَوَصِيَّةٌ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ: " أَلا فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1) 2037 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ الصَّغِيرُ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ فِيمَا أُرَى إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ الْحَيَّاتِ مَخَافَةَ طَلَبِهِنَّ، فَلَيْسَ مِنَّا، مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ " (2)   =والحسن البصري، وعلي بن الحسين وغير واحد. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/291 عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (1846) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/60 عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1739) و (7079) ، وفي "خلق أفعال العباد" (315) و (394) ، والترمذي (2193) من طريقين عن فضيل بن غزوان، به. قال الترمذي: حسن صحيح. (2) إسناده صحيح، موسى بن مسلم الطحان الصغير روى له أبو داود والنسائي وابن= الحديث: 2036 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 477 2038 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ (1) ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ: {آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} [البقرة: 136] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ {آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 52] " (2) 2039 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مُتَخَشِّعًا، مُتَضَرِّعًا، مُتَوَاضِعًا، مُتَبَذِّلًا، مُتَرَسِّلًا، فَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ، لَمْ يَخْطُبْ كَخُطْبَتِكُمْ هَذِهِ " (3)   =ماجه، ووثقه ابن معين، وقال أحمد: ما أرى به بأساً، وذكره ابن حبان في، الثقات". وأخرجه أبوداود (5250) ، والطبراني (11801) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3254) . (1) وقع في (م) وبعض النسخ: "عثمان بن أبي حكيم"، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) و (ق) وأطراف المسند" 1/ورقة 113، وهو الصواب. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخبن غير عثمان بن حكيم، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/242، وعبد بن حميد (706) ، ومسلم (727) ، وأبو داود (1259) ، والنسائي 2/155، وابن خزيمة (1115) ، والبيهقي 3/42 من طرق عن عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2045) . (3) إسناده حسن، هشام بن إسحاق روى له أصحاب السنن، وروى عنه جمع،= الحديث: 2038 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 478 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبوه إسحاق بن عبد الله وثّقه أبو زرعة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وروى له الأربعة، وصحح حديثه أبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/473 و14/251، وابن ماجه (1266) ، والترمذي (559) ، والنسائي 3/163، وابن خزيمة (1405) ، والدارقطني 2/68، والحاكم 1/326-327، والبيهقي 3/344 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه النسائي 3/156، وابن خزيمة (1408) ، والطحاوي 1/324، وابن حبان (2862) ، والطبراني (10818) من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه أبو داود (1165) ، والترمذي (558) ، والنسائي 3/156-157، والطحاوي 1/324، والبيهقي 3/344 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن هشام بن إسحاق، به. وانظر (2423) و (3331) . التبذل قال في "النهاية": ترك التزين والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع. وقوله؟ "مترسلاً" أي: متأنياً، يقال: ترسل الرجل في كلامه ومشيه. وقوله: "فصلى بالناس ركعتين كما يصلي في العيد" قال العيني في "عمدة القاري" 7/34: قال الخطابي: فيه دلالة على أنه يكبرُ كما يكبر في العيدين، وإليه ذهب الشافعى وهو قول سعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز ومكحول ومحمد بن جرير الطبري، وهو رواية عن أحمد، وذهب جمهور العلماء إلى أنه يكبرُ فيهما كسائر الصلوات تكبيرةً واحدة للافتتاح، وهو قول مالك والثوري والأوزاعي وإسحاق وأحمد في المشهور عنه وأبي ثور وأبي يوسف ومحمد وغيرهما من أصحاب أبي حنيفة، وقال داود: إن شاء كبرَ كما يكبر في العيدين، وإن شاء كبر تكبيرة واحدة للاستفتاح كسائر الصلوات، والجواب عن حديث ابن عباس: أن المراد من قوله: "كما يصلي في العيدين"، يعني في العدد والجهر بالقراءة، وفي كون الركعتين قبل الخطبة. وقوله: "لم يخطب كخطبتكم هذه"، قال الزيلعي في "نصب الراية" 2/242:= الجزء: 3 ¦ الصفحة: 479 2040 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ، خَرَجَ عَلِيٌّ بِابْنَةِ حَمْزَةَ، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ، وَجَعْفَرٌ، وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: ابْنَةُ عَمِّي وَأَنَا أَخْرَجْتُهَا، وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي وَخَالَتُهَا عِنْدِي، وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي. وَكَانَ زَيْدٌ مُؤَاخِيًا لِحَمْزَةَ، آخَى بَيْنَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ: " أَنْتَ مَوْلايَ وَمَوْلاهَا " وَقَالَ لِعَلِيٍّ: " أَنْتَ أَخِي وَصَاحِبِي "، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: " أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي وَهِيَ إِلَى خَالَتِهَا " (1) 2041 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ بَيْعِ الْخَمْرِ، فَقَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدِيقٌ مِنْ ثَقِيفٍ - أَوْ مِنْ دَوْسٍ - فَلَقِيَهُ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ بِرَاوِيَةِ خَمْرٍ يُهْدِيهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا فُلانٍ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَهَا؟ " فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ عَلَى غُلامِهِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَبِعْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا   =مفهومه أنه خَطَب، لكنه لم يخطب خطبتين كما يفعل في الجمعة، ولكنه خَطَب واحدة، فلذلك نفى النوع ولم يَنفِ الجنسَ. ويؤيد ما ذهب إليه الزيلعي حديثُ عائشة عند أبي داود (1173) وغيره، فإن فيه: "أنه خَطَبَ خطبةً واحدةً"، وهو حديث حسن. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، والحكم لم يسمع من مقسم سوى خمسة أحاديث ليس هذا منها. وأخرجه أبو يعلى (2379) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/86 و105 عن ابن نمير مقطعاً. وفي الباب عن علي تقدم في "المسند" برقم (770) ، وعن البراء بن عازب عند البخاري في "صحيحه" (4251) . الحديث: 2040 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 480 فُلانٍ، بِمَاذَا أَمَرْتَهُ؟ " قَالَ: أَمَرْتُهُ أَنْ يَبِيعَهَا، قَالَ: " إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا، حَرَّمَ بَيْعَهَا " فَأَمَرَ بِهَا فَأُفْرِغَتْ فِي الْبَطْحَاءِ (1) 2042 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ الْكِتَابَ عَلَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ، فَإِذَا أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلَةِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ، أَصْبَحَ وَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، لَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلا أَعْطَاهُ، فَلَمَّا كَانَ فِي الشَّهْرِ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ، عَرَضَ عَلَيْهِ عَرْضَتَيْنِ " (2) 2043 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   (1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق- وإن لم يصرح بالتحديث- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. وأخرجه الدارمي (2153) عن يعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2571) ، وأبو يعلى (2468) من طريقين عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي يزيد، عن القعقاع، به. وأخرجه مسلم (1579) ، والبيهقي 6/12 من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن وعلة، به. وسيأتي برقم (2190) و (2978) و (3373) . (2) حديث صحيح، ابن إسحاق متابع، وباقي رجاله على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. وأخرجه ابن سعد 2/195، وابن أبي شيبة 9/101-102 و11/515، وعبد بن حميد (647) عن يعلى بن عبيد، بهذا الإِسناد. وسياتي برقم (2616) و (3012) و (3425) و (3469) و (3539) ، وانظر (2494) و (3422) . الحديث: 2042 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 481 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا "، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ} [مريم: 64] (1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ 2044 - حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَنَازَةَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِفَ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " هَذِهِ مَيْمُونَةُ، إِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا، فَلا تُزَعْزِعُوهَا، وَلا تُزَلْزِلُوهَا، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عِنْدَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ، وَكَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ وَوَاحِدَةٌ، لَمْ يَكُنْ لِيَقْسِمَ لَهَا " قَالَ عَطَاءٌ: الَّتِي لَمْ يَكُنْ يَقْسِمُ لَهَا صَفِيَّةُ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن ذر، فمن رجال البخاري. وأخرجه الترمذي (3158) من طريق يعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3218) و (4731) و (7455) ، وفي "خلق أفعال العباد" (574) ، والنسائي في "الكبرى" (11319) ، والطبري 16/103، والطبراني (12385) ، والحاكم 2/611، والبيهقي في "الآسماء والصفات" ص 215، والواحدي في "أسباب النزول" ص 203، وأبو نعيم في "الحلية" 4/298 من طرق عن عمر بن ذر، به. وسيأتي برقم (2078) و (3365) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 6/53 من طريق جعفر بن عون، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (524) ، وابن سعد 8/140، والبخاري (5067) من طرق عن ابن جريج، به. وسيأتي برقم (3259) و (3261) . قوله: "صفية"، قال السندي: قال الطحاوي: هذا وهم، والصواب "سودة"، وتبعه= الحديث: 2044 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 2045 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ أَكْثَرُ مَا يُصَلِّي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ: {آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} [البقرة: 136] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَالْأُخْرَى: {آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (1) [آل عمران: 52] " 2046 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ صَوْمِ رَجَبٍ، كَيْفَ تَرَى فِيهِ (2) ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ " (3) 2047 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ، يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ " (4)   = عياض، وصَوَب الحافظ (في "الفتح" 9/113) قول الطحاوي وقرره، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وعثمان: هو ابن حكيم، وسعيد: هو ابن يسار. وقد تقدم برقم (2038) . (2) لفظة "فيه" لم ترد في (م) و (غ) و (ص) و (ض) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم- وهو ابن عباد بن حنيف- فمن رجال مسلم. س وأخرجه أبو يعلى (2602) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3799) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3009) ، وانظر (1998) . (4) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين ص غير عبد الله بن= الحديث: 2045 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 2048 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: لَقِيَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: " تَزَوَّجْتَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: " تَزَوَّجْ "، ثُمَّ لَقِيَنِي بَعْدَ ذَلِكَ. فَقَالَ: " تَزَوَّجْتَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: " تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرَهَا نِسَاءً " (1) 2049 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرْسَلْتَ الْكَلْبَ، فَأَكَلَ مِنَ الصَّيْدِ، فَلا تَأْكُلْ، فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ، وَإِذَا أَرْسَلْتَهُ، فَقَتَلَ وَلَمْ يَأْكُلْ، فَكُلْ فَإِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى صَاحِبِهِ "، (2)   =عثمان- وهو ابن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/266 و8/21 و598، وابن ماجه (3497) من طريق يحيى بن آدم، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/383 من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (6200) و (6201) ، والحميدي (520) ، وابن ماجه (1472) ، وأبو يعلى (2410) ، والطبري 1/483 و384 و385، والطبراني (12485) و (12486) و (12488) و (12490) و (12492) و) يم 1249) ، والحاكم 1/354، والبيهقي 3/245، و5/33، والبغوي (1477) من طرق عن عبد الله بن عثمان، به. وأخرجه الطبراني (12427) من طريق حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2219) و (2479) و (3035) و (3342) و (3426) . (1) صحيح لغيره، عطاء بن السائب- وإن كان اختلط- قد توبع، فقد رواه البخاري (5069) من طريق أبي عوانة، عن رقبة، عن طلحة اليامي، عن سعيد بن جبير، به. وهو في "المسند" برقم (3507) . وأخرجه الطبراني (12313) من طريق المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2179) . (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن أبي سليمان= الحديث: 2048 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 484 قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَضَرَبَ عَلَيْهِ أَبِي، كَذَا قَالَ أَسْبَاطٌ 2050 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " ثَلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: الْوَتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلاةُ الضُّحَى " (1)   =الكوفي الفقيه- فقد روى له مسلم مقروناً بمنصور والأعمش وهو ثقة، إلا أن ابراهيم- وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع من ابن عباس. أبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان. وفي الباب عن عدي بن حاتم عند البخاري (175) ، ومسلم (1929) ، وسيأتي في "المسند" 4/257. (1) إسناده ضعيف، أبو جناب الكلبي- واسمه يحيى بن أبي حية- ضعّفه ابن سعد ويحيى بن سعيد القطان وابن معين وأبو حاتم وغيرهم. وأخرجه البزار (2433) ، والدارقطني 2/21، والحاكم 1/300، والبيهقي 2/467 و9/264 من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد. ووقع عند الدارقطني والحاكم: "وركعتا الفجر" بدل "وصلاة الضحى" قال الذهبي في "مختصره": ما تكلمَ الحأكم عليه، وهو غريب منكر، ويحيى ضغفه النسائي والدارقطني. وأخرجه الطبراني (11674) من طريق مندل بن علي، عن أبي جناب، عن عكرمة، به. ولفظه: "والأضحى علي فريضة وعليكم سنة". وأخرجه الطبراني (12044) من طريق حماد بن عبد الرحمن الكلبي، عن المبارك بن أبي حمزة الزبيدي، والبيهقي 9/264 من طريق إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي عن شريك، عن سماك، كلاهما عن عكرمة، به. ووقع عندهما بذكر صلاة الضحى والنحر، وهذان إسنادان ضعيفان، حماد بن عبد الرحمن الكلبي ضعيف، والمبارك بن أبي حمزة مجهول، وإسماعيل بن بنت السدي وشريك القاضي سيئا الحفظ، وأما رواية سماك عن عكرمة ففيها اضطراب. وسيأتي برقم (2065) و (2081) = الحديث: 2050 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 2051 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفَاضَ مِنْ مُزْدَلِفَةَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ " (1) 2052 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى " (2) 2053 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا حَتَّى يَدْعُوَهُمْ " (3)   =و (2916) و (2917) من طريق جابر عن عكرمة. وجابر- وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيفاً. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. الحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه الترمذي (895) من طريق أبي خالد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وانظر ما سيأتي برقم (3020) . وفي الباب عن عمر، وقد تقدم برقم (84) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وسيأتي برقم (2520) و (3401) و (3456) . وهو في "المسند" (2543) من طريق عاصم الأحول، عن لاحق بن حميد وعكرمة، عن ابن عباس مرفوعا بلفظ "هي في العشر، في سبع يمضين، أوسبغ يَبقَيْن". (3) حديث صحيح، حجاج بن أرطاة- وإن كان مدلساً وقد عنعن- تابعه عليه= الحديث: 2051 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 486 2054 - حَدَّثَنَا حَفْصٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْمُرُ بَنَاتَهُ وَنِسَاءَهُ أَنْ يَخْرُجْنَ فِي الْعِيدَيْنِ " (1) 2055 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،   =سفيان، وسيأتي برقم (2105) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يسار والد عبد الله بن أبي نجيح، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطبراني (11271) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/365، وأبو يعلى (2494) ، والطحاوي 3/207 من طريق حفص بن غياث، به. وأخرجه الطحاوي 3/207، والطبراني (11269) من طرق عن الحجاج، به. وأخرجه الطبراني (11159) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس. وأخرجه عبد الرزاق (9427) عن الثوري، عن صاحب له، عن رجل، عن ابن عباس. (1) صحيح لغيره، حجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حفص: هو ابن غياث النَّخعي. وأخرجه الطبراني (12714) و (12715) من طريق أحمد بن حنبل، وزاد في الإسناد بعد عبد الرحمن بن عابس: "عن أبيه". وأخرجه ابن أبي شيبة 2/182، وابن ماجه (1309) ، والبيهقي 3/307 من طرق عن حفص، به. وأخرجه الطبراني (12713) من طريق عبد السلام بن حرب، عن حجاج، به. وزاد بعد عبد الرحمن بن عابس: "عن أبيه" أيضاً. وفي الباب عن أم عطية وسيأتي في "المسند" 5/84 و85، وصححه ابن حبان (2816) وانظر تمام تخريجه فيه. الحديث: 2054 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 487 عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ وَجَدَ خِفَّةً، فَخَرَجَ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ أَرَادَ أَنْ يَنْكُصَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ يَسَارِهِ، وَاسْتَفْتَحَ مِنَ الآيَةِ الَّتِي انْتَهَى إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ " (1) 2056 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَى الْجَمْرَةَ، جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، يَوْمَ النَّحْرِ رَاكِبًا" (2)   (1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأرقم بن شرحبيل، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة وَثقه أبو زرعة وغيره، وزكريا بن أبي زائدة وإن كانت روايته عن أبي إسحاق بعد التغيير، قد أخرج الشيخان في "صحيحيهما" حديثه من روايته عنه، وتابعه إسرائيل فيما سيأتي. وأخرجه ابن سعد 2/221 عن خلف بن الوليد، عن يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3330) و (3355) و (3356) ، وانظر ما تقدم برقم (1784) . وفي الباب عن عائشة عند البخاري (713) ، ومسلم (418) . (2) صحيح لغيره، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات. أبو القاسم: هو مقسم مولى ابن عباس. وأخرجه الترمذي (899) من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3034) من طريق أبي خالد، عن حجاج، به. وفي الباب عن جابر، أخرجه مسلم (1297) ، وسيأتي في "المسند" 3/318، وعن عبد الله بن قدامة، وسيأتي في "المسند" 3/413، وعن أم سليمان بن عمرو بن الأحوص، أخرجه عبد بن حميد (1567) ، وأبو داود (1966) ، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني" (3291) ، والطبراني 25/ (387) و (388) ، والبيهقي 5/130 من= الحديث: 2056 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 488 2057 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَا تَعِبْ عَلَى مَنْ صَامَ فِي السَّفَرِ، وَلا عَلَى مَنْ أَفْطَرَ، قَدْ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ، وَأَفْطَرَ " (1) 2058 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ - أَوْ غَيْرِهِ - عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ قَرْيَةٍ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ - أَوْ قَالَ: فَرْسَخَيْنِ - يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَأَمَرَ مَنْ أكَلَ أَنْ لَا يَأْكُلَ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ أَنْ يُتِمَّ صَوْمَهُ " (2)   = طريق يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه. وقال الترمذي: وحديثُ ابن عباس حديث حسن، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم، واختار بعضهم أن يمشيَ إلى الجمار، وقد روي عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يمشي إلى الجمار، ووَجْهُ هذا الحديث عندنا أنه ركب في بعض الأيام ليُقْتَدى به في فعله، وكلا الحديثين مستعمل عند أهل العلم، ثم ساق حديث ابن عمر (900) بإسناد صحيح أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان اذا رمى الجمار مشى اليها ذاهباً وراجعاً. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1113) (89) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4492) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، به. وانظر (2350) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وكيع شَك في شيخه أهو إسرائيل أم غيره؟ وجابر- وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف. وأخرجه الطبراني (11804) من طريق قبيصة، عن سفيان، عن جابر، بهذا الإسناد. وفي الباب عن الربيع مُعوذ، أخرجه البخاري (1960) ، ومسلم (1136) (136) ، وسيأتي في "المسند" 6/359 من طريق خالد بن ذكوان عن الربيع قالت: بعث= الحديث: 2057 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 489 2059 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَجُلًا جَاءَ مُسْلِمًا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَتِ امْرَأَتُهُ مُسْلِمَةً بَعْدَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا أَسْلَمَتْ مَعِي، فَرَدَّهَا عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 2060 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ " (2)   = رسول الله صلي الله عليه وسلم غَداة عشوراءَ في قرى الأنصار، قال: "من كان منكم صائماً فليتمَ صومَه، ومن كان أكل فليصم بقية عشية يومه". (1) إسناده ضعيف، سماك- وهو ابن حرب- روايته عن عكرمة مضطربة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه أبو داود (2238) ، والترمذي (1144) ، وأبو يعلى (2525) ، وابن حبان (4159) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح! وأخرجه عبد الرزاق (12645) ، وابن الجارود (757) ، والحاكم 2/200، والبيهقي 7/188 و189 من طرق عن إسرائيل، به. وصحح الحاكم إسناده وووافقه الذهبي! وأخرجه الطيالسي (2674) ، ومن طريقه البيهقي 7/189 عن سليمان بن معاذ، وابن ماجه (2008) من طريق حفص بن جميع، كلاهما عن سماك، به. وسيأتي بنحوه برقم (2972) . وفي الباب عن ابن عباس قال: رد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب ابنته على زوجها أبي العاص بن الربيع بالنكاج الأول ولم يُحدث شيئاً. انظر (1876) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جهضم- واسمه موسى بن سالم- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وبن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم:= الحديث: 2059 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 490 2061 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى عَلَى بِسَاطٍ " (1)   =صالح الحديث صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أنه ثقة. وقول سفيان في هذا الإسناد "عبيد الله بن عبد الله"، قال الترمذي في "سننه" 4/206: سمعت محمداً يقول: حديث الثوري غير محفوظٍ ووهم فيه الثوري، والصحيح ما روى ابنُ عُلَية وعبد الوارث بن سعيد عن أبي جهضم: عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن ابن عباس. قال المزي في "تهذيب الكمال" 15/254: وفي نسبة الوهم إلى الثوري نَظَر، فان حماد بن سلمة رواه عن أبي جهضم مثل رواية الثوري، وكذلك رواه محمد بن عيسى بن الطباع، عن حماد بن زيد. ووهم الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، فخطأ ما وقع في الأصول من تسميته "عبيد الله بن عبد الله"، وثبت اسمه في الإسناد من طبعته: "عبد الله بن عبيد الله". وأخرجه بأطول مما هنا البيهقي 10/23 من طريق محمد بن كثير العبدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (426) من طريق حماد بن زيد، عن أبي جهضم، به. وانظر (1977) . (1) صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، زمعة بن صالح ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال البخاري فيما رواه عنه الترمذي في "العلل الكبير" ص431: منكر الحديث كثير الغلط، وذكر أحاديثه عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، وجعل يتعجب منه، قال محمد: ولا أروي عنه شيئاً، وما أراه يكذب، ولكنه كثير الغلط. وقال أيضاً ص967: قال محمد: زمعة بن صالح ذاهب الحديث، لا يدري صحَيح حديثه من سقيمه، أنا لا أروي عنه، وكل من كان مثل هذا، فأنا لا أروي عنه. وسلمة بن وهرام مختلف فيه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة. قلنا: وقد ثبت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غير ما حديثٍ أنه صلى على البساط والخُمرة= الحديث: 2061 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 491 2062 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَشَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ لِصِغَرِي، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَطَبَ لَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً " (1)   = والحصير وغيرها، وانظر "صحح البخاري" (6203) ، و"صحيح مسلم" (659) . وأخرجه ابن أبي شيبة 1/400 عن وكيع، عن زمعة، عن عمرو بن دينار وسلمة بن وهرام، قال أحدهما: عن عكرمة، عن ابن عباس. وأخرجه ابن خزيمة (1005) ، وابن عدي 3/1084، والحاكم 1/259، والبيهقي 2/436-437 من طرق عن زمعة، عن سلمة، عن عكرمة، به. وأخرجه ابن ماجه (1030) ، وابن عدي 3/1084 من طريق عبد الله بن وهب، عن زمعة، عن عمرو، عن ابن عباس. وأخرجه الطببراني (12206) من طريق أبي نعيم، عن زمعة، عن عمرو، عن كريب أو أبي معبد، عن ابن عباس. وأخرجه البيهقي 2/437 من طريق أبي نعيم، عن زمعة، عن عمرو، عن كريب، عن أبن عباس. وأخرجه ابن عدي 3/1084 من طريق روح، عن زمعة، عن عمرو، عن جابر بن عبد الله. وانظر (2472) و (2426) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان. هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/168، ومن طريقه الفريابي في "أحكام العيدين" (4) عن وكيع، بهذا ألإسناد. وسيأتي برقم (3226) و (3315) و (3487) ، وانظر (3358) ، وما سيأتي برقم (2169) و (2574) . قوله: "فصلى عند دار كثير بن الصلت"، قال الحافظ في "الفتح" 2/465: التعريف بمكان المصلى، وأن تعريفه بكونه عند دار كثير بن الصلت، على سبجل التقريب للسامع، وإلا فدار كثير بن الصلت محْدَثة بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلنا: وكثير بن الصلت= الحديث: 2062 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 492 2063 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي بَكْرِ (1) بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ صُخَيْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ - أَرْضٍ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ - فَصَفَّ النَّاسُ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، صَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ، وَصَفٌّ خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ رَكْعَةً، ثُمَّ نَكَصَ هَؤُلاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلاءِ، وَهَؤُلاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلاءِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى " (2) 2064 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ طَاوُسًا، عَنِ السُّبْحَةِ فِي السَّفَرِ، قَالَ: وَالْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ جَالِسٌ، فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَطَاوُسٌ يَسْمَعُ، حَدَّثَنَا طَاوُسٌ،   = من كندة، ولد في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان وجيهاً في قومه، وولاه عثمان القضاء في المدينة، ثم ولي كتابةَ الرسائل لعبدِ الملك بن مروان. (1) تحرف في (م) إلى: عن ابن أبي بكر. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن أبي الجهم، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/461 و12/538 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4251) ، والنسائي 3/169، والطبري 5/248، وابن خزيمة (1344) ، والطحاوي 1/309، وابن حبان (2871) ، والحاكم 1/335، والبيهقي 3/262 من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه الطبري 5/248 من طريق شريك، عن أبي بكر بن أبي الجهم، به. وسيأتي برقم (3364) ، وانظر (2382) . الحديث: 2063 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَكَمَا تُصَلِّي فِي الْحَضَرِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا، فَصَلِّ فِي السَّفَرِ قَبْلَهَا وَبَعْدَهَا " (1) قَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: " وَصَلِّهَا فِي السَّفَرِ " 2065 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَبِالْوَتْرِ وَلَمْ يُكْتَبْ " (2)   (1) إسناده حسن، أسامة بن زيد- وهو الليثي مولاهم- عَلق له البخاري وخَرج حديثه مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (1072) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (618) عن روح بن عبادة، والطحاوي 1/422 من طريق حاتم بن إسماعيل، والطبراني (10982) ، والبيهقي 3/158 من طريق الأوزاعي، ثلاثتهم عن أسامة بن زيد، به. قال البوصيري في "الزوائد" ورقة 68: وهذا إسناد حسن لقصور أسامة بن زيد عن درجة أهل الحفظ والضبط، وباقي رجال الإسناد ثقات. وجاء عن ابن عمر تركُ النوافل الراتبة في السفر، ففي "صحيح مسلم" (689) من طريق عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه، قال: صحبت ابن عمر في طريق مكة، قال: فصَلى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رَحْلَه وجلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتة نحوَ حيث صَلى، فرأى ناساً قياماً، فقال: ما يَصنَع هؤلاء؟ قلت: يُسبحونَ، قال: لو كنت مسبحاً لأتممتُ صلاتي يا ابن أخي! إني صَحِبْتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفر، فلم يَزِدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت أبا بكر فلم يزِدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبتُ عمر فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمان فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله: {لقد كان لكم في رَسُولِ الله أسوةٌ حَسَنَةٌ} . وانظر "شرح السنة" للبغوي 4/184-187. (2) إسناده ضعيف، جابر- وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف.= الحديث: 2065 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 494 2066 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، قَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " (1) 2067 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَادِي عُسْفَانَ حِينَ حَجَّ، قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ " قَالَ: وَادِي عُسْفَانَ، قَالَ: " لَقَدْ مَرَّ بِهِ هُودٌ، وَصَالِحٌ عَلَى بَكَرَاتٍ حُمْرٍ خُطُمُهَا اللِّيفُ، أُزُرُهُمْ الْعَبَاءُ، وَأَرْدِيَتُهُمْ النِّمَارُ، يُلَبُّونَ يَحُجُّونَ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ " (2)   = وأخرجه البزار (2434- كشف الأستار) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (588) من طريق الحسن بن صالح، والطبراني (11802) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن جابر، به. وانظر (2050) . (1) صحيح موقوفاً، رجاله ثقات رجال الشيخين. مسلم البطين: هو ابن عمران الكوفي. وأخرجه الطبراني (12335) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (883) ، ومن طريقه البيهقي 2/310 عن زهير بن حرب، عن وكيع، بهذا الإسناد قال أبو داو بإثره: خولف وكيع في هذا الحديث رواه أبو وكيع وشعبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موقوفاً. قلنا: وهو عنه موقوفاً عند الطبري 30/151، وأورده عنه كذلك السيوطي في "الدر" 8/482 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد. (2) إسناده ضعيف لضعف زمعة، وسلمة بن وهرام مختلف فيه، وقال ابن عدي:= الحديث: 2066 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 495 2068 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُنْبَذُ لَهُ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ، فَيَشْرَبُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ - قَالَ: وَأُرَاهُ قَالَ - وَيَوْمَ السَّبْتِ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْعَصْرِ، فَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخَدَمَ، أَوْ أَمَرَ بِهِ فَأُهْرِيقَ " (1) 2069 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)   = أرجو أنه لا بأس بروايات الأحاديث التي يرويها عنه غير زمعة بن صالح. وانظر (1854) . عُسْفان: بين مكة والمدينة على مرحلتين من مكة. وبكرات جمع بَكْرة: الفتية من الإبل. والخُطم: جمع خِطام. والنِّمارُ جمع نَمِرة: الشَّملة المخططة من مآزر الأعراب كأنها أخِذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبيد- وهو البهراني الكوفي- فمن رجال مسلم. وأخرجه الطيالسي (2715) ، ومسلم (2004) (79) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1963) . (2) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي وصححه ابن القطان كما في "النكت الظراف" 4/423. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (2950) ، والنسائي في "الكبرى" (8085) ، والطبري 1/34، والطبراني (12392) ، والبغوي (118) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود في "سننه" برواية ابن العبد كما في "التحفة" 4/423 عن مسدد، عن أبي عوانة، والطبري 1/34 من طريق شريك، كلاهما عن عبد الأعلى الثعلبي، به. وأخرجه الطبري 1/34 من طريق عمرو بن قيس الملائي، عن عبد الأعلى= الحديث: 2068 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 2070 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، مَوْلَى خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} [البقرة: 284] ، قَالَ: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا "، فَأَلْقَى اللهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 285-286] (1)   = الثعلبي، به. إلا أنه جعله موقوفاً. وأخرجه موقوفاً أيضاً 1/35 عن محمد بن حميد، عن جرير، عن ليث، عن سعيد بن جبير، به. وهو ضعيف أيضاً. وسيأتي الحديث برقم (2429) و (2975) و (3025) (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، آدم بن سليمان من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (126) ، والترمذي (2992) ، والنسائي في "الكبرى" (11059) ، والطبري 3/160، والحاكم 2/286، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 210-211، والواحلى في "أسباب النزول" ص60 من طريق عن وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3070) من طريق مجاهد عن ابن عباس. الحديث: 2070 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " آدَمُ هَذَا هُوَ أَبُو يَحْيَى بْنُ آدَمَ " 2071 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ الْمَكِّيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ، قَالَ: " إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ، فَادْعُهُمِ الَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حِجَابٌ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن عبد الله بن صيفي: هو يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن صيفي المكي، وأبو معبد: اسمه نافذ المكي. وأخرجه أبو داود (1584) ، وابن منده في "الإيمان" (117) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2448) ، وابن ماجه (1783) ، والترمذي (625) و (2014) ، والنسائي 5/55، وابن خزيمة (2346) ، والدارقطني 2/135-136، والبيهقي 7/8، والبغوي (1557) من طرق عن وكيع، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/114، وعنه مسلم (19) (29) عن وكيع، عن زكريا بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن معاذ بن جبل، وقال مسلم: قال أبو بكر: ربما قال وكيع: عن ابن عباس أن معاذاً قال: بعثني ... وأخرجه الدارمي (1614) و (1631) ، والبخاري (1395) و (1496) و (4347) و (7372) ، ومسلم (19) (30) ، والنسائي 2/5-4، وابن خزيمة (2275) ، وابن منده= الحديث: 2071 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 2072 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً " (1) 2073 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ،   = (116) ، والبيهقي 4/96 و7/7 من طرق عن زكريا بن إسحاق، به. وأخرجه البخاري (1458) و (7371) ، ومسلم (19) (31) ، وابن حبان (156) ، والطبراني (12207) و (12208) ، والدارقطني 2/136، وابن منده (213) و (214) ، والبيهقي 4/101 و2/7 من طريق إسماعيل بن أمية، عن يحيى بن عبد الله، به قوله: "كرائم أموالهم "، قال ابن الألثير في "النهاية" 4/167؟ أي نفائسَها التي تتعلَقُ بها نفسُ مالكها ويختصُها لها، حيث هي جامعة للكمال الممكن في حقّها، وواحدتها: كريمة. وقوله: "فادعهم إلى شهادة ... الخ "، قال السندي: أراد أن يَدعُوَهم إلى الإسلام بالتدريج، لأنه أقربُ إلى الطاعة بخلاف ما لو عرض عليهم دينا مخالفا لدينهم في أشياءَ كثيرة، فإن ذلك يُنَفَرهم ويبعدهم عن القَبُول، فلا دلالة في الحديث على أن مع أن التكليف بالفروع بعد الإيمان، كيف وقد أخر الدعوة الى الزكاة عن الدعوة إلى الصلاة، مع أن التكليف بالزكاة لا يتأخر عن التكليف بالصلاة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (42) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وأخرجه عبد بن حميد (702) ، والدارمي (696) و (711) ، والبخاري (157) ، وأبو داود (138) ، وابن ماجه (411) ، والترمذي (42) ، والنسائي 1/62، والطحاوي 1/29، وابن حبان (1095) ، والبيهقي 1/80، والبغوىِ (226) من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه الطيالسي (2660) ، والدارمي (697) ، وابن خزيمة (171) ، والبيهقي 1/73 من طرق عن زيد بن أسلم، به. وسيأتي برقم (3073) و (3113) ، وانظر (2416) . الحديث: 2072 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ (1) " 2074 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ، وَعَلَيْهِ عِصَابَةٌ دَسِمَةٌ " (2) 2075 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَصَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُمِّهِ، فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ،   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شعبة مولى ابن عباس- وهو شعبة بن دينار الهاشمي- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث الهاشمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/258 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2727) ، والطبراني (12219) من طريقين عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي برقم (2933) و (2934) و (3305) . وله طريق أخرى عن ابن عباس تأتي برقم (2405) . وفي الباب عن عبد الله بن بحينة عند البخاري (390) ، ومسلم (495) ، وسيأتي في "المسند" 5/345: كان النبي وصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سجد، فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه. وعن ميمونة عند مسلم (497) ، وسيأتي في "المسند" 6/332. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. ابن سليمان بن الغسيل: هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الأنصاري نسب إلى جده الأعلى حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة، استُشهِد يوم أحد وهو جُنُب فغسلته الملائكة. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (111) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (927) و (3628) و (3800) من طرق عن ابن الغسيل، به مطولاً. العِصابة: العمامة، والدسِمة: السوداء. الحديث: 2074 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 أَنَّهَا سَمِعَتِ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُدِيمُوا إِليَ الْمَجْذُومِينَ النَّظَرَ " (1) 2076 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَدِدْتُ أَنَّ النَّاسَ غَضُّوا مِنَ الثُّلُثِ إِلَى الرُّبُعِ فِي الْوَصِيَّةِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الثُّلُثُ كَثِيرٌ أَوْ كَبِيرٌ " (2) 2077 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَمَلَ،   (1) إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه برقم (581) . صفوان: هو ابن عيسى الزهري البصري. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/320 و9/44، وابن ماجه (3543) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/138، والحربي في "غريب الحديث" 2/428، والبيهقي 7/219 من طرق عن عبد الله بن سعيد، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11193) من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2721) . وقد تقدم هذا الحديث في مسند علي برقم (581) من طريق الفرج بن فضالة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/199، ومسلم (1629) ، وابن ماجه (2711) ، والطبراني (10719) ، والبيهقي 6/269 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2034) . الحديث: 2076 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 501 وَأَنَّهَا سُنَّةٌ قَالَ: صَدَقَ قَوْمِي وَكَذَبُوا، " قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَتْ بِسُنَّةٍ، وَلَكِنَّهُ قَدِمَ وَالْمُشْرِكُونَ عَلَى جَبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَتَحَدَّثُوا أَنَّ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ هَزْلًا، وَجَهْدًا وَشِدَّةً، فَأَمَرَهُمْ فَرَمَلُوا بِالْبَيْتِ لِيُرِيَهُمْ أَنَّهُمْ لَمْ يُصِبْهُمْ جَهْدٌ (1) 2078 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ: " أَلا تَزُورُنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ "، فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [مريم: 64] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (2) 2079 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْدَى فِي بُدْنِهِ جَمَلًا كَانَ لِأَبِي جَهْلٍ، بُرَتُهُ فِضَّةٌ " (3)   (1) إسناده صحيح، فطر: هو ابن خليفة روى له أصحاب السنن، وحديثه عند البخاري مقرون، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2029) . قوله: "هزلاً"، قال السندي: بضم هاء وسكون زاي، قيل: وصوابه "هزالاً" بزيادة الألف، أي: مع ضم الهاء، فإن الهزال بضم الهاء ضد السِّمَن، وهو المراد هاهنا، لا الهزل. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن ذر - واسمه عمر المُرْهِبي- فمن رجالى البخاري. وأخرجه البخاري (3218) ، والترمذي (3158) ، والطبري 16/103 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2043) . (3) حسن، ابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن- وإن كان سيئ الحفظ-= الحديث: 2078 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 502 2080 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجُبْنَةٍ، قَالَ: فَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَضْرِبُونَهَا بِالْعِصِيِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَعُوا السِّكِّينَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ وَكُلُوا " (1) 2081 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَعَطَاءٍ، قَالَا: الْأَضْحَى سُنَّةٌ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ:   =قد توبع عند أحمد برقم (2362) ، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن ماجه (3100) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3076) ، والطبراني (12057) ، والبيهقي 5/230 من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه البيهقي 5/230 من طريقين عن ابن أبي ليلى، به. وأخرجه البيهقي 5/230 من طريق يعلى بن عيد، عن سفيان، عن منصور، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: ساق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مئة بدنة، فيها جمل لأبي جهل. وسيأتي برقم (2428) و (2880) . وهذا الهدي كان في عمرة الحديبية، والجمل كان مما غنمه المسلمون من المشركين بوم بدر، والبُرَةُ، بضم الباء وفتح الراء الخفيفة: حلقة تجعل في أنف البعير. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر: وهو ابن يزيد الجعفي، وقد توبع. وأخرجه البزار (2878 - كشف الأستار) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11807) من طريق قيس بن الربيع، والبزار (2879) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن جابر، به. وسيأتي برقم (2755) . وله شاهد من حديث ابن عمر عند أبي داود (3819) . الحديث: 2080 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِالْأَضْحَى (1) ، وَالْوَتْرِ، وَلَمْ تُكْتَبْ " (2) 2082 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَمِسْعَرٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَلَى حُمُرَاتٍ لَنَا مِنْ جَمْعٍ - قَالَ سُفْيَانُ: بِلَيْلٍ - فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا، وَيَقُولُ: " أُبَيْنَى، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " وَزَادَ سُفْيَانُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَا إِخَالُ أَحَدًا يَعْقِلُ يَرْمِي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (3)   (1) على حاشية (س) و (ش) و (ض) و (ص) : بالضحى. (2) إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو الجعفي-. عطاء: هو ابن أبي رباح، وأبو جعفر: هو محمد بن علي بن الحسين الباقر، والقسم الأول من النص- وهو الأضحى سنة- من قولهما. وانظر (2050) . (3) حديث صحيح، وفذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أنه منقطع، الحسن بن عبد الله العرني لم يلق ابن عباس، بل لم يدركه وهو يرسل عنه، صَرحَ يذلك أحمد ويحيى بن معين وأبو حاتم، وقد وصله ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير أو عن الحسن، عن ابن عباس. وأخرجه ابن ماجه (3025) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (365) ، وأبو داود (1940) ، والنسائي 5/270-272، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/217، وفي "شرح المشكل" 4/383، وابن حبان (3869) ، والطبراني (12699) و (12703) ، والبيهقي 5/131-132، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1943) من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2175) ، والطبراني (12701) = الحديث: 2082 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 504 2083 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ جَاءَ فَنَامَ " (1) 2084 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2)   = و (12702) ، والبيهقي 5/132 من طرق عن سلمة بن كهيل، به. وأخرجه ابن أبي شيبة ص356 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن سعيد بن جبير أو عن الحسن، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2089) و (2841) و (3192) ، وانظر (1920) و (1939) و (2204) و (2459) و (2935) و (3003) . حُمُرات: جمع حُمُر، وحمر: جمع حمار. وقوله: "يلطح"، اللطح: الضرب بالكفّ، وليس بالشديد. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. كريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني. وأخرجه أبو داود (5043) ، وابن ماجه (508) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 1/279 و279-280 و2/311-312، والبيهقي 1/122 من طريقين عن سفيان الثوري، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/491 و10/221، ومسلم (763) (188) و (189) ، والنسائي 2/218، وأبو عوانة 2/314، والطبراني (12188) و (12190) من طرق عن سلمة بن كهيل، به. وانظر (1912) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله. الحديث: 2083 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 2085 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي الْعُرَنِيَّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ " مَا نَدْرِي أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ وَلَكِنَّا نَقْرَأُ " (1) 2086 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ نَجِيحٍ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " (2) 2087 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ:   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن العرني ثم يسمعه من ابن عباس. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/362 و2/529، ومن طريقه الطبراني (12700) عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (2246) . (2) إسناده صحيح، حماد بن نجيح روى له النسائي وابن ماجه، ووثقه ابن معين وأحمد ووكيع وغيرهم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي. علقه البخاري (6449) عن حماد، ووصله النسائي في "الكبرى" (9264) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (195) من طريقين عن حماد بن نجيح، بهذا الإسناد. وأخرجه هناد في "الزهد" (246) و (604) ، وعبد بن حميد (691) ، ومسلم (2737) ، والنسائي في "الكبرى" (9262) و (9263) ، والآجري في "الشريعة" ص390، والطبراني (12765) و (12766) و (12769) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (195) من طرق عن أبي رجاء، به. وسيأتي برقم (3386) . وروي هذا الحديثُ عن أبي رجاء عن عمران بن حصين، سيأتي في مسنده= الحديث: 2085 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: كُنَّا نُخَابِرُ وَلا نَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، حَتَّى زَعَمَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْهُ قَالَ عَمْرٌو: ذَكَرْتُهُ لِطَاوُسٍ، فَقَالَ: طَاوُسٌ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَمْنَحُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الْأَرْضَ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ لَهَا خَرَاجًا مَعْلُومًا " (1) 2088 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا؟ فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا   (1) إسناده صحح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1550) (121) ، وابن ماجه (2464) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2342) ، وأبو داود (3389) ، والطبراني (10880) ، والبيهقي 6/134 من طريقين عن سفيان الثوري، به. وأخرجه البخاري (2634) ، ومسلم (1550) (121) ، وابن ماجه (2456) ، والترمذي (1385) ، والطحاوي 4/110، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1687) ، والطبراني (10879) و (10881) و (10883) و (10884) و (10885) ، والبيهقي 6/134 من طرق عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (2541) و (2598) . و (2862) و (3135) و (3263) . نخابر: من المخابرة، وهي المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما. وقوله: "يمنح" الأصل: أن يمنح، فلما حذفت "أن" ارتفع الفعل وهو القياس عند البصريين، لأن عوامل الأفعال ضعيفة لا تعمل مع الحذف، وجوز الكوفيون في مثله النصب، واستدلوا على ذلك ببيت طرفة بن العبد: ألا أيهذا الزاجري أحْضرَ الوغى وأن أشهد اللذاتِ هل أنتَ مخلدبَ= الحديث: 2088 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 507 وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] (1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ 2089 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ عَلَى حُمُرَاتٍ لَنَا، فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: " أُبَيْنَى، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (2)   = "وأن" وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ خبره "خير". (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وأخرجه الطبري 7/37 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3052) ، والطبري 7/37، والطبراني (11730) ، والحاكم 4/143، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5617) من طرق عن إسرائيل، به. قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2452) و (2691) و (2774) . وله شاهد من حديث أنس، أخرجه البخاري (4620) وسيأتي في "المسند" 3/227، وآخر من حديث البراء بن عازب، أخرجه الترمذي (3051) ، وصححه ابن حبان (5350) ، وانظر تمام تخريجه هناك. (2) صحيح لغيره، وقد تقدم برقم (2082) . الحديث: 2089 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 508 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) أشرف على تحقيقه الشيخ شعيب الأرنؤوط حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد الجزء الرابع مؤسسة الرسالة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 3 2090 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ، فَقَدْ حَلَّ لَكُمْ كُلُّ شَيْءٍ إِلا النِّسَاءَ ". فَقَالَ رَجُلٌ: وَالطِّيبُ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُضَمِّخُ رَأْسَهُ بِالْمِسْكِ " أَفَطِيبٌ ذَاكَ أَمْ لَا؟ (1)   (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع بين الحسن العرني وبين ابن عباس، لكن له شاهد من حديث عائشة بإسناد صحيح على شرطهما سيأتي عند أحمد 6/244 ويخرج هناك. سفيان: هو الثوري، وسلمة: هو ابن كُهيل. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 241 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) ، وابن ماجه (3041) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 5/277، والطحاوي 2/229، والطبراني (12705) ، والبيهقي 5/136 من طرق عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (3204) و (3491) . وقوله: "يُضَمخُ رأسه" بضاد وخاء معجمتين بينهما ميم من ضمخ كنصر بمعنى تضمخ، وهو التلطخ بالشيء والإكثار منه، وفي "القاموس": الضمخ: لطخ الجسد بالطيب حتى كأنه يقطر. قاله السندي. وقوله: "بالسك" كذا في الأصول الخطية، وهو نوع من الطيب يركب من المسك وغيره، وعلى حواشي الأصول: بالمسك، إشارة إلى بعض النسخ. الحديث: 2090 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 2091 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ " (1) 2092 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ " (2) 2093 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَتْ عِيرٌ الْمَدِينَةَ، فَاشْتَرَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا فَرَبِحَ أَوَاقِيَّ، فَقَسَمَهَا فِي أَرَامِلِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: " لَا أَشْتَرِي   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (355) ، والطبراني (12584) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد بزيادة: وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراماً لم يُعطه. وأخرجه الطبراني (12587) و (12588) من طريق أبي عوانة، عن جابر الجعفي، بنحوه. وسيأتي مطولاً برقم (2155) و (2904) و (2979) و (3078م) . وله شاهد من حديث أنس عند الترمذي (2051) ، وابن ماجه (3483) ، قال الترمذي: حسن غريب، وسيأتي في "المسند" 3/119. والأخدعان: هما عرقان في جانبي العنق. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جهضم -واسمه موسى بن سالم مولى آل العباس- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أنه ثقة. وانظر (1977) . الحديث: 2091 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 6 شَيْئًا لَيْسَ عِنْدِي ثَمَنُهُ " (1) 2094 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَثَمَنِ الْخَمْرِ " (2)   (1) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب، ومع ذلك فقد أخرجه الحاكم 2/24 من طريق شريك به، وقال: قد احتج البخاري بعكرمة، واحتج مسلم بسماك وشريك، والحديث صحيح ولم يخرجاه، وهذا وهم منه رحمه الله، فإن سماكاً لم يحتج به مسلم في روايته عن عكرمة، وشريك لم يحتج به، وإنما أخرج له في المتابعات، ثم هو سيئ الحفظ. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/18، وأبو داود (3344) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11743) ، والحاكم 2/24، والبيهقي 5/356 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن شريك، به. وأخرجه أبو داود (3344) عن عثمان بن أبي شيبة وقتيبة بن سعيد، عن شريك، عن سماك، عن عكرمة يرفعه. وسيأتي برقم (2970) و (2971) . وقوله: "عير المدينة" بكسر العين وسكون الياء: الإبل التي تحمل المتاع. وقوله: "لا أشتري شيئاً ليس عندي ثمنه" قال السندي: احتراز عن دين لا وفاء به عنده لأنه قد يؤدي إلى موته مديوناً. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس بنِ حَبتر، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/245 و14/202 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 4/52 من طريق زهير بن معاوية، عن عبد الكريم الجزري، به مختصراً، ولفظه "ثمن الكلب حرام". وأخرجه الطيالسي (2755) عن سلام، عن عبد الكريم الجزري، عن رجل من بني= الحديث: 2094 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 7 2095 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ صُهَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، فَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى أَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْهِ، فَفَرَّعَ بَيْنَهُمَا " (1)   = تميم، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ثمن الكلب حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الخمر حرام". وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا الرجل المبهم هو قيس بن حبتر فإنه نهشلي من بني تميم. وأخرجه بنحوه النسائي 7/309 من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2512) و (2626) و (3273) و (3344) و (3345) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الأوسط"، فيما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/91. وعن أبي مسعود البدري عند الشيخين ولفظه: نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن، وسيأتي في "المسند" 4/118-119. ومهر البغي: ما تأخذه الزانية على الزنى، وسماه مهراً مجازاً وهو حرام بالاتفاق. والنهي عن ثمن الكلب ظاهره عدم جواز البيع وعليه الجمهور وجوزه الحنفية، وحملوا الحديث على غير المأذون في اتخاذه، وأما المنتفع به حراسة أو اصطياداً فيجوز. قاله السندي. (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غيرَ صهيب -وهو أبو الصهباء البكري- فقد روى له أبو داود والنسائي وله ذكر في "صحيح مسلم" (1594) (100) في حديث داود عن أبي نضرة، عن أبي سعيد في الصرف، ووثقه أبو زرعة والعجلي وابن حبان، وقال النسائي: بصري ضعيف، وقال ابن حجر: مقبول. وأخرجه ابن خزيمة (882) ، وابن حبان (2356) من طريق منصور، عن الحكم، بهذا الإسناد. وسيأتي تتمة تخريجه عند الحديث رقم (3167) ، وانظر ما سيأتي برقم (2258) . وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس، انظر (2804) و (2899) . = الحديث: 2095 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 8 2096 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ: " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً (1) غُرْلًا، {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] فَأَوَّلُ الْخَلَائِقِ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالَ: " ثُمَّ يُؤْخَذُ بِقَوْمٍ مِنْكُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ - فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، قَالَ: فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، لَمْ يزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُذْ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ ": {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} [المائدة: 117] الْآيَةَ إِلَى: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] (2)   = وقوله: "ففرع بينهما"، قال السندي بفاء وراء وعين مهملة، وفي الراء يجوز التخفيف والتشديد، أي حجز وفرق كما في بعض الأصول. قلنا: في (ظ9) و (ظ14) : ففرق بينهما. (1) لفظة "عراة" لم ترد في (ظ9) و (ظ14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد المعروف بغندر. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/157 و13/247، ومسلم (2860) (58) ، والنسائي 4/117 من طريق وكيع، بهذا الإسناد، ورواية ابن أبي شيبة مختصرة. وأخرجه البخاري (2526) ، ومسلم (2860) (58) ، وابن حبان (7347) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الطيالسي (2638) ، والدارمي (2802) ، والبخاري (4625) و (4740) ، ومسلم (2860) (58) ، والنسائي 4/117، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 395 من طرق عن شعبة، به. وقد تقدم مختصراً برقم (1913) ، وسيأتي برقم (2281) = الحديث: 2096 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 2097 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ذَرِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالشَّيْءِ، لَأَنْ أخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيَدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ " (1)   = و (2282) و (2327) . قوله: "غرلًا" جمع أغرل: وهو الذي لم يُختن. وقوله: "ثم يؤخذ بقوم منكم ذات الشمال"، قال السندي: أي طريق أهل النار، والشمال بالكسر: ضد اليمين، ولعل وجه تسميتها بهذا الاسم أن أهل النار يؤتَون كتبهم بشمالهم. وقوله: "أصحابي" قال السندي: أي هم كانوا في الدنيا أصحابي، فما بالهم يُصرفون إلى النار اليوم. وقوله: "مرتدين" أي: عن الدين، وهذا في أمثال أصحاب مسيلمة ممن ارتد من الأعراب، وإلا فالمشهورون من الصحابة قد ظهر في ثباتهم على الدين والسعي الجميل في انتطام أمره ما ظهر، فجزاهم الله عن أهل الإسلام خير الجزاء. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه عبد بن حميد (701) ، والطحاوي 2/252، وابن منده في "الإيمان" (345) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (341) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (668) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور والأعمش، عن ذر، به. وأخرجه أبو داود (5112) ، وابن حبان (147) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن منده (345) من طريق شيبان، كلاهما عن منصور، به.= الحديث: 2097 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 2098 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ، فَاجْعَلُوهُ سَبْعَ أَذْرُعٍ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً، فَلْيَدْعَمْهُ حَائِطَ جَارِهِ " (1)   = وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (342) من طريق شيبان، عن قتادة، عن ذر، به. وسيأتي برقم (3161) . وقوله: "لأن" بفتح اللام والهمزة على أن اللام للابتداء و"أن" مصدرية، وهو مبتدأ خبرُه "أحب" قاله السندي. وقوله: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة"، قال السندي: أي: كيد الشيطان إلى الوسوسة التي لا يؤاخذ بها المرء ولم يمكنه من غير الوسوسة وإلا لسعى فيه كما يسعى في الوسوسة بل جعل ذلك في يد الإنسان، فلذلك امتنع من التكلم. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لأن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه البيهقي 6/96 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرج القسم الأول منه عبد بن حميد (600) ، وابنُ ماجه (2339) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، به. وأخرجه الطبراني (11737) ، والبيهقي 6/155 من طريقين عن سماك، به. وأخرج القسم الثاني منه ابن أبي شيبة 7/256-257 عن وكيع، عن سفيان، والطبراني (11736) من طريق أبي خالد الدالاني، كلاهما عن سماك، به. وسيأتي برقم (2757) و (2912) ، وانظر (2307) و (2867) . وللقسم الأول شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2473) ، ومسلم (1613) ، وصححه ابن حبان (5067) بلفظ: "إذا اختلفتم في الطرق فدعوا سبعة أذرع" وسيأتي في "المسند" 2/228. وللقسم الثاني شاهد أيضاً من حديث أبي هريرة عند البخاري (2463) ، ومسلم (1609) ولفظه: "لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في داره" وسيأتي أيضاً 2/230. وقوله: "إذا اختلفتم" قال السندي: أي إذا كان أرض لقوم وأرادوا إحياءها وعمارتها،= الحديث: 2098 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 2099 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، تَسَارَعَ قَوْمٌ، فَقَالَ: - أَوْ فُنُودُوا (1) - لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ، وَلَا الرِّكَابِ " قَالَ: " فَمَا رَأَيْتُ رَافِعَةً يَدَهَا تَعْدُو حَتَّى أَتَيْنَا جَمْعًا " (2)   = فإن اتفقوا في الطريق على شيء، فذاك وإلا فيجعل عرض طريقهم سبعة أذرع لدخول الأحمال والأثقال وخروجها. وقوله: "سبع أذرع": الذراع مؤنثة وقد تذكر، ولذا جاء في بعض الروايات: سبعة أذرع. وقوله: "فليُدعمه حائط جاره" من الدعم وهو أن يميل الشيء فتُدعمه بدِعَام ليستقيم، والفعل ثلاثي متعد بنفسه، وعُديَ هنا إلى اثنين بالهمزة، قال السَندي: والمراد: فليمكنه جارُه من غرز الخشب في جداره ونحوه حتى يصير حائطه كالدعامة لبنائه، وقد جاء النهي عن منع الجار من غرز الخشب أو الخشبة في الجدار. (1) في (م) "فقال: امتدوا وسدوا"، وفي (س) و (غ) و (ق) و (ص) : "فقال: اتئدوا"، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المسعودي -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله ابن عتبة- سمع منه وكيع قبل الاختلاط، وقد تابعه الأعمش، وباقي رجاله ثقات، ويأتي في "المسند" برقم (2264) و (2427) و (2507) و (3309) . وأخرجه الطيالسي (2702) عن المسعودي، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 3/275 من طريق الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن طاووس، عن ابن عباس: أن الفضل كان رديف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة جمع، فلما أفاض رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "يا أيها الناسُ عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بإيضاع الخيل والإبل". وأخرجه البخاري (1671) ، والبيهقي 5/119 من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ولفظه: "أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع". الحديث: 2099 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 2100 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " (1) 2101 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْتَسَلَتْ مِنْ جَنَابَةٍ، فَاغْتَسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ تَوَضَّأَ، مِنْ فَضْلِهَا " (2)   = والإيضاع: سرعة السير. وقوله: "فما رأيت رافعة" قال السندي: أي ناقة بسرعة يديها في المشي وضعاً ورفعاً من: رفع دابته: أسرع بها، أو فما رأيت ناقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رافعة يديها كما في أبي داود، ففيه: فما رأيتها رافعة يديها. (1) صحيح لغيره، سماك مضطرب في روايته عن عكرمة، لكن له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري يأتي عند أحمد 3/15-16، وحسنه الترمذي، وصححه أحمد، وابن معين، وابنُ حزم. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/143، وابن حبان (1241) من طريق أبي الأحوص، عن سماك، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2102) و (2566) و (2805) و (2806) و (2807) و (3120) . وقوله: "الماء لا ينجسه شيء" قال السندي: أي ما دام لا يغيره، وأما إذا غيره، فكأنه أخرجه عن كونه ماءً فما بقي على طهارة الماء، لكون الطهارة صفة الماء والمغير كأنه ليس بماء، ولذلك ترك الاستثناء، وقد جاء الاستثناء في بعض الروايات الضعيفة. (2) صحيح لغيره، سماك مضطرب في روايته عن عكرمة. وأخرجه ابن ماجه (371) ، وابن خزيمة (109) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/159 من طريقين عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (2102) و (2566) و (2805) و (3120) ، وانظر (3465) . الحديث: 2100 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 2102 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْتَسَلَتْ مِنَ الجَنَابَةِ، فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَضْلِهِ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " (2)   (1) تحرف في (م) إلى: علي بن أبي إسحاق. (2) صحيح لغيره، وانظر (2100) و (2101) . وأخرجه النسائي 1/173، وابن خزيمة (109) ، وابن حبان (1242) ، والحاكم 1/159 من طرق عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (735) ، وابن الجارود (48) ، وابن خزيمة (109) ، والطحاوي 1/26، والحاكم 1/159، والبيهقي 1/188 من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/33 و14/160، والدارمي (734) ، وأبو داود (68) ، وابن ماجه (370) ، والترمذي (65) ، وأبو يعلى (2411) ، وابن خزيمة (91) ، وابن حبان (1241) و (1261) ، والطبراني (11715) و (11716) ، والحاكم 1/159، والبيهقي 1/189 و267 من طرق عن سماك، به. وأخرجه عبد الرزاق (397) عن إسرائيل، عن عكرمة، به. كذا في المطبوع من "المصنف"، ويغلب على ظننا أنه سقط منه سماك، فإسرائيل ليست له رواية عن عكرمة بينهما سماك. وله شاهد صحيح من حديث أبي سعيد يأتي في "المسند" 3/15-16. وقوله: "بفضله" أي: بفضل ذلك الماء، وقوله: "إن الماء لا ينجسه شيء" قال السندي: وفي رواية الترمذي وغيره: "إن الماء لا يجنب" فمعنى قوله: "لا ينجسه شيء" على وفق تلك الرواية أنه لا ينجسه شيء من جنابة المستعمل أو حدثه، أي: إذا استعمل منه جنب أو محدث، فلا يصير البقية نجساً لجنابة المستعمل أو حدثه، وعلى هذا فهذا الحديث خارج عن محل النزاع، وهو أن الماء هل يصير نجساً بوقوع النجاسة أم لا؟ الحديث: 2102 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 2103 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ الْعَنْقَزِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " هَجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نِسَاءَهُ شَهْرًا، فَلَمَّا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: قَدْ بَرَّتْ يَمِينُكَ وَقَدْ تَمَّ الشَّهْرُ " (1) 2104 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فِطْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ أَبِي سَعْدٍ، (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أُخْتَانِ، فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُمَا مَا صَحِبَتَاهُ، دَخَلَ بِهِمَا الْجَنَّةَ "، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: " تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ، فَيَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمرو بن محمد العنقزي، وعمران -وهو ابن الحارث السلمي- من رجال مسلم، وباقي السند على شرطهما. وانظر (1885) . (2) تحرف في (م) وأكثر الأصول الخطية إلى "سعيد" والتصويب من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند". (3) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، شرحبيل بن سعد أبو سعد الخطمي ضعيف. محمد بن عبيد شيخ أحمد: هو الطنافسي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/551، والبخاري في "الأدب المفرد" (77) ، وابن ماجه (3670) ، وأبو يعلى (2571) و (2742) ، وابن حبان (2945) ، والطبراني (10836) ، والحاكم 4/178، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8683) من طرق عن فطر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (2457) من طريق حسين بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس بلفظ: "ومن عال ثلات بنات، فأنفق عليهن، وأحسن إليهن، وجبت له الجنة" فقام رجل من الأعراب فقال: أو اثنتين؟ قال: نعم. حتى لو قال واحدة لقال: نعم. وسيأتي برقم (3424) . الحديث: 2103 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 15 2105 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَوْمًا قَطُّ إِلا دَعَاهُمْ " (1) 2106 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَئِنْ عِشْتُ - قَالَ رَوْحٌ: لَئِنْ سَلِمْتُ - إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ (2) الْيَوْمَ التَّاسِعَ، يَعْنِي عَاشُورَاءَ " (3) 2107 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ   = وفي الباب عن أنس، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/147-148 و303 و42. وقوله: "تدرك له ابنتان" من الإدراك: وهو البلوغ. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن أبي نجيح: اسمه عبد الله. وأخرجه عبد بن حميد (697) ، والدارمي (2444) ، وأبو يعلى (2591) ، والطحاوي 3/207، والطبراني (11269) ، والحاكم 1/15، والبيهقي 9/107 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (9427) عن الثوري، عن صاحب له، عن رجل، عن ابن عباس. وانظر (2053) . (2) لفظة "اليوم" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) . (3) إسناده قوي، القاسم بن عباس وعبد الله بن عمير روى لهما مسلم متابعة، وهما صدوقان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح شيخ أحمد: هو ابن عبادة القيسي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن. وأخرجه الطحاوي 2/78، والبيهقي 4/287 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (1971) . وقوله: "يعني، عاشوراء" قال السندي: مبني على زعم أن التاسع عاشوراء، وهذا= الحديث: 2105 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 16 الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: " الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ " (1) 2108 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ احْتِجَامَةً فِي   = قول ابن عباس، والجمهور على خلافه. (1) صحيح لغيره، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وداود بن الحصين ثقة مشهور لكن له غرائب تُستنكر. وأخرجه عبد بن حميد (569) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (287) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري في "صحيحه" 1/93 في الإيمان: باب الدين يسر، وحَسنَ الحافظ إسناده في "الفتح". وله شاهد بسند قوي من حديث عائشة مرفوعاً: "إني أرسِلْتُ بحنيفية سَمْحة" وسيأتي في "المسند" 16/116 و233. وآخر من حديث أبي أمامة عند أحمد 5/266، والطبراني (7868) . وثالث من حديث جابر عند الخطيب 7/209، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/5، وسنده ضعيف. ورابع عن حبيب بن أبي ثابت مرسلاً عند ابن سعد في "الطبقات" 1/192. وقوله: "الحنيفية" قال السندي: أي الملة المنسوبة إلى إبراهيم يريد دين الإسلام الذي بعث به نبينا عليه الصلاة والسلام، فإنه يشارك دين إبراهيم في كثير من الفروع مع الاتحاد في الأصول، فلذلك ينسب إلى إبراهيم، والحنيف عند العرب: من كان على دين إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، والسمحة: بفتح السين وسكون الميم: أي التي تسهل على النفوس، لا كالرهبانية الشاقة عليها. الحديث: 2108 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 رَأْسِهِ "، قَالَ يَزِيدُ: " مِنْ أَذًى كَانَ بِهِ " (1) 2109 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ دِرْعَهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَلَى ثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَخَذَهَا رِزْقًا لِعِيَالِهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان، وابن جعفر: هو محمد. وأخرجه أبو داود (1836) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري مسنداً (5700) وتعليقاً (5701) ، والنسائي في "الكبرى" (7599) ، وابن حبان (3950) من طرق عن هشام، به. وأخرجه الترمذي (775) ، والنسائي في "الكبرى" (3219) ، والطبراني (11859) من طريقين عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "احتجم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محرم"، وزاد الترمذي والنسائي: "صائم"! وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3222) من طريق أيوب السختياني، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي برقم (2243) و (2355) . و (3233) و (3282) و (3523) ، وانظر (1849) و (2784) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/18، وابن سعد 1/488، والدارمي (2582) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (581) ، والترمذي (1214) ، والنسائي 7/303، وأبو يعلى (2695) ، والبيهقي 6/36 من طرق عن هشام بن حسان، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه عبد بن حميد (587) ، وابن ماجه (2439) ، والطبراني (11797) من طريقين عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (3409) ، وانظر (2724) . وقوله: "عند رجل من يهود" قال السندي: قيل: اسمه أبو الشحم كما في رواية= الحديث: 2109 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 18 2110 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ - وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، قَالَ: فَمَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ " (1) 2111 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْتِقُ مَنْ جَاءَهُ مِنَ العَبِيدِ قَبْلَ مَوَالِيهِمْ إِذَا أَسْلَمُوا، وَقَدْ أَعْتَقَ يَوْمَ الطَّائِفِ رَجُلَيْنِ " (2)   = الشافعي (565) و (566) ، والبيهقي، وذكر ابن الطلاع في "الأقضية النبوية" أن أبا بكر افْتَك الدرع بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكن روى ابن سعد عن جابر أن أبا بكر قضى عدات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن علياً قضى ديونه، وروى إسحاق بن راهويه في "مسنده" عن الشعبي مرسلا أن أبا بكر افتك الدرع بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسلمها لعلي بن أبي طالب كذا في شرح البخاري (5/142) ، قلت: وقد يقال: كيف يكون ذلك مع أن اليهود الذين كانوا في المدينة قد قتل بعضهم وأخرج بعضهم إلا أن يقال: إن هذا اليهودي من سكان خيبر، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/53 و14/291 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2017) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، والحكم -وهو ابن عتيبة- لم يسمعه من مِقسم. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/511 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (1959) . وقوله: "كان يعتق" قال السندي: أي يحكم بأنه قد عتق، وأحرز نفسه بالإسلام لا= الحديث: 2110 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 2112 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، وَيَعْلَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، (1) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُعَوِّذُ حَسَنًا وَحُسَيْنًا، يَقُولُ: " أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ " وَكَانَ يَقُولُ: " كَانَ إِبْرَاهِيمُ أَبِي يُعَوِّذُ بِهِمَا إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْحَاقَ " (2)   = أنه يقول: أعتقته. (1) قوله: "ويعلى، حدثنا سفيان" سقط من النسخ المطبوعة من "المسند" وهو ثابت فى أصولنا الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، المنهال -وهو ابن عمرو الأسدي- من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1006) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (634) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/299 و5/45 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/48-49 و10/315، والترمذي (2060) ، والبغوي (1417) من طريق يعلى بن عبيد، به. وأخرجه ابن ماجه (3525) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1006) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (455) ، والطحاوي 4/72، والحاكم 3/167 من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/49 و10/315، والبخاري في "صحيحه" (3371) ، وفي "خلق أفعال العباد" (454) و (456) ، وأبو داود (4737) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1007) ، وابن حبان (1013) من طرق عن منصور، به. وأخرجه ابن حبان (1012) ، والطبراني (12271) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال، به. وسيأتي برقم (2434) . هامة، بتشديد الميم: كل ذات سم يقتل، وجمعه هوام، ولامة: بتشديد الميم، = الحديث: 2112 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 2113 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ (1) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَى رَجُلٌ رُؤْيَا، فَجَاءَ لِلنَّبِيِّ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِفُ عَسَلًا وَسَمْنًا، فَكَانَ النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْهَا، فَبَيْنَ مُسْتَكْثِرٍ وَبَيْنَ مُسْتَقِلٍّ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَكَأَنَّ سَبَبًا مُتَّصِلًا إِلَى السَّمَاءِ - وقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: وَكَأَنَّ سَبَبًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ - فَجِئْتَ، فَأَخَذْتَ بِهِ، فَعَلَوْتَ فَأَعْلَاكَ اللهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ، فَأَخَذَ بِهِ فَعَلا فَأَعْلَاهُ اللهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكُمَا، فَأَخَذَ بِهِ فَعَلا، فَأَعْلاهُ اللهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكُمْ، فَأَخَذَ بِهِ فَقُطِعَ بِهِ، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلا، فَأَعْلاهُ اللهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَعْبُرُهَا فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ: فَالْإِسْلامُ، وَأَمَّا الْعَسَلُ وَالسَّمْنُ: فَحَلاوَةُ الْقُرْآنِ، فَبَيْنَ مُسْتَكْثِرٍ، وَبَيْنَ مُسْتَقِلٍّ، وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَأَمَّا السَّبَبُ: فَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ، تَعْلُو فَيُعْلِيكَ اللهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكَ رَجُلٌ عَلَى مِنْهَاجِكَ، فَيَعْلُو وَيُعْلِيهِ اللهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمَا رَجُلٌ، فيَأْخُذُ بِأَخْذِكُمَا، فَيَعْلُو فَيُعْلِيهِ اللهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ رَجُلٌ يُقْطَعُ بِهِ، ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ، فَيَعْلُو فَيُعْلِيهِ اللهُ، قَالَ: أَصَبْتُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَصَبْتَ، وَأَخْطَأْتَ " قَالَ: أَقْسَمْتُ يَا رَسُولَ اللهِ   = أي: ذات لمم، واللمم: كل داء يلم من خبل أو جنون أو نحوهما، أي: من كل عين تصيب السوء. قاله السندي. (1) تحرف في (م) إلى: سفيان، عن ابن حسين. (2) في (ظ9) و (ظ14) : فجاء بها إلى النبي. الحديث: 2113 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 لَتُخْبِرَنِّي، فَقَالَ: " لَا تُقْسِمْ " (1) 2114 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)   (1) حديث صحيح، سفيان بن حسين -وإن كان ضعيفاً في روايته عن الزهري- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/59-60، وأبو يعلى (2565) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (1894) . ظلة: سحابة لها ظل، وكل ما أظل من سقيفة ونحوها يُسمى: ظلة. وقوله: "فبين مستكثر" أي: آخذ للكثير، وهذا خبر محذوف، أي: هم بين هذه الأقسام، أي: أنهم لا يخلون عن هذه الأقسام، ففيهم من هو مستكثر، وفيهم من هو مستقل، وفيهم من هو متوسط، وقوله: "وبين ذلك" أي: ومن هو بين ذلك المذكور من الاستكثار والاستقلال. قاله السندي. وقوله: "فقطع به ثم وصل له"، قال السندي: هذا إشارة إلى أن عثمان كاد أن ينقطع من اللحاق بصاحبيه بسبب ما وقع له من تلك القضايا التي أنكروها، فعبر عنها بانقطاع الحبل، ثم وقعت له الشهادة فاتصل بهم، فعبر عنه بأن الحبل وصل له، فاتصل فألحق بهم. كذا ذكره الحافظ ابن حجر. وقوله: "فحلاوة القرآن" قد جاء في الروايات: "فلينه وحلاوته" فهاهنا اختصار وقع من بعض الرواة، فشبه القرآن بالسمن في اللين، وبالعسل في الحلاوة، فظهر في عالم المثال بالصورتين جميعاً وهو واحد. قيل: هذا موضع الخطأ، وإنما هما الكتاب والسنة، والوجه ترك التعرض لموضع الخطأ، فإن ما خفي على أبي بكر يستبعد فيه الإصابة من غيره. قاله السندي. وقوله: "لا تقسم" فيه أن إبرارَ المقسم إنما ينبغي إذا لم يمنع عنه مانع. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20360) = الحديث: 2114 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 2115 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَمُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ عُمْرَةٌ اسْتَمْتَعْنَا بِهَا، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحِلَّ الْحِلَّ كُلَّهُ، فَقَدْ دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1) 2116 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،   = عن عمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (2269) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس أو أبي هريرة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7641) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله كان أحياناً يقول: عن ابن عباس، وأحياناً يقول: عن أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (3268) و (4632) ، وابن ماجه (3918) ، والترمذي (2293) ، والبيهقي 10/38-39، والبغوي (3283) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس قال: كان أبو هريرة يحدث ... وقد تقدم برقم (1894) . وانظر لزاماً "فتح الباري" 12/433. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر، والحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/102، ومسلم (1241) ، وأبو داود (1790) ، والنسائي 5/181 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2642) ، والدارمي (1856) ، ومسلم (1241) ، والطبراني (11045) ، والبيهقي 5/18، والبغوي (1886) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه الطبراني (11046) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، عن أبي مريم، عن الحكم، به. وسيأتي برقم (3172) ، وانظر (2287) . الحديث: 2115 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَقَالَ: " أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ " فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ، أَفَأُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " امْرُؤٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ، يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْتَزِلُ شُرُورَ النَّاسِ، أَفَأُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ وَلا يُعْطِي بِهِ " (1)   (1) إسناده صحيح، سعيد بن خالد: هو ابن عبد الله بن قارظ الكناني المدني روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه وهو ثقة، وشيخه فيه إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب ثقة حديثُه عند النسائي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3539) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (169) ، وابن أبي شيبة 5/294، والدارمي (2395) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (153) ، والنسائي 5/83-84، وابن حبان (604) ، والطبراني (10767) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2661) ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (3539) عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد، عن عطاء، به. وأخرجه الترمذي (1652) من طريق ابن لهيعة، وابن أبي عاصم (152) من طريق أسامة بن زيد، وابن حبان (605) من طريق ابن وهب، ثلاثتهم عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عطاء بن يسار، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ويروى هذا الحديث من غير وجه عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه سعيد بن منصور (2434) ، والطبراني (10768) من طريق ابن وهب، عن بكير، عن أبيه، عن عطاء، به.= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 2117 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَخِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جُلُودِ الْمَيْتَةِ، قَالَ: " إِنَّ دِبَاغَهُ قَدْ أَذْهَبَ بِخَبَثِهِ، أَوْ رِجْسِهِ، أَوْ نَجَسِهِ " (1) 2118 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ طَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى نَاقَتِهِ، يَسْتَلِمُ   = وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/445 عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن عطاء مرسلاً. وسيأتي برقم (2927) و (2928) و (2958) . وقوله: "ممسك" أي: آخذ، وهذا كناية عن إكثاره الجهاد. وقوله: "معتزل" أي: منفرد عن الناس يدل على جواز العزلة إذا خاف الفتنة من الخلطة. (1) حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير أخي سالم بن أبي الجعد -واسمه عبد الله بن أبي الجعد فيما ذكره البيهقي عن أحمد بن علي الأصبهاني- فقد روى له النسائي حديثاً واحداً وابن ماجه حديثاً آخر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الذهبي: وهو وإن كان قد وثق، فيه جهالة. وأخرجه البيهقي 1/17 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وقال: وهذا إسناد صحيح. وسيأتي برقم (2880) . وله طريق آخر صحيح عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أيما إهاب دبغ فقد طهر" تقدم برقم (1895) . (2) وقع هذا الإسناد في النسخ المطبوعة من "المسند" وفي أصولنا الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) هكذا: "حدثنا يزيد، أخبرنا مسعر بن كدام، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أخيه" كما في الحديث السابق، وهو خطأ كبير، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) ، و"أطراف المسند" 1/ورقة 127. الحديث: 2117 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: " عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ " (1) 2119 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ رَفَعَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ، فَيَرْجِعَ فِيهَا، إِلا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ، وَمَثَلُ الَّذِي يُعْطِي الْعَطِيَّةَ، فَيَرْجِعُ فِيهَا، كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ فِي قَيْئِهِ "، (2)   (1) حديث صحيح، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه توبع. وأخرجه الطبراني (12070) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، بهذا الإسناد. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ، لكن تابعه الحجاج بن أرطاة، وانظر ما تقدم برقم (1841) من طريق عكرمة، وسيأتي حديث مقسم برقم (2227) بأطول مما هنا. وأخرج البخاري (1607) ، ومسلم (1272) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجن، وانظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان" (3829) . وقوله: "وبين الصفا والمروة" أي: وطاف على تاقته بين الصفا والمروة. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن شعيب، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق. وأخرجه أبو يعلى (2717) ، والدارقطني 3/42-43 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/476، وأبو داود (3539) ، وابن ماجه (2377) ، والترمذي (1299) و (2132) ، والنسائي 6/265 و267-268، وابن الجارود (994) ، والطحاوي = الحديث: 2119 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 2120 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، (1) وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2) 2121 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ، أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ " (3)   = 4/79، وابن حبان (5123) ، والحاكم 2/46، والبيهقي 6/179 و180 من طرق عن حسين المعلم، به. وليس عند ابن ماجه قوله: "مثل الذي يعطي العطية ... " وسيأتي برقم (2120) و (4810) و (5493) ، وانظر (2250) و (2647) . وقوله: "لا يحل للرجل" قال السندي: ذكر النووي وغيره أن نفي الحل ليس بصريح في إفادة الحرمة، لأن الحل: هو استواء الطرفين فالمكروه يصدق عليه أنه ليس بحلال، وعلى هذا فهذا النفي يحتمل الحرمة والكراهة، والمعنى: أنه لا ينبغي له الرجوع، وهذا لا ينفي صحة الرجوع إذا رجع بمعنى أنه إذا رجع صار الموهوب ملكا له وإن كان الفعل غير لائق. (1) قوله: "عن ابن عمر" تحرف في (م) إلى: عن عمرة. (2) إسناده حسن. وانظر ما قبله. (3) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9105) من طريق عبدة، عن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي أيضاً (9104) ، والبيهقي 1/315 من طريقين عن سعيد، عن قتادة، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مقسم، به. وأخرجه الطبراني (12065) ، والبيهقي 1/315-316 من طريق حماد بن الجعد، = الحديث: 2120 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 2122 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ وَرَوَاهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (1) 2123 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ " وَقَالَ: " أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ " فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فُلانًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلانًا (2) 2124 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَرَضَ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ:   = عن قتادة، عن الحكم، عن عبد الحميد، عن مقسم، به. وصححه الحاكم 1/171-172 ووافقه الذهبي، وصححه غير واحد من الأئمة إلا أن الصواب وقفه على ابن عباس. وسيتكرر الحديث برقم (2843) ، وانظر (2032) . (1) هو مكرر ما قبله. وعبد الكريم أبو أمية: هو عبد الكريم بن أبي المخارق البصري ضعيف ويأتي حديثه برقم (3473) . عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف. وأخرجه البيهقي 1/315 من طريق عبد الوهاب، بهذا الإسناد. وانظر (2032) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدسْتُوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه الدارمي (2649) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (1982) . المخنث: من يُشبه خِلقة النساء في حركاته وكلامه وغير ذلك مأخوذ من التكسر في المشي وغيره، قال الحافظ: فإن كان من أصل الخلقة لم يكن عليه لوم وعليه أن يتكلف إزالةَ ذلك، وإن كان بقصد منه، وتكلف له، فهو المذموم، ويطلق عليه اسم مخنث سواء فعل الفاحشة أو لم يفعل. قال الطبري: المعنى لا يجوز للرجل التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس، قال الحافظ: وكذا في الكلام والمشي. "فتح الباري" 10/332. الحديث: 2122 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 عَلَى الْمُقِيمِ أَرْبَعًا، وَعَلَى الْمُسَافِرِ رَكْعَتَيْنِ، وَعَلَى الْخَائِفِ رَكْعَةً " (1) 2125 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى ظَنَنْتُ - أَوْ حَسِبْتُ - أَنْ سَيَنْزِلُ عَلَيَّ فِيهِ قُرْآنٌ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، بكير بن الأخنس من رجاله، وباقي السند على شرطهما. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (226) ، ومسلم (687) (5) ، وأبو داود (1247) ، وابن ماجه (1068) ، والنسائي 1/226 و3/168، وأبو يعلى (2346) ، والطبري 5/248، وابن خزيمة (304) و (943) و (1346) ، والطحاوي 1/309، وابن حبان (2868) ، والطبراني (11041) ، والبيهقي 3/135 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11043) من طريق هشيم، عن الحارث الغنوي، عن بكير، به. وسيأتي برقم (2177) و (2293) و (3332) . وقوله: "وعلى الخائف ركعة" قال السندي: وهذا هو ظاهر قوله تعالى: (وإذا كنت فيهم) الآية في غير الإمام، وأخذ بظاهره طائفة كالحسن البصري، والضحاك، وإسحاق بن راهويه، والجمهورُ على أن صلاة الخوف والأمن سواء في عدد الركعات، وحملوا الحديث على أن المراد ركعة مع الإمام والأخرى يأتي بها منفردا كما جاءت به الأحاديث في صلاة الخوف، وللأولين أن يقولوا: إن الإتمام سنة والواجب ركعة كظاهر القرآن، والله تعالى أعلم. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي -واسمه أرْبِدة البصري- في عداد المجهولين، فإنه لم يرو عنه غير أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وشريك بن عبد الله -وهو النخعي القاضي، وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع. ولفظة "علي" زيادة من (ظ14) . = الحديث: 2125 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 2126 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَعْبَةَ وَفِيهَا سِتُّ سَوَارٍ، فَقَامَ عِنْدَ كُلِّ سَارِيَةٍ وَلَمْ يُصَلِّ " (1) 2127 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، قَالَتِ امْرَأَةٌ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ غَضْبَانَ، فَقَالَ: " وَمَا يُدْرِيكِ؟ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ، فَقَالَ   = وأخرجه أبو يعلى (2330) عن بشر بن الوليد الكندي، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/171 عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (2573) و (2798) و (2893) و (3122) و (3152) . وله شاهد يتقوى به من حديث واثلة بن الأسقع عند أحمد 3/490. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه عبد بن حميد (633) ، ومسلم (1331) ، والطحاوي 1/389، وابن حبان (3207) من طريقين عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11301) من طريق ليث، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: دخل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيت فكبر في نواحيه ودعا، ثم خرج فصلى خلف المقام. وأخرجه البخاري (398) ، والبغوي (448) من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: لما دخل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل حتى خرج منه، فلما خرج ركع ركعتين في قُبُل البيت وقال: هذه القبلة. وسيأتي برقم (2833) ، وانظر (2562) و (3093) . الحديث: 2126 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ، وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي " فَأَشْفَقَ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ "، فَبَكَتِ النِّسَاءُ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " مَهْلًا يَا عُمَرُ "، ثُمَّ قَالَ: " ابْكِينَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ مَهْمَا كَانَ مِنَ العَيْنِ وَالْقَلْبِ، فَمِنَ اللهِ، وَمِنَ الرَّحْمَةِ، وَمَا كَانَ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ، فَمِنَ الشَّيْطَانِ " (1) 2128 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا   (1) إسناده ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، ويوسف بن مهران، قال الميموني عن أحمد: لا يعرف، ولا أعرف أحداً روى عنه إلا ابن جدعان، وقال أبو داود: ليس يروي عن يوسف بن مهران إلا علي بن زيد، وقال أبو زرعة: ثقة، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ويذاكر به، وقال في "التقريب": وليس هو يوسف بن ماهك ذاك ثقة، وهذا لم يرو عنه إلا ابن جدعان وهو لين الحديث. وأخرجه ابن سعد 3/398-399 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2694) ، وابن سعد 3/398-399، والطبراني (8317) و (12931) ، وأبو نعيم 1/105، والحاكم 3/190 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وبعضهم يرويه مختصراً. وسيأتي برقم (3103) . وقوله: "هنيئاً لك الجنة عثمان بن مظعون" هو بتقدير حرف النداء، أي: يا عثمان بن مظعون، وقوله: "نظر غضبان" غير منصرف لكون مؤنثه غضبى، وقد جاء على قلة غضبانة أيضاً، ونعيق الشيطان: هو الصوت الذي يأمر به الشيطان ويرضى به. والخَيْر -بالتخفيف-: الكثير الخير، كالخَير -بالتشديد-، وفَرق بينهما الليث بن نصر صاحب الخليل، فجعل الأولى في الدين والصلاح، والثانية في الجمال والوسامة. الحديث: 2128 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَقَالَ: " هُنَّ وَقْتٌ لِأَهْلِهِنَّ وَلِمَنْ مَرَّ بِهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ - يُرِيدُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ -، فَمَنْ كَانَ مَنْزِلُهُ مِنْ وَرَاءِ الْمِيقَاتِ فَإِهْلالُهُ مِنْ حَيْثُ يُنْشِئُ، وَكَذَلِكَ، فَكَذَلِكَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ إِهْلَالُهُمْ مِنْ حَيْثُ يُنْشِئُونَ " (1) 2129 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ حِينَ أَتَاهُ فَأَقَرَّ عِنْدَهُ بِالزِّنَا: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ لَمَسْتَ؟ " قَالَ: لَا قَالَ: " فَنِكْتَهَا؟ "، قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2606) ، والبخاري (1526) و (1529) ، ومسلم (1181) (11) ، وأبو داود (1738) ، والنسائي 5/126، وابن خزيمة (2590) ، والطبراني (10886) ، والبيهقي 5/29، والبغوي (1859) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2240) و (2272) و (3065) و (3148) . وقوله: "يريد الحج والعمرة" قال السندي: ظاهره أن الإحرام على من يريد أحد النسكين لا من يريد مكة ومر بهذه المواقيت، وبه يقول الشافعي وفيه إشارة إلى أن هذه المواقيت مواقيت للحج والعمرة جميعاً لا للحج فقط، فيلزم أن تكون مكة لأهلها ميقاتاً للحج والعمرة جميعاً، لا أن مكة للحج والتنعيم للعمرة كما عليه الجمهور. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله وباقي السند على شرطهما. وأخرجه عبد بن حميد (571) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6824) ، وأبو داود (4427) ، والطبراني (11936) ، والبيهقي 8/226 من طرق عن جرير بن حازم، به. وسيأتي برقم (2310) و (2433) و (2617) و (2998) . الحديث: 2129 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 2130 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُقِيمَتْ صَلاةُ الصُّبْحِ، فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ، فَجَذَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: " أَتُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا؟ " (1) 2131 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} [النور: 4] قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الْأَنْصَارِ: أَهَكَذَا أُنْزِلَتْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَا تَسْمَعُونَ إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا تَلُمْهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ غَيُورٌ، وَاللهِ مَا   (1) إسناده حسن، صالح بن رستم فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/253 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2736) ، وابن حبان (2469) ، والطبراني (11227) ، والحاكم 1/307، والبيهقي 2/482 من طرق عن صالح بن رستم، به. وأخرجه البزار (518) عن إبراهيم بن محمد التيمي، عن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي عامر، عن أبي يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر نحوه. وقال: رواه بعضهم عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، ولا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا يحيى، عن أبي عامر. وسيأتي برقم (3329) . وفي الباب عن مالك بن بحينة عند البخاري (663) ، ومسلم (711) ، والنسائي 2/117. الحديث: 2130 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إِلَّا بِكْرًا، وَمَا طَلَّقَ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ، فَاجْتَرَأَ رَجُلٌ مِنَّا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مِنْ شِدَّةِ غَيْرَتِهِ، فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ، وَأَنَّهَا مِنَ اللهِ وَلَكِنِّي قَدْ تَعَجَّبْتُ أَنِّي لَوْ وَجَدْتُ لَكَاعًا قَدْ تَفَخَّذَهَا رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أَهِيجَهُ وَلَا أُحَرِّكَهُ، حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ، فَوَاللهِ لَا آتِي بِهِمْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ، قَالَ: فَمَا لَبِثُوا إِلَّا يَسِيرًا، حَتَّى جَاءَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، فَجَاءَ مِنْ أَرْضِهِ عِشَاءً، فَوَجَدَ عِنْدَ أَهْلِهِ رَجُلًا، فَرَأَى بِعَيْنَيْهِ، وَسَمِعَ بِأُذُنَيْهِ، فَلَمْ يَهِجْهُ، حَتَّى أَصْبَحَ، فَغَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي جِئْتُ أَهْلِي عِشَاءً، فَوَجَدْتُ عِنْدَهَا رَجُلًا، فَرَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ، وَسَمِعْتُ بِأُذُنَيَّ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جَاءَ بِهِ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَاجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ، فَقَالُوا: قَدِ ابْتُلِينَا بِمَا قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، الْآنَ يَضْرِبُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَيُبْطِلُ شَهَادَتَهُ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ هِلَالٌ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِي مِنْهَا مَخْرَجًا، فَقَالَ هِلَالٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ أَرَى مَا اشْتَدَّ عَلَيْكَ مِمَّا جِئْتُ بِهِ، وَاللهُ يَعْلَمُ إِنِّي لَصَادِقٌ، فَوَاللهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَأْمُرَ بِضَرْبِهِ إِذْ نَزَلَ (1) عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ عَرَفُوا ذَلِكَ فِي تَرَبُّدِ جِلْدِهِ يَعْنِي، فَأَمْسَكُوا عَنْهُ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الوَحْيِ، فَنَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ} [النور: 6]   (1) في (م) : إذا أنزل الله. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 الْآيَةَ كُلَّها، فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَبْشِرْ يَا هِلَالُ، فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لَكَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا " فَقَالَ هِلَالٌ: قَدْ كُنْتُ أَرْجُو ذَاكَ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْسِلُوا إِلَيْهَا " فَأَرْسَلُوا إِلَيْهَا، فَجَاءَتْ، فَتَلَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمَا، وَذَكَّرَهُمَا، وَأَخْبَرَهُمَا أَنَّ عَذَابَ الْآخِرَةِ أَشَدُّ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا، فَقَالَ هِلَالٌ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ صَدَقْتُ عَلَيْهَا، فقالَتْ: كَذَبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَاعِنُوا بَيْنَهُمَا "، فَقِيلَ لِهِلَالٍ: اشْهَدْ، فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الْخَامِسَةِ، قِيلَ: يَا هِلَالُ، اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكَ الْعَذَابَ فَقَالَ: لَا وَاللهِ لَا يُعَذِّبُنِي اللهُ عَلَيْهَا، كَمَا لَمْ يَجْلِدْنِي عَلَيْهَا، فَشَهِدَ فِي الْخَامِسَةِ: أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ، ثُمَّ قِيلَ لَهَا: اشْهَدِي أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الكَاذِبِينَ فَلَمَّا كَانَتِ الْخَامِسَةُ قِيلَ لَهَا: اتَّقِ اللهَ فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْمُوجِبَةُ الَّتِي تُوجِبُ عَلَيْكِ الْعَذَابَ، فَتَلَكَّأَتْ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَتْ: وَاللهِ لَا أَفْضَحُ قَوْمِي، فَشَهِدَتْ فِي الْخَامِسَةِ: أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، فَفَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا، وَقَضَى أَنْ لَا يُدْعَى وَلَدُهَا لِأَبٍ، وَلَا تُرْمَى هِيَ بِهِ وَلَا يُرْمَى وَلَدُهَا، وَمَنْ رَمَاهَا أَوْ رَمَى وَلَدَهَا، فَعَلَيْهِ الْحَدُّ، وَقَضَى أَنْ لَا بَيْتَ لَهَا عَلَيْهِ، وَلَا قُوتَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ مِنْ غَيْرِ طَلَاقٍ، وَلَا مُتَوَفًّى عَنْهَا، وَقَالَ: " إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَيْهِبَ، أُرَيْسِحَ، حَمْشَ السَّاقَيْنِ، فَهُوَ لِهِلَالٍ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ جَعْدًا، جُمَالِيًّا، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ الْأَلْيَتَيْنِ، فَهُوَ لِلَّذِي رُمِيَتْ بِهِ " فَجَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ، جَعْدًا، جُمَالِيًّا، خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 الْأَلْيَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا الْأَيْمَانُ، لَكَانَ لِي وَلَهَا شَأْنٌ " قَالَ عِكْرِمَةُ: " فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ، وَكَانَ يُدْعَى لِأُمِّهِ وَمَا يُدْعَى لِأَبٍ " (1) 2132 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ،   (1) حديث حسن، عباد بن منصور -وإن كان فيه ضعف من جهة حفظه- قد توبع على بعضه، وقد صرح بالسماع عند الطيالسي والطبري والبيهقي، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطيالسي (2667) ، وأبو داود (2256) ، وأبو يعلى (2740) و (2741) ، والطبري 18/82-83، والبيهقي 7/349 من طرق عن عباد بن منصور، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مختصراً البخاري (4747) ، وأبو داود (2254) ، والترمذي (3179) ، وابن ماجه (2067) ، والبيهقي 7/393-394 من طرق عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، عن هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (12444) عن معمر، والطبري 18/82 عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل ابن علية، كلاهما عن أيوب، عن عكرمة مرسلاً. وسيأتي مختصراً برقم (2199) و (2468) و (3339) . وانظر ما سيأتي عند أحمد برقم (3106) من طريق القاسم بن محمد عن ابن عباس. وفي الباب عن أنس بن مالك عند مسلم (1496) ، والنسائي في "الكبرى" (5662) و (5663) ، والطحاوي 3/101 و102. لكاعاً: اللكعاء في الأصل: الأمة، ثم أطلقت على المرأة المستحقرة المذمومة الساقطة. تفخذها رجل: كناية عن الجماع. تربد جلده: أي تغيره إلى الغُبرة. فتلكأت: أي: توقفت. أصيهب: تصغير الأصهب، وهو الذي تعلو شعره حمرة مع اسوداد. أريسح: تصغير الأرسح، وهو الخفيف الأليتين. أورق: أي أسمر. جمالياً: أي ضخم الأعضاء تام الأوصال، كأنه جمل. خدلج الساقين: أي عظيمهما. الحديث: 2132 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَلَيُكْتَبَنَّ مِنَ الغَافِلِينَ " (1) 2133 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِوَلَدِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِهِ لَمَمًا، وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ طَعَامِنَا، فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا طَعَامَنَا، قَالَ: " فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ، وَدَعَا لَهُ، فَثَعَّ ثَعَّةً، فَخَرَجَ مِنْ فِيهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ، فَشُفِيَ " (2)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحح ويحيى بن أبي كثير -وإن كانت روايته عن أبي سلام من كتاب- قد توبع، وقد رواه أيضاً كما سيأتي برقم (2290) عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، وقد ثبت الإمام أحمد وأبو حاتم سماعه من زيد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/154، وابن حبان (2785) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2735) عن هشام، به. وأخرجه ابن ماجه (794) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحكم بن ميناء، به. وسيأتي برقم (2290) و (3099) و (3100) و (5560) . وقوله: "عن ودعهم الجمعات" قال في "النهاية": أي عن تركهم إياها والتخلف عنها، يقال: ودع الشيء يدعه ودعاً: إذا تركه، والنحاة يقولون: إن العرب أماتوا ماضي "يدع" ومصدره، واستغنوا عنه بتَرَكَ، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفصح، وإنما يحمل قولهم على قلة استعمالها، فهو شاذ في الاستعمال صحيح في القياس. (2) إسناده ضعيف، فرقد السبَخي: هو فرقد بن يعقوب السبخي قال البخاري: في= الحديث: 2133 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 37 2134 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، وَشَكَا إِلَيْهِ ضَعْفَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ نَذْرِ أُخْتِكَ، فَلْتَرْكَبْ وَلْتُهْدِ بَدَنَةً " (1)   = حديثه مناكير، وقال أحمد وأبو حاتم: ليس بالقوي، وقال يحيى القطان: ما تعجبني الرواية عنه، وضعفه ابن سعد وابن المديني والنسائي ويعقوب بن شيبة وغيرهم. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/50، والدارمي (19) ، والطبراني (12460) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (395) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2288) و (2418) ثع: أي قاء، والثع: القيء، والثعة: المرة الواحدة. وقوله: "فشفي" في (ظ9) و (ظ14) : فسعى، والمثبت من (م) وعامة الأصول الخطية. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. بهز: هو بهز بن أسد العمي. وأخرجه الدارمي (2335) ، وأبو داود (3296) ، والطبراني (11828) ، والبيهقي 10/79 من طرق عن همام، به. ولفظه عند الدارمي وأبي داود: "ولتهد هديا". وأخرجه أبو داود (3297) ، والطبراني (11829) ، والبيهقي 10/79 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به. إلا أنه لم يذكر فيه الهدي. وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (29) ، ومن طريقه أبو داود (3303) ، والبيهقي 10/79 عن مطر الوراق، عن عكرمة، به. وذكر فيه الهَدْي. وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (580) ، والحاكم 4/302 من طريق أبي سعد البقال، والطبراني (11949) من طريق خالد الحذاء، كلاهما عن عكرمة، به. وليس فيه ذِكرٌ للهَدْي. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو داود (3298) ، والبيهقي 10/79 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة مرسلا. وسيأتي برقم (2139) و (2278) و (2834) ، وانظر (2828) . وسيأتي الحديث عن عقبة بن عامر نفسه في مسنده 4/143.= الحديث: 2134 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 2135 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَمِّي الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ، قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عِنْدَ زَمْزَمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. قَالَ: عَنْ أَيِّ بَالِهِ تَسْأَلُ؟ قُلْتُ: عَنْ صَوْمِهِ، أَيُّ يَوْمٍ أَصُومُهُ؟ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ هِلالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ مِنْ تَاسِعَةٍ، فَأَصْبِحْ مِنْهَا صَائِمًا " قُلْتُ: أَكَذَاكَ " كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "؟، قَالَ: نَعَمْ (1) 2136 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا، وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ " (2)   = قال السندي: وفي هذا الحديث دليل على أن من نذر المشي في الحج فلم يقدر عليه يجب عليه بدنة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه عبد بن حميد (669) و (670) ، وأبو داود (2446) ، وابن خزيمة (2098) ، والطحاوي 2/75، وابن حبان (3633) ، والبيهقي 4/287 من طرق عن حاجب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2214) و (2540) و (3212) و (3393) . قال البيهقي في "سننه" 4/287: وكأنه رضي الله عنه أراد صومه مع العاشر، وأراد بقوله في الجواب: "نعم" ما روي من عزمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صومه، والذي يبين هذا ... فذكر حديث ابن عباس موقوفاً: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود"، وحديثه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده". انظر ما سلف برقم (1971) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ليث -وهو ابن أبي سليم- رمي بالاختلاط.= الحديث: 2135 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 2137 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، (1) قَالَ: سَمِعْتُ الْمِنْهَالَ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ عَنْ سَعَيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلا عُوفِيَ " (2)   = وأخرجه الطيالسي (2608) ، والطبراني (10951) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8286) من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/532 و9/60، والبخاري في "الأدب المفرد" (245) و (1320) ، والبزار (152 و153 - كشف الأستار) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1572، والبيهقي في "الشعب" (8287) و (8288) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (764) من طرق عن ليث، به. وسيأتي برقم (2556) و (3448) . وقوله: "علموا ويسروا ولا تعسروا" يشهد له حديث أنس عند البخاري (69) ، ومسلم (1734) بلفظ: "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا". وقوله: "إذا غضب أحدكم فليسكت" تكرر في (ظ9) و (ظ14) ثلاث مرات، وقد ذكر له بعض من يتقن صناعة الحديث في عصرنا في "صحيحته" 3/364 شاهداً من حديث أبي هريرة ونسبه إلى ابن شاهين في "الفوائد" ورقة 112/1 من طريق إسماعيل بن حفص الأبُلي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه "إذا غضبت فاسكت" وحسن إسناده، والعهدة عليه فإنه لم يذكر أول السند. (1) تحرف في (م) إلى: زيد بن خالد. (2) حديث صحيح، يزيد أبو خالد -وهو يزيد بن عبد الرحمن الدالاني- وإن كان فيه كلام قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري. وأخرجه الحاكم 4/213 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. = الحديث: 2137 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 40 2138 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ أُرَاهُ رَفَعَهُ - قَالَ: " مَنْ عَادَ مَرِيضًا فَقَالَ أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، سَبْعَ مَرَّاتٍ، شَفَاهُ اللهُ إِنْ كَانَ قَدْ أُخِّرَ " يَعْنِي فِي أَجَلِهِ، (1)   = وأخرجه الترمذي (2083) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1048) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (544) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه أبو داود (3106) ، والحاكم 1/432 و4/416 من طريقين عن شعبة، به. وأخرجه الحاكم 1/342 و4/416 من طريقين عن يزيد الدالاني، به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1114) من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن منهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1045) و (1046) و (1047) ، وابن حبان (2978) ، والطبراني في "الدعاء" (1115) و (1116) و (1117) و (1118) و (1119) و (1120) ، والحاكم 1/343 و4/213 من طرق عن المنهال بن عمرو، به. وسيأتي برقم (2182) . وانظر ما بعده. (1) حديث صحيح، حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبد الله بن الحارث: هو الأنصاري البصري نسيب ابن سيرين. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/46-47 و10/314، وعبد بن حميد (718) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1044) من طريقين عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1114) من طريق حجاج بن نصير، عن شعبة، عن يزيد بن عبد الرحمن الدالاني، عن المنهال بن عمرو، به. = الحديث: 2138 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ لَمْ يَشُكَّ فِي رَفْعِهِ وَوَافَقَهُ عَلَى الْإِسْنَادِ 2139 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، قَالَ: " مُرْ أُخْتَكَ أَنْ تَرْكَبَ، وَلْتُهْدِ بَدَنَةً " (1) 2140 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، فَمَاتَتْ، فَأَتَى أَخُوهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُخْتِكَ دَيْنٌ،   = وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (536) عن أحمد بن عيسى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1043) عن وهب بن بيان، والحاكم 4/213 من طريق بحر بن نصر، كلاهما عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن المنهال بن عمرو وسعيد بن جبير، عن عبد الله بن الحارث، به. وأخرجه ابن حبان (2975) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيد، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن الحارث، به. وسيأتي برقم (3298) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى بن دينار العَوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه الطحاوي 3/131 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2134) . الحديث: 2139 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 42 أَكُنْتَ قَاضِيَهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَاقْضُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَهُوَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ " (1) 2141 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ رَوْحٌ: سَمِعْتُ مُسْلِمًا الْقُرِّيَّ، قَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ مُسْلِمٍ الْقُرِّيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْعُمْرَةِ، وَأَهَلَّ أَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ " - قَالَ رَوْحٌ: أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ بِالْحَجِّ - فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ أَحَلَّ، وَكَانَ مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ طَلْحَةُ، وَرَجُلٌ آخَرُ فَأَحَلا (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه النسائي 5/116 وابن خزيمة (3041) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2621) ، والدارمي (1768) و (2332) ، والبخاري (6699) ، وابن الجارود (501) و (944) ، وابن خزيمة (3041) ، والطبراني (12443) ، والبيهقي 5/179، والبغوي (1855) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه البخاري (1852) و (7315) ، والطبراني (12444) ، والبيهقي 4/335 من طريق أبي عوانة، عن أبي بشر، به، ولفظه: أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفاحج عنها؟ قال: "نعم حجي عنها ... ". وأخرجه الطبراني (12512) من طريق ليث، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (3224) ، وانظر (2266) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم القُري، نسبة إلى قُرة حي من عبد القيس -وهو مسلم بن مخراق العبدي- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة القيسي. = الحديث: 2141 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 2142 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْمُجَبِّرِ التَّيْمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا؟ قَالَ: {جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} ، قَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ فِي آخِرِ مَا نَزَلَ، مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا نَزَلَ وَحْيٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا، ثُمَّ اهْتَدَى؟ قَالَ: وَأَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ: رَجُلٌ قَتَلَ رَجُلًا مُتَعَمِّدًا، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ آخِذًا قَاتِلَهُ بِيَمِينِهِ، أَوْ بِيَسَارِهِ، وَآخِذًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ، أَوْ بِشِمَالِهِ، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا فِي قُبُلِ الْعَرْشِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ سَلْ عَبْدَكَ فِيمَ قَتَلَنِي؟ " (1)   = وأخرجه مسلم (1239) (197) ، والنسائي 5/181 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1239) (196) ، وأبو داود (1804) ، والبيهقي 5/18 من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، به. ووافق معاذ محمدَ بن جعفر أنه عليه السلام أهل بالعمرة. وأخرجه البيهقي 5/18 من طريق روح، عن شعبة، به. وتابع روحاً عن شعبة في أنه عليه السلام أهل بالحج الطيالسي (2763) ومن طريقه أخرجه الطحاوي 2/141، والبيهقي 5/18. وانظر (2152) و (2274) و (2360) و (2641) . (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن المجَبر -وهو يحيى بن عبد الله بن الحارث الكوفي- ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي، وقال أحمد وابن عدي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: يعتبر به. وأخرجه الحميدي (488) ، وعبد بن حميد (680) ، والطبري 5/218 من طرق عن يحيى بن المجبر، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض.= الحديث: 2142 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 2143 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى أَبِي عُمَرَ، (1) قَالَ: ذَكَرُوا النَّبِيذَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُنْبَذُ لَهُ فِي السِّقَاءِ - قَالَ شُعْبَةُ: مِثْلَ لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ - فَيَشْرَبُهُ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَالثُّلاثَاءِ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْهُ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخُدَّامَ، أَوْ صَبَّهُ " قَالَ شُعْبَةُ: وَلا أَحْسِبُهُ إِلا قَالَ: " وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ إِلَى الْعَصْرِ، فَإِنْ فَضَلَ مِنْهُ شَيْءٌ سَقَاهُ الْخُدَّامَ أَوْ صَبَّهُ " (2) 2144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَدُسُّ فِي فَمِ فِرْعَوْنَ الطِّينَ، مَخَافَةَ أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ " (3)   = وقد تقدم مختصراً برقم (1941) بإسناد صحيح على شرط مسلم. وقوله: "وأتى له بالتوبة" الباء زائدة. (1) وقع في (م) وأكثر الأصول الخطية: يحيى بن أبي عمر، وهو خطأ، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 128، ومن الإسنادين السالفين برقم (1963) و (2068) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى أبي عمر -وهو يحيى بن عبيد البهراني- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (2004) (80) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1963) . (3) صحيح موقوفاً على ابن عباس، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب متابِع عدي بن ثابت، فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق، وشعبة روى عنه= الحديث: 2143 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 45 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قبل الاختلاط. وأخرجه الطبري 11/163، وابن حبان (6215) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2618) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (9393) ، وأخرجه الترمذي (3108) من طريق خالد بن الحارث، والبيهقي (9392) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، ثلاثتهم (الطيالسي وخالد وهاشم) عن شعبة، به. رواية الطيالسي مرفوعة، وقال في آخرها: "مخافة أن تدركه الرحمة"، وزاد الترمذي في آخره: "فيرحمه الله" وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وفي رواية أبي النضر عند البيهقي: أحدهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو كلاهما. وأخرجه الحاكم 2/340، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (9391) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، به مرفوعاً. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وقال: إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبري 11/163 من طريق حكام، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لما قال فرعون: لا إله إلا الله، جعل جبريل يحشو في فيه الطين والتراب". وأخرجه الطبري 11/163 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به مرفوعاً. وأخرجه أيضاً 11/164 عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به موقوفاً. وأخرجه أيضاً 11/164 من طريق عمر بن يعلى، عن سعيد بن جبير، به موقوفاً. وسيتكرر برقم (3154) ، وسيأتي من طريق آخر عن ابن عباس برقم (2203) . وفي الباب عن أبي هريرة، أخرجه ابن جرير 11/163 والبيهقي في "شعب الإيمان" (9390) من طريق كثير بن زاذان (وهو مجهول) ، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قال لي جبريل: يا محمد، لو رأيتني وأنا أغطه وأدس من الحال = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 2145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي السَّلَفِ فِي حَبَلِ الْحَبَلَةِ رِبًا " (1) 2146 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي ابْنَ الشَّهِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَذْكُرُ حِينَ اسْتَقْبَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ جَاءَ مِنْ سَفَرٍ؟ " فَقَالَ: نَعَمْ، " فَحَمَلَنِي وَفُلانًا - غُلامًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ - وَتَرَكَكَ " (2)   = في فيه، مخافة أن تدركه رحمة الله فيغفر له" يعني فرعون. وذكر الهيثمي في "المجمع" 7/36 نحوه عن أبي هريرة مرفوعاً، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وضعفه جماعة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 7/293 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ويأتي برقم (2645) بلفظ: "نهى عن حَبَل الحَبَلَة". قوله: "في حبل الحبلة"، قال السندي في حاشيته على النسائي: هما بفتحتين، ومعناهما: محبول المحبولة في الحال على أنهما مصدران أريد بهما المفعول، والتاء في الثاني للإشارة إلى الأنوثة، والسلفُ فيه: هو أن يسلم المشتري الثمن إلى رجل عنده ناقة حبلى، ويقول: إذا ولدت هذه الناقة ثم ولدت التي في بطنها، فقد اشتريت منك ولدها بهذا الثمن، فهذه المعاملة شبيهة بالربا لكونها حراما كالربا من حيث إنه بيعُ ما ليس عند البائع، وهو لا يقدر على تسليمه، ففيه غَرَز. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر ما تقدم برقم (1472) من حديث عبد الله بن جعفر، فهو الغلام الثالث الذي من بني هاشم. الحديث: 2145 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47 2147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ يَنْظُرُ بِعَيْنِ شَيْطَانٍ، أَوْ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ " قَالَ: فَدَخَلَ رَجُلٌ أَزْرَقُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، عَلامَ سَبَبْتَنِي - أَوْ شَتَمْتَنِي أَوْ نَحْوَ هَذَا -؟ قَالَ: وَجَعَلَ يَحْلِفُ، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي الْمُجَادَلَةِ: {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [المجادلة: 14] وَالْآيَةُ الْأُخْرَى (1) 2148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي الدَّجَّالِ: " أَعْوَرُ هِجَانٌ   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه البزار (2270 - كشف الأستار) ، وابن جرير الطبري 28/23، والطبراني (12309) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2407) و (2408) و (3277) . وقوله: "فقال: يا محمد علام سببتني" كذا جاء في جميع الأصول وكذلك هو في "مسند البزار"، وزيادة "يا محمد" -كما قال الشيخ أحمد شاكر- خطأ ينافي السياق، فإن الذي نسب إليه السب والشتم هنا هو المنافق الأزرق، ورسول الله يسأله ويتهمه وهو يحلف كاذباً يتبرأ من التهمة، وقد جاء في "تفسير الطبري" على الصواب بإسقاط هذه الزيادة، وسيأتي على الصواب أيضاً عند أحمد (2407) من طريق زهير، و (3277) من طريق إسرائيل، كلاهما عن سماك بن حرب، به. وأشار في هامش (ظ14) إلى خطئها. وقوله: "ينظر بعين شيطان" قال السندي: كناية عن كونه شيطاناً، أو المراد أن عينه في النظر تتبع أمر الشيطان، فأضيفت إلى الشيطان للملابسة. الحديث: 2147 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 أَزْهَرُ، كَأَنَّ رَأْسَهُ أَصَلَةٌ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَإِمَّا هَلَكَ الْهُلَّكُ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (1) قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ قَتَادَةَ فَحَدَّثَنِي بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا 2149 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ،   (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، سماك وإن كانت روايته عن عكرمة فيها اضطراب، قد توبع. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 43-44 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2678) ، وابن حبان (6796) ، والطبراني (11711) من طرق عن شعبة، به. وليس عند أحد منهم قول شعبة: "فحدثت به قتادة، فحدثني بنحو من هذا". وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 15/132، والطبراني (11712) من طريق زائدة بن قدامة، والطبراني (11713) من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، كلاهما عن سماك، به. وأخرجه الطبراني (11843) من طريق هشام بن عمار، عن الوليد بن مسلم، عن شيبان، عن قتادة، عن عكرمة، بنحوه. وسيأتي برقم (2852) . والهجان: الأبيض، ويقع على الواحد والاثنين والجميع والمؤنث بلفظ واحد. والأزهر: الأبيض المستنير. والأصَلة بفتحات: الأفعى، وقيل: هي الحية العظيمة الضخمة، والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية. وعبد العزى بن قطن، بفتح القاف والطاء: رجل من بني المصطلق من خُزاعة، قال الزهري: هلك في الجاهلية. و"إما" هي إن الشرطية وما الزائدة. فأدغمت نون إن الشرطية في ميم "ما" الزائدة. والهُلك: جمع هالك، قال ابن الأثير: أي: فإن هلك به ناس جاهلون وضلُوا، فاعلموا أن الله ليس بأعور. الحديث: 2149 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 إِنِّي شَيْخٌ كَبِيرٌ عَلِيلٌ، يَشُقُّ عَلَيَّ الْقِيَامُ، فَأْمُرْنِي بِلَيْلَةٍ لَعَلَّ اللهَ يُوَفِّقُنِي فِيهَا لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ. قَالَ: " عَلَيْكَ بِالسَّابِعَةِ " (1) 2150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَاخْتَبَأْتُ مِنْهُ خَلْفَ بَابٍ، فَدَعَانِي فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، ثُمَّ بَعَثَ بِي إِلَى مُعَاوِيَةَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبراني (11836) ، والبيهقي 4/312-313 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 4/312-313 من طريق معاذ بن هشام، به. وقوله: "عليك بالسابعة"، أي: لسبع مضين بعد العشرين. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حمزة -واسمه عمران بن أبي عطاء القصاب- فقد روى له مسلم حديثاً واحداً، هو هذا، ووثقه ابن معين وابن نمير، وقال أحمد: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولينه أبو زرعة، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي، وضعفه أبو داود. وأخرجه مسلم (2604) من طريقين عن شعبة، بهذا الإِسناد مطولاً. وأخرجه الطيالسي (2746) عن هشام وأبي عوانة، عن أبي حمزة، بنحوه مختصراً. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/299 من طريق أبي عوانة، عن أبي حمزة، به. وقال: عمران بن أبي عطاء أبو حمزة عن ابن عباس لا يتابع على حديثه ولا يُعرف إلا به (يعني هذا الحديث) . وسيأتي برقم (2651) و (3104) و (3131) . والحَطْء: الدفع بالكف، يقال: حطأه يحطؤه حطأً: إذا دفعه بكفه، وقيل: لا يكون الحطء إلا ضربة بالكف بين الكتفين. وقوله: "فحطأني حطأة" لم يرد في (ظ9) و (ظ14) . الحديث: 2150 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 50 2151 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ، وَمَا صَامَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا غَيْرَ رَمَضَانَ مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ " (1) 2152 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " أَهَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْحَجِّ فَلَمَّا قَدِمَ طَافَ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَمْ يُقَصِّرْ، وَلَمْ يُحِلَّ مِنْ أَجْلِ الْهَدْيِ، وَأَمَرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ أَنْ يَطُوفَ، وَأَنْ يَسْعَى وَيُقَصِّرَ، أَوْ يَحْلِقَ، ثُمَّ يُحِلَّ " (2) 2153 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه مسلم تحت رقم (1157) (178) ، وابن ماجه (1711) ، والنسائي 4/199 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1998) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وللحديث طرق أخرى يصح بها، انظر (2141) و (2274) و (2360) و (2641) . وأخرجه الطبراني (11118) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1792) ، وأبو يعلى (2474) ، والطبراني (11118) من طريق هشيم، به. وسيتكرر برقم (3128) ، وانظر (2287) . قال السندي: وحاصل الحديث أنه أمر من لم يسق الهدي بالفسخ، وبقي هو محرماً لأجل الهدي، وظاهره أن سوق الهدي يوجب بقاءه محرماً كما يقول به علماؤنا الحنفية. الحديث: 2151 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بِقِدْرٍ، فَأَخَذَ مِنْهَا عَرْقًا أَوْ كَتِفًا، فَأَكَلَهُ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1) 2154 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي، وقد سلف معناه (2002) بأسانيد صحاح. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/47-48، والطبراني (10741) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن أبي شيبة: "ثم تمضمض ولم يتوضأ". والعرق بفتح العين وسكون الراء: العظم الذي يبقى عليه شيء من اللحم. (2) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى -واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيىء الحفظ، وداود بن علي -وهو ابن عبد الله بن عباس الهاشمي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطىء، وقال الإِمام الذهبي: وليس حديثه بحجة وأخرجه ابن خزيمة (2095) ، وابن عدي 3/956، والبيهقي 4/287 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1052 - كشف الأستار) ، والطحاوي 2/78 من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به. وأخرجه الحميدي (485) ، ومن طريقه البيهقي 4/287 عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بلفظ: "لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعد يوم عاشوراء"، وبهذا اللفظ أخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/956 من طريق عباس بن يزيد البحراني، عن سفيان بن عيينة، عن ابن حي، عن داود بن علي، به. وأخرجه ابن عدي 3/956 من طريق الحارث بن النعمان بن سالم، عن سفيان -وهو الثوري- عن داود بن علي، به مختصراً "صوموا عاشوراء". وأخرجه عبد الرزاق (7839) ، والطحاوي 2/78، والبيهقي 4/287 من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود. وهذا= الحديث: 2154 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 52 2155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا احْتَجَمَ احْتَجَمَ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، قَالَ: فَدَعَا غُلامًا لِبَنِي بَيَاضَةَ فَحَجَمَهُ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ مُدًّا وَنِصْفًا، قَالَ: وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ، فَحَطُّوا عَنْهُ نِصْفَ مُدٍّ، وَكَانَ عَلَيْهِ مُدَّانِ " (1)   = إسناده صحيح موقوف. وانظر ما سيأتي برقم (3213) . (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، وسيأتي معناه بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (3457) ، وسلف أوله برقم (2091) . وأخرجه بنحوه مختصراً الطحاوي 4/130 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (12586) من طريق زهير -وهو ابن معاوية الجعفي-، عن جابر الجعفي، بنحوه. وأخرجه مختصراً أبو يعلى (2362) ، والطحاوي 4/130 من طريق سفيان الثوري، عن جابر الجعفي، به. ولفظه: احتجم وأعطى الحجام أجره، زاد الطحاوي: ولو كان حراماً لم يعطه ذلك. وسيأتي برقم (2904) و (2979) و (3078م) . وبلفظ: "احتجم وأعطى الحجام أجره" سيأتي برقم (2249) من طريق طاووس، وبرقم (2904) من طريق الشعبي، وبرقم (3085) من طريق محمد بن سيرين، وبرقم (3284) من طريق عكرمة، وبرقم (3286) من طريق مقسم، خمستهم عن ابن عباس. وفي الباب بهذا اللفظ أيضاً عن علي بن أبي طالب، تقدم في مسنده برقم (692) . وعن محمد بن سيرين عن أنس عند ابن ماجه (2164) ، والطحاوي 4/130، وأبي يعلى (2835) ، وصححه ابن حبان (5151) . وأخرج البخاري (1202) ، ومسلم (1577) من طريق حميد الطويل عن أنس قال: حجم أبو طيبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمر له بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه، وهو في "المسند" 3/100 و182. الأخدعان: هما عِرقان في جانبي العنُق. وقوله: "فحطوا عنه نصف مد" أي: من الخراج. الحديث: 2155 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 2156 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، قَالا: " سَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الصَّلاةَ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَهِيَ تَمَامٌ، وَالْوَتْرُ فِي السَّفَرِ سُنَّةٌ " (1) 2157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " (2)   (1) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. وأخرجه البزار (680 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/422 من طريق روح، عن شعبة، به. وأخرجه ابن ماجه (1194) ، والطحاوي 1/422، والطبراني (12570) من طريق شريك، عن جابر الجعفي، به. ورواية الطحاوي والطبراني مختصرة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/155، ونسبه إلى البزار، وفاته أن ينسبه إلى أحمد، وسيأتي بعضه من طريق آخر عن ابن عباس برقم (2177) . وقوله: "والوتر في السفر سنة" قال السندي: يحتمل أن مراده بيان أن وتر الليل لا يسقط في السفر، بل هو باق على سنيته كما في الحضر، ويحتمل أن مراده بيان أن وتر النهار أي صلاة المغرب باقية على صفة الوتر لا يقع فيها قصر. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي. عمار: هو ابن معاوية الدهني. وأخرجه البزار (402 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2617) ، وابن أبي شيبة 1/310، وابن عدي 2/542 من طرق عن شعبة، به.= الحديث: 2156 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 2158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ الضُّبَعِيَّ، قَالَ: تَمَتَّعْتُ فَنَهَانِي نَاسٌ عَنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَأَمَرَنِي بِهَا، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْبَيْتِ فَنِمْتُ، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ: عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ، فَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: فِي الْهَدْيِ جَزُورٌ، أَوْ بَقَرَةٌ، أَوْ شَاةٌ، أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ " (1)   = وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/486 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، عن جابر الجعفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قوله. وفي الباب عن أبي ذر عند الطيالسي (461) ، وابن أبي شيبة 1/309 و310، والبزار (401 - كشف الأستار) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/485، والطبراني في "الصغير" (1105) و (1159) ، والبيهقي 2/437، والقضاعي في "مسند الشهاب" (479) ، وصححه ابن حبان (1610) و (1611) . وعن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (738) ، وصححه ابن خزيمة (1292) . ومَفْحَصُ القطاة: قال في "النهاية": موضعها الذي تجثم فيه وتبيض، كأنها تفحص عنه التراب، أي تكشفه، والفحص: البحث والكشف. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد الأعور المصيصي، وأبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبعي. وأخرجه مسلم (1242) ، والطبري 2/217 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وليس عند مسلم قول ابن عباس: في "الهدي جزور ... "، بينما اقتصر الطبري عليه. وأخرجه الطيالسي (2749) ، والبخاري (1567) و (1688) ، والطبري 2/217، والطحاوي 2/142، والطبراني (12962) ، والبيهقي 5/19 و24 و228 من طرق عن = الحديث: 2158 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 قَالَ عَبْدُ اللهِ: " مَا أَسْنَدَ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، إِلَّا وَاحِدًا، وَأَبُو جَمْرَةَ أَوْثَقُ مِنْ أَبِي حَمْزَةَ " 2159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ يُصَلِّ إِلا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ " (1)   = شعبة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، واقتصر الطبري على قول ابن عباس: "في الهدي جزور ... ". وقول عبد الله بن أحمد بإثر الحديث: ما أسند شعبة عن أبي جمرة إلا واحداً، وهم منه رحمه الله، كما قال الشيخ أحمد شاكر، فإن شعبة سمع من أبي جمرة حديثاً كثيراً، انظر على سبيل المثال الأحاديث في ابن حبان (172) و (2611) و (6631) ، وإنما هذه الكلمة لأبي داود قالها في أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، ففي "التهذيب" 10/432: قال الآجري عن أبي داود: روى أبو عوانة عن أبي حمزة القصاب -واسمه عمران بن أبي عطاء- ستين حديثاً، وروى عن أبي جمرة الضبعي أراه حديثاً واحداً. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن شفي، فقد وثقه أبو زرعة والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو السفر: اسمه سعيد بن يُحْمِدَ الهمداني الثوري الكوفي. وأخرجه الطيالسي (2737) ، وعبد بن حميد (696) ، والطحاوي 1/417 والطبراني (12711) و (12712) ، والبيهقي 3/153 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وليس في إسناد الطحاوي: عن أبي السفر. وسيأتي برقم (2160) و (2575) و (3349) . وفي الباب عن أنس عند البخاري (1081) ، ومسلم (693) . وعن ابن عمر عند البخاري (1102) ، ومسلم (689) . الحديث: 2159 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 2160 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 2161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُجَثَّمَةِ وَالْجَلَّالَةِ، وَأَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (2) 2162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ يُفْتِي النَّاسَ، لَا يُسْنِدُ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) هو مكرر ما قبله إلا أن أبا إسحاق في هذه الرواية أسقط من السند أبا السفر سعيد بن يحمد، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/482 في ترجمة سعيد بن شفي بعد أن أشار إلى الرواية الأولى عن شعبة: وقال أبو نعيم: حدثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن رجل من حيه سعيد بن شفي، عن ابن عباس. وقال عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن شفي سمع ابن عباس. وقوله: عن رجل من حيه، أي من قبيلته، فإن كليهما من هَمْدَانَ، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ويحتمل أن يكون أبو إسحاق سمعه من سعيد بن شفي ومن أبي السفر عنه. وأخرجه الطحاوي 1/417 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن إسرائيل، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/447 عن أبي الأحوص، والطبراني (12712) من طريق عبد الغفار بن القاسم، كلاهما عن أبي إسحاق، به. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه الترمذي (1825) من طريق ابن أبي عدي، والحاكم 2/34، وعنه البيهقي 9/334 من طريق عبد الوهاب الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (1989) . الحديث: 2160 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 شَيْئًا مِنْ فُتْيَاهُ، حَتَّى جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَإِنِّي أُصَوِّرُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: ادْنُهْ - إِمَّا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا - فَدَنَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا، يُكَلَّفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهِ الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ " (1) 2163 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا " (2) 2164 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ خَالَتُهُ قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/484-485، والبخاري (5963) ، ومسلم (2110) (100) ، والنسائي 8/215، وأبو يعلى (2691) ، والطبراني (12900) ، والبيهقي 7/269، والبغوي (3219) من طرق عن سعيد بن أبي عَروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم تحت رقم (2110) (100) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن النضر بن أنس، به. وسيأتي برقم (3272) ، وانظر (1866) و (2810) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (1888) . الحديث: 2163 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 58 بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، " اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ خَوَاتِمَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَقُمْتُ، فَصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى (1) عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ أُذُنِي الْيُمْنَى فَفَتَلَهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ " (2) 2165 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْمَنَامِ بِنِصْفِ النَّهَارِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ مَعَهُ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ يَلْتَقِطُهُ أَوْ يَتَتَبَّعُ فِيهَا شَيْئًا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا هَذَا؟ قَالَ: دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ لَمْ أَزَلْ أَتَتَبَّعُهُ مُنْذُ   (1) لفظة: "اليمنى" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/121-122. ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (3866) و (4708) ، والبخاري (183) و (992) و (1198) و (4570) و (4571) و (4572) ، ومسلم (763) (182) ، وأبو داود (1367) ، وابن ماجه (1363) ، والترمذي في "الشمائل" (262) ، والنسائي 3/210-211، وابن خزيمة (1675) ، وأبو عوانة 1/315-316، والطحاوي 1/288، وابن حبان (2592) ، والطبراني (12192) ، والبيهقي 3/7 وسيأتي برقم (3372) ، وانظر (1912) . وقوله: "يمسح النوم عن وجهه بيده" أي: ما يعتري العين من أثره، والشن: القربة العتيقة. الحديث: 2165 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 الْيَوْمَ " قَالَ عَمَّارٌ: " فَحَفِظْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ " (1) 2166 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي الْحَكَمِ، (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا، وَنُؤْمِنُ بِكَ، قَالَ: " وَتَفْعَلُونَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَدَعَا، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: " إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ العَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ "، قَالَ: " بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ " (3)   (1) إسناده قوي على شرط مسلم. وأخرجه الطبراني (2822) و (12837) ، والحاكم 4/397-398 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وسيأتي برقم (2553) . (2) في "تعجيل المنفعة" ص 219 قال ابن حجر: عمران بن الحكم السلمي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، كذا وقع، والصواب: عمران بن الحارث أبو الحكم كما في "صحيح مسلم" وغيره. وسيأتي في "المسند" برقم (3223) على الصواب. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمران بن الحكم: صوابه عمران بن الحارث السلمي أبو الحكم الكوفي، من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه عبد بن حميد (700) ، والطبراني (12736) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/272 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 2/272 من طريق مالك بن مغول، عن سلمة بن كهيل، عن رجل من بني سليم، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3223) ، وانظر (2333) . الحديث: 2166 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 60 2167 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ، نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ " (1) 2168 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُعَلِّمُهُمِ الدُّعَاءَ، كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: قُولُوا: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العالية: هو رفيع بن مهران. وأخرجه البخاري (4630) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد، دون قوله: "ونسبه إلى أبيه". وأخرجه الطيالسي (2650) ، والبخاري (3413) و (7539) ، وأبو داود (4669) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/446، والطبراني (12753) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه البخاري (7539) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. وسيأتي برقم (2298) و (3179) و (3180) و (3252) ، وانظر (2294) . وفي الباب عن عبد الله بن جعفر تقدم برقم (1757) ، وعن ابن مسعود وأبي هريرة، وسيأتيان 1/390 و2/405 وقوله: "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير ... " قال السندي: المراد أنه ليس له أن يقول على وجه الافتخار أو التنقيص، وأما ماكان على وجه التحديث بنعمة الله أو لفائدة دينية كإخباره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" فليس بداخل في ذلك. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن= الحديث: 2167 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 61 2169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ دَاوُدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالنَّاسِ يَوْمَ فِطْرٍ رَكْعَتَيْنِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ، (1) ثُمَّ خَطَبَ بَعْدَ الصَّلاةِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ بِلالٍ، فَانْطَلَقَ إِلَى النِّسَاءِ فَخَطَبَهُنَّ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالًا بَعْدَ مَا قَفَّى مِنْ عِنْدِهِنَّ أَنْ يَأْتِيَهُنَّ فَيَأْمُرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ " (2)   = تدرس- من رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً، وباقي رجاله على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" للإمام مالك 1/215. ومن طريق مالك أخرجه مسلم (590) ، وأبو داود (1542) ، والترمذي (3494) ، والنسائي 4/104 و8/276-277، وابن حبان (999) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (200) ، والبغوي (1364) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أبو داود (984) ، والطبراني (10939) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (201) من طريق محمد بن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن جده طاووس، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (694) ، وابن ماجه (3840) ، والطبراني (12159) من طريق حميد الخراط، عن كريب، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2343) و (2709) و (2838) ، وانظر (2667) . (1) قوله: "ولا إقامة" لم ترد في النسخ القديمة من "المسند"، وإنما في النسخ المتأخرة وفي (م) . (2) إسناده صحيح، إبراهيم -وهو ابن ميمون الصائغ المروزي- روى له أبو داود والنسائي، ووثقه ابن معين والنسائي في رواية، وقال أبو زرعة والنسائي في رواية: ليس به بأس، وقال أحمد: ما أقرب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي الفرات الكندي، فمن رجال البخاري. عبد الله بن يزيد: هو عبد الله بن يزيد المكي أبو عبد الرحمن المقرىء، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه أبو يعلى (2572) من طريق يونس بن محمد، والطبراني (11357) من = الحديث: 2169 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 2170 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبِي مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ الْأَعْمَشُ: حَدَّثَنَا عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَائِلَ قُرَيْشٍ نَكَالًا، فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا " (1) 2171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ " (2)   = طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن داود بن أبي الفرات، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطبراني (11357) من طريق حسان بن إبراهيم، عن إبراهيم الصائغ، به. وسيأتي برقم (3105) ، وانظر ما تقدم برقم (1902) . قَفى: أي ذهب مولياً، وكأنه من القَفَا، أي: أعطاهن قفاه وظهره. (1) إسناده حسن، طارق -وهو ابن عبد الرحمن البجلي الأحمسي- مختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم والنسائي وابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: ليس حديثه بذاك، وقال يحيى بن سعيد: يجري مع إبراهيم بن مهاجر مجرى واحداً، وله في البخاري حديث واحد، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1538) ، والترمذي (3908) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً (1539) ، والترمذي (3908) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن أبي يحيى الحِماني، عن الأعمش، به. قال الترمذي: حسن صحيح غريب. النكال: العذ اب، والنوال: العطاء. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ محمد بن ربيعة الكلابي. = الحديث: 2170 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 2172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِ ذَلِكَ (1) 2173 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَ ثُمَّ خَطَبَ، وَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ خَطَبَ، وَعُمَرُ ثُمَّ خَطَبَ، وَعُثْمَانُ ثُمَّ خَطَبَ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ " (2) 2174 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْعِيدَ رَكْعَتَيْنِ لَا يَقْرَأُ فِيهِمَا إِلا بِأُمِّ الْكِتَابِ، لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا شَيْئًا " (3)   = الرؤاسي الكوفي، فقد روى له أصحابُ السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة، وابن جريج قد صَرحَ بالتحديث في الرواية السالفة برقم (2004) . وسيأتي برقم (2172) و (2173) و (3064) و (3225) و (3227) . (1) إسناده صحيح كسابقه. وهذا الحديث من مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وسيأتي في "المسند" 3/296 (2) صحيح، مؤمل -وهو ابن إسماعيل، وإن كان في حفظه شيء- تابعه عن سفيانَ عبدُ الله بن الوليد فيما سيأتي برقم (2574) ، ووكيع برقم (3225) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2171) . (3) إسناده ضعيف، حنظلة السدوسي تركه يحيى بن سعيد القطان، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي وأبو حاتم، وكان قد اختلط بأخَرَة حتى كان لا يدري ما يُحدثُ، وشهر بن حوشب مختلف فيه، والأكثرُ على تضعيفه، وقد صَح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قرأ في= الحديث: 2172 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 2175 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ يَعْنِي ابْنَ أَبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ " رُكِزَتِ الْعَنَزَةُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِعَرَفَاتٍ، فَصَلَّى إِلَيْهَا وَالْحِمَارُ يَمُرُّ مِنْ وَرَاءِ الْعَنَزَةِ " (1) 2176 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ، فَخَرَجَ   = صلاة العيدين بـ (ق والقرآنِ المجيد) و (اقتربت الساعة وانشق القمر) كما في حديث أبي واقد الليثي عند مسلم (891) (15) ، وبـ (سبحِ اسم ربك الأعلى) و (هل أتاك حديث الغاشية) كما في حديث النعمان بن بثير عند مسلم أيضاً (878) . والحديث أخرجه دون تقييد بصلاة العيدين: أبو يعلى (2561) عن زهير بن حرب، والطبراني (13016) من طريق محمد بن طريف، كلاهما عن القاسم بن مالك، به. وأخرجه كذلك البزار (490 - كشف الأستار) ، والبيهقي 2/62 من طريق أبي بحر البكراوي، عن حنظلة السدوسي، به. وسيأتي في "المسند" برقم (2550) من طريق حنظلة السدوسي، عن عكرمة، عن ابن عباس مطولاً دون تقييد بالعيدين. (1) إسناده قوي، الحكم بن أبان وثقه ابن معين والنسائي وابن نمير، وقال أبو زرعة: صالح، حديثه عند أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات من رجال الصحيح. وأخرجه ابن خزيمة (840) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان وحفص بن عمر المقرىء، كلاهما عن الحكم بن أبان، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الطبراني (11620) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان، به. وإبراهيم بن الحكم ضعيف. وانظر ما تقدم برقم (1891) . والعَنَزَة: رُميح أطول من العصا وأقصر من الرمح، في أسفلها حديدة كالرمْح. الحديث: 2175 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 إِلَيْهِ عَبْدَانِ، فَأَعْتَقَهُمَا، أَحَدُهُمَا أَبُو بَكْرَةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْتِقُ الْعَبِيدَ إِذَا خَرَجُوا إِلَيْهِ " (1) 2177 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً " (2) 2178 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ أَنْ يَقُولَ: بِسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، فَإِنِ قَضَى اللهُ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ وَلَدًا، لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا " (3)   (1) حسن لغيره، وقد تقدم برقم (1959) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/464، ومسلم (687) (6) ، والنسائي 3/119، والطبري 5/248، والطبراني (11042) من طريق القاسم بن مالك، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 3/118-119 من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطبري 5/248 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، كلاهما عن أيوب بن عائذ، به. وانظر (2124) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن محمد، فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر، وسالم: هو ابن أبي الجعد. وانظر (1867) . = الحديث: 2177 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 2179 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: " يَا سَعِيدُ، أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَإِذَا رَجَعْتَ فَتَزَوَّجْ، قَالَ: فَعُدْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: " يَا سَعِيدُ أَتَزَوَّجْتَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: " تَزَوَّجْ فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَانَ أَكْثَرَهُمْ نِسَاءً " (1) 2180 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرَّحَبِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اغْتَسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ جَنَابَةٍ، فَلَمَّا خَرَجَ رَأَى لُمْعَةً عَلَى مَنْكِبِهِ الْأَيْسَرِ، لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ، فَأَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ فَبَلَّهَا، ثُمَّ مَضَى إِلَى الصَّلاةِ " (2)   = وقوله: "وجنب الشيطان ما رزقتني" قال السندي: هكذا في نسخ المسند بلا عطف والظاهر العطف، أي: وما رزقتني وحذف العاطف قيل: قد جاء على قلة، فينبغي حمل هذا عليه، وأما جعله بدلاً من المفعول بدل اشتمال أو منصوباً بنزع الخافضة أي: فيما رزقتني أو جعل "ما" مصدرية أي: ما دام رزقتني، فلا يوافق سائر الروايات كما لا يخفى. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، وعطاء بن السائب رُمي بالاختلاط، ولكنهما توبعا، انظر ما تقدم برقم (2048) . (2) إسناده ضعيف جدا، علي بن عاصم ضعيف، وأبو علي الرحبي -واسمه حسين بن قيس الواسطي- متروك. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/42، وابن ماجه (663) من طريق مسلم بن سعيد، عن أبي علي الرحبي، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 45: هذا إسناد ضعيف، أبو علي الرحبي: اسمه حسين بن قيس، أجمعوا على ضعفه. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/41، وأبو داود في "المراسيل" (7) من طرق عن إسحاق بن سويد، عن العلاء بن زياد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلا. ورجالهما ثقات رجال الصحيح غير العلاء بن زياد، وهو ثقة. = الحديث: 2179 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 2181 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيِّ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ، (1) مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ أَبْطَأَ عَنْكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: " وَلِمَ لَا يُبْطِئُ عَنِّي، وَأَنْتُمْ حَوْلِي لَا تَسْتَنُّونَ، وَلا تُقَلِّمُونَ أَظْفَارَكُمْ، وَلا تَقُصُّونَ شَوَارِبَكُمْ، وَلا تُنَقُّونَ رَوَاجِبَكُمْ " (2) 2182 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، (3) حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ (4) ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَتَى مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (5) أَنْ   = لُمعة: أراد بقعةً يسيرةً من جسده لم يَنَلْها الماءُ. (1) تحرف في (م) والأصول الخطية إلى: أبي بن كعب، والتصويب من "أطراف المسند" 1/ورقة 129، و"الإكمال" للحسيني ص 548. (2) إسناده ضعيف، ثعلبة بن مسلم الخثعمي لم يوثقه غير ابن حبان، وأبو كعب مولى ابن عباس، قال أبو زرعة: لا يُسمى ولا يُعرف إلا في هذا الحديث، وقال الحافظ في "التعجيل": فيه جهالة. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12224) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. لا تستنون: أي لا تستعملون السواك، ولا تنقون من الإنقاء. والرواجب: هي ما بين عُقَد الأصابع من داخل، واحدتها راجبة. (3) تحرف في (م) إلى: هاشم بن أبي القاسم. (4) تحرف في (م) إلى: خالد بن يزيد. (5) في (م) و (س) و (ص) : الكريم. الحديث: 2181 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 يَشْفِيَهُ، إِلَّا عُوفِيَ " (1) 2183 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ بِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَرِيبًا مِنْ زَمْزَمَ، فَدَعَا بِمَاءٍ وَاسْتَسْقَى، فَأَتَيْتُهُ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ " (2) 2184 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَيَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى، فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ، يَدْفَعُهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، - قَالَ يَعْقُوبُ: فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ، إِلَى كِسْرَى - فَلَمَّا قَرَأَهُ مَزَّقَهُ " قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَحَسِبْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: " فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِأَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ " (3)   (1) حديث صحيح، تقدم برقم (2137) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول. وانظر (1838) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، غير سليمان بن داود الهاشمي متابِع يعقوب بن إبراهيم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة مأمون. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. = الحديث: 2183 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 2185 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ حَتَّى أَتَى قُدَيْدًا، فَأُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَأَفْطَرَ، وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا " (1)   = وقوله: قال ابن شهاب: فحسبت ابن المسيب قال ... هو مرسل، قال الحافظ في "الفتح" 8/127: وقع في جميع الطرق مرسلا، ويحتمل أن يكون ابنُ المسيب سمعه من عبد الله بن حُذافة صاحب القصة، فإن ابن سعد ذكر من حديثه أنه قال: فقرأ عليه كتابَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخذه فمَزقه. وأخرج الحديث النسائي في "الكبرى" (5859) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قاضي دمشق، عن سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. وليس فيه قول ابن المسيب. وأخرجه ابن سعد 4/189، والبخاري (4424) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وأخرجه البخاري (64) عن إسماعيل بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان وحده، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2939) و (7264) ، وفي "خلق أفعال العباد" (503) و (504) و (505) و (506) ، والنسائي (8846) ، والبيهقي 9/177 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. لم يذكر النسائي في روايته قول ابن المسيب. وسيأتي برقم (2780) . وقوله: "فدعا عليهم بأن يمزقوا.." قال السندي: أراد بتمزيقهم تفرقهم وزوال ملكهم وقطع دابرهم، وقد وقع ذلك فما بقي فيهم الملك. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم -وهو مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. الحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه النسائي 4/183 و184 من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3176) و (3209) و (3279) . وله طرق عن ابن عباس، انظر (1892) و (2350) و (3162) .= الحديث: 2185 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 2186 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احْتَجَمَ بِالْقَاحَةِ وَهُوَ صَائِمٌ " (1) 2187 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَيُونُسُ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى امْرَأَةٍ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فِي مِحَفَّةٍ فَأَخَذَتْ بِضَبْعِهِ " فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ " (2) 2188 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَ قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَرَّقَ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (3)   = قديد: موضع شمال مكة، يبعد عنها 160 كم تقريباً. (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه الطبراني (12053) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2536) و (2594) و (3211) ، وانظر (1849) . القاحة: موضع يبعد عن المدينة 95 كم تقريباً، في الجنوب الغربي منها. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبد العزيز بن أبي سلمة: هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، نسب إلى جده. وانطر (1898) . والمحفة بكسر الميم وتشديد الفاء: مركب من مراكب النساء. والضبْع: العَضُد. (3) حديث صحيح، محمد بن سيرين لم يسمع من ابن عباس فيما قاله ابن معين وأحمد وغيرهما، وقال ابن المديني: قال شعبة: أحاديث محمد بن سيرين عن عبد = الحديث: 2186 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 2189 - حَدَّثَنَا يُونُسُ (1) ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمَعَنَا بَدَنَتَانِ، فَأَزْحَفَتَا عَلَيْنَا فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ لِي سِنَانٌ: هَلْ لَكَ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ؟، فَأَتَيْنَاهُ فَسَأَلَهُ سِنَانٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُهَنِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، لَمْ يَحُجَّ؟ قَالَ: " حُجَّ عَنْ أَبِيكَ " (2)   = الله بن عباس إنما سمعها من عكرمة، لقيه أيام المختار، وكذا قال خالد الحذاء: كل شيء يقول ابن سيرين "نبئت عن ابن عباس" سمعه من عكرمة، قلنا: وقد تحرفت لفظة "حدث" في الطبعة الميمنية إلى: حدثه، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فاتخذ هذا التحريف حجة في تصحيح سماع ابن سيرين من ابن عباس. والحديث أخرجه البخاري (5404) عن عبد الله بن عبد الوهاب، والطبراني (12865) من طريق عارم محمد بن الفضل وسليمان بن حرب، ثلاثتهم عن حماد، به. ثم أخرجه البخاري (5405) بإسناده عن أيوب وعاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال الحافظ في "الفتح" 9/546: واعتماد البخاري في هذا المتن، إنما هو على السند الثاني، وما لابن سيربن عن ابن عباس غير هذا الحديث، وإنما صَح عنده لمجيئه بالطريق الأخرى الثانية، فأورده على الوجه الذي سمعه. وأخرجه الطبراني (12867) من طريق أشعث بن سوار، عن محمد بن سيرين، به. وسيأتي برقم (3312) و (3433) ، وانظر ما تقدم برقم (1988) . تعرق كتفاً: أي أخذ عنه اللحم بأسنانه. (1) تحرف في (م) إلى: يونس بن حجاج، وإنما هو يونس بن محمد المؤدب. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة -وهو ابن المحبق- فمن رجال مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي، وسنان بن سلمة ولد يوم حنين، وأرسل أحاديث وقد روى له مسلم، والجهني الذي سأل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه سنان بن عبد الله الجهني سماه كذلك فيما سيأتي برقم (2518) .= الحديث: 2189 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 2190 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: إِنَّا بِأَرْضٍ لَنَا بِهَا الْكُرُومُ، وَإِنَّ أَكْثَرَ غَلاتِهَا الْخَمْرُ؟ فَقَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ دَوْسٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِرَاوِيَةِ خَمْرٍ أَهْدَاهَا لَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَهَا بَعْدَكَ؟ "، فَأَقْبَلَ صَاحِبُ الرَّاوِيَةِ عَلَى إِنْسَانٍ مَعَهُ فَأَمَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَاذَا أَمَرْتَهُ؟ " قَالَ: بِبَيْعِهَا، قَالَ: " هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا، وَأَكْلَ ثَمَنِهَا؟ " قَالَ: فَأَمَرَ بِالْمَزَادَةِ فَأُهْرِيقَتْ (1) 2191 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: - لَا أَعْلَمُهُ إِلا قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: " كَانَ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا فَأَعْجَبَهُ الْمَنْزِلُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَإِذَا سَارَ، وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ الْمَنْزِلُ، أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَنْزِلَ، فَيَجْمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ "   = وأخرجه أبو داود (1763) ، وابن خزيمة (3035) ، وابن حبان (4024) ، والطبراني (12897) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1869) . أَزْحَفَ، أي: وقف من الإعياء. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح -وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي- وإن روى له الشيخان ينحطُّ عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن وعلة، فمن رجال مسلم. وتقدم برقم (2041) من طريق آخر بمعناه، وسيأتي برقم (2978) و (3373) . الحديث: 2190 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 قَالَ حَسَنٌ: " كَانَ إِذَا سَافَرَ فَنَزَلَ مَنْزِلًا " (1) 2192 - حَدَّثَنَا يُونُسُ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (3)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي، ويقال: إن روايته عن ابن عباس مرسلة. وأخرجه البيهقي 3/164 من طريق سليمان بن حرب ومحمد بن الفضل عارم، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. قال الحافظ في "الفتح" 2/583: ورجاله ثقات، إلا أنه مشكوك في رفعه، والمحفوظ أنه موقوف. وقد أخرجه البيهقي 3/164 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس قال: إذا كنتم سائرين فنبا بكم المنزلُ، فسيروا حتى تُصيبوا منزلاً تجمعون بينهما، وإن كنتم نزولاً، فعجل بكم أمر فاجمعوا بينهما، ثم ارتحلوا. وانظر ما تقدم برقم (1874) و (1953) . (2) تحرف في النسخ المطبوعة إلى: أيوب. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ ميمون بن مهران، فمن رجال مسلم. أبو عَوانة: هو الوضاحُ بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفرُ بن إياس بن أبي وحشية. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/399، والدارمي (1982) ، ومسلم (1934) ، وأبو داود (3803) ، وأبو عوانة 5/143، والطحاوي 4/190، وابن حبان (5280) ، والطبراني (12995) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/399، ومسلم (1934) ، والطحاوي 4/190، والبيهقي 9/315 من طريق هشيم، عن أبي بشر، به. وأخرجه مختصراً الطبراني (12996) من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن ميمون بن مهران، به - بقصة النهي عن السبع ذي الناب. وسيأتي الحديث برقم (2619) = الحديث: 2192 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 74 2193 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِنْظِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ بَدْءُ الْإِيضَاعِ مِنْ قِبَلِ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، كَانُوا يَقِفُونَ حَافَتَيِ النَّاسِ حَتَّى يُعَلِّقُوا الْعِصِيَّ وَالْجِعَابَ وَالْقِعَابَ، فَإِذَا نَفَرُوا، تَقَعْقَعَتْ تِلْكَ، فَنَفَرُوا بِالنَّاسِ، قَالَ: وَلَقَدْ رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ ذِفْرَىْ نَاقَتِهِ لَيَمَسُّ حَارِكَهَا، وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ " (1) 2194 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَأَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتَّى سُمِعَ لَهُ غَطِيطٌ فَقَامَ   = و (2747) و (3023) و (3544) ، وانظر (3002) و (3069) و (3141) . قال البغوي في "شرح السنة" 11/234: أراد بذي الناب: ما يعدو بنابه على الناس وأموالهم، مثل الذئب والأسد والكلب والفهد والنمر والدب والقرد ونحوها، فهي وأمثالُها حرامً، وكذلك كلُّ ذي مخلب من الطير: كالنسر والصقر والبازي ونحوها، وسُمي مخلبُ الطائر مِخلباً، لأنه يخلبُ، أي: يشقُّ ويقطعُ، ومنه قيل للمنجل: مِخلَب. (1) إسناده حسن، كثير بن شِنظير -وإن خرج له الشيخان- فيه كلام يحطه عن رتبة أهل الصحة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وَأخرجه ابن خزيمة (2863) ، والبيهقي 5/126 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. رواية ابن خزيمة عن عطاء موقوفة عليه، وفي آخره عنده: وربما كان يذكره عن ابن عباس. وانظر ما تقدم برقم (1794) . الإيضاع: حمل البعير ونحوه على الإسراع في السير عند الإفاضة. والجعاب: جمع جَعْبة، وهي الكنانة التي تُجعل فيها السهام. والقِعاب: جمع قَعْب، وهو القدح الضخم الغليظ من الخشب. تقعقعت: أي ضرب بعضها بعضاً، فكان منها صوت وصخب يَنْفِرُ منه الناسُ والدواب. وذِفرى ناقته: أصل أذنها. والحارك: أعلى الكاهل. الحديث: 2193 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " فَقَالَ عِكْرِمَةُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَحْفُوظًا " (1) 2195 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ عَفَّانُ (2) : أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، وَقَيْسٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَّرَ الْعِشَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى نَامَ الْقَوْمُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظُوا، ثُمَّ نَامُوا، ثُمَّ اسْتَيْقَظُوا " - قَالَ قَيْسٌ: - فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: الصَّلاةَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَخَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُمْ تَوَضَّئُوا " (3) 2196 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَسَنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأيوب: هو السختياني، وقول عكرمة في آخر الحديث: "كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محفوظاً" مرسل. وأخرجه عبد بن حميد (616) عن أبي الوليد، والبيهقي 1/121-122 من طريق حجاجٍ بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قرن البيهقي بحميد وأيوب حماداً الكوفي. وانظر ما تقدم برقم (1911) وما سيأتي برقم (3169) . الغطيط، قال ابن الأئير في "النهاية" 3/372: الصوت الذي يخرج مع نَفَس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مَساغاً. (2) يعني: عن حماد. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وقيس: هو ابن سعد المكي. وأخرجه عبد بن حميد (634) عن أبي الوليد الطيالسي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1926) . الحديث: 2195 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 76 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، فَقَامَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ جَاءَهُ بِلالٌ بِالْأَذَانِ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " - قَالَ حَسَنٌ: - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ - " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ نَامَ حَتَّى نَفَخَ " (1) 2197 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، رَجُلًا آدَمَ، طُوَالًا، جَعْدًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ مَرْبُوعَ الْخَلْقِ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطَ الرَّأْسِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. حسن: هو ابن موسى الأشيب. وانظر ما تقدم برقم (1912) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وقتادة: هو ابن دعامة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه مسلم (165) (267) عن عبد بن حميد، عن يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وزاد: وأرِي مالكاً خازنَ النار، والدجالَ، في آياتٍ أراهُن الله إياه (فلا تكن في مِرْيةٍ من لقائِهِ) [السجدة: 23] قال: كان قتادة يفسرُها أن نبى الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد لقي موسى عليه السلام. وستأتي برقم (2198) و (2347) و (3179) و (3180) ، وانظر (2324) و (2697) و (3546) . آدم: فيه سُمْرة. طُوال: طويل. جَعْداً، قال النووي في "شرح مسلم" 2/227: وأما الجعد في صفة موسى عليه السلام، فقال صاحب "التحرير": فيه معنيان، أحدهما: ما ذكرناه في عيسى عليه السلام وهو اكتناز الجسم واجتماعه، والثاني: جعودة الشعر، قال: والأول أصح، لأنه قد جاء في رواية أبي هريرة في "الصحيح" (168) أنه "رَجِلُ الشعر" = الحديث: 2197 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 2198 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (1) فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2) 2199 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ابْنِ الْمُلاعَنَةِ أَنْ لَا   = هذا كلام صاحب "التحرير"، والمعنيان فيه جائزان، وتكون جعودة الشعر على المعنى الثاني ليست جعودة القطط، بل معناها أنه بين القطط والسبط (السبط: الشعر المسترسل ليس فيه تكسر) . قلنا: والمعنى الثاني هو الذي اختاره البخاري، فأدرج حديث ابن عباس من طريق مجاهد عنه وفيه: "وأما موسى فرجل آدم جعد" في كتاب اللباس: باب الجعد (5913) وقال شراحه: الجعد: هو صفة للشعر. شنوءَة: قبيلة معروفة من اليمن. مربوع الخَلق: هو الرجل بين الرجلين في القامة، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير الحقير. وقوله: إلى الحمرة والبياض، أي: مائل إلى اللونين وسط بينهما. سَبط الرأس: الشعر السبط: هو المسترسل ليس فيه تكسر. (1) تحرف في النسخ المطبوعة وفي أكثر الأصول الخطية إلى: حَسَن، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) ، ومن "أطراف المسند" 1/ورقة 108، وحُسين هذا: هو ابن محمد بن بَهْرام المروذي، فهو المعروف برواية تفسير شيبان عنه، لا حسن بن موسى الأشيب، وقد رويا عنه جميعا، وانظر "الجرح والتعديل" 3/64. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/386 من طريق حسين بن محمد المروذي، = الحديث: 2198 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 78 يُدْعَى لِأَبٍ، وَمَنْ رَمَاهَا، أَوْ رَمَى وَلَدَهَا، فَإِنَّهُ يُجْلَدُ الْحَدَّ، وَقَضَى أَنْ لَا قُوتَ لَهَا عَلَيْهِ وَلَا سُكْنَى، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ مِنْ غَيْرِ طَلَاقٍ، وَلَا مُتَوَفًّى عَنْهَا " (1) 2200 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَهُمَا مُحْرِمَانِ " (2)   = بهذا الإسناد. وذكر فيه الزيادة التي ذكرها مسلم في حديثه كما تقدم آنفاً. (1) إسناده ضعيف، فيه عباد بن منصور تُكلم فيه، وفي سماعه من عكرمة، وانظر ما تقدم برقم (2131) . قال الحافظ في "التلخيص" 3/227: وفي "علل الخلال" من طريق ابن إسحاق: ذكر عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده نحوه. وقال في "الدراية" 2/77: وفي "الصحيحين" عن ابن عمر: لاعَنَ رجل امرأته في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانتفى من ولدها، ففرق بينهما، وألحق الولدَ بالمرأة. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. حميد: هو الطويل. وقوله في هذا الطريق؟ "وهما محرمان" وَهَم من أحد الرواة، والصواب الذي رواه الجماعة عن ابن عباس: وهو محرم. وأخرجه عبد بن حميد (584) ، والنسائي 5/191، والطحاوي 2/269، والطبراني (11919) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ولفظه عند النسائي: وهو محرم. وأخرجه ابن سعد 8/135 وابن حبان (4129) ، والطبراني (11018) من طرق عن عكرمة، به. ولفظه عندهم: وهو محرم. وسيأتي برقم (2492) و (2565) و (2592) و (3109) و (3233) و (3283) و (3319) و (3384) و (3400) ، وانظر (1919) . قال الطبري فيما نقله عنه ابن حجر في "الفتح" 9/166: الصوابُ من القول = الحديث: 2200 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 79 2201 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْعَطَّارِ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   = عندنا: أن نكاح المحرم فاسد لصحة حديث عثمان (يعني "المحرم لا ينكِح ولا يُنكح" الذي سلف برقم: 401) ، وأما قصة ميمونة، فتعارضت الأخبارُ فيها، ثم ساق من طريق أيوب قال: أُنبئتُ أن الاختلاف في زواج ميمونة إنما وقع لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان بَعَثَ إلى العباس ليُنكِحها إياه، فأنكحه، فقال بعضُهم: أَنكحها قبل أن يحرم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال بعضُهم: بعدما أَحرم، وقد ثبت أن عمر وعلياً وغيرهما من الصحابة فَرقوا بين محرم نَكحَ وبين امرأته، ولا يكون هذا إلا عن ثبت. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 3/152: والرواية أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة وهو حلال متواترة عن ميمونة بعينها، وعن أبي رافع مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن سليمان بن يسار مولاها، وعن يزيد بن الأصم، وهو ابن أختها، وهو قولُ سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وأبي بكر بن عبد الرحمن وابن شهاب وجمهور علماء المدينة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يَنْكِحْ ميمونةَ إلا وهو حلال قبل أن يحرمَ. وما أعلمُ أحداً من الصحابة روى أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ ميمونة وهو محرم، إلا عبدَ الله بن عباس (وقد رَد ابنُ حجر قولَ ابن عبد البر هذا في "الفتح" 9/166 بأنه روي أيضاً عن عائشة وأبي هريرة، وذكر أن حديث عائشة أُعِل بالإرسال، وحديث أبي هريرة ضعيف الإسناد) ورواية من ذكرنا معارضة لروايته، والقلب إلى رواية الجماعة أَمْيَل، لأن الواحد أقربُ إلى الغلط، وأكثر أحوال حديث ابن عباس أن يُجْعَلَ متعارضاً مع رواية مَنْ ذَكَرْنا، فإذا كان كذلك سقط الاحتجاجُ بجميعها، ووجب طلبُ الدليل على هذه المسألة من غيرها، فوجدنا عثمانَ بنَ عفان رضي الله عنه قد روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نَهى عن نكاح المحرِم، وقال: "لا يَنكِحُ المحرمُ ولا يُنكِح"، فوجب المصيرُ إلى هذه الرواية التي لا معارض لها، لأنه يستحيلُ أن يَنْهى عن شيء ويَفْعَلَه، مع عمل الخلفاء الراشدين لها، وهم: عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وهو قول ابن عمر، وأكثر أهل المدينة. وانظر "فتح الباري" 9/165-166. الحديث: 2201 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 80 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَنِصْفُ دِينَارٍ (1) " - يَعْنِي: الَّذِي يَغْشَى امْرَأَتَهُ حَائِضًا - (2) 2202 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، فَقَالَ: " أَحَقٌّ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ؟ " قَالَ: وَمَا بَلَغَكَ عَنِّي؟ قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّكَ فَجَرْتَ   (1) قوله: "فإن لم يجد فنصف دينار" أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) ، ولم يرد في (م) وباقي الأصول الخطية. (2) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف جدا، عطاء العطار -وهو عطاء بن عجلان الحنفي البصري- ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال غير واحد: متروك، وقال ابن عدي: عامةُ روايته غيرُ محفوظة، وكذبه ابن معين في رواية، لكن متن الحديث قد جاء من طريق آخر صحيح عن ابن عباس إلا أنه قد اختُلِف في رفعه ووقفه، والأصح وقفُه كما تقدم برقم (2032) . وأخرجه الطبراني (11921) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 1/318 من طريق يزيد بن زريع، عن عطاء العطار، به. وأخرجه ابن عدي 5/2003 من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن عطاء رجل من أهل البصرة، عن عطاء وعكرمة، عن ابن عباس. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9114) ، والطبراني (11698) و (12025) من طريق شريك، عن خصيف، والبيهقي 1/317 من طريق عبد الكريم أبي أمية، كلاهما عن عكرمة، به. وأخرجه النسائي (9102) من طريق الحكم بن عتيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس، موقوفاً. وسيأتي برقم (2788) و (3428) . الحديث: 2202 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 بِأَمَةِ آلِ فُلانٍ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، فَرَدَّهُ حَتَّى شَهِدَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِرَجْمِهِ (1) 2203 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِىِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ، فَأَدُسُّهُ فِي فِي فِرْعَوْنَ " (2)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم وهو صدوق حسن الحديث في روايته عن غير عكرمة. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه الطيالسي (2627) ، ومسلم (1693) ، وأبو داود (4425) ، والترمذي (1427) ، والنسائي في "الكبرى" (7171) ، وأبو يعلى (2580) ، والطبرانى (12305) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه النسائي (7172) ، والطبراني (12306) من طريقين عن سماك، به. وسيأتي برقم (2874) و (3028) . قال النووي في "شرح مسلم" 11/196-197: هكذا وقع في هذه الرواية (يعني أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقيه ... ) ، والمشهور في باقي الروايات أنه أتى النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: طَهرْني، قال العلماء: لا تناقضَ بين الروايات، فيكون قد جيءَ به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير استدعاءٍ من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد جاء في غير مسلم أن قومه أرسلوه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للذي أرسله: "لو سترتَه بثوبك يا هَزالُ لكان خيراً لك"، وكان ماعزٌ عند هزال، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لماعزٍ بعد أن ذكر له الذين حضروا معه ما جَرَى له: "أحق ما بلغني عنك" إلى آخره. (2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان، ولين يوسف بن مهران، وقد تقدم برقم (2144) بإسناد آخر رجاله ثقات رجال الشيخين وبينا هناك أن الأصح وَقْفه. الحديث: 2203 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 82 2204 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الثَّقَلِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ " (1) 2205 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ حَمَّادٍ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنَّهُ قَدْ حُبِّبَ إِلَيْكَ الصَّلاةُ، فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ " (2) 2206 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: امْرَأَةٌ جَاءَتْ تُبَايِعُهُ، فَأَدْخَلْتُهَا الدَّوْلَجَ، فَأَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ الْجِمَاعِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ لَعَلَّهَا   = وأخرجه الطيالسي (2693) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/102 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2820) . والحال: الطين الأسود كالحمأة. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (1677) ، والترمذي (892) ، وابن حبان (3862) ، والبيهقي 5/123 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3094) ، وانظر ما تقدم برقم (1920) . والثقل بفتحتين: متاع المسافر وما يحمله على دوابه. وجَمْع: هي المزدلفة. (2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، ولِين يوسف بن مهران. وأخرجه الطبراني (12929) من طريق حجاج بن المنهال، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2301) و (2694) . الحديث: 2204 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 83 مُغِيبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: فَائْتِ أَبَا بَكْرٍ، فَاسْأَلْهُ، قَالَ: فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: لَعَلَّهَا مُغِيبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِ عُمَرَ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: " فَلَعَلَّهَا مُغِيبٌ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ "، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِي خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ فَضَرَبَ عُمَرُ صَدْرَهُ بِيَدِهِ، فَقَالَ: لَا وَلا نَعْمَةَ عَيْنٍ، بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ عُمَرُ " (1) 2207 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ،   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، ولِين يوسف بن مهران. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1843-1844، والطبرانى (12931) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص 181 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ووقع عند الواحدي: "يوسف بن ماهان"، وهو تحريف. وسيأتي برقم (2430) . وله شاهد عن ابن مسعود عند البخاري (4687) ، ومسلم (2763) ، وسيأتي عند أحمد (3653) و (4250) و (4290) وعن أبي اليَسَر كعب بن عمرو عند الترمذي (3115) ، والطبري 11/137. وعن معاذ بن جبل عند الترمذي (3113) ، والطبري 11/136، والدارقطني 1/134 وعن أبي أمامة عند أحمد 5/251، ومسلم (2765) . والدوْلج: المِخْدَع، وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير. ومغيب بضم الميم: اسم فاعل من أغابت من صفات النساء: وهي من غاب عنها زوجها. ولا نُعمة عينٍ: أي لا قُرة عين لك بأن تختص بك ولا قُرة عين للناس إن اختصت بك. الحديث: 2207 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا الشَّرَابِ، فَقَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا " (2) 2208 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، قَالَ: مَا أَحْفَظُهُ إِلَّا سَالِمٌ الْأَفْطَسُ الْجَزَرِيُّ ابْنُ عَجْلانَ، حَدَّثَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) : " الشِّفَاءُ فِي ثَلاثَةٍ: شَرْبَةِ عَسَلٍ، وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ، وَكَيَّةٍ بِنَارٍ، وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ " (4)   (1) في (ظ9) و (ق) وحاشية (س) : جاءنا. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، ولين يوسف بن مهران. وأخرجه الطيالسي (2691) ، والطبراني (12934) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية الطيالسي مختصرة، وسيأتي برقم (2655) . وللحديث طرق أخرى يصح بها ستأتي برقم (2944) و (3495) . وقوله: "من هذا الشراب" قال السندي: أي من نبيذ السقاية. (3) قوله: "قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" أثبتناه من (ظ9) و (ظ12) ، ولم يرد في (م) وباقي النسخ الخطية. (4) إسناده صحيح على شرط البخاري، مروان بن شجاع احتج به البخاري وقال أحمد: شيخ صدوق، وقال أيضاً هو وأبو داود: لا بأس به، وقال ابن سعد وابن معين ويعقوب بن سفيان والدارقطني: ثقة، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين غير سالم بن عجلان الأفطس، فمن رجال البخاري. وأخرجه الطبراني (12241) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد موقوفاً. وأخرجه البخاري (5680) و (5681) ، وابن ماجه (3491) ، والبيهقي 9/341 من طريقين عن مروان بن شجاع، به مرفوعاً. = الحديث: 2208 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 2209 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، (1) عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: وَيَعْقُوبُ، (2) حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ، رُءُوسَهُمْ وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ - قَالَ يَعْقُوبُ: أَشْعَارَهُمْ - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحِبُّ وَيُعْجِبُهُ مُوَافَقَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ، - قَالَ يَعْقُوبُ: فِي بَعْضِ مَا لَمْ يُؤْمَرْ، قَالَ إِسْحَاقُ: - فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ فَسَدَلَ نَاصِيَتَهُ ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ " (3)   = قال السندي: والنهي عن استعمال الكي للتنزيه. (1) في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص) : "سعيد" وهو تحريف، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) ومصادر التخريج. (2) تحرف في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص) إلى: قال ابن يعقوب، وأثبتناه على الصواب من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/الورقة 117. ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. (3) الإسناد الأول صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى من رجاله ومَن فوقه من رجال الشيخين، والإسناد الثاني على شرطهما. وأخرجه أبو يعلى (2377) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 1/429-430، وابن أبي شيبة 8/449-450، والبخاري (5917) ، ومسلم (2336) ، وأبو داود (4188) ، وابن ماجه (3632) ، والبيهقي في "الآداب" (703) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به. وأخرجه الحازمي في "الاعتبار" ص 240 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري عن عُبيد الله بن عبد الله، به، مرسلاً. وسيأتي برقم (2364) و (2605) ُو (2942) السدل: إرسال الشعر حول الرأس من غير أن يقسمه بنصفين، والفرق: أن يقسمه بنصفين، ويجعل نصفاً عن يمينه على الصدر، ونصفاً عن يساره عليه، وكلاهما جائز،= الحديث: 2209 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 2210 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَنْ يَسَارِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأَنَا أَتْلُوهُمَا، فِي ظُهُورِهِمَا، أَسْمَعُ كَلامَهُمَا فَطَفِقَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ رُكْنَ الْحَجَرِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَسْتَلِمْ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ ". فَيَقُولُ مُعَاوِيَةُ: دَعْنِي مِنْكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ مَهْجُورٌ. فَطَفِقَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَا يَزِيدُهُ، (1) كُلَّمَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الرُّكْنَيْنِ قَالَ لَهُ ذَلِكَ (2) 2211 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْبَعًا عُمْرَةً مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةَ الْقَضَاءِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ قَابِلٍ، وَعُمْرَةَ الثَّالِثَةِ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ، وَالرَّابِعَةَ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ " (3)   = والأفضل الفرق. قاله السندي. (1) في (ظ9) و (ظ14) : لا يرده. (2) إسناده قوي على شرط مسلم. أبو خيثمة: هو زهير بن معاوية بن حديج الكوفي. وأخرجه الطبراني (10632) من طريقين عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3074) و (3532) و (3533) ، وانظر ما تقدم برقم (1877) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن سعد 1/170، والدارمي (1858) ، وأبو داود (1993) ، وابن ماجه (3003) ، والترمذي (816) ، والطحاوي 2/149-150، وابن حبان (3946) ، = الحديث: 2210 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 2212 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمِ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] وَ {أُولَئِكَ هُمِ الظَّالِمُونَ} [النور: 50] وَ {أُولَئِكَ هُمِ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19] ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَنْزَلَهَا اللهُ فِي الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْيَهُودِ، وَكَانَتْ إِحْدَاهُمَا قَدْ قَهَرَتِ الْأُخْرَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى ارْتَضَوْا وَاصْطَلَحُوا عَلَى أَنَّ كُلَّ قَتِيلٍ قَتَلَتهُ الْعَزِيزَةُ مِنَ   = والطبراني (11629) ، والبيهقي 5/12 من طرق عن داود بن عبد الرحمن العطار، بهذا الإسناد. زاد الطحاوي: "وحج حجة واحدة"، وقال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه الترمذي من طريق سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، مرسلاً. وأخرجه ابن سعد 1/170-171 من طريق أبي بكر الهذلي، عن عكرمة قال: اعتمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثَ عُمَرٍ في ذي القعدة قبل أن يَحج. وسيأتي الحديث برقم (2956) . وقوله: "عمرة من الحديبية" قال السندي: هكذا في النسخ، وقد جاء هذا الحديث في الترمذي وابن ماجه بلفظ "عمرة الحديبية" بالإضافة وهو الظاهر، ولعل الصواب "عمرة زمن الحديبية" كما في حديث أنس عند مسلم وأبي داود، لكن بلفظ الشك بين لفظ "زمن الحديبية" وبين لفظ "من الحديبية"، ولفظ "زمن الحديبية" هو الصواب إذ ما كانت العمرة من الحديبية إلا أن يقال: التقدير: عمرة رجع فيها من الحديبية، والله تعالى أعلم وعدها عمرة بناء على أن من أحْصِر فقد تم نسكه إذا لم يكن فرضاً، وعلى هذا فعمرة القضاء معناه عمرة كانت بمقاضاته مع قريش على أن يأتي العام القابل، لا أنها وقعت قضاء عما صد عنها، وإلا لما صح عدهما عمرتين. والجِعْرَانَة بكسر الجيم وسكون العين وتخفيف الراء، وقد تكسر العين وتشدد الراء: منزل بين الطائف ومكة. الحديث: 2212 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 الذَّلِيلَةِ، فَدِيَتُهُ خَمْسُونَ وَسْقًا، وَكُلَّ قَتِيلٍ قَتَلَتْهُ الذَّلِيلَةُ مِنَ العَزِيزَةِ، فَدِيَتُهُ مِائَةُ وَسْقٍ، فَكَانُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمَدِينَةَ، وَذَلَّتِ الطَّائِفَتَانِ كِلْتَاهُمَا لِمَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) يَوْمَئِذٍ لَمْ يَظْهَرْ، وَلَمْ يُوطِئْهُمَا عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي الصُّلْحِ، فَقَتَلَتِ الذَّلِيلَةُ مِنَ العَزِيزَةِ قَتِيلًا، فَأَرْسَلَتِ الْعَزِيزَةُ إِلَى الذَّلِيلَةِ: أَنِ ابْعَثُوا إِلَيْنَا بِمِائَةِ وَسْقٍ، فَقَالَتِ الذَّلِيلَةُ: وَهَلْ كَانَ هَذَا فِي حَيَّيْنِ قَطُّ دِينُهُمَا وَاحِدٌ، وَنَسَبُهُمَا وَاحِدٌ، وَبَلَدُهُمَا وَاحِدٌ، دِيَةُ بَعْضِهِمْ نِصْفُ دِيَةِ بَعْضٍ؟ إِنَّا إِنَّمَا أَعْطَيْنَاكُمْ هَذَا ضَيْمًا مِنْكُمْ لَنَا، وَفَرَقًا مِنْكُمْ، فَأَمَّا إِذْ قَدِمَ مُحَمَّدٌ فَلَا نُعْطِيكُمْ ذَلِكَ، فَكَادَتِ الْحَرْبُ تَهِيجُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ ارْتَضَوْا عَلَى أَنْ يَجْعَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ ذَكَرَتِ الْعَزِيزَةُ، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا مُحَمَّدٌ بِمُعْطِيكُمْ مِنْهُمْ ضِعْفَ مَا يُعْطِيهِمْ مِنْكُمْ، وَلَقَدْ صَدَقُوا، مَا أَعْطَوْنَا هَذَا إِلَّا ضَيْمًا مِنَّا، وَقَهْرًا لَهُمْ، فَدُسُّوا إِلَى مُحَمَّدٍ مَنْ يَخْبُرُ لَكُمْ رَأْيَهُ: إِنْ أَعْطَاكُمْ مَا تُرِيدُونَ حَكَّمْتُمُوهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِكُمْ حَذِرْتُمْ، فَلَمْ تُحَكِّمُوهُ، فَدَسُّوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسًا مِنَ المُنَافِقِينَ لِيَخْبُرُوا لَهُمْ رَأْيَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَ اللهُ رَسُولَهُ بِأَمْرِهِمْ كُلِّهِ وَمَا أَرَادُوا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الذِينَ قَالُوا آمَنَّا} [المائدة: 41] إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمِ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]   (1) قوله: "ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم يرد في (م) وفي أكثر أصولنا الخطية، وأثبتناه من (ظ9) و (ظ14) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 ثُمَّ قَالَ فِيهِمَا: وَاللهِ نَزَلَتْ، وَإِيَّاهُمَا عَنَى الله عَزَّ وَجَلَّ (1) 2213 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَسَمَّعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ، وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ، وَمَنْ تَحَلَّمَ عُذِّبَ حَتَّى يَعْقِدَ شَعِيرَةً وَلَيْسَ بِعَاقِدٍ، وَمَنْ صَوَّرَ صُورَةً كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ " (2)   (1) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وسيرد مختصراً من طريق آخر برقم (3434) . وأخرجه أبو داود (3576) ، والطبري 6/254-255، والطبراني (10732) من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود مختصرة، ولم يذكر الطبري في إسناده ابنَ عباس. ورجح الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 3/105 في شأن هذه الآيات أنها نزلت في اليهوديين اللذين زنَيا وتحاكم اليهودُ فيهما إلى رسول الله. وأورد أحاديث ابن عمر والبراء وهما في المسند 2/5 و4/286، وجابر عند أبي داود (4452) ، ثم نقل هذا الحديث عن "المسند"، وقال: وقد يكون اجتَمَعَ هذان السببانِ في وقتٍ واحدٍ، فنزلت الآيات في ذلك. قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا هو الصحيحُ المتعين، وليس يجب أن يكونَ نزول الآيات لحادث واحدٍ، وقد صح وقوعُ الاثنين، وكثيراً ما تقع حوادثُ عدة، ثم يأتي القرآنُ فيصلا في حكمها، فيحكي بعضُ الصحابة بعضَ السبب، ويحكي غيرُه غيرَه، وكل صحيح. (2) حديث صحيح، علي بن عاصم -وهو ابن صهيب الواسطي، وإن كان يخطىء- متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وأخرجه الدارمي (2708) ، والبخاري (7042) ، والطبراني (11960) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. واقتصر الدارمي على القسم الأول منه. وانظر (1866) . = الحديث: 2213 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 2214 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرِو بْنِ غَلابٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي بَيْتِ السِّقَايَةِ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، أَخْبِرْنِي عَنْ عَاشُورَاءَ، قَالَ: عَنْ أَيِّ بَالِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: عَنْ صِيَامِهِ، قَالَ: " إِذَا أَنْتَ أَهْلَلْتَ الْمُحَرَّمَ فَاعْدُدْ تِسْعًا، ثُمَّ أَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا " قَالَ: قُلْتُ: كَذَا " كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ: نَعَمْ (1) 2215 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي هَذَا الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " (2)   = والآنك: الرصاص المذاب، وتحلم: تكلف في الحلم، أي: أتى فيه بشيء لم يره. (1) حديث صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وأخرجه مسلم (1133) ، وأبو داود (2446) ، وابن خزيمة (2098) ، والطبراني (12925) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (2135) . (2) حديث صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وأخرجه ابن ماجه (2944) ، والترمذي (961) ، وابن خزيمة (2735) ، وابن حبان (3712) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/243 من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن، ولفظه عند ابن خزيمة وابن حبان: "ليبعثن الله هذا الركْن". الحديث: 2214 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 2216 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ (1) : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ نَاسٌ مِنَ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِدَاءٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ " قَالَ: فَجَاءَ غُلَامٌ يَوْمًا يَبْكِي إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: ضَرَبَنِي مُعَلِّمِي قَالَ: الْخَبِيثُ، يَطْلُبُ بِذَحْلِ بَدْرٍ وَاللهِ لَا تَأْتِيهِ أَبَدًا (2) 2217 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ أُحُدٍ بِالشُّهَدَاءِ أَنْ يُنْزَعَ عَنْهُمِ الْحَدِيدُ وَالْجُلُودُ، وَقَالَ: " ادْفِنُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ وَثِيَابِهِمْ " (3)   = وأخرجه الطبراني (11432) من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به، ولفظه: "يبعث الله الحجرَ الأسود والركنَ اليماني يوم القيامة ولهما عينانِ ولسانانِ وشَفتانِ يشهدان لمن استلمهما بالوفاءِ". وسيأتي الحديث برقم (2398) و (2643) و (2796) و (2797) و (3511) . قوله: "بحَق"، أي: بلارياء. (1) كذاَ في (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وسائر الأصول الخطية: "قال: قال داود". (2) حسن، علي بن عاصم -وإن كان فيه ضعف- قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. داود: هو ابن أبي هند. وأخرجه البيهقي 6/322 من طريق علي بن عاصم وخالد بن عبد الله، كلاهما عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وروى ابن سعد في "الطبقات" 2/22 من طرق عن عامر الشعبي قال: كان فداء أسارى بدر أربعة آلاف إلى ما دون ذلك، فمن لم يكن عنده شيء أمر أن يعلم غلمان الأنصار الكتابة. وهذا مرسل. وانظر "أقضية الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لابن الطلاع ص 199-200. والذحْل: الثأر أو العداوة والحقد، والجمع: أذحال وذُحول. (3) حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف، علي بن عاصم سيىء الحفظ، وعطاء بن = الحديث: 2216 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 2218 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلامِ، وَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} [آل عمران: 86] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَبَعَثَ بِهَا قَوْمُهُ، فَرَجَعَ تَائِبًا، فَقَبِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَلِكَ مِنْهُ وَخَلَّى عَنْهُ (1)   = السائب قد اختلط. وأخرجه أبو داود (3134) ، وابن ماجه (1515) ، والبيهقي 4/14 من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد. وفي الباب عن جابر عند البخاري (1346) وغيره أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ادفنوهم بدمائهم" -يعني يوم أحد- ولم يغسلهم. وعن أنس عند أبي داود (3135) بسند حسن: أن شهداء أحد لم يغسلوا ودفنوا بدمائهم ولم يصل عليهم، وصححه الحاكم 1/365-366 على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. (1) صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. داود: هو ابن أبي هند. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول" ص 74-75 من طريق علي بن عاصم، بهذا الإِسناد. وقَرَنَ بداود بن أبي هند خالدَ بن مِهران الحذاء. وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 7/107، وفي "الكبرى" (11065) ، والطبري 3/340، وابن حبان (4477) ، والحاكم 2/142 و4/366، والواحدي ص 75 من طرق عن داود بن أبي هند، به. وأخرجه الطبري 3/340 من طريق عبد الأعلى، عن داود، عن عكرمة، به، ولم يرفعه إلى ابن عباس. وأخرجه بنحوه الطبري 3/340، والواحدي ص 75 من طريق حميد الأعرج، عن مجاهد من قوله، وسمى الأنصاري "الحارثَ بنَ سويد". الحديث: 2218 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 2219 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمِ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدَ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعَرَ " (1) 2220 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ بِالْبَيْتِ إِذَا انْتَهَى إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِي، مَشَى حَتَّى يَأْتِيَ الْحَجَرَ، ثُمَّ يَرْمُلُ وَمَشَى أَرْبَعَةَ أَطْوَافٍ " قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَكَانَتْ سُنَّةً " (2)   (1) صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وسيأتي برقم (2479) و (3035) و (3342) و (3426) ، وانظر (2047) . (2) صحيح، علي بن عاصم متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الجريري: هو سعيد بن إياس، وكان قد اختلط، وأبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي، له رؤية وهو آخر من مات من الصحابة. وأخرجه بنحوه مسلم (1264) (237) ، والبيهقي 5/81-82 من طريق يزيد بن هارون، ومسلم (1264) (237) ، وابن حبان (3845) من طريق عبد الواحد بن زياد، وابن خزيمة (2719) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، ثلاثتهم عن الجريري، به. ولم يذكروا فيه قول ابن عباس: "وكانت سنة"، غير البيهقي، قال فيه: "وليست بسنة". وأخرجه أبو داود (1889) ، وابن خزيمة (2707) ، وابن حبان (3812) ، والبيهقي 5/79 من طريق يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسيأتي بنحوه برقم (2688) و (2782) و (2787) و (2868) و (3534) من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. = الحديث: 2219 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 2221 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا الْحَذَّاءُ، عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ، (1) أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاعِدًا فِي الْمَسْجِدِ مُسْتَقْبِلًا الْحُجَرَ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا، وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ " (2) 2222 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْعُرَنِيُّ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَقْطَعُ الصَّلاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ، قَالَ: بِئْسَمَا عَدَلْتُمْ بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ كَلْبًا وَحِمَارًا، لَقَدْ رَأَيْتُنِي " أَقْبَلْتُ عَلَى حِمَارٍ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ قَرِيبًا مِنْهُ مُسْتَقْبِلَهُ نَزَلْتُ   = وقوله: "وكانت سنة" هو من حديث علي بن عاصم، عن ابن خُثيم، انظر (2782) ، وليس من حديث الجريري، فقد رواه البيهقي 5/81-82 من طريق يزيد بن هارون، عن الجريري، فقال فيه: "وليست بسنة"، وهي الرواية الصحيحة عن ابن عباس، فقد سلف برقم (2029) من طريق فطر، وسيأتي برقم (2707) و (3534م) من طريق أبي عاصم الغنوي، كلاهما عن أبي الطفيل أن ابن عباس قال فيه: "وليست بسنة". (1) قوله: "عن بركة أبي الوليد" تحرف في (م) إلى: عن بركة، عن أبي الوليد. (2) صحيح، علي بن عاصم متابع، ومن فوقه ثقات. الحذاء: هو خالد بن مِهران. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/147، وأبو داود (3488) ، وابن حبان (4938) ، والبيهقي 6/13 و13-14 من طرق عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (12378) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وسيأتي برقم (2678) و (2961) ، وقد تقدم في مسند عمر بن الخطاب برقم (170) من طريق طاووس، عن ابن عباس، عنه به، وإسناده صحيح. الحديث: 2221 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 95 عَنْهُ، وَخَلَّيْتُ عَنْهُ، وَدَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاتِهِ، فَمَا أَعَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ، وَلا نَهَانِي عَمَّا صَنَعْتُ، وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَجَاءَتْ وَلِيدَةٌ تَخَلَّلُ الصُّفُوفَ، حَتَّى عَاذَتْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا أَعَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ، وَلا نَهَاهَا عَمَّا صَنَعَتْ، وَلَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ، فَخَرَجَ جَدْيٌ مِنْ بَعْضِ حُجُرَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَ يَجْتَازُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَمَنَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَفَلا تَقُولُونَ الْجَدْيُ يَقْطَعُ الصَّلاةَ " (1)   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم، لكنه متابع، ثم هو منقطع، الحسن العرني -وهو الحسن بن عبد الله- لم يسمع من ابن عباس، وللحديث مقطعا طرق أخرى عن ابن عباس تقويه، انظر (1891) و (2095) و (2653) . أبو المعلى العطار: هو يحيى بن ميمون الضبي. وأخرج الطبراني (12696) و (12704) من طريق محمد بن الفضل عارم، و (12704) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، كلاهما عن حماد بن زيد، عن أبي المعلى العطار، عن الحسن العرني، عن ابن عباس أنه ذكر عنده ما يقطع الصلاة، فقال: ما تقولون في الجَدْي؟ فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي، فمَر جَدْيٌ بين يَديه فبادر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القِبلةَ، ولقد صَلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً وإن حمارة للفضل بن عباس ترعى بين يديه. هذا لفظى المقدمي. والحديث سيأتي نحوه برقم (2804) و (3193) . وقوله: "أفلا تقولون: الجدي يقطع الصلاة" قال السندي: يريد أنهم أخذوا ذلك الحديث من احتراز النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مرور تلك الأشياء بين يديه إذا كان في الصلاة وقد احترز من مرور الجدي أيضاً، فينبغي لهم أن يقولوا بأنه يقطع الصلاة، لكن ذكر الحديث ثابت إلا أن بعض العلماء أولوه، وبعضهم ادعوا نسخه بنحو ما ذكر ابن عباس، وبعضهم قالوا به وببعضه، والله تعالى أعلم. وجاء في "الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة" ص 161-162 للزركشي ما نصه: استدراكها أن المرأة لا تقطع الصلاة. = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 2223 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي أَبَا الْمَلِيحِ، عَنْ حَبِيبٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَنْ قَدِمَ حَاجًّا، وَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقَدِ انْقَضَتْ حَجَّتُهُ، وَصَارَتْ عُمْرَةً، كَذَلِكَ سُنَّةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)   = أخرج مسلم (511) عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب، وبقي ذلك مثل مؤخرة الرحل" وقد رُوي قطعُ المرأةِ الصلاة عن غير واحد من الصحابة منهم أبو ذر، أخرجه مسلم (510) . ومنهم ابن عباس أخرجه أبو داود (703) وقال: المرأة الحائض بدل "الحمار"، قال: وأوقفه جماعة. ومنهم عبد الله بن مغفل أخرجه قاسم بن أصبغ في "مصنفه"، وابن ماجه (951) . وقد استدركت عائشة رضي الله عنها ذلك فأخرج الشيخان في "صحيحيهما" عن مسروق، عن عائشة وذكر عندها ما يقطع الصلاة: الكلب والحمار والمرأة. فقالت عائشة: شبهتمونا بالحمير والكلاب، والله لقد رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي وأنا على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجة، فأكره أن أجلس، فأوذي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنسل من عند رجليه، ذكره البخاري (514) في باب: من قال: لا يقطع الصلاة شيء، وأخرج البخاري (514) ، ومسلم (512) (271) نحوه عن الأسود عن عائشة، وأخرجه مسلم (512) (269) عن عروة عنها أيضاً، وانظر "فتح الباري"، وانظر في تخريج حديث: "لا يقطع الصلاة شيء" "شرح السنة" 2/461-462. (1) عبد الله بن ميمون الرقي شيخ أحمد لم يذكروه بجرح ولا تعديل، وباقي رجاله ثقات. الحسن: هو ابن عمر أو عمرو بن يحيى الفزاري مولاهم أبو المليح الرقي. وأخرجه الطبراني (11483) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وقوله: "فقد انقضت حجته" ضبطت في "س" بتشديد الضاد، قال السندي: الظاهر أنه بتشديد الضاد كما في قوله تعالى: (يريد أن ينقض) بمعنى انكسرت وانفسخت،= الحديث: 2223 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 97 2224 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا سَيْفٌ، أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ " (1) 2225 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ أَبُو يَزِيدَ، حَدَّثَنَا فُرَاتٌ، عَنْ (2) عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يُصَلِّي عِنْدَ   = وهذا قاله على اعتقاده والجمهور على خلافه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سيف: هو ابن سليمان أو ابن أبي سليمان. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/242-243 و10/160 و14/225، ومسلم (1712) ، وأبو داود (3608) ، وابن الجارود (1006) ، وأبو يعلى (2511) ، والطحاوي 4/144، وابن عدي 3/1274، والبيهقي 10/167 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3609) ، والطبراني (11185) ، والبيهقي 10/168 من طريقين عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، به. وأخرجه الدارقطني 4/214 من طريق عبد الله بن محمد بن ربيعة، عن محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، به. وأخرجه الشافعي 2/178 ومن طريقه البيهقي 10/168 عن إبراهيم بن محمد، عن ربيعة بن عثمان، عن معاذ بن عبد الرحمن، عن ابن عباس، ورجل آخر سماه لا يحضرني ذكر اسمه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى باليمين مع الشاهد. وسيأتي الحديث برقم (2886) و (2968) و (2969) . وفي الباب عن جابر عند أحمد 3/305، وعن سعد بن عبادة عنده أيضاً 5/285، وعن أبي هريرة في السنن، وصححه ابن حبان (5073) ، وعن سُرق عند ابن ماجه (2371) ، والبيهقي 10/172، وعن علي عند الدارقطني 4/215، والبيهقي 10/170 وقوله: "قضى بشاهد ويمين"، يعني: قضى بذلك للمدعي. (2) تحرفت في (م) إلى: بن. الحديث: 2224 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 98 الْكَعْبَةِ، لَآتِيَنَّهُ حَتَّى أَطَأَ عَلَى عُنُقِهِ، قَالَ: فَقَالَ: " لَوْ فَعَلَ، لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عِيَانًا، وَلَوْ أَنَّ الْيَهُودَ تَمَنَّوْا الْمَوْتَ، لَمَاتُوا، وَرَأَوْا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ، وَلَوْ خَرَجَ الَّذِينَ يُبَاهِلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَرَجَعُوا لَا يَجِدُونَ مَالًا وَلا أَهْلًا " (1) 2226 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2) 2227 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ أَبُو سَهْلٍ (3) فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، (4) عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ،   (1) صحيح، إسماعيل بن يزيد الرقي شيخ أحمد -وإن كان فيه جهالة- قد توبع، ومن فوقه ثقات. فرات: هو ابن سلمان الحضرمي الجزري الرقي، وثقه أحمد، وقال البخاري: يُعد في الجزريين، وقال أبو حاتم: لا بأس به، محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل ابن خلفون في "الثقات" توثيقه عن ابن معين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وسيأتي برقم (2226) و (3483) ، وانظر (2321) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، أحمد بن عبد الملك -وهو ابن واقد الحراني- وعكرمة كلاهما من رجال البخاري، وباقي السند من رجال الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي الخزاعي. وأخرجه البزار (2189 - كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (11061) ، وأبو يعلى (2604) من طرق عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (3) وقع في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص) : "أبو سهيل" بالتصغير، وأثبتناه على الصواب من (ظ9) و (ظ14) ومن "تاريخ بغداد" للخطيب 13/278، و"التعجيل" ص 420. (4) تحرف في (م) و (ق) و (ص) إلى: "إحدى وثلايين ومئة" وهذا خطأ بين،= الحديث: 2226 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 99 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: طَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ، وَجَعَلَ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ، ثُمَّ أَتَى السِّقَايَةَ بَعْدَ مَا فَرَغَ، وَبَنُو عَمِّهِ يَنْزِعُونَ مِنْهَا، فَقَالَ: " نَاوِلُونِي " فَرُفِعَ لَهُ الدَّلْوُ فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: " لَوْلا أَنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَهُ نُسُكًا، وَيَغْلِبُونَكُمْ عَلَيْهِ، لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ "، ثُمَّ خَرَجَ، فَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ (1) 2228 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ صَائِمًا مُحْرِمًا، فَغُشِيَ   = والمثبت من (ظ9) و (ظ14) و (س) و (غ) وهي أصول عتيقة متقنة. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، نصر بن باب هو الخراساني المروزي نزيل بغداد، قال البخاري: يرمونه بالكذب، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ويروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاجُ به، وقال ابن سعد: نزل بغداد فسمعوا منه ورووا عنه، ثم حدث عن إبراهيم الصائغ فاتهموه وتركوا حديثه، وقال ابن عدي: ومع ضعفه يكتب حديثه، وقال أحمد: ما كان به بأس، إنما أنكروا عليه حيث حدث عن إبراهيم الصائغ. وفي مسند جابر من مسند أحمد بعد أن أخرج حديثاً لنصر بن باب: قال عبد الله: قلتُ لأبي: سمعت أبا خيثمة -يعني زهير بن حرب- يقول: نصر بن باب كذاب، فقال أبي: أستغفر الله كذاب! إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ، وإبراهيم من أهل بلده لا ينكر أن يكونَ سَمعَ منه، وحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن. وأخرجه الطبراني (12080) عن علي بن عاصم، عن قيس بن الربيع، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وقد سلف مختصراً برقم (2118) عن يزيد بن هارون، عن الحجاج، به. ويشهد له ماتقدم برقم (1841) ، وما سيأتي برقم (3527) . والمِحْجَن: العصا المعقوفة الرأس. الحديث: 2228 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 100 عَلَيْهِ قَالَ: " فَلِذَلِكَ كَرِهَ الْحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ " (1) 2229 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ يَوْمَ الطَّائِفِ: مَنْ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنَ العَبِيدِ (2) 2229 م - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الطَّائِفِ: " مَنْ خَرَجَ   (1) إسناده ضعيف، نصر بن باب ضعيف، والحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن. وأخرجه الطبراني (12086) من طريق عمار بن أبي مالك الجنبي، عن أبيه، عن الحجاج، بهذا الإسناد. وعمار ضعفه الأزدي، وأبو مالك عمرو بن هاشم قال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. وأخرجه أبو يعلى (2449) ، والطبراني (11320) من طريق حفص بن داود، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ. وأخرجه البزار (1015 - كشف الأستار) من طريق عيسى بن المختار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احتجم وهو صائم بالقاحة فنزف حتى غُشي عليه. وأخرج الطحاوي 2/100 من طريق مجاهد، عن ابن عباس قال: إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف. وانظر (3547) . وقوله: احتجم صائماً محرماً، سلف الكلام عليه برقم (1849) من طريق مقسم، به (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف نصر بن باب، وحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعنه، وبينه وبين مقسم الحكم بن عتيبة كما في الحديث التالي. وهذا الحديث أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) ولم يرد في (م) وباقي الأصول الخطية. الحديث: 2229 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 إِلَيْنَا مِنَ العَبِيدِ، فَهُوَ حُرٌّ "، فَخَرَجَ عَبِيدٌ مِنَ العَبِيدِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرَةَ، فَأَعْتَقَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 2230 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَتَلَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكِينَ، فَأَعْطَوْا بِجِيفَتِهِ مَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْفَعُوا إِلَيْهِمْ جِيفَتَهُمْ فَإِنَّهُ خَبِيثُ الْجِيفَةِ خَبِيثُ الدِّيَةِ " فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا (2) 2231 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْجِمَارَ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ أَوْ بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ " (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف نصر بن باب وتدليس الحجاج، وانظر (1959) . (2) إسناده ضعيف لضعف نصر بن باب وتدليس الحجاج. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/419، والبيهقي 9/133 من طريقين عن الحجاج، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2319) و (2442) و (3013) . (3) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف نصر بن باب، وقد توبع، والحجاج -وإن عنعن- قد صرح بالتحديث فيما سيأتي برقم (2635) . وأخرجه ابن أبي شيبة ص 355 (الجزء الذي حققه عمر العمروي) عن حفص بن غياث، والترمذي (898) من طريق زياد بن عبد الله، كلاهما عن الحجاج، بهذا الإسناد. ولفظه: "إذا زالت الشمس"، وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه ابن ماجه (3054) ، والطبراني (12110) و (12117) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، عن الحكم بن عتيبة، به. وأبو شيبة متروك. وسيأتي برقم (2635) و (3038) .= الحديث: 2230 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 2232 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ بَدْرٍ كَانُوا ثَلاثَ مِائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ سِتَّةً وَسَبْعِينَ، وَكَانَ هَزِيمَةُ أَهْلِ بَدْرٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَيْنَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ " (1) ° 2233 - قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْمَحْ، يُسْمَحْ لَكَ " (2)   = وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها قالت: أفاض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من آخر يومه حين صلى الظهر ثم رجع إلى مِنى، فمكث بها لياليَ أيام التشريق يرمي الجمرةَ إذا زالت الشمس، صححه ابنُ حبان (3868) ، وسيأتي في "المسند" 6/90. وعن ابن عمر عند البخاري (1746) وغيره، قال: كنا نتَحينُ، فإذا زالت الشمس رمينا. والمراد في غير يوم النحر، وأما الرمي في يوم النحر، فإنه يكون ضحى كما في حديث جابر عند مسلم (1299) (314) قال: رمى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجمرة يوم النحر ضُحىً، وأما بعدُ، فإذا زالت الشمس. وسيأتي في "المسند" 3/119. (1) إسناده ضعيف لضعف نصر بن باب وتدليس الحجاج. وأخرجه ابن سعد 2/20 عن نصر بن باب، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1783 - كشف الأستار) ، والطبراني (12083) من طريقين عن الحجاج، به. وزادا: وكان لواء المهاجرين مع علي بن أبي طالب، وكان لواء الأنصار مع سعد بن عبادة. وأخرج البخاري (3956) وغيره عن البراء قال: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر، وكان المهاجرون يوم بدر نيفاً على ستين، والأنصار نيفاً وأربعين ومئتين. وانظر "فتح الباري" 7/291 و326. (2) صحيح، مهدي بن جعفر الرملي وثقه ابن معين، وقال: لا بأس به، ثم هو = الحديث: 2232 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 ° 2234 - قَالَ عَبْدُ اللهِ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ أكْثَرَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ، جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ " (1)   = متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث عند الطبراني في "الصغير"، والبيهقي في "شعب الإيمان". وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1169) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (648) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (11258) من طرق عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (237) مرسلاً عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: إني رأيت إنساناً منكشفاً مكشوفاً على الحوض يغرف بيده على فرجه؟ قال: فتوضأ، فليسَ عليك إن الدينَ سمح، قد كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "اسمحوا يسمح لكم" وقد كان من مضى لا يفتشون عن هذا ولا يُلْحِفُون فيه -يعني: يفحصون عنه-. وقال المناوي في شرح حديث المسند: أي: عامل الخلق الذين هم عيالُ الله وعبيده بالمسامحة والمساهلة يُعاملك سيدهم بمثله في الدنيا والآخرة ... وقال بعض الحكماء: أحسن إن أحببت أن يُحسن إليك، ومن قل وفاؤُه، كثر أعداؤه، وهذا من الإحسان المأمور به في القرآن المتعلق بالمعاملات، وهو حث على المساهلة في المعاملة، وحسن الانقياد، وهو من سخاوة الطبع وحقارة الدنيا في القلب، فمن لم يجده من طبعه فليتخلق به، فعسى أن يسمح له الحق بما قصر فيه من طاعته، وعسر عليه في الانقياد إليه في معاملته إذا أوقفه بين يديه لمحاسبته. (1) إسناده ضعيف، الحكم بن مصعب مجهول، قال أبو حاتم: هو شيخ للوليد بن مسلم لا أعلم روى عنه أحد غيره، وجهله الذهبي في "المغني"، وابن حجر في "التقريب" وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/187، وقال: يخطىء، ثم ذكره في = الحديث: 2234 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 104 2235 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ أشْيَاءَ، فَشَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ قَرَأَ كِتَابَهُ، وَحِينَ كَتَبَ جَوَابَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللهِ لَوْلَا أَنْ أَرُدَّهُ عَنْ شَرٍّ يَقَعُ فِيهِ، مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِ وَلَا نَعْمَةَ عَيْنٍ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّكَ سَأَلْتَنِي عَنْ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى الَّذِي ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ هُمْ؟ وَإِنَّا كُنَّا نُرَى أَنَّ قَرَابَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا، وَسَأَلَهُ عَنِ الْيَتِيمِ: مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ وَإِنَّهُ إِذَا بَلَغَ النِّكَاحَ، وَأُونِسَ مِنْهُ رُشْدٌ، دُفِعَ إِلَيْهِ مَالُهُ، وَقَدِ انْقَضَى يُتْمُهُ. وَسَأَلَهُ: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتُلُ مِنْ صِبْيَانِ الْمُشْرِكِينَ أَحَدًا؟، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْتُلْ مِنْهُمْ أَحَدًا "، وَأَنْتَ فَلَا تَقْتُلْ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الغُلَامِ الَّذِي قَتَلَهُ. وَسَأَلَهُ عَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ: هَلْ كَانَ لَهُمَا سَهْمٌ مَعْلُومٌ إِذَا حَضَرُوا   = "المجروحين" 1/249 فقال: ينفرد بالأشياء التي لا ينكر نفيَ صحتها من عُني بهذا الشأن لا يَحِل الاحتجاجُ به، ولا الروايةُ عنه إلا على سبيلِ الاعتبار. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1774) من طريق مهدي بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1518) ، وابن ماجه (3819) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (456) ، والطبراني (1774) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (364) ، والحاكم 4/262، والبيهقي 3/351 من طرق عن الوليد بن مسلم، به. وليس عند ابن ماجه: "عن أبيه"، وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي، فقال: الحكم فيه جهالة. الحديث: 2235 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 الْبَأْسَ؟ وَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ سَهْمٌ مَعْلُومٌ إِلَّا أَنْ يُحْذَيَا مِنْ غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الدارمي (2471) ، ومسلم (1812) (140) ، وابن الجارود (1086) ، والطحاوي 3/220 و235، والطبراني (10830) ، والبيهقي 6/332 من طرق عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (852) ، ومسلم (1812) (141) ، وأبو داود (2727) ، والطبراني (10831) من طريق الأعمش، عن المختار بن صيفي، عن يزيد بن هرمز، به. ورواية مسلم وأبي داود مختصرة. وأخرجه مختصراً أبو يعلى (2551) من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني من لا أتهم، عن يزيد بن هرمز، به. وأخرج قصة سهم ذوي القربى النسائي في "الكبرى" (11577) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن جرير بن حازم، به. وسيأتي الحديث برقم (2685) و (2811) و (2941) و (3200) و (3264) و (3299) ، وانظر (1967) . وقوله: "يُحذيا" أي: يعطيا. و"نُعمة عَيْن" أي: قُرة عَيْن. ونجدة بن عامر: هو نجدة بن عامر الحَروري الحنفي من بني حنيفة من بكر بن وائل، ولد سنة (36) هـ، وقتل سنة (69) هـ. وهو رأس الفرقة النجدية نسبة إليه من الحرورية، ويعرف أصحابها بالنجدات، انفرد عن سائر الخوارج بآراء. قال ابن حجر في "لسان الميزان" 6/148: قدم مكة، وله مقالات معروفة وأتباع انقرضوا، وكان أول أمره من أتباع نافع بن الأزرق، ثم خالفه واستقل بمذهبه، ثم خرج مستقلا باليمامة سنة (66) هـ أيام عبد الله بن الزبير في جماعة كبيرة، وأتى البحرين واستقر بها. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 5/247: ومما يدل أن الصحابة لم يُكَفروا الخوارج أنهم كانوا يصلون خلفهم، وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة يصلون خلف نجدة الحروري، وكانوا أيضاً يحدثونهم ويفتونهم ويخاطبونهم كما يخاطب المسلمُ المسلمَ، كما كان عبد الله بن عباس يجيب نجدة الحروري لما= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 106 2236 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ وَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ، حَنَّ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ، قَالَ: " لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ، لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)   = أرسل يسأله عن مسائل، وحديثه في البخاري (قلنا: الصواب في مسلم) ، وكما أجاب نافع بن الأزرق عن مسائل مشهورة، وكان نافع يناظره في أشياء بالقرآن كما يتناظر المسلمان. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه الدارمي (39) و (1563) ، وابن ماجه (1415) ، والطبراني (12841) ، والبيهقي 2/558 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 1/188 من طريق ميمون بن مهران، عن ابن عباس، بنحوه. وسيأتي برقم (2400) و (22401) و (3430) و (3432) ، وانظر ما بعده. قال الحافظ ابن كثير في "البداية" 6/131-138: باب حنين الجذع شوقاً إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشفقاً من فراقه، وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيدُ القطعَ عند أئمة هذا الشأنِ وفرسانِ هذا الميدان، ثم ذكره بالأسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة: أبي بن كعب، وأنس بن مالك، وجابر، وسهل بن سعد، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة. وقال السندي: قوله: "حن عليه": أي اشتاق إليه، وصاح على فراقه، والحنين: صوت يخرج من الصدر فيه رِقة، وأصله ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها، وهذا الحديث مشهور جاء عن جماعة من الصحابة، وقال البيهقي: قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف. وفيه دلالة على أن الجمادات قد يخلق الله تعالى فيها إدراكات كالحيوان بل كأشرف الحيوان، وفيه تأييد لقول من يحمل قوله تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) على ظاهره. وعن الشافعي: ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقيل له: أعطي عيسى إحياء الموتى، فقال: أعطي محمد حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكثر من ذلك، انتهى. وذلك لأن هذا إحياء ما ليس من نوعه = الحديث: 2236 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 2237 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1) 2238 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَالِمٍ أَبُو جَهْضَمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَفِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَسَأَلُوهُ، هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ، فَقَالُوا: فَلَعَلَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي نَفْسِهِ قَالَ: خَمْشًا هَذِهِ شَرٌّ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ عَبْدًا مَأْمُورًا، بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ بِهِ، وَإِنَّهُ لَمْ يَخُصَّنَا دُونَ النَّاسِ إِلا بِثَلاثٍ: " أَمَرَنَا أَنْ نُسْبِغَ الْوُضُوءَ، وَلا نَأْكُلَ الصَّدَقَةَ، وَلا نُنْزِيَ حِمَارًا عَلَى فَرَسٍ " (2)   = الحياة مع ما فيه من الاشتياق إليه والبكاء عليه بخلاف ما أعطي لعيسى، وكان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث يقول: يا معشر المسلمين الخشبة تَحِن إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شوقاً إلى لقائه، وأنتم أحق أن تشتاقوا إليه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه عبدُ بن حميد (1336) ، والدارمي (39م) و (1564) ، وابن ماجه (1415) ، وأبو يعلى (3384) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2400) و (2401) و (3431) و (3432) ، وانظر ما قبله، وما سيأتي في مسند أنس 3/226. (2) إسناده صحيح، موسى بن سالم أبو جهضم روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال ابن عبد البر: لم يختلفوا في أنه ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي. وأخرجه أبو داود (808) ، والنسائي 6/224، والطحاوي 1/205 من طريقين عن موسى بن سالم، بهذا الإسناد. ورواية الطحاوي مختصرة. وانظر (1977) . = الحديث: 2237 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 2239 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَحَّلَ نَاسًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ بِلَيْلٍ - قَالَ شُعْبَةُ: أَحْسَبُهُ قَالَ: ضَعَفَتَهُمْ - وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " شُعْبَةُ شَكَّ فِي ضَعَفَتَهُمْ (1) 2240 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، قَالَ: " هُنَّ لَهُمْ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِمَّنْ سِوَاهُمْ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، مِنْ حَيْثُ بَدَأَ حَتَّى يَبْلُغَ ذَلِكَ أَهْلَ مَكَّةَ " (2)   = قوله: "خمشاً" قال ابن الأثير: دعا عليه بأن يُخمش وجهه أو جلدُه، كما يقال: جدعاً وقطعاً، وهو منصوب بفعل لا يطهر. وقوله: "هذه شر" قال السندي: أي: هذه الكلمة شر من السؤال الأول المبني على الجهل. وقوله: "بلغ" أي: فلو كانت القراءة فرضاً لبلغ بالجهر أو بالبيان بالقول فحيث لم يفعل علم أنه ليس بفرض، وهذا على حسب ظنه، وإلا فقد قال: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب". (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحكم -وهو ابن عتيبة- لم يدرك ابن عباس. وسيأتي برقم (3008) من طريق الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وانظر (1920) و (2082) و (3003) . (2) في (س) وعلى حاشيتي (ق) و (ص) : بلغ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن = الحديث: 2239 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 2241 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرُّءُوسِ، وَهُوَ صَائِمٌ " (1) 2242 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، وَكَانَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ " (2)   = كيسان اليماني. وأخرجه النسائي 5/125-126، وابن خزيمة (2591) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/293 فقال: أخبرنا الثقة، عن معمر، فذكره. وأخرجه أبو داود (1738) ، والنسائي 5/123، والطحاوي 2/117، والطبراني (10912) و (10913) من طرق عن عبد الله بن طاووس، به. وانظر (2128) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البزار (1020 - كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 2/90 من طريق عبد الأعلى السامي وعبد الوهاب الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به. وأخرجه عبد الرزاق (7407) ، ومن طريقه البزار (1020) عن معمر، عن أيوب، به. وأخرجه الطبراني (11868) من طريق عاصم بن هلال البارقي، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3391) و (3392) و (3393م) قال البزار: ومعنى يصيب من الرؤوس، أي: يُقبل، وفي "النهاية": أراد التقبيل. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عكرمة = الحديث: 2241 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 2243 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احْتِجَامَةً فِي رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1) 2244 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَعَا بِشَرَابٍ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ قَائِمًا " (2) 2245 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ أَتَى خَالَتَهُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ اللَّيْلِ إِلَى سِقَايَةٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، قَالَ: وَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ قُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَنِي مِنْ خَلْفِهِ حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (3)   = فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان القردوسي. وانظر (2017) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2108) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن سليمان البصري. وأخرجه مسلم (2027) (120) ، والبيهقي في "السنن" 5/86، وفي "الآداب" (533) و (534) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1838) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- من رجاله، وباقي السند على شرطهما. وأخرجه أبو عوانة 2/320، والبيهقي 3/99 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (763) (193) ، من طريق عبد الله بن نمير، والنسائي في "الكبرى"= الحديث: 2243 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 2246 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدْ " حَفِظْتُ السُّنَّةَ كُلَّهَا غَيْرَ أَنِّي لَا أَدْرِي أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، أَمْ لَا وَلا أَدْرِي، كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ: (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عُتِيًّا (1)) أَوْ عُسُيًّا؟ " (2)   = (916) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وأخرجه مختصراً مسلم (763) (193) من طريق قيس بن سعد، والطبراني (11306) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن عطاء، به. وسيأتي برقم (3243) و (3479) ، وانظر (1843) . (1) بضم العين كما في الأصول، وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر وأبي بكر عن عاصم، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: "عِتِياً" بكسر العين. انظر "زاد المسير" 5/211. (2) تحرف هذا الحرف في (م) و (س) و (غ) و (ق) و (ص) إلى: "عِتياً"، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) وهامش (س) ، و"غاية المقُصَد في زوائد المسند" ورقة 281، و"مجمع الزوائد" 7/155، و"تفسير الطبري" 16/51، وانظر "زاد المسير" لابن الجوزي 5/211، وهي قراءة ابن عباس ومجاهد. قال ابن قتيبة (عُتياً) أي: يُبساً، يقال: عتا وعسا بمعنى واحد، قال الزجاج: كل شيء انتهى، فقد عتا يعتو عُتياً وعتواً وعسواً وعِسياً. والحديث إسناده صحيح على شرط البخاري. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي. وأخرجه أبو داود (809) ، والطحاوي 1/205، والطبري 16/51 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد. واقتصر أبو داود والطحاوي على القسم الأول. وأخرج القسم الأول منه الحاكم 2/244 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حصين، به. وصححه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2332) . الحديث: 2246 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 2247 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا (1) زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبَاعُ الثَّمَرُ حَتَّى يُطْعَمَ (2) 2248 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِوَجْهِ اللهِ فَأَعْطُوهُ " (3)   (1) تحرف في (م) إلى: بن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة بن العلاء القيسي. وأخرجه الطبراني (11187) و (11188) من طريقين عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وهو عند الطبراني في الموضع الأول عن جابر وابن عمر وابن عباس، بلفظ: نهى عن بيع الثمر ... وأخرجه عبد الرزاق (14318) ، وابن حبان (4988) ، والطبراني (10870) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس. ووقع عند عبد الرزاق: عن ابن عباس قال: لا أدري أبلغ به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الشافعي 2/149، ومن طريقه البيهقي 5/302 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن طاووس، عن ابن عباس موقوفاً. وأخرجه الدارقطني 3/14 و3/14-15 من طريقين عن عمر بن فروخ، عن خبيب بن الزبير، والحاكم 2/37 من طريق سماك، كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس، بنحوه مرفوعاً. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (3361) . ويُطعم بكسر العين، قال في "النهاية": يقال: أطعمت الشجرة: إذا أثمرت، وأطعمت الثمرة: إذا أدركت، أي: صارت ذات طعم وشيئاً يؤكل، ويجوز فتح العين أيضاً، وهو رواية، قال ابن الأثير: أي تؤكل، ولا تؤكل إلا إذا أدركت. (3) إسناده حسن، أبو نهيك -واسمه عثمان بن نهيك- روى عنه جمع وذكره ابن = الحديث: 2247 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 2249 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ زَمْعَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ " (1) 2250 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعُمْرَى لِمَنْ أُعْمِرَهَا، وَالرُّقْبَى لِمَنْ أُرْقِبَهَا، وَالْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (2)   = حبان في "الثقات" وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. علي بن عبد الله: هو ابن المديني الحافظ الإمام، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وخالد بن الحارث -وهو ابن عبيد الله بن سليم الهجيمي- روى عن سعيد قبل الاختلاط. وأخرجه أبو داود (5108) ، وأبو يعلى (2536) و (2755) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/258 من طريقين عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن عمر بإسناد صحيح وسيأتي في "المسند" 2/68 و99، وصححه ابن حبان (3408) . (1) صحيح، زمعة -وهو ابن صالح اليماني، وإن كان ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وأبو حاتم والبخاري وغيرهم- قد تابعه وهيب بن خالد، وسيأتي برقم (2337) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود -وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن ماجه (2162) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن طاووس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2337) و (2659) و (2670) و (3018) ، وانظر ما تقدم برقم (2155) (7) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حجاج -وهو ابن أرطاة، وأخطأ ابن حزم في "المحلى" 9/167 فظنه حجاج بن محمد- مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. = الحديث: 2249 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه النسائي 6/267 و269-270 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وهو في الموضع الأول عنده مختصر بقصة الهبة فقط. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/138 من طريق ابن أبي زائدة، والطبراني (10995) و (10999) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، به، مختصراً، ابن أبي شيبة بقِصة العمرى، والطبراني بقصة الهبة. وأخرجه النسائي 6/270 من طريق محمد بن بشر، عن حجاج، به موقوفاً على ابن عباس دون قصة الهبة. وأخرجه كذلك 6/270 من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزبير، به. وأخرجه النسائي 6/269، وابن حبان (5126) ، والطبراني (11000) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الزبير، به - موقوفاً بقصة الرقبى فقط. وأخرجه النسائي 6/272 من طريق عمرو بن دينار، والطبراني (10971) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن طاووس، به - حديث ليث ليس فيه قصة الهبة، وحديث عمرو بلفظ: "إن العمرى جائزة". وأخرجه النسائي 6/270 من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عن طاووس: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً بقصة الرقبى. وأخرجه النسائي 6/272، وابن عدي في "الكامل" 6/2426 من طريق قتادة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن الحَجُوري حُجْر بن قيس المَدَري، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "العمرى جائزة". قال ابن عدي: وهذا رواه الثقات أصحاب عمرو عن طاووس، عن حجر المدري، عن زيد بن ثابت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وحديث زيد بن ثابت هذا سيأتي في "المسند" 5/182. وله شاهد دون قصة الهبة من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/357، والبخاري (2626) ، ومسلم (1626) . وثان من حديث ابن عمر عند أحمد 2/26 و34 و73. وثالث من حديث جابر عند أحمد 3/302، ومسلم (1625) . = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 2251 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أُعْمِرَ عُمْرَى، فَهِيَ لِمَنْ أُعْمِرَهَا جَائِزَةٌ، وَمَنْ أَرْقَبَ رُقْبَى، فَهِيَ لِمَنْ أُرْقِبَهَا جَائِزَةٌ، وَمَنْ وَهَبَ   = ورابع من حديث زيد بن ثابت عند أحمد 5/189 وقصة العائد في هبته رويت من طرق عن ابن عباس، انظر ما تقدم برقم (1872) . قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 8/293: العمرى جائزة بالاتفاق، وهي أن يقولَ الرجل لآخر: أعمرتُك هذه الدار، أو جعلتُها لك عمرك، فيقبل، فهي كالهبة إذا اتصل بها القبضُ، ملكها المُعَمرُ، ونفذ تصرفه فيها، وإذا مات تورث منه، سواء قال: هي لعقبك من بعدك أو لورثتك، أو لم يقل، وهو قول زيد بن ثابت، وابن عمر، وبه قال عروةُ بنُ الزبير، وسليمان بن يسار، ومجاهد، وإليه ذهب الثوري، والشافعي، وأحمدُ، وإسحاق، وأصحاب الرأي. وذهب جماعة إلى أنه إذا لم يقل: هي لِعقبك من بعدك، فإذا مات يعود إلى الأول، لأن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أيما رجُل أعْمَر عُمْرى له ولعَقِبه" وهذا قول جابر، وروي عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر قال: "إنما العُمْرى التي أجاز رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقول: هي لك ولِعقبك، فأما إذا قال: هي لك ما عشتَ، فإنها ترجع إلى صاحبها" قال معمر: وكان الزهري يفتي به، وهذا قولُ مالك، ويُحكى عنه أنه قال: العُمْرى تمليكُ المنفعة دون الرقبة، فهي له مدة عمره، ولا يورث، وإن جعلها له ولعقبه، كانت المنفعة ميراثاً عنه. وأما الرقْبى: هي أن يجعلها الرجلُ على أيهما مات أولاً، كان للآخِر منهما، فَكُل واحد يَرْقُبُ موتَ صاحبه، فاختلَف أهلُ العلم في جوازها، فذهب جماعة من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أنها جائزة كالعُمرى، وإذا مات المدفوعُ إليه يُورث عنه، وشرطُ الرجوعِ باطل، وهو قولُ الشافعي وأحمد وإسحاق، وذهب قوم إلى أن الرقبى غيرُ جائزة، وقيل: إنها عارية لا تورث، وهو قولُ أصحاب الرأي، والأول موافق لظاهر الحديث. الحديث: 2251 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 هِبَةً، ثُمَّ عَادَ فِيهَا، فَهُوَ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (1) 2252 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدُ " (2) 2253 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، ثُمَّ ذَبَحَ، ثُمَّ حَلَقَ " (3)   (1) صحيح لغيره، وهو مكرر ما قبله. (2) حديث صحيح، سماك -وإن كان في روايته عن عكرمة اضطراب- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري، وسيأتي برقم (2991) بإسناد صحيح على شرط الشيخين. حسين بن علي: هو الجُعفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/334 عن حسين بن علي، بهذا الإسناد. وأخرجه بأطول مما هنا ابن سعد 1/241 من طريق داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وفيه الواقدي. وسيأتي الحديث برقم (3270) و (3363) . وله شاهد من حديث البراء عند البخاري (40) ، وسيأتي في "المسند" 4/289 أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال: أخواله من الأنصار، وأنه صلى قِبَلَ بيتِ المقدس ستةَ عشر شهراً أو سبعةَ عشر شهراً ... (3) حسن لغيره، الحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو القاسم: هو مقسم بن بُجْرة مولى ابن عباس. وأخرجه الطبراني (12088) من طريق عمر بن علي المقدمي، عن الحجاج، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2638) . وله شاهد من حديث أنس عند أحمد 3/261، ومسلم (1305) . الحديث: 2252 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 117 2254 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ، أَخَا بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ لَمَّا أَسْلَمَ، سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَرَائِضِ الْإِسْلامِ مِنَ الصَّلاةِ وَغَيْرِهَا، فَعَدَّ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِنَّ، ثُمَّ الزَّكَاةَ، ثُمَّ صِيَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ حَجَّ الْبَيْتِ، ثُمَّ أَعْلَمَهُ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَسَأَفْعَلُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ، لَا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ. قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ " (1) 2255 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ خَيْبَرَ: أَرْضَهَا وَنَخْلَهَا، مُقَاسَمَةً عَلَى النِّصْفِ " (2)   (1) حديث حسن، ابن إسحاق صرح بالتحديث، ومحمد بن الوليد بن نويفع لم يرو عنه غير ابن إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي مطولاً برقم (2380) ، ومختصراً برقم (2381) . والعقيصتان: الضفيرتان من الشعر. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى -واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه ابن ماجه (2468) ، وأبو يعلى (1341) ، والدارقطني 3/37-38 من طرق عن هشيم، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه مطولة. = الحديث: 2254 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 118 2256 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ، وَمُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي، وَلا أَقُولُهُ فَخْرًا: بُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ، فَلَيْسَ مِنْ أَحْمَرَ وَلا أَسْوَدَ يَدْخُلُ فِي أُمَّتِي إِلا كَانَ مِنْهُمْ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا " (1) 2257 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّبَّاغَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الدَّانَاجِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا رَكَعَ وَإِذَا سَجَدَ كَبَّرَ " (2) ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: " لَا أُمَّ لَكَ، أَوَلَيْسَ تِلْكَ سُنَّةَ   = وأخرجه أبو يوسف القاضي في "الخراج" ص 51 عن ابن أبي ليلى، به. وأخرجه الطحاوي 3/246 من طريق الحجاج بن أرطاة، عن الحكم، به. وأخرجه مطولاً أبو داود (3410) و (3411) ، وابن ماجه (1820) ، والطبراني (12062) من طريق ميمون بن مهران، عن مقسم، به. وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (2285) ، ومسلم (1551) ، وسيأتي في "المسند" (4732) . قال السندي: وقوله: "أرضها" بالمزارعة، و"نخلها" بالمساقاة، واستدل به على جواز المزارعة ببعض ما يخرج من الأرض، وقيل: بل هو مخصوص بما إذا كانت المزارعة تبعاً للمساقاة. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن عاصم ويزيد بن أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي مولاهم الكوفي- وهما متابعان، وسيأتي مطولاً برقم (2742) ، ويأتي تخريجه هناك إن شاء الله تعالى. (3) في (ظ9) و (ظ14) : فكان يكبر إذا ركع وإذا سجد. الحديث: 2256 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " (1) 2258 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَرَّتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَجَاءَتَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي فَأَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْهِ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَمَرَرْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي وَنَحْنُ عَلَى حِمَارٍ فَجِئْنَا فَدَخَلْنَا فِي الصَّلاةِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد العزيز الدباغ: هو عبد العزيز بن المختار البصري مولى حفصة بنت سيرين، وعبد الله الداناج: هو عبد الله بن فيروز، والداناج بالفارسية: العالم. وأخرجه الطحاوي 1/221، والطبراني (11918) من طريقين عن عبد العزيز الدباغ، بهذا الإسناد. وانظر (1886) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (92) ، وأبو يعلى (2423) عن علي بن الجعد، عن شعبة، بهذا الإسناد. زاد علي بن الجعد في حديثه: قال رجل لشعبة: كان بين يديه عنَزَة؟ قال: لا. وسيأتي هذا الحديث برقم (2295) عن عفان عن شعبة، وفيه أن الذي كان مع ابن عباس على الحمار هو غلام من بني هاشم، وهو أصح. وتقدم برقم (2095) مختصراً، وسيأتي برقم (3167) مطولاً، من طريق شعبة عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن أبي الصهباء، عن ابن عباس، بزيادة أبي الصهباء بين يحيى بن الجزار وبين ابن عباس، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ويحيى بن الجزار سمعَ ابنَ عباس، ويروي أيضاً عنه بالواسطة، فيحمل هذا على الاتصال، فلعله = الحديث: 2258 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 120 2259 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " حَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْضَ غِلْمَةِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاحِدًا خَلْفَهُ، وَوَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ " (1) 2260 - حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الرَّقِّيَّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ، وَالسُّلْطَانُ مَوْلَى مَنْ لَا مَوْلَى لَهُ " (2)   = سمعه منهما. وتقدم برقم (1891) من طريق عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس بقصة مروره على الحمار، وفيه أن الذي كان معه هو أخوه الفضل بن العباس. (1) إسناده صحيح، علي بن إسحاق -وهو المروزي- روى له الترمذي، وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبد الله: هو ابن المبارك. وأخرجه البخاري (1898) و (5965) ، والنسائي 5/212، والطبراني (11953) ، والبيهقي 5/260 من طريق يزيد بن خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5966) من طريق أيوب قال: ذُكِر شر الثلاثة عند عكرمة، فقال: قال ابن عباس: أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد حمل قُثَمَ بين يديه والفضلَ خَلْفَه -أو قُثَمَ خلفه والفضل بين يديه- فأيهم شَر أو أيهم خير؟ (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، وقال الإمام أحمد: لم يسمع من عكرمة. وأخرجه الطبراني (11298) من طريق مَعْمر بن سليمان الرقي، عن الحجاج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وأخرجه ابن ماجه (1880) ، وأبو يعلى (2507) من طريق أبي كريب محمد بن = الحديث: 2259 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 2261 - حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1)   = العلاء، والبيهقي 7/109-110 من طريق سهل بن عثمان، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن الحجاج، عن عكرمة، به - دون قوله: "والسلطان مولى من لا مولى له". وأخرجه الطبراني (11944) من طريق سهل بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وأخرجه الطبراني (12483) عن عبد الله بن أحمد، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وبشر بن المفضل، قالا: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وهذا إسناد صحيح إلا أنه أعِل بالوقف، فقد أخرجه عبد الرزاق (10483) عن سفيان الثوري، عن ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لا نكاح إلا بإذن ولي أو سلطان. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/129 عن وكيع، عن سفيان، به موقوفاً. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/12، ومن طريقه البيهقي 7/112 والبغوي (2264) عن مسلم بن خالد، وأخرجه سعيد بن منصور (553) من طريق جعفر بن خالد، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به موقوفاً. وأخرجه الدارقطني في "سننه" 3/221 من طريق عدي بن الفضل، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم فرفعه، قال الدارقطني: رفعه عدي بن الفضل ولم يرفعه غيره، وقال البيهقي في "السنن" 7/124 بعد أن أورده من طريق عدي بن الفضل: كذا رواه عدي بن الفضل وهو ضعيف، والصحيح موقوف. وله شاهد حسن من حديث عائشة سيذكره المصنف بعد هذا، ومن حديث أبي هريرة عند ابن حبان (4076) ، وأبي موسى الأشعري عند ابن حبان أيضاً (4077) ، وابن مسعود عند الدارقطني 3/225 وعن علي عند البيهقي 7/111، وعن ابن عمر عند الدارقطني 3/225 وهذه الأحاديث لا يخلو واحد منها من ضعف، لكن الحديث يتقوى بمجموع هذه الشواهد ويصير حسناً. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. = الحديث: 2261 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 122 2262 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ سَافَرَ رَكْعَتَيْنِ، وَحِينَ أَقَامَ أَرْبَعًا "، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَمَنْ صَلَّى فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا كَمَنْ صَلَّى فِي الْحَضَرِ رَكْعَتَيْنِ "، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَمْ تُقْصَرِ الصَّلاةُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، حَيْثُ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّى النَّاسُ رَكْعَةً رَكْعَةً " (1) 2263 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " (2)   = وأخرجه الطحاوي 3/7 من طريق معمر بن سليمان الرقي، بهذا الإسناد. وسيأتي في مسند عائشة 6/47 و260، وصححه ابن حبان برقم (4074) و (4075) . (1) إسناده ضعيف، حميد بن علي -وهو أبو عكرشة العقيلي- قال الدارقطني: لا يستقيم حديثُه، ولا يحتج به، وقال أبو زرعة: كوفي لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري في "تاريخه" 2/353: حميد بن علي عن الضحاك مرسل، والضحاكُ بنُ مزاحم لم يسمع من ابن عباس، قال علي ابن المديني فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" عن يحيى بن سعيد: كان شعبة لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم، وكان ينكر أن يكون لقي ابنَ عباس قط، وقال علي في موضع آخر عن يحيى بن سعيد: كان الضحاك عندنا ضعيفاً. وسيتكرر برقم (3268) ، وانظر (2124) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة: سيئ الحفظ. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني المعروف بيتيم عروة. وسيتكرر برقم = الحديث: 2262 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 2264 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ عَرَفَاتٍ، أَوْضَعَ النَّاسُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُنَادِيًا يُنَادِي: " أَيُّهَا النَّاسُ، لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ وَلا الرِّكَابِ "، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ مِنْ رَافِعَةٍ يَدَهَا (1) عَادِيَةً حَتَّى نَزَلَ جَمْعًا (2) 2265 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، كَانَ رِدْفَ " رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَدَخَلَ الشِّعْبَ، فَنَزَلَ فَأَهْرَاقَ الْمَاءَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَرَكِبَ وَلَمْ يُصَلِّ " (3)   = (3059) ، وانظر (1982) . وفي الباب عن ابن عمر متفق عليه وسيأتي في "المسند" برقم (4724) بلفظ: "لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة". (1) في (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) و (ق) و (ص) : يديها. (2) حديث صحيح، المسعودي -واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن كان قد اختلط- قد رواه عنه وكيع في الرواية السالفة برقم (2099) ، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، وتابعه عليه الأعمش فيما سيأتي برقم (2427) . وقوله: "حتى نزل جمعاً" هو بفتح الجيم وسكون الميم، أي: مزدلفة، وسميت جمعاً، لأنه يجمع فيها بين الصلاتين، ويجتمعُ الناس بها، وأهلها يزدلفون، أي: يتقربون إلى الله تعالى بالوقوف بها، وفيها المشعر الحرام -بفتح الميم وبه جاء القرآن الكريم-، أي: المحرم فيه الصيد، وسمي مشعراً لما فيه من معالم الدين. (3) حسن لغيره، إسماعيل بن عمر هو الواسطي ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه = الحديث: 2264 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 124 2266 - حَدَّثَنَا سَعْدُ (1) بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ اسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ "، فَأَخَذَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً حَسْنَاءَ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَضْلَ، فَحَوَّلَ وَجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الْآخَرِ (2) 2267 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَشْقَرُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ، قَالَ:   = ثقات من رجال الشيخين غير شعبة -وهو ابن دينار القرشي الهاشمي مولى ابن عباس- (وأخطأ الشيخ أحمد شاكر، فظنه شعبة بن الحجاج) وهو مختلف فيه، قال أحمد: ما أرى به بأساً، وقال ابن معين: ليس به بأس وهو أحب إلي من صالح مولى التوأمة، وقال مالك: ليس بثقة، وقال النسائي، وأبو حاتم الرازي: ليس بقوي، وقال أبو زرعة الرازي: مديني ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: ولم أجد له حديثاً منكراً، فأحكم عليه بالضعف، وأرجو أنه لا بأس به. وانظر ما سيأتي برقم (2464) ، وما تقدم برقم (1800) . (1) تحرف في (م) إلى: سعيد. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعد بن إبراهيم، فمن رجال البخاري. صالح: هو ابن كيسان مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز. وأخرجه النسائي 5/119 و8/228-229، والطبراني 18/ (725) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (1890) . الحديث: 2266 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 125 كَيْفَ تَقُولُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ يَوْمَ يَجْعَلُ اللهُ السَّمَاءَ عَلَى ذِهْ - وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ - (1) وَالْأَرْضَ عَلَى ذِهْ، وَالْمَاءَ عَلَى ذِهْ، وَالْجِبَالَ عَلَى ذِهْ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى ذِهْ؟ كُلُّ ذَلِكَ يُشِيرُ بِأَصَابِعِهِ "، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] (2) 2268 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْأَشْقَرُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ يَوْمٍ وَلَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ، قَالَ: " هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَأْتِنِي بِهِ "، قَالَ: فَأَتَاهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ قَلِيلٍ، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَصَابِعَهُ عَلَى (3) فَمِ الْإِنَاءِ وَفَتَحَ أَصَابِعَهُ، قَالَ: فَانْفَجَرَتْ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ عُيُونٌ، وَأَمَرَ بِلالًا فَقَالَ: " نَادِ فِي النَّاسِ: الْوَضُوءَ الْمُبَارَكَ " (4)   (1) في (ظ9) و (ظ14) وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص) : بالسباحة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، حسين بن حسين الأشقر، قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وعطاء -وهو ابن السائب- قد اختلط. أبو كدينة: هو يحيى بن المهلب البجلي، وأبو الضحى: هو مسلم بن صُبيح. وأخرجه الترمذي (3240) ، والطبري 24/26 من طريق محمد بن الصلت، عن أبي كدينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح، وسيأتي برقم (2989) . وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وسيأتي برقم (3590) . (3) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : في، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) وهامش (س) . (4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/128 من طريق محمد بن الصلت، عن أبي = الحديث: 2268 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 2269 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ يَعْنِي ابْنَ خِرِّيتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَوْمًا بَعْدَ الْعَصْرِ، حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَبَدَتِ النُّجُومُ، وَعَلِقَ النَّاسُ يُنَادُونَهُ: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: الصَّلاةَ الصَّلاةَ، قَالَ: فَغَضِبَ، قَالَ: أَتُعَلِّمُنِي بِالسُّنَّةِ؟ " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَوَجَدْتُ فِي نَفَسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَأَلْتُهُ، فَوَافَقَهُ (1) 2270 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ   = كدينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (25) من طريق شعيب بن صفوان، عن عطاء بن السائب، به. وأخرجه البزار (2415 - كشف الأستار) ، والطبراني (12560) من طريق محمد بن معاوية بن مالج، عن خلف بن خليفة، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن عباس، بنحوه. ورواية الطبراني مطولة، وسيأتي برقم (2988) . وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سيأتي برقم (4393) ، وعن أنس بن مالك سيأتي 3/216. وقوله: "الوضوء المبارك"، قال السندي: بالنصب، أي: احضروا الوَضوءَ، وهو بفتح الواو على إرادة الماء. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وأخرجه الطيالسي (2720) ، ومسلم (705) (57) ، والطبراني (12916) ، والبيهقي 3/168 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3293) . وقوله: "علق الناسُ" أي: طفقوا ينادونه. الحديث: 2269 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 127 يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَوْ: أَوَّلُ مَنْ جَحَدَ آدَمُ -، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ، مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ مِنْ ذَرَارِيَّ (1) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ يَعْرِضُ ذُرِّيَّتَهُ عَلَيْهِ، فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يَزْهَرُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، كَمْ عُمْرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ عَامًا، قَالَ: رَبِّ زِدْ فِي عُمْرِهِ، قَالَ: لَا، إِلا أَنْ أَزِيدَهُ مِنْ عُمْرِكَ وَكَانَ عُمْرُ آدَمَ أَلْفَ عَامٍ، فَزَادَهُ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَكَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِذَلِكَ كِتَابًا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ، وَأَتَتْهُ الْمَلائِكَةُ لِتَقْبِضَهُ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ عَامًا، فَقِيلَ: إِنَّكَ قَدْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ وَأَبْرَزَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَشَهِدَتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ " (2)   (1) كذا في (ظ9) و (ظ14) "ما هو ذارىء" وهو الصواب، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: "ما هو من ذراري" وهو غير واضح المعنى. والذارىء من صفات الله عز وجل، وهو الذي ذرأ الخلق، أي: خلقهم. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، وكذا يوسف بن مهران. وأخرجه الطيالسي (2692) ، وابن سعد 1/28-29، وابن أبي شيبة 13/60 و14/118، وابن أبي عاصم في "السنة" (204) ، وأبو يعلى (2710) ، والطبراني (12928) ، والبيهقي 10/146 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2713) و (3519) ، وانظر (2455) . يزهر: أي: يضيء وجهه حسناً. وله شاهد بإسناد قوي من حديث أبي هريرة صححه ابن حبان برقم (6167) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 128 2271 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ، وَلا رَآهُمْ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، قَالَ: فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ قَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قَالَ: فَقَالُوا: مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلا شَيْءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، قَالَ: فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ؟ قَالَ: فَانْصَرَفَ النَّفَرُ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاةَ الْفَجْرِ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ، اسْتَمَعُوا لَهُ، وَقَالُوا: هَذَا وَاللهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، قَالَ: فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 2] الْآيَةَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ} [الجن: 1] وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية. وأخرجه البخاري (773) و (4921) ، ومسلم (449) ، والترمذي (3323) ، والنسائي في "الكبرى" (11624) و (11625) ، وأبو يعلى (2369) ، والطبري 29/102، وابن حبان (6526) ، والطبراني (12449) ، والحاكم 3/503، والبيهقي 2/225-226 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2482) . = الحديث: 2271 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 129 2272 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُمْ وَلِكُلِّ آتٍ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَمَنْ كَانَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ " (1) 2273 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)   = وسوق عكاظ: قال الواقدي: عكاظ بين نخلة والطائف وذو المجاز خلف عرفة ومجنة بمر الظهران، وهذه أسواق قريش والعرب، ولم يكن فيها أعظم من عكاظ، قالوا: كانت العرب تقيم بسوق عكاظ شهر شوال، ثم تنتقل إلى سوق مجنة فتقيم فيه عشرين يوماً من ذي القعدة. انظر "معجم البلدان" 4/142 وقوله: "ما قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الجن ولا رآهم"، قال السندي: قد جاء أنه قرأ عليهم ورآهم، فيحمل هذا على حالة مخصوصة وهي واقعة نزول سورة الجن، أي: يومئذٍ سمعوا اتفاقاً لا أنه قرأ عليهم، والحديث يدل على أنه خفي عليهم بعثة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن عجلان الباهلي مولاهم البصري. وأخرجه الدارمي (1792) ، والبخاري (1524) و (1530) و (1845) ، ومسلم (1181) (12) ، والنسائي 5/123-124، والطحاوي 2/117، والطبراني (10911) ، والبيهقي 5/29 من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد. وانظر (2128) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (10918) ، والطحاوي 2/269 من طريقين عن وهيب، بهذا الإسناد. = الحديث: 2272 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 2274 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الْأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَأَ الدَّبَرْ وَعَفَا الْأَثَرْ، وَانْسَلَخَ صَفَرْ، حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ لِصَبِيحَةِ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أْنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْحِلِّ؟، قَالَ: " الْحِلُّ كُلُّهُ " وَفِي كِتَابِهِ: لِصُبْحٍ (1)   = وأخرجه الطبراني (11018) من طريق عبد الكريم بن أبي مخارق، عن طاووس وعطاء وعكرمة عن ابن عباس، به. وانظر (1919) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1564) و (3832) ، ومسلم (1240) ، والنسائي 5/180-181، والطحاوي 2/158 والطبراني (10906) ، والبيهقي 4/345 من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2505) من طريق ابن جريج، عن طاووس، عن ابن عباس قال: قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه صبح رابعة ... فذكره بنحوه مطولاً. وانظر (2361) . وقوله: "كانوا يرون"، قال السندي: أي: أهل الجاهلية. صفراً، أي: ليحلوه كما حكى الله تعالى عنهم: (يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً) . الدبر بفتحتين: الجروح التي تكون في ظهر البعير، أي: إذا زال عنها الجروح التي حصلت بسبب سفر الحج عليها. وقوله: "وعفا الأثر"، قال النووي 8/225: أي: درس وامحى، والمراد أثر الإِبل وغيرها في سيرها عفا أثرها لطول مرور الأيام هذا هو المشهور، وقال الخطابي: المراد أثر الدبر، قال النووي: هذه الألفاظ تقرأ كلها ساكنة الآخر ويوقف عليها، لأن مرادهم السجع. وقوله: "فأمرهم أن يجعلوها عمرة" قال السندي: ليقطع بذلك أصل أمر الجاهلية. فتعاظم ذلك: لحبهم موافقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه بقي محرماً لا لموافقة أمر الجاهلية. الحديث: 2274 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 131 2275 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ يَبِيعَ الرَّجُلُ طَعَامًا حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " ذَلِكَ دَرَاهِمُ بِدَرَاهِمَ، وَالطَّعَامُ مُرْجَأٌ " (1) 2276 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَجَذَبَنِي فَجَرَّنِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قِيَامُهُ فِيهِنَّ سَوَاءٌ " (2) 2277 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ عُرْوَةُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: حَتَّى مَتَى تُضِلُّ النَّاسَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2132) ، والطبراني (10915) ، والبيهقي 5/312 من طريقين عن وهيب، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/285 من طريق ابن عيينة، عن ابن طاووس، به. وانظر (1847) . قال السندي: ذاك دراهم بدراهم: أي: بيع دراهم بدراهم، أي: إذا اشترى من أحد طعاماً إلى أجل بدرهم ثم باعه منه أو من آخر قبل قبضه بدرهم يلزم الربا، لأنه في التقدير بيع درهم بدرهم والطعام غائب فهو ربا. مرجأ: هو اسم مفعول من أرجأ أو رجأ آخره همزة وقد تترك تخفيفاً: إذا أخر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عكرمة بن خالد: هو ابن العاص بن هشام. وأخرجه أبو يعلى (2465) ، والطحاوي 1/286 من طريقين عن وهيب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3459) و (3502) ، وانظر (1843) . الحديث: 2275 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 مَا ذَاكَ يَا عُرَيَّةُ؟ قَالَ: تَأْمُرُنَا بِالْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ، وَقَدْ نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " قَدْ فَعَلَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَالَ عُرْوَةُ: " هُمَا كَانَا أَتْبَعَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْلَمَ بِهِ مِنْكَ " (1) 2278 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتَهُ نَذَرَتْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، لَغَنِيٌّ عَنْ نَذْرِ أُخْتِكَ لِتَحُجَّ رَاكِبَةً وَلْتُهْدِ بَدَنَةً " (2) 2279 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ مَكَّةَ فَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلِي، وَلا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، لَا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلا يُنَفَّرُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة. وانظر (2664) و (2976) و (3121) . وقوله: "وقد نهى أبو بكر وعمر" قال السندي: لم يشتهر نهي أبي بكر عنه أصلاً، ولعل عروة اعتمد على موافقة عمر لأبي بكر في سائر الأمور، فرأى أنه ما نهى عنه عمر إلا لموافقة أبي بكر، ثم إن عمر ما نهى عن العمرة في أشهر الحج مطلقاً، وإنما نهى عن المتعة فقط، فكأنه اعتمد على ظهور المقصود فسامح في الكلام. وقوله: "وأعلم به" لا يلزم من الأعلمية على الإطلاق الأعلمية في كل حكم مخصوص على انفراده، فكلام عروة لا يخلو عن أثر الإهمال، وفيه خروج عن طور التحقيق إلى طور التقليد، لذلك أخذ المسلمون بجواز المتعة، والله ولي التوفيق. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. وانظر (2134) . الحديث: 2278 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 133 صَيْدُهَا، وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلا لِمُعَرِّفٍ "، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إِلا الْإِذْخِرَ لِصَاغَتِنَا وَقُبُورِنَا، قَالَ: " إِلا الْإِذْخِرَ " (1) 2280 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَاسْتَحْلَفَ الْمَطْلُوبَ، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، (2) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنْ غُفِرَ لَكَ بِإِخْلاصِكَ قَوْلَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. خالد: هو ابن مِهران الحذاء. وأخرجه البخاري (1349) و (1833) و (2090) ، والطبراني (11957) ، والبيهقي 5/195 من طريقين عن خالد، به. وعلقه البخاري 5/87 عن خالد الحذاء مختصراً. وأخرجه الطبراني (11925) من طريق عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2962) ، وانظر (2896) و (3253) . وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/238 وغيره، وصححه ابن حبان (3715) ، وعن ابن عمر صححه ابن حبان (5996) . الخلا: النبات الرطب الرقيق، واختلاؤه: قطعه، لا يعضد شجرها: أي لا يقطع. والإذخر، قال الحافظ في "هدي الساري" ص 76: حشيشة معروفة طيبة الريح توجد بالحجاز. (2) في (ظ9) و (ظ14) : فاستحلف المطلوب بالذي لا إله إلا الله. (3) إسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط بأخرة، وهو لا يحتمل مثل هذا المتن، وقد عد الإمام الذهبي هذا الحديث في "ميزان الاعتدال" 3/72 من مناكيره، وهو الصواب. أبو يحيى: اسمه زياد المكي الأعرج مولى قيس بن مخرمة، وهو ثقة روى له أبو داود والنسائي. وأخرجه أبو داود (3275) ، والبيهقي 10/37 من طريق موسى بن إسماعيل، عن = الحديث: 2280 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 134 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = حماد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6006) من طريق سفيان الثوري، والحاكم في "المستدرك" 4/95-96 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. وفي رواية النسائي: "ادفع حقه وستكفر عنك لا إله إلا الله ما صنعت"، وفي رواية الحاكم: "بل هو عندك، ادفع إليه حقه" ثم قال: "شهادتك أن لا إله إلا الله كفارة ليمينك". وفي رواية أحمد الآتية برقم (2695) و (2956) من طريق شريك عن عطاء بن السائب: فنزل جبريل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إنه كاذب، إن له عنده حقه، فَأْمُره أن يعطيه حقه، وكفارة يمينه معرفته لا إله إلا الله. وأخرجه أبو داود (3620) من طريق أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، به مختصراً، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال -يعني لرجل حلفه-: "احلف بالله الذي لا إله إلا الله ما له عندك شيء" يعني للمدعي. ولفظ النسائي (6007) من طريق أبي الأحوص، به: جاءَ خصمان إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فادعى أحدهما على الآخر، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمدعي: "أقم بَينَتَك" قال: يا رسولَ الله ليس لي بينة، فقال للآخر: "احلف بالذي لا إله إلا هو ما له عليك أوعندك شيء". وأخرجه النسائي (6005) -وسيأتي في "المسند" 4/3- من طريق شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري، عن عبيدة، عن ابن الزبير، عن النبيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن رجلاً حلف بالله الذي لا إله إلا هو كاذباً فغفر له. قال شعبة: من قِبَل التوحيد. قال النسائي بإثره: خالفه سفيان، فقال: عن عطاء بن السائب، عن أبي يحيى -وهو الأعرج-، عن ابن عباس ... ولا أعلم أحدا تابع شعبه على قوله: عن أبي البختري، عن عبيدة، عن ابن الزبير. قلنا: وهذا من اضطراب عطاء بن السائب. وسيأتي في "المسند" 2/68 من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن عمر ... فذكر مثل حديث ابن عباس، وهو إسناد ضعيف لانقطاعه، ثابت البناني لم يسمع من ابن عمر، ويغلب على ظننا أن حماداً أخطأ في إسناده إلى ابن عمر، والصواب أنه من حديث عطاء بن السائب، عن أبي يحيى، عن ابن عباس. = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 135 2281 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، شَيْخٌ مِنَ النَّخَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَوْعِظَةٍ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلْقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِأُنَاسٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَلَأَقُولَنَّ: أَصْحَابِي، فَلَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَلَأقُولَنَّ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117] إِلَى: {فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] فَيُقَالُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ " (1)   = وحديث ابن عباس سيأتي برقم (2613) و (2695) و (2956) و (5379) . قال البيهقي في "السنن" 10/37: إن كان في الأصل صحيحاً، فالمقصود منه البيان أن الذنب وإن عَظُم لم يكن موجباً للنار متى ما صَحت العقيدة، وكان ممن سبقت له المغفرة، وليس هذا التعيين لأحد بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1913) و (2096) . وقوله: أمَله علي سفيان: يعني أملاه، قال الفراء: أمللتُ لغة أهل الحجاز وبني أسد، وأمليت لغة بني تميم وقيس. قال الشيخ أحمد شاكر: والمراد أن شعبة سمع هذا الحديث من المغيرة بن النعمان مع سفيان الثوري، وأن المغيرة أملاه على سفيان، فأملاه سفيان على شعبة فوراً. وقوله: "إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم"، نقل البخاري عن = الحديث: 2281 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 136 قَالَ شُعْبَةُ: أَمَلَّهُ عَلَى سُفْيَانَ، فَأَمَلَّهُ عَلَيَّ سُفْيَانُ مَكَانَهُ، 2282 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَوْعِظَةٍ " فَذَكَرَهُ (1) 2283 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُفَصَّلَ هُوَ الْمُحْكَمُ، تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ " (2)   = قبيصة قال: هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر، فقاتلهم أبو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر. وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين، وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، ويدل قوله: "أصيحابي" (كما وقع في رواية البخاري في أحاديث الأنبياء) على قلة عددهم. وقال غيره: قيل هو على ظاهره من الكفر، والمراد بأمتي أمة الدعوة لا أمة الإجابة، ورجح بقوله في حديث أبي هريرة "فأقول لهم: بعداً وسحقاً". ورجح القاضي عياض والباجي وغيرهما ما قال قبيصة راوي الخبر أنهم من ارتد بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال البيضاوي: ليس قوله "مرتدين" نصاً في كونهم ارتدوا عن الإسلام، بل يحتمل ذلك، ويحتمل أن يُراد أنهم عصاةُ المؤمنين المرتدون عن الاستقامة يبدلون الأعمال الصالحة بالسيئة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله = الحديث: 2282 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 137 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس بن أبي وحشية. وأخرجه البخاري (5035) عن موسى بن إسماعيل، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (10576) من طريق أبي العالية، عن ابن عباس قال: قرأت المحكم -يعني المفصل- على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يومئذٍ ابن اثنتي عشرة سنة. والحديث سيأتي برقم (2601) و (3125) و (3357) ، وانظر (3543) . قال الإمام أحمد ابن حنبل: حديث أبي بشر عندي حديث واهٍ، قد روى أبو إسحاق عن سعيد بن جبير فقال: خمس عشرة (سيأتي في "المسند" 3543) ، وهذا يُوافق حديثَ عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس: جئت على أتان وقد ناهزتُ الحُلُم (سيأتي برقم 2376) . انظر "العلل" للإمام أحمد 1/273، و"السير" للذهبي 3/336. وقال الحافظ في "الفتح" 9/84: وقد استشكل عياضٌ قول ابن عباس: "توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابنُ عشر سنين" بما تقدم في الصلاة من وجه آخر عن ابن عباس: أنه كان في حجة الوداع ناهز الاحتلام، وسيأتي في الاستئذان من وجه آخر: "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مات وأنا خَتين" وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك، وعنه أيضاً: أنه كان عند موت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن خمس عشرة سنة، وسبق إلى استشكال ذلك الإسماعيلي فقال: حديث الزهري عن عبيد الله، عن ابن عباس (يعني الذي فيه: جئت على أتان وقد ناهزت الحلم) يخالف هذا، وبالغ الداوودي فقال: حديث أبي بشر وهم. وقال عمرو بن علي الفلاس: الصحيح عندنا أن ابن عباس كان له عند وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث عشرة سنة قد استكملها، ونحوه لأبي عبيد، وأسند البيهقي عن مصعب الزبيري: أنه كان ابن أربع عشرة، وبه جزم الشافعي في "الأم"، ثم حكى أنه قيل: ست عشرة، وحكى قول ثلاث عشرة وهو المشهور، وأورد البيهقي عن أبي العالية عن ابن عباس: قرأت المحكم على عهد رسول الله وأنا ابن ثنتي عشرة، فهذه ستة أقوال. قال ابن حجر: والأصل فيه قول الزبير بن بكار وغيره من أهل النسب أن ولادة ابن عباس كانت قبل الهجرة بثلاث سنين وبنو هاشم في الشعْب، وذلك قبل وفاة أبي طالب، ونحوه لأبي عبيد، ويمكن الجمع بين مختلف الروايات إلا ست عشرة وثنتي عشرة، فإن= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 2284 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: - يَعْنِي حَجَّاجًا - وَحَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُفِّنَ فِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، وَفِي بُرْدٍ أَحْمَرَ " (1) 2285 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، جَاءَ بِإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ وَهَاجَرَ، فَوَضَعَهُمَا بِمَكَّةَ فِي مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ جَاءَتْ مِنَ الْمَرْوَةِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ، وَقَدْ نَبَعَتِ الْعَيْنُ، فَجَعَلَتْ تَفْحَصُ الْعَيْنَ بِيَدِهَا هَكَذَا،   = كلاً منهما لم يثبت سنده، والأشهر بأن يكون ناهز الاحتلام لما قارب ثلاث عشرة، ثم بَلَغَ لما استكملها ودخل في التي بعدها، فإطلاق خمس عشرة بالنظر إلى جَبْر الكسرين، وإطلاق العشر والثلاث عشرة بالنظر إلى إلغاء الكسر، وإطلاق أربع عشرة بجبر أحدهما. (1) حسن، الحجاج بن أرطاة قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد جاء ما يعارضه وهو أصح منه، ففي حديث عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كفن في ثلاثة أثواب يمانية سحولية. أخرجه البخاري (1264) ، ومسلم (941) عنها قالت: كفن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة، وأما الحُلة، فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتريت له ليكفن فيها، فتركت الحلة، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، وفي رواية: "أدرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حلة يمنية كانت لعبد الله بن أبي بكر ثم نزعت عنه، وكفن في ثلاثة أثواب يمانية". وحديث ابن عباس أخرجه ابن سعد 2/285 من طريق زهير بن معاوية، عن الحكم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2861) ، وانظر (1942) و (2357) . الحديث: 2284 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 139 حَتَّى اجْتَمَعَ الْمَاءُ مِنْ شَقِّهِ، ثُمَّ تَأْخُذُهُ بِقَدَحِهَا، فَتَجْعَلُهُ فِي سِقَائِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُهَا اللهُ ولَوْ تَرَكَتْهَا لَكَانَتْ عَيْنًا سَائِحَةً تَجْرِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1) 2286 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكَلَ إِمَّا ذِرَاعًا مَشْوِيًّا وَإِمَّا كَتِفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (2) 2287 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّاجًا، فَأَمَرَهُمْ فَجَعَلُوهَا عُمْرَةً، ثُمَّ قَالَ: " لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ، لَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلُوا، وَلَكِنْ دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "، ثُمَّ أَنْشَبَ أَصَابِعَهُ بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ، فَحَلَّ النَّاسُ إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ، وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهْلَلْتَ بِهِ، قَالَ: " فَهَلْ مَعَكَ هَدْيٌ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَأَقِمْ كَمَا أَنْتَ، وَلَكَ ثُلُثُ هَدْيِي " قَالَ: فَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِائَةُ بَدَنَةٍ (3)   (1) حديث صحيح وهذا سند حسن، حماد بن سلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط في رأي الجمهور، وسيأتي من طريق آخر برقم (3250) و (3390) . وأخرجه الطبري 13/231 من طريق يحيى بن عباد، عن حماد، به. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (10793) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (2002) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الكوفي. الحديث: 2286 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 140 2288 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا بِهِ جُنُونٌ، وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا، فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا، " فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ، وَدَعَا، فَثَعَّ ثَعَّةً، - قَالَ عَفَّانُ: (1) فَسَأَلْتُ أَعْرَابِيًّا، فَقَالَ: بَعْضُهُ عَلَى أَثَرِ بَعْضٍ - وَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ وَشُفِيَ " (2)   = وأخرجه الطبراني (11117) من طريق مسدد، عن خالد بن عبد الله الواسطي، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (644) ، والترمذي (932) من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، به. وسيأتي برقم (2348) ، وانظر (2115) . قال الترمذي: حديث حسن، ومعناه: أن لا بأس بالعمرة في أشهر الحج وهكذا فسره الشافعي وأحمد وإسحاق، ومعنى هذا الحديث: أن أهلَ الجاهلية كانوا لا يعتمرون في أشهر الحج، فلما جاء الإسلامُ، رخصَ النبيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك فقال: "دخلت العمرةُ في الحج إلى يوم القيامة" يعني: لا بأسَ بالعمرة في أشهر الحج. قلنا: وله شاهد عن جابر عند أحمد 3/317، والبخاري (2506) ، ومسلم (1216) وعن أنس عند أحمد 3/185، والبخاري (1558) ، ومسلم (1250) . وعن علي عند ابن حبان (3777) . وقوله: "لو استقبلت من أمري" قال السندي: أي لو علمت في ابتداء شروعي ما علمت الآن من لحوق المشقة بأصحابي بانفرادهم بالفسخ حتى توقفوا وترددوا وراجعوه لما سقت الهدي حتى فسخت معهم. في الحج: في أشهر الحج. وقول علي: لا، قد جاء أنه جاء بهدايا له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيحمل النفي على أنه ليس معي هدي لي. (1) تحرف في (م) إلى: عثمان بن. (2) إسناده ضعيف، فرقد السبخي ضعفه ابن سعد ويعقوب بن شيبة وابن المديني= الحديث: 2288 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 141 2289 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَشَلَ مِنْ قِدْرٍ عَظْمًا، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1) 2290 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيُكْتَبُنَّ مِنَ الغَافِلِينَ " (2)   = والنسائي والدارقطني، وقال أحمد وأبو حاتم: ليس بالقوي، وقال البخاري: في حديثه مناكير، وقال يحيى القطان: ما تعجبني الرواية عنه. وانظر (2133) . وقوله: "فثع ثعة" أي: قاء قاءة، والثعة: المرة الواحدة، والثعثعة: حكاية صوت القالس. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (5405) عن عبد الله بن عبد الوهاب، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقرن بأيوب عاصماً الأحول. وأخرجه ابن حبان (1129) من طريق داود بن أبي هند، والطبراني (11508) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، كلاهما عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2406) و (2467) و (2939) و (3012) ، وانظر ما تقدم برقم (1988) . (2) لفظ الجلالة ليس في (ظ9) و (ظ14) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، زيد: هو ابن سلام، وأبو سلام: هو ممطور الحبشي، وقد ثبت الإمام أحمد وأبو حاتم سماعَ يحيى بن أبي كثير من زيد بن سلام.= الحديث: 2289 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 2291 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ،   = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1659) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. قال النسائي: قال علي (هو ابن المبارك) : ثم كتب به إلي عن ابن عمر وأبي هريرة. وأخرجه النسائي 3/88-89 من طريق حبان، عن أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن زيد بن سلام، به. وأخرجه مسلم (865) ، والبغوي (1054) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر وأبي هريرة. وأخرجه ابن خزيمة (1855) من طريق معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري. وانظر ما تقدم برقم (2132) . وقوله: "عن ودعهم الجمعات" بفتح الواو وسكون الدال، قال في "النهاية": أي: عن تركهم إياها والتخلف عنها، يقال: ودع الشيء يدعه ودعاً: إذا تركه، والنحاة يقولون: إن العربَ أماتوا ماضي "يدع" ومصدره، واستغنوا عنه بـ"ترك" والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفصح، وإنما يُحمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذ في الاستعمال، صحيح في القياس. قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 4/215: أما ترك الجمعة بالعذر، فجائز بالاتفاق، دعي ابن عمر لسعيد بن زيد وهو يموت، وابن عمر يستجمر (أخرجه الشافعي في "مسنده" بإسناد صحيح) . وقال ابن عباس لمؤذنه في يوم مطير: إذا قلت: أشهد أن محمداً رسول الله، فلا تقل: حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم وقال: إن الجمعة عزمة، فإني كرهت أن أخْرِجَكُم، فتمشوا في الطين والدحض. وانظر البخاري (616) و (668) و (901) ، ومسلماً (699) . الحديث: 2291 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 وَالْمُتَرَجِّلاتِ مِنَ النِّسَاءِ " قَالَ: فَقُلْتُ: مَا الْمُتَرَجِّلاتُ مِنَ النِّسَاءِ؟ قَالَ: " الْمُتَشَبِّهَاتُ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " (1) 2292 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ " (2) 2293 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَرَضَ اللهُ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْفِ رَكْعَةً " (3) 2294 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ إِلَّا   (1) حسن لغيره، وهذا سند ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الكوفي. خلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري البغدادي، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وخالد: هو ابن عبد الله الطحان. وأخرجه أبو يعلى (2433) عن محمد بن بكار، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإسناد. وانظر (1982) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ولجهالة الراوي عن ابن عباس، وصلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النجاشي صلاة الغائب في "الصحيحين" من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي هريرة، وسترد في "المسند" 3/363 و369 و2/289 و479، ومن حديث عمران بن حصين، وسيأتي في "المسند" 4/433. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، بكير بن الأخنس من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، ومجاهد: هو ابن جبر = الحديث: 2292 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 قَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا، وَمَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى" (1)   = المكي. وانظر (2124) (1) إسناده ضعيف، علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، ويوسف بن مهران لم يرو عنه غير علي بن زيد وهو لين الحديث. وأخرجه ابن أبى شيبة 11/562، وأبو يعلى (2544) ، والحاكم 2/591 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقرن الحاكم بعفان أبا سلمة، ورواية ابن أبي شيبة مختصرة. وأخرجه عبد بن حميد (665) من طريق سليمان بن حرب، والطبراني (12933) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد، به. وأخرجه البزار (2359 - كشف الأستار) من طريق محمد بن عون الخراساني، عن عكرمة، عن ابن عباس، مختصراً بقصة يحيى بن زكريا فقط. ومحمد بن عون الخراساني متروك. وأورده ابن كثير في "قصص الأنبياء" ص 645 عن الإمام أحمد، ثم قال بإثره: علي بن زيد بن جدعان تكلم فيه غير واحد من الأئمة وهو منكر الحديث، وقد رواه ابن خزيمة والدارقطني (قلنا: والبزار 2358) من طريق أبي عاصم العباداني عن علي بن زيد بن جدعان، به، مطولاً، ثم قال ابن خزيمة: وليس على شرطنا. قلنا: وسيأتي الحديث برقم (2654) و (2689) و (2736) و (2943) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص رفعه: "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا، ما هم بخطيئة -أحسبه قال- ولا عملها". أخرجه البزار (2360) عن محمد بن الوليد البغدادي، عن محمد بن جهضم، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو. وهذا سند رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين إلا محمد بن الوليد البغدادي فقد روى له النسائي وقال: لا بأس به. وقد أورده ابن كثيرص 645-646 عن ابن عساكر من طريق أبي خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد موقوفاً على عبد الله بن عمرو. وقال: هذا أصح من رفعه.= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 2295 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَرْتُ أَنَا وَغُلامٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى حِمَارٍ، وَتَرَكْنَاهُ يَأْكُلُ مِنْ بَقْلٍ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ، وَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ تَشْتَدَّانِ، حَتَّى أَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ " (1) 2296 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ، أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ دَعَا بِبَدَنَتِهِ، أَوْ أُتِيَ بِبَدَنَتِهِ، فَأَشْعَرَ صَفْحَةَ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ أَتَى بِرَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا قَعَدَ عَلَيْهَا، وَاسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجِّ " (2)   = وله شاهد مرسل عن الحسن عند الحاكم 2/591 جود إسناده الذهبي في "مختصره". وقوله: "ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى" صحيح وقد تقدم برقم (2167) من طريق آخر. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم. وانظر (2258) . وقوله: "تشتدان"، أي: تجريان. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -واسمه مسلم بن عبد الله الأعرج- فمن رجال مسلم. وأخرجه الدارمي (1912) ، ومسلم (1243) ، وأبو داود (1752) ، وابن الجارود (424) ، وابن خزيمة (2609) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1011) ، وابن حبان (4002) ، والطبراني (12901) ، والبيهقي 5/232، وأبو محمد البغوي في "شرح= الحديث: 2295 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 2297 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، (1) حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ عَمِّ نَبِيِّكُمْ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيمُ (2) الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (3)   = السنة" (1893) من طرق عن شعبة، به. وتقدم مختصراً دون قصة الإهلال بالحج برقم (1855) . قال النووي في "شرح مسلم" 8/228 أما الإشعار: فهو أن يجرحها في صَفْحة سنامها اليمنى بحَرْبة أو سكين أو حديدة أو نحوها، ثم يسلت الدم عنها، وأصل الإشعار والشعور: الإعلام والعلامة، وإشعار الهدي، لكونه علامة له وهو مستحب ليُعلَم أنه هَدْي، فإن ضَل رده واجدُه، وإن اختلط بغيره تميز. وأما صفحة السنام: فهي جانبه، والصفحة مؤنثة، فقوله: "الأيمن" بلفظ التذكير، يُتأول على أنه وصف لمعنى الصفحة، لا للفظها، ويكون المراد بالصفحة: الجانب، فكأنه قال: جانب سنامها الأيمن. انتهى. وقوله: "سلت الدم"، أي: أماطه. وقَلدها، أي: جعل في عنقها. والبيداء: الأرض المنبسطة قدام ذي الحليفة في طريق مكة وذو الحليفة على ستة أميال أو سبعة من المدينة. (1) قوله: "حدثنا عفان" سقط من النسخ المطبوعة وأكثر الأصول الخطية، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) . (2) في (ق) وحاشية (س) و (ص) : العلي، وفي (ظ14) : الحليم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العالية: هو رُفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه أبو يعلى (2541) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2012) . الحديث: 2297 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 2298 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَهْزٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ - قَالَ عَفَّانُ: عَبْدٍ لِي - أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ (1) 2299 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ خَالَتَهُ أُمَّ حُفَيْدٍ، أَهْدَتِ الَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمْنًا وَأَضُبًّا وَأَقِطًا، قَالَ: " فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ، وَمِنَ الأَقِطِ، وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا " فَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُؤْكَلْ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: مَنْ قَالَ: " لَوْ كَانَ حَرَامًا؟ " قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/541، وابن حبان (6241) من طريق عفان، بهذا الإسناد، وانظر (2167) . قال العلماء: إنما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك تواضعاً إن كان قاله بعد أن أعلم أنه أفضل الخلق، وإن كان قاله قبل علمه بذلك، فلا إشكال، وقيل: خص يونس بالذكر لما يُخشى على من سمع قصته أن يقع في نفسه تنقيص له، فبالغ في ذكر فضله لسَد هذه الذريعة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس، وهو أثبت الناس في سعيد بن جبير. = الحديث: 2298 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 2300 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أَنْبَأَنِي طَاوُسٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا " ثُمَّ قَالَ مَرَّةً أُخْرَى: " أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَلا يَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا " (1) 2301 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ قَدْ حُبِّبَ إِلَيْكَ الصَّلاةُ، فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ " (2)   = وأخرجه الطيالسي (2622) ، والبخاري (2572) و (5402) ، وأبو داود (3793) ، والنسائي في "المجتبى" 7/198، وفي "الكبرى" (2700) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1786) ، والطحاوي 4/202، والطبراني (12440) ، والبيهقي 9/324 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/199 من طريق هشيم، عن أبي بشر، به. وسيأتي برقم (2354) و (2959) و (3040) و (3163) و (3246) ، وانظر (1978) و (2684) و (3067) . الَأقِط: هو لبن مجفَف يابس مُستحجِر يطبخ به. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2603) ، وابن أبي شيبة 2/435، والدأرمي (1318) ، والبخاري (810) ، وأبو داود (890) ، والنسائي 2/216، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/199، وابن خزيمة (633) ، وأبو عوانة 1/182 وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1688) ، والطبراني (10862) ، والبيهقي 2/108 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1927) . (2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران. وانظر (2205) . الحديث: 2300 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 2302 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُتِيتُ، وَأَنَا نَائِمٌ فِي رَمَضَانَ، فَقِيلَ لِي: إِنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، قَالَ: فَقُمْتُ، وَأَنَا نَاعِسٌ، فَتَعَلَّقْتُ بِبَعْضِ أَطْنَابِ فُسْطَاطِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي " قَالَ: فَنَظَرْتُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ (1) 2303 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ (2) يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا، وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً، قَالَ: وَكَانَ عَامَّةُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ " (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن في رواية سماك -وهو ابن حرب- عن عكرمة اضطراباً. وأخرجه الطبراني (11777) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي الأحوص، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (2547) ، وانظر ما تقدم برقم (2052) . وله شاهد من حديث عبد الله بن أنيس عند أحمد 3/495، ومسلم (1168) . وانظر "فتح الباري" 4/264. الفسطاط: بيت من شَعَر. (2) في النسخ المطبوعة من "المسند" زيادة "حدثنا حماد" بين عفان وبين ثابت، والصواب حذفها، كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/الورقة 123. (3) إسناده صحيح، هلال -وهو ابن خباب العبدي- روى له أصحاب السنن ووثقه أحمد وابن معين ومحمد بن عبد الله بن عمار وغيرهم، وقال يحيى بن سعيد القطان وغيره: إنه تغير قبل موته واختلط، وقد أنكر ذلك ابن معين وقال: لا ما اختلط ولا تغير = الحديث: 2302 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 2304 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا - يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ " قَالَ: فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، - أَوْ: لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا - الْحَجُّ مَرَّةً، (1) فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ " (2) 2305 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   = وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه ابن سعد 1/400 عن عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (592) ، والترمذي في "السنن" (2360) ، وفي "الشمائل" (147) ، وابن ماجه (3347) ، والطبراني (11900) ، من طرق عن ثابت بن يزيد، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (3545) . (1) قوله: "الحج مرة" زيادة من (ظ9) و (ظ14) . (2) حديث صحيح، سليمان بن كثير، قال النسائي: لا بأس به إلا في الزهري، فإنه يخطىء عليه، وقال ابن عدي: لم أسمع أحداً قال في روايته عن غير الزهري شيئا، وله عن الزهري أحاديث صالحة ولا بأس به، روى له البخاري من حديثه عن حصين وعلق له عن الزهري متابعة، وروى له مسلم والباقون، وقد توبع على هذا الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سنان -واسمه يزيد بن أمية الدؤلي- فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه البيهقي 4/326 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1788) عن محمد بن كثير، عن سليمان بن كثير، به. وأخرجه النسائي 5/111 من طريق عبد الجليل بن حميد، عن الزهري، به. وسيأتي برقم (2642) و (3303) و (3510) و (3520) ، وانظر (2663) . الحديث: 2304 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ سَبْعًا وَطَافَ سَعْيًا، وَإِنَّمَا سَعَى أَحَبَّ أَنْ يُرِيَ النَّاسَ قُوَّتَهُ " (1) 2306 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ الظُّهْرَ " (2) 2307 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ أخَاهُ مِرْفَقَهُ أَنْ يَضَعَهُ عَلَى جِدَارِهِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه الطبراني (11827) ، والبيهقي 5/110 من طريق هدبة، عن همام، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2829) و (2835) ، وانظر (1921) . (2) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي روى له أصحاب السنن وهو ثقة، ومَنْ فوقه ثقات من رجال الشيخين غير مقسم مولى ابن عباس، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وقد وثقه غير واحد. أبو زُبَيد: هو عبثر بن القاسم الزبيدي، والحكم: هو ابن عتيبة. وسيأتي برقم (2701) ، وانظر (2700) . (3) إسناده حسن، قال الإِمام أحمد كما في "تهذيب الكمال" 15/494 لقتيبة بن سعيد: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح، فقال قتيبة: لأنا كنا نكتب من كتاب عبد الله بن وهب ثم نسمعه من ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المعروف بيتيم عروة. وأخرجه ابن ماجه (2337) من طريق ابن وهب، والطبراني (11502/2) من طريق = الحديث: 2306 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 2308 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ مَيْمُونٍ الْمَكِّيِّ: أَنَّهُ رَأَى ابْنَ الزُّبَيْرِ عَبْدَ اللهِ، وَصَلَّى بِهِمْ، " يُشِيرُ بِكَفَّيْهِ حِينَ يَقُومُ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَسْجُدُ، وَحِينَ يَنْهَضُ لِلقِيَامِ، فَيَقُومُ فَيُشِيرُ بِيَدَيْهِ "، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى صَلاةً لَمْ أَرَ أَحَدًا يُصَلِّيهَا، فَوَصَفْتُ (1) لَهُ هَذِهِ الْإِشَارَةَ، فَقَالَ: " إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْتَدِ بِصَلَاةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ " (2)   = عبد الله بن يوسف، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وحديث ابن وهب عن ابن لهيعة صالح. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/256-257، والطبراني (11736) من طريق سماك، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (2867) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2463) ، ومسلم (1609) ، وسيأتي في "المسند" 2/230. وعن مجمع بن يزيد ورجال من الأنصار عند أحمد 3/480، وابن ماجه (2336) . والمَرْفِق: كل ما يرتفق، أي: ينتفع به. وفي (ظ9) و (ظ14) : مرفقا. (1) في (م) وأكثر الأصول الخطية: وصف، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) وسنن أبي داود. (2) إسناده ضعيف، ميمون المكى مجهول. ابن هبيرة: هو عبد الله بن هبيرة بن أسعد السبئي الحضرمي. وأخرجه أبو داود (739) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2627) . قلنا: وهذا الحديثُ مخالف لما ثَبَتَ عن ابن الزبير فيما أخرجه البيهقي 2/73 من طريق أيوب السختياني، عن عطاء بن أبي رباح، قال: صليتُ خلف عبد الله بن الزبير فكان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع، فسألته فقال عبد = الحديث: 2308 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 2309 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَالَتْ قُرَيْشٌ لِليَهُودِ: أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ عَنْهُ هَذَا الرَّجُلَ، فَقَالُوا: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَسَأَلُوهُ، فَنَزَلَتْ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}   = الله بن الزبير: صليت خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه ... فذكر مثله، وقال أبو بكر: صليت خلف رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر مثله. قال البيهقي: رواته ثقات. فأما ما أخرجه ابن ماجه برقم (865) من طريق عمر بن رباح، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرفع يديه عند كل تكبيرة، فإسناده ضعيف لاتفاقهم على ضعف عمر بن رباح. وأما ما أخرجه النسائي 2/205-206 و206 من طريق قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث: أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رفع يديه في صلاته وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع، وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود حتى يحاذِيَ بهما فروع أذنيه، ففيه عنعنة قتادة، على أن مسلماً قد أخرجه (391) (25) و (26) من هذا الطريق، فلم يذكر فيه قوله: "وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود". وأخرج حديث مالك بن الحويرث أيضاً البخاري (737) ، ومسلم (391) (24) من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة: أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ورفع يديه ... فذكره ورفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر فيه الرفع عند السجود ولا عند الرفع منه أيضاً، وهو الصواب. وقد نَفَى ابنُ عمر أن يكون رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد رفع يديه في شيء من السجود، فقد أخرج البخاري (735) و (738) واللفظ له، ومسلم (390) عن ابن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يرفع يديه حَذْوَ منكبيه إذا افتتح الصلاة، وإذا كَبر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضاً وقال: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمدُ" وكان لا يفعل ذلك حين يسجد ولا حين يرفع رأسه من السجود. وزاد في رواية عند البخاري (739) : وإذا قام من الركعتين رفع يديه. الحديث: 2309 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 [الإسراء: 85] ، قَالُوا: أُوتِينَا عِلْمًا كَثِيرًا، أُوتِينَا التَّوْرَاةَ، وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ، فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا "، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} [الكهف: 109] (1) * 2310 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلأَسْلَمِيِّ: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ أَوْ لَمَسْتَ أَوْ نَظَرْتَ " (2)   (1) إسناده صحيح، داود: هو ابن أبي هند البصري ثقة من رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند على شرطهما. وأخرجه الترمذي (3140) ، والنسائي في "الكبرى" (11314) من طريق قتيبة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه أبو يعلى (2501) ، وابن حبان (99) ، والحاكم 2/531، والبيهقي في "الدلائل" 2/269 من طريقين عن يحيى بن أبي زائدة، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبري 15/155 من طريق داود، عن عكرمة، مرسلا. قال السندي: قد صح أن اليهود سألوه عنه بأنفسهم، ويمكن الجواب بأنه لا منافاة بين تعدد أسباب النزول، فيمكن أنها نزلت بعد السؤالين جميعاً، وقوله "قالوا: أوتينا ... " أي: قالت اليهود، قالوا ذلك إما لحملهم قوله: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) على عموم الخطاب، أو لعدهم أنفسهم السائلين، وزعموا أن هذا الخطاب مناسب بهم لأن المشركين ليسوا من أهل العلم. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند ثقات من رجال الشيخين. = الحديث: 2310 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 * 2311 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا (1) مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى سَفَرٍ قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضُّبْنَةِ فِي السَّفَرِ، وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ، اللهُمَّ اطْوِ (2) لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ " وَإِذَا أَرَادَ الرُّجُوعَ قَالَ: " آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " وَإِذَا دَخَلَ أَهْلَهُ قَالَ: " تَوْبًا تَوْبًا، لِرَبِّنَا أَوْبًا، لَا يُغَادِرُ عَلَيْنَا حَوْبًا " (3)   = وهو في "مسند ابن المبارك" (156) ، وعنه ابن أبي شيبة 10/25. وانظر (2129) . (1) القائل: "وسمعته أنا" في هذا الحديث والأحاديث التالية له هو عبد الله بن أحمد بن حنبل. (2) في (ظ9) و (ظ14) وعلى حاشية (س) : اقبض. (3) حديث حسن كما قال الحافظ ابن حجر في "تخريح الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 5/172، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن رواية سماك -وهو ابن حرب- عن عكرمة فيها اضطراب. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 10/358 و360 و12/517 و518 عن أبي الأحوص، بهذا الإِسناد مختصراً. وأخرجه أبو يعلى (2353) ، وابن حبان (2716) ، والطبراني في "الكبير" (11735) ، وفي "الدعاء" (809) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (531) من طريقين عن أبي الأحوص، به. وأخرجه البزار (3127 - كشف الأستار) ، والحاكم 1/488 من طريقين عن سماك، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وسيأتي برقم (2723) . وفي الباب عن ابن عمر، وسيأتي في "المسند" 2/144 و150. الضبْنة قال ابن الأثير: ما تحت يدك من مال وعيال ومن تلزمك نفقته، سموا ضبنة = الحديث: 2311 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 * 2312 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ " (1) * 2313 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسْتَقْبِلُوا، وَلَا تُحَفِّلُوا، وَلَا يَنْعِقْ (2) ، بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ " (3)   = لأنهم في ضبن من يعولهم، والضبن: بكسر الضاد ما بين الكشح والإبط، تعوذَ بالله مِن كثرة العيال في مَظِنة الحاجة، وهو السفر، وقيل: تعوذ من صحبة من لا غَناء فيه ولا كفاية من الرفاق وإنما هو كَل وعِيال على من يرافقه. وقوله: "توباً توباً" قال النووي في "الأذكار": سؤال للتوبة، وهو منصوب إما على تقدير: تب علينا، وإما على تقدير: أسألك توباً، وأوباً بمعناه، مِن آب: إذا رجع، ومعنى لا يغادر: لا يترك، وحوياً: إثماً، وهو بفتح الحاء وضمها لغتان. (1) حسن لغيره. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 10/535 و15/322، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (171) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (194) . وأخرجه الطيالسي (2687) ، وابن ماجه (171) ، والفريابي (194) ، والطبراني (11734) و (11775) ، وأبو يعلى (2354) من طرق عن أبي الأحوص، به. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري أخرجه البخاري (3610) ، ومسلم (1064) ، وسيأتي في "المسند" 4/60. وعن أبي ذر أخرجه مسلم (1067) ، وسيأتي 5/31. وعن ابن مسعود أخرجه الترمذي (2188) ، وسيأتي 1/404. وعن علي بن أبي طالب وقد سلف برقم (706) . (2) تحرفت في النسخ المطبوعة (الميمنية، وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وطبعة الاعتصام) إلى: ينعق، وظنه الشيخ أحمد شاكر صواباً، ففسره تفسيراً غريباً. (3) حسن لغيره. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 6/215 و14/205، ومن طريقه أخرجه أبو= الحديث: 2312 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 * 2314 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ   = يعلى (2345) . وأخرجه الترمذي (1268) ، وأبو يعلى (2356) ، والطحاوي 4/7، والطبراني (11774) من طرق عن أبي الأحوص، به، وقال الترمذي: حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا بيع المحفلة، وهي المصراة لا يحْلُبُها صاحبها أياماً أو نحو ذلك ليجتمع اللبن في ضرعها، فيغتر بها المشتري، وهذا ضرب من الخديعة والغرر. وقوله: "لا تستقبلوا" لفظ الترمذي والطبراني "لا تستقبلوا السوق" أي: لا تتلقوا الركبان الذين يجلبون الأمتعةَ والطعامَ إلى الأسواق، قال ابنُ قدامة في "المغني" 6/312-313 ط هجر: فان تُلُقوا، واشْتُريَ منهم، فهم بالخيار إذا دخلوا السوق، وعرفوا أنهم قد غُبنُوا، إن أحبوا أن يفسخوا البيعَ فسخوا، رويَ أنهم كانوا يتلقون الأجلابَ، فيشترون منَهم الأمتعة قبل أن تهبِطَ الأسواقَ، فربما غبنوهم غبناً بيناً، فيضرونهم، وربما أضروا بأهلِ البلد، لأن الركبانَ إذا وصلوا، باعوا أمتعتهم، والذين يتلقونهم لا يبيعونها سريعاً، ويتربصون بها السعرَ، فهو في معنى بيع الحاضر للبادي، فنهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، وروى طاووس عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تلقوا الركبان، ولا يبع حاضر لباد" وعن أبي هريرة مثله، متفق عليهما، وكرهه أكثر أهل العلم، منهم عمر بن عبد العزيز، ومالك، والليث، والأوزاعي، والشافعي، وإسحاق. وقال الحنفية كما في "الدر المختار" 5/102: يكره التلقي في حالتين، أما إذا انتفيا فلا يكره: أن يضر بأهل البلد، وأن يلتبس السعر على الواردين لعدم علمهم به، فيكره للضرر والغرر. وقوله: "لا ينفَق بعضكم على بعض" قال في "النهاية": أي: لا يقصد أن ينفق سلعته على جهة النجش (وهو أن يزيد في السلعة من لا يريدُ شراءَها) فإنه بزيادته فيها يرغب السامعَ، فيكون قولُه سبباً لابتياعها ومنفقاً لها. وقال السندي: "ولا يُنَفق" من نفق بالتشديد: إذا روَّج، وجاء: أنفق، والأول أشهر، أي: لا تروجوا المبيع على المشتري بإظهار أنكم تشترونه. الحديث: 2314 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 عُتْبَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَدَّقَ أُمَيَّةَ فِي شَيْءٍ مِنْ شِعْرِهِ، فَقَالَ: [البحر الطويل] رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ ... وَالنَّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ " وَقَالَ: وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ ... حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ تَأْبَى فَمَا تَطْلُعْ لَنَا فِي رِسْلِهَا ... إِلا مُعَذَّبَةً وَإِلا تُجْلَدُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ " (2)   (1) تحرف في (م) إلى: "يعقوب بن عتيبة، عن عكرمة بن عباس". (2) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد رواه بالعنعنة، والتصريح بالتحديث في بعض الروايات عند غير المصنف، إنما جاء عن غير الثقات من أصحابه، ولو ثبت تصريح ابن إسحاق فلا يعتدُّ به في مثل هذا المطلب. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 8/693، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (579) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1168) ، وأبو يعلى (2482) ، والطبراني (11591) . وأخرجه الدارمي (2703) ، وأبو يعلى (2482) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/204، والطحاوي 4/299، والطبراني (11591) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الله بن أحمد (1169) ، وابن خزيمة 1/202-203 و205، والآجري في "الشريعة" ص 495 و495-496، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 360 من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وأخرجه ابن خزيمة 1/205-206 من طريق إسماعيل ابن علية، عن عمارة بن أبي = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 * 2315 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ عَلَى مَنْ نَامَ سَاجِدًا وُضُوءٌ، حَتَّى يَضْطَجِعَ، فَإِنَّهُ إِذَا اضْطَجَعَ، اسْتَرْخَتْ مَفَاصِلُهُ " (1)   = حفصة، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكر القصة. وقد انفرد ابن خزيمة بهذا السند ولم نقف عليه عند غيره، ويغلب على الظن -إن صح- أنه موقوف على ابن عباس من قوله. وأمية بن أبي الصلت: هو الثقفي الشاعر المشهور، قال ابن قتيبة في "الشعر والشعراء" ص 459: وقد كان قرأ الكتب المتقدمة من كتب الله عز وجل، ورغب عن عبادة الأوثان، وكان يخبر بأن نبياً يُبعث قد أظل زمانه، ويؤمل أن يكون ذلك النبى، فلما بلغه خروج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقصته، كَفَرَ حسداً له. وفي "صحيح مسلم" (225) عن الشريد بن عمرو أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استنشده من شعره، فقال: "كاد يُسْلِمُ في شعره". وفي البخاري (3341) عن أبي هريرة مرفوعاً في حديثٍ: "وكاد أمية بن أبي الصلت أن يُسلم". ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافراً، وصح أنه عاش حتى رثى أهل بدر. وقوله في البيت الثالث: "في رسلها" الرسل بكسر الراء وسكون السين: الرفق والتؤدة. (1) إسناده ضعيف، يزيد بن عبد الرحمن -وهو أبو خالد الدالاني- مختلف فيه، قال أحمد وابن معين والنسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع في بعض حديثه، وقال ابن سعد: منكر الحديث، وقال ابن عبد البر: ليس بحجة، وقال ابن حبان في "الضعفاء": كان كثير الخطأ فاحش الوهم، خالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدي في هذه الصناعة، علم أنها معمولة ومقلوبة لا يجوز الاحتجاجُ به إذا وافق، فكيف إذا انفرد، وقال ابن عدي: في حديثه لين إلا أنه يُكتب حديثه.= الحديث: 2315 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 * 2316 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا أَخَذَ امْرَأَةً، أَوْ سَبَاهَا، فَنَازَعَتْهُ قَائِمَ سَيْفِهِ، فَقَتَلَهَا، " فَمَرَّ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُخْبِرَ بِأَمْرِهَا، فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ " (1)   = وقال الترمذي في "العلل الكبير" 1/148 (28) : سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال: هذا لا شيء، رواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن عباس، قوله، ولم يذكر فيه أبا العالية، ولا أعرف لأبي خالد سماعا من قتادة، وأبو خالد صدوق، وإنما يهم في الشيء. وقال أبو داود: هو حديث منكر لم يروه إلا يزيد أبو خالد الدالاني عن قتادة، وقال أيضاً: وذكرت حديث يزيد الدالاني لأحمد بن حنبل، فانتهرني استعظاماً له، وقال: ما ليزيد الدالاني يدخل على أصحاب قتادة ولم يعبأ بالحديث. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 1/132، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2487) ، والطبراني (12748) . وأخرجه عبد بن حميد (659) ، وأبو داود (202) ، والترمذي (77) ، والطبراني (12748) ، وابن عدي 7/2731، والد ارقطني 1/159-160، والبيهقي 1/121 من طرق عن عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد. وقال الدارقطني: لا يصح. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 12/381 مختصراً. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 14/470 عن عبد الرحيم بن سليمان، والطبراني (12082) من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإِسناد. وعند الطبراني: "فسكت" بدل قوله: فنهى عن قتل النساء. ويشهد له حديث ابن عمر عند أحمد 2/22، وهو في "الصحيحين"، وحديث عكرمة مرسلاً عند أبي داود في "المراسيل" (333) بتحقيقنا. والنهي عن قتل النساء إنما يكون إذا لم يباشرنَ القتالَ ولم يُعِن عليه. الحديث: 2316 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 * 2317 - وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى مُؤْتَةَ، فَاسْتَعْمَلَ زَيْدًا، فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ، فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ، فَابْنُ رَوَاحَةَ، فَتَخَلَّفَ ابْنُ رَوَاحَةَ، فَجَمَّعَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ، فَقَالَ: " مَا خَلَّفَكَ؟ " قَالَ: أُجَمِّعُ مَعَكَ، قَالَ: " لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1) * 2318 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ وَطِئَ حُبْلَى " (2)   (1) إسناده ضعيف كسابقه. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 5/284 و14/512، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (656) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (66) ، وابن ماجه (2755) . وأخرجه الترمذي (1649) ، وأبو يعلى (2506) ، وابن ماجه (2755) من طريق أبي خالد الأحمر، به. وانظر (1966) . وفي الباب عند البخاري (4261) من حديث ابن عمر قال: أمرَ رسولُ اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن قتل زيد، فجعفر، وإن قتل جعفر، فعبد الله بن رواحة، قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 4/369، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2522) ، والطبراني في "الكبير" (12090) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (483) ، والدارقطني 3/275 من طريق عكرمة عن ابن عباس بلفظ: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تُوطأ حامِل حتى تضع أو حائل حتى تحيض. وأخرجه النسائي 7/301، وأبو يعلى (2414) و (2491) ، والدارقطني 3/69، والحاكم 2/137من طريقين عن مجاهد عن ابن عباس، قال: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع المغانم حتى تُقسم، وعن الحبالى أن يوطأن حتى يضعن ما في بطونهن، وعن لحم كل ذي ناب من السباع، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وفي الباب عن رويفع بن ثابت الأنصاري سيأتي في "المسند" 4/108 و108- = الحديث: 2317 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 * 2319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُصِيبَ يَوْمِ الْخَنْدَقِ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِينَ، وَطَلَبُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِنُّوهُ، فَقَالَ: " لَا، وَلا كَرَامَةَ لَكُمْ " قَالُوا: فَإِنَّا نَجْعَلُ لَكَ عَلَى ذَلِكَ جُعْلًا، قَالَ: " وَذَلِكَ أَخْبَثُ وَأَخْبَثُ " (1)   = 109، رواه أبو داود (2158) و (2159) ، وحسنه الترمذي (1131) ، وصححه ابن حبان (4850) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم حنين: "لا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءَه زرع غيره (يعني إتيان الحبالى) ولا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها ... ". وعن أبي سعيد الخدري عند أبي داود (2157) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في سبايا أوطاس: "لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذاتِ حمل حتى تحيض حيضة" وصححه الحاكم 2/195 وعن العرباض بن سارية عند الترمذي (1564) ، وسيأتي في "المسند" 4/127. وعن أبي الدرداء عند مسلم (1441) في النكاح: باب تحريم وطء الحامل المسبية. وعن علي عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 4/370: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن توطأ الحامل حتى تضع، أو الحامل حتى تستبرأ بحيضة. وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الصغير" (262) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى في وقعة أوطاس أن يقع الرجل على حامل حتى تضع. (1) إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 12/419. وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً 12/419 عن وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم: أن رجلاً ... فذكره هكذا معضلاً. وانظر (2230) . وقوله: "أن يُجِنوه" أي: يدفنوه ويستروه، ويقال للقبر: جَنَن. الحديث: 2319 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 * 2320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا " (1) * 2321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكَ، فَانْتَهَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: لِمَ تَنْتَهِرُنِي يَا مُحَمَّدُ؟ فَوَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِهَا رَجُلٌ أَكْثَرُ نَادِيًا مِنِّي، قَالَ: فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وحسين -وهو ابن عبد الله بن عبيد الله بن عباس- ضعيف. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/269. وأخرجه أبو يعلى (2446) و (2687) ، والطبراني (11520) و (11521) من طرق عن شريك، به. وأخرجه عبد الرزاق (1369) عن إبراهيم بن محمد، عن الحسين بن عبد الله، به. وأخرجه أبو يعلى (2448) ، والطبراني (11178) من طريق سلام بن سليم الطويل، عن زيد العَمي، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: رأيت رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسجدُ على ثوبه. وهذا إسناد ضعيف لضعف سلام الطويل وزيد العمي. وسيأتي الحديث برقم (2760) و (2938) و (3327) ، وانظر (2384) و (2385) . ويشهد له ما في البخاري (1208) ، ومسلم (620) من حديث أنس بن مالك قال: كنا نصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدُنا أن يمكنَ وَجْهَه من الأرض، بسط ثوبَه فسجد عليه. وفي لفظ عند البخاري (385) قال: كنا نصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيضعُ أحدنا طرفَ الثوب من شدة الحر في مكان السجود. الحديث: 2320 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 العلق: 17] ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَاللهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ، لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ الْعَذَابِ " (1) * 2322 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ " يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا، ثُمَّ يَقْعُدُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ " (2)   (1) إسناده قوي، أبو خالد الأحمر -واسمه سليمان بن حيان- وثقه غير واحد، وروى له البخاري متابعة، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وقال ابن معين: صدوق وليس بحجة، وذكر له ابن عدي جملة أحاديث أخطأ فيها، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة الواسطي الكوفي، وداود: هو ابن أبي هند البصري. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 14/298 وأخرجه الترمذي (3349) ، والنسائي في "الكبرى" (11684) ، والطبري 30/255-256، والواحدي في "أسباب النزول" ص 303 من طريقين عن أبي خالد، به. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. وأخرجه الطبري 30/255-256 و256، والبيهقي 2/192 من طرق عن داود، به. وأخرجه الطبراني (11950) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (3045) ، وانظر (2225) . (2) حسن، عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلسان وقد عنعنا، إلا أنهما قد توبعا. وهو في "المصنف" لابن أبي شيبة 2/113، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (2490) . وأخرجه أبو يعلى (2620) ، والطبراني (12091) من طريقين عن الحجاج، به. وقرن أبو يعلى في روايته بالحجاج محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ. وأخرجه البزار (640) من طريق أبي معاوية، عن الحجاج، عن الحكم، عن ابن= الحديث: 2322 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 * 2323 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ " قَالُوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ " (1) * 2324 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَسَمِعَ مِنْ جَانِبِهَا وَجْسًا، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا بِلالٌ   = عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يخطب يوم الجمعة خطبتين يفصل بينهما بجلسة. ومعنى الحديث ثابت من حديث ابن عمر قال: "كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب قائماً، ثم يقعد، ثم يقوم كما تفعلون الآن" وفي رواية: "كان يخطب خطبتين يقعد بينهما" أخرجه البخاري (920) و (928) ، ومسلم (861) ، وسيأتي في "المسند" (4919) . وعن جابر بن سمرة عند مسلم (862) . (1) حسن لغيره، قابوس بن أبي ظبيان وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان، وقال العجلي: كوفي لا بأس به، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وضعفه النسائي وابن سعد والدارقطني وابن معين في رواية، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة. وأخرجه البزار (2440 - كشف الأستار) ، والطبراني (12620) من طريقين عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن مسعود عند مسلم (2814) ، وسيأتي في "المسند" 1/385. وعن شريك بن طارق صححه ابن حبان برقم (6416) . الحديث: 2323 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 الْمُؤَذِّنُ "، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَ إِلَى النَّاسِ: " قَدْ أَفْلَحَ بِلَالٌ، رَأَيْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا، " قَالَ: " فَلَقِيَهُ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَحَّبَ بِهِ، (1) وَقَالَ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، فَقَالَ: وَهُوَ رَجُلٌ آدَمُ طَوِيلٌ، سَبْطٌ شَعَرُهُ مَعَ أُذُنَيْهِ، أَوْ فَوْقَهُمَا فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ: فَمَضَى فَلَقِيَهُ عِيسَى، فَرَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى (2) قَالَ: فَمَضَى فَلَقِيَهُ شَيْخٌ جَلِيلٌ مَهِيبٌ فَرَحَّبَ بِهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَكُلُّهُمْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، قَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَبُوكَ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: فَنَظَرَ فِي النَّارِ فَإِذَا قَوْمٌ يَأْكُلُونَ الْجِيَفَ، قَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَرَأَى رَجُلًا أَحْمَرَ أَزْرَقَ جَعْدًا شَعِثًا إِذَا رَأَيْتَهُ قَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ جِيءَ بِقَدَحَيْنِ، أَحَدُهُمَا عَنِ الْيَمِينِ، وَالْآخَرُ عَنِ الشِّمَالِ، فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الْآخَرِ عَسَلٌ، فَأَخَذَ اللَّبَنَ فَشَرِبَ مِنْهُ، فَقَالَ: الَّذِي كَانَ مَعَهُ الْقَدَحُ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ " (3)   (1) في (ظ9) و (ظ14) و (س) : فلقيت ... فرحبت به. (2) من قوله: "قال فمضى فلقيه عيسى ... " إلى هنا لم يرد في (ظ9) و (ظ14) . (3) إسناده ضعيف، قابوس مختلف فيه، وقد تقدمت ترجمته قريباً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وصحح ابن كثير إسناده في "التفسير" 5/26! قلنا: ولجُله شواهد. والحديث أورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/214 وزاد نسبته إلى ابن مردويه وأبي نعيم في "الدلائل" والضياء في "المختارة" وصحح إسناده! وقد ورد في معنى هذا الحديث أحاديث عن أنس وغيره من الصحابة انظرها في "الدر = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 * 2325 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الصَّلاةِ عَنْ شِمَالِهِ فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (1) 2326 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُمَيْعٍ الزَّيَّاتِ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَ ذَلِكَ (2) * 2327 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَنَا فَرَطُكُمْ (3) عَلَى الْحَوْضِ، فَمَنْ وَرَدَ أَفْلَحَ، وَيُؤْتَى بِأَقْوَامٍ، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، فَيُقَالُ: مَا زَالُوا بَعْدَكَ يَرْتَدُّونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ " (4)   = المنثور" 5/185-213، و"فتح الباري" 7/208-209. والوَجْس: الصوت الخفي. وسبط الشعر: مسترسله، ضد الجعد. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1912) . (2) إسناده صحيح، سُمَيْع الزيات الكوفي أبو صالح الحنفي مولى ابن عباس، وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (2570) من طريق عمار بن رزيق، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3359) و (3451) . (3) في (ظ9) و (ظ14) وعلى حاشية (س) : فرط لكم. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وقد سلف بإسناد صحيح مطولا برقم (2096) . الحديث: 2325 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 168 * 2328 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَفَاءَلُ وَلا يَتَطَيَّرُ، وَيُعْجِبُهُ الاسْمُ الْحَسَنُ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وأخرجه الطيالسي (2690) عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11294) من طريق سعيد بن مسلمة، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وأخرجه ابن حبان (5825) عن أبي خليفة، عن علي بن المديني، عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، عن عكرمة، عن ابن عباس. هكذا رواه بإسقاط ليث بن أبي سليم من إسناده، ورواه كذلك من طريقه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" والصواب إثباته كما جاء في رواية أحمد والطيالسي وغيرهما، فإنه لا يعرف لجرير بن عبد الحميد رواية عن عبد الملك بن سعيد بن جبير، وقد تابع ابنَ حبان والضياء المقدسي بعضُ من يتقن صناعة الحديث في عصرنا، فصحح سند ابن حبان في "صحيحته" (777) ! والحديث سيأتي برقم (2766) و (2925) . وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/507، وصححه ابن حبان (5826) . وعن بريدة وهو في "المسند" 6/129، وصححه ابن حبان (5824) ، وانظر ابن حبان (5819) و (5820) و (5821) و (5822) . قال البغوي في "شرح السنة" 12/175: الفأل مهموز، وجمعه: فؤول، والفأل قد يكون في ما يحسن ويسو والطيرة لاتكونُ إلا فيما يسوء وإنما أحب النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفأل، لأن فيه رجاءَ الخير والعائدة، ورجاءُ الخير أحسن بالإنسان من اليأس وقطع الرجاء عن الخير. الحديث: 2328 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 * 2329 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، (1) وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ " (2)   (1) قوله: "وسمعته أنا من عثمان بن محمد" ليس في (ظ9) و (س) ، وأثبت على هامش (س) إشارة إلى نسخة أخرى. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وأخرجه البزار (1955) عن يوسف بن موسى، عن جرير بن عبد الحميد، عن ليث بن أبي سُليم، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عكرمة، عن ابن عباس. وأخرجه ابن حبان (458) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن أبي بشير. بهذا الإسناد. أسقط من إسناده ليث بن أبي سُليم، وهو خطأ. وأخرجه عبد بن حميد (586) ، والبغوي في "شرح السنة" (3452) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، عن شريك، والبيهقي في "الشعب" (10980) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بن أبي بشير، به. وأخرجه الترمذي (1921) من طريق شريك، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1203) من طريق ابن إدريس، كلاهما عن ليث، عن عكرمة، به. ولم يذكرا عبد الملك بن أبي بشير. وأخرجه البزار (1956 - كشف الأستار) عن محمد بن الليث، عن أبي نعيم، عن قيس بن الربيع، عن نسير بن ذعلوق، عن عكرمة، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11083) من طريق مندل، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس. وأخرجه أيضاً (12276) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي (وهو متروك) ، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. = الحديث: 2329 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 2330 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسٌ كُلُّهُنَّ فَاسِقَةٌ يَقْتُلُهُنَّ الْمُحْرِمُ، وَيُقْتَلْنَ فِي الْحَرَمِ: الْفَأْرَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْحَيَّةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْغُرَابُ " (1)   = وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" (353) ، والحاكم 4/178 بلفظ: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا، فليس منا" وصححه الحاكم، ووافقه الذهي. وعن أنس عند الترمذي (1919) ، وفي سنده ضعيفان. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند أبي داود (4943) ، والترمذي (1920) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (354) بلفظ: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا، فليس منا"، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وعن أبي أمامة عند البخاري في "الأدب المفرد" (356) وهو حسن في الشواهد. وعن عبادة بن الصامت سيأتي عند أحمد 5/323، والحاكم 1/122 بلفظ: "ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا" وسنده حسن وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" وزاد في آخره "حقه" ولم ترد هذه اللفظة في المطبوع من "المسند" و"المستدرك". وقوله: "وينهى عن المنكر" هكذا جاءت في الأصول المعتمدة، وإبقاء المجزوم على صورة المرفوع له شواهد غير قليلة، ورواية ابن حبان والبغوي "وينه" بحذف الألف وهو الجادة. وقال السندي: الظاهر: ينه، فكأن الألف للإشباع، أو لإعطاء المعتل حكم الصحيح. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وأخرجه البزار (1097 - كشف الأستار) من طريق يوسف بن موسى، عن جرير، بهذا الإسناد. = الحديث: 2330 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 2331 - .......................... (1) * 2332 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا سَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَيْئًا إِلا وَقَدْ عَلِمْتُهُ غَيْرَ ثَلاثٍ: لَا أَدْرِي أَكَانَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَمْ لَا؟ وَلا أَدْرِي كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ: (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عُتِيًّا) أَوْ " عُسُيًّا "؟، قَالَ حُصَيْنٌ: " وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " سَمِعْتُهَا كُلَّهَا أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ (2)   = وأخرجه أبو يعلى (2428) و (2693) من طريق وهيب، عن ليث، به. وذكر الحِدَأة بدل الحية. انظر (3067) ، وسيأتي برقم (2331) . وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (1826) و (1827) و (1828) ، ومسلم (1199) ، ومن حديث عائشة عند البخاري (1829) و (3314) ، ومسلم (1198) . وقوله: "كلهن فاسقة" قال السندي: أي خارجة عن حد سائر الحيوانات بالإيذاء والإفساد وهذه الجملة صفة، والخبر "يقتلهن المحرم"، ويحتمل أن يكون اعتراضاً بين المبتدأ والخبر لإفادة التعليل. (1) ورد في هذا الموضع في النسخ المطبوعة من "المسند" هذا الحديث: 2331 - حدثنا عثمان، حدثنا جرير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "خمس كلهن فاسقة يقتلهن المحرم ويُقتلنَ في الحرم " مثله. وهو غير ثابت في الأصول التي بين أيدينا، ولم نجده في "أطراف المسند" 1/الورقة 127 في ترجمة حصين بن عبد الرحمن، عن عكرمة، عن ابن عباس، ولا في "غاية المُقصَد" الورقة 122 حيث ذكر الحديث الذي قبله، وكذلك الهيثمي لم يُشر في "مجمع الزوائد" 3/228-229 إلا إلى الإسناد الذي فيه ليث بن أبي سُليم. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (2246) . = الحديث: 2331 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 2333 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا، وَأَنْ يُنَحِّيَ الْجِبَالَ عَنْهُمْ، فَيَزْرَعُوا (1) ، فَقِيلَ لَهُ: إِنْ شِئْتَ أَنْ تَسْتَأْنِيَ بِهِمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ نُؤْتِيَهُمُ الَّذِي سَأَلُوا، فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أَهْلَكْتُ مَنْ قَبْلَهُمْ، قَالَ: " لَا، بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 59] (2) 2334 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بَرَّةَ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَرِهَ   = وجاء في آخر الحديث في الأصول الخطية غير (ظ9) و (ظ14) و (ق) زيادة لفظ: "عتياً". (1) في (ظ14) وعلى حاشية (س) و (ص) : "فيزدرعوا"، وهي كذلك في النسخ المطبوعة، وكلاهما بمعنى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البزار (2225 - كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (11290) ، والطبري 15/108، والحاكم 2/362، والبيهقي في "الدلائل" 2/271 من طرق عن جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وانظر التعليق على الحديث الذي سيأتي برقم (3223) . وقوله: "إن شئت أن تستأني بهم" قال السندي: استفعال من أنِيَ كرضي، أي: تنتظر وتتربص إلى أن يهديهم الله ويوفقهم. الحديث: 2333 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 ذَلِكَ، فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ، كَرَاهَةَ أَنْ يُقَالَ: خَرَجَ مِنْ عِنْدِ بَرَّةَ، قَالَ: وَخَرَجَ بَعْدَ مَا صَلَّى، فَجَاءَهَا فَقَالَتْ: مَا زِلْتُ بَعْدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ دَائِبَةً، قَالَ: فَقَالَ لَهَا: " لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ كَلِمَاتٍ لَوْ وُزِنَّ لَرَجَحْنَ بِمَا قُلْتِ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ (1) اللهُ سُبْحَانَ اللهِ رِضَاءَ نَفْسِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ " (2)   (1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : عدد ما خلق الله. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحمن -وهو ابن عبيد القرشي مولى آل طلحة- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وكريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني أبو رشدين مولى ابن عباس، وجويرية: هي بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية أم المؤمنين رضي الله عنها. وأخرجه ابن سعد 8/119، وابن حميد (714) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (831) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري على أوله. وأخرجه الحميدي (496) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (647) ، ومسلم (2140) ، وأبو داود (1503) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (161) ، وابن حبان (832) ، والبغوي (1267) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي (163) من طريق شعبة كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن، به. وبعضهم يقتصر على القسم الأول منه. وسيأتي برقم (2900) و (3005) و (3308) . وسيأتي في مسند جويرية 6/429 من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن كريب، عن ابن عباس، عن جويرية. وقوله: "كره ذلك" قال السندي: لما فيه من التزكية أو لما فيه من كراهة اللفظ وشناعته إذا قيل: خرج مثلاً، كما ذكره ابن عباس رضي الله عنه، وقد جاء أنه كان يغير خوفاً من التزكية. وقوله: "عدد ما خلق" قال السندي: منصوب بنزع الخافض، أي: بعدد جميع = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 2335 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ حَالَ دُونَهُ غَيَايَةٌ، فَأَكْمِلُوا (1) الْعِدَّةَ، وَالشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، - يَعْنِي أَنَّهُ نَاقِصٌ - " (2) 2336 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ فَقَالَ: " لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ، أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى " (3)   = مخلوقاته، وكذا رضا نفسه، أي: بمقدار رضا ذاته، أي: بمقدار يكون سبباً لرضاه تعالى، أو بمقدار يرضى ذلك المقدار ويختاره لنفسه، وفيه إطلاق النفس على الله تعالى من غير مشاكلة. وبمقدار ثقل عرشه وبمقدار زيادة كلماته، أي: بمقدار يشاؤهما وقيل: نصبها على الظرفية بتقدير "قدر" أي: قدر عدد مخلوقاته وقدر رضا نفسه. (1) في (ظ9) و (ظ14) : كملوا. (2) حسن لغيره، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب. وأخرجه الطبراني (11754) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2327) ، والبيهقي 4/207 من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، به. وانظر (1985) . والغياية: كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب = الحديث: 2335 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قَالَ سُلَيْمَانُ: فَقَالَ الْحَكَمُ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَنَحْنُ جَمِيعًا جُلُوسٌ حِينَ حَدَّثَ مُسْلِمٌ بِهَذَا الْحَدِيثِ، قَالا: سَمِعْنَا مُجَاهِدًا يَذْكُرُ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ 2337 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ وَاسْتَعَطَ " (1) 2338 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الذَّبْحِ، وَالرَّمْيِ، وَالْحَلْقِ، وَالتَّقْدِيمِ، وَالتَّأْخِيرِ، فَقَالَ: " لَا حَرَجَ " (2)   = الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وانظر (1970) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- فمن رجال مسلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان البصري، وابن طاووس: هو عبد الله. وأخرجه البخاري (2278) ، ومسلم ص 1205 (65) ، وص 1731 (76) ، وأبو داود (3867) ، والنسائي في "الكبرى" (1580) ، والطحاوي 4/129 و130، وابن حبان (5150) ، والطبراني (10908) ، والبيهقي 9/337-338 من طرق عن وهيب، به. وليس عند بعضهم قوله: "واستعط" واقتصر عليها أبو داود، وانظر (2249) . واستعط: افتعال من السعوط وهو بالفتح: ما يجعل من الدواء في الأنف. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1734) ، ومسلم (1307) ، والنسائي في "الكبرى" (4103) ،= الحديث: 2337 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 2339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُتِيَ بِكَتِفٍ مَشْوِيَّةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا نُتَفًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْ ذَلِكَ " (1) 2340 - حَدَّثَنِي مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الصِّحَّةَ وَالْفَرَاغَ، نِعْمَتَانِ مِنْ نِعَمِ اللهِ، مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ " (2)   = والطحاوي 2/236، والطبراني (10909) ، والبيهقي 5/142 من طرق عن وهيب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2421) ، وانظر (1857) و (1858) . (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن الزبير-وهو التميصي الحنظلي البصري- ضعفه النسائي، وقال ابن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال البخاري: منكر الحديث، وفيه نظر. وقد توبع محمد هذا فيما تقدم برقم (2002) . وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/64 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (2707) ، والبخاري (6412) ، والحاكم 4/306 من طريق مكي بن إبراهيم. بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1) ، وعبد بن حميد (684) ، والبخاري تعليقا (6412) ، وابن ماجه (4170) ، والترمذي (2304) ، والطبراني (10786) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/174 والقضاعي في "مسند الشهاب" (295) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4543) من طرق عن عبد الله بن سعيد، به. وأخرجه أبو نعيم 3/74 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس = الحديث: 2339 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 2341 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكَلَ مِنْ كَتِفٍ أَوْ ذِرَاعٍ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1) 2342 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " (2)   = به. وسيأتي برقم (3207) . قال السندي: ومعنى مغبون فيهما: خسران فيهما، قال ابن الخازن: النعمة ما يتنعم به الإنسان ويستلذه، والغَبن أن يشتري بأضعاف الثمن أو يبيع به دون ثمن المثل، فمن صح بَدَنه وتفرغ عن الأشغال العائقة ولم يسع لصلاح آخرته، فهو كالمغبون في البيع، انتهى. والمقصود بيان أن غالب الناس لا ينتفعون بالصحة والفراغ، بل يصرفونهما في غير محلهما، فيصير كل منهما في حقهم وبالاً بعد أن كلاً منهما لو صرفوه في محله، لكان خيراً أي خير، فكأنهم يستبدلون بذلك الخير هذا الوبال، والله أعلم بحقيقة الحال. (1) إسناده صحيح، من فوق عتاب بن زياد ثقات من رجال الشيخين. وانظر (2002) (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن عمر: هو الواسطي نزيل بغداد، ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. = الحديث: 2341 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 2343 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: " مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (1) 2344 - قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (2) 2345 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ،   = وهذا الحديث من مسند أبي هريرة، وسيأتي في "مسنده" 2/288. وأخرجه النسائي 8/275-276، والطبراني في "الدعاء" (1375) من طريق مالك، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (588) (132) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (872) ، والنسائي 8/275 و275-276، والطبراني (1375) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (189) من طرق عن أبي الزناد، به، ورواية ابن أبي عاصم مختصرة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس. وهو في "الموطأ" برواية يحيي 1/215، وبرواية أبي مصعب (622) . وأخرجه من طريق مالك مسلم (590) ، وأبو داود (1542) ، والترمذي (3494) ، والنسائي 4/104 و8/276-277، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر (2168) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف من رجال مسلم، وقد صرح أحمد بسماعه منه هذا الحديث في الإسناد الآتي بعد هذا، ومن فوقه من رجال الشيخين. هشام: هو الدستوائي، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وانظر (2012) . الحديث: 2343 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 عَنْ ابْنِ عَبِّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ يَعْنِي مِثْلَ دُعَاءِ الْكَرْبِ (1) • 2346 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَائِدَةَ بْنِ أَبِي الرُّقَادِ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ، قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ " وَكَانَ يَقُولُ: " لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ غَرَّاءُ، وَيَوْمُهَا أَزْهَرُ " (2) 2347 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد هو ابن أبي عروبة. وأخرجه عبد بن حميد (658) ، والبخاري (7426) و (7431) ، ومسلم (2730) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (652) و (653) من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (2012) . (2) إسناده ضعيف، زائدة بن أبي الرقاد قال البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال أبو داود: لا أعرف خبره، وقال أبو حاتم: يحدث عن زياد النميري، عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة ولا ندري منه أو من زياد، وزياد النميري -وهو ابن عبد الله- ضعفه ابن معين وأبو داود، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يُحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء، ثم ذكره في "المجروحين" وقال: منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به. وهذا الحديث من مسند أنس وليس من مسند ابن عباس. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (659) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3815) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (616 - كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/269 من طريقين عن زائدة، به. الحديث: 2346 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمُ، يَعْنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ، رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا، جَعْدَ الرَّأْسِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، مَرْبُوعَ الْخَلْقِ، فِي الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ سَبْطًا " (1) 2348 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " اجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَإِنِّي لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ (2) لَأَمَرْتُكُمْ بِهَا، وَلْيَحِلَّ مَنْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ " وَكَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَدْيٌ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "، وَخَلَّلَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ (3) 2349 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَعَرَّسَ مِنَ اللَّيْلِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه البخاري (3239) ، والطبراني (12749) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (2197) . (2) في (ظ9) و (ظ14) : "ما استدبرت منه". (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يزيد بن أبي زياد علق له البخاري، وروى له مسلم مقروناً، حديثه حسن في الشواهد والمتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وسلف مطولاً بمعناه برقم (2287) ، وانظر (2115) و (2152) و (2274) و (2360) و (3509) . الحديث: 2348 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 فَرَقَدَ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِالشَّمْسِ "، قَالَ: " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلالًا فَأَذَّنَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَا تَسُرُّنِي الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا بِهَا - يَعْنِي الرُّخْصَةَ - " (1) 2350 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ مَكَّةَ، فَصَامَ حَتَّى أَتَى عُسْفَانَ، قَالَ: فَدَعَا بِإِنَاءٍ، فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، حَتَّى نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَفْطَرَ " قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: "   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وجهالة شيخه فيه. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/82، ومن طريقه أبو يعلى (2375) ، والطبراني (12225) عن عبيدة بن حميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن تميم بن سلمة، عن مسروق، عن ابن عباس. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/82 عن محمد بن فضيل، عن يزيد، عن تميم، عن مسروق، مرسلا. وأخرجه بنحوه البزار (398) من طريق صدقة بن عبادة بن نشيط، عن أبيه، عن ابن عباس. وأخرجه مختصراً النسائي 1/299 من طريق عمرو بن هرم، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس. وله شاهد عن أبي قتادة الأنصاري عند البخاري (595) ، ومسلم (681) ، وسيأتي في "المسند" 5/307. وعن أبي هريرة عند مسلم (680) (310) ، ويأتي في "المسند" 2/428. وعن ابن مسعود صححه ابن حبان (1580) وهو في "المسند" 1/450. وقوله: "فعَرس" من التعريس، أي: نزل آخر الليل. الحديث: 2350 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 مَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ " (1) 2351 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ أَوْ مَعْنَاهُ (2) 2352 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي قَابُوسُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ مُسْرِعًا، قَالَ: حَتَّى أَفْزَعَنَا مِنْ سُرْعَتِهِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْنَا قَالَ: " جِئْتُ مُسْرِعًا أُخْبِرُكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَلَكِنِ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عبيدة -وهو ابن حميد- من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وأخرجه ابن خزيمة (2036) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4279) ، ومسلم (1113) ، والنسائي 4/184، وأبو يعلى (2527) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 93 و95 و96، والبيهقي 4/243 من طرق عن منصور، به. وسيأتي برقم (2351) و (2652) و (2994) ، وبرقم (3162) من طريق منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، وانظر (1892) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 95 من طريق سعيد بن حفص، عن شيبان، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، قابوس -وهو ابن أبي ظبيان- مختلف فيه، والقول بتضعيفه أرجح، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو ظبيان: هو حُصين بن جُندب الجنبي. = الحديث: 2351 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 183 2353 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَا أُحِلَّ لِأَحَدٍ فِيهِ الْقَتْلُ غَيْرِي، وَلا يَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي فِيهِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَمَا أُحِلَّ لِي فِيهِ إِلا سَاعَةٌ مِنَ النَّهَارِ، فَهُوَ حَرَامٌ حَرَّمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَلا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلا يُخْتَلَى خَلاهُ، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهُ إِلا لِمُعَرِّفٍ "، قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ: - وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، قَدْ عَلِمَ الَّذِي لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ - إِلا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ، فَإِنَّهُ لِلقُبُورِ وَالْبُيُوتِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلا الْإِذْخِرَ " (1)   = وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (813) ، والطبراني (12621) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن قابوس، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1166) ولفظه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر" (أي: البواقي) ، وصححه ابن حبان برقم (3678) ، وسيأتي في "المسند" مطولا 2/291. وعن عبادة بن الصامت أنه قال: خرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: "خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة" أخرجه البخاري (49) ، وسيأتي في "المسند" 5/313. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عَبيدة من رجاله، ومن فوقه على شرطهما. وأخرجه ابن الجارود (509) من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1587) و (1834) و (3189) ، ومسلم (1353) ، وأبو داود = الحديث: 2353 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 2354 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْخَيَّاطُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمْنٌ وَأَقِطٌ وَضَبٌّ، فَأَكَلَ السَّمْنَ وَالْأَقِطَ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّبِّ: " إِنَّ هَذَا الشَّيْءَ (1) مَا أَكَلْتُهُ قَطُّ، فَمَنْ شَاءَ أَنْ يَأْكُلَهُ فَلْيَأْكُلْهُ " قَالَ: فَأُكِل عَلَى خِوَانِهِ (2) 2355 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ مِنْ صُدَاعٍ كَانَ بِهِ، أَوْ شَيْءٍ كَانَ بِهِ، بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: لَحْيُ جَمَلٍ " (3)   = (2018) ، والنسائي 5/203، والبيهقي 5/195، والبغوي (2003) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به. وأخرج بعضه البخاري (4313) من طريق حسن بن مسلم، عن مجاهد، مرسلا. وسيأتي برقم (2896) ، وانظر (2279) . (1) في (ظ14) وعلى حاشية (س) و (ص) : لشيء، وفي (ظ9) : شيء. (2) إسناده قوي، واقد أبو عبد الله الخياط: هو مولى زيد بن خليدة، أثنى عليه سفيان خيرا، وقال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن سعد 1/395، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 207 من طريق عبيدة، بهذا الإسناد. وانظر (2299) . والخُوان -بالضم والكسر-: ما يؤكل عليه الطعام. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. محمد بن عبد الله الأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن = الحديث: 2354 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 2356 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُودَى الْمُكَاتَبُ بِقَدْرِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَبِقَدْرِ مَا رَقَّ دِيَةَ الْعَبْدِ " (1) 2357 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ لِغَسْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ إِلا أَهْلُهُ: عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَصَالِحٌ مَوْلاهُ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا لِغَسْلِهِ (2) نَادَى مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ أَوْسُ بْنُ خَوْلِيِّ الْأَنْصَارِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ، نَشَدْتُكَ اللهَ، وَحَظَّنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: ادْخُلْ، فَدَخَلَ فَحَضَرَ غَسْلَ رَسُولِ اللهِ   = عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري. وعلقه البخاري (5699) عن محمد بن عبد الله الأنصاري، ووصله البيهقي 9/339 من طريق أبي حاتم الرازي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. وانظر (2108) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (1944) . (2) في (ظ14) : أجمعوا لغسله، وفي (ظ9) وحاشية (س) و (ص) : اجتمعوا لغسله. الحديث: 2356 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَلِ مِنْ غَسْلِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصُهُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ وَالْفَضْلُ وَقُثَمُ يُقَلِّبُونَهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ مَوْلاهُمَا يَصُبَّانِ الْمَاءَ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَغْسِلُهُ، وَلَمْ يُرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم شَيْءٌ مِمَّا يُرَاهُ مِنَ المَيِّتِ، وَهُوَ يَقُولُ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا أَطْيَبَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا حَتَّى إِذَا فَرَغُوا مِنْ غَسْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يُغَسَّلُ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ، جَفَّفُوهُ، ثُمَّ صُنِعَ بِهِ مَا يُصْنَعُ بِالْمَيِّتِ، ثُمَّ أُدْرِجَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ: ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، وَبُرْدِ حِبَرَةٍ، ثُمَّ دَعَا الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ فَقَالَ: لِيَذْهَبْ أَحَدُكُمَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ يَضْرَحُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَلْيَذْهَبِ الْآخَرُ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَلْحَدُ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ الْعَبَّاسُ لَهُمَا حِينَ سَرَّحَهُمَا: اللهُمَّ خِرْ لِرَسُولِكَ، قَالَ: فَذَهَبَا، فَلَمْ يَجِدْ صَاحِبُ أَبِي عُبَيْدَةَ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَوَجَدَ صَاحِبُ أَبِي طَلْحَةَ أَبَا طَلْحَةَ، فَجَاءَ بِهِ، فَلَحَدَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب- الهاشمي المدني. وأخرجه الطبري في "تاريخه" 3/211-212 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر وحسين (تحرف في الطبري إلى كثير) بن عبد الله وغيرهما من أصحابه، عمن يحدثه، عن عبد الله بن عباس أن علي بن أبي طالب، والعباس ... فذكره بنحوه إلى قوله: "ما أطيبك حياً وميتاً"، وهو في "السيرة" لابن هشام 4/312-313، عن ابن إسحاق، به، إلا أنه لم يذكر قوله: "عمن يحدثه عن عبد الله بن عباس". = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 2358 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَزَرِيُّ،   = وأخرجه بأخصر مما هنا الطبراني (629) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس بقصة غسل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي يزيد بن أبي زياد ضعف. وأخرج قصة الغسل ابن سعد 2/280 عن مالك بن إسماعيل النهدي، عن مسعود بن سعد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث أن علياً لما قبض النبي قام فأرتَجَ الباب. وأخرج ابن سعد 2/277، والبيهقي في "الدلائل" 7/243 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: غسل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد، وكان علي يغسله ويقول: بأبي أنت وأمي، طبت ميتاً وحياً. وأخرج ابن سعد 2/277-278 من طريق المغيرة بن مقسم، عن إبراهيم النخعي قال: غسل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العباس وعلي والفضل، والعباس يسترهم. وأخرج أيضا 2/278 من مرسل الزهري نحوه وزاد: وصالح مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وله شواهد أخرى مرسلة عنده انظرها فيه 2/277-280. وقصة تكفينه في ثوبين أبيضين وبرد حبرة لها شواهد مرسلة عند ابن سعد 2/284-285، لكنها مخالفة لما ثبت في الصحيح عن عائشة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، تقدم الكلام عليها عند الحديث رقم (2284) من طريق الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. والقسم الثالث من الحديث وهو قصة حفر قبره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقدم برقم (39) ، وسيأتي برقم (2661) ، وهو صحيح بشواهده. وصالح مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هو الملقب بشُقْران، وصالح اسمه. وقوله: "برد حبرة" هو بكسر الحاء وفتح الباء: برد مخطط، وهو بالإضافة أو التوصيف. ويضرح، بضاد معجمة وراء وحاء مهملتين من ضرح للميت كمنع: حفر له ضريحاً، والضريح: القبر أو الشق، والثاني هو المراد هاهنا للمقابلة. قاله السندي. الحديث: 2358 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، عَجَبًا لِاخْتِلافِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي إِهْلالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ أَوْجَبَ فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِذَلِكَ، إِنَّهَا إِنَّمَا كَانَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَجَّةً وَاحِدَةً، فَمِنْ هُنَالِكَ اخْتَلَفُوا: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجًّا، فَلَمَّا صَلَّى فِي مَسْجِدِهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْهِ أَوْجَبَ فِي مَجْلِسِهِ، فَأَهَلَّ بِالْحَجِّ حِينَ فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ، فَسَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، فَحَفِظُوا عَنْهُ، ثُمَّ رَكِبَ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ أَهَلَّ، وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ إِنَّمَا كَانُوا يَأْتُونَ أَرْسَالًا، فَسَمِعُوهُ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ يُهِلُّ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ أَهَلَّ، وَأَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْهُ أَقْوَامٌ، فَقَالُوا: إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ، وَايْمُ اللهِ، لَقَدْ أَوْجَبَ فِي مُصَلَّاهُ، وَأَهَلَّ حِينَ اسْتَقَلَّتْ بِهِ نَاقَتُهُ، وَأَهَلَّ حِينَ عَلَا عَلَى شَرَفِ الْبَيْدَاءِ، فَمَنْ أَخَذَ بِقَوْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَهَلَّ فِي مُصَلَّاهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ رَكْعَتَيْهِ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا سند محتمل للتحسين، ابن إسحاق صرح بالتحديث، وخصيف بن عبد الرحمن -وإن كان في حفظه شيء- مختلف فيه، وحديثه يصلح للمتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الحاكم 1/451، وعنه البيهقي 5/37 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن ابن إسحاق وخصيفاً لم يحتج بهما مسلم. وأخرجه أبو داود (1770) عن محمد بن منصور، عن يعقوب بن إبراهيم، به. وأخرجه بنحوه مختصراً أبو يعلى (2513) من طريق أبى خالد، عن ابن إسحاق، به = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 189 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/123 من طريق عبد السلام بن حرب، عن خصيف، به. وسيأتي مختصراً (2571) بقصة إهلاله في دبر الصلاة. قلنا: وللحديث مفرقاً شواهد: فقد أخرج الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/123 من طريق ابن جريج قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أنه سمع الحسن بن محمد بن علي يقول: كل ذلك قد فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قد أهل حين استوت به راحلته، وقد أهل حين جاء البيداء. وأخرج الدارمي (1807) ، والبزار (1088 - كشف الأستار) من حديث أنس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحرم وأهل في دبر الصلاة. ورجاله ثقات. وأخرج البخاري (1541) ، ومسلم (1186) من حديث ابن عمر قال: ما أهل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من عند المسجد (يعني مسجد ذي الحليفة) . زاد مسلم: حين قام به بعيره. وأخرج البخاري (1545) من طريق كريب، عن ابن عباس في حديث طويل: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركب راحلته (عني بذي الحليفة) حتى استوى على البيداء أهل هو وأصحابه. وتقدم نحوه برقم (2296) من طريق أبي حسان الأعرج، عن ابن عباس. وأخرج البخاري (1546) من حديث أنس: صلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة أربعاً، وبذي الحليفة ركعتين ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة، فلما ركب راحلته واستوت به أهل. وأخرج مسلم (1218) ، والترمذي (817) من حديث جابر بن عبد الله: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بالمسجد (يعني بذي الحليفة) ثم ركب القصواء، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهل. قال الترمذي: الذي يستحبه أهل العلم أن يحرم الرجل في دبر الصلاة. وقال الطحاوي: بين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الوجه الذي منه جاء اختلافهم، وأن إهلال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي ابتدأ الحج ودخل به فيه، كان في مصلاه، فبهذا نأخذ، وينبغي للرجل إذا أراد الإحرام أن يصلي ركعتين، ثم يحرم في دبرهما كما فعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى. قلنا: وهو أيضاً قول مالكٍ والشافعي وأحمد وأصحابهم. = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 2359 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَهْدَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِائَةَ بَدَنَةٍ، نَحَرَ مِنْهَا ثَلاثِينَ بَدَنَةً بِيَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَ عَلِيًّا فَنَحَرَ مَا بَقِيَ مِنْهَا، وَقَالَ: " اقْسِمْ لُحُومَهَا وَجِلالَهَا وَجُلُودَهَا بَيْنَ النَّاسِ، وَلا تُعْطِيَنَّ جَزَّارًا مِنْهَا شَيْئًا، وَخُذْ لَنَا مِنْ كُلِّ بَعِيرٍ حُذْيَةً مِنْ لَحْمٍ، ثُمَّ اجْعَلْهَا فِي قِدْرٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى نَأْكُلَ مِنْ لَحْمِهَا، وَنَحْسُوَ مِنْ مَرَقِهَا " فَفَعَلَ (1) 2360 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ مَا حَجَّ رَجُلٌ لَمْ يَسُقْ الْهَدْيَ مَعَهُ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ، إِلا حَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمَا طَافَ بِهَا حَاجٌّ قَدْ سَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ، إِلا اجْتَمَعَتْ لَهُ عُمْرَةٌ وَحَجَّةٌ، وَالنَّاسُ لَا يَقُولُونَ هَذَا، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ   = وقال البغوي: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبون أن يكون إحرامه عقيبَ الصلوات، ثم منهم من يذهب إلى أنه يحرم في مكانه إذا فرغ من الصلاة، ومنهم من يقول: يحرم إذا ركب واستوت به ناقته، وإن لم يكن وقت صلاة، صلى ركعتين ثم أحرم. قوله: "فلما استقلت به" قال السندي: بتشديد اللام، أي: قامت به وارتفعت، وأرسالاً: بفتح الألف، جمع رَسَل بفتحتين، أي: أفواجاً وفرقاً متقطعة يتبع بعضها بعضاً. (1) إسناده ضعيف لإبهام شيخ محمد بن إسحاق، ثم إن في متنه مخالفة للحديث الصحيح المخرج في مسلم من حديث جابر الذي جاء فيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحر من هديه ثلاثاً وستين بدنة، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر وهو سبع وثلاثون بدنة تكملة المئة. وانظر (1374) . = الحديث: 2359 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 أَصْحَابِهِ لَا يَذْكُرُونَ إِلا الْحَجَّ، " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْهَدْيُ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَيُحِلَّ بِعُمْرَةٍ "، فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّمَا هُوَ الْحَجُّ. فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِالْحَجِّ، وَلَكِنَّهَا عُمْرَةٌ " (1) 2361 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا أَعْمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَائِشَةَ لَيْلَةَ الْحَصْبَةِ إِلا قَطْعًا لِأَمْرِ أَهْلِ الشِّرْكِ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ: إِذَا بَرَأَ الدَّبَرْ وَعَفَا الْأَثَرْ وَدَخَلَ صَفَرْ، فَقَدْ حَلَّتِ الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ " (2)   = والحُذْية: القطعة من اللحم تقطع طولا. (1) إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث إذا صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2141) و (2152) و (2274) و (2641) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعة وهو صدوق حسن الحديث، وهو متابع. وأخرجه أبو داود (1987) ، وابن حبان (3765) ، والطبراني (10907) ، والبيهقي 4/344-345 من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن ابن جريج ومحمد بن إسحاق، عن ابن طاووس، بهذا الإسناد. وانظر (2274) . وقوله: الحصبة، بفتح المهملة وسكون الأخرى: ليلة المبيت بالمحصب، والمحصب: الشعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكة ومنى سُمي بذلك للحصى الذي فيه، قال أبو عبيد: التحصيب إذا نفر الرجل من منى إلى مكة للتوديع، أقام بالأبطح حتى يهجع بها ساعة من الليل، ثم يدخل مكة، قال: وهذا شيء كان يفعل ثم ترك. قال أنس فيما رواه البخاري (1764) : صلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظهر والعصر والمغرب = الحديث: 2361 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 2362 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ أَهْدَى جَمَلَ أَبِي جَهْلٍ الَّذِي كَانَ اسْتَلَبَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي رَأْسِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي هَدْيِهِ " وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: " لِيَغِيظَ بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ " (1)   = والعشاء ورقد رقدة بالمحصب، ثم ركب إلى البيت فطاف به (يعني طواف الوداع) . وقالت عائشة فيما رواه البخاري أيضا (1765) : إنما كان منزلا ينزله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليكون أسمح لخروجه يعني بالأبطح. وقال ابن عباس -وهو في البخاري (1766) -: ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل نزله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ونقل ابن المنذر الاختلاف في استحبابه مع الاتفاق على أنه ليس من المناسك. انظر "فتح الباري" 3/591-592. (1) حسن لغيره، وتصريح ابن إسحاق هنا بالتحديث فيه وقفة، فقد نقل الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 107 عن علي ابن المديني أنه قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني من لا أتهم عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس. قلنا: وكل من خَرج هذا الحديث من هذا الطريق لم يذكر فيه تصريح ابن إسحاق بالتحديث سوى أحمد هنا، وابن خزيمة في إحدى روايتيه (2898) ، والحاكم! ومع ذلك فقد توبع ابن إسحاق على رواية هذا الحديث، فيصير الحديث حسناً إن شاء الله تعالى. والحديث في "سيرة ابن هشام" 3/334 عن ابن إسحاق قال: وقال عبد الله بن أبي نجيح، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11147) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي، عن إبراهيم بن سعد والد يعقوب، به. وأخرجه أبو داود (1749) من طريق محمد بن سلمة ويزيد بن زريع، وابن خزيمة= الحديث: 2362 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 2363 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ، مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ رَمَضَانَ وَصَامَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ دَعَا بِمَاءٍ فِي قَعْبٍ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَشَرِبَ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، يُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ قَدْ أَفْطَرَ، فَأَفْطَرَ الْمُسْلِمُونَ " (1) 2364 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ أَشْعَارَهُمْ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ (2) يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ " قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعْجِبُهُ مُوَافَقَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي بَعْضِ مَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ، فَسَدَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَاصِيَتَهُ،   = (2897) ، والحاكم 1/467 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وابن خزيمة (2898) من طريق سلمة بن الفضل الرازي، والطبراني (11148) من طريق محمد بن سلمة، أربعتهم عن محمد بن إسحاق، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وذكر محمد بن سلمة عند الطبراني ويزيد بن زريع عند أبي داود أن البُرة كانت من ذهب! وسيأتي هذا الحديث برقم (2466) من طريق جرير بن حازم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس. وتقدم برقم (2079) من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، وهو صدوق حسن الحديث وقد صرح بالتحديث. وانظر (1892) و (2350) . والقَعْب: القَدَج الضخم. (2) تحرف في النسخ المطبوعة إلى: "المسلمون"، والمثبت من أصولنا الخطية. الحديث: 2363 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 ثُمَّ فَرَقَ بَعْدُ " (1) 2365 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَيِّمُ أَوْلَى بِأَمْرِهَا، وَالْيَتِيمَةُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَإِذْنُهَا صُمَاتُهَا " (2) 2366 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَكَانَ إِسْلامُهَا قَبْلَ إِسْلامِهِ بِسِتِّ سِنِينَ عَلَى النِّكَاحِ الْأَوَّلِ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَهَادَةً وَلا صَدَاقًا " (3) 2367 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرَ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين وهو مكرر (2209) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه النسائي 6/84-85، والدارقطني 3/238-239 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/136 عن عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن الفضل، به. وأخرجه الدارقطني 3/239 من طريق سعيد بن سلمة، عن صالح بن كيسان، به. وانظر (1888) و (2481) . (3) إسناده حسن. وانظر (1876) ، وما سيأتي برقم (3290) . الحديث: 2365 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَلْعَجْلانَ، فَدَخَلَ بِهَا فَبَاتَ عِنْدَهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ: مَا وَجَدْتُهَا عَذْرَاءَ، قَالَ: فَرُفِعَ شَأْنُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَدَعَا الْجَارِيَةَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: بَلَى، قَدْ كُنْتُ عَذْرَاءَ "، قَالَ: " فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلاعَنَا، وَأَعْطَاهَا الْمَهْرَ " (1) 2368 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجْمِ الْيَهُودِيِّ وَالْيَهُودِيَّةِ، عِنْدَ بَابِ مَسْجِدِهِ، فَلَمَّا وَجَدَ الْيَهُودِيُّ مَسَّ الْحِجَارَةِ قَامَ عَلَى صَاحِبَتِهِ، فَجَنَا عَلَيْهَا يَقِيهَا مَسَّ الْحِجَارَةِ، حَتَّى قُتِلا جَمِيعًا، فَكَانَ مِمَّا صَنَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ فِي تَحْقِيقِ الزِّنَا مِنْهُمَا " (2)   (1) إسناده ضعيف لتدليس محمد بن إسحاق كما قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" ورقة 132. وأخرجه ابن ماجه (2070) ، والبزار (1509 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (3723) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه إلا بهذا الإسناد. وقوله: "من بلعجلان"، أصله: من بني العجلان، لكن كثيراً ما يستعملونه بالاختصار. (2) حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن، إسماعيل بن إبراهيم الشيباني، قال ابن أبي حاتم: إسماعيل بن إبراهيم السلمي ويقال: الشيباني، روى عن ابن عباس، روى عنه يعقوب بن خالد، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، قال أبي: وروى عنه محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، وبعض الرواة يقول: إبراهيم بن إسماعيل، يعد في المدنيين، وفي "التهذيب": إبراهيم بن إسماعيل، ويقال: إسماعيل بن إبراهيم = الحديث: 2368 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 2369 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: وَحَدَّثَ ابْنُ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: " هَلا   = السلمي، ويقال: الشيباني، حجازي روى عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وامرأة رافع بن خديج، وعنه حجاج بن عبيدة، وعمرو بن دينار، وعباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، قال محمد بن إسحاق: حدثنا عباس، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم وكان خيارا، وقال أبو حاتم: مجهول. قال الحافظ ابن حجر: لا يبعد أن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الذي روى عنه عباس غير إبراهيم بن إسماعيل السلمي الذي روى عن أبي هريرة، فقد فرق بينهما أبو حاتم الرازي وأبو حاتم بن حبان في "الثقات"، وإنما جمع بينهما البخاري في "تاريخه" 1/340-341 فتبعه المزي. وهو في "السيرة" لابن هشام 2/214 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (10820) من طريق جرير، عن محمد بن إسحاق، به مختصراً. وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (1329) ، ومسلم (1699) ، وسيأتي في "المسند" 2/5. وقوله: "فجنا عليها"، قال السندي: بجيم ثم نون، من: جنا على الشيء يجنو: إذا أكب عليه، وقيل: آخره همزة، وقيل: الأصل الهمزة ثم يخفف، قال الخطابي: هو بالجيم في كتب السنن، والمحفوظ بالحاء، أي: يكب عليها، قلنا: وبين رواياته عياض في "المشارق" 1/157، وقال: والصحيح من هذا كله ما قاله أبو عبيد: يجنأ بفتح الياء والنون والجيم مهموز الأخير، ومعناه: ينحني عليها ويقيها الحجارة بنفسه كما جاء في الحديث. وقال الزمخشري في "الفائق" 1/238 في تفسير حديث عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجم يهودياً ويهودية فقد رأيته يجانىء عليها يقيها الحجارة بنفسه وروي: فعلق الرجل يجنىء عليها، يقال: جنأ عليه إذا عطف، جنوءاً، وأجنأه عليه، ومنه المُجنأ: وهو الترس. الحديث: 2369 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا؟ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ، فَقَالَ: " إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا " (1) 2370 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلامِ، وَبَعَثَ كِتَابَهُ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ، وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى، لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى قَيْصَرَ وَكَانَ قَيْصَرُ، لَمَّا كَشَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلْيَاءَ عَلَى الزَّرَابِيِّ تُبْسَطُ لَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ حِينَ قَرَأَهُ: الْتَمِسُوا لِي مِنْ قَوْمِهِ مَنْ أَسْأَلُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ،   (1) إسناده صحيح على شرطهما. صالح: هو ابن كيسان المدني مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز. وأخرجه البخاري (2221) و (5531) ، وأبو عوانة 1/210 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1988) و (1989) ، والبخاري (1492) ، ومسلم (363) (101) ، وأبو داود (4120) ، والنسائي 7/172، والطحاوي 1/472، وأبو عوانة 1/209 و210، وابن حبان (1284) ، والدارقطني 1/41 و42 و43، والبيهقي 1/15 و20 و23 من طرق عن الزهري، به. وأخرجه البخاري (5532) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (3018) و (3052) و (3452) ، وانظر (1895) و (2003) و (2117) و (3026) . وسيأتي في مسند ميمونة 6/329 من طريق الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة. الحديث: 2370 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِمُوا تُجَّارًا، وَذَلِكَ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَأَتَانِي رَسُولُ قَيْصَرَ، فَانْطَلَقَ بِي وَبِأَصْحَابِي، حَتَّى قَدِمْنَا إِيلْيَاءَ، فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ، عَلَيْهِ التَّاجُ، وَإِذَا حَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ، فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: سَلْهُمْ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ نَسَبًا، قَالَ: مَا قَرَابَتُكَ مِنْهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: هُوَ ابْنُ عَمِّي قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِي، قَالَ: فَقَالَ قَيْصَرُ: أَدْنُوهُ مِنِّي، ثُمَّ أَمَرَ بِأَصْحَابِي، فَجُعِلُوا خَلْفَ ظَهْرِي عِنْدَ كَتِفِي، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لِأَصْحَابِهِ: إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبَ، فَكَذِّبُوهُ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَاللهِ لَوْلَا الِاسْتِحْيَاءُ يَوْمَئِذٍ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ حِينَ سَأَلَنِي، وَلَكِنِّي اسْتَحَيْتُ أَنْ يَأْثِرُوا عَنِّي الْكَذِبُ، فَصَدَقْتُهُ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ: قُلْ لَهُ: كَيْفَ نَسَبُ هَذَا الرَّجُلِ فِيكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ، قَالَ: فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ فِي الْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَأَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ، قَالَ: فَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ يَزِيدُونَ، قَالَ: فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، وَنَحْنُ الْآنَ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ، وَنَحْنُ نَخَافُ ذَلِكَ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا أَنْتَقِصُهُ بِهِ غَيْرُهَا، لَا أَخَافُ أَنْ يُؤْثَرَ (1) عَنِّي، قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ أَوْ قَاتَلَكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ كَانَتْ حَرْبُكُمْ وَحَرْبُهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: كَانَتْ دُوَلًا سِجَالًا نُدَالُ عَلَيْهِ الْمَرَّةَ، وَيُدَالُ عَلَيْنَا الْأُخْرَى، قَالَ: فَبِمَ يَأْمُرُكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَأْمُرُنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَانَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ وَالصِّدْقِ، وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قَالَ: فَقَالَ لِتَرْجُمَانِهِ حِينَ قُلْتُ لَهُ ذَلِكَ: قُلْ لَهُ: إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فِيكُمْ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَطُّ قَبْلَهُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ، قُلْتُ: رَجُلٌ يَأْتَمُّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ، وَيَكْذِبَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، فَقُلْتُ: لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ، قُلْتُ: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبَائِهِ، وَسَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمِ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ،   (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : يأثروا، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 200 وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ يُخَالِطُ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ، وَسَأَلْتُكَ: هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنْ قَدْ فَعَلَ، وَأَنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ يَكُونُ دُوَلًا، يُدَالُ عَلَيْكُمِ الْمَرَّةَ، وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ الْأُخْرَى، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى، وَيَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ وَسَأَلْتُكَ: بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَحْدَهُ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصِّدْقِ، وَالصَّلاةِ، وَالْعَفَافِ، وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَهَذِهِ صِفَةُ نَبِيٍّ قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ، وَلَكِنْ لَمْ أَظُنَّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَإِنْ يَكُنْ مَا قُلْتَ فِيهِ حَقًّا، فَيُوشِكُ أَنْ يَمْلِكَ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَاللهِ لَوْ أَرْجُو أَنْ أَخْلُصَ إِلَيْهِ، لَتَجَشَّمْتُ لُقِيَّهُ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ، لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَقُرِئَ فَإِذَا فِيهِ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدَاعِيَةِ (1) الْإِسْلَامِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ   (1) في النسخ المطبوعة وعلى هامش (س) : بدعاية. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 تَوَلَّيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ الْأَرِيسِيِّينَ - يَعْنِي الْأَكَرَةَ (1) - وَ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] " قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا قَضَى مَقَالَتَهُ، عَلَتْ أَصْوَاتُ الَّذِينَ حَوْلَهُ مِنْ عُظَمَاءِ الرُّومِ، وَكَثُرَ لَغَطُهُمْ، فَلا أَدْرِي مَاذَا قَالُوا، وَأَمَرَ بِنَا فَأُخْرِجْنَا، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَصْحَابِي وَخَلَصْتُ لَهُمْ، قُلْتُ لَهُمْ: أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ، هَذَا مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ يَخَافُهُ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَاللهِ مَا زِلْتُ ذَلِيلًا مُسْتَيْقِنًا أَنَّ أَمْرَهُ سَيَظْهَرُ، حَتَّى أَدْخَلَ اللهُ قَلْبِي الْإِسْلامَ، وَأَنَا كَارِهٌ (2)   (1) في النسخ المطبوعة وعلى هامش (س) : الأكارة. والأكارة والأكَرة: هم الفلاحون من التبع والضعفاء. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري. وأخرجه مختصراً البخاري (2936) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً ومختصراً البخاري (7) و (2978) و (3174) و (5980) و (6260) و (7196) ، والترمذي (2717) ، وابن منده في "الإيمان" (143) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/381-383 من طرق عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن أبي سفيان. وسيأتي برقم (2371) و (2372) . والزرابي: كل ما بُسط واتكِىء عليه. وقوله: "لم يكن ليذر الكذب" قال السندي: النفي في "لم يكن" متوجه إلى المجموع، أي: لم يكن يجمع بين ترك الكذب على الناس والكذب على الله، وذلك = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 202 2371 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ فَذَكَرَهُ. (1)   = لأن الكذب على الله هي الغاية القصوى في الكذب فلا يكون إلا من كذاب لا يترك الكذب على أحد حتى ينتهي أمره إلى الكذب على الله، فمن لا يكون كاذباً على غيره لا يمكن أن يكذب على الله مرة واحدة. وقوله: "وهم أتباع الرسل" أي: الضعفاء، قال السندي: أي أولاً إذ لا يمنعهم شيء من اتباع الحق بعد معرفته بخلاف غيرهم ويشهد له نحو قوله تعالى: (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إتا بما أُرسلتم به كافرون) ، وله أمثال في القرآن. وقوله: "وكذلك الإيمان"، أي: يزيد أهله بعد أن يظهر غريباً حتى يتم، أي: يقوى بما قدر الله من أهله، أراد أنه المعتاد، وإلا فقد جاء أن بعض الرسل ما آمن به أحد. وقوله: "بداعية الإسلام"، أي: بالكلمة الداعية إلى الإسلام. وقوله: "أمِرَ أمْر ابن أبي كَبْشة"، أي: كثر وارتفع شأنه، قال ابن الأئير في "النهاية" 4/144: كان المشركون ينسُبون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أبي كبشة، وهو رجل من خُزاعة خالف قريشاً في عبادة الأوثان، وعَبَد الشعرى والعَبُور، فلما خالفَهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عبادة الأوثان شبهوه به. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1773) ، والنسائي في "الكبرى" (5858) و (8845) و (11064) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وجعله مسلم والنسائي في الموضع الثالث من حديث ابن عباس، عن أبي سفيان بن حرب. وأخرجه البخاري (2940) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/377-380 من طريق إبراهيم بن سعد، به. وأخرجه البخاري (51) و (2681) و (2941) من طريق إبراهيم، عن صالح، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن أبي سفيان. وانظر ما قبله. الحديث: 2371 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 2372 - حَدَّثَنَاه عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ فَذَكَرَهُ (1) 2373 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ، سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّتِي ذَكَرَ؟، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذَكَرَ لِي أَنَّ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُرِيتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ (3) مِنْ ذَهَبٍ، فَفَظِعْتُهُمَا، فَكَرِهْتُهُمَا، فَأُذِنَ لِي فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُ كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ " قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: " أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِالْيَمَنِ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (5136) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن شهاب الزهري، به مختصراً. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9724) من حديث ابن عباس، عن أبي سفيان، وأخرجه كذلك من طريقه البخاري (4553) ، ومسلم (1773) ، وأبو داود (5136) ، وابن حبان (6555) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1457) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/380-381. وأخرجه كذلك البخاري (4553) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، به. وانظر ما قبله. (2) لفظة "أن" سقطت من (م) ، وهي ثابتة في أصولنا الخطية المعتمدة. (3) في (ظ9) و (ظ14) : وضع في يدي سوارين. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. صالح: هو ابن كيسان، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي. وأخرجه البخاري (4379) و (7033) و (7043) ، والنسائي في "الكبرى" (7648) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. إلا أن البخاري زاد في إسناده بين صالح بن كيسان وبين عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة عبدَ الله بن عُبيدة بن نَشِيط، وهو من المزيد = الحديث: 2372 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 204 2374 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخَذَ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ: " أَلا تَرَى أَنْتَ؟ وَاللهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ "، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلْنَسْأَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ؟ فَإِنْ   = في متصل الأسانيد. وأما قول ابن عباس فيه: "ذُكر لي" فقد جاء من غير هذا الطريق أن الذي حدثه بذلك هو أبو هريرة فقد أخرجه البخاري (3621) و (4374) ، ومسلم (2274) ، والترمذي (2292) ، والنسائي (7649) ، وابن حبان (6654) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/334 من طريق نافع بن جبير، عن ابن عباس قال: أخبرني أبو هريرة ... فذكره. وسيأتي في "المسند" 9/312 من طريق همام بن منبه، و338 من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة. قوله: "ففُظعتهما"، أي: استعظمتهما وخفتهما. وقوله: "فأولته كذابين يخرجان"، قال القاضي عياض فيما نقله عنه العراقي في "طرح التثريب" 8/217: إنما تأول ذلك -والله أعلم فيهما- لَما كان السواران في اليدين جميعاً من الجهتين، وكان حينئذٍ النبي بينهما، وتأول السوارين على الكذابين ومن ينازعه الأمرَ، لوضعهما غيرَ موضعهما، إذ هما من حلي النساء، وموضعهما أيديهن لا أيدي الرجال، وكذلك الكذب والباطل هو الإخبار بالشيء على غير ما هو عليه، ووضع الخبر على غير موضعه، مع كونهما من ذهب وهو حرام على الرجال، ولما في اسم السوارين من لفظ السور لقبضهما على يديه وليسا من حليته، ولأن كونهما من ذهب إشعار بذهاب أمرهما، وبطلان باطلهما. الحديث: 2374 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ، فَأَوْصَى بِنَا، فَقَالَ عَلِيٌّ: وَاللهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَنَاهَا، لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، فَوَاللهِ لَا أَسْأَلُهُ أَبَدًا (1) 2375 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِيَّ، حَدَّثَاهُ أَنَّهُمَا، سَمِعَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، يَقْرَأُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي، حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن سعد 2/245 عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (9754) ، والبخاري في "صحيحه" (4447) و (6266) ، وفي "الأدب المفرد" (1130) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/223-224 و224 و225 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (2999) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري. وهذا من حديث عمر، وقد تقدم برقم (296) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن مسلم بن شهاب الزهري، وهو موصول بالإسناد السالف، وسيأتي برقم (2717) عن يعقوب، عن ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، به. وأخرجه البخاري (3219) و (4991) ، ومسلم (819) (272) ، والطبري 1/14 من طريقين عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2717) و (2858) . = الحديث: 2375 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 2376 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلْتُ، وَقَدْ نَاهَزْتُ الْحُلُمَ، أَسِيرُ عَلَى أَتَانٍ، " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَائِمٌ يُصَلِّي لِلنَّاسِ بِمِنًي (1) حَتَّى صِرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ نَزَلْتُ عَنْهَا، فَرَتَعَتْ، فَصَفَفْتُ مَعَ النَّاسِ وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 2377 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بَيْتَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِغَدِ (3) يَوْمِ الْجُمُعَةِ، قَالَ: وَكَانَتْ مَيْمُونَةُ قَدْ أَوْصَتْ لَهُ بِهِ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ، بُسِطَ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِ، فَجَلَسَ فِيهِ لِلنَّاسِ، قَالَ: فَسَأَلَهُ رَجُلٌ، وَأَنَا أَسْمَعُ، عَنِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ مِنَ الطَّعَامِ، قَالَ: فَرَفَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَدَهُ إِلَى عَيْنَيْهِ، وَقَدْ كُفَّ بَصَرُهُ، فَقَالَ: بَصُرَ عَيْنَايَ هَاتَانِ، " رَأَيْتُ   = ويرى الإمام الطحاوي وغيره من أهل العلم أن القراءة بالأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة للضرورة لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كثر الناسُ والكُتاب وارتفعت الضرورة كانت قراءة واحدة. انظر "شرح مشكل الآثار" 4/181-194، و"جامع البيان" 1/8-34، و"التمهيد" 8/290-294. (1) تحرف في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) إلى: يعني، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) و"صحيح البخاري". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1857) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وانظر (1891) . (3) لفظة "لغد" ليست في (ظ9) و (ظ14) . الحديث: 2376 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَوَضَّأَ لِصَلاةِ الظُّهْرِ فِي بَعْضِ حُجَرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِلالٌ إِلَى الصَّلاةِ، فَنَهَضَ خَارِجًا، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى بَابِ الْحُجْرَةِ، لَقِيَتْهُ هَدِيَّةٌ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ، قَالَ: فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ مَعَهُ، وَوُضِعَتْ لَهُمْ فِي الْحُجْرَةِ، قَالَ: فَأَكَلَ وَأَكَلُوا مَعَهُ، قَالَ: ثُمَّ نَهَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ مَعَهُ إِلَى الصَّلاةِ، وَمَا مَسَّ وَلا أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ مَاءً، قَالَ: ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ " (1) وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا عَقَلَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آخِرَهُ 2378 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكْيرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنِي خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " طَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعِيرِهِ، فَكُلَّمَا أَتَى عَلَى الرُّكْنِ، أَشَارَ إِلَيْهِ وَكَبَّرَ " (2)   (1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مختصراً جداً الطبراني (10797) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (646) عن ابن جريج قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن خاله قال: كان ابن عباس ... فذكر نحوه. وقد تقدم مختصراً برقم (2002) ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل لحماً أوعَرْقاً، فصلى ولم يمس ماءً. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه البيهقي 5/84 من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد. = الحديث: 2378 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 208 2379 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا خَتِينٌ " (1) 2380 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَعَثَتْ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ   = وأخرجه البخاري (5293) من طريق عبد الملك بن عمرو، عن إبراهيم بن طهمان، به. وأخرجه الدارمي (1845) ، والبخاري (1612) و (1613) و (1632) ، والترمذي (865) ، والنسائي 5/233، وابن خزيمة (2722) و (2724) ، وابن حبان (3825) ، والطبراني (11955) ، والبيهقي 5/99، والبغوي (1909) من طرق عن خالد الحذاء، به. وانظر (1841) و (2118) . (1) حديث صحيح، الحجاج بن أرطاة وإن كان يدلس وقد عنعن - متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري (6299) عن محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا عباد بن موسى، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي اسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وعلقه البخاري (6300) عن عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن أبي إسحاق، به، ووصله ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (374) عن يوسف بن موسى، والطبراني (10579) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن عثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن عبد الله بن إدريس، به. وتقدم برقم (2283) من طريق أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه كان عندما توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنَ عشر سنين. وختين: مختون، كقتيل ومقتول. الحديث: 2379 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 209 وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ، وَأَنَاخَ بَعِيرَهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، وَكَانَ ضِمَامٌ رَجُلًا جَلْدًا أَشْعَرَ ذَا غَدِيرَتَيْنِ، فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَيُّكُمُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ "، قَالَ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، فَقَالَ: ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، إِنِّي سَائِلُكَ وَمُغَلِّظٌ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلا تَجِدَنَّ فِي نَفْسِكَ، قَالَ: " لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي، فَسَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ " قَالَ: أَنْشُدُكَ اللهَ إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ بَعَثَكَ إِلَيْنَا رَسُولًا؟ فَقَالَ: " اللهُمَّ نَعَمْ " قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَنَا أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ، لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ نَخْلَعَ هَذِهِ الْأَنْدَادَ الَّتِي كَانَتْ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَ مَعَهُ؟ قَالَ: " اللهُمَّ نَعَمْ "، قَالَ: فَأَنْشُدُكَ اللهَ إِلَهَكَ، وَإِلَهَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَإِلَهَ مَنْ هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ نَعَمْ " قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَذْكُرُ فَرَائِضَ الْإِسْلامِ فَرِيضَةً فَرِيضَةً: الزَّكَاةَ، وَالصِّيَامَ، وَالْحَجَّ، وَشَرَائِعَ الْإِسْلامِ كُلَّهَا، يُنَاشِدُهُ عِنْدَ كُلِّ فَرِيضَةٍ كَمَا يُنَاشِدُهُ فِي الَّتِي قَبْلَهَا، حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَسَأُؤَدِّي هَذِهِ الْفَرَائِضَ، وَأَجْتَنِبُ مَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ، ثُمَّ لَا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ رَاجِعًا إِلَى بَعِيرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وَلَّى: " إِنْ يَصْدُقْ ذُو الْعَقِيصَتَيْنِ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ " الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 قَالَ: فَأَتَى إِلَى بَعِيرِهِ، فَأَطْلَقَ عِقَالَهُ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَكَانَ أَوَّلَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: بِئْسَتِ اللاتُ وَالْعُزَّى، قَالُوا: مَهْ يَا ضِمَامُ، اتَّقِ الْبَرَصَ وَالْجُذَامَ، اتَّقِ الْجُنُونَ، قَالَ: وَيْلَكُمْ، إِنَّهُمَا وَاللهِ لَا يَضُرَّانِ وَلا يَنْفَعَانِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ بَعَثَ رَسُولًا، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا اسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِهِ بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ، وَنَهَاكُمْ عَنْهُ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَمْسَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَفِي حَاضِرِهِ رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ إِلا مُسْلِمًا قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَمَا سَمِعْنَا بِوَافِدِ قَوْمٍ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ " (1) 2381 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ َفذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا (2)   (1) حديث حسن، محمد بن الوليد بن نويفع قد توبع. وهو في "السيرة" لابن هشام 4/219-221 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه الدارمي (652) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 2/521-522، وأبو داود (487) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/374-375. وقرن الدارمي وابن شبة وأبو داود بمحمد بن إسحاق سلمة بن كهيل. وأخرجه مختصراً بنحوه ابن سعد 1/299 من طريق شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن كريب، به. وانظر (2254) . وقوله: "جلداً"، أي: قوياً. (2) حديث حسن، وانظر ما قبله. الحديث: 2381 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 2382 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا كَانَتْ صَلَاةُ الْخَوْفِ إِلَّا كَصَلَاةِ أَحْرَاسِكُمْ هَؤُلَاءِ الْيَوْمَ خَلْفَ أَئِمَّتِكُمْ، إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ عُقْبًا، قَامَتْ طَائِفَةٌ وَهُمْ جَمِيعٌ (1) مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَجَدَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا قِيَامًا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَامُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعُوا مَعَهُ جَمِيعًا، ثُمَّ سَجَدَ، فَسَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ قِيَامًا أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَقَامَ الْآخَرُونَ الَّذِينَ كَانُوا سَجَدُوا مَعَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالَّذِينَ سَجَدُوا مَعَهُ فِي آخِرِ صَلاتِهِمْ، سَجَدَ الَّذِينَ كَانُوا قِيَامًا لِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ جَلَسُوا، فَجَمَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالسَّلامِ " (2) 2383 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اغْتَسِلُوا   (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : جَمْع، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) . (2) إسناده حسن، وحسنه الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/75. وأخرجه النسائي 3/170، والبيهقي 3/258-259 من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2063) . ويشهد له حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (840) ، وسيأتي في "المسند" 4/374، وصححه ابن حبان (2877) . قوله: "كانت عُقَباً"، أي: تصلي طائفة بعد طائفةٍ، فهم يتعاقبونها تعاقبَ الغزاة. وقوله: "قامت طائفة"، أي: في حِذاءِ العدو. الحديث: 2382 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ، وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا، وَمَسُّوا مِنَ الطِّيبِ " قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَمَّا الطِّيبُ فَلا أَدْرِي وَأَمَّا الْغُسْلُ، فَنَعَمْ " (1) 2384 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ الْحَضْرَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، كِلاهُمَا حَدَّثَنِي عَنْ كُرَيْبٍ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن خزيمة (1759) عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وأبو يعلى (2558) ، وعنه ابن حبان (2782) عن زهير بن حرب أبي خيثمة، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. ولفظ حديث زهير: "إلا أن تكونوا جُنباً". وسيأتي برقم (3059) و (3471) . وللمس من الطيب يوم الجمعة شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (880) ، ومسلم (846) ، وسيأتي في "المسند" 3/30، ومن حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود (347) . قوله: "اغتسلوا يوم الجمعة وإن لم تكونوا جنباً"، قال الحافظ في "الفتح" 2/373 معناه: اغتسلوا يوم الجمعة إن كنتم جنباً للجنابة، وإن لم تكونوا جنباً للجمعة، وأخِذ منه أن الاغتسالَ يومَ الجمعة للجنابة يجزىء عن الجمعة، سواء نواه للجمعة أم لا، وفي الاستدلال به على ذلك بُعْد. نعم، روى ابن حبان من طريق ابن إسحاق عن الزهري في هذا الحديث: "اغتسلوا يوم الجمعة إلا أن تكونوا جنباً"، وهذه أوضح في الدلالة على المطلوب، لكن رواية شعيب عن الزهري أصح (يعني التي فيها: وإن لم تكونوا جنباً) . قال ابن المنذر: حَفِظْنا الإجزاءَ عن أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين. وقوله: "واغسلوا رؤوسكم"، هو من عَطْف الخاص على العام للتنبيه على أن المطلوبَ الغسلُ التام، لئلا يظن أن إفاضة الماء دون حَل الشعر -مثلاً- يجزىء في غُسْل الجمعة، ويحتمل أن يُرادَ بالثاني المبالغةُ في التنظيف. الحديث: 2384 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي بُرْدٍ لَهُ حَضْرَمِيٍّ مُتَوَشِّحًا بِهِ (1) مَا عَلَيْهِ غَيْرُهُ " (2) 2385 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ، وَهُوَ يَتَّقِي الطِّينَ إِذَا سَجَدَ بِكِسَاءٍ عَلَيْهِ يَجْعَلُهُ دُونَ يَدَيْهِ إِلَى الْأَرْضِ إِذَا سَجَدَ " (3) 2386 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بَعْضِ، أَهْلِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيْهِ قَبْلَ الْفَجْرِ بِفَاتِحَةِ الْقُرْآنِ، وَالْآيَتَيْنِ مِنْ خَاتِمَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، وَفِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ بِفَاتِحَةِ الْقُرْآنِ، وَبِالْآيَةِ مِنْ آلِ   (1) في (م) و (ظ9) : متوشحه. (2) حديث حسن، وانظر الحكم على الحديث رقم (2254) . وأخرجه ابن حبان (2570) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2320) . (3) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله، وانظر ما تقدم برقم (2320) . (4) في (م) و (ظ9) وحاشية (س) و (ق) : الآخرة. الحديث: 2385 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 عِمْرَانَ: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: 64] حَتَّى يَخْتِمَ الْآيَةَ " (1) 2387 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " طَلَّقَ رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ أَخُو بَنِي الْمُطَّلِبِ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ، فَحَزِنَ عَلَيْهَا حُزْنًا شَدِيدًا، قَالَ: فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ طَلَّقْتَهَا؟ " قَالَ: طَلَّقْتُهَا ثَلَاثًا، قَالَ: فَقَالَ: " فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ قَالَ: " فَإِنَّمَا تِلْكَ وَاحِدَةٌ فَأَرْجِعْهَا إِنْ شِئْتَ " قَالَ: فَرَجَعَهَا فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " يَرَى أَنَّمَا الطَّلَاقُ عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ " (2)   (1) إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن ابن عباس. العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس روى له أبو داود، وهو ثقة، وثقه يحيى بن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: ليس به بأس، وقال سفيان بن عيينة: وكان رجلاً صالحاً. وانظر ما تقدم برقم (2038) . (2) إسناده ضعيف، رواية داود بن الحصين عن عكرمة فيها شيء، قال علي ابن المديني: ما روى عن عكرمة فمنكر، وقال أبو داود: أحاديثه عن شيوخه مستقيمة، وأحاديثه عن عكرمة مناكير، وقال الذهبي في كتابه: "من تُكلم فيه وهو موثق" (105) : ثقة مشهور، له غرائب تُستَنْكَر، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة إلا في عكرمة. سعد بن إبراهيم: هو سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البيهقي 7/339 من طريق عبد الله بن سعد بن إبراهيم، عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وهذا الإسناد لا تقوم به الحجة مع ثمانية رَوَوْا عن ابن عباس رضي الله عنهما فُتْياه بخلاف ذلك، ومع رواية أولاد ركانة أن طلاق ركانة كان واحدة، وبالله التوفيق. = الحديث: 2387 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه أبو يعلى (2500) من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، به. وأخرج عبد الرزاق (11334) ، ومن طريقه أبو داود (2196) عن ابن جريج، قال: أخبرني بعض بني أبي رافع مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس قال: طلق عبدُ يزيد -أبو رُكانة وإخوته- أم ركانة، ونكح امرأة من مزينة ... فذكر الحديث، وقال: ثم قال: "راجع امرأتك أم ركانةَ وإخوته" قال: إني طلقتُها ثلاثاً يا رسول الله. قال: "قد علمت، راجعها" وتلا: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ) . قال الخطابي في "معالم السنن" 3/236: في إسناد هذا الحديث مقال، لأن ابن جريج إنما رواه عن بعض بني أبي رافع ولم يُسمه، والمجهولُ لا تقومُ به الحجة. وقد روى أبو داود هذا الحديث [برقم 2206] بإسناد أجود منه: أن رُكانة طَلق امرأته البتة، فأخبر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أردتَ إلا واحدة؟ " فقال ركانة: والله ما أردتُ إلا واحدةً. فردها إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فطلقها الثانية في زمان عمر، والثالثة في زمان عثمان. قال أبو داود: حدثنا ابن السرْح وإبراهيم بن خالد الكلبي في آخرين، قالوا: حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، حدثني عمي محمد بن علي بن شافع، عن عبيد الله بن علي بن السائب، عن نافع بن عُجير بن عبد يزيد بن ركانة، وذكر الحديث، قال أبو داود: وهذا أوْلى، لأنهم ولد الرجل وأهله، وهم أعلم به. قال الخطابي: قد يحتمل أن يكون حديث ابن جريج إنما رواه الراوي على المعنى دون اللفظ، وذلك أن الناس قد اختلفوا في البتة، فقال بعضهم: هي ثلاثة، وقال بعضهم: هي واحدة، وكأن الراوي له ممن يذهب مذهب الثلاث، فحكى أنه قال: إني طلقتها ثلاثاً، يريد البتة التي حكمها عنده حكم الثلاث، والله أعلم. قال الخطابي: وكان أحمد بن حنبل يضعفُ طرق هذه الأحاديث كلها. قلنا: وقد نص ابن قدامة أيضاً في "المغني" 10/366 على أن أحمد ضَغف إسناد حديث ركانة هذا وتركه. = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 216 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/363: إن أبا داود رَجح أن رُكانة إنما طلق امرأته البتة، كما أخرجه هو من طريق آل بيت ركانة، وهو تعليل قوي، لجواز أن يكون بعض رواته حَمَل البتة على الثلاث، فقال: طلقها ثلاثا، فبهذه النكتة يقف الاستدلال بحديث ابن عباس. قلنا: ومع هذا فقد جَود إسناد هذا الحديث شيخ الإسلام في "الفتاوى الكبرى" 3/22، وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" 5/263، والشيخ أحمد شاكر في تعليقه على"المسند"! وقد نُقِل العملُ بهذا الحديث -فيما قاله الحافظ في "الفتح"- عن علي وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف والزبير، ذكر ذلك ابن مغيث في كتاب "الوثائق" له، وعزاه لمحمد بن وضاح، ونقل الغنوي ذلك عن جماعة من مشايخ قرطبة كمحمد بن بقي بن مخلد ومحمد بن عبد السلام الخشني وغيرهما، ونقله ابن المنذرعن أصحاب ابن عباس كعطاء وطاووس وعمرو بن دينار. وأخرج أحمد في "مسنده" (سقط من الطبعة الميمنية، وهو ثابت في "أطراف المسند" 1/ورقة 257 في ترجمة يزيد بن ركانة) ، وأبو داود (2208) ، وابن ماجه (2051) ، والترمذي (1177) من طرق عن جرير بن حازم، عن الزبير بن سعيد، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة، عن أبيه، عن جده: أنه طَلق امرأته البتة، فأتى رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "ما أردتَ؟ " قال: واحدة. قال: "آلله؟ " قال: آلله. قال: "هو على ما أردت". قال أبو داود: وهذا أصح من حديث ابن جريج: أن ركانة طَلق امرأته ثلاثاً، لأنهم أهل بيته وهم أعلم به، وحديث ابن جريج رواه عن بعض بني رافع، عن عكرمة، عن ابن عباس. وقال الترمذي في "السنن" وفي "العلل" 1/461: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمداً (ويعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: فيه اضطراب، ويروى عن عكرمة، عن ابن عباس: أن ركانة طلق امرأته ثلاثاً. = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 217 2388 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ، جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَشْرَبِهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ، وَحُسْنَ مَقِيلِهِمْ (1) قَالُوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ بِمَا صَنَعَ اللهُ لَنَا، لِئَلا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ، وَلا يَنْكُلُوا عَنِ الْحَرْبِ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلاءِ الْآيَاتِ عَلَى رَسُولِهِ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا} [آل عمران: 169] ، (2)   = وذكر الترمذي أيضا فيما نقله عنه المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 3/134 عن البخاري أنه مضطرب فيه: تارةً قيل فيه: ثلاثاً، وتارة قيل فيه: واحدة، وأصحُّه أنه طَلقها البتة، وأن الثلاث ذُكرت فيه على هذا المعنى. (1) في (م) و (س) و (ص) : منقلبهم. (2) حديث حسن، أبو الزبير المكي -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس- لم يسمع من ابن عباس، وبينهما في هذا الحديث سعيدُ بن جبير كما سيأتي في الحديث الذي بعده. وهو في "سيرة ابن هشام" 3/126 عن ابن إسحاق. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/294-295، وهناد في "الزهد" (155) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (194) من طريقِ محمد بن فضيل، وابن أبي عاصم (195) من طريق إسماعيل بن عياش، والطبري 4/170-171 من طريق سلمة بن الفضل وإسماعيل بن عياش، ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الجهاد" (62) عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير المكي وغيره، عن ابن عباس. = الحديث: 2388 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 218 • 2389 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (1) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (2)   = المقيل: المُقام وقت القائلة، وهو النوم نصف النهار. وينْكُلوا: يجْبُنوا. (1) ورد هذا الحديث في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) على أنه من رواية الإمام أحمد، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) ومن "أطراف المسند" 1/ورقة 129. (2) إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير، فمن رجال مسلم. وانظر ما قبله. وأخرجه أبو داود (2520) ، وبقي بن مخلد -كما في "التمهيد" 11/61-، وابن أبي عاصم (52) و (193) ، وأبو يعلى (2331) ، والآجري في الشريعة" ص 392-393، والحاكم 2/88 و297-298 والبيهقي في "السنن" 9/163، وفي "الدلائل" 3/304، وفي "الشعب" (4240) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 364-365، وفي "البعث" (201) ، وفي "إثبات عذاب القبر" (145) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص 85 من طريق عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وصححه الحاكم في الموضعين على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن محمد بن إسحاق لم يخرج له مسلم إلا متابعةً. وأخرجه عبد بن حميد (679) عن يوسف بن بهلول، عن عبد الله بن إدريس، به. ولم يذكر فيه سعيد بن جبير! قال ابن كثير في "التفسير" 2/141 عن طريق عبد الله بن إدريس الذي فيه سعيد بن جبير: وهذا أثبت، وكذا رواه سفيان الثوري، عن سالم الآفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند مسلم (1887) قال مسروق: سألنا عبد الله = الحديث: 2389 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 219 2390 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشُّهَدَاءُ عَلَى بَارِقٍ - نَهْرٍ بِبَابِ الْجَنَّةِ - فِي قُبَّةٍ خَضْرَاءَ، يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رِزْقُهُمْ مِنَ الجَنَّةِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا " (1)   = عن هذه الآية: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) ، قال: أمَا إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: "أرواحُهم في جوفِ طيرٍ خُضْرٍ، لها قناديلُ معلقة بالعرش، تسرحُ من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلَع إليهم رَبهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيءٍ نشتهي؟ ونحن نسرحُ من الجنة حيث شئنا. ففعل ذلك بهم ثلاث مراتٍ، فلما رأوْا أنهم لن يُترَكوا من أن يُسألوا، قالوا؟ يا رب، نُريد أن ترد أرواحَنا في أجسادنا حتى نُقتلَ في سبيلك مرةً أخرى. فلما رأى أنْ ليس لهم حاجةٌ، ترِكوا". (1) إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو في "سيرة ابن هشام" 3/126 عن ابن إسحاق، وقال ابن كثير في "التفسير" 2/142: وهو إسناد جيد. وأخرجه ابن حبان (4658) عن أبي يعلى، عن أبي خيثمة، عن يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/290، وهناد في "الزهد" (166) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (199) ، وعبد بن حميد (721) ، وابن جرير الطبري 2/40 و4/171 و171-172 و172، والطبراني في "الكبير" (10825) ، وفي "الأوسط" (123) ، والحاكم 2/74، والبيهقي في "الشعب" (4241) ، وفي "إثبات عذاب القبر" (78) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! قوله: "على بارق نهر الجنة"، قال السندي: لعل المرادَ به الموضع الذي يبرق منه النهرُ الذي بباب الجنة ويظهر، والله تعالى أعلم. الحديث: 2390 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 2391 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، (1) عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَشَى مَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، ثُمَّ وَجَّهَهُمْ وَقَالَ: " انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللهِ "، وَقَالَ: " اللهُمَّ أَعِنْهُمْ - يَعْنِي النَّفَرَ الَّذِينَ وَجَّهَهُمْ إِلَى كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ - " (2)   (1) في (م) والأصول الخطية التي بين أيدينا: "ثور بن يزيد" يعني الكلاعي، وهو كذلك في "مستدرك الحاكم"، وعلى حاشية (ظ14) ما نصه: "في نسخة فيها سماع ابن المذهب: ثور بن زيد"، قلنا: وهو كذلك عن ابن إسحاق عند ابن هشام في "السيرة" 3/59 والبزار والطبراني والبيهقي في "الدلائل" وابن كثير في "البداية والنهاية" 4/8، وأورد هذا الحديثَ الحافظُ ابن حجر في "أطراف المسند" 1/ورقة 120 في ترجمة ثور بن زيد الديلي عن عكرمة، ولم يترجم لثور بن يزيد الكلاعي، على أن كليهما قد روى عن عكرمة، والله أعلم. (2) إسناده حسن، ابن إسحاق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. ثور بن زيد: هو الديلي. والحديث في "سيرة ابن إسحاق" (502) ، وفيه: "حدثني ثور" دون نسبة. وأخرجه الطبراني (11554) من طريق أحمد بن محمد بن أيوب صاحب "المغازي"، عن إبراهيم بن سعد والد يعقوب، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1801) و (1802) "كشف الأستار"، والطبراني (11555) ، والحاكم 2/98، والبيهقي في "الدلائل" 3/199-200 من طرق عن ابن إسحاق، به. قال الحاكم: هذا حديث غريب صحيح ولم يخرجاه، وقال الذهبي في "تلخيصه": صحيح. قوله: "انطلقوا على اسم الله"، قال السندي: أي ثابتين على بركته، أو ذِكره، أو معه. "إلى كعب بن الأشرف"، أي: ليقتلوه، فإنه كان يهودياً مؤذياً. وقال ابن إسحاق وغيره: كان عربياً من بني نبهان وهم بطن من طيىء، وكان أبوه = الحديث: 2391 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 221 2392 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِسَفَرِهِ وَاسْتَخْلَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ أَبَا رُهْمٍ كُلْثُومَ بْنَ حُصَيْنِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ خَلَفٍ الْغِفَارِيَّ، وَخَرَجَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَامَ النَّاسُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ - مَاءٍ بَيْنَ عُسْفَانَ وَأَمْجٍ - أَفْطَرَ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى نَزَلَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فِي عَشَرَةِ آلافٍ مِنَ المُسْلِمِينَ " (1)   = أصاب دماً في الجاهلية فأتى المدينة، فحالف بني النضير، فشرف فيهم، وتزوج عقيلة بنت أبي الحقيق، فولدت له كعباً، وكان طويلاً جسيماً ذا بطن وهامة، وهجا المسلمين بعد وقعة بدر، وخرج إلى مكة، فنزل على ابن وداعة السهمي والد المطلب، فهجاه حسان وهجا امرأته عاتكة بنت أسيد بن العيص بن أمية فطردته فرجع كعب إلى المدينة وتشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم. وروى أبو داود (3000) من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه: أن كعب بن الأشرف كان شاعراً وكان يهجو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويحرض عليه كفار قريش، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدم المدينة وأهلها أخلاط، فأراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استصلاحهم، وكان اليهود والمشركون يؤذون المسلمين أشد الأذى، فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر، فلما أبى كعب أن ينزع عن أداه، أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعد بن معاذ أن يبعث رهطاً ليقتلوه، وذكر ابن سعد في "الطبقات" 2/31 أن قتله كان في ربيع الأول من السنة الثالثة. (1) إسناده حسن. وهو في "سيرة ابن هشام" 4/42 عن ابن إسحاق، وجعل قوله: "ثم مضى ... " في آخر الحديث من قول ابن إسحاق وليس من نص الحديث! وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 5/19-20، وفي "السنن" 9/40 من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وروايته في "السنن" مختصرة بقصة = الحديث: 2392 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 222 2393 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُجَاهِدٍ أَبِي (1) الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فِي سَفَرِهِ وَهُوَ حَرَامٌ " (2)   = استعمال أبي رهم الغفاري على المدينة. وانظر (1892) . الكَديد: موضع على اثنين وأربعين ميلاً من مكة شمالاً، وعُسْفان: على ستة وثلاثين ميملاً، وأمَجُ: على خمسة وسبعين ميلاً، ومَر الظهران: على ستة عشر ميلاً. (1) تحرفت في (م) إلى: ابن. (2) إسناده حسن. وهو في "سيرة ابن هشام" 4/14 عن ابن إسحاق، وزاد: وكان الذي زوجه إياها العباسُ بن عبد المطلب. وأخرجه ابن حبان (4133) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 2/269 من طريق عبد الله بن هارون، عن أبيه، عن ابن إسحاق، به. وذكره البخاري في "صحيحه" (4259) معلقاً عن ابن إسحاق، به. ولفظه: تَزوج النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميمونةَ في عُمرة القضاء. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3202) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن محمد بن إسحاق، عن أبان بن صالح وحده، به. وأخرجه ابن سعد 8/135، والطحاوي 2/269 من طريق رباح بن أبي معروف، وابن سعد 8/135، والطبراني (11303) من طريق ليث بن أبي سليم، وابن سعد 8/135، والنسائي في "المجتبى" 6/88 من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن عطاء، عن ابن عباس. وأخرجه النسائي 5/191 من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، عن مجاهد، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة وهما محرمان. وسيأتي الحديث برقم (2587) = الحديث: 2393 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 223 2394 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ وَقَصَتْهُ رَاحِلَتُهُ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ: " كَفِّنُوهُ وَلا تُغَطُّوا رَأْسَهُ، وَلا تُمِسُّوهُ طِيبًا، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يُلَبِّي - أَوْ وَهُوَ يُهِلُّ - (1) 2395 - " حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، بِإِسْنَادِهِ إِلا أَنَّهُ قَالَ: " وَلا تُغَطُّوا وَجْهَهُ " (2) 2396 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " لَا هِجْرَةَ،   = و (2980) و (3052) ، وانظر ما تقدم برقم (1919) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، والحكم: هو ابن عتيبة، وابن جبير: هو سعيد. وأخرجه البخاري (1839) ، وأبو داود (3241) ، والنسائي 5/196، وابن حبان (3957) ، والطبراني (12540) ، والبيهقي 3/393 من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن الجارود (507) ، والدارقطني 2/295 من طريق عبيدة بن حميد، كلاهما عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وانظر (1850) . وَقَصَتْه، أي: كسرت عنقَه. (2) إسناده صحيح على شرطهما. أسود: هو ابن عامر الشامي، ولقبه شاذان. وأخرجه مسلم (1206) (103) ، والبيهقي 3/393 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الحكم بن عتيبة، وانظر ما قبله. الحديث: 2394 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 يَقُولُ بَعْدَ الْفَتْحِ - وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِنِ اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا " (1) 2397 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ أَبُو (2) خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَتِفِي - أَوْ عَلَى مَنْكِبِي، شَكَّ سَعِيدٌ - ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " (3)   (1) حديث صحيح، زياد بن عبد الله: هو ابن الطفيل البَكائي العامري الكوفي راوي المغازي عن ابن إسحاق، قال عبد الله بن إدريس: ما أجد أثبت في ابن إسحاق منه، لأنه أملى عليه إملاءً مرتين، وقال صالح جزرة: هو في نفسه ضعيف، ولكنه أثبت الناس في كتاب "المغازي"، وكذا قال عثمان الدارمي وغيره عن ابن معين، وقال أحمد وأبو داود: حديثه حديث أهل الصدق، وضعفه علي ابن المديني والنسائي وابن سعد، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، له في البخاري حديث واحد، وروى له مسلم والترمذي وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، ومجاهد بن جبر سمع من ابن عباس هذا الحديث تقدم برقم (1991) من روايته عن طاووس عن ابن عباس، وهكذا رواية كل من رواه عن منصور كما تقدم. وأخرجه الترمذي (1590) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن زياد بن عبد الله، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عباس. فقد ذكر زياد بن عبد الله عند الترمذي "عن طاووس"، فلعله حدث به مرةً هكذا ومرةً هكذا! قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. (2) تحرفت في (م) و (س) و (ص) إلى: بن. (3) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. زهير أبو خيثمة: هو ابن معاوية. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/494 من طريقين عن زهير أبي = الحديث: 2397 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 225 2398 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ أَبُو زَيْدٍ، (1) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِهَذَا الْحَجَرِ لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ، يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَقٍّ " (2) 2399 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ سَبْعًا (3) يَرَى الضَّوْءَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِيًا أَوْ سَبْعًا يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا " (4)   = خيثمة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (10614) من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2879) و (3032) و (3102) ، وانظر (1840) و (2422) و (3022) و (3060) . قوله: "وعلمه التأويل"، قال السندي: المراد بالتأويل: تأويل القرآن، فكان يُسمى بحراً، وترجمان القرآن، والله تعالى أعلم. (1) تحرف في النسخ المطبوعة وفي (ق) إلى: يزيد. (2) إسناده قوي على شرط مسلم، عبد الله بن عثمان بن خثيم من رجاله، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين. ثابت أبو زيد: هو ثابت بن يزيد الأحول. وأخرجه أبو يعلى (2719) ، وابن خزيمة (2736) ، وابن حبان (3711) ، والحاكم 1/457 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وانظر (2215) . (3) في (ظ9) و (ظ12) : أو سبع، وفي الموضع الثاني فيهما: وثمان أو سبع. (4) إسناده على شرط مسلم، وانظر ما تقدم برقم (1945) . = الحديث: 2398 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 2400 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ تَحَوَّلَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَحَنَّ الْجِذْعُ حَتَّى أَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ، لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1) 2401 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ مَعْنَاهُ (2) 2402 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ   = وأخرجه مسلم (2353) (123) ، والطبراني (12840) ، والحاكم 2/627، والبيهقي في "السنن" 6/207، وفي "الدلائل" 7/240 من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2523) و (2640) و (2680) و (2846) . قوله: "خمس عشرة سنة"، قال السندي: الظاهر أن هذا الحديث مبني على اعتبار أيام ظهور المقدمات من أيام النبوة، كما يدل عليه قوله: "يرى الضوء ويسمع الصوت"، والمراد بالسبع الذي يوحى إليه: هي التي أوحي إليه فيها بالتتابع، وأما أيام الفَتْرة، فقد عدها من أيام الضوء لِقلة الوحي، والله تعالى أعلم! وقوله: "يرى الضوء ويسمع الصوت"، قال القاضي عياض -كما في "شرح مسلم" 15/104 للنووي-: أي: صوت الهاتف به من الملائكة، ويرى الضوء: أي: نور الملاثكة، ونور آيات الله تعالى، حتى رأى الملَكَ بعينه، وشافهه بوحي الله تعالى. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. والراوي عن ثابت البناني هو حماد بن سلمة، وحديث ابن عباس تقدم برقم (2236) ، وحديث أنس تقدم برقم (2237) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (2236) و (2237) . الحديث: 2400 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ مَلَكَانِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَالْآخَرُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ: اضْرِبْ مَثَلَ هَذَا، وَمَثَلَ أُمَّتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَهُ وَمَثَلَ أُمَّتِهِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ، انْتَهَوْا إِلَى رَأْسِ مَفَازَةٍ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ مِنَ الزَّادِ مَا يَقْطَعُونَ بِهِ الْمَفَازَةَ، وَلا مَا يَرْجِعُونَ بِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَتَاهُمْ رَجُلٌ فِي حُلَّةٍ حِبَرَةٍ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ وَرَدْتُ بِكُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً، وَحِيَاضًا رُوَاءً، أَتَتَّبِعُونِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِمْ، فَأَوْرَدَهُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً، وَحِيَاضًا رُوَاءً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَسَمِنُوا، فَقَالَ لَهُمْ: أَلَمْ أَلْقَكُمْ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَجَعَلْتُمْ لِي إِنْ وَرَدْتُ بِكُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً، وَحِيَاضًا رُوَاءً، أَنْ تَتَّبِعُونِي؟ فَقَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ رِيَاضًا أَعْشَبَ مِنْ هَذِهِ، وَحِيَاضًا هِيَ أَرْوَى مِنْ هَذِهِ، فَاتَّبِعُونِي، قَالَ: فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: صَدَقَ وَاللهِ لَنَتَّبِعَنَّهُ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: قَدْ رَضِينَا بِهَذَا نُقِيمُ عَلَيْهِ " (1)   (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان، ولِين يوسف بن مهران. وأخرجه عبد بن حميد (667) عن حسن بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (2407 - كشف الأستار) ، والطبراني (12940) من طرق عن حماد بن سلمة، به. السفْر، قال ابن الأثير 2/371: جمع سافر، كصاحب وصَحْب، والمسافرون جمع مسافر، والسفْر والمسافرون بمعنىً. وقوله: "حلة حِبَرة"، قال السندي: بكسر ففتح: بُرد مخطط، وهو بالإضافة أو التوصيف = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 2403 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " كَانَ الْمَاءُ يَسْتَنْقِعُ فِي جُفُونِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ عَلِيٌّ يَحْسُوهُ " (1) 2404 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا لَبَّى يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " انْتَهِ إِلَيْهَا فَإِنَّهَا تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   = وقوله: "رِواء"، قال السندي: ضُبط بكسر راءٍ ومَدْ، وفي "الصحاح": قوم رِواء من الماء، بالكسر والمد، وماء رَوَاء، بالفَتح والمد، وإذا كسرتَ الراء قَصَرته وكتبته بالياء وقلتَ: ماء رِوىً، وفي "النهاية": الماء الرواء -بالفتح والمد-: الكثير، وقيل: العذب الذي فيه للواردين رِي، والله تعالى أعلم. (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، جعفر بن محمد -وهو الصادق- لم يدرك ذلك ولم يسنده. وهذا الحديث من مسند جعفر بن محمد أو علي بن أبي طالب، لا من مسند ابن عباس، فلا وجه لذكره ها هنا. وقوله: "كان الماء"، قال السندي: أي: الذي غَسلوه به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته. ويستنقع: على بناء الفاعل، أي: يجتمع. ويَحْسُوه: يشربه. وقد جاء في النسخ المطبوعة من "المسند" بعد كلمة "الماء" ما لفظه: ماء غسله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين غسلوه بعدَ وفاته. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسحاق: عمرو بن عبد الله السبيعي اختلط بأخرة، ورواية زهير -وهو ابن معاوية- عنه بعد الاختلاط، والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس. وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي برقم (2754) = الحديث: 2403 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 2405 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، الَّذِي يُحْدِثُ التَّفْسِيرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَلْفِهِ، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، وَهُوَ مُجَخٍّ قَدْ فَرَّجَ يَدَيْهِ " (1)   = ويشهد له حديث جابر بن عبد الله في وصف حجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1218) ، وصححه ابن حبان (3943) و (3944) . وحديث ابن عمر عند البخاري (1549) ، ومسلم (1184) ، وصححه ابن حبان (3799) . (1) صحيح لغيره، التميمي الذي يحدث التفسير: اسمه أرْبِدَة، ويقال: أرْبد، لم يرو عنه غير أبي إسحاق -ويقال: روى عنه أيضاً المنهال بن عمرو- ولم يوثقه غَير ابن حبان والعجلي، وزهير -وهو ابن معاوية- وإن كانت روايته عن أبي إسحاق بأخَرة، قد توبع. وأخرجه أبو داود (899) ، والحاكم 1/228، والبيهقي 2/115 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2662) و (2753) و (2781) و (2907) و (2908) و (3152) و (3197) و (3328) و (3414) و (3447) ، وانظر ما تقدم برقم (2073) . وله شاهد من حديث عبد الله بن مالك ابن بُحينة عند أحمد في "المسند" 5/345، والبخاري (807) ، ومسلم (495) . وثان من حديث ميمونة عند أحمد 6/333، ومسلم (497) . وثالث من حديث عبد الله بن أقرم عند أحمد 4/35، وابن ماجه (881) ، والترمذي (274) وحسنه، والنسائي 2/213. ورابع من حديث البراء بن عازب عند النسائي 2/212، والحاكم 1/227-228 والبيهقي 2/115. قوله: "من خلفه"، أي: وهو ساجد. = الحديث: 2405 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 2406 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يُعِدِ الْوُضُوءَ " (1) 2407 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ظِلِّ حُجْرَةٍ مِنْ حُجَرِهِ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، قَدْ كَادَ يَقْلِصُ عَنْهُمِ الظِّلُّ، قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ إِنْسَانٌ يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ، فَإِذَا أَتَاكُمْ، فَلَا تُكَلِّمُوهُ "، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ أَزْرَقُ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَلَّمَهُ، قَالَ: عَلَامَ تَشْتُمُنِي أَنْتَ، وَفُلَانٌ، وَفُلَانٌ؟ نَفَرٌ دَعَاهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ، قَالَ: فَذَهَبَ   = وقوله: "مُجَخ"، قال السندي: بضم ميم ففتح جيم وتشديد خاء مشددة مُنونة مكسورة، من جَخى كصَلى فهو مُصَل: أي: فاتح عضديه، وجافاهما عن جنبيه، ورفع بطنه عن الأرض. (1) حديث صحيح، سماك بن حرب من رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، وفي روايته عن عكرمة خاصة اضطراب، إلا أنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/47، وأبو داود (189) ، وابن ماجه (488) ، وأبو يعلى (2352) ، وابن حبان (1162) ، والطبراني (11739) من طريق أبي الأحوص، والطبراني (11738) من طريق شريك، كلاهما عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد. وانظر (2289) . الحديث: 2406 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 الرَّجُلُ فَدَعَاهُمْ فَحَلَفُوا بِاللهِ وَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ} [المجادلة: 18] الْآيَةَ (1) 2408 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَالِسًا فِي ظِلِّ حُجْرَةٍ، قَدْ كَادَ يَقْلِصُ عَنْهُ الظِّلُّ فَذَكَرَهُ (2) 2409 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ قَابُوسَ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلانِ حَاجَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، فَتَكَلَّمَ أَحَدُهُمَا فَوَجَدَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ فِيهِ إِخْلافًا، فَقَالَ لَهُ: " أَلا تَسْتَاكُ؟ " فَقَالَ: إِنِّي لَأَفْعَلُ، وَلَكِنِّي لَمْ أَطْعَمْ طَعَامًا مُنْذُ ثَلاثٍ، فَأَمَرَ بِهِ رَجُلًا فَآوَاهُ، وَقَضَى لَهُ حَاجَتَهُ (3)   (1) إسناده حسن. زهير: هو ابن معاوية الجعفي. وأخرجه الطبراني (12308) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/282-283 من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (2147) . يقلصُ الظل: أي ينقبض. (2) حديث حسن، مؤمل -وهو ابن إسماعيل- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه الطبراني (12307) من طريق محمد بن كثير، والحاكم 2/482 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، وانظر ما قبله. (3) إسناده ضعيف، قابوس -وهو ابن أبي ظَبيان حُصين بن جندب- لَيَن، يُكتب حديثه ولا يحتج به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن؟ هو ابن موسى الأشيب، = الحديث: 2408 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 2410 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ قَالَ: قُلْنَا لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] مَا عَنَى بِذَلِكَ؟ قَالَ: " قَامَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يُصَلِّي، قَالَ: فَخَطَرَ خَطْرَةً، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ مَعَهُ: أَلَا تَرَوْنَ لَهُ قَلْبَيْنِ، قَالَ: قَلْبًا مَعَكُمْ، وَقَلَبًا (1) مَعَهُمْ؟ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} (2)   = وزهير: هو ابن معاوية. وأخرجه الطبراني (12611) ، والبيهقي 1/39 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. والإخلاف: مصدر أخلَف الفمُ: إذا تغيرت رائحتُه، ومنه خلوف فم الصائم. وقضى له حاجتَه: أي أطعمه. (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) في الموضعين: قلب. (2) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الترمذي (3199) ، وابن جرير الطبري 21/118، والطبراني (12610) ، والحاكم 2/415 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن! وصحح الحاكم إسناده، فتعقبه الذهبي بقوله: قابوس ضعيف. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/180 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه والضياء في "المختارة". قوله: "فخطر خَطْرة"، قال السندي: قيل: يريد الوسوسة التي تحصل للإنسان في صلاته، ولعله ظهر لهم ذلك من جهته، فقالوا ذلك، والله تعالى أعلم. وقال ابن جرير الطبري: اختَلَفَ أهلُ التأويل في المراد من قول الله: (ما جَعَلَ الله لرجل من قلبينِ في جَوْفهِ) ، فقال بعضهم: عَنَى بذلك تكذيبَ قوم من أهل النفاق = الحديث: 2410 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 233 [الأحزاب: 4] 2411 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " ثُمَّ يَدْعُو (1) 2412 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   = وَصَفوا نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه ذو قلبين، فنفى ذلك عن نبيه وكذبَهم ... ثم ذكر أثر ابن عباس هذا، ثم قال: وقال آخرون: بل عنى بذلك رجلاً من قريش كان يُدعى ذا القلبين من دَهْيه ... ثم ذكر من قال ذلك، ثم قال: وقال آخرون: بل عنى بذلك زيد بن حارثة من أجل أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان تبناهُ، فضرب الله بذلك مثلاً، ثم قال: وأوْلى الأقوالِ في ذلك بالصواب قولُ مَن قال: ذلك تكذيب من الله تعالى قولَ من قال لرجل: في جوفه قلبان يَعقِلُ بهما، على النحو الذي روي عن ابنِ عباس، وجائز أن يكونَ ذلك تكذيباً من الله لمن وَصف رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، وأن يكون تكذيباً لمن سَمى القرشي الذي ذُكر أنه سُمي ذا القلبين مِن دهيه، وأي الأمرين كان، فهو نَفْى من الله عن خَلْقِه من الرجال أن يكونوا بتلك الصفة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو العالية: هو رفيع بن مِهران. وأخرجه عبدُ بن حميد (660) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (652) ، والطبراني في "الدعاء" (1023) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (654) من طريق مهدي بن ميمون، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث، عن أبي العالية مرسلا لم يذكر فيه ابن عباس. وانظر (2012) . الحديث: 2411 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 234 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى بَعْضِ بَنَاتِهِ وَهِيَ فِي السَّوْقِ، فَأَخَذَهَا وَوَضَعَهَا فِي حِجْرِهِ حَتَّى قُبِضَتْ، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَبَكَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقِيلَ لَهَا: أَتَبْكِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: أَلا أَبْكِي وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْكِي؟ قَالَ: " إِنِّي لَمْ أَبْكِ، وَهَذِهِ رَحْمَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   (1) حديث حسن، عطاء بن السائب روى له أصحاب السنن، وهو صدوق لكنه اختلط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، وسيأتي الحديث برقم (2475) من طريق سفيان الثوري عن عطاء بن السائب، به، وسفيان الثوري سمع من عطاء قبل الاختلاط. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/394، وعبد بن حميد (593) من طريق سعيد بن زيد أخي حماد بن زيد، والبزار (808 - كشف الأستار) من طريق جرير بنِ عبد الحميد، والنسائي 4/12 من طريق أبي الأحوص، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. ولفظ المرفوع منه عند البزار: "إني لست أبكي، ولكنها رحمة، نظرتُ إليها على هذه الحال ونفسها تنزع". وسيأتي الحديث برقم (2475) و (2704) . ويشهد لقوله: "هذه رحمة" ما عند البخاري (1284) ، ومسلم (923) من حديث أسامة بن زيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قصة ابن ابنته حين أتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به وهو في الموت فبكى، ثم قال: "هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحمُ الله مِن عباده الرحماءَ". وسيأتي في "المسند" 5/204. ويشهد لقوله: "إن المؤمن تخرج نفسه ... " حديث أبي هريرة عند أحمد 2/361 عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "قال الله عز وجل: إن المؤمنَ عندي بمنزلة كل خيرٍ، يَحمَدُني وأنا أنْرِعُ نفسه من بين جنبيه" وإسناده جيد. قوله: "في السوْق"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/424: أي: في النزْعِ، كأن روحه تُساق لِتخرج من بدنه، ويقال له: السياق، أيضاً، وأصله سِوَاق، فقُلِبت الواو ياءً = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 235 2413 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُمْتُ أُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقَالَ: بِيَدِهِ مِنْ وَرَائِهِ حَتَّى أَخَذَ بِعَضُدِي أَوْ بِيَدِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (1) 2414 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي حَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى الْمَعَافِرِيِّ، حَدَّثَنِي حَنَشٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} [البقرة: 223] فِي أُنَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَقَالَ   = لكسرة السين، وهما مصدران من ساقَ يَسُوق. وقوله: "إني لم أبْكِ"، قال السندي: أي: بكاءً عن قِلة الرضا، ولذلك قال: "إن المؤمن ... الخ" أي: المؤمن ينبغي له الرضا عنه تعالى في كل حال، فلا ينبغي له البكاء الصادر عن قلة الرضا، وهو المنهي عنه دون الذي يكون عن رحمة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأبو سعيد مولى بنىِ هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- من رجال البخاري، وعبد الصمد -وهو ابنُ عبد الوارث- فمن رجال الشيخين. ثابت: هو ابن يزيد الأحول، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه البخاري (728) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، والطبراني (12567) من طريق غسان بن الربيع، كلاهما عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (973) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، به. وانظر ما تقدم برقم (1843) و (1912) . الحديث: 2413 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ إِذَا كَانَ فِي الْفَرْجِ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير حسان بن ثوبان، فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو صدوق. حنش: هو ابن عبد الله -ويقال: ابن علي- بن عمرو السبَائي. وأخرجه ابن جرير الطبري 2/397، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 1/381، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (466) ، والطبراني (12983) من طريق عبدِ الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عامر بن يحيى المعافري، بهذا الإسناد. وفيه عندهم: أن ناساً من حِمْيَر أتوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، والراوي عن ابن لهيعة عند ابن أبي حاتم هو عبد الله بن وهب، فالإسناد حسن. وله شاهد من حديث ابن عباس نفسه عند أبي داود (2164) ، والبيهقي 7/195-196، وعنه من طريق آخر سيأتي في "المسند" (2703) ، وعنه أيضاً موقوفاً عليه من طرق عند ابن جرير الطبري 2/392 و393، والبيهقي 7/196. وفي الباب عن جابر بن عبد الله قال: قالت اليهود: إن الرجل إذا أتى امرأته وهي مُجَبيَة (أي: منكبة على وجهها تشبيهاً بهيئة السجود) جاء ولده أحولَ، فنزلت: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) إن شاء مُجبية، وإن شاء غير مجبية، إذا كان في صِمَام واحد. أخرجه مسلم (1435) ، وصححه ابن حبان (4166) و (4197) . وقوله: "فِي صِمام واحد"، قال ابن الأثير: أي: في مسلك واحد، الصمام: ما تُسد به الفُرجة، فسُمي الفرج به، ويجوز أن يكون: في موضع صمام، على حذف المضاف. وأخرجه البخاري (4528) ، ومسلم (1435) ولفظه: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دُبُرها في قُبُلها، كان الولد أحول، فنزلت: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) . وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"، ونقله عنه ابن كثير 1/381 من طريق ابن وهب، عن مالك بن أنس وابن جريج وسفيان الثوري، أن محمد بن المنكدر حدثهم، أن جابر بن عبد الله أخبره: أن اليهود قالوا للمسلمين: من أتَى امرأة وهي مدبرة، جاء الولد = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 2415 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا قَزَعَةُ يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَى مَا أَتَيْتُكُمْ بِهِ مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى أَجْرًا، إِلَّا أَنْ تَوَادُّوا اللهَ (1) ، وَأَنْ تَقَرَّبُوا إِلَيْهِ بِطَاعَتِهِ " (2)   = أحول، فأنزل الله عز وجل: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) . قال ابن جريج في الحديث: فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مُقبلة ومُدبِرة إذا كان ذلك في الفَرْج". قوله: "إذا كان في الفرج"، قال السندي: أي: فنزلت الآية تقريراً لذلك، على أن معنى (أنى شئتم) : كيف شئتم، وأن قوله: (نساؤكم حَرْث لكم) ، وقوله: (فَأْتُوا حرثكم) ، لإفادة أن المأتى لا بُد أن يكونَ موضع حرث، ولا دلالة له على نفي التفخيذ، لأن ذلك تابع للإتيان في موضع الحرث بخلاف الإتيان في موضع آخر غير موضع الحرث، فإنه غير تابع، فلا يجوزُ أصلاً، والله تعالى أعلم. (1) في (م) و (ق) : الله ورسوله، ولفظ "رسوله" ليس في شيء من أصولنا الخطية غير (ق) ، وكذا هو ليس في "أطراف المسند" 1/ورقة 125. (2) إسناده ضعيف لضعف قزعة بن سويد الباهلي. وأخرجه الحاكم 2/443-444 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وصححه ووافقه الذهبي! وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 7/188، والطبراني (11144) من طريق مسلم بن إبراهيم، وابن جرير الطبري 25/25 من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن قزعة بن سويد، به. قلنا: وأخرج البخاري في "صحيحه" (4818) ، وسيأتي في "المسند" (2599) من طريق طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله: (إلا المودةَ في القُربى) ، فقال سعيد بن جبير: قُربى آل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: عجلتَ، إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن بطنٌ من قريش إلا كان له فيهم قَرابة، فقال: إلا أن تَصِلوا ما بيني وبينكم من القرابة = الحديث: 2415 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 238 2416 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ بِلالٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ " تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَتَمَضْمَضَ بِهَا، وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً فَجَعَلَ بِهَا هَكَذَا، - يَعْنِي أَضَافَهَا إِلَى يَدِهِ الْأُخْرَى -، فَغَسَلَ بِهَا وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ رَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى حَتَّى غَسَلَهَا، ثُمَّ أَخَذَ   = قال ابن كثير 7/187: وهكذا روى عامر الشعبي والضحاك وعلي بن أبي طلحة والعوفي ويوسف بن مهران وغير واحد عن ابن عباس مثله، وبه قال مجاهد وعكرمة وقتادة والسدي وأبو مالك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم. وأخرج الحاكم 2/444 من طريق عمرو بن عون، حدثنا هشيم، أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي قال: أكثَرَ الناسُ علينا في هذه الآية: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودةَ في القُربى) ، فكتبنا إلى ابن عباس نسأله عن ذلك، فكتب ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أوسطَ بيتٍ في قريش، ليس بطن من بطونهم إلا قد وَلَدَه، فقال الله عز وجل: (قل لا أسألكم عليه أجراً) إلى ما أدعوكم إليه إلا أن تودوني بقرابتي منكم وتحفظوني بها. قال هشيم: وأخبرني حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحو من ذلك، قال الحاكم: هذا حديث صحيح ولم يخرجاه بهذه الزيادة، وهو صحيح على شرطهما، فإن حديث عكرمة صحيح على شرط البخاري، وحديث داود بن أبي هند صحيح على شرط مسلم. ونسبه الحافظ في "الفتح" 8/565 إلى سعيد بن منصور. وقوله: "القُربى"، قال الحافظ في "الفتح": مصدر كالزلفى والبُشرى، بمعنى القَرابة، والمراد: في أهل القربى، وعَبر بلفظ "في" دون اللام، كأنه جعلهم مكاناً للمودة ومَقراً لها، كما يقال: لي في آل فلان هوى، أي: هم مكان هواي، ويحتمل أن تكون "في" سببية، وهذا على أن الاستثناء متصل، فإن كان منقطعاً، فالمعنى: لا أسألكم عليه أجراً قط، ولكن أسألكم أن تَوَدوني بسبب قرابتي فيكم. الحديث: 2416 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 239 غَرْفَةً أُخْرَى، فَغَسَلَ بِهَا رِجْلَهُ الْيُسْرَى "، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 2417 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَ هَذَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، وابن بلال: هو سليمان. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/53 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (140) من طريق أبي سلمة الخزاعي، به. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/9، والنسائي 1/74، وابن خزيمة (148) ، وابن حبان (1078) و (1086) ، والبيهقي في "السنن" 1/55 من طريق محمد بن عجلان، وأبو داود (137) ، والحاكم 1/147 والبيهقي في "المعرفة" (79) من طريق هشام بن سعد، والنسائي في "المجتبى" 1/73، والبيهقي في "المعرفة" (78) و (80) من طريق عبد العزيز الدراوردي، والبيهقي في "السنن" 1/67 من طريق ورقاء، أربعتهم عن زيد بن أسلم، به. وأخرجه ابن ماجه (403) ، والنسائي في "الكبرى" (93) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن زيد بن أسلم، به، مختصراً ولفظه: أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مضمض واستنشق من غرفة واحدة. وانظر ما تقدم برقم (2072) ، وما سيأتي برقم (3450) . قوله: "رشَّ"، قال الحافظ في "الفتح" 1/241: أي سكب الماءَ قليلاً قليلاً إلى أن صدق عليه مُسمى الغسل، وقوله: "حتى غسلها" صريح في أنه لم يكتف بالرش. (2) صحيح كسابقه، وفي هذا الإسناد إشكال، فيعقوبُ بن إبراهيم هذا الذي روى عن ابن عباس لم نتبينه، وليس فيمن روى عن ابن عباس من يُسمى يعقوب بن إبراهيم، وأقربُ الرواة إلى هذه الطبقة ممن يسمى بهذا الاسم اثنان: يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، وهو يروي عن أبيه عن عمر، ويروي عنه عطاف بن خالد، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/395، قال الشيخ أحمد شاكر: فمثل هذا لا يبعد أن = الحديث: 2417 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 240 2418 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً، جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي هَذَا بِهِ جُنُونٌ، يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا، فَيَخْبُثُ عَلَيْنَا، " فَمَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ وَدَعَا "، فَثَعَّ ثَعَّةً - يَعْنِي سَعَلَ - فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الْأَسْوَدِ (1) 2419 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَوَاجِبٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا، وَمَنْ شَاءَ اغْتَسَلَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ بَدْءِ الْغُسْلِ: كَانَ النَّاسُ مُحْتَاجِينَ، وَكَانُوا يَلْبَسُونَ الصُّوفَ، وَكَانُوا يَسْقُونَ النَّخْلَ عَلَى ظُهُورِهِمْ، وَكَانَ مَسْجِدُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيِّقًا مُتَقَارِبَ السَّقْفِ، فَرَاحَ النَّاسُ فِي الصُّوفِ فَعَرِقُوا، وَكَانَ مِنْبَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصِيرًا، إِنَّمَا هُوَ ثَلاثُ دَرَجَاتٍ، فَعَرِقَ النَّاسُ فِي الصُّوفِ، فَثَارَتْ أَرْوَاحُهُمْ، أَرْوَاحُ الصُّوفِ، فَتَأَذَّى بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، حَتَّى بَلَغَتْ أَرْوَاحُهُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا جِئْتُمُ الْجُمُعَةَ، فَاغْتَسِلُوا، وَلْيَمَسَّ أَحَدُكُمْ مِنْ أَطْيَبِ طِيبٍ   = يكون أدرك ابن عباس، ويعقوب بن إبراهيم بن عبد الله بن حنين مولى ابن عباس، وهو يروي عن نافع، ويروي عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، ذكره البخاري 8/396، قال الشيخ أحمد شاكر: فإن كان هذا كانت روايته منقطعة، والله تعالى أعلم. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. (1) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي. وانظر (2133) . الحديث: 2418 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 241 إِنْ كَانَ عِنْدَهُ " (1) 2420 - حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ   (1) إسناده جيد، عمرو بن أبي عمرو: وهو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب -وإن كان من رجال الشيخين- ينحط عن رتبة الصحيح. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وأخرجه ابن خزيمة (1755) ، والحاكم 1/280-281 و4/189 من طريق عبد الله بن وهب، وعبد بن حميد (590) عن خالد بن مخلد، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو داود (353) ، والطحاوي 1/116-117، والطبراني (11548) ، والبيهقي 1/295 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به. وحسن الحافظ إسناده في "الفتح" 2/362 من هذا الوجه. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (902) ، ومسلم (847) ، وابن حبان في "صحيحه" (1237) قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار، يُصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرقُ، فأتى رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنسان منهم -وهو عندي- فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا". وعنها أيضاً عند البخاري (903) ، ومسلم (847) ، وابن حبان (1236) قالت: كان الناس مَهَنَةَ أنفُسهم، وكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم، فقيل لهم: لو اغتسلتم. قوله: "عن بدء الغسل"، قال السندي: أي: ابتداء شرعه، أي: حتى تعرف أن علته قد عدمت الآن، فلو فُرض واجباً لما بقي وجوبُه الآن، فكيف وهو غيرُ واجب من الأصل، وهذا المعنى هو الذي يقتضيه تمام هذا الحديثِ. الحديث: 2420 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 242 فَاقْتُلُوهُ، وَاقْتُلُوا الْبَهِيمَةَ " (1)   (1) الإسناد مكرر ما قبله، عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب وثقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والعجلي، وضعفه ابن معين والنسائي وعثمان الدارمي لروايته عن عكرمة حديث البهيمة، وقال العجلي: أنكروا حديث البهيمة، وقال البخاري: لا أدري سمعه من عكرمة أم لا، وقال أيضاً: عمرو بن أبي عمرو صدوق لكنه روى عن عكرمة مناكير، وقال أبو داود: ليس هو بذاك، حَدث بحديث البهيمة، وقد روى عاصم عن أبي رزين، عن ابن عباس: ليس على من أتى بهيمة حد، وقال الساجي: صدوق إلا أنه يهم. وأخرجه عبد بن حميد (575) ، وأبو داود (4464) ، والترمذي (1455) ، والنسائي في "الكبرى" (7340) ، وأبو يعلى (2462) و (2743) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 554، والدارقطني 3/126-127، والحاكم 4/355، والبيهقي في "السنن" 8/233 وفي "معرفة السنن والآثار" (5087) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو، بهذا الإسناد. وزاد أبو داود والترمذي والنسائي والدارقطني والبيهقي: قيل لابن عباس: ما شأن البهيمة؟ قال: ما سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك شيئاً، ولكن أرى رسول الله كَرِه أن يُؤكل من لحمها أو ينتفع بها وقد عُمِل بها ذلك العمل. قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى سفيان الثوري عن عاصم عن أبي رزين مسعود بن مالك الكوفي عن ابن عباس أنه قال: من أتى بهيمة فلا حَد عليه. حدثنا بذلك محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان الثوري، وهذا أصح من الحديث الأول، والعمل على هذا عند أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق. وأخرجه أبو داود (4465) من طرق عن عاصم بن بهدلة، به، وقال: حديث عاصم يُضعف حديث عمرو بن أبي عمرو. قال الخطابي في "معالم السنن" 3/333-334: يريد أن ابن عباس لو كان عنده في هذا الباب حديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُخالفه، وقال ابنُ معين: عمرو بن أبي عمرو ليس به بأس وَليس بالقوي، وقال محمد بن إسماعيل: صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من حديثه أنه سمع عكرمة، وقد عارض هذا الحديثَ نهيُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قتل الحيوان إلا لمأكلة ... ، ثم ذكر = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 2421 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ فِي الرَّمْيِ، وَالذَّبْحِ وَالْحَلْقِ: " لَا حَرَجَ " (1) 2422 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ أَعْطِ ابْنَ عَبَّاسٍ الْحِكْمَةَ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " (2)   = الخطابي الاختلاف في هذا الفعل، ثم قال: وقال أكثر الفقهاء: يُعَزر، وكذلك قال عطاء والنخعي، وبه قال مالك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل، وكذلك قال أبو حنيفة وأصحابه، وهو أحد قولي الشافعي، وقوله الآخر: إن حكمه حكم الزاني. وسيأتي الحديث برقم (2727) مرفوعاً، وبرقم (2733) موقوفاً، وإسناداهما ضعيفان، وانظر ما تقدم برقم (1875) . وفي الباب عن أبي هريرة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5987) عن عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير، عن علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من وقع على بهيمة فاقتلوه، واقتلوها معه". وهذا إسناد ضعيف، عبد الغفار بن عبد الله لم يوثقه غير ابن حبان، وقد قال أبو يعلى بإثره: ثم بلغني أنه رجع عنه. وقد أورد حديثه هذا ابن عدي عن أبي يعلى في مقدمة "الكامل" 1/46 تحت باب: من قال: التلقين هو الذي يكذب فيه الراوي، وذكر بعض من لُقن. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو سعيد من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وابن طاووس: هو عبد الله. وانظر (2338) . (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف حسين بن عبد الله بن عُبيد الله بن عباس = الحديث: 2421 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 244 2423 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كِنَانَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي هِشَامَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ الْوَلِيدُ يَسْأَلُ ابْنَ عَبَّاسٍ: كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الاسْتِسْقَاءِ؟ فَقَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُتَبَذِّلًا مُتَخَشِّعًا، فَأَتَى الْمُصَلَّى، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَمَا يُصَلِّي فِي الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى " (1) 2424 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا، وَمِنَ البَيَانِ سِحْرًا " (2)   = وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن سعد 2/365 عن خالد بن مخلد البجلي، والطبراني (11531) من طريق عبد العزيز بن يحيى، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/365 عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن حسين بن عبد الله، به. فزاد في الإسناد: عمرَو بنَ أبي عمرو! وانظر (1840) . (1) حسن، إسماعيل بن ربيعة بن هشام روى عنه هذا الحديث اثنان، وصحح له ابن خزيمة، وأورده الحسيني في "الإكمال"، وابن العراقي في "ذيل الكاشف"، وابن حجر في "التعجيل"، فلم يذكروا عن أحد توثيقاً له، وقد تابعه سفيان الثوري فيما تقدم برقم (2039) . والوليد الذي سأل ابنَ عباس: هو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان والياً على المدينة من قِبَلِ عمه معاوية. انظر "السير" 3/534. وأخرجه ابنُ خزيمة (1419) ، والطبراني (10819) ، والدارقطني 2/67-68 والحاكم 1/326 من طريق عبد الله بن يوسف، عن إسماعيل بن ربيعة بن هشام، به. (2) صحيح لغيره، سماك بن حرب صدوق حسنُ الحديث، إلا أن في روايته عن = الحديث: 2423 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 2425 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ، وَلا   = عكرمة اضطرابا، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. زائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه الطبراني (11763) من طريق إسحاق بن راهويه، عن أبي أسامة، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/691-692، وعنه ابن ماجه (3756) عن أبي أسامة، عن زائدة، به مختصراً بقصة الشعر فقط. وأخرجه ابن حبان (5778) ، والطبراني (11759) و (11760) و (11762) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (7) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/355، والبيهقي 10/237 من طرق عن سماك بن حرب، به. وأخرجه الطبراني (12888) من طريق أبي يزيد المديني، والحاكم 3/613 والبيهقي في "الدلائل" 5/317 من طريق مقسم، كلاهما عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2473) و (2761) ، و (2815) و (2861) و (3026) و (3068) . وفي الباب عن أُبي بن كعب عند أحمد 5/125 والبخاري (6145) . وعن ابن مسعود عند أحمد 1/454، والترمذي (2844) . وعن ابن عمر عند أحمد 2/16، والبخاري (5767) . وعن كعب بن مالك عند أحمد 3/456. وعن بريدة بن الحصيب عند ابن أبي شيبة 8/692، وأبي داود (5012) ، والبزار (2100 - كشف الأستار) . وعن عائشة عند البزار (2101) و (2102) و (2103) . قوله: "إن من الشعر حُكماً"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/419: أي: إن من الشعر كلاماً نافعاً يمنع من الجهل والسفَه، وينهى عنهما، قيل: أراد بها المواعظَ والأمثال التي ينتفعُ بها الناس، والحُكْمُ: العلمُ والفقه والقضاء بالعدل، وهو مصدر: حكَم يَحْكُم، ويُروى "إن من الشعر لحِكمةً" وهي بمعنى الحُكْم. = الحديث: 2425 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 246 صَفَرَ وَلا هَامَ " - فَذَكَرَ سِمَاكٌ أَنَّ الصَّفَرَ: دَابَّةٌ تَكُونُ فِي بَطْنِ الْإِنْسَانِ -، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَكُونُ فِي الْإِبِلِ الْجَرِبَةُ فِي الْمِائَةِ، فَتُجْرِبُهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟ " (1)   (1) صحيح لغيره، سماك بن حرب قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن ماجه (3539) ، والطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 14، والطحاوي 4/307-308 من طرق عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة دون ذكر قصة الإبل. وأخرجه الطبري ص 15، والطبراني (11605) من طريق الحكم بن أبان، والطبري ص 15 من طريق يزيد بن أبي زياد، كلاهما عن عكرمة، به. وفي إسناديهما ضعف. وسيأتي برقم (3032) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/267، والبخاري (5717) ، ومسلم (2220) . وثان من حديث ابن عمر عند أحمد 2/24-25، وابن ماجه (86) و (3540) . وثالث من حديث ابن مسعود عند أحمد 1/440، والترمذي (2143) . ورابع من حديث جابر عند أحمد 3/382، ومسلم (2222) . وخامس من حديث السائب بن يزيد عند أحمد 3/449-450، ومسلم (2220) (103) . قوله: "لا صفر"، الصفر: دواب في البطن، وهي دود، وكانوا يعتقدون أن في البطن دابة تهيج عند الجوع، وربما قتلت صاحبها، وكانت العرب تراها أعدى من الجرب، فأبطله الإسلام. وقوله: "لا هامة" الهامَة: طائر كانت العرب تزعم أن عظام الميت تصير هامة فتطير، وكانوا يُسمون ذلك: الصدى، ومن ذلك تطير العامة بصوت الهامة، فأبطل الشرعٍ ذلك. وقوله: "لا عدوى"، قال البغوي في "شرح السنة" 12/169: يريد أن شيئا لا يعدي شيئا بطبعه، إنما هو بتقدير الله عز وجل، وسابق قضائه، بدليل قوله للأعرابي: "فمن= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 247 2426 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (1) 2427 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَةَ، وَأَمَرَهُمْ   = أعدى الأول"، يريد أن أول بعير جَرِب منها، كان جربُه بقضاء الله وقدره، لا بالعدوى، فكذلك ما ظهر بسائر الإبل من بعدُ. (1) صحيح لغيره. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه أبو يعلى (2703) ، والبيهقي 2/421 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11752) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة بن قدامة، به. وأخرجه الطيالسي (2672) ، وابن أبي شيبة 1/398، والترمذي (331) ، وأبو يعلى (2357) ، وابن حبان (2310) و (2311) من طريق أبي الأحوص، عن سماك بن حرب، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (2813) و (2940) و (3371) ، وانظر (2061) . وله شاهد من حديث ميمونة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أحمد 6/330، والبخاري (333) ، ومسلم ص 458 (270) . وثان من حديث أم حبيبة صححه ابن حبان (2312) . وثالث من حديث أم سُليم عند أحمد 6/377. الخُمْرة، قال الحافظ في "الفتح" 1/430: بضم الخاء المعجمة وسكون الميم، قال الطبري: هو مصلى صغير يُعمل من سَعَف النخل، سُميت بذلك لسترها الوجه والكفين من حر الأرض وبردها، فإن كانت كبيرة سميت حصيراً. الحديث: 2426 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 بِالسَّكِينَةِ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِإِيجَافِ الْإِبِلِ وَالْخَيْلِ " فَمَا رَأَيْتُ نَاقَةً رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً، حَتَّى بَلَغَتْ جَمْعًا، ثُمَّ أَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنًى، وَهُوَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِإِيجَافِ الْإِبِلِ وَالْخَيْلِ " فَمَا رَأَيْتُ نَاقَةً رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً حَتَّى بَلَغَتْ مِنًى (1) 2428 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَهْدَى رَسُولُ اللهِ، مِائَةَ بَدَنَةٍ فِيهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَّةٌ مِنْ فِضَّةٍ " (2)   (1) صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له أصحاب السنن، وله في البخاري حديث واحد، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو داود (1920) ، والبيهقي 5/119 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1920) ، ومن طريقه البيهقي 5/126 عن وهب بن بيان، عن عَبيدة بن حُميد، عن الأعمش، به. وانظر (2099) . وأخرج الحاكم 1/465 من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان، عن الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن أسامة. وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! مع أن مقسماً من أفراد البخاري. وسيأتي من رواية ابن عباس عن أسامة في "المسند" 5/201 و202 و207. (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل بن إسماعيل وكذا ابن أبي ليلى -واسمه = الحديث: 2428 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 2429 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1) 2430 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، (2) قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مُغِيبًا أَتَتْ رَجُلًا تَشْتَرِي مِنْهُ شَيْئًا، فَقَالَ: ادْخُلِي الدَّوْلَجَ حَتَّى أُعْطِيَكِ، فَدَخَلَتْ، فَقَبَّلَهَا وَغَمَزَهَا، فَقَالَتْ: وَيْحَكَ إِنِّي مُغِيبٌ، فَتَرَكَهَا، وَنَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ، فَأَتَى عُمَرَ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي صَنَعَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، فَلَعَلَّهَا مُغِيبٌ قَالَ: فَإِنَّهَا مُغِيبٌ، قَالَ: فَائْتِ أَبَا بَكْرٍ، فَاسْأَلْهُ فَأَتَى أَبَا بَكْرٍ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَيْحَكَ لَعَلَّهَا مُغِيبٌ قَالَ: فَإِنَّهَا مُغِيبٌ قَالَ: فَائْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبِرْهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَلَّهَا مُغِيبٌ " قَالَ: فَإِنَّهَا مُغِيبٌ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ   = محمد بن عبد الرحمن- موصوفان بسوء الحفظ. وسيأتي برقم (2880) ، وانظر (2079) . (1) إسناده ضعيف لضعف مؤمل وعبد الأعلى: وهو ابن عامر الثعلبي. سفيان: هو الثوري. وانظر (2069) . (2) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : "حدثنا مؤمل، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا حماد"، وقوله: "قال: حدثنا سفيان" زيادة لم ترد في النسخ العتيقة من "المسند" مثل (ظ9) و (ظ14) ، وكذا لم يُوردها الحافظُ ابن حجر في كتابيه "أطراف المسند" 1/ورقة 129، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 129. الحديث: 2429 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 اللَّيْلِ} [هود: 114] إِلَى قَوْلِهِ: {لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهِيَ فِيَّ خَاصَّةً، أَوْ فِي النَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَلا نَعْمَةَ عَيْنٍ لَكَ، بَلْ هِيَ لِلنَّاسِ عَامَّةً، قَالَ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " صَدَقَ عُمَرُ " (1) 2431 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ فِي قَوْلِ الْجِنِّ: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} [الجن: 19] ، قَالَ: " لَمَّا رَأَوْهُ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ، وَيُصَلُّونَ بِصَلاتِهِ، وَيَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ، وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ، تَعَجَّبُوا مِنْ طَوَاعِيَةِ أَصْحَابِهِ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، قَالُوا: إِنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف برقم (2206) . حماد: هو ابن سلمة. (2) صحيح، مؤمل بن إسماعيل -وإن كان في حفظه شيء- قد تُوبِعَ، ومَنْ فوقه ثقات مِن رجال الشيخين. أبو عَوانة: هو الوضَّاحُ بنُ عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفرُ بن أبي وحشية. وأخرجه الترمذي بإثر الحديث رقم (3323) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطبري 29/118 من طريق أبي مسلم، كلاهما عن أبي عَوانة، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرج الحاكم 2/504 من طريق أحمد بن منيع، حدثنا هشيم، أخبرني مغيرة -وهو ابن مِقسم الضبي-، عن أبي معشر -وهو زياد بنُ كليب-، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: (كادوا يكونون عليه لِبَداً) ، قال: كانوا يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، يعني الجن! وصحح إسناده ووافقه الذهبي. وأخرج ابن جرير الطبري 29/118 عن ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن الحديث: 2431 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 2432 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، عَاصِبًا رَأْسَهُ فِي خِرْقَةٍ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنَ النَّاسِ خَلِيلًا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ خُلَّةُ الْإِسْلامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ " (1)   = زياد، عن سعيد بن جبير في قوله: (وأنه لما قام عبدُ الله ... ) الآية، قال: كان أصحابُ نبيَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتمون به، فيركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده. ابن حميد -وهو محمد بن حميد الرازي- ضعيف، لكن خبره هذا يؤيده حديث أبي عوانة. وانظر ما تقدم برقم (2271) . اللبْد: كل شعر أو صوف متلبد، واللبَد: بعضهم على بعض. قال السندي: قوله: قالوا: أنه لما قام عبدُ الله ... الخ، يريد أنه من كلام الجن لقومهم، وضمير "يكونون" للصحابة لا للجن، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع، وجرير: هو ابن حازم. وأخرجه ابن سعد 2/227-228 عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (467) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1463) ، والنسائي في "الكبرى" (8102) ، وأبو يعلى (2584) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/441، وابن حبان (6860) ، والطبراني (11938) ، والقطيعي في زياداته على "الفضائل" (134) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/176 من طريق وهب بن جرير، والطبراني (11938) من طريق داود بن منصور القاضي، كلاهما عن جرير بن حازم، به. = الحديث: 2432 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 2433 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا أَتَاهُ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنِكْتَهَا؟ " لَا يُكَنِّي، قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَمَرَ بِرَجْمِهِ (1) 2434 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ   = وأخرجه دون قصة سد كل خوخة الطبراني (11974) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وسيأتي في "المسند" مختصراً بقصة الخُلة فقط برقم (3385) من طريق أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/18، والبخاري (466) ، ومسلم (2382) . وعن أبي المعلى الأنصاري عند أحمد 3/478، والترمذي (3659) وقال: حسن غريب. قوله: "أمن على"، قال السندي: أي: أكثر إحساناً، وأبلغ إكراماً وإنعاماً، فهو من المِنة بمعنى النعمة والإحسان، لا بمعنى تعداد النعمة، فإن ذاك مكروه. ولكن خُلة الإسلام: أي: الاقتصار عليها أفضل من التجاوز إلى خُلة لا تليق له إلا مع الله تعالى. وكل خَوْخَة: هو الباب الصغير الذي يُتخذ للخروج من البيت إلى المسجد ونحوه. (1) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (2129) . الحديث: 2433 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 فَيَقُولُ: أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَةِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ "، ثُمَّ يَقُولُ: " هَكَذَا كَانَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ يُعَوِّذُ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ " (1) 2435 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّا نَغْزُو، فَنُؤْتَى بِالْإِهَابِ وَالْأَسْقِيَةِ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ، إِلا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ " (2) 2436 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعٍ، وَلا يَكُفَّ   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري، سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7988) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2060) ، وقال: حسن صحيح. وانظر (2112) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن وعلة، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (190) . وأخرجه الدارمي (1985) ، ومسلم (366) (105) ، وأبو داود (4123) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 810، وأبو عوانة 1/212، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/262، والطبراني في "الصغير" (698) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/218، والخطيب في "تاريخه" 10/338 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وبعضهم لا يذكر فيه سوى المرفوع منه، وانظر (1895) . الحديث: 2435 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 254 شَعْرًا وَلا ثَوْبًا " (1) 2437 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2) 2438 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَأَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ بِمَنْزِلَةِ الطَّعَامِ " (3) 2439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " كُلُوا فِي الْقَصْعَةِ مِنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (10855) عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (809) ، والطبري في "تهذيب الآثار" 1/200، وأبو عَوانة 1/182، والبيهقي 2/108 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (1927) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وجابر بن زيد: هو أبو الشعثاء. وانظر (1919) ، وسيأتي برقم (2581) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14211) . وأخرجه مسلم (1525) (29) ، والنسائي في "المجتبى" 7/825، وفي "الكبرى" (6190) ، والطبراني (10871) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (1847) . الحديث: 2437 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 255 جَوَانِبِهَا، وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا " (1) 2440 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَحْسِبُهُ رَفَعَهُ، قَالَ: كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (2)   (1) إسناده حسن، سفيان -وهو الثوري- سماعه من عطاء بن السائب قبل الاختلاط. وأخرجه الطبراني (12290) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3277) من طريق محمد بن فضيل، والترمذي (1805) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عطاء بن السائب، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (2730) و (3190) و (2314) و (3438) . وفي الباب عن واثله بن الأسقع عند أحمد 3/490، وابن ماجه (3276) ، وهو حسن. وعن عبد الله بن بسر عند أبي داود (3773) ، وابن ماجه (3275) ، وسنده جيد. قوله: "فإن البركة"، قال السندي: أي: النماء والزيادة، "تنزل في وسطها" أي: فلا تجعلوه خالياً. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: كذا ورد غيرَ منسوبٍ، ويحتمل أن يكون سريج بن يونس أو سريج بن النعمان، فإن الإمام أحمد يروي عن كليهما، وهما ثقتان من رجال الصحيح، لكن في "التهذيب" أن الذي يروي عن حماد بن سلمة: هو سريج بن النعمان. وأخرجه الطبراني (12503) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. = الحديث: 2440 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 256 2441 - حَدَّثَنَا سُرَيجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ الْعَوَّامِ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ أَبِي الْقَاسِمِ مِقْسَمٍ، (1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطَبَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، فَجَعَلَتْ أَمْرَهَا إِلَى الْعَبَّاسِ، فَزَوَّجَهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 2442 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ،   = وأخرجه ابن حزم في "المحلى" 4/120 من طريق الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد وحماد بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير: أن ابن عباس كان إذا رفع رأسه من الركوع ... فذكره موقوفاً على ابن عباس. وسيأتي برقم (2489) و (2505) و (3083) ، وانظر (2498) . وفي الباب عن علي تقدم برقم (729) . وعن أبي سعيد الخدري سيأتي 3/87، وصححه ابن حبان (1905) . وعن البراء بن عازب سيأتي أيضاً 4/285. وعن ابن أبي أوفى 4/353. (1) "مقسم" تحرف في (م) إلى: القاسم، وقوله: "أبي القاسم" ليس في (م) . (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج -وهو ابن أرطاة-. الحكم: هو ابن عتيبة، وسريج الذي يروي عن عباد بن العوام: هو سريج بن يونس، كما في "التهذيب". وأخرجه أبو يعلى (2481) عن أبي خيثمة، والطبراني (12093) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عمه القاسم، كلاهما عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 8/133 عن الواقدي، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف. وأخرجه بنحوه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 4/14 قال: وحدثني أبان بن صالح وعبد الله بن أبي نجيح، عن عطاء بن أبي رباح ومجاهدٍ أبي الحجاج، عن ابن عباس. وإسناده حسن من أجل ابن إسحاق. الحديث: 2441 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 257 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَتَلَ الْمُسْلِمُونَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَأَرْسَلُوا رَسُولًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَغْرَمُونَ (1) الدِّيَةَ بِجِيفَتِهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَخَبِيثٌ، خَبِيثُ الدِّيَةِ، خَبِيثُ الْجِيفَةِ " فَخَلَّى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ (2) 2443 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ: " أَنْ يَعْقِلُوا مَعَاقِلَهُمْ، وَأَنْ يَفْدُوا عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَالْإِصْلاحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ "، (3) 2444 - حَدَّثَنِي سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (4)   (1) في (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) : يعرضون، وعلى حاشية (ظ9) : يغرمون، وأشار إلى أنها في نسخة أخرى. (2) إسناده ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد رواه بالعنعنة. وانظر (2230) قوله: "يَغْرَمون"، قال السندي: من غَرِم كسَمع، أي: يلتزمون الديةَ في مقابلة جيفته، أي: كانوا يريدون أن يأخذوا جيفته، ويُعطوا الدية لذلك. وانظر "فتح الباري" 6/283. (3) إسناده ضعيف لتدليس الحجاج. وهذا الحديث من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، وسيأتي فيه برقم (6904) . وانظر ما بعده. قوله: "أن يعقلوا"، قال السندي: من العَقْل: بمعنى الدية، "عانيَهم": أي أسيرهم. (4) إسناده ضعيف لتدليس الحجاج. = الحديث: 2443 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 2445 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تَنَفَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ فِي سَيْفِي ذِي الْفَقَارِ فَلًّا، فَأَوَّلْتُهُ: فَلًّا يَكُونُ فِيكُمْ، وَرَأَيْتُ أَنِّي مُرْدِفٌ كَبْشًا، فَأَوَّلْتُهُ: كَبْشَ الْكَتِيبَةِ، وَرَأَيْتُ أَنِّي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، فَأَوَّلْتُهَا: الْمَدِينَةَ، وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ، فَبَقَرٌ وَاللهِ خَيْرٌ، فَبَقَرٌ وَاللهِ خَيْرٌ " فَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 9/318، ومن طريقه أبو يعلى (2484) ، وابن حزم في "المحلى" 11/45 عن حفص بن غياث، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وضعفه ابن حزم. وانظر ما قبله. (1) إسناده حسن، ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، وسريج يحتمل أن يكون ابنَ النعمان، أو أن يكون ابنَ يونس، فكلاهما روى عن أبي الزناد. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأخرجه بأطول مما هنا الحاكم 2/128-129، وعنه البيهقي في "السنن" 7/41، وفي "الدلائل" 3/204-205 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وأخرج أوله إلى قوله "ويوم أحد": الترمذي بعد الحديث (1561) ، وابن ماجه (2808) ، والطحاوي 3/302، والطبراني (10733) ، والحاكم 3/39، والبيهقي في "السنن" 6/304، وفي "الدلائل" 3/136-137 من طرق عن ابن أبي الزناد، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: حسن غريب. وأخرج نحوه مختصراً الطبراني (12104) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وأبو شيبة متروك. وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند البخاري (3622) ، ومسلم (2272) . الحديث: 2445 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 259 2446 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَتْ قِرَاءَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِاللَّيْلِ قَدْرَ مَا يَسْمَعُهُ مَنْ فِي الْحُجْرَةِ، وَهُوَ فِي الْبَيْتِ " (1) 2447 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْخَبَرُ كَالْمُعَايَنَةِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْبَرَ مُوسَى بِمَا صَنَعَ قَوْمُهُ فِي الْعِجْلِ، فَلَمْ يُلْقِ الْأَلْوَاحَ،   = وعن جابر بن عبد الله وسيأتي في "المسند" 3/351. قوله: "تنفل"، قال السندي: أي: أخذه زيادةً لنفسه، "ذا الفَقار": بفتح الفاء، قيل: سُمي بذلك، لأنه كان فيه حفَر صِغار حِسان، "فلا": بفتح فتشديد، هو الكسر في حَدِّ السيف، "كبش الكتيبة": في "الصحاح": كبش الكتيبة: سَيدُهم، والكتيبة -بالتاء المثناة من فوق-: القطعة العظيمة من الجيش. قوله: "والله خير"، قال الحافظ في "الفتح" 7/377: هذا من جملة الرؤيا كما جزم به عياض وغيره، كذا بالرفع فيهما على أنه مبتدأ وخبر، وفيه حذف تقديره: وصُنْع الله خير، قال السهيلي: معناه: رأيت بقراً تُنحر، والله عنده خير. قلت: في رواية ابن إسحاق "وإني رأيت والله خيراً، رأيت بَقَراً" وهي أوضح، والواو للقَسَم، والله بالجَرِّ، وخيراً مفعول رأيت.. وقد وقع في حديث ابن عباس (!) ومرسل عروة "تأولتُ البقر التي رأيتُ بَقْراً يكون فينا" قال: فكان ذلك مَن أصيب من المسلمين، وقوله: "بَقْر" هو بسكون القاف، وهو شَق البطن، وهذا أحد وجوه التعبير أن يشتق من الاسم معنى مناسبٌ. (1) إسناده حسن. وأخرجه أبو داود (1327) ، والترمذي في "الشمائل" (314) ، والطحاوي 1/344 من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. الحديث: 2446 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 فَلَمَّا عَايَنَ مَا صَنَعُوا، أَلْقَى الْأَلْوَاحَ فَانْكَسَرَتْ " (1) 2448 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلاةٍ وَلَكِنِّي لُدِغْتُ،   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُريج بن النعمان، فمن رجال البخاري، وهشيم مدلس وقد رواه بالعنعنة، وقال ابن عدي: يقال: إن هذا لم يسمعه هشيم من أبي بشر، إنما سمعه من أبي عوانة عن أبي بشر، فدلسه. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. وأخرجه الحاكم 2/321 من طريق العباس بن محمد الدوري، عن سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! وأخرجه ابن حبان (6213) عن الحسن بن سفيان، وابن عدي في "الكامل" 7/2596 عن إبراهيم بن أسباط، وأبو الشيخ في "الأمثال" (5) عن حامد بن شعيب البلخي، ثلاثتهم عن سريج بن يونس، عن هشيم، به. وأخرجه ابن عدي 7/2596، والخطيب في "تاريخه" 6/56 من طريق شعبة بن الحجاج، والطبراني في "الأوسط" (25) من طريق محمد بن عيسى الطباع، كلاهما عن هشيم، به. وحديث شعبة مختصر بلفظ: "ليس الخبر كالمعاينة". وأخرجه البزار (200) ، وابن حبان (6214) ، وابن عدي 7/2596، والطبراني في "الكبير" (12451) ، والحاكم 2/380، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1182) و (1183) و (1184) من طرق عن أبي عوانة، عن أبي بشر، به مطولاً ومختصراً. وانظر (1842) . ولقوله: "ليس الخبر كالمعاينة"، شاهد من حديث أنس عند الخطيب البغدادي في "تاريخه" 3/200، والضياء في "المختارة" (1827) و (1828) . ومن حديث أبي هريرة عند الخطيب البغدادي 8/28. الحديث: 2448 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 قَالَ: وَكَيْفَ فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ، قَالَ: وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ (1) حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ، عَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ، فَقَالَ سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ جُبَيْرٍ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّهْطَ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلَ، وَالرَّجُلَيْنِ (2) وَالنَّبِيَّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقُلْتُ: هَذِهِ أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْجَانِبِ الْآخَرِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ " ثُمَّ نَهَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ، فَخَاضَ الْقَوْمُ فِي ذَلِكَ، فَقَالُوا: مَنْ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلامِ، وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا قَطُّ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ تَخُوضُونَ فِيهِ؟ " فَأَخْبَرُوهُ بِمَقَالَتِهِمْ، (3) فَقَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلا يَسْتَرْقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "، فَقَامَ   (1) في (ظ9) : حديثاً، وفي (ظ14) : حديثاً حُدثناه عن الشعبي. (2) قال السندي: هكذا في النسخ، وفي "مسلم": والرجلان، كما هو الظاهر، ووجهه نصب "الرهط" و"الرجل" على أنه عطف على النبي، وجعل "معه" حالاً عنه مقدماً. (3) في (ظ9) و (ظ14) : مقالتهم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " أَنْتَ مِنْهُمْ " ثُمَّ قَامَ الْآخَرُ فَقَالَ: أَنَا مِنْهُمْ (1) يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ "، (2) • 2449 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (3) حَدَّثَنَا شُجَاعٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، مِثْلَهُ (4)   (1) في (م) : فيهم. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري. وأخرجه البخاري (6541) عن أسِيد بن زيد، ومسلم (220) (374) ، وأبو عوانة 1/85-86 من طريق سعيد بن منصور، وابن حبان (6430) ، وابن منده في "الإيمان" (982) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1163) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، ثلاثتهم عن هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولا ومختصراً البخاري (3410) و (5705) و (5752) و (6541) ، ومسلم (220) (375) ، والترمذي (2446) ، وأبو عوانة 1/86، وابن منده (983) و (984) ، والبغوي (4322) من طرق عن حُصين بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي مختصراً بقصة دخولِ السبعين ألفاً الجنة برقم (2954) . وقوله: "لا رُقية إلا من عَيْنٍ أو حُمَةٍ" سيأتي من حديث سهل بن حنيف 3/486، ومن حديث عمران بن حصين 4/436 و438 و446. الحُمَة، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/446: السم، ويُطْلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السم منها يخرج. وقوله: "لا رقية إلا من عين أو حُمة"، قال السندي: قيل: لم يرد الحصْر، بل أراد أنهما أحق بالرقية لِشدة الضرورة فيهما. (3) هذا الحديث جاء في (م) على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في أصولنا الخطية. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. شجاع: هو ابن مَخْلد الفَلاس. وانظر ما قبله. الحديث: 2449 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 263 2450 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَهْرًا كَامِلًا قَطُّ، غَيْرَ رَمَضَانَ، وَإِنْ كَانَ لَيَصُومُ إِذَا صَامَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يُفْطِرُ، وَإِنْ كَانَ لَيُفْطِرُ إِذَا أَفْطَرَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يَصُومُ " (1) 2451 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ الْأَوْدِيَةَ وَجَاءَ بِهَدْيٍ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ، وَيَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، قَبْلَ أَنْ يَقِفَ بِعَرَفَةَ، فَأَمَّا أَنْتُمْ يَا أَهْلَ مَكَّةَ، فَأَخِّرُوا طَوَافَكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا " (2) 2452 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْحَابُنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا؟ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ عَلَى   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، سريج بن النعمان من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو عَوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. وأخرجه الدارمي (1743) ، والبخاري (1971) ، ومسلم (1157) (178) ، والطبراني (12446) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (1998) . (2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل. سريج: هو ابن النعمان، وعطاء: هو ابن أبي رباح. قوله: "قطع الأودية"، قال السندي: يريد الفرقَ بين الآفاقي والمكي، والحديث آخره موقوف، وفي إسناده عبد الله بن المؤمل ضعيف. الحديث: 2450 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] (1) 2453 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ، لَقِيَ اللهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وانظر (2088) . (2) إسناده ضعيف لجهالة الواسطة بين محمد بن المنكدر وبين ابن عباس. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1116) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (708) عن أبي نعيم، عن الحسن بن صالح، به. وأخرجه عبد الرزاق (17070) عن ابن أبي نجيح، عن محمد بن المنكدر، عن ابن عباس. وأخرجه ابن حبان (5347) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1525، وابن الجوزي (1118) من طريق عبد الله بن خراش بن حوشب، عن العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ... وهذا سند ضعيف، عبد الله بن خراش ضعفه أبو زرعة والبخاري والنسائي والدارقطني وأبو حاتم والساجي، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ. وأخرجه البزار (2934) ، والطبراني (12428) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/253، وابن الجوزي (1119) من طريق ثوير بن أبي فاختة وحكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، به. وثوير ضعيف، وكذا حكيم. وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن ماجه (3357) ، والبخاري في "تاريخه" 1/129، وابن الجوزي في "العلل" (1117) من طريق محمد بن سليمان الأصبهاني،= الحديث: 2453 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 2454 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ يُمْنَ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا " (1)   = عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عنه. ومحمد بن سليمان، قال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال النسائي: ضعيف، وقال ابن عدي: هو قليل الحديث، أخطأ في غير شيء، وقال الدارقطني: خالفه سليمان بن بلال، فرواه عن سهيل، عن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... قال: ورواه حماد بن سلمة، عن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن عبد الله بن عمرو من قوله، قال ابن الجوزي: وهذا هو الصحيح. وقال البخاري في "تاريخه" بعد أن أورد الحديث من طريق محمد بن سليمان، عن سهيل، عن أبي هريرة: ولا يصح حديث أبي هريرة في هذا. (1) إسناده حسن، عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس، قال ابن معين: لم يكن به بأس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله بن عباس، فمن رجال مسلم. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي نسبة إلى نحوة بطن من الأزد. وأخرجه أبو داود (2545) عن يحيى بن معين، والخطيب في "تاريخه" 11/148 من طريق جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، كلاهما عن حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2599) عن شيبان النحوي، والترمذي (1695) من طريق يزيد بن هارون، عن شيبان النحوي، به. وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/958 من طريق شريك النخعي، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وداود بن علي لم يدرك جده ابن عباس، وقال الحافظ في ترجمته من "التقريب": مقبول = الحديث: 2454 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 2455 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَخَذَ اللهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ - يَعْنِي عَرَفَةَ - فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قِبَلًا " قَالَ: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [الأعراف: 173] (1)   = وأخرج أبو داود (2544) من طريق محمد بن مهاجر، حدثنا عقل بن شبيب، عن أبي وهب الجشمي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عليكم بكل أشقر أغر محجل، أو كميت أغر" قال محمد بن مهاجر: سألته لم فضل الأشقر؟ قال: لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث سريةً، فكان أول من جاء بالفتح صاحب أشقر. وعقيل بن شبيب لم يرو عنه غير محمد بن مهاجر الثقة، ولم يوثقه غير ابن حبان. قوله: "إن يُمن الخيل"، قال السندي: اليُمن: البركة، والشُّقر -بضم فسكون-: جمع أشقر. (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ كلثوم بن جبر، فمن رجال مسلم، ووثقه أحمدُ وابنُ معين، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال النسائي: ليس بالقوي. ورجح الحافظ ابنُ كثير في "تفسيره" 3/501 وقفه على ابن عباس. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (202) ، والنسائي في "الكبرى" (11191) ، والطبري 9/110-111، وابن أبي حاتم في "تقسيره"، والحاكم 2/544، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 326-327 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. إلا أن ابن أبي حاتِم جعله موقوفاً، وصحح الحاكم إسنادَ الحديث ووافقه الذهبي! قال النسائي: ليس بالمحفوظ. = الحديث: 2455 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 2456 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقْرَأُ فِي كُلِّ صَلاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ": ألم تَنْزِيلُ، وَهَلِ اتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ (1) 2457 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (2)   = وأخرجه الحاكم 1/27-28 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه، به. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بكلثوم بن جبر. قال ابن كثير 3/501: وقد رواه عبد الوارث عن كلثوم بن جبر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فوقفه، وكذا رواه إسماعيل بن علية ووكيع عن ربيعة بن كلثوم بن جبر عن أبيه به، وكذا رواه عطاء بن السائب، وحبيب بن أبي ثابت، وعلي بن بَذيمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قوله، وكذا رواه العوفي وعلي بن أبي طلحة عن ابن عباس، فهذا أكثر وأثبت، والله أعلم. وانظر "تفسير الطبري" 9/111 و112. قوله: "من ظهر آدم"، قال السندي: أي: من ذريته، سمي ظهراً لخروجهم منه، ذرأها: بهمزة، أي: خلقها في ظهره وأوْدَعها فيه، كالذرَ: واحدها الذرة، قيل: هي النملة، وقيل غير ذلك، قِبَلاً: ضُبط بكسر ففتح، أي: عياناً ومقابلةً، لا من وراء حجاب، ومن غير أن يُولي أمره غيره من الملائكة، أن تقولوا: علة للإخبار بما ذكر، أي: أخبرناكم بذلك كراهة أن تقولوا، والله تعالى أعلم. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مرسل، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، وهو تابعي ثقة، وقد روى هذا الحديث مرسلا، والإسناد الآتي بعد هذا موصول. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عُبيد السبيعي. (2) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيئ الحِفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات = الحديث: 2456 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 2458 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ: " يَتَصَدَّقُ بِنِصْفِ دِينَارٍ " (1) 2459 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " عَجَّلَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَجَّلَ أُمَّ سَلَمَةَ، وَأَنَا   = رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2634) عن شريك بنِ عبد الله، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (2729) عن معمر، والطبراني (12433) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وانظر (1993) . (1) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وكذا خصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري-. وأخرجه الدارمي (1105) ، وأبو داود (266) ، والترمذي (136) ، والنسائي في "الكبرى" (9113) ، والبيهقي 1/316 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الدارمي (1109) ، والدارقطني 3/287 من طريق سفيان الثوري، والنسائي (9109) من طريق ابن جريج، والدارقطني 3/287 من طريق عبد الله بن محرر، ثلاثتهم عن خصيف، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، وتابع خصيفاً عند الدارقطني عبدُ الكريم وعلي بن بذيمة. وأخرجه عبد الرزاق (1261) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (9112) عن معمر، عن خصيف، به موقوفاً على ابن عباس. وأخرجه عبد الرزاق (1262) عن ابن جريج، والنسائي (9110) من طريق أبي خيثمة، وعبد الرزاق (1263) ، والنسائي (9111) ، والبيهقي 1/316 من طريق سفيان، ثلاثتهم عن خصيف، عن مقسم، به، مرسلاً. وفي حديث سفيان الثوري: عن علي بن بذيمة وخصيف. وانظر (2032) و (2995) . الحديث: 2458 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 مَعَهُمْ، مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَرْمِيَهَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ " (1) 2460 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ ثَقَلَةِ وَضَعَفَةِ أَهْلِهِ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَصَلَّيْنَا الصُّبْحَ بِمِنًى، وَرَمَيْنَا الْجَمْرَةَ " (2) 2461 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْقُرَشِيِّ، قَالَ:   (1) لفظة "لا" لم ترد في النسخ المطبوعة. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك ضعيف، وكذا ليث -وهو ابن أبي سليم-. وتقدم بنحوه برقم (2082) عن وكيع، عن سفيان ومسعر، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن ابن عباس. وانظر أيضاً ما سيأتي برقم (3005) . وله طريق آخر عندَ أبي داود (1941) ، والنسائي 5/272 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء، عن ابنِ عباس. وهذا سند رجاله ثقات، إلا أن حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وانظر الحديث الآتي. فهذه طرق يُقوي بعضُها بعضاً كما قال الحافظ في "الفتح" 3/528، فيَقْوى الحديثُ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المروذي، وداود: هو ابن عبد الرحمن العطار، وعمرو: هو ابنُ دينار، وعطاء: هو ابنُ أبي رباح. وأخرجه النسائي 5/266 عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن أشهب، عن داود العطار، بهذا الإسنادِ. وانظر (1920) . الحديث: 2460 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 270 دَخَلْنَا بَيْتَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدْنَا فِيهِ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَذَكَرْنَا الْوُضُوءَ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " قَدْ (1) رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْكُلُ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ، ثُمَّ يُصَلِّي وَلا يَتَوَضَّأُ " فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا: أَنْتَ رَأَيْتَهُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: بَصُرَ عَيْنَيَّ (2) 2462 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسُوقُ غَنَمًا لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْكُمِ إِلَّا لِيَتَعَوَّذَ مِنْكُمْ، فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَأَخَذُوا غَنَمَهُ، فَأَتَوْا بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [النساء: 94] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (3)   (1) لفظة "قد" ليست في النسخ المطبوعة. (2) إسناده حسن، ابنُ أبي الزناد -وهو عبدُ الرحمن- حسنُ الحديث، روى له أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأخرجه الطبراني (10792) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وانظر (2002) . قوله: "بصر عيني"، قال السندي: يُحتمل أن يكونَ بفتح موحدة وسكون مهملة: على أنه مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق لِرأيتُه مقدراً، أو بضم مهملة موحدة: على أنه صيغة ماض، والعين مفرد للجنس، إذ لو كان تنبيه لكان عيناي، والله تعالى أعلم. (3) حسن لغيره، وقد تقدم برقم (2023) . خلف بن الوليد: هو أبو الوليد البغدادي = الحديث: 2462 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 2463 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران: 110] قَالَ: " هُمِ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى الْمَدِينَةِ - قَالَ: أَبُو نُعَيْمٍ: مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " (1)   = الجوهري سكن مكة، وثقه ابنُ معين وأبو زرعة وأبو حاتِم. وأخرجه الطبراني (11731) عن بشر بن موسى، عن خلف بن الوليد، بهذا الإسناد. (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث، وجَود الحافظ في "الفتح" 8/225 إسناد هذا الحديث. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكين. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/130، وابن أبي شيبة 12/155-156 و14/334، والنسائي في "الكبرى" (11072) ، وابن جرير الطبري 4/43، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1157-آل عمران) ، والطبراني (12303) ، والحاكم 2/294 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبري 4/43 من طريق أسباط، عن سماكٍ، به. وأخرجه أيضاً 4/43 من طريق قيس بن الربيع، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2926) و (2987) و (3321) . قوله: "هم الذين هاجروا"، قال السندي: يُرِيدُ أن الخِطاب لا يَعُم تمامَ الصحابة، فضلاً عن أن يعم تمام الأمة، بل هو مخصوص بالمهاجرين منهم، وذلك لأن الخطاب يقتضي الوجودَ، فلا يشمل الأمةَ، وقد وصفوا بأنهم أخرجوا: أي من بلادهم، للناس: أي لانتفاعهم بهم، وهذا الوصفُ لا يوجد من بين الموجودين في ذلك الوقت إلا في = الحديث: 2463 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 2464 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " لَمْ يَنْزِلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ عَرَفَاتٍ وَجَمْعٍ، إِلا لِيُهَرِيقَ الْمَاءَ " (1) 2465 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا " (2) 2466 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَهْدَى فِي بُدْنِهِ بَعِيرًا كَانَ لِأَبِي   = المهاجرين، وأيضا السوْق يدل على أن المخاطبين غير من أريدَ بالناسِ، فالظاهرُ أنهم المهاجرون، لأنهم أحق بذلك مِن غيرهم، والله تعالى أعلم. ونقل الحافظُ في "الفتح" 8/225 عن الفَراء أنه جزم بحملِ الآية على عموم الأمة، ورجحه ابنُ جرير الطبري. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن ابن عباس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي الحديث برقم (2563) ، وانظر ما تقدم برقم (2265) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (562) ، وأبو عوانة 2/354، والطحاوي 1/160 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1918) . الحديث: 2464 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 جَهْلٍ، فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضَّةٍ " (1) 2467 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْتَهَسَ عَرْقًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (2) 2468 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا قَذَفَ هِلالُ بْنُ أُمَيَّةَ امْرَأَتَهُ، قِيلَ لَهُ: وَاللهِ لَيَجْلِدَنَّكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِينَ جَلْدَةً، قَالَ: اللهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَضْرِبَنِي ثَمَانِينَ ضَرْبَةً، وَقَدْ عَلِمَ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ حَتَّى اسْتَيْقَنْتُ، وَسَمِعْتُ حَتَّى اسْتَيْقَنْتُ، لَا وَاللهِ لَا يَضْرِبُنِي أَبَدًا، قَالَ: فَنَزَلَتْ آيَةُ الْمُلاعَنَةِ " (3)   (1) حسن لغيره، قال البيهقي: وهذا إسناد صحيح إلا أنهم يرون أن جرير بن حازم أخذه من محمد بن إسحاق ثم دَلسه، فإن بُين فيه سماع جرير من ابن أبي نجيح صار الحديث صحيحاً، والله أعلم. وأخرجه البيهقي 5/230 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (2362) من طريق ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2289) . قوله: "انتهس عَرْقا"، بفتح فسكون: عظم عليه لحمٌ، والنهْس -بالمهلمة-: أخذ اللحم بأطراف الأسنان. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه بأطول مما هنا الطبري 18/83-84، والحاكم 2/202، وعنه البيهقي 7/395 من طريق الحسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي. وانظر (2131) . قوله: "أن يضربني"، قال السندي: بدل من اسم الإشارة. الحديث: 2467 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 2469 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ جَارِيَةً بِكْرًا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ فَخَيَّرَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه أبو داود (2096) ، وابن ماجه (1875) ، والنسائي في "الكبرى" (5387) ، وأبو يعلى (2526) ، والطحاوي 4/365، والدارقطني 3/234-235، والبيهقي 7/117 من طريق حسين بن محمد المروذي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (1875) ، والنسائي (5389) ، والدارقطني 3/235 من طريق مُعمر بن سليمان، عن زيد بن حبان، والدارقطني 3/235 من طريق أيوب بن سويد، عن سفيان الثوري، كلاهما عن أيوب السختياني، به. وقد أعِل هذا الحديث بالإرسال، وبتفرد جرير بن حازم عن أيوب، وبتفرد حسين بن محمد المروذي عن جرير. قلنا: أما تفرد جرير بن حازم، فقد تابعه في روايته عن أيوب زيدُ بن حبان وسفيان الثوري، وأما تفرد حسين بن محمد عن جرير، ففي "نصب الراية" 3/190 عن "التنقيح": قال الخطيب البغدادي: قد رواه سليمان بن حرب عن جرير بن حازم أيضاً كما رواه حسين، فبرئت عهدته، وزالت تبعتُه؛ ثم رواه بإسناده. وأما الإِرسال، فقد أخرجه مرسلاً أبو داود (2097) ، ومن طريقه البيهقي 7/117 عن محمد بن عبيد، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بهذا الحديث ولم يذكر ابن عباس. ورجح إرساله أبو داود وأبو حاتم والدارقطني والبيهقي، قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 7/117: جرير بن حازم ثقة جليل، وقد زاد الرفع فلا يضره إرسال من أرسله، كيف وقد تابعه الثوري وزيد بن حبان فروياه عن أيوب كذلك مرفوعاً. وقال الحافظ في "الفتح" 9/196: الطعن في الحديث لا معنى له، فإن طرقه يَقْوى بعضها ببعض. وصحح حديثَ ابنِ عباس هذا ابنُ القطان فيما نقله الحافظ الزيلعي في = الحديث: 2469 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 2470 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَحْمَدُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَخْضِبُونَ بِهَذَا السَّوَادِ - قَالَ حُسَيْنٌ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ - لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ " (1)   = "نصب الراية" 3/190. وأخرج الدارقطني 3/234، والبيهقي 7/117 من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، عن سفيان الثوري، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَد نكاح بكر وثيب أنكحهما أبوهما وهما كارهتا له، فرد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكاحهما. قال الدارقطني: هذا وهم من الذماري، وتفرد بهذا الإسناد، والصواب: عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة مرسل، وهم فيه الذماري على الثوري وليس بقوي. قال البيهقي: هو في "جامع الثوري" عن الثوري كما ذكره أبو الحسن الدارقطني رحمه الله مرسلا، وكذلك رواه عامة أصحابه عنه، وكذلك رواه غير الثوري عن هشام. وقال ابن التركماني: هذه كما تقدم زيادة من الذماري، وهو أخرج له الحاكم في "المستدرك"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر صاحب "الكمال" عن عمرو بن علي الصيرفي أنه ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق كان يُصحف. قوله: "أن جارية بكراً"، قال السندي: ظاهره أنها كانت غير بالغة، لكن يمكن حملها على البالغة فيوافق المذاهب. وفي "بذل المجهود في حل أبي داود" 10/102 للشيخ خليل السهارنفوري: وفي الحديث دليل على أن الولي لا إجبارَ له على البالغة ولو كانت بكراً، وبه قال أبو حنيفة رحمه الله، وخالفه الشافعي وأحمد، ولأصحابنا هذا الحديث. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأحمد بن عبد الملك ثقة من رجال البخاري وحده. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري أبو سعيد مولى بني أمية الثقة، وأخطأ ابن الجوزي فظنه عبدَ الكريم بن أبي المخارق البصري الضعيف، قال الحافظ = الحديث: 2470 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 2471 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ: حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، حَدِّثْنَا عَنْ خِلِالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهَا، لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ، فَكَانَ فِيمَا سَأَلُوهُ أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ؟ قَالَ: " فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا فَطَالَ سَقَمُهُ، فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ شَفَاهُ اللهُ مِنْ سَقَمِهِ، لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ، وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، فَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، لُحْمَانُ الْإِبِلِ، وَأَحَبَّ الشَّرَابِ   = في "القول المسدد" ص 49: أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/55 من طريق أبي القاسم البغوي عن هاشم بن الحارث، عن عبيد الله بن عمرو، به، وقال: هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمتهم به عبدُ الكريم بن أبي المخارق أبو أمية البصري. ثم نقل تجريحه عن جماعة. قلت (القائل الحافظ ابن حجر) : وأخطأ في ذلك، فإن الحديث من رواية عبد الكريم الجزري الثقة المخرج له في الصحيح. عبيد الله بن عمرو: هو الرقي. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "النكت الظراف" 4/424، وأبو داود (4212) ، والنسائي 8/138، وأبو يعلى (2603) ، والطبراني (12254) ، والبيهقي 7/311، والبغوي (3180) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. ولفظه عند إسحاق: "يخضبون لحاهم بالسواد". قوله: "لا يريحون"، قال السنديْ مِن راحَ أو أراحَ، يقال: راح يَريحُ ويَراحُ، وأراح يُريحُ، ثم قيل: أريدَ أنهم وإن دخلوا الجنة لا يجدون ريحَها، ولا يتلذذون به، وقيل: هو تغليظ وتشديد، وقيل: إنهم لا يجدون ريحها مع السابقين. الحديث: 2471 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا؟ " فَقَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ (1) 2472 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى عَلَى بِسَاطٍ " (2) 2473 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، (3) عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا، وَإِنَّ مِنَ القَوْلِ سِحْرًا " (4) 2474 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، عبد الحميد بن بهرام تكلم بعضهم في روايته عن شهر، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وشهر بن حوشب مختلف فيه، والأكثر على تضعيفه، وللحديث طريق آخر يتقوى به سيأتي برقم (2483) . وأخرجه ابن جرير الطبري 4/5 من طريق يونس بن بكير، عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وسيأتي مطولاً برقم (2514) و (2515) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة -وهو ابن صالح الجندي-، وقد سلف هذا الحديث برقم (2061) . وأخرجه الطبراني (11624) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. (3) في (ظ9) وعلى حاشية (س) : سفيان! (4) صحيح لغيَره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وسماك روايته عن عكرمة فيها اضطراب، وقد تقدم برقم (2424) . وأخرجه الطحاوي 4/299 من طريق الهيثم بن جميل (تحرف فيه إلى: حميد) ، والطبراني (11761) من طريق يوسف بن الصباح العطار، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد. والحديثُ عندَ الطحاوي مختصر بقصة الشعر فقط. الحديث: 2472 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 قَالَ: مَرَّ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى أُنَاسٍ قَدْ وَضَعُوا حَمَامَةً يَرْمُونَهَا، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُتَّخَذَ الرُّوحُ غَرَضًا " (1) 2475 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنْتًا لَهُ تَقْضِي فَاحْتَضَنَهَا، فَوَضَعَهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ فَمَاتَتْ وَهِيَ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، فَصَاحَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، فَقِيلَ: أَتَبْكِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: أَلَسْتُ أَرَاكَ تَبْكِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَسْتُ أَبْكِي، إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ خَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ، إِنَّ نَفْسَهُ تَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 2476 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ حَبْتَرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ الْجَرِّ الْأَبْيَضِ، وَالْجَرِّ الْأَخْضَرِ، وَالْجَرِّ الْأَحْمَرِ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ، فَقَالُوا: إِنَّا نُصِيبُ مِنَ الثُّفْلِ، فَأَيُّ الْأَسْقِيَةِ؟ فَقَالَ: " لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْحَنْتَمِ، وَاشْرَبُوا فِي الْأَسْقِيَةِ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيَّ، أَوْ   (1) حديث صحيح، وقد سلف برقم (1863) . وأخرجه ابن أبي شيبة 5/398، والطبراني (11717) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، بهذا الإسناد. (2) إسناده حسن، سفيان -وهو الثوري- روى عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (318) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (2412) . الحديث: 2475 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 حَرَّمَ الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْكُوبَةَ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ "، (1)   (1) إسناده صحيح، علي بن بذيمة ثقة روى له أصحاب السنن، وقيس بن حبتر روى له أبو داود، وهو ثقة، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أحمد في "الأشربة" (192) و (193) و (194) ، وأبو داود (3696) ، وأبو يعلى (2729) ، والطحاوي 4/223، وابن حبان (5365) ، والبيهقي 10/221 من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه الطبراني (12598) و (12599) ، والبيهقي 8/303 من طريق إسرائيل، عن علي بن بذيمة، به. وانظر ما تقدم برقم (2020) . وأخرج قوله: "كل مسكر حرام" الطبراني (12600) من طريق موسى بن أعين، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن قيس بن حبتر، به. وسيأتي دون قصة الأسقَية برقم (2625) و (3274) من طريق عبد الكريم الجزري، عن قيس بن حبتر، عن ابن عباس. وفي الباب دون قصة الأسقية أيضاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص سيأتي في "المسند" 2/158. وعن قيس بن سعد بن عبادة سيأتي أيضاً 3/422. قلنا: والمنع من الشرب في هذه الأوعية المذكورة في الحديث منسوخ بحديث بريدة الأسلمي الذي أخرجه أحمد 5/355، ومسلم (977) ، وصححه ابن حبان (5390) ، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أي وعاءٍ شئتم، ولا تشربوا مسكراً". الدباء: هو القَرْع اليابس، والمراد هنا الوعاء منه. والمزفت: المطلي بالزفت. والنقير: جذع يُنقَر وسطُه. والحنتم: الجِرار الخُضْر. قلنا: والنهي عن الشرب في هذه الأوعية إنما هو عن شرب ما انتُبذ فيها. والثفْل، قال السندي: فيَ "القاموس": الثفْل -بضم مثلثة-: ما استقر تحت الشيء من كُدْرة، فكان المراد أنهم كانوا يشربون النبيذ أياماً إلى أن يشربوا ما بقي في آخر السقاء، ثم ينبذون ثانياً. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ: مَا الْكُوبَةُ؟ قَالَ: " الطَّبْلُ " (1) 2477 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَيْنُ حَقٌّ، تَسْتَنْزِلُ الْحَالِقَ "، (2) 2478 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دُوَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (3)   (1) كذا فسرها علي بن بَذيمة -وأصله فارسي، أبوه بَذِيمة من سبي المدائن-، وفي "غريب الحديث" لأبي عبيد 4/278: وأما الكوبة، فإن محمد بن كثير العبدي أخبرني أن الكوبة: النرْد في كلام أهك اليمن، وقال غيره: الطبل، وفي "المعرب" للجواليقي ص 295: والكوبة: الطبل الصغير المخضر، وهو أعجمي، وقال محمد بن كثير: الكوبة: النرد بلغة أهل اليمن. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن جابر بن زيد. وانظر ما بعده. سفيان: هو الثوري. الحالق: هو الجبل العالي المنيف المشرف. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، دُويد البصري قال أبو حاتم: شيخ لَين، وإسماعيل بن ثوبان لم يوثقه غير ابن حبان 6/41، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني (12833) من طريق أبي حذيفة، والحاكم 4/215 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! وسيتكرر برقم (2681) . وله شاهد من حديث أبي ذر رفعه: "إن العين لتولَعُ الرجل بإذن الله حتى يصعد حالقاً، ثم يتردى منه"، سيأتي في "المسند" 5/146. ومعنى "تُولَع": تَعْلَق. وأخرج مسلم (2188) ، والطبراني (10905) من طريق ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "العينُ حق، ولو كان شيء سابَق القدرَ سبقته العينُ،= الحديث: 2477 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 281 2479 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ عِنْدَ النَّوْمِ، يُنْبِتُ الشَّعْرَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ، وَخَيْرُ ثِيَابِكُمِ الْبَيَاضُ، فَالْبَسُوهَا، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ " (1) 2480 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُتَّخَذَ شَيْءٌ فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (2)   = وإذا استُغسِلتُم فاغسِلُوا"، وهو عند الترمذي (2061) من هذا الطريق دون قوله "العين حق". قال النووي في "شرح مسلم" 14/174: فيه إثبات القدر، وهو حق بالنصوص وإجماع أهل السنة، ومعناه أن الأشياء كلها بقدر الله تعالى، ولا تقع إلا على حسب ما قَدرها الله تعالى وسبق بها علمه، فلا يقع ضررُ العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى، وفيه صحةُ أمر العين وأنها قوية الضرر، والله أعلم. وقوله: "العين الحق" له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو سيأتي برقم (7070) . وآخر من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/319، والبخاري (5740) ، ومسلم (2187) . (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خيثم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه أبو يعلى (2727) ، وعنه ابن حبان (6072) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الأسدي الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (2219) . (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن صالح -وهو التيمي،= الحديث: 2479 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 2481 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " الْأَيِّمُ أَمْلَكُ بِأَمْرِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَصُمَاتُهَا إِقْرَارُهَا " (1) 2482 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   = ويقال: الأسدي- فمن رجال أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو صدوق. وأخرجه النسائي 7/239 من طريق علي بن هاشم، عن العلاء بن صالح، بهذا الإسناد. بلفظ: "لا تتخذوا شيئاً ... ". وأخرجه بهذا اللفظ الطبراني (12263) من طريق أبي مريم، عن عدي بن ثابت، به. وسيأتي برقم (2532) و (2586) و (3155) و (3156) و (3215) ، وانظر (1863) و (3133) . (1) في (م) : عبد الله بن عُبيد الله، وهو خطأ. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبيد الله بن عبد الله بن موهب -وهو عُبيدُ الله بنُ عبد الرحمن بن عبد الله بن موهب التيمي القرشي المدني- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن غير الترمذي، وثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور، وضعفه في رواية الدوري، وقال أبو حاتم: صالح، وقال العجلي: ثقة، وقال ابن عدي: حسن الحديث يُكتب حديثه، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال البخاري في "التاريخ الأوسط": (2/6، وهو المطبوع خطأً باسم الصغير) كان ابنُ عيينة يضعفه، وقال النسائي: ليس بذلك القوي، وقد تابعه عبد الله بن الفضل في الرواية السالفة برقم (1888) . وأخرجه الدارمي (2190) ، والطحاوي 3/11 و4/366، والطبراني (10747) ، والدارقطني 3/242 من طرق عن عُبيد الله بنِ عبد الله بن موهب، بهذا الإسناد. وانظر (1888) . الحديث: 2481 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 283 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ الْجِنُّ يَسْمَعُونَ الْوَحْيَ فَيَسْتَمِعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَزِيدُونَ فِيهَا عَشْرًا، فَيَكُونُ مَا سَمِعُوا حَقًّا، وَمَا زَادُوهُ بَاطِلًا، وَكَانَتِ النُّجُومُ لَا يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحَدُهُمْ لَا يَأْتِي مَقْعَدَهُ إِلا رُمِيَ بِشِهَابٍ يُحْرِقُ مَا أَصَابَ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالَ: مَا هَذَا إِلا مِنْ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ فَبَثَّ جُنُودَهُ، فَإِذَا هُمْ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ، فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الْأَرْضِ " (1) 2483 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعِجْلِيُّ، وَكَانَتْ لَهُ هَيْئَةٌ رَأَيْنَاهُ عِنْدَ حَسَنٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ، عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- سماعه من جده أبى إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه وكان خِصيصا به، واسم أبى إسحاق: عمرو بن عبد الله. وأخرجه الترمذي (3324) ، والطبراني (12431) من طريق محمد بن يوسف الفريابى، والنسائى في "الكبرى" (11626) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أبو يعلى (2502) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وبنحوه البيهقي في "الدلائل" 2/239-240 من طريق يونس بن أبى إسحاق، كلاهما عن أبى إسحاق، به. وأخرجه مطولاً بنحوه أبو نعيم في "الدلائل" (177) من طريق محمد بن فضيل، والبيهقي كذلك 2/240-241 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (2977) ، وانظر (2271) . الحديث: 2483 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 وَاتَّبَعْنَاكَ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ، إِذْ قَالُوا: اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ، قَالَ: " هَاتُوا " قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلامَةِ النَّبِيِّ، قَالَ: " تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ، وَكَيْفَ تُذْكِرُ؟ قَالَ: " يَلْتَقِي الْمَاءَانِ، فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ آنَثَتْ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: " كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلائِمُهُ إِلا أَلْبَانَ كَذَا وَكَذَا - قَالَ أَبِي: " قَالَ بَعْضُهُمْ: يَعْنِي الْإِبِلَ " - فَحَرَّمَ لُحُومَهَا "، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالُوا: أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْدُ؟ قَالَ: " مَلَكٌ مِنْ مَلائِكَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ بِيَدِهِ - أَوْ فِي يَدِهِ - مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ، يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَ اللهُ " قَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: " صَوْتُهُ " قَالُوا: صَدَقْتَ، إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ وَهِيَ الَّتِي نُبَايِعُكَ إِنْ أَخْبَرْتَنَا بِهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا لَهُ مَلَكٌ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ، فَأَخْبِرْنَا مَنْ صَاحِبكَ؟ قَالَ: " جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ "، قَالُوا: جِبْرِيلُ ذَاكَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَالْعَذَابِ عَدُوُّنَا، لَوْ قُلْتَ: مِيكَائِيلَ الَّذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالْقَطْرِ، لَكَانَ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} [البقرة: 97] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (1)   (1) حديث حسن دونَ قصة الرعد، فقد تفرد بها بُكيرُ بنُ شهاب، وهو لم يرو عنه سوى اثنينِ، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الذهبي في "الميزان": عراقي صدوق، وقد تُوبع على حديثه هذا -فيما سيأتي برقم (2514) - سوى قصة الرعد، فهي منكرة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن الوليد العجلي، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 285 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير آل عمران (952) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وهو عنده مختصر بقصة ما حرم إسرائيلُ على نفسه فقط، وقال فيه: "ألبان الأتن"، وذكر محقق الكتاب أنه كتب فوقَ هذا اللفظ في أصله: كذا وجاء في رواية الطبري بلفظ "ألبان الإبل" وهو الأصح. وأخرجه الترمذي (3117) ، والنسائي في "الكبرى" (9072) ، والطبراني (12429) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/304-305 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن عبد الله بن الوليد العجلي، به. وهو عند الترمذي مختصر بقصة الرعد وما حرم إسرائيل على نفسه، ولفظه في قصة إسرائيل عند هؤلاء: "فلم يجد شيئاً يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها"، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال أبو نعيم: غريب من حديث سعيد، تفرد به بكير. وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/114 فقال: قال لي أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن الوليد ... فذكر قصة ما حرم إسرائيل على نفسه. ثم قال: وقال الثوري: عن حبيب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قوله: قال أبو عبد الله (يعني البخاري) : حدثناه محمد بن يوسف، وغير واحد عن سفيان. ومن هذا الوجه أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 1/126، ومن طريقه الطبري 4/4 عن سفيان الثوري، وابن أبي حاتم (953) من طريق الأعمش وسفيان، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان إسرائيل أخذه عرقُ النسَا، فكان يَبيتُ له زُقَاء فجعل لله عليه إنْ شفاه أن لا يأكل العروقَ، فأنزل الله تعالى: (كُل الطعَام كان حِلاًّ لِبَني إِسرائيلَ إلا ما حَرمَ إسرائيلُ على نَفسِهِ) ، قال سفيان: له زُقاء، قال: صِياح. هذا لفظ عبد الرزاق. وأخرجه بنحوه الطبري 4/5 من طريق سفيان والأعمش، به، وفيه أنه حرم العروق ولحوم الإبل. قال الطبري بعدما ذكر في ذلك عدة أقوال: وأوْلى هذه الأقوال بالصواب قولُ ابن عباس الذي رواه الأعمش عن حبيب عن سعيد عنه: أن ذلك العروق ولحوم الإِبل، لأن اليهود مجمعة إلى اليوم على ذلك من تحريمهما، كما كان عليه من ذلك أوائلها. = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 286 2484 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَحَضَرَ النَّحْرُ، فَذَبَحْنَا الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَعِيرَ عَنْ عَشْرَةٍ " (1)   = قلنا: ويشهد لقوله: "تنام عيناه ولا ينام قلبه" ما تقدم برقم (1911) . ولقصة كيف تؤنث المرأة وكيف تذكر حديثُ ثوبان عند مسلم (315) . ولقصة جبريل حديثُ أنس عند أحمد 3/108، والبخاري (4480) ، وانظر "تفسير الطبري" 1/433-435. قوله: "كيف تؤنث"، قال السندي: من آنَثَت المرأة بالمد إيناثاً: إذا وَلَدت أنثى، وتذكِر: من أذكرت: إذا وَلَدت ذكراً. وعرق النسا: النسا، بوزن العصا: عرق يخرج من الوَرِك فيستبطن الفخذ، ثم يمر بالعرقوب حتى يبلغ الكعب. والمِخراق، قال السندي: بكسر ميم وإعجام خاء: المنديل يلف ليضرب به. (1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحسن بن يحيى، فقد ترجم له الحسيني في "الإكمال" (165) فقال: الحسن بن يحيى المروزي، عن ابن المبارك والفضل بن موسى والنضر بن شميل، وعنه أحمد وغيره، فيه نظر، قلنا: هو متابَع، والحسين بن واقد -وإن احتج به مسلم وعلق له البخاري- عنده بعض ما ينكر، وقد تفرد برواية حديث ابن عباس هذا، قال البيهقي: حديث عكرمة يتفرد به الحسين بن واقد عن علباء بن أحمر، وحديث جابر أصح منه. قلنا: وحديث جابر هذا أخرجه أحمد 3/293-294، ومسلم (1318) وغيرهما، قال: نحرنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عامَ الحديبية البَدَنةَ عن سبعة، والبقرةَ عن سبعة. وأخرجه ابن ماجه (3131) عن هدية بن عبد الوهاب، والترمذي (905) و (1501) ، وابن خزيمة (2908) ، وابن حبان (4007) ، والطبراني (11929) من طريق حسين بن حريث، والنسائي 7/222 عن محمد بن عبد العزيز بن غزوان، = الحديث: 2484 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 2485 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، وَالطَّالَقَانِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي يَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا، لَا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ "، (1)   = والبيهقي 5/235-236، والبغوي (1132) من طريق عبد الرحيم بن منيب، أربعتهم عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد. وعند ابن حبان وحده "وفي البعير سبعة أو عشرة" على الشك. وأخرجه الحاكم 4/230 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن الحسين بن واقد، عن عكرمة، به. بإسقاط علباء بن أحمر، وصححه على شرط البخاري ووافقه الذهبي! قال الترمذي بعدما خَرج حديث جابر الذي ذكرناه آنفا: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق، وقال إسحاق: يجزىء أيضاً البعيرُ عن عشرة، واحتج بحديث ابن عباس. (1) إسناده صحيح. الطالقاني: هو إبراهيم بن إسحاق. وأخرجه أبو يعلى (2592) عن زهير بن حرب، عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود في رواية أبي الطيب ابن الأُشْناني كما في "التحفة" 5/117، والترمذي (587) ، والنسائي في "المجتبى" 3/9، وفي "الكبرى" (529) ، وابن خزيمة (485) و (871) ، وابن حبان (2288) ، والدارقطني 2/83، والحاكم 1/236-237 و256، والبيهقي 2/13، والبغوي (737) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 64 من طرق عن الفضل بن موسى، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب! وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (3269) عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن شيخ من أهل = الحديث: 2485 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المدينة يقال له: أبو علي، عن عكرمة، به. وسيأتي الحديث برقم (2791) ، وانظر الحديث الآتي برقم (2486) . قال ابن القطان في "كتابه" فيما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" 2/90: هذا حديث صحيح، وإن كان غريباً لا يُعْرَفُ إلا من هذه الطريق، فإن عبدَ الله بن سعيد وثور بن زيد ثقتان، وعكرمة احتج به البخاري، فالحديثُ صحيح، والله أعلم. قال الحازمي: وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا، وقال: لا بأس بالالتفات في الصلاة ما لم يَلْوِ عنقه، وإليه ذهب عطاء ومالك وأبو حنيفة وأصحابُه والأوزاعي وأهل الكوفة. ثم ساق حديثَ سهل بن الحنظلية قال: ثُؤب بالصلاة، فجعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي وهو يلتفت إلى الشعب. قال أبو داود: وكان أرسل فارساً إلى الشعب من الليل يحرس. ثم قال الحازمي: هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود في "كتابه" (916) ، وقال مَن ذهب إلى حديث ابن عباس: هذا الحديثُ لا يناقض الحديثَ الأول، لاحتمال أن الشعب كان في جهة القبلة، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلتفت إليه ولا يلوي عنقه. وذهب الحكمُ بنُ عتيبة إلى أنه من تأمل عن يمينه في الصلاة، أو عن شماله حتى يعرفه، فليست له صلاة. وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى كراهة ذلك، وهو الأوْلى، لأن المقصودَ الأعظم في الصلاة الخشوعُ، ومع الالتفات لا يحصل هذا الغرضُ، وقال من ذهب إلى هذا القول: كان الالتفات جائزاً ثم نُسِخَ، فصار مكروها. ثم ذكر عمدتهم في ذلك، وهو ما رواه محمد بن سيرين عن أبي هريرة: أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا صَلى رفع بصره إلى السماء، فنزل: (الذين هم في صلاتهم خاشعون) . وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" 2/379 بعدما ذكر أحاديث في التنفير عن الالتفات: وأحاديث الباب تدلى على كراهة الالتفات في الصلاة، وهو قولُ الأكثر، والجمهور على أنها كراهة تنزيه ما لم يَبْلُغْ إلى حد استدبار القبلة، والحكمة في التنفيرِ عنه ما فيه من نقص الخشوع، والإعراضِ عن الله تعالى، وعدمِ التصميم على مخالفة وسوسة الشيطان. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 قَالَ الطَّالَقَانِيُّ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، (1) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . مِثْلَهُ 2486 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ (2) سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ عِكْرِمَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَلْحَظُ فِي صَلاتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَلْوِيَ عُنُقَهُ " (3) 2487 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَالَفَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، فَمِيتَتُهُ جَاهِلِيَّةٌ " (4)   (1) في النسخ المطبوعة: "عن عكرمة، عن ابن عباس"، والصواب حذف عبارة "عن ابن عباس"، كما في عامة أصولنا الخطية، وكما أشار الحافظ في "أطراف المسند" 1/120 (2) تحرف في (م) إلى: عن. (3) هذا مرسل، وانظر ما قبله. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/42، وأبو داود في رواية ابن الأشناني كما في "التحفة" 5/117، والترمذي (588) ، والدارقطني 2/83، والبيهقي 2/13 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال أبو داود: وهذا أصح - يعني من حديث عكرمة عن ابن عباس! (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الجعد أبو عثمان: هو الجعد بن دينار اليشكري، وأبو رجاء: هو عمران بن ملحان العُطارِدي. وأخرجه مسلم (1849) (55) ، وأبو عوانة 4/481 من طريق الحسن بن الربيع، بهذا الإسناد. = الحديث: 2486 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 2488 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَ أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، " فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَخَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [البقرة: 164] حَتَّى بَلَغَ، {سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191] ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى " (1)   = وأخرجه الدارمي (2519) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (1101) ، والبخاري (7054) و (7143) ، وأبو يعلى (2347) ، وأبو عَوانة 4/481، والطبراني (12759) ، والبيهقي في "السنن" 8/157، وفي "شعب الإيمان" (7497) ، والبغوي (2458) من طرق عن حماد بن زيد، به. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة. وسيأتي الحديث برقم (2702) و (2825) و (2826) . قوله: "فمِيتته جاهلية"، قال الحافظ فى "الفتح" 13/7: المراد بالمِيتَة الجاهلية -وهي بكسر الميم-: حالةُ الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له إمام مطاع، لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك، وليس المرادُ أنه يموت كافراً، بل يموتُ عاصياً، ويحتمل أن يكونَ التشبيه على ظاهره، ومعناه أنه يموتُ مثلَ موتِ الجاهلي وإن لم يكن هو جاهلياً، أو أن ذلك وَرَدَ موردَ الزجرِ والتنفيرِ وظاهره غيرُ مراد. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن مسلم العبدي، فمن رجال مسلم. أبو المتوكل: هو علي بن داود، ويقال: ابن دؤاد = الحديث: 2488 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 291 2489 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، أَوْ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، - شَكَّ مَنْصُورٌ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (1) قَالَ: وَقَالَ مَنْصُورٌ، وَحَدَّثَنِي عَوْنٌ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللهِ، بِهَذَا (2)   = الناجي البصري. وأخرجه مسلم (256) عن عبد بن حميد، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3276) ، وانظر (2164) و (3541) . (1) تحرفت في (م) إلى: ابن. (2) صحيح، وقد تقدم برقم (2440) . حجاج: كذا جاء غير منسوب عن أحمد، ولم نتبينه، ونسبه الحافظ في "الأطراف" 1/ورقة 109 فقال: حجاج بن أرطاة، وقال الشيخ أحمد شاكر: وحجاج لم أعرف من هو في هذا الإسناد، ومن المحتمل أن يكون حجاجَ بنَ أرطاة أو حجاجَ بن دينار، وكلاهما -فيما أرى- متأخر عن أن يُدرك سعيد بن جبير، بل هما متأخران عن منصور، يرويان عنه، وقد ورد كثيراً روايةُ الأكابر عن الأصاغر، ولكن روايتهما عن سعيد بن جبير تكون منقطعة. قلنا: وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد -وهو ابن شيبان الأنصاري- فمن رجال مسلم. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو هاشم: هو يحيى بن دينار الرماني. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موصول بالإسناد الأول. عون: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وأخوه عبيد الله تابعي معروف سمع من ابن عباس وغيره من الصحابة. الحديث: 2489 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 2490 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ " (1) 2491 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو ابن حبيب السهمي، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وهو أثبتُ الناسِ في قتادة. وسيتكرر برقم (3144) ، وتقدم مختصراً برقم (1952) . وأخرجه ابن أبي شيبة 4/287، وعنه مسلم (1447) (13) عن علي بن مسهر، وابن ماجه (1938) من طريق خالد بن الحارث، والنسائي 6/100 من طريق محمد بن سواء، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (298) ، والطبراني (12822) من طريق يزيد بن زريع، أربعتهم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. وقوله: "يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب" أخرجه الطبراني (11968) من طريق خالد الحذاء، والنسائي في "الكبرى" (5441) من طريق سماك، كلاهما عن عكرمة، عن ابن عباس. وأخرجه بنحوه النسائي (5442) من طريق عبد الأعلى الثعلبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وأخرجه النسائي أيضاً (5443) من طريق أبي العلاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موقوفاً عليه. وفي الباب عن علي تقدم في مسنده برقم (1096) . وعن عائشة وسيأتي في مسندها 6/44. الحديث: 2490 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي ابْنَةِ حَمْزَةَ: وَذَكَرَ مِنْ جَمَالِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ "، ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا حَرَّمَ مِنَ النَّسَبِ " (1) 2492 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَيَقُولُ: " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِمَاءٍ، يُقَالُ لَهُ: سَرِفُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ اللهِ حَجَّتَهُ، أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِذَلِكَ الْمَاءِ أَعْرَسَ بِهَا " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5439) من طريق عبد الله بن بكر، والطبراني (10697) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. قال النسائي: لم يسمعه سعيد عن علي بن زيد. ثم ساقه (5440) عن قتيبة بن سعيد، عن غندر، عن سعيد، عن رجل، عن علي بن زيد، به. وانظر ما قبله. قلنا: وقد تقدم هذا الحديث في مسند علي برقم (1096) عن وكيع، عن سفيان، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال علي ... فذكره. وانظر تخريجه هناك. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، وعبد الله بن بكر -وهو ابن حبيب السهمي- سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط صرح بذلك أحمد نقله عنه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" 2/566. = الحديث: 2492 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 294 2493 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى رَجُلٍ وَفَخِذُهُ خَارِجَةٌ، فَقَالَ: " غَطِّ فَخِذَكَ، فَإِنَّ فَخِذَ الرَّجُلِ مِنْ عَوْرَتِهِ " (1) 2494 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ: " أَيُّ الْقِرَاءَتَيْنِ كَانَتْ أَخِيرًا: قِرَاءَةُ عَبْدِ   = وأخرجه مختصراً النسائي 6/87 من طريق محمد بن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. ولفظه: تزوج رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميمونة بنت الحارث وهو محرم بسرفَ. وانظر (2200) . (1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أبو يحيى القتات قال أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديثَ كثيرة مناكيرَ جداً، وقال الحافظ في "التقريب": لينُ الحديث. وأخرجه البيهقي 2/228 من طريق محمد بن سابق، بهذا الإسناد. مختصراً بلفظ: "الفخذ عورة". وأخرجه ابن أبي شيبة 9/119، وعبد بن حميد (640) ، والترمذي (2796) ، وأبو يعلى (2547) ، والطحاوي 1/474، والحاكم 4/181 من طرق عن إسرائيل، به. وليس فيه عند الطحاوي قوله: "غط فخذك"، وهو عند ابن أبي شيبة والترمذي مختصر كالبيهقي، وقال الترمذي (فيما نقله المزي في "التحفة" 5/228، وليس هو في المطبوع من السنن) : حسن غريب. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وجرهد الأسلمي ومحمد بن عبد الله بن جحش، وهي عند أحمد في "المسند" على التوالي 2/187 و3/478 و5/290، وهذه الأحاديث -وإن كان في أسانيدها مقال- يشد بعضها بعضاً، فتقوى. وفي الباب أيضاً عن علي سلف برقم (1249) . الحديث: 2493 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 اللهِ، أَوْ قِرَاءَةُ زَيْدٍ؟ " قَالَ: قُلْنَا: قِرَاءَةُ زَيْدٍ، قَالَ: " لَا إِنَّ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ عَلَى جَبْرَيلَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، وَكَانَتْ آخِرَ الْقِرَاءَةِ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللهِ " (2) 2495 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 2] ، قَالَ: غُلِبَتْ وَغَلَبَتْ، قَالَ: كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّومِ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، فَذَكَرُوهُ لِأَبِي بَكْرٍ، فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ " قَالَ: فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ، فَقَالُوا: اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلًا، فَإِنْ ظَهَرْنَا، كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا، وَإِنْ ظَهَرْتُمْ، كَانَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا، فَجَعَلَ أَجَلًا خَمْسَ سِنِينَ، فَلَمْ يَظْهَرُوا، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ   (1) في (م) و (ق) و (ص) : لا، إلا أن. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن مهاجر لين الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البزار (2683 - كشف الأستار) ، والحاكم 2/230 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي!! وسيأتي برقم (2999) . وسيأتي الحديث بإسناد صحيح برقم (3422) عن أبي ظبيان، عن ابن عباس. وقصة عرض القرآن على جبريل تقدمت برقم (2042) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس. عبد الله: هو ابن مسعود الهُذَلي، وزيد: هو ابن ثابت الأنصاري. الحديث: 2495 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَلا جَعَلْتَهَا إِلَى دُونَ، قَالَ: أُرَاهُ قَالَ: الْعَشْرِ؟ " - قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: الْبِضْعُ: مَا دُونَ الْعَشْرِ - ثُمَّ ظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْدُ، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 1] إِلَى قَوْلِهِ: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم: 4] قَالَ: يَفْرَحُونَ {بِنَصْرِ اللهِ} (1) [الروم: 5] 2496 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ ذَكْوَانُ، حَاجِبُ عَائِشَةَ،   (1) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إِسحاق: هو إِبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (115) ، والترمذي (3193) ، والنسائي في "الكبرى" (11389) ، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 6/304، والطبراني (12377/2) ، والحاكم 2/410، والبيهقي في "الدلائل" 2/330-331 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وأخرجه البخاري في "أفعال العباد" (116) ، والطبري 21/16-17 من طريق أبي سعيد محمد بن أسعد التغلبي، والبيهقي في "الدلائل" 2/331 من طريق أبي صالح محبوب بن موسى، كلاهما عن أبي إِسحاق الفزاري، به. ومحمد بن أسعد التغلبي لين، لكنه متابَع. وأخرجه مختصراً الترمذي (3191) ، والطبري 21/17 من طريق ابن شهاب الزهري، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابنِ عباس. قال الترمذي: غريب من حديث الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس. وسيتكرر الحديث برقم (2769) . وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند الطبري 21/20. وعن البراء بن عازب عند ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 6/305. وعن نيار بن مُكرم الأسلمي عند الترمذي (3194) ، وقال: صحيح حسن غريب. الحديث: 2496 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ، فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ بِنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ، فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ، فَقَالَ: هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ، وَهِيَ تَمُوتُ، فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ، إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ صَالِحِي بَنِيكِ، لِيُسَلِّمْ عَلَيْكِ، وَيُوَدِّعْكِ، فَقَالَتْ: ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: فَأَدْخَلْتُهُ، فَلَمَّا جَلَسَ، قَالَ: أَبْشِرِي، فَقَالَتْ: أَيْضًا فَقَالَ: " مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَحِبَّةَ، إِلا أَنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الجَسَدِ، كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى رَسُولِ اللهِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ يُحِبُّ إِلا طَيِّبًا "، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ لَيْلَةَ الْأَبْوَاءِ، " فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى يُصْبِحَ فِي الْمَنْزِلِ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] ، فَكَانَ ذَلِكَ فِي سَبَبِكِ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِنَ الرُّخْصَةِ، وَأَنْزَلَ اللهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، جَاءَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، فَأَصْبَحَ لَيْسَ لِلَّهِ مَسْجِدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ يُذْكَرُ فِيهِ اللهُ، إِلا يُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنْكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (1)   (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن خُثيم -وهو عبد الله بن عثمان بن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. زائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه الطبراني (10783) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 8/75، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 27-28 من = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 2497 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قَالَ لَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّمَا سُمِّيتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ لِتَسْعَدِي، وَإِنَّهُ لاسْمُكِ قَبْلَ أَنْ تُولَدِي " (1) 2498 - حَدَّثَنَا (2) مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ،   = طريق زهير بن معاوية، وأبو يعلى (2648) من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. ورواية الدارمي مختصرة. والحديث سيأتي برقم (3262) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم، به. وتقدم برقم (1905) عن سفيان، عن معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به لم يذكر فيه ذكوان حاجب عائشة. الأبواء: قرية من أعمال الفُرْع من المدينة، بينها وبين الجُحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً. قال الحافظ في "الفتح" 8/484: وفي هذه القصة دلالة على سَعَةِ علمِ ابن عباس، وعظيمِ منزلته بَيْنَ الصحابة والتابعين، وتواضع عائشة وفضلها وتشديدها في أمرِ دينها، وأن الصحابة كانوا لا يدخلون على أمهاتِ المؤمنين إلا بإذن، ومَشُورة الصغير على الكبير إذا رآه عَدَل إلى ما الأوْلى خلافُه، والتنبيه على رعاية جانب الأكابر من أهل العلم والدين، وأن لا يترك ما يَستحقونَه من ذلك لمعارض دون ذلك في المصلحة. (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (1906) . (2) وقع في أول هذا الإسناد في النسخ المطبوعة: "حدثنا سفيان، عن ليث، حدثنا معاوية ... " وهو خطأ، والصواب حذف "حدثنا سفيان، عن ليث" كما في أصولنا الخطية. الحديث: 2497 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (1) 2499 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، (2) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، وَأَنْ يُخْلَطَ الْبَلَحُ وَالزَّهْوُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ قيس بن سعد فمن رجال مسلم. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وهشام: هو ابن حسان. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/246-247، وعبد بن حميد (635) ، ومسلم (478) ، وأبو عوانة 2/177، وابن حبان (1906) ، والبيهقي 2/94 من طريق هشيم، وعبد بن حميد (628) ، والنسائي 2/198، وأبو عوانة 2/176، والبيهقي 2/94 من طريق سعيد بن عامر، ومسلم (478) من طريق حفص بن غياث، وأبو يعلى (2538) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبو عوانة 2/177، والطحاوى 1/239 من طريق عثمان بن عمر، والطبراني (11347) من طريق زائدة بن قدامة، سِتتهم عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. زاد هشيم في حديثه: "أهل الثناء والمجد، لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطيَ لما منعتَ، ولا ينفع ذا الجَد منك الجد". وسيأتي الحديث برقم (3498) ، وانظر (2440) . (2) تحرف في (م) إلى: عمر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/122، ومسلم (1995) (41) ، والنسائي 8/289 و290-291 من طريق محمد بن فضيل، والنسائي 8/289 من طريق جرير بن عبد الحميد، و8/291 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، ثلاثتهم عن حبيب بن أبي عمرة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2650) و (2771) و (3110) ، وانظر (1961) و (2020) و (2607) و (3300) . وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر "المسند" 2/46 و445 و3/3 و134 و294 و5/295. الحديث: 2499 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 300 2500 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، (1) حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ الْفَتْحُ فِي ثَلاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ " (2) 2501 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرُوا الدَّجَّالَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر قَالَ: مَا تَقُولُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَمْ أَسْمَعْهُ " قَالَ: ذَلِكَ وَلَكِنْ قَالَ: " أَمَّا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ، وَأَمَّا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ إِذَا انْحَدَرَ فِي الْوَادِي يُلَبِّي " (3)   (1) في (ظ9) و (ظ14) : أبو معاوية، وكتب على لفظة "أبو" في (ظ14) : صح. قلنا: والصواب هنا "معاوية" دون لفظة "أبو"، كما في سائر أصولنا الخطية، وكما في "أطراف المسند" 1/ورقة 117 و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 57، وهو معاوية بن عمرو الأزدي. (2) إسناده حسن، محمد بن أبي حفصة -وإن خرج له الشيخان- ينحط عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري. وأخرجه الحاكم 3/43 عن أبي بكر محمد بن أحمد بن النضر الأزدي، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، نُسِب إلى جده، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن = الحديث: 2500 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 2502 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: ذَكَرُوهُ - يَعْنِي الدَّجَّالَ - قَالَ: مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: ك ف ر فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ: ذَاكَ، وَلَكِنْ قَالَ: " أَمَّا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ، فَانْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ - قَالَ يَزِيدُ يَعْنِي نَفْسَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَمَّا مُوسَى فَرَجُلٌ آدَمُ جَعْدٌ طُوَالٌ، عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ مَخْطُومٍ بِخُلْبَةٍ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَقَدِ انْحَدَرَ مِنَ الْوَادِي يُلَبِّي (1) قَالَ أَبِي: " قَالَ هُشَيْمٌ: الْخُلْبَةُ: اللِّيفُ " 2503 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، - قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: أَظُنُّهُ قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: " أَمَرَ مُنَادِيًا، فَنَادَى فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ " (2)   = أرطبان البصري، ومجاهد: هو ابن جبر. وأخرجه البخاري (1555) و (5913) ، ومسلم (166) (270) ، والبيهقي 5/176 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. والحديث عند البخاري في الموضع الأول مختصر لم يذكر فيه إبراهيم عليه السلام. وأخرجه البخاري (3355) من طريق النضر بن شميل، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 110 من طريق أزهر بن سعد، والبيهقي 5/176 من طريق معاذ، ثلاثتهم عن عبد الله بن عون، به. وسيأتي برقم (2502) ، وانظر ما تقدم برقم (1854) ، وما سيأتي برقم (2697) . قوله: "صاحبكم"، المراد به نفسه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والخُلْبة: واحدة الخُلْب، وهو اللِّيف، وقد يُسمى الحبلُ نفسُه خلبة. والجعد: تقدم تفسيره عند الحديث رقم (2197) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 2502 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 2504 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ مَاتَتْ شَاةٌ فِي بَعْضِ بُيُوتِ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: " أَلَا انْتَفَعْتُمْ بِمَسْكِهَا؟ " (1) 2505 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ   = وأخرجه الطبراني (12872) من طريق النضر بن شميل، عن ابن عون، بهذا الإسناد، ورفعه من غير شك. وأخرج البخاري (616) و (668) و (901) ، ومسلم (699) ، وأبو داود (1066) ، وابن ماجه (939) من طريق عبد الله بن الحارث أن ابن عباس قال لمؤذنه في يوم مَطير: إذا قلتَ: أشهد أن محمداً رسولُ الله، فلا تقل: حى على الصلاة، قل: صَلوا في بيوتكم. فكأن الناس استنكروا، قال: فَعَلَه من هو خير مني، إن الجمعة عَزْمة وإني كرهتُ أن أحرجكم فتمشون في الطين والدحْض. والدحض: هو الزلق. وأخرج ابن ماجه (938) من طريق عباد بن منصور، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في يوم جمعة، يوم مطر: "صلوا في رحالكم". وفي الباب عن ابن عمر عند أحمد 2/10، والبخاري (632) ، ومسلم (697) . وعن والد أبي المليح الهذلي عندَ أبي داود (1057) و (1059) ، وابن ماجه (936) ، والنسائي 2/111. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابنُ أبي رباح. وأخرجه بنحوه الحميدي (491) ، ومسلم (363) (102) ، والنسائي 7/172-173، والطحاوي 1/469، وأبو عوانة 1/211، والطبراني (11383) ، والبيهقي 1/16 من طريق سفيان، وأبو عوانة 1/211 من طريق ابن جريج، والطبراني (11384) من طريق محمد بن مسلم، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وسقط "عمرو بن دينار" من المطبوع من مسند الحميدي، فقد أخرجه البيهقي من طريقه، فذكره فيه. وانظر (2003) . الحديث: 2504 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 مِينَاسٍ الْعَدَنِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا أَرَادَ السُّجُودَ بَعْدَ الرَّكْعَةِ، يَقُولُ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (1) 2506 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَاسْتُنْبِئَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَخَرَجَ مُهَاجِرًا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَتُوُفِّيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ وَرَفَعَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ " (2)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن ميناس، فقد روى له أبو داود والنسائي، وروى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وقد توبع. وأخرجه المزي في "التهذيب" 31/140 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 2/198، وأبو يعلى (2546) من طريق يحيى بن أبي بكير، به. وانظر (2440) . (2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة. وأخرجه الطبراني (12984) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/233 و234 من طريق عبد الله بن لهيعة، بهذا الإِسناد. وفي الباب عن أبي قتادة عند مسلم (1162) (197) وفيه: وسئل عن صوم يوم الاثنين، قال: "ذاك يوم وُلِدْتُ فيه، ويوم بُعِثْتُ أو أنزِلَ على فيه". وعن عائشة عند البخاري (1387) وفيه أن أبا بكر قال لها: في أي يوم توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت: يوم الاثنين. الحديث: 2506 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 2507 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِعَرَفَاتٍ وَاقِفًا، وَقَدْ أَرْدَفَ الْفَضْلَ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَوَقَفَ قَرِيبًا وَأَمَةٌ خَلْفَهُ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَفَطِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَصْرِفُ وَجْهَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيجَافِ الْخَيْلِ وَلا الْإِبِلِ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ " قَالَ: ثُمَّ أَفَاضَ، قَالَ: " فَمَا رَأَيْتُهَا رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً حَتَّى أَتَى جَمْعًا، قَالَ: فَلَمَّا وَقَفَ بِجَمْعٍ أَرْدَفَ أُسَامَةَ، ثُمَّ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ بِإِيجَافِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ " قَالَ: ثُمَّ أَفَاضَ، فَمَا رَأَيْتُهَا رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً، حَتَّى أَتَتْ مِنًى، فَأَتَانَا بِسَوَادِ (1) ضَعْفَى بَنِي هَاشِمٍ عَلَى حُمُرَاتٍ لَهُمْ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ أَفْخَاذَنَا وَيَقُولُ: " يَا بَنِيَّ، أَفِيضُوا، وَلا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (2)   (1) في (ظ9) و (ظ14) وعلى هامش (س) : وابنة له. (2) كذا في (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) ، أي: بليل، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: سواد، وفسرها السندي بقوله: الجماعة! (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ مِقْسَم، فقد روى له البخاري حديثا واحداً، وحديثُه في السنن، وهو ثقة. عثمان بن محمد: هو ابن أبي شيبة وهو من أقران أحمد، وجرير: هو ابن عبد الحميد. وتقدم مختصراً برقم (2099) ، وقصة رمي الجمار سترد برقم (3003) و (3006) و (3513) . وانظر الحديث رقم (562) من مسند علي، و (1805) من مسند الفضل بن عباس، و (2082) من مسند ابن عباس. قوله: "بعرفات واقفاً، وقد أردف الفضل"، قال السندي: المشهور أنه أردف أسامة= الحديث: 2507 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 2508 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بُكَيْرًا، حَدَّثَهُ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ الْبَيْتَ، وَجَدَ فِيهِ صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ، وَصُورَةَ مَرْيَمَ، فَقَالَ: " أَمَّا هُمْ فَقَدْ سَمِعُوا أَنَّ الْمَلائِكَةَ لَا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ، هَذَا إِبْرَاهِيمُ مُصَوَّرًا، فَمَا بَالُهُ يَسْتَقْسِمُ؟ " (1)   = أولا، ثم الفضل، ففي هذه الرواية تصحيف. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن وهب: هو عبد الله، وبكير: هو ابن عبد الله الأشج. وأخرجه أبو يعلى (2429) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3351) ، والنسائي في "الكبرى" (9772) ، والطحاوي 4/282، وابن حبان (5858) ، والطبراني (12171) ، والبيهقي 5/158 من طرق عن عبد الله بن وهب، به. وأخرجه الطبراني (12198) من طريق ابن لهيعة، عن بكير بن عبد الله، به. وانظر ما سيأتي برقم (3093) و (3455) . قوله: "أما هم"، قال السندي: أي: الأنبياء، أي: فكيف يرضون بصورهم موضوعة في البيت، أو قريش، أي: فكيف اجترؤوا على وضع هذه الصور في البيت. وقوله: "يستقسم"، قال: كأنهم جعلوا صورته على وجه كان يستقسم، ومعلوم أن إبراهيم كان منه بريئا، والاستقسامُ من جملة جاهليتهم، وهو المذكورُ في قوله تعالى: (وأن تستقْسموا بالأزلام) . والاستقسام، قال ابن الأثير في "النهاية" 4/63: طلب القسْم الذي قُسم له وقُدر، مما لم يُقسم ولم يُقدر، وكانوا إذا أراد أحدُهم سفراً أو تزويجاً، أو نحو ذلك من المَهام ضرب بالأزلام، وهي القداح، وكان على بعضها مكتوب: أمرني ربي، وعلى الآخَر: نهاني ربي، وعلى الآخر غُفْل، فإن خرج "أمرني" مضى لشأنه، وإن خرج "نهاني" أمسك، وإن خرج الغُفْل، عاد فأجالَها، وضرب بها أخرى، إلى أن يخرج الأمرُ أو النهي. الحديث: 2508 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 * 2509 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ مَاتَ ابْنٌ لَهُ بِقُدَيْدٍ، أَوْ بِعُسْفَانَ، فَقَالَ: يَا كُرَيْبُ، انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَاسٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: يَقُولُ: هُمْ أَرْبَعُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَخْرِجُوهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ عَلَى جِنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ " (1)   (1) إسناده جيد، أبو صخر -واسمه حميد بن زياد الخراط- من رجال مسلم، وهو صدوق، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر -وإن روى له الشيخان- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. وأخرجه مسلم (948) ، والبيهقي في "الشعب" (9249) من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (948) ، وأبو داود (3170) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (271) ، وابن حبان (3082) ، والبيهقي في "السنن" 4/30، والبغوي (1505) من طرق عن ابن وهب، به. وأخرجه ابن ماجه (1489) ، والطبراني (12158) من طريق بكر بن سليم، عن حميد بن زياد الخراط، عن كريب، به. فأسقط من الإسناد شريكَ بن أبي نمر. وفي الباب عن ميمونة عند أحمد 6/331 و334 بإسناد محتمل للتحسين، ولفظه مرفوعاً؟ "ما من مسلم يُصلي عليه أمة إلا شُفعوا فيه" قال أبو المليح -أحد رواته-: الأمة: أربعون إلى مئة فصاعداً. وعن عائشة وأنس نحوه عند أحمد 3/266، ومسلم (947) . وعن أبي هريرة مرفوعاً "من صَلى عليه مئة من المسلمين غُفر له" أخرجه ابن ماجه = الحديث: 2509 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 2510 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ فَتَبِعَهُ رَجُلانِ، وَرَجُلٌ يَتْلُوهُمَا، يَقُولُ: ارْجِعَا، قَالَ: فَرَجَعَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذَيْنِ شَيْطَانَانِ، وَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِهِمَا حَتَّى رَدَدْتُهُمَا، فَإِذَا أَتَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَأَعْلِمْهُ أَنَّا فِي جَمْعِ صَدَقَاتِنَا، وَلَوْ كَانَتْ تَصْلُحُ لَهُ، لَأَرْسَلْنَا بِهَا إِلَيْهِ، قَالَ: " فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عِنْدَ ذَلِكَ عَنِ الْخَلْوَةِ " (1)   = (1488) ، قال في "الزوائد": إسناده صحيح. قُديد: موضع شمال مكة يبعد عنها مئة ميل تقريباً، وعُسْفان: على ستة وثلايين ميلاً شمال مكة. (1) إسناده حسن، عبد الجبار بن محمد الخطابي روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال الحافظ في "التعجيل" ص 244: وإنما عُرف بالخطابي، لأن عبد الحميد جده هو أبو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبيد الله بن عمرو: هو ابن أبي الوليد الجزري الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه أبو يعلى (2589) عن هاشم بن الحارث، والحاكم 2/102 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2719) عن زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، به. قوله: "فقال له"، قال السندي: أي: فقال الذي تلاهما للخارج. وقال الشيخ أحمد شاكر: من الواضح أن الذي أمر الشيطانين بالرجوع كان من مؤمني = الحديث: 2510 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 2511 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، قَالَ: " مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا أَقْوَمَ بِقَوْلِ الشِّيعَةِ مِنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ " (1) 2512 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ "، قَالَ: " فَإِذَا جَاءَكَ يَطْلُبُ ثَمَنَ الْكَلْبِ، فَامْلَأ كَفَّيْهِ تُرَابًا " (2)   = الجن، ولذلك كانت صدقاتهم لا تصلح للناس، إذ لم تكن من مادتهم التي يرون والتي يعرفون. (1) هذا أثر عن المسعودي: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وعدي بن ثابت: هو الأنصاري الكوفي، وثقه أحمد والعجلي والنسائي، وقال أبو حاتم: صدوق، وكان إمامَ مسجد الشيعة وقاصهم، وقال ابن معين: شيعي مفرط، وقال الدارقطني: ثقة إلا أنه كان غالياً في التشيع، وقال أحمد: ثقة إلا أنه كان يتشيع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مات في ولاية خالد (يعني القَسْري) على العراق، وقال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومئة أبو قَطَن: هو نُسير بن ذُعْلوق. (2) إسناده صحيح، مَن فوق عبد الجبار بن محمد ثقات من رجال الشيخين غير قيس بن حبتر، فقد روى له أبو داود وهو ثقة. عبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري. وأخرجه أبو يعلى (2600) عن زهير بن حرب، عن عبد الجبار الخطابي، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه أبو داود (3482) عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن عبيد الله بن عمرو، به. وأخرجه بنحوه أيضاً الطحاوي 4/52 من طريق زهير بن معاوية، والطبراني (12601) من طريق عبيد الله بن معقل، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، به. ورواية = الحديث: 2511 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 2513 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَلْهُجَيْمٍ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، مَا هَذِهِ الْفُتْيَا الَّتِي قد (1) تَفَشَّغَتْ بِالنَّاسِ: أَنَّ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ؟ فَقَالَ: " سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ رَغِمْتُمْ " (2) 2514 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا،   = الطحاوي مختصرة بلفظ: "ثمن الكلب حرام". وسيأتي برقم (2626) و (3273) ، وانظر (2094) . قال الخطابي في "معالم السنن" 3/131: ومعنى التراب هاهنا: الحِرْمان والخَيْبة، كما يقال: ليس في كفه إلا التراب، وكقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وللعاهر الحَجَر" يريد الخَيْبة، إذ لا حَظ له في الولد. (1) لفظة "قد" ليست في (م) و (ظ9) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -وهو الأعرج واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم، وهو ثقة إلا أنه كان يرى رأي الخوارج، قال البخاري وابن حبان: قتل يوم الحرورية سنة ثلاثين ومئة. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الطيالسي (2695) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 130، والطحاوي 2/189-190 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2539) و (3181) و (3182) و (3183) . قوله: "من بَلْهجيم"، أي: من بني الهُجيم، وهم بطنان في العرب، أحدهما: الهجيم بن عمرو بن تميم، والثاني: الهجيم بن علي من الأزد. وقوله: "تفشغت"، قال السندي: بفاء ثم شين معجمة ثم غين معجمة، أي: فشت وانتشرث. وقوله: "وإن رغمتم"، قال: أي ما رَضِيتم بها. الحديث: 2513 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، حَدِّثْنَا عَنْ خِلالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلا نَبِيٌّ، قَالَ: " سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، وَلَكِنِ اجْعَلُوا لِي ذِمَّةَ اللهِ، وَمَا أَخَذَ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلامُ، عَلَى بَنِيهِ: لَئِنْ أَنَا (1) حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا فَعَرَفْتُمُوهُ، لَتُتَابِعُنِّي عَلَى الْإِسْلَامِ " قَالُوا: فَذَلِكَ لَكَ، قَالَ: " فَسَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ " قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ أَرْبَعِ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ: أَخْبِرْنَا أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ مَاءُ الْمَرْأَةِ، وَمَاءُ الرَّجُلِ؟ كَيْفَ يَكُونُ الذَّكَرُ مِنْهُ؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ هَذَا النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ فِي النَّوْمِ؟ وَمَنْ وَلِيُّهُ مِنَ المَلائِكَةِ؟ قَالَ: " فَعَلَيْكُمْ عَهْدُ اللهِ وَمِيثَاقُهُ لَئِنْ أَنَا أَخْبَرْتُكُمْ لَتُتَابِعُنِّي؟ " قَالَ: فَأَعْطَوْهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، قَالَ: " فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ، مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا، وَطَالَ سَقَمُهُ، فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ شَفَاهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ سَقَمِهِ، لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ، وَأَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحْمَانُ الْإِبِلِ، وَأَحَبَّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانُهَا؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ، فَأَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَأَنَّ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّهُمَا عَلا كَانَ لَهُ الْوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذْنِ اللهِ؟ إِنْ عَلا مَاءُ الرَّجُلِ عَلَى مَاءِ الْمَرْأَةِ كَانَ ذَكَرًا بِإِذْنِ اللهِ، وَإِنْ عَلا مَاءُ الْمَرْأَةِ عَلَى مَاءِ الرَّجُلِ كَانَ أُنْثَى بِإِذْنِ اللهِ؟ ". قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ، فَأَنْشُدُكُمْ بِالَّذِي أَنْزَلَ   (1) لفظة: "أنا" ليست في (م) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ؟ " قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ. قَالَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ " قَالُوا: وَأَنْتَ الْآنَ فَحَدِّثْنَا: مَنْ وَلِيُّكَ مِنَ المَلائِكَةِ؟ فَعِنْدَهَا نُجَامِعُكَ أَوْ نُفَارِقُكَ؟ قَالَ: " فَإِنَّ وَلِيِّيَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَلَمْ يَبْعَثِ اللهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلا وَهُوَ وَلِيُّهُ " قَالُوا: فَعِنْدَهَا نُفَارِقُكَ، لَوْ كَانَ وَلِيُّكَ سِوَاهُ مِنَ المَلائِكَةِ لَتَابَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ، قَالَ: " فَمَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ أَنْ تُصَدِّقُوهُ؟ " قَالُوا: إِنَّهُ عَدُوُّنَا، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ} [البقرة: 97] إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {كِتَابَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 101] فَعِنْدَ ذَلِكَ: {بَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ} [البقرة: 90] الْآيَةَ (1) • 2515 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (2) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (2471) ، لكن له طريق آخر يتقوى به، تَقدم برقم (2483) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/174-176 عن هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2731) ، وعبد بن حميد في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" 1/186، والطبري 1/431-432، وابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (951) ، والطبراني (13012) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/266-267 من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، به. وأخرجه ابنُ إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 2/191-192، ومن طريقه الطبري 1/432-433 قال: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين، عن شهر بن حوشب: أن نفراً من أحبار يهود ... الحديث، ولم يذكر فيه ابنَ عباس. (2) هذا الحديث جاء في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) على أنه من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ، والصواب أنه من رواية ابنه عبد الله كما في (ظ9) و (ظ14) = الحديث: 2515 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِنَحْوِهِ (1) 2516 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَأْكُلُ رُمَّانًا بِعَرَفَةَ، وَحَدَّثَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ، بَعَثَت إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ، فَشَرِبَ " (2) 2517 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْطَرَ بِعَرَفَةَ " قَالَ: بَعَثَتْ إلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ (3)   = و"أطراف المسند" 1/ورقة 113، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 37، ومحمد بن بكار -وهو ابن الريان الهاشمي مولاهم- ليس لأحمد عنه رواية، والمعروف بالرواية عنه إنما هو ابنه عبد الله. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، وانظر ما قبله. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الواسطة بين أيوب وبين سعيد بن جبير، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البيهقي 4/283-284 من طريق سهل بن بكار، عن وهيب بن خالد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، به. لم يذكر فيه الواسطة بين أيوب وبين سعيد، وليس فيه قصة أم الفضل. وانظر (1870) ، وانظر الحديث الآتي بعد هذا. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه عبد الرزاق (7814) عن معمر، عن أيوب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم = الحديث: 2516 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 2518 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ، وَمَعَ سِنَانٍ بَدَنَةٌ، فَأَزْحَفَتْ عَلَيْهِ، فَعَيِيَ بِشَأْنِهَا، فَقُلْتُ: لَئِنْ قَدِمْتُ مَكَّةَ لأسْتَبْحِثَنَّ عَنْ هَذَا، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قُلْتُ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ، وَكَانَ لِي حَاجَتَانِ، وَلِصَاحِبِي حَاجَةٌ، فَقَالَ: أَلا أُخْلِيكَ؟ قُلْتُ: لَا، فَقُلْتُ: كَانَتْ مَعِي بَدَنَةٌ فَأَزْحَفَتْ عَلَيْنَا، فَقُلْتُ: لَئِنْ قَدِمْتُ مَكَّةَ، لَأَسْتَبْحِثَنَّ عَنْ هَذَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِالْبُدْنِ مَعَ فُلَانٍ، وَأَمَرَهُ فِيهَا بِأَمْرِهِ، فَلَمَّا قَفَّا رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَصْنَعُ بِمَا أَزْحَفَ عَلَيَّ مِنْهَا؟ قَالَ: " انْحَرْهَا وَاصْبُغْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، وَاضْرِبْهُ عَلَى صَفْحَتِهَا، وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا أَنْتَ، وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ (1) رُفْقَتِكَ " قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَكُونُ فِي هَذِهِ الْمَغَازِي، فَأُغْنَمُ فَأُعْتِقُ عَنِ أُمِّي، أَفَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ أُعْتِقَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَرَتِ امْرَأَةٌ سِنَانَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيَّ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أُمِّهَا تُوُفِّيَتْ وَلَمْ تَحْجُجْ، أَيُجْزِئُ عَنْهَا أَنْ تَحُجَّ عَنْهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّهَا دَيْنٌ، فَقَضَتْهُ عَنْهَا، أَكَانَ يُجْزِئُ عَنْ أُمِّهَا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَلْتَحْجُجْ عَنْ أُمِّهَا "   = (3398) . وسيأتي بأطول مما هنا في مسند أم الفضل 6/338 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أم الفضل. (1) لفظة "أهل" من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية. الحديث: 2518 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 وَسَأَلَهُ عَنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ: " مَاءُ الْبَحْرِ طَهُورٌ " (1) 2519 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنْ رَبِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَحِيمٌ، مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، إِلَى سَبْعِ مِائَةٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي. وأخرجه الطبراني (12898) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرج القسم الثاني منه النسائي 5/116، وابن خزيمة (3034) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أبي التياح، به. ووقع عند النسائي "امرأة سنان بن سلمة الجهني"، ولعله خطأ من أحد الرواة، ولم يذكر في أوله سؤال موسى بن سلمه عن العتق عن أمه. وأخرج القسم الثالث منه وهو السؤال عن ماء البحر: الدارقطني 1/35، والحاكم 1/140 من طريق سريج بن النعمان، عن حماد بن سلمة، به. وصححه الحكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وصَوب الدارقطني وقفه على ابن عباس. وانظر (1869) و (2189) . قوله: "فأزحفت عليه" أي: وقفت من الكلال والإعياء. وقوله: "فعيي بشأنها"، قال السندي: قيل: بياءَين أو بواحدة مشددة، أي: عجز، أو بنون ثم ياء على بناء المفعول: من العناية بالشيء والاهتمام به. وقوله: "فلما قفا"، أي: أدبر. الحديث: 2519 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 كُتِبَتْ لَهُ وَاحِدَةً، أَوْ يَمْحُوهَا اللهُ، وَلَا يَهْلِكُ عَلَى اللهِ تَعَالَى إِلَّا هَالِكٌ " (1) 2520 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن سليمان، فمن رجال مسلم. الجعد أبو عثمان: هو الجعد بن دينار اليشكري، وأبو رجاء العطاردي: هو عمران بن ملحان. وأخرجه الدارمي (2786) ، وأبو عوانة 1/84-85، وابن منده في "الإيمان" (381) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (716) ، ومسلم (131) (208) ، والطبراني (12760) ، وابن منده (381) ، والبيهقي في "الشعب" (334) و (335) من طرق عن جعفر بن سليمان، به. وسيأتي برقم (2827) و (3402) ، وانظر (2001) . قوله: "ولا يهلك على الله إلا هالك"، قال السندي: أي: لا يكون أحد هالكاً عنده تعالى مستوجباً للعذاب، محروماً من الرحمة مع سَعَتِها، إلا من كان هالكاً في المعاصي بالانهماك فيها، وعدم الارتداع عنها بالكلية، حتى ما استحق من الرحمة -مع سعتها- شيئاً، وإلا فمن جمع بينها وبين الحسنات، فالمرجو له النجاة لما سَبَقَ من سَعَة الرحمة، كيف وقد قال تعالى: "سبقت رحمتي غضبي"، والظاهر أن معناه: أن من استحق من الرحمة شيئاً ولو مع استحقاقه الغضب، فالغالب المعاملة معه بالرحمة دون الغضب، فلا تكون المعاملة بالغضب غالباً إلا مع من لا يستحق إلا الغضب، وهو الهالك، والله تعالى أعلم. وقيل: معناه: من يُحرَم هذه الرحمةَ الواسعة وغَلَبَت سيئاتُه، مع سعة المغفرة وكثرة أفراد الحسنة، فهو الهالك، أي: حتم هلاكه، وسُدت عليه أبواب الهدى. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،= الحديث: 2520 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 2521 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَجَدَ فِي ص " (1) 2522 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّا نَغْزُو أَهْلَ الْمَغْرِبِ، وَأَكْثَرُ أَسْقِيَتِهِمْ - وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: وَعَامَّةُ أَسْقِيَتِهِمْ - الْمَيْتَةُ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " دِبَاغُهَا طُهُورُهَا " (2) 2523 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، سَبْعَ سِنِينَ يَرَى الضَّوْءَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِي سِنِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ " (3)   = فمن رجال البخاري. وأخرجه البخاري (2021) ، وأبو داود (1381) ، والبيهقي في "السنن" 4/308-309، وفي "الشعب" (3680) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني (11858) ، والبيهقي في "الشعب" (3680) من طريق معلى بن أسد، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (2052) . (4) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي تخريجه عند الحديث رقم (3387) ، وانظر (3436) . (5) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطيالسي (2761) عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (1895) . (6) رجاله رجال الصحيح، وانظر (2399) . الحديث: 2521 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 2524 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَسَ مِنْ كَتِفٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1) 2525 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ، - لَمْ يَنْسُبْهُ عَفَّانُ أَكْثَرَ مِنْ عَبْدِ اللهِ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَإِيَّايَ رَأَى، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي "، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: " لَا يَتَخَيَّلُنِي " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (190) ، والطحاوي 1/64 من طريق حفص بن عمر أبي عمر الحوضي، عن همام بن يحيي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3403) ، وانظر ما تقدم برقم (1988) . قوله: "انتهس من كتف"، أي: أخذ منه بفيه. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار -وهو ابن معاوية الدهني- فمن رجال مسلم. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه ابن ماجه (3905) عن محمد بن يحيي، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 29 عن أبي زرعة الرازي، كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وله شواهد عن عبد الله بن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وجابر، وطارق بن أشيم، وأبي قتادة الأنصاري، وستأتي في "المسند" على التوالي 1/375، 2/232 و261، 3/55، 3/269، 3/350، 3/472، 5/306،= الحديث: 2524 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 2526 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ، يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا، فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ " (1)   = وبعضها مخرج في الصحيح. قوله: "لا يتخيلني"، قال السندي: أي: لا يتشبهني. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمَي، وجابر بن زيد: هو أبو الشعثاء الأزدي. وأخرجه مسلم (1178) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2610) ، والبخاري (1841) و (1843) ، والطحاوي 2/133، وابن حبان (3786) ، والطبراني (12814) ، والدارقطني 2/228، والبيهقي 5/50 من طرق عن شعبة، به. وانظر (1848) . قال القرطبي فيما نقله عنه الحافظ فى "الفتح" 4/57: أخذ بظاهر هذا الحديث أحمد، فأجاز لبس الخف والسراويل للمحرم الذي لا يجد النعلين والإزار على حالهما، واشترط الجمهور قطع الخف وفتق السراويل، فلو لبس شيئاً منهما على حاله، لزمته الفدية، والدليل لهم قوله في حديث ابن عمر: "وليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين"، فيحمل المطلق على المقيد، ويلحق النظير بالنظير لاستوائهما في الحكم. وقال ابن قدامة: الأولى قطعهما عملاً بالحديث الصحيح، وخروجاً من الخلاف. قال الحافظ: والأصح عند الشافعية والأكثر جوازُ لبس السراويل بغير فَتْق كقول أحمد، واشترط الفتق محمد بن الحسن وإمام الحرمين وطائفة، وعن أبي حنيفة منع السراويل للمحرم مطلقاً، ومثله عن مالك، وكان حديث ابن عباس لم يبلغه، ففي "الموطأ" 1/325 أنه سئل عنه فقال: لم أسمع بهذا الحديث، وقال الرازي من الحنفية: يجوز لبسه وعليه الفدية، كما قاله أصحابهم في الخفين، ومن أجاز لبس السراويل على = الحديث: 2526 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 2527 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا " وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: " أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا يَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا " (1) 2528 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ، أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ أُتِيَ بِبَدَنَتِهِ، فَأَشْعَرَ صَفْحَةَ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، ثُمَّ قَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ أُتِيَ بِرَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا قَعَدَ عَلَيْهَا وَاسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجِّ " (2) 2529 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (3)   = حاله، قَيده بأن لا يكون في حالة لو فتقه لكان إزاراً، لأنه في تلك الحالة يكون واجدا لإزار. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1927) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -وهو مسلم بن عبد الله الأعرج- فمن رجال مسلم. وانظر (1855) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 2527 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 2530 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَجُزُ حِمَارٍ - أَوْ قَالَ: رِجْلُ حِمَارٍ - وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ " (1) 2531 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،   = وأخرجه الطيالسي (2649) ، والبخاري (2621) ، ومسلم (1622) (7) ، وأبو داود (3538) ، وابن ماجه (2385) ، والنسائي 6/266، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (977) ، والطحاوي 4/77، وابن حبان (5121) ، والطبراني (10692) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/281، والبيهقي 6/180، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2200) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3538) ، والطبراني (10692) ، وأبو نعيم 6/281، والبيهقي 6/180 من طريق أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، به. وسيأتي برقم (2622) و (2646) و (3146) و (3178) و (3221) و (3269) ، وانظر ما تقدم برقم (1872) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وحبيب بن أبي ثابت صرح بالسماع فيما سيأتي برقم (3132) . وأخرجه مسلم (1194) (54) ، والنسائي 5/185، والطحاوي 2/170 و171، والطبراني (12342) ، والبيهقي 5/193 من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطبراني (12343) من طريق ابن أبي ليلى، عن حبيب بن أبي ثابت، به. وأخرجه الطحاوي 2/170 من طريق أبي الهذيل غالب بن الهذيل، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2535) و (2630) و (2631) و (3132) و (3168) و (3218) و (3417) ، وتقدم برقم (1856) من طريق مقسم عن ابن عباس، وانظر ما سيأتي في مسند زيد بن أرقم 4/369-370. الحديث: 2530 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، (1) لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (2) 2532 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا "، (3) قَالَ شُعْبَةُ: " قُلْتُ لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "   (1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : "لا إله إلا الله رب العرش العظيم الكريم، لا إله إلا الله العظيم الحليم"، والصواب حذف قوله: "لا إِله إلا الله رب العرش العظيم الكريم" كما في (ظ9) و (ظ14) ، وكما في رقم (2411) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وأبو العالية: هو رفيع بن مِهران الرياحي. وأخرجه مسلم (2730) عن محمد بن حاتم السمين، عن بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (2012) . (3) إسناده صحح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2616) ، ومسلم (1957) ، والنسائي 7/238، وأبو عوانة 5/194-195 و195، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (495) ، وابن حبان (5608) ، والطبراني (12262) ، والبيهقي 9/70، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2784) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (2480) . الحديث: 2532 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 2533 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي فِطْرٍ، فَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلا بَعْدَهَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ، وَمَعَهُ بِلالٌ، فَجَعَلَ يَقُولُ: " تَصَدَّقْنَ " فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَهَا، وَسِخَابَهَا (1) 2534 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِجَمْعٍ (2) الْمَغْرِبَ ثَلاثًا بِإِقَامَةٍ، قَالَ: ثُمَّ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2637) ، وعبد الرزاق (5617) ، وابن أبي شيبة 2/177 و188، والدارمي (1605) و (1611) ، والبخاري (964) و (989) و (1431) و (5881) و (5883) ، ومسلم ص 606 (13) ، وأبو داود (1159) ، وابن ماجة (1291) ، والترمذي (537) ، والنسائي 3/193، وابن الجارود (261) ، والبيهقي 3/295 و302، والبغوي (1109) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وبعضهم لا يذكر فيه قصة النساء. وسيأتي برقم (3153) و (3333) ، وانظر ما تقدم برقم (1902) و (3065) . قوله: "خُرصها"، قال الحافظ في "الفتح" 2/454: بضم المعجمة، وحكي كسرها، وسكون الراء بعدها صاد مهملة: هو الحلقة من الذهب أو الفضة، وقيل: هو القرط إذا كان بحبة واحدة. وقوله: "وسخابها" بكسر المهملة ثم معجمة ثم موحدة: هو قِلادة من عنبر أو قرنفل أو غيره، ولا يكون فيه خرز، وقيل: هو خيط فيه خرز، وسمي سخاباً لصوت خرزه عند الحركة، مأخوذ من السخب: وهو اختلاط الأصوات، يقال بالصاد والسين. (2) تحرفت في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) إلى: فجمع، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) ، ومن "سنن النسائي"، وسيأتي على الصواب في عدة مواضع من مسند ابن عمر. وجمع: هي المزدلفة. الحديث: 2533 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 سَلَّمَ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ " ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فَعَلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَ ذَلِكَ " (1) 2535 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَهْدَى صَعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رِجْلَ حِمَارٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ وَهُوَ يَقْطُرُ دَمًا " (2) 2536 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ صَائِمٌ " (3) 2537 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ عَمِّ نَبِيِّكُمْ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه النسائي 1/239-240 عن عمرو بن يزيد، عن بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وهذا الحديث من مسند عبد الله بن عمر، وسيأتي فيه برقم (5241) و (5290) . وانظر ما سيأتي برقم (3288) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2530) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له أصحاب السنن، وله في البخاري حديث واحد، وهو ثقة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3224) عن عمرو بن يزيد، عن بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (2186) . الحديث: 2535 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 324 اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (1) 2538 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قُلْتُ: إِنَّا نَغْزُو هَذَا الْمَغْرِبَ، وَأَكْثَرُ أَسْقِيَتِهِمْ جُلُودُ الْمَيْتَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " دِبَاغُهَا طُهُورُهَا (2) 2539 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ هَذَا الَّذِي تَقُولُ، قَدْ تَفَشَّغَ فِي النَّاسِ - قَالَ هَمَّامٌ: يَعْنِي - " كُلُّ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ " فَقَالَ: " سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ رَغِمْتُمْ " قَالَ هَمَّامٌ: " يَعْنِي مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ " (3) 2540 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ أَبُو خُشَيْنَةَ، أَخُو عِيسَى   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2012) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (1895) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان -وهو مسلم بن عبد الله الأعرج- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1244) (207) من طريق أحمد بن إسحاق، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 130 من طريق عمرو بن عاصم، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3183) ، وانظر (2513) . قوله: "قد تفشغ"، قال السندي: بفاء ثم شين معجمة ثم غين معجمة، أي: انتَشَر واشتَهر. الحديث: 2538 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 النَّحْوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْأَعْرَجِ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ عِنْدَ بِئْرِ زَمْزَمَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، وَكَانَ نِعْمَ الْجَلِيسُ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ عَاشُورَاءَ؟ فَقَالَ: " عَنْ أَيِّ بَالِهِ تَسْأَلُ؟ " قُلْتُ: عَنْ صِيَامِهِ، قَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ هِلالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ مِنْ تَاسِعِهِ، فَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ " قُلْتُ: أَهَكَذَا كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1) 2541 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ طَاوُسًا، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ - يَعْنِي - عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَأَنْ يَمْنَحَ الرَّجُلُ أَخَاهُ أَرْضَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا خَرْجًا مَعْلُومًا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الحكم ابن الأعرج: هو الحكم بن عبد الله بن إسحاق بن الأعرج البصري. وانظر (2135) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1550) (120) ، والنسائي 7/36، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/110، وفي "مشكل الآثار" 3/289، والطبراني (10882) ، والبيهقي 6/133 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وفي رواية مسلم وغيره: أن مجاهداً قال لطاووس: انطلق بنا إلى رافع بن خديج، فاسمع منه الحديث عن أبيه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يعني في النهي عن المخابرة) قال: فانتهره، وقال: إني والله لو أعلم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عنه ما فعلته، ولكن حدثني من هو أعلم به منهم ... فذكره. وانظر (2087) . الخَرْج: الأجرة. وقوله: "لأن يمنح"، قال السندي: بفتح اللام، أي: يعطي بلا أجرة، أي: وهذا = الحديث: 2541 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 2542 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ يُسَمَّى مُغِيثًا، قَالَ: فَكُنْتُ أَرَاهُ يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، يَعْصِرُ عَيْنَيْهِ عَلَيْهَا، قَالَ: وَقَضَى فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ: إِنَّ مَوَالِيَهَا اشْتَرَطُوا الْوَلاءَ، فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَلاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ " وَخَيَّرَهَا، فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا، فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ، قَالَ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ، فَأَهْدَتْ مِنْهَا إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَإِلَيْنَا هَدِيَّةٌ " (1)   = ليس بنهي وإنما ترغيب في الإحسان، فظن بعضهم أنه نهي فذكره كذلك، وعبد الله أعلم من أولئك الذين ظنوه نهياً، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/182، والطحاوي 3/82 من طريق عفان بن مسلم، به. وأخرجه الطبراني (11826) من طريق هدبة بن خالد، والبيهقي 7/221-222 من طريق محمد بن سنان، كلاهما عن همام، به. وأخرجه مختصراً أبو داود (2232) عن عثمان بن أبي شيبة، والطحاوي 3/82 عن علي بن عبد الرحمن، كلاهما عن عفان، به. ولفظه عن ابن عباس: أن زوج بريرة كان عبداً أسود يُسمى مُغيثاً، فخيرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمرها أن تعتد. وأخرجه مختصراً بنحوه البخاري (5280) ، والطبراني (11825) ، والبيهقي 7/221 من طريق شعبة -زاد البخاري: وهمام-، والترمذي (1156) من طريق سعيد بن أبي عروبة، ثلاثتهم عن قتادة، به. وسيأتي برقم (3405) ، وانظر (1844) . وفي الباب عن عائشة عند أحمد 6/45-46، ومسلم (1075) (172) . قوله: "يعصر عينيه عليها"، قال السندي: أي: يبكي على فراقها. وقوله: "الولاء لمن أعتق"، قال: أي: لا ينتقل عنهم باشتراط غيرهم. الحديث: 2542 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 2543 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَعِكْرِمَةَ، قَالا: قَالَ عُمَرُ: مَنْ يَعْلَمُ مَتَى لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالا: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ فِي الْعَشْرِ، فِي سَبْعٍ يَمْضِينَ، أَوْ سَبْعٍ يَبْقَيْنَ " (1)   (1) إسناد لاحق بن حميد صحيح على شرطهما، وعكرمة من رجال البخاري. وأخرجه البخاري (2022) عن عبد الله بن أبي الأسود، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. ولفظه عنده: "في تسع يمضين". وانظر ما تقدم برقم (2052) . وأخرجه البيهقي 4/309 عن أبي عمرو محمد بن عبد الله الأديب، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن عقبة السدوسي، حدثنا عبد الواحد بن زياد، به. فذكره كرواية البخاري "في تسع يمضين"، لكن قال الحافظ في "الفتح" 4/261: في رواية الإسماعيلي بتقديم السين في الموضعين؛ يعني سبعاً! قلنا: وقد روي المرفوع من هذا الحديث موقوفاً، فقد أخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (7679) عن معمر، عن قتادة وعاصم، أنهما سمعا عكرمة يقول: قال ابن عباس: دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألهم عن ليلة القدر، فأجمعوا أنها في العشر الأواخر، قال ابن عباس: فقلت لعمر: إني لأعلم -أو إني لأظن- أي ليلة هي، قال: عمر: وأي ليلةٍ هي؟ فقلت: سابعة تمضي، أو سابعة تبقى من العشر الأواخر، فقال عمر: ومن أين علمت ذلك؟ فقال: خلق الله سبع سموات وسبع أرَضين، وسبعة أيام، وإن الدهر يدور في سبع، وخلق الله الإنسان من سبع، ويأكل من سبع، ويسجد على سبع، والطواف بالبيت سبع، ورَمْي الجمار سبع، لأشياء ذكرها، فقال عمر: لقد فطنت لأمر ما فطنا له. وللموقوف طريق أخرى أخرجها الحاكم في "المستدرك" 1/437-438 من طريق عاصم بن كليب الجرمي، عن أبيه، عن ابن عباس. وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وزاد الحافظ نسبته من هذا الطريق إلى إسحاق بن راهويه في "مسنده" ومحمد بن نصر في "قيام الليل". الحديث: 2543 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 328 2544 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا الصَّفَا فَقَالَ: " يَا صَبَاحَاهْ، يَا صَبَاحَاهْ " قَالَ: فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: " أَرَأَيْتُمْ لَوْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ، أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ " فَقَالُوا: بَلَى قَالَ: فَقَالَ: " إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟ تَبًّا لَكَ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ (1) 2545 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وَهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم. وأخرجه البخاري (4801) و (4972) ، ومسلم (208) (356) ، والترمذي (3363) ، والنسائي في "الكبرى" (11714) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (983) ، والطبري 19/120-121، وابن منده في "الإيمان" (951) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/182 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي تمام تخريجه عند الحديث رقم (2801) . قولهْ "يا صباحاه"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/6-7: هذه كلمة يقولُها المستغيث، وأصلُها إذا صاحوا للغارة، لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح، ويُسَمُون يوم الغارة: يومَ الصباح، فكأن القائل: يا صباحاه، يقول: قد غَشِيَنا العدو، وقيل: إن المتقاتلين كانوا إذا جاء الليلُ يرجِعون عن القتال، فإذا عاد النهار عاودوه، فكأنه يريد بقوله "يا صباحاه": قد جاء وقتُ الصباح، فتأهبوا للقتال. وقوله: "مصبحكم"، قال السندي: اسم فاعل من "صَبح" بالتشديد، ومثله "ممسِّيكم"، والعدو مفرد لفظاً، فلذلك أفرد لفظ "مصبحكم" وإن أُطلِق على الجمع. الحديث: 2544 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَأْكُلُ عَرْقًا مِنْ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يُمَضْمِضْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (1) 2546 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا لَهُ دَعْوَةٌ قَدْ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي قَدْ اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَلا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَلا فَخْرَ، آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي، وَلا فَخْرَ، وَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ، فَيَشْفَعْ إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدْ أُخْرِجْتُ مِنَ الجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي دَعَوْتُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (10789) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقد تحرف في المطبوع منه "عفان" إلى: "عثمان". وانظر (2002) . الحديث: 2546 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 بِدَعْوَةٍ أَغْرَقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي كَذَبْتُ فِي الْإِسْلامِ ثَلاثَ كِذْبَاتٍ - وَاللهِ إِنْ حَاوَلَ بِهِنَّ إِلا عَنْ دِينِ اللهِ: قَوْلُهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: 63] ، وَقَوْلُهُ لِامْرَأَتِهِ حِينَ أَتَى عَلَى الْمَلِكِ: أُخْتِي - وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلامِهِ، فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَّمَكَ، (1) فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللهِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنْ أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ مَخْتُومٍ عَلَيْهِ، أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي جَوْفِهِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا، قَالَ: فَيَقُولُ إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَقَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا، حَتَّى يَأْذَنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، لِمَنْ شَاءَ وَيَرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ   (1) في (س) و (ق) و (ص) : وبكلامه، وفي (غ) : وكلمك بكلامه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ، نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، فَتُفْرَجُ لَنَا الْأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا، فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ، فَتَقُولُ الْأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا، فَآتِي (1) بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ، فَأَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: أَنَا مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لِي، فَآتِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُرْسِيِّهِ - أَوْ سَرِيرِهِ شَكَّ حَمَّادٌ - فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلَيْسَ يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، (2) فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا - لَمْ يَحْفَظْ حَمَّادٌ -، ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْجُدُ فَأَقُولُ: مَا قُلْتُ، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا، دُونَ الْأَوَّلِ، ثُمَّ أَعُودُ، فَأَسْجُدُ، فَأَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيُقَالُ لِيَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ أُمَّتِي، أُمَّتِي؟ فَقَالَ: أَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا، دُونَ ذَلِكَ " (3)   (1) المثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: فنأتي. (2) في (ظ9) و (ظ14) : كان بعدي. (3) حسن لغيره، دون قول عيسى عليه السلام: "إني اتخذت إِلهاً من دون الله"، فإنه مخالف لما في الصحيح من أن عيسى لم يذكر ذنباً، ثم إن هذا لا يُعد ذنباً له، وإسنادُ هذا الحديث ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-. أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطعة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الطيالسي (2711) ، وابن أبي شيبة 14/135، وعبد بن حميد (695) ، وأبو يعلى (2328) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/481-483 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وهو عند ابن أبي شيبة وعبد بن حميد مختصر جداً بلفظ: "أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر". وسيأتي برقم (2692) . وروى نحو هذا الحديث الترمذي (3148) من طريق سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبى نضرة، عن أبى سعيد الخدري. وقال: حسن صحيح. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/435-436، والبخاري (4712) ، ومسلم (194) . وثان من حديث أنس عند أحمد في مسند ابن عباس برقم (2693) وفي مسند أنس 3/116، والبخاري (4476) ، ومسلم (193) . وثالث عن أبي بكر الصديق سلف في "المسند" برقم (15) . قوله: "إلا له دعوة"، قال السندي: قيل: أي: دعوة لأمته وُعِد أن يجابَ له فيهم، وقيل: دعوة متيقنة الإجابة وهو على يقين من إجابتها، وأما باقي دعواتهم فهم على طمع من إجابتها، والغالب الإجابة، وفي الحديث كمال شفقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمته، ورأفته بهم، واعتنائه بالنظر في مصالحهم المهمة، فأخر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعوته لأمته إلى أهم أوقات حاجتهم. "لواء الحمد"، أي: لواء يدل على أنه رئيس الحامدين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولذلك سُمي محمداً وأحمد. "إني لست هُناكم"، قال النووي: معناه: لست أهلاً لذلك. "رأس النبيين"، أي: أول النبيين الذين أرسلوا لرفع الكفر من الأرض. "في الإسلام"، أي: في حالة الإسلام، أي: بعد أن أسلمْتُ، أو في شان الإسلام، وهو الأوفقُ بقوله: "والله إن حاول ... " وهذا من قول نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما يدل عليه الرواية الآتية بعدُ (2692) ، وكلمة "إن" فيه نافية، وحاوَل: بحاء مهملة وواو، أي: قصَد. = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 2547 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا سِمَاكٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُتِيتُ وَأَنَا نَائِمٌ فِي رَمَضَانَ، فَقِيلَ لِي: إِنَّ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، قَالَ: " فَقُمْتُ، وَأَنَا نَاعِسٌ، فَتَعَلَّقْتُ بِبَعْضِ أَطْنَابِ فُسْطَاطِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي قَالَ: فَنَظَرْتُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ " قَالَ: فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ (1) 2548 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ يُسْلِفُونَ، فَقَالَ: " مَنْ أَسْلَفَ فَلا يُسْلِفْ إِلا فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ " (2)   = "حتى يفض الخاتم"، أي: يُكسر ويُفك. "خاتم النبيين"، أي: فلذلك أعطي وظيفة فض الخاتم من باب الشفاعة، فإذا فَضه فتح بابها. "أن يصدع"، أي: يحكم بالحق بينهم. "الآخِرون": وجوداً في الدنيا، "الأولون": شرفاً وحسباً ودخولاً في الجنة يوم القيامة. (1) حسن لغيره، وهو مكرر (2302) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي المنهال -واسمه عبد الرحمن بن مطعم البناني المكي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة: عبد الله بن كثير: هو المكي القارىء، وعبد الوارث: هو ابن سعيد. وأخرجه مسلم (1604) (128) ، وابن حبان (4925) من طريق شيبان بن فروخ، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1868) . الحديث: 2547 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 2549 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَقِيلَ لَهُ: أَلا تَتَوَضَّأُ؟ (1) فَقَالَ: " إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْوُضُوءِ إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلاةِ " (2) 2550 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِعِكْرِمَةَ: إِنِّي أَقْرَأُ فِي صَلاةِ (3) الْمَغْرِبِ قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَإِنَّ نَاسًا يَعِيبُونَ ذَلِكَ عَلَيَّ؟ فَقَالَ: " وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ؟ اقْرَأْهُمَا فَإِنَّهُمَا مِنَ القُرْآنِ " ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يَقْرَأْ فِيهِمَا إِلا بِأُمِّ الْكِتَابِ " (4) 2551 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) في (ظ9) و (ظ14) : ألا توضأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وسيأتي تخريجه عند الحديث رقم (3381) ، وانظر (1932) . (3) لفظة "صلاة" ليست في (ظ9) و (ظ14) . (4) إسناده ضعيف لضعف حنظلة السدوسي. وأخرجه البيهقي 2/61 من طريق عفان، بهذا الإسناد مختصراً بالمرفوع فقط. وأخرجه كذلك هو 2/61-62 من طريق عبد الملك بن خطاب، عن حنظلة السدوسي، به. وأخرجه بطوله ابن خزيمة (513) من طريق محمد بن زياد بن عبيد الله وأبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، به. وانظر ما تقدم برقم (2174) . الحديث: 2549 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أُتِيَ بِقَوْمٍ مِنْ هَؤُلاءِ الزَّنَادِقَةِ وَمَعَهُمْ كُتُبٌ، فَأَمَرَ بِنَارٍ فَأُجِّجَتْ، ثُمَّ أَحْرَقَهُمْ وَكُتُبَهُمْ، - قَالَ عِكْرِمَةُ: - فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أُحْرِقْهُمْ لِنَهْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 2552 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا، أَخَذَ نَاسًا ارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلامِ، فَحَرَّقَهُمْ بِالنَّارِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ، أُحَرِّقْهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَدًا " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَّلَ دَيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ " فَبَلَغَ عَلِيًّا مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: " وَيْحَ ابْنِ أُمِّ ابْنِ عَبَّاسٍ " (2) 2553 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمَّارٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِنِصْفِ النَّهَارِ وَهُوَ قَائِمٌ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، بِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (6922) ، والطحاوي 4/63، وأبو يعلى (2532) ، وابن حبان (5606) ، والبيهقي 8/202 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وانظر (1871) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وهيب: هو ابن خالد. وأخرجه النسائي 7/104 من طريق أبي هشام المخزومي، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد - دون قول علي بن أبي طالب. وانظر ما قبله. الحديث: 2552 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ فَأَحْصَيْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ فَوَجَدُوهُ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ " (1) 2554 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ بَعْدَ مَا دُفِنَتْ " وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، مِثْلَهُ (2) 2555 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِسْمِ اللهِ اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي فَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ فَيَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ أَبَدًا " (3)   (1) إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (2165) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (6540) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12580) . وأخرجه مسلم (954) (68) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (3085) ، والدارقطني 2/78، والبيهقي 4/46 من طريق أبي عاصم النبيل، عن سفيان الثوري، به. وانظر (1962) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (10465) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (689) ، ومسلم (1434) ، والطبراني = الحديث: 2554 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 2556 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا، وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ " (1) 2557 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ سَفَرٍ وَلا خَوْفٍ "، قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ: وَلِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ " (2)   = في "الدعاء" (941) . وقَرَنَ مسلم بعبد الرزاق عبدَ الله بنَ نُمير. وأخرجه بنحوه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (267) من طريق الفضل بن موسى، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن كريب، به، لم يذكر فيه سالماً. وانظر ما تقدم برقم (1867) . قوله: "فيضره الشيطان"، قال السندي: الظاهر: لم يضره الشيطان، على أنه جواب "لو"، وهو الموافق لسائر الروايات، وأما توجيه هذه الرواية، فأن يقال: نزل قوله: لو أن أحدهم ... الخ منزلة النفي، لأن كلمة "لو" للامتناع فناسبت النفي، فأريد النفي، كأنه قيل: لا يقول أحدُهم ذلك، وعلى هذا فقولُه "فيولد" بالرفع، وكذا قوله "فيضره" بالرفع على العطف على "يقول"، ومن جعل مثله جواباً يجوز له أن ينصِبَه على أنه جوابُ النفي، لكن المعنى لا يُساعد ذلك لِفقد السببية كما لا يخفى، إلا أن المشهورَعندَ أهلِ الحديث في مثله النصب كما في قوله عليه الصلاة والسلام: "لا يموتُ لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار" وله أمثال، والله تعالى أعلم. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (2136) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير = الحديث: 2556 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 2558 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلبَرَازِ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ قُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ، فَقَالُوا: أَنَأْتِيكَ بِوَضُوءٍ؟ فَقَالَ: " مِنْ أَيِّ شَيْءٍ أَتَوَضَّأُ؟ أُصَلِّي، فَأَتَوَضَّأُ - أَوْ صَلَّيْتُ فَأَتَوَضَّأُ - " (1) 2559 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ،   = -واسمه محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4435) . وأخرجه أبو عوانة 2/353 من طريق الفريابي وأبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/144 عن أبي الزبير، به. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/188، ومسلم (705) (49) ، وأبو داود (1210) ، والنسائي 1/290، وابن خزيمة (972) ، وأبو عوانة 2/353، والطحاوي 1/160، وابن حبان (1596) ، والبيهقي 3/166، والبغوي في "شرح السنة" (1043) . وأخرجه مسلم (705) (50) و (51) ، والطحاوي 1/160، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2726) ، والبيهقي 3/166، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1044) من طرق عن أبي الزبير، به. وانظر (1953) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم. وأخرجه الدارمي (2076) عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (1932) . قوله: "للبَراز"، بفتح الباء: أي لقضاء الحاجة. الحديث: 2558 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نِمْتُ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ " فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنَ اللَّيْلِ فَأَتَى الْحَاجَةَ، ثُمَّ جَاءَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ لَمْ يُكْثِرْ، وَقَدْ أبْلَغَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، وَتَمَطَّيْتُ كَرَاهيَةَ أَنْ يَرَانِي كُنْتُ أَبْقِيهِ - يَعْنِي أَرْقُبُهُ - ثُمَّ قُمْتُ فَفَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِمَا يَلِي أُذُنِي حَتَّى أَدَارَنِي، فَكُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَتَتَامَّتْ صَلاتُهُ إِلَى ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، فِيهَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ جَاءَ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1) 2560 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3862) و (4707) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني (12189) . وانظر ما تقدم برقم (1911) . الشناق: هو الخيط أو الحبل الذي تُعلق به القربة، والخيط الذي يشد به فمها. وقوله: "وقد أبلغ"، قال السندي: في العمل بمراعاة الآداب والدلك وغير ذلك. وتمطيتُ: أي تمددت كالقائم من النوم. فآذنه، بمد الهمزة: أي أعلمه. (2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان -وهو ابن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه الدارمي (1819) عن محمد بن يوسف، وأبو يعلى (2726) من طريق محمد بن عبد الله الأسدي، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. رواية الدارمي = الحديث: 2560 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 2561 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ؟، فَقَالَ: " جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا، بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ " (1) 2562 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ مِقْسَمًا، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْبَيْتَ فَدَعَا فِي نَوَاحِيهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (2)   = بقصة الاحتجام فقط. وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" بشرح علي القاري ص 274 عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، به. بقصة تزويج ميمونة فقط. وسيأتي برقم (3030) و (3075) و (3412) ، وانظر قصة تزويج ميمونة برقم (1919) و (2200) ، وقصة الاحتجام برقم (1849) و (1922) و (2108) . (1) حسن لِغيره، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (1839) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (783) ، والطبراني (13005) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/99، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 8/105 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وابن السني في "اليوم والليلة" (667) ، وابن عدي في "الكامل" 1/419 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد. (2) صحيح لغيره، عثمان الجزري أورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/258، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/174 وقال: عثمان الجزري، ويقال له: عثمان المشاهد، روى عن مقسم، روى عنه معمر، والنعمان بن راشد، سمعت أبي يقول ذلك، ثم قال: أخبرنا علي بن أبي طاهر القزويني فيما كتب إلي، قال: أخبرنا أبو بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سُئل عن عثمان الجزري، فقال: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عثمان= الحديث: 2561 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 2563 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ رُفَيْعٍ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " لَمْ يَنْزِلِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَرَفَاتٍ، وَجَمْعٍ إِلا لِيُهَرِيقَ الْمَاءَ " (1) 2564 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (2) 2565 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3)   = الجزري، فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان، قلنا: وقد فات الحافظين الحسيني في "إكماله"، وابن حجر في "تعجيله" أن يترجما له، مع أنه من شرطهما، ووقع للمحدثين الشيخ أحمد محمد شاكر والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وَهَم في تعيينه، فظناه عثمانَ بن عمرو بن ساج القرشي الجزري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9058) ، وقد تحرف في المطبوع منه "معمر" إلى: محمد! وانظر ما تقدم برقم (1795) و (1801) و (1819) و (2126) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالةِ الراوي عن ابن عباس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2464) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة -وهو مولى ابن عباس- من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وانظر ما تقدم برقم (1860) ، وما سيأتي برقم (3199) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه البخاري (4258) من طريق وهيب بن خالد، وابن سعد 8/136، وأبو داود = الحديث: 2563 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 342 2566 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَحَمَّتْ مِنْ جَنَابَةٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَوَضَّأُ مِنْ فَضْلِهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي اغْتَسَلْتُ مِنْهُ فَقَالَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " (1) 2567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَرَقَبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُصَلِّي، فَقَامَ فَبَالَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، فَعَمَدَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ صَبَّ فِي الْجَفْنَةِ، أَوِ الْقَصْعَةِ، وَأَكَبَّ يَدَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَكَامَلَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قَالَ:، ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكُنَّا نَعْرِفُهُ إِذَا نَامَ بِنَفْخِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى، وَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ أَوْ فِي سُجُودِهِ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا   = (1844) ، والترمذي (843) ، والطبراني (11863) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد. زاد البخاري والطبراني: وبنى بها وهو حلال. وانظر (2200) . (1) صحيح لغيره، وفي رواية سماك عن عكرمة اضطراب. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (396) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن الجارود (49) ، والطبراني (11714) ، والبيهقي 1/267. وانظر (2102) . الحديث: 2566 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا، وَاجْعَلْنِي نُورًا " قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: " اجْعَلْ لِي نَوَرًا " قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ نَامَ مُضْطَجِعًا (1) 2568 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَهِشَامُ بْنُ أَبِي (2) عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلا اللهُ الْحَلِيمُ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ ورَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (3) 2569 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ حَرْمَلَةَ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (763) (187) ، وابن خزيمة (1534) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. رواية ابن خزيمة مختصرة. وأخرجه الطيالسي (2706) ، ومسلم (763) (187) ، وابن ماجه (508) ، وابن خزيمة (127) ، وأبو عوانة 1/279 و2/312، والطحاوي 1/286، وابن حبان (1445) من طرق عن شعبة، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (1912) . الشناق: هو الخيط الذي يُشد به فم القِربة. وانظر "فتح الباري" 11/117-118. (2) لفظة "أبي" سقطت من (م) والنسخ الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ، ومنهما ومن حاشية (س) أثبتناها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد هو ابن أبي عروبة، وهشام بن عبد الله هو الدستوائي، واسم أبيه: سنبر. وانظر (2012) . الحديث: 2568 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَهْدَتْ خَالَتِي أُمُّ حُفَيْدٍ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمْنًا وَلَبَنًا وَأَضُبًّا فَأَمَّا الْأَضُبُّ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَفَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: قَذِرْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ - أَوِ أجَلْ " وَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّبَنَ فَشَرِبَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ عَنْ يَمِينِهِ: " أَمَا إِنَّ الشَّرْبَةَ لَكَ، وَلَكِنْ أَتَأْذَنُ أَنْ أَسْقِيَ عَمَّكَ؟ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قُلْتُ: لَا، وَاللهِ مَا أَنَا بِمُؤْثِرٍ عَلَى سُؤْرِكَ أَحَدًا قَالَ: فَأَخَذْتُهُ، فَشَرِبْتُ، ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَعْلَمُ شَرَابًا يُجْزِئُ عَنِ الطَّعَامِ غَيْرَ اللَّبَنِ، فَمَنْ شَرِبَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، وَمَنْ طَعِمَ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأَطْعِمْنَا خَيْرًا مِنْهُ " (2) 2570 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِحَاجَتِهِ ثُمَّ رَجَعَ فَأُتِيَ بِعَرْقٍ فَلَمْ يَتَوَضَّأْ فَأَكَلَ مِنْهُ "،   (1) في النسخ الخطية: أم حفيق، وعلى حواشيها: صوابه أم حفيد، قلنا: وهو الصحيح، وكذلك هو على الصواب في (م) . (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان، ولجهالة عمر بن حرملة. وأخرجه مختصراً بقصة الدعاء النسائي في "عمل اليوم والليلة" (287) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه بطوله الطيالسي (2723) عن شعبة وغيره، به. وانظر (1978) . قوله: "تفل عليها"، قال السندي: أي: تفل لأجلها تقذرا طبعاً لا دينا. الحديث: 2570 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 وَزَادَ عَمْرٌو عَلَيَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ لَمْ تَتَوَضَّأْ قَالَ: " مَا أَرَدْتُ الصَّلاةَ فَأَتَوَضَّأَ " (1) ° 2571 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَجَدْتُ هَذِهِ الْأحَادِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا شَرِبَ تَنَفَّسَ مَرَّتَيْنِ فِي الشَّرَابِ " (2) وَكَتَبَ أَبِي فِي إِثْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: " لَا أُرَى عَبْدَ اللهِ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ "   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم. والذي يقول في آخر الحديث: "وزاد عمرو على ... " هو ابن جريج، فإنه سمع الحديث من سعيد بن الحويرث، وسمع الزيادةَ من عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث، ويوضحه روايةُ الدارمي برقم (2077) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث، عن ابن عباس، ورواية عمرو بن دينار تقدمت برقم (2558) . (2) إسناده ضعيف لضعف سعيد بن محمد الوراق ورشدين بن كريب، وعندهما مناكير. وأخرجه ابن ماجه (3417) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن رشدين بن كريب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2578) . وفي الباب عن أنس: أنه كان يتنفس في الإناء مرتين أو ثلاثاً، وزعم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتنفس في الإناء ثلاثاً. متفق عليه، وسيأتي في "المسند" 3/185. ومعناه أنه كان إذا أراد أن يشرب لا يقتصر على نَفَسٍ واحدٍ، بل يفصل بين الشرب بنَفَسين أو ثلاثة خارج الإناء. وانظر لزاماً "فتح الباري" 10/93-94. (3) هوعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل. الحديث: 2571 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 ° 2572 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، (1) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ الْعَصَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَضَيَّفْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ خَالَتِي وَهِيَ لَيْلَةَ إِذْ لَا تُصَلِّي، فَأَخَذَتْ كِسَاءً فَثَنَتْهُ، وَأَلْقَتْ عَلَيْهِ نُمْرُقَةً، ثُمَّ رَمَتْ عَلَيْهِ بِكِسَاءٍ آخَرَ، ثُمَّ دَخَلَتْ فِيهِ، وَبَسَطَتْ لِي بِسَاطًا إِلَى جَنْبِهَا، وَتَوَسَّدْتُ مَعَهَا عَلَى وِسَادِهَا، " فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، فَأَخَذَ خِرْقَةً فَتَوَزَّرَ بِهَا، وَأَلْقَى ثَوْبَهُ، وَدَخَلَ مَعَهَا لِحَافَهَا، وَبَاتَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، قَامَ إِلَى سِقَاءٍ مُعَلَّقٍ فَحَرَّكَهُ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُومَ فَأَصُبَّ عَلَيْهِ، فَكَرِهْتُ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ مُسْتَيْقِظًا، قَالَ: فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ أَتَى الْفِرَاشَ، فَأَخَذَ ثَوْبَيْهِ، وَأَلْقَى الْخِرْقَةَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، فَقَامَ فِيهِ يُصَلِّي، وَقُمْتُ إِلَى السِّقَاءِ، فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَتَنَاوَلَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى وَصَلَّيْتُ مَعَهُ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ   (1) وقع اسمه في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : "عَبْد الله بن محمد"، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 106، وزِيدَ في هذه النسخ الثلاثة في اسمه "بن عبيد"، ولم نقف فيما بين أيدينا من مصادرعلى شيخ لأحمد يُسمى عُبَيدَ الله بن محمد بن عبيد، بل لا يكاد يوجد في الرواة من هذه الطبقة مَن اسمه هكذا، فيغلب على ظننا أن شيخه هذا هو: عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التَيْمي، الذي يقال له: ابن عائشة، والعائشي، والعَيْشي، نسبةً إلى عائشة بنت طلحة، لأنه من ذريتها، وقد عُدَ في جملة شيوخ الإمام أحمد، وذكر له المزي في "تهذيب الكمال" روايةً عن محمد بن ثابت العبدي، والله تعالى أعلم. الحديث: 2572 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 قَعَدَ، وَقَعَدْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ مِرْفَقَهُ إِلَى جَنْبِي، وَأَصْغَى بِخَدِّهِ إِلَى خَدِّي، حَتَّى سَمِعْتُ نَفَسَ النَّائِمِ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ بِلالٌ، فَقَالَ: الصَّلاةَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَسَارَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَاتَّبَعْتُهُ، فَقَامَ يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَأَخَذَ بِلالٌ فِي الْإِقَامَةِ " (1) 2573 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ شَيْئًا قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُكْثِرُ السِّوَاكَ " قَالَ: حَتَّى ظَنَنَّا - أَوْ رَأَيْنَا - أَنَّهُ سَيُنْزَلُ عَلَيْهِ (2) 2574 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ خَطَبَ وَأَبُو بَكْرٍ،   (1) إسناده ضعيف، محمد بن ثابت العبدي، قال أبو حاتم: ليس بالمتين يكتب حديثه، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال ابن معين في رواية الدوري: ضعيف، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه، وإسحاق بن عبد الله -وهو ابن الحارث بن كنانة العامري- روايته عن ابن عباس مرسلة فيما قاله أبو حاتم. وروي نحو هذا الحديث في "المسند" مختصراً من طرق عن ابن عباس، انظر (1843) و (1912) و (2245) و (2276) و (2567) . النمرقة: الوسادة الصغيرة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة التميمي -واسمه أربدة البصري-. وأخرجه أبو يعلى (2702) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (2125) . وقوله: "أنه سينزل عليه"، أي: قرآن بافتراضه كما تقدم. الحديث: 2573 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، فِي الْعِيدِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ " (1) قَالَ أَبِي: " قَدْ سَمِعَهُ عَبْدُ اللهِ " ° 2575 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُمْ جَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الصَّلاةِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ " (2) ° 2576 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فشي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِي مِصْرٍ وَاحِدٍ، وَلا عَلَى الْمُسْلِمِينَ جِزْيَةٌ " (3) 2577 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، رَفَعَهُ أَيْضًا قَالَ: " لَا تَصْلُحُ قِبْلَتَانِ فِي أَرْضٍ، وَلَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون أبو محمد المكي المعروف بالعَدَني- فمن رجال أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو صدوق، وابن جريج قد صرح بالسماع فيما تقدم برقم (2004) ، وسيتكرر برقم (3227) . سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 10/252 من طريق مؤمل، عن سفيان، بهذا الإِسناد. وانظر (2171) . (2) إسناده صحيح، وقد تقدم برقم (2159) . حجاج: هو ابن محمد المصيصي. (3) إسناده ضعيف لضعف قابوس. وانظر (1949) . الحديث: 2575 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 جِزْيَةٌ " (1) 2578 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ رِشْدِينٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَتَنَفَّسُ فِي الْإِنَاءِ مَرَّتَيْنِ " (2) 2579 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَبَّى فِي (3) دُبُرِ الصَّلاةِ " (4) 2580 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) إسناده ضعيف كسابقه. وهو مكرر (1949) . (2) إسناده ضعيف لضعف رشدين -وهو ابن كريب بن أبي مسلم-. وأخرجه الترمذي (1886) عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن كريب. وانظر (2571) . (3) لفظة "في" من (ظ9) و (ظ14) . (4) حسن لغيره، وهذا سند محتمل للتحسين، تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (2358) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ص 89 (الجزء الذي حققه العمروي) ، والدارمي (1806) ، وأبو يعلى (2512) ، والترمذي (819) ، والنسائي في "المجتبى" 5/162، وفي "الكبرى" (3735) ، والطبراني (12230) ، والبيهقي 5/37 من طرق عن عبد السلام بن حرب، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرف أحدا رواه غير عبد السلام بن حرب. وتقدم مطولاً برقم (2358) . الحديث: 2578 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى " (1)   (1) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح، وحماد بن سلمة -وهو من رجال مسلم- قال ابن سعد في "الطبقات" 7/282: ثقة كثير الحديث، وربما حدث بالحديث المنكر، وقال البيهقي في "الخلافيات" فيما نقله الحافظ الذهبي في "السير" 7/452: لما طعن في السن ساء حفظه ... فالاحتياط أن لا يُحتج به فيما يخالف الثقات، وقال الذهبي: كان بحراً من بحور العلم، وله أوهام في سعة ما روى، وهو صدوق حجة إن شاء الله، وليس هو في الإتقان كحماد بن زيد. قلنا: وفي هذا الحديث عند ابن عدي ومن طريقه البيهقي زيادةُ ألفاط منكرة في صفة الرب تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً، تمنع القول بصحته من هذا الطريق، وإنما صححنا وقف هذا الحرف الذي أورده المؤلف لاختلافهم في رفعه ووقفه، ولأنه ثبت عن ابن عباس من قوله من غير طريق: أن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى ربه عز وجل. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (440) عن أحمد بن محمد المروزي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (563) عن محمد بن منصور، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (817) من طريق الفضل بن يعقوب، وابن عدي في "الكامل" 2/677، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 444-445 و445 من طريق محمد بن رافع ومحمد بن رزق الله والنضر بن سلمة، ستتهم عن أسود بن عامر، بهذا الإسناد. ووقفه محمد بن منصور والنضر بن سلمة على ابن عباس. وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 494، وابن عدي في "الكامل" 2/677 والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 444 من طريقين عن حماد بن سلمة، به. وأخرج ابن أبي عاصم (442) ، والنسائي في "الكبرى" (11539) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (272) ، وابن منده في "الإيمان" (762) ، والحاكم 1/65، واللالكائي (905) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: أتعجبون أن تكونَ الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصححه = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وأخرج الترمذي (3279) ، وابن أبي عاصم (437) ، والنسائي (11537) ، وابن خزيمة (273) و (274) ، والطبراني (11619) من طرق عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه، قلت: أليس الله يقول: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ؟ قال: ويحك، ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره. قال: وقال: رأى محمد ربه تبارك وتعالى مرتين. وفيه الحكم بن أبان، قال الحافظ في "التقريب": صدوق، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وأخرجه ابن أبي عاصم (435) ، وابن خزيمة (278) ، وابن منده (760) من طريق عاصم الأحول، عن الشعبي وعكرمة، عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه. وهذا إسناد صحيح. ووقع في "السنة" لابن أبي عاصم وبعض نسخ "التوحيد": عن الشعبي، عن عكرمة، وهذا صحيح أيضاً، وهو من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه ابن أبي عاصم (434) ، والطبري 27/52 من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى ربه عز وجل. فقال له رجل: أليس قد قال: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ؟ فقال له عكرمة: أليس ترى السماء؟ قال: بلى. قال: فكلها ترى؟ وهذا إسناد ضعيف، أسباط بن نصر كثير الخطأ، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وأخرجه الترمذي (3280) ، وابن أبي عاصم (439) ، وابن خزيمة (284) ، وابن حبان (57) ، والطبراني (10727) ، والآجري ص 491، والبيهقي ص 442 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: رأى ربه تبارك وتعالى. وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي الحديث برقم (2634) ، وانظر ما تقدم برقم (1956) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" 6/509-510: وأما الرؤية فالذي ثبت في الصحيح عن ابن عباس أنه قال: "رأى محمد ربه بفؤاده مرتين" وعائشة = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 352 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أنكرت الرؤية، فمن الناس من جمع بينهما فقال: عائشة أنكرت رؤية العين، وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد. والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هي مطلقة، أو مقيدة بالفؤاد، تارة يقول: رأى محمد ربه، وتارة يقول: رآه محمد؛ ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه. وكذلك الإمام أحمد، تارة يطلق الرؤية، وتارة يقول: رآه بفؤاده؛ ولم يقل أحد أنه سمع أحمد يقول رآه بعينه؛ لكن طائفة من أصحابه سمعوا بعض كلامه المطلق، ففهموا منه رؤية العين؛ كما سمع بعض الناس مطلق كلام ابن عباس، ففهم منه رؤية العين. وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك؛ بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل، كما في "صحيح مسلم" (178) عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل رأيت ربك؟ فقال: "نور، أنى أراه". وقد قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريَه من آياتنا) ، ولو كان قد أراه نفسه بعينه لكان ذكر ذلك أولى. وكذلك قوله: (أفتمارونه على ما يرى) ، (لقد رأَى من آيات ربه الكبرى) ، ولو كان رآه بعينه لكان ذكر ذلك أولى. وفي "الصحيحين" عن ابن عباس في قوله: (وما جعلنا الرؤية التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) ، قال: هي رؤيا عين أريها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة أسري به، وهذه رؤيا الآيات، لأنه أخبر الناس بما رآه بعينه ليلة المعراج، فكان ذلك فتنة لهم، حيث صدقه قوم وكذبه قوم، ولم يخبرهم بأنه رأى ربه بعينه وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة ذكر ذلك، ولو كان قد وقح ذلك لذكره كما ذكر ما دونه. وقد ثبت بالنصوص الصحيحة واتفاق سلف الأمة أنه لا يرى الله أحد في الدنيا بعينه، إلا ما نازع فيه بعضهم من رؤية نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاصة واتفقوا على أن المؤمنين يرون الله يوم القيامة عياناً، كما يرون الشمس والقمر. وانظر "زاد المعاد" 3/37.= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 وَقَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي، أَمْلَى عَلَيَّ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ " (1) 2581 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2) 2582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ صَلَّى سَبْعًا جَمِيعًا، وَثَمَانِيًا جَمِيعًا " (3) 2583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، يُحَدِّثُ   = وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 10/114 في قوله: "رأيت ربي": ما قَيد الرؤية بالنوم، وبعض من يقول: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى ربه ليلة المعراج يحتج بظاهر الحديث، والذي دلَ عليه الدليلُ عدمُ الرؤية مع إمكانها، فنقفُ عن هذه المسألة، فإن من حُسْن إسلام المرء تركَه ما لا يعنيه، فإثباتُ ذلك أو نفيه صعب، والوقوف سبيلُ السلامة، والله أعلم، وإذا ثبت شيء قلنا به، ولا نُعنفُ من أثبت الرؤيةَ لنَبِينا في الدنيا، ولا من نفاها، بل نقول: الله ورسوله أعلمُ، بلى نُعَنفُ ونُبَدعُ مَن أنكر الرؤيةَ في الآخرةِ، إذ رؤيةُ الله في الآخرة ثبَتَت بنصوص متوافرة. (1) القائل: "وقد سمعت ... " هو عبد الله بن أحمد بن حنبل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2611) ، ومن طريقه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 3 عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1919) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1918) . الحديث: 2581 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 354 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَخْطُبُ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا، فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ " (1) 2584 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا " (2) 2585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَيْعِ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ، أَوْ يُسْتَوْفَى " وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَحْسِبُ الْبُيُوعَ كُلَّهَا بِمَنْزِلَتِهِ " (3) 2586 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1178) (4) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1848) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (490) (228) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1927) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2602) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن بشعبة هشاما الدستوائي. وانظر (1847) . الحديث: 2584 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (1) 2587 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، وَابْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عَطَاءً، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2) 2588 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ، وَلا أَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا " (3) 2589 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ ابْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مِقْسَمٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1957) (58م) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقرن بمحمد بن جعفر عبد الرحمن بن مهدي. وانظر (2480) . (2) إسناده حسن، الحجاج بن أرطاة وابن عطاء -وهو يعقوب بن عطاء بن أبي رباح- وإن كان في كل منهما مقال، يتقوى أحدهما بالآخر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2656) ، ومن طريقه الطبراني (11297) عن شعبة، عن الحجاج بن أرطاة وحده، بهذا الإِسناد. وانظر (2393) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2584) ، وسيتكرر برقم (2590) . وهذا الحديث لم يرد في (ظ9) و (ظ14) . الحديث: 2587 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُحْرِمًا صَائِمًا " (1) 2590 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ وَلا أَكُفَّ شَعَرًا، وَلا ثَوْبًا " (2) 2591 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا، صُرِعَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَمَاتَ، " فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَأَنْ يُكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ وَأَنْ لَا يُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا " وَقَالَ أَيُّوبُ: " مُلَبِّدًا " (3) 2592 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وتقدم الكلام على هذا الحديث مفصلاً برقم (1849) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3226) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه أبو داود (2373) عن حفص بن عمر، عن شعبة، به. وأخرجه الطيالسى (2700) عن شعبة، والطحاوي 2/101 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. ولم يرد عندهما ذكر الإحرام. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2584) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه الدارمي (1852) ، والبخاري (1265) و (1266) و (1268) و (1850) ، = الحديث: 2590 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَيَقُولُ: " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: سَرِفُ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّهُ، أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِذَلِكَ الْمَاءِ، أَعْرَسَ بِهَا " (1) 2593 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ شَهِدَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ صَلَّى فِي يَوْمِ عِيدٍ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ " (2) 2594 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ،   = ومسلم (1206) (94) ، وأبو داود (3239) و (3240) ، والنسائي 5/196، والبيهقي 3/391 و5/53 من طرق عن حماد بن زيد، وابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 15 من طريق معتمر بن سليمان، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1206) (95) من طريق إسماعيل ابن علية عن أيوب قال: نبئت عن سعيد بن جبير، به. وانظر (1850) . قوله: "ملبدا"، قال ابن الأثير 4/224: تلبيد الشعر: أن يُجعَلَ فيه شيء من صمغ عند الإحرام، لئلا يَشْعَثَ ويقمل إبقاءً على الشعر، وإنما يُلَحد من يطول مُكثُه في الإحرام. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو مكرر (2492) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2655) ، والبخاري (98) ، وأبو داود (1142) ، وابن حبان (2884) ، والطبراني (11340) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1902) . وقوله: "فجعلن يلقين"، أي: جعلن يلقين الخرص والخاتم والشيء، كما تقدم. الحديث: 2593 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، احْتَجَمَ صَائِمًا " (1) 2595 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ " (2) 2596 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، وَلا أَكُفَّ شَعْرًا، وَلا ثَوْبًا " (3) 2597 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ - أَوْ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ - إِذَا أَتَى امْرَأَتَهُ، قَالَ: اللهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنِي، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ إِلا لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ - أَوْ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مِقْسَم -وهو مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. الحكم: هو ابن عتيبة الكندي الكوفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/51، والنسائي في "الكبرى" (3227) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1849) و (2186) . (2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فله في البخاري حديث واحد وهو ثقة إلا أن الصحيح وقفه كما هو مبين في (2032) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1927) و (2590) . الحديث: 2595 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 لَمْ يَضُرَّهُ الشَّيْطَانُ " (1) 2598 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، وَعَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَهَانَا عَنْ أَمْرٍ كَانَ لَنَا نَافِعًا، وَأَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ لَنَا مِمَّا نَهَانَا عَنْهُ، قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ لِيَذَرْهَا، أَوْ لِيَمْنَحْهَا " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِطَاوُسٍ، - وَكَانَ يَرَى أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ أَعْلَمِهِمْ - قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، أَنْ يَمْنَحَهَا أَخَاهُ، خَيْرٌ لَهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1434) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2705) ، وأخرجه البخاري (3283) عن آدم بن أبي إياس، وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (269) من طريق بهز بن أسد، ثلاثتهم (الطيالسي وآدم وبهز) عن شعبة، به. وانظر (1867) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي أبو زيد العامري الكوفي الزراد. وأخرجه النسائي 7/36 من طريق حجاج، عن شعبة، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه حديث ابن عباس. وأخرجه الطحاوي 4/110 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن مجاهد وحده، عن رافع. وذكر فيه حديث ابن عباس. وأخرج حديث ابن عباس فقط الطيالسي (2604) عن شعبة، عن عبد الملك بن = الحديث: 2598 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 360 قَالَ شُعْبَةُ: " وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَجْمَعُ هَؤُلاءِ: طَاوُسًا، وَعَطَاءً، وَمُجَاهِدًا، وَكَانَ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْهُ مُجَاهِدٌ، قَالَ شُعْبَةُ: كَأَنَّهُ صَاحِبُ الْحَدِيثِ " 2599 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ؟ {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] ، قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى آلِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " عَجِلْتَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَكُنْ مِنْ بُطُونِ قُرَيْشٍ، إِلا كَانَ لَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ، فَقَالَ: إِلا أَنْ تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ القَرَابَةِ " (1)   = ميسرة، عن طاووس، به. وأخرجه كذلك مسلم (1550) (123) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك بن زيد، عن طاووس، به. وحديث ابن عباس هذا تقدم برقم (2087) ، وحديث رافع بن خديج سيأتي بنحوه في مسنده 3/463. قوله: "أو ليذرها"، قال السندي: أي يتركها بلا زرع، يريد أنه لا يُكريها، وله أن يتركها بلا زرع. "أو ليمنحها" أي: ليعطها من ينتفع بها بلا كراء على وجه العارية، ثم له استردادها متى شاء. "أن يمنحها" بفتح الهمزة، مبتدأ خبره "خير"، أي: أن رافعاً ما أتى بلفظ الحديث، بل أتى بمعناه على ما فهمه، وهو أنه نهى عن كراء الأرض، وكان المقصود الترغيب في الإعطاء بلا كراء، لا النهي عن الكراء، والله تعالى أعلم. وقوله: "طاووساً ... الخ"، قال: بدل من "هؤلاء". (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (4818) ، والترمذي (3251) ، والنسائي في "الكبرى" = الحديث: 2599 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 361 2600 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَوَقَعَ مِنْ نَاقَتِهِ فَأَقْصَعَتْهُ، (1) فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يُغْسَلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَأَنْ يُكَفَّنَ فِي ثَوْبَيْنِ وَقَالَ: " لَا تَمَسُّوهُ بِطِيبٍ خَارِجَ رَأْسِهِ، - قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ إِنَّهُ حَدَّثَنِي بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَالَ: خَارِجَ رَأْسِهِ، أَوْ وَجْهِهِ - فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّدًا " (2)   = (11474) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/124-125 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (2024) . (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : فأوقصته، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) ومصادر التخريج. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس ابن أبي وحشية. وأخرجه مسلم (1206) (101) ، والبيهقي 3/392 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2623) ، ومن طريقه البيهقي 3/292، وأخرجه النسائي 5/196 من طريق خالد بن الحارث، وأخرجه الطبراني (12542) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ثلاثتهم (الطيالسي وخالد وأبو نعيم) عن شعبة، به. وقد وقع عند الطيالسي والطبراني والنسائي "ملبيا" بدل "ملبداً"، وقال البيهقي: ورأيت في نسخة أخرى، بهذا الإسناد "في ثوبيه". وانظر (1850) . قوله: "فأقعصته" أي: قتلته في الحال. وقوله: "خارج رأسُه"، قال السندي: هما بالرفع على أن رأسه مبتدأ، وخبره خارج مقدم عليه، والجملة حال بلا واو عند من جوز ذلك، وهو الأصح، والمراد: خارجَ رأسه من الكفن كشأن المحرم. والتلبيد سلف تفسيره عند الحديث (2591) . الحديث: 2600 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 362 2601 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَأَنَا مَخْتُونٌ وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ مِنَ القُرْآنِ " (1) قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي بِشْرٍ: مَا الْمُحْكَمُ؟ " قَالَ: " الْمُفَصَّلُ " 2602 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (2) 2603 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2639) ، وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/241 عن الربيع بن يحيى، والطبراني (10577) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم (الطيالسي والربيع ومرزوق) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (2283) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2620) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1843) . (3) حسن لغيره دون ذكر السرج، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح: واسمه باذام، مولى أم هانىء. = الحديث: 2601 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الحاكم 1/374 من طريق محمد بن جعفر، به. وانظر (2030) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/337 و356، وصححه ابن حبان (3178) ، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن زوارات القبور. ومن حديث حسان بن ثابت عند أحمد 3/442-443، ولفظه كحديث أبي هريرة. ومن حديث ابن عباس وعائشة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" تقول عائشة: يحذرهم مثل الذي صنعوا. وقد تقدم في "المسند" برقم (1884) . قال العلامة ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 4/348: وقد اختلف في زيارة النساء للمقابر على ثلاثة أقوال: أحدها: التحريم، لهذه الأحاديث. والثاني: يكره من غير تحريم، وهذا منصوص أحمد في إحدى الروايات عنه، وحجة هذا القول حديث أم عطية المتفق عليه: "نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا"، وهذا يدل على أن النهي عنه للكراهة لا للتحريم. والثالث: أنه مباح لهن غير مكروه، وهو الرواية الأخرى عن أحمد، واحتج لهذا القول بوجوه: أحدها: ما روى مسلم في "صحيحه" (977) من حديث بريدة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" وفيه أيضاً (976) عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "زوروا القبور فإنها تذكر الموت". قالوا: وهذا الخطاب يتناول النساء بعمومه، بل هن المراد به، فإنه إنما علم نهيه عن زيارتها للنساء، دون الرجال، وهذا صريح في النسْخ، لأنه قد صرح فيه بتقدم النهي، ولا ريب في أن المنهي عن زيارة القبور هو المأذون له فيها، والنساء قد نهين عنها فيتناولهن الإذن. قالوا: وأيضاً فقد قال عبد الله بن أبي مليكة لعائشة: "يا أم المؤمنين، من أين أقبلت؟ قالت: من قبر أخى عبد الرحمن. فقلت لها: أليس قد نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن زيارة = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 2604 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الصَّلاةِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلِّلْ أَصَابِعَ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ - يَعْنِي إِسْبَاغَ الْوُضُوءِ - ". وَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُ: " إِذَا رَكَعْتَ، فَضَعْ كَفَّيْكَ عَلَى   = القبور؟ قالت: نعم، قد نهى، ثم أمر بزيارتها" رواه البيهقي 4/78 من حديث يزيد بن زريع، عن بسطام بن مسلم، عن أبي التياح، عن ابن أبي مليكة. [وروى الترمذي (1055) عن ابن أبي مليكة] قال: "توفي عبد الرحمن بن أبي بكر بحُبْشِي، فحمل إلى مكة، فدفن، فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن، فقالت: وكنا كندماني حذيمة حِقبةً ... مِن الدهر، حتى قِيلَ: لن يتصدعَا فلما تفرقنا، كأني ومالكاً ... لِطول اجتماع لم نبتْ ليلةً معا ثم قالت: والله لو حضرتُك، ما دُفِنْتَ إلا حيثُ مت، ولو شهدتك ماَ زرتُك". قالوا: وأيضاً فقد ثبت في "الصحيحين" [البخاري (1283) ، ومسلم (626) ] من حديث أنس قال: مَر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بامرأة عند قبر تبكي على صبي لها، فقال لها: "اتقي الله واصْبِري" فقالت: وما تُبالي بمصيبتي، فلما ذهب قيلَ لها: إنَهُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخذها مثلُ الموت، فأتت بابَه، فلم تجد على بابه بوابين، فقالت: يا رسولَ الله، لم أعرفك، فقال: "إنما الصبرُ عند الصدمةِ الأولى" وترجم عليه البخاري: باب زيارة القبور. قالوا: ولأن تعليلَه زيارتها بتذكير الآخرة أمر يشترك فيه الرجالُ والنساء، وليس الرجال بأحوجَ إليه منهن. وقال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/417: ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا (يعني ما في حديث ابن عباس من لعن زائرات القبور) كان قبل ترخيص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في زيارة القبور، فلما رخص، دخل في الرخصة الرجال والنساء، وذهب بعضهم إلى أنه كره للنساء زيارة القبور، لقلة صبرهن، وكثرة جزعهن. وانظر "فتح الباري" 3/148-149. الحديث: 2604 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 رُكْبَتَيْكَ حَتَّى تَطْمَئِنَّ - وَقَالَ الْهَاشِمِيُّ مَرَّةً: حَتَّى تَطْمَئِنَّا - وَإِذَا سَجَدْتَ فَأَمْكِنْ جَبْهَتَكَ مِنَ الأَرْضِ، حَتَّى تَجِدَ حَجْمَ الأَرْضِ (1) 2605 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْدِلُ شَعْرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَسْدِلُونَ شُعُورَهُمْ، وَكَانَ   (1) إسناده حسن، موسى بن عقبة ممن روى عن صالح مولى التوأمة قبل الاختلاط، وعبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 1/94 عن البخاري تحسين هذا الحديث. وأخرجه ابن ماجه (447) ، والترمذي (39) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحاكم 1/182-183 من طريق جعفر بن محمد بن شاكر، كلاهما عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب. والحديث في هذه المصادر مختصر ليس فيه ذكر الاطمئنان في الركوع والسجود. ولتخليل الأصابع شاهد عن لقيط بن صَبِرَةَ سيأتي في "المسند" 4/33 و211، وصححه ابن حبان (1054) . وآخر عن المستورد بن شداد وسيأتي في "المسند" أيضاً 4/229. ولتتمته شاهد عن سعد بن أبي وقاص عند البخاري (790) ، ومسلم (535) ، وانظر ما تقدم برقم (1570) . وآخر من حديث المسيء صلاته عن أبي هريرة وعن رفاعة بن رافع الزرقي، سيأتي 2/437 و4/340. وثالث من حديث أبي حميد الساعدي عند أبي داود (734) ، والترمذي (270) . قوله: "حتى تطمئنا"، قال السندي: أي الكفان، و"حجم الأرض"، قال: بفتح حاء مهملة وسكون جيم، في "القاموس": الحجم من الشيء: ملمسه الناتىء تحت يدك. الحديث: 2605 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 366 يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرْ فِيهِ بِشَيْءٍ، ثُمَّ فَرَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ (1) 2606 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنْ نَبِيذِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " كَانَ يَشْرَبُ بِالنَّهَارِ مَا صُنِعَ بِاللَّيْلِ، وَيَشْرَبُ بِاللَّيْلِ مَا صُنِعَ بِالنَّهَارِ " (2) 2607 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) إسناده صحيح، علي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي، وثقه ابن معين والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وحديثه عند الترمذي، ومتابعه عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- وثقه أبو حاتم وابن سعد، وقال أحمد: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وروى له ابن ماجه، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (3944) عن عبدان، والترمذي في "الشمائل" (29) عن سويد بن نصر، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3558) ، ومسلم (2336) ، والنسائي 8/184، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/الورقة 60، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/489، وفي "مشكل الآثار" 4/320، والحازمي في "الاعتبار" ص 240 من طرق عن يونس بن يزيد، به. وانظر (2209) . (2) إسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي-. وانظر ما تقدم برقم (1963) . الحديث: 2606 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّقِيرِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَقَالَ: " لَا تَشْرَبُوا إِلا فِي ذِي إِكَاءٍ " فَصَنَعُوا جُلُودَ الْإِبِلِ، ثُمَّ جَعَلُوا لَهَا أَعْنَاقًا مِنْ جُلُودِ الْغَنَمِ، فَبَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: " لَا تَشْرَبُوا إِلا فِيمَا أَعْلاهُ مِنْهُ " (1) 2608 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: " سَقَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ " (2) 2609 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: مَا نَصَرَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي مَوْطِنٍ، كَمَا نَصَرَ يَوْمَ أُحُدٍ. قَالَ: فَأَنْكَرْنَا ذَلِكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَيْنِي وَبَيْنَ مَنِ انْكَرَ ذَلِكَ كِتَابُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي يَوْمِ أُحُدٍ:   (1) إسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله. وأخرجه أبو يعلى (2730) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر ما سيأتي برقم (2768) . الإكاء: بكسر الهمزة وأصله "وِكاء": وهو الخيط الذي تُشد به القِربة. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق وعتاب -وهو ابن زياد الخراساني-، فالأول من رجال الترمذي، والثاني من رجال ابن ماجه. عبد الله: هو ابن المبارك، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (209) ، والنسائي 5/237، وابن حبان (3838) من طريق علي بن حُجر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر (1838) . الحديث: 2608 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 {وَلَقَدْ صَدَقَكُمِ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152]- يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَالْحَسُّ: الْقَتْلُ - {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} [آل عمران: 152]- إِلَى قَوْلِهِ - {وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 152] ، وَإِنَّمَا عَنَى بِهَذَا الرُّمَاةَ، وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ، ثُمَّ قَالَ: " احْمُوا ظُهُورَنَا، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ، فَلا تَنْصُرُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلا تُشْرِكُونَا " فَلَمَّا غَنِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَاحُوا عَسْكَرَ الْمُشْرِكِينَ، أَكَبَّ (1) الرُّمَاةُ جَمِيعًا، فَدَخَلُوا فِي الْعَسْكَرِ يَنْهَبُونَ، وَقَدِ الْتَقَتْ صُفُوفُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُمْ هَكَذَا (2) - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدَيْهِ - وَالْتَبَسُوا، فَلَمَّا أَخَلَّ الرُّمَاةُ تِلْكَ الْخَلَّةَ الَّتِي كَانُوا فِيهَا، دَخَلَتِ الْخَيْلُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَالْتَبَسُوا، وَقُتِلَ مِنَ المُسْلِمِينَ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَقَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ أَوَّلُ النَّهَارِ، حَتَّى قُتِلَ مِنْ أَصْحَابِ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ سَبْعَةٌ، أَوْ تِسْعَةٌ، وَجَالَ الْمُسْلِمُونَ جَوْلَةً نَحْوَ الْجَبَلِ، وَلَمْ يَبْلُغُوا حَيْثُ يَقُولُ النَّاسُ الْغَارَ، إِنَّمَا كَانُوا تَحْتَ الْمِهْرَاسِ، وَصَاحَ الشَّيْطَانُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ، فَلَمْ يُشَكَّ فِيهِ أَنَّهُ حَقٌّ، فَمَا زِلْنَا كَذَلِكَ مَا نَشُكُّ أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ، حَتَّى طَلَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ السَّعْدَيْنِ نَعْرِفُهُ بِتَكَفُّئِهِ إِذَا مَشَى، قَالَ: فَفَرِحْنَا حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنَا مَا أَصَابَنَا، قَالَ: فَرَقِيَ نَحْوَنَا، وَهُوَ يَقُولُ: " اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ دَمَّوْا وَجْهَ رَسُولِهِ " قَالَ: وَيَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: " اللهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُمِ أنْ يَعْلُونَا " حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا.   (1) في (ظ9) و (ظ14) : انكب. (2) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: كذا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 369 فَمَكَثَ سَاعَةً، فَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصِيحُ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ: اعْلُ هُبَلُ - مَرَّتَيْنِ، يَعْنِي آلِهَتَهُ - أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلا أُجِيبُهُ؟ قَالَ: " بَلَى " فَلَمَّا قَالَ: اعْلُ هُبَلُ، قَالَ عُمَرُ: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّهُ قَدِ انْعَمَتْ عَيْنُهَا، فَعَادِ عَنْهَا، أَوْ فَعَالِ عَنْهَا، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ أَيْنَ ابْنُ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَذَا أَبُو بَكْرٍ، وَهَا أَنَا ذَا عُمَرُ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، الْأَيَّامُ دُوَلٌ، وَإِنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: لَا سَوَاءً، قَتْلانَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاكُمْ فِي النَّارِ. قَالَ: إِنَّكُمْ لَتَزْعُمُونَ ذَلِكَ، لَقَدْ خِبْنَا إِذَنْ وَخَسِرْنَا. ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَوْفَ تَجِدُونَ فِي قَتْلاكُمْ مَثْلَى (1) ، وَلَمْ يَكُنْ ذَاكَ عَنْ رَأْيِ سَرَاتِنَا. قَالَ: ثُمَّ أَدْرَكَتْهُ حَمِيَّةُ الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَانَ ذَاكَ، وَلَمْ نَكْرَهْهُ (2)   (1) "مَثْلى" بالألف المقصورة كما في عامة أصولنا الخطية، قال السندي: هو جمع مُثلة. قلنا: ولم نجد هذا الجمع في كتب اللغة المتيسرة لنا، وقال الشيخ أحمد شاكر: "مثلى" خطأ لا وجه له، ورجح أن الصواب "مثلاً" بفتح الميم وسكون الثاء كما في النسخة الكتانية و"مجمع الزوائد" وغيره: مصدر "مَثَل بالقتيل" من بابَى ضرب ونصر: إذا نكل به بجدع أنفه أو قطع أذنه أو نحو ذلك، كمثل به تمثيلاً. (2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود شيخ أحمد -وهو الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة جليل. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، وعبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (1644) ، والطبراني (10731) ،= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 370 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والحاكم 2/296-297، والبيهقي في "دلائل النبوة" 3/269-271 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 2/114: هذا حديث غريب، وسياق عجيب، وهو من مرسلات ابن عباس، فإنه لم يشهد أحداً ولا أبوه.. ولبعضه شواهد في الصحاح وغيرها. وقال الشيخ أحمد شاكر معلقاً على قول ابن كثير هذا: وهو حديث غريب حقاً، في لفظه ما يوهم أن ابن عباس شهد الوقعة، وما كان ذلك قط، فإنه كان إذ ذاك طفلاً مع أبيه بمكة، والظاهر عندي أنه حكاه عن واحد من الصحابة ممن شهد أحدا، ونسي بعض الرواة أن يذكر من حدث ابن عباس به، حتى يقول في حديثه: "فما زلنا كذلك ما نشك أنه قد قتل" إلخ، وأما سياق القصة في ذاتها فصحيح، له شواهد كثيرة في الصحاح، أشار ابن كثير إلى بعضها في "التفسير" وفي "التاريخ". قلنا: فمن شواهده مقطعاً حديث عبد الله بن مسعود عند أحمد 1/462-463. وحديث البراء بن عازب عند أحمد 4/293، والبخاري (3039) و (4043) . وحديث الزبير بن العوام عند ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 3/82. وحديث أبي هريرة عند أحمد 2/317، والبخاري (4073) ، ومسلم (1793) . قوله: "ما نصر الله تبارك وتعالى في مواطن كما نصرَ يوم أحد"، قال السندي: أي: ما نصر المؤمنين في موطن مثل ما نصرهم يوم أحد أولاً، كما يدل عليه آخر كلامه، ولكن حيث أطلق أنكروا عليه ذلك حتى كشف لهم عن حقيقة الأمر، فعرفوا مراده. وقوله: "أكب الرماة"، قال: أي: وقعوا. وقوله: "جميعاً"، قال: كان المراد: الغالب، وإلا ففي "صحيح البخاري" [في حديث البراء رقم 4043] : فأخذوا يقولون: الغنيمةَ الغنيمة، فقال عبد الله (أي: ابن جبير رئيس الرماة) : عَهِد إلي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا تبرحوا، فأبَوا. وفي شرحه: قالوا: لم يُرِد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا، قد انهزم المشركون، فما مقامُنا هاهنا؟ ووقعوا ينتهبون العسكر، وثبت أميرهم عبد الله في نفر يسير دون العشرة مكانَه، وقال: لا أجاوز أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونظر خالد بن الوليد إلى خَلاءِ الجبلِ وقلة أهله، فكر بالخيل، وتبعه عكرمة بن أبي جهل = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 371 2610 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً أَخْرَجَتْ صَبِيًّا لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لِهَذَا حَجٌّ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ " (1)   = وحملوا على مَن بقي مِن الرماة فقتلوهم وأميرَهم عبدَ الله بن جبير، وانتقضت صفوف المسلمين، فاستدارت رجالهم، وحالت الريح فصارت دَبُوراً بعد أن كانت صَبا. وقوله: "تلك الخَلة"، قال: بفتح فتشديد، أي: تلك الحاجة التي هي دفع العساكر من وراء الظهر، أي: قصروا فيها، من أخل بالشيء، أو المراد بالخلة تلك البُقعة، سُميت خَلة، لأنها محل الخلة، بمعنى الحاجة، لأنها كانت محتاجة إلى وجود العسكر فيها، أي: ترك تلك البقعة، من أخل الرجلُ بمركزه، أي: تركه. وقوله: "وجال المسلمون"، قال: أي: انكشفوا. وقوله: "تحت المِهراس"، قال: بكسر الميم، صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء، وقيل: اسم ماء بأحد. وقوله: "قد أنعمت"، قال: على بناء الفاعل من: أنْعَم، إذا أجاب بنَعم، أي: أنها أجابت بنعم، يريد أنه حين أراد الخروج إلى أحد، كتب على سهم "نعم"، وعلى آخر "لا"، وأجالهما عند هُبل، فخرج سهم "نعم"، فخرج إلى أحد، وكان عادتهم ذلك إذا أرادوا ابتداء فعل. والتكفُّؤ: التمايل إلى قدام. ودَموا: أسالوا دمه. وابن أبي كبشة: يريد به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعادِ عنها أو عالِ عنها: كلاهما بمعنى، وهو: تجاف عن ذكرها وتجاوز. وسِجال: جمع سَجْل، أي: مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقينَ بالسجْل يكون لكل واحدٍ منهم سَجْل، وهو الدلْو. والسَراة: هم الأشراف والكبراء. (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله العمري -وهو عبد الله بن عمر بن حفص- ضعيف، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير نوح بن ميمون، وهو ثقة. وانظر (1898) . الحديث: 2610 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 372 2611 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، قَالا: " أَفَاضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى لَيْلًا " (1) 2612 - حَدَّثَنَاه عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَّرَ طَوَافَ يَوْمِ النَّحْرِ إِلَى اللَّيْلِ " (2)   (1) إسناده ضعيف، أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- موصوف بالتدليس وقد عنعن، وفي سماعه من ابن عباس وعائشة نظر، ثم إن هذا الحديثَ والذي بعده مخالف لما ثبت في الصحيح عن ابن عمر وجابر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف يوم النحر نهاراً، وذهب بعضُهم إلى الجمع بينهما، فحمل حديثَ ابن عمر وجابر على اليومِ الأولِ من أيام مِنى، وحملَ حديثَ ابنِ عباس على باقي الأيام، والله أعلم. وانظر ما بعده. (2) إسناده ضعيف كسابقه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو داود (2000) ، والترمذي (920) ، وأبو يعلى (2700) ، والبيهقي 5/144 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري 3/567 بصيغة الجزم عن أبي الزبير، عن ابن عباس وعائشة. قال الترمذي: حسن صحيح! وأخرجه ابن ماجه (3059) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/219-220 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، عن محمد بن طارق، عن أبي الزبير، به. وأخرجاه أيضاً من هذا الطريق عن محمد بن طارق، عن طاووس، مرسلاً. وسيتكرر هذا الحديث في مسند ابن عباس برقم (2815) ، وفي مسند عائشة 6/215، وانظر "شرح مشكل الآثار" حديث رقم (1567) . قال الترمذي: وقد رَخص بعضُ أهل العلم في أن يؤخر طوافُ الزيارة إلى الليل، واستحث بعضهم أن يزور يومَ النحر، ووَسع بعضهم أن يؤخر ولو إلى آخر أيام مِنى. وانظر "فتح الباري" 3/567-568. الحديث: 2611 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 373 2613 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ؟ فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَاسْتَحْلَفَ الْمَطْلُوبَ، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ قَدْ حَلَفْتَ، وَلَكِنْ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ بِإِخْلاصِكَ قَوْلَكَ: لَا إِلَهَ إِلا اللهُ " (1) 2614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ، فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ، فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ. فَيَقُولُ: " وَمَا يُدْرِينِي، لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ " (2) 2615 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَحْدَهُ " (3)   (1) إسناده ضعيف، وقد تقدم برقم (2280) . (2) إسناده حسن، فإن رواية عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة صالحة، والحديث تفرد به ابن لهيعة! حنش: هو ابن عبد الله السبائي الصنعاني، من صنعاء دمشق. وهو في "الزهد" لابن المبارك (292) . وسيأتي برقم (2764) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله. وهذا الحديث تفرد به الإمامُ أحمد. = الحديث: 2613 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 2616 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَى جِبْرِيلَ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ "، قَالَ: " فَلَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " (1) 2617 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْأَسْلَمِيَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَرَفَ بِالزِّنَا،   = وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/394، والبخاري (1985) ، ومسلم (1144) . وآخر من حديث جابر عند البخاري (1984) ، ومسلم (1143) . وثالث من حديث جويرية بنت الحارث عند أحمد 6/324، والبخاري (1986) . قال الإِمام البغوي في "شرح السنة" 6/360: والعملُ على هذا عند أهلِ العلم، كرهوا تخصيص يوم الجمعة بالصوم إلا أن يصومَ قبلَه أو بعدَه معه، ولم يكرهه مالك، وقال: رأيتُ بعضَ أهلِ العلم يصومُه ويتحراه. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي. وأخرجه البخاري (6) و (3220) و (3554) ، ومسلم (2308) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/326 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/125، وفي "الكبرى" (7993) ، وابن حبان (6370) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به. وانظر (2042) . الحديث: 2616 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 فَقَالَ: " لَعَلَّكَ قَبَّلْتَ، أَوْ غَمَزْتَ، أَوْ نَظَرْتَ " (1) 2618 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَأْكُلِ الشَّرِيطَةَ، فَإِنَّهَا ذَبِيحَةُ الشَّيْطَانِ " (2) 2619 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ،   (1) إسناده صحيح، مَن فوقَ عتاب ثقات من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (2129) . (2) إسناده ضعيف، عمرو بن عبد الله: هو ابن الأسوار اليماني، ويقال: عمرو بن برق، قال ابن معين: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: أحاديثه لا يتابعه الثقات عليها، وحكى العقيلي في "الضعفاء" 3/259 عن أحمد أنه قال: له أشياء مناكير ومعمر قد روى عنه وكان عنده لا بأس به، وقال المنذري في "مختصر السنن" 4/118: قد تكلم فيه غير واحد. وأخرجه أبو داود (2826) ، وابن حبان (5888) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1794، والحاكم 4/113، والبيهقي 9/278 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! وهو عند ابن عدي وفي أحد إسنادي أبي داود عن ابن عباس وحده، وعند ابنِ حبان عن أبي هريرة وحده، ولفظه في بعض هذه المصادر: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شريطة الشيطان. والشريطة، قال الخطابي في "معالم السنن" 4/281: أخذت من الشرْط: وهو شق الجلد بالمبْضَع ونحوه، كأنه اقتصر على شرطه بالحديد دون ذبحه والإتيان بالقطع على حلقه، وإنما سمي هذا شريطة الشيطان من أجل أن الشيطان هو الذي يحملهم على ذلك، ويُحَسن هذا الفعل عندهم. الحديث: 2618 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 376 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (1) قَالَ: رَفَعَهُ الْحَكَمُ، قَالَ شُعْبَةُ: " وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أُحَدِّثَ بِرَفْعِهِ " قَالَ: وَحَدَّثَنِي غَيْلانُ وَالْحَجَّاجُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَمْ يَرْفَعْهُ (2) 2620 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ وَهُوَ عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ قَتَلَهُ فَقَالَ: " دَعُوهُ وَسَلَبَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح، من فوق عتاب من رجال الشيخين غير ميمون بن مهران، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1934) ، وأبو عوانة 5/141-142 و142، والبغوي (2795) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد مرفوعاً. وانظر (2192) . (2) قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: وترددُ شعبة في رفعه، بعد أن جزم بأن شيخه رفعه، لا يصلح علة للحديث، وكذلك روايته إياه موقوفاً عن غيلان والحجاج. قلنا: وغيلانُ: هو ابنُ جامع بن أشعث المحاربي، وهو ثقة من رجال مسلم، وحجاج: هو ابن أرطاة، فقد أورده المزي في "تحفة الأشراف" 5/253 عن سفيان الثوري، عن حجاج بن أرطاة وجعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس - قال أحدهما: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال الآخر: نهى. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح إن كان سفيان -وهو الثوري- سمعه من الحكم بن عتيبة، فقد رواه غير المصنف فأدخل بينهما محمدَ بنَ عبد الرحمن بن أبي ليلى: وهو سيئ الحفظ. = الحديث: 2620 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 2621 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَوَّى بَيْنَ الْأَسْنَانِ وَالْأَصَابِعِ فِي الدِّيَةِ " (1) 2622 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي صَدَقَتِهِ، كَالَّذِي يَقِيءُ، ثُمَّ يَأْكُلُ قَيْئَهُ " (2)   = وأخرجه أبو يعلى (2682) ، والطبراني (12058) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، بهذا الإسناد. وقد سقط من المطبوع من الطبراني "عن الحكم". ويشهد له حديث أبي قتادة نفسه في قصة عند أحمد 5/306، والبخاري (3142) ، ومسلم (1751) . قوله: "دعوه وسلَبَه"، السلَب: هو ما يأخذه القاتلُ عمن قتله مما يكونُ عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها، قال السندي: أي: خَلوا له سلبَ قتيله ولا تتعرضوا له فيه، والنصبُ على المعية أظهر من العطف، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح. أبو حمزة: هو محمد بن ميمون السكري، ويزيد النحوي: هو يزيد بن أبي سعيد النحْوي، نسبة إلى بطن من الأزد. وسيأتي تخريجه برقم (2624) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك -وهو ابن واقد الحراني- فمن رجال البخاري. عمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري، وبكير بن عبد الله: هو ابن الأشج. وأخرجه مسلم (1622) (6) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد. = الحديث: 2621 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 2623 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَامَةُ " (1)   = وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (394) من طريق أيوب بن موسى، عن بكير بن عبد الله، به. وانظر (2529) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن عمرو بن مالك النكري ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو داود والنسائي وغيرهم، وقال أحمد: ليس بشيء، ويقال: إن حماد بن زيد كذبه، وأبوه عمرو بن مالك ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/487 وقال: يغرب ويخطىء، ووثقه الذهبي في "الميزان" 3/286 أبو الجوزاء: هو أوس بن عبد الله الربعي البصري، ثقة روى له الجماعة. وأخرجه الطبراني (12795) من طريق أحمد بن عبد الملك الحراني، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7038) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن يحيى بن عمرو النكري، به. وأخرجه البيهقي أيضاً (7039) من طريق محمد بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، من قوله. وله شاهد من حديث ابن مسعود عند أحمد 1/376 و433، وابن ماجه (4252) ، وصححه ابن حبان (612) . وآخر من حديث عائشة عند أحمد 6/264. وثالث من حديث أنس عند ابن حبان في "صحيحه" (613) . وفي الباب أيضاً عن وائل بن حُجر عند الطبراني في "الكبير" 22/ (101) ، وعن أبي سعد الأنصاري عنده أيضا 22/ (775) ، وأبي نعيم 10/398، وعن أبي هريرة عندَ الطبراني في "الصغير" (186) . = الحديث: 2623 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 379 وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَجَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، لِيَغْفِرَ لَهُمْ " (1)   = قال السندي: المراد بالكفارة التوبة، فقد روى ابن ماجه (4252) بإسناد صحيح، كما ذكره صاحب "زوائده": "الندم توبة"، والمراد: الندامة على المعصية لكونها معصية، وإلا فإذا نَدِمَ عليها من جهة أخرى، كما إذا نَدِمَ على شرب الخمر من جهة صرف المال عليه، فليس من التوبة في شيء، ومعنى كونها توبةً أنها معظمُها ومستلزم لبقية أجزائها عادةً، فإن النادم ينقلعُ عن الذنب في الحال عادةً، ويَعْزِمُ على عدم العَوْدِ إليه في الاستقبال، وبهذا القدر تتم التوبةُ إلا في الفرائضِ التي يجب قضاؤُها، فتحتاج التوبة فيها إلى القضاءِ، وإلا في حقوق العباد، فتحتاجُ فيها إلى الاستحلال أو الرد، والندمُ يُعين على ذلك. (1) صحيح لغيره، وهو بالإسناد السابق نفسه. وأخرجه الطبراني (12794) من طريق أحمد بن عبد الملك الحراني، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (3250 - كشف الأستار) عن أبي محذورة الوراق، عن يحيى بن عمرو النكري، به. وقال فيه: "ثم يستغفرون فيغفر لهم". وأخرجه بقسميه ابن عدي في "الكامل" 7/2662 من طريق بشر بن الوليد، عن يحيى بن عمرو النكري، به. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/305 و309، ومسلم (2749) . وآخر من حديث أبي أيوب الأنصاري عند أحمد 5/414، ومسلم (2748) . وثالث عن أبي سعيد الخدري عند البزار (3251) . قوله: "لجاء الله"، قال السندي: أي: لذهب بكم، ولجاء بغيركم، كما في حديث أبي هريرة عند مسلم. وقوله: "ليغفر لهم"، قال: أي: باستغفارهم كما في حديث أبي هُريرة، فالمقصود الحث على الاستغفار بعدَ وقوع الذنوب، وأنه لا ينبغي أن يقطع الرجاءَ بالذنوب، لا الترغيب في الذنوب، وفيه أنه تعالى كما يُحب العبادةَ بوجوه أخر، يُحِب أن يُعبَدَ = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 2624 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ شَقِيقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ النَّحْوِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَسْنَانُ سَوَاءٌ، وَالْأَصَابِعُ سَوَاءٌ " (1) 2625 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمِ الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، وَالْكُوبَةَ "، وَقَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (2)   = بالاستغفار أيضاً، وأنه كما خلق الخلائق لإِظهار القدرة الباهرة، كذلك خلقهم لإظهار المغفرة والنعمة، وبإظهار القهر والغلبة، فلذلك قسمهم أقساماً، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح، يزيد النحوي -وهو يزيد بن أبي سعيد النحوي- ثقة روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه أبو داود (4560) ، والبيهقي 8/90 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه أبو داود (4561) ، والترمذي (1391) ، والدارقطني 3/212، والبيهقي 8/92 من طرق عن يزيد النحوي، به. وانظر (1999) و (2621) . (2) إسناده صحيح، أحمد بن عبد الملك ثقة من رجال البخاري، وعبد الجبار بن محمد: هو ابن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/418، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس بن حبتر، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة. عبيد الله بن عمرو: هو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه الطحاوي 4/216 من طريق علي بن معبد، والبيهقي 10/221 من طريق = الحديث: 2624 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 381 2626 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَقَالَ: " إِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَطْلُبُ ثَمَنَهُ، فَامْلَأْ كَفَّيْهِ تُرَابًا " (1) 2627 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ، أَنَّ مَيْمُونًا الْمَكِّيَّ، أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى بِهِمْ، يُشِيرُ بِكَفَّيْهِ حِينَ يَقُومُ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَسْجُدُ، وَحِينَ يَنْهَضُ لِلقِيَامِ، فَيَقُومُ، فَيُشِيرُ بِيَدَيْهِ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي صَلاةً لَمْ أَرَ أَحَدًا يُصَلِّيهَا، فَوَصَفْتُ لَهُ هَذِهِ الْإِشَارَةَ، فَقَالَ: " إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْتَدِ بِصَلَاةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ " (2) 2628 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ،   = يحيي بن يوسف الزمي، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وانظر (2476) . (1) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (2512) . (2) إسناده ضعيف. وقد تقدم الكلام عليه برقم (2308) . وأخرجه الطبراني (11273) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد. قوله: "يشير بيديه"، قال السندي: أي: يرفع يديه، وفيه الرفع عند السجود، وهو غير موجود في المشاهير، وفي إسناده ابن لهيعة وفيه كلام، وميمون المكي وهو مجهول. الحديث: 2626 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: كَمْ يَكْفِينِي مِنَ الوُضُوءِ؟ قَالَ: مُدٌّ. قَالَ: كَمْ يَكْفِينِي لِلغُسْلِ؟ قَالَ: صَاعٌ، قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا يَكْفِينِي. قَالَ: لَا أُمَّ لَكَ " قَدْ كَفَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)   (1) صحيح لغيره، داود بن مِهران: هو الدباغ، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم ويعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومَنْ فوقه ثقات من رجال الشيخين إلا أن ابنَ جريج مدلس، وقد عنعن. داود العطار: هو داود بن عبد الرحمن العطار أبو سليمان المكي. وأخرجه البزار (255 - كشف الأستار) عن عمر بن الخطاب السجستاني، والطبراني (11258) عن محمد بن العباس المؤدب، كلاهما عن داود بن مهران، بهذا الإسناد. ولفظ حديث محمد بن العباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتوضأ بالمد، ويغتسل بالصاع. وأخرجه الطبراني (11646) من طريق أبي كريب، عن أحمد بن حماد بن خوار، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: سأل رجل ابنَ عباس ... فذكر مثله. وأحمد بن حماد بن خوار هذا لم نتبينه. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند البخاري (252) . وآخر من حديث سَفينة مولى أم سلمة صاحب رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (326) . وثالث من حديث عائشة عند البخاري (251) ، وآخر عند أبي داود (92) وغيره. ورابع من حديث أنس عند البخاري (201) ، ومسلم (325) . قوله: "مِن الوضوء"، قال السندي: بفتح الواو، بمعنى الماء، أو ضمها على أن "مِن" تعليلية وهو الأوفق بما بعده، أو بمعنى "في". وقوله: "لا أم لك"، قال: دعاء عليه بموت أمه ظاهراً، والمقصود الزجر. قال الحافظ في "الفتح" 1/366: وفي الحديث بيان ما كان عليه السلفُ من الاحتجاج بأفعال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والانقياد إلى ذلك، وفيه جواز الرد بعنف على من يُماري بغير علم إذا قصد الراد إيضاحَ الحق وتحذيرَ السامعين من مثل ذلك، وفيه كراهية التنطُع والإسراف في الماء. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 2629 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَقَنِّعًا بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ، وَإِنَّ الْأَنْصَارَ يَقِلُّونَ، فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمِ أَمْرًا يَنْفَعُ فِيهِ أَحَدًا، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ " (1) 2630 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَكَمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيَّ " أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح، عبد الرحمن ابن الغسيل: هو عبدُ الرحمن ابنُ سليمان بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري، المعروف بابن الغسيل، والغسيل: هو حنظلة قُتِل يوم أحد شهيداً وهو جنب، فغسلته الملائكةُ، وعبد الرحمن من صغار التابعين، وثقه ابن معين والنسائي وأبو زرعة والدارقطني، وقال النسائي مرةً: ليس به بأس، ومرةً: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: كان يخطىء ويهم كثيراً، مرض القول فيه أحمد ويحيى، وقالا: صالح، وقال الأزدي: ليس بالقوي عندهم، وقال ابن عدي: هو ممن يعتبر حديثه ويكتب، قال الحافظ في "مقدمة الفتح" ص 417: تضعيفهم له بالنسبة إلى غيره ممن هو أثبت منه من أقرانه، وقد احتج به الجماعة سوى النسائي. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/165-166، والبخاري (927) و (3628) و (3800) ، والطبراني (11684) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/177 من طرق عن عبد الرحمن ابن الغسيل، بهذا الإسناد. وفيه عندهم أن هذا المجلسَ كان آخرَ مجلس جلسه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قُبضَ. وفَي الباب عن أنس عند أحمد 3/176 و272، والبخاري (3801) ، ومسلم (2510) . قوله: "متقنعاً"، قال السندي: التقنع: سترُ الرأس بالرداء وإلقاء طرفه على الكتف. وقوله: "ويتجاوز عن مسيئهم"، قال: مخصوص بغيرِ الحدود. الحديث: 2629 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 384 وَهُوَ مُحْرِمٌ بِقُدَيْدٍ عَجُزَ حِمَارٍ، فَرَدَّهُ وَهُوَ يَقْطُرُ دَمًا " (1) 2631 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ شُعْبَةُ: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّهُ (2) 2632 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: قَتَادَةُ أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَكُونُ بِمَكَّةَ، فَكَيْفَ أُصَلِّي؟ قَالَ: " رَكْعَتَيْنِ، سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) 2633 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ، فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَيَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الرَّحِمِ - قَالَ عَفَّانُ - وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حكم: هو ابن عتيبة. وانظر (2530) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2530) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة -وهو ابن المُحَبق الهذلي- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (688) ، والنسائي 3/119، وابن خزيمة (951) ، وابن حبان (2755) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1862) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابنُ أسد العَمي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. = الحديث: 2631 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 385 2634 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى " (1) 2635 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِمَارَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ " (2)   = وأخرجه البخاري (2645) ، ومسلم (1447) (12) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (299) ، والطبراني (12821) ، والبيهقي 7/452 من طرق عن همام، بهذا الإسناد. وانظر (1952) . (1) صحيح موقوفاً، وقد تقدم الكلامُ عليه مفصلاً برقم (2580) ، عبد الصمد بن كيسان، قال الحسيني: غيرُ معروف، وقال أبو زرعة العراقي: لا أعرفه، وباقي رجاله رجال الصحيح. وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في "السنة" (1117) عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (433) ، وابن عدي في "الكامل" 2/677، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (898) من طريق عفان بن مسلم، به. ووقع عند اللالكائي "عبد الله بن كيسان" بدل: عبد الصمد بن كيسان! وتحرف في المطبوع من "الكامل" كيسان إلى: كيان. وأخرج اللالكائي برقم (899) من طريق عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: سمعت هذا الحديث من قتادة وليس في البيت رجل غيري وغيره. فإذا ثبت هذا فيكون عفان سمعه مرة من عبد الصمد هذا عن حماد بن سلمة، ومرة من حماد نفسه. (2) إسناده حسن، الحجاج -وهو ابن أرطاة- قد صرح بالتحديث، وباقي رجاله = الحديث: 2634 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 386 2636 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ، وَهُوَ مُنْتَعِلٌ نَعْلَيْنِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ " (1) 2637 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ (2) : أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ الصَّلاةِ بِالْبَطْحَاءِ، إِذَا لَمْ يُدْرِكِ الصَّلاةَ مَعَ   = ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي. وسيتكرر برقم (3038) ، وانظر (2231) . (1) إِسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/157-158، ومن طريقه مسلم (212) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/348، وأخرجه أبو عوانة 1/98 عن محمد بن إِسماعيل الصائغ، كلاهما (ابن أبي شيبة والصائغ) عن عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 1/98، والحاكم 4/581، والبيهقي 2/348 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وقولُ الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، خطأ بيِّن، فقد أخرجه مسلم كما تقدم آنفاً. وفي الباب دون ذِكر أبي طالب في الحديث عن النعمان بن بشير عند أحمد 4/271، والبخاري (6561) ، ومسلم (213) . وعن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/13، ومسلم (211) . وعن أبي هريرة عند أحمد 2/432. (2) تحرف في (م) إلى: مسلمة. الحديث: 2636 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 387 الْإِمَامِ؟ قَالَ: " رَكْعَتَانِ، سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 2638 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَبَحَ ثُمَّ حَلَقَ " (2) 2639 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَقَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ يَقْدَمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمْ الْحُمَّى. قَالَ: " فَأَطْلَعَ اللهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَرْمُلُوا، وَقَعَدَ الْمُشْرِكُونَ نَاحِيَةَ الْحِجْرِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، فَرَمَلُوا وَمَشَوْا مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَزْعُمُونَ أَنَّ الْحُمَّى وَهَنَتْهُمْ؟ ‍ هَؤُلاءِ أَقْوَى مِنْ كَذَا وَكَذَا. ذَكَرُوا قَوْلَهُمْ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَلَمْ يَمْنَعْهُ أَنْ يَأْمُرَهُمْ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا إِلا إِبْقَاءٌ عَلَيْهِمْ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة -وهو ابن المحبق الهذلي- فمن رجال مسلم. وانظر (1862) . (2) حسن لغيره، حجاج -وهو ابن ارطاة- مدلس، وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري. وأخرجه أبو يعلى (2568) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وانظر (2253) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (1602) و (4256) ، ومسلم (1266) (240) ، وأبو داود (1886) ، والنسائي 5/230-231، والطحاوي 2/179-180، والبيهقي 5/82 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. = الحديث: 2638 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 388 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (2720) من طريق أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، به. وعلقه البخاري من طريق حماد بنِ سلمة بإثر الحديث رقم (4256) من "صحيحه". وسيأتي الحديث برقم (2686) و (2793) و (3536) ، وانظر (1921) . قوله: "إلا إبقاء عليهم"، وفي البخاري ومسلم: "إلا الإبقاءُ عليهم" وهو بكسر الهمزة مصدر أبقى عليه: إذا رفق به، وهو مرفوع فاعل "لم يمنعه"، أي: لم يمنعه من الأمر بالرمل (سرعة المشي في الطواف) في الأربعة إلا إرادته عليه الصلاة والسلام الإبقاء عليهم، فلم يأمرهم به، وهم لا يفعلون شيئاً إلا بأمره. "إرشاد الساري" 3/165. قال العلامة ابن قدامة في "المغني" 5/217-220: الرمَل سُنة في الأشواط الثلاثة الأوَل من طواف القدوم، ولا نعلم فيه بين أهل العلم خلافاً، وقد ثبت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَل ثلاثاً، ومشى أربعاً. رواه جابر، وابنُ عباس، وابن عمر، وأحاديثهم متفق عليها. فإن قيل: إنما رَمَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابُه لإظهارِ الجَلَدِ للمشركين، ولم يَبْقَ ذلك المعنى، إذ قد نَفى الله المشركين، فلِمَ قلتم: إن الحكم يبقى بعدَ زوال عِلتِه؟ قلنا: قد رَمَلَ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابُه، واضطبع في حَجة الوداع بعدَ الفتح، فثبت أنها سُنة ثابتة، وقال ابنُ عباس: رَمَل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عُمَرِه كلها، وفي حَجه، وأبو بكر وعمر وعثمان والخلفاءُ من بعده. رواه أحمد في "المسند" (1972) ، وروى أسلم عن عمر بن الخطاب: أنه اضطبع ورَمَل، وقال: ففيمَ الرمَلُ، ولِمَ نُبدي مناكبنا وقد نَفَى الله المشركين؟ بلى، لن ندَع شيئاً فعلناه على عهد رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه أبو داود (1887) . إذا ثَبَتَ هذا، فإن الرمل سنة في الأشواط الثلاثة بكمالها، يَرْمُل من الحجر إلى أن يعودَ إليه، لا يمشي في شيءٍ منها، رُوي ذلك عن عمر وابن عمر وابن مسعود وابن الزبير رضي الله عنهم، وبه قال عروةُ والنخَعي ومالك والثوري والشافعي وأَصحاب الرأَي. وقال طاووس وعطاء والحسن وسعيد بن جبير والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله: يمشي ما بين الركنين، لما روى ابنُ عباس قال: قدم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه ... فذكر الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد. قال: ولنا ما روى ابنُ عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَل من الحجر إلى الحجر (رواه مسلم = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 389 وَقَدْ سَمِعْتُ حَمَّادًا، يُحَدِّثُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَوْ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ سَمِعْتُ حَمَّادًا يَذْكُرُهُ عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ (1) لَا شَكَّ فِيهِ عَنْهُ 2640 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ عَمَّارٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَمْ أَتَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ؟ قَالَ: مَا كُنْتُ أُرَى مِثْلَكَ فِي قَوْمِهِ، يَخْفَى عَلَيْكَ ذَلِكَ قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي قَدْ سَأَلْتُ   = 1262) ، وفي مسلم (1263) عن جابر قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَل من الحجر حتى انتهى إليه. وهذا يُقَدم على حديث ابن عباس لوجوه: منها: أن هذا إثبات. ومنها: أن رواية ابن عباس إخبار عن عُمرة القضية، وهذا إخبار عن فعل في حجة الوداع، فيكون متأخراً فيجب العمل به وتقديمه. الثالث: أن ابن عباس كان في تلك الحال صغيراً، لا يَضْبط مثل جابر وابن عمر، فإنهما كانا رجلين يَتتبَعان أفعالَ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويحرصان على حفظَها، فهما أعلمُ. ولأن جِلة الصحابة عملوا بما ذكرنا، ولو علموا من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قال ابنُ عباس، ما عَدَلُوا عنه إلى غيره. ويحتملُ أن يكون ما رواه ابن عباس اختصَ بالذين كانوا في عمرة القضية لضعفهم، والإبقاءِ عليهم، وما رويناه سُنَة في سائر الناس. (1) قوله: "عن ابن عباس وقد سمعت حماداً يذكره عن ابن جبير" سقط من النسخ المطبوعة. قال الشيخ أحمد شاكر: وقول عفان في آخره: "وقد سمعت حماداً" إلخ، هو شك منه فيما سمع من حماد: أهو عن أيوب عن سعيد بن جبير مباشرة، أم عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه؟ وهذا الشك لا يضر، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، ولذلك قال بعد ذلك: "لا شك فيه عنه" يعني أنه حديث سعيد لا شك فيه، سواء أكان أيوب سمعه منه أم من ابنه عبد الله، وهذا الشك من عفان وحده ... وعبد الله بن= الحديث: 2640 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 390 فَاخْتُلِفَ عَلَيَّ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ قَوْلَكَ فِيهِ. قَالَ: أَتَحْسِبُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " أَمْسِكْ: أَرْبَعِينَ بُعِثَ لَهَا، وَخَمْسَ عَشْرَةَ أَقَامَ بِمَكَّةَ يَأْمَنُ وَيَخَافُ، وَعَشْرًا مُهَاجِرًا بِالْمَدِينَةِ " (1) 2641 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَصْحَابُهُ لِصُبْحِ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ " فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، إِلا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ " قَالَ: " فَلُبِسَتِ الْقُمُصُ، وَسَطَعَتْ (2) الْمَجَامِرُ، وَنُكِحَتِ النِّسَاءُ " (3)   = سعيد بن جبير ثقة مأمون، قاله النسائي، وقال أيوب: كانوا يَعُدونه أفضل من أبيه. (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمار بن أبي عمار، فمن رجال مسلم، وقد تقدم الكلام على علته برقم (1945) . يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي. وأخرجه مسلم (2353) (121) عن حجاج بن منهال، والطبراني (12842) من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وانظر (2399) . قوله: "أتحسب"، قال السندي: بضم السين، أي: أتعرف الحساب. و"مهاجرة"، أي: هي أيام مهاجرة بالمدينة. (2) ضُبطت في (س) و (ظ14) بضم السين وكسر الطاء، ولم تضبط في باقي أصولنا، قال السندي: ضُبطَ على بناء المفعول كما هو الموافقُ بما قبله وما بعده، لكن المشهور أنه لازم بمعنى ارَتفع، إلا ما في "القاموس": سَطَعتني رائحةُ المسك، كمَنَع: إذا طارت إلى أنفك، وهو غيرُ مناسب، إذ اللائق به أن يكون نائب الفاعل من يستعمل الطيب، والله تعالى أعلم، والمراد: أنهم استعملوا الطيبَ. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه أيوب، لكن قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 537: لعله عكرمة! قلنا: وباقي رجاله ثقات= الحديث: 2641 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 391 2642 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمِ الْحَجُّ ". قَالَ: فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ: أَفِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، وَلَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، الْحَجُّ مَرَّةٌ، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ " (2) 2643 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَبْعَثَنَّ اللهُ الْحَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ بِهِ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " (3)   = رجال الشيخين، وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس يصح بها، انظر (2141) و (2152) و (2274) و (2360) . وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. (1) تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ14) إلى: الطيالسي، والتصويب من (ظ14) ومما سلف برقم (2304) . (2) صحيح، وهو مكرر (2304) . أبو سنان: هو يزيد بن أمية الدؤلي. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البيهقي 5/75 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1839) ، والطبراني (12479) من طريقين عن حماد بن سلمة، به. وانظر (2215) . وأخرج ابن خزيمة (2734) من طريق أبي الجنيد حسين بن خالد الضرير، عن = الحديث: 2642 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 392 2644 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَ؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ. قَالَ: فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ " قَالَ: فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ (1)   = حماد بن سلمة، به يرفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سَودته خطايا المشركين، يُبعَث يوم القيامة مثل أحد، يشهدُ لمن استلمه وقمله من أهل الدنيا". وأبو الجنيد ضعيف ولم يضبط متن الحديث عن حماد بن سلمة، وانظر ما سيأتي برقم (2795) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري. وأخرجه البخاري (2004) عن أبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (7843) ، والحميدي (515) ، والبخاري (3397) ، ومسلم (1130) (128) ، وابن ماجه (1734) ، والبيهقي 4/286 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، به. ولم يذكر ابن ماجه في حديثه عبدَ الله بن سعيد بن جبير! وأخرجه الطبراني (12362) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي برقم (2831) و (3112) و (3164) . قوله: "أنا أحق بموسى"، قال السندي: أي: بموافقة موسى لقوله تعالى: (فبِهُداهم اقتَدِه) وعُلِمَ من هذا أن المطلوبَ منه الموافقةُ لموسى، لا الموافقةُ لِيهودَ، فلا يُشكل بأنه يحب مخالفتهم لا موافقتهم، على أنه كان في أول الأمر يحب موافقتهم لتألُّفهم، ثم لما علم منهم إصرارهم على الكفر وعدم تأثير التأليف فيهم، ترك موافقتهم ومال إلى مخالفتهم، ولهذا عَزَمَ على المخالفة في آخر الأمر بضم صوم التاسع إلى صوم= الحديث: 2644 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 393 2645 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: حِفْظِي عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " (1) 2646 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " قَالَ قَتَادَةُ: " وَلا أَعْلَمُ الْقَيْءَ إِلا حَرَامًا " (2)   = عاشوراءَ، وأما الأخذ بقولهم، فأما لأنه تواتَرَ ذلك عنده، أو لأنه علم بالوحي صِدْقَهم فيه، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البزار (1268 - كشف الأستار) ، والطبراني (11581) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع المضامين والملاقيح وحبل الحبلة. قال الهيثمي في "المجمع" 4/104: فيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وثقه أحمد وضعفه جمهور الأئمة. وانظر ما تقدم برقم (2145) . وفي الباب عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع حَبَل الحَبَلة. تقدم تخريجه في مسند أبيه عمر بن الخطاب برقم (394) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (3538) ، وابن حبان (5121) ، والطبراني (10692) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن همام، بهذا الإسناد. ولم يذكر ابن حبان قول قتادة. وانظر (2529) . الحديث: 2645 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 2647 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ وَنَحْنُ صِبْيَانٌ: الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ، يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ، وَلَمْ نَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ فِي ذَلِكَ مَثَلًا، حَتَّى حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ " (1) 2648 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ. قَالَ: فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " لَا حَرَجَ " وَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ. قَالَ: فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " لَا حَرَجَ " قَالَ: فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، إِلا أَوْمَأَ بِيَدِهِ، وَقَالَ: " لَا حَرَجَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان. وسيأتي الحديث مختصراً بالمرفوع فقط برقم (3015) ، ويأتي تخريجه هناك، وانظر ما تقدم برقم (1872) و (2119) . وقوله: "ثم يعود في قيئه"، في (ظ9) و (ظ14) : ثم يعود فيه. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه البخاري (84) ، والطبراني (11870) ، والبيهقي 5/142 من طريق موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه بنحوه ابن ماجه (3049) ، والدارقطني 2/253 من طريق سفيان بن عيينة،= الحديث: 2647 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 395 2649 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَدْفَعُ النَّاسَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَاحْتَبَسْتُ أَيَّامًا، فَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قُلْتُ: الْحُمَّى. قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوهَا بِمَاءِ زَمْزَمَ " (1)   = والطبري في "تهذيب الآثار" ص 219 من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن أيوب، به. وأخرجه الطبري ص 217 و218 و219 من طريق سفيان وابن علية وعبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عن أيوب، عن عكرمة مرسلا. وسيأتي الحديث برقم (2832) ، وانظر (1858) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبعي. وأخرجه ابن أبي شييبة 8/81، والنسائي في "الكبرى" (7614) ، وأبو يعلى (2732) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/346، وابن حبان (6068) ، والطبراني (12967) ، والحاكم 4/403 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي! وقد وهم الحاكم باستدراكه الحديث، فقد أخرجه البخاري كما سيأتي لاحقاً. وأخرجه البخاري (3261) من طريق أبي عامر العقدي، والحاكم 4/200 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن همام، به. وفيه عند البخاري "فابردوها بالماء، أو قال: بماء زمزم" شك همام. وفي الباب عن ابن عمر ورافع بن خديج وأبي بشير وأبي أمامة وعائشة وأسماء بنتي أبي بكر، وهي في "المسند" على التوالي 2/21، 3/463، 5/216، 5/252، 6/50، 6/346. قوله: "من فيح جهنم"، قال السندي: أي: من شدة غليانها، والمراد أنها قطعة من النار الشديدة في شدة الغليان على بدن الإنسان. وقوله: "بماء زمزم"، قال: الظاهر أنه على ظاهره، ولا إشكال فيه، فإنه ماء مبارك،= الحديث: 2649 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 396 2650 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ " (1) 2651 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: كُنْتُ غُلامًا أَسْعَى مَعَ الصِّبْيَانِ، قَالَ: فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفِي مُقْبِلًا، فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا إِلَيَّ، قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَارٍ، قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي، قَالَ: فَأَخَذَ بِقَفَايَ، فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، قَالَ: " اذْهَبْ فَادْعُ لِي   = فيمكن أن يكون الاغتسالُ به نافعاً وإن كان الاغتسال بماء آخر مضراً، ويمكن أن يكون المراد شربه بنية الشفاء كما في حديث "ماءُ زمزم لما شُرب له"، والله تعالى أعلم. وانظر لزاماً "فتح الباري" 10/175-177. وقوله: "فابرُدوها"، قال الحافظ في "الفتح" 10/175: المشهور في ضبطها بهمزة وصل والراء مضمومة، وحُكي كسرها، يقال: بَرَدْتُ الحمى أبرُدُها بَرْداً، بوزن: قتلتُها أقتلها قتلاً، أي: أسكنت حرارتَها، قال شاعر الحماسة: إذا وجدتُ لهيبَ الحُب في كَبِدِي ... أقبلتُ نحو سقاءِ القوم أبتَرِدُ هَبْني بَرَدْتُ ببردِ الماءِ ظاهرَه ... فمن لنارٍ على الأحشاءِ تتقدُ وحكى عياض روايةً بهمزة قطع مفتوحة وكسر الراء، من: أبرد الشيءَ، إذا عالجه فصيره باردا، مثل: أسخنه، إذا صيره سخناً، وقد أشار إليها الخطابي، وقال الجوهري: إنها لغة رديئة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه الطيالسي (2615) ، والطبراني (12447) من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (2499) . الحديث: 2650 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 397 مُعَاوِيَةَ " وَكَانَ كَاتِبَهُ، قَالَ: فَسَعَيْتُ، فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ (1) 2652 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ عُسْفَانَ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى يَدِهِ (2) لِيُرِيَهُ النَّاسَ، فَأَفْطَرَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ " وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " قَدْ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفْطَرَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ " (3)   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حمزة -واسمه عمران بن أبي عطاء القصاب- وقد سلف الكلام عليه برقم (2150) . وأخرجه العقيلي في ترجمة عمران بن أبي عطاء من "الضعفاء" 3/299 من طريق فهد بن عوف، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقال: لا يتابع على حديثه، ولا يعرف إلا به. وانظر (2150) . قوله: "إلا إلى"، قال السندي: كأنه ظن أنه جاء إليه حين رآه يلعب مع الصبيان، فاستحيى منه. (2) في (ظ9) و (ظ14) و (ق) وحاشية (س) : على يده. وقوله: "فرفعه إلى يده"، قال الحافظ في "الفتح" 4/187: كذا في الأصول التي وقفت عليها من البخاري، وهو مشكل، لأن الرفع إنما يكون باليد، وأجاب الكرماني بأن المعنى يحتمل أن يكون رفعه إلى أقصى طول يده، أي: انتهى الرفع إلى أقصى غايتها. قلت (القائل هو ابنُ حجر) : وقد وقع عند أبي داود عن مُسددٍ، عن أبي عوانة بالإسناد المذكور في البخاري "فرفعه إلى فيه" وهذا أوضح، ولعل الكلمة تصحفت. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه البخاري (1948) ، وأبو داود (2404) ، وابن حبان (3566) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (2350) . الحديث: 2652 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 398 2653 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ جَدْيًا أَرَادَ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَجَعَلَ يَتَّقِيهِ " (1)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم، وقد صرح في هذا الحديث بأنه لم يسمعه من ابن عباس فهو منقطع، إلا أن البيهقي قد وصله في روايته فذكر بينهما صهيبا البصري أبا الصهباء، فإن ثبت هذا فالإسناد حسن. عمرو: هو ابن مرة بن عبد الله الجَمَلي الكوفي. وأخرجه الطيالسي (2754) ، وأخرجه أبو داود (709) عن سليمان بن حرب وحفص بن عمر، وأبو يعلى (2422) ، والبغوي في "الجعديات" (93) عن علي بن الجعد، أربعتهم (الطيالسي وسليمان وحفص وعلي) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد تحرف في "مسند أبي يعلى" لفظة "جَدْي" إلى "أحدنا" وهو من تحريف النساخ، فإن الأصل الذي نقل منه أبو يعلى "جَدْي" على الصواب. وأخرجه موصولاً البيهقي 2/268 من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن صهيب البصري، عن ابن عباس. وهذا إسناد حسن. وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (827) ، وابن حبان (2371) ، والحاكم 1/254 من طريق جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم والزبير بن خِريت، عن عكرمة، عن ابن عباس. وقال فيه: فساعاها إلى القبلة حتى ألصق بطنه بالقِبلة. وإسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه كذلك الطبراني (11937) بإسناد ضعيف إلى جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم وحده، عن عكرمة، عن ابن عباس. وسيأتي الحديث برقم (3174) ، وانظر (2222) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سيأتي في "مسنده" 2/196، وإسناده حسن.= الحديث: 2653 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 399 2654 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ، إِلا قَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، وَمَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (1) 2655 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ فسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا النَّبِيذِ - يَعْنِي نَبِيذَ السِّقَايَةِ - فَشَرِبَ مِنْهُ، وَقَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا " (2) 2656 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ، فَكَبَّرَ فِي صَلاةِ الظُّهْرِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ أَحْمَقَ، فَكَبَّرَ   = قوله: "يتقيه"، قال السندي: أي: يحترز عن مروره بين يديه. (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ويوسف بن مهران لَيَن الحديث. وهذا الحديث مكرر ما سلف برقم (2294) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، ولِين يوسف بن مهران. وأخرجه ابن سعد 4/64، وأبو يعلى (2543) ، والطبراني (12934) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2207) . الحديث: 2654 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 400 فِي صَلاةِ الظُّهْرِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً. قَالَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 2657 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ فَهُوَ لِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه البيهقي 2/68 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (788) ، والبيهقي 2/68 من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن همام، به. وانظر (1886) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (955) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2609) ، والدارمي (2987) ، والبخاري (6732) و (6735) و (6737) ، ومسلم (1615) (2) ، والترمذي (2098) ، والنسائي في "الكبرى" (6331) ، وأبو يعلى (2371) ، والطحاوي 4/390، والطبراني (10904) ، والدارقطني 4/71، والبيهقي 6/234 و238 و10/306، والبغوي (2216) من طرق عن وهيب بن خالد، به. وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه البخاري (6746) ، ومسلم (1615) (3) ، والطحاوي 4/390، وابن حبان (6028) ، والطبراني (10903) ، والدارقطني 4/71، والبيهقي 6/239 من طريق روح بن القاسم، ومسلم (1615) (4) من طريق يحيى بن أيوب، وابن الجارود (955) من طريق المغيرة بن سلمة، والطبراني (10901) ، والدارقطني 4/72 من طريق زياد بن سعد، والدارقطني 4/70 من طريق زمعة بن صالح، والحاكم 4/338 من طريق= الحديث: 2657 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 401 2658 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ، كَذَا قَالَ أَبِي (1) : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ:   = علي بن عاصم، ستتهم عن عبد الله بن طاووس، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح، فإن علي بن عاصم صدوق، وتعقبه الذهبي بقوله: بل أجمعوا على ضعفه. وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" بشرح علي القاري ص 180، وأخرجه الدارقطني 4/72 من طريق هشام بن حجير، كلاهما (أبو حنيفة وهشام) عن طاووس، به. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (289) من طريق هشام بن حجير، به فوقفه على ابن عباس. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6332) ، والطحاوي 4/390، والحاكم 4/338 من طريق سفيان الثوري، وسعيد بن منصور (288) ، والحاكم 4/338 من طريق سفيان بن عيينة، والحاكم 4/338 من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عن عبد الله بن طاووس، عن طاووس مرسلاً لم يذكر ابن عباس. ورجح النسائي إرساله فقال: كأن حديث الثوري (يعني المرسَل) أشبه بالصواب! وسيأتي الحديث برقم (2861) و (2994) . قوله: "ألحقوا الفرائضَ بأهلها"، قال الحافظ في "الفتح" 12/11: المراد بالفرائض هنا: الأنصباء المقدرة في كتاب الله تعالى، وهي: النصف، ونصفه، ونصف نصفه، والثلثان، ونصفهما، ونصف نصفهما، والمراد بأهلها: من يستحقها بنص القرآن، ووقع في رواية روح بن القاسم عن ابن طاووس "اقسموا المال بين أهل الفرائض على كتاب الله" أي: على وَفْق ما أنزل في كتابه. وقوله: "فهو لأولى رجل"، قال السندي: أي: أقرب إلى الميت من رجل، فالإضافة للبيان، وأوْلى بمعنى: أقرب نسباً، لا أحق إرثا، وإلا لم يُفهم بيانُ الحكم، إذ لا يُدرى مَن الأحق بالإرث، و"ذَكَرٍ" تأكيد لرجل، وقال السهيلي: "ذَكَرٍ" صفة لأولى، لا لرجل، ذكره السيوطي. وانظر "الفتح" 12/11-14. (1) يعني الإمام أحمد بن حنبل. الحديث: 2658 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 402 الْجَبْهَةِ - ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى (1) أَنْفِهِ - وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلا نَكُفَّ الثِّيَابَ، وَلا الشَّعَرَ " (2) 2659 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: كَذَا قَالَ أَبِي: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَاسْتَعَطَ " (3) 2660 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُكَاتَبُ يُودَى مَا أَعْتَقَ مِنْهُ بِحِسَابِ الْحُرِّ، وَمَا رَقَّ مِنْهُ بِحِسَابِ الْعَبْدِ " (4)   (1) في (ظ9) و (ظ14) : على. وهي كذلك في "الصحيحين": على. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (1319) ، والبخاري (812) ، ومسلم (490) (230) ، والنسائي 2/109، وأبو يعلى (2464) ، وأبو عوانة 2/183، وابن حبان (1925) ، والبيهقي 2/103، والبغوي (644) من طرق عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (1927) . قوله: "ثم أشار بيده إلى أنفه"، قال السندي: تنبيها على أنها مع الأنف عَظْم واحد، فلذلك جاء عَد سبعة أعظُم. وقوله: "ولا يكف"، قال: على بناء المفعول أو الفاعل، أي: المصلي. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم ص 1205 (65) ، والطحاوي 4/129، والحاكم 4/405، والبيهقي 9/337-338 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2249) . (4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. أبان العطار: هو أبان بن يزيد العطار البصري. = الحديث: 2659 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 403 2661 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلانِ يَحْفِرَانِ الْقُبُورَ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ يَحْفِرُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَأَبُو طَلْحَةَ يَحْفِرُ لِلأنْصَارِ وَيَلْحَدُ لَهُمْ، قَالَ: " فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَ الْعَبَّاسُ رَجُلَيْنِ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: اللهُمَّ خِرْ لِنَبِيِّكَ. فَوَجَدُوا أَبَا طَلْحَةَ، وَلَمْ يَجِدُوا أَبَا عُبَيْدَةَ، فَحَفَرَ لَهُ وَلَحَدَ " (1)   = وأخرجه الطبراني (11994) من طريق سعيد بن سليمان النشيطي، والحاكم 2/218 من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن أبان العطار، بهذا الإسناد. وانظر (1944) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين -وهو ابن عبد الله بن عبيد الله بن العباس-، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث عند غير المصنف وعنده فيما تقدم برقم (39) . وهو في "سيرة ابن هشام" 4/313-314 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أبو يعلى (22) ، والطبري في "تاريخه" 3/213، والبيهقي في "السنن" 3/407-408، وفي "الدلائل" 7/252. والحديث عند أبي يعلى مطول. وأخرجه مطولاً ابن ماجه (1628) من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه جرير بن حازم، به. وأخرجه ابن سعد 2/298 عن محمد بن عمر الواقدي، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وهذا سند ضعيف. وأخرج البزار (855 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2518) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 4/47، وابن حبان (6633) من طريق زياد بن خيثمة، عن إسماعيل السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: دخل قبرَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العباس وعلي والفضل، وسوى لحدَه رجل من الأنصار .... وانظر (2357) . = الحديث: 2661 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 404 2662 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اسْتَدْبَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ " (1)   = وله شاهد من حديث أبي طلحة نفسه عند ابن سعد 2/298، ورجاله رجال الصحيح غير الواقدي شيخ ابن سعد فيه، وفيه كلام. وثانٍ من حديث أنس بن مالك سيأتي في "المسند" 3/139، وحسن إسناده الحافظ في "التلخيص" 2/128. وثالث من حديث عائشة ينجبر بالشواهد عند ابن سعد 2/295، وابن ماجه (1558) . ورابع من حديث عروة بن الزبير مرسلاً عند مالك في "الموطأ" 1/231، ورجاله ثقات. ووصله ابن سعد 2/295 عن عروة بن الزبير، عن عائشة. وله شواهد أخرى مرسلة عند ابن سعد 2/295-298. أبو عبيدة بن الجراح: هو عامر بن عبد الله بن الجراح القرشي الفِهْري المكي، أحد السابقين الأولين، ومَنْ عَزَمَ الصديقُ على توليته الخلافة، وأشار به يومَ السقيفة لكمال أهليته عند أبي بكر، شهد له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وسماه أمين الأمة، ومناقبه شهيرة جمَة، توفي في طاعون عَمَواس سنة ثمان عشرة. "السير" 1/5-23. وأبو طلحة: هو زيد بن سهل الخزرجي النجاري الأنصاري، صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن بني أخواله، وأحد أعيان البدريين، وأحد النقباءِ الاثني عشر ليلة العقبة، وهو الذي قال فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة"، ومناقبه كثيرة، توفي سنة أربع وثلاثين على الأرجح. "السير" 2/27-34. (1) صحح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو وكيع: هو الجراح بن مليح بن عدي الرؤاسي، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقد توبع، والتميمي -واسمه أربِدة البصري- لم يرو عنه غير أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي-، ولم يوثقه غير العجلي وابن حبان. وقد تقدم الحديث برقم (2405) . الحديث: 2662 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 405 2663 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَجَّةٌ، وَلَوْ قُلْتُ كُلَّ عَامٍ، لَكَانَ " (1) 2664 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَمَتَّعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ " وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ، وَعُمَرُ حَتَّى مَاتَ، وَعُثْمَانُ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَعَجِبْتُ مِنْهُ وَقَدْ حَدَّثَنِي أَنَّهُ " قَصَّرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِشْقَصٍ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيئ الحفظ - قد توبع، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد روي نحو هذا الحديث من غير هذا الطريق تقدم برقم (2304) . أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير. وأخرجه الدارمي (1789) عن عبيد الله بن موسى، عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الطيالسي (2669) ، وابن الجارود (410) من طريق سلام أبي الأحوص، والدارقطني 2/281 من طريق الوليد بن أبي ثور، كلاهما عن سماك، به. الوليد بن أبي ثور ضعيف، لكنه متابع. وسيأتي الحديث برقم (2741) و (2969) و (2996) . (2) إسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/97، والترمذي (822) ، والطحاوي 2/141، والطبراني (10965) من طرق عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. وليس في رواية الطحاوي والطبراني نهي معاوية عن التمتع. وسيأتي برقم (2863) و (2877) . = الحديث: 2663 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 406 2665 - حَدَّثَنِي يُونُسُ، وَحُجَيْنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ، فَكَانَ يَقُولُ: " التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ - قَالَ حُجَيْنٌ: سَلامٌ عَلَيْكَ - أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، سَلَامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ " (1)   = وأخرج النسائي 5/153-154 من طريق سفيان، عن هشام بن حجير، عن طاووس قال: قال معاوية لابن عباس: أعلمت أني قَصرت من رأس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند المروة؟ قال: لا، يقول ابن عباس: هذا معاوية ينهى الناسَ عن المتعة وقد تمتع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال السندي: هذا يقتضي أنه يعتقد أنه تَمتع صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نعم في حديث معاوية نظر، لأنه ثبت أنه ما حَل عن إحرامه في حجة الوداع حتى نَحَر وحَل بمنى، فقيل في تأويله: إنه قصر عنه يوم العيد بالمروة، أي: أصلح له شيئا من شعره، وقيل: بل المراد أنه قَصَر عنه في عمرة الجِعْرانة، والله تعالى أعلم. والمِشقص: نصل السهم إذا كان طويلاً غير عريض. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم. حجين: هو ابن المثنى. وأخرجه أبو عوانة 2/227-228 من طريق يونس بن محمد وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/97، ومسلم (403) (60) ، وأبو داود (974) ، وابن ماجه (900) ، والترمذي (290) ، والنسائي في "المجتبى" 2/242، وفي "الكبرى" (762) ، وابن خزيمة (705) ، وأبو عوانة 2/228، والطحاوي 1/263، وابن حبان (1952) و (1953) و (1954) ، والطبراني (10996) ، والبيهقي 2/140 و377، والبغوي (679) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. = الحديث: 2665 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 407 2666 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1) 2667 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ الْغَنَوِيَّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَلَى مِنْبَرِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي دُبُرِ صَلاتِهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْأَعْوَرِ الْكَذَّابِ " (2)   = وأخرجه الطبراني (10997) و (11406) ، والدارقطني 1/350 من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي الزبير، عن عطاء وطاووس وابن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2892) . قوله: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات"، قال النووي في "شرح مسلم" 4/116: تقديره: والمباركات والصلوات والطيبات، لكن حُذفت الواو اختصاراً، وهو جائز معروف في اللغة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- من رجاله، وباقي رجال الإسناد على شرطهما. ليث: هو ابن سعد. وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 66 عن الصغاني، عن يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/193 عن قتيبة بن سعيد، وفي "الكبرى" (3206) عن عيسى بن حماد، وأبو عوانة عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، كلاهما عن الليث بن سعد، به. وسيأتي برقم (2716) ، وانظر ما تقدم برقم (1923) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، البراء بن عبد الله: هو ابن يزيد الغنوي، = الحديث: 2666 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 408 2668 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، قَالَ: " تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " فَقَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ " (1) 2669 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ رَكِبَ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا غُلامُ، إِنِّي مُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ   = وربما نُسب إلى جده، وهو ضعيف ضعفه أحمد ويحيى بن معين والنسائي وغيرهم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد تقدم نحوه من طريق آخر صحيح برقم (2168) . أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطعة العبدي. وأخرجه الطيالسي (2710) ، وعبد بن حميد (707) ، والطبراني (12779) من طرق عن البراء الغنوي، بهذا الإسناد. وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 2/119 و120 معلقاً من طرق عن البراء، به. وسيأتي برقم (2778) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علباء: هو ابن أحمر اليشكري. وأخرجه أبو يعلى (2722) ، والحاكم 3/185 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة. وأخرجه عبد بن حميد (597) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (148) ، وابن حبان (7010) ، والطبراني (11928) من طرق عن داود بن أبي الفرات، به. وسيأتي برقم (2901) و (2957) . الحديث: 2668 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 409 يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، وَإِذَا سَأَلْتَ فاَسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الْأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ " (1)   (1) إسناده قوي، قيس بن الحجاج -وهو الكلاعي السُّلفي المصري- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح، وقال في "التقريب": صدوق، وحديثه عند الترمذي وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حنش الصنعاني -وهو ابن عبد الله- فمن رجال مسلم. ليث: هو ابن سعد. وأخرجه أبو يعلى (2556) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" معلقاً (316) ، والترمذي (2516) ، والطبراني (12988) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (425) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (195) من طرق عن الليث بن سعد، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 198 من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن حنش، به. وأخرجه عبد بن حميد (236) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/53، والطبراني (11243) و (11416) و (11560) ، والآجري ص 198، وابن السني (317) و (318) ، والحاكم 3/541-542، وأبو نعيم في "الحلية" 1/314، والبيهقي في "الشعب" (10000) و (10001) ، وفي "الآداب" (1073) من طرق عن ابن عباس. وسيأتي برقم (2763) و (2803) . قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" 1/460-461، طبع مؤسسة الرسالة: وقد روي هذا الحديثُ عن ابن عباس من طرق كثيرة من رواية ابنه علي، ومولاه عكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وعبيد الله بن عبد الله، وعمر مولى غُفْرة، وابن أبي مليكة، وغيرهم، وأصح الطرق كلها طريق حنش الصنعاني التي خَرجها= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 410 2670 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ (1) طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَاسْتَعَطَ " (2)   = الترمذي، كذا قاله ابنُ منده وغيرُه. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1099) ، والآجري في "الشريعة" ص 199، والخطيب في "تاريخه" 14/125، وفيه يحيى بن ميمون التمار، وهو متروك، وعلي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، وذكره ابن عدي في "الكامل" 7/2683 وعَده من منكرات يحيى بن ميمون. وعن سهل بن سعد ذكره السيوطي في "الدر المنثور" 1/159 ونسبه للدارقطني في "الأفراد"، وابن مردويه، والبيهقي، والأصبهاني في "الترغيب". وعن عبد الله بن جعفر عند ابن أبي عاصم (315) ، وفيه علي بن أبي علي الهاشمي، وهو متروك. قال السندي: قوله: "احفظ الله"، أي: أمره بامتثال الأوامر واجتناب الزواجر، "يحفظك": بالجَزْم على أنه جواب الأمر، أي: يحرسك من مكاره الدنيا ومشاق العُقبى. "تُجاهك"، قال: بضم التاء، أي: عندك بالنصر والعون، قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنُحيينه حياةً طيبةً) ، وإنما يحصل البلاءُ والمصائب للعبد بسبب تضييع أوامر الله تعالى، قال الله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) ، كذا ذكره النووي في "شرح الأربعين" له (ص 51) ، ويمكن أن يُحمل الحديثُ على معنى (فاذكروني أذكركم) . "على أن ينفعوك"، قال: أي: ظاهراً ونسبياً، لا حقيقة وإيجاداً، فإنه لا يمكن منهم لا بالمكتوب ولا بغيره، "قد كتبه الله لك": أي: على أيديهم أو بواسطتهم، "جَفت": بتشديد الفاء على بناء الفاعل، والمراد الفراغ من أمر التقدير، وأن الأمر لا يزيد ولا ينقص، نعم يمحو الله ما يشاء ويثبت، فالالتجاءُ إليه لا إلى غيره. (1) لفظة "ابن" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد = الحديث: 2670 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 411 2671 - حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ، وَعَنِ الْمُجَثَّمَةِ، وَعَنْ لَبَنِ الْجَلالَةِ " (1) 2672 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ، فَلا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا " (2) قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: ذَلِكَ سَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلا يَرْفَعِ الصَّحْفَةَ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا، فَإِنَّ آخِرَ الطَّعَامِ فِيهِ الْبَرَكَةُ " (3)   = -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فمن رجال البخاري. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وابن طاووس: هو عبد الله. وانظر (2249) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدسْتوائي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11821) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به. وأخرجه الترمذي (1825) عن محمد بن بشار، عن معاذ بن هشام، به. وانظر (1989) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن الحارث -وهو ابن عبد الملك القرشي- من رجاله، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه عبد بن حميد (629) ، ومسلم (2031) (13) ، والبيهقي 7/278 من طريقين عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (1924) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو موصول بالإسناد الأول، والقائل "قال أبو الزبير": هو ابن جريج. = الحديث: 2671 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 412 2673 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكُسُوفَ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِيهَا حَرْفًا مِنَ القُرْآنِ " (1)   = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6767) من طريق حجاج بن محمد، وأبو عوانة بنحوه 5/366، وابن حبان (5253) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وسيأتي حديث جابر في مسنده 3/301 من طريق سفيان عن أبي الزبير، ويخرج هناك. (1) حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد رواه عنه ابن المبارك في الطريق الآتي بعد هذا، وحديثُه عنه صالح، فقد حدث عنه قبلَ احتراق كتبه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه أبو يعلى (2745) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/332 من طريق عمرو بن خالد، والبيهقي 3/335 من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن ابن لهيعة، به. وسيأتي برقم (2674) و (3278) . ويأتي برقم (2711) من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس قال: خَسَفت الشمسُ، فصلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والناس معه، فقام قياماً طويلا نحواً من سورة البقرة ... قال الشافعي فيما نقله عنه البيهقي 3/335: هذا دليل على أنه لم يسمع ما قرأ، لأنه لو سمعه لم يقدره بغيره. وفي الباب عن سمرة بن جندب عند أحمد 5/16 وأصحاب السنن، وسنده حسن في الشواهد. قال أبو جعفر الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/333: فذهب قوم إلى هذه الآثار فقالوا: هكذا صلاةُ الكسوف لا يُجهر فيها بالقراءة، لأنها من صلاة النهار، وممن ذهب إلى ذلك أبو حنيفة رحمه الله. = الحديث: 2673 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 413 2674 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْخُسُوفِ، فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِيهَا حَرْفًا وَاحِدًا " (1) 2675 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، (2) حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ الْوَضَّاحُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   = وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا: يُجهر فيها بالقراءة، وكان من الحجة لهم في ذلك أنه قد يجوز أن يكون ابنُ عباس وسمرة رضي الله عنهما لم يسمعا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلاته تلك حرفاً، وقد جَهَر فيها لبعدهما منه، فهذا لا ينفي الجهرَ، إذ كان قد رُوي عنه أنه قد جهر فيها ... ثم ذكر حديثَ عائشة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَر بالقراءة فى كسوف الشمس (انظر صحيح البخاري 1065) . ثم قال: فهذه عائشة تخبر أنه قد جهر فيها بالقراءة، فهي أولى لما ذكرنا ... ثم ذكر كلاماً في ترجيح الجهر فيها وذكر أنه قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن صاحبي الإمام أبي حنيفة. وقال البغوي في "شرح السنة" 4/382-383: اختلف أهل العلم في القراءة في صلاة كسوف الشمس، فذهب قوم إلى أنه يجهر بالقراءة كما في صلاة الجمعة والعيدين، وهو قول مالكٍ وأحمد وإسحاق (قلنا: وهو أيضاً قول أبي يوسف ومحمد بن الحسن صاحبي أبي حنيفة، وابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما من محدثي الشافعية) . وذهب قوم إلى أنه يُسِر فيها بالقراءة، وهو قول الشافعي وأصحاب الرأي.. والأول أوْلى ... ثم ذكر عن أبي سليمان الخطابي أنه قال: ويحتمل أن يكونَ الجهرُ إنما جاء في صلاةِ الليلِ، ويُحتمل أن يكونَ قد جَهَر مرةً وخَفَت أخرى، والله أعلم. (1) إسناده حسن، وانظر ما قبلَه. عبد الله: هو ابن المبارك. (2) قوله: "حدثنا حسن" سقط من (م) . وحسن: هو ابن موسى الأشيب. الحديث: 2674 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 414 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا الْحَدِيثَ عَنِّي إِلا مَا عَلِمْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1) 2676 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " ائْتُونِي بِكَتِفٍ أَكْتُبْ لَكُمْ فِيهِ كِتَابًا، لَا يَخْتَلِفُ مِنْكُمْ رَجُلانِ بَعْدِي " قَالَ: " فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ فِي لَغَطِهِمْ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَيْحَكُمْ، عَهْدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 2677 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   (1) صحيح لغيره دون قوله: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم"، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/763، والدارمي (232) ، والطبراني (12393) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (2974) و (3024) . وله شواهد يأتي ذكرها في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6478) ، وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (584) . قوله: "اتقوا الحديث"، قال السندي: أي: روايته عني، "إلا ما علمتم": أي أنه مني. (2) حسن دون قصة المرأة، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابنُ عبد الرحمن النحْوي. وأخرجه الطبراني (10961) من طريق أبي حمزة، و (10962) من طريق هلال بنِ مقلاص، كلاهما عن ليث، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1935) . اللغَط -بفتحتين-: الأصوات المختلفة. الحديث: 2676 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 415 أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي أَبْوَالِ الْإِبِلِ وَأَلْبَانِهَا شِفَاءً لِلذَّرِبَةِ بُطُونُهُمْ " (1) 2678 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ بَرَكَةَ بْنِ الْعُرْيَانِ الْمُجَاشِعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمِ الشُّحُومُ، فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا حَرَّمَ أَكْلَ شَيْءٍ، حَرَّمَ ثَمَنَهُ " (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وحنش بن عبد الله: هو السبائي الصنعاني الثقة الذي احتج به مسلم، ووهم الألباني في "ضعيفته" (1406) وهماً بيناً، فظنه الحسين بن قيس المتروك، وهذا الحديث يشده حديثُ العرنيين في "الصحيحين" عن أنس، وسيأتي في مسنده 3/107. وأخرجه الطبراني (12976) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، والطحاوي 1/108 عن الربيع بن سليمان المؤذن، عن أسد بن موسى، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. قوله: "للذرِبة بطونهم"، أي: لمن فسدت بطونهم، والذرَب: هو الداء الذي يَعْرِض للمعدة فلا تَهْضِمُ الطعامَ، ويَفْسُدُ فيها فلا تُمْسِكُهُ. (2) إسناده صحيح، بركة المجاشعي كنيته أبو الوليد، وقيل: أبو العريان، روى له أبو داود وابن ماجه، ووثقه أبو زرعة وابن خلفون والذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأما الاسم الذي سماه به أحمد هنا وهو "بركة بن العريان" فلم يذكره به أحد ممن وقفنا على ترجمته عنده، إلا أن الحافظ ابن حجر قال في ترجمته في "التهذيب": وقرأت بخط مغلطاي أن ابن خلفون سَمى أباه العريانَ، والذي رأيت في ابن خلفون: بركة أبو الوليد، ويقال: أبو العريان. سريج: إما أن يكون ابن يونس، وهو ثقة من رجال الشيخين، أو يكون ابنَ النعمان، وهو أيضاً ثقة من رجال البخاري، والله أعلم. = الحديث: 2678 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 416 2679 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ، فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي، فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَيَّ، أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي؟ فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ. قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبِي: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ: كَذَا وَكَذَا، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ، فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللهِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ، وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ " (1)   = وأخرجه الطبراني (12887) عن علي بن عبد العزيز، عن عمرو بن عوف الواسطي، عن هشيم، بهذا الإسناد. وانظر (2221) . (1) إسناده على شرط مسلم، عمار بن أبي عمار -وإن خرج له مسلم- قال البخاري في "التاريخ الأوسط " (وهو المطبوع خطأً باسم الصغير) 1/55: كان شعبة يتكلمُ في عمار، وقال ابنُ حبان في "الثقات" 5/268: كان يُخطىء. وأخرجه الطيالسي (2708) ، وأخرجه عبدُ بن حميد (712) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/75 من طريق سليمان بن حرب، وأخرجه يعقوب بنُ سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/521، والطبراني (10584) و (12836) من طريق حجاج بن المنهال، وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" (1817) من طريق النضر بن شميل، أربعتهم (الطيالسي وسليمان وحجاج والنضر) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2847) و (2848) . وأخرج أحمد في "الفضائل" (1854) عن يحيى بن سعيد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن ابنِ عباس قال: قد رأيتُ عنده رجلاً، فقال العباس: يزعم ابنُ عمك أنه رأى عندك رجلاً، قال: كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: ذاك جبريل. وهذا إسناد صحيح، ولم يذكر فيه أن العباس كان في المجلس الذي رأى فيه ابنُ عباس جبريل. الحديث: 2679 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 417 2680 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ سَبْعًا يَرَى الضَّوْءَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِيًا أَوْ سَبْعًا يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا " (1) 2681 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَيْنُ حَقٌّ، الْعَيْنُ حَقٌّ، تَسْتَنْزِلُ الْحَالِقَ " (2) 2682 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، يُحَدِّثُ، عَنِ   = ومما يؤيد ذلك ما أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الفضائل" (1917) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن ثور بن زيد، عن موسى بن ميسرة، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه قال: بعث العباسُ بنُ عبد المطلب عبدَ الله إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حاجة، فوجد معه رجلاً ولم يَعْلَمْهُ فقال: رأيتَه؟ قال: نعم، قال: ذاك جبريلُ، قال: أما إن ابنَك لن يموت حتى يذهبَ بصره ويُؤتى علماً. فإن صَح وصله، فالإسناد حسن. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 2/370، وأحمد في "الفضائل" (1561) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/519، والترمذي (3822) من طريق سفيان الثوري، عن ليث، عن أبي الجهضم موسى بن سالم: أن ابن عباس رأى جبريل مرتين، ودعا له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحكمة مرتين. وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، ولا نعرف لأبي جهضم سماعاً من ابن عباس، وقد روي عن عُبيد الله بن عبد الله بنِ عباس عن ابن عباس. قلنا: فيه أيضاً ليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف. (1) إسناده على شرط مسلم. وهو مكرر (2399) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (2478) . الحديث: 2680 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 418 الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُمِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ، وَلا يُغْلَبُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا مِنْ قِلَّةٍ " (1)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد اختلف في وصله وإرساله، قال أبو داود: الصحيح أنه مرسل، وقال الترمذي: لا يسنده كبيرُ أحد غير جرير بن حازم، وإنما روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" لابنه 1/347: مرسل أشبه، لا يحتمل هذا الكلامُ أن يكون كلامَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه عبد بن حميد (652) ، وأبو داود (2611) ، والترمذي (1555) ، وأبو يعلى (2587) ، وابن خزيمة (2538) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/238، وابن حبان (4717) ، والحاكم 1/443 و2/101، والبيهقي 9/156 من طرق عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا يسنده كبير أحد غير جرير بن حازم، وإنما رُوي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف بين الناقلين فيه عن الزهري، ووافقه الذهبي، وقال البيهقي: تفرد به جرير بن حازم موصولاً، وتعقبه ابن التركماني بقوله: هذا ممنوع، لأن جريراً ثقة، وقد زاد الإِسناد فيقبل قولُه، كيف وقد تابعه عليه غيره، وقال المناوي في "فيض القدير" 3/474: ولم يصححه الترمذي، لأنه يروى مسنداً ومرسلا ومعضلاً، قال ابن القطان: لكن هذا ليس بعلة، فالأقرب صحته، ونقل تصحيحَ ابن القطان الحافظُ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 3/60 قال: وصححه ابن القطان لأنه لا يرى الاختلاف في الإرسال والوصل علة كما هو رأي أبي محمد بن حزم، قلنا: وصححه أيضاً الضياء المقدسي في "المختارة" 62/292/2. وأخرجه الدارمي (2438) من طريق حبان بن علي، عن يونس، عن الزهري، به. وقرن بيونس عُقيلَ بن خالد، وهذا إسناد ضعيف لضعف حبان بن علي. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" 1/239، والقضاعي في "مسند الشهاب" = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 419 2683 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَتَلَ مُؤْمِنًا؟ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَرَأَيْتَ إِنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا؟ قَالَ: ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ، وَأَنَّى لَهُ التَّوْبَةُ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ   = (1237) من طريق مندل وحبان ابني علي، عن يونس بن يزيد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف مندل وحبان. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (314) من طريق عثمان بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن عقيل، عن الزهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... بمعناه مرسلاً. وقال: قد أسند هذا ولا يصح. وأخرجه عبد الرزاق (9699) عن معمر، عن الزهري مرسلاً. وأخرجه كذلك سعيد بن منصور في "سننه" (2387) ، وعنه أبو داود في "المراسيل" (313) عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن الزهري مرسلاً، دون قوله: "لن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة". ورجال المرسَلَيْنِ ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه أيضاً الطحاوي في "مشكل الآثار" 1/239 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، مرسلاً. وعبد الله بن صالح حسن الحديث في المتابعات، ومن فوقه ثقات رجال الشيخين. وسيأتي الحديث برقم (2718) . وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (2827) ، والقضاعي (1236) و (1238) ، وإسناده ضعيف جداً، وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/580. وآخر من حديث أكثم بن الجون عند البيهقي 9/157، وإسناده ضعيف جداً. الحديث: 2683 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 420 الْمَقْتُولَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ - أَوْ قَالَ: بِشِمَالِهِ - آخِذًا صَاحِبَهُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا، فِي قُبُلِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، فَيَقُولُ: رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟ " (1) 2684 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، قَالَ: دَعَانَا رَجُلٌ، فَأَتَى بِخِوَانٍ عَلَيْهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ ضَبًّا، قَالَ: وَذَاكَ عِشَاءً، فَآكِلٌ وَتَارِكٌ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ، فَأَكْثَرَ فِي ذَلِكَ جُلَسَاؤُهُ، حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا آكُلُهُ وَلا أُحَرِّمُهُ ". قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِئْسَ مَا قُلْتُمْ، إِنَّمَا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحِلًّا وَمُحَرِّمًا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، وَعِنْدَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَامْرَأَةٌ، فَأُتِيَ بِخِوَانٍ عَلَيْهِ خُبْزٌ، وَلَحْمُ ضَبٍّ، قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَاوَلُ، قَالَتْ لَهُ مَيْمُونَةُ: إِنَّهُ يَا رَسُولَ اللهِ لَحْمُ ضَبٍّ. فَكَفَّ يَدَهُ، وَقَالَ: " إِنَّهُ لَحْمٌ لَمْ آكُلْهُ، وَلَكِنْ كُلُوا " قَالَ: فَأَكَلَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْمَرْأَةُ، قَالَ: وَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: لَا آكُلُ مِنْ طَعَامٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبد الله -وهو ابن الحارث الجابر ويقال: المجبر التيمي- وقد تقدم الكلام عليه عند الحديث رقم (2142) . يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي مولاهم البصري. وانظر (1941) . قوله: "آخذاً صاحبه"، أي: قاتله، وتشخب: تسيل. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن = الحديث: 2684 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 421 2685 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ،   = الأصم، فمن رجال مسلم. سليمان الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني الكوفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/269، وابن سعد 1/396، ومسلم (1948) (47) ، وأبو عوانة 5/177-178 و178، والطبراني (13008) من طرق عن سليمان الشيباني، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (487) ، ومن طريقه أبو عوانة 5/178-179، وأخرجه أبو عوانة أيضاً 5/179 من طريق إبراهيم بن بشار، كلاهما (الحميدي وإبراهيم) عن سفيان بن عيينة قال: حدثنا الشيباني قال: دخلت مع الشعبي المسجد فقال: هل ترى أحداً من أصحابنا نجلسُ إليه؟ هل ترى أبا حَصين؟ قلت: لا، ثم نَظَر فرأى يزيد بن الأصم فقال: هل لك أن تجلس إليه فإن خالته ميمونة، فجلسنا إليه، فقال يزيدُ بن الأصم: ذُكر عند ابن عباس قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الضب "لا آكله ولا أحرمه" فغضب فقال: ما بُعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا محللاً أو محرماً، وقد أكل عنده. ولم يذكر إبراهيم بن بشار في حديثه قوله "وقد أكل عنده". وسيأتي هذا الحديث برقم (3007) و (3219) ، وانظر طرقاً أخرى له عن ابن عباس برقم (1978) و (2299) و (3067) . والحديث بنحوه في مسند خالد بن الوليد 4/88، ومسند ميمونة 6/331 من طريق يزيد بن الأصم عن ميمونة. وفي الباب عن ابن عمر وعائشة سيأتيان في "المسند" 2/5 و6/105، وفي الباب أيضاً عن غيرهما من الصحابة. قوله: "فآكل وتارك"، أي: منا من أكل، ومنا من ترك فلم يأكل. وقوله: "محللا ومحرماً"، قال السندي: أي: فكيف له أن يقول: لا آكله ولا أحَرمه من غير بيان أنه حلال، لما فيه من الإبهام، بل لا بد أن يبين حِل الشيء أو حرمته، ثم إن ترك بعد ذلك فممكن. الحديث: 2685 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 422 أَنَّ نَجْدَةَ كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى لِمَنْ هُوَ؟ وَعَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ وَعَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ يَشْهَدَانِ الْغَنِيمَةَ؟ وَعَنْ قَتْلِ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْلا أَنْ أَرُدَّهُ عَنْ شَيْءٍ يَقَعُ فِيهِ، مَا أَجَبْتُهُ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُ (1) عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى لِمَنْ هُوَ؟ وَإِنَّا كُنَّا نَرَاهَا لِقَرَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا، وَعَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُهُ؟ قَالَ: إِذَا احْتَلَمَ وَأُونِسَ مِنْهُ خَيْرٌ، وَعَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ يَشْهَدَانِ الْغَنِيمَةَ؟ فَلا شَيْءَ لَهُمَا، وَلَكِنَّهُمَا يُحْذَيَانِ وَيُعْطَيَانِ، وَعَنْ قَتْلِ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ؟ " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْتُلْهُمْ "، وَأَنْتَ فَلا تَقْتُلْهُمْ، إِلا أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الغُلامِ حِينَ قَتَلَهُ (2) 2686 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مَكَّةَ، وَقَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّهُ لَقَدْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، وَلَقُوا مِنْهَا شَرًّا. فَجَلَسَ الْمُشْرِكُونَ مِنَ النَّاحِيَةِ الَّتِي تَلِي الْحِجْرَ،   (1) في (ظ9) و (ظ12) : تسألني. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو عوانة في السير كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 135 عن الحارث بن أبي أسامة، والبيهقي في "السنن الكبرى" 9/53 من طريق يحيى بن أبي طالب، كلاهما عن عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وانظر (2235) . وقوله: يُحذَيان: يُعطيان، والحَذِيةُ والحُذْيا والحُذَيا: هي القسمة من الغنيمة. وقوله: "فلا شيء لهما"، قال السندي: أي ليس لهما سهم تام. الحديث: 2686 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 423 فَأَطْلَعَ اللهُ نَبِيَّهُ عَلَى مَا قَالُوا، " فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ الثَّلاثَةَ، لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ جَلَدَهُمْ "، قَالَ: فَرَمَلُوا ثَلاثَةَ أَشْوَاطٍ " وَأَمَرَهُمِ أَنْ يَمْشُوا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، حَيْثُ لَا يَرَاهُمِ الْمُشْرِكُونَ "، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَلَمْ يَمْنَعِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَأْمُرَهُمِ أنْ يَرْمُلُوا الْأَشْوَاطَ كُلَّهَا، إِلا الْإِبْقَاءُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّ الْحُمَّى قَدْ وَهَنَتْهُمْ؟ هَؤُلاءِ أَجْلَدُ مِنْ كَذَا وَكَذَا (1) 2687 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا وَهَبَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِبَةً، فَأَثَابَهُ عَلَيْهَا، قَالَ: " رَضِيتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: فَزَادَهُ، قَالَ: " رَضِيتَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: فَزَادَهُ، قَالَ: " رَضِيتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَتَّهِبَ هِبَةً إِلا مِنْ قُرَشِيٍّ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ، أَوْ ثَقَفِيٍّ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2639) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البزار (1938 - كشف الأستار) ، وابن حبان (6384) ، والطبراني (10897) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. ثم أخرجه البزار (1939 - كشف الأستار) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وأخرجه الحميدي (1052) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو وابن طاووس، عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وأخرجه عبد الرزاق (16521) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا.= الحديث: 2687 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 424 2688 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ " اعْتَمَرُوا مِنْ جِعْرَانَةَ، فَرَمَلُوا بِالْبَيْتِ ثَلاثًا، وَمَشَوْا أَرْبَعًا " (1) 2689 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلا قَدْ أَخْطَأََ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا " (2) 2690 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانٌ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ   = وله شاهد قوي من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/247 و292، وصححه ابن حبان (6383) . قوله: "لا أتهِبُ"، قال السندي: بتشديد التاء، افتعال من الهبة، أي: أن لا أقبل الهبة إلا من هؤلاء لقلة طمعهم، وفي "النهاية": لأنهم أصحاب مدنٍ وقرى وهم أعرف بمكارم الأخلاق، ولأن في أخلاق البادية جفاء وذهاباً عن المروءة، وطلباً للزيادة. (1) إسناده قوي على شرط مسلم. وأخرجه أبو يعلى (2574) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1890) ، والطحاوي 2/180، والبيهقي 5/79 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه البيهقي 5/79 من طريق يحيى بن سُليم، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وانظر (2220) . (2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابنُ جدعان-، ولِين يوسف بن مهران. وانظر (2294) . الحديث: 2688 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 425 ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ: فِي رِجْلَيْهِ نَعْلانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ " (1) 2691 - حَدَّثَنَا شَاذَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ، قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْحَابُنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَهَا؟ فَأُنْزِلَتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] (2) قَالَ: وَلَمَّا حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ، قَالَ أُنَاسٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصْحَابُنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَأُنْزِلَتْ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه عبد بن حميد (711) ، وأبو عوانة 1/98 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر (2636) . (2) صحيح لغيره، وهو مكرر (2452) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن في رواية سماك بن حرب عن عكرمة اضطراباً، وصححه الحافظ في "الفتح" 1/98. شاذان: هو الأسود بن عامر. وأخرجه الدارمي (1235) ، والطبري في "التفسير" 2/17، والطبراني (11729) ، والحاكم 1/269 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرجه الطيالسي (2673) ، وأبو داود (4680) من طريقين عن سماك، به.= الحديث: 2691 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 426 2692 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا لَهُ دَعْوَةٌ تَنَجَّزَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي، وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَلا فَخْرَ، وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ، وَلا فَخْرَ، آدَمُ فَمَنْ دُونَهُ تَحْتَ لِوَائِي " قَالَ: " وَيَطُولُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى يَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ، فَيَشْفَعَ لَنَا إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدِ أُخْرِجْتُ مِنَ الجَنَّةِ بِخَطِيئَتِي، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ. فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ دَعْوَةً غَرَّقَتْ أَهْلَ الْأَرْضِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ. قَالَ: فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَدْ كَذَبْتُ فِي الْإِسْلامِ ثَلاثَ كِذْبَاتٍ،   = وسيأتي برقم (2775) و (2964) و (3249) . وله شاهد من حديث البراء بن عازب عند البخاري (40) . الحديث: 2692 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 427 وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ حَاوَلَ بِهِنَّ إِلا عَنْ دِينِ اللهِ، قَوْلُهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] ، وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] ، وَقَوْلُهُ لِامْرَأَتِهِ: إِنَّهَا أُخْتِي - وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، الَّذِي اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلامِهِ. فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلَّمَكَ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى، رُوحَ اللهِ وَكَلِمَتَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَيَقُولُ: إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، قَدِ اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللهِ، وَإِنَّهُ لَا يُهِمُّنِي الْيَوْمَ إِلا نَفْسِي. ثُمَّ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ، أَكَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ فَيَقُولُونَ: لَا 0 فَيَقُولُ: إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاتَمَ النَّبِيِّينَ، قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ، وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ". قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَأْتُونِي، فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا. فَأَقُولُ: نَعَمْ أَنَا لَهَا، حَتَّى يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَصْدَعَ بَيْنَ خَلْقِهِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ، فَنَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، فَتُفْرَجُ لَنَا الْأُمَمُ عَنْ طَرِيقِنَا، فَنَمْضِي غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ، وَتَقُولُ الْأُمَمُ: كَادَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ تَكُونَ أَنْبِيَاءَ كُلُّهَا ". قَالَ: " ثُمَّ آتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ، (1) فَأَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ:   (1) في (ظ9) و (ظ14) : بحلقة الباب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 428 مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لِي، فَأَرَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ عَلَى كُرْسِيِّهِ أَوْ سَرِيرِهِ فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ". قَالَ: " فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي. فَيُقَالُ لِي: أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا. فَأُخْرِجُهُمْ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَخِرُّ سَاجِدًا، وَأَحْمَدُهُ بِمَحَامِدَ لَمْ يَحْمَدْهُ بِهَا أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي، وَلا يَحْمَدُهُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي، فَيُقَالُ لِي: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ. فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي. فَيُقَالُ: أَخْرِجْ مَنِ النَّارِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ كَذَا وَكَذَا، فَأُخْرِجُهُمْ " قَالَ: وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ مِثْلَ هَذَا أَيْضًا (1) 2693 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْأَوَّلِ: " مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ " وَالثَّانِيَةِ: " بُرَّةٍ " وَالثَّالِثَةِ: " ذَرَّةٍ " (2)   (1) حسن لغيره دون قول عيسى عليه السلام: "إني قد اتخذت إلهاً من دون الله" فانه مخالف لما في الصحيح من أن عيسى لم يذكر ذنباً، وإسناد هذا الحديث ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قُطَعة. وقد تقدم الحديث بطوله برقم (2546) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله. وهذا الحديث من مسند أنس بن مالك، وإنما أورده الإمامُ أحمد هنا تبعاً للذي قبله بياناً للمثاقيل المبهمة في رواية أبي نضرة عن ابن عباس، وسيأتي بنحوه في مسند أنس 3/247-248 عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس. الحديث: 2693 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 429 2694 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: إِنَّهُ قَدْ حُبِّبَتْ إِلَيْكَ الصَّلَاةُ، فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ " (1) 2695 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اخْتَصَمَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلانِ، فَوَقَعَتِ الْيَمِينُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا لَهُ عِنْدَهُ شَيْءٌ، قَالَ: " فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّهُ كَاذِبٌ، إِنَّ لَهُ عِنْدَهُ حَقَّهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ حَقَّهُ، وَكَفَّارَةُ يَمِينِهِ مَعْرِفَتُهُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، أَوْ شَهَادَتُهُ " (2) 2696 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبِثَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا (3)   (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران. وأخرجه عبد بن حميد (666) عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر (2205) . (2) إسناده ضعيف، لاختلاط عطاء بن السائب. شريك: هو ابن عبد الله النخعي، وهو -وإن كان سيئ الحفظ- قد تُوبع، وأبو يحيى الأعرج هذا: هو زياد المكي، وهو ثقة روى له أبو داود، وليس هو مِصْدعا المشهور بأبي يحيى الأعرج المعرقب. وانظر (2280) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: = الحديث: 2694 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 430 2697 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عُثْمَانَ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، فَأَمَّا عِيسَى، فَأَحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ الصَّدْرِ، وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ " قَالُوا لَهُ: فَإِبْرَاهِيمُ؟ قَالَ: " انْظُرُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ " يَعْنِي نَفْسَهُ (1) 2698 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ زُهَيْرٌ: لَا شَكَّ فِيهِ - قَالَ: " إِنَّ   = هو ابن عبد الرحمن النحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/290، وعبد بن حميد (1521) ، والبخاري (4464) و (4978) ، والنسائي في "الكبرى" (7977) ، والطبراني (10726) من طرق عن شيبان، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2017) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عثمان بن المغيرة، فمن رجال البخاري. وأخرجه البخاري (3438) ، والطبراني (11057) ، وابن منده في "الإيمان" (726) من طريق محمد بن كثير، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاري فيه إبراهيمَ عليه السلام. وأخرجه الطبراني (11086) من طريق سلمة بن كهيل، عن مجاهد، به. وانظر ما تقدم برقم (2197) و (2501) وما سيأتي برقم (3546) . وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/282، والبخاري (3394) ، ومسلم (168) . الحديث: 2697 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 431 الْهَدْيَ الصَّالِحَ، وَالسَّمْتَ الصَّالِحَ، وَالاقْتِصَادَ، جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، قابوس بن أبي ظبيان لين، وباقي رجاله ثقات. زهير: هو ابن معاوية الجعفي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (468) ، والطبراني (12608) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6555) من طريق أحمد بن يونس، وأبو داود (4776) ، ومن طريقه البيهقي في "الآداب" (193) عن عبد الله بن محمد النفيلي، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وقال أحمد بن يونس في حديثه: "جزء من سبعين جزءاً من النبوة". وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (791) ، والطبراني (12609) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/263 من طرق عن قابوس بن أبي ظبيان، به. ولفظه عند الطبراني: "جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة". وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (306) من طريق بحر بن كنيز السقاء، عن الثوري، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس رفعه بلفظ: "التؤدة والاقتصاد والتثبت والصمت جزء من ستة وعشرين جزءاً من النبوة". وأورده مالك في "الموطأ" 2/954-955 بلاغاً عن ابن عباس أنه كان يقول: القصد والتؤدة وحسن السمت، جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة. فجعله موقوفاً على ابن عباس. وانظر ما بعده. وله شاهد من حديث عبد الله بن سَرْجس عند الترمذي (2010) بلفظ: "السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد، جزء من أربعة وعشرين جزءاً من النبوة". قال الترمذي: حسن غريب. قوله: "إن الهدي الصالح"، قال السندي: بفتح فسكون: الطريقة، قال الخطابي: هدي الرجل: حاله ومذهبه، وكذا السمت -بفتح فسكون- فالعطف كعطف التفسير، والاقتصاد: التوسط بين الإفراط والتفريط، وهو محمود في كل شيء، ومعنى كونها جزءاً من النبوة: أنها جزء من فضائل الأنبياء، أو جزء مما جاء به الأنبياء ودعوا الناسَ إليه، أو = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 432 2699 - حَدَّثَنَاه أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، وَجَعْفَرٌ يَعْنِي الْأَحْمَرَ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّمْتُ الصَّالِحُ. . . " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) 2700 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى خَمْسَ صَلَوَاتٍ " (2) 2701 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُحَيَّاةِ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِمِنًى، وَصَلَّى الْغَدَاةَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِهَا " (3)   = أن صاحبها يستحق أن يُوقر ويعظم، ويلبسه الله تعالى لباس التقوى على قدر هذا الجزء من النبوة لو كانت النبوة أجزاءَ، وإلا فالنبوة لا تتجزأ، وجعلها جزءا من هذا العدد موكول إلى عالمه لا دخل للرأي فيه، والله تعالى أعلم. (1) حسن لغيره، وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. الأعمش: هو سليمان بن مهران، والحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه الدارمي (1871) ، وابن خزيمة (2799) ، والطبراني (12126) ، والحاكم 1/461 من طريق الأسود بن عامر، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (2765) ، وانظر ما بعده. وفي الباب عن جابر في حديثه الطويل في حجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1218) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. الحديث: 2699 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 433 2702 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَا أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ، إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (1) 2703 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي الْقُمِّيَّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْتُ. قَالَ: " وَمَا الَّذِي أَهْلَكَكَ؟ " قَالَ: حَوَّلْتُ رَحْلِيَ الْبَارِحَةَ. قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223] "   = وأخرجه بنحوه أبو داود (1911) ، والترمذي (880) ، وأبو يعلى (2426) ، والطبراني (12125) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. ولفظه عند الطبراني: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي الظهر والعصر بمنى يوم التروية. وأخرجه كذلك ابن ماجه (3004) ، والترمذي (879) من طريق إسماعيل بن مسلم المكي، عن عطاء، عن ابن عباس. وإسماعيل بن مسلم ضعيف الحديث، لكنه ينجبر بالمتابعات. وتقدم الحديث برقم (2306) ، وانظر ما قبله. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن عند إطلاقه عند الإمام أحمد: هو حسن بن موسى الأشيب، لكن تقدم هذا الحديث برقم (2487) عن حسن بن الربيع مصرحاً به، والله أعلم. وأخرجه أبو عوانة 4/481 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. الحديث: 2702 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 434 أَقْبِلْ، وَأَدْبِرْ، وَاتَّقُوا الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ " (1) 2704 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ بَنَاتِهِ، وَهِيَ تَجُودُ   (1) إسناده حسن، يعقوب القمي -وهو يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي- روى عنه جمع، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الطبراني: كان ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وجعفر -وهو ابن أبي المغيرة الخزاعي القمي- روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه أبو حفص بن شاهين، وذكره الذهبي في "تاريخ الإِسلام" في الطبقة الثالثة عشرة -وهي التي توفي أصحابها بين 121 و130-، وقال: وكان صدوقاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب. وأخرجه الترمذي (2980) ، والطبري 2/397 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8977) و (11040) ، وأبو يعلى (2736) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (465) ، وابن حبان (4202) ، والطبراني (12317) ، والبيهقي 7/198، والواحدي في "أسباب النزول" ص 48، والبغوي في "معالم التنزيل" 1/198 من طريق يونس بن محمد، عن يعقوب القمي، به. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 1/629 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والضياء في "المختارة". قوله: "حولت رحلي البارحة"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/209: كنى برَحْله عن زوجته، أراد به غِشْيانها في قبلها من جهة ظهرها، لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها، فحيث ركبها من جهة ظهرها كنى عنه بتحويل رحله، إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرحْل الذي تُركبُ عليه الإبلُ. الحديث: 2704 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 435 بِنَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى قُبِضَتْ، (1) قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْمُؤْمِنُ بِخَيْرٍ، تُنْزَعُ نَفْسُهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ وَهُوَ يَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 2705 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَهْطٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَقَدْ نَصَبُوا حَمَامَةً يَرْمُونَهَا، فَقَالَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (3) 2706 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ، وَقُثَمُ أَمَامَهُ " (4) 2707 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ،   (1) في (ظ9) و (ظ14) : قضت. (2) حديث حسن، إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- روى عن عطاء بن السائب بعد اختلاطه، لكن تابعه سفيان الثوري في الرواية السالفة برقم (2475) وهو ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه. وانظر (2412) . (3) حديث صحيح، وقد تقدم برقم (1863) . وأخرجه الطبراني (11719) من طريق عبد الرزاق، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. (4) إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-. وهو في "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1884) بإسناده ومتنه. وسيأتي برقم (3217) ، وانظر ما تقدم برقم (2259) . وفي الباب عن عبد الله بن جعفر تقدم في مسنده برقم (1760) وفيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمل عبد الله بن جعفر أمامه، وقثم بن عباس خلفه. وإسناده حسن. الحديث: 2705 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 436 عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. قُلْتُ: وَمَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: صَدَقُوا، رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَيْتِ، وَكَذَبُوا، لَيْسَ بِسُنَّةٍ، إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ: دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ حَتَّى يَمُوتُوا مَوْتَ النَّغَفِ، فَلَمَّا صَالَحُوهُ عَلَى أَنْ يَقْدَمُوا مِنَ العَامِ الْمُقْبِلِ، يُقِيمُوا (1) بِمَكَّةَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثَلاثًا "، وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ. قُلْتُ: وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّهُ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ. فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. فَقُلْتُ: وَمَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ فَقَالَ: صَدَقُوا، قَدْ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ، وَكَذَبُوا، لَيْسَ بِسُنَّةٍ، كَانَ النَّاسُ لَا يُدْفَعُونَ عَنْ رَسُولِ اللهِ، وَلا يُصْرَفُونَ عَنْهُ، فَطَافَ عَلَى بَعِيرٍ لِيَسْمَعُوا كَلامَهُ، وَلا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ، قُلْتُ: وَيَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ؟ قَالَ: صَدَقُوا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ بِالْمَنَاسِكِ، عَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَسْعَى فَسَابَقَهُ، فَسَبَقَهُ إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ شَيْطَانٌ - قَالَ يُونُسُ: الشَّيْطَانُ - فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: قَدْ تَلَّهُ لِلجَبِينِ - قَالَ يُونُسُ: وَثَمَّ تَلَّهُ لِلجَبِينِ - وَعَلَى إِسْمَاعِيلَ قَمِيصٌ أَبْيَضُ، وَقَالَ: يَا أَبَتِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي ثَوْبٌ تُكَفِّنُنِي فِيهِ   (1) كذا الأصول، وفي سنن أبي داود، ومسند الطيالسي والطبراني: فيقيموا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 437 غَيْرُهُ، فَاخْلَعْهُ حَتَّى تُكَفِّنَنِي فِيهِ، فَعَالَجَهُ لِيَخْلَعَهُ، فَنُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات: 105] فَالْتَفَتَ إِبْرَاهِيمُ، فَإِذَا هُوَ بِكَبْشٍ أَبْيَضَ أَقْرَنَ أَعْيَنَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا نَتْبَعُ ذَلِكَ الضَّرْبَ مِنَ الكِبَاشِ، قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْقُصْوَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ حَتَّى ذَهَبَ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ جِبْرِيلُ إِلَى مِنًى قَالَ: هَذَا مِنًى - قَالَ يُونُسُ: هَذَا مُنَاخُ النَّاسِ - ثُمَّ أَتَى بِهِ جَمْعًا، فَقَالَ: هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى عَرَفَةَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَلْ تَدْرِي لِمَ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ؟ قُلْتُ: " لَا ". قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ: عَرَفْتَ - قَالَ يُونُسُ: هَلْ عَرَفْتَ؟ - قَالَ: نَعَمْ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَمِنْ ثَمَّ سُمِّيَتْ عَرَفَةَ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَدْرِي كَيْفَ كَانَتِ التَّلْبِيَةُ؟ قُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَتْ؟ قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا أُمِرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، خَفَضَتْ لَهُ الْجِبَالُ رُءُوسَهَا، وَرُفِعَتْ لَهُ الْقُرَى، فَأَذَّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ (1)   (1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي، فقد روى له أبو داود، وقال أبو حاتم: لا أعرف اسمه ولا أعرفه، ولا حدث عنه سوى حماد بن سلمة، وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. قلنا: ولمعظم هذا الحديث طرق وشواهد يتقوى بها. سريج: هو ابن النعمان، ويونس: هو ابن محمد المؤدب. وأخرجه بطوله الطيالسي (2697) ، والطبراني (10628) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4077) من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وذكر الطيالسي في حديثه أن الركوب على البعير كان في الطواف بالبيت وليس بين الصفا والمروة. وأخرج القطعتين الأولى والثانية منه أبو داود (1885) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وأخرجهما مسلم (1264) (237) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 438 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 49، وابن حبان (3845) ، والبيهقي 5/81-82 و100 من طريق الجريري، عن أبي الطفيل، به. وقد سلفت القطعة الأولى منه برقم (2220) ، وستأتي القطعة الثانية برقم (3492) ، كلتاهما من طريق الجريري، وقرن به في الموضع الأول ابنَ خثيم. وأخرج القطعة الأولى منه الطحاوي 2/179 عن ربيع المؤذن، عن أسد بن موسى، عن حماد بن سلمة، به. وسلفت برقم (2029) من طريق فطر بن خليفة عن أبي الطفيل، وستأتي برقم (3534م) و (3535) من طريق حماد بن سلمة، به. وقد روي عن أبي الطفيل من حديثه قال: رَمَل رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحجر إلى الحجر. وسيأتي في تخريجه في مسنده 5/455. أما القطعة الثانية فأخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" ص 60، والبيهقي 5/100 من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، به. وأخرجها مسلم (1265) (239) من طريق عبد الملك بن سعيد بن أبجر، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس بنحوه. وستأتي برقم (2842) من طريق أبي عاصم الغنوي، و (3492) من طريق الجريري، كلاهما عن أبي الطفيل. وأما القطعة الثالثة فأخرجها الطبري في "تفسيره" 23/80 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به - مختصرة إلى قوله: "ذلك الضرب من الكباش". وسيأتي نحوها برقم (2794) من طريق عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وأخرج من قول ابن عباس في آخرها: "هل تدري كيف كانت التلبية ... " الطبري 17/145 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد، به. قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/149 في معرض قصة إسماعيل: غالب ما هاهنا من الآثار مأخوذ من الإسرائيليات، وفي القرآن كفاية عما جرى من الأمر العظيم، والاختبار الباهر، وأنه فُدِي بذبح عظيم، وقد ورد في الحديث أنه كان كبشا. قوله: "موت النغَف"، قال السندي: بفتح ونون وغين معجمة بعدها فاء، دود تكون في أنوف الإبل والغنم. "قُعَيقِعان"، قال: بضم القاف الأولى وكسر الثانية وفتح مهملتين = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 439 2708 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ، فَذَكَرَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: لَا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ، وَقَالَ: وَثَمَّ تَلَّ إِبْرَاهِيمُ إِسْمَاعِيلَ لِلجَبِينِ (1) 2709 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يَقُولَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " (2) 2710 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ   = وسكون تحتانية، جبل بمكة مقابل قبيس. "لا يُدفَعون"، قال: على بناء المفعول، أي: لم يكن من عادته أنهم إذا ازدحموا عليه دُفِعوا عنه كما هو عادة الأمراء. (1) هو مكرر ما قبله. مؤمل: هو ابن إسماعيل، سيئ الحفظ. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقاتُ رجال الشيخين غيرَ إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- وأبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدْرُس-، فمن رجال مسلم. وانظر (2168) . الحديث: 2708 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440 الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "الموطأ" 1/215-216. ومن طريق مالك أخرجه ابن أبي شيبة 10/259، والبخاري في "الأدب المفرد" (697) ، ومسلم (769) (199) ، وأبو داود (771) ، والترمذي (3418) ، والنسائي في "الكبرى" (7704) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (868) ، وأبو عوانة 2/300، وابن حبان (2598) ، والطبراني في "الدعاء" (756) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (760) ، والبغوي (950) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه بنحوه الطبرانيُّ في "الكبير" (10993) ، وفي "الدعاء" (755) من طريق عبيد الله بن عمر، عن أبي الزبير، به. وفيه أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقولُ هذا الدعاءَ بعد التكبير، وبعدَ أن يقولَ: وجهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضَ حنيفا مسلماً. وأخرجه مسلم (769) (199) ، وأبو داود (772) ، ومحمد بن نصر في "قيام الليلة" ص 48، وابن خزيمة (1152) ، وأبو عوانة 3/201، وابن حبان (2599) ، والطبراني في "الكبير" (11012) ، وفي "الدعاء" (757) من طريق عمران بن مسلم، عن قيس بن سعد، عن طاووس، به. وفيه أيضاً أنه كان يقولُه بعد ما يكبر. وأشار إلى روايتي أبي الزبير وقيس بن سعد عن طاووس البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث رقم (7442) . وسيأتي الحديث برقم (2812) و (3368) و (3468) . قوله: "أنت نورُ السماوات والأرض"، قال النووي في "شرح مسلم" 6/54: قال العلماء: معناه: مُنَورهما وخالقُ نورهما، وقال أبو عبيد: معناه: بنورك يهتدي أهلُ السماوات والأرض. قال الخطابي في تفسير اسمه -سبحانه وتعالى- "النور": ومعناه: الذي بنوره يُبصر ذو العَماية، وبهدايته يَرْشُدُ ذو الغِواية، قال: ومنه: (الله نورُ= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 441 2711 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، قَالَ: نَحْوًا (1) مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ، فَقَامَ قِيَامًا   = السماوات) ، أي: منه نورهما، قال: ويحتمل أن يكونَ معناه: ذو النور، ولا يصح أن يكونَ النوُر صفةَ ذات الله تعالى، وإنما هو صفةُ فعل، أي: هو خالقُه، وقال غيره: معنى نور السماوات والأرض: مدبر شمسها وقمرها ونجومها. قوله: "أنت قَيام السماوات"، قال السندي: القيام -بتشديد الياء- والقيوم: القائم بأمورِ العباد، ومدبرُ الخلائق في جميع الأحوال، والمعنى: القائم بأتم وجه وأكمله بتدبيرِ السماوات والأرض وأهلهما. وقوله: "أنت الحق"، قال: أي: الثابت ألوهيته دون ما يدعيه المبطلون. وقوله: "وبك خاصمت"، قال: أي: بحجتك، أو بعونك، أو بأمرك خاصمت أعداءَك. وقوله: "وإليك حاكمت"، قال: أي: إليك فوضتُ المحاكمةَ بيني وبين أعدائي، ورضيتُ بحُكمك بيني وبينهم، والله تعالى أعلم. قال النووي في "شرح مسلم" 6/56: ومعنى سؤاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المغفرة مع أنه مغفور له: أنه يسأل ذلك تواضعاً وخضوعا وإشفاقا وإجلالاً، وليُقتدى به في أصلِ الدعاء والخضوعِ وحسنِ التضرع في هذا الدعاء المعين، وفي هذا الحديث وغيره مواظبتُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليل على الذكر والدعاء والاعتراف لله تعالى بحقوقه والإقرارِ بصدقه ووعده ووعيده والبعث والجنةِ والنار وغيرِ ذلك. (1) في (ظ14) و (س) : نحو، وعلى هامش (س) : في نسخة نحواً. الحديث: 2711 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 442 طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، (1) وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، قَالَ أَبِي (2) : وَفِيمَا قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ (3) ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ إِسْحَاقَ - ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ؟ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوِ اخَذْتُهُ لاكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيْتُ النَّارَ، فَلَمِ ارَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِكُفْرِهِنَّ " قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللهِ؟ قَالَ: " يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوِ احْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ " (4)   (1) قوله: "وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً" من (ظ9) و (ظ14) ، وسقط من (م) وباقي الأصول الخطية، وهو ثابت في "موطأ مالك" و"صحيح مسلم". (2) القائل هو عبد الله بن أحمد، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، يعني: عن مالك. (3) زاد الشيخ أحمد شاكر في طبعته بعد هذا نقلاً عن النسخة الكتانية ما نصه: "ثم قام قياماً طويلاً، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعاً طويلاً، وهو دون الركوع الأول"، ولم ترد هذه الزيادة في (م) ولا في أصولنا الخطية المعتمدة، ولا في "الموطأ" و"صحيح مسلم" وغيره. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى من رجاله، ومن فوقه من= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 443 2712 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ، لِبَوَّابِهِ، إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ: لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ، وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّبًا، (1) لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَمَا لَكُمْ وَهَذِهِ؟ إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ تَلا ابْنُ عَبَّاسٍ: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ   = رجال الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/186-187. وأخرجه مسلم (907) عن محمد بن رافع، عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. ومن طريق مالك أخرجه مطولا ومقطعاً: الشافعي 1/163 و164، وعبد الرزاق (4925) ، والدارمي (1528) ، والبخاري (29) و (431) و (748) و (1052) و (3202) و (5197) ، وأبو داود (1189) ، والنسائي 3/146-148، وابن خزيمة (1377) ، وأبو عَوانة 2/379-380، والطحاوي 1/327، وابنُ حبان (2832) و (2853) ، والبيهقي 3/321 و335، والبغوي (1140) . وأخرجه مسلم (907) (17) عن سُويد بنِ سعيد، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، به. وسيأتي برقم (3374) ، وانظر ما تقدم برقم (1864) و (1975) و (2673) . وسيأتي نحوه من طريق كثير بنِ عباس، عن ابن عباس في مسند عائشة 6/87. قوله: "آيتان"، قال السندي: أي: علامتان دالتان على عظيم سلطانه، وباهر برهانه. وقوله: "لموت أحد"، قال: قال ذلك لأنها انكسفت يومَ مات إبراهيم ابن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزعم الناسُ أنها انكسفت لموته، فدفع صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهْمَهُمْ بهذا الكلام، وذكر الحياة استطرادي. تكعكعت، أي: تأخرت إلى الوراء. ويكفرن العشير، أي: يُنكِرْن إحسانَ الزوج. (1) لفظة "معذباً" ليست في (م) . الحديث: 2712 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 444 أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 187] هَذِهِ الْآيَةَ، وَتَلا ابْنُ عَبَّاسٍ: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188] ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " سَأَلَهُمِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاهُ وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ، فَخَرَجُوا قَدْ أَرَوْهُ أَنْ قَدِ أخْبَرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ، وَاسْتَحْمَدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ، وَفَرِحُوا بِمَا أَتَوْا مِنْ كِتْمَانِهِمْ إِيَّاهُ مَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله. وأخرجه البخاري (4568) ، ومسلم (2778) ، والترمذي (3014) ، والنسائي في "الكبرى" (11086) ، والطبري 4/207، وأبو عَوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 7، والطبراني (10730) ، والحاكم 2/299، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7019) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/141-142، ومن طريقه الطبري 4/207، والواحدي في "أسباب النزول" ص 91، وأخرجه البخاري (4568) ، ومن طريقه البغوي في "معالم التنزيل" 1/384 عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف الصنعاني، كلاهما (عبد الرزاق وهشام) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن علقمة بن وقاص أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس ... فذكره. وأشار البخاري في "صحيحه" إلى رواية عبد الرزاق عن ابن جريج. قلنا: قد اختلف على ابن جريج في شيخ شيخه، فقال عبد الرزاق وهشام بن يوسف الصنعاني عنه: عن ابن أبي مليكة، عن علقمة، وقال حجاج بن محمد عنه: عن ابن أبي مليكة، عن حميد بن عبد الرحمن، قال الحافظ في "الفتح" 8/234: والذي يتحصلُ لي من الجواب عن هذا الاحتمالِ أن يكونَ علقمةُ بن وقاص كان حاضراً عند ابن عباس لما أجاب، فالحديث من رواية علقمة عن ابن عباس، وإنما قَص علقمة سببَ = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 445 2713 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَنْ جَحَدَ آدَمُ - قَالَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ - إِنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَهُ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ، فَعَرَضَهُمْ عَلَيْهِ فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يَزْهَرُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ:   = تحديث ابنِ عباس بذلك فقط، وكذا أقول في حميد بن عبد الرحمن، فكأن ابنَ أبي مُليكة حمله عن كل منهما، وحدث به ابنَ جريج عن كل منهما، فحدث به ابن جريج تارةً عن هذا، وتارة عن هذا. وأخرج البخاري (4567) ، ومسلم (2777) عن أبي سعيد الخدري أن هذه الآية نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن رسول الله، ثم اعتذروا إليه، وأحبوا أن يُحمدوا بما لم يفعلوا. قال الحافظ ابنُ كثير في "تفسيره" 2/158: ولا منافاةَ بين ما ذكره ابنُ عباس، وما قاله هؤلاء، لأن الآيةَ عامة في جميع ما ذكر. قوله: "بما أوتي"، قال السندي: بضم الهمزة وكسر الفوقانية، أي: أعطي، هكذا في نسخ "المسند"، وكذا في "صحيح البخاري"، وظاهره أن قراءة مروان "لا تحسبن الذين يفرحون بما أوتُوا" كما قرأه سعيد بن جبير وغيره، والقراءة المشهورة (بما أتَوْا) أي: فعلوا، لكن لفظ مسلم "فرح بما أتى"، وهو موافق للقراءة المشهورة، وهكذا جاء الاختلاف في لفظ ابن عباس، والظاهر أن الاختلاف جاء من الرواة، والصحيح ما هو موافق للقراءة المشهورة. تنبيه: قال الحافظ ابن حجر 8/235: الشيء الذي سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه اليهودَ لم أره مفسراً، وقد قيل: إنه سألهم عن صفته عندهم بأمر واضح، فأخبروه عنه بأمر مجمل، وروى عبد الرزاق (في تفسيره 1/141) من طريق سعيد بن جبير قوله: (لَتُبيننه للناس ولا تكتمونه) قال: محمد، وقي قوله: (يفرحون بما أتوا) ، قال: بكتمانهم محمداً، وفي قوله: (أن يحمدوا بما لم يفعلوا) ، قال: قولهم: نحن على دين إبراهيم. الحديث: 2713 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 446 ابْنُكَ دَاوُدُ. قَالَ: كَمْ عُمُرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ. قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْ فِي عُمُرِهِ. قَالَ: لَا، إِلا أَنْ تَزِيدَهُ أَنْتَ مِنْ عُمُرِكَ. فَزَادَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ، فَكَتَبَ اللهُ عَلَيْهِ كِتَابًا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْبِضَ رُوحَهُ، قَالَ: بَقِيَ مِنْ أَجَلِي أَرْبَعُونَ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ جَعَلْتَهُ لِابْنِكَ دَاوُدَ. قَالَ: فَجَحَدَ، قَالَ: فَأَخْرَجَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكِتَابَ، وَأَقَامَ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ، فَأَتَمَّهَا لِدَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِائَةَ سَنَةٍ، وَأَتَمَّهَا لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ عُمْرَهُ أَلْفَ سَنَةٍ " (1) 2714 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي النَّهْشَلِيَّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَمَانِيَ (2) رَكَعَاتٍ، وَيُوتِرُ بِثَلاثٍ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا كَبِرَ، صَارَ إِلَى تِسْعٍ: وَسِتٍّ (3) وَثَلاثٍ " (4)   (1) حسن لغيره دون قوله: "فأتمها لداود مئة سنة، وأتمها لآدم عمره ألف سنة"، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران. وانظر (2270) . (2) في (ظ9) و (ظ14) : ثمان، بحذف الياء، وكلاهما سائغ. (3) في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ14) : وست، بواو، والمثبت من (ظ14) وهو الصواب. (4) صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم، وقد اضطرب فيه على يحيى بن الجزار، فروي عنه عن ابن عباس كما هو هنا، وروي عنه عن أم سلمة أخرجه كذلك الترمذي (457) ، والنسائي 3/237، وروي عنه عن عائشة أخرجه النسائي 3/238 مع اختلاف في بعض ألفاظه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وأبو بكر النهشلي، قيل: اسمه عبد الله بن قِطَاف أو ابن أبي قطاف، وقيل: وهب، وقيل:= الحديث: 2714 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 447 2715 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "   = معاوية. وأخرجه الطبراني (12730) من طريق عون بن سلام، عن أبي بكر النهشلي، عن حبيب بنِ أبي ثابت، عن يحيى ابنِ الجزار، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يوتر بثلاث. وأخرجه الطبراني أيضا (12690) من طريق أبي بلال الأشعري، حدثنا أبو بكر النهشلي، عن حبيب بنِ أبي ثابت، عن يحيى بن وثاب (!) ، عن ابنِ عباس: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلي من الليل ثمان ركعات، ويوتر بثلاث. وأخرج البيهقي 3/41 من طريق عطاء بن مسلم، عن العلاء بن المسيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس، قال: أوتر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاث قَنَتَ فيها قبل الركوع. وقال البيهقي: هذا ينفرد به عطاء بن مسلم وهو ضعيف. وأخرجه ابن ماجه (1361) ، والطبراني (12568) من طريق موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، قال: سألتُ عبدَ الله بنَ عباس وعبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالليل، فقالا: ثلاث عشرة ركعة، منها ثمان ويوتر بثلاث، وركعتين بعد الفجر. وسيأتي الحديث برقم (2740) و (3004) ، وانظر صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الليل عن ابن عباس برقم (2019) و (2164) و (2276) و (2559) و (2572) ، وكلام الحافظ ابن حجر على بعض هذه الروايات في "الفتح" 2/483-486. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1159) ، ومسلم (738) ، وانظر الروايات عنها في "سنن البيهقي" 3/6-7. وعن عائشة أيضا عند أبي داود (1362) قالت: كان (يعني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يوتر بأربع وثلاث، وست وثلاث، وثمان وثلاث، وعشر وثلاث ... الحديث: 2715 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 448 اتَّقُوا الْمَلاعِنَ الثَّلاثَ " قِيلَ: مَا الْمَلاعِنُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَنْ يَقْعُدَ أَحَدُكُمْ فِي ظِلٍّ يُسْتَظَلُّ فِيهِ، أَوْ فِي طَرِيقٍ، أَوْ فِي نَقْعِ مَاءٍ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن عباس. عبد الله: هو ابن المبارك، وروايته عن ابن لهيعة صالحة. وله شاهد من حديث معاذ بن جبل عند أبي داود (26) ، وابن ماجه (328) ، والحاكم 1/167، والبيهقي 1/97 من طرق عن أبي سعيد الحميري، عن معاذ رفعه: "اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، مع أن أبا سعيد الحميري لم يسمع من معاذ. وآخر من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/372، ومسلم (269) ، وأبي داود (25) ولفظه: "اتقوا اللعانَيْن" قالوا: وما اللعانانِ يا رسول الله؟ قال: "الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم". وثالث من حديث جابر عند أحمد 3/305 و381-382 وغيره من طريق الحسن، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب أسنانها، ولا تُجاوزوا المنازل، وإذا سرتم في الجدب فاستجدوا، وعليكم بالدلَجِ، فإن الأرضَ تُطوى بالليل، وإذا تغولت لكم الغيلانُ فنادوا بالأذان، وإياكم والصلاةَ على جواد الطريق والنزول عليها، فإنها مأوى الحيات والسباع، وقضاءَ الحاجة فإنها الملاعن". ورجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من جابر بن عبد الله. ورواه ابن ماجه (329) مختصراً من طريق سالم بن عبد الله الخياط قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا (!) جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إياكم والتعريس على جواد الطريق، والصلاة عليها، فإنها مأوى الحيات والسباع، وقضاء الحاجة عليها، فإنها من الملاعن". وحسنه الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/105! ورابع من حديث ابن عمر بسند ضعيف عند ابن ماجه (330) ، والطبراني (13120) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1010. قوله: "الملاعن"، قال السندي: أي: مواضع اللعن، جمع ملعنة، وهي المواضع= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 449 2716 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1) 2717 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ، فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ، وَيَزِيدُنِي، حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (2)   = التي ينتفع الناس بها، فيلعنون من يضيعها، والمراد: اتقوا القعود فيها، أي: التخلي والتغوط فيها. وقوله: "أو في نقع ماء"، قال: أي: مجمع الماء، وفي بعض الأحاديث: وموارد الماء. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبى الزبير محمد بن مسلم بن تدرس، فمن رجال مسلم. وقوله في آخره: "وهو محرم" كذا هو في (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 119، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 66، وتقدم كذلك برقم (2666) عن يونس بن محمد المؤدب، عن ليث بن سعد، وفي النسخ المطبوعة وعامة الأصول الخطية، وكذا على هامش (ظ14) : "وهو صائم"، ويغلب على ظننا أن الصواب ما أثبتنا، فإن عامة من رواه عن عطاء قال فيه: "وهو محرم"، والله أعلم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله. وهو مكرر (2375) . الحديث: 2716 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 450 2718 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الْأَصْحَابِ أَرْبَعَةٌ، وَخَيْرُ السَّرَايَا أَرْبَعُ مِائَةٍ، وَخَيْرُ الْجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ يُغْلَبَ قَوْمٌ عَنْ قِلَّةٍ يَبْلُغُونَ (1) أَنْ يَكُونُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا " (2) 2719 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خَيْبَرَ، فَاتَّبَعَهُ رَجُلانِ وَآخَرُ   (1) في (ظ9) و (ظ14) : يبلغوا، وما أثبتنا هو الجادة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حبان بن علي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (2714) عن حجاج بن يوسف، عن حجين بن المثنى ويونس بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2438) عن محمد بن الصلت، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/238، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1239) من طريق محمد بن سليمان لُوَيْن، وابن عدي في "الكامل" 2/833 من طريق داود بن عمرو، ثلاثتهم عن عقيل بن خالد، به. وقرن الدارمي بعقيل يونسَ بن يزيد. وأخرجه الطحاوي 1/239، ومن طريقه القضاعي (1237) عن فهد بن سليمان، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن حبان وأخيه مندل، عن يونس بن يزيد، عن عقيل، به. وقد روي من طريق عقيل عن الزهري مرسلا. انظر تخريجه في الحديث المتقدم برقم (2682) . الحديث: 2718 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 451 يَتْلُوهُمَا، يَقُولُ: ارْجِعَا ارْجِعَا، حَتَّى رَدَّهُمَا، ثُمَّ لَحِقَ الْأَوَّلَ فَقَالَ: إِنَّ هَذَيْنِ شَيْطَانَانِ، وَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِهِمَا حَتَّى رَدَدْتُهُمَا، فَإِذَا أَتَيْتَ رَسُولَ اللهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّا هَاهُنَا فِي جَمْعِ صَدَقَاتِنَا، وَلَوْ كَانَتْ تَصْلُحُ لَهُ، لَبَعَثْنَا بِهَا إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلُ الْمَدِينَةَ، أَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَلْوَةِ " (1) 2720 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ: بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، زكريا بن عدي: ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عُبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه البزار (2022 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2588) من طريق زكريا بن عدي، بهذا الإسناد. وانظر (2510) . (2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الترمذي (462) ، والنسائي في "الكبرى" (1426) عن علي بن حجر، والطحاوي 1/287 من طريق محمد بن سليمان لوين، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/299 و14/263، وابن ماجه (1172) ، والنسائي في "الكبرى" (1340) ، وأبو يعلى (2555) ، والبيهقي 3/38 من طريق يونس بن أبي إسحاق، والدارمي (1589) ، والنسائي في "المجتبى" 3/236، وفي "الكبرى"= الحديث: 2720 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 452 2721 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُحَمَّدٍ، مِنْ آلِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَينٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُدِيمَ النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ " (1)   = (1427) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وابن أبي شيبة 2/299 من طريق أبي الأحوص، والطبراني (12434) من طريق زهير بن معاوية، أربعتهم عن أبي إسحاق، به. ولفظ حديث أبي الأحوص عند ابن أبي شيبة: كان يقرأ في الوتر بثلاث، دون تعيين السور. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/236، وفي "الكبرى" (1428) من طريق أبي نعيم، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موقوفاً عليه. وأخرجه البيهقي 3/38 من طريق إسماعيل القاضي، عن عمرو بن مرزوق، عن زهير، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن أبي هريرة: أنه كان يوتر بثلاث سور: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. وأخرج الطبراني (12679) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ هذه السور الثلاث في الوتر، ضمن الحديث الطويل في قيامِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي الحديث برقم (2725) و (2726) و (2776) و (2906) و (3531) . وله شواهد عن عبد الرحمن بن أبزى، وعنه عن أبي بن كعب، وعن عائشة، وستأتي في "المسند" على التوالي 3/406 و5/123 و6/227، وحديثا أبي بن كعب وعائشة صححهما ابن حبان برقم (2436) و (2448) ، وفي حديث عائشة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في الركعة الأخيرة بالمعوذتين مع سورة الإخلاص، ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 2/19 عن العقيلي أنه قال: حديث ابن عباس وأبي بن كعب بإسقاط المعوذتين أصح. (1) إسناده ضعيف، وقد تقدم الكلام عليه في مسند علي برقم (581) . محمد= الحديث: 2721 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 453 2722 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ بَعْضِ نِسَائِهِ، إِذْ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ، فَضَحِكَ فِي مَنَامِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ: لَقَدْ ضَحِكْتَ فِي مَنَامِكَ، فَمَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ " أَعْجَبُ مِنْ نَاسٍ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ هَوْلَ الْعَدُوِّ، يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ " فَذَكَرَ لَهُمْ خَيْرًا كَثِيرًا (1)   = الذي من آل عمرو بن عثمان: هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، وفاطمة بنت الحسين بن علي أمه. وأخرجه الطيالسي (2601) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/138، وابن ماجه (3543) ، وابن خزيمة في التوكل كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 134، والبيهقي 7/218 و218-219 من طرق عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وانظر (2075) . (1) إسناده ضعيف، محمد بن ثابت العبدي ليس بالقوي عندهم، وباقي رجاله ثقات. إسحاق بن عبد الله: هو إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي. وأخرجه أبو يعلى (2461) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، عن محمد بن ثابت العبدي، بهذا الإسناد. وفي الباب من حديث أنس عند أحمد 3/240، والبخاري (2788) ، ومسلم (1912) (160) ولفظه عند البخاري: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأطعمته وجعلت تَفْلِي رأسه، فنام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرّة -أو مثل الملوك على الأسرة، شك إسحاق-" قالت:= الحديث: 2722 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 454 2723 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فِي سَفَرٍ قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضُّبْنَةِ فِي السَّفَرِ، وَالْكَآبَةِ فِي الْمُنْقَلَبِ، اللهُمَّ اقْبِضْ لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ " (1)   = فقلتُ: يا رسولَ الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فدعا لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله ... " كما قال في الأول، قالت: فقلت: يا رسولَ الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: "أنت من الأولين". فركبَت البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت. وقد روي كذلك عن أنس عن أم حرام، وهو عند أحمد 6/361، والبخاري (2799) ، ومسلم (1912) (161) . وأخرج عبد الرزاق في "المصنف" (9629) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، أن امرأة حذيفة حدثته قالت: نام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟ قال: "لا، ولكن من قوم من أمتي يخرجون غزاةً في البحر، مثلهم كمثل الملوك على الأسرة" ثم نام، ثم استيقظ أيضاً، فضحك، فقلت: تضحك مني يا رسول الله؟ فقال: "لا، ولكن من قوم يخرجون من أمتي غزاة في البحر، فيرجعون قليلةً غنائمهم، مغفوراً لهم" قالت: ادع الله لي أن يجعلني منهم. قال: فدعا لها، قال: فأخبرنا عطاء بن يسار قال: فرأيتها في غزاة غزاها المنذر بن الزبير إلى أرض الروم وهي معنا، فماتت بأرض الروم. قوله: "هول العدو"، قال السندي: أي: خوفاً منه. (1) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في رواية سماك بن حرب عن = الحديث: 2723 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 455 2724 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَفَتَ إِلَى أُحُدٍ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا يُحَوَّلُ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ أَدَعُ مِنْهُ دِينَارَيْنِ، إِلا دِينَارَيْنِ أُعِدُّهُمَا لِدَيْنٍ إِنْ كَانَ " فَمَاتَ، وَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا وَلا وَلِيدَةً، وَتَرَكَ دِرْعَهُ مَرْهُونَةً عِنْدَ يَهُودِيٍّ عَلَى ثَلاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (1)   = عكرمة اضطراباً. أبو الأحوص: هو سلام بن سليم الحنفي. وانظر (2311) . الضبنة: ما تحت يدك من مال وعيال ومن تلزمك نفقته، والكآبة: تغير النفْس بالانكسار من شدة الهم والحزن، والمنقلب: الرجوع. (1) إسناده قوي، هلال بن خباب روى له أصحاب السنن، وأطلق القول بتوثيقه يحيى بن معين وأحمد ويعقوب بن سفيان وغيرهم، وقال ابن القطان: تغير بأخرة، ورده يحيى بن معين كما في "تاريخ بغداد" 14/73-74، وباقي رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وأبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وثابت: هو ابن يزيد الأحول. وأخرجه عبد بن حميد (598) ، والطبراني (11899) و (11901) من طريق عارم أبي النعمان محمد بن الفضل، عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (3682 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2684) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 238، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 263-264، وأبو نعيم في "الحلية" 3/342 من طريق عباد بن العوام، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 239 من طريق أبي محمد، كلاهما عن هلال بن خباب، به. ورواية أبي يعلى وأبي الشيخ مختصرة، وزاد الطبري في أوله من حديث أبي محمد: قال: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب، فقال: "يا عبد الله بن عمرو ما كان محمد قائلاً لربه لو مات = الحديث: 2724 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 456 2725 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، وَحَجَّاحٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ: بِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1) 2726 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ. . . فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2)   = وهذه عنده؟! " ثم قسمها قبل أن يقوم. وزاد أبو الشيخ وأبو نعيم والطبري في آخره: والله إن كان ليأتي على آل محمد الليالي ما يجدون فيها عشاءً. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/239: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة. وقال في 10/326: رواه البزار وإسناده حسن. وأخرجه الطبراني (11697) بنحوه عن جبرون بن عيسى، عن يحيى بن سليمان، عن فضيل بن عياض، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا سند ضعيف. وسيأتي الحديث برقم (2743) . وقصة رهن درع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلفت برقم (2109) بإسناد صحيح. (1) حديث صحيح. حسين بن محمد: هو المروذي، وأبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله، وحجاج: هو ابن محمد الأعور المصيصي. وانظر (2720) . (2) إسناده صحيح، خلف بن الوليد روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 3/371، ويعقوب بن شيبة كما في "تاريخ بغداد" 8/321، وكره ابن حبان في "الثقات" 8/227، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وإسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي- سماعه من جده أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه. = الحديث: 2725 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 457 2727 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ، فِي عَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ، وَالْبَهِيمَةَ وَالْوَاقِعَ عَلَى الْبَهِيمَةِ، وَمَنْ وَقَعَ عَلَى ذَاتِ مَحْرَمٍ، فَاقْتُلُوهُ " (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 2/299 عن وكيع، والدارمي (1586) من طريق مالك بن إسماعيل، والطحاوي 1/288 من طريق عبد الله بن رجاء، والبيهقي 3/38 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، أربعتهم عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (1) إسناده ضعيف لضعف ابن أبي حبيبة -واسمه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري الأشهلي-، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: يكتب حديثه ولا يحتح به، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالقوي يكتب حديثه منكر الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم، وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، وقال العقيلي: له غير حديث لا يتابع على شيء منها، وقال الترمذي: يُضعف في الحديث، وداود بن الحصين ثقة إلا في روايته عن عكرمة. أبو القاسم بن أبي الزناد: هو المدني روى له ابن ماجه، وأثنى عليه أحمد ووثقه، وقال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه عبد الرزاق (13492) ، وأخرجه الطبراني (11569) من طريق ابن جريج، كلاهما (عبد الرزاق وابن جريج) عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى -وهو متروك- عن داود بن الحصين، بهذا الإسناد. زاد عبدُ الرزاق قولَ ابن عباس عند ذِكْر قتل البهيمة: لئلا يُعيَّر أهلُها بها، ووقع في إسناد الطبراني تحريف يُصحح من هنا. وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (436) و (572) من طريق عبد الله بن صالح، عن يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن عكرمة، به. وابن جريج مدلس وقد = الحديث: 2727 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 458 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عنعن، والواسطة بينهما إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين كما في الطبراني (11569) ، وكما في مصادر التخريج الآتية. وأخرجه دون ذكر نكاح المحارم الطبراني (11568) ، وابن حزم في "المحلى" 11/387 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي حبيبة، به. وأخرجه كذلك البيهقي 8/232 من طريق ابن جريج، عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين، به. وأخرجه دون ذكر حد اللواط ابن ماجه (4564) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 554 و554-555، والدارقطني 3/126، والبيهقي 8/234 من طريق ابن أبي فديك، عن ابن أبي حبيبة، به. وزاد عند الدارقطني في أوله قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا قال الرجل للرجل: يا مخنث، فاجلدوه عشرين سوطاً، وإذا قال الرجل للرجل: يا يهودي، فاجلدوه عشرين". وقال عنه أبو حاتم في "العلل" 1/455 حين أورده بهذا اللفظ: هذا حديث منكر لم يروِه غير ابن أبي حبيبة. وأخرجه الطبري ص 555-556 من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري، عن داود بن الحصين، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه حد إتيان البهيمة. وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ضعيف، قال الأستاذ محمود شاكر في تعليقه على "تهذيب الآثار": وأنا في شك من ذكره في هذا الإسناد (يعني إبراهيم بن إسماعيل) ، أخشى أن يكون وهماً وقع فيه أبو جعفر نفسه، لاشتباه الاسمين، وتماثلهما في الضعف، وفي نسبة "الأنصاري" و"المدني" والله أعلم. وأخرجه الطبري ص 556، والبيهقي 8/232 من طريق إسحاق بن محمد الفَرْوي، عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من وقع على الرجل فاقتلوه" يعني عمل قوم لوط. وانظر (2732) . وأخرج ابن أبي شيبة 10/8 عن عُبيد الله بن موسى، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "اقتلوا الفاعل بالبهيمةِ والبهيمةَ". وانظر (2420) و (2733) . = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 459 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الترمذي (1462) من طريق ابن أبي فديك، والطبراني (11565) ، والحاكم 4/356 من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من وقع على ذات محرم، فاقتلوه". زاد الترمذي في أوله قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا قال الرجل للرجل: يا يهودي، فاضربوه عشرين، وإذا قال: يا مخنث، فاضربوه عشرين"، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن إسماعيل يضعف في الحديث، والعمل على هذا عند أصحابنا، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: لا، أي: ليس بصحيح. وأخرجه موقوفا ابن أبي شيبة 10/104 عن يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: اقتلوا كل من أتى ذات محرم. والأصح من هذا الحديث الذي أورده المؤلف هنا، ما تقدم عنده برقم (1875) وفيه لعن فاعل هذه الأشياء وغيرها، ولم يذكر فيه القتل. وفي باب حد اللوطي حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (2562) ، وابن حزم في "المحلى" 11/384 من طريق عاصم بن عمر، وعند الحاكم 4/355، والخرائطي (434) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظه عند الحاكم: "من عمِل عملَ قوم لوط فارجموا الفاعلَ والمفعولَ به". وعند ابن ماجه والخرائطي وابن حزم: "من وجدتموه يعمل عملَ قوم لوط فارجموا الأعلى والأسفل جميعاً". قال الترمذي في إثر الحديث (1456) من "سننه" بعد أن أشار إلى حديث أبي هريرة: هذا حديث في إسناده مقال، ولا نعرف أحداً رواه عن سهيل بن أبي صالح غير عاصم بن عمر العمري، وعاصم بن عمر يضعف في الحديث من قبل حفظه، وقال الذهبي في تعقبه الحديث عند الحاكم: عبد الرحمن ساقط، وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 4/54-55: حديث أبي هريرة لا يصح، وقد أخرجه البزار من طريق عاصم بن عمر العمري، عن سهيل، عن أبيه، عنه، وعاصم متروك. وحديث جابر بن عبد الله عند الخرائطي (433) ، وابن حزم 11/383 وضعفه من= الجزء: 4 ¦ الصفحة: 460 2728 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ جُيُوشَهُ قَالَ: " اخْرُجُوا بِسْمِ اللهِ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، لَا تَغْدِرُوا، وَلا تَغُلُّوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ، وَلا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ " (1)   = طريق يحيى بن أيوب، عن عباد بن كثير، أن عبد الله بن محمد بن عقيل حدثه عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من عمل بعمل قوم لوط فاقتلوه". وهذا إسناد ضعيف جدا، يحيى بن أيوب -وهو الغافقي المصري- وعبد الله بن محمد بن عقيل ليسا بذاك، وعباد بن كثير -وهو الثقفي البصري- متروك الحديث، وقال الإمام أحمد: روى أحاديث كذب. وقوله: "من وقع على ذات محرم فاقتلوه"، فقد جاء من حديث البراء بن عازب بإسناد حسن عند أحمد 4/295، وأبي داود (4457) قال: لقيت عمي ومعه راية، فقلت له: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رجل نكح امرأة أبيه، فأمرني أن أضرب عنقه وآخذ ماله. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه البزار (1677 - كشف الأستار) من طريق أبي عامر العقدي، وأبو يعلى (2549) ، والطبراني (11562) ، والبيهقي 9/90 من طريق إسماعيل بن أبي أوس، والبيهقي 9/90 من طريق سعيد بن الحكم، ثلاثتهم عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1680) من طريق جابر بن زيد، عن ابن عباس، أثناء حديث طويل. وأخرجه الطحاوي 3/220 عن ابن مرزوق، عن بشر بن عمر، عن ابن أبي حبيبة، به - بقصة النهي عن قتل الولدان. = الحديث: 2728 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 461 2729 - حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا مِنَ الحُمَّى وَالْأَوْجَاعِ: " بِسْمِ اللهِ الْكَبِيرِ، أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيمِ، مِنْ شَرِّ عِرْقٍ نَعَّارٍ، وَمِنْ شَرِّ حَرِّ النَّارِ " (1)   = وأخرجه أبو يعلى (2650) من طريق حميد بن عبد الرحمن، والطحاوي 3/225 من طريق بشر بن عمر، كلاهما عن ابن أبي حبيبة، به - بقصة النهي عن قتل أصحاب الصوامع. وانظر ما تقدم برقم (1967) و (2316) . وله شاهد من حديث بريدة عند أحمد 5/352 و358، ومسلم (1731) ، وفيه: أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أمر أميراً على جيش أو سرية، أوصاه في خاصته بتقوى الله ومَن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً ... " الحديث. وثانٍ من حديث صفوان بن عَسال، سيأتي في "المسند" 4/240. وثالث عن أنس عند أبي داود (2614) ، والبيهقي 9/90. ورابع عن علي عند البيهقي 9/90-91، قال البيهقي: فى إسناده إرسال وضعف وهو بشواهده مع ما فيه من الآثار يقوى. وخامس عن جرير بن عبد الله البجلي عند أبي يعلى (7505) ، والطبراني (2304) و (2305) . وسادس عن أبي موسى الأشعري عند البزار (1674) . وسابع عن أبي بكر الصديق عند البيهقي 9/89 و90. وثامن عن خالد بن زيد عند البيهقي أيضاً 9/91. قوله: "تقاتلون"، قال السندي: يحتمل أنه استئناف مُبَين لعلة الخروج، أو حال بتأويل النية، أي: ناوين القتال. (1) إسناده ضعيف كالذي قبله. = الحديث: 2729 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 462 2730 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فَقَالَ: " كُلُوا مِنْ حَوْلِهَا، وَلا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهَا " (1)   = وأخرجه عبد الرزاق (19771) ، وابن أبي شيبة 8/89 و10/316، وعبد بن حميد (594) ، وابن ماجه (3526) ، والترمذي (2075) ، والعقيلي 1/44، والطبراني في "الكبير" (11563) ، وفي "الدعاء" (1097) و (1098) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (566) ، وابن عدي 1/235، والحاكم 4/414 من طرق عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وإبراهيم هذا يُضَعف في الحديث، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي! وقال: إبراهيم قد وثقه أحمد! قلنا: انفرد أحمد رحمه الله بتوثيقه، وقد تقدم نقل تضعيفه عند الجمهور. قوله: "من شر عرق نعار"، قال السندي: بالنون وتشديد العين؛ هو الذي يرتفع دقه ويزيد، فيحدث فيه الحر، ويروى: "عرق يعار"، أي: بياء وتشديد عين، وهو المضطرب، وذلك بزيادة الخلط فيه، كذا قال شارح الترمذي. (1) إسناده حسن، شعبة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الدارمي (2046) ، وأبو داود (3772) ، والنسائي في "الكبرى" (6762) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (860) ، والبيهقي في "السنن" 7/278، وفي "الآداب" (496) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2872) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. ولفظ أبي داود: "إذا أكل أحدكم طعاماً فلا يأكل من أعلى الصحْفَةِ، ولكن ليأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها". وانظر (2439) . الحديث: 2730 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 463 2731 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَطَاءٍ، (1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ يَوْمَ النَّحْرِ عَنْ رَجُلٍ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ، أَوْ نَحَرَ، أَوْ ذَبَحَ، وَأَشْبَاهِ هَذَا فِي التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَرَجَ، لَا حَرَجَ " (2) 2732 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ " (3)   (1) وقع في النسخ المطبوعة من "المسند" وأصولنا الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : "عطاء بن السائب" وهو خطأ، فإنه لا يُعرف لعطاء بن السائب رواية عن ابن عباس، والصواب: "عطاء" دون تقييد كما جاء في (ظ9) و (ظ14) ، وهو عطاء بن أبي رباح كما في "أطراف المسند" 1/ورقة 119، ومصادر التخريج. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هشام بن سعد من رجال مسلم، وحديثه من قبيل الحسن، وقد تابعه منصور بن زاذان عند أحمد برقم (1857) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة. وأخرجه الدارقطني 2/252 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (1857) . (3) ضعيف، عمرو بن أبي عمرو -وهو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب- وإن كان صدوقاً قد استنكر عليه هذا الحديثُ، فقد قال الترمذي في "العلل الكبير" 2/622 بعد أن خرج حديثَ عمرو هذا: سألتُ محمداً (يعني البخاري) عن حديث عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، فقال: عمرو بن أبي عمرو صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمع عن عكرمة، ونقل الحافظ في= الحديث: 2731 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 464 2733 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي الَّذِي يَأْتِي الْبَهِيمَةَ: " اقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ " (1)   = "التلخيص" 4/54 عن النسائي أنه استنكر هذا الحديث، وروى أحمد بن أبي مريم عن ابن معين قال: عمرو بن أبي عمرو ثقة يُنكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اقتلوا الفاعل والمفعول به". وأخرجه أبو داود (4462) ، وابن ماجه (2561) ، والترمذي في "السنن" (1456) ، وفي "العلل الكبير" (251) ، وأبو يعلى (2463) ، وابن عدي 5/1768، والدارقطني 3/124، والبيهقي 8/231-232، والبغوي (2593) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: وإنما يعرف هذا الحديث عن ابن عباس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذا الوجه، وروى محمد بن إسحاق هذا الحديثَ عن عمرو بن أبي عمرو فقال: ملعون من عمل عمل قوم لوط، ولم يذكر فيه القتل، وذكر فيه: ملعون من أتى بهيمة. قلنا: حديث ابن إسحاق هذا تقدم برقم (1875) . وأخرجه عبد بن حميد (575) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص 554، والحاكم 4/355 من طريق عبد الله بن جعفر المخرمي، وابن الجارود (820) ، والحاكم 4/355، وعنه البيهقي في "السنن" 8/231-232، وفي "معرفة السنن والآثار" (5086) من طريق سليمان بن بلال، وأبو يعلى (2743) من طريق زهير بن محمد، ثلاثتهم عن عمرو بن أبي عمرو، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وانظر (2727) . (1) إسناده ضعيف، عباد بن منصور ضعيف لسوء حفظه وتدليسه وتغيره، قال أبو حاتم: ونرى أنه أخذ هذه الأحاديث عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، يعني كان يُدلسها بإسقاط رجلين، وإبراهيم بن أبي يحيى متروك، وداود بن الحصين ثقة إلا في روايته عن عكرمة. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف. الحديث: 2733 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 465 2734 - حَدَّثَنِي حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَقَعَ فِي أَبِي الْعَبَّاسِ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ، فَجَاءَ قَوْمَهُ، فَقَالُوا: وَاللهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ. فَلَبِسُوا السِّلاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ أَهْلِ الْأَرْضِ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ؟ " قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: " فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ، فَلا تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا (1) ، فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا " فَجَاءَ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِكَ (2)   = وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 551 من طريق يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور، عن الحكم، عن ابن عباس موقوفاً، وزاد: واقتلوا الفاعل والمفعول به في اللوطية، واقتلوا كل من أتى ذات محرم. وأخرجه الحاكم 4/355، والبيهقي 8/233 من طريق يحيى بن أبي طالب، وابن حزم في "المحلى" 1/387 من طريق الحارث بن أبي أسامة، كلاهما عن عبد الوهاب بن عطاء، به مرفوعاً. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 550 من طريق عون بن عمارة، والبيهقي 8/232 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، كلاهما عن عباد بن منصور، به، مرفوعاً بألفاط مختلفة، وفيه زيادة أن من عمل عمل قوم لوط، وأتى ذات محرم، يقتل. وانظر (2420) و (2727) . (1) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: موتانا. (2) إسناده ضعيف، عبد الأعلى -وهو ابن عامر الثعلبي- ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن معين وغيرهم. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/23-24 و24، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/499-500، والترمذي (3759) ، والنسائي في "المجتبى" 8/33، وفي= الحديث: 2734 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 466 2735 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، جَالِسٌ مَعَهُ مِحْجَنٌ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] ، وَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ، لَأَمَرَّتْ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ عَيْشَهُمْ، فَكَيْفَ مَنْ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا الزَّقُّومُ " (1)   = "الكبرى" (8173) ، والحاكم 3/325 و329 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وقد ورد عند ابن سعد في أحد طرقه، والترمذي، والنسائي في "الكبرى"، والحاكم في أحد طريقيه مختصراً بلفظ: "العباس مني، وأنا منه". وصحح الحديث الحاكم، ووافقه الذهبي! ولكن قال في "سير أعلام النبلاء" 2/99: إسناده ليس بقوي. وفي 2/102: عبد الأعلى الثعلبي لين. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل. وفي الباب عن المغيرة بن شعبة رفعه: "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء"، وسيرد عند أحمد 4/252، وصححه ابن حبان (3022) . وعن عائشة عند البخاري (1393) ، وسيرد في "المسند" 6/180، ولفظه: "لا تسبوا الأموات، فإنهم أفضوا إلى ما قدموا". وعن ابن عمر عند أبي داود (4900) ، والترمذي (1019) ، والطبراني (13599) ، والحاكم 1/385، والبيهقي 4/75، وصححه ابن حبان (3020) وهو حديث حسن في الشواهد، ولفظه: "اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم". وتقدم في "مسند علي" برقم (725) ، ويأتي في "مسند أبي هريرة" 2/322 أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في العباس: "عم الرجل صِنْو أبيه"، والصنْو: المِثْل. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش. = الحديث: 2735 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 467 2736 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَقَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا " (1) 2737 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَاللهِ مَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلًا قَطُّ، غَيْرَ رَمَضَانَ، وَكَانَ إِذَا صَامَ، صَامَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يُفْطِرُ،   = وأخرجه الطيالسي (2643) ، وابن ماجه (4325) ، والترمذي (5285) ، وابن أبي حاتم في تفسير سورة آل عمران (1098) ، وابن حبان (7470) ، والطبراني (11068) ، والحاكم 2/294 و451-452، والبيهقي في "البعث والنشور" (543) ، والبغوي في "شرح السنة" (4408) ، وفي "معالم التنزيل" 1/333 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأقره الذهبي. وسيأتي برقم (3136) ، وموقوفاً برقم (3137) ، وانظر ما تقدم عن ابن عباس في استلام الحَجَر بالمحجن برقم (1841) و (2118) و (2227) . قوله: "لأمَرت" أي: جعلته مُرا فأفسدته. والزقوم، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/306: الزقوم: ما وصف الله في كتابه العزيز. فقال: (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ. طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) وهي فَعول من الزقْم؟ اللقْم الشديد، والشرب المفرط. (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولين يوسف بن مهران. وسيتكرر برقم (2943) ، وانظر (2294) . الحديث: 2736 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 468 وَيُفْطِرُ إِذَا أَفْطَرَ حَتَّى يَقُولُ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يَصُومُ " (1) 2738 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُصُّ شَارِبَهُ " وَكَانَ أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ مِنْ قَبْلِهِ يَقُصُّ شَارِبَهُ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه الدارمي (1743) ، والبخاري (1971) ، ومسلم (1157) (178) ، والطبراني (12446) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (2947) ، وانظر (1998) . (2) إسناده ضعيف، سماك -وهو ابن حرب- حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة، فإن فيها اضطراباً، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو يعلى (2715) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/230، والطبراني (11725) من طرق عن يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/567 من طريق زائدة، والترمذي (2760) من طريق إسرائيل، كلاهما عن سماك، به. وقال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه الطبراني (11724) من طريق إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "أوفوا اللحى، وقصوا الشوارب" قال: وكان إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن يوفي لحيته، ويقص شواربه. وفي الباب في قص الشارب عن زيد بن أرقم عند أحمد 4/366 و368، وصححه ابن حبان (5477) ، بلفظ: "من لم يأخذ من شاربه فليس منا". وثان عن أبي هريرة عند البخاري (5889) و (5891) و (6297) ، ومسلم (257) (49) بلفظ: "الفطرة خمس -أو خمس من الفطرة-: الختان، والاستحداد، ونتف = الحديث: 2738 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 469 2739 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَفْتَخِرُوا بِآبَائِكُمِ الَّذِينَ مَاتُوا (1) فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَمَا يُدَهْدِهُ الْجُعَلُ بِمَنْخَرَيْهِ، خَيْرٌ مِنْ آبَائِكُمِ الَّذِينَ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ " (2)   = الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب". وسيأتي في "المسند" 2/229. وثالث عن ابن عمر عند أحمد 2/118، والبخاري (5888) و (5890) بلفظ: "من الفطرة حلق العانة، وتقليم الأظفار، وقص الشارب". وفي "الموطأ" 2/922 عن سعيد بن المسيب أنه قال: كان إبراهيم أول الناس ضيف الضيف، وأول الناس اختتن، وأول الناس قص الشارب، وأول الناس رأى الشيب، فقال: يارب، ما هذا؟ فقال الله تبارك وتعالى: وقار يا إبراهيم. فقال: رب، زِدني وقاراً. (1) في النسخ المطبوعة في الموضعين: ماتوا، وأشار في حاشية (س) إلى أنها توجد في نسخة هكذا "ماتوا". (2) إسناده صحيح، سليمان بن داود: هو الطيالسي، ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو في "مسند الطيالسي" (2682) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5775) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11862) ، وفى "الأوسط" (2599) من طريق حجاج بن نصير، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني أيضاً في "الكبير" (11861) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن أيوب، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/85 وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح. = الحديث: 2739 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 470 2740 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ " (1) 2741 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْحَجُّ كُلَّ عَامٍ؟ فَقَالَ: " بَلْ حَجَّةٌ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، كُلَّ عَامٍ، لَكَانَ كُلَّ عَامٍ " (2) 2742 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مِقْسَمٍ،   = قوله: "مُوتوا"، قال السندي: بتشديد الواو على بناء المفعول، يقال: أماته الله وموته، وضبطه بعضهم على بناء الفاعل (ضبطت هكذا عندنا في س) ولا يظهر وجهه. وقوله: "لَما يدهده الجعلُ"، قال: بفتح اللام، و"ما" موصولة، ويُدَهدِه: أي: يُدير ويدحرج، وهو بضم ياء من دَهْدَه كدحرج، لفظاً ومعنى، والجُعَلُ: بضم جيم وفتح عين، دُوَيبَة سوداء معروفة (كالخنفساء) تدير الخراء بأنفها. (1) صحيح، وهذا إسناد على شرط مسلم. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/287 من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. وانظر (2714) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابنُ عبد الله، وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وانظر (2663) . والحديث في "مسند الطيالسي" (2669) وقرن بشريك سلاماً أبا الأحوص، ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 13. الحديث: 2740 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 471 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي، وَلا أَقُولُهُنَّ فَخْرًا: بُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، فَأَخَّرْتُهَا لِأُمَّتِي، فَهِيَ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا " (1)   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد -وهو ابن أبي زياد الهاشمي مولاهم- لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/402 و432-433، وابن أبي عاصم في "السنة" (803) ، والبزار (3460 - كشف الأستار) من طريق محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وقرن البزار بمحمد بن فضيل جريراً، وقرنوا جميعاً بمقسم مجاهداً إلا البزار فرواه عن مجاهد وحده، ورواية ابن أبي عاصم وإحدى روايتي ابن أبي شيبة مختصرة. وأخرجه البزار (3460) ، والطبراني (11047) من طريق حصين بن نمير، عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس. وابن أبي ليلى سيئ الحفظ، لكن حديثه يصلح للمتابعات. وانظر (2256) . وله شاهد من حديث جابر عند أحمد 3/304، والبخاري (335) ، ومسلم وثان من حديث أبي ذر سيأتي في "المسند" 5/145 و148 و161، وإسناده صحيح. وثالث من حديث عبد الله بن عمرو سيأتي 2/222. وأخرج البزار (2366) و (2441) ، والبيهقي في "السنن" 2/433، وفي "دلائل النبوة" 5/473-474 من طريق عبيد الله بن موسى، عن سالم أبي حماد، عن السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس. وفيه: "وكانت الأنبياء يعزلون الخمس، فتجيء النار فتأكله، وأمرت أن أقسمه في فقراء أمتي"، أخرجه الذهبي في "ميزان الاعتدال" 2/111 بإسناده = الجزء: 4 ¦ الصفحة: 472 2743 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى أُحُدٍ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارَانِ، إِلا أَنْ أُعِدَّهُمَا لِدَيْنٍ " قَالَ: فَمَاتَ وَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا وَلا وَلِيدَةً، وَتَرَكَ دِرْعَهُ رَهْنًا عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (1) 2744 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، وَعَفَّانُ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، وَهُوَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشًا أَوْثَرَ مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: " مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا، إِلا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ،   = إلى عبيد الله بن موسى، في ترجمة سالم بن أبي حماد، وقال: حديث منكر. وأكل النار للغنائم كلها في الأمم السابقة وليس للخمس فقط، ثابت من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/318، والبخاري (3124) ، ومسلم (1747) . قوله: "ولا أقولهن"، قال السندي: أي: لا أذكرهن، فالقول بمعنى الذكر، فلذلك تعدى إلى مفرد، وإلا فالمقول يكون جملة. (1) إسناده صحيح، عكرمة من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال -وهو ابن خباب- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه يحيي بن معين وأحمد ويعقوب بن سفيان وغيرهم، ولم يصفه بالتغير سوى ابن القطان، ورده عليه يحيى بن معين كما في "تاريخ بغداد" 14/73-74. ثابت: هو ابن يزيد الأحول البصري. وانظر (2724) . الحديث: 2743 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 473 فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا " (1) 2745 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَاتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَدُوًّا، فَلَمْ يَفْرُغْ مِنْهُمْ حَتَّى أَخَّرَ الْعَصْرَ عَنْ وَقْتِهَا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: " اللهُمَّ مَنْ حَبَسَنَا عَنِ الصَّلاةِ الْوُسْطَى، فَامْلَأْ بُيُوتَهُمْ نَارًا، وَامْلَأْ قُبُورَهُمْ نَارًا " أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ (2)   (1) إسناده صحيح كسابقه. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم. وهو في "الزهد" ص 13 للمصنف عن عبد الصمد وأبي سعيد. وأخرجه عبد بن حميد (599) ، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (135) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (182) ، وابن حبان (6352) ، والطبراني (11898) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (298) ، والحاكم 4/309-310، وأبو نعيم في "الحلية" 3/342، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1450) و (10417) ، والخطيب في "الموضح" 2/266 من طرق عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي! وهذا ذهول منهما رحمهما الله، فإن هلال بنَ خباب لم يخرج له البخاري ولا مسلم، وإنما أخرج له أصحابُ السنن. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند أحمد 1/391، وابن ماجه (4109) ، والترمذي (2377) ، والحاكم 4/310، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (2) إسناده صحيح. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (11905) ، وفي "الأوسط" (2016) ، والطحاوي 1/174 من طريق أبي عوانة، والطحاوي أيضاً 1/174 من طريق عباد بن العوام، كلاهما عن هلال بن خباب، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مختصراً الطبراني في "الكبير" (12069) ، والطحاوي 1/174 من طريقين عن ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس. وقَرَن الطحاويُّ= الحديث: 2745 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 474 2746 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا (1) هِلالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، وَالصُّبْحِ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ، إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، مِنَ الرَّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ، يَدْعُو عَلَيْهِمْ، عَلَى حَيٍّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلامِ، فَقَتَلُوهُمْ " (2) قَالَ عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: وَقَالَ عِكْرِمَةُ: " هَذَا كَانَ مِفْتَاحَ الْقُنُوتِ "   = بمقسم سعيدَ بن جبير. وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند أحمد تقدم برقم (591) . وعن عبد الله بن مسعود عند أحمد 1/392 و403-404 و456، ومسلم (628) (206) . (1) كذا في (ظ9) و (ظ14) : حدثنا، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: عن. (2) إسناده صحيح. وأخرجه أبو داود (1443) ، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" ص 141، وابن الجارود (198) ، وابن خزيمة (618) ، والطبراني (11910) ، والحاكم 1/225-226، والبيهقي 2/200، والحازمي في "الاعتبار" ص 62 من طرق عن ثابت بن يزيد الأحول، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني والحازمي مختصرة، وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. وفي الباب عن أنس عند أحمد 3/116، والبخاري (1001) و (1002) و (2801) و (3064) و (4088) و (6394) و (7341) ومواضع أخرى، ومسلم (677) (298) . قوله: "على حي"، قال السندي: هو بدل من "عليهم" بإعادة الجار، والضمير مبهم أبدل منه ما بعده للبيان، و"قتلوهم" قال: أي: قتلوا من أرسل إليهم للدعوة. الحديث: 2746 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 475 2747 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، وَأَبُو بِشْرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (1) 2748 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا تَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الحكم: هو ابن عتيبة، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس. وهو في "مسند الطيالسي" (2745) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 5/142-143، والبيهقي 9/315. وأخرجه مسلم (1934) ، والخطيب في "تاريخه" 7/278 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر (2192) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وحسين: هو ابن ذكوان المُعَلم، وابن بريدة: هو عبد الله. وأخرجه ابن حبان (898) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7383) ، ومسلم (2717) (67) ، والنسائي في "الكبرى" (7684) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" المجلد 3/ورقة 127 من طرق عن عبد الله بن عمرو أبي معمر، عن عبد الوارث بن سعيد، به. ورواية البخاري= الحديث: 2747 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 476 2749 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ ضِمَادٌ الْأَزْدِيُّ مَكَّةَ، فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغِلْمَانٌ يَتْبَعُونَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي أُعَالِجُ مِنَ الجُنُونِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ، فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِل، فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ: فَقَالَ: رُدَّ عَلَيَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ الشِّعْرَ، وَالْعِيَافَةَ، وَالْكَهَانَةَ، فَمَا سَمِعْتُ مِثْلَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ، لَقَدْ بَلَغْنَ قَامُوسَ الْبَحْرِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَأَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَسْلَمَ: " عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ؟ "، قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، عَلَيَّ وَعَلَى قَوْمِي. قَالَ: فَمَرَّتْ سَرِيَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِقَوْمِهِ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ مِنْهُمْ شَيْئًا، إِدَاوَةً أَوْغَيْرَهَا، فَقَالُوا: هَذِهِ مِنْ قَوْمِ ضِمَادٍ، رُدُّوهَا. قَالَ: فَرَدُّوهَا (1)   = مختصرة بلفظ: "أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون". (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عمرو بن سعيد: هو القرشي -ويقال: الثقفي- مولاهم أبو سعيد البصري. وأخرجه مسلم (868) (46) ، وابن ماجه (1893) ، وأبو عوانة في الجمعة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 28، وابن حبان (6568) ، وابن منده في "الإيمان" (131) = الحديث: 2749 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 477 2750 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ الْفَضْلِ ابْنَةُ الْحَارِثِ بِأُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ عَبَّاسٍ، فَوَضَعَتْهَا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَالَتْ، فَاخْتَلَجَتْهَا أُمُّ الْفَضْلِ، ثُمَّ لَكَمَتْ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ اخْتَلَجَتْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْطِينِي قَدَحًا مِنْ مَاءٍ " فَصَبَّهُ عَلَى مَبَالِهَا، ثُمَّ قَالَ: " اسْلُكُوا الْمَاءَ فِي سَبِيلِ الْبَوْلِ " (1)   = و (132) ، والبيهقي 3/214 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة بذكر خطبة الحاجة فقط مع اختلاف في ألفاظها، ووقع عند ابن منده من حديث مسلمة بن محمد الثقفي عن داود بن أبي هند أن السرية التي أغارت على قوم ضماد كانت في عهد عمر رضي الله عنه، وهو خطأ ومسلمة هذا لينُ الحديث، والصواب أنها كانت في عهدِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما جاء صريحاً عند مسلم وغيره. وسيأتي الحديث مختصراً برقم (3275) . ضِماد -بكسر الضاد وتخفيف الميم وآخره دال-: هو ابن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة. قوله: "غلمان"، قال السندي: أي: الأحداث وصغار الأسنان، وكأنه زعم من ذلك أنه مجنون، واستدل عليه باجتماع الأحداث. وقوله: "قاموس البحر"، قال: قيل: هو وسطه، وقيل: قعره الأقصى، والمراد أنها في الفصاحة والهداية في المرتبة العالية، ولا يُعطى مثله أهل الضلال. (1) إسناده ضعيف، أبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر الرازي البزاز روى له مسلم، وقال أحمد وأبو داود: لا بأس به، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني- قال ابن معين: ضعيف، وقال مرة: ليس به بأس، يكتب حديثه (يعني= الحديث: 2750 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478 2751 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ قَزَعَةَ، مَوْلًى لِعَبْدِ الْقَيْسِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَائِشَةُ خَلْفَنَا تُصَلِّي مَعَنَا، وَأَنَا إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُصَلِّي مَعَهُ " (1)   = للمتابعة) ، وقال أحمد: له أشياء منكرة، وقال البخاري: قال علي: تركت حديثه، وقال أبو زرعة وغيره: ليس بقوي، وقال النسائي: متروك. وأخرجه الطبراني 25/ (16) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أم الفضل قالت: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأم حبيب بنت العباس .... وانظر ما سيأتي في "مسند أم الفضل" 6/339 و340. وتقدم في "مسند علي" برقم (563) عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "بول الغلام يُنضح، وبول الجارية يُغسل". أم الفضل: هي لبابة بنت الحارث الهلالية، وهي زوجُ العباس، وهي شقيقة ميمونة أم المؤمنين، وأم حبيبة بنت العباس كانت طفلة عند وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر الحافظ في "الإصابة" 8/186 أن الأشهر في اسمها "أم حبيب" دون "هاء". اختلجتها: اجتذبتها وانتزعتها. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير قزعة المكي، فحديثه عند النسائي، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات". حجاج: هو ابن محمد المِصيصي الأعور، وزياد: هو ابن سعد بن عبد الرحمن الخراساني نزيل مكة، ثم اليمن. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/86 و104، وفي "الكبرى" (915) ، وابن خزيمة (1537) ، وابن حبان (2204) ، والطبراني في "الصغير" (503) ، والبيهقي 3/107 من طريق حجاج بن محمد الأعور، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (3875) عن ابن جريج، قال: حُدثت عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: صليت إلى جنب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. = الحديث: 2751 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 479 2752 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ " (1) قَالَ أَيُّوبُ: وَفَسَّرَ يَحْيَى، بَيْعَ الْغَرَرِ، قَالَ: " إِنَّ مِنَ الغَرَرِ ضَرْبَةَ الْغَائِصِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ الْعَبْدُ الْآبِقُ، وَبَيْعُ الْبَعِيرِ الشَّارِدِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ مَا   = وفي الباب عن أنس عند أحمد 3/110 و131، والبخاري (380) و (727) و (860) و (871) و (874) ، ومسلم (658) (266) ، ولفظ أحمد: صليت أنا ويتيم كان عندنا في البيت خلف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأتاهم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دارهم، وصلت أم سليم خلفنا. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أيوب بن عتبة ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني والنسائي وعمرو بن علي ومسلم، وقال البخاري: هو عندهم لين، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر شاذان، عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه ابن ماجه (2195) ، والطبراني (11341) ، والدارقطني 3/15 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (11655) من طريق عقبة بن مكرم، عن يونس بن بكير، عن النضر أبي عمر، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/80: وفيه النضر أبو عمر، وهو متروك. وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1513) (4) ، ويأتي في "المسند" 2/250، وعن ابن عمر في "المسند" 2/144، وعن علي فيه أيضاً تقدم برقم (937) . قوله: "عن بيع الغرر"، قال السندي: هو ما كان له ظاهر يغر المشتري، وباطن مجهول. وقوله: "ضربة الغائص"، قال: هو أن يقول الغائص للتاجر: أغوص غوصةً، فما أخرجته، فهو لك. الحديث: 2752 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 480 فِي بُطُونِ الْأَنْعَامِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ تُرَابُ الْمَعَادِنِ، وَبَيْعُ الْغَرَرِ مَا فِي ضُرُوعِ الْأَنْعَامِ، إِلا بِكَيْلٍ " 2753 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا مُخَوِّيًا، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " (1) 2754 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ تَلْبِيَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، (2) إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (3) 2755 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) صحيح لغيره، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع. والتميمي: اسمه أرْبِدَةَ، ويقال: أرْبِد، لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير العجلي وابن حبان. وانظر (2405) . قوله: "مَخوَياً"، قال السندي: مِن خَوى كصَلى، إذا جافى بطنَه عن الأرضِ ورفعها، وجافي عَضُدَيْهِ عن جنبيه. (2) في (ظ9) و (ظ14) ونسخة على حاشية (س) : لبيك لبيك لبيك، إن الحمد ... (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله النخعي سيئ الحفظ، والضحاك -وهو ابن مزاحم الهلالي، وإن كان ثقة- لم يسمع من ابن عباس. وانظر (2404) . الحديث: 2753 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 481 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجُبْنَةٍ فِي غَزَاةٍ، فَقَالَ: " أَيْنَ صُنِعَتْ هَذِهِ؟ " فَقَالُوا: بِفَارِسَ، وَنَحْنُ نُرَى أَنَّهُ يُجْعَلُ فِيهَا مَيْتَةً. فَقَالَ: " اطْعَنُوا فِيهَا بِالسِّكِّينِ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ وَكُلُوا " (1) ذَكَرَهُ شَرِيكٌ، مَرَّةً أُخْرَى، فَزَادَ فِيهِ: " فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهَا بِالْعِصِيِّ " 2756 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ، أَيَدْخُلُ عُمَرُ؟ " (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وجابر -وهو ابن يزيد الجعفي- ضعيف. وأخرجه الطبراني (11807) ، وابن عدي 2/543، والبيهقىٍ 10/6 من طرق عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وقرن الطبراني بشريك قيسَ بن الربيع. وانظر (2080) . قوله: "ونحن نرى"، قال السندي: يدل على أنه لا عبرة بظن لا يستند إلى دليل، وأنه لا يترك به ما هو الأصل في الأشياء من الطهارة والحِل. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1085) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (322) من طريق يحيى بن آدم، عن الحسن بن صالح، بهذا الإسناد. وفي رواية البخاري "الحسن بن صالح عن سلمة بن كهيل" بإسقاط صالح بن حي، والد الحسن. وأخرجه ابن أبي شيبة بإسقاط صالح كذلك في "المصنف" 8/615 عن يحيى بن آدم، به. ولفظه: جاء رجل إلى باب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: السلام على رسول الله، السلام= الحديث: 2756 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 482 2757 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ، فَدَعُوا سَبْعَ أَذْرُعٍ، ثُمَّ ابْنُوا، وَمَنْ سَأَلَهُ جَارُهُ أَنْ يَدْعَمَ عَلَى حَائِطِهِ، فَلْيَدَعْهُ " (1) 2758 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا (2) فَتَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، أَقَامَ فِيهَا سَبْعَ عَشْرَةَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ " (3)   = عليكم. وأخرجه أبو داود (5201) عن عباس العنبري، والنسائي في "اليوم والليلة" (321) عن الفضل بن سهل، كلاهما عن الأسود بن عامر، به. إلا أنه جعله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب. وأخرج الترمذي (2961) من طريق عكرمة بن عمار، عن سماك أبي زميل، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، قال: استأذنت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثاً، فأذن لي. وسيأتي برقم (2992) ، وانظر ما تقدم في "مسند عمر" برقم (222) ضمن الحديث الطويل في قصة الطلاق. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيئ الحفظ، لكنه متابع، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وأخرجه بنحوه البيهقي 6/69 من طريق يحيى، عن شريك، بهذا الإسناد - بقصة الحائط فقط. وانظر (2098) . (2) لفظة "لما" من (ظ9) و (ظ14) ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ، إلا أنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. ابن الأصبهاني: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن الأصبهاني. = الحديث: 2757 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 483 2759 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَفَعَهُ، (1) قَالَ: " مَنْ وَلَدَتْ مِنْهُ أَمَتُهُ، فَهِيَ مُعْتَقَةٌ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ، أَوْ قَالَ: بَعْدَهُ " (2)   = وأخرجه عبد بن حميد (585) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2251) ، والطبراني (11672) من طريق أبي نعيم، وأبو داود (1232) ، ومن طريقه البيهقي 3/151 من طريق علي بن نصر الجهضمي، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد. إلا أن ابن المنذر قال في حديثه: "تسع عشرة". وانظر ما تقدم برقم (1958) . (1) لفظة "رفعه" من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية، وكذلك أشار السندي في حاشيته إلى وقفه، والصواب رفعه، فهو الموافق لما في مصادر التخريج، ولما سيأتي برقم (2910) و (2937) . (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وحسين بن عبد الله -وهو ابن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني- ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق (13219) ، وابن أبي شيبة 6/436، والدارمي (2574) ، وابن ماجه (2515) ، والدارقطني 4/130 و130-131، والحاكم 2/19، والبيهقي 10/346 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني 4/131 من طريق سفيان الثوري، عن حسين بن عبد الله، به. وسيأتي الحديث برقم (2910) و (2937) . وأخرح ابن ماجه (2516) ، والدارقطني 4/131، والحاكم 2/19، والبيهقي 10/346 من طرق عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ذُكرت أم إبراهيم (يعني مارية القبطية) عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "أعتقها ولدُها". وأخرجه كذلك ابن حزم في "المحلى" 9/18 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، به. وقال: هذا خبر صحيح السند، وجَودَ إسناده الحافظُ ابن حجر في "الدراية" 2/87، وابنُ القطان في كتابه كما في "نصب الراية" 3/287. الحديث: 2759 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 484 2760 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ بَرْدَ الْأَرْضِ وَحَرَّهَا " (1)   = وأخرجه أيضاً الدارقطني 4/131-132، ومن طريقه البيهقي 10/346 من طريق سعيد بن زكريا المدائني، عن ابن أبي سارة، عن ابن أبي حسين، عن عكرمة، به. سعيد بن زكريا فيه لين، وابن أبي سارة مجهول. وانظر "سنن البيهقي" 10/346-347. وأخرج مالك في "الموطأ" 2/776 برواية يحيى الليثي، و (2728) برواية أبي مصعب الزهري، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن عمر بن الخطاب قال: أيما وليدة ولَدت من سيدها، فإنه لا يبيعها ولا يَهَبُها ولا يورثها، وهو يستمتع بها، فإذا مات فهي حُرة. قال البغوي في "شرح السنة" 9/370: ذهب عامة أهل العلم إلى أن بيع أم الولد لا يجوز، وإذا مات المولى تعتق بموته من رأس المال مقدماً على الديون والوصايا، وقد رُوي عن عطاء، عن جابر، قال: بعنا أمهات الأولاد على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر، فلما كان عمر نهانا، فانتهينا، فقال بعض أهل العلم: يحتمل أن يكون ذلك مباحاً في ابتداء الإسلام، ثم نهي عنه، ولم يظهر النهي لمن باعها، ولم يعلم أبو بكر ببيع من باعها منهم في زمانه لقصر مدة أيامه واشتغاله بأمور الدين، ومحاربة أهل الردة، وظهر ذلك في زمن عمر، فنهى عن ذلك، ومنع منه، وروي فيه عن علي خلاف، وعن ابن الزبير: أنه كان يبيعها، وعن ابن عباس: أنها تعتق في نصيب ولدها، وروي عن محمد بن سيرين، قال: قال لي عَبِيدة: بعث إلى على وإلى شريح يقول: إني أبغض الاختلافَ، فاقضوا كما كنتم تقضون -يعني في أم الولد- حتى يكون الناس جماعة، أو أموت كما مات صاحباي. فهذا يدل على أنه وافق الجماعة على أنها لا تباع، واختلاف الصحابة إذا خُتِم بالاتفاق، وانقرض العصر عليه، كان إجماعاً. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وتقدم برقم (2320) . الحديث: 2760 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 485 2761 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَكَلَّمَ بِكَلامٍ بَيِّنٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا " (1) 2762 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ الْمَلَأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ، فَتَعَاقَدُوا بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى، وَنَائِلَةَ وَإِسَافٍ: لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا، لَقَدْ قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ، فَأَقْبَلَتِ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا تَبْكِي، حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ، قَدْ تَعَاقَدُوا عَلَيْكَ، لَوْ قَدْ رَأَوْكَ، لَقَدْ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ. فَقَالَ: " يَا بُنَيَّةُ، أَرِينِي وَضُوءًا " فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمِ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: هَا هُوَ ذَا، وَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ، وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، وَعَقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ، فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ بَصَرًا، وَلَمْ يَقُمِ إلَيْهِ   (1) صحيح لغيره، سماك بن حرب حسن الحديث، إلا أن في روايته عن عكرمة اضطراباً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه الطيالسي (2670) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (872) ، وأبو داود (5011) ، والترمذي (2845) وقال: حسن صحيح، وأبو يعلى (2332) و (2581) ، وابن حبان (5780) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (6) ، والطبراني (11758) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. والحديث عند بعضهم مختصر، وانظر (2424) . الحديث: 2761 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 486 مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ، فَقَالَ: " شَاهَتِ الْوُجُوهُ " ثُمَّ حَصَبَهُمْ بِهَا، فَمَا أَصَابَ رَجُلًا مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْحَصَى حَصَاةٌ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا (1) 2763 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَهُ، أَنَّ حَنَشًا حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، حَدَّثَهُ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: " يَا غُلامُ، إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في يحيى بن سُليم -وهو الطائفي- كلاماً يحطه عن رتبة الصحيح. عبد الله بن عثمان: هو ابن خثيم، ويأتي في الحديث برقم (3485) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن خثيم. وأخرجه الحاكم 1/163 من طريق محمد بن سعيد ابن الأصبهاني، عن يحيى بن سُليم، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح. وأخرجه ابن حبان (6502) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (139) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، والبيهقي في "الدلائل" 6/240 من طريق أبي بكر بن عياش، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وأخرجه الحاكم مختصراً 3/157 من طريق أبي بكر بن عياش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به - إلا أنه جعله من حديث ابن عباس عن فاطمة. قوله: "عَقِروا" بفتح العين، كذا ضُبط في "النهاية" 3/273 لابن الأثير، وقال: العَقَر بفتحتين: أن تُسلِمَ الرجُلَ قوائِمُه من الخوف، وقيل: هو أن يفجأه الرَّوْعُ فَيَدْهَشَ ولا يستطيعَ أن يتقدم أو يتأخر. وضُبط في (ظ9) و (س) و"حاشية السِندي" بضم العين، قال السندي: على بناء المفعول، أي: ما قدروا القيام إليه حتى كأنهم عُقِرُوا في ذلك المكان، وإسناد الحديث حسن إن شاء الله تعالى. الحديث: 2763 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 487 تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، فَقَدْ رُفِعَتِ الْأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الْكُتُبُ، فَلَوْ جَاءَتِ الْأُمَّةُ يَنْفَعُونَكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ، لَمَا اسْتَطَاعَتْ، وَلَو أَرَادَتْ أَنْ تَضُرَّكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ لَكَ، مَا اسْتَطَاعَتْ " (1) 2764 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ يَحْيَى: عَنِ الْأَعْرَجِ، وَلَمْ يَقُلْ مُوسَى: عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَخْرُجُ فَيُهَرِيقُ الْمَاءَ فَيَتَمَسَّحُ بِالتُّرَابِ، فَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمَاءَ مِنْكَ قَرِيبٌ. قَالَ: " مَا أَدْرِي، لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ " قَالَ: قَالَ يَحْيَى، مَرَّةً أُخْرَى: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ، فَأُهْرَاقَ الْمَاءَ، فَتَيَمَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الْمَاءَ مِنَّا قَرِيبٌ " (2)   (1) حديث صحيح، ابن لهيعة -واسمه عبد الله، وإن كان في حفظه شيء- رواه عنه عبد الله بن يزيد المقرىء كما سيأتي برقم (2803) وهو ممن روى عنه قبل احتراق كتبه، وهو متابع أيضاً فيما تقدم برقم (2669) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير قيس بن الحجاج، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وهو صدوق. يحيى بن إسحاق: هو السيلَحيني. (2) حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- رواه عنه عبد الله بن المبارك في الرواية السالفة برقم (2614) ، وروايته عنه صالحة، وباقي رجاله ثقات، وقال الشيخ أحمد شاكر: زيادة يحيى بن إسحاق في الإسناد "عن الأعرج" بين عبد الله بن هبيرة وبين حنش الصنعاني أكبر الظن أنه خطأ، فإن الحديث رواه ابن المبارك عن ابن لهيعة كرواية = الحديث: 2764 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 488 2765 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى خَمْسَ صَلَوَاتٍ بِمِنًى " (1) 2766 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا هُرَيْمٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَفَاءَلُ وَلا يَتَطَيَّرُ، وَيُعْجِبُهُ الاسْمُ الْحَسَنُ " (2) 2767 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ يُصَلِّي وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ   = موسى بن داود ليس فيه "عن الأعرج". قلنا: والأعرج هذا ذكره المزي في "تهذيب الكمال" 7/430 فيمن روى عن حنش بن عبد الله الصنعاني وسماه "يحيى"، ولم نتبينه. وأخرجه الطبراني (12987) من طريق يحيى بن إسحاق وحده، بهذا الإسناد. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو كدينة: هو يحيى بن المهلب الكوفي. وهو مكرر (2700) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-، وتقدم الحديث برقم (2328) بزيادة عبد الملك بن سعيد بن جبير في إسناده بين ليث وبين عكرمة. هريم: هو ابن سفيان البجلي الكوفي. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3116) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1894، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 248، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3254) من طريق علي بن الجعد، عن أبي جعفر الرازي، عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. ورواية أبي القاسم البغوي مختصرة. الحديث: 2765 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 489 مِنْ وَرَائِهِ، فَقَامَ وَرَاءَهُ وَجَعَلَ يَحُلُّهُ، وَأَقَرَّ لَهُ الْآخَرُ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: مَا لَكَ وَرَأْسِي؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا، كَمَثَلِ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ " (1) 2768 - حَدَّثَنِي مُعَاوِيةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اجْتَنِبُوا أَنْ تَشْرَبُوا فِي الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَاشْرَبُوا فِي السِّقَاءِ " (2) 2769 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   (1) حديث صحيح، رشدين -وهو ابن سعد، وإن كان فيه ضعيف- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه مسلم (492) ، وأبو داود (647) ، والنسائي 2/215-216، وابن خزيمة (910) ، وأبو عوانة 2/74، وابن حبان (2280) ، والبيهقي 2/108-109 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1381) ، والطبراني (12174) و (12197) من طرق عن عمرو بن الحارث، به. وسيأتي برقم (2902) و (2903) . قوله: "وهو مكتوف"، قال السندي: أي: فلا تسجد يداه، فكذا هذا لا يسجد شعره. (2) حديث صحيح، وفي رواية سماك بن حرب عن عكرمة اضطراب. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو بن شبيب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه أبو يعلى (2569) عن زهير بن خيثمة، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (2607) ، وله طرق أخرى صحيحة، انظر (2476) و (3406) . الحديث: 2768 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 490 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّومِ، لِأَنَّهُمْ أَهْلُ أَوْثَانٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ لِأَبِي بَكْرٍ، فَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا إِنَّهُمْ سَيَهْزِمُونَ " فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ، فَقَالُوا: اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلًا، فَإِنْ ظَهَرُوا، كَانَ لَكَ كَذَا وَكَذَا، وَإِنْ ظَهَرْنَا، كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا. فَجَعَلَ بَيْنَهُمْ أَجَلًا خَمْسَ سِنِينَ، فَلَمْ يَظْهَرُوا، فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَلا جَعَلْتَهُ - أُرَاهُ قَالَ: - دُونَ الْعَشْرِ " - قَالَ: وَقَالَ سَعِيدٌ: الْبِضْعُ مَا دُونَ الْعَشْرِ - قَالَ: فَظَهَرَتِ الرُّومُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: 2] قَالَ: فَغُلِبَتِ الرُّومُ ثُمَّ غَلَبَتْ بَعْدُ، قَالَ: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ} [الروم: 4] قَالَ: يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ (1) 2770 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (2) ، حَدَّثَنَا دُوَيْدٌ، عَنْ سَلْمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَقَى مُؤْمِنَانِ عَلَى بَابِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري، وسفيان: هو الثوري. وهو مكرر (2495) . وقوله: "قال يفرح المؤمنون بنصر الله" كذا في جميع الأصول، ولفظ البخاري في "خلق أفعال العباد" (491) : قال: "ففرح المؤمنون بنصر الله". (2) المثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) و"أطراف المسند" 1/ورقة 121، وتحرف في (م) وباقي الأصول الخطية إلى: حَسَن. وحسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي. الحديث: 2770 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 491 الْجَنَّةِ، مُؤْمِنٌ غَنِيٌّ، وَمُؤْمِنٌ فَقِيرٌ، كَانَا فِي الدُّنْيَا، فَأُدْخِلَ الْفَقِيرُ الْجَنَّةَ، وَحُبِسَ الْغَنِيُّ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُحْبَسَ، ثُمَّ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، فَلَقِيَهُ الْفَقِيرُ، فَيَقُولُ: أَيْ أَخِي، مَاذَا حَبَسَكَ؟ وَاللهِ لَقَدِ احْتُبِسْتَ حَتَّى خِفْتُ عَلَيْكَ. فَيَقُولُ: أَيْ أخِي، إِنِّي حُبِسْتُ بَعْدَكَ مَحْبِسًا فَظِيعًا كَرِيهًا، وَمَا وَصَلْتُ إِلَيْكَ حَتَّى سَالَ مِنِّي مِنَ الْعَرَقِ مَا لَوْ وَرَدَهُ أَلْفُ بَعِيرٍ، كُلُّهَا آكِلَةُ حَمْضٍ، لَصَدَرَتْ عَنْهُ رِوَاءً " (1) 2771 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ حَبِيبٍ يَعْنِي   (1) إسناده ضعيف، دويد: هكذا جاء غير منسوب، ونسبه الحسيني في "الإكمال" فقال: دويد الخراساني عن عمرو بن شعيب وأبي سهل وسلم بن بشير، وعنه علي بن عاصم وغيره: مجهول، وسلم -ويقال له أيضاً: سالم- بن بشير، روى عنه جمع، وقال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/420، وقال الحسيني: مجهول، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/263-264، وقال: رواه أحمد، وفيه دويد غير منسوب، فإن كان هو الذي روى عنه سفيان! فقد ذكره العجلي في كتاب "الثقات" وإن كان غيره لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير سلم بن بشير وهو ثقة. وأخرج نحوه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (556) عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني، قال: حدثنا ضمرة والمهاصر بن حبيب وحكيم بن عمير، رفعوه. وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر بن أبي مريم، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وكان قد سرق بيته فاختلط، والثلاثة الذين روى عنهم في طبقة التابعين، فهو مرسل. قوله: "آكلة حَمض"، قال السندبَ: الآكلة: جمع آكل، والحَمْض -بفتح حاءٍ مهملة وسكون ميم آخره ضاد معجمة-: ما مَلُحَ وأمَر من النبات، وهي كفاكهة الإبل، وفي "النهاية": الحَمْض: كل نبات في طعمه حموضة، وبالجملة إذا أكل منه عطش، فلذلك ذُكر هاهنا، والله تعالى أعلم. الحديث: 2771 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 492 ابْنَ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَأَنْ يُخْلَطَ الْبَلَحُ بِالزَّهْوِ " (1) قَالَ: قُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَجْعَلُ نَبِيذَهُ فِي جَرَّةٍ خَضْرَاءَ كَأَنَّهَا قَارُورَةٌ، غُدْوَةً (2) ً، وَيَشْرَبُهُ مِنَ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: " أَلَا تَنْتَهُوا (3) عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " 2772 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدِ اشْتَكَى، فَطَافَ بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ، وَمَعَهُ مِحْجَنٌ، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ اسْتَلَمَهُ بِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ، أَنَاخَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن عطاء -وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن اليشكري- وقد توبع فيما تقدم برقم (2499) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. (2) لفظة "غدوة" سقطت من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ، ومنهما أثبتناها. (3) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : ألا تنتهوا، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن عطاء ويزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم الكوفي-. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (الجزء الذي نشره العمروي) ص 144-145، وعنه عبد بن حميد (612) ، عن محمد بن فضيل، وأبو داود (1881) ، والبيهقى= الحديث: 2772 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 493 2773 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبَاشِرِ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، وَلا الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ " (1) 2774 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ،   = 5/100 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، بهذا الإسناد. وانظر (1841) . (1) حديث صحيح، سماك -وإن كان في حديثه عن عكرمة اضطراب- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11728) من طريق خلف بن الوليد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/398، والبزار (2074 - كشف الأستار) ، وابن حبان (5582) من طرق عن إسرائيل، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11794) ، وفي "الصغير" (1094) ، والحاكم 4/288 من طريق أبي معاوية، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عكرمة، به. وصححه الحاكم على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وسيأتي الحديث برقم (2871) ، ومرسلاً برقم (2872) . وفي الباب عن أبي سعيد عند أحمد 3/63، ومسلم (338) ، وصححه ابن حبان (5574) . وعن أبي هريرة عند أحمد 2/447، وصححه ابن حبان (5583) إلا أن فيه عنده زيادة ضعيفة. قوله: "لا يباشر الرجلُ الرجلَ"، قال السندي: المباشرة: لمس البشرة، وهي ظاهر جلد الإنسان، ولم ينه عن مباشرة الرجل المرأة إما لجوازها أحياناً كما في الزوجة والمملوكة، أو لدلالة المذكور عليه بالأولى. الحديث: 2773 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 494 الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ؟ " فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ " (1) 2775 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ " فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] " (2) 2776 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُخَوَّلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (3) 2777 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) صحيح لغيره، وقد سلف برقم (2088) . (2) صحيح لغيره، وقد سلف برقم (2691) . (3) حديث صحيح، شريك قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن أبي العباس، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. مخول: هو ابن راشد النهدي مولاهم الكوفي، ومسلم البطين: هو ابن عمران. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/299، والطحاوي 1/287-288، والطبراني (12372) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وتحرف مخول في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" إلى: مكحول. وانظر (2720) . الحديث: 2775 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 495 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: الْجَبْهَةِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أَنْفِهِ -، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْأَصَابِعِ، وَلا أَكُفَّ الثِّيَابَ وَلا الشَّعَرَ " (1) 2778 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْغَنَوِيُّ، مِنْ أَنْفُسِهِمْ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ، يُحَدِّثُ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْأَعْوَرِ الْكَذَّابِ " (2) 2779 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَوُادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ (3) فَهُوَ شَهِيدٌ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق السيلحيني، فمن رجال مسلم. وانظر (1921) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف البراء بن عبد الله الغنوي، وباقي رجاله ثقات. وانظر (2667) . (3) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : مظلمة. (4) حسن لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع، والد إبراهيم -وهو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف- لم يسمع من ابن عباس. وقد تفرد به الإمام أحمد. وله شاهد عن سويد بن المقرن عند النسائي 7/117، والطبراني (6454) .= الحديث: 2778 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 496 2780 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى مَعَ رَجُلٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ "، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ الْبَحْرَيْنِ إِلَى كِسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ، خَرَقَهُ - قَالَ: فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: - " فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَزَّقُوا كُلَّ مُمَزَّقٍ " (1) 2781 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ،   = وثان عن الحسين بن علي تقدم برقم (590) . وثالث عن سعيد بن زيد تقدم أيضاً برقم (1628) و (1652) . ورابع عن عبد الله بن عمرو عند البخاري (2480) ، ومسلم (141) ، ويأتي في "المسند" 2/163. المظلمة، قال السندي: مصدر "ظلم" واسم ما أخذ منك بغير حق، وهو بكسر لام وفتحها، وقد ينكر الفتح، وقيل: بضم لام أيضاً، كذا في "المجمع". قلنا: وقيده صاحب "القاموس" بكسر اللام، وتعقبه المرتضى الزبيدي في شرحه، فنقل عن شيخه قوله: فيه قصور ظاهر، فقد نقل التثليث فيه صاحب "التوشيح" في كتاب المظالم، والفتح حكاه ابن مالك، وصرح به ابن سيده، وابن القطاع، والضم أنكره جماعة، ولكن نقله الحافظ مغلطاي عن الفراء. قلت (القائل هو المرتضى) : وهكذا ضبط بالتثليث في نسخ "الصحاح". (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود، فمن رجال مسلم. وانظر (2184) . خرقه: شقه. الحديث: 2780 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 497 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَدَبَّرْتُ صَلاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ مُخَوِّيًا، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " (1) 2782 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ فِي عُمْرَتِهِ، بَلَغَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ قُرَيْشًا تَقُولُ: مَا يَتَبَاعَثُونَ مِنَ العَجَفِ. فَقَالَ أَصْحَابُهُ: لَوِ انْتَحَرْنَا مِنْ ظَهْرِنَا، فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهِ، وَحَسَوْنَا مِنْ مَرَقِهِ، أَصْبَحْنَا غَدًا حِينَ نَدْخُلُ عَلَى الْقَوْمِ وَبِنَا جَمَامَةٌ؟ قَالَ: " لَا تَفْعَلُوا، وَلَكِنِ اجْمَعُوا لِي مِنْ أَزْوَادِكُمْ " فَجَمَعُوا لَهُ، وَبَسَطُوا الْأَنْطَاعَ، فَأَكَلُوا حَتَّى تَوَلَّوْا، وَحَثَا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي جِرَابِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ، فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: " لَا يَرَى الْقَوْمُ فِيكُمْ غَمِيزَةً " فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ دَخَلَ حَتَّى إِذَا تَغَيَّبَ بِالرُّكْنِ الْيَمَانِي، مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا يَرْضَوْنَ بِالْمَشْيِ، أَنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَةَ أَطْوَافٍ، فَكَانَتْ سُنَّةً قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَعَلَ ذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ " (2)   (1) صحيح لغيره، وانظر (2753) . التميمي: اسمه أرْبِدة. (2) إسناده قوي، رجاله رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم. وأخرجه بنحوه ابن حبان (3812) من طريق يحيى بن سليم الطائفي، عن عبد= الحديث: 2782 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 498 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الله بن عثمان بن خثيم، بهذا الإسناد، وسلف مختصراً برقم (2220) . قوله: "ما يتباعثون"، قال السندي: أي: يقومون، أي: الصحابة. من العجف: بفتحتين، أي: الضعف الحاصل بالجوع والمرض. من ظهرنا: أي: من جِمالنا. وبنا جمامة: بالجيم، أي: راحة وشبع وري. غميزة: أي: نقيصة يغمز بها بعضهم بعضاً، يقال: فيه غميزة، أي: مطعن أو مطمع، ويمكن الحمل على المعنى الثاني، أي: لا يرون فيكم ضعفاً يطمعون به في محاربتكم. لينقزون بالقاف، من نَقَزَ كنَصَر: إذا وثب، أو بالفاء كضَرَبَ بمعناه. وقوله: "فكانت سنة"، قال السندي أيضاً: قد جاء عنه أنه أنكر كونه سنة، فلعله رَجَعَ إلى القول بأنه سُنة بعد أن حقق الأمر كما سبق، لكنه يُشكل أن أبا الطفيل الراوي لهذا الحديث هو الذي روى الإنكار أيضاً، إلا أن يقال: لعله سمع منه هذا القولَ مرة ثانية بعد أن رجع، والله تعالى أعلم. وانظر الحديث المتقدم برقم (2639) ، والتعليق عليه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 499 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164-241هـ) أشرف علي تحقيقه الشيخ شعيب الأرنؤوط حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد الجزء الخامس مؤسسة الرسالة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 1 بسم الله الرحمن الرحيم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 2 بسم الله الرحمن الرحيم الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره: • دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله. ° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته. * نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره. عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة، لذاتها ولغيرها في هذا الجزء: 679 حديثاً. عدد الأحاديث الضعيفة في هذا الجزء: 78 حديثاً. عدد الأحاديث التي لم نجزم بصحتها أو ضعفها: 12 حديثاً. تنبيه: في هذا الجزء جملة أحاديث مما ألحقه القطيعي في "المسند"، وعامتها من زياداته، وقد وقعت لنا في النسخة (ظ 9) ، وأثبتناها في الحاشية وقمنا بتخريجها، ومحلها من الصفحة 130 إلى الصفحة 134. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 3 2783 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَتِ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ تُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَسْتَقْدِمُ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ لِئَلا يَرَاهَا، وَيَسْتَأْخِرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ، فَإِذَا رَكَعَ نَظَرَ مِنْ تَحْتِ إِبْطَيْهِ (1) ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِي شَأْنِهَا: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ، وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ} [الحجر: 24] " (2)   (1) في (ظ 9) و (ظ 14) وعلى حاشية (س) : إبطه. (2) إسناده ضعيف ومتنه منكر، عمرو بن مالك النُّكري لا يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان فقد ذكره فىِ "الثقات" وقال: يخطىء ويغرب، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام، وأخطأ الذهبي في "الميزان" و"الضعفاء" فوثق عمرو بن مالك النكري مع إنه ذكره في "الكاشف" ولم يوثقه، وإنما اقتصر على قوله: وُثِّق، وهو يُطلِق هذه اللفظة على من انفرد ابن حبان بتوثيقه. سريج: هو ابن يونس البغدادي، وأبو الجوزاء: هو أَوس بن عبد الله الرَّيَعي. وأخرجه الطيالسي (2712) ، وابن ماجه (1046) ، والترمذي (3122) ، والنسائي قي "المجتبى" 2/118، وفي "الكبرى" (11273) ، والطبري 14/26، وابن حبان (401) ، والطبراني (12791) ، والحاكم 2/353، والبيهقي 3/98 من طرق عن= الحديث: 2783 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 5 2784 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ هِلالٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً مَسْمُومَةً، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: " مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟ " قَالَتْ: أَحْبَبْتُ - أَوْ أرَدْتُ - إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَإِنَّ اللهَ سَيُطْلِعُكَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ نَبِيًّا أُرِيحُ النَّاسَ مِنْكَ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا احْتَجَمَ "، قَالَ: " فَسَافَرَ مَرَّةً، فَلَمَّا أَحْرَمَ، وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَاحْتَجَمَ " (1)   نوح بن قيس، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه، ولم يذكر فيه ابنَ عباس، وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح. وذكره ابن كثير في "تفسيره" 4/450 من تفسير الطبري بإسناده، ثم نسبه لأحمد وابن أبي حاتم والترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما وابن ماجه، وقال. حديث غريب جداً، وفيه نكارة شديدة، ثم رجح أن يكون من كلام أبي الجوزاء. والحديث في "الدر المنثور" 5/73 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن مردويه. تنبيه: قد سبق لنا أن حسَّنا إسناد هذا الحديث في تعليقنا على "صحيح ابن حبان"، وقد تبين لنا هنا أنه ضعيف لا يستحق التحسين، فاقتضى التنبيه، والله وليّ التوفيق. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير هلال- وهو ابن خباب- فقد روى له أصحاب السنن، ووثقه يحيى بن معين وأحمد والفسوي وغيرهم، وجاء في "سؤالات ابن الجنيد" ص 342 ونقله عنه البغدادي في "تاريخ بغداد" 14/73-74: سألت يحيى بن معين عن هلال بن نجاب، وقلت: إن يحيى القطان زعم أنه تغير قبل أن يموت واختلط؟ فقال يحيى: لا ما اختلط ولا تغير، قلت ليحيى: ثقة هو؟ قال: ثقة مأمون. ونقله ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/209-210 عن هذا الموضع من "المسند"= الحديث: 2784 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 6 2785 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ بِلالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ: جَلْسِيَّهَا وَغَوْرِيَّهَا، وَحَيْثُ يَصْلُحُ للزَّرْعِ مِنْ قُدْسٍ , وَلَمْ يُعْطِهِ حَقَّ مُسْلِمٍ، وَكَتَبَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا أَعْطَى مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ بِلَالَ بْنَ الْحَارِثِ الْمُزَنِيَّ، أَعْطَاهُ مَعَادِنَ الْقَبَلِيَّةِ: جَلْسِيَّهَا وَغَوْرِيَّهَا، وَحَيْثُ يَصْلُحُ لِلزَّرْعِ مِنْ قُدْسٍ، وَلَمْ يُعْطِهِ حَقَّ مُسْلِمٍ " (1)   = وقال: تفرد به أحمد، وإسناده حسن. وسيأتي برقم (3547) ، وانظر ما تقدم برقم (2108) . وفي الباب دون قصة الحجامة عن أبي هريرة عند البخاري (3169) ، وسيأتي في "المسند" 2/451. وانظر "سنن البيهقي" 8/46-47، و"فتح الباري" 7/497 ط 49. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو أويس- واسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي- فيه كلام من جهة حفظه، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وابن سعد وغيرهم، وأفرط من نسبه إلى الكذب، وقال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل عن كثير بن عبد الله بن عمروبن عوف، فقال: منكر الحديث ليس بشيء، وقال عبد الله بن أحمد. ضرب أبي على حديث كثير بن عبد الله في "المسند" ولم يحدثنا عنه بشيء. قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا حق، فإن أحمد لم يخرج شيئاً من مسند عمرو بن عوف جَدَّ كثير، وإنما أخرج هذا الإسناد هنا ليذكر الإِسناد الذي بعده من حديث ابن عباس مثله، فإنه لم يسمع من شيخه حسين بن محمد المروذي لفظ حديث ابن عباس، بل سمع منه حديث كثير، ثم حديث ابن عباس مثله، فحَرِصَ على أن يثبت لفظ شيخه ... وأما البخاري حجة أهل الجرح والتعديل، فقد أبى أن يضعف كثير بن عبد الله، ففي "التهذيب" 3/377= الحديث: 2785 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 7 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =عن الترمذي قال: قلت لمحمد بن إسماعيل في حديث كثير بن عبد الله، عن أبيه، عن جده في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة كيف هو؟ قال: هو حديث حسن إلا أن أحمد كان يحمل على كثير يضعفه، وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عنه، والحديث الذي أشار إليه الترمذي هو في "سننه" (490) وقال فيه: حديث عمرو بن عوف حديث حسن غريب، وقد روى الترمذي أيضاً (1352) : "الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالاً أو أحل حراماً" من طريق كثير، عن أبيه، عن جده، وقال: حديث حسن صحيح، فأنكر عليه العلماءُ تصحيحه حتى قال الذهبي في "الميزان" 2/407: فلهذا لا يعتمد العلماءُ على تصحيح الترمذي، وقد حاول بعضهم أن يعتذرعن الترمذي بأنه إنما صححه لما أيَّده من الشواهد، والذي أراه أن الترمذي حسنه تبعاً لأستاذه البخاري في تحسين كثير بن عبد الله، وصححه للشواهد التى عضدته. وأخرجه أبو داود (3062) و (3063) ، والبيهقي 6/145من طريق الحسين بن محمد، بهذا الإسناد. وفي الباب عن بلال بن الحارث نفسه عند الظبراني (1141) ، والحاكم 1/404 و3/517. وعن ربيعة بن عبد الرحمن عن غير واحد: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلية، وهي من ناحية الفُرْع، فتلك معادن لا يؤخذ منها إلا الزكاة إلى اليوم. أخرجه مالك في "الموطأ" 1/248-249، ومن طريقه أبو داود (3061) ، والبغوي (1588) . وعن بلال بن الحارث: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ في المعادن القَبلية الصدقة، وأنه قطع لبلال بن الحارث العقيق أجمع، فلما كان عمر رضي الله عنه قال لبلال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقطعك لتحتجزه عن الناس، ثم يقطعك إلا لتعمل، قال: فأقطع عمر بن الخطاب للناس العقيقَ. أخرجه الحاكم 1/404، وصححه ووافقه الذهبي، مع أن فيه الحارث بن بلال بن الحارث وهو في عداد المجهولين. وأخرج نحوه يحيى بن آدم في "الخراج" (294) من طريق ابن إسحاق، عن عبد= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 8 2786 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ، مَوْلَى بَنِي الدِّيلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1) 2787 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ " اعْتَمَرُوا مِنْ جِعِرَّانَةَ، فَرَمَلُوا بِالْبَيْتِ ثَلاثًا، وَمَشَوْا أَرْبَعًا " (2) 2788 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ (3) ، عَنْ عَطَاءٍ الْعَطَّارِ،   = الله بنِ أبي بكر قال: جاء بلال بن الحارث المزني إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث مرسلا. قوله: "أقطع"، قال السندى: من أقطعه الإِمامُ أرضاً، إذا أعطاه أرضاً، وهو يكون تمليكاً وغيره. معادن القَبَلية: بفتح قاف وباء، نسبة إلى قَبَل: وهي من ناحية الفُرْع - بضم فاء وسكون راءٍ - موضع بين الحرمين. جَلْسيها: بفتح جيم وسكون لام، نسبة إلى جَلْس بمعنى المرتفع. وغَوْريها: بفتح غين معجمة وسكون واو، نسبة إلى غَوْر بمعنى المنخفض، والمراد: أعطاه ما ارتفع منها وما انخفض، والأقرب ترك النسبة. من قُدْس: بضم قاف وسكون دال، جبل معروف، وقيل: هو الموضع المرتفع الذي يصلح للزراعة. ولم يُعطِه حقَّ مسلم: استثناء لما سبقه يدُ مسلم عما أعطي، أوهو بيان لعلة صحة إعطائه بأنه سبقه يد مسلم. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو أويس- واسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي- ضعيف من جهة حفظه، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو داود (3062) و (3063) ، والبيهقي 6/145من طريق الحسين بن محمد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (2220) . (3) وقع في (ظ) 9 و (ظ14) : حماد الخياط، وليس فيهما "يعني ابن سلمة"، وفي= الحديث: 2786 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ دِينَارًا، فَنِصْفُ دِينَارٍ " (1) 2789 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ: أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ بَعَثَتْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ، قَالَ: فَقَدِمْتُ الشَّامَ، فَقَضَيْتُ حَاجَتَهَا، وَاسْتَهَلَّ عَلَيَّ رَمَضَانُ وَأَنَا بِالشَّامِ، فَرَأَيْنَا الْهِلالَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ، فَسَأَلَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، ثُمَّ ذَكَرَ الْهِلَالَ، فَقَالَ: مَتَى رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ (2) ؟ فَقُلْتُ: رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ. فَقَالَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَرَآهُ النَّاسُ وَصَامُوا، وَصَامَ مُعَاوِيَةُ. فَقَالَ: لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ، فَلَا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكَمِّلَ ثَلَاثِينَ أَوْ نَرَاهُ. فَقُلْتُ: أَوَلَا تَكْتَفِي بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَصِيَامِهِ؟ فَقَالَ: " لَا، هَكَذَا أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)   = (م) وباقي الأصول الخطية: "يعني أبا أسامة" مكان قوله: "يعني ابن سلمة"، وكل ذلك تحريف، والصواب ما أثبتنا كما في (غ) والنسخة الكتانية، وكما تقدم برقم (2201) . (1) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف جداً، وانظر (2201) . (2) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : متى رأيتموه. (3) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة جليل روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (1087) (28) ، وأبو داود (2332) ، والترمذي (693) ، والنسائي= الحديث: 2789 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 2790 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ " (1) 2791 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَفِتُ فِي صَلاتِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا، وَلا يَلْوِي عُنُقَهُ " (2)   = 4/131، وابن خزيمة (1916) ، والدارقطني 2/171، والبيهقي 4/251 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. قوله: "واستَهل علي رمضان"، قال السندي: على بناء الفاعل، أي: تَبيَّن هلالُه، أو المفعول، أي: رُئي هلاله، كذا في الصحاح. وقوله: "هكذا أمرنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، قال: يحتمل أن المرادَ به أنه أمرنا أن لا نقبل شهادةَ الواحد في حق الإفطار، أو أمرنا بان نعتمد على رؤية أهل بلدنا ولا نعتمد على رؤية غيرهم، وكلام العلماء يميل إلى المعنى الثاني، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح، مَن فوقَ سليمان بن داود ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه الدارمي (225) ، والترمذي (2645) ، والطبراني (10787) ، والبغوي (132) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/234، وعن معاوية وسيأتي 4/99 و101. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. ثور: هو ابن زيد الدِّيلي. وهو مكرر (2485) . الحديث: 2790 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 11 2792 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ " اعْتَمَرُوا مِنْ جِعِرَّانَةَ، فَاضْطَبَعُوا أَرْدِيَتَهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ " حَدَّثَنَا يُونُسُ: " جَعَلُوا أَرْدِيَتَهُمْ " قَالَ يُونُسُ: " وَقَذَفُوهَا عَلَى عَوَاتِقِهِمُ الْيُسْرَى " (1) 2793 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، وَيُونُسُ، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: إِنَّ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِعَامِهِ الَّذِي اعْتَمَرَ فِيهِ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثَلاثًا لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَكُمْ " فَلَمَّا رَمَلُوا، قَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا وَهَنَتْهُمْ (2)   (1) إسناده قوي على شرط مسلم. سريج: هو ابن النعمان، ويونس: هو ابن محمد المؤدب. وأخرجه أبو داود (1884) من طريق أبي سلمة موسى، والطبراني (12478) من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3512) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وغير سريج- وهو ابن النعمان بن مروان الجوهري- فمن رجال البخاري. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وانظر (2639) . الحديث: 2792 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 12 2794 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ ذَهَبَ بِإِبْرَاهِيمَ إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، فَسَاخَ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْجَمْرَةَ الْوُسْطَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، فَسَاخَ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْجَمْرَةَ الْقُصْوَى، فَعَرَضَ لَهُ الشَّيْطَانُ، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، فَسَاخَ، فَلَمَّا أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ يَذْبَحَ ابْنَهُ إِسْحَاقَ، قَالَ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ، أَوْثِقْنِي لَا أَضْطَرِبُ، فَيَنْتَضِحَ عَلَيْكَ مِنْ دَمِي إِذَا ذَبَحْتَنِي. فَشَدَّهُ، فَلَمَّا أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَأَرَادَ أَنْ يَذْبَحَهُ، نُودِيَ مِنْ خَلْفِهِ: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات: 105] " (1) 2795 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ   (1) إسناده ضعيف، عطاء بن السائب اختلط، وحماد- وهو ابن سلمة- روى عنه قبل الاختلاط وبعده عند غير واحد من أهل العلم، والمرجح هنا أن هذا الحديث مما رواه عنه بعد الاختلاط، فذِكْر إسحاق عليه السلام فيه من أخطاء عطاء بن السائب، فالصحيح الذي عليه أهل العلم أن الذبيح هو إسماعيل لا إسحاق، وانظر ما تقدم برقم (2707) . قوله: "فساخ"، قال السندي: أي: تَسَفَّل إلى الأرض. الشفرة: بفتح الشين، السكين العظيم. الحديث: 2794 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 13 الجَنَّةِ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ " (1)   (1) قوله: "الحجر الأسود من الجنة" صحيح بشواهده، وأما بقيهَ الحديث شاهد يُقوِّيه، وإسناد الحديث ضعيف لاختلاط عطاء السائب، وقال الإمام أحمد. كان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها، وقال أبوحاتم: رفع أشياء عن الصحابة كان يرويها عن التابعين. فأخرجه النسائي 5/226 من طريق موسى بن داود، وابن عدي2/679، ولمن طريقه البيهقي فىِ "شعب الإيمان" (4034) من طريق عبد الله العيشي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية النسائىِ مختصرة بقوله: "الحجر الأسود من الجنة" فقط. وأخرجه بنحوه الترمذي (877) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (2733) من طريق جرير ومحمد بن موسى الحرشي وزياد عبد الله، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، به. وقالوا في آخره: فودته خطايا بني ادم. وهؤلاء ممن روى عن عطاء بعد الاختلاط، وقال الترمذي: حسن صحيح! وسيأتي برقم (3046) و (3537) ، وانظر (2643) . وأخرج الطبراني في "الكبير" (11314) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى، عن أبيه، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبىِ ليلى، عن عطاء- وهو ابن أبي رباح-، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية، ما مسه ذو عاهة إلا بَرَأ" وهذا إسناد ضعيف. ولقوله: "الحجر الأسود من الجنة" شاهد بهذا اللفظ عن أنس يأتىِ في "مسنده " 3/277 بإسناد صحيح. وفي الباب عن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب"، سيأتي في "المسند" 2/213-214، وصححه ابن حبان (3710) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 14 2796 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيُبْعَثَنَّ الْحَجَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، وَيَشْهَدُ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " (1) 2797 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، فَذَكَرَهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ: " يُبْعَثُ الرُّكْنُ " (2) 2798 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَقَدْ أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَنَّهُ سَيَنْزِلُ عَلَيَّ بِهِ قُرْآنٌ، أَوْ وَحْيٌ " النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِلُ هَذَا (3) 2799 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ   = وعن أنس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة" أخرجه الحاكم 1/456. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (2215) . (2) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل القرشي العدوي البصري- متابع، وباقي رجاله رجال الصحيح. وانظر ما قبله. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. التميمي: اسمه أربِدة. وانظر (2125) . الحديث: 2796 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 15 الْجُمُعَةِ ألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ " (1) 2800 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ أَفْرَغَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَغَسَلَهَا سَبْعًا، قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي الْإِنَاءِ، فَنَسِيَ مَرَّةً كَمْ أَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ، فَسَأَلَنِي: كَمْ أَفْرَغْتُ؟ فَقُلْتُ: لَا أَدْرِي فَقَالَ: لَا أُمَّ لَكَ، وَلِمَ لَا تَدْرِي؟ ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى رَأْسِهِ وَجَسَدِهِ، قَالَ: " هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَطَهَّرُ، يَعْنِي يَغْتَسِلُ " (2)   (1) حديث صحيح، شريك- وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع. وانظر (2457) . (2) صحيح لغيره دون غسل اليد سبعاً، فهي لا تصح، وهذا إسناد ضعيف، شعبة مولى ابن عباس- وهو شعبة بن دينار- سيىء الحفظ، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2728) عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وفيه عنده بعد الشك: فأفرغ على يساره سبعاً وتوضأ وضوءَه للصلاة ... الحديث. وأخرجه أبو داود (246) من طريق ابن أبي فديك، والطبراني (12221) من طريق سلمة بن رجاء، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به. وله شاهد من حديث عائشة عند أحمد 6/101، والبخاري (248) ، ومسلم (316) . وآخر من حديث ميمونة عند أحمد 6/329-330، والبخاري (249) ، ومسلم (317) . قوله: "قال: هكذا"، قال السندي: يحتمل أن المراد أنه أحياناً كان يغسل اليد سبع مرات، أو المراد إنه هكذا كان يفيض الماء على رأسه وجسده، وإلا فغسل اليد سبع مرات غير مشهور في اغتساله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 2800 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 16 2801 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفَا، فَصَعِدَ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَادَى: " يَا صَبَاحَاهْ " فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، بَيْنَ رَجُلٍ يَجِيءُ إِلَيْهِ، وَبَيْنَ رَجُلٍ يَبْعَثُ رَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا يَا بَنِي يَا بَنِي (1) . . . أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ، تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، صَدَّقْتُمُونِي؟ " قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: " فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ " فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَمَا دَعَوْتَنَا إِلا لِهَذَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (2) [المسد: 1]   (1) قوله: "يَا بَنِي يَا بَنِي" أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، وهو كذلك عند الطبري وابن منده، وفي (م) وباقي الأصول الخطية مكانه: يَا بَنِي لُؤَيٍّ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبري 19/120، وابن منده في "الإِيمان" (950) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/181-182 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإِسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (4971) ، ومسلم (208) (355) ، والطبري 19/121، وابن حبان (6550) ، وابن منده (949) و (950) ، والبيهقي في "الدلائل " 2/181-182، والبغوي في "شرح السنَّة" (3742) ، وفي "معالم التنزيل" 3/400-401 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبخاري (4770) ، والنسائي في "الكبرى" (11426) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 3/401 من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه مختصراً البخاري (3194) و (3525) و (4973) من طريق حفص بن= الحديث: 2801 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 2802 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، زَعَمَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ غَنَمًا يَوْمَ النَّحْرِ فِي أَصْحَابِهِ، وَقَالَ: " اذْبَحُوهَا لِعُمْرَتِكُمْ، فَإِنَّهَا تُجْزِئُ عَنْكُمْ " فَأَصَابَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ تَيْسٌ (1) 2803 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْفُرَافِصَةِ - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَأَنَا قَدْ رَأْيَتُهُ فِي طَرِيقٍ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ، وَأَنَا صَبِيٌّ " - رَفَعَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ أَسْنَدَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى أَبُو عَبْدِ اللهِ، صَاحِبُ الْبَصْرِيِّ، أَسْنَدَهُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَحَدَّثَنِي (2) عَبْدُ اللهِ بْنُ   =غياث، عن الأعمش، به- الموضع الأول والثالث بقصة أبي لهب، والموضع الثاني بقصة نزول (وأنذر عشيرتك الأقربين) ومناداته لبطون قريش. وأخرجه أيضاً مختصرا بقصة نزول (وأنذر عشيرتك الأقربين) : البخاريُّ (3526) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (982) ، والطبري 19/121، والطبراني (12352) ، وابن منده (952) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، به. وانظر (2544) . قوله: "يا صباحاه"، قال في "اللسان": هذه كلمة تقولها العرب إذا صاحوا للغارة، لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصباح، ويسمون يوم الغارة يوم الصباح، فكأن القائل: يا صباحاه، يقول: قد غشينا العدو. وقوله: "بسَفْح هذا الجبل"، قال السندي: بفتح سين وسكون فاء، قيل: هو بسين وصاد: أَسفله ووجهه، وقيل: بالسين: عرضه، وبالصاد: جانبه. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه بنحوه الطبراني (11561) من طريق داود بن الحصين، عن عكرمة، به. قوله: "لعمرتكم"، أي: لمتعتكم كما هو مبين عند الطبراني. (2) الذي يحدث عن همام وعبد الله بن لهيعة: هو عبد الله بن يزيد، وقد وقع= الحديث: 2802 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 لَهِيعَةَ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، الْمِصْرِيَّانِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - وَلَا أَحْفَظُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ مِنْ (1) بَعْضٍ - أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا غُلامُ، أَوْ يَا غُلَيِّمُ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: " احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، (2) لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللهُ عَلَيْكَ، لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " (3)   = تحريف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) في الموضع الثاني حيث زِيدَ في الإسناد: "حدثني عبد الله، قال: حدثني أبي" مما بوهم بأن الِإمام أحمد هو الذي يحدث عن ابن لهيعة، وهو خطأ بَين، وقد أثبتنا الإسناد على الصواب من (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 107. (1) المثبت من (ظ 9) و (ظ 14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: عن. (2) في (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س) : لم يقضه الله. (3) حديث صحيح، وهذا الحديث رواه أحمد عن شيخه أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء بثلاثة أسانيد الأخير منها متصل، والأول والثاني فيهما انقطاع، وثم يميز لفظ بعضها من بعض. أما الإِسناد الأول، فهو: عبد الله بن يزيد، عن كهمس بن الحسن، عن الحجاج بن فُرافِصَة رفعه إلى ابن عباس، والحجاج بن فُرافصة متأخر من الطبقة السادسة، يروي عن التابعين كابن سيرين وأيوب السختياني وعمن بعدهم كيحيى بن أبي كثير، ولم يدرك ابن= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 19 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عباس، وقد ذكر أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء شيخُ. أحمد أنه رآه وهو صبي فسلم عليه، وعبد الله بن يزيد مات سنة 212 أو 213 وقد نَيَّفَ عن المئة. والإسناد الثاني: عبد الله بن يزيد، عن همام بن يحيى أسنده إلى ابن عباس، وهذا منقطع أيضاً، همام بن يحيى بن دينار البصري من الطبقة السابعة مات سنة 164 أو 165 ولم يدرك ابن عباس، لكن جاء عند البيهقي أن هماما روى هذا الحديثَ عن قيس بن الحجاج، عن حنش، عن ابن عباس، فهو على هذا متصل. والإسناد الثالث: عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن لهيعة ونافع بن يزيد، عن قيس بن الحجاج، عن حنش الصنعاني، عن ابن عباس، وهذا إسناد قوي متصل، فإن رواية عبد الله بن يزيد، عن ابن لهيعة صالحة، ثم هو متابع بنافع بن يزيد، وهو ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير قيس بن الحجاج، فمن رجال الترمذي وابن ماجه، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1074) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 75-76 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن تافع بن يزيد وابن لهيعة وكهمس بن الحسن وهمام بن يحيى، عن قيس بن الحجاج، عن حنش، عن ابن عباس. وأخرجه الترمذي (2516) من طريق عبد الله بن المبارك عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطبراني (12989) من طريق أبي صدقة القراطيسي، عن نافع بن يزيد، به. وانظر (2669) . قوله: "تعرف إليه"، قال السندي: هو بتشديد الراء، أي: تحبَّب إليه بلزوم طاعته واجتناب معصيته، لأن المعرفة سبب المحبة، والرخاء: مقابل الشدة، ويعرِفْك - بالجزم- على أنه جواب الأمر، أي: يُعنك في الشدة. قال النووي في "شرح الأربعين" له (ص51) : قد نص الله تعالى في كتابه أن العمل= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 2804 - حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جِئْتُ أَنَا وَغُلامٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى حِمَارٍ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلاةِ، قَالَ: فَأَرْخَيْنَاهُ بَيْنَ أَيْدِينَا يَرْعَى " فَلَمْ يَقْطَعْ ". قَالَ: وَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ تَسْتَبِقَانِ " فَفَرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا، فَلَمْ يَقْطَعْ، وَسَقَطَ جَدْيٌ، فَلَمْ يَقْطَعْ " (1) 2805 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحَمَّتْ مِنْ جَنَابَةٍ،   =الصالح ينفع عند الشدة وينجي فاعله،وأن عمل المعصية يؤدي بصاحبه إلي الشدة،قال تعالي حكاية عن يونس عليه السلام (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلي يوم يُبْعَثُونَ) ] لصافات: 143-144 [، ولما قال فرعون: (آمَنتُ أنه لا إلَه إِلا الذي آمَنَت بِهِ بَنو إسرائِيلَ) ، قال له الملَك: (آلآن وقد عصي قبلُ وكنتَ من المفسدين) ] يونس:90-91 [. (1) حديث حسن، الأشجعي: هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقاتّ"، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين إلا أن الحسن بن عبد الله العرني قال فيه أحمد: لم يسمع من ابن عباس شيئاً، وقال أبو حاتم: لم يدركه، وحديثه عند البخاري مقرون بغيره. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الطبراني (12703) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، بهذا الإسناد- دون قوله: "وسقط جَدْي فلم يقطع". وانظر (2222) . قوله: "فلم يقطع"، قال السندي: أي: الصلاة، أي: فلا يصحُ قول من يقول: الحمار يقطع الصلاةَ. الحديث: 2804 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحِمُّ مِنْ فَضْلِهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي اغْتَسَلْتُ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " (1) 2806 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " " (2) 2807 - قَالَ أَبِي فِي حَدِيثِه حَدَّثَنَا بِهِ وَكِيعٌ فِي الْمُصَنَّفِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، ثُمَّ جَعَلَهُ بَعْدُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " (3) 2808 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً " (4)   (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في رواية سماك عن عكرمة اضطراباً. عبد الله بن الوليد: هو ابن ميمون العَدَني، وسفيان: هو الثوري. وانظر ما بعده. (2) صحيح لغيره، وهو مكرر (2100) . (3) قال الشيخ أحمد شاكر: هذا بيان للإسناد السابق، يريد الإمامُ أن بوضحَ أن شيخه وكيع بن الجراح حدثه بالحديث على وجهين، حدثه به في كتابه "المصنف" عن عكرمة مرسلاً، ثم حدثه به بعد ذلك متصلا عن عكرمة، عن ابن عباس. (4) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لسوء حفظ ابن أبي ليلى- وهومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي- وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه بأطول مما هنا الطبراني (11322) من طريقين عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (2025) من طريق ابن جريج، عن عطاء. الحديث: 2806 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 2809 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1) 2810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ، إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ، وَأَصْنَعُ هَذِهِ الصُّوَرَ، فَأَفْتِنِي فِيهَا؟ قَالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا مِنْهُ (2) ، فقَالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا مِنْهُ حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، قَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ، يُجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسٌ (3) تُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ " فَإِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَاجْعَلِ الشَّجَرَ وَمَا لَا نَفْسَ لَهُ (4) .   (1) حديث صحيح، حجاج- وهو ابن أرطاة، وإن روأه بالعنعنة- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (الجزء الذي نشره العمروي) ص128 عن ابن نمير وأبي معاوية، عن حجاج بن أرطاة، بهذا الِإسناد. ووقع فيه: ثنا ابن نمر قال. ثنا أبو معاوية عن حجاج، وهو تحريف، والصواب ما أثبتنا. وأخرجه ابن ماجه (2994) من طريق أبي معاوية، والطبراني (11299) من طريق أبي معاوية وعلي بن مسهر، كلاهما عن حجاج، به. وانظر ما قبله. (2) قوله في المرة الثانية: "فقال: ادن مني، فدنا منه" سقط من النسخ المطبوعة، وأثبتناه من الأصول الخطية، ولفظة "منه" في الموضعين ليست قي (ظ9) و (ظ14) . (3) في (ظ9) و (ظ14) : نفساً، وهو صواب على أن تضبط ياء "يجعل" بالفتح. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2110) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3394) ، وانظر ما سلف برقم (1866) و (2162) . الحديث: 2809 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 2811 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ خَمْسِ خِلالٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يُكَاتِبُ الْحَرُورِيَّةَ،، وَلَوْلا أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَكْتُمَ عِلْمِي لَمْ أَكْتُبْ إِلَيْهِ. كَتَبَ إِلَيْهِ نَجْدَةُ: أَمَّا بَعْدُ، فَأَخْبِرْنِي: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو بِالنِّسَاءِ مَعَهُ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ وَهَلْ كَانَ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ وَمَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ الْيَتِيمِ؟ وَأَخْبِرْنِي عَنِ الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَانَ " يَغْزُو بِالنِّسَاءِ مَعَهُ، فَيُدَاوِينَ الْمَرْضَى، وَلَمْ يَكُنْ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ، وَلَكِنَّهُ كَانَ يُحْذِيهِنَّ مِنَ الغَنِيمَةِ "، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ، وَلا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ، إِلا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الصَّبِيِّ الَّذِي قَتَلَهُ، فَتَقْتُلَ الْكَافِرَ، وَتَدَعَ الْمُؤْمِنَ "، وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ يُتْمِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَضِي؟ وَلَعَمْرِي إِنَّ الرَّجُلَ تَنْبُتُ لِحْيَتُهُ وَهُوَ ضَعِيفُ الْأَخْذِ لِنَفْسِهِ، فَإِذَا كَانَ يَأْخُذُ لِنَفْسِهِ مِنْ صَالِحِ مَا يَأْخُذُ النَّاسُ، فَقَدْ ذَهَبَ الْيُتْمُ، وَأَمَّا الْخُمُسُ فَإِنَّا كُنَّا نُرَى أَنَّهُ لَنَا، فَأَبَى ذَلِكَ (1) عَلَيْنَا قَوْمُنَا (2) .   (11 لفظة "ذلك" لم ترد في (ظ9) و (ظ14) . (2) حديث صحيح، محمد بن ميمون الزعفراني مختلف فيه، وثقه ابن معين وأبو داود، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وضعفه النسائي والدارقطني وابن حبان والحاكم، ولينه أبو زرعة، وهو متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. جعفر: هو ابن محمد بن= الحديث: 2811 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 24 2812 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَدِمَ إِلَى الصَّلاةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ، يَقُولُ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ، وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي، لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ " (1) 2813 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَائِدَةَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (2) 2814 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   = علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي الملقب بالصادق. وأخرجه الشافعي 2/122-123 و123، ومسلم (1812) (137) و (138) ، والترمذي (1556) ، وبن الجارود (1085) ، والطبراني (10833) ، والبيهقي 6/332، والبغوي (2723) من طرق عن جعفر الصادق، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (2235) و (2941) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو الزبير المكي: هو محمد بن مسلم بن تدرس. وانظر (2710) . (2) صحيح لغيره. وهو مكرر (2426) . الحديث: 2812 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 25 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا، وَإِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا " (1) 2815 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَخَّرَ الطَّوَافَ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى اللَّيْلِ " (2) 2816 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ كَمَهَ الْأَعْمَى عَنِ السَّبِيلِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَهُ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ " (3) 2817 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (5) صحيح لغيره. وانظر (2424) . (2) إسناده ضعيف. وهو مكرر (2612) . (3) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح، ورواية البصريين عن زهير- وهو ابن محمد التميمي- صحيحة فيما قاله البخاري، وهذا منها، فإن عبد الرحمن بن مهدي بصري. وأخرجه أبو يعلى (2539) ، وابن حبان (4417) من طريق عبد الملك بن عمرو، والحاكم 4/356 من طريق عبد الله بن مسلمة، كلاهما عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد. وا نظر (1875) . الحديث: 2815 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ " (1) 2818 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ. أَوْ: إِلا أَبْغَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري. وانظر (1907) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وحبيب: هو ابن أبي وأخرجه أبو يعلى (2698) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3906) عن بشر بن السري ومؤمل بن إسماعيل، به. وقال: حسن صحيح. وأخرجه الطبراني (12339) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/163، والنسائي في "الكبرى" (8333) ، والطبراني (12339) من طريق عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، به. وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/419، ومسلم (76) . وعن أبي سعيد الخدري عند 3/43، ومسلم (77) ، وأبي يعلى (1007) ، وابن حبان (7274) . وعن البراء عند أحمد 4/283، والبخاري (3783) ، ومسلم (75) . قوله: "لا يبغض الأنصار"، قال السندي: ذكر صفة الإيمان للدلالة على أن الإيمان يمنعه من إن يبغض الأنصار، وأن بغضهم لا يجتمع مع الإيمان، وأنه إذا أبغضهم خرج من الإيمان، ولا شك أنه إذا أبغضهم لكونهم الأنصار، فقد خرج عنِ الإيمان قطعاً. وقوله: "أو إلا رجل"، قال: بكلمة "أو" هكذا في النسخ، وقد ضرَب عليها بعضهم= الحديث: 2818 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 2819 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي، وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ، فَظِعْتُ بِأَمْرِي، وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ " فَقَعَدَ مُعْتَزِلًا حَزِينًا، قَالَ: فَمَرَّ بِهِ عَدُوُّ اللهِ أَبُو جَهْلٍ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ " قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: " إِنَّهُ أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ " قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: " إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ " قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَلَمْ يُرِه (1) أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ، مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إِنْ دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ تُحَدِّثُهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ". فَقَالَ: هَيَّا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ حَتَّى قَالَ: فَانْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ، وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا، قَالَ: حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ، قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ " قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ، وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، مُتَعَجِّبًا لِلكَذِبِ زَعَمَ قَالُوا: وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ، وَرَأَى الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ،   = لعدم ظهور وجهها له، ولا وجه لذلك، بل هي للشك، أي: هل قال: يؤمن بالله ورسوله، أو قال موضعه: إلا أبغضه الله ورسوله، والله تعالى أعلم. (1) في (م) ومعظم الأصول الخطية: "يُرِ"، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) . الحديث: 2819 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ "، قَالَ: " فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عِقَالٍ أَوْ عُقَيْلٍ فَنَعَتُّهُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ "، قَالَ: " وَكَانَ مَعَ هَذَا نَعْتٌ لَمْ أَحْفَظْهُ " قَالَ: " فَقَالَ الْقَوْمُ: أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللهِ لَقَدْ أَصَابَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري. وأخرجه البزار (56- كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/461-462، والنسائي في "الكبرى" (11285) ، والطبراني (12782) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/363-364 و364 من طرق عن عوف ابن أبي جميلة، به. وانظر ما سيأتي برقم (3546) . وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/222 وزاد نسبته إلى ابن مردويه وأبي نعيم في "الدلائل"، والضياء في. "المختارة"، وابن عساكر، وصحح إسناده. وأخرح أحمد 3/377، والبخاري (3886) ، ومسلم (170) (276) من حديث جابر بن عبد الله أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لما كذبتني قريش، قمت في الحجر، فجلا الله لي بيتَ المقدسِ، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه". ونحوه عن أبي هريرة عند مسلم (172) . قوله: "فَظِعتُ به" كذا في أصولنا بالفاء والظاء، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/459: أي: اشتد علي وهِبْته. وفي حاشية "السندي": قطعت بأمري، قال السندي: بالقاف من القطع على بناء الفاعل، أي: قطعت بما يرجع إليه أمري من تكذيب الناس إياي، وعلى هذا فقوله: "وعرفت" إلخ، تفسير له، أو بالفاء والظاء المعجمتين من فَظِع بالأمر كفرح، أي؟ ضاق به ذَرْعاً، وضبطه بعضهم على بناء المفعول، والله تعالى أعلم ما وجهه. وقوله: "هَيَا"، قال السندي: بالتخفيف، من حروف النداء. فانتفضت: أي: فرغت وخلصت من نفضه. للكذب زَعَم: جملة "زعم" صفة للكذب على أنه في معنى النكرة،= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 29 2820 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ: {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} [يونس: 90] "، قَالَ: " قَالَ لِي جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ رَأَيْتَنِي وَقَدْ أَخَذْتُ حَالًا مِنْ حَالِ الْبَحْرِ، فَدَسَّيْتُهُ (1) فِي فِيهِ، مَخَافَةَ أَنْ تَنَالَهُ الرَّحْمَةُ " (2) 2821 - حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا، أَتَتْ عَلَيَّ (3) رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ؟ فَقَالَ: هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلادِهَا ". قَالَ: " قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهَا؟ قَالَ: بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ سَقَطَتِ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: بِسْمِ اللهِ. فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: أَبِي؟   =أي: لكذبٍ زَعَم. (1) في (ظ9) و (ظ14) : فدسته، وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص) : فدسسته. (2) إسناده ضعيف، علي بن زيد- وهو ابن جدعان- ضعيف، ويوسف بن مهران لم يرو عنه غير علي بن زيد، وهو لَيِّنُ الحديث، والأصح وقفه. وأخرجه عبد بن حميد (664) ، والترمذي (3107) ، والطبري11/163، والطبراني (12932) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد، بهذا الِإسناد، وقال الترمذي: حديث حسن. وانظر (2203) . (3) في (ظ9) و (ظ14) وعلى هامش (س) و (ص) : أتيت على رائحة. الحديث: 2820 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 30 قَالَتْ: لَا، وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللهُ. قَالَتْ: أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَاهَا، فَقَالَ: يَا فُلانَةُ، وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ. فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأَوْلادُهَا فِيهَا، قَالَتْ لَهُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا حَاجَتُكِ؟ قَالَتْ: أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَتَدْفِنَنَا. قَالَ: ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الحَقِّ ". قَالَ: " فَأَمَرَ بِأَوْلادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا، وَاحِدًا وَاحِدًا، إِلَى أَنِ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ، كَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ، قَالَ: يَا أُمَّهْ، اقْتَحِمِي، فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ، فَاقْتَحَمَتْ " قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ، وَابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ " (1)   (1) إسناده حسن، فقد سمع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب قبل الاختلاط عند جمع من الأئمة، وأبو عمر الضرير: اسمه حفص بن عمر البصري روى له أبو داود، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني (12280) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابن حبان (2903) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني (12279) من طريق أبي نصر التمار، كلاهما عن حماد بن سلمة، به، ولم يذكر يزيد بن هارون في حديثه قول ابن عباس فيمن تكلم صغيراً، وسيأتي الحديث برقم (2822) و (2823) و (2824) . وله شاهد من حديث أبيّ بن كعب عند ابن ماجه (4030) وإسناده ضعيف.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 31 2822 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. (1) 2823 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ، مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ رَبُّكِ؟ قَالَتْ: رَبِّي وَرَبُّكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ. وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ: تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ. (2)   = المِدْرَى، قال السندي: بكسر ميم وسكون دال آخره ألف مقصورة، ما يُسَوى به شعر الرأس. تقاعست: تأخرت. أربعة صغار: قد جاء غيرهم كالذي قال لأمه حين قالت: اللهم اجعل ولدي مثلَ هذا، فقال: لا تجعلني مثله، والله تعالى أعلم. وقوله: "فأمر ببقرة من نحاس"، في "النهاية" لابن الأثير 1/145: قال الحافظ أبو موسى: الذي يقع لي في معناه: أنه لا يريد شيئاً مَصُوغاً على صورة البقرة، ولكنه ربما كانت قِدْراً كبيرة واسعة، فسماها بقرة، مأخوذاً من التبقُّر: التوسع، أو كان شيئاً يَسَعُ بقرةً تامة بتوابلها، فسُميت بذلك. (1) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه البزار (54- كشف الأستار) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/389 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأورده ابن كثير في "تفسيره" 5/27 من رواية البيهقي من طريق عفان، عن حماد بن سلمة، وقال: إسناده لا بأس به. وسيأتي رقم (2823) و (2824) ، وانظر ما قبله. (2) إسناده حسن. وانظر ما قبله وما بعده. الحديث: 2822 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 32 2824 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (1) 2825 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، يَرْوِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ أَمْرًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَخْرُجُ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا، فَمَاتَ، إِلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (2) 2826 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ رَأَى مِنْ   (1) إسناده حسن. وأخرجه أبو يعلى (2517) ، وابن حبان (2904) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/389 من طريق هدبة بن خالد، بهذا الإسناد. وفي حديث ابن حبان لم يسم ابن عباس الرابع، وهو شاهد يوسف، وقال: والرابع لا أحفظه. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سعيد بن زيد- وهو أخو حماد بن زيد بن درهم- من رجال مسلم، لكن حديثه لا يرقى إلى رتبة الصحيح، بل هومن قيل الحسن، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل- وهو مظفَّر بن مدرِك- فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. الجعد أبو عثمان: هو الجعد بن دينار اليشكري، وأبو رجاء العطاردي: هو عمران بن ملحان. وأخرجه البخاري (7053) ، ومسلم (1849) (56) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7498) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن الجعد أبي عثمان، بهذا الإسناد. وانظر (2487) . الحديث: 2824 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 33 أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ. . . " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1) 2827 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْوِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَ اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ عَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللهُ عَشْرًا، إِلَى سَبْعِمِائَةٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، أَوْ: إِلَى مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُضَاعِفَ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " (2) 2828 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ مَاشِيَةً؟ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَصْنَعُ بِشَقَاءِ أُخْتِكِ شَيْئًا، لِتَخْرُجْ رَاكِبَةً، وَلْتُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وانظر ما قبله. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبوكامل من رجال الترمذي والنسائي وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين غير سعيد بن زيد فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث، وقد توبع. وانظر (2001) و (2519) . (3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات. الحديث: 2827 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 34 2829 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَسَعَى سَعياً (1) ، وَإِنَّمَا سَعَى أَحَبَّ أَنْ يُرِيَ النَّاسَ قُوَّتَهُ " (2)   = وأخرجه أبو داود (3295) ، وأبو يعلى (2443) ، وابن خزيمة (3047) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/130، وفي "مشكل الآثار" 3/38، وابن حبان (4384) ، والحاكم 4/203، والبيهقي 10/80 من طرق عن شريك، بهذا الِإسناد. وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي! وذكروا فيه أن السائل كان رجلاً، وسيأتي برقم (2885) . وقد تقدم بنحوه عن ابن عباس بإسناد صحيح برقم (2134) ، وفيه أن السائل هو عقبة بن عامر. وأخرج أحمد 4/146، ومسلم (1645) من حديث عقبة بن عامر، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "كفارةُ النذر كفارة اليمين". قال النووي في "شرح مسلم" 11/104: اختلف العلماء في المراد به فحمله جمهور أصحابنا على نذر اللجاج، وهو أن يقول إنسان يريد الامتناع من كلام زيد مثلاً: إن كلمتُ زيداً- مثلاً- فلله على حجة أو غيرها، فيكلمه، فهو بالخيار بين كفارة يمين وبين ما التزمه، هذا هو الصحيح في مذهبنا، وحمله مالك وكثيرون أو الأكثرون على النذر المطلق، كقوله: علي نذز، وحمله أحمد وبعض أصحابنا على نذر المعصية، كمن نَذَرأن يشرب الخمر، وحمله جماعة من فقهاء أصحاب الحديث على جميع أنواع النذر، وقالوا: هو مخير في جميع النذورات بين الوفاء بما التزم، وبين كفارة يمين، والله أعلم. وانظر "مختصر سنن أبي داود" 4/373-378، و"فتح الباري " 11/587-589 (1) تحرفت في (م) والأصول الخطية عدا (ظ14) إلى "سبعاً"، وما أثبتناه من (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 123، وهو الصواب. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. بهز: هو ابن أسد العمي البصري، وهمام: هو ابن يحيى بن دينار العَوْذي. وانظر (2305) . الحديث: 2829 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 35 2830 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، كَانَ يَكْرَهُ الْبُسْرَ وَحْدَهُ، وَيَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ عَنِ الْمُزَّاءِ، فَأَرْهَبُ أَنْ تَكُونَ الْبُسْرَ " (1) 2831 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ: " مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟ " قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ " فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه أبو داود (3709) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الإسناد. وقرن بعكرمة جابرَ بن زيد أبا الشعثاء. وسيأتي برقم (3095) ، وانظر ما تقدم برقم قوله: "يكره البُسْر"، قال السندي: أي: نبيذ البُسْر وحده. عن المُزاء: بضم فتشديد زاي ممدود، الخمر التي فيها حموضة، وقيل: هي من خلط البُسْر والتمر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد التميمي العنبري مولاهم التنوري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه أبو يعلى (2567) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وانظر (2644) . الحديث: 2830 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 36 2832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي (1) ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ، أَوْ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَذْبَحَ. فَقَالَ: " لَا حَرَجَ " قَالَ: فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ إِلا قَبَضَ بِكَفَّيْهِ كَأَنَّهُ يَرْمِي بِهِمَا، وَيَقُولُ: " لَا حَرَجَ، لَا حَرَجَ " (2) 2833 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " دَخَلَ الْكَعْبَةَ، وَفِيهَا سِتُّ سَوَارٍ، فَقَامَ إِلَى كُلِّ سَارِيَةٍ، فَدَعَا، وَلَمْ يُصَلِّ فِيهِ " (3) 2834 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُخْتَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ مَاشِيَةً، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَنِيٌّ عَنْ نَذْرِ أُخْتِكَ، لِتَرْكَبْ، وَلْتُهْدِ بَدَنَةً " (4)   (1) قوله: "حدثني أبي" سقط من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (2648) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وانظر (2126) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. الحديث: 2832 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 2835 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " طَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْيًا، وَطَافَ (1) سَعْيًا وَإِنَّمَا طَافَ لِيُرِيَ الْمُشْرِكِينَ قُوَّتَهُ " وَقَالَ عَفَّانُ: " وَلِذَا (2) أَحَبَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَ النَّاسَ قُوَّتَهُ " (3) 2836 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ الْوَتْرِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ". وَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (4)   =وأخرجه أبو يعلى (2737) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسفاد. وانظر (2134) . (1) قوله: "سبعاً وطاف" أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، وسقط من النسخ المطبوعة، وقوله: "وطاف سعياً" سقط من باقي الأصول الخطية. (2) في (ظ 9) و (ظ 14) : وإنما. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2305) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري. وأخرجه مسلم (753) (155) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 2/334، والطحاوي 1/277، والبيهقي 3/22 من طرق عن همام، به.= الحديث: 2835 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 2837 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ شِهَابٍ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي، فَلَقِينَا أَبَا هُرَيْرَةَ عِنْدَ بَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمَا؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: انْطَلِقَا إِلَى نَاسٍ عَلَى تَمْرٍ وَمَاءٍ، إِنَّمَا يَسِيلُ كُلُّ وَادٍ بِقَدَرِهِ. قَالَ: قُلْنَا: كَثُرَ خَيْرُكَ، اسْتَأْذِنْ لَنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ لَنَا، فَسَمِعْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ تَبُوكَ، فَقَالَ: " مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ، فَيُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ،   =ومن حديث ابن عباس أخرجه أبو يعلى (5756) من طريق عبد الصمد، به. وأخرجه الطيالسي (2764) عن همام، به. وأخرجه الطبراني (12905) من طريق شعبةَ، عن قتادة، به. وأخرج ابن حبان (2424) من طريق كريب، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوترَ بركعة. وانظر (2164) . وأما حديث ابن عمر: فأخرجه أبو يعلى (5757) من طريق عبد الصمد، به. وأخرجه مسلم (752) (154) ، والنسائي 3/232، وأبو عوانة 2/334، والطحاوي 1/277 من طريق شعبة، عن قتادة، به. والحديث بقسميه سيأتي برقم (3408) ، وانظر (2164) . وسيأتي حديث ابن عمر في "مسنده" 2/34 من طريق أبي التياح عن أبي مجلز، ويخرج هناك إن شاء الله. وفي الباب عن عائشة عند أحمد 6/35و182، ومسلم (736) (121) ، وصححه ابن حبان (2427) . قوله: "ركعة"، قال السندي: بيان أقل ما يجزىء فيه. من آخر الليل: بيان ما هو الأولى في وقته. الحديث: 2837 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 39 وَمِثْلُ رَجُلٍ بَادٍ فِي غَنَمِهِ، يَقْرِي ضَيْفَهُ، وَيُؤَدِّي حَقَّهُ "، قَالَ: قُلْتُ: أَقَالَهَا؟ قَالَ: قَالَهَا. قَالَ: قُلْتُ: أَقَالَهَا؟ قَالَ: قَالَهَا. قَالَ: قُلْتُ: أَقَالَهَا؟ قَالَ: قَالَهَا. فَكَبَّرْتُ اللهَ، وَحَمِدْتُ اللهَ، وَشَكَرْتُ (1) 2838 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ، كَمَا يُعَلِّمُهُمِ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: " قُولُوا: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " (2) 2839 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ بَدَنَةً، وَأَنَا مُوسِرٌ لَهَا، وَلا أَجِدُهَا فَأَشْتَرِيَهَا؟ " فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْتَاعَ سَبْعَ شِيَاهٍ، فَيَذْبَحَهُنَّ " (3)   (1) إسناده صحيح. وأخرجه الحاكم 2/67من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وصحح إسناده ووافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم أيضاً 2/67 من طريق الحارث بن أبي أسامة، عن روح، به. وانظر (1987) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الزبير من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. وانظر (2168) . (3) إسناده ضعيف، عطاء الخراساني- وهو عطاء بن أبي مسلم الخراساني- صاحب أوهام كثيرة، ثم هو لم يسمع من ابن عباس شيئاً، وابن جريج مدلس ولم يصرح= الحديث: 2838 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 40 2840 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنِ الوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنَ النُّجُومِ، اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ سِحْرٍ، مَا زَادَ زَادَ، وَمَا زَادَ زَادَ " (1) 2841 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمْنَا (2) عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ، أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَلَى حُمُرَاتِنَا، فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: " أَيْ بَنِيَّ، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا إِخَالُ أَحَدًا يَرْمِي الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (3) 2842 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ " كَذَا   =بسماعه. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (154) من طريق سليمان بن حيان، و (155) من طريق أبي ضمرة، وأبو يعلى (2613) من طريق غياث النخعي، ثلاثتهم عن ابن جريج، بفذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 5/169 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عطاء الخراساني، به. وسيأتي برقم (2851) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، فقد روى له أبو داود وابن ماجه، وهو ثقة. وانظر (2000) . (2) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) : قدمنا على. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن العرني- وهو الحسن بن عبد الله- لم يسمع من ابنِ عباس. وانظر (2082) . الحديث: 2840 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 41 قَالَ رَوْحٌ: عَاصِمٌ، وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: أَبُو عَاصِمٍ " قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ؟ فَقَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا. قُلْتُ: وَمَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: " قَدْ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ عَلَى بَعِيرٍ "، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِسُنَّةٍ، كَانَ النَّاسُ لَا يُصْرَفُونَ (1) عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا يُدْفَعُونَ، فَطَافَ عَلَى بَعِيرٍ لِيَسْتَمِعُوا، وَلِيَرَوْا مَكَانَهُ، وَلا تَنَالُهُ أَيْدِيهِمْ (2) 2843 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ، أَوْ بِنِصْفِ دِينَارٍ " (3) 2844 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) في (م) وبعض أصولنا الخطية "يصدفون" بالدال، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وهامش (س) . (2) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي عاصم الغنوي، فقد قال أبو حاتم: لا أعرف اسمه ولا أعرفه ولا حدث عنه سوى حماد بن سلمة، وقال إسحاق بن منصورعن ابن معين: ثقة، وقد تابعه الجريري عند المصنف برقم (3492) ، ومسلم (1264) (237) ، وعبد الملك بن سعيد بن الأبجر عند مسلم (1265) . وانظر (2707) . (3) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري. يزيد: هو ابن هارون، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وهو مكرر (2121) . الحديث: 2843 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 42 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَا صَرُورَةَ فِي الْإِسْلامِ " (1)   (1) إسناده ضعيف، عمر بن عطاء: هو ابن وَرّاز، ويقال: ورازة، قال أبو طالب عن أحمد: كل شيء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء عن عكرمة، فهو ابن وراز، وكل شيء روى ابن جريج عن عمر بن عطاء، عن ابن عباس، فهو ابن أبي الخُوار كان كبيراً، قيل له: أيروي ابن أبي الخوار، عن عكرمة؟ قال: لا. وكذا جاء نحو هذا عن يحيى بن معين، قال: عمر بن عطاء الذي يروي عنه ابن جريج يحدث عن عكرمة ليس هو بشيء، وهو ابن وَواز، وهم يضعفونه، كل شيء عن عكرمة، فهو ابن وراز. وأخرجه الحاكم 2/159-160من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1729) ، والحاكم 1/448 من طريق سليمان بن حيان الأحمر، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/111، والطبراني (11595) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ابن جريح، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! فأخطا، ووقع عند الطبراني أن عمر بن عطاء هو ابن أبي الخوار، وهو خطأ كما بينا سابقاً. وأخرجه الطحاوي 2/112و113موقوفاً ومرسلًا من طريق عمروبن دينار، عن عكرمة. قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/97: الضرورة في هذا الحديث هو التبتل وترك النكاح، يقول: ليس ينبغي لأحد أن يقول: لا أتزوج، هذا ليس من أخلاق المسلمين، وهو مشهور في كلام العرب، قال النابغة الذِّبياني: لو أنها عَرَضَتْ لأشْمطَ راهبٍ ... عَبَدَ الإِله صَرورة مُتعبِّدِ لَرَنا لبهجتِها وحُسنِ حديثِها ... ولَخالَه رَشَداً وِإن لمِ يَرشدِ يعني الراهبَ التارك للنكاح، يقول: لو نَظَر إلى هذه المرأة افتتن بها، والذي تعرفه العامة من الصرورة أنه إذا لم يحجَّ قطّ، وقد علمنا أن ذلك إنما يُسمى بهذا الاسم، إلا أنه ليس واحد منهما يدافع الآخر، والأول أحسنهما وأعرفهما وأعربهما. وانظر "شرح مشكل الآثار" للطحاوي 2/112- 114. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 43 2845 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ حَسَنٌ: عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ حَمَّادٌ: وَأَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ حَسَنٌ - قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وحَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ - مُرْسَلٌ لَيْسَ فِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ -، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِخَدِيجَةَ: - فَذَكَرَ عَفَّانُ الْحَدِيثَ - وَقَالَ أَبُو كَامِلٍ، وَحَسَنٌ: فِي حَدِيثِهِمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِخَدِيجَةَ: " إِنِّي أَرَى ضَوْءًا، وَأَسْمَعُ صَوْتًا، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِي جَنَنٌ " قَالَتْ: لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللهِ. ثُمَّ أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنْ يَكُ صَادِقًا، فَإِنَّ هَذَا نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى، فَإِنْ بُعِثَ وَأَنَا حَيُّ، فَسَأُعَزِّرُهُ، (1) وَأَنْصُرُهُ، وَأُومِنُ بِهِ (2) .   (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : فسأعزِّزه، بزاءَين. (2) إسناده على شرط مسلم إلا أنه اختلف في وصله وإرساله. وأخرجه ابن سعد 1/195 من طريق عفان بن مسلم ويحيى بن حماد، والطبراني (12839) من طريق الحجاج بن المنهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. حديث عفان مرسل، وقال يحيى بن عباد في حديثه: قال حماد بن سلمة: أحسبه عن ابن عباس، وكذا حجاج بن منهال قال في حديثه: عن ابن عباس فيما يحسب حماد. وانظر ما تقدم برقم (2399) . وأخرجه بنحوه ابن سعد 1/195 عن عروة مرسلا. وفي الهاب من حديث عائشة عند أحمد 6/232-233، والبخاري (3) ، ومسلم (160) (252) وقوله "إني أخشى أن يكون بي جنن"، الجُنُن: بضم الجيم والنون، هو الجنون محذوف منه الواو، كذا وقع هنا، وفي البخاري ومسلم: إني خشيت على نفسي،= الحديث: 2845 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 44 2846 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، سَبْعَ سِنِينَ يَرَى الضَّوْءَ وَالنُّورَ وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ، وَثَمَانِيَ (1) سِنِينَ يُوحَى إِلَيْهِ، وَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا " (2) 2847 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَعَفَّانٌ، الْمَعْنَى قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ - قَالَ عَفَّانُ: وَهُوَ كَالْمُعْرِضِ عَنِ الْعَبَّاسِ - فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي؟ فَقُلْتُ: إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ - قَالَ عَفَّانُ: فَقَالَ: أَوَ كَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ - قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ؟ فَإِنَّ عَبْدَ اللهِ أَخْبَرَنِي أَنَّ   = واختلف في المراد من الخشية المذكورة بها على اثني عشر قولاً، قال الحافظ: أولها: الجنون، وأن يكون ما رآه من جنس الكهانة، جاء مصرحاً به في عدة طرق، وأبطله أبو بكرابن العربي وحق له أن يبطله، لكن حمله الإسماعيلي على أن ذلك حصل له قبل حُصول العلم الضروري له أن الذي جاء ملك وأنه من عند الله، ثم ذكر الحافظ بقية الأقوال وقال: وأولاها بالصواب وأسلمها من الارتياب: الثالث- وهو الموت من شدة الرعب- واللذان بعده- وهما المرض ودوام المرض- وما عداهما فهو معتَرض. (1) في (ظ 9) و (ظ 14) : ثمان. (2) إسناده على شرط مسلم، أبو كامل- واسمه مظفر بن مدرك الخراساني نزيل بغداد- روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (2399) . الحديث: 2846 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 45 عِنْدَكَ رَجُلًا تُنَاجِيهِ. قَالَ: " هَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللهِ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " ذَاكَ جِبْرِيلُ، وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ " حَدَّثَنَا عَفَّانُ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ. (1) • 2848 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (2) حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (3) 2849 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِى عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ذَكَرَ خَدِيجَةَ، وَكَانَ أَبُوهَا يَرْغَبُ أَنْ يُزَوِّجَهُ "، فَصَنَعَتْ طَعَامًا وَشَرَابًا، فَدَعَتْ أَبَاهَا وَنَفَرًا (4) مِنْ قُرَيْشٍ، فَطَعِمُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ لِأَبِيهَا: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَخْطُبُنِي، فَزَوِّجْنِي إِيَّاهُ. فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فخلَّقَتْهُ (5) وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالْآبَاءِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ سُكْرُهُ، نَظَرَ فَإِذَا هُوَ مُخَلَّقٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، فَقَالَ: مَا شَأْنِي، مَا هَذَا؟ قَالَتْ:   (1) إسناده على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي. وانظر (2679) . (2) جاء هذا الحديث في النسخ المطبوعة، والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من رواية ابنه عبد الله كما قي (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 124. (3) إسناده على شرط مسلم. وانظر ما قبله. (4) في (س) و (ق) و (ص) : وزمراً، وعلى حواشيها: ونفراً، كما أثبتنا من (ظ 9) و (ظ 14) ، وهو في (م) وزمراً. (5) في النسخ المطبوعة و (ق) : فَخَلَعَتْهُ. وقوله: "فخلَّقَتْهُ"، أي: وضعت عليه الخَلُوق، وهو نوع من الطيب. الحديث: 2848 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 46 زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ. قَالَ: أَنَا أُزَوِّجُ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ لَا، لَعَمْرِي. فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: أَمَا تَسْتَحِي تُرِيدُ أَنْ تُسَفِّهَ نَفْسَكَ عِنْدَ قُرَيْشٍ؟ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّكَ كُنْتَ سَكْرَانَ؟ فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى رَضِيَ (1) 2850 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ،   (1) إسناده ضعيف، فقد شك حماد بن سلمة في وصله إذ قال الرواة عنه: "فيما يحسب حماد" ولم يجزم، ثم إن حماد بن سلمة قد دلسه، فقد أخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/73 من طريق مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس: أن أبا خديجة زَوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو- أظنه قال:- سكران، فعاد الحديث إلى علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني (12838) من طريق سليمان بن جرير، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. قلنا: وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 1/132 عن محمد بن عمر الواقدي، عن محمد بن عبد الله بن مسلم، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم. وعن ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. وعن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قالوا: إن عمها عمرو بن أسد زوَّجها رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن أباها مات قبل الفِجَار. ثم أورد ابن سعد عن محمد بن عمر الواقدي نحو القصة التي رواها عماربن أبي عمار، ثم قال: وقال محمد بن عمر: فهذا كله عندنا غلط ووَهَل، والثبت عندنا المحفوط عن أهل العلم أن أباها خويلد بن أسد مات قبل الفجار، وأن عمها عمرو بن أسد زوجها رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وبه قال الزبير بن بكار وغيره، ذكره ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/81، وبه قال أيضاً المبرد وطائفة معه، ذكره السهيلي في "الروض الأنف" 1/213. قوله: "يرغب أن يزوجه "، قال السندي: أي: عن أن يزوجه، لا في أن يزوجه، كما يفيده النظر فيما بعد. شري عنه: على بناء المفعول، مخفف أو مشدد، أي: أزيل وكشِف عنه. الحديث: 2850 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 47 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِيمَا يَحْسَبُ -: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) 2851 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ بَدَنَةً، وَأَنَا مُوسِرٌ بِهَا (2) ، وَلا أَجِدُهَا فَأَشْتَرِيَهَا؟ " فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبْتَاعَ سَبْعَ شِيَاهٍ، فَيَذْبَحَهُنَّ " (3) 2852 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ، قَالَ: " هُوَ أَعْوَرُ هِجَانٌ، كَأَنَّ رَأْسَهُ أَصَلَةٌ، أَشْبَهُ رِجَالِكُمْ بِهِ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ، فَإِمَّا هَلَكَ الْهُلَّكُ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (4)   (1) إسناده ضعيف كسابقه. (2) في (ظ9) و (ظ14) : لها. (3) إسناده ضعيف، عطاء الخراساني- وهو عطاء بن أبي مسلم الخراساني- صاحب أوهام كثيرة، ثم هو لم يسمع من ابن عباس شيئاً، وابن جريج مدلس ولم يصرح بسماعه. وأخرجه ابن ماجه (3136) من طريق محمد بن بكر البرساني، بهذا الإسناد. وانظر (2839) . (4) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سماك بن حرب في روايته عن عكرمة اضطراب. وانظر (2148) . الحديث: 2851 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 48 2853 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، يَقُولُ: قُلْنَا لِابْنِ عَبَّاسٍ، فِي الْإِقْعَاءِ عَلَى الْقَدَمَيْنِ؟ فَقَالَ: " هِيَ السُّنَّةُ ". قَالَ: فَقُلْنَا: إِنَّا لَنَرَاهُ جَفَاءً بِالرِّجْلِ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " هِيَ سُنَّةُ نَبِيِّكَ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير - واسمه محمد بن مسلم بن تَدْرُس- فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3035) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (536) ، والترمذي (283) ، وابن خزيمة (680) . وأخرجه مسلم (536) ، والبيهقي 2/119 من طريق محمد بن بكر البُرْساني وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (3030) و (3033) ، وابن أبي شيبة 1/285، والطبراني (10950) و (11010) و (11015) ، والبيهقي 2/119 من طرق عن طاووس، عن ابن عباس قال: من السنة أن تضع أليتك على عقبيك في الصلاة، زاد بعضهم: بين السجدتين. وأخرجه البيهقي 2/119 من طريق ابن إسحاق قال: حدثني عن انتصاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على عقبيه وصدور قدميه بين السجدتين إذا صَلى: عبدُ الله بن أبي نجيح المكي، عن مجاهد بن جَبْر أبي الحجاج، قال: سمعت عبدَ الله بن عباس يذكره، قال: فقلت له: يا أبا العباس، والله إن كنا لنعد هذا جفاءً ممن صنعه، قال: فقال: إنها لَسُنَّة. وأخرجه عبد الرزاق (3032) عن عمر بن حوشب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: الإِقعاء في الصلاة هي السنة. وانظر "سنن البيهقي" 2/119و123. وسيأتي الحديث برقم (2855) . قال النووى في "شرح مسلم" 5/19: اعلم أن الِإقعاء ورد فيه حديثان: ففي هذا الحديث أنه سنة، وفي حديث آخر النهي عنه، رواه الترمذي وغيرُه من رواية علي (وتقدم في مسنده برقم 1244) ، وابن ماجه من رواية أنس، وأحمد بن حنبل- رحمه الله تعالى-= الحديث: 2853 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 2854 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَحَرَّى   = من رواية سمرة وأبي هريرة، والبيهقي من رواية سمرة وأنس، وأسانيدُها كُلُها ضعيفة، وقد اختلف العلماءُ في حكم الإقعاء وفي تفسيره اختلافاً كثيراً لهذه الأحاديث، والصوابُ الذي لا معدلَ عنه: أن الإقعاءَ نوعان: أحدهما: أن يُلْصِقَ أليته بالأرض، وينصب ساقيه، ويضع يديه على الأرضِ كإقعاءِ الكلب، هكذا فسره أبو عبيدة معمرُ بنُ المثنى وصاحبه أبو عُبيدٍ القاسمُ بنُ سلام وآخرون من أهل اللغة، وهذا النوع هو المكروه الذي ورد فيه النهي. والنوعُ الثاني: أن يجعل أليته على عقبيه بينَ السجدتين، وهذا هو مرادُ ابنِ عباس بقوله: سنة نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد نمق الشافعي رضي الله عنه في البويطي و"الإملاء" على استحبابه في الجلوس بينَ السجدتين، وحَمَلَ حديثَ ابنِ عباس رضي الله عنهما عليه جماعاتٌ من المحققين، منهم البيهقي، والقاضي عياض وآخرون رحمهم الله تعالى، قال القاضي: وقد رُوِيَ عن جماعةٍ من الصحابة والسلف أنهم كانوا يفعلونه، قال: وكذا جاء مفسراً عن ابنِ عباس رضي الله عنهما: من السنة أن تصمقَ عقبيك أليتُك، هذا هو الصوابُ في تفسير حديثِ ابنِ عباس، وقد ذكرنا أن الشافعيّ رضي الله عنه على استحبابه في الجلوس بَيْنَ السجدتين، وله نص آخر وهو الأشهرُ: أن السنة فيه الافتراشُ، وحاصله أنهما سنتان، وأيهما أفضلُ، ففيه قولان. وقوله: "إنا لَنَراه جفاءً بالرجُل" ضبطناه بفتح الراء وضم الجيم أي: بالإنسان، وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم، قال: وضبطه أبوعمر بن عبد البر بكسر الراء وإسكان الجيم، قال أبو عمر: ومن ضَم الجيم، فقد غلط، ورَدًا لجمهور على ابن عبد البر، وقالوا: الصوابُ الضم، وهو الذي يلَيق به إضافة الجفاء إليه، والله أعلم. الحديث: 2854 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 50 يَوْمًا يَبْتَغِي فَضْلَهُ عَلَى غَيْرِهِ، إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، أَوْ شَهْرَ (1) رَمَضَانَ " (2) 2855 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَجْثُو عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا يَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّهُ مِنَ الجَفَاءِ. قَالَ: " هُوَ سُنَّةُ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) 2856 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّوْبِ الْمُصْمَتِ حَرِيرًا " (4) 2857 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ   (1) في (ظ 9) و (ظ 14) : وشهر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي 2/75 من طريق روح، عن إبن جريح، بهذا الإِسناد. وانظر (1938) . (3) حديث صحيح، ابن لهيعة- وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السَيلَحيني، وأبو الزبير: اسمه محمد بن مسلم بن تَدْرس. وانظر (2853) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عكرمة بن خالد: هو عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي. وأخرجه الحاكم 4/192من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وانظر ما بعده وما سلف برقم (1879) . الحديث: 2855 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّوْبِ الْمُصْمَتِ " (1) 2858 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ، فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ، وَيَزِيدُنِي، فَانْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ " (2) . قَالَ الزُّهْرِيُّ: " وَإِنَّمَا هَذِهِ الْأَحْرُفُ فِي الْأَمْرِ الْوَاحِدِ، وَلَيْسَ يَخْتَلِفُ فِي حَلالٍ وَلا حَرَامٍ " 2859 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا، وَإِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا " (3)   (1) حديث صحيح، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وسيتكرر برقم (2951) ويأتي تخريجه هناك. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20370) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (819) ، والبيهقي 2/384، والبغوي (1225) . وانظر (2375) . (3) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ئقات رجال الصحيح، لكن في رواية سماك= الحديث: 2858 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 52 2860 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْسِمُوا الْمَالَ بَيْنَ أَهْلِ الْفَرَائِضِ عَلَى كِتَابِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَمَا تَرَكَتِ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى ذَكَرٍ " (1) 2861 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كُفِّنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُرْدَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، وَبُرْدٍ أَحْمَرَ " (2) 2862 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = عن عكرمة اضطراب. وسيتكرر برقم (3068) ، وانظر (2424) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19004) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1615) (4) ، وأبو داود (2898) ، وابن ماجة (2740) ، والترمذي بإثر الحديث (2098) ، وابن حبان (6029) ، والطبراني (10902) ، والدارقطني 4/70- 71. وأخرجه ابن حبان (6030) من طريق محمد بن حميد المَعْمَري، عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (2657) . (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى- وهومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن فيه مخالفة لما في الصحيح كما سلف بيانه برقم (2284) . سفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6166) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12056) . وأخرجه البيهقي 3/400 من طريق قبيصة، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/285 من طريقين عن ابن أبي ليلى، به. الحديث: 2860 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 53 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَأَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَرْضَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا كَذَا وَكَذَا " - لِشَيْءٍ مَعْلُومٍ - قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَهُوَ الْحَقْلُ، وَهُوَ بِلِسَانِ الْأَنْصَارِ: الْمُحَاقَلَةُ " (1) 2863 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَمَتَّعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ (2) وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ كَذَلِكَ " وَأَوَّلُ مَنْ نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ (3) 2864 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، مَعْنَاهُ بِإِسْنَادِهِ (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو هنا موقوف، بينما هو في "مصنف عبد الرزاق" (14467) وعند من أخرجه عنه، مرفوع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1550) (122) ، وابن ماجه (2457) . وأخرجه بنحوه مسلم (1550) (121) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، به، مرفوعاً، وفي آخره: "أن يأخذ عليها خَرْجاً معلوماً"، وليس فيه قول ابن عباس آخر الحديث. وانظر (2087) فقد روي من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، مرفوعاً. المحاقلة تقدم تفسيرها عند الحديث رقم (1960) . (2) المثبت من (ظ 14) ، وهو أقرب للحديث المتقدم برقم (2664) ، وفي (ظ 9) : تمتع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو بكر حتى مات، وفي نسخة على هامش (س) جاء قوله "حتى مات" بعد "رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" فقط، وعبارة "حتى مات" لم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية في أي من الموضعين. (3) إسناده ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-. وأخرجه الطحاوي 2/141 من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن سفيان، بهذا الإسناد. وانظر (2664) . (4) إسناده ضعيف كسابقه. الحديث: 2863 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 54 2865 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، (1) وَلِلرَّجُلِ أَنْ يَجْعَلَ خَشَبَةً فِي حَائِطِ جَارِهِ، وَالطَّرِيقُ الْمِيتَاءُ سَبْعَةُ (2) أَذْرُعٍ " (3)   (1) على حاشية (س) و (ق) و (ص) : ولا ضرار. وانظر "جامع العلوم والحكم" 2/211-212 طبع مؤسسة الرسالة. (2) في (ظ9) و (ظ14) : سبع، وكلاهما جائز، فالذراع يؤنث ويذكر. (3) حسن، جابر- وهو ابن يزيد الجعفي، وإن كان ضعيفاً- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه بنحوه البيهقي 6/69من طريق أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد- دون قوله: "لا ضرر ولا إضرار". وأخرج قوله: "لا ضرر ولا ضرار" فقط ابن ماجه (2341) عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق، به. وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة كما في "نصب الراية" 4/384-385عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن سماك، عن عكرمة، به. وأخرجه بطوله الطبراني (11806) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به. وأخرجه الدارقطني 4/228من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، به. وإبراهيم بن إسماعيل- مع ضعفه- يصلح حديثه للمتابعات والشواهد. والحديث دون قوله: "لا ضرر ولا إضرار" له طرق أخرى، انظر ما تقدم برقم (2098) و (2307) . وقوله: "لا ضرر ولا إضرار" له شواهد: منها حديثُ أبي سعيد الخدري عند الدارقطني 3/77 و4/228، والبيهقي 6/69، وابن عبد البر في "التمهيد" كما في "نصب الراية" 4/385، وصححه الحاكم= الحديث: 2865 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 2866 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " إِنِ اسْتَطَعْتُمِ أَنْ لَا يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ   =2/57، ووافقه الذهبي. ومنها حديثُ أبي هريرة عند الدارقطني 4/228 بإسناد ضعيف. ومنها حديث عبادة بن الصامت عند أحمد 5/327، وابن ماجه (2340) ، ورجاله ثقات إلا أنه منقطع. ومنها حديث ثعلبة بن أبي مالك عند الطبراني في "الكبير" (1387) بإسناد ضعيف. ومنها حديث عائشة عند الطبراني في "الأوسط" (270) و (1037) ، والدارقطني 4/227. ومنها حديثُ عمرو بن يحيى المازني عن أبيه مرسلا عند مالك في "الموطأ" 2/745. ومنها حديثُ واسع بنِ حبان مرسلا عند أبي داود في "المراسيل" (407) ،. وفيه عنعنة محمد بن إسحاق. وقال النووي عن هذا الحديث: حديث حسن ... وله طرق يَقْوَى بعضها ببعض، قال ابنُ رجب في "جامع العلوم والحكم" 2/210: وهو كما قال، وقد قال البيهقي في بعض أحاديث كثيربن عبد الله المزني: إذا انضمت إلى غيرها من الأسانيد التي فيها ضعف قويت، وقال الشافعي في المرسَل: إنه إذا أُسنِدَ من وجهٍ آخر، أوأَرسله من يأخذُ العلمَ عن غير من يأخذ عنه المرسِلُ الأول، فإنه يُقبَل، وقال الجُوزْجاني: إذا كان الحديث المسند من رجل غير مُقْنع- يعني لا يقنع برواياته- وشد أركانه المراسيل بالطرق المقبولة عند ذوي الاختيار، استعمل واكتفي به، وهذا إذا لم يعارض بالمسند الذي هو أقوى منه، وقد استدل الإمام أحمد بهذا الحديث، وقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا ضرر ولا ضرار"، وقال أبو عمرو بن الصلاح: هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه ومجموعها ويقوي الحديث ويحسنه، وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به، وقول أبي داود: إنه من الأحاديث التي يدور الفقه عليها يشعر بكونه غير ضعيف، والله أعلم. الحديث: 2866 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، فَلْيَفْعَلْ " قَالَ: " فَلَمْ أَدَعَ أَنْ آكُلَ قَبْلَ أَنْ أَغْدُوَ مُنْذُ سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَآكُلَ مِنْ طَرَفِ الصَّرِيقَةِ الْأَكْلَةَ، أَوْ أَشْرَبَ اللَّبَنَ، أَوِ الْمَاءَ، قُلْتُ: فَعَلامَ يُؤَوَّلُ هَذَا؟ قَالَ: سَمِعَهُ أَظُنُّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ: " كَانُوا لَا يَخْرُجُونَ حَتَّى يَمْتَدَّ الضَّحَاءُ، فَيَقُولُونَ: نَطْعَمُ لِئَلا نَعْجَلَ عَنْ صَلاتِنَا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5734) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (11427) . وزاد في آخره ما نصه: "قال: وربما غَدوتُ ولم أذق إلا الماءَ، ابن عباس القابْل". وأخرجه مختصراً الطبراني في "الأوسط" (454) من طريق إسماعيل ابن عُلية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: من السنة أن لا تخرج يوم الفطر حتى تَطْعَم، ولا] تَطْعم [يوم النحر حتى ترجع. وأخرجه بنحوه ابن أبى شيبة 2/160، والطبراني في "الكبير" (11296) ، والدارقطني 2/44 من طريق الحجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن ابن عباس قال: من السنة إن لا يخرج حتى يطعم، ويخرج صدقة الفطر. وإخرجه البزار (651- كشف الأستار) عن إبراهيم بن هانىء، عن محمد بن عبد الوهاب، عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن ابن عباس قال: من السنة أن يطعم قبل أن يخرج ولو بتمرة. قال الهيثمي في "المجمع" 2/199: في إسناد البزار من لم أعرفه. وفي الباب عن أنس عند أحمد 3/126، والبخاري (953) قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات. وعن بريدة الأسلمي عند أحمد 5/352، وصححه ابن حبان (2812) قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفطر لا يخرج حتى يَطْعَم، ويوم النحر لا يطعم حتى يرجع.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 57 2867 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ هُوَ أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، عَنْ فُضَيْلٍ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ - يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ - فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ " (1) 2868 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ حِينَ أَرَادُوا دُخُولَ مَكَّةَ فِي عُمْرَتِهِ، بَعْدَ الْحُدَيْبِيَةِ: " إِنَّ قَوْمَكُمْ غَدًا سَيَرَوْنَكُمْ، فَلْيَرَوْكُمْ (2) جُلْدًا " فَلَمَّا دَخَلُوا الْمَسْجِدَ اسْتَلَمُوا الرُّكْنَ، ثُمَّ رَمَلُوا، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا إِلَى الرُّكْنِ الْيَمَانِي، مَشَوْا إِلَى الرُّكْنِ الْأَسْوَدِ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَ   =الصَّريقة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/25: الرَقاقة، وجمعها: صُرُق وصرائق، وروى الخطابي في "غريبه" 3/132 عن عطاء أنه كان يقول: لا أغدو حتى آكل من طرف الصَّريفة، وقال: هكذا رُوي بالفاء، وإنما هو بالقاف. والضَّحاء- بالفتح والمد-: هو إذا ارتفع النهار واشتد وقع الشمس، وقيل: إذا عَلَت الشمس إلى ربع السماء فما بعده. "اللسان". والأكلة، قال السندي: بالضم، اللُّقمة. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، إسماعيل- وهو ابن خليفة العبسي أنجو إسرائيل الملائي- سيىء الحفظ، وقد توبع، وانظر ما تقدم برقم (1833) . الثوري: هو سفيان. وأخرجه بنحوه الخطيب في "الموضح" 1/406-407من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. (2) في (ظ9) و (ظ14) وعلى حاشية (س) : فليرونكم. الحديث: 2867 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَشَى الْأَرْبَعَ (1) 2869 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرِّكَازِ الْخُمُسَ " (2) 2870 - حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، (3) قَالَ: "   (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن خثيم - واسمه عبد الله بن عثمان- فمن رجال مسلم. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة. وأخرجه ابن ماجه (2953) ، وابن حبان (3814) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر (2220) و (2782) . الجُلْد: جمع جَلْدٍ، من الجَلَد: القوة والصبر. والرمَل: سرعة المشي. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح إلا أن في رواية سماك عن عكرمة اضطراباً. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/225و10178و12/256، والطبراني (11726) من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2870) و (3276 م (. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد 2/228و239، والبخاري (1499) ، ومسلم (1710) . قال ابنُ الأثير في "النهاية" 2/258: الركاز عند أهل الحجاز؟ كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهلِ العراق: المعادن، والقولان تحتملهما اللغة، لأن كلاًً منهما مركوز في الأرض، أي: ثابت، يقال: رَكَزَه يَرْكُزه ركزاً: إذا دفنه، وأركز الرجل: إذا وجد الرَكاز، والحديث إنما جاء في التفسير الأول وهو الكنز الجاهلي، وإنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه، وسهولة أخذه. وانظر تفصيل المسالة في "المغني" لابن قدامة 4/231 -238. (3) يعني: عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس. الحديث: 2869 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 59 وَقَضَى - وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حَدِيثِهِ: قَضَى - رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرِّكَازِ الْخُمُسَ " (1) 2871 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبَاشِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، وَلا الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ " (2) 2872 - " قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَرْفَعْهُ أَسْوَدُ، وحَدَّثَنَاهُ عَنْ حَسَنٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مُرْسَلًا " (3) 2873 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ: عَلَيْكَ الْعِيرَ، لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ. قَالَ: فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ وَهُوَ أَسِيرٌ فِي وَثَاقِهِ: لَا يَصْلُحُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِمَ؟ " قَالَ: لِأَنَّ اللهَ قَدْ (4) وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ (5)   (1) صحيح لغيره، وانظر ما قبله. أسود: هو ابن عامر الملقب بشاذان. (2) حديث صحيح. وهو مكرر (2773) . (3) حديث صحيح، قد صح موصولاً كما في الحديث السالف. أسود: هو ابن عامر الملقب بشاذان، وحسن الذي حدث عنه أسود بن عامر: هو ابن صالح بن صالح بن حي. ولفظة "مرسلا" في آخره جاءت في (ظ9) و (ط14) على الرفع: مرسل. (14 لفظة "قد" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية. (5) رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حسن صحيح، وصحح إسناده الحاكم 2/327، ووافقه الذهبي، وجود إسناده ابن كثير في= الحديث: 2871 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 2874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمَاعِزٍ، فَاعْتَرَفَ عِنْدَهُ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ: " اذْهَبُوا بِهِ " ثُمَّ قَالَ: " رُدُّوهُ " فَاعْتَرَفَ مَرَّتَيْنِ، حَتَّى اعْتَرَفَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ " (1) 2875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ الطَّلاقُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ وَسَنَتَيْنِ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، طَلاقُ الثَّلاثِ: وَاحِدَةً " فَقَالَ عُمَرُ: " إِنَّ النَّاسَ قَدِ اسْتَعْجَلُوا فِي أَمْرٍ كَانَتْ (2) لَهُمْ فِيهِ أَنَاةٌ، فَلَوْ أَمْضَيْنَاهُ عَلَيْهِمْ. فَأَمْضَاهُ عَلَيْهِمْ " (3)   = "تفسيره" 3/556! وأخرجه الترمذي (3080) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح! وانظر (2022) . (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (13344) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12304) . وأخرجه أبو داود (4426) ، والنسائي في "الكبرى" (7173) ، والطحاوي 13/43، والطبراني (12304) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإِسناد. وانظر (2202) . قوله في المرة الأولى: "اذهبوا به"، قال السندي: لعله قال ذلك رجاء أن يرجع قبل أن يثبت عليه الحد بتمام الأربع، والله تعالى أعلم. (2) في (م) و (ق) و (ص) : كان. (3) رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (11336) . الحديث: 2874 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 61 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1472) (15) ، والطبراني (10916) ، والدارقطني 4/64، والحاكم 2/196، والبيهقي 7/336. وأخرجه عبد الرزاق (11337) ، ومسلم (1472) (16) ، وأبو داود (2200) ، والنسائي 6/145، وا لطبراني (10917) ، والدارقطني 4/46-47 و48-49 و50- 51، والبيهقي 7/336عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن أبيه: أن أبا الصهباء قال لابن عباس: أتعلم أنما كانت الثلاث تُجعل واحدة على عهد النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبى بكر، وثلاثاً من إمارة عمر؟ فقال ابن عباس: نعم. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (11338) ، وابن أبي شيبة 5/26، ومسلم (1472) (17) ، وأبو داود (2199) ، والطبراني (10847) و (10975) ، والبيهقي 7/336 من طرق عن طاووس، به. قال ابن رجب في "مشكل الأحاديث الواردة في أن الطلاق الثلاث واحدة"- نقله عنه يوسف بن عبد الهادي في كتابه "سير الحاث إلى علم الطلاق الثلاث "-: فهذا الحديث لأئمة الإسلام فيه طريقان: أحدهما: مسلك الِإمام أحمد ومن وافقه، وهو يرجع إلى الكلام في إسناد الحديث لشذوذه، وانفراد طاووس به، فإنه لم يُتابَعْ عليه، وانفراد الراوي بالحديث مخالفاً للأكثرين هو عِلة في الحديث يوجب التوقف فيه، وأنه يكون شاذاً أو منكراً إذا لم يُرْوَ معناه من وجه يصح، وهذه طريقة المتقدمين كالإمام أحمد، ويحيى القطان، ويحيى بن معين، ومتى أجمع علماء الأمة على اطِّراح العمل بحديث، وَجَبَ اطِّراحُه وتركُ العمل به. ثم قال ابن رجب: وقد صح عن ابن عباس- وهو راوي الحديث- أنه أفتى بخلاف هذا الحديث، ولزوم الثلاثة المجموعة، وقد عَللَ بهذا أحمد والشافعي كما ذكره الموفق ابن قدامة في "المغني"، وهذه أيضاً علة في الحديث بانفرادها، فكيف وقد انضم إليها علة الشذوذ والإنكار. وقال العلامة ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 3/124-127: قال البيهقي (في سننه 7/337) : هذا الحديث أحد ما اختلف فيه البخاري ومسلم، فأخرجه مسلم وتركه= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 2876 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي هَرِمٍ، عَنْ صَدَقَةَ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَسْأَلُهُ عَنِ الصِّيَامِ؟ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الصِّيَامِ صِيَامَ أَخِي دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا،   = البخاري، وأظنه إنما تركه لمخالفته سائر الروايات عن ابن عباس- وساق الروايات عنه- ثم قال: فهذه رواية سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح ومجاهد وعكرمة وعمرو بن دينار ومالك بن الحارث ومحمد بن إياس بن البكير، ورويناه عن معاوية بن أبي عياش الأنصاري، كلهم عن ابن عباس، إنه أجاز الثلاث وأمضاهن، قال ابن المنذر: فغير جائز إن نظن بابن عباس أنه يحفظ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً، ثم يفتى بخلافه. وقال الشافعي: فإن كان، يعني قول ابن عباس: "إن الثلاث كانت تحتسب على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واحدة"، يعني أنه بأمر رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالذي يشبه- والله أعلم- أن يكون ابن عباس قد علم أن كان شيء فنسخ. قال البيهقي: ورواية عكرمة عن ابن عباس فيها تأكيد لصحة هذا التأويل. يريد البيهقي الحديث الذي ذكره أبو داود في باب نسخ المراجعة. وقال أبو العباس بن سريج: يمكن أن يكون ذلك إنما جاء في نوع خاص من الطلاق الثلاث.، وهو أن يفرق بين اللفظين، كأن يقول: أنت طالق، أنت طالق، وكان في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعهد أبي بكر والناس على صدقهم وسلامتهم، لم يكن ظهر فيهم الخب والخداع، فكانوا يصدقون أنهم أرادوا به التوكيد، ولا يريدون الثلاث، ولما رأى عمر رضي الله عنه في زمانه أموراً ظهرت وأحوالًا تغيرت منع من حمل اللفظ على التكرار فألزمهم الثلاث. وقال بعضهم: إن ذلك إنما جاء في غير المدخول بها، وذهب إلى هذا جماعة من أصحاب ابن عباس، ورووا أن الثلاث لا تقع على غير المدخول بها، لأنها بالواحدة تَبِين، فإذا قال: أنت طالق، بانت، وقوله: "ثلاثاً" وقع بعد البينونة، ولا يُعتد به، وهذا مذهب إسحاق بن راهويه. وانظر (2387) . الحديث: 2876 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (1) 2877 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَمَتَّعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ "، وَأَوَّلُ مَنْ نَهَى عَنْهَا مُعَاوِيَةُ (2) . 2878 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَخِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْ سِقَاءٍ، فَقِيلَ لَهُ:   (1) إسناده ضعيف جداً، الفرج بن فضالة ضعيف، وأبو هرم: كذا في الأصول، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص187 في ترجمة صدقة الدمشقي: ساق أحمد الحديث من رواية فرج بن فضالة عن أبي هُرْمُز؛ كذا هو الأصل بضم الهاء وسكون الراء بعدها ميم ثم زاي منقوطة، وكتبها الحسيني بخطه ومن تبعه بغير زاي، وهو الذي في "تاريخ ابن عساكر" بخط ولد المصنف، وجزم ابن عساكر بأنه أبو هريرة الحمصي، وستأتي ترجمته في الكنى. وقال في "الكنى" ص524: أبو هرم عن صدقة الدمشقي، وعنه الفرج بن فضالة، مجهول، قاله الحسيني. قلت (القائل ابن حجر) : نَبه ابن عساكر في ترجمة صدقة على أن الصواب أبو هريرة، وأن من قال: أبو هرم، فقد وهم، وأنه مجهول، وصدقة الدمشقي لا يُعرف، وليس هو صدقة بن عبد الله السمين المعروف بالضعف المترجم له في "التهذيب". وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/لوحة 288 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. قلنا: ويغني عنه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد 2/164، والبخاري (1979) ، ومسلم (1159) (187) . وحديث أبي قتادة الأنصاري عند أحمد 5/297، ومسلم (1162) (197) . (2) إسناد هـ ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-. وانظر (2664) . الحديث: 2877 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 64 إِنَّهُ مَيْتَةٌ، قَالَ: " دِبَاغُهُ يُذْهِبُ خَبَثَهُ، أَوْ رِجْسَهُ، أَوْ نَجَسَهُ " (1) 2879 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ - أَوْ قَالَ: عَلَى مَنْكِبَيَّ - فَقَالَ: " اللهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " (2) 2880 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَجِّ مِائَةَ بَدَنَةٍ، نَحَرَ بِيَدِهِ مِنْهَا سِتِّينَ، وَأَمَرَ بِبَقِيَّتِهَا، فَنُحِرَتْ، وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بَضْعَةً فَجُمِعَتْ فِي قِدْرٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، وَحَسَا مِنْ مَرَقِهَا، وَنَحَرَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ   (1) حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير أخي سالم بن أبي الجعد - واسمه عبد الله بن أبي الجعد فيما ذكره البيهقي عن أحمد بن علي الأصبهاني-، فقد روى له النسائي وابنُ ماجه، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: مجهول الحال، وقال الذهبي: فيه جهالة. ومع ذلك فقد صحح حديثه هذا ابن خزيمة والبيهفي والحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن خزيمة (114) ، والحاكم 1/161 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وانظر (2117) . قوله: "إنه ميتة"، قال السندي: أي: جلد ميتة. (2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. زهير: هو ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي الكوفي. وانظر (2397) . الحديث: 2879 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 65 سَبْعِينَ، فِيهَا جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ، فَلَمَّا صُدَّتْ عَنِ الْبَيْتِ، حَنَّتْ كَمَا تَحِنُّ إِلَى أَوْلادِهَا " (1) 2881 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارٌ يَعْنِي ابْنَ رُزَيْقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " سَاقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةَ بَدَنَةٍ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2) 2882 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ مَرَّ الظَّهْرَانِ. . (3) " 2883 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو النَّضْرِ قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ   (1) إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فإنه سيىء الحفظ. وأخرجه الطبراني (12071) ، والبيهقي 5/230 و240 من طرق عن ابن أبي ليلى، بهذا الِإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2079) و (2359) و (2428) . بَضْعة: قطعة من اللحم. (2) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه البزار (617) من طريق عبد الكريم، عن مجاهد، بهذا الإسناد. ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهدى في حجته مئة بَدَنة فيها جمل لأبي جهل في أنفه برَة من ذهب. وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (593) . (3) في النسخ المطبوعة "فلما نزلَ مَر الظهران، أفطر"، ولفظة "أفطر" لم ترد في= الحديث: 2881 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 66 الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ بِمَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ سَبْعَ عَشْرَةَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ " قَالَ أَبُو النَّضْرِ: " يَقْصُرُ، يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ " (1) • 2884 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ، مِنَ الثِّقَاتِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، وَحَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ (2)   = (ظ9) و (ظ14) و (غ) ، وكان مكانها في (ق) بياض وكتب مقابلها على الهامش: بياض في الأصل، ثم أضيفت فيها بخط مغاير، وأما في (س) و (ص) فقد جاءَت هذه اللفظة على هامشيهما وكتب عليها علامة "صح"، ولم ترد هذه اللفظة أيضاً في "حاشية السندي" وعلق عليها قائلاً: هكذا في نسخ "المسند" جاء باختصار من غير ذكر جواب "لما". قلنا: وقد جاء الحديث عند ابن سعد والطبري بإثبات لفظة "أفطر"، وهو الصواب. والحديث دون قوله "مَر الظهران" صحيح، وقد اختلف على ابن إسحاق فيه، فرواه عنه عبد الله بن إدريس هكذا، ورواه عنه محمد بن عبيد الطنافسي عند ابن سعد في "الطبقات" 2/137، وعبدة بن سليمان عند الطبري في "تهذيب الأثار" ص 101، وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري فيما تقدم عند المصنف برقم (2392) ، فقالوا فيه: حتى إذا كان بالكَديد أفطر، وهو الصواب الموافق لرواية سفيان بن عيينة وغيره عن الزهري كما تقدم تخريجه عند المصنف برقم (1892) . وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 14/503 عن يعلى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، به. ولفظه: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفتح لعشر مضت من رمضان. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيىء الحفظ، إلا أنه قد توبع، انظر ما تقدم برقم (1958) و (2758) . ابن الأصبهاني: هو عبد الرحمن بن عبد الله ابن الأصبهاني. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. نصر بن علي: هو نصر بن= الحديث: 2884 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 67 2885 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَرْفَعُهُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: " لِتَرْكَبْ، وَلْتُكَفِّرْ يَمِينَهَا " (1) 2886 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى بِالشَّاهِدِ وَالْيَمِينِ " (2) 2887 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ قَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجَدْتُهُ يَتَوَضَّأُ، فَمَضْمَضَ، ثُمَّ اسْتَنْشَقَ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اثْنَتَيْنِ (3) ، أَوْ ثِنْتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا " (4) 2888 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ،   = علي بن نصر بن علي الجهضمي. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعف لضعف شريك. وأخرجه ابن خزيمة (3046) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر (2828) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (2224) . (3) في (م) و (ق) : اثنتين اثنتين. وقوله: "اثنتين"، قال السندي: أي: ليستنثر اثنتين، هذا هو الموافق لبعض الروايات. (4) إسناده قوي. وانظر (2011) . الحديث: 2885 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 68 أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1) 2889 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي عُلْوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " فُرِضَ عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسُونَ صَلاةً، فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَجَعَلَهَا خَمْسًا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن مهران، فمن رجال مسلم. محمد بن عبد الله الأنصاري: هو محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري القاضي. وأخرجه الترمذي (776) ، والنسائي في "الكبرى" (3231) ، والطحاوي 2/101 من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. ولفظ الترمذي "وهو صائم"، ولفظ النسائي "وهو محرماً صائم". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقال النسائي: هذا منكر ولا أعلم أحداً رواه عن حبيب غير الأنصاري، ولعله أراد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج ميمونة! قلنا: وقد بينا فيما سبق برقم (1849) أن الرواية: "احتجم وهو محرماً صائم" خطأ، وأن الصواب: احتجم وهو محرما، واحتجم وهو صائم. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله القاضي- سيىء الحفظ، وأبو علوان: هو عبد الله بن عُصْم، ويقال: ابن عِصْمة، ورجح أحمد قول شريك: أنه عبد الله بن عُصْم، دون هاء، وثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ. وأخرجه ابن ماجه (1400) ، والمزي في "تهذيب الكمال "15/307-308من طريق أبي الوليد (سقطت لفظة "أبي" من مطبوعة سنن ابن ماجه، وأبو الوليد: هو الطيالسي) ، عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرج نحوه أبو داود (247) عن قتيبة بن سعيد، عن أيوب بن جابر، عن عبد الله بن عُصْم، عن ابن عمر رفعه. وأيوب بن جابر ضعيف، ورجح الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 5/47 رواية شريك على رواية أيوب هذا، وقال: شريك أقوى منه.= الحديث: 2889 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 69 2890 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُصْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِينَ صَلاةً، فَسَأَلَ رَبَّهُ فَجَعَلَهَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ " (1) 2891 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُصْمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ خَمْسِينَ صَلاةً، فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَجَعَلَهَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ " (2) 2892 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ " (3)   =وله شاهد من حديث مالك بن صعصعة عند أحمد 4/208-209، والبخاري (3207) ، ومسلم (164) ضمن حديث الإسراء الطويل. وثان من حديث أنس بن مالك عند الترمذي (213) ، وقال: حسن صحيح، وفي الباب عن عبادة بن الصامت وطلحة بن عبيد الله وأبي ذر وأبي قتادة ومالك بن صعصعة وأبي سعيد الخدري. (1) صحيح لغيره كسابقه. (2) صحيح لغيره كسابقه. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس المكي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/294، ومسلم (403) (61) ، والنسائي 3/41، وأبو عوانة= الحديث: 2890 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 70 2893 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُوحَى إِلَيَّ فِيهِ " (1) 2894 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَخَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2)   =2/228، والبيهقي 2/337 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر (2665) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- واسمه أربدة البصري- في عداد المجهولين، وشريك سيىء الحفظ. وانظر (2125) . قوله: "أمِرت بالسواك "، قال السندي: أي: ندباً مؤكداً، حتى خشيت أن يوحى إلي فيه بالافتراض. (2) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن في رواية سماك بن حرب عن عكرمة اضطراباً. وأخرجه الطبراني (11727) من طريق خلف بن الوليد وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (2123- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2598) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/45 من طرق عن إسرائيل، به. وأخرجه أبو يعلى (2361) من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة". وسيأتي برقم (3071) . ويشهد للفظ "سبعين جزءاً" حديث ابن عمر عند أحمد 2/18، ومسلم (2265) .= الحديث: 2893 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 71 2895 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   = وحديث ابن مسعود عند البزار (2122) و (3490) ، والطبراني في "الصغير" (928) . ويشهد للفظ "ستة وأربعين جزءاً" حديث أنس بن مالك عند أحمد 3/106، والبخاري (6983) ، ومسلم (2264) . وحديث عبادة بن الصامت عند أحمد 5/319، والبخاري (6987) ، ومسلم وحديث أبي رَزين عند أحمد 4/10 و12 و13. وحديث عوف بن مالك عند ابن ماجه (3907) ، وصححه ابن حبان (6042) . وحديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (6989) . وروي عن أبي سعيد أيضاً بإسناد ضعيف بلفظ: "سبعين جزءاً" انظر ابن ماجه (3895) ، وأبا يعلى (1335) . وروي اللفظان جميعاً عن أبي هريرة، انظر تخريج حديثه مفصلاً في "صحيح ابن حبان" (6040) و (6044) . قال البغوي في "شرح السنة" 12/203-204: قوله: "جزء من النبوة"، أراد تحقيق أمر الرؤيا وتأكيده، وإنما كانت جزءاً من النبوة في حق الأنبياء دون غيرهم، قال عبيد بن عمير: رؤيا الأنبياء وحي، وقرأ: (إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر) ] الصافات: 102 [، وقيل: معناه أنها جزء من أجزاء علم النبوة، وعلم النبوة باق، والنبوة غير باقية، أو أراد أنه كالنبوة في الحكم بالصحة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "والهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة"، أي: هذه الخصال في الحسن والاستحباب كجزء من أجزاء فضائلهم، فاقتدوا فيها بهم، لا أنها حقيقة نبوةٍ؛ لأن النبوة لا تتجزأ ولا نبوة بعد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات، الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له ". الحديث: 2895 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ فِي صَلاةِ اللَّيْلِ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَارْفَعْنِي، وَارْزُقْنِي، وَاهْدِنِي " ثُمَّ سَجَدَ (1) . 2896 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَامٌ، حَرَّمَهُ اللهُ، لَمْ يَحِلَّ فِيهِ الْقَتْلُ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُحِلَّ لِي سَاعَةً، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلا يُعْضَدُ شَوْكُهُ،   (1) إسناده حسن، كامل بن العلاء: هو التميمي السعدي وثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وقال يعقوب بن سفيان: ثقة، وقال ابن عدي: رأيت في بعض رواياته أشياء أنكرتها، وأرجو أن لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، والشك في رواية حبيب بن أبي ثابت هل هي عن ابن عباس أو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، لا يضر، فقد ثبت على ابنُ المديني سماعَه من ابن عباس، وخرج له الشيخان من روايته عن سعيد بن جبير. وأخرجه أبو داود (850) ، وابن ماجه (898) ، والترمذي (284) و (285) ، والحاكم 1/262و271، والبيهقي 2/122، والبغوي (667) من طرق عن كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وهكذا روي عن علي، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق: يرون هذا جائزاً في المكتوبة والتطوع. وسيأتي مطولاً برقم (3514) . وفي الباب عن حذيفة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول بين السجدتين: "رب اغفر لي، رب اغفر لي"، أخرجه أحمد 5/398، وأبو داود (874) ، وابن ماجه (897) ، والنسائي 2/231، وصححه الحاكم 1/271، ووافقه الذهبي. الحديث: 2896 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 وَلا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهُ إِلا مَنْ عَرَّفَهَا، وَلا يُخْتَلَى خَلاهُ ". فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِبُيُوتِهِمْ وَلِقَيْنِهِمْ. فَقَالَ: " إِلا الْإِذْخِرَ، وَلا هِجْرَةَ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا " (1) 2897 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ خَيْرٍ الزِّيَادِيُّ، (2) أَنَّ مَالِكَ بْنَ سَعْدٍ التُّجِيبِيَّ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَعَنَ الْخَمْرَ، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَشَارِبَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَمُسْتَقِيَهَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيز المفضل - وهو ابن مُهَلْهَل- فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه مسلم (1353) ، وص 1488 (85) ، والنسائي 5/204-205، وابن حبان (3720) ، والطبراني (10943) ، والبيهقي 6/199 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد- وبعضهم يختصره. وانظر ما تقدم برقم (2353) ، ومختصراً برقم (1991) . (2) تصحف في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلى: "الزيادي" بالمثناة من تحت، وصوابه ما أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) بالباء الموحدة، نسبة إلى زَبَاد موضع بالمغرب. انظر "الأنساب" 6/232. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مالك بن خير الزبادي روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/460، وقال الذهبي في "الميزان" 3/426: محله الصدق، وشيخه مالك بن سعد، لم يرو عنه غير مالك بن خير الزبادي، قال أبو زرعة: مصري لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/385 وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح بن صفوان بن مالك المصري.= الحديث: 2897 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 74 2898 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ الْحَضْرَمِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبَأٍ، مَا هُوَ: أَرَجُلٌ أَمِ امْرَأَةٌ أَمْ أَرْضٌ؟ فَقَالَ: " بَلْ هُوَ رَجُلٌ وَلَدَ عَشْرَةً، فَسَكَنَ الْيَمَنَ مِنْهُمْ سِتَّةٌ، وَبِالشَّامِ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ، فَأَمَّا الْيَمَانِيُّونَ: فَمَذْحِجٌ وَكِنْدَةُ وَالْأَزْدُ وَالْأَشْعَرِيُّونَ وَأَنْمَارٌ وَحِمْيَرُ، عَرَبًا كُلَّهَا، وَأَمَّا الشَّامِيَّةُ: فَلَخْمٌ وَجُذَامُ وَعَامِلَةُ وَغَسَّانُ " (1)   = وأخرجه عبد بن حميد (686) ، والطبراني (12976) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (5356) من طريق ابن وهب، عن حيوة بن شريح، به. وأخرجه الحاكم 4/145من طريق ابن وهب، عن مالك بن خير (تحرف في المطبوع منه إلى: حسين) الزبادي، به، وصححه ووافقه الذهبي. وصحح إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/250. وله شاهد صحيح بطرقه من حديث ابن عمر عند أحمد 2/25 و71، والطيالسي (1957) ، وأبي داود (3674) ، وابن ماجه (3380) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/305-306، والحاكم 4/144-145، والبيهقي 8/287، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وآخر من حديث أنس بن مالك عند الترمذي (1295) ، وابن ماجه (3381) ، وإسناده حسن. قوله: "ومعتصرها"، قال السندي: هو من يعصر الخمر لنفسه، والعاصر: من عصرها مطلقاً. (1) إسناده حسن، عبد الله بن لهيعة، وإن كان فيه كلام فإن رواية أبي عبد الرحمن - وهو عبد الله بن يزيد المقرئ- عنه صالحة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.= الحديث: 2898 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 75 2899 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، فَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ حَتَّى قَامَتَا بَيْنَ يَدَيْهِ، عِنْدَ رَأْسِهِ، فَنَحَّاهُمَا، وَأَوْمَأَ بِيَدَيْهِ (1) عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ " (2)   = وأخرجه الحاكم 2/423 من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1470 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، به. وذكره ابن كثير في "تفسيره" 6/491 من طريق الإمام أحمد، ثم قال: ورواه عبد بن حميد، عن الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، به، وهذا إسناد حسن ولم يخرجوه، وقد رواه الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب "القصد والأمَم بمعرفة أصول أنساب العرب والعَجَم" من حديث ابن لهيعة، عن علقمة بن وعلة، عن ابن عباس فذكر نحوه. وقد روى نحوه من وجه آخر. قلنا: وعلقمة بن وعلة هذا لم نجد له ترجمة فيما بين أيدينا من مصادر، إلا أن يكون أخطأ ابن لهيعة في تسميته، والصواب أنه عبد الرحمن بن وعلة. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 6/687، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. وأخرجه الطبراني (12992) من طريق عمرو بن خالد الحراني، عن ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن علقمة بن وعلة (كذا سماه هنا) ، عن ابن عباس. وقد سقط "ابن عباس" من المطبوع منه. وله شاهد من حديث فروة بن مسيك المرادي عند الإمام أحمد في "مسنده"، وقد سقط من المطبوع، لكن نسبه إليه ابن كثير في "تفسيره" 6/492 وجَوَّد إسناده، وهو في "أطراف المسند" لابن حجر 1/ورقة 227. وعرباء كلها: وقع في بعض النسخ: غير ما كلها! وهو تحريف، والعرب العرباء: الصُّرَحاء. (1) في (ظ 9) و (ظ 14) : بيده. (2) إسناده حسن، أبو عبد الرحمن المقرئ نخالُه سمع من المسعودي- واسمه= الحديث: 2899 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 76 2900 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرَّةَ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهَا، فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ " (1) 2901 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عِلْبَاءَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ " (2) 2902 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شُعْبَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ كُرَيْبٍ (3) مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، مَرَّ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَهُوَ   = عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله- قبل الاختلاط. وانظر (2095) و (2804) . (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، عامَّة رواته غير المسعودي ثقات من رجال الصحيح، وأبو عبد الرحمن بروايته عن المسعودي قديمة، ثم إنه قد توبع فيما تقدم برقم (2334) . وأخرجه ابن أبي شيبة 8/664 عن الفضل بن دكين، عن المسعودي، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (3005) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. داود: هو ابن أبي الفرات المروزي، وعلباء: هو ابن أحمر اليشكري. وانظر (2668) . (3) في (م) و (ق) : وكريب، بالواو وهو خطأ. الحديث: 2900 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 يُصَلِّي مَضْفُورَ الرَّأْسِ، مَعْقُودًا مِنْ وَرَائِهِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَبْرَحْ يَحُلُّ عُقَدَ رَأْسِهِ، فَأَقَرَّ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَلِّهِ، ثُمَّ جَلَسَ، فَلَمَّا فَرَغَ ابْنُ الْحَارِثِ مِنَ الصَّلَاةِ، أَتَاهُ، فَقَالَ: عَلَامَ صَنَعْتَ بِرَأْسِي، مَا صَنَعْتَ (1) آنِفًا؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَرَأْسُهُ مَعْقُودٌ مِنْ وَرَائِهِ، كَمَثَلِ الَّذِي يُصَلِّي مَكْتُوفًا " (2) 2903 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ، كَمَثَلِ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ " (3) 2904 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " احْتَجَمَ ثَلاثًا فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ (4) ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ إِيَّاهُ " (5)   (1) في (م) و (ق) و (ص) : صنعت برأسي، بزيادة لفظة "برأسي". (2) حديث صحيح، وأحد إسناديه ضعيف وهو طريق شعبة مولى ابن عباس، فإنه سيىء الحفظ، والآخر صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري. وانظر (2767) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وقد توبع، وانظر ما قبله. (4) المثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وهامش (س) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: أجرته. (5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-،= الحديث: 2903 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 2905 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلاثٍ: بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1) 2906 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ: ألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ " (2) 2907 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا قَدْ خَوَّى، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (3) 2908 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ،   = وشريك بن عبد الله النخعي سيىء الحفظ، وكلاهما متابع فيما تقدم برقم (2155) ، وفيما يأتي برقم (3457) . عامر: هو ابن شراحيل الشعبي. (1) حديث صحيح، شريك بن عبد الله النخعي قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2720) . (2) حديث صحيح، وهو مكرر (2799) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- وإسمه أربِدَة- في عداد المجهولين. وانظر (2405) . خَوَّى، قال السندي: بتشديد الواو، يقال: خَوَّى في سجوده تخوية: تجافى وفَرَّج ما بين عَضُديه وجنبيه. الحديث: 2905 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 79 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَدَبَّرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُهُ سَاجِدًا مُخَوِّيًا، وَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " (1) 2909 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلامُ إِلا شِدَّةً، أَوْ حِدَّةً " (2)   (1) صحيح لغيره، وانظر ما قبله. أسود: هو ابن عامر الملقب بشاذان. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيىء الحفظ، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب. وأخرجه بنحوه الدارمي (2526) ، وأبو يعلى (2336) ، والطبري في "التفسير" 5/55، وابن حبان (4370) ، والطبراني (11740) من طرق عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. وزادوا في أوله: "لا حلف في الإسلام". وأخرجه الطبري 5/55 عن أبي كريب، حدثنا مصعب بن المقدام، عن إسرائيل بن يونس، عن محمدبن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن عكرمة، عن ابن عباس، رفعه بلفظ: "لا حلف في الإسلام، وكل حِلف كان في الجاهلية، فلم يزده الإسلام إلا شدة، وما يسرني أن لي حُمْرَ النعَمِ، وإني نقضتُ الحلفَ الذي كان في دار الندْوة" وهذا سند قوي، رجاله رجال الصحيح. وفي الباب عن جبير بن مطعم عند أحمد 4/83، ومسلم (2530) . وعن عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/207. وعن قيس بن عاصم عنده أيضاً 5/61، وصححه ابن حبان (4369) . قال ابن الأثير في "النهاية" 1/424: أصل الحلف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال بين القهائل والغارات، فذلك الذي ورد النهيُ عنه في الإسلام بقوله: "لا حِلْفَ في الإسلام"، وما كان منه في الجاهلية على نصرِ المظلوم وصلةِ الأرحَام كحلف المطيبين وما جرى مَجراه،= الحديث: 2909 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 80 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =فذلك الذي قال فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلامُ إلا شدة" يريد: من المعاقدة على الخير ونصرة الحق، وبذلك يجتمع الحديثان، وهذا هو الحلف الذي يقتضيه الإسلام، والممنوع منه ما خالف حكم الإسلام. وقال الخطابي: قوله: "لا حلف في الإسلام" يريد على ما كانوا في الجاهلية، كانوا يتواضعون فيما بينهم بآرائهم، قال البغوي في "شرح السنة" 10/203: كان ذلك في الجاهلية بمعنى الأخوة، يبنون عليها أشياء جاء الشرع بإبطالها، والأخوة في الإسلام ثابتة على حكم الشرع، وقد روي عن أنس قال: حالف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين قريش والأنصار في داري، قال سفيان بن عيية: معنى "حالف ": آخى، وإلا فلا حلف في الإسلام كما جاء في الحديث. قال البغوي: يعني على ما كان من حكم الجاهلية. قلنا: حديث أنس أخرجه البخاري (2294) من طريق عاصم الأحول، قال: قلت لأنس بن مالك: أبلغك أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا حلف في الإسلام "؟ فقال: قد حالف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين قريش والأنصار في داري. وأخرجه مسلم (2529) ، وأبو داود (2926) ، وزاد الأخير: مرتين أو ثلاثاً. قال الطبري فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 4/473: ما استدل به أنس على إثبات الحِلْفِ، لا ينافي حديثَ جبير بن مطعم (يعني: لا حلف في الإسلام) في نفيه، فإن الإخاء المذكور كان في أول الهجرة، وكانوا يتوارثون به، ثم نسخ من ذلك الميراثُ، وبقي ما لم يُبْطِله القرآنُ، وهو التعاون على إلحق والمنصر، والأخذ على يد الظالم، كما قال ابن عباس: إلا النصر والنصيحة والرِّفادة، ويوصي له، وقد ذهب الميراث. قلنا: حديث ابن عباس هذا أخرجه البخاري في "صحيحه" (4580) من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما: (ولكل جعلنا موالي) قال: ورثة، (والذين عقدت أيمانكم) ، قال: كان المهاجرون لما قدموا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وَرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه، للأخوة التي آخى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهم، فلما نزلت: (ولكل جعلنا موالي) نسخت، ثم قال: (والذين عقدت أيمانكم) ، إلا النصر والرِّفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراثُ، ويوصي له.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 2910 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا أَمَةٍ وَلَدَتْ مِنْ سَيِّدِهَا، فَهِيَ مُعْتَقَةٌ عَنْ دُبُرٍ مِنْهُ " أَوْ قَالَ: " مِنْ بَعْدِهِ " وَرُبَّمَا قَالَهُمَا جَمِيعًا (1) 2911 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ أَمَرَ عَلِيًّا فَوَضَعَ لَهُ غُسْلًا، ثُمَّ أَعْطَاهُ ثَوْبًا، فَقَالَ: " اسْتُرْنِي وَوَلِّنِي ظَهْرَكَ " (3) 2912 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ   =وقال الإمام النووي: المنفي حِلف التوارث، وما يمنع منه الشرع، وأما التحالف على طاعة الله، ونصر المظلوم، والمؤاخاة في الله تعالى، فهو أمر مرغوب فيه. وانظر "الفتح"10/502. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (2759) . (2) وقع في هذا الإسناد بين شريك وسماك في (م) و (ق) و (ص) : "عن حسين بن عبد الله"، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فحذف في مطبوعته من الإسناد "عن سماك" ظناً منه أنها خطأ واضح، معتمداً بذلك على النسخة الكتانية، والصواب ما أثبتناه بحذف "عن حسين بن عبد الله " وليس "عن سماك"، وهو الموافق لما في "غاية المُقصَد في زوائد المسند" الورقة 36، و"أطراف المسند" 1/ورقة 122، وقد أخرج الطبرانى هذا الحديث في "الكبير" برقم (11773) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن حجاج بن محمد، عن شريك، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، به، ليس فيه "حسين بن عبد الله". (3) إسناده ضعيف، شريك سيئ الحفظ، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب. الحديث: 2910 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 فَاجْعَلُوهُ سَبْعَ (1) أَذْرُعٍ، وَمَنْ سَأَلَهُ جَارُهُ أَنْ يَدْعَمَ عَلَى حَائِطِهِ، فَلْيَفْعَلْ " (2) 2913 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنِ السَّبِيلِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ " ثَلاثًا (3) 2914 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو، مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنِ الطَّرِيقِ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ،   (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : سَبْعَة. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيىء الحفظ، إلا أنه قد توبع، وسماك في روايته عن عكرمة اضطراب. وانظر (2098) . (3) إسناده حسن، رجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي الزناد، فقد روى له أصحاب السنن وعلق له البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، وهو حسن الحديث. وانظر (1875) . الحديث: 2913 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 83 مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ " قَالَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِرَارًا ثَلاثًا فِي اللُّوطِيَّةِ (1) . 2915 - َحدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنِ الطَّرِيقِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ " قَالَهَا ثَلاثًا (2) 2916 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) إسناده حسن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري. وانظر ما وقوله: "ملعون من غير تخوم الأرض"، أي: حدودها ومعالمها، قال الزمخشري في "الفائق" 1/149: التخوم بوزن هُبوط وعَروض: حد الأرض، وهيء مؤنثة قال: يا بَنِىَّ التُّخُومَ لاتَظلِمُوها ... إنَّ ظُلمَ التُّخومِ ذو عُقَّالِ والتخوم جمع لا واحد له كالقَتود، وقيل: واحدها: تخْمَ، والمعنى: تغيير حدو الحرم اقي حدها إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: هو عام في كل حد ليس لأحد أن يزوي من حد غيره شيئاً. وقوله: "ملعون من كمه أعمى" أي: أضله. (2) إسناده جيد. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم. وأخرجه عبد بن حميد (589) عن خالد بن مخلد البجلي، عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الحديث: 2915 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 84 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِهَا، وَأُمِرْتُ بِالْأَضْحَى، وَلَمْ تُكْتَبْ " (1) 2917 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُتِبَ عَلَيَّ النَّحْرُ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ، وَأُمِرْتُ بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَلَمْ تُؤْمَرُوا بِهَا " (2) 2918 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى ابْنِ عُقَيْلٍ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ: لَقَدْ عُلِّمْتُ آيَةً مِنَ القُرْآنِ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا رَجُلٌ قَطُّ، فَمَا أَدْرِي أَعَلِمَهَا النَّاسُ، فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْهَا، أَمْ لَمْ يَفْطِنُوا لَهَا، فَيَسْأَلُوا عَنْهَا؟ ثُمَّ طَفِقَ يُحَدِّثُنَا، فَلَمَّا قَامَ، تَلاوَمْنَا أَنْ لَا نَكُونَ سَأَلْنَاهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: أَنَا لَهَا إِذَا رَاحَ غَدًا، فَلَمَّا رَاحَ الْغَدَ، قُلْتُ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، ذَكَرْتَ أَمْسِ أَنَّ آيَةً مِنَ القُرْآنِ، لَمْ يَسْأَلْكَ عَنْهَا رَجُلٌ قَطُّ، فَلا تَدْرِي أَعَلِمَهَا النَّاسُ، فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْهَا، أَمْ لَمْ يَفْطِنُوا لَهَا؟ فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْهَا، وَعَنِ اللاتِي قَرَأْتَ قَبْلَهَا. قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقُرَيْشٍ: " يَا مَعْشَرَ   (1) إسناده ضعيف لضعف جابر بن يزيد الجعفي. وأخرجه البزار (2434) من طريق وكيع بن الجراح، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر (2065) . تنبيه: وقع في بعض النسخ بعد هذا الحديث حديث آخر جُمع فيه بين هذا المتن وبين إسناد الحديث الآتي بعده، ولعله من اضطراب النساخ. (2) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الطبراني (11803) من طريق زكريا بن يحيى، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. الحديث: 2917 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 قُرَيْشٍ، إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ فِيهِ خَيْرٌ " وَقَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ النَّصَارَى تَعْبُدُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَمَا تَقُولُ فِي مُحَمَّدٍ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى كَانَ نَبِيًّا وَعَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ صَالِحًا، فَلَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا، فَإِنَّ آلِهَتَهُمْ لَكَمَا تَقُولُونَ. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57] قَالَ: قُلْتُ: مَا يَصِدُّونَ؟ قَالَ: يَضِجُّونَ، {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61] ، قَالَ: هُوَ خُرُوجُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَبْلَ يَوْمِ (1) الْقِيَامَةِ (2) .   (1) لفظة "يوم" ليست في (ظ9) و (ظ14) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عاصم- وهو ابن أبي النجود- فقد روى له أصحاب السنن، وحديثه في الصحيحين مقرون، وهو صدوق حسن الحديث. أبو رَزِين: اسمه مسعود بن مالك الأسدي، وأبو يحيى: هو المعرقَب، واسمه مِصْدَع، وفي "التهذيب": أنه مولى عبد الله بن عمرو، ويقال: مولى معاذ بن عفراء الأنصاري، والذي هنا أنه مولى ابن عَقِيل الأنصاري، قلنا: فلعل أحد الرواة حَرَّف كلمة "عفراء" إلى: عقيل، والله تعالى أعلم. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النَحْوي. وأخرجه دون قصة ابن عباس في أوله الطبراني (12740) من طريق الوليد بن مسلم، عن سفيان الثوري وشيبان، بهذا الإسناد. ولم يزد على قوله: "أبي يحيى" في إسناده. وأخرجه مختصراً ابن حبان (6817) من طريق الوليد بن مسلم، عن شيبان بن عبد الرحمن، عن عاصم، عن أبي رَزين، عن أبي يحيى مولى ابن عفراء، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله: (وإنه لعلم للساعة) ، قال: "نزول عيسى ابن مريم من قبل يوم القيامة". هكذا جعله مرفوعاً. وأخرجه بضحوه موقوفاً على ابن عباس الطبري 25/90 من طريق سفيان الثوري وشعبة وقيس، ثلاثتهم عن عاصم بن أبي النجود، به. إلا أن شعبة وقيساً لم يذكرا في= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 86 2919 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ،   = إسناده أبا يحيى. وأخرجه كذلك الحاكم 2/448 من طريق إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، به. وصحح إسناده، ووافقه الذهبي! وأخرجه الطبري 25/90 من طريق عطية العَوْفي، عن ابن عباس، موقوفاً. وأخرجه الطبري أيضاً 25/90 من طريق فضيل بن مرزوق، عن جابر قال: كان ابن عباس يقول: ما أدري عَلِمَ الناس بتفسير هذه الآية، أم لم يفطنوا لها؟ (وإنه لعلم للساعة) قال: نزول عيسى ابن مريم. قلنا: قوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة) ، هكذا قرأ ابن عباس وغيره "عَلَم" بفتح العين واللام، وقال الطبري: اجتمعت قراء الأمصارفي قراءة قوله: (وإنه لَعِلْم للساعة) على كسر العين من العلم، وروي عن ابن عباس ما ذكرت عنه في فتحها، وعن قتادة والضحاك، والصواب من القراءة في ذلك الكسر في العين، لِإجماع الحجة من القراء عليه. وقال ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/325: قرأ الجمهور "لَعِلْم" بكسر العين وتسكين اللام، وقرأ ابن عباس وأبو رزين وأبو عبد الرحمن وقتادة وحميد وابن محيصن بفتحهما. قال ابن قتيبة: من قرأ بكسر العين، فالمعنى أنه يعلم به قرب الساعة، ومن فتح العين واللام، فإنه بمعنى العلامه والدليل. وانظر "تفسير ابن كثير" 7/222-223. قلنا: وقد تواترت الأخبار في نزول عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة، وللمحدث محمد أنور شاه الكَشْمِيري رحمه الله كتاب جمع فيه هذه إلأخبار، وسماه "التصريح بما تواتر في نزول المسيح"، مطبوع بتحقيق الشيخ العلامة عبد الفتاح أبو غدة. يضِجُّون، قال السندي: بكسر الضاد المعجمة، من أضَح أو ضَجَّ: إذا صاح، والأول أنسب، فإن الثاني يستعمل في صياح المغلوب الذي أصابه مشقة وجَزَع، والأول بخلافه. الحديث: 2919 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 87 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِنَاءِ بَيْتِهِ بِمَكَّةَ جَالِسٌ، إِذْ مَرَّ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَكَشَرَ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلا تَجْلِسُ؟ " قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَقْبِلَهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُهُ إِذْ شَخَصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ، فَنَظَرَ سَاعَةً إِلَى السَّمَاءِ، فَأَخَذَ يَضَعُ بَصَرَهُ حَتَّى وَضَعَهُ عَلَى يَمِينِهِ فِي الْأَرْضِ، فَتَحَرَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جَلِيسِهِ عُثْمَانَ إِلَى حَيْثُ وَضَعَ بَصَرَهُ، وَأَخَذَ يُنْغِضُ رَأْسَهُ كَأَنَّهُ يَسْتَفْقِهُ مَا يُقَالُ لَهُ، وَابْنُ مَظْعُونٍ يَنْظُرُ، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ، وَاسْتَفْقَهَ مَا يُقَالُ لَهُ، شَخَصَ بَصَرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ كَمَا شَخَصَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَأَتْبَعَهُ بَصَرَهُ حَتَّى تَوَارَى فِي السَّمَاءِ، فَأَقْبَلَ إِلَى عُثْمَانَ بِجِلْسَتِهِ الْأُولَى، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فِيمَ كُنْتُ أُجَالِسُكَ وَآتِيكَ، مَا رَأَيْتُكَ تَفْعَلُ كَفِعْلِكَ الْغَدَاةَ قَالَ: " وَمَا رَأَيْتَنِي فَعَلْتُ؟ " قَالَ: رَأَيْتُكَ تَشْخَصُ بِبَصَرِكَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ وَضَعْتَهُ حَيْثُ وَضَعْتَهُ عَلَى يَمِينِكَ، فَتَحَرَّفْتَ إِلَيْهِ وَتَرَكْتَنِي، فَأَخَذْتَ تُنْغِضُ رَأْسَكَ كَأَنَّكَ تَسْتَفْقِهُ شَيْئًا يُقَالُ لَكَ. قَالَ: " وَفَطِنْتَ لِذَاكَ؟ " قَالَ عُثْمَانُ: نَعَمْ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي رَسُولُ اللهِ آنِفًا، وَأَنْتَ جَالِسٌ " قَالَ: رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ   (1) في (م) و (س) و"حاشية السندي": فتكشر. قال السندي: من الكَشْر: وهو ظهور الأسنان للضحك، وقد كاشره: إذا ضحك في وجهه وباسطه، تال أبو الدرداء: إنا لنُكْشِرُ في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم، علقه البخاري في "صحيحه" في الأدب: باب المداراة مع الناس. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 88 الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] قَالَ عُثْمَانُ: فَذَلِكَ حِينَ اسْتَقَرَّ الْإِيمَانُ فِي قَلْبِي، وَأَحْبَبْتُ مُحَمَّدًا (1) .   (1) إسناده ضعيف، شهر- وهو ابن حوشب- مختلف فيه، قَوى أمره جماعة وضعفه آخرون، وقال صالح بن محمد البغدادي الحافظ: روى عنه عبد الحميد بن بَهْرام أحاديث طوالاً عجائب، وعبد الحميد بن بهرام مختلف فيه أيضاً، وقال صالح بن محمد الحافظ: ليس بشيء، يروي عن شهر، عنده صحيفة منكرة، قال الحافظ أبو بكر الخطيب: الحمل في الصحيفة التي ذكر صالح أنها منكرة على شهر، لا على عبد الحميد، وقال ابن عدي: هو في نفسه لا بأس به، وإنما عابوا عليه كثرة رواياته عن شهر، وشهر ضعيف. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (893) عن إسماعيل بن أبان، والطبراني (8322) و (10646) من طريق محمد بن بكار، كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وهو عند البخاري مختصر. وأورده ابن كثير في "تفسيره" 4/516 وقال: إسناده جيد متصل حسن، قد بُين فيه السماع المتصل! ورواه ابن أبي حاتم من حديث عبد الحميد بن بهرام مختصرأ. وحَسن الهيثمي إسناده في "المجمع" 7/48-49! وأخرج أحمد 4/218 عن أسود بن عامر، عن هريم بن سفيان، عن ليث بن أبي شليم، عن شهر بن حوشب، عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً، إذ شخصَ ببصره ثم صوَّيه حتى كاد أن يلزقه بالأرض، قال: ثم شخص ببصره فقال: أتاني جبريل عليه السلام، فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيناء ذي الفربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعِظكم لعلكم تذكرُون) . وهذا إسناد ضعيف فيه شهر وقد سبق بيان حاله، وليث بن أبي سُليم سيئ الحفظ، ومع ذلك فقد قال ابن كثير في "تفسيره" 4/516: هذا إسناد لا بأس به، ولعله عند شهر بن حوشب من الوجهين، والله أعلم! شخصَ: رَفَع. ينغض: يحرِّك. يستفقه: يستعلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 89 2920 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ حَرَمٌ، وَحَرَمِي الْمَدِينَةُ، اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُهَا بِحُرَمِكَ، أَنْ لَا يُؤْوَى فِيهَا مُحْدِثٌ، وَلا يُخْتَلَى خَلاهَا، وَلا يُعْضَدُ شَوْكُهَا، وَلا تُؤْخَذُ لُقَطَتُهَا إِلا لِمُنْشِدٍ " (1) 2921 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ وَالِدِهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ الَّذِينَ أَعْتَقُوهُ، فَإِنَّ عَلَيْهِ لَعْنَةَ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ (2) أَجْمَعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ " (3)   (1) حسن لغيره دون قوله: "لكل نبي حَرَم"، وهذا إسناد ضعيف، وحَسن الهيثمي إسناده في "المجمع" 3/301! وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1357 من طريق إسحاق بن المنذر، عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وفي تحريم المدينة أحاديث، فعن علي سلف برقم (959) ، وعن سعد سلف أيضاً برقم (1573) ، وعن أبي هريرة سيأتي 2/376، وعن أنس سيأتي 3/199. قوله: "بحَرَمك"، قال السندي: بفتحتين، أي: بتحريمك. وقوله: "ولا يختلى خَلاها" الخلا: النبات الرقيق ما دام رطباً، يقال: خلى الخلا يَخْليه واختلاه: إذا جزَّه. وقوله: "إلا لمنشدٍ"، قال: أي: لا يجوز الأخذ إلا لمنشد، أي: مُعرف يريد التعريف. (12 لفظة "والناس" ليست في (ظ9) و (ظ14) ، وهي ثابتة في باقي أصولنا الخطية، وفي (م) : والناس أجمعين. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. الحديث: 2920 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 90 2922 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنِي شَهْرٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نُهِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَصْنَافِ النِّسَاءِ إِلَّا مَا كَانَتْ مِنَ المُؤْمِنَاتِ الْمُهَاجِرَاتِ، قَالَ: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [الأحزاب: 52] ، فَأَحَلَّ (1) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَتَيَاتِكُمِ الْمُؤْمِنَاتِ {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} [الأحزاب: 50] ، وَحَرَّمَ كُلَّ ذَاتِ دِينٍ غَيْرَ دِينِ الْإِسْلامِ، قَالَ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ} [المائدة: 5] ، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [الأحزاب: 50]- إِلَى قَوْلِهِ - {خَالِصَةً لَكَ مِنْ   = وأخرجه الدارمي (2864) ، والطبراني (13011) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1357من طرق عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3037) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس، وإسناده قوي. وله شاهد عن علي سلف برقم (615) ، وعن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة سلف أيضاً برقم (1454) . وعن عبد الله بن عمرو وجابر وعمرو بن خارجة وأبي ذر وأبي أمامة ستأتي في "المسند" على التوالي 2/171، 3/332، 4/186، 5/166،5/267، وبعضها مخرج في "الصحيحين". وعن أنس بن مالك عند أبي داود (5115) وسنده قوي. والصرف: التوبة، لأنه صرف للنفس إلى البِرِّ عن الفجور، والعدل: الفدية من المعادلة. "الفائق" 2/94. (1) المثبت من (ظ 9) و (ظ 14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: وأحل. الحديث: 2922 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50] ، وَحَرَّمَ سِوَى ذَلِكَ مِنْ أَصْنَافِ النِّسَاءِ " (1) 2923 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، حَدَّثَنَا شَهْرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهَا: سَوْدَةُ، وَكَانَتْ مُصْبِيَةً، كَانَ لَهَا خَمْسَةُ صِبْيَةٍ أَوْ سِتَّةٌ، مِنْ بَعْلٍ لَهَا مَاتَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُكِ مِنِّي؟ " قَالَتْ: وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ، مَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ أَنْ لَا تَكُونَ أَحَبَّ الْبَرِيَّةِ إِلَيَّ، وَلَكِنِّي أُكْرِمُكَ أَنْ يَضْغُوَ هَؤُلاءِ الصِّبْيَةَ عِنْدَ رَأْسِكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً. قَالَ: " فَهَلْ مَنَعَكِ مِنِّي شَيْءٌ غَيْرُ ذَلِكَ؟ " قَالَتْ: لَا وَاللهِ. قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُكِ اللهُ، إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الْإِبِلِ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرٍ، وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ بِذَاتِ يَدٍ " (2)   (1) إسناده ضعيف. وأخرجه الترمذي (3215) من طريق روح بن عبادة، والطبراني (13013) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن! وفي رواية الطبراني زيادة في آخره. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 6/636 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه. (2) حسن لغيره دون ذِكْر اسم المرأة التي خطبها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهر بن حوشب- على ضعف فيه- حديثه حسن في الشواهد، وحَسن إسنادَه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/512، وقال في "تغليق التعليق" 4/483: حديث حسن. وأخرجه أبو يعلى (2686) عن منصور بن أبي حاتم، والطبراني (13014) من= الحديث: 2923 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام، بهذا الإسناد. وأخرجه باختصار القصة قاسم بن ثابت في "الدلائل" كما في "التغليق" 4/483من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خير من ركب الإبل ... " الحديث. وله شاهد من حديث أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب أم هانىء بنت أبي طالب، فقالت: يا رسولَ الله، إني قد كَبِرْتُ ولي عيال، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خيرُ نساءٍ رَكِبْنَ نساءُ قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يد". أخرجه أحمد 2/262، ومسلم (2527) (201) ، وصححه ابن حبان (6268) ، وهو عند البخاري (5082) و (5365) بالمرفوع منه فقط، وهذا هو الصواب: أن المرأة صاحبة القصة هي أم هانئ بنت أبي طالب. وروي نحو حديث أبي هريرة عن أم هانئ نفسها في "المعجم الكبير" للطبراني 24/ (1067) من طريق الشعبي عن أم هانئ، وسنده حسن. ولقوله: "خير نساء ركبن الإبل ... الخ " فقط شاهد ثالث من حديث معاوية بن أبي سفيان عند أحمد 4/101، والطبراني 19/ (792) ، وصحيح الحافظ إسناده في "التغليق" 4/482. وسودة هذه: غير سودة بنت زمعة أم المؤمنين، لم يُعرف نسبها، وقد ترجمها الحافظ في "الإصابة" 7/722 باسم: سودة القرشية، وأشار إلى هذا الحديث. قوله: "وكانت مُصبية"، قال السندي: بضم الميم، أي: ذات صبيان، من أصْبَت المرأة، و"صِبْية" بكسر الصاد، كغِلمة وقد تُضم: جمع صبي. وقولها: "أن يَضْغُوَ"، من ضَغا- بضاد وعين معجمتين-: إذا صاح. وقوله: "صالح نساءِ قريش "، قال: إفراد الصالح وتذكيره، إما لمراعاة لفظ المبتدأ، أعني: "خير نساءٍ"، أولتأويله بمن صَلُح من نساءِ قريش، وفيه احتراز عن غير المؤمنة. وقوله: "أحناه على ولد في صغر" أي: أعطفه، قال النووي في "شرح مسلم" 16/80: والحانية على ولدها: التي تقوم عليهم بعد يُتمهم، فلا تتزوج، فإن تزوجت فليست بحانية.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 93 2924 - وقَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا لَهُ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنِي مَا الْإِسْلامُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِسْلامُ أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ، وَتَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ؟ قَالَ: " إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ، فَقَدْ أَسْلَمْتَ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْمَلائِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ، وَتُؤْمِنَ بِالْمَوْتِ، وَبِالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، وَالْمِيزَانِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ "، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: " إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنِي مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَرَهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ فِي خَمْسٍ مِنَ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا هُوَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِمَعَالِمَ لَهَا دُونَ ذَلِكَ "، قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا أَوْ رَبَّهَا، وَرَأَيْتَ أَصْحَابَ الشَّاءِ تَطَاوَلُوا بِالْبُنْيَانِ، وَرَأَيْتَ الْحُفَاةَ الْجِيَاعَ الْعَالَةَ كَانُوا رُؤوسَ النَّاسِ، فَذَلِكَ مِنْ مَعَالِمِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ أَصْحَابُ الشَّاءِ وَالْحُفَاةُ الْجِيَاعُ الْعَالَةُ؟ قَالَ: " الْعَرَبُ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَالْمَلائِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ، وَتُؤْمِنَ بِالْمَوْتِ، وَبِالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالْحِسَابِ، وَالْمِيزَانِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ "، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ؟ قَالَ: " إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتَ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنِي مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَرَهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ "   =وقال ابن الأثير: إنما وُخِّد الضمير ذهاباً إلى المعنى، تقديره: أحنى مَن وُجد أو خُلق أو مَنْ هناك، ومثله قوله: أحسن الناس وجها، وأحسنه خُلقاً، يريد أحسنهم خَلقا، وهو كثير في العربية ومن أفصح الكلام. وقوله: "بذات يد"، قال السندي: أريدَ به المالُ المصاحب لليد. وقال النووي: فيه فضلُ الحُنُوً على الأولاد، والشفقةِ عليهم، وحسنِ تربيتهم، والقيامِ عليهم إذا كانوا يتامى ونحو ذلك، ومراعاةِ حق الزوج في ماله بحفظه، والأمانةِ فيه، وحسن تدبيره في النفقة وغيرها. الحديث: 2924 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سُبْحَانَ اللهِ فِي خَمْسٍ مِنَ الغَيْبِ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلا هُوَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} [لقمان: 34] وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ وَلَكِنِ إنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِمَعَالِمَ لَهَا دُونَ ذَلِكَ "، قَالَ: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، فَحَدِّثْنِي. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتَ الْأَمَةَ وَلَدَتْ رَبَّتَهَا أَوْ رَبَّهَا، وَرَأَيْتَ أَصْحَابَ الشَّاءِ تَطَاوَلُوا بِالْبُنْيَانِ، وَرَأَيْتَ الْحُفَاةَ الْجِيَاعَ الْعَالَةَ كَانُوا رُؤوسَ النَّاسِ، فَذَلِكَ مِنْ مَعَالِمِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا ". قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ أصْحَابُ الشَّاءِ وَالْحُفَاةُ الْجِيَاعُ الْعَالَةُ؟ قَالَ: " الْعَرَبُ " (1)   (1) حديث حسن، وإسناده كسابقه. وقد أورد هـ ابن كثير في "تفسيره" 6/357 وقال: حديث غريب، ولم يخرجوه، يعني أصحاب الكتب الستة. وأخرجه البزار (24- كشف الأستار) عن أحمد بن المعلى الأدمي، حدثنا جابر بن إسحاق، حدثنا سلام أبو المنذر، عن عاصم- وهو ابن أبي النجود-، عن أبي ظبيان - وهو حصين بن جندب-، عن ابن عباس. وهذا سند حسن، وزاد في جوابه عن الإِسلام: "وإقامِ الصلاةِ، وإيتاء الزكاة، وصومِ رمضان، وحج البيت". وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب عند مسلم (8) ، وتقدم في مسنده برقم (184) . وعن أبي هريرة عند البخاري (50) ، ومسلم (9) ، وابن حبان (159) . وعن أنس بن مالك عند البزار (22) ، وإسناده ضعيف. قوله: "أن تُسلِم"، قال السندي: من أسلم، أي: تجعل نفسك منقادة لأمره، فأريد= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 95 2925 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَتَفَاءَلُ وَلا يَتَطَيَّرُ، وَيُعْجِبُهُ كُلُّ اسْمٍ حَسَنٍ " (1) 2926 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قَالَ: " الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ " (2) 2927 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ - أَوْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ - وَهُمْ جُلُوسٌ، فَقَالَ: " أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلًا؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " رَجُلٌ مُمْسِكٌ بِرَأْسِ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَمُوتَ   =بالإسلام: الانقيادُ، وبالوجه: النَّفْس. "في خمس"، أي: هي في جملة خمس. "بمعالمَ"، أي: بعلامات. "لها"، أي: للساعة. "دون ذلك"، أي: قُدَام وجودها، والله تعالى أعلم. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن، وعبد الملك: هو ابن سعيد بن جبير. وانظر (2328) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سماك- وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث وانظر (2463) . الحديث: 2925 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 أَوْ يُقْتَلَ " ثُمَّ قَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ " قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " امْرُؤٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْتَزِلُ شُرُورَ النَّاسِ " ثُمَّ قَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلًا؟ " قَالَ: قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ، وَلا يُعْطِي بِهِ " (1) 2928 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ، فَقَالَ: " أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلَةً " فَذَكَرَهُ (3) 2929 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي الْمَرْأَةَ وَالْمَمْلُوكَ مِنَ الغَنَائِمِ مَا يُصِيبُ الْجَيْشَ " (4)   (1) إسناده صحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب، وسعيد بن خالد: هو ابن عبد الله بن قارظ. وانظر (2116) . (2) قوله: "عن عطاء بن يسار" لم يرد في (ظ 9) و (ظ 14) ، وهوثابت في (م) وباقي الأصول الخطية و"أطراف المسند" 1/ورقة 119. (3) إسناده صحيح. حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المروذي. وانظر ما قبله. (4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم بن عباس لم يدرك ابن عباس وهو يروي عن أصحابه، وسلف برقم (2235) بإسناد صحيح عن يزيد بن هرمز، قال: كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس يسأله عن أشياء ... وفمه أنه سأله عن المرأة والعبد، هل كان لهما سهم معلوم إذا حضروا البأس؟ فأجابه ابن عباس: أنه لم يكن لهم= الحديث: 2928 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 2930 - حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُعْطِي الْعَبْدَ وَالْمَرْأَةَ مِنَ الغَنَائِمِ " (1) 2931 - حَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ (2) ، قَالَ: عَمَّنْ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: " دُونَ مَا يُصِيبُ الْجَيْشَ " (3) 2932 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ: أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ دَخَلَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَعُودُهُ مِنْ وَجَعٍ، وَعَلَيْهِ بُرْدٌ إِسْتَبْرَقٌ، فَقال (4) : يَا أَبَا عَبَّاسٍ، مَا هَذَا الثَّوْبُ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ:   = سهم معلوم، إلا أن يحذيا (أي: يعطيا) من غنائم المسلمين. وقوله: "ما يصيب الجيش" خطأ، والصواب: "دون ما يصيب الجيش" كما سيأتي قريباً برقم (2931) ، وهو الموافق لحديث يزيد بن هرمز عن ابن عباس السالف برقم (2235) . (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الراوي عن ابن عباس، وقد سُمي في الإسناد السابق بالقاسم بن عباس، والقاسم هذا لم يدرك عبد الله بن عباس. حسين: هو ابن محمد بن بَهرام المروذي. (2) يعني: عن ابن أبي ذئب، ويزيد: هو ابن هارون. (3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه 0 قوله: "دون ما يصيب الجيش"، قال السندي: هذا هو الموافق للثابت، فعليه الاعتماد. (4) المثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: فقلت. والقائل: هو المسور بن مخرَمة. الحديث: 2930 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 هَذَا الْإِسْتَبْرَقُ قَالَ: وَاللهِ مَا عَلِمْتُ بِهِ " وَمَا أَظُنُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ هَذَا حِينَ نَهَى عَنْهُ، إِلا لِلتَّجَبُّرِ وَالتَّكَبُّرِ "، وَلَسْنَا بِحَمْدِ اللهِ كَذَلِكَ. قَالَ: فَمَا هَذِهِ التَّصَاوِيرُ فِي الْكَانُونِ؟ قَالَ: " أَلا تَرَى قَدْ أَحْرَقْنَاهَا بِالنَّارِ؟ فَلَمَّا خَرَجَ الْمِسْوَرُ، قَالَ: انْزَعُوا هَذَا الثَّوْبَ عَنِّي، وَاقْطَعُوا رُءُوسَ هَذِهِ التَّمَاثِيلِ. قَالُوا: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، لَوْ ذَهَبْتَ بِهَا إِلَى السُّوقِ، كَانَ أَنْفَقَ لَهَا مَعَ الرَّأْسِ؟ قَالَ: لَا. فَأَمَرَ بِقَطْعِ رُءُوسِهَا (1) 2933 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنَّ مَوْلاكَ إِذَا سَجَدَ، وَضَعَ جَبْهَتَهُ وَذِرَاعَيْهِ وَصَدْرَهُ بِالْأَرْضِ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: التَّوَاضُعُ. قَالَ: هَكَذَا رِبْضَةُ الْكَلْبِ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا سَجَدَ، رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (2)   (1) إسناده ضعيف، شعبة- وهو ابن دينار مولى ابن عباس- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2730) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2900) ، والطبراني (12218) من طريق علي بن الجعد، عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي برقم (3307) . قوله: "بُرد إستبرق"، قال السندي: يحتمل الإضافة والتوصيف. وقوله: "ولسنا بحمد الله كذلك"، قال: الظاهر أنه أراد أنه لا يشملنا النهي لانتفاء معناه، أي: علته فينا، لكن العبرة في النصوص للمنطوق لا لمعناه عند أهل العلم، فكأنه زعم أولاً أن العبرة لمعنى النص، فقال ما قال، ثم غلب عنده أن العبرة للمنطوق، فرجع إلى موافقة النص، والله تعالى أعلم. (2) إسناده ضعيف كسابقه، والمرفوع منه صحيح لغيره، قد سلف برقم (2073) . الحديث: 2933 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 99 2934 - وَحَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) 2935 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَبْعَثُهُ مَعَ أَهْلِهِ إِلَى مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ، لِيَرْمُوا الْجَمْرَةَ مَعَ الْفَجْرِ " (2) 2936 - حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَعَثَ بِهِ مَعَ أَهْلِهِ إِلَى مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ، فَرَمَوْا الْجَمْرَةَ مَعَ الْفَجْرِ " (3) 2937 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَطِئَ أَمَتَهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ، فَهِيَ مُعْتَقَةٌ عَنْ دُبُرٍ " (4)   =قوله: "هكذا ربضة الكلب"، قال السندي: بفتح فسكون أي: لصوقه بالأرض، يقال: ربض في المكان: إذا لصق به وأقام مُلازماً له. (1) هو مكرر ما قبله. حسين: هو ابن محمد المروذي. (2) إسناده ضعيف لضعف شعبة مولى ابن عباس، وهو مخالف لما صح من طرق عن ابن عباس سلفت برقم (2082) و (2459) و (2507) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرهم أن لا يرموا الجمرةَ حتى تطلع الشمس. وهذا الحديث أخرجه الطيالسي (2729) ، والطحاوي 2/215، والطبراني (12220) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1340 من طرق عن ابن ابي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (2936) و (3304) . (3) إسناده ضعيف كسابقه. (4) حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك- هو ابن عبد الله النخعي-، وحسين- وهو= الحديث: 2934 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 2938 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا " (1) 2939 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأْتِيهِ الْجَارِيَةُ بِالْكَتِفِ مِنَ القِدْرِ، فَيَأْكُلُ مِنْهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلاةِ فَيُصَلِّي، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (2) 2940 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (3) 2941 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ: أَنَّ نَجْدَةَ الْحَرُورِيَّ حِينَ خَرَجَ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَسْأَلُهُ عَنْ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى: لِمَنْ تَرَاهُ؟ قَالَ: " هُوَ لَنَا، لِقُرْبَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَسَمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ "، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ عَرَضَ عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْئًا،   = ابن عبد الله بن عبيد الله بن عباس- كلاهما ضعيف. وانظر (2759) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (2320) . (2) حديث صحيح. حسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن دامة الثقفي. وانظر (2406) . (3) صحيح لغيره. وانظر (2426) . الحديث: 2938 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 101 رَأَيْنَاهُ دُونَ حَقِّنَا، فَرَدَدْنَاهُ عَلَيْهِ، وَأَبَيْنَا أَنْ نَقْبَلَهُ، وَكَانَ الَّذِي عَرَضَ عَلَيْهِمْ: أَنْ يُعِينَ نَاكِحَهُمْ، وَأَنْ يَقْضِيَ عَنْ غَارِمِهِمْ، وَأَنْ يُعْطِيَ فَقِيرَهُمْ، وَأَبَى أَنْ يَزِيدَهُمْ عَلَى ذَلِكَ (1) 2942 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَسْدِلُ شَعْرَهُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَفْرُقُونَ رُءُوسَهُمْ، وَكَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يُسْدِلُونَ رُءُوسَهُمْ، (2) وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن هرمز، فمن رجال مسلم. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه النسائي 7/128-129، وأبو يعلى (2739) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2982) ، والطبراني (10829) ، والبيهقي 6/344-345 من طرق عن يونس بن يزيد، به. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (853) من طريق عقيل بن خالد، والطحاوي 3/235 من طريق مالك، كلاهما عن الزهري، به. وأخرجه النسائي 7/129، والبيهقي 6/345من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري ومحمد بن علي، عن يزيد بن هرمز، به. وانظر (2235) و (3299) . (2) قوله: "وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم" أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) وقد سقط من (م) وباقي الأصول الخطية. الحديث: 2942 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 102 يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ، فَفَرَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ " (1) 2943 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَقَدْ أَخْطَأَ، أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ، لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا " (2) 2944 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ: أَنَّ رَجُلًا نَادَى ابْنَ عَبَّاسٍ، وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فَقَالَ: أَسُنَّةً تَبْتَغُونَ بِهَذَا النَّبِيذِ؟ أَمْ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّبَنِ وَالْعَسَلِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَّاسًا، فَقَالَ: " اسْقُونَا " فَقَالَ: إِنَّ هَذَا النَّبِيذَ شَرَابٌ قَدْ مُغِثَ وَمُرِثَ، أَفَلا نَسْقِيكَ لَبَنًا أَوْ عَسَلًا؟ قَالَ: " اسْقُونَا مِمَّا تَسْقُونَ مِنْهُ النَّاسَ " فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ (3) مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، بِسِقَاءَيْنِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود. وأخرجه أبو يعلى (2554) ، وابن حبان (5485) ، وأبو عوانة في الماقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 60، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/321 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر (2209) . (2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدعان، ولين يوسف بن مهران. روح: هو ابن عبادة القيسي. وانظر (2294) . (3) في (م) و (س) و (ص) : أصحاب، ولفظة "والأنصار" بعده لم ترد في (ظ 9) = الحديث: 2943 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 فِيهِمَا النَّبِيذُ، فَلَمَّا شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَجِلَ قَبْلَ أَنْ يَرْوَى، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا ". قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَرِضَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَسِيلَ شِعَابُهَا لَبَنًا وَعَسَلًا (1) . 2945 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسْمَعُونَ، وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ " (2) .   =و (ظ 14) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حسين بن عبد الله بن عبيد الله ضعيف، ومتابعُه داود بن علي بن عبد الله بن عباس صدوق، وكلاهما لم يدرك ابن عباس، فهو منقطع. وسيأتي برقم (3114) . وللحديث طرق أخرى يصح بها، انظر ما سلف برقم (2207) ، وما سيأتي برقم (3528) . وقوله: "أسُنَّةً"، قال السندي: بالنصب. "تبتغون "، أي: تطلبون العمل بها. "بهذا النبيذ"، أي: نبيذ السقاية، يريد أن بني عمكم يسقون الناسَ اللبن والعسل، وأنتم تسقون النبيذ، فهل هو لسنة، أم لأجل أن هذا أسهل وأقل مُؤنةً من ذلك؟ وأنتم لبخل أو فقر ما تتحملون ما هو أكثرُ مؤنة، فاخترتم النبيذَ. وقوله: "قد مُغِثَ ومُرِثَ "، قال: هما على بناء المفعول، والأول: بميم وغين معجمة ومثلثة، والثاني: بميمِ وراء ومثلثة، ومعناهما: الدلْك بالأصابع، والمراد: أنه تناولته الأيدي وخالطته، فتوسخ بأيديهم وفَسَد. (2) إسناده صحيح، عبد الله بن عبد الله: هو أبو جعفر الرازي قاضي الري، وثقه أحمد والعجلي ويعقوب بن سفيان وغيرهم، وقال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال= الحديث: 2945 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 104 2946 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عُمَرَ، أَنَّ عَطَاءً، أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، دَعَا الْفَضْلَ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى طَعَامٍ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَا تَصُمْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُرِّبَ إِلَيْهِ حِلابٌ، فَشَرِبَ مِنْهُ هَذَا الْيَوْمَ، وَإِنَّ النَّاسَ يَسْتَنُّونَ بِكُمْ " (1)   =البخاري، وقد توبع. وأخرجه أبو داود (3659) ، وابن حبان (62) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (92) ، والحاكم 1/95، وإلبيهقي في "الدلائل" 6/539، وفي "السنن" 10/250، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (-70) من طرق عن الأعمش، بهذا الإِسناد. وفي الباب عن ثابت بن قيس أخرجه البزار (146) ، والرامهرمزي (91) ، والطبراني (1321) ، والخطيب (69) واللفظ له: "تسمعون لسمع منكم ويُسمع من الذين يسمعون منكم، ثم يأتي من بعد ذلك قوم سِمانٌ يحبون السِّمَن، يشهدون قبل أن يُسألوا". وقوله: "تسمعون ويُسمع منكم ": هو خبر يعني به الأمر، أي: لتسمعوا مني الحديثَ وتُبلغوه عني، ولْيَسْمَعْهُ مَن بعدي منكم، وهكذا أداءً للأمانة، وإبلاغاً للرسالة، وقال السندي: كأن المرادَ الإخبارُ بشُيُوع العلم في القرون الثلاثة. (1) حديث صحيح، زكريا بن عمر روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وانظر "تعجيل المنفعة" ص138، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن عطاء- وهو ابن أبي رباح- لم يحضر القصة يقيناً، فإنه لم يدرك الفضل بن عباس، فإن يكن سمعه من عبد الله بن عباس فهو متصل، وإلا فهو منقطع. وسيأتي برقم (3239) من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: دعا أخاه عبيد الله يوم عرفة ... ففي هذا السند إسقاط زكريا بن عمر، وأن المدعو هو عبيدُ الله بن عباس، وعطاء أدرك عبيدَ الله. وأخرجه البخاري في "التاريخ" 3/420، وأبو يعلى (2744) من طريق روح، بهذا= الحديث: 2946 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 105 2947 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَاللهِ مَا صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلًا قَطُّ غَيْرَ رَمَضَانَ، وَكَانَ إِذَا صَامَ، صَامَ حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: لَا وَاللهِ لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ إِذَا أَفْطَرَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: وَاللهِ لَا يَصُومُ " (1) 2948 - عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ ذَكْوَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " نَهَى أَنْ يُمْشَى فِي خُفٍّ وَاحِدٍ،   =الإسناد. ورواية البخاري مختصرة بلفظ: أن عبد الله بن عباس قال للفضل: شرب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعرفة. وسيأتي برقم (3476) و (3477) ، وانظر ما سلف برقم (1870) . وفي الباب عن أم الفضل عند البخاري (1658) ، ومسلم (1123) (11) ، واللفظ للبخاري: شك الناسُ يوم عرفة في صوم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعثتُ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشراب فشربه. وسيأتي بنحوه في مسندها 6/340. وعن ميمونة عند البخاري (1989) : إن الناس شَكُوا في صيام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ عرفة، فأرسلتُ إليه بحِلاب وهو واقف في الموقف، فشرب منه، والناس ينظرون. وعن حفص بن غياث، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس عند الطبراني 18/ (694) قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشرب من شنِّ يوم عرفة. قال الهيثمي في "المجمع" 3/189: رجاله رجال الصحيح. والحِلاب- بكسر الحاء-: الِإناء الذي يحلب فيه اللبن. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري خَتَن أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وانظر (1998) . الحديث: 2947 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 106 أَوْ نَعْلٍ وَاحِدَةٍ " (1) " وَفِي الْحَدِيثِ كَلامٌ كَثِيرٌ غَيْرُ هَذَا، فَلَمْ يُحَدِّثْنَا بِهِ، ضَرَبَ عَلَيْهِ فِي   (1) إسناده ضعيف جداً، الحسن بن ذكوان (وجاء في عامة النسخ عدا (ظ9) : الحسين، وهو خطأ) ضعفه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وابن المديني، وقال ابن عدي في ترجمة عمرو بن خالد: وهذه الأحاديث التي يرويها الحسنُ بنُ ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت نفسه بينهما عمرو بن خالد، فلا يُسميه لضعفه. وقال أبو بكر بن الأثرم فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" 1/223؟ قلتُ لأبي عبد الله في الحسن بن ذكوان: ما تقولُ فيه؟ فقال: أحاديثُه أباطيل يروي عن حبيب بنِ أبي ثابت ولم يسمع من حبيب، إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطي. قلنا: وعمرو بن خالد الواسطي كذبه وكيع، وأحمد، وابن معين، وأبو زرعة، وأبو د اود، وغير واحد، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث، لا يُشتغل به. وقولُ عبد الله: في الحديث كلام كثير غير هذا فلم يحدثنا به، ضرب عليه في كتابه؟ قلنا: قد أخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير" (12359) من طريق الحسن بن علي الحلواني، وابن عدي في "الكامل" 5/1777 من طريق عمر بن شبة، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد- ولفظه بتمامه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يُمشى في نعل واحد، أو خف واحد، وأن ينام على طريق (ولفظ الطبراني: ويبيت في دارٍ وحده) وأن ينتفض في براز وحده حتى يتنحنح، أو يلقى عدواً له وحده إلا أن يضطر فيدفع عن نفسه. ويغني عنه حديث أبي هريرة الذي سيأتي في "المسند" 2/245، ولفظه: "لا يمشي أحدكم في نعل واحدة، ليُحْفِهما أو ليُنْعِلْهما جميعا" وهو عند البخاري برقم (5855) ، ومسلم برقم (2097) (68) . وحديث جابر، وسيأتي في "المسند" 3/293، مرفوعاً: "إذا انقطع شِسع أحدكم - أو من انقطع شِسع نعله- فلا يمشِ في نعل واحدة حتى يُصلح شِسعه، ولا يمشِ في خف واحدٍ، ولا يأكل بشماله، ولا يحتبِ بالثوب الواحد، ولا يلتحف الصَّمَّاءَ" وهو عند مسلم برقم (2099) (71) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 107 كِتَابِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ تَرَكَ حَدِيثَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الَّذِي يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ لَا يُسَاوِي شَيْئًا " (1) 2949 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْمُجَثَّمَةِ، وَعَنْ لَبَنِ الْجَلالَةِ، وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (2) 2950 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنِ جَعْفَرِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَأَمَرَنِي أَنْ أُعْلِنَ التَّلْبِيَةَ " (3)   (1) وقع في (م) بإثر هذا الحديث: "حدثنا عبدُ الصمد، حدثنا هشام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يُمشى في خف واحد، ونعل واحدة. وفي الحديث كلامٌ كثير غيرُ هذا فلم يحدثنا به، ضرب عليه في كتابه، فظننتُه أنه ترك حديثه من أجل أنه روى عن عمرو بن خالد الذي يحدث عن زيد بن علي، وعمرو بن خالد لا يساوي شيئاً". وهذا سهو من النساخ، حيث إن الإسناد هو إسنادُ الحديث التالي برقم (2949) ، والمتن هو متن الحديث (2948) ، ولم يرد هذا السهو في أصولنا الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (1989) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار مختلف فيه، وأقل أحواله أن يكون حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. أبو حازم: هو سلمة بن دينار، وجعفر بن عباس: هو جعفر بن تمام بن عباس كما جاء مصرحا به عند البخاري= الحديث: 2949 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 2951 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّوْبِ الْحَرِيرِ الْمُصْمَتِ "، فَأَمَّا الثَّوْبُ الَّذِي سَدَاهُ حَرِيرٌ لَيْسَ بِحَرِيرٍ مُصْمَتٍ، فَلا نَرَى بِهِ بَأْسًا " وَإِنَّمَا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُشْرَبَ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ " (1)   =في "تاريخه"، ونُسب هنا إلى جده، روى عنه جمع، وقال أبو زرعة الرازي: مديني ثقة، وأورده ابن سعد في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/132، وأخطأ الحسيني فظنه غير جعفر بن تمام فقال فيه: مجهول، وتابعه على ذلك ابن حجر وابن العراقي، فقالا: لا يعرف. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/187من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث السائب بن خلاد عند أحمد 4/55 و56، وأبي داود (1814) ، والترمذي (829) ، والنسائي 5/162، وصححه ابن حبان (3802) مرفوعاً بلفظ: "أتاني جبريل، فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال" أو قال: "بالتلبية" يريد أحدهما، وهذا لفظ أبي داود، ولفظ الترمذي: "أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية"، ولفظ النسائي: "أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية". قوله: "أن أعلن"، قال السندي: من الإعلان، أي: أجهر. (1) حديث صحيح، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (2857) ، وهو هناك مختصر. وأخرجه الطبراني (12232) ، والبيهقي 3/270 من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه البيهقي النهيَ عن إناء الفضة، وتحرف فيه "ابن جريج " إلى: ابن جرير. وانظر (1879) . الحديث: 2951 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 109 2952 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنًا، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ " فَقُلْتُ: مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ: " هُمِ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَلا يَعْتَافُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " (1) 2953 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ صَالِحًا، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ آخِذَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ، يَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَيَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي. وأخرجه البخاري (6472) ، وابن منده في "الإيمان" (981) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (2448) . وقوله: "لا يعتافون"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/330: من العيافة بكسر العين، وهي زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها ومَمَرِّها، وهو من عادة العرب كثيرا، وهو كثير في أشعارهم، يقال: عافَ يَعِيف عيفاً: إذا زجر وحَدَس وظن. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح مولى التوأمة- وهو ابن نبهان- صدوق لا بأس به، وهو- وإن كان قد اختلط- قد رواه عنه زياد بن سعد، وهو ممن سمع منه قديماً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (538) ، والبزار (1883- كشف الأستار) ، والطبراني (10807) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وليس في رواية البزار جملة: "آخذة بحُجْزة الرحمن". وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/295و383 و406، والبخاري (5988) ،= الحديث: 2952 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 110 2954 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنْ عَمْروٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ: عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةَ الْقَضَاءِ، وَالثَّالِثَةَ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ، وَالرَّابِعَةَ الَّتِي مَعَ حَجَّتِهِ " (1)   =بلفظ: "إن الرحم شُجْنَةٌ من الرحمن، فقال الله: من وصلكِ وصلته، ومن قطعكِ قطعتُه". وعن عبد الله بن عمرو عند أحمد 2/160 و189، والبخاري في "الأدب المفرد" (54) ، ولفظه: "الرحم شجنة من الرحمن من يصلها يصله، ومن يقطعها يقطعه، لها لسان طلق ذلق يوم القيامة". وعن عائشة عند البخاري (5989) . وعن سعيد بن زيد سلف في "المسند" برقم (1651) . وعن عبد الرحمن بن عوف سلف أيضاً برقم (1680) . قوله: "شجنة من الرحمن"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/447: أي: قَرابة مشتبكة كاشتباك العروق، شبهه بذلك مجازاً واتِّساعاً، وأصل الشجنة بكسر الشين وضمها: شُعبةٌ في غُصْن من غصون الشجرة. وقوله: "آخذة بحجزة الرحمن"، قال ابن الأثير 1/44"3: أي: اعتصصت به والتجأت إليه مستجيرةً، ويدل عليه قولُه في الحديث: "هذا مقامُ العائذ بكَ من القطيعة"، وقيل: معناه أن اسم "الرحم" مشتق من اسم "الرحمن"، فكأنه متعلَق بالاسم آخذ بوسطه، كما جاء في الحديث الآخر: "الرحم شجنة من الرحمن"، وأصل الحُجْزة: موضع شد الإزار، ثم قيل للاِزار: حُجْزة للمجاورة، واحتَجَز الرجل بالإزار: إذا شذه على وسطه، فاستعاره للاعتصام والالتجاء، والتمسك بالشيء والتعلق به. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. داود: هو ابن عبد الرحمن العطار، وعمرو: هو ابن دينار. وانظر (2211) . الحديث: 2954 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 111 2955 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَحُسَيْنٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ أَشْعَثَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مُسْبِلٍ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بَهرام التميمي المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النَحْوي، وأشعث: هو ابن أبي الشعثاء المحاربي الكوفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/388، والنسائي في "الكبرى" (9697) ، والطبراني (12413) من طرق عن شيبان بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/207-208، وفي "الكبرى" (9700) ، والطبراني (12414) من طرق عن أشعث بن أبي الشعثاء، به. وفي الباب عن المغيرة بن شعبة عند أحمد 4/246، وصححه ابن حبان (5442) . وعن أبي ذر عند أحمد 5/148، ومسلم (106) . وعن أبي هريرة عند أحمد 2/318 بلفظ: "إن الله لا ينظر إلى المُسْبِلِ يوم القيامة" وسنده صحيح على شرط الشيخين. وعنه أيضاً بلفظ: "لا ينظر الله إلى من يجر إزاره بطراً" عند أحمد 2/386، والبخاري (5788) ، ومسلم (2087) . وبنحوه عن ابن عمر عند أحمد 2/9-10، والبخاري (5783) ، ومسلم (2085) . وعن أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/6، وصححه ابن حبان (5446) . والمسبل الذي يُطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى، وإنما يفعل ذلك كبراً واختيالاً، قاله ابن الأثير. وقوله: "إن الله لا ينظر"، قال السندي: أي: نظر رحمة، كناية عن الحقارة والهوان عنده تعالى. الحديث: 2955 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 2956 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اخْتَصَمَ رَجُلانِ، فَدَارَتِ الْيَمِينُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، مَا لَهُ عَلَيْهِ حَقٌّ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَقَالَ: مُرْهُ فَلْيُعْطِهِ حَقَّهُ، فَإِنَّ الْحَقَّ قِبَلَهُ، وَهُوَ كَاذِبٌ، وَكَفَّارَةُ يَمِينِهِ: مَعْرِفَتُهُ بِاللهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ، أَوْ: شَهَادَتُهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ " (1) 2957 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَّ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرُونَ لِمَ خَطَطْتُ هَذِهِ الْخُطُوطَ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " أَفْضَلُ نِسَاءِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ ابْنَةُ مُزَاحِمٍ " (2) 2958 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مَجْلِسٍ لَهُمْ، فَقَالَ: " أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ   (1) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله- سيىء الحفظ، وعطاء بن السائب قد اختلط. وانظر ما تقدم برقم (2280) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث" بن سعيد، وداود: هو ابن أبي الفرات الكندي المروزي. وانظر (2668) . الحديث: 2956 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 اللهِ. قَالَ: " رَجُلٌ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ يُقْتَلَ، أَفَأُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ يُقِيمُ الصَّلاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَعْتَزِلُ شُرُورَ النَّاسِ، أَفَأُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ مَنْزِلًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ، وَلا يُعْطِي بِهِ " (1) 2959 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا " فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ وَمِنَ الأَقِطِ، وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا " قَالَ: وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُؤْكَلْ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) 2960 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   (1) إسناده صحيح، سعيد بن خالد: هو ابن عبد الله بن قارظ الكناني المدني، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وثقه النسائي في "الجرح والتعديل"، وقال الدارقطني: مدني يُحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل بعضهم عن النسائي أنه ضعفه، واستنكر ذلك العلامة مغلطاي، وقال: إنه بحث في تصانيف النسائي، فلم يجد فيها القول بتضعيفه، وإسماعيل بن عبد الرحمن: هو ابن ذؤيب الأسدي، حديثه عند النسائي، وهو ثقة، وثقه أبو زرعة وابن سعد والدارقطني، وعثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي. وأخرجه عبد بن حميد (668) عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر (2116) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وانظر (2299) . الحديث: 2959 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا، فَلَبِسَهُ، ثُمَّ قَالَ: " شَغَلَنِي هَذَا عَنْكُمْ مُنْذُ الْيَوْمِ، إِلَيْهِ نَظْرَةٌ، وَإِلَيْكُمْ نَظْرَةٌ " ثُمَّ رَمَى بِهِ (1) 2961 - حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَ عَلَيْهِمِ الشُّحُومُ، فَبَاعُوهَا، فَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا، وَإِنَّ اللهَ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ شَيْئًا، حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ " (2) 2962 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُعْضَدْ عُضَاهَا، وَلا يُنَفَّرْ صَيْدُهَا، وَلا تَحِلُّ لُقْطَتُهَا إِلا لِمُنْشِدٍ، وَلا يُخْتَلَى خَلاهَا " فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلا الْإِذْخَرِ. قَالَ: " إِلا الْإِذْخَرِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وسليمان الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني. وأخرجه النسائي 8/194-195، وابن حبان (5493) ، والطبراني (12408) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص131 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. قال السندي: لعل هذا الخاتم هو الخاتم الذي اتخذه من ذهبٍ، ولعله وَقَع نَظَرُه عليه اتفاقاً، فكرهه وقال ما قال، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال. (2) حديث صحيح، محبوب بن الحسن: هو محمد بن الحسن بن هلال بن أبي زينب ومحبوب لقبه، قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له البخاري حديثا واحداً مقروناً بغيره، وضعفه النسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقد توبع، ومن فوقه ثقات. خالد: هو ابن مهران الحذاء. وانظر (2221) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،= الحديث: 2961 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 2963 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَقِتْ فِي الْخَمْرِ حَدًّا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: شَرِبَ رَجُلٌ فَسَكِرَ، فَلُقِيَ يَمِيلُ فِي فَجٍّ، فَانْطُلِقَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَلَمَّا حَاذَى بِدَارِ عَبَّاسٍ، انْفَلَتَ، فَدَخَلَ عَلَى عَبَّاسٍ، فَالْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَحِكَ، وَقَالَ: " قَدْ فَعَلَهَا؟ " ثُمَّ لَمْ يَأْمُرْهُمْ فِيهِ بِشَيْءٍ (2)   =فمن رجال البخاري. زكريا: هو ابن إسحاق المكي. وأخرجه الطبراني (11633) ، والبيهقي 6/199من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 5/211، والطبراني (11634) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وانظر (2279) . العِضاه: كل شجر عظيم له شوك. (1) من قوله في الحديث السابق: "قال: لا يعضد" إلى هنا، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ، ومن هاتين النسختين أثبتناه، وهو الصواب الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 122 و123. (2) إسناده ضعيف، محمد بن علي بن يزيد بن ركانة لم يرو عنه غير اثنين، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عِداد المجهولين، وفي متن حديثه مخالفة للأحاديث الصحيحة التي فيها أن حد شارب الخمر كان على زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين، وكذلك كان في عهد أبي بكر، فلما كانت خلافة عمر جلد ثمانين. فقد أخرج أحمد (624) ، ومسلم (1707) وغيرهما، عن حضين أبي ساسان الرقاشي: أنه قَدِم ناس من أهلِ الكوفة على عثمان، فأخبروه بما كان من أمر الوليد - أي: بشربه الخمر- فكلمه عليّ في ذلك، فقال: دونَكَ ابن عمك، فأقِم عليه الحد.= الحديث: 2963 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 116 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = فقال: يا حسنُ، قم فاجلِدْهُ. قال: ما أنتَ مِنْ هذا في شيء، وَلِّ هذا غيرَك. قال: بل ضعفت ووهنت وعجزت، قم يا عبدَ الله بنَ جعفر، فجعل عبدُ الله يَضْرِبُه، ويعُد علي، حتى بلغ أربعين، ثم قال: أمسِكْ- أو قال: كُفّ- جَلَد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين وأبو بكرٍ أربعينَ، وكملها عمرُ ثمانين، وكل سُنة. قال البغوي في "شرح السنة" 10/334: وفي قول علي عند الأربعين: حسبك- أو أمسك-، دليل على أن أصل الحد في الخمر إنما هو أربعون، وما وراءَها تعزير، ولو كان حداً، ما كان لأحد فيه الخيار. وأخرج مسلم (1706) (35) ، والنسائي في "الكبرى" (5276) ، وأبو يعلى (3053) وغيرهم، وصححه ابن حبان (4450) عن أنس بن مالك قال: أتى رجل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد شرب الخمرَ، فأمر به فضُرب بنعلين أربعين، ثم أتي أبو بكر برجل قد شرب الخَمْر فصنع به مثل ذلك، ثم أتى عمر برجل قد شرب الخمر، فاستشار الناسَ في ذلك، فقال عبد الرحمن بن عوف: أقل الحدود ثمانين، فضربه عمرُ ثمانين. وهذا لفظ أبي يعلى. قال البغوي 10/333: ذهب قوم إلى أن حد الخمر أربعون جلدة، وبه قال الشافعي، وما زاد عمر على الأربعين كان تعزيراً، وللإمام أن يزيد في العقوبة إذا أدى إليه اجتهاده، وذهب جماعة إلى أن حد الخمر ثمانون، وهو قول مالك وأصحاب الرأي. وحديث ابن عباس أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 26/159 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4476) ، والطبراني (11597) ، والمزي 26/159 من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. قال أبو داود: هذا مما تفرد به أهل المدينة. يقت: أثبتناها بالقاف من (ظ14) ونسخة أحمد شاكر، وأهمل تنقيطها في (م) ، وفي أصولنا الخطية غير (ظ14) : "يفت" بالفاء، قال السندي: بالفاء من الإفتاء، هكذا ضبطوه في نسخ "المسند"، ونصب "حداً" على هذا بنزع الخافض، والأقرب أنه بالقاف: من الوقت، كما في نسخ أبي داود، من وَقَتَ بالتخفيف يَقِتُ، فهو موقوت، أي:= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 117 2964 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ: فَأَمَّا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] " (1) 2965 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ أَنْ يَرَاهُ فِي صُورَتِهِ، فَقَالَ: ادْعُ رَبَّكَ ". قَالَ: " فَدَعَا رَبَّهُ "، قَالَ: فَطَلَعَ عَلَيْهِ سَوَادٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَرْتَفِعُ وَيَنْتَشِرُ، قَالَ: " فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَعِقَ، فَأَتَاهُ فَنَعَشَهُ، وَمَسَحَ الْبُزَاقَ عَنْ شِدْقِهِ " (2)   =لم يقرر ولم يوجب فيه قدراً لم يقبل الزيادة، نعم كان يضرب فيه أربعين غالباً كما جاءَ. (1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن في رواية سماك بن حرب عن عكرمة اضطراباً. وانظر (2691) . قوله: "فأما الذين ماتوا"، قال السندي: كأن هذا الكلام عديل لمقدَّر، مثل: أما نحن، فقد انصرفنا معك إلى الكعبة، فلذلك جاء بأما، والله تعالى أعلم. (2) إسناده ضيف، إدريس ابن منبه- وذكر الحافظ ابن حجر في "التهذيب": أنه في نسخة من "المسند": عن إدريس ابن بنت منبه-: هو إدريس بن سنان اليماني ابن بنت وهب بن منبه، فقوله هنا: عن إدريس ابن منبه، عن أبتِه، فيه تجوز، وإنما هو جده لأمه، قال ابن معين: يكتب من حديثه الرقاقُ، وقال ابن عدي: هو من الضعفاء الذين يُكتب حديثهم، وقال الدارقطني: متروك. وأخرجه الطبراني (11033) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عائشة رضي الله عنها عند البخاري (3234) قالت: من زعم أن= الحديث: 2964 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 2966 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عَلِيًّا، أُتِيَ بِأُنَاسٍ مِنَ الزُّطِّ يَعْبُدُونَ وَثَنًا، فَأَحْرَقَهُمْ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ " (1) 2967 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،   =محمداً رأى ربه فقد أعظم، ولكن قد رأى جبريل في صورته وخلقه ساداً ما بين الأفق. قوله: "شدقه"، المثبت من (ظ 9) و (ظ 14) ، وفي) م (وباقي الأصول الخطية: شدقيه، بالتثنية، وهو كذلك في "حاشية السندي"، قال: بكسر الشين معجمة وتفتح والدال مهملة: جانب الفم من باطن الخدين. وسواد، قال: بفتح فسكون، أي: شخص. صَعِق: بكسر العين، أي: غُشِي عليه. فنَعَشَه: بفتح العين، أي: رفعه من الأرض. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام بن أبي عبد الله: هو الدستُوائي. وأخرجه النسائي 7/105، وأبو يعلى (2533) ، وابن حبان (4475) ، والطبراني (10638) ، والبيهقي 8/202 و204-205 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1871) . الزُّط، قال السندي: بضم فتشديد: جنس من السودان والهنود. وقوله: "من بدل دينه"، عام عند الجمهور يشمل الذكر والأنثى، وخضه الحنفية بالذكَر، وقد جاء في حديث معاذ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أرسله إلى اليمن قال له: "أيما رجل ارتدَّ عن الإسلام، فادعُه، فإن عاد، وإلا فاضرب عنقه، وأيما امرأةٍ ارتدت عن الإسلام، فادعها، فإن عادت، وإلا فاضرب عنقها". وسنده حسن، قاله الحافظ في "الفتح " 12/284، وهو نص في موضع النزاع، فيجب المصير إليه. الحديث: 2966 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى بِيَمِينٍ وَشَاهِدٍ " (1) قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّاهِدِ: هَلْ يَجُوزُ فِي الطَّلاقِ وَالْعَتَاقِ؟ فَقَالَ: " لَا، إِنَّمَا هَذَا فِي الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ، وَأَشْبَاهِهِ " (2) 2968 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ " قَالَ عَمْرٌو: " إِنَّمَا ذَاكَ فِي الْأَمْوَالِ " (3) 2969 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَجَّةٌ، وَلَوْ قُلْتُ: كُلَّ عَامٍ، لَكَانَ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (2224) . (2) انظر "موطأ مالك" 2/722-723. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وجَوًد إسناده النسائي في "الكبرى". عبد الله بن الحارث: هو ابن عبد الملك المخزومي المكي. وأخرجه الشافعي 2/178، وابن ماجه (2370) ، والنسائي في "الكبرى" (6011) ، وابن عدي 3/1274، والبيهقي 10/167، والبغوي (2502) من طريق عبد الله بن الحارث المخزومي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (4) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف. وهو مكرر (2663) . الحديث: 2968 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 2970 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ، وَأَسْوَدُ الْمَعْنَى قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ابْتَاعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِيرٍ أَقْبَلَتْ، فَرَبِحَ أَوَاقِيَّ، فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرَامِلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ قَالَ: " لَا أَبْتَاعُ بَيْعًا لَيْسَ عِنْدِي ثَمَنُهُ " (1) 2971 - وحَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ أَيْضًا فَأَسْنَدَهُ (2) 2972 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ، وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَسْلَمَتِ امْرَأَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَزَوَّجَتْ، فَجَاءَ زَوْجُهَا الْأَوَّلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَعَلِمَتَ إِسْلَامِي. " فَنَزَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَوْجِهَا الْآخِرِ، وَرَدَّهَا عَلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ " (3)   (1) إسناده ضعيف. أسود: هو ابن عامر الملقب بشاذان. وانظر (2093) . قوله: "ابتاع"، قال السندي: أي: اشترى. "من عير"، أي: قافلة. (2) إسناده ضعيف كسابقه. (3) إسناده ضعيف، سماك- وهو ابن حرب- في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد اضطرب في هذا الحديث كما هو بَيِّن من المقارنة بين هذه الرواية وبين الرواية التي سلفت برقم (2059) . وأخرجه أبو داود (2239) ، والبغوي (2290) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد. وأخرجه عبد الرزاق (12645) ، وابن الجارود (757) ، والحاكم 2/200،= الحديث: 2970 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 2973 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا عَنْ صَاحِبِهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ، فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ تَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَيَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَكُونُ الْحَاجَةُ " (1) 2974 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اتَّقُوا الْحَدِيثَ عَنِّي إِلا مَا عَلِمْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ كَذَبَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارَ " (2)   =والبيهقي 7/188 و189 من طرق عن إسرائيل، به. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي! وأخرجه ابن ماجه (2008) من طريق حفص بن جُميع، عن سماك، به. وأخرجه الطيالسي (2674) ، ومن طريقه البيهقي 7/189عن سليمان بن معاذ، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن عمة عبد الله بن الحارث أسلمت وهاجرت وتزوجت، وقد كان زوجها أسلم قبلها، فردَّها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى زوجها الأول. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي إسرائيل- واسمه إسماعيل بن خليفة العبسي الملائي الكوفي-. وهو مكرر (1833) . (2) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى: وهو ابن عامر الثعلبي الكوفي. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه الترمذي (2951) ، وأبو يعلى (2338) و (2721) ، والبغوي (117) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. الحديث: 2973 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 2975 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدْ مَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَاسْأَلُوا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ: قَبْلَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ، أَوْ بَعْدَ الْمَائِدَةِ؟ وَاللهِ مَا مَسَحَ بَعْدَ الْمَائِدَةِ، وَلَأَنْ أَمْسَحَ عَلَى ظَهْرِ عَابِرٍ بِالْفَلَاةِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَمْسَحَ عَلَيْهِمَا " (1)   = وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (554) من طريق موسى بن هارون، عن عبد الأعلى، به. وسيأتي برقم (3025) ، وانظر ما تقدم برقم (2069) . ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنه مَن كذب على متعمداً، فليتبوأ مقَعده من النار" شواهد يصح بها، انظر ما تقدم برقم (2675) . (1) إسناده ضعيف، عطاء- وهو ابن السائب- كان قد اختلط، قال يحيى بن معين: قد سمع أبو عوانة من عطاء في الصحة وفي الاختلاط جميعاً، ولا يحتج بحديثه، وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل: كان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها، وقال أبو حاتم: رفع أشياء كان يرويها عن التابعين فرفعها إلى الصحابة. وأخرجه الطبراني (12287) من طريق محمد الرقاشي، عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطبراني أيضاً (12237) من طريق خصيف بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، به- ولفظه عن ابن عباس قال: قد عَلِمْنا أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مسح على الخفين، ومسح أصحابه، فهل مسح منذ نزلت سورة المائدة؟ وخصيف بن عبد الرحمن الجزري سيئ الحفظ، وسيأتي نحوه برقم (3462) من طريق خصيف بن عبد الرحمن، عن مقسم، عن ابن عباس. قلنا: وقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه مسح على الخفين بعدَ نزول آية الوضوء من سورة المائدة كما في حديث إبراهيم النخعي، عن همام بن الحارث، قال: بال جرير، ثم توضأ ومسح على خفيه، فقيل: تفعل هذا؟ فقال: نعم، رأيتُ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بال، ثم= الحديث: 2975 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 123 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = توضأ ومسح على خُفيه. قال الأعمش: قال إبراهيم: كان يعجبهم هذا الحديث، لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة. أخرجه أحمد 4/358، والبخاري (387) ، ومسلم (272) واللفظ له. وأخرج أحمد 5/351، ومسلم (277) عن بُريدة الأسلمي: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَى الصَلَوات يوم الفتح بوضوء واحد، ومسح على خفيه. قلنا: ونزول آية الوضوء كان قبل الفتح. وأخرج أحمد 4/249، والبخاري (4421) ، ومسلم ص 317 (105) عن المغيرة بن شعبة: أنه غزا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبوكَ ... وفيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ومسح على خفيه. قلنا: وقد صح عن ابن عباس أنه مسح عليهما، فقد أخرج ابن أبي شيبة 1/181 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن الزبير بن عدي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس: أنه مسح، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأخرج ابن أبي شيبة أيضاً 1/186 عن عبد الله بن إدريس، عن فطر قال: قلت لعطاء (يعني ابن أبي رباح) : إن عكرمة يقول: قال ابن عباس: سبق الكتاب الخفين، فقال عطاء: كذب عكرمة، أنا رأيت ابن عباس يمسح عليهما. وهذا إسناد صحيح. وأخرج ابن أبي شيبة 1/182عن ابن عُلية، عن ابن إبي عَروبة، والبيهقي 1/273 من طريق سليمان بن حرب، عن شعبة، كلاهما عن قتادة، قال: سمعت موسى بن سلمة، قال سألتُ ابن عباس عن المسح على الخفين، فقال: للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوم وليلة. واللفظ للبيهقي، وقال: هذا إسناد صحيح. وانظر "نصب الراية" 1/174. وقوله: "ولأن أمسحَ على ظهر عابرٍ بالفلاة"، قال السندي: الذي يظهر إن الظهر بالظاء المعجمة المفتوحة، والمراد بعابر بالفلاة: القدم بطريق الكناية، والمعنى: لأن أمسح على الرجلين خير من أن أمسح على الخفين، يريد أنهم يمنعون المسح على الرجلين، ويجوزون المسح على الخفين، والأمر عندي بالعكس. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 2976 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَرْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: " يَا عُرَيَّةُ، سَلْ أُمَّكَ: أَلَيْسَ قَدْ جَاءَ أَبُوكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَحَلَّ " (1) 2977 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَتْ لِلشَّيَاطِينِ مَقَاعِدُ فِي السَّمَاءِ، فَكَانُوا يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ، وَكَانَتِ النُّجُومُ لَا تَجْرِي، وَكَانَتِ الشَّيَاطِينُ لَا تُرْمَى، قَالَ: فَإِذَا سَمِعُوا الْوَحْيَ، نَزَلُوا إِلَى الْأَرْضِ، فَزَادُوا فِي الْكَلِمَةِ تِسْعًا، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَعَلَ الشَّيْطَانُ إِذَا قَعَدَ مَقْعَدَهُ، جَاءَهُ شِهَابٌ فَلَمْ يَخْطُهُ حَتَّى يُحْرِقَهُ، قَالَ: فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالَ: مَا هَذَا إِلا مِنْ حَدَثٍ حَدَثَ. قَالَ: فَبَثَّ جُنُودَهُ، قَالَ: " فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ "، قَالَ: فَرَجَعُوا إِلَى إِبْلِيسَ، فَأَخْبَرُوهُ، قَالَ: فَقَالَ: هُوَ الَّذِي حَدَثَ (2)   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الجبار بن ورد، فقد روى له أبو داود والنسائي، ووثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو داود ويعقوب بن سفيان والعجلي، وقال ابن المديني: لم يكن به بأس، وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه، وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به يُكتب حديثه، ولينه الدارقطني في رواية السلمي. ابن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مُليكة. وسيتكرر برقم (3351) ، وانظر ما سلف برقم (2277) . (2) إسناده حسن، سماك بن حرب صدوق من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وقوله: "لا تجري" أخطأ سماك فيه، والصواب: "لا يُرمى بها"، ففي= الحديث: 2976 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 2978 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا خَرَجَ وَالْخَمْرُ حَلالٌ، فَأَهْدَى لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاوِيَةَ خَمْرٍ، فَأَقْبَلَ بِهَا يَقْتَادُهَا عَلَى بَعِيرٍ، حَتَّى وَجَدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، فَقَالَ: " مَا هَذَا مَعَكَ؟ " قَالَ: رَاوِيَةُ خَمْرٍ أَهْدَيْتُهَا لَكَ. قَالَ: " هَلْ عَلِمْتَ أَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَهَا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِنَّ اللهَ حَرَّمَهَا " فَالْتَفَتَ الرَّجُلُ إِلَى قَائِدِ الْبَعِيرِ، وَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَقَالَ: " مَاذَا قُلْتَ لَهُ؟ " قَالَ: أَمَرْتُهُ بِبَيْعِهَا. قَالَ: " إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا " قَالَ: فَأَمَرَ بِعَزَالِي الْمَزَادَةِ فَفُتِحَتْ، فَخَرَجَتْ فِي التُّرَابِ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فِي الْبَطْحَاءِ مَا فِيهَا شَيْءٌ (1) 2979 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ، وَكَانَ يَحْتَجِمُ فِي الْأَخْدَعَيْنِ، وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ، وَكَانَ يَحْجُمُهُ عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ، وَكَانَ يُؤْخَذُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ مُدٌّ وَنِصْفٌ،   =حديث أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير المتقدم برقم (2482) : "لا يرمى بها". (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق- وهو ابن عبد الله بن الحارث المدني- حسن الحديث، روى له أصحاب السنن ومسلم متابعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ربعي بن إبراهيم، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. ابن وَعْلة: هو عبد الرحمن. وانظر (2041) . العَزالي، قال ابن الأثير 3/231: جمع العَزْلاء، وهو فم المزادة الأسفل. الحديث: 2978 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 فَشَفَعَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِهِ، فَجُعِلَ مُدًّا " (1) 2980 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2) 2981 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَهُ (3) 2982 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ " (4) 2983 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَاوُسًا، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُمِرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةٍ " قَالَ شُعْبَةُ:   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وتقدم برقم (2155) من طريق شعبة، عن جابر، به - وفيه: وكلَّم مواليه، فحطوا عنه نصفَ مد، وكان عليه مُدان. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (1822) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 3 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وانظر (1919) . (3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن عطاء: واسمه يعقوب. وانظر (2587) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2013) . الحديث: 2980 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 وَحَدَّثَنِيهِ مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ: " أُمِرْتُ بِالسُّجُودِ، وَأَنْ لَا أَكُفَّ شَعَرًا وَلا ثَوْبًا " (1) 2984 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ " (2) 2985 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ اللَّيْلِ " (3) 2986 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَرَّ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، مَعَهُ غَنَمٌ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا تَعَوُّذًا مِنْكُمْ، فَعَمَدُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ، وَأَخَذُوا غَنَمَهُ، فَأَتَوْا بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء: 94] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1927) . (2) حسن لغيره دون ذِكْر السُّرُج، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح- واسمه باذام مولى أم هانئ-. وانظر (2030) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جمرة: هو نصر بن عمران الضبَعي. وانظر (2019) . (4) حسن لغيره، سِماك- وإن كان في روايته عن عكرمة اضطراب- قد توبع عليه.= الحديث: 2984 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 2987 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] ، قَالَ: " أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ " (1) 2988 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الْأَشْقَرُ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ، فَقَالَ: كَيْفَ تَقُولُ يَا أَبَا الْقَاسِمِ يَوْمَ يَجْعَلُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى السَّمَاءَ عَلَى ذِهْ - وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ -، وَالْأَرْضَ عَلَى ذِهْ، وَالْمَاءَ عَلَى ذِهْ، وَالْجِبَالَ عَلَى ذِهْ، وَسَائِرَ الْخَلائِقِ عَلَى ذِهْ، كُلُّ ذَلِكَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ، قَالَ: " فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر:67] (2) الْآيَةَ " 2989 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَلَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ،   = وانظر (2023) . (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث. وانظر (2463) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (2267) 0 أبو كدينة: هو يحيى بن المهلَّب البَجَلي، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح. الحديث: 2987 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ فِي الْعَسْكَرِ مَاءٌ. قَالَ: " هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَأْتِنِي بِهِ " فَأَتَاهُ بِإِنَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ قَلِيلٍ، قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ عَلَى فَمِ الْإِنَاءِ، وَفَتَحَ أَصَابِعَهُ، قَالَ: فَانْفَجَرَتْ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ عُيُونٌ، وَأَمَرَ بِلالًا، فَقَالَ: " نَادِ فِي النَّاسِ: الْوَضُوءَ الْمُبَارَكَ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وهو مكرر (2268) . قوله: "الوَضوءَ المبارك"، قال السندي: هو بفتح الواو والنصب، بتقدير: ائتوا واحضروا. تنبيه: جاء هنا بعد هذا الحديث في نسخة (ظ9) بين الجزء الثامن وبين الجزء السابع بتقسيمها، ورقة لعلها طيارة فيها ما نصه: ومن فوائد أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان] وهو القطيعي [أحاديثُ كانت في آخر الجزء الثامن: 1- حدثنا بشرُ بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة الأسدي، قال: حدثنا الفضلُ بن دكين، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن مسروقٍ عن عائشة قالت: فَتَلْتُ لِهَدْي رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القلائدَ قبل أن يحرم. 2- حدثنا محمد بن يونس، حدثنا عبدُ الله بن أبى بكر العَتَكى، قال: حدثنا هارون النَّحْوي، عن ابن ميسرة، عن عبدِ الله بن شقيق عن عاثشة قالت: سمعتُه- يعني النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقرؤها: (فَروح ورَيْحان) [الواقعة: 89] . 3- حدثنا محمد بن يونس، حدثنا إسماعيل بن سنان أبو عبيدة العصْفُري، حدثنا مالك بنُ مِغْوَل، عن طلحة بن مُصَرف، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أبو بكرٍ صاحِبِي ومؤنسي في الغار، سُدُّوا كل خَوْخَةٍ في المسجدِ غيرَ خَوْخَةِ أبي بكرٍ". 4- حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا مالك بن مغول، عن عطية العَوْفىِ= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عن أبي سعيد الخدري، أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إِنَّ الرجل من أمتي ليشفع لِلْفِئامٍ من الناس، فيدخلون الجنة بشفاعته، وإنَّ الرجل ليَشفع للرجلِ ولأهلِ بيته، فيدخلُون الجنة بشفاعته". 5- حدثنا أبو شعيب عبدُ الله بن أحمد بن الحسن الحَراني، حدثنا أبو جعفر النُفَيْلي، حدثنا كثيرُ بنُ مروان، عن إبراهيم بن أبي عَبْلَة عن أنس بن مالك، قال: دَخَل علينا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يَكُنْ فينا أشمطُ غيرَ أبي بكر، فكان يَغْلِفها بالحِنَّاء والكَتَم. 6- حدثنا على بنُ طيفور بن غالب النسَوي، حدثنا قُتيبة، حدثنا حُميدُ بن عبد الرحمن، عن الحسن القصاب، عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسح على الخفين: "يَوْم وليلة، وللمسافِرِ ثلاثةُ أيام وليالِيهن". 7- حدثنا عبًدُ الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا حسينُ بن محمد المَروذِي، حدثنا سليمانُ بن قَرْم، عن سماك بن حرب عن جابر بن سَمُرة، قال: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب قائماً، فمن حَدَثك أنه رآه قط خطب إلا قائماً، فقد كَذَبَ، ولكنه ربما خرج ورأى في الناس قِلة فجلس، ثم يَثُوبون، ثم يقومُ فيخطب قائماً. 8- حدثنا محمد بن يونس، حدثنا محمد بن خالد بن عَثْمَة، حدثنا إبراهيمُ بن سعد، عن عبدِ الله بن عامر، عن محمدٍ رجل من أهل البصرة عن أبي بَرْزَةَ الأسلمي، قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَيْسَ من البِر الصَيامُ في السفَر". 9- حدثنا عبد الله، حدثنى أبى، حدثنا عبد الواحد الحَدَّاد، حدثنا يونس، عنَ أبي بُرْدة عن أبي موسى أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لا نِكاحَ إلا بِوَلي". 10- حدثنا عبدُ الله، حدثني أبي، حدثنا روحُ بنُ عبادة، حدثنا هشامُ بن حسان، عن هشام بنِ عُروة، عن أبيه= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =عن عائشة أنها قالت: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما يَضُر امرأةً نَزلت بَيْنَ بيتين مِن الأنصار، أو نزلت بين أبَوَيها". آخر الأحاديث قلنا: تخريج الحديث الأول: إسناده صحيح، بشر بن موسى وثقه الدارقطني، وقال الخطيب في "تاريخه" 7/86: كان من أهل البيوتات والفضل والرياسات والنبل، أما هو في نفسه، فكان ثقة أميناً عاقلًا، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي في مسند عائشة 6/191 عن يحيى بن سعيد، عن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد، ويخرج هناك إن شاء الله تعالى. الحديث الثاني: صحيح، محمد بن يونس: هو الكديمي- وإن كان مُتكلِّماً فيه وبعضهم اتهمه- قد توبع، وشيخه عبد الله بن أبي بكر صدوق، وقد توبع أيضاً، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. هارون النحوي: هو هارون بن موسى الأزدي العتكي، وابن ميسرة: هو بُديل. وسيأتي في مسند عائشة 6/64 من رواية أحمد، عن يونس بن محمد، عن هارون النحوي، بهذا الإسناد، ويخرج هناك. الحديث الثالث: إسناده ضعيف لضعف محمد بن يونس الكُدَيْمي. وأخرجه القَطِيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" (603) عن محمد بن يونس، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/303 و5/25 عن أبي بكر القطيعي وأبي بكر بن خلاد، كلاهما عن محمد بن يونس، به. وتقدم مطولاً بإسناد صحيح عن ابن عباس برقم (2432) ، دون قوله: "أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار". الحديث الرابع:= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = إسناده ضعيف لضعف عطية العوفي. وسيأتي مكرراً في "المسند" 3/63. الفِئام: الجماعة من الناس. الحديث الخامس: صحيح، وهذا إسناد ضعيف، كثيرُ بن مروان- وهو السلمي أو الفِهْري- ضعفه يحيى القطان وابن المديني والدارقطني، وقال النسائي: ليس حديثه بشيء، وقال محمود بن غيلان: أسقطه أحمد وابن معين وأبو خيثمة، وعن يحيى بن معين: هو كذاب! وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتج به، وباقي رجاله ثقات. أبو جعفر: هو عبد الله بن محمد بن علي بن نُفيل. وأخرجه البخاري (3919) ، والبيهقي 2/503 من طريق محمد بن حِمْيَر، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عقبة بن وساج، عن أنس، قال: قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليس في أصحابه أشْمَطُ غير أبي بكر، فغلفها بالحناء والكَتَم. وأخرجه البخاري (3920) من طريق أبي عُبيد، عن عقبة، عن أنس، قال: قَدِم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينةَ، فكان أسن أصحابه أبو بكر، فغلفها بالحِناءِ والكَتَم حتى قَنَأ لونُها. وقوله: "فغَلَفَها"، أي: خضبها، قال الحافظ: والمراد اللحية دهان ثم يقع لها ذِكْر، و"الكَتَم"، قال: ورق يُخضَب به كالآس من نباتٍ ينبت في أصغر الصخور، فيتدلى خيطاناً لطافاً، ومُجتنا هـ صعب، ولذلك هو قليل، وقيل: إنه يخلط بالوشمة، وقيل: إنه الوشمة، وقيل: هو النيل، وقيل: هوحناء قريش، وصِبغُه أصفر. وقنأَ: اشتد احمرارُها. الحديث السادس: صحيح، وهذا إسنادٌ ضعيف، الحسن القصاب- وهو إلحسنُ بن عبد الله القصاب- في عداد المجهولين، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/161 وأشار إلى حديثه هذا. وأخرجه الطحاوي بنحوه موقوفاً 1/84 من طريق غيلان بن عبد الله، عن ابن عمر. وفي الباب عن علي قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيمِ يوم وليلة" وقد تقدم في مسنده برقم (748) .= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 2990 - حَدَّثَنى وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، يُحَدِّثُ، عَنِ   =الحديث السابع: إسناده ضعيف، سليمان بن قَرْم وثقه أحمد، وضعفه ابن معين والنسائي، وقال أبو زرعة: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وذكره الحاكم في باب مَن عِيبَ على مسلم إخراج حديثهم، وقال: غمزوه بالغلو في التشيع وسوء الحفظ، وقال ابن حجر في "التقريب": سيىء الحفظ يتشيع. وسيأتي في مسند جابر بن سمرة 5/89 بسنده ومتنه، ويأتي تخريجه، ويُفصِّل القول فيه هناك. الحديث الثامن: إسناده ضعيف، محمد بن يونس: هو الكديمي، ضعيف، وبعضهم اتهمه، وعبد الله بن عامر- وهو الأسلمي- ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن معين، وقال البخاري: يتكلمون في حفظه، ومحمد رجل من أهل البصرة مجهول، كذا وقع في "المسند"، وفي البزار: عن محمد، عن رجل من آل برزة. وأخرجه البزار (987- كشف الأستار) عن محمد بن معمر، عن محمد بن خالد بن عَثْمة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/161، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط" وقال: وفيه رجل لم يُسم. ويغني عنه ما في البخاري (1946) ، ومسلم (1115) (92) من حديث جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر، فرأى زحاماً ورجلاً قد ظُلَّلَ عليه، فقال: "ما هذا؟ " فقالوا: صائم، فقال: "ليس من البِر الصوم في السفر". واللفظ للبخاري، وسيأتي في مسند جابر 3/299. الحديث التاسع: إسناده حسن. يونس: هو ابن أبي إسحاق، وأبو بردة: هو ابن أبي موسى. وسيأتي في " المسند" 4/418 بإسناده ومتنه. الحديث العاشر: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي في "المسند" 6/257 بإسناده ومتنه. الحديث: 2990 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَفَاةُ قَالَ: " هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ " وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَهُ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكُمِ الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللهِ. قَالَ: فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَكْتُبُ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالاخْتِلافَ، وَغُمَّ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قُومُوا عَنِّي ". فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ، مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ، مِنَ اخْتِلافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ (2)   (1) في (ظ9) : وغُمر، وفي (ظ14) : وعُمق، وأشير في هامشها إلى أنه في نسخة أخرى: وغُمِرَ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (114) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3111) ، وانظر (1935) . قوله: "قد غلبه الوجع"، قال السندي: أي: فإحضار الكتاب فيه يؤدي إلى تعبه، فلا يناسب. واللغط: الصوت والجَلَبة. وغُمَّ: من الاغتمام، وهو احتباس النفَس عن الخُروج، من الغَم: التغطية والستْر. والرزية: هي المصيبة. وقوله: "هلمَّ أكتب لكم كتاباً ... "، قال القرطبي وغيره: هو أمر وكان حق المأمور أن يبادر للامتثال، لكن ظَهَر لعمر رضي الله عنه مع طائفة أنه ليس على الوجوب، وأنه= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 2991 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَهُوَ بِمَكَّةَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَالْكَعْبَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَبَعْدَ مَا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَ إِلَى الْكَعْبَةِ " (1)   = من باب الإرشاد إلى الأصلح، فكرهوا أن يُكَلفوه من ذلك ما يشق عليه في تلك الحالة مع استحضارهم قوله تعالى: (ما فَرَّطْنا في الكتاب من شيء) وقوله تعالى: (تِبْياناً لكل شيء) ، ولهذا قال عمر: حَسبُنا كتاب الله، وظهر لطائفة أخرى أن الأولى أن يكتب لما فيه من امتثال أمره، وما يتضمنه من زيادة الإيضاح، ودَل أمره لهم بالقيام على أن أمره الأول كان على الاختيار، ولهذا عاش صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك أياماً ولم يُعاوِدْ أمرهم بذلك، ولو كان واجباً لم يتركه لاختلافهم، لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف، وقد كان الصحابة يراجعونه في بعض الأمور ما لم يَجْزِم بالأمر، فإذا عَزَمَ، امتَثَلُوا. واختلف في المراد بالكتاب، فقيل: كان أراد أن يكتب كتاباً يَنُمص فيه على الأحكام ليرتفع الاختلاف، وقيل: بل أراد أن ينص على أسامي الخلفاء بعده حتى لا يقع بينهم الاختلاف، قاله سفيان بن عيينة، ويؤيده أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في أوائل مرضه وهو عند عائشة: "ادعي لي أباك وأخاك حتى أكتبَ كتاباً، فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر"، أخرجه مسلم وللبخاري معناه، ومع ذلك فلم يكتب، والأول أظهر لقول عمر: حسبنا كتاب الله، أي: كافينا، مع أنه يشمل الوجه الثاني، لأنه بعض أفراده، والله أعلم. وانظر "شرح مسلم" للنووي 11/89-92، و"فتح الباري" لابن حجر 7/133-134. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه البزار (418- كشف الأستار) عن محمد بن المثنى، والطبراني (11066) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2252) . الحديث: 2991 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 2992 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ: " السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، أَيَدْخُلُ عُمَرُ؟ " (1) 2993 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِيَ، فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ " (2) 2994 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ عُسْفَانَ، ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ، فَشَرِبَ نَهَارًا لِيَرَاهُ النَّاسُ، ثُمَّ أَفْطَرَ، حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ، وَافْتَتَحَ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ "، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَصَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ وَأَفْطَرَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن- وهو ابن صالح بن صالح بن حيّ- فمن رجال مسلم. وانظر (2756) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: اسمه عبد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/265-266 عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر (2657) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مفضل- وهو= الحديث: 2992 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 137 2995 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مِقْسَمٍ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ يُجَامِعُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، قَالَ: " عَلَيْهِ نِصْفُ دِينَارٍ " قَالَ: وَقَالَ شَرِيكٌ (2) : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) . 2996 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَجِّ كُلَّ عَامٍ؟   = ابن مُهلهَل السَّعدي- فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص94، والطبراني (10945) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2350) . (1) في (ظ9) بعد هذا: هكذا في كتاب الشيخ: عن مقسم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2) يعني: عن خُصيف، عن مقسم. والراوي عن شريك: هو يحيى بن آدم. (3) في (ظ14) بعد هذا: "هكذا كان في كتابي: عن مقسم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". والحديث صحيح موقوفاً كما تقدم بيانه برقم (2032) ، وإسنادا هـ ضعيفان، الأول: لسوء حفظ خُصيف ولإرساله، والثاني: لسوء حفظ شريك وخُصيف. وأخرجه مرسلاً البيهقي 1/316 من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقَرَن بخُصَيف على بن بَذِيمة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9111) من طريق محمد بن يوسف الفريابى، عن سفيان الثوري، به. وأخرجه عبد الرزاق (1263) عن سفيان الثوري، به. وأخرجه عبد الرزاق (1262) عن ابن جريج، والنسائي (9110) من طريق أبي خيثمة، كلاهما عن خصيف، به. وأما الموصول الذي فيه ابن عباس فقد تقدم برقم (2458) عن حسين بن محمد المروذي، عن شريك، به. الحديث: 2995 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 فَقَالَ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَجَّةٌ، وَلَوْ قُلْتُ: كُلَّ عَامٍ، لَكَانَ " (1) 2997 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ، مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، فَقَالُوا: كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا حَسَنٍ؟ فَقَالَ: " أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا ". فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَلا تَرَى؟ " إِنِّي لَأَرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ "، وَإِنِّي لَأَعْرِفُ فِي وُجُوهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمَوْتَ، فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ، فَلْنُكَلِّمْهُ، فَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ فِينَا بَيَّنَهُ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ، وَأَوْصَى بِنَا. فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنْ قَالَ: الْأَمْرُ فِي غَيْرِنَا، فَلَمْ يُعْطِنَاهُ النَّاسُ أَبَدًا، وَإِنِّي وَاللهِ لَا أُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا أَبَدًا (2) 2998 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمَاعِزٍ حِينَ قَالَ: زَنَيْتُ: " لَعَلَّكَ غَمَزْتَ، أَوْ قَبَّلْتَ، أَوْ نَظَرْتَ إِلَيْهَا؟ " قَالَ: " كَأَنَّهُ يَخَافُ أَنْ لَا يَدْرِيَ مَا الزِّنَا " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله النخعي سيىء الحفظ، ورواية سماك بن حرب عن عكرمة فيها اضطراب. وانظر (2663) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن المبارك: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وانظر (2374) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،= الحديث: 2997 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 2999 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ الْقُرْآنَ عَلَى جِبْرِيلَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي قُبِضَ فِيهَا، عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ "، فَكَانَتْ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللهِ آخِرَ الْقِرَاءَةِ (1) 3000 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ {وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152] ، عَزَلُوا أَمْوَالَ الْيَتَامَى، حَتَّى جَعَلَ الطَّعَامُ يَفْسُدُ، وَاللَّحْمُ يُنْتِنُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ: {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ} [البقرة: 220] " قَالَ: فَخَالَطُوهُمْ (2)   = فمن رجال البخاري. وانظر (2129) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن مهاجر لَيِّن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وانظر (2494) . وعبد الله المذكور في الحديث: هو ابن مسعود الهذلي رضي الله عنه. (2) إسناده ضعيف، عطاء بن السائب كان قد اختلط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" 2/369، والحاكم 2/278-279، والبيهقي 5/258-259 و5/6 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده،= الحديث: 2999 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 3001 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ: عَلَيْكَ الْعِيرَ لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ ". قَالَ: " فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ: إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَكَ، إِنَّ اللهَ   =ووافقه الذهبي! وأخرجه بنحوه ابن جرير 2/369-370 و370 و370-371 و371، وأبو داود (2871) ، والنسائي في "الكبرى" (6496) و (6497) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص44 من طرق عن عطاء بن السائب، به. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 1/610 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبي الشيخ. وأخرج الطبري في "تفسيره" 2/371 عن علي بن داود القنطري، عن أبي صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح الحضرمي، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: قوله: (ويَسألونَكَ عن اليَتَامى قُلْ إصلاح لَهُمْ خَيْر) ، وذلك أن الله لما أنزل: (إِن الذِينَ يَأكُلُونَ أمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْما إنَما يَأكُلُونَ في بُطُونهِم ناراً وسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) ، كَرِه المسلمون أن يضموا اليتامى، وتحرَّجوا أن يُخالطوهم في شيءٍ، فسألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنزل الله: (قُلْ إصلاح لَهُمْ خَيْر وإنْ تُخالِطُوهم فإخْوانُكُ) . وإسناده ضعيف، أبو صالح- وهو عبد الله بن صالح- سيىء الحفظ، وعلي بن أبي طلحة لم يدرك ابن عباس. وفي الباب عن قتادة، قال: لما نزلت: (ولا تَقرَبوا مالَ اليتيمِ إلا بالتي هي أحْسَنُ) اعتزل الناسُ اليتامى، فلم يُخالطوهم في مأكل ولا مشرب ولا مال، قال: فشَق ذلك على الناس، فسألوا رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنزل الله عز وجل: (ويسألونكَ عن اليَتَامى قُلْ إِصلاح لَهُمْ خَيْر وإنْ تُخالطُوهم فإِخْوانُكُمْ) . أخرجه الطبري 2/370. قال ابن كثير في "تفسيره" 1/375: وهكذا ذكر غيرُ واحدٍ في سبب نزول هذه الآية كمجاهد وعطاء والشعبي وابن أبي ليلى وقتادة، وغير واحدٍ من السلف والخلف. وقوله: "جعل الطعامُ"، قال السندي: أي: طعام اليتيم، لأنهم إذا طبخوا طعامَه على حِدَة، فقد لا يَقْدِرُ أن يأكله كله، فإذا تركوا له إلى وقت آخر يَفْسُدُ، وكذا اللحم. الحديث: 3001 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 141 وَعَدَكَ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْطَاكَ مَا وَعَدَكَ " (1) 3002 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ " (2) 3003 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ الْأَعْمَشِ (3) ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ النَّحْرِ، وَعَلَيْنَا سَوَادٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ أَفْخَاذَنَا، وَيَقُولُ: " أَبَنِيَّ، أَفِيضُوا، وَلا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (4) 3004 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ،   (1) سماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وقد سلف برقم (2022) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف بإسناد صحيح عن ابن عباس، انظر (2192) . (3) وقع في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : أبو الأحوص والأعمش، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 127. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فله في البخاري حديث واحد، وقد وثقه كير واحد من الأئمة، وقد سلف برقم (2507) ، وانظر (3006) ، وللحديث طرق أخرى عن ابن عباس في "المسند"، انظر (2082) و (2239) و (2459) . الحديث: 3002 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَيُوتِرُ بِثَلاثٍ، وَيُصَلِّ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ " (1) 3005 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الَّرحْمَنِ، مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ بَرَّةَ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهَا، فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ " (2) 3006 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ، فَجَعَلَ يُوصِيهِمْ أَنْ لَا يَرْمُوا جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (3)   (1) صحيح، وهذا إسنادٌ على شرط مسلم. وقد سلف برقم (2714) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (402) ، وفي "المجتبى" 3/237من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير المسعودي - واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- فقد روى له أصحاب السنن، ورواية المتقدمين عنه صالحة، ونخال عبدَ الله بن يزيد- وهو المقرئ- منهم، ثم هو قد توبع، انظر (2334) ، والحديث بهذا الإسناد مكرر (2900) . (3) صحيح، وهذا إسناد حسن، المسعودي متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطيالسي (2703) ، والطحاوي 2/217 من طريق المسعودي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 2/217، والطبراني (12078) من طريق حجاج بن أرطاة، والطبراني (12073) من طريق ابن أبي ليلى، والبيهقي 5/132 من طريق شعبة، ثلاثتهم عن الحكم، به. وانظر (3003) . الحديث: 3005 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 3007 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: تَزَوَّجَ فُلانٌ، فَقَرَّبَ إِلَيْنَا طَعَامًا، فَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَرَّبَ إِلَيْنَا ثَلاثَةَ عَشَرَ ضَبًّا، فَبَيْنَ آكِلٍ وَتَارِكٍ، فَقَالَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا آكُلُهُ، وَلا أُحَرِّمُهُ، وَلا آمُرُ بِهِ، وَلا أَنْهَى عَنْهُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بِئْسَ مَا تَقُولُونَ، مَا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) إِلا مُحِلًّا وَمُحَرِّمًا، قُرِّبَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَدَّ يَدَهُ، لِيَأْكُلَ مِنْهُ، فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ. فَكَفَّ يَدَهُ وَقَالَ: " هَذَا لَحْمٌ لَمْ آكُلْهُ قَطُّ، فَكُلُوا " فَأَكَلَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَامْرَأَةٌ كَانَتْ مَعَهُمْ، وَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: لَا آكُلُ مِمَّا لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) 3008 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ عَطِيَّةَ،   (1) في (م) و (س) و (ص) : ما بعث رسول. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن الأصم، فمن رجال مسلم. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن بن خالد القرشي مولاهم، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه الطحاوي 4/202، والبيهقى 9/323-324 من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد. قوله: "لا آكله ولا أحرمه، ولا آمر به، ولا أنهى عنه" هو في رواية الطحاوي والبيهقي مرفوع من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رفعه إليه بعض من عند ابن عباس، وهو كذلك فيما سلف برقم (2684) ، وسيأتي برقم (3219) بلفظ: "أتي به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يُحله ولم يُحرمه". الحديث: 3007 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 144 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَسَّمَّعُ مَتَى يُؤْمَرُ، فَيَنْفُخُ؟ " فَقَالَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ: كَيْفَ نَقُولُ؟ قَالَ: " قُولُوا: حَسْبُنَا اللهُ، وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية- وهو ابن سعد بن جُنادة العَوْفي-. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/352، والطبري 29/150-151، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 8/290 من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد. وقرن الطبري بأسباطٍ محمدَ بنَ فضيل. وأخرجه الطبراني (12670) من طريق أبي عوانة، والحاكم 4/559 من طريق علي بن محمد، كلاهما عن مطرف، به، لكن الآية عند الحاكم: (فإذا نُفخَ في الصورِ) . وأخرجه الطبري 29/151 عن محمد بن سعد، عن أبيه سعد بن محمد العَوْفي، عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية العوفي، عن أبيه الحسن بن عطية العوفي، عن أبيه عطية بن سعد العوفي، به. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء. وسيأتي في "المسند" 3/7 من طريق مطرف، و73 مختصراً من طريق الأعمش، كلاهما عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه ابن حبان (823) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وإسناده صحيح. وسيأتي في "المسند" أيضاً4/374 من طريق خالد أبي العلاء الخفاف، عن عطية العَوفي، عن زيد بن أرقم. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 3/189، وإسناده حسن.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 145 3009 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنْ صَوْمِ رَجَبٍ: كَيْفَ تَرَى فِيهِ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: لَا يَصُومُ " (1) 3010 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْرِضُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ عَلَى جِبْرِيلَ، فَيُصْبِحُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ لَيْلَتِهِ الَّتِي يَعْرِضُ فِيهَا مَا يَعْرِضُ، وَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، لَا يُسْأَلُ شَيْئًا (2) إِلَّا أَعْطَاهُ، حَتَّى   =ومن حديث أنس عند الخطيب في "تاريخه" 5/153، والضياء المقدسي في "المختارة" ورقة 207. الناقور: هو الصور، وهو قرن يُنفخ فيه، روى عبد الله بن عمرو بن العاص أن أعرابياً قال: يا رسول الله، ما الصور؟ قال: "قرن ينفخ فيه" أخرجه أحمد 2/162، وصححه ابن حبان (7312) . وقوله: "كيف أنْعَم"، قال السندي: من النعْمة بالفتح، وهي: المسرة والفرح والترفه، ومعناه: كيف يطيب عيشي وقد قَربَ أن ينفخ في الصور، فكنى عن ذلك بأن صاحبَ الصور وضع رأسَ الصور في فمه، وهو مترصد مترقب لأن يؤمَرَ فَيَنْفُخَ فيه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن حكيم- وهو ابن عباد بن حنيف الأنصاري الأوسي- فمن رجال مسلم. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي الكوفي. وهو مكرر (2046) . (2) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: عن شيء. الحديث: 3009 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 إِذَا (1) كَانَ الشَّهْرُ الَّذِي هَلَكَ بَعْدَهُ، عَرَضَ فِيهِ عَرْضَتَيْنِ " (2) 3011 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُؤَمَّلٌ، الْمَعْنَى، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ الْمُسْلِمِينَ أَصَابُوا رَجُلًا مِنْ عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَتَلُوهُ، فَسَأَلُوا أَنْ يَشْتَرُوا جِيفَتَهُ فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ مُؤَمِّلٌ: فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعُوا جِيفَتَهُ " (3) 3012 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) لفظة "إذا" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية. (2) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، وهو صدوق حسن الحديث، وهو- وإن كان مدلساً وقد عنعن- قد توبع. وانظر (2042) . من قوله: "فنهاهم" الأولى إلى هنا أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) ، وقد سقط من (م) وباقي الأصول الخطية. والحديث إسناده ضعيف، ابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيىء الحفظ، ومؤمَّل- وهو ابن إسماعيل- سيىء الحفظ أيضاً، لكنه متابع هنا بعبد الله بن الوليد العَدَني، وهو صدوق. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (1715) من طريق أبي أحمد الزبيري، والطبراني (12058) ، والبيهقي 9/133 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم، ورواه الحجاج بن أرطاة أيضاً عن الحكم، وقال أحمد بن حنبل: ابن أبي ليلى، لا يحتج بحديثه ... وانظر (2230) . الحديث: 3011 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 147 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ "، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ: اجْلِسْ، فَإِنَّ الْقِدْرَ قَدْ نَضِجَتْ. " فَنَاوَلَتْهُ كَتِفًا، فَأَكَلَ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1) 3013 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ، ثُمَّ يَعُودُ فِيهِ " (2) 3014 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ يَعْنِي ابْنَ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَقَامَ، فَصَلَّى، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ، كَبَّرَ، وَإِذَا وَضَعَ رَأْسَهُ، كَبَّرَ، وَإِذَا مَا نَهَضَ (3) مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ، كَبَّرَ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ،   (1) حديث صحيح. وانظر (2406) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله. وأخرجه النسائي 6/265 من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2589) ، ومسلم (1622) (8) ، والنسائي 6/267، والطحاوي 4/78، والطبراني (10910) ، والبيهقي 6/180 من طرق عن وهيب بن خالد، به. وأخرجه عبد الرزاق (16538) عن معمر، عن ابن طاووس، عن طاووس، مرسلا. وا نظر (2647) . (3) في (ظ9) و (ظ14) و (ق) وحاشية (س) و (ص) : وإذا ما هو نهض. الحديث: 3013 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 فَقَالَ: " لَا أُمَّ لَكَ، أَوَلَيْسَ تِلْكَ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " (1) 3015 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ السُّلَمِيُّ خُرَاسَانِيٌّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا - فَأَوْمَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ -: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ، وَقَاهُ اللهُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ - ثَلَاثًا -، أَلَا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ (2) ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ، وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا عَبْدٌ، مَا كَظَمَهَا عَبْدٌ لِلَّهِ إِلَّا مَلَأَ اللهُ جَوْفَهُ إِيمَانًا " (3)   (1) إسناده صحيح، عمر بن فروخ: وثقه ابن معين وأبو حاتم، ورضيه أبو داود، وقال عنه: مشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحبيب بن الزبير: وثقه النسائي وأبو داود، وصحح الترمذي حديثه، وقال أحمد: ما أعلم إلا خيراً، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث ما أعلم أحداً حدث عنه إلا شعبة، وحديثه مستقيم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني (11933) من طريق حفص بن عمر الحوضي، عن عمر بن فروخ، بهذا الإسناد. وانظر (1886) . (2) في الأصول التي بين أيدينا عدا (ظ9) و (ظ14) : بشهوة، وهو تصحيف، وقد أورد ابن كثير في "تفسيره" 1/493 سورة البقرة آية 280 هذا الحديث عن الإمام أحمد فقال: "بسهوة" بالسين المهملة، وأوردها كذلك ابن الأثير في "النهاية" 2/430 بالسين المهملة، وقال: السهْوةُ: الأرض اللينة التربة، شَّبه المعصية في سهولتها على مرتكبها بالأرض السهلة التي لا حُزونة فيها. والحَزْن: ما غَلُظ من الأرض. (3) إسناده ضعيف جداً، نوح بن جَعْوَنة لا يعرف بجرح ولا تعديل، ولم يَرْوِعنه غير= الحديث: 3015 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عبد الله بن يزيد المقرئ، فهو في عداد المجاهيل، وقال الذهبي في "الميزان" 4/275: أجوز أن يكون نوحَ بن أبي مريم، أتى بخبر منكرٍ، ثم أشار إلى هذا الحديث من "مسند الشهاب" (745) من طريق ابن أبي ميسرة، عن عبد الله بن يزيد المقرئ، ثم قال: فالآفة نوح. وأقره ابن حجر في "لسان الميزان" 6/173في تسمية نوح، وقال: هو نوح بن أبي مريم بعينه، فإن اسم أبي مريم يزيد بن جَعْونَة، جزم بذلك ابن حبان، وترجمته (يعني: نوح بن أبي مريم) مستوفاة في "التهذيب" وقد أجمعوا على تكذيبه. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 7/423، والقضاعي في "مند الشهاب" (1423) ، والبيهقي في "الشعب" (1461) عن ابن البجير- وهو صحابي- قال: أصاب يوماً النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجوع، فوضع على بطنه حجراً، ثم قال: "ألا يا رُبَّ نفسٍ طاعمةٍ ناعمةٍ في الدنيا، جائعة عارية يوم القيامة، ألا يا رُبَّ نفس جائعةٍ عاريةٍ في الدنيا، طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا يا رُبَّ مُكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا يا رب مهينِ لنفسه وهو لها مُكرمَ، ألا يا رُب مُتخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله، ما له عند الله من خَلاق، ألا وإنَّ عمل الجنة حَزْن برَبوة، ألا وإن عمل النار سهل بسَهْوة، ألا يا رُب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلا". وفي إسناده سعيد بن سنان، وهو متروك. وتحرفت لفظة "النار" عند ابن سعد إلى: "الآخرة"، ولفظة "بسهوة" عنده: "بشقوة"، وعند القضاعي: "بشهوة". وأخرج أحمد 2/359 بإسناد صحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ أنظر فعْسِرا، أو وضع له، أظله الله في ظل عرشه يومَ القيامة". وأخرج أحمد 3/427، ومسلم (3006) عن أبي اليَسَرِ مرفوعاً، قال: "من أنظر معسراً، أو وَضَع عنه، أظلَّه الله في ظِلَه". وأخرج أحمد 3/153، ومسلم (2822) عن أنسٍ أنً النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "حفت الجنةُ بالمكاره، وحُفتِ النارُ بالشهواتِ". وأخرج أحمد 2/260، والبخاري (6487) ، ومسلم (2823) عن أبي هريرة، مثل حديث أنس. وأخرج أحمد 2/128، وابن ماجه (4189) عن ابن عمر قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 150 3016 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: " لِمَنْ كَانَتْ هَذِهِ الشَّاةُ؟ " فَقَالُوا: لِمَيْمُونَةَ. قَالَ: " أَفَلا انْتَفَعْتُمْ بِإِهَابِهَا " (1) 3017 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَرْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ عَلَى أَتَانٍ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي فَضَاءٍ مِنَ الأَرْضِ، فَنَزَلْنَا وَدَخَلْنَا مَعَهُ، فَمَا قَالَ لَنَا فِي ذَلِكَ شَيْئًا " (2)   = "ما تجرع عبد جُرْعةً أفْضَلَ عند الله عز وجل من جُرعةِ غَيْظٍ يَكظِمُها ابتغاءَ وجهِ الله تعالى"، قال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" ورقة 265: إسناده صحيح، رجاله ثقات. قوله: "من أنظر معسراً"، قال السندي: أي: أخر الطلبَ عنه إلى أجل بعد أن جاء وقتُه، أو وضع له، إي: كُل الدينِ أو بعضه. فيح جهنم، الفيح: سطوعُ الحر وفورانُه. حَزْن، بفتح فسكون: ما غَلُظَ من الأرض وخشن، والمراد: إنه يصعب على النفوس. بربوة، أي: بمكان مرتفع يصعبُ الوصولُ إليه، أولا لارتفاعِ مكانه، ثم المشي فيه ثانياً لصعوبته. وما من جُرعة، بضم الجيم: اسم من جَرِعَ الماء، كسَمعَ: بَلَعه، وفي "القاموس": الجُرعة من الماء: حَسوة منه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن خالد ثقة من رجال مسلم، ومَن فوقه من رجال الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/498. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/27، والنسائي 7/172، وأبو عوانة 1/210. وانظر (2369) . (2) حديث صحيح، شعبة- وهو مولى ابن عباس، وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع فيما سلف برقم (1891) ، وباقي رجال السند ثقات. ابن أبي ذئب: هو محمد بن= الحديث: 3016 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 3018 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " احْتَجَمَ، وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ " (1) 3019 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى أَبِي طَيْبَةَ عِشَاءً فَحَجَمَهُ، وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ " (2) 3020 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ زَمْعَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   = عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري. وأخرجه الطيالسي (2726) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد- بلفظ: ... فنزلنا ومررنا بين يديه، فما ردنا ولا نهانا. وأخرجه الطبراني (12217) من طريق خالد بن يزيد العمري، عن ابن أبي ذئب، به- بلفظ: مررتُ أنا والفضلُ بنُ العباس على حمار بَيْنَ يدي النبيً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يصلي، فما نهانا ولا ردنا. وسيأتي برقم (3306) . (1) على حاشية (س) و (ص) : وأعطى الحجام. والحديث صحيح، وهو مكرر (2249) . أبو داود: هو سليمان بن داود الطيالسي، وزمعة: هو ابن صالح الجَنَدي اليماني، ضعيف، وحديثه في صحيح مسلم مقرون. (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن منصور، ثم هو منقطع، فإن كل ما رواه عباد بن منصور عن عكرمة بالعنعنة فإنما سمعه من إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي عن داود بن الحصين، فدلسها عن عكرمة، وإبراهيم بن أبي يحيى متروك، وداود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة. والحديث في "مسند الطيالسي" برقم (2665) . وسيأتي بإسناد صحيح برقم (3284) بلفظ: احتجم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأعطاه أجره، ولو كان حراماً ما أعطاه. وانظر ما تقدم برقم (2155) . الحديث: 3018 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) وَقَفَ بِجَمْعٍ، فَلَمَّا أَضَاءَ كُلُّ شَيْءٍ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَفَاضَ " (2) 3021 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَهَاشِمٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: أَهْلَلْنَا هِلالَ رَمَضَانَ، وَنَحْنُ بِذَاتِ عِرْقٍ، قَالَ: فَأَرْسَلْنَا رَجُلًا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ - قَالَ هَاشِمٌ: فَسَأَلَهُ - فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ مَدَّ رُؤْيَتَهُ - قَالَ هَاشِمٌ: لِرُؤْيَتِهِ - فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ " (3)   (1) من قوله: "بعث إلى أبي طيبة" في الحديث السابق إلي هنا، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ، وأثبتناه من هاتين النسختين، وهو الصواب، فقد أورد الحافظ ابن حجر الحديثَ الأول في "أطراف المسند" 1/ورقة 122 في ترجمة عباد بن منصور، عن عكرمة، والحديث الثاني فيه 1/ورقة 121 في ترجمة سلمة بن وهرام، عنه. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لِضعف زمعة بن صالح، وقد سلف نحوه بإسناد آخر صحيح عن ابن عباس برقم (2051) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وأبو البَخْتَري: هو سعيد بن فيروز الكوفي. وأخرجه مسلم (1088) (30) ، وابن خزيمة (1915) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2721) ، ومن طريقه البيهقي 4/206، وأخرجه ابن أبي شيبة 3/22 عن محمد بن جعفر غُندر، كلاهما (الطيالسي وغندر) عن شعبة، به. وأخرج ابن أبي شيبة 3/21-22، ومسلم (1088) (29) ، وابن خزيمة (1919) ،= الحديث: 3021 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 3022 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي يَزَيْدٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَلَاءَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَ " مَنْ وَضَعَ ذَا؟ " قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ. قَالَ: " اللهُمَّ فَقِّهْهُ " (2)   =والطبراني (12687) من طريق حصين، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، قال: خرجنا للعمرة، فلما نزلنا ببطن نخلة قال: تراءَينا الهلال، فقال بعضُ القوم: هو ابن ثلاث، وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين، قال فلقِينا ابن عباس، فقلنا: إنا رأينا الهلال، فقال بعضُ القوم: هو ابن ثلاث، وقال بعضُ القوم: هو ابن ليلتين، فقال: أيُ ليلة رأيتموه؟ قال: فقلنا: ليلة كذا وكذا، فقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن الله مَده للرؤية" فهو لليلة رأيتموه. ووقع عند الطبراني: خرجنا حجاجاً. وسيأتي الحديث برقم (3208) و (3515) ، وانظر (3474) . قوله: "فأرسلنا رجلاً"، قال السندي: أي: حين رأيناه كبيراً خارجاً عن المعتاد فاختلفنا، ففي "مسلم": قال بعض القوم: ابن ثلاث، وقال بعض القوم: ابن ليلتين. وقوله: "قد مد رؤيته"، أي: أطال فيها بحيث يبلغ الشهر ثلاثين يوماً، فإذا لم تتبين رؤية الهلال في ليلة التاسع والعشرين، فتكمل عدة الشهر ثلاثين. وذات عِرْق، قال الحافظ في "الفتح" 3/389: هي بكسر العين وسكون الراء بعدها قاف، سمي بذلك لأن فيه عِرْقاً، وهو الجبل الصغير، وهي أرض سَبَخَة تُنبت الطرفاء (هو شجر) ، بينها وبين مكة مرحلتان، والمسافة: اثنان وأربعون ميلًا، وهو الحد الفاصل بين نجدٍ وتهامة. (1) تحرف في (م) والأصول التي بين أيدينا عدا (ظ9) و (ظ14) إلي: عبد الله بن زيد، وما أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) ، وهو الصواب الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 118. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (143) ، ومسلم (2477) (138) ، وأبو يعلى (2553) من طريق= الحديث: 3022 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 3023 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ أَبُو بِشْرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (1) 3024 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى الثَّعْلَبِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اتَّقُوا الْحَدِيثَ عَنِّي (2) ، إِلا مَا عَلِمْتُمْ "، قَالَ: " وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (3) ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَى الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (4) 3025 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   = هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. ولفظ البخاري: "اللهم فقهه في الدين". وانظر ما سلف برقم (2397) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ميمون بن مهران، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه ابن الجارود (892) عن محمد بن يحيى، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (2192) . (2) في بعض أصولنا الخطية: عليّ. (3) من قوله: "ومن كذب" إلي هنا سقط من النسخ المطبوعة. (4) إسناده ضعيف لضعف عبد الأعلى الثعلبي، وقوله: "من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" صحيح متواتر، وانظر (2974) . الحديث: 3023 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ بَيِّنٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا " (1) 3026 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَاتَتْ شَاةٌ لِسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاتَتْ فُلانَةُ - يَعْنِي الشَّاةَ - فَقَالَ: " فَلَوْلا أَخَذْتُمْ مَسْكَهَا " فَقَالَتْ: نَأْخُذُ مَسْكَ شَاةٍ قَدْ مَاتَتْ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ} ، فَإِنَّكُمْ لَا تَطْعَمُونَهُ إِنْ تَدْبُغُوهُ فَتَنْتَفِعُوا بِهِ " فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهَا، فَسَلَخَتْ مَسْكَهَا، فَدَبَغَتْهُ، فَأَخَذَتْ مِنْهُ قِرْبَةً حَتَّى تَخَرَّقَتْ عِنْدَهَا (2)   (1) صحيح لغيره، سماك بن حرب صدوق حسن الحديث، إلا أن في روايته عن عكرمة اضطرابا، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (2424) . (2) حديث صحيح، سماك متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، وصححه النووي في "تهذيب الأسماء" 4/75 على شرط مسلم، فأخطأ، فإن مسلماً لم يخرج لسماك في صحيحه من روايته عن عكرمة، وعكرمة لم يخرج له مسلم. وأخرجه أبو يعلى (2334) و (2364) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/471، وفي "شرح مشكل الآثار" 4/261، وابن حبان (1281) ، والطبراني (11765) ، والبيهقي 1/18، والحازمي في "الاعتبار" ص55 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد.= الحديث: 3026 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 3027 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، فَذَكَرَهُ (1)   = وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/471، وفي "شرح مشكل الآثار" 4/261، وابن حبان (1280) ، والطبرإني (11766) من طريق أبي الأحوص، عن سماك، به. ولم يذكر ابن حبان في روايته اسم زوجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسماها أبو الأحوص عند الطبراني "أمً الأسود"، قال الطبراني: وإنما الصواب "سودة". وانظر ما بعده. وللانتفاع من إهاب المَيْتَة إذا دُبِغَ طُرُق أخرى عن ابن عباس، انظر (1895) و (2003) و (2369) . وفي الباب عن ميمونة سيأتي في "المسند" 6/329. وقول سودة: "ماتت فلانةُ ... "، قال السندي: ذكر الجوهري (في "الصحاح" 6/2178) نقلاً عن ابن السراج: أن فلاتاً وفلانة يُستعملان في الناس، وفي غيرهم الفلان والفلانة بالالف واللام، وتبعه ابن مالك في "شرح التسهيل" وعلله بالفرق بين الكنايتين، ووافقه صاحب " القاموس" على ذلك، لكن رده النووي في "تهذيب الأسماء" 4/75 بهذا الحديث، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بإسناد صحيح على شرط مسلم! بلفظ: ماتت فلانة- يعني: الشاة-، هكذا في كل النسخ المعتمدة: فلانة بغير ألف ولام، وهذا تصريح بجواز اللغتين. قلت (القائل السندي) : وإسناد أبي يعلى إسناد المصنف (يعني أحمد) بعينه، إلا شيخه، فإنه إبراهيم بن الحجاج، ذكره الحازمي في "ناسخه" (ص55) وقال: وأخرج البخاري (6686) طرفاً منه من حديث عكرمة، وهو أن سودة قالت: ماتت لنا شاة، فدبغنا مَسْكَها، ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شناً. وقوله: "إنما قال الله ... الخ "، قال: أي: إنما حرم أكلها. والمَسْك: الجِلْد. (1) حديث صحيح كسابقه، وهو مرسل، عكرمة لم يسمع من سودة، بينهما ابن عباس. أسود: هو ابن عامر، ولقبه: شاذان.= الحديث: 3027 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 3028 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ: " أَحَقٌّ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ (1) ، أَنَّكَ وَقَعْتَ عَلَى جَارِيَةِ بَنِي فُلانٍ؟ " قَالَ: فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ، قَالَ: فَرَجَمَهُ (2) . 3029 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " نَكَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ الْهِلالِيَّةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3) 3030 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمِينَ، وَأَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَقَصَهُ بَعِيرُهُ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ   =وأخرجه الطبراني 24/ (99) من طريق أسباط بن نصر، عن سماك، بهذا الإسناد. وسيأتي في مسند سودة 6/429 موصولاً من طريق إسماعيل، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن سودة، مختصراً. (1) زاد بعد لفظة "عنك" في (ظ14) : "قال: وما بلغك عني؟ قال: بلغني". (2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (2202) . (3) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وانظر (2560) . الحديث: 3028 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 158 فِي ثَوْبَيْنِ (1) ، وَلا تُمِسُّوهُ طِيبًا، وَلا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّدًا " (2) . 3031 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا طِيَرَةَ وَلا عَدْوَى، وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ "، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا لَنَأْخُذُ الشَّاةَ الْجَرْبَاءَ، فَنَطْرَحُهَا فِي الْغَنَمِ، فَتَجْرَبُ قَالَ: " فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ " (3) 3032 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَضَعَ لَكَ هَذَا عَبْدُ   (1) في (ظ14) : في ثوبيه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه البخاري (1267) ، ومسلم (1206) (100) ، وأبو يعلى (2337) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (1850) . وملبِّداً: سلف تفسيرها عند الحديث (2591) . (3) صحيح لغيره، سماك بن حرب قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه أبو يعلى (2333) و (2582) ، والطحاوي 4/308، وابن حبان (6117) ، والطبراني (11764) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد، ورواية الطحاوي ليس فيها "ولا صفر". وانظر (2425) . الحديث: 3031 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ. فَقَالَ: " اللهُمَّ فَقِّهُّ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " (1) 3033 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلانٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ إِذَا مَشَى، مَشَى مُجْتَمِعًا، لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ " (2)   (1) إسناده قوي على شرط مسلم. وأخرجه ابن سعد 2/365 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/365، وابن أبي شيبة 12/111-112، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/493-494، وابن حبان (7055) ، والطبراني (10587) ، والحاكم 3/543 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني (10614) من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، به. وانظر (2397) . (2) صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، والراوي المبهم هو عكرمة، سماه البزار في روايته. وأخرجه ابن سعد1/417 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص94 عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه البزار (2391- كشف الأستار) عن الحسن بن علي الواسطي، عن محمد بن راشد، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا مشى لم يلتفت، يعرف في مشيته أنه غير كَسِل ولا وَهِن. وانظر في صفة مَشْي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً حديث علي بن أبي طالب السالف برقم (684) و (746) . قوله: "مجتمعاً"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/297: أي: شديد الحركة، قوي الأعضاء، غير مسترخ في المشي. الحديث: 3033 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 3034 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ إِذْ خَلَقَهُمْ " (1) . 3035 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمِ الْبِيضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدَ، إِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ " (2) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه مسلم (2660) (28) ، وأبو داود (4711) ، والطبراني (12448) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (1845) . وأخرج أحمد في "المسند" 5/73 عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: أتى عليَّ زمانٌ وأنا أقول: أولاد المسلمين مع المسلمين، وأولاد المشركين مع المشركين، حتى حدثني فلان عن فلان: أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهم فقال: "الله أعلمُ بما كانوا عاملين"، قال: فلقيت الرجل، فأخبرني، فأمسكتُ عن قولي. وأخرج أحمد أيضاً في "مسنده" 5/410 عن إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد الحذاء، عن عمار بن أبي عمار، قال: كنت أقول في أولاد المشركين: هم منهم، فحدثني رجل عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقيته، فحدثني عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنه قال: "ربُّهم أعلمُ بهم، هو خلقهم، وهو أعلمُ بهم وبما كانوا عاملين". (2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن= الحديث: 3034 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 3036 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَلَقْتُ وَلَمْ أَنْحَرْ؟ قَالَ: " لَا حَرَجَ وَانْحَرْ (1) " وَجَاءَهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " فَارْمِ، وَلَا حَرَجَ " (2) .   = عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم. وأخرجه ابن حبان (5423) و (6073) من طريق العباس بن الوليد، عن وهيب، بهذا الإسناد. والرواية الثانية منهما بقصة الكحل فقط. وانظر (2219) . قوله: "فإنها من خير ثيابكم"، قال السندي: فإنها يظهر فيها أدنى وسخ فيزال، فتكون أطهر، وأيضا سائر الألوان تحتاج عادة إلي تكلف الصبغ بخلاف البياض، فإنه اللون الأصلي الخالي عن التكلف، والله تعالي أعلم. (1) لفظة "وانحر" أثبتناها من (ظ14) ، وفي "تغليق التعليق" للحافظ ابن حجر 3/95: فانحر، ولم ترد هذه اللفظة في (م) وباقي الأصول الخطية. (2) إسناده قوي على شرط مسلم. وأورده البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث رقم (1722) معلقاً من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (12482) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: وجدت في كتاب أبي: أعطانا أبو الأشج كتاب أبيه، فكتبنا منه عن سفيان، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. ولم يذكر فيه قصة الحلق. وللحديث طرق أخرى في "المسند" عن ابن عباس، انظر (1857) و (1858) و (2648) و (2731) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سيأتي في "المسند" 2/159. = الحديث: 3036 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 162 3037 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَالْمَلائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " (1) 3038 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " رَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِمَارَ بَعْدَ مَا زَالَتِ الشَّمْسُ " (2)   =وعن جابر بن عبد الله، سيأتي في "المسند" 3/326. (1) إسناده قوي على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/727، وأبو يعلى (2540) ، وابن حبان (417) ، والطبراني (12475) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وتحرف "عفان" في المطبوع من الطبراني إلي: عثمان. وأخرجه ابن ماجه (2609) من طريق ابن أبي الضيف، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وانظر ما سلف برقم (2816) و (2921) . وفي الباب عن علي سلف برقم (615) . وعن عمرو بن خارجة سيأتي4/187. وعن أبي أمامة سيأتي 5/267. (2) إسناده حسن، الحجاج- وهو ابن أرطاة- قد صرح بالتحديث فيما سلف برقم (2635) . قوله: "بعدما زالت الشمس"، قال السندي: أي: في غير يوم النحر. الحديث: 3037 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 3039 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ " (1) 3040 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أُمَّ حُفَيْدٍ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنٍ، خَالَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَهْدَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا، قَالَ: " فَدَعَا بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُكِلْنَ عَلَى مَائِدَتِهِ، وَتَرَكَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالْمُتَقَذِّرِ " " فَلَوْ كُنَّ حَرَامًا، مَا أُكِلْنَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا أَمَرَ بِأَكْلِهِنَّ " (2) 3041 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ فُلانٌ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، قَالَ: فَجَعَلَ الْفَتَى يُلاحِظُ النِّسَاءَ، وَيَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ، قَالَ: وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه أبو داود (1074) ، والنسائي 2/159، والطحاوي 1/414، وابن حبان (1821) ، والطبراني (12376) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (1993) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه البخاري (5389) و (7358) ، وأبو يعلى (2335) ، والطبراني (12441) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (2299) . الحديث: 3039 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 164 يَصْرِفُ وَجْهَهُ بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ مِرَارًا، قَالَ: وَجَعَلَ الْفَتَى يُلاحِظُ إِلَيْهِنَّ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنَ أَخِي، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، وَلِسَانَهُ، غُفِرَ لَهُ " (1) 3042 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ: " اللهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ الْيَوْمِ " فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ. وَهُوَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] (2) .   (1) إسناده ضعيف، سُكين بن عبد العزيز، وثقه وكيع وابن معين والعجلي، وقال أبو حاتم وابن عدي: لا بأس به، وضعفه أبو داود، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره الدارقطني في "الضعفاء"، روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام"، وفي "الأدب المفرد"، وأبوه عبد العزيز بن قيس العبدي، وثقه العجلي،. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول. وأخرجه الطيالسي (2734) ، وأبو يعلى (2441) ، وابن خزيمة (2834) ، والطبراني (12974) من طرق عن سكين بن عبد العزيز، بهذا الإسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض، وسموا فيه رديفَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الفضل بن عباس. وقال ابن خزيمة في سكين هذا: أنا بريء من عهدته وعهدة أبيه. وأخرجه ابن خزيمة (2833) من طريق أسد، عن سكين بن عبد العزيز، عن أبيه، عن عبد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس. وسيأتي برقم (3350) ، وانظر ما سلف في مسند الفضل بن عباس برقم (1823) و (1828) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،= الحديث: 3042 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 165 3043 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى بِنْتِ حَمْزَةَ، فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهَا لَا تَحِلُّ لِي، وَيَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ   =فمن رجال البخاري. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان البصري، وخالد هو ابن مِهران البصري الحذًاء. قال الحافظ في "الفتح" 8/619: هذا من مرسلات ابن عباس، لأنه لم يحضر القصة، وروى عبد الرزاق (في تفسيره 2/259، قلنا: والطبري أيضا 27/108) عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة، أن عمر قال: لما نزلت: (سيُهْزَمُ الجمعُ ويُوَلونَ الدبُرَ) جعلتُ أقولُ: أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثبُ في الدرع وهو يقول: (سيهزم الجمع) الاَية، فكأنَّ ابن عباس حمل ذلك عن عمر، وكأن عكرمة حمله عن ابن عباس، عن عمر. قلنا: وأخرجه البخاري (4875) عن محمد بن يحيى الذهلي، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2915) و (3953) و (4875) ، والنسائي في "الكبرى" (11557) ، والطبرائي (11976) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/50، وقي "الأسماء والصفات" ص149، والبغوي في "تفسيره" 4/264، وفي "شرح السنة" (3775) من طريق عبد الوهًاب الثقفي، والبخاري (4877) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن خالد الحذاء، به. وأخرج ابن أبي شيبة 14/357، والطبري 27/109 من طريق إسماعيل ابن عُلية، عن أيوب، عن عكرمة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَثِبُ في الدَرع ويقول: هُزم الجمعُ، ووَلوا الدبرَ. وهذا مرسل. وبنحو حديث الباب دون قوله: "وهو يثب ... إلخ " رواه سماك الحنفي أبو زميل، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، وقد سلف في مسند عمر برقم (208) . الحديث: 3043 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 مِنَ الرَّحِمِ " (1) 3044 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَاءَ أَبُو جَهْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَنَهَاهُ، فَتَهَدَّدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَتُهَدِّدُنِي؟ أَمَا وَاللهِ، إِنِّي لَأَكْثَرُ أَهْلِ الْوَادِي نَادِيًا "، فَأَنْزَلَ اللهُ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [العلق: 10] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ دَعَا نَادِيَهُ، لَأَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ " (2) 3045 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَفَعَهُ، قَالَ: " مَا كَانَ مِنْ حِلْفٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلامُ إِلا حِدَّةً وَشِدَّةً " (3) 3046 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2633) . (2) إسناده صحيح، داود- وهو ابن أبي هند- من رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند من رجال الشيخين. وانظر (2321) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك سييء الحفظ، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وانظر (2909) . الحديث: 3044 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 167 الجَنَّةِ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ " (1) 3047 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ قَدْ أَلْقَاهَا أَهْلُهَا، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " (2) 3048 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   (1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلامُ عليه برقم (2795) . (2) صحيح لغيره، محمد بن مصعب- وهو ابن صَدَقة القَرْقَساني- مختلف فيه، قال أحمد: لا بأس به، حديثُه عن الأوزاعي مقارِب، وقال أبو زرعة: صدوق، ولكنه حدث بأحاديثَ منكرة، ووثقه ابن قانع، وضعفه ابن معين والنسائي وأبو حاتم، وقال الخطيبُ: كان كثيرَ الغلط لتحديثه من حفظه، ويذكر عنه الخير والصلاح، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (3) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (60) ، والبزار (3691- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2593) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/189 من طريق محمد بن مصعب، بهذا الإسناد. وله شواهد عن أبي هريرة وجابر والمستورد بن شداد وعبد الله بن ربيعة السلمي، وستأتي في "المسند" على التوالي 2/338 و3/365 و4/229 و336. وعن سهل بن سعد عند ابن ماجه (4110) . وعن أبي الدرداء عند البزار (3690) . وعن أنس عنده أيضاً (3692) . قوله: "للدنيا أهون"، قال السندي: هي كل ما يَشْغَل عن الله من اللذات والنعيم والسرور، وأما ما يعِينُ المرءَ على طاعته، فليس منها، والله تعالي أعلم. الحديث: 3047 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 168 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ اسْتَفْتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ، تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْضِ عَنْهَا " (1) 3049 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَالْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَمْسِكَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ، حُجِّي عَنْ أَبِيكِ " (2) 3050 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " شَرِبَ لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ   (1) حديث صحيح، محمد بن مصعب متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه النسائي 6/253-254 من طريق الوليد بن مَزْبَد، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وانظر (1893) . (2) حديث صحيح، محمد بن مصعب متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه الدارمي (1833) ، والبخاري (4399) من طريق محمد بن يوسف، والنسائي 8/228 من طريق الوليد بن مسلم وعمرُ بن عبد الواحد، والطبراني 18/ (723) من طريق الهِقْل بن زياد، أربعتهم عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وانظر (1890) . الحديث: 3049 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 169 فَمَضْمَضَ "، وَقَالَ: " إِنَّ لَهُ دَسَمًا " (1) 3051 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: " أَلا اسْتَمْتَعْتُمْ بِجِلْدِهَا؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا مَيْتَةٌ. قَالَ: " إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا " (2) 3052 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3) 3053 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ، قَالَ:   (1) حديث صحيح، محمد بن مصعب متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/57 عن محمد بن مصعب، بهذا الإسناد. وانظر (1951) . (2) حديث صحيح، محمد بن مصعب متابع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (2419) من طريق هقل بن زياد، وابن حبان (1282) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وانظر (2369) . و"حرم"، قال النووي في "شرح مسلم": رويناه على وجهين: حَرُمَ، وحُرم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخَوْلاني الحمصي. وأخرجه البخاري (1837) ، والنسائي في "المجتبى" 5/191-192، وفي "الكبرى" (3201) ، والبيهقي7/212 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3200) من طريق الوليد بن مسلم، قال أبو عمرو الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عطاءٍ مرسلا. وانظر ما تقدم برقم (2393) . الحديث: 3051 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ ضُبَاعَةَ أَنْ تَشْتَرِطَ فِي إِحْرَامِهَا " (1) 3054 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ بَعْضِ إِخْوَانِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ (2) : قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَيْنَا يُكَذِّبُ بِالْقَدَرِ. فَقَالَ: دُلُّونِي عَلَيْهِ. وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَدْ عَمِيَ، قَالُوا: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ يَا أَبَا عَبَّاسٍ؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنِ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ لَأَعَضَّنَّ أَنْفَهُ حَتَّى أَقْطَعَهُ، وَلَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ فِي يَدَيَّ، لَأَدُقَّنَّهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَأَنِّي بِنِسَاءِ بَنِي فِهْرٍ (3) يَطُفْنَ بِالْخَزْرَجِ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن ابن عباس، إلا أن يكون طاووساً أو عكرمة، فقد أخرجه الطبراني (12023) بإسناد ضعيف عن عبد الكريم الجزري، عن طاووس وعكرمة، عن ابن عباس بنحوه. وسيأتي مطولاً برقم (3117) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، أخبرنا أبو الزبير، أنه سمع طاووساً وعكرمة يخبران عن ابن عباس، وهذا إسناد صحيح. ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكانت زوجَ المقداد بن الأسود، وسيأتي الحديث في مسندها 6/420 عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، عن عبد الكريم الجزري، قال: حدثني من سمع ابن عباس يقول: حدثتني ضباعة، أنها قالت: يا رسول الله إني أريد الحج، فقال لها: "حُجي واشترطي". قوله: "أن تشترط"، قال السندي: بأن تقول: محلي حيث حبستني، ومن لا يقول بالاشتراط، يحمل الحديث على الخصوص. (2) يعني محمد بن عبيد المكي. (3) كذا في (م) والأصول الخطية، وفي (ظ 14) : فهم، وعلى هامشها: فهر. وفي= الحديث: 3054 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 171 تَصْطَكُّ أَلْيَاتُهُنَّ مُشْرِكَاتٍ " هَذَا أَوَّلُ شِرْكِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَنْتَهِيَنَّ بِهِمْ سُوءُ رَأْيِهِمْ حَتَّى يُخْرِجُوا اللهَ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدَّرَ خَيْرًا، كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ قَدَّرَ شَرًّا (1) .   ="السنة" و"الأوائل" لابن أبي عاصم، و"شرح أصول الاعتقاد" لِلاّلكائي: بني فهم. (1) في (م) و (ق) و (ص) : تصطفق. (2) إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبيد المكي، ثم هو لم يروعن ابن عباس، وإنما روى هذا الحديث عنه بواسطة مجاهد، والمعني بقول الأوزاعي: "عن بعض إخوانه": هو العلاء بن الحجاج، كما سيأتي في الحديث الذي يليه وكما في مصادر التخريج، وهو مجهول، وضعفه الأزدي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (79) ، وفي "الأوائل" (59) ، والآجري في "الشريعة" ص 238، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1116) من طريق بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن العلاء بن الحجاج، عن محمد بن عبيد، عن ابن عباس. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة بالمرفوع منه فقط، ورواية الآجري مختصرة بقصة المكذب بالقدر دون المرفوع. وأخرجه مختصراً أيضاً ابن أبي عاصم في "السنة" (79) ، وفي "الأوائل" (59) من طريق بقية قال: ثم لقيت العلاء بن الحجاج، فحدثني عن محمد بن عبيد المكي، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأورده ابن حجر في "المطالب العالية" (2936) ، ونسبه إلي إسحاق بن راهويه. قوله: "يكذب"، قال السندي: من التكذيب، أي: ينكر بأن الله قَدر الشر، ويقول: هو مما أراده الشيطان بالإنسان لا الرحمن، فإنه أجل من أن يريد ذلك، تعالي الله أن يَجريَ في ملكه إلا ما يشاء. وقوله: "كأني بنساء بني فِهْر"، قال: المشهور في هذا المعنى ما أخرجه مسلم (رقم 2906، وسيأتي في "المسند" 2/271) وغيرُه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب ألياتُ نساءِ دوس حول ذي الخَلَصة" وكانت صنماً= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 172 3055 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِيَ الْعَلاءُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِهَذَا الْحَدِيثِ قُلْتُ: أَدْرَكَ مُحَمَّدٌ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: " نَعَمْ " (1) 3056 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُخْبِرُ: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَهُ جُرْحٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَصَابَهُ احْتِلامٌ، فَأُمِرَ بِالاغْتِسَالِ، فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " قَتَلُوهُ قَتَلَهُمِ اللهُ، أَلَمْ يَكُنْ شِفَاءَ الْعِيِّ السُّؤَالُ " (2)   = تعبدها دوس في الجاهلية بتَبالةَ، والله تعالي أعلم. وقوله: "بالخزرج"، قال: يحتمل أنه اسم لذلك الصنم، أو صنم آخر، وقد نَبَّهت على أن هذا الحديث مخالف لما هو المشهور في هذا المعنى، فلا يؤمَنُ مِن وقوع غلط فيه من بعض الرواة. وقوله: "تصطك "، قال: تزدحم. وقوله: "حتى يخرجوا الله"، قال: من الإخراج، أي: إلي أن ينفوا تقدير الخير، كما نَفَوا تقدير الشر. (1) إسناده ضعيف كسابقه. قلنا: وأما إدراك محمد بن عبيد المكي لابن عباس، ففيه وقفة، إلا أن يكونَ أدركه صغيراً جدا لا يُميز، وهو على ضعفه لا يصح سماعه من ابن عباس، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 26/62. (2) حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً بين الأوزاعي وبين عطاء بن أبي رباح، وقال أبو حاتم وأبو زرعة فيما نقله عنهما ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 1/37: روى هذا الحديثَ ابن أبي العشرين، عن الأوزاعي، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس، وأفسد الحديثَ. قلنا: وقد رواه ابن ماجه من طريق ابن أبي العشرين هذا، فلم يذكر فيه إسماعيل بن مسلم- وهو أبو إسحاق= الحديث: 3055 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المكي-، فإن صحَّ ذِكْرُه فيه، فالإسناد ضعيف، والله تعالى أعلم. وأخرجه الدارمي (752) ، والدارقظني 1/192 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وفي آخره عندهما: قال عطاء: بلغني أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لو غسل جسدَه وترك رأسَه حيث أصابه الجرحُ"، وهذا مرسل. وأخرجه أبو داود (337) ، والدارقطني 1/191 و192، والبيهقي 1/227 من طرق عن الأوزاعي، به. وأخرجه عبد الرزاق (867) ، ومن طريقه الدارقطني 1/191 عن الأوزاعي، عن رجل، عن عطاء، به. وأخرجه ابن ماجه (572) من طريق عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، والدارقطني 1/191 من طريق أيوب بن سويد، وأبو نعيم في "الحلية" 3/317، 318 من طريق محمد بن كثير، ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح، به. قال أبونعيم: هذا حديث غريب، لا نحفظ هذه اللفظة من أحد من الصحابة إلا من حديث ابن عباس، ولا عنه إلا من رواية عطاء. وأخرجه أبو يعلى (2420) ، والدارقطني 1/190، والحاكم 1/178 من طريقين عن الهِقْل بن زياد، قال: سمعتُ الاوزاعي قال: قال عطاء: قال ابن عباس ... الحديث. وأخرجه الحاكم 1/178 من طريق بشر بن بكر، حدثني الأوزاعي، حدثنا عطاء بن أبي رباح أنه سمع عبد الله بن عباس. وبشر بن بكر- مع أنه ثقة- يغرب، وقد أعل الحاكمُ هذا إلاسناد بقوله: قد رواه الهِقلُ بن زياد، وهو من أثبت أصحاب الاوزاعي، ولم يذكر سماع الأوزاعي من عطاء. ثم ساق الحديث السالف. وأخرجه الطبراني (11472) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن الأوزاعي سمعتُه منه أو أُخبِرته عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وقال في آخره: "إلا يَممُوه؟ ". ويعض من أخرجه من هؤلاء زاد فيه قول عطاء عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا، والذي أشرنا= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = إليه في أول التخريج. وأخرج ابن الجارود في "المنتقى" (128) ، وابن خزيمة (273) ، وابن حبان (1314) ، والحاكم 1/165، والبيهقي1/226 من طريق الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح، عن عطاء، عن ابن عباس: أن رجلاً أجنب في شتاء، فسأل، فأمر بالغُسل، فمات، فذكر ذلك للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "ما لهم قتلوه؟ قتلهم الله- ثلاثا-، قد جعل الله الصعيد- أو التيمم- طهوراً". والوليد بن عبيد الله: هو ابن أخي عطاء بن أبي رباح، ترجمة ابن أبي حاتم 9/9، ونقل توثيقه عن يحمى بن معين، ونقل الذهبي في "الميزان" 4/341 تضعيفه عن الدارقطني، وقد صحح له هذا الحديثَ ابن حبان وابن خزيمة والحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرج ابن الجارود في "المنتقى" (129) ، وابن خزيمة (272) ، والحاكم 1/165 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رفعه في قوله عز وجل: (وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ) الآية، قال: "إذا كانت بالرجل الجراحةُ في سبيل الله، أو القروح، أو الجُدَري، فيُجنب، فيخاف إن اغتسل أن يموت، فليَتيمم". قال ابن خزيمة: هذا خبر لم يرفعه غير عطاء، قلنا: وقد كان اختلط، وجرير بن عبد الحميد روى عنه بعد الاختلاط، وخَطأ أبو حاتم وأبو زرعة رفعه، وقالا - فيما نقله ابن أبي حاتم في "العلل" 1/26-: رواه أبو عوانة وورقاء وغيرهما عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موقوفاً، وهو الصحيح. وأخرج نحوه ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/101 عن أبي الاحوص سلام بن سليم، عن عطاء بن السائب، به، فوقفه على ابن عباس. وفي الباب عن الزبير بن خُريق، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر نحو حديث ابن عباس عند أبي داود (336) ، والدارقطني 1/190، والبيهقي1/227-228، والبغوي (313) ، والزُبير بن خُرَيقٍ ليِّن الحديث، وقد وقع فيه من الزيادة ما ليس في حديث ابن عباس، وهو المسح على الجبيرة. وعن علي مرفوعاً: "إنما شفاء العي السؤال" عند القضاعي في "مسند الشهاب"= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 175 3057 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَيْهَا، كَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثًا، وَحَمِدَ اللهَ ثَلاثًا، وَسَبَّحَ اللهَ ثَلاثًا، وَهَلَّلَ اللهَ وَاحِدَةً، ثُمَّ اسْتَلْقَى عَلَيْهِ، فَضَحِكَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: " مَا مِنَ امْرِئٍ يَرْكَبُ دَابَّتَهُ، فَيَصْنَعُ كَمَا صَنَعْتُ، إِلا أَقْبَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَضَحِكَ إِلَيْهِ، كَمَا ضَحِكْتُ إِلَيْكَ " (1)   = (1162) ، وإسناده ضعيف. وفي الباب عند أحمد 4/264-265، والبخاري (338) ، ومسلم (110) (368) عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: جاء رجل إلي عمر بن الخطاب فقال: إني أجنبت، فلم أصب الماءَ، فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب: أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت، فاما أنت فلم تُصَل، وأما أنا فتَمعكْتُ فصليت، فذكرتُ للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كان يكفيك هكذا" فضرب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكفيه الارض، ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه. وعن عمران بن حصين عند أحمد 4/434-435، والبخاري (344) في حديث طويل، وفيه: ونودي بالصلاة فصلى بالناس، فلما انفتل من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يُصَل مع القوم، قال: "ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم؟ " قال: أصابتني جنابة ولا ماءَ، قال: "عليك بالصعيد، فإنه يكفيك". قوله: "قتلوه قتلهم الله"، قال السندي: دعاء عليهم، وفيه أن صاحب الخطأ الواضح غير معذور. والعِى- بكسر العين-: الجهل. (1) إسناد هـ ضعيف، أبو بكر بن عبد الله- وهو ابن أبي مريم الغساني الشامي- ضعيف، وعلي بن أبي طلحة لم يدرك ابن عباس. وقد سلف ما يغني عنه في دعاء الركوب، عن علي بن أبي طالب برقم (753) ، وهو حديث حسن. قوله: "استلقى عليه"، قال السندي: أي: مال بظهره إليه. وقوله: "فضحك له"،= الحديث: 3057 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 176 3058 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: سُئِلَ الزُّهْرِيُّ هَلْ فِي الْجُمُعَةِ غُسْلٌ وَاجِبٌ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمِ الْجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ " وقَالَ طَاوُسٌ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: ذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاغْسِلُوا رُءُوسَكُمْ، وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا، وَأَصِيبُوا مِنَ الطِّيبِ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الْغُسْلُ، فَنَعَمْ، وَأَمَّا الطِّيبُ، فَلا أَدْرِي (1) ° 3059 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " (2)   = قال: أي: يظهر آثار الرضا عنه، والوجه تفويض مثل ذلك إلي الله، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والقائل: "وقال طاووس": هو الزهري. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة الحمصي. وأخرجه البخاري (884) ، والنسائي في "الكبرى" (1681) ، والبيهقي 1/297 من طريق أبي اليمان، بهذا إلاسناد. ولم يذكروا فيه حديثَ ابن عمر، وحديثه سيأتي في مسنده 2/9، وانظر (2383) . قوله: "ذكروا" قال الحافظ في "الفتح" 2/273: لم يسم طاووس من حدثه بذلك، والذي يظهر أنه أبو هريرة، فقد رواه ابن خزيمة (1761) ، وابن حبان (1234) ، والطحاوي 1/119 من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، عن أبي هريرة نحوه، وثبت ذكر الطيب أيضاً في حديث أبي سعيد وسلمان وأبي ذر وغيرهم. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات= الحديث: 3058 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 177 3060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ أَبُو يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، أَنَّ كُرَيْبًا، أخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَجَرَّنِي، فَجَعَلَنِي حِذَاءَهُ، فَلَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلاتِهِ، خَنَسْتُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لِي: " مَا شَأْنِي أَجْعَلُكَ حِذَائِي فَتَخْنِسُ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَيَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُصَلِّيَ حِذَاءَكَ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ؟ قَالَ: فَأَعْجَبْتُهُ، فَدَعَا اللهَ لِي أَنْ يَزِيدَنِي عِلْمًا وَفَهْمًا قَالَ: ثُمَّ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُهُ يَنْفُخُ، ثُمَّ أَتَاهُ بِلالٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الصَّلاةَ. فَقَامَ فَصَلَّى، مَا أَعَادَ وُضُوءًا " (1) 3061 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، إِذْ أتَاهُ تِسْعَةُ رَهْطٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، إِمَّا أَنْ تَقُومَ مَعَنَا، وَإِمَّا أَنْ يُخْلُونَا هَؤُلَاءِ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ   =رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السَّيلَحِيني، وأبو الاسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي. وهو مكرر (2263) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن بكر: هو ابن حبيب السهمي الباهلي. وانظر (1912) و (2567) . وقصة دعاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابن عباس سلفت برقم (2397) . قوله: "خَنَست"، قال السندي: أي: تأخرت. وقوله: "فأعجبته"، قال: بصيغة التأنيث، أي: مقالتي، وضبط بصيغة المتكلم. الحديث: 3060 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 178 عَبَّاسٍ: بَلْ أقُومُ مَعَكُمْ، قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَحِيحٌ قَبْلَ أَنْ يَعْمَى، قَالَ: فَابْتَدَءُوا فَتَحَدَّثُوا، فَلَا نَدْرِي مَا قَالُوا، قَالَ: فَجَاءَ يَنْفُضُ ثَوْبَهُ، وَيَقُولُ: أُفْ وَتُفْ، وَقَعُوا فِي رَجُلٍ لَهُ عَشْرٌ، وَقَعُوا فِي رَجُلٍ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا لَا يُخْزِيهِ اللهُ أَبَدًا، يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ "، قَالَ: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا مَنِ اسْتَشْرَفَ، قَالَ: " أَيْنَ عَلِيٌّ؟ " قَالُوا: هُوَ فِي الرَّحَى (1) يَطْحَنُ، قَالَ: " وَمَا كَانَ أَحَدُكُمْ لِيَطْحَنَ؟ " قَالَ: فَجَاءَ وَهُوَ أَرْمَدُ لَا يَكَادُ يُبْصِرُ، قَالَ: فَنَفَثَ فِي عَيْنَيْهِ، ثُمَّ هَزَّ الرَّايَةَ ثَلَاثًا، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ، فَجَاءَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ. قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ فُلَانًا (2) بِسُورَةِ التَّوْبَةِ، فَبَعَثَ عَلِيًّا خَلْفَهُ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ، قَالَ: " لَا يَذْهَبُ بِهَا إِلَّا رَجُلٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُ "، قَالَ: وَقَالَ لِبَنِي عَمِّهِ: " أَيُّكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ "، قَالَ: وَعَلِيٌّ مَعَهُ جَالِسٌ، فَأَبَوْا، فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أُوَالِيكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، قَالَ: " أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ "، قَالَ: فَتَرَكَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَقَالَ: " أَيُّكُمْ يُوَالِينِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ " فَأَبَوْا، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أُوَالِيكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. فَقَالَ: " أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ". قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ.   (1) في (م) و (س) و (ق) : الرحْل. (2) أي: أبا بكر الصديق رضي الله عنه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: وَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ فَوَضَعَهُ عَلَى عَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ، وَحَسَنٍ، وَحُسَيْنٍ، فَقَالَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] قَالَ: وَشَرَى عَلِيٌّ نَفْسَهُ، لَبِسَ ثَوْبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَامَ مَكَانَهُ، قَالَ: وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَرْمُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، وَعَلِيٌّ نَائِمٌ، قَالَ: وَأَبُو بَكْرٍ يَحْسَبُ أَنَّهُ نَبِيُّ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ انْطَلَقَ نَحْوَ بِئْرِ مَيْمُونٍ، فَأَدْرِكْهُ. قَالَ: فَانْطَلَقَ أَبُو بَكْرٍ، فَدَخَلَ مَعَهُ الْغَارَ، قَالَ: وَجَعَلَ عَلِيٌّ يُرْمَى بِالْحِجَارَةِ كَمَا كَانَ يُرْمَى نَبِيُّ اللهِ، وَهُوَ يَتَضَوَّرُ، قَدْ لَفَّ رَأْسَهُ فِي الثَّوْبِ، لَا يُخْرِجُهُ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ كَشَفَ عَنْ رَأْسِهِ، فَقَالُوا: إِنَّكَ لَلَئِيمٌ، كَانَ صَاحِبُكَ نَرْمِيهِ فَلا يَتَضَوَّرُ، وَأَنْتَ تَتَضَوَّرُ، وَقَدِ اسْتَنْكَرْنَا ذَلِكَ. قَالَ: وَخَرَجَ بِالنَّاسِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَخْرُجُ مَعَكَ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللهِ: " لَا " فَبَكَى عَلِيٌّ، فَقَالَ لَهُ: " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ، إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَّا وَأَنْتَ خَلِيفَتِي "، قَالَ: وَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ وَلِيِّي فِي كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي ". وَقَالَ: وسَدَّ أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ غَيْرَ بَابِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: فَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ جُنُبًا، وَهُوَ طَرِيقُهُ لَيْسَ لَهُ طَرِيقٌ غَيْرُهُ، قَالَ: وَقَالَ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَإِنَّ مَوْلَاهُ عَلِيٌّ ".   الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: وَأَخْبَرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ، عَنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ، هَلْ حَدَّثَنَا أَنَّهُ سَخِطَ عَلَيْهِمْ بَعْدُ؟ قَالَ: وَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ حِينَ قَالَ: ائْذَنْ لِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ (1) . قَالَ: " وَكُنْتَ (2) فَاعِلًا؟ وَمَا يُدْرِيكَ، لَعَلَّ اللهَ قَدِ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ " (3)   (1) يريد حاطب بن أبي بلتعة حين بَعث بالصحيفة إلي المشركين عند فح مكة. (2) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : أوكنت. (3) إسناده ضعيف بهذه السياقة، أبو بلج- واسمه يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم-، وإن وثقه غير واحد، قد قال فيه البخاري: فيه نظر، وأعدل الأقوال فيه أنه يقبل حديثه فيما لا ينفرد به كما قال ابن حبان في "المجروحين"، وفي متن حديثه هذا ألفاظ منكرة، بل باطلة لمنافرتها ما في الصحيح، ولبعضه الآخر شواهد. قال شيخ الاسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" 5/34-36 بعد أن ساق الحديث: وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كقوله: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنك لست بنبي، لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي" فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذهب غيرَ مرة وخليفته على المدينة غير علي، كما اعتمر عمرةَ الحُديبية، وعلى معه وخليفتُه غيره، وغزا بعد ذلك خيبر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة الفتح وعلي معه وخليفته في المدينة غيره، وغزا حُنيناً والطائفَ وعلي معه وخليفته في المدينة غيره، وحج حجة الوداع وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة بدر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره. وكل هذا معلوم بالأسانيد الصحيحة وباتفاق أهل العلم بالحديث، وكان علي معه في غالب الغزوات وإن لم يكن فيها قتال. فإن قيل: استخلافه يَدُل على أنه لا يستخلِفُ إلا الأفضل، لزم أن يكون علي= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مفضولاً في عامة الغزوات، وفي عُمرته وحجته، لا سيما وكل مرة كان يكون الاستخلاف على رجال مؤمنين، وعام تبوك ما كان الاستخلاف إلا على النساء والصبيان ومَن عَذَرَ الله، وعلى الثلاثة الذين خلفوا، أو متهم بالنفاق، وكانت المدينة آمنة لا يُخاف على أهلها، ولا يحتاج المستخلفُ إلى جهاد، كما يحتاج في أكثر الاستخلافات. وكذلك قوله: "وسد الأبواب كلها إلا باب علي" فإن هذا مما وضعته الشيعةُ على طريق المقابلة، فإنَّ الذي في الصحيح عن أبي سعيد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في مرضه الذي مات فيه: "إن أمنَّ الناسِ علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلا غير ربي لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الاسلام ومودَّتُه، لا يَبْقَيَنَّ في المسجد خوخة إلا سُدت إلا خوخة أبي بكر" ورواه ابن عباس أيضاً في "الصحيحين". ومثل قوله: "أنت وليي في كل مؤمن بعدي" فإن هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، والذي فيه من الصحيح ليس هو مِن خصائص الأئمة، بل ولا من خصائص علي، بل قد شاركه فيه غيره، مثل كونه يحب اللهَ ورسولَه ويحبه الله ورسولُه، ومثل استخلافه وكونه منه بمنزلة هارون من موسى، ومثل كون علي مَوْلَى مَن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولاه، فإن كُل مؤمنٍ موال لله ورسوله، ومثل كون "براءة" لا يبلغها إلا رجل من بني هاشم، فإن هذا يشترك فيه جميعُ الهاشميين، لما رُوي أن العادة كانت جارية بأن لا ينقضَ العهود ويحلها إلارجل من قبيلة المطاع. قلنا: والحديث أخرجه بطوله الحاكم في "المستدرك " 3/132 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وصحح إسناده، ووافقه الذهبي!! وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1351) ، والنسائي في "خصائص علي" (24) من طريق يحيى بن حماد، به. وفي كلا الروايتين أن الرجل الذي بعثه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو أبو بكر، ولم ترد في رواية ابن أبي عاصم قصة سؤال الرهط لابن عباس، وفي رواية النسائي لم ترد قصة سؤال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبني عمه: "أيكم يُواليني في الدنيا والآخرة". وأخرج القطعة الأولى منه النسائي في "الكبرى" (8604) من طريق يحيى بن حماد،= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 182 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأخرجها البزار (2545- كشف الإستار) من طريق حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بنحوها. وحكيم بن جبير متروك. وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (778) ، وفي مسند سعد برقم (1608) . وأما القطعة الثانية: فأخرجها الترمذي (3091) ، والطبري 10/64، والطبراني (12127) و (12128) ، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/589، والحاكم 3/51-52 من طريق مقسم، عن ابن عباس مطولاً ومختصراً. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي! وانظر ما تقدم في مسند أبي بكر برقم (4) . وأما القطعة الثالثة: فسيأتي تخريجها عند الحديث التالي (3062) . وأما القطعة الرابعة: فستأتي برقم (3542) عن سليمان بن داود الطيالسي، عن أبي عوانة، به. وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (1191) . وأخرجها الترمذي (3734) عن محمد بن حميد، عن إبراهيم بن المختار، عن شعبة، عن أبي بلج، به. بلفظ: "أول من صَلى علي"، وقال: حديث غريب لا نعرفه من حديث شعبة عن أبي بلجٍ، إلا من حديث محمد بن حميد. قلنا: ومحمد بن حميد - وهو الرازي- ضعيف جدا. وأخرجها عبد الرزاق (2/392) ، ومن طريقه أحمد في "الفضائل" (997) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (2151) ، وفي "الأوائل" (52) عن معمر، عن عثمان الجزري المشاهد، عن مقسم، عن ابن عباس، ولم يقل فيه "بعد خديجة". وهذا إسناد ضعيف، عثمان الجزري قال أبو بكر بن الاثرم فيما نقله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/174: سالت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، عن عثمان الجزري، فقال: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتائه. وأخرجه كذلك ابن أبي عاصم في "الأوائل" (72) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات، والطبراني في "الكبير" (10924) من طريق زهير بن محمد بن قمير، كلاهما عن عبد= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس. وهؤلاء إنما سمعوا من عبد الرزاق بعد ما عمي، فكان يُلَقن ما ليس في كتبه فيتلقن، والصوابُ الذي روي عنه أنه عن معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم، عن ابن عباس. وفي الباب عن سلمان الفارسي عند ابن أبي عاصم في "الأوائل" (68) و (70) ، والطبراني في "الكبير (6174) ، وفي "الأوائل" (51) ، والحاكم 3/136. وعن مالك بن الحويرث عند الطبراني في "الكبير" 19/ (648) . وإسناداهما ضعيفان جداً لا يفرح بهما، وانظر "العلل المتناهية" لابن الجوزي 1/211. وعن عمرو بن مرة المرادي الجَمَلي، عن أبي حمزة طلحة بن يزيد مولى الانصار، عن زيد بن أرقم، قال: أول من أسلم- وقال مرة: صَلى- مع رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي بن أبي طالب، قال عمرو: فذكرت ذلك للنخعي- يعني إبراهيم بن يزيد- فأنكره وقال: أبو بكر أول من أسلم مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه أحمد 4/368و 371، وطلحة بن يزيد هذا في عداد المجهولين، لم يرو عنه غير عمرو بن مرة. وأما القطعة الخامسة: فلها شواهد عن وائلة بن الأسقع عند أحمد 4/107، وعن أم سلمة عنده أيضاً 6/292، وعن عائشة عند مسلم (2424) ، وعن عمر بن أبي سلمة عند الترمذي (3205) و (3787) . وانظر حديث سعد بن أبي وقاص المتقدم برقم (1608) . وقال القرطبي في "تفسيره" 14/182: اختلف أهل العلم في أهل البيت، من هم؟ فقال عطاء وعكرمة وابن عباس: هم زوجاته خاصة، لا رجل معهن، وذهبوا إلي أن البيت أريد به مساكن النبيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقوله تعالي: (وَاذْكًرْنَ ما يُتْلَى في بيوتكُن) ، وقالت فرقة منهم الكلبي: هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة، وفي هذا أحاديث عن النبي عليه السلام. وقال: ... والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم، وإنما قال: (ويطهرَكم) ؛ لأن رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلياً وحسناً وحسيناً كانوا فيهم، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر، فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت،= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = لأن الآية فيهن، والمخاطبة لهن، يدل عليه سياق الكلام، والله أعلم. وقال: وجرى في الأخبار أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نزلت عليه هذه الآية، دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين، فَعَمَدَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي كساء فلفَّها عليهم، ثم ألوى بيده إلي السماء فقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجسَ وطهرهم تطهيراً"، فهذه دعوة من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم بعدَ نزولِ الآية، أحب أن يُدخلهم في الآية التي خوطب بها الأزواج، فذهب الكلبي ومن وافقه فصيرها لهم خاصة، وهي دعوة لهم خارجة من التنزيل، وانظر "تفسير ابن كثير" 6/407-412. وأما القطعة السادسة: فسيأتي تخريجها في الحديث الآتي بعد هذا، وسيأتي نحوها برقم (3251) . وقصة نوم علي رضي الله عنه في فراش رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رويت في كتب السير وغيرها، وليس فيها إسناد قائم، وانظر "الطبقات" لابن سعد 1/228، و"دلائل النبوة" للبيهقي 2/465 و466 و468 و470. وأما قصة تأخر خروج أبي بكر إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الهجرة، فهي مخالفة لما وقع في الصحيح من أنهما خرجا معاً من بيت أبي بكر، أخرجه البخاري في "صحيحه" (3905) في أثناء حديث الهجرة الطويل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة. قال الحافظ ابن كثير في "السيرة النبوية" 2/235: وقد حكى ابن جرير عن بعضهم: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبق الصديق في الذهاب إلي غار ثورٍ، وأمر علياً أن يدُله على مسيره ليلحقه، فلحقه في أثناء الطريق. وهذا غريب جداً، وخلاف المشهور من أنهما خرجا معاً. وأما القطعة السابعة: فلها شواهد تصح بها دون قوله: "إنه لا ينبغي أن أذهب ... " إلي آخر القطعة، منها: عن سعد بن أبي وقاص تقدم برقم (1483) ، وعن أبي سعيد وجابر بن عبد الله وأسماء بنت عميس، ستأتي في "المسند" على التوالي 3/32، 3/338، 6/369 و438. وأما القطعة الثامنة: فأخرجها النسائي في "خصائص علي" (43) عن محمد بن= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 185 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =المثنى، عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد. وأخرجها أبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/153، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/364 من طريق أبي نعيم، عن محمد بن أحمد بن الحسين، عن أبي شعيب الحراني، عن يحيى بن عبد الحميد، عن أبي عوانة، به. وأخرجها الترمذي (3732) ، والنسائي في "خصائص علي" (42) ، والطبراني (12594) ، وابن عدي 7/2685، وأبو نعيم 4/153 من طريق شعبة، عن أبي بلج، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه عن شعبة بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه. وتحرف "أبي بلج" في المطبوع من الترمذي إلي: أبي يحيى. وأخرجها العقيلي في "الضعفاء" 4/222 من طريق شعبة، عن أبي صالح، عن عمرو بن ميمون، به. وقال العقيلي: ليس بمحفوظ من حديث شعبة، ورواه أبو عوانة عن أبي بلج، ولا يصح عن أبي عوانة. قال ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/366: قال أحمد: روى أبو بلج حديثاً منكراً: "سدوا الأبواب". وقال الذهبي في "الميزان" 4/384 في ترجمة يحمى بن سليم: ومن مناكيره: عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بسد الأبواب، إلا باب علي رضي الله عنه. وأخرج البزار (2551- كشف الاستار) من طريق شعبة، عن أبي بلج، عن مصعب بن سعد، عن أبيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "سدوا عني كل خوخة في المسجد إلا خوخة علي". قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الطريق، وقد روي عن غيره من وجوه، وأظن معلًى أخطأ فيه، لأن شعبة وأبا عوانة يرويانه عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، وهو الصواب. وقي قصة سد الأبواب غير باب علي أحاديث عن سعد بن أبي وقاص سلف في مسنده برقم (1511) ، وعن ابن عمر سيأتي في "المسند" 2/26، وعن زيد بن أرقم سيأتي فيه أيضاً 4/369، وعن جابر بن سمرة عند الطبراني (2031) ، وعن علي عند= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 186 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =البزار (2552- كشف الإستار) ، وعن جابر بن عبد الله عند ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/365، وليس في أسانيد هذه الأحاديث إسناد صالح، بل هي أسانيد ضعيفة لا تثبت على نقدٍ، ولم يصنع الحافظ ابن حجر رحمه الله شيئاً في تقوية هذا الحديث بمثل هذه الأسانيد، ولم يصب في تنقيد الحافظين ابن الجوزي والعراقي رحمهما الله لإِيرادهما هذا الحديث في "الموضوعات "، انظر "القول المسدد" 5-6 و17-22، و"فتح الباري" 7/14-15. وأما دخول علي المسجد وهو جنب، فلها شواهد منها: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعلي: "يا علي، لا يحل لأحدٍ يُجنب في هذا المسجد غيري وغيرك"، قال علي بن المنذر (شيخ الترمذي فيه) : قلتُ لِضرار بن صُرد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يَحِل لأحدٍ يستطرقه جنباً غيري وغيرك. وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف، ورُمي مَن تحته بالتشيع، وبعضهم بالغلو فيه، ومع ذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمع مني محمد بن إسماعيل (يعني البخاري) هذا الحديث، فاستغربه. وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" 1/367-368 من طريق آخر عن عطية العوفي. وعن سعد عند البزار (2557) ، وعن أم سلمة وعائشة عند البيهقي في "سننه" 7/65، وإسناداهما ضعيفان لا يثبتان. وأما القطعة التاسعة: فأخرجها البزار (2536) عن محمد بن المشى، عن يحيى بن حماد، بهذا الإسناد. وأخرج أحمد في "فضائل الصحابة" (959) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم- شعبة الشاك- عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، فقال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس، قال محمد: أظنه قال: فكتمه! وسيأتي الحديث في "المسند" 5/347 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 • 3062 - حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو   =ولهذه القطعة شواهد كثيرة تبلغ حد التواتر، انظر "صحيح ابن حبان" (6930) و (6931) ، وانظر ما سلف في مسند علي برقم (641) و (961) . وأما القطعة العاشرة: فقد أشار ابن عباس فيها إلي قول الله عز وجل في سورة الفتح الآية 18: (لقد رَضِيَ الله عن المؤمِنين إذْ يُبايعونك تحتَ الشجرةِ فعَلِمَ ما في قُلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ... ) . وأخرج أحمد 6/420 من طريق جابر قال: حدثتني أم مبشر أنها سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند حفصة يقول: "لا يدخل النارَ- إن شاء الله- من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها". فقالت: بلى يا رسول الله. فانتهرها، فقالت حفصة: (وإن منكُمْ إلا وارِدُها) . فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قد قال الله عز وجل: (ثُم نُنَخي الذين اتقَوا ونَذَرُ الظالمين فيها جثِياً) ". وَأما القطعة الحادية عشرة: فلها شاهد من حديث علي تقدم برقم (600) و (827) من طريقين عنه، وهما صحيحان. وآخر من حديث جابر بن عبد الله سيأتي في مسنده 3/350، وإسناده صحيح. وسيأتي في "المسند" 3/325 بسند صحيح عن جابر، قال: جاء عبد لحاطب بن أبي بلتعة أحد بني أسد يشتكي سيده، فقال: يا رسول الله، ليدخلن حاطب النارَ. فقال له رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كذبتَ، لا يَدْخُلُها، إنه قد شهد بدراً والحُديببة". قوله: "أف"، قال السندي: هو صوت إذا صوت به الإنسان عُلِمَ أنه متضجر متكره، تُف: بالتاء المثناة من فوق، مثل "أف" لفظاً، وهو من إتباعه. فاستشرف لها، أي: لهذه المقالة. فجاء بصفية، أي: ففتح خيبر. وهو يتضور: يُظهِر الضوَر، بمعنى الضرَر، كذا ذكره في "النهاية" في غير هذا الحديث. وقوله: "شَرى علي نفسه"، أي: باع نفسه لله ابتغاء مرضاته. (1) جاء هذا الحديث في النسخ المطبوعة والأصول الخطية على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في (ظ9) و"أطراف المسند" 1/ورقة 124، وكثير بن يحيى مترجم في "الإكمال" وفي "التعجيل" ومشار إليه فيهما بعلامة= الحديث: 3062 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَهُ (1) 3063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ (2) ، قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ الصَّلاةَ يَوْمَ الْفِطْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ كَانَ يُصَلِّيهَا قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدُ، قَالَ: فَنَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ يُجْلِسُ الرِّجَالَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ حَتَّى جَاءَ النِّسَاءَ، وَمَعَهُ بِلالٌ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا} [الممتحنة: 12] ، فَتَلا هَذِهِ الْآيَةَ، حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ حِينَ فَرَغَ   = "عب" وهي إشارة لما أخرجه عبد الله بن أحمد عن الشيوخ دون أبيه. (1) إسناده ضعيف كسابقه. أبو مالك كثير بن يحيى: هو ابن كثير الحنفي البصري، روى عنه جمع، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه الطبراني (12593) بطوله من طريق كثير بن يحيى، بهذا الإسناد. وفيه تقديم وتأخير بين القطع. وأخرج القطعة الثالثة منه الحاكم 3/135 من طريق كثير بن يحيى، بهذا الإسناد. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه! وأخرج القطعة السادسة الحاكم أيضاً 3/4 من طريق كثير بن يحيى، بهذا الإسناد. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! (2) تحرف في الأصول التي بين أيدينا و (م) إلي: أبو بكر، وصوبناه من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 114. الحديث: 3063 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 مِنْهَا: " أَنْتُنَّ عَلَى ذَلِكَ؟ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا مِنْهُنَّ: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللهِ. " لَا يَدْرِي حَسَنٌ مَنْ هِيَ " قَالَ: " فَتَصَدَّقْنَ " قَالَ: فَبَسَطَ بِلالٌ ثَوْبَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَلُمَّ لَكُنَّ، فِدَاكُنَّ أَبِي وَأُمِّي، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِمَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الْخَوَاتِيمَ (1) . 3064 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ، فَوَعَظَهُنَّ، وَقَالَ: " تَصَدَّقْنَ "   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرْساني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5632) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (979) ، ومسلم (884) ، والطبراني (10983) ، والبيهقي 3/-298297. ورواية البيهقي والطبراني مختصرة، ووقع في مسلم وحده: "لا يُدْرى حينئذ" مكان قوله: لا يدري حسن، قال الحافظ في "الفتح" 2/468: جزم جمع من الحفاظ بأنه تصحيف، ووجهه النووي (في "شرح مسلم" 6/172) بأمر محتمل، لكن اتحاد المخرج دال على ترجيح رواية الجماعة، ولا سيما وجود هذا الموضع في "مصنف عبد الرزاق" الذي أخرجاه من طريقه كما في البخاري موافقاً لرواية الجماعة. وأخرجه مختصراً الدارمي (1604) ، والبخاري (962) ، ومطولاً ابن خزيمة (1458) ، والبيهقي 3/296 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، والبخاري مطولاً (4895) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن ابن جريج، به. وانظر (2004) و (2171) . وقوله: "يُلقين الفَتَخ"، بفتح الفاء والتاء وآخره خاء معجمة، واحدها فَتخَة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/408: وهي خواتيمٌ كبارٌ تلْبس في الأيدي، وربما وُضعت في أصابع الأرجل، وقيل: هي خواتيم لا فصوص لها. الحديث: 3064 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْخَاتَمَ وَالْخُرْصَ وَالشَّيْءَ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالًا، فَجَمَعَهُ فِي ثَوْبٍ حَتَّى أَمْضَاهُ (1) . 3065 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ مَرَّةً: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لِمَعْمَرٍ (2) : لَمْ يَكُنْ يُجَاوِزُ بِهِ طَاوُسًا؟ فَقَالَ: بَلَى، هُوَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ثُمَّ سَمِعَهُ يَذْكُرُهُ بَعْدُ وَلَا يَذْكُرُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ، وَيُهِلُّ أَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ، وَهُنَّ (3) لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ، مِمَّنْ سِوَاهُمْ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ بَيْتُهُ مِنْ دُونِ الْمِيقَاتِ، فَإِنَّهُ يُهِلُّ مِنْ بَيْتِهِ، حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ " (4) "   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5633) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (11849) . وانظر ما تقدم برقم (1902) . (2) لفظة "لمعمر" أثبتناها من (ظ 9) و (ظ 14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية. (3) في (م) و (س) : وهو، وفي (ظ14) : وهن لهم. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، والتردد بين وصله وإرساله في هذه الرواية لا يؤثر، فقد سلفت روايته برقم (2128) عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس، وبرقم (2240) و (2272) عن معمر ووهيب، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، دون تردد. قوله: "لهن"، قال السندي: أي: لأهل هذه البلاد. الحديث: 3065 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 قَدْ أَحْرَمْتُ مِنْ يَلَمْلَمَ حِينَ جِئْتُ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ " 3066 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ: النَّمْلَةِ، وَالنَّحْلَةِ، وَالْهُدْهُدِ، وَالصُّرَدِ " (1) 3067 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبَّيْنِ مَشْوِيَّيْنِ، وَعِنْدَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَأَهْوَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ لِيَأْكُلَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ ضَبٌّ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8415) . وأخرجه أبو داود (5267) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (650) ، والدارمي (1999) ، وابن ماجه (3224) ، والبيهقي 9/317. وأخرجه ابن حبان (5646) من طريق عُقيل بن خالد، والبيهقي 9/317 من طريق إبراهيم بن سعد، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3242) . وفي الباب عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، قال: سمعتُ أبي يذكر عن جدي عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه نهى عن قتل الخمسة: عن النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد. أخرجه البيهقي 9/317، وقال: تفرد به عبد المهيمن وهو ضعيف، وحديث عُبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما، أقوى ما ورد في هذا الباب. الحديث: 3066 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 فَأَمْسَكَ يَدَهُ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ لَا يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ " فَأَكَلَ خَالِدٌ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ (1) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أمامة: هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري، معروف بكنيته، معدود في الصحابة، له رؤية، ولم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مات سنة مئة، وله اثنتان وتسعون سنة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8671) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (3815) . وأخرجه الطبراني (3821) من طريق ابن لهيعة، عن أحمد بن خازم، عن محمد بن المنكدر، عن أبي أمامة بن سهل، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" (2037) برواية أبي مصعب الزهري، ومن طريقه الشافعي 2/174، ومسلم (1945) (43) ، وابن حبان (5263) ، والبيهقي 9/323، والبغوي (2799) ، وأخرجه الطبراني (3820) من طريق عقيل، كلاهما (مالك وعقيل) عن ابن شهاب، بهذا الإسناد. ووقع في كلتا الروايتين أن ابن عباس قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيت ميمونة بنت الحارث فأتي بضب محنوذ ... فذكره. ووقع في رواية مالك أن الذي سأل النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو ابن عباس وليس خالداً، وقال الشافعي: أشك أقاله عن ابن عباس وخالد بن الوليد، أو عن ابن عباس وخالد بن المغيرة أنهما دخلا ... فذكره. وسيأتي في مسند خالد بن الوليد 4/88 -89 عن روح بن عبادة، عن مالك، به. ويأتي فيه أيضاً 4/88، وفي مسند ميمونة بنت الحارث 6/331 من طريق صالح بن كيسان، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن ابن عباس، عن خالد بن الوليد: أنه دخل مع رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وانظر ما سلف برقم (1978) و (2299) و (2684) . وفي عدم أكل الضب وعدم تحريمه عن ابن عمر سيأتي في "المسند" 2/5، وعن عائشة سيأتي فيه أيضاً 6/105.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 3068 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَجَعَلَ يُثْنِي عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا " (1) 3069 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (2) 3070 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ فَبَكَى. قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قُلْتُ: {إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} [البقرة: 284] . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ حِينَ أُنْزِلَتْ، غَمَّتْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَمًّا شَدِيدًا، وَغَاظَتْهُمْ غَيْظًا شَدِيدًا، يَعْنِي، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ،   =قوله: "أعافه"، قال البغوي في "شرح السنة": أي: أقذره، يقال: عِفت الشيءَ أعافه عيافاً: إذا كرهَة. (1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن في رواية سماك عن عكرمة اضطراب. وهو مكرر (2859) . (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة راويه عن ابن عباس، وقد تقدم بإسناد صحيح برقم (2192) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8707) . وفي الباب عن أبي ثعلبة الخشني سيأتي في "المسند" 4/193، وعن جابر بن عبد الله 3/323، وعن خالد بن الوليد 4/89، وعن العرباض بن سارية 4/127. الحديث: 3068 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 194 هَلَكْنَا، إِنْ كُنَّا نُؤَاخَذُ بِمَا تَكَلَّمْنَا، وَبِمَا نَعْمَلُ، فَأَمَّا قُلُوبُنَا فَلَيْسَتْ بِأَيْدِينَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا " (1) قَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، قَالَ: فَنَسَخَتْهَا هَذِهِ الْآيَةُ: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} [البقرة: 285] إِلَى {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286] ، فَتُجُوِّزَ لَهُمْ عَنْ حَدِيثِ النَّفْسِ، وَأُخِذُوا بِالْأَعْمَالِ (2) .   (1) قوله: "قالوا: سمعنا وأطعنا" ليس في (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد الأعرج: هو حميد بن قيس المكي القارئ، قارئ أهل مكة. وأخرجه ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 229 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/113-114، ومن طريقه أخرجه الطبري 3/144-145 عن جعفر بن سليمان، عن حميد الأعرج، بهذا الأسناد. وأخرجه بنحوه الطبري 3/144، والطبراني (10769) ، والبيهقي في "شعب الأيمان" (329) من طريق سعيد بن مرجانة، والطبرى 3/145، وابن الجوزي ص229 من طريق سالم بن عبد الله، كلاهما عن ابن عباس. وانظر ما تقدم برقم (2070) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس. وأورده ابن كثير في "تفسيره" 1/502-503، وقال: فهذه طرق صحيحة عن ابن عباس، وقد ثبت عن ابن عمر كما ثبت عن ابن عباس، قال البخاري (4546) : حدثنا إسحاق، حدثنا روح، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن مروان الأصفر، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحسبهُ ابن عمر-: (وإن تُبْدُوا ما في أنفُسِكم أو تُخْفُوه) ، قال: نسختها الآية التي بعدها. وهكذا روي عن علي، وابن مسعود، وكعب الأحبار، والشعبي، والنخعي، ومحمد بن كعب القُرظي، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وقتادة: أنها= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 3071 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَالْأَسْوَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1) 3072 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ (2) . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ قُرَيْشًا أَتَوْا كَاهِنَةً، فَقَالُوا لَهَا: أَخْبِرِينَا بِأَقْرَبِنَا شَبَهًا بِصَاحِبِ هَذَا الْمَقَامِ؟ فَقَالَتْ: إِنْ أَنْتُمْ جَرَرْتُمْ كِسَاءً عَلَى هَذِهِ السَّهْلَةِ، ثُمَّ مَشَيْتُمْ عَلَيْهَا أَنْبَأْتُكُمْ. فَجَرُّوا، ثُمَّ مَشَى النَّاسُ عَلَيْهَا، فَأَبْصَرَتْ أَثَرَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: هَذَا أَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِهِ. فَمَكَثُوا بَعْدَ ذَلِكَ   = منسوخة بالتي بعدها. وقد ثبت بما رواه الجماعة في كتبهم الستة من طريق قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفُسَها، ما لم تَكلم أو تعمَلْ ". ثم ساق عدة أحاديث في هذا المعنى. وأخرج ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 228 من طريق عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يُحاسِبْكم به الله) ، قال: نُسخَتْ، فقال الله: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) . وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/412، ومسلم (125) (199) . وعن علي عند ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" ص 225. (1) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن في رواية سماك عن عكرمة اضطراباً. وانظر (2894) . (2) من قوله: "عن ابن عباس" في الحديث السابق إلي هنا، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ14) ، وانظر "أطراف المسند" 1/ورقة 121 و122. الحديث: 3071 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 عِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ قَرِيبًا مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ بُعِثَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 3073 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً " (2) 3074 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُعَاوِيَةَ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ لَا يَمُرُّ بِرُكْنٍ إِلا اسْتَلَمَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَمْ يَكُنْ   (1) إسناده ضعيف، فإن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وأخرجه ابن ماجه (2350) من طريق محمد بن يوسف، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 149: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات! وله شاهد من حديث عائشة في القافة رواه أصحاب الكتب الستة. قلنا: هو في "المسند" 6/38 ولفظه: دَخَل مُجَزِّز المُدْلجي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرأى أسامة وزيداً وعليهما قطيفة، وقد غَطيا رؤوسهما، وبدت أقدامهما، فقال: "إن هذه الأقدامَ بعضُها من بعض". وقالت مرةً: دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسروراً. وصاحب المقام: هو إبراهيم عليه السلام، وقد سلف مراراً أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أشبه الناس بأبيه إبراهيم صلى الله عليهما وسلم، انظر ما تقدم برقم (2501) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، داود بن قيس- وهو الفراء الدباغ- من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (127) . وأخرجه البيهقي 1/80 من طريق أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقرن بداودَ معمراً وسفيان الثوري. وقد سلفَ من طريق سفيان برقم (2072) ، وسيأتي من طريق معمر برقم (3113) . الحديث: 3073 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 يَسْتَلِمُ (1) إِلا الْحَجَرَ وَالْيَمَانِيَّ " فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ البَيْتِ مَهْجُورًا (2) . 3075 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3) 3076 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا خَرَّ عَنْ بَعِيرِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَوَقَصَهُ أَوْ أَقْصَعَهُ (4) - شَكَّ أَيُّوبُ -، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ (5) ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، وَلا تُقَرِّبُوهُ طِيبًا، فَإِنَّ اللهَ يَبْعَثُهُ يَوْمَ   (1) في (م) و (س) و (ص) : ليستلم. (2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن خثيم- وهو عبد الله بن عثمان- فمن رجال مسلم. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة الليثي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8944) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (858) ، والطبراني (10631) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (2210) . (3) إسناده قوي على شرط مسلم. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين. وأخرجه الطحاوي 2/269 عن علي بن شيبة، عن أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر (4) في (ظ9) : قَصَعَه، وفي (ظ14) : قعصه. والوقص والقصع والقعص، يعني أن بعيره رماه عن ظهره فقتله أو كسر عنقه. (5) المثبت من (ظ9) و (ظ14) وفي (م) وباقي الأصول الخطية: ثوبه. الحديث: 3075 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 الْقِيَامَةِ مُحْرِمًا " (1) 3077 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا خَرَّ عَنْ بَعِيرٍ نَادٍّ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَوُقِصَ وَقْصًا، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَيُّوبَ (2) . 3078 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ، فَأَمَرَ بِقَضَائِهِ " (3) . حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ (4) : " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَخْدَعَيْنِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وانظر (1850) و (2591) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (12538) من طريق قيس بن الربيع، و (12539) من طريق عبيد الله بن عمرو، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15899) و (16333) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1638) . وانظر (1893) . (4) من قوله: "سأل سعد بن عبادة" في الحديث السابق إلي هنا، سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) ، ومن هاتين النسختين أثبتناه، وهو الصواب= الحديث: 3077 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ، حَجَمَهُ عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ، وَكَانَ أَجْرُهُ مُدًّا وَنِصْفًا، فَكَلَّمَ أَهْلَهُ حَتَّى وَضَعُوا عَنْهُ نِصْفَ مُدٍّ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أَعْطَاهُ " (1) 3079 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَفْطَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، يَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ " قَالَ لِي مَعْمَرٌ: " اذْهَبْ، فَاسْأَلْهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ " (2)   = الموافق لما في "أطراف المسند"، حيث جاء الحديث الأول بهذا الإسناد فيه 1/ورقة 117، والحديث الثاني بهذا الإسناد فيه 1/ورقة 116. (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي. وانظر (2155) . (2) المنذر بن النعمان: هو الأفطس اليماني روى عنه جمع، وأطلق ابن معين القولَ بتوثيقه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد تفرد بهذا الحديث! وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/242، والطبراني (11029) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. ولم يذكر الطبراني قول معمر. وأخرجه أبو يعلى (2415) من طريق معتمر بن سليمان، وابن عدي في "الكامل" 6/2184 من طريق محمد بن الحسن بن أَتش، كلاهما عن المنذر بن النعمان، به. ولم يذكرا فيه قول معمر. ومحمد بن الحسن بن أتش متروك الحديث. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/55، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح غير منذر الأفطس، وهو ثقة. أبين- بفتح الهمزة والياء التحتية بينهما باء موحدة ساكنة-: مخلاف مشهور يقع= الحديث: 3079 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 3080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ - قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أَخَا بَنِي سَاعِدَةَ - تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، فَهَلْ يَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ بِشَيْءٍ عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطَ الْمَخْرَفِ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا (1) . وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: الْمِخْرَافِ (2) .   = شمال شرق عَدَن، واليه تنسب عَدَن، فيقال: عدن أبين، للتمييز بينها وبين عَدَن لاعة، وتقع هذه في بلاد لاعة من أعمال حَجَّة في غرب شمال صنعاء، وعدن لاعة اليوم خرائب وأطلال، ومكانها معروف. انظر "البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي" ص16 للقاضي إسماعيل الأكوع، طبع مؤسسة الرسالة. (1) في (ظ14) و (س) : عنها. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البُرساني، ويعلى: هو ابن حكيم الثقفي مولاهم المكي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16337) . وأخرجه البخاري (2756) من طريق مخلد بن يزيد، و (2762) من طريق هشام بن يوسف، وابن خزيمة (2501) و (2502) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، ثلانتهم عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وإحدى روايتي ابن خزيمة لم يسم فيها سعداً. وسيأتي الحديث برقم (3504) و (3508) . وسيأتي من حديث سعد بن عبادة 5/284-285 و6/7 وفيه: أن الصدقة كانت سقاية آل سعد بالمدينة. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1388) ، ومسلم (1004) (51) واللفظ له:= الحديث: 3080 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 201 3081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِي الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، فَكَانَتْ بِقَدْرِ الشِّرَاكِ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْفَجْرَ حِينَ حَرُمَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ عَلَى الصَّائِمِ، ثُمَّ صَلَّى الْغَدَ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْعَصْرَ حِينَ كان (1) ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ صَلَّى بِي الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا وَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ، الْوَقْتُ فِيمَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ " (2)   =أن رجلاً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، إن أمي افتُلِتَتْ نفسُها ولم توص، وأظنها لو تكلمت، تصدقت، أفلها أجر إن تصدقتُ عنها؟ قال: "نعم". وسلف برقم (1893) أن سعداً سأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً عن نذر كان على أمه. وأم سعد بن عبادة: هي عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي النجارية الأنصارية، ماتت سنة خمس في شهر ربيع الأول، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة دُومَة الجَنْدَل، فلما جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى قبرها، فصلى عليها، وكان لأبيها خمس بنات، كل واحدة منهن اسمها: عمرة، وكلهن بايعن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذه هي الرابعة في ترتيب ابن سعد، انظر "الطبقات" 8/451. (1) في (م) و (ظ 9) : صار. (2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش وثقه ابن سعد والعجلي، وقال ابن معين: صالح، وفي رواية: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ،= الحديث: 3081 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه ابن المديني، وقال النسائي: ليس بالقوي، وحكيم بن حكيم- وهو ابن عباس بن حنيف الأنصاري- روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وضعفه ابن المديني، وقال النسائي: ليس به بأس. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2028) ، ومن طريقه أخرجه ابن الجارود (149) ، والطبراني (10753) . وأخرجه ابن أبي شيبة 1/317، وعبد بن حميد (703) ، وأبو داود (393) ، وابن الجارود (149) و (150) ، وابن خزيمة (325) ، والطبراني (10752) ، والدارقطني 1/258، والحاكم 1/193، والبيهقي 1/364، والبغوي (348) - وحسنه- من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ورواية الحاكم موقوفة. وأخرجه عبد الرزاق (2028) ، والشافعي 1/50، والترمذي (149) ، والطحاوي 1/146 و147، والطبراني (10753) ، والدارقطني 1/258، والحاكم 1/193، والبيهقي 1/364 من طرق عن عبد الرحمن بن الحارث، به.. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الدارقطني 1/258 من طريق محمد بن عمرو، عن حكيم بن حكيم، به. وأخرجه عبد الرزاق (2029) موقوفاً عن عمر بن نافع، والدارقطني 1/258 عن زياد بن أبي زياد وعبيد الله بن مقسم، ثلاثتهم عن نافع بن جبير، به. وإسنادا الدارقطني ضعيفان وسيأتي الحديث برقم (3082) و (3322) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله سيأتي في "مسنده" 3/330، وصححه ابن حبان (1472) . وأورد حديث ابن عباس هذا الحافط ابن حجر في "التلخيص" 1/173، وقال: صححه أبو بكر ابن العربي وابن عبد البر، ونقل عن ابن عبد البر أنه قال: لا توجد هذه اللفظة، وهي قوله: "هذا وقتك ووقت الأنبياء من قبلك"، إلا في هذا الحديث. قوله: "فكانت بقدر الشراك"، قال السندي: أي: كانت الشمسُ، والمرادُ ظلها،= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 3082 - حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ. إِلا أَنَّهُ قَالَ فِي الْفَجْرِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي: " لَا أَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ قَالَ "   =على تقدير المضاف. والشراك- بكسر الشين- قال ابن الأثير في "النهاية" 2/467-468: أحد سُيور النعل التي تكون على وجهها، وقدره هاهنا ليس على معنى التحديد، ولكن زوال الشمس لا يَبينُ إلا بأقلِّ ما يُرى من الظل، وكان حينئذ بمكة هذا القَدْر، والظل يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، وإنما يتبين ذلك في مثل مكة من البلاد التي يقل فيها الظل، فإذا كان أطول النهار واستوت الشمس فوق الكعبة، لم يُرَ لشيء من جوانبها ظل، فكل بلد يكون أقرب إلي خط الاستواء ومُعْتَدل النهار، يكون الظل فيه أقصر، وكل ما بَعُد عنهما إلي جهة الشمال، يكون الظل فيه أطولَ. قلنا: لم يذكر في حديث ابن عباس هذا في صلاة المغرب سوى وقت واحد، وهو حين. يفطر الصائم، أي: عند مغيب الشمس فقط، والأصح أن وقتها يمتد إلي غيبوبة الشفق كما في حديث عبد الله بن عمرو وبريدة الأسلمي وأبي موسى الأشعري، وهي في "صحيح مسلم" (612) و (613) و (614) ، وحديث أبي هريرة عند الترمذي (151) . قال البغوي في "شرح السنة" 2/186: أما المغرب، فقد أجمعوا على أن وقتها يدخل بغروب الشمس، واختلفوا في آخر وقتها، فذهب مالك وابن المبارك والأوزاعي والشافعي في أظهر قوليه، إلي أن لها وقتاً واحداً قولاً بظاهر خبر ابن عباس. وذهب الثوري وأحمد وإسحاق وأصحاب الرأي، إلي أن وقت المغرب يمتد إلي غيبوبة الشفق، وهذا هو الأصح، لأن آخر الأمرين من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلاها في وقتين، كما رويناه من حديث أبي موسى الأشعري، ورواه أيضاً بريدة الأسلمي وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو هريرة. الحديث: 3082 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 وَقَالَ فِي الْعِشَاءِ: " صَلَّى بِي حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ " (1) 3083 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ، أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ مَانُوسَ الْعَدَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (2) 3084 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ وَهْبِ بْنِ مَانُوسَ، غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ (3)   (1) إسناده حسن كسابقه. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين. وأخرجه ابن الجارود (150) ، وأبو يعلى (2750) ، والطبراني (10752) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. (2) حديث صحيح، وهب بن مانوس روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عمر الصنعاني فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة وثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2908) . وانظر (2440) . (3) كذا في أصولنا الخطية، وقد تحرف في "أطراف المسند" 1/ورقة 112، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 32 إلي: عنه بهذا الحديث. وقوله: "غير هذا الحديث"، أي: أن وهب بن مانوس روى عنه إبراهيم بن عمر غير حديث ابن باس السابق، قلنا: والحديث الذي أشار إليه هنا، هو ما سيأتي في مسند أنس بن مالك 3/162- 163 عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، عن أبيه، عن وهب بن مانوس، عن سعيد بن جبير، عن أنس بن مالك، قال: ما رأيت أحداً أشبه بصلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذا الغلام- يعني عمر بن عبد العزيز-. قال: فحزرنا في الركوع عشر تسبيحات، وفي السجود عشر تسبيحات. الحديث: 3083 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 3085 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ سُحْتًا، لَمْ يُعْطِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 3086 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالْحَنْتَمِ " (2) 3087 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ لِلوَلِيِّ مَعَ الثَّيِّبِ أَمْرٌ، وَالْيَتِيمَةُ تُسْتَأْمَرُ، فَصَمْتُهَا إِقْرَارُهَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان الأزدي القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه بألفاظ متقاربة عبد الرزاق (19818) ، وابن أبي شيبة 6/266-267، والطبراني (12846) - (12854/2) ، والبيهقي 9/338 من طرق عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (2155) . السُّحت: الحرام. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (16927) . وانظر (2020) . (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن صالح بن كيسان قال الدارقطني في "سننه" 3/239: لم يسمعه من نافع بن جبير، وإنما سمعه من عبد الله بن الفضل عنه، اتفق على ذلك ابن إسحاق وسعيد بن سلمة عن صالح (انظر ما سلف برقم= الحديث: 3085 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 3088 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُعَتِّبٍ، عَنْ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ يَعْنِي أَبَا الْحَسَنِ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ بِطَلْقَتَيْنِ، ثُمَّ عَتَقَا، أَيَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قِيلَ: عَمَّنْ؟ قَالَ: أَفْتَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) قال عبدُ الله:قال أَبى: قِيلَ لِمَعْمَرٍ: يَا أَبَا عُرْوَةَ، مَنْ أَبُو حَسَنٍ هَذَا؟ لَقَدْ تَحَمَّلَ صَخْرَةً عَظِيمَةً " 3089 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ   = 2365) ، سمعت النيسابوري يقول: الذي عندي أن معمراً أخطأ فيه. قلنا: ولا يَبْعُد أن يكون صالح بن كيسان قد سمعه من عبد الله بن الفضل ثم سمعه مرة أخرى من نافع بن جبير، فحدث به على الوجهين، وسماعه من نافع بن جبير محتمل، فقد قيل: إنه رأى ابن الزبير وابن عمر. والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (10299) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (2100) ، والنسائي 6/85، والدارقطني 3/239، والبيهقي 7/118. وأخرجه الطحاوي 4/366، وابن حبان (4089) ، والدارقطني 3/239، والبيهقي 7/118 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وانظر (1888) . قوله: "ليس للولي مع الثيب أمر"، قال السندي: ظاهره أنه لا حاجة إلي الولي في نكاح الثيب، وهو مقارب لمذهب علمائنا الحنفية، نعم إنهم يقولون بذلك في البالغة لا في الثيب، وبينهما فرق، فلعل من يوجب الولى يقول: إن راوي هذا الحديث هو راوي حديث "إلأيِّم أحق" وهو نافع، فالحديث واحد، وإنما الاختلاف في الألفاظ من الرواة، ولا حجة في مثله، والله تعالي أعلم. (1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (2031) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (12989) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (2082) ، والنسائي 6/155، والطبراني (10814) . الحديث: 3088 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 207 اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خَرَجَ فِي رَمَضَانَ مِنَ الْمَدِينَةِ مَعَهُ عَشَرَةُ آلافٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِ سِنِينَ وَنِصْفٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ، فَسَارَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ، يَصُومُ وَيَصُومُونَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْكَدِيدَ، وَهُوَ مَا بَيْنَ عُسْفَانَ وَقُدَيْدٍ، أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ، فَلَمْ يَصُمْ " (1) 3090 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ: " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَعُمَرُ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَمَضَى حَتَّى أَتَى الْبَيْتَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ كَانَ مُسَجًّى بِهِ، فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ يُقَبِّلُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَا يَجْمَعُ اللهُ عَلَيْهِ مَوْتَتَيْنِ، لَقَدْ مِتَّ الْمَوْتَةَ الَّتِي لَا تَمُوتُ بَعْدَهَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7762) و (9738) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (645) ، والبخاري (4276) ، ومسلم (1113) ، والبيهقي في "السنن" 4/240-241، وفي "الدلائل" 5/21-22. وانظر (1892) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6774) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/266 عن الواقدي، عن محمد بن عبد الله،= الحديث: 3090 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 3091 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ الْمَسْجِدَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) . 3092 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، قَالَ: " قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أُمِرَ أَنْ يَقْرَأَ فِيهِ، وَسَكَتَ فِيمَا أُمِرَ أَنْ يَسْكُتَ فِيهِ، قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ، {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] " (2) .   = عن الزهري، عن أبي سلمة، عن ابن عباس، قال: قَبل أبو بكر بين عينيه، يعني رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي برقم (3470) . وفي الباب عن عائشة سيأتي في "المسند" 6/117، وهو عند البخاري برقم (1241) . وسلف تقبيل أبي بكر للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو ميت من حديث عائشة وابن عباس برقم (2026) ، وانظر الحديث (18) في مسند أبي بكر. والبُرد الحِبَرة: ثوب يماني من قطن أو كتان مخطط ملون، يقال: برد حبرة على الوصف، ويقال: بردُ حبغ على الإضافة، والجمع: حِبَر وحِبَرات. ومسجى به، أي: مغطى به. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري المدني، وابن أخي الزهري: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله الزهري المدني، وهذا الحديث من مسند أبي هريرة وليس من مسند ابن عباس، وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،= الحديث: 3091 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 209 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =فمن رجال البخاري. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه عبد بن حميد (583) ، والطحاوي 1/205 من طريق أبي يزيد المديني، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: ليس في الظهر والعصر قراءة، فقيل له: إن ناساً يقرؤون، فقال: لو كان لي عليهم سلطان لقطعتُ ألسنتهم، قرأ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقراءته لنا قراءة، وسَكَتَ، فسكوتُه لنا سكوت. وأخرجه الطبراني (12005) من طريق أبي يزيد، به، لكن بلفظْ أن ابن عباس قال: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلوات وسكت في صلوات، فنحن نقرأ فيما قرأ نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونسكت فيما سكت فيه، فقيل له: فلعل نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ في نفسه، فغضب وقال: أيُتهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أوَيُتهم رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! وسيأتي الحديث برقم (3399) . وقوله: "وسكت فيما أمر"، قال الخطابي في "أعلام الحديث" 1/502: يريد أنه أسَر القراءة، لا أنه تركها، فإنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لا يزال إماماً، فلابد له من القراءة سراً أو جهراً. وقال الحافظ في "الفتح" 2/254 بعد إيراد البخاري حديث ابن عباس هذا من طريق مسدد، عن إسماعيل، عن أيوب، به: وقال الإسماعيلي: إيراد حديث ابن عباس هنا يغاير ما تقدم من إثبات القراءة في الصلوات؛ لأن مذهب ابن عباس كان تركُ القراءة في السرية. وأجيب بأن الحديث الذي أورده البخاري ليس فيه دلالة على الترك، وأما ابن عباس فكان يشك في ذلك تارة، وينفي القراءة أخرى، وربما أثبتها، أما نفيه، فرواه أبو داود (808) وغيره من طريق عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عمه أنهم دخلوا عليه، فقالوا له: هل كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: لا، قيل: لعله كان يقرأ فى نفسه؟ قال: هذه شر من الأولى، كان عبداً مأموراً بَلغ ما أمر به. وأما شكه، فرواه أبو داود أيضاً (809) ، والطبري من رواية حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ما أدري أكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في الظهر والعصر أم لا. قلنا: وقد أثبت قراءتَه فيهما غيرُ واحد من أصحابه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم أبو قتادة عند البخاري (759) ، ومسلم (451) ، وصححه ابن حبان (1829) ، وخباب عند البخاري (760) = الجزء: 5 ¦ الصفحة: 210 3093 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، أَبَى أَنْ يَدْخُلَ الْبَيْتَ وَفِيهِ الْآلِهَةُ، فَأَمَرَ بِهَا فَأُخْرِجَتْ، فَأَخْرَجَ صُورَةَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فِي أَيْدِيهِمَا الْأَزْلامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَاتَلَهُمِ اللهُ، أَمَا وَاللهِ لَقَدْ عَلِمُوا مَا اقْتَسَمَا بِهَا قَطُّ " قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ الْبَيْتَ، فَكَبَّرَ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ، وَخَرَجَ وَلَمْ يُصَلِّ فِي الْبَيْتِ (1) .   = و (761) ، وصححه ابن حبان (1826) ، وأبو سعيد الخدري عند مسلم (452) ، وصححه ابن حبان (1828) ، وجابر بن سمرة عند مسلم (459) ، وابن حبان (1827) ، والبراء بن عازب عند النسائي 2/163، وأنس عند ابن حبان (1824) ، فروايتهم مقدمة على من نفى، فضلاً على من شك، قال الحافظ: ولعل البخاري أراد بإيراد هذا إقامة الحجة عليه، لأنه احتج بقوله تعالي: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) ، فيقال له: قد ثبت أنه قرأ، فيلزمك أن تقرأ، والله أعلم. وقد جاء عن ابن عباس إثبات ذلك أيضاً رواه أيوب، عن أبي العالية البَراء قال: سألت ابن عباس: أقرأ في الظهر والعصر؟ قال: هو إمامك، اقرأ منه ما قل أو كثر. أخرجه ابن المنذر والطحاوي 1/206 وغيرهما. قال الخطابي: ومعنى قوله: (وما كان ربك نَسِياً) وتمثله به في هذا الموضع، هو أنه لو شاء أن يُنَزَل ذِكْرَ بيان أفعال الصلاة وأقوالها وهيئاتها، حتى يكون قُرآناً مَتْلُواً، لَفَعل، ولم يترك ذلك عن نسيان، لكنه وكل الأمر في بيان ذلك إلي رسوله، ثم أمر بالإقتداء به، والائْتِساء بفعله، وذلك معنى قوله: (لِتُبَين للناس ما نُزِّل إليهم) ، وهذا من نوع ما أنزل من القرآن مجملا ًكالصلوات التي أجمل ذكر فرضها ولم يبين عدد ركعاتها وكيفية هيئاتها، وما تُجْهَرُ القراءة فيه مما تُخافت، فتَولَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيان ذلك، فاستند بيانه إلي أصل الفرض الذي أنزله الله عز وجل، ولم تختلف الأمة في أن أفعال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي هي بيانُ مُجمَلِ الكتابِ واجبة. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري.= الحديث: 3093 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 211 3094 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ فِي الثَّقَلِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ " (1) 3095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَرِهَ نَبِيذَ الْبُسْرِ وَحْدَهُ، وَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الْقَيْسِ عَنِ الْمُزَّاءِ، فَأَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْبُسْرُ وَحْدَهُ " (2) 3096 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ " قَالَ عَفَّانُ: بِـ ألم تَنْزِيلُ (3) .   = وأخرجه البخاري (4288) عن عبد الصمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1601) ، وأبو داود (2027) ، والبغوي (3815) من طريق أبي معمر المُقْعَد عبد الله بن عمرو، والبيهقي 5/158 من طريق إبراهيم بن الحجاج، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، به. وسيأتي برقم (3455) ، وانظر ما تقدم برقم (2508) . والأزلام: سِهام كانت العرب في الجاهلية تكتب على بعضها: افْعَل، وعلى الآخر: لا تَفْعل، وتضعها في وعاء فإذا أراد أحدُهم أمراً، أدخل يده وأخرج سهماً، فإن خرج ما فيه الأمرُ، مضى لقصده، وإن خرج ما فيه النهيُ، كف. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2204) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2830) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عزرة- وهو= الحديث: 3094 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 212 3097 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السَّمِيطِ، قَالَ قَتَادَةُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ " (1) 3098 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ بَارِقٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا سِمَاكٌ أَبُو زُمَيْلٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ كَانَ لَهُ فَرَطَانِ مِنْ أُمَّتِي، دَخَلَ الْجَنَّةَ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ: بِأَبِي، فَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ؟ فَقَالَ: " وَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ يَا مُوَفَّقَةُ " قَالَتْ: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَطٌ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: " فَأَنَا فَرَطُ أُمَّتِي، لَمْ يُصَابُوا بِمِثْلِي " (2)   = ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. وأخرجه أبو يعلى (2530) ، وابن حبان (1820) ، والطبراني (12417) من طريق هدبة بن خالد، والطحاوي 1/414 من طريق روح بن أسلم، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد. وانظر (1993) . (1) إسناده قوي، بكير بن أبي السميط- بفتح السين، ويقال: بالضم- روى له النسائي، ووثقه العجلي، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وتناقض ابن حبان فذكره في "الثقات" وفي "الضعفاء"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما قبله. (2) إسناده حسن، عبد ربه بن بارق الحنفي، قال أحمد: ما أرى به باساً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأثنى عليه عمرو بن علي الفلاس خيراً، وحسن الترمذي حديثه، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، وقال ابن معين: ليس بشيء.= الحديث: 3097 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 3099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو سَلامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيُكْتَبُنَّ مِنَ الغَافِلِينَ (1) 3100 - " حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   = وأخرجه الترمذي في "السنن" (1062) ، وفي "الشمائل" (480) ، وأبو يعلى (2752) ، والطبراني (12880) ، والبيهقي 4/68 من طرق عن عبد ربه بن بارق، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة. وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وجابر وأبي ذر ومعاذ بن جبل وأم سُليم، وهي في "المسند" على التوالي: 1/375، 2/488، 3/306، 5/155، 5/241، 6/431. قوله: "فَرَطان"، قال السندي: بفتحتين، من يتقدم الإنسان ليهيئ له الماءَ وغيره في السفر، والمراد وَلَدان. وقوله: "يا مُوفقةُ"، قال: أشار إلي أن مثل هذا السؤال منشؤُه التوفيق الرباني لها لتحصيل العلوم. وقوله: "لم يصابوا بمِثْلي"، قال: لم يصل إلي أمتي مصيبة بمثل موتي، أي: إن الأجر المذكور لأجل الصبر على المصيبة، وأي مصيبة لهم مثل موتي، فحين أصيبوا بها فصبروا، فاستحقوا ذلك الأجر، والله تعالي أعلم. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، ويحيى- وهو ابن أبي كثير، وإن كانت روايته عن أبي سلام ممطور الحبشي من كتاب- قد توبع، وانظر (2132) . الحديث: 3099 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 بِمِثْلِهِ (1) . 3101 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ (2) بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنِي حَبِيبٌ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ، وَإِذَا خَفَضَ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُهُ لِابْنِ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ: " لَا أُمَّ لَكَ، تِلْكَ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) 3102 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَتْ لَهُ مَيْمُونَةُ: وَضَعَ لَكَ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ. فَقَالَ: " اللهُمَّ فَقِّهُّ فِي الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ " (4)   (1) حديث صحيح كسابقه. (2) تحرف في (م) والأصول الخطية عدا (ظ14) إلي: عمرو، وما أثبتناه من (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 120، وهو الموافق لما في كتب الرجال. (3) إسناده صحيح، عمر بن فروخ وثقه ابن معين وأبو حاتم، ورضيه أبو داود وقال: مشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحبيب بن الزبير وثقه النسائي وأبو داود وابن شاهين، وصحح له الترمذي، وقال أحمد: لا أعلم إلا خيراً، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث، لا أعلم أحداً حدث عنه غير شعبة، وحديثه مستقيم، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبراني (11933) من طريق حفص بن عمر الحوضي، عن عمر بن فروخ، بهذا الإسناد. وانظر (1886) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (2397) . الحديث: 3101 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 215 3103 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ أَبِي (1) : حَدَّثَنَاه عَفَّانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلَيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ (2) : هَنِيئًا لَكَ يَا ابْنَ مَظْعُونٍ بِالْجَنَّةِ. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظْرَةَ غَضَبٍ، فَقَالَ لَهَا: " مَا يُدْرِيكِ؟ فَوَاللهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ، وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي - قَالَ عَفَّانُ - وَلَا بِهِ " قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ فَارِسُكَ وَصَاحِبُكَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِهِمْ، حَتَّى مَاتَتْ رُقَيَّةُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " الْحَقِي بِسَلَفِنَا الْخَيْرِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ " قَالَ: وَبَكَتِ النِّسَاءُ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَضْرِبُهُنَّ بِسَوْطِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: " دَعْهُنَّ يَبْكِينَ، وَإِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَهْمَا كَانَ (3) مِنَ القَلْبِ وَالْعَيْنِ، فَمِنَ اللهِ وَالرَّحْمَةِ، وَمَهْمَا كَانَ مِنَ اليَدِ وَاللِّسَانِ، فَمِنَ الشَّيْطَانِ " وَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، وَفَاطِمَةُ إِلَى جَنْبِهِ تَبْكِي، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ   (1) يعني أحمد بن حنبل. (2) في (ق) وعلى هامش (س) : امرأة، وهكذا سلفت في الحديث رقم (2127) ، وقال السندي: في بعض النسخ "قالت امرأة" بالتنكير، وهو الصواب كما تدل عليه الروايات، والله تعالي أعلم. (3) في (م) و (ظ9) و (ظ14) : يكون، والمثبت من (س) ، وفي "حاشية السندي": يكون، قال: هكذا في النسخ بلا جزم، والظاهر "يكن"، وفي بعض النسخ: كان. الحديث: 3103 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 عَيْنَ فَاطِمَةَ بِثَوْبِهِ، رَحْمَةً لَهَا (1) . 3104 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى أَبُو بِشْرٍ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: كُنْتُ غُلامًا أَسْعَى مَعَ الْغِلْمَانِ، فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا بِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَلْفِي مُقْبِلًا، فَقُلْتُ: مَا جَاءَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا إِلَيَّ، قَالَ: فَسَعَيْتُ حَتَّى أَخْتَبِئَ وَرَاءَ بَابِ دَارٍ، قَالَ: فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى تَنَاوَلَنِي، فَأَخَذَ بِقَفَايَ، فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، فَقَالَ: " اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ " قَالَ: وَكَانَ كَاتِبَهُ، فَسَعَيْتُ فَأَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ، فَقُلْتُ: أَجِبْ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ عَلَى حَاجَةٍ (2) . 3105 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ يَوْمَ فِطْرٍ رَكْعَتَيْنِ   (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد ولِينِ يوسف بن مهران. وأخرجه ابن سعد 3/398-399، والطبراني (12931) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ولم يسق الطبراني لفظه. وانظر (2127) . وهذا الحديث أورده الذهبي في "الميزان" 3/128-129 من طريق أحمد، عن عفان، به. وقال: هذا حديث منكر، فيه شهود فاطمة الدفن، ولا يصح. وقوله: "حتى ماتت رقية"، كذا هو هنا، وقد سلف فىِ الحديث (2127) أنها زينب وليست رقية، وهو الأصوب، فقد كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين توفيت رقية في بدر، وكان عمر معه. (2) إسناده حسن. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو حمزة: هو عمران بن أبي عطاء القَصاب. وانظر (2651) . والحَطْء: الدفع بالكف. الحديث: 3104 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 بِغَيْرِ أَذَانٍ، ثُمَّ خَطَبَ بَعْدَ الصَّلاةِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ بِلالٍ، فَانْطَلَقَ إِلَى النِّسَاءِ، فَخَطَبَهُنَّ، ثُمَّ أَمَرَ بِلالًا بَعْدَ مَا قَفَّا مِنْ عِنْدِهِنَّ أَنْ يَأْتِيَهُنَّ، فَيَأْمُرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ " (1) 3106 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لاعَنَ بَيْنَ الْعَجْلانِيِّ وَامْرَأَتِهِ "، قَالَ: وَكَانَتْ حُبْلَى، فَقَالَ: وَاللهِ مَا قَرَبْتُهَا مُنْذُ عَفَرْنَا - قالَ: وَالْعَفْرُ: أَنْ يُسْقَى النَّخْلُ بَعْدَ أَنْ يُتْرَكَ مِنَ السَّقْيِ، بَعْدَ الْإِبَارِ بِشَهْرَيْنِ - قَالَ: وَكَانَ زَوْجُهَا (2) حَمْشَ السَّاقَيْنِ وَالذِّرَاعَيْنِ، أَصْهَبَ الشَّعَرَةِ، وَكَانَ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ ابْنَ السَّحْمَاءِ، قَالَ: فَوَلَدَتْ غُلامًا أَسْوَدَ أَجْلَى جَعْدًا عَبْلَ (3) الذِّرَاعَيْنِ قَالَ: فَقَالَ ابْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَهِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ رَاجِمًا بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمْتُهَا "؟ قَالَ: لَا، تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ قَدْ أَعْلَنَتْ فِي الْإِسْلامِ (4)   (1) إسناده صحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وإبراهيم: هو ابن ميمون الصائغ، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو مكرر (2169) . (2) زاد بعد لفظة "زوجها" في (ظ9) و (ظ14) : زعموا. (3) في (م) : أعبل، وهو خطأ. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، والمغيرة بن عبد الرحمن: هو ابن عبد الله بن خالد بن حزام الحزامي المدني، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأخرجه البيهقي 7/407 من طريق عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد.= الحديث: 3106 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 3107 - حَدَّثَنَاهُ سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ وَقَالَ فِيهِ: " عَبْلَ الذِّرَاعَيْنِ، خَدْلَ السَّاقَيْنِ " وَقَالَ الْهَاشِمِيُّ: " خَدْلٌ، وَقَالَ: بَعْدَ الْإِبَارِ " (1) .   = وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي 2/48-49، وعبد الرزاق (12452) و (12453) ، والحميدي (519) ، وسعيد بن منصور في "السنن" (1564) ، والبخاري (6855) و (7238) ، والنسائي 6/171، والطبراني (10711) و (10712) و (10713) من طرق عن أبي الزناد، به. وأخرجه بنحوه البخاري (5310) و (5316) و (6856) ، ومسلم (1497) (12) ، والطبراني (10715) ، والبيهقي 7/406 من طريق عبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم، به. وسيأتي برقم (3107) و (3360) و (3449) ، وانظر ما تقدم برقم (2131) . وفي الباب عن سهل بن سعد سيأتي في "المسند" 5/334. قوله: "عَفَرْنا"، قال السندي: في "القاموس": العفر- محركة ويسكن-: أول سقية سُقِيها الزرع. بعد الإبار- بكسر الهمزة-: بوزن الإزار، اسم من أبَر النخل- بالتخفيف ويشدد-: إذا أصلحه. عَبْل الذراعين: العبل- بفتح فسكون-؟ الضخم من كل شيء. قلنا: وحمش الساقين والذراعين، أي: دقيقهما، وأصهب الشعرة: الصهبة: أن يعلو الشعر حُمرة، وهو كالأشقر، وأجلى، أي: خفيف شعر ما بين النزَعتين من الصدغين والذي انحسر الشعر عن جبهته، وجعداً، أي: جعد الشعر، وهو ضد سهولته. وقوله: "قد أعلنت في الإسلام"، أي: أظهرت السوءَ فيه، كما في بعض الروايات، والسوء، قال الحافظ في "الفتح" 9/461: أي: كانت تعلن بالفاحشة، ولكن لم يثبت عليها ذلك ببينة ولا اعتراف. والعَجْلاني الذي لاعَنَ امرأته: اسمه عويمر بن الحارث. وانظر "فتح الباري" 9/447-448. (1) إسناده حسن، ابن أبي الزناد- وهو عبد الرحمن- صدوق حسن الحديث. سريج: هو ابن النعمان. الحديث: 3107 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 3108 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَكَلَ عُضْوًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1) 3109 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ (2) ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَيَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   = وأخرجه مطولاً ومختصراً سعيد بن منصور في "السنن" (1563) ، وابن الجارود (755) ، وأبو يعلى (2424) و (2514) ، والطحاوي 3/100، والطبراني (10710) من طرق عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الخَدْل: الغليظ الممتلئ الساق. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح- وهو ابن سليمان الخزاعي أو الأسلمي- ضعفه يحيى بن معين والنسائي وأبو داود، وقال الساجي: هو من أهل الصدق وكان يهم، وقال الدارقطني: مختلف فيه ولا باس به، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة وغرائب، وهو عندي لا بأس به، قلنا: واحتج به البخاري إلا أنه- كما قال الحافظ- لم يعتمد عليه اعتمادَه على مالك وابن عيينة وأضرابهما، وإنما أخرج له أحاديث أكثرها في المناقب وبعضها في الرقاق، وروى له مسلم حديثاً واحداً وهو حديث الإفك، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الله بن عباس، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطبراني (10658) من طريق سعيد بن منصور، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وسلف بنحوه برقم (2002) من طريق هشام بن عروة، عن الزهري. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: عبد الله بن بكر، وفي (ظ 9) : عبد بن بكر، ولعلها محرفة عن "محمد"، أما في (س) فقد كتبت في المتن "عبد بن بكر"، وأضيف لفظ الجلالة في هامشها، والذي أثبتناه من (ظ 14) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 132، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 81، ويغلب على ظننا أنه الصواب، وأن التحريف حصل في إحدى النسخ القديمة، ونُقِل محرفاً في النسخ المتأخرة. الحديث: 3108 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَهُوَ مُحْرِمٌ " قَالَ: وَفِي حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ: " بَنَى بِهَا بِمَاءٍ يُقَالُ لَهُ: سَرِفُ، فَلَمَّا قَضَى نُسُكَهُ أَعْرَسَ بِهَا بِذَلِكَ الْمَاءِ " (1) 3110 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ أَنْ يُخْلَطَا جَمِيعًا، وَعَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ أَنْ يُخْلَطَا جَمِيعًا "، قَالَ: " وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ جُرَشٍ: أَنْ لَا يَخْلِطُوا الزَّبِيبَ وَالتَّمْرَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري من طريق محمد بن بكر البُرْساني، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة فمن رجال البخاري، وعبد الوهاب- وهو ابن عطاء الخفاف، متابع محمد بن بكر- فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة البصري، وسماع محمد بن بكر وعبد الوهاب الخفاف منه قبل اختلاطه. وأخرجه النسائي6/87 من طريق محمد بن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (2200) و (2492) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن، والشيباني: هو أبو إسحاق- سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه أبو عوانة 5/286-287 287-288، وابن الجارود (864) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/179 و14/189، ومسلم (1990) ، والنسائي في "المجتبى" 8/290-291، وفي "الكبرى" (5861) ، وأبو عوانة 5/288، والطبراني (12355) من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض، ووقع عند النسائي في "المجتبى": "كتب إلي أهل هجر" بدل: جرش.= الحديث: 3110 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 3111 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ وَفِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا (1) لا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا " فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ، وَعِنْدَكمُ (2) الْقُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللهِ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَاخْتَصَمُوا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَرِّبُوا يَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ، وَفِيهِمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ وَالاخْتِلافَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُومُوا " قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " إِنَّ الرَّزِيَّةَ، كُلَّ الرَّزِيَّةِ، مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ، مِنَ   = وأخرجه أبو عوانة 5/288 من طريق حُصين، عن حبيب بن أبي ثابت، به. وعنده: وكتب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلي أهل البحرين: لا يخلطوا التمر بالزَّهو، يعني: الفضيخ. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5862) من طريق أبي معاوية، عن الشيباني، عن سعيد بن جبير، به. ولم يذكر فيه حبيب بن أبي ثابت، وقد سلف من هذا الطريق برقم (1961) ، وفاتنا أن ننسبه هناك إلي "السنن الكبرى" للنسائي، فيستدرك من هنا. وانظر (2499) . (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : لن. (2) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : وعندنا. الحديث: 3111 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 222 اخْتِلافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ " (1) 3112 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنٍ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَوَجَدَ يَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ نَجَّى اللهُ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنِّي أَوْلَى بِمُوسَى، وَأَحَقُّ بِصِيَامِهِ " فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ (2) . 3113 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ كُلَّ عُضْوٍ مِنْهُ غَسْلَةً وَاحِدَةً "، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9757) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4432) و (5669) ، ومسلم (1637) (22) ، والنسائي في "الكبرى" (5852) و (8516) ، وابن حبان (6597) . وأخرجه البخاري (5669) و (7366) من طريقِ هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، به. وانظر (2990) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن سعيد: هو عبد الله. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7843) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1130) (128) ، وابن حبان (3625) . وانظر (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (126) .= الحديث: 3112 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا صَرُورَةَ فِي الْحَجِّ " (1) 3114 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَا صَرْوَرَةَ فِي الْإِسْلامِ " (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ: أَنَّ رَجُلًا نَادَى ابْنَ عَبَّاسٍ، وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فَقَالَ: سُنَّةً تَبْتَغُونَ بِهَذَا   =وأخرجه البيهقي 1/80 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر (2072) . (1) هذا الحديث من (ظ9) و (ظ14) ، وقد سقط من (م) وباقي الأصول الخطية. وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عطاء- وهو عمر بن عطاء بن وَواز- ضعفه ابن معين والنسائي، وقال أحمد: ليس بالقوي، وقد سلف الحديث برقم (2844) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، به موصولاً بذِكْر ابن عباس، لكنه بلفظ: "لا صرورة في الإسلام". وأخرجه بلفظ: "لا صرورة في الإسلام" مرسلاً الطحاوي في "مشكل الأثار" 2/112 من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وزاد في آخره: قال سفيان: كان أهل الجاهلية يقولون للرجل إذا لم يحج: هو صرورة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا صرورة في الإسلام". (2) هذا الحديث من (ظ9) و (ظ14) ، وليس هو في (م) وباقي الأصول الخطية. وإسناده ضعيف كسابقه، وهو مكرر (2844) . الحديث: 3114 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 224 النَّبِيذِ، أَوْ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ مِنَ العَسَلِ وَاللَّبَنِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبَّاسًا، فَقَالَ: " اسْقُونَا " فَقَالَ: إِنَّ هَذَا النَّبِيذَ شَرَابٌ قَدْ مُغِثَ وَمُرِثَ، أَفَلا نَسْقِيكَ لَبَنًا وَعَسَلًا؟ فَقَالَ: " اسْقُونِي مِمَّا تَسْقُونَ مِنْهُ النَّاسَ " قَالَ: فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، بِعِسَاسٍ فِيهَا النَّبِيذُ، فَلَمَّا شَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَجِلَ قَبْلَ أَنْ يَرْوَى، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَرِضَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَسِيلَ شِعَابُهَا عَلَيْنَا لَبَنًا وَعَسَلًا (1) . 3115 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أخْبَرَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا، وَوَجَدَ سَرَاوِيلَ، فَلْيَلْبَسْهَا، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، وَوَجَدَ خُفَّيْنِ، فَلْيَلْبَسْهُمَا " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس ضعيف، وهو لم يدرك ابن عباس، ومتابعه داود بن علي كذلك لم يدرك جده ابن عباس. وانظر (2944) . العِساس، قال في "القاموس": ككِتاب: الأقداح العظام، الواحد: عُسَّ، بالضم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي، وأبو الشعثاء: هو جابر بن زيد. وأخرجه الدارمي (1799) ، والطحاوي 2/133 من طريق أبي عاصم النبيل،= الحديث: 3115 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 225 3116 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَحَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ حَرَامٌ " (1) 3117 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، وَعِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يُخْبِرَانِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَتْ ضُبَاعَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ ثَقِيلَةٌ، وَإِنِّي أُرِيدُ الْحَجَّ، فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي كَيْفَ أُهِلُّ؟ قَالَ: " أَهِلِّي وَاشْتَرِطِي: أَنَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي ". قَالَ: فَأَدْرَكَتْ (2) .   = ومسلم (1178) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (2015) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 3 من طريق روح ومحمد بن بكر، بهذا الإسناد. وانظر (1919) . (2) قوله: "فقالت: يا رسول الله" سقط من (م) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس. وأخرجه مسلم (1208) (106) ، والبيهقي 5/221 من طريق محمد بن بكر، بهذا الإِسناد. وأخرجه النسائي 5/168، وابن ماجه (2938) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 42، والدارقطني 2/235، والبيهقي 5/221 من طرق عن ابن= الحديث: 3116 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 3118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَائِرَاتِ الْقُبُورِ، وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ وَالسُّرُجَ (1) " قَالَ حَجَّاجٌ: قَالَ شُعْبَةُ: أُرَهُ يَعْنِي: الْيَهُودَ 3119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ:   = جريج، به. وأخرجه الطبراني (12023) من طريق عبد الكريم الجَزَري، عن عكرمة وطاووس، به، مختصراً. وأخرجه ابن حبان (3775) من طريق شعيب بن إسحاق، عن ابن جريح، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن ابن عباس. وأخرجه الطيالسي (1648) و (2685) ، ومسلم (1208) (107) ، والنسائي 5/167، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 80، والبيهقي 5/221-222 من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مختصراً. وأخرجه كذلك مسلم (1208) (108) ، والبيهقي 5/222 من طريق عطاء، عن ابن عباس. وانظر ما سلف برقم (3053) ، وسيأتي الحديث برقم (3302) من طريق عكرمة، عن ابن عباس، وفي حديث ضباعة 6/360 من طريق عكرمة أيضاً، به، وفي حديث ضباعة، في موضع ثان 6/360 من طريق ابن عباس، عن ضباعة نفسها. (1) حسن لغيره دون قوله: "والسرج"، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي صالح: واسمه باذام مولى أم هانئ بنت أبي طالب. وهو مكرر (2030) . الحديث: 3118 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: كَيْفَ أُصَلِّي إِذَا كُنْتُ بِمَكَّةَ، إِذَا لَمْ أُصَلِّ مَعَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: " رَكْعَتَيْنِ، سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 3120 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَجْنَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةُ، فَاغْتَسَلَتْ مَيْمُونَةُ فِي جَفْنَةٍ، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَغْتَسِلَ مِنْهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدِ اغْتَسَلْتُ مِنْهُ. فَقَالَ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ الْمَاءَ لَيْسَتْ عَلَيْهِ جَنَابَةٌ " أَوْ قَالَ: " إِنَّ الْمَاءَ لَا يَنْجُسُ " (2) 3121 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أُرَاهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَمَتَّعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ الْمُتْعَةِ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا يَقُولُ عُرَيَّةُ؟ قَالَ: يَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنِ الْمُتْعَةِ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ أَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ: نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة- وهو ابن المحبق الهذلي- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (688) ، وابن خزيمة (951) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1862) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك- وهو ابن عبد الله-، واضطراب سماك في عكرمة. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وانظر (2102) . (3) إسناده ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ. وانظر ما= الحديث: 3120 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 228 3122 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ أَمَرْتُ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَنْزِلُ بِهِ عَلَيَّ قُرْآنٌ، أَوْ وَحْيٌ " (1) 3123 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: شَرِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَنًا، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَمَضْمَضَ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ لَهُ دَسَمًا " (2) 3124 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " نَزَلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ   = تقدم برقم (2277) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- واسمه أرْبدَة- لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يذكره في الثقات غير العجلي وابن حبان، ونقل مَغلطاي عن ابن البَرْقي أنه قال فيه: مجهول، وأن أبا العرب الصقلي قال فيه: مجهول، وشريك- وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع. وانظر (2125) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد بن عقيل الأيلي. وأخرجه البخاري (211) ، ومسلم (358) (95) ، وأبو داود (196) ، والترمذي (89) ، والنسائي 1/109، وابن حبان (1159) من طريق قتيبة بن سعيد، عن الليث، بهذا الإسناد. وقرن البخاري بقتيبة يحيى بنَ بُكَير. وانظر (1951) . الحديث: 3122 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ السَّهْمِيِّ، إِذْ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّرِيَّةِ " (1) 3125 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَمَعْتُ الْمُحْكَمَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ حِجَجٍ " قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَمَا الْمُحْكَمُ؟ قَالَ: الْمُفَصَّلُ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (4584) ، ومسلم (1834) ، وأبو داود (2624) ، والترمذي (1672) ، والنسائي في "المجتبى" 7/154-155، وفي "الكبرى" (8726) و (11109) ، وأبو يعلى (2746) ، وابن الجارود (1040) ، والطبري 5/147و148، وأبو عوانة 4/442، والحاكم 2/114، والبيهقي في "الدلائل" 4/311، والواحدي في "أسباب النزول" ص 105 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن جريج. وعبد الله بن حذافة السّهمي، قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 2/11: أحدُ السابقين، هاجر إلي الحبشة، ونَفَذه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسولاً إلي كسرى، وله رواية يسيرة. خرج إلي الشام مجاهداً، فأسر على قَيْسارية، وحملوه إلي طاغيتهم، فراوده عن دينه، فلم يُفْتَن ... مات في خلافة عثمان رضي الله عنهم. (2) قوله: "وقبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سقط من النسخ المطبوعة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وأخرجه البخاري (5036) عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، بهذا الإسناد. وثم يقل فيه: "وقبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن عشر حجج". وأخرجه الطبراني (1575) من طريق نعيم بن حماد، عن هشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن أبي بشر، به- مختصراً بلفظ: قُبض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن عشر سنين. وأبو إسحاق الكوفي الذي زاده نعيم بن حماد عن هشيم في الإسناد: هو عبد الله بن ميسرة= الحديث: 3125 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 230 3126 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّ جَنَازَةً مَرَّتْ بِالْحَسَنِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَامَ الْحَسَنُ وَلَمْ يَقُمِ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ الْحَسَنُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَمَا قَامَ (1) لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " قَامَ، وَقَعَدَ " (2) 3127 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ، وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَأْذَنُ لِهَذَا الْفَتَى مَعَنَا، وَمِنْ أَبْنَائِنَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ. قَالَ: فَأَذِنَ لَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ، وَأَذِنَ لِي مَعَهُمْ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّورَةِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ فَقَالُوا: أَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فُتِحَ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَغْفِرَهُ وَيَتُوبَ إِلَيْهِ. فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَتْ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ أَخْبَرَ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ   =وهو ضعيف! والحديث تقدم برقم (2283) . (1) في (م) و (س) و (ق) و (ص) : أقام، والمثبت من (ظ 9) و (ظ 14) وحاشية (س) ومن "سنن النسائي"، وهو الصواب. (2) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن محمد بن سيرين ثم يسمع من ابن عباس والحسن- وهو ابن علي- شيئاً، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، فظن الحسن هذا هو الحسنَ البصري! وتقدم نحو هذا الحديث في مسند الحسن بن علي برقم (1728) و (1729) . وأخرجه النسائي 4/46-47 عن يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم، بهذا الإسناد. قوله: "قام وقعد"، قال السندي: أي: قام أولاً، وقعد، بمعنى ترك القيام آخراً، فالقيام منسوخ، والله تعالي أعلم. الحديث: 3126 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 231 وَالسَّلامُ بِحُضُورِ أَجَلِهِ، فَقَالَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] " فَتْحُ مَكَّةَ "، {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 2] " فَذَلِكَ عَلامَةُ مَوْتِكَ "، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3] . فَقَالَ لَهُمْ: " كَيْفَ تَلُومُونِي عَلَى مَا تَرَوْنَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن سعد 2/365، والبزار في "مسنده" (192) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. والحديث عند ابن سعد مختصر بلفظ: كان عمر بن الخطاب يأذن لأهل بدر، ويأذن لي معهم، قال: فذكر أنه سألهم وسأله، فأجابه، فقال لهم: كيف تلومونني عليه بعد ما ترون؟ وأخرجه البخاري (4294) و (4970) ، والطبراني (10617) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/446 من طريق أبي عوانة اليشكري، عن أبي بشر، به. وفيه: أن عمر بن الخطاب قال لابن عباس: ما أعلم منها إلا ما تعلم. وأخرجه بنحوه البخاري (3627) و (4430) ، والترمذي (3362) ، وابن جرير الطبري 30/333، والطبراني (10616) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/167 من طريق شعبة، عن أبي بشر، به. وفيه: أن الذي قال لعمر: إن لنا أبناء مثله، هو عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مختصراً بقصة تفسير السورة فقط الطبراني (12445) من طريق سفيان بن حبيب، والبيهقي7/134 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن أبي بشر، به. وأخرجه بنحوه البخاري (4969) ، والطبري 30/333، والبيهقي 5/447 من طريق حبيب بن أبي ثابت، والنسائي في "الكبرى" (11711) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، كلاهما عن سعيد بن جبير، به. وفي حديث حبيب بن أبي ثابت أنهم فسروا الفتح بأنه فتح المدائن والقصور. وانظر ما تقدم برقم (1873) . قوله: "إنه ممن قد علمتم"، قال الحافظ في "الفتح" 8/753: أشار بذلك إلي قرابته من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو إلي معرفته وفطنته.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 3128 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " أَهَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ، فَلَمَّا قَدِمَ طَافَ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلَمْ يُقَصِّرْ، وَلَمْ يَحِلَّ مِنْ أَجْلِ الْهَدْيِ، وَأَمَرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ أَنْ يَطُوفَ، وَأَنْ يَسْعَى، وَأَنْ يُقَصِّرَ أَوْ يَحْلِقَ، ثُمَّ يَحِلَّ " (1) 3129 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: " الْحُلْوُ الْبَارِدُ " (2)   = وقوله: "ليست كذلك"، قال السندي: أي: ليست الآية على ما ذكروا في معناه، فإن حاصل ما ذكروه أنه أمِر بأن يستغفر ويتوب شكراً لما من الله عليه من الفتح، أي فتح كان، وليس الأمر كذلك، بل أمِر أن يستعد للآخرة بالاستغفار والتوبة حين فتَح مكة له، لأنه علامة لحضور أجله، وتمام دِينه، وبين المعنيين فرق بعيد، والله تعالي أعلم. قال الحافظ: وفيه فضيلة ظاهرة لابن عباس، وتأثير لإجابة دعوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعلِّمَه الله التأويل، ويفقهه في الدين، وفيه جواز تأويل القرآن بما يُفهم من الإشارات، وإنما يتمكنُ من ذلك من رَسَخَت قدمه في العلم، ولهذا قال علي رضي الله تعالي عنه: أو فَهماً يؤتيه الله رجلاً في القرآن. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (2152) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن عباس. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" 3/133 عن محمد بن جابر،= الحديث: 3128 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 3130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً " (1) 3131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ، فَاخْتَبَأْتُ مِنْهُ خَلْفَ بَابٍ، فَدَعَانِي، فَحَطَأَنِي حَطْأَةً، ثُمَّ بَعَثَنِي إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ " (2) 3132 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ بَهْزٌ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " أَهْدَى الصَّعْبُ - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: ابْنُ جَثَّامَةَ   = عن إسماعيل بن أمية، عن أبيه، عن ابن عباس- بلفظ: سئل: أي الشراب أحب إليك؟ وهذا سند ضعيف، محمد بن جابر- وهو ابن سيار بن طارق الحنفي- ذهبت كتبه وساء حفظُه وخلط كثيراً، ويغلب على الظن أن هذا الحديث أخطأ فيه، فقال: "عن أبيه"، والصواب كما في "المسند": عن رجل. وله شاهد من حديث عائشة: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحب الشراب إليه الحلو البارد. سيأتي في "المسند" 6/38، وإسناده صحيح. (1) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. أبوجمرة: هو نصر بن عمران الضبَعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/491، ومسلم (764) ، وابن خزيمة (1164) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وانظر (2019) . (2) إسناده حسن. وهو مكرر (2150) 0 أبو حمزة: هو عمران بن أبي عطاء. الحديث: 3130 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّةَ حِمَارٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ " قَالَ بَهْزٌ: عَجُزَ حِمَارٍ، أَوْ قَالَ: رِجْلَ حِمَارٍ (1) 3133 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا فِتْيَةٌ قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا، لَهُمْ كُلُّ خَاطِئَةٍ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالَ: فَتَفَرَّقُوا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُمَثِّلُ بِالْحَيَوَانِ " (2) 3134 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ " مَرَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ مَنْبُوذٍ، فَأَمَّهُمْ، وَصَفُّوا خَلْفَهُ " فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو، مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ (3) .   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2530) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري. وهذا الحديث من مسند ابن عمر، وسيأتي فيه مكرراً 2/43 ويخرج هناك إن شاء الله. قوله: "لهم كل خاطئة"، يوضحه رواية مسلم (1958) : "وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نَبْلِهم". قال ابن الأثير 2/45: أي: كل واحدة لا تصيبها، والخاطئة هنا بمعنى المخطئة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني الكوفي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، وكنيته أبو عمرو.= الحديث: 3133 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 3135 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، أَنْ يَمْنَحَهَا أَخَاهُ، خَيْرٌ لَهُ " (1) 3136 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ الْحَجَرِ، وَعِنْدَهُ مِحْجَنٌ يَضْرِبُ بِهِ الْحَجَرَ، وَيُقَبِّلُهُ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] " لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَتْ فِي الْأَرْضِ، لَأَمَرَّتْ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا مَعِيشَتَهُمْ، فَكَيْفَ بِمَنْ هُوَ طَعَامُهُ، وَلَيْسَ لَهُ طَعَامٌ غَيْرُهُ " (2) ،   = وأخرجه مسلم (954) (68) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2647) ، والبخاري (857) و (1319) و (1322) و (1336) ، والنسائي 4/85، وابن حبان (3088) ، والطبراني (12581) ، والبيهقي 4/45 من طرق عن شعبة، به. وانظر (1962) . قوله: "على قبر منبوذ"، قال ابن الأثير 5/6: يُروى بتنوين القبر والإضافة، فمع التنوين فالمعنى: بقبرٍ منفردٍ بعيد عن القبور، ومع الإضافة يكون المنبوذ: اللَّقيط، أي: بقبرِ إنسانٍ منبوذ، وسُمي اللَقيطُ منبوذاً، لأن أمهُ رمته على الطريق. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2598) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مِهران الأعمش. وتقدم بطوله برقم (2735) عن روح، عن شعبة. وأخرجه دون قصة استلام الحَجَر النسائي في "السنن الكبرى" (11070) عن بشر بن خالد، عن محمد بن جعفر غُنْدر، بهذا الإسناد.= الحديث: 3135 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 236 • 3137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " لَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقُّومِ. . . " فَذَكَرَهُ (2) 3138 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: رَكِبتَ امْرَأَةٌ الْبَحْرَ، فَنَذَرَتْ أَنْ تَصُومَ شَهْرًا، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَصُومَ، فَأَتَتْ أُخْتُهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ: " فَأَمَرَهَا أَنْ تَصُومَ عَنْهَا " (3)   = وأخرج قصة استلام الركن بالمحجن وتقبيل المحجن النسائيُّ أيضاً في "الكبرى" (3925) من طريق إبراهيم بن محمد بن عَرْعرة، عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، به. ولها شاهد عند مسلم (1275) ، وابن ماجه (2949) من طرق عن معروف بن خَزبوذَ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال: رأيت رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطوف بالبيت، ويستلم الركنَ بمِحْجَنٍ معه، ويُقَبِّل المحجن. والمِحْجَن: عصا معوجة الرأس. (1) جاء هذا الحديث في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) على أنه من رواية الأمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في (ظ 9) و (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 125، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 108. (2) إسناده ضعيف لضعف أبي يحيى- وهو القتات الكوفي-، ثم هو موقوف، وتقدم في الرواية السالفة بإسناد صحيح من طريق الأعمش دون ذِكْر أبي يحيى القتات. القواريري: هو عبيد الله بن عمر بن ميسرة. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/161، والبيهقي في "البعث والنشور" (544) من طريق يحيى بن عيسى، عن الأعمش، به. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسلم البطين: هو ابن عمران.= الحديث: 3137 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 3139 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ - يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ - " قَالَ: فَقِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا مَنْ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ " (1) 3140 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ أَحْمَقَ صَلَاةَ الظُّهْرِ، " فَكَبَّرَ فِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، يُكَبِّرُ إِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ "، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا أُمَّ لَكَ " تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   = وأخرجه النسائي 7/20 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2630) ، ومن طريقه البيهقي 4/255، وأخرجه ابن خزيمة (2054) من طريق ابن أبي عدي، والطبراني (12329) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم (الطيالسي وابن أبي عدي وعمرو) عن شعبة، به. وأخرجه بنحوه البيهقي 6/279-280 من طريق بدل بن المحبر، عن شعبة، به. وفيه: أن امرأة نذرت أن تصوم شهراً، فماتت، فأتى أخوها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "صم عنها". وانظر (1861) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2631) ، والدارمي (1773) ، والبخاري (969) ، وابن خزيمة (2865) ، والطبراني (12327) ، والبيهقي 4/284 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1968) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة،= الحديث: 3139 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 238 3141 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (1)   = فمن رجال البخاري. وانظر (1886) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن الحكم: هو البُناني أبو الحكم البصري. وأخرجه ابن الجارود (893) ، والبيهقي 9/315من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3805) ، وابن ماجه (3234) من طريق ابن أبي عدي، والنسائي 7/206 من طريق بشر بن المفضل، والطحاوي 4/190 من طريق خالد بن الحارث، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به. وتقدم الحديث برقم (2192) من طريق أبي بشر جعفر بن إياس، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، بإسقاط سعيد بن جبير من الإسناد. قال الخطيب البغدادي فيما نقله الحافظ المزي في "التحفة" 5/253: والصحيح في هذا الحديث "عن ميمون، عن ابن عباس" ليس بينهما سعيد بن جبير. وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف": جزم ابن القطان بأن ميمون بن مهران لم يسمعه من ابن عباس، وأن بينهما سعيد بن جبير، قال: كذلك أخرجه أبو داود والبزار - انتهى. لكن قد قال البزار في "مسنده": تفرد علي بن الحكم بإدخال سعيد بين ميمون وابن عباس. وعلي بن الحكم قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث، ووثقه جماعة، وضعفه أبو الفتح الأزدي! وخالفه الحكم بن عتيبة وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية، فلم يذكرا سعيد بن جبير، وهما أحفظ من علي بن الحكم، فروايته شاذة، وتابعهما جعفر بن برقان وغيره، فلهذا جزم الخطيب بأن رواية علي بن الحكم من المزيد. الحديث: 3141 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 3142 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُجَثَّمَةِ، وَالْجَلَّالَةِ - قَالَ: أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ نَهَى عَنْ لَبَنِ الْجَلَّالَةِ - وَأَنْ يَشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (2) 3143 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لَبَنِ الْجَلَّالَةِ، الْمُجَثَّمَةِ، وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (3) 3144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا   (1) تحرف في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 14) إلي: شعبة، والتصويب من (ظ 14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 123، ومن الحديث المتقدم برقم (2161) ، والحديث الآتي برقم (3143) ، ومن "صحيح ابن حبان". (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. أبو عبد الصمد: هو عبد العزيز بن عبد الصمد البصري، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه ابن حبان (5399) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد. وانظر (2161) . (3) صحيح، وهو مكرر ما قبله. الحديث: 3142 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 240 فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ " (1) 3145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا غَشِيَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ، أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ " (2) 3146 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (3) 3147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو عبد الله بن بكر بن حبيب السهْمي. وهو مكرر (2490) . (2) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري. وانظر (2121) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1622) (7) من طريق محمد بن أبي عدي، وابن الجارود (993) من طريق عيسى بن يونس، والبغوي في "الجعديات" (978) ، والطبراني (10693) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن سعيد بن أتى عروبة، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (2529) من طريق شعبة، عن قتادة، به. الحديث: 3145 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 241 إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " قَالَ يَزِيدُ: " رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " (1) 3148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَقَّتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، قَالَ: " هُنَّ لَهُمْ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِمَّنْ سِوَاهُمْ، مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، ثُمَّ مِنْ حَيْثُ بَدَأَ، حَتَّى بَلَغَ ذَلِكَ أَهْلُ مَكَّةَ " (2) 3149 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ الْأَعْرَجَ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَأُتِيَ بِبَدَنَةٍ، فَأَشْعَرَ صَفْحَةَ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ دَعَا بِرَاحِلَتِهِ، فَرَكِبَهَا، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجّ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العالية الرياحي: هو رُفَيع بن مِهران. وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (657) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2012) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2240) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان= الحديث: 3148 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 242 3150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ - يَعْنِي الْخِنْصَرَ وَالْإِبْهَامَ (1) - " 3151 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ حَجَّاجٌ فَقَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " (2)   = الأعرج- واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وانظر (2296) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه الترمذي (1392) عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وانظر (1999) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه البخاري (5885) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال فيه: لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وأخرجه كذلك الطيالسي (2679) ، وأبو داود (4097) ، وابن ماجه (1904) ، والترمذي (2784) ، والبغوي في "الجعديات" (993) ، والطبراني (11823) ، والبيهقي في "الشعب" (7799) من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الطيالسي (2679) ، والترمذي (2784) ، وابن حبان (5750) من طرق= الحديث: 3150 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 243 3152 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ (1) عَنْ قَوْلِ الرَّجُلِ، بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا - يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ - قَالَ: " ذَاكَ الْإِخْلَاصُ " وَقَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ: لَقَدْ " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّوَاكِ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُنْزَلُ عَلَيْهِ فِيهِ " وَلَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (2)   = عن قتادة، به. وانظر (1982) . (1) قوله: "ابن عباس" سقط من (م) . (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي من بني تميم: واسمه أربدة التميمي البصري. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عُبيد السبيعي. وهذا الحديث ثلاث قطع، أما القطعة الأولى فأخرجها البيهقي 2/133 من طريق سفيان الثوري في "جامعه" عن أبي إسحاق، عن التميمي- وهو أربدة-، عن ابن عباس. وأخرجها البيهقي أيضاً 2/133 من طريق محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن العيزار بن حريث، قال: سئل ابن عباس ... فذكرها. وأخرجها أيضاً من طريق الحسن بن علي بن زياد، عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن سليمان بن بلال، عن عباس بن عبد الله بن معبد، عن أخيه إبراهيم بن عبد الله بن معبد، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هكذا رواه مرفوعاً، والصواب وقفه. وأما القطعة الثانية فأخرجها الطيالسي (2739) ، ومن طريقه البيهقي 1/35 عن شعبة، به. وانظر (2125) . وأما القطعة الثالثة فأخرجها الطيالسي (2740) عن شعبة، به. وانظر (2405) .= الحديث: 3152 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 244 3153 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ أَضْحَى - أَوْ يَوْمَ فِطْرٍ، قَالَ: وَأَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: يَوْمَ فِطْرٍ - فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهُمَا، وَلَا بَعْدَهُمَا، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ وَمَعَهُ بِلَالٌ، فَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي خُرْصَهَا وَسِخَابَهَا " وَلَمْ يَشُكَّ بَهْزٌ قَالَ: " يَوْمَ فِطْرٍ "، وَقَالَ: " صِخَابَهَا " (1) 3154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَدُسُّ فِي فِي فِرْعَوْنَ الطِّينَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (2)   = قوله: "ذاك الإخلاص"، قال السندي: يريد أن الإشارة بالأصبع في التشهد دليل على الإخلاص والتوحيد، فهو خير، وفي إسناده مجهول، لكن قد جاء في الباب من الأحاديث ما فيه كفاية، والله تعالي أعلم. (1) إسناد هـ صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي. وأخرجه مسلم ص 606 (13) ، وابن خزيمة (1436) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وانظر (2533) . والسخاب والضخاب، بمعنىً: وهو قلادة من عنبر أو قرنفل أو غيره، ولا يكون فيه خرز. (2) صحيح موقوفاً على ابن عباس، وهو مكرر (2144) . قوله: "في في"، "في" الأولى حرف جَر، و"في" الثانية بمعنى: فم. الحديث: 3153 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 3155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (1) 3156 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، مِثْلَهُ قَالَ - أَيْ: شُعْبَةُ (2) - قُلْتَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) 3157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحَرِّمَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَلْيُحَرِّمِ النَّبِيذَ " (4) 3158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ، يُحَدِّثُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2586) . (2) قوله: "أي: شعبة" ليس في (ظ 9) و (ظ 14) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وأخرجه أبو عوانة 5/195 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (2480) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الحكم - وهو عمران بن الحارث السلمي- فمن رجال مسلم. وانظر (185) و (2028) . قوله: "فليحرم النبيذ"، قال السندي: أي نبيذ الجر والدُّبّاء والحنتم. الحديث: 3155 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 246 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَمَّ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " (1) 3159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُشَاشٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، فَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ صِبْيَانَ بَنِي هَاشِمٍ وَضَعَفَتَهُمْ أَنْ يَتَحَمَّلُوا مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ " (2) 3160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَوَّلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمًا الْبَطِينَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ: " يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ، وَفِي الْجُمُعَةِ بِسُورَةِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه بنحوه النسائي 4/138 عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1885) . قوله: "تسع وعشرون"، قال السندي: هكذا بالرفع في النسخ، أي: هو تسع وعشرون، أو هو بدل من الشهر، وفي بعض النسخ: تسعاً وعشرين، بالنصب على الحال. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، مشاش: هو أبو ساسان، ويقال: أبو الأزهر السلِيمي، روى عنه شعبة وهشيم، ويقال: إنهما اثنان، روى عن الأول هشيم، وعن الثاني شعبة، وثقه غير واحد، انظر "تهذيب الكمال" 5/28-7، وقد توبع. وأخرجه النسائي 5/261، والمزي في "التهذيب" 6/28-7 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (1920) . الحديث: 3159 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 247 الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ " (1) 3161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ‍‍‍‍‍ إِنَّا نُحَدِّثُ أَنْفُسَنَا بِالشَّيْءِ لَأَنْ يَكُونَ أَحَدُنَا حُمَمَةً أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ؟ قَالَ (2) : فَقَالَ أَحَدُهُمَا: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَقْدِرْ مِنْكُمْ إِلَّا عَلَى الْوَسْوَسَةِ " وَقَالَ: الْآخَرُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ أَمْرَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مخوّل: هو ابن راشد الكوفي الحناط، ومسلم البطين: هو ابن عمران. وأخرجه مسلم (879) ، وابن خزيمة (533) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (1993) . (2) أي: شعبة بن الحجاج. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسليمان: هو ابن مِهران الأعمش، ومنصور: هو ابن المعتمر، وذَر: هو ابن عبد الله الهمداني الكوفي، وعبد الله بن شداد: هو ابن الهاد. وأخرجه أبو داود الطيالسي (2704) ، ومن طريقه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (669) ، وابن منده في "الأيمان" (345) ، وأخرجه الطحاوي في "مشكل الأثار" 2/251-252 من طريق روح بن عبادة، و252 من طريق بشر بن عمر الزهراني، وابن منده (345) ، والطبراني (10838) ، والبيهقي في "تشعب الأيمان" (340) ، والبغوي (60) من طريق أبي الوليد الطيالسي، أربعتهم (أبو داود وأبو الوليد الطيالسيان وروح وبشع عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد بين روح بن عبادة في حديثه أن الذي روى الحديث على الوجه الأول هو منصور بن المعتمر، والذي رواه على الوجه الثاني هو الأعمش. وأخرجه بنحوه النسائي (668) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان= الحديث: 3161 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 3162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي رَمَضَانَ، حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ، فَصَامَ حَتَّى أَتَى عُسْفَانَ، ثُمَّ دَعَا بِعُسٍّ مِنْ شَرَابٍ أَوْ إِنَاءٍ، فَشَرِبَ " فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ " (1)   =الثوري، عن منصور والأعمش، به. وانظر (2097) . حُمَمَة، أي: فحمة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد تقدم برقم (2350) من طريق عَبيدة بن حميد، و (2652) من طريق أبي عوانة، و (2994) من طريق مفضل بن مهلهل، ثلاثتهم عن منصور، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عباس، فهذا من المزيد ني متصل الأسانيد، فمجاهد بن جبر أحد الذين أكثروا عن ابن عباس، وعنه أخذ القرآن والتفسير والفقه. وأخرجه الطبري في "تهذيب الأثار" ص95 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2644) ، والنسائي 4/184، والطبري ص96، والطحاوي 2/64 و67 من طرق عن شعبة، به- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه ابن ماجه (1661) من طريق سفيان الثوري، والطحاوي 2/65 من طريق إسرائيل، كلاهما عن منصور، به. ورواية ابن ماجه مختصرة بلفظ: صام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفر، وأفطر. وأخرجه النسائي 4/184، والطبري ص97، والطبراني (11053) من طرق عن مجاهد، به. بعضهم يرويه مختصراً. وأخرجه النسائي 4/184 من طريق العوام بن حوشب وأبي إسحاق، كلاهما عن مجاهد مرسلا: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصوم في السفر ويفطر. العُس: القدَح الضخم. الحديث: 3162 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 3163 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَهْدَتْ خَالَتِي أُمُّ حُفَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْنًا وَأَقِطًا، وَأَضُبًّا، " فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ، وَالْأَقِطِ، وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا " وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 3164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَإِذَا الْيَهُودُ قَدْ صَامُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَسَأَلَهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَقَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " أَنْتُمْ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ، فَصُومُوهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه مسلم (1947) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (2299) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (4680) ، ومسلم (1130) (127) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2625) ، وابن أبي شيبة 3/56، والدارمي (1759) ، والبخاري (4737) ، والطحاوي 2/75، والطبراني (12442) ، والبيهقي 4/289 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه البخاري (3943) ، ومسلم (1130) (127) ، وأبو داود (2444) ، وابن= الحديث: 3163 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 3165 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ: " اللهُ إِذْ خَلَقَهُمْ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (1) 3166 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى أَبِي (2) عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ " (3)   = خزيمة (2084) ، والبغوي (1782) من طريق هشيم، عن أبي بشر، به. وانظر (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6597) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2624) عن شعبة، به. وأخرجه البخاري (1383) من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، به. وانظر (1845) . (2) تحرفت في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) إلي: "بن"، وانظر "تعجيل المنفعة" ص445-446. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى أبي عمر- وهو يحيى بن عبيد البَهْراني الكوفي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه مسلم ص1580 (42) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. ولم يذكر الحكم فيه.= الحديث: 3165 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 3167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ صُهَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ: عَفَّانُ - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ - أَخْبَرَنِيهِ الْحَكَمُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ صُهَيْبٍ، - قُلْتُ: مَنْ صُهَيْبٌ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّهُ كَانَ عَلَى حِمَارٍ، هُوَ وَغُلَامٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَمَرَّ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَنْصَرِفْ، وَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَأَخَذَتَا بِرُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَرَّعَ بَيْنَهُمَا - أَوْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا - وَلَمْ يَنْصَرِفْ " (1)   = وأخرجه الطيالسي (2713) ، ومسلم ص 1580 (42) ، وأبو عوانة 5/313، والطحاوي 4/223 من طرق عن شعبة، به- دون ذِكر الحكم أيضاً. وانظر ما تقدم برقم (2020) و (2476) . (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير صهيب- وهو أبو الصهباء البكري- فقد روى له أبو داود والنسائي، وثم يرو له مسلم. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (835) قال: حدثنا بندار، حدثنا محمد- يعني ابن جعفر-، حدثنا شعبة، به. وقوله: "حدثنا بندار حدثنا محمد- يعني ابن جعفر- حدثنا شعبة" سقط من المطبوع، وقد استدركناه من "إتحاف المهرة" للحافظ ابن حجر 3/ورقة 38. وأخرجه الطيالسي (2762) ، والنسائي 2/65، وأبو يعلى (2548) ، وابن خزيمة (836) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (163) ، والطحاوي 1/459، والطبراني (12891) ، والبيهقي 2/277 من طرق عن شعبة، به. وليس عند الطحاوي قصة الجاريتين. وأخرجه أبو داود (716) و (717) ، وأبو يعلى (2749) ، وابن خزيمة (837) ، وابن حبان (2381) ، والطبراني (12892) ، والبيهقي 2/277 من طريق منصور، عن= الحديث: 3167 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 3168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: بَهْزٌ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُدَيْدٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، عَجُزَ حِمَارٍ، فَرَدَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْطُرُ دَمًا " (1) 3169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ فَصَلَّى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: " أَنَامَ الْغُلَامُ؟ " - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - قَالَ: فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى خَمْسًا، ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ - أَوْ خَطِيطَهُ - ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى (2)   = الحكم، به. وفيه: أنهما نزلا عن الحمار وتركاه بين أيديهم، وليتمن عند ابن حبان قصة الجاريتين. وانظر (2095) و (2258) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمِّي. وأخرجه مسلم (1194) (54) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2633) ، والنسائي 5/185، والطحاوي 2/170 و171، وابن حبان (3970) ، والطبراني (12366) ، والبيهقي 5/193 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (1194) (54) ، والنسائي 5/184-185، والطحاوي 2/171، والطبراني (12367) ، والبيهقي 5/193 من طريق منصور، عن الحكم، به. وانظر (2530) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي تخريجه في الحديث التالي. الحديث: 3168 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 3170 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، فَقَالَ: " نَامَ الْغُلَيِّمُ؟ " - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - قَالَ: فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ - أَوْ خَطِيطَهُ - ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين شيخ أحمد: إما أن يكون حسين بن محمد بن بهرام المرُّوذي، وإما أن يكون حسين بن علي الجعفي الكوفي- وهو الأقرب-، وكلاهما ثقة من رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2632) ، والد ارمي (1255) ، والبخاري (117) و (697) ، وأبو داود (1357) ، والطبراني (12365) ، والبيهقي 2/477 و3/28 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد- وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه بنحوه أبو داود (1358) ، والنسائي في "الكبرى" (1342) من طريق يحيى بن عباد الأنصاري، عن سعيد بن جبير، به. وفيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثماني ركعات، ثم أوتر بخمس لم يجلس بينهن. وسيأتي برقم (3170) و (3175) ، وانظر (1843) . قوله: "أو كلمة نحوها"، قال الحافظ في "الفتح" 1/212: الشك من الراوي. وقوله: "غطيطه"، قال: بفتح الغين المعجمة، وهو صوت نَفَس النائم، والنخير أقوى منه. وقوله: "أو غطيطه"، قال: بالخاء المعجمة، والشك فيه من الراوي، وهو بمعنى الأول، قاله الداودي، وقال ابن بطال: لم أجده بالخاء المعجمة عند أهل اللغة، وتبعه القاضي عياض فقال: هو هنا وهم. وقد نقل ابن الأثير 2/48 عن أهل الغريب أنه دون= الحديث: 3170 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 3171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ " (1) 3172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ عُمْرَةٌ اسْتَمْتَعْنَا بِهَا، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحِلَّ الْحِلَّ كُلَّهُ، فَقَدْ دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2) 3173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ؟ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَأْكُلَ مِنْهُ، أَوْ يُؤْكَلَ مِنْهُ، وَحَتَّى يُوزَنَ ". قَالَ: فَقُلْتُ: مَا   = الغطيط. وقوله: "ثم ركعتين"، قال: أي: ركعتي الفجر، وأغرب الكرماني فقال: إنما فصل بينهما وبين الخَمْس ولم يقل: سبع ركعات، لأن الخَمْس اقتدى ابن عباس به فيها بخلاف الركعتين، أو لأن الخمس بسلام، والركعتين بسلام آخر. انتهى، وكأنه ظنَّ أن الركعتين من جملة صلاة الليل، وهو محتمل، لعَن حَمْلهما على سُنة الفجر أوْلى، ليحصل الخَتْم بالوتر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (900) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (2013) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة. وانظر (2115) . الحديث: 3171 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 255 يُوزَنُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: حَتَّى يُحْزَرَ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو البَخْتري: هو سعيد بن فيروز الكوفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/193، والبخاري (2250) ، ومسلم (1537) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2722) ، وعبد بن حميد (699) ، والبخاري (2246) و (2248) ، والطحاوي 4/25، والطبراني (12688) ، وابن حزم في "المحلى" 9/115، والبيهقي 6/24 من طرق عن شعبة، به. وفي الباب عن ابن عمر عند أحمد 2/5 و7، والبخاري (2247) و (2249) ، ومسلم (1534) و (1535) . وعن أبي هريرة عند أحمد 2/387، ومسلم (1538) . وعن جابر عند أحمد 3/312، ومسلم (1536) . وعن أنس عند أحمد 3/115. قوله: "حتى يأكل منه، أو يؤكل منه "، قال السندي: الأول على بناء الفاعل، أي: حتى يأكل البائع، والثاني على بناء المفعول. وقوله: "حتى يوزن"، قال ابن الأثير 5/182: أي: تُحزر وتُخرص، سماه وزنا، لأن الخارص يحزرها ويقدرها، فيكون كالوزن لها، ووجه النهي أمران: أحدهما: تحصين الأموال، وذلك أنها في الغالب لا تأمن العاهة إلا بعد الإدراك، وذلك أوان الخَرْص. والثاني: أنه إذا باعها قبل ظهور الصلاح بشرط القطع، وقبل الخرص، سقط حقوقُ الفقراء منها، لأن الله أوجب إخراجها وقت الحصادِ. وقوله: "يحزر، قال السندي: هو بزاي ثم راء مهملة، أشار إلي أن مراده بالوزن الحَزْرُ، وهو الخرص والتقدير والتخمين، ثم الخرص والأكل والوزن، كله كنايات عن ظهور الصلاح، ويروى براء مهملة فزاي (وهو كذلك في ظ9 وظ14) بمعنى: تُحفظ وتُصان، وقيل: هو تصحيف، وإنما فسر الوزن به، لأن الحزْر طريق إلى معرفته كالوزن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 256 3174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فَجَعَلَ جَدْيٌ يُرِيدُ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ يَتَقَدَّمُ وَيَتَأَخَّرُ - قَالَ حَجَّاجٌ: يَتَّقِيهِ وَيَتَأَخَّرُ - حَتَّى نَزَا (2) الْجَدْيُ (3) " 3175 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ   (1) قوله: "عن شعبة" سقط من النسخ المطبوعة من المسند. (2) في (م) : "يُرَى وَرَاءَ الْجَدْيِ"، بزيادة لفظة: وراء، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) ، ومن "مصنف ابن أبي شيبة"، ومعناه: وثَبَ، وفي سائر النسخ: يرى، وبعضها لم تنقط فيها، وقال السندي في "حاشيته": حتى يرى الجدي، هكذا في النسخ وكذلك في "الترتيب" أيضاً، والظاهر أنه بموحدة ثم راء مكسورة ثم همزة، من برِيء من الدين وغيره - بكسر راء-: إذا بان وتخلص وانفصل كما في "المشارق " (1/82) ، وقد جاء في حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عند أبي داود (708) : أنه ما زال يدرؤها حتى لصق بطنه بالجدار ومرت من ورائه. يريد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضيق عليه طريق المرور من بين يديه فانصرف إلي ورائه وتخلص من ذلك، والله تعالى أعلم، وقال بعضهم: لعله درأ الجديَ. انتهى، يريد: لعله وقع في لفظ الكتاب تصحيف، والصواب: درأ الجدي، ولعل هذا الذي قلنا أيضاً غير بعيد، والله تعالي أعلم. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار، فمن رجال مسلم، وهو لم يسمع هذا الحديث من ابن عباس، كما صرح في الرواية السالفة برقم (2653) . حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/283 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قوله: "فجعل يتقدم ويتأخر"، قال السندي: أي: لئلا يمر الجدي بين يديه. الحديث: 3174 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 257 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى أَرْبَعًا، ثُمَّ قَالَ: " أَنَامَ الْغُلَيِّمُ - أَوِ الْغُلَامُ -؟ " - قَالَ: شُعْبَةُ أَوْ شَيْئًا نَحْوَ هَذَا - قَالَ: ثُمَّ نَامَ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ؟ قَالَ: لَا أَحْفَظُ وُضُوءَهُ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ - أَوْ خَطِيطَهُ - ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ (1) 3176 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ يَغْزُو مَكَّةَ، فَصَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَتَى قُدَيْدًا، ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَهُ، قَالَ: ثُمَّ أَفْطَرَ أَصْحَابُهُ حَتَّى أَتَوْا مَكَّةَ " (2) 3177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرطهما. بهز: هو ابن أسد، والحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1341) من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد. وانظر (3169) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فمن رجال البخاري. وانظر (2185) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي.= الحديث: 3176 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 258 3178 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (1) 3179 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ. قَالَ: " وَذَكَرَ أَنَّهُ أُسْرِيَ بِهِ، وَأَنَّهُ رَأَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ آدَمَ طُوَالًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى عِيسَى مَرْبُوعًا إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، جَعْدًا وَذَكَرَ أَنَّهُ رَأَى الدَّجَّالَ، وَمَالِكًا خَازِنَ النَّارِ " (2) 3180 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ الرَّيَاحِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ   = وأخرجه الخرائطي في "مساوى الأخلاق" (518) من طريق أيوب السختياني، عن سعيد بن جبير، بهذا الإسناد. وانظر ما تقدم برقم (1872) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2529) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران. وانظر ما بعده، والقطعة الأولى منه سلفت برقم (2167) ، والقطعة الثانية سلفت برقم (2197) . الحديث: 3178 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " وَنَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ. وَذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ، فَقَالَ: " مُوسَى آدَمُ طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ " وَقَالَ: " عِيسَى جَعْدٌ مَرْبُوعٌ " وَذَكَرَ مَالِكًا خَازِنَ جَهَنَّمَ، وَذَكَرَ الدَّجَّالَ (1) 3181 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ الْأَعْرَجَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْهُجَيْمِ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا هَذِهِ الْفُتْيَا الَّتِي قَدْ تَشَغَّفَتْ - أَوْ تَشَعَّبَتْ - بِالنَّاسِ: " أَنَّ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ؟ " فَقَالَ: " سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ رَغِمْتُمْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3395) و (3396) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرج القطعة الأولى مسلم (2377) من طريق محمد بن جعفر، به. والقطعة الثانية أخرجها البخاري (3239) ، ومسلم (165) (266) من طريق محمد بن جعفر، به ى وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان الأعرج- واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1244) (206) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (2513) . قوله: "تشغفت، أوتشعبت"، وقعت هذه الثانية عند مسلم بغين معجمة، قال النووي في "شرح مسلم" 8/229: أما اللفظة الأولى: فبشين ثم غين معجمتين ثم فاء، والثانية كذلك، لكن بدل الفاء باء موحدة، والثالثة) وهي: "تفشغ" كما سيأتي في الحديث رقم (3183) بتقديم الفاء وبعدها شين ثم غين، ومعنى هذه الثالثة: انتشرت= الحديث: 3181 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 260 3182 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا حَسَّانَ (1) الْأَعْرَجَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْهُجَيْمِ، يُقَالُ لَهُ: فُلَانُ بْنُ بُجَيْلٍ، لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا هَذِهِ الْفَتْوَى الَّتِي قَدْ تَشَغَّفَتِ النَّاسَ: " مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ فَقَدْ حَلَّ "؟ فَقَالَ: " سُنَّةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ رَغِمْتُمْ (2) " قَالَ شُعْبَةُ: " أَنَا أَقُولُ شَغَبَتْ وَلَا أَدْرِي كَيْفَ هِيَ " 3183 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ: " قَدْ تَفَشَّغَ فِي النَّاسِ " (3) 3184 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   = وفشت بين الناس، وأما الأولى فمعناها: عَلِقت بالقلوب وشغفوا بها، وأما الثانية فرُوِيت أيضاً بالعين المهملة. وممن ذكر الروايتين فيها المعجمة والمهملة أبو عبيد والقاضي عياض، ومعنى المهملة: أنها فَزقت مذاهب الناس وأوقعت الخلاف بينهم، ومعنى المعجمة: خلَطَت عليهم أمرهم. (1) في (ظ9) و (ظ14) سمعت أبا حسان. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. قوله: "ما هذه الفتوى التي"، في النسخ الخطية عدا (ظ14) : الذي، وفي "مسلم": ما هذا الفتيا الذي، قال النووي: هكذا هو في معظم النسخ: هذا الفتيا، وفي بعضها: هذه، وهو الأجود، ووجه الأول أنه أراد بالفتيا الإفتاء، فوصفه مذكراً، ويقال: فتيا وفتوى. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (2539) . الحديث: 3182 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 261 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جِئْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي بِمِنًى وَأَنَا عَلَى حِمَارٍ، فَتَرَكْتُهُ بَيْنَ يَدَيِ الصَّفِّ، فَدَخَلْتُ فِي الصَّلَاةِ، وَقَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ، فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ " (1) 3185 - وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا الْحَدِيثَ، قَالَ: أَقْبَلْتُ رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ، " وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ، فَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ، فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ " (2) 3186 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ (3) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وأخرجه ابن خزيمة (834) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في "موطأ" مالك" 1/155-156، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/69، والبخاري (76) و (493) و (861) و (4412) ، ومسلم (504) (254) ، وأبو داود (715) ، وابن خزيمة (834) ، والطحاوي 1/459، وأبو عوانة 2/55، وابن حبان (2151) و (2393) ، والبيهقي 2/273 و277، والبغوي (548) . وبعضهم رواه باللفظ الآتي عند أحمد برقم (3185) ، وانظر (1891) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله. (3) في (م) وأكثر الأصول الخطية: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، والمثبت من (ظ9) و (ظ14) والنسخة الكتانية. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والشعبي: هو= الحديث: 3185 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 3187 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَتِ الْحَرُورِيَّةُ، اعْتَزَلُوا، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ صَالَحَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: " اكْتُبْ يَا عَلِيُّ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ " قَالُوا: لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ مَا قَاتَلْنَاكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " امْحُ يَا عَلِيُّ، اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُكَ، امْحُ يَا عَلِيُّ وَاكْتُبْ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ " وَاللهِ لَرَسُولُ اللهِ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ، وَقَدْ مَحَا نَفْسَهُ، وَلَمْ يَكُنْ مَحْوُهُ ذَلِكَ يُمْحَاهُ مِنَ النُّبُوَّةِ، أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ (1)   = عامر بن شراحيل. وأخرجه البخاري (5617) عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (1838) . (1) إسناده حسن، عكرمة بن عمار روى له مسلم، ووثقه غير واحد، والقول الفصل فيه أنه حسن الحديث مستقيمه، إلا أنه مضطرب في حديث يحيى بن أبي كثير، وأبو زُميل - واسمه سماك بن الوليد الحنفي- روى له مسلم، ووثقه العجلي، وابن معين، وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة. وهذا الحديث قطعة من قصة طويلة في مناظرة ابن عباس مع الحرورية، أخرجها عبد الرزاق (18678) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/522، والطبراني (10598) ، والحاكم 2/150 من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد. والقصة بتمامها عندهم:= الحديث: 3187 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قال ابن عباس: إنه لما اعتَزَلَت الخوارجُ دخلوا داراً وهم ستة آلافٍ، وأجمعوا أن يخرجوا على علي بن أبي طالب وأصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معه. قال: وكان لا يزال يجيء إنسان فيقول: يا أمير المؤمنين، إن القوم خارجون عليك- يعني علياً- فيقول: دَعُوهُم، فإني لا أقاتلهم حتى يقاتلونى، وسوف يفعلون. فلما كان ذات يوم، أتيته قبل صلاة الظهر فقلت له: يا أمير المؤمنين، أبرِدْنا بصلاة، لَعَلي أدخلُ على هؤلاء القوم فأكلمَهم. فقال: إني أخافهم عليك. فقلت: كلا، وكنت رجلاً حَسَنَ الخُلُق لا أوذي أحداً، فَأذِن لي، فلبست حُلة من أحسن ما يكون من اليمن، وتَرَجلتُ، ودخلتُ عليهم نصفَ النهار، فدخلتُ على قوم لم أر قوماً قط أشَد منهم اجتهاداً، جباههم قَرِحَت من السجود، وأيديهم كأنها ثَفِنُ الأبل (أي: ركبها الغليظة) ، وعليهم قُمُصٌ مُرَحضَة (أي: مغسولة) ، مشمرين مُسَهَّمَة وجوههم (أي: متغيرة ألوانها) من السهر، فسلمتُ عليهم، فقالوا: مرحباً يا ابن عباس، ما جاءَ بك؟ قال: قلت: أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار ومن عند صِهْر رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي، وعليهم نزل القرآن، وهم أعلم بتأويله. فقالت طائفة منهم: لا تُخاصموا قريشا فإن الله قال: (بل هم قوم خَصِمُون) ] الزخرف: 58 [. فقال اثنان أو ثلاثة: لنُكَلِّمنه. فقلت لهم: تُرى ما نَقَمتُم على صهر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمهاجرين والأنصار، وعليهم نزل القرآنُ، وليس فيكم منهم أحد، وهم أعلم بتأويله منكم؟ قالوا: ثلاثاً. قلت: ماذا؟ قالوا: أما إحداهن: فإنه حَكم الرجال في أمر الله عز وجل، وقد قال الله عز وجل: (إنِ الحُكْمُ إلا لله) ] الأنعام: 57، ويوسف: 40 و67 [، فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عز وجل؟ فقلت: هذه واحدة، وماذا؟ قالوا: وأما الثانية: فإنه قاتل ولم يَسْب ولم يَغْنَم، فلئن كانوا مؤمنين ما حَل لنا قتالهم وسِباهم. قلت: وماذا الثالثة؟ قالوا: إنهَ مَحَا نفسه من أمير المؤمنين، إن لم يكن أميرَ المؤمنين، فإنه لأمير الكافرين. قلت: هل عندكم غير هذا؟ قالوا: كفانا هذا. قلت لهم: أما قولكم: حَكم الرجال في أمر الله عز وجل، أنا أقرأ عليكم في كتاب الله عز وجل ما ينقض قولكم، أفترجعون؟ قالوا: نعم. قلت: فإن الله عز وجل قد صَيَّر من حكمه إلي الرجال في ربع درهم ثمن أرنب، وتلا هذه الآية: (لا تَقْتُلوا الصيد وأنتم حُرُمٌ) إلي آخر الآية] المائدة: 95 [، وفي= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المرأة وزوجها: (وإن خفتم شقاقَ بينِهِما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها) إلي آخر الآية] النساء:34 [، فنشدتكم بالله، هل تعلمون حكمَ الرجال في إصلاح ذاتِ بينهم، وحقن دمائهم، أفضلَ، أم حكمَهم في أرنب ويُضْعِ امرأة؟ فأيهما ترون أفضل؟ قالوا: بل هذه. قال: خرجتُ من هذه؟ قالوا: نعم. قلت: وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم، فتَسْبُونَ أمكم عائشة؟ فوالله لئن قلتم: ليست بأمنا، لقد خرجتم من الإسلام، ووالله لئن قلتم: نَسبيها نستحل منها ما نستحل من غيرها، لقد خرجتبم من الإسلام، فأنتم بين الضلالتين، إن الله عز وجل قال: (النبي أوْلى بالمؤمنين من أنفُسِهِم وأزواجُهُ أمهاتُهم) ] الأحزاب: 6 [، فإن قلتم: ليست بأمنا، لقد خرجتم من الإسلام، أخرَجتُ من هذه؟ قالوا: نعم. وأما قولكم: محا نفسه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بمن ترضون: يوم الحديبية، كاتب المشركين أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو، فقال: "يا علي، اكتب: هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله"، فقال المشركون: والله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهمَ إنك تعلمُ أني رسولُك، امْحُ يا علي، اكتب: هذا ما كاتب عليه محمد بن عبد الله"، فوالله لرسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير من علي، فقد محا نفسه. قال: فرجع منهم ألفان، وخرج سائرهم فقتلوا. انتهى. وقع عند عبد الرزاق والطبراني أن عدد الحرورية حين خرجوا كان أربعة وعشرين ألفاً، رجع منهم بعد مناظرة ابن عباس عشرون ألفاً، وبقي أربعة آلاف، فقتلوا. وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (656) . وقد رويت قصة أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمحو "محمد رسول الله" عن البراء بن عازب، وستأتي في "المسند" 4/291، وعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم عند أحمد 4/323-324، والبخاري (2731) و (2732) ، وعن أنس بن مالك عند مسلم (1784) . قوله: "اعتزلوا"، قال السندي: أي: عن جماعة المسلمين الذين كانوا مع علي، وكانوا أولاً معهم، وقالوا: لو كان علي أميرَ المؤمنين، كيف محا اسمه ذلك من كتاب الصلح الذي جرى بينه وبين معاوية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 3188 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيّ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ النَّاسَ أُعْطُوا بِدَعْوَاهُمْ، ادَّعَى نَاسٌ مِنَ النَّاسِ دِمَاءَ نَاسٍ وَأَمْوَالَهُمْ، وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. نافع بن عمر: هو نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجُمَحي المكي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله التيمي المدني. وأخرجه أبو يعلى (2595) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/156، والبخاري (2514) و (2668) ، ومسلم (1711) وأبو داود (3619) ، والترمذي (1342) ، والنسائي 8/248، وأبو عوانة في الأيمان والنذور كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 52، والطحاوي 3/191، والطبراني (11223) ، والبيهقي 10/252 من طرق عن نافع بن عمر، به- يزيد بعضهم فيه على بعض، وذكر بعضهم فيه قصة. وأخرجه الشافعي 2/181، وعبد الرزاق (15193) ، والبخاري (4552) ، ومسلم (1711) (1) ، وابن ماجه (1321) ، والنسائي في "الكبرى" (5994) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 52، والطحاوي 3/191، وابن حبان (5082) و (5083) ، والطبراني (11224) و (11225) ، والدارقطني 4/157، والبيهقي 10/252، والبغوي (2501) من طريق ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، به. وقرن كل من الطبراني والبيهقي في إحدى رواياته بابن جريج عثمانَ بن أبي الأسود، وقرن أبو عوانة في إحدى رواياته بابن جريج محمدَ بنَ سليمان. وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" (بشرح علي القاري) ص77 عن حماد بن أبي سليمان، عن الشعبي، عن ابن عباس رفعه بلفظ: "المدَّعَى عليه أولى باليمين إذا لم= الحديث: 3188 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 3189 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُوصِ " (1) 3190 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ مِنْ ثَرِيدٍ، فَقَالَ: " كُلُوا مِنْ حَوْلِهَا، وَلَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسْطِهَا، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسْطِهَا " قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " مِنْ جَوَانِبِهَا أَوْ مِنْ حَافَتَيْهَا " (2)   = يكن بينة". وسيأتي الحديث برقم (3292) و (3348) و (3427) . قوله: "ولكن اليمين على المدعى عليه"، قال السندي: أي: بعد عجز المدعي عن البينة، وبه يخلص المدعى عليه من عهدة الدعوى، ويدفع كلام المدعي. وقال الأمام ابن القيم في "إعلام الموقعين" 1/90: البينة في كلام الله ورسوله وكلام الصحابة: اسم لكل ما يبين الحق، فهي أعم من البينة في اصطلاح الفقهاء حيث خصوها بالشاهدين أو الشاهد واليمين، ولا حَجْر في الاصطلاح ما لم يتضمن حمل كلام الله ورسوله عليه، فيقع بذلك الغلطُ في فهم النصوص، وحملها على غير مُرادِ المتكلم منها. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أرقم بن شرحبيل، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة، وسماع إسرائيل- وهو ابن يونس بن أبي إسحاق- من جده في غاية الإتقان للزومه إياه، وكان خصيصا به، وقد أخرج له الشيخان في "الصحيحين" من روايته عنه. والحديث سيأتي مطولاً برقم (3356) ، ويخرج هناك. قوله: "ولم يوصِ"، قال السندي: أي: في الأموال ونحوها، إذ لم يكن له مال. (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب، فقد روى له= الحديث: 3189 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 267 3191 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16] ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، فَكَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ - قَالَ فَقَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَا أُحَرِّكُ شَفَتَيَّ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُ وَقَالَ: لِي سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُ كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ - فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] قَالَ: جَمْعَهُ فِي صَدْرِكَ، ثُمَّ نَقْرَؤُهُ: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} [القيامة: 18] فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ، قَرَأَهُ كَمَا أَقْرَأَهُ " (1)   = أصحاب السنن، وهو- وإن اختلط بأخرة- فقد روى عنه شعبة قبل الاختلاط. وانظر (2439) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليَشْكُري. وأخرجه الطيالسي (2628) ، وابن سعد 1/198، والبخاري في "صحيحه" (5) و (5724) ، وفي "خلق أفعال العباد" (359) و (360) ، ومسلم (448) (148) ، والنسائي في "المجتبى" 2/149، وفي "الكبرى" (11634) ، وابن حبان (39) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 198 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه بألفاظ متقاربة ابن سعد 1/198، والبخاري في "صحيحه" (4928) و (4929) و (5044) ، وفي "خلق أفعال العباد" (360) و (361) ، ومسلم (448) (147) ، والنسائي في " الكبرى" (7978) ، والطبري 29/187، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/56، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/423 من طرق عن موسى بن أبي عائشة،= الحديث: 3191 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 268 3192 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُغَيْلِمَةَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَلَى حُمُرَاتِنَا لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ، فَجَعَلَ يَلْطَحُ أَفْخَاذَنَا، وَيَقُولُ: " أُبَيْنَى، لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَا إِخَالُ أَحَدًا يَرْمِي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (1)   =به وأخرجه بنحوه الطبراني (12297) من طريق قيس بن الربيع، عن موسى بن أبي عائشة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 6/348 وزاد نسبته إلي عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري وابن مردويه وأبي نعيم. وسلف مختصراً برقم (1910) . وفي الباب عن عائشة سيأتي في "المسند" 6/232. قوله: "يعالج"، قال السندي: أي: يلقى ويجد، لأجل أن لا يفوت عليه شيء مما جاء به جبريل. وقوله: "ثم تقرأه "، قال: يحتمل النصب بتقدير "أن"، ويجوز رفعه على أنه استعمل في معنى المصدر مجازاً، وعلى الوجهين هو عطف على "جمعه"، وهو تفسير لقوله تعالي: "وقرآنه ". (1) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن بن عبد الله العرني لم يسمع من ابن عباس. وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" 1/128-129، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1942) عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (2082) . قوله: "أبيني"، في بعض النسخ: "ابني"، قال السندي: الظاهر أن الهمزة المفتوحة للنداء، و"بَنِي" جمع مضاف إلي الياء، والله تعالي أعلم. الحديث: 3192 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 3193 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي الْعُرَنِيَّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " أَنَّ جَدْيًا، سَقَطَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَلَمْ يَقْطَعْ صَلَاتَهُ " (1) 3194 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَتَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ قَامَ، فَأَتَى الْقِرْبَةَ، فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ، لَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ فَتَمَطَّأْتُ (2) ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَرْتَقِبُهُ، فَتَوَضَّأْتُ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي بِأُذُنِي، فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَتَامَّتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، فَأَتَاهُ بِلَالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا، وَمِنْ أَمَامِي نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي   (1) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبد الله العرني، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وهو ثقة إلا أنه لم يسمع من ابن عباس. سلمة: هو ابن كهيل. وانظر (2804) . (2) هكذا في (م) وعامة أصولنا الخطية: فتمطأت، بالهمز، والجادة: فتمطيت، بالياء كما في مصادر التخريج، ومعناه: تَمددت وتَمغطتُ. الحديث: 3193 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 270 نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا " قَالَ كُرَيْبٌ: " وَسَبْعٌ فِي التَّابُوتِ "، قَالَ: فَلَقِيتُ بَعْضَ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، فَذَكَرَ: " عَصَبِي، وَلَحْمِي، وَدَمِي، وَشَعْرِي، وَبَشَرِي "، قَالَ: " وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ " (1)   (1) القائل هو سلمة بن كُهيل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سلمة: هو ابن كهيل، وكريب: هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولى ابن عباس. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6316) ، وفي "الأدب المفرد" (695) ، ومسلم (763) (181) ، والترمذي في "الشمائل" (255) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. ورواية الترمذي مختصرة بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام وصلى ولم يتوضأ، قال: وفي الحديث قصة. وانظر (2567) . قوله: "بَشَري"، أي: ظاهر الجسد. وقوله: "سبع في التابوت"، قال الحافظ في "الفتح" 11/117: قد اختُلف في مراده بقوله: "التابوت"، فجزم الدَمياطي في "حاشيته" بأن المراد به. الصدر الذي هو وعاء القلب، وسبق ابن بَطال والداودي إلي أن المراد بالتابوت الصدر، وزاد ابن بطال: كما يقال لمن يحفظا العلمَ: علمه في التابوت مستودعَ، وقال النووي تبعاً لغيره: المراد بالتابوت: الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره تشبيهاً بالتابوت الذي يُحرز فيه المتاع، يعني سبع كلمات في قلبي، ولكن نسيتها، قال: وقيل: المراد سبعة أنوار كانت مكتوبة في التابوت الذي كان لبني إسرائيل فيه السكينة، وقال ابن الجوزي: يريد بالتابوت: الصندوق، أي: سبع مكتوبة في صندوق عنده لم يحفظها في ذلك الوقت. قلت (القائل ابن حجر) : ويؤيده ما وقع عند أبي عوانة 2/312 من طريق أبي حذيفة عن الثوري بسند حديث الباب: "قال كريب: وستة عندي مكتوبات في التابوت"، وجزم القرطبي في "المُفْهِم" وغير واحدٍ بأن المراد بالتابوت: الجسد، أي: أن السبع المذكورة = الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 3195 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّ امْرَأَةً رَفَعَتْ صَبِيًّا لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ " (1) 3196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، بِمِثْلِهِ (2)   = تتعلق بجسد الإنسان بخلاف أكثر ما تقدم، فإنه يتعلَقُ بالمعاني كالجهات الست، وإن كان السمع والبصر من الجسد، وحكى ابن التين عن الداودي: أن معنى قوله "في التابوت"، أي: في صحيفة في تابوت عند بعض ولد العباس! قال: والخصلتان: العظم. والمخ، وقال الكرماني: لعلهما الشحم والعظم، كذا قالا، وفيه نظر ... والأظهر أن المراد بهما اللسان والنفْس، وهما اللذان زادهما عُقيل في روايته عند مسلم (763) (189) ، وهما من جملة الجسد، وينطبق عليه التأويل الأخير للتابوت، وبذلك جزم القرطبي في "المُفْهِم"، ولا ينافيه ما عداه. (1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. سفيان- وهو الثوري- رواه هنا مرسلاً، ورواه موصولاً أيضاً كما في الرواية التالية، وقد وصله ابن عيينة ومعمر كما سلف برقم (1898) و (1899) . وأخرجه مسلم (1336) (411) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 405 (الجزء الذي نشره العمروي) عن وكيع، عن سفيان الثوري، به. وقرن بإبراهيم بن عقبة أخاه محمداً، وسيأتي برقم (3202) عن أبي أحمد وأبي نعيم، عن سفيان الثوري، به. ووصله عن ابن عباس. وانظر (1898) . (2) إسناده صحيح، محمد بن عقبة: هو ابن أبي عياش الأسدي مولى آل الزبير مدني ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وله في "صحيح مسلم" هذا الحديث الواحد متابعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.= الحديث: 3195 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 272 3197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ إِذَا سَجَدَ " (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " كَانَ شُعْبَةُ يَتَفَقَّدُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ فَقَالَ: يَوْمًا مَا فَعَلَ ذَلِكَ الْغُلَامُ الْجَمِيلُ؟ يَعْنِي شَبَابَةَ " (2) 3198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ " (3)   = وأخرجه مسلم (1336) (411) ، والبيهقي 5/156 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1336) (410) ، والنسائي 5/120، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/229-230 و230، والطبراني (12183) ، والبيهقي 5/156 من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 405 من طريق سفيان الثوري، عن إبراهيم ومحمد ابني عقبة، عن كريب، مرسلا. وانظر ما قبله. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة التميمي- واسمه أرْبِدَة- فإنه لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي. وانظر (2405) . (2) قال السندي: لعله جرى هذا الكلام في المجلس الذي ذُكر فيه هذا الحديث اتفاقاً هاهنا، وإلا فهذا الكلام لا يظهر تعلقه بهذا الحديث لا متناً ولا سنداً، والله تعالي أعلم. قلنا: وأبو عبد الرحمن هذا: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل، وشبابة: هو ابن سَوَّار. (3) إسناده صحيح غلى شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد= الحديث: 3197 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 273 3199 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ " (1) 3200 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَشَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ قَرَأَ كِتَابَهُ وَحِينَ كَتَبَ جَوَابَهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّكَ سَأَلْتَنِي وَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَسَأَلْتَ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتُلُ مِنْ صِبْيَانِ الْمُشْرِكِينَ أَحَدًا؟ " وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ مِنْهُمْ أَحَدًا "، وَأَنْتَ فَلَا تَقْتُلْ مِنْهُمْ أَحَدًا، إِلَّا أَنْ تَكُونَ تَعْلَمُ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ الْخَضِرُ مِنَ الْغُلَامِ حِينَ قَتَلَهُ (2)   = الرحمن بن وَعْلة، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وزيد: هو ابن أسلم. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 810 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (1895) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حبيب: هو ابن أبي ثابت الكوفي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/268، وفي "الكبرى" (4062) ، وأبو يعلى (2697) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4062) ، والطحاوي 2/224، والطبراني (12351) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به. وأخرجه ابن ماجه (3039) ، والطبراني (12465) من طريق أيوب السختيانى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وانظر ما تقدم برقم (1860) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (2235) . الحديث: 3199 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 274 3201 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] عَلِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ، فَقِيلَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ} [النصر: 1] السُّورَةَ كُلَّهَا " (1) 3202 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً رَفَعَتْ صَبِيًّا لَهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَلَكِ أَجْرٌ " (2) 3203 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَّمَ ضَعَفَةَ أَهْلِهِ مِنْ جَمْعٍ، وَقَالَ: "   (1) إسناده حسن، عاصم- وهو ابن أبي النَّجود- صدوق حسن الحديث، وباقي السند من رجال الشيخين غير أبي رزين- واسمه مسعود بن مالك-، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطبري في "تفسيره"30/334 من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 8/660، وزاد نسبته إلي ابن المنذر وابن مردويه. وسيأتي برقم (3353) ، وانظر ما تقدم برقم (1873) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عقبة، فمن رجال مسلم. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، سفهان: هو الثوري. وأخرجه النسائي 5/120، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/229، والطبراني (12176) ، والبيهقي 5/155 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر (1898) . الحديث: 3201 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 لَا تَرْمُوا الْجَمْرَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (1) 3204 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ، فَقَدْ حَلَّ لَكُمْ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءَ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: وَالطِّيبُ؟ - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ -: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضَمِّخُ رَأْسَهُ بِالْمِسْكِ، أَفَطِيبٌ ذَاكَ أَمْ لَا؟ (2) " 3205 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَشْرِقِ الْعَقِيقَ " (3)   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- صدوق قد اختلط، وسماع وكيع منه قبل الاختلاط، ثم هو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الترمذي (893) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وانظر (2507) . (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبد الله العرني، فمن رجال مسلم، وهو ثقة إلا أنه لم يسمع من ابن عباس. وانظر (2090) . (3) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وذكر البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 3/533 أنه تفرد به، وقال ابن القطان فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 3/14: هذا حديث أخاف أن يكون منقطعا، فإن محمد بن علي بن عباس إنما عُهد أن= الحديث: 3204 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 276 3206 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ، أَحْرَمَ بِالْحَجِّ، وَأَشْعَرَ هَدْيَهُ فِي شِقِّ السَّنَامِ الْأَيْمَنِ، وَأَمَاطَ عَنْهُ الدَّمَ، وَقَلَّدَ نَعْلَيْنِ (1) " 3207 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا   =يروي عن أبيه، عن جده ابن عباس، كما جاء ذلك في "صحيح مسلم" في صلاته عليه السلام من الليل، وقال مسلم في كتاب "التمييز": لا نعلم له سماعاً من جده، ولا أنه لقيه، ولم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم أنه يروي عن جَده، وذكر أنه يروي عن أبيه. وأخرجه أبو داود (1740) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/28 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (832) من طريق وكيع، به. وقال: حديث حسن. والعقيق، قال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" 4/56: هو واد يدفق ماؤه في غَوْرِي تهامة، كذا ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة"، وهو أبعد من ذات عرْق بقليل. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبوحسان الأعرج- واسمه مسلم بن عبد الله- من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله سَنْبَر الدستُوائي. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/155، وابن ماجه (3097) ، والترمذي (906) ، وابن خزيمة في المناسك كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 129 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الطيالسي (2696) ، ومسلم (1243) (205) ، والنسائي 5/172 و174، وابن حبان (4000) و (4001) من طرق عن هشام الدستوائي، به. وقرن الطيالسي بهشام شعبةَ. وانطر (1855) . أشعر: جَرَح. وقَلَّد، أي: جعل في عنقه. الحديث: 3206 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 277 كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الْفَرَاغُ وَالصِّحَّةُ " (1) 3208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: تَرَاءَيْنَا هِلَالَ رَمَضَانَ بِذَاتِ عِرْقٍ، فَأَرْسَلْنَا رَجُلًا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَسَأَلَهُ: فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَدَّهُ إِلَى رُؤْيَتِهِ " (2) 3209 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ صَائِمًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا أَتَى قُدَيْدًا أَفْطَرَ، فَلَمْ يَزَلْ مُفْطِرًا حَتَّى دَخَلَ مَكَّةَ " (3) 3210 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الزهد" لوكيع (8) . ومن طريق وكيع أخرجه ابن أبي شيبة 13/234، وهناد في "الزهد" (673) . وانظر (2340) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو البختري- واسمه سعيد بن فيروز الكوفي- قد صرح البخاري في "تاريخه الكبير" بأنه سمع ابن عمر وابن عباس. وانظر (3021) . قوله: "إن رسول الله مده إلي رؤيته"، قال السندي: هكذا في النسخ هنا، والصواب: إن رسول الله قال: "إن الله مده إلي رؤيته" كما في "صحيح مسلم"، وقد سبق الحديث في الكتاب على وجه الصواب، والله تعالي أعلم. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وهو ثقة. الحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص99 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2185) . الحديث: 3208 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 278 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُمْ تَمَارَوْا فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ، " فَأَرْسَلَتْ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَ " (1) 3211 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ " قَالَ وَكِيعٌ: " بِالْقَاحُوحَةِ وَهُوَ صَائِمٌ " (2) 3212 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ، سَمِعَهُ مِنَ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ عَاشُورَاءَ، أَيُّ يَوْمٍ أَصُومُهُ؟ فَقَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ، فَاعْدُدْ، فَأَصْبِحْ مِنَ التَّاسِعَةِ صَائِمًا "، قَالَ: قُلْتُ: أَكَذَاكَ " كَانَ يَصُومُهُ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ "؟ قَالَ: نَعَمْ (3)   (1) إسناده حسن، ابن أبي ذئب- واسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة- قد سمع من صالح مولى التوأمة قديماً. وأخرجه الطيالسي (2724) ، وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2854) ، والطبراني (10805) من طريق علي بن الجعد، والطبراني (10805) من طريق آدم بن أبي إياس، ثلاثتهم (الطيالسي وعلي بن الجعد وآدم) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وانظر (1870) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وهو ثقة. وانظر (2186) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم.= الحديث: 3211 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 3213 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَيْرٍ، مَوْلًى لِابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ الْيَوْمَ التَّاسِعَ " (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 3/58، ومسلم (1133) (132) ، والترمذي (754) ، والبغوي (1786) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2135) . (1) إسناده قوي، القاسم بن عباس وعبد الله بن عمير روى لهما مسلم متابعة، وهما صدوقان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة المدني. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/58، ومسلم (1134) (134) ، وابن ماجه (1736) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (1971) . وأخرج مسلم (1134) (133) ، وأبو داود (2445) ، والطبراني (10785) ، والبيهقي 4/287، والبغوي (1787) من طرق عن يحيى بن أيوب، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي غطفان بن طريف المُرًي، سمعت ابن عباس يقول: حين صام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمُه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فإذا كان العامُ المقبلُ إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع ". قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرج الطبراني (11266) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي المنهال، عن ابن عباس قال: ذُكِر للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يهود يصومون يوم عاشوراء، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن عِشْنا خالفْناهم، وصمنا اليوم التاسع". وتقدم في "المسند" برقم (2154) من طريق ابن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن جده ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود؟ صوموا قبله يوماً، أو بعده يوماً". وهذا إسناد ضعيف. وأخرج عبد الرزاق (7839) ، والطحاوي 2/78، والبيهقي 4/287 من طريق ابن= الحديث: 3213 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 280 3214 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَأْكُلُوا الطَّعَامَ مِنْ فَوْقِهِ، وَكُلُوا مِنْ جَوَانِبِهِ، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ فَوْقِهِ " (1) 3215 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (2) 3216 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ   = جريج، أخبرني عطاء، أنه سمع ابن عباس يقول: خالفوا اليهود، وصوموا التاسع والعاشر. وهذا إسناد صحيح موقوف. وأخرج ابن أبي شيبة 3/59 من طريق ابن أبي ذئب، عن شعبة، عن ابن عباس: أنه كان يصوم عاشوراء في السفر، ويُوالي بين اليومين مخافةً أن يفوتَه. وهذا إسناد ضعيف لضعف شعبة مولى ابن عباس. (1) إسناده حسن، عطاء بن السائب- وإن كان قد اختلط- قد سمع منه سفيان الثوري قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2439) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد بن جعفر الهذلي المعروف بغُنْدَر. وانظر (2480) . (3) من قوله: "وعبد الرزاق" إلي هنا سقط من (م) . الحديث: 3214 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 281 الرُّوحُ غَرَضًا " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " نَهَى أَنْ يُتَّخَذَ " (1) 3217 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمَلَهُ وَحَمَلَ أَخَاهُ، هَذَا قُدَّامَهُ وَهَذَا خَلْفَهُ " (2) 3218 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامَةَ أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَجُزَ حِمَارٍ يَقْطُرُ دَمًا، وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ " (3) 3219 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، سَمِعْتُ مِنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ الضَّبُّ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُحِلَّهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهُ، فَقَالَ: بِئْسَ مَا تَقُولُونَ، إِنَّمَا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحِلًّا، وَمُحَرِّمًا، جَاءَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ بِنْتُ الْحَارِثِ تَزُورُ أُخْتَهَا مَيْمُونَةَ   (1) حديث صحيح، وهذا سند رجاله رجال الصحيح، إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وأخرجه عبد الرزاق (8427) ، ومن طريقه الترمذي (1475) عن سفيان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجه (3187) من طريق وكيع، به. وانظر (1863) . (2) إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-. أبو الضحى: هو مسلم بن صُبَيْح الهمداني الكوفي. وانظر (2706) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة. وانظر (2530) . الحديث: 3217 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 282 بِنْتَ الْحَارِثِ، وَمَعَهَا طَعَامٌ فِيهِ لَحْمُ ضَبٍّ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا اغْتَبَقَ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فِيهِ لَحْمَ ضَبٍّ، فَكَفَّ يَدَهُ، فَأَكَلَهُ مَنْ عِنْدَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا نَهَاهُمْ عَنْهُ، وَقَالَ: " لَيْسَ بِأَرْضِنَا، وَنَحْنُ نَعَافُهُ " (1) 3220 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ وَهَذِهِ سَوَاءٌ " ضَمَّ بَيْنَ إِبْهَامِهِ، وَخِنْصَرِهِ (2) 3221 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ، كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطبراني (13007) من طريق أبي نعيم، عن جعفر بن برقان، بهذا الإسناد. وانظر (2684) . فوله: "اغتبق"، قال السندي: افتَعَل من الغَبُوق- بفتح الغين المعجمة-: وهو شُرب آخر النهار. قلناْ وقد وقع في رواية الطبراني: "أغسق، يعني: أظلم". (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/190، وابن ماجه (2652) ، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 69-70، وابن الجارود (782) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (1999) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله سُنْبُر الدستوائي. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/478 عن وكيع، والطحاوي 4/77 من طريق أبي عامر= الحديث: 3220 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 283 3222 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيِّمُ أَوْلَى بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا "، قَالَ: " وَصُمَاتُهَا إِقْرَارُهَا " (1) 3223 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُصْبِحْ لَنَا الصَّفَا ذَهَبَةً (2) ، فَإِنْ أَصْبَحَتْ ذَهَبَةً اتَّبَعْنَاكَ، وَعَرَفْنَا أَنَّ مَا قُلْتَ كَمَا قُلْتَ: فَسَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَتْ لَهُمْ هَذِهِ الصَّفَا ذَهَبَةً، فَمَنْ كَفَرَ مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، وَإِنْ شِئْتَ، فَتَحْنَا لَهُمْ أَبْوَابَ التَّوْبَةِ، قَالَ: " يَا رَبِّ، لَا، بَلِ افْتَحْ لَهُمْ أَبْوَابَ التَّوْبَةِ " (3)   = العقدي، كلاهما بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2621) ، والطبراني (10692) ، والبيهقي 6/180 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، به. وانظر (2529) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن الجارود (709) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (1888) . (2) في (ق) وعلى حاشيتي (س) و (ص) : ذهباً. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران أبي الحكم- وهو عمران بن الحارث السلمي- فمن رجال مسلم. سلمة: هو ابن كهيل الحضرمي الكوفي. وأخرجه بنحوه البزار (2224- كشف الأستار) من طريق وكيع، به. وانظر (2166) .= الحديث: 3222 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 3224 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ أُخْتِي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ، وَقَدْ مَاتَتْ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ، أَكُنْتَ تَقْضِيهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ قَالَ: " فَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ " (1) 3225 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فَبَدَءُوا بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ " (2) 3226 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَابِسٍ، قَالَ:   = تنبيه: وقع في (ظ14) بعد هذا الحديث زيادة: حدثنا عبد الله، حدثنا أبو هشام، حدثنا وكيع، عن طلحة القَناد، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نحو حديث عمران أبي الحكم. قلنا: وهذا إسناد ضعيف لضعف طلحة القناد: وهو طلحة بن عمرو القناد، وأبي هشام (وتحرف في النسخة إلي: أبي هاشم) : وهو محمد بن يزيد الرفاعي، لكن الحديث صحيح بطرقه. وأخرجه البزار (2226) عن أبي هشام، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (2333) من طريق الأعمش، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، به. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. وأخرجه ابن حبان (3993) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2140) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، فقد صرح ابن جريج بالتحديث في الرواية السالفة برقم (3063) . وأخرجه ابن أبي شيبة 2/170 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2171) . الحديث: 3224 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عِيدٍ، وَلَوْلَا مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ مِنَ الصِّغَرِ، فَأَتَى دَارَ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، " فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " قَالَ: " ثُمَّ خَطَبَ وَأَمَرَ بِالصَّدَقَةِ " قَالَ: وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلَا إِقَامَةً (1) 3227 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ خَطَبَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ فِي الْعِيدِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ " (2) 3228 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنَ الْأَيَّامِ أَيَّامٌ الْعَمَلُ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ " قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ مِنْهُ " 3229 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2062) . (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الوليد- وهو ابن ميمون المكي العَدَني- فقد روى له أصحابُ السنن، وهو صدوق، وقد صرح ابن جريج بالتحديث في الرواية السالفة برقم (3064) . وهذا الحديثُ مكرر (2574) . (3) تحرف في النسخ المطبوعة والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلي: حدثنا يحيى بن سعيد، والتصويب من (ظ9) و (ظ14) و"أطراف المسند" 1/ورقة 112. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش. وانظر (1968) . الحديث: 3227 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: وَلَمْ يَسْمَعْهُ - قَالَ: " بَعَثَنِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَحَرٍ مِنْ جَمْعٍ فِي ثَقَلِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 3230 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ حَرَامٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَّ مِنْ فَوْقِ دَابَّتِهِ (2) فَوُقِصَ وَقْصًا فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَأَلْبِسُوهُ ثَوْبَيْهِ، وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُلَبِّي " (3)   (1) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن قوله في هذا السند "ولم يسمعه" يوهم إن عطاء- وهو ابن أبي رباح- لم يسمعه من ابن عباس، مع أنه قد تقدم الحديثُ برقم (2460) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، وفيه صرح عطاء بأنه سمعه من ابن عباس، وهو من المشهورين بالرواية عنه. وقد أخرجه مسلم (1294) (303) ، والبيهقي 5/123 من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وليس فيه عندهما "ولم يسمعه"، وزاد محمد بن بكر في حديثه: قلت لعطاء: بلغك أن ابن عباس قال: بعثني النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بليل طويل؟ قال: لا، إلا بسحر، كذلك. قلتُ له: فقال ابن عباس: رمينا الجمرةَ قبل الفجر، وأين صلى الفجر؟ قال: لا، إلا كذلك، بسحر. وانظر (1920) . الثقل- بفتحتين-: متاع المسافر وما يحمله على دوائه. وجَمْع: هي المزدلفة. (2) تحرفت في النسخ المطبوعة وأكثر الأصول الخطية إلي: "رأسه"، والمثبت من (ظ9) وهو الصواب، وفي (ظ14) : بعيره. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1206) (96) من طريق عيسى بن يونس، و (97) من طريق= الحديث: 3230 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 3231 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُسَافِرِ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ " وَجَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي حَاجَّةٌ، قَالَ: " فَارْجِعْ، فَحُجَّ مَعَهَا " (1) 3232 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ رَوْحٌ: " فَاحْجُجْ مَعَهَا " (2) 3233 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ (3) ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ،   = محمد بن بكر البُرْساني، كلاهما عن ابن جريح، بهذا الإسناد. وانظر (1850) . الوقْص: كسر العنق. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معبد: هو نافذ مولى ابن عباس المكي. وأخرجه مسلم (1341) ، والطحاوي 2/112، والطبراني (12201) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (1934) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عُبادة القَيْسي. وانظر ما قبله. (3) تحرف هذا الإسناد في النسخ المطبوعة من "المسند" إلي: "حدثنا يحيى-، عن ابن جريج، حدثنا هشام"، وقوله: "حدثنا يحمى" سقط من الأصول عدا- (ظ 9) و (ظ 14) ، ومنهما أثبتناه، وهو الموَافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 1300 حيث ذكر ابن حجر أن هذا الحديث من رواية يحيى، عن هشام بن حسان، ليس فيه: "ابن جريج". الحديث: 3231 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَاحْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1) 3234 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ، حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا (2) " 3235 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ فِي غَيْرِ مَطَرٍ وَلَا سَفَرٍ " قَالُوا: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، مَا أَرَادَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: التَّوَسُّعَ عَلَى أُمَّتِهِ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي. وأخرجه الترمذي (842) من طريق سفيان بن حبيب، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد- دون ذكر الحجامة، وقال: حديثُ ابن عباس حديثٌ حسن صحيح. وانظر (2108) و (2200) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (3847) ، والنسائي في "الكبرى" (6776) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (1924) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، صالح بن نبهان مولى التوأمة، قد اختلط بأخرة. وأخرجه عبد الرزاق (4434) ، وابن أبي شيبة 2/456، وعبد بن حميد (709) ، وأبو يعلى (2678) ، والطحاوي 1/160، والطبراني (10803) و (10804) من طرق عن داود بن قيس الفراء المدني، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن أبي شيبة والطبراني في= الحديث: 3234 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 3236 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي (1) ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " صَلَّى بِهِمْ فِي كُسُوفٍ ثَمَانِ رَكَعَاتٍ، قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ " قَالَ: وَالْأُخْرَى مِثْلُهَا (2) 3237 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ،   = إحدى طرقه: من غير خوف ولا مطر. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1375 من طريق سعيد بن يحيى الأموي، عن أبيه، عن ابن جريج، عن صالح مولى التوأمة، عن ابن عباس مختصراً بلفظ: جمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الظهر والعصر في المدينة من غير خوف ولا مطر. وانظر (1918) و (1953) (1) لفظة "أبي" سقطت من (م) . (2) ضعيف، وقد تقدم الكلام على علته عند الحديث رقم (1975) ، وهي عنعنة حبيب بن أبي ثابت. وأخرجه الدارمي (1526) ، ومسلم (909) (19) ، وأبو داود (1183) ، والترمذي (560) ، والنسائي 3/129، وابن خزيمة (1385) ، والطحاوي 1/327 و328، والطبراني (11019) ، والبيهقي 3/327، والبغوي (1144) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولفظ الترمذي: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَى في كسوف، فقرأ ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم سجد سجدتين، والأخرى مثلها قلنا: وحديث ابن عباس من هذا الطريق مخالف لما أخرجه عنه الشيخان في "صحيحيهما"، وسلف في "المسند" برقم (2711) ، وفيه أن صلاة الكسوف أربع ركوعات، وأربع سجدات. الحديث: 3236 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ تَزَوَّجْتَ بِنْتَ حَمْزَةَ؟ قَالَ: " إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ " (1) 3238 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبَاهَا شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّحْلِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (2) 3239 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، دَعَا أَخَاهُ عُبَيْدَ اللهِ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى طَعَامٍ، قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: إِنَّكُمْ أَئِمَّةٌ يُقْتَدَى بِكُمْ، قَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِحِلَابٍ فِي هَذَا الْيَوْمِ، فَشَرِبَ " وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: أَهْلُ بَيْتٍ يُقْتَدَى بِكُمْ (3) 3240 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1952) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (3375) ، ويأتي تخريجه هناك. 3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وعنعنة ابن جريج تُغتفر في عطاء. وانظر (2946) . الحِلاب: الإناء الذي يُحلب فيه اللبن. الحديث: 3238 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 بَلَى، قَالَ: هَذِهِ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ وَأَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ: " إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ، وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ، دَعَوْتُ اللهَ لَكِ أَنْ يُعَافِيَكِ "، قَالَتْ: لَا، بَلْ أَصْبِرُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ - أَوْ لَا يَنْكَشِفَ عَنِّي - قَالَ: " فَدَعَا لَهَا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عمران أبو بكر: هو عمران بن مسلم المنقري البصري القصير احتج به الشيخان، ووثقه أحمد ويحيى بن معين وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، وقال يحيى بن سعيد: مستقيم الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن عدي: حسن الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: إلا أن في رواية يحيى بن سليم عنه بعض المناكير، وكذلك في رواية سويد بن عبد العزيز عنه، وقال الذهبي في "الميزان": وتناكد العُقيلي وأورده، يعني في "الضعفاء"، قلنا: وقد بخسه حقه الحافظ في "التقريب" فقال فيه: صدوق ربما وهم. وقد تابعه عليه ابن جريج عند عبد الرزاق فيما قاله في "الفتح" 10/115. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5652) ، وفي "الأدب المفرد" (505) ، ومسلم (2576) ، والنسائي في "الكبرى" (7490) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 63، والطبراني (11352) ، والبيهقي في "شعب الأيمان" (9966) ، وفي "دلائل النبوة" 6/156 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقرن مسلم بيحيى بشرَ بن المفصَل. الضرْع- بتسكين الراء-: هو علَة في الجهاز العصبي تصحبها غيبوبة وتثني قي العضلات. وقال ابن القيم في "زاد المعاد" 4/66 و70: الصرْع صَرْعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه ... وهذه المرأة التي جاء الحديث أنها كانت تُصْرَع وتتكشف، يجوز أن يكون صَرْعُها من النوع الثاني، فوعدها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجنةَ بصبرها على هذا المرض، ودعا لها أن لا تتكشف، وخيرها بين الصبر والجنة، وبين الدعاء لها بالشفاء من غير ضمان،= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 3241 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: يَحْيَى: كَانَ شُعْبَةُ يَرْفَعُهُ -: " يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ، وَالْمَرْأَةُ الْحَائِضُ " (1)   =فاختارت الصبر والجنة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (703) ، وابن ماجه (949) ، والنسائي في "المجتبى" 2/64، وفي "الكبرى" (827) ، وابن خزيمة (832) ، والطحاوي 1/458، وابن حبان (2387) ، والطبراني (12824) ، والبيهقي 2/274 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ووقع عند ابن ماجه والطبراني: "الكلب الأسود"، وقرن النسائي بشعبة هشاماً إلا أنه- أي هشاماً- وقف الحديث، وقال أبو داود في إثره: وقفه سعيد وهشام وهمام، عن قتادة، عن جابر بن زيد، على ابن عباس. وأخرجه عبد الرزاق (2354) عن ابن التيمي (وهو معتمر بن سليمان) ، عن أبيه، عن عكرمة وأبي الشعثاء، عن ابن عباس، قال: تقطع الصلاة المرأةُ الحائض، والكلب الأسود. قال الإمام النووي في "الخلاصة" فيما نقله عنه الحافظ الزيلعي في "نصب الراية" 2/79: وتأولَ الجمهور القطعَ المذكور في هذه الأحاديث (يعني: حديث ابن عباس هذا وحديث عبد الله بن مغفل وحديث أبي ذر) على قطع الخشوع، جمعاً بين الأحاديث. وقال البغوي في "شرح السنة" 2/461-463 بعد أن أورد حديث عائشة: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي وهي معترضة بين يديه، وحديث ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بالناس بمنى، فمر بين يدي بعض الصف، فنزل وأرسل الأتان تَرتع، ودخل في الصف، ولم ينكر ذلك عليه أحد، قال: في هذه الأحاديث دليل على أن المرأة إذا مرت بين يدي المصلي لا تقطع صلاته، وعليه أكثر أهل العلم من الصحابة، فمن بعدهم أنه لا يقطع صلاة المصلي شيء مر بين يديه، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "لا يقطع الصلاة شيء وادرؤوا ما استطعتم، فإنما هو شيطان" وقال: وهذا قولُ علي وعثمان وابن= الحديث: 3241 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 3242 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   = عمر، وبه قال ابن المسيب والشعبي وعروة، وإليه ذهب مالك والثوري والشافعي وأصحاب الرأي، وذهب قوم إلي أنه يقطع صلاته المرأةُ والحمارُ والكلب، يُروى ذلك عن أنس، وبه قال الحسن، وذكر حديث أبي ذر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يقطع صلاة الرجل، إذا لم يكن بين يديه قِيدُ آخِرَةِ الرحْل، الحمار والكلب الأسود والمرأة". ثم قال: وقالت طائفة: يقطعها المرأة الحائض، والكلب الأسود، روي ذلك عن ابن عباس، وبه قال عطاء بن أبي رباح. وقالت طائفة: لا يقطعها إلا الكلب الأسود، روي ذلك عن عائشة، وهو قول أحمد وإسحاق. قلنا: حديث أبي سعيد أخرجه أبو داود (719) ، والدارقطني 1/368، والبيهقي 2/178، وفي سنده مجالد بن سعيد، وهو سيىء الحفظ، لكنه يتقوى بما أخرجه الطبراني (7688) والدارقطني 1/368 من طريق سليم بن عامر، عن أبي أمامة مرفوعاً: "لا يقطع الصلاة شيء" وذكره الهيثمي في "المجمع " 2/62 عن الطبراني وحسن إسناده، مع أن فيه عُفيرَ بن معدان، وهو ضعيف، وبما رواه الدارقطني أيضاً 1/368-369 من طريق زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يقطع صلاة المرء امرأةٌ، ولا كلبٌ، ولا حمار"، وبما رواه 1/367 من حديث أنس مرفوعاً: "لا يقطع الصلاة شيء"، وهذه الشواهد يشد بعضها بعضاً، فيتقوى بها الحديث. وفي "الموطأ" 1/156: عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر كان يقول: لا يقطع الصلاة شيء مما يمر بين يدي المصلي. وهذا إسناد صحيح على شرطهما. وأخرج ابن أبي شيبة 1/280 بإسناد صحيح عن علي وعثمان، قالا: لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤوهم عنكم ما استطعتم. الحديث: 3242 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ النَّحْلَةِ، وَالنَّمْلَةِ، وَالصُّرَدِ، وَالْهُدْهُدِ (1) " قَالَ يَحْيَى: وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ سُفْيَانَ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ 3243 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (2) : بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَأَطْلَقَ الْقِرْبَةَ، فَتَوَضَّأَ، فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ (3) ، وَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَمِينِي، فَأَدَارَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح على الرغم من ظاهره في قول ابن جريج: "حُدِّثْتُ عن الزهري" لأن يحيى القطان رأى في كتاب سفيان: "عن ابن جريح، عن ابن أبي لبيد، عن الزهري"، وابن أبي لبيد: هو عبد اللُه بن أبي لبيد المدني، وهو ثقة وثقه ابن معين وغيره، فاتصل الإسناد بوجادة صحيحة، وقد مضى الحديث بإسناد آخر صحيح برقم (3067) . وأخرجه البيهقى 9/317 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (5646) من طريق حبان بن علي العَنَزي، والبيهقي 9/317 من طريق ابن وهب، كلاهما عن ابن جريج، به. إلا أن ابن حبان قال؟ عن ابن جريح، عن الزهري، وقرن بابن جريج عُقيلًا. (2) تحرف هذا الإسناد قي (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلي: "حدثنا يحيى، عن عبد المطلب، عن ابن عباس"، وقد تحرف "عبد الملك" في (ظ 9) إلي: عبد المطلب، وما أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 118. (3) قوله: "فقمت فتوضأت" أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، ولم يرد في (م) وباقي= الحديث: 3243 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 يَمِينِهِ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ " (1) 3244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، وَحَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ دَعَا بِبَدَنَتِهِ، فَأَشْعَرَ صَفْحَةَ سَنَامِهَا الْأَيْمَنِ، وَسَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا، وَقَلَّدَهَا نَعْلَيْنِ، ثُمَّ دَعَا بِرَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَهَلَّ بِالْحَجِّ " (2) 3245 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَعَامٍ فَأَكَلَهُ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (3)   الأصول الخطية. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العَرْزمي- فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو داود (610) ، والطبراني (11291) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (2245) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان الأعرج- واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وروح: هو ابن عُبادة القيسي. وأخرجه أبو داود (1753) ، والنسائي 5/170-171، وابن خزيمة (2575) و (2609) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (1855) و (2296) ، والحديث من طريق روح سيأتي برقم (3525) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سعيد بن الحويرث المكي أبو يزيد مولى السائب، ثقة من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين.= الحديث: 3244 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 296 3246 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَهْدَتْ أُمُّ حُفَيْدٍ، خَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا، " فَأَكَلَ السَّمْنَ وَالْأَقِطَ، وَتَرَكَ الْأَضُبَّ تَقَذُّرًا "، وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُؤْكَلْ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 3247 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَجْلَحَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَاجِعُهُ الْكَلَامَ، فَقَالَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ: " جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا، مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ " (2)   = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6736) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (374) (121) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. وزاد فيه: قال: وزادني عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قيل له: إنك لم تَوضا؟ قال: "ما أردتُ صلاةً فأتوضَّأ". وأخرجه الدارمي (2077) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث، عن ابن عباس. وانظر (1932) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وانظر (2299) . الأقِط: هو لبن مجفف يابس مستحجِر يُطبخ به. (2) صحيح لغيره، أجلح- وهو ابن عبد الله بن حجية، واسمه يحيى فيَما ذكر الكلبي وغيره- في حفظه شيء، يُكتب حديثه للمتابعات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن الأصم، فمن رجال مسلم. وانظر (1839) . الحديث: 3246 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 3248 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَإِسْمَاعِيلُ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: يَحْيَى لَا يَدْرِي عَوْفٌ عَبْدُ اللهِ أَوِ الْفَضْلُ؟ - قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ الْعَقَبَةِ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ: " هَاتِ الْقُطْ لِي " فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ، فَوَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ، فَقَالَ: " بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ " مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ بِيَدِهِ - فَأَشَارَ يَحْيَى أَنَّهُ رَفَعَهَا - وَقَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ؛ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ " (1) 3249 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا وُجِّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْكَعْبَةِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ بِمَنْ مَاتَ مِنْ إِخْوَانِنَا قَبْلَ ذَلِكَ، الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن الحصين- وهو الحنظلي اليربوعي البصري- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن عُلية، وعوف: هو ابن أبي جَميلة الأعرابي، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. قال أحمد شاكر: وشك عوفٍ هنا في أن ابن عباس هو عبدُ الله أو أخوه الفضلُ لا يُوئر، لأن أبا العالية تابعي قديم أدرك الجاهلية، وروى عمن هو أقدم من الفضل من الصحابة. وأخرجه النسائي 5/269، وابن خزيمة (2868) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وابن أبي شيبة ص 255 (الجزء الذي نشره العمروي) ، والنسائي 5/268 من طريق إسماعيل بن علية، كلاهما بهذا الإسناد. وليس في روايتي النسائي ورواية ابن أبي شيبة ذِكْر الشك من عوف، وليس في رواية النسائي الأولى وكذا ابن أبي شيبة ذِكر النهي عن الغلو في الدين. وانظر (1851) . الحديث: 3248 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] (1) 3250 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ، - يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَوَّلُ مَا اتَّخَذَتِ النِّسَاءُ الْمِنْطَقَ مِنْ قِبَلِ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ، اتَّخَذَتْ مِنْطَقًا لِتُعَفِّيَ أَثَرَهَا عَلَى سَارَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " رَحِمَ اللهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْ تَرَكَتْ زَمْزَمَ - أَوْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَغْرِفْ مِنَ الْمَاءِ - لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، وَهِيَ تُحِبُّ الْأُنْسَ، فَنَزَلُوا، وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ، فَنَزَلُوا مَعَهُمْ " - وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ -: " فَهَبَطَتْ مِنَ الصَّفَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْوَادِيَ، رَفَعَتْ طَرَفَ دِرْعِهَا، ثُمَّ سَعَتْ سَعْيَ الْإِنْسَانِ الْمَجْهُودِ، حَتَّى جَاوَزَتِ الْوَادِيَ، ثُمَّ أَتَتِ الْمَرْوَةَ فَقَامَتْ عَلَيْهَا، وَنَظَرَتْ: هَلْ تَرَى أَحَدًا، فَلَمْ تَرَ أَحَدًا، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلِذَلِكَ سَعْيُ النَّاسِ بَيْنَهُمَا " (2)   (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك فمن رجال مسلم، وعكرمة من رجال البخاري، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وأخرجه الترمذي (2964) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وانظر (2691) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة متابِع أيوب السختياني من رجال البخاري فقط.= الحديث: 3250 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 299 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9107) مطولاً، ومن طريقه أخرجه البخاري (3364) ، والبيهقي 5/98. وقوله: "رحم الله أم إسماعيل ... " جاء عندهم مرفوعاً من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه ابن سعد 1/50 مختصرًا عن محمد بن حميد، والنسائي في "الكبرى" (8379) مطولاً من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (3365) من طريق إبراهيم بن نافع، والنسائي في "الكبرى" (8380) ، والبخاري (3363) معلقاً مختصراً من طريق ابن جريج، كلاهما عن كثير بن كثير، به. وأخرجه البخاري (3362) مختصراً من طريق أيوب، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، به. ونقله الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/145-147 عن البخاري مطولاً، ثم قال: وهذا الحديثُ من كلام ابن عباس، وموشحٌ برفع بعضه، وفي بعضه غرابة، وكأنه مما تلقاه ابن عباس من الإسرائيليات. وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: وهذا عجبٌ منه، فما كان ابن عباس ممن يتلقى الإسرائيليات؟ ثم سياقُ الحديث يفهم منه ضمناً أنه مرفوع كله، ثم لو سلمنا أن أكثره موقوف، ما كان هناك دليل أو شبه دليل على أنه من الإسرائيليات، بل يكون الأقرب أنه مما عرفته قريشٌ، وتداولته على مر السنين، من تاريخ جَديْهم إبراهيم وإسماعيل، فقد يكونُ بعضه خطأ، وبعضُه صواباً، ولكن الظاهر عندي أنه مرفوعٌ كله في المعنى، والله أعلم. قوله: "أول ما اتخذت النساءُ المِنْطَق"، قال الحافظ في "الفتح" 6/400: بكسر الميم وسكون النون وفتح الطاء: هو ما يُشَدُّ به الوَسَط، وكان السبب في ذلك أن سارة كانت وهبت هاجر لإبراهيم، فحملت منه بإسماعيل، فلما ولدته غارت منها، فحلفت لتقطعن منها ثلاثة أعضاء، فاتخذت هاجر مِنطقاً فشدت به وسطها وهربت، وجَرت ذبلها لتخفي أثرها على سارة. وقوله: "عينا مَعِيناً"، أي: ظاهراً جارياً على وجه الأرض.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 300 3251 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ، أَنَّ مِقْسَمًا، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فِي قَوْلِهِ {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: 30] ، قَالَ: " تَشَاوَرَتْ قُرَيْشٌ لَيْلَةً بِمَكَّةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا أَصْبَحَ، فَأَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ، يُرِيدُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلِ اقْتُلُوهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ أَخْرِجُوهُ، فَأَطْلَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ عَلَى ذَلِكَ، فَبَاتَ عَلِيٌّ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ، وَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَ عَلِيًّا، يَحْسَبُونَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا ثَارُوا إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَوْا عَلِيًّا، رَدَّ اللهُ مَكْرَهُمْ، فَقَالُوا: أَيْنَ صَاحِبُكَ هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، فَاقْتَصُّوا أَثَرَهُ، فَلَمَّا بَلَغُوا الْجَبَلَ خُلِّطَ عَلَيْهِمْ، فَصَعِدُوا فِي الْجَبَلِ، فَمَرُّوا بِالْغَارِ، فَرَأَوْا عَلَى بَابِهِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ، فَقَالُوا: لَوْ دَخَلَ هَاهُنَا، لَمْ يَكُنْ نَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى بَابِهِ، فَمَكَثَ فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ (1) "   =وقوله: "فألفى ذلك"، بالفاء، أي: وجد. وقوله: "وهي تحب الأنس"، بضم الهمزة: ضد الوَحْشة، ويجوز الكسر: أي تدب جِنسَها. وقوله: "فهبطت من الصفا"، قال السندي: أي: حين فَنِيَ ما عندها من الماء، فعطِشَت وعطش ابنها، فانطلقت إلي الصفا لتنظر هل ترى أحداً، فما رأت فهبطت. دِرْعها: بكسر فسكون، أي: طرف قميصها، لئلا تتعثَّر في ذيلها. المجهود: الذي أصابه الأمر الشديد. (1) إسناده ضعيف، عثمان الجزري، ويقال له: عثمان المشاهد، قال أحمد:= الحديث: 3251 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 301 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن عثمان الجزري، فقال: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان. وقد فات الحسينى وابن حجر أن يذكراه في كتأبيهما مع أنه من شرطهما، وأخطأ الهيثمي وتابعه أحمد شاكر وحبيب الرحمن كما تقدم في الحديث رقم (2562) ، فظنوه عثمان بن عمرو بن ساج الجزري المترجم في "التهذيب"، وقال ابن كثير في "تاريخه" 2/239: وهذا إسناد حسن! وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية الله لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9743) ضمن حديث مطول، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12155) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/191. وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (154) مطولاً من طريق مجاهد وأبي صالح، عن ابن عباس. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/50، وزاد نسبته إلي عبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه. وأخرج أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (72) عن بشار الخفاف، عن جعفر بن سليمان، حدثنا أبو عمران الجَوْني، حدثنا المعلى بن زياد، عن الحسن، قال: انطلق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر إلي الغار فدخلا فيه، فجاء العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت، قالوا: لم يدخله أحد، وكان النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائماً يصلي، وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فداك أبي وأمي، هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي أبكي، ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تحزن إن الله معنا". وهذا إسناد ضعيف، بشار بن موسى الخفاف ضعيف جدا، والحسن قد أرسله. وأخرج ابن سعد في "الطبقات" 1/229، والبزار (1741- كتشف الأستار) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/481-482 من طريقين عن عوين (ويقال: عون) بن عمرو القيسي، حدثنا أبو مصعب المكي، قال: أدركت أنس بن مالك وزيد بن أرقم= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 302 3252 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى - نَسَبَهُ إِلَى أَبِيهِ -، أَصَابَ ذَنْبًا، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ " (1) 3253 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: " لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا يُعْضَدُ عِضَاهُهَا، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ " فَقَالَ   = والمغيرة بن شعبة، فسمعتهم يتحدثون أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الغار أمر الله عز وجل شجرة، فنبتت في وجه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسترته، وأمر الله العنكبوت فنسجت في وجه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسترته، وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش، من كل بطنٍ رجل، بعصيهم وهراويهم وسيوفهم، حتى إذا كانوا من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقدر أربعين ذراعاً، فجعل رجل منهم لينظر في الغار، فرأى حمامتين بفم الغار، فرجع إلي أصحابه، فقالوا له: ما لك لم تنظر في الغار؟ فقال: رأيت حمامتين بفم الغار، فعلمتُ أنه ليس فيه أحد، فسمعِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قال، فعرف أن الله عز وجل قد دَرَأ عنه بهما، فدعاهن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسَمت عليهن، وفرض جزاءهن، وانحدرن في الحرم. قال البزار: لا نعلم رواه إلا عوين بن عمرو وهو بصري مشهور، وأبو مصعب فلا نعلم حدث عنه إلا عوين، وقال الهيثمي في "المجمع" 6/55: رواه البزار، وفيه من لم أعرفه. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/422- 423، وأعله بعوين، قال: ولا يتابع عليه، وأبو مصعب مجهول. وانظر "طبقات ابن سعد" 1/227. أثبتوه، أي: احبسوه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وانظر (2167) . الحديث: 3252 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 303 الْعَبَّاسُ: إِلَّا الْإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ حَلَالٌ " (1) 3254 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، - قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَ الْحَدِيثَ - قَالَ: كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ، وَيَقُولُ: " مَنْ تَرَكَهُنَّ خَشْيَةَ، أَوْ مَخَافَةَ تَأْثِيرٍ، فَلَيْسَ مِنَّا " قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ الْجَانَّ مَسِيخُ الْجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ الْقِرَدَةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9193) . وانظر ما سلف برقم (2279) و (2353) . الخلا: النبات الرطب الرقيق، واختلاؤه: قطعه. والعضاه: كل شجر له شوك. ولا يعضد، أي: لا يقطع. لمنشد، أي: لمُعزِّف. والإذخر، قال الحافظ في "الفتح" 4/59: نبت معروف عند أهل مكة، طيب الريح، له أصل مندفن، وقضبان دِقاق، ينبت في السهل والحزْن، وأهل مكة يسقفون به البيوت بين الخشب، ويسُدون به الخلل بين اللبنات في القبور، ويستعملونه بدل الحلْفاء في الوقود. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجال البخاري، ومن سواه من رجال الشيخين. وهو في "المصنف" (19617) ، ومن طريقه أخرجه البزار (1232- كشف الأستار) ، والطبراني (11846) ، والبغوي في "شرح السنة" (3265) . وانظر ما بعده، وما سلف برقم (2037) . ويشهد للمرفوع منه حديث ابن مسعود في "المسند" 1/420، وحديث أبي هريرة فيه أيضاً 2/432و 520.= الحديث: 3254 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 304 • 3255 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الله (1) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَيَّاتُ مَسْخُ الْجِنِّ " (2) 3256 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِذْ قَالَ لَهُ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنْتَ تُفْتِي " أَنْ تَصْدُرَ الْحَائِضُ، قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ "؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَلَا تُفْتِ بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِمَّا لَا، فَسَلْ فُلَانَةَ الْأَنْصَارِيَّةَ، هَلْ أَمَرَهَا   = تنبيه: ثبت في "صحيح مسلم" (2663) عن عبد الله بن مسعود أنه قال: ذُكرت عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القردةُ والخنازيرُ من مسخ، فقال: "إن الله لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عَقباً، وقد كانت القردةُ والخنازير قبل ذلك". قال النووي في "شرحه" 16/214: أي: قبل مسخ بني إسرائيل، فدل على أنها ليست من المسخ. قوله: "إن الجان مَسيخ الجن"، قال ابن الأثير 4/328: الجان: الحيات الدقاق، ومَسيخ: فعيل بمعنى مفعول، من المَسْخ، وهو قلب الخِلْقة من شيء إلي شيء. (1) جاء هذا الحديث في النسخ المطبوعة والنسخ المخطوطة على أنه من رواية الأمام أحمد، والصوابُ أنه من رواية ابنه عبد الله، فهو المعروف بالرواية عن إبراهيم بن الحجاج السامي، ولا يعرف لأحمد عن إبراهيم رواية، ومما يؤيد ذلك أن الطبراني أخرجه في "المعجم الكبير" (11946) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني إبراهيم بن الحجاج السامي، فذكره. وزاد في آخره: "كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل". (2) صحيح موقوفاً، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج السامي،= الحديث: 3255 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَرَجَعَ إِلَيْهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَضْحَكُ، وَيَقُولُ: مَا أُرَاكَ إِلَّا قَدْ صَدَقْتَ (1) 3257 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَاضِرٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الْجَرِّ: يُنْبَذُ فِيهِ؟ فَقَالَ: " نَهَى الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ وَرَسُولُهُ " فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ لَهُ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ: صَدَقَ، فَقَالَ الرَّجُلُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَيُّ جَرٍّ نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ يُصْنَعُ مِنْ مَدَرٍ " (2)   = فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وتقدم في الحديث السالف موقوفاً على ابن عباس، وهو الأقرب إلي الصواب. وأخرجه البزار (1232- كشف الأستار) ، وابن حبان (5640) من طريق أبي كامل الجَحْدَرِي، وابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/290 من طريق الحسن بن محبوب بن الحسن القرشي، كلاهما عن عبد العزيز بن المختار، بهذا الإسناد. وزادوا فيه: "كما مسخت القردة والخنازير". قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: هذا الحديث هو موقوف، لا يرفعه إلا عبدُ العزيز بن المختار، ولا بأس بحديثه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1990) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي حاضر- واسمه عثمان بن حاضر- فقد روى له أبو داو وابن ماجه، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحاكم: شيخ من أهل اليمن مقبول صدوق. وسيأتي برقم (3518) . وهذا الحديث من مسند ابن عمر أيضا، وسيأتي2/48. الجَز والجِرار: جمع جَرة، وهو الإناء المعروف من الفخار، وقد سبق أن الانتباذ فيها منسوخ، انظر (2020) و (2476) . الحديث: 3257 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 306 3258 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَصَامَ، حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ فَأَفْطَرَ " (1) 3259 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَنَازَةَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِفَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذِهِ زَوْجَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا، فَلَا تُزَعْزِعُوا بِهَا (2) ، وَلَا تُزَلْزِلُوا، وَارْفُقُوا " فَإِنَّهُ كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ، وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ " قَالَ عَطَاءٌ: " الَّتِي لَا يَقْسِمُ لَهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ (3) " 3260 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (4472) ، والطحاوي 2/64 من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وقرن الطحاوي بابن جريج مالكاً. وانظر (1892) . (2) المثبت من (ظ9) و (ظ14) وحاشية (س) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: تزعزعوها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1465) (51) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. وانظر قوله: "لا تزعزعوا"، أي: لا تقلقلوا. وقوله: "ولا تزلزلوا"، أي: ولا تحركوا بالتعجيل. الحديث: 3258 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 307 أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " تَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى حَاجَتَهُ لِلْخَلَاءِ، ثُمَّ جَاءَ، فَقُرِّبَ لَهُ طَعَامٌ، فَأَكَلَ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً (1) " 3261 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَالَةَ ابْنِ عَبَّاسٍ، تُوُفِّيَتْ، قَالَ: فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَى سَرِفَ، قَالَ: فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ لَا تُزَعْزِعُوا بِهَا، وَلَا تُزَلْزِلُوا، ارْفُقُوا، " فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ تِسْعُ نِسْوَةٍ، فَكَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ، وَلَا يَقْسِمُ لِلتَّاسِعَةِ " يُرِيدُ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ قَالَ عَطَاءٌ: " كَانَتْ آخِرَهُنَّ مَوْتًا مَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ (2) " 3262 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ، مَوْلَى عَائِشَةَ: أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ لِابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم. وانظر (1932) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6252) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1465) (52) . وانظر (3259) . وقول عطاء: "كانت آخرهن موتاً"، الظاهر أنه أراد صفية رضي الله عنها، وقد أخظ في ذلك، بل آخر أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موتاً هي أم سلمة رضي الله عنها، إذ قد ماتت سنة إحدى وستين، وقيل: سنة تسع وخمسين، بينما ماتت صفية سنة خمسين، وإن أرا ميمونة رضي الله عنها، فقد ماتت هي الأخرى سنة إحدى وخمسين، والله تعالي أعلم. (3) تحرف في (م) إلي: أبي خثيم. الحديث: 3261 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 308 تَمُوتُ، وَعِنْدَهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكِ، وَهُوَ مِنْ خَيْرِ بَنِيكِ، فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمِنْ تَزْكِيَتِهِ، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ، فَقِيهٌ فِي دِينِ اللهِ، فَأْذَنِي لَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْكِ وَلْيُوَدِّعْكِ، قَالَتْ: فَأْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، ثُمَّ سَلَّمَ وَجَلَسَ، وَقَالَ: أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللهِ مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ يَذْهَبَ عَنْكِ كُلُّ أَذًى، وَنَصَبٍ - أَوْ قَالَ: وَصَبٍ - وَتَلْقَيِ الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ - أَوْ قَالَ: أَصْحَابَهُ - إِلَّا أَنْ تُفَارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ، فَقَالَتْ: وَأَيْضًا؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كُنْتِ أَحَبَّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ إِلَّا طَيِّبًا "، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، فَلَيْسَ فِي الْأَرْضِ مَسْجِدٌ إِلَّا وَهُوَ يُتْلَى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَسَقَطَتْ قِلَادَتُكِ بِالْأَبْوَاءِ، فَاحْتَبَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنْزِلِ، وَالنَّاسُ مَعَهُ فِي ابْتِغَائِهَا - أَوْ قَالَ: فِي طَلَبِهَا - حَتَّى أَصْبَحَ الْقَوْمُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] الْآيَةَ، فَكَانَ فِي ذَلِكَ رُخْصَةٌ لِلنَّاسِ عَامَّةً فِي سَبَبِكِ، فَوَاللهِ إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ، فَقَالَتْ: دَعْنِي يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ هَذَا، فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (1)   (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن خثيم - واسمه عبد الله بن عثمان بن خثيم- فمن رجال مسلم. وانظر (2496) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 309 3263 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَعْلَمُهُمْ، قَالَ: " وَلَكِنْ يَمْنَحُ أَخَاهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُعْطِيَهُ عَلَيْهَا خَرْجًا مَعْلُومًا " (1) 3264 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، " وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُهُمْ "، وَأَنْتَ فَلَا تَقْتُلْهُمْ، إِلَّا أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مِثْلَ مَا عَلِمَ صَاحِبُ مُوسَى مِنَ الْغُلَامِ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي، وطاووس: هو ابن كيسان. وأخرجه بنحوه الحميدي (509) ، والبخاري (2330) ، ومسلم (1550) (121) ، وابن ماجه (2462) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/110، وفي "مشكل الآثار" 3/289، والبيهقي 6/134، والبغوي (2180) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (2087) . قوله: "أخبرني أعلمهم "، يعني بذلك ابن عباس. وقوله: "يمنحُ"، الأصل: أن يمنح، فلما حذفت "أن" ارتفع الفعل، و"أن يمنح" قي تأويل مصدر مبتدأ خبره "خيرٌ له". (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن هرمز، فمن رجال مسلم. وأخرجه بأطول مما هنا الحميدي (532) ، ومسلم (1812) (139) ، والنسائي في "الكبرى" (8617) ، والطبراني (10832) ، والبيهقي 6/345 من طرق عن سفيان بن= الحديث: 3263 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 310 3265 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا "، قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَاكَ؟ قَال: أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ (1) 3266 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَيْتُهُ بِعَرَفَةَ، فَوَجَدْتُهُ يَأْكُلُ رُمَّانًا فَقَالَ: ادْنُ فَكُلْ، لَعَلَّكَ صَائِمٌ؟ " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَصُومُهُ " وَقَالَ: مَرَّةً " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمْ هَذَا الْيَوْمَ (2) " 3267 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ الطَّائِفِ؟ أَعْتَقَ   = عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (851) مطولاً أيضاً قال: حدثنا حجاج، عن أبي معشر، عن سعيد بن أبي سعيد، قال: كتب نجدة إلي ابن عباس ... ، فذكره. وانظر (2235) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير - واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- فمن رجال مسلم. وأخرجه الحميدي (471) ، وابن خزيمة (971) ، والبيهقي 3/166 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1953) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (512) ، والنسائي في "الكبرى" (2814) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (1870) . الحديث: 3265 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 311 مَنْ خَرَجَ إٍليهِ (1) مِنْ رَقِيقِهِمْ (2) " 3268 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَافَرَ رَكْعَتَيْنِ، وَحِينَ أَقَامَ أَرْبَعًا " قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَمَنْ صَلَّى فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا، كَمَنْ صَلَّى فِي الْحَضَرِ رَكْعَتَيْنِ (3) "، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " لَمْ يَقْصُرِ الصَّلَاةَ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، حَيْثُ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّى النَّاسُ رَكْعَةً رَكْعَةً " (4) 3269 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُخْبِرُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ، ثُمَّ يَرْجِعُ فِي صَدَقَتِهِ، مَثَلُ الْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَأْكُلُ قَيْئَهُ " (5)   (1) قوله: "من خرج إليه" أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) والنسخة الكتانية، وسقط من (م) وباقي الأصول الخطية. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وانظر (1959) . (3) من قوله: "قال: قال ابن عباس: فمن ... " إلي هنا سقط من (ط 9) و (ط 14) . (4) إسناده ضعيف. وهو مكرر (2262) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو جعفر محمد بن علي: هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الباقر. وأخرجه ابن ماجه (2391) ، وابن خزيمة (2474) ، وابن حبان (5122) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد.= الحديث: 3268 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 312 3270 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدُ " (1) 3271 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَاسْتَنَّ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، فَاسْتَنَّ وَتَوَضَّأَ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى صَلَّى سِتًّا، ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (2)   = وأخرجه مسلم (1622) (5) ، والنسائي 6/266، وابن خزيمة (2474) و (2475) ، والطبراني (10694) ، وأبو نعيم 6/144 و145 من طرق عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، به. وأخرجه بنحوه الطبراني (10695) من طريق سويد بن عبد العزيز، وهو أيضاً (10696) ، وأبو نعيم 6/145 من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن الأوزاعي، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، به. وذكرا فيه الهبةَ بدل الصدقة. وانظر (2529) . (1) حديث صحيح، رجاله كلهم رجال الصحيح، إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب، وقد توبع. وهو مكرر (2252) . (2) إسناده قوي على شرط مسلم. معاوية بن هشام: هو القصار الكوفي، ومحمد بن علي: هو محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. وأخرجه النسائي 3/236-237 من طريق معاوية بن هشام، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (2545) ، والطحاوي 1/286، والطبراني (10648) من طريق المنهال بن عمرو، والطبراني (10649) من طريق منصور بن المعتمر، كلاهما عن= الحديث: 3270 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 313 3272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، أَنَّهُ شَهِدَ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ، يُحَدِّثُ قَتَادَةَ، أَنَّهُ شَهِدَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَفْتَى النَّاسَ، وَلَا يَذْكُرُ فِي فُتْيَاهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ عِرَاقِيٌّ، وَإِنِّي أُصَوِّرُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ؟ فَقَالَ: ادْنُهْ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، - أَوْ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فِي الدُّنْيَا، كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ " (1) 3273 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ، وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ " وَقَالَ: " إِذَا جَاءَكَ يَطْلُبُ ثَمَنَ الْكَلْبِ، فَامْلَأْ كَفَّيْهِ تُرَابًا " (2)   = علي بن عبد الله بن عباس، به. ورواية أبي يعلى والطبراني مطولة. وأخرجه النسائي 3/237 من طريق زيد بن أبي أنَيْسة، والطبراني (10654) من طريق حمزة الزيات، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي، عن جده عبد الله بن عباس بإسقاط علي بن عبد الله من بينهما. وسيأتي الحديث برقم (3541) ، وانظر (3194) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد بن بشر: وهو العبدي الكوفي سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط. وانظر (2162) . (2) إسناده صحيح، قيس بن حبتر روى له أبو داود، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير زكريا بن عدي، فمن رجال مسلم. عبيد الله بن عمرو: هو الرقِّي،= الحديث: 3272 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 314 3274 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، وَالْكُوبَةَ "، وَقَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1) 3275 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّمَ رَجُلًا فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: " إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (2) 3276 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، " فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ، فَخَرَجَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 164] ، حَتَّى بَلَغَ: {سُبْحَانَكَ   = وعبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري. وانظر (2512) . (1) إسناده صحيح كسابقه. وهو في "الأشربة" (14) لأحمد، بإسناده ومتنه. وأخرجه الطحاوي 4/216 من طريق عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (2476) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وعمرو بن سعيد: هو القرشي- ويقال: الثقفي- مولاهم. وانظر (2749) . الحديث: 3274 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 315 فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191] ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ، ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ، وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، ثُمَّ اضْطَجَعَ (1) ، ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى (2) " 3276 م - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ " (3) 3277 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي ظِلِّ حُجْرَتِهِ - قَالَ يَحْيَى: قَدْ كَادَ يَقْلِصُ عَنْهُ - فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " يَجِيئُكُمْ رَجُلٌ يَنْظُرُ   (1) من قوله: "ثم رجع أيضا" إلي هنا سقط من النسخ المطبوعة. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن مسلم العبدي من رجاله، وباقي السند على شرطهما. أبو المتوكل: هو علي بن داود- ويقال دؤاد- الناجي. وهو مكرر (2488) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح، إلا أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير. وأخرجه ابن ماجه (2510) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وانظر (2869) . تنبيه: هذا الحديث سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ، ومنهما أثبتناه، وهو في "أطراف المسند" 1/ورقة 121. الحديث: 3276 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 316 إِلَيْكُمْ بِعَيْنِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَلَا تُكَلِّمُوهُ " فَجَاءَ رَجُلٌ أَزْرَقُ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاهُ، فَقَالَ: " عَلَامَ تَشْتُمُنِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ؟ " قَالَ: كَمَا أَنْتَ حَتَّى آتِيَكَ بِهِمْ، قَالَ: فَذَهَبَ، فَجَاءَ بِهِمْ، فَجَعَلُوا يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا، وَمَا فَعَلُوا، وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} [المجادلة: 18] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1) 3278 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ، فَلَمْ نَسْمَعْ مِنْهُ حَرْفًا (2) " 3279 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، حَتَّى أَتَى قُدَيْدًا، فَأُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَأَفْطَرَ وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يُفْطِرُوا (3) "   (1) إسناده حسن، سماك بن حرب من رجال مسلم، وهو صدوق حسن الحديث في غير روايته عن عكرمة، وباقي رجال السند ثقات من رجال الشيخين. وانظر (2147) . يَقلِص، أي: ينقبض. (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأخرجه البيهقي 3/335 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وانظر (2673) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وهو ثقة. وهو مكرر (2185) . الحديث: 3278 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 317 3280 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ وَظَهْرُهُ إِلَى الْمُلْتَزَمِ (1) " 3281 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ "، قَالُوا: لِمَنْ؟ قَالَ: " لِلَّهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ " (2)   (1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمَّل. وأخرجه بنحوه الطبراني (11237) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام سامعه من ابن عباس. عبد الرحمن بن ثوبان: هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العَنْسي. وأخرجه الطبراني (11198) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. بإسقاط من أخبر به عن ابن عباس، وزاد فيه: "لكتابه"، و"عامتهم". وأخرجه البزار (61- كشف الأستار) من طريق عبد الله بن محمد الكوفي، وأبو يعلى (2372) عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن زيد بن الحباب، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وفيهما: "لكتاب الله" مكان "لله". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/87: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، قال أحمد: عن عمرو بن دينار، أخبرني من سمع ابن عباس، وقال الطبراني (قلنا: والبزار) : عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، فمقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو وابن عباس، ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وقد ضعفه أحمد، وقال: أحاديثه مناكير، ورواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح.= الحديث: 3280 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 318 3282 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1)   =وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 6/460 فقال: وقال محمد بن مسلم (يعني الطائفي) : عن عمرو، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصحيح: عمرو عن القعقاع؟ يعني: عن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري. والقعقاع: هو ابن حكيم الكناني، ثقة من رجال مسلم. وأخرج الحديث ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/59-60 من طريق أبي يعلى، وقال: إسناده حسن، لكنه معلول برواية سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن القعقاع، فرجع الحديث إلي تميم. قلنا: ولا يَبْعُد أن يكون عمرو بن دينار قد رواه بالوجهين جميعاً، والله تعالي أعلم. وحديث تميم الداري سيأتي في "المسند" 4/102، وأخرجه مسلم (55) ، وصححه ابن حبان (4575) . وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/297. وعن ابن عمر عند الدارمي (2754) ، والبزار (62) . وعن ثوبان عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1095) ، وفي إسناده ضعف. وأصحها حديث تميم الداري. النصيحة لله، قال السندي: أن يكون عبداً خالصا له في عبوديته عملًا واعتقاداً. وانظر شرح هذا الحديث مفصلا في "جامع العلوم والحِكَم" للحافظ ابن رجب الحنبلي 1/215-225، طبع مؤسسة الرسالة. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي البصري، وخالد: هو ابن مهران الحذاء. وأخرجه الطبراني (11973) من طريق عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع: "عن خالد". وانظر (2108) . الحديث: 3282 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 319 3283 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1) 3284 - عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَاهُ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أَعْطَاهُ " (2) 3285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَطَاءٍ، أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ، صَلَّى الْمَغْرِبَ فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، وَنَهَضَ لِيَسْتَلِمَ الْحَجَرَ، فَسَبَّحَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالَ: " فَصَلَّى مَا بَقِيَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ "، قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: " مَا أَمَاطَ عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وأخرجه الطبراني (11972) من طريق عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني أيضاً (11971) من طريق وهيب، عن خالد الحذاء، به. وانظر (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه البخاري (2279) ، وأبو داود (3423) ، والطبراني (11954) ، والبيهقي 9/338 من طريق يزيد بن زُرَيع، والبخاري (2103) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، والبيهقي 9/338 من طريق عبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وقرن البيهقي من طريق عبد الوهاب بعكرمة محمدَ بن سيرين. وانظر ما سلف برقم (2249) و (3019) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مطر- وهو ابن طَهْمَان الورَّاق- كثير= الحديث: 3283 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 3286 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (1) ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " احْتَجَمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ " (2) 3287 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ، فَأَكَلَ عِنْدَهَا كَتِفًا مِنْ لَحْمٍ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يُحْدِثْ وُضُوءًا (3) "   =الخطأ وحديثه عن عطاء ضعيف، لكن قد تابعه عن عطاء غير واحد، وسعيد- وهو ابن أبي عروبة- كان قد اختلط، ورواية عبد الأعلى- وهو ابن عبد الأعلى السامي- عنه قبل الاختلاط. وأخرجه الطيالسي (2658) ، والبزار (577- كشف الأستار) ، والبيهقي 2/360 من طريق عِسْل بن سفيان، وعبد الرزاق (3492) عن ابن جريج، وابن أبي شيبة 2/36، والبزار (577) من طريق أشعث بن سَوار، وأبو يعلى (2597) من طريق همام والبيهقي 2/360 من طريق عامر الشعبي، خمستهم عن عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد. (1) تحرف في (م) إلي: زيد. (2) هذا الحديث روي بإسنادين: الإسناد الأول: فيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس وقد عنعن، والثاني: مرسل، ومتن الحديث صحيح، قد روي من طرق أخرى عن ابن عباس سبق بعضها، ويأتي بعضها الأخر. وأخرجه أبو يعلى (2360) من طريق يزيد بن أبي زياد الكوفي، عن مِقْسم، عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محرم في الأخْدَعَيْنِ والكاهل، وأعطى الحجام أجره، ولو كان حراماً لم يعطه. وانظر (1849) . (3) صحيح، وهذا سند ضعيف، الحجاح- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن.= الحديث: 3286 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 321 3288 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ (1) " 3289 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى أَنْ يَنْزِلَ الْأَبْطَحَ، وَيَقُولُ: " إِنَّمَا أَقَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ (2) " 3290 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّ ابْنَتَهُ زَيْنَبَ عَلَى أَبِي الْعَاصِ   =وأخرجه الطبراني (10662) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2002) . وضباعة بنت الزبير: هي ضباعة بنت الزبير بن عد المطلب الهاشمية، ابنة عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) صحيح، وهذا سند ضعيف، الحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن، وإسناد الحكم عن سعيد بن جبير مرسل. وانظر ما سلف برقم (1874) و (2534) . (2) إسناده ضعيف لعنعنة الحجاج بن أرطاة. وأخرجه ابن أبي شيبة ص174 (الجزء الذي نشره العمروي) من طريق عبد الله بن نمير وحفص بن غياث، كلاهما عن حجاج بن أرطاة؟ بهذا الإسناد. وانظر (1925) . الأبْطَح: هو المحصب نفسه، وهو موضع بين مكة ومِنى، وهو إلي مِنى أقرب، وإنما نَزَلَه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليكون أسمحَ لخروجه كما روى البخاري (1765) عن عائشة. وقوله: "على عائشة"، قال السندي: أي: لأجلها حتى تعتمر هي ليخرج بعد ذلك، والله تعالي أعلم. الحديث: 3288 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 322 زَوْجِهَا بِنِكَاحِهَا الْأَوَّلِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ، وَلَمْ يُحْدِثْ صَدَاقًا (1) " 3291 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ الْحَسَنِ، قَالَ: خَطَبَ ابْنُ عَبَّاسٍ النَّاسَ فِي آخِرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ، أَدُّوا زَكَاةَ صَوْمِكُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قُومُوا فَعَلِّمُوا إِخْوَانَكُمْ، فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ صَدَقَةَ رَمَضَانَ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى (2) "   (1) إسناده حسن، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث في رواية الترمذي والحاكم، و"المسند" (2366) . وأخرجه ابن سعد 8/33، وابن أبي شيبة 14/176، وأبو داود (2240) ، وابن ماجه (2009) ، والحاكم 2/200، والبيهقي 7/187 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (1876) . وقوله: "بعد سنتين" هو كذلك في رواية ابن ماجه، وفي رواية الترمذي (1143) من طريق ابن بكير، عن ابن إسحاق: بعد ست سنين، والروايتان عند أبي داود. وجُمِع بينهما على أن المراد بالست ما بين هجرةِ زينب وإسلامه، وهو بَين في المغازي، فإنه أسِرَ ببدر، فأرسلت زينب من مكة في فدائه، فأطلِقَ لها بغير فداء، وشرط النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه أن يرسل له زينبَ، فوفى له ذلك، والمراد بالسنتين ما بينَ نزول قوله تعالي: (لا هُن حِل لهم ولا هُمْ يَحِلونَ لَهُن) وبين قدومه مسلماً، فإن بينهما سنتين وأشهراً، ونقله السندي في "حاشيته" عن صاحب "ترتيب المسند". (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن- وهو البصري- قد تكلموا في سماعه من ابن عباس، وجزم كثير من العلماء أنه لم يسمع منه، قال النسائي: والحسن لم يسمع من ابن عباس. وقال الحاكم- ونقله عنه البيهقي في= الحديث: 3291 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 323 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = "سننه" 4/168-: أخبرنا الحسنُ بن محمد الأسفراييني، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: سمعتُ على بن عبد الله المديني، وسُئِل عن حديث ابن عباس هذا، فقال: الحسنُ لم يسمع من ابن عباس، ولا رآه قط، كان بالمدينة أيامَ كان ابن عباس على البصرة، قال: وقولُ الحسن: خطبنا ابن عباس في البصرة، إنما هو كقول ثابت: قَدِمَ علينا عمرانُ بنُ حصين، ومثلُ قولِ مجاهد: خرج علينا علي، وكقولِ الحسن: إن سُراقة بن مالك بن جعشم حدثهم، وإنما قوله: خطبنا، أي: خطب أهل البصرة. وقال البزار في "مسنده" بعد أن رواه- فيما نقله الزيلعي في "نصب الراية" 2/419-: لا نعلم روى الحسن عن ابن عباس غير هذا الحديث، ولم يسمع الحسن من ابن عباس، وقوله: خطبنا (في بعض الروايات) ، أي: خطب أهل البصرة، ولم يكن الحسنُ شاهداً لخطبته، ولا دَخَلَ البصرة بَعْدُ، لأن ابن عباس خطب يوم الجَمَلِ، والحسنُ دخل أيام صِفًين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/170 و223، والنسائي 3/190، والدارقطني 2/152 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة دون ذكر الخطبة، وزاد الدارقطني: قال الحسن: وقال علي: إذا أوسع الله عليكم، فاجعلوه صاعاً من بُر وغَيره. وقال ابن التركماني في "الجوهر النفي" 4/169: وهو وإن كان مرسلا، فقد تأيد بما أخرجه البيهقي 4/172 من حديث عطاء، عن ابن عباس، عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، وفيه: "مدانِ من قمح" (قلنا: وأخرجه الطحاوي 2/47 من طريق عطاء، عن ابن عباس موقوفاً) ، وبما أخرجه ابن أبي شيبة 3/172 فقال: حدثنا عبدُ الرحيم بن سليمان، عن حجاج، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: الصدقةُ صاع من تمر، أو نصفُ صاع من طعام. وأراد هاهنا البُر، إذ الواجبُ في غيره صاع إلا في البُر، وهذا السندُ على شرط الصحيح، ما خلا حجاجاً- وأظنه ابن أرطاة- وهو وإن تُكُلمَ فيه، فقد وثقه جماعة، وأخرج له مسلم مقروناً بغيره، فيصلح للاستشهاد به، وتأيدَ أيضاً بعدةِ مسانيد، وبمرسل ابن المسيب الآتي بعد، وغيره من المراسيل الكثيرة المشهورة التي جاءت من طرق فقهاء= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 324 3292 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، وَلَوْ أَنَّ النَّاسَ أُعْطُوا بِدَعْوَاهُمْ، لَادَّعَى نَاسٌ أَمْوَالًا كَثِيرَةً وَدِمَاءً " (1) 3293 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، وَمُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ يَعْنِي ابْنَ حُدَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ، فَسَكَتَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةَ، فَسَكَتَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةَ، فَقَالَ: أَنْتَ تُعْلِمُنَا بِالصَّلَاةِ؟ " قَدْ كُنَّا نَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ " قَالَ مُعَاذٌ: " عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 3294 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِالْأَبْطَحِ فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ   = المدينة، وبأقوال جماعة من الصحابة والتابعين. وانظر الحديث رقم (2018) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ونافع: هو ابن عمر الجمحي، وابن أبي مليكة: هو عبدُ الله بن عُبيد الله التيمي المدني. وانظر (3188) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمران بن حُدَيْر وعبد الله بن شَقِيق العُقَيلي كلاهما من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر بن حسان العنبري. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/456، ومسلم (705) (58) ، وأبو يعلى (2531) ، والطبراني (12915) ، والبيهقي 3/168 من طرق عن عمران بن حُدَير، بهذا الإسناد. وزاد ابن أبي شيبة في آخر الحديث: يعني في السفر. وانظر (2269) . الحديث: 3292 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 325 وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " لَا أُمَّ لَكَ، " تِلْكَ صَلَاةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 3295 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، حَدَّثَهُمْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِكَتِفٍ مَشْوِيَّةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَتَمَلَّى، ثُمَّ صَلَّى، وَمَا تَوَضَّأَ مِنْ ذَلِكَ " (2) 3296 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ قَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَجَدْتُهُ يَتَوَضَّأُ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند من رجال الشيخين. يزيد بن هارون سَمعَ من سعيد بن أبي عروبة قبلَ الاختلاط. وانظر (1886) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن الزُّبير- وهو التيمي الحنظلي البصري- ضعفه ابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، في حديثه إنكار، وقال البخاري: منكرُ الحديثِ، وفيه نظر، لكن قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني (10663) من طريق يزيد بن هارون ويزيد بن زُرَيْع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/64 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن محمد بن الزبير، به. وانظر (2002) . وقوله: "تملَّى" أصلها الهمزة، من المُلأة- بضم الميم وسكون اللام- بمعنى: الأمتلاء من الطعام، وحذف الهمزة تسهيل، قال ابن السَكَيت: تَملأْتُ من الطعام تملُؤاً، وقد تملَّيْت من العيش تملَّياً: إذا عشت مَلِياً، أي: طويلاً. "اللسان" (ملأ) . الحديث: 3295 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 326 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْتَثِرُوا ثِنْتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا " (1) 3297 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَمَّنْ سَمِعَ، ابْنَ عَبَّاسٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْطِي الْمَرْأَةَ، وَالْمَمْلُوكَ مِنَ الْمَغْنَمِ، دُونَ مَا يُصِيبُ الْجَيْشُ " (2) 3298 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ، فَيَدْخُلَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ، رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، أَنْ يَشْفِيَ فُلَانًا مِنْ وَجَعِهِ، سَبْعًا، إِلَّا شَفَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ " (3)   (1) إسناده قوي، قارظ بن شيبة روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، قال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي غطفان، فمن رجال مسلم، وهو أبو غطفان بن طريف أو ابن مالك المري المدني، قيل: اسمُه سعد. ابن أبي ذئب: هو محمدُ بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي. وانظر (2011) . (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة راويه عن ابن عباس، وقد سماه في رواية أبي النضر عن ابن أبي ذئب السالفة برقم (2929) القاسم بن عباس، وهو وإن كان ثقة لم يدرك عبد الله بن عباس. (3) حديث صحيح، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ المنهال- وهو ابن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي- فمن رجال البخاري. عبد الله بن الحارث: هو الأنصاري البصري.= الحديث: 3297 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 327 3299 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ الْحَرُورِيُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، وَهَلْ كُنَّ النِّسَاءُ يَحْضُرْنَ الْحَرْبَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ قَالَ يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزَ: وَأَنَا كَتَبْتُ كِتَابَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَى نَجْدَةَ، كَتَبَ إِلَيْهِ: كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ، وَتَقُولُ: إِنَّ الْعَالِمَ صَاحِبَ مُوسَى قَدْ قَتَلَ الْغُلَامَ فَلَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مِنَ الْوِلْدَانِ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ الْعَالِمُ، قَتَلْتَ، وَلَكِنَّكَ لَا تَعْلَمُ، فَاجْتَنِبْهُمْ، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَنْ قَتْلِهِمْ "، وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ النِّسَاءِ، هَلْ كُنَّ يَحْضُرْنَ الْحَرْبَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ " وَقَدْ كُنَّ يَحْضُرْنَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا أَنْ يَضْرِبَ لَهُنَّ بِسَهْمٍ، فَلَمْ يَفْعَلْ، وَقَدْ كَانَ يَرْضَخُ لَهُنَّ (1) "   =وأخرجه الحاكم 1/343 و4/213 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2138) . (1) صحيح، محمد بن إسحاق روى له أصحاب السنن، وحديثه في صحيح مسلم متابعة، وهو صدوق حسنُ الحديث إلا أنه مدلس وقد عنعن، لكنه لم يتفردْ به، بل تابعه عليه غيرُه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير َيزيدَ بنِ هرمز، فمن رجال مسلم. محمد بن علي: هو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر. وأخرجه بأطول مما هنا أبويعلى (2550) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/385 و408-409 و525-526 مفرقاً، وأبو داود (2728) مختصراً، وأبو يعلى (2631) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. وقرن أبو يعلى بالزهري ومحمدِ بن علي إسماعيلَ بن أمية، وزاد إسماعيلُ في حديثه عند أبي يعلى: وكتبتَ تسألني عن العبيد، هل كانوا يحضرون الحربَ مع رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وهل كان= الحديث: 3299 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 328 3300 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] (1) 3301 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا، وَكَانَتْ لَيْلَتَهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ: أَنَامَ الْغُلَامُ؟ " وَأَنَا أَسْمَعُهُ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ قَالَ فِي مُصَلَّاهُ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي   = يضرب لهم بسهم؟ فكتب إليه بالعبيدِ كما كتب في النساء. وكتبت تسألني عن اليتيم، متى يخرج من اليتم؟ فإذا احتلم، خرج من اليُتم، وضرب له بسهم. وانظر (2235) . والرَّضْخ: هو العطية القليلة، وهو دون السهْم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير منصور بن حيان، فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/308، وفي "الكبرى" (11578) ، وأبو عوانة 1/305، والحاكم 2/483 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/115، ومسلم (1997) (46) ، والبيهقي 8/308 من طريق مروان بن معاوية، وأبو داود (3690) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن منصور بن حيان، به. دون ذكر الآية سوى البيهقي. وانظر ما سلف برقم (2020) و (2499) . الحديث: 3300 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 329 لِسَانِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا " (1) 3302 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ أَرَادَتِ الْحَجَّ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَرِطِي عِنْدَ إِحْرَامِكِ: مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي، فَإِنَّ ذَلِكِ لَكِ " (2)   (1) إسناده صحيح، سفيان بن حسين الواسطي: ثقة في غيرِ الزهري، وحديثه عند أصحاب السنن، ووهم من عده من رجال مسلم، فإن مسلماً لم يخرج له في "صحيحه"، وإنما روى له في المقدمة، نص على ذلك المزي في "تهذيب الكمال"، والمنذري في "مختصر السنن" 6/384، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. أبو هاشم: هو الرماني الواسطي، واسمه: يحيى بن دينار، وقيل: ابن الأسود، وقيل: ابن نافع. وأخرجه الطبراني (12471) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً البخاري في "الأدب المفرد" (696) من طريق يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وانظر (1843) و (2567) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سفيان بن حسين، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية الواسطي. وأخرجه الدارقطني 2/219، والبيهقي 5/222 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (1648) و (2685) ، والدارمي (1811) ، ومسلم (1208) (107) ، وأبو داود (1776) ، والترمذي (941) ، والنسائي 5/167-168، وابن الجارود في "المنتقى" (419) ، وأبو يعلى (2480) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 80، والطبراني (11909) و (11947) و24/ (828) و (829) و (830) و (831) و (832) ، والدارقطني 2/219، وأبو نعيم في= الحديث: 3302 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 330 3303 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَأَلَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَرَّةً الْحَجُّ، أَوْ فِي كُلِّ عَامٍ؟ قَالَ: " لَا، بَلْ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ، فَتَطَوُّعٌ " (1) 3304 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ مَعَ (3) أَهْلِهِ إِلَى مِنًى لَيْلَةَ النَّحْرِ، فَرَمَيْنَا الْجَمْرَةَ مَعَ الْفَجْرِ " (4)   = "الحلية" 9/224، والبيهقي 5/221 و222 من طرق عن عكرمة، عن ابن عباس. قال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (3117) . (1) حديث صحيح، سفيان- وهو ابن حسين الواسطي، وإن كان ثقة إلا في روايته عن الزهري- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي سنان- وهو يزيد بن أمية الدولي- فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/85، وعبد بن حميد (677) ، وأبو داود (1721) ، وابن ماجه (2886) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2304) . (2) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) : "حدثنا يزيد، أخبرنا سفيان، عن ابن أبي ذئب"، وهو خطأ، والصواب إسقاط: "أخبرنا سفيان" من السند كما في (ظ9) و (ظ14) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 113. (3) المثبت من (ظ9) و (ظ14) والنسخة الكتانية، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: "إلى"، وهو خطأ. (4) إسناده ضعيف لضعف شعبة- وهو ابن دينار الهاشمي مولى ابن عباس-. روح: هو ابن عُبادة القَيْسي البصري، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن= الحديث: 3303 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 331 3305 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: رَأَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَجُلًا سَاجِدًا، قَدِ ابْتَسَطَ ذِرَاعَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَكَذَا يَرْبِضُ الْكَلْبُ، " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ، رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " (1) 3306 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَحَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ الْمَعْنَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ، عَلَى حِمَارٍ (2) وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ - قَالَ الْخَيَّاطُ يَعْنِي حَمَّادًا: فِي فَضَاءٍ مِنَ الْأَرْضِ - فَمَرَرْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنَحْنُ عَلَيْهِ، حَتَّى جَاوَزْنَا عَامَّةَ الصَّفِّ، فَمَا نَهَانَا وَلَا رَدَّنَا " (3) 3307 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ:   = الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري. وانظر (2935) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شعبة مولى ابن عباس. وانظر (2073) . (2) من قوله: "قال: أخبرنا ابن" إلي هنا سقط من (م) و (س) و (ق) و (غ) و (ص) ، واستدركناه من (ظ9) و (ظ14) ، ومن النسخة الكتانية التي استدركه منها الشيخ أحمد شاكر رحمه الله. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شعبة مولى ابن عباس. حماد شيخ أحمد: هو حماد بن خالد الخياط، ثقة من رجال مسلم، وكان أمياً. والحديث من طريق حماد الخياط مكرر (3017) . الحديث: 3305 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 332 دَخَلَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَعُودُهُ فِي مَرَضٍ مَرِضَهُ، فَرَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَ إِسْتَبْرَقٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ كَانُونٌ عَلَيْهِ تَمَاثِيلُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، مَا هَذَا الثَّوْبُ الَّذِي عَلَيْكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: إِسْتَبْرَقٌ، قَالَ: " وَاللهِ مَا عَلِمْتُ بِهِ، وَمَا أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ إِلَّا لِلتَّجَبُّرِ، وَالتَّكَبُّرِ، وَلَسْنَا بِحَمْدِ اللهِ كَذَلِكَ " قَالَ: فَمَا هَذَا الْكَانُونُ الَّذِي عَلَيْهِ الصُّوَرُ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا تَرَى كَيْفَ أَحْرَقْنَاهَا بِالنَّارِ؟ (1) 3308 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى بَنِي طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ اسْمُ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ بَرَّةَ، فَحَوَّلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهَا، فَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ، فَمَرَّ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هِيَ فِي مُصَلَّاهَا تُسَبِّحُ اللهَ وَتَدْعُوهُ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا بَعْدَ مَا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَقَالَ: " يَا جُوَيْرِيَةُ مَا زِلْتِ فِي مَكَانِكِ؟ " قَالَتْ: مَا زِلْتُ فِي مَكَانِي هَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ تَكَلَّمْتُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، أَعُدُّهُنَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، هُنَّ أَفْضَلُ مِمَّا قُلْتِ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ رِضَاءَ نَفْسِهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ " (2)   (1) إسناده ضعيف لضعف شعبة مولى ابن عباس. وانظر (2932) . (2) حديث صحيح، المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قد اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط، لكن رواه عنه أيضا خالد بن الحارث عند النسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ممن روى عنه قبل الاختلاط، وقد تابع = الحديث: 3308 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 333 3309 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَفَاضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَرَفَاتٍ أَوْضَعَ النَّاسُ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا فَنَادَى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ الْبِرُّ بِإِيضَاعِ الْخَيْلِ، وَالرِّكَابِ " فَمَا رَأَيْتُهَا رَافِعَةً يَدَهَا عَادِيَةً (1) 3310 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ، عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو الْيَسَرِ بْنُ عَمْرٍو، وَهُوَ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو، أَحَدُ بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ أَسَرْتَهُ يَا أَبَا الْيَسَرِ؟ " قَالَ: لَقَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ، وَلَا قَبْلُ، هَيْئَتُهُ كَذَا، هَيْئَتُهُ كَذَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ "، وَقَالَ لِلْعَبَّاسِ: " يَا عَبَّاسُ، افْدِ نَفْسَكَ، وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ، وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ جَحْدَمٍ " أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، قَالَ: فَأَبَى، وَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا قَبْلَ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهُونِي، قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِشَأْنِكَ، إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي حَقًّا، فَاللهُ   = المسعودي على هذا الحديث غيرُ واحد، انظر ما سلف برقم (2334) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (162) من طريق خالد بن الحارث، عن عبد الرحمن المسعودي، بهذا الإسناد. (1) حديث صحيح، المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قد اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط، لكن رواه عنه وكيع في الرواية السالفة برقم (2099) ، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط، وتابعه عليه الأعمش قي (2427) . الحديث: 3309 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 334 يَجْزِيكَ بِذَلِكَ، وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ، فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا، فَافْدِ نَفْسَكَ " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخَذَ مِنْهُ عِشْرِينَ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، احْسُبْهَا لِي مِنْ فِدَايَ، قَالَ: " لَا، ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَاهُ اللهُ مِنْكَ " قَالَ: فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ، قَالَ: " فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي وَضَعْتَهُ بِمَكَّةَ، حَيْثُ خَرَجْتَ، عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ، وَلَيْسَ مَعَكُمَا أَحَدٌ غَيْرَكُمَا، فَقُلْتَ: إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي هَذَا، فَلِلْفَضْلِ، كَذَا وَلِقُثَمَ كَذَا، وَلِعَبْدِ اللهِ كَذَا؟ " قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ غَيْرِي وَغَيْرُهَا، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ (1)   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لإِبهام راويه عن عكرمة. وأخرج قصة الأسرِ ابن سعدٍ في "الطبقات" 4/12 من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن مقسم أبي القاسم، عن ابن عباس. وأخرجها الطبري في "التاريخ" 2/463 من طريق محمد بن إسحاق، قال: فحدثني الحسن بن عمارة، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس. وأخرج قصة الفداء ابن سعد في "الطبقات" 4/15 من طريق محمد بن كثير، والطبري في "التاريخ" 2/465-466 من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. وأخرجها البيهقي في "دلائل النبوة" 3/142-143 من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة والزهري وجماعة سماهم، فذكروا القصة، وساقها. وهذه أسانيد لا يخلو واحد منها عن عِلَة. وأخرج الطبراني (11398) من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، عن ابن عباس: (قل لمن في أيديكم من الأسرى) حتى بلغ (أخذ منكم) ، قال: كان العباس يقول: في والله أنزلت حين أخبرت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن إسلامي، وسألته أن يُحاسبني بالعشرين أوقية التي وجد معي، فأبى أن يُحاسبني بها، فأعطاني الله= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 335 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =بالعشرين أوقية عشرينَ عبداً، كلهم تاجر بمالي في يده مع ما أرجو مِن مغفرة الله. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/28: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" باختصار، ورجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 10/49 من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله. إلا أنه قال: في نزلت: (ما كان لِنبيَ أن يكون له أسرى حتى يُثخن في الأرض) . وأخرج الحاكم 3/324، وعنه البيهقي في "السنن" 6/322 من طريق محمد بن إسحاق، حدثنا يحيى بنُ عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة. وفيه: وقال العباس: يا رسولَ الله، إني كنت مسلماً. فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الله أعلمُ بإسلامك، فإن يكن كما تقول، فالله يجزيك، فافْدِ نفسك، وابني أخويك: نوفلَ بنَ الحارث بن عبد المطلب، وعقيلَ بن أبي طالب بن عبد المطلب، وحليفَك عتبةَ بنَ عمرو بن جَحْدَم أخا بني الحارث بن فهر". فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله، قال: "فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل، فقلت لها: إن أصبتُ، فهذا المال لِبَنِى: الفضل، وعبد الله، وقثم؟! ". فقال: والله يا رسول الله، إني أشهد أنك رسولُ الله، إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري، وغير أم الفضل! فاحسب لي يا رسولَ الله ما أصبتم مني، عشرين أوقية من مال كان معي. فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "] لا [أفعل". ففدى العباس نفسه، وابني أخويه، وحليفه، وأنزل الله عز وجل: (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يَعْلَم الله في قلوبِكُم خيراً يؤتكُم خيراً مما أخِذَ منكم ويَغْفِر لكم والله غفور رحيم) فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبداً، كلهم في يده مال يضرب به، مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل. وهذا إسناد حسن. أبو اليَسَر- بفتح الياء والسين-: صحابي أنصاري شهد العقبة وبدراً، وله فيهما آثار كثيرة، مات بالمدينة سنة 55، وبنو سَلِمة في الأنصار: بفتح السين وكسر اللام، والنسبة إليها: سَلَمي بفتحتين. وقوله: "أبو اليسر"، قال السندي: هكذا في النسخ، فهو اسم كان، والموصول خبر = الجزء: 5 ¦ الصفحة: 336 3311 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَلَقَ رِجَالٌ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَقَصَّرَ آخَرُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ "، قَالُوا: فَمَا بَالُ الْمُحَلِّقِينَ، يَا رَسُولَ اللهِ ظَاهَرْتَ لَهُمُ الرَّحْمَةَ؟ قَالَ: " لَمْ يَشُكُّوا " قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   = مقدم لها. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "سيرة ابن هشام" 3/334 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/453، وأبو يعلى (2718) ، والطبراني (11150) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة. وأخرجه ابن ماجه (3045) ، والطبري في "التاريخ" 2/637، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/144، وقي "شرح معاني الآثار" 2/255 و256، والطبراني (11150) من طرق عن محمد بن إسحاق، به. ورواية ابن ماجه والطبراني مختصرة. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 4/151 من طريق ابن إسحاق، به. موقوفاً على ابن عباس بلفظ: قال: قيل له: لِمَ ظاهَرَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمحلقين ثلاثاً، وللمقصرين واحدة؟ فقال: إنهم لم يَشُكُوا. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/144 من طريق محمد بن إسحاق، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: قلت لابن عباس ... فذكر مثله.= الحديث: 3311 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 3312 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَرَّقَ كَتِفًا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ (1) " 3313 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ: أَنَّهُ " كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُحْرِمَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ مَصْبُوغٍ بِزَعْفَرَانٍ قَدْ غُسِلَ، لَيْسَ فِيهِ نَفْضٌ وَلَا رَدْعٌ (2) "   =وقد تقدم الحديث من طريق آخر عن ابن عباس برقم (1859) . وفي الباب عن ابن عمر سيأتي في "المسند" 2/16، وعن أبي سعيد الخدري 3/20، وعن يحيى بن حصين، عن جدته 4/70، وعن حبشي بن جنادة السلولي 4/165، وعن مالك بن ربيعة 4/177، وعن قارب 6/393، وعن أم الحصين الأحمسية 6/402. قوله: "ظاهرت لهم الترحُّم"، قال السندي: أي جمعت وكررت لهم الترحم، ويحتمل أن المراد: أعَنْتهم وأيدتهم، وقوله: "الترحُّم" على نزع الخافض، أي: بالترحم ثلاثاً. وقوله: "ثم يشكُوا"، قال: أي: ثم يعاملوا معاملة من يشك في جواز التحلل، أي: من قصَر فكأنه شك في جواز التحلل حتى اقتصر في التحلل على بعضه، ومن حلق فلا يشك فيه، أي: ثم يعاملوا معاملة من يشك في أن الاتباع أحسن، وأما من قصَر فقد عامل معاملة الشاك في ذلك، حيث ترك فِعْلَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تعالي أعلم. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه منقطع، محمد- وهو ابن سيرين- ثم يسمع من ابن عباس كما سلف بيانه برقم (2188) . وأخرجه الطبراني (12866) من طريق خالد بن الحارث وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. (2) هذا أثر عن عطاء وليس بحديث، أورده أحمد ليروي بعده حديث ابن عباس= الحديث: 3312 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 338 3314 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ (1) عُبَيْدِ اللهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2) 3315 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ فِي يَوْمِ الْعِيدِ أَنْ يُخْرِجَ أَهْلَهُ، قَالَ: فَخَرَجْنَا، " فَصَلَّى بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَ الرِّجَالَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَخَطَبَهُنَّ، ثُمَّ أَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ " فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَرْأَةَ   = مرفوعاً مثلَه. الحجاج: هو ابن أَرطاة. وأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء الذي نشره العمروي) ص142، والبزار (1086) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. (1) تحرفت في (م) إلي: عن. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة، وضعف الحسين بن عبد الله. وأخرجه البزار (1087- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2692) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/219، وقال: فيه حسين بن عبد الله بن عبيد الله، وهو ضعيف. وفاته أن ينسبه إلي أحمد. وأخرج البخاري (1545) من طريق كريب، عن عبد الله بن عباس، قال: انطلق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المدينة بعدما ترَجل وادَّهن، ولبس إزارَه ورِداءَه هو وأصحابه، فلم يَنْهَ عن شيء من الأرْدِيَة والأزُر تُلْبَسُ، إلا المُزَعْفَرة التي تَرْدعُ على الجلدِ ... الحديث. وسيأتي حديث عكرمة، عن ابن عباس برقم (3418) . وفي الباب عن ابن عمر سيأتي في "المسند" 2/41، وفيه: "ولا يلبس ثوباً مَسهُ الوَرْسُ ولا الزعْفَرانُ، إلا أن يكونَ غسيلاً". قوله: "ليس فيه نفض ولا ردع"، قال السندي: أي: لم يظهر أثره على الجلد. الحديث: 3314 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 339 تُلْقِي تُومَتَهَا، وَخَاتَمَهَا، تُعْطِيهِ بِلَالًا يَتَصَدَّقُ بِهِ (1) 3316 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ يَوْمٍ تَحْتَجِمُونَ فِيهِ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ " وَقَالَ: " وَمَا مَرَرْتُ بِمَلَإٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، إِلَّا قَالُوا: عَلَيْكَ بِالْحِجَامَةِ يَا مُحَمَّدُ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، إلا أنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2062) و (3358) ، وله طرق أخرى عن ابن عباس سلفت برقم (1983) و (2169) . والتُّومة، قال ابن الأثير: مثل الدُّرة تصاغ من الفضة، وجمعها تُوم وتُوَم. (2) إسناده ضعيف، عباد بن منصور- وهو الناجي- ضعفه يحيى بنُ معين وابن المديني والنسائي وأبو داود وابن سعد وأبو بكر بن أبي شيبة وغيرهم، وقد دلسَ هذا الخبرَ فأسقط من إسناده اثنين من الرواة، فروى العقيلى في "الضعفاء" 3/136- ونقله عنه المزي في "تهذيب الكمال" 14/159- من طريق أحمد بن داود الحداد، قال: سمعتُ على ابن المديني يقول: سمعتُ يحيى بنَ سعيد القطان يقولُ: قلتُ لعباد بن منصور الناجي، سمعتَ: ما مررتُ بمل! من الملائكة، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكتحل ثلاثاً؟ (يعني من عكرمة) ، فقال: حدثني ابن أبي يحيى، عن داود بن حُصين، عن عكرمةَ، عن ابن عباس. قلنا: وابن أبي يحيى- واسمه إبراهيم بن محمد- متروك، وداود بن حصين ضعيف في عكرمة خاصة. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/82 و84، وعبد بن حميد (574) ، والحاكم 4/209 و210 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة والحاكم مقطعة، وأخطأ الحاكم فصحح إسناده، ووافقه الذهبي مع أنه استدرك عليه في الكلام على الحديث الذي قبله بالإسناد نفسه، فقال: عباد ضعفوه. وأخرجه الترمذي (2053) ضمن حديث طويل من طريق النضْر بنِ شُمَيْل، عن عناد بن منصور، به. وقال:-حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور.= الحديث: 3316 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 340 3317 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سِرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَنَحْنُ آمِنُونَ لَا نَخَافُ شَيْئًا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ (1) "   = وأخرج القطعة الأولى منه الطيالسي (2666) ، ومن طريقه البيهقي 9/430 عن عباد بن منصور، به. وأخرج الثانية ابن ماجه (3477) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/136، والطبراني (11887) من طرق عن عباد بن منصور، به. وللقطعة الأولى شاهد من حديث أنس عند الترمذي (2051) وحسنه، وآخر عنه عند ابن ماجه (3486) وسنده ضعيف، وعن أبي هريرة عند أبي داود (3861) ، فهذه القطعة حسنة لغيرها. وللقطعة الثانية من الحديث شاهد من حديث أنس عند ابن ماجه (3479) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2084 من طريق جُبَارَةَ بن المُغَلس، عن كَثيرِ بن سُلَيْم، سمعت أنساً يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما مررتُ ليلة أسري بي بملإ، إلا قالوا: يا محمد، مُرْ أمتكَ بالحجامة". وجُبَارَةُ وشيخه كَثِير بن سُلَيْم الضبي ضعيفان. وثان من حديث ابن مسعود عند الترمذي (2052) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، مثله. وقال بإثره: حديث حسن غريب من حديث ابن مسعود. قلنا: في إسناده عبد الرحمن بن إسحاق بن الحارث، أبو شيبة الواسطي، وهو ضعيف. وثالث من حديث ابن عمر عند البزار (3020- كشف الأستار) من طريق عبد الله بن صالح، حدثنا عطاف، عن نافع، عن ابن عمر، مثله. وزاد: "فإن خير ما تداويتم به: الحجامة، والكُسْت، والشونيز". وعبد الله بن صالح- وهو كاتب الليث- سيئ الحفظ. وآخر عن مالك بن صعصعة عند الطبراني 19/ (600) من طريق همام، حدثنا قتادة، عن أنس، نحوه. وقال الهيثمي في "المجمع" 5/91: رجاله رجال الصحيح. قلنا: وفي إسناده من تُكلِّم في حفظه. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن محمد بن سيرين لم يسمع من ابن عباس.= الحديث: 3317 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 341 3318 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُكْحُلَةٌ، يَكْتَحِلُ بِهَا عِنْدَ النَّوْمِ ثَلَاثًا فِي كُلِّ عَيْنٍ (1) "   = وأخرجه ابن أبي شيبة 2/448 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (1852) . تنبيه: لفظة "ركعتين" الثانية أثبتناها من (ظ 9) و (ظ 14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبادِ بنِ منصور الناجي. وأخرجه ابن سعد 1/484، وابن أبي شيبة 8/22 و599-600، وعبد بن حميد (573) ، وابن ماجه (3499) ، والترمذي في "جامعه" (2048) ، وبإثر الحديث (1757) ، وفي "الشمائل" (49) ، وأبو يعلى (2694) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 169-170 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وزاد الترمذي في روايته: "إن خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة والمَشِي، وخير ما اكتحلتم به الإثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر". وقال: حديث ابن عباس حديث حسن غريب، لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور. وأخرجه الطيالسي (2681) ، ومن طريقه الترمذي في "جامعه" (1757) ، وفي "الشمائل" (48) ، وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص170 من طريق أبي عبيدة الحداد، كلاهما (الطيالسي والحداد) عن عباد بن منصور، به. وزاد الطيالسي في روايته: "عليكم بالأثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر". ولفظ الترمذي: "اكتحلوا" بدل: "عليكم". وسيأتي الحديث برقم (3320) . وأخرج أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص170 عن محمد بن أحمد بن الوليد الثقفي، حدثنا إبراهيم بن يونس الحَرَمي، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، عن أنس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكتحل في عينه اليمنى ثلاثاً، وفي اليسرى ثلاثا بالإثمد. وهذا إسناد قوي إن كان عمران بن أبي أنس- وهو القرشي= الحديث: 3318 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 342 3319 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بِسَرِفَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، ثُمَّ دَخَلَ بِهَا بَعْدَمَا رَجَعَ بِسَرِفَ (1) " 3320 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْتَحِلُ بِالْإِثْمِدِ كُلَّ لَيْلَةٍ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ، وَكَانَ يَكْتَحِلُ فِي كُلِّ عَيْنٍ ثَلَاثَةَ أَمْيَالٍ (2) "   = العامري- سمعه من أنس بن مالك، فقد توفي بالمدينة سنة (117) هـ فيحتمل سماعه منه، لكن لم يذكروا له رواية عنه، وقد أخرجه ابن أبي شيبة 8/21 و599، وابن سعد 1/484 من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن عمران بن أبي أنس، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكتحل بالإثمد، ويكحل اليمنى ثلاثة مراود، واليسرى مرودين. هذا مرسل قوي. وقد سلف حديث ابن عباس (2479) : "خير أكحالكم الأثمد عند النوم ... " الحديث. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 8/135 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (2200) . (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن منصور الناجي. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (49) من طريق عبيد الله بن موسى، والطبراني (11888) ، والحاكم 4/408 من طريق أحمد بن يونس، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعباد لم يُتكلم فيه بحجة، فتعقبه الذهبي بقوله: ولا هو حجة. وانظر (3318) . والميل: هو المِرْوَد الذي يُكتحل به. الحديث: 3319 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 343 3321 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] قَالَ: " هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ " (1) 3322 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا وَقْتُكَ وَوَقْتُ النَّبِيِّينَ قَبْلَكَ، صَلَّى بِهِ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ الْفَيْءُ بِقَدْرِ الشِّرَاكِ، وَصَلَّى بِهِ الْمَغْرِبَ حِينَ أَفْطَرَ الصَّائِمُ، وَحَلَّ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ (2) "   (1) إسناده حسن، سماك بن حرب صدوق حسن الحديث، وحديثه في "صحيح مسلم"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2463) . (2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش مختلف فيه، وثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، وقال يحيى بن معين: صالح، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال النسائي: ليس بالقوي، وضعفه ابن المديني، ونقل ابن الجوزي في "الضعفاء" عن أحمد أنه قال: متروك الحديث! وقال ابن نمير: لا أقدم على ترك حديثه، وحكيم بن عباد بن خنَيْف روى عنه جمع، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه الترمذي وابن خزيمة وغيرهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، ووكيع: هو ابن الجراح بن مَليح الرُّؤَاسي. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/253 عن وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه: "أمَّنِي جبريل عند البيت مرتين، وصلى بي العشاء حين غاب الشفق، وصَلَّى بي من الغد العشاء ثلث الليل= الحديث: 3321 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 344 3323 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، فِي الْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ، وَلَا مَطَرٍ " قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَيْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ (1) 3324 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: " فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأَ، قَالَ: فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ خَلْفَهُ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، فَأَدَارَنِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ (2) "   =الأول، وقال: هذا الوقتُ وقتُ النبيين قبلك، الوقت بين هذين الوقتين". وانظر (3081) . قوله: "مرتين"، قال السندي: أي: في كل صلاةٍ مرتين، لا أنه أم مرتين فقط، فإنه أم عشر مراتٍ، إلا أنه أم في كل صلاة مرتين. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (705) (54) ، والبيهقي 3/167 من طريق وكيع، بهذا الإسناد وانظر (1953) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بت قيس- وهو الأسدي- فمن رجال مسلم. الحكم: هو ابن عُتيبة. وأخرجه أبو داود (1356) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه: بت عند خالتي ميمونة، فجاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ما أمسى، فقال: "أصلى الغلامُ"؟ قالوا: نعم، فاضطجع حتى إذا مضى من الليل ما شاء الله، قام فتوضأ، ثم صلى سبعاً أو خمساً أوْتَرَ بهن، لم يُسَلم إلا في آخرهن. وانظر (3169) . الحديث: 3323 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 345 3325 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ " قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: " وَفِي الْجُمُعَةِ بِالْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ " (1) 3326 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقْرَأُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْفَجْرِ: ألم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه مسلم (879) من طريق وكيع وحده، وابن ماجه (821) الشطر الأول منه من طريق وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/141 و142، ومسلم (879) ، والطحاوي 1/414، والطبراني (12373) ، والبيهقي في " السنن" 1/203، وفي "شعب الأيمان" (2490) من طرق عن سفيان، به. ورواية ابن أبي شيبة مقطعة، والطحاوي مختصرة بالشطر الثاني. وانظر (1993) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، فقد أخرجا لإسرائيل من روايته عن أبي إسحاق، وقال الحافظ في "الفتح" 1/351: وسماع إسرائيل من أبي إسحاق في غاية الإتقان للزومه إياه، لأنه جده وكان خصيصاً به.= الحديث: 3325 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 346 3327 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي كِسَاءٍ، يَتَّقِي بِفُضُولِهِ حَرَّ الْأَرْضِ وَبَرْدَهَا (1) " 3328 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَدَبَّرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَجَدَ، وَكَانَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ إِذَا سَجَدَ (2) " 3329 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَلَمْ أُصَلِّ الرَّكْعَتَيْنِ، فَرَآنِي وَأَنَا أُصَلِّيهِمَا، فَمَدَّنى (3) وَقَالَ: " أَتُرِيدُ أَنْ تُصَلِّيَ الصُّبْحَ أَرْبَعًا؟ " فَقِيلَ لِابْنِ   = وأخرجه الطبراني (12333) من طريق وكيع، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً الطبراني (12334) عن الحسن بن عُلَيْلٍ، عن أبي كريب محمد بن العلاء، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، به. وزاد: ويقرأ في الجمعة بـ (سَبح اسم ربك الأعلى) ، و (هل أتاك حديثُ الغاشية) ، وهذا إسناد صحيح، فإن سفيان- وهو الثوري- سمع من أبي إسحاق قبل تغيُره. وانظر ما قبله. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك بن عبد الله النخعي، وضعف حسين بن عبد الله- وهو ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني-. وأخرجه أبو يعلى (2576) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2320) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- واسمه أربدة- لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي: وانظر (2405) . قوله: "تدبَّرتُ"، أي: أتيتُ من خلفه. (3) ما أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، ومعناه: فجذبني، وهو كذلك عند ابن خزيمة= الحديث: 3327 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 347 عَبَّاسٍ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ (1) 3330 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَ، أَخَذَ مِنَ الْقِرَاءَةِ مِنْ حَيْثُ كَانَ بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (2)   = والحاكم: فجذبني، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: "فَدَنَا". (1) إسناده حسن، صالح بن رستم أبو عامر الخزاز مختلف فيه، وثقه أبو داود الطيالسي، والبزار، ومحمد بن وضاج، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أحمد: صالح الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال العجلي: جائز الحديث، وقال ابن عدي: قد روى عنه يحيى القطان مع شدة استقصائه، وهو عندي لا بأس به، ولم أر له حديثاً منكراً جداً، وضعفه ابن معين، والدارقطني، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم، استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في "الأدب المفرد"، ومسلم وأصحاب السنن الأربعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عيد الله بن عبد الله التيْمي المدني. وأخرجه أبو يعلى (2575) ، وابن خزيمة (1124) ، والحاكم 1/307 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وانظر (2130) . (2) إسناده صحيح، الأرقم بن شرحبيل الأودي روى له ابن ماجه، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (1235) ضمن قصة مرض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي توفي فيه من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/405 من طريق أسد بن موسى، والبيهقي 3/81 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن إسرائيل، به- ضمن القصة نفسها. وسيأتي كذلك في (3355) ، وانظر (2055) .= الحديث: 3330 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 348 3331 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَمِيرٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَسْأَلُهُ عَنِدَ الصَّلَاةِ، فِي الِاسْتِسْقَاءِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا مَنْعَهُ أَنْ يَسْأَلَنِي؟ " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاضِعًا، مُتَبَذِّلًا، مُتَخَشِّعًا، مُتَرَسِّلًا، مُتَضَرِّعًا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَمَا يُصَلِّي فِي الْعِيدِ، لَمْ يَخْطُبْ خُطَبَكُمْ (1) هَذِهِ " (2) 3332 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ صَلَاةَ الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وَالْخَوْفِ رَكْعَةً، عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) 3333 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   = قوله: "حين جاء"، قال السندي: أي: حضر في المسجد في مرضه، وكان إمامهم أبا بكرٍ، فجاء حين وجد خِفةً في نفسه، فأمَّهم وأخذ في القراءة من حيث بلغ أبو بكر. (1) في (م) و (ق) : خطبتكم. (2) إسناده حسن، هشام بن إسحاق حديثه عند أصحاب السنن، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ، وأبوه إسحاق بن عبد الله بن كنانة وثقه أبو زرعة، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح حديثه أبو عَوانة وابن حبان وابن خزيمة، وروى له أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسلف مختصراً برقم (2039) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكير بن الأخنس، فمن رجال مسلم. أبو عوانة: هو الوضاحُ بن عبد الله اليشكري. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/464 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2124) . الحديث: 3331 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 349 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، وَصَلَّى بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، لَمْ يُصَلِّ قَبْلَها، وَلَا بَعْدَها" (1) 3334 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سَافَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ، يَقْصُرُ الصَّلَاةَ " (2) 3335 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (2818) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2533) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس. وأخرجه الطيالسي (2664) ، والطبراني (12857) من طريق قرة بن خالد، بهذا الإسناد. وقرن الطبراني بقُرة سعيد بن عبد الرحمن. وأخرجه البيهقي 3/135 من طريق يزيد بن إبراهيم، به. إلا أنه قال: عن ابن سيرين قال: نبئت أن ابن عباس قال. وانظر (1852) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9713) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (10944) . وأخرجه مسلم ص 1488 (85) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (1991) و (2897) . الحديث: 3334 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 350 3336 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى دُمُوعِهِ عَلَى خَدَّيْهِ تَحْدُرُ كَأَنَّهَا نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتُونِي بِاللَّوْحِ، وَالدَّوَاةِ - أَوِ الْكَتِفِ - أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا " فَقَالُوا: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهْجُرُ! (1) 3337 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيِّ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُنْبَذُ لَهُ فِي سِقَاءٍ " (2) 3338 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ " (3) 3339 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1637) (21) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/243 من طريق مالك بن مغْوَل، به. وانظر (1935) . يهجر، أي: تغير كلامُه واختلط لأجل ما به من المرض. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عُبيد البهْرَاني، فمن رجال مسلم، وقد وثقه ابن معين، وقال أبو زرعة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وهو مختصر (2068) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة. وانظر (2013) . الحديث: 3336 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 351 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاعَنَ بِالْحَمْلِ " (1) 3340 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ الْعَبْسِيُّ، عَنِ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْفَضْلِ، أَوْ أَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ الْحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الرَّاحِلَةُ وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ " (2) 3341 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جُعِلَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ " (3) 3342 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضُ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عباد بن منصور. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/157 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2131) . قوله: "لاعن بالحمل"، قال السندي: أي أمر باللعان بسبب الحَمْل، أي: إن الزوج نَسَب حملَها إلي غيره، فأمرهما باللعان. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو إسرائيل العبسي- واسمه إسماعيل بن خليفة الملائي الكوفي- سيىء الحفظ، يكتب حديثه للمتابعات ولا يحتج به، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير فضيل بن عمرو، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (1834) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين أبوجَمْرة: هو نصر بن عمران الضبعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/336، ومسلم (967) ، وابن حبان (6631) ، والبيهقي 3/408 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (2021) . الحديث: 3340 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 352 فَالْبَسُوهَا (1) وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَخَيْرُ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ (2) " 3343 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ (3) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيِّمُ أَوْلَى بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَصَمْتُهَا إِقْرَارُهَا (4) " 3344 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ، وَثَمَنِ الْخَمْرِ (5) "   (1) في (م) و (ق) و (ص) : فالبسوها أحياءكم. (2) حديث صحيح، وهذا إسَناد حسن، فإن سماع وكيع من المسعودي- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قبل الاختلاط، ثم هو متابَع. وأخرجه مختصراً الطبري في "تهذيب الآثار" ص 485 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ولفظه: "خير أكحالكم الإثمد". وأخرجه مختصراً الطبراني (12491) من طريق أبي نعيم، والحاكم 1/354 من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن المسعودي، به. زاد الطبراني: "اكتحلوا بالإثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر". وانظر (2219) . (3) وقع في النسخ المطبوعة من "المسند": "حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب"، والصواب حذف "حدثنا سفيان"، كما في أصولنا الخطية و"أطراف المسند" 1/ورقة 128. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبيد الله بن عبد الرحمن بن مَوْهَب مختلف فيه، وقد سلف الكلامُ عليه برقم (2481) ، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (1888) . (5) إسناده صحيح، قيس بن حَبْتَر روى له أبو داود، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات= الحديث: 3343 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 353 3345 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ: " ثَمَنُ الْكَلْبِ، وَمَهْرُ الْبَغِيِّ، وَثَمَنُ الْخَمْرِ حَرَامٌ " (1) 3346 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا، فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ " قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ؟ قَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ يَتَبَايَعُونَ (2) بِالذَّهَبِ، وَالطَّعَامُ مُرْجَأٌ (3) 3347 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، مَرَّ بِقُرَيْشٍ وَهُمْ جُلُوسٌ فِي دَارِ النَّدْوَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَؤُلَاءِ   = رجال الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجَزَري الخِضرمي. وهو مكرر (2094) . (1) إسناده صحيح كسابقه. أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَيْن. (2) المثبت من (ط 9) و (ط 14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: يبتاعون. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وابن طاووس: اسمه عبد الله، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/369، ومسلم (1525) (31) ، والبيهقي 5/313-314 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ووقع عندهم: "يكتاله" بدل: "يقبضه"، وعند مسلم والبيهقي: "فلا يَبعْه" بحذف الياء على الجادة. وأخرجه النسَائي 7/285 من طريق القاسم بن يزيد الجَرْمي، عن سفيان الثوري، به. وليس فيه سؤال طاووس لابن عباس. وانظر (1847) . الحديث: 3345 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 354 قَدْ تَحَدَّثُوا أَنَّكُمْ هَزْلَى، فَارْمُلُوا إِذَا قَدِمْتُمْ ثَلَاثًا " قَالَ: فَلَمَّا قَدِمُوا، رَمَلُوا ثَلَاثًا، قَالَ: فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ نَتَحَدَّثُ أَنَّ بِهِمْ هَزْلًا، مَا رَضِيَ هَؤُلَاءِ بِالْمَشْيِ حَتَّى سَعَوْا سَعْيًا (1) 3348 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، كَتَبَ إِلَيْهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُدَّعَى عَلَيْهِ أَوْلَى بِالْيَمِينِ (2) " 3349 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُفَيٍّ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ مُسَافِرًا، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ (3) " 3350 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُكَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ يُلَاحِظُ امْرَأَةً   (1) صحيح دون قوله: "عام الحُديبية"، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن- سيىء الحفظ. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/436، وعبد بن حميد (655) من طريق علي بن هاشم، عن ابن أبي ليلى، بهذا الإسناد. إلا أنهما قالا: في الهُدْنة التي كانت قبل الصلح الذي كان بينه وبينهم. وانظر ما سلف برقم (2639) . (2) حديث صحيح، محمد بن سلَيْم إن كان هو الراسبى، فإنه مختلف فيه، وحديثه حسن إلا عند المخالفة، وقد توبع، وإن كان المكي، فإسناده صحيح. وانظر (3188) . (3) إسناده صحيح، سعيد بن شُفي وثقه أبو زرعة الرازي والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2160) . الحديث: 3348 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 355 عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا بِيَدِهِ عَلَى عَيْنِ الْغُلَامِ، قَالَ: " إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ حَفِظَ فِيهِ بَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ " (1) 3351 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: يَا عُرْوَةُ، سَلْ أُمَّكَ " أَلَيْسَ قَدْ جَاءَ أَبُوكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحَلَّ؟ " (2) 3352 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عَرْقًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ " (3) 3353 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، أَنَّ عُمَرَ، سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ نُعِيَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسُهُ " (4)   (1) إسناده ضعيف، سكين بن عبد العزيز مختلف فيه، وأبوه قال أبو حاتم: مجهول. وانظر ما سلف برقم (3041) . (2) إسناده قوي. وهو مكرر (2976) . (3) صحيح، وهذا سند حسن، هشام- وهو ابن سعد المدني- حسن الحديث إلا عند المخالفة، وهو من رجال مسلم، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. زيد: هو ابن أسلم العدوي. وانظر (1988) . (4) إسناده حسن، عاصم- وهو ابن أبي النجود- روى له البخاري ومسلم مقروناً، وحديثه عند أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين- واسمه مسعود بن مالك الأسدي- فمن رجال مسلم. قال الشيخ أحمد شاكر عن هذا الإسناد: إسناده صحيح وإن كان ظاهره الإرسال، لأن حقيقته أنه عن أبي رزين، عن ابن عباس.= الحديث: 3351 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 356 3354 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " (1) 3355 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، كَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَقَالَ: " ادْعُوا لِي عَلِيًّا " قَالَتْ عَائِشَةُ: نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: " ادْعُوهُ " قَالَتْ حَفْصَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَدْعُو لَكَ عُمَرَ؟ قَالَ: " ادْعُوهُ "، قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَدْعُو لَكَ الْعَبَّاسَ؟ قَالَ: " ادْعُوهُ " فَلَمَّا اجْتَمَعُوا رَفَعَ رَأْسَهُ، فَلَمْ يَرَ عَلِيًّا، فَسَكَتَ فَقَالَ عُمَرُ: قُومُوا   = وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/334 من طريق مهران، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس، قال: قال عمر رضي الله عنه: ما هي؟ - يعني: (إذا جاء نصر الله والفتح) - قال ابن عباس: (إذا جاء نصر الله والفتح) حتى بلغ (واستغفره) إنك ميت (إنه كان توابا) ، فقال عمر: ما نعلم منها إلا ما قلت. وقد سلف معناه بهذا الإسناد برقم (3201) ، وذكر فيه عن ابن عباس. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدسْتُوائي، وأبو العالية: هو رُفيع بن مهران. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/196، ومسلم (2730) ، وابن ماجه (3883) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة ومسلم مختصرة. وانظر (2012) . الحديث: 3354 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 357 عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ "، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ حَصِرٌ، وَمَتَى مَا لَا يَرَاكَ النَّاسُ يَبْكُونَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ. وَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ، سَبَّحُوا أَبَا بَكْرٍ، فَذَهَبَ يَتَأَخَّرُ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ: أَيْ مَكَانَكَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَلَسَ، قَالَ: وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتَمُّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْرٍ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقِرَاءَةِ مِنْ حَيْثُ بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ، وَمَاتَ فِي مَرَضِهِ ذَاكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: " فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتَمُّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْرٍ " (1) 3356 - حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ، فَسَأَلْتُهُ: أَوْصَى   (1) إسناده صحيح، أرقم بن شرحبيل روى له ابن ماجه، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مختصراً يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/451 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وفيه قول عمر: ما كنت لأتقدمَ وأبو بكر حي. وانظر (2055) . قوله: "ورجلاه تخطَّان"، قال السندي: أي: لا يقدر أن يرفعهما من شدة الضعف. الحديث: 3356 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 358 النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ - فَذَكَرَ مَعْنَاهُ - وَقَالَ: " مَا قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ حَتَّى ثَقُلَ جِدًّا، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، وَإِنَّ رِجْلَيْهِ لَتَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ، فَمَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُوصِ " (1) 3357 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ مَخْتُونٌ، وَقَدْ قَرَأْتُ مُحْكَمَ الْقُرْآنِ " (2) 3358 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فِطْرٍ أَوْ أَضْحًى، فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ، وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ " (3) 3359 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح كسابقه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/226-227 من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله وما سلف برقم (3189) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وانظر (2283) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه البخاري (975) ، وابن الجارود (258) ، وأبو يعلى (2701) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (2062) . الحديث: 3357 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 359 سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي مَعَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: يَقُومُ عَنْ يَسَارِهِ، فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي سُمَيْعٌ الزَّيَّاتُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَهُ عَنْ يَمِينِهِ، فَأَخَذَ بِهِ " (1) 3360 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لِي عَهْدٌ بِأَهْلِي مُنْذُ عَفَارِ النَّخْلِ - قَالَ: وَعَفَارُ النَّخْلِ: أَنَّهَا إِذَا كَانَتْ تُؤْبَرُ تُعْفَرُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، لَا تُسْقَى بَعْدَ الْإِبَارِ - فَوَجَدْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلًا، وَكَانَ زَوْجُهَا مُصْفَرًّا، حَمْشًا، سَبْطَ الشَّعْرِ، وَالَّذِي رُمِيَتْ بِهِ خَدْلٌ إِلَى السَّوَادِ، جَعْدٌ قَطَطٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَيِّنْ " ثُمَّ لَاعَنَ بَيْنَهُمَا، فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ يُشْبِهُ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ (2)   (1) إسناده صحيح، سميع الزيات وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إبراهيم: هو ابن يزيد النخَعي. وأخرجه الدارمي (641) عن قَبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (2326) . قوله: "فأخذ به"، قال السندي: أي: رجع (يعني إبراهيم) إلي ما قلته. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري المدني أبو سعيد القاضي. وأخرجه الشافعي 2/48، ومن طريقه البيهقي 7/407 عن سعيد بن سالم، والطحاوي 3/100-101 من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، بهذا الإسناد.= الحديث: 3360 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 360 3361 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبَاعُ الثَّمَرُ حَتَّى يُطْعَمَ " (1) 3362 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (2) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَكَنَ الْبَادِيَةَ، جَفَا، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ، غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى السُّلْطَانَ، افْتَتَنَ " (3)   = وانظر (3106) . الحَمْش: هو دقيق الساقين، والخَدْل عكسه. والقَطَط: أي: الشديد الجعودة في شعر رأسه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (2247) . (2) جاء هذا الإسناد في (م) والأصول الخطية عدا (ظ 9) و (ظ 14) هكذا: حدثنا روح، حدثنا إسحاق، حدثنا عمرو بن دينار، وحدثنا عبد الرحمن، عن سفيان ... والصواب ما أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ، و"أطراف المسند" 1/ورقة 128. (3) حسن لغيره، وهذا سند ضعيف لجهالة أبي موسى فإنه لم يروعنه غير سفيان، ولم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الترمذي (2256) ، والنسائي 7/195-196 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/336 عن وكيع، والبخاري معلقاً في "الكنى" ص70، وأبو داود (2859) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والطبراني (11030) من طريق أبي نعيم، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، به. وله شاهد حسن من حديث أبي هريرة سيأتي في "المسند" 2/371. وآخر عن البراء بنِ عازب مختصراً بلفظ: "من بدا جفا"، وهو في "المسند" أيضاً= الحديث: 3361 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 361 3363 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَائِدَةَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: وَمَنْ مَعَهُ - سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدُ، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: ثُمَّ جُعِلَتِ الْقِبْلَةُ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (1) وقَالَ مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو: ثُمَّ حُوِّلَتِ الْقِبْلَةُ بَعْدُ (2)   = 4/297. قوله: "جفا"، قال السندي: أي: غَلظ طبعه لقلة مخالطة العلماء. وغفل، قال: أي: يستولي عليه حبه حتى يصير غافلاً عن غيره. وقوله: "افتتن"، قال السندي: ضبطه السيوطي في حاشية أبي داود بالبناء للمفعول، وقال: المراد ذهاب الدَين، وكلام "الصحاح" يفيد جوازَ البناءِ للفاعل أيضاً، وفي "المجمع": افتتن لأنه إن وافقه فيما يأتي ويَذَر، فقد خاطر بدينه، وإن خالفه، خاطر بروحه، وهذا لمن دَخَل مداهنةً، ومن دخل آمراً وناهياً وناصحاً، فكان دخوله أفضل. (1) كذا في الأصول الخطية التي بأيدينا، وهو خطأ واضح لا شك فيه، وجاء تصويبه على هامش (ظ 14) بإبدال "حولت" مكان "جعلت"، وإثبات "عن" مكان "نحو"، وبذلك يستقيم المعنى، أما الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فقد حذف من متن الحديث "بيت المقدس" وأثبت مكانها لفظة "البيت" بين حاصرتين، وقال في الحاشية: الذي في الأصلين: "نحو بيت المقدس"، وهو خطأ واضح أوقن أنه خطأ من الناسخين، ولذلك كتبتها "البيت". وقال السندي: هذه الرواية سهو، والصواب: "ثم حولت القِبلة بعد" أو نحوه، والله تعالي أعلم. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سماك في روايته عن عكرمة اضطراب، وإنما أخرج له مسلم من روايته عن غير عكرمة، وعكرمة من رجال البخاري، وباقي السند على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وانظر= الحديث: 3363 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 362 3364 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ، صَفًّا خَلْفَهُ، وَصَفًّا مُوَازِيَ الْعَدُوِّ، وَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ هَؤُلَاءِ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً (1) ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، وَلِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةً " (2) 3365 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ ابْنِ ذَرٍّ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا؟ " قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ الْجَوَابَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4) 3366 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) من قوله: "ثم ذهب" إلي هنا سقط من النسخ المطبوعة من "المسند". (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم، فمن رجال مسلم. وانظر (2063) . (3) في (م) : ابن ذر. (4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ذر - واسمه عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة الهمداني المُرهِبي- فمن رجال البخاري. وانظر (2043) . الحديث: 3364 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 363 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ، وَالشَّرَابِ (1) " قال عبد الله: قال أبى: وحَدَّثَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مُرْسَلًا وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، أَسْنَدَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ 3367 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: " خَلَقَهُمُ اللهُ حِينَ خَلَقَهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (3) 3368 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، سَمِعَهُ مِنْ، طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: " اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ (4) ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ، وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ،   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي السند على شرطهما. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري الخِضْرِمي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبِيعي. وهو مكرر (2817) . (2) يعني: عن إسرائيل، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة. وكذا محمد بن سابق رواه عن إسرائيل، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، عن ابن عباس. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه النسائي 4/59 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (1845) . (4) كذا في (ظ14) وحاشية (س) ومصادر التخريج، وفي (م) وسائر الأصول الخطية: "لكَ الحَمْدُ" دون قوله: "اللهم". الحديث: 3367 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 364 وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ مَلِكُ (1) السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ حَقٌّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، اللهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ: لَا إِلَهَ غَيْرُكَ " (2) 3369 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ عَوْسَجَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا مَاتَ، وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَرِثُهُ، " فَدَفَعَ   (1) في (ظ 14) : لك مُلْكُ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأحول. وأخرجه عبد الرزاق (2565) ، والحميدي (495) ، والدارمي (1486) ، والبخاري في "الصحيح" (1120) و (6317) ، وفي "خلق أفعال العباد" (628) ، ومسلم (769) ، وابن ماجه (1355) ، والنسائي في "المجتبى" 3/209- 210، وفي "الكبرى" (1319) و (7705) ، وأبو يعلى (2404) ، وابن خزيمة (1151) ، وأبو عوانة 2/299 و299-300، وابن حبان (2597) ، والطبراني (10987) ، والبيهقي 3/4 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزاد بعضهم: "ولا حول ولا قوة إلا بالله"، وزاد الحميدي، والبخاري في موضع، وابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي: قال سفيان: زاد فيه عبد الكريم أبو أمية (يعني ابن أبي المخارق) : "ولا حول ولا قوة إلا بك"، وزاد ابن حبان وحده بعد هذا: قال سفيان: فحدثت به عبد الكريم أبا أمية، فقال: قل؟ "أنت إلهي لا اله إلا أنت، ولا اله غيرك". وانظر (2710) . الحديث: 3369 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 365 النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِيرَاثَهُ إِلَى مَوْلًى لَهُ أَعْتَقَهُ الْمَيِّتُ، هُوَ الَّذِي لَهُ وَلَاؤُهُ، وَالَّذِي أَعْتَقَ " (1)   (1) إسناده ضعيف، عوسجة مولى ابن عباس، قال البخاري: لم يصح حديثه، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بمشهور، وقال أبو زرعة: مكي ثقة! وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" ص262: الفقهاء على خلاف حديث عوسجة هذا، إما لاتهامهم عوسجةَ، فإنه ممن لا يثبت به فرض ولا سنة، وإما لتحريف في التأويل، وإما لنسخ. وأخرجه عبد الرزاق (16191) ، ومن طريقه الطبراني (12209) ، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6410) عن سليمان بن سيف الحراني، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، كلاهما (عبد الرزاق وأبو عاصم) عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 4/346 عن أبي الحسين محمد بن أحمد الخياط، حدثنا أبو قلابة، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف، محمد بن أحمد الخياط فيه لين، كما في "تاريخ بغداد" 1/283، وأبو قلابة- واسمه عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي- قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون، كان يحدث من حفظه، فكثرت الأوهام منه، قلنا: وقد أخطأ في هذا الحديث، فقال: عن عكرمة، بدل "عوسجة"، وقال البيهقي في "سننه" 6/242: رواه بعض الرواة عن عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس، وهو غلط لا شك فيه. قلنا: وقد خالف أبا قلابة الرقاشي في هذا الإسناد سليمانُ بنُ سيف الحراني شيخ النسائي، وهو حافظ ثقة، فرواه عن أبي عاصم، عن ابن جريج، وقال فيه: عن عوسجة، بدل "عكرمة"، وقد تقدم في التعليق على الحديث رقم (1930) أن سفيان بن عيينة وحماد بن سلمة ومحمد بن مسلم أخرجوه عن عمرو بن دينار، فقالوا فيه: عن عوسجة، وهو الصواب. وقول الحاكم: وهذا حديث صحيح على شرط البخاري، وموافقة الذهبي له، ذهول منهما رحمهما الله، فان أبا قلابة الرقاشي- على سوء حفظه- لم يخرج له الشيخان، ولا أحدهما، وإنما هو من رجال ابن ماجه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 366 3370 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يُسْلِفُونَ فِي الثِّمَارِ السَّنَةَ وَالسَّنَتَيْنِ، أَوِ السَّنَتَيْنِ وَالثَّلَاثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَلِّفُوا فِي الثِّمَارِ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ، وَوَقْتٍ مَعْلُومٍ " (1) 3371 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ يَعْنِي ابْنَ قُدَامَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (2) 3372 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقُلْتُ: لَأَنْظُرَنَّ إِلَى   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وابن أبي نَجِيح: هو عبد الله، واسم أبي نجيح يسار، وعبد الله بن كثير: هو الداري المكي أحد القراء السبعة المشهورين، وأبو المنهال: هو عبد الرحمن بن مطعم البُناني البصري نزيل مكة.. وأخرجه مسلم (1604) (128) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقرن بعبد الرحمن وكيعاً. وأخرجه الشافعي 2/161، وعبد الرزاق (14060) ، وعبد بن حميد (676) ، والدارمي (2583) ، والبخاري (2253) ، وابن الجارود (614) و (615) ، والطبراني (11263) ، والدارقطني 3/3، والبيهقي 6/19-20 من طرق عن سفيان الثوري، به. وانظر (1868) . (2) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله رجال الصحيح، إلا أن في رواية سماك عن عكرمة اضطراباً. وهو مكرر (2426) . الحديث: 3370 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 367 صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطُرِحَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِسَادَةٌ فَنَامَ فِي طُولِهَا وَنَامَ أَهْلُهُ، ثُمَّ " قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، أَوْ قَبْلَهُ، أَوْ بَعْدَهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْآيَاتِ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ آلِ عِمْرَانَ حَتَّى خَتَمَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَتَى شَنًّا مُعَلَّقًا، فَأَخَذَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي، ثُمَّ أَخَذَ بِأُذُنِي فَجَعَلَ يَفْتِلُهَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ " (1) 3373 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاوِيَةَ خَمْرٍ، فَقَالَ: " إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ " فَدَعَا رَجُلًا فَسَارَّهُ، فَقَالَ: " مَا أَمَرْتَهُ؟ " فقَالَ: أَمَرْتُهُ بِبَيْعِهَا، قَالَ: " فَإِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا " قَالَ: فَصُبَّتْ (2) 3374 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2164) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن وعلة، وهو عبد الرحمن بن وعلة السبئي، فمن رجال مسلم، وقد وثقه ابن معين والعجلي والنسائي، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن يونس: كان شريفاً بمصر في أيامه، وله وفادة على معاوية، وصار إلي إفريقية، وبها مسجده ومواليه، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر. وهو في "موطأ مالك" 2/846، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/140-141، ومسلم (1579) ، والنسائي 7/307، 30، وابن حبان (4942) ، والبيهقي 1/16-12، والبغوي (2042) . وانظر (2041) . الحديث: 3373 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 368 مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، قَالَ: نَحْوًا مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللهَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ، قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ - أَوْ أُرِيتُ الْجَنَّةَ، وَلَمْ يَشُكَّ إِسْحَاقُ، قَالَ: رَأَيْتُ الْجَنَّةَ - فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَرَأَيْتُ النَّارَ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِكُفْرِهِنَّ " قَالَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ " (1)   (1) إسناداه صحيحان، الأول: على شرط الشيخين، والثاني: على شرط مسلم، إسحاق: هو ابن عيسى أبو يعقوب ابن الطباع البغدادي من رجال مسلم، وباقي رجاله= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 369 3375 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " وَذَلِكَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ (1) 3376 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: لَا أَدْرِي أَسَمِعْتُهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَمْ نُبِّئْتُهُ (2) عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِعَرَفَةَ وَهُوَ يَأْكُلُ رُمَّانًا، وَقَالَ: " أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = ثقات رجال الشيخين. وانظر (2711) . قوله: "تكعكعتَ"، قال السندي: أي: تأخرت. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/359. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/386، والبخاري (1513) و (1855) ، ومسلم (1334) (407) ، وأبو داود (1809) ، والنسائي 5/118-119 و8/228، وابن خزيمة (3031) (3033) و (3036) ، وابن حبان (3989) و (3996) ، والطبرانيٍ 18/ (722) ، والبيهقي 4/328، والبغوي (1854) . وقد سلف برقم (3238) مختصراً من طريق مالك، وانظر (1890) . (2) ما أثبتناه من (ظ 9) و (ظ 14) ومما سلف برقم (1870) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: لم ينسبه، وهو تحريف. الحديث: 3375 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 370 بِعَرَفَةَ وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ " (1) 3377 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي (2) إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي - وَقَالَ: مَرَّةً حَدَّثَنَا - سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحَدُ، ابْنَيِ الْعَبَّاسِ، إِمَّا الْفَضْلُ، وَإِمَّا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي، أَوْ أُمِّي - قَالَ: يَحْيَى وَأَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: أَبِي - كَبِيرٌ، وَلَمْ يَحُجَّ، فَإِنْ أَنَا حَمَلْتُهُ عَلَى بَعِيرٍ لَمْ يَثْبُتْ عَلَيْهِ، وَإِنْ شَدَدْتَهُ عَلَيْهِ لَمْ آمَنْ عَلَيْهِ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: " أَكُنْتَ قَاضِيًا دَيْنًا لَوْ كَانَ عَلَيْهِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ " فَاحْجُجْ عَنْهُ " (3) 3378 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4) 3379 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف نحوه برقم (3266) من طريق أيوب، عن سعيد بن جبير لم يشك فيه. وهو مكرر (1870) . (12 لفظة "أبي" سقطت من (م) و (س) و (ق) و (ص) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقْسَم الأسدي مولاهم المعروف بابن عُلَية، ويحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي مولاهم البصري. وانظر (1812) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير الواسطي. وهو مكرر (1812) . الحديث: 3377 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 371 قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضَمَّنِي إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: " اللهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ " (1) 3380 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارٌ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ " (2) 3381 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامٌ، فَعَرَضُوا عَلَيْهِ الْوَضُوءَ، فَقَالَ: " إِنَّمَا أُمِرْتُ بِالْوُضُوءِ، إِذَا قُمْتُ إِلَى الصَّلَاةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. خالد الحذاء: هو خالد بن مِهران البصري. وانظر (1840) . (2) إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عماربن أبي عمار مولى بني هاشم، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (1945) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عُبيد الله بن عبدِ الله بن أبي مُليكة التيمي المدني. وأخرجه أبو داود (3760) ، والترمذي في "السنن" (1847) ، وفي "الشمائل" (186) ، والنسائي 1/8685،. وابن خزيمة (35) ، والطبراني (11241) ، والبيهقي 1/42 و348، والبغوي (2835) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه عبد بن حميد (690) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، به. وانظر (2549) . الحديث: 3380 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 372 3382 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ، فَقُرِّبَ إِلَيْهِ طَعَامٌ، فَقَالُوا: أَلَا نَأْتِيكَ بِوَضُوءٍ؟ فَقَالَ: " أُصَلِّي فَأَتَوَضَّأُ؟ " (1) 3383 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا، وَعُذِّبَ وَلَنْ يَنْفُخَ فِيهَا، وَمَنْ تَحَلَّمَ كُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ شَعِيرَتَيْنِ - أَوْ قَالَ: بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ -، وَعُذِّبَ وَلَنْ يَعْقِدَ بَيْنَهُمَا، وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ يَكْرَهُونَهُ (2) ، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الْآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ إِسْمَاعِيلُ: " يَعْنِي الرَّصَاصَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سيد بن الحويرث، فمن رجال مسلم. وأخرجه عبد بن حميد (690) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، بهذا الإسناد. وانظر (1932) . (2) في (ظ14) : يفرون منه، وكتب على هامشها: في نسخة أخرى: يكرهونه. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1159) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وانظر (1866) . قوله: "ولن ينفخ ... ولن يعقد"، هكذا أثبتناه من (م) و (ظ9) و (ظ14) ، ومن "الأدب المفرد"، وفي باقي الأصول الخطية: "وإن ينفخُ ... وإن يعقدُ"، قال السندي: هكذا في النسخ، فإن بكسر الهمزة، نافية والفعل مرفوع، وجَعْلها وَصْلية بعيد، والله= الحديث: 3382 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 373 3384 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ مَيْمُونَةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ وَبَنَى بِهَا حَلَالًا بِسَرِفَ، وَمَاتَتْ بِسَرِفَ (1) " 3385 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي الْجَدِّ: أَمَّا الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ خَلِيلًا "، لَاتَّخَذْتُهُ فَإِنَّهُ قَضَاهُ أَبًا، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ (2)   = تعالي أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وانظر (2565) ، وسيتكرر برقم (3400) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/12، وعنه ابن أبي عاصم في "السنة" (1228) عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2910) ، وأحمد في "فضائل الصحابة" (566) ، والبخاري (3656) و (3657) ، والبيهقي 6/246 من طريق وهيب بن خالد، والبخاري (3657) من طريق عبد الوهاب الثقفي، وهو أيضاً (6738) من طريق عبد الوارث بن سعيد، ثلاثتهم عن أيوب السختياني، به. والحديث عند البخاري من طريق وهيب وعبد الوهاب وعند الدارمي وأحمد في "الفضائل " دون ذكر ميراث الجد. وأخرجه الحاكم 4/339 من طريق وهيب، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أبا بكر رضي الله عنه جعله أباً، يعني الجد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وأخرجه الدارمي (2903) و (2909) من طريقين عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، وعن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري: أن أبا بكر الصديق جعل الجد أباً. وسقط من الإسناد عنده في الموضع الأول: "عن ابن عباس" وسقط في الموضع= الحديث: 3384 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 374 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الثاني" عن أبي سعيد الخدري"، واستدركا من "إتحاف المهرة" 3/ورقة 140. وأخرج عبد الرزاق (19054) ، وابن أبي شيبة 11/289-290 من طريق عطاء، وعبد الرزاق (19055) و (19056) ، والدارمي (2926) من طريق طاووس، كلاهما عن ابن عباس: أنه جعل الجد أباً. فوقفاه على ابن عباس. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/289 عن ابن فضيل، عن ليث، عن طاووس، عن أبي بكر وابن عباس وعثمان: أنهم جعلوا الجد أباً. وأخرج ابن أبي شيبة 11/289، والدارمي (2924) ، والبيهقي 6/246 من طريق عبد الله بن خالد، عن عبد الرحمن بن معقل، قال؟ سئل ابن عباس عن الجد، فقال: أيُ أب لك أكبر؟ فقلت أنا: آدم، قال: الم تسمع إلي قول الله تعالي: (يا بني آدم) . وأخرج عبد الرزاق (19053) ، والبيهقي 6/246 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس: الجد أب، وقال: لو عَلِمَت الجن أن في الناس جدوداً ما قالوا: (تعالي جَد رَبنا) ، وقرأ سفيان: (يا بني آدم) ، و (واتبعتُ مِلة آبائي) . وقصة الخُلة سلفت برقم (2432) . وفي الباب عن عبد الله بن الزبير: أن أبا بكر جعل الجد أباً. أخرجه أحمد 4/4 و5، والبخاري (3658) . وعن عثمان بن عفان عند الدارمي (2906) و (2907) و (2908) ، والدارقطني 4/92، والبيهقي 6/246. وعن أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 11/288، والدارمي (2903) و (2909) ، والبيهقي 6/246. وعن أبي موسى الأشعري عند ابن أبي شيبة 11/288، والدارمي (2904) و (2905) . وصحح الحافظ ابن حجر الأسانيد الثلاثة في "الفتح" 12/19. وعن عطاء مرسلاً عند ابن أبي شيبة 11/290، والبيهقي 6/225 قال: كان أبو بكر رضي الله عنه يقول: الجدُّ أب ما لم يكن دونه أب، كما أن ابن الابن ابن ما لم يكن دونه ابن. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 375 3386 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " (1) 3387 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: فِي السُّجُودِ فِي ص: لَيْسَتْ مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ، وَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِيهَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو رجاء العُطاردي: هو عمران بن مِلْحان، ويقال: ابن تَيْم. وأخرجه مسلم (2737) (94) ، والترمذي (2602) ، والطبراني (12767) من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2737) (94) ، والنسائي في "الكبرى" (9261) ، والطبراني (12768) من طريق عبد الوهاب الثقفي، والطبراني (12769) من طريق داود بن الزبرِقان، كلاهما عن أيوب، به. وانظر (2086) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجاله رجال الشيخين. وأخرجه الدارمي (1467) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/124، وعبد الرزاق (5865) ، والحميدي (477) ، وعبد بن حميد (595) ، والبخاري (1069) و (3422) ، وأبو داود (1409) ، والترمذي (577) ، وابن خزيمة (550) ، والطبراني (11864) و (11865) ، والبيهقي 2/318، والبغوي (766) من طرق عن أيوب، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11170) عن عتبة بن عبد الله، أخبرنا سفيان، عن= الحديث: 3386 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 376 3388 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ مُجَاهِدًا عَنِ السَّجْدَةِ الَّتِي فِي ص، فَقَالَ: نَعَمْ، سَأَلْتُ عَنْهَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: أَتَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ} وَفِي آخِرِهَا: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] قَالَ: " أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِدَاوُدَ " (1)   = أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسجد في "ص": (أولئك الذين هَدَى الله فبِهُداهُم اقْتَدِه) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرج عبد الرزاق (5867) عن إسرائيل، عن رجل، عن أبي معبد مولى ابن عباس، قال: رأيت ابن عباس سجد في "ص". وأخرج عبد الرزاق أيضاً (5859) عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: أنه لم يكن يقول في "ضق" سجدة. يريد أنها ليست من العزائم والله تعالي أعلم. وأخرج هو أيضاً (5860) عن ابن جريج، عن عكرمة بن خالد، عن سعيد بن جببر، عن ابن عباس وابن عمر: أنهما كانا يَعُدان سجدة "ص" مع سجدات القرآن. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (2521) . وفي الباب عن علي رضي الله عنه أنه قال: العزائم أربع: (الم تنزيل) ، و"حم السجدة"، و"النجم"، و (اقرأ باسم ربك الذي خلق) . أخرجه عبد الرزاق (5863) ، وابن2 أبي شيبة 2/17، والطحاوي 1/355، وحَسن الحافظ ابن حجر إسناده في "الفتح" 2/552. قال الحافظ: والمراد بالعزائم: ما وردت العزيمةُ على فعله كصيغة الأمر مثلا بناء على أن بعض المندوبات آكدُ من بعض عند من لا يقول بالوجوب. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِية، فمن رجال مسلم وروى له البخاري مقروناً.= الحديث: 3388 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 377 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البخاري (3421) و (4806) و (4807) ، وابن خزيمة (552) ، والطحاوي 1/361، وابن حبان (2766) ، والبيهقي 2/319 من طرق عن العوام بن حوشب، به. وأخرجه عبد الرزاق (5862) ، والبخاري (4632) من طريق سليمان الأحول، والنسائي في "الكبرى" (11169) من طريق شريك، عن حصين بن عبد الله، كلاهما عن مجاهد، به. ورواية النسائي بلفظ: عن ابن عباس أنه سجد في "ص" ثم قال: أمِرَ نَبيُّ الله أن يقتدي بالأنبياء، ثم قرأ: (أولئك الذين هَدَى الله فبِهُداهم اقْتَدِه) . وقد تحرف في المطبوع منه: "أًمر نبي الله" إلي: "أمرني الله". وأخرجه الطحاوي 1/364، والطبراني (11036) ، والبيهقي 2/319 من طريق عمرو بن مرة، عن مجاهد بنحوه. وقد تحرف في المطبوع من الطبراني "عمرو بن مرة" إلي. عمرو بن مرزوق. وأخرجه الطبراني (11035) من طريق عمرو بن مرة أيضا، عن مجاهد أن ابن عباس قال في سجدة "ضق": توبة نبي، أمر الله نبيه أن يقتدي به. وأخرجه عبد الرزاق (5868) من طريق عبيد الله بن أبي يزيد، وابن خزيمة (551) من طريق سعيد بن جبير، كلاهما عن ابن عباس، بنحوه. وأخرج النسائي في "المجتبى" 2/159، وفي "الكبرى" (11438) من طريق حجاج بن محمد، والدارقطني 1/407 من طريق عبد الله بن بَزِيع ومحمد بن الحسين، ثلاثتهم عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد في "ص"، وقال: "سجدها داودُ عليه السلام توبةً، ونسجدها شكراً" وهذا إسناد موصول صحيح. وأخرجه عبد الرزاق (5870) ، وأخرجه البيهقي 2/318-319 من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما (عبد الرزاق وابن عيينة) عن عمر بن ذر، عن أبيه، عنَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ مرسلا، وقد روي من أوجه عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موصولاً، وليس بقوي. قلنا: وإسناد الموصول صحيح كما تقدم.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 378 3389 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، " فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ أُصَلِّي مَعَهُ فَقُمْتُ عَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ لِي هَكَذَا، فَأَخَذَ بِرَأْسِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " (1) 3390 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، قَالَ: أُنْبِئْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَجَاءَ الْمَلَكُ بِهَا، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَضَرَبَ بِعَقِبِهِ فَفَارَتْ عَيْنًا، فَعَجِلَتِ الْإِنْسَانَةُ، فَجَعَلَتْ تَقْدَحُ فِي شَنَّتِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَحِمَ اللهُ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ، لَوْلَا أَنَّهَا عَجِلَتْ، لَكَانَتْ   = قال الحافظ في "الفتح" 2/553: استدل الشافعي بقوله: "شكراً" على أنه لا يسجد فيها في الصلاة، لأن سجود الشاكر لا يُشْرَع داخل الصلاة. وفي الباب عن ابن عمر عند البيهقي 2/320. وعن أبي سعيد الخدري عند الدارمي (1466) ، وأبي داود (1410) ، وابن خزيمة (1795) ، وابن حبان (2765) ، والدارقطني 1/408، والحاكم 1/284 و2/431، والبيهقي 2/318، ولفظه: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو على المنبر "ص"، فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة نزل الناسُ (أي: تهيؤوا) للسجود، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما هي توبةُ نبي، ولكني رأيتكم تَشَزنتم للسجود" فنزل فسجد وسجدوا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (699) ، والنسائي 2/87، والبيهقي 4/53، والبغوي (826) من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر (1843) . الحديث: 3389 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 379 زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا " (1) 3391 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ بَنِي سَدُوسٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ؟ فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصِيبُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ " (2) 3392 - حَدَّثَنَاهُ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَهُ (3) حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَهُ (4)   (1) حديث صحيح، وقول أيوب فيه هنا: "أنبئت عن سعيد بن جبير"، قد جاء في رواية البخاري (3362) من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن أيوب، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، فتبيَنَت الواسطة، وهو عبد الله بن سعيد بن جبير، وهو ثقة من رجال الشيخين، وهذا لا يستلزم قدحاً في رواية أيوب، فإنه قد سمع من سعيد بن جبير أيضاً، وانظر "فتح الباري " 6/400. وأخرجه الطبري 13/229 عن يعقوب بن إبراهيم والحسن بن محمد، كلاهما عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (2285) و (3250) . وسيأتي من زيادات عبد الله على "المسند" 5/121 من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ من بني سَدُوس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما بعده. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. ابن جعفر: هو محمد، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السَّخْتِياني. وهو مكرر (2241) . (4) هذا السند ليس في المطبوع ولا في أصولنا الخطية عدا (ظ 14) ، فهو فيها وفي= الحديث: 3391 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 380 3393 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ مِنْ تَاسِعَةٍ، فَأَصْبِحْ صَائِمًا " قَالَ يُونُسُ، فَأُنْبِئْتُ عَنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ قَالَ: أَكَذَاكَ صَامَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ (1) 3394 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنِّي رَجُلٌ إِنَّمَا مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي، وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ؟ قَالَ: فَإِنِّي لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُعَذِّبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ،   = "أطراف المسند" 1/ورقة 116، وهو سند صحيح على شرط مسلم، عبد الوهَّاب- وهو ابن عطاء الخَفاف- روى له مسلم، وقد سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط، وكذا عبد الله بن شقيق فمن رجال مسلم. وأخرجه الطحاوي 2/90 عن علي بن معبد، عن عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحكم بن الأعرج- وهو الحكم بن عبد الله بن إسحاق الأعرج- فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن عبيد العبدي البصري، وقول يونس في آخر الحديث: "فأنبئت عن الحكم" فالذي أنبأه عن الحكم: هو ابن أخي الحكم واسمه حاجب بن عمر، صرح بذلك عبد الرزاق في روايته (7840) عن إسماعيل بن عبد الله ابن بنت محمد بن سيرين، عن يونس بن عبيد، به- وفيه: قال يونس: وأخبرني ابن أخي الحكم عنه أنه قال: ذلك اليوم الذي أَمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصيامه. وانظر (2135) . الحديث: 3393 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 381 وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا " قَالَ: فَرَبَا لَهَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً، فَاصْفَرَّ (1) وَجْهُهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَيْحَكَ، إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ، فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّجَرِ وَكُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ (2) 3395 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحِلَّ، فَحَلَلْنَا، فَلُبِسَتِ الثِّيَابُ، وَسَطَعَتِ الْمَجَامِرُ، وَنُكِحَتِ النِّسَاءُ " (3) 3396 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، قَالَ: قَالَ طَاوُسٌ:   (1) في (ظ 9) و (ظ 14) وعلى حاشية (س) و (ق) و (ص) : واصفَرً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي العبدي البصري، وسعيد بن أبي الحسن: هو أخو الحسن البصري. وأخرجه البخاري (2225) ، والنسائي في "الكبرى" (9785) ، وأبو يعلى (2577) ، وأبو عوانة في اللباس كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 33، والطحاوي 4/286، وابن حبان (5846) و (5848) ، والطبراني (12772) و (12773) ، والبيهقي 4/270 من طرق عن عوف، به. ولفظه عند النسائي وابن حبان (5846) : "إن الله يعذب المصورين لِما صَوًروا". وهو عند النسائي دون ذكر القصة، وتحرف "عوف" عنده وعند الطحاوي إلي: عون. وانظر (2810) . قوله: "فربا لها الرجل"، قال الحافظ في "الفتح" 4/416: بالراء والموحدة، أي: انتفخ، قال الخليل: ربا الرجل: أصابه نَفَس في جوفه، وهو الرَّبو والرَّبوة، وقيل: معناه: ذُعِرَ، وامتلأ خوفاً. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإِبهام راويه عن ابن عباس، وله طرق أخرى يصيح بها، انظر (2641) . الحديث: 3395 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 382 قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ فِيهِ، وَلَكِنَّهُ اسْتَقْبَلَ زَوَايَاهُ " (1) 3397 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ، وَالْحَضَرِ " (2) 3398 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَفْطَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَةَ، وَبَعَثَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الْفَضْلِ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ " (3) 3399 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أُمِرَ أَنْ يَقْرَأَ فِيهِ، وَسَكَتَ فِيمَا أُمِرَ أَنْ يَسْكُتَ فِيهِ ": {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] ، وَ {لَقَدْ كَانَ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-، وقد سلف من طرق أخرى بأسانيد صحيحة في مسند ابن عباس برقم (2126) و (3093) ، وفي مسند الفضل بن العباس (1795) ، وسيأتي في مسند أسامة بن زيد 5/208. (2) صحيح، وهذا إسناد لضعيف لضعف ليث بن أبي سليم. وانظر (1874) و (1918) و (1953) و (3288) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وأخرجه الترمذي (750) عن أحمد بن منيع، والنسائي في "الكبرى" (2816) عن زياد بن أيوب دَلّويه، كلاهما عن إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وانظر (2516) . وقد سلف الحديث برقم (1870) عن إسماعيل، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وهو إسناد صحيح على شرطهما. الحديث: 3397 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 383 لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] (1) 3400 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2) 3401 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى " (3) 3402 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا الْجَعْدُ، صَاحِبُ الْحِلَى أَبُو عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ، وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هُوَ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. وأخرجه البخاري (774) عن مسدد، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر لزاماً (3092) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وانظر (2200) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو مكرر (2052) . وقوله: "التمسوها"، يعني: ليلة القدر. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمًي، والجعد صاحب= الحديث: 3400 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 384 3403 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَسَ مِنْ كَتِفٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1) 3404 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، (2) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ صَاحِبٍ لَهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ بِالْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ " (3)   = الحلي: هو الجعد بن دينار أبو عثمان الصيرفي البصري، وأبو رجاء: هو عمران بن ملحان العطاردي. وأخرجه البخاري (6491) عن أبي معمر، ومسلم (131) من طريق شيبان بن فروخ، وابن منده في "الإيمان" (380) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (333) من طريق شيبان بن فروخ ومسدد، وابن منده (381) من طريق علي بن عبيد الله، أربعتهم عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو في رواية علي بن عبيد الله من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس من كلامه فيما يرويه عن ربه تعالي. وانظر (2001) و (2519) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (2524) . (2) تحرف في (م) والأصول التي بأيدينا عدا (ظ 9) و (ظ 14) إلي: عروة، والتصويب من (ظ9) و (ظ 14) ومن "أطراف المسند" 1/ورقة 111. (3) إسناد بهز صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَزْرة- وهو ابن عبد الرحمن الخزاعي الكوفي الأعور-، وإسناد عبد الصمد فيه إبهام شيخ قتادة، وهو عزرة بن عبد الرحمن كما في رواية بهز، فقد سلف تمامه- وهو القراءة في الفجر يوم الجمعة- برقم (3096) عن عبد الصمد وعفان، عن همام، عن قتادة، عن عزرة، عن= الحديث: 3403 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 385 3405 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كَانَ عَبْدًا أَسْوَدَ يُسَمَّى مُغِيثًا، وَكُنْتُ أَرَاهُ يَتْبَعُهَا فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، يَعْصِرُ عَيْنَيْهِ عَلَيْهَا، قَالَ: فَقَضَى فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ قَضِيَّاتٍ: قَضَى أَنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ، وَخَيَّرَهَا، وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ - قَالَ: هَمَّامٌ مَرَّةً: عِدَّةَ الْحُرَّةِ - قَالَ: وَتُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِصَدَقَةٍ، فَأَهْدَتْ مِنْهَا إِلَى عَائِشَةَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ " (1) 3406 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيهِمُ الْأَشَجُّ أَخُو بَنِي عَصَرٍ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّا حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ، وَإِنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارَ مُضَرَ، وَإِنَّا لَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ إِذَا عَمِلْنَا بِهِ دَخَلْنَا الْجَنَّةَ، وَنَدْعُو بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا؟ فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: " أَمَرَهُمْ (2) أَنْ يَعْبُدُوا اللهَ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ يَصُومُوا رَمَضَانَ، وَأَنْ   = سعيد بن جبير، به، فأكد هذا أن الرجلَ المبهم هنا في رواية عبد الصمد هو عزرةُ. وأخرجه الطبراني (12418) من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، عن همام، عن قتادة، عن عزرة، به. وانظر (1993) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (2542) . (2) لفظة "أمرهم" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية. الحديث: 3405 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 386 يَحُجُّوا الْبَيْتَ، وَأَنْ يُعْطُوا الْخُمُسَ مِنَ الْمَغَانِمِ "، وَنَهَاهُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: " عَنِ الشُّرْبِ فِي الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ، وَالْمُزَفَّتِ "، فَقَالُوا: فَفِيمَ نَشْرَبُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِأَسْقِيَةِ الْأَدَمِ، الَّتِي يُلَاثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا " (1) 3407 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يَذْكُرُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمُ الْأَشَجُّ أَخُو بَنِي عَصَرٍ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري، وقد تابعه سعيد بن المسيب، وهو من رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود (3694) ، والطبراني (10688) ، وابن منده (156) من طريق مسلم بن إبراهيم، والنسائي في "الكبرى" (6833) من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. وهو عند أبي داود والنسائي مختصر. وقال ابن منده: هذا إسناد صحيح على رسم الجماعة. وأخرجه النسائي (6834) من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب مرسلًا. وانظر ما بعده، وسلف برقم (2020) من طريق شعبة، عن أبي جمرة الضبعي، عن ابن عباس. وقد روي الحديث من طريق سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمر مختصراً، سيأتي في مسنده 2/14. قوله: "وأن يحجوا البيت" لم يرد إلا في هذا الطريق، وفي طريق أبي قلابة الرقاشي عن أبي زيد الهروي، عن قرة بن خالد، عن أبي جمرة، عن ابن عباس عند البيهقي في "السنن الكبرى" 4/199. وانظر لزاماً "فتح الباري" 1/134. ويُلاث: يُشد ويربط. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبان: هو ابن يزيد العطار. وانظر ما قبله. الحديث: 3407 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 387 3408 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، وحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْوَتْرِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " قَالَ: وَسَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (1) 3409 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَخَذَهُ طَعَامًا لِأَهْلِهِ " (2) 3410 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَكَانَ يَزِيدُ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي، فَمَنْ رَآنِي فِي النَّوْمِ، فَقَدْ رَآنِي " فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، " رَأَيْتُ رَجُلًا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ، أَسْمَرُ إِلَى   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد بن سعيد السدُوسي البصري. وانظر (2836) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان القُردوسي. وانظر (2109) . الحديث: 3408 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 388 الْبَيَاضِ، حَسَنُ الْمَضْحَكِ، أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ، جَمِيلُ دَوَائِرِ الْوَجْهِ، قَدْ مَلَأَتْ لِحْيَتُهُ، مِنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ، حَتَّى كَادَتْ تَمْلَأُ نَحْرَهُ " - قَالَ: عَوْفٌ لَا أَدْرِي مَا كَانَ مَعَ هَذَا مِنَ النَّعْتِ - قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَوْ رَأَيْتَهُ فِي الْيَقَظَةِ مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا (1) 3411 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، " سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، لَا نَخَافُ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ " (2) 3412 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   (1) إسناده ضعيف، يزيد الفارسي في عداد المجهولين، تقدم الكلام في بيان حاله عند الحديث (399) . وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (392) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 1/417، وابن أبي شيبة 11/56 عن هَوْذة بن خليفة، عن عوف، به. وهو عند ابن أبي شيبة دون ذكر صفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث تقدم منفصلًا مع شواهده برقم (2525) ، وصُحح لشواهده، وبعض هذه الشواهد مخرج في الصحيح. وانظر صفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفصلة في كتاب "الشمائل" للحافظ ابن كثير ص5 وما بعدها. (2) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقَات رجال الشيخين إلا أن محمداً- وهو ابن سيرين- لم يسمع من ابن عباس. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان البصري.= الحديث: 3411 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 389 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1) 3413 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2) 3414 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ وَهُوَ سَاجِدٌ " (3) 3415 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَعْتَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الطَّائِفِ مَنْ خَرَجَ إلَيْهِ (4) مِنْ رَقِيقِ الْمُشْرِكِينَ " (5)   = وانظر (1852) . (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان- وهو ابن خثيم- فمن رحال مسلم، وهو صدوق. وانظر (2560) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1919) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، التميمي- وهو أربِدَة- لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2405) . (4) لفظة "إليه" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية. (5) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد= الحديث: 3413 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 390 3416 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ سَلْمٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا مُسَاعَاةَ فِي الْإِسْلَامِ، مَنْ سَاعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَدْ أَلْحَقْتُهُ بِعَصَبَتِهِ، وَمَنِ ادَّعَى وَلَدَهُ (1) مِنْ غَيْرِ رِشْدَةٍ، فَلَا يَرِثُ وَلَا يُورَثُ " (2)   = عنعنِه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداَ، وهو ثقة. والحديث مكرر (1959) . (1) في (ظ14) : ولداً. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة راويه عن سعيد بن جبير. معتمر: هو ابن سليمان التيمي البصري، وسَلْم: هو ابن أبي الذًيال، وهو ثقة، له في مسلم حديث واحد. وأخرجه أبو داود (2264) ، ومن طريقه البيهقي 6/259-.26 عن يعقوب بن إبراهيم، عن معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12438) ، وفي "الأوسط" (1009) ، والحاكم 4/342 من طريق عمرو بن الحصين العقيلي، عن معتمر بن سليمان، عن سلم بن أبي الذيال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بإسقاط الرجل المبهم بين سلم وبين سعيد بن جبير. وهذا سند ضعيف جداً، عمرو بن الحصين متروك مظلم الحديث، وأخطأ الحاكم خطأً مبيناً فصححه على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله: لعله موضوع، فابن الحصين تركوه. وقال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 28 بعد أن أورد تصحيح الحاكم: هذه مجازفة قبيحة، فابن الحصين تركوه. تنبيه: وقع في "المعجم الأوسط" و"المستدرك" تحريفات عدة تستدرك من هنا. وللحديث شاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عند أحمد 2/181، وأبي داود (2265) ، والترمذي (2113) ، وابن ماجه (2745) و (2746) ، ولفظه عند أحمد: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى أيما مُستَلْحَقٍ استلْحِقَ بعد أبيه الذي يدعى له، ادعاه ورثتُه، قضى إن كان من حرة تزوَّجها، أو من أمة يملكها، فقد لحق بما استَلْحَقَه،= الحديث: 3416 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 391 3417 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَهْدَى الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارَ وَحْشٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ فَرَدَّهُ وَقَالَ: " لَوْلَا أَنَّا مُحْرِمُونَ لَقَبِلْنَاهُ مِنْكَ " (1)   = وإن كان من حرة أو أمه عاهَرَ بها، لم يلحق بما استَلْحَقَه، وإن كان أبوه الذي يُدعى له هو ادعاه، فهو ابن زنْيَة، لأهل أمه مَن كانوا، حرةً أو أمةً. قوله: "لا مساعاة"، قال الخطابي في "معالم السنن" 3/273: المساعاة: الزنى، وكان الأصمعي يجعل المساعاة في الإماء دون الحرائر، وذلك لأنهن يَسْعَيْنَ لمواليهن، فيكتسبن لهم بضرائب كانت عليهن، فأبطل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المساعاة في الإسلام، ولم يُلحق النسب لها، وعفا عما. كان منها في الجاهلية، وألحق النسبَ به. وقال ابن الأثير في "النهاية" 1/369 نحو ذلك، وزاد: يقال: ساعت الأمةُ: إذا فجرت، وساعاها فلان: إذا فجر بها، وهي مفاعلة من السعي، كأن كل واحد منهما يسعى لصاحبه في حصول غرضه. وقوله: "من غير رِشْدة": قال الخطابي 3/273، وابن الأثير 1/225: يقال: هذا ولد رَشْدة: إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: ولد زَنية، بكسر الراء والزاي وفتحهما، لغتان. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حبيب- وهو ابن أبي ثابت بن دينار الأسدي مولاهم الكوفي- صرح بالسماع فيما تقدم برقم (3132) .أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وهو أحفظ الناس لحديث الأعمش. وأخرجه مسلم (1194) (53) ، والبيهقي 5/192-193 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 11 عن أبي علي الزعفراني، عن عَبِيدة بن حميد، عن الأعمش، به. وانظر (2530) . الحديث: 3417 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 392 3418 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي الثَّوْبِ الْمَصْبُوغِ، مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ نَفْضٌ، وَلَا رَدْعٌ " (1) 3419 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ، دَخَلَ عَلَيْهِ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ، مِنْهُمْ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ، ابْنُ أَخِيكَ يَشْتِمُ آلِهَتَنَا، يَقُولُ وَيَقُولُ، وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فَانْهَهُ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ، وَكَانَ قُرْبَ أَبِي طَالِبٍ مَوْضِعُ رَجُلٍ، فَخَشِيَ إِنْ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَمِّهِ أَنْ يَكُونَ أَرَقَّ لَهُ عَلَيْهِ، فَوَثَبَ، فَجَلَسَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَجِدْ مَجْلِسًا إِلَّا عِنْدَ الْبَابِ فَجَلَسَ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّ قَوْمَكَ يَشْكُونَكَ، يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَشْتُمُ آلِهَتَهُمْ، وَتَقُولُ وَتَقُولُ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ، فَقَالَ: " يَا عَمِّ إِنِّي إِنَّمَا أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ " قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ نَعَمْ وَأَبِيكَ، عَشْرًا، قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " قَالَ: فَقَامُوا وَهُمْ   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة، ولضعف حسين بن عبد الله- وهو ابن عبيد الله بن عباس-. وأخرجه ابن أبي شيبة (ص104) الجزء الذي نشره العمروي، وأبو يعلى (2579) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (3314) . الحديث: 3418 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 393 يَنْفُضُونَ ثِيَابَهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5] قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: {لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} [ص: 8] (1) 3420 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ (2) فَأَقْضِيهِ عَنْهَا قَالَ: " أَرَأَيْتَكِ لَوْ كَانَ عَلَيْهَا دَيْنٌ، كُنْتِ تَقْضِينَهُ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ قَالَ: " فَدَيْنُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى " (3)   (1) إسناده ضعيف، عباد بن جعفر- وهو يحيى بن عمارة، جزم بذلك البخاري ويعقوب بن شيبة وابن حبان، ويقال: يحيى بن عباد- لم يرو عنه غير الأعمش، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجاهيل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/299، والنسائي في "الكبرى" (11437) ، والطبري 23/125 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. وانظر (2008) . قوله: "أرق له عليه"، قال السندي: أي خشي أن يكون قربه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أبي طالب سبباً لرقة أبي طالب. (2) في (م) والأصول التي بأيدينا غير (ظ9) و (ظ14) : "صوم شهر رمضان" وهو خطأ، وما أثبتناه من (ظ9) و (ظ14) وهو موافق لما في "أطراف المسند" 1/ورقة 112، و"إتحاف المهرة" 3/ورقة 14. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه أبو عوانة في الصوم كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 14 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (1861) و (1970) .= الحديث: 3420 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 394 3421 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيِّمُ أَوْلَى بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَصَمْتُهَا إِقْرَارُهَا " (1) 3422 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَيُّ الْقِرَاءَتَيْنِ تَعُدُّونَ أَوَّلَ؟ قَالُوا: قِرَاءَةَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَا، بَلْ هِيَ الْآخِرَةُ، " كَانَ يُعْرَضُ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَشَهِدَهُ عَبْدُ اللهِ، فَعَلِمَ مَا نُسِخَ مِنْهُ وَمَا بُدِّلَ " (2)   = قوله: "تقضينه"، بإثبات النون على الجادة كما في (م) وهامش (س) و (ظ9) ، وفي عامة الأصول بحذف النون، ويمكن تخريج حذفها على أنه لمجرد التخفيف، قال ابن مالك في "شواهد التوضيح" ص171: حذف النون في موضع الرفع لمجرد التخفيف ثابتٌ في الكلام الفصيح، نثره ونظمه. وأورد جملة أحاديث من "صحيح البخاري" وأبياتٍ شواهد على ذلك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (1888) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى ومحمدٌ: هما ابنا عبيد بن أبي أمية الكوفي الطًنافسي، وأبو ظبيان: هو حصين بن جندب بن الحارث الجَنْبي. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/342، وابن أبي شيبة 10/559، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (382) ، والنسائي في "الكبرى" (7994) و (8258) ، وأبو يعلى (2562) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/356، وفي "شرح مشكل الآثار" 1/115 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (2494) . الحديث: 3421 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 395 3423 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُكَاتِبِ يُقْتَلُ، يُودَى لِمَا أَدَّى مِنْ مُكَاتَبَتِهِ دِيَةَ الْحُرِّ، وَمَا بَقِيَ دِيَةَ الْعَبْدِ " (1) 3424 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ بِالْمَدِينَةِ، فَمَرَّ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ: شُرَحْبِيلُ أَبُو سَعْدٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعْدٍ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ: لَأَنْ يَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ حَقًّا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النَّعَمِ، قَالَ: حَدِّثْ بِهِ الْقَوْمَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ، فَيُحْسِنُ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ - أَوْ صَحِبَهُمَا - إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وحجاج الصواف: هو حجاج بن أبي عثمان أبو الصلت الكندي مولاهم. وأخرجه أبو داود (4581) ، والنسائي 8/46، والدارقطني 3/199 و4/123 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 3/111 عن محمد بن خزيمة، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن الحجاج الصواف، به. وانظر (1944) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شرحبيل أبي سعد: وهو شرحبيل بن سَعْد الخَطْمي المدني مولى الأنصار. وأخرجه أبو يعلى (2457) من طريق حسين بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس= الحديث: 3423 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 396 3425 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " (1)   = بلفظ: "ومن عال ثلاث بنات، فأنفق عليهن وأحسن إليهن، وجبت له الجنة" فقام رجل من الأعراب فقال: أو اثنتين؟ قال: "نعم". حتى لو قال: واحدة، لقال: نعم. وأخرجه الحاكم 4/178 من طريق يعلى بن عبيد، عن فطر بن خليفة، عن شرحبيل بن سعد، به. وذكر قصة السؤال في مجلس زيد بن علي، ووقع عنده "أمير المدينة" بدل قوله: "أمير المؤمنين". وانظر (2104) . قوله: "تُدرِك"، من الإدراك: وهو البلوغ. (1) إسناده صحيح، أبو كامل: هو مظفر بن مُدْرِك الخراساني نزيل بغداد، روى له الترمذي والنسائي وهو ثقة متقن كان لا يحدث إلا عن ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه ابن سعد 2/195، وابن أبي شيبة 9/102، والبخاري (1902) و (4997) ، ومسلم (2308) ، والترمذي في "الشمائل" (346) ، وابن خزيمة (1889) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 59، وابن حبان (3440) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص50، والبيهقي 4/305 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (2042) . وقوله: "كان أجودُ ما يكون" هو برفع أجود، لأنه اسم "كان" وخبره محذوف وجوباً وهو نحو: "أخطب ما يكون الأمير في يوم الجمعة"، وقوله: "في رمضان" في محل النصب على الحال واقع موقع الخبر الذي هو حاصل أو واقع، أو اسم كان ضمير شأن،= الحديث: 3425 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 397 3426 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْمَعْنَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ، وَإِنَّ خَيْرَ أَكْحَالِكُمُ الْإِثْمِدُ إِنَّهُ يُنْبِتُ الشَّعْرَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ " (1) 3427 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ، وَلَوْ أُعْطِيَ النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ، لَادَّعَى أُنَاسٌ أَمْوَالَ النَّاسِ وَدِمَاءَهُمْ " (2)   = و"أجود" مرفوع على أنه مبتدأ مضاف إلي المصدر وهو "ما يكون"، و"ما" مصدرية، وخبره "في رمضان"، والتقدير: كان الشأن أجودُ أكوان رسولِ الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضانَ. وقوله: "ينسلخ"، قال السندي: الظاهر أن مراده: أنه حين يصير رمضان قريباً من المضيِّ، أي: في آخره، ويحتمل أن مراده: أنه حين يصير الليل قريباً من المضيِّ، أي: في آخر الليل، والله تعالي أعلم. (1) إسناداه قويان، الأول: رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل- وهو مظفرُ بنُ مدرك- فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة، وغير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق، والثاني: رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن خثيم، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وزهير: هو ابن معاوية بن حُديج الجعفي. وأخرجه أبو داود (3878) و (4061) من طريق أحمد بن يونس، والطبراني (12489) من طريق خالد الحراني، كلاهما عن زهير بن معاوية، بالإسناد الأول. وانظر (2047) و (2219) . (2) إسناده صحيح، أبو كامل- وهو مظفر بن مدرك- ثقة روى له الترمذي والنسائي.= الحديث: 3426 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 398 3428 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءٌ الْعَطَّارُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ قَالَ: " يَتَصَدَّقُ بِدِينَارٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَنِصْفِ دِينَارٍ " (1) 3429 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرًا يُوحَى إِلَيْهِ، وَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً " (2) 3430 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فَلَمَّا صُنِعَ الْمِنْبَرُ فَتَحَوَّلَ إِلَيْهِ، حَنَّ الْجِذْعُ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحْتَضَنَهُ، فَسَكَنَ،   = ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. نافع: هو ابن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة. وانظر (3188) . (1) صحيح موقوفاً، وهذا إسناد ضعيف جداً، عطاء العطار- وهو عطاء بن عجلان الحنفي أبو محمد البصري- متروك، وبعضهم رماه بالكذب. وانظر (2201) . (2) إسناده صحيح، حماد- وهو ابن سلمة- من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غبر أبي كامل- وهو مظفر بن مدرك- فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه الطيالسي (2751) ، وابن سعد 2/309، ومسلم (2351) (118) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/385، والطبراني (12944) ، والبيهقي في "السنن" 6/208، وفي "الدلائل" 7/239 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (2017) . الحديث: 3428 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 399 وَقَالَ: " لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1) 3431 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، مِثْلَهُ (2) 3432 - حَدَّثَنَاهُ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (3) 3433 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تَعَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَظْمًا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وحماد: هو ابن سلمة. وانظر (2236) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهذا الحديث من مسند أنس، وقد سلف برقم (2237) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. الخزاعي: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز البغدادي. وانظر ما قبله. (4) حديث صحيح، محمد بن سلمة- وهو ابن عبد الله الباهلي الحراني- ثقة من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين إلا أن ابن سيربن- وهو محمد- ثم يسمع من ابن عباس. هشام: هو ابن حسان القُردوسي. وأخرجه الطبراني (12866) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (2188) . الحديث: 3431 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 400 3434 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} ، قَالَ: " كَانَ بَنُو النَّضِيرِ إِذَا قَتَلُوا قَتِيلًا مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، أَدَّوْا إِلَيْهِمْ نِصْفَ الدِّيَةِ، وَإِذَا قَتَلَ بَنُو قُرَيْظَةَ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ قَتِيلًا أَدَّوْا إِلَيْهِمُ الدِّيَةَ كَامِلَةً، فَسَوَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنهُمُ الدِّيَةَ " (1)   (1) حديث حسن، ابن إسحاق صدوق حسن الحديث، لكنه مدلس وقد عنعن، والحديث سلف بإسناد حسن برقم (2212) ، وباقي رجال هذا الإسناد ثقات رجال الصحيح. وهو في "سيرة ابن هشام" 2/215 عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3591) عن عبد الله بن محمد النُّفيلي، عن محمد بن سلمة، به. وأخرجه النسائي 8/19 من طريق إبراهيم بن سعد، والطبري 6/243، والطبراني (11573) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 3/83، وزاد نسبته إلي ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه. وأخرجه أبو داود (4494) ، والنسائي 8/18، وابن الجارود (772) ، والطبري 6/243، وابن حبان (5057) ، والدارقطني 3/198، والحاكم 4/366-367، والبيهقي 8/24 من طرق عن عبيد اللُه بن موسى، عن علي بن صالح، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كانت قريظة والنضير، وكانت النضير أشرف من قريظة، قال: وكان إذا قتل رجل من قريظة رجلًا من النضير قُتل به، وإذا قتل رجل من النضير رجلًا من قريظة وُدِي مئة وَسْقٍ من تمر، فلما بعث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتل رجل من النضير رجلاً= الحديث: 3434 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 401 3435 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَعَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ النُّفَسَاءَ، وَالْحَائِضَ تَغْتَسِلُ وَتُحْرِمُ وَتَقْضِي الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفَ بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرَ " (1)   = من قريظة، فقالوا: ادفعوه إلينا نقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي، فأتَوْه فنزلت: (وإنْ حَكَمتَ فاحكُمْ بينَهُم بالقِسْطِ) ] المائدة: 42 [، والقِسْط: النفس بالنفس، ثم نزلت: (أفَحُكْمَ الجَاهِليَةِ يَبْغونَ) ] المائدة: 50 [. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي! وانظر الحديث (2212) ففيه القصة مطولة، وأنها سبب نزول الآية (41) من سورة المائدة. (1) حسن لغيره، وهذا سند فيه ضعف، خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري- فيه ضعف من جهة حفظه، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو داود (1744) عن محمد بن عيسى وإسماعيل بن إبراهيم أبي معمر، والترمذي (945) عن زياد بن أيوب، ثلاثتهم عن مروان بن شجاع، بهذا الإسناد. غير أن أبا داود قال: لم يذكر ابن عيسى عكرمةَ ومجاهداً. وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وله شاهد من حديث جابر في حجة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1218) (147) ، قال جابر: حتى أتينا ذا الحُليفة، فولدت أسماءُ بنت عُميس محمدَ بن أبي بكر، فأرسلت إلي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كيف أصنع؟ قال: "اغتسلي واستَثْفِري بثوب وأحرمي". والاستثفار: هو أن تضع خرقةً أو ثوباً بين رجليها على محل الدم، وتشده إلى وسطها. وآخر من حديث عائشة رضي الله عنها، وفيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها عندما حاضت بسرفَ قبل أن تدخُلَ مكة: "اقضي ما يقضي الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت". وسيأتي قي "المسند" 6/39. وروي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن عائشة حاضت فنَسَكَت المناسك كلها غير أنها لم تطف بالبيت، فلما طهرت طافت". وسيأتي في "المسند"= الحديث: 3435 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 402 3436 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِي ص " (1) 3437 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ " قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ (2) 3438 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ:   = 3/305. قال ابن قدامة في "المغني" 5/108: الاغتسال مشروع للنساء عند الإحرام كما يُشرع للرجال، لأنه نُسُك، وهو في حق الحائض والنُّفَساء آكَدُ لورود الخبر فيهما ... وساق حديث جابر في قصة أسماء بنت عميس وحديث ابن عباس هذا. وانظر لزاماً "فتح الباري" 3/504-505. (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سُليم-. ابن فضيل: هو محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، مولاهم الكوفي. وأخرجه. ابن أبي شيبة 2/9، ومن طريقه الطبراني (11096) عن ابن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرج الطبراني (11037) من طريق جابر الجعفي، عن عمرو بن مرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: دخلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سفر وهو يقرأ سورة "ص"، فسجد فيها. وسنده ضعيف لضعف جابر، وانظر ما سلف برقم (2521) و (3387) و (3388) . (2) حديث صحيح دون قول ابن عباس: "وأنا يومئذ ابن عشر سنين" فقد تفرد بها رشدين بن كريب، وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (1912) . الحديث: 3436 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 403 دُعِينَا إِلَى طَعَامٍ، وَفِيهَا (1) سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، ومِقْسَمٌ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ، قَالَ سَعِيدٌ: كُلُّكُمْ بَلَغَهُ مَا قِيلَ فِي الطَّعَامِ؟ قَالَ مِقْسَمٌ: حَدِّثْ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَمِعُ (2) فَقَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ، فَلَا تَأْكُلُوا مِنْ وَسَطِهِ، فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ وَسَطَهُ، وَكُلُوا مِنْ حَافَتَيْهِ أَوْ حَافَتَيْهَا " (3) 3439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ شَهِدَ قَضَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي   (1) في (ظ14) : وفينا. (2) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: حدثنا أبا عبد الله من لم يكن يسمع. (3) حديث حسن، عطاء بن السائب كان قد اختلط، لكن تقدم برقم (2439) و (3214) من طريق سفيان الثوري، وبرقم (2730) و (3190) من طريق شعبة، كلاهما عن عطاء بن السائب، وهما قد سمعا من عطاء قبل الاختلاط. وأخرجه الحميدي (529) ، ومن طريقه الحاكم 4/116 عن سفيان بن عيينة، وابن حبان (5245) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، كلاهما عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، وسفيان بن عيينة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط. (4) كذا في عامة أصولنا الخطية: "شهد"، وفي مصادر التخريج: "نشد" أو ما في معناها، ويغلب على ظننا أن هذا الحرف قد أخطأ فيه محمد بن بكر البرْساني، إذ قد أخرجه من طريقه الدارقطني في "سننه" فذكره هكذا، وسيأتي هذا الحديث في مسند= الحديث: 3439 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 404 ذَلِكَ، فَجَاءَ حَمَلُ بْنُ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ، فَقَالَ: كُنْتُ بَيْنَ امْرَأَتَيْنِ، فَضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِمِسْطَحٍ، فَقَتَلَتْهَا وَجَنِينَهَا " فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنِينِهَا بِغُرَّةٍ عَبْدٍ، وَأَنْ تُقْتَلَ " فَقُلْتُ لِعَمْرٍو: أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَذَا وَكَذَا (1) ، فَقَالَ: لَقَدْ شَكَّكْتَنِي، قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: " كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ امْرَأَتَيَّ، فَضَرَبَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى (2) "   =حمَل بن مالك 4/79 عن عبد الرزاق وحده، وقال فيه: "نشد" وهو الصواب، فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يشهد قضاء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه القصة كما يُفهم من مصادر الحديث المخرج منها. (1) يعني بذلك ما أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (18342) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن طاووس قال: ذُكِر لعمر بن الخطاب قضاءُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، فأرسل إلي زوج المرأتين، فأخبره أنما ضَرَبتْ إحدى امرأتيه الأخرى بعمود البيت، فقتلتها وذا بَطْنِها، فقضى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بديتها وغُرة في جنينها، فكبر عمرُ، وقال: إن كدنا أن نقضيَ في مثل هذا برأينا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البرساني، لكن قوله: "وأن تُقتل " شاذة لم تَرِدْ في غير هذه الرواية، والمحفوظ أنه قضى بديتها على عاقلة القاتلة. وأخرجه الدارقطني 3/117 من طريق محمد بن بكر وحده، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع: "عن عمر". وأخرجه الدارمي (2381) ، وأبو داود (4572) ، وابن ماجه (2641) ، وابن حبان (6021) ، والدارقطني 3/115-117، والبيهقي 8/114 من طريق أبي عاصم، والنسائي 8/21-22 من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، به. ولم يذكروا فيه شك عمرو بن دينار غير البيهقي، فقد قال بعد إيراد الحديث: ثم شك فيه عمرو بن دينار، والمحفوظ أنه قضى بديتها على عاقلة القاتلة. وقال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 6/367: وقوله: "وأن تُقتل" لم يذكر= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 405 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = في غير هذه الرواية، وقد روي عن عمرو بن دينار أنه شك في قتل المرأة بالمرأة. قال الشيخ أحمد شاكر: ويظهر أن هذا التشكيك كان له عند عمرو أثره، فروى الحديثَ مرةً أخرى دون هذا الحرف الذي شك فيه. قلنا: أخرجه دون ذكر الأمر بقتل المرأة عبدُ الرزاق (18343) ، ومن طريقه الطبراني (3482) ، والدارقطني 3/117، والحاكم 3/575 عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، به. وزاد في آخره عند عبد الرزاق والدارقطني قولَ عمر: الله أكبر، لو لم نسمع بمثل هذا قضينا بغيره، وعند الطبراني والحاكم: الله أكبر، لو لم نسمع بهذا ما قضينا بغيره، ورَجَّح الحافظ ابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" 1/448-449 أن عمر قال: "لو لم نسمع هذا قضينا بغيره". وأخرج أبو داود (4574) ، والنسائي 8/51-52، وابن حبان (6019) ، والطبراني (11767) ، والبيهقي 8/115، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص512-513 و513 من طريق أسباط بن نصر الهَمْداني، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قصة حمل بن مالك، قال: فأسقطت غلاماً قد نَبَتَ شعرُه ميتاً، وماتت المرأة، فقضى على العاقلة الديةَ، فقال عمها: إنها قد أسقطت يا نبي اللهِ غلاماً قد نَبَت شعرُه، فقال أبو القاتلة: إنه كاذب، وإنه والله ما استَهَل، ولا شرٍ ب ولا أكل، فمثله يُطَلُّ. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أسَجْعَ الجاهلية وكهانتَها! أّدِّ في الصبي غُرَّةً"، قال ابن عباس: كان اسم إحداهما مُلَيكة، والأخرى أم غُطَيْف. هذا لفظ أبي داود، وأسباط بن نصر الهمداني ضعيف، ورواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب. وقد روي الحديث مرسلاً من طريق طاووس، فأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/103، وأبو داود (4573) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي 8/47، والبيهقي 8/115 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن عمر مرسلاً لم يذكر فيه ابن عباس، ولم يذكر فيه الأمر بقتل القاتلة. وزاد سفيان في آخر روايته: قال عمر: الله أكبر، لو لم نسمع بهذا لقضينا بغير هذا. وأخرجه كذلك الشافعي في "مسنده" 2/103-104 وفي "الرسالة" (1174) ، ومن= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 406 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =طريقه البيهقي 8/114 عن سفيان، عن عمرو بن دينار وابن طاووس، عن طاووس، عن عمر بن الخطاب، بنحوه. وأخرجه عبد الرزاق (18342) عن ابن جريج، عن ابن طاووس، عن طاووس، قال: ذكر لعمر بن الخطاب قضاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، فأرسل إلي زوج المرأتين، فأخبره أنما ضَربت إحدى امرأتيه الأخرى بعمود البيت، فقتلتها وذا بطنِها، فقضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بديتها وغرة في جنينها، فكبر عمر، وقال: إن كدنا أن نقضي في مثل هذا برأينا. وأخرجه عبد الرزاق (18339) ، ومن طريقه الدارقطني 3/117 عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: استشار عمر ... فذكر نحو حديث ابن جريج، عن ابن طاووس. وزاد عليه: فقضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالدية في المرأة، وفي الجنين بغرة: عبدٍ أو أمةٍ أو فرسٍ، وزاد في آخر الحديث عند عبد الرزاق: فقال الرجل: يا رسول الله، كيف أعقل من لا أكل ولا شرب، ولا نطق ولا استهل، ومثل هذا يُطَلُّ. وأخرج عبد الرزاق (18344) عن سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، عن أبيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى فيه بغرة: عبدٍ أو أمةٍ أو فرسٍ. قال الحافظ في "الفتح" 12/249: ووقع في حديث أبي هريرة من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه: "قضى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجنين بغُرة: عبدٍ أو أمةٍ أو فرس أو بغلٍ"، وكذا وقع عند عبد الرزاق في رواية ابن طاووس، عن أبيه، عن عمر مرسلاً. فقال حمل بن النابغة: "قضى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالدية في المرأة وفي الجنين غرة: عبد أو أمة أو فرس"، وأشار البيهقي إلي أن ذكر الفرس في المرفوع وَهم، وإن ذلك أدْرِجَ من بعض رواته على سبيل التفسير للغرة، وذكر أنه في رواية حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاووس بلفظ: "فقضى أن في الجنين غرة، قال طاووس: الفرس غرة". قلت: وكذا أخرج الأسماعيلي من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: "الفرس غرة"، وكأنهما رأيا أن الفرسَ أحق بإطلاق لفظ الغرة من الآدمي. وانظر تتمة كلامه. وفي البابِ عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، والمغيرة بن شعبة، وعبادة بن= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 407 3440 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ خِذَامًا أَبَا وَدِيعَةَ (1) ، أَنْكَحَ ابْنَتَهُ رَجُلًا، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَكَتْ إِلَيْهِ أَنَّهَا أُنْكِحَتْ وَهِيَ كَارِهَةٌ، فَانْتَزَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَوْجِهَا، وَقَالَ: " لَا تُكْرِهُوهُنَّ "، قَالَ: فَنَكَحَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَا لُبَابَةَ الْأَنْصَارِيَّ، وَكَانَتْ ثَيِّبًا (2)   = الصامت. وستأتي في "المسند" على التوالي 2/216، 2/535، 4/244. 5/326-327 . المِسْطَح، قال ابن الأثير 2/365: بكسر الميم، عود مِن أعواد الخباء. والغرة، قال ابن الأثير 3/353: العبدُ نفسه أو الأمة، وأصل الغُرة: البياضُ الذي يكون في وجه الفرس، والغُرة عند الفقهاء: ما بلغ ثمنه نصفَ عُشر الدية من العبيد والإماء، وإنما تجب الغُرة في الجنين إذا سقط ميتاً، فإن سقط حياً ثم مات ففيه الديةُ كاملة، وقد جاء في بعض روايات الحديث "بغرة عبدٍ أو أمةٍ أو فرس أو بغلٍ"، وقيل: إن الفرس والبغل غلط من الراوي. (1) خِذام بالذال المعجمة كما في الأصول الخطية، وقيده بذلك ابن ماكولا في "الإكمال" 3/130، وهو الثابت في الأصول الصحيحة من "صحيح البخاري" في النسخة اليونينية المطبوعة ببولاق 7/18، وبذلك ضبطها القسطلاني شارح البخاري 8/44، وهو قد ضبط نسخته على أصل اليونينية، وكذلك هي بالذال المعجمة عند الحافظ المِزي في "التهذيب" و"الأطراف"، وأخطأ الحافظ ابن حجر فضبطه في "التقريب" و"الفتح" 9/195 بالدال المهملة، وتبعه الحافظ السيوطي في "تنوير الحوالك". وهو خذام بن خالد، ويكنى أبا وديعة، وقيل: هو خذام بن وديعة، قال الحافظ في "الفتح": الصحيح أن اسم أبيه خالد، ووديعة اسم جده فيما أحسب، واسم ابنته خنساء. (2) إسناده ضعيف، عطاء- وهو ابن أبي مسلم الخراساني- صاحب أوهام كثيرة،= الحديث: 3440 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 408 3441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، نَحْوَهُ وَزَادَ " ثُمَّ جَاءَتْهُ بَعْدُ، فَأَخْبَرَتْهُ أَنْ قَدْ مَسَّهَا، فَمَنَعَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ، وَقَالَ: " اللهُمَّ إِنْ كَانَ إِيمَانُهُ أَنْ تُحِلَّهَا لِرَفَاعَةَ، فَلَا يَتِمَّ لَهُ نِكَاحُهَا مَرَّةً أُخْرَى " ثُمَّ أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي خِلَافَتِهِمَا، فَمَنَعَاهَا كِلَاهُمَا (1)   = ثم هو لم يسمع من ابن عباس، وباقي رجاله ثقات. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (10308) . وأصل القصة صحيح من حديث خنساء بنت خذام نفسها وهي في "الموطأ" 2/535، والبخاري (5138) ، وستأتي في "المسند" 6/328. ولها شاهد من حديث مجمع وعبد الرحمن ابنا يزيد بن جارية، وهو في البخاري (5138) و (5139) و (6945) و (6969) ، وسيأتي في "المسند" أيضاً 6/328. وآخر من حديث أبي هريرة عند الدارقطني 3/232، والبيهقي 7/120. وقد سلف برقم (2469) بإسناد صحيح عن ابن عباس: أن جاريةً بكراً أتت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرت إن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال ابن القطان، كما في "نصب الراية" 3/190-191: وليست هذه خنساء بنت خذام التي زوجها أبوها، وهي ثيب، فكرهته، فرد عليه السلام نكاحه، رواه البخاري، فإن تلك ثيب، وهذه بكر، وهما ثنتان، والدليل على أنهما ثنتان ما أخرجه الدارقطني 3/234 عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رد نكاح بكر وثيب أنكحهما أبوهما وهما كارهتان. (1) إسناده ضعيف كسابقه، قال الشيخ أحمد شاكر: وفي هذا- وفوق ذلك- خطأ وتخليط، فإن التي كانت تريد أن تعود إلي زوجها رفاعة هي تميمةُ بنت وهب، كما في رواية مالك في "الموطأ" 2/531، وقيل: غيرها، وانظر ترجمة رفاعة بن سموأل القرظي في "الإصابة" 2/491، وقد مضت قصة أخرى للغُميضاء أو الرميصاء أنها كَانت تريد أن ترجع إلي زوجها الأول (1837) . قوله: "فأخبرته أن قَد مَسَّها"، قال السندي: لعلها أولاً أنكرت الدخول لترجع إلي= الحديث: 3441 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 409 3442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، أَنَّ طَاوُسًا، أخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِإِنْسَانٍ يَقُودُ إِنْسَانًا بِخِزَامَةٍ فِي أَنْفِهِ، فَقَطَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَمَرَهُ (1) أَنْ يَقُودَهُ بِيَدِهِ " (2) 3443 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ   = الزوج الأول، فحين قيل لها: إنه لا رجوع لك إلي الأول إلا بعد الدخول، جاءَت وادعت الدخول لذلك، وكانت تحلف على ما تقول، فلما علم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك منها، قال: "اللهم إن كان أيمانه" جمع يمين، "أن تحلها"، أي: لأن تحلها، أي: لأجل أن تجعلها الأيمان حلالاً لرفاعة. (1) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: فأمره. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان الأحول: هو سليمان بن أبي مسلم الأحول. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15861) . وأخرجه البخاري (1621) و (6702) و (6703) ، وأبو داود (3302) ، والنسائي 5/221-222 و222 و7/18، وابن خزيمة (2751) و (2752) ، وابن حبان (3831) ، والحاكم 1/460، والبيهقي 5/88 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. قال المزي في "التحفة" 5/9: الحديث عند أبي داود في رواية الحسن بن العبد، ولم يذكره أبو القاسم. قلنا: وقد أقحم في رواية اللؤلؤي برقم (3302) ، ووقع في المطبوع "عاصم الأحول" مكان: سليمان الأحول، وهو خطأ. وأخرجه الطبراني (10954) من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاووس، به. وانظر ما بعده. والخِزامة، قال السندي: بكسر خاء معجمة بعدها زاي معجمة: هو ما يجعل في أنف البعير من شعر أو غيره ليُقاد به. الحديث: 3442 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 410 الْأَحْوَلُ، أَنَّ طَاوُسًا، أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، بِإِنْسَانٍ قَدْ رَبَطَ يَدَهُ إِلَى إِنْسَانٍ آخَرَ بِسَيْرٍ، أَوْ بِخَيْطٍ، أَوْ بِشَيْءٍ غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَطَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: " قُدْهُ بِيَدِهِ " (1) 3444 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسِ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفَرٍ يَرْمُونَ فَقَالَ: " رَمْيًا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15862) . وأخرجه البخاري (1620) ، وابن خزيمة (2751) و (2752) ، وابن حبان (3832) ، والحاكم 1/461، والبيهقي 5/88 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (10954) من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاووس، به. وانظر ما قبله. وفي الباب عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو. وسيأتي في "المسند" 2/183. وحسن الحافظ إسناده في "الفتح" 3/482. وعن بشر أبي خليفة عند الطبراني (2118) . السير: هو ما يُقَدُّ من الجلود. وفِعل هذين الرجلين إنما كان من أجل نذرٍ نذراه كما في حديث عبد الله بن عمرو وحديث بشر أبي خليفة، وقال لهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في حديث ابن عمرو: "ليس هذا نذراً، إنما النذر ما يُبتغى به وجه الله". (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن حُصين- وهو الحنظلي اليربوعي- فمن رجال مسلم. أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي.= الحديث: 3444 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 411 3445 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: وَلَقَدْ سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَجِيءُ الْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آخِذًا رَأْسَهُ، إِمَّا قَالَ: بِشِمَالِهِ، وَإِمَّا بِيَمِينِهِ، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ، فِي قُبُلِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا: فِيمَ قَتَلَنِي؟ " (1) 3446 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ   = وأخرجه الحاكم 2/94 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن ماجه (2815) ، والحاكم 2/94، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4430) من طرق عن عبد الرزاق، به. وفي الباب عن سلمة بن الأكوع، وسيأتي في "المسند" 4/50. وعن أبي هريرة عند البزار (1702- كشف الأستار) ، وابن حبان (4695) ، والحاكم وعن حمزة بن عمرو الأسلمي عند الطبراني (2988) . وعن جابر عند البزار (1703) . قوله: "رمياً"، قال السندي: أي: ارموا رمياً. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عبد الله- وهو ابن الحارث الجابر أو المجبر التيمي البكري- فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، قال أحمد: ليس به بأس، وقال ابن المديني: معروف، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وضعفه النسائي وأبو حاتم وابن معين، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي. وانظر (1941) . الحديث: 3445 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 412 بَلَغَنِي: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا سَجَدَ رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " (1) 3447 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ التَّمِيمِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلَ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) 3448 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا، وَلَا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ، وَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ " (3) 3449 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا لِي عَهْدٌ بِأَهْلِي مُنْذُ عَفَارِ النَّخْلِ - أَوْ عِقَارِهِ، قَالَ: وَعَفَارُ النَّخْلِ أَوْ عِقَارُهَا: أَنَّهَا كَانَتْ تُؤَبَّرُ، ثُمَّ تُعْفَرُ، أَوْ تُعْقَرُ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا تُسْقَى بَعْدَ الْإِبَارِ - قَالَ: فَوَجَدْتُ   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه مرسل، فإن إبراهيم- وهو ابن يزيد النخعي- من أتباع التابعين، وإنما أورده أحمد هنا ليروي حديث ابن عباس مثله بإثره. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2926) . وأخرجه ابن أبي شيبة 1/258 عن وكيع، عن سفيان الثوري، به. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير التميمي - وهو أربدة- فقد أخرج له أبو داود، لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ولم يوثقه غير العجلي وابن حباَن. والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (2924) . وانظر (2405) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-. وهو مكرر (2556) . الحديث: 3447 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 413 رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي، وَكَانَ زَوْجُهَا مُصْفَرًّا، حَمْشًا، سَبْطَ الشَّعْرِ، وَالَّذِي رُمِيَتْ بِهِ رَجُلٌ خَدْلٌ إِلَى السَّوَادِ، جَعْدٌ قَطَطٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَيِّنْ، اللهُمَّ بَيِّنْ " ثُمَّ لَاعَنَ بَيْنَهُمَا، فَجَاءَتْ بِوَلَدٍ يُشْبِهُ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ " (1) 3450 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِوُضُوءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَدَعَا بِمَاءٍ، فَجَعَلَ يَغْرِفُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى الْيُسْرَى " (2) 3451 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُمَيْعٍ الزَّيَّاتِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ قُمْتُ إِلَى جَنْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى شِمَالِهِ، " فَأَدَارَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ "   (3) (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري المدني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (12451) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (10714) . وانظر (3106) . العَفَر: هو أول سقية سقيها الزرع. والإبار: إصلاح النخل. والحَمْش: الدقيق. وسَبط الشعر: مسترسل الشَّعر من غير جعودة. والخَدْل: الضخم. والجَعْد: ضد السبط، والقَطَط: الجعد القصير من الشعر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (128) . وانظر ما سلف برقم (2416) . (3) إسناده صحيح، سُميع الزيات الكوفي أبو صالح الحنفي مولى ابن عباس تابعي= الحديث: 3450 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 414 3452 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ لِمَيْمُونَةَ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: " أَلَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا؟ " قَالُوا: وَكَيْفَ وَهِيَ مَيْتَةٌ؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا حُرِّمَ لَحْمُهَا " قَالَ مَعْمَرٌ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يُنْكِرُ الدِّبَاغَ وَيَقُولُ: " يُسْتَمْتَعُ بِهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ " (1) 3453 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،   = ثقة، قال في "تعجيل المنفعة" ص169: وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3865) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (12590) . زاد عبد الرزاق في "المصنف": قال سفيان: في تطوع. وانظر (2326) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (184) و (185) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة 1/210، وابن المنذر في "الأوسط" (832) . ولم يذكر أبو عوانة في حديثه قول معمر عن الزهري. وأخرج المرفوع منه أبو داود (4121) عن مسدد، عن يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرج برقم (4122) قول معمر عن الزهري، عن محمد بن يحيى بن فارس، عن عبد الرزاق، به. وانظر الحديث (2369) . قلنا: ورأي الزهري أن جلود الميتة يستمتع بها على كل حال، أي: قبل دباغها وبعده، هو رأي تفرد به، قال ابن قدامة المقدسي في "المغني" 1/89: لا نعلم أحداً خالف في نجاسة جلد الميتة قبل الدبغ. الحديث: 3452 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 415 أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " تَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ احْتَزَّ مِنْ كَتِفٍ فَأَكَلَ، ثُمَّ مَضَى إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ " (1) 3454 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ - أَوْ قَالَ: يَوْمَ الْفَتْحِ - وَهُوَ يُصَلِّي، أَنَا وَالْفَضْلُ مُرْتَدِفَانِ عَلَى أَتَانٍ، فَقَطَعْنَا الصَّفَّ، وَنَزَلْنَا عَنْهَا، ثُمَّ دَخَلْنَا الصَّفَّ، وَالْأَتَانُ تَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، لَمْ تَقْطَعْ صَلَاتَهُمْ " وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: " كُنْتُ رَدِيفَ الْفَضْلِ عَلَى أَتَانٍ فَجِئْنَا وَنَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنًى " (2) 3455 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (635) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني (10758) . وانظر (1988) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى البصري السامي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2359) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (504) (257) ، وأبو عوانة 2/55. وأخرجه ابن خزيمة (834) من طريق عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (337) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، به. وقال: حديث حسن صحيح، وانظر (1891) . قوله: "مرتدفان"، قال السندي: هكذا في النسخ، والأقرب: مرتدفين، وكأن الرفع بتقدير: ونحن مرتدفان، والجملة حال. الحديث: 3454 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 416 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ - يَعْنِي الْكَعْبَةَ - لَمْ يَدْخُلْ، وَأَمَرَ بِهَا، فَمُحِيَتْ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِأَيْدِيهِمَا الْأَزْلَامُ فَقَالَ: " قَاتَلَهُمُ اللهُ وَاللهِ مَا اسْتَقْسَمَا بِالْأَزْلَامِ قَطُّ " (1) 3456 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى " (2) 3457 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " حَجَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ لِبَنِي بَيَاضَةَ، وَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْرَهُ، وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ، قَالَ: وَأَمَرَ مَوَالِيَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19485) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (5861) ، والطبراني (11845) ، والبغوي (3214) . وأخرجه البخاري (3352) ، والحاكم 2/550 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وانظر (3093) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. عبد الوهاب الثقفي: هو عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي، وهو- وإن تغير قبل موته بثلاث سنين- لم يحَدث بحديث في زمن التغير. وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" 3/205-206 من طريق ابن أبي عمر في "مسنده" عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد. وانظر (2052) . الحديث: 3456 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 417 بَعْضَ خَرَاجِهِ " (1) 3458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ " (2) 3459 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ، " فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ مَعَهُ عَلَى يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، حَزَرْتُ قَدْرَ قِيَامِهِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ قَدْرَ: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم الأحول: هو عاصم بن سليمان البصري. وأخرجه مسلم ص 1205 (66) ، والبيهقي 9/338 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطبراني (12589) من طريق رباح بن زيد، عن معمر، به. وانظر (2155) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20433) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (2785) ، والطبراني (11847) و (11848) و (11987) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (1982) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله. وهو في= الحديث: 3458 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 418 3460 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَامَ الْفَتْحِ إِلَى مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكُدَيْدَ، ثُمَّ أَفْطَرَ " (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى (2) مَرَّ بِغَدِيرٍ فِي الطَّرِيقِ، وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ. قَالَ: فَعَطِشَ النَّاسُ، وَجَعَلُوا يَمُدُّونَ أَعْنَاقَهُمْ، وَتَتُوقُ أَنْفُسُهُمْ إِلَيْهِ، قَالَ: " فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَأَمْسَكَهُ عَلَى يَدِهِ حَتَّى رَآهُ النَّاسُ، ثُمَّ شَرِبَ فَشَرِبَ النَّاسُ " (3)   = "مصنف عبد الرزاق" (3868) و (4706) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد (692) ، وأبو داود (1365) ، والنسائي في "الكبرى" (1425) ، والطبراني (11272) ، والبيهقي 3/8. وانظر (2276) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مختصر (3089) ، وانظر (1892) . (2) من قوله: "بلغ الكديد" في الحديث السابق إلي هنا سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ14) ومنهما أثبتناه، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4473) ، وعلقه من طريقه البخاري (4278) بذكر أوله فقط. وأخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/142 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. ولم يسقه بتمامه.= الحديث: 3460 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 419 3461 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: ابْنُ بَكْرٍ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ بَعْدُ - يَعْنِي عَطَاءً -، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَتْ شَاةٌ - أَوْ دَاجِنَةٌ - لِإِحْدَى نِسَاءِ   = وأخرجه بنحوه الطبري في "تهذيب الآثار" ص91، والطحاوي 2/65 من طريق أبي الأسود، والطبري ص92، والطبراني (11704) من طريق أشعث بن سَوْار، والطبري ص93 من طريق الزبير بن خِريت، ثلاثتهم عن عكرمة، به. وأخرجه البخاري (4277) ، والطبري ص89، والطبراني (11965) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضان إلي حنين والناس مختلفون، فصائم ومفطر، فلما استوى على راحلته دعا بإناء من لبن أو ماء فوضعه على راحته- أو على راحلته- ثم نظر إلي الناس، فقال المفطرون للصوام: أفطروا. قال الحافظ: المراد بقوله: "إلي حنين"، أي: التي وقعت عقب الفتح، لأنها لما وقعت إثرها أطلق الخروج إليها! وعلقه البخاري (4278) عن حماد بن زيد، عن أيوب، به. قال الحافظ في "تغليق التعليق" 4/142: ذكر الدارقطني أنه مرسل ليس فيه ابن عباس، والروايات عن البخاري فيها اختلاف في وصله وإرساله، وبالإرسال جزم أبو نعيم في مستخرجه، وقال في "الفتح" 5/8: وقع في بعض نسخ أبي ذر: "عن ابن عباس" وللأكثر ليس فيه ابن عباس، وبه جزم الدارقطني وأبو نعيم في "المستخرج"، وقد وصل هذا التعليق البيهقي (في "دلائل النبوة" 5/32-35) من طريق سليمان بن حرب أحد مشايخ البخاري، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة فذكر الحديث بطوله في فتح مكة، ثم قال في آخره: لم يجاوز به أيوب عن عكرمة. وأخرجه كذلك الطبري مرسلا ومختصراً ص90 عن يعقوب بن إبراهيم، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الطبري ص92 من طريق أشعث بن سوار، عن عكرمة، به مرسلاً. وانظر ما سلف برقم (1892) . الحديث: 3461 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 420 النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَاتَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلَّا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا، أَوْ مَسْكِهَا " (1) 3462 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خُصَيْفٌ، أَنَّ مِقْسَمًا، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، أخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَنَا عِنْدَ عُمَرَ حِينَ سَأَلَهُ سَعْدٌ، وَابْنُ عُمَرَ، عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ فَقَضَى عُمَرُ لِسَعْدٍ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُلْتُ: يَا سَعْدُ، قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ "، وَلَكِنْ أَقَبْلَ الْمَائِدَةِ، أَمْ بَعْدَهَا؟ - قَالَ: فَقَالَ رَوْحٌ: أَوْ بَعْدَهَا؟ - قَالَ: لَا يُخْبِرُكَ أَحَدٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَيْهِمَا بَعْدَمَا أُنْزِلَتِ الْمَائِدَةُ، فَسَكَتَ عُمَرُ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البرساني، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (187) . وانظر (2003) . قال الشيخ أحمد شاكر: قوله: "قال ابن بكر: ثم سمعته بعد، يعني عطاءً" ليس على ما يُوهم ظاهرُه أن محمد بن بكر سَمِعَهُ من عطاء، فهو محال، وإنما قوله: "يعني عطاءً" بيان للقائل "ثم سمعته بعد" يعني أن عبد الرزاق روى عن ابن جريج "قال: سمعت عطاءً"، وابن بكر روى عن ابن جريج أنه قال: "ثم سمعته بعد" يريد: سمعت عطاء ولعل ذلك كان من ابن جريج في سياق كلام دعا إلي أن يُعَبِّر بهذا. الإهاب والمَسْك: هو الجلد. (2) إسناده ضعيف لضعف خصيف- وهو ابن عبد الرحمن الجزري-. وأخرجه البيهقي 1/273 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد.= الحديث: 3462 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 421 3463 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: " بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْكُلُ عَرْقًا، أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، فَوَضَعَهُ وَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (1)   =وأخرجه أبو داود كما في "تحفة الأشراف" 5/246 من طريق حجاج،عن ابن جريج، به. قال المزي: هذا الحديث في رواية أبي الطيب ابن الأشناني عن أبي داود. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11140) ، وفي "الأوسط" (2952) من طريق عثمان بن وساج، عن خصيف، عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: ذكر المَسْحَ على الخُفيْن عند عمر سَعْد وعبدُ الله بن عمر، فقال عمر: سعد أفقه منك. فقال عبد الله بن عباس: يا سعد، إنا لا ننكر أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مسح، ولكن هل مسح منذ أنزلت المائدة؟ قال: فلم يتكلم أحَد، فإنها أحكمت كل شيء، وكانت آخر سورة أنزلت من القرآن إلا براءَة. وأخرج البيهقي 1/273 من طريق أحمد بن منصور الرمادي، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: إنا عند عمر حين اختصم إليه سعد وابن عمر في المسح على الخفين، فقضى لسعد، فقلت: لو قلتم بهذا في السفر البعيد والبرد الشديد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (768) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: سمعت رجلا يحدث ابن عباس بخبر سعد وابن عمر في المسح على الخفين، قال ابن عباس: لو قلتم هذا في السفر البعيد والبرد الشديد. وروى البزار كما في "نصب الراية" 1/169 من طريق خصيف، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: أشهد أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح على الخفين. وانظر ما سلف برقم (87) ، وراجع لزاما الحديث (2975) والتعليق عليه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن عطاء بن أبي الخُوار، فمن رجال مسلم. ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البُرساني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (637) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (11267) .= الحديث: 3463 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 422 3464 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، أخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَرَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مِمَّا أَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ أَكَلْتُهَا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا أُبَالِي مِمَّا تَوَضَّأْتَ، أَشْهَدُ لَرَأَيْتُ " رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفَ لَحْمٍ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ وَمَا تَوَضَّأَ " قَالَ: " وَسُلَيْمَانُ حَاضِرٌ ذَلِكَ مِنْهُمَا جَمِيعًا " (1) 3465 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، فقَالَ: عِلْمِي، وَالَّذِي يَخْطِرُ عَلَى بَالِي، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ بِفَضْلِ مَيْمُونَةَ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " وَذَلِكَ أَنِّي سَأَلْتُهُ عَنْ إِخْلَاءِ الْجُنُبَيْنِ جَمِيعًا " (2)   = وانظر (1994) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن يوسف: هو ابن عبد الله الكندي المدني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (642) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (10757) . وأخرجه النسائي 1/108 من طريق خالد بن الحارث بن عبيد، وأبو يعلى (2733) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، والبيهقي 1/157-158 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. ولم يذكر النسائي في حديثه قصة وضوء أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (1988) . أثوار أقِط، أي: قصعاته، والأقِط: لبن مجفف مستحجر. وقوله: "ما أبالي مما توضأتَ"، قال السندي: بالخطاب، أي: ما أبالي مِن أكل ما توضأت أنت منه، ولا أتوضأ منه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الشعثاء: هو جابر بن زيد الأزدي ثم= الحديث: 3464 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 423 3466 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيُّ حِينٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أُصَلِّيَ الْعِشَاءَ، إِمَامًا أَوْ خِلْوًا؟ قَالَ:   = الحوفي البصري. وأخرجه البيهقي 1/188 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1037) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (108) ، والدارقطني 1/53. ولفظ ابن خزيمة: "كان يتوضأ بفضل ميمونة". وصححه الدارقطني. وأخرجه مسلم (323) (28) من طريق محمد بن بكر، به. وأخرجه ابن خزيمة (108) من طريق أبي عاصم، والدارقطني 1/53 من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن ابن جريج، به. ولفظه عند ابن خزيمة "كان يتوضأ بفضل ميمونة". وأخرجه أبو عوانة 1/284 من طريق حجاج، عن عمرو بن دينار، به. وأخرجه البخاري (253) عن أبي نعيم، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد. وقال يزيد بن هارون وبهز والجُدي (هو عبد الملك بن إبراهيم) ، عن شعبة: قدر صاع، وقال البخاري: كان ابن عيينة يقول أخيراً: عن ابن عباس، عن ميمونة، والصحيح ما روى أبو نعيم. والرواية التي أشار إليها البخاري ستأتي في مسند ميمونة 6/329 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي الشعثاء، عن ابن عباس، عن ميمونة. وسيأتي الحديث في مسند ميمونة 6/330 من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن ميمونة. وانظر (2100) . وفي الباب عن ابن عمر، وأنس، وعائشة، وأم سلمة، وأم هانىء، وستأتي في "المسند" على التوالي 2/4 و3/112 و6/30 و291 و342. قوله: "عن إخلاء الجُنُبين"، قال السندي: أي: انفرادهما في الاغتسال، أي: هل يجب عليهما الانفراد، أو يجوز اجتماعهما. الحديث: 3466 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 424 سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً بِالْعِشَاءِ، حَتَّى رَقَدَ النَّاسُ وَاسْتَيْقَظُوا، وَرَقَدُوا وَاسْتَيْقَظُوا، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ، - قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: - فَخَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ الْآنَ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى شَقِّ رَأْسِهِ، فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوهَا كَذَلِكَ " (1) 3467 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا الشَّعْثَاءِ، أخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: " صَلَّيْتُ وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيًا جَمِيعًا، وَسَبْعًا جَمِيعًا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2112) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (571) ، ومسلم (642) (225) ، والطبراني (11424) ، والبيهقي 1/449. وزاد في رواية مسلم والبيهقي: قال: فاستَثْبَت عطاء كيف وضع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ على رأسه كما أنبأهُ ابن عباس، فبَددَ لي عطاءٌ بين أصابعه شيئاً من تبديد، ثم وضع أطراف أصابعه على قرنِ الرأس، ثم صبها، يُمرهَا كذلك على الرأس، حتى مَست إبهامه طرفَ الأذن مما يلي الوَجْهَ، ثم على الصُّدغ وناحيةِ اللحية، لا يُقصرُ ولا يَبْطِشُ بشيء إلا كذلك. قلتُ لعطاء: كم ذُكِرَ لك أخَّرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلتئذٍ؟ قال: لا أدري. قال عطاء: أحب إلي أن أصليها إماماً وخِلواً مُؤخرَةً كما صلاها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلتئذ، فإن شَق عليك ذلك خِلوا أو على الناس في الجماعة، وأنت إمامهم، فصلها وسطاً، لا معجلة ولا مؤخرة. وانظر (1926) . وخِلواً بكسر الخاء: أي منفرداً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4436) . وقرن فيه مع ابن جريج معمراً.= الحديث: 3467 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 425 3468 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، أَنَّ طَاوُسًا، أخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ، فَذَكَرَ نَحْوَ دُعَاءِ سُفْيَانَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَوََعْدُكَ الْحَقُّ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ " وَقَالَ: " وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " (1) 3469 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجْوَدَ الْبَشَرِ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ يَدْخُلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسَهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَهُوَ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ " (2)   = وأخرجه أبو عوانة 2/354 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (1918) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان الأحول: هو سليمان بن أبي مسلم المكي الأحول. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2564) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7499) ، ومسلم (769) (199) ، وأبو عوانة 2/300، والطبراني في "الدعاء" (753) ، والبيهقي في "السنن" 3/5، وفي "الأسماء والصفات" ص188. وأخرجه عبد بن حميد (621) ، والبخاري (7385) و (7442) ، والنسائي في "الكبرى" (7703) ، وأبو عوانة 0/302، والطبراني في "الدعاء" (754) من طريق سفيان الثوري، عن ابن جريج، به. وانظر (2710) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين: عبيد الله: هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20706) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2308) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 59.= الحديث: 3468 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 426 3470 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ " كَشَفَ عَنْ وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَيِّتٌ بُرْدَ حِبَرَةٍ كَانَ مُسَجًّى عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ " (1) 3471 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي " الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " قَالَ طَاوُسٌ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: وَيَمَسُّ طِيبًا أَوْ دُهْنًا إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ؟ قَالَ: " لَا أَعْلَمُهُ " (2)   = وأخرجه البخاري (6) عن بشر بن محمد، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وقرن مع معمرٍ يونسَ بن يزيد الأيليّ. وانظر (2042) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة: هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني. وأخرجه الطبراني (10723) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وهو مختصر (3090) . "بردُ حِبَرة: ثوب يماني من قطن أو كتان مخطط ملوَّن. ومسجى: مغطى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5303) . وأخرجه مسلم (848) (8) من طريق عبد الرزاق وابن بكر، كلاهما بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (885) ، ومسلم (848) من طرق عن ابن جريج، به. وانظر (2383) . الحديث: 3470 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 427 3472 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي (1) خِدَاشٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا أَشْرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمَقْبُرَةِ، وَهِيَ عَلَى طَرِيقِهِ الْأُولَى، أَشَارَ بِيَدِهِ وَرَاءَ الضَّفِيرِ - أَوْ قَالَ: وَرَاءَ الضَّفِيرَةِ، شَكَّ عَبْدُ الرَّزَّاقِ - فَقَالَ: " نِعْمَ الْمَقْبُرَةُ هَذِهِ " فَقُلْتُ لِلَّذِي أَخْبَرَنِي: أَخَصَّ الشِّعْبَ؟ قَالَ: هَكَذَا قَالَ، فَلَمْ يُخْبِرْنِي أَنَّهُ خَصَّ شَيْئًا إِلَّا لِذَلِكَ، أَشَارَ بِيَدِهِ وَرَاءَ الضَّفِير، أَوِ الضَّفِيرةِ، وَكُنَّا نَسْمَعُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَصَّ الشِّعْبَ الْمُقَابِلَ لِلْبَيْتِ (2)   (1) تحرفت لفظة "أبي" في (م) إلي: أخي. (2) إسناده ضعيف، إبراهيم بن أبي خداش- وهو ابن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي- لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير ابن جريج وابن عيينة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6734) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (11282) . وأخرجه بنحوه مختصراً البخاري في "تاريخه الكبير" 1/284، والبزار (1179- كشف الأستار) ، والأزرقي في "أخبار مكة" 2/209 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وابن أبي خداش من أهل مكة لا نعلم حدث عنه إلا ابن جريج! الضفيرة: قال في "النهاية" 3/92 (ضفر) : الضفيرة: مثل المُسَناة (وهو الحائط كالسد) المستطيلة المعمولة بالخشب والحجارة، ومنه حديث: وأشار بيده وراء الضفيرة. والمقبرة: هي مقبرة أهل مكة، انظر "أخبار مكة" 2/209-211 للأزرقي. وقال ابن قتيبة في "غريب الحديث" 3/731 سألت الحجازيين عن الضفيرة، فأخبروني أنها جدار يبنى في وجه السيل من حجارة، لئلا يدخل ماءُ السيلِ العينَ فيفسِدَها. الحديث: 3472 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 428 3473 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، وَغَيْرُهُ، عَنْ مِقْسَمٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَعَلَ فِي الْحَائِضِ نِصَابَ دِينَارٍ (1) ، فَإِنْ أَصَابَهَا، وَقَدْ أَدْبَرَ الدَّمُ عَنْهَا وَلَمْ تَغْتَسِلْ، فَنِصْفُ دِينَارٍ " كُلُّ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)   (1) في (م) و"مصنف عبد الرزاق": نصاب دينار. (2) صحيح موقوفا، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الكريم- وهو ابن أبي المخارق البصري أبو أمية-، قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 5/248: أخرجه البيهقي (316،1/318) من ثلاثة أوجه، فيها كلها أنه أبو أمية، ثم قال: قال- أي أبو عبد الله الحافظ-: قال أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه: جملة هذه الأخبار- مرفوعاً وموقوفاً- رجع إلي عطاء العطار (سلفت روايته في "المسند" 3428) وعبد الحميد (سلفت روايته 2032) وعبد الكريم أبي أمية، وفيهم نظر. وقال ابن دقيق العيد في "الإمام": عبد الكريم بن مالك وعبد الكريم أبو أمية كلاهما يروي عن مقسم، وقد بين روحُ بن عبادة في روايته (عند البيهقي 1/317) لهذا الحديث أنه: عبد الكريم أبو أمية، وهو يضعف قول من قال: إنه الجزري، وجزم ابن عبد الهادي أيضاً بأنه أبو أمية الضعيف. قلنا: وقد أشار الأمام أحمد إلي رواية عبد الكريم بن أبي المخارق عند الحديث (2121) . وهذا الحديث في "مصنف عبد الرزاق" (1264) و (1266) ، وقرن في الموضع الأول بابن جريج محمدَ بن راشد. واللفظ في الموضع الثاني: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل في الحائض نصف دينار إن أصابها قبل أن تغتسل. وأخرجه الطبراني (12133) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقرن بابن جريج محمد بن راشد. وأخرجه الدارقطني 3/287 من طريق ابن لهيعة، والبيهقي 1/316 من طريق نافع بن يزيد، كلاهما عن ابن جريج، به.= الحديث: 3473 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 429 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه عبد الرزاق (1265) عن محمد بن راشد، عن عبد الكريم، به. وأخرجه الدارمي (111) ، وأبو يعلى (2432) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3086) ، والطبراني (12135) ، والبيهقي 1/317، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1315) من طريق أبي جعفر الرازي، والترمذي (137) من طريق أبي حمزة السكري، والنسائي في "الكبرى" (9107) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن عبد الكريم، عن مقسم، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رجل جامع امرأته وهي حائض فقال: "إن كان دماً عبيطاً، فليتصدق بدينار، وإن كان فيه صفرة، فنصف دينار". واللفظ عند الترمذي: "إذا كان دماً أحمرَ، فدينار وإذا كان دماً أصفر، فنصف دينار"، وقد صرح أبو يعلى وأبو القاسم البغوي والطبراني وأبو محمد البغوي: أن عبد الكريم هو ابن أبي المخارق. وأخرجه الدارقطني 3/287 من طريق سفيان بن عيينة وأبي جعفر الرازي، كلاهما عن عبد الكريم، به، باللفظين السابقين. لكن سمى الدارقطني عبدَ الكريم: ابن مالكٍ، وقرن به خصيفا وعلي بن بذيمة في رواية سفيان بن عيينة. وأخرجه ابن الجارود (111) ، والبيهقي 1/317 من طريق سعيد بن أبي عروبة، والطبراني (12133) من طريق ليث، كلاهما عن عبد الكريم، عن مقسم، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في رجل غشي امرأته وهي حائض، قال: "يتصدق بدينار، أو بنصف دينار". وقد صرح الطبراني والبيهقي أن عبد الكريم: هو ابن أبي المخارق، وقرن الطبراني به الحكمَ. وذكر البيهقي أن مقسماً فسر ذلك، فقال: إن غشيها في الدم فدينار، وإن غشيها بعد انقطاع الدم قبل أن تغتسل فنصف دينار. وأخرج النسائي في "الكبرى" (9108) من طريق حجاج، وابن ماجه (650) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن عبد الكريم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كان الرجل إذا وقع على امرأته وهي حائض، أمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتصدق بنصف دينار. وأخرجه أحمد في "العلل" 1/178 من طريق سفيان بن عيينة، والبيهقي 1/317 من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن مقسم، عن= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 430 3474 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُنْكِرُ أَنْ يُتَقَدَّمَ فِي صِيَامِ رَمَضَانَ إِذَا لَمْ يُرَ هِلَالُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَيَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَمْ تَرَوْا الْهِلَالَ، فَاسْتَكْمِلُوا ثَلَاثِينَ لَيْلَةً " (1) 3475 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي   = ابن عباس، موقوفاً. ولفظه عند البيهقي: "يتصدق بدينار أو بنصف دينار"، وقال: هذا أشبه بالصواب. وأخرجه البيهقي 1/317 من طريق سعيد بن أبي عروبة من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن عبد الكريم بن أبي أمية، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في الذي يأتي امرأته وهي حائض: "يتصدق بدينار، فإن لم يجد فنصف دينار". وأخرجه مع التفصيل الدارمي (1108) من طريق سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عبد الكريم، عن رجل، عن ابن عباس موقوفاً. وانظر (2032) . (1) إسناده ضعيف، محمد بن جبير كذا جاء في الأصول الخطية، وهو خطأ، صوابه: محمد بن حنين كما في "مصنف عبد الرزاق" (7302) ، وكذا جاء على الصواب في الرواية السالفة برقم (1931) ، وعند النسائي في "المجتبى" 4/135، وفي "الكبرى" (2435) ، وعند ابن الجارود في "المنتقى" (375) ، وهو مجهول لم يرو عنه غير عمرو بن دينار. وقال في "تلخيص المتشابه" للخطيب 1/420: محمد بن حنين مولى العباس بن عبد المطلب سمع عبد الله بن عباس: روى عنه عمرو بن دينار، ثم روى له هذا الحديث، وقال بإثره: هو أخو عبد الله وعبيد الله أولاد حنين ... ، وكذا قال الدارقطني في "المختلف والمؤتلف" 1/371، وابن ماكولا في "الإكمال" 2/27: محمد بن حنين بحاء مهملة ونونين، يروي عن ابن عباس وعنه عمرو بن دينار. وانظر "أوهام الأطراف" ص124-125 للحافظ العراقي. الحديث: 3474 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 431 عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ (1) يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ يَبْتَغِي فَضْلَهُ عَلَى غَيْرِهِ، إِلَّا هَذَا الْيَوْمَ، لِيَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَوْ رَمَضَانَ " قَالَ رَوْحٌ: " أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ " (2) 3476 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَطَاءٌ، دَعَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ يَوْمَ عَرَفَةَ إِلَى طَعَامٍ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَا تَصُمْ، " فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرِّبَ إِلَيْهِ حِلَابٌ فِيهِ لَبَنٌ يَوْمَ عَرَفَةَ، فَشَرِبَ مِنْهُ، فَلَا تَصُمْ فَإِنَّ النَّاسَ مُسْتَنُّونَ بِكُمْ قَالَ ابْنُ بَكْرٍ، وَرَوْحٌ: " إِنَّ النَّاسَ يَسْتَنُّونَ بِكُمْ " (3)   (1) لفظة "كان" أثبتناها من (ظ9) و (ظ14) ، ولم ترد في (م) وباقي الأصول الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله بن أبي الزبير: هو المكي مولى آل قارظ بن شيبة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7837) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1132) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 61، والطبراني (11252) ، والبيهقي 4/286. وانظر (1938) . (3) صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع بين ابن جريج وبين عطاء، والواسطة بينهما هو زكريا بن عمر كما سلف في الحديث (2946) ، وكما سيأتي في الحديث (3477) وهو في عداد المجاهيل لم يوثقه غير ابن حبان. وهو بهذا الإسناد في "مصنف عبد الرزاق" (7817) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني 18/ (693) . الحديث: 3476 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 432 3477 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عُمَرَ، أَنَّ عَطَاءً، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، دَعَا الْفَضْلَ ... (1) 3478 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ أَبَا مَعْبَدٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ " رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ، كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَأَنَّهُ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ " (2) 3479 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، " فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زكريا بن عمر ثم يوثقه كير ابن حبان. وانظر (2946) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معبد: هو نافذ المكي. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (3225) . وأخرجه البخاري (841) ، ومسلم (583) (122) ، وأبو داود (1003) ، وابن خزيمة (1707) ، وأبو عوانة 2/242 من طريق عبد الرزاق وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (583) (122) ، والطبراني (12212) من طريق محمد بن بكر وحده، به. وأخرجه أبو عوانة 2/242 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به. وانظر (1933) . الحديث: 3477 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 433 يُصَلِّي مُتَطَوِّعًا مِنَ اللَّيْلِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَتَوَضَّأَ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ لَمَّا رَأَيْتُهُ صَنَعَ ذَلِكَ، فَتَوَضَّأْتُ مِنَ الْقِرْبَةِ، ثُمَّ قُمْتُ إِلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ، فَأَخَذَ بِيَدِي مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي يَعْدِلُنِي كَذَلِكَ مِنْ، وَرَاءِ ظَهْرِي إِلَى الشِّقِّ الْأَيْمَنِ " (1) 3480 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَنْ كُرَيْبٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: " كَانَ إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ فِي مَنْزِلِهِ، جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ، وَالْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ يَرْكَبَ، وَإِذَا لَمْ تَزِغْ لَهُ فِي مَنْزِلِهِ، سَارَ حَتَّى إِذَا حَانَتِ الْعَصْرُ نَزَلَ، فَجَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَإِذَا حَانَتِ الْمَغْرِبُ فِي مَنْزِلِهِ، جَمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا لَمْ تَحِنْ فِي مَنْزِلِهِ رَكِبَ، حَتَّى إِذَا حَانَتِ الْعِشَاءُ، نَزَلَ، فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3861) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/319، وزادا في آخره: قلت: أفي التطوع كان ذلك؟ قال: نعم. وأخرجه مع الزيادة نفسها مسلم (763) (192) من طريق محمد بن بكر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (472) ، وعنه أبو عوانة 31،2/317 و319 عن سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، به. وانظر (2245) . (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4405) .= الحديث: 3480 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 434 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي كما في "تحفة الأشراف" 5/120، والطبراني (11522) ، والدارقطني 1/388، والبيهقي 3/164. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عباس. قال المزي: هذا الحديث في رواية أبي حامد أحمد بن عبد الله بن داود التاجر المروزي عن الترمذي. وقال الطبراني: قال عبد الرزاق: وقال لي ابن المقدام: ما سمعنا بهذا من ابن جريج، ولا جاء به غيرك. وأخرجه البيهقي 3/163 من طريق عثمان بن عمر، عن ابن جريج، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً عبد بن حميد (613) ، والطبراني (11523) و (11524) ، والدارقطني 1/389 من طريق محمد بن عجلان، والطبراني (11526) من طريق أبي أويس، والدارقطني 1/389 من طريق يزيد بن الهاد، ثلاثتهم عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة وحده، به. وأخرجه الشافعي 1/186، ومن طريقه البغوي (1042) عن إبراهيم بن أبي يحيى، والطبراني (11525) من طريق هشام بن عروة، كلاهما عن حسين بن عبد الله، عن كرتب وحده، به. وانظر ما سلف برقم (1874) و (2191) . قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/48 في حديث ابن عباس هذا: حسين ضعيف واختلف عليه فيه، وجمع الدارقطني في "سننه" بين وجوه الاختلاف فيه إلا أن علته ضعف حسين، ويقال: إن الترمذي حسنه وكأنه باعتبار المتابعة، وغفل ابن العربي فصحح إسناده، لكن له طريق أخرى أخرجها يحمى بن عبد الحميد الحماني في "مسنده" عن أبي خالد الأحمر، عن الحجاج، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، وروى إسماعيل القاضي في "الأحكام" عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن كريب، عن ابن عباس نحوه. قلنا: ويشهد لجمع التقديم فيه حديث معاذ بن جبل وعلي وأنس، وقد اختلف أهل العلم في أسانيدها بين مصحح لها وبين مضعف، وقال أبو داود: ليس في جمع التقديم حديث قائم، انظر لزاماً "التلخيص الحبير" 2/48-50، و"فتح الباري" 2/583.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 435 3481 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا، فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ " قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ بِمَنْزِلَةِ الطَّعَامِ " (1) 3482 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَلَقَّى الرُّكْبَانُ، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ " قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا قَوْلُهُ " حَاضِرٌ لِبَادٍ؟ " قَالَ: لَا يَكُونُ لَهُ سِمْسَارًا (2)   = وجاء في مسألة جمع التأخير أحاديث عدة، فعن علي سلف برقم (1143) ، وعن ابن عمر عند أحمد 2/4، والبخاري (1109) ، ومسلم (703) ، وعن أنس عند أحمد 3/247، والبخاري (1111) و (1112) ، ومسلم (704) . وانظر ما سلف برقم (1953) . قوله: "كان إذا زاغت الشمس"، قال السندي: أي: زالت، وفيه جَمْع التقديم، إلا أن فيه حسيناً، وهو ضعيف، وبقية رجاله ثقات، وقد جاء جمع التقديم عن معاذ أيضاً رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وللعلماء فيه كلام (وهو في "المسند" 5/241-242) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14210) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1525) (29) ، والنسائي 7/285-286. وانظر (1847) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14870) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1521) (19) ، والنسائي 7/257، وابن ماجه (2177) ، والبيهقي 5/346.= الحديث: 3481 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 436 3483 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ، لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَوْ فَعَلَ، لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عِيَانًا " (1) 3484 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَانِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ - أَحْسِبُهُ يَعْنِي فِي النَّوْمِ - فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي   = وأخرجه البخاري (2158) و (2163) و (2274) ، وأبو د اود (3439) ، والطبراني (10923) ، والبيهقي 5/347 من طرق عن معمر، به. وفي رواية عبد الأعلى، عن معمر عند البخاري (2163) ورد سؤال طاووس لابن عباس وجوابه، دون ذكر تتمة الحديث. وفي الباب عن أنس عند البخاري (2161) ، ومسلم (1523) . وعن طلحة بن عبيد الله وابن عمر وأبي هريرة وجابر وسمرة بن جندب، وهي في "المسند" على التوالي (1404) ، 2/42، 2/238، 3/307، 5/11. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/52 و2/374. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/191-192 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري (4958) ، والترمذي (3348) ، والنسائي في "الكبرى" (11685) من طريق عبد الرزاق، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وقد سلف الحديث بأطول مما هنا برقم (2225) . الحديث: 3483 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 437 فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ - أَوْ قَالَ: نَحْرِي - فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، يَخْتَصِمُونَ فِي الْكَفَّارَاتِ وَالدَّرَجَاتِ، قَالَ: وَمَا الْكَفَّارَاتُ وَالدَّرَجَاتُ؟ قَالَ: الْمُكْثُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَالْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإِبْلَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَقُلْ يَا مُحَمَّدُ إِذَا صَلَّيْتَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً، أَنْ تَقْبِضَنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ، قَالَ: وَالدَّرَجَاتُ: بَذْلُ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ " (1)   (1) إسناده ضعيف، أبو قلابة- واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- لم يسمع من ابن عباس، ثم إن فيه اضطراباً يأتي تفصيله لاحقاً. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/169 بلفظ: "أتاني آت الليلة في أحسن صورة ... ". وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/34-35 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (682) ، والترمذي (3233) من طريق عبد الرزاق، قال الترمذي: وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلًا، وقد رواه قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس. وقال أبو زرعة فيما نقله عنه المزي في "التحفة" 4/383 عن أحمد بن حنبل: حديث قتادة هنا ليس بشيء، والقول ما قال ابن جابر، قلنا: يعني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال في "التهذيب": عبد= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 438 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الرحمن بن عائش الحضرمي، ويقال السكسكي: مختلف في صحبته وفي إسناد حديثه، روي عنه حديث: "رأيت ربي في أحسن صورة" (هو في "السنة" (1468) لابن أبي عاصم) ، وقيل: عنه، عن رجل من الصحابة (هو في "المسند" 4/66 و5/378) ، وقيل: عنه، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل (هو في "المسند" 5/243) ، وقيل غير ذلك، روى عنه خالد بن اللجلاج، وأبو سلام الأسود، وربيعة بن يزيد، قال البخاري: له حديث واحد إلا أنهم يضطربون فيه، وقال أبو حاتم: هو تابعي وأخطأ من قال: له صحبة، وقال أبو زرعة الرازي: ليس بمعروف، وقال الترمذي: لم يسمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه ابن خزيمة في كتاب "التوحيد" (320) من طريق محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن معمر، به. وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص496 من طريق أيوب، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس. وأخرجه بنحوه الترمذي (3234) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (469) ، وأبو يعلى (2608) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (319) ، والآجري في "الشريعة" ص496 من طريق معاذ ببن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/20: سألت أبي عن حديث رواه معاذ بن هشام عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رأيت ربي عز وجل"، وذكر الحديث في إسباغ الوضوء ونحوه، قال أبي: هذا رواه الوليد بن مسلم وصدقة عن ابن جابر، قال: كنا مع مكحول، فمر به خالد بن اللجلاج، فقال مكحول: يا أبا إبراهيم، حدثنا، فقال: حدَثني ابن عائش الحضرمي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال أبي: هذا أشبه، وقتادة يقال: لم يسمع من أبي قلابة إلا أحرفاً، فإنه وقع إليه كتاب من كتب أبي قلابة فلم يميزوا بين عبد الرحمن بن عائش، وبين ابن عباس. قال أبي:= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 439 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وروى هذا الحديث جهضم بن عبد الله اليمامي وموسى بن خلف العمَي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن أبي عبد الرحمن السَّكْسَكي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال أبي: وهذا أشبه من حديث ابن جابر. وقال محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" فيما نقله الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 4/38: هذا حديث اضطرب الرواةُ في إسناده، وليس يثبت عن أهل المعرفة. وقال الدارقطني في "العلل" 6/54-57 وقد سئل عنه: رواه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، قال: سمعت عبد الرحمن بن عائش قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ذلك الوليد بن مسلم، وحماد بن مالك، وعمارة بن بشير، عن ابن جابر، وكذلك قال الأوزاعي: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: عن خالد بن اللجلاج، وقال يزيد بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ذلك زهير بن محمد، عنه. وقال خارجة بن مصعب: عن يزيد بن يزيد، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عياش، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما أراد ابن عائش. ورواه أبو قلابة عن خالد بن اللجلاج واختلف عنه، فرواه قتادة واختلف عليه فيه أيضاً، فقال يوسف بن عطية الصفار: عن قتادة، عن أنس بن مالك، ووهم فيه. وقال هشام الدستوائي من رواية المقدمي، عن معاذ بن هشام، عن أبيه: عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووهم في قوله: ابن عباس، وإنما أراد ابن عياش عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال القواريري وأبو قدامة وغيرهم عن معاذ بن هشام، عن أبيه: عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد، عن ابن عباس. ورواه أيوب عن أبي قلابة، واختلف عن أيوب، فرواه أنيس بن سوار الجرمي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجنن، عن عبد الله بن عائش، ورواه عدي بن الفضل، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 440 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ورواه حميد الطويل، عن بكر، عن أبي قلابة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وروى هذا الحديث يحيى بن أبي كثير فحفظ إسناده، فرواه جهضم بن عبد الله القيسي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام واسمه ممطور، عن عبد الرحمن الحضرمي، وهو عبد الرحمن بن عائش، قال: حدثنا مالك بن يخامر، قال: حدثنا معاذ بن جبل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواه موسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده أبي سلام، فقال: عن أبي عبد الرحمن السَّكسَكي، وإنما أراد: عن عبد الرحمن، وهو ابن عائش، وقال: عن مالك بن يخامر، عن معاذ، فعاد الحديث إلي معاذ بن جبل. (ويأتي الكلام عليه في مسند معاذ 5/243) . وروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل نحو هذا، ورواه الحجاج بن دينار، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، ورواه سعيد بن سويد القرشي الكوفي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ. قال: ليس فيها صحيح، وكلها مضطربة. انتهى كلام الدارقطني. وقال البيهقي في "الأسماء والصفات" ص300: وقد روي من أوجه أخَر، وكلها ضعيف. وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/34: أصل هذا الحديث وطرقه مضطربة، قال الدارقطني: كل أسانيده مضطربة، ليس فيها صحيح. وقال الذهبي في ترجمة عبد الرحمن بن عائش من "الميزان" 2/571 عن هذا الحديث: حديثه عجيب غريب. وفي الباب عن جابر بن سمرة عند ابن أبي عاصم في "السنة" (465) ، بلفظ: "إن الله تجلى لي في أحسن صورة"، وفيه إبراهيم بن طهمان، وله غرائب، وأكثر ما خرفي له البخاري في الشواهد، وسماك بن حرب ليس بذاك القوي، خاصة في مثل هذا المطلب. وعن أبي أمامة وهو في "السنة" أيضاً (466) ، وفي سنده ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف. وعن ثوبان عند ابن أبي عاصم (470) ، والبزار (2128- كشف الأستار) ، وفي سند= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 441 3485 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْمَلَأَ، مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ، فَتَعَاهَدُوا بِاللَّاتِ، وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الْأُخْرَى: لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا، قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ، قَالَ: فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَبْكِي حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى أَبِيهَا، فَقَالَتْ: هَؤُلَاءِ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِكَ فِي الْحِجْرِ، قَدْ تَعَاهَدُوا: أَنْ لَوْ قَدْ رَأَوْكَ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ، قَالَ: " يَا بُنَيَّةُ أَدْنِي وَضُوءًا " فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمُ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ، قَالُوا: هُوَ هَذَا، هُوَ هَذَا. فَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ، وَعُقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ، فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ أَبْصَارَهُمْ، وَلَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ، فَحَصَبَهُمْ بِهَا، وَقَالَ: " شَاهَتِ الْوُجُوهُ " قَالَ: فَمَا أَصَابَتْ رَجُلًا مِنْهُمْ حَصَاةٌ إِلَّا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا (1)   = ابن أبي عاصم عبدُ الله بن صالح، وهو سيئ الحفظ، وفي سنديهما أبو يحيى، ولم نتبينه، وإسناد ابن أبي عاصم فيه انقطاع. وعن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب عند ابن أبي عاصم (471) ، وإسناده ضعيف جداً، وأشار اليه الحافظ في "تهذيب التهذيب" 10/174 وقال: متنه منكر. وعن أبي رافع عند الطبراني في "الكبير" (938) ، قال الهيثمي في "المجمع" 1/237: فيه عبد الله بن إبراهيم بن الحسين، عن أبيه، ولم أرَ من ترجمهما. وعن ابن عمر عند البزار (2129) ، وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن سنان. قلنا: فهذه الأحاديث كلها تدور على الضعفاء والمجاهيل. الملأ الأعلى: هم الملائكة، والملأ: الجماعة. (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن خثيم- وهو= الحديث: 3485 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 442 3486 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَايَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَرَايَةَ الْأَنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَكَانَ إِذَا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَكُونَ تَحْتَ رَايَةِ الْأَنْصَارِ " (1)   =عبد الله بن عثمان بن خثيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وانظر (2762) . عقروا، أي: ما قدروا القيام إليه. (1) إسناده ضعيف، عثمان الجَزَري: هو الذي يقال له: عثمان المشاهد، روى عنه معمر والنعمان بن راشد، سئل الأمام أحمد عنه، فقال: روى أحاديث مناكير، زعموا أنه ذهب كتابُه، وقال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان، ووهم الهيثمى في "المجمع" 5/321 فظنه عثمانَ بن زفر الأمي، وأخطأ فوثق الأخير، فهو مجهول، وعثمان الجزري هذا لم يترجم له الحسينى وابن حجر، مع أنه من شرطهما، وشطح قلم ابن حجر في "الفتح" 6/127 فقال بعد أن نسب الحديثَ إلي أحمد: إسناده قوي! والحديث عند أحمد في "فضائل الصحابة" (1427) بإسناده ومتنه، وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9640) ، وعلقه عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/258. وأخرج الطبراني (12083) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن حفص بن غياث، عن الحجاج، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: كان عدةُ أهل بدر ثلاث مئة وثلاث عشر، وكان المهاجرون نيفاً وستين رجلا، وكان الأنصار مئتين وستة وثلاثين رجلًا، وكان صاحب راية المهاجرين علي بن أبي طالب، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة رضي الله عنهم. والحجاج- وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن. وأخرج الطبراني (12101) من طريق أبي شيبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أن علي بن أبي طالب كان صاحب راية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدرٍ، وصاحب راية المهاجرين علي، وفي المواطن كلها، وقيس بن سعد بن عبادة صاحب راية علي. وأبو شيبة- واسمه إبراهيم بن عثمان العَبْسي- متروك.= الحديث: 3486 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 443 3487 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَسُئِلَ: هَلْ شَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا قَرَابَتِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ مِنَ الصِّغَرِ، " فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى الْعَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَوَعَظَ النِّسَاءَ وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ "، فَأَهْوَيْنَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ فَتَصَدَّقْنَ بِهِ، قَالَ: فَدَفَعْنَهُ إِلَى بِلَالٍ (1) 3488 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى أَنْ يَنْزِلَ الْأَبْطَحَ، وَيَقُولُ: " إِنَّمَا أَقَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ " (2) 3489 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   = واستحرَّ، قال ابن الأثير 1/364: أي: اشتد وكَثُر، وهو استَفْعَل من الحَر: الشِّدة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وسفيان بن سعيد: هو الثوري. وأخرجه البخاري (863) و (977) و (5249) و (7325) ، وأبو داود (1146) ، والنسائي 3/192-193، وابن حبان (2823) ، والبيهقي 3/307 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (12716) من طريق أبي حمزة السكري، عن رقبة بن مصقلة، عن عبد الرحمن بن عابس، به. وانظر (2062) . (2) إسناده ضعيف لعنعنة الحجاج بن أرطاة. وهو مكرر (3289) . الحديث: 3487 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 444 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُودَى الْمُكَاتَبُ بِحِصَّةِ مَا أَدَّى دِيَةَ الْحُرِّ، وَمَا بَقِيَ دِيَةَ عَبْدٍ " (1) 3490 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ خَالَتِي مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، فَبِتُّ عِنْدَهَا، فَوَجَدْتُ لَيْلَتَهَا تِلْكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ دَخَلَ بَيْتَهُ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ "، فَجِئْتُ فَوَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى نَاحِيَةٍ مِنْهَا، " فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ فَإِذَا عَلَيْهِ لَيْلٌ، فَعَادَ فَسَبَّحَ وَكَبَّرَ حَتَّى نَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَ شَطْرُ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه الترمذي (1259) ، والنسائي 8/46، والطحاوي 1/110، والبيهقي 10/325 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن عباس حديث حسن. وأخرجه النسائي 8/46 من طريق حماد بن زيد، والبيهقي 10/326 من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن أيوب، به. ولفظ النسائي: أن مكاتباً قُتِل على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمَر أن يُودَى ما أدً ى دية الحر، وما لا دية المملوك. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5024) ، والطحاوي 1/110 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة مرسلًا. ولفظه كلفظ رواية حماد بن زيد المتقدمة. وانظر (1944) . وقد سلف الحديث برقم (723) من طريق أيوب، عن عكرمة، عن علي موقوفاً. ولفظه: يودى المكاتب بقدر ما أدى. الحديث: 3490 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 445 اللَّيْلِ - أَوْ قَالَ: ثُلُثَاهُ - فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى قِرْبَةٍ عَلَى شَجْبٍ فِيهَا مَاءٌ (1) ، فَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ مَرَّةً (2) ، ثُمَّ غَسَلَ قَدَمَيْهِ - قَالَ يَزِيدُ: حَسِبْتُهُ قَالَ: ثَلَاثًا ثَلَاثًا - ثُمَّ أَتَى مُصَلَّاهُ، فَقُمْتُ وَصَنَعْتُ كَمَا صَنَعَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ بِصَلَاتِهِ، فَأَمْهَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا عَرَفَ أَنِّي أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ بِصَلَاتِهِ، لَفَتَ يَمِينَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِي، فَأَدَارَنِي حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَى أَنَّ عَلَيْهِ لَيْلًا رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الْفَجْرَ قَدْ دَنَا، قَامَ فَصَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ، أَوْتَرَ بِالسَّابِعَةِ، حَتَّى إِذَا أَضَاءَ الْفَجْرُ، قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ وَضَعَ جَنْبَهُ فَنَامَ، حَتَّى سَمِعْتُ فَخِيخَهُ، ثُمَّ جَاءَهُ بِلَالٌ، فَآذَنَهُ بِالصَّلَاةِ، فَخَرَجَ فَصَلَّى وَمَا مَسَّ مَاءً " فَقُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: مَا أَحْسَنَ هَذَا فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: أَمَا وَاللهِ لَقَدْ قُلْتُ ذَاكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: " مَهْ إِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ وَلَا لِأَصْحَابِكَ، إِنَّهَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ كَانَ يَحْفَظُ " (3)   (1) وقع في نسختي (ظ 9) و (ظ 14) زيادة بعد لفظة: "ماء"، وهي: "وإذا قِربة ذات سُعْنٍ، فأخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها ماءً"! (2) لفظة: "مرة" ليست في (م) . (3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عباد بن منصور ضعيف لسوء حفظه وتغيُّره وتدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرج أبو داود (133) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد قصة الوضوء فقط. وأخرجه ابن خزيمة (1094) من طريق النضر بن شميل، والطبراني (12504) من طريق أبي بكر الحنفي، كلاهما عن عباد بن منصور، به. ورواية الطبراني مختصرة.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 446 3491 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الرَّجُلِ، إِذَا رَمَى الْجَمْرَةَ أَيَتَطَيَّبُ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ " رَأَيْتُ الْمِسْكَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، أَفَمِنَ الطِّيبِ هُوَ أَمْ لَا؟ (1) 3492 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: قُلْتُ: لِابْنِ عَبَّاسٍ حَدِّثْنِي عَنِ الرُّكُوبِ، بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ فَإِنَّ قَوْمَكَ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا سُنَّةٌ فَقَالَ: صَدَقُوا، وَكَذَبُوا قُلْتُ: صَدَقُوا، وَكَذَبُوا مَاذَا؟ قَالَ: " قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ فَخَرَجُوا حَتَّى خَرَجَتِ الْعَوَاتِقُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُضْرَبُ عِنْدَهُ أَحَدٌ فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ، وَهُوَ رَاكِبٌ، وَلَوْ نَزَلَ (2) لَكَانَ الْمَشْيُ أَحَبَّ إِلَيْهِ " (3)   = وقد سلف مختصراً برقم (2276) من طريق عكرمة بن خالد، عن ابن عباس- دون ذِكْر سعيد بن جبير، وسيأتي بنحوه برقم (3502) ، وانظر (1911) و (1912) و (2567) . والشَجْب: كالعِلاَقة يوضع عليها الثيابُ وغيرها. والفخيخ: صوت النائم. (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه منقطع بين الحسن بن عبد الله العُرني وبين ابن عباس. وانظر (2090) . (2) في (ظ14) : ترك. (3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ورواية يزيد- وهو ابن هارون- عن الجُريري سعيد بن إياس في "صحيح مسلم". أبو الطُّفيل: هو عامر بن واثلة اللَّيثي. والحديث قطعة من الحديث الطويل الذي سلف برقم (2707) . وأخرجه مطولاً مسلم (1264) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 49، والبيهقي 5/82 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. العواتق: جمع عاتق، وهي الشابة أَول ما تُدْرك. الحديث: 3491 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 447 3493 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدْ " سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ لَا نَخَافُ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَصَلَّى (1) رَكْعَتَيْنِ " (2) 3494 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ " عَنِ الصَّلَاةِ، بِالْبَطْحَاءِ إِذَا فَاتَتْنِي الصَّلَاةُ فِي الْجَمَاعَةِ فَقَالَ: رَكْعَتَيْنِ تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) 3495 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَهُوَ عَلَى بَعِيرِهِ وَخَلْفَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَاسْتَسْقَى فَسَقَيْنَاهُ نَبِيذًا فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَ فَضْلَهُ أُسَامَةَ فَقَالَ: " قَدْ أَحْسَنْتُمْ وَأَجْمَلْتُمْ فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا "   (1) المثبت من (ظ9) و (ظ14) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: نصلي. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. معاذ: هو ابن هشام الدستُوائْي، وابن عون: هو عبد الله، ومحمد: هو ابن سيرين، لم يدرك ابن عباس. وانظر (1995) . (3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن سلمة- وهو ابن المحبِّق الهذلي- فمن رجال مسلم، وابن أبي عدي- وهو محمد بن إبراهيم- وإن كان سماعه من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط، قد تابعه يزيد بن زريع عند مسلم والنسائي، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط. وأخرجه مسلم (688) (7) ، والنسائي 3/119 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وانظر (1862) . الحديث: 3493 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 448 فَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نُغَيِّرَ ذَلِكَ (1) 3496 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ " قَالَ مِسْعَرٌ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: " أَوْ عَلَفًا " (2) 3497 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " سَقَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ زَمْزَمَ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِمٌ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله المُزَني. وأخرجه بأطول مما هنا ابن خزيمة (2947) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وسيأتي مطولاً برقم (3528) ، ويأتي تخريجه هناك. والنبيذ، قال ابن الأثير 5/7: هو ما يُعمل من الأشربة من التمر والزبيب والعسل والحِنطة والشعير وغير ذلك، يقال: نبذتُ التمرَ والعنبَ، إذا تركتَ عليه الماءَ ليصبر نبيذاً، وسواء كان مسكرا أو غير مسكرٍ، فإنه يقال له: النبيذ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، ومسعر: هو ابن كِدام الهلالي الكوفي، وعبد الملك بن مَيْسرة: هو الهلالي العامري الكوفي. وانظر (1847) . قوله: "فلا يبيعُه"، الياءُ هنا إشباع للكسرة، والجادة حذفها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عَبْدة بن سليمان: هو الكلابي أبو محمد الكوفي، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، والشعبي: هو عامر بن شَرَاحِيل. وانظر (1838) . الحديث: 3496 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 449 3498 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " (1) 3499 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا " (2) 3500 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قَالَ: " شَيْءٌ أُرِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَقَظَةِ، رَآهُ بِعَيْنِهِ حِينَ ذُهِبَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قيس بن سعد - وهو المكي- فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن حسان، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه أبو عوانة 2/176 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (2498) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2031) (130) ، والبيهقي 7/278 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (1924) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وانظر (1916) . الحديث: 3498 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 450 3501 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (1) : " لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ، وَادِيًا مَالًا لَأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَهُ، وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَاللهُ يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ " فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " فَلَا أَدْرِي أَمِنَ الْقُرْآنِ هُوَ أَمْ لَا؟ " (2)   (1) في (م) و (س) و (ص) : قال نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من طريق روح بن عبادة، وعبد الله بن الحارث متابِعُ روح: هو عبد الله بن الحارث بنِ عبد الملك القرشي المخزومي المكي، وهو ثقة من رجال مسلم. وأخرجه البخاري (6436) و (6437) ، ومسلم (1049) ، وأبو يعلى (2573) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 66-67، وابن حبان (3231) ، والطبراني (11423) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (77) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/192 و283، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/368، وفي "شعب الأيمان" (10274) و (10275) ، وفي "الآداب" (973) ، والبغوي (4090) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وروايتهم جميعاً كما في رواية "المسند": أن هذا الكلام من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقول ابن عباس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا؟ كما جاء عند غير واحد ممن خرجه، قاطع بنفي قرآنية هذا الكلام نفياً باتاً، لأن القرآن لا يمكن أن يثبت على الشك، ولابد في إثباته من القطع بتلقي نصه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلقياً متواتراً. ويؤيد أن هذا الكلام ليس قرآناً حديثُ أنس عند أحمد 3/122، والبخاري (6439) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لو أن لابن آدمَ وادياً من ذهب، أحبَّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوبُ الله على من تاب". وحديث جابر في "المسند" 3/340 ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لو أن لابن آدم= الحديث: 3501 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 451 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وادياً من مال لتَمَنى واديين، ولو أن له واديين لتمنى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب". وحديث عبد الله بن الزبير عند البخاري (6439) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "لو أن ابن آدم أعطِيَ وادياً ملآنَ من ذهبٍ أحبَّ إليه ثانياً، ولو أعطي ثانياً أحبَّ إليه ثالثاً، ولا يَسُد جوفَ ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب". وحديث أبي هريرة عند ابن ماجه (4235) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لو أن لابن آدم واديين من مال، لأحبَّ أن يكون معهما ثالث، ولا يملأ نفسَه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب". وقال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح. وحديث كعب بن عياض عند الطبراني (406) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لو سُيِّلَ لابن آدم واديان من مال لتَمَنَّى إليهما ثالثاً، ولا يُشْبِعُ ابن آدمَ إلا التراب، ويتوبُ الله على من تاب". وأورد البخاري (6440) عن أبي الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي بن كعب، قال: كنا نُرَى (نظن) هذا من القرآن، حتى نزلت: (ألهاكُم التَكاثُر) . قال الحافظ في "الفتح" 11/257: ووجه ظنهم أن الحديث المذكور من القرآن ما تَضَمَّنه من ذَمِّ الحرص على الاستكثار من جمع المال، والتقريع بالموت الذي يقطع ذلك، ولابدَّ لكل أحدٍ منه، فلما نَزَلَت هذه السورة وتضمنت معنى ذلك مع الزيادة عليه، علموا أن الأول من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الشيخ أحمد شاكر: وهذا هو التوجيه الصحيح. وقد وردت أحاديثُ عِدَّة عن غير واحد من الصحابة، وفيها أن هذا كان قرآناً ثم نسِخ، وكلها ضعيفة لا تصح، لا تناهض الروايات الصحيحة السابقة، ونذكرها هنا لبيان ضعفها. فمنها خبر أبي موسى الأشعري المخرج في "صحيح مسلم" (1050) ، عن سويد بن سعيد، عن علي بن مُسْهر، عن داود، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عنه: أنه كان يقرأ سورةً كان يشبِّهها في الطُّول والشدة ببراءةَ، فأنسِيها، إلا أنه حفظ منها:= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 452 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = لو كان لابن آدم واديان ... ، وهو حديث ضعيف لا يُناهِض الروايات الصحيحة، في سنده سويد بن سعيد؟ قال ابن المديني: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة: صدوق مضطرب الحفظ، ولا سيما بعد ما عَمِيَ، وقال البخاري: كان قد عمي فتلقنَ ما ليس من حديثه، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون، وأما ابن معين فكذبه وسَبه وقال: هو حلال الدم، وعلي بن مسهر؛ قال في "التقريب": ثقة له غرائب بعد أن أضَر، وداود- وهو ابن أبي هند، وإن كان ثقة- قال أبو داود: خولف في غير حديثٍ، وقال الحافظ: كان يهم بأخرة. وحديث أبي واقد الليثي المخرج في "المسند" 5/218-219 عن أبي عامر العقدي، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي، قال: كنا نأتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أنزل عليه فيحدثنا، فقال لنا ذات يوم: "إن الله عز وجل قال: إنا أنزَلْنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو كان لابن آدم وادٍ لأحَب أن يكون إليه ثانٍ، ولو كان له واديان لأحب أن يكون إليهما ثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوبُ الله على من تاب". وهذا سند ضعيف، هشام بن سعد ضعيف عند المخالفة، قال أحمد: لم يكن بالحافظ، وضعفه يحيى بن معين وابن سعد والنسائي وغيرهم، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقوله: "إن الله عز وجل قال" لا يدل على قرآنية هذا الكلام، وإنما هو من الأحاديث القُدسية التي يرويها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ربه عز وجل. وحديث بريدة عند البزار (3634) ، رواه من طريق حبان بن هلال، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا صَبيح أبو العلاء، عن ابن بُريدة، عن أبيه، قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في الصلاة: لو أن لابن آدم وادياً من ذهبٍ لابتغى إليه ثانياً، ولو أعطِي ثانياً لابتغى إليه ثالثاً، ولا يملأ جوفَ ابن آدم إلا التراب، ويتوبُ الله على من تاب. قال البزار: لا نعلم رواه عبد العزيز إلا عن صبيح أبي العلاء. قلنا: عبد العزيز بن مسلم- وهو القَسْمَلي-: قال العقيلي في "الضعفاء" 3/17: في حديثه بعض الوهم، وصبيح أبو العلاء لم يوثقه غير ابن حبان 6/478، وهو في عداد المجهولين، وذكره الذهبي في= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 453 3502 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَيْتُ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَوَجَدْتُ لَيْلَتَهَا تِلْكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَزِيدَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ الْأَوَّلُ، أَمْسَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُنَيَّةً، حَتَّى إِذَا أَضَاءَ لَهُ الصُّبْحُ، قَامَ فَصَلَّى الْوَتْرَ تِسْعَ رَكَعَاتٍ، يُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ وَتْرِهِ، أَمْسَكَ يَسِيرًا، حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ فِي نَفْسِهِ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ وَضَعَ جَنْبَهُ، فَنَامَ حَتَّى سَمِعْتُ جَخِيفَهُ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ بِلَالٌ فَنَبَّهَهُ لِلصَّلَاةِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى الصُّبْحَ " (1) 3503 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ،   = "المقتنى في سرد الكنى" 1/406، فليَّنه، وابن بريدة- واسمه عبد الله- سُئِلَ عنه أحمد: هل سمع من أبيه شيئاً؟ قال: ما أدري، عامَّة ما يُروى عن بريدة عنه، وضعًف حديثه، وقال إبراهيم الحربي: عبد الله أتمُّ من سليمان، ولم يسمعا من أبيهما، وفي ما روى عبد الله، عن أبيه أحاديث منكرة. (1) إسناده ضعيف لضعف عباد بن منصور، وقد تقدم بسياقة أصح من هذه برقم (3169) ، وانظر (3190) ، وقوله: "نحو حديث يزيد" يعني به يزيدَ بن هارون الذي سلف برقم (3490) . قوله: "جخيفه"، قال السندي: بجيم ثم خاء معجمة ثم ياء ثم فاء، أصل الجخيف: الصوت من الخوف، وهو أشد من الغطيط، والمراد هاهنا: الغطيط، والله تعالى أعلم. الحديث: 3502 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 454 أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَقُولُ: " مَكَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً " (1) 3504 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمَّهُ تُوُفِّيَتْ، أَفَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ فَقَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَإِنَّ لِي مَخْرَفًا، وَأُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا (2) 3505 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَذْكُرُ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلْحَائِضِ أَنْ تَصْدُرَ   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وسيأتي برقم (3516) عن روح لكن بإسقاط عكرمة من السند، وانظر (2017) . زكريا: هو ابن إسحاق المكي. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وأخرجه البخاري (2770) ، وأبو داود (2882) ، والترمذي (669) ، والنسائي 6/252-253، والطبراني (11631) ، والحاكم 1/420 من طريق روج بن عبادة، بهذا الإسناد. قال الطبراني في روايته "مخرفةً"، وزاد: قال روح: المخرفةُ: النخلُ. وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه عبد الرزاق (16338) عن ابن جريج، والبخاري في "الأدب المفرد" (39) ، وأبو يعلى (2515) ، والطبراني (11630) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، والنسائي 6/252 من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن عمرو بن دينار، به. وجميعهم غير عبد الرزاق أورده مختصراً بذِكْر سؤال الرجل وجواب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقط، ووقع عند عبد الرزاق: "فإنها قد تركت مخرافاً"، وسمَّى النسائيُّ الرجلَ السائلَ سعداً، وهو سعد بن عبادة رضي الله عنه كما في الرواية التي سلفت برقم (3080) . الحديث: 3504 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 455 قَبْلَ أَنْ تَطُوفَ، إِذَا كَانَتْ قَدْ طَافَتْ فِي الْإِفَاضَةِ " (1) 3506 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: اسْتَفْتَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَذْرٍ عَلَى أُمِّهِ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْضِهِ عَنْهَا " (2) 3507 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ بْنِ رَقَبَةَ، عَنْ طَلْحَةَ الْإِيَامِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (11206) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1933) ، والبخاري (329) و (1760) ، والنسائي في "الكبرى" (4200) ، والطحاوي 2/235، وابن حبان (3898) ، والبيهقي 5/163 من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طاووس، عن طاووس، عن ابن عباس. وفي روايتهم زيادة: قال طاووس: وسمعتُ ابن عمر يقول: إنها لا تنفر، ثم سمعته يقول بعد: إن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخصَ لهن. وقد ورد الحديث بلفظْ "لا ينفر أحد حتى يكون آخرُ عهده بالبيت" إلا أنه خفف عن المرأة الحائض. انظر تخريجه عند الحديث (1936) ، وانظر أيضاً (1990) . وفي الباب عن ابن عمر عند الترمذي (944) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (4196) و (4197) و (4198) . وعن عمر بن الخطاب، وسيأتي في مسند الحارث بن عبد الله بن أويس 3/416. (2) حديث صحيح، محمد بن أبي حفصة روى له البخاري حديثاً واحداً متابعة، واحتج به مسلم، وفيه كلام، يصلح حديثه للمتابعة، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (1893) . الحديث: 3506 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 456 قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: " تَزَوَّجْ، فَإِنَّ خَيْرَنَا كَانَ أَكْثَرَنَا نِسَاءً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 3508 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ، وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، فَهَلْ يَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِي الْمَخْرَفَ صَدَقَةٌ عَنْهَا (2) 3509 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ، فَقَدِمَ لِأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَصَلَّى بِنَا الصُّبْحَ بِالْبَطْحَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً، فَلْيَجْعَلْهَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وطلحة الإيامي: هو طلحة بن مصرف اليامي نسبة إلي إيَام: قبيلة من هَمْدان، قال الزبيدي في "شرح القاموس": والنسبة إليهم: يامي، وربما زِيدَ في أوله همزة مكسورة. وأخرجه البخاري (5069) ، والبيهقي 7/77 من طريق علي بن الحكم، والطبراني (12398) من طريق عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (2048) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. يعلى: هو ابن حكيم الثقفي مولاهم الكوفي. وأخرجه البيهقي 6/278 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (3080) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو= الحديث: 3508 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 457 3510 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِى سِنَانٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَجُّ كُلَّ عَامٍ؟ فَقَالَ: " لَا، بَلْ حَجَّةٌ، فَمَنْ حَجَّ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ تَطَوُّعٌ، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَسْمَعُوا وَلَمْ تُطِيعُوا " (1) 3511 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:: " لَيَبْعَثَنَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى   = العالية البَراء- بالتشديد- البصري: اسمه زياد، وقيل: كلثوم، وقيل: أذينة، والبَراء لقبه، نسبة إلي بَرْي الأشياء. وأخرجه مسلم (1240) (199) و (200) ، والنسائي 5/201-202، وابن حبان (3794) ، والبيهقي 4/5 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه البخاري (1085) ، ومسلم (1240) (201) ، والنسائي 5/201 من طريق وهيب بن خالد، ومسلم (1240) (202) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، كلاهما عن أيوب، به. وانظر ما سلف برقم (2115) و (2287) . وقد سلف الحديث بنحوه برقم (2641) و (3395) من طريق أيوب، عن رجل، عن ابن عباس. (1) حديث صحيح، محمد بن أبي حفصة يصلح للمتابعات، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سنان- واسمه يزيد بن أمية الدولي- فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه الدارقطني 3/278-279، والبيهقي 5/178 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (2304) . الحديث: 3510 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 458 الْحَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ، يَشْهَدُ عَلَى مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ " (1) 3512 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ اعْتَمَرُوا مِنْ جِعِرَّانَةَ، فَاضْطَبَعُوا، وَجَعَلُوا أَرْدِيَتَهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، وَوَضَعُوهَا عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، ثُمَّ رَمَلُوا " (2) 3513 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ: " يَا بَنِي أَخِي، يَا بَنِي هَاشِمٍ، تَعَجَّلُوا قَبْلَ زِحَامِ النَّاسِ، وَلَا يَرْمِيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ الْعَقَبَةَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (3) 3514 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا كَامِلٌ، عَنْ حَبِيبٍ،   (1) إسناده قوي على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (2215) . (2) إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (2792) . (3) إسناد صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مقسم، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً، وحديثه في "السنن" الأربعة، وهو ثقة، وأبو بكر- وهو ابن عياش- قد توبع. وأخرجه الطحاوي 2/217 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وانظر (2507) . الحديث: 3512 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 459 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، قَالَ: فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: ثُمَّ رَكَعَ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ قَالَ فِي رُكُوعِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ " ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَحَمِدَ اللهَ مَا شَاءَ أَنْ يَحْمَدَهُ، قَالَ: ثُمَّ سَجَدَ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: " سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " قَالَ: ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْفَعْنِي، وَارْزُقْنِي، وَاهْدِنِي " (1)   (1) حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير كامل- وهو ابن العلاء التميمي- فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، ووثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وقال ابن عدي: رأيت في بعض رواياته أشياءَ أنكرتُها، وأرجو أنه لا بأس به، وحبيب- وهو ابن أبي ثابت- مدلس وقد عنعن، على أن على ابن المديني قد ثَبَت سماعه من ابن عباس، وقد سلف الحديث بذِكْر الدعاء بين السجدتين فقط برقم (2895) من طريق كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عباس، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وسيأتي نحوه برقم (3541) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس دون الدعاء بين السجدتين. وأخرجه الطبراني (12679) من طريق العلاء بن المسيب، عن حبيب بن أبي ثابت، بهذا الإسناد مطوَّلاً. ولم يذكر فيه دعاء الجلوس بين السجدتين، وزاد ذِكْر قصة ذهاب ابن عباس إلي بيت ميمونة. وتقدمت قصة قيام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأسانيد صحيحة، انظر الحديث رقم (1912) . وفي باب ما يقول في ركوعه وسجوده عن حذيفة بن اليمان عند أحمد 5/382، ومسلم (772) ، وصححه ابن حبان (1897) . وعن ابن مسعود عند أبي داود (886) ، وابن ماجه (890) ، والترمذي (261) ، والدارقطني 1/343، وفي سنده انقطاع.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 460 3515 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا (1) عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: تَرَاءَيْنَا هِلَالَ شَهْرِ رَمَضَانَ بِذَاتِ عِرْقٍ، فَأَرْسَلْنَا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ نَسْأَلُهُ، فَقَالَ: إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ مَدَّهُ لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ " (2) 3516 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَكَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ " (3)   = وعن عقبة بن عامر عند أبي داود (870) ، وانظر "صحيح ابن حبان" (1898) ، وعن جبير بن مطعم عند البزار (537- كشف الأستار) ، والدارقطني 1/342، وعبد الله بن أقرم الخزاعي عند الدارقطني 1/343، وعن أبي بكرة عند البزار (538) ، وزادوا فيه "ثلاثاً" يعني في عدد التسبيحات في الركوع والسجود، قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات. (1) في (م) : عن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو البختري: هو سعيد بن فيروز الكوفي. وانظر (3021) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن سعد 2/308، والبخاري (3903) ، ومسلم (2351) (117) ، والترمذي في "السنن" (3652) ، وفي "الشمائل" (361) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 102، والطبراني (11205) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/238، والبغوي (3480) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب من حديث عمرو بن دينار. وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 102 من طريق سفيان بن عيينة، = الحديث: 3515 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 461 3517 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً يُوحَى إِلَيْهِ، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، فَهَاجَرَ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 3518 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَاضِرٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الْجَرِّ، يُنْبَذُ فِيهِ؟ فَقَالَ: " نَهَى اللهُ وَرَسُولُهُ عَنْهُ " فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ لَهُ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَدَقَ قَالَ الرَّجُلُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: أَيُّ جَرٍّ نَهَى عَنْهُ؟ قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ يُصْنَعُ مِنْ مَدَرٍ " (2)   = عن عمرو بن دينار، به. وسلف برقم (3503) من طريق روح، عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس. وانظر (2017) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان الأزدي القُرْدُوسي. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/239 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 2/309، والبخاري (3902) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/239 من طريق روح بن عبادة، به. وانظر (2017) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حاضر- واسمه عثمان بن حاضر الحميري- فقد روى له أبو داود وابن ماجه، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وانظر (3257) . الحديث: 3517 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 462 3519 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ جَحَدَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَهَا: ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -، إِنَّ اللهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا هُوَ ذَارِئٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ يَعْرِضُهُمْ عَلَيْهِ، فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا يَزْهَرُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَيُّ بَنِيَّ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، كَمْ عُمْرُهُ؟ قَالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْ فِي عُمْرِهِ، قَالَ: لَا، إِلَّا أَنْ تَزِيدَهُ أَنْتَ مِنْ عُمْرِكَ، فَكَانَ عُمْرُ آدَمَ أَلْفَ عَامٍ، فَوَهَبَ لَهُ مِنْ عُمْرِهِ أَرْبَعِينَ عَامًا، فَكَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ كِتَابًا، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ، فَلَمَّا حُضِرَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَتَتْهُ الْمَلَائِكَةُ لِتَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَحْضُرْ أَجَلِي، قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَقَالُوا: إِنَّكَ قَدْ وَهَبْتَهَا لِابْنِكَ دَاوُدَ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ، وَلَا (1) وَهَبْتُ لَهُ شَيْئًا، وَأَبْرَزَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَأَقَامَ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ " (2) 3520 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ " فَقَالَ: الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ أَبَدًا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " بَلْ   (1) في (ظ9) و (ظ14) : وما. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد ولِين يوسف بن مِهْران. وانظر (2270) . الحديث: 3519 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 463 حَجَّةٌ وَاحِدَةٌ، وَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ " (1) 3521 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَاتَتْ شَاةٌ لِمَيْمُونَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلَّا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا؟ " فَقَالُوا: إِنَّهَا مَيْتَةٌ فَقَالَ: " إِنَّ دِبَاغَ الْأَدِيمِ طُهُورُهُ " (2) 3522 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: إِنِّي رَمَيْتُ بِسِتٍّ، أَوْ سَبْعٍ، قَالَ: " مَا أَدْرِي، أَرَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ بِسِتٍّ أَوْ سَبْعٍ؟ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. أبو سنان الدؤلي: هو يزيد بن أمية الدؤلي. وانظر (2304) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يعقوب بن عطاء، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبراني (11411) عن عبد الله بن أحمد، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/469 من طريق روح بن عبادة، به. وانظر (2003) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح قتادة بالسماع عند أبي داود والنسائي، فانتفت شبهة تدليسه. أبو مجلز: هو لاحق بن حميد. وأخرجه أبو داود (1977) ، والنسائي 5/275، والطبراني (12906) من طريق خالد بن الحارث، عن شعبة، بهذا الإسناد. وعندهم أن السائل هو أبو مجلز نفسه. قال العلامة بدر الدين العيني في "عمدة القاري" 10/88 في تعليقه على تبويب البخاري بأن رمي الجمار بسبع حصيات: ويُستفاد منه أن رمي الجمرة لابد أن يكون بسبع حصيات وهو قولُ أكثرِ العلماء، وذهب عطاء إلي أنه إن رمى بخمس أجزأه، وقال مجاهد:= الحديث: 3521 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 464 3523 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ، مِنْ صُدَاعٍ وَجَدَهُ " (1) 3524 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ،   = إن رمى بست فلا شيء عليه، وبه قال أحمد وإسحاق، واحتج من قال بذلك بما رواه النسائي من حديث سعد بن مالك رضي الله عنه، قال: رجعنا في الحجة مع النبي صلى الله تعالي عليه وآله وسلم وبعضنا يقول: رميت بست حصيات، وبعضنا يقول: رميت بسبع فلم يعب بعضنا على بعض (سلف في "المسند" برقم 1349 وسنده ضعيف) ، وروى أبو داود والنسائي أيضاً من رواية أبي مِجْلز، قال: سالت ابن عباس رضي الله تعالي عنهما عن شيء من أمر الجمار، فقال: ما أدري رماها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بست أو سبع، والصحيح الذي عليه الجمهور أن الواجب سبع، كما صُحح من حديث ابن مسعود وجابر وابن عباس وابن عمر وغيرهم، وأجيب عن حديث سعد بأنه ليس بمسند، وعن حديث ابن عباس أنه ورد على الشك من ابن عباس، وشك الشاك لا يقدح في جزم الجازم، فإنه رماها بأقل من سبع حصيات، فذهب الجمهور فيما حكاه القاضي عِياض إلي أن عليه دماً، وهو قول مالك والأوزاعي، وذهب الشافعي وأبو ثور إلي أن على تارك حصاة مُدا من طعام، وفي اثنتين مُدين، وفي ثلاث فأكثر دماً، وللشافعي قول آخر: أن في الحصاة ثلث دم، وله قول آخر: أن في الحصاة درهماً، وذهب أبو حنيفة وصاحباه إلي أنه إن ترك أكثر من نصف الجمرات الثلاث فعليه دم، وإن ترك أقل من نصفها، ففي كل حصاة نصف صاع. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن حسان. وانظر (2108) . الحديث: 3523 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 465 قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى رَأْسِهِ " (1) 3525 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِذِي الْحُلَيْفَةِ، ثُمَّ أَشْعَرَ الْهَدْيَ جَانِبَ السَّنَامِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ أَمَاطَ عَنْهُ الدَّمَ، وَقَلَّدَهُ نَعْلَيْنِ، ثُمَّ رَكِبَ نَاقَتَهُ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ بِهِ عَلَى الْبَيْدَاءِ، أَحْرَمَ، قَالَ: فَأَحْرَمَ عِنْدَ الظُّهْرِ " قَالَ أَبُو دَاوُدَ: " بِالْحَجِّ " (2) 3526 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ " يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا " يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ " يَتَوَضَّأُ مَرَّةً مَرَّةً " يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) 3527 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: عَفَّانُ، أَخْبَرَنَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (2657) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 40، والحاكم 1/453 من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وانظر (1922) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي حسان الأعرج- واسمه مسلم بن عبد الله- فمن رجال مسلم، وأبو داود متابِع روح: هو سليمان بن داود الطيالسي صاحب "المسند" من رجال مسلم. والحديث في "مسنده" برقم (2696) . وقد سلف من طريق روح برقم (3244) ، وانظر (2296) . (3) صحيح لغيره، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن رواية المطلب عن ابن عمر وابن عباس مرسلة فيما قاله أبو حاتم، وقد سلف حديث ابن عباس برقم (1889) ، وسيتكرر الحديث في مسند ابن عمر برقم (4818) ويأتي تخريجه من حديثه هناك. الحديث: 3525 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 466 حَمَّادٌ، فِي حَدِيثِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى زَمْزَمَ، فَنَزَعْنَا لَهُ دَلْوًا، فَشَرِبَ، ثُمَّ مَجَّ فِيهَا، ثُمَّ أَفْرَغْنَاهَا فِي زَمْزَمَ، ثُمَّ قَالَ: " لَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا عَلَيْهَا، لَنَزَعْتُ بِيَدَيَّ " (1) 3528 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا شَأْنُ آلِ مُعَاوِيَةَ يَسْقُونَ الْمَاءَ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم كما قال الحافظ ابن كثير في "تاريخه" 5/193، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة-، وقبس- وهو ابن سعد المكي-، فمن- رجال مسلم. وأخرجه الطبراني (11165) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد، به. وأخرجه بنحوه البخاري (1635) ، وابن خزيمة (2946) ، وابن حبان (5392) ، والطبراني (11963) . والحاكم 1/475، والبيهقي 5/147 من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما- فذكر حديث شرب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من زمزم، وقال في آخره: ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها، فقال: "اعملوا فإنكم على عمل صالح"، ثم قال: "لولا أن تغلبوا لنزلت حتى أضع الحبل على هذه"، وأشار إلي عاتقه. وقد سلف بنحوه في مسند ابن عباس برقم (2227) وإسناده ضعيف. وفي الباب عن علي، وقد سلف في "المسند" برقم (562) . وعن جابر في حديثه الطويل عند الدارمي (1850) ، ومسلم (1218) ، وأبي داود (1905) ، والنسائي في "الكبرى" (4167) ، وابن ماجه (3074) ، وابن خزيمة (2944) ، والبيهقي 5/146-147، وفيه: فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم، فقال: "انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم، لنزعت معكم" فناولوه دلواً فشرب منه. قوله: "ثم مج فيها"، أي: رمى بما بقي في فيه من الماء. الحديث: 3528 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 467 وَالْعَسَلَ، وَآلُ فُلَانٍ يَسْقُونَ اللَّبَنَ، وَأَنْتُمْ تَسْقُونَ النَّبِيذَ؟ أَمِنْ بُخْلٍ بِكُمْ، أَوْ حَاجَةٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا بِنَا بُخْلٌ، وَلَا حَاجَةٌ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَنَا، وَرَدِيفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَاسْتَسْقَى فَسَقَيْنَاهُ مِنْ هَذَا - يَعْنِي نَبِيذَ السِّقَايَةِ - فَشَرِبَ مِنْهُ، وَقَالَ: " أَحْسَنْتُمْ، هَكَذَا فَاصْنَعُوا " (1) 3529 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَاءِ زَمْزَمَ فَسَقَيْنَاهُ فَشَرِبَ قَائِمًا " (2) 3530 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. حميد: هو الطويل. وأخرجه مسلم (1316) ، والبيهقي 5/147 من طريق يزيد بن زريع، وأبو داود (2021) ، وابن خزيمة (2947) من طريق خالد الواسطي، كلاهما عن حميد الطويل، بهذا الإسناد. وسلف مختصراً برقم (3495) ، وانظر (2944) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وأخرجه الطحاوي 4/273 من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (1838) . (3) صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو حريز- واسمه عبد الله بن الحسين الأزدي قاضي سجستان- مختلف فيه، استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في "الأدب المفرد"، وروى له أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سعيد: هو ابن أبي عروبة، ورواية روح بن عبادة- وكذا عبد الأعلى السامى عند الترمذي- عنه= الحديث: 3529 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 468 3531 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ: بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1) 3532 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ لَا يَأْتِي عَلَى رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الْبَيْتِ إِلَّا اسْتَلَمَهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّمَا كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ " فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " لَيْسَ مِنْ أَرْكَانِهِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ " قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: " الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّ وَالْحَجَرَ " (2)   = قبل الاختلاط. وأخرجه الترمذي (1125) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وأخرجه ابن حبان (4116) ، والطبراني (11931) من طريق المعتمر بن سليمان، قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، به. وأخرجه الطبراني (11930) من طريق محمد بن بكر، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عكرمة، به. ومحمد بن بكر روى عن سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه، فهذا الإسناد صحيح على شرط البخاري. وانظر (1878) . وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد 2/426، والبخاري (5109) و (5110) ، ومسلم (1408) . وعن جابر عند أحمد 3/338، والبخاري (5108) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (2726) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من طريق روح بن عبادة، وعبد الوهاب= الحديث: 3531 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 469 3533 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَهُمَا يَطُوفَانِ حَوْلَ الْبَيْتِ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَيْنِ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ كُلَّهَا، فَقَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَسْتَلِمُ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ: الْيَمَانِيَ وَالْأَسْوَدَ " فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: " لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ مَهْجُورٌ " (1) 3534 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ " اعْتَمَرَ مِنْ جِعْرَانَةَ، فَرَمَلَ بالْبَيْتِ   = -وهو ابن عطاء الخفاف- من رجال مسلم، وقد سمع هو وروح بن عبادة من سعيد- وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط. أبو الطفيل: هو عامر بن واثلة. وأخرجه الطبراني (10636) ، والبيهقي 5/76-77 من طريق خالد بن الحارث، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1269) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 50، والطبراني (10635) ، والبيهقى 5/76 من طريق عمرو بن الحارث، عن قتادة، به مختصرا. وأخرجه الطبراني (10634) من طريق شعبة، عن قتادة، به. وانظر ما سلف برقم (2210) ، وما سيأتي في مسند معاوية 4/94. (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. الثوري: هو سفيان بن سعيد. وانظر ما قبله. الحديث: 3533 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 470 ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعَةَ أَشْوَاطٍ " (1) حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِي الْطُفَيْلِ (2) ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَأَنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ، قَالَ: صَدَقُوا وَكَذَبُوا، قُلْتُ: مَا صَدَقُوا وَكَذَبُوا؟ قَالَ: صَدَقُوا، قَدْ رَمَلَ بِالْبَيْتِ، وَكَذَبُوا لَيْسَتْ بِسُنَّةٍ، إِنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: دَعُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ - زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ - حَتَّى يَمُوتُوا مَوْتَ النَّغَفِ، فَلَمَّا صَالَحُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنْ يَجِيئُوا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَيُقِيمُوا بِمَكَّةَ ثَلَاثًا، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، وَالْمُشْرِكُونَ مِنْ قِبَلِ قُعَيْقِعَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ ثَلَاثًا " وَلَيْسَتْ بِسُنَّةٍ (3) 3535 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)   (1) إسناده قوي على شرط مسلم. وانظر (2220) . (2) من قوله: "عن ابن عباس" في الحديث السابق إلي هنا سقط من (م) والأصول الخطية عدا (ظ9) و (ظ 14) ، ومنهما أثبتناه، والحديثان أوردهما الحافظ ابن حجر من هذين الطريقين في "أطراف المسند" 1/ورقة 116. (3) حديث صحيح، أبو عاصم الغنوي لم يحدث عنه غير حماد بن سلمة، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لا أعرف اسمه ولا أعرفه، ولا حدث عنه سوى حماد بن سلمة، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (2707) . (4) حديث صحيح، وانظر ما قبله. الحديث: 3535 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 471 3536 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ قُرَيْشًا قَالَتْ: إِنَّ مُحَمَّدًا، وَأَصْحَابَهُ قَدْ وَهَنَتْهُمْ حُمَّى يَثْرِبَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَامِهِ الَّذِي اعْتَمَرَ فِيهِ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " ارْمُلُوا بِالْبَيْتِ لِيَرَى الْمُشْرِكُونَ قُوَّتَكُمْ " فَلَمَّا رَمَلُوا، قَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا وَهَنَتْهُمْ (1) 3537 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَكَانَ أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ، حَتَّى سَوَّدَتْهُ خَطَايَا أَهْلِ الشِّرْكِ " (2) 3538 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمَضْمَضَ مِنْ لَبَنٍ وَقَالَ: " إِنَّ لَهُ دَسَمًا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (2639) . (2) صحيح دون قوله: "وكان أشد بياضاً ... الخ "، وإسناده ضعيف لاختلاط عطاء بن السائب. وانظر (2795) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس بن لَقِيط العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهُذَلي.= الحديث: 3536 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 472 3539 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ يُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، أَجْوَدَ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ " (1) 3540 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نُصِرْتُ بِالصَّبَا، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ " (2) 3541 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ،   = وأخرجه مسلم (358) (95) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس الأيلي، بهذا الإسناد. وانظر (1951) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (2552) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 59، والبغوي في "شرح السنة" (3687) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر (2042) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وانظر (1955) . الحديث: 3539 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 473 فَأَخَذَ سِوَاكَهُ فَاسْتَاكَ بِهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَهُوَ يَقُولُ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 164] حَتَّى قَرَأَ هَذِهِ الْآيَاتِ، وَانْتَهَى عِنْدَ آخِرِ السُّورَةِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَطَالَ فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، حَتَّى سَمِعْتُ نَفْخَ النَّوْمِ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَاسْتَاكَ وَتَوَضَّأَ، وَهُوَ يَقُولُ، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ، فَأَتَاهُ بِلَالٌ الْمُؤَذِّنُ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَهُوَ يَقُولُ: " اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا، وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا، وَاجْعَلْ أَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ عَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، اللهُمَّ أَعْظِمْ لِي نُورًا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. هشام بن عبد الملك: هو الباهلي مولاهم أبو الوليد الطيالسي البصري، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي. وأخرجه ابن خزيمة (449) ، والطحاوي 1/287 من طريق هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (672) ، ومسلم (763) (191) ، وأبو داود (58) و (1353) و (1354) ، والنسائي 3/237، وابن خزيمة (448) ، وأبو عوانة 2/320، والطحاوي 1/287، والطبراني (10653) ، والبغوي (906) من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، به. وبعضهم يذكر فيه القصة دون الدعاء. وأخرجه أبو يعلى (2545) ، والطحاوي 1/286، والطبراني (10648) من طريق المنهال بن عمرو، وأبو عوانة 2/321، والطبراني (10649) من طريق منصور بن المعتمر، كلاهما عن علي بن عبد الله بن عباس، به. وهو عند أبي يعلى والطبراني مطول. وأخرجه الترمذي (3419) ، وابن خزيمة (1119) ، والطبراني (10668) من طريق= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 474 3542 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيٌّ " وَقَالَ مَرَّةً: " أَسْلَمَ " (1) 3543 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً " (2)   = محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، به. وعندهم ذكر الدعاء ضمن دعاء أطول. وأخرجه النسائي 3/237 من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله، عن عبد اللُه بن عباس. ومحمد بن علي لم يسمع من جده. وقد سلف الحديث مختصراً برقم (3271) ، وانظر (1912) . (1) إسناده ضعيف، وهو قطعة من الحديث المطول الذي سلف برقم (3061) . سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي، والحديث في "مسنده" (2753) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، سليمان بن داود من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين. وهو في "مسند الطيالسي" (2640) بزيادة كلمة "مختون" في آخره. وأخرجه الحاكم 3/533 من طريق سليمان بن داود الطيالسي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (372) و (373) ، والطبراني (10578) ، والحاكم 3/533 من طرق عن شعبة، به. وعند ابن أبي عاصم والطبراني زيادة: "قد خُتِنْتُ". وأخرجه الحاكم 3/534 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أبي إسحاق، به. وانظر ما سلف برقم (2283) و (2379) . الحديث: 3542 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 475 3544 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، وَأَبُو بِشْرٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ " (1) 3545 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، وَحَسَنُ (2) بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي هِلَالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبِيتُ اللَّيَالِيَ - قَالَ: عَبْدُ الصَّمَدِ الْمُتَتَابِعَةَ - طَاوِيًا، وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً، وَكَانَ عَامَّةُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ " (3) 3546 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ حَسَنٌ أَبُو زَيْدٍ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ، وَبِعَلَامَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَبِعِيرِهِمْ، فَقَالَ   (1) إسناده صحيح عدى شرط مسلم. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. والحكم: هو ابن عتيبة، وأبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. وهو مكرر (2747) . (2) تحرف في النسخ المطبوعة من "المسند" إلي: حسين. (3) إسناده صحيح، هلال- وهو ابن خباب البصري- روى له أصحاب السنن، وأطلق القول بتوثيقه أحمد ويحيى بن معين والفسوي وغيرهم، وقال ابن القطان: تغير بأخرة، ورده يحيى بن معين كما في "سؤالات ابن الجنيد" رقم الترجمة (288) ، ونقله عنه الخطيب في "تاريخه" 14/73-74، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. ثابت: هو ابن يزيد الأحول. وانظر (2303) . الحديث: 3544 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 476 نَاسٌ، قَالَ حَسَنٌ: نَحْنُ نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا بِمَا يَقُولُ؟ - فَارْتَدُّوا كُفَّارًا، فَضَرَبَ اللهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ، وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ ‍‍‍‍، هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا، فَتَزَقَّمُوا، وَرَأَى الدَّجَّالَ فِي صُورَتِهِ رُؤْيَا عَيْنٍ، لَيْسَ رُؤْيَا مَنَامٍ، وَعِيسَى، وَمُوسَى، وَإِبْرَاهِيمَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّجَّالِ؟ فَقَالَ: " أَقْمَرُ هِجَانًا - قَالَ حَسَنٌ: قَالَ: رَأَيْتُهُ فَيْلَمَانِيًّا أَقْمَرَ هِجَانًا - إِحْدَى عَيْنَيْهِ قَائِمَةٌ، كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ، كَأَنَّ شَعْرَ رَأْسِهِ أَغْصَانُ شَجَرَةٍ، وَرَأَيْتُ عِيسَى شَابًّا أَبْيَضَ، جَعْدَ الرَّأْسِ، حَدِيدَ الْبَصَرِ، مُبَطَّنَ الْخَلْقِ، وَرَأَيْتُ مُوسَى أَسْحَمَ آدَمَ، كَثِيرَ الشَّعْرِ - قَالَ حَسَنٌ: الشَّعَرَةِ - شَدِيدَ الْخَلْقِ، وَنَظَرْتُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَلَا أَنْظُرُ إِلَى إِرْبٍ مِنْ آرَابِهِ، إِلَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ مِنِّي، كَأَنَّهُ صَاحِبُكُمْ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: سَلِّمْ عَلَى مَالِكٍ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ " (1)   (1) إسناده صحيح كسابقه، وصححه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 5/26. ثابت أبو زيد: هو ثابت بن يزيد الأحول. وأخرجه أبو يعلى (2720) عن زهير بن حرب، عن الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وقال في آخره بدل قوله: "سلم على مالك": سلم على أبيك، وهو الصواب، والله تعالي أعلم. وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" ص 408 من طريق أبي النعمان، عن ثابت بن يزيد، به. وعنده كذلك: سلم على أبيك. وأخرجه من أوله إلي قوله: "فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل" النسائي في "الكبرى" (11283) من طريق أبي النعمان، عن ثابت، به. وأخرج قول أبي جهل في الزقوم النسائي أيضاً (11484) من طريق أبي النعمان، عن ثابت، به.= الجزء: 5 ¦ الصفحة: 477 3547 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، حَدَّثَنَا هِلَالٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، سُئِلَ - قَالَ حَسَنٌ: سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ - عَنِ الصَّائِمِ،   = وأخرج البيهقي في "كتاب البعث والنشور" (546) من طريق عباد بن حنيف، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: لما ذكر الله الزقوم خوف به هذا الحي من قريش، فقال أبو جهل: هل تدرون ما هذا الزقوم الذي يخوفكم به محمد؟ قالوا: لا، قال: نتزبد بالزبدة، أما والله لئن أمكننا لنتزقمها تزقماً. فأنزل الله عز وجل فيه: (والشجرة الملعونة في القرآن) ، يقول: المذمومة (ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً) ] الإسراء: 60] . وأورده بهذا اللفظ السيوطي في "الدر المنثور" 5/310، وزاد نسبته إلي ابن إسحاق وابن أبي حاتم. وأخرج الطبري في "جامع البيان" 15/113 عن محمد بن سعد العوفي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه عطية العوفي، عن ابن عباس قوله: (والشجرة الملعونة في القرآن) ، قال: هي شجرة الزقوم، قال أبو جهل: أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم، ثم دعا بتمر وزبد، فجعل يقول: زقمني، فأنزل الله تعالي: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) ] الصافات: 65 [، وأنزل: (ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانًا كبيرا) ] الإسراء: 60 [. وأورده بهذا اللفظ السيوطي وزاد نسبته إلي ابن المنذر. وانظر ما سلف برقم (1916) و (2197) و (2324) و (2501) و (2819) . الأقمر: الشديد البياض. والهِجَان: الأبيض. والفَيْلماني: العظيم الجثة. والعين القائمة: هي الباقية في مكانها صحيحة، إنما فقدت الأبصار. والكوكب الدري: المضيء. وجعد الرأس، أي: جعد الشعر، وهو ضد الشعر المسترسل. وحديد البصر: قويه. والمبطن: الضامر البطن. والأسحم: الأسود، وهو الأدم أيضا. والأرب: العضو. والزقوم، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/306: من الزَّقْم: اللقْم الشديد، والشرب "المفرط، ومنه الحديث: "إن أبا جهل قال: إن محمداً يخوفنا شجرة الزقوم، هاتوا الزبدَ والتمرَ وتَزَقموا" أي: كلوا، وقيل: أكل الزبد والتمر بِلُغة إفريقية: الزقوم. الحديث: 3547 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 478 أَيَحْتَجِمُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا كُرِهَ لِلضَّعْفِ وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - قَالَ حَسَنٌ: ثُمَّ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، مِنْ أَكْلَةٍ أَكَلَهَا مِنْ شَاةٍ مَسْمُومَةٍ، سَمَّتْهَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ" (1) آخِرُ أَحَادِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا   (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرج الطبراني (11699) من طريق سفيان بن عيينة، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لا بأس بالحجامة للصائم، إنما كره من أجل الضعف. وقد سلفت قصة اليهودية التي قدمت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاة مسمومة برقم (2784) ، وانظر في باب الحجامة للصائم الحديث رقم (2228) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 479 مسند الإمام أحمد (164 - 241هـ) أشرف على تحقيقه الشيخ شعيب الأرنؤوط حقَّقَ هذا الجزء وَخَرَّجَ أحَاديثة وَعلق عليهِ محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزبيق الجزء السادس مؤسسة الرسالة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 3 بسم الله الرحمن الرحيم اعتمدنا في تحقيق هذا المسند النسخ الخطية التالية: 1- نسختي المكتبة الظاهرية، ورمزهما (ظ 1) و (ظ 14) . 2- نسخة دار الكتب المصرية، ورمزها (س) . 3- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل، ورمزها (ص) . 4- نسخة المكتبة القادرية ببغداد، ورمزها (ق) . 5- وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهم فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م) . الرموز المستعملة في زيادات عبد الله، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره. • دائرة صغيرة سوداء لزيادات عبد الله. ° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته. * نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره. عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في مسند ابن مسعود: 784 حديثاً. عدد الأحاديث الضعيفة: 105 حديثأ. عدد الأحاديث التي لم نجزم بصحتها أو ضعفها: 11 حديثاً. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 4 ترجمة عبد الله بن مسعود بقلم السندي صاحب الحاشية على مسند أحمد   هو عبد الله بن مسعود الهذَليُّ أبو عبد الرحمن، أحد السابقين الأولين، أسلم قديماً، وهاجَرَ الهِجرتين، وشهد بدراً والمشاهد، ولازَمَ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان صاحبَ نعليه. وأخرج البغويُّ عنه أنه قال: لقد رأيتني سادسَ ستةٍ وما على وجه الأرض مسلم غيرنا. وقال أبو نعيم: كان سادسَ مَنْ أسلم. وكان يقول: أخذت مِن فِي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبعين سورةً. أخرجه البخاري [5000] . وهو أول من جهر بالقرآنِ بمكة. ذكره ابن إسحاق. وقال فيه حذيفة: إن ابنَ أم عبد مِن أقربهم إلى الله زلفى. أخرجه الترمذي [3807] بسند صحيح. وعن علي مرفوعاً: "لو كنت مؤَمراً أحداً بغيرِ مشورة، لأمرْت ابنَ أم عبد" [أخرجه أحمد (266) ] . وعن علي أيضاً، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَرِجْل عبد الله اثقَل في الميزانِ من أحد" رواه أحمد [920] بسند حسن. أسلمت أمُّه وصحبت. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 5 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   وقال فيه أبو الدرداء يومَ جاءه خَبَر موته: ما تَرَكَ بَعْدَه مثلَه. مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وقيل غير ذلك. وفي "تهذيب " النووي [1/290] : قال أبو طيبة: مَرِضَ ابن مسعود، فعاده عثمان، فقال: ما تشتكي؟ فقال: ذنوبي. قال: فما تشتهي؟ قال: رحمةَ ربي. قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجَةَ لي فيه. قال: لِبناتك؟ قال: أتخشى على بناتي الفَقْرَ؟! إني أمرتهن أن يقرأنَ كل ليلة سورةَ الواقعة، إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "مَنْ قَرَأ الواقعة كلْ ليلة لم تصِبْه فاقة أبداً" انتهى. قلنا: هو حديث ضعيف، وابن مسعود في "سير أعلام النبلاء" 1/461-500 ، وذكرت في التعليقات عليه مصادر ترجمته. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 6 مُسْنَدُ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ 3548 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ " رَمَى الْجَمْرَةَ، جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي " ثُمَّ قَالَ: " هَذَا - وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ - مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1)   (1) صحيح، مغيرة -وهو ابن مِقْسَم الضبي، وإن كان مدلسا وقد عنعن، وضعف أحمد روايتَه عن إبراهيم وحدَه- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشَيم: هو ابن بشير، وإبراهيم: هو ابن يزيد بن قيس النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4078) ، وفي "المجتبى" 5/274 عن مجاهد بن موسى، وأبو يعلى (4972) عن ابن أبي خيثمة، كلاهما عن هشَيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن الجارود (475) ، والنسائي في "الكبرى" (4077) ، وفي "المجتبى" 5/273 من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، عن شعبة، عن منصور -وهو ابن المعتمر- عن إبراهيم، به. قال النسائي في "المجتبى": ما أعلم أحداً قال في هذا الحديث منصور غير ابن أبي عدي، والله تعالى أعلم. وأخرجه مسلم (1296) (309) ، والنسائي في "الكبرى" (4076) ، وفي= الحديث: 3548 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 7 3549 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُدْرِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ لَبَّى حِينَ أَفَاضَ مِنْ جَمْعٍ، فَقِيلَ: أَعْرَابِيٌّ هَذَا، فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ أَنَسِيَ النَّاسُ أَمْ ضَلُّوا؟ سَمِعْتُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، يَقُولُ: فِي هَذَا الْمَكَانِ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ " (1)   = "المجتبى" 5/273 من طريق يحيى بن يعلى أبي المحَياة، عن سلمة بن كهيل، عن عبد الرحمن بن يزيد، به. وأخرجه الشاشي (903) من طريق مالك بن مغول، عن أبي صخرة، عن إبراهيم، قال: رمى عبد الله جمرة العقبة ... وهذا إسناد منقطع. وسيأتي الحديث بالأرقام (3874) و (3941) و (3942) و (4002) و (4061) و (4089) و (4117) و (4150) و (4359) و (4370) و (4378) . وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (1751) و (1752) ، سيرد برقم وعن أم جنْدب عند ابن أبي شيبة 4/1/185، وابن ماجه (3031) . وعن عمر من فعله عند ابن أبي شيبة 4/1/184 قال السندي: وخص [عبد الله بن مسعود] سورةَ البقرة [بالذكر] لأن معظم المناسك فيها، خصوصاً ما يتعلق بالرمي، كوقتِ المذكور في قوله تعالى: (واذْكروا الله في أيام معدودات) ، فكأنه قال: هذا مقام من أنزلت عليه أمور المناسك وأخذ عنه أحكامها، فعليكم اتباعَه. وقد نقل الحافظ في "الفتح" 3/582 هذا المعنى عن ابن المنير، ثم قال: وقيل: خص البقرة بذلك لطولها، وعِظَم قدرها، وكثرةِ ما فيها من الأحكام، أو أشار بذلك إلى أنه يشرع الوقوف عندها بقدر سورة البقرة، والله أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ كثير بنِ = الحديث: 3549 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 8 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مدرك الأشجعي، فمن رجال مسلم. هشيم: هو ابن بشير. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه مسلم (1283) (270) ، والبيهقي في "السنن" 5/112 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم أيضاً (1283) (269) و (271) ، والنسائي في "الكبرى" (4053) ، وفي "المجتبى" 5/265، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/225، من طريقين عن حصين، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/225 من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن عبد الرحمن بن يزيد، به. وأخرجه مطولاً البخاري (1683) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: خرجنا مع عبد الله رضي الله عنه إلى مكة، ثم قدمنا جَمْعاً ... فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة يوم النحر. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/1/270 من طريق إبراهيم، عن علقمةَ والأسود، عن ابن مسعود أنه كان لا يقطع التلبية حتى يرمي جمرة العقبة. وأخرجه ابن أبي شيبة أيضاً 4/1/270 و271، والطبراني في "الكبير" (9205) من طرق عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن ابن مسعو أنه لبى حتى رمى جمرة العقبة، وقطع بأولِ حصاة. وسيأتي بالأرقام (3739) و (3691) و (3976) . وفي الباب عن ابن عباس تقدم برقم (1860) و (2564) و (3199) . وعن الفضل بن عباس عند البخاري (1685) ، ومسلم (1281) (266) و (267) ، سلف برقم (1791) و (1792) و (1793) وغيرها. وقوله: أعرابى هذا؟! قال السندي: أي يلبي جهلاً ... وهذا يدل على أنهم تركوا السنة بحيث زعموا أن السنة خلافه، وأن فاعله جاهل بالسنة. وقوله: أنسي الناس: أي السنةَ حتى أنكروا على فاعلها، أم ضلوا، فاتخذوا= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 9 3550 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لِيَ اقْرَأْ عَلَيَّ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ (1) : أَلَيْسَ مِنْكَ تَعَلَّمْتُهُ، وَأَنْتَ تُقْرِئُنَا؟ فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: " اقْرَأْ عَلَيَّ مِنَ الْقُرْآنِ "، قَالَ (2) : فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَيْسَ عَلَيْكَ أُنْزِلَ، وَمِنْكَ تَعَلَّمْنَاهُ؟ قَالَ: " بَلَى، وَلَكِنِّي (3) أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " (4)   =البدعةَ سنةً، والسنةَ بدعة عمداً، وأنكروا على فاعل السنة لمخالفته وضعهم، ولعلك تعلم من هذا أنه لا عبرة بعمل الناس في مقابلة السنة، ولا يصلح دليلاً، فإن الناس قد تركوا بعض السنن حتى بلغ الأمر إلى الإنكار على صاحبها، والله تعالى أعلم. (1) لفظ: "له" زيادة من (ظ1) و (م) ، ومثبت في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) لفظ: "قال" ليس في (ظ14) . (3) في (ق) : ولكن. (4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو حيان الأشجعي -واسمه المنذر، وإن لم يرو عنه غير هلال بنِ يساف، ولم يوثقه غير ابن حبان 5/420- متابع. وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/357، ونقل عن شعبة قوله: هو ختن هلال، وصحفه الحسيني في "الإكمال" ص 500 إلى أبي حسان، فنبه على ذلك الحافظ في "التعجيل" ص 474، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، هشيم: هو ابن بشير، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلَمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/563 و11/14 عن عبد الله بن إدريس، وأبو يعلى (5150) من طريق جرير، كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/564، والنسائي في "الكبرى" (8077) ، والطبراني في "الكبير" (8459) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن عاصم،= الحديث: 3550 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 10 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عن زِر، عن ابن مسعود بنحوه، وهذا سند حسن. وأخرجه الترمذي (3024) ، والنسائي في "الكبرى" (8076) ، وابن ماجه (4194) ، والطبراني في "الكبير" (8467) من طريق أبي الأحوص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قال الدارقطني في "العلل" 5/181: ولا يصح. ثم قال: وأصحها حديث الأعمش عن إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله، وقال مثلَه ابن أبي حاتم في "العلل" 2/71، وقال الترمذي: هكذا روى أبو الأحوص عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وإنما هو إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله. قلنا: هذا الإسناد سيرد برقم (3606) و (4118) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8465) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/203، من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله، وهذا سند حسن في الشواهد. وأخرجه مسلم (800) (248) ، وأبو يعلى (5019) من طريق مسعر، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن مسعود ... وهذا -وإن كان ظاهره الإرسال- إسناد متصل، فقد نقل المزي في "تهذيب الكمال" عن إبراهيم النخعي قوله: إذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله. وأخرجه الشاشي (908) و (909) ، والطبراني في "الكبير" (8464) من طريق شعبة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود، وهذا سند حسن في الشواهد. وأخرجه الحميدي (102) ، ومسلم (800) (248) ، وأبو يعلى (5020) ، والطبراني في "الكبير" (9781) ، والحاكم 3/319 من طريق جعفر بن عمرو بن خريث، عن أبيه، عن ابن مسعود، بنحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: بل خرجه مسلم. وأخرجه الحميدي (101) ، والطبري في "تفسيره" [النساء: 41] ، من طريق المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن عبد الله. وهذا= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 11 3551 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ، فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذِهِ الْآيَةَ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قَالَ: " فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 3552 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، وَمُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: خَصْلَتَانِ - يَعْنِي إِحْدَاهُمَا - سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْأُخْرَى مِنْ نَفْسِي: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، دَخَلَ النَّارَ " وَأَنَا أَقُولُ: مَنْ مَاتَ، وَهُوَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، وَلَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ (2)   = مرسل، القاسم لم يسمع من جده عبد الله. وسيأتي مختصراً برقم (3551) ، ويأتي أيضاً برقم (3606) و (4118) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين -وهو مسعود بن مالك الأسَدي، مولى أبي وائل الأسدي الكوفي- فمن رجال مسلم، وقد روى عنه جمع، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فقول الحافظ فيه في "التقريب": مقبول، غير مقبول. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8466) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3550) ، وسيأتي برقم (3606) و (4118) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وسيار: هو أبو الحكم العَنَزِي، ومغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه ابن منده (73) من طريق هشيم، بهذا الإسناد، لكنه خالف الرواية الواردة هنا، فجعل قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قولَ ابن مسعود، وبالعكس، وسيأتي مقلوياً أيضاً= الحديث: 3551 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 12 3553 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ النُّطْفَةَ تَكُونُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى حَالِهَا لَا تَغَيَّرُ، فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعُونَ (1) ، صَارَتْ عَلَقَةً، ثُمَّ مُضْغَةً كَذَلِكَ، ثُمَّ عِظَامًا كَذَلِكَ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُسَوِّيَ خَلْقَهُ، بَعَثَ إِلَيْهَا مَلَكًا، فَيَقُولُ الْمَلَكُ الَّذِي يَلِيهِ: أَيْ رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ أَقَصِيرٌ أَمْ طَوِيلٌ؟ أَنَاقِصٌ أَمْ زَائِدٌ؟ قُوتُهُ وَأَجَلُهُ؟ أَصَحِيحٌ أَمْ سَقِيمٌ؟ قَالَ: فَيَكْتُبُ ذَلِكَ كُلَّهُ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: فَفِيمَ الْعَمَلُ إِذَنْ وَقَدْ فُرِغَ مِنْ هَذَا كُلِّهِ؟ قَالَ: " اعْمَلُوا،   = في الرواية الآتية برقم (3625) و (4038) ، وهو خلاف الروايات الصحيحة كما سنبين هناك. وأخرجه ابن حبان (251) ، وابن منده (72) من طريق أبي عوانة، عن مغيرة، بهذا الإسناد، من غير خلاف في المتن. قال ابن منده: فحديث هشيم عن سيار ومغيرة خلاف رواية أبي عوانة عن مغيرة. قلنا: هي خلافها عنده، وجاءت هنا على الجادة، كما ترى، وأشار إليها على الجادة أيضا ابن خزيمة في "التوحيد" ص 360. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/348 من طريق أبي بحر البكراوي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، وقال: غريب من حديث أبي إسحاق وأبي الأحوص، تفرد به عبد الرحمن بن عثمان البكراوي، عن شعبة. وسيأتي بالأرقام (13625) و (3811) و (3865) و (4038) و (4043) و (4230) و (14231) و (4406) و (4425) . (1) في (ظ14) : الأربعين. الحديث: 3553 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 13 فَكُلٌّ سَيُوَجَّهُ لِمَا خُلِقَ لَهُ " (1)   (1) إسناده ضعيف ومنقطع، أبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من أبيه ابن مسعود، وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، هشيم: هو ابن بشير، صرح بالتحديث. وأخرجه بنحوه أبو بكر الخلال في "السنة" (892) من طريق أبي حذيفة النهدي -وهو سيئ الحفظ- عن الهيثم بن جهم -لم يوثقه غير ابن حبان- عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. وأخرجه مختصراً مع زيادة: الإسماعيلي في "معجمه" ص 645، والطبراني في "الكبير" (10440) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1146 من طريق سلام بن سلم الطويل -وهو متروك-، عن زيد العمي -وهو ضعيف-، عن حماد بن أبي سليمان، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، به، بلفظ: "إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً، ثم تكون مثل ذلك علقة، ثم تكون مثل ذلك مضغة، ثم يبعث الله عز وجل إليه ملكاً، فيكتب رزقه وأجله، وشقياً أو سعيداً". وأخرجه الطبري في "التفسير" (6569) من طريق مرة الهمْداني، عن ابن مسعود، موقوفاً بنحوه. وقوله: "إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً على حالها لا تَغير" مخالف للرواية الصحيحة عند مسلم وغيره، وسترد برقم (3624) ، وقد أورد رواية المسند هذه الحافظ في "الفتح" 11/481، وذكر أن في سندها ضعفاً وانقطاعاً، ثم قال: فإن كان ثابتاً حمل نفي التغير على تمامه، أي: لا تنتقل إلى وصف العلقة إلا بعد تمام الأربعين، ولا ينفي أن المني يستحيل في الأربعين الأولى دماً إلى أن يصير علقة. وسيرد الكلام على الحديث مع ذكر شواهده برقم (3624) ، وسيأتي أيضاً برقم (3934) و (4091) . وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الآتي برقم (6563) .= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 14 3554 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا كَانُوا لَهُ حِصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ " فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنْ كَانَا (1) اثْنَيْنِ؟ قَالَ: " وَإِنْ كَانَا (2) اثْنَيْنِ " فَقَالَ: أَبُو ذَرٍّ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أُقَدِّمْ إِلَّا اثْنَيْنِ، قَالَ: " وَإِنْ كَانَا اثْنَيْنِ " (3) قَالَ: فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَبُو الْمُنْذِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ: لَمْ أُقَدِّمْ إِلَّا وَاحِدًا، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: " وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا؟ " فَقَالَ: " إِنَّمَا ذَاكَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى " (4)   =وقوله: "اعملوا فكل سيوجه لما خلق له"، له شاهد صحيح من حديث علي برقم (621) و (1349) بلفظ: "فكل ميسر". وآخر من حديث جابر سيرد 3/304. وثالث من حديث ذي اللحية الكلابي سيرد 4/67. ورابع صحيح من حديث عمران بن حصين سيرد 4/431. وخامس من حديث ابن عباس عند الطبراني (10899) ، والبزار (2139) . وسادس من حديث أبي بكر الصديق عند البزار (2136) . وسابع من حديث عمر عند البزار (2137) ، والآجري في "الشريعة" ص 171. وثامن من حديث أبي الدرداء عند البزار (2138) . (1) في (ظ1) و (ظ14) و (س) و (م) : كان. (2) في (ظ1) : كان. (3) من قوله: فقال أبو ذر ... إلى هنا سقط من (ق) و (ظ1) . (4) إسناده بهذه السياقة فيه ضعف وانقطاع. محمد بن أبي محمد مولى عمر بن= الحديث: 3554 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 15 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =الخطاب، قال الحسيني في "الإكمال" ص 384: لا يعرف، وذكره المزي في "التهذيب" في الكنى، فقال: أبو محمد مولى عمر بن الخطاب، وقيل: محمد بن أبي محمد. قال الحافظ: أخرجه أحمد بالوجهين، وأشار إلى ترجيح الأول، وبه جزم أبو أحمد الحاكم. قلنا: سيرد في الروايات (4077) و (4079) و (4314) عن يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد الواسطي أنه أبو محمد، وكذلك ورد عند الترمذي وابن ماجه من رواية إسحاق الأزرق، قال الحافظ في "التعجيل": فرواية ثلاثة أرجح من انفراد واحد. قلنا: الذي انفرد بتسميته محمد بن أبي محمد هو هشيم في هذه الرواية. وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وباقي رجال الإسناد ثقات. هشيم: هو ابن بشير، والعوام: هو ابن حوشب الشيباني. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/209 من طريق الإمام أحمد، عن هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1061) ، وابن ماجه (1606) ، والبيهقي في "الشعب" (9749) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، عن العوام بن حوشب، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب (أي: ضعيف) ، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وقد أورد الحافظ في "الفتح" 3/119 الأحاديث التي فيها الولد الواحد، ومنها حديثنا هذا، ثم قال: وليس في شيء من هذه الطرق ما يصلح للاحتجاج. وسيأتي بالأرقام (4077) و (4079) و (4314) . وانظر (3995) . وفي الباب عن ابن عباس تقدم برقم (3098) . وعن أبي هريرة عند البخاري (1251) ، ومسلم (2632) (150) ، سيرد 2/239-240. وعن أنس عند البخاري (1248) و (1381) ، سيرد 3/152. وعن جابر سيرد 3/206. وعن عقبة بن عامر سيرد 4/144. وعن أبي برزة سيرد 4/212.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 16 3555 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْمُشْرِكِينَ شَغَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ، حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ، قَالَ: قَالَ: " فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ،   = وعن عمرو بن عبسة سيرد 4/386. وعن أبي موسى الأشعري سيرد 4/ (415) . وعن قرة بن إياس المزني سيرد 5/35. وعن أبي ذر سيرد 5/151. وعن معاذ سيرد 5/241. وعن عبادة بن الصامت سيرد 5/329. وعن أم سليم بنت ملحان سيرد 6/376 و431. وعن أبي ثعلبة الأشجعي سيرد 6/396. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي في "الكبرى" (1998) . وعن عتبة بن عبد السلمي عند ابن ماجه (1604) . قوله: "ما بين مسلمَين": فيه تغليب الذكر على الأنثى. قاله السندي. وقوله: "لم يبلغوا الحنث"، أي: لم يبلغوا الحلم فتكتب عليهم الآثام. قال الخليل: بلغ الغلام الحِنْث إذا جرى عليه القلم. والحِنْث: الذنب. نقله الحافظ في "الفتح" 3/120، ثم قال: وخص الصغير بذلك لأن الشفقة عليه أعظم، والحب له أشد، والرحمة له أوفر، وعلى هذا فمن بلغ الحنث لا يحصل لمن فقَدَه ما ذكر من هذا الثواب، وإن كان في فقد الولد أجر في الجملة، وبهذا صرح كثير من العلماء. ثم نقل الحافظ عن ابن المنير قوله: بل يدخل الكبير في ذلك من طريق الفحوى، لأنه إذا ثبت هذا الفضل في الطفل الذي هو كَلْ على أبويه، فكيف لا يثبت في الكبير الذي بلغ معه السعي، ووصل له منه النفع، وتوجه إليه الخطاب بالحقوق؟ الحديث: 3555 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 17 ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرس، ونافع بن جبير: هو ابن مطعم النوفلي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/70 و14/272، والترمذي (179) ، والنسائي في "المجتبى" 2/17، والبيهقي في "السنن" 1/403، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/236، من طريق هشيم، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث عبد الله ليس بإسناده بأس إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. وأخرجه أبو يعلى (2628) عن بشر بن الوليد الكندي، عن القاضي أبي يوسف، عن يحيى بن أبي أنَيسة، عن زبيد الإيامي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود. ويحيى بن أبي أنيسة ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1230) من طريق محمد بن كثير الكوفي، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود، وليث بن أبي سليم ضعيف. وسيأتي برقم (4013) . وله شاهد بإسناد صحيح على شرط مسلم من حديث أبي سعيد الخدري عند النسائي في "المجتبى" 2/17. سيرد 3/25. وآخر من حديث جابر عند البزار (365) ، وفي إسناده مؤَمل بن إسماعيل، وحديثه حسن في الشواهد. وثالث من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (10717) ، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو ضعيف. قال الحافظ في "الفتح" 2/69: وفي قوله: "أربع" تجوز، لأن العشاء لم تكن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 18 3556 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عَفَازَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَقِيتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى "، قَالَ: " فَتَذَاكَرُوا أَمْرَ السَّاعَةِ، فَرَدُّوا أَمْرَهُمْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهَا، فَرَدُّوا الْأَمْرَ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهَا، فَرَدُّوا الْأَمْرَ إِلَى عِيسَى، فَقَالَ (1) : أَمَّا وَجْبَتُهَا، فَلَا يَعْلَمُهَا أَحَدٌ إِلَّا اللهُ، ذَلِكَ وَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ الدَّجَّالَ خَارِجٌ، قَالَ: وَمَعِي قَضِيبَينِ (2) ، فَإِذَا رَآنِي،   = فاتت. قال اليعمري: من الناس من رجح ما في "الصحيحين"، وصرح بذلك ابن العربي، فقال: إن الصحيح أن الصلاة التي شغل عنها واحدة، وهي العصر، قلت: ويؤيده حديث علي في مسلم: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر"، قال: ومنهم من جمع بأن الخندق كانت وقعته أياما، فكان ذلك في أوقات مختلفة في تلك الأيام، قال: وهذا أولى. قلت: ويقربه أن روايتي أبي سعيد وابن مسعود ليس فيها تعرض لقصة عمر، بل فيهما أن قضاءه للصلاة وقع بعد خروج وقت المغرب ... وانظر تمام كلامه. وحديث علي تقدم برقم (994) ، وحديث عمر هو عند البخاري (596) . وسيأتي أن الصلاة التي فاتت هي صلاة العصر من حديث ابن مسعود أيضاً برقم (3716) و (3829) . (1) في (ظ14) : فقال عيسى. (2) كذا في الأصول: قال السندي: ونصبه لكونه عطفا على اسم إن، و"معي" على الخبر، من عطف معمولين على معمولي عامل واحد، أي: إن الدجال خارج، وإن معي قضيبين، ومثله جائز بالاتفاق. قلنا: وقع في (م) ، وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قضيبان. الحديث: 3556 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 19 ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ، قَالَ: فَيُهْلِكُهُ اللهُ، حَتَّى إِنَّ الْحَجَرَ، وَالشَّجَرَ لَيَقُولُ: يَا مُسْلِمُ، إِنَّ تَحْتِي كَافِرًا، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: فَيُهْلِكُهُمُ اللهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلَادِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ، قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُ يَأْجُوجُ، وَمَأْجُوجُ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَطَئُونَ بِلَادَهُمْ، لَا يَأْتُونَ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا أَهْلَكُوهُ، وَلَا يَمُرُّونَ عَلَى مَاءٍ إِلَّا شَرِبُوهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَيَّ فَيَشْكُونَهُمْ، فَأَدْعُو اللهَ عَلَيْهِمْ، فَيُهْلِكُهُمُ اللهُ وَيُمِيتُهُمْ، حَتَّى تَجْوَى الْأَرْضُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِمْ، قَالَ: فَيُنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَطَرَ، فَتَجْرُفُ أَجْسَادَهُمْ حَتَّى يَقْذِفَهُمْ فِي الْبَحْرِ " قَالَ أَبِي: " ذَهَبَ عَلَيَّ هَاهُنَا شَيْءٌ لَمْ أَفْهَمْهُ، كَأَدِيمٍ "، وَقَالَ يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ: " ثُمَّ تُنْسَفُ الْجِبَالُ، وَتُمَدُّ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ " ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ هُشَيْمٍ، قَالَ: " فَفِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ: أَنَّ ذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَإِنَّ السَّاعَةَ كَالْحَامِلِ الْمُتِمِّ، الَّتِي لَا يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَؤُهُمْ بِوِلَادَتِهَا (1) لَيْلًا أَوْ نَهَارًا " (2)   (1) في (ص) و (م) : بولادها. (2) إسناده ضعيف، مؤثر بن عَفَازَة لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، فهو في عداد المجاهيل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، والعوام: هو ابن حوشب. وأخرجه الطبري في "تفسيره" [الأنبياء: 96] مختصراً، والشاشي (846) مطولاً من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/157-158، وابن ماجه (4081) ، وأبو يعلى (5294) ، والشاشي (845) و (847) و (848) ، والحاكم 4/488-489،= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 20 3557 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا نَامَ الْبَارِحَةَ عَنِ الصَّلَاةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكَ الشَّيْطَانُ   = و545-546، من طرق عن يزيد بن هارون، عن العوام، به، موقوفاً، وعندهم قال العوام: فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله تعالى: (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حَدَب ينسلون) ، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 4/202: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، مؤثر بن عفازة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وأخرجه الطبري 17/91 أيضاً من طريق أصبغ بن زيد، عن العوام، به، مرفوعاً. ويشهد لبعض هذا الحديث وهو إهلاك يأجوج ومأجوج بعد مقتل الدجال ما أخرجه مسلم (2937) (110) من حديث النواس بن سمعان مطولاً في ذكر أشراط الساعة، لكن يخالف ما عند مسلم في الحديث المذكور أن الله يرسل على يأجوج ومأجوج طيراً كأعناق البخت، فتحملهم، فتطرحهم حيث شاء الله. وقوله بعد ذلك: "ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم" يخالف ما هو معروف أن ذلك يكون حين قيام الساعة لا قبلها. قال السندي: قوله: "فردوا أمرهم إلى إبراهيم": لكونه أفضلهم ولأنه أب لهم. قوله: "أما وجبتها"، أي: وقوعها، بمعنى: أنه متى يكون؟ قضيبين: تثنية قضيب، وهو السيف الدقيق. فيهلكه الله، أي: ومن معه من الكفرة. من كل حَدَب: مرتفع من الأرض. ينسلون: يسرعون. حتى تجوى الأرض: في "النهاية": يقال: جَوِيَ، يجوى: إذا أنتن. الحديث: 3557 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 21 بَالَ فِي أُذُنِهِ "، أَوْ: " فِي أُذُنَيْهِ " (1) 3558 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن عبد الصمد: هو العمي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/204، وأبو يعلى (5106) ، وابن خزيمة (1130) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/271، والبخاري (1144) ، وابن خزيمة (1130) ، والشاشي (603) ، والبيهقي في "السنن" 3/15، وأبو نعيم في "الحلية" 9/320، والبغوي (928) من طرق عن منصور، به. وأخرجه أبو يعلى (5091) من طريق حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، به. وأخرجه أبو عوانة 2/296، وابن حبان (2562) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/224 من طريق علي بن حرب، عن القاسم بن يزيد الجَرمي، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود. وعند ابن حبان: قال سفيان: هذا عندنا يشبه أن يكون نام عن الفريضة. وذكر نحوه مطولا الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/262، وقال: قلت: هو في الصحيح باختصار، رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عمرو بن الحصين، وهو ضعيف. ورواه المروزي في "قيام الليل" ص 44 موقوفاً على ابن مسعود، بلفظ: حسب الرجل من الخيبة أو من الشر أن ينام حتى يصيح وقد بال الشيطان في أذنه فلم يذكر الله ليلة حتى يصبح. وسيأتي برقم (4059) . وله شاهد من حديث أبي هريرة سيرد 2/260 و427. قوله: "نام البارحة عن الصلاة" قال السندي: الظاهر عن صلاة العشاء،= الحديث: 3558 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 22 كُنْتُ مَعَ مَسْرُوقٍ فِي بَيْتٍ فِيهِ تِمْثَالُ مَرْيَمَ، فَقَالَ مَسْرُوقٌ: هَذَا تِمْثَالُ كِسْرَى؟ فَقُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ تِمْثَالُ مَرْيَمَ، فَقَالَ مَسْرُوقٌ: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ " (1) 3559 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ،   = ويحتمل عن التهجد، وبه يشعر كلام أصحاب السنن. قوله: "بال"، قيل: على حقيقته، وقيل: مجاز -وهو الأصح- عن سد الشيطان أذنه عن سماع الأذان أو صياح الديك ونحوه مما يقوم بسماعه أهل التوفيق، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز: هو ابن عبد الصمد العَمي، ومنصور: هو ابن المعتمر، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه مسلم (2109) ، وأبو يعلى (5107) من طريق عبد العزيز، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (4050) . وانظر (3868) . وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (5963) ، ومسلم (2110) (100) ، تقدم برقم (2811) . وعن ابن عمر عند البخاري (4951) ، ومسلم (2108) (97) ، سيأتي برقم (4475) . وعن عائشة عند البخاري (6109) ، ومسلم (2107) (91) ، سيرد 6/36. قوله: " المصورون"، أي: صور ذوي الأرواح. والمراد هنا من يصور ما يعبد من دون الله وهو عارف بذلك قاصد له، وأما من لا يقصد ذلك فإنه يكون عاصياً بتصويره فقط. انظر "الفتح" 10/383. الحديث: 3559 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِمَثَلِي " (1) (2)   (1) بهامش (س) كتب مقابل كلمة "بمثلي" كلمة "بي" وأشير إلى أنها هكذا في نسخة أخرى. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي- فمن رجال مسلم. إسحاق الأزرق: هو ابن يوسف، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الدارمي 2/123، والشاشي (741) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (740) ، والطبراني في "الأوسط" (1256) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/348 و4/246 من طرق عن أبي إسحاق، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10510) من طريق عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يخيل على من رآه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/182، وقال: ورجاله ثقات. وأخرجه الشاشي (739) عن ابن أبي خيثمة، عن ابن الأصبهاني، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو منقطع، وفي شريك -وهو ابن عبد الله- ضعف. وسيرد برقم (3799) و (4193) و (4304) . وله شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (3410) . وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (110) ، ومسلم (2266) سيرد ضمن مسند ابن مسعود برقم (3798) ، وسيرد 2/342 و410 و463 و5/306.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 3560 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَان (1) اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ " (2)   = وثالث من حديث أنس عند البخاري (6994) ، سيرد3/269. ورابع من حديث أبي سعيد عند البخاري (6997) ، سيرد 3/55. وخامس من حديث جابر عند مسلم (2268) ، سيرد 3/350. وسادس من حديث طارق بن أشْيَم الأشجعي، سيرد 3/472. وسابع من حديث أبي قتادة عند البخاري (6995) و (6996) ، ومسلم (2267) . وثامن من حديث أبي جحَيفة عند ابن حبان (6053) . وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة، ذكره الكتاني في "نظم المتناثر" عن ثمانية عشر صحابياً. والمراد بقوله: "من رآني في المنام فقد رآني": أن رؤياه صحيحة، لا تكون أضغاثا، ولا من تشبيهات الشيطان، ويعضده رواية أبي هريرة: "من رآني في المنام، فقد رأى الحق". (1) كذا في جميع النسخ الخطية عندنا، وقال السندي: هكذا في النسخ، والصواب: فلا يتناجى اثنان، على لفظ النفي، أو فلا يتناج، على لفظ النهي كما في مسلم، والمشهور في لفظ مسلم: فلا يتناجى، على أنه نفي بمعنى النهي، وأما لفظ الكتاب فإن أخرج على أنه نفي -والفاعل ضمير التثنية لذكر اثنين في الثلاثة ضمناً، واثنان بدل للتوضيح أو الفاعل اثنان على لغة أكلوني البراغيث- لكان الظاهر: يتناجيان اثنان، بثبوت الياء بعد الجيم، إلا أن يقال: حذفت الياء تخفيفاً. قلنا: وقد أثبتها الشيخ أحمد شاكر: فلا يتناجى، أخذاً من النسخة الكتانية، ويغلب على ظننا أن الكتاني هو الذي ثبتها على الجادة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق،= الحديث: 3560 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 25 3561 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ، فَقَامُوا صَفَّيْنِ، فَقَامَ صَفٌّ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَفٌّ مُسْتَقْبِلَ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّفِّ الَّذِينَ (1) يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ قَامُوا فَذَهَبُوا، فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ مُسْتَقْبِلِي الْعَدُوِّ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَقَامُوا مَقَامَهُمْ، فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَامُوا فَصَلَّوْا لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمُوا، ثُمَّ ذَهَبُوا فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ مُسْتَقْبِلِي (2) الْعَدُوِّ، وَرَجَعَ أُولَئِكَ إِلَى مَقَامِهِمْ، فَصَلَّوْا لِأَنْفُسِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمُوا " (3)   = والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1169) ، ومسلم (2184) (38) ، وأبو داود (4851) ، والدارمي 2/282، وأبو يعلى (5255) ، والشاشي (392) و (411) و (540) و (541) و (542) و (543) ، والطبراني في "الأوسط" (1744) ، وأبو نعيم فى "الحلية" 4/107 من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه الشاشي (538) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، به، مطولاً. وسيأتي بالأرقام (4039) و (4040) و (4093) و (4106) و (4175) و (4190) و (4191) و (4395) و (4407) و (4424) و (4436) . وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6647) ، وذكرنا هناك بقية شواهده. (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : الذي. (2) في (ص) و (ظ14) : مستقبل. (3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن= الحديث: 3561 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 26 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مسعود- لم يسمع من أبيه، وخصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري الحضرمي- مختلف فيه، وثقه يحيى بن معين وأبو زرعة والعجلي وابن سعد، وضعفه أحمد والنسائي، وقال أبو حاتم: يخلط، وتكلم في سوء حفظه، وقال ابن عدي: إذا حدث عن خصيف ثقة فلا بأس بحديثه وبرواياته. وأخرجه أبو داود (1244) ، وأبو يعلى (5353) من طريقين عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1245) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/311، والبيهقي في "السنن" 3/261 من طرق عن خصَيف، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10272) من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن أبى عبيدة، به. وسيأتي بنحوه برقم (3882) . وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (942) ، سيرد (6351) . لكن جاء في آخره: فقام كل واحد منهم، فركع لنفسه ركعة وسجد سجدتين. هذا لفظ البخاري، ولفظ أحمد: ثم قضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة. قال الحافظ في "الفتح" 2/430، 431: وظاهره أنهم أتموا لأنفسهم في حالة واحدة، ويحتمل أنهم أتموا على التعاقب، وهو الراجح من حيث المعنى، وإلا فيستلزم تضييع الحراسة المطلوبة وإفراد الإمام وحده، ويرجحه ما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود ولفظه ... ثم ساق هذه الرواية. وآخر من حديث أبي هريرة، سيرد 2/522. وثالث مختصر من حديث زيد بن ثابت، سيرد 5/183. ورابع من حديث ابن عباس، سيرد 5/183. ولصلاة الخوف إذا كان العدو في غير جهة القبلة كيفيات أخرى، وردت من حديث جابر عند مسلم (843) ، سيرد 3/298. ومن حديث عائشة، سيرد 6/275.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 27 3562 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ الْجَزَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) ، قَالَ: عَلَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَ (2) النَّاسَ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (3) 3563 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيْنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ فِي الصَّلَاةِ،   = ومن حديث صالح بن خَوات عمن صلى مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم ذات الرقاع عند مالك (559) ، والبخاري (4129) و (4131) ، ومسلم (842) . (1) قوله: "عن عبد الله"، سقط من (ص) . (2) في (ق) : يعلمه. (3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وخصيف الجزري هو ابن عبد الرحمن، مختلف فيه. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/292 عن ابن فضيل -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9936) من طريق عبد الواحد بن زياد وعتاب بن بشير، كلاهما عن خصيف، به.= الحديث: 3562 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 28 فَتَرُدُّ عَلَيْنَا؟ فَقَالَ: " إِنَّ فِيَّ - أَوْ فِي الصَّلَاةِ - لَشُغْلًا " (1)   = وسيأتي بإسناد صحيح برقم (3622) . وحديث التشهد من الأحاديث المتواترة، وقد ذكر الكتاني في "نظم المتناثر" ص 64، 65 أنه روي عن أربع وعشرين صحابياً، وقال الترمذي في حديث ابن مسعود هذا: هو أصح حديث في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين. وقال البزار: أصح حديث في التشهد عندي حديث ابن مسعود، روي عنه من نيف وعشرين طريقاً ... ثم سرد أكثرها، وقال: لا أعلم في التشهد أثبت منه، ولا أصح أسانيد، ولا أشهر رجالاً ... فقال الحافظ في "الفتح" 2/315: ولا خلاف بين أهل الحديث في ذلك. قال الكتاني: واختار الشافعي تشهد ابن عباس لأنه مع صحته أجمع وأكثر لفظاً من غيره، و [اختار] مالك تشهد عمر لأنه علمه للناس على المنبر، ولم ينازعه أحد، فدل على تفضيله، ولأنه أورده بصيغة الأمر، فدل على مرتبته. قلنا: حديث ابن عباس تقدم برقم (2665) . وحديث عمر هو في "الموطأ" (499) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مِهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/73، والبخاري (1199) و (1216) ، ومسلم (538) (34) ، وأبو داود (923) ، وأبو يعلى (5188) ، وابن خزيمة (855) ، وأبو عوانة 2/139 والطبراني في "الكبير" (10126) ، والبيهقي في "السنن" 2/248 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1199) أيضا، و (3875) ، ومسلم (538) (34) ، وابن خزيمة (858) ، وأبو عوانة 2/139، والبيهقي في "السنن" 2/356، والبغوي (724) من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (538) ، والطبراني في "الكبير" (10127) ، والقضاعي (1158) من طريق شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، به.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 29 3564 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضْلُ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، بِضْعٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً " (1)   = وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/18، 19 عن محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا ابن أبي غنِية -واسمه يحيى بن عبد الملك- والقاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان، عن الزبير بن عدي، عن كلثوم، عن ابن مسعود. وأخرجه ابن ماجه (1019) ، وأبو يعلى (5398) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/455، والطبراني في "الكبير" (10131) ، والدارقطني 1/341 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود. وأخرجه عبد الرزاق (3593) من طريق ابن سيرين أن ابن مسعود، وهو منقطع. وأخرجه عبد الرزاق أيضا (3591) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (10124) عن معمر، عن حماد، عن أبي وائل -أو عن إبراهيم، شك معمر-، عن ابن مسعود. وأخرجه عبد الرزاق (3592) عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10125) من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. وسيأتي برقم (3884) ، وبنحوه برقم (3575) و (3885) و (3944) و (4145) و (4417) . وفي الباب عن جابر عند البخاري (1217) ، ومسلم (540) (36) . وعن زيد بن أرقم عند البخاري (1200) ، ومسلم (539) (35) . وعن حميد الحِمْيري عمن يرضى به عند عبد الرزاق (3590) . (1) صحيح لغيره، عطاء بن السائب -وإن كان قد اختلط، ورواية محمد بن= الحديث: 3564 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 30 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = فضيل عنه بعد الاختلاط-، قد توبع. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/479، والبزار (458) ، وأبو يعلى (4995) و (5076) و (5190) ، والطبراني في "الكبير" (10103) من طريق محمد بن فضيل، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (699) من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري، و (700) ، والطبراني في "الكبير" (10102) من طريق خليفة بن حصين، وأخرجه الطبراني (10098) من طريق أبي إسحاق السبيعي، و (10104) من طريق أبى حَصِين -وهو عثمان بن عاصم الأسدي- أربعتهم عن أبي الأحوص، به. وأخرجه عبد الرزاق (2003) عن الثوري، وابن أبي شيبة 2/481 عن أبي الأحوص -وهو سلام بن سليم- كلاهما عن أبي إسحاق -وهو السبيعي- عن أبى الأحوص، به، موقوفاً. وأخرجه موقوفاً أيضاً ابن أبي شيبة 2/480 عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حَصين، عن أبي الأحوص، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/38، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجال أحمد ثقات. وسيأتي من طرق أخرى عن أبي الأحوص بالأرقام (3567) و (4158) و (4159) و (4323) و (4324) و (4433) . وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (645) ، ومسلم (650) ، سيرد (4670) . وعن أبي هريرة عند البخاري (477) و (647) ، سيرد 2/233 و328. وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (646) ، سيرد 3/55. وعن عائشة، سيرد 6/49. وعن أبي بن كعب عند عبد الرزاق (2004) ، وابن ماجه (790) ، والطيالسي (75) .= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 31 3565 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَتَى لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: " مَنْ يَذْكُرُ مِنْكُمْ لَيْلَةَ الصَّهْبَاوَاتِ؟ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَإِنَّ فِي يَدِي لَتَمَرَاتٍ أَتَسَحَّرُ (1) بِهِنَّ، مُسْتَتِرًا بِمُؤْخِرَةِ رَحْلِي مِنَ الْفَجْرِ، وَذَلِكَ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ (2) " (3)   = وعن أنس عند البزار (459) ، والطبراني في "الأوسط" (2199) أورده الهيثمي في "المجمع" 2/38، وقال: ورجال البزار ثقات. وعن زيد بن ثابت عند الطبراني في "الكبير" (4936) ، قال الهيثمي 2/39: وفيه الربيع بن بدر، وهو ضعيف. وعن صهيب عند الطبراني في "الكبير" (7305) ، قال الهيثمي 2/38: وفيه من لم يسم. وعن معاذ عند البزار (454) ، وزاد الهيثمي في "المجمع" 2/39 نسبته إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: وفيه عبد الحكيم بن منصور، وهو ضعيف. وعن ابن عباس موقوفاً عند ابن أبي شيبة 2/481. (1) في (ص) : أستحر، وهو الواقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) في (ظ14) : القمير، بالتصغير، وهي كذلك في نسخة السندي. (3) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وباقي رجاله ثقات، المسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، اختلط بأخرة، وسماع البصريين منه جيد، ومنهم عمرو بن الهيثم. سعيد بن عمرو: هو ابن جعدة بن هبيرة المخزومي، ذكره ابن حبان في "الثقات" 6/370، وروى عنه جمع، ونقل الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 154 عن البخاري قوله: ويقال له: سعد، يعني بسكون المهملة، وإنما حكى البخاري هذا القول في سعيد بن= الحديث: 3565 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 32 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عمرو بن سليم الزرقي. وأخرجه الطيالسي (329) ، وأبو يعلى (5393) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/93، والطبراني في "الكبير" (10289) من طرق عن المسعودي، بهذا الإسناد، وزاد الطبراني: وذلك ليلة سبع وعشرين. وتصحف سعيد بن عمرو في مطبوع "شرح معاني الآثار" إلى: سعد بن عمرو. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/174-175 ونسبه إلى أحمد وأبي يعلى والطبراني في "الكبير". وسيأتي برقم (3764) ، ويكرر برقم (4326) ، وانظر (3857) و (4374) . وفي الباب (في أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين) : عن ابن عمر عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/91، سيرد (5283) . وعن أبي بن كعب عند مسلم (762) (179) و (180) ، سيرد 5/130. وعن أبي هريرة عند مسلم (1170) ، ولفظه: قال أبو هريرة: تذاكرنا ليلة القدر، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيكم يذكر حينَ طلع القمر كأنه شق جَفنة؟ " قال أبو الحسن الفارسي: أي ليلة سبع وعشرين، فإن القمر يطلع فيها بتلك الصفة. وعن معاوية عند أبي داود (1386) . وعن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الأوسط" فيما نقله الحافظ في "الفتح" قوله: "ليلة الصهباوات": قال السندي: هكذا جاء اللفظ في هذا الحديث في مسند أحمد وأبي يعلى والطبراني، ولم أر أحداً تعرض له، ويحتمل أن يكون الصهباوات اسم موضع نزلوا فيه تلك الليلة، فأضيفت الليلة إليه، أو هي جمع صهباء، وهي ناقة حمراء يعلوها سواد، وكأنهم كانوا غالب تلك الليلة على ظهورها، فأضيفت الليلة إليها. قوله: "مستتراً بمؤخرة رحلي من الفجر": قال السندي: أي: احترازاً عن ظهوره علىَّ، فإنه إذا ظهر علىَّ امتنع الأكل في حقي، وفيه أن المحَرَّمَ العلم بطلوع الفجر،= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 33 3566 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا "، فَقِيلَ: زِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قِيلَ: صَلَّيْتَ خَمْسًا، " فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " (1)   = لا نفس الطلوع، وأنه يجوز للإنسان الاحتراز عن أسباب العلم عند مظنة الطلوع، احترازاً عن الوقوع في التحريم. قلنا: هذا الاستنباط فيه نظر، وربما يسَلم له فيما لو صَح الحديث، أما وهو ضعيف، فلا يعتد به. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن الهيثم، فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة الكوفي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخَعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه البخاري (1226) و (7249) ، ومسلم (572) (91) ، وأبو داود (1019) ، والترمذي (392) ، والنسائي في "المجتبى" 3/32، وفي "الكبرى" (578) ، والدارمي 1/352، وأبو يعلى (5279) ، وابن خزيمة (1056) و (1057) ، وابن حبان (2658) ، والشاشي (308) و (309) و (310) و (312) ، والطبراني في "الكبير" (9841) ، والبيهقي في "السنن" 2/341-342، والبغوي (756) من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وفيه عند أكثرهم بعد قوله: فقيل زيد في الصلاة، فقال: "وما ذاك؟ " وأخرجه الشاشي (305) من طريق أبي بكر النهشلي، وابن حبان (2681) ، والطبراني في "الكبير" (9844) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والطبراني أيضاً (9842) من طريق الهيثم الصيرفي، و (9843) من طريق ابن أبي ليلى، أربعتهم عن الحكم بن عتيبة، به. قلنا: كذا وقع عند الشاشي: عن أبي بكر النهشلي، عن الحكم بن عتيبة، ووقع بينهما عند الطبراني والبزار: الهيثم الصيرفي -وهو ثقة-،= الحديث: 3566 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 34 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ونقل محقق الشاشي عن البزار قوله: وحديث الهيثم الصيرفي عن الحكم لا نعلم رواه عنه إلا أبو بكر النهشلي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/32، وفي "الكبرى" (578) ، وابن خزيمة (1057) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن الحكم ومغيرة، عن إبراهيم، به. ومغيرة -وهو ابن مِقْسَم الضبي- يدلس عن إبراهيم، فهو ضعيف الحديث فيه إن لم يصرح بالسماع، لكنه متابَع بالحكم. وأخرجه مطولاً الشاشي (311) ، والطبراني في "الكبير" (9837) من طريق مَندل، عن مغيرة، عن إبراهيم، به. ومندل ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9836) من طريق طلحة بن مصرف، و (9838) من طريق عبيدة -وهو ابن معتب الضبي-، و (9839) و (9840) من طريق حماد -وهو ابن أبي سليمان- ثلاثتهم عن إبراهيم، به. ورواية طلحة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى العصر، ورواية عبيدة أنه صلى الظهر أو العصر. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (206) من طريق أشعث بن عطاف، وفي "الكبير" (9833) من طريق يحيى بن الضريس، كلاهما عن سفيان الثوري، عن أبي حَصِين -وهو عثمان بن عاصم الأسدي- عن إبراهيم، به، ولفظه: "إذا شك أحدكم في المكتوبة فليتحر، ثم يسجد سجدتي السهو". قال الطبراني: لم يروه عن أبي حصين إلا سفيان، ولا عن سفيان إلا أشعث بن عطاف ويحيى بن الضريس الرازيان. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9834) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/236 من طريق سفيان الثوري، عن حصين بن عبد الرحمن، عن إبراهيم، به، بلفظ سابقه. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/124 من طريق القاسم الوزان، عن وكيع، عن مسعر، عن أبي حصين، وحصين بن عبد الرحمن، عن إبراهيم، به. قال الدارقطني: وكلاهما وهم. قلنا: لأنه لم يروه عن حصين إلا سفيان فيما ذكره الطبراني كما نقلناه آنفاً.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 35 3567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْجَمِيعِ (2) تَفْضُلُ عَلَى (3) صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ، خَمْسَةً وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ " (4)   = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9835) من طريق حبيب بن حسان، عن علقمة، به، وفيه: صلى بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزاد أو نقص. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (95) من طريق الحسن بن عبيد الله، عن منصور بن المعتمر، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، وذكر الدارقطني في "العلل" 5/120 أنه رواه الحارث بن عمير، عن منصور، بالإسناد المذكور، ثم قال: ووهم فيه. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (1227) و (1228) ، ومسلم (573) ، سيرد 2/271 و284. وعن عبد الله بن بحَينة عند البخاري (1224) و (1225) . (1) وقع في (م) بين أبي الأحوص وعبد الله بن مسعود زيادة: عن سعيد بن عبد الله، وهو خطأ. (2) في (ظ14) : الجمع. (3) لفظ: "على" لم يرد في (س) و (ظ14) . (4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة -وهو ابن دِعامة السدوسي- لم يسمع من أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فيما ذكره ابن أبي حاتم في "المراسيل" (142) ، ومحمد بن أبي عدي -وهو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي-، سَمعَ من سعيد -وهو ابن أبي عَروبة- بعد اختلاطه. وأخرجه البزار (456) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإِسناد.= الحديث: 3567 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 36 3568 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَنْتَ (1) سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ، وَقَالَ: مَرَّةً سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ " (2)   = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10101) من طريق أبي زيد النحْوي سعيد بن أوس، عن سعيد بن أبي عروبة، به. وأخرجه الشاشي (701) من طريق هشام الدستوائي، و (702) من طريق أبان بن يزيد، كلاهما عن قتادة، به. وسيأتي بإسناد صحيح برقم (4158) و (4159) و (4323) . وسلف ذكر أطرافه برقم (3564) . (1) في (ظ1) : آنت. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، زياد بن أبي مريم وثقه العجلي والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، واضطرب قول الذهبي فيه، فأطلق توثيقه في "الكاشف"، وقال في "الميزان" 2/93: فيه جهالة وقد وثق، وما روى عنه سوى عبد الكريم بن مالك -يعني الجزري- فيما أرى - قلنا: بل روى عنه أيضاً ميمون بن مهران وعاصم الأحول كما في "الجرح والتعديل" 3/546. وقد اختلف على عبد الكريم الجزري فيه، وحاصل الخلاف أن جماعة رووا الحديث عن عبد الكريم، فقالوا: عن زياد بن أبي مريم -كما في هذه الرواية-، منهم السفيانان وخصيف بن عبد الرحمن. وخالفهم جماعة رووه عن عبد الكريم، فقالوا: زياد بن الجراح -كما في الرواية الآتية برقم (4012) -، وقد بسط هذه المسالة ابن أبي حاتم في "العلل" 2/101-102، والدارقطني في "العلل" 5/193، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/511-514، والحافظ في "تهذيب التهذيب" 3/384-385، ورجح ابن أبي= الحديث: 3568 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 37 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = حاتم والحافظ أنه زياد بن الجراح، قال الحافظ: ويحرر من كلام أهل حَران أن راوي حديث "الندم توبة" هو زياد بن الجراح، بخلاف ما جاء في رواية السفيانين، والله أعلم. قلنا: وعلى قول أنه زياد بن الجراح فالإسناد صحيح، لأن زياداً هذا ثقة. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1044) ، والحميدي (105) ، وابن أبي شيبة 9/361، وابن ماجه (4252) ، وأبو يعلى (4969) و (5129) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/199، والحاكم 4/243، والقضاعي في "مسنده" (13) ، والبيهقي في "السنن" 10/154 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه بهذه اللفظة، ووافقه الذهبي. وصححه البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1521) . وأخرجه ابن أبي شيبة 9/362، والشاشي (269) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/135، والقضاعي (14) من طريق سفيان الثوري، وأبو نعيم في "الحلية" 8/312 من طريق عمر بن سعيد أخي سفيان الثوري، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (269) أيضاً من طريق علي بن الجعد، عن شريك بن عبد الله، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، به. قال المزي في "تهذيب الكمال" 9/512: وكأنه -يعني ابن الجعد- حمل حديث شريك على حديث سفيان، والمحفوظ: عن شريك، عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح. وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/154 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم، عن عبد الله أنه قال: الندم توبة، والتائب كمن لا ذنب له. قال البيهقي: كذا رواه عبد الرزاق عن معمر منقطعاً موقوفاً بزيادته.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 38 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه حسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1048) عن هشيم، والحميدي (106) عن سفيان بن عيينة، وابن عدي في "الكامل" 4/1329 من طريق الحسن بن صالح، ثلاثتهم من طريق أبي سعد سعيد بن المرزبان البقال، عن عبد الله بن مَعقِل، به. قال سفيان بن عيينة: والذي حدثنا به عبد الكريم أحب إلي، لأنه أحفظ من أبي سعد. وصحح الدارقطني أيضاً في "العلل" 5/193 رواية عبد الكريم الجزري، عن زياد، عن ابن معقل، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/199 من طريق ابن وهب، عن مالك، عن عبد الكريم، عن رجل، عن أبيه، عن ابن مسعود، به. وأخرجه أبو يعلى (5261) من طريق مالك بن مغول، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/405 من طريق حسام بن المصك، كلاهما عن منصور، عن خيثمة، عن رجل، عن عبد الله، به. وأخرجه ابن حبان (612) و (614) من طريق مالك بن مغول، عن منصور، عن خيثمة، عن عبد الله، وهذا إسناد منقطع، خيثمة -وهو ابن عبد الرحمن- لم يسمع من ابن مسعود. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/193 من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه إسرائيل، عن رجل، عن عبد الله بن مَعقِل، عن أبيه، أنه سمع ابن مسعود يقول: والله ما أعلم التوبة إلا الندم. قال الدارقطني: كذا رواه يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه إسرائيل، عن رجل، عن أبيه، ويروى عن إسرائيل، عن عبد الكريم، عن زياد، عن ابن معقل، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصواب. وسيأتي برقم (4012) و (4014) و (4016) و (4124) . وفي الباب عن ابن عباس سلف (2623) بلفظ: "كفارة الذنب الندامة". وعن عائشة، سيرد 6/264. وعن أنس عند ابن حبان (613) . وعن وائل بن حجر عند الطبراني في "الكبير" 22/ (101) ، قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، وثقه ابن حبان، وضعفه= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 39 3569 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ " فَقَامَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَتْ: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " (1)   = غير واحد، وبقية رجاله وثقوا. وعن أبي سعد الأنصاري عند الطبراني في "الكبير" 22/ (775) ، وأبي نعيم في "الحلية" 10/398، قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: وفيه من لم أعرفه. وعن أبي هريرة عند الطبراني في "الصغير" 1/69، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/140، قال الهيثمي في "المجمع" 10/199: ورجاله وثقوا، وفيهم خلاف. قال السندي: قوله: "الندم"، أي: على المعصية لكونها معصية، وإلا فإذا ندم عليها من جهة أخرى كما إذا ندم على شرب الخمر من جهة صرف المال عليه فليس من التوبة في شيء. "توبة": أي: معظمها، ومستلزم لبقية أجزائها عادة، فإن النادم ينقلع عن الذنب في الحال عادة، ويَعْزِم على عدم العود إليه في الاستقبال، وبهذا القدر تتم التوبة، إلا في الفرائض التي يجب قضاؤها، فتحتاج التوبة فيها إلى القضاء، وإلا في حقوق العباد، فيحتاج فيها إلى الاستحلال أو الرد، والندم يعين على كل ذلك. (1) صحيح لغيره وهذا سند محتمل للتحسين، فإن وائل بن مهانة -ولو لم يذكروا في الرواة عنه إلا ذراً -وهو ابن عبد الله المرهبي- ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال الذهبي: لا يعرف - قد قال أحمد فيه كما سيرد برقم (4152) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/176: كان من أصحاب ابن مسعود، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وذر الراوي عنه ثقة من رجال الشيخين. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر.= الحديث: 3569 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 40 3570 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَهُمَا بَعْدَ السَّلَامِ (1) ، وَقَالَ   = وأخرجه الحميدي (92) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (9257) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/325 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/110، وأبو يعلى (5112) و (5144) ، والحاكم 2/190 من طرق عن منصور، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وووافقه الذهبي، مع أنه قال في وائل بن مهانة في "الميزان": لا يعرف. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9258) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 6/45، من طريق منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن ذر، عن حسان، عن وائل بن مهانة، عن ابن مسعود، موقوفاً، وحسان مجهول وهو غير منسوب، وذكر المزي أن طريق ذر عن وائل بن مهانة مرفوعا دون زيادة حسان بينهما هو المحفوط. وسيأتي بالأرقام (4019) و (4037) و (4122) و (4151) و (4152) . وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (79) (132) ، وسيأتي برقم (5343) . وعن أبي هريرة عند مسلم (80) ، سيرد 2/373-374. وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (304) و (1462) و (1951) ، ومسلم (80) . وعن زينب الثقفية امرأة ابن مسعود، سيرد 2/373-374 و3/502 و6/363. وعن جابر، سيرد 3/318. وعن ابن عباس عند البخاري (29) ، ومسلم (907) ، وقد سلف برقم (2711) . قوله: "تصدقن"، قال السندي: الظاهر أنه أمر ندب بالصدقة، وحمله بعضهم على الوجوب. قوله: "فإنكن"، المراد: جنسكن، ولم يرد أن الحاضرات أكثر أهل النار، والمقصود أن الخوف عليكن أشد، فينبغي تخليص أنفسكن من المهلكة. (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : التسليم. الحديث: 3570 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 41 مَرَّةً: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ السَّجْدَتَيْنِ فِي السَّهْوِ بَعْدَ السَّلَامِ " (1) (2) 3571 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ (3) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلِيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي " (4)   (1) في (ظ14) : التسليم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه الحميدي (96) ، وابن أبي شيبة 2/29، وابن ماجه (1218) ، والدارقطني في "السنن" 1/377 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3566) ، وذكرنا هناك أطرافه وشواهده. (3) تحرف في (م) إلى: ذر. (4) إسناده حسن. عاصم -وهو ابن أبي النجود-، روى له البخاري ومسلم مقروناً، وهو صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زِر: هو ابن حبيش. وأخرجه الترمذي (2231) ، والطبراني في "الكبير" (10219) ، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/198، وأبو داود (4282) ، وابن حبان (5954) و (6825) ، والطبراني في "الكبير" (10213) و (10214) و (10215) و (10216) و (10217) و (10220) و (10221) و (10222) و (10224) و (10225) و (10226) و (10227) و (10228) و (10229) و (10230) ، وفي "الصغير" (1181) ، وابن عدي 2/517 و4/1544 و5/1796 و7/2555، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/195، والخطيب في "تاريخه" 4/388 من طرق عن عاصم، به. واسم عاصم سقط من إسناد مطبوع ابن أبي شيبة.= الحديث: 3571 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 42 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأورده الحاكم في "المستدرك" 4/442 دون أن يخرجه بإسناده، إنما ذكر أنه رواه سفيان الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم عن أئمة المسلمين عن عاصم، به، وصححه الذهبي في "التلخيص". وأخرجه بنحوه مطولاً ابن ماجه (4082) عن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا علي بن صالح، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قال البوصيري في "الزوائد" (1441) : هذا إسناد فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي، مختلف فيه ... لكن لم ينفرد به عن إبراهيم، فقد رواه الحاكم في "المستدرك" [4/464] من طريق عمرو بن قيس، عن الحكم، عن إبراهيم، به. قلنا: هذه متابعة لا يفرح بها، لأنها من طريق حنان -بالنون- بن سدير، عن عمرو بن قيس، وحنان هذا صاحب مناكير، كما ذكر الحافظ في "لسان الميزان"، ولذا سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: موضوع، وقد تصحف حنان في "المستدرك" إلى: حبان. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10208) ، وابن عدي 7/2625، وأبو نعيم في "الحلية" 5/75 من طريق يوسف بن حوشب، عن أبي يزيد الأعور (وهو خلف بن حوشب) ، عن عمرو بن مرة، عن زر بن حبيش، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث يوسف بن حوشب وخلف، لم نكتبه إلا من هذا الوجه. قلنا: ويوسف بن حوشب لا يعرف. وسيأتي برقم (3572) و (3573) و (4098) و (4279) . وفي الباب عن علي سلف برقم (773) . وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/36، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وعن أبي هريرة عند الترمذي (2231) ، وابن ماجه (2779) ، وابن حبان (5953) . وعن أم سلمة عند أبي داود (4284) ، وابن ماجه (4086) . وعن ابن عباس عند ابن أبي شيبة 15/196. وعن قرة بن إياس عند البزار (3325) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (68) ، قال= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 43 قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) قاَلَ أَبِي: " حَدَّثَنَا بِهِ فِي بَيْتِهِ، فِي غُرْفَتِهِ، أُرَاهُ سَأَلَهُ بَعْضُ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى، أَوْ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ يَحْيَى " 3572 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَنْقَضِي الْأَيَّامُ، وَلَا يَذْهَبُ الدَّهْرُ حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، اسْمُهُ يُوَاطِئُ اسْمِي " (2)   = الهيثمي في "المجمع" 7/314: رواه البزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه داود بن المحبر بن قحذم، عن أبيه، وكلاهما ضعيف. وانظر حديث ثوبان الآتي 5/277. وذكر الكتاني في "نظم المتناثر" ص 144 أحاديث خروج المهدي عن عشرين صحابيا، ثم قال: وقد نقل غير واحد عن الحافظ السخاوي أنها متواترة، والسخاوي ذكر ذلك في "فتح المغيث"، ونقله عن أبي الحسن الآبرِي. ثم رد الكتاني على ابن خلدون الذي أنكر هذه الأحاديث، ولِلشيخ الغماري كتاب "إيضاح المكنون" في الرد على ابن خلدون. (1) قوله: "قال عبد الله" ورد في (ظ14) فقط. (2) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عمر بن عبيد: هو الطنافسي. وأخرجه أبو داود (4282) ، والطبراني في "الكبير" (10223) ، من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. وسلف قبله (3571) ، وذكرنا هناك شواهده، وانظر ما بعده. الحديث: 3572 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 44 3573 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا - أَو قَالَ (1) : " لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا - حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ (2) اسْمُهُ اسْمِي " (3) 3574 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَأَخَذْتُهَا مِنْ فِيهِ، وَإِنَّ فَاهُ لَرَطْبٌ بِهَا، فَلَا أَدْرِي بِأَيِّهَا خَتَمَ {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50] [أَوْ] (4) {وَإِذَا قِيلَ   (1) لفظ: "قال" لم يرد في (ظ14) . (2) في (ص) و (ق) و (م) : "ويواطئ". (3) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وزر: هو ابن حبيش. وأخرجه أبو داود (4282) ، والطبراني في "الكبير" (10218) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2230) ، والطبراني في "الكبير" (10218) ، وابن حبان (6824) من طريقين عن سفيان الثوري، به. قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح. وسلف برقم (3571) ، وذكرنا هناك أطرافه وشواهده. (4) لفظ "أو" لم يرد في الأصول الخطية المعتمدة التي بين أيدينا، وأثبتناه نقلاً عن النسخة الكتانية. الحديث: 3573 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 45 لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} [المرسلات: 48] ؟ سَبَقَتْنَا حَيَّةٌ، فَدَخَلَتْ فِي جُحْرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ وُقِيتُمْ شَرَّهَا، وَوُقِيَتْ شَرَّكُمْ " (1) 3575 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ (2) كُنَّا بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ نَأْتِيَ أَرْضَ الْحَبَشَةِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، أَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ، فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ، حَتَّى قَضَوْا (3) الصَّلَاةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحْدِثُ فِي أَمْرِهِ مَا   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. وأخرجه عبد الرزاق (8389) ، والحميدي (106) وأبو يعلى (4970) ، والطبراني في "الكبير" (10154) ، وابن حبان (707) ، والحاكم 2/251 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو يعلى (5096) من طريق سلام بن سليمان أبي المنذر، عن عاصم، به. وسيأتي بإسناد صحيح بالأرقام (3586) و (4004) و (4005) و (4063) و (4068) و (4069) و (4404) ، وبأسانيد أخرى بالأرقام (3649) و (3990) و (4335) و (4357) و (4377) . (2) في (س) و (ظ14) و (ظ1) و (م) : إذا. (3) في (س) : قضى. الحديث: 3575 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 46 يَشَاءُ، وَإِنَّهُ قَدْ أُحْدِثَ مِنْ أَمْرِهِ (1) : أَنْ لَا نَتَكَلَّمَ (2) فِي الصَّلَاةِ " (3) 3576 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ،   (1) في هامش (ق) : في أمره. (2) في هامش النسخ الخطية: يتَكَلم. (3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/119 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (3594) ، والحميدي (94) ، وابن أبي شيبة 2/73، والنسائي في "المجتبى" 3/19، وأبو يعلى (4971) ، والطبراني في "الكبير" (10122) ، وابن حبان (2243) و (2244) ، والبيهقي في "السنن" 2/356، والبغوي (723) من طريق سفيان بن عيينة -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (924) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/451، 455، والطبراني في "الكبير" (10123) من طرق عن عاصم، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10130) من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله. وعلقه البخاري بصيغة الجزم عن ابن مسعود في "صحيحه" 13/496. وسيأتي برقم (3885) و (3944) و (4145) و (4417) ، وسلف بإسناد صحيح برقم (3563) بلفظ: "إن في الصلاة لشغلاً"، وذكرنا هناك شواهده. قوله: "فأخذني ما قَرب وما بَعد": قال السندي: هما ككَرم، أي: غلب على التفكر في أحوالي القديمة والحديثة أيها كان سبباً لترك رد السلام. الحديث: 3576 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 47 يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " وَقَرَأَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ} [آل عمران: 77] (1) 3577 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَامِعٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعُ عَبْدٌ زَكَاةَ مَالِهِ إِلَّا جُعِلَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وجامع: هو ابن أبي راشد، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الشافعي في "السنن" (542) ، والحميدي (95) ، وابن أبي شيبة 7/3، والبخاري (7445) ، ومسلم (138) (222) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/184 والبيهقي في "السنن" 10/178 من طريق ابن عيينة، شيخ أحمد، بهذا الإسناد، وعندهم جميعا متابعة عبد الملك بن أعيَن جامع بن أبي راشد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/184 من طريق يزيد بن إبراهيم، عن حميد بن هلال، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، به. وسيأتي برقم (3597) و (3946) و (4049) و (4212) و (4395) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/518. وعن عدي بن عميرة، سيرد 4/191-192. وعن وائل بن حجر عند مسلم (139) (223) ، سيرد 4/317. وعن أشعث بن قيس عند البخاري (6677) ، ومسلم (138) (220) ، سيرد 5/211-212، وسيرد ذكره في الرواية (3597) و (4395) . وعن أبي أمامة عند مسلم (137) (218) و (219) ، سيرد 5/260. وعن معقل بن يسار، سيرد 5/25. وانظر حديث جابر الآتي 3/344. الحديث: 3577 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 48 لَهُ شُجَاعٌ أَقْرَعُ يَتْبَعُهُ، يَفِرُّ (1) مِنْهُ وَهُوَ يَتْبَعُهُ (2) ، فَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ " ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ مِصْدَاقَهُ فِي كِتَابِ اللهِ: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 180] (3)   (1) في (ظ1) : وهو يفر. (2) في (ق) : شجاع أقرع، وهو يتبعه، وهو يفر منه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وجامع: هو ابن أبي راشد الصيرفي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/222 (بترتيب السندي) ، والحميدي (93) ، والترمذي (3012) ، والنسائي في "الكبرى" (11084) -وهو في "التفسير" (104) -، وفي "المجتبى" 5/11، وابن ماجه (1784) ، والطبري في "تفسيره" (8289) ، وابن خزيمة (2256) ، والبيهقي في "السنن" 4/81 من طريق سفيان بن عيينة -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد، وقد تابع عندهم جميعاً جامعَ بن أبي راشد عبد الملك بن أعين. وعندهم عدا النسائي: ثم قرأ علينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدل: ثم قرأ عبد الله. وجاءت عند الترمذي مرتين، مرة مبهمة، ومرة: ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو عند الترمذي مطول بذكر الحديث الذي قبل هذا، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرج نحوه موقوفاً ابن أبي شيبة 3/213، والحاكم 2/298 من طريق أبي بكر بن عياش، وعبد الرزاق في "تفسيره" 1/141، والطبري (8285) و (8288) ، والطبراني في "الكبير" (9124) ، والحاكم 2/299 من طريق سفيان الثوري، والطبراني في "الكبير" (9122) من طريق يزيد بن عطاء، و (9123) من طريق شريك، أربعتهم عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه موقوفاً أيضا الطبري في "تفسيره" (8292) ، والطبراني في "الكبير" (9126) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، عن حكيم بن جبير، عن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 49 قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: "يُطَوَّقُهُ فِي عُنُقِهِ" 3578 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً، إِلَّا قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (2)   = سالم بن أبي الجعد، عن مسروق، عن ابن مسعود. وأخرجه موقوفاً أيضاً الطبراني في "الكبير" (9125) من طريق الحسن بن الربيع، عن أبي الأحوص، عن عاصم، عن أبي وائل، به. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (1403) ، سيرد 2/276 و316. وعن ابن عمر، سيرد (5729) . وعن جابر عند مسلم (988) ، سيرد 3/321. وعن ثوبان عند ابن خزيمة (2225) ، وابن حبان (3257) ، وصححه الحاكم 1/388. قوله: "إلا جعل له"، أي: لتعذيبه. قوله: "شجاع": الشجاع: الحية الذكر، وقيل: الحية مطلقاً. قوله: "أقرع": قال ابن الأثير: الأقرع الذي لا شعر على رأسه، يريد حية قد تمعط جلد رأسه لكثرة سمه وطول عمره. قوله: "يفر منه": قال السندي: كأن هذا في أول الأمر قبل أن يصير طوقاً له. قوله: "ما بخلوا به": أي: من المال، وهذا لا ينافي قوله تعالى: (والذين يَكنِزون الذهب والفضَّة ... ) الآية، إذ يمكن أن يجعل بعض أنواع المال طوقاً، وبعضها يحمى عليه في نار جهنم، أو يعذب حيناً بهذه الصفة، وحيناً بتلك الصفة. (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبٍ. ولم يرد اسمه في النسخ الخطية. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وروي مرفوعاً وموقوفاً، ورفعه صحيح= الحديث: 3578 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 50 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عطاء: وهو ابن السائب، سمع منه سفيان -وهو ابن عيينة- قبل الاختلاط، وأبو عبد الرحمن -وهو عبد الله بن حبيب السلمي- سماعه من ابن مسعود صحيح، خلافاً لما نقل عن شعبة أنه لم يسمع منه، كما ذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب" 5/184، وقد أثبت سماعه منه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/72، 73، وأثبت هو سماعه منه في هذا الإسناد، فقال: سمعت عبد الله بن مسعود. وأخرجه الحميدي (90) ، والبيهقي في "السنن" 9/343، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/285، من طريق سفيان بن عيينة -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (6062) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والحاكم 4/196-197 من طريق عبيدة بن حميد، كلاهما عن عطاء بن السائب، به، وسكت عنه الحاكم والذهبي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8969) من طريق عبد السلام بن حرب، عن عطاء، به، نحوه موقوفاً. وأخرجه أبو يعلى (5183) من طريق جرير، عن عطاء، عن أبي وائل، عن أبي عبد الرحمن، عن ابن مسعود، مرفوعاً. وهذا الإسناد فيه زيادة أبي وائل، ولعلها من تخاليط عطاء بن السائب التي رواها حال الاختلاط، فإن الراوي في هذا السند عنه جرير بن عبد الحميد وهو ممن روى عنه بعد الاختلاط. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10331) من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود، مرفوعاً. وأخرجه الطيالسي (368) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/285، والبيهقي في "السنن" 9/345 من طريق المسعودي، والنسائي في "الكبرى" (6865) من طريق الربيع بن لوط، و (6863) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/326، وابن حبان (6075) من طريق سفيان الثوري، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/356 من طريق إبراهيم بن مهاجر، والحاكم 4/196 من طريق الركين بن الربيع، خمستهم عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود، مرفوعاً، بلفظ: "ما أنزل= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 51 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الله داء إلا أنزل له دواء، فعليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقد رواه أبو عبد الرحمن السلمي وطارق بن شهاب، عن عبد الله بن مسعود، ووافقه الذهبي. وقال ابن حجر في "النكت الظراف" 7/65: رواه الفريابي، عن سفيان، فقال: عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن ابن مسعود، بدل: عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن. وقول ابن مهدي أولى. ورواه أيوب بن عائذ، عن قيس بن مسلم، عن طارق، فلم يذكر ابن مسعود. قلنا: وانظر "علل" ابن أبي حاتم 2/254، ورواية ابن مهدي سيرد تخريجها فى الرواية الآتية برقم (3922) . وأخرجه عبد الرزاق (17144) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9163) عن سفيان الثوري، والطبراني أيضاً (9164) من طريق المسعودي، كلاهما عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود، موقوفاً. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6864) و (7567) من طريق يزيد بن أبي خالد، و (7566) من طريق أيوب الطائي، كلاهما عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب مرسلاً. وسيرد في "المسند" 4/315. وذكره الدارقطني في "العلل" 5/334، فقال: يرويه عطاء بن السائب، وقد اختلف عنه، فرواه الثوري وابن عيينة وهمام وخالد بن عبد الله الواسطي، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، مرفوعاً. ورواه وهيب وسعيد بن زيد أخو حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، موقوفاً. ورواه شعبة فرفعه أبو داود، عنه، ووقفه الباقون من أصحابه، ورفعه صحيح. قلنا: رواية الثوري سترد برقم (3922) و (4236) ، ورواية همام سترد برقم (4334) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (5678) . وعن أنس، سيرد 3/156.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 52 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وعن جابر، سيرد 3/335. وعن أسامة بن شريك، سيرد 4/278. وعن طارق بن شهاب مرسلا، سيرد 4/315. وعن رجل من الأنصار، سيرد 5/371. وعن زيد بن أسلم عند مالك في "الموطأ" (1983) (طبعة مؤسسة الرسالة) . وعن أبي الدرداء عند أبي داود (3874) . وعن أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 8/2، والبزار (3016) ، والطبراني في "الأوسط" (2555) ، و"الصغير" (92) ، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/84: وفيه شبيب بن شيبة، قال زكريا الساجي: صدوق يهم، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن أبي موسى عند البزار (3017) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/84، 85، وقال: وفيه محمد بن سيار، وهو صدوق، وقد ضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات. قلنا: كذا قال، وليس في إسناده محمد بن سيار، إنما فيه محمد بن جابر. وعن أم الدرداء عند الطبراني في "الكبير" 24/ (649) ، قال الهيثمي 5/86: ورجاله ثقات. وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11337) ، قال الهيثمي 5/85: وفيه طلحة بن عمرو الحضرمي، وهو متروك. قوله: "ما أنزل الله": قال السندي: أي خلَقَ، ولما كان الخلق من الله تعالى بواسطة بعض الأسباب السماوية عبر عنه بالإنزال، وقيل: عبر عنه بالإنزال، لأن الأمر التكويني ينزل من السماء، قال تعالى: (ينزل الأمر من السماء إلى الأرض) . قوله: "شفاء": أي: سبب شفاء، وهو الدواء. قال ابن قيم الجوزية في "زاد المعاد" 4/15: وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش، والحر والبرد بأضدادها، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 53 3579 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ، فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا " (1)   = لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، كما يقدح في الأمر والحكمة، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل، فإن تركها عجزاً ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلا، ولا توكله عجزاً. (1) إسناده ضعيف، المغيرة بن سعد بن الأخرم لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي، وأبوه سعد بن الأخرم مختلف في صحبته، وقد ذكره البخاري وأبو حاتم في التابعين، وذكره ابن حبان في "ثقات التابعين" 4/295، ولم يرو عنه سوى ولده المغيرة، فيما ذكر الذهبي في "الميزان" 2/119، ومع ذلك حسن إسناده الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير شِمْر -وهو ابن عطية- أخرج له الترمذي والنسائي في "اليوم والليلة"، وأبو داود في "المراسيل" (295) ، وهو ثقة، وثقه ابن معين والنسائي والدارقطني وابن سعد والعجلي وابن نمير، وقصر الحافظ في "التقريب"، فقال فيه: صدوق. سفيان: هو ابن عيينة، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وقد نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 72 عن الإمام أحمد قوله: الأعمش لم يسمع من شمر بن عطية. قلنا: قد صرح بسماعه منه عند الطيالسي (379) ، والشاشي (812) . وأخرجه الحميدي (122) عن سفيان بن عيينة -شيخ أحمد- بهذا الإسناد= الحديث: 3579 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 54 3580 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ،   = وأخرجه الطيالسي (379) ، وعلي بن الجعد (1335) و (1466) ، والشاشي (812) و (813) ، والحاكم 4/322 من طريق شعبة، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/54، والترمذي (2328) ، والشاشي (817) و (818) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة 13/241، وابن أبي عاصم في "الزهد" (202) ، وأبو يعلى (5200) ، وابن حبان (710) ، والخطيب في "تاريخه" 1/18 من طريق أبي معاوية، والخطيب 1/18 أيضاً من طريق أبي بدر -وهو شجاع بن الوليد- أربعتهم عن الأعمش، به، وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي مع أنه قال في سعد بن الأخرم: تفرد عنه ولده المغيرة. وتحرف اسم شمر في "التاريخ الكبير" إلى: هشيم. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (505) ، والطيالسي (379) ، ويحيى بن آدم في "الخراج" (254) ، والشاشي (811) ، والبغوي (4035) ، من طريق قيس بن الربيع، والشاشي (816) من طريق مغيرة -وهو ابن مِقْسَم الضبي-، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" 2/135 و4/168، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/116 من طريق أبي إسحاق السبيعي، ثلاثتهم عن شمر بن عطية، به. وسيكرر برقم (4048) و (4234) ، ويرد بمعناه بإسناد آخر برقم (4181) و (4184) و (4185) . وضيعة الرجل: حِرْفتَه وصناعته ومعاشه وكسبه. والنهي عن اتخاذ الضيعة -فيما لو صح الحديث- إنما يراد منه التوسع في ذلك، والانصراف إليه بالكلية، وإهمال الواجبات الأخرى المطلوبة منه، أما إذا كان يعمل في حرفته أو صناعته أو زراعته، وينمي ذلك ليستفيد ويفيد الناس، فهذا مما حض عليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد وردت أحاديث صحاح في فضل ذلك، والحث عليه. انظر "فتح الباري" 5/4-5. الحديث: 3580 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 55 عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خُلَّتِهِ (1) ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)   (1) في (ظ14) : خله. وكتب في هامش بقية النسخ الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي. وأخرجه الحميدي (113) ، ومسلم (2383) (7) ، وابن حبان (6855) ، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/473 و12/5، وابن سعد 3/176، ومسلم (2383) (7) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1226) ، والنسائي في "الكبرى" (8105) ، وأبو يعلى (5180) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/442-443، والبغوي في "شرح السنة" (3867) ، من طرق عن الأعمش، به. ووقع عند ابن سعد عمرو بن مرة بدل عبد الله بن مرة. وأخرجه مسلم (2383) (5) من طريق ابن أبي مليكة، عن ابن مسعود. وسيأتى بالأرقام (3689) و (3749) و (3750) و (3751) و (3752) و (3753) و (3878) و (3880) و (3892) و (3909) و (4121) و (4136) و (4161) و (4182) و (4413) و (4354) . وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (467) ، تقدم برقم (2432) . وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (466) ، ومسلم (2382) (2) ، سيرد 3/18. وعن عبد الله بن الزبير عند البخاري (3658) ، سيرد 4/4. وعن أبي المعلى بن لوذان الأنصاري عند الترمذي (3659) ، سيرد 3/478= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 56 3581 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سُلَيْمَانُ، سَمِعْتُ شَقِيقًا، يَقُولُ: كُنَّا نَنْتَظِرُ عَبْدَ اللهِ فِي الْمَسْجِدِ يَخْرُجُ عَلَيْنَا، فَجَاءَنَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي النَّخَعِيَّ، قَالَ: فَقَالَ: أَلَا أَذْهَبُ فَأَنْظُرَ (1) ؟ فَإِنْ كَانَ فِي الدَّارِ، لَعَلِّي أَنْ أُخْرِجَهُ إِلَيْكُمْ، فَجَاءَنَا، فَقَامَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيُذْكَرُ (2) لِي مَكَانُكُمْ فَمَا آتِيكُمْ كَرَاهِيَةَ أَنْ أُمِلَّكُمْ، لَقَدْ " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (3)   = و4/211 وعن جندب بن عبد الله البجلي عند مسلم (532) (23) . وعن أبي هريرة عند الترمذي (3661) . والخلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تَخَللَتْ قلبَ المحب، وتدعو إلى إطلاع المحبوب على سره، والخليل فعيل منه بمعنى الصديق، وقيل: هو من يعتمد عليه في الحاجة، فإن أصله: الخَلة بالفتح بمعنى الحاجة. ومعناه على الأول: لو جاز لي أن أتخذ صديقاً من الخلق تتخلل محبته في باطن قلبي، ويكون مطلعاً على سري لاتخذت أبا بكر، لكن محبوبي بهذه الصفة هو الله، وعلى الثاني: لو اتخذت من أرجع إليه في الحاجات، وأعتمد عليه في المهمات، لاتخذت أبا بكر، ولكن اعتمادي في جميع أموري على الله، وهو ملجئي وملاذي. قاله السندي. (1) في (ق) : فأنظره. (2) شكل في (س) و (ظ1) : ليَذْكر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل. وأخرجه الحميدي (107) ، ومسلم (2821) (82) من طريق سفيان بن عيينة -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد.= الحديث: 3581 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 57 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البخاري (68) و (6411) ، ومسلم (2821) (82) ، والترمذي (2855) ، والشاشي (600) ، والطبراني في "الكبير" (10430) ، وابن عدي في "الكامل" 2/554، والبغوى (145) من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه مسلم (2821) ، والطبراني في "الكبير" (10431) من طريق منجاب بن الحارث التميمي، عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي وائل، به، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. قال الدارقطني في "الأفراد" -كما في حاشية "العلل" 5/129-: تفرد به علي بن مسهر، عن الأعمش، عن عمرو، عن أبي وائل، ولم يروه عنه غير منجاب بن الحارث. وقال الدارقطني في "العلل" 5/129: وروي أيضاً عن أبي عوانة وعلي بن مسهر جميعاً عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، وهو الصحيح. فذكر الحافظ في "الفتح" 1/162 أن الأعمش سمعه من أبي وائل بلا واسطة، وسمعه عنه بواسطة، وأراد [مسلم] بذكر الرواية الثانية -وإن كانت نازلة- تأكيده، أو لينبه على عنايته بالرواية من حيث إنه سمعه نازلاً، فلم يقنع بذلك حتى سمعه عالياً، وكذا صرح الأعمش بالتحديث عند المصنف (يعني البخاري) في الدعوات. قلنا: قد صرح بالتحديث أيضاً في روايتنا هذه. وأخرجه أبو يعلى (5032) من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن أبي وائل، به. وسيأتي بالأرقام (3587) و (4041) و (4060) و (4188) و (4228) و (4409) و (4439) . ويزيد بن معاوية النخعي الوارد اسمه في الحديث، قال الحافظ في "الفتح" 11/228: هو كوفي تابعي ثقة عابد، ذكر العجلي أنه من طبقة الربيع بن خثيم، وذكر البخاري في "تاريخه" أنه قتل غازياً بفارس، كان في خلافة عثمان، وليس له في "الصحيحين" ذكر إلا في هذا الموضع، ولا أحفظ له رواية. وقوله: "يَتَخولنا": قال الحافظ في "الفتح" 1/162: بالخاء المعجمة وتشديد= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 58 3582 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ: أَصَبْتُ خَاتَمًا يَوْمًا، فَذَكَرَهُ فَرَآهُ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي يَدِهِ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حَلَقَةِ الذَّهَبِ (1) "   = الواو: قال الخطابي: الخائل -بالمعجمة- هو القائم المتعهد للمال، يقال: خالَ المالَ يخوله تخولاً: إذا تعهده وأصلحه، والمعنى: كان يراعي الأوقات في تذكيرنا، ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا نمل. والتخون بالنون أيضاً، يقال: تخون الشيء إذا تعهده وحفظه، أي: اجتنب الخيانة فيه، كما قيل في تحنث وتأثم ونظائرهما. وقد قيل: إن أبا عمرو بن العلاء سمع الأعمش يحدث هذا الحديث، فقال: "يتخولنا" باللام، فرده عليه بالنون، فلم يرجع لأجل الرواية، وكلا اللفظين جائز. وحكى أبو عبيد الهروي في "الغريبين" عن أبي عمرو الشيباني أنه كان يقول: الصواب "يتحولنا" بالحاء المهملة، أي: يتطلب أحوالنا التي ننشط فيها للموعظة. قلت: والصواب من حيث الرواية الأولى، فقد رواه منصور عن أبي وائل كرواية الأعمش، وإذا ثبتت الرواية وصح المعنى، بطل الاعتراض. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف منقطع، يزيد -وهو ابن أبي زياد الهاشمي الكوفي- ضعيف، ولم يسمع من أبي الكنود، إنما يرويه عن أبي سعد الأزدي عنه، كما في الرواية الآتية برقم (3715) و (3804) . وأبو الكنود مختلف في اسمه، قيل: اسمه عبد الله بن عامر، وقيل: عبد الله بن عوف، وقيل: عبد الله بن عمران، وقيل غير ذلك، روى عنه جمع، ووثقه ابن سعد في "الطبقات" 6/177، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/44. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10495) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن جبارة بن مغَلس، عن قيس بن الربيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي الكنود عبد الله بن عويمر، عن ابن مسعود. وجبارة بن مغلس متروك، وقيس بن الربيع ضعيف. وسيرد برقم (3715) و (3804) ، ومطولاً برقم (3605) و (3774) و (4179) .= الحديث: 3582 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 59 3583 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ (1) أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّتَيْنِ، حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْهَدُوا " (2)   = وانظر (4025) . وله شاهد من حديث علي تقدم برقم (722) . وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (5864) ، ومسلم (2089) ، سيرد 2/468. وثالث من حديث عبد الله بن عمرو، سيرد (6518) . ورابع من حديث البراء بن عازب عند البخاري (5863) . وخامس من حديث عبد الله بن عمر عند البخاري (5865) ، ومسلم (2091) . وسادس من حديث ابن عباس عند مسلم (2090) ، وآخر عند أبي يعلى (2724) . قوله: "عن حلقة الذهب"، أي: عن خاتم حلقته من ذهب. قاله السندي. قلنا: وهذا النهي خاص بالرجال، وأما النساء فيباح لهن التحلي بالذهب المحلق وغير المحلق بإجماع أهل العلم، سلفاً وخلفاً، نقل ذلك الجصاص الرازي في "أحكام القرآن" 4/477، والقرطبي في "تفسيره" 16/71-72، والنووي في "المجموع" 4/442 و6/40، وابن حجر في "فتح الباري" 10/317. (1) لفظ "عن" سقط من (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وابن أبي نجيح: هو عبد الله المكي الثقفي، ومجاهد: هو ابن جبر، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي. وأخرجه البخاري (3636) و (4865) ، ومسلم (2800) (43) ، والترمذي= الحديث: 3583 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 60 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (3287) ، والنسائي في "الكبرى" (11553) -وهو في "التفسير" (573) -، وأبو يعلى (4968) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/302 والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/264 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" 2/257 مطولاً، ومن طريقه الحاكم 2/471-472، والبيهقي في "الدلائل" 2/265 عن سفيان بن عيينة ومحمد بن مسلم الطائفي، عن ابن أبي نجيح بنحوه، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، إنما اتفقا على حديث أبي معمر، عن عبد الله مختصراً. وقال الذهبي: رواه هكذا عبد الرزاق عن ابن عيينة ومحمد بن مسلم عنه، وأصله في الكتابين (يعني الصحيحين) . وعلقه البخاري بإثر الحديث (3869) ، فقال: وقال أبو الضحى، عن مسروق، عن عبد الله: انشق بمكة، ووصله الطيالسي (295) ، والطبري 27/85، والبزار (2408) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (211) و (212) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/266 من طريقين عن مغيرة، عن أبي الضحى، به. وأخرجه الطبراني (9997) من طريق موسى بن عمير، عن منصور بن المعتمر، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود. وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (207) من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن عاصم، عن زِر، عن ابن مسعود. وسيرد برقم (3924) و (4270) و (4360) . وفي الباب عن ابن عمر عند مسلم (2801) ، أخرجه من طريق مجاهد عن ابن عمر، ورواية أحمد هنا هي من طريق مجاهد أيضاً، عن أبي معمر، عن ابن مسعود. قال الحافظ في "الفتح" 7/183: فالله أعلم هل عند مجاهد فيه إسنادان، أو قول من قال: ابن عمر، وهم من أبي معمر. وعن أنس عند البخاري (3637) و (3868) ، سيرد 3/165. وعن جبير بن مطعم، سيرد 4/81-82.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 3584 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ سِتُّونَ   = وعن ابن عباس عند البخاري (3638) و (3870) ، ومسلم (2803) . وعن حذيفة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/303، و"دلائل النبوة" لأبي نعيم 2/115. وعن علي عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/301. وأورد الحاكم من الشواهد حديث عبد الله بن عمرو، أخرجه 2/472 من طريق أبي داود الطيالسي، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمرو، وهذا وهم وقع أيضاً عند الذهبي في "التلخيص"، والصواب: عن ابن عمر، كما هو عند الطيالسي في "مسنده" برقم (1891) ، وكذلك هو عند مسلم كما ذكرنا آنفاً. قال ابن كثير في "السيرة النبوية" 2/114: وقد أجمع المسلمون على وقوع ذلك في زمنه عليه الصلاة والسلام، وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة من طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها، ونظر فيها، ثم ذكر أحاديث الباب التي أوردناها هنا، وقال في آخرها: فهذه طرق متعددة قوية الأسانيد، تفيد القطع لمن تأملها، وعرف عدالة رجالها. ونقل الحافظ في "الفتح" 7/185 عن أبي إسحاق الزجاج قوله في "معاني القرآن": أنكر بعض المبتدعة الموافقين لمخالفي الملة انشقاق القمر، ولا إنكار للعقل فيه، لأن القمر مخلوق لله يفعل فيه ما يشاء، كما يكوره يوم البعث ويفنيه، وأما قول بعضهم: لو وقع، لجاء متواتراً، واشترك أهل الأرض في معرفته، ولما اختص بها أهل مكة. فجوابه أن ذلك وقع ليلاً وأكثر الناس نيام، والأبواب مغلقة، وقل من يراصد السماء إلا النادر، وقد يقع بالمشاهدة في العادة أن ينكسف القمر وتبدو الكواكب العظام وغير ذلك في الليل، ولا يشاهدها إلا الآحاد، فكذلك الانشقاق كان آية وقعت في الليل لقوم سألوا واقترحوا، فلم يتأهب غيرهم لها. الحديث: 3584 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 62 وَثَلَاثُ مِائَةِ نُصُبٍ، فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ كَانَ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: " {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49] ، {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81] (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ابن أبي نجيح: هو عبد الله، مجاهد: هو ابن جبر، أبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي. وأخرجه الحميدي (86) ، وابن أبي شيبة 14/488، والبخاري (2478) و (4287) و (4720) ، ومسلم (1781) (87) ، والترمذي (3138) ، والنسائي في "الكبرى" (11297) و (11428) -وهو في "التفسير" (317) و (448) - وأبو يعلى (4967) ، وابن حبان (5862) ، والبيهقي في "السنن" 6/101، والبغوي (3813) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإِسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ج1، ق2/388، ومن طريقه مسلم (1781) ، والطبري في "التفسير" 15/152، والطبراني في "الكبير" (10535) ، و"الأوسط" (2324) ، و"الصغير" (210) ، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، به. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الثوري إلا عبد الرزاق. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10427) ، و"الأوسط" (318) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 7/315 عن أحمد بن رشدين، عن عبد الغفار بن داود أبي صالح الحراني، عن ابن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن جامع بن أبي راشد إلا سفيان بن عيينة، تفرد به أبو صالح الحراني. وقال نحوه أبو نعيم. وفي الباب عن جابر عند ابن أبي شيبة 14/487. وعن أبي هريرة في حديث طويل عند مسلم (1780) (84) . وعن ابن عباس عند البزار (1825) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (10656) ، قال الهيثمي في "المجمع" 6/176: رواه الطبراني ورجاله ثقات،= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 3585 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: وَلَيْسَ مِنْهَا مَنْ يَقْدُمُهَا (1) وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْجَابِرَ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ، فَقَالَ: " مَتْبُوعَةٌ، وَلَيْسَتْ بِتَابِعَةٍ " (2)   = ورواه البزار باختصار. وعن ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" (13643) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/176، وزاد نسبته إلى "الأوسط"، وقال: فيه عاصم بن عمر العمري، وهو متروك (بل ضعيف) ، ووثقه ابن حبان، وقال: يخالف ويخطئ، وبقية رجاله ثقات. (1) في هامش النسخ الخطية: تقدمها. (2) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي -وفي بعض الروايات: أبو ماجدة-، قال ابن المديني: لا نعلم أن أحداً روى عنه غير يحيى الجابر، وقال البخاري في "الكنى" ص 73، و"التاريخ الصغير" 1/267: قال الحميدي، عن ابن عيينة: قلت ليحيى [الجابر] : من أبو ماجد؟ قال: طارئ طرأ علينا، فحدثنا وهو منكر الحديث. وقال أحمد والترمذي والدارقطني والساجي: مجهول، وقال النسائي: منكر الحديث. ويحيى الجابر: هو يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر -ويقال: المجبر-، كان يجبر الأعضاء، ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي، وقال الدارقطني: كوفي يعتبر به، ولا يتابع على أحاديثه، ولا يكاد يروي عن شيوخه غيره، وقال العجلي: يكتب حديثه، وليس بالقوي، وقال أحمد: ليس به بأس، ووثقه الترمذي، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه مطولاً ابن أبي شيبة 3/279، وأبو داود (3184) ، والترمذي (1011) ، وابن ماجه (1484) ، وأبو يعلى (5038) و (5154) و (5404) من طرق عن يحيى الجابر، بهذا الإِسناد، وضعفه أبو داود، وقال الترمذي: لا يعرف من حديث عبد= الحديث: 3585 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 64 3586 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى، قَالَ: فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوهَا " فَابْتَدَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا (1)   = الله بن مسعود إلا من هذا الوجه. سمعت محمد بن إسماعيل يضعف حديث أبي ماجد هذا. ثم قال الترمذي: وقد ذهب بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم إلى هذا، رأوا أن المشي خلفها أفضل، وبه يقول سفيان الثوري وإسحاق، وسيأتي مطولاً برقم (3734) و (3939) و (3978) و (4110) . وله شواهد لا يفرح بها ذكرها الزيلعي في "نصب الراية" 2/290-293. قوله: "وليس منها"، أي: من اتباع الجنازة. قوله: "من يَقْدمها"، بضم الدال، أي: ليس المتقدم تابعاً لها فلا يثاب. قاله السندي. وقال صاحب "تحفة الأحوذي" 4/91 (ليس منها من تقدمها) ، أي: لا يثبت له الأجر. قلنا: قد وقع في مطبوع الترمذي بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي: "ليس منا" بدل "ليس منها"، وهو خطأ، وقد ورد على الصواب في طبعة "تحفة الأحوذي"، ويؤيده أن لفظ أبي داود: "ليس معها". ورجح الشيخ أحمد شاكر لفظ "منا"، ولا وجه له. وسيأتي من حديث ابن عمر (4539) أنه رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. ويأتي من حديث المغيرة بن شعبة 4/248، 249 أن الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي أمامها، وإليه ذهب الإِمام أحمد فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 2/295. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مِهران،= الحديث: 3586 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 65 3587 - حَدَّثَنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ إِدْرِيسَ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، يَرْوِي عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَخْرُجُ إِلَيْنَا، فَيَقُولُ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِمَكَانِكُمْ، وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ إِلَّا كَرَاهِيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البخاري (1830) و (4934) ، ومسلم (2234) و (2235) ، والنسائي في "المجتبى" 5/208، وفي "الكبرى" (11643) -وهو في "التفسير" (663) -، وابن خزيمة (2668) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/168، وابن حبان (708) ، والطبراني في "الكبير" (10149) ، والبيهقي في "السنن" 5/210، من طريق حفص بن غياث -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4931) ، ومسلم (2234) ، وأبو يعلى (5158) ، من طريق جرير، والطبراني في "الكبير" (10148) ، و"الأوسط" (1184) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن الأعمش، به. وعلقه البخاري عقبه، عن أبي معاوية وسليمان بن قرم، عن الأعمش، به. فذكر الحافظ في "الفتح" 8/687 أن حفص بن غياث وأبا معاوية وسليمان بن قرم خالفوا رواية إسرائيل عن الأعمش في شيخ إبراهيم، فإسرائيل يقول: عن الأعمش، عن علقمة، وهؤلاء يقولون: الأسود. قلنا: رواية إسرائيل سترد برقم (4005) و (4068) ، وسيرد أيضاً برقم (4069) و (4357) ، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3574) من طريق زر، عن ابن مسعود. (1) في (م) : حدثنا سفيان، عن عبد الله بن إدريس، وهو خطأ، والصواب حذف سفيان. وعبد الله بن إدريس: هو ابن يزيد بنِ عبد الرحمن الأودي الكوفي، الثقة الفقيه العابد، قال فيه أحمد في رواية ابنه عبد الله كما في "الجرح والتعديل" 5/الترجمة (44) : كان نسيح وحده، وقال أبو حاتم: هو حجة يحتج بها، وهو إمام من أئمة المسلمين، ثقة، روى له الجماعة. الحديث: 3587 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 66 كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ (1) كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (2) 3588 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْرِشْ (3) ذِرَاعَيْهِ فَخِذَيْهِ، وَلْيَجْنَأْ، ثُمَّ طَبَّقَ بَيْنَ كَفَّيْهِ، فَكَأَنِّي (4) أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ طَبَّقَ بَيْنَ كَفَّيْهِ، فَأَرَاهُمْ " (5)   (1) "في الأيام" لم يرد في (ق) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران. وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه مسلم (2821) ، وأبو يعلى (3226) من طريق عبد الله بن إدريس، بهذا الإِسناد. وسلف برقم (3581) ، وذكرنا هناك مكرراته. (3) هامش النسخ الخطية: فليفرش. (4) في (ظ14) : فلكأني. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه مسلم (534) (26) ، وأبو داود (868) ، وأبو يعلى (5203) ، وأبو عوانة 2/165، والبيهقي في "السنن الكبرى" 2/83 من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإِسناد. ونقل البيهقي عن أبي معاوية قوله: هذا قد ترك. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/245، 246، ومسلم (534) (27) ، والنسائي في "الكبرى" (618) و (798) ، و"المجتبى" 2/49، وابن خزيمة (1636) ، وأبو عوانة 2/164-166، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/229، والشاشي (368) و (427) ، وابن حبان (1875) ، والحازمي في "الاعتبار" 82-83 من طرق عن= الحديث: 3588 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 67 3589 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82] إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، وَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ الَّذِي تَعْنُونَ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ   = الأعمش، به. وأخرجه مسلم (534) (28) ، وأبو عوانة 2/166، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/229، والشاشي (367) من طريق منصور، والنسائي في "الكبرى" (619) ، وفي "المجتبى" 2/184 من طريق الزبير بن عدي، كلاهما عن إبراهيم، به. وسيأتي من طريق الأعمش برقم (4045) و (4272) ، ومن طرق أخرى برقم (3927) و (3928) و (3974) و (4053) و (4386) . وسيرد نسخ حكم هذا الحديث برقم (3974) . قوله: "وليجنأ"، قال ابن الأثير في "النهاية" في حرف الحاء: هكذا جاء في الحديث، فإن كانت بالحاء فهي من حَنَا ظهره: إذا عطفه، وإن كانت بالجيم فهي من جَنَأ الرجل على الشيء: إذا أكب عليه، وهما متقاربان، والذي قرأناه فى كتاب مسلم بالجيم، وفي كتاب الحميدي بالحاء. قال السندي: مقتضى الخط الجيم، فإنه مهموز، فتثبت همزته حالة الجزم، والذي بالحاء ناقص فيحذف منه حرف العلة حالة الجزم لفظاً وخطاً، والموجود في النسخ ما ثبت فيه آخره خطاً، فينبغي أن يجعل مهموزاً. فليتأمل. قوله: "ثم طبق": التطبيق: أن يجمع بين أصابع يديه، ويجعلها بين ركبتيه في الركوع والتشهد. وهذا قد نسخ كما سيرد برقم (3974) . الحديث: 3589 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 68 إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ " (1) 3590 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَهْلِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وأخرجه مسلم (124) (197) ، والطبري في تفسير سورة الأنعام، الآية 82، وأبو عوانة 1/73-74، والشاشي (336) ، وابن منده في "الإيمان" (267) ، والبيهقي في "السنن" 10/185 من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (270) ، والبخاري (32) و (3360) و (3428) ، و (3429) و (4629) و (4776) و (6918) ، ومسلم (124) (198) ، والترمذي (3067) ، والنسائي في "الكبرى" (11165) و (11390) -وهو في التفسير" (186) و (410) -، وأبو يعلى (5159) ، والطبري في تفسير الآية 82 من سورة الأنعام، وأبو عوانة 1/73-74 والشاشي (335) و (337) ، وابن حبان (253) ، وابن منده في "الإيمان" (266) و (267) و (268) ، والبيهقي في "السنن" 10/185 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (4031) و (4240) . قوله: "إنه ليس الذي تعنون": قال السندي: أي: ليس المراد الذي تفهمون من إطلاق الظلم، بل المراد الشرك، على أن تنكيره للتعظيم. فإن قلتَ: كيف يتصور خلط الإيمان بالظلم إذا أريد به الشرك؟ قلت: إن حمل على ما يعم الشرك الجلي والخفي، -وهو الرياء في العبادة- فالأمر واضح، لكن ظاهر الحديث خلافه، وإن حمل على الشرك الجلي كما هو المتبادر من الحديث، فالخلط يكون بالنفاق، بأن يؤمن ظاهراً، ويعتقد الشرك -نعوذ بالله- باطناً، وبالارتداد، فإن المرتد كالخالط بينهما، فإنه أتى بالكفر في وقت يتوقع فيه منه الإيمان، والله تعالى أعلم. الحديث: 3590 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 69 الْكِتَابِ، فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَبَلَغَكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْمِلُ الْخَلَائِقَ عَلَى أُصْبُعٍ، وَالسَّمَاوَاتِ عَلَى أُصْبُعٍ (1) ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى أُصْبُعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى أُصْبُعٍ، وَالثَّرَى عَلَى أُصْبُعٍ؟ " فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ "، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الْآيَةَ (2) [الأنعام: 91] (3)   (1) قوله: "والسموات على إصبع" لم يرد في (ق) . (2) في (ظ14) : إلى آخر الآية. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2786) (22) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (543) ، والطبري في "تفسيره" (الزمر: 67) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 76، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (707) و (708) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 333 من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7415) و (7451) ، ومسلم (2786) (21) و (22) ، والنسائي في "الكبرى" (11452) -وهو في "التفسير" (472) -، وابن أبي عاصم في "السنة" (544) ، وأبو يعلى (5160) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 76، وابن حبان (7325) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 334، من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 335 من طريق أسباط بن نصر، عن منصور، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن علقمة، به. قال الدارقطني في "العلل" 5/178: ووهم (يعني أسباط) في ذكر خيثمة. وفي بعض طرق الحديث زيادة: "تعجباً له وتصديقاً" بعد قوله: فضحك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيرد الكلام عنها في الرواية (4087) . وانظر لزاماً "إعلام الحديث" 3/1898 للخطابي و"الأسماء والصفات" ص 335-337، و"فتح الباري" 13/398. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 70 3591 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ بِحِمْصَ، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا هَكَذَا أُنْزِلَتْ فَدَنَا مِنْهُ عَبْدُ اللهِ، فَوَجَدَ مِنْهُ رِيحَ الْخَمْرِ، فَقَالَ: أَتُكَذِّبُ بِالْحَقِّ، وَتَشْرَبُ الرِّجْسَ؟ لَا أَدَعُكَ حَتَّى أَجْلِدَكَ حَدًّا، قَالَ: فَضَرَبَهُ الْحَدَّ، وَقَالَ: " وَاللهِ، لَهَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 3592 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه مسلم (801) (249) ، وأبو يعلى (5193) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17041) ، والحميدي (112) ، والبخاري (5001) ، ومسلم (801) (249) ، والنسائي في "الكبرى" (8080) ، وأبو يعلى (5068) ، والطبراني في "الكبير" (9712) و (9713) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (4033) . قوله: "فضربه الحد": قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/88: هذا محمول على أن ابن مسعود كان له ولاية إقامة الحدود لكونْه نائباً للإِمام عموماً، أو قي إقامة الحدود، أو في تلك الناحية، أو استأذن من له إقامة الحد هناك في ذلك ففوضه إليه، ويحمل أيضاً على أن الرجل اعترف بشرب خمر بلا عذر، وإلا فلا يجب الحد بمجرد ريحها لاحتمال النسيان والاشتباه والإكراه وغير ذلك. قال الحافظ في "الفتح" 9/50 بعد أن نقل قول النووي: والاحتمال الأول جيد، ويحتمل أيضاً أن يكون قوله: "فضربه الحد"، أي: رفعه إلى الأمير، فضربه، فأسند الضرب إلى نفسه مجازاً، لكونه كان سبباً فيه. الحديث: 3591 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 71 كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللهِ بِمِنًى، فَلَقِيَهُ عُثْمَانُ، فَقَامَ مَعَهُ يُحَدِّثُهُ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَا نُزَوِّجُكَ جَارِيَةً شَابَّةً، لَعَلَّهَا أَنْ تُذَكِّرَكَ مَا مَضَى مِنْ زَمَانِكَ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ، لَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/126، ومسلم (1400) (1) ، والنسائي في "المجتبى" 6/58، وفي "الكبرى" (5316) ، وأبو يعلى (5192) ، والشاشي (362) ، والبيهقي في "السنن" 7/77، و"شعب الإيمان" (5476) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإِسناد. وأخرجه الدارمي 2/132، والبخاري (1905) و (5065) ، ومسلم (1400) (2) ، وأبو داود (2046) ، والنسائي في "المجتبى" 4/170 و6/57، وفي "الكبرى" (2549) و (5317) ، وابن ماجه (1845) ، والشاشي (360) و (363) ، وابن حبان (4026) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/156، من طرق عن الأعمش، به. وعند النسائي متابعة الأسود لإِبراهيم، وقال في "المجتبى" 6/57: الأسود في هذا الحديث ليس بمحفوظ. وورد عند ابن حبان (4026) من رواية زيد بن أبي أنيسة عن الأعمش: أن ابن مسعود لقي عثمان بالمدينة. قال الحافظ في "الفتح" 9/107: وهي شاذة، يعني المحفوظ: بمنى، وقد فاتنا التنبيه عليه في ابن حبان، فيستدرك من هنا. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10027) من طريق المغيرة بن مقسم، عن إبراهيم، به. وقد أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/171 و6/56، وفي "الكبرى" (2551) = الجزء: 6 ¦ الصفحة: 72 3593 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: صَلَّى عُثْمَانُ بِمِنًى أَرْبَعًا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ " (1)   = و (5315) ، وأبو يعلى (5110) ، والشاشي (361) من طريق يونس بن عبيد، عن أبي معشر زياد بن كليب، عن إبراهيم، عن علقمة، من حديث عثمان، وقد تقدم في "مسند عثمان" برقم (411) ، وتقدم التنبيه هناك أن يونس بن عبيد أخطأ في جعله من حديث عثمان، والصواب أنه من حديث ابن مسعود، فانظره. ووقع في "السنن الكبرى" للنسائي في إسناد الحديث (2551) سقط فاحش. وسيرد من طريق الأعمش برقم (4271) ، ومن طريق آخر برقم (4023) و (4035) و (4112) . وانظر حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (6612) . الباءة، بالمد والهاء على الأفصح: يطلق على الجماع والعقد، ويصح في الحديث كل منهما بتقدير المضاف، أي: مؤنه وأسبابه. أو المراد هاهنا بها المؤن مجازاً. قاله السندي. وِجاء: قال ابن الأثير: الوِجَاء: أن ترَض أنثيا الفحل رضحاً شديداً يذهب شهوة الجماع، ويتنزل في قطعه منزلةَ الخَصْي ... أراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبد الرحمن: هو ابن يزيد النخعى. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/1/268، ومسلم (695) (19) ، وأبو داود (1960) ، وأبو يعلى (5194) ، وابن خزيمة (2962) ، والشاشي (461) ، والطبراني في "الكبير" (10141) ، والبيهقي في "السنن" 3/143، من طريق أبي معاوية، بهذا= الحديث: 3593 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 73 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الإِسناد. زاد حفص بن غياث في روايته عند أبي داود: ومع عثمان صدراً من إمامته، ثم أتمها. وزاد أبو معاوية عند ابن أبي شيبة وأبي داود وأبي يعلى: ثم تفرقت بكم الطرق، فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين. قال الأعمش: فحدثني معاوية بن قرة، عن أشياخه، أن عبد الله صلى أربعاً، قال: فقيل له: عبت على عثمان، ثم صليت أربعاً؟ قال: الخلاف شر. وأخرجه البخاري (1084) ، ومسلم (695) (19) ، وأبو داود (1960) ، والنسائي في "المجتبى" 3/120، وفي "الكبرى" (1906) و (1907) ، والدارمي 2/55، وابن خزيمة (2962) ، وأبو عوانة 2/340، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/416، والطبراني في "الكبير" (10140) و (10142) و (10143) ، والبيهقي في "السنن" 3/143 من طرق، عن الأعمش، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10145) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. وأخرجه أيضاً (10146) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. والعَرْزمي متروك. وأخرجه أيضاً (10147) من طريق سهل بن إبراهيم، عن همام بن الحارث، عن عبد الله. وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/144 من طريق خلاد بن يحيى، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، به. وأخرجه أبو يعلى (5377) ، والشاشي (460) ، من طريق جرير، عن مغيرة، عن أصحابه، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (759) من طريق أبي حمزة السكري، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس، عن عبد الله. وقال: لم يروه عن منصور إلا أبو حمزة السكري. وسيأتي برقم (3953) و (4003) و (4034) و (4427) . وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (1082) ، ومسلم (694) (16) ، سيرد= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 74 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = برقم (4533) و (4652) و (4760) . وعن أنس، سيرد 3/144 و145 و168. وعن حارثة بن وهب عند البخاري (1083) ، ومسلم (696) (20) و (21) . وعن أبي جحيفة عند ابن أبي شيبة 2/448 بنحوه، والطبراني في "الكبير" 22/ (251) . وعن ابن عباس مطولاً عند ابن أبي شيبة 2/450. قال الحافظ في "الفتح" 2/571: المنقول أن سبب إتمام عثمان أنه كان يرى القصر مختصاً بمن كان شاخصاً سائراً، وأما من أقام في مكان في أثناء سفره، فله حكم المقيم، فليتم، والحجة فيه ما رواه أحمد بإسناد حسن عن عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: لما قدم علينا معاوية حاجاً صلى بنا الظهر ركعتين بمكة، ثم انصرف إلى دار الندوة، فدخل عليه مروان وعمرو بن عثمان، فقالا: لقد عبت أمر ابن عمك لأنه كان قد أتم الصلاة. قال: وكان عثمان حيث أتم الصلاة إذا قدم مكة صلى بها الظهر والعصر والعشاء أربعاً أربعاً، ثم إذا خرج إلى منى وعرفة قصر الصلاة، فإذا فرغ من الحج وأقام بمنى أتم الصلاة. ثم قال الحافظ: وأما ما رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، أن عثمان إنما أتم الصلاة لأنه نوى الإِقامة بعد الحج، فهو مرسل، وفيه نظر، لأن الإِقامة بمكة على المهاجرين حرام ... ومع هذا النظر في رواية معمر عن الزهري؛ فقد روى أيوب عن الزهري ما يخالفه، فروى الطحاوي وغيره من هذا الوجه عن الزهري، قال: إنما صلى عثمان بمنى أربعاً، لأن الأعراب كانوا كثروا في ذلك العام، فأحث أن يعلمهم أن الصلاة أربع. وروى البيهقي من طريق عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن عثمان أنه أتم بمنى، ثم خطب فقال: إن القصر سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصاحبيه، ولكنه حدث طَغَام، فخفت أن يستنوا. وعن ابن جريج أن أعرابياً ناداه في منى: يا أمير المؤمنين، ما زلت أصليها منذ رأيتك عام أول ركعتين. وهذه طرق يقوي بعضها بعضاً، ولا مانع أن يكون هذا أصل سبب الإِتمام، وليس بمعارض للوجه الذي اخترته، بل يقويه من حيث إن حالة الإقامة في أثناء السفر أقرب إلى قياس الإِقامة المطلقة عليها، بخلاف السائر، وهذا ما أدى إليه اجتهاد عثمان. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 75 3594 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (1) ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَاتُهُمْ (2) أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَاتِهِمْ " (3)   (1) "ثم الذين يلونهم" ورديت في (ظ14) مرتين فقط. (2) في (ظ1) : شهادتهم (في الموضعين) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة: هو ابن عمرو السلماني. وأخرجه الترمذي (3859) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1466) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/152، والشاشي (794) ، وابن حبان (7228) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (6429) ، والشاشي (790) من طريقين عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (3963) و (4130) و (4173) و (4217) . وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2534) ، سيرد 2/228. وعن عمران بن حصين عند البخاري (2651) و (3650) ، ومسلم (2535) (215) ، سيرد 4/427 و436 و440. وعن النعمان بن بشير، سيرد 4/267 و276 و277. وعن بريدة الأسلمي، سيرد 5/350. وعن عائشة عند مسلم (2536) . وعن عمر بن الخطاب عند ابن ماجه (2363) ، والطبراني في "الصغير" (352) . وعن عمرو بن شرحبيل عند ابن أبي شيبة 12/178.= الحديث: 3594 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 76 3595 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْرِفُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنْهَا زَحْفًا، فَيُقَالُ لَهُ: " انْطَلِقْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَذْهَبُ يَدْخُلُ، فَيَجِدُ النَّاسَ قَدْ أَخَذُوا   = وعن جعدة بن هبيرة عند ابن أبي شيبة 12/176، وابن أبي عاصم في "السنة" (1476) . وعن سعيد بن تميم، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/19، وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وعن سمرة بن جندب عند الطبراني في "الصغير" (96) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/19، وقال: فيه عبد الله بن محمد بن عيشون، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قوله: "خير الناس قرني": قال السندي: يعني الصحابة ثم التابعين، وأصل القرن، قيل: أربعون سنة، وقيل: ثمانون، وقيل: مئة، وقيل: هو مطلق الزمان. ثم خيرية القرن لا تدل على خيرية كل فرد من ذلك القرن على كل فرد من القرن المفضول، وإلا لكان كل تابعي خيراً من كل من كان بعده، وهو منتف، والله تعالى أعلم. قلنا: وأيضاً، فكثير من الفرق المنحرفة والمبتدعة، إنما ظهر بعضها في القرن الأول، ومعظمها في القرنين الثاني والثالث، ولذا ينبغي أن تكون هذه الخيرية منحصرة في الذين يتبعون مذهب أهل السنة والجماعة، كالصحابة، ومعظم التابعين، والأئمة المجتهدين المتبوعين. وقوله: "تسبق شهاداتهم أيمانهم": كناية عن فشو الكذب والزور بينهم حتى لا يصدقوا في شهاداتهم، فيأتوا بالأيمان معها ترويجاً لها، وحينئذ إما أن يبدؤوا بالشهادات أو بالأيمان. والله تعالى أعلم. الحديث: 3595 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 77 الْمَنَازِلَ، قَالَ: فَيَرْجِعُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ أَخَذَ النَّاسُ الْمَنَازِلَ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمَانَ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لَهُ: تَمَنَّهْ، فَيَتَمَنَّى، فَيُقَالُ: إِنَّ لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ، وَعَشَرَةَ أَضْعَافِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ " قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، عَبيدة: هو ابن عمرو السلماني. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/119-120 وهَناد في "الزهد" (207) ، ومسلم (186) (309) ، والترمذي في "الجامع" (2595) ، وفي "الشمائل" (233) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 317-318، وأبو عوانة 1/165، وابن حبان (7427) و (7431) ، وابن منده في "الإيمان" (843) ، والبغوي في "شرح السنة" (4356) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (844) من طريق وكيع، عن الأعمش، به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 318، وأبو عوانة 1/165، 166 من طريق عفان، وابن منده في "الإيمان" (844) من طريق عبد الله بن يحيى الثقفي، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة وعَبِيدة، عن عبد الله. قال الدارقطني في "العلل" 5/184: رواه عبد الواحد بن زياد ... وزاد فيه علقمة: قاله عفان عنه، وأرجو أن يكون محفوظاً. قلنا: وقاله عنه عبد الله بن يحيى الثقفي عند ابن منده. وقد سقط رفع الحديث من مطبوع ابن خزيمة. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 5/120-121 من طريق يعقوب بن كعب، عن أبي معاوية، عن الأعمش ومغيرة، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله (لكن وقع فيه: عن عمر بن إبراهيم بدل: عن إبراهيم) ، قال الدارقطني في "الأفراد" فيما نقله محقق "العلل" 5/184: غريب من حديث مغيرة بن مقسم الضبي، عن إبراهيم،= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 78 3596 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِذَا أَحْسَنْتُ فِي الْإِسْلَامِ، أُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: "   = عنه، تفرد به يعقوب بن كعب، عن أبي معاوية، عن الأعمش ومغيرة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10340) من طريق عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن عبيدة، عن ابن مسعود. قال البزار -فيما نقله محقق "العلل" للدارقطني 5/184-: وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، إلا من حديث عمرو بن أبي قيس، عنه. وسيأتي برقم (3714) و (3899) و (4130) و (4391) . وانظر (4337) . وفي الباب عن أبي سعيد بنحوه عند مسلم (188) ، وأبي عوانة 1/163. وعن المغيرة عند مسلم (189) ، وابن منده في "الإيمان" (845) . وعن أبي هريرة عند عبد الرزاق (20856) ، وابن أبي شيبة 13/110، 111. وعن عوف بن مالك عند ابن المبارك في "الزهد" (1265) ، وابن أبي شيبة 13/116-117. قوله: "فيجد الناسَ قد أخذوا المنازل"، أي: فيخَيل إليه أنه ما بقي فيها منزل له. قوله: "فيرجع": كأنه يزعم أن محل العرض هو المحل الأول، أو يقرر يومئذ كذلك، وإلا فسماعه تعالى لا يختص بمكان دون مكان، فلا وجه للرجوع. قوله: "تمنه": الهاء للسكت، ويدل عليه رواية مسلم: "تمن" بلا هاء، ويحتمل أنه عبارة عن الزمان، على أنه مفعول به، بتأويل: فتمن ما فيه. قاله السندي. قوله: "أتسخر بي"، كأنه نظر إلى نفسه بأنه أحقر من أن يكون له مثل ذلك، وإلى العطاء بأنه أعظم من أن يكون لمثله، فرأى أن هذا القول منه تعالى ليس المرادَ به ظاهره، فقال ذلك. قاله السندي. الحديث: 3596 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 79 إِذَا أَحْسَنْتَ فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ تُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِذَا أَسَأْتَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذْتَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه الحميدي (108) ، ومسلم (120) (191) ، وأبو يعلى (5071) ، وأبو عوانة 1/71، والشاشي (488) و (490) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (3604) و (3886) و (4086) و (4103) و (4408) . قال الحافظ في "الفتح" 12/266: الأولى قول [بعضهم] : إن المرادَ بالإساءة الكفر، لأنه غاية الإِساءة وأشدُّ المعاصي، فإذا ارتد ومات على كفره كان كمن لم يسلم، فيعاقب على جميع ما قدمه، وإلى ذلك أشار البخاري بإيراد هذا الحديث بعد حديث: "أكبر الكبائر الشرك" ... ونقل ابن بطال عن المهلب، قال: معنى حديث الباب: من أحسن في الإسلام بالتمادي على محافظته والقيام بشرائطه لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام: أي: في عقده بترك التوحيد، أخذ بكل ما أسلفه. قال ابن بطال: فعرضته على جماعة من العلماء، فقالوا: لا معنى لهذا الحديث غير هذا، ولا تكون الإِساءة هنا إلا الكفر، للإجماع على أن المسلم لا يؤاخذ بما عمل في الجاهلية. قلت: وبه جزم المحب الطبري ... وعن أبي عبد الملك البوني: معنى: من أحسن في الإسلام، أي: أسلم إسلاماً صحيحاً لا نفاق فيه ولا شك، ومن أساء في الإسلام، أي: أسلم رياء وسمعة، وبهذا جزم القرطبي. وقال السندي: قوله: "إذا أحسنت في الإسلام": ليس المراد الإحسان حالة الإسلام بصالح الأعمال، بل المراد الإحسان في نفس فعل الإِسلام بأن أسلم كما ينبغي، وهو أن يكون إسلامه مع مواطأة القلب، وكذا الإِساءة فيه، ليس المراد به الإساءة حالة الإسلام بإتيان السيئات، بل المراد الإساءة فيه بأن لم يكن مع مواطأة القلب. والله تعالى أعلم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 80 3597 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، فَقَالَ الْأَشْعَثُ: فِيَّ وَاللهِ كَانَ ذَلِكَ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ أَرْضٌ، فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ " قُلْتُ: لَا، فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ: " احْلِفْ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَنْ يَحْلِفَ فَيَذْهَبَ مَالِي، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. وأخرجه البخاري (2416) و (2417) و (2666) و (2667) ، ومسلم (138) (220) ، وأبو داود (3243) ، والترمذي (1269) ، وابن ماجه (2323) ، وأبو يعلى (5197) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2356) و (2357) و (2673) و (2676) و (2677) و (4549) و (4550) و (6659) و (6676) و (6677) و (7183) ، وأبو عوانة 1/39، والشاشي (561) و (562) و (563) ، والبيهقي في "السنن" 10/178 من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه الطيالسي (262) ، والبخاري (2515) ، (2516) و (6659) و (7183) ، ومسلم (138) (221) من طرق عن منصور، عن شقيق، به. وسلف برقم (3576) ، وذكرنا هناك مكرراته وشواهده. الحديث: 3597 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 81 3598 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: " يَا غُلَامُ، هَلْ مِنْ لَبَنٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، وَلَكِنِّي مُؤْتَمَنٌ، قَالَ (1) : " فَهَلْ مِنْ شَاةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟ " فَأَتَيْتُهُ (2) بِشَاةٍ، فَمَسَحَ ضَرْعَهَا، فَنَزَلَ لَبَنٌ، فَحَلَبَهُ فِي إِنَاءٍ، فَشَرِبَ، وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: " اقْلِصْ " فَقَلَصَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ هَذَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، قَالَ: فَمَسَحَ رَأْسِي، وَقَالَ: " يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِنَّكَ غُلَيِّمٌ مُعَلَّمٌ " (3)   (1) في (ص) : قال: فقال. (2) في (ق) : قال: فأتيته. (3) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود- وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في "المقدمة". زر: هو ابن حبيش الأسدي. وأخرجه ابن حبان (7061) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد. وأخرجه أبو يعلى مطولاً (5096) من طريق أبي المنذر سلام بن سليمان، و (4985) أيضا، وابن حبان (6504) ، والطبراني في "الكبير" (8456) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/84 من طريق أبي عوانة، والطبراني في "الكبير" (8457) مختصراً من طريق أبي أيوب الإِفريقي، ثلاثتهم عن عاصم، به. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (513) من طريق إبراهيم بن الحجاج السَّامي، عن سلام أبي المنذر، عن عاصم، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود. قال الطبراني: لم يروه عن سلام إلا إبراهيم.= الحديث: 3598 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 82 3599 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ (1) ، بِإِسْنَادِهِ قَالَ: فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ، بِصَخْرَةٍ، مَنْقُورَةٍ (2) ، فَاحْتَلَبَ فِيهَا، فَشَرِبَ وَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ وَشَرِبْتُ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، قُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقُرْآنِ، قَالَ: " إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ " قَالَ: فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً (3)   = وسيأتي من طريق عاصم مختصراً برقم (3599) و (4330) و (4372) ، ومطولاً برقم (4412) . ومن طرق أخرى برقم (3697) و (3845) مطولاً جداً، و (3846) و (3906) و (3929) و (4218) . قوله: "قلص"، كضرب، أي: انقبض. قوله: "غلَيَم"، تصغير غلام. معَلَم: أي موفق من الله تعالى للتعلم، أو ستكون معلماً. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) قوله: "عن عاصم"، سقط من (ص) و (س) و (ظ14) ، وورد في (ق) و (ظ1) ، وكتب في هامش نسخة (س) . (2) في (ظ14) : منقعرة. (3) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وقوله: "بإسناده"، أي: بإسناد سابقه، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود. وسيأتي بهذا الإِسناد مطولاً برقم (4412) ، ومختصراً برقم (4330) ، وسيأتي بنحوه برقم (4372) . وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (8442) من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به.= الحديث: 3599 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 83 3600 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ (1) قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ، فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا، فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا (2) فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ " (3)   = وسيأتي مطولاً برقم (4412) ، ويخرج هناك. وسلف مطولاً برقم (3598) ، وذكرنا هناك مكرراته. (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : بعد ذلك فوجد ... (2) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : رأوه. (3) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش-، فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في "المقدمة". وأخرجه البزار (130) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (8582) من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. قال البزار: رواه بعضهم عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/177-178، ونسبه إلى أحمد والبزار والطبراني، وقال: رجاله موثقون. وأخرجه بنحوه الطيالسي (246) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/375-376، والطبراني في "الكبير" (8583) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 1/166-167، والبغوي في "شرح السنة" (105) ، من طرق عن المسعودي، عن= الحديث: 3600 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 84 3601 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَلَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ أَقْوَامًا يُصَلُّونَ صَلَاةً لِغَيْرِ وَقْتِهَا، فَإِذَا أَدْرَكْتُمُوهُمْ، فَصَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ   = عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8593) من طريق عبد السلام بن حرب، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. وقوله: "فما رأى المسلمون حسناً ... " أخرجه الخطيب بنحوه في "الفقيه والمتفقه" 1/167، من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله. وأورد طرقه الدارقطني في "العلل" 5/66-67. وقد روي نحوه مرفوعاً من حديث أنس عند الخطيب في "تاريخه" 4/165، لكن في إسناده أبو داود سليمان بن عمرو النخعي، قال البخاري: متروك، وقال يحيى بن معين: معروف بوضع الحديث، وقال يزيد بن هارون: لا يحل لأحد أن يروي عنه. وقد ذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (452) ، وقال: هذا الحديث إنما يعرف من كلام ابن مسعود. قوله: "إن الله نظر في قلوب العباد ... إلخ"، قال السندي: المراد أنه تعالى خلق قلبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير قلب، بطريق الكناية، وليس المراد أنه علم خيريته بالنظر، ولم يكن عالماً بها بدون النظر، وفيه أن مدار الأمر على طهارة القلب. فاصطفاه لنفسه، أي: بالقرب والمحبة والخلة. قوله: "فما رأى المسلمون": ظاهر السوق يقتضي أن المراد بهم الصحابة، على أن التعريف للعهد، فالحديث مخصوص بإجماع الصحابة لا يعم إجماع غيرهم، فضلاً عن أن يعم رأي بعض. ثم الحديث مع ذلك موقوف غير مرفوع. قاله السندي. الحديث: 3601 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 85 فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَعْرِفُونَ، ثُمَّ صَلُّوا مَعَهُمْ، وَاجْعَلُوهَا (1) سُبْحَةً " (2)   (1) في (ق) و (ظ1) : فاجعلوها. (2) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو بكر: هو ابن عياش، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/75، وابن ماجه (1255) ، وابن الجارود في "المنتقى" (331) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1640) ، والطبراني في "الأوسط" (1387) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/305، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/396، وفي "السنن" 3/127-128، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/57، من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد. قال أبو نعيم: غريب من حديث عاصم، لم يروه عنه إلا أبو بكر. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/245-246، و2/381، ومسلم (534) (26) ، والنسائي في "الكبرى" (618) ، وأبو عوانة 2/164-165، وابن خزيمة في "صحيحه" (1636) ، وابن حبان (1558) و (1874) ، والبيهقي في "السنن" 2/83، والحازمي في "الاعتبار" ص 82-83 من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، عن عبد الله. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في "المصنف" (3787) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9496) عن معمر، والطبراني في "الكبير" (8567) من طريق شعبة، كلاهما عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موقوفاً. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1387) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/311 من طريق أبي بكر بن عياش، عن عبد العزيز بن رفيع، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، مرفوعاً. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9495) من طريق زائدة، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد الله، موقوفاً. وسيرد من حديث عبد الله بن مسعود في "مسند معاذ بن جبل" 5/231-232.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 86 3602 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، فَلَا أَدْرِي زَادَ أَمْ نَقَصَ؟ فَلَمَّا سَلَّمَ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ قَالَ: " لَا، وَمَا ذَاكَ؟ " قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ (1) : فَثَنَى رِجْلَيْهِ (2) ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ (3) أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، وَإِذَا (4) شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ،   = وانظر (4386) . وله شاهد من حديث أبي ذر عند مسلم (648) ، سيرد 5/149 و159 و168 و169. وآخر من حديث عامر بن ربيعة، سيرد 3/445 و446. وثالث من حديث شداد بن أوس، سيرد 4/124 ورابع من حديث عبادة بن الصامت، سيرد 5/314 و315. وخامس من حديث أبي أبَيّ ابن امرأة عبادة بن الصامت، سيرد 6/7. وسادس من حديث قبيصة بن وقاص عند أبي داود (434) . وقول ابن عبد البر في "التمهيد" 8/64: إنه روي من حديث معاذ، وهم منه، إنما هو حديث ابن مسعود ورد أثناء مسند معاذ، كما ذكرنا آنفاً. قوله: "لِغير وقتها": بالتأخير عن وقتها، والمراد: الوقت المختار. واجعلوها، أي: الصلاة معهم. سبْحة، أي: نافلة. قاله السندي. (1) قوله: قال: ليس في (ص) . (2) في هامش النسخ الخطية: رجله. (3) في (ق) : بشر مثلكم. (4) في هامش النسخ الخطية: فإذا. الحديث: 3602 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 87 فَلْيَتَحَرَّ الصَّلَاةَ (1) ، فَإِذَا سَلَّمَ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ " (2)   (1) في هامش (س) و (ظ1) : كذا في نسختين من المسند "الصلاة" (بل في جميع نسخ المسند الخطية عندنا) ، وفي غيره (أي في غير المسند) : فليتحر الصواب. قال السندي: قوله: "فليتحر الصلاة"، أي: ليتحر عدد ركعاتها، أي: لينظر أي قدر أحرى بأن يعتبر أنه أداها. وهكذا اللفظ في نسخ المسند والترتيب، والمشهور: فليتحر الصواب. والله تعالى أعلم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/25، والبخاري (401) ، ومسلم (572) (89) ، وأبو داود (1020) ، وأبو يعلى (5142) ، وابن خزيمة (1028) ، وأبو عوانة 2/200، 202، وابن حبان (2662) ، والدارقطني في "السنن" 1/375، والبيهقي في "السنن" 2/335 من طريق جرير -شيخ أحمد-، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (271) ، والبخاري (6671) ، ومسلم (572) (90) ، والنسائي في "المجتبى" 3/28-29، وفي "الكبرى" (581) ، وابن الجارود في "المنتقى" (244) ، وابن خزيمة (1028) ، وأبو عوانة 2/201، 202، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/434، وابن حبان (2656) ، والطبراني في "الكبير" (9825) و (9826) و (9827) و (9828) و (9829) و (9830) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/233، والبيهقي في "السنن" 2/14-15، من طرق عن منصور، به. وذكر البيهقي في "السنن" 2/336 أن جماعة ممن رواه عن منصور، وممن رواه عن إبراهيم، لم يذكروا لفظ "التسليم"، وكلمة "التحري"، قال: ورواه إبراهيم بن سويد النخعي، عن علقمة، فلم يذكرهما، ورواه الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، ولم يذكرهما. قال الحافظ في "الفتح" 3/96: وأبعد من زعم أن لفظ التحري في الخبر= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 88 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مدرج من كلام ابن مسعود، أو ممن دونه، لتفرد منصور بذلك عن إبراهيم دون رفقته، لأن الإِدراج لا يثبت بالاحتمال. وقال ابن خزيمة 2/114: في هذا الخبر إذا بنى على التحري سجد سجدتي السهو بعد السلام، وهكذا أقول، وإذا بنى على الأقل سجد سجدتي السهو قبل السلام على خبر أبي سعيد الخدري، ولا يجوز على أصلي دفع أحد هذين الخبرين بالآخر، بل يجب استعمال كل ضرب موضعَه، والتحري: هو أن يكون قلب المصلي إلى أحد العددين أميل، والبناء على الأقل مسألة غير مسألة التحري، فيجب استعمال كلا الخبرين فيما روي فيه. قلنا: خبر أبي سعيد الخدري، سيرد 3/12 و37 و72 و84 و87. قال الحافظ في "الفتح" 3/95: واختلف في المراد بالتحري، فقال الشافعية: هو على البناء على اليقين لا على الأغلب، لأن الصلاة في الذمة بيقين فلا تسقط إلا بيقين. وقال ابن حزم: التحري في حديث ابن مسعود يفسره حديث أبي سعيد، يعني الذي أخرجه مسلم بلفظ: "وإذا لم يدر أصلى ثلاثاً أو أربعاً فليطرح الشك، وليبن على ما استيقن". وروى سفيان في "جامعه" عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: "إذا شك أحدكم في صلاته فليتوخ حتى يعلم أنه قد أتم". انتهى. وفي كلام الشافعي نحوه، ولفظه: قوله: "فليتحر"، أي: في الذي يظن أنه نقصه، فليتمه، فيكون التحري أن يعيد ما شك فيه، ويبني على ما استيقن، وهو كلام عربي مطابق لحديث أبي سعيد، إلا أن الألفاط تختلف. وقيل: التحري الأخذ بغالب الظن، وهو ظاهر الروايات التي عند مسلم. وقال ابن حبان في "صحيحه": البناء غير التحري، فالبناء أن يشك في الثلاث أو الأربع مثلاً، فعليه أن يلغي الشك، والتحري أن يشك في صلاته فلا يدري ما صلى، فعليه أن يبني على الأغلب عنده. وقال غيره: التحري لمن اعتراه الشك مرة بعد أخرى، فيبني على غلبة ظنه،= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 89 3603 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قَوْمِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا سَمَرَ بَعْدَ الصَّلَاةِ - يَعْنِي: الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ -، إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: مُصَلٍّ، أَوْ مُسَافِرٍ " (1)   = وبه قال مالك وأحمد. وعن أحمد في المشهور: التحري يتعلق بالإِمام، فهو الذي يبني على ما غلب على ظنه، وأما المنفرد فيبني على اليقين دائماً. وعن أحمد رواية أخرى كالشافعية، وأخرى كالحنفية. وقال أبو حنيفة: إن طرأ الشك أولاً استأنف، وإن كثر بنى على غالب ظنه، وإلا فعلى اليقين. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة. قال ابن المديني في "العلل" (177) : وفي إسناده انقطاع من قبل هذا الرجل الذي لم يسمه خيثمة. وأخرجه أبو يعلى (5378) من طريق جرير، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10519) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/198عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن يوسف الصيرفي، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زياد بن حدير، عن عبد الله. قلنا: رجاله من سفيان بن عيينة ثقات من رجال الشيخين غير زياد بن حدير، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة، فهو حسن في الشواهد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/314، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، فأما أحمد وأبو يعلى فقالا: عن خيثمة، عن رجل، عن ابن مسعود، وقال الطبراني: عن خيثمة (كذا فيه، وتقدم أن الذي عند الطبراني: حبيب بن أبي ثابت) ، عن زياد بن حدير، ورجال الجميع ثقات، وعند أحمد في= الحديث: 3603 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 90 3604 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ نَاسٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِأَعْمَالِنَا (1) فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: " مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، فَلَا يُؤَاخَذُ بِهِ، وَمَنْ (2) أَسَاءَ، فَيُؤْخَذُ بِعَمَلِهِ الْأَوَّلِ وَالْآخِرِ " (3)   = رواية: عن خيثمة، عن عبد الله، بإسقاط الرجل. قلنا: هذا الإسناد سيرد برقمي (3917) و (4419) ، وهو منقطع. وعلقه الترمذي عقب الحديث (169) . وسيرد برقم (3917) و (4244) و (4419) . وسيرد من طريق أخرى برقم (3686) و (3894) . وفي الباب عن عدة من الصحابة سنذكر أحاديثهم عند الرواية (3686) . وقد سلف في "مسند عمر بن الخطاب" برقم (175) و (178) و (228) بإسناد صحيح عنه أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسمر عند أبي بكر الليلة في الأمر من أمر المسلمين، وكان عمر يَسْمر معه. قوله: "لا سَمَرَ": قال السندي: بفتحتين: الحديث بالليل، وبسكون الميم مصدر، وأصل السمر: لون ضوء القمر، وكانوا يتحدثون فيه. مصل: يستعين به على إحياء الليل للصلاة. أو مسافر: يستعين به على قطع السفر. فالحاصل أنه جائز إذا كان لحاجة مطلوبة، لا لمجرد التفكُّه بالحديث. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) في هامش النسخ الخطية: بما عملنا. (2) في (ق) : وأما من. وكتب في هامش النسخ الأخرى. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه مسلم (120) (189) ، وأبو يعلى (5131) ، والطحاوي في "شرح= الحديث: 3604 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 91 3605 - حَدَّثَنَا (1) جَرِيرٌ، عَنْ الرُّكَيْنِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِلَالٍ: تَخَتُّمَ الذَّهَبِ، وَجَرَّ الْإِزَارِ، وَالصُّفْرَةَ - يَعْنِي الْخَلُوقَ -، وَتَغْيِيرَ الشَّيْبِ - قَالَ جَرِيرٌ: إِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ (2) نَتْفَهُ - وَعَزْلَ الْمَاءِ عَنْ مَحِلِّهِ، وَالرُّقَى إِلَّا بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَفَسَادَ الصَّبِيِّ غَيْرَ (3) مُحَرِّمِهِ، وَعَقْدَ التَّمَائِمِ، وَالتَّبَرُّجَ بِالزِّينَةِ لِغَيْرِ مَحِلِّهَا، وَالضَّرْبَ بِالْكِعَابِ " (4)   = مشكل الآثار" 1/211 من طريق جرير، بهذا الإِسناد. وأخرجه عبد الرزاق (19686) ، ومن طريقه البغوي (28) عن معمر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/211 من طريق زائدة بن قدامة، كلاهما عن منصور، به. وسلف برقم (3596) ، وذكرنا هناك تأويله. (1) ورد هذا الإِسناد في (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) على أنه من زيادات عبد الله بن أحمد، والصواب أنه من رواية الإمام أحمد، لا من زيادات ابنه، كما جاء في نسخة (ظ14) ، و"أطراف المسند" 1/الورقة 181، ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 17/63 (في ترجمة عبد الرحمن بن حرملة الكوفي) . (2) في (ظ14) : بذاك. (3) وقع في (ص) و (س) و (م) : عند. وكتب في هامش (س) : غير، وفوقها لفظ: "صح"، وكتب أيضاً: قال في "النهاية": وقوله: غير محَرمِهِ، أي: إنه كرهه ولم يبلغ به حد التحريم، والمراد بإفساد الصبي أن يطأ المرأةَ المرضع، فإذا حملت فسد لبنها. (4) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن حرملة -وهو الكوفي-، قال ابن المديني في "العلل" (170) : لا أعلم أحداً روى عن عبد الرحمن بن حرملة هذا= الحديث: 3605 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 92 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = شيئاً إلا من هذا الطريق، ولا يعرفه في أصحاب عبد الله، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/270، وفي "الضعفاء الصغير" ص 70: لم يصح حديثه، فقال ابن عدي في "الكامل" 4/1619: وهذا الذي ذكره البخاري من قوله: "لم يصح" أن عبد الرحمن بن حرملة لم يسمع ابن مسعود، وقال الذهبي في ترجمته في "الميزان" 2/556 بعد أن ذكر حديثه هذا: وهذا منكر. وقاسم بن حسان، وثقه العجلي وأحمد بن صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري -فيما نقله عنه الذهبي في "الميزان"-: حديثه منكر، ولا يعرف، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. يعني عند المتابعة، وإلا فهو لين الحديث. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. جرير: هو ابن عبد الحميد، والركين: هو ابن الربيع بن عميلة الفزاري. وأخرجه أبو يعلى (5151) ، والبيهقي في "السنن" 7/232 و9/350، من طريق جرير، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (396) ، وأبو داود (4222) ، والنسائي في "المجتبى" 7/141، وفي "الكبرى" (9363) ، وأبو يعلى (5074) ، وابن حبان (5682) و (5683) من طرق عن الركين، به. قال أبو داود: انفرد بإسناد هذا الحديث أهل البصرة، والله أعلم. قلنا: هذا سبق قلم منه رحمه الله إن لم يكن من النساخ، يريد أن يقول: أهل الكوفة، فقال: أهل البصرة، فإن رواته كلهم كوفيون، ليس فيهم بصريون. وسيأتي برقم (3774) و (4179) ، وسيرد في مسند ابن عمر برقم (4672) بإسناد صحيح: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصفِّر لحيته. والتختم بالذهب تقدم برقم (3582) . قوله: "عشر خلال": كخصال، وزناً ومعنى. الصفرة: أي استعمالها في البدن أو الثياب للرجال خاصة. الخلوق: بفتح الخاء، آخره قاف: طيب مركب معروف.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 93 3606 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، - قَالَ سُلَيْمَانُ: وَبَعْضُ الْحَدِيثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ - قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ عَلَيَّ "، قَالَ: قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: " إِنَّنِي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " فَقَرَأْتُ، حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا   = وتغيير الشيب: أي بالسواد، كما جاء، وهذا هو المتبادر، لكن فسره جرير بالنتف، والله تعالى أعلم. قاله السندي. قلنا: وذكر المزي في "تهذيب الكمال" أن رواية يحيى بن السري، عن جرير بن عبد الحميد: ونقش الشيب، يعني: نتفه. عن محله: ضميره للماء، ومحله فرج الزوجة. والرقى بالمعوذات: بكسر الواو المشددة، قيل: هما سورتان، فالجمع على إرادة ما فوق الواحد، أو بتاويل الكلمات أو الآيات، أو لإِرادة سورة الإخلاص معها تغليباً، وقيل: المراد الآيات التي فيها معنى الاستعاذة، فيشمل السورتين ومثل قوله تعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين) ، وبالجملة: فالمراد المعوذتان وما في معناهما من القرآن وأسماء الله تعالى. وعقد التمائم: جمع تميمة، والمراد: خرزات تعَلق على الأطفال اتقاء العين، وأما ما يكتب فيه الآيات والأدعية فقد جوزه كثير من أهل العلم لحديث عبد الله بن عمرو [الآتي برقم (6696) ] . والتبرج بالزينة: أي: إظهار المرأة الزينة لِغير محلها: بفتح الميم وكسر الحاء، وتشديد اللام، من الحِل، أو بفتح الحاء من الحلول، والمراد لغير من ذكره الله تعالى بقوله: (ولا يبدين زينتهن إلا لِبعولتهن) الآية. والضرب بالكِعاب: بكسر الكاف جمع كعب، وهو الذي يلعب به في النرد. قاله كله السندي. الحديث: 3606 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 94 بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قَالَ: رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَذْرِفَانِ دُمُوعًا (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني. وقول الأعَمش: وبعض الحديث عن عمرو بن مرة، يريد أنه سمع الحديثَ من إبراهيم النخعي، وسمع بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم، ولعله نسي بعض الشيء منه، فثبته فيه عمرو. والقائل: وحدثني أبي، عن أبي الضحى، عن عبد الله: هو سفيان الثوري، يعني أنه روى الحديث أيضاً عن أبيه -وهو سعيد بن مسروق الثوري-، عن أبي الضحى -وهو مسلم بن صبيح-، عن ابن مسعود، وهي رواية منقطعة، أبو الضحى لم يدرك عبد الله بن مسعود. ذكر ذلك الحافظ في "الفتح" 8/250-251 و9/98-99، وقد وهم الشيخ أحمد شاكر في تعيين قائل: وحدثني أبي، وتردد بين الأعمش وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ثم رجح الثاني. وأخرجه البخاري (4582) و (5055) ، والنسائي في "الكبرى" (8079) ، والدارقطني في "العلل" 5/182 من طريقين عن يحيى -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (110) ، والبخاري (5050) ، والترمذي في "الجامع" (3025) و (3026) ، وفي "الشمائل" (316) ، والنسائي في "الكبرى" (8078) ، والطبراني في "الكبير" (8460) ، والبيهقي في "السنن" 10/231، وفي "الشعب" (772) ، من طرق عن سفيان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا أصح من حديث أبي الأحوص. قلنا: يعني عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، سلف إيراده في تخريج الحديث (3550) . وأخرجه ابن أبي شيبة 10/563 و13/254 و14/10، والبخاري (5049) و (5056) ، ومسلم (800) (247) ، وأبو داود (3668) ، والنسائي في "الكبرى"= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 95 3607 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ، مِنْ بَنِي بَجِيلَةَ، يُقَالُ لَهُ: نَهِيكُ بْنُ سِنَانٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَيْفَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ، أَيَاءً تَجِدُهَا أَوْ أَلِفًا: {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} (1) [محمد: 15] ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ:   = (8075) و (11105) ، وأبو يعلى (5069) ، وابن حبان (735) ، والطبراني في "الكبير" (8461) ، والبيهقي في "الشعب" (773) ، والبغوي (1220) ، من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8462) من طريق المفضل بن محمد الكوفي، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1610) ، وفي "الصغير" (204) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/135، من طريق القاسم بن معن المسعودي، عن أبان بن تغلب، عن فضيل بن عمرو الفقيمي، عن إبراهيم، به. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/183 من طريق أبي قلابة، عن معاذ بن أسد، عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، به. قال الدارقطني: ولا يصح عن منصور ... تفرد به أبو قِلابة. وقد سلف برقم (3550) . (1) يعني: أو (من ماء غَيْرِ "يَاسِنٍ") . وكذا جاء في "صحيح مسلم". قلنا: وهذه القراءة لم ينسبها أحد ممن ألف في القراءات إلى أحد القراء العشرة أو غيرهم سواهم، وذكر مكي في "الكشف" 2/277 أنه حكي في بعض المصاحف: "غير يسن" بالياء أبدلت من الهمزة المفتوحة لانكسار ما قبلها. وجاء في "حجة القراءات" ص 667: قرأ ابن كثير: (من ماء غير أسِن) مقصوراً على وزن فعل، قال أبو زيد: تقول: أسِن الماء يأسَن أسناً، فهو أسِن، كقولك: هَرِمَ الرجل فهو هَرِمٌ، وعرج فهو عرج، ومرض يمرض فهو مرض، وكذلك أسِنَ فهو أسِن: إذا تغيرت رائحته، وأعلم الله أن أنهار الجنة لا تتغير رائحة مائها. الحديث: 3607 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 96 أَوَكُلَّ الْقُرْآنِ أَحْصَيْتَ (1) غَيْرَ هَذِهِ (2) ؟ قَالَ: إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ الصَّلَاةِ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، وَلَيَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ أَقْوَامٌ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، وَلَكِنَّهُ إِذَا قَرَأَهُ، فَرَسَخَ فِي الْقَلْبِ نَفَعَ، إِنِّي لَأَعْرِفُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ، فَدَخَلَ، فَجَاءَ عَلْقَمَةُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: سَلْهُ لَنَا عَنِ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، قَالَ: فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: " عِشْرُونَ سُورَةً مِنْ أَوَّلِ الْمُفَصَّلِ "، فِي تَأْلِيفِ عَبْدِ اللهِ (3)   = وقرأ الباقون: (من ماء غير آسِن) بالمد على فاعل، والهمزة الأولى فاء الفعل، والألف بعدها مزيدة، فالمد من أجل ذلك، تقول: أسِن الماء يأسن فهو آسن مثل أجِن يأجَن ويأجُن إذا تغير وهو آجن، وذهب فهو ذاهب، وضرب فهو ضارب. (1) في (ق) : قد أحصيت. (2) في (ق) و (ظ1) : هذه الآية. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه مسلم (822) (276) ، وأبو يعلى (5222) ، وابن خزيمة (538) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (259) و (273) ، والبخاري (4996) ، ومسلم (822) (275) و (277) ، والنسائي في "المجتبى" 2/174، وفي "الكبرى" (1076) ، وابن خزيمة (538) ، وأبو عوانة 2/161-162، والطبراني في "الكبير" (9864) ، من طرق، عن الأعمش، به.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 97 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه مختصراً مسلم (822) (279) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن منصور، عن شقيق، عن عبد الله. وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (9866) من طريق منصور، عن شقيق، به. وأخرجه بنحوه الطبراني (9861) و (9862) من طريق سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن شقيق، به. وأخرجه مختصرا ًالنسائي في "المجتبى" 2/175-176، وفي "الكبرى" (1078) من طريق إسرائيل، والفريابي في "فضائل القرآن" (125) ، من طريق يحيى بن قيس، والطبراني في "الكبير" (9859) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، عن عبد الله. وسيأتي برقم (3910) و (3958) و (3968) و (3999) و (4062) و (4154) و (4350) و (4410) . ولم يذكر في هذه الرواية ولا في الروايات الآتية السور التي كان يقرن بينها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ركعة. قال الحافظ في "الفتح" 2/259: سردها أبو إسحاق عن علقمة والأسود عن عبد الله، فيما أخرجه أبو داود [1396] متصلاً بالحديث بعد قوله: كان يقرأ النظائرَ السورتين في ركعة: الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والذاريات والطور في ركعة، والواقعة ونون في ركعة، وسأل والنازعات في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، والمدثر والمزمل في ركعة، وهل أتى ولا أقسم في ركعة، وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة، وإذا الشمس كورت والدخان في ركعة. ثم قال الحافظ: ويتبين بهذا أن في قوله في حديث الباب: عشرين سورة من المفصل تجوزا، لأن الدخان ليست منه، ولذلك فصلها من المفصل في رواية واصل (يعني الآتية برقم (4410)) ، نعم يصح ذلك على أحد الآراء في حد المفصل. قوله: "هذّاً" بفتح الهاء وتشديد الذال المعجمة: أي سرداً وإفراطاً في السرعة،= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 98 3608 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ قَسْمًا، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللهِ، أَمَا لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قُلْتَ، قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " رَحْمَةُ اللهِ عَلَى مُوسَى، لَقَدْ (2) أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ " (3)   = وهو منصوب علي المصدر. وقوله: "كهَذِّ الشعر"، قال الحافظ: قال ذلك لأن تلك الصفة كانت عادتهم في إنشاد الشعر. قال الخطابي في "معالم السنن" 1/283: وإنما عاب عليه ذلك، لأنه إذا أسرع القراءة ولم يرتلها، فاته فهم القرآن، وإدراك معانيه. وقوله: "النظائر"، أي: السور المتماثلة في المعاني كالموعظة، أو الحكم، أو القصص، لا المتماثلة في عدد الآي. قاله الحافظ، وقال السندي: هي السور المتقاربة في الطول. قوله: "إن من أحسن الصلاة الركوع والسجود": قال السندي: أي صلاة ذات ركوع كثير، ويحتمل أن المراد من أحسن أجزاء الصلاة الركوع والسجود، فيغي الإِكثار منهما. قوله: "في تأليف عبد الله": يعني في ترتيبه، لأن ترتيب السور في مصحفه كان يغاير ترتيبها في مصحف عثمان. انظر "الفتح" 2/260 و9/38-43 و90. (1) في (ص) : عليه الصلاة والسلام. (2) في (ق) و (ظ14) : قد. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. وأخرجه أبو يعلى (5206) ، ومن طريقه أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 49، من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد.= الحديث: 3608 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 99 3609 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، حَتَّى تَصِفَهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا " (1)   = وأخرجه الحميدي (110) ، والبخاري (4335) و (6059) و (6100) و (6291) ، ومسلم (1062) (141) ، والشاشي (547) ، وابن حبان (2917) و (6212) ، والبغوي (3671) من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه البخاري (3150) و (4336) ، ومسلم (1062) (140) ، وأبو يعلى (5133) ، وابن حبان (4829) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/184 من طريق جرير، عن منصور، عن شقيق، به. وسيأتي برقم (3902) و (3759) و (4204) و (4331) . قوله: "ما أريد بها وجه الله عز وجل": قال السندي: يريد أنه ما روعي فيها العدل، ولو أريد بها وجه الله، لروعي فيها العدل، فعدم مراعاته دليل على عدم إرادة وجه الله، وقائل هذا يحتمل أن يكون منافقاً، وسمي أنصارياً للنسب، ويحتمل أن يكون مؤمناً حمله الطمع والغضب على ذلك، فقال ذلك بلا ملاحظة ما يقوله. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (2792) ، والبغوي (2249) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (5241) ، وأبو داود (2150) ، والنسائي في "الكبرى" (9231) ، وأبو يعلى (5083) و (5170) ، والشاشي (544) ، من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9232) من طريق إسرائيل، عن أبي حَصِين، عن يحيى، عن مسروق، عن عبد الله، بنحوه.= الحديث: 3609 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 100 3610 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ، فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبْئًا "، قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: دُخٌّ، قَالَ: فَقَالَ   = وسيأتي برقم (3668) و (4407) و (4175) و (4190) و (4191) و (4229) و (4395) و (4424) . وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2774) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/447. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/63. وعن جابر عند ابن أبي شيبة 4/398. قوله: "لا تباشر": قال السندي: أصل المباشر لمس البشرة، وهي ظاهر جلد الإنسان، ولعل المراد هاهنا المصاحبة (الناشىء عنها النظر إلى ما لا يحل النظر إليه من جسم المرأة) ، وهو نهي، أو نفي بمعناه، وعلى التقدير فمناط النهي قوله: حتى تصِفَها، وحتى تعليلية، ولذلك جاءت الروايات باللام، فالمباشرة بلا نعت جائزة، وكذا بنعت قليل إذا كان لغرض صالح. قلنا: والمراد أيضاً أنه يحرم عليها إذا رأت ما يحرم النظر إليه وما لا يحرم من محاسنها أن تصفه لزوجها، لأن ذلك يفضي إلى الافتتان بها. وأيضاً لا يجوز للمرأة أن تفضي إلى المرأة في ثوب واحد، أي أن تتعريا، ثم تتغطيا بثوب واحد، وقد جاء مصرحاً بذلك في حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم في "صحيحه" (338) ، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في ثوب واحد"، وسيرد في "المسند" 3/63. وروإه أبو هريرة مختصراً، وسيأتي في "المسند" 2/447.، ومعنى الإِفضاء إلى الشيء: الوصول إليه بالمباشرة له. الحديث: 3610 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 101 رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ " فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: " لَا، إِنْ يَكُنِ الَّذِي تَخَافُ، فَلَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلَهُ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل. وأخرجه مسلم (2924) (86) ، وأبو يعلى (5223) ، وابن حبان (6783) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/160، ومسلم (2924) (85) ، وأبو يعلى (5172) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/99، من طريقين عن الأعمش، به. وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (3055) و (6173) ، ومسلم (2930) ، سيرد (6360) . وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (2925) ، سيرد 3/82. وعن جابر عند مسلم (2926) ، سيرد 3/368. وعن أبي ذر، سيرد 5/148. وعن أبي الطفيل، سيرد 5/454. وعن ابن عباس عند البخاري (6172) مختصراً. وعن حسين بن علي عند عبد الرزاق (20818) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (2908) و (2909) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/5 وقال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح. وعن زيد بن حارثة عند البزار (3399) ، والطبراني في "الكبير" (4666) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/5 وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه زياد بن الحسن بن فرات، ضعفه أبو حاتم، ووثقه ابن حبان. وابن الصياد، سيرد من حديث جابر، قال: ولدت امرأة من اليهود غلاماً ممسوحة عينه، والأخرى طالعة ناتئة، فأشفق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يكون هو الدجال، قال القرطبي= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 102 3611 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَحْكِي   = فيما نقل عنه الحافظ في "الفتح" 6/173: كان ابن صياد على طريقة الكهنة، يخبر بالخبر، فيصح تارة ويفسد أخرى، فشاع ذلك، ولم ينزل في شأنه وحي، فأراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلوك طريقة يختبر حاله بها، وقد أسلم بعد. قوله: "إني قد خبأت لك خَبْأً"، أي: أخفيت لك شيئاً. قوله: "دخ": سيرد من حديث أبي ذر قوله: "فأراد أن يقول الدخان، فلم يستطع، فقال: "الدخ"، وسيرد من حديث ابن عمر قوله: "وخبأ له: يوم تأتي السماء بدخان مبين"، قال الحافظ في "الفتح" 6/173: وأما جواب ابن صياد بالدخ، فقيل: إنه اندهش، فلم يقع من لفظ الدخان إلا على بعضه، وحكى الخطابي أن الآية حينئذ كانت مكتوبة في يد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يهتد ابن صياد منها إِلا لهذا القدر الناقص على طريقة الكهنة، ولهذا قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لن تعدو قدرك"، أي: قدر مثلك من الكهان الذين يحفظون من إلقاء شياطينهم ما يحفظونه مختلطاً صدقه بكذبه. وحكى أبو موسى المديني أن السر في امتحان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بهذه الآية الإشارة إِلى أن عيسى ابن مريم يقتل الدجال بجبل الدخان، فأراد التعريض لابن صياد بذلك، واستبعد الخطابي ما تقدم، وصوب أنه خبأ له الدخ، وهو نبت يكون في البساتين، وسبب استبعاده له أن الدخان لا يخبأ في اليد ولا الكم. ثم قال: إِلا أن يكون خبأ له اسم الدخان في ضميره، وعلى هذا فيقال: كيف اطلع ابن صياد أو شيطانه على ما في الضمير؟ ويمكن أن يجاب باحتمال أن يكون النبيء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحدث مع نفسه أو أصحابه بذلك قبل أن يختبره، فاسترق الشيطان ذلك أو بعضه. قوله: "فلن تعدو قدرك"، قال الحافظ: أي: لن تجاوز ما قدر الله فيك، أو مقدار أمثالك من الكهان. قال العلماء: استكشف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره ليبين لأصحابه تمويهه، لئلا يلتبس حاله على ضعيف لم يتمكن في الإِسلام. وقد استوفى الحافط الحديث عن ابن صياد في "الفتح" 13/324-329، فانظره. الحديث: 3611 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 103 نَبِيًّا ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، فَهُوَ يَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ، وَيَقُولُ رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " (1) 3612 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة. وأخرجه أبو يعلى (5205) ، وأبو عوانة 4/314 من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3477) و (6929) من طريق حفص بن غياث، ومسلم (1792) (105) ، وأبو عوانة 4/314 من طريق محمد بن بشر، وأبو يعلى (5072) ، وأبو عوانة 4/313 من طريق علي بن مسهر، ثلاثتهم عن الأعمش، به. وسيرد من طريق وكيع عن الأعمش برقم (4107) ، ومن طرق أخرى بالأرقام (4057) و (4203) و (4366) . وانظر (4331) . وفي الباب في قوله: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"، عن سهل بن سعد الساعدي عند ابن حبان (973) . قال الحافظ في "الفتح" 6/521: يحتمل أن ذلك لما وقع للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر لأصحابه أنه وقع لنبي آخر قبله، وذلك فيما وقع له يوم أحد لما شج وجهه وجرى الدم منه، فاستحضر في تلك الحالة قصة ذلك النبي الذي كان قبله، فذكر قصته لأصحابه تطييباً لقلوبهم. قلنا: سيرد في الرواية (4057) أن ذلك كان حين قسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غنائم حنين بالجعرانة، قال الحافظ: ولا يلزم من هذا الذي قاله عبد الله أن يكون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح أيضاً، بل الظاهر أنه حكى صفة مسح جبهته خاصة كما مسحها ذلك النبي. الحديث: 3612 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 104 أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ " قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَأَنْزَلَ اللهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ ": {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَلَا يَزْنُونَ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68] (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، شقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11368) -وهو في "التفسير" (388) -، والشاشي (493) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5098) ، ومن طريقه ابن حبان (4414) من طريق أبي شهاب الحناط عبد ربه بن نافع، والشاشي (486) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، و (487) من طريق عبد الواحد بن زياد، ثلاثتهم عن الأعمش، به. قال الدارقطني في "العلل" 5/220-222: رواه الأعمش واختلف عنه، فرواه الثوري ومعمر وجرير وعبد الله بن نمير عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، وخالفهم أبو شهاب الحناط وأبو معاوية الضرير وشيبان بن عبد الرحمن فرووه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. ثم قال: والصحيح حديث عمرو بن شرحبيل. قال ابن حبان 10/264: ولست أنكر أن يكون أبو وائل سمعه من عبد الله، وسمعه من عمرو بن شرحبيل عن عبد الله، حتى يكون الطريقان جميعا محفوظين. قلنا: سيرد من طريق أبي معاوية أيضاً برقم (4102) ، وفيه متابعة وكيع له. وسيرد بزيادة عمرو بن شرحبيل برقم (4131) و (4134) . وأخرجه بزيادة سؤال: أي الأعمال أفضل؟ الحميدي (103) ، والبيهقي في "السنن" 8/18 من طريق سفيان بن عيينة، والطبري في "تفسيره" 19/41 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي معاوية عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 105 3613 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ فِي الْمَسْجِدِ رَجُلًا يُفَسِّرُ الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِ، يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ   = وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (9811) من طريق الحجاج، عن أبي إسحاق، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود. وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" (9819) من طريق عون بن عبد الله، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2302) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9820) من طريق يزيد بن معاوية، عن عبد الملك بن عمير، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود. وقال: جوده يزيد بن معاوية، ولم يجوده حماد بن سلمة. ثم أخرجه الطبراني (9821) من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن مسعود. وعبد الملك لم يسمع من ابن مسعود، ولذا قال الطبراني: ولم يجوده حماد بن سلمة. وأخرجه بنحوه مختصراً البزار (161) "كشف الأستار"، والطبري 19/42 من طريق السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله. قال الهيثمي: هو في الصحيح بغير هذا السياق. وقال في "المجمع" 1/161: رواه البزار، وفيه السري بن إسماعيل، وهو متروك. قوله: نِداً، أي: مثلاً شريكاً. وهو خلقك: أي: والحال أنه انفرد بخلقك، فكيف لك اتخاذ شريك معه وجَعْل عبادتك مقسومة بينهما ... وفي الخطاب إشارة إلى أن الشرك من العالم بحقيقة التوحيد أقبح منه من غيره، وكذا الخطاب فيما بعد إشارة إلى نحوه. قاله السندي. حليلة جارك: الذي يستحق منك التوقير والتكريم. فالحاصل أن هذه الذنوب في ذاتها قبائح أيُّ قبائح، وقد قارنها من الأحوال ما= الحديث: 3613 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 106 مُبِينٍ} [الدخان: 10] إِلَى آخِرِهَا: يَغْشَاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دُخَانٌ يَأْخُذُ بِأَنْفَاسِهِمْ، حَتَّى يُصِيبَهُمْ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَنْ عَلِمَ عِلْمًا، فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ، فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ (1) مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ، أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ: اللهُ أَعْلَمُ، إِنَّمَا كَانَ هَذَا لِأَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي (2) يُوسُفَ "، فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ (3) حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَنْظُرُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: 11] ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَسْقِ اللهَ لِمُضَرَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا، قَالَ: فَدَعَا لَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ} [الدخان: 15] فَلَمَّا أَصَابَهُمُ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ عَادُوا، فَنَزَلَتْ: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 16] يَوْمَ بَدْرٍ (4)   = جعلها في القبح بحيث لا يحيطها الوصف. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) في هامش (س) : ومن. نسخة. (2) في (ظ14) : كسنين. (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وجهدوا. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسلم: هو ابن صبَيح أبو الضحى الهمداني، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (4821) ، ومسلم (2798) (40) ، والنسائي في "الكبرى" (11481) -وهو في "التفسير" (501) -، والطبراني في "الكبير" (9047) ، من= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 107 3614 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ،   = طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (293) ، والحميدي (116) ، والبخاري (1020) و (4693) و (4774) و (4809) و (4823) ، ومسلم (2798) (40) ، والطبري في "تفسيره" 25/111، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/419-420، وابن حبان (6585) ، والطبراني في "الكبير" (9046) و (9048) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (369) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/324-325، من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (4104) و (4206) . قوله: "كهيئة الدخان": من ضعف بصره بسبب الجوع. قال الحافظ في "الفتح" 8/572: وهذا الذي أنكره ابن مسعود قد جاء عن علي، فأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم من طريق الحارث، عن علي، قال: "آية الدخان لم تمض بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، وينفخ الكافر حتى ينفد". ويؤيد كون آية الدخان لم تمض ما أخرجه مسلم من حديث أبي شريحة رفعه: "لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، والدابة. . ." الحديث. وروى الطبري من حديث ربعي، عن حذيفة مرفوعاً في خروج الآيات والدخان، قال حذيفة: يا رسول الله، وما الدخان؟ فتلا هذه الآية، قال: "أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة، وأما الكافر فيخرج من منخريه وأذنيه ودبره" وإسناده ضعيف أيضاً، وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي سعيد نحوه، وإسناده ضعيف أيضاً، وأخرجه مرفوعاً بإسناد أصلح منه، وللطبري من حديث أبي مالك الأشعري رفعه: "إن ربكم أنذركم ثلاثاً: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة" الحديث، ومن حديث ابن عمر نحوه، وإسنادهما ضعيف أيضاً، لكن تضافر هذه الأحاديث يدل على أن لذلك أصلاً، ولو ثبت طريق حديث حذيفة لاحتمل أن يكون هو القاص المراد في حديث ابن مسعود. الحديث: 3614 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 108 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ مُسْتَتِرًا بِأَسْتَارِ (1) الْكَعْبَةِ، فَجَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ: قُرَشِيٌّ، وَخَتَنَاهُ ثَقَفِيَّانِ، أَوْ ثَقَفِيٌّ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ، كَثِيرٌ شَحْمُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَتَكَلَّمُوا بِكَلَامٍ لَمْ أَسْمَعْهُ فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتَرَوْنَ اللهَ يَسْمَعُ كَلَامَنَا هَذَا؟ فَقَالَ الْآخَرُ: أُرَانَا إِذَا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا سَمِعَهُ، وَإِذَا لَمْ نَرْفَعْهَا لَمْ يَسْمَعْهُ (2) ، فَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْئًا سَمِعَهُ كُلَّهُ، قَالَ: " فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} [فصلت: 22] ، إِلَى قَوْلِهِ: {ذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23] (3) "   (1) في (س) و (ظ1) : بستار. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: يسمع. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مِهرإن، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه الترمذي (3249) ، وأبو يعلى (5204) ، ومن طريقه الواحدي في "أسباب النزول" ص 393-394، من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن حبان (390) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود. وسيرد من طرق أخرى بالأرقام (3875) و (4221) و (4238) ، ويكرر برقم (4047) و (4222) . قوله: "كثير شحم بطونهم": قال السندي: أشار إلى أن جهلهم كان بسبب كثرة أكلهم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 109 3615 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنْ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ، عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ، قَالَتْ: كَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ، تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَهْجُمَ مِنَّا عَلَى شَيْءٍ يَكْرَهُهُ، قَالَتْ: وَإِنَّهُ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَتَنَحْنَحَ، قَالَتْ: وَعِنْدِي عَجُوزٌ تَرْقِينِي (1) مِنَ الْحُمْرَةِ، فَأَدْخَلْتُهَا تَحْتَ السَّرِيرِ، فَدَخَلَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فَرَأَى فِي عُنُقِي خَيْطًا، قَالَ: مَا هَذَا الْخَيْطُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ خَيْطٌ أُرْقِيَ لِي فِيهِ، قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَقَطَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ آلَ عَبْدِ اللهِ لَأَغْنِيَاءُ عَنِ الشِّرْكِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ (2) الرُّقَى، وَالتَّمَائِمَ، وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ " قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: لِمَ تَقُولُ هَذَا وَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ، فَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِيهَا، وَكَانَ إِذَا رَقَاهَا سَكَنَتْ؟ قَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ، فَإِذَا رَقَيْتِهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ (3) الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا " (4)   (1) في (ظ1) : لرقيتي. (2) قوله: "إن" لم يرد في (ص) . (3) في (ص) و (ق) : وأنت. (4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أخي زينب، لكنه متابع، كما سيرد، وبقية رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن الجزار - وهو= الحديث: 3615 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 110 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = العرني -فمن رجال مسلم-، أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي، وزينب امرأة عبد الله، هي الثقفية، صحابية، لها رواية عن زوجها في الكتب الستة. وأخرجه بطوله أبو داود (3883) ، وأبو يعلى (5208) ، والبغوي (3240) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3530) من طريق عبد الله بن بشر، عن الأعمش، به. والقسم الأول منه إلى قوله: "إن الرقى والتمائم والتوَلة شِرك"، أخرجه الحاكم 4/417-418 من طريق أحمد بن أبي شعيب، عن موسى بن أعْيَن، عن محمد بن مسلمة الكوفي، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن يحيى بن الجزار، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زينب امرأة عبد الله، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: ليس الإِسناد على شرط الشيخين ولا أحدهما، فأحمد بن أبي شعيب لم يخرج له مسلم، ويحيى بن الجزار لم يخرج له البخاري، ثم إن محمد بن مسلمة الكوفي هذا لم نجد له ترجمة، ولا ذكر فيمن روى عنه موسى بن أعين، ولا فيمن روى عن الأعمش، بل إن موسى بن أعين يروي عن الأعمش دونَ وساطة، فأغلب الظن أنه مقحم في الإِسناد، ولم ينبه عليه الذهبي. وبمتابعة عبد الله بن عتبة بن مسعود عند الحاكم يرتقي هذا القسم من الحديث إلى درجة الحسن، ويعضده الرواية السالفة برقم (3605) ، وفيها أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كره عشر خلال منها الرقى إلا بالمعوذات، وعقد التمائم. وأخرجه الحاكم أيضا 2/216-217 من طريق السري بن إسماعيل، عن أبي الضحى، عن أم ناجية، قالت: ... والسري بن إسماعيل متروك، وأم ناجية لم نجد لها ترجمة، وقد سكت عنه الحاكم هو والذهبي. وأخرجه الحاكم أيضاً مختصرا 2/217 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 111 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الأسدي، عن ابن مسعود، وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. والقسم الثاني من الحديث وهو قوله: "رب الناس أذهب البأس": له شاهد يصح به من حديث أنس بن مالك عند البخاري (5742) ، سيرد 3/151 و267. وآخر من حديث عائشة عند البخاري (5743) ، ومسلم (2191) ، سيرد 6/44 و45 و50 وثالث من حديث محمد بن حاطب الجمحي عند ابن حبان (2976) ، سيرد 3/418. ورابع من حديث أم جميل بنت المجلل عند ابن حبان (2977) ، سيرد 6/437. وخامس من حديث علي بن أبي طالب عند الترمذي (3565) ، وقال: حديث حسن. قوله: "من الحمرة": قال السندي: "في القاموس": الحمرة لون معروف، وورم من جنس الطواعين. قلت: لعل المراد هاهنا هو المعنى الثاني. لأغنياء عن الشرك: يريد أنه لا حاجة لهم إلى أن يستعملوا ما هو شرك. الرقى: بضم الراء مقصور، جمع رقْيَة بضم فسكون: العَوْذة، والمراد ما كان بأسماء الأصنام والشياطين، لا ما كان بالقرآن ونحوه (من الآثار الصحيحة) ، قلنا: يؤيده ما جاء في الرواية (3605) ، وفيها: والرقى إلا بالمعوذات. والتمائم: جمع تميمة، أريد بها الخَرَزَات التي يعلقها النساء في أعناق الأولاد، على ظن أنها تؤثر وتدفع العين. والتوَلَة: بكسر التاء المثناة من فوق، وفتح الواو واللام: نوع من السحر يحبب المرأة إلى زوجها. قلنا: جاء تفسير التولة في رواية الحاكم: فقلت: ما التولة؟ قال: التولة هو الذي يهيج الرجال.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 112 3616 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   = قوله: "شرك": أي: من أفعال المشركين، أو لأنه قد يفضي إلى الشرك إذا اعتقد أن له تأثيراً حقيقة، وقيل: المراد الشرك الخفي بترك التوكل والاعتماد على الله سبحانه وتعالى. تقذف: على بناء الفاعل، أي: ترمي بالرمص والماء من الوجع، أو على بناء المفعول، أي: تبلغ من غاية الألم إلى أنها كأنها ترمى. ينخسها: كينصر، أي: يحركها ويؤذيها. لا يغادر: لا يترك. سقماً، بفتحتين، أو بضم فسكون، أي: مرضاً. قال ذلك كله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/419 مختصراً، ومسلم (2760) (33) ، والنسائي في "الكبرى" (11183) -وهو في "التفسير" (203) - من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (19525) ، ومن طريقه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 283، والبغوي (2373) عن معمر، والبخاري (5220) و (7403) من طريق حفص بن غياث، ومسلم (2760) (32) ، وأبو يعلى (5169) ، وابن حبان (294) من طريق جرير بن عبد الحميد، والدارمي 2/149، والشاشي (525) من طريق يعلى بن عبيد الطنافسي، وابن حبان (294) من طريق عبدة بن سليمان، خمستهم عن الأعمش، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/43-44 من طريق الحسين بن واقد، عن= الحديث: 3616 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 113 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = منصور، عن شقيق، عن عبد الله. قال أبو نعيم: تفرد به الحسين، عن منصور. وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (10441) من طريق الحسين بن يزيد الطحان، عن سعيد بن خثيم الهلالي، عن محمد بن خالد الضبي، عن الحكم، عن أبي وائل، به. وأخرجه بنحوه مسلم (2760) (35) ، وأبو يعلى (5178) من طريق جرير، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود، وفيه زيادة: "وليس أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل". وأخرجه مختصراً أبو يعلى (5123) من طريق محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، وإسناده ضعيف لضعف الهجري. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10378) من طريق عبد الله بن حماد بن نمير، عن حصين بن نمير، عن حصين، عن مرة، عن ابن مسعود، به، وفيه زيادة: "ولا أحد أحب إليه العذر من الله، وذلك أنه اعتذر إلى خلقه، ولا أحد أحب إليه الحمد من الله، وذلك أنه حمد نفسه". قال الهيثمي في "المجمع" 8/118-119: رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن حماد بن نمير، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قال: وفي الصحيح: "لا أغير ولا أحب إليه المدح فقط". قلنا: فيه أيضاً: "ليس أحد أحب إليه العذر من الله"، وهو عند مسلم (2706) (35) كما سلف، ففي قول الهيثمي تساهل. وسيأتي برقم (4044) و (4153) . وفي الباب (في الغيرة) عن أبي هريرة عند البخاري (5223) ، ومسلم (2761) ، سيرد 2/235 و301. وعن أسماء عند البخاري (5222) ، ومسلم (2762) ، سيرد 6/348 و351 و352. وعن عائشة عند البخاري (5221) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 114 3617 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَأَنْ أَحْلِفَ بِاللهِ تِسْعًا (1) ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَهُ نَبِيًّا، وَجَعَلَهُ شَهِيدًا " (2)   = وعن طاووس عند عبد الرزاق (19520) . وعن عروة عند عبد الرزاق (19523) . وللحديث بفقراته كلها (الغيرة والمدح والعذر) شاهد من حديث المغيرة عند الحاكم 4/357-358، وصححه، ووافقه الذهبي. قوله: "أغير من الله": قال السندي: فسروا الغيرة في الله تعالى بالمنع والتحريم، أي: لا أحد أكثر منعاً وأشد تحريماً لما لا يليق بالعبد من الله تعالى، وأصل الغيرة: كراهة المشاركة في محبوب. (1) قوله: "تسعاً": سقط من (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك الجشمي- فمن رجال مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي. وأخرجه الحاكم 3/58 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.. وفيه: "أحب إلى من أن أحلف واحدة إنه لم يقتل"، وزيادة: "إنه لم يقتل" سترد في الرواية (3873) و (4139) . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وروى البخاري (4428) تعليقاً، قال: وقال يونس: عن الزهري، قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في مرضه الذي مات فيه: "يا= الحديث: 3617 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 115 3618 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ فَمَسِسْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: " أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ "، قُلْتُ: إِنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا عَلَى الْأَرْضِ مُسْلِمٌ يُصِيبُهُ أَذًى، مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ اللهُ عَنْهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تَحُطُّ   = عائشة، "ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم". قال الحافظ: وهذا قد وصله البزار والحاكم والإِسماعيلي من طريق عنبسة بن خالد، عن يونس، بهذا الإسناد. وقال البزار: تفرد به عنبسة عن يونس، أي: بوصله، (قلنا: وقد قال الساجي انفرد بأحاديث عن يونس بن يزيد) وإلا فقد رواه موسى بن عقبة في "المغازي" عن الزهري، لكنه أرسله. وله شاهدان مرسلان أيضاً أخرجهما إبراهيم الحربي في "غرائب الحديث" له، ... وللحاكم موصولاً من حديث أم مبشر، قالت: قلت: يا رسول الله، ما تَتهِم بنفسك؟ فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكل بخيبر -وكان ابنها بشر بن البراء بن معرور مات-، فقال: "وأنا لا أتهم غيرها، وهذا أوان انقطاع أبهري". قوله: "قتل قتلاً": قال السندي: بسم ما تناول من الذراع بأن ظهرت آثاره عند الوفاة، ولا ينافي ذلك قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس) إذ يكفي فيه العصمة عن القتل على الوجه المعتاد فيه، وقد عصم منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلا ريب. قوله: "وذلك بأن الله..": قال السندي: أي: ذلك لما فيه من إظهار شرفه ومكانته عند الله بأنه نبي وشهيد، ولا شك أن غاية الاجتهاد في إظهار شرفه خير من قلة الاجتهاد. الحديث: 3618 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 116 الشَّجَرُ (1) وَرَقَهَا " (2) 3619 - حَدَّثَنَاهُ يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، مِثْلَهُ (3) 3620 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ،   (1) في (ق) : الشجرة. وأشير إليها في هامش النسخ الأخرى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد، والحارث بن سويد: هو التيمي. وأخرجه الطيالسي (370) ، وابن أبي شيبة 3/229، ومسلم (2571) (45) ، والنسائي في "الكبرى" (7503) ، وابن حبان (2937) ، والبيهقي في "السنن" 3/372، وفي "شعب الإيمان" (9773) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5647) و (5648) و (5660) و (5661) و (5667) ، ومسلم (2571) (45) ، والنسائي في "الكبرى" (7483) ، وأبو يعلى (5164) ، والشاشي (833) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/128، والبغوي (1431) ، من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (3619) و (4205) و (4346) . قوله: "وهو يوْعَك": قال السندي: على بناء المفعول: وَعْكاً: بفتح فسكون، والاسم منه الوَعَك، بفتحتين. قيل: الوَعَك: الحمى، وقيل: ألمها، وقيل: هو إرعاد الحمى المريض، وتحريكها إياه. (3) إسناده صحيح كسابقه، يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه الدارمي 2/316، والشاشي (834) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/372 وفي "شعب الإيمان" (9772) ، والبغوي (1432) ، من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3618) . الحديث: 3619 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 117 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: تَعَاهَدُوا هَذِهِ الْمَصَاحِفَ - وَرُبَّمَا، قَالَ: الْقُرْآنَ - فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهِ، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ (1) : " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: إِنِّي نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ، وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ " (2)   (1) في (ق) : صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والقسم الموقوف منه سيرد مرفوعاً في الروايات الآتية. وأخرجه بتمامه مسلم (790) (229) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. ومن طريق أبي معاوية أيضاً، به، أخرج قسمه الأول ابن أبي شيبة 10/477، وأخرج قسمه الثاني النسائي في "الكبرى" (10561) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (725) -. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/500، ومسلم (790) (229) ، والشاشي (484) و (485) ، وابن حبان (762) و (763) ، والبيهقي في "السنن" 2/395 من طرق عن الأعمش، به. وفي بعض الطرق هو مرفوع بقسميه. وأخرجه عبد الرزاق (5968) عن معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي الضحى، عن أبي وائل، به، مرفوعاً بقسميه. وأخرجه الشاشي (640) ، والطبراني في "الكبير" (10231) ، والحاكم 1/553، وأبو نعيم في "الحلية" 4/188، من طريق زهير بن معاوية، عن شعيب بن خالد الرازي، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله، به، مرفوعاً، وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي. وفي إسناد مطبوع "الحلية" تحريف. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (10347) ، وفي "الصغير" (305) ، والخطيب في "تاريخه" 10/424 من طريق عبد الملك بن هوذة، عن عمرو بن خليفة، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة بن عمرو السلماني، عن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 118 3621 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ،   = عبد الله، به. قال الطبراني: لم يروه عن ابن عون إلا عمرو، تفرد به ابن هوذة. وقوله: "لا يقل أحدكم: إني نسيت.." أخرجه ابن حبان (761) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله. قال أبو حاتم في "العلل" (1697) : هذا حديث منكر، يعني بهذا الإسناد. وأخرجه بتمامه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 104 عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، موقوفاً. وسيأتي برقم (3960) و (4020) و (4176) و (4416) ، ومختصراً برقم (4085) و (4288) . وفي باب الأمر بتعاهد القرآن: عن ابن عمر عند البخاري (5031) ، سيرد برقم (4665) و (4759) و (4845) . وعن أبي موسى عند البخاري (5033) ، ومسلم (791) ، سيرد 4/397. وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/146 و150 و153. وعن أنس بن مالك عند الطبراني في "الأوسط" (2125) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 7/169، وقال: ورجاله ثقات، إلا أن [شيخ] الطبراني أحمد لم ينسبه، فإن كان هو ابن الخليل فهو ضعيف، وإن كان غيره فلم أعرفه. قوله: "تعاهدوا": أي: أكثروا قراءته. تفصيا: أي: تخلصاً وخروجاً. قوله: "نسي": نقل الحافظ في "الفتح" 9/80 عن القرطبي قوله: التثقيل معناه أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره. قال: ومعنى التخفيف أن الرجل تركه غير ملتفت إليه، وهو كقوله تعالى: (نسوا الله فنسيهم) ، أي: تركهم في العذاب، أو تركهم من الرحمة. الحديث: 3621 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 119 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/270، ومسلم (1676) (25) ، وأبو داود (4352) ، والترمذي (1402) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (60) و (893) ، وأبو يعلى (5202) ، وابن حبان (4408) ، والبيهقي في "السنن" 8/213، والبغوي (2517) ، من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه عبد الرزاق (18704) ، والحميدي (119) ، وابن أبي شيبة 14/270، والبخاري (6878) ، ومسلم (1676) (25) و (26) ، والنسائي في "المجتبى" 7/90-91، والدارمي 2/218، وابن أبي عاصم في "السنة" (60) و (893) و (894) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/160-161، وفي "شرح مشكل الآثار" 2/321، والشاشي (375) و (376) و (377) و (379) ، وابن حبان (4407) ، والدارقطني في "السنن" 3/82، والبيهقي في "السنن" 194 و202 و213، وفي "شعب الإيمان" (5331) من طرق الأعمش، به. وسيأتي برقم (4245) و (4429) . قال الأعمش: فحدثت به إبراهيم، فحدثني عن الأسود، عن عائشة، بمثله. قلنا: سيرد في مسندها 6/181. وفي الباب أيضا عن عثمان عند النسائي 7/103 و104، وابن ماجه (2533) . وعن جابر عند البزار (1539) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 6/252، وقال:= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 120 3622 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ قَبْلَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ،   = لا نعلمه عن جابر إلا من هذا الوجه، وفيه محمد بن أبي ليلى، وهو سيئ الحفظ. وعن عمار بن ياسر عند الطبراني فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 6/253، وقال: رواه الطبراني، وفيه أيوب بن سويد، وهو متروك، ووصفه ابن حبان في "ثقاته" بأنه ردئ الحفظ. وعن أنس عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/139. قوله: "لا يحل دم امرئ": أي: إهراقه. قال السندي: قوله: "يشهد ... إلخ"، إشارة إلى أن المدار على الشهادة الظاهرية، لا على تحقق إسلامه في الواقع. الثيب الزاني: الزاني المحصن، وهذا تفصيل للخصال الثلاث بذكر المتصفين بها، والتقدير: يقتل الثيب الزاني. والنفس بالنفس، أي: تقتل النفس بمقابلة النفس. والتارك لدينه، أي: لدين الإسلام، لأن أول الكلام فيه. المفارق للجماعة، أي: جماعة المسلمين لزيادة التوضيح. ثم المقصود في الحديث بيان أنه لا يجوز قتله إلا بإحدى هذه الخصال الثلاث لا أنه لا يجوز القتال معه، فلا إشكال بالباغي لأن الموجود هناك القتال لا القتل، بقي الإِشكال بالصائل وقاطع الطريق والساب، والأوجه أن يقال: معنى إلا بإحدى ثلاث: إلا بمثل إحدى ثلاث مما ورد الشرع بقتله به، أي: لا يحل قتله إلا بما أحل الشرع به قتله، فرجع حاصله إلى معنى قوله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) ، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ14) : مع النبي. الحديث: 3622 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 121 السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، فَسَمِعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا قَالَهَا، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ بَعْدُ (1) مِنَ الدُّعَاءِ مَا شَاءَ " (2)   (1) في (ق) : بعده. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (402) (58) ، وابن خزيمة (703) ، والبيهقي في "السنن" 2/153 من طريق أبي معاوية شيخ أحمد، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/291، والبخاري (831) و (6230) ، والنسائي في "الكبرى" (1202) ، وابن ماجه (899) ، والدارمي 1/308، وابن الجارود (205) ، وأبو يعلى (5082) ، وأبو عوانة 2/229 و230، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/76، والشاشي (502) و (503) و (507) ، والدارقطني 1/350، وابن خزيمة (703) ، وابن حبان (1955) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/114-115، والطبراني في "الكبير" (9885) و (9886) و (9887) ، والبيهقي في "السنن" 2/138، والبغوي (678) ، من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي من طريق الأعمش برقم (3920) و (3967) و (4017) و (4101) و (4189) . وسيكرر برقم (4064) . وسيأتي من طرق أخرى برقم (3738) و (3877) و (3919) و (3921) و (3935) و (3967) و (4006) و (4160) و (4177) و (4305) و (4382) و (4422) .= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 122 3623 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَى، وَمَا مِنْكُمْ إِلَّا وَلَهُ مَسْجِدٌ فِي بَيْتِهِ، وَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومٌ نِفَاقُهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ (1) يَتَوَضَّأُ، فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ،   = وسلف من طريق آخر برقم (3562) . قوله: "إن الله هو السلام": قال الخطابي -ونقله عنه الحافظ في "الفتح" 2/212-: المراد أن الله هو ذو السلام، فلا تقولوا: السلام على الله، فإن السلام منه بدأ، وإليه يعود، ومرجع الأمر في إضافته إليه: أنه ذو السلام من كل آفة وعيب، ويحتمل أن يكون مرجعها إلى حظ العبد فيما يطلبه من السلامة من الآفات والمهالك. وقال النووي: معناه أن السلام اسم من أسماء الله تعالى، يعني: السالم من النقائص وسمات الحدوث، ومن الشريك والند. وقال ابن الأنباري: أمرهم أن يصرفوه إلى الخلق لحاجتهم إلى السلامة، وغناه سبحانه وتعالى عنها. (1) لفظ "رجل" سقط من (ص) . الحديث: 3623 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 123 ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدًا مِنَ الْمَسَاجِدِ، فَيَخْطُو خُطْوَةً، إِلَّا رُفِعَ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، أَوْ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ " حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنُقَارِبُ بَيْنَ الْخُطَى، " وَإِنَّ فَضْلَ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " (1)   (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف للين إبراهيم بن مسلم الهجري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأخرجه دون قوله: "وإن فضل صلاة الرجل .... " عبد الرزاق (1979) ، وابن ماجه (777) ، والشاشي (708) ، والطبراني في "الكبير" (8596) و (8597) و (8598) و (8599) و (8600) و (8601) و (8602) و (8605) من طرق عن إبراهيم الهجري، به، وفي بعض هذه الطرق جاء الحديث كله موقوفاً. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8611) من طريق عمرو بن الوليد الأغضف، قال: سمعت كهمس بن الحسن يحدث عن هارون الأصم، قال: كان ابن مسعود يقول ... ، ثم ذكره. وسيأتي برقم (3936) موقوفاً بقسميه. وسيأتي القسم الأول الموقوف منه فقط برقم (4355) . وقوله: "إن فضل صلاة الرجل في جماعة ... " سلف تخريجه برقم (3564) . وقوله: "ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يأتي مسجداً من المساجد فيخطو ... ". له شاهد من حديث ابن عمرو، سيرد برقم (6610) . وآخر من حديث عتبة بن عبد، سيرد 4/185. وثالث من حديث أبي هريرة عند مسلم (666) . ورابع من حديث الطبراني في "الكبير" (13328) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/29، وقال: ورجاله موثقون.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 124 3624 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ (1) : " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ، فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ، وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ (2) ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُهَا " (3)   = قال السندي: قوله: مسلماً، أي: حافظاً لحدود الإسلام، قائماً عليه. حيث ينادى بهن، أي: في المساجد. فإنهن من سنن الهدى، أي: في المساجد، فلذلك جعلها سنناً مع كونها فرائض، ويحتمل أن المعنى أنها من طرق الهدى، فينبغي الاهتمام بها ومراعاتها، ومن الاهتمام بها أداؤها في المساجد. لضللتم: إذ الضلال ترك الهدى، وكل من ترك الهدى فهو ضال بقدره. يهادى، على بناء المفعول: أي: يؤخذ من جانبيه يتمشى به إلى المسجد من ضعفه وتمايله. (1) في (ص) و (س) و (م) : المصَدق. (2) لفظ: "الكتاب" سقط من (ص) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وزيد بن وهب: هو الجهني.= الحديث: 3624 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 125 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه مسلم (2643) ، والترمذي (2137) ، وابن ماجه (76) ، وابن أبي عاصم (176) ، والبيهقي في "السنن" 7/421 و10/266، وفي "الشعب" (187) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 386-387، وفي "الاعتقاد" ص 87، من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطيالسي (298) ، وعبد الرزاق (20093) ، والحميدي (126) ، والبخاري (3208) و (3332) و (6594) و (7454) ، ومسلم (2643) ، وأبو داود (4708) ، والنسائي في "الكبرى" (11246) ، وابن ماجه (76) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" ص 69-70، وابن أبي عاصم في "السنة" (176) ، وأبو يعلى (5157) ، وأبو بكر الخلال في "السنة" (890) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2688) ، والشاشي في "مسنده" (680) و (681) و (682) و (684) و (685) و (686) ، وابن حبان (6174) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1090 والإِسماعيلي في "معجمه" ص 480، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1040) و (1041) و (1042) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/365 و8/115، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 386-387، والخطيب في "تاريخه" 9/60 والبغوي (71) من طرق عن الأعمش، به. قال أبو نعيم: صحيح، ثابت، متفق عليه، رواه الجم الغفير، عن الأعمش. وقال الحافظ في "الفتح" 11/479: وقد أخرجه أبو عوانة في "صحيحه" عن بضع وعشرين نفساً من أصحاب الأعمش. وأخرجه الإِسماعيلي في "معجمه" ص 480، وأبو نعيم في "الحلية" 8/244، من طريق حبيب بن حسان، والطبراني في "الصغير" (200) من طريق عبد الله بن سفيان الغدَاني، عن ابن عون، كلاهما عن زيد بن وهب، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث حبيب. قلنا: حبيب بن حسان منكر الحديث. وعبد الله بن سفيان الغداني، قال يحيى بن معين: كذاب. قال الحافظ في "الفتح" 11/478: ولم ينفرد به زيد عن ابن مسعود، بل رواه= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 126 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عنه أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عند أحمد [في الرواية (3553) ] ، وعلقمة عند أبي يعلى [لم نجده في المطبوع منه] ، وأبو وائل في "فوائد تمام"، ومخارق بن سليم وأبو عبد الرحمن السلمي، كلاهما عن الفريابي في كتاب "القدر"، وأخرجه أيضاً من رواية طارق ومن رواية أبي الأحوص الجشمي، كلاهما عن عبد الله مختصراً، وكذا لأبي الطفيل عند مسلم [2645] ، وناجية بن كعب في "فوائد" العيسوي، وخيثمة بن عبد الرحمن عند الخطابي، وابن أبي حاتم، ولم يرفعه بعض هؤلاء عن ابن مسعود. وفي الباب (في نزول الملك على النطفة) : عن أنس عند البخاري (3333) و (6595) ، ومسلم (2646) ، سيرد 3/116-117. وعن حذيفة بن أسيد عند مسلم (2644) ، سيرد 4/6-7. وعن عبد الله بن عمر عند ابن حبان (6178) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1051) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (183) . وعن عائشة عند اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1053) . وانظر حديث علي السالفِ برقم (621) ، وحديث أبي الدرداء الآتي 5/197. وفي الباب (في قوله: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ... ) : عن أبي هريرة عند مسلم (2651) ، سيرد 2/484-485. وعن سهل بن سعد الساعدي عند مسلم (112) ، سيرد 5/332. وعن عائشة، سيرد 6/107. وانظر حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (6563) . وقوله: "ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك"، رواية مسلم: "ثم يكون علقة في ذلك مثل ذلك، ثم يكون مضغة في ذلك مثل ذلك". وقد تولى شرح حديث ابن مسعود الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (الحديث الرابع) 1/153-157، وجمع بينه وبين حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم، فارجع إليه فإنه نفيس. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 127 3625 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً، وَقُلْتُ: أُخْرَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: وَقُلْتُ أَنَا: مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ (1)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه قلْباً، فقد جعل أبو معاوية المرفوع موقوفاً، والموقوف مرفوعاً كما يأتي بيانه. وأخرجه أبو يعلى (5198) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 359-360، وابن منده (69) ، من طرق عن أبي معاوية شيخ أحمد، بهذا الإسناد، ورواية ابن منده على الجادة. وأخرجه أبو عوانة 1/17 عن علي بن حرب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، به، مقلوباً كهذا المتن. قال الحافظ في "الفتح" 3/111: ولم تختلف الروايات في "الصحيحين" في أن المرفوع الوعيد، والموقوف الوعد (يعني أن قول: "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار" هو المرفوع، وقول: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" هو الموقوف) ، ثم نقل الحافظ عن الإسماعيلي قوله: وإنما المحفوظ أن الذي قَلَبه أبو معاوية وحده (أثبت المحقق: أبو عوانة، وهو خطأ) ، وبذلك جزم ابن خزيمة في "صحيحه"، والصواب رواية الجماعة، وكذلك أخرجه أحمد من طريق عاصم، وابن خزيمة من طريق سيار، وابن حبان من طريق المغيرة، كلهم عن شقيق، وهذا هو الذي يقتضيه النظر، لأن جانب الوعيد ثابت بالقرآن، وجاءت السنة على وفقه، فلا يحتاج إلى استنباط، بخلاف جانب الوعد، فإنه في محل البحث، إذ لا يصح حمله على ظاهره كما تقدم. قلنا: رواية عاصم، سترد برقم (4043) ، وسنذكر هناك من وافقه. وقد قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 2/96-97: ووجد في بعض الأصول= الحديث: 3625 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 128 3626 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ؟ " قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ قَالَ: " اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ، مَا لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا قَدَّمْتَ، وَمَالُ وَارِثِكِ مَا أَخَّرْتَ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَعُدُّونَ فِيكُمُ الصُّرَعَةَ؟ " قَالَ: قُلْنَا: الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ، قَالَ: قَالَ " لَا، وَلَكِنِ الصُّرَعَةُ: الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَعُدُّونَ فِيكُمُ الرَّقُوبَ؟ " قَالَ: قُلْنَا الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ، قَالَ: " لَا وَلَكِنِ الرَّقُوبُ: الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا " (1)   = المعتمدة من "صحيح مسلم" عكس هذا (يعني مثل رواية أبي معاوية هذه المقلوبة) : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، قلت أنا: ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار. وهكذا ذكره الحميدي في "الجمع بين الصحيحين" عن "صحيح مسلم" رحمه الله، وهكذا رواه أبو عوانة في كتابه المخرج على "صحيح مسلم"، وقد صح اللفظان من كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث جابر المذكور (يعني عند مسلم برقم (93)) . وسلف برقم (3553) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم= الحديث: 3626 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 129 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد. والحديث -كما هو ظاهر- ثلاثة أقسام: فأخرجه بتمامه أبو نعيم في "الحلية" 4/128-129 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: صحيح متفق عليه، رواه عن الأعمش حفص بن غياث، وعيسى بن يونس، وجرير، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، في آخرين. قلنا: قوله: "متفق عليه" فيه تساهل، فالقسم الثاني والثالث لم يروه البخاري في "صحيحه"، والقسم الأول لم يروه مسلم. وأخرجه بتمامه أيضاً البخاري في "الأدب المفرد" (153) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. والقسم الأول منه وهو قوله: "أيكم مال وارثه ... " أخرجه النسائي في "المجتبى" 6/273 من طريق أبي معاوية، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6442) ، وأبو يعلى (5163) ، والشاشي (836) ، وابن حبان (3330) ، والبيهقي في "السنن" 3/368، والبغوي (4057) من طرق عن الأعمش، به. وقوله: "ما تعدون فيكم الصرَعة؟ " أخرجه ابن أبي شيبة 8/532، ومسلم (2608) (106) ، وأبو داود (4779) ، والبيهقي في "السنن" 4/68 من طريق أبي معاوية، به. وأخرجه مسلم (2608) (106) ، وأبو يعلى (5162) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/253، 254، والبيهقي في "السنن" 4/68، وفي "شعب الإيمان" (8273) من طرق عن الأعمش، به. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند عبد الرزاق (20287) ، والبخاري (6114) ، ومسلم (2609) . وقوله: "ما تعدون فيكم الرقوب؟ " أخرجه مسلم (2608) (106) ، والبيهقي في= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 130 3627 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدِيثَيْنِ: أَحَدَهُمَا عَنْ نَفْسِهِ، وَالْآخَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ لَهُ: هَكَذَا فَطَارَ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ، مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلَكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ، وَشَرَابُهُ وَزَادُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ، فَأَضَلَّهَا، فَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَلَمْ   = "الشعب" (9756) من طريق أبي معاوية، به. وأخرجه مسلم (2608) (106) ، وأبو يعلى (5162) ، والبيهقي في "السنن" 4/68، من طريقين، عن الأعمش، به. وله شاهد من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/367. وآخر من حديث أنس عند البزار (860) ، وأبي يعلى (3408) ، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/11، وقال: رواه أبو يعلى والبزار باختصار، ورجال البزار رجال الصحيح. وثالث من حديث أبي هريرة عند أبي يعلى (6032) و (6046) ، وقال الهيثمي في "المجمع" 3/11: ورجاله رجال الصحيح. الصرَعة: بضم صاد وفتح راء: هو الذي يصرع الناسَ، أي: يطرحهم على الأرض على وجه المبالغة. والصرْعة: بضم فسكون: المصروع. والمراد: أن القوي من يدفع نفسه التي هي أعدى عَدو الإنسان عند قيامها لا مَنْ يدفع غيره، والمراد أنه الممدوح شرعا لا أنه لا يطلق الاسم إلا عليه، وقيل: هو من قبيل نقل الاسم. الرقوب، بفتح الراء: الذي لا يبقى له ولد. الحديث: 3627 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 131 يَجِدْهَا، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي أَضْلَلْتُهَا فِيهِ، فَأَمُوتُ فِيهِ، قَالَ: فَأَتَى مَكَانَهُ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، فَاسْتَيْقَظَ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، وَزَادُهُ، وَمَا يُصْلِحُهُ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد. وعلقه البخاري بقسميه الموقوف والمرفوع عقب الحديث (6308) عن أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وقد نَدتْ هذه الرواية عن الحافظ، فقال في "الفتح" 11/107: ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين. قلنا: والوجه الثاني سيرد بإثر هذه الرواية. والقسم المرفوع منه وهو قوله: "للهُ أفرح بتوبة أحدكم ... ". أخرجه ابن حبان (618) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7741) من طريق علي بن مسهر، وأبو نعيم بنحوه مختصراً في "الحلية" 4/129 من طريق أبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (3628) ، ويستكمل تخريجه هناك. وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2675) ، سيرد 2/316 مختصراً. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/83. وعن أنس عند البخاري (6309) ، سيرد 3/213. وعن النعمان بن بشير عند مسلم (2745) ، سيرد 4/275. وعن البراء بن عازب عند مسلم (2746) ، سيرد 4/283. وعن أبي موسى عند أبي يعلى (7285) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/196، وقال: ورجاله رجال الصحيح. قوله: "في أصل جبل": أي: أسفله.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 132 3628 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مِثْلَهُ (1)   = فقال به هكذا: أي: نحاه بيده أو دفعه، وهو من إطلاق القول على الفعل، قالوا: وهو أبلغ. قاله الحافظ في "الفتح" 11/105. قوله: "أفرح بتوبة أحدكم"، أي إنه يحب توبة أحدكم ويرضى بها فوق ما يحب أحدكم ضالته ويرضى بها، والمقصود الحث على التوبة لكونها محبوبة مرضية عنده تعالى. والله تعالى أعلم. قاله السندي. دَوية: بفتح دال وتشديد واو وياء: هي الصحراء التي لا نبات فيها، وقال أبو عبيدة بتخفيف الواو. قوله: "مهلكة"، بفتح الميم واللام بينهما هاء ساكنة: يهلك من حصل بها. قال الحافظ: وفي بعض النسخ بضم الميم وكسر اللام من الرباعي، أي: تهلك هي من يحصل بها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وعلقه البخاري بصيغة الجزم عقب الحديث (6308) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه بتمامه أيضاً الترمذي (2497) و (2498) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، لكن عنده أن شيخ عمارة الحارث بن سويد بدل الأسود. قال الحافظ في "الفتح" 11/107: اختلف فيه على عمارة في شيخه هل هو الحارث بن سويد أو الأسود؟ وتبين مما ذكرته أنه عنهما جميعاً، واختلف على الأعمش في شيخه هل هو عمارة أو إبراهيم التيمي؟ وتبين أيضاً أنه عنده عنهما جميعاً. وأخرجه بتمامه البخاري (6308) ، وأبو يعلى (5100) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/129، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7104) من طريق أبي شهاب الحناط، وأبو= الحديث: 3628 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 133 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يعلى (5177) ، والبغوي (1302) من طريق جرير بن عبد الحميد، والشاشي (838) ، والبيهقي في "السنن" 10/188 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبيهقي في "الشعب" (7104) من طريق شجاع بن الوليد، وأبو نعيم في "الحلية" 4/129 من طريق أبي الأحوص، خمستهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله. قال البخاري عقب الحديث: وتابعه (أي: أبا شهاب الحناط) أبو عوانة وجرير عن الأعمش، وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش، حدثنا عمارة، سمعت الحارث بن سويد، وقال شعبة وأبو مسلم: عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله. وعن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله. قال الحافظ في "الفتح" 11/107: يعني إن أبا معاوية خالف الجميع، فجعل الحديث عند الأعمش عن عمارة بن عمير وإبراهيم التيمي جميعاً، لكنه عند عمارة عن الأسود .... وعند إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد، وأبو شهاب ومن تبعوه جعلوه عن عمارة، عن الحارث بن سويد. ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين. (ذكرنا آنفاً أنها عند أحمد) ... والراجح من الاختلاف كله ما قال أبو شهاب ومن تبعه، ولذلك اقتصر عليه مسلم، وصدر به البخاري كلامه، فأخرجه موصولاً، وذكر الاختلاف كعادته في الإِشارة إلى أن مثل هذا الخلاف ليس بقادح، والله أعلم. وأخرج المرفوع منه النسائي في "الكبرى" (7742) من طريق أبي معاوية، بهذا الإِسناد، لكن عنده زيادة الحارث بن سويد مع الأسود. وأخرجه أيضاً مسلم (2744) (3) و (4) من طريق جرير بن عبد الحميد وقطبة بن عبد العزيز وأبي أسامة، والنسائي في "الكبرى" (7743) من طريق أبي معاوية، أربعتهم عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 134 3629 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، وَالْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، قَالَا: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ، فَقَالَ: بِهِ هَكَذَا، فَطَارَ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ، مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضٍ (1) دَوِّيَّةٍ - ثُمَّ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ حَدِيثَيْنِ: أَحَدَهُمَا عَنْ نَفْسِهِ، وَالْآخَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) - مَهْلَكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ وَمَا يُصْلِحُهُ، فَأَضَلَّهَا، فَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا، حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ، قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي الَّذِي أَضْلَلْتُهَا فِيهِ، فَأَمُوتُ فِيهِ، قَالَ: فَرَجَعَ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، فَاسْتَيْقَظَ، فَإِذَا رَاحِلَتُهُ عِنْدَ رَأْسِهِ، عَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، وَمَا يُصْلِحُهُ " (3)   = وسلف برقم (3627) ، وذكرنا هناك شواهد المرفوع منه. (1) في (ظ14) : في أرض. (2) جاء في حاشية (س) و (ق) و (ظ1) ما نصه: قوله: ثم قال أبو معاوية ... إلخ، كذا في الأصل المنقول منه، وفي أصل آخر، وكأن المعنى أن أبا معاوية لما حدث بالحديث إلى أن وصل إلى قوله: بأرض دوية، تذكر أنه أسقط من أوله: حدثنا عبد الله حديثين، أحدهما عن نفسه، والآخر عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاستدركه حينئذ، ثم بنى على قوله: بأرض دوية، فقال: مهلكة ... إلخ. والله أعلم. زاد في (ظ1) : وكتبه الشيخ عبد الله بن سالم البصري على هامش نسخته بخطه. (3) إسناداه صحيحان، وهما مكرر (3627) و (3628) . الحديث: 3629 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 135 3630 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ " (1) 3631 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، وَيَحْيَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ الْمَعْنَى، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: " لَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ مِنْ نَفْسِهِ جُزْءًا، لَا يَرَى إِلَّا أَنَّ حَقًا عَلَيْهِ أَنْ لَا يَنْصَرِفَ إِلَّا عَنْ يَمِينِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن مرة: هو الهَمْدَاني الكوفي، مسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/364 و14/126، ومسلم (1677) (27) ، والطبري في "التفسير" (11738) ، وفي "التاريخ" 1/144 من طريق أبي معاوية شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (19718) ، والحميدي (118) ، والبخاري (3335) و (7321) ، ومسلم (1677) (27) ، والترمذي (2673) ، والنسائي في "الكبرى" (11142) -وهو في "التفسير" (162) -، وابن ماجه (2616) ، وأبو يعلى (5179) ، والطبري في "التفسير" (11738) ، وفي "التاريخ" 1/144، وابن حبان (5983) ، والطبراني في "الكبير" (10429) ، والبغوي (111) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (4092) و (4123) . كِفْل: أي: نصيب. الحديث: 3630 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 136 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ أَكْثَرَ انْصِرَافِهِ لَعَلَى يَسَارِهِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نمير: هو عبد الله، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/304-305، ومن طريقه مسلم (707) (59) عن أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (421) من طريق ابن نمير -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/81، وفي "الكبرى" (1283) ، وابن ماجه (930) من طريق يحيى -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي (291) (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (3208) ، والحميدي (127) ، وابن أبي شيبة 1/304-305، ومسلم (707) (59) ، وابن ماجه (930) ، وأبو يعلى (5174) ، وابن خزيمة (1714) ، وأبو عوانة 2/250، والشاشي (418) و (420) و (423) و (424) ، والطبراني في "الكبير" (10161) و (10162) و (10163) و (10164) ، والبغوي في "شرح السنة" (702) من طرق عن الأعمش، به. وقد أبهم اسم عمارة عند عبد الرزاق والطبراني (10161) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10165) من طريق الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن المستورد العجلي، عن ابن مسعود. وسيأتي من طريق الأعمش برقم (4084) و (4426) ، وبنحوه من طريق محمد بن إسحاق برقم (3872) و (4383) و (4384) . قد جاء من حديث أنس عند مسلم (708) (61) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان ينصرف عن يمينه. وفي الجمع بين حديثي ابن مسعود وأنس قال النووي: يجمع بينهما بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعل تارة هذا وتارة هذا، فأخبر كل منهما بما اعتقد أنه الأكثر، وإنما كره ابن مسعود أن يعتقد وجوب الانصراف عن اليمين.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 137 3632 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلَاءِ الْأَسْرَى؟ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْمُكَ وَأَهْلُكَ، اسْتَبْقِهِمْ، وَاسْتَأْنِ بِهِمْ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ، قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْرَجُوكَ وَكَذَّبُوكَ، قَرِّبْهُمْ فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْظُرْ وَادِيًا (1) كَثِيرَ الْحَطَبِ، فَأَدْخِلْهُمْ فِيهِ، ثُمَّ أَضْرِمْ عَلَيْهِمْ نَارًا   = وقال الحافظ في "الفتح" 2/338: ويمكن أن يجمع بينهما بوجه آخر، وهو أن يحمل حديث ابن مسعود على حالة الصلاة في المسجد، لأن حجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت من جهة يساره، ويحمل حديث أنس على ما سوى ذلك كحال السفر ... ثم ظهر لي (أي: للحافظ) أنه يمكن الجمع بينهما بوجه آخر، وهو أن من قال: كان أكثر انصرافه عن يساره نظر إلى هيئته في حال الصلاة، ومن قال: كان أكثر انصرافه عن يمينه نظر إلى هيئته في حالة استقباله القوم بعد سلامه من الصلاة، فعلى هذا لا يختصّ الانصراف بجهة معينة، ومن ثَم قال العلماء: يستحب الانصراف إلى جهة حاجته، لكن قالوا: إذا استوت الجهتان في حقه فاليمين أفضل لعموم الأحاديث المصَرحة بفضل التيامن. ثم نقل الحافظ عن ابن المنير قوله: فيه أن المندوبات قد تنقلب مكروهات إذا رفعت عن رتبتها، لأن التيامن مستحب في كل شيء -أي: من أمور العبادة- لكن لما خشي ابن مسعود أن يعتقدوا وجوبه أشار إلى كراهته. والله أعلم. قلنا: سيرد من حديث ابن عمرو برقم (6627) أنه كان ينصرف عن يمينه وعن يساره. (1) في (س) و (ظ14) و (ظ1) : وادي. قال السندي: هكذا في النسخ= الحديث: 3632 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 138 قَالَ: فَقَالَ الْعَبَّاسُ: قَطَعْتَ رَحِمَكَ (1) ، قَالَ: فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ شَيْئًا، قَالَ: فَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عُمَرَ، وَقَالَ نَاسٌ: يَأْخُذُ بِقَوْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ، قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ لَيُلِينُ (2) قُلُوبَ رِجَالٍ فِيهِ، حَتَّى تَكُونَ أَلْيَنَ مِنَ اللَّبَنِ، وَإِنَّ اللهَ لَيَشُدُّ (3) قُلُوبَ رِجَالٍ فِيهِ، حَتَّى تَكُونَ أَشَدَّ مِنَ الْحِجَارَةِ، وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: {مَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي، وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، وَمَثَلَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ كَمَثَلِ عِيسَى قَالَ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118] ، وَإِنَّ مَثَلَكَ يَا عُمَرُ كَمَثَلِ   = والظاهر نصب وادي، إلا أنهم كثيراً ما يكتبون المنصوب بلا ألف. (1) جاء في هامش (س) و (ظ1) ما نصه: في بعض الأصول: قطعتك رحم، يخاطب ابن رواحة حيث أشار على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يوجب قطع الرحم، فهو دعاء عليه بقطع رحمه، والرواية الآتية (يعني برقم 3633) تؤيده، وإن قرىء ما في الأصل بالبناء للمفعول، ورحمك نائبه، توافقت الروايتان، ويكون الخطاب فيهما لابن رواحة، وإن قرىء بالبناء للفاعل كان خطاباً للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويكون في الكلام حذف تقديره: إن أخذتَ بإشارتي عمر وابن رواحة. والله أعلم. زاد في (ظ1) : انتهى ما كتبه بخطه الشيخ عبد الله بن سالم البصري، نفع الله به. (2) ضبط في (س) و (ظ1) : ليلَين. (3) في (ظ14) : ليشدد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 139 نُوحٍ قَالَ: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26] ، وَإِنَّ مِثْلَكَ يَا عُمَرُ كَمَثَلِ مُوسَى، قَالَ: رَبِّ {اشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ (1) فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 88] ، أَنْتُمْ عَالَةٌ، فَلَا يَنْفَلِتَنَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا بِفِدَاءٍ، أَوْ ضَرْبَةِ عُنُقٍ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَّا سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ الْإِسْلَامَ، قَالَ: فَسَكَتَ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُنِي فِي يَوْمٍ، أَخْوَفَ أَنْ تَقَعَ عَلَيَّ حِجَارَةٌ مِنَ السَّمَاءِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى قَالَ: " إِلَّا سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ " قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا، وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ، وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 67] ، إِلَى قَوْلِهِ {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68] (2)   (1) كذا في النسخ، وجاءت في تفسير ابن كثير نقلا عن أحمد: (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم ... ) وهو الصواب في الآية [يونس: 88] . (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود-، لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/207-208 من طريق الإمام أحمد، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/417 و14/370-372، والترمذي (1714) و (3084) ، والطبري في "التفسير" [الأنفال: 67] ، و"التاريخ" 2/476، والبيهقي في "السنن" 6/321، والواحدي في "أسباب النزول" ص 236-237، من طريق= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 140 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن! وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث أبي عبيدة لم يروه عنه إلا عمرو بن مرة. وأخرجه مختصراً الطبراني في "الكبير" (10260) من طريق حفص بن أبي داود الأسدي، عن عمرو بن مرة، به. وفيه بدل عبد الله بن رواحة عبد الله بن جحش، وهو الصواب، كما ذكر الطبراني برقم (10259) ، وسيرد كذلك برقم (3634) . وأخرجه الطبراني أيضا في "الكبير" (10257) من طريق موسى بن مطير، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود. وذكره الهيثمي في "المجمع" 6/87، وقال: وفيه موسى بن مطير، وهو ضعيف. قلنا: موسى بن مطير كذبه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم والساجي وجماعة: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن حبان: صاحب عجائب ومناكير لا يشك سامعها أنها موضوعة، فلا يفرح بهذه الطريق. والحديث بطوله ذكره الهيثمي في "المجمع" 6/86-87، وقال: روى الترمذي منه طرفا، رواه أحمد .... ورواه أبو يعلى بنحوه، ورواه الطبراني أيضاً، وفيه أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، ولكن رجاله ثقات. قلنا: سيرد تخريجه عند أبي يعلى وغيره في الرواية الآتية برقم (3634) . وقوله: "إلا سهيل بن بيضاء"، قال ابن سعد في "الطبقات" 4/213: والذي روى هذه القصة في سهيل بن بيضاء قد أخطأ، سهيل بن بيضاء أسلم قبل عبد الله بن مسعود ولم يستخف بإسلامه، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلماً لا شك فيه، فغلط من روى ذلك الحديث ما بينه وبين أخيه، لأن سهيلاً أشهر من أخيه سهل، والقصة في سهل، وأقام سهل بالمدينة بعد ذلك، وشهد مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض المشاهد، وبقي بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: سيرد الاسم على الصحيح في الرواية الآتية برقم (3634) . ولبعضه شاهد من حديث عمر عند مسلم (1763) (58) ، تقدم برقم (208) = الجزء: 6 ¦ الصفحة: 141 3633 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " إِلَّا سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ "، وَقَالَ فِي قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، عِتْرَتُكَ وَأَصْلُكَ وَقَوْمُكَ، تَجَاوَزْ عَنْهُمْ، يَسْتَنْقِذْهُمُ اللهُ بِكَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْتَ بِوَادٍ كَثِيرِ الْحَطَبِ، فَأَضْرِمْهُ نَارًا، ثُمَّ أَلْقِهِمْ فِيهِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: قَطَعَ اللهُ رَحِمَكَ، (1)   = و (221) . وآخر من حديث أنس، سيرد 3/243. وثالث من حديث ابن عمر عند الحاكم 2/329، وصححه ووافقه الذهبي، وقال: على شرط مسلم، ونسبه ابن كثير في "التفسير" إلى ابن مردويه. فال السندي: قوله: "استأن": بهمزة بعد التاء، أي: انتظر لهم. قوله: "إن الله ليلين قلوب رجال فيه": أي: في شأنه والتقرب إليه، يريد أن مقصود الكل هو الله تعالى، إلا أن منهم من يتقرب إليه باللطف واللين، ومنهم من يتقرب إليه بالشدة. قوله: "وإن مَثَلَكَ"، بفتحتين: أي: حالك وصفتك في لين قلبك في الله. قوله: "أنتم عالة"، أي: محتاجون ليس لكم مال. (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله، زائدة: هو ابن قدامة، يعني عن الأعمش بالإسناد السابق. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10258) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/207، من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (306) من طريق محمد بن كثير، عن زائدة، به، وقال: أما أهل المعرفة بالمغازي فإنهم يقولون: إنما هو سهل بن بيضاء أخو سهيل.= الحديث: 3633 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 142 3634 - حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْدَاءُ اللهِ، كَذَّبُوكَ، وَآذَوْكَ، وَأَخْرَجُوكَ، وَقَاتَلُوكَ، وَأَنْتَ بِوَادٍ كَثِيرِ الْحَطَبِ، فَاجْمَعْ لَهُمْ حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ أَضْرِمْهُ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: سَهْلُ (1) ابْنُ بَيْضَاءَ (2) 3635 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ،   = قلنا: سيرد الاسم على الصواب في الرواية الآتية (3634) . وسلف برقم (3632) وذكرنا هناك شواهده. (1) في (ص) : سهيل، وهو خطأ. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي. وأخرجه مطولاً ومختصرا أبو يعلى (5187) عن أبي خيثمة، والطبراني في "الكبير" (10259) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/208، من طريق أبي الوليد الطيالسي، والحاكم 3/21-22، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 3/138 من طريق إسحاق بن إبراهيم، ثلاثتهم عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه! ووافقه الذهبي، وقال: صحيح! سمعه جرير بن عبد الحميد. قلنا: هو منقطع كما ذكرنا آنفاً، وجرير هذا هو ابن حازم. وقال الطبراني: جعل موضع عبد الله بن رواحة عبد الله بن جحش، والصواب عبد الله بن جحش. قلنا: لم يرد على الصواب عند الحاكم وأبي نعيم والبيهقي. وسلف برقم (3632) و (3633) . الحديث: 3634 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 143 عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ الدِّيَةَ فِي الْخَطَأِ أَخْمَاسًا " (1)   (1) إسناده ضعيف، الحجاج -وهو ابن أرطاة-، مدلس وقد عنعن، وخشف بن مالك: قال الدارقطني والبيهقي والبغوي وابن عبد البر: مجهول، وقال البغوي في "شرح السنة" 10/187-188: عدل الشافعي عن هذا، لأن خشف بن مالك مجهول لا يعرف إلا بهذا الحديث، لكن وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات، رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. والحديث روي مرفوعاً وموقوفا، وموقوفه هو الصحيح. وأخرجه الدارمي (2367) ، والدارقطني في "السنن" 3/175، 176، والبيهقي في "السنن" 8/75، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/133 عن أبي معاوية، به، وعن أبي خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطاة، به، لكن مع تفسير الأخماس. وفي تفسيرها من طريقهما نظر، فقد قال الدارقطني في "العلل" 5/48، و"السنن" 3/175: ورواه أبو معاوية الضرير، وحفص بن غياث، وأبو مالك الجنبي، وأبو خالد الأحمر، كلهم عن الحجاج، عن زيد بن جبير، عن خشف بن مالك، عن عبد الله، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل دية الخطأ أخماساً، لم يزيدوا على هذا، ولم يذكروا فيه تفسير الأخماس. وقد أخرج الدارقطني الحديث في "السنن" من طريق هؤلاء جميعاً. ثم قال الدارقطني في "العلل" 5/49: ورواه عبد الرحيم بن سليمان، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى ابن أبي زائدة، عن حجاج، فزادوا تفسير ذلك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرين حقة، وعشرين جذعة ... إلخ. قلنا: سترد الرواية التي فيها تفسير الأخماس برقم (4303) . قال الدارقطني: فيشبه أن يكون الصحيح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل دية الخطأ أخماساً، كما رواه أبو معاوية وحفص وأبو مالك الجنبي وأبو خالد وابن أبي زائدة في رواية أبي هشام (يعني الرفاعي) عنه، ليس فيه تفسير الأخماس لاتفاقهم على= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 144 3636 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ، وَلَا بِالَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَلَا التَّمْرَتَانِ (1) ، وَلَا اللُّقْمَةُ وَلَا اللُّقْمَتَانِ، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ: الْمُتَعَفِّفُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ " (2)   = ذلك وكثرة عددهم، وكلهم ثقات، ويشبه أن يكون الحجاج ربما كان يفسر الأخماس برأيه بعد فراغه من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيتوهم السامع أن ذلك في حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس ذلك فيه، وإنما هو من كلام الحجاج. ويأتي تتمة كلامه في الرواية (4303) . وأخرجه ابن أبي شيبة 9/134 عن أبي خالد الأحمر، عن عبَيدة -وهو ابن معْتِب-، عن إبراهيم، عن عمر وعبد الله أنهما قالا: دية الخطأ أخماساً. وعبيدة بن معتب ضعيف. وأخرجه موقوفاً عبد الرزاق (17238) ، وابن أبي شيبة 9/134، والطبراني في "الكبير" (9730) ، والدارقطني 3/173-174 من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن ابن مسعود، أنه قال: دية الخطأ أخماساً. ثم فسرها. قال الدارقطني: فهذه الرواية، وإن كان فيها إرسال، فإبراهيم النخعي هو أعلم الناس بعبد الله وبرأيه وبفتياه قد أخذ ذلك عن أخواله علقمة والأسود وعبد الرحمن بن يزيد وغيرهم من كبراء أصحاب عبد الله، وهو القائل: إذا قلت لكم: قال عبد الله بن مسعود، فهو عن جماعة من أصحابه عنه، وإذا سمعته من رجل واحد سميته لكم. وسيرد برقم (4303) مع تفسير الأخماس، فانظره لاستكمال التخريج. (1) في (ص) : والتمرتان. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف للين إبراهيم بن مسلم الهجري، وبقية= الحديث: 3636 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 145 3637 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا لِمِيقَاتِهَا، إِلَّا صَلَاتَيْنِ: صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، وَصَلَاةَ (1) الْفَجْرِ يَوْمَئِذٍ، قَبْلَ مِيقَاتِهَا " (2)   = رجاله رجال الصحيح. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأخرجه أبو يعلى (5118) من طريق محمد بن دينار، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/27 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والطحاوي أيضاً، وأبو نعيم في "الحلية" 7/108 من طريق سفيان الثوري، و8/214 من طريق محمد بن صبيح ابن السماك، والشاشي (734) من طريق الأعمش، و (735) من طريق عبد العزيز بن مسلم، ستتهم عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/92 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح!! وسيرد برقم (4260) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (4539) ، ومسلم (1039) (102) ، سيرد 2/260. قال السندي: والمراد: ليس المسكين المعدود في مصارف الزكاة هذا الطواف، بل هو داخل في الفقير، وإنما المسكين المستور الحال الذي لا يعرفه أحد إلا بالتفتيش، وبه يتبين الفرق بين الفقير والمسكين في المصارف. وقيل: المراد: ليس المسكين الكامل الذي هو أحق بالصدقة، وأحوج إليها، المردود على الأبواب لأجل التمرة، ولكن الكامل ما ذكره. والله تعالى أعلم. (1) في هامش (س) : وصلى. نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم= الحديث: 3637 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 146 3638 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ   = الضرير، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/457-458 ومسلم (1289) (292) ، وأبو داود (1934) ، والنسائي في "المجتبى" 5/262، وفي "الكبرى" (4043) من طريق أبي معاوية -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4421) ، والحميدي (114) ، والبخاري (1682) ، ومسلم (1289) (292) ، وأبو داود (1934) ، والنسائي في "المجتبى" 1/291 و5/254، 260، وأبو يعلى (5176) ، وابن خزيمة (2854) ، والشاشي (475) و (477) ، والبيهقي في "السنن" 5/124 من طرق عن الأعمش، به. وسقط من إسناد عبد الرزاق المطبوع عمارة بن عمير. وسيأتي من طريق الأعمش برقم (4137) ، ومن طرق أخرى برقم (3893) و (3969) و (4293) و (4399) . ويكرر برقم (4046) و (4138) . قال سفيان بن عيينة -كما عند الحميدي-: يعني في غير وقتها الذي كان يصليها فيه قبل ذلك. وقال الحافظ في "الفتح" 3/525: وأما إطلاقه على صلاة الصبح أنها تحول عن وقتها، فليس معناه أنه أوقع الفجر قبل طلوعها، وإنما أراد أنها وقعت قبل الوقت المعتاد فعلها في الحضر. الحديث: 3638 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 147 اللهِ كَذَّابًا " (1) 3639 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَأُنَازَعَنَّ أَقْوَامًا، ثُمَّ لَأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه هناد في "الزهد" (1365) ، ومسلم (2607) (105) ، والترمذي (1971) ، والبيهقي في "السنن" 10/196، والبغوي (3574) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (386) ، ومسلم (2607) (105) ، وأبو داود (4989) ، والشاشي (512) و (513) ، وابن حبان (272) ، والبيهقي في "السنن" 1/195-196، من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (3727) و (3896) و (4022) و (4095) و (4108) و (4160) و (4187) . وفي الباب عن أبي بكر تقدم برقم (5) و (17) و (34) و (44) . قوله: "يهدي": أي: يؤدي إليه. يتحرى الكذب: أي: يتعمده، ويقصده، والتحري: القصد، والاجتهاد في الطلب، والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول. "النهاية". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 11/439، ومسلم (2297) (32) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (736) و (762) ، وأبو يعلى (5199) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6575) ، ومسلم (2297) ، وأبو يعلى (5168) ، والشاشي= الحديث: 3639 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 148 3640 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، وَتَرَوْنَ أَثَرَةً "، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا يَصْنَعُ مَنْ أَدْرَكَ ذَاكَ مِنَّا؟ قَالَ: " أَدُّوا الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَسَلُوا اللهَ الَّذِي لَكُمْ " (1)   = (519) و (521) و (534) ، والآجري في "الشريعة" ص 355، والبيهقي في "البعث والنشور" (162) من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه الشاشي (521) من طريق حصين، عن أبي وائل، عن عبد الله. قلنا: قد علقه البخاري عقب الحديث (6576) من طريق حصين، عن أبي وائل، عن حذيفة، ووصله مسلم من طريقه برقم (2297) (32) ، وقال الحافظ في "الفتح" 11/469: خالف -يعني حصين- الأعمش وعاصماً، فقال: عن أبي وائل، عن حذيفة، وهذه المتابعة وصلها مسلم من طريق حصين، وصنيعه يقتضي أنه عند أبي وائل عن ابن مسعود وعن حذيفة معاً، وصنيع البخاري يقتضي ترجيح قول من قال: عن أبي وائل، عن عبد الله، لكونه ساقها موصولة، وعلق الأخرى. وسيأتي برقم (3812) و (3850) و (3866) و (4180) و (4332) و (4351) ، ويكرر برقم (4042) . وانظر في بيان المراد من قوله: "أصحابي" "الفتح" 11/385. وحديث الحوض من الأحاديث المتواترة. انظر "نظم المتناثر" ص 151 حيث ذكر الكتاني أنه روي من حديث (57) صحابياً ذكر أسماءهم. قوله: "ثم لأغْلَبَن": على بناء المفعول، أي: الملائكة يغلبونني، فيأخذون بهم ذات الشمال. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وزيد بن وهب: هو الجهني. وأخرجه مسلم (1843) (45) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/60، ومسلم (1843) (45) ، وأبو عوانة 4/460،= الحديث: 3640 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 149 3641 - سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا " قَالَ: قُلْنَا: مَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ " (1)   = والشاشي (687) و (691) ، والطبراني في "الصغير" (985) ، والبيهقي في "السنن" 8/157، من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه الشاشي (688) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1918 من طريق عقبة، عن الأوزاعي، عن الأعمش، به. وعقبة هذا -هو ابن علقمة البيروتي- روى له النسائي وابن ماجه، ووثقه أبو مسهر وابن حراش والحاكم والنسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال ابن قانع: صالح، وقال في "التقريب": صدوق. وسيأتي برقم (3641) و (3663) و (4066) و (4067) و (4127) . وفي الباب عن أنس عند مسلم (1845) ، سيرد 3/111 بلفظ: "إنكم ستلقون بعدي أثَرة، فاصبروا حتى تلقوني". وعن أسيد بن حضير عند البخاري (7057) ، سيرد 4/351. وعن البراء بن عازب، سيرد 4/292. وعن أبي قتادة، سيرد 5/304. قوله: "أثرة" بفتحتين: اسم من الاستئثار، أي: ترون تفضيل غيركم عليكم في الأمور. أدوا: أي: أطيعوا واصبروا على ذلك، وأجركم على الله جل ذكره وثناؤه. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان،= الحديث: 3641 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 150 3642 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ لِابْنِ النَّوَّاحَةِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْلَا أَنَّكَ رَسُولٌ لَقَتَلْتُكَ "، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَسْتَ بِرَسُولٍ، يَا خَرَشَةُ، قُمْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ (1)   = وسليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وزيد بن وهب: هو الجهني الكوفي. وأخرجه البخاري (7052) ، والترمذي (2190) ، وأبو يعلى (5156) ، والبغوي (4262) ، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3640) ، وذكرنا هناك مكرراته. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير حارثة بن مضَرب، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/268، والنسائي في "الكبرى" (8675) ، وأبو يعلى (5221) ، والطبراني في "الكبير" (8958) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقد سقط من مطبوع الطبراني اسم أبي إسحاق. وأخرجه أبو داود (2762) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/61، وابن حبان (4879) ، والطبراني في "الكبير" (8957) ، والبيهقي في "السنن" 9/211، من طريق سفيان الثوري، والطبراني في "الكبير" (8959) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وأخرجه عبد الرزاق (18708) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8956) ، عن سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة 12/269 عن وكيع؛ والشاشي (746) من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: جاء رجل إلى ابن مسعود، فقال: إني مررت بمسجد من مساجد بني حنيفة،= الحديث: 3642 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 151 3643 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي   = فسمعتهم يقرؤون شيئاً لم ينزله الله: الطاحنات طحناً، العاجنات عجناً، الخابزات خبزاً، اللاقمات لقماً، فقدم ابن مسعود ابن النواحة إمامهم، فقتله، ... وقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو كنت قاتلاً رسولاً لقتلته". وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/261، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وأخرجه مطولاً أيضاً الشاشي (747) من طريق يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن عبد الله. والمسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله- قد اختلط، وسماع يزيدَ بن هارون منه بعد اختلاطه، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود مختلف في سماعه من أبيه. وفيه أن الذي قتل ابن النواحة هو قرظة بن كعب، وكذلك جاء عند أبي داود والطحاوي وابن حبان والطبراني والبيهقي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8960) من طريق المسعودي أيضاً، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن جده عبد الله بن مسعود. وهو منقطع. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/262، وقال: رواه الطبراني، وهو منقطع الإسناد بين القاسم وجده عبد الله. وفي هامشه: بل في آخره ما يدل على أن القاسم سمعه من أبيه، عن جده. قلنا: الذي جاء في آخر الحديث قول عبد الرحمن بن عبد الله: فلقيت شيخا منهم كبيراً بعد ذلك بالشام، فقال لي: رحم الله أباك، والله لو قتلنا يومئذ، لدخلنا النار كلُّنا. وهذا الحديث يدل على أن بعض أتباع مسيلمة الكذاب كانوا في الكوفة، قال الخطابي في "معالم السنن" 2/319: ومعلوم أن هؤلاء لا يمكنهم إظهار الكفر بالكوفة في مسجدهم وهي دار الإسلام، وإنما كانوا يستبطنون الكفر، ويسرون الإيمان بمسيلمة، فاطلع على ذلك منهم حارثة، فرفعهم إلى عبد الله، وهو وال عليها، فاستتاب قوماً منهم، وحقن بالتوبة دماءهم، ولعلهم قد كانت داخلتهم شبهة في أمر مسيلمة، ثم تبينوا الحق، فراجعوا الدين، فكانت توبتهم مقبولة عند عبد الله، ورأى أن أمر ابن النواحة بخلاف ذلك، لأنه كان داعيةً إلى مذهب مسيلمة،= الحديث: 3643 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 152 قَتَادَةَ (1) ، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلَّا: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، جَاءَتِ السَّاعَةُ قَالَ: وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فَقَالَ: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ، قَالَ: عَدُوًّا يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ: أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَ فِي ذَرَارِيِّهِمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ، فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهَرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ " أَوْ قَالَ (2) : " هُمْ مِنْ خَيْرِ فَوَارِسَ عَلَى ظَهَرِ الْأَرْضِ   = فلم يعرض عليه التوبة، ورأى الصلاح في قتله. قلنا: جاء عند الطبراني (8960) أن ابن النواحة كان في جملة من استتيب أيضا، فأبى أن يتوب. وابن النواحة هذا كان رسول مسيلمة الكذاب إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلذلك لم يقتله النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما تمكن منه ابن مسعود وأبى أن يتوب قتله. وواضح أنه غير ابن النواحة الذي أمره علي بإقامة الصلاة، وسلف برقم (861) . وسيأتي من طرق أخرى برقم (3708) و (3761) و (3837) و (3851) و (3855) . وفي الباب عن نعيم بن مسعود، سيرد 3/487-488. (1) في (ص) : عن قتادة، وهو خطأ. (2) في (ق) : وقال. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 يَوْمَئِذٍ " (1) 3644 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قَتَادة -وهو تميم بن نذَير، وقيل: ابن زبير، العَدَوي- فمن رجال مسلم. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علَية، أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، يسير بن جابر: ويقال: ابن عمرو، وقيل غير ذلك كما في "التهذيب". وأخرجه ابن أبي شيبة 15/138، ومسلم (2899) (37) ، وأبو يعلى (5381) ، والحاكم 4/476-477، من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وأخرجه عبد الرزاق (20812) ، ومسلم (2899) ، والبغوي (4247) ، من طريقين عن أيوب، به. وأخرجه الطيالسي (392) ، ومسلم (2899) ، وأبو يعلى (5253) ، وابن حبان (6786) ، من طرق عن حميد بن هلال، به. وسيأتي مطولاً برقم (4146) . قوله: "ليس له هجيرى"، قال النووي: بكسر الهاء والجيم المشددة مقصور الألف، أي: شأنه ودأبه ذلك. عدواً: قال السندي: هكذا بالنصب في نسخ "المسند"، أي: تجدون عدواً، وفي "صحيح مسلم": عدو بالرفع. فذكر الحديث، أي: بطوله كما في مسلم في الفتن، وسيجيء في "المسند" [برقم (4146) ] . وقوله: "حتى لا يقسمَ ميراث ولا يفرحَ بغنيمة"، سيأتي بيان سبب ذلك في الرواية المطولة الآتية. الحديث: 3644 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 154 قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ لَا أُحْجَبُ عَنِ النَّجْوَى، وَلَا عَنْ كَذَا، وَلَا عَنْ كَذَا، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَنَسِيَ وَاحِدَةً، وَنَسِيتُ أَنَا وَاحِدَةً، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ (1) وَعِنْدَهُ مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيُّ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ آخِرِ حَدِيثِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ قُسِمَ لِي مِنَ الْجِمَالِ مَا تَرَى، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ فَضَلَنِي بِشِرَاكَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا، أَفَلَيْسَ ذَلِكَ هُوَ الْبَغْيُ؟، قَالَ: " لَا، لَيْسَ ذَلِكَ بِالْبَغْيِ، وَلَكِنَّ الْبَغْيَ مَنْ بَطِرَ - قَالَ: أَوْ قَالَ: سَفِهَ - الْحَقَّ، وَغَمَطَ النَّاسَ " (2)   (1) في (ق) : فأتيته فلقيته. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح إن ثبت سماع حميد بن عبد الرحمن -وهو الحميري- من عبد الله بن مسعود، فروايته إنما هي عن صغار الصحابة كعبد الله بن عمر، وابن عباس، ولفظ تَحَملِهِ عنه هنا لا ينبىء بسماعه منه، ورجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علَية، وابن عون: هو عبد الله الهلالي، وعمرو بن سعيد: هو القرشي، ويقال: الثقفي، أبو سعيد البصري. وأخرجه الحاكم 4/182 من طريق بشر بن المفضل، عن ابن عون، بهذا الإسناد، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وسيأتي برقم (4058) . وله شاهد من حديث مالك بن مرارة الرهاوي نفسه أورده الحافظ في "الإصابة" 3/354، وعزاه إلى الحسن بن سفيان في مسنده، والبغوي من طريق عتبة بن أبي حكيم، عن عطاء بن أبي ميسرة: حدثني ثقة، عن مالك بن مرارة الرهاوي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومرفوعه له شاهد صحيح بلفظ: "الكبر بطر الحق وغمط الناس"، يرد آخر= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 155 3645 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِذَا حُدِّثْتُمْ (1) عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا (2) فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْيَاهُ (3) ، وَأَهْدَاهُ، وَأَتْقَاهُ " (4)   = الرواية الآتية برقم (3789) . وآخر من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد برقم (6583) فانظره. قوله: "لا أحْجَب": قال السندي: على بناء المفعول من الحَجْب، أي: لا يمنعني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الدخول عليه عند النجوى. فَضَلني، بالتخفيف، أي: فاقني. بَطِرَ، كفرح: أصله الطغيان بالنعمة وكراهة الشيء، والمراد أن يرى الحق باطلاً، أو يدعيه باطلا، أو يتعظم عليه فلا يقبله. سَفِهَ، كَفَرِح، أي: جهل الحق، أي: بإنكاره، على أن المراد به الجهل المركب. غَمِطَ، بغين معجمة، ثم ميم، ثم طاء مهملة، كضرَبَ وفَرِحَ، أي: احتقرهم، أو لا يراهم شيئاً، [قلنا: جاء في هامش (س) و (ظ1) : وغمص، بالصاد، وهما بمعنى] ، وحمل مَنْ بَطِرَ على البغي على حذف المضاف، أي: فعل من بطر. والله تعالى أعلم. (1) في هامش (س) و (ظ1) : حدثتكم. (2) لفظ: "حديثاً" ليس في (ق) . (3) أهياه، كذا في النسخ الخطية، قال السندي: من الهيئة، فهو مهموز، إلا أنه يخفف للازدواج، أي: أحْسَنَ ظَن. قلنا: قد وقع في "سنن" ابن ماجه: أهناه، وقال السندي في شرحه: أهنأ في الأصل بالهمزة، اسم تفضيل من هنأ الطعام: إذا ساغ، أو جاء بلا تعب، ولم يعقبه بلاء، لكن قلبت همزته ألفاً للازدواج والمشاكلة. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عون -وهو ابن عبد الله بن عتبة بن= الحديث: 3645 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 156 3646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا، حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرٍ سُوءٍ، قُلْنَا: وَمَا هَمَمْتَ بِهِ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ " (1) 3647 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي زُبَيْدٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ،   = مسعود- لم يسمع من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات، يحيى بن سعيد: هو القطان، وابن عجلان: هو محمد. وأخرجه ابن ماجه (19) من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن ابن عجلان، به، وهو من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه الدارمي 1/145 من طريق عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عجلان، به. وله شاهد صحيح من حديث علي تقدم برقم (986) وشرحت ألفاظه هناك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه مسلم (773) (204) ، وابن ماجه (1418) ، والترمذي في "الشمائل" (272) ، وأبو يعلى (5165) ، وابن خزيمة (1154) ، وابن حبان (2141) ، من طريقين عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3766) و (3937) و (4199) . الحديث: 3646 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 157 وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: أَنْتَ (1) سَمِعْتَ مِنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: نَعَمْ (2) 3648 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي   (1) في (س) و (ظ1) : آنت. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 13/185 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (248) ، والبخاري في "صحيحه" (48) ، وفي "الأدب المفرد" (431) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122، وأبو عوانة 1/24، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/365، والشاشي (582) و (583) ، وابن حبان (5939) ، وابن منده (654) و (655) ، والبيهقي في "الآداب" (142) ، وفي "الشعب" (6662) ، والبغوي (3548) ، من طرق عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (64) (116) ، وابن منده في "الإيمان" (656) ، من طريق محمد بن طلحة بن مصرف، عن زبيد اليامي، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/229 من طريق حماد بن سلمة، وأبو يعلى (4991) من طريق المعتمر بن سليمان، كلاهما عن سليمان التيمي، عن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن مسعود، لكنه عند البخاري موقوف وأخرجه موقوفا أثناء خطبة طويلة ابن أبي شيبة 13/295-297 عن عبد الله بن نمير، عن سفيان، عن عبد الله بن عائش، عن إياس، عن عبد الله. وسيأتي برقم (3903) و (4126) و (4178) و (4345) ، ومن طريق آخر برقم (3957) و (4262) و (4394) . وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص تقدم برقم (1519) و (1537) . وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (3940) ، وأبي يعلى (6052) . الحديث: 3648 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 158 الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ، وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ " قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَإِيَّايَ، وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِحَقٍّ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجعد والدِ سالم، واسمه رافع، فمن رجال مسلم. يحيى: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه الدارمي 2/306، والطبراني في "الكبير" (10523) ، وأبو نعيم في "الدلائل" 1/235، من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2814) (69) ، وأبو يعلى (5143) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/29، والشاشي (824) ، وابن حبان (6417) ، والطبراني في "الكبير" (10522) و (10524) ، من طرق عن منصور، به. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/101 من طريق شعبة، عن منصور، به، بلفظ: "ما منكم من أحد إلا له شيطان"، فقالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ فقال: "ولا أنا، ولكن الله أعانني بإسلامه، أو أعانني عليه حتى أسلم". قال البيهقي: قوله في هذه الرواية: "ولكن الله أعانني بإسلامه" إن كان هو الأصل يؤكد قول من زعم أن قوله: "فأسلم" من الإسلام، دون السلامة، وكأن شعبة أو من دونه شك فيه. وذهب محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله إلى أنه من الإسلام، واستدل بقوله: "فلا يأمرني إلا بخير"، قال: ولو كان على الكفر لم يأمر بخير. وزعم أبو سليمان الخطابي رحمه الله أن الرواة يروون "فأسلمَ" من الإسلام، إلا سفيان بن عيينة، فإنه كان يقول: "فأسْلَم"، أي: أجد السلامة منه، وقال: إن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 159 3649 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّ مُجَاهِدًا، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ لَيْلَةَ عَرَفَةَ قَبْلَ يَوْمِ عَرَفَةَ إِذْ سَمِعْنَا حِسَّ الْحَيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْتُلُوا " قَالَ: فَقُمْنَا، قَالَ: فَدَخَلَتْ شَقَّ جُحْرٍ، فَأُتِيَ بِسَعَفَةٍ فَأُضْرِمَ فِيهَا نَارًا، وَأَخَذْنَا عُودًا، فَقَلَعْنَا عَنْهَا بَعْضَ الْجُحْرِ، فَلَمْ نَجِدْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعُوهَا، وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ،   = الشيطان لا يسلم قط. وسيأتي برقم (3779) و (3802) و (4392) . قال السندي: قوله: قالوا: وإياك: قيل: هو من استعارة المنصوب المنفصل مقام المرفوع المنفصل، واستعارة أحدهم موضع الآخر شائعة. وفي الباب عن عائشة عند مسلم (2815) . وعن ابن عباس تقدم برقم (2323) . وعن شريك بن طارق عند ابن حبان (6416) ، والطبراني في "الكبير" (7222) و (7223) . وعن المغيرة بن شعبة عند الطبراني في "الكبير" 20/ (107) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/225، وقال: وفيه أبو حماد المفضل بن صدقة، وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عند البزار (2438) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/225، وقال: وفيه إبراهيم بن صرمة، وهو ضعيف. وعن أسامة بن شريك عند الطبراني في "الكبير" (494) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/225، وقال: فيه المفضل بن صالح، وهو ضعيف. وعن جابر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/30. الحديث: 3649 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 160 كَمَا وَقَاكُمْ شَرَّهَا " (1) 3650 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (2) ، قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ " فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ " (3)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن جرَيج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز-، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- قد صرحا بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسهما. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومجاهد: هو ابن جبر. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/209 من طريق يحيى، بهذا الإِسناد. وأخرجه أبو يعلى (5001) ، والطبراني في "الكبير" (10157) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/207، والبيهقي في "السنن" 5/210 من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وعند أبي يعلى أقحم اسم جابر في الإِسناد، وتقدم برقم (3574) . قوله: "فأتي بسَعَفَة": على بناء المفعول، والسعَفَة، بفتحتين: أغصان النخيل، وقيل: إذا يبست سميت سَعَفَة، وإذا كانت رطبة فهي شطبة. فأضرم، أي: أمر بإضرام النار. قاله السندي. (2) في (ص) : عن أبي مسعود، وهو خطأ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وقيس: هو ابن أبي حازم البَجَلي. وأخرجه البخاري (5071) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً ومختصرا: الشافعي 2/13 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (14048) ، والحميدي (100) ، والبخاري (5075) و (4615) ، ومسلم (1404) = الحديث: 3650 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 161 3651 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا، وَيُعَلِّمُهَا النَّاسَ " (1)   = (11) ، والنسائي في "الكبرى" (11150) ، وأبو يعلى (5382) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/24، والبيهقي في "السنن" 7/79 و201، من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وسيأتي برقم (3706) و (4302) ، ومطولاً برقم (3986) و (4113) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه البخاري (1409) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1205) ، وحسين المروزي في "زوائده" عليه (994) ، والحميدي (99) ، وهناد في "الزهد" (1389) ، والبخاري (73) و (7141) و (7316) ، ومسلم (816) (268) ، والنسائي في "الكبرى" (5840) ، وابن ماجه (4208) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/696، والفريابي في "فضائل القرآن" (103) و (104) ، وأبو يعلى (5078) و (5186) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/190، والشاشي (749) ، وابن حبان (90) ، والطبراني في "الأوسط" (1733) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/363، والبيهقي في "السنن" 10/88 وفي "شعب الإيمان" (7528) ، والخطيب في "الكفاية" ص 36-37، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 14، والبغوي في "شرح السنة" (138) ، من طزق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وأخرجه الطيالسي (369) عن المسعودي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله، مرفوعاً بنحوه.= الحديث: 3651 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 162 3652 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي يَعْلَى، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا،   = وسيأتي برقم (4109) . وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (5025) ، ومسلم (815) (266) و (267) ، سيرد 2/9 و36 و152. وعن أبي هريرة عند البخاري (5026) ، سيرد 2/479. وعن أبي سعيد، سيرد ضمن مسند أبي هريرة 2/479. وعن يزيد بن الأخنس، سيرد 4/104، 105. وعن عمرو بن العاص عند ابن المبارك في "الزهد" (1204) . وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 3/108، وقال: ورجاله موثقون. وعن سمرة بن جندب عند الطبراني في "الكبير" (7064) ، ذكره الهيثمي فى "المجمع" 2/256، وقال: وفي إسناده بعض ضعف، ورواه البزار بإسناد ضعيف. وعن أنس في "تاريخ جرجان" ص 313. قوله: "لا حسد إلا في اثنين": قال السندي: الحسد: تمني زوال نعمة الغير عنه، وهو مذموم مطلقاً، إلا إذا كان صاحبها يستعين بها على المعصية، فهو غير مراد هاهنا، فالمراد هاهنا الغِبْطَة، وهو أن يتمنى حصول مثل نعمة الغير لنفسه، من غير أن يتمنى زوالها عنه، وهو جائز، والحديث لإفادة أنه لا ينبغي ذلك إلا في معالى الأمور. والله تعالى أعلم. وقوله: "في اثنين": معظم الروايات: "اثنتين" بتاء التأنيث، أي: لا حسد محمود في شئ إلا في خصلتين. قوله: "ويعلمها الناس"، جاء في (ظ14) و (س) : "ويعلمها" دون لفظ: "الناس". وكتب في هامش (س) . الحديث: 3652 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 163 وَخَطَّ خَطًّا وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَخُطُوطًا إِلَى جَنْبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَخَطٌّ خَارِجٌ مِنَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " هَذَا الْإِنْسَانُ، الْخَطُّ الْأَوْسَطُ، وَهَذِهِ الْخُطُوطُ الَّتِي (1) إِلَى جَنْبِهِ (2) : الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، إِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا، أَصَابَهُ هَذَا، وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ: الْأَجَلُ الْمُحِيطُ بِهِ، وَالْخَطُّ الْخَارِجُ: الْأَمَلُ " (3)   (1) في (ق) : الذي. (2) في هامش (س) : جانبه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبوه: هو سعيد بن مسروق الثوري، وأبو يعلى: هو المنذر بن يعلى الثوري. وأخرجه البخاري (6417) ، والترمذي (2454) ، والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف" (9200) -، وابن ماجه (4231) ، والدارمي 2/304، وأبو يعلى (5243) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/116-117، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/126، من طريق يحيى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: صحيح، وقال أبو نعيم: صحيح متفق على صحته، لم يروه عن الربيع إلا منذر. وأخرجه الشاشي (799) من طريق سفيان بن عقبة، والبيهقي في "شعب الإِيمان" (10255) من طريق قبيصة بن عقبة، كلاهما عن سفيان، به. وأخرجه مختصراً بنحوه وكيع في "الزهد" (190) ، من طريق فطر عن أبي يعلى، به. وفي الباب عن أنس عند البخاري (6418) ، سيرد بنحوه 3/123. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/18.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 164 3653 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ كَفَّارَتِهَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلِي هَذِهِ؟ قَالَ: " لِمَنْ عَمِلَ كَذَا (1) مِنْ أُمَّتِي " (2)   = قوله: "الأعراض"، أي: الأمور التي تعرض له من البلايا والمصائب. تنهشه: نهشه، بالمعجمة، كمنعه: لسعه وعضه، أو أخذه بأضراسه، وبالمهملة: أخذه بأطراف الأسنان. (1) لفظ: "كذا" سقط من (ظ14) ، ومن نسخة السندي شارح المسند. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن مَل. وأخرجه الترمذي (3114) ، وأبو يعلى (5240) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13830) ، وفي "التفسير" ج1/ق2/313، والبخاري (526) و (4687) ، ومسلم (2763) (39) و (40) و (41) ، والنسائي في "الكبرى" (7326) و (11247) -وهو في "التفسير" (267) -، وابن ماجه (1398) و (4254) ، والطبري في "التفسير" (18676) ، وابن خزيمة (312) ، وابن حبان (1729) ، والطبراني في "الكبير" (10560) ، والبيهقي في "السنن" 8/241، والواحدي في "أسباب النزول" ص 269، والبغوي (346) من طرق عن سليمان التيمي، به. وسيأتي برقم (3854) و (4250) و (4290) و (4291) و (4325) . وفي الباب عن ابن عباس سلف (2206) .= الحديث: 3653 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 165 3654 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ عَنْ سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ - أَوْ قَالَ: يُنَادِي - لِيَرْجِعَ قَائِمُكُمْ، وَيَنْتَبِهَ (1) نَائِمُكُمْ، لَيْسَ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا - وَضَمَّ يَدَهُ وَرَفَعَهَا -، وَلَكِنْ حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا " وَفَرَّقَ يَحْيَى بَيْنَ السَّبَّابَتَيْنِ (2)   = وعن معاذ، سيرد 5/244. وعن أبي اليَسَر عند الترمذي (3115) ، وقال: حسن صحيح، والنسائي في "التفسير" (268) . وعن يحيى بن جعدة، عن رجل من الصحابة عند عبد الرزاق (13831) ، والطبري (18683) . وعن فلان بن معتب رجل من الأنصار، ذكره ابن كثير في "التفسير" 4/287، والسيوطي في "الدر المنثور" 3/353. وعن بريدة عند ابن مردويه، كما في "الدر المنثور" 3/353. (1) أثبتها الشيخ أحمد شاكر: وينَبه، من النسخة الكتانية، وجميع النسخ الخطية عندنا كما أثبتناه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والتيمي: هو سليمان بن طَرْخان، وأبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن مل. وأخرجه البخاري (7247) ، وأبو داود (2347) ، والنسائي في "المجتبى" 4/184، وفي "الكبرى" (2480) ، وابن ماجه (1696) ، وابن حبان (3472) ، من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (350) ، وابن أبي شيبة 3/9، والبخاري (621) و (5298) ، ومسلم (1093) (39) و (40) ، وأبو داود (2347) ، والنسائي في "المجتبى" 2/11، وابن الجارود في "المنتقى" (154) و (382) ، وابن خزيمة (402) = الحديث: 3654 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 166 قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " هَذَا الْحَدِيثُ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَحَدٍ " 3655 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ " أَلَا هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ " ثَلَاثَ مِرَارٍ (1) " قَالَ يَحْيَى: فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ "   = و (1928) ، وأبو عوانة 1/373، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/139، والشاشي (774) ، والطبراني في "الكبير" (10558) ، والبيهقي في "السنن" 1/381 و4/218 من طرق عن سليمان التيمي، به. وسيأتي برقم (3717) و (4147) . وفي الباب عن أنس عند ابن أبي شيبة 3/9، سيرد 3/140. وعن سمرة بن جندب عند مسلم (1094) ، سيرد 5/13. وعن ابن عمر وعائشة عند البخاري (622) ، (623) و (1918) و (1919) . وعن سلمان عند الطبراني (6135) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/153-154، وقال: فيه سهل بن زياد، وثقه أبو حاتم، وفيه كلام لا يضر. قوله: "ليرجع قائمكم"، قال السندي: المشهور أنه من الرجع المتعدي، و"قائمكم" بالنصب، أي: يَرد قائمَكم إلى حاجته قبل الفجر، والأظهر أنه من اللازم، و"قائمكم" بالرفع، على نسخة. قلنا: رواية البخاري في النسخة اليونينية ضبطت بالنصب. وينتبه: من الانتباه، للتناسب، ومن المتعدي على نسخة: وينبه، من التنبيه. ليس: أي: ظهور الفجر. أن يقول هكذا: أي: أن يظهر هكذا. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن عتيق، وطلق بن حبيب، فمن رجال مسلم. ابن جريج -وهو عبد= الحديث: 3655 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 167 3656 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ "، قُلْتُ: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: " حَتَّى يَقُومَ " (1)   = الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، ويحيى بن سعيد: هو القطان. وأخرجه مسلم (2670) (7) ، وأبو داود (4608) ، وأبو يعلى (5004) و (5242) ، والطبراني في "الكبير" (10368) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 12/42، من طريق يحيى، بهذا الإسناد. ولفظه عند المزي: ألا هلك المتكبرون. وأخرجه مسلم (2670) ، وأبو يعلى (5007) ، والبغوي (3396) ، من طريق حفص بن غياث، عن ابن جريج، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/251، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. قوله: "المتنطعون"، قال البغوي: المتنطع: المتعمق في الكلام الغالي، ويكون الذي يتكلم بأقصى حلقه، مأخوذ من النطع. وقال السندي: المتنطعون: المتكلفون في القول أو الفعل. (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه أبو يعلى (5232) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. ولفظه: على الجمر، بدل على الرضف. وهما بمعنى. وأخرجه الطيالسي (331) ، وأبو داود (995) ، والترمذي (366) ، وأبو يعلى (5232) ، والشاشي (924) و (926) و (927) و (928) ، والحاكم 1/269، من= الحديث: 3656 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 168 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. قلنا: قد ورد عنده التصريح بأن السائل: حتى يقوم؟ إنما هو شعبة، والمراد بذلك مقدار القعود في الركعتين الأوليين، وبذلك ترجم له الترمذي، وسيرد التصريح بذلك في الروإية الآتية برقم (4155) . قال الترمذي عقب الحديث: والعمل على هذا عند أهل العلم، يختارون ألا يطيل الرجل القعود في الركعتين الأوليين، ولا يزيد على التشهد شيئاً، وقالوا: إن زاد على التشهد فعليه سجدتا السهو. هكذا روي عن الشعبي وغيره. وأخرجه الشافعي 1/96 (بترتيب السندي) ، والنسائي في "المجتبى" 2/243، وفي "الكبرى" (764) ، والشاشي (923) ، والبيهقي في "السنن" 2/134، والبغوي (670) ، من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، به. وذكره الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/263، وأنه رواه الشافعي وأحمد والأربعة والحاكم من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، وأنه منقطع، لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. قلنا: قوله: والأربعة، فيه تجوز، لأن المزي لم يذكر ابن ماجه في "التحفة"، ولم نجده في مطبوع "سننه". ثم قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة [1/295] من طريق تميم بن سلمة: كان أبو بكر إذا جلس في الركعتين كأنه على الرضف [يعني: حتى يقوم] ، إسناده صحيح. وعن ابن عمر نحوه. وسيأتي برقم (3895) و (4074) و (4155) و (4388) و (4389) و (4390) . قال السندي: قوله: كان في الركعتين: أي: في الجلوس عنهما في غير الثنائية. على الرضف، بفتح فسكون: هي الحجارة المحماة على النار، واحدها رَضْفَة، وهو كناية عن التخفيف في الجلوس.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 169 3657 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ لَيْلًا، فَنَزَلْنَا دَهَاسًا مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: " مَنْ يَكْلَؤُنَا (1) ؟ " فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا، قَالَ: " إِذًا تَنَامَ "، قَالَ: لَا، فَنَامَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَاسْتَيْقَظَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فِيهِمْ عُمَرُ، فَقَالَ: أَهْضِبُوا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " افْعَلُوا مَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ "، فَلَمَّا فَعَلُوا، قَالَ: " هَكَذَا فَافْعَلُوا، لِمَنْ نَامَ مِنْكُمْ أَوْ نَسِيَ " (2)   = حتى يقوم، أي: كأنه على الرضف حتى يقوم منه. (1) في (ق) : من يطوفنا، وفي (م) : من يطرنا، وكلاهما تصحيف. (2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي علقمة -وهو الثقفي-، ذكره غير واحد في الصحابة، ولا تصح له صحبة. جزم بذلك أبو حاتم وغيره. وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10549) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (377) ، والطبري في "التفسير" 26/69 [الفتح: 1] ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/465-466، والشاشي (839) ، والبيهقي في "السنن" 2/218، من طرق عن شعبة، به. ووقع عند الطحاوي والشاشي: في غزوة تبوك. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10549) من طريق سفيان الثوري، عن جامع بن شداد، به. وسيرد بإسنادين آخرين برقم (3710) و (4307) ، ومطولاً من طريق شعبة، به، برقم (4421) .= الحديث: 3657 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 170 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والذي حرس المسلمين في هذه الرواية هو بلال، وسيأتي في الرواية (3710) أنه حرسهم عبد الله بن مسعود، وهي رواية ضعيفة، خالف فيها المسعوديُّ شعبة. وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (680) ، سيرد 2/428، 429. وعن عمران بن حصين عند البخاري (344) ، ومسلم (682) ، سيرد 4/434 و441. وعن جبير بن مطعم، سيرد 4/81. وعن ذي مخبر ابن أخي النجاشي، سيرد 4/90، 91. وعن أبي قتادة عند البخاري (595) ، سيرد 5/298. وعن عمرو بن أمية الضمري عند أبي داود (444) . وعن مالك بن ربيعة السلولي عند النسائي في "المجتبى" 1/297، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/465. وعن ابن عباس عند النسائي في "المجتبى" 1/299. وعن أبي جحيفة عند أبي يعلى (895) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (268) . وعن أنس عند الدولابي في "الكنى" 2/45-46. وعن بلال عند ابن خزيمة (998) ، وإسناده منقطع. قال السندي: قوله: "دَهَاساً": الدهَاس، كالسحاب، ما لان من الأرض، ولم تكن رملاً. من يكلؤنا، أي: من يحفظ وقت الصلاة لنا. إذن تنام، أي: حين اعتمدت على نفسك، أو اعتمدنا عليك، فلا يتم الأمر. فنام، أي: بلال كما نام القوم. فقال، أي: عمر. اهضبوا: من هضب، كضرب، أو أهضب. في "النهاية": قال عمر ذلك لكي ينتبه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: تكلموا وامضوا، يقال: هضب في الحديث وأهضب: إذا اندفع فيه، كرهوا أن يوقظوه، فأرادوا أن يستيقظ بكلامهم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 171 3658 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي زُبَيْدٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ " (1) 3659 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وابراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابن الأجدع الهمْداني. وأخرجه الترمذي (999) ، والنسائي في "المجتبى" 4/20، وفي "الكبرى" (1989) ، وابن ماجه (1584) ، وابن الجارود في "المنتقى" (516) ، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (1294) و (3519) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/134-135، والشاشي (384) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/39، والبيهقي في "السنن" 4/64، من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/149 من طريق منصور، عن زبيد، به. وسيأتي من طريق سفيان برقم (4215) ، ومن طريق الأعمش برقم (4111) و (4361) و (4430) . وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند مسلم (104) ، سيرد 4/396 و404 و416. وعن أبي أمامة عند ابن ماجه (1585) ، وابن حبان (3156) . قوله: "ليس منا": من أهل طريقتنا وسنتنا. والمقصود أن هذا الفعل خارج من طريقتنا. قاله السندي. الحديث: 3658 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 172 قَالَ عَبْدُ اللهِ: " أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ خَمْسٍ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد يحتمل التحسين، وحسنه ابن كثير في "التفسير"، عبد الله بن سَلِمَة: هو المرادي الكوفي، روى له أصحاب السنن، ووثقه العجلي ويعقوب بن شيبة، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/12، وقال: يخطئ، وقال شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا، فتعرف وتنكر، كان قد كبر، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/99: لا يتابع على حديثه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي. وأخرجه الطيالسي (385) ، والشاشي (887) ، من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5153) ، والطبري في "التفسير" 21/89 من طريقين عن عمرو بن مرة، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/263، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح! وسيأتي برقم (4167) و (4253) . وله شاهد مرفوع بإسناد صحيح على شرط الشيخين من حديث ابن عمر سيأتي 2/85-86. قوله: "مفاتيح كل شيء": قال السندي: يريد علم كل شيء، والظاهر أن المراد به الخصوص، وإن كان مقتضى الاستثناء العموم، وإلا للزم أن يكون علمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير متناه، وأن يكون عالماً بالغيب، وقد قال تعالى: (قل لا يعلم من في= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 173 3660 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُكَبِّرُ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ، وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدَّيْهِ - أَوْ خَدِّهِ - " وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَفْعَلَانِ ذَلِكَ (1)   = السموات والأرض الغيب إلا الله) ، فليتأمل، والظاهر أن للموقوف في مثله حكم الرفع. (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زهير -وهو ابن معاوية- سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد اختلاطه، لكنه متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو القطان، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه بتمامه النسائي في "المجتبى" 2/205، وفي "الكبرى" (670) ، وأبو يعلى (5128) ، من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (279) ، والنسائي في "المجتبى" 2/205 و203 و3/62، وفي "الكبرى" (670) و (728) و (1242) ، وأبو يعلى (5128) و (5334) ، والطبراني في "الكبير" (10172) ، والدارقطني في "السنن" 1/357، والبيهقي في "السنن" 2/177 من طرق عن زهير، به. قال البيهقي: وكان أبو الحسن الدارقطني رحمه الله يستحسن هذه الرواية، ويقول: هي أحسنها إسناداً. قلنا: كلام الدارقطني هو في "سننه" 1/357. وقوله: "يكبر في كل خفض ورفع ... ". أخرجه الدارمي 1/285، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/220، من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن زهير، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/239-240، والترمذي (253) ، والنسائي في= الحديث: 3660 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 174 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = "المجتبى" 2/233، وأبو يعلى (5101) ، من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، عن أبي إسحاق، به. وسقط من إسناد أبي يعلى الأسود وعلقمة. قال الترمذي: حديث عبد الله بن مسعود حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم، ومن بعدهم من التابعين، وعليه عامة الفقهاء والعلماء. قال: وفي الباب عن أبي هريرة، وأنس، وابن عمر، وأبي مالك الأشعري، وأبي موسى، وعمران بن حصين، ووائل بن حجر، وابن عباس. قلنا: حديث ابن عباس سلف (3301) . وحديث أبي هريرة، سيرد 2/270. وحديث وائل بن حجر، سيرد 4/316 وحديث أبي مالك الأشعري، سيرد 5/342 و343 و344. قوله: "ويسلم عن يمينه وعن يساره" .... أخرجه ابن أبي شيبة 1/299، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/268 من طرق عن زهير، به. وعلقه أبو داود عقب الحديث (996) ، وقال: شعبة كان ينكر هذا الحديث حديث أبي إسحاق أن يكون مرفوعاً. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10175) من طريق خالد بن ميمون، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن ابن مسعود. وأخرجه الطبراني أيضا (10176) من طريق عبد الملك بن الحسين، عن أبي إسحاق، عن الأسود وعلقمة ومسروق وعبيدة، عن ابن مسعود. وأخرجه أبو يعلى بنحوه (5051) ، والطبراني في "الكبير" (10191) ، من طريق عبد الملك بن الوليد بن معدان، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود. وعبد الملك ضعيف. قال الترمذي: وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وجابر بن سمرة، والبراء، وأبي سعيد، وعمار، ووائل بن حجر، وعدي بن عميرة، وجابر بن عبد الله. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 175 3661 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَاكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ، أَوِ السَّوْدَاءِ (1) فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَحْمَرَ " (2)   = والحديث بتمامه سيأتي من طريق زهير برقم (4055) ، ومن طريق إسرائيل برقم (3972) . وقسم التكبير منه، سيرد برقم (4224) و (4225) . وقسم التسليم، سيرد برقم (3699) و (3702) و (3736) و (3849) و (3879) و (3887) و (3888) و (3933) و (4172) و (4241) و (4280) و (4432) ، وانظر (4239) . قوله: "يكبر في كل خفض ورفع": أي: ما عدا الرفع من الركوع. (1) في (ظ14) : السواد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأودي. وأخرجه الطيالسي (324) ، ومن طريقه الترمذي (2547) ، وأبو عوانة 1/87-88، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/155، وابن منده في "الإيمان" (985) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/152، والبيهقي في "السنن" 3/180.= الحديث: 3661 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 176 3662 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُصَلِّي، فَقَالَ: " سَلْ تُعْطَهْ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ " فَابْتَدَرَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا،   = وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/155 من طريق وهب بن جرير، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (64) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه هناد في "الزهد" (195) ، والبخاري (6642) ، ومسلم (221) (376) و (378) ، وأبو يعلى (5386) ، والطبري في "التفسير" 17/112، وأبو عوانة 1/88، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/155-156، والشاشي (674) ، وابن حبان (7245) و (7458) ، وابن منده في "الإيمان" (986) و (987) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (65) ، من طرق عن أبي إسحاق، به. وسيرد من طريق شعبة برقم (4166) ، ومن طريق إسرائيل برقم (4251) . وانظر (3677) و (4328) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (3348) و (6530) ، ومسلم (222) ، سيرد 3/32، 33. وعن عمران بن حصين، سيرد 4/432. وعن جابر، سيرد 3/346 و383. وعن أبي هريرة مختصراً عند البخاري (6529) ، سيرد 2/378 و391. وعن أبي الدرداء مختصراً، سيرد 6/441. قوله: "أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة": قال السندي: قد جاء ما يدل على أنهم ثلثان، والظاهر أنه قال هذا عن رجاء، ثم ظهر له أن الأمر فوق ما رجا، فأخبر بذلك. والله تعالى أعلم. في الشرك، أي: في جنب أهل الشرك الذين كانوا في الأمم السابقة، فبين أن الغالب على السابقين هو الشرك، بخلاف هذه الأمة. والله تعالى أعلم. الحديث: 3662 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 177 قَالَ عُمَرُ: مَا بَادَرَنِي أَبُو بَكْرٍ إِلَى شَيْءٍ، إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، فَسَأَلَاهُ عَنْ قَوْلِهِ، فَقَالَ: " مِنْ دُعَائِي الَّذِي لَا أَكَادُ أَدَعُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَبِيدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْفَدُ (1) ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ، جَنَّةِ الْخُلْدِ " (2) 3663 - سَمِعْتُ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ:   (1) في هامش (س) : لا تفنى. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود-، لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الطيالسي (340) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/127، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8413) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/332، والنسائي في "الكبرى" (1075) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (869) -، والطبراني في "الكبير" (8416) ، من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، به. وسيأتي من طريق أبي عبيدة برقم (3797) و (4165) ، وبإسناد حسن برقم (4255) و (4340) و (4341) . وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب عند الحاكم 3/317، وصححه، ووافقه الذهبي وآخر -عدا الدعاء- صحيح من حديث عمر تقدم برقم (175) و (265) . وقوله: "اللهم إني أسألك نعيماً لا يبيد، وقرة عين لا تنفد" جاء من حديث عمار بن ياسر عند النسائي في "المجتبى" 3/55 أنه من دعاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 3663 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 178 سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا "، قَالَ: قُلْنَا: وَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ " (1) 3664 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ، فَجِئْنَا نَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَلَمَّا رَكَعَ النَّاسُ، رَكَعَ عَبْدُ اللهِ وَرَكَعْنَا مَعَهُ، وَنَحْنُ نَمْشِي، فَمَرَّ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ، وَهُوَ رَاكِعٌ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، سَأَلَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: لِمَ قُلْتَ حِينَ سَلَّمَ عَلَيْكَ الرَّجُلُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ، إِذَا كَانَتِ التَّحِيَّةُ عَلَى الْمَعْرِفَةِ " (2)   (1) مكرر (3641) سنداً ومتناً. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، لضعف مجالد: وهو ابن سعيد الهمْداني، وقد أخرج له مسلم مقروناً بغيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي، والأسود بن يزيد: هو النخعي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9491) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/5 و4/385 من طريق عمر بن عبد الرحمن الأبار، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق أو غيره -كذا قال عمر-، عن عبد الله، به.= الحديث: 3664 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 179 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/5 و4/385 من طريق حماد بن سلمة، والطبراني في "الكبير" (9490) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2407، من طريق عمر بن المغيرة، كلاهما عن أبي حمزة الأعور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. وعمر بن المغيرة نقل الذهبي في "الميزان" عن البخاري قوله فيه: منكر الحديث، مجهول. وأبو حمزة الأعور -وهو ميمون-: ضعيف. وأخرجه مطولاً أيضاً الطبراني في "الكبير" (9489) ، وابن خزيمة (1326) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (8778) ، من طريق الحسن بن بشر بن سَلْم البجلي، عن الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، قال: لقي ابن مسعود.. فذكر الحديث. وإسناده ضعيف لضعف الحكم بن عبد الملك. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (5137) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9486) عن سفيان الثوري، عن حصين، عن عبد الأعلى، عن ابن مسعود، موقوفاً. وأخرجه موقوفاً أيضا ًالشاشي (400) من طريق إسرائيل، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق، عن عبد الله. وأخرجه مطولاً موقوفاً الحاكم 4/446 من طريق شعبة، عن حصين، عن عبد الأعلى بن الحكم -رجل من بني عامر-، عن خارجة بن الصلت البرجمي، عن عبد الله بن مسعود. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وقد أسند هذه الكلمات بشير بن سلمان (في المطبوع: سليمان، وهو خطأ) في روايته، ثم صار الحديث برواية شعبة هذه صحيحاً، ولم يخرجاه، فأعله الذهبي بأنه موقوف. قلنا: وعبد الأعلى بن الحكم لا يعرف حاله. وسيأتي برقم (3848) ، وبإسناد حسن برقم (3870) مطولاً، و (3982) . وفي الباب عن العداء بن خالد عند الطبراني في "الكبير" 18/ (17) ، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/329، وقال: وفيه من لم أعرفهم. قوله: "وركعنا معه ونحن نمشي": قال السندي: أي: ركعنا دون الصف، ثم مشينا حتى لحقنا الصف، وفي بعض النسخ: ونحن عشر، فخص الرجل عبد الله= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 180 3665 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ، فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا، فَيُقْبَضُ مِنْهَا، قَالَ: {إِذْ يَغْشَى} [النجم: 16] السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، قَالَ: فِرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: " فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ (1) ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا الْمُقْحِمَاتُ " (2)   = بالسلام من بين عشر. (1) في (ظ14) : فأعطي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أعطي: الصلوات الخمس ... (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وطلحة: هو ابن مصرف، ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني المعروف بمرة الطيب. وأخرجه مسلم (173) (279) ، وأبو يعلى (5303) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/460، ومسلم (173) (279) و (3276) ، والنسائي في "المجتبى" 1/223-224، وفي "الكبرى" (315) ، والطبري في "التفسير" 27/52 و55 والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/474، من طرق عن مالك بن مغول، به. وأخرجه الترمذي (3276) من طريق مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف بإسقاط الزبير بن عدي، وهي صحيحة أيضاً، فإن مالك بن مغول روى عن طلحة مباشرة، فتكون الرواية السالفة من المزيد في متصل الأسانيد. وقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.= الحديث: 3665 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 181 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه بنحوه مختصراً أبو عبيد القاسم بن سلام في "فضائل القرآن" ص 124 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والفريابي في "فضائل القرآن" (56) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن مرة بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود، موقوفاً، بلفظ: "خواتيم سورة البقرة أنزلت من كنز تحت العرش". وهذا اللفظ له شاهد من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/147 و158. وآخر من حديث أبي ذر، سيرد 5/151 و180. وثالث من حديث حذيفة، سيرد 5/383. قوله: "في السماء السادسة": قال السندي: قد جاء أنها في السابعة، ووفق بينهما بأن أصلها في السادسة، ومعظمها في السابعة. فَيَيقْبَض: قال الطيبي: لعل القابض غير الصاعد بالأعمال من الملائكة، وكذا النازل. وأعطي خواتيم سورة البقرة: قال السندي: قلت: لعل المراد قدر له إعطاؤها، وقيل له: إنها ستنزل عليك، فلا ينافي هذا ما جاء من أنه لما اشتد عليهم قوله تعالى: (إن تبدوا ما في أنفسكم ... ) الآية، نزل: (آمن الرسول) إلى آخر السورة، وقد تقدم ذلك في مسند ابن عباس. وقيل: بل معناه أنه وعد له باستجابة ما فيها من الدعاء لمن يدعو به من الأمة. والله تعالى أعلم. المقْحِمات: بضم ميم، وسكون قاف، وكسر مهملة، والمراد الكبائر التي تدخل الناس النار، ولعل المراد أن الله تعالى لا يؤاخذهم بكلها، بل لا بد أن يغفر لهم بعضها، فإن شاء غفر لهم كلها. قال النووي: أريدَ بالغفران أنه لا يخلد صاحبها في النار، لا أنه لا يعذب أصلاً، وإلا فقد جاء عذاب العصاة، أو المراد أنه يغفر لبعض الأمة الكبائر، وهو مخصوص بهذه الأمة. قلت (يعني السندي) : ولعله إن كان هناك تأويل فما ذكرت أقرب، وإلا فتفويض هذا الأمر إلى علمه تعالى أولى. والله تعالى أعلم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 182 3666 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةً (1) سَيَّاحِينَ، يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ " (2)   (1) وقع في (م) : إن لله ملائكة في الأرض. وكذلك وردت في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن السائب -وهو الكندي الكوفي-، وغير زاذان -وهو أبو عمر الكندي-، فهما من رجال مسلم. ابن نمير: هو عبد الله، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1028) ، وعبد الرزاق (3116) ، والنسائي في "المجتبى" 3/43، وفي "عمل اليوم والليلة" (66) ، والدارمي 2/317، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (21) ، والبزار (845) (زوائد) ، والشاشي (825) و (826) ، والطبراني في "الكبير" (10529) و (10530) ، والحاكم في "المستدرك" 2/421، وأبو نعيم في "الحلية" 4/200-201، و"أخبار أصبهان" 2/205، والبغوي في "شرح السنة" (687) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال البزار: لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير (10528) ، والحاكم 2/421، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/205، من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن عبد الله بن السائب، به. قال الحاكم: فأما حديث الأعمش عن عبد الله بن السائب فإنا لم نكتبه إلا بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1582) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/104 من طريقين عن عبد الله بن السائب، به. وسيأتي برقم (4210) و (4320) . الحديث: 3666 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 183 3667 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ " (1) 3668 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، لِتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي. وأخرجه الشاشي (515) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6488) ، والشاشي (514) ، والخطيب في "تاريخه" 11/388، والبغوي في "شرح السنة" (4174) ، من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (3923) و (4216) . قوله: "من شراك نعله": يحتمل أن المراد بيان أن استحقاق كل منهما يحصل بأدنى شيء من قول أو فعل لا يبالي به صاحبه، أو بيان قرب الموت الموصل لصاحب الجنة إليها، ولصاحب النار إليها. والله تعالى أعلم. قاله السندي. والشَراك: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. "النهاية". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي. وأخرجه الشاشي (539) ، والبيهقي في "السنن" 6/23 من طريق ابن نمير شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3609) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 3667 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 184 3669 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ دُونَ الْجَنَّةِ " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان الأزدي، وعمرو بن قيس: هو الملائي، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل. وأخرجه ابن حبان (3693) ، والطبراني في "الكبير" (10406) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/110، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: غريب من حديث عاصم، تفرد به عنه عمرو بن قيس الملائي. وأخرجه ابن أبي شيبِة 4/1/74، والترمذي (810) ، والنسائي في "المجتبى" 5/115-116، وفي "الكبرى" (3610) ، وأبو يعلى (4976) و (5236) ، والطبري في "تفسيره" (3956) ، وابن خزيمة (2512) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/124، والشاشي (587) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/110، والبغوي (1843) من طرق عن سليمان أبي خالد الأحمر، به. قال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح غريب، من حديث ابن مسعود. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (3957) من طريق الحكم بن بشير، عن عمرو بن قيس، به. وفي الباب عن عمر تقدم برقم (167) . وعن عامر بن ربيعة، سيرد 3/446 و447.= الحديث: 3669 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 185 3670 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ (1) عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: " نَحْوًا مِنْ ذَا أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَا " (2)   = وعن ابن عباس عند النسائي في "المجتبى" 5/115، والطبراني (11196) و (11428) . وإسناده صحيح. وعن جابر عند البزار (1147) (زوائد) ، قال الهيثمي في "المجمع" 3/277: رجاله رجال الصحيح خلا بشر بن المنذر ففي حديثه وهم. قاله العقيلي، ووثقه ابن حبان. وعن جابر أيضاً عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 3/278، وقال: وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وفيه كلام، ومع ذلك فحديثه حسن. وعن ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" (13651) ، قال الهيثمي في "المجمع" 3/278: وفيه حجاج بن نصير، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره. قوله: "فإنهما": أي: يصفة المتابعة. قوله: "دون الجنة"، قال السندي: أي: ابتداءً، وإلا فالدخول في الجنة في الجملة يكفي فيه الإيمان، وحينئذ فالحديث يدل على مغفرة الكبائر بالحج المبرور المتقدمة بل المتأخرة أيضاً، إذ لا يمكن دخول الجنة ابتداءً بدون مغفرتها، والله تعالى أعلم. (1) تحرف في (م) إلى: الحضري. (2) أثر صحيح، إبراهيم بن مهاجر -وهو البجلي الكوفي-، صدوق لا بأس به فيه لين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الحفري فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، ومسلم البطين: هو ابن عمران، وأبو عبد الرحمن: هو السلَمي عبد الله بن حبيب.= الحديث: 3670 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 186 3671 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: " اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ "، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْتَحِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: " لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَى مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ، تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ " (1)   = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8618) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وسيأتي بأسانيد صحيحة بنحوه برقم (4015) و (4321) و (4333) . قوله: "ثم تغير وجهه"، أي: من جهة نسبة الحديث إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع احتمال ألا يكون ذلك اللفظ له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل معناه له، والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) إسناده ضعيف لضعف الصباح بن محمد -وهو ابن أبي حازم الأحمسي الكوفي-، قال ابن حبان في "المجروحين" 1/377: كان ممن يروي عن الثقات الموضوعات، وضعفه الحافظ في "التقريب"، وقال: أفرط فيه ابن حبان، وقال العقيلي: في حديثه وهم ويرفع الموقوف، وقال الذهبي في "الميزان" 2/306: رفع حديثين هما من قول عبد الله. قلنا: هما هذا والذي بعده. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان بن إسحاق، روى له الترمذي، وهو ثقة. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ومرة الهمداني: هو ابن شراحيل المعروف بمرة الطيب. وأخرجه الترمذي (2458) من طريق محمد بن عبيد -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب (أي: ضعيف) إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد.= الحديث: 3671 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 187 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه أبو يعلى (5047) ، والحاكم 4/323، من طريق مروان بن معاوية، والبيهقي في "الشعب" (7730) ، وفي "الآداب" (1015) من طريق يعلى بن عبيد، وفي "الشعب" (10561) ، من طريق إسماعيل بن زكريا، ثلاثتهم عن أبان بن إسحاق، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقد تحرف الصباح بن محمد في مطبوع "المستدرك" إلى الصباح بن محارب. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/223 من طريق محمد بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10290) ، وفي "الصغير" (494) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/209، عن السرِي بن سهل الجنْدَيْسابوري، عن عبد الله بن رشيد، عن مجاعة بن الزبير، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، مرفوعاً. قال الطبراني في "الصغير": لم يروه عن قتادة إلا مجاعة، تفرد به عبد الله بن رشيد. والسري بن سهل شيخ الطبراني، قال البيهقي: لا يحتج به ولا بشيخه. وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث. قلنا: وإسناده أيضاً منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود، وعبد الله بن رشيد: قال البيهقي: لا يحتج به، وقال ابن حبان: مستقيم الحديث. انظر "لسان الميزان" 3/285، و"ثقات" ابن حبان 8/343. وقد أورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/400 و4/239-240، وقال: وقد قيل: إن الصباح إنما رفع هذا الحديث وهماً منه، وضعف برفعه، وصوابه موقوف، والله أعلم. وله شاهد لا يفرح به من حديث عائشة عند الطبراني في "الأوسط"، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وهو متروك، قاله الهيثمي في "المجمع" 10/284. وآخر مثله من حديث الحكم بن عمير عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/284، وقال: فيه عيسى بن إبراهيم القرشي، وهو= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 188 3672 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ، كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي (1) الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا لِمَنْ (2) أَحَبَّ، فَمَنْ أَعْطَاهُ اللهُ الدِّينَ، فَقَدْ أَحَبَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يَسْلَمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ، وَلَا يُؤْمِنُ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "، قَالُوا: وَمَا بَوَائِقُهُ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ، وَلَا يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالًا مِنْ حَرَامٍ، فَيُنْفِقَ مِنْهُ فَيُبَارَكَ لَهُ فِيهِ، وَلَا يَتَصَدَّقُ بِهِ فَيُقْبَلَ مِنْهُ، وَلَا يَتْرُكُ (3) خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ، إِنَّ الْخَبِيثَ لَا يَمْحُو الْخَبِيثَ " (4)   = متروك. وثالث من حديث الحسن مرسلاً، رواه ابن المبارك في "الزهد" (317) . قوله: "وما حوى"، أي: جمعه من القوى والأعضاء من العين والأذن واللسان، فلا يستعمل هذه الأشياء فيما لا يرضى به الله. وما وعى، أي: ما حفظه البطن وجمعه، وما يتصل به من الفرج والرجلين واليدين والقلب من استعمالها في المعاصي. والبِلى، بكسر الباء: أي: صيرورته تراباً بعد الموت. قال ذلك السندي. (1) في (ق) و (ظ1) : من الدنيا. (2) في هامش (س) : من. (3) في (ظ14) : يتركه. (4) إسناده ضعيف لضعف الصباح بن محمد، وهو ابن أبي حازم البجلي، قال= الحديث: 3672 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 189 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = العقيلي: في حديثه وهم، ويرفع الموقوف، وضعفه الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان" 2/306: رَفَعَ حديثين هما من قول عبد الله. قلنا: هما هذا والذي قبله، فالصحيح أنه موقوف، كما ذكر الدارقطني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان بن إسحاق، فقد أخرج له الترمذي، وهو ثقة. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/166 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: هذه الزيادة (يعني: من قوله: فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ... إلى آخر الحديث) لم يروها عن مرة إلا الصباح، ولا عنه إلا أبان. وأخرجه البزار (3562) (زوائد) ، من طريق محمد بن عبيد -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال البزار: أبان كوفي، والصباح فليس بالمشهور، وإنما ذكرناه مع علته لأنا لم نحفظه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/313، والشاشي (877) ، والحاكم 2/447، والبيهقي في "الشعب" (5524) ، والبغوي (2030) ، من طرق عن أبان بهر إسحاق، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وأخرجه مختصراً ابن المبارك في "الزهد" (1134) من طريق سفيان الثوري، والطبراني في "الكبير" (8990) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/165 من طريق محمد بن طلحة، كلاهما عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله، موقوفاً. قال أبو نعيم: ورواه الناس عن محمد بن طلحة مثله موقوفاً، ورفعه عن محمد بن طلحة مثلَه سلام بن سليمان المدائني [قلنا: هو عند ابن عدي في "الكامل" 3/1158] ، ورواه سفيان الثوري عن زبيد موقوفاً ومرفوعاً، ورفعه على الثوري عيسى بن يونس وسفيان بن عيينة والقاسم بن الحكم، ورواه عبد الرحمن بن زبيد عن أبيه مرفوعاً وموقوفاً. قلنا: وعلقه مختصراً جداً البخاري في "التاريخ" 4/313 عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله، ولم يرفعه. قال الدارقطني في "العلل" 5/271: والصحيح موقوف.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 190 3673 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي، يَهْبِطُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ (1) ؟ فَلَا   = وأخرجه الحاكم 1/33-34، وأبو نعيم في "الحلية" 5/35 من طريق أحمد بن جناب المِصيصي، عن عيسى بن يونس، والبيهقي في "الشعب" (607) من طريق سفيان بن عقبة أخو قبيصة، كلاهما عن سفيان الثوري، به، مرفوعا. وأخرجه الحاكم 1/34، وعنه البيهقي في "الشعب" (607) من طريق حمزة الزيات، عن زبيد، به، مرفوعاً. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، تفرد به أحمد بن جناب المِصيصي، وهو شرط من شرطنا في هذا الكتاب أنا نخرج أفراد الثقات إذا لم نجد لها علة، وقد وجدنا لعيسى بن يونس فيه متابعين، أحدهما من شرط هذا الكتاب وهو سفيان بن عقبة أخو قبيصة .... ثم قال: صح بمتابعين لعيسى بن يونس، ثم بمتابع الثوري، عن زبيد، وهو حمزة الزيات، ووافقه الذهبي. قلنا: قد سبق عن الدارقطني أن الموقوف هو الصحيح. قوله: "من يحب ومن لا يحب": قال السندي: فلا يستدل بها على سعادة صاحبها. قوله: "لا يسْلِم عبد": من الإسلام، والمراد أنه لا يحصل الإسلام المأجور به عند الله. ولا يؤمن: أي: لا يكون كامل الإيمان. بواثقه: أي: غوائله وشروره، جمع بائقة، وهي الداهية. غَشْمه: الظلم، فعطف الظلم عليه للتفسير. (1) في (ق) : سؤاله. الحديث: 3673 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 191 يَزَالُ كَذَلِكَ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " (1) 3674 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ " (2)   (1) حديث صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، عبد العزيز بن مسلم: هو القسملي. أبو إسحاق الهمْداني: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه أبو يعلى (5319) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/153، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح. وفي الباب عن علي تقدم برقم (968) . وعن أبي هريرة عند البخاري (7494) ، ومسلم (758) ، سيرد 2/258. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/34. وعن رفاعة بن عرابة، سيرد 4/16. وعن عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/22. وعن جبير بن مطعم، سيرد 4/81. وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والبزار بنحوه، فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 10/154-155، وقال: فيه زيادة بن محمد الأنصاري، وهو منكر الحديث. وعن عبادة بن الصامت بنحوه، عند الآجري في "الشريعة" ص 312-313. وعن عبد الرحمن البيلماني بنحوه، عند الآجري في "الشريعة" ص 313. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي،= الحديث: 3674 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 192 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. وأخرجه القضاعي في "مسنده" (212) من طريق محمد بن عبيد -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6533) و (6864) ، ومسلم (1678) (28) ، وحسين المروَزي في زياداته على "زهد" ابن المبارك (1358) ، والنسائي في "الكبرى" (3455) ، وأبو يعلى (5099) ، والشاشي (564) و (566) و (567) ، وابن حبان (7344) ، والطبراني في "الأوائل" (24) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/87 و127، والبيهقي في "السنن" 8/21، وفي "الشعب" (5325) ، والبغوي (2520) ، من طرق، عن الأعمش، به. وأخرجه عبد الرزاق (19717) عن معمر، والنسائي في "المجتبى" 7/83، وفي "الكبرى" (3454) و (3456) من طريق سفيان الثوري، والنسائي أيضا في "المجتبى" 7/84، وفي "الكبرى" (3459) من طريق أبي معاوية، وأبو نعيم في "الحلية" 7/88 من طريق محمد بن عصام، أربعتهم عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، موقوفاً. وعند أبي نعيم: قال سفيان: لا أعلمه إلا رفعه. قال الدارقطني في "العلل" 5/91: حديث أبي وائل عن عبد الله صحيح، ويشبه أن يكون الأعمش كان يرفعه مرة، ويقفه أخرى، والله أعلم. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/88 من طريق محمد بن عصام، عن أبيه، عن أبي وائل، عن عبد الله، موقوفاً. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/84، وفي "الكبرى" (3458) من طريق أبي معاوية، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/221 من طريق عيسى بن جعفر قاضي الري، كلاهما عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، مرفوعاً. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. قال ابن أبي حاتم: فسمعت علي بن شهاب يقول: وجهت هذا الحديث إلى أبي زرعة، فقال: هذا خطأ، إنما هو عن عمرو بن شرحبيل موقوف، كذا رواه وكيع، حدثنا عمرو الأودي، قال: حدثنا وكيع،= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 193 3675 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا   = عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: .... قال الأعمش: قال أبو وائل: زاد فيه عمرو بن شرحبيل: يجيء الرجل أخذ بيد الرجل .... وذكر بقية المتن، وأما أبو معاوية فرواه مرسلا. ثم أورده ابن أبي حاتم من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن شرحبيل، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة ... " لكن سقط من إسناده شقيق بن سلمة. وأخرجه أيضاً النسائي في "المجتبى" 7/83-84، وفي "الكبرى" (3457) ، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن شقيق، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، موقوفاً. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/88 من طريق مهران، عن سفيان، عن منصور، عن شقيق، عن عبد الله، مرفوعاً. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/83، وفي "الكبرى" (3453) ، وابن ماجه (2617) ، وأبو يعلى (5414) ، والطبراني في "الكبير" (10425) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (213) ، من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن عبد الله، مرفوعاً، بلفظ: "أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء"، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. وسيأتي برقم (4200) و (4213) و (4214) . قوله: "في الدماء": قال السندي: أي: أول ما يقضى فيما جرى بين الناس، فلا ينافي هذا ما جاء: "أول ما يحاسب به العبد الصلاة"، فإن ذلك فيما بينه وبين الله. الحديث: 3675 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 194 يُغْنِيهِ، جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا، أَوْ كُدُوشًا (1) فِي وَجْهِهِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا غِنَاهُ؟ قَالَ: " خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ حِسَابُهَا مِنَ الذَّهَبِ " (2)   (1) في (ق) و (ظ14) : كدوحاً. (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف حكيم بن جبير، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: ضعيف الحديث مضطرب، وقال الدارقطني: متروك، وقال البخاري: كان شعبة يتكلم فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، فقد أخرج له أصحاب السنن، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/180، وأبو يعلى (5217) ، والشاشي (479) ، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1626) ، والترمذي (651) ، والنسائي في "المجتبى" 5/97، وابن ماجه (1840) ، والدارمي 1/386، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/20 و4/372، وابن عدي في "الكامل" 2/635-636، والدارقطني في "السنن" 2/122، والحاكم 1/407، والبيهقي في "السنن" 7/24، والخطيب في "تاريخه" 3/205 من طرق عن سفيان، به. وسكت عنه الحاكم والذهبي. وجاء في "سنن" أبي داود: قال يحيى -يعني ابن آدم-: فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أن شعبة لا يروي عن حكيم بن جبير، فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد. وقال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث، وقال أيضاً: فقال له (يعني لسفيان) عبد الله بن عثمان صاحب شعبة: لو غير حكيم حدث بهذا الحديث! فقال له سفيان: وما لِحكيم، لا يحَدث عنه شعبة؟ قال: نعم. قال سفيان: سمعت زبيداً يحدث بهذا عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 195 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وفي "الكامل" لابن عدي 2/636: قال -أي الثوري-: حدثني زبيد، عن محمد بن عبد الرحمن، ولم يزد عليه. قال أحمد: كأنه أرسله أو كره أن يحدث به. قال البيهقي في "السنن" 7/24: وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان (في "تاريخه" 3/234-235) ، فذكر معنى هذه الحكاية ... ثم قال يعقوب: هي حكاية بعيدة، ولو كان حديث حكيم بن جبير عن زبيد ما خفي على أهل العلم. قلنا: يعني أنه لم يعتد بمتابعة زبيد، وانظر "ميزان الاعتدال" 1/584. قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أصحابنا، وبه يقول الثوري وعبد الله بن المبارك وأحمد وإسحاق، قالوا: إذا كان عند الرجل خمسون درهما لم تحل له الصدقة. قال: ولم يذهب بعض أهل العلم إلى حديث حكيم بن جبير، وَسعوا في هذا، وقالوا: إذا كان عنده خمسون درهما أو أكثر وهو محتاج، فله أن يأخذ من الزكاة. وهو قول الشافعي وغيره من أهل الفقه والعلم. وأخرجه الطيالسي (322) ، والترمذي (650) ، والدارمي 1/386، والدولابي في "الكنى" 1/135، والشاشي (478) و (480) ، والدارقطني في "السنن" 2/122، والبغوي في "شرح السنة" (1600) من طرق عن حكيم بن جبير، به. وأخرجه الدارقطني في "السنن" 2/122 من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، به. وعقب عليه الدارقطني بأنه وهم في قوله عن أبي إسحاق، إنما هو حكيم بن جبير، وهو ضعيف، تركه شعبة وغيره. وأخرجه الدارقطني أيضا 2/121 من طريق بكر بن خنيس، عن أبي شيبة، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، بلفظ: "لا تحل الصدقة لرجل له خمسون درهماً". قال الدارقطني: أبو شيبة هو عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف، وبكر بن خنيس، ضعيف. وأخرجه أيضا 2/121 من طريق عبد بن سلمة بن أسلم، عن عبد الرحمن بن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 196 3676 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَشْتَرُوا السَّمَكَ فِي الْمَاءِ، فَإِنَّهُ غَرَرٌ " (1)   = المسور بن مخرمة، عن أبيه، عن ابن مسعود، نحوه، قال الدارقطني: ابن أسلم ضعيف. وسيأتي من طريق آخر برقم (4440) ، ويكرر برقم (4207) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أبي داود (1628) ، وصححه ابن حبان (3390) ولفظه: "من سأل وله أوقية فهو ملحف"، وسيرد 3/7 و9. وعن رجل من بني أسد نحوه، وسيرد 4/36، وإسناده صحيح. وعن سهل بن الحنظلية، بلفظ: "من سأل وعنده ما يغنيه، فإنما يستكثر من نارِ جهنم"، قالوا: يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال: "ما يغديه أو يعشيه"، وسيرد 4/180، وإسناده صحيح على شرط البخاري. وعن سَمرَةَ بنِ جندب، سيرد 5/19 و22 بلفظ: "إنما المسائل كدوح يَكْدَح بها الرجل وَجْهَه، فمن شاء أبقى على وجهه، ومن شاء ترك، إلا أن يسألَ ذا سلطان، أو يسألَ في الأمر لا يجد منه بداً". وإسناده صحيح. وعن أبي هريرة وسيأتي 2/231، ولفظه: "من سأل الناس من أموالهم فإنما يسأل جمراً، فليستقل منهم، أو ليستكثر"، وهو عند مسلم (1041) . وعن جابر بن عبد الله عند ابن حبان (3392) "الإحسان". خدوشاً: قال السندي: بضمتين، أي: آثار القشر، وكذا الكدوح أو الكدوش مثله وزناً ومعنى، وكلمة "أو" للشك. والله تعالى أعلم. (1) إسناده ضعيف، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح، يزيد بن أبي زياد: هو الهاشمي الكوفي، ضعيف، والمسيب بن رافع لم يسمع من ابن مسعود. ومحمد بن السماك: هو ابن صَبِيح -بفتح الصاد- واعظ مشهور، مختلف فيه، وثقه= الحديث: 3676 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 197 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ابن حبان 9/23، وقال: مستقيم الحديث، وقال ابن نمير -كما في "تاريخ بغداد" 5/373-: وكان صدوقاً، ونقل الحافظ في "التعجيل" ص 364، عن محمد بن عبد الله بن نمير، قوله: حديثه ليس بشيء، وقال الحسيني في "الإكمال" ص 374: لا يعرف، فتعقبه الحافظ في "التعجيل"، وقال: بل هو معروف. وقد أورد الخطيب البغدادي ترجمة مطولة له في "تاريخه" 5/368-373، وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/106-107، فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10491) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/214، والبيهقي في "السنن" 5/340، والخطيب في "تاريخه" 5/369، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. قال الطبراني: قال عبد الله: قال أبي: حدثناه هشيم، فلم يرفعه. وقال أبو نعيم: غريب المتن والإسناد، لم نكتبه من حديث ابن السماك إلا من حديث أحمد بن حنبل. وقال البيهقي: هكذا روي مرفوعاً، وفيه إرسال بين المسيب وابن مسعود، والصحيح ما رواه هشيم عن يزيد موقوفاً على عبد الله، ورواه أيضاً سفيان الثوري، عن يزيد موقوفاً على عبد الله أنه كره بيع السمك في الماء. ونقل الخطيب عن القَطيعي قوله: قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: وحدثناه به هشيم، عن يزيد، فلم يرفعه. فقال الخطيب: كذلك رواه زائدة بن قدامة، عن يزيد بن أبي زياد موقوفاً على ابن مسعود، وهو الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/575 من طريق ابن فضيل، والطبراني في "الكبير" (9607) من طريق زائدة، كلاهما عن يزيد بن أبي زياد، به، موقوفاً. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/80، وقال: رواه أحمد موقوفاً ومرفوعاً، والطبراني في "الكبير" كذلك، ورجال الموقوف رجال الصحيح، وفي رجال المرفوع شيخ أحمد محمد بن السماك، ولم أجد من ترجمه، وبقيتهم ثقات! قلنا: ولم يذكر أنه منقطع من الطريقين، ورواية أحمد الموقوفة لما نجدها، نعم جاء في هامش (ظ14) ما نصه: قال أبو عبد الرحمن: قال أبي: وحدثنا به هشيم، عن يزيد، لم يرفعه.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 198 3677 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا آدَمُ، إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَبْعَثَ بَعْثًا مِنْ ذُرِّيَّتِكَ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ آدَمُ (2) : يَا رَبِّ، وَمِنْ كَمْ؟ قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مَنْ هَذَا النَّاجِي مِنَّا بَعْدَ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ؟ مَا أَنْتُمْ (3) فِي النَّاسِ (4) إِلَّا كَالشَّامَةِ فِي صَدْرِ الْبَعِيرِ " (5)   = قال السندي: قوله: فإنه غَرَر، بفتحتين، أي: بيع بلا ثقة بحصول المبيع، والحديث صحيح معنى، ضعيف إسناداً. (1) في هامش (س) : في بعض النسخ: عن الثوري. (2) لفظ: "آدم" لم يرد في (ق) . (3) لفظ: "ما أنتم" سقط من (م) . (4) لفظ: "في الناس" لم يرد في (ص) و (ق) و (م) . (5) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف للين إبراهيم -وهو ابن مسلم الهجَري-، وعمار بن محمد مختلف فيه، وثقه ابن سعد وابن معين وعلى بن حجر والذهبي، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، يكتب حديثه، وقال البخاري: كان أوثق من سيف (يعني أخاه) ، وقال الجوزجاني: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: كان ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه حتى استحق الترك من أجله، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطىء. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأخرجه أبو يعلى (5124) مطولاً بنحوه من طريق محمد بن دينار، عن إبراهيم= الحديث: 3677 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 199 3678 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي إِسْحَاقَ (1)   = الهجري، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/393، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف. وأورده ابن كثير في "تفسيره" [الحج: 1 و2] ، وقال: انفرد بهذا السندِ وهذا السياق الإمام أحمد. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6529) ، سيرد 2/378. وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (3348) ، ومسلم (222) ، سيرد 3/32، 33. وثالث من حديث عمران بن الحصين عند الحميدي (831) ، سيرد 4/432. ورابع من حديث أبي الدرداء، سيرد 6/441. وخامس من حديث أنس عند ابن حبان (7354) "الإحسان"، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وسادس من حديث ابن عباس عند البزار (2235) و (3497) في تفسير قوله تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 7/69-70 و10/394، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب، وهو ثقة. وسابع من حديث ابن عباس أيضاً في تفسير قوله تعالى: (يوماً يجعل الولدان شيباً) عند الطبراني في "الكبير" (12034) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 7/70، وقال: رواه الطبراني، وفيه عثمان بن عطاء الخراسانى، وهو متروك، وضعفه الجمهور، واستحسن أبو حاتم حديثه. وثامن من حديث عبد الله بن عمرو مطولاً، سيرد برقم (6555) . وانظر أيضاً (3661) . (1) وقع في (م) : عن أبي إسحاق، وهو خطأ، فأبو إسحاق هي كنية إبراهيم الهجري. الحديث: 3678 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 200 الْهَجَرِيِّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: " فَيَقُولُ آدَمُ: يَا رَبِّ، كَمْ أَبْعَثُ؟ " (1) 3679 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَتَّقِ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " (2)   (1) هو مكرر ما قبله، عَبِيدة: هو ابن حميد الحَذاء، وثقه أحمد وابن معين، واختلف قول ابن المديني فيه، فضعفه في قول له، ووثقه في آخر. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف للين إبراهيم -وهو ابن مسلم الهجَري- وعمار بن محمد: هو ابن أخت سفيان الثوري، تقدم الكلام عنه في الرواية (3677) ، وهو متابع، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ثقة من رجال مسلم. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/214 من طريق محمد بن صبيح، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/105، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح! قلنا: كذا قال، وهو وهم منه، تابعه عليه المناوي في "فيض القدير" 5/350. وسيأتي برقم (4265) . وله شاهد من حديث عدي بن حاتم عند البخاري (1413) و (1417) ، ومسلم (1016) ، سيرد 4/258 بلفظ: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". وعن عائشة، سيرد 6/137. وعن أنس عند البزار (934) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/106، وقال: رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، ورجال البزار رجال الصحيح. وعن النعمان بن بشير عند البزار (935) ، أورده الهيثمي في "المجمع"= الحديث: 3679 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 201 3680 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ، فَلْيَبْدَأْ بِهِ فَلْيُطْعِمْهُ، أَوْ لِيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ " (2)   = 3/106، وقال: رواه البزار والطبراني في "الكبير"، وفيه أيوب بن جابر، وفيه كلام كثير، وقد وثقه ابن عدي. وعن أبي هريرة عند البزار (937) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/106، وقال: رواه البزار وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وحسن البزار حديثه. وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (8017) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/106، وزاد نسبته إلى "الأوسط"، وقال: وفيه فضال بن جبير، وهو ضعيف. وعن ابن عباس عند أبي يعلى (2707) ، والطبراني في "الكبير" (12771) ، قال الهيثمي في "المجمع" 3/105، 106: فيه أبو بحر البكراوي، وفيه كلام وقد وثق. (1) من قوله: "ليتق" في الحديث السابق إلى هنا سقط من (ق) و (ظ1) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف للين الهجَري -وهو إبراهيم بن مسلم-، عمار بن محمد -وهو ابن أخت سفيان الثوري- مختلف فيه، والأكثر على توثيقه، وتقدم الكلام فيه في الرواية (3677) ، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأخرجه ابن ماجه (3291) من طريق محمد بن فضيل، وأبو يعلى (5120) من طريق محمد بن دينار، والشاشي (730) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد.= الحديث: 3680 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 202 3681 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَلَا أُصَلِّي لَكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " فَصَلَّى، فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ (1) إِلَّا مَرَّةً " (2)   = وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/238، وقال: رواه أحمد، وفيه إبراهيم الهجري، وهو ضعيف. وسيأتي برقم (4257) و (4266) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5460) ، ومسلم (1663) ، سيرد 2/283. وآخر من حديث جابر، سيرد 3/346. وثالث من حديث ابن عمر عند أبي يعلى (5658) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/238، وقال: فيه حسين بن قيس، وهو متروك، وقد وثقه ابن محيصن. ورابع من حديث عبادة بن الصامت، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/238، وقال: وإسناده منقطع. قال السندي: قوله: فليطعمه، أي: لقمة قبل أن يأكل منه، وهذا تفسير البداية به. أو ليجلسه: من الإجلاس، أي: ليأكل معه على السوية. وَليَ حره ودخانه: أي: هو الذي تعب في أسباب تحصيله، فلا ينبغي أن يجعل محروماً، بل ينبغي جعله شريكاً فيه، وإن لم يتيسر ذلك فلا أقل من أن أن يعطى لقمةً قبل أن يؤكَل منه، ليكون البدء به بمنزلة الجابر لما فات من ترك المشاركة، والله تعالى أعلم. (1) في (ق) : يده. (2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن كليب، فمن رجال مسلم.= الحديث: 3681 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 203 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/236، وأبو داود (748) ، والترمذي (257) ، والنسائي 2/195، وأبو يعلى (5040) و (5302) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/224، والبيهقي في "السنن" 2/78، من طريق وكيع -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن. وأخرجه أبو داود (751) من طريق معاوية بن هشام، وخالد بن عمرو، وأبي حذيفة، ثلاثتهم عن سفيان، بهذا الإسناد. وقد ورد هذا الحديث في المطبوع من "سنن أبي داود" بعد حديث البراء (750) ، وهو خطأ، وحقه أن يكون بعد حديث ابن مسعود (748) كما في "التحفة" 7/113-114. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/182 من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان، به. وفيه زيادة: "ثم لم يعد". وأخرجه ابن أبي شيبة 1/236 عن وكيع، عن مسعر، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن ابن مسعود من فعله. قال أبو داود عقب الحديث: هذا حديث مختصر من حديث طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ. وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 1/96 أنه سأل أباه عن هذا الحديث، فقال: هذا خطأ، يقال: وهم فيه الثوري، وروى هذا الحديث عن عاصم جماعة، فقالوا كلهم: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افتتح فرفع يديه، ثم ركع فطبق وجعلها بين ركبتيه، ولم يقل أحد ما رواه الثوري. وقال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 1/368: وقد حكي عن عبد الله بن المبارك أنه قال: لا يثبت هذا الحديث. ثم قال: وقد يكون خفي هذا على ابن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 204 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مسعود كما خفي عليه نسخ التطبيق، ويكون ذلك كان في الابتداء قبل أن يشرع رفع اليدين في الركوع، ثم صار التطبيق منسوخاً، وصار الأمر في السنة إلى رفع اليدين عند الركوع ورفع الرأس منه. وقال ابن القيم: قال أبو حاتم البستي في كتاب "الصلاة" له: هذا الحديث له علة توهنه، لأن وكيعاً اختصره من حديث طويل، ولفظة: "ثم لم يعد" إنما كان وكيع يقولها في آخر الخبر من قِبَله، وقبلها: "يعني"، فربما أسقطت "يعني"، وحكى البخاري تضعيفه عن يحيى بن آدم وأحمد بن حنبل وتابعهما عليه، وضعفه الدارمي والدارقطني والبيهقي، وهذا الحديث روي بأربعة ألفاط: أحدها قوله: فرفع يديه في أول مرة ثم لم يعد. والثانية: فلم يرفع يديه إلا مرة. والثالثة: فرفع يديه في أول مرة. لم يذكر سواها. والرابعة: فرفع يديه مرة واحدة. والإدراج ممكن في قوله: "ثم لم يعد". وأما باقيها فإما أن يكون قد روي بالمعنى، وإما أن يكون صحيحاً. قلنا: قد ورد في "علل" الدارقطني 5/171 بلفظ: فرفع يديه في أول تكبيرة، ثم لم يعد، قال الدارقطني: وإسناده صحيح، وفيه لفظة ليست بمحفوظة ذكرها أبو حذيفة في حديثه عن الثوري، وهي قوله: ثم لم يعد. وكذلك قال الحماني عن وكيع. وأما أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، فرووه عن وكيع، ولم يقولوا فيه: ثم لم يعد ... وليس قول من قال: ثم لم يعد، محفوظاً. وقال الحافظ في "الفتح" 2/220: ورده الشافعي بأنه لم يثبت، قال: ولو ثبت لكان المثبت مقدماً على النافي، وقد صححه بعض أهل الحديث، لكنه استدل به على عدم الوجوب، والطحاوي إنما نصب الخلاف مع من يقول بوجوبه كالأوزاعي وبعض أهل الظاهر. وانظر بسط المسالة أيضاً في "المدونة" 1/68-69، و"نصب الراية" 1/394-396، و"شرح السنة" 3/24، 25. وللحديث شاهد من حديث البراء بن عازب عند أبي داود (749) و (752) ، سيرد 4/301 و303، وإسناده ضعيف. قال أبو داود: هذا الحديث ليس بصحيح.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 205 3682 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَجَدَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ الْمُسْلِمُونَ، إِلَّا رَجُلًا (2) مِنْ قُرَيْشٍ أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، فَسَجَدَ عَلَيْهِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَرَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا " (3)   = وآخر موقوف من حديث علي عند ابن أبي شيبة 1/236. قال السندي: قوله: إلا مرة: ظاهره أن هذه هي الصلاة المعتادة أو الدائمة، فمقتضاه أن الغالب أو الدائم كان ترك الرفع عند الركوع والرفع منه، لكن قد جاء ما يدل على أن الرفع كان غيرَ قليل، فيحمل على أن هذه كانت صلاة له أيضاً، والمقصود أنه كما جاء الرفع فهو مسنون، كذلك جاء تركه فهو أيضاً مسنون، وهذا القول أقرب إلى الوارد إن شاء الله تعالى، وأما القول بأن ترك الرفع هو المسنون فبعيد بمرة، نعم، لا يبعد أن يكون المسنون هو الرفع، ويكون تركه أحيانا لبيان الجواز. والله تعالى أعلم. (1) في هامش (ظ14) : إسرائيل. نسخة. (2) في (س) و (ظ1) و (ظ14) و (م) : إلا رجل، والوجه إثبات الألف، ويخرج ما هنا على لغة ربيعة، قال النووي: كان ينبغي أن يكتب بالألف، ولكن على تقدير حذفها لا بد من قراءتها منصوباً، لأنه مصروف. وانظر "فتح الباري" 3/426. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5218) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4863) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به، وعنده أن الرجل الذي لم يسجد هو أمية بن خلف. قال الحافظ في "الفتح" 8/615: هذا= الحديث: 3682 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 206 3683 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، كَانَ يُكْثِرُ إِذَا قَرَأَهَا وَرَكَعَ أَنْ يَقُولَ " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " ثَلَاثًا (1)   = هو المعتمد. وسيأتي برقم (3805) و (4164) و (4235) و (4405) . وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (1071) ، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد في النجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس. وآخر من حديث المطلب بن أبي وداعة عند النسائي في "الكبرى" (1030) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/353، ولفظه عند النسائي: قال المطلب: قرأ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة سورة النجم، فسجد وسجد من عنده، فرفعت رأسي وأبيت أن أسجد. ولم يكن يومئذ أسلم المطلب. وثالث من حديث أبي هريرة عند ابن أبي شيبة 2/8، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/353. ورابع من حديث ابن عمر عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/353. وخامس من حديث الشعبي مرسلا عند ابن أبي شيبة 2/7-8. قال السندي: قوله: إلا رجلاً: أي: فتبعهم من في المجلس من المشركين فسجدوا إلا رجلا، فالاستثناء متعلق بمقدر يفهم من المقام. وهو بالنصب إلا أنه ترك الألف خطاً على عادة أهل الحديث. قلنا: الأولى أن يخرج عدم إثبات الألف على لغة ربيعة، كما قدمنا. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله ابن مسعود-، لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن= الحديث: 3683 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 207 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه أبو يعلى (5230) ، والمروزي في "مختصر قيام الليل" ص 79-80 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسقط من إسناد أبي يعلى إسرائيل، وسقط من إسناد المروزي أبو إسحاق. وأخرجه الشاشي (933) ، والطبراني في "الدعاء" (598) من طريقين، عن إسرائيل، به. وأخرجه أبو يعلى (5407) ، والطبري في "التفسير" 30/335، والطبراني في "الدعاء" (596) و (597) ، من طرق عن أبي إسحاق، به. وأخرجه البزار (544) "زوائد"، والطبراني في "الدعاء" (599) ، من طريق عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود. وعمرو بن ثابت: ضعيف جداً. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/127، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في "الأوسط"، وفي إسناد الثلاثة: أبو عبيدة عن أبيه، ولم يسمع منه، ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا حماد بن سليمان، وهو ثقة، ولكنه اختلط. قلنا: حماد بن سليمان، قال البيهقي: مجهول، نقله عنه الحافظ في "لسان الميزان". وسيأتي برقم (3719) و (3745) و (3891) و (4140) و (4352) و (4356) . وله شاهد مختصر من حديث عائشة عند البخاري (4967) و (4968) ، وسيرد 6/43 و49 و100 و190، ولفظه: قالت: "ما صلى النبي صلاة بعد أن أنزلت عليه: (إذا جاء نصر الله والفتح) ، إلا يقول فيها: سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي". قوله: "إذا قرأها": قال السندي: الظاهر أن الضمير لهذه السورة، وقد جاء ما يدل على الإطلاق، فلو جعل الضمير للقراءة لكان أقرب إلى الإطلاق، أي إذا فرغ= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 208 3684 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَأَنْ تَسْتَمِعَ سِوَادِي، حَتَّى أَنْهَاكَ " (1)   = من القراءة وركع. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، إبرهيم بن سويد لم يسمع من عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، والحسن بن عبيد الله: هو النخعي. قال الدارقطني في "العلل" 5/209: خالفهم (يعني من رَوَوْه بإسناد متصل) سفيان الثوري وجرير بن عبد الحميد، فروياه عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الله، ولم يذكرا بينهما أحدا. قلنا: سيرد بإسناد متصل صحيح برقم (3833) ، ويخرج هناك، وسيرد أيضاً برقم (3732) و (3834) . قوله: "إذنك علي": قال السندي: أي: في الدخول علي، وهو مبتدأ، خبره: أن ترفع، أي: إذنك الجمع بين رفع الحجاب ومعرفتك أني في الدار ولو كنت مسَاراً لغيري، فهذا شأنك مستمراً إلى أن أنهاك. والسواد، بالكسر: السرار، ولعل ذلك إذا لم يكن في الدار حرمة، وذلك لأنه كان يخدمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحالات كلها، فيهيىء طهوره، ويحمل معه المطهرة إذا قام إلى الوضوء، ويأخذ نعله ويضَعها إذا جلس، وحين ينهض، فيحتاج لذلك إلى كثرة الدخول عليه. وقيل: معناه: أي: أذنت لك أن تدخل علي، وأن ترفع حجابي بلا استئذان، وأن تسمع سِراري حتى أنهاك عن الدخول والسماع، وهذا المعنى وإن كان هو الموافق للتفسير المروي، لكن في دلالة اللفظ عليه خفاءً، إلا أن يقال: تقدير الكلام: إذنك على حاصلٌ في أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سري. والله تعالى أعلم. الحديث: 3684 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 209 قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبِي: " سِوَادِي: سِرِّي، قَالَ: أَذِنَ لَهُ أَنْ يَسْمَعَ سِرَّهُ " 3685 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَهَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي (1) : " الْتَمِسْ لِي ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ "، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِحَجَرَيْنِ وَرَوْثَةٍ، قَالَ: فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: " إِنَّهَا رِكْسٌ " (2)   (1) لفظ: "لي" لم يرد في (س) و (ص) ، وذكر في هامشيهما. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود-، لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/223، والترمذي (17) ، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (921) ، والطبراني في "الكبير" (9952) . من طريقين، عن إسرائيل، به. قال الترمذي: وهكذا روى قيس بن الربيع هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، نحو حديث إسرائيل. وروى معمر وعمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله (هي الرواية الآتية برقم (4299)) ، وروى زهير، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه الأسود بن يزيد، عن عبد الله (هي الرواية الآتية برقم (3966)) ، وروى زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله (هذه الرواية هي عند الطبراني في "الكبير" (9956)) . ثم قال الترمذي: وهذا حديث فيه= الحديث: 3685 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 210 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = اضطراب. ثم قال: سألت عبد الله بن عبد الرحمن [الدارمي] : أي الروايات في هذا الحديث عن أبي إسحاق أصح؟ فلم يَقْض فيه بشيء. وسألت محمداً [البخاري] عن هذا؟ فلم يقض فيه بشيء، وكأنه رأىَ حديث زهير عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله أشبه، ووضعه في كتاب "الجامع". وأصح شيء عندي حديث إسرائيل وقيس، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، لأن إسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي إسحاق من هؤلاء، وتابعه على ذلك قيس بن الربيع. وحكى ابن أبي حاتم، عن أبي زرعة ترجيح رواية إسرائيل في "العلل" برقم (90) ، وكأن الترمذي تبعه. وذكر الدارقطني الاختلاف في أسانيده في "العلل" 5/18-39. وقد رد الحافظ في "مقدمة الفتح" ص 348-349 دعوى الاضطراب وترجيح رواية إسرائيل، فقال: والذي يظهر أن الذي رجحه البخاري هو الأرجح، وبيان ذلك أن مجموع كلام الأئمة مشعر بأن الراجح على الروايات كلها إما طريق إسرائيل، وهي عن أبي عبيدة، عن أبيه، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، فيكون الإسناد منقطعاً، أو رواية زهير، وهي عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود، فيكون متصلاً، وهو تصرف صحيح، لأن الأسانيد فيه إلى زهير وإلى إسرائيل أثبت من بقية الأسانيد، وإذا تقرر ذلك كانت دعوى الاضطراب في هذا الحديث منتفية، لأن الاختلاف على الحفاظ في الحديث لا يوجب أن يكون مضطرباً إلا بشرطين .... فذكرهما، ثم قال بعد كلام طويل: وإذا تقرر ذلك لم يبق لدعوى التعليل عليه مجال، لأن روايتي إسرائيل وزهير لا تعارض بينهما إلا أن رواية زهير أرجح، لأنها اقتضت الاضطراب عن رواية إسرائيل، ولم تقتض ذلك رواية إسرائيل، فترجحت رواية زهير، وأما متابعة قيس بن الربيع لرواية إسرائيل، فإن شريكا القاضي تابع زهيرا، وشريك أوثق من قيس، على أن الذي حررناه لا يرد شيئاً من الطريقين إلا أنه يوضح قوة طريق زهير، واتصالها، وتمكنها من الصحة، وبعد إعلالها، وبه يظهر نفوذ رأي البخاري، وثقوب ذهنه، والله أعلم.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 211 3686 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْدِبُ لَنَا السَّمَرَ بَعْدَ الْعِشَاءِ " (1)   = قلنا: ورواية زهير سترد برقم (3966) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9957) من طريق سهل بن زنجلة، حدثنا الصباح بن محارب، عن أبي سنان، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن عبد الله، به. وأبو سنان هو سعيد بن سنان الشيباني الأصغر، سمع من أبي إسحاق بأخرة، وهبيرة بن يريم لم يرو عنه سوى أبي إسحاق وأبي فاختة. وسيأتي بالأرقام (3966) و (4053) و (4056) و (4299) و (4435) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (155) . وآخر من حديث أبي أمامة بلفظ: "لا تستنجوا بعظم ولا ببعرة"، سيرد 3/487. وانظر حديث ابن مسعود الآتي برقم (4149) و (4375) . قوله: "ركس"، قال الحافظ في "الفتح" 1/258: بكسر الراء، وإسكان الكاف، فقيل: هي لغة في رجس، بالجيم، ويدل عليه رواية ابن ماجه وابن خزيمة في هذا الحديث، فإنها عندهما بالجيم، وقيل: الركس: الرجيع، رد من حالة الطهارة إلى حالة النجاسة، قاله الخطابي وغيره، والأولى أن يقال: رد من حالة الطعام إلى حالة الروث ... وفي رواية الترمذي: هذا ركس، يعني نجساً، وهذا يؤيد الأول، وأغرب النسائي، فقال عقب هذا الحديث: الركس طعام الجن، وهذا إن ثبت في اللغة فهو مريح من الإشكال. وقال السندي: ركس: أي: نجس مردودة لنجاستها، وليس فيه أنه اكتفى بحجرين، فلعله زاد ثالثاً كما سيجيء. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، والد وكيع -وهو الجراح بن مليح الرؤاسي- مختلف فيه، وقد سمع من عطاء -وهو ابن السائب- بعد الاختلاط، لكنه متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي.= الحديث: 3686 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 212 3687 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطِّيَرَةُ شِرْكٌ (1) "، وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ (2)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 2/279، وابن ماجه (703) ، وابن خزيمة (1340) ، والبيهقي في "السنن" 1/452 من طريق محمد بن فضيل، وابن خزيمة (1340) أيضاً من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن حبان (2031) من طريق همام بن يحيى العوذي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/330 من طريق وهيب بن خالد البصري وحماد بن سلمة، خمستهم عن عطاء بن السائب، به. وكلهم سمع من عطاء بعد اختلاطه عدا حماد بن سلمة، فالإسناد من طريقه حسن. وجدب: بالجيم، وآخره باء موحدة، يعني ذم وعاب، وقد تصحف على الإمام الطحاوي إلى: "حدث" بالحاء وآخره ثاء مثلثة، فجعل الحديث في إباحة السمر بعد العشاء، وذكر أنه معارض لحديث كراهة السمر بعدها، ثم أخذ في التوفيق بينهما، وليس بينهما تعارض في الحقيقة. وسيرد برقم (3894) ، وتقدم من طريق آخر برقم (3603) . وفي الباب عن أبي برزة عند عبد الرزاق (2131) ، وبن ماجه (701) ، وابن خزيمة (1339) ، سيرد 4/420 و423، 424. وعن عائشة عند ابن ماجه (702) ، وأبي يعلى (4784) و (4878) و (4879) . وعن عمر بن الخطاب عند عبد الرزاق (2132) و (2134) . وعن أنس عند أبي يعلى (4039) . (1) في (س) و (ظ1) و (ظ14) : الطيرة شرك، الطيرة شرك. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن عاصم، وهو الأسدي، فقد روى له أصحاب السنن عدا النسائي، وهو ثقة. وكيع: هو ابن الجراح= الحديث: 3687 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 213 3688 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى عَسِيبٍ، قَالَ: فَمَرَّ بِقَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، قَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ،   = الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وسلمة بن كهيل: هو الحضرمي. وأخرجه ابن ماجه (3538) ، وأبو يعلى (5219) ، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (909) ، وأبو داود (3910) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/358 و2/304، والشاشي (655) ، وابن حبان (6122) ، والبيهقي في "السنن" 8/139 من طرق عن سفيان، به. وأخرجه أبو يعلى (5092) من طريق منصور، عن سلمة، به. وسيأتي برقم (4171) و (4194) . قال الحافظ في "الفتح" 10/213: وقوله: "وما منا إلا.." من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر، وقد بينه سليمان بن حرب شيخ البخاري فيما حكاه الترمذي عن البخاري، عنه. قال السندي: قوله: الطيَرة، بكسر ففتح وقد تسكن: التشاؤم بالشيء. شرك: أي: إذا اعتقد تأثيراً لغيره تعالى في الإيجاد، وقيل: أي: إنها من أعمال المشركين، أو مفضية إلى الشرك باعتقاد التأثير، أو المراد: الشرك الخفي. وما منا إلا: أي: ما منا أحد إلا ويعتريه شيء ما منه في أول الأمر قبل التأمل. ولكن الله يذْهبه: أي: إذا توكل على الله، ومضى على ذلك الفعل، ولم يعمل بوفق هذا العارض غفر له. وقد ذكر كثير من الحفاظ أن جملة: وما منا .... إلخ، من كلام ابن مسعود مدرج في الحديث، ولو كان مرفوعاً كان المراد: وما منا: أي: من الأمة. والله تعالى أعلم. الحديث: 3688 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 214 فَسَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ مَا الرُّوحُ؟ فَقَامَ، فَتَوَكَّأَ (1) عَلَى الْعَسِيبِ، قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] ، قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ قُلْنَا لَكُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ " (2)   (1) في (ق) و (ظ1) : يتوكأ، وفي (ظ14) : متوكئاً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه البخاري (7456) ، ومسلم (2794) (33) ، وأبو يعلى (5390) ، والطبري في "تفسيره" 15/155 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (125) و (4721) و (7297) و (7462) ، ومسلم (2794) (32) و (33) ، والترمذي (3141) ، والنسائي في "الكبرى" (11299) -وهو في "التفسير" (319) -، والطبري 15/155، والشاشي (369) ، وابن حبان (98) ، والطبراني في "الصغير" (1003) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص 299، من طرق عن الأعمش، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطبري 15/156 من طريق جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله. وسيأتي برقم (3898) . وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي (3140) ، وأبي يعلى (2501) ، وابن حبان (99) . قوله: "على عَسِيب"، أي: جريد من نخل. لا تسألوه: أي: لئلا يأتي بجواب يكون عليكم حجة. قاله السندي. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 215 3689 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ (1) مِنْ خُلَّتِهِ (2) ، وَلَوِ اتَّخَذْتُ خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3) 3690 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالسَّبْيِ، (4)   (1) في (ظ14) : خِل. (2) كذا في (ص) ، ووقع في باقي النسخ: خِله. قال السندي: هكذا في النسخ، قيل: لعله من خلته. قلت: هو صحيح معنى، نعم المشهور رواية: من خلته، على أن الخِل بكسر خاء أيضاً جاء بهذا المعنى، وقد جاء في كثير من الروايات، فالظاهر هاهنا أن يجعل الخل بكسر الخاء المضاف إلى الضمير، فليتأمل. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي-، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/473 و12/5، ومسلم (2383) (7) ، وابن ماجه (93) ، من طريق وكيع -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3580) ، وذكرنا هناك شواهده. (4) في (ص) و (ق) و (ظ1) و (م) : بالشيء -وهو تحريف-، والمثبت من (س) = الحديث: 3689 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 فَيُعْطِي أَهْلَ الْبَيْتِ جَمِيعًا، كَرَاهِيَةَ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنهُمْ " (1) 3691 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنِ الْهُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلٍ، قَالَ:   = و (ظ14) ، و"أطراف المسند" 4/168، وهو الصواب، والمراد أنه لا يفرق بين ذوي الأرحام من الرقيق عند تقسيم الغنائم، وقد نهى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن التفريق بينهم في البيع أيضاً. ووقع في نسخة السندي: بالشيء، فشرح عليها، فقال: أي: إذا قسمَه (أي الشيء) ، فتنكسر خواطرهم (يعني أهل البيت) ، وليس هو المراد، كما يتبين أيضاً من رواية الحديث عند ابن ماجه، وقد عنون عليه: باب النهي عن التفريق بين السبي، وذكر في الباب حديث أبي موسى الأشعري، ولفظه: لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فرق بين الوالدة وولدها، وبين الأخ وبين أخيه. وحديث علي المتقدم برقم (760) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، جابر -وهو ابن يزيد الجعفي-، ضعيف، وعبد الرحمن -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه إلا الشيء اليسير، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/192، وابن ماجه (2248) ، من طريق وكيع -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (15315) ، عن سفيان الثوري، به. وأخرجه الطيالسي (398) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/128 عن أبي عوانة وشيبان وقيس، وعبد الرزاق (15315) عن معمر، أربعتهم عن جابر، به. وأخرجه الطيالسي (288) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/128 عن شيبان، عن جابر، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله. قال البيهقي: جابر هذا هو ابن يزيد الجعفي، تفرد به بهذين الإسنادين. وله شاهد من حديث علي سلف برقم (760) ، وذكر هناك بقية أحاديث الباب. الحديث: 3691 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 217 جَاءَ (1) رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى وَسَلْمَانَ (2) بْنِ رَبِيعَةَ، فَسَأَلَهُمَا عَنِ ابْنَةٍ، وَابْنَةِ ابْنٍ، وَأُخْتٍ لِأَبٍ، وأُمًّ (3) ، فَقَالَا: لِلْبِنْتِ النِّصْفُ، وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ، وَائْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ، فَإِنَّهُ سَيُتَابِعُنَا، قَالَ: فَأَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ، فَسَأَلَهُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَا، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ سَأَقْضِي بِمَا قَضَى به (4) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلِابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ " (5)   (1) في (ق) : قام. (2) في (م) : سليمان، وهو تحريف. (3) كذا في (ص) و (ق) و (ظ1) ، وفي (س) و (م) : وأخت لأب، وفي (ظ14) : وأخت لأم. (4) لفظ: "به" لم يرد في (س) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (5) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس -وهو عبد الرحمن بن ثروان الأودي- وهزيل بن شرحبيل الأودي، فمن رجال البخاري. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/158 و11/245-246، وابن ماجه (2721) ، والنسائي في "الكبرى" (6328) ، وأبو يعلي (5235) ، والدارقطني في "السنن" 4/80، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (19031) و (19032) ، والبخاري (6742) ، والدارمي 2/348-349، والترمذي (2093) ، وابن الجارود (962) ، وأبو يعلى (5108) و (5295) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/392، والشاشي (911) و (912) ، والطبراني في "الكبير" (9869) ، والدارقطني في "السنن" 4/79-80، والحاكم 4/334-335، والبيهقي في "السنن" 6/230 من طرق عن سفيان= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 218 3692 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ (1) ، وَالْغِنَى " (2)   = الثوري، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلنا: قد خرجه البخاري -كما مر- فلا وجه لاستدراكه. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/246، وأبو داود (2890) ، وابن حبان (6034) ، والطبراني في "الكبير" (9872) و (9873) و (9874) و (9875) و (9876) ، والدارقطني في "السنن" 4/80، من طرق عن أبي قيس، به. وسيأتي برقم (4073) و (4195) و (4420) . قال السندي: قوله: فإنه سيتابعنا، أي: يوافقنا، لزعمهما أنه حق، لكن قصدوا التأييد بالموافقة. لقد ضللت إذن، أي: إن وافقتهما لأنه خطأ، فلا ينبغي موافقته لمن علم بحقيقة الأمر، بخلاف من جهل، فلا يعد في حقه ضلالاً. والله تعالى أعلم. (1) في (ق) : والعفاف. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشَمي- فمن رجال مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه، ثم هو متابع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10096) ، وفي "الدعاء" (1408) من طريق الأعمش، وفي "الدعاء" (1408) أيضاً من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم وزكريا بن أبي زائدة ويوسف بن أبي إسحاق، أربعتهم عن أبي إسحاق، بهذا= الحديث: 3692 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 219 3693 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنُ سُمَيَّةَ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ قَطُّ، إِلَّا اخْتَارَ الْأَرْشَدَ مِنْهُمَا " (1)   = الإسناد. وسيأتي برقم (3904) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به، وبرقم (3950) و (4135) و (4162) و (4233) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناده ضعيف لانقطاعه، سالم بن أبي الجعد الأشجعي لم يسمع من عبد الله بن مسعود، كما نقل ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 70 عن علي ابن المديني، واختلف فيه عن عمار الدهني، كما سيرد في التخريج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/119، والحاكم 3/388، من طريق وكيع -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين إن كان سالم بن أبي الجعد سمع من عبد الله بن مسعود، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: عمار لم يخرج له البخاري، ثم إن الإسناد منقطع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10072) من طريق معاوية بن هشام، [عن سفيان الثوري] ، به. وما بين حاصرتين سقط من المطبوع، واستدرك من "علل" الدارقطني 5/233، و"تهذيب الكمال". وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/421-422 من طريق عمار بن رزيق، عن عمار الدهني، به. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/234 من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد= الحديث: 3693 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 220 3694 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَكُنْتُ مِنْ آخِرِ مَنْ أَتَاهُ، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ مُصِيبُونَ، وَمَنْصُورُونَ، وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ،   = الله، به. ففي هذا الإِسناد زيادة: "عن أبيه" بعد سالم بن أبي الجعد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10071) من طريق ضرار بن صرد، عن علي بن هاشم، [عن عمار بن رزيق] ، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن [علي بن] علقمة، عن عبد الله، به نحوه. وما بين حاصرتين مستدرك من "علل" الدارقطني 5/233-234، و"تهذيب الكمال". وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/243، وقال: وفيه ضرار بن صرَد، وهو ضعيف. قلنا: وعلي بن علقمة لم يرو عنه غير سالم بن أبي الجعد، كما ذكر المديني فيما نقله عنه المزي في "تهذيب الكمال". وقد أورد الدارقطني طرق هذا الحديث في "العلل" 5/233-234، ثم قال في الإسناد الذي أورده الإِمام أحمد هنا: وهو أصحها. وله شاهد من حديث عائشة عند الترمذي (3799) ، سيرد 6/113، قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد العزيز بن سِيَاه، وهو شيخ كوفي، وقد روى عنه الناس. وآخر من حديث حذيفة عند الترمذي (3799) أيضا، والحاكم 3/391 نحوه، وصححه، ووافقه الذهبي. قوله: "اختار الأرشد منهما"، أي: إنه موافق للصواب، مأمون من الشيطان. قاله السندي. الحديث: 3694 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 221 وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1) 3695 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى، فَقَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ " قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ " (2)   (1) إسناده حسن عند من يصحح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه مطلقاً، وضعيف عند من يقول: إنه لم يسمع منه إلا اليسير. وبقية رجاله ثقات غير سماك -وهو ابن حرب- فمختلف فيه، وحديثه يرقى إلى رتبة الحسن، وسماع وكيع من المسعودي -واسمه عبد الرحمن- قديم، وقد تابعه عليه سفيان عند أحمد (3801) . وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/180 من طريق جعفر بن عون، عن عبد الرحمن المسعودي، به. وقال: ورواه أيضاً الثوري ومسعر بن كدام، عن سماك، وفي رواية مسعر: جمعنا نحواً من أربعين. وقوله: "من كذب علي متعمداً ... ". أخرجه ابن أبي شيبة 8/759، وابن ماجه (30) ، من طريق شريك بن عبد الله، عن سماك، به. وهو حديث صحيح متواتر سترد شواهده في مسند عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6486) . وسيرد الحديث مطولاً برقم (3801) و (4156) ، ومختصراً برقم (3726) . وقوله: "من كذب على ... "، سيرد برقم (3814) و (3847) و (4338) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي،= الحديث: 3695 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 222 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه مسلم (2672) (10) من طريق وكيع، -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7062) ، ومسلم (2672) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/129، والشاشي (412) و (529) و (530) و (531) و (532) من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (4050) من طريق ابن نمير، عن الأعمش، به، من حديث ابن مسعود فقط. وأخرجه ابن ماجه (4050) من طريق وكيع، به، من حديث أبي موسى فقط. ومن حديث أبي موسى أيضاً أخرجه ابن أبي شيبة 15/13، والبخاري (7064) و (7065) ، ومسلم (2672) ، والترمذي (2200) ، وابن ماجه (4051) من طرق عن الأعمش، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وأخرجه الطيالسي (263) عن ورقاء، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله. قال الطيالسي: أحسبه رفعه، وفيه: كان الأشعري إلى جنب ابن مسعود. قال الأشعري: الهرج: القتل. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/129 من طريق عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبيدة، عن أبي وائل، من حديث أبي موسى. قال الدارقطني في "العلل" 5/144: أصحاب الأعمش يروونه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى، وهو الصحيح. وقال الحافظ في "الفتح" 13/8: وقد اتفق أكثر الرواة عن الأعمش، على أنه عن عبد الله وأبي موسى معاً. وسيأتي برقم (3817) و (3841) و (4183) و (4306) . وحديث أبي موسى، سيرد 4/392 و405. وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/257 و261. وانظر (4286) و (4287) وشواهدهما. قوله: "ينزل الجهل"، أي: يكثر، ولما كان ذاك بتقدير سماوي، قيل: ينزل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 223 3696 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ (1) ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَزَلَ (2) بِهِ حَاجَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ، كَانَ قَمِنًا مِنْ أَنْ لَا تَسْهُلَ حَاجَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ، أتَاهُ (3) اللهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ، أَوْ بِمَوْتٍ آجِلٍ " (4)   (1) تحرف في (م) إلى: بشر بن سليمان. (2) في هامش (س) : نزلت. (3) قال السندي: أتاه الله، بلا مد، أي: يغنيه الله بما يشاء. قلنا: وقع في (م) ، وطبعة الشيخ أحمد شاكر: "آتاه" بالمد. (4) إسناده حسن على خطأ في اسم أحد رواته، سيار هذا هو أبو حمزة، وسيذكر الإمام أحمد في الرواية الآتية برقم (4220) أنه الصواب، وإن سياراً أبا الحكم لم يحدث عن طارق بن شهاب بشيء، وقال الدارقطني في "العلل" 5/116: قولهم: سيار أبو الحكم وهم، وإنما هو سيار أبو حمزة الكوفي، كذلك رواه عبد الرزاق، عن الثوري، عن بشير، عن سيار أبي حمزة، وهو الصواب، وسيار أبو الحكم لم يسمع من طارق بن شهاب شيئاً، ولم يرو عنه. وقال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة سيار أبي حمزة: روى عنه بشير أبو إسماعيل، فكان يقول فيه: سيار أبو الحكم، وهو وهم منه، ونقل عن الدارقطني قوله: قول البخاري -يعني في ترجمة سيار أبي الحكم- سمع طارق بن شهاب وهم منه وممن تابعه على ذلك، والذي يروي عن طارق هو سيار أبو حمزة، قال ذلك أحمد ويحيى وغيرهما. وأبو حمزة هذا روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/421، ولم يعشر عليه فيه الحافظ ابن حجر كما ذكر في "تهذيب التهذيب"، وبقية رجاله رجال الصحيح، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (132) (في زيادات نعيم بن حماد) ، وأبو داود= الحديث: 3696 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 224 3697 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤَابَةٌ فِي الْكُتَّابِ " (1)   = (1645) ، وأبو يعلى (5317) و (5399) ، والشاشي (764) و (769) ، والطبراني في "الكبير" (9785) ، والحاكم 1/408، وأبو نعيم في "الحلية" 8/314، والقضاعي في "مسند الشهاب" (544) ، والبيهقي في "السنن" 4/196، وفي "شعب الإِيمان" (1078) و (1350) ، وفي "الآداب" (982) ، والبغوي في "شرح السنة" (4109) ، من طرق عن بشير بن سلمان، به. وورد عند أبي داود: عن سيار أبي حمزة، على الصواب، وفي بعض الروايات: عن سيار، غير منسوب. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال أبو نعيم: غريب لم يروه عن طارق إلا سيار، ولا عنه إلا بشير. ورواه هناد في "الزهد" (600) عن يعلى -وهو ابن عبيد الطنافسي-، عن بشير أبي إسماعيل، به، موقوفاً. وفيه سيار غير منسوب. وسيأتي برقم (3869) و (4220) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، خمير بن مالك -ويقال: خمر-، لم يرو عنه غير أبي إسحاق -وهو السبيعي-، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/391، ونسبه كوفياً، وفرق بينه وبين خمير بن مالك الحمصي الذي يروي عنه عبد الله بن عيسى، وفرق بينهما أيضاً البخاري في "التاريخ الكبير" 3/222 و227، وجعلهما واحدا ابن حبان في "الثقات" 4/214، فقال: خمير بن مالك، يروي عن ابن مسعود، روى عنه أبو إسحاق السبيعي وعبد الله بن عيسى. وتابعه الحسيني في "الإكمال" ص 124، والحافظ في "التعجيل" ص 118، وتحرف فيهما اسم عبد الله بن عيسى، إلى: عبد الله بن قيس، واسم خمر، إلى: خمرة.= الحديث: 3697 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 225 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/500، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8435) عن وكيع، بهذا الإسناد. وتحرف اسم خمير في مطبوع ابن أبي شيبة إلى جبير. وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 14، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/539، والحاكم في "المستدرك" 2/228، من طريق قبيصة بن عقبة، والطبراني في "الكبير" (8436) من طريق يحيى بن آدم، كلاهما عن سفيان الثوري، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وتحرف اسم خمير عنده وعند الفسوي إلى: حمزة. وأخرجه بنحوه الطيالسي (405) ، ومن طريقه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 15، وأبو نعيم في "الحلية" 1/125 عن عمرو بن ثابت، وابن أبي داود ص 15 أيضاً من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، به. قال أبو نعيم: رواه الثوري وإسرائيل، عن أبي إسحاق، مثله. وقد علقه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/227 من طريق الطيالسي، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8439) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/125 عن عبدان بن أحمد، عن الحسين بن مدرك، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن أبي سعد الأزدي، عن عبد الله بن مسعود. وهذا إسناد منقطع، أبو بشر -وهو جعفر بن أبي وحشية- لم يسمع من سليمان بن قيس اليشكري، كما ذكر البخاري فيما نقله المزي في "التهذيب". ورواه الحاكم 2/228 من طريق أبي قِلابة، عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي سعيد الأزدي، عن ابن مسعود. وقد سكت عنه الحاكم والذهبي. قلنا: قد تحرف فيه وفي "تلخيص" الذهبي، إلى: إسماعيل بن سالم بن أبي سعيد الأسدي، والتصويب من "المصاحف" لابن أبي داود ص 17.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 226 3698 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو سَعِيدٍ يَعْنِي الْعَنْقَزِيَّ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا (1) إِسْرَائِيلُ، وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ - قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ابْنِ الْأَسْوَدِ - مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبَهُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَا نَقُولُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] وَلَكِنْ (2) نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ   = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8438) بنحوه مطولاً من طريق ابن عون، عن عمرو بن قيس، عن عمرو بن شرحبيل -أو ابن شراحيل- أبي ميسرة الهمْداني، عن ابن مسعود، وصححه الحاكم 2/228، ووافقه الذهبي. وأخرجه بنحوه أيضاً الطبراني (8441) ، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 16-17 من طريقين عن محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود. وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" ص 15 و16 من طرق عن أبي شهاب وعبيدة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8443) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود. وأخرجه أيضاً (8444) من طريق الأعمش، و (8445) من طريق إسرائيل، كلاهما عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن ابن مسعود. وسيأتي بإسناد صحيح برقم (3906) . (1) في (ظ14) : قال أخبرنا، وفي (ق) و (ص) و (ظ1) وحدثنا بزيادة الواو، وهو خطأ. (2) في (س) : ولكنا. الحديث: 3698 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 227 يَسَارِكَ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ (1) ، وَمِنْ خَلْفِكَ " فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشْرِقُ، وَسُرَّ بِذَلِكَ ". قَالَ أَسْوَدُ: " فَرَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشْرِقُ لِذَلِكَ، وَسَرَّهُ ذَلِكَ (2) ". قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَقَ وَجْهُهُ، وَسَرَّهُ ذَاكَ " (3)   (1) في (ص) و (ق) : وبين يديك. (2) في (ظ14) : يشرق وجهه وسر بذلك. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العنقزي، فمن رجال مسلم، ومخارق -هو ابن خليفة الأحمسي- من رجال البخاري وحده. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، واسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وأخرجه البخاري (3952) و (4609) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/45-46، والبغوي في "التفسير" 2/25 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4609) أيضاً من طريق الأشجعي، عن سفيان، عن مخارق، به، مختصراً. وأخرجه ابن سعد 3/162، والحاكم 3/349، والبيهقي في "الدلائل" 3/45-46، من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه البخاري كما مر. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11140) من طريق سفيان الثوري، وأبو نعيم في "الحلية" 1/172-173، من طريق إسماعيل بن إبراهيم، كلاهما عن مخارق، به. وعلقه البخاري عقب الحديث (4609) عن وكيع، عن سفيان، عن مخارق، عن طارق، أن المقداد قال ذلك للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 228 3699 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ "، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ (1)   = قال الحافظ في "الفتح" 8/273: يريد بذلك أن صورة سياقه أنه مرسل بخلاف سياق الأشجعي، لكن استظهر المصنف لرواية الأشجعي الموصولة برواية إسرائيل التي ذكرها قبل. وطريق وكيع هذه وصلها أحمد وإسحاق في مسنديهما عنه. قلنا: سترد 4/314. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10502) من طريق حسن بن عطية، عن قيس بن الربيع، عن عمران بن ظَبْيان، عن أبي تِحْيَا، عن عبد الله بن مسعود. وسيأتي برقم (4376) ، ويكرر برقم (4070) . وفي الباب عن أنس، سيرد 3/105 و188. قوله: "مما عدِلَ به": قال السندي: أي: مما يقال فيه: إنه مثله في الخير. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه أبو يعلى (5214) من طريق وكيع -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (3130) ، وأبو داود (996) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/267، وابن حبان (1993) ، والطبراني في "الكبير" (10173) من طرق عن سفيان، به. وأخرجه الطيالسي (308) ، وعبد الرزاق (3130) ، وابن أبي شيبة 1/299،= الحديث: 3699 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 229 3700 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ (1) ابْنَةُ أَبِي سُفْيَانَ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي (2) بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ   = وأبو داود (996) ، والنسائي في "المجتبى" 3/63، وفي "الكبرى" (1245) ، وأبو يعلى (5102) ، وابن حبان (1991) ، والطبراني في "الكبير" (10173) من طرق عن أبي إسحاق، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/63-64، وفي "الكبرى" (1248) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/268، والدارقطني في "السنن" 1/356-357، والبيهقي في "السنن" 2/177 من طريق حسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود وأبي الأحوص، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10176) من طريق يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن الحسين، عن أبي إسحاق، عن الأسود وعلقمة ومسروق وعبيدة السلماني، عن عبد الله. وسلف برقم (3660) ، وذكرنا هناك أطرافه. (1) في (س) و (ظ1) و (ظ14) : أم حبيب، وضبب فوقها في (س) و (ظ14) ، وفي هامش (س) : كذا في نسخة أخرى، والذي في مسلم: أم حبيبة. وقال السندي: المشهور في كتب الأسماء وعلى الألسنة: أم حبيبة، كما في مسلم في هذا الحديث. (2) في (ق) : متعني. قال السندي: أمتعني من الإمتاع، كما في رواية لمسلم. وفي رواية لمسلم: متعني، من التمتيع. الحديث: 3700 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 230 مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ (1) ، لَنْ يُعَجَّلَ شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخَّرَ شَيْءٌ عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ (2) يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ أَخْيَرَ (3) ، أَوْ أَفْضَلَ " قَالَ: وَذُكِرَ عِنْدَهُ الْقِرَدَةُ - قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: وَالْخَنَازِيرُ - إِنَّهُ مِمَّا مُسِخَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يَمْسَخْ شَيْئًا فَيَدَعَ لَهُ نَسْلًا، أَوْ عَاقِبَةً، وَقَدْ كَانَتِ الْقِرَدَةُ، أَوِ الْخَنَازِيرُ (4) قَبْلَ ذَلِكَ " (5) 3701 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ قَوْمًا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: صَاحِبٌ لَنَا يَشْتَكِي، أَنَكْوِيهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالُوا: أَنَكْوِيهِ؟ فَسَكَتَ، ثُمَّ   (1) لفظ: "وأرزاق مقسومة" ليس في (ظ14) . (2) لفظ: "أن" ليس في (ص) . (3) في هامش (س) : أحرى: خيرا. نسختان. (4) في (ظ1) : والخنازير. (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة بن عبد الله اليشكري، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح، ومسعر: هو ابن كِدام. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/190-191، ومن طريقه مسلم (2663) (32) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (262) ، عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2663) ، وأبو يعلى (5313) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/275، من طرق عن مسعر، به.= الحديث: 3701 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 231 قَالَ: " اكْوُوهُ وَارْضِفُوهُ رَضْفًا (1) " (2)   = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10059) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (265) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/275 من طريق المسعودي، عن علقمة بن مرثد، عن المستورد بن الأحنف، عن ابن مسعود، نحوه. وذكر الدارقطني في "العلل" 5/276-277 طريق المسعودي هذا وأنه وهم فيه، وأن الصواب رواية مِسعر ومن تابعه. وسيأتي برقم (3925) و (4119) و (4120) و (4254) و (4441) . وانظر (3747) و (3768) و (3997) . قوله: "قبل حِله": قال السندي: بكسر حاء أو فتحها وتشديد لام، أي: قبل وجوبه وحينه، وظاهره أن الآجال والأرزاق لا تقبل التغيير عما قدَرت عليه، وقد جاء أنَ صلة الرحم تزيد في العمر، فحملوا هذا الحديث وأمثاله على ما عليه الأمر في علم الله، إذ يستحيل خلافه، وإلا لانقلب العلم جهلاً، وحملوا حديث: "إن صلة الرحم تزيد في العمر" ونحوه على التقدير المعلق، كما يشير إليه قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، لكن قد يقال: فليكن الدعاء كصلة الرحم، فكيف المنع من الدعاء مع أنه رغب في الصلة لتلك الفائدة؟ إلا أن يقال: لعله علم أن الدعاء لا يترتب عليه تلك الفائدة، أو رأى أن تلك الفائدة فائدة قليلة، لكن الترغيب في الصلة التي هي عبادة لأجلها يقتضي أن تكون فائدة جليلة. والله تعالى أعلم. قوله: "كان أخْيَر": إن قلت: هو أيضاً مفروغ منه، فكيف رخص في الدعاء لأجله، مع أنه قد منع من الدعاء لمثله؟ أجيب بأن الدعاء به عبادة واهتمام بأمر الآخرة، وقد أمر الشارع بالعبادات وبالاهتمام لأمر الآخرة، فيؤتى به لذلك، لا لأنه يمكن التغيير في التقدير، وأما الدعاء بطول الأجل فليس كذلك. (1) في هامش النسخ: بالرضف. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 232 3702 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ،   = الجراح الرؤاسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/320 من طريق أسد بن موسى، والشاشي (733) ، والحاكم في "المستدرك" 4/416، من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن إسرائيل، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأبو الأحوص لم يخرج له البخاري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7601) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/320، وابن حبان (6082) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10275) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، به. وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/99، ونسبه إلى الطبراني، وقال: ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. وسيأتي برقم (3852) و (4021) و (4054) . والحديث من طريق شعبة سيرد عقب الحديث (3718) في نسخة (ظ14) فقط. قوله: "وارضفوه": قال ابن الأثير: أي: كمدوه بالرضْفِ. والرضْف: الحجارة المحماة على النار واحدتها رَضْفَة. وقال السندي: وارضفوه: من رضفه كضرب، إذا كواه. قلنا: قد ورد في آخر الحديث من طريق شعبة، قول عبد الله: وكره ذلك، وفي آخر الحديث (4045) قوله: كأنه غضبان، مما يدل أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اكووه" على سبيل الكراهة الشديدة، لا على سبيل الإباحة المطلقة. الحديث: 3702 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 233 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا نَسِيتُ فِيمَا نَسِيتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يُرَى أَوْ نَرَى بَيَاضَ خَدَّيْهِ " (1) 3666 م - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَادَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً   (1) حديث صحيح، وهذا إسناده ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبَيح، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10178) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، عن جابر، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً (10180) من طريق الأعمش، و (10181) من طريق إبراهيم، و (10183) من طريق مغيرة، و (10184) من طريق خالد الحذاء، أربعتهم عن أبي الضحى، به. وأخرجه أيضاً (10182) من طريق أبي مالك الجَنْبي، عن حجاج، عن الشعبي وأبي الضحى، به. وأخرجه أيضاً (10185) و (10186) ، وابن حبان (1994) ، والبيهقي في "السنن" 2/177، من طريق الشعبي، عن مسروق، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10187) و (10188) من طريقين عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، مختصراً. وأخرجه أيضاً (10189) من طريق هشام الدستوائي، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، به. وسلف برقم (3699) ، وبرقم (3660) وذكرنا هناك أطرافه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 234 سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ، يُبَلِّغُوني مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ " (1) 3703 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ": " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (2) 3704 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ الثَقَفِي، أَوِ   (1) سقط هذا الحديث من الأصول ما عدا نسخة (ظ14) ، وهو في "أطراف المسند" لابن حجر 4/135، وتقدم برقم (3666) ، وسيرد برقم (4210) و (4320) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11167) -وهو في "التفسير" (187) - من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/540، والبخاري (3406) و (3412) ، والدارمي 2/309، وأبو نعيم في "الحلية" 5/57 و7/128 من طرق عن سفيان، به. وأخرجه البخاري (4804) ، والشاشى (553) من طريقين، عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (4196) و (4197) . ويكرر برقم (4227) . وفي الباب عن ابن عباس تقدم برقم (3252) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/405. وعن عبد الله بن جعفر تقدم برقم (1757) بلفظ: "ما ينبغي لنبي أن يقول: إني خير من يونس بن متى". قال الحافظ في "الفتح" 6/452: قال العلماء: إنما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك تواضعاً إن كان قاله بعد أن أعْلِمَ أنه أفضل الخلق، وإن كان قاله قبل علمه بذلك فلا إشكال. وقيل: خص يونس بالذكر لما يخْشى على من سمع قصته أن يقع في نفسه تنقيص له، فبالغ في ذكر فضله لسد هذه الذريعة. الحديث: 3703 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 235 الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ - شَكَّ الْمَسْعُودِيُّ - عَنِ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً إِلَّا وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِعٌ، أَلَا وَإِنِّي آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَهَافَتُوا فِي النَّارِ كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ، أَوِ الذُّبَابِ " (1)   (1) إسناده حسن، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن أختلط- سماع وكيع منه قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عبدة النهدي -وهو عبدة- ويقال: عبيدة -بن حزن النصري، ويقال: النهدي، كما ذكر المزي في "التهذيب"- فمختلف في صحبته، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، ووهم الحافظ فذكره في "التعجيل" ص 279، وليس هو على شرطه، ووهم أيضاً في ترجمته، فذكر أنه يروي عن عثمان بن عبد الله بن هرمز، وإنما يروي عن ابن مسعود، ثم تعقب الحسيني لأنه لم يفرد له ترجمة، ولا وجه لتعقبه، لأن عبيدة هذا ليس من شرطه. وكيع: هو ابن الجراح. وعثمان الثقفي: هو ابن المغيرة أبو المغيرة، روى له الجماعة غير مسلم، وقد وهم الحسيني، فذكره في "الإكمال" ص 291، وتردد في تعيينه، فقال: لعله ابن المغيرة أو ابن رشيد، فتعقبه الحافظ، لكنه أخطأ في تعيينه أيضاً، فجعله عثمان بن عبد الله بن هرمز الضعيف، وهو مكي، والذي في الإسناد عندنا ثقفي. والحسن بن سعد: هو الهاشمي مولاهم، وشك المسعودي لا يضر، لأن عثمان الثقفي والحسن بن سعد، كلاهما ثقة. وأخرجه الطيالسي (402) ، والطبراني في "الكبير" (10511) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1131) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن المسعودي، عن الحسن بن سعد، عن عبيدة النهدي، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/210، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وقال: الفراش أو الذباب أو الحنظب -ذكر الخنافس والجراد-، وفيه المسعودي، وقد= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 236 3705 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، فَذَكَرَهُ، وَكَذَا قَالَ يَزِيدُ، وَأَبَو كَامِلٍ: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ رَوْحٌ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، وَقَالَ: " الْفَرَاشِ، أَوِ الذُّبَابِ " (1) (2) 3706 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَابٌ،   = اختلط. قلنا: لكن سمع وكيعٌ منه قبل اختلاطه. وسيي تخريجه من "مسند أبي يعلى" عند الرواية (4027) ، وسيأتي أيضاً برقم (4028) . وقوله: "إني آخذ بحجَزِكم ... " له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6483) ، ومسلم (2284) ، سيرد 2/244. قوله: "سَيَطلِعها"، بتشديد الطاء، أي: سيرتكبها مرتكب. بحجَزِكم، بضم حاء، وفتح جيم، جمع حجْزَة، وهي معقد الإِزار، أي: مانع لكم. أن تهافتوا: تسقطوا. قاله السندي. (1) في (ظ14) : الذبان. (2) إسناده حسن، وسماع أبي قَطَن -وهو عمرو بن الهيثم- ورَوْح -وهو ابن عبادة- من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- قبل اختلاطه، وسماع يزيد -وهو ابن هارون -وأبي كامل -وهو مظَفر بن مدرك الخراساني- منه بعد اختلاطه. وبقية رجاله ثقات، وتقدم الكلام فيهم مفصلاً في الرواية السابقة. ورواية يزيد وأبي كامل سترد برقم (4027) ، ورواية روح سترد برقم (4028) وهي من المزيد في متصل الأسانيد. وسلف تخريجه في الرواية السابقة (3704) مع ذكر شاهده. الحديث: 3705 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 237 وَلَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ " فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ " (1) 3707 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، (2) أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ هَلَكُوا، فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ بَقُوا، يَقُمْ (3) لَهُمْ دِينُهُمْ سَبْعِينَ سَنَةً " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/200 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، مطولاً بزيادة: ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل. وسلف برقم (3650) . (2) في (ق) و (ظ1) : خمس وثلاثين سنة. (3) في نسخة السندي: يقوى. (4) حديث حسن، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن عبد الرحمن فمن رجال البخاري، إلا أن عبد الرحمن بن عبد الله لم يسمع من أبيه إلا الشيء اليسير. يزيد: هو ابن هارون، والعوام: هو ابن حوشب، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان فيروز. وأخرجه أبو يعلى (5009) و (5298) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/235-236، وابن حبان (6664) ، والطبراني في "الكبير" (10356) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/549، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.= الحديث: 3707 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 238 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وتحرف سليمان بن أبي سليمان في مطبوع الطحاوي إلى: سليمان بن بلال. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/236، والطبراني في "الكبير" (10311) من طريق أبي نعيم، عن شريك، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله، به. وسيأتي بإسناد آخر برقم (3730) و (3731) و (3758) ، ويكرر برقم (4315) . وقوله: "تدور رحى الإسلام": قال التوربشتي فيما نقله عنه ملا علي القاري في "شرح المشكاة" 5/152: أراد بذلك أن الإسلام يستتب أمره، ويدوم على ما كان عليه المدة المذكورة في الحديث، ويصح أن يستعار دوران الرحى في الأمر الذي يقوم لصاحبه ويستمر له، فإن الرحى توجد على نعت الكمال ما دامت دائرة مستمرة، ويقال: فلان صاحب دارتهم: إذا كان أمرهم يدور عليه. ورحى الغيث: معظمه، ويؤيد ما ذهبنا إليه ما رواه الحربي في بعض طرقه: "تزول (وهذا اللفظ سيأتي في الرواية رقم 3758) رحى الإسلام"، مكان "تدور"، ثم قال: كأن تزول أقرب، لأنها تزول عن ثبوتها واستقرارها، وأشار بالسنين الثلاث إلى الفتن الثلاث، مقتل عثمان رضي الله عنه، وكان سنة خمس وثلاثين، وحرب الجمل، وكانت سنة ست وثلاثين، وحرب صِفين، وكانت سنة سبع وثلاثين، فإنها كانت متتابعة في تلك الأعوام الثلاثة. وقوله: "فإن يهلكوا فسبيل من هلك"، أي: إن اختلفوا بعد ذلك، واستهانوا في أمر الدين، واقترفوا المعاصي، فسبيلهم سبيل من قد هلك قبلهم من الأمم الماضية الذين زاغوا عن الحق في اختلافهم، وسمى أسباب الهلاك والاشتغال بما يؤدي إليه هلاكاً. وقوله: "يقم لهم دينهم"، قال الخطابي: يريد بالدين هاهنا الملك، قال زهير: لئن حَلَلْتَ بجَو في بني أسد ... في دينِ عمرو وحالتْ بينَنَا فَدَك يريد: ملك عمرو وولايته. والمعنى: وإن صَفَتْ تلك المدد، ولم يتفق لهم اختلاف وخَوَر في الدين،= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 239 3708 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ، حَيْثُ قُتِلَ ابْنُ النَّوَّاحَةِ: إِنَّ هَذَا وَابْنَ أُثَالٍ، كَانَا أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَسُولَيْنِ لِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " قَالَا: نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ: " لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا رَسُولًا، لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا " قَالَ: فَجَرَتْ سُنَّةً أَنْ لَا يُقْتَلَ الرَّسُولُ، فَأَمَّا ابْنُ أُثَالٍ، فَكَفَانَاهُ اللهُ عَزَّ   = وضعْف في التقوى، تتمادى بهم قوة الدين واستقامة أمره سبعين سنة. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/214: والذي يظهر أن المراد بقوله: "تدور رحى الإسلام" أن تدوم على الاستقامة، وأن ابتداء ذلك من أول البعثة النبوية، فيكون انتهاء المدة بقتل عمر في ذي الحجة سنة أربع وعشرين من الهجرة، فإذا انضم إلى ذلك اثنتا عشرة سنة وستة أشهر من المبعث في رمضان، كانت المدة خمساً وثلاثين سنة وستة أشهر، فيكون ذلك جميعَ المدة النبوية، ومدة الخليفتين بعده خاصة، ويؤيده حديث حذيفة الماضي قريباً (يعني عند البخاري) الذي يشير إلى أن باب الأمن من الفتنة يكسر بقتل عمر، فيفتح باب الفتن، وكان الأمر على ما ذكر. وأما قوله في بقية الحديث: "فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن لم يقم لهم دينهم يقم سبعين سنة" فيكون المراد بذلك انقضاءَ أعمارهم، وتكون المدة سبعين سنة إذا جعل ابتداؤها من أولِ سنة ثلاثين عند انقضاء ست سنين من خلافة عثمان، فإن ابتداءَ الطعن فيه إلى أن آلَ الأمر إلى قتله كان بعد ست سنين مضت من خلافته، وعند انقضاء السبعين لم يبق من الصحابة أحد، فهذا الذي يظهر لي في معنى هذا الحديث. الحديث: 3708 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 240 وَجَلَّ، وَأَمَّا هَذَا، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ فِيهِ، حَتَّى أَمْكَنَ اللهُ مِنْهُ الْآنَ (1) 3709 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: اضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ، فَأَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ، جَعَلْتُ أَمْسَحُ جَنْبَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا آذَنْتَنَا حَتَّى نَبْسُطَ لَكَ عَلَى الْحَصِيرِ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، يزيد: وهو ابن هارون، سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- بعدما اختلط، والمسعودي أيضاً كان يغلط فيما يرويه عن عاصم -وهو ابن أبي النجود- وهو متابع. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الشاشي (747) و (748) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (251) ، والبيهقي في "السنن" 9/212 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن المسعودي، به. وسماعهما منه بعد الاختلاط. وأخرجه أبو يعلى (5097) بنحوه مطولاً من طريق سلام أبي المنذر، عن عاصم، به. وإسناده حسن. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/314، وقال: رواه أبو داود مختصراً، رواه أحمد والبزار وأبو يعلي مطولاً، وإسنادهم حسن. وأخرجه الطبراني مطولاً (8960) من طريق أبي نعيم، عن المسعودي، عن القاسم ... وفيه أن عبد الله بن مسعود لما أتي بهم إليه استتابهم وكانوا قريباً من ثمانين رجلاً وأبى ابن النواحة أن يتوب، فأمر به قرظة بن كعب، فأخرجه إلى السوق، فضرب عنقه، وأمره أن يأخذ رأسه، ويلقيه في حجر أمه. وسيأتي من طريق المسعودي أيضاً برقم (3761) ، وتقدم من طريق الأعمش برقم (3642) . الحديث: 3709 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 241 مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ مَا أَنَا وَالدُّنْيَا؟ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَرَاكِبٍ ظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا " (1)   (1) حديث صحيح، يزيد -وهو ابن هارون- وإن سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- بعد الاختلاط، متابع وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو الجَمَلي المرادي، وإبراهيم النخعي: هو ابن يزيد، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5292) ، والشاشي (340) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 272، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (277) ، ومن طريقه ابن ماجه (4109) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (20) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/102 و4/234، وأخرجه الترمذي (2377) ، والشاشي (341) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم 4/310 من طريق جعفر بن عون، وأبو نعيم في "الحلية" 4/234 من طريق آدم بن أبي إياس، أربعتهم عن المسعودي، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال أبو نعيم: لم يروه عن عمرو بن مرة متصلاً مرفوعاً إلا المسعودي. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (10327) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 272، من طريق عبيد الله بن سعيد أبي مسلم الجعفي، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله. قال ابن حبان في "المجروحين" 1/239: وعبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، كثير الخطأ، فاحش الوهم، ينفرد عن الأعمش وغيره بما لا يتابع عليه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/326، وقال: رواه الطبرانى، وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، وقد وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة. قْلنا: قد رأيتَ قول ابن حبان فيه. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 1/238، والدارقطني في "العلل" 5/165، وأبو نعيم في "الحلية" 4/234، من طريق حسن بن حسين العرني، عن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 242 3710 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنْ غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ؟ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقُلْتُ: أَنَا. فَقَالَ: " إِنَّكَ تَنَامُ "، ثُمَّ أَعَادَ: " مَنْ يَحْرُسُنَا الَّليْلَةَ؟ " فَقُلْتُ:   = جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. وحسن بن حسين العرني: قال ابن حبان في "المجروحين" 1/238-239 في ترجمته: يروي عن جرير بن عبد الحميد والكوفيين المقلوبات .... وهذا خبر ما رواه عن إبراهيم إلا المسعودي، فإنه روى عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم. ثم قال: فأما جرير بن عبد الحميد، فليس هذا من حديثه، والراوي عنه هذا الحديث إما أن يكون متعمداً فيه بالوضع أو بالقلب. قلنا: وقد أورد الدارقطني الحديث في "العلل" 5/163-164 من طريق المسعودي عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، به. ثم قال: ورواه إبراهيم بن عبد الله العبسي، عن عبيد الله بن موسى، عن المسعودي، عن حماد، عن إبراهيم. وحديث عمرو بن مرة أصح. وسيأتي بإسناد حسن برقم (4208) . وله شاهد من حديث ابن عباس بإسناد قوي عند ابن حبان (6352) ، والحاكم 4/309-310، تقدم برقم (2744) . قال الترمذي: وفي الباب عن ابن عمر. يريد حديثه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كنْ في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وسيرد 2/24 و132. وانظر حديث أنس الآتي 3/139. قوله: "آذنتنا": من الإذن. الحديث: 3710 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 243 أَنَا (1) . حَتَّى عَادَ مِرَارًا، قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَأَنْتَ إِذًا "، قَالَ: فَحَرَسْتُهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ وَجْهُ الصُّبْحِ، أَدْرَكَنِي قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ تَنَامُ "، فَنِمْتُ، فَمَا أَيْقَظَنَا إِلَّا حَرُّ الشَّمْسِ فِي ظُهُورِنَا، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَنَعَ كَمَا كَانَ يَصْنَعُ مِنَ الْوُضُوءِ، وَرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الصُّبْحَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، لَوْ أَرَادَ أَنْ لَا تَنَامُوا عَنْهَا، لَمْ تَنَامُوا، وَلَكِنْ أَرَادَ أَنْ تَكُونُوا (2) لِمَنْ بَعْدَكُمْ، فَهَكَذَا (3) لِمَنْ نَامَ أَوْ نَسِيَ "، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ نَاقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِبِلَ الْقَوْمِ تَفَرَّقَتْ، فَخَرَجَ النَّاسُ فِي طَلَبِهَا، فَجَاءُوا بِإِبِلِهِمْ، إِلَّا نَاقَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ هَاهُنَا " فَأَخَذْتُ حَيْثُ قَالَ لِي، فَوَجَدْتُ زِمَامَهَا قَدِ الْتَوَى عَلَى شَجَرَةٍ، مَا كَانَتْ لِتَحُلَّهَا إِلَّا يَدٌ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا (4) ، لَقَدْ وَجَدْتُ زِمَامَهَا مُلْتَوِيًا عَلَى شَجَرَةٍ، مَا كَانَتْ لِتَحُلَّهَا إِلَّا يَدٌ، قَالَ: وَنَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةُ الْفَتْحِ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (5) [الفتح: 1]   (1) من قوله: "فقال: إنك تنام ... " إلى هنا: ثبت في (ظ14) ، وسقط من باقي النسخ. (2) في (ظ14) : تكون. (3) في (ص) : فهذا. (4) لفظ: "نبياً" لم يرد في (س) و (ص) و (ق) . (5) إسناده ضعيف، يزيد -وهو ابن هارون- سمع من المسعودي -وهو عبد= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 244 3711 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الْجَابِرِ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ مَسْعُودٍ بِابْنِ أَخٍ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا ابْنُ أَخِي، وَقَدْ شَرِبَ (1) ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَقَدْ عَلِمْتُ أَوَّلَ حَدٍّ كَانَ فِي   = الرحمن بن عبد الله- بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الشاشي (840) و (841) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (377) ، والنسائي في "الكبرى" (8854) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/218 من طريق عبد الله بن المبارك، وأبو يعلى (5285) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبراني في "الكبير" (10548) من طريق قرة بن حبيب القَنَوي، أربعتهم عن المسعودي، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/318-319، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، وأبو يعلى باختصار عنهم، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد اختلط في آخر عمره. قلنا: في هذه الرواية أن الذي حرس المسلمين هو عبد الله بن مسعود، وتقدم في الرواية (3657) أن الذي حرسهم هو بلال، وهو الوارد عند البخاري (595) ، ومسلم (680) و (681) ، وهو الصواب. وسيأتي برقم (4421) ، وتقدم ذكر شواهده من الصحيح برقم (3657) . وقصة الناقة أخرجها الطبري مختصرة بإسناد حسن في "جامع البيان" 26/69. قوله: "فقلت أنا": قال السندي: قد سبق أن القائل بلال، وهو المشهور، فالظاهر أن هذا من تصرف الرواة، وحمله على تعدد الواقعة بعيد، فإن وقوع هذا مرتين في سفر واحد -وهو الحديبية- بعيد، لأنه سفر قصير. والله تعالى أعلم. قوله: أن تكونوا لمن بعدكم: حيث يقتدون بكم. (1) في هامش (س) و (ظ1) ما نصه: قوله: وقد شرب، كذا في نسخة أخرى، وفي "زوائد الهيثمي": وقد سرق. الحديث: 3711 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 245 الْإِسْلَامِ، امْرَأَةٌ سَرَقَتْ، فَقُطِعَتْ يَدُهَا، فَتَغَيَّرَ لِذَلِكَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغَيُّرًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] " (1) 3712 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ (2) عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ،   (1) إسناده مسلسل بالضعفاء، يزيد -وهو ابن هارون- سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله- بعد الاختلاط، ويحيى بن الحارث الجابر ضعيف، وقد نسب إلى جده، فهو يحيى بن عبد الله بن الحارث، وأبو ماجد -ويقال: أبو ماجدة- هو الحنفي مجهول، وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث. وأخرجه الحميدي (89) عن سفيان بن عيينة، وأبو يعلى (5155) من طريق جرير -وهو ابن عبد الحميد-، والبيهقي في "السنن" 8/326 و331 من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن يحيى الجابر، به. وزاد فيه بعضهم على بعض. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/275-276 بروايات عدة، وقال: رواه كله أحمد وأبو يعلى باختصار المرأة، وأبو ماجد الحنفي ضعيف. قلنا: ستأتي رواياته بالأرقام (3977) و (4168) و (4169) ، وفيها أن الذي سرق على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو رجل. قوله: "ثم قال: وليعفوا ... " قال السندي: أي: لا ينبغي للناس إبلاغ الحدود إلى الحكام، بل ينبغي لهم المسامحة. والله تعالى أعلم. (2) في (ظ1) : وابن، بزيادة الواو. الحديث: 3712 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 246 نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا " (1) ، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: " بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا " (2)   (1) في (س) و (ظ1) : فرجاً. (2) إسناده ضعيف كما قال الدارقطني في "العلل" 5/201. أبو سلمة الجهني لم يتبين لأئمة الجرح والتعديل من هو، فهو في عداد المجهولين، فقال يحيى بن معين -على سبيل الظن- (كما في "الكنى" للدولابي 1/191) : أرَاه موسى الجهني. يعني موسى بن عبد الله -أو ابن عبد الرحمن- الجهني الثقة من رجال التهذيب، إلا أن كل من جاء بعد يحيى فرق بين هذين، فالبخاري ترجم لموسى الجهني في "التاريخ الكبير" 7/288 وكناه أبا عبد الله، وترجم لأبي سلمة الجهني في الكنى من كتابه المذكور 9/39، وتابعه ابن حبان فذكر كلا على حدة في "ثقاته" 7/449 و659، ولم يترجم ابن أبي حاتم إلا لموسى الجهني في "الجرح والتعديل" 8/149، ولم يكنه إلا بأبي عبد الله، واقتصر على كنية أبي عبد الله لموسى الجهني ابن سعد في "الطبقات" 6/353، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/91، ولعل في تأكيد هؤلاء المترجمين لموسى أن كنيته أبو عبد الله فحسب ما يبعد اشتباهه بأبي سلمة الجهني، وقد فرق بينهما أيضاً المِزي في "تهذيب الكمال" -مع أنه ذكر في ترجمة موسى أنه يقال له: أبو سلمة وأبو عبد الله- فذكر في الرواة عن القاسم بن عبد الرحمن: موسى الجهني وأبا سلمة الجهني، وتابعه في التفريق بينهما الذهبي والحسيني والحافظ ابن حجر والهيثمي.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 247 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وموسى الجهني وأبو سلمة الجهني من طبقة واحدة، وكلاهما يروي عن القاسم بن عبد الرحمن، غير أن موسى الجهني معروف من رجال التهذيب، روى له الجماعة عدا البخاري وأبي داود، ولا نعرف لفضيل بن مرزوق رواية عنه، أما أبو سلمة الجهني فلا يعرف روى عنه غير فضيل بن مرزوق، ولذا حكم، الأئمة بجهالته، فقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/581: قال بعض مشايخنا: لا ندري من هو، وقال الذهبي في "الميزان" 4/533، والحسيني في "الإكمال" ص 517: لا يدرى من هو، وتابعهما الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 490، وقال: وقرأت بخط الحافظ ابن عبد الهادي: يحتمل أن يكون خالدَ بن سلمة. وعقب عليه الحافظ بقوله: وهذا بعيد لأن خالداً مخزومي، وهذا جهني. وقال الحافظ بعد أن ذكره في "لسان الميزان" 7/56: والحق أنه مجهول الحال. ومقتضى صنيع الدارقطني في "العلل" -كما سيرد- أنه حكم بجهالته، وذكر ابن حبان له في "الثقات" لا يرفع عنه صفة الجهالة، فمن عادته توثيق المجاهيل، ولم يذكره العجلي في "ثقاته" مع أنه متساهل. وبناء على ما تقدم، فلا وجه لجزم الشيخ ناصر الدين الألباني في "الصحيحة" (198) أن أبا سلمة الجهني هو موسى الجهني، لما رأيت من تفريق الأئمة بينهما على سبيل الجزم، وما اعتمد عليه في الاستدلال على أنه هو لا يصلح دليلاً، لما علمت من أن كلا الرجلين يروي عن القاسم بن عبد الرحمن، وقد كان الشيخ أحمد شاكر أكثر حيطة حين قال: وأقرب منه عندي أن يكون (يعني أبو سلمة) هو موسى الجهني، فإنه من هذه الطبقة. وفضيل بن مرزوق -وهو الأغرُّ الرقاشي- مختلف فيه، فوثقه أحمد وابن معين والثوري وابن عيينة، وضعفه النسائي والدارمي، وقال الحاكم (كما في سؤالات السجزي له) : فضيل بن مرزوق ليس من شرط الصحيح، وقد عيب على مسلم بإخراجه في الصحيح. وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه إلا اليسير. قال شعيب كان الله له: وهذا التحقيق النفيس الذي انتهى إليه صاحباي الشيخ= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 248 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = نعيم والأستاذ إبراهيم في التفريق بين أبي سلمة الجهني وبين موسى الجهني، وقد وافقتهما عليه واقتنعت بصحته، يلغي الخطأ الذي وقع مني في تعليقي على ابن حبان حيث تابعت فيه من تقدمني ممن ينتحل صناعة الحديث، فجزمت بأن أبا سلمة الجهني هو موسى الجهني الثقة، فيستدرك من هنا. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/253، وأبو يعلى (5297) ، والشاشي (282) ، وابن حبان (972) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10352) ، وفي "الدعاء" (1035) ، والحاكم في "المستدرك" 1/509-510 من طريقين عن فضيل بن مرزوق، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه، فإنه مختلف في سماعه من أبيه، فتعقبه الذهبي بقوله: أبو سلمة لا يدرى من هو، ولا رواية له في الكتب الستة. قلنا: ووهم أيضاً في قوله: على شرط مسلم، فإن القاسم بن عبد الرحمن لم يخرج له مسلم، وهو من رجال البخاري وحده. وأخرجه البزار (3122) "زوائد"، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (342) من طريقين عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، به. وهذه متابعة من عبد الرحمن بن إسحاق -وهو أبو شيبة الواسطي- لأبي سلمة الجهني إلا أنه لايفرح بها، لأن عبد الرحمن بن إسحاق متفق على ضعفه، وقال البخاري: فيه وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/136 و186-187، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني والبزار -إلا أنه قال: وذهاب غمي مكان همي-، ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح غير أبي سلمة الجهني، وقد وثقه ابن حبان. وأورد الدارقطني الحديث في "العلل" 5/200-201، فذكر طريق أبي سلمة الجهني، وطريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود، وطريق علي بن مسهر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن ابن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 249 3713 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " لَمَّا وَقَعَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الْمَعَاصِي، نَهَتْهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ، فَلَمْ يَنْتَهُوا، فَجَالَسُوهُمْ فِي   = مسعود، مرسلاً، ثم قال: وإسناده ليس بالقوي. وله شاهد من حديث أبي موسى عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (341) إلا أن فيه انقطاعاً بين عبد الله بن زبيد بن الحارث اليامي وبين أبي موسى، وفاتنا أن ننبه على هذا الانقطاع في تعليقنا على ابن حبان. وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/136-137، ونسبه إلى الطبراني، وقال: وفيه من لم أعرفه. وقد ضعف حديث أبي موسى الحافظ في "أمالي الأذكار" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 4/13، إلا أنه حسن حديث ابن مسعود، به. قال السندي: ناصيتي بيدك: كناية عن كمال قدرته تعالى على التصرف فيه. ماض فى: أي: نافذ حكمك فى، لا راد لما قضيت. عدل فى: أي: لأنك المالك من كل الوجوه، فلا يتصور الظلم في قضائك. هو لك: صفة للاسم للتعميم، مثل: (ولا طائر يطير) لما تقرر أنه إذا أجري على شيء صفة شاملة لجنسه يعم. في كتابك: أي: من الكتب السماوية، فالمراد بالكتاب الجنس. أو استأثرت به: أي: اخترته واصطفيته في علمك مخزوناً عندك. ربيع قلبي: أي: متنزهه ومكان رعيه وانتفاعه بأنواره وأزهاره وأشجاره وثماره، المشبه بها أنواع العلوم والمعارف وأصناف الحكم والأحكام واللطائف. جِلاء، بكسر جيم ومد، أي: إزالة حزني. (1) عبارة: "قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم ترد في (ظ1) . الحديث: 3713 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 250 مَجَالِسِهِمْ - قَالَ يَزِيدُ: أَحْسِبُهُ قَالَ: وَأَسْوَاقِهِمْ (1) - وَوَاكَلُوهُمْ وَشَارَبُوهُمْ، فَضَرَبَ اللهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ، وَلَعَنَهُمْ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ، وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ "، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ، فَقَالَ: " لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى تَأْطُرُوهُمْ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا " (2)   (1) لفظ: "وأسواقهم" سقط من (ق) و (ظ1) . (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وشريك بن عبد الله -وهو النخعي القاضي- سيىء الحفظ، وبقية رجاله ثقات. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الترمذي (3047) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10265) من طريق إسماعيل بن موسى السدي، عن شريك، وبه. وأخرجه بنحوه الترمذي (3048) ، وابن ماجه (4006) ، والطبري في "التفسير" (12310) من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، وأبو داود (4336) من طريق يونس بن راشد، والطبري في "التفسير" (12307) من طريق عمرو بن قيس الملائي، والطبراني في "الكبير" (10264) من طريق الأعمش، و (10266) من طريق مسعر، خمستهم عن علي بن بذيمة، به. وأخرجه بنحوه الترمذي (3048) ، وابن ماجه (4006) ، والطبري في "التفسير" (12309) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبري أيضا (12311) من طريق وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال يزيد بن هارون -فيما نقله الترمذي عنه- وكان سفيان الثوري لا يقول فيه: عن عبد الله. يعني أنه مرسل.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 251 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قلنا: قد أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 1/194 من طريق الثوري، بالإسناد السابق، لكن فيه عن عبد الله. ولعل ذكره وهم من الناسخ، فقد ذكر يزيد بن هارون -كما سلف- أن الثوري كان لا يقول فيه: عن عبد الله. وأخرجه الطبري في "التفسير" (12308) عن علي بن سهل الرملي، عن المؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، أظنه عن مسروق، عن عبد الله، به. ومؤمل بن إسماعيل: سيئ الحفظ. وأخرجه أبو داود (4337) ، والطبراني في "الكبير" (10268) ، من طريق أبي شهاب الحناط، والطبراني في "الكبير" (10267) من طريق جعفر بن زياد، كلاهما عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن سالم الأفطس، عن أبي عبيدة، عن عبد الله. وأخرجه بنحوه أبو يعلى (5094) من طريق خالد الطحان، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، ولم يذكر سالماً الأفطس. وأشار إلى رواية خالد الطحان هذه أبو داود عقب الحديث (4337) . وخالفهم عبد الرحمن بن محمد المحاربي، فرواه عن العلاء بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو بن مرة، عن سالم الأفطس، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، أخرجه من طريقه أبو يعلى (5035) ، والطبري في "التفسير" (12306) ، وأشار إلى روايته أبو داود عقب الحديث (4337) ، وسائر الرواة الذين تقدم ذكرهم على أنه عن عمرو بن مرة، عن سالم الأفطس، لا عن ولده عبد الله بن عمرو بن مرة. وقد تحرف في مطبوع أبي يعلى إلى: عبد الله، عن عمرو بن مرة. وله شاهد من حديث أبي موسى عند الطبراني، أورده الهيثمي في "المجمع" 7/269، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. قوله: "واكلوهم": أي: أكلوا معهم. قوله: "فضرب الله قلوب بعضهم ببعض"، أي: جعل قلوب الذين تركوا النهي والإنكار كقلوب من ارتكبوا المنكر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 252 3714 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ البُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ، فَيَنْكَبُّ مَرَّةً، وَيَمْشِي مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا جَاوَزَ الصِّرَاطَ، الْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ " قَالَ: " فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، فَلَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، وَيُعَاهِدُ اللهَ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَالرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ - يَعْنِي عَلَيْهِ - فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، وَهِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي (1) ؟ يَعْنِي أَنَّكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَيُعَاهِدُهُ، وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا، فَيَقُولُ:   = قوله: "لا والذي ... "، أي: لا تأتون بنهي المنكر على وجهه. تأطِروهم، بكسر طاء مهملة، أي: تصرفوا الظلَمة عن ظلْمهم إلى الحق. قاله كله السندي. (1) في (ظ14) : يعني ألم تعاهدني. الحديث: 3714 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 253 رَبِّ (1) أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذِهِ الشَّجَرَةُ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَيُعَاهِدُهُ، وَالرَّبُّ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَسْأَلُهُ غَيْرَهَا، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، الْجَنَّةَ، الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَيْ عَبْدِي (2) أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنَّكَ لَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا يَصْرِينِي مِنْكَ، أَيْ عَبْدِي؟ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِنَ الْجَنَّةِ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ: أَتَهْزَأُ بِي، أَيْ رَبِّي (3) وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ " قَالَ: فَضَحِكَ عَبْدُ اللهِ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ؟ قَالُوا لَهُ: لِمَ ضَحِكْتَ؟ قَالَ: لِضَحِكِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَسْأَلُونِي لِمَ ضَحِكْتُ؟ " قَالُوا: لِمَ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِضَحِكِ الرَّبِّ، حِينَ قَالَ: أَتَهْزَأُ بِي، وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟! " (4)   (1) في (ظ14) : أي رب. (2) في (س) و (ق) و (ظ1) : يا عبدي. (3) لفظ: "أي ربي" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه أبو يعلى (5290) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 231 وص 318-319، وأبو عوانة 1/142، والشاشي (268) من طريق يزيد بن هارون= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 254 3715 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ (1) ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ،   = -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (4980) ، وأبو عوانة 1/143، وابن حبان (7430) ، والطبراني في "الكبير" (9775) ، وابن منده في "الإيمان" (841) ، والبيهقي في "البعث" (104) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 474، من طرق عن حماد بن سلمة، به. وسيأتي برقم (3899) ، وتقدم مختصراً برقم (3595) ، وذكرنا هناك شواهده. قال ابن خزيمة في "التوحيد" ص 319: روى هذا الخبرَ حميد، عن أنس، لم يذكر ابن مسعود في الإسناد، واختلف الناس أيضاً عنه في رفعه. ثم ساقه ابن خزيمة بإسناده. قال السندي: قوله: فينكب، بتشديد الباء، أي: يسقط على وجهه. وتَسْفَعه، أي: تضرب وجهه وتسوده، أو تؤثر فيه أثراً. ما لا صبر له يعني عليه، أي: على فراقه، وقال النووي: أي عنه، فجعل على بمعنى عن. ما يَصْريني: قال النووي: بفتح الياء وإسكان الصاد المهملة، معناه: يقطع مسألتك مني. قيل: والصواب: ما يَصْرِيك مني، كما في رواية، والوجه أنهما صحيحان، فإن السائل متى انقطع من السؤال انقطع المسؤول منه، والمعنى: أي شيء يرضيك ويقطع السؤال بيني وبينك. لضحك الرب تعالى: قال النووي: الضحك من الله تعالى هو الرضى والرحمة وإرادة الخير لمن يشاء رحمته من عباده. انتهى. قلت: ظاهر الحديث أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحك موافقةً لربه تعالى، والحمل على ما ذكر يفوت الموافقة، فالوجه في مثله التفويض. والله تعالى ولي التوفيق. (1) في (ق) و (ظ1) : أبي سعيد. الحديث: 3715 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 255 عَنْ عَبْدِ اللهِ،، قَالَ " نَهَانَا (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ، أَوْ حَلَقَةِ الذَّهَبِ " (2) 3716 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَبَسُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، مَلَأَ اللهُ بُطُونَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا " (3)   (1) في (ظ14) : نهى. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو الهاشمي الكوفي. أبو سعد -وهو الأزدي الأرحبي قارىء الأزد، ويقال: أبو سعيد-، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/568، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 9/36، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وأبو الكنود مختلف في اسمه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه ابن سعد في "الطبقات" 6/177، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الهيثم بن كليب الشاشي (882) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (386) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/261، والشاشي (883) و (884) و (885) ، والطبراني في "الكبير" (10494) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/200، من طرق عن شعبة، به. وأخرجه أبو يعلى (5152) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/260 من طريقين عن يزيد بن أبي زياد، به. وسيرد من طريق شعبة برقم (3804) ، وتقدم برقم (3582) ، وذكرنا هناك شواهده. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن طلحة -وهو ابن مصَرف اليامي- فأخرج له البخاري متابعة، وقد اختلف فيه، فوثقه أحمد والعجلي،= الحديث: 3716 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 256 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقال ابن معين: صالح، وقال مرةً: ضعيف، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطىء، وقال ابن سعد: له أحاديث منكرة. زبيد: هو ابن الحارث اليامي، ومرة: هو ابن شراحيل الهمْداني المعروف بالطيب. وأخرجه ابن ماجه (686) ، والطبري في "التفسير" (5421) ، والشاشي (878) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (366) ، ومسلم (628) (206) ، والترمذي (181) و (2985) ، وابن ماجه (686) ، وأبو يعلى (5044) و (5293) ، والطبري (5420) و (5430) ، وأبو عوانة 1/356، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/174، والشاشي (879) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/165 و5/35، والبيهقي في "السنن" 1/460 من طرق عن محمد بن طلحة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (3829) و (4365) . وفي الباب عن علي بن أبي طالب تقدم برقم (591) . وعن ابن عباس تقدم برقم (2745) . وعن حذيفة عند البزار (388) ، وابن حبان (2891) . وعن جابر عند البزار (390) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/309، وقال: ورجاله رجال الصحيح. وعن أم سلمة عند الطبرني في "الكبير" 23/ (793) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/309-310، وقال: وفيه مسلم بن الملائي الأعور، وهو ضعيف. وعن سمرة بن جندب مختصراً (بذكر أن الصلاة الوسطى صلاة العصر) ، سيرد 5/12 و13 وعن عائشة مختصراً عند مسلم (629) ، والطبري (5393) و (5394) . وعن البراء مختصراً عند مسلم (630) . وعن حفصة عند الطبري (5406) ، وإسناده منقطع.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 257 3717 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ مِنْ (1) سَحُورِهِ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُنَادِي - أَوْ قَالَ: يُؤَذِّنُ - لِيَرْجِعَ قَائِمُكُمْ، وَيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، لَيْسَ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا، وَلَكِنْ حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا " وَضَمَّ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَبُو عَمْرٍو أَصَابِعَهُ، وَصَوَّبَهَا، وَفَتَحَ مَا بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ (2) ، يَعْنِي الْفَجْرَ (3) 3718 - حَدَّثَنَا مُحَمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،   = وعن أبي هاشم بن عتبة عند البزار (391) ، والطبري (5436) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/309، ونقل قول البزار: لا نعلم روى أبو هاشم بن عتبة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا هذا وآخر. ثم قال الهيثمي: ورجاله موثقون. وعن أبي مالك الأشعري عند الطبري (5445) ، والطبراني في "الكبير" (3458) ضمن حديث، وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/135، وقال: رواه الطبراني، وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري موقوفاً عند الطبري (5392) . (1) في (ق) : عن. (2) في (ظ14) : السباحتين. وكتبت في هوامش (ص) و (ق) و (س) و (ظ1) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وسليمان: هو ابن طَرخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مَل النهدي. وأخرجه ابن ماجه (1696) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3654) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 3717 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 258 عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ:: " الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان بن مِهران: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري (6168) ، ومسلم (2640) ، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2640) ، والشاشي (575) و (576) و (577) ، والقضاعي في "الشهاب" (189) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه البخاري (6169) ، ومسلم (2640) (165) ، وأبو يعلى (5166) من طريق جرير -وهو ابن عبد الحميد-، عن الأعمش، به. وأخرجه الطيالسي (253) من طريق عطاء بن السائب، والبزار (3597) ، والدارقطني مطولا في "السنن" 1/132 من طريق سمعان بن مالك والمعلى المالكي، ثلاثتهم عن شقيق، به، وذكر الدارقطني أن سمعان والمعلى كلاهما مجهول. وأخرجه بنحوه الشاشي (664) من طريق يحيى بن ثعلبة الأنصاري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9780) من طريق هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قيس، عن حجاج، عن عطية، عن أبي سعيد، عن عبد الله، به. وأورد الدارقطني الحديث في "العلل" 5/94، فقال: هو حديث يرويه الأعمش، واختلف عنه، فرواه جرير بن حازم وسليمان بن قَرْم وجرير بن عبد الحميد عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. ورواه أبو معاوية الضرير عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى، ولعلهما صحيحان. وقال الحافظ في "الفتح" 10/558 في شرح الحديث (6168) وجاء في إسناده: عن عبد الله غير منسوب، قال: هكذا رواه أصحاب شعبة، فقالوا: عن عبد= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 259 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الله، ولم ينسبوه، منهم ابن أبي عدي عند مسلم، وأبو داود الطيالسي عند أبي عوانة، وعمرو بن مرزوق عند أبي نعيم، وأبو عامر العقدي ووهب بن جرير عند الإسماعيلي، وحكى الإسماعيلي عن بندار أنه عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، واستدل برواية سفيان الثوري، عن الأعمش، الآتية عقب هذا (يعني برقم (6170)) ، وسيأتي ما يؤيده، ولكن صنيع البخاري يقتضي أنه كان عند أبي وائل، عن ابن مسعود وعن أبي موسى جميعا، وأن الطريقين صحيحان. قلت: ويؤيد ذلك أن له عند ابن مسعود أصلاً، فقد أخرج أبو نعيم في "كتاب المحبين" من طريق عطية، عن أبي سعيد، قال: أتيت أنا وأخي عبد الله بن مسعود، فقال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر الحديث. وأخرجه أيضاً من طريق مسروق، عن عبد الله، به. قلنا: حديث أبي موسى سيرد 4/392 و395 و398 و405. وفي الباب أيضاً عن أنس، سيرد 3/159. وعن جابر، سيرد 3/336 و394. وعن صفوان بن عسال، سيرد 4/239. وعن أبي ذر، سيرد 5/156. وعن علي عند البزار (3596) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/280، وقال: وفيه مسلم بن كيسان الملائي، وهو ضعيف. وعن عروة بن مضرس عند الطبراني في "الكبير" 17/ (395) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/281، وقال: رواه الطبراني في الثلاثة، ورجاله رجال الصحيح غير زيد بن الحريش، وهو ثقة. قال الحافظ في "الفتح" 10/560: وقد جمع أبو نعيم طرق هذا الحديث في جزء سماه "كتاب المحبين مع المحبوبين"، وبلغ الصحابة فيه نحو العشرين. قال السندي: قوله: "المرء مع من أحب": هذا الحديث من الأحاديث المشتهرة الصحيحة. في "المقاصد" (يعني المقاصد الحسنة برقم (1011)) : قيل: إذا أحبهم فعمل بمثل عملهم. قال الحسن: لا تغتر يا ابن آدم بقول من يقول: أنتَ مع من أحببت، فإن من أحب قوماً تَبع آثارَهم، واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبعَ= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 260 [3701 م - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ نَاسًا سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَاحِبٍ لَهُمْ يَكْوِي نَفْسَهُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: " اِرْضِفُوهُ، اَحْرِقُوهُ " قَالَ: وَكَرِهَ ذَلِكَ (1) ]   = آثارهم، وحتى تأخذَ بهديهم، وتقتديَ بسنتهم، وتصبحَ وتمسيَ على منهاجهم، حرصاً على أن تكونَ منهم، ومن ثم قال القائل: تعصي الإله وأنتَ تظهِر حبه ... هذا لَعَمري في القياسِ بديع لو كان حبكَ صادقاً لأطَعْتَه ... إن المحِب لمن يحب مطِيع وسأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ: متى يكون الرجل صادقاً في حب مولاه؟ فقال: إذا خلا من خلافه. قال: فوضع الرجل التراب على رأسه، وصاح، فقال: كيف أدعي حبه ولم أخل طرفة عين من خلافه، قال: فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وصار أبو عثمان يقول في بكائه: صادق في حبه، مقصر في حقه. قال البيهقي: ويشهد لقوله: صادق في حبه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "المرء مع من أحب" لمن قال له: المرء يحب القوم ولما يلحق بهم. ومن ثم قيل للفرزدق: أما آن لك أن تترك القذف؟ قال: والله لله أحب إلى من عيني التي أبصر بها، أفتراه يعذبني؟! ومنه قوله: (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحِباؤه قلْ فَلِمَ يعَذبكمْ بذنوِبكمْ) [المائدة: 18] ، انتهى. قلت: وكيف يشترط ذلك مع أنه إذا أتى بهذا الَشرط فهو منهم لا معهم بسبب المحبة. فليتأمل. (1) هذا الحديث، انفردت نسخة (ظ14) بإيراده في هذا الموضع، والأظهر أن ذكره هنا هو الصواب، لأن الإمام أحمد يورد هنا -كما هو ظاهر- ما يرويه عن شيخه محمد بن جعفر، ولم يورد هذه الرواية في موضع آخر من المسند، وقد تقدم برقم (3701) عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وتقدم هناك تخريجه من طريق شعبة، بهذا الإسناد. ولانفراد نسخة= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 261 3719 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ،، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، قَالَ: فَلَمَّا نَزَلَتْ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، قَالَ: " سُبْحَانَكَ رَبَّنَا (1) وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " (2) 3720 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عَلَّمَنَا خُطْبَةَ الْحَاجَةِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا (3) ، مَنْ   = (ظ14) به، فقد كررنا له رقم الحديث السابق. وسيرد بالأرقام (3852) و (4021) و (4054) . (1) في (ق) و (ظ1) : سبحانك اللهم ربنا. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله ابن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الطيالسي (339) ، والطبراني في "الدعاء" (595) ، والحاكم في "المستدرك" 2/538-539، من طرق عن شعبة، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!. وسلف برقم (3683) . (3) في هامش (س) : وسيئات أعمالنا. الحديث: 3719 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 262 يَهْدِهِ اللهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَقْرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 71] ثُمَّ تَذْكُرُ حَاجَتَكَ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10325) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (491) - وفي "المجتبى" 3/104-105، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (338) ، والدارمي 2/142، وأبو يعلى (5257) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/4، والشاشي (917) ، والطبراني في "الكبير" (10080) وفي "الدعاء" (931) ، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة" (604) ، والحاكم في "المستدرك" 2/182-183، والبيهقي في "السنن" 7/146 من طرق عن شعبة، به، وسكت عنه الحاكم والذهبي. وأخرجه عبد الرزاق (10449) عن معمر، والنسائي في "الكبرى" (10326) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (492) -، وأبو يعلى (7221) ، والطبراني في "الدعاء" (933) من طريق إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، كلاهما عن أبي إسحاق، به.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 263 3721 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: - وَهَذَا حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ - عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَتَيْنِ: خُطْبَةَ الْحَاجَةِ، وَخُطْبَةَ الصَّلَاةِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، أَوْ: إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1)   = وأخرجه بنحوه أبو داود (1097) و (2119) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (258) ، والطبراني في "الكبير" (10499) ، والبيهقي في "السنن" 3/215 و7/146، من طريق عمران القطان، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن عبد الله بن مسعود، به. وأبو عياض: مجهول. وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/146 من طريق عبيد الله بن موسى، عن حرَيث، عن واصل الأحدب، عن شقيق، عن عبد الله، به. وحرَيث -وهو ابن أبي مطر- ضعيف. وسيأتي بإسناد صحيح برقم (3721) و (4116) ، وبإسناد ضعيف برقم (4115) . وفي الباب عن ابن عباس مختصراً بذكر الخطبة فقط، سلف برقم (2749) و (3275) . وعن جابر مختصراً عند مسلم (867) (44) و (45) ، سيرد 3/371. وعن أبي موسى الأشعري عند أبي يعلى (7221) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/288: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" باختصار، ورجاله ثقات. وعن نبَيط بنِ شَرِيط عند البيهقي في "السنن الكبرى" 3/215. وعن ابن شهاب مرسلا عند أبي داود (1098) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/215. (1) إسناده من طريق أبي عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود-، ضعيف= الحديث: 3721 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 264 3722 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَاجِدٌ وَحَوْلَهُ نَاسٌ   = لانقطاعه، ومن طريق أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي-، صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وشعبة قديم السماع منه. وأخرجه الشاشي (918) من طريق عفان، بهذا الإسناد، (بالطريقين) . وأخرجه ابن أبي شيبة 4/381، والترمذي (1105) ، والنسائي في "الكبرى" (10322) و (10323) و (10324) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (488) و (489) و (490) - وفي "المجتبى" 6/89، وابن ماجه (1892) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (255) و (256) ، وابن الجارود في "المنتقى" (679) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/3-4، والطبراني في "الكبير" (10079) وفي الدعاء (932) ، والآجري في "الشريعة" ص 197، والبيهقي في "السنن" 3/214-215، والبغوي في "شرح السنة" (2268) من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، به. قال الترمذي: حديث عبد الله حديث حسن، رواه الأعمش عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه شعبة عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكلا الحديثين صحيح لأن إسرائيل جمعهما، فقال: عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص وأبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: قد تابع إسرائيل في جمعهما شعبة في هذا الحديث، وحديث إسرائيل سيرد برقم (4116) عن وكيع، عنه، وكلاهما صحيح السماع عن أبي إسحاق السبيعي. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20206) عن مَعمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، موقوفاً.= الحديث: 3722 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 265 مِنْ قُرَيْشٍ، إِذْ جَاءَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ بِسَلَى جَزُورٍ، فَقَذَفَهُ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ، فَأَخَذَتْهُ مِنْ ظَهْرِهِ، وَدَعَتْ عَلَى مَنْ صَنَعَ ذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ: " اللهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلَأَ (1) مِنْ قُرَيْشٍ: أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، أَوْ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ " شُعْبَةُ، الشَّاكُّ (2) ، قَالَ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، فَأُلْقُوا فِي بِئْرٍ، غَيْرَ أَنَّ أُمَيَّةَ أَوْ أُبَيًّا تَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهُ، فَلَمْ يُلْقَ فِي الْبِئْرِ " (3)   = وسلف برقم (3720) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) في (ق) : بالملأ. (2) في (م) : حدثنا شعبة، وهو خطأ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأوْدي. وأخرجه البخاري (3854) ، ومسلم (1794) (108) ، وابن خزيمة (785) ، وابن حبان (6570) ، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (325) ، والبخاري (240) و (3185) ، والنسائي في "الكبرى" (8668) ، وأبو عوانة 4/222، والبيهقي في "الدلائل" 2/278، من طرق عن شعبة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/298، والبخاري (240) و (2934) ، ومسلم (1794) (107) و (109) ، والنسائي في "الكبرى" (8669) ، وفي "المجتبى" 1/161، وأبو يعلى (5312) ، وأبو عوانة 4/220 و222 و224، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1418) و (1419) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/278-279 من طرق عن أبي إسحاق، به.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 266 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البزار (2398) "زوائد"، وأبو نعيم في "الدلائل" 1/349-350، من طريق الأجلح -وهو ابن عبد الله الكِندي-، عن أبي إسحاق، به. وزاد في آخره قصة أبي البَخْتَري مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سؤاله إياه عن القصة، وضرب أبي البَخْترِي أبا جهل وشجه. إياه. والأجلح: ضعيف. قال البزار: هذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم رواه إلا الأجلح. وأخرجه البزار (2399) "زوائد" من طريق زيد بن أبي أنَيسة، عن أبي إسحاق، به. وزاد فيه: فلما رفع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد، اللهم عليك الملأ من قريش"، ثم ذكر القصة. قال البزار: لا نعلم أحدا زاد في هذه القصة؟ "أما بعد" إلا زيد. وسيأتي بالأرقام (3723) و (3775) و (3962) . قوله: "بسَلى جَزور": قال السندي: بفتح السين المهملة مقصور، وهي الجلدة التي يكون فيَها ولد البهائم. والجَزور، بفتح جيم وضم زاي، يقع على الذكر والأنثى من الإبل. من ظهره: قيل: هذا دليل على أن النجاسة لا تمنع الصلاة بقاء وإن منعتها ابتداءً، وقيل: بل هو دليل على طهارة فَرْث ما أكل لحمه، ورد بأنه كان قبل أن تقَرر الأحكام، فلا يحسن بمثله الاستدلال. فقال: أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أن رفع رأسه من السجود، كما في "صحيح البخاري". عليك الملأ: بالنصب، أي: إهلاكهم، وهو اسم فعل، كما في قوله تعالى: (عَلَيكم أنفسَكم) . قوله: "وأمية بن خلف أو ابن بن خلف": قال الحافظ في "الفتح" 1/351: قد ذكر المصنف (يعنى البخاري) الاختلاف فيه عقيب رواية الثوري في الجهاد، وقال: الصحيح أمية ... ، ثم قال الحافظ: وأطبقَ أصحاب المغازي على أن المقتولَ ببدر أمية، وعلى أن أخاه أبياً قتل بأحد. قوله: "رأيتهم قتلوا": محمول على الأكثر، ويدل عليه أن عقبة بن أبي معَيط= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 267 3723 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " عَمْرَو بْنَ هِشَامٍ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، وَزَادَ: وَعِمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ " (1) 3724 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ آيَةً، وَسَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهَا، فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَرَاهِيَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ، إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمِ اخْتَلَفُوا فِيهِ فَأَهْلَكَهُمْ " (2)   = لم يطرح في القَليب، وإنما قتل صبراً بعد أن رحلوا عن بدر مرحلة. ثم قال الحافظ 1/352: في رواية الطيالسي عن شعبة في هذا الحديث أن ابن مسعود قال: لم أره دعا عليهم إلا يومئذ. وإنما استحقوا الدعاء حينئذ لما أقدموا عليه من الاستخفاف به حال عبادة ربه. وفيه جواز الدعاء على الظالم، لكن قال بعضهم: محله ما إذا كان كافراً، فأما المسلم فيستحب الاستغفار له والدعاء بالتوبة. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف -وهو ابن الوليد العتكي الجوهري- فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. وقد توبع، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وسماعه من جده في غاية الإتقان للزومه إياه. وأخرجه البخاري (520) ، والشاشي (675) ، والبيهقي في "السنن" 9/7-8، والبغوي (3745) من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو عوانة 4/226 من طريق عبد المجيد الحنفي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3722) . قوله: "عمرو بن هشام": قال السندي: هو أبو جهل اللعين، عدو الله. وعمارة بن الوليد هو أيضاً لم يقتل في بدر، بل مات في أرض الحبشة. (2) في (ق) : فأهلكوا. الحديث: 3723 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 268 قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي مِسْعَرٌ، عَنْهُ، وَرَفَعَهُ إِلَى عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلَا تَخْتَلِفُوا " (1) 3725 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَا تَصْلُحُ سَفْقَتَانِ فِي سَفْقَةٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سبْرة -وهو الهلالي الكوفي- فمن رجال البخاري. شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي، ومسعر: هو ابن كِدام. وأخرجه الطيالسي (387) ، وابن أبي شيبة 10/529، والبخاري (2410) و (3476) و (5062) ، والنسائي في "الكبرى" (8094) ، وأبو يعلى (5262) و (5341) ، والشاشي (770) و (771) ، والبغوي (1229) ، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق شعبة برقم (3907) و (3908) و (4364) ، ومن طريق عاصم برقم (3803) و (3981) و (3992) و (3993) . وانظر: (3845) . قوله: "سمعت رجلاً يقرأ آية": قال الحافظ في "الفتح" 9/102: هذا الرجل يحتمل أن يكون هو ابن بن كعب، فقد أخرج الطبري من حديث أبي بن كعب أنه سمع ابن مسعود يقرأ آية قرأ خلافَها، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "كلاكما محسن" الحديث. قوله: "غيرها": قال السندي: أي غير تلك الآية في محلها، أو غيرها وصفاً لا ذاتاً، والحاصل أنه سمع عين تلك الآية على غير ذلك الوجه الذي سمعها عليه من الرجل، وإلا لما كان للإِنكار وجه. فأهلكهم: أي الاختلاف، أو الله، وأضمر لظهوره. الحديث: 3725 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 269 وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَهُ (1) ، وَكَاتِبَهُ " (2)   (1) في هوامش النسخ: وشاهديه. (2) صحيح لغيره، وهو قسمان: موقوف ومرفوع، والمرفوع منه إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود صرح بسماعه لهذا الحديث من أبيه كما ذكر عفان في الرواية الآتية برقم (4327) . وأما الموقوف منه، فإسناده حسن أيضاً بالاعتماد على تصحيح سماع عبد الرحمن من أبيه. محمد: هو ابن جعفر. وأخرجه بتمامه ابن ماجه (2277) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (294) ، وابن حبان (5025) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به. والموقوف منه وهو قوله: "لا تحل سفقتان في سفقة". أخرجه بنحوه عبد الرزاق (14636) ، والبزار (1278) "زوائد"، وابن خزيمة (176) ، وابن حبان (1053) ، والطبراني في "الكبير" (9609) من طريق سفيان الثوري، عن سماك، به، واللفظ عندهم عدا البزار: صفقتان في صفقة ربا. وأخرجه عبد الرزاق (14633) و (14636) من طريق إسرائيل، عن سماك، به. وهو -وإن كان موقوفاً- له حكم الرفع، وسيأتي مرفوعاً في الرواية (3783) . وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/84 بلفظ رواية (3783) ، وقال: رواه البزار وأحمد، وروى له الطبراني في "الأوسط"، ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تحل صفقتان في صفقة"، ورواه في "الكبير"، ولفظه: الصفقة بالصفقتين ربا، وهو موقوف، ورواه البزار كذلك، وزاد: وأمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسباغ الوضوء ورجال أحمد ثقات.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 270 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وسيأتي برقم (3783) . وفي الباب عن عبد الله بن عمر بن الخطاب، سيرد برقم (5395) . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد برقم (6628) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/432 و475 و503. والمرفوع منه وهو قوله: "لعن الله آكل الربا وموكِله وشاهده وكاتبه". أخرجه الطيالسي (343) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/275، وأخرجه الشاشي (295) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (343) ، وأبو داود (3333) ، والشاشي (293) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/61، والبيهقي في "السنن" 5/275 من طرق عن سماك، به. وأخرجه مسلم (1597) (105) ، وأبو يعلى (5146) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة (وهو ابن مقسم) ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به، ولم يذكر: "وشاهده وكاتبه". وسيأتي برقم (3737) و (3809) و (4327) ، ومطولاً برقم (3881) و (4090) و (4428) . وله شاهد من حديث جابر عند مسلم (1598) ، سيرد 3/304. وآخر من حديث علي تقدم برقم (635) ، وإسناده ضعيف. وثالث من حديث أبي جحيفة عند البخاري (2086) و (2238) و (5347) ، سيرد 4/309، وليس فيه: "وشاهده وكاتبه". قوله: "سفقتان": قال السندي: هي الصفقة، وكأنه من قلب الصاد سيناً، وقد جاء في معناه: بيعتان في بيعة، قالوا: هو أن يقول: أبيعك هذا الثوب بنقد بعشرة، وبنسيئة بعشرين، ولا يفارقه على أحدهما، حتى إذا فارقه على أحدهما رجع إلى الصحة. قال ابن القيم في "تهذيب السنن" 5/106 وهو بصدد تفسير حديث أبي داود: "من باع بيعتين فله أوكسهما أو الربا". وللعلماء في تفسيره قولان، فذكر التفسير.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 271 3726 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يُعِينُ عَشِيرَتَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ، مَثَلُ الْبَعِيرِ رُدِّيَ فِي بِئْرٍ، فَهُوَ يَمُدُّ بِذَنَبِهِ " (1)   = الذي قاله السندي، ثم قال: وهذا التفسير ضعيف، فإنه لا يدخل الربا في هذه الصورة، ولا صفقتين هنا، وإنما هي صفقة واحدة بأحد الثمنين، وتفسير الثاني أن يقول: أبيعكها بمئة إلى سنة، على أن أشتريها منك بثمانين حالة، وهذا معنى الحديث الذي لا معنى له غيره. وهو مطابق لقوله: "فله أوكسهما أو الربا"، فإنه إما أن يأخذ الثمن الزائد، فيربي، أو الثمن الأول فيكون هو أوكسهما، وهو مطابق لصفقتين في صفقة، فإنه قد جمع صفقتي النقد والنسيئة في صفقة واحدة ومبيع واحد، وهو قد قصد دراهم عاجلة بدراهم مؤجلة أكثر منها، ولا يستحق إلا رأس ماله، وهو أوكس الصفقتين، فإن أبى إلا الأكثر كان قد أخذ الربا. قلنا: وقد جانب الصواب من لا فقه عنده من ظاهرية هذا العصر، فاستدل بحديث أبي داود هذا على منع زيادة الثمن في بيع التقسيط، فإنه لا يدل على المنع لا من قريب ولا من بعيد. وجواز البيع بالتقسيط بأزيد من بيع المعجل هو مذهب الآئمة الآربعة وغيرهم، ولا يعلم لهم كبير مخالف، وقد قال علماؤنا من قبل: إن للزمن حصة في الثمن. والذي يبيح السلم يلزمه أن يجوز زيادةَ الثمن في مقابل الأجلَ، إذ لا فرقَ بينهما. آكل الربا: أي: آخذه أكلَ أو لا، لكن لما كان المقصود الأعظم عادةً هو الأكلَ عبر بذلك. وموكله: أي: معطيه. وشاهده وكاتبه: لارتكابهم معصية الإعانة على الحرام. (1) إسناده حسن عند من يصحح سماع عبد الرحمن من أبيه، وضعيف عند من يقول: إنه لم يسمع منه إلا اليسير، فقد مات أبوه وعمره ست سنوات.= الحديث: 3726 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 272 3727 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا " (2)   = وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وحديثه يرقى إلى رتبة الحسن. وسيأتي مطولاً برقم (3801) . ومضى بعضه برقم (3694) . قوله: "يعين": من الإعانة. رَدَى: على بناء الفاعل مخففاً، يقال: رَدَى في البئر وتردى: إذا سقط فيها، والمعنى أن من يرفع نفسه بنصرة قومه على الباطل، فهو كبعير سقط في بئر، فأراد أن يرفع نفسه منها بالذنب، فماذا يجدي عنه ذلك. قاله السندي. وقال ابن الأثير: أراد أنه وقع في الإثم وهلك، كالبعير إذا تردى في البئر، وأريد أن ينْزَع بذنبه، فلا يقْدَر على خلاصه. (1) كذا في النسخ، وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عبد الله بن مسعود. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه ابن حبان (272) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وعنده زيادة الأعمش مع منصور. وأخرجه الطيالسي (247) ، والشاشي (512) ، والطبراني في "الصغير" (683) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/43، من طرق عن شعبة، به، وعند الشاشي والطبراني زيادة الأعمش مع منصور. وأخرجه هناد في "الزهد" (1364) ، والبخاري (6094) ، ومسلم (2607) = الحديث: 3727 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 273 3728 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هُنَيِّ بْنِ نُوَيْرَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أَعَفُّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الْإِيمَانِ " (1)   = (103) و (104) ، وأبو يعلى (5138) ، وابن حبان (273) و (274) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/43، من طرق عن منصور، عن أبي وائل، به. وسيكرر برقم (4187) ، وتقدم مطولاً برقم (3638) . (1) حديث حسن. المغيرة -وهو ابن مِقسم الضبي- ثقة متقن، من رجال الشيخين، غير أنه يدَلس وبخاصة عن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لكن قد عرفت الواسطة بينهما عند غير أحمد -وهو شِباك الضبي- وهو ثقة، وهني بن نويرة: روى عنه إبراهيم النخعي وأبو جبيرة (ويقال: أبو جبر) ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد: هو ابن جعفر، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه الطيالسي (274) ، والثاشي (352) ، والبيهقي في "السنن" 8/61 من طريق أبي عوانة، وابن حبان (5994) من طريق جرير، كلاهما عن المغيرة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/420، وابن ماجه (2682) ، وأبو يعلى (4974) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/183 من طريق شعبة، وأبو داود (2666) ، وأبو يعلى (4973) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/183، والشاشي (353) ، والبيهقي في "السنن" 9/71، والمزي في "تهذيب الكمال" 30/318 من طريق هشيم بن بشير، كلاهما عن المغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، به. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (840) عن زياد بن أيوب، قال: حدثنا هشيم، قال: حدثنا المغيرة، لعله قال عن شباك، عن إبراهيم، به. وذكر الدارقطني في "العلل" 5/142 طريق زياد بن أيوب هذه، وذكر فيها "عن= الحديث: 3728 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 274 3729 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ،   = شباك" على الجزم. وهي رواية أبي داود (2666) الآنفة الذكر. وأخرجه ابن ماجه (2681) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن هشيم، عن مغيرة، عن شباك، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به، لم يذكر هنياً، وزاد شباكاً. وتابع الدورقى سريج بن يونس فيما ذكره الدارقطني في "العلل" 5/141-142. وأخرجه عبد الرزاق (18232) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9737) عن الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود موقوفاً، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/420 من طريق حفص، عن الأعمش، عن إبراهيم أنه مر على ابن مكعبر وقد قطع زياد يديه ورجليه، فقال: سمعت عبد الله يقول: إن أعف الناس قتلةً أهل الإيمان. وأخرجه عبد الرزاق (18231) عن الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: يقال: ليس أحد أحسنَ قِتْلةً من المسلم. وسيأتي برقم (3729) . وفي الباب عن شداد بن أوس عند مسلم (1955) ، وصححه ابن حبان و (5883) و (5884) ، وسيرد في "المسند" 4/123 و124. قوله: "أعف الناس قِتلةً أهل الإيمان": قال المناوي في "فيض القدير": هم أرحم الناس بخلق الله، وأشدهم تحرياً عن التمثيل والتشويه بالمقتول، وإطالةِ تعذيبه إجلالاً لخالقهم، وامتثالاً لما صدر عن صدر النبوة من قوله: "إذا قتلتم فأحسنوا القِتلة"، بخلاف أهل الكفر وبعض أهل الفسوق ممن لم تذق قلوبهم حلاوةَ الإيمان، واكتفوا من مسَماه بلقلقة اللسان، وأشْرِبوا القسوة، حتى أبعدوا عن الرحمن، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي، ومن لا يرحم لا يرحم. الحديث: 3729 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 275 عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَعَفَّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلُ الْإِيمَانِ " (1) 3730 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ بِخَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ يَهْلَكُوا، فَسَبِيلُ مَنْ قَدْ هَلَكَ، وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ، يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا ". قَالَ: قُلْتُ: أَمِمَّا مَضَى أَمْ مِمَّا بَقِيَ؟ قَالَ: " مِمَّا بَقِيَ " (2)   (1) هو مكرر سابقه، إلا أنه لم يذكر في إسناده هنَى بن نويرة، وقد تقدم في تخريج الحديث السابق أن إبراهيم النخعي إنما يرويه عن علقمة بواسطة هني. (2) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير البراء بن ناجية، فقد تفرد عنه ربعي بن حِراش، ولا يعرف إلا بهذا الحديث كما ذكر الذهبي في "الميزان"، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/118: لم يذكر سماعاً من ابن مسعود، ووثقه العجلي، وقال: هو من أصحاب ابن مسعود، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التهذيب": قد عرفه العجلي وابن حبان، فيكفيه، وأطلق توثيقه في "التقريب". عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وربعي: هو ابن حِراش. وأخرجه أبو داود (4254) ، وأبو يعلى (5281) ، والبغوي (4225) ، من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/236 من طريق قَبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، به. وقبيصة غير ثقة في حديث سفيان. وأخرجه الطيالسي (383) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/355،= الحديث: 3730 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 276 3731 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ الْكَاهِلِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا مَضَى، أَمْ مَا بَقِيَ؟ قَالَ: " مَا بَقِيَ " (1) 3732 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَذِنْتُ لَكَ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَتَسْمَعَ سِوَادِي، حَتَّى أَنْهَاكَ " (2)   = والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/235-236، والحاكم 4/521، والبيهقي في "الدلائل" 6/393 من طرق عن منصور، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، مع أن الثاني منهما قال في البراء بن ناجية في "الميزان": فيه جهالة لا يعرف إلا بحديث تدور رحى الإسلام. وفي بعض الروايات أن السائل هو عمر، وسيرد ذلك في الرواية الآتية. وله طريق آخر سلف برقم (3707) . قوله: "أمِمَّا مضى ... " الخ: قال السندي: المراد أن هذا العدد -أعني سبعين عاماً- هل يعتبر بعد خمس وثلاثين، أم يعتبر معها؟ فمعنى قوله: مما مضى، أي: معها. والله تعالى أعلم. (1) هو مكرر سابقه. إسحاق: هو ابن يوسف الأزرق. وسلف برقم (3707) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، إبراهيم بن سويد لم يسمع من ابن مسعود. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبيد الله -وهو ابن عروة النخعي أبو عروة الكوفي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي،= الحديث: 3731 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 277 3733 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ أَحَبَّ الْعُرَاقِ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذِّرَاعُ، ذِرَاعُ الشَّاةِ، وَكَانَ قَدْ سُمَّ فِي الذِّرَاعِ، وَكَانَ يَرَى أَنَّ الْيَهُودَ هُمْ سَمُّوهُ " (2)   = وسفيان: هو الثوري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8262) ، وأبو يعلى (5265) من طريق عبد الرحمن -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وسيرد بإسناد متصل صحيح برقم (3833) . ومعنى "سوادي": سراري، وانظر تتمة الشرح في الحديث (3684) . (1) في (ق) : العناق. (2) إسناده ضعيف، سعد بن عياض -وهو الثُّمالي- لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وقول الحافظ في "التقريب": صدوق، وهم منه. وزهير -وهو ابن معاوية، وإن كان سمع من أبي إسحاق بعد تغيره- متابع، فتبقى العلة منحصرة في سعد الثمالي. أبو داود الطيالسي: هو سليمان بن داود. وهو في "مسند الطيالسي" (388) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3780) و (3781) ، والترمذي في "الشمائل" (169) ، والنسائي في "الكبرى" (6654) ، والبيهقي في "الشعب" (5897) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 10/294. وأخرجه الشاشي (785) من طريق عمرو بن مرزوق، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 202 من طريق مالك بن إسماعيل، كلاهما عن زهير بن معاوية، به. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/61 عن عمرو بن مرزوق، عن زهير، به. وسيأتي برقم (3777) و (3778) . وسيرد برقم (3873) و (4139) أن إبراهيم النخعي، قال: كانوا يرون أن اليهود= الحديث: 3733 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 278 3734 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْجَابِرُ أَبُو الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، أَنَّ أَبَا مَاجدٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: سَأَلْنَا نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) ، عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: " السَّيْرُ مَا دُونَ الْخَبَبِ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا تُعْجَلْ (2) إِلَيْهِ - أَوْ قَالَ: لِتُعْجَلْ إِلَيْهِ - وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَاكَ، فَبُعْدًا لِأَهْلِ النَّارِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ، وَلَا تَتْبَعُ، لَيْسَ مِنْهَا (3) مَنْ تَقَدَّمَهَا " (4)   = سموه وأبا بكر. وانظر (3617) . قال السندي: قوله: أحث العراق: بضم العين، جمع عَرْق، بفتح فسكون: عظم عليه بقية لحم. (1) قوله: "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم ترد في (س) و (ظ14) و (ظ1) . (2) كذا ضبطت في (س) وفي (ظ1) في الكلمة الثانية، وشكلت التاء بالفتح في (ظ14) ، وهو فعل ماض، فاعله محذوف، تقديره لفظ "الخير" المذكور في جملة: "فإن يك خيراً". (3) في (ظ1) : منا. وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر، وذكرنا ما فيه برقم (3585) . (4) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد، وقد تقدم الكلام فيه وفي يحيى الجابر في الرواية المتقدمة برقم (3585) . وباقي رجاله ثقات. أبو كامل: هو مظفر بن مدْرِك الخراساني، وزهير: هو ابن معاوية. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2659 من طريق سعيد بن حفص وعبد الرحمن بن عمرو، والبيهقي في "السنن" 4/22 من طريق يحيى بن أبي بكير، ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. قال البيهقي: هذا حديث ضعيف، يحيى بن عبد الله الجابر ضعيف، وأبو ماجدة -وقيل: أبو ماجد- مجهول، وقد سلف برقم (3585) . قوله: "ما دون الخَبَب": قال السندي: أي إسراع دون الخَبَب، وهو -بفتحتين-= الحديث: 3734 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 279 3735 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا (1) عَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ " (2)   = سرعة المشي مع تقارب الخُطا. ولا تَتْبع: على بناء الفاعل، بالتخفيف، أي: وليست بتابعة. (1) في (ظ14) : أخبرنا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشَمي- فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه الطيالسي (311) ، والشاشي (715) و (716) ، والطبراني في "الكبير" (10097) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (902) ، والخطيب في "تاريخه" 14/442، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولا الطبراني في "الكبير" (8585) من طريق شعبة، و (8586) من طريق المسعودي، كلاهما عن أبي قيس الأوْدي، عن هزَيل بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود، موقوفاً. وأخرجه الحاكم 4/494 من طريق بهز بن أسد، بهذا الإسناد، بلفظ: "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله"، قال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، إنما تفرد مسلم رحمه الله بإخراج حديث شعبة عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، مرفوعاً: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس"، ووافقه الذهبي. قلنا: قول الحاكم: على شرط الشيخين، وهم منه، لأن أبا الأحوص من= الحديث: 3735 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 280 3736 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ، وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ، وَيُسَلِّمُ (1) عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى أَرَى بَيَاضَ   = رجال مسلم فقط. ثم إن مسلم إنما أخرج الحديث من طريق شعبة عن علي بن الأقمر، كما سيرد برقم (4144) لا عن أبي إسحاق. وانظر (3844) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص موقوفاً، وعقبة بن عامر مرفوعاً عند مسلم (1924) (176) ، وابن حبان (6836) ، والموقوف هنا له حكم الرفع لأنه مما لا مجال للرأي فيه. وعن عبد الله بن عمرو أيضاً بلفظ آخر سيرد عند أحمد برقم (6964) . وعن عِلْباء السلمي، سيرد 3/499. وعن معاوية عند الطبراني في "الكبير" 19/ (835) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/13-14، وقال: ورجاله رجال الصحيح. وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" 8/ (7757) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 7/285، وقال: ورجاله وثقوا، وفيهم ضعف، ورواه بإسناد آخر ضعيف. وعن علي عند البزار (3419) "زوائد"، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/13، وقال: رواه البزار، وفيه الحارث بن عبد الله الأعور، وهو ضعيف جداً، ووثقه ابن معين. (1) في (س) و (ظ14) : وسلم. الحديث: 3736 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 281 خَدِّهِ " وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَفْعَلَانِ ذَاكَ (1) 3737 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ " (2) 3738 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ، كَمَا   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زهير -وهو ابن معاوية- سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مظَفر بن مدرك- فقد روى له ابن داود في "التفرد"، والنسائي، وهو ثقة. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وقد سلف برقم (3660) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقا، وهو صدوق حسن الحديث، عبد الرزاق: هو ابن همام الصَنْعاني، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وأخرجه الشاشي (292) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3725) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 3737 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 282 يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ " (1)   (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه الشاشي (510) من طريق شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (508) ، والطبراني في "الكبير" (9906) من طريق عبيد الله بن موسى، عن حريث بن أبي مطر، عن واصل الأحدب، عن شقيق بن سلمة، به. وحريث ضعيف. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/64-65 و7/233 من طريق مِسعر، عن جامع بن أبي راشد، بنحوه مطولاً. وقال: لم نكتبه من حديث مسعر مرفوعاً إلا من، حديث إسحاق بن إبراهيم الطلقي، عن عفان من رواية ابن حمدون عنه، وقفه أبو نعيم بن عدي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/262، والشاشي (505) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكَين، عن محِلْ بنِ محرِز، عن شقيق بن سلمة، به، مطولاً، ولفظه بعد أن ذكر كلمات التشهد: فكانوا يتعلمونها كما يتعلم أحدهم السورة من القرآن. (وقد وقع في مطبوع الشاشي: محل بن خليفة، وهو خطأ) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9911) من طريق أبي نعيم، عن فِطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، وهذا إسناد على شرط البخاري غير أن فطر بن خليفة لم يذكر ممن سمع من أبي إسحاق قديماً. وأخرجه الطبراني أيضاً (9915) من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة وأبي الأحوص، عن ابن مسعود. وهذا إسناد على شرط البخاري أيضاً، عبد الله بن رجاء: هو الغدَاني، وأبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- متابع بأبي الأحوص. وأخرجه البزار (560) من طريق محجوب بن الحسن، والطبراني (9922) من طريق صغْدي بن سنان، كلاهما عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 283 3739 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ ثُوَيْرِ (1) بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَبَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ " (2) 3740 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ   = مسعود. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/140، ونسبه إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه صغدي بن سنان، ضعفه ابن معين، ورواه البزار برجال موثقين، وفي بعضهم خلاف لا يضر إن شاء الله. وأخرجه الطبراني (9936) من طريقين عن خصَيف، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، وهذا منقطع، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وأخرجه الشاشي (511) ، والطبراني في "الكبير" (9935) من طريق شريك، عن أبي فَزاره راشد بن كَيسان، عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث، عن ابن مسعود. وأبو زيد مجهول. وسيرد مطولاً بإسناد صحيح برقم (3935) ، وانظر (3622) . وله شاهد من حديث ابن عباس عند مسلم (403) (61) . (1) كذلك ورد في (ظ14) ، وهو المذكور في كتب الرجال، ووقع في (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) و (م) : ثور. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ثوير بن أبي فاختة، وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات. أبو فاختة: هو سعيد بن عِلاقة. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/224 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شريك، بهذا الإسناد. وسلف بإسناد صحيح برقم (3549) . الحديث: 3739 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 284 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فِي قَوْلِهِ: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] ، قَالَ: " رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي حُلَّةٍ مِنْ رَفْرَفٍ، قَدْ مَلَأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (1) 3741 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وسماعه من جده في غاية الإتقان للزومه إياه. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 204، والحاكم في "المستدرك" 2/468 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه الترمذي (3283) ، والنسائي في "الكبرى" (11531) -وهو في "التفسير" (551) - وأبو يعلى (5018) ، والطبري 27/49، والطبراني في "الكبير" (9050) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (343) و (344) ، وابن منده في "الإيمان" (751) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 434، من طرق عن إسرائيل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطيالسي (323) ، والنسائي في "الكبرى" (11541) -وهو في "التفسير" (561) -، والدارقطني في "العلل" 5/57، وابن منده في "الإيمان" (752) من طرق عن أبي إسحاق، به. وسيأتي بنحوه برقم (3748) و (3780) و (3862) و (3863) و (3864) و (3915) و (4289) و (4396) . ويكرر برقم (3917) . وفي الباب عن عائشة عند البخاري (3234) . قوله: "من رفرف": نوع من عالي الثياب. الحديث: 3741 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 285 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل -وهو ابن يونس بن أبي إسحاق- سماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه. عبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو داود (3993) ، والترمذي (2940) ، والنسائي في "الكبرى" (7707) و (11527) -وهو في "التفسير" (547) -، والدوري في "قراءات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (108) ، والشاشي (464) و (468) ، والحاكم في "المستدرك" 2/234 و249، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 43 و66 و129 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه الشاشي (465) من طريق يحيى بن آدم، به، لكن فيه زيادة جابر بن يزيد الجعفي وقيس بن الربيع بين إسرائيل وبين جده أبي إسحاق، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه الطيالسي (317) ، والشاشي (466) من طريق أبي غسان -وهو مالك بن إسماعيل النهدي- عن قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق السبيعي، به. وأخرجه ابن حبان (6329) عن أبي يعلى، حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرىء، عن علي بن نصر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد الله، به، وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري. وسيأتي برقم (3771) و (3970) . وهذه القراءة شاذة وإن صح إسنادها، لمخالفتها القراءة المتواترة: (إِن الله هوَ الرزاق ذو القوة المَتين) [الذاريات: 58] . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 286 3742 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا وَضَعَ جَنْبَهُ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: " قِنِي (1) عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ " (2)   (1) في (ق) : ربي قني. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه. وأخرجه أبو يعلى (5021) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/76 و10/251، والترمذي في "الشمائل" ص 137، والنسائي في "الكبرى" (10592) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (756) -، وأبو يعلى (5005) ، والشاشي (930) ، من طرق، عن إسرائيل، به. وسقط من مطبوع أبي يعلى لفظ: "أبي"، فأصبحت: عن عبيدة. وأخرجه ابن عدي 5/1835 من طريق علي بن عابس، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 167 من طريق يونس بن أبي إسحاق، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10282) من طريق علي بن عابس، عن أبي إسحاق، عن أبي الكَنود، عن أبي عبيدة، به. وأورده الدارقطني في "العلل" 5/296، وقال: يرويه أبو إسحاق، واختلف عنه، رفعه إسرائيل وعلي بن عابس عن أبي إسحاق. ووقفه خديج بن معاوية، عن ابن مسعود. وغيره يرويه عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قوله. وصحيحه عن أبي إسحاق، عن سعد بن عبيدة، عن البراء. ويشبه أن يكون حديث أبي عبيدة، عن عبد الله محفوظاً. والله أعلم.= الحديث: 3742 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 287 3743 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا، فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ آمُرَ بِأُنَاسٍ لَا يُصَلُّونَ مَعَنَا، فَتُحَرَّقَ (1) عَلَيْهِمْ بُيُوتُهُمْ " (2)   = قلنا: حديث البراء، سيرد 4/281 و290 و298 و300 و301، ويرد الكلام في طرق حديثه هناك. وله شاهد من حديث حذيفة بن اليمان، سيرد 5/382، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وآخر من حديث حفصة، سيرد 6/288، وإسناده حسن. وثالث من حديث أنس عند البزار (3110) ، وأبي نعيم في "الحلية" 2/344، و"أخبار أصبهان" 1/339، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/123، وقال: رواه البزار، وإسناده حسن. وحديثنا سيأتي برقم (3796) و (3931) و (3932) و (4226) . قوله: "قِني عذابك": قال السندي: فيه أنه ينبغي للعبد أن ينتقل من أحوال الدنيا إلى أحوال الآخرة، فيذكر الموت عند النوم، فيستعيذ من عذاب البعث بعده. (1) في (س) و (ظ1) : فَنحرق. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نَضْلة الجشمي- فمن رجال مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (479) من طريق الرحيل بن معاوية أخي زهير، وأبو نعيم في "الحلية" 7/133 من طريق سفيان الثوري، والخطيب في "تاريخه"= الحديث: 3743 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 288 3744 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، وَأَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ،   = 5/433 من طريق عمرو بن شمر، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، به. قال الطبراني: لم يروه عن الرحيل إلا زياد. يعني: ابن عبد الله البَكائي. وقال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرد به بحر، وعنه الحارث. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (1445) ، وفي "الكبير" (9981) من طريق القاسم بن يحى، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، به. وسيأتي برقم (3816) و (4007) و (4295) و (4297) و (4398) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (644) و (657) ، ومسلم (651) ، سيرد 2/244. وعن ابن أم مكتوم، سيرد 3/423. وعن أسامة بن زيد عند ابن ماجه (795) . وعن جابر عند الطيالسي (1717) . وقد اختلفت الأحاديث في تعيين الصلاة التي وقع التهديد بسببها، هل هي الجمعة، أو العشاء، أو العشاء والفجر معاً، أو الجماعة مطلقاً. ففي الروايات الآتية من حديث ابن مسعود أنها الجمعة. وفي حديث أبي هريرة أنها العشاء من طريق عنه، وأنها العشاء والفجر من طريق آخر عنه. وفي حديث أسامة بن زيد أنها الجماعة مطلقاً. وانظر ما قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/126-130. قال السندي: قوله: لقد هممت أن آمر رجلاً: أي: ليظهر المتخلف بذلك. فتحرق، على بناء المفعول: ظاهره أن هذه عقوبة التخلف عن الجماعة مطلقاً، ففيه تأكيد لأمر الجماعة، وأنها على العين لا على الكفاية، والله تعالى أعلم. الحديث: 3744 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 289 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ -: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلَاثًا، وَيَسْتَغْفِرَ ثَلَاثًا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه، وأبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وعمرو بن ميمون: هو الأوْدي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10291) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (457) -، وابن السني (370) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1524) ، وأبو يعلى (5277) ، والشاشي (677) ، وابن حبان (923) ، والطبراني في "الكبير" (10317) وفي "الدعاء" (51) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/347 من طرق عن إسرائيل، به. وأخرجه الطيالسي (327) ، والشاشي (678) ، والطبراني في "الدعاء" (53) من طريق زهير بن معاوية، والشاشي (676) من طريق سليمان بن قَرْم، وأبو نعيم في "الحلية" 4/347 من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطبراني في "الدعاء" (52) ، والدارقطني في "العلل" 5/228 من طريق سفيان الثوري، أربعتهم عن أبي إسحاق، به. وهو مختصر من طريق الثوري. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (599) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة إلا زائدة، تفرد به حسين. ورواه أصحاب أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون (في المطبوع: عمرو بن مرة) عن عبد الله. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/151، وقال: روإه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. وسيأتي برقم (3769) .= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 290 3745 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مُنْذُ أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ، إِذَا قَرَأَهَا ثُمَّ رَكَعَ بِهَا، أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " ثَلَاثًا (1) 3746 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزيِدَ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، قَالَ: بَيْنَا ابْنُ مَسْعُودٍ، يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا هُوَ بِحَيَّةٍ تَمْشِي عَلَى الْجِدَارِ، فَقَطَعَ خُطْبَتَهُ، ثُمَّ ضَرَبَهَا بِقَضِيبِهِ أَوْ بِقَصَبَةٍ - قَالَ يُونُسُ: بِقَضِيبِهِ - حَتَّى قَتَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ قَتَلَ حَيَّةً، فَكَأَنَّمَا قَتَلَ رَجُلًا مُشْرِكًا قَدْ حَلَّ دَمُهُ " (2)   = قوله: "أن يدعو"، قال السندي: أي: الداعي، أو هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثلاثاً: أي: ليكون إلحاحاً. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وسلف برقم (3683) ، وذكرنا هناك أطرافه وشواهده. (2) إسناده ضعيف مرفوعاً، وسييء في التخريج موقوفاً بإسناد صحيح، أبو الأعيَن العبدي: ضعفه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال ابن حبان= الحديث: 3745 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 291 3747 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ،   = في "المجروحين" 3/150: لا يجوز الاحتجاج به، وله نسخة بهذا الإسناد ما لشيء منها أصل يرجع إليه. وهو من رجال "التعجيل"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن زيد -وهو ابن علي العبدي قاضي مرو-، قال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات". عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الرحمن المقرىء، ويونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب، وداود بن أبي الفرات: هو الكندي المروزي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضْلة الجشمى. وأخرجه أبو يعلى (5320) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (315) ، وابن أبي شيبة 5/405، وأبو يعلى (5321) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/91، والشاشي (717) و (736) ، وابن حبان في "المجروحين" 3/150، والطبراني في "الكبير" (10109) من طرق عن داود بن أبي الفرات، به. وأخرجه البزار (1229) "زوائد" من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله، مرفوعاً. قال البزار: لا نعلم روى أبو إسحاق عن القاسم عن أبيه، عن ابن مسعود إلا هذا. وأخرجه البزار أيضاً (1230) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبدة -يعني ابن لبابة-، عن زر، عن عبد الله مرفوعاً أيضاً بنحوه. وحبيب بن أبى ثابت مدلس، وقد عنعن. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9746) من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله موقوفاً، وقال: لم يرفعه إسرائيل، ورفعه شريك. قلنا: رواية شريك هي التي عند البزار -كما ذكرنا آنفاً- (1229) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9745) من طريق أب نعيم، عن المسعودي،= الحديث: 3747 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 292 عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَهِيَ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يَلْعَنْ قَوْمًا قَطُّ، فَمَسَخَهُمْ، فَكَانَ لَهُمْ نَسْلٌ حِينَ يُهْلِكُهُمْ، وَلَكِنْ هَذَا خَلْقٌ كَانَ، فَلَمَّا غَضِبَ اللهُ عَلَى الْيَهُودِ، مَسَخَهُمْ فَجَعَلَهُمْ مِثْلَهُمْ " (1)   = عن القاسم، قال: قال عبد الله: من قتل حية أو عقرباً فقد قتل كافراً. لم يقل المسعودي بعد القاسم: عن أبيه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/46، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار بنحوه، والطبراني في "الكبير" مرفوعاً وموقوفاً، قال البزار في حديثه -وهو مرفوع- من قتل حية أو عقرباً، وهو في موقوف الطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 2/234 من طريق فضالة بن الفضل، عن أبي داود الحَفَري، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله مرفوعاً. وقال الخطيب: هكذا روى فضالة بن الفضل، عن أبي داود الحَفَري، مرفوعاً، ورواه سَلْم بن جنادة، عن أبي داود موقوفاً، لم يذكر فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: فضالة بن الفضل، قال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ. أخذاً من قولَي أبي حاتم وابن حبان. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/405 عن أبي داود الحَفَري، عن سفيان الثوري، والشاشي (438) عن عباس الدوري، عن عبيد الله بن موسى، عن شيبان، كلاهما عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود، موقوفاً بلفظ: "من قتل حية قتل كافراً"، وهذان الإسنادان صحيحان، إسناد ابن أبي شيبة على شرط مسلم، وإسناد الشاشي رجاله ثقات رجاله رجال الشيخين غير عباس الدوري، فمن رجال أصحاب السنن وهو ثقة. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وتقدم التعريف برجاله فيما قبله رقم= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 293 3748 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ، وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، كُلُّ جَنَاحٍ مِنْهَا قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ يَسْقُطُ مِنْ جَنَاحِهِ مِنَ التَّهَاوِيلِ وَالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ مَا اللهُ بِهِ عَلِيمٌ " (1) 3749 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، فِي قَوْلِهِ: {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ   = (3746) . وأخرجه الطيالسي (307) ، وأبو يعلى (5314) و (5315) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/275-276، والشاشي (727) ، والطبراني في "الكبير" (10110) من طرق عن داود بن أبي الفرات، بهذا الإسناد. وسلف بنحوه برقم (3700) بإسناد صحيح على شرط مسلم. (1) إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم -وهو ابن أبي النجود- فقد أخرج له البخاري ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث. حجاج: هو ابن محمد الأعور، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/339 من طريق النعمان بن عبد السلام، عن شريك، بهذا الإسناد. وقوله: "له ست مئة جناح"، سيرد بإسناد صحيح برقم (3780) . وقوله: "يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ... " سيأتي بإسناد حسن برقم (3915) . وسلف الحديث بنحوه مختصراً بإسناد صحيح برقم (3740) ، وذكرنا هناك شواهده. قوله: "التهاويل": قال ابن الأثير: أي الأشياء المختلفة الألوان، ومنه يقال لما= الحديث: 3748 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 294 خَلِيلًا} [النساء: 125] ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ اتَّخَذَ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا، يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 3750 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ   = يخرج في الرياض من ألوان الزهر: التهاويل، وكذلك لما يعَلق على الهوادج من ألوان العِهْنِ والزينة، وكأن واحدها تَهْوَال، وأجملها مما يَهول الإنسانَ ويحيره. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، خالد بن ربعي، وهو أسدي كوفي، لم يرو عنه غير عبد الملك بن عمير، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/148، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/329-330 عن ابن المديني قولَه: لا يروى عنه غير حديث واحد: "إن صاحبكم خليل الله"، ونقله عنه الحسيني في "الإكمال" ص 117، والحافظ في "التعجيل"، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/199، وبقية رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. معمر: هو ابن راشد. والحديث موقوف لكنه في حكم المرفوع، وسيرد مرفوعاً بعده. وهو عند عبد الرزاق في "التفسير" 1/174 -وتحرف فيه عبد الملك بن عمير إلى عبد الملك بن عبيد، وخالد بن ربعي إلى خالد بن ربيع-، وورد الإسناد فيه هكذا: عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن عبد الملك بن عبيد، في قوله تعالى: (واتخذ الله إِبراهيمَ خليلاً) ، قال: ذكر عن خالد بن ربيع، عن ابن مسعود أنه قال: إن الله اتخذ صاحبكم خليلاً. وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3580) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) تحرف في طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى عبد الله. الحديث: 3750 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 295 صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 3751 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 3752 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ " (3) 3753 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ، قَالَ:   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله. أبو الوليد: هو الطيَالسي هشام بن عبد الملك، وأبو عوانة: هو الوَضاح بن عبد الله اليَشْكري، وعبد الملك: هو ابن عمير. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وسلف بإسناد صحيح برقم (3580) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله. سفيان: هو الثوري. وسلف بإسناد صحيح برقم (3580) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 3751 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 296 قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 3754 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ، فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ تَصِيرُ إِلَى قُلٍّ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر ما قبله. وهذا موقوف. سفيان: هو الثوري. وعبد الملك: هو ابن عمير. (2) حديث صحيح، شَريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، وإن كان سيئ الحفظ - متابع. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والركين بن الربيع: هو ابن عميلة الفزاري الكوفي. وأخرجه الحاكم 2/37 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، لكن تحرف فيه شَريك إلى إسرائيل. وأخرجه أبو يعلى (5042) و (5348) و (5349) ، والشاشي (808) ، والطبراني في "الكبير" (10538) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1333 من طرق عن شريك، به. وأخرجه ابن ماجه (2279) ، والشاشي (809) ، والطبراني في "الكبير" (10539) ، والحاكم 2/37 و4/317-318 من طريق إسرائيل، عن الركين، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وسيأتي برقم (4026) . قوله: "تصير إلى قل": قال ابن الأثير: القل، بالضم: القِلة، كالذل والذلة، أي إنه وإن كان زيادةً في المال عاجلاً، فإنه يؤول إلى نقص، كقوله تعالى: (يمحق الله الربا ويرْبي الصدقات) [البقرة: 276] . الحديث: 3754 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 297 3755 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مُدَّكِرٍ أَوْ مُذَّكِّرٍ؟ قَالَ: " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُدَّكِرٍ " (1) 3756 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ، فَفَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ، وَفَرَسٌ لِلْإِنْسَانِ، وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ، فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ: فَالَّذِي يُرْبَطُ (2) فِي سَبِيلِ اللهِ، فَعَلَفُهُ وَرَوْثُهُ وَبَوْلُهُ، وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللهُ، وَأَمَّا فَرَسُ الشَّيْطَانِ: فَالَّذِي يُقَامَرُ أَوْ يُرَاهَنُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا فَرَسُ الْإِنْسَانِ: فَالْفَرَسُ يَرْتَبِطُهَا الْإِنْسَانُ يَلْتَمِسُ بَطْنَهَا، فَهِيَ تَسْتُرُ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصيصي الأعور، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البخاري (3345) ، والشاشي (432) ، من طريقين عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3853) و (3918) و (4105) و (4163) و (4401) . (2) في (ظ14) : يرتبط. (3) في (ظ14) : ستر. الحديث: 3755 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 298 مِنْ فَقْرٍ " (1)   (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، والقاسم بن حسان لم يدرك عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. الحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والركين بن الربيع: هو ابن عميلة الفَزاري. وأخرجه الشاشي (832) ، والبيهقي في "السنن" 10/21، من طريق الأسود بن عامر شاذان، عن شَريك، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وهذا إن ثبت فإنما أراد به -والله أعلم- أن يخرجا سبقين من عندهما، ولم يدخلا بينهما محللاً، فيكون قماراً، فلا يجوز، والله أعلم. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/260-261، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، فإن كان القاسم بن حسان سمع من ابن مسعود، فالحديث صحيح. قلنا: لكن يبقى أن في إسناده شريكاً، وهو سييء الحفظ. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" 5/218 إسناد حجاج هذا، ثم قال: ورواه زائدة عن الركين، عن أبي عمرو الشيباني، عن رجل من الأنصار، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويشبه أن يكون القول قولَ زائدة، لأنه من الأثبات. قلنا: طريق زائدة سيرد في الرواية التي بعد هذه. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2860) و (3646) . وعنه مختصراً عند البخاري (2853) . قال السندي: قوله: وذكر ما شاء الله: الظاهر أنه كناية عما عده مع العلف، والخبر مقدر لظهوره، وجاء في حديث أبي هريرة، أي: حسنات، ويحتمل أنه كناية عن الخبر، فإنه نسيه، فكنى عنه بذلك، والله تعالى أعلم، فالذي يقامر أو يَرْهَن عليه، أي: اتخذه لذلك فقط، وإلا فإذا اتخذه لله يجوز عليه المراهنة، ويكون مِن قبيل: (وأعِدُّوا لهم ما استطعتم) [الأنفال: 60] ، والله تعالى أعلم، وانظر تفصيل المراهنة المشروعة في "المغني" 13/408-414. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 299 3757 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 3758 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ الْكَاهِلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ سَتَزُولُ (2) بِخَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الركين -وهو ابن الربيع بن عميلة الفزاري- فمن رجال مسلم. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس، وجهالة الصحابي لا تضر. وسيروي الإمام أحمد الحديث في مسند رجل من الأنصار 4/69، وسيرويه أيضاً 5/381، بهذا الإسناد. ولفظه: "الخيل ثلاثة: فرس يربطه الرجل في سبيل الله تعالى، فثمنه أجر، وركوبه أجر، وعاريته أجر، وعلفه أجر، وفرس يغالق عليها الرجل ويراهن، فثمنه وزر، وعلفه وزر، وركوبه وزر، وفرس للبطنة، فعسى أن يكون سِدَاداً من الفقر إن شاء الله تعالى". وأورده الهيثمى في "المجمع" 5/260، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وذكر الدارقطني في "العلل" 5/219 طريق زائدة هذا، ثم قال: ويشبه أن يكون القول قولَ زائدة لأنه من الأثبات وانظر الحديث الذي قبله. (2) كذا في جميع النسخ الخطية، وفوقها في (س) : صح، قال في "النهاية": ويروى "تزول رحى الإسلام" عوض "تدور"، أي: تزول عن ثبوتها واستقرارها. وقد=. الحديث: 3757 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 300 وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ يَهْلَكْ، فَكَسَبِيلِ مَا (1) هَلَكَ، وَإِنْ يَقُمْ (2) لَهُمْ دِينُهُمْ، يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا " قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبِمَا مَضَى أَمْ بِمَا بَقِيَ؟ قَالَ: " بَلْ بِمَا بَقِيَ " (3) 3759 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْرَائِيلَ بْنَ يُونُسَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي هِشَامٍ (4) ، مَوْلَى لْهَمْدَانَ (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ (6) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: "   = أثبتها الشيخ أحمد شاكر: "ستدور" أخذاً من النسخة الكتانية، وهو الوارد في "الرواية" (3730) . (1) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: من. (2) في هامش (ظ14) : بقي. (3) حديث حسن، وقد تقدم الكلام في رجاله برقم (3730) . حجاج: هو ابن محمد المِصيصي الأعور. وسلف برقم (3707) ، وشرحناه هناك. (4) في (ظ14) و (ظ1) : ابن أبي هاشم. وفي هامش (س) ما نصه: في ثلاثة أصول من المسند: ابن أبي هاشم، والذي في أبي داود: ابن أبي هشام. قلنا: قد وقع في (م) : الوليد بن هشام. وكل ذلك صحيح، كما في "تهذيب الكمال". (5) في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: الهمداني، والمثبت من سائر النسخ، وهو الموافق لترجمته في "تهذيب الكمال". (6) في هامش (س) : قوله: ابن أبي زائد: كذا في نسخة أخرى، والذي في أبي داود: زيد بن زائدة، أو زيد بن زائد، وهذا الثاني في نسخة من المسند. قلنا: واقتصر صاحب التهذيب على ما جاء في "سنن" أبي داود. الحديث: 3759 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 301 لَا يُبَلِّغْنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا؛ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ "، قَالَ: وَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالٌ، فَقَسَمَهُ. قَالَ: فَمَرَرْتُ بِرَجُلَيْنِ، وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: وَاللهِ مَا أَرَادَ مُحَمَّدٌ بِقِسْمَتِهِ وَجْهَ اللهِ، وَلَا الدَّارَ الْآخِرَةَ، فَتَثَبَّتُّ، حَتَّى سَمِعْتُ مَا قَالَا، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ قُلْتَ لَنَا: " لَا يُبَلِّغْنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا "، وَإِنِّي مَرَرْتُ بِفُلَانٍ وَفُلَانٍ، وَهُمَا يَقُولَانِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَاحْمَرَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَقَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " دَعْنَا مِنْكَ، فَقَدْ أُوذِيَ مُوسَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ صَبَرَ " (1)   (1) إسناده ضعيف بهذه السياقة، ولبعضه شواهد، الوليد بن أبي هشام: روى عنه السكن بن أبي السكن البرجمي، وإسرائيل بن يونس، وقيل: بينه وبين إسرائيل إسماعيل بن عبد الرحمن السدي -كما سيرد في التخريج، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/394- وقال البيهقي في "السنن" 8/167 في هذا الإسناد الذي ليس فيه السدي: سقط منه السدي، كأنه عنده منقطع، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 8/157، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكره ابن حبان في "الثقات" فهو مستور. وزيد بن أبي زائد -وهو في "التهذيب": زيد بن زائدة أو ابن زائد- تفرد بالرواية عنه الوليد بن أبي هشام، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/394، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/564، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/248، ونقل الحافظ في "التهذيب" عن الأزدي قوله: لا يصح حديثه. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 302 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الأعور، وإسرائيل بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي. وأخرجه إلى قوله: سليم الصدر: أبو داود (4860) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والبيهقي في "السنن" 8/166-167 من طريق أحمد بن خالد الوهبي، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وسقط من إسناده السدي. وأخرجه بتمامه الترمذي (3896) من طريق محمد بن يوسف، عن إسرائيل، به. وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد زيد في هذا الإسناد رجل. قلنا: يعني هو السدي، وأخرجه بزيادته في الإسناد الترمذي (3897) ، والبيهقي في "السنن" 8/166-167 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن الوليد بن أبي هشام، به. وأخرجه كذلك مختصراً الترمذي من طريق عبيد الله بن موسى والحسين بن محمد، عن إسرائيل، بالإسناد المذكور. والسدي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، من رجال التهذيب، مختلف فيه. وأخرجه إلى قوله: "سليم الصدر" أيضاً أبو الشيخ في، أخلاق النبي" ص 49 ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3571) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن السدي، عن الوليد بن أبي هشام، به. وزيد بن زائد تحرف في مطبوع "أخلاق النبي" إلى: زيد بن ثابت. وفي الباب عن أبي أمامة عند أبي داود (4889) ، سيرد 6/4 بسند حسن، بلفظ: "إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم". ولأبي داود (4888) من حديث معاوية: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إنك إذا اتبعت عورات الناس أفسدتهم". وأخرج الترمذي (2033) بسند حسن من حديث ابن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه: لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورات المسلمين، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فيفضحه ولو في جوف رحله"= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 303 3760 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْأَدْيَانِ أَحَدٌ يَذْكُرُ اللهَ هَذِهِ السَّاعَةَ غَيْرُكُمْ "، قَالَ: وَأَنْزَلَ (1) هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ: لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، حَتَّى بَلَغَ: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ تُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 113-115] (2)   = وله شاهد من حديث أبي برزة الأسلمي عند أبي داود (4880) . وآخر من حديث البراء عند أبي يعلى (1675) . والقسم الأخير من الحديث وهو قوله: "أوذي موسى أكثر من ذلك ثم صبر" تقدم برقم (3608) بإسناد صحيح على شرط الشيخين. قال السندي: قوله: لا يبلغني: من الإبلاغ أو التبليغ، وهو نهي، أو نفي وأنا سليم الصدر، أي: وتبليغ أحوال الناس إياي يخل في ذلك، ولعل المراد: ما لا يجب أو ينبغي تبليغه الحاكم. فتثبت: من التثبت، أي: تحققت، وكانه رأى أن التجسس لمصلحة التأديب جائز. (1) في هامش النسخ: وأنزلت. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناده حسن لأجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وحسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن أبو معاوية النحْوي، وزِر: هو ابن حبيش الأسدي.= الحديث: 3760 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 304 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11073) ، وأبو يعلى (5306) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص 114، من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1226) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (375) ، والشاشي (631) ، وابن حبان (1530) من طريق شيبان، به. قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم بهذا الإسناد إلا شيبان. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 4/55، وأبو نعيم في "الحلية" 4/187 من طريق عاصم، به. وأخرجه الطبري أيضاً 4/55، والطبراني في "الكبير" (10209) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/187، والواحدي في "أسباب النزول" ص 115، من طريق الأعمش، عن زر، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/312، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، والطبراني في "الكبير"، وقال: رجال أحمد ثقات ليس فيهم غير عاصم بن أبي النجود، وهو مختلف في الاحتجاج به، وفي إسناد الطبراني عبيد الله بن زحْر، وهو ضعيف. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (566) و (569) ، ومسلم (638) (218) و (219) . وعن عبد الله بن عمر عند البخاري (570) ، ومسلم (639) (220) و (221) ، سيرد 2/88. وعن أبي موسى الأشعري عند مسلم (641) (224) . وعن ابن عباس عند البخاري (571) ، ومسلم (642) . قوله: "وأنزل هؤلاء الآيات": قال السندي: لعل المراد أن الله تعالى أنزلها تصديقا لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حيث مدح الله تعالى فيها من آمن به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم دون غيرهم. والله تعالى أعلم بمراده. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 305 3761 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ ابْنُ النَّوَّاحَةِ وَابْنُ أُثَالٍ رَسُولَا مُسَيْلِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا: " أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ "، قَالَا: نَشْهَدُ أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آمنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ، لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا رَسُولًا لَقَتَلْتُكُمَا " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " قَالَ (1) : فَمَضَتِ السُّنَّةُ أَنَّ الرُّسُلَ لَا تُقْتَلُ " (2) 3762 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كُنَّا نَرَى الْآيَاتِ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرَكَاتٍ، وَأَنْتُمْ تَرَوْنَهَا تَخْوِيفًا " (3)   (1) لفظ: "قال" هذا لم يرد في (ظ14) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو النضر -وهو هاشم بن القاسم- سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله- بعدما اختلط، وكان المسعودي يغلط فيما يرويه عن عاصم بن أبي النجود، ولا يضير ذلك، فإنه متابع. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وسلف من طريق المسعودي أيضا برقم (3708) . وتقدم بإسناد صحيح برقم (3642) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، معاوية بن هشام مختلف فيه، فوثقه أبو داود والعجلي، وقال ابن معين: صالح ليس بذاك، وقال أبو حاتِم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ، وقال أحمد: كثير الخطأ! وقال= الحديث: 3761 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 306 3763 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، فَجَاءَ وَقَدْ أَوْقَدَ رَجُلٌ عَلَى قَرْيَةِ نَمْلٍ، إِمَّا فِي الْأَرْضِ، وَإِمَّا فِي شَجَرَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّكُمْ فَعَلَ هَذَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " أَطْفِهَا، أَطْفِهَا " (1)   = عثمان بن أبي شيبة: رجل صدق وليس بحجة، وأورده الإمام الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" ص 177، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وسيرد مطولاً برقم (4393) ، ويرد تخريجه هناك، ويرد مطولاً دون ذكر قول ابن مسعود هذا برقم (3807) . قال السندي: قوله: بركات: كأنه أراد بيان اختلاف الزمان، وأن الناس كانوا في ذلك الزمان يتعظون بها، فتكون لهم بركات، وأما هذا الزمان فقل من يتعظ بها، فبقي تخويفاً محضاً، وإلا فكون الآياتِ تخويفاً منصوص عليه، قال تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) [الإسراء: 59] ، والله تعالى أعلم. وقيل: أراد المعجزات أو آيات الكتاب، وكلاهما بركة للمؤمنين وازدياد في إيمانهم، وإنذار وتخويف للكافرين، لقوله تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) من نزول العذاب، كالطليعة، والحق أن بعضها تخويف، وبعضها بركة، كشبع الكثير من الطعام القليل. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو النضر -وهو هاشم بن القاسم- سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة- بعد الاختلاط، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قد سمع من أبيه ولكن شيئاً يسيراً، كما قال الحافظ= الحديث: 3763 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 307 3764 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّكُمْ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الصَّهْبَاوَاتِ؟ " فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَا وَاللهِ أَذْكُرُهَا، يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَإِنَّ فِي يَدَيَّ لَتَمَرَاتٍ أَتَسَحَّرُ بِهِنَّ، مُسْتَتِرًا بِمُؤْخِرَةِ رَحْلِي مِنَ الْفَجْرِ، وَذَلِكَ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ (1) (2)   = في "التقريب"، ولم يجزم بسماعه لهذا الحديث منه. الحسن بن سعد: هو ابن معبد الهاشمي مولاهم. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/41، وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وقد اختلط. وسيأتي برقم (4018) بلفظ آخر، ونذكر هناك شواهده. قال السندي: أطفِها: إما لأن التعذيب بالنار لا يجوز، أو لأن قتل النمل لا يجوز، والوجه أنه نهاه للأمرين جميعاً. والله تعالى أعلم. قلنا: الصواب أن النهي يتجه إلى حرقها بالنار، كما هو مبين في الرواية الآتية، أما قتل النمل بغير النار، فجائز إذا كان يتوقع منها ضرر، كأن تكون في البيوت فتتسلل إلى الطعام، فتكون مصدراً لنقل الجراثيم، وحينئذ تأخذ حكم الهوام المؤذية التي أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتلها في الحل والحرم. (1) في (ظ14) : القمير، وأشير إليها في هامش النسخ الأخرى. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وأبو النضر -وهو هاشم بن القاسم- سمع من المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتْبة- بعدما اختلط، وقد توبع بأبي قطن في الرواية= الحديث: 3764 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 308 3765 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، قَالَ: فَأَتَاهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ؟ " فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ (1) 3766 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَقِيقٍ،   = (3565) ، سعيد بن عمرو بن جعدة: هو ابن هبيرة المخزومي. تقدم الكلام عليه في الرواية (3565) ، ومضى هناك تخريجه، وشرح غريبه. (1) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن حبيش. وأخرجه ابن سعد 3/178-179، وابن أبي شيبة 14/567، والنسائي في "المجتبى" 2/74 وفي "الكبرى" (853) ، والفسوي 1/454، وابن أبي عاصم في "السنة" (1159) ، والحاكم في "المستدرك" 3/67، والبيهقي في "السنن" 8/152، من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/183، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو ثقة، وفيه ضعف! قلنا: لم نجده في مطبوع أبي يعلى، ويغلب على الظن أنه في مسند أبي يعلى الكبير الذي لم يطبع. وسيأتي برقم (3842) . وتقدم ضمن مسند عمر برقم (133) . الحديث: 3765 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 309 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سُوءٍ " قَالَ: قُلْنَا: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ (1) 3767 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الظُّلْمِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: " ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ يَنْتَقِصُهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ، فَلَيْسَتْ حَصَاةٌ مِنَ الْأَرْضِ أَخَذَهَا إِلَّا طُوِّقَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى قَعْرِ الْأَرْضِ، وَلَا يَعْلَمُ قَعْرَهَا إِلَّا الَّذِي خَلَقَهَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وسليمان: هو ابن مِهران الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وسلف برقم (3646) . (2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهِيعة ولانقطاعه، فأبو عبد الرحمن الحبلي -وهو عبد الله بن يزيد- لم يذكر أنه روى عن ابن مسعود، وروايته عن صغار الصحابة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد مولى بني هاشم -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري- فأخرج له البخاري متابعة. عبيد الله بن أبي جعفر: هو المصري. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10516) من طريق أبي كامل الجحدري، عن ابن لهيعة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/174-175، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن! وحسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/16! وسيأتي برقم (3773) .= الحديث: 3767 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 310 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأصله في الصحيح وغيره، من حديث سعيد بن زيد عند البخاري (2452) بلفظ: "من ظلم من الأرض شيئاً طوقه من سبع أرضين"، تقدم برقم (1642) و (1643) . ومن حديث ابن عمر عند البخاري (2454) ، سيرد برقم (5740) . ومن حديث أبي هريرة عند مسلم (1611) ، سيرد 2/387 و388. ومن حديث يعلى بن مرة، سيرد 4/173. ومن حديث أبي مالك الأشعري، سيرد 5/341 و344. ومن حديث عائشة عند البخاري (2453) ، سيرد 6/64 و79 و252 و259. ومن حديث سعد بن أبي وقاص عند أبي يعلى (744) ، والبزار (1374) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/175، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه حمزة بن أبي محمد، ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة، وحسن الترمذي حديثه. ومن حديث الحكم بن الحارث عند الطبراني في "الكبير" (3172) ، و"الصغير" (1197) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/176، وقال: وفيه محمد بن عقبة السدوسي، وثقه ابن حبان، وضعفه أبو حاتم، وتركه أبو زرعة. ومن حديث أنس بن مالك عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/176، وقال: وفيه إسماعيل بن مسلم المكي، وهو ضعيف. ومن حديث المِسْور بن مخْرمة عند الطبراني في "الكبير" 20/ (31) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/176، وقال: وفيه عمران بن أبان الواسطي، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة. ومن حديث أبي شريح الخزاعي عند الطبراني في "الكبير" 22/ (493) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/176، وقال: وفيه عبد الله بن شبيب، وهو ضعيف. قوله: "أي الظلم أعظم": قال السندي: كأن السؤال عن الظلم الذي يجري بين العباد في الأموال، وإلا فالشرك أعظم منه، وكذا قتل النفس. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 311 3768 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ هُوَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (1) ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَمِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يَلْعَنْ قَوْمًا قَطُّ، فَمَسَخَهُمْ وَكَانَ لَهُمْ نَسْلٌ حَتَّى يُهْلِكَهُمْ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، غَضِبَ عَلَى الْيَهُودِ، فَمَسَخَهُمْ، وَجَعَلَهُمْ (2) مِثْلَهُمْ " (3) 3769 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلَاثًا، وَيَسْتَغْفِرَ ثَلَاثًا " (4)   (1) "هو مولى بني هاشم" لم يرد في (ظ14) و (س) . (2) في (ظ14) : فجعلهم. وأشير إليها في هامش النسخ الأخرى. (3) إسناده ضعيف، أبو الأعين العبدي تقدم الكلام عليه في الحديث (3747) ، وبقية رجاله ثقات غير محمد بن زيد، وهو ابن علي الكندي قاضي مرو، قال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وداود بن أبي الفرات: هو الكندي المروزي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وسلف برقم (3747) . (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد= الحديث: 3768 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 312 3770 - .............. (1) 3771 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " " (2) 3772 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ   = الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم، فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإِتقان للزومه إياه. عمرو بن ميمون: هو الأوْدي. وسلف برقم (3744) . (1) وقع هنا في النسخة الميمنية وطبعة الشيخ أحمد شاكر هذا الحديث: حدثنا أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر ثلاثاً. ولم يرد هذا الحديث في أي من النسخ الخطية، ولا ورد في ترجمة عبد الرحمن بن يزيد في "أطراف المسند" 1/الورقة 182. ولم يصب محققه حين استدركه في هامش المطبوع منه 4/180، وهو ملفق من تداخل إسناد الحديث الآتي (3771) مع متن الحديث السابق (3769) ، وآثرنا إبقاء رقمه هنا لأننا اعتمدنا ترقيم طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، مولى بني هاشم- فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وسلف برقم (3741) . الحديث: 3770 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 313 يَزِيدَ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَهُ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ - حَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ ذَكَرَ عِنْدَهُ الشُّهَدَاءَ، فَقَالَ: " إِنَّ أَكْثَرَ شُهَدَاءِ أُمَّتِي أَصْحَابُ (2) الْفُرُشِ، وَرُبَّ قَتِيلٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ، اللهُ أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ " (3)   (1) وقع في الأصول الخطية: خالد. (2) في (ظ14) : لأصحاب. (3) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وأبو محمد لم يذكر في الرواة عنه سوى إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، وذكره البخاري في "الكنى" (607) ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات". وضمير "حدثه" يعود لابن مسعود، فهو متصل لا مرسل كما ذكر الهيثمي في "المجمع"، وتابعه الشيخ أحمد شاكر. قال الحافظ في "الفتح" 10/194: والضمير في أنه حدثه لابن مسعود، فإن أحمد أخرجه في مسند ابن مسعود، ورجال سنده موثقون. قلنا: لكن ابن لهيعة سيىء الحفظ، وخلط بعد احتراق كتبه، وأبو محمد مستور الحال. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. خالد بن يزيد: هو المصري مولى ابن الصبيغ، مولى عمير بن وهب الجمحي، روى له الجماعة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/302، وقال: رواه أحمد هكذا، ولم أر ذكر ابن مسعود، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، والظاهر أنه مرسل! ورجاله ثقات! قوله: "أصحاب الفرش": قال السندي: أي الذين ماتوا على فرشهم، إما لموتهم بأمراض تؤدي إلى الشهادة، أو لحسن نيتهم وهو الظاهر من آخر الحديث. والله تعالى أعلم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 314 3773 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ،، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الظُّلْمِ أَظْلَمُ؟ قَالَ: " ذِرَاعٌ مِنَ الْأَرْضِ يَنْتَقِصُهَا الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ، فَلَيْسَ حَصَاةٌ مِنَ الْأَرْضِ يَأْخُذُهَا أَحَدٌ إِلَّا طُوِّقَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى قَعْرِ الْأَرْضِ، وَلَا يَعْلَمُ قَعْرَهَا إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي خَلَقَهَا " (1) 3774 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِلَالٍ: الصُّفْرَةَ، وَتَغْيِيرَ الشَّيْبِ، وَتَخَتُّمَ الذَّهَبِ، وَجَرَّ الْإِزَارِ، وَالتَّبَرُّجَ بِالزِّينَةِ بِغَيْرِ مَحِلِّهَا، وَضَرْبَ الْكِعَابِ (2) وَعَزْلَ الْمَاءِ عَنْ مَحَلِّهِ، وَفَسَادَ الصَّبِيِّ غَيْرَ مُحَرِّمِهِ، وَعَقْدَ التَّمَائِمِ، وَالرُّقَى إِلَّا بِالْمُعَوِّذَاتِ " (3)   (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (3767) . حسن: هو ابن موسى. (2) تحرف في (م) إلى: الكتاب. (3) إسناده ضعيف، علته القاسم بن حسان وعبد الرحمن بن حرملة، وقد تقدم الكلام فيهما في الحديث (3605) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن الوليد -وهو ابن ميمون المعروف بالعدني- فمختلف فيه، ففي "التهذيب" أن حرب بن إسماعيل سأل أحمد بن حنبل: كيف حديثه؟ قال: سمع من سفيان، وجعل يصحح سماعه، ولكن لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح، وكان ربما أخطأ في الأسماء، وقد كتبت عنه أنا كثيراً. وقال ابن عدي: ما رأيت= الحديث: 3773 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 315 3775 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ: فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ سَبْعَةٍ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلٍ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ " فَأُقْسِمُ بِاللهِ: لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى عَلَى بَدْرٍ، وَقَدْ غَيَّرَتْهُمُ الشَّمْسُ، وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا (1) 3776 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ الْخُزَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: " مَا صُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = في حديثه شيئاً منكراً فأذكره، ووثقه الدارقطني والعقيلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مستقيم الحديث، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، ونقل الساجي عن ابن معين تضعيفه، ونقل الدارمي عن ابن معين أيضاً قوله: لا أعرفه، لم أكتب عنه شيئاً. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ. سفيان: هو الثورى، والركين: هو ابن الربيع بن عميلة الفزاري. وتقدم برقم (3605) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، زهير -وهو ابن معاوية- وإن سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد التغير، إلا أن هذا الحديث مما انتقاه البخاري من روايته. عمرو بن ميمون: هو الأودي. وأخرجه البخاري (3960) ، ومسلم (1794) (110) ، وأبو عوانة 4/223، من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3722) . الحديث: 3775 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 316 تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرُ مِمَّا صُمْتُ مَعَهُ ثَلَاثِينَ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال دينار والد عيسى، فقد انفرد بالرواية عنه ابنه عيسى، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، غير ابن حبان فإنه ذكره في "الثقات"، ومع ذلك فقد صححه ابن خزيمة (1922) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عيسى بن دينار الخزاعي، فقد روى له أبو داود والترمذي والبخاري في "خلق أفعال العباد"، وهو ثقة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10536) من طريق أبي نعيم، عن عيسى بن دينار، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10021) وفي "الصغير" (228) ، والدارقطني في "السنن" 2/198، من طريق صالح بن مالك، عن عبد الأعلى بن أبي المساور، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. قال الطبراني: لم يروه عن حماد إلا عبد الأعلى، تفرد به صالح. قلنا: وعبد الأعلى بن أبي المساور متروك. وسيأتي برقم (3840) و (3871) و (4209) و (4300) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (1658) ، قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح على شرط مسلم إلا أن الجريري -واسمه سعيد بن إياس أبو مسعود- اختلط بآخر عمره. وآخر من حديث عائشة عند الدارقطني 2/198، والبيهقي في "السنن" 4/250، قال الدارقطني في إسناده: هذا إسناد صحيح حسن. قلنا: سيرد عند أحمد 6/90، وجود إسناده الحافط في "الفتح" 4/123. وثالث من حديث جابر عند الدارقطني 2/198، وفي إسناده المسور بن الصلت، وهو ضعيف. وفي باب أن الشهر يكون تسعاً وعشرين عن عدد من الصحابة، وهو في "صحيح" البخاري عن أم سلمة برقم (1910) ، وعن أنس برقم (1911) .= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 317 3777 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ أَوْ سَعِيدِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " كَانَ أَحَبَّ الْعِرَاقِ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذِرَاعُ الشَّاةِ، وَكَانَ يَرَى أَنَّهُ سُمَّ فِي ذِرَاعِ الشَّاةِ " وَكُنَّا نَرَى أَنَّ الْيَهُودَ الَّذِينَ (2) سَمُّوهُ (3) 3778 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ (4) عِيَاضٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا، قَالَ: وَكُنَّا نَرَى   = وانظر ما سيأتي في تخريج الحديث (4300) . قال السندي: قوله: ما صمت: يحتمل أن تكون "ما" مصدرية في الموضعين، أي: صومي مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسعاً وعشرين أكثر من صومي معه ثلاثين، أو موصولية، والعائد محذوف، أي: ما صمته، أي: الأشهر التي صمتها تسعاً وعشرين أكثر من الأشهر التي صمتها ثلاثين. (1) في (ظ1) : العُرُق، وفي (ق) : العناق. وفي حاشيتها: العرق. (2) في (ظ14) : اليهود النفر الذين. (3) إسناده ضعيف، وهو مكرر (3733) ، وتقدم الكلام في رجاله هناك، ولكن هنا: سعد أو سعيد بن عياض، وقد جاء في "التهذيب" 3/479: قال سعيد بن منصور: إنما هو سعد، يعني بسكون العين. أسود بن عامر: هو شاذان. (4) جاء كذلك على الصواب في (ظ14) ، وأثبت في هامش نسخة (س) ، ووقع في بقية النسخ: سعيد. الحديث: 3777 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 318 أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سُمَّ فِي ذِرَاعِ شَاةٍ، سَمَّتْهُ الْيَهُودُ " (1) 3779 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا وَمَعَهُ قَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَمِنَ الْجِنِّ "، قَالُوا: أَوَأَنْتَ (2) يَا رَسُولَ   (1) إسناده ضعيف، سعد بن عياض -وهو الثمالي- لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، أسود: هو ابن عامر شاذان، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق. وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسماع إسرائيل منه في غاية الإتقان للزومه إياه. وأخرجه بطوله الشاشي (783) و (784) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وسلف دون قوله: "إن من البيان سحرا" برقم (3733) . وقوله: "إن من البيان سحراً" سلف من حديث ابن عباس (3069) . وقال الشيخ أحمد شاكر: لم أجده عن ابن مسعود في غير هذا الموضع، ولم يذكره الهيثمي في بابه في "مجمع الزوائد" 8/123، فلا أدري لم تركه؟ نعم روى الترمذي 4/31-32 من طريق عاصم، عن زر، عن ابن مسعود مرفوعاً: "إن من الشعر حكمة"، وقد سلف الحديث مراراً عن ابن عباس: "إن من البيان سحراً، وإن من الشعر حكماً"، فلعل الهيثمي ظن أن هذا الحديث عن ابن مسعود بجزأيه في الترمذي، في البيان والشعر، فلم يره من الزوائد. (2) في (ظ14) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وأنت. الحديث: 3779 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 319 اللهِ؟ قَالَ: " وَأَنَا، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، وَلَا (1) يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " (2) 3780 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ - وَعَلَيَّ دَرْبَانِ، فَأُلْقِيَتْ عَلَيَّ مَحَبَّةٌ مِنْهُ، وَعِنْدَهُ شَبَابٌ، فَقَالُوا لِي: سَلْهُ: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9] ؟ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ " (3)   (1) في (س) : فلا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجعد -واسمه رافع- والد سالم، فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 7/100 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3648) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشْيب، وزهير: هو ابن معاوية، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه أبو يعلى (5337) ، والشاشي (663) ، من طريق حسن بن موسى -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" ص 202-203، وأبو عوانة 1/153، والطبراني في "الكبير" (9055) ، وابن منده في "الإيمان" (744) ، من طريق زهير بن معاوية، به. وأخرجه الطيالسي (358) ، والبخاري (3232) و (4856) و (4857) ، ومسلم (174) (280) و (281) و (282) ، والترمذي (3277) ، والطبري 27/45-46، وابن= الحديث: 3780 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 320 3781 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُجَالِدِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَهُوَ يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هَلْ سَأَلْتُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمْ تَمْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ خَلِيفَةٍ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ قَدِمْتُ الْعِرَاقَ قَبْلَكَ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ، وَلَقَدْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اثْنَا عَشَرَ، كَعِدَّةِ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ " (1)   = خزيمة في "التوحيد" ص 202 و204، وأبو عوانة 1/153، والطبراني في "الكبير" (9055) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (364) ، وابن منده في "الإيمان" (742) و (743) و (745) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/371 وفي "الأسماء والصفات" ص 433، 434، من طرق عن أبي إسحاق الشيباني، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح. وانظر (3740) . وقوله: "دربان"، كذا وقع في جميع النسخ الخطية. وجاء عند ابن خزيمة: وعلي درتان، أو في أذني درتان، والظاهر أن هذا هو الصواب، لأنه مفسر بقوله: في أذني. وفي ذلك دلالة على صغر سنه، مما يجعله أجرأ من الشباب على السؤال. وقد وقعت هذه اللفظة في نسخة السندي: دريان، فجعلها مأخوذة من الدراية، فقال: بفتحتين، أو بكسر فسكون، بمعنى الدراية، أي: آثار الفهم ظاهرة علي، فلذلك فوضوا إلي السؤال عن معنى قوله تعالى: (فكان قاب قوسين أو أدنى) والله أعلم. (1) إسناده ضعيف لضعف مجالد -وهو ابن سعيد الهمْداني- ونص على ضعفه الحافظ في "التقريب"، ومع ذلك فقد حسن إسناده في "الفتح" 13/212، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، والشعبي: هو= الحديث: 3781 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 321 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البزار (1586) "زوائد"، وأبو يعلى (5031) و (5322) و (5323) ، والحاكم 4/501، من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. قال الحاكم: لا يسعني التسامح في هذا الكتاب عن الرواية عن مجالد وأقرانه، رحمهم الله. وسكت عنه الذهبي. وأخرجه البزار (1587) "زوائد"، والشاشي (408) ، من طريقين عن مجالد، به. قال البزار: لا نعلم له إسناداً عن عبد الله أحسن من هذا، على أن مجالداً تكلم فيه أهل العلم. وذكره الهيثمي في "المجمع" 5/190، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه مجالد بن سعيد، وثقه النسائي، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وسيأتي برقم (3859) . وله شاهد من حديث جابر بن سمرة عند البخاري (7222، 7223) ، ولفظه: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يكون اثنا عشر أميرا"، سيرد 5/95 و96 و97 و98. وآخر من حديث عبد الله بن عمرو عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1152) ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سيكون اثنا عشر خليفة، منهم أبو بكر الصديق، لا يلبث بعدي إلا قليلاً"، وأورده مطولاً برقم (1169) . وإسناده ضعيف. قال السندي -بعد أن ذكر أن في إسناده مجالد بن سعيد وأنه ليس بالقوي-: لكن أصل الحديث قد جاء من حديث غير ابن مسعود بلفظ: "لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة" - (قلنا: هو حديث جابر بن سمرة الآتي 5/98) -، وللناس فيه مقال، والأحسن أن يقال: إن الحديث إشارة إلى مضمون: "خير القرون قرني ... " الحديث، فإن غالب أخيارِ هذه القرون كانوا إلى زمن اثني عشر أميراً. والله تعالى أعلم. وقد بسطت المقال فيه في حاشية أبي داود في كتاب المهدي. قلنا: وانظر "الفتح" 13/211-215، وانظر الحديث السابق برقم (3707) = الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 3782 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ، أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " قَالَ: مَعِي نَبِيذٌ فِي إِدَاوَةٍ، فَقَالَ " اصْبُبْ عَلَيَّ "، فَتَوَضَّأَ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، شَرَابٌ وَطَهُورٌ " (1)   = وشرحه. (1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم غير قيس بن الحجاج -وهو الكلاعي المصري- فقد روى له الترمذي وابن ماجه، قال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه ابن ماجه (385) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/94، والطبراني في "الكبير" (9961) ، والدارقطني 1/76، من طرق عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، لكنه عند ابن ماجه والطحاوي من مسند ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لابن مسعود ... وعند الطبراني والدارقطني من مسند ابن مسعود. قال الدارقطني تفرد به ابن لهيعة، وهو ضعيف. وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/77-78، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (589) من طريق الحسين بن عبيد الله العجلي، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. قال الدارقطني: الحسين بن عبيد الله يضع الحديث على الثقات. وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/78، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (590) من طريق الحسن بن قتيبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عبيدة وأبي الأحوص، عن ابن مسعود. قال الدارقطني: تفرد به الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق. والحسن بن قتيبة ضعيف.= الحديث: 3782 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 323 3783 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَأَبُو النَّضْرِ، وأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَفْقَتَيْنِ فِي صَفْقَةٍ وَاحِدَةٍ " (1)   = وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/78 من طريق فلان بن غيلان الثقفي، عن ابن مسعود. وقال: الرجل الثقفي الذي رواه عن ابن مسعود مجهول، قيل: اسمه عمرو، وقيل: عبد الله بن عمرو بن غيلان. وسيأتي برقم (3810) و (4296) و (4301) و (4353) و (4381) . وسيأتي برقم (4149) بإسناد صحيح أن ابن مسعود لم يشهد ليلة الجن مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال السندي: قوله: شراب وطهور، أي: النبيذ جامع بين الوصفين، وللناس في هذا الحديث كلام، وفي إسناده ابن لهيعة، وقد صح أن ابن مسعود ما كان معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن، كما سيجيء في الكتاب، ورواه مسلم، فهذا الحديث يعارضه أقوى منه، ومع ذلك إن ثبت فهو منسوخ بالقرآن، إذ ليس هو ماء مطلقاً، فلذلك قيل برجوع أبي حنيفة عن القول بجواز الوضوء به. والله تعالى أعلم. وقال الشيخ أحمد شاكر: واعلم أن النبيذ المذكور في هذا الحديث وفي غيره من الأحاديث ليس على ما يفهم الناس مِن لفظ النبيذ، إنما هو تمرات تلقى في الماء. قال أبو العالية: ترى نبيذكم هذا الخبيث!! إنما كان ماء يلقى فيه تمرات، فيصير حلوا. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، قال الحافظ في "التقريب": قد سمع من أبيه ولكن شيئاً يسيراً. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة خاصة. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو النضر: هو= الحديث: 3783 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 324 قَالَ أَسْوَدُ: قَالَ شَرِيكٌ: قَالَ سِمَاكٌ: " الرَّجُلُ يَبِيعُ الْبَيْعَ، فَيَقُولُ: هُوَ بِنَسَاءٍ بِكَذَا وَكَذَا، وَهُوَ بِنَقْدٍ بِكَذَا وَكَذَا " * 3784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ (1) ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "، قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: " النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ " (2)   = هاشم بن القاسم. وأخرجه الشاشي (291) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1277) من طريق أسود بن عامر، به. وسلف برقم (3725) . (1) في (ظ1) : وسيعود غريباً كما بدأ. (2) إسناد أحمد صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. وإسناد ولده عبد الله صحيح، لأن عبد الله من رجال النسائي، وهو ثقة. وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 13/236، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (4975) ، والآجري في "الغرباء" (2) . وأخرجه الترمذي (2629) ، وابن ماجه (3988) ، والدارمي 2/311-312، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/297-298، والطبراني في "الكبير" (10081) ، والشاشي (729) ، والآجري في "الغرباء" (1) ، والبيهقي في "الزهد" (206) من طرق عن حفص بن غياث، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح= الحديث: 3784 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 325 3785 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) ، " أَنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مِتُّ، فَخُذُونِي   = غريب من حديث ابن مسعود، إنما نعرفه من حديث حفص بنِ غياث، عن الأعمش ... تفرد به حفص. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/298، وابن عدي في "الكامل" 3/1130، والسهمي في "تاريخ جرجان" (339) ، من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن الأعمش، به. قال ابن عدي: لا يعرف هذا الحديث إلا بحفص بنِ غِياث عن الأعمش، وبه يعرف، وحكم الناس بأنه حديثه عن الأعمش، ولا أعلم يرويه عن أبي خالد غير مخلد بن مالك. قلنا: رواه عن أبي خالد أيضاً محمد بن عبد العزيز الواسطي عند الطحاوي. وذكرت أحاديث الباب عند حديث سعد المتقدم برقم (1604) . ونزيد هنا: حديث عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6650) . وحديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (3987) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/298. وحديث جابر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/298، والبيهقي في "الزهد" (198) ، والطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع الزوائد" 7/278، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف، وقد وثق. قال السندي: النزاع: ضبط بضم فتشديد، قيل: هو جمع نزيع ونازع، وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته، أي: الذين يخرجون عن الأوطان لإقامة سنن الدين. وقد سبق تحقيق ما يتعلق ببقية الحديث. (1) في (م) : عن عبد الله بن وائل، عن عبد الله، وهو خطأ. الحديث: 3785 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 326 وَاحْرُقُونِي، حَتَّى تَدَعُونِي حُمَمَةً، ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ اذْرُونِي فِي الْبَحْرِ، فِي يَوْمٍ رَاحٍ، قَالَ: فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، قَالَ: فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ (1) : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ، قَالَ: فَغَفَرَ اللهُ لَهُ " (2)   (1) لفظ: "له" لم يرد في (ظ14) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجلِ عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السيلحِيني، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. والحديث وإن كان موقوفاً له حكم الرفع. وأخرجه أبو يعلى (5105) بنحوه عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبي الجواب، عن سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن شقيق، من عبد الله، موقوفاً. وأخرجه أبو يعلى أيضاً (1002) و (5056) عن أبي كريب، عن معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موقوفاً أيضاً، وزاد فيه: وكان الرجل نباشا، فغفر له لِخوفه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10467) بنحوه من طريق يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي عبيدة بن معن، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن شقيق، قال: قال عبد الله بن مسعود ... فذكره، ثم قال في آخره؟ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فوقع في يد الله، فقال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: مخافتك. قال: قد غفرت لك". وقال الهيثمي في "المجمع" 10/194: وإسناد ابن مسعود حسن. وقال أيضاً: رواه أبو يعلى بسندين ورجالهما رجال الصحيح. ورواه الطبراني بنحوه ... وإسناده منقطع، وروى بعضه مرفوعاً أيضاً بإسناد متصل، ورجاله رجال الصحيح غير أبي الزعْراء، وهو ثقة. قلنا: لم نجد الإسناد الذي فيه أبو الزعراء. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (3481) ، ومسلم (2756) ،= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 327 3786 - قَالَ يَحْيَى، وَحَدَّثَنَاهُ حَمَّادٌ (1) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِهِ (2) 3787 - حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ (3) ، حَدَّثَنَا   = سيرد 2/269 و304. وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (3478) و (6481) ، سيرد 3/13 و17 و69-70 و77-78. وثالث من حديث حذيفة عند البخاري (3479) و (6480) ، سيرد 4/118 و5/383 و407. ورابع من حديث معاوية بن حيْدة، سيرد 4/447 و5/3 و4 و5. وخامس من حديث أبي مسعود الأنصاري، سيرد 4/118 و5/383 و407. وسادس مطول من حديث أبي بكر تقدم برقم (15) ضمن حديث الشفاعة. وسابع من حديث سلمان الفارسي عند الطبراني في "الكبير" (6123) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/196، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن نافع الأرسوفي والسري بن يحيى، وكلاهما ثقة. ورواه البزار، فأحاله على حديث أبي سعيد الخدري الذي في الصحيح، قال: مثله، ولم يسق متنه. قوله: حممة، بضم ففتح، أي: فحمة. اذروني: من ذرا يذرو، كدعا يدعو، أي: فرقوني. يوم راح: أي: ذي ريح. (1) في (ظ14) : وحدثنا حماد. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى - وهو ابن إسحاق السيلحيني، وحماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وسيرد الحديث في "مسند أبي هريرة" برقم (7635) و (8027) ، ويخرج هناك. (3) في (م) : حدثنا أبو سعيد، حدثنا ابن زيد. وهو خطأ. الحديث: 3786 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 328 عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ ابْنَا مُلَيْكَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَا: إِنَّ أُمَّنَا كَانَتْ تُكْرِمُ الزَّوْجَ، وَتَعْطِفُ عَلَى الْوَلَدِ، - قَالَ: وَذَكَرَ الضَّيْفَ - غَيْرَ أَنَّهَا كَانَتْ وَأَدَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: " أُمُّكُمَا فِي النَّارِ "، فَأَدْبَرَا (1) ، وَالشَّرُّ (2) يُرَى فِي وُجُوهِهِمَا، فَأَمَرَ بِهِمَا، فَرُدَّا، فَرَجَعَا وَالسُّرُورُ يُرَى فِي وُجُوهِهِمَا، رَجِيَا أَنْ يَكُونَ قَدْ حَدَثَ شَيْءٌ، فَقَالَ: " أُمِّي مَعَ أُمِّكُمَا "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: وَمَا يُغْنِي هَذَا عَنْ أُمِّهِ شَيْئًا، وَنَحْنُ نَطَأُ عَقِبَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - وَلَمْ أَرَ رَجُلًا قَطُّ أَكْثَرَ سُؤَالًا مِنْهُ -: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ وَعَدَكَ رَبُّكَ فِيهَا، أَوْ فِيهِمَا؟ قَالَ: فَظَنَّ أَنَّهُ مِنْ شَيْءٍ قَدْ سَمِعَهُ، فَقَالَ: " مَا سَأَلْتُهُ رَبِّي، وَمَا أَطْمَعَنِي فِيهِ، وَإِنِّي لَأَقُومُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ (3) : وَمَا ذَاكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ؟ قَالَ: " ذَاكَ إِذَا جِيءَ بِكُمْ عُرَاةً حُفَاةً غُرْلًا، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ: اكْسُوا خَلِيلِي، فَيُؤْتَى بِرَيْطَتَيْنِ بَيْضَاوَيْنِ، فَلَيَلْبِسْهُمَا، ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَسْتَقْبِلُ (4) الْعَرْشَ، ثُمَّ أُوتَى بِكِسْوَتِي، فَأَلْبَسُهَا، فَأَقُومُ عَنْ يَمِينِهِ مَقَامًا لَا يَقُومُهُ أَحَدٌ غَيْرِي، يَغْبِطُنِي بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ ". قَالَ: " وَيُفْتَحُ نَهَرٌ مِنَ   (1) في (ظ14) : قال: فادبرا. (2) في (ق) : والسوء، وأشير إليها في هامش النسخ الأخرى. (3) في (ظ14) و (س) : فقال الأنصاري: يا رسول الله. (4) في هامش (س) و (ظ1) : مستقبل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 329 الْكَوْثَرِ إِلَى الْحَوْضِ "، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: فَإِنَّهُ مَا جَرَى مَاءٌ قَطُّ إِلَّا عَلَى حَالٍ، أَوْ رَضْرَاضٍ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَى حَالٍ أَوْ رَضْرَاضٍ؟ قَالَ: " حَالُهُ الْمِسْكُ، وَرَضْرَاضُهُ التُّومُ "، قَالَ الْمُنَافِقُ: لَمْ أَسْمَعْ كَالْيَوْمِ، قَلَّمَا جَرَى مَاءٌ قَطُّ عَلَى حَالٍ أَوْ رَضْرَاضٍ، إِلَّا كَانَ لَهُ نَبْتٌ (1) ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَهُ نَبْتٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، قُضْبَانُ الذَّهَبِ "، قَالَ الْمُنَافِقُ: لَمْ أَسْمَعْ كَالْيَوْمِ، فَإِنَّهُ قَلَّمَا نَبَتَ قَضِيبٌ إِلَّا أَوْرَقَ، وَإِلَّا كَانَ لَهُ ثَمَرٌ. قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ مِنْ ثَمَرٍ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَلْوَانُ الْجَوْهَرِ، وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، إِنَّ مَنْ شَرِبَ (2) مِنْهُ مَشْرَبًا، لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ، وَإِنْ (3) حُرِمَهُ لَمْ يُرْوَ بَعْدَهُ " (4)   (1) في (س) و (م) : نبته. (2) في (ظ14) : إنْ شرِب. (3) في هامش النسخ: ومن. (4) إسناده ضعيف لضعف عثمان -وهو ابن عمير البجلي أبو اليقظان-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن زيد -وهو ابن درهم الأزدي أخو حماد بن زيد- فمختلف فيه. عارِم بن الفضل: هو محمد بن الفضل السدوسي، وعارم لقبه، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البزار (3478) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (10017) من طريق عارم -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ من حديث علقمة عن عبد الله إلا من هذا الوجه. وقد روى الصعْق بن حزْن عن علي بن الحكم، عن عثمان بن عمير، عن أبي وائل، عن عبد الله، وأحسب أن الصعق غلط= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 330 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = في هذا الإسناد. قلنا: من طريق الصعْق بالإسناد المذكور أخرجه الطبراني في "الكبير" (10018) ، والحاكم 2/364-365، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وعثمان بن عمير هو أبو اليقظان، فتعقبه الذهبي بقوله: لا والله، فعثمان ضعفه الدارقطني، والباقون ثقات. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/361-362، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير، وهو ضعيف. قال السندي: وأدت، بهمزة، والوأد: دفن البنات حية، ومنه قوله تعالى: (وإذا الموؤودة سئِلت) [التكوير: 8] . والشر: أي: الحزن والغم. أمي مع أمكما: أجاب عنه السيوطي بأنه حديث ضعيف، أي لأن عثمان بن عمر ضعفه الدارقطني. وبأنه ليس فيه أن أمه في النار، فيحتمل المعية في البرزخ، معناه: أن أمي في القبر كأمكما، والحامل على التعبير به والتورية دفع الفتنة عن السائل. وبأنه قاله قبل أن يخبر فيها أنها في الجنة، وذلك لما في آخر الحديث أنه: ما سألتهما ربي، فهذا يدل على أنه لم يكن وقعت بعد بينه وبين ربه مراجعة في أمرها، ثم وقعت بعد ذلك. انتهى. ونحن نطأ عقبيه: أي: نتبعه في الدين، أو في المشي خلفه، والثاني خلاف المعلوم في عاداته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فيها: أي في الأم. أو فيهما: أو في الوالدين. أنه من شيء: أي سؤاله لأجل شيء. ما سألته: أي: هذا الأمر، ومثله ما ذكره البيهقي في كتاب "البعث والنشور" في حديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة، فقال رجل: أترجو لوالديك شيئاً؟ فقال:= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 331 3788 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنِي أَبُو تَمِيمَةَ، عَنْ عَمْرٍو - لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَدْ قَالَ: الْبِكَالِيَّ يُحَدِّثُهُ عَمْرٌو - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - قَالَ عَمْرٌو إِنَّ عَبْدَ اللهِ -، قَالَ: اسْتَتبْعَنِي (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا، حَتَّى أَتَيْتُ (2) مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخَطَّ لِي خِطَّةً، فَقَالَ لِي: " كُنْ بَيْنَ ظَهْرَيْ هَذِهِ لَا تَخْرُجْ مِنْهَا، فَإِنَّكَ إِنْ خَرَجْتَ (3) هَلَكْتَ ". قَالَ: فَكُنْتُ فِيهَا، قَالَ: فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَذَفَةً (4) ، أَوْ أَبْعَدَ شَيْئًا،   = "إني لشافع لهما أعطيت أو منعت، وما أرجو لهما شيئاً". قال البيهقي: هذا الجواب قبل النهي عن استغفار المشركين. انتهى. وهذا المشرب خلاف مشرب السيوطي في هذه المسألة. بِريْطتين: الريطة: الثوب الرقيق اللين، أو ما لم يتخذ من قطعتين. فيلبسهما: على بناء الفاعل، من اللباس، وضبطه بعضهم على بناء المفعول، من الإلباس. يغبطني به الأولون، أي: يتمنون أن يكون لهم مثل ذلك. حال، بالتخفيف: أي طين. أو رضْراض، الرضْراض، بالفتح وضادين معجمتين: الحصى أو صغارها. التوْم: بضم مثناة من فوق وسكون الواو: اللؤلؤ. قضبان الذهب: ضبط بضم قاف وكسرها فسكون معجمة، قيل: هي الأغصان، واحدها قضيب، وقيل: القضيب: كل شجر طالت وبسطت أغصانها. ألوان الجوهر: أي أقسامه. (1) في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: استبعثني. (2) في هامش (س) و (ظ1) : أتينا. (3) في هامش (س) : إن خرجت منها. (4) ضبطت في (س) : حذْفةً. الحديث: 3788 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 332 أَوْ كَمَا قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ ذَكَرَ هَنِينًا (1) كَأَنَّهُمْ الزُّطُّ (قَالَ عَفَّانُ: أَوْ كَمَا قَالَ عَفَّانُ: إِنْ شَاءَ اللهُ) (2) : لَيْسَ عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ، وَلَا أَرَى سَوْآتِهِمْ، طِوَالًا، قَلِيلٌ لَحْمُهُمْ (3) ، قَالَ: فَأَتَوْا، فَجَعَلُوا يَرْكَبُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَجَعَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَجَعَلُوا يَأْتُونِي فَيُخَيِّلُونَ، أَوْ يَمِيلُونَ (4) حَوْلِي، وَيَعْتَرِضُونَ لِي. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأُرْعِبْتُ (5) مِنْهُمْ رُعْبًا شَدِيدًا. قَالَ: فَجَلَسْتُ، أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ: فَلَمَّا انْشَقَّ عَمُودُ الصُّبْحِ جَعَلُوا يَذْهَبُونَ، أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ثَقِيلًا وَجِعًا، أَوْ يَكَادُ أَنْ يَكُونَ وَجِعًا، مِمَّا رَكِبُوهُ. قَالَ: " إِنِّي لَأَجِدُنِي ثَقِيلًا "، أَوْ كَمَا قَالَ. فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ فِي حِجْرِي. أَوْ كَمَا قَالَ. قَالَ (6) : ثُمَّ إِنَّ هَنِين (7) أَتَوْا، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ طِوَالٌ. أَوْ كَمَا قَالَ، وَقَدْ أَغْفَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأُرْعِبْتُ (8) مِنْهُمْ أَشَدَّ مِمَّا أُرْعِبْتُ (9) الْمَرَّةَ الْأُولَى - قَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ -: قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَقَدْ أُعْطِيَ هَذَا الْعَبْدُ خَيْرًا،   (1) في هامش (س) : هنين. نسخة. (2) لفظ الجلالة ليس في (م) . (3) في (س) : لحومهم. (4) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: فيخيلون. (5) في (ق) : فرعبت. (6) في (س) و (ظ1) : قال: قال. (7) كذا في النسخ، وفي هامش (س) و (ظ1) : هَنِينًا. نسخة. (8) في (ق) : فرعبت. (9) في (ص) : رعبت. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 333 أَوْ كَمَا قَالُوا: إِنَّ عَيْنَيْهِ نَائِمَتَانِ، أَوْ قَالَ (1) : عَيْنَهُ، أَوْ كَمَا قَالُوا: وَقَلْبَهُ يَقْظَانُ، ثُمَّ قَالَ: - قَالَ عَارِمٌ (2) وَعَفَّانُ -: قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: هَلُمَّ فَلْنَضْرِبْ لَهُ مَثَلًا، أَوْ كَمَا قَالُوا. قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا وَنُؤَوِّلُ نَحْنُ، أَوْ نَضْرِبُ نَحْنُ وَتُؤَوِّلُونَ أَنْتُمْ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَثَلُهُ (3) كَمَثَلِ سَيِّدٍ ابْتَنَى بُنْيَانًا (4) حَصِينًا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى النَّاسِ بِطَعَامٍ، أَوْ كَمَا قَالَ. فَمَنْ لَمْ يَأْتِ طَعَامَهُ، أَوْ قَالَ: لَمْ (5) يَتْبَعْهُ، عَذَّبَهُ عَذَابًا شَدِيدًا، أَوْ كَمَا قَالُوا. قَالَ الْآخَرُونَ: أَمَّا السَّيِّدُ: فَهُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَأَمَّا الْبُنْيَانُ: فَهُوَ الْإِسْلَامُ، وَالطَّعَامُ: الْجَنَّةُ وَهُوَ الدَّاعِي، فَمَنِ اتَّبَعَهُ كَانَ فِي الْجَنَّةِ. - قَالَ عَارِمٌ فِي حَدِيثِهِ -: أَوْ كَمَا قَالُوا، وَمَنْ لَمْ يَتَّبِعْهُ عُذِّبَ، أَوْ كَمَا قَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: " مَا رَأَيْتَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ؟ " فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: رَأَيْتُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا خَفِيَ عَلَيَّ مِمَّا قَالُوا شَيْءٌ "، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ - أَوْ قَالَ - هُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، أَوْ كَمَا شَاءَ اللهُ " (6)   (1) في (ظ14) : قالوا. (2) في (ظ14) : ثم قال عارم. وهو الأشبه. (3) لفظ: "مثله" ليس في (ظ14) و (م) . (4) في (ظ14) : ابتنى بناء. وفي هامش (س) و (ظ1) : بنى بناءً. (5) في (ق) : من لم. (6) إسناده ضعيف، عمرو البكالي -وكنيته أبو عثمان- لم يثبت سماعه لهذا الحديث من ابن مسعود، فقد قال البخاري في "التاريخ الصغير" 1/203: ولا= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 334 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يعرف لعمرو سماع من ابن مسعود، لكن قال أبو حاتم في "المراسيل" ص 119: روى عن ابن مسعود حديث ليلة الجن. وعمرو هذا مختلف في صحبته، والأكثر على أنه ليست له صحبة، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، له ترجمة في "التاريخ الكبير" 6/313، و"الجرح والتعديل" 6/270، و"تعجيل المنفعة" ص 317، و"إكمال" الحسيني برقم (666) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي تميمة -وهو طريف بن مجالد الهجيْمي- فمن رجال البخاري. معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي. ولم يصحح أبو زرعة وأبو حاتم في هذا الباب شيئاً، كما سيرد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" 1/203 من طريق عارم، بهذا الإسناد، لكن لم يسق متنه. وأورده ابن كثير في "تفسيره" (تفسير سورة الأحقاف) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: وفيه غرابة شديدة. وأخرجه بنحوه الترمذي (2861) عن محمد بن بشار، حدثنا ابن أبي عدي، عن جعفر بن ميمون، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي عثمان -وهو النهدي- عن ابن مسعود. قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. قلنا: رجال إسناد الترمذي ثقات رجال الصحيح، غير جعفر بن ميمون ضعفه أحمد وابن معين والنسائي والعقيلي، وقال ابن معين في موضع آخر: صالح الحديث، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، ويكتب حديثه في الضعفاء. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/261، وقال: رواه الترمذي باختصار، ورواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير عمرو البكالي، وذكره العجلي في ثقات التابعين، وابن حبان وغيره في الصحابة. وأخرجه بنحوه مختصراً البيهقي في "دلائل النبوة" 2/231 من طريق روح بن صلاح، عن موسى بن على بن رباح، عن أبيه، عن ابن مسعود. وروح بن صلاح ضعفه ابن عدي، وقال: وفي بعض حديثه نكرة. وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (تفسير سورة الأحقاف) من طريق معمر،= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 335 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي، عن ابن مسعود، بنحوه. وعبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي، قال الدارقطني: مجهول، وقال أبو زرعة وأبو حاتم في "العلل" 1/45: ابن غيلان مجهول، ولا يصح في هذا الباب شيء. ونقله الحافظ في "لسان الميزان" 3/322. وأخرجه ابن ماجه في "التفسير" كما ذكر المزي في "تهذيب الكمال" 34/67، والنسائي في "المجتبى" 1/37-38 مختصراً، وابن جرير في "التفسير" 6/32، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/230، وأبو نعيم في "الدلائل" 2/473، والمزي في "التهذيب" 34/67، من طرق عن ابن شهاب، عن أبي عثمان بن سنة الخزاعي، عن ابن مسعود، نحوه. وأبو عثمان بن سنة: قال الذهبي في "الميزان": ما أعرف روى عنه غير الزهري. وأخرجه ابن جرير أيضاً من طريق معمر، عن قتادة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا مرسل. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/231 من طريق المستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء، عن ابن مسعود. نحوه مختصراً. وأبو الجوزاء -وهو أوس بن عبد الله القلعي- لم يسمع من ابن مسعود. كما قال ابن عدي في "الكامل" 1/402. قلنا: قد صح عند مسلم (450) (150) و (152) من حديث ابن مسعود أنه لم يكن مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن، وأنه قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووددت أني كنت معه. قال الحافظ في "الفتح" 6/173: وقول ابن مسعود في هذا الحديث أصح مما رواه الزهري، أخبرني أبو عثمان بن سنة الخزاعي ... (يعني في أنه كان معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) . قال البيهقي: يحتمل أن يكون قوله في الصحيح: ما صحبه منا أحد، أراد به في حال إقرائه القرآن، لكن قوله في الصحيح: إنهم فقدوه، يدل على أنهم لم يعلموا بخروجه، إلا أن يحمل على أن الذي فقده غير الذي خرج معه، فالله أعلم. وقال ابن كثير في "التفسير" بعد أن أورد الروايات التي تذكر أن ابن مسعود لم= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 336 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يكن مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن والروايات التي تذكر أنه كان معه: أما ابن مسعود فإنه لم يكن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حال مخاطبته للجن ودعائه إياهم، وإنما كان بعيداً منه، ولم يخرج مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد سواه، ومع هذا لم يشهد حال المخاطبة. هذه طريقة البيهقي، وقد يحتمل أن يكون أول مرة خرج إليهم لم يكن معه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن مسعود رضي الله عنه ولا غيره، كما هو ظاهر سياق الرواية الأولى، ثم بعد ذلك خرج معه ليلة أخرى. والله علم. وانظر (3782) و (4375) . قال السندي: قوله: خذفة: بخاء معجمة وذال كذلك، أي: قدر رمية بحصاة أو نواة. هنِين، بفتح: جمع هن، بفتح فتخفيف أو تشديد، يكنى به عن الرجل، جمع جمْع السلامة، أي: رجالاً، وفي بعض النسخ: هنيناً، بالتنوين. وفي "النهاية": هكذا في "مسند" أحمد مضبوطاً مقيدا، ولم أجده مشروحا في شيء من كتب الغريب. انتهى. قلت: كأنه نزل منزلة المفرد لكونه على أوزانه، ويمكن أن لا ينون، وتجعل الألف للإشباع. والله تعالى أعلم. كأنهم الزّطُّ: بضم فتشديد: جيل من الهند، معرب جت، والقياس يقتضي فتح معربه أيضاً. كذا في "القاموس". طوالاً، بكسر الطاء: جمع طويل. قليل لحمهم: جملة هي صفة أخرى. يركبون، أي: يزحمونه ويقربون منه. فيحيلون: ضبط بضم حرف المضارعة، من الإحالة. وفي الحديث: يحيل بعضهم على بعض، أي: يقبل عليه، ويميل إليه، فالمراد هاهنا: أنهم يقبلون علي، ويميلون إلى، ويدورون حولي. ويعترضون لي، أي: يتجنبون عني. فأرعبت: على بناء المفعول.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 337 3789 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَيُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي غَسِيلًا، وَرَأْسِي دَهِينًا، وَشِرَاكُ نَعْلِي جَدِيدًا، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ (1) ، حَتَّى ذَكَرَ عِلَاقَةَ سَوْطِهِ، أَفَمِنَ الْكِبْرِ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، ذَاكَ الْجَمَالُ، إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، وَلَكِنَّ (2) الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ، وَازْدَرَى النَّاسَ " (3)   = أن هنين، أي: رجالاً آخرين، يدل عليه إعادته نكرة، لأن النكرة المعادة غير الأولى. أغفى: من الإغفاء، أي: نام. مثله كمثل سيد، أي: مجموع القصة المتعلقة به كالقصة المتعلقة بهذا السيد، لا أنه بمنزلته. وهو الداعي، أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) في (ص) : شيئاً. (2) في (ق) : والكبر. (3) مرفوعة صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإرساله، يحيى بن جعدة لم يلق ابن مسعود، كما ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" ص 188، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي. وأخرجه الشاشي (889) و (890) ، والطبراني في "الكبير" (10533) ، والحاكم في "المستدرك" 1/26 من طرق عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد. قال= الحديث: 3789 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 338 * 3790 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،   = الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد! ولم يخرجاه، وقد احتجا بجميع رواته. واكتفى الذهبي بالقول: احتجا برواته. وقوله: "لا يدخل النار من ... " سيأتي بإسناد صحيح برقم (3913) . وقوله: "إن الله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر من سفِه الحق وازدرى الناس" هو عند مسلم (91) (147) بنحوه من طريق شعبة، عن أبان بن تغلب، عن فضيل الفقيمي، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد برقم (6583) . ونذكر هناك بقية أحاديث الباب. وقوله: "فقال رجل: هذا الرجل هو مالك بن مرارة الرهاوي"، كما تقدم في الحديث (3644) ، وكما ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 3/354. قال السندي: قوله: "لا يدخل النار"، أي: لا يخلد فيها. من كِبْر، بكسر الكاف وسكون الباء، ظاهره يوافق ظاهر قوله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض) الآية [القصص: 83] ، ولعل المراد: لا يدخل الجنة أولا، بمعنى أنه يستحق ذلك. وقيل: المراد بالكِبْر: الترفع عن قبول الحق الذي هو الإيمان، فيكون كفراً، فلذلك قوبل بالإيمان. أو المراد أن من يدخل الجنة يخرج من قلبه الكبر حينئذ، لقوله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل) [الحجر: 47] . ويحتمل أنه مبالغة في التبشير على الإيمان، والتشديد على الكبر. إن الله جميل: قيل: معناه أن أمره تعالى كله حسن جميل، فله الأسماء الحسنى وصفات الجمال والكمال. وقيل: جميل الأفعال، فيثيب بالجزيل على القليل. وقد ورد هذا الاسم في هذا الحديث وحديث آخر، لكنهما من أحاديث الآحاد، فمن يثبت التسمية بها يجوز إطلاقه عليه تعالى، وهو المختار، ومن لا، يمنعه، والله تعالى أعلم. الحديث: 3790 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 339 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ سَيَلِي أَمْرَكُمْ مِنْ بَعْدِي رِجَالٌ يُطْفِئُونَ السُّنَّةَ، وَيُحْدِثُونَ بِدْعَةً، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا "، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ بِي إِذَا أَدْرَكْتُهُمْ؟ قَالَ: " لَيْسَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ طَاعَةٌ لِمَنْ عَصَى اللهَ ". قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1) [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَد] : وسَمِعْتُ أَنَا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ مِثْلَهُ   (1) إسناده حسن عند من يصحح سماع عبد الرحمن من أبيه عبد الله، وهو ضعيف عند من يقول: إنه لم يسمع من أبيه إلا اليسير، فقد توفي أبوه وعمره ست سنوات. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عثمان بن خثيم فمن رجال مسلم، وغير القاسم بن عبد الرحمن فمن رجال البخاري. محمد بن الصباح: هو الدولابي، وإسماعيل بن زكريا: هو ابن مرة الخلقاني الأسدي. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/396، وفى "السنن" 3/127، من طريق محمد بن الصباح، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (2865) ، والطبراني في "الكبير" (10361) ، والبيهقى فى "السنن" 3/124، من طريقين عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (9497) ، والحاكم 4/519 من طريق الأعمش، عن أبي عمار، عن صِلة بن زفر، عن عبد الله بن مسعود، موقوفاً، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وانظر (4298) . قوله: "لمن عصى الله"، أي: فيما به يعصيه، لا مطلقاً. والله تعالى أعلم. قاله السندي. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 340 3791 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي (1) ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، وَحَمْزَةَ، ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَأْكُلُ اللَّحْمَ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ وَلَا يَمَسُّ مَاءً " (2)   (1) لفظ: "يعني" لم يرد في (س) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عم أبيه عبد الله بن مسعود، وأخوه حمزة ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/48 أنه سمع أخاه عبيد الله، فالظاهر أنه أصغر منه، وهذا يبعد أيضاً سماعه من ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فقد روى له أصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير المدني وعمرو بن أبي عمرو: هو مولى المطلب المدني أبو عثمان، مختلف فيه، وهو حسن الحديث. وسيرد تخريجه فيما بعده رقم (3792) . وله شاهد صحيح من حديث ابن عباس تقدم برقم (1988) و (1994) و (3463) . وآخر من حديث أبي رافع عند مسلم (357) . وثالث من حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (493) ، وابن خزيمة (42) ، وابن حبان (1151) . ورابع من حديث عمرو بن أمية الضمري عند البخاري (208) ، ومسلم (355) (93) . وخامس من حديث ميمونة عند البخاري (210) . وسادس من حديث جابر بنحوه عند البخاري (5457) . وسابع من حديث جابر أيضاً عند عبد الرزاق (639) و (640) ، وابن حبان (1132) و (1135) .= الحديث: 3791 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 341 3792 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَأْكُلُ اللَّحْمَ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَمَا يَمَسُّ قَطْرَةَ مَاءٍ " (1) (2) 3793 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَكَلَ لَحْمًا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً " (3)   = قوله: "ولا يمس ماء": كناية عن ترك الوضوء أو المراد ترك استعماله مطلقاً، كما هو ظاهر الرواية الآتية، فكأنه كان يترك المضمضة احياناً، لبيان الجواز. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) كلمة: "ماء" غير موجودة في (ظ14) . (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر سابقه، ولكن هذا عن عبيد الله بن عبد الله فقط. عبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي. وأخرجه أبو يعلى (5274) ، والشاشي (871) ، من طريقين عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/251، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله موثقون. قلنا: لم يذكر علة انقطاعه، وتقدم قبله برقم (3791) ، وذكرنا هناك شواهده. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر (3791) ، ولكن هذا عن حمزة بن عبد الله فقط. أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم.= الحديث: 3792 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 342 3794 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْطَلَقَ سَعْدٌ (1) مُعْتَمِرًا، فَنَزَلَ عَلَى صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ (2) ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ، فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ، نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: انْتَظِرْ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَغَفَلَ النَّاسُ، انْطَلَقْتَ فَطُفْتَ، فَبَيْنَمَا سَعْدٌ يَطُوفُ، إِذْ أَتَاهُ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ آمِنًا؟ قَالَ سَعْدٌ: أَنَا سَعْدٌ: فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: تَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ آمِنًا، وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحَمَّدًا فَتَلَاحَيَا، فَقَالَ أُمَيَّةُ لِسَعْدٍ: لَا تَرْفَعَنَّ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْوَادِي، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: وَاللهِ إِنْ (3) مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ، لَأَقْطَعَنَّ عَلَيْكَ (4) مَتْجَرَكَ إِلَى الشَّأْمِ، فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُولُ: لَا تَرْفَعَنَّ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الْحَكَمِ، وَجَعَلَ يُمْسِكُهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ، فَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، " فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ ". قَالَ: إِيَّايَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَاللهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا خَرَجُوا، رَجَعَ   = وسلف برقم (3791) و (3792) . (1) في هامش (س) و (ظ1) : هو ابن معاذ. (2) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : المعروف في البخاري وغيره أنه نزل على أمية بن خلف. وذكر نحوه في هامش (ظ14) ، وضبب فيها فوق صفوان بن أمية. وانظر ما يأتي. (3) في هامش النسخ: لئن، وهو الجادة. (4) تحرف في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: "إليك". الحديث: 3794 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 343 إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ (1) : أَمَا عَلِمْتِ مَا قَالَ لِي الْيَثْرِبِيُّ؟ فَأَخْبَرَهَا بِهِ، فَلَمَّا جَاءَ الصَّرِيخُ، وَخَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ: أَمَا تَذْكُرُ مَا قَالَ أَخُوكَ الْيَثْرِبِيُّ؟ فَأَرَادَ أَنْ لَا يَخْرُجَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الْوَادِي، فَسِرْ مَعَنَا يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، فَسَارَ مَعَهُمْ، فَقَتَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (2)   (1) في (ظ14) : قال. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وسماعه من جده أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله- في غاية الإتقان للزومه إياه، وعمرو بن ميمون: هو الأودي. وأخرجه البخاري (3632) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/25 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3950) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/26 من طريق يوسف بن إسحاق، عن جده أبي إسحاق السبيعي، به. قال الحافظ في "الفتح" 7/283: وقع في علامات النبوة (يعني في حديث البخاري 3632) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق: "أمية بن خلف بن صفوان" كذا للمروزي، وكذا أخرجه أحمد (في الرواية الآتية برقم 3795) ، والبيهقي (3/25) من طريق إسرائيل، والصواب ما عند الباقين: أمية بن خلف أبي صفوان. وعند الإسماعيلي: أبي صفوان أمية بن خلف، وهي كنية أمية، كني بابنه صفوان بن أمية، وكذلك اتفق أصحاب أبي إسحاق، ثم أصحاب إسرائيل على أن المنزول عليه أمية بن خلف، وخالفهم أبو علي الحنفي، فقال: نزل على عتبة بن ربيعة، وساق القصة كلها، وقول الجماعة أولى.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 344 3795 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِرًا، فَنَزلَ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بْنِ صَفْوَانَ (1) ، وَكَانَ (2) أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ، وَمَرَّ (3) بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أُمِّ صَفْوَانَ، فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمِي (4) مَا قَالَ أَخِي الْيَثْرِبِيُّ؟   = قلنا: وقد وقع في هذه الرواية (3794) : فنزل على صفوان بن أمية بن خلف، فالصواب: على أبي صفوان أمية بن خلف، كما قال الحافظ آنفاً، والظاهر أن هذا الوهم قديم في نسخ المسند، وقد قال السندي تعليقاً على قوله: على صفوان: بل على أمية، كما في البخاري، وكأنه اعتبر النزول على الأب نزولاً على الابن لاتحاد منزلهما. وقال السندي في قوله: إنه قاتلك: ظاهر السوق أن الضمير لأبي جهل، والمعنى أنه حاملك على القتل، وعليه حمله الكرماني، وقيل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أوفق بالواقع، لكنه لا يناسب السوق، فليتأمل. قلنا: لكن لفظ الرواية التالية تصرح بأن الضمير للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال ابن كثير في "تاريخه" 3/258-259 بعد إن ساق الحديث: تفرد به البخاري، وقد رواه الإمام أحمد عن خلف وأبي سعيد، كلاهما عن إسرائيل. قلنا: رواية خلف هي التالية برقم (3795) . (1) في (ظ14) : صوابه: أبو صفوان. قلنا: انظر التعليق المذكور في تخريج الرواية السالفة. (2) في (ظ14) : فكان. (3) في (ظ14) : فمر. (4) في (ص) و (ق) : تعلمين، وهو الجادة. وانظر التعليق الآتي. الحديث: 3795 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 345 قَالَتْ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّهُ " سَمِعَ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلِي ". قَالَتْ: فَوَاللهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ، فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، وَسَاقَهُ (1) 3796 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّي، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَامَ، وَضَعَ يَمِينَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، وَقَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ، يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ " (2) 3797 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَدْعُو، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو، فَقَالَ: " سَلْ تُعْطَهْ "، وَهُوَ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَعْلَى   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد -وهو أبو الوليد العتكي الجوهري- فلم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة، وهو ثقة. وهو مكرر سابقه (3794) . قال السندي: قوله: أما تعلمي: من حذف النون للتخفيف، وفي البخاري: ألم تري. فيحتمل أن يكون وضع "ما" موضع "لم" من تصرفات الرواة، أو أعطي "ما" حكم مرادفه وهو "لم". (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وهو مكرر (3742) . الحديث: 3796 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 346 غُرَفِ الْجَنَّةِ، جَنَّةِ الْخُلْدِ (1) 3798 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ عَلَى صُورَتِي " (2) 3799 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله. وسيأتي بإسناد حسن برقم (4255) و (4340) . وسلف برقم (3662) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، سفيان: هو الثوري، وأبو حصين -بفتح الحاء-: هو عثمان بن عاصم بن حصين -بضم الحاء- الأسدي، وأبو صالح: هو ذكوان بن عبد الله السمان. وسيرد في "مسند أبي هريرة" 2/463، ويرد تخريجه هناك، وليس فيه لفظ: "في اليقظة". وسيرد من حديث أبي هريرة أيضا 5/306 ضمن مسند أبي قتادة بلفظ: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو فكأنما رآني في اليقظة، لا يتمثل الشيطان بي". قوله: "فقد رآني في اليقظة"، أي: فكأنه رآني في اليقظة في صحة الرؤية. قاله السندي. وانظر تفسير الحديث في "فتح الباري" 12/383-389. الحديث: 3798 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 347 الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1) 3800 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلَاةً مِنَ النَّبِيِّينَ (2) وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ أَبِي وَخَلِيلُ رَبِّي إِبْرَاهِيمُ ". قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: 68] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم: رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه ابن ماجه (3900) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3559) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) قوله: "من النبيين" من (ظ14) ، وهو وارد في مصادر التخريج. (3) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو الضحى -وهو مسلم بن صبيح- لم يدرك ابن مسعود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، ووالده هو سعيد بن مسروق. وأخرجه الترمذي (2995) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" 2/ (731) ، والواحدي في "أسباب النزول" ص 103-104، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2995) أيضاً، والطبري في "التفسير" (7217) ، من طريقين، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان، به. قال الترمذي: هذا أصح من حديث أبي الضحى، عن مسروق. قلنا: يعني بزيادة مسروق في الإسناد. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/553 من طريق أحمد بن محمد بن عيسى القاضي أبي العباس ابن الأزهر، عن أبي نعيم، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، أظنه عن مسروق، عن عبد الله. هكذا على الشك في زيادة مسروق. وقد سقط من الإسناد لفظ: عن سفيان.= الحديث: 3800 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 348 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وبزيادة مسروق من غير شك أخرجه الترمذي (2995) ، والطبري في "التفسير" (7216) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" 2/ (731) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/444، والشاشي (406) ، من طريق أبي أحمد الزبيري، والحاكم 2/553 من طريق محمد بن عمر الواقدي، و2/292 من طريق محمد بن عبيد الطنافِسي، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله. قال الحاكم 2/553: حديث أبي نعيم إذا جمع بينه وبين حديث الواقدي صح، فإنه لا بد من مسروق. قلنا: قد ذكر ابن أبي حاتم في "العلل" 2/63 أن أباه وأبا زرعة قالا في زيادة مسروق في إسناد هذا الحديث: هذا خطأ، رواه المتقنون من أصحاب الثوري، عن الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلا مسروق. وكذا رجح الترمذي الإسناد المنقطع كما مر. فقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير" الطبري في تخريج الحديث (7217) : وقد رجح الترمذي الرواية المنقطعة وهي ترجيح بلا مرجح، والوصل زيادة تقبل من الثقة دون شك. وقال أيضاً بعد أن ذكر من رواه موصولاً، ومنهم سعيد بن منصور، عن أبي الأحوص، عن سعيد بن مسروق والد سفيان، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن مسعود، فيما نقله ابن كثير في "التفسير" 2/161-162: فهذا يرجح رواية من رواه عن سفيان موصولاً على رواية من رواه عنه منقطعاً، فإذا اختلفت الرواية على سفيان بين الوصل والانقطاع، فلم تختلف على أبي الأحوص، بل الظاهر عندي أن هذا ليس اختلافاً على سفيان، وأن سفيان هو الذي كان يصله مرة ويقطعه أخرى، ومثل هذا في الأسانيد كثير. قلنا: الذين رووه عن سفيان منقطعاً هم وكيع، وأبو نعيم، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، كما في الرواية الآتية (4088) ، أما الذي رووه عنه موصولاً، فمنهم أبو أحمد الزبيري، وهو وإن كان ثقة، إلا أنه قد يخطىء في حديث سفيان الثوري، كما ذكر الحافظ في "التقريب"، منهم محمد بن عمر الواقدي، وهو متفق= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 3801 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ حَمْرَاءَ. - قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مِنْ أَدَمٍ - فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ مَفْتُوحٌ عَلَيْكُمْ، مَنْصُورُونَ، وَمُصِيبُونَ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ، فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيَنْهَ (2) عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَثَلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ، كَمَثَلِ بَعِيرٍ رُدِّيَ فِي بِئْرٍ، فَهُوَ يَنْزِعُ مِنْهَا بِذَنَبِهِ " (3)   = على ضعفه، فظهر أن الذين رووه منقطعاً أثبت في سفيان من غيرهم وأكثر، ولذا رجح أبو زرعة وأبو حاتم والترمذي الرواية المنقطعة. (1) في (ظ14) : عن عبد الرحمن بن عبد الله. (2) في (ص) : ولينتهي. وفي هامشها كما هاهنا. (3) إسناده حسن عند من يصحح سماع عبد الرحمن من أبيه عبد الله مطلقاً، وضعيف عند من يقول: لم يسمع منه إلا اليسير، فقد كان عمره عند وفاة أبيه ست سنوات، وبقية رجاله ثقات غير سماك -وهو ابن حرب- فمختلف فيه، وحديثه حسن، إلا في روايته عن عكرمة، ومؤمل -وهو ابن إسماعيل وإن كان سيء الحفظ- متابع، عبد الملك بن عمرو: هو العقدي أبو عامر، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو يعلى (5304) من طريق أبي عامر العقدي، عن سفيان، بهذا الإسناد. وسلف بأخصر منه برقم (3694) ، وذكرنا هناك أطرافه وما يشهد لبعضه، ومختصراً أيضاً برقم (3726) . الحديث: 3801 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 350 3802 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِيِهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ". قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَإِيَّايَ، لَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " (1) 3803 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ حم الثَّلَاثِينَ - يَعْنِي الْأَحْقَافَ - فَقَرَأَ حَرْفًا، وَقَرَأَ رَجُلٌ آخَرُ حَرْفًا، لَمْ يَقْرَأْهُ صَاحِبُهُ، وَقَرَأْتُ أَحْرُفًا، فَلَمْ يَقْرَأْهَا صَاحِبَيَّ، فَانْطَلَقْنَا (2) إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: " لَا تَخْتَلِفُوا، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ ". ثُمَّ قَالَ: " انْظُرُوا أَقْرَأَكُمْ رَجُلًا، فَخُذُوا بِقِرَاءَتِهِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجعد والد سالم -واسمه رافع- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه مسلم (2814) (69) ، وابن خزيمة (658) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/100، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3648) . (2) في (ق) : قال: فانطلقنا. (3) إسناده حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-، وبقية رجاله ثقات= الحديث: 3802 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 351 3804 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، قَالَ: أَصَبْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فِي بَعْضِ الْمَغَازِي، فَلَبِسْتُهُ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ، فَأَخَذَهُ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ لَحْيَيْهِ، فَمَضَغَهُ، وَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَخَتَّمَ بِخَاتَمِ الذَّهَبِ - أَوْ قَالَ - بِحَلَقَةِ الذَّهَبِ " (1) 3805 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ " سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّجْمِ "، فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا سَجَدَ، إِلَّا شَيْخٌ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ قُتِلَ كَافِرًا (2)   = رجال الشيِخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وهمام: هو ابن يحيي العوْذي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي: وسلف برقم (3724) . قال السندي: قوله: فلم يقرأها صاحبي: بالإفراد، على معنى من صحبني، فشمل الاثنين. والله تعالى أعلم. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. وهو مكرر (3715) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد بن قيس النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/7، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/353، من= الحديث: 3804 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 352 3806 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَكْثَرْنَا الْحَدِيثَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ غَدَوْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ بِأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ، وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ النَّفَرُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ مُوسَى، مَعَهُ (1) كَبْكَبَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْجَبُونِي، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ لِي: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، مَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ ". قَالَ: " قُلْتُ: فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ فَقِيلَ لِيَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الظِّرَابُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، ثُمَّ قِيلَ لِيَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقِيلَ لِي: أَرَضِيتَ؟ فَقُلْتُ: رَضِيتُ يَا رَبِّ، رَضِيتُ يَا رَبِّ ". قَالَ: فَقِيلَ لِي: إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ "، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِدًا لَكُمْ (2) أَبِي   = طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (283) ، والبخاري (1070) و (3853) و (3972) ، وأبو داود (1406) ، والنسائي في "المجتبى" 2/160 وفي "الكبرى" (1031) ، والدارمي 1/342، وأبو عوانة 2/207، وابن حبان (2764) ، والبيهقي في "السنن" 2/314، من طرق عن شعبة، به. وسلف برقم (3682) . (1) في (ق) : ومعه، وفي هامش (س) : مع. (2) في (ق) : فداكم. الحديث: 3806 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 353 وَأُمِّي، إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ الْأَلْفِ، فَافْعَلُوا، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ، فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ، فَإِنْ قَصَّرْتُمْ، فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الْأُفُقِ، فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ ثَمَّ نَاسًا يَتَهَاوَشُونَ ". فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ لِي، يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ السَّبْعِينَ، فَدَعَا لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ (1) ، يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " قَدْ سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ". قَالَ: ثُمَّ تَحَدَّثْنَا، فَقُلْنَا: مَنْ تَرَوْنَ هَؤُلَاءِ السَّبْعُونَ (2) الْأَلْفُ؟ قَوْمٌ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا حَتَّى مَاتُوا؟ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " (3)   (1) في (ق) : ادع الله لي. (2) في هامش (س) و (ظ1) : السبعين. (3) حديث صحيح، الحسن -وهو البصري- وإن لم يسمع من عمران بن حصين، قد تابعه العلاء بن زياد في الرواية الآتية برقم (3989) و (4000) ، وهو ثقة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19519) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (9766) . وأخرجه أبو يعلى (5339) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحْوي، عن قتادة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/406، وقال: رواه أحمد بأسانيد، والبزار أتم منه، والطبراني وأبو يعلى باختصار كثير، وأحد أسانيد أحمد والبزار، رجاله رجال= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 354 3807 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ،   = الصحيح. وأورده ابن كثير في "تفسيره" 1/392، وقال: وهذا إسناد صحيح من هذا الوجه! تفرد به أحمد، ولم يخرجوه. وسيرد مطولاً ومختصراً بالأرقام (3819) و (3964) و (3987) و (3988) و (3989) و (4000) و (4339) . وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (5705) و (6541) ، ومسلم (220) ، سلف برقم (2448) . وآخر مختصر من حديث أبي هريرة عند مسلم (218) ، سيرد 2/302. وثالث مختصر أيضاً من حديث عمران بن حصين عند مسلم (218) (372) ، سيرد 4/436. ورابع من حديث جابر بن عبد الله عند البزار (3541) "زوائد"، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/406، وقال: رواه البزار، وفيه شيخه عمر بن إسماعيل بن مجالد، وهو مجمع على ضعفه. وخامس من حديث أبي سعيد عند البزار (35) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/407، وقال: رواه البزار، وفيه عطية، وهو ضعيف، وقد وثق، ومحمود بن أبي بكر لم أعرفه. وسادس مختصر جداً من حديث ثوبان، سيرد 5/281، ولفظه: "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفاً". قوله: "معه كبكبة": بضم الكافين وفتحهما: الجماعة المتضامة. فإذا الظراب: بكسر معجمة آخره موحدة، هي الجبال الصغار المنبسطة على الأرض. يتهاوشون: في "النهاية": هكذا في "مسند أحمد" بالواو من التهاوش، وهو الاختلاط، ورواه بعضهم يتهارشون بالراء، وفسره بالتقاتل. الحديث: 3807 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 355 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً، فَأُتِيَ بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ يَدَهُ، وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَتَفَجَّرُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [ثُمَّ قَالَ] (1) : " حَيَّ عَلَى الْوُضُوءِ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ " (2)   (1) زيادة [ثم قال] لم ترد في النسخ الخطية التي عندنا، وأثبتناها من النسخة الكتانية التي أشار إليها الشيخ أحمد شاكر، وقد قال السندي: قوله: حي على الوضوء: هكذا في نسخ المسند، وفي النسائي: يقول: حى .... قيل: فلعله ساقط من النسخة، أو أنه مقدر قلت، وتقدير القول سائغ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام، وسفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/60 وفي "الكبرى" (80) و (81) ، وابن حبان (6540) ، والبيهقي في "الدلائل" 4/129-130 من طريق عبد الرزاق -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وفيه حديث الأعمش عن سالم بن أبي الجعد. وأخرجه الإسماعيلي في "المعجم" (164) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/520، من طريقين عن الأعمش، به. وسيرد برقم (4393) ، وتقدم مختصراً برقم (3762) . وفي الباب عن أنس عند البخاري (3573) و (3574) ، سيرد 3/132. وعن جابر عند البخاري (3576) ، سيرد 3/365. وعن البراء عند البخاري (3577) و (4150) . وعن ابن عباس عند أبي نعيم في "الدلائل" فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 6/591، وذكر أنه جاء في آخر حديثه: فجعل ابن مسعود يشرب ويكثر، ثم قال الحافظ: وهذا يشعر بأن ابن عباس حمله عن ابن مسعود، وأن القصة واحدة. قوله: "من توْر" التوْر: بفتح التاء المثناة وسكون الواو: هو إناء من صفْر أو حجارة كالإجانة. قاله ابن الأثير.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 356 قَالَ الْأَعْمَشُ: فَأَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: كَمْ كَانَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَ مِائَةٍ 3808 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ، وَإِذَا أَسَأْتُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ: قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ: قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ " (1)   = الوضوء، بالفتح: المراد به الماء، ويجوز ضم الواو، والمراد الفعل، أي: توضؤوا. والبركة من الله: قال الحافظ في "الفتح" 6/592: البركة مبتدأ، والخبر: من الله، وهو إشارة إلى أنَّ الإيجاد من الله، ووقع في حديث عمار بن رزيق، عن إبراهيم في هذا الحديث: فجعلت أبادرهم إلى الماء أدخِله في جوفي لقوله: البركة من الله. وقال السندي: قال أبو البقاء: [والبركةِ] بالجر عطف على الوضوء، أي: عطف الوصف على الشيء، مثل: أعجبني زيدٌ وعلمه، قال: وصفه بالبركة لما فيه من الزيادة والكثرة من القليل، ولا معنى للرفع هنا. قلت: لا بعد في الإخبار بأن البركة من الله تعالى في مثل هذا المقام دفعاً لإبهام قدرة الغير عليه، واعترافاً بالمنة، وإظهاراً للنعمة لقصد الشكر، فلا وجه لمنع الرفع، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة.= الحديث: 3808 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 357 3809 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ " قَالَ: وَقَالَ: " مَا ظَهَرَ فِي قَوْمٍ الرِّبَا وَالزِّنَا، إِلَّا أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ عِقَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   = وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (19749) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (4223) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 42، والشاشي (483) ، وابن حبان (525) و (526) ، والطبراني في "الكبير" (10433) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/43، والبيهقي في "السنن" 10/125، والبغوي في "شرح السنة" (3490) . قال أبو نعيم: غريب من حديث منصور، لم نسمعه إلا من هذا الوجه. وقد أورده أبو عوانة في "مسنده" 4/50-51 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد، ثم قال: في هذا الحديث نظر في صحته وتوهينه! وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 42 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود. ولم نجده في "مصنف عبد الرزاق" من هذا الطريق. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/271، وليس من شرطه، واقتصر على نسبته إلى الطبراني، وقال: ورجاله رجال الصحيح. ثم لم ينسبه لأحمد. وفي الباب عن كلثوم الخزاعي مرسلا عند ابن ماجه (4222) ، والبيهقي في "السنن" 10/125. قال السندي: قوله: كيف لي أن أعلم ... : كأنه سأل عن معرفة الإحسان إلى الخلق أو مع الخالق، والجواب مبني على ما جاء: "أنتم شهداء الله ... ". والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك -وهو ابن= الحديث: 3809 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 358 3810 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ،   = عبد الله النخعي ضعيف لسوء حفظه، لكن حديثه حسن في الشواهد والمتابعات، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سماكاً -وهو ابن حرب- لا يرقى حديثه إلى درجة الصحيح، حجاج: هو ابن محمد الأعور المصيصي. وأخرجه بقسميه أبو يعلى (4981) من طريق بشر بن الوليد الكندي، عن شريك، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/118، واقتصر على نسبته إلى أبي يعلى، وقال: وإسناده جيد! ولم ينسبه إلى أحمد. واقتصر على نسبته إلى أبي يعلى أيضاً المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/8 و278، وجود إسناده! والقسم الأول منه، وهو قوله: لعن الله آكل الربا ... صحيح لغيره، وقد تقدم مع ذكر شواهده برقم (3725) . والقسم الثاني منه، وهو قوله: ما ظهر في قوم الزنى والربا ... له شاهد من حديث ابن عباس عند الحاكم في "المستدرك" 2/37، وصححه، ووافقه الذهبي، مع أنه من رواية سماك بن حرب، عن عكرمة، وهي مضطربة، لكن أخرجه الطبراني في "الكبير" 1/ (460) من طريق سماك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/118، وقال: وفيه هاشم بن مرزوق، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: قد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/104، وقال: سألت أبي عنه، فقال: ثقة. وآخر بنحوه من حديث ميمونة دون ذكر الربا، سيرد 6/333. وثالث من حديث عمرو بن العاص دون ذكر الزنى، سيرد 4/205. الحديث: 3810 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 359 عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ لَقِيَ الْجِنَّ، فَقَالَ: " أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: " مَا هَذَا فِي الْإِدَاوَةِ؟ " قُلْتُ: نَبِيذٌ. قَالَ: " أَرِنِيهَا، تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ " فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ثُمَّ صَلَّى بِنَا (1) 3811 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:   (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى عمرو بن حريث، قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال الترمذي: مجهول عند أهل الحديث لا يعرف له رواية غير هذا الحديث، وقال ابن عبد البر: اتفقوا على أن أبا زيد مجهول وحديثه منكر. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو فزارة: هو راشد بن كيسان العبسي. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2746، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (587) ، من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (693) ، والشاشي (828) ، والطبراني في "الكبير" (9963) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2746، من طريقين عن إسرائيل، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/25-26، وأبو داود (84) ، والترمذي (88) ، وابن ماجه (384) ، وأبو يعلى (5046) و (5301) ، والشاشي (822) ، وابن حبان في "المجروحين" 3/158، وابن عدي في "الكامل" 4/1330 و7/2747، والطبراني في "الكبير" (9967) ، والبيهقي في "السنن" 1/9، من طرق عن أبي فزارة، به. قال الترمذي: إنما روي هذا الحديث عن أبي زيد، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث لا يعرف له رواية غير هذا الحديث. وسلف برقم (3782) ، وذكرنا هناك شرحه. الحديث: 3811 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 360 قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، جَعَلَهُ اللهُ فِي النَّارِ "، وقَالَ: وَأُخْرَى أَقُولُهَا، لَمْ أَسْمَعْهَا مِنْهُ: مَنْ مَاتَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَ الْمَقْتَلُ (1)   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في "المقدمة"، وهو ثقة، إلا أنه لما كبِر ساء حفظه، وكتابه صحيح. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه أبو يعلى (5090) عن أبي هشام الرفاعي، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10416) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، به، دون قول ابن مسعود: من مات لا يجعل لله نداً أدخله الله الجنة، ويرفع: "الصلوات كفارات .... ". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10410) ، وفي "الأوسط" (2232) ، من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي أيوب الإفريقي، عن عاصم، به. قال الطبراني: لم يروه عن أبي أيوب الإفريقي إلا ابن أبي زائدة. وقوله: "إن هذه الصلوات كفارات ... ". أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (147) ، والطبراني في "الكبير" (8740) و (8741) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/46، من طريقين، عن الأعمش، عن أبي وائل، به. وأخرجه الطبراني (10416) عن أبي عمر الضرير، عن أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد مرفوعاً. وأخرجه مرفوعاً أيضاً البزار (346) من طريق صالح بن موسى، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله. وقال: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ مرفوعاً إلا عن ابن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 361 3812 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي سَأُنَازَعُ رِجَالًا، فَأُغْلَبُ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1)   = مسعود، ولا حدث به عن الأعمش إلا صالح بن موسي، وهو لين الحديث، وقد رواه غير واحد عن الأعمش موقوفاً على عبد الله. قلنا: صالح بن موسى: هو ابن إسحاق بن طلحة التيمي، متروك، قال فيه البخاري: منكر الحديث. ويشهد له حديث أبي هريرة عند مسلم (233) بلفظ: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"، وسيرد 2/359. وله شاهد آخر من حديث عثمان بن عفان عند مسلم (231) (10) و (11) ، وقد سلف برقم (406) . والحديث سيأتي برقم (4043) . وسلف دون قول ابن مسعود الأخير برقم (3552) . قوله: "ما اجتنب المقتل"، أي: القتل، يحتمل أنه كناية عن الكبائر، أو بيان أن هذا حكم بعض الكبائر. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (763) من طريق إسرائيل، والشاشي (658) من طريق أبي بكر بن عياش، والخطيب في "تاريخه" 4/235 من طريق= الحديث: 3812 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 362 3813 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَبْدِ السَّلَام، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَصُومُ فِي السَّفَرِ، وَيُفْطِرُ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، لَا يَدَعُهُمَا - يَقُولُ: - لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا " يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ (1)   = حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود، به. وعلقه البخاري في "صحيحه" عقب الحديث (6576) ، فقال: وتابعه (يعني الأعمش) عاصم، عن أبي وائل. قال الدارقطني في "العلل" 5/96: الصحيح حديث الأعمش والمغيرة. قلنا: حديث الأعمش سلف برقم (3639) ، وحديث المغيرة سيأتي برقم (4180) . (1) إسناده ضعيف جداً. عبد السلام هذا قال ابن عدي في "الكامل" 5/1969: يقال: إنه ابن أبي الجنوب، وجزم بذلك الحافظ في "التعجيل" ص 259، وهو ضعيف جدا، قال ابن المديني: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف، وقال أبو حاتم: شيخ متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن أبي سليمان- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له مسلم متابعة. روح: هو ابن عبادة القيسي، وسماعه من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه البزار (992) "زوائد"، وأبو يعلى (5309) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/416 و2/69، من طريق روح بن عبادة، بهذا الإِسناد. قال البزار: لا نعلمه عن عبد الله إلا بهذا الإِسناد، ولا رواه عن عبد السلام إلا ابن أبي عروبة.= الحديث: 3813 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 363 3814 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا، يُحَدِّثُ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1) 3815 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   = وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/159، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح! وسيكرر برقم (3867) . وقوله: "كان يصوم في السفر ويفطر": له شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (2057) بإسناد صحيح. وآخر من حديث ابن عمرو، سيرد برقم (6679) بإسناد حسن. قال السندي: قوله: كان يصوم في السفر ويفطر، ويصلي ركعتين لا يدعهما: يريد أن رخصة إفطار الصوم وقصر الصلاة ليستا سِييْن. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم الأزدي، وزر: هو ابن حبيش. وأخرجه الطيالسي (362) ، والترمذي (2659) ، وأبو يعلى (5251) و (5307) ، والشاشي (645) و (646) و (647) ، والقضاعي (547) ، والخطيب في "تاريخه" 4/263 من طرق عن عاصم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (3847) و (4338) . وسلف مطولاً برقم (3694) . الحديث: 3814 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 364 عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1)   (1) صحيح، وهذا إسناد صحيح عند من من يصحح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود من أبيه مطلقاً، وضعيف عند من يقول: إنه لم يسمع منه إلا اليسير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير والد وهب: هو ابن حازم. وأخرجه أبو يعلى (5326) من طريق وهب بن جرير -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (297) من طريق أبي سلمة التبوذكي، عن جرير، به. وقد أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/127، والبزار (1519) و (1520) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (10301) ، من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، به. زاد النسائي والبزار: "ولا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه ولا بجريرة أخيه". قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وقد روي نحوه من وجه آخر، وروي بألفاظ من وجوه مختلفة. قلنا: وقد اختلف فيه على الأعمش، فأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/126-127 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن عمر. قال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسل. ثم أخرجه النسائي 7/127 مرسلا من طريق أبي معاوية ويعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الدارقطني في "العلل" 5/242: وهو الصحيح. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/295، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح. وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (7079) ، سلف برقم (2036) . وآخر من حديث ابن عمر عند البخاري (7077) ، ومسلم (66) (119) ، سيرد= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 365 3816 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ " (1)   = 2/85 و87 و104. وثالث من حديث جرير بن عبد الله البجلي عند البخاري (7080) ، ومسلم (65) (118) ، سيرد 4/358. ورابع من حديث أبي بكرة عند البخاري (7078) ، سيرد 5/37 و44 و45 و49. وخامس من حديث الصنابحي الأحمسي، سيرد 4/76. وسادس من حديث عم أبي حرة الرقاشي، سيرد 4/351. قال السندي: قوله: لا ترجعوا: أي: لا تصيروا، قالوا: رجع هاهنا مستعمل استعمال صار معنى وعملاً، قال ابن مالك: وهو مما خفي على أكثر النحويين. يضرب: بالرفع، على أنه بيان للكفر، أي: لا تكونوا كفاراً معاملة وفعلا، وأما الكفر اعتقادا فما كان يخاف عليهم ذلك. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم، وزهير -وهو ابن معاوية- وإن سمع من أبي إسحاق -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد الاختلاط، إلا أن روايته هذه مما انتقاه الإمام مسلم من حديثه، وهو إلى ذلك متابع. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/191، ومسلم (652) (254) ، وابن خزيمة (1853) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/168، والحاكم 1/292، والبيهقي في "السنن" 3/56 و172، من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، وسيأتي برقم (4007) . الحديث: 3816 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 366 قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا أَبُو (1) إِسْحَاقُ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي الْأَحْوَصِ 3817 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامًا، يُرْفَعُ فِيهِنَّ الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهِنَّ الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهِنَّ الْهَرْجُ " قَالَ: وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ (2) 3818 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ " وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا: كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ، فَيَجِيءُ بِالْعُودِ، وَالرَّجُلُ   (1) لفظ: "أبو" سقط من (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) و (م) ، وورد على الصواب في (ظ14) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والأشجعي: هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، وسفيان: "هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه مسلم (2672) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/112 من طريق أبي نعيم، عن سفيان، الثوري، به. وقال: صحيح، ثابت من حديث الأعمش، رواه غير واحد. وقد سلف برقم (3695) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 3817 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 367 يَجِيءُ بِالْعُودِ (1) ، حَتَّى جَمَعُوا (2) سَوَادًا، فَأَجَّجُوا نَارًا، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا (3)   (1) في هامش (س) : بالعويد (نسخة) . (2) في (ظ14) : وأججوا. (3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبد ربه -وهو ابن أبي يزيد، ويقال: ابن يزيد- لم يرو عنه سوى قتادة، ولم يوثقه أحد، وقال ابن المديني: مجهول، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/77: قال علي: عرفه ابن عيينة، قال: كان يبيع الثياب، وقال الحافظ في "التقريب": مستور. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمران -وهو ابن داور العمي- فمختلف فيه، وهو حسن الحديث، وقال فيه ابن شاهين: من أخص الناس بقتادة. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي، وأبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي الشامي. وهو عند الطيالسي في "مسنده" (400) ، ومن طريقه أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (319) ، والبيهقي في "الشعب" (285) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10500) وفي "الأوسط" (2550) ، من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران القطان، به. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/311-312، وقال: رواه أحمد والطبراني والبيهقي، كلهم من رواية عمران القطان، وبقية رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح. وقال نحوه الهيثمي في "المجمع" 10/189 مع أن في إسناده عبد ربه، وليس من رجال الصحيح كما مر، بل هو مجهول. وأخرجه بنحوه الحميدي (98) عن سفيان بن عيينة، وأبو يعلى (5122) من طريق محمد بن دينار، كلاهما عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، به، مرفوعاً أيضاً. قال الهيثمي في "المجمع" 10/189: رواه أبو يعلى، وفيه إبراهيم بن مسلم= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 368 3819 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ،   = الهجري، وهو ضعيف. قلنا: قد ذكر الحافظ في "التهذيب" 1/165-166 أن سفيان بن عيينة قد أصلح كتاب إبراهيم الهجري، وميز في حديثه ما كان عن عبد الله، وما كان عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما كان عن عمر، وبنى عليه أن حديث ابن عيينة عنه صحيح. وأخرجه بنحوه موقوفاً عبد الرزاق في "المصنف" (20278) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8796) عن معمر، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، عن ابن مسعود. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وقد أورده الهيثمي في "المجمع" 10/190، وقال: رواه الطبراني موقوفاً بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح. وله شاهد قوي من حديث سهل بن سعد، سيرد 5/331، وحسن إسناده الحافظ في "الفتح" 11/329. وآخر مختصر من حديث عائشة، سيرد 6/70، وصححه ابن حبان (5568) . قال السندي: قوله: ومحقرات الذنوب: بفتح القاف المشددة، أي: صغائرها. يهلكنه: إما لأن اعتيادها يؤدي إلى ارتكاب الكبائر، من حام حول الحمى يوشِك أن يقع فيه، فيكون الهلاك بالكبائر التي تؤدي إليها الصغائر. وإما لأن تكفير الصغائرِ عند اجتناب الكبائر جائز لا واجب، كما ذكر كثير من أهل العلم، وإن كان ظاهر القرآن يقتضي خلافه، فبين الحديث أنهن إذا كثرن يخاف عدم المغفرة. وإما لأن اعتيادها يؤدي إلى قِلةِ المبالاة بها، أو هو يوجب الهلاك. وإما لأن الإصرار على الصغيرة كبيرة، وهو محمل الحديث. والأقرب أن الحديث يدل على أن الإصرار على نوع الصغيرة أيضاً كبيرة، وإن لم يصر على صغيرة واحدة بعينها، وهذا هو ظاهر المثل المذكور. صنيع القوم: فسر في "النهاية" الصنيع بالطعام. الحديث: 3819 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 369 عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ الْأُمَمَ بِالْمَوْسِمِ، فَرَاثَتْ عَلَيْهِ أُمَّتُهُ، قَالَ: " فَأُرِيتُ أُمَّتِي، فَأَعْجَبَنِي كَثْرَتُهُمْ، قَدْ مَلَئُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ، فَقِيلَ لِي: إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعونَ (1) أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ". فَقَالَ عُكَّاشَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَامَ - يَعْنِي آخَرُ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مَنَهُمْ (2) . قَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (3)   (1) كذا في النسخ و (م) ، قال السندي: الظاهر سبعين، وكأنه على حذف ضمير الشأن، والظاهر أن مثل هذا من تغيير الرواة، فقد سبق قريباً سبعين، كما هو الظاهر. والله تعالى أعلم. (2) في (ظ14) و (ظ1) : معهم، وهي على هامش (س) نسخة. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حبيش. وأخرجه الطيالسي (352) ، والبزار (3539) "زوائد"، من طريق الحجاج بن مِنهال، وابن حبان (6084) من طريق هدْبة بن خالد القيسي، ثلاثتهم عن حماد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/304-305، وقال: رواه أحمد مطولاً ومختصراً، ورواه أبو يعلى، ورجالهما في المطول رجال الصحيح. وأورده ابن كثير في "التفسير" 1/393 من طريق الإمام أحمد، عن أحمد بن منيع، عن عبد الملك بن عبد العزيز، عن حماد، به، وقال: رواه الحافظ الضياء المقدسي، وقال: هذا عندي على شرط مسلم.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 370 3820 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَرَكَ (1) مِنْ أُمَّتِكَ؟ (2) فَقَالَ: " إِنَّهُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ بُلْقٌ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ " (3)   = قلنا: عاصم بن أبي النجود لم يحتج به مسلم، وإنما روى له متابعة. وسلف مطولاً برقم (3806) . (1) في (س) و (ظ14) : من لم تر. وفي (ق) : من لم ترى. (2) قوله: "من أمتك" لم يرد في (ق) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وحماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حبيش. وأخرجه أبو داود الطيالسي (361) ، وابن ماجه (284) ، وأبو يعلى (5048) ، وابن حبان (1047) و (7242) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيرد برقم (4317) و (4329) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (136) ، ومسلم (246) و (247) ، سيرد 2/300. وآخر من حديث حذيفة عند مسلم (248) . وثالث من حديث عبد الله بن بسر، سيرد 4/189. ورابع من حديث أبي الدرداء، سيرد 5/199. وخامس من حديث أبي أمامة، سيرد 5/261-262. وسادس ضمن حديث الشفاعة المطول من حديث ابن عباس سلف (2692) . وسابع من حديث جابر عند البزار (254) "زوائد"، وأبي يعلى (2162) ، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/225، وقال: رواه البزار، وإسناده حسن. قال السندي: قوله: من لم يرك، أي: لم يلقك.= الحديث: 3820 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 371 3821 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْبَاقِي يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ؟ وَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَسْطَعَ الْفَجْرُ " (1) 3822 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ كَرِيمِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى بِنْتِ جَابِرٍ، أَنَّ زَوْجَهَا اسْتُشْهِدَ، فَأَتَتْ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ قَدِ اسْتُشْهِدَ زَوْجِي، وَقَدْ خَطَبَنِي الرِّجَالُ، فَأَبَيْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ حَتَّى أَلْقَاهُ، فَتَرْجُو لِي إِنِ اجْتَمَعْتُ أَنَا وَهُوَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَزْوَاجِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ (4) : مَا رَأَيْنَاكَ فعَلْتَ هَذَا مُذْ قَاعَدْنَاكَ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَسْرَعَ أُمَّتِي بِي لُحُوقًا فِي الْجَنَّةِ، امْرَأَةٌ مِنْ أَحْمَسَ " (3)   = بلق: ليس في نسخة -كما هو المشهور في هذا الحديث- وعلى تقدير وجوده، فالمراد أنهم بسبب الغرة والتحجيل صاروا كالبلْق في اختلاف اللون. والله تعالى أعلم. وقال ابن الأثير: الغر المحجلون، أي: بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام، استعار أثر الوضوء في الوجه واليدين والرجلين للإنسان من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه. (1) هو مكرر (3673) سنداً ومتناً. (2) في (ق) و (ظ14) : فقال له رجل عنده. (3) إسناده ضعيف، كريم بن أبي حازم لم يرو عنه غير أبان بن عبد الله= الحديث: 3821 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 372 3823 - حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ أَبُو الْمُوَرِّعِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَوْسَجَةَ بْنِ الرَّمَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي، فَأَحْسِنْ خُلُقِي " (1)   = البجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/343، ولم يوثقه غيره، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 7/244، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/175، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وترجمه الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 353، ونقل فيه قول البخاري: ولا يصح حديثه، وهو وهم، فإن قول البخاري هذا هو إنما في راو آخر اسمه كريم غير منسوب وهو مذكور عنده قبل الثاني في الموضع المحال عليه، وسلمى بنت جابر، قال الحافظ في "التعجيل" ص 557: ذكرها بعضهم في الصحابة، ولها ذكر في ترجمة أختها زينب في "الإصابة" 4/322، والظاهر أنها تابعية. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري. وأخرجه أبو يعلى (5328) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/296، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وسلمى لم أجد من وثقها، وبقية رجال أحمد ثقات. قال السندي: قوله: إن اجتمعت أنا وهو: بكسر الهمزة على أنها شرطية، أي: حصل الاجتماع بيننا بموتنا جميعاً على الإيمان. اللهم ارزقنا ذلك. ما رأيناك فعلت هذا: كأنه راعاها مراعاة استعظمها بعض الحاضرين. قوله: "من أحمس"، أي: من قريش ومن معهم في التشدد في الدين، قلت: والظاهر أنها فاطمة أو أمها خديجة. والله تعالى أعلم. قلنا: لا وجه لما ذكره السندي، وإنما ذكر ابن مسعود هذا الحديث لسلْمى بنتِ جابر بشارةً لها، لأنها أحمسية -كما ورد في "الإصابة" في ترجمة أختها زينب- رجاء أن تكون هي المرادة بحديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) إسناده حسن، محاضر بن المورع: قال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو زرعة: صدوق، ووثقه ابن سعد وابن قانع ومسلمة بن القاسم، وذكره ابن حبان= الحديث: 3823 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 373 3824 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا جَهْلٍ وَقَدْ جُرِحَ، وَقُطِعَتْ رِجْلُهُ. قَالَ: فَجَعَلْتُ أَضْرِبُهُ بِسَيْفِي، فَلَا يَعْمَلُ فِيهِ شَيْئًا (1) - قِيلَ لِشَرِيكٍ: فِي الْحَدِيثِ: وَكَانَ يَذُبُّ بِسَيْفِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ -، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى أَخَذْتُ سَيْفَهُ، فَضَرَبْتُهُ بِهِ، حَتَّى قَتَلْتُهُ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: قَدْ قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ - وَرُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ: قَدْ قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ -،   = في "الثقات"، وقال أحمد بن حنبل: كان مغفلا جداً لم يكن من أصحاب الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح، فقد روى له النسائي في "عمل اليوم والليلة"، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: شبه مجهول لا يروي عنه غير عاصم، لا يحتج به، لكن يعتبر به. عاصم: هو ابن سليمان الأحول. وأخرجه الطيالسي (374) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 3، من طريق محاضر بن المورع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (374) ، وابن سعد في "الطبقات" 1/377، وأبو يعلى (5075) ، وابن حبان (959) ، والبيهقي في "الشعب" (8542) من طرق عن عاصم، به. قال البيهقي: لم يرفعه عثمان بن أبي شيبة (يعني في روايته عن جرير، عن عاصم) . وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/173، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وقال: فحسن خلقي. ورجالهما رجال الصحيح غير عوسجة بن الرماح، وهو ثقة. وله شاهد صحيح من حديث عائشة، سيرد 6/86 و155. وآخر ضعيف من حديث علي عند ابن السني (162) مقيد بالنظر في المرآة. (1) لفظ: "فيه شيئا" ليس في (س) و (ظ14) . الحديث: 3824 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 374 قَالَ: " أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: " آللَّهِ " مَرَّتَيْنِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ (1) . قَالَ: " فَاذْهَبْ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ ". فَذَهَبَ، فَأَتَاهُ، وَقَدْ غَيَّرَتِ الشَّمْسُ مِنْهُ شَيْئًا، فَأَمَرَ بِهِ وَبِأَصْحَابِهِ، فَسُحِبُوا حَتَّى أُلْقُوا فِي الْقَلِيبِ، قَالَ: وَأُتْبِعَ أَهْلُ الْقَلِيبِ لَعْنَةً. وَقَالَ: " كَانَ هَذَا فِرْعَوْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ " (2)   (1) قوله: "قال: الله مرتين؟ قلت: نعم" لم يرد في (ق) و (ظ1) . (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، ولضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8468) و (8469) ، والبيهقي في "السنن" 9/62 من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2709) ، وأبو يعلى (5263) ، والطبراني في "الكبير" (8470) و (8471) ، والبيهقي في "الدلائل" 3/87، 88 من طرق عن أبي إسحاق، به. وأخرجه الطيالسي (328) ، والطبراني في "الكبير" (8475) ، والبيهقي في "السنن" 9/92 من طريق الجراح بن مليح والد وكيع، والطبراني (8474) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والبزار (1775) "زوائد" من طريق أبي الأحوص، ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود. قال البيهقي: كذا قال: عن عمرو بن ميمون، والمحفوظ: عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه. وقال الدارقطني قطني في "العلل" 5/295: وأبو عبيدة أصح. وأخرجه البزار (1774) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (8476) من طريق أبي بكر الهذلي، عن أبي المليح، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن ابن مسعود. قال البزار: لا نعلم روى أبو المليح عن عبد الرحمن، عن أبيه إلا هذا.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 375 3825 - حَدَّثَنَا أَسْودُ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " هَذَا فِرْعَوْنُ أُمَّتِي " (1) 3826 - حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامِ بْنِ طَلْقٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ بَنِي أَسَدٍ، إِمَّا قَالَ: شَقِيقٌ، وَإِمَّا قَالَ: زِرٌّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَدْعُو لِهَذَا الْحَيِّ   = وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/78-79، وقال: رواه كله أحمد، والبزار باختصار، وهو من رواية أبي عبيدة، عن أبيه، ولم يسمع منه، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وقال أيضاً: رواه الطبراني والبزار، وفيه أبو بكر الهذلي، وهو ضعيف. وقد أخرج البخاري (3961) من حديث ابن مسعود أنه أتى أبا جهل وبه رمق يوم بدر، فقال أبو جهل: هلْ أعْمد مِن رجل قتلتموه. وأخرج أيضاً (3962) و (3963) من حديث أنس أنه انطلق ابن مسعود فوجد أبا جهل قد ضربه ابنا عفراء حتى برد. قال: أأنت أبو جهل؟ قال: وهل فوق رجل قتله قومه. أو قال: قتلتموه. وقد تقدمت قصة مقتل أبي جهل من حديث عبد الرحمن بن عوف برقم (1673) . وانظر الأحاديث الآتية بالأرقام (3825) و (3856) و (4008) و (4246) و (4247) . قوله: وكان يذب بسيفه: قال السندي: كأنه من ذباب السيف، بضم، أي: حده، بمعنى: يضربه بذبابه. آلله: بمد همزة وجر، على أنه قسم. (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه مختصراً. الحديث: 3825 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 376 مِنَ النَّخَعِ - أَوْ قَالَ - يُثْنِي عَلَيْهِمْ "، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي رَجُلٌ مِنْهُمْ (1) 3827 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَأْكُلُ اللَّحْمَ، ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَمَا يَمَسُّ قَطْرَةً مِنْ مَاءٍ " (2)   (1) إسناده حسن، زكريا بن عبد الله بن يزيد -وهو الصهباني- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/424، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/598، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وترجمه الحافظ في "التعجيل" ص 138، وذكر أن الأزدي ذكره في "الضعفاء"، وقال: منكر الحديث، والأزدي يضعف بلا حجة أحياناً، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن يزيد والد زكريا، فليس له رواية في الكتب الستة، وهو ثقة، وشكه في أن الذي حدثه شقيق بن سلمة أو زر بن حبيش لا يؤثر في صحة الحديث، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة. وأخرجه البزار (2830) "زوائد" من طريق يحيى بن أبي زكريا، عن زكريا بن عبد الله، عن أبيه، عن زر، عن عبد الله، به. وقال: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإِسناد عن عبد الله. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/51، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد ثقات. وقال الحافظ في "الفتح" 8/100: أخرجه أحمد والبزار بإسناد حسن. قلنا: ولم نجده عند الطبراني، ولم يعزه إليه الحافظ ابن حجر. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر (3791) ، عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود، لم يدرك عم أبيه عبد الله بن مسعود، وأبو سلمة شيخ أحمد: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز الخزاعي، ثقة، ثبت، وعبد= الحديث: 3827 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 377 3828 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنَ الشَّيْطَانِ مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْثِهِ، وَنَفْخِهِ " قَالَ: " وَهَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرِيَاءُ " (1) 3829 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ،   = العزيز بن محمد: هو الدراوردي، وعمرو بن أبي عمرو: هو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب، وكلاهما حسن الحديث. وسلف ذكر شواهده برقم (3791) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين، عمار بن رزيق لم يذكر أحد متى سمع من عطاء قبل الاختلاط أو بعده، وهو توفي قبل سفيان الثوري، فلعله سمع منه قديماً كسفيان. أبو عبد الرحمن: هو السلمي عبد الله بن حبيب، ثبت سماعه من ابن مسعود، كما تقدم في الحديث (3578) ، وأبو الجواب: هو الأحوص بن جواب الضبي. وأخرجه أبو يعلى (5380) من طريق أبي الجواب، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/36 من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، عن عطاء بن السائب، به. وورقاء لم يصرح أحد متى سمع من عطاء قبل الاختلاط أو بعده، فهو متوقف عليه أيضاً. وأخرجه موقوفاً الطيالسي (371) ، والطبراني في "الكبير" (9302) ، والبيهقي في "السنن" 2/36 من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، به. وهذا إسناد حسن، حماد بن سلمة، صححوا سماعه من عطاء قبل الاختلاط.= الحديث: 3828 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 378 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَبَسَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى اصْفَرَّتْ أَوِ احْمَرَّتِ (1) الشَّمْسُ، فَقَالَ: "   = وقد أخرج شرح ألفاظه عبد الرزاق (2581) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9303) ، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، قال: همزه -يعني الشيطان- الموتة، يعني الجنون، ونفخه: الكبر، ونفثه: الشعر. وفي "سنن" البيهقي 2/36: قال عطاء: فهمزه: الموتة، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبر. وهو تفسير ابن مسعود كما مر. وله شاهد حسن من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد 3/50. وآخر من حديث جبير بن مطعم، سيرد 4/85، وصححه ابن حبان (1779) . وثالث من حديث أبي أمامة، سيرد 5/253. ورابع من حديث عائشة، سيرد 6/156. وخامس من حديث ابن عباس عند البزار (3210) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/188، وقال: رواه البزار، وفيه رشدين بن كريب، وهو ضعيف. وسادس من حديث الحسن مرسلا عند عبد الرزاق (2572) و (2580) . الموتة: قال السندي: بضم ميم وهمزة أو بلا همز: نوع من الجنون والصرْع يعتري الإنسان، فإذا أفاق عاد إليه كمال العقل، كالسكران. وقيل: خنق الشيطان، وقيل: هو الجنون. قلنا: وأصل الهمز: النخس والغمز، وكل شيء دفعته فقد همزته. قاله ابن الأثير. والشعر: المراد به الشعر المذموم، وإلا فقد جاء أن من الشعر حكمة. قاله السندي. (1) في (ظ14) : حتى اصفارت أو احمارت. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 379 شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى، مَلَأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ (1) - أَوْ حَشَا اللهُ أَجْوَافَهُمْ - وَقُبُورَهُمْ نَارًا " (2) * 3830 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْثِهِ، وَنَفْخِهِ " " فَهَمْزُهُ: الْمُوتَةُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ " (3) 3831 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ   (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) : أجوافهم وقبورهم. (2) إسناده قوي، وهو مكرر (3716) . ورجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن الوليد -وهو أبو الوليد العتكي- فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن فضيل سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة. أبو عبد الرحمن: هو السلمي. وهو عند ابن أبي شيبة 10/185-186، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (4994) ، والحاكم 1/207، والبيهقي في "السنن" 2/36. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وقد استشهد البخاري بعطاء بن السائب، ووافقه الذهبي! وأخرجه ابن ماجه (808) ، وأبو يعلى (5077) ، وابن خزيمة (472) من طرق عن محمد بن فضيل، به. وسلف برقم (3828) . الحديث: 3830 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 380 عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، أَحْدَاثٌ - أَوْ قَالَ: حُدَثَاءُ - الْأَسْنَانِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ النَّاسِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ لَا يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَمَنْ أَدْرَكَهُمْ، فَلْيَقْتُلْهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا عِنْدَ اللهِ، لِمَنْ قَتَلَهُمْ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في "المقدمة"، وكتابه صحيح. زر: هو ابن حبيش. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/536 و15/304، والترمذي (2188) ، وابن ماجه (168) ، وأبو يعلى (5402) ، والآجري في "الشريعة" ص 35، من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وله شاهد من حديث علي عند البخاري (6930) ، ومسلم (1066) ، تقدم برقم (616) . وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (5058) ، ومسلم (1064) ، سيرد 3/60. وثالث من حديث أبي ذر عند مسلم (1067) ، سيرد 5/176. ورابع من حديث سهل بن حنيف عند البخاري (6934) ، ومسلم (1068) ، سيرد 3/486. وخامس من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/145. وسادس من حديث أبي برزة، سيرد 4/421-422. وسابع من حديث أنس، سيرد 3/189 و224. وثامن من حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7553) .= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 381 3832 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " أَوَّلُ (1) مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَنَعَهُ اللهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ، فَمَنَعَهُ اللهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ، فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ، وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا، إِلَّا بِلَالٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ، وَأَخَذُوا يَطُوفُونَ بِهِ شِعَابَ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ أَحَدٌ، أَحَدٌ " (2)   = وتاسع مختصر من حديث ابن عباس تقدم برقم (2312) . وعاشر بنحوه من حديث عبد الله بن عمرو عند البزار برقم (1850) . وحادي عشر مختصر من حديث ابن عمر عند البخاري (6932) ، والطبراني في "الكبير" (13349) . (1) في (ق) و (ظ14) و (ظ1) : كان أول. (2) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن حبيش. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/149 و14/313، وابن ماجه (150) ، والشاشي (641) ، وابن حبان (7083) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/149 و172، وابن عبد البر في "الاستيعاب" 1/141، من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد. قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات. وأخرجه الحاكم 3/284، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" 2/281-282، من طريق الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة، به.= الحديث: 3832 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 382 3833 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ، حَدَّثَهُمْ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَرْفَعَ الْحِجَابَ، وَأَنْ تَسْمَعَ (1) سِوَادِي، حَتَّى أَنْهَاكَ " (2)   = وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قال البزار -كما نقل محقق الشاشي 2/116-: هذا الحديث لا نعلم رواه عن زائدة موصولاً إلا يحيى بن أبي بكير. وقال الدارقطني في "العلل" 5/63: تفرد به يحيى بن أبي بكير، وقال: إنه وهم، وإنما رواه زائدة، عن منصور، عن مجاهد قوله. قلنا: لم يتفرد بوصله يحيى، بل تابعه الحسين بن علي الجعفي عند الحاكم 3/284 كما مر آنفاً. وأخرجه من قول مجاهد ابن أبي شيبة 12/149، وابن سعد 3/233 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد. وفيه ذكر خباب بدل المقداد. قوله: "أول من أظهر إسلامه": قال السندي: أي من الرجال والنساء، وظاهره أن خديجة ما أظهرت إسلامها إلا بعد هؤلاء. والله تعالى أعلم. إلا وقد واتاهم: في "الصحاح": تقول: آتيته على الأمر مؤاتاة، إذا وافقته، والعامة تقول: واتيته. وفي "المصباح": آتيته على الأمر: إذا وافقته، وفي لغة لأهل اليمن تبدل الهمزة واواً، فيقال: واتيته على الأمر مواتاة، وهي المشهورة على ألسنة الناس. انتهى، والمعنى: إلا وقد وافقهم على ما أرادوا من ترك إظهار الإسلام. إلا بلال: هكذا في نسخ المسند، وفي ابن ماجه: إلا بلالاً، وهو الوجه، لكونه استثناء من الإثبات، أي: كلهم وافقوهم إلا بلالاً، فينبغي أن يقرأ بالنصب، ويجعل من كتابة المنصوب بلا ألف، والله تعالى أعلم. قلنا: وهي لغة ربيعة. وانظر ما علقناه على "مسند أبي بكر" للمروزي ص 31. (1) في (س) و (ظ14) و (ظ1) و (م) : تستمع. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير= الحديث: 3833 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 383 3834 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: سَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ تَكْشِفَ السِّتْرَ " (1)   = الحسن بن عبيد الله وإبراهيم بن سويد فهما من رجال مسلم. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5356) ، والطبراني في "الكبير" (8449) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/126، من طريق معاوية بن عمرو -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/112، وابن سعد 3/153-154، ومسلم (2169) (16) ، والنسائي في "الكبرى" (8261) ، وابن ماجه (139) ، والبخاري في "تاريخه" 1/290، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/536، وأبو يعلى (4989) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/503-504، والبغوي في "شرح السنة" (3322) من طرق عن الحسن بن عبيد الله، به. وقد تحرف في مطبوع ابن سعد: عبد الرحمن بن يزيد إلى: إبراهيم بن يزيد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/503 من طريق أبي عاصم، عن سفيان، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن يزيد، عن رجل من النخع، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن مسعود ... وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من النخع. وسلف برقم (3684) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام من سمع منه سليمان -وهو ابن مِهران الأعمش-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن سويد فمن رجال مسلم. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعلقمة:= الحديث: 3834 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 384 3835 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا، فَانْطَلَقَ إِنْسَانٌ إِلَى غَيْضَةٍ، فَأَخْرَجَ مِنْهَا بَيْضَ حُمَّرَةٍ، فَجَاءَتِ اَلْحُمَّرَةُ تَرِفُّ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرُءُوسِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: " أَيُّكُمْ فَجَعَ هَذِهِ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا أَصَبْتُ لَهَا بَيْضًا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْدُدْهُ " (1)   = هو ابن قيس النخعي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8450) ، وأبو يعلى (5357) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الإمام الدارقطني في كتاب "العلل" 5/210: والصواب قول من قال: عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله. قلنا: وهو إسناد الحديث السابق (3833) . وسلف برقم (3684) ، وذكرنا هناك أطرافه. (1) إسناده ضعيف لإرساله، عبد الرحمن بن عبد الله -وهو ابن مسعود- تابعي، ورجاله ثقات رجال الصحيح غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود- فروى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً، وسماع أبي قطن -وهو عمرو بن الهيثم- منه قبل اختلاطه. الحسن بن سعد: هو ابن معبد الهاشمي. وأخرجه موصولاً البخاري في "الأدب المفرد" (382) من طريق طلْق بن غنام، والبيهقي في "الدلائل" 6/32 من طريق أبي داود، كلاهما عن المسعودي، عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن ابن مسعود، وهذا إسناد صحيح إن صح سماع عبدِ الرحمن لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع من أبيه لكن شيئاً يسيرا، وأبو داود الطيالسي -وإن سمع من المسعودي بعد الاختلاط- متابع بطلقِ بن غنام، وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط.= الحديث: 3835 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 385 3836 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، والْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: " رُدَّهُ رَحْمَةً لَهَا " (1) 3837 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ،   = وأخرجه موصولاً أيضا أبو داود (2675) و (5268) ، والطبراني في "الكبير" (10376) ، والحاكم 4/239، والبيهقي في "الدلائل" 6/32-33 من طريق أبي إسحاق الشيباني، والطبراني أيضاً (10375) من طريق أبي خالد الدالاني، كلاهما عن الحسن بن سعد، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن مسعود، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: صحته متوقفة على ثبوت سماع عبد الرحمن لهذا الحديث من أبيه، كما ذكرنا آنفاً. قوله: "بيض حمَّرة": قال السندي: بضم ففتح ميم تخفف وتشدد: طائر صغير كالعصفور. ترف: في "الصحاح": رفرف الطائر: إذا حرك جناحه حول الشيء يريد أن يقع عليه. وفي "القاموس": رف الطائر يرف -أي: بضم الراء- ويرِف -أي بكسرها- أي بسط جناحيه، كرفرف، والثلاثي غير مستعمل. انتهى، قلت: كأنه أراد به أنه قليل الاستعمال، وإلا ففي هذا الحديث: النسخ كلها متفقة على الثلاثي، وكذا في الترتيب أيضاً. فجع: من التفجيع. (1) إسناده ضعيف أيضاً لإرساله، يزيد -وهو ابن هارون- وإن كان سماعه من المسعودي بعد الاختلاط - متابع، وبقية رجاله ثقات، القاسم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. وهو مكرر سابقه (3835) . الحديث: 3836 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 386 حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ ابْنِ مُعَيْزٍ (1) السَّعْدِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَسْقِي فَرَسًا لِي فِي السَّحَرِ، فَمَرَرْتُ بِمَسْجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ، وَهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللهِ، فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَبَعَثَ الشُّرْطَةَ (2) ، فَجَاءُوا بِهِمْ، فَاسْتَتَابَهُمْ، فَتَابُوا فَخَلَّى سَبِيلَهُمْ، وَضَرَبَ عُنُقَ عَبْدِ اللهِ بْنِ النَّوَّاحَةِ، فَقَالُوا: آخَذْتَ قَوْمًا فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ، فَقَتَلْتَ بَعْضَهُمْ، وَتَرَكْتَ بَعْضَهُمْ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ هَذَا وَابْنُ أُثَالِ بْنِ حَجَرٍ (3) ، فَقَالَ: " أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَقَالَا: نَشْهَدُ (4) أَنَّ مُسَيْلِمَةَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ، لَوْ كُنْتُ قَاتِلًا وَفْدًا،   (1) في (س) و (ق) : معير. وسيرد ضبطه فيما يأتي. ووقع في (م) : عن معير، وهو خطأ. (2) في (ظ14) : الشرط. قال السندي: وفي بعض النسخ: الشرط، بضم شين وفتح راء، وهو الأظهر، ثم قال: الشرط: جمع شرطة وشرطي، وهم أعوان السلطان لتتبع أحوال الناس وحفظهم ولإقامة الحدود، وقيل: هم أول الجيش ممن يتقدم بين يدي الأمير لتنفيذ أوامره، وقيل: هم نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهم من جنده. (3) في (ظ14) : وابن أثال حجْر، وهو الوارد في "توضيح المشتبه" 3/129، وحجر قيده ابن ناصر الدين بفتح الحاء وسكون الجيم. (4) في (ظ14) : أتشهد أنت أن مسيلمة ... وكتب في هامش (س) و (ظ1) ، وهو الوارد في "توضيح المشتبه" 3/129 (نسخة الظاهرية) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 387 لَقَتَلْتُكُمَا "، فَلِذَلِكَ قَتَلْتُهُ (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن معيز هذا - قد قيده الذهبي في "المشتبه" بضم الميم وفتح العين وسكون الياء وآخره زاي، تصغير معْز، متابعا الدارقطني في "المؤتلف" 4/2016، والأمير في "الإكمال" 7/267، ووقع في بعض نسخ المسند: مِعْير، وهو الواقع في "التجريد" للذهبي، كما ذكر ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" 8/197، وذكر أنه بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح المثناة، تليها الراء، وبذلك قيده السندي في حاشيته على "المسند"، قال ابن ناصر الدين بعد أن أورد هذين القولين في ضبط اسمه: والمعروف غير هذين القولين، وهو ابن معيْن، بضم الميم، وفتح العين، وسكون المثناة تحت، تليها نون. قال: وكذا ذكره ابن منده في "المعرفة"، فقال: ابن معين، أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره، روى عنه أبو وائل، يروي عن عبد الله. وكذا ذكره أبو الغنائم النرسي في كتابه "حديث مختلفي الأسماء" ... نقلته مجودا من خط الحافظ عبد الغني المقدسي من كتاب النرسي. وذكره ابن سعد 6/196 في الطبقة الأولى من الكوفيين الذين رووا عن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأورده ابن أبي حاتم 9/328، فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/346: أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره، وسماه الدارقطني والذهبي والحافظ: عبد الله، وقال الأول منهم: لا يعرف إلا في هذا الحديث. وأبو بكر بن عياش وإن كان ثقة إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وقد خالف سفيان والمسعودي وغيرهما كما في "العلل" 5/88، فرواه عن عاصم -وهو ابن أبي النجود-، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن ابن معيز السعدي، عن ابن مسعود، زاد عليهم في إسناده رجلاً هو ابن معيز. وأخرجه الدارمي 2/235، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 186 من طريق أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/314، وقال: رواه أحمد، وابن معيز لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 388 3838 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ، وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ " (1)   = قلنا: سلف الحديث من غيرِ ذكر ابن معيز في إسناده برقم (3708) و (3761) . وسلف أيضاً برقم (3642) بإسناد آخر، وذكرنا هناك شرحه. (1) إسناده جيد، محمد بن سابق، اختلف فيه، فقواه أحمد بن حنبل، ووثقه العجلي، وقال يعقوب بن شيبة: كان شيخاً صدوقاً ثقة، وليس ممن يوصف بالضبط للحديث، وقال النسائي: لا بأس به. وضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الذهبي في "الميزان" 3/555: هو ثقة عندي، وروى له البخاري ومسلم متابعة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (157) عن محمد بن سابق، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1243) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/148، والشاشي (590) و (591) ، والطبراني في "الكبير" (10444) ، من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، عن إسرائيل، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/555، والبزار (1243) "زوائد"، وأبو يعلى (5412) ، والشاشي (579) ، وابن حبان (5603) ، من طريق عمر بن عبيد الطنافِسِي، عن الأعمش، به. قال البزار: لا نعلم رواه عن الأعمش هكذا إلا عمر بن عبيد وإسرائيل. قلنا: ذكر الدارقطني معهما في "العلل" 5/104 قيس بن الربيع. وأخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء" ص 242، وأبو نعيم في "الحلية"= الحديث: 3838 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 389 3839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ، وَلَا بِلَعَّانٍ، وَلَا الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ " (1) وَقَالَ ابْنُ   = 7/128 من طريق يحيى بن الضريس، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرد به يحيى بن الضريْس. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/316: قال أبي: فنظروا في كتب يحيى، فلم يصيبوه عن الثوري. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/105 من طريق علي بن قادم، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به. قال الدارقطني: وهو وهم، والصواب: عن علي بن قادم، عن إسرائيل. قال الدارقطني في "العلل" 5/104: ورواه بقية بن الوليد، عن عيسى بن يونس، عن أخيه إسرائيل، عن الأعمش، وزاد فيه كلمة لم يأت بها غيره، وهي قوله: "وعودوا المريض" فإن كان حفظها فقد أغرب بها. وأخرجه مختصراً البزار (1242) "زوائد" من طريق يحيى بن كثير، عن شعبة، عن أبي جعفر الفراء، عن عبد الله بن شداد، عن ابن مسعود، به. قال البزار: وهذا لا نعلمه عن عبد الله مرفوعاً إلا بهذا الإسناد، وقد رواه بعضهم عن عبد الله بن شداد مرسلاً، ووصله يحيى بن كثير. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/146، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجال أحمد رجال الصحيح. قوله: "أجيبوا الداعي": قال السندي: هذه الإطلاقات كلها مقيدة بقيود معلومة في الشرع. (1) في (ظ1) و (ظ14) : ولا البذيء. الحديث: 3839 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 390 سَابِقٍ مَرَّةً: بِالطَّعَّانِ، وَلَا بِاللَّعَّانِ (1)   (1) حديث صحيح، ولكن هذا الإسناد منكر، ذكر الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/339 أن أبا بكر بن أبي شيبة ذكر حديث محمد بن سابق عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، مرفوعا: "ليس المؤمن بالطعان"، فقال: إن كان حفظه فهو حديث غريب، ثم نقل عن علي ابن المديني أنه قال في هذا الإسناد: هذا منكر من حديث إبراهيم عن علقمة، وإنما هذا من حديث أبي وائل، عن غير الأعمش، ونقل ذلك الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 9/175، وقال الذهبي في "الميزان" 3/555: ومما ينكر لمحمد بن سابق حديثه عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم ... فذكره. قال الخطيب: رواه ليث بن أبي سليم، عن زبيد اليامي، عن أبي وائل، عن عبد الله، إلا أنه وقفه ولم يرفعه. وقال الدارقطني في "العلل" 5/92-93: يرويه زبيد، عن أبي وائل، واختلف عنه، فرفعه خالد بن عبد الله من رواية إبراهيم بن زكريا عنه، عن ليث، عن زبيد، ووقفه زهير ومعتمر عن ليث، وروي عن فضيل بن عياض، عن ليث، مرفوعا وموقوفاً، والموقوف أصح. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 11/18، وفي "الإيمان" (79) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (332) ، والترمذي (1977) ، وأبو يعلى (5369) ، والحاكم 1/12، وأبو نعيم في "الحلية" 4/235 و5/58، والبيهقي في "السنن" 10/243، والخطيب في "تاريخه" 5/339، والبغوي في "شرح السنة" (3555) ، من طريق محمد بن سابق، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روي عن عبد الله من غير هذا الوجه، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وسكت عنه الذهبي، وقال أبو نعيم: حديث الأعمش تفرد به إسرائيل. وأخرجه الحاكم 1/13 من طريق ابن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعاً، وقال: محمد بن عبد الرحمن بن أبي= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 391 3840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: " مَا صُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ أَكْثَرُ مِمَّا صُمْتُ مَعَهُ ثَلَاثِينَ " (1) 3841 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى، وَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَقَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامٌ يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهِنَّ الْجَهْلُ، وَيَظْهَرُ فِيهِنَّ الْهَرْجُ " وَالْهَرْجُ: الْقَتْلُ (2)   = ليلى وإن كان ينسب إلى سوء الحفظ، فإنه أحد فقهاء الإسلام وقضاتهم، ومن أكابر أولاد الصحابة والتابعين من الأنصار رحمة الله عليهم. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 5/339 من طريق يعقوب بن شيبة، عن إسحاق بن زياد العطار، عن إسرائيل، عن محمد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، مرفوعاً، وقال: لم يزد يعقوب بن شيبة في ذكر محمد بن عبد الرحمن على هذا ولم يعرفه، ولا قال: إنه ابن أبي ليلى. فالله أعلم. قلنا: سيرد الحديث بإسناد آخر صحيح برقم (3948) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة دينار والد عيسى، وقد تقدم الكلام فيه في الرواية (3776) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/111 عن محمد بن سابق، بهذا الإسناد. وهو مكرر (3776) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب= الحديث: 3840 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 392 3842 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتِ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَأَتَاهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ (1) أَبَا بَكْرٍ أَنْ (2) يَؤُمَّ النَّاسَ "؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَعُوذُ بِاللهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ (3) 3843 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ أَسْوَدُ فَمَاتَ، فَأُوذِنَ (4) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ " فَقَالُوا (5) : تَرَكَ   = الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وشقيق: هو ابن سلمة. وسلف برقم (3695) ، وذكرنا هناك شواهده، وسيأتي من طريق زائدة أيضاً برقم (4306) . (1) في (ق) و (ظ1) و (ظ14) : قد أمر. (2) لفظ "أن" ليس في (ق) . (3) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وزِر: هو ابن حبيش الأسدي. وسلف تخريجه برقم (3765) . (4) في (ظ14) : فأوذن به. (5) في (ظ14) : قالوا. الحديث: 3842 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 393 دِينَارَيْنِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ " (1) 3844 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ " (2)   (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن حبيش. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/372، وأبو يعلى (4997) ، من طريق أبي أسامة، عن زائدة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/240، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وقد وثق. وسيأتي برقم (3943) ، وبنحوه برقم (3914) و (3994) و (4367) . وفي الباب عن علي تقدم برقم (788) و (1155) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/356. وعن جابر، سيرد 3/342. وعن أبي أمامة، سيرد 5/253. (2) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10413) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد.= الحديث: 3844 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 394 3845 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ، مِنْ هَمْدَانَ - مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، وَمَا سَمَّاهُ لَنَا -، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَبْدُ اللهِ، أَنْ يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ، جَمَعَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصْبَحَ الْيَوْمَ فِيكُمْ مِنْ أَفْضَلِ مَا أَصْبَحَ فِي أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الدِّينِ وَالْفِقْهِ وَالْعِلْمِ بِالْقُرْآنِ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى حُرُوفٍ، وَاللهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلَانِ لَيَخْتَصِمَانِ أَشَدَّ مَا اخْتَصَمَا فِي شَيْءٍ قَطُّ، فَإِذَا قَالَ الْقَارِئُ: هَذَا أَقْرَأَنِي، قَالَ:   = وأخرجه ابن أبي شيبة 3/345، والبزار (3420) "زوائد"، وأبو يعلى (5316) ، وابن خزيمة (789) ، والشاشي (528) ، وابن حبان (6847) ، والإسماعيلي في "معجمه" 3/799، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/142، من طرق عن زائدة، به. وعلقه البخاري في "صحيحه" (7067) بصيغة الجزم عن أبي عوانة، عن عاصم، به، دون قوله: ومن يتخذ القبور مساجد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/27، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وإسناده حسن. وأورده أيضا 8/13، وقال: رواه البزار بإسنادين، في أحدهما عاصم بن بهدلة، وهو ثقة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: وفاته أن ينسبه إلى أحمد في الموضعين. وسلف الحديث بنحوه برقم (3735) دون ذكر اتخاذ القبور مساجد، وذكرنا هناك شواهده، وسيأتي برقم (4143) وبرقم (4342) وفيه زيادة. والنهي عن اتخاذ القبور مساجد، سيرد من حديث أبي هريرة 2/284 بلفظ: "قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، ونذكر هناك شواهده. الحديث: 3845 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 395 أَحْسَنْتَ (1) . وَإِذَا قَالَ الْآخَرُ، قَالَ: كِلَاكُمَا (2) مُحْسِنٌ، فَأَقْرَأَنَا: إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَالْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَالْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَاعْتَبِرُوا ذَاكَ بِقَوْلِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ: كَذَبَ وَفَجَرَ، وَبِقَوْلِهِ إِذَا صَدَّقَهُ: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ، إِنَّ (3) هَذَا الْقُرْآنَ، لَا يَخْتَلِفُ وَلَا يُسْتَشَنُّ، وَلَا يَتْفَهُ لِكَثْرَةِ الرَّدِّ، فَمَنْ قَرَأَهُ عَلَى حَرْفٍ، فَلَا يَدَعْهُ رَغْبَةً عَنْهُ، وَمَنْ قَرَأَهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُرُوفِ، الَّتِي عَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا يَدَعْهُ رَغْبَةً عَنْهُ، فَإِنَّهُ (4) مَنْ يَجْحَدْ بِآيَةٍ مِنْهُ، يَجْحَدْ بِهِ كُلِّهِ، فَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ: اعْجَلْ، وَحَيَّ هَلًا، وَاللهِ لَوْ أَعْلَمُ رَجُلًا أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي لَطَلَبْتُهُ، حَتَّى أَزْدَادَ عِلْمَهُ إِلَى عِلْمِي، إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ يُمِيتُونَ الصَّلَاةَ، فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَهُمْ تَطَوُّعًا، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يُعَارَضُ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ رَمَضَانَ، وَإِنِّي عَرَضْتُ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ مَرَّتَيْنِ، فَأَنْبَأَنِي أَنِّي مُحْسِنٌ، وَقَدْ قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً " (5)   (1) في (ص) : أحسن. (2) في (ظ1) : كلاهما. (3) لفظ: "إن" لم يرد في (ص) . (4) في هوامش النسخ الخطية: فإن. (5) إسناده ضعيف لجهالة الرجل من همْدان، وبقية رجاله ثقات رجال= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 396 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الرحمن بن عابِس: هو النخعي الكوفي. وقوله: "إن الصدق يهدي إلى البر .... والفجور يهدي إلى النار": تقدم تخريجه مرفوعاً برقم (3638) . وقوله: "سيكون قوم يميتون الصلاة .... " سلف بنحوه برقم (3601) . وقوله: قرأت من كل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبعين سورة، سلف برقم (3599) ، وسيأتي برقم (3846) و (3906) . والخطبة من أولها حتى قوله: "فإنما هو كقول أحدكم لصاحبه: اعجل وحي هلا"، أوردها الهيثمي في "المجمع" 7/153، وقال: رواه الإمام أحمد في حديث طويل، والطبراني، وفيه من لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: قوله: وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعارض بالقرآن في كل رمضان: هو عند البخاري (4998) من حديث أبي هريرة. قال السندي: قوله: فإذا قال القارىء: هذا أقرأني، قال: أي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أحسن: أي الذي أقرأك. وفي نسخة: أحسنت، أي أنت حيث قرأت منه. وإذا قال الأخر: أي مثل ما قال الأول. كلاكما محسن: أي آخذ ببعض حروفه. إن هذا القرآن لا يختلف: أي: لا يناقض بعضه بعضاً، بل الكل حق وصدق، أو لا يختلف بأن يكون بعضه بليغاً معجزا دون بعض، كما يحصل الاختلاف في كلام غيره تعالى. ولا يستشن: بتشديد النون: أي لا يخلق على كثرة الرد، مأخوذ من الشنة: القربة الخلقة. ولا يتفه، بفتح أوله وثالثه: وهو من الشيء التافه الحقير، يقال: تفِه، كعلم، فهو تافه. فإنما هو: أي القرآن في التوافق وعدم الاختلاف، أو ذلك الذي علمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحروف. حى هلا: حى: بتشديد الياء بمعنى هلم، وهلا بمعنى عجل، يجوز تنوينه= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 397 3846 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً "، وَإِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤَابَةٌ فِي الْكُتَّابِ (1) 3847 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، وحَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ " (2) ، قَالَ أَحَدُهُمْ (3) : مِنَ النَّارِ 3848 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ، لَا يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ " (4)   = وعدمه، وجاز سكون اللام، وهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة، ويستعمل للحث على الشيء والاستعجال. (1) حديث صحيح، وهو مكرر (3697) سنداً ومتناً. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. وسلف برقم (3814) . (3) في هامش (س) : وقال آخر. نسخة. (4) حديثه حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله= الحديث: 3846 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 398 3849 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَحُسَيْنٌ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، وأَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَي إِسْرَائِيلُ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَالْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ، وَعَنْ يَسَارِهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ " (2)   = النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعياش العامري: هو ابن عمرو. وسلف برقم (3664) ، وسيأتي مطولاً برقم (3870) . قوله: "إلا للمعرفة"، أي: لا لإخوة الإسلام الذي لأحكامها وضع السلام. قاله السندي. (1) قوله: "وأبو أحمد"، حدثني إسرائيل. لم يرد في (س) و (ظ1) ، وثبت في (ق) و (ظ14) و (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- من رجال مسلم وحده، لكنه متابع بالأسود بن يزيد. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وحسين: هو ابن محمد المرُّوذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود بن يزيد: هو النخعي. وأخرجه أبو داود (996) من طريق حسين بن محمد، بهذا الإسناد وأخرجه الشاشي (695) و (696) ، والطبراني في "الكبير" (10173) ، من طريقين، عن إسرائيل، به. فإنما هو: أي القرآن في التوافق وعدم الاختلاف، أو ذلك الذي علمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الحروف. الحديث: 3849 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 399 3850 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَأُنَازَعَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِي، وَلَأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ لَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1) 3851 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ مُسَيْلِمَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَقَالَ لَهُ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنِّي لَا أَقْتُلُ الرُّسُلَ - أَوْ لَوْ قَتَلْتُ أَحَدًا مِنَ الرُّسُلِ - لَقَتَلْتُكَ " (2)   = وسلف برقم (3699) ، ومطولاً برقم (3660) . (1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وحسن بن موسى: هو الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي أبو معاوية، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه الهيثم بن كليب الشاشي (517) من طريق أبي النضر هاشم، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً (516) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به. وسلف من طريق عاصم برقم (3812) ، ومن طريق الأعمش برقم (3639) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله= الحديث: 3850 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 400 3852 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ نُعِتَ لَهُ الْكَيُّ، فَقَالَ: " اكْوُوهُ أَوْ ارْضِفُوهُ " (1) 3853 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَانَ يَقْرَأُ: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (2) [القمر: 15] "   = السبيعي، وصِلة: هو ابن زفر العبسي. وقد سلف برقم (3642) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/6 برقم (3669) من طريق أبي أحمد الزبيري -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 4/214، والبيهقي في "السنن" 9/342، من طريقين عن سفيان، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن أبا الأحوص لم يخرج له البخاري. وسلف برقم (3701) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.= الحديث: 3852 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 401 3854 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، مِنْ أَهْلِ مَرْوٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ مِنَ امْرَأَةٍ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا؟ قَالَ: " فَأَنْزَلَ اللهُ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] " (1)   = وأخرجه البخاري (3341) و (3376) ، والترمذي (2937) ، وأبو يعلى (5327) ، والدارقطني في "العلل" 5/41 من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وسلف برقم (3755) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحسن بن يحيى المروزي لم نجد له ترجمة فيما بين أيدينا من كتب الرجال سوى ما ذكره الحافظ في "التعجيل" ص 96 أن ابن النجار ذكره في "ذيل تاريخ بغداد" ولم يذكر فيه جرحاً. ولذا قال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر. قلنا: لكنه متابع. قال الحافظ: ووقع في الطبقة الثالثة من "الثقات" لابن حبان: الحسن بن يحيى المروزي، عن كثير بن زياد، وعنه ابن المبارك، فما أدري هو هو انقلب، أو هو آخر غيره. قلنا: هو غيره يقيناً، فشيخ أحمد هذا نص الإمام أحمد هنا على أنه من أهل مرو، ولعله نص عليه -وليس من عادته ذلك- للتفريق بينه وبين الآخر الذي ذكره البخاري وابن حبان والمزي وغيرهم، فذاك بصري سكن خراسان، والذي أوقع في الاشتباه بينهما أنهم نسبوا البصري الخراساني مروزياً. ثم إنهما من طبقتين مختلفتين، قال الشيخ أحمد شاكر: شيخ أحمد يروي عن ابن المبارك، وذاك من شيوخ ابن المبارك، ويروي عن عكرمة وعن كثير بن زياد، وله ترجمة في "التاريخ الكبير" للبخاري 2/309،= الحديث: 3854 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 402 3855 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " لَوْلَا أَنَّكَ رَسُولٌ لَقَتَلْتُكَ " (1)   = و"التهذيب" 2/325-326، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير سماك -وهو ابن حرب-، فمن رجال مسلم، وهو حسن الحديث في روايته عن غير عكرمة، وهو متابع أيضاً، إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبد الرحمن بن يزيدة هو ابن قيس النخعي. وأخرجه الترمذي (3112) ، والنسائي (7318) عن محمود بن غيلان، والواحدي في "أسباب النزول" ص 272 من طريق الأستاذ أبي عبد الرحيم بن منيب، كلاهما عن الفضل بن موسى، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي أيضاً (3112) ، والنسائي في "الكبرى" (7318) ، والطبراني في "الكبير" (10482) ، من طريق محمد بن يوسف الفِريابي، عن سفيان الثوري، به، بزيادة الأعمش مع سماك بن حرب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7324) من طريق أبي الأحوص، عن سماك، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال ابن مسعود: جاء رجل فقال: إني عالجت امرأة في أقصى المدينة ... الخ. قال النسائي: المرسل أولى بالصواب. وسلف برقم (3653) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8676) ، والبزار (1681) "زوائد"، وابن الجارود في "المنتقى" (1046) ، وأبو يعلى (5247) و (5260) ، وابن حبان (4878) ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.= الحديث: 3855 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 403 3856 - حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ قَتَلَ أَبَا جَهْلٍ، فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ دِينَهُ " وَقَالَ مَرَّةً - يَعْنِي أُمَيَّةَ -: " صَدَقَ عَبْدَهُ (2) ، وَأَعَزَّ دِينَهُ " (3) 3857 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي الْيَعْفُورِ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ، قَالَ:   = وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/89، والبيهقي في "السنن" 9/211، من طريق أبي عاصم، عن سفيان، به. وقد سلف برقم (3642) . (1) لفظ: "أتيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم يرد في (ظ14) . (2) في (ظ14) : وعده. (3) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أمية بن خالد -وهو القيسي- فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8472) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (8670) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (567) ، والطبراني في "الكبير" (8472) ، والخطيب في "تاريخه" 8/265، من طرق عن أمية بن خالد، به. قال الخطيب: قال البرقاني: قال لنا الدارقطني: هذا حديث غريب معروف من رواية أمية بن خالد، وتابعه عمرو بن حكام، عن شعبة. وسيأتي بنحوه برقم (4247) ، وانظر (3824) . الحديث: 3856 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 404 غَدَوْتُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، ذَاتَ غَدَاةٍ فِي رَمَضَانَ، فَوَجَدْتُهُ فَوْقَ بَيْتِهِ جَالِسًا، فَسَمِعْنَا صَوْتَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ، وَبَلَّغَ رَسُولُهُ، فَقُلْنَا: سَمِعْنَاكَ تَقُولُ: صَدَقَ اللهُ، وَبَلَّغَ رَسُولُهُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ غَدَاتَئِذٍ صَافِيَةً، لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ "، فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَوَجَدْتُهَا كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الصلت، ذكره البخاري في كنى "التاريخ الكبير" 9/44، والحافظ في "التعجيل" ص 496، وقال: مجهول، ولجهالة أبي عقرب أيضاً -وهو الأسدي- ترجمه الحافظ في "التعجيل" ص 506-507، ونقل فيه قول الحسيني: مجهول، قال: وذكره أبو نعيم في تسمية أصحاب علي وابن مسعود ... ووقع في "الثقات" لابن خلفون أن أبا عوانة روى عنه، وفيه نظر، فإنه في "المسند" من طريق أبي عوانة، عن أبي يعفور، عن أبي الصلت. قلنا: هذا الطريق هو إسناد الرواية التالية، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وأبو يعفور: هو وقْدان العبدي. وأخرجه الطيالسي (394) ، وابن أبي شيبة 2/512 و3/7، من طرق عن أبي يعفور، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/174، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وأبو عقرب لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. وسيأتي برقم (3858) و (4374) . وانظر (3565) . وله شاهد من حديث أبي بن كعب عند مسلم (762) ، وفيه قال كعب: ووالله إني لأعلم أي ليلة هي، هي ليلة القدر التي أمرنا بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقيامها، هي ليلة صبحة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 405 3858 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْفُورٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: غَدَوْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) 3859 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللهِ، جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ يُقْرِئُنَا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، هَلْ حَدَّثَكُمْ نَبِيُّكُمْ، كَمْ يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ خَلِيفَةً؟ قَالَ: " نَعَمْ، كَعِدَّةِ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ " (2) 3860 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَحَسَنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ،   = شعاع لها. (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر سابقه. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو وضاح اليشْكري. وأخرجه الطيالسي (394) عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/62 عن محمد بن محبوب، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقد سلف قبله برقم (3857) ، وسيرد برقم (4374) . (2) إسناده ضعيف لضعف مجالد، وهو ابن سعيد، وضعفِ أبي عقيل، وهو يحيى بن المتوكل المدني صاحب بهية، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، والشعبي: هو عامر بن شراحيل، ومسروق: هو ابن الأجدع. وقد سلف برقم (3781) . الحديث: 3858 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 406 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ هِلَالٍ، وَقَلَّمَا كَانَ يُفْطِرُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1)   (1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وحسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي، وزر: هو ابن حبيش. وأخرجه أبو يعلى (5305) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإِسناد. وأخرجه مطولاً ومختصرا الطيالسي (359) و (360) ، ومن طريقه أبو داود (2450) ، وابن ماجه (1725) ، والنسائي في "الكبرى" (2758) ، وابن خزيمة (2129) ، وابن حبان (3641) ، والبيهقي في "السنن" 4/294، وأخرجه ابن أبي شيبة 3/46، والترمذي (742) ، وفي "الشمائل" (296) ، والشاشي (637) ، والبغوي في "شرح السنة" (1803) ، من طريق عبيد الله بن موسى، والترمذي (742) ، وفي "الشمائل" (296) ، والبغوي (1803) من طريق طلق بن غنام، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/204، وابن حبان (3645) ، والبيهقي في "السنن" 4/294 من طريق أبي حمزة السكري، أربعتهم عن شيبان، به. قال الترمذي: حديث عبد الله حديث حسن غريب، وقد استحب قوم من أهل العلم صيام يوم الجمعة، وإنما يكره أن يصوم يوم الجمعة، لا يصوم قبله ولا بعده. وقال: وروى شعبة عن عاصم هذا الحديث، ولم يرفعه. قال الدارقطني في "العلل" 5/60: ورفعه صحيح. وقال ابن خزيمة: هذا الخبر يحتمل أن يكون كخبر أبي عثمان عن أبي هريرة: أوصاني خليلي بثلاث: صوم ثلاثة أيام من أول الشهر، فأوصى بذلك أبا هريرة، ويصوم أيضاً أيام البيض، فيجمع صوم ثلاثة أيام من الشهر مع صوم أيام البيض، ويحتمل أن يكون معنى فعله وما أوصى به أبا هريرة من صوم الثلاثة أيام من أول= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 407 3861 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى الْفِطْرَةِ "، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَرَجَ مِنَ النَّارِ "، قَالَ: فَابْتَدَرْنَاهُ، فَإِذَا هُوَ صَاحِبُ مَاشِيَةٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ، فَنَادَى بِهَا (1)   = الشهر مبادرة بهذا الفعل بدل صوم الثلاثة أيام البيض، إما لعلة من مرض أو سفر، أو خوف نزول المنية. قوله: "غرة كل هلال": أي: أول الشهر، وغرة كل شيء: أوله. قال السندي: قوله: وقلما كان يفطر يوم الجمعة: أي: يضمه إلى يوم الخميس، فقد جاء أنه كان يصوم الخميس أيضاً، وإلا فقد جاء النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف-، وأبي الأحوص -وهو عوف بن مالك الجشمي- فمن رجال مسلم. وعبد الوهاب مختلف فيه، لكنه متابع، وقد عرف بصحبته لسعيد بن أبي عروبة وملازمته له، وسماعه وسماع محمد بن بشر منه قبل الاختلاط. قتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. وأخرجه أبو يعلى (5400) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/405 من طريق عبد الوهاب، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10665) -وهو في "عمل اليوم والليلة" (829) - من طريق يزيد بن زريع، وأبو يعلى (5400) من طريق العباس بن= الحديث: 3861 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 408 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الفضل، والطبراني في "الكبير" (10063) من طريق أبي يزيد النحوي، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/146، والطبراني في "الكبير" (10064) من طريق معاذ بن معاذ، عن سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن علقمة، عن عبد الله. بزيادة علقمة في الإسناد. قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/174: وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث، وعن ما يرويه يزيد بن زريع، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بلا علقمة، فقال أبو زرعة: يزيد بن زريع أحفظ. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/334، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح. وله شاهد من حديث أنس عند مسلم (382) ، سيرد 3/132. وآخر من حديث معاذ، سيرد 5/248 بإسناد ضعيف. وثالث من حديث ابن عمر عند أبي يعلى (5660) ، وإسناده ضعيف. ورابع من حديث أبي جحيفة عند البزار (358) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/335، وقال: رواه البزار، ورجاله ثقات. وخامس من حديث أبي سعيد الخدري عند البزار (359) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/335، وقال: ورجاله ثقات. وسادس لا يفرح به من حديث صفوان بن عسال عند الطبراني في "الكبير" (7392) ، فيه عطاء بن عجلان، وهو متروك الحديث. وسابع من حديث الحسن مرسلاً عند عبد الرزاق في "المصنف" (1866) . قوله: "على الفطرة": قال السندي: أي هو، أي: المقابل، والمراد بالفطرة السنة أو الإِسلام، فإن قوله ذلك دليل على كونه على الإسلام أو السنة. خرج من النار: أي من الخلود فيها إن مات على ذلك، ويحتمل أنه بشارة مخصوصة، فلا حاجة إلى التقييد، ولا يخفى ما في الحديث من الدلالة على أن التكبير في أول الأذان يكون مرتين لا أربعاً، فليتأمل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 409 3862 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ " قَالَ (1) : سَأَلْتُ عَاصِمًا، عَنِ الْأَجْنِحَةِ؟ فَأَبَى أَنْ يُخْبِرَنِي، قَالَ: فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِهِ: " أَنَّ الْجَنَاحَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (2) (3) 3863 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي حُصَيْنٌ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ فِي خُضْرٍ مُعَلَّقٌ بِهِ الدُّرُّ " (4)   (1) لفظ: "قال" غير موجود في (ظ14) . (2) في (ظ14) : إلى المغرب. (3) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسين: هو ابن واقد المروزي. وأخرجه الطبري 27/49، والطبراني في "الكبير" (10423) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (356) ، من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وانظر (3740) و (3780) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن الحباب، وحسين -وهو ابن واقد المروزي- فمن رجال مسلم. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وشقيق: هو ابن سلمة. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (351) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد.= الحديث: 3862 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 410 3864 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْكَهْتَلَةِ، قَالَ مُحَمَّدٌ: أَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَرَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ إِلَّا مَرَّتَيْنِ، أَمَّا مَرَّةٌ، فَإِنَّهُ سَأَلَهُ أَنْ يُرِيَهُ نَفْسَهُ فِي صُورَتِهِ، فَأَرَاهُ صُورَتَهُ فَسَدَّ الْأُفُقَ، وَأَمَّا الْأُخْرَى، فَإِنَّهُ صَعِدَ مَعَهُ حِينَ صَعِدَ بِهِ ". وَقَوْلُهُ: {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم: 7-10] قَالَ: فَلَمَّا أَحَسَّ جِبْرِيلُ رَبَّهُ، عَادَ فِي صُورَتِهِ، وَسَجَدَ، فَقَوْلُهُ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 13-18] ، قَالَ: خَلْقَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ (1)   = وانظر ما قبله. قال السندي: قوله: في حضْر: ضبط بضم حاء مهملة، وسكون ضاد معجمة، والذي ذكروا في معناه أنه العدْو، ولا يخفى أنه غير مناسب، ويحتمل أنه بخاء معجمة جمع أخضر، كما كان كذلك في نسخة، أي: في ثياب خضر. والله تعالى أعلم. قلنا: هو في النسخ عندنا: خضر، بالخاء المعجمة. وانظر (3740) . (1) إسناده ضعيف، لجهالة حال إسحاق بن أبي الكهتلة، روى عنه اثنان، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 1/400-401، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/232، والحافظ في "التعجيل" ص 29، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/25، وللشك في وصله عن ابن مسعود،= الحديث: 3864 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 411 3865 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، جَعَلَهُ اللهُ فِي النَّارِ " قَالَ: وَأُخْرَى أَقُولُهَا، لَمْ أَسْمَعْهَا مِنْهُ: " وَمَنْ مَاتَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَ الْمَقْتَلُ " (1) 3866 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَإِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنِّي سَأُنَازَعُ رِجَالًا فَأُغْلَبُ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ   = وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير الوليد بن قيس -وهو السكوني- فقد أخرج له النسائي، وهو ثقة. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ومحمد بن طلحة: هو ابن مصرف اليامي. وأخرجه ابن أبي حاتم - فيما ذكره ابن كثير في "التفسير" (سورة النجم) ، والطبراني في "الكبير" (10547) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (366) من طرق عن محمد بن طلحة، بهذا الإسناد. وانظر الحديث السالف برقم (3740) . قوله: "فلما أحس جبريل ربه": قال السندي: أي: ظهر له آثار تجليه. عاد: أي صار في صورته الأصلية، فلذلك رآه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تلك الصورة. والله تعالى أعلم. (1) هو مكرر (3811) سنداً ومتناً. وكتب فوقه في (ظ14) : معاد. الحديث: 3865 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 412 أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1) 3867 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ عَبْدِ السَّلَام، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ لَا يَدَعُهُمَا "، يَقُولُ: لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا، يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ (2) 3868 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ، أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا، وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ، وَمُمَثِّلٌ مِنَ الْمُمَثِّلِينَ " (3)   (1) هو مكرر (3812) سنداً ومتناً. وكتب فوقه في (ظ14) لفظ: معاد. (2) هو مكرر (3813) سنداً ومتناً. وكتب فوقه في (ظ14) لفظ: معاد. (3) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، أبان: هو ابن يزيد العطار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وصحح الدارقطني وقفه من أسانيد أخرى كما سيرد. وأخرجه البزار (1603) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلم أسنده عن أبي وائل إلا إبان. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/236، وقال: ورواه البزار، ورجاله ثقات، وكذلك رواه أحمد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10497) من طريق عبد الله بن بشر، عن أبي= الحديث: 3867 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 413 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = إسحاق، عن الحارث (يعني ابن عبد الله الأعور) ، عن ابن مسعود، مرفوعاً، ولفظه .... أو رجل يضل الناس بغير علم، أو مصور يصور التماثيل. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/181، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، -وفي الصحيح منه قصة المصور- وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10515) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/122 من طريق أبي نباتة يونس بن يحيى، عن عباد بن كثير، عن ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود، مرفوعاً. قال أبو نعيم: غريب من حديث طلحة وخيثمة، ويقال: من مفاريد أبي نباتة. قلنا: ليث بن أبي سليم ضعيف، وعباد بن كثير متروك. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/236، وقال: في الصحيح بعضه، ورواه الطبراني، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس. والفقرة الأخيرة في الحديث سلفت بإسناد صحيح برقم (3558) بلفظ: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون". وأخرجه الدارقطني في "العلل" 5/305 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود، به مرفوعاً. وأخرجه أيضاً 5/304 من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، بالإسناد السابق، موقوفاً على ابن مسعود. قلنا: وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله، فالإسناد منقطع في الطريقين. قال الدارقطني: ووقفه ابن مهدي ويحيى القطان وأبو أحمد الزبيري، عن الثوري. وكذلك رواه العلاء بن المسيب، وإبراهيم بن طهْمان، عن أبي إسحاق، مرفوعاً. قال: والموقوف أصح. ثم قال: ورواه حسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن عبد الله موقوفاً. ولا يصح عن أبي وائل.= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 414 3869 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ - كَانَ يَنْزِلُ فِي مَسْجِدِ الْمَطْمُورَةِ - عَنْ سَيَّارٍ (1) أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ، فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ، لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْشَكَ اللهُ لَهُ بِالْغِنَى، إِمَّا أَجَلٌ عَاجِلٌ، أَوْ غِنًى عَاجِلٌ " (2) 3870 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ، جُلُوسًا، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: قَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ. فَقَامَ وَقُمْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، رَأَيْنَا النَّاسَ رُكُوعًا،   = قلنا: لم يذكر الدارقطني إسناد أحمد هذا، وهو حسن مرفوع. قال السندي: قوله: وممثل من الممثلين: في "النهاية": أي مصور، يقال: مثلث، بالتشديد والتخفيف، إذا صورت مثالا. قلت: ولعل فائدة ذكر "من الممثلين" أن المراد من يتخذ ذلك عادة له، أي: هو واحد من جملة المتعارفين بذلك. والله تعالى أعلم. (1) في (م) : يسار، وهو خطأ. (2) إسناده حسن على خطأ فيه، سيار: هو أبو حمزة، كما سيرد في الرواية (4220) . وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير. وقد سلف تخريجه برقم (3696) . قوله: "إما أجل عاجل": قال السندي: بدل من الغنى، على أن المراد به دفع الحاجة عنه، إما بالموت أو بالمال. والله تعالى أعلم. الحديث: 3869 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 415 فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، فَكَبَّرَ وَرَكَعَ، وَرَكَعْنَا ثُمَّ مَشَيْنَا، وَصَنَعْنَا مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ، فَمَرَّ رَجُلٌ يُسْرِعُ، فَقَالَ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ (1) ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا وَرَجَعْنَا، دَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ، جَلَسْنَا، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: أَمَا سَمِعْتُمْ رَدَّهُ عَلَى الرَّجُلِ: صَدَقَ اللهُ، وَبَلَّغَتْ رُسُلُهُ، أَيُّكُمْ يَسْأَلُهُ؟ فَقَالَ طَارِقٌ: أَنَا أَسْأَلُهُ، فَسَأَلَهُ حِينَ خَرَجَ، فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تَسْلِيمَ الْخَاصَّةِ، وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ، حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَقَطْعَ الْأَرْحَامِ، وَشَهَادَةَ الزُّورِ، وَكِتْمَانَ شَهَادَةِ الْحَقِّ، وَظُهُورَ الْقَلَمِ " (2)   (1) في هامش (س) و (ص) : صدق الله وبلغت رسله. (2) إسناده حسن، سيار -وهو أبو حمزة الكوفي-، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/421، وهو مذكور في بعض نسخ الكتاب دون بعض -كما ذكر محقق الكتاب-، ولم يرد ذكره في النسخة التي وقعت للحافظ ابن حجر، فقال في "تهذيب التهذيب" 4/292: ولم أجد لأبي حمزة ذكراً في "ثقات" ابن حبان، فينظر. وقد نقل المزي في "تهذيب الكمال" عن أحمد وأبي داود ويحيى والدارقطني وغيرهم أنهم قالوا: قد أخطأ من قال: هو سيار أبو الحكم. وقد روى له أصحاب السنن عدا النسائي، والبخاري في "الأدب المفرد"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير. وأخرجه مختصراً البزار (3407) من طريق أبي أحمد -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلمه يروى من حديث طارق عن عبد الله إلا من هذا الوجه. وأخرجه البخاري بتمامه في "الأدب المفرد" (1049) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/4-5 و4/385، والحاكم 4/445-446، من طريق أبي نعيم، عن= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 416 3871 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: " مَا صُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرُ مِمَّا صُمْتُ مَعَهُ ثَلَاثِينَ " (1) 3872 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ   = بشير بن سلمان، عن سيار أبي الحكم، عن طارق، به. وسيار هذا تقدم أنه أبو حمزة لا أبو الحكم. وسكت عنه الحاكم والذهبي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/329، وقال: رواه كله أحمد، والبزار ببعضه، وزاد: "وأن يجتاز الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه"، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح! وهذا وهم من الهيثمي أيضاً ظن أن سياراً هو أبو الحكم، وإنما هو أبو حمزة الكوفي كما ذكرنا آنفاً، وليس هو من رجال الصحيح. وقد سلف مختصراً برقم (3664) . ولبعضه شاهد من حديث عمرو بن تغلب عند الطيالسي في "مسنده" (1171) ، رواه عن ابن فضالة -وهو مبارك-، عن الحسن -وهو البصري-، قال: قال عمرو بن تغلب: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر، وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوماً كأن وجوههم المجانّ المطْرقة، وإن من أشراط الساعة أن يكثر التجار، ويظهر القلم"، وأخرج قسميه الأولين أحمد كما سيرد 5/70، وصرح الحسن عنده بالتحديث، وعنده جرير بن حازم بدل مبارك بن فضالة. قال السندي: قوله: تسليم الخاصة: أي: تسليم المعارف فقط. قال الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/7: اختصاصه ذلك الواحد بذلك السلام دون بقيتهم ظلم منه لبقيتهم. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (3776) و (3840) . الحديث: 3871 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 417 مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ عَامَّةً مَا يَنْصَرِفُ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى يَسَارِهِ إِلَى الْحُجُرَاتِ " (2) 3873 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبدِ اللهِ، قَالَ: " لَأَنْ أَحْلِفَ تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ جَعَلَهُ نَبِيًّا، وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا " قَالَ الْأَعْمَشُ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: " كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْيَهُودَ سَمُّوهُ وَأَبَا بَكْرٍ " (3)   (1) في (ظ14) : أن. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- صرح بالتحديث في الروايتين (4383) و (4384) ، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه ابن حبان (1999) من طريق حماد، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وقد سلف بأطول منه برقم (3631) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (3617) . سفيان: هو الثوري. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/34، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وسيأتي برقم (4139) . الحديث: 3873 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 418 3874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ، " يَرْمِي الْجَمْرَةَ مِنَ الْمَسِيلِ "، فَقُلْتُ: أَمِنْ هَاهُنَا تَرْمِيهَا؟ فَقَالَ: مِنْ هَاهُنَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، " رَمَاهَا الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1) 3875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبد الرحمن: هو ابن يزيد بن قيس النخعي خال إبراهيم. وأخرجه البخاري (1747) ، وابن حبان (3870) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (111) ، وابن أبي شيبة 4/1/184، والبخاري (1750) ، ومسلم (1296) (305) و (306) ، والنسائي في "الكبرى" (4079) ، وفي "المجتبى" 5/374، وأبو يعلى (5067) ، وابن خزيمة (2879) ، والشاشي (457) ، وابن حبان (3873) ، والبيهقي في "السنن" 5/129، والبغوي (1949) ، من طرق، عن الأعمش، به. وعلقه البخاري (1747) بصيغة الجزم عن عبد الله بن الوليد -وهو العدني-، قال: حدثنا سفيان، حدثنا الأعمش، بهذا. قال الحافظ في "الفتح" 3/580: فائدة هذا التعليق بيان سماع سفيان -وهو الثوري- له من الأعمش. والمراد بالجمرة: جمرة العقبة، وبالمسيل: بطن الوادي، كما سلف برقم (3548) ، وذكرنا هناك طرقه وشرحه. الحديث: 3874 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 419 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنِّي لَمُسْتَتِرٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، إِذْ جَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ: ثَقَفِيٌّ وَخَتْنَاهُ قُرَشِيَّانِ، كَثِيرٌ شَحْمُ (1) بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَتَحَدَّثُوا بَيْنَهُمْ بِحَدِيثٍ، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمْ: تُرَى أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْمَعُ مَا قُلْنَا؟ قَالَ الْآخَرُ: أُرَاهُ يَسْمَعُ إِذَا رَفَعْنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِذَا خَفَضْنَا، قَالَ الْآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ شَيْئًا مِنْهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُهُ كُلَّهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ} [فصلت: 22] ، حَتَّى {الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23] " (2) 3876 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ الْعَيْزَارِ بْنِ جَرْوَلٍ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، أَنَّهُ كَانَ صَدِيقًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ،   (1) في هامش (س) : شحوم. نسخة. (2) حديث صحيح، وهب بن ربيعة، وهو الكوفي -وإن قال فيه الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، تفرد عنه عمارة بن عمير، لكن أخرج له مسلم- متابع، وقد أخرج له مسلم متابعة لا احتجاجاً، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي. وأخرجه مسلم (2775) من طريق يحيى القطان، وابن حبان (391) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد. وسلف بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (3614) . وسيأتي برقم (4221) و (4238) . الحديث: 3876 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 420 زَارَهُ فِي أَهْلِهِ، فَلَمْ يَجِدْهُ، قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ عَلَى أَهْلِهِ، وَسَلَّمَ، فَاسْتَسْقَى، قَالَ: فَبَعَثَتِ الْجَارِيَةَ تَجِيئُهُ بِشَرَابٍ مِنَ الْجِيرَانِ، فَأَبْطَأَتْ، فَلَعَنَتْهَا، فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ، فَجَاءَ أَبُو عُمَيْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَيْسَ مِثْلُكَ يُغَارُ عَلَيْهِ، هَلَّا سَلَّمْتَ عَلَى أَهْلِ أَخِيكَ، وَجَلَسْتَ وَأَصَبْتَ مِنَ الشَّرَابِ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، فَأَرْسَلَتِ الْخَادِمَ، فَأَبْطَأَتْ، إِمَّا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ، وَإِمَّا رَغِبُوا فِيمَا (1) عِنْدَهُمْ، فَأَبْطَأَتِ الْخَادِمُ (2) ، فَلَعَنَتْهَا، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ اللَّعْنَةَ إِذَا وُجِّهَتْ (3) إِلَى مَنْ وُجِّهَتْ إِلَيْهِ، فَإِنْ أَصَابَتْ عَلَيْهِ سَبِيلًا، أَوْ وَجَدَتْ فِيهِ مَسْلَكًا (4) ، وَإِلَّا قَالَتْ: يَا رَبِّ، وُجِّهْتُ إِلَى فُلَانٍ، فَلَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ سَبِيلًا، وَلَمْ أَجِدْ فِيهِ مَسْلَكًا، فَيُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ "، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ الْخَادِمُ مَعْذُورَةً، فَتَرْجِعَ اللَّعْنَةُ، فَأَكُونَ سَبَبَهَا (5)   (1) في (ظ14) : عما، وهو مغاير للمعنى. (2) لفظ: "الخادم" ليس في (ظ1) . (3) "إذا وجهت" ليس في (ص) و (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) من قوله: "وإلا قالت يا رب ... " إلى هنا، سقط من (ق) و (ظ1) . (5) إسناده محتمل للتحسين، فإن أبا عمير الحضرمي -وإن قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" مجهول- يمكن أن يخرجه من حيز الجهالة كونه صديقاً لابن مسعود، وأن ابن مسعود كان يزوره كما ذكر في الحديث، وبقيه رجاله ثقات رجال الصحيح غير العيْزار بن جرول الحضرمي، فليس من رجال الكتب الستة، وهو ثقة، وثقه ابن معين كما ذكر الحافظ في "التعجيل" ص 327، وذكره ابن حبان في= الجزء: 6 ¦ الصفحة: 421 3877 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُلِّمَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَجَوَامِعَهُ - أَوْ جَوَامِعَ الْخَيْرِ وَفَوَاتِحَهُ - وَإِنَّا كُنَّا لَا نَدْرِي مَا نَقُولُ فِي صَلَاتِنَا، حَتَّى عُلِّمْنَا، فَقَالَ: قُولُوا: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ   = "الثقات"، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعمر بن ذر: هو الهمْداني المرْهِبي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/74، وقال: رواه أحمد، وأبو عمير لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، ولكن الظاهر أن صديق ابن مسعود الذي يزوره هو ثقة. والله أعلم. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/473، وقال: رواه أحمد، وفيه قصة، وإسناده جيد إن شاء الله تعالى. قوله: "ليس مثلك يغار عليه": قال السندي: أي لأجله، أو منه على الأهل، زعم أنه خرج خوفاً من غيرتي على أهلي منه. هلا: للتخصيص في المستقبل، والتنديم في الماضي، فهاهنا للتنديم، وقد كتبها الناس في النسخ بصورة: هل لا، وهي كتابة على خلاف المتعارف، فلذلك كتبتها على الوجه المتعارف لئلا يخل في الفهم. أو وجدت فيه مسلكاً: الظاهر أن كلمة "أو" للشك، لكن ما بعدها يدل على أنها للتنويع، بأن يحمل الأول على الاستحقاق القوي، والثاني على ما دون ذلك، والجزاء مقدر، أي: لحقته. (1) في (ظ14) : تعلمنا. الحديث: 3877 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 422 أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (1) 3878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ (2) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا أَحَدًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضْلة الجشمي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3063) ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (9910) . وأخرجه الترمذي (1105) ، والنسائي في "المجتبى" 2/238 من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9910) و (9911) و (9913) من طرق كثيرة، عن أبي إسحاق، به. وسيرد برقم (3921) و (3967) و (4017) من طريق الثوري، و (4160) من طريق شعبة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وسلف برقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، به. وذكرنا هناك شواهده. قال السندي: قوله: فواتح الخبر وجوامعه -وفي بعض الروايات: فواتح الخير وخواتمه، وهو كناية عن الخبر كله- وأما جوامع الخير فهي الكلمات الجامعة للخيرات. (2) "عن أبي الأحوص" سقط من (م) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. عبد الرزاق:= الحديث: 3878 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 423 3879 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ " (1) 3880 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خِلِّهِ (2) ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا (3) ، لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ   = هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20398) . وأخرجه الشاشي (721) و (722) من طريق إسرائيل، والطبراني في "الأوسط" (1415) من طريق أشعث بن سوار، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وسلف برقم (3580) . (1) حديث صحيح، إسناده على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن -وهو ابن صالح بن صالح بن حي الهمداني- وأبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم. وأبو إسحاق -واسمه عمرو بن عبد الله السبيعي- متابع. وتقدم برقم (3699) ، ومطولاً برقم (3660) . (2) كذا في جميع النسخ عندنا، وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: أثبتها من النسخة الكتانية. قال السندي: قوله: من خِلَّتِهِ بكسر خاء: هى الصداقة، كالخلةِ بالضم. (3) في (ق) و (ظ1) و (ظ14) : متخذاً أحدا خليلاً. الحديث: 3879 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 424 خَلِيلًا، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 3881 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَعْوَرِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " آكِلُ الرِّبَا وَمُوكِلُهُ وَكَاتِبُهُ وَشَاهِدَاهُ، إِذَا عَلِمُوا بِهِ، وَالْوَاشِمَةُ وَالْمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ، وَلَاوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ: مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (3655) من طريق عبد الرزاق -شيخ أحمد-، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/443 من طريق عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثوري، به. وهو مكرر (3580) . (2) حديث حسن، الحارث بن عبد الله الأعور -وإن كان ضعيفاً- قد توبع كما سيرد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن مرة: هو الهمْداني الخارفي. وأخرجه ابن حبان (3252) ، والبيهقي في "الشعب" (5507) ، من طريق محمد بن كثير العبدي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (10793) و (15350) عن معمر، والنسائي في "المجتبى" 8/147 وفي "الكبرى" (8719) من طريق شعبة، كلاهما عن الأعمش، به. وله طريق يحسن به، فقد أخرجه ابن خزيمة (2250) ، والحاكم 1/387،= الحديث: 3881 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 425 فَذَكَرْتُ ذَلِكَ (1) لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ سَوَاءٌ " (2) 3882 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَصَفَّ صَفَّا (3) خَلْفَهُ، وَصَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ "، قَالَ: وَهُمْ فِي صَلَاةٍ كُلُّهُمْ، قَالَ: "   = والبيهقي في "السنن" 9/19 من طريق يحيى بن عيسى الرمْلي، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله، به. قال البيهقي: تفرد به يحيى هكذا. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتح بيحيى بن عيسى الرملي، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: يحيى بن عيسى مختلف فيه، فقد أثنى عليه أحمد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي، وضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطىء. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/118، وقال: في الصحيح وغيره بعضه، رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير"، وفيه الحارث الأعور، وهو ضعيف، وقد وثق. وانظر (3725) ففيه شواهد بعضه في الصحيح. قوله: "ولاوي الصدقة": قال السندي: أي: مؤخرها إلى أن تفوت. (1) لفظ: "ذلك" لم يرد في (س) و (ص) ، وأثبت في هامشيهما. وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: فذكرته لإِبراهيم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. والقائل: فذكرت ذلك لإبراهيم، هو الأعمش. (3) في (س) و (ظ14) و (ظ1) و (م) : فصف صف. الحديث: 3882 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 426 وَكَبَّرَ (1) وَكَبَّرُوا جَمِيعًا، فَصَلَّى بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ رَكْعَةً، وَصَفٌّ مُوَازِي الْعَدُوِّ "، قَالَ: " ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ هَؤُلَاءِ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ قَامَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ صَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَةَ الثَّانِيَةَ، فَقَضَوْا مَكَانَهُمْ، ثُمَّ ذَهَبَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَقَضَوْا رَكْعَةً " (2) 3883 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ، أَوِ الْعَصْرَ خَمْسًا، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَاتَانِ السَّجْدَتَانِ لِمَنْ ظَنَّ مِنْكُمْ أَنَّهُ زَادَ، أَوْ نَقَصَ " (3)   (1) في (ظ14) : فكبر. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير خصيف -وهو ابن عبد الرحمن الجزري- فقد روى له أصحاب السنن، وهو مختلف فيه. سفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4245) . وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/311 من طريق مؤمل، عن سفيان الثوري، به. وأشار أبو داود عقب الرواية (1245) إلى هذا الإسناد، فقال: رواه الثوري بهذا المعنى عن خصيف. وقد سلف بنحوه برقم (3561) . (3) إسناده ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وبقية رجاله ثقات= الحديث: 3883 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 427 3884 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، حَتَّى رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا، وَقَالَ: " إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا " (1)   = رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد بن قيس النخعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3456) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (9848) . وأخرجه الشاشي (416) ، والطبراني في "الكبير" (9849) و (9850) من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (417) ، والطبراني في "الكبير" (9853) من طريق يزيد أبي خالد الدالاني، عن عبد الرحمن بن الأسود، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9854) من طريق محمد بن أبان، عن أبى إسحاق، عن الأسود، به، نحوه. ومحمد بن أبان -وهو الجعفي- ضعيف. وقد سلف بنحوه بأسانيد صحيحة بالأرقام (3566) -وذكرنا هناك أطرافه- و (3570) و (3602) . وسيأتي من طريق جابر برقم (4072) و (4418) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ظاهره الانقطاع، إبراهيم -وهو النخعي- لم يسمع من ابن مسعود، لكن روى المزي بإسناده إلى إبراهيم النخعي، قال: إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همّام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران.= الحديث: 3884 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 428 3885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي الرَّضْرَاضِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ، سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي، فَلَمَّا فَرَغَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي إِذَا كُنْتُ سَلَّمْتُ (1) عَلَيْكَ فِي الصَّلَاةِ رَدَدْتَ عَلَيَّ؟ قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحْدِثُ فِي أَمْرِهِ (2) مَا يَشَاءُ " (3)   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3592) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (540) من طريق شعبة، عن الأعمش، به. وسلف بإسناد صحيح برقم (3563) ، وبنحوه سلف برقم (3575) ، وسيأتي برقم (3885) و (3944) و (4145) و (4417) . (1) في (ظ14) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: إني كنت إذا سلمت. (2) في (ق) و (ظ1) : من أمره. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، أبو الرضراض -وإن لم يرو عنه غير أبي الجهم- متابع، وقد اختلف فيه على مطرف، فقال ابن فضيل في هذه الرواية وأسباط في الرواية (3944) : أبو الرضراض، وكذلك ذكره ابن سعد في "طبقاته" 6/203. وقال أبو كدينة -وهو يحيى بن المهلب- كما في "التاريخ الكبير" 3/340: رضراض، وسماه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/521: رضراض بن أسعد، وذكره الحافظ في "التعجيل" ص 130 باسم رضراض، وقال: هو أبو رضراض، يأتي في "الكنى"، ثم لم يذكره في الكنى، وقد وهم فيه أبو كدينة، فقال: -كما في "التاريخ الكبير" 3/340، و"ثقات" ابن حبان 6/321-: رضراض، سمع قيس بن ثعلبة، والصواب أن رضراضاً هذا هو أحد بني قيس بن= الحديث: 3885 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 429 3886 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُؤَاخَذُ أَحَدُنَا بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: " مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ   = ثعلبة، كما ذكر الدارقطني في "العلل" 5/236، ونقله عنه الحافظ في "لسان الميزان" 4/477، وقد ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: رضراض، عن ابن عباس، قال الأزدي: ليس بقوي. وقد قال المعلمي في حاشيته على "التاريخ الكبير": يترجح أن اسمه رضراض، أو يجمع بين الروايتين بأنه رضراض أبو رضراض، فيكون مكنى بمثل اسمه، ومثله موجود. وأبو الجهم -وهو سليمان بن الجهم- قال المِزي: روى عنه روح بن جناح الدمشقي، وأخوه مروان بن جناح -إن كان محفوظاً-، ومطرف بن طريف، وأثنى عليه خيراً، وقال على ابن المديني: لا أعلم أحداً روى عنه غير مطرف. وأثبت سماع مطرف منه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/5، وأحمد كما في "العلل" (777) ، ونقله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/104. وذكره في "الثقات" ابن حبان، والعجلي، وابن خلفون. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مطرف: هو ابن طريف الحارثي. وأخرجه أبو يعلى (5189) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/455، من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10129) و (10545) من طريقين، عن مطرف، به. وسيأتي برقم (3944) و (4145) و (4417) . وأصل الحديث في "الصحيحين" بلفظ: "إن في الصلاة لشغلاً"، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3563) ، وتقدمت هذه الرواية بأطول مما هنا برقم (3575) بإسناد حسن. الحديث: 3886 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 430 بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ " (1) 3887 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا نَسِيتُ فِيمَا نَسِيتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ " أَيْضًا (2) 3888 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي (3) إِسْحَاقَ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري (6921) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/211، وابن حبان (396) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/125، والبيهقي في "السنن" 9/123 وفي "الشعب" (23) ، من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3596) وذكرنا هناك توجيهه. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه عبد الرزاق (3127) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (10177) عن معْمر والثوري، عن حماد، عن أبي الضحى، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3699) ، ومطولاً برقم (3660) ، وذكرنا هناك مكرراته. (3) قوله: "أبي" سقط من (م) . الحديث: 3887 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 431 عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي الضُّحَى (1) 3889 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَيْفَ بِكَ يَا عَبْدَ اللهِ، إِذَا كَانَ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُضَيِّعُونَ (2) السُّنَّةَ، وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مِيقَاتِهَا؟ " قَالَ: كَيْفَ تَأْمُرُنِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " تَسْأَلُنِي ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ، كَيْفَ تَفْعَلُ؟ لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص -وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي-، فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3130) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (10173) . وسلف برقم (3699) ، ومطولاً برقم (3660) ، وذكرنا هناك أطرافه. (2) في (ظ14) : يضعون. (3) إسناده ضعيف لانقطاعه، القاسم بن عبد الرحمن -وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من جده، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. معمر: هو ابن راشد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (3790) . وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (3786) بنحوه عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن مسعود، موقوفاً. وقد سلفت الرواية بإسناد متصل -إن صح- برقم (3790) . وانظر (3601) . الحديث: 3889 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 432 مسند الإمام احمد بن حنبل 164 - 241 هـ أشرف على تحقيقه الشيخ شعيب الأرنؤوط حقق هذا الجزء وحقق أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق الجزء السابع مؤسسة الرسالة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 3 3890 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ، وَلَمْ يُسَمِّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ: فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس. وأخرجه الطيالسي (372) ، والبخاري في "صحيحه " (527) و (5970) و (7534) ، وفي "الأدب المفرد" (1) ، ومسلم (85) (139) والدارمي 1/278 والنسائي في "المجتبى" 1/292، وأبو يعلى (5286) ، وأبو عوانة 1/63-64، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار"3/27، وابن حبان (1477) ، والطبراني في "الكبير" (9805) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/266، والبيهقي في " السنن " 2/2152، وفي "الشعب " (7824) ، والبغوي في "شرح السنة" (344) ، من طرق عن شعبة، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/311، والبخاري (2782) و (7534) ، ومسلم (85) (137) و (138) ، والترمذي (173) ، وأبو عوانة 1/64، وابن حبان (1478) ، والطبراني في "الكبير" (9806) و (9807) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/266 الحديث: 3890 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 5 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = و10/401، والبيهقي في "الشعب " (4219) ، من طرق عن الوليد بن العيزار، به. وأخرجه مختصراً مسلم (85) (140) ، وأبو عوانة 1/64، وابن حبان (1474) ، والطبراني في "الكبير" (9809) و (9810) و (9811) و (9812) و (9813) و (9814) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/301، من طرق عن أبي عمرو الشيباني، به. وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/246، والحاكم 1/188-189، من طريق حجاج بن الشاعر، عن علي بن حفص المَديني، عن شعبة، به، بلفظ: "الصلاة في أول ميقاتها". قال الحاكم: قد روى هذا الحديث جماعة عن شعبة، ولم يذكر هذه اللفظة غير حجاج بن الشاعر، عن علي بن حفص، وحجاج حافظ ثقة، وقد احتج مسلم بعلي بن حفص المديني، ووافقه الذهبي. وبهذه اللفظة أخرجه ابن خزيمة (327) ، وابن حبان (1475) و (1479) ، والطبراني في "الكبير" (9808) ، والحاكم 1/188 من طريق بندار محمد بن بشار، والحاكم 1/188 أيضاً، والبيهقي في "السنن " 1/434، والبغوي في "شرح السنة" 2/177 من طريق الحسن بن مكرم البزار، كلاهما عن عثمان بن عمر، عن مالك بن مِغْوَل، عن الوليد بن العيزار، به. قال ابن حبان: "الصلاة في أول وقتها" تفرد به عثمان بن عمر، وقال الحاكم: فقد صحت هذه اللفظة باتفاق الثقتين بندار والحسن بن مكرم على روايتهما عن عثمان بن عمر، وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه مختصراً الدارقطني 1/247 من طريق الحجاج، عن سليمان، عن أبي عمرو الشيباني، به. وأخرجه الدارقطني 1/246-247، والحاكم 1/189 من طريق محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبيد المكتب، عن أبي عمرو الشيباني، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الحاكم: الرجل هو عبد الله بن مسعود لإجماع الرواة فيه على أبي عمرو الشيباني. قلنا: سيرد في "المسند" = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 6 3891 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي "، فَلَمَّا نَزَلَتْ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ   = 5/368 من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه مطولاً سعيد بن منصور (2302) ، والطبراني في "الكبير" (9820) من طريق يزيد بن معاوية، عن عبد الملك بن عمير، عن زر بن حُبيش، عن إبن مسعود، به. وأخرجه الشاشي (897) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسماعيل، عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: سأل رجل عبد الله بن مسعود. وعون لم يدرك ابن مسعود. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9815) من طريق عمرو بن جرير البَجَلي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن ابن مسعود، موقوفاً. وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" (9819) من طريق أبي نعيم، عن أبي جَنَاب يحيى بن أبي حية الكلبي، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، به. وأخرجه مطولا أيضاً الطبراني في "الكبير" (9821) من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن مسعود، به. وأخرجه مختصراً الطبراني (9822) من طريق حسين بن علي الجُعفي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود، به. وسيأتي برقم (3973) و (3998) و (4186) و (4223) و (4243) و (4285) و (4313) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6602) . وعن أم فروة عند الترمذي (170) مختصراً. = الحديث: 3891 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 7 وَالْفَتْحُ، قَالَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ (1) اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ " (2) 3892 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3) 3893 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، قَالَ: فَلَمَّا وَقَفْنَا بِعَرَفَةَ، قَالَ: فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَوْ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفَاضَ الْآنَ، كَانَ قَدْ أَصَابَ، قَالَ: فَلَا أَدْرِي كَلِمَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ كَانَتْ أَسْرَعَ، أَوْ إِفَاضَةُ عُثْمَانَ، قَالَ: فَأَوْضَعَ النَّاسُ، وَلَمْ   = قال السندي: قوله: "الصلاة على وقتها"، أي: أداؤها في وقتها المستحب، وأحاديث أفضل الأعمال وردت مختلفة، وقد ذكر العلماء في توفيقها وجوهاً، من جملتها أن الاختلاف بالنظر إلى اختلاف أحوال المخاطبين، فمنهم من يكون الأقضل له الاشتغال بعمل، ومنهم من يكون الأفضل له الاشتغال بآخر. (1) لفظ: "اللهم " ليس في (ظ 14) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. وهو مكرر (3719) . عفان: هو ابن مسلم. وسلف أيضاً برقم (3683) ، وذكرنا هناك أطرافه وشواهده. (3) هو مكرر (3751) سنداً ومتناً. وكتب فوقه في (ظ 14) : معاد. الحديث: 3892 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 8 يَزِدِ ابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى الْعَنَقِ، حَتَّى أَتَيْنَا جَمْعًا، فَصَلَّى بِنَا ابْنُ مَسْعُودٍ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ دَعَا بِعَشَائِهِ، ثُمَّ تَعَشَّى، ثُمَّ " قَامَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ رَقَدَ، حَتَّى إِذَا طَلَعَ أَوَّلُ الْفَجْرِ، قَامَ فَصَلَّى الْغَدَاةَ "، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا كُنْتَ تُصَلِّي الصَّلَاةَ هَذِهِ السَّاعَةَ - قَالَ: وَكَانَ يُسْفِرُ بِالصَّلَاةِ -، قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْيَوْمِ، وَهَذَا الْمَكَانِ، يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ " (1) 3894 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " جَدَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّمَرَ   (1) حديث صحيح، رجالُه ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي، عبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5367) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ خزيمة (2852) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/211 من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. قال ابن خزيمة في ترجمة الحديث: إن ثبت الخبر، فإني لا أقِفُ على سماع أبي إسحاق هذا الخبرَ من عبد الرحمن بن يزيد. وقال عَقِبَ الحديث: لم يرفع ابنُ مسعود قصةَ عشائهما بينهما، وإنما هذا من فعله، لا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد سلف مختصراً برقم (3637) ، ورواه البخاري (1683) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق بنحوه، كما سيأتي برقم (3969) و (4293) . قوله: "فأوضَعَ الناس "، أي: أسرعوا. على العَنَق: بفتحتين، أي: المقارب إلى الوسط من السيْرِ. قاله السندي. الحديث: 3894 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 9 بَعْدَ الْعِشَاءِ " (1) قَالَ خَالِدٌ: " مَعْنَى جَدَبَ إِلَيْنَا، يَقُولُ: عَابَهُ، ذَمَّهُ " 3895 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُوَلَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ "، قُلْتُ: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ (2) 3896 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ، يَقُولُ: إِنَّ الْكَذِبَ لَا يَصْلُحُ مِنْهُ جِدٌّ وَلَا هَزْلٌ   (1) حديث حسن لغيره، وهذا إسنادَ ضعيف، خالد - وهو ابنُ عبد الله الواسطي الطحان - سَمعَ من عطاء بن السائب بعدَ الاختلاط، وبقية رجاله ثقات. خلف بن الوليد: هو أبو الوليد العتكي الجوهري. وسلف برقم (3603) . (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابنُ عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وبهز: هو ابنُ أسد العمي، وشُعبة: هو ابن الحجاج، وسعدُ بن إبراهيم: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف. وقد سلف برقم (3656) . وقوله: "الأولتين "، قال السندي: هكذا بالتاء المثناة من فوق في النسخ هاهنا، والذي في "الصحاح " و"القاموس " في تأنيث الأول لفظة الُأولى لا الأدلة بالتاء. والله تعالى أعلم. قلنا: وقد أثبتها الشيخ أحمد شاكر: "الأوليين " على الجادة. والرضْفُ: الحجارة المحماة على النار. الحديث: 3895 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 10 وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: جِدٌّ - وَلَا يَعِدُ الرَّجُلُ صَبِيًّا، ثُمَّ لَا يُنْجِزُ لَهُ. قَالَ: وَإِنَّ مُحَمَّدًا قَالَ لَنَا: " لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الأحوص - وهو عوفُ بن مالك بن نضلة الجشمي - من رجال مسلم، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه بقسميه الموقوفِ والمرفوع مطولًا أبو يعلى (5363) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن عفان بن مسلم، بهَذا الإسناد. وأخرجه عبدُ الرزاق (20076) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8518) عن معمر، عن أبي إسحاق، به. والمرفوع منه أخرجه مسلم (2606) ، والبيهقَي في "السنن " 10/426 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به. والموقوفُ منه أخرجه وكيع في "الزهد" (396) عن أبيه، وعبد الرزاق (20076) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8518) عن معمر، وكيع أيضاً (396) ، والبغوي في "شرح السنة" (3575) من طريق إسرائيل، والطبراني أيضاً (8526) من طريق أبي عوانة، أربعتُهم عن أبي إسحاق، به. وأخرجه وكيع أيضاً (395) ، ومن طريقه ابن أبي شيبة 8/591، وهنَّاد في "الزهد" (1369) ، والطبري في "التفسير" (17459) و (17460) عن الأعمش، عن إبراهيم - وهو النخعي -، عن عبدِ الله، وعن الأعمش، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بنِ سَخْبَرة، عن عبد الله، قال: لا يَصْلُحُ الكذِبُ في هزلٍ ولا جد. وأخرجه الطبرانى في "الكبير" (8525) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة، عن عبد الله. وأخرجه أيضاً وكيع في "الزهد" (401) ، ومن طريقه هنَّاد في "الزهد" (1369) ،= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 11 3897 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ " (1)   = والطبري في "التفسير" (17461) من طريق الأعمش، وابن المبارك في "الزهد" (1400) ، والطبري في "التفسير" (17456) و (17457) و (17458) من طريق شعبة، كِلاهما عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وأخرجه بقسميه مرفوعاً ابنُ ماجه (46) من طريق موسى بن عقبة، والدارمي 2/299-300، والحاكم 1/127 من طريق إدريس الأودي، كلاهما عن أبي إسحاق، به، جعلوه كله مرفوعاً. وموسى بن عقبة وإدريس الأودي لم يذكرا فيمن سمع من أبي إسحاق قبل التغير. قال الحاكم: هذا الحديثُ صحيح الإسناد على شرط الشيخين، وإنما تواترت الروايات بتوقيف أكثرِ هذه الكلمات، فإن صَح سنده، فانه صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه موقوفاً بقسميه مطولاً عبدُ الرزاق (20198) عن معمر، عن جعفر بن برقان، عن ابن مسعود. وهذا إسناد منقطع، جعفر بن برقان لم يدرك ابن مسعود. والمرفوع منه سلف مطولاً برقم (3638) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لأن أبانَ بن تغلبَ - وإن كان ثقة من رجال مسلم - لا تُعلم روايته عن أبي إسحاق - وهو السبيعي - هل كانت قبل التغير أو بعده، وقد خالفه شعبة فرواه عن أبي إسحاق موقوفاً، وهذا أصح، فإن شعبة سمع من أبي إسحاق قديماً، وانظر "العلل " 1/293 لابن أبي حاتم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. علي بن عبد الله: هو المديني. وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. = الحديث: 3897 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 12 3898 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرْثٍ، مُتَوَكِّئًا عَلَى عَسِيبٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَسَأَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ؟ " فَسَكَتَ،   = وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/161، وفي "الكبرى" (3732) من طريق أحمد بن عبدة البصري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/124 من طريق المقدمي، والشاشي (482) من طريق محمد بن الفضل عَارِم، ثلاثتهم عن حماد بن زيد، به. ونقل محققُ الشاشي عن البزار قوله: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عَن أبي إسحاق إلا من حديث أبان بن تغلب. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/4/193 عن أبي خالد، عن الأعمش، عن عُمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، موقوفاً. وانظر (3549) . وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (1549) ، ومسلم (1184) ، سيرد (4457) . وآخر من حديث عائشة عند البخاري (1550) ، سيرد 6/32 و100 و181 و230 و234. وثالث من حديث ابن عباس سلف برقم (2404) . ورابع من حديث جابر عند مسلم (1218) ، سيرد 3/320. وخامس من حديث عمرو بن معدي كرب عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/124-125. وسادس من حديث المسور بن مخرمة موقوفاً على عمر عند ابن أبي شيبة 1/4/193. وسابع من حديث أبي هريرة عند ابن خزيمة (2624) . = الحديث: 3898 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 13 ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ عَلَيْهِمْ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] " (1) 3899 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ، فَهُوَ يَمْشِي مَرَّةً، وَيَكْبُو مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا جَاوَزَهَا، الْتَفَتَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي أَنْجَانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَلْأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، فَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ اللهُ (2) : يَا ابْنَ آدَمَ، فَلَعَلِّي إِذَا أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ   = وثامن من حديث أنس عند أبي يعلى (2768) و (3563) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدُ الله بنُ مُرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه مسلم (2794) (34) ، والشاشي (370) ، وابن حبان (97) من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. قال الدارقطني في "العلل " 5/251-252: يرويه عبدُ الله بنُ إدريس، عن الأعمش، عن عبد الله بنِ مُرة، عن مسروق، عن عبدِ الله. وخالفه وكيع، وعيسى بن يونس، وعلي بنُ مسهر، فرووه عن الأعمش، عن إبراهيمَ، عن علقمة، عن عبدِ الله، وهو المشهور، ولعلهما صحيحان، وابن إدريس من الأثبات، ولم يُتابع على هذا القولَ. وقد سلف برقم (3688) . (2) في (ق) : فيقول الله له. الحديث: 3899 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 14 غَيْرَهَا "، قَالَ: " وَرَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَعْذُرُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ (1) لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، هَذِهِ فَلْأَشْرَبْ مِنْ مَائِهَا، وَأَسْتَظِلَّ (2) بِظِلِّهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي (3) غَيْرَهَا؟ فَيُعَاهِدُهُ أَنْ (4) لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَعْذُرُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَيَيْنِ (5) ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَأَسْتَظِلَّ (6) بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا. فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ قَالَ: بَلَى، أَيْ رَبِّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْذُرُهُ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا، سَمِعَ (7) أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ،   (1) في (س) و (ق) و (ظ 1) : فترفع. (2) في (س) و (ظ 14) : أو أستظل. (3) في (ظ 14) : أن تسألني. (4) في (ق) : أنه. (5) في (ظ 14) : الأولتين. (6) في هامش (س) : لأستظل. (7) في (ظ 14) : يسمع. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 15 فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا يَصْرِينِي مِنْكَ؟ أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا، وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَتَسْتَهْزِئُ بِي، (1) وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ " فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّا (2) أَضْحَكُ؟ فَقَالُوا: مِمَّ (3) تَضْحَكُ؟ فَقَالَ: هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟ " فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " مِنْ ضَحِكِ رَبِّي حِينَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَيَقُولُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَدِيرٌ (4) " (5) 3900 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (6)   (1) في (س) و (ص) و (ظ 14) : مني. (2) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) : مما. (3) في (ظ 14) : رب العالمين. (4) في (س) و (ظ 14) : قادر. (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجالُ الشيخين غيرَ حماد - وهو ابنُ سلمة - فمن رجال مسلم. عفان: هو ابنُ مسلم الصفار. وأخرجه مسلم (187) (310) ، والبيهقي في "البعث، (105) ، والبغوي في "شرح السنة" (4355) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3714) ، وشرحنا فيه قوله: "ما يضيرني "، وانظر (3595) . (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 3900 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 16 3901 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلُّ ثَلَاثَةٍ عَلَى بَعِيرٍ، كَانَ أَبُو لُبَابَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَا نَحْنُ نَمْشِي عَنْكَ، فَقَالَ: " مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا " (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 12/460، وأبو عوانة 4/73، من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3186) ، ومسلم (1736) (12) ، والنسائي في "الكبرى" (8738) ، وابن ماجه (2872) ، والدارمي 2/248، وأبو يعلى (5342) ، وأبو عوانة 4/73، والشاشي (569) و (570) و (571) و (573) و (574) و (586) ، وابن حبان (7341) ، والقضاعي في "مسند الشهاب " (210) ، والبيهقي في "السنن " 8/160، وفي "الشعب " (4353) و (5270) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/460، ومسلم (1736) (13) ، وأبو عَوانة 4/73 و74 من طريقين عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (3959) و (4201) و (4202) . وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (3188) ، ومسلم (1735) ، سيرد 2/16. وعن أنس عند البخاري (3187) ، ومسلم (1737) ، سيرد 3/142. وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1738) ، سيرد 3/7. (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وأخرجه أبو يعلى (5359) ، والبغوي في "شرح السنة" (2686) ، من طريق = الحديث: 3901 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 17 3902 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، يَقُولُ: قَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِسْمَةً، (1) فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا يُرَادُ بِهَا وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثْتُهُ، قَالَ: فَغَضِبَ، حَتَّى رَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ (2) ، فَصَبَرَ " (3)   = عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (354) ، والنسائي في "الكبرى" (8807) ، والبزار (1759) "زوائد"، والشاشي (639) ، وابن حبان (4733) ، والحاكم 2/91 و3/20 والبيهقي في "السنن " 5/258 من طرق عن حماد بن سلمة، به. قال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم، عن زر، عن عبد الله إلا حماد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: حماد بن سلمة احتج به مسلم في روايته عن ثابت، وعاصم روى له الشيخان متابعة، ولم يحتجا به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/68، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وحديثه حسن، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. قلنا: فاته أن ينسبه لأبي يعلى، وليس هو على شرطه. وسيأتي برقم (3965) و (4009) و (4029) ، ويكرر برقم (4010) . قوله: "وكانت عُقْبَةُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، أي: نوبة نزوله أو مشيه. (1) في هامش (س) : قَسْماً. (2) في هامش (س) : هذا. نسخة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 3902 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 18 3903 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: زُبَيْدٌ، وَمَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، أَخْبَرُونِي، أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " قَالَ زُبَيْدٌ: فَقُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ، مَرَّتَيْنِ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1)   = وأخرجه البخاري (3405) و (6336) ، والشاشي (548) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3608) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه ابن منده في "الإيمان " (654) ، والبيهقي في "السنن " 8/20، من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (64) (117) ، وابن ماجه (69) ، من طريق عفان، عن شعبة، عن الأعمش، به. وأخرجه الطيالسي (258) ، والبخاري (6044) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122، وأبو عوانة 1/24، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/365، والشاشي (582) و (584) ، وابن حبان (5939) ، وابن منده في "الإيمان " (654) ، والبيهقي في "السنن " 8/20 و10/209 من طرق عن شعبة، عن منصور، به. وأخرجه الطيالسي (258) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122 وأبو عوانة 1/24، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/365، والشاشي (582) و (585) ، وابن حبان (5939) ، وابن منده في "الإيمان " (654) من طرق عن شعبة، عن الأعمش، به. وأخرجه البخاري (7076) ، والنسائي في "المجتبى" 7/112، وابن ماجه = الحديث: 3903 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 19 3904 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ التُّقَى، وَالْهُدَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى " (1) 3905 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ (2) ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَتَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدَقَةِ الْبَقَرِ: " إِذَا   = (69) و (3939) ، وأبو يعلى (4988) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/215 من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه الحميدي (104) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122، وأبو يعلى (4988) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/123 من طرق عن منصور، به. وسلف برقم (3647) من طريق شعبة، عن زبيد، به. وتخريجه هناك. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الطيالسي (303) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (674) ، والترمذي (3489) ، وابن حبان (900) ، والطبراني في "الدعاء" (1408) ، من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وسلف برقم (3692) . (2) تحرف في (م) إلى: حدثنا ابن مسعود وابن سعد. الحديث: 3904 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 20 بَلَغَ الْبَقَرُ ثَلَاثِينَ، فِيهَا (1) تَبِيعٌ مِنَ الْبَقَرِ، جَذَعٌ أَوْ جَذَعَةٌ، حَتَّى تَبْلُغَ أَرْبَعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ، فَفِيهَا بَقَرَةٌ مُسِنَّةٌ، فَإِذَا كَثُرَتِ الْبَقَرُ، فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ مِنَ الْبَقَرِ، بَقَرَةٌ مُسِنَّةٌ " (2)   (1) في هامش (س) : ففيها. نسخة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، وخصيف - وهو ابن عبد الرحمن - سيئ الحفظ، وبقية رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم الصفْار. وأخرجه مختصراً الترمذي (622) ، وابن ماجه (1804) ، وابن الجارود في "المنتقى" (344) ، والبيهقي في "السنن " 4/99، من طريق عبد السلام بن حرب، عن خصيف، بهذا الإسناد. ولفظه: "في ثلاثيين من البقر تبيع أو تبيعة، وفي كل أربعين مسنة"، قال الترمذي: هكذا رواه عبد السلام بن حرب، عن خصيف، وعبد السلام ثقة حافظ، وروى شريد هذا الحديث عن خصَيف، عن أبي عبيدة، عن أمه، عن عبد الله، وأبو عبيدة لم يسمع من عبد الله. قلنا: قد وقع في مطبوع الترمذي و"تحفة الأحوذي " 3/257: "عن أبيه "، بدل: "عن أمه "، ولم يفطن لهذا التحريف المباركفوري، فعلق عليها أنها من سوء حفظ شريك، وأنها زيادة منكرة، أو أن قوله: "عن عبد الله "، بدل من: "عن أبيه "، وقد جاءت على الصواب في "سنن البيهقي " 4/99، و"نصب الراية" 2/352، وتبقى زيادة: "عن أمه " من سوء حفظ شريك. وله شاهد من حديث معاذ بن جبل من طريق مسروق، عنه عند عبد الرزاق (6841) ، والطيالسي (567) ، وأبي داود (1578) ، والترمذي (623) ، وصححه ابن حبان (4886) ، والحاكم 1/398، قال الحافظ في "الفتح "3/324: وفي الحكم بصحته نظر، لأن مسروقاً لم يلق معاذاً، وإنما حسنه الترمذي لشواهده. قلنا: وفي قول الحافظ: إنه لم يلق معاذاً نظر، فقد قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/275: وقد روي هذا الخبر عن معاذ بإسناد متصل صحيح ثابت، ذكره عبد = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 21 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الرزاق، حدثنا معمر والثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ. وقال ابن حزم في "المحلى" 6/16: وجدنا حديث مسروق إنما ذكر فيه فعل معاذ باليمن في زكاة البقر، وهو بلا شك قد أدرك معاذاً، وشهد حكمه، وعمله المشهور المنتشر، فصار نقله لذلك - ولأنه عن عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ- نقلا عن الكافة، عن معاذ بلا شك. وله طرق أخرى عن معاذ، وستأتي في "المسند" 5/230 و233 و240 و247. وآخر من حديث علي عند أبي داود (1572) ، وإسناده ضعيف، لأنه من رواية زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي، وروايته عنه إنما هي بعد تغيره، ثم إنه - أي زهير- قد شك في رفعه، وصححه ابن القطان- فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 2/353. ورواه عبد الرزاق (6842) عن معمر، والثوري عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي موقوفاً. وهذا إسناد حسن، معمر والثوري سمعا من أبي إسحاق - وهو السبيعي - قديماً، وعاصم بن ضمرة مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب ": صدوق، أي: حسن الحديث. وثالث من حديث ابن عباس عند البزار (892) ، والدارقطني 2/99، والبيهقي في " السنن " 4/99، قال ابن عباس: لما بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذاً إلى اليمن أمره أن يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعاً أو تبيعة، جذعاً أو جذعة، ومن كل أربعين بقرة بقرةً مسنة. وهو ضعيف، لأنه من طريق بقية عن المسعودي. قال البزار: إنما يرويه الحفاظ عن الحكم، عن طاووس مرسلاً، ولم يُتابع بقيةَ على هذا أحد. ورواه الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن طاووس، عن ابن عباس، والحسن لا يحتج بحديثه إذا تفرد به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/73، ونقل قول البزار قال ابن عبد البَر في "الاستذكار" 9/157، ونقله عنه الحافظ في "التلخيص " = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 22 3906 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: " لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً " وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ غُلَامٌ لَهُ ذُؤَابَتَانِ، يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ (1) 3907 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً عَلَى غَيْرِ مَا   = 2/153: ولا خلاف بين العلماء أن السُّنة في زكاة إلبقر على ما في حديث معاذٍ هذا، وأنه النصاب المُجْتَمَعُ عليه فيها. قوله: "تَبِيع ": ما دخل في الثانية، سُمي تَبِيعاً لأنه يتبع امَّه. والجَذَع من البقر: ما دخل في السنة الثانية، وقيل في الثالثة، قاله ابن الأثير. مسنة: ما دخل في الثالثة. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد الواحد: هو ابن زياد العبدي. وأخرجه البخاري (5000) ، ومسلم (2462) (114) ، والنسائي في "المجتبى" 8/134، والفسوي في "المعرفة والتاريخ " 2/537، وابن أبي داود في "المصاحف " ص 15 و16، والطبراني في "الكبير" (8448) من طرق عن الأعمش، بهذا الِإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/134 من طريق الحسن بن إسماعيل، وابن حبان (7064) ، والطبراني في "الكبير" (8437) من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن هُبيرة بن يريم، عن عبد الله. وهذا إسناد حسن من أجل هبيرة. وانظر (3599) و (3846) و (3929) . الحديث: 3906 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 23 أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، حَتَّى ذَهَبْتُ (1) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كِلَاكُمَا (2) مُحْسِنٌ، لَا تَخْتَلِفُوا - أَكْبَرُ عِلْمِي وَإِلَّا فَمِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي بِهَا - فَإِنَّ مَنْ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَلَكُوا " (3) 3908 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَقْرَأُ (4) آيَةً عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " كِلَاكُمَا قَدْ أَحْسَنَ " (5) ، قَالَ: وَغَضِبَ حَتَّى عُرِفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ. قَالَ شُعْبَةُ: أَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَخْتَلِفُوا فَإِنَّ مَنْ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَلَكُوا " (6) 3909 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ   (1) في (ص) : ذهبت به. (2) في (س) و (ص) و (ظ 1) و (م) : كلاهما. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر (3724) . وقول شعبة: "وأكبر علمي وإلا فمسعر حدثني بها"، يريد أن قوله في آخر الحديث: "فإن من قبلكم اختلفوا فهلكوا". يغلب على ظنه أنه سمعه من عبد الملك بن ميسرة، وإلا فقد سمعه من مسعربن كدام، عن عبد الملك، وقد صرح بسماعه من مسعر، عن عبد الملك في الرواية المتقدمة برقم (3724) . (4) في هامش (س) : قرأ. نسخة. (5) في هامش (س) : محسن. (6) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر ما قبله و (3724) . بهز: هو ابن أسد العَمي. الحديث: 3908 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 24 أَبَا الْأَحْوَصِ، يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ، يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ " (1) 3910 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: كَيْفَ تَعْرِفُ هَذَا الْحَرْفَ: مَاءٌ غَيْرُ يَاسِنٍ أَمْ آسِنٍ؟ فَقَالَ: كُلَّ الْقُرْآنِ قَدْ قَرَأْتَ؟ قَالَ: إِنِّي لَأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ أَجْمَعَ فِي رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ: أَهَذَّ الشِّعْرِ لَا أَبَا لَكَ؟ " قَدْ عَلِمْتُ قَرَائِنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كَانَ يَقْرُنُ قَرِينَتَيْنِ، قَرِينَتَيْنِ، (2) مِنْ أَوَّلِ الْمُفَصَّلِ "، وَكَانَ أَوَّلُ مُفَصَّلِ ابْنِ مَسْعُودٍ: (الرَّحْمَنُ) . (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه ابن سعد 3/176 من طريق عفان، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (300) ، وأبو يعلى (5308) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/441، وانشاشي (725) و (726) ، والبغوي (3866) من طرق عن شعبة، وقد سلف برقم (3580) . (2) "قرينتين "، الثانية ليست في (ص) . (3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وزِرّ: هو ابنُ حُبَيش. = الحديث: 3910 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 25 3911 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ أُذْنَانَ، قَالَ: أَسْلَفْتُ عَلْقَمَةَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا خَرَجَ عَطَاؤُهُ، قُلْتُ لَهُ: اقْضِنِي، قَالَ: أَخِّرْنِي إِلَى قَابِلٍ، فَأَبَيْتُ (1) عَلَيْهِ، فَأَخَذْتُهَا، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بَعْدُ، قَالَ: بَرَّحْتَ بِي وقَدْ مَنَعْتَنِي، فَقُلْتُ: نَعَمْ، هُوَ عَمَلُكَ، قَالَ: وَمَا شَأْنِي؟ قُلْتُ: إِنَّكَ حَدَّثْتَنِي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ السَّلَفَ يَجْرِي مَجْرَى شَطْرِ الصَّدَقَةِ ". قَالَ: نَعَمْ، فَهُوَ كَذَاكَ، قَالَ: فَخُذِ الْآنَ (2)   = وسلف بإسناد صحيح برقم (3607) ، وسردنا هناك السور التي كان يقرن بينها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع شرح الحديث. (1) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) : فأتيت. (2) إسناده حسن، ابن أُذُنان - وهو بالذال المعجمة والنون، كما قيده صاحب "القاموس " وشارحه - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، قال الحافظ في "التعجيل " ص 530-531: اسمه سليم بن أذتان (تصحف فيه إلى أدبان بالدال المهملة والموحدة) ، ويقال: عبد الرحمن، وذكر الحافظ الروايات التي وقع اسمه فيها سليمان، وقال: فالراجح من هذا أن اسمه سليم، ومن سماه سليمان، فقد صحف، ثم سرد الروايات التي وقع اسمه فيها عبد الرحمن، ومنها رواية البزار، ثم قال: قد أخرجه أحمد عن عفان، لكن أبهمه، فقال: عن ابن أذنان، وحماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه، فروايته قوية، لكن يحتمل أن يكون له اسمان أو اسم ولقب، ولم يضبط عطاء بن السائب اسمه، ومن ثم أبهمه من أبهمه، ولا يبعد أن يقال: سليم بن أذتان غير عبد الرحمن بن أذتان، أو هما واحد، = الحديث: 3911 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 26 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والاختلاف في اسمه من عطاء بن السائب [أ] ومن أبي إسحاق، فأما سليم فليس من شرط هذا الكتاب، لأن ابن ماجه أخرجه، واللُه أعلم. قلنا: بل هو من شرط كتابه "التعجيل "، لأن ابن ماجه لم يخرج الحديث من طريقه، بل من طريق قيس بن رومي، قال: كان سليمان بن أذنان يقرض علقمة ألف درهم، فليس هو من رواة ابن ماجه، ولذلك لم يترجم له في "التهذيب " وفروعه. وبقية رجال الإسناد ثقات غير عطاء بن السائب فصدوق اختلط، وسمع حماد - وهو ابن سلمة - منه قبل اختلاطه، كما ذكر الحافظ، عفان: هو ابن مسلم. وأخرجه أبو يعلى (5366) من طريق عفان، بهذا الإِسناد. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق " ص 19، من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، والبيهقي في "السنن " 5/353، وفي "الشعب " (3560) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن سليمان بن يُسير، عن قيس بن رومي، عن سليم بن أذنان، به. قلنا: سليمان بن يُسَير ضعيف، وقيس بن رومي مجهول. وقال البيهقي في "الشعب ": كذا رُوي بهذا الإسناد مرفوعاً، ورواه الحكم وأبو إسحاق أنَّ سليم بن أذنان النخعي كان له على علقمة ألف درهم، فقال علقمة: قال عبد الله: لأن أقرض مرتين أحبُّ إلي من أن أتصدق به مرة. وقيل غير ذلك، والموقوف أصح. وأخرجه ابن ماجه (2430) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو يعلى (5030) ، والبيهقي في "الشعب " (3561) ، والمزي في "تهذيب الكمال "12/108 (ترجمة سليمان بن يسير) من طريق عمربن علي المُقَدَّمي، كلاهما عن سليمان بن يسير، عن قيس بن رومي، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعاً، (دون ذكر ابن أذنان) ، ولم يرد ذكر القصة إلا عند ابن ماجه، وورد ذكر سليمان بن أذنان عنده ضمن سياق القصة. قال البوصيري في "الزوائد" (853) : هذا إسناد ضعيف، لأن قيس بن رومي مجهول، وسليمان بن يسير ... متفق على تضعيفه. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 27 3912 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ،   = قال البيهقي في "السنن ": وروي من وجه آخر عن ابن مسعود، مرفوعاً، ورفعه ضعيفا. قلنا: هو ما أخرجه الشاشي (439) ، وابن حبان (5040) ، والطبراني في "الكبير" (10200) ، وابن عدي 4/1476 وأبو نعيم في "الحلية" 4/237، والبيهقي في "السنن " 5/353، وفي "الشعب " (3562) ، من طريق معتمر بن سليمان، والخرائطي ص 19-20، وابن عدي 4/1478 من طريق أبي معشر البراء، كلاهما عن الفضيل أبي معاذ، عن أبي حَرِيز، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عن ابن مسعود، مرفوعاً، ولفظه عند ابن حبان: "من أقرض اللهَ مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به ". قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن الحسين أبو حريز قاضي سجستان، وليس بالقوي. وقال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلا أبو حريز، ولا عنه إلا فضيل. قلنا: أبو حريز: قال أحمد: منكر الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو داود: ليس حديثه بشيء، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. ووثقه ابن معين مرة، وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: حسن الحديث ليس بمنكر الحديث، يكتب حديثه، وقال الدارقطني: يعتبر به. قلنا: يعني حديثه حسن في المتابعات. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/121: عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن الحكم وأبي إسحاق، أن سليم بن أذنان كان له على علقمة ألف درهم، فقال علقمة: قال عبد الله: لأن أقرض مرتين أحمث إلى من أن أتصدق مرة. وأخرجه أيضاً مُعَلَّقاً عن وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سليم بن أذنان، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قرض مرتين كإعطاء مرة. = الحديث: 3912 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 28 وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ (1) يَزْنِي " (2)   = قال الدارقطني في "العلل " 5/157-158 في هذا الحديث: يرويه قيس بن رومي - كوفي -، عن علقمة، عن عبد الله رفعه، ورواه سليم بن أذنان، عن علقمة، واختلف عنه، فرفعه عطاء بن السائب عنه، ووقفه غيره، والموقوف أصح، لا يعرف قيس بن رومي إلا في هذا. (1) عبارة: "والفرج يزني " لم ترد في (ظ1) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابنُ يحيى العوذي، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبَيح الهمداني، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه أبو يعلى (5364) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/298، والشاشي (372) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/98 من طريق عفان، بهذا الِإسناد. وأخرجه البزار (1550) "زوائد"، والشاشي (371) و (373) ، والطبراني في "الكبير" (10303) من طريقين عن همام، به. قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الِإسناد إلا همام. وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/256، ونسبه لأحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني، وجود إسناد الأخيرين. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب " 3/36: رواه أحمد بإسناد صحيح، والبزار وأبو يعلى. قال الدارقطني في "العلل " 5/246: يرويه عاصم بن أبي النجود، عن أبي الضحى، واختلف عنه، فرواه همام عن عاصم مرفوعاً، ورواه أبو عوانة عن عاصم موقوفاً، وكذلك روي عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي الضحى، موقوفاً، والموقوف أصح. وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2657) وغيره، وسيرد في "المسند" 2/276. قوله: "تزنيان ": يعني بالاشتغال بمقدمات الزنى. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 29 3913 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ (1) فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ " (2) 3914 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ،   (1) في (س) و (ص) و (ق) : " أحد " بدل "مَنْ ". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مُسْلِم: هو القَسْمَلِي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخَعِى، وعلقمةُ: هو ابنُ قيس النخعى. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/89، وابن منده في "الإيمان " (542) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5066) ، والطبراني في "الكبير" (10000) ، وابن منده في "الِإيمان " (542) ، من طرق عن عبد العزيزبن مسلم، به. وأخرجه مسلم (91) (148) ، وابن ماجه (59) و (4173) ، وأبو يعلى (5065) ، وابن حيان (244) ، وابن منده في "الإيمان " (542) من طريقين عن الأعمش، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10066) من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. وسيأتي برقم (3947) و (4310) . وانظر (3644) . والفقرة الأولى منه ستأتي من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6526) . والمراد بقوله: "لا يدخل النارَ مَنْ في قلبه حَبةُ خردل من إيمانٍ "، أي: دخول تخليد وتأبيد. الحديث: 3913 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 30 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَاتَ، فَوُجِدَ فِي بُرْدَتِهِ دِينَارَانِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ " (1) 3915 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عَلَيْهِ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، يُنْتَثَرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ " (2)   (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات: رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وسلف بنحوه برقم (3843) ، وسيأتي برقم (3994) و (4367) . وسيرد تخريجه في الثاني منهما. (2) إسناده حسن، عاصم بن بهدلة صدوق حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. وأخرجه البيهقي في "الدلائل " 2/372 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11542) - وهو في "التفسير" (562) -، وأبو يعلى (4993) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 203 و204، والطبري 27/49 من طرق عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه مطولاً ومختصراً بن طهمان في "مشيخته " (126) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 203، والطبراني في "الكبير" (9054) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (347) و (357) من طرق عن عاصم، به. وانظر (3740) . الحديث: 3915 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 31 3916 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ قَالَ: اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، إِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي، تُقَرِّبْنِي مِنَ الشَّرِّ، وَتُبَاعِدْنِي مِنَ الْخَيْرِ، وَإِنِّي لَا أَثِقُ إِلَّا بِرَحْمَتِكَ، فَاجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْدًا، تُوَفِّينِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، إِلَّا قَالَ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: إِنَّ عَبْدِي قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، فَأَوْفُوهُ إِيَّاهُ، فَيُدْخِلُهُ اللهُ الْجَنَّةَ " (1)   (1) رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع من عبد الله بن مسعود. وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/174، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن عون بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود. قال السندي: قوله: "إني أعهد"، في "القاموس ": العهد، توحيد الله تعالى، ومنه قوله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً} ، فيمكن أن يقال: المعنى هاهنا: إني أوحدك بالشهادتين، ملتجئاً إليك في حفظ ذلك لي وبقائه والإيفاء بجزائه عند الحاجة إليه. فإن قلت: ما وجه التوحيد بالشهادتين مع أن الشهادة بالرسالة لا دخل لها في التوحيد؟ قلت: المراد التوحيد على الوجه المأمور به، ولا يحصل ذلك إلا بالشهادتين. فإنك إنْ تَكِلْني: تعليل للالتجاء إليه تعالى، أي: إن تكلني بقطع عونك عني، والتخلية بيني وبين نفسي. = الحديث: 3916 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 32 قَالَ سُهَيْلٌ: فَأَخْبَرْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ عَوْنًا، أَخْبَرَ بِكَذَا وَكَذَا، فقَالَ: " مَا فِي أَهْلِنَا جَارِيَةٌ إِلَّا وَهِيَ تَقُولُ هَذَا فِي خِدْرِهَا " 3917 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: لِمُصَلٍّ، أَوْ مُسَافِرٍ " (1)   = فاجعل لي عندك عهداً، أي: فاكتب لي عندك توحيداً، واحفظه لي في خزائنك. توفينيه، أي: جزاءه، والمقصود أن يكون توحيده مقبولاً عنده. إلا قال الله: ليس الموضع موضع كلمة "إلا"، إلا بأن تجعل كلمة "من " في قوله: "من قال " استفهامية للإِنكار، أي: ما يقول أحد، فصح الاستثناء، كما في قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} [إلبقرة: 255] ، والله تعالى أعلم. خِدْرها، أي: سترها. (1) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا إن خيثمة - وهو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة - لم يسمع من ابن مسعود. وأخرجه الطيالسي (365) ، والشاشي (820) ، و (821) من طرق عن شعبة، بهذا الِإسناد. وأخرجه الخطيب في "تاريخه " 14/286 من طريق عمرو بن أبي قيس، عن منصور، به. وقد سلف برقم (3603) ، وسيأتي (4244) و (4419) . وسلف بنحوه برقم (3686) و (3894) . الحديث: 3917 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 33 3918 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَبُو إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] بِالدَّالِ " (1) 3919 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ الرَّجُلُ مِنَّا فِي صَلَاتِهِ: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، يَخُصُّ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ، فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه الطيالسي (282) ، والبخاري (4869) و (4870) و (4872) ، وأبو داود (3994) ، والنسائي في "الكبرى" (11555) - وهو في "التفسير (575) -، والشاشي (433) ، وابن حبان (6327) ، من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (4163) ، وانظر (3755) . قال الحافظ في "الفتح " 8/618: قوله: أنه كان يقرأ: {فهل من مدكر} أي: بالدال المهملة، وسببُ ذكرِ ذلك أن بعضَ السلف قرأها بالمعجمة. الحديث: 3918 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 34 إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ (1) مِنَ الدُّعَاءِ مَا شَاءَ - أَوْ مَا أَحَبَّ - " (2) 3920 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا قَعَدْنَا فِي الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا قَعَدْتُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،   (1) في (س) : ثم يتخير بعد من. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد- وهو مولى بني هاشم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري-، فمن رجال البخاري. زائدة: هو ابن قدامة، ومنصور: هو ابن المعتمر، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي. وأخرجه مسلم (402) (57) ، وأبو عوانه 2/230 من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6328) ، ومسلم (402) (55) و (56) ، وأبو يعلى (5135) ، وابن خزيمة (704) ، وأبو عوانة 2/230، والدارقطني 1/350، والبيهقي في "السنن " 2/138، من طرق، عن منصور، به. وسلف برقم (3622) من طريق الأعمش، عن أبي وائل، به. الحديث: 3920 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 35 وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْكَلَامِ مَا شَاءَ " (1) قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنِيهِ أَيْضًا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، بِمِثْلِهِ (2) 3921 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَأَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ فِي   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو مكرر ما قبله. الأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه أبو عوانة 2/230، والطبراني في "الكبير" (9886) من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3622) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، وهو موصول بالإسناد الذي قبله. إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي خال إبراهيم. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/291، والبزار في "مسنده " 1/168/أ، والطبراني في "الكبير" (9930) ، والدارقطني في "العلل " 5/127، من طريق حسين بن علي الجعفي، والطبراني أيضاً (9931) من طريق معاوية بن عمرو، كلاهما عن زائدة، عن الأعمش، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلم رواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله إلا زائدة، ولا عن زائدة إلا حسين بن علي الجعفي. قلنا: قد رواه عن زائدة معاوية بن عمرو أيضاً عند الطبراني كما تقدم. قال الدارقطني في "العلل " 5/127: والأشبه بالصواب من ذلك حديث أبي وائل. وقد سلف برقم (3622) . الحديث: 3921 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 36 الصَّلَاةِ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (1)   (1) حديث صحيح، مؤمل: - وهو ابن إسماعيل البصري -، ثقة في سفيان - وهو الثوري -، وروى له البخاري تعليقاً، والترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والآسي: هو ابن يزيد النخعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، وأبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود، وإن لم يسمع من أبيه - متابع. وأخرجه ابن ماجه (899) من طريق قبيصة، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (289) ، والنسائي 2/237، والدارقطني في "العلل " 5/313، من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، عن سفيان، به، وليس عندهم ذكر أبي الأحوص وأبي عبيدة. قال الترمذي: حديث ابن مسعود قد روي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التشهد، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن بعدهم من التابعين. وأخرجه ابن ماجه (899) أيضاً، وابن حبان (1950) و (1956) ، والطبراني في "الكبير" (9888) و (9909) من طريقين عن سفيان الثوري، به، وليس عندهم ذكر أبي عبيدة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9915) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به، وليس عنده ذكر الأسود. وأخرجه الطبراني أيضاً (9913) ، والبيهقي في "السنن 2/148، من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، به. وسلف برقم (3622) ، وسيأتي برقم (4017) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 37 3922 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ دَاءً، إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (1) 3923 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ (2) ذَلِكَ " (3)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، مؤمل - وهو ابن إسماعيل، وإن كان كثير الخطأ - ثقة في حديثه عن سفيان - وهو الثوري - وهو متابع بيحيى القطان في الرواية (4236) ، وعطاء بن السائب - وإن كان قد اختلط - سمع منه سفيان الثوري قبلَ اختلاطه. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب بن رُبَيعةَ، وهو صحيح السماع من ابن مسعود، كما فصلنا القول في الرواية رقم (3578) . وأخرجه ابن ماجه (3438) خلا قوله: "علمه من علمه وجهله من جهله " من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والشاشي (752) ، والحاكم 4/399 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/8 عن وكيع، عن سفيان الثوري، به موقوفاً. وأورده الهيثمي في "المجمع " 5/84، وقال: رواه ابن ماجه خلا قوله: "علمه من علمه وجهله من جهله "، ورواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني ثقات. وتقدم برقم (3578) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) : والنار كذلك. (3) حديث صحيح، مؤمل بن إسماعيل - وإن كان سيئ الحفظ - ثقة في الحديث: 3922 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 38 3924 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى رَأَيْتُ الْجَبَلَ مِنْ بَيْنِ فُرْجَتَيِ الْقَمَرِ " (1) 3925 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ،   = سفيان - يعني الثوري -، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه البخاري (6488) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/125 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3667) ، وسيأتي برقم (4216) . (1) حديث صحيح، مؤمل - وهو ابنُ إسماعيل، وإن كان سيئ الحفظ - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك - وهو ابن حرب - فمن رجال مسلم، وهو صدوق في روايته عن غير عكرمة، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره " 2/257، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/302 من طريق مُخَؤل بن إبراهيم النهدي والفريابي، والحاكم 2/471 من طريق سعيد بن سابق، أربعتهم عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطيالسي (280) عن يزيد بن عطاء، والطبري في "التفسير" 27/85 من طريق أسباط، كلاهما عن سماك، به. وعند الطيالسي: عن علقمة أو الأسود. هكذا على الشك، ولا يضر لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة. وسلف بإسناد صحيح برقم (3583) . الحديث: 3924 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 39 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، وَآثَارٍ مَبْلُوغَةٍ، لَا يُعَجَّلُ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يُؤَخَّرُ مِنْهَا شَيْءٌ بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرًا لَكِ " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ، هِيَ مِمَّا مُسِخَ (1) ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يَمْسَخِ اللهُ قَوْمًا أَوْ يُهْلِكْ قَوْمًا، فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا، وَلَا عَاقِبَةً (2) ، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ قَدْ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ " (3) 3926 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: ذَكَرَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ،   (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : مما مسخ الله؟ (2) في (ص) : نسلاً وعاقبة. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، المغيرة بن عبد الله اليشكري، من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (2263) (33) ، والبغوي في "شرح السنة" (1362) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2663) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/275 من طريق سفيان الثوري، به. وقد سلف برقم (3700) . الحديث: 3926 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 40 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَرَّ عَلَيَّ الشَّيْطَانُ، فَأَخَذْتُهُ، فَخَنَقْتُهُ، حَتَّى إِنِّي لَأَجِدُ بَرْدَ لِسَانِهِ فِي يَدَيَّ، فَقَالَ: أَوْجَعْتَنِي، أَوْجَعْتَنِي " (1) 3927 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْأَسْوَدِ، (2) عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ: أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ، " فَحَضَرَتِ   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه الشاشي (935) ، والبيهقي في "السنن " 2/219، وفي "الدلائل " 7/99 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، وعندهما زيادة: "ولولا ما دعا سليمان لأصبح مناطاً إلى أسطوانة من أساطين المسجد، ينظر إليه ولدان أهل المدينة" وهذا لفظ البيهقي. وأورده الهيثمي في "المجمع " 1/288، وقال: رواه أحمد، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (461) و (4808) ، ومسلم (541) ، سيرد 2/298. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 2/82-83 وعن عائشة عند النسائي في "التفسير" (459) . وعن أبي الدرداء عند مسلم (542) . وعن جابر بن سمرة عند الطبراني في "الكبير" (1925) ، وسيرد 5/104 (2) تحرف في (ق) و (ظ 1) إلى: أبي الأسود. الحديث: 3927 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 41 الصَّلَاةُ، فَتَأَخَّرَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ، فَأَخَذَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِأَيْدِيهِمَا، فَأَقَامَ أَحَدَهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ رَكَعَا، فَوَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَى رُكَبِهِمَا، وَضَرَبَ أَيْدِيَهُمَا، ثُمَّ طَبَّقَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَشَبَّكَ، وَجَعَلَهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ "، وَقَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وابن الأسود: هو عبد الرحمن، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه مسلم (534) (26) و (27) ، والنسائي في "المجتبى" 2/49 و184، وفي "الكبرى" (618) ، وأبو عوانة 2/164-165، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/229، وابن حبان (1875) ، والبيهقي في "السنن " 2/83 من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، به. وسلف الكلام عن التطبيق ونسخه برقم (3588) ، وسيرد برقم (3974) ، وفيه التصريح بنسخه. وموقف الاثنين عن يمين الإمام وعن يساره منسوخ أيضاً، وإنما يقفان خلفه، وانظر "نصب الراية" 1/399. وقد نقل المنذري في "مختصر سنن أبي داود" (584) عن أبي عمر بن عبد البر قوله: هذا الحديث لا يصح رفعه، والصحيح فيه عندهم التوقيف على ابن مسعود أنه كذلك صلى بعلقمة والأسود. قال المنذري: وهذا الذي أشار إليه أبو عمر قد أخرجه مسلم في "صحيحه " أن ابن مسعود صلى بعلقمة والأسود، وهو موقوف. قلنا: هذا وهم من ابن عبد البر تابعه عليه المنذري، فإن الحديث الذي أشار إليه المنذري في صحيح مسلم، جاء في آخره: هكذا فعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا صريح في رفعه. وقال المنذري أيضاً: وقال بعضهم: حديث ابن مسعود منسوخ، لأنه إنما تعلم هذه الصلاة من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بمكة، وفيها التطبيق وأحكام أخر هي الآن متروكة، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 42 3928 - حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، فَذَكَرَهُ (1) 3929 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أُمِرَ بِالْمَصَاحِفِ أَنْ تُغَيَّرَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَغُلَّ مُصْحَفَهُ فَلْيَغُلَّهُ، فَإِنَّ مَنْ غَلَّ شَيْئًا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " قَرَأْتُ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً "، أَفَأَتْرُكُ مَا أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ (2)   = وهذا الحكم من جملتها، فلما قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [المدينة] تركه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو - وإن كان منقطعاً من طريق أبي إسحاق - وهو السبيعي -، عن علقمة، فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "المراسيل " ص121 - متصل من طريقه عن الأسود بن يزيد النخعي، فهو صحيح السماع منه. وتقدم في الإسناد الذي قبله من طريق أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه الأسود وعلقمة. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق. وسلف برقم (3927) . (2) إسناده ضعيف، خمير بن مالك، انفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي، ولم يوثقه غير ابن حبان، وتقدم الكلام عنه في الرواية (3697) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يؤنس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف " ص 15، والطبراني في "الكبير" (8434) من طريقين عن عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، به. وابن رجاء تحرف في مطبوع "المصاحف " إلى ابن أبي رجاء. = الحديث: 3928 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 43 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه ابنُ أبي داود أيضاً ص 15 و16 من طرق عن أبي شهاب، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود، قال: قرأ: {ومن يَغْلُلْ يأت بما غلً يوم القيامة} [آل عمران: 161] غلوا مصاحفكم، فكيف تأمروني أن أقرأ قراءة زيد، ولقد قرأت من في رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بضعاً وسبعين ولزيد ذؤابتان يلعب بين الصبيان. وأخرجه مسلم (2462) (114) ، وابن أبي داود في "المصاحف " ص 16، من طريقين عن عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله أنه قال: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} ، ثم قال: على قراءة من تأمروني أن أقرأ؟ فلقد قرأت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بضعاً وسبعين سورة، ولقد علم أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحداً أعلم مني لرحلت إليه. وأخرجه مطولا ًالحاكم 2/228 من طريق عمر بن قيس، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه مختصرا ًابنُ أبي داود في "المصاحف "، ص 15 عن هارون بن إسحاق، عن وكيع، عن شريك، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود. وتقدم مختصراً برقم (3697) ، وبإسناد صحيح (3906) . قال الحافظ في "الفتح " 9/49: وكأن مرادَ ابنِ مسعود بغَل المصاحف كَتْمُها وإخفاؤُها لئلا تُخرج فَتُعدم، وكأن ابنَ مسعود رأى خلافَ ما رأى عثمانُ ومن وافقه. في الاقتصار على قراءةٍ واحدةٍ وإلغاءِ ما عدا ذلك، أو كان لا يُنْكِرُ الاقتصار لما في عدمه من الاختلاف، بل كان يُريد أن تكون قراءتُه هي التي يُعَوَّلُ عليها دون غيرها لما له من المَزيةِ في ذلك مما ليس لغيره، كما يؤخذ ذلك من ظاهر كلامه، فلما فاته ذلك ورأىَ أن الاقتصار على قراءة زيد ترجيح بغير مرجح عنده، اختار استمرار القراءة على ما كانت عليه، على أن ابن أبي داود ترجم: باب رضي ابن مسعود = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 44 3930 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، قَالَ (1) : وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ الْعَاقِبُ وَالسَّيِّدُ صَاحِبَا نَجْرَانَ، قَالَ: وَأَرَادَا أَنْ يُلَاعِنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تُلَاعِنْهُ، فَوَاللهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَعَنَّا، - قَالَ خَلَفٌ: فَلَاعَنَّا - لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا أَبَدًا، قَالَ: فَأَتَيَاهُ، فَقَالَا: لَا نُلَاعِنُكَ، وَلَكِنَّا نُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ، فَابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا أَمِينًا (2) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَبْعَثَنَّ رَجُلًا أَمِينًا (3) حَقَّ أَمِينٍ، حَقَّ أَمِينٍ "، قَالَ: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَقَالَ: " قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ "، قَالَ: فَلَمَّا قَفَّا،   = بعد ذلك بما صنع عثمان، لكن لم يورد ما يصرح بمطابقة ما ترجم به. وقوله: "أمر بالمصاحف أن تُغَيرَ". قلنا: يعني بها المصاحف عن غير المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه، ووقع فيها ما يخشى منه الاختلاف مما حدا بأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه أن يأمر بنسخ جملة من المصاحف عن النسخة الأم، وإرسالها إلى الأمصار لتعتمد، وإحراق ما عداها حسماً للخلاف المتوقع. وقال الشيخ أحمد شاكر: وكان هذا من ابن مسعود حين أمر عثمان رضي الله عنه بجمع الناس على المصحف الإمام خشية اختلافهم، فغضب ابن مسعود، وهذا رأيُه، ولكنه رحمه الله أخطأ خطأ شديداً في تأويل الآية على ما أؤل، فإن الغلول هو الخيانة، والآية واضحة المعنى في الوعيد لمن خان أو اختلس من المغانم. (1) القائل هنا هو الإمام أحمد، وأراد أن يذكر أن له في رواية هذا الحديث شيخين. (2) في (ظ 14) : رجل أمين. وكتب فوقها: صح. (3) في (ظ 14) و (س) : رجل أمين. الحديث: 3930 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 45 قَالَ: " هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ " (1)   (1) إسناده من طريق أسود صحيح على شرط الشيخين، وخلف بن الوليد - وهو أبو الوليد العتكي -: ثقة أيضاً، وحديثه في مسند الإمام أحمد، أسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وصلة: هو ابن زُفَر العبسي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8196) ، وابن ماجه (136) ، والحاكم 3/267 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. قال الحاكم: قد اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث مختصراً في "الصحيحين " من حديث الثوري وشعبة عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، وقد خالفهما إسرائيل، فقال: عن صلة بن زفر، عن عبد الله، وساق الحديث أتم مما عند الثوري وشعبة، فأخرجتة، لأنه على شرطهما صحيح، ووافقه الذهبي. قلنا: بل رواه إسرائيل بهذا الإسناد أيضاً، عن حذيفة بدل ابن مسعود، كما هو عند البخاري (4380) ، ولفظه مثل لفظ حديث ابن مسعود، فيكون إسرائيل قد رواه بإسناد واحد من حديث ابن مسعود، ومن حديث حذيفة. قال الدارقطني في "العلل " 5/114: ويشبه أن يكون الصحيحُ حديث ابن مسعود. فتعقبه الحافظ في "الفتح " 8/92 بقوله: وفيه نظر، فإن شعبة قد روى أصل الحديث عن أبي إسحاق، فقال: عن حذيفة، كما في الباب أيضاً (يعني عند البخاري برقم 4381) ، وكأن البخاري فهم ذلك، فاستظهر برواية شعبة، والذي يظهر أن الطريقين صحيحان، فقد رواه ابن أبي شيبة أيضاً، والإسماعيلي من رواية زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن صلة، عن حذيفة. قلنا: سيرد من حديث حذيفة مختصراً في "المسند" 5/385. ولقوله: "هذا أمين هذه الأمة" شاهد من حديث أنس عند البخاري (3744) و (4382) ، ومسلم (2419) ، سيرد 3/133 و189 و245. وآخر بنحوه من حديث عمر، سلف برقم (108) مطولًا. وثالث من حديث خالد بن الوليد، سيرد 4/90 = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 46 3931 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ - وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ - قَالَ أَبُو أَحْمَدَ: الْأَيْمَنِ - ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَجْمَعُ عِبَادَكَ " (1)   = ورابع من حديث أبي بكر الصديق عند الحاكم 3/267، 268، وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بأنه منقطع. قال الحافظ في "الفتح " 4/948: أما السيد، فكان اسمه الأيهم، ويقال: شرحبيل، وكان صاحبَ رحالهم ومجتمعهم ورئيسهم في ذلك، وأما العاقب، فاسمه عبد المسيح، وكان صاحبَ مشورتهم، قال ابن سعد: دعاهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فامتنعوا، فقال: إن أنكرتم ماْ أقول فهلم أبَاهِلْكم، فانصرفوا على ذلك. وأرادا أن يُلاعنا: هذه الملاعنة: هي المباهلة المذكورة في قوله تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءَنا وأبناءَكم، ونساءَنا ونساءَكم ... } [آل عمران: 61] . ما سألت: أي: من الجزية. قاله السندي. قال الحافظ في "الفتح ": وذكر ابن سعد أن السيد والعاقب رجعا بعد ذلك فأسلما. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وسلف برقم (3742) . الحديث: 3931 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 47 3932 - حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ. . . بِمَعْنَاهُ (1) 3933 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُسَلِّمُ فِي صَلَاتِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدَّيْهِ " (2) 3934 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ (3) : " يُجْمَعُ خَلْقُ أَحَدِكُمْ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَقُولُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ وَأَجَلَهُ وَرِزْقَهُ، وَاكْتُبْهُ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا "، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ   (1) هو مكرر سابقه. وكيع: هو ابن الجراح. وأخرجه ابن ماجه (3877) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3742) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، ومحمد بن عبد الله بن مالك - وهو الداري المدني - روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/3615، وهو من رجال "تعجيل المنفعة". وسلف مطولًا برقم (3660) . (3) في هوامش النسخ: المصدق. الحديث: 3932 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 48 بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الشَّقَاءُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَمُوتُ، فَيَدْخُلُ النَّارَ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللهِ بِيَدِهِ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ (1) النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ غَيْرُ ذِرَاعٍ، ثُمَّ تُدْرِكُهُ السَّعَادَةُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَمُوتُ، فَيَدْخُلُ (2) الْجَنَّةَ (3) 3935 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَخْبَرَةَ أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ - كَفِّي   (1) لفظ: "أهل " لم يرد في (ظ14) . (2) في (ظ 14) : فيدخله. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر- وهو ابن خليفة - فقد روى له أصحاب السنن وحديثه عند البخاري متابعة، ووثقه أحمد وابن القطان والدارقطني وابن معين وابن سعد، والعجلي والنسائي وآخرون. وأخرجه مختصراً النسائي في "التفسير" (266) من طريق يزيد بن هارون، عن فطر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3624) من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، به. وذكرنا هناك أحاديث الباب. وقد تولى شرح هذا الحديث الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم "، وجمع بينه وبين حديث حذيفة بن أسيد المخرْج في "صحيح مسلم " بما ينبغي الرجوع إليه، والنظر فيه. الحديث: 3935 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 49 بَيْنَ كَفَّيْهِ - كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا، فَلَمَّا قُبِضَ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ (1) 3936 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْأَقْمَرِ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ، حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَى، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ أَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسيف: هو ابن سليمان، ويقال: ابن أبي سليمان المخزومي المكي، ومجاهد: هو ابن جبر. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/2921، والبخاري في "صحيحه " (6265) ، وفي "تاريخه " 5/98، ومسلم (402) (59) ، والنسائي في "المجتبى" 2/241، وأبو يعلى (5347) ، وأبو عوانة 2/228-229، والبيهقي في "السنن " 2/138 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3622) . قوله: قلنا: السلام على النبي: قال السندي: ظاهرُه أن الخطاب كان مخصوصاً بحياته، وأن الناس تركوه بعد وفاته، لكن العمل اليوم على خلافه، فكأنه تركه بعض الناس، واشتهر العملُ بخلاف قولهم. والله تعالى أعلم. الحديث: 3936 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 50 سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ. وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ، فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا (1) سَيِّئَةً، وَلَوْ رَأَيْتُنَا، وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ " (2)   (1) لفظ: "بها" لم يرد في (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو عميس: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي. وأخرجه مسلم (654) (257) ، وأبو عوانة 2/7، والطبراني في "الكبير" (8603) ، والبيهقي في "السنن " 3/58-59 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً مسلم (654) (256) ، وأبو يعلى (5003) و (5023) ، وأبو عوانة 2/7، وابن حبان (2100) ، والطبراني في "الكبير" (8608) و (8609) من طريقين عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، به وأخرجه مختصرا ًالطبراني في "الكبير" (8610) من طريق عمارة بن عمير، ومطولاً (8607) من طريق أبي إسحاق السبيعي، كلاهما عن أبي الأحوص، به. وتقدم مطولاً برقم (3623) ، وورد فيه قوله: ما من رجل يتطهر ... إلى قوله: ويحط عنه بها خطيئة، مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قوله: "ولو رأيتنا"، قال السندي: كلمة "لو" شرطية، والجواب مقدر، أي: لرأيت أمراً عجيباً، أو للتمني، فلا تحتاج إلى جواب، وجملة: "وما يتخلف عنها إلا منافق ": حال، أي: والحال أنه ما يتخلف منا عن الجماعة إلا منافق. يُهادى: على بناء المفعول، أي: يُساق بين الرجلين معتمداً عليهما من الضعف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 51 3937 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا "، حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سُوءٍ، قُلْنَا: وَمَا هَمَمْتَ بِهِ؟ قَالَ: هَمَمْتُ أَنْ أَقْعُدَ، وَأَدَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، مِثْلَهُ (2) 3938 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيَّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ الْأَوْدِيِّ، (3) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُرِّمَ عَلَى النَّارِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه البخاري (1135) ، والترمذي في "الشمائل " (272) ، والشاشي (581) ، من طريق سليمان بن حرب، بهذا الإسناد. قال الحافظ في "الفتح " 3/19: ذكر الدارقطني أن سليمان بن حرب تفرد برواية هذا الحديث عن شعبة، حكاه عنه البرقاني، وهو من الأفراد المقيدة، فإن مسلماً أخرج هذا الحديث من طريق أخرى عن الأعمش. وسلف برقم (3646) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه. محمد بن طلحة - وهو ابن مصرف اليامي -، قال الذهبي في "الميزان ": صدوق مشهور، محتج به في "الصحيحين ". (3) في هامش (س) و (ظ 1) : الأودي: هو عبد الله بن عمرو. الحديث: 3937 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 52 كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاسِ " (1)   (1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، الأودي - وهو عبد الله بن عمرو - لم يرو عنه غير موسى بن - عقبة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. سعيد بن عبد الرحمن الجمحي: ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن نمير والعجلي والحاكم وموسى بن هارون، وقال أبو حاتم: صالح، وانفرد يعقوب بن سفيان بتضعيفه، وقال ابن عدي: له أحاديث غرائب حسان، وأرجو أنها مستقيمة. موسى بن عقبة: هو صاحب المغازي. وأخرجه الترمذي (2488) ، وأبو يعلى (5053) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق " ص 11 و23، وابن حبان (469) و (470) ، والطبراني في "الكبير" (10562) ، والبغوي في "شرح السنة" (3505) ، من طريق هشام بن عروة، عن موسى بن عقبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه أبو يعلى (5060) من طريق إسماعيل بن جعفر، قال: وأخبرني عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن رجل من بني عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل من بني مسعود. وللحديث شواهد يتقوى بها: منها: عن معيقيب عند الخراثطي في "مكارم الأخلاق " ص 23، والطبراني في "الكبير" 20/ (832) ، و"الأوسط " (166) مجمع البحرين، ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/75، وقال: وفيه أبو أمية بن يعلى، وهو ضعيف. وعن أبي هريرة عند الخرائطي ص 23، والطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في "المجمع " 4/75، وقال: وفيه من لا يعرف. وعن أنس عند الطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي 4/75، وقال: وفيه الحارث بن عبيدة، وهو ضعيف. وسيرد في "المسند" 4/126 من حديث العرباض بن سارية خبر مطول، وفيه: " .... فإنما المؤمن كالجمل الأنِفِ حيثما انقيد انقاد". قوله: كل هيًن: يريد حسن الأخلاق، حميد الخصال، مقبولاً عند الناس الجزء: 7 ¦ الصفحة: 53 3939 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي الْحَارِثِ يَحْيَى التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْنَا نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: " السَّيْرُ مَا دُونَ الْخَبَبِ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا (1) ، يُعَجَّلْ، أَوْ تُعَجَّلْ (2) إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ، فَبُعْدًا لِأَهْلِ النَّارِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلَا تَتْبَعُ، لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَقَدَّمَهَا " (3) 3940 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِذَا حُدِّثْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَظُنُّوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي هُوَ أَهْيَاهُ وَأَهْدَاهُ وَأَتْقَاهُ " (4) 3941 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ رَوْحٌ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ عَبْدِ اللهِ، فَرَمَى الْجَمْرَةَ الْكُبْرَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ،   = محبوباً لديهم كذلك. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) في (ص) و (ق) : خيراً. (2) يعني أن الفاعل يعود على الخير أو على الجنازة، وقد جُود ضبطهما في الرواية (3734) ، ولم يُمَيز ضبطهما في هذا الموضع. (3) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي، وتقدم الكلام فيه وفي يحيى التيمي - وهو ابن عبد الله بن الحارث الجابر- برقم (3585) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. موسى بن داود: هو الضبي، وزهير: هو ابن معاوية. وسلف من طريق زهير أيضاً برقم (7434) . وانظر (3585) . (4) هو مكرر (3645) سنداً ومتنا. الحديث: 3939 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 54 وَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ: " هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1) 3942 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، (2) اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ، وَاعْتَرَضَ الْجِمَارَ اعْتِرَاضًا، وَجَعَلَ الْجَبَلَ فَوْقَ ظَهْرِهِ، ثُمَّ رَمَى، وَقَالَ: " هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم. وأخرجه الطيالسي (319) ، والبخاري (1748) و (1749) ، ومسلم (1296) (308) ، وأبو داود (1974) ، والنسائي في "الكبرى" (4077) ، وفي "المجتبى" 5/273، وابن الجارود في "المنتقى" (475) ، وابن خزيمة (2880) ، والشاشي (456) ، والبيهقي في "السنن " 5/129 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (1609) من طريق أحمد بن محمد بن الأصفر البغدادي، عن أحمد بن حميد الكوفي، عن القاسم بن من بن ثعلبة، عن الحكم بن عتيبة، به، نحوه، قال الطبراني: تفرد به ابن الأصفر. وسيكرر برقم (4150) ، وسلف برقم (3548) . (2) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن يزيد. (3) حديث صحيحٍ، حماد الراوي عن إبراهيم: هو ابن أبي سليمان الأشعري، روى له مسلم مقرونا، ووثقه ابن معين، والنسائي، والعجلي، وقال: كان أفقه أصحاب إبراهيم، وقال شعبة: كان صدوق اللسان، وقال أبو حاتم: صدوق لا يحتج بحديثه، وهو مستقيم في الفقه، فإذا جاء الآثار شوش، وقال أحمد: مقارب ما روى عنه القدماء سفيان وشعبة، ولكن حماد - يعني ابن سلمة - عنده عنه تخليط كثير، = الحديث: 3942 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 55 3943 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَحِقَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ أَسْوَدُ، فَمَاتَ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " انْظُرُوا هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ " قَالُوا: تَرَكَ دِينَارَيْنِ، قَالَ: " كَيَّتَانِ " (1) 3944 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، وَابْنُ فُضَيْلٍ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي الرَّضْرَاضِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ، فَيَرُدُّ عَلَيَّ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا، فَوَجَدْتُ فِي نَفْسِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَيْكَ،   = وقال ابن عدي: كثير الرواية خاصة عن إبراهيم، ويقع في حديثه أفراد وغرائب، وهو متماسك في الحديث، لا بأس به. وقال الذهبي في "الكاشف ": ثقة إمام مجتهد. وقد توبع على حديثه هذا، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. روح: هو ابن عبادة، وحماد شيخه فيه: هو ابن سلمة، وإبراهيم: هو النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وتقدم برقم (3548) . (1) إسناده حسن من أجل عاصم - وهو ابن بهدلة -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد مولى بني هاشم وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، روى له البخاري متابعة. زائدة: هو ابن قدامة، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. وتقدم برقم (3843) . قوله: فأتي به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: جئ بجنازته عنده بعد موته ليصلي عليه. قاله السندي. الحديث: 3943 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 56 وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ، فَتَرُدُّ عَلَيَّ، وَإِنِّي سَلَّمْتُ عَلَيْكَ، فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحْدِثُ فِي أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ (1) " (2) 3945 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّارِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَتْ: أُنْبِئْتُ أَنَّكَ تَنْهَى عَنِ الْوَاصِلَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: أَشَيْءٌ تَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، أَمْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللهِ، وَعَنْ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ تَصَفَّحْتُ مَا بَيْنَ دَفَّتَيِ الْمُصْحَفِ، فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ الَّذِي تَقُولُ قَالَ: فَهَلْ وَجَدْتِ فِيهِ: {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ، قَالَتْ: نَعَمْ،   (1) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) : ما شاء. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، أبو الرضراض وإن لم يوثقه غير ابن حبان متابع، وقد فصلنا القول فيه في الرواية (3885) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجهم - واسمه سليمان بن الجهم الأنصاري - فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه وهو ثقة، أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي، وابن فضل: هو محمد، وقد سلف برقم (3575) من طريق عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله. وأصل الحديث في "الصحيحين " بلفظ: "إن في الصلاة لشغلًا". وقد تقدم في "المسند" برقم (3563) . قوله: يحدث في أمره: أي: في دينه المأمور به ما شاء، أي: فقد أحدث فيه ألا يتكلم في الصلاة، ونسخ ما كان جائزاً. قاله السندي. الحديث: 3945 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 57 قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ النَّامِصَةِ وَالْوَاشِرَةِ وَالْوَاصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ إِلَّا مِنْ دَاءٍ "، قَالَتِ الْمَرْأَةُ: فَلَعَلَّهُ فِي بَعْضِ نِسَائِكَ؟ قَالَ لَهَا: ادْخُلِي، فَدَخَلَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ بَأْسًا، قَالَ: مَا حَفِظْتُ إِذًا وَصِيَّةَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88] " (1)   (1) إسناده قوي، عبد الوهاب بن عطاء - وهو الخفاف - فيه كلام خفيفٌ، وقد عرف بصحبته لسعيد بن أبي عروبة، وسمع منه قبل الاختلاط، وكتب كتبه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعزرة: هو ابن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي، والحسن العرني: هو ابن عبد الله، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه النسائي في "المجتيى" 8/146 والطبراني في "الكبير" (9468) من طريق موسى بن خلف العمي، عن قتادة، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9470) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، قال: سمعت عزرة يقول: إن أبا العالية قال: قال عبد الله بن مسعود: لعنت الواصلة والواشمة والفالجة والمنمصة، قاله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (9469) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود، وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وسيأتي بنحوه برقم (3955) و (3956) و (4129) و (4230) و (4283) و (4284) و (4308) و (4343) و (4344) و (4403) و (4434) . وانظر (3881) . وفي باب النهي عن الواصلة والواشمة وغيرهما عن عدد من الصحابة: منها عن علي تقدم برقم (635) . = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 58 3946 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اقْتَطَعَ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " (1)   = وعن ابن عمر، سيرد (4724) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/339. وعن أبي جحيفة، سيرد 4/309. وعن معقل بن يسار، سيرد 5/25. وعن عائشة، سيرد 6/111. وعن أسماء، سيرد 6/345. قوله: إنك تنهى عن الواصلة، أي: عن فعلها، وكذا قوله: نهى عن النامصة وغيرها، أي: عن فعلهن، والواشرة: التي ترقق أسنانها للفلجة. ما حفظتُ: على صيغة المتكلم، أي: لو فعل أهلي وتركتهم عليه لكنتُ غيرَ مراع لهذه الوصية وغيرَ عامل بها، وضبطه بعضُهم على خطاب المرأة، وهو غير ظاهر، إلا أن يقال: معناه: ما راعيتِ حتى اتهمتِ أهلنا بذلك. قاله السندي. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي بكر - وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، وهو ثقة، إلا أنه لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10420) من طريق المسعودي، عن عاصم، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً الطبراني في "الكبير" (10248) من طريق روح بن القاسم، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود. قال الدارقطني في "العلل " 5/70: والحديث عن أبي وائل أشبه بالصواب، لأن = الحديث: 3946 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 59 3947 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ " (1) 3948 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ، وَلَا الطَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ، وَلَا الْبَذِيءِ (2) " (3)   = منصورا والأعمش روياه عن أبي وائل، عن عبد الله. قلنا: سلف تخريج الحديث من طريقهما برقم (3597) . وسيأتي من طريق آخر عن عاصم برقم (4395) . وتقدم برقم (3576) بإسناد صحيح على شرط الشيخين. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر - وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في المقدمة، إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو داود (4091) ، والترمذي (1998) ، والطبراني (10001) من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وسلمة بن الأكوع وأبي سعيد. وتقدم برقم (3913) ، وتقدم ذكر المراد من دخول النار هناك. (2) في (ظ14) : ولا الفاحش البذئ. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عبد = الحديث: 3947 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 60 3949 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ، مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحَيِّهِ (1) إِلَى صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ رَبُّنَا: أَيَا مَلَائِكَتِي، انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ   = الرحمن بن يزيد، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. أسود: هو ابن عامر الملقب شاذان، وأبو بكر: هو ابن عياش، والحسن بن عمرو: هو الفقيمي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (312) ، وأبو يعلى (5379) ، والطبراني في " الكبير" (10483) ، والحاكم 1/12، والبيهقي في " السنن " 10/193 والمزي في "تهذيب الكمال " 25/650 من طريق أحمد بن يونس، وأبو يعلى (5088) ، وابن حبان (192) من طريق محمد بن يزيد الرفاعي، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرطهما، وسكت عنه الذهبي. قلناْ أبو بكر بن عياش لم يخرج له مسلم، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد لم يخرج له البخاري ولا مسلم. وأخرجه البزار (101) "زوائد" من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن الحسن بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال: رواه عن الحسن أبو بكر بن عياش وعبد الرحمن بن مغراء. وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/72، وقال: رواه البزار، وفيه عبد الرحمن بن مغراء، وثقه أبو زرعة وجماعة، وفيه ضعف. قلنا: فاتَه أن ينسبه إلى أحمد وأبي يعلى والطبراني. وسلف برقم (3839) . (1) في (ظ 14) : من بين حيه وأهله. الحديث: 3949 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 61 وَوِطَائِهِ، وَمِنْ بَيْنِ حَيِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَانْهَزَمُوا، فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْفِرَارِ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ، فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَرَهْبَةً مِمَّا عِنْدِي، حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ " (1)   (1) إسناده حسن إلا أن الدارقطني صحح وقفه كما يأتي، حماد بن سلمة صححوا سماعه من عطاء قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، عفان: هو ابن مسلم، مُرة الهمداني: هو ابن شراحيل. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/313، وابن أبي عاصم في "السنة" (569) ، وأبو يعلى (5361) ، من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5272) و (5362) ، والشاشي (876) ، وابن حبان (2557) و (2558) ، والطبراني في "الكبير" (10383) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/167، والبيهقي في "السنن " 9/164، وفي "الأسماء والصفات" ص 472، والبغوي (930) من طرق عن حماد بن سلمة، به. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب تفرد به عطاء عن مرة، وعنه حماد بن سلمة. وقال البيهقي في "الأسماء والصفات ": رواه أبو عبيدة عن ابن مسعود من قوله موقوفاً عليه. وقوله: "ورجل غزا في سبيل الله عز وجل " أخرجه أبو داود (2536) ، والحاكم 2/112، والبيهقي في "السنن " 9/46 من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/255 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 62 3950 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى " (1) 3951 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ عَفَّانُ:   = في "الكبير"، وإسناده حسن. وله عند الطبراني في "الكبير" نحوه موقوفاً إلا أنه قال: ورجل لا يعلم به أحد، فأسبغ الوضوء، وصلى على محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحمد الله، واستفتح القراءة، فيضحك الله منه يقول: انظروا إلى عبدي لا يراه أحد غيري. وفيه أبو عبيدة، وثم يسمع من أبيه. وأورده المنذري في "الترغيب " 1/436، وقال: رواه الطبراني موقوفاً بإسناد حسن. قال الدارقطني في "العلل " 5/267: يرويه عطاء بن السائب عن مرة، وأختلف عنه، فرفعه حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، ووقفه خالد بن عبد الله، عن عطاء. وروى هذا الحديث قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله مرفوعاً، تفرد به يحيى الحماتي، عن قيس. ورواه إسرائيل، واختلف عنه، فقال: أحمد بن يونس، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص. وأبي الكنود، عن عبد الله، موقوفاً. وقال يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة وأبي الكنود، موقوفاً، والصحيح هو الموقوف. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر (3904) . روح: هو ابن عبادة. الحديث: 3950 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 63 عَنْ أَبِيهِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ابْتَعَثَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِدْخَالِ رَجُلٍ إِلَى الْجَنَّةِ، فَدَخَلَ الْكَنِيسَةَ، فَإِذَا هُوَ بِيَهُودَ، وَإِذَا يَهُودِيٌّ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ التَّوْرَاةَ، فَلَمَّا أَتَوْا عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْسَكُوا، وَفِي نَاحِيَتِهَا رَجُلٌ مَرِيضٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكُمْ أَمْسَكْتُمْ؟ " قَالَ الْمَرِيضُ: إِنَّهُمْ أَتَوْا عَلَى صِفَةِ نَبِيٍّ، فَأَمْسَكُوا، ثُمَّ جَاءَ الْمَرِيضُ يَحْبُو، حَتَّى أَخَذَ التَّوْرَاةَ، فَقَرَأَ حَتَّى أَتَى عَلَى صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُمَّتِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ صِفَتُكَ وَصِفَةُ أُمَّتِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " لُوا أَخَاكُمْ " (1) 3952 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِيَّاكُمْ أَنْ تَقُولُوا: مَاتَ فُلَانٌ   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، فقد روى له البخاري متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق قبل اختلاطه، وصححوا سماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه. روح: هو ابن عبادة، وعفان: هو ابن مسلم. وأخرجه البيهقي في "الدلائل " 7/273272 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10295) من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/231، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط! قلنا: فاته أن يعله بالانقطاع. الحديث: 3952 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 64 شَهِيدًا، أَوْ قُتِلَ فُلَانٌ شَهِيدًا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ لِيَغْنَمَ، وَيُقَاتِلُ لِيُذْكَرَ، وَيُقَاتِلُ لِيُرَى مَكَانُهُ، فَإِنْ كُنْتُمْ شَاهِدِينَ لَا مَحَالَةَ " فَاشْهَدُوا لِلرَّهْطِ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، فَقُتِلُوا، فَقَالُوا: اللهُمَّ بَلِّغْ نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنَّا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ، فَرَضِينَا عَنْكَ، وَرَضِيتَ عَنَّا " (1)   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عطاء بن السائب، فروى له أصحاب السنن والبخاري متابعة، وهو صدوق قبل اختلاطه، وسمع منه حماد بن سلمة قبل اختلاطه. وأخرجه أبو يعلى بتمامه (5376) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وجرير ممن سمع من عطاء بعد اختلاطه، لكنه متابع بحماد بن سلمة. وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/130، وقال: رواه الطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط. وأخرجه الحميدي (121) ، وعبد الرزاق في "المصنف " (9555) ، وفي "التفسير" 1/139 ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9025) ، من طريق سفيان بن عيينة، عن عطاء، به، مختصراً، بلفظ: عن عبد الله بن مسعود، أنهم قالوا في الثالثة حين قال (يعني الله عز وجل) : هل تشتهون شيئاً فأزيدكموه؟ قالوا: تُقرئ نبينا عنا السلام، وتخبره أنا قد رضينا به، ورضي عنا. قلنا: وسماعُ سفيان من عطاء قبل اختلاطه. وقوله: "اللهم بلغ نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنا أنا قد لقيناك فرضينا عنك " له شاهد من حديث عائشة مطولاً عند البخاري (4093) ، وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن أصحابكم قد أصيبوا، وإنهم قد سألوا ربهم فقالوا: ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا، فأخبرهم عنهم ". الجزء: 7 ¦ الصفحة: 65 3953 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أَوْ إِبْرَاهِيمَ، شُعْبَةُ شَكَّ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ "، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ، فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ (1) 3954 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بِتُّ اللَّيْلَةَ أَقْرَأُ عَلَى الْجِنِّ، رُفَقَاءَ (2) بِالْحَجُونِ " (3)   = وآخر من حديث أنس عند البخاري (4090) و (4095) . والسرية: هي سرية بثر معونة، وكان فيها سبعون من الأنصار يسمون القراء في زمانهم، حتى إذا كانوا ببئر معونة، غدرت بهم رِعل وذكوان وعُصَية، وقتلوهم، فبلغ النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبرُهم فقنت شهرا يدعو في الصبح على من قتلهمِ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والشكُّ في أن الأعمش سمعه من عمارة بن عمير أو من إبراهيم - وهو النخعي - لا يضر، فكلاهما ثقة. روح: هو ابن عبادة. وأخرجه الطيالسي (318) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/416، والشاشي (459) و (462) ، والطبراني في "الكبير" (10144) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3593) . (2) في (س) و (ظ 14) : رُفَقاً. (3) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود لم يسمع = الحديث: 3953 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 66 3955 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَيَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ عَجُوزٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَلْعَنُ الْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، وَالْمُوشِمَاتِ (1) اللَّاتِي يُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ " (2) قَالَ يَحْيَى: وَالْمُوسِمَاتِ اللَّاتِي   = من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه أبو يعلى (5062) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "التفسير" 26/33 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (1121) من طريق سلامة بن روح، عن عقيل، عن الزهري، به. وانظر (4149) . قوله: رُفَقاء، بضم ففتح: جمع الرفْقة مثلثة الراء وسكون الفاء، وهو حال من الجن. والحجون: بتقديم الحاء على الجيم: جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها. (1) في (ق) : والمتوشمات. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، العريان بن الهيثم: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير قَبيصة بن جابر الأسدي فمن رجال النسائي، وهو ثقة، هشام بن عبد الملك: هو الطَيالسي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، ويحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد خَتَن أبي = الحديث: 3955 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 67 3956 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ عَجُوزٍ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَلْعَنُ الْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ وَالْمُوشِمَاتِ اللَّاتِي يُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 3957 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ،   = عوانة. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/148 من طريق يحيى بن حماد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (390) ، ومن طريقه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 2/357 و358 عن أبي عوانة، به. وأخرجه النسائي في "المجتيى" 8/148-149 من طريقين عن عبد الملك بن عمير به، وسلف بنحو5 برقم (3945) . والمتنمصات: قال ابن الأثير: النامصة: التي تنتف الشعر من وجهها، والمتنمصة: التي تأمر من يفعل بها ذلك. والمُتَفَلجات: من الفَلَج بفتحتين، وهو فرجة ما بين الثنايا والرباعيات، والمتفلجات: اللاتي يفعلن ذلك بأسنانهن رغبة في التحسين. الموشمات: بالشين المعجمة، من الوشم، معروف، والموسمات بالمهملة من الوسم، وهو العلامة، ومعناه قريب من ذاك. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل العريان بن الهيثم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وعبد الملك: هو ابن عمير الفَرَسي اللخمي، وهو مكرر ما قبله. الحديث: 3956 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 68 عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قِتَالُ المُسْلِمِ أَخَاهُ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ " (1) 3958 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ سِنَانٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ أَتَى عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ اللَّيْلَةَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ: هَذًّا مِثْلَ هَذِّ الشِّعْرِ، أَوْ نَثْرًا مِثْلَ نَثْرِ الدَّقَلِ؟ إِنَّمَا فُصِّلَ لِتُفَصِّلُوا، لَقَدْ عَلِمْتُ " النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ، عِشْرِينَ سُورَةً: الرَّحْمَنُ وَالنَّجْمُ "، عَلَى تَأْلِيفِ ابْنِ مَسْعُودٍ، كُلُّ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، وَذَكَرَ الدُّخَانَ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ فِي رَكْعَةٍ (2)   (1) حديث صحيح، عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود سمع من أبيه لكن شيئاً يسيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، عبد الملك: هو ابن عمير اللخمي الفَرَسي. وأخرجه الترمذي (2634) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122، وأبو يعلى (5332) من طرق عن عبد الملك بن عمير، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقد روي عن عبد الله بن مسعود من غير وجه. قلنا: قد تقدم بإسناد صحيح برقم (3647) . وسيأتي برقم (4394) . (2) صحيح لغيره، نَهِيْك بن سنان السلَمي لم يرو عنه إلا إبراهيم النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وذكره ابن حبان في "الثقات " 5/480، ووقعت نسبته في " الإكمال " ص 439، و" التعجيل "ص 425 و" الفتح " 2/258: البَجْلي، وهو صحيح أيضاً، فبنو بَجِيلة رهط من سُلَيم، كما في "توضيح المشتبه " 1/374، ووقع في "الإكمال " و"التعجيل " أنه يروي عنه إبراهيم التيمي، وهو خطأ مشى عليه الشيخ = الحديث: 3958 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 69 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أحمد شاكر في تخريج هذا الحديث في "المسند"، والصواب أنه النخعي، كما في ترجمة حصين بن عبد الرحمن وإبراهيم بن يزيد النخعي من "تهذيب الكمال "، وقد جاء في "التعجيل ": ووقع في "المسند" عن إبراهيم التيمي، عن نهيك. قلنا: الذي عندنا في نسخ المسند: "إبراهيم "، دون نسبة، وكذلك هو في "إتحاف المهرة" لابن حجر، ورقة 59، و"أطراف المسند" 4/218، ونرجح أن لفظ: "التيمي " مقحم في قول الحافظ ابن حجر، لأن الحافظ يريد - والله أعلم - أن يذكر أنه وقع اسمه في المسند دونما ذكر نسبته. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام بن عبد الملك: هو الطيالسي، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/345-346 من طريق هشام بن عبد الملك، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9868) من طريق أبي عوانة، به، وفيه متابعة شعبة لأبي عوانة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9867) من طريق المغيرة، عن إبراهيم، به. وتقدم بنحوه بإسناد صحيح برقم (3607) . الدقَل: هو ردئ التمر ويابسه، وما ليس له اسم خاص، فتراه لِيبسِه ورداءته لا يجتمع ويكون منثوراً. "النهاية"، وقال السندي: قوله: ونثراً مثل نثر الدقَل: هو بفتحتين: رديء التمر، أي: رميت بكلماته من غير روية وتأمل رَمْياكم في ذلك التمر الرديء الذي لا يؤبه به فيرمى. إنما فًصل: من التفصيل، بالصاد المهملة، كما في نسخة، والمعجمة، كما في أخرى، أي: إنما فصل بالسور لتفصلوا بها عند القراءة في الصلاة، فتركعوا بعد كل سورة لتحصيل الفصل، أو: إنما فصل بالآيات لتقرؤوا بالترتيل. أو: إنما فضل على سائر أنواع الكلام لتراعوا ذلك التفضيل في القراءة. والله أعلم. وتقدم ذكر السور النظائر، وشرح بقية الحديث برقم (3607) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 70 3959 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، وَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (1) 3960 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ - أَوْ بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ - أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ، مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود - وهو أبو داود الطيالسي - فمن رجال مسلم. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وهو عند الطيالسي (254) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 4/73، والبيهقي في " السنن " 9/142، وفي " الشعب " (4353) . وسلف برقم (3900) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وهو عند الطيالسي (261) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2942) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (5032) ، والنسائي في "الكبرى" (10562) - وهو في "عمل = الحديث: 3959 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 71 3961 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ سَخْبَرَةَ، قَالَ: غَدَوْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ، فَكَانَ يُلَبِّي، قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ رَجُلًا آدَمَ (1) ، لَهُ ضَفْرَانِ (2) ، عَلَيْهِ مَسْحَةُ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ غَوْغَاءُ مِنْ غَوْغَاءِ النَّاسِ، قَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ، إِنَّ هَذَا لَيْسَ يَوْمَ تَلْبِيَةٍ، إِنَّمَا هُوَ يَوْمُ تَكْبِيرٍ قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: أَجَهِلَ النَّاسُ أَمْ نَسُوا وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، لَقَدْ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَمَا تَرَكَ التَّلْبِيَةَ حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، إِلَّا أَنْ يَخْلِطَهَا بِتَكْبِيرٍ أَوْ تَهْلِيلٍ " (3)   = اليوم والليلة" (726) -، وفي " المجتبى " 2/154، والدارمي 2/308-309 و439، والفريابي في "فضائل القرآن " (161) ، والبغوي (1222) ، والخطيب في "تاريخه " 5/453، من طرق عن شعبة، به. وعلقه البخاري من طريق ابن المبارك عن شعبة عقب الحديث (5032) . وأخرجه مسلم (790) (228) ، والحميدي (91) ، وابن أبي شيبة 10/478 وأبو عبيد في "فضائل القرآن " ص 104، والفريابي في "فضائل القرآن " (160) ، وأبو يعلى (5136) ، والبيهقي في "السنن " 2/395 من طرق عن منصور، به. وسيأتي من طريق شعبة مختصراً برقم (4085) ، ومطولاً برقم (4176) ، وتقدم من طريق الأعمش برقم (3620) . (1) في (ظ14) : آدماً، وقي هامش (س) ما نصه: في أصلين: آدماً. هكذا. (2) في (ظ14) : ضفرتان، وفي هامش (س) : ضفيرتان خ. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صفوان بن عيسى - وهو الزهري -، والحارث بن عبد الرحمن - وهو ابن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي - فمن رجال مسلم. مجاهد: هو ابن جبر، وابن سخبرة: هو عبد = الحديث: 3961 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 72 3962 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا عَلَى قُرَيْشٍ غَيْرَ يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي، وَرَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ جُلُوسٌ، وَسَلَى جَزُورٍ قَرِيبٌ (1) مِنْهُ، فَقَالُوا: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّلَى، فَيُلْقِيَهُ عَلَى ظَهْرِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ: أَنَا، فَأَخَذَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَلَمْ يَزَلْ سَاجِدًا، حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهَا (2) ، فَأَخَذَتْهُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ عَلَيْكَ الْمَلَأَ مِنْ   = الله الأزدي أبو معمر الكوفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/4/269، وابن خزيمة (2806) ، والحاكم 1/461-462، من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/225 من طريق عبد الله بن المبارك والدرَاوردي، كلاهما عن الحارث بن أبي ذباب، به. وابن أبي ذباب تصحف في مطبوع الطحاوي إلى: ابن أبي ذهاب. وسلف مختصراً برقم (3549) ، وسيأتي برقم (3976) . قوله: مِسْحة: بكسر ميم وسكون السين: نوع من لباس الأعراب. قاله السندي. قلنا: لعل المراد بالمَسْحة - بفتح الميم - هنا أثرُ أهل البادية وهيئتهم، يقال: عليه مَسْحَةُ جمال، أي: شيء منه، قال ذو الرمة: على وَجْهِ مَى مَسْحَة مِن مَلاحَةٍ .... وتحتَ الثياب العُرُّ لو كَانَ بادِيا (1) في (ظ14) وهامش (س) : قريباً. قال السندي: أي: وكان سلا جزور قريباً منه. (2) في (ظ14) : عليها السلام. الحديث: 3962 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 73 قُرَيْشٍ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، اللهُمَّ عَلَيْكَ بِأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، أَوْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ " قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ جَمِيعًا، ثُمَّ سُحِبُوا إِلَى الْقَلِيبِ غَيْرَ أُبَيٍّ أَوْ أُمَيَّةَ، فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلًا ضَخْمًا، فَتَقَطَّعَ (1) 3963 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ (2) بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَانِي الَّذِينَ يَلُونِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ: وَلَا أَدْرِي أَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الرَّابِعَةِ - ثُمَّ يَخْلُفُ بَعْدَهُمْ خَلْفٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأوي. وأخرجه أبو عوانة 4/222 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3722) . (2) تحرف في (م) إلى: زهير. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أزهر بن سعد: هو أبو بكر السمان، أروى الناس عن ابن عون وأعرفُهم به، وابن عون: هو عبد الله، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبيدة: هو ابن عمرو السلماني. وأخرجه مسلم (2533) (212) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1467) ، والشاشي (793) ، والبيهقي في "السنن " 10/160، والخطيب في "تاريخه " 12/53 من طريق أزهربن سعد السمان، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3594) . = الحديث: 3963 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 74 3964 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ الْأُمَمَ عُرِضَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَعُرِضَتْ (1) عَلَيْهِ أُمَّتُهُ، فَأَعْجَبَتْهُ كَثْرَتُهُمْ، فَقِيلَ: " إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " (2) 3965 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانُوا يَوْمَ بَدْرٍ بَيْنَ كُلِّ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ بَعِيرٌ، وَكَانَ زَمِيلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ، قَالَ: (3) وَكَانَ إِذَا كَانَتْ عُقْبَةُ   = قال الدارقطني في "العلل " 5/186-187: رواه ابن عون، عن إبراهيم، فأسنده أزهر بن سعد، عن ابن عون متصلا، وأرسله حماد بن زيد، عن ابن عون. وقال يحيى القطان: أملاه أزهر على ابني محمد من كتابه، ليس فيه عبد الله. والمرسل عن ابن عون أصح. وهو صحيح عن منصور والأعمش، عن إبراهيم متصلا مسنداً. قلنا: تقدمت رواية الأعمش برقم (3594) ، ورواية منصور سترد برقم (4130) ، وروايتهما معاً سترد برقم (4173) . (1) في (ظ 14) : فأعرضت. (2) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وزر: هو ابن حبيش الأسدي: وأخرجه أبو يعلى (5318) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (660) من طريق عبد الله بن رجاء، عن همام، به. وتقدم برقم (3819) ، وانظر (3806) . (3) لفظ: "قال " غير موجود في (ظ14) . الحديث: 3964 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 75 النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَا لَهُ: ارْكَبْ حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ، فَيَقُولُ: " مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا " (1) 3966 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: - لَيْسَ أَبُوعُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ، وَلَكِنْ - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَائِطَ، وَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، وَلَمْ أَجِدِ الثَّالِثَ، فَأَخَذْتُ رَوْثَةً، فَأَتَيْتُ بِهِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: " هَذِهِ رِكْسٌ " (2)   (1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحماد: هو ابن سلمة، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. وتقدم برقم (3901) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، زهير - وهو ابن معاوية - وإن سمع من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - بعد الاختلاط، روايته هذه مما انتقاه البخاري من مروياته. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي. قال الحافظ في "الفتح " 1/257: إنما عدل أبو إسحاق عن الرواية عن أبي عبيدة إلى الرواية عن عبد الرحمن - مع أن روايته عن أبي عبيدة أعلى له - لكون أبي عبيدة لم يسمع من أبيه على الصحيح، فتكون منقطعة، بخلاف رواية عبد الرحمن فإنها موصولة ... فمراد أبي إسحاق هنا بقوله: ليس أبو عبيدة ذكره، أي: لست أرويه الآن عن أبي عبيدة، وإنما أرويه عن عبد الرحمن. قلنا: وقد تقدمت رواية أبي إسحاق عن أبي عبيدة برقم (3685) . وأخرجه البخاري (156) ، والنسائي في "المجتبى" 1/39، وفي "الكبرى" = الحديث: 3966 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 76 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (43) ، وابن ماجه (314) ، وأبو يعلى (5127) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/122، والطبراني في "الكببر" (9953) ، والبيهقي في "السنن " 1/108، من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (287) ، وأبو يعلى (5336) من طريق زهير، عن أبي إسحاق، قال: ليس أبو عبيدة حدثني ولكنه عبد الرحمن بن الأسود، عن عبد الله. فذكر الحديث، وجاء عقيبه عند الطيالسي: قال أبو بشر: أظن غير أبي داود يقول: عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9954) من طريق شريك، و (9955) من طريق زكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وأخرجه الدارقطني في "العلل " 5/20-21 من طريق محمد بن خالد الضبي وجابر الجعفي، كلاهما عن عبد الرحمن بن الأسود، به. وعلقه البخاري عقيب حديث (156) بصيغة الجزم عن إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، حدثني عبد الرحمن. قال الحافظ في "الفتح " 1/158: أراد البخاري بهذا التعليق الرد على من زعم أن أبا إسحاق دلس هذا الخبر، كما حكي ذلك عن سليمان الشاذكوني حيث قال: لم يسمع في التدليس بأخفى من هذا. وذكر الحافظ مثل ذلك في مقدمة "الفتح " 349، قال: فالجواب أن هذا هو السبب الحامل لسياق البخاري للطريق الثانية عن إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق التي قال فيها أبو إسحاق: حدثني عبد الرحمن، فانتفت ريبة التدليس عن أبي إسحاق في هذا الحديث، وببن حفيده عنه أنه صرح عن عبد الرحمن بالتحديث. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/122 من طريق زهير بن عباد الرؤاسي، عن يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود، قالا: قال ابن مسعود، فذكر نحوه. قلنا: علقمة وإن لم يسمع منه أبو إسحاق - وهو السبيعي - شيئاً، متابع بالأسود، وهو ابن يزيد النخعي. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 77 3967 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - وَذَكَرَ التَّشَهُّدَ، تَشَهُّدَ عَبْدِ اللهِ - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْصُورٌ، وَالْأَعْمَشُ، وَحَمَّادٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1) 3968 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ، فَقَالَ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ: بَلْ هَذَذْتَ كَهَذِّ الشِّعْرِ، أَوْ كَنَثْرِ الدَّقَلِ، لَكِنَّ رَسُولَ اللهِ   = وقد تقدم برقم (3685) ، وسيأتي برقم (4299) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن أبي سليمان - فقد روى له مسلم مقرونا، والبخاري في "الأدب المفرد"، قال أحمد: مقارب الحديث، روى عنه سفيان وشعبة. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الطيالسي (249) ، والنسائي في "المجتبى" 2/240، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/262، والشاشي (501) ، وأبو نعيم في " تاريخ أصبهان" 1/299 من طريق حماد، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3921) من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص. ومن طريق منصور برقم (3919) ، ومن طريق الأعمش برقم (3622) و (3920) ، وسيرد برقم (4017) . وذكر الدارقطني في "العلل " 5/105 أنه رواه عباس بن الحسين القنطري، عن يحيى بن آدم، بهذا الإسناد، لكنه جعل مكان منصور مغيرة، ثم ذكر أن الصواب رواية أحمد، يعني بذكر منصور لا مغيرة. الحديث: 3967 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 78 صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَفْعَلْ كَمَا فَعَلْتَ، كَانَ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ: الرَّحْمَنَ، وَالنَّجْمَ، فِي رَكْعَةٍ " قَالَ: فَذَكَرَ (1) أَبُو إِسْحَاقَ " عَشْرَ رَكَعَاتٍ، بِعِشْرِينَ سُورَةً عَلَى تَأْلِيفِ عَبْدِ اللهِ، آخِرُهُنَّ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَالدُّخَانُ " (2) 3969 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، بِجَمْعٍ، فَصَلَّى الصَّلَاتَيْنِ، كُلَّ صَلَاةٍ وَحْدَهَا بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، وَالْعَشَاءُ بَيْنَهُمَا، وَصَلَّى الْفَجْرَ حِينَ سَطَعَ الْفَجْرُ، أَوْ قَالَ: حِينَ قَالَ قَائِلٌ: طَلَعَ الْفَجْرُ، وَقَالَ قَائِلٌ: لَمْ يَطْلُعْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ   (1) في (ظ1) و (ظ 14) : فذكر ذلك، وفي هامش (س) كتب ذلك. (2) حديث صحيح، زهير - وهو ابن معاوية - وإن سمع من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - بعد الاختلاط، متابع، وأبو إسحاق لم يسمع من علقمة، لكنه متابع بالأسود بن يزيد، وقد سمع منه. علقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن " (122) و (123) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/346، والطبراني في "الكبير" (9855) من طريق زهير، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1396) ، والفريابي أيضاً (124) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مختصرا ًالشاشي (313) ، والطبراني في "الكبير" (9857) ، من طريقين عن عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن قرطاس، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قال البزار: ولا نعلم روى عيسى بن قرطاس، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلا هذا الحديث. وتقدم برقم (3607) ، ومرَّ هناك شرحه. الحديث: 3969 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 79 تُحَوَّلَانِ عَنْ وَقْتِهِمَا فِي هَذَا الْمَكَانِ، لَا يَقْدَمُ النَّاسُ جَمْعًا حَتَّى يُعْتِمُوا، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ هَذِهِ السَّاعَةُ " (1) 3970 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جذه أبي إسحاقْ في غاية الإتقان للزومه إياه، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه البخاري (1683) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/178 و2/211، والبيهقي في "السنن " 5/121، والبغوي (1939) ، من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وتقدم مختصراً برقم (3637) ، وسيأتي برقم (4293) . قال البيهقي: رواه البخاري في "الصحيح " عن عمرو بن خالد، عن زهير، وجعل زهير لفظ التحويل من قول عبد الله. قلنا: رواية زهير هذه سترد برقم (4399) . قوله: "والعَشَاء بينهما" بالفتح، أي: طعام العشاء، أكل بين الصلاتين. وقوله: "إن هاتين الصلاتين "، أي: المغرب والفجر. تُحَوَّلان: على بناء المفعول، من التحويل، أي: ينبغي تأخير المغرب إلى العشاء هاهنا، وتقديم الفجر عن الوقت المعتاد إلى أول طلوع الفجر. لا يَقْدَمُ: من قَدِمَ كعلم، علة لتأخير المغرب، فكأنه بمنزلة ذكر صلاة المغرب، ولذلك عطف عليها صلاة الفجر، في قوله: وصلاة الفجر، وهو بالنصب لكونها مع المقدر بدلًا من "هاتين الصلاتين "، أو بالرفع على أنها مع المقدر بدل من ضمير "تحولان ". حتى يُعتموا: من أعتم: إذا دخل في العتمة. والله أعلم. قاله السندي. الحديث: 3970 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 80 أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " (1) 3971 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] ، قَالَ: " رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ فِي حُلَّةٍ مِنْ رَفْرَفٍ، قَدْ مَلَأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (2) 3972 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ " يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رُكُوعٍ، وَسُجُودٍ، وَرَفْعٍ وَوَضْعٍ " وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمَا، (3) وَيُسَلِّمُونَ عَنْ (4) أَيْمَانِهِمْ وَشَمَائِلِهِمْ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5333) من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3741) . وذكرنا أن هذه القراءة شاذة وإن صح سندها لمخالفتها القرإءة المتواترة: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 58] . (2) هو مكرر (3740) سنداً ومتناً. (3) جملة: "رضوان الله عليهما" لم ترد في (ظ1) و (ظ14) . (4) في (ص) و (ق) و (ظ 1) : على. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن = الحديث: 3971 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 81 3973 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: " الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " وَلَوِ اسْتَزَدْتُ لَزَادَنِي قَالَ حُسَيْنٌ: ولَوِ (1) اسْتَزَدْتُهُ (2) 3974 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ - أَمْلَاهُ عَلَيَّ   = الزبير الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/268 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، بهذا الإسناد، دون ذكر علقمة، وبذكر التسليم وحده دون التكبير. وسلف برقم (3660) ، ومن طريق أبي الأحوص برقم (3849) . (1) لفظ: "ولو"من (ظ14) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المَزوذِي، أبو عبيدة- وإن لم يسمع من أبيه ابن مسعود- متابع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9817) من طريق عبد الله بن رجاء، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني أيضاً (9816) من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، به. وتقدم برقم (3890) . الحديث: 3973 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 82 مِنْ كِتَابِهِ -، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا (1) عَلْقَمَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ، فَكَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، ثُمَّ رَكَعَ وَطَبَّقَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَجَعَلَهُمَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ " فَبَلَغَ سَعْدًا، فَقَالَ: " صَدَقَ أَخِي، قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ ذَلِكَ، ثُمَّ أُمِرْنَا بِهَذَا، وَأَخَذَ بِرُكْبَتَيْهِ "، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، هَكَذَا (2) 3975 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، لَا أَدْرِي زَادَ، أَوْ نَقَصَ، ثُمَّ سَلَّمَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " (3)   (1) في (ظ 14) : قال: حدثنا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن كليب فمن رجال مسلم. علقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/246، وأبو داود (747) ، والنسائي في "المجتبى" 2/184، وفي "الكبرى" (620) ، وابن الجارود (196) ، وابن خزيمة (595) ، والدارقطني في "السنن " 1/339 من طرق عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3588) ومر هناك شرحه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه مسلم (572) (90) ، وأبو عوانة 2/201-202، وابن حهان (2659) من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. = الحديث: 3975 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 83 3976 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ لَبَّى لَيْلَةَ جَمْعٍ، ثُمَّ قَالَ: " هَاهُنَا رَأَيْتُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ يُلَبِّي " (1) 3977 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَابِرِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي الْمَاجِدِ، (2) قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ (3) : إِنَّ أَوَّلَ رَجُلٍ قُطِعَ فِي الْإِسْلَامِ - أَوْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ - رَجُلٌ أُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا سَرَقَ، فَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَادًا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْ يَقُولُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي؟ وَأَنْتُمْ أَعْوَانُ الشَّيْطَانِ عَلَى صَاحِبِكُمْ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ، وَلَا يَنْبَغِي   = وتقدم برقم (3566) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير كثير بن مدرك - وهو الأشجعي - فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه مسلم (1283) (270) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/225، والطبراني في "الكبير" (10481) من طريق يحمى بن آدم، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3549) . (2) في (ق) وهامش (س) و (ص) : أبي الماجد التيمي. (3) في (ظ14) : فقال. الحديث: 3976 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 84 لِوَالِي أَمْرٍ أَنْ يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلَّا أَقَامَهُ "، ثُمَّ قَرَأَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] (1) قَالَ يَحْيَى: أَمْلَاهُ عَلَيْنَا سُفْيَانُ، إِمْلَاءً   (1) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن عبد الله الجابر، ولجهالة أبي الماجد، ويقال: أبو ماجدة الحنفي الكوفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، سفيان: هو الثوري. وأخرجه مطولاً الطبراني في "الكبير" (8572) ، والبيهقي في "السنن " 8/331 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد. وسلف برقم (3711) . قوله: "وأنتم أعوان الشيطان على صاحبكم! " له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6781) بلفظ: "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم ". وقوله: "والله عز وجل عفو يحب العفو" له شاهد من حديث عائشة، تسيرد 6/183 بإسناد صحيح. وقوله: "إنه لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلا أقامه " له شاهد من حديث ابن عمر، سيرد (5385) بلفظ: "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله، فقد ضاد الله في أمره "، وصححه الحاكم. قال الحافظ في "الفتح " 12/87: وأخرجه ابن أبي شيبة من وجه آخر أصح منه عن ابن عمر موقوفًا. وآخر من حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4376) ، والنسائي في "المجتبى" 8/70 بلفظ: "تعافوا الحدود فيما بينكم، فما بلغني من حد فقد وَجَب،، وإسناده حسن. وثالث من حديث صفوان بن أمية، سيرد 3/401. وذكر الحافظ شواهد أخرى في "الفتح " 12/87- 88 قوله: "إن أول رجل قُطِعَ ": على بناء المفعول، أي: قطع يده. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 85 3978 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى الْجَابِرِ، عَنْ أَبِي الْمَاجِدِ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْنَا نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ، فَقَالَ: " السَّيْرُ دُونَ الْخَبَبِ، فَإِنْ يَكُ خَيْرًا تُعْجَلْ إِلَيْهِ، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ، فَبُعْدًا لِأَهْلِ النَّارِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ تَقَدَّمَهَا " (1) 3979 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا، وَمَا تُقَامُ الصَّلَاةُ حَتَّى تَكَامَلَ بِنَا الصُّفُوفُ، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ   = فكأنما أسِفَّ: بتشديد الفاء على بناء المفعول: قال ابن الأثير: أي: تغير واكْمدَّ، كأنما ذرَّ عليه شيءٌ غيَّره. أنتم أعوان الشيطان، أي: إنه يفرح بفضيحة المؤمن وحزنه، وأنتم تعينونه في ذلك. ولا ينبغي لوالي أمر: اعتذار من جهته بأنه ليس له العفو، وإلا لعفا. قاله السندي. (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي وضعف يحيى الجابر، سلف الكلام عنهما في الرواية (3585) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. وسلف برقم (3585) و (3734) ، وتقدم شرحه هناك. الحديث: 3978 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 86 الْهُدَى، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى " (1) 3980 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: أَتَيْنَا عَبْدَ اللهِ، فَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَقْرَأَ عَلَيْنَا: طسم الْمِائَتَيْنِ، فَقَالَ: مَا هِيَ مَعِي، وَلَكِنْ " عَلَيْكُمْ مَنْ (2) أَخَذَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ "، قَالَ: فَأَتَيْنَا خَبَّابَ بْنَ الْأَرَتِّ، فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا (3)   (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأخرجه مطولاً الشاشي (706) و (707) ، والطبراني في "الكبير" (8605) من طريقين عن شريك، بهذا الإسناد. وتقدم مطولاً بإسناد صحيح برقم (3936) ، وسيأتي برقم (4355) . (2) في هامش (س) : بمن (نسخة) . (3) إسناده ضعيف، معديكرب - وهو الهمداني العبدي - لم يرو عنه إلا أبو إسحاق، وذكره ابن حبان في "الثقات " 5/458، ولم يوثر توثيقه عن غيره، ولم يذكره الحافظ في "التعجيل " وهو على شرطه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير الجراح بن مليح والد وكيع فمختلف فيه، أخرج له البخاري في "الأدب المفرد لما والباقون عدا النسائي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3614) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 1/143 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/84، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! ورواه الطبراني. = الحديث: 3980 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 87 3981 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةً مِنَ الثَّلَاثِينَ، مِنْ آلِ حم قَالَ: يَعْنِي الْأَحْقَافَ قَالَ: وَكَانَتِ السُّورَةُ إِذَا كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ آيَةً سُمِّيَتِ الثَّلَاثِينَ، قَالَ: فَرُحْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَقْرَؤُهَا عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأَنِي، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِآخَرَ: اقْرَأْهَا، فَقَرَأَهَا عَلَى غَيْرِ قِرَاءَتِي وَقِرَاءَةِ صَاحِبِي، فَانْطَلَقْتُ بِهِمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَيْنِ يُخَالِفَانِي فِي الْقِرَاءَةِ؟ قَالَ: فَغَضِبَ، وَتَمَعَّرَ وَجْهُهُ، وَقَالَ: " إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ (1) الِاخْتِلَافُ " - قَالَ: قَالَ زِرٌّ: وَعِنْدَهُ رَجُلٌ - قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا أُقْرِئَ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الِاخْتِلَافُ قَالَ قال: عَبْدُ اللهِ: " فَلَا أَدْرِي أَشَيْئًا أَسَرَّهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَلِمَ مَا فِي نَفْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " قَالَ: " وَالرَّجُلُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، صَلَوَاتُ (2) اللهِ عَلَيْهِ " (3)   = قوله: ما هي معي: قال السندي: يحتمل أنه ما حفظها، أو حفظها لكن لا بالسماع من النبي مجنَ. قلنا: وطتتتم المئتين: هي سورة الشعراء، آياتها 227. (1) في (ظ14) : من قبلكم. (2) في (ظ14) : عليه السلام. (3) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر- وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في الحديث: 3981 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 88 3982 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا بَشِيرٌ (1) أَبُو إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ لَهُ (2) : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، تَسْلِيمُ الرَّجُلِ (3) عَلَيْكَ، فَقُلْتَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تَسْلِيمُ الْخَاصَّةِ، وَتَفْشُو التِّجَارَةُ، حَتَّى   = المقدمة، وهو ثقة، وكتابه صحيح. وأخرجه أبو يعلى (5057) ، والطبري في "التفسير" 1/12 من طريق أبي كريب، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولا ومختصراً الطبري في "التفسير" 1/13، وابن حبان (746) و (747) ، والحاكم 2/223-224 من طريقين عن عاصم، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي. وقد تقدم بأخصر منه برقم (3724) بإسناد صحيح. قوله: من آل حم: أي: مما في أوله: حم، قال الفراء: نسب السورة كلها إلى حم التي في أولها، وقد يقع آل الشيء على ذاته، كما في "مزامير آل داود"، فيمكن حمل آل حم على ذلك. إذا كانت أكثر، أي: تسمى بهذا الاسم وإن كانت أكثر، وأما إذا كانت ثلاثين فبالأولى، وكأن المراد كثرة لا يعتد بها مثل الكسر، والله تعالى أعلم. فقلت لآخر: بفتح الخاء، أي: لرجل ثالث. وتمعًر بالتشديد، أي: تغير. قاله السندي. (1) في (م) : أبو بشير، وهو خطأ. (2) في (ق) و (ظ 1) : قال له طارق. (3) في (ق) : تسليم ذا الرجل. الحديث: 3982 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 89 تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَتُقْطَعُ الْأَرْحَامُ " (1) 3983 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ النَّهْشَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا، الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: " لَا "، قَالُوا: فَإِنَّكَ صَلَّيْتَ خَمْسًا؟ قَالَ: فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَذْكُرُ كَمَا تَذْكُرُونَ، وَأَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ " (2)   (1) إسناده حسن، وقوله: سيار أبو الحكم خطأ، صوابه: سيار أبو حمزة، وقد سلف الكلام فيه برقم (3870) ، والإمام أحمد نفسه نبه على هذا الخطأ في "العلل " برقم (588) ، ونقل ذلك عنه وعن غيره المزي في "تهذيب الكمال " في ترجمة سيار أبي حمزة الكوفي. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، طارق: هو ابن شهاب الأحمسي. وسلف تخريجه برقم (3870) . قوله: "تسليم الرجل عليك ": قال السندي: أي تحقق أو حصل، فقلت أنت عند ذلك: صدق الله ورسوله، فما وجهه؟ (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عبد الله النهشلي، فمن رجال مسلم. الأسود والد عبد الرحمن: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه مسلم (572) (93) ، والنسائي في "المجتبى" 3/33، وفي "الكبرى" (580) ، وأبو عوانة 2/205، والشاشي (415) ، والطبراني في "الكبير" (9852) ، والبيهقي في "السنن " 2/342، من طرق عن أبي بكر النهشلي، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3566) . الحديث: 3983 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 90 3984 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ حَيَّةً، فَلَهُ سَبْعُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ قَتَلَ وَزَغًا، فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ تَرَكَ حَيَّةً مَخَافَةَ عَاقِبَتِهَا فَلَيْسَ مِنَّا " (1)   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي، والشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه مختصراً ابن حبان (5630) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد، دون قوله: "ومن ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا". وأخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير" (10492) من طريق أبي كدينة، عن أبي إسحاق الشيباني، به. قال ابن أبي حاتم في "العلل " 2/322: سألت أبي عن حديث رواه العوام بن حوشب، عن سليمان الشيباني، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من قتل حية فله سبع حسنات، ومن قتل وزغة كانت له حسنة، ومن ترك حية مخافة طلبه فليس منا"، ورواه عبد الواحد بن زياد، عن الشيباني، عن المسيب، عن عبد الله، موقوف؟ قال أبي: عبد الواحد أوثق من العوام. قلنا: لكن العوام بن حوشب قد تابعه أسباط بن محمد في هذه الرواية. وأورده الهيثمي في "المجمع " 4/45، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح، إلا أن المسيب بن رافع لم يسمع من ابن مسعود، والله أعلم. وقوله: "من قتل وزغة فله حسنة" له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2240) (146) و (147) بلفظ: "من قتل وزغاً في أول ضربة كتبت له مئة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك ". = الحديث: 3984 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 91 3985 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ كُرْدُوسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " مَرَّ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ خَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلَالٌ، وَعَمَّارٌ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَرَضِيتَ بِهَؤُلَاءِ؟ فَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [الأنعام: 51]- إِلَى قَوْلِهِ - {وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} [الأنعام: 58] " (1)   = وقوله: "من ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا"، له شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (3254) بإسناد صحيح. وآخر من حديث أبي هريرة عند الحميدي (1156) ، وأبي داود (5248) ، وابن حبان (5644) ، سيرد 2/247 و432 و520. قوله: "مخافة عاقبتها"، قال السندي: قيل: مخافة أن يُطلب بدمها في الدنيا والآخرة، أو مخافة أن تطلبه شيء من الحيات، فتعدو عليه. فليس منا، أي: من العاملين بأوامرنا. (1) حديث حسن. وهذا إسناد ضعيف لضعف أشعث، وهو ابن سوار الكندي، وكردوس - وهو ابن عباس الثعلبي - روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن القرشى. وأخرجه الواحدي في "أسباب النزول " ص 213 من طريق أسباط، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري (13255) و (13256) ، والطبراني في "الكبير" (10520) من طرق عن أشعث، به. وأخرجه الطبري (13257) من طريق حفص بن غياث، عن أشعث، عن كردوس، مرسلًا. = الحديث: 3985 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 92 3986 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي (1) ؟ " فَنَهَانَا (2) عَنْهُ، ثُمَّ رُخِّصَ لَنَا بَعْدُ فِي أَنْ نَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ إِلَى أَجَلٍ "، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87] (3)   = وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/20-21، وقال: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: فقالوا: يا محمد، أهؤلاء منَّ الله عليهم من بيننا؟ لو طردتَ هؤلاء لاتبعناك، فأنزل الله: {ولا تطرد الذين يدعون ربَّهم بالغداة والعشي} ، إلى قوله: {أليس الله بأعلمَ بالشاكرين} . وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2413) (45) و (46) ، وابن ماجه (4128) ، وعبد بن حميد (131) ، والطبري (13263) ، ولفظه عند مسلم: قال سعد: نزلت في سِتةٍ أنا وابن مسعود منهم، وكان المشركون قالوا له: تُدني هؤلاء؟!، وفيه فأنزل الله عز وجل: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} [الأنعام: 52] . ولفظه عند ابن ماجه: قال سعد: نزلت هذه الآية فينا ستة: فيَّ وفي ابن مسعود وصهيب وعمار والمقداد وبلال ... وآخر من حديث خباب عند ابن ماجه (4127) ، والطبري (13258) و (13259) ، قال البوصيرى في "الزوائد": إسناده صحيح، ورجاله ثقات، وقد روى مسلم والنسائي والمصنف بعضه من حديث سعد بن أبي وقاص. (1) في (ق) : نختصي. (2) في (ق) : فنهى. (3) إسناده صحيح على شرطِ الشبخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، = الحديث: 3986 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 93 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه البيهقي في "السنن " 7/200 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (14048) ، والبخاري (5075) ، ومسلم (1404) (11) ، والنسائي في "الكبرى" (11150) ، وأبو يعلى (5382) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/24، والبيهقي في "السنن " 10/79 و201، من طرق، عن إسماعيل، به. وعند عبد الرزاق زيادة: ثم نهانا عنها بوم خيبر، وعن لحوم الحمر الإنسية. وقال الحافظ في "الفتح " 9/119: ذكر الإسماعيلي أنه وقع في رواية أبي معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد: ففعله ثم ترك ذلك. قال: وفي رواية لابن عيينة، عن إسماعيل: ثم جاء تحريمها بعد، وفي رواية معمر، عن إسماعيل: ثم نسخ. قلنا: وفي الرواية الآتية برقم (4113) قول ابن مسعود: كنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن شهاب .... قال البيهقي في "السنن " 7/201: وفي هذه الرواية ما دل على كون ذلك قبل فتح خيبر، أو قبل فتح مكة، فإن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه توفي سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة، وكان يوم مات ابن بضع وستين سنة، وكان الفتح فتح خيبر في سنة سبع من الهجرة، وفتح مكة سنة ثمان، فعبد الله سنة الفتح كان ابن أربعين سنة أو قريباً منها، والشباب قبل ذلك. وقد نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن متعة النساء زمن خيبر. وقال الحافظ في "الفتح " 9/167: وقد وردت عدة أحاديث صحيحة صريحة بالنهي عنها (أي المتعة) بعد الإذن فيها. قلنا: منها حديث علي بن أبي طالب عند البخاري (5115) ، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر. وانظر لزاما ًالتعليق على هذه الرواية في "زاد المعاد" 3/459 و5/111. ومنها حديث ابن عمر الآتي برقم (5694) . = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 94 3987 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: تَحَدَّثْنَا لَيْلَةً عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى أَهْلِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ بِأُمَمِهَا، وَأَتْبَاعُهَا مِنْ أُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ وَمَعَهُ الثَّلَاثَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ النَّفَرُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَالنَّبِيُّ مَا مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِهِ (1) حَتَّى مَرَّ عَلَيَّ موسَى بْنُ عِمْرَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي، قُلْتُ: يَا رَبِّ مَنْ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ مَعَهُ (2) مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قُلْتُ: يَا رَبِّ، فَأَيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ، فَإِذَا الظِّرَابُ ظِرَابُ مَكَّةَ، قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ،   = وانظر "الفتح " 12/167-174. وقد تقدم الحديث مختصراً برقم (3650) ، وسيرد مطولاً برقم (4113) . قوله: ثم قرأ عبد الله: {يا أيها الذين آمنوا ... } قال السندي: هذا مبني على عدم بلوغ الناسخ إياه، كما أن ابن عباس وجابراً ما بلغهما الناسخ أيضاً، وإلا فمقتضى القرآن والسنة عدم جواز المتعة، أما القرآن فقوله تعالى: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} والمُتَمتَّع بها ليست شيئاً منهما الاتفاق، فلا تحل، فضلاً عن أن تكون من طيبات الحلال، وأما السنة فلا تخفى على أهلها. والله تعالى أعلم. (1) لفظ: "من أمته " لم يرد في (ظ14) . (2) في (ظ 14) : ومن تبعه. الحديث: 3987 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 95 قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَبِّ، قَالَ: أُمَّتُكَ، قُلْتُ: رَضِيتُ رَبِّ، قَالَ: أَرَضِيتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ "، قَالَ: " فَنَظَرْتُ، فَإِذَا الْأُفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ، فَقَالَ: رَضِيتَ؟ قُلْتُ: رَضِيتُ، قِيلَ: فَإِنَّ (1) مَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعِينَ (2) أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، لَا حِسَابَ لَهُمْ "، فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، ثُمَّ أَنْشَأُ رَجُلٌ آخَرُ (3) مِنْهُمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: (4) " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (5) 3988 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ،   (1) في (ظ 14) : فقيل: إن. (2) في (ظ 14) : سبعون. وفوقها كلمة صح. (3) لفظ: "منهم " لم يرد في (س) و (ظ 1) . (4) في (ظ 14) : فقال. (5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف علته علته الحسن - وهو البصري - فإنه لم يسمع من عمران بن حصين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه الطيالسي (404) ، والطبراني في "الكبير" (9767) ، والسهمي في "تاريخ جرجان " ص 373، من طريق هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3806) ، وسيرد برقم (3988) . قوله: حتى أكرينا الحديث: أي: أطلناه. الحديث: 3988 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 96 فَذَكَرَ مَعْنَاهُ. وَحَدَّثَنَا عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَذَكَرَهُ. (1) 3989 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، والْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، فَذَكَرَهُ (2)   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحسن - وهو البصري - لم يسمع من عمران بن حصين، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب - وهو ابن عطاء الخفاف - فقد روى له الجماعة إلا البخاري، وفو قوي الحديث، لا سيما في سعيد - وهو ابن أبي عروبة -. (2) إسناده من طريق العلاء بن زياد، متابع الحسن البصري، صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن زياد، وهو العدوي، فقد روى له البخاري تعليقاً، وابنُ ماجه، وهو ثقة، محمد بن بكر: هو البرساني، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه البزار (3538) "زوائد" من طريق محمد بن أبي عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9765) من طريق موسى بن خلف العمي، عن قتادة، به. وأخرجه الطبراني أيضاً (9769) من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، به. = الحديث: 3989 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 97 3990 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ بِقَتْلِ حَيَّةٍ بِمِنًى " (1) 3991 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ، وَكَانَ دَقِيقَ   = وأخرجه أيضاً (9770) من طريق أبي أمية الحبطي، عن قتادة، عن العلاء، به. وأخرجه أيضاً (9768) من طريق محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن والعلاء، عن عمران، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ليس فيه ذكر ابن مسعود. وسلف برقم (3806) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل. وأخرجه الشاشي (608) ، والطبراني في "الكبير" (10151) من طريق عبد الصمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10152) من طريق يزيد بن هارون، عن المسعودي، عن الأعمش، به. والمسعودي قد اختلط، وسماع يزيد منه بعد الاختلاط. قال الدارقطني في " العلل " 5/81: الصحيح عن حفص ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وأحمد بن حنبل وابن نمير، عنه، عن الأعمش،: عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله. قلنا: هو الإسناد المتقدم في الرواية (3586) وهو إسناد صحيح على شرطهما، وانظر (3574) و (4004) . الحديث: 3990 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 98 السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِمَّ تَضْحَكُونَ؟ " قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وأخرجه الطيالسي (355) ، وابن سعد 3/155، والبزار (2678) "زوائد"، وأبو يعلى (5310) و (5365) ، والشاشي (661) ، والطبراني في "الكبير" (8452) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/127، من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/113 من طريق زائدة بن قدامة، عن عاصم، به. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (8453) من طريق جعفر بن عون، عن المعلى بن عرفان، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، به، مرفوعاً. وأخرجه ابن سعد 3/155، والشاشي (904) من طريق العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، مرسلًا. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (8454) من طريق جعفر بن مسافر، عن ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن ابن أبي حرملة مولى حويطب أن سارة بنت عبد الله بن مسعود، عن عبد الله بن مسعود، به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 9/289، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق ... وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود، وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح. وله شاهد من حديث علي تقدم برقم (920) بإسناد حسن. وآخر من حديث قرة بن إياس عند البزار (2677) "زوائد"، والطبراني في " الكبير" 19/ (59) ، والفسوي 2/546، وصححه الحاكم 2/317، ووافقه = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 99 3992 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ، عَنْ زِرّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الْأَحْقَافِ، وَأَقْرَأَهَا رَجُلًا آخَرَ، فَخَالَفَنِي فِي آيَةٍ، فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أَقْرَأَكَهَا؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ فِي نَفَرٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تُقْرِئْنِي آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: " بَلَى "، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَقْرَأْتَهَا إِيَّاهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي عِنْدَهُ: لِيَقْرَأْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ كَمَا سَمِعَ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالِاخْتِلَافِ قَالَ: " فَوَاللهِ مَا أَدْرِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ أَمْ هُوَ قَالَهُ؟ (1) 3993 - " حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: فَغَضِبَ وَتَمَعَّرَ   = الذهبي، وأورده الهيثمي في "المجمع " 9/289، وقال: رواه البزار والطبراني، ورجالهما رجال الصحيح. قوله: تكفؤه، أي: تميله. (1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم الصفّار، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. وتقدم برقم (3724) . الحديث: 3992 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 100 وَجْهُهُ، وَقَالَ: " إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الِاخْتِلَافُ " (1) 3994 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَاتَ، فَوَجَدُوا فِي بُرْدَتِهِ دِينَارَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ " (2) 3995 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النِّسَاءَ، فَقَالَ لَهُنَّ: " مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ يَمُوتُ لَهَا ثَلَاثَةٌ، إِلَّا أَدْخَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ "، فَقَالَتْ أَجَلُّهُنَّ امْرَأَةً: يَا رَسُولَ اللهِ، وَصَاحِبَةُ الِاثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " وَصَاحِبَةُ الِاثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ " (3)   (1) مكرر (3981) سنداً، ومختصر متناً. (2) إسناده حسن كسابقه. وتقدم برقم (3914) . (3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم. وأخرجه أبو يعلى (5085) ، والطبراني في "الكبير" (10414) من طريقين عن عاصم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني أيضاً (10420) من طريق حماد بن زيد، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود. وتقدم بنحوه برقم (3554) . وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (101) و (102) = الحديث: 3994 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 101 3996 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الْفُرَاتِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْديِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا ابْنُ مَسْعُودٍ، يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ مَرَّ بِحَيَّةٍ تَمْشِي عَلَى الْجِدَارِ، فَقَطَعَ خُطْبَتَهُ، ثُمَّ ضَرَبَهَا بِقَضِيبِهِ حَتَّى قَتَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَتَلَ حَيَّةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ رَجُلًا مُشْرِكًا قَدْ حَلَّ دَمُهُ " (1) 3997 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْأَعْيَنِ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، أَهِيَ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَلْعَنْ قَوْمًا قَطُّ، - قَالَ رَوْحٌ: فَمَسَخَهُمْ - فَيَكُونَ لَهُمْ نَسْلٌ، حَتَّى يُهْلِكَهُمْ، وَلَكِنَّ هَذَا خَلْقٌ كَانَ، فَلَمَّا غَضِبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْيَهُودِ مَسَخَهُمْ، فَجَعَلَهُمْ مِثْلَهُمْ " (2)   = و (7310) ، ومسلم (2633) ، سيرد 3/34. وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (2632) (151) ، سيرد 2/378 (1) إسناده ضعيف، وسلف برقم (3746) ، وسبق هناك الكلام عن رجال إسناده. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. (2) إسناده ضعيف، أبو الأعين العبدي تقدم الكلام عليه في الرواية (3747) ، وبقية رجاله ثقات غير محمد بن زيد - وهو ابن علي العبدي الكندي -، قال أبو = الحديث: 3996 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 102 3998 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " صَلِّ الصَّلَاةَ لِمَوَاقِيتِهَا "، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (1) 3999 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي لَأَحْفَظُ الْقَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ   = حاتم: صالح الحديث، لا بأس به، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات ". عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وروح: هو ابن عبادة، وداود بن أبي الفرات: هو الكندي المروزي. وسلف برقم (3747) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعبد العزيز بن مسلم: هو القسملي، وأبو إسحاق الهمداني: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه أبو يعلى (5329) ، وابن حبان (1476) ، والطبراني في "الكبير" (9818) من طريقين عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/28، والطبراني في "الكبير" (9818) من طريق ابن طهمان، عن أبي إسحاق السبيعي، به. وتقدم برقم (3890) . الحديث: 3998 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 103 رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَمَانِي عَشْرَةَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ، وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم " (1) 4000 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، والْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل: هو ابنُ حيان الأحدب الأسَدِي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري (5043) ، ومسلم (822) (278) ، وأبو عوانة 2/162-163، والطبراني في "الكبير" (9865) ، من طرق عن مهدي بن ميمون، بهذا الإسناد. وقد تقدم ذكر السُّوَر التي كان يقرن بينهن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرواية (3607) ، وفيها من ذوات حتم سورة الدخان فقط، قال الحافظ في "الفتح " 2/259: قوله: "وسورتين من آل حم " مشكل، لأن الروايات لم تختلف أنه ليس في العشرين من الحواميم غير الدخان، فيحمل على التغليب، أو فيه حذف، كأنه قال: وسورتين أحداهما من آل حم. قلنا: وقوله هنا: "ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من آل حم "، قد تقدم في الرواية (3607) أنها عشرون سورة من المفصل. قال الحافظ في "الفتح " 9/90: والجمع بينها أن الثمان عشرةَ غير سورة الدخان والتي معها، وإطلاق المفصل على الجميع تغليباً، وإلا فالدخان ليست من المفصل على المرجح، لكن يحتمل أن يكون تأليفُ ابن مسعود على خلاف تأليف غيره، فإن في آخر رواية الأعمش: "على تأليف ابن مسعود، آخرهن حم الدخان وعم يتساءلون "، فعلى هذا لا تغليب. قوله: "من آل حم ": قال الحافظ: أي السورة التي أولها حم، وقيل: يريد حم نفسها كما في حديث أبي موسى: "أنه أوني مزماراً من مزامير آل داود"، يعني داود نفسه. "الفتح " 9/90. الحديث: 4000 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 104 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى أَكْرَيْنَا الْحَدِيثَ، فَذَكَرَهُ (1) 4001 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عَشِيَّةَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَحَدُنَا رَأَى (2) مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَقَتَلَهُ، قَتَلْتُمُوهُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، وَإِنْ سَكَتَ، سَكَتَ عَلَى غَيْظٍ، وَاللهِ لَئِنْ أَصْبَحْتُ صَالِحًا، لَأَسْأَلَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَسَأَلَهُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَحَدُنَا رَأَى مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا، فَقَتَلَهُ قَتَلْتُمُوهُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ، وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ (3) عَلَى غَيْظٍ، اللهُمَّ احْكُمْ. قَالَ: " فَأُنْزِلَتْ آيَةُ اللِّعَانِ "، قَالَ: فَكَانَ ذَاكَ الرَّجُلُ أَوَّلَ مَنِ ابْتُلِيَ بِهِ (4)   (1) هو مكرر (3989) سنداً ومتناً. ولم يرد في (ظ 14) ، وكتب في هامش (س) : حديث محمد بن بكر مكرر مع الحديث الذي في أول الصفحة التي قبل هذه. قلنا: يعني الحديث المذكور. (2) في (ق) وهامش (ص) : يرى أحدتا، وفي هامش (س) : إنْ أحدنا رأى، وفي (ظ 1) و (ظ 14) : أحدنا يرى. (3) في (ظ14) : أسكت. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني خَتَن أبي عوانة، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس = الحديث: 4001 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 105 4002 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ رَمَى الْجَمْرَةَ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، ثُمَّ قَالَ: " هَاهُنَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، كَانَ يَقُومُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1) 4003 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ "،   = النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/405، ومسلم (1495) (10) ، وأبو داود (2253) ، وابن ماجه (2068) ، والطبري في "التفسير" 18/84، وأبو يعلى (5161) ، والبيهقي في "السنن " 7/405 و8/337 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأورده ابن كثير في "التفسير" 3/267عن الإمام أحمد، وقال: انفرد بإخراجه مسلم. وفي الباب عن عويمر العجلاني عند مسلم (1492) . وعن ابن عمر عند مسلم (1493) . وعن سعد بن عبادة عند مسلم (1498) . وعن ابن عباس تقدم مطولاً برقم (2131) . قوله: قتلتموه: قال السندي: أي: قصاصاً، قيل: هذا لعجزه عن الإثبات، وإلا، فلا قتل عليه فيما بينه وبين الله. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وقد سلف برقم (3548) . الحديث: 4002 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 106 وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ رَكْعَتَيْنِ (1) 4004 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، فَنَزَلَتْ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، قَالَ: فَإِنَّا نَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ مِنْ جُحْرِهَا، فَابْتَدَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا، فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا، فَقَالَ: " وُقِيَتْ شَرَّكُمْ وَوُقِيتُمْ شَرَّهَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه النسائي مختصراً في "المجتبى" 3/120، وفي "الكبرى" (1906) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1657) ، وابن خزيمة (2962) من طريقين عن سفيان الثوري، به. وعند البخاري زيادة: ثم تفرقت بكم الطريق، فيا ليت حظي من أربع ركعتان متقبلتان. وهذه الزيادة تقدمت برقم (3953) ، وستأتي برقم (4034) . وقد تقدم برقم (3593) ، وفيه التصريح بأن هذه الصلاة كانت بمنى. (2) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. إِسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه البخاري (3317) و (4931) ، والنسائي في "الكبرى" (11642) - وهو في "التفسير" (662) - من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. = الحديث: 4004 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 107 4005 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، مِثْلَهُ، قَالَ: " وَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً " (1) 4006 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ، بِيَدِي وَحَدَّثَنِي، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، أَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ اللهِ، فَعَلَّمَهُ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: " قُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ،   = وأخرجه البخاري (4930) ، والشاشي (325) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. وأخرجه أبو يعلى (5374) ، والطبراني في "الكبير" (10159) و (10160) من طريقين عن منصور، به. وعلقه البخاري (4931) بصيغة الجزم عن يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. وقد وصله الطبراني في "الكبير" (10158) من طريق الفضل بن سهل الأعرج، عن يحيى بن حماد، به. والمغيرة - وهو ابن مقسم الضبي - يدلس عن إبراهيم، لكنه متابع. وقد تقدم برقم (3574) ، وانظر (4005) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (4931) ، والنسائي في "الكبرى" (11642) - وهو في "التفسير" (662) - من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10150) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به. وتقدم قبله برقم (4004) ، وانظر (3574) . الحديث: 4005 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 108 وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - قَالَ زُهَيْرٌ: حَفِظْتُ عَنْهُ إِنْ شَاءَ اللهُ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: فَإِذَا قَضَيْتَ هَذَا، أَوْ قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا، فَقَدْ قَضَيْتَ صَلَاتَكَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَقُومَ فَقُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَقْعُدَ فَاقْعُدْ (1)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحسن بن الحر، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. زهير: هو ابن معاوية، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه الطيالسي (275) ، والدارمي 1/309 عن أبي نعيم، وأبو داود (970) من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، وابن حبان (1961) من طريق عبد الرحمن بن عمرو البجلي، والدارقطني في "السنن " 1/353 من طريق موسى بن داود، خمستهم عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وذكر ابن حبان أن قوله في آخر الحديث: "فإذا قضيت هذا فقد قضيت صلاتك ... إنما هو قولُ ابن مسعود، ليس من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدرجه زهير في الخبر، وكذلك قال الدارقطني في "السنن " 1/353، و"العلل " 5/127، قال: وفَصَلَه شبابةُ عن زهير، وجعله من كلام عبد الله بن مسعود، وقولُه أشبه بالصواب من قول من أدرجه في حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن ابن ثوبان رواه عن الحسن بن الحر كذلك، وجعل آخره من قول ابن مسعود، ولاتِّفاقِ حسينٍ الجعفي وابن عجلان ومحمد بن أبان في روايتهم عن الحسن بن الحر على ترك ذكره في آخر الحديث، مع اتفاق كل من روى التشهد عن علقمة وغيره عن عبد الله بن مسعود على ذلك. والله أعلم. قلنا: أخرجه الدارقطني 1/353 من طريق شبابة بن سوار، عن زهير بن معاوية، = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 109 4007 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ يَعْنِي الطَّيَالِسِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى   = بهذا الإسناد، وفي آخره: قال عبد الله: فإذا قلت ذلك فقد قضيت ما عليك ... وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9925) من طريق أحمد بن يونس، وأحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، وأبي بلال الأشعري، ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، به، دون ذكر قوله: فإذا فعلت هذا ... وأخرجه ابن حبان (1962) ، والدارقطني في "السنن " 1/354، والطبراني في "الكبير" (9924) من طريق غسان بن الربيع، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن الحسن بن الحر، بهذا الإسناد، وفي آخره عند ابن حبان والدارقطني: قال عبد الله بن مسعود: فإذا فرغت من هذا ... ولم ترد هذه الزيادة عند الطبراني. وأخرجه الدارقطني 1/352-353 من طريق حسين بن علي الجعفي، وابن عجلان، والطبراني في "الكبير" (9923) من طريق ابن عجلان، كلاهما عن الحسن بن الحر، به، بترك ذكر آخر الحديث: فإذا قضيت ... وسيرد برقم (4305) من طريق حسين الجعفي، عن الحسن بن الحر، به، دون ذكر هذه الزيادة. قال السندي: قوله: فإذا فعلت هذا فقد قضيت صلاتك ... : استدل به من لا يقول بافتراضِ الخروج عن الصلاة بالسلام، والقائل بالافتراض تارةً يمنع رفعه ويقول: إنه موقوف على ابن مسعود، وتارة يؤول قوله: "فقد قضيت صلاتك "، أي: قاربت الفراغ والتمام. وقوله: "إن شئت أن تقوم فقم، أي: بالوجه المعلوم شرعاً لا مطلقاً، والحق أن الحديثَ بظاهره ينافي افتراض السلام ووجوبه، فلا بد للكل من تأويله أو تضعيفه، والله تعالى أعلم. الحديث: 4007 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 110 رِجَالٍ بُيُوتَهُمْ، يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ " (1) 4008 - حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ قَتَلَ أَبَا جَهْلٍ، فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَصَرَ عَبْدَهُ، وَأَعَزَّ دِينَهُ " (2) 4009 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، كُلُّ ثَلَاثَةٍ   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الطيالسي - وهو سليمان بن داود -، وأبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم، وزهير- وهو ابن معاوية - وإن سمع من أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي بعد الاختلاط، روايته هذه مما انتقاه الإمام مسلم من مروياته، ثم هو متابع. وهو عند الطيالسي (316) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (1854) . قال الحاكم 1/292: هكذا رواه أبو داود الطيالسي عن زهير، وهو صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه هكذا، إنما خرجاه بذكر العتمة وسائر الصلوات، ووافقه الذهبي. قلنا: ليس هو على شرط الشيخين، فأبو الأحوص من رجال مسلم. وتقدم برقم (3743) . وانظر (3816) . (2) هو مكرر (3856) سنداً ومتناً. الحديث: 4008 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 111 مِنَّا عَلَى بَعِيرٍ، كَانَ عَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ زَمِيلَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا كَانَ عُقْبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَا: ارْكَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ، فَيَقُولُ: " مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى عَلَى الْمَشْيِ مِنِّي، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا " (1) 4010 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ وَإِسْنَادِهِ (2) 4011 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُصْعَدُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ - وَقَالَ مَرَّةً: وَمَا يُعْرَجُ بِهِ مِنَ الْأَرْضِ - فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا، فَيُقْبَضُ مِنْهَا، {إِذْ يَغْشَى} [النجم: 16] السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، قَالَ: فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: "   (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثْقات رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح المعروف بابن الطباع، وحسن بن موسى: هو الأشيب. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/254 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3901) . (2) هو مكرر (3901) سنداً ومتناً. الحديث: 4010 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 112 فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ خِلَالٍ: الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أُمَّتِهِ الْمُقْحِمَاتُ " (1) 4012 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُرَاتٌ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، (2) عَنْ زِيَادِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ " (3)   (1) هو مكرر (3665) سنداً ومتناً. (2) عبارة (حدثنا فرات عن عبد الكريم) تحرفت في عامة النسخ إلى: قرأت على عبد الكريم، والمثبت من حاشية (ص) ، وفيها تصويب العبارة عن أصلين من أصول المسند. قلنا: وكذلك جاءت على الصواب في "أطراف المسند" 4/167. ولم يتفطن الشيخ أحمد شاكر إلى هذا التحريف لعدم تيسير الأصول التي تيسرت لنا. وقد سقط هذا الحديث بإسناده ومتنه من (ق) ، وسقط متنه من (ص) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، فُرات الذي تصحف اسمه في عامة النسخ إلى قرأت - وهو ابن سلمان الجَزَري الرقي - روى عنه جمع، ووثقه أحمد - فيما ذكره الذهبي في "الميزان " 3/ 342 - وابن معين فيما ذكره الحافظ في "التعجيل " ص 331-332، وابن خلفون، وذكره ابن حبان في "الثقات " 7/322، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل " 7/80: لا بأس به، محله الصدق، صالح الحديث، وقال ابن عدي في "الضعفاء" 6/2051: ولم أر المتقدمين صرحوا بضعفه، وأرجو أنه لا بأس به. ثم هو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير زياد بن الجراح فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وقد سلف الخلاف فيه في رواية زياد بن أبي مريم المتقدمة برقم (3568) . كثير بن هشام: هو الكلابي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. = الحديث: 4012 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 113 4013 - حَدَّثَنَا كَثِيرٌ (1) ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحُبِسْنَا عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ، ثُمَّ قُلْتُ: نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا الْعَصْرَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَقَامَ، فَصَلَّى بِنَا الْعِشَاءَ، ثُمَّ طَافَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " مَا عَلَى الْأَرْضِ عِصَابَةٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرُكُمْ " (2)   = وأخرجه الطيالسي (381) ، والشاشي (270) و (273) ، والبيهقي في "السنن " 10/1540 من طريق زهير بن معاوية، والفسوي 3/136، والشاشي (271) من طريق ابن جريج، والشاشي أيضاً (272) من طريق عبيد الله بن عمرو، وأبو يعلى (5081) من طريق شريك بن عبد الله، الطبراني في "الصغير" (80) من طريق النضربن عربي، والبغوي (1307) من طريق سفيان الثوري، ستتهم عن عبد الكريم الجزري، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3568) . (1) قوله: "حدثنا كثير" سقط من (ص) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، ولعنعنة أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي - وبقية رجاله رجال الصحيح، كثير: هو ابن هشام الكلابي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله سنبر الدستوائي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/297، وفي "الكبرى" (1589) من طريق = الحديث: 4013 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 114 4014 - حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ " (1) 4015 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، يَوْمًا، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَرُعِدَ حَتَّى رُعِدَتْ ثِيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: نَحْوَ ذَا أَوْ شَبِيهًا بِذَا " (2)   = عبد الله بن المبارك، و2/18 في "المجتبى" من طريق سعيد بن أبي عروبة، والطبراني في "الكبير" (10283) من طريق حجاج بن نصير، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/237 من طريق عبد الوارث، أربعتهم عن هشام، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (3555) من طريق هشيم، عن أبي الزبير، به، وفيه: أنه أمر بلالاً فأذن، ثم أقام، وانظر شواهده فيه. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/237: خالف هشام الدستوائي هشيماً، فقال فيه: فأمر بلالًا فأقام فصلى الظهر، لم يذكر أذاناً للظهر ولا لغيرها، وإنما ذكر الإقامة وحدها فيها كلها. (1) صحيح، وهذا إسناد جيد، زياد بن أبي مريم تقدم الكلام فيه برقم (3568) ، وخصيف - وهو ابن عبد الرحمن الجزري - مختلف فيه، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الإسماعيلي في "المعجم " (409) من طريق معمربن سليمان، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3568) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي= الحديث: 4014 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 115 4016 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ ". (1) 4017 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي هَاشِمٍ، (2) وَحَمَّادٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا لَا نَدْرِي مَا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ، نَقُولُ:   = إسحاق السبيعي، وأبو حَصِين - بفتح الحاء -: هو عثمان بن عاصم بن حُصَين - بضم الحاء- الأسدي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه الحاكم 1/110-111 من طريق الزبيري، عن إسرائيل، به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وتقدم برقم (3670) ، وسيرد برقم (4321) . (1) هو مكرر (4014) سنداً ومتنا، ولم يرد في نسخة (ظ14) . (2) هكذا جاء على الصواب في (ق) و (ظ 1) ، ووقع في بقية النسخ وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وحصين بن عبد الرحمن بن أبي هاشم، وهو خطأ، وقد ورد في هامش (س) ما نصه: هكذا في ثلاث نسخ من المسند: ابن أبي هاشم، وصوابه ما في أصل آخر: وأبي هاشم، واسمه يحيى بن دينار. وجاء في هامش (ق) تعليقاً على قوله: وأبي هاشم: هكذا هو الصواب، وفي ثلاث نسخ: وابن أبي هاشم. قلنا: أبو هاشم هذا هو الرّمّاني، ولم يتفطن له الشيخ أحمد شاكر، وعذره أنه لم تقع له الأصول التي وقعت لنا. الحديث: 4016 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 116 السَّلَامُ عَلَى اللهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ، السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، قَالَ: فَعَلَّمَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا جَلَسْتُمْ فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - قَالَ أَبُو وَائِلٍ، فِي حَدِيثِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) - إِذَا قُلْتَهَا، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَفِي الْأَرْضِ - وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قُلْتَهَا أَصَابَتْ كُلَّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، أَوْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (2)   (1) قوله: "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لم يرد في (س) ولا في (ظ14) ، وذكر في هامش (س) إنه في نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن أبي سليمان - فقد روى له مسلم متابعة، وهو ثقة، إمام مجتهد، وغير أبي الأحوص - واسمه عوف بن مالك بن نضلة الأشجعي- فمن رجال مسلم، وكلاهما متابع، سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومنصور: هو ابن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن: هو السلمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (3061) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (899) ، وابن حبان (1950) ، والطبراني في "الكبير" (9888) و (9909) ، والبيهقي في " السنن " 2/377. وأخرجه ابن حبان أيضاً (1956) من طريق إبراهيم بن خالد الصنعاني،= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 117 4018 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَرْنَا بِقَرْيَةِ نَمْلٍ، فَأُحْرِقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِبَشَرٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِعَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   = والشاشي (504) من طريق قبيصة بن عقبة، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/350، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 2/138 من طريق سفيان بن عيينة، عن الأعمش ومنصور، عن أبي وائل، به. وأخرجه ابن خزبمة (704) من طريق حُصَين ومنصور والمغيرة، عن أبي وائل، به وأخرجه البخاري (1202) ، وابن حبان (1948) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/180، من طرق عن حُصَين، عن أبي وائل، به. وطريق حماد سلف تخريجه برقم (3967) . وطريق الأعمش سلف برقم (3622) . وطريق الثوري عن أبي إسحاق السبيعي سلف برقم (3921) . وسيرد برقم (4189) من طريق شعبة عن هؤلاء الخمسة، به، إلا أن فيه المغيرة بدل حصين. (1) صحيح، وهذا إسناد صحيح جملى شرط مسلم إن ثبت سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع من أبيه شيئاً يسيراً، كما قال الحافظ في "التقريب "، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن سعد - وهو الهاشمي مولاهم - فمن رجال مسلم. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان. = الحديث: 4018 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 118 4019 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ ذَرٍّ (1) ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " تَصَدَّقْنَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ نَحْنُ أَكْثَرُ أَهْلِ   = وهو في "مصنف عبد الرزاق " (9414) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (8614) ، والطبراني في "الكبير" (10374) . وأخرجه مطولا أبو داود (2675) و (5268) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن أبي إسحاق الشيباني، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10373) من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن سليمان الشيباني، عن الحسن بن سعد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه. ونخشى أن يكون لفظ: "عن أبيه " بعد الحسن بن سعد مقحماً. وأورده الهيثمي في "المجمع " 4/41، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (3017) ، تقدم (1871) و (1901) و (2551) و (2552) . وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (3016) . وثالث من حديث حمزة بن عمرو الأسلمي عند أبي داود (2673) ، وإسناده صحيح. ورابع من حديث ابن أبي نَجِيح مرسلًا عند سعيد بن منصور (2646) . وخامس من حديث الحسن مرسلًا عند سعيد بن منصور (2644) . (1) تحرف في (ق) و (م) إلى زر، بالزاي. الحديث: 4019 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 119 جَهَنَّمَ؟ قَالَ: " لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " (1) 4020 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا، بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين لحال وائل بن مهانة، وقد سلف الكلام فيه برقم (3569) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الحاكم 2/190 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً 4/602-603 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن وائل بن مهانة ليس من رجال الشيخين ولا أحدهما، بل قال الذهبي فيه في "الميزان ": لا يعرف. ثم قال الحاكم: وقد رواه جرير عن منصور، عن الأعمش بزيادة ألفاظ فيه. قلنا: قوله: "عن الأعمش " وهم من الناسخ، فلم يثبته الذهبي في "تلخيصه "، وقد مر تخريج طريق جرير عن منصور برقم (3569) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5967) . وأخرجه بتمامه الفريابي في "فضائل القرآن " (160) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن سفيان بن عيينة وأبي الأحوص، عن منصور، بهذا الإسناد. وقوله: "بئسما لأحدهم أن ... " أخرجه البخاري (5039) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (727) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والنسائي (727) أيضاً من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3620) و (3960) ، وسيأتي برقم (4085) و (4176) = الحديث: 4020 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 120 4021 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ نَفَرٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ صَاحِبًا لَنَا اشْتَكَى، أَفَنَكْوِيهِ؟ فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ شِئْتُمْ فَاكْوُوهُ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَارْضِفُوهُ " (1) 4022 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: وإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا، أَوْ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ (2) صِدِّيقًا " (3)   = و (4416) . وقوله: "تفصياً"، أي: تفلتاً وخروجاً. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي - فمن رجال مسلم. معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (19517) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن " 9/342. وقد تقدم برقم (3701) . (2) قوله: "عند الله "، لم يرد في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. معمر: هو ابن راشد، وأبو = الحديث: 4021 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 121 4023 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَيْسَ لَنَا شَيْءٌ، فَقَالَ " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ " (1)   = إسحاق: هو السبيعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (20076) مطولاً، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8518) . وتقدم مطولاً برقم (3638) ، وانظر (3896) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. وأخرجه الدارمي 2/132، والشاشي (467) ، والبيهقي في "السنن " 4/296 من طريق يعلى بن عبيد شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (10380) ، والحميدي (115) ، وابن أبي شيبة 4/126-127، والبخاري (5066) ، ومسلم (1400) (3) (4) ، والترمذي (1081) ، والنسائي في "المجتيى" 4/169، 170-171، 6/57، 58، وفي " الكبرى" (2547) و (2550) و (5319) و (5320) ، والشاشي (470) ، والطبراني في "الكبير" (10168) و (10169) ، والبغوي في "شرح السنة" (2236) من طرق، عن الأعمش، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10170) من طريق الأعمش، و (10171) من طريق إبراهيم بن مهاجر، كلاهما عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، به. = الحديث: 4023 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 122 4024 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، ادْنُ لِلْغَدَاءِ، قَالَ: أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَتَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ إِنَّمَا " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا أُنْزِلَ رَمَضَانُ تُرِكَ " (1)   = وسيأتي من طريق الأعمش، عن عمارة، به، برقم (4035) و (4112) . وتقدم من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، برقم (3392) ، وسياتي برقم (4271) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. وأخرجه الشاشي (472) و (473) ، والبيهقي في "السنن " 4/288-289 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/56، ومسلم (1127) (122) ، والنسائي في "الكبرى" (2845) ، وابن خزيمة (2081) ، وأبو يعلى (5175) ، والشاشي (471) و (474) من طرق عن الأعمش، به. وبنحوه أخرجه ابن أبي شيبة 3/57، ومسلم (1227) (123) ، والنسائي في "الكبرى" (2846) ، والدارقطني في "العلل " 5/208، من طريق سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/74 من طريق الثوري، عن أبيه سعيد بن مسروق، كلاهما عن عمارة بن عمير، عن قيس بن السكن، عن عبد الله. قال الدارقطني في "العلل " 5/207: وقول الأعمش أشبه بالصواب. = الحديث: 4024 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 123 4025 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ، وَمَعَنَا زَيْدُ بْنُ حُدَيْرٍ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا   = وأخرجه البخاري (4503) ، ومسلم (1127) (124) من طريق إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2844) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، مرسلاً. وسيأتي برقم (4349) . قال الحافظ في "الفتح " 8/179: استدل بهذا الحديث على أن صيام عاشوراء كان مفترضاً قبل أن ينزل فرض رمضان، ثم نسخ. قلنا: وقد أخرج النسائي في "الكبرى" (2843) من طريق أبي النضر، عن الأشجعي، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، قال: كنا نصوم عاشوراء، فلما نزل رمضان لم نؤمر به، ولم ننه عنه، وكنا نفعله. قلنا: وهذا يدل على التخيير. قال السندي: قوله: فلما أنزل رمضان ترك، أي: ترك صومه وجوياً. والله تعالى أعلم. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (3831) ، ومسلم (1125) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/74، سيرد 6/162. وعن ابن عمر عند البخاري (1892) و (4501) ، ومسلم (1126) (117) ، سيرد (4483) . وعن جابر بن سمرة عند مسلم (1128) ، والطحاوي 2/74. وعن ابن عباس سلف (2214) . وعن قيس بن سعد بن عبادة، عند ابن أبي شيبة 3/57، والطحاوي 2/75. الحديث: 4025 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 124 خَبَّابٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كُلُّ (1) هَؤُلَاءِ يَقْرَأُ كَمَا تَقْرَأُ؟ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ أَمَرْتَ بَعْضَهُمْ فَقَرَأَ عَلَيْكَ، قَالَ: أَجَلْ، فَقَالَ لِي: اقْرَأْ، فَقَالَ ابْنُ حُدَيْرٍ: تَأْمُرُهُ يَقْرَأُ، وَلَيْسَ بِأَقْرَئِنَا فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنْ شِئْتَ لَأَخْبَرْتُكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْمِكَ وَقَوْمِهِ، قَالَ: (2) " فَقَرَأْتُ خَمْسِينَ آيَةً مِنْ مَرْيَمَ "، فَقَالَ خَبَّابٌ: أَحْسَنْتَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " مَا أَقْرَأُ شَيْئًا إِلَّا هُوَ يقَرَؤهُ (3) "، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ لِخَبَّابٍ: أَمَا آنَ لِهَذَا الْخَاتَمِ أَنْ يُلْقَى، قَالَ: أَمَا إِنَّكَ (4) لَا تَرَاهُ عَلَيَّ بَعْدَ الْيَوْمِ، وَالْخَاتَمُ ذَهَبٌ (5)   (1) في (ظ14) : أَكُلُّ. (2) "قال " هذه لم ترد في (ظ14) . (3) في (س) و (ظ 14) : قرأه. (4) قوله: "إنك " لم يرد في (ظ1) ولا (ظ14) ولا (س) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5008) ، والشاشي (349) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4391) ، والشاشي (350) من طريقين عن الأعمش، به. وعلقه البخاري، فقال: رواه غندر، عن شعبة. فقال الحافظ في "الفتح " 8/101: قد وصلها أبو نعيم في "المستخرج " من طريق أحمد بن حنبل، حدثنا محمد بن جعفر - وهو غندر - بإسناده هذا، وكأنه في "الزهد" لأحمد، وإلا فلم أره في "مسند أحمد" إلا من طريق يعلى بن عبيد، عن الأعمش. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 125 4026 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - رَفَعَهُ لَنَا فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ، ثُمَّ أَمْسَكَ عَنْهُ، يَعْنِي شَرِيكٌ - قَالَ: " الرِّبَا، وَإِنْ كَثُرَ، فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ إِلَى قُلٍّ " (1)   = وقال الحافظ في "الفتح " 8/100: زيد بن حدير أخو زياد بن حدير، وزياد من كبار التابعين، أدرك عمر، وله رواية في "سنن أبي داود"، ونزل الكوفة، وولي إمرتها مرة، وهو أسدي من بني أسد بن خزيمة بن مدْركة بن إلياس بن مضر، وأما أخوه زيد فلا أعرف له رواية. قلنا: وقع اسمه عند أبي يعلى (5008) : زياد بن حدير. قوله: "أما والله إن شئت لأخبرتك ما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقومك وقومه ": قال الحافظ في "الفتح ": كأنه يشير إلى ثناء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النَّخَع، لأن علقمة نخعي، وإلى ذم بني أسد، وزياد بن حدير أسدي، فأما ثناؤه على النخع، ففيما أخرجه أحمد (3826) ، والبزار (2830) بإسناد حسن عن ابن مسعود، قال: شهدت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو لهذا الحي من النخع، أو يثني عليهم حتى تمنيت أني رجل منهم. وأما ذمه لبني أسد فتقدم في المناقب حديث أبي هريرة (3523) وغيره: "إن جهينة وغيرها خير عند الله من بني أسد وغطفان ". قال الحافظ: ولعل خباباً كان يعتقد أن النهي عن لبس الرجال خاتم الذهب للتنزيه، فنبهه ابن مسعود على تحريمه، فرجع إليه مسرعاً. (1) حديث صحيح، شريك - وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيئ الحفظ - متابع، وهو وإن رفعه مرة، ثم أمسك عنه، قد رفعه عنه حجاج بن محمد المصيصي في الرواية (3754) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل - وهو مظفر بن مدرك الخراساني - فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه الحاكم في "المستدرك " 2/37 من طريق الإِمام أحمد، بهذا الإسناد، وتحرف فيه: شريك، إلى: إسرائيل. وقد سلف برقم (3754) ، وذكر هناك من تابع شريكاً. الحديث: 4026 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 126 4027 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً، إِلَّا وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِعٌ، أَلَا وَإِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَهَافَتُوا فِي النَّارِ كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ وَالذُّبَابِ " قَالَ يَزِيدُ: " الْفَرَاشِ أَوِ الذُّبَابِ " (1) 4028 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَة، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: " الْفَرَاشِ وَالذُّبَابِ " (3) (2) 4029 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ   (1) حديث حسن، أبو كامل - وهو مظفر بن مدرك -، ويزيد - وهو ابن هارون -، وإن سمعا من المسمعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - بعد اختلاطه، متابعان. ورجال الإسناد ثقات غير أن المسعودي صدوق اختلط بأخرة، ومن سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط، الحسن بن سعد: هو الهاشمي مولاهم، وعبدة النهدي - ويقال: عبيدة - هو ابن حزن. وأخرجه أبو يعلى (5288) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3704) ، وسيأتي برقم (4028) . (2) في (ظ14) : الذبان. (3) إسناده حسن، المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن اختلط - سمع منه روح - وهو ابن عبادة البصري - قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات، أبو المغيرة: هو عثمان بن المغيرة الكوفي، والحسن بن سعد: هو الهاشمي مولاهم، = الحديث: 4027 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 127 زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ زَمِيلَهُ (1) يَوْمَ بَدْرٍ عَلِيٌّ، وَأَبُو لُبَابَةَ، فَإِذَا حَانَتْ عُقْبَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَا: ارْكَبْ يَا رَسُولَ اللهِ، حَتَّى نَمْشِيَ عَنْكَ، فَيَقُولُ: " مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي، وَلَا أَنَا بِأَغْنَى عَنِ الْأَجْرِ مِنْكُمَا " (2) 4030 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنَّهُ سَيَلِيكُمْ أُمَرَاءُ يَشْتَغِلُونَ (3) عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ، فَصَلُّوهَا لِوَقْتِهَا، ثُمَّ " قَامَ فَصَلَّى بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)   = وعبدة - ويقال: عبيدة - النهدي: هو ابن حَزْن. وسلف برقم (3704) ، وفيه الكلام عن عبدة النهدي. (1) في (ظ14) : زميليه. (2) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله رجال الصحيح، غير أبي كامل - وهو المظفر بن مدرك الخراساني - فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة. وقدسلف برقم (3901) . (3) في (ظ14) : يشغلون. (4) إسناده قوي، هارون بن عنترة، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه في "التفسير"، ووثقه أحمد وابن معين والعجلي وابن سعد، وقال أبو زرعة: لا بأس به، مستقيم الحديث، وقال الدارقطني: يحتج به، وانفرد ابن حبان بوصف حديثه بالنكارة، ورده الإمام الذهبي بأن النكارة إنما أتت من الراوي عنه لا منه، وبقية رجاله = الحديث: 4030 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 128 4031 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّنَا (1) لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: " لَيْسَ ذَاكَ، (2) هُوَ الشِّرْكَ، أَلَمْ (3) تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: {لَا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] " (4)   = ثقات رجال الشيخين. ابن فضيل: هو محمد، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه بطوله النسائي في "المجتبى" 2/84، وأبو يعلى (5191) من طريق ابن فضيل، بهذا الإسناد. وقوله: "إنه سيليكم أمراء ... " سلف مرفوعاً بنحوه برقم (3601) و (3790) و (3889) . وقوله: "ثم قام فصلى بنا": أخرجه أبو داود (613) من طريق ابن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (4996) من طريق عباد بن العوام، عن هارون بن عنترة، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/229 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، به. وقد سلف برقم (3927) ، وانظر تعليقنا عليه، وسيرد برقم (4311) . (1) في (ظ14) : وأينا. (2) في (ظ14) : ذلك. (3) في (ص) : أما. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس = الحديث: 4031 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 129 4032 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِمَّا زَادَ وَإِمَّا نَقَصَ - قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَإِنِمَّا جَاءَ نِسْيَانُ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِي - فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ " قُلْنَا: صَلَّيْتَ قَبْلُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ " ثُمَّ تَحَوَّلَ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ (1) 4033 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَعْلَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللهِ، الشَّامَ، فَقَالَ لَهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ: اقْرَأْ عَلَيْنَا. فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ يُوسُفَ، فَقَام رَجُلٌ (2) مِنَ الْقَوْمِ: وَاللهِ مَا   = النخعي. وأخرجه الشاشي (334) ، وابن منده في "الإيمان " (265) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3589) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (1021) ، وابن خزيمة (1055) ، والشاشي (306) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (572) (94) و (95) و (96) ، والنسائي في "الكبرى" (595) و (1252) ، وابن ماجه (1203) ، وأبو عوانة 2/205، والطبراني في "الكبير (9832) ، والبيهقي في "السنن " 2/343، من طرق عن الأعمش، به. وقد تقدم برقم (3566) ، وانظر (3570) و (3602) و (3975) . (2) في (ظ1) : قال له رجل. الحديث: 4032 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 130 هَكَذَا أُنْزِلَتْ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَيْحَكَ لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا، فَقَالَ: " أَحْسَنْتَ "، فَبَيْنَا هُوَ يُرَاجِعُهُ، إِذْ وَجَدَ مِنْهُ رِيحَ الْخَمْرِ، فَقَالَ: أَتَشْرَبُ الرِّجْسَ، وَتُكَذِّبُ بِالْقُرْآنِ (1) ؟ وَاللهِ لَا تُزَاوِلُنِي (2) حَتَّى أَجْلِدَكَ. فَجَلَدَهُ الْحَدَّ (3) 4034 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ، لَمَّا رَأَى عُثْمَانَ صَلَّى بِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ "، وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَخَلْفَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ، لَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ (4)   (1) في هامش (س) : القرآن. (2) في (س) و (ظ 1) : لا تزاولنَّ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، ويعلى: هو ابن عبيد، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه الشاشي (354) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السنن " 8/315 من طريق يعلى بن عبيد، به وسلف برقم (3591) . قوله: "لا تزاولني "، أي: لا تفارقني. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (2962) ، والشاشي (458) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وقدسلف برقم (3593) . الحديث: 4034 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 131 4035 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَعِنْدَهُ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ، فَحَدَّثَ حَدِيثًا، لَا أُرَاهُ حَدَّثَهُ إِلَّا مِنْ أَجْلِي، كُنْتُ أَحْدَثَ الْقَوْمِ سِنًّا، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَبَابٌ (1) لَا نَجِدُ شَيْئًا، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، (2) فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " (3) 4036 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنِ الْعَيْزَارِ (4) ، مِنْ تِنْعَةَ، أَنَّ (5) ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا وُجِّهَتِ اللَّعْنَةُ، تَوَجَّهَتْ إِلَى مَنْ وُجِّهَتْ إِلَيْهِ، فَإِنْ وَجَدَتْ فِيهِ   (1) في (س) : شباباً. (2) في (ظ1) : يستطع منكم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعمارة بن عمير: هو التيمي الكوفي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. وأخرجه الترمذي (1081) ، والشاشي (469) ، والبيهقي في "السنن " 7/77، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (4023) ، وانظر (3592) . (4) في هامش (س) و (ظ 1) : هو العيزار بن جرول التَِّنْعي. (5) في (ص) : عن. الحديث: 4035 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 132 مَسْلَكًا، وَوَجَدَتْ عَلَيْهِ سَبِيلًا، أَحَلَّتْ بِهِ، وَإِلَّا حَارَتْ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، إِنَّ فُلَانًا وَجَّهَنِي إِلَى فُلَانٍ، وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ سَبِيلًا، وَلَمْ أَجِدْ فِيهِ مَسْلَكًا، فَمَا تَأْمُرُنِي؟ فَقَالَ: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ " (1) 4037 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ ذَرٍّ (2) ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: فَقَامَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ (3) مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَتْ: بِمَ نَحْنُ أَكْثَرُ   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، العيزار - وهو ابن جرول التْنعي - نسبة إلى تِنع: بطن من همدان، وقد تحرف في "الإكمال "، و"تعجيل المنفعة" إلى: الثقفي - وإن وثقه ابن معين في رواية إسحاق بن منصور - لم يدرك ابن مسعود، فقد ذكره ابن حبان في التابعين من "ثقاته " 2/307، وقد سلف الحديث برقم (3876) بذكر الواسطة بينه وبين ابن مسعود، وسماه أبا عمير وهو مجهول. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، وعمر بن ذر: هو الهمداني المرهبي. قوله: حارت، كذا في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : أي: رجعت، وفي (ظ14) : جأرت: قال السندي: هكذا في أصلنا، بمعنى التجأت إليه، وفي بعض الأصول: خارت، بخاء معجمة وراء مهملة، أي: صاحت واشتكت، والخُوار، بالضم: صوت البقر والغنم والظباء. (2) في (م) : زر، وهو تحريف. (3) في (ظ14) : ليس. الحديث: 4037 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 133 أَهْلِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ: " إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " (1) 4038 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَةً، وَقُلْتُ أُخْرَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، (2) دَخَلَ الْجَنَّةَ " قَالَ: وَقُلْتُ: " مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ " (3) 4039 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ " (4)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين لحال وائل بن مهانة، تقدم الكلام عليه برقم (3569) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وذر: هو ابن عبد الله المرهبي. وتقدم برقم (3569) . (2) من قوله: كلمة ... إلى هنا، سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (3) مو مكرر (3625) سنداً ومتناً. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل. وأخرجه مسلم (2184) (38) ، وأبو داود (4851) ، والترمذي (2825) ، وابن ماجه (3775) ، والبيهقي في "الآداب " (291) ، وفي "شعب الإيمان " (11159) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. = الحديث: 4038 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 134 4040 - . . . . . . . . . . . . . . . . (1) 4041 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ بَابِ عَبْدِ اللهِ، نَنْتَظِرُهُ يَأْذَنُ لَنَا، قَالَ: فَجَاءَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقُلْنَا لَهُ: أَعْلِمْهُ بِمَكَانِنَا، فَدَخَلَ فَأَعْلَمَهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ مَكَانَكُمْ، (2) فَأَدَعُكُمْ عَلَى عَمْدٍ، مَخَافَةَ أَنْ أُمِلَّكُمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (3)   = وتقدم برقم (3560) ، وسيرد برقم (4040) . (1) ورد في الطبعة الميمنية وطبعة الشيخ أحمد شاكر والطبعات الأخرى الحديث التالي: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ ". وهذا الحديث في الحقيقة مركب من إسناد الحديث الآتي (4041) مع متن الحديث السابق، ولم يرد في أي من النسخ الخطية التي بين أيدينا، ولم يرد أيضاً ضمن طرق هذا الحديث في "أطراف المسند" 4/145- ولم يصب محققه باستدراكه في تعليقه عليه -، لذا حذفناه، وأثبتناه في هذا التعليق، وأبقينا رقمه. (2) في (ق) و (ظ 1) : إني أعلم بمكانكم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/70، ومسلم (2821) ، والبغوى (146) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (599) من طريق ابن نمير، به. وسلف برقم (3581) . الحديث: 4040 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 135 4042 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَأُنَازَعَنَّ أَقْوَامًا، ثُمَّ لَأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1) 4043 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً، وَقُلْتُ أُخْرَى، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ " وَقُلْتُ أَنَا: " مَنْ مَاتَ وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (2) وَوَافَقَهُ أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، خِلَافَ أَبِي مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ   (1) هو مكرر (3639) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل. وقوله في آخر الحديث: ووافقه أبو بكر عن عاصم خلاف أبي معاوية، حدثناه أسود: يعني أن أبا معاوية في روايته المتقدمة برقم (3625) انفرد عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، فجعل قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من مات وهو يشرك بالله شيئاً دخل النار" من قول ابن مسعود، وجعل قول ابن مسعود: "من مات وهو لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة" من قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي إنه جعل المرفوعَ هو الوعد، والموقوف الوعيد. وقد وافق ابنَ نمير في روايته أبو بكر بن عياش، عن عاصم في = الحديث: 4042 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 136 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الرواية المتقدمة برقم (3811) و (3865) . ووافق ابن نمير أيضاً وكيع وشعبة، كما سيأتي برقم (4230) و (4231) و (4406) و (4425) . ووافقه أيضاً هشيم بن بشير عن سيار ومغيرة عن أبي وائل، كما تقدم برقم (3552) . فخلص من ذلك أن رواية ابن نمير ومن وافقه هي الصواب. وقال ابن خزيمة في "التوحيد" ص 360: وشعبة وابن نمير أولى بمتن الخبر من أبي معاوية. قال الحافظ في "الفتح " 3/111: ولم تختلف الروايات في "الصحيحين " في أن المرفوع الوعيد، والموقوف الوعد ... وهذا هو الذي يقتضيه النظر، لأن جانب الوعيد ثابت في القرآن، وجاءت السنة على وفقه، فلا يحتاج إلى استنباط، بخلاف جانب الوعد، فإنه في محل البحث، إذ لا يصح حمله على ظامره كما تقدم. وقال أيضاً: وكأن ابن مسعود لم يبلغه حديث جابر الذي أخرجه مسلم (93) (151) بلفظ: قيل: يا رسول الله، ما الموجبتان؟ قال: "من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار"، وقال النووي: الجيد أن يقال: سمع ابن مسعود اللفظتين من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكنه في وقت حفظ أحداهما، وتيقنها، ولم يحفظ الأخرى، فرفع المحفوظة، وضم الأخرى إليها، وفي وقت بالعكس. قال: فهذا جمع بين روايتي ابن مسعود، وموافقته لرواية غيره في رفع اللفظتين. انتهى. قال الحافظ: وهذا الذي قال محتمل بلا شك، لكن فيه بعذ مع اتحاد مخرج الحديث، فلو تعدد مخرجه إلى ابن مسعود لكان احتمالا قريبا، مع أنه يستغرب من انفراد راو من الرواة بذلك دون رفقته، وشيخهم ومن فوقه، فنسبة السهو إلى شخص ليس بمعصوم أولى من هذا التعسف. وأخرجه مسلم (92) (150) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 360، والشاشي (559) ، وابن منده (66) و (67) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1238) ، وابن منده (70) من طريق حفص بن غياث = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 137 4044 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 4045 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ، عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: " إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُفْرِشْ ذِرَاعَيْهِ فَخِذَيْهِ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ " (2)   = والبخاري (4497) من طريق أبي حمزة السكري، و (6683) ، وابن منده (71) من طريق عبد الواحد بن زياد العبدي، ثلاثتهم عن الأعمش، به. وسياتي برقم (4231) ، وقد سلف بمعناه برقم (3552) . ورواية أبي بكر بن عياش عن عاصم تقدمت برقم (3811) و (3865) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وشقيق: هو ابن سلمة. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/419، ومسلم (2760) (33) ، والشاشي (526) ، والبيهقي في "السنن " 10/225، وفي "الأسماء والصفات " ص 482، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3616) ، وسيأتي برقم (4153) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (3588) مختصراً. ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه مطولا الشاشي (427) ، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. الحديث: 4044 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 138 4046 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةً قَطُّ إِلَّا لِمِيقَاتِهَا، إِلَّا صَلَاتَيْنِ، صَلَاةَ الْمَغْرِبِ وَصَلَاةَ الْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، وَصَلَّى الْفَجْرَ يَوْمَئِذٍ، قَبْلَ مِيقَاتِهَا " وقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " الْعِشَاءَيْنِ، فَإِنَّهُ صَلَّاهُمَا بِجَمْعٍ جَمِيعًا " (1) 4047 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ مُسْتَتِرًا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَجَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، كَثِيرٌ شَحْمُ (2) بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، قُرَشِيٌّ وَخَتَنَاهُ ثَقَفِيَّانِ، أَوْ ثَقَفِيٌّ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ، فَتَكَلَّمُوا بِكَلَامٍ لَمْ أَفْهَمْهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَرَوْنَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْمَعُ كَلَامَنَا هَذَا؟ فَقَالَ الْآخَرُ: أُرَانَا (3) إِذَا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا سَمِعَهُ، وَإِذَا لَمْ نَرْفَعْ أَصْوَاتَنَا لَمْ يَسْمَعْهُ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/457 - 458، والشاشي (476) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وسلف من طريق أبي معاوية، عن الأعمش برقم (3637) . (2) في (ق) و (ظ 1) : شحوم. (3) كذا في (ظ14) ، وهو المطابق للحديث (3614) . وفي بقية النسخ: فقال الآخران: إنا. الحديث: 4046 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 139 قَالَ: وَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ سَمِعَ مِنْهُ شَيْئًا، سَمِعَهُ كُلَّهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ} [فصلت: 22]- إِلَى قَوْلِهِ - {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت: 23] " (1) 4048 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ، فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا " قَالَ: ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَبِرَاذَانَ مَا بِرَاذَانَ وَبِالْمَدِينَةِ مَا بِالْمَدِينَةِ " (2) 4049 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ   (1) هو مكرر (3614) سنداً ومتناً. (2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام في رجاله في الرواية (3579) . أبو معاويه هو محمد بن خازم. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/241، وابن أبي عاصم في "الزهد" (202) ، وأبو يعلى (5200) ، وابن حبان (710) ، والخطيب في "تاريخه "1/18، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3579) . الحديث: 4048 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 140 غَضْبَانُ " فَقَالَ الْأَشْعَثُ: فِيَّ وَاللهِ كَانَ ذَاكَ، كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ أَرْضٌ، فَجَحَدَنِي، فَقَدَّمْتُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ " قُلْتُ: لَا، فَقَالَ لِلْيَهُودِيِّ: " احْلِفْ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَنْ يَحْلِفَ فَيَذْهَبَ مَالِي، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1) 4050 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمُصَوِّرِينَ " (2) وَقَالَ وَكِيعٌ: أَشَدِّ النَّاسِ (3)   (1) هو مكرر (3597) سندا ومتناً. (2) في (س) و (ظ 14) : المصورون. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/483، ومسلم (2109) ، والنسائي في "المجتبى" 8/216، وأبو يعلى (5209) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 8/482، ومسلم (2109) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/286 من طريق وكيع، به. وأخرجه الحميدي (117) ، والبخاري (5950) ، ومسلم (2109) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/286، والبيهقي في "السنن " 7/268، من طرق عن = الحديث: 4050 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 141 4051 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَنَامُ مُسْتَلْقِيًا (1) حَتَّى يَنْفُخَ، ثُمَّ يَقُومُ، فَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ " (2)   = الأعمش، به. وأخرجه النسائي في "المجتيى" 8/216، والطبراني في "الكبير" (10306) ، وابن عدي في "الكامل " 2/811، من طريقين عن مسلم بن صبيح، به. قلنا: عند الطبراني وابن عدي حبيب بن حسان متروك الحديث، لكنه متابع. وأخرجه أبو يعلى (5212) من طريق وكيع، عن الأعمش، عن الضحاك، عن مسروق، عن عبد الله. وتقدم برقم (3558) . قوله: "إن من أشد الناس عذابا ... المصورون "، قال السندي: في بعض النسخ: المصورين، بالنصب، وهو الأظهر، وأما لفظ: "المصورون " فيحتاج إلى اعتبار ضمير الشأن، نعم يصح على رواية وكيع بدون "من ". والله تعالى أعلم. (1) تحرف في طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: مستقيماً. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج - وهو ابن أرطاة -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن أبي سليمان - فقد روى له مسلم متابعة، وأصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه أبو يعلى (5224) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/133، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (164) عن إسحاق بن منصور - وهو السلولي -، والبزار (2437) "زوائد" من طريق محمد بن الصلت - وهو الأسدي-، وأبو يعلى (3570) من طريق سعيد بن سليمان - وهو الواسطي -، ثلاثتهم عن منصوربن أبي الأسود، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، به، بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينام وهو ساجد. قال البزار: = الحديث: 4051 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 142 4052 - حَدَّثَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ (1)   = لم يُتابع منصور على هذا الإسناد، على أنه كوفي لا بأس به. قلنا: قد وثقه ابنُ معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وبقية رجال طرقه رجال الصحيح، فالأسانيد صحيحة. وانظر ما بعده. وله شاهد من حديث عائشة عند ابن ماجه (474) ، سير بإسناد صحيح 6/135. وآخر من حديث ابن عباس عند البخاري (138) و (183) ، ومسلم (763) (181) . قلنا: وهذا خاص بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد ثبت عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث عائشة وجابر وأبي هريرة وأنس بن مالك أن عينيه تنامان ولا ينام قلبه. قال الحافظ في "الفتح " 1/288: ولا يلزم من كون نومه لا ينقض وضوءه أن لا يقع منه حدث وهو نائم، نعم خصوصيته أنه إن وقع شعر به بخلاف غيره. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج - وهو ابن أرطاة - وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إسماعيل بن محمد - وهو ابن جَبَلة أبو إبراهيم المُعقِّب - فمن رجال "التعجيل "، وهو ثقة. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة، وفضيل: هو ابن عمرو الفقيمي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمه: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن ماجه (475) ، وأبو يعلى (5411) من طريق عبد الله بن عامر بن زرارة، عن يحيى بن أبي زائدة، به، ولفظه: نام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى نفخ، ثم قام فصلى. زاد أبو يعلى: فذكرته لعطاء، فقال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن كغيره. وسلف برقم (4051) . الحديث: 4052 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 143 4053 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ: " ائْتِنِي بِشَيْءٍ أَسْتَنْجِي بِهِ، وَلَا تُقْرِبْنِي حَائِلًا، وَلَا رَجِيعًا "، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَحَنَي، ثُمَّ طَبَّقَ يَدَيْهِ حِينَ رَكَعَ، وَجَعَلَهُمَا بَيْنَ فَخِذَيْهِ   (1) إسناده ضعيف لضعف ليث - وهو ابن أبي سُليم - وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن فضيل: هو محمد، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعى. وأخرجه بطوله أبو يعلى (5184) من طريق جرير، عن ليث بن أبي سُليم، بهذا الإسناد. وقوله: "ائتني بشيء ... " أخرجه ابن أبي شيبة 1/155 من طريق ليث بن أبي سُليم، به. وأخرجه أبو يعلى (5275) من طريق زائدة، عن ليث، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن ابن مسعود. وتقدم بنحوه برقم (3685) بإسناد منقطع، لكن ذكرنا هناك أن له شواهد صحيحه. وقسم التطبيق تقدم بإسناد صحيح برقم (3588) ، وذكرنا هناك أنه منسوخ. قوله: "حائلًا"، أي: عظماً حائلاً، أي: متغير قد غيَّره البلى، وكل متغير حائل، فإذا أتت عليه السنة فهو مُحيل، كأنه مأخوذ من الحَوْل: السنَة. كذا فى "نهاية" ابن الأثير. والرجيع: العَذِرة والروث، سُمي رجيعا لأنه رجع عن حالته الأولى بعد أن كان طعاماً أو عَلَفاً. "النهاية". الحديث: 4053 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 144 4054 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجُلٍ نَسْتَأْذِنُهُ أَنْ نَكْوِيَهُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ (1) مَرَّةً أُخْرَى، فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلْنَاهُ الثَّالِثَةَ؟ فَقَالَ: " ارْضِفُوهُ إِنْ شِئْتُمْ " كَأَنَّهُ غَضْبَانُ (2) 4055 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ وَوَضْعٍ، وَقِيَامٍ وَقُعُودٍ، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يَبْدُوَ جَانِبُ خَدِّهِ " وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَفْعَلَانِ ذَلِكَ (3)   (1) في (ظ 1) : فسألناه. (2) حديث صحيح، زهير - وهو ابن معاوية -، وإن سمع من أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - بعد الاختلاط - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم، سليمان بن داود: هو الطيالسي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وسلف برقم (3701) بإسناد صحيح. (3) حديث صحيح، زهير- وهو ابن معاوية - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سليمان بن داود - وهو الطيالسي - فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، علقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وهو عند الطيالسي (279) . الحديث: 4054 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 145 4056 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ، وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْخَلَاءَ، وَقَالَ: " ائْتِنِي بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ " فَالْتَمَسْتُ، فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ، وَلَمْ أَجِدِ الثَّالِثَ، فَأَتَيْتُهُ بِحَجَرَيْنِ وَرَوْثَةٍ، فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: " إِنَّهَا رِكْسٌ " (1) 4057 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعِرَّانَةِ، قَالَ: فَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ بَعَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى قَوْمِهِ، فَكَذَّبُوهُ وَشَجُّوهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ جَبِينِهِ، وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ (2) لَا يَعْلَمُونَ ". قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = وتقدم برقم (3660) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود - وهو الطيالسي - فمن رجال مسلم، وزهير- وهو ابن معاوية، وإن سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي - بعد الاختلاط - روايته هذه مما انتقاه البخاري من حديثه في "صحيحه ". وانظر (3685) و (3966) . (2) في (س) : إنهم. الحديث: 4056 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 146 يَمْسَحُ جَبْهَتَهُ، يَحْكِي الرَّجُلَ (1) 4058 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ لَا أُحْبَسُ عَنْ ثَلَاثٍ - وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَنَسِيَ عَمْرٌو وَاحِدَةً، وَنَسِيتُ أَنَا أُخْرَى، وَبَقِيَتْ هَذِهِ - عَنِ النَّجْوَى، عَنْ كَذَا، وَعَنْ كَذَا، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، وَعِنْدَهُ مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ الرَّهَاوِيُّ، قَالَ: فَأَدْرَكْتُ مِنْ آخِرِ حَدِيثِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ قَدْ قُسِمَ لِي مِنَ الْجَمَالِ مَا تَرَى، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ فَضَلَنِي بِشِرَاكَيْنِ، فَمَا فَوْقَهُمَا، أَفَلَيْسَ ذَلِكَ هُوَ الْبَغْيَ؟ قَالَ: " لَيْسَ ذَلِكَ بِالْبَغْيِ، وَلَكِنَّ الْبَغْيَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ، أَوْ بَطِرَ الْحَقَّ، وَغَمَطَ النَّاسَ " (2)   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه أبو يعلى (4992) عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وتقدم بنحوه برقم (3611) ، وسياتي برقم (4366) . (2) إسناده صحيح إن ثبت سماع حميد بن عبد الرحمن - وهو الحميري - من ابن مسعود، وتقدم الكلام في ذلك برقم (3644) ، ويقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، ويزيد: هو ابن هارون، وابن عون: هو عبد الله الهلالي، وعمرو بن سعيد: هو القرشي- ويقال الثقفي - أبو سعيد البصري. = الحديث: 4058 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 147 4059 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً (1) حَتَّى أَصْبَحَ، قَالَ: " ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ أَوْ أُذُنَيْهِ " (2) 4060 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ، مِمَّا يُذَكِّرُ كُلَّ يَوْمِ الْخَمِيسِ، (4) فَقِيلَ لَهُ: لَوَدِدْنَا   = وأخرجه أبو يعلى (5291) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3644) . (1) في (س) و (ظ 14) : لَيْلَهُ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري (3270) ، ومسلم (774) (205) ، والنسائي في "الكبرى" (1302) ، وفي "المجتبى" 3/204، وابن ماجه (1330) ، وابن خزيمة (1130) ، والمروزي في "قيام الليل " ص 44، من طريق جرير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3557) . (3) وقع في (ظ14) و (س) : حدثنا روح، حدثنا جرير، وفي هامش (س) ما نصه: هذا ساقط من أربع نسخ. قلنا: الأحاديث التي يسردها الإمام أحمد هنا إنما هي عن شيخه جرير، كما يتبين من الحديث السابق والحديث اللاحق، ثم لم يذكر في "تهذيب الكمالا أن من شيوخ روح جرير، ولم يذكر في الرواة عن جرير روح، وهما من طبقة واحدة، وكلاهما من شيوخ أحمد، ويحتمل أنه رواه عنهما معاً، لكن لم نجد في طرق الحديث أنه يُروى من طريق روح، وثم يرد في "أطراف المسند" 4/146، مما يجعلنا نذهب إلى القول: إن لفظ: "حدثنا روح " مقحم. والله أعلم. (4) في هامش (س) : خميس. الحديث: 4059 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 148 أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ، كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (1) 4061 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ، فَقَالَ: نَاوِلْنِي أَحْجَارًا، قَالَ: فَنَاوَلْتُهُ سَبْعَةَ أَحْجَارٍ، فَقَالَ لِي: خُذْ بِزِمَامِ النَّاقَةِ، قَالَ: ثُمَّ عَادَ إِلَيْهَا، فَرَمَى بِهَا (2) مِنْ بَطْنِ الْوَادِي بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، وَهُوَ رَاكِبٌ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَقَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا، وَذَنْبًا مَغْفُورًا، ثُمَّ قَالَ: " هَاهُنَا كَانَ يَقُومُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري (70) ، ومسلم (2821) (83) ، والنسائي في "الكبرى" (5889) ، وأبو يعلى (5137) ، وابن حبان (4524) ، والبيهقي في "الآداب " (388) من طريق جرير، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2821) (83) من طريق فضيل بن عياض، عن منصور، به. وتقدم برقم (3581) ، وسيأتي برقم (4439) . (2) في (ق) و (ظ 1) : فرماها. (3) صحيح دون قوله: "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً"، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سُليم، وباقي رجاله ثقات.جرير: هو ابن عبد الحميد، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5185) عن أبي خيثمة، عن جرير، بهذا الإسناد. = الحديث: 4061 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 149 4062 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا سَيَّارٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَثْرًا كَنَثْرِ الدَّقَلِ، وَهَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ " إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ سُورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ " (1)   = وأخرجه البيهقي في "السنن " 5/159 من طريق ابن إدريس، عن ليث بن أبي سليم، به. وقوله: "اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً" رواه البيهقي في "السنن " 5/129، من حديث ابن عمر مرفوعاً، وفي إسناده عبد الله بن حكيم بن الأزهر المدني، قال البيهقي: ضعيف. ورُوي عن ابنِ عمر من قوله: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (881) عن يحيى بن محمد الحنائي، عن شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، أنه كان إذا رمى الجمار كبر عند كل حصاة، وقال: اللهم اجعله حجاً مبروراً، وذنبا مغفوراً. وهذا إسناد صحيح، يحيى بن محمد الحنائي ترجم له الخطيب في "تاريخه " 14/229، وقال: وكان ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير شيبان بن فروخ فمن رجال مسلم، وهو ثقة، وثقه أحمد ومسلمة بن القاسم، وقال أبو زرعة والساجي وأبو داود: صدوق، وقال الذهبي: أحد الثقات. وقد تقدم الحديث برقم (3548) دون ذكر الدعاء. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، سيار: هو أبو الحكم العنزي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9860) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط " 87-88 والطحاوي في "شرح معاني= الحديث: 4062 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 150 4063 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَجَعَلْنَا نَتَلَقَّاهَا مِنْهُ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ مِنْ جَانِبِ الْغَارِ، فَقَالَ: " اقْتُلُوهَا "، فَتَبَادَرْنَاهَا (1) ، فَسَبَقَتْنَا، فَقَالَ: " إِنَّهَا وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا " (2) 4064 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ قَبْلَ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ، السَّلَامُ عَلَى مِيكَائِيلَ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، قَالَ: فَسَمِعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، فَإِذَا   = الآثار" 1/346، والطبراني في "الكبير" (9860) من طريق هشيم، به. وتقدم برقم (3607) ، وذكرنا هناك السور التي كان يقرن بينهن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : فابتدرناها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه الدارقطني في "العلل " 5/83 من طريق أبي أمية، عن محمد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان، به. وقال: تفرد به أبو أمية، عن عبيد الله، عن سفيان. وقد سلف برقم (3574) . الحديث: 4063 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 151 جَلَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِذَا قَالَهَا، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ بَعْدُ (1) مِنَ الدُّعَاءِ مَا شَاءَ " (2) 4065 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ، الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ " (3) 4066 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي لَكُمْ " (4)   (1) لفظ: "بعد" ليس في (س) ولا (ظ14) . (2) هو مكرر (3622) سنداً ومتناً. (3) هو مكرر (3621) سنداً ومتناً. (4) حديث صحيح، مؤمل بن إسماعيل - وإن كان سيئ الحفظ - ثقة في سفيان - وهو الثوري - كما ذكر ابن معين، ثم هو قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، الأعمش: هو سليمان بن مهران، وزيد بن وهب: هو الجهني الكوفي. = الحديث: 4065 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 152 4067 - قَالَ مُؤَمَّلٌ: وَجَدْتُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1) 4068 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ، فَخَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَتَبَادَرْنَاهَا، فَسَبَقَتْنَا، فَدَخَلَتِ الْجُحْرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا " (2)   = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10073) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/146 من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3603) عن محمد بن كثير، وابن حبان (4587) من طريق عصام بن يزيد، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وسلف برقم (3640) ، وانظر ما بعده. (1) حديث صحيح، وهو مكرر سابقه. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعمرو بن شرحبيل: هو الهمداني. وأخرجه الطبراني (10073) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/146 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عمرو بن شرحبيل، به. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه البزار (1477) ، والشاشي (324) من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. = الحديث: 4067 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 153 قَالَ: وَزَادَ الْأَعْمَشُ، فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: كُنَّا نَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ وَهِيَ رَطْبَةٌ 4069 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، قَالَ: فَنَحْنُ نَأْخُذُهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً، إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ: " اقْتُلُوهَا "، فَابْتَدَرْنَاهَا لِنَقْتُلَهَا، فَسَبَقَتْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ، كَمَا وَقَاكُمْ شَرَّهَا " (1) 4070 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُخَارِقٍ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ - قَالَ غَيْرُهُ: مَشْهَدًا - لَأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبَهُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: لَا نَقُولُ لَكَ   = وقد سلف برقم (3574) ، ومر تخريجه برقم (4004) و (4005) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/403، ومن طريقه مسلم (2234) (137) ، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري (4931) بصيغة الجزم عن أبي معاوية، به. وسلف برقم (3574) ، وانظر (3586) و (4068) . (2) لفظ: "أنا " لم يرد في (س) و (ظ14) الحديث: 4069 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 154 كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ، وَلَكِنْ نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، " فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَقَ وَجْهُهُ، وَسَرَّهُ ذَاكَ " (1) 4071 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ السُّدِّيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ - قَالَ لِي شُعْبَةُ: وَرَفَعَهُ، وَلَا أَرْفَعُهُ لَكَ - يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: 25] ، قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَمَّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ وَهُوَ بِعَدَنِ أَبْيَنَ، لَأَذَاقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَذَابًا أَلِيمًا " (2)   (1) هو مكرر (3698) سنداً ومتناً. (2) إسناده حسن، روي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح. السدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة - مختلف فيه، وحديثه لا يرقى إلى الصحة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج، ومرة: هو ابن شراحيل. وأخرجه البزار (2236) "زوائد"، وأبو يعلى (5384) ، والطبري في "تفسيره " 17/141 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 2/388 من طريق يزيد بن هارون، به، مرفوعاً، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه موقوفاً الطبري 17/140-141، والدارقطني في "العلل " 5/269، من طريق يحيى القطان، كلاهما عن سفيان الثوري، عن السدي، به. قال الدارقطني: يرويه السدي، وقد اختلف عنه، فرفعه شعبة عن السدي، = الحديث: 4071 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 155 4072 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا جَابِرٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَّى الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ خَمْسًا، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، فَقَالَ: " هَذِهِ السَّجْدَتَانِ لِمَنْ ظَنَّ مِنْكُمْ أَنَّهُ زَادَ أَوْ نَقَصَ " (1)   = ووقفه الثوري، والقول قول شعبة. قلنا: نعم قد رفعه شعبة عن شيخه رواية، لكنه كان يرى وقفه، فقد قال: وأنا لا أرفعه لك. وقال ابن كثير في "تفسيره" بعد إيراده لهذا الحديث: هذا الإسناد صحيح على شرط البخاري، ووقفه أشبه من رفعه، ولهذا صمم شعبة على وقفه من كلام ابن مسعود، وكذلك رواه أسباط وسفيان الثوري، عن السدي، عن مرة، عن ابن مسعود، موقوفاً. قلنا: قوله على شرط البخاري سهو، فهو على شرط مسلم. وقد أخرجه الحاكم 2/387 من طريق الحسين بن حفص، عن سفيان، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، موقوفاً. وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/70، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (9078) من طريق الحكم بن ظهير، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، موقوفاً. قال الهيثمي في "المجمع " 7/70: وفيه الحكم بن ظهير، وهو متروك. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، وهو مكرر (3883) ، وتقدم الكلام عن رجاله هناك، عبد الله بن الوليد - وهو ابن ميمون العدني -، وثقه ابن حبان 8/348 وقال: مستقيم الحديث، وقال أحمد: حديثه صحيح، وكان ربما أخطأ في الأسماء، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن عدي: = الحديث: 4072 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 156 4073 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ أُتِيَ فِي ابْنَةٍ، وَابْنَةِ ابْنٍ، وَأُخْتٍ لِأَبٍ وَأُمٍّ، قَالَ: فَجَعَلَ لِلِابْنَةِ النِّصْفَ، وَلِلْأُخْتِ مَا بَقِيَ، وَلَمْ يَجْعَلْ لِابْنَةِ الِابْنِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَتَوْا ابْنَ مَسْعُودٍ، فَأَخْبَرُوهُ، قَالَ: فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذَنْ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ إِنْ أَخَذْتُ بِقَوْلِهِ، وَتَرَكْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " لِلِابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ لِلْأُخْتِ " (1) 4074 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَأَنَّمَا كَانَ جُلُوسُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي   = ما رأيت في حديثه شيئاً منكراً، وقال ابن معين: لا أعرفه، ثم أكتب عنه شيئاً. وروى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن غير ابن ماجه. وتقدم بنحوه بأسانيد صحيحة برقم (3566) و (3570) و (3602) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. هشيم: هو ابن بشير، وأبو قيس: هو عبد الرحمن بن ثروان الأودي، وهزيل بن شرحبيل: هو الأودي. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه " (29) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9877) من طريق غيلان بن جامع، عن ابن أبي ليلى، به. وتقدم بإسناد صحيح برقم (3691) . الحديث: 4073 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 157 الرَّكْعَتَيْنِ عَلَى الرَّضْفِ (1) " 4075 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتَ فِي الصَّلَاةِ، فَشَكَكْتَ فِي ثَلَاثٍ وَأَرْبَعٍ، وَأَكْثَرُ ظَنِّكَ عَلَى أَرْبَعٍ، تَشَهَّدْتَ، ثُمَّ سَجَدْتَ سَجْدَتَيْنِ، وَأَنْتَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ تُسَلِّمَ، ثُمَّ تَشَهَّدْتَ أَيْضًا، ثُمَّ سَلَّمْتَ " (2)   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد القُدَوس بن بكر بن خنيس، فقد روى له الترمذي وابن ماجه، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وذكر محمود بن غيلان، عن أحمد وابن معين وأبي خيثمة أنهم ضربوا على حديثه. مسعر: هو ابن كدام، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الشاشي (925) من طريق زائدة بن قدامة، والحاكم 1/269 من طريق عثمان بن سعيد المري، كلاهما عن مسعر، به. وقول الحاكم بإثره: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهم منه رحمه الله، فإن من شرط الصحيح اتصال سنده، وهذا هنا مفقود، فكيف يكون على شرطهما؟ وقد تقدم برقم (3656) . (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه ابن مسعود. محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الباهلي، مولاهم الحراني، ثقة، روى له الجماعة، وخُصَيف: هو ابن عبد الرحمن الجزري، سيئ الحفظ. وأخرجه أبو داود (1028) ، والدارقطني في "السنن " 1/378، والبيهقي في "السنن " 2/356 من طريق عبد الله بن محمد النفيلي، والنسائي في "الكبرى" = الحديث: 4075 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 158 4076 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا خُصَيْفٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " إِذَا شَكَكْتَ فِي صَلَاتِكَ، وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمْ تَدْرِ ثَلَاثًا صَلَّيْتَ، أَمْ أَرْبَعًا، فَإِنْ كَانَ أَكْبَرُ (1) ظَنِّكَ أَنَّكَ صَلَّيْتَ ثَلَاثًا، فَقُمْ فَارْكَعْ رَكْعَةً، ثُمَّ سَلِّمْ، ثُمَّ اسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَشَهَّدْ، ثُمَّ سَلِّمْ، وَإِنْ كَانَ أَكْبَرُ ظَنِّكَ أَنَّكَ صَلَّيْتَ أَرْبَعًا، فَسَلِّمْ، ثُمَّ اسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ تَشَهَّدْ، ثُمَّ سَلِّمْ " (2) (3) 4077 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ   = (605) من طريق عمرو بن هشام الحراني، كلاهما عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. قال أبو داود: رواه عبد الواحد، عن خصيف، ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضاً سفيان وشريك وإسرائيل، وإختلفوا في الكلام في متن الحديث، ولم يسندوه. وقال البيهقي: وهذا غير قوي، ومختلف في رفعه ومتنه. قلنا: سيورده أحمد فيما بعده موقوفاً. وانظر الحديث المتقدم برقم (3602) . وسيأتي برقم (4076) . قوله: إذا كنت في صلاة فشككت في ثلاث وأربع: قال السندي: هذا اللفظ صريح عند علمائنا الحنفية أنه يأخذ بالتحري لا بالأقل. والله تعالى أعلم. (1) في (ق) و (ظ 14) : أكثر. (2) من قوله: وإن كان أكبر ظنك أنك صليت أربعاً إلى هنا سقط من طبعة الشيخ أحمد شاكر. (3) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله باختلاف في متنه، وهذا موقوف، وذاك مرفوع. الحديث: 4076 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 159 مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، كَانُوا لَهُ حِصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ " فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: قَدَّمْتُ اثْنَيْنِ؟ قَالَ: " وَاثْنَيْنِ "، فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ أَبُو الْمُنْذِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ: قَدَّمْتُ وَاحِدًا؟ قَالَ: " وَوَاحِدٌ، وَلَكِنْ ذَاكَ فِي أَوَّلِ صَدْمَةٍ " (1) 4078 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ (2) ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَمْ أُقَدِّمْ إِلَّا اثْنَيْنِ ". وكذا حَدَّثَنَاهُ يَزِيدُ، أَيْضًا، قَالَ: " فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَضَى لِي اثْنَانِ ". (3)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، ولجهالة حال أبي محمد مولى عمر بن الخطاب - وقيل: محمد بن أبي محمد - كما في الرواية الآتية، وتقدم الكلام عنه في الرواية (3554) . وبقية رجاله ثقات، محمد بن يزيد: هو الكلاعي الواسطي. وأخرجه أبو يعلى (5116) ، وابن خزيمة فيما ذكر الحافظ في "التعجيل " ص 377 من طريق محمد بن يزيد، بهذا الإسناد. وقوله هنا: فقال أبو الدرداء، هو في بقية الروايات: قال أبو ذر. وقد تقدم برقم (3554) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) تحرف في (س) و (ص) و (ظ 14) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: عن أبيه، عن أبي عبيدة،/وجاء في هامش (س) ما نصه: هكذا هو في أصلين: عن أبيه، وصوابه: عن أبي عبيدة، كما هو في أصلين آخرين. وجاء مثل هذه الحاشية في هامش (ص) ، والمثبت هو الصواب كما في (ق) و (ظ 1) و"أطراف المسند" 4/225، بحذف: "عن أبيه ". (3) هو مكرر (3554) . الحديث: 4078 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 160 4079 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَيَزِيدُ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، خَالَفَا هُشَيْمًا، فَقَالَا: أَبُو مُحَمَّدٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (1) 4080 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، شَهِدَ جِنَازَةَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: " فَأَظْهَرُوا الِاسْتِغْفَارَ - فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ أَنَسٌ، قَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ خَالِدٌ، فِي حَدِيثِهِ - وَأَدْخَلُوهُ مِنْ قِبَلِ رِجْلِ الْقَبْرِ " وَقَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ مَاتَ بِالْبَصْرَةِ، فَشَهِدَهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، " فَأَظْهَرُوا لَهُ الِاسْتِغْفَارَ " (2)   (1) هو مكرر (4077) ، محمد: هو ابن يزيد الكلاعي، ويزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/353-354، والبيهقي في "الشعب " (9750) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ومن طريق محمد بن يزيد سلف برقم (4077) . وقد تقدم أيضاً برقم (3554) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وخالد: هو ابن مهران الحذاء، وابن سيرين: هو محمد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/44، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وهذا الحديث والثلاية التي بعده من مسند أن بن مالك وقعت هنا ضمن مسند ابن مسعود! وهذا من جملة الأدلة على أن الإمام أحمد لم يبيض "المسند". = الحديث: 4079 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 161 4081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ أَنَسٍ فِي جِنَازَةٍ فَأَمَرَ بِالْمَيِّتِ فَسُلَّ، مِنْ قِبَلِ رِجْلَ الْقَبْرِ " (1) 4082 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " كَانَ أَنَسٌ، أَحْسَنَ النَّاسِ صَلَاةً فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ " (2) 4083 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَسْتَشْرِفُ لِشَيْءٍ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ " (3) 4084 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، الْمَعْنَى، قَالَ: لَا يَجْعَلْ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ مِنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، خالد: هو ابن مهران الحذاء، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/327 عن عبد الأعلى، به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/43، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود - وهو سليمان بن داود الطيالسي - فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، وخالد: هو ابن مهران الحذّاء. الحديث: 4081 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 162 نَفْسِهِ جُزْءًا، لَا يَرَى إِلَّا أَنَّ حَتْمًا عَلَيْهِ أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ يَمِينِهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَكْثَرُ انْصِرَافِهِ عَنْ يَسَارِهِ " (1) 4085 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ " (2) 4086 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من طرقه كلها، وتقدم برقم (3631) من طريق يحيى وأبي معاوية، عن الأعمش، به. ابن جعفر: هو محمد، وشعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو الأعمش، وعمارة: هو ابن عمير التيمي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه ابن خزيمة (1714) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (284) ، والبخاري (852) ، وأبو داود (1042) ، والدارمي 1/311، وابن خزيمة (1714) ، والشاشي (419) و (422) ، وابن حبان (1997) ، والبيهقي في "السنن " 2/294-295، من طرق عن شعبة، به. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وشعبة: هو ابن الحجاح، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وسلف مطولًا من طريق سفيان برقم (4020) ، ومن طريق شعبة برقم (3960) . الحديث: 4085 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 163 الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: " إِنْ أَحْسَنْتَ، لَمْ تُؤَاخَذْ، وَإِنْ أَسَأْتَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذْتَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ " (1) 4087 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، وَسُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْخَلَائِقَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. " فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، وَقَالَ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] " قَالَ يَحْيَى: وَقَالَ فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ: " تَعَجُّبًا وَتَصْدِيقًا لَهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو لشقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه أبو يعلى (5113) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6921) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/211 من طرق عن سفيان، به. وأخرجه الدارمي 1/3 عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن الأعمش، به. وأخرجه أبو عوانة 1/71 من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، عن منصور، به. وسلف برقم (3596) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد: هو القطان، = الحديث: 4087 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 164 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة: هو ابن عمرو السلماني. وأخرجه البخاري (7414) ، والترمذي (3238) ، والنسائي في "الكبرى" (11451) - وهو في "التفسير" (471) - وابن أبي عاصم في "السنة" (542) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 77، والآجُري في "الشريعة" ص 319، والدارقطني في "العلل " 5/179، من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 319 من طريق الضحاك بن مَخْلد، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، به. قال النسائي: خالفه عيسى بن يونس، رواه عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قلنا: قد تقدم في الرواية (3590) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. قال ابن خزيمة: الجواد قد يعثر في بعض الأوقات، وَهِم يحيى بن سعيد في إسناد خبر الأعمش مع حفظه وإتقانه وعلمه بالأخبار، فقال: عن عبيدة، عن عبد الله، وإنما هو عن علقمة، وأما خبر منصور فهو عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله، والإسنادان ثابتان صحيحان: منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله. والأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، غير مستنكر لإبراهيم النخعي مع علمه وطول مجالسته أصحابَ ابنِ مسعود أن يروي خبراً عن جماعة من أصحاب ابن مسعود، عنه. قال الحافظ في "الفتح " 13/397: وتصرف الشيخين يقتضي أنه عند الأعمش على الوجهين. قال الدارقطني في "العلل " 5/179: وحديث عبيدة أثبت. قوله: "تعجباً وتصديقاً له ": قال الحافظ في "الفتح " 13/398- 399 قال ابن بطال: فضحك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصديقا له، وتعجهاً من كونه يستعظم ذلك في قدرة الله تعالى، وأن ذلك ليس في جنب ما يقدر عليه بعظيم، ولذلك قرأ قوله تعالى: {وما = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 165 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قدروا الله حق قدره} .... ثم نقل الحافظ عن الخطابي قوله: وأما ضحكه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قول الحبر فيحتمل الرضا والإنكار، وأما قول الراوي: تصديقاً له، فظن منه وحسبان، وقد جاء الحديث من عدة طرق ليس فيها هذه الزيادة، وعلى تقدير صحتها فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل، وبصفرته على الوجل، ويكون الأمر بخلاف ذلك، فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم، والصفرة لثوران خلط من مرار وغيره، وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظاً فهو محمول على تأويل قوله تعالى: {والسماوات مطويات بيمينه} ، أي: قدرته على طيها، وسهولة الأمر عليه في جمعها بمنزلة من جمع شيئاً في كفه، واستقل بحمله من غير أن يجمع كفه عليه، بل يقله ببعض أصابعه، وقد جرى في أمثالهم: فلان يقل كذا بأصبعه، ويعمله بخنصره 0 انتهى. وقال القرطبي في "المفهم ": قوله: "إن الله يمسك .... " إلى آخر الحديث: هذا كله قول اليهودي، وهم يعتقدون التجسيم، وأن الله شخص ذو جوارح، كما يعتقده غلاة المشبهة، وضحك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو للتعجب من جهل اليهودي، ولهذا قرأ عند ذلك: {وما قدروا الله حق قدره} ، أي: ما عرفوه حق معرفته، ولا عظْموه حق تعظيمه، فهذه الرواية هي الصحيحة المحققة، وأما من زاد: "وتصديقاً له " فليست بشيء، فإنها من قول الراوي، وهي باطلة، .... وإنما تعجب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جهله، فظن الراوي أن ذلك التعجب تصديق، ولشى كذلك .... ثم قال القرطبي: ثم لو سلمنا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صزح بتصديقه لم يكن ذلك تصديقاً له في المعنى، بل في اللفظ الذي نقله من كتابه عن نبيه، ونقطع بأن ظاهره غير مراد. انتهى. قال الحافظ: وهذا الذي نحا إليه أخيراً أولى مما ابتدأ به لما فيه من الطعن على ثقات الرواة ورد الأخبار الثابتة، ولو كان الأمر على خلاف ما فهمه الراوي بالظن للزم منه تقريرُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الباطل وسكوتُه على الإنكار، وحاشا لله من ذلك، وقد اشتد إنكار ابن خزيمة على من ادعى أن الضحك المذكور كان على سبيل الإنكار، فقال بعد أن أورد هذا الحديث في كتاب "التوحيد" من صحيحه بطريقه: قد أجل الله تعالى نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أن يُوصَفَ ربه بحضرته بما ليس هو من صفاته، فيجعل بدل الإنكار والغضب على الواصف ضحكاً، بل لا يصف النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 166 4088 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلَاةٌ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ أَبِي، وَخَلِيلُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ "، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران: 68] (2) 4089 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، حَدَّثَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ، اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ، فَجَعَلَ الْجَمْرَةَ عَنْ حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، وَاسْتَقْبَلَ الْبَيْتَ، ثُمَّ رَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ دُبُرَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (3)   = بهذا الوصف من يؤمن بنبوته. وقد وقع في الحديث الماضي في الرقاق عن أبي سعيد رفعه: "تكون الأرض يوم القهامة خبزة واحدة يتكفؤها الجهار بيده، كما يتكفؤ أحدكم خبزته ... " الحديث، وفيه أن يهودياً دخل، فأخبر بمثل ذلك، فنظر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أصحابه، ثم ضحك. (1) جاء في هامش (س) ما نصُّه: قوله: عن أبي الضحى، عن عبد الله، كذا في أصول أربعة، والصواب: عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله. (2) هو مكرر (3800) . عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" 2/ (731) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. (3) صحيح، دون قوله: واستقبل البيت، يحيى - وهو ابن سعيد القطان - سمع= الحديث: 4088 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 167 4090 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، الْمَعْنَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ، وَشَاهِدَاهُ، وَكَاتِبُهُ، إِذَا عَلِمُوا بِهِ، وَالْوَاشِمَةُ، وَالْمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ، وَلَاوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ هِجْرَتِهِ، مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)   = من المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - قبل الاختلاط، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. واخرجه الطيالسي (320) عن المسعودي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (901) - وابن ماجه (3030) من طريق وكيع، عن المسعودي، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقوله هنا: واستقبل البيت، شاذ، كما قال الحافظ في "الفتح " 3/582، والصحيح أنه جعل البيت عن يساره كما في الرواية المتقدمة برقم (3941) . قال الحافظ: قد أجمعوا على أنه من حيث رماها جاز، سواء استقبلها أو جعلها عن يمينه أو يساره، أو من فوقها أو من أسفلها أو وسطها، والاختلاف في الأفضل. قال: واستدل بهذا الحديث على اشتراط رمي الجمرات وأحدة واحدة، لقوله: يكبر مع كل حصاة، وقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خذوا عني مناسككم ". وقد تقدم الحديث برقم (3548) . (1) إسناده ضعيف لضعف الحارث بن عبد الله، وهو الأعور، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحتى بن سعيد: هو القطان، ووكيع: هو ابن الجراح، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي. وأخرجه أبو يعلى (5241) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3881) . قوله: ولاوي الصدقة: قال السندي: أي مؤخرها إلى أن يموت. الحديث: 4090 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 168 4091 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا - أَوْ قَالَ: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، قَالَ وَكِيعٌ: لَيْلَةً - ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ الْمَلَكَ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: عَمَلُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِهَا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، ووكيع: هو ابن الجراح، وزيد بن وهب: هو الجهني. وأخرجه الترمذي (2137) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (175) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1093) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/387، من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وأنس، وسمعت أحمد بن الحسن قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان، وهذا حديث حسن صحيح، وقد روى شعبة والثوري عن الأعمش بنحوه. = الحديث: 4091 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 169 4092 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، ذَاكَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ " (1) 4093 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ " (2)   = وأخرجه مسلم (2643) ، والترمذي (2137) ، وابن ماجه (76) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (175) من طريق وكيع، به. وقد سلف برقم (3624) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو الأعمش، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (6867) ، والترمذي (2673) ، والنسائي في "المجتبى" 7/81-82، والطبري في " التفسير" (11739) ، وفي " التاريخ " 1/144، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/483، وأبو نعيم في "الحلية" 9/28 من طرق عن سفيان الثوري، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وعبد الله بن مرة تحرف عند النسائي إلى: عبد الرحمن بن مرة. وسلف برقم (3630) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، وسفيان: هو الثوري، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي أبو وائل. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/128من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. = الحديث: 4092 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 170 4094 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ كَفَّارَتِهَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِي هَذِهِ؟ قَالَ: " لِمَنْ عَمِلَ مِنْ أُمَّتِي " (1) 4095 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا " أَنَّ الرَّجُلَ يَكْذِبُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا، وَأَنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا " (2) 4096 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، " مَنِ اشْتَرَى مُحَفَّلَةً - وَرُبَّمَا قَالَ: شَاةً مُحَفَّلَةً   = وأخرجه الحميدي (109) ، ومسلم (2184) (38) ، والترمذي (2825) ، من طريق سفيان بن عيينة، عن الأعمش، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (3560) . (1) هو مكرر (3653) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. يحيى: هو القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وسلف برقم (4022) ، ومطولًا برقم (3638) . الحديث: 4094 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 171 فَلْيَرُدَّهَا، وَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا " " وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَلَقِّي الْبُيُوعِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. والقسم الأول منه في بيع المُحَفَّلات موقوف، والثاني في النهي عن تَلَقِّي البيوع مرفوع. وأخرجه بتمامه البيهقي في "السنن " 5/319 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2149) و (2164) ، والبيهقي في "السنن " 5/319 من طريقين عن سليمان التيمي، به. والموقوف منه: أخرجه عبد الرزاق (14866) ، وأبو يعلى (5254) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه، به. والمرفوع منهْ أخرجه ابن ماجه (2180) ، وأبويعلى (5239) من طريق يحيى القطان، به. وأخرجه عبد الرزاق (14880) ، وابن أبي شيبة 6/399 و14/205، ومسلم (1518) (15) ، والترمذي (1220) ، وابن ماجه (2180) ، وأبو يعلى (4960) من طرق عن سليمان التيمي، به. قال الحافظ في "الفتح " 4/368: هكذا رواه الأكثر عن معتمر بن سليمان موقوفاً، وأخرجه الإسماعيلي من طريق عبيد الله بن معاذ، عن معتمر مرفوعاً، وذكر أن رفعه غلط، ورواه أكثر أصحاب سليمان عنه كما هنا: حديث المحفلة موقوف من كلام ابن مسعود، وحديث النهي عن التلقي مرفوع. وفي باب بيع الفحَفلاتِ عن أبي هريرة عند البخاري (2148) و (2150) ، ومسلم (1515) ، سيرد 2/430. وعن ابن عمر عند أبي داود (3446) ، قال الخطابي: وإسناده ليس بذاك، وقال المنذري: والأمر كما قال. وفي باب النهي عن تلقي البيوع، عن ابن عباس تقدم (3482) . وعن ابن عمر عند البخاري (2165) و (2166) ، ومسلم (1517) ، سيرد (4531) . = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 172 4097 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ حَكَمٍ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ، إِلَّا حُبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَلَكٌ آخِذٌ بِقَفَاهُ، حَتَّى يَقِفَهُ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ قَالَ:   = وعن أبي هريرة عند البخاري (2150) ، ومسلم (1515) ، سيرد 2/153 و284. وعن سمرة، سيرد 3/11. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيرد 4/314. وعن زامل بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عند الطبراني في "الكبير" 22/ (952) . قال السندي: قوله: مُحَفلَة: اسم مفعول من التحفيل، وهو الجمع، وهي التي لم يَحْلُبْها صاحبُها أياماً ليجتمع لبنها في ضرعها، فيغتر به المشتري. وقوله: صاعاً: في مقابلة اللبن الذي كان في ضرعها حين الشراء، فإنه ملك البائع، وأما الذي حدث بعد الشراء فهو قد حدث في ملك المشتري وضمانه، فلا عليه في مقابلته شيء، وهِذا المتن قد أخرجه البخاري موقوفاً أيضاً، لكنه على أصول علمائنا الحنفية يجب أن يكون في حكم المرفوع، لأنهم صرحوا بأن هذا الحديث مخالف للقياس، لأن ضمان المتلفات يكون بالقيم أو الأمثال لا بمقدار محدود، ومن أصولهم أن الموقوف إذا خالف القياسَ، فهو في حكم المرفوع، فبطل اعتذارُ من قال: إن الحديث قد رواه أبو هريرة، وهو غير فقيه، وروايةُ غير الفقيه إذا خالف جميع الأقيسة ترد، فإنه لو سُلَّم أن أبا هريرة غير فقيه؟ فقد ثبت عن ابن مسعود موقوفاً، والموقوف في حكم المرفوع. فقد ثبت مرفوعاً من رواية ابن مسعود أيضاً، وهو من أجلَِّاء الفقهاء بالاتفاق، على أن الحديثَ قد جاء برواية ابن عمر أخرجه أبو داود بوجه، والطبراني بوجه آخر، وبرواية أنس أخرجه أبو يعلى، وبرواية عمرو بن عوف، أخرجه البيهقي في "الخلافيات "، كذا ذكره الحافظ ابن حجر. والله تعالى أعلم. = الحديث: 4097 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 173 الْخَطَأَ، أَلْقَاهُ فِي جَهَنَّمَ، يَهْوِي أَرْبَعِينَ خَرِيفًا " (1) 4098 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَاصِمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا - أَوْ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا - حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي " (2) 4099 - قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، وَلَمْ   (1) إسناده ضعيف لضعف مجالد - وهو ابن سعيد الهمداني -، وروي مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف هو الصحيح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو القطان، وعامر: هو الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10313) من طريق الإِمام أحمد، عن يحمى، بهذا الإسناد، لكن فيه "حشر" بدل: "حبس "، وفيه: "ثم يرفع رأسه إلى السماء" بدل: "إلى الله عز وجل "، وفيه: "فإن قال الله: ألقوه، فمهواه أربعين خريفاً". وأخرجه ابن ماجه (2311) ، والدارقطني 4/205، والبيهقي في "السنن " 10/89 من طريق يحيى، به. قال الدارقطني في "العلل " 5/249: رفعه يحمى بن سعيد القطان، عن مجالد، وتابعه علي بن صالح، ووقفه عبد الرحيم بن سليمان، وهشيم، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مجالد، والموقوف هو الصحيح. قال السندي: الخطّاء، بالتشديد للمبالغة، وهو من كان ملازماً للخطايا غير تارك لها، وهو منصوب بتقدير: أَلْقِ، أو مرفوع بتقدير: هو الخطاء، أي: فألقِهِ، والله تعالى أعلم. (2) هو مكرر (3573) سنداً ومتناً. الحديث: 4098 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 174 يَكُنْ سَمَّى لَهَا صَدَاقًا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَلَمْ يَقُلْ فِيهَا شَيْئًا، فَرَجَعُوا، ثُمَّ أَتَوْهُ فَسَأَلُوهُ؟ فَقَالَ: سَأَقُولُ فِيهَا بِجَهْدِ رَأْيِي، فَإِنْ أَصَبْتُ، فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يُوَفِّقُنِي لِذَلِكَ، وَإِنْ أَخْطَأْتُ، فَهُوَ مِنِّي: " لَهَا صَدَاقُ نِسَائِهَا، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ "، فَقَامَ رَجُلٌ، مِنْ أَشْجَعَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَضَى بِذَلِكَ، قَالَ: هَلُمَّ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ بِذَلِكَ؟ فَشَهِدَ أَبُو الْجَرَّاحِ، بِذَلِكَ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، خِلَاس - وهو ابن عمرو الهجري - من رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يحيى: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد اللُه الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وعبد الله بن عتبة: هو ابن مسعود. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/300، وأبو داود (2114) ، وابن ماجه (1891) ، والنسائي في "المجتبى" 6/122، وفي "الكبرى" (5517) ، وابن حبان (4098) ، والحاكم 2/180-181، والطبراني في "الكبير" 20/ (545) ، والبيهقي في "السنن " 7/245، من طريق سفهان الثوري، والطبراني في "الكبير" 20/ (546) من طريق عبد الرحمن الدالاني، كلاهما عن فراس بن يحيى الهمداني، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه عبد الرزاق (10898) و (11745) ، وابن أبي شيبة 4/300، وأبو داود (2115) ، والترمذي (1145) ، وابن ماجه (1891) ، النسائي في "المجتبى" 6/121 و122، وفي "الكبرى" (5516) و (5519) ، وابن الجارود في "المنتقى" (718) ، وابن حبان (4099) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (543) ، والبيهقي في "السنن " 7/245 من طرق عن سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. والمرأة التي قضى فيها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي بروع بنت واشق. قال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح، وقد روي عنه من غير = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 175 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وجه، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، وبه يقول الثوري وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وابن عباس، وابن عمر: إذا تْزوج الرجل المرأة ولم يدخل بها، ولم يفرض لها صَدَاقاً حتى مات، قالوا: لها الميراث، ولا صَدَاق لها، وعليها العِدة، وهو قول الشافعي، قال: لو ثبت حديث بروع بنت واشق لكانت الحجة فيما روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروي عن الشافعي أنه رجع بمصر بَعْدُ عن هذا القول، وقال بحديث بروع بنت واشق. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 20/ (544) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/121، وفي "الكبرى" (5515) ، وابن حبان (4100) من طريق زائدة، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله. قال النسائي: لا أعلم أحداً قال في هذا الحديث: الأسود، غير زائدة. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/301-302، والنسائي في "المجتبى" 6/122-123، وفي " الكبرى" (5518) ، وابن حبان (4101) ، والطبراني 20/ (542) ، والحاكم 2/180، والبيهقي في "السنن " 7/245، من طرق عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقد اختلفت هذه الروايات في تسمية من روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصة بروع هذه. قال البيهقي: وهذا الاختلاف في تسمية من روى قصة بروع بنت واشق، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يوهن الحديث، فإن جميع هذه الروايات أسانيدها صحاح، وفي بعضها ما دل على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك، فكأن بعض الرواة سمى منهم واحداً، ويعضهم سمى اثنين، وبعضهم أطلق، ولم يسم، ومثله لا يرد الحديث، ولولا ثقة من رواه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما كان لفرح عبد الله بن مسعود بروايته معنى. والله = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 176 4100 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، الْمَعْنَى، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فِي بَرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ، فَقَالَ: هَلُمَّ شَاهِدَاكَ عَلَى هَذَا، فَشَهِدَ أَبُو سِنَانٍ، وَالْجَرَّاحُ، رَجُلَانِ مِنْ أَشْجَعَ (1) 4101 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنِي شَقِيقٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ مِنْ عِبَادِهِ، السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ، وَفُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ - فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ ذَلِكَ،   = أعلم. قلنا: وهذا الحديث سيرد في "مسند الجراح " - ويقال أبو الجراح - وأبي سنان الأشجعيين 4/279-280، وفي "مسند معقل بن سنان الأشجعي " 3/480. وسيأتي أيضاً هنا برقم (4100) و (4276) و (4277) و (4278) . قوله: لها صَدَاق نسائها: أي: مهر المثل. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو مكرر سابقه. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي. قال السندي: بروع: بكسر الباء، وجوز فتحها، قيل: الكسر عند أهل الحديث، والفتح عند أهل اللغة أشهر. شاهداك، أي: ليشهد شاهداك على ما تقول، كأنه للإحكام، وإلا فيكفي الواحدُ العدلُ في الرواية، فلا حاجة إلى شاهدٍ فضلًا عن الشاهدين. الحديث: 4100 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 177 أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَلْيَدْعُ بِهِ " (1) 4102 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُومُعَاوِيَةَ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، وَهُوَ خَلَقَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ "، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ} [الفرقان: 68] إِلَى قَوْلِهِ {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68] (2) 4103 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ - قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ - وحَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو القطان، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل. وأخرجه البخاري (835) ، وأبو داود (968) ، وابن ماجه (899) ، وابن خزيمة (703) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3622) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وتقدم من طريق أبي معاوية، به، برقم (3612) . الحديث: 4102 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 178 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: " مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِرِ " (1) 4104 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، نَزَلَ دُخَانٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَأَخَذَ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ، وَأَخَذَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ، قَالَ مَسْرُوقٌ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه مسلم (120) (190) ، وابن ماجه (4242) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (120) (190) ، وابن ماجه (4242) ، وأبو عوانة 1/71، والشاشي (489) ، والبيهقي في "السنن " 9/123، وفي "الشعب " (23) من طريق ابن نمير، به. وأخرجه الطيالسي (260) ، والشاشي (491) و (492) من طريق شعبة، به. ووقع في مطبوع الطيالسي تحريف وسقطٌ واضح. وسيأتي من طريق شعبة برقم (4408) ، وتقدم من طريق آخر برقم (3596) . الحديث: 4104 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 179 سُئِلَ مِنْكُمْ عَنْ عِلْمٍ هُوَ عِنْدَهُ، فَلْيَقُلْ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ، فَلْيَقُلْ: اللهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ الْعِلْمِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لَا تَعْلَمُ: اللهُ أَعْلَمُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: 86] ، إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا غَلَبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، قَالَ: " اللهُمَّ أَعِنِّي عليهم بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ "، قَالَ: فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ، أَكَلُوا فِيهَا الْعِظَامَ وَالْمَيْتَةَ مِنَ الْجَهْدِ، حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَرَى ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ مِنَ الْجُوعِ، فَقَالُوا: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} [الدخان: 12] ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّا إِنْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَادُوا، فَدَعَا رَبَّهُ، فَكَشَفَ عَنْهُمْ، فَعَادُوا، فَانْتَقَمَ اللهُ مِنْهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] إِلَى قَوْلِهِ {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 16]- قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ - فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَوْ كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَا كَشَفَ عَنْهُمْ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (4822) ، ومسلم (2798) (40) ، والبيهقي في "الدلائل " 2/325-326 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (398) من طريق ابن نمير، به. وتقدم برقم (3613) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 180 4105 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ مِنْ مُذَّكِرٍ "، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {هَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} " [القمر] (1) 4106 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ (2) اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ " (3) 4107 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود بن يزيد: هو النخعي. وأخرجه البخاري (4874) ، والحاكم 2/249-250 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث قد إتفقا على إخرإجه من حديث شعبة، عن ابي إسحاق مختصراً، ووافقه الذهبي. وقد تقدم برقم (3755) ، وتقدم من طريق شعبة برقم (3918) . (2) في (ظ14) : ينتجي. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (3775) ، وأبو يعلى (5220) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (3560) . الحديث: 4105 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 181 قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ، فَهُوَ يَنْضَحُ الدَّمَ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: يَمْسَحُ الدَّمَ - عَنْ جَبِينِهِ، وَيَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي، فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " (1) 4108 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَالْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا " وَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّهُ - يَعْنِي: الرَّجُلَ - لَيَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا ". قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: " وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1792) (105) ، وابن ماجه (4025) ، وأبو يعلى (5216) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وتقدم من طريق أبي معاوية، به، برقم (3611) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند وكيع في "الزهد" (397) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة 8/590-591، ومسلم (2607) (105) ، وأبو داود (4989) ، وأبو نعيم في " الحلية " 8/378. وسلف برقم (3638) . الحديث: 4108 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 182 4109 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَآخَرُ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا، وَيُعَلِّمُهَا " (1) 4110 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّيْرِ بِالْجِنَازَةِ، فَقَالَ: " مَا دُونَ الْخَبَبِ، الْجِنَازَةُ مَتْبُوعَةٌ وَلَيْسَتْ بِتَابِعٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ويزيد: هو ابن هارون، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وهو عند وكيع في "الزهد" (440) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (5840) ، وأبو يعلى (5227) . وأخرجه الشاشي (750) من طريق يزيد بن هارون، به. وقد سلف برقم (3651) . (2) إسناده ضعيف لجهالة أبي ماجد الحنفي، وضَعْفِ يحيى بن الحارث، وقد تقدم الكلام عنهما في الرواية (3585) . وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح، وحسن: هو ابن صالح بن صالح بن حيّ الهَمْداني. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/479، والبيهقي في "السنن " 4/25 من طريقين، عن حسن بن صالح، بهذا الإسناد. قال البيهقي: أبو ماجد مجهول، ويحيى الجابر ضعفه جماعة من أهل النقل، والله أعلم. وقد سلف برقم (3585) و (3734) . قوله: "وليست بتابع ": قال السندي: هكذا في هذه الرواية، والظاهر: وليست = الحديث: 4109 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 183 4111 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ شَقَّ الْجُيُوبَ، وَلَطَمَ الْخُدُودَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ " (1) 4112 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ، فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ " (2)   = بتابعة، وأما تصحيح هذا، فعلى حذف الموصوف، أي: ليست بشيء تابع. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه مسلم (103) (156) ، وابن ماجه (1584) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1298) و (3519) ، ومسلم (103) (165) و (166) ، والنسائي في "المجتبى" 4/19، وفي "الكبرى" (1987) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار 2/135، والشاشي (381) ، وابن حبان (3149) ، والبيهقي في "السنن " 4/63، وفي "شعب الإيمان " (10156) ، والبغوي في "شرح السنة" (1533) من طرق، عن الأعمش، به. وقد سلف برقم (3658) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي.= الحديث: 4111 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 184 4113 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ شَبَابٌ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ " فَنَهَانَا، ثُمَّ رَخَّصَ لَنَا فِي أَنْ نَنْكِحَ الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ إِلَى الْأَجَلِ (1) "، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: { (2) لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ} [المائدة: 87] (3) 4114 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْهِلَالِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا كَانَ فِي سَفَرٍ، فَوَلَدَتِ امْرَأَتُهُ، فَاحْتُبِسَ لَبَنُهَا، فَجَعَلَ يَمُصُّهُ وَيَمُجُّهُ، فَدَخَلَ حَلْقَهُ، فَأَتَى أَبَا مُوسَى، فَقَالَ: حُرِّمَتْ عَلَيْكَ، قَالَ: فَأَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ، فَسَأَلَهُ؟ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   = وأخرجه مسلم (1400) (4) ، وابن الجارود (672) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسلف برقم (4023) ، وانظر (3592) . (1) في هامش (س) و (ظ 1) و (ص) و (ق) : إلى أجل. (2) في (ق) و (ظ 14) : {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا ... ْ} . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وابن أبي خالد: هو إسماعيل، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه مسلم (1404) (11) ، والنسائي في "الكبرى" (11150) ، والبيهقي في "السنن " 7/201، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3650) ، ومع الزيادة برقم (3986) . الحديث: 4113 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 185 لَا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ، إِلَّا مَا أَنْبَتَ اللَّحْمَ، وَأَنْشَزَ الْعَظْمَ " (1)   (1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف للانقطاع بين والد أبي موسى الهلالي وعبد الله بن مسعود، فقد ذكر البخاري في "الكنى" 9/69، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 9/438 أن والد أبي موسى الهلالي يروي عن ابن لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، ولجهالة أبي موسى الهلالي، وأبيه، فيما ذكر أبو حاتم، وقال المديني في أبي موسى الهلالي: لا أعلم روى عنه غير سليمان بن المغيرة، وذكره ابن حبان في "الثقات " 7/663. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسليمان بن المغيرة: هو أبو سعيد القيسي البصري. أبو موسى الذي سأله الرجل هو: أبو موسى الأشعري. وأخرجه أبو داود (2060) ، والدارقطني في "السنن " 4/172-173، والبيهقي في "السنن " 7/461، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني في "السنن " 4/173، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 7/460 من طريق النضربن شميل، عن سليمان بن المغيرة، عن أبي موسى الهلالي، عن أبيه، عن ابنٍ لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، مرفوعاً. وأخرجه أبو داود (2059) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 7/461 من طريق عبد السلام بن مطهر، عن سليمان بن المغيرة، به موقوفاً، بزيادة ابنٍ لعبد الله بن مسعود بين والد أبي موسى الهلالي وابن مسعود. وأخرجه البيهقي في "السنن " 7/462 من طريق سعيد بن منصور، عن هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله موقوفاً، بلفط: "لا رضاع إلا ما كان في الحولين، ما أنشز العظم، وأنبت اللحم ". قلنا: المغيرة - وهو ابن مقسم - يدلس عن إبراهيم. وأخرج بنحوه مالك في "الموطأ" 7/607، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 7/462، وفي "معرفة السنن والآثار" (15484) عن يحيى بن سعيد القطان، أن رجلًا سأل أبا موسى الأشعري ... وفي آخره: فقال عبد الله بن مسعود؟ لا رضاعة = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 186 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = إلا ما كان في الحولين. وهذا إسناد منقطع. وأخرج نحوه الدارقطني فى "السنن " 4/173، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 7/461 من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي عطية، قال: جاء رجل إلى أبي موسى الأشعري ... وفي آخره: فأتى عبد الله بن مسعود أبا موسى، فقال: أرضيع هذا؟! قال البيهقي: ورواه الثوري عن أبي حصين، وزاد فيه قول عبد الله: إنما الرضاع ما أنبت اللحم والدم. وله شاهد من حديث عائشة مرفوعاً عند البخاري (5102) ، ومسلم (1455) (32) ، بلفظ: "إنما الرضاعة من المجاعة"، وسيرد 6/94و174 و214. وآخر من حديث أم سلمة عند الترمذي (1152) ، وابن حبان (4224) ، بلفظ: "لا يحرم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي، وكان قبل الفطام، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم أن الرضاعة لا تُحَرًم إلا ما كان دون الحولين، وما كان بعد الحولين الكاملين، فإنه لا يحرم شيئاً. وثالث من حديث عبد الله بن الزبير، أخرجه ابن ماجه (1946) من طريق عبد الله بن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عنه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء"، وهذا سند حسن، عبد الله بن وهب روى عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه. ورابع من حديث أبي هريرة عند البزار (1444) "زوائد"، والبيهقي 7/455 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن إسحاق، عن إبراهيم بن عقبة، عن حجاج بن حجاج، عن أبي هريرة رفعه: "لا تحرم من الرضاعة المصة والمصتان، ولا يحرم منه إلا ما فتق الأمعاء"، ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، وباقي رجال السند ثقات. وقال البيهقي: رواه الزهري وهشام، عن عروة موقوفاً على أبي هريرة ببعض معناه. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 187 4115 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ فِي خُطْبَةِ الْحَاجَةِ: " إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ، فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ، فَلَا هَادِيَ لَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ: {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102] ، وَ {اتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] ، {اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ " (1)   = وخامس من حديث ابن عباس مرفوعاً عند الدارقطني 4/174، بلفظ: "لا رضاع إلا ما كان في الحولين "، وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" 5/554، لكن ذكر الدارقطني أن المحفوط وقفه، وصحح الموقوف البيهقي في "السنن " 7/462. قول أبي موسى: حَرُمت عليك، أي: بالرضاع. لا يحرم: من التحريم. إلا ما أنبت اللحمَ، أي: إلا ما كان في الصغر، فإنه لا ينبت اللحم إلا في الصغر، لكن ظاهر الحديث يفيد أنه يشترط كثرة اللبن أيضاً، فليتأمل. وأنشز: بزاي معجمة، أي: رفعه وأعلاه وأكبر حجمه. قاله السندي. قلنا: قد فسر الخطابي على رواية أنشر بالراء أيضاً، فقال في "معالم السنن " 3/186: معناه: ما شد العظمَ وقواه، والإنشارُ بمعنى الإحياء في قوله تعالى: {ثم إذا شاء أنشره} ، ويروى: أنشز العظم، بالزاي المعجمة، ومعناه: زاد في حجمه فنشز. (1) حديث صحيح، وهذا إمتناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد = الحديث: 4115 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 188 4116 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةَ الْحَاجَةِ، فَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: " إِنَّ " (1)   = الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفهان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه أبو يعلى (5233) من طريق كيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (10449) ، وأبو داود (2118) ، وأبو يعلى (5257) ، والآجري في "الشريعة" ص 196-197، والبيهقي في "السنن " 7/146 من طرق، عن سفيان الثوري، به. وسلف بإسناد صحيح برقم (3721) ، وبإسناد ضعيف برقم (3720) ، وسيرد بعده بإسناد صحيح برقم (4116) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - من رجال مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وأبو عبيدة: هو ابن عبد الله بن مسعود، وهو وإن لم يسمع من أبيه، قد تابعه أبو الآحوص. وأخرجه أبو داود (2118) ، وأبو يعلى (5234) ، والبيهقي في "السنن " 7/146، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (915) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به، دون ذكر أبي عبيدة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10327) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (493) -، والشاشي (914) و (916) من طريق إسرائيل، به، دون ذكر أبي الأحوص. وقد سلف برقم (3720) و (3721) و (4115) . الحديث: 4116 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 189 4117 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ أَبِي صَخْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: لَمَّا أَتَى عَبْدُ اللهِ، الْجَمْرَةَ، جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ اسْتَبْطَنَ الْوَادِيَ، وَاسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ، وَجَعَلَ الْجَمْرَةَ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ رَمَى بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ قَالَ: " مِنْ هَاهُنَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، رَمَى الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1) 4118 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: " إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي "، قَالَ: فَافْتَتَحْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قَالَ: نَظَرْتُ إِلَيْهِ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ (2)   (1) صحيح دون قوله: واستقبل البيت، وهو مكرر (4089) . وسلف أيضاً برقم (3548) . وقوله: "استقبل الكعبة"، شاذ، كما تقدم في (4089) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وسفيان: هو الثوري، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة - بفتح العين - هو: ابن عمرو السلماني، الكوفى. = الحديث: 4117 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 190 4119 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَأَلْتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَنْ (1) يُعَجِّلَ شَيْئًا قَبْلَ حِلِّهِ، أَوْ يُؤَخِّرَ شَيْئًا عَنْ حِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ (2) فِي النَّارِ، أَوْ عَذَابٍ فِي الْقَبْرِ، كَانَ خَيْرًا وَأَفْضَلَ " قَالَ: وَذُكِرَ عِنْدَهُ أَنَّ الْقِرَدَةَ - قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: وَالْخَنَازِيرَ - مِمَّا مُسِخَ؟ قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسِيخٍ نَسْلًا، وَلَا عَقِبًا، وَقَدْ كَانَتِ الْقِرَدَةُ - أُرَاهُ قَالَ: وَالْخَنَازِيرُ - قَبْلَ ذَلِكَ " (3) 4120 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، نَحْوَهُ بِإِسْنَادِهِ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي الْخَنَازِيرِ (4)   = وأخرجه أبو يعلى (5228) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وهو مكرر (3606) . (1) في (ظ14) و (س) : أن. (2) في (ظ14) : وعذاب. (3) هو مكرر (3700) سنداً ومتناً. (4) هو مكرر (3925) سنداً ومتناً. الحديث: 4119 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 191 4121 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ (1) مِنْ خِلِّهِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 4122 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: وَمَا لَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: " لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " (3)   (1) في (س) : خِلَّ. (2) هو مكرر (3689) سنداً ومتنا. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين لحال وائل بن مهانة، تقدم الكلام عنه برقم (3569) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود - فقد روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً، وهو صدوق اختلط قبل موته، لكن سماع وكيع منه قبل الاختلاط. الحكم: هو ابن عتيبة، وذَر: هو ابن عبد الله المُرهبي. وذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 3/325، فقال: ورواه المسعودي، عن الحكم، عن ذر، عن وائل بن مهانة، عن عبد الله، موقوفا، والصوإب فيه رواية منصور، عن ذر. قلنا: هو هنا برواية المسعودي مرفوع لا موقوف كما ذكر ابن عبد البر، وقد تقدم = الحديث: 4121 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 192 4123 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، ذَلِكَ بِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ " (1) 4124 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، الْمَعْنَى، وَهَذَا لَفْظُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ، أَنْ أَبَاهُ مَعْقِلَ بْنَ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيَّ، قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ "، قَالَ: نَعَمْ (2) 4125 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ   = برقم (3569) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. تتمفيان: هو الثوري، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الكوفي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه الترمذي (2673) : والطبري في "التفسير" (11738) ، وفي "التاريخ " 1/144، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (3630) و (4092) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، وتقدم برقم (3568) . وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. الحديث: 4123 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 193 الْمَصْدُوقُ، قَالَ: " بَيْعُ الْمُحَفَّلَاتِ خِلَابَةٌ، وَلَا تَحِلُّ الْخِلَابَةُ لِمُسْلِمٍ " (1) 4126 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، يُحَدِّثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " سِبَابُ   (1) إسناده ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وروي مرفوعاً، وموقوفه هو الصحيح، كما قال الدارقطني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو صدوق اختلط قبل موته، وسمع منه وكيع قبل الاختلاط. أبو الضحى: هو مسلم بن صبيح الهمداني، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/216، وابن ماجه (2241) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (292) ، والشاشي (386) ، والبيهقي في "السنن" 5/317 من طرق عن المسعودي، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/214 والبيهقي في "السنن " 5/317 من طريقين، عن الأعمش، عن خيثمة، عن الأسود، عن عبد الله، موقوفاً. وأخرجه موقوفاً أيضاً عبد الرزاق (14865) عن الثوري، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله. لم يذكر الأسود. قال الدارقطني في "العلل " 5/48: الموقوف هو الصواب. وقال الحافظ في "الفتح " 4/367- 368: رواه ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق موقوفاً بإسناد صحيح. وانظر (4096) . قوله: خِلابة، بالكسر، أي: خداع. والمُحَفًلات: سلف شرحها في الرواية (4096) . الحديث: 4126 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 194 الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " (1) 4127 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً، وَفِتَنًا، وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا "، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَاذَا تَأْمُرُنَا لِمَنْ (2) أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنَّا؟ قَالَ: " تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه مسلم (64) (116) ، وأبو يعلى (5276) ، وابن منده في "الإيمان " (653) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1983) و (2635) ، والنسائي في "المجتبى" 7/122، وأبو عوانة 1/25، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/365 وأبو نعيم ني "الحلية" 5/34 من طرق، عن سفيان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10308) من طريق إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن زبيد، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله. قال أبو نعيم في "الحلية" 5/34: وخالف إسحاق الأزرق أصحاب الثوري، فرواه عنه عن زبيد، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله. وقد تقدم برقم (3647) . (2) في هامش (س) : فما تأمر من. وفي نسخة أخرى: فما تأمر لمن. وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: فماذا تأمر لمن. الحديث: 4127 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 195 اللهَ الَّذِي لَكُمْ " (1) 4128 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] ، قَالَ: " يَدْخُلُونَهَا، أَوْ يَلِجُونَهَا (2) ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ مِنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ " قُلْتُ لَهُ: إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ كَلَامًا هَذَا مَعْنَاهُ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زيد بن وهب: هو الجهني. وأخرجه مسلم (1843) (45) ، وأبو يعلى (5156) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (297) ، والشاشي (689) و (690) من طريق شعبة، به. وقد تقدم برقم (3640) . قوله: "أثرة"، قال السندي: اسم من الاستممار، أي: استئثار غيركم عليكم. لمن أدرك: اللام للبيان، أي: يطلب منكم الأمر لمن أدرك، وفي حقه. (2) في (ق) : ويلجونها. (3) إسناده حسن، السدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة - مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني. وقد وقفه شعبة، ثم أقر برفعه لما أخبره عبد الرحمن بن مهدي أن إسرائيل رواه عن السدي مرفوعاً. ورواية إسرائيل ستأتي برقم (4141) . وأخرجه الترمذي (3160) ، والطبري في "التفسير" 16/111 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: قال عبد الرحمن: قلت لشعبة: إن إسرائيل حدثني عن السدي، عن مرة، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال شعبة = الحديث: 4128 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 196 4129 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُتَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، قَالَ: فَبَلَغَ امْرَأَةً فِي الْبَيْتِ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ؟ فَقَالَ: مَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَتْ: إِنِّي لَأَقْرَأُ مَا بَيْنَ لَوْحَيْهِ، فَمَا وَجَدْتُهُ، فَقَالَ: " إِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ، فَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: {ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] قَالَتْ:   = وقد سمعته من السدي مرفوعاً، ولكني عمداً أدعه. وأخرجه الترمذي (3160) أيضاً، والطبري في "التفسير" 16/111، من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، به، موقوفاً. وأخرجه الطبري في "التفسير" 16/110 من طريق أبي عمرو داود بن الزبرقان، عن السدي، به. قال الدارقطني في "العلل " 5/273: يحتمل أن يكون مرفوعاً. قلنا: قد صرح شعبةُ برفعه، وقصر الدارقطني بقوله: يحتمل. وسيأتي برقم (4141) من طريق إسرائيل، مرفوعاً. قوله: "ويلجونها"، قال السندي: من الولوج، وهو الدخول، فالعطف للتأكيد دفعاً لحمل الدخول على المرور من قربها، وقد حمل كثير منهم الورود على المرور، إلا أن هذا الأثر صريح في أن المراد الدخول حقيقة، ولو ثبت ذلك فلا بد من إلقول بأن النار تكون على من لا يستحقها برداً وسلاماً، والفاعل تعالى قادر على كل شيء. والله تعالى أعلم. الحديث: 4129 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 197 بَلَى، قَالَ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْهُ "، قَالَتْ: إِنِّي لَأَظُنُّ أَهْلَكَ يَفْعَلُونَ. قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، فَنَظَرَتْ، فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا. قَالَ لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ، لَمْ تُجَامِعْنَا قَالَ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، يُحَدِّثُهُ عَنْ أُمِّ يَعْقُوبَ، سَمِعَهُ مِنْهَا، فَاخْتَرْتُ حَدِيثَ مَنْصُورٍ (1)   (1) إسناده الأول صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وسمعه سفيان الثوري أيضاً من عبد الرحمن بن عابس، عن أم يعقوب - وهي المرأة الأسدية التي جادلت ابن مسعود - عن عبد الله بن مسعود، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين أيضاً غير أم يعقوب، فلم يرو عنها غير عبد الرحمن بن عابس، وأخرج لها البخاري مقروناً أو مُعَقباً، وقال الحافظ في "الفتح " 8/630: لا يُعرف اسمها، وقد أدركها عبد الرحمن بن عابس. وقال في "الفتح " 10/373: وهي من بني أسد بن خزيمة، ولم أقف لها على ترجمة، ومراجعتها ابن مسعود تدل على أن لها إدراكا، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. قلنا: هي متابعة. وأخرجه البخاري (5948) ، ومسلم (2125) ، وابن ماجه (1989) ، والدارقطني في "العلل " 5/134، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4887) ، والدارقطني في "العلل " 5/135 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، به. قال الدارقطني: حديث الثوري عن عبد الرحمن بن عابس تفرد به عبد الرحمن بن مهدي، عنه، وحديثه عن منصور مشهور. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 198 4130 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (1) ، ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَجِيءُ   = وأخرجه عبد الرزاق (5103) ، والبخاري (4886) و (5943) ، والنسائي 8/146، والدارمي 2/279-280، وابن حبان (5504) ، والطبراني في "الكبير" (9466) ، والدارقطني في "العلل " 5/135-136، والبغوي في "شرح السنة" (3191) من طرق عن سفيان الثوري، عن منصور، به. وأخرجه الحميدي (97) ، عن سفيان بن عيينة، عن منصور، به. وأخرجه البخاري (5931) و (5939) ، ومسلم (2125) ، وأبو داود (4169) ، والترمذي (2782) ، والنسائْي في "الكبرى" (11579) - وهو في "التفسير" (599) -، وأبو يعلى (5141) ، والشاشي (319) و (321) ، وابن حبان (5505) ، والبيهقي في "السنن " 7/312، وفي "الشعب " (7812) ، من طرق، عن منصور، به قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه شعبة وغير واحد من الأئمة عن منصور. وانظر (3945) . قوله: "فلم تر من حاجتها شيئا"، قال الحافظ في "الفتح " 8/631: أي: من الذي ظنت أن زوج ابن مسعود تفعله، وقيل: كانت المرأة رأت ذلك حقيقة، وإنما ابن مسعود أنكر عليها فأزالته، فلهذا لما دخلت المرأة لم تر ما كانت رأت قبل ذلك. قوله: لم تجامعنا، أي: لَما اجتمعت معنا في البيت، بل فارقناها. قاله السندي. (1) زاد في (ق) : ثم الذين يلونهم. الحديث: 4130 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 199 قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ (1) "، قَالَ (2) : وَكَانَ أَصْحَابُنَا يَضْرِبُونَا وَنَحْنُ صِبْيَانٌ عَلَى الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ 4131 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشُ، وَوَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نِدًّا، وَهُوَ خَلَقَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ طَعَامِكَ " - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً: " أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ " -، قَالَ: ثُمَّ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبيدة: هو ابن عمرو السلماني. وأخرجه مسلم (2533) (211) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2652) و (3651) ، وابن حبان (7222) ، والشاشي (792) ، والطبراني في "الكبير" (10337) من طريقين، عن سفيان الثوري، به. وسقط عبيدة من مطبوع الطبراني. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/175، والبخاري (6658) ، ومسلم (2533) (210) و (211) ، والنسائي في "الكبرى" (6031) ، وابن ماجه (2362) ، وأبو يعلى (5103) و (5140) ، والطحاوي في " شرح معاني الآثار" 4/152، وابن حبان (7223) و (7227) ، والطبراني في "الكبير" (10338) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/334 من طرق، عن منصور، به. وقد سلف برقم (3594) . (2) القائل: هو إبراهيم النخعي كما هو مصرح به في رواية مسلم، ولفظه: كانوا ينهوننا ونحن غلمان عن العهد والشهادات. قال النووي: والمراد النهي عن قوله: علي عهدُ الله، أو أشهد بالله. الحديث: 4131 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 200 قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وواصل: هو ابن حيان، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعمرو بن شرحبيل: هو أبو ميسرة الهمداني الكوفي. وأخرجه البيهقي في "السنن " 8/18 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وتابع ابنَ مهدي في ذكر هؤلاء الثلاثة محمد بن كثير عند البغوي في "شرح السنة" (42) . وانظر ما يأتي. وأخرجه الترمذي (3182) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور والأعمش، به، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الترمذي (3182) أيضاً، والنسائي في "المجتبى" 7/89 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن واصل، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (19720) ، والبخاري (4761) و (6811) ، والنسائي في "الكبرى" (11370) - وهو في "التفسير" (389) - من طريق يحيى بن سعيد القطان، والطبري في "تفسيره " 19/41 من طريق أبي عامر العقدي، وأبو عوانة 1/55 من طريق أبي عاصم، أربعتهم عن سفيان الثوري، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، به. وأخرجه البخاري (4761) و (6811) أيضاً، والنسائي في "المجتبى" 7/90، من طريق يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن واصل، عن أبي وائل، عن عبد أدله، ليس فيه عمرو بن شرحبيل. قال البخاري عقب (6811) : قال عمرو (يعني ابن علي شيخ البخاري في هذا الحديث) : فذكرته لعبدِ الرحمن، وكان حدثنا عن سفيان، عن الأعمش ومنصور، وواصل عن أبي وائل، عن أبي ميسرة، قال: دعه دعه. قال الحافظ في "الفتح " 12/115: والحاصل أن الثوري حدث بهذا الحديث = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 201 4132 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ فَذَكَرَهُ، (1)   = عن ثلاثة أنفس حدثوه به عن أبي وائل، فأما الأعمش ومنصور، فأدخلا بين أبي وائل وبين ابن مسعود أبا ميسرة، وأما واصل فحذفه، فضبطه يحيى القطان عن سفيان هكذا مفصلًا، وأما عبد الرحمن بن مهدي فحدث به أولا بغير تفصيل، فحمل رواية واصل على رواية منصور والأعمش، فجمع الثلاثة، وأدخل أبا ميسرة في السند، فلما ذكر له عمرو بن علي أن يحيى فصله، كأنه تردد فيه، فاقتصر على التحديث به عن سفيان، عن منصور والأعمش حسب، وترك طريق واصل، وهذا معنى قوله: دعه دعه، أي: اتركه، والضمير للطريق التي اختلف فيها وهي رواية واصل. وقال الحافظ في "الفتح " 8/493: الصواب إسقاط أبي ميسرة من رواية واصل، كما فصله يحيى بن سعيد. وأخرجه عبد الرزاق (19719) ، والبخاري (4477) و (6001) و (7520) ، ومسلم (86) (141) ، وأبو داود (2310) ، وأبو يعلى (5130) ، والطبري في "تفسيره " 9/41، وأبو عوانة 1/56، وابن حبان (4415) و (4416) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/146 والبيهقي في "الشعب " (5370) من طرق، عن منصور، به، بذكر عمرو بن شرحبيل. وأخرجه البخاري (6811) و (7532) ، وأبو يعلى (5167) ، وأبو عوانة 1/55، والشاشي (775) و (802) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/145، والبيهقي في "الشعب " (5316) و (5371) و (5372) من طرق، عن الأعمش، به، بذكر عمرو بن شرحبيل. وانظر ما بعده، وانظر (3612) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 4132 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 202 4133 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ، (1) 4134 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ فَذَكَرَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا   = وأخرجه الطيالسي (264) ، والترمذي (3183) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/146 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هكذا روى شعبة عن واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله، لم يذكر عمرو بن شرحبيل. قال ابن حبان 10/264: ولست أنكر أن يكون أبو وائل سمعه من عبد الله، وسمعه من عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله، حتى يكون الطريقان جميعا محفوظين. وأخرجه البخاري (4761) و (6811) ، والنسائي في "المجتبى" 7/90 من طريق يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن واصل، به. وسقط طريق سفيان، عن واصل، عن أبي وائل من "فتح الباري " الطبعة السلفية، وثبت في الطبعة البولاقية. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/90 أيضاً من طريق يزيد، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله. وقال: وحديث يزيد هذا خطأ، إنما هو واصل، والله تعالى أعلم. وتقدم قبله من طريق فيه زيادةُ عمرو بن شرحبيل، فانظره لزاماً، وسلف برقم (3612) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر سابقه. وأخرجه الترمذي (3183) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله و (3612) و (4131) . الحديث: 4133 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 203 آخَرَ} [الفرقان: 68]- إِلَى - {مُهَانًا} [الفرقان: 69] (1) 4135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ، وَالْغِنَى " (2) 4136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا " (3)   (1) حديث صحيح، ورقاء - وهو ابن عمر اليشكري، وإن كان في حديثه عن منصور- وهو ابن المعتمر- لين، ولم يخرج الشيخان من روايته عن منصور شيئا -، متابع، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، فمن رجال مسلم. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، وعمرو بن شرحبيل: هو أبو ميسرة. وسلف برقم (3612) و (4131) و (4132) و (4133) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة - ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (2721) ، وابن ماجه (3832) ، وأبو يعلى (5283) ، والبغوي في "شرح السنة" (1373) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/208، والطبراني في "الدعاء" (1408) من طريقين، عن سفيان الثوري، به. وسلف برقم (3692) و (3904) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي = الحديث: 4135 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 204 4137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا لِمِيقَاتِهَا، إِلَّا أَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، وَصَلَّى الصُّبْحَ يَوْمَئِذٍ لِغَيْرِ مِيقَاتِهَا " (1) 4138 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، مَعْنَاهُ 4139 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَأَنْ أَحْلِفَ تِسْعًا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَ قَتْلًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أَنَّهُ لَمْ يُقْتَلْ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ   =الأحوص- وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه مسلم (2383) (5) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3878) ، وانظر (3580) و (3909) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمارة: هو ابن عمير التيمي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5264) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4420) عن سفيان الثوري، به. وقد سلف برقم (3637) . (2) هو مكرر (4046) . الحديث: 4137 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 205 عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهُ نَبِيًّا، وَاتَّخَذَهُ شَهِيدًا " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: " كَانُوا يَرَوْنَ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْيَهُودَ سَمُّوهُ، وَأَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ " (1) 4140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3]- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لَمَّا نَزَلَتْ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ - كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ " (2) 4141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص- وهو عوف بن مالك الجشمي - فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وهو مكرر (3873) ، وسلف برقم (3617) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (2879) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في " الدعاء" (594) . وسلف برقم (3683) . الحديث: 4140 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 206 قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ كُلُّهُمْ، ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ " (1) 4142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَحَدَّثَنَا (2) يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا،   (1) إسناده حسن، السدي - وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة - مختلف فيه، وحديثه لا يرقى إلى الصحة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومرة: هو ابن شراحيل الهمداني. وأخرجه أبو يعلى (5282) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي 2/329، والترمذي (3159) ، وأبو يعلى (5089) ، والحاكم 2/375 من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به، وفيه زيادة لفظها عند الدارمي: "فأولهم كلمح البرق، ثم كالريح، ثم كحضر الفرس، ثم كالراكب في رحله، ثم كشد الرجل، ثم كمشيه "، قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وهذه الزيادة أخرجها بنحوها الحاكم 4/598-600، ومن طريقه البيهقي في "البعث " (657) في حديث طويل من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن عبد اللُه، موقوفاً. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: ما احتجا بأبي الزعراء. قلنا: ولا أخرجا له متابعة، وهو من رجال الترمذي والنسائي. وسلف برقم (4128) . (2) سقطت الواو قبل: "حدثنا" في طبعة الشيخ أحمد شاكر، مما يوهم أن يزيد هذا هو شيخ عبد الرحمن بن مهدي. الحديث: 4142 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 207 ثُمَّ قَالَ: " هَذَا سَبِيلُ اللهِ "، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذِهِ سُبُلٌ - قَالَ يَزِيدُ: مُتَفَرِّقَةٌ - عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ "، ثُمَّ قَرَأَ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ، فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) [الأنعام:153] (1)   (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه ابن نصر المروزي في " السنة" ص 5، والبغوي (97) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (535) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (244) ، والدارمي 1/67، وابن أبي عاصم في "السنة" (17) ، والنسائي في "الكبرى" (11174) - وهو في "التفسير" (194) -، والبزار (2210) "زوائد"، والطبري في "تفسيره " (14168) ، والشاشي (536) و (537) ، وابن حبان (6) و (7) ، والحاكم 2/318، وأبو نعيم في "الحلية" 6/263 من طرق، عن حماد بن زيد، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه البزار (2211) "زوائد" من طريق محمد بن خازم، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، فذكر نحوه. وأخرجه البزار أيضاً (2212) من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن منذر الثوري، عن الربيع، عن عبد الله بن مسعود، فذكر نحوه. قال البزار: قد روي عن عبد الله نحوه أو قريباً منه من وجوه. وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/22، وقال: رواه أحمد والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ثقة، وفيه ضعف. وسيأتي برقم (4437) . = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 208 4143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ " (1) 4144 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَقُومُ السَّاعَةُ، أَوْ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ " (2)   = وله شاهد من حديث جابر، سيرد 3/397، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وليس بالقوي، وحديثه حسن في الشواهد. وآخر من حديث ابن عباس عند محمد بن نصر في "السنة" ص 6، وفي إسناده مجالد أيضاً. وثالث بمعناه موقوف من حديث أبي هريرة عند ابن نصر في "السنة" ص 5، أخرجه عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عنه. وهذا إسناد حسن، يحيى بن يحيى هو الليثي، صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. قوله: "هذا سبيل الله "، أي: مَثَل له في الاستقامة، وإحاطة الخطوط المعوجة به التي هي أمثال لسُبُل الشياطين. قاله السندي. (1) إسناده حسن من أجل عاصم - وهو ابن أبي النجود -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وقد تقدم برقم (3844) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص- وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن = الحديث: 4143 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 209 4145 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ، وَيُسَلِّمُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، وَيُوصِي أَحَدُنَا بِالْحَاجَةِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَأَخَذَنِي مَا قَدُمَ، وَمَا حَدُثَ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ، وَإِنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ " (1)   = هو ابن مهدي، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مسلم (2949) (131) ، وأبو يعلى (5248) ، وابن حبان (6850) ، والبغوي في "شرح السنة" (4286) ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (3735) . قوله: "تقوم الساعة أو لا تقوم الساعة ... " إلخ: شك من الراوي أن لفظ الحديث: "تقومُ الساعة على شرار الناس " بدون "لا"، و"إلا"، أو: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " بزيادة: "لا"، و"إلا"، إلا أنه نبه على بعض المشكوك، وترك البعض على الإحالة. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وشقيق: هو ابن سلمة الأسدي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10121) ، والبيهقي في "السنن " 2/248 من طريقين عن زائدة، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3575) و (3585) و (3944) ، وسيأتي برقم (4417) . وتقدم بإسناد صحيح برقْم (3563) ، بلفظ: "إن في الصلاة لشغلاً". قوله: ما قدم وما حدث، قال السندي: أصل حدث فتح الدال، لكن المشهور= الحديث: 4145 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 210 4146 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ (1) ، قَالَ: هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ هِجِّيرَى إِلَّا: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، جَاءَتِ السَّاعَةُ قَالَ: وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ، فَقَالَ: إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ، وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ، قَالَ: عَدُوًّا يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ، وَنَحَّى بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ، قُلْتُ: الرُّومَ تَعْنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَيَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالِ رِدَّةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَفِيءَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَفِيءَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا، فَيَفِيءَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ، فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ، نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَيَجْعَلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ، فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً - إِمَّا قَالَ: لَا يُرَى مِثْلُهَا،   = عند الازدواج ضم الدال فيهما، يعني همومه وأفكاره القديمة والحديثة، وقيل: غلب علي التفكر في احوالي القديمة والحديثة، أيها كان سبباً لترك رد السلام. (1) تحرف في (م) إلى: عن حميد بن هلال، عن أسير، عن أبي قتادة. الحديث: 4146 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 211 وَإِمَّا قَالَ: لَمْ نَرَ مِثْلَهَا - حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ (1) ، فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيِّتًا، قَالَ: فَيَتَعَادُّ بَنُو الْأَبِ كَانُوا مِائَةً، فَلَا يَجِدُونَهُ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَّا الرَّجُلُ الْوَاحِدُ، فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يُفْرَحُ؟ أَوْ أَيُّ مِيرَاثٍ يُقْسَمُ (2) ؟ قَالَ: بَيْنَا هُمْ (3) كَذَلِكَ، إِذْ سَمِعُوا بِبَأْسٍ هُوَ أَكْبَرُ (4) مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ: أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَ فِي ذَرَارِيِّهِمْ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَيُقْبِلُونَ، فَيَبْعَثُونَ عَشَرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ أَسْمَاءَهُمْ، وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ " (5)   (1) في (ص) و (ق) : بجثمانهم. وفي نسخة السندي: بجُثاتِهم. (2) في (س) و (ظ 1) و (ظ 14) و (م) : يُقاسم. (3) في (ظ1) و (ق) : بينما هم. (4) في (ق) و (ص) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: بناس هم أكثر، والمثبت من (س) ، وانظر الشرح الآتي. (5) هو مكرر (3643) سنداً، وهذا متنه أطول. قوله: ليس له هِجيرىَ، قال السندي: بكسر هائه وتشديد جيم مقصور الآخر، أي: شأنه ودأبه ذلك. عدواً: هكذا بالنصب في نسخ المسند، أي: تجدون عدوا، وفي مسلم: عدو، بالرفع. يجمعون، أي: العساكر. عند ذاكم القتالِ، بالجر. ردة بالرفع. فيشترط: قال النووي: ضبط بوجهين، أحدهما من الاشتراط، والثاني من = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 212 4147 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ - أَوْ قَالَ: نِدَاءُ بِلَالٍ - مِنْ سَحُورِهِ فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ - أَوْ قَالَ: يُنَادِي - لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ، وَلِيُنَبِّهَ نَائِمَكُمْ، ثُمَّ لَيْسَ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا   = التشرط. شرطة: بضم الشين: طائفة من الجيش تتقدم للقتال. للموت، أي: يشترطون معهم أن يقاتلوا إلى أن يموتوا إلا أن يغلبوا على العدو، فيرجعوا حينئذ. فيفيء: من الفيء، أي: يرجع. وتفنى: من الفناء. نَهَدَ: بفتح نون وهاء، أي: نهض وتقدم. الدبَرة: بفتح دال وباء موحدة، أي: الهزيمة. عليهم: على الكفرة. بجُثاتِهم: بضم جيم وتشديد ثاء مثلثة، جمع الجثة سالماً. وفي بعض النسخ: بجثمانهم، بضم جيم، فسكون مثلثة، بعدها ميم، أي: بشخوصهم. وفي بعضها: بجَنَباتهم. بجيم ثم نون مفتوحتين، ثم باء موحدة، أي: نواحيهم. فما يُخَلًفهم: من التخليف، أي: فما يجاوزهم. ببأس: بموحدة وسكون همزة. هو أكبر، بموحدة، قيل: هذا هو الصواب، لا ما في بعض النسخ: بناس، بالنون، هو أكثر، بالمثلثة، ويؤيده رواية أبي داود: سمعوا بأمرٍ أكبر من ذلك. الحديث: 4147 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 213 أَوْ قَالَ هَكَذَا - حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا " (1) 4148 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: إِنَّ هَذِهِ الْقِسْمَةَ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: يَا عَدُوَّ اللهِ، أَمَا لَأُخْبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قُلْتَ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، وَقَالَ: " رَحْمَةُ اللهِ عَلَى مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ " (2) 4149 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، الْمَعْنَى، قَالَا (3) : حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ مِنْكُمْ أَحَدٌ؟ فَقَالَ: مَا صَحِبَهُ مِنَّا أَحَدٌ، وَلَكِنَّا قَدْ فَقَدْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقُلْنَا: اغْتِيلَ؟ اسْتُطِيرَ؟ مَا فَعَلَ؟ قَالَ: فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، وسليمان: هو ابن طرخان التيمي، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن مل النهدي. وأخرجه البيهقي في "السنن " 1/381 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1093) (39) ، وأبو يعلى (5238) ، وابن حبان (3468) من طريق إسماعيل ابن علية، به. وقد سلف برقم (3564) . (2) هو مكرر (3608) سنداً ومتناً. (3) في (ص) و (ق) : قالا. والمثبت من (س) و (ظ 1) . الحديث: 4148 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 214 كَانَ فِي وَجْهِ الصُّبْحِ - أَوْ قَالَ فِي السَّحَرِ - إِذَا نَحْنُ بِهِ يَجِيءُ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَكَرُوا الَّذِي كَانُوا فِيهِ، فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمْ "، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا، فَأَرَانِي آثَارَهُمْ، وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ قَالَ: وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: سَأَلُوهُ الزَّادَ، قَالَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ: قَالَ عَامِرٌ: فَسَأَلُوهُ لَيْلَتَئِذٍ الزَّادَ، وَكَانُوا مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ، فَقَالَ: " كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ، يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا كَانَ عَلَيْهِ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ، أَوْ رَوْثَةٍ عَلَفٌ (1) لِدَوَابِّكُمْ، فَلَا (2) تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ " (3)   (1) في (س) و (ظ 1) : علفاً. (2) في (ص) و (ق) : قال: فلا ... (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود - وهو ابن أبي هند - فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، ابن أبي زائدة: هو يحيى بن زكريا، والشعبي: هو عامر، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه البيهقي في "الدلائل " 2/229 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (450) (150) ، والترمذي (3258) ، وأبو يعلى (5237) ، وابن حبان (6320) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإِسناد، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن خزيمة (82) ، وابن حبان (1432) من طريق ابن أبي زائدة، به. وأخرجه مطولاً ومختصراً: الطيالسي (281) ، وابن أبي شيبة 1/155، ومسلم (450) (150) و (151) ، وأبو داود (85) ، والترمذي (18) ، والنسائي في "الكبرى" = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 215 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (39) ، وأبو عوانة 1/219، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/124، والشاشي (316) ، وابن حبان (6527) ، والبيهقي في "السنن " 1/11، والبغوي في "شرح السنة" (178) من طرق عن داود، به. ومتقط اسم ابن مسعود من مطبوع ابن أبي شيبة. وأخرجه مسلم (450) (152) ، والشاشي (331) و (332) ، والطبراني في "الكبير" (9971) ، والبيهقي في "السنن" 1/11 من طريق إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، بلفظ: "لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووددتُ أني كنتُ معه ". وأخرجه أبوداود (39) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (180) عن حيوة بن شريح، عن ابن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله ابن الديلمي، عن ابن مسعود، قال: قدم وفد الجن على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: يا محمد، انْهَ أمَّتَك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حُمَمَة، فإن الله جعل لنا فيها رزقاً. قال: فنهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك. قوله: فقال: ما صحبه أحد، قال النووي: هذا صريح في إبطال حديث الوضوء بالنبيذ، فإن هذا الحديث صحيح، وذاك ضعيف. قلنا: حديث الوضوء بالنبيذ تقدم برقم (3782) و (3810) وإسنادهما ضعيف. اغتيل، أي: قتل سراً، والغِيلة، بكسر الغين: هي القتل في خفية. استطير، أي: طارت به الجن. ما فَعَل: على بناء الفاعل، أي: ما حصل له؟ فأراني آثارهم وآثار نيرانهم: قال الدارقطني: إلى هنا انتهى حديث ابن مسعود، وما بعده من قول الشعبي، أي: كما في رواية الكتاب، نعم الشعبي لا بد أن لا يقول مثله إلا بالتوقيف عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قلنا: وجاء عند مسلم، قال الشعبي: وسألوه الزاد، وكانوا من جن الجزيرة، إلى آخر الحديث من قول الشعبي مفصلاً من حديث عبد الله. ذكر اسم الله عليه: قيل، أي: عند الأكل لا عند الذبح. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 216 4150 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ حَجَّ مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَنَّهُ رَمَى الْجَمْرَةَ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، قَالَ: وَجَعَلَ الْبَيْتَ عَنْ يَسَارِهِ، وَمِنًى عَنْ يَمِينِهِ، وَقَالَ: " هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1) 4151 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَرًّا، يُحَدِّثُ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلنِّسَاءِ: " تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ أَوْ مِنْ أَعْقَلِهِنَّ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِيمَ؟ أَوْ لِمَ؟ أَوْ بِمَ؟ قَالَ: " إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " (2)   = لحماً: منصوب على التمييز. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (3941) . وسلف أيضاً برقم (3548) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل وائل بن مهانة، وقد تقدم الكلام عنه برقم (3569) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة، وذر: هو ابن عبد الله المرهبي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9256) ، وابن حبان (3323) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (384) ، والدارمي 1/237 وأبو يعلى (5284) ، والشاشي (871) من طرق؟ عن شعبة، به. وسلف برقم (3569) ، وانظر (4152) . الحديث: 4150 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 217 4152 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ وَائِلِ بْنِ مَهَانَةَ، مِنْ تَيْمِ الرِّبَابِ، مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ: " تَصَدَّقْنَ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ، لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ: فِيمَ؟ وَبِمَ؟ وَلِمَ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 4153 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ، يَقُولُ: - قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: " لَا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ " (2)   (1) هو مكرر سابقه. بهز: هو ابن أسد العمي. وتقدم برقم (3569) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وعمرو بن مرة: هو المرادي الكوفي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه مسلم (2760) (34) ، والترمذي (3530) ، والنسائي في "الكبرى" (11173) - وهو في "التفسير" (193) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه. وأخرجه الطيالسي (266) ، والبخاري (4634) و (4637) ، والشاشي (524) و (527) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 283، من طرق، عن شعبة، به. وقد سلف برقم (3616) . الحديث: 4152 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 218 4154 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنِّي قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ " لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ "، قَالَ: " فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ، سُورَتَيْنِ، سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ " (1) 4155 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ حَجَّاجٌ، فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ إِذَا قَعَدَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ " قُلْتُ لِسَعْدٍ: حَتَّى يَقُومَ؟   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (822) (279) ، والفريابي في "فضائل القرآن " (126) ، وابن حبان (1813) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (267) ، والبخاري (775) ، والنسائي في "المجتبى" 2/175، وفي "الكبرى" (1077) ، وأبو عوانة 2/163، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/346، والطبراني في "الكبير" (9863) ، والبيهقي في "السنن " 2/60، من طرق، عن شعبة، به. وقد تقدم برقم (3607) ، وسردنا هناك السور التي كان يقرن بينهن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقدجاءفي (س) و (ظ1) : سورتين سورتين في ركعة، وفي هامش (س) : في كل ركعة. الحديث: 4154 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 219 قَالَ: حَتَّى يَقُومَ. قَالَ حَجَّاحٌ: قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ سَعْدٌ يُحَرِّكُ شَفَتَهُ (1) بِشَيْءٍ، فَقُلْتُ: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ (2) 4156 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: - قَالَ حَجَّاجٌ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ. قَالَ يَزِيدُ: جَمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعُونَ، فَكُنْتُ فِي آخِرِ (3) مَنْ أَتَاهُ، قَالَ - " إِنَّكُمْ مَنْصُورُونَ، وَمُصِيبُونَ، وَمَفْتُوحٌ لَكُمْ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ فَلْيَتَّقِ اللهَ، وَلْيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَلْيَنْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ - قَالَ يَزِيدُ - وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " (4)   (1) في هامش (س) : شفتيه (نسخة) . (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/295 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وهو مكرر (3656) . قوله: يحرك شفتيه بشيء: أي إنه أخفى قوله: حتى يقوم، حتى سألته عنه، فقاله. قاله السندي. (3) في هامش (س) : من آخر. (4) إسناده حسن إن صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع منه شيئاً يسيراً، ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين= الحديث: 4156 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 220 4157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ -: " نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَحْفَظُ لَهُ مِنْ سَامِعٍ " (1)   = غير المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - فقد روى له أصحاب السنن البخاري تعليقاً، وهو ثقة اختلط بأخرة، ويزيد - وهو ابن هارون - وإن سمع منه بعد اختلاطه - متابع بشعبة، وهو ابن الحجاج، وغير سماك بن حرب، فلم يخرج له البخاري إلا تعليقاً، وحديثُه لا يرقى إلى رتبة الصحيح، حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه الطيالسي (337) و (341) ، والترمذي (2257) ، والقضاعي في "الشهاب " (561) ، والبيهقي في "السنن " 10/94، من طريق شعبة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح! وقد سلف برقم (3694) . وقوله: "من كذب علي متعمدا ... " حديث صحيح متواتر، تقدم برقم (3814) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن إن صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فحديثه لا يرقى إلى الصحة، وأخرج له البخاري تعليقاً. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وأخرجه ابن ماجه (232) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم " ص 45، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2657) ، وأبو يعلى (5126) و (5296) ، والشاشي (276) = الحديث: 4157 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 221 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الشاشي (275) ، وابن حبان (69) ، من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، به. وأخرجه الشاشي (278) ، وابن حبان (66) و (68) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل " (6) و (7) و (8) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/331، والبيهقي في "الدلائل " 6/540: من طرق، عن سماك، به. قال أبو نعيم: صحيح ثابت. وبنحوه أخرجه الشافعي في "الرسالة" (1102) ، وفي "المسند" 1/16 (بترتيب السندي) ، والحميدي (88) ، والترمذي (2658) ، والشاشي (277) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (44) و (46) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث " ص 260، والخطيب في "الكفاية" ص 69، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم " ص 45، والبغوي في "شرح السنة" (112) من طريق سفيان بن عيينة، والخطيب في "الكفاية" ص 69 من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في "الدلائل " 1/23 من طريق هريم بن سفيان، ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله، به. وأخرجه بنحوه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث " ص 26، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم " ص 45 و46 من طريق الحاريث العكلي، عن إبراهيم، عن الأسود، عن ابن مسعود، به. وأخرجه بنحوه مطولاً أبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 2/90 من طريق محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، به. وفي الباب عن أنس عند ابن ماجه (236) ، وابن عبد البر 1/42، سيرد 3/225 وعن جبير بن مطعم عند ابن ماجه (231) ، والدارمي 1/74، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/232، وأبي يعلى (7413) ، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث " (25) ، والطبراني في "الكبير (1541) ، والحاكم 1/87، سيرد 4/80 و82 = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 222 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وعن زيد بن ئابت عند أبي داود (3660) ، والترمذي (2656) ، وصححه ابن حبان (67) ، سيرد 5/183 وعن أبي الدرداء عند الدارمي 1/75-76، أورده الهيثمي في "المجمع " 1/137، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، ومداره على عبد الرحمن بن زبيد، وهو منكر الحديث، قاله البخاري. وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (141) ، والرامهرمزي (5) ، وأبي نعيم في "الحلية" 5/105، قال الهيثمي في "المجمع " 1/137: ورجاله موثقون إلا أن يكون شيخ سليمان بن سيف سعيد بن بزبع، فإني لم أر أحداً ذكره، وإن كان سعيد بن الربيع، فهو من رجال الصحيح. وعن النعمان بن بشير، عند الحاكم 1/88، من طريق عبد الله بن بكر السهمي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، وقال: وفي الباب عن جماعة من الصحابة، منهم عمر وعثمان وعلي ومعاذ بن جبل وابن عمر وابن عباس وأبو هريرة، وغيرهم عدة، وحديث النعمان بن بشير من شرط الصحيح. قلنا: وهو كما قال، فإن رجاله رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم. وعن عمير بن قتادة عند الطبراني في "الكبير" 17/ (106) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 1/138: وقال: ورجاله موثقون إلا أني لم أر من ذكر محمد بن نصر شيخ الطبراني. وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/138، وقال: وفيه محمد بن موسى البربري، قال الدارقطني: ليس بقوي. وعن سعد بن أبي وقاص عند الطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 223 4158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: حَجَّاجٌ قَالَ (1) : سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ وَسَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " فَضْلُ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي الْجَمِيعِ، عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً " قَالَ حَجَّاجٌ: " وَلَمْ يَرْفَعْهُ شُعْبَةُ لِي وَقَدْ رَفَعَهُ لِغَيْرِي، قَالَ: أَنَا أَهَابُ أَنْ أَرْفَعَهُ، لِأَنَّ عَبْدَ اللهِ قَلَّمَا كَانَ يَرْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   = "المجمع " 1/138-139، وقال: وفيه سعيد بن عبد اللُه، لم أر من ذكره. قال السندي: قوله: نضر الله: قال الخطابي: دعا له بالنضارة، وهي النعمة، يقال: نضر، بالتشديد والتخفيف، وهو أجود. وفي "النهاية": يروى بالتشديد والتخفيف، من النضارة، وهي في الأصل: حسن الوجه، والبريق، وإنما أراد: حَسن خُلُقَه وقدره. وقيل: روي مخففاً، وأكثر المحدثين يقولونه بالتثقيل، والأول الصواب، والمراد: ألبسه الله النضرة، وهي الحسن وخلوص اللون، أي: جمله وزينه، أو أوصله اللُه إلى نضرة الجنة، أي: نعيمها ونضارتها، قال ابن عيينة: ما من أحد يطلب الحديث إلا وفي وجهه نضرة لهذا الحديث. مبلغ: بفتح لام مشددة، مَنْ بلغه الآخر العلم. من سامع: ممن سمع أولاً، تنبيه على فائدة التبليغ، وفيه أنه لا عبرة للتقدم الزماني في العلم، بل قد يكون المتأخر أولى من المتقدم. والله تعالى أعلم. (1) أي: شعبة. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن وسَّاج، فمن رجال البخاري، وغير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. لكن سقط من إسناده هنا قتادة في عامة الأصول الخطية، ومن "إتحاف المهرة"، و"اطراف المسند" بين شعبة وبين عقبة بن وساج، وقد جاء على الصواب بإثبات قتادة في رواية الطبراني من طريق أحمد هذه، وكذا عند كل من أخرجه من = الحديث: 4158 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 224 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   طريق شعبة، ولم يتفطن الشيخ أحمد شاكر لهذا السقط، فأثبت سماع شعبة من عقبة بن وساج، وهذا وهم مبين منه رحمه الله، فإن شعبة قد ولد في السنة التي مات فيها عقبة، وهي سنة إثنتين وثمانين، أو قبل موته بثلاث سنين في قول، فكيف يتأتى به إن يسمع منه؟ وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10100) من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة، عن عقبة، به. وأخرجه البزار (455) ، وابن خزيمة (1470) ، والشاشي (704) ، من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن قتادة، عن عقبة، به. وقد غَير محقق "صحيح " ابن خزيمة الإسناد الوارد على الصواب في الأصل عنده، فجعله هكذا:.. شعبة، عن قتادة، وعقبة بن وساج. وقال: لعل الصواب ما أثبتناه. قلنا: بل الصواب ما في أصله الذي غيره، ولم يتفطن مراجعه إلى هذا الخطأ الذي وقع لمحققه. قال البزار: هكذا رواه شعبة، عن قتادة، ورواه ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/432 عن مسدد، عن يحيى، عن شعبة، عن قتادة، عن عقبة، به. وعلقه أيضاً عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موقوفاً. قال ابنُ أبي حاتم في "العلل " 1/122: سمألت أبي عن حديث رواه شعبة، عن قتادة، عن عقبة بن وساج عن أبي الأحوص مه عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "تفضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده.. ". ورواه همّام وسعيد بن بشير، عن قتادة، عن مورق العجلي، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه أبان عن قتادة عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلت لأبي: أيها أصح؟ قال: حديث شعبة، لأنه أحفظ. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 225 4159 - حَدَّثَنِيهِ بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ الْجُشَمِيِّ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُفَضِّلُ صَلَاةَ الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ " (1)   = قلنا: طريق مورق سيرد بعد هذا برقم (4159) . وقد سلف برقم (3564) . قال ابن خزيمة 2/364: وهذه اللفظة من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان أن العرب قد تذكر العدد للشيء ذي الأجزاء والشعب، من غير أن تريد نفياً لما زاد على ذلك العدد، ولم يرد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: خمساً وعشرين، أنها لا تفضل بأكثر من هذا العدد، والدليل على صحة ما تأولت ... ثم ذكر حديث ابن عمر: صلاة الرجل في الجميع تفضل صلاته وحده سبعاً وعشرين درجة. قلنا: حديث ابن عمر، سيرد 2/65. وذكرنا بقية أحاديث الباب برقم (3564) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص الجشمي - وهو عوف بن مالك بن نضلة- فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة، ومُوَرًق: هو ابن مُشَمْرِج العجلي. وأخرجه أبو يعلى (5000) ، والطبراني في "الكبير" (10099) من طريق هدبة بن خالد، والطبراني في "الأوسط " (2618) ، وفي "الكبير" (10099) أيضاً، وأبو نعيم في "الحلية" 2/237 من طريق داود بن شبيب، كلاهما عن همام، بهذا الإسناد. وتقدم قبله من طريق شعبة عن قتادة، عن عقبة بن وساج، عن أبي الأحوص، به. ونقلنا هناك قول أبي حاتم في "العلل " 1/122، وقد سئل عن حديث شعبة المتقدم، وعن حديث همام وغيره، عن قتادة، عن موزق العجلي، عن أبي الأحوص في هذه الرواية، فقال: حديث شعبة أصح لأنه أحفظ. = الحديث: 4159 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 226 4160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُلِّمَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ، وَجَوَامِعَهُ، وَخَوَاتِمَهُ، فَقَالَ: " إِذَا قَعَدْتُمْ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَقُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ لِيَتَخَيَّرْ أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَلْيَدْعُ بِهِ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " وَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ " قَالَ: " هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ " وَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ يَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا " (1)   = وانظر (3564) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وهذا الحديث هو - كما ترى - ثلاثة أحاديث: فحديث التشهد: أخرجه النسائي في "المجتبى" 2/238، وابن خزيمة (720) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (304) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/263، وابن = الحديث: 4160 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 227 4161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ،   = حبان (1951) ، والطبراني في "الكبير" (9612) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/178-179 من طريق شعبة، به. وسلف برقم (3877) من طريق معمر، عن أبي إسحاق، به، وبرقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود. وحديث العَضْه: أخرجه مسلم (2606) (102) ، والبيهقي في "السنن " 10/246 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/138، وأبو يعلى (5363) من طريق شعبة، به. وأخرجه الدارمي 2/300 من طريق إدريس الأودي، وعبد الرزاق (20076) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8518) من طريق معمر، كلاهما عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 2/138 من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الأحوص، به. وأخرجه الطحاوي بنحوه في "شرح مشكل الآثار" 2/138-139 من طريق إبراهيم الحميري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، موقوفاً. وفي الباب عن أنس عند البخاري في "الأدب " (425) ، والطحاوي 3/139. وحديث الترغيب في الصدق، والترهيب من الكذب، سلف برقم (3896) . وسلف أيضاً برقم (3638) . قال السندي: ما العَضْهُ: هو كالوَجْهِ، بفتح فسكون. في " النهاية": هكذا يروى في كتب الحديث، والذي في كتب الغريب: ما العِضَة، بكسر العين وفتح الضاد، أي: كالعِدَة. قال الزمخشري: أصلها العِضْهَة، فِعْلَة من العَضْهِ، وهو البَهْت، فحذفت لامُه كما حُذِفت من السنَة والشفَة، وتجمع على عِضِين. = الحديث: 4161 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 228 عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي أَحَدًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ (1) " (2) 4162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى " (3) 4163 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " كَانَ يَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ: {هَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} " (4)   = القالة: بتخفيف اللام، من القول، أي: كثرة القول، وإيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعضُ عن البعض. (1) في (ق) : لاتخذت أبا بكر خليلًا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2383) (4) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3878) ، وانظر (3580) و (3909) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2721) (72) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3692) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. = الحديث: 4162 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 229 4164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ عَفَّانُ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، وَقَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ قَرَأَ النَّجْمَ، فَسَجَدَ بِهَا، وَسَجَدَ مَنْ كَانَ مَعَهُ "، غَيْرَ أَنَّ شَيْخًا أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى، أَوْ تُرَابٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا قَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا " (1) 4165 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ وَأَنَا أُصَلِّي، فَقَالَ: " سَلْ تُعْطَهْ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ " فَقَالَ عُمَرُ: " فَابْتَدَرْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، فَسَبَقَنِي إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، وَمَا اسْتَبَقْنَا إِلَى خَيْرٍ، إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ " فَقَالَ: " إِنَّ مِنْ دُعَائِي الَّذِي لَا أَكَادُ أَنْ أَدَعَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَعِيمًا   = وأخرجه البخاري (4873) ، ومسلم (823) (281) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وتقدم من طريق شعبة برقم (3918) و (3755) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البخاري (1067) ، ومسلم (576) (105) ، وابن خزيمة (553) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3805) و (3682) . الحديث: 4164 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 230 لَا يَبِيدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ جَنَّةِ الْخُلْدِ " (1) 4166 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَيَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ، قَالَ: " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ " فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَذَاكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوِ الشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ " (2)   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي. وسيأتي بإسناد حسن برقم (4255) و (4340) . وسلف برقم (3662) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وعمرو بن ميمون: هو الأوي. وأخرجه البخاري (6528) ، ومسلم (221) (337) ، وابن ماجه (4283) ، وابن منده في "الإيمان " (985) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3661) . الحديث: 4166 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 231 4167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: " أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ غَيْرَ الْخَمْسِ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] " قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِينَ مَرَّةً " (1) 4168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ الْمُجَبِّرِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَاجِدٍ يَعْنِي الْحَنَفِيَّ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنِّي لَأَذْكُرُ أَوَّلَ رَجُلٍ قَطَعَهُ، أُتِيَ بِسَارِقٍ، فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، وَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَأَنَّكَ كَرِهْتَ قَطْعَهُ؟ قَالَ: " وَمَا يَمْنَعُنِي، لَا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ، إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ حَدٌّ أَنْ يُقِيمَهُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] " (2)   (1) هو مكرر (3659) ، لكن شيخ الإمام أحمد هناك يحيى القطان. (2) حسن بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، سلف الكلام في رجاله برقم (3711) و (3977) . = الحديث: 4167 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 232 4169 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: " وَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ذُرَّ عَلَيْهِ رَمَادٌ " (1) 4170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ - وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ عَلْقَمَةَ بَعْدَ عَلْقَمَةَ - قَالَ: صَلَّى بِنَا عَلْقَمَةُ الظُّهْرَ، فَلَا أَدْرِي أَصَلَّى ثَلَاثًا أَمْ خَمْسًا، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: وَأَنْتَ يَا أَعْوَرُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " ثُمَّ حَدَّثَ عَلْقَمَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَ ذَلِكَ (2)   = وأخرجه الحاكم 4/382 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً 4/382 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه! وسكت عنه الذهبي. وما يحسن منه ذلك. وتقدم ذكر شواهده برقم (3977) . قوله: أسِف، بضم همزة وتشديد فاء، أي: تغير. قاله السندي. وسير شرحه في الرواية التالية. (1) هو مكرر سابقه، عدا شيخ الإمام أحمد وشيخه. سفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف " عبد الرزاق (13519) مطولاً، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (8572) . وسلف برقم (3711) ، وتقدم ذكر شواهده برقم (3977) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن سويد - وهو النخعي الأعور- فمن رجال مسلم. علقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن حبان (2661) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. = الحديث: 4169 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 233 4171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ عِيسَى الْأَسَدِيِّ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الطِّيَرَةُ مِنَ الشِّرْكِ، وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ " (1) 4172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، حَتَّى أَرَى بَيَاضَ وَجْهِهِ "، فَمَا نَسِيتُ بَعْدُ فِيمَا نَسِيتُ:   = وأخرجه الطبراني (9847) من طريق شعبة، به. وأخرجه الشاشي (307) من طريق يحيى بن سلمة، عن سلمة بن كهيل، به. وسلف بنحوه برقم (3566) . قوله: "وأنت يا أعور"، أي: تقول مثل ما يقولون؟! (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى الأسدي - وهو ابن عاصم - فقد روى له أصحاب السنن ما عدا النسائي، وهو ثقة. شعبة: هو ابن الحجاج، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. وأخرجه الطيالسي (356) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/358 و2/304، والشا شي (651) و (652) و (653) و (654) و (656) و (657) ، والحاكم 1/17-18 والبيهقي في "السنن " 8/139، والبغوي في "شرح السنة (3257) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، ولم يخرجاه. وسلف برقم (3687) . الحديث: 4171 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 234 السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ (1) 4173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَسُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَخْلُفُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَاتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَاتِهِمْ " (2)   (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10179) من طريق شقبة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (3699) ، ومطولًا برقم (3660) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبيدة - بفتح العين - هو ابن عمرو السلْماني. وأخرجه مَسلم (2533) (211) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، ليس فيه ذكر الأعمش. وأخرجه الطيالسي (299) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/151، وفي "شرح مشكل الآثار" 3/176، والشاشي (789) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/78 من طرق، عن شعبة، به. وأخرجه الشاشي (791) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، عن الأعمش، وسلف برقم (3594) . الحديث: 4173 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 235 4174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ، وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً لَا أَدْرِي زَادَ أَمْ نَقَصَ - إِبْرَاهِيمُ الْقَائِلُ: لَا يَدْرِي، عَلْقَمَةُ قَالَ: زَادَ أَوْ نَقَصَ، أَوْ عَبْدُ اللهِ - ثُمَّ اسْتَقْبَلَنَا، فَحَدَّثْنَاهُ بِصَنِيعِهِ، فَثَنَى رِجْلَهُ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: " لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ لَأَنْبَأْتُكُمُوهُ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِنْ نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَأَيُّكُمْ مَا شَكَّ فِي صَلَاتِهِ، فَلْيَتَحَرَّ أَقْرَبَ ذَلِكَ لِلصَّوَابِ، فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ وَيُسَلِّمْ، ثُمَّ يَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ " (1) 4175 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، أَجْلَ يُحْزِنُهُ، وَلَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، أَجْلَ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن ماجه (1211) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/29، وأبو عوانة 2/200، من طريقين عن شعبة، به. وتقدم برقم (3566) . وانظر أيضاً (3975) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور:= الحديث: 4174 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 236 4176 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " بِئْسَمَا لِأَحَدِكُمْ - أَوْ بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ - أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ بِعُقُلِهِ أَوْ مِنْ عُقُلِهِ " (1) 4177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ،   = هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5132) من طريق جرير، عن منصور، بهذا الإسناد. والقسم الأول منه: أخرجه ابن أبي شيبة 8/581، والبخاري في "صحيحه " (6290) ، وفي "الأدب المفرد" (1171) ، ومسلم (2184) (307) ، وابن حبان (583) من طرق عن منصور، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (3560) ، وذكرنا هناك شواهده. وقسمه الثاني، وهو قوله: "لا تباشر المرأة المرأة ... ". أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 1/328 من طريق شعبة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/297، والنسائي في "الكبرى" (9230) و (9231) ، والشاشي (545) ، وابن حبان (4161) من طرق عن منصور، به. وقد سلف برقم (3609) ، وذكرنا هناك شواهده. وسيرد الحديث بتمامه برقم (4191) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن " ص 104 عن حجاج المصيصي، بهذا الإسناد. = الحديث: 4176 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 237 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا، وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ: السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، سَلَّمْتُمْ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ صَالِحٍ (1) فِي الْأَرْضِ وَفِي السَّمَاءِ " (2) 4178 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَزُبَيْدٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فِسْقٌ، (3) وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " (4) قَالَ فِي حَدِيثِ زُبَيْدٍ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ   = وقد تقدم من طريق شعبة برقم (3960) ، ومن طريق الأعمش برقم (3620) . (1) في (س) و (ظ1) : عبدٍ لله صالح. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 2/230 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (402) (56) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3622) و (3919) و (3967) و (4017) . (3) "في هامش (س) : فسوق. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زبيد: هو ابن الحارث اليامي. وأخرجه مسلم (64) (116) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. لم يذكر فيه منصوراً. وأخرجه مسلم (64) (117) من طريق محمد بن جعفر، به، لم يذكر زبيداً. وأشار البخاري إلى رواية محمد بن جعفر، عن شعبة، عن منصور، عقب = الحديث: 4178 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 238 4179 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي رُكَيْنٌ، قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ حَسَّانَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ عَشْرًا: الصُّفْرَةَ، وَتَغْيِيرَ الشَّيْبِ، وَجَرَّ الْإِزَارِ، وَخَاتَمَ الذَّهَبِ أَوْ قَالَ حَلْقَةَ الذَّهَبِ، وَالضَّرْبَ بِالْكِعَابِ، وَالتَّبَرُّجَ بِالزِّينَةِ فِي غَيْرِ مَحِلِّهَا، وَالرُّقَى إِلَّا بِالْمُعَوِّذَاتِ وَالتَّمَائِمَ وَعَزْلَ الْمَاءِ، وَإِفْسَادَ الصَّبِيِّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُحَرِّمَهُ " (1) 4180 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَيُرْفَعَنَّ لِي رِجَالٌ مِنْكُمْ، ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَصْحَابِي، فَيُقَالُ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (2)   = الرواية (6044) . وقد سلف برقم (3647) و (3903) . (1) إسناده ضعيف، وقد سلف برقم (3605) و (3774) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مغيرة: هو ابن مقسم الضبي. وأخرجه البخاري (6576) ، ومسلم (2297) (32) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (518) من طريق شعبة، به. وأخرجه البخاري (7049) ، ومسلم (2297) (32) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (761) ، والشاشي (520) و (521) و (522) ، والدارقطني في "العلل " 5/96، من طرق عن المغيرة، به. وقد سلف برقم (3639) . الحديث: 4179 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 239 4181 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ طَيِّئٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " نَهَانَا (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ التَّبَقُّرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ " فَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ: - وَكَانَ جَالِسًا عِنْدَهُ - نَعَمْ، حَدَّثَنِي أَخْرَمُ الطَّائِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَكَيْفَ بِأَهْلٍ بِرَاذَانَ وَأَهْلٍ بِالْمَدِينَةِ وَأَهْلِ كَذَا؟ " قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِأَبِي التَّيَّاحِ: مَا التَّبَقُّرُ؟ فَقَالَ: " الْكَثْرَةُ " (2)   (1) في (ق) : نهى. (2) هذا الحديث له إسنادان، وكلاهما ضعيف، عِلتهما الاضطراب والجهالة، والرجل من طيىء الذي روى عنه أبو التياح سيرد في الرواية (4184) أنه ابن الأخرم، ووردت تسميته في الرواية (3579) بالمغيرة بن سعد بن الأخرم، وسبق الكلام فيه هناك، والرجل الذي حدث شعبةَ في مجلس أبي التياح ورد عندنا في النسخ الخطية جميعها أنه أبو جمرة - بالجيم والراء المهملة -، وجعله الحسيني أبا حمزة - بالحاء المهملة والزاي -، فقال في "الإكمال " ص 502 في ترجمة أبي حمزة: أبو حمزة، عن أخرم الطائي، عن أبيه، عن ابن مسعود. [و] أبو حمزة، عن أبيه، عن ابن مسعود [يشير إلى إسناد الرواية (4185) ] ، وعنه شعبة، لا يدرى من هما. وقد نقله عنه الحافظ في "التعجيل " ص 478، فتابعه في ضبطه، ثم قال: وقال ابنُ شيخنا في كل منهما: لا يُعرف، ثم عرف الحافظُ أبا حمزة هذا، فقال: فأما أبو حمزة، فإنه يُعرف بجار شعبة، واسمه عبد الرحمن، واختلف في اسم أبيه، وله ترجمة في "التهذيب " [6/219] ، وليست له رواية في "التهذيب " عن أبيه. وجزم ابنُ شيخنا في ترجمة أخرم الطائي في الهجرة أن أبا حمزة هذا هو ميمون الأعور، وليس كما قال، مع أنه ناقض ذلك هنا، فقال: لا يُعرف، وميمون الأعور معروف، وهو من رجال التهذيب، فلا يُستدرك. ثم قال الحافظ: وقد روى المتنَ غيرُ شعبة، = الحديث: 4181 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 240 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = فجوَّد الإسناد، أخرجه أحمد هنا - يعني في الرواية المتقدمة برقم (3579) ، والترمذي من رواية الأعمش، عن شمربن عطية، عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه، عن عبد الله، فذكر الحديث، ولفظه: "لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا"، وعلى هذا فابن الأخرم في رواية شعبة هو المغيرة بن سعد بن الأخرم، نسب إلى جده، وأبوه على هذا هو سعد بن الأخرم، ويحتمل أن يكون المراد بأبيه أبوه الأعلى، وهو الأخرم. قلنا: كذا ذكر الحافظ والحسيني أنه أبو حمزة، وورد عندنا في النسخ - كما ذكرنا - أبو جمرة، وورد كذلك في النسخ التي وقعت للشيخ أحمد شاكر، فجعله أبا جمرة نصر بن عمران الضبعي، وقال: وهو وأبو التياح يزيدُ بنُ حميد الضُّبعي، كانا شيخي شعبة، متعاصران، ماتا في سنة 218، أو مات أحدهما قبل الآخر بقليل، وقد روى أبو جمرة نصر عن أبي التياح، وأما أبو حمزة جار شعبة، فلم أجد ما يدلْ على أنه لقي أبا التياح، أو روى عنه، ولعل الاسم ثبت مصحّفاً من الجيم والراء إلى الحاء والزاي في بعض النسخ التي وقعت للحافظين أو لأحدهما، أو لابن شيخ الحافظ ابن حجر، فأوجبت هذا الوهم الذي تبع فيه بعضهم بعضاً. قلنا: قولُ الشيخ أحمد شاكر: "وأما أبو حمزة جار شعبة فلم أجد ما يدلْ على أنه لقي أبا التياح أو روى عنه " لا وجه لذكره، إذ لم يرد في الإسناد رواية لأبي حمزة عن أبي التياح، والأمر الذي ينبغي معرفته هو: هل لأبي حمزة - كما ذكر الحسيني والحافظ - رواية عن أخرم الطائي أو لا؟ الذي ذكره المزي في "التهذيب " أن أبا حمزة جار شعبة روى عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، وهذا يقوي ما ذكره الحسيني والحافظ أن هذا الراوي هو أبو حمزة بالحاء والزاي، ويقويه أيضاً أنه ورد كذلك عند الطيالسي (380) ، والشاشي (814) ، والهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/251. وأما أبو جمرة - بالجيم والراء - وهو الوارد عندنا في النسخ، وهو نصر بن عمران الضبعي، فلم نجد له في "التهذيب " رواية عن أخرم، ولا عن ابن الأخرم، وإن كان ذلك ليس بحجة، إذ ليس في "التهذيب " استقصاءٌ لجميع الرواة عن المترجم خارج الكتب = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 241 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الستة، وعلى كل حال يبقى الإِسنادُ ضعيفاً للاختلاف في تسمية الرجل الطائي: أخرم، أو ابن الأخرم، وللاضطراب فيه. فأبو التياح يروي الحديث عن ابن الأخرم، عن ابن مسعود، وأبو حمزة - أو أبو جمرة - يرويه عن أخرم، عن أبيه، عن ابن مسعود. وإذا صح أن ابن الأخرم هذا هو المغيرة بن سعد بن الأخرم كما ذكر الحافظ، ففي الإسناد انقطاع، لأن المغيرة هذا لم يدرك ابن مسعود، لكن وقع عند الشاشي (815) من طريق حجاج - شيخ أحمد -، بهذا الإسناد، وفيه بعد ذكر الرجل من طيىء، قال: أحسبه قال: عن أبيه، عن ابن مسعود، ففيه أن أبا التياح وصل الإسناد لكن على الشك. وإذا صح أنه متصل، فسعدُ بنُ الأخرم، والد المغيرة، لم يرو عنه غيرُ ابنِه المغيرة كما تقدم برقم (3579) . ثم إن في متن الحديث نكارة سنذكرها عقب التخريج. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو التياح: هو يزيد بن حميد الضبعي. وأخرجه الشاشي (815) من طريق حجاج - شيخ أحمد - بالإسناد الأول، لكن فيه بعد ذكر الرجل من طيىء: أحسبه قال: عن أبيه، عن ابن مسعود. وأخرجه الشاشي (814) من طريق بشربن عمر الزهراني، عن شعبة، بهذين الإسنادين. وأخرجه الطيالسي (380) عن شعبة، عن أبي حمزة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/251، وقال: رواه أحمد بأسانيد، وفيها رجل لم يسم. قلنا: هو ابن الأخرم كما تقدم آنفاً. وقوله: "نهانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن التبقر- يعني الكثرة - في الأهل والمال " فيه نكارة، إذ المرادُ بالتبقر في الأهل هنا كثرة الولد، ويؤيده روايةُ الطيالسي: نهى عن التبقُّر في المال والولد، وقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحض على الاستكثار من الأولاد، فسيردُ من حديث أنس 3/158 أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر الأنبياء يوم القيامة"، وله شاهد من حديث معقل بن يسار عند أبي داود (2050) ، والنسائي 6/65، 66، وإسناده قوي، وصححه ابن حبان (4056) = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 242 4182 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي (1) ، وَقَدِ اتَّخَذَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا " (2) 4183 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،   = و (4057) ، والحاكم 2/165. وسيرد بنحوه من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6598) . وسيأتي حديثنا بالإسناد الأول برقم (4184) ، وبالإسناد الثاني برقم (4185) . وتقدم بنحوه برقم (3579) . (1) في (ق) : ولكن أنت أخي وصاحبي. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، محمد بن جعفر وشعبة من رجال الشيخين، وباقي رجال الإسناد من رجال مسلم. إسماعيل بن رجاء: هو ابن ربيعة الكوفي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأنجرجه مسلم (2383) (3) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (314) ، والنسائي في "الكبرى" (8104) ، وأبو يعلى (5249) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/441، والشاشي (720) و (723) ، وابن حبان (6856) من طرق، عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (2383) (6) ، وأبو يعلى (5149) ، والطبراني في "الأوسط " (777) ، وفي "الكبير" (10107) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة بن مقسم، عن واصل بن حبان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، به. وسلف برقم (3580) ، وسيأتي برقم (4413) . الحديث: 4182 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 243 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامُ الْهَرْجِ، أَيَّامٌ يَزُولُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَظْهَرُ فِيهَا الْجَهْلُ " فَقَالَ أَبُو مُوسَى: " الْهَرْجُ بِلِسَانِ الْحَبَشِ: الْقَتْلُ " (1) 4184 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ، رَجُلٌ مِنْ طَيِّئٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّبَقُّرِ فِي الْأَهْلِ، وَالْمَالِ " (2) 4185 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَمْرَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وقَالَ عَبْدُ اللهِ: " كَيْفَ مَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج، وواصل: هو ابن حبان الأحدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البخاري (7066) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (533) ، والطبراني في "الكبير" (10471) ، من طريق عمرو بن حكام، عن شعبة، به. وعلقه البخاري بصيغة الجزم في "صحيحه " (7067) عن أبي عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن الأشعري، أنه قال لعبد الله: تعلمُ الأيامَ التي ذكر النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيام الهرج.. نحوه. وسلف برقم (3695) و (3817) و (3841) من طرق، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، مرفوعاً دون شك في رفعه. (2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه مفصلًا برقم (4181) . الحديث: 4184 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 244 لَهُ ثَلَاثَةُ أَهْلِينَ أَهْلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَأَهْلٌ بِكَذَا، وَأَهْلٌ بِكَذَا؟ " (1) 4186 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، وَقَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللهِ، - وَمَا سَمَّاهُ لَنَا - قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟، فَقَالَ: " الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا "، - قَالَ الْحَجَّاجُ: لِوَقْتِهَا -، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟، قَالَ: " ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (2)   (1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه مفصلًا برقم (4181) . وقوله في الإسناد: سمعت أبا جمرة يحدث عن أبيه، الضمير في "أبيه " لابن الأخرم لا لأبي جمرة، كما هو الظاهر، يعني أن أبا جمرة في هذه الروإية روى عن ابن الأخرم، عن أبيه، عن ابن مسعود، وقد بين ذلك الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 478، ونقلناه في تخريج الرواية (4181) ، أما أبو التياح - الوارد في الرواية السابقة - فروى عن ابن الأخرم، عن ابن مسعود، دون زيادة: "عن أبيه ". وشيخ شعبة في هذا الإسناد تقدم الكلام فيه مفصلًا في الرواية (4181) . وأخرجه الطيالسي (380) عن شعبة، عن أبي حمزة، عن رجل من طيئ، عن أبيه، عن ابن مسعود، به. وأخرجه ابن الجعد (1335) من طريق أبي حمزة، عن رجل من طيئ، به. وسلف بنحوه برقم (3579) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس. = الحديث: 4186 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 245 4187 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا " (1) 4188 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِجَمَاعَتِكُمْ، فَيَمْنَعُنِي الْخُرُوجَ إِلَيْكُمْ خَشْيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا فِي الْأَيَّامِ بِالْمَوْعِظَةِ، خَشْيَةَ، السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (2) 4189 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورٍ، وَحَمَّادٍ، وَالْمُغِيرَةِ، وَأَبِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،   = وأخرجه مسلم (85) (139) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3890) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وقد تقدم برقم (3638) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش. وأخرجه الطيالسي (255) ، والشاشي (601) من طريق شعبة، به. وقد سلف برقم (3581) . الحديث: 4187 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 246 عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي التَّشَهُّدِ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ، وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ، وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ، وَرَسُولُهُ " (1) 4190 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ، وَلَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ فَتَنْعَتَهَا لِزَوْجِهَا حَتَّى   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابنُ أبي سليمان - فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، أبو هاشم: هو يحيى بن دينار الرماني. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/179، من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتيى " 2/241 من طريق محمد بن جعفر، به. قال أبو نعيم: تفرد محمد بن جعفر، عن شعبة بالجمع بين هؤلاء الخمسة. وأخرجه البخاري (7381) ، والشاشي (506) ، وابن خزيمة (704) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/263، وابن حبان (1948) ، والطبراني في "الكبير" (9902) و (9903) من طرق عن مغيرة، به. وتقدم برقم (4017) من طريق الثوري، عن هؤلاء الخمسة، إلا أن فيه الحصين بدل مغيرة. وبرقم (3967) من طريق الثوري، عن الأعمش ومنصور وحماد، به. وقد تقدم برقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، به. الحديث: 4190 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 247 كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا " قَالَ: أُرَى مَنْصُورًا قَالَ: " إِلَّا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمَا ثَوْبٌ " (1) 4191 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2) 4192 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمْسَى قَالَ: " أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وقوله: "إذا كنتم ثلاثة ... " سلف برقم (3560) . وقوله: "ولا تباشر المرأة المرأة". أخرجه البخاري (5240) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/127 من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (3609) . وتقدم الحديث بتمامه برقم (4175) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4175) لكن في الإسناد هناك منصور بدل سليمان الأعمش. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبيد الله - وهو النخعي -، وإبراهيم بن سويد - وهو النخعي- فمن رجال = الحديث: 4191 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 248 4193 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِمِثْلِي " (1)   = مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبد الواحد بن زياد: هو العبدي البصري، وعبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. وأخرجه مطولاً مسلم (2723) (74) ، والنسائي في "الكبرى" (10408) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (573) - من طريق عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً ابن أبي شيبة 10/238، ومسلم (2723) (75) و (76) ، وأبو داود (5071) ، والنسائي في "الكبرى" (9851) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (23) -، والترمذي (3390) ، وأبو يعلى (5014) ، وابن حبان (963) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (35) ، من طرق، عن الحسن بن عبيد الله، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه شعبة، بهذا الإسناد، عن ابن مسعود، لم يرفعه. قلنا: أخرجه موقوفاً النسائي في "الكبرى" (10409) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (574) - من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قوله. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" (604) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (81) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه الترمذي في "جامعه " (2276) ، وفي "الشمائل " (389) ، وأبو يعلى (5250) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث = الحديث: 4193 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 249 4194 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ " (1) 4195 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي مُوسَى، وَسَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ فَسَأَلَهُمَا عَنِ ابْنَةٍ، وَابْنَةِ ابْنٍ، وَأُخْتٍ، فَقَالَا: لِلْابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ، وَائْتِ عَبْدَ اللهِ، فَإِنَّهُ سَيُتَابِعُنَا فَأَتَى عَبْدَ اللهِ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ، لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ   = حسن صحيح. وقد تقدم برقم (3559) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن عاصم - وهو الأسدي - فقد روى له أصحاب السنن عدا النسائي، وهو ثقة. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان؟ هو الثوري، وسلمة: هو ابن كهيل الحضرمي. وأخرجه الترمذي (1614) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل .... وقال: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث: "وما منا، ولكن الله يذهبه بالتوكل ". قال سليمان: هذا عندي قول عبد الله بن مسعود: وما منا .... وذكر الترمذي ذلك في "العلل الكبير" 2/690-691. وسلف برقم (3687) . الحديث: 4194 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 250 صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: قَضَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَذَا قَالَ سُفْيَانُ -: " لِلْابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ " (1) 4196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (2) 4197 - وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، بِإِسْنَادِهِ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس - وهو عبد الرحمن بن ثروان -، وهزيل - وهو ابن شرحبيل - فمن رجال البخاري. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البيهقي في "السنن " 6/230 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6742) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وقد تقدم برقم (3691) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو يعلى (5278) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3703) . قوله: لا ينبغي لأحد أن يكون خيراً، أي: بدعواه بأن يقول: أنا خير. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله. وسلف تخريجه برقم (3703) . الحديث: 4196 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 251 4198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا (1) "، لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا، لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا "، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، النُّقْبَةُ مِنَ الْجَرَبِ تَكُونُ بِمِشْفَرِ الْبَعِيرِ أَوْ بِذَنَبِهِ فِي الْإِبِلِ الْعَظِيمَةِ فَتَجْرَبُ كُلُّهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَا أَجْرَبَ الْأَوَّلَ؟ لَا عَدْوَى، وَلَا هَامَةَ، وَلَا صَفَرَ، خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ، فَكَتَبَ حَيَاتَهَا، وَمُصِيبَاتِهَا، وَرِزْقَهَا " (2)   (1) جملتا: "لا يعدي شيء شيئاً" الأولى والثانية سقطتا من (ص) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وأثبت فوقها في (س) كلمة: "صح ". (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي. وأخرجه الترمذي (2143) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وأنس. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/308 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به. وأخرجه أبو يعلى (5182) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/308 من طريق حسان بن إبراهيم الكرماني، عن سعيد بن مسروق، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن ابن مسعود. وزيادة قوله في الإسناد: "من أصحاب = الحديث: 4198 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 252 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بعد قوله: "عن رجل " نخشى أن تكون وهماً من حسان بن إبراهيم الكرماني، فقد قال فيه ابن عدي: يغلط في الشيء، وليس ممن يظن أنه يتعمد في باب الرواية إسناداً أو متناً، وإنما هو وهم منه. وقد أخرجه الطحاوي 4/308 أيضاً من طريق مؤمل، عن سفيان، بهذا الإسناد، لكن من حديث أبي هريرة بدل ابن مسعود. فلعل قول أبي زرعة: حدثنا صاحب لنا، يراد به أبو هريرة؟ والله أعلم. وأخرجه الطحاوي أيضاً 4/308 من طريق هشيم، عن عبد الله بن شبرمة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، مثله، مرفوعاً. وهذا الإسناد سيرد في "مسند أبي هريرة" 2/327 من طريق محمد بن طلحة، عن ابن شبرمة، به. قال أبو حاتم في "العلل " 2/272: خالف ابنَ شبرمة ابنُ أخيه عمارة بن القعقاع، فقال: عن أبي زرعة، عن رجل، عن ابن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أشبه بالصواب. وللحديث شاهد عدا قوله: "خلق الله كل نفس ... " من حديث أبي هريرة عند البخاري (5770) و (5775) ، ومسلم (2220) ، سيرد 2/267. وآخر من حديث ابن عباس سلف برقم (2425) . وثالث مختصر من حديث سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1502) و (1554) . ورابع مختصر أيضاً من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (2222) (109) ، سيرد 3/382. وخامس من حديث ابن عمر عند البخاري (5772) بلفظ: "لا عدوى ولا طيرة، وإنما الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار"، سيرد (6405) . شؤم الدار: ضيقها وسوء جوارها، وشؤم الفرس: أن لا يُغزى عليها، وشؤم المرأة: سوء خلقها. وسادس من حديث أنس عند البخاري (5776) بلفظ: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل "، قالوا: وما الفأل؟ قال: "كلمة طيبة". = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 253 4199 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ، أَوْ قُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا حَتَّى هَمَمْتُ بِأَمْرِ سَوْءٍ " قَالَ: قُلْنَا مَا هَمَمْتَ؟ قَالَ:   = وهو عند الطحاوي 4/314، وابن حبان (6123) بلفظ: "لا طيرة، والطيرة على من تطير، وإن تك في شيء، ففي الدار والفرس والمرأة". وقوله: "خلق الله كل نفس فكتب حياتها ومصيباتها ورزقها" له شاهد من حديث أبي هريرة عند الطبري (8) ، وابن حبان (6119) ، سيرد 2/327. قوله: "النقبة من الجرب ": أول شيء يظهر من الجرب. "النهاية". قوله: "لا عدوى": قال البيهقي: هو على الوجه الذي كانوا يعتقدونه في الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله تعالى، وقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح من به شيء من هذه العيوب سبباً لحدوث ذلك. قوله: "ولا هامة": الهام: جمع هامة، وهي الرأس، واسم طائر، قال ابن الأثير: ومو المراد في الحديث، وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هي البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدرك بثأره تصير هامة، فتقول: اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارت، وقيل: كانوا يزعمون أن عظام الميت - وقيل: روحه - تصير هامة، فتطير، ويسمونه الصدى، فنفاه الإسلام، ونهاهم عنه. قوله: "ولا صفر"، قال ابن الأثير: كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها: الصفر، تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، وأنها تعدي، فأبطل الإسلام ذلك. وقيل: أراد به النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير المحرم إلى صفر، ويجعلون صفر هو الشهر الحرام، فأبطله. قوله: "فما أجرب الأولَ؟ " قال البغوي 12/169: يريد أن أولَ بعيرٍ جَرِب منها، كان جَرَبه بقضاء الله وقدره لا بالعدوى، فكذلك ما ظهر بسائر الإبل من بعد. الحديث: 4199 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 254 هَمَمْتُ أَنْ أَجْلِسَ وَأَدَعَهُ (1) 4200 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحْكَمُ بَيْنَ (2) الْعِبَادِ فِي الدِّمَاءِ " (3) 4201 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (1154) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3426) . (2) في (س) و (ظ 1) : ما بين. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه مسلم (1678) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (269) ، ومسلم (1678) ، والترمذي (1396) ، والنسائي في "المجتبى" 7/83، وفي "الكبرى" (3454) ، والشاشي (565) ، والقضاعي في "مسند الشهاب " (212) من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وهكذا روى غير واحد، عن الأعمش، مرفوعاً، وروى بعضهم عن الأعمش ولم يرفعوه. وقد سلف برقم (3674) . الحديث: 4200 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 255 الْقِيَامَةِ "، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (1) 4202 - ............... (2) 4203 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَحْكِي: نَبِيًّا قَالَ: " كَانَ قَوْمُهُ يَضْرِبُونَهُ حَتَّى يُصْرَعَ " قَالَ: فَيَمْسَحُ جَبْهَتَهُ، وَيَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " (3) 4204 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيِخين. عفان: هو ابن مسلم، وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه مسلم (1736) (12) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (3900) من طريق عفان، به. (2) ورد في النسخ المطبوعة من المسند هنا الحديث السابق مكرراً إسناداً ومتناً، دون قوله: "وعفان "، وهذا التكرار لم يثبت في أي من النسخ الخطية التي بين أيدينا، ولم يرد في "أطراف المسند" 4/155، ولعله خطأ من الناسخين، ولذا حذفناه، مع إثبات رقمه لاعتمادنا ترقيم الشيخ أحمد شاكر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وقد تقدم برقم (3611) . الحديث: 4202 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 256 لَهُ، فَاحْمَرَّ وَجْهُهُ، - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَظُنُّهُ، قَالَ: وَغَضِبَ - حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أُخْبِرْهُ، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: " يَرْحَمُنَا اللهُ وَمُوسَى - شَكَّ، شُعْبَةُ فِي: يَرْحَمُنَا اللهُ وَمُوسَى - قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا، فَصَبَرَ " هَذِهِ لَيْسَ فِيهَا شَكٌّ: " قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَبَرَ " (1) 4205 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أُوعَكُ وَعْكَ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ "، قُلْتُ: بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: " نَعَمْ - أَوْ أَجَلْ - "، ثُمَّ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا حَطَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُتُّ الشَّجَرَةُ (2) وَرَقَهَا " (3) 4206 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش. وسلف بنحوه من طريق شعبة برقم (3902) . (2) في (ظ 1) : الشجر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد. وقد سلف من طريق الأعمش برقم (3618) و (3619) . وسيأتي برقم (4346) . الحديث: 4205 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 257 عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى قُرَيْشًا قَدِ اسْتَعْصَوْا عَلَيْهِ، قَالَ: " اللهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ "، قَالَ: " فَأَخَذَتْهُمُ السَّنَةُ، حَتَّى حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ، حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَالْعِظَامَ "، وَقَالَ أَحَدُهُمَا: حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ، وَالْمَيْتَةَ، وَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنَ الرَّجُلِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: أَيْ مُحَمَّدُ، إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا، فَادْعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُمْ، قَالَ: " فَدَعَا "، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ إِنْ يَعُودُوا فَعُدْ " - هَذَا فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ - ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه البخاري (4824) ، والنسائي في "الكبرى" (11202) - وهو في "التفسير" (222) - من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3254) ، والنسائي في "الكبرى" (11483) - وهو في "التفسير" (503) -، والشاشي (399) من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح. وأخرجه عبد الرزاق في " تفسيره " 2/205، والبخاري (1007) و (1020) و (4774) ، ومسلم (2798) (39) ، وأبو يعلى (5145) ، والطبري في "تفسيره " 25/112، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/420، وابن حبان (4764) و (6585) ، والطبراني في "الكبير" (9048) ، وأبو نعيم في "الدلائل " (369) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/326-327 من طرق، عن منصور، به. وقد سلف برقم (3613) .= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 258 4207 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ، جَاءَتْ مَسْأَلَتُهُ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا - أَوْ كُدُوحًا - فِي وَجْهِهِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا غِنَاهُ؟ قَالَ: " خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ حِسَابُهَا مِنَ الذَّهَبِ " (2) 4208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا لِي، وَلِلدُّنْيَا، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رَاكِبٍ، قَالَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا " (3)   = قوله: حتى حَصَّت كل شيء، أي: أذهبته، وأصل الحَصَّ: إذهاب الشعر عن الرأس بحلق أو مرض. قاله السندي. (1) لفظ: "مسألته " لم يرد في (س) و (ص) . (2) هو مكرر (3675) سنداً ومتناً. (3) صحيح، وهذا إسناد حسن، وكيع سمع من المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - قبل اختلاطه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عمرو بن مرة: هو الجملي المرادي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/217، وأبو يعلى (4998) و (5229) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3709) . الحديث: 4207 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 259 4209 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، مَوْلَى خُزَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " مَا صُمْنَا رَمَضَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صُمْنَا ثَلَاثِينَ " (1) 4210 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: - قَالَ وَكِيعٌ: - " إِنَّ لِلَّهِ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ " (2) 4211 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " أُصَلِّي بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي أَوَّلِ " (3)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد تقدم برقم (3776) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن السائب: هو الكندي الكوفي، وزاذان: هو أبو عمر الكندي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/517 و11/474، والنسائي في "المجتبى" 3/43، وفي "الكبرى" (1205) ، وأبو يعلى (5213) ، وابن حبان (914) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3666) ، وسيأتي برقم (4320) . (3) هو مكرر (3681) . الحديث: 4209 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 260 4212 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، قَالَ: وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (1) 4213 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَحُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: حُمَيْدٌ - شَقِيقُ بْنِ سَلَمَةَ -، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/7، ومسلم (138) (220) ، وابن ماجه (2323) ، وأبو عوانة 1/38 -39، والبيهقي في "السنن " 10/178، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3576) . قوله: "يمين صَبْر": قال النووي: هي التي ألزم بها الحالف عند حاكم ونحوه، وأصلُ الصبر: الحبسُ والإمساك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد الرؤاسي: هو ابن عبد الرحمن. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/426 و14/100، ومسلم (1678) (28) ، والترمذي (1397) ، وابن ماجه (2615) ، وأبو يعلى (5215) ، والشاشي (568) ، والقضاعي في "مسند الشهاب " (212) ، والبيهقي في "شعب الإيمان " (5326) ، وابن أبي حاتم في "العلل " 2/221 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. = الحديث: 4212 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 261 4214 - حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ فَذَكَرَهُ (1) 4215 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ " (2) 4216 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: الْجَنَّةُ، وَقَالَ: وَكِيعٌ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَلْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى   وقد سلف برقم (3674) . (1) هو مكرر (4200) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وزبيد: هو ابن الحارث اليامي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/289، وابن ماجه (1584) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/289، والبخاري (1297) ، والنسائي في "المجتبى" 4/21، وفي " الكبرى" (1991) ، وابن ماجه (1584) ، وابن الجارود في "المنتقى" (516) ، وأبو يعلى (5252) ، والبيهقي في "السنن " 4/64 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وقد سلف برقم (3658) . الحديث: 4214 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 262 أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ " (1) 4217 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ " (2) 4218 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ خُمَيْرِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً، وَإِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤَابَةٌ فِي الْكُتَّابِ " (3) 4219 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (5211) ، وابن حبان (661) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5280) ، والبيهقي في "السنن " 3/368 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6488) من طريق سفيان الثوري، به. وقد سلف برقم (3667) و (3923) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (3594) . (3) هو مكرر (3697) سنداً ومتناً. الحديث: 4217 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 263 فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ (1) ، كَانَ قَمِنًا مِنْ أَنْ (2) لَا تُسَدَّ حَاجَتُهُ، وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَتَاهُ اللهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ، أَوْ مَوْتٍ آجِلٍ (3) " (4) 4220 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ، فَذَكَرَهُ قَالَ عبد الله بن أحمد قَالَ أَبِي: " وَهُوَ الصَّوَابُ سَيَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ قَالَ: وَسَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، لَمْ يُحَدِّثْ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، بِشَيْءٍ " (5)   (1) في (ق) : في الناس. (2) في (ظ1) : قمناً أنه. (3) في (س) و (م) : عاجل. (4) هو مكرر (3696) سنداً ومتناً، لكن هناك: من نزل به حاجة، بدل فاقة، ... وكان قمناً أن لا تسهل حاجته، بدل: أن لا تسد حاجته. ومكرر (3869) سوى شيخ أحمد، وفيه: أجل عاجل. وانظر ما بعده. (5) إسناده حسن، سيار أبو حمزة: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات " 6/421، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وبشير أبو اسماعيل: هو ابن سلمان. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/98، والبيهقي في "الشعب " (1079) و (1080) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2326) ، والدولابي في "الكنى" 1/159 من طريقين، عن سفيان الثوري، به. وجاء سيار عند الترمذي غير منسوب، وعند الدولابي: سيار أبو حمزة، كما هو هنا. وانظر الرواية المتقدمة برقم (3696) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9786) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به، لكن سقط من إسناده سيار. = الحديث: 4220 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 264 4221 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ التَّيْمِيِّ (1) ، عَنْ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: إِنِّي لَمُسْتَتِرٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، إِذْ دَخَلَ رَجُلَانِ ثَقَفِيَّانِ، وَخَتَنُهُمَا قُرَشِيٌّ، أَوْ قُرَشِيَّانِ وَخَتَنُهُمَا ثَقَفِيٌّ، كَثِيرَةٌ شُحُومُ بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، فَتَحَدَّثُوا بِحَدِيثٍ فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِصَاحِبِهِ: أَتُرَى (2) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الْآخَرُ: أُرَاهُ يَسْمَعُ إِذَا رَفَعْنَا أَصْوَاتَنَا، وَلَا يَسْمَعُ إِذَا خَافَتْنَا، قَالَ الْآخَرُ: لَئِنْ كَانَ يَسْمَعُ مِنْهُ شَيْئًا إِنَّهُ لَيَسْمَعُهُ كُلَّهُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ، وَلَا أَبْصَارُكُمْ} الْآيَةَ، [فصلت: 22] (3) 4222 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ   = وقد سلف برقم (3696) . (1) في النسخ الخطية والمطبوعة: الليثي، وهو خطأ. (2) في (ظ 1) : تُرى. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن ربيعة الكوفي، قال الذهبي في "الميزان ": لا يعرف، تفرد عنه عمارة بن عمير، لكن أخرج له مسلم. قلنا: إنما إخرج له متابعة لا احتجاجاً، وذكره ابن حبان في "الثقات "، ثم هو متابع. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (3249) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقد سلف من هذه الطريق برقم (3875) ، وسيأتي من طَريق سفيان برقم (4238) . وسلف برقم (3614) بإسناد صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 4221 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 265 الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ فَنَزَلَتْ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ، وَلَا أَبْصَارُكُمْ} [فصلت: 22] إِلَى قَوْلِهِ: {فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (1) [فصلت: 23] 4223 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ - يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ - قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ الْأَعْمَالِ (2) أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا " (3) 4224 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنِ الْأَسْوَدِ، (4) وَعَلْقَمَةُ، أَوْ أَحَدُهُمَا   (1) هو مكرر (3614) سنداً ومتناً. (2) في (ص) : أي: العمل. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن عبد الله - وهو ابن وهب النخعي- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. أبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس، وعمرو بن عبد الله: هو النخعي. وأخرجه الحميدي (103) ، والنسائي في "المجتبى" 1/292-293، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 3/28، والطبراني في "الكبير" (9802) و (9803) ، والبيهقي في "الشعب " (4926) و (4927) من طرق عن أبي معاوية عمرو بن عبد الله النخعي، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/301، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو بن عبد الله النخعي، وهو ثقة. وتقدم برقم (3890) . (4) "عن الأسود" سقط من (م) ، وعند الشيخ أحمد شاكر: أخبرنا الأسود = الحديث: 4223 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 266 عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ " يُكَبِّرُ فِي كُلِّ رَفْعٍ، وَخَفْضٍ "، قَالَ: وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا (1) 4225 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانُوا " يُكَبِّرُونَ فِي كُلِّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ " (2) 4226 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، وَقَالَ: " اللهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ " (3) 4227 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الْأَعْمَشُ: عَنْ أَبِي وَائِلٍ،   =وعلقمة، وليس عنده: أو أحدهما. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وقد تقدم مطولاً برقم (3972) ، وقبله برقم (3660) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل والد وكيع، وهو الجراح بن مليح الرؤاسي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي. والإسناد من طريق عبد الرحمن بن الأسود منقطع، لكنه متابع بعبد الرحمن بن يزيد، وهو ابن قيس النخعي. وقد تقدم مطولاً برقم (3660) . (3) هو مكرر (3932) ، وسلف برقم (3742) . الحديث: 4225 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 267 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (1) 4228 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ، مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (2) 4229 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا حَتَّى كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا " (3) 4230 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ، وَالْمُتَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ " فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ، يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ، فَأَتَتْهُ، فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ،   (1) هو مكرر (3703) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2821) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3581) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (3609) . الحديث: 4228 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 268 مَا وَجَدْتُ مَا قُلْتَ قَالَ: مَا وَجَدْتِ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] فَقَالَتْ: إِنِّي لَأُرَاهُ فِي بَعْضِ أَهْلِكَ؟ قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، قَالَ: فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَوْ كَانَ لَهَا مَا جَامَعْنَاهَا " (1) 4231 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَةً، وَقُلْتُ أُخْرَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) : " مَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، دَخَلَ النَّارَ "، وَقُلْتُ (3) : مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ (4) 4232 - حَدَّثَنَا ابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ (5) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4129) . وكيع: هو ابن الجراح. (2) من قوله: وقُلتُ أخرى ... إلى هنا، ثم يرد في (ق) . (3) في (ق) : وقلت أخرى. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (92) (150) ، وابن منده (67) و (68) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 1/17 من طريق وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. وقد سلف برقم (4043) ، وإنظر (3552) و (3625) . (5) لفظ: "عن سليمان " مثبت من "أطراف المسند" 4/145، ولم يرد في النسخ الخطية، ولا في (م) ، ولا بد منه، وسيرد على الصواب برقم (4406) = الحديث: 4231 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 269 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " يَجْعَلُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نِدًّا " (1) 4233 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، وَإِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعِفَّةَ، وَالْغِنَى " (2) 4234 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ الْكَاهِلِيِّ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ، فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا " (3)   = و (4425) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: هو محمد. وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الطيالسي (256) ، والنسائي في "الكبرى" (11011) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 359، والشاشي (558) و (560) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه " ص 118 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4043) . (2) هو مكرر (3692) ، وزاد هنا في الإسناد والد وكيع، وهو متابع بإسرائيل. (3) هو مكرر (3579) و (4048) . سفيان هنا: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (2328) ، والشاشي (818) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن. = الحديث: 4233 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 270 4235 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَرَأَ النَّجْمَ، فَسَجَدَ فِيهَا وَمَنْ مَعَهُ "، إِلَّا شَيْخٌ (1) كَبِيرٌ أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى، أَوْ تُرَابٍ، قَالَ: فَقَالَ: بِهِ هَكَذَا، وَضَعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ قُتِلَ كَافِرًا (2) 4236 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (3)   = وأخرجه البخاري في "التاريخ " 4/54، والشاشي (817) من طريق قبيصة، عن سفيان، به، وتحرف اسم شمر في "التاريخ " إلى: هشيم. وسلف بنحوه برقم (4181) و (4184) و (4185) . (1) في هامش (س) : شيخاً. (نسخة) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وأبو إسحاق: هو السبيعي، والأسود: هو ابن يزيد بن قيس النخعي. وقد سلف من طريق شعبة برقم (3805) و (4164) ، ومن طريق وكيع برقم (3682) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سفيان - وهو الثوري - سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وهو مكرر (3922) . وسلف أيضاً برقم (3578) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 4235 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 271 4237 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا "، فَقِيلَ لَهُ: زِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ "، قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا، قَالَ: " فَثَنَى رِجْلَهُ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلَّمَ " (1) 4238 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ مُسْتَتِرًا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَجَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، ثَقَفِيٌّ وَخَتَنَاهُ قُرَشِيَّانِ، كَثِيرٌ شُحُومُ (2) بُطُونِهِمْ، قَلِيلٌ فِقْهُ قُلُوبِهِمْ، قَالَ: فَتَحَدَّثُوا بَيْنَهُمْ بِحَدِيثٍ، قَالَ: فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَتُرَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْمَعُ مَا نَقُولُ؟ قَالَ الْآخَرُ: يَسْمَعُ مَا رَفَعْنَا، وَمَا خَفَضْنَا لَا يَسْمَعُ قَالَ الْآخَرُ: إِنْ كَانَ يَسْمَعُ شَيْئًا، فَهُوَ يَسْمَعُهُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، والحكم: هو ابن عتيبة، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه النسائي فىِ "المجتبى" 3/31، وابن ماجه (1205) ، وابن خزيمة (1056) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (1056) ، وابن حبان (2658) و (2682) من طريق محمد بن جعفر، به. وتقدم من طريق شعبة برقم (3566) . (2) في (س) و (ظ 1) : شحم. الحديث: 4237 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 272 كُلَّهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَنَزَلَتْ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} (1) [فصلت: 22] إِلَى قَوْلِهِ: {فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ} [فصلت: 24] قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، نَحْوَ ذَلِكَ (2)   (1) في (ق) : أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم. (2) حديث صحيح، والإسناد الأول رجاله ثقات رجال الشيخين غير وهب بن ربيعة الكوفي، قال الذهبي في "الميزان ": لا يعرف، تفرد عنه عمارة بن عمير، لكن أخرج له مسلم، قلنا: إنما أخرج له متابعة لا احتجاجاً، وهو متابع. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وسليمان: هو الأعمش، وعمارة: هو ابن عمير التيمي. وإسناده الثاني صحيح على شرط الشيخين. والقائل: وحدثني منصور، هو سفيان الثوري، وقد وهم الشيخ أحمد شاكر، فظنه سليمان الأعمش. منصور: هو ابن المعتمر، ومجاهد: هو ابن جبر، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة. وبالإسناد الأول أخرجه مسلم (2775) (5) ، وأبو يعلى (5245) ، والطبري في "تفسيره " 24/109 من طريق يحيى القطان، به. وبالإسناد الثاني أخرجه البخاري (4817) ، ومسلم (2775) (5) ، والنسائي في "الكبرى" (11468) - وهو في "التفسير" (488) -، وأبو يعلى (5246) ، والطبري في "تفسيره " 24/109 من طريق يحيى القطان، به. قال الحافظ في "الفتح " 8/563: لسفيان فيه إسناد آخر، أخرجه مسلم عن أبي بكر بن خلاد، عن يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن سليمان - وهو الأعمش -، عن عمارة بن عمير، عن وهب بن ربيعة، عن ابن مسعود، وكأن = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 273 4239 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، - قَالَ (1) سَمِعْتُهُ: مَرَّةً رَفَعَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ - " رَأَى أَمِيرًا أَوْ رَجُلًا سَلَّمَ تَسْلِيمَتَيْنِ، فَقَالَ: أَنَّى عَلِقْتَهَا " (2)   = البخاري ترك طريق الأعمش للاختلاف عليه، قيل عنه هكذا، وقيل: عنه، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود. أخرجه الترمذي بالوجهين. وأخرجه الحميدي (87) ، ومن طريقه البخاري (4817) و (7521) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 177، وأخرجه مسلم (2775) (5) ، والترمذي (3248) من طريق ابن أبي عمر العدني، والنسائي في "الكبرى" (11468) - وهو في "التفسير" (488) - من طريق محمد بن منصور، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، عن منصور، به. قال الحميدي: وكان سفيان أولاً يقول في هذا الحديث: حدثنا منصور، أو ابن أبي نجيح، أو حميد الأعرج، أحدهم أو اثنان منهم، ثم ثبت على منصور في هذا الحديث. وذكر قول الحميدي هذا البخاري عقب الحديث (4817) . وأخرجه البخاري (4816) من طريق روح بن القاسم، والطبري في "تفسيره " 24/109 من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن منصور، به. وسلف برقم (3614) . (1) في هامش (س) : قال شعبة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة، ومجاهد: هو ابن جبر، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي. وأخرجه مسلم (581) (118) ، والبيهقي في "السنن " 2/176 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وعندهما: أنى عَلِقَها؟ = الحديث: 4239 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 274 4240 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} [الأنعام: 82] إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالُوا: أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ كَمَا تَظُنُّونَ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ ": {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللهِ، إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] (1)   = وأخرجه مسلم (581) (117) ، والدارمي 1/310، وأبو يعلى (5244) ، والبيهقي في "السنن " 2/176 من طريق يحيى القطان، عن شعبة، عن الحكم ومنصور، عن مجاهد، به. ولفظه عندهم: أنَّى عَلِقَها. وعندهم زيادة: قال الحكم في حديثه: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعله. وأخرجه الطيالسي (364) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 2/176 عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، به. قوله: أنَّى عَلِقْتَها، ورواية مسلم وغيره: أنى عَلِقَها؟ قال السندي: أي من أين حضل هذه السنة؟ وذكر في "النهاية" الحديث بلفظ: أن أميراً بمكة كان يسلم تسليمتين، فقال: أتى علقها، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعلها، أي: من أين تعلمها، وممن أخذ؟ وعلى هذا فهذا تصودفي لفعله، والمراد؟ أنه كان يسلم من الصلاة حال الخروج تسليمتين، وهذه سنة، فكان يقول: إنه من أين جاء بهذه السنة. وانظر (3660) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه البخاري (6937) ، ومسلم (124) (197) ، والطبري في "تفسيره " [الأنعام: 82] ، وأبو عوانة 1/73، وابن منده في "الإيمان " (267) ، والبيهقي في "السنن " 10/185 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. = الحديث: 4240 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 275 4241 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ " وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ مِنْ هَاهُنَا، وَيُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ مِنْ هَاهُنَا " (1) 4242 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " امْشُوا إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُ مِنَ الْهَدْيِ، وَسُنَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   = وقد سلف برقم (3589) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه الترمذي (295) ، والنسائي في "المجتبى" 3/63، وفي "الكبرى" (1247) ، وابن الجارود في "المنتقى" (209) ، والدارقطني في "العلل " 5/11، والبغوي في "شرح السنة" (697) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقد تقدم مطولاً برقم (3660) . (2) إسناده ضعيف لإبهام شيخ الأعمش، وقد مضى بمعناه مطولًا برقم (3623) و (3936) و (3979) . قوله: فإنه من الهَدْي، قال السندي: ضُبط بفتح فسكون، على أن قوله: "وسنة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تفسير له، ويحتمل أنه بضم ففتح. والله تعالى أعلم. الحديث: 4241 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 276 4243 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي (1) 4244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَمَّنْ سَمِعَ، ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا سَمَرَ إِلَّا لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ " (2) 4245 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وقد سلف برقم (3890) بإسناد صحيح. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإبهام راويه عن ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، ومنصورْ هو ابن المعتمر، وخيثمة: هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (2130) ، والبيهقي في "السنن " 1/452 من طريق أبي نعيم، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3603) . الحديث: 4243 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 277 مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، إِلَّا أَحَدَ ثَلَاثَةِ نَفَرٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ " (1) 4246 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: انْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ ضُرِبَتْ رِجْلُهُ، وَهُوَ صَرِيعٌ، وَهُوَ يَذُبُّ النَّاسَ عَنْهُ بِسَيْفٍ لَهُ، فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللهِ فَقَالَ: هَلْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَنَاوَلُهُ بِسَيْفٍ لِي غَيْرِ طَائِلٍ، فَأَصَبْتُ يَدَهُ، فَنَدَرَ سَيْفُهُ، فَأَخَذْتُهُ فَضَرَبْتُهُ بِهِ، حَتَّى قَتَلْتُهُ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّمَا أُقَلُّ مِنَ الْأَرْضِ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: " آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟ "، فَرَدَّدَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: قُلْتُ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، قَالَ: فَخَرَجَ يَمْشِي مَعِي، حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْزَاكَ يَا عَدُوَّ اللهِ، هَذَا كَانَ فِرْعَوْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ " قَالَ (2) : وَزَادَ فِيهِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/413، ومسلم (1676) (25) ، وابن ماجه (2534) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (893) ، وابن الجارود (832) ، والبيهقي في "السنن " 8/213 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3621) . قوله: "لا يحِل دمَ امرىء إلا أحدُ ثلاثة"، قال السندي: هو من الإحلال، لا من الحل. (2) يعني وكيع. الحديث: 4246 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 278 أَبِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَنَفَّلَنِي سَيْفَهُ " (1) 4247 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقُلْتُ: قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ، قَالَ: " آللَّهِ الَّذِي   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - ثم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات من رجال الشيخين، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/373 عن وكيع، بهذا الإسناد، بزيادة والد وكيع مع إسرائيل. وأخرجه الشاشي (932) من طريق النضر بن شميل، عن إسرائيل، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/373، وأبو داود (3722) ، وأبو يعلى (5231) ، من طريق وكيع، عن أبيه الجراح بن مليح، عن أبي إسحاق، به، بلفظ: نفلني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر سيف أبي جهل. (ملاحظة: قد غيَّر محقق "مصنف " ابن أبي شيبة لفظ: "عن أبيه " الوارد في الأصل عنده في الإسناد إلى: "عن إسرائيل " ظناً منه أنه هو الصواب!) . وسلف برقم (3824) . قوله: وهو صريع، أي: مصروع. هل هو الا رجل قتله قومه، أي: مثله لا يستعظم كما استعظمته. فندر سيفُه، أي: سقط من يده. أقَلُّ من الأرض: على بناء المفعول، أي: أرفع من الأرض من السرعة في المشي والفرحة بقتله. قاله السندي. الحديث: 4247 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 279 لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَرَدَّدَهَا ثَلَاثًا، قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ، وَحْدَهُ، انْطَلِقْ فَأَرِنِيهِ " فَانْطَلَقْنَا، فَإِذَا بِهِ، فَقَالَ: " هَذَا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ " (1) 4248 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ، فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ؟، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تَسْأَلُوهُ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، مَا الرُّوحُ؟، قَالَ: فَقَامَ، وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى عَسِيبٍ، وَأَنَا خَلْفَهُ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: " {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] "، قَالَ: فَقَالَ: بَعْضُهُمْ قَدْ قُلْنَا: لَا تَسْأَلُوهُ (2)   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو الأزدي، وأبو إسحاق شيخه: هو إبراهيم بن محمد الفزاري، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق شيخه: هو السبيعي. وأخرجه البيهقي في "الدلائل " 3/88 من طريق أبي إسحاق الفزاري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8473) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به. وقد سلف بنحوه برقم (3856) . (2) هو مكرر (3688) بإسناده مع اختلاف يسير في متنه، وسلف مختصراً برقم = الحديث: 4248 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 280 4249 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنُ سُمَيَّةَ مَا عُرِضَ عَلَيْهِ أَمْرَانِ قَطُّ إِلَّا اخْتَارَ الْأَرْشَدَ مِنْهُمَا " (1) 4250 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَقِيتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ، فَضَمَمْتُهَا إِلَيَّ، وَبَاشَرْتُهَا وَقَبَّلْتُهَا، وَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ، غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] ، قَالَ: فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَهُ خَاصَّةً، أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةً؟، فَقَالَ: " بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً " (2)   = (3898) . وقوله: فقال بعضهم: قد قلنا: لا تسألوه، أي: فإنه يجيب على وجه الصواب مما تقوم به الحجة عليهم، فلا مصلحة لهم في سماعه، بل المصلحة هي الاحتراز عنه. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) هو مكرر (3693) سنداً ومتناً. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد = الحديث: 4249 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 281 4251 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى قُبَّةٍ حَمْرَاءَ، قَالَ: " أَلَمْ تَرْضَوْا أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ "، قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: " أَلَمْ تَرْضَوْا أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ "، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، عَنْ قِلَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّاسِ يَوْمَئِذٍ، مَا هُمْ يَوْمَئِذٍ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ، وَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ " (1)   = النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5389) ، والطبري في "التفسير" (18669) ، وابن خزيمة (313) ، والشاشي (366) ، وابن حبان (1730) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (425) و (426) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، وأخرجه مسلم (2763) (42) ، وأبو داود (4468) ، والترمذي (3112) ، والطبري في "التفسير" (18668) ، والشاشي (364) ، والبيهقي في "السنن " 8/241، وفي "الشعب " (7084) ، والواحدي في "أسباب النزول " ص 268، من طرق، عن سماك، به. وتقدم برقم (3653) بإسناد صحيح. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/154-155، والشاشي (670) و (671) و (672) و (677) من طرق، عن إسرائيل، بهذا الإسناد. = الحديث: 4251 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 282 4252 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ فُلْفُلَةَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: فَزِعْتُ فِيمَنْ فَزِعَ إِلَى عَبْدِ اللهِ فِي الْمَصَاحِفِ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: إِنَّا لَمْ نَأْتِكَ زَائِرِينَ، وَلَكِنْ جِئْنَاكَ حِينَ رَاعَنَا هَذَا الْخَبَرُ فَقَالَ: " إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ عَلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ، عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ "، أَوْ قَالَ: " حُرُوفٍ، وَإِنَّ الْكِتَابَ قَبْلَهُ كَانَ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ " (1)   = وسلف برقم (3661) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) إسناده ضعيف، عثمان بن حسان، هو العامري، ويقال: القاسم بن حسان، - قال أبو حاتم: وعثمان أشبه، وخالفه الدارقطني في "العلل " 5/237، فقال: القاسم بن حسان أشبه بالصواب - لم يذكروا في الرواة عنه غير أبي همام - وهو الوليد بن قيس السكوني-، وذكره ابن حبان في "الثقات " 7/193، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/219، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 3/148، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلًا، وأورده الحافظ في "التعجيل " ص 282، وبقية رجاله ثقات. فلفلة الجعفي: هو ابن عبد الله، وقال البخاري: ابن عبد الرحمن الكوفي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات " 5/300، ووثقه العجلي (1361) ، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/140-141، فلم يذكر فيه جرحاً، وروى له النسائي، أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي. وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف " ص 18، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3094) ، والشاشي (881) من طريقين عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري 6/219 من طريق زهير، به. = الحديث: 4252 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 283 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7984) من طريق سفيان الثوري، عن الوليد بن قيس، عن القاسم بن حسان، عن فلفلة الجعفي، به. وعلقه البخاري في "التاريخ " 6/219 من طريق سفيان، به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/152-153، وقال: - له في الصحيح غير هذا -، رواه أحمد، وفيه عثمان بن حسان العامري، وقد ذكره ابن أبي حاتم، ولم يجرحه، ولو بوثقه، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/516 عن جعفر بن عون، والطبري في "تفسيره " 1/12 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله مرفوعاً، بلفظ: "نزل القرآن على سبعة أحرف ". وأخرجه البزار (2312) ، وابن حبان (75) ، والطبراني في "الكبير" (10090) من طريق محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، مرفوعاً بلفظ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية منها ظهر وبطن ". وأورده الهيثمي في "المجمع " 7/152، وقال: رواه البزار وأبو يعلى في "الكبير"، والطبراني في "الأوسط " باختصار آخره، ورجال أبي يعلى ثقات، ورواية البزار عن محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، قال في آخرها: لم يرو محمد بن عجلان، عن إبراهيم الهجري غيرَ هذا الحديث. قلنا: ويؤيد أن أبا إسحاق هذا هو إبراهيم الهجري أنه جاء مصرحاً باسمه في رواية الطبري (11) ، ونسبه ابن حبان همدانياً، ولم يتابع، وهذا سند حسن في المتابعات، إبراهيم الهجري فيه لين. وأخرجه أبو يعلى (5149) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3095) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة - وهو ابن مِقْسم الضبي -، عن واصل بن حيان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، بلفظ: "أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ولكل حد فطلَع "، وإسناده صحيح على شرط مسلم. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 284 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وحديث نزول القرآن على سبعة أحرف من الأحاديث المتواترة، وذكر الكتاني في كتابه "نظم المتناثر" ص 111-112 أنه رواه واحد وعشرون صحابياً. وقد سلف في "المسند" من حديث عمر برقم (158) و (277) . وسيأتي من حديث أبي هريرة 2/332 و440. ومن حديث أبي الجهيم 4/169-170. ومن حديث عمرو بن العاص 4/204. ومن حديث سمرة 5/16. ومن حديث أبي بن كعب 5/114 و124. ومن حديث حذيفة 5/385 و391. ومن حديث أم أيوب 6/433 و462-463. وفي الباب أيضاً من حديث عائشة عند النسائي في "الكبرى" (7985) . ومنه حديث معاذ عند الطبراني في "الكبير" 20/ (312) . قوله: في المصاحف: قال السندي: أي: في شأنها واختلافها في الترتيب كمصحف عثمان وأبي وعبد الله. حين راعنا: خوفنا. هذا الخبر: أي: خبر مصحف عثمان، وأنه أمر بإحراق كل ما يخالف مصحفه، أو خبر اختلاف المصاحف، وهذا الثاني هو الأقرب بالسياق، والأول صحيح أيضاً لاستلزامه اختلاف المصاحف. من باب واحد: كالزبور، وكان فيه المواعظ كما قيل، ولعل هذا كان هو الغالب في الكتب السابقة، وإلا فالتوراة كان فيها تفصيل كل شيء، والله تعالى أعلم، وحاصل الجواب أن الاختلاف في المصاحف لا يضر لما في القرآن من الاتساع في اللغات، كما فيه الاتساع في المعاني. قلنا: وانظر لزاماً في هذا المبحث "جامع البيان " 1/21-72، و"شرح مشكل الآثار" 8/108، رقم الحديث (3094) بتحقيقنا. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 285 4253 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: " أُوتِيَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا مَفَاتِيحَ الْغَيْبِ الْخَمْسِ ": {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] (2) 4254 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ مُغِيرَةَ الْيَشْكُرِيِّ، عَنْ الْمَعْرُورِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعَوْتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَآثَارٍ مَبْلُوغَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لَا يَتَقَدَّمُ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يَتَأَخَّرُ مِنْهَا، لَوْ سَأَلْتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُنْجِيَكِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ " وَسُئِلَ (3) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ: هُمْ مِمَّا مُسِخَ، أَوْ شَيْءٌ كَانَ (4)   (1) قوله: "عن عبد الله بن سلمة" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وثبت في الأصول الخطية، و"أطراف المسند" 4/164-165. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد يحتمل التحسين، عبد الله بن سلمة سلف الكلام عليه في الرواية (3659) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مسعر: هو ابن كدام. وأخرجه الطبري في "التفسير" 21/89 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (124) ، والشاشي (886) من طريقين عن مسعر، به. وسلف برقم (3659) . (3) في هامش النسخ: وسئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (4) في (ق) : هي، وفي (ظ1) : أهي. الحديث: 4253 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 286 قَبْلَ ذَلِكَ؟، فَقَالَ: " لَا بَلْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا، فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا وَلَا عَاقِبَةً " (1) حَدَّثَنَا، عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مِنْ هَاهُنَا إِلَى الْبَلَاغِ، (2) فَأَقَرَّ بِهِ 4255 - حَدَّثَنَا (3) مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَبْدُ اللهِ يُصَلِّي، فَافْتَتَحَ النِّسَاءَ فَسَحَلَهَا (4) ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة اليشكري - وهو ابن عبد الله - فمن رجال مسلم. مسعر: هو ابن كدام، والمعرور: هو ابن سويد الأسدي. وأخرجه الحميدي (125) ، والنسائي في "الكبرى" (10094) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (264) - وابن أبي عاصم في "السنة" (263) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ووقع عند الحميدي زيادة مرة بين مسعر وعلقمة، وهو من تصرفات النساخ. وقد سلف برقم (3700) و (3925) . (2) يعني أن عبد الله بن أحمد قرأ الأحاديث الآتية هنا بدءاً من الحديث التالي رقم (4255) وانتهاءاً بالحديث الآتي برقم (4269) ، قرأها على أبيه، فأقر بها، ولم يسمعها منه، وهي الطريقة الثانية من طرق التحمل عند المحدثين، وهي أن يقرأ الطالب وشيخه يسمع. (3) في هامش نسخة (س) : حدثكم. (4) في هامش (ظ1) ما نصه: بالحاء المهملة، أي: قرأها كلها قراءة متتابعة متصلة. الحديث: 4255 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 287 يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ "، ثُمَّ تَقَدَّمَ سْأَلُ (1) ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ "، فَقَالَ: فِيمَا سَأَلَ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ. قَالَ: فَأَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ عَبْدَ اللهِ لِيُبَشِّرَهُ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ قَدْ سَبَقَهُ، فَقَالَ: إِنْ فَعَلْتَ، لَقَدْ كُنْتَ سَبَّاقًا بِالْخَيْرِ (2)   (1) كذا في النسخ الخطية التي بين أيدينا، و (م) ، وفي النسخة الكتانية التي اعتمدها الشيخ أحمد شاكر: يسأل، وهي التي أثبتها. (2) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8417) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (16) و (5058) ، وابن حبان (7067) من طريق زائدة بن قدامة، به. وأخرجه ابن ماجه (138) ، والبزار (2681) ، وأبو يعلى (17) و (5059) ، وابن حبان (7066) من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم، به. وأورد الهيثمي منه قوله: من سره أن يقرأ القرآن ... في "مجمع الزوائد" 9/287-288 وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عاصم بن أبي النجود، وهو على ضعفه حسن الحديث. ولم يورد الحديث بتمامه. وأخرجه دون ذكر الدعاء الطبراني (8414) من طريق أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود، وهذا إسناد منقطع.= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 288 4256 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي (1) ، حَدَّثَكُمْ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ أَبُو الْمُنْذِرِ   = وقوله: "من أحب أن يقرأ القرآن ... " أخرجه الطيالسي (334) ، والطبراني (8415) من طريق أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود. وأخرجه في آخر قصة استقراء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن مسعود سورةَ النساء الطبراني (8465) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن ابن مسعود. وأخرجه أيضاً (8462) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن عبيدة، عن ابن مسعود. وأخرجه أيضاً (8463) من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن الأعمش ومغيرة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله. والحديث بتمامه له شاهد من حديث علي بن إبي طالب عند الحاكم في "المستدرك " 3/317، وصححه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وآخر دون ذكر الدعاء من حديث عمر تقدم بإسنادٍ صحيح برقم (175) و (265) . وقوله: "من أحب أن يقرأ القرآن غضّاً ... " له شاهد من حديث أبي بكر وعمر تقدم برقم (35) . وآخر من حديث عمر تقدم برقم (36) . وثالث من حديث إبي هريرة، سيرد 2/446. ورابع من حديث عمرو بن الحارث بن المصطلق، سيرد 4/279. وخامس من حديث عمار بن ياسر عند الحاكم في "المستدرك " 2/228، والبزار (2680) "زوائد". والجزء الأخير من الحديث من قوله: "سل تعطه " إلى آخره تقدم برقم (3662) و (3797) و (4165) من طريق أبي عبيدة، عن أبيه ابن مسعود. (1) القائل ذلك: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل، وهذا الحديث وما بعده من الأحاديث التي قرأها على أبيه، فأقر بها، كما ذكر عقب الحديث (4254) . الحديث: 4256 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 289 الْكِنْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ حَسَنَةَ ابْنِ آدَمَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَّا الصَّوْمَ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ، وَفَرْحَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مُجَمِّع ولين إبراهيم الهجري، وهو ابن مسلم، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي من رجال مسلم. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/213 من طريق عمار بن محمد، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد. ومن قوله: "الصوم لي " إلى آخر الحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" (10078) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، به. ومن طريق شعبة، بهذا الإسناد أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/161 موقوفاً. وأخرجه الطبراني أيضاً (10198) بزيادة: "إذا كان يوم صوم أحدكم 000 " من طريق عبد الحميد بن الحسن الهلالي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، به. ومن قوله: "للصائم فرحتان " إلى آخر الحديث، أخرجه عبد الرزاق (7898) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (10077) عن معمر بن راشد، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود. وقوله: "لخلوف فم الصائم ... " أخرجه البزار (964) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم، عن ابن مسعود. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 290 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/179، وقال: رواه أحمد والبزار باختصار، والطبراني في "الكبير"، وزإد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن جهل عليه جاهل فليقل إني صائم "، وله أسانيد عند الطبراني، وبعض طرقه رجالها رجال الصحيح، وفي إسناد أحمد عمرو بن مجمع، وهو ضعيف. وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة عند البخاري (1904) ، ومسلم (1151) (164) ، سيرد 2/273 و443 و477. وقوله: "الصوم لي " إلى آخر الحديث، له شاهد من حديث علي بن أبي طالب، أخرجه النسائي في "المجتبى" 4/159-160 عن هلال بن العلاء، عن أبيه العلاء بن هلال بن عمر، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن الحارث، عن علي. وهذا إسناد حسن، إن كان سماع زيد من أبي إسحاق قبل الاختلاط. وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم في "صحيحه " (1151) (165) ، وسيرد 3/5) . قوله: "إلى سبع مئة ضعف "، قال السندي: أي: ثُم إلى ما شاء الله تعالى من الأضعاف، كما قال: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة} الآية، والاقتصار على هذا القدر كأنه لكونه الغالب. إلا الصوم: فإنه الصبر الذي لا حد لجزائه، قال تعالى: {إنَّما يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب} ، وعلى هذا فقوله: والصوم لي وأنا أجزي به، بتقدير القول، أي: وقال: والصوم لي. إلخ، كناية عن تعظيم جزائه، وأنه لا حدَّ له كسائر الأعمال بقرينة المقابلة، وذلك لأن اختصاصه من بين سائر الأعمال بأنه مخصوص بعظيم لا نهاية لعظمته ولا حد لها، وأن ذلك العظيم هو المتولي لجزائه، مما ينساق الذهن منه إلى أن جزاءه مما لا حدَّ له، ويمكن أن يقال على هذا: معنى "لي "، أي: = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 291 4257 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَلْيُدْنِهِ، فَلْيُقْعِدْهُ عَلَيْهِ، أَوْ لِيُلْقِمْهُ؛ فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ " (1) 4258 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ، وَعَبَدَ الْأَصْنَامَ أَبُو خُزَاعَةَ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، وَإِنِّي رَأَيْتُهُ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ فِي النَّارِ " (2) [294]   = أنا المتفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيفه. ولخُلوف: بضم الخاء المعجمة هو المشهور، وجوَّزبعضهم فتحها، أي: تغير رائحته. أطيب عند الله من ريح المسك، أي: صاحبه عند الله بسببه أكثر قبولاً ووجاهةً وأوفر قرباً منه تعالى من صاحب المسك بسبب ريحه عندكم، والله تعالى أكثر إقبالاً عليه بسبب من إقبالكم على صاحب المسك بسبب ريحه. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مجمع وهو السكوني، وإبراهيمَ الهجري، وهو ابنُ مسلم. وهو مكرر (3680) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مجمع - وهو السكوني أبو المنذر، ولين إبراهيم الهجري -. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. = الحديث: 4257 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 292 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/116، وقال: رواه أحمد، وفيه إبراهيم الهجري، وهو ضعيف. قلنا: ولم يذكر ضعف عمرو بن مجمع السكوني. وقال الحافظ في "الفتح " 6/549 في عمرو بن عامر: كذا وقع نسبه في حديث ابن مسعود ... وهذا مغاير لما تقدا (يعني من كونه عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف) وكأنه نسب إلى جده لأمه عمرو بن حارثة بن عمرو بن عامر، وهو مغاير لما تقدم من نسبة عمرو بن لحي إلى مضر، فإن عامراً هو ابن ماء السماء بن سبأ، وهو جد جد عمرو بن لحي، عند من نسبه إلى اليمن، ويحتمل أن يكون نسب إليه بطريق التبني، كما تقدم قبل. قلنا: وللحديث عدا قوله: "وعبد الأصنام " شاهدٌ من حديث أبي هريرة عند البخاري (3521) و (4623) ، ومسلم (2856) (51) ، بلفظ: "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب "، سيرد برقم (7696) . وآخر من حديث عائشة عند البخاري (4624) . وقوله: "وعبد الأصنام " له شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن إسحاق في "السيرة الكبرى" فيما ذكره الحافظ في "الفتح " 6/549، قال: أورده ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي صالح (يعني عن أبي هريرة) أتم من هذا، ولفظه: "سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لأكثم بن الجون: رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، لأنه أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان، وسيَّب السائبة، وبحر البحيرة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي "، ووقع لنا بعلو في "المعرفة"، وعند ابن مردويه من طريق سهيل بن أبي صالح نحوه، وللحاكم من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وروى الطبراني ["في الكبير" (10808) ] من حديث ابن عباس رفعه: "أول من غير دين إبراهيم عليه السلام عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة". وذكر الفاكهي من طريق عكرمة نحوه مرسلًا. وذكر ابن إسحاق أن سبب عبادة عمرو بن لحي الأصنام أنه ... = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 293 4259 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِثْلَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ: " وَعَبَدَ الْأَصْنَامَ " (1) 4260 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ   = فذكره. قلنا: حديث ابن عباس عند الطبراني أورده الهيثمي في "المجمع " 1/116، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط "، وفيه صالح مولى التوأمة، وضعف بسبب اختلاطه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط، وهذا من رواية ابن أبي ذئب، عنه. والسوائب: جمع سائبة، وقد فسرها سعيد بن المسيب فيما أخرجه البخاري (3521) ، قال: والسائبة: التي يُسَيِّبُونها لآلهتهم، فلا يحمل عليها شيء. وقال ابن الأثير: كان الرجل إذا نذر لقدومٍ من سفر، أو بُرء من مرجم، أو غيرِ ذلك، قال: ناقتي سائبة، فلا تُمنع من ماء ولا مرعى، ولا تُحلب ولا تركب، وكان الرجلُ إذا أعتق عبداً فقال: هو سائبة، فلا عَقْل بينهما ولا ميراث، وأصلُه من تسييب الدواب، وهو إرسالُها تذهبُ وتجيء كيف شاءت. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي إسحاق الهجري، وهو إبراهيم بن مسلم، وبقية رجاله ثقات غير يزيد بن عطاء - وهو اليشكري - فمختلف فيه، وثقه أحمد مرة، وضعفه أخرى، وقال: مقارب الحديث، وضعفه ابن معين والنسائي وابن سعد، وقال ابن عدي: مع لينه هو حسن الحديث، وقال ابن حبان: ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، فلا يجوز الاحتجاج به. وهو مكرر ما قبله (4258) . الحديث: 4259 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 294 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيْسَ بِالطَّوَّافِ الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ، وَاللُّقْمَتَانِ، أَوِ (1) التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَنِ الْمِسْكِينُ؟ قَالَ: " الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ، وَلَا يَجِدُ مَا يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ " (2) 4261 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكُمْ الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَيْدِي ثَلَاثَةٌ: فَيَدُ اللهِ الْعُلْيَا، وَيَدُ الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا، وَيَدُ السَّائِلِ السُّفْلَى " (3)   (1) في (ظ1) : و. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن مجمع، وإبراهيم الهجري، وهو ابن مسلم، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وقد تقدم برقم (3636) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد. الهجري - وهو إبراهيم بن مسلم -، لين الحديث، وبقية رجاله ثقات، القاسم بن مالك، هو المزني الكوفي، وثقه أحمد ويحيى بن معين والعجلي وأبو داود، وقال أبو حاتم: صالح الحديث ليس بالمتين، وقال الساجي: ضعيف، وقال الذهبي في "السير" 9/324: لا وجه لتضعيفه، بل ما هو في إتقان غندر، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، من رجال مسلم. وأخرجه مطولاً أبو يعلى (5125) من طريق محمد بن دينار، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/21 من طريق سفيان، وابن خزيمة في "صحيحه " (2435) ، وفي "التوحيد" ص 65، والشاشي (718) ، والحاكم 1/408 من طريق شعبة، والشاشي (719) من طريق عبد العزيز بن مسلم، والبيهقي في "السنن " 4/198 من = الحديث: 4261 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 295 4262 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَحُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ " (1)   = طريق علي بن عاصم، خمستهم عن الهجري، بهذا الإسناد. وسكت عنه الحاكم والذهبي. وقال البيهقي: رواه إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً وموقوفاً. قلنا: أخرجه موقوفا ًالطيالسي (312) عن شعبة، عن إبراهيم الهجري، به، وقال: غير شعبة يرفعه. قلنا: وشعبة أيضاً يرفعه كما مر آنفاً. وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/97، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله موثقون. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب " 1/586: رواه أبو يعلى، والغالب على رواته التوثيق، رواه الحاكم، وصحح إسناده. قلنا: بل سكت عنه كما سبق. وله شاهد صحيح من حديث مالك بن نضلة عند أبي داود (1649) ، وابن حبان (3362) ، سيرد 3/473 و4/ 137. وآخر من حديث حكيم بن حزام عند الطبراني في "الكبير" (3081) ، وذكره الحافظ في "الفتح " 3/297، وصحح إسناده. وثالث من حديث عدي الجذامي عند الطبراني في "الكبير" 17/ (269) ، وإسناده منقطع. ورابع يشهد لبعضه من حديث ابن عمر عند البخاري (1429) ، ومسلم (1033) ، سيرد (5344) . (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف. إبراهيم الهجري - وهو ابن مسلم - لين الحديث، وعلي بن عاصم صدوق يخطىء ويصر على الخطأ. أبو الأحوص: هو = الحديث: 4262 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 296 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ثقة من رجال مسلم. وأخرجه أبو يعلى (5119) من طريق محمد بن دينار، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (306) عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله رفعه، بلفظ: "إن قتال المسلم كفر، وسبابه فسق، ألا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث "، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. شعبة سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي - قديماً. وأخرجه دون قوله: "وحرمة ماله كحرمة دمه " الشاشي (731) ، والطبراني في "الكبير" (10105) من طريق الحسن البصري، والخطيب في "تاريخه " 5/149 من طريق سلمة بن كهيل، كلاهما عن أبي الأحوص، به، مرفوعاً. وأخرجه كذلك موقوفاً البخاري في "التاريخ الصغير" 1/229، وفي "الكبير" 7/56-57، والعقيلي في "الضعفاء" 4/210 من طريق الحسن البصري، والنسائي في "المجتبى" 7/121-122 من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، و7/121 من طريق أبي الزعراء، ثلاثتهم عن أبي الأحوص، به. وأخرجه النسائي موقوفاً أيضاً في "المجتبى" 7/122 من طريق أبي إسحاق، عن الأسود وهبيرة، عن عبد الله بن مسعود. ومن هذه الطريق أخرجه الخطيب في "تاريخه " 10/86- 87 مرفوعاً. وقوله: "حرمةُ ماله كحرمة دمه " أخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 13/297 عن عبد الله بن نمير، عن سفيان، عن عبد الله بن عائش، عن إياس، عن عبد الله قوله. وأخرجه بتمامه مرفوعاً الطبراني في "الكبير" (10316) من طريق عروة بن مروان الرقي، عن إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف، عن مسروق، عن عبد الله. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/23 دون قوله: "وحرمة ماله كحرمة دمه ". قال الدارقطني في هذا الحديث فى "العلل " 5/324: يرويه أبو إسحاق = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 297 4263 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَكَ (1) عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَهَاتَانِ الْكَعْبَتَانِ الْمَوْسُومَتَانِ اللَّتَانِ تُزْجَرَانِ زَجْرًا، فَإِنَّهُمَا مَيْسِرُ الْعَجَمِ " (2)   = وإبراهيم الهجري والحسن البصري عن أبي الأحوص، فرفعه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق، ووقفه غيره، ورفعه إبراهيم الهجري، وأما الحسن فرفعه عن مبارك بن فضالة، ووقفه غيره، والموقوف عن أبي الأحوص أصح. قلنا: قد تقدم الحديث برقم (3647) بإسناد صحيح على شرط الشيخين، دون قوله: "وحرمة ماله كحرمة دمه ". ولهذه الفقرة الأخيرة شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند مسلم (1218) ، وأبي داود (1905) ، وابن حبان (1457) بلفظ: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ... ". وآخر مثله من حديث أبي بكرة عند البخاري (67) ، ومسلم (1679) ، سيرد 5/37 و45. وهو عند ابن حبان (3848) و (5973) و (5974) و (5975) . (1) في (ص) : حدثنا. (2) إسناده هو إسناد سابقه، وصحح الدارقطني وقفه كما سيرد. وأخرجه ابن عدي 1/216 من طريق سويد بن سعيد، عن أبي معاوية، عن إبراهيم الهجري، به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/113، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال الطبراني رجال الصحيح. قال الدارقطني في "العلل " 5/315: يرويه إبراهيم الهجري وعبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص، فرفعه علي بن عاصم، عن إبراهيم. وروي عن شعبة، = الحديث: 4263 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 298 4264 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّوْبَةُ مِنَ الذَّنْبِ: أَنْ يَتُوبَ مِنْهُ، ثُمَّ لَا يَعُودَ فِيهِ " (1)   = عن إبراهيم الهجري مرفوعاً، والصحيح موقوف. وكذلك رواه أصحاب الهجري عن أبي الأحوص، وكذلك رواه عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص موقوفاً. قال السندي: قوله: إياكم وهاتان الكعبتان: الكعبة: ما يُلعب به في النرد، والمراد النهي عن النرد، والله تعالى أعلم. وأما الألف في "هاتان " وما بعده، فأخرجه ابن مالك على لغة بني الحارث، فإنهم يجعلون المثنى بالألف في الأحوال كلها. وقال أبو البقاء: وقع في هذه الرواية: "هاتان " وما بعده بالرفع، والقياس النصب عطفاً على إياكم، كما تقول: إياك والشر، أي: جنب نفسك الشر، والمعنى: تجنبوا هاتين، وأما الرفع فيحتمل ثلاثة أوجه: أحدها: العطف على الضمير في عامل إياكم، أي: إياكم أنتم وهاتان.. والثاني: أن يكون مرفوعاً بفعل محذوف، تقديره: لتتجنب هاتان. والثالث: أن يكون منصوباً على لغة بني الحارث. انتهى قوله. (1) إسناده ضعيف، وقد روي مرفوعاً وموقوفاً، والصحيح وقفه، الهجري - وهو إبراهيم بن مسلم -: لين الحديث، وعلي بن عاصم: صدوق يخطىء ويصر على الخطأ، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، ثقة من رجال مسلم. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (7036) و (7037) من طريق بكر بن خنيس، عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/300 عن وكيع، عن سفيان الثوري، والبيهقي في "الشعب " (7035) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، = الحديث: 4264 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 299 4265 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَدَّثَنَا (1) عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَتَّقِ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ مِنَ النَّارِ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ " (2) 4266 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ   = عن أبي الأحوص، عن عبد الله موقوفاً، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. ولذا ذكر البيهقي أن الموقوف هو الصحيح، وأن رفعه ضعيف. وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/199-200، وقال: رواه أحمد، وإسناده ضعيف. وله شاهد موقوف من حديث عمر أخرجه ابنُ أبي شيبة 13/279 عن أبي الأحوص، والحاكم 2/495 من طريق سفيان، كلاهما عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر، قال: التوبة النصوح أن يتوب العبد من العمل السيىء، ثم لا يعود إليه أبداً. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وآخر موقوف أيضاً من حديث عوف بن ماللث عند الطبراني في "الكبير" 18/ (73) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 10/200، وقال: رواه الطبراني بإسناد حسن. قال السندي: قوله: التوبة: أي: الكاملة، وإلا فاصل التوبة لا يتوقف على عدم العود. قلنا: المراد بقوله: ثم لا يعود فيه، أن يعزم على ألا يعود. (1) في هامش (س) : حدثك. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وهو إسناد سابقه. وقد سلف برقم (3679) . الحديث: 4265 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 300 خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ، فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ، أَوْ لِيُنَاوِلْهُ مِنْهُ، فَإِنَّهُ وَلِيَ حَرَّهُ، وَدُخَانَهُ " (1) 4267 - قَرَأْتُ عَلَى أبي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَإِذَا هُوَ يَكْوِي غُلَامًا. قَالَ: قُلْتُ تَكْوِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، هُوَ دَوَاءُ الْعَرَبِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَ مَعَهُ دَوَاءً، جَهِلَهُ مِنْكُمْ مَنْ جَهِلَهُ، وَعَلِمَهُ مِنْكُمْ مَنْ عَلِمَهُ " (2) 4268 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَفْتَحُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ ثُلُثَ اللَّيْلِ الْبَاقِي، ثُمَّ يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَا عَبْدٌ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ حَتَّى يَسْطَعَ الْفَجْرُ " (3)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. وقد سلف برقم (3680) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) صحيح لغيره، وعلي بن عاصم - وإن سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه - توبع. أبو عبد الرحمن: هو السلَمي عبد الله بن حبيب. وسلف برقم (3578) ، وذكرنا هناك شواهده. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في الشواهد، إبراهيم الهجري - وهو = الحديث: 4267 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 301 4269 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ " (1)   = ابن مسلم -: لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 312 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً من طريق محمد بن فضيل، عن إبراهيم الهجري، به. وقد تقدم بإسناد صحيح برقم (3673) . (1) إسناده ضعيف. إبراهيم الهجري - وهو ابن مسلم - لين الحديث، وبقية رجاله ثقات غير سكين بن عبد العزيز، فمختلف فيه، وثقه ابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وضعفه أبو داود والنسائي والدارقطني، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وقال ابن عدي: لا بأس به، يروي عن قوم ضعفاء لعل البلاء منهم. أبو عبيدة الحداد: هو عبد الواحد بن واصل السدوسي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجُشَمي. وأخرجه الشاشي (714) ، والطبراني في "الكبير" (10118) من طرق عن سكين بن عبد العزيز، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/252، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط "، وفي أسانيدهم إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف. وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12656) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 10/252، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط "،= الحديث: 4269 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 302 إِلَى هُنَا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، وَمِنْ هَاهُنَا حَدَّثَنِي أَبِي 4270 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: فِي هَذِهِ الْآيَةِ {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] ، فَقَالَ: قَدِ انْشَقَّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ، أَوْ فِلْقَتَيْنِ، - شُعْبَةُ الَّذِي يَشُكُّ - فَكَانَ (1) فِلْقَةٌ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ، وَفِلْقَةٌ عَلَى الْجَبَلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اشْهَدْ " (2)   = ورجاله وثقوا، وفي بعضهم خلاف. قلنا: لكن إسناده منقطع. وآخر من حديث طلحة بن عبيد الله عند البزار (3605) بلفظ: "من اقتصد أغناه الله "، أورده الهيثمي في "المجمع " 10/252، وقال: وفيه ممن أعرفه اثنان. قوله: "ما عال من اقتصد"، أي: ما افتقر من أنفق قصداً، ولم يجاوزه إلى الإسراف. قاله السندي. (1) في (س) : وكان، وفي هامشها: نسخة: فكان، ونسخة أخرى: وكانت. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وأبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي. وأخرجه البخاري (4864) ، ومسلم (2800) (45) ، والنسائي في "الكبرى" (11552) - وهو في "التفسير" (772) -، والطبري في" تفسيره " 27/85، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/302، والبيهقي في "الدلائل " 2/265 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3869) و (3871) و (4864) ، ومسلم (2800) (44) ، والترمذي (3285) ، وأبو يعلى (5070) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/302، والبيهقي في "الدلائل " 2/265 من طرق عن الأعمش، به. = الحديث: 4270 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 303 4271 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ، لَقِيَهُ عُثْمَانُ بِعَرَفَاتٍ، فَخَلَا بِهِ، فَحَدَّثَهُ، ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: هَلْ لَكَ فِي فَتَاةٍ أُزَوِّجُكَهَا؟، فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، عَلْقَمَةَ، فَحَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَلْيَصُمْ، فَإِنَّ الصَّوْمَ، وِجَاؤُهُ، أَوْ وِجَاءٌ لَهُ " (1) 4272 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،   = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9996) من طريق يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله. قال الحافظ في "الفتح " 7/183: والمحفوظ عن شعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، وهو المشهور. وقد تقدم برقم (3583) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/170 و6/57، وفي "الكبرى" (2548) و (5318) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (272) عن شعبة، به. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (10166) من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، به. وتقدم برقم (3592) و (4023) و (4035) و (4112) . الحديث: 4271 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 304 أَنَّ الْأَسْوَدَ، وَعَلْقَمَةَ، كَانَا مَعَ عَبْدِ اللهِ فِي الدَّارِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: صَلَّى هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " فَصَلَّى بِهِمْ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، وَقَامَ وَسَطَهُمْ، وَقَالَ: إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَاصْنَعُوا هَكَذَا، فَإِذَا كُنْتُمْ أَكْثَرَ، فَلْيَؤُمَّكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَضَعْ أَحَدُكُمْ يَدَيْهِ بَيْنَ فَخِذَيْهِ إِذَا رَكَعَ، فَلْيَحْنَأْ، فَكَأَنَّمَا (1) أَنْظُرُ إِلَى اخْتِلَافِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 4273 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، وَعَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ وَضَعَتْ حَمْلَهَا بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِخَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو السَّنَابِلِ، فَقَالَ: كَأَنَّكِ تُحَدِّثِينَ نَفْسَكِ بِالْبَاءَةِ؟ مَا لَكِ ذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ أَبْعَدُ الْأَجَلَيْنِ، فَانْطَلَقَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا قَالَ أَبُو السَّنَابِلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَذَبَ أَبُو السَّنَابِلِ، إِذَا أَتَاكِ أَحَدٌ تَرْضَيْنَهُ (3) ، فَائتِينِي بِهِ - أَوْ قَالَ: فَأَنْبِئِينِي - فَأَخْبَرَهَا أَنَّ عِدَّتَهَا قَدِ   (1) في (ق) : فكأني. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وإبراهيم: هو النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (617) و (799) ، وفي "المجتبى" 2/50 و183-184 من طريقين عن شعبة، بهذا الإسناد. وقوله: قام وسطهم، تقدم بنحوه برقم (3927) . وقسم التطبيق تقدم برقم (3588) . (3) في (س) : ترتضينه. الحديث: 4273 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 305 انْقَضَتْ " (1) 4274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ سُبَيْعَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، وَقَالَ فِيهِ: " وَإِذَا أَتَاكِ كُفُؤٌ، فَائْتِينِي، أَوْ   (1) إسناده ضعيف، محمد بن جعفر سمع من سعيد - وهو ابن أبي عروبة - بعد اختلاطه، وقد أعله أحمد بالإرسال، فقال في كتاب "العلل " (4795) بعد أن أورده: أخطأ فيه غندر، فقال: عن عبد الله (يعني ابن مسعود) ، وخالفوه، ليس هو عن عبد الله، يعني مرسلاً. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وخِلَاس: هو ابن عمرو الهجري، وأبو حسان: هو مسلم بن عبد الله الأعرج. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/5، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح! قلنا: وخبر سبيعة بنت الحارث هذا ثابت من حديث أم سلمة عند البخاري (5318) و (4909) ، ومسلم (1485) (57) . ومن حديث سبيعة نفسها عند البخاري (5319) ، ومسلم (1484) (56) . ومن حديث المسور بن مخرمة عند البخاري (5320) . وانظر الرواية التالية. وقوله: أبعد الأجلين. قال السندي: يريد أنه قد جاءت آيتان متعارضتان، أحداهما تقتضي أن عدة الحاملة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشر، وهي قوله تعالى: (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا) الآية، والثانية تقتضي أن عدتها وضع الحمل، وهي قوله تعالى: (وأولاتُ الأحمالِ أجَلُهن أن يضَعْنَ حَمْلَهن) ، فالواجب هو الأخذ بالأجل المتأخر من الأجلين. قوله: كذب أبو السنابل: بين أن المعمول فيها هو قوله تعالى: (أولات الأحمال) . والله تعالى أعلم. الحديث: 4274 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 306 أَنْبِئِينِي " وَلَيْسَ فِيهِ ابْنُ مَسْعُودٍ (1)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس بن عمرو الهجري فمن رجال مسلم، إلا أن أحمد والبيهقي قد جزما بإرساله، وقال الحافظ في "الفتح " 9/471: يحتمل أن يكون عبد الله بن عتبة لقي سبيعة بعد أن كان بلغه عنها ممن سيذكر من الوسائط. قلنا: يعني بالوسائط عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري، فقد أخرجاه في "الصحيحين " من طريق عبد الله بن عتبة، عنه، عن سبيعة. ونحن نرى أنه قد سمعه منها أيضاً بغير واسطة، فقد روى عبد الرزاق في "مصنفه " (11722) ، وعنه أحمد 6/432، والطبراني 24/ (750) ، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته أنها ... فهذا كالصريح في أنه سمعه منها. عبد الله بن بكر: هو ابن حبيب السهمي، وقد سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط. وأخرجه الشافعي في "الرسالة" (1711) ، وفي "مسنده " 2/51) بترتيب السندي (، وسعيد بن منصور في "سننه " (1506) ، والبيهقي في "السنن " 7/429، والبغوي في "شرح السنة" (2388) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن سبيعة بنت الحارث. وعلقه البخاري في "صحيحه " (4910) بصيغة الجزم عن شيخيه سليمان بن حرب وأبي النعمان - وهو محمد بن الفضل المعروف بعارم -، عن حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن عبد الله بن عتبة، عن سبيعة. ومن طريق ابن سيرين أيضاً، عن أبي عطية مالك بن عامر، عن سبيعة. قال الحافظ في "الفتح " 8/655، ووصله الطبراني في "الكبير"، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي النعمان بلفظه، ووصله البيهقي في "السنن " 10/209-210 من طريق يعقوب بن سفيان، عن سليمان بن حرب. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 307 4275 - وقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: عَنْ خِلَاسٍ، عَنِ ابْنِ عُتْبَةَ، مُرْسَلٌ (1) 4276 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ وَلَا يَفْرِضُ لَهَا يَعْنِي: ثُمَّ يَمُوتُ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، وَأَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: اخْتَلَفُوا إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فِي ذَلِكَ شَهْرًا أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالُوا: لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَقُولَ فِيهَا؟ قَالَ: " فَإِنِّي أَقْضِي لَهَا مِثْلَ صَدُقَةِ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهَا، لَا وَكْسَ وَلَا شَطَطَ، وَلَهَا الْمِيرَاثُ، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ "، فَإِنْ يَكُ صَوَابًا، فَمِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ يَكُنْ خَطَأً، فَمِنِّي وَمِنَ الشَّيْطَانِ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَسُولُهُ بَرِيئَانِ، فَقَامَ رَهْطٌ مِنْ أَشْجَعَ،   = وأورده الهيثمي في "المجمع " 3/5، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وقد أخرجه البخاري (5319) ، ومسلم (1484) (56) من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه، أنه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم أن يسأل سبيعة الأسلمية كيف أفتاها النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث. فإذا ثبت سماع عبد الله بن عتبة من سبيعة كما سلف، فيكون هذا الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد. وانظر ما قبله وما بعده. (1) هو مكرر سابقه، وقوله: وقال عبد الوهاب، عن خلاس، عن ابن عتبة، يريد أن عبد الوهاب - وهو ابن عطاء الخفاف - قد تابع عبدَ الله بن بكر، فرواه من طريق خلاس، عن ابنِ عتبة - يعني عبد الله بن عتبة بن مسعود -، عن سبيعة، لم يذكر عبد الله بن مسعود. وانظر التعليق على الحديث السابق والذي قبله. الحديث: 4275 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 308 فِيهِمُ (1) الْجَرَّاحُ، وَأَبُو سِنَانٍ فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى فِي امْرَأَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا: بَرْوَعُ بِنْتُ وَاشِقٍ، بِمِثْلِ الَّذِي قَضَيْتَ، فَفَرِحَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِذَلِكَ فَرَحًا شَدِيدًا، حِينَ وَافَقَ قَوْلُهُ قَضَاءَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) 4277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ أَبِي (3) : فَقَرَأْتُ (4) عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، وَعَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ،   (1) في (ص) : منهم. (2) حديث صحيح، محمد بن جعفر - وإن سمع من سعيد، وهو ابن أبي عروبة بعد اختلاطه - قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وخلاس: هو ابن عمرو الهَجَري، وأبو حسان الأعرج: هو مسلم بن عبد الله. وأخرجه أبو داود (2116) من طريق يزيد بن زريع، والبيهقي في "السنن " 7/246 من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد، ويزيد والخفاف سمعا من سعيد قبل اختلاطه. وسلف برقم (4099) و (4100) . قوله: اختلفوا، أي: ترددوا وجاؤوا. قوله: في ذلك: سيجيء بيانه في الرواية التالية. مثل صَدُقَةِ: بفتح فضم، يريد: مهر المثل. لا وَكْس: بفتح فسكون، أي: لا نقصان منه. ولا شطط: أي: لا زيادة عليه. (3) القائل: قال أبي: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل. (4) في (ص) : قد قرأت. الحديث: 4277 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 309 أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ أُتِيَ فِي امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَلَمْ يُسَمِّ لَهَا صَدَاقًا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، قَالَ: فَاخْتَلَفُوا إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ زَوْجُهَا هِلَالَ أَحْسَبُهُ "، قَالَ: ابْنَ مُرَّةَ (1) قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ: " وَكَانَ زَوْجُهَا هِلَالَ بْنَ مُرَّةَ الْأَشْجَعِيَّ " 4278 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ خِلَاسٍ، وَأَبِي حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّهُ اخْتُلِفَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فِي امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَمَاتَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَقَامَ الْجَرَّاحُ، وَأَبُو سِنَانٍ، فَشَهِدَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِهِ فِيهِمْ، فِي الْأَشْجَعِ بْنِ رَيْثٍ، فِي بَرْوَعَ بِنْتِ وَاشِقٍ الْأَشْجَعِيَّةِ، وَكَانَ اسْمُ زَوْجِهَا هِلَالَ بْنَ مَرْوَانَ، قَالَ عَفَّانُ: قَضَى بِهِ فِيهِمْ، فِي الْأَشْجَعِ بْنِ رَيْثٍ، فِي بَرْوَعَ (2) بِنْتِ وَاشِقٍ الْأَشْجَعِيَّةِ وَكَانَ زَوْجُهَا هِلَالَ بْنَ مَرْوَانَ (3)   (1) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير خِلَاس- وهو ابن عمرو الهَجَري -، وأبي حسان - وهو الأعرج - فمن رجال مسلم. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ويحيى بن سعيد: هو القطان، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وسلف تخريجه فيما قبله (4276) ، ومطولًا برقم (4099) . (2) في (ق) : يربوع. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس = الحديث: 4278 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 310 4279 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَنْقَضِي الْأَيَّامُ، وَلَا يَذْهَبُ الدَّهْرُ حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي " (1) 4280 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ، حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ خَدِّهِ، يَقُولُ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ "، وَعَنْ يَسَارِهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ خَدِّهِ، يَقُولُ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ " (2)   = وأبي حسان فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: مو ابن يحيى العوذي. ومو مكرر سابقه و (4076) و (4099) . وقوله: في الأشجع بن ريث: يعني في قبيلة أجشع بن ريث التي منها بروع بنت واشق الأشجعية. وقوله: وكان زوجها هلال بن مروان: يعني أن بهزاً وعفان سمياه هلال بن مروان، وسماه عبد الوهاب الخفاف - كما سلف - هلال بن مرة، ورجح ابن الأثير في "أسد الغابة" 5/412: هلال بن مرة. (1) هو مكرر (3572) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص- وهو عوفُ بن مالك بن نضلة الجُشمي - فمن رجال مسلم. عمر بن عبيد: هو الطنافسي، وأبو إسحاق: هو السَّبيعي. = الحديث: 4279 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 311 4281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَبِي: وَقَالَ: غَيْرُهُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: بَيْنَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: وَاللهِ لَئِنْ وَجَدَ رَجُلٌ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِهِ فَتَكَلَّمَ لَيُجْلَدَنَّ، وَإِنْ قَتَلَهُ لَيُقْتَلَنَّ، وَلَئِنْ سَكَتَ لَيَسْكُتَنَّ عَلَى غَيْظٍ، وَاللهِ لَئِنْ أَصْبَحْتُ لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَئِنْ وَجَدَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَتَكَلَّمَ لَيُجْلَدَنَّ، وَإِنْ قَتَلَهُ لَيُقْتَلَنَّ، وَإِنْ سَكَتَ لَيَسْكُتَنَّ عَلَى غَيْظٍ؟ وَجَعَلَ يَقُولُ: " اللهُمَّ افْتَحْ، اللهُمَّ افْتَحْ "، قَالَ: فَنَزَلَتِ الْمُلَاعَنَةُ، {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} الْآيَةَ [النور: 6] (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 1/298-299، والنسائي في "المجتبى" 2/63، وفي "الكبرى" (1246) ، وابن ماجه (914) ، وابن خزيمة (728) ، وابن حبان (1990) ، والطبراني في "الكبير" (10173) ، من طريق عمر بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (3699) ، ومطولاً برقم (3660) . (1) حديث صحيح، على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن محمد المحاربي، فمن رجال مسلم. والإسناد متصل من طريقه وإن لم يذكر في سنده علقمة، فقد قال إبراهيم - وهو النخعي - فيما نقله المزي في ترجمته في "تهذيب الكمال ": إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحدٍ، عن عبد الله. = الحديث: 4281 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 312 4282 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، يَذْكُرُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ خَمْسًا، ثُمَّ انْفَتَلَ، فَجَعَلَ بَعْضُ الْقَوْمِ يُوَشْوِشُ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَانْفَتَلَ، فَسَجَدَ بِهِمْ سَجْدَتَيْنِ، وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ " (1) 4283 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ،   = قلنا: قد سلف برقم (4001) من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وسبق تخريجه هناك. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عبيد الله - وهو ابنُ عروة الثقفي - فمن رجال مسلم. ابن إدريس: هو عبد الله، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه مسلم (572) (92) ، وابن الجارود (246) ، وأبو يعلى (5225) ، وأبو عوانة 2/204، والبيهقي في "السنن " 2/342، من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (3455) ، ومسلم (572) (92) ، وأبو داود (1022) ، والنسائي في "المجتبى" 3/32-33، وابن خزيمة (1061) ، وأبو عوانة 2/203، 204، والطبراني في "الكبير" (9845) و (9846) ، والبيهقي في "السنن " 2/342 من طرق، عن الحسن بن عبيد الله، به. وقد تقدم برقم (3566) . قوله: يوشوش: قال ابن الأثير: الوشوشة: كلام مختلط خفي لا يكاد يفهم، ورواه بعضهم بالسين المهملة، ويريد به الكلام الخفي. الحديث: 4282 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 313 عَنْ الْهُزَيْلِ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْوَاشِمَةَ، وَالْمَتَوَشِّمَةَ، (2) وَالْوَاصِلَةَ، وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُحِلَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَآكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ " (3) 4284 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْوَاشِمَةَ، وَالْمُتَوَشِّمَةَ،   (1) تحرف في (م) إلى: عن أبي الهزيل. (2) في (ص) : والموشمة، وفي (س) : والمؤتشمة. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس - وهو عبد الرحمن بن ثروان -، والهزيل - وهو ابن شرحبيل الأودي - فمن رجال البخاري. سفيان: هو الثوري. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 8/488، والدارمي 2/246، والنسائي في "المجتبى" 6/149، والطبراني في "الكبير" (9878) ، والبيهقي في "السنن " 7/208، من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (4284) و (4403) . وانظر (3725) و (3945) . قوله: والمحل: من الإحلال، والمحلل له: من التحليل، وهما بمعنى، ولذا روي المحل والمحل له بلام واحدة مشددة، والمحلل والمحلل له، بلامين أولهما مشددة، ثم المحَلَل: من تزوج مطلقة الغير ثلاثاً لتحل له، والمُحَلَّل له: هو المُطَلق، وإنما لعن، لأنه هتكُ مروءةٍ، وقلةُ حمية، وخِسَّةُ نفسٍ، وهو بالنسبة إلى المحلَّل له ظاهِرٌ، وأما المُحَلِّل، فإنه كالتيس يُعير نفسه بالوطء لغرض الغير، وتسميتُه محللاً عند من يقول بصحة نكاحه ظاهرةٌ، ومن لا يقولُ بها، لأنه قصد التحليلَ وإن كانت لا تحل، والله تعالى أعلم. قاله السندي. الحديث: 4284 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 314 وَالْوَاصِلَةَ، وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُحَلِّلَ (1) ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَآكِلَ الرِّبَا، وَمُطْعِمَهُ " (2) 4285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: " الصَّلَوَاتُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3) 4286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنِّي بِالْكُوفَةِ فِي دَارِي، إِذْ سَمِعْتُ عَلَى بَابِ الدَّارِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَلِجُ؟ قُلْتُ: عَلَيْكُمُ السَّلَامُ فَلِجْ، فَلَمَّا دَخَلَ، فَإِذَا هُوَ   (1) لفظ: "والمُحَلِّل " لم يرد في (س) ولا (ظ1) ، وذكر في هامشيهما. (2) هو مكرر ما قبله، وإسناده صحيح على شرط البخاري. قوله: والموصولة: وقعت في (م) : والموصلة، والمثبت من النسخ الخطية. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9816) ، والبيهقي في "الشعب " (4220) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقد تقدم برقم (3890) . الحديث: 4285 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 315 عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَيَّةُ سَاعَةِ زِيَارَةٍ هَذِهِ؟ وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ: طَالَ عَلَيَّ النَّهَارُ، فَذَكَرْتُ مَنْ أَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُحَدِّثُهُ، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَكُونُ فِتْنَةٌ، النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمُضْطَجِعِ، وَالْمُضْطَجِعُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِدِ، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ، وَالرَّاكِبُ خَيْرٌ مِنَ الْمُجْرِي قَتْلَاهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَتَى ذَلِكَ؟، قَالَ: " ذَلِكَ أَيَّامَ الْهَرْجِ "، قُلْتُ: وَمَتَى أَيَّامُ الْهَرْجِ؟ قَالَ: " حِينَ لَا يَأْمَنُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ "، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " اكْفُفْ نَفْسَكَ وَيَدَكَ، وَادْخُلْ دَارَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَيَّ دَارِي؟ قَالَ: " فَادْخُلْ بَيْتَكَ "، قَالَ: قُلْتُ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟ قَالَ: " فَادْخُلْ مَسْجِدَكَ، وَاصْنَعْ هَكَذَا، - وَقَبَضَ بِيَمِينِهِ عَلَى الْكُوعِ - وَقُلْ: رَبِّيَ اللهُ، حَتَّى تَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ " (1)   (1) إسناده ضعيف على نكارة في بعض ألفاظه. الراوي عن عمرو بن وابصة مبهم فهو مجهول، وعلى القول بأنه إسحاق بن راشد كما في الرواية التالية، فهو مختلف فيه. وعمرو بن وابصة لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في "الثقات ". وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/301-302، وقال: رواه أبو داود باختصار، ورواه أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات! = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 316 4287 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَابِصَةَ الْأَسَدِيِّ (1)   = وانظر ما بعده. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (3601) ، ومسلم (2886) بلفظ: "ستكون فِتَنٌ، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيهاخيرمن الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ فليَعُذْ بهِ "، وسيرد في "المسند" 2/282. وعن أبي بكرة عند مسلم (2887) ، سيرد 5/48. وعن سعد بن أبي وقاص تقدم برقم (1446) و (1609) . قوله: أألج: مضارع من الولوج، وهو الدخول، وقوله: فلج: أمر منه. قوله: أيةُ ساعةِ زيارةٍ هذه: والمراد أن هذه الساعة ليست ساعة للزيارة، فكيف جئتني فيها زائراً. قوله: النائم فيها: أي: كل من كان بعيداً عن المباشرة فهو خير من القريب. من المُجْري: أي: من الذي يُجري فرسه. قاله الندي. (1) إسناده ضعيف. إسحاق بن راشد مختلف فيه، وثقه ابن معين في رواية، وقال في أخرى: صالح الحديث. ووافقه العجلي والغلابي، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال يعقوب بن سفيان: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس، وفي رواية أخرى: ليس بذاك القوي. وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه. وقال أبو حاتم: شيخ. وهذه اللفظة تساوي قول ابن خزيمة لا يحتج بحديثه. وقال الذهلي: النعمان وإسحاق ابنا راشد الجزريان أشد اضطراباً من صالح بن أبي الأخضر وزمعة بن صالح ومحمد بن أبي حفصة. ثم إنه لم يصرح بسماعه من عمرو بن وابصة الأسدي. وهو عند أبي داود (4258) من طريق شهاب بن خراش - وهو ممن يخطىء كثيراً عند ابن حبان، وفي بعض رواياته ما ينكر عليه عند ابن عدي - عن القاسم بن غزوان - وهو شبه مجهول -، عن إسحاق بن راشد، عن سالم، قال: حدثني= الحديث: 4287 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 317 4288 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، أَنَّ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بِئْسَمَا لِلرَّجُلِ، أَوْ لِلْمَرْءِ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ سُورَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ أَوْ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ (1) بَلْ هُوَ نُسِّيَ " (2) 4289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، فِي قَوْلِهِ: عَزَّ وَجَلَّ {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] قَالَ:   = عمرو بن وابصة ... وسالم هذا جاء في الرواية غير منسوب، فاختلفوا في تعيينه، فقيل: هو ابن أبي الجعد، وقيل: هو ابن أبي المهاجر، وقيل: هو ابن عجلان، وهذا اضطراب لا يخرجه عن حيز الجهالة. وعمرو بن وابصة سلف أنه لم يوثقه غير ابن حبان. وانظر ما قبله. (1) قوله: "أو آية كيت وكيت " لم يرد في (ق) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (5969) . وأخرجه مسلم (790) (230) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/290 من طريقين عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (422) ، والنسائي في "الكبرى" (10560) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (724) - من طريق محمد بن جحادة، عن عبدة بن أبي لبابة، به. وعلقه البخاري عقب الحديث (5032) . وسلف برقم (4085) ، ومطولا برقم (3620) . الحديث: 4288 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 318 قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: " رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفْرَفًا أَخْضَرَ مِنَ الْجَنَّةِ قَدْ سَدَّ الْأُفُقَ "، ذَكَرَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) 4290 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ: سَمِعَ إِبْرَاهِيمَ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي أَخَذْتُ امْرَأَةً فِي الْبُسْتَانِ، فَفَعَلْتُ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُجَامِعْهَا، قَبَّلْتُهَا وَلَزِمْتُهَا، وَلَمْ أَفْعَلْ غَيْرَ ذَلِكَ، فَافْعَلْ بِي مَا شِئْتَ، فَلَمْ يَقُلْ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَذَهَبَ الرَّجُلُ، فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ لَوْ سَتَرَ عَلَى نَفْسِهِ قَالَ فَأَتْبَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ، فَقَالَ: " رُدُّوهُ عَلَيَّ "، فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "تفسير عبد الرزاق 2/253. وأخرجه الطيالسي (279) ، والبخاري (3233) و (4858) ، والنسائي في "الكبرى" (11543) - وهو في "التفسير" (563) -، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 204، والطبراني في "الكبير" (9051) و (9052) و (9053) ، وابن منده في " الإيمان " (746) و (747) و (748) و (750) ، والبيهقي في " الدلائل " 2/372 من طرق، عن الأعمش، به. وبنحوه أخرجه النسائي في "الكبرى" (11540) - وهو في "التفسير " (560) - من طريق أبي إسحاق الشيباني، عن زر، عن ابن مسعود، به. وانظر (3740) . الحديث: 4290 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 319 يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] إِلَى: {الذَّاكِرِينَ} [الأحزاب: 35] فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: أَلَهُ وَحْدَهُ أَمْ لِلنَّاسِ كَافَّةً يَا نَبِيَّ اللهِ؟، فَقَالَ: " بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً " (1) 4291 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالْأَسْوَدِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) 4292 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعَانَ قَوْمَهُ عَلَى ظُلْمٍ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (13829) ، وفي "تفسيره " ج 1/ق2/314-315، ومن طريقه أخرجه الطبري في "تفسيره " (18670) . وتتملف برقم (3653) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان الجوهري، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه الطيالسي (285) ، والنسائي في "الكبرى" (7323) ، وأبو يعلى (5343) ، والطبري في "التفسير" (18671) ، والشاشي (365) ، وابن حبان (1728) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (3653) . الحديث: 4291 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 320 فَهُوَ كَالْبَعِيرِ الْمُتَرَدِّي يَنْزِعُ بِذَنَبِهِ " (1) 4293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: أَفَضْتُ مَعَ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ عَرَفَةَ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا الْعَشَاءَ، ثُمَّ نَامَ، فَلَمَّا قَالَ قَائِلٌ: طَلَعَ الْفَجْرُ، صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ " هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ أُخِّرَتَا عَنْ وَقْتِهِمَا فِي هَذَا الْمَكَانِ، أَمَّا الْمَغْرِبُ، فَإِنَّ النَّاسَ لَا يَأْتُونَ هَاهُنَا حَتَّى يُعْتِمُوا (2) ، وَأَمَّا الْفَجْرُ فَهَذَا الْحِينُ "، ثُمَّ وَقَفَ، فَلَمَّا أَسْفَرَ، قَالَ: إِنْ أَصَابَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، دَفَعَ الْآنَ، قَالَ: فَمَا فَرَغَ عَبْدُ اللهِ مِنْ كَلَامِهِ حَتَّى دَفَعَ عُثْمَانُ (3)   (1) إسناده حسن من أجل سماك - وهو ابن حرب - إن صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله - وهو ابن مسعود - لهذا الحديث من أبيه، فهو إنما سمع من أبيه شيئاً يسيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وهو مكرر (3726) ، ومختصر (3801) . (2) في (ظ1) و (م) : يعتمون. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي. وسلف من طريق إسرائيل برقم (3969) ، ومختصراً برقم (3637) .= الحديث: 4293 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 321 4294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ مِينَاءَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ وَفْدِ الْجِنِّ فَلَمَّا انْصَرَفَ تَنَفَّسَ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ فَقَالَ: " نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي يَا ابْنَ مَسْعُودٍ " (1)   = وسيرد برقم (4399) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، وجعل لفظ التحويل من قول ابن مسعود. قوله: وجعل بينهما العَشَاء، بالفتح: الطعام. أخرتا: أي: حولتا ونقلتا، وإلا فالفجر تقدمت على الوقت المعتاد، لا تأخرت. يعتمون: من أعتم إذا دخل في العتمة، وهي الظلمة، والمراد العشاء. قاله السندي. (1) حديث شبه موضوع. ميناء - وهو ابن أبي مينا الخراز - قال الدارقطني: متروك، وكذبه أبو حاتم، وقال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال العقيلي: روى عنه همامُ بنُ نافع (والد عبد الرزاق) أحاديث مناكير لا يتابع منها على شيء. وبقية رجاله ثقات، عبد الرزاق: هو ابن همام بن نافع الصنعاني. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف " (20646) مطولاً بذكر الاستخلاف بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1183) ، والطبراني في "الكبير" (9970) . وأورده الهيثمي في "المجمع " 5/185، مطولاً، وقال: رواه الطبراني، وفيه ميناء، وهو كذاب، ثم أورده مختصراً 9/22، وقال: رواه أحمد، وفيه ميناء بن أبي ميناء، وثقه ابن حبان، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات. وأورده ابن كثير في "التفسير" 4/166، وقال: غريب جداً، وأحر به ألا يكون محفوظاً. وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات "، ونقله عنه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" 1/377، فتعقبه السيوطي بأن ميناء تابعه أبوعبد الله الجدلي عند الطبراني. = الحديث: 4294 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 322 4295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْظُرَ، فَأُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ بُيُوتَهُمْ، لَا يَشْهَدُونَ الْجُمُعَةَ " (1) 4296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ الْعَبْسِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ،   = قلنا: هذا التعقب لا قيمة له، وهذه المتابعة لا يُفرح بها، فهي عند الطبراني في "الكبير" (9969) من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي، عن حرب بن صبيح، عن سعيد بن مسلم، عن أبي مرة الصنعاني، عن أبي عبد الله الجدلي، عن ابن مسعود، به، مطولاً. ويحيى بن يعلى الأسلمي، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: مضطرب الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الأشياء المقلوبة، وحرب بن صبيح وأبو مرة الصنعاني ليس لهما ترجمة في كتب الجرح والتعديل. وقد أورده الهيثمي في "المجمع " 8/314-315، وقال: رواه يحيى بن يعلى الأسلمي، وهو ضعيف. ولم يذكر عن حرب بن صبيح وأبي مرة الصنعاني شيئاً. وقال ابن كثير في "تفسيره " 4/166، وقال: وهذا إسناد غريب، وسياق عجيب. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي- فمن رجال مسلم، معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف " (5170) . وسلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، وبرقم (3816) بذكرها. الحديث: 4295 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 323 عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ الْجِنِّ تَخَلَّفَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ وَقَالَا: نَشْهَدُ الْفَجْرَ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَعَكَ مَاءٌ؟ " قُلْتُ: لَيْسَ مَعِي مَاءٌ، وَلَكِنْ مَعِي إِدَاوَةٌ فِيهَا نَبِيذٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ " فَتَوَضَّأَ (1) 4297 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ فِتْيَانِي، فَيَحْزِمُوا حَطَبًا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا   (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى عمرو بن حريث، وقد تقدم الكلام عليه في الرواية المتقدمة برقم (3810) ، وبافي رجاله ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري، وأبو فزارة العبسي: هو راشد بن كيسان. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف " (693) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (384) ، والطبراني في "الكبير" (9963) ، والبيهقي في "السنن " 1/9. وأخرجه الشاشي (827) و (828) ، وابن عدي في "الكامل " 7/2746 من طريقين، عن سفيان، به. وانظر (3782) . قال السندي: قوله: تخلف منهم، أي: من الجن، رجلان: ظاهره أن إطلاق الرجل لا يختص ببني آدم، ويحتمل أن المراد شخصان. قوله: فتوضأ: قد سبق ما يتعلق به، وقال الحافظ ابن حجر: أطبق علماء السلف على تضعيف هذا الحديث، وقيل: منسوخ بآية التيمم، لأنها بعده بلا خلاف. قلت: ولعلمائنا الحنفية فيما ذكره مقال، لكن الإنصاف أن ما ذكر أقرب، والحق أحق بالاتباع. الحديث: 4297 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 324 يَؤُمُّ بِالنَّاسِ، فَأُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ بُيُوتَهُمْ، لَا يَشْهَدُونَ الْجُمُعَةَ " (1) 4298 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ مَرَّةً، فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَثَوَّبَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْوَلِيدُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ أَجَاءَكَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَمْرٌ فِيمَا فَعَلْتَ، أَمِ ابْتَدَعْتَ؟ قَالَ: " لَمْ يَأْتِنِي أَمْرٌ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَمْ أَبْتَدِعْ وَلَكِنْ أَبَى الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْنَا، وَرَسُولُهُ أَنْ نَنْتَظِرَكَ بِصَلَاتِنَا، وَأَنْتَ فِي حَاجَتِكَ " (2)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن خالد - وهو ابن عبيد القرشي الصنعاني -، ورباح - وهو ابن زيد القرشي - فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. معمر: هو ابن راشد، وأبو إسحاق: هو السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وقد سلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، وبرقم (3816) و (4295) بذكرها. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن خالد - وهو الصنعاني -، ورباح - وهو ابن زيد الصنعاني - فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. عبد الله بن عثمان: هو ابن خثيم المكي، والقاسم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وقد صح سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فيما قاله ابن المديني، ونقله عنه الحافظ في "التهذيب " 6/216، وأمير المؤمنين هنا: هو عثمان بن عفان رضي الله عنه. وأخرجه البيهقي في "السنن " 3/124، وفي "الدلائل " 6/397 من طريق داود بن عبد الرحمن المكي، عن عبد الله بن عثمان، بهذا الإِسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (3790) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9500) عن معمر، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن القاسم بن عبد الرحمن، = الحديث: 4298 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 325 4299 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، فَأَمَرَ ابْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَأْتِيَهُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، فَجَاءَهُ (1) بِحَجَرَيْنِ وَبِرَوْثَةٍ، فَأَلْقَى الرَّوْثَةَ، وَقَالَ: " إِنَّهَا رِكْسٌ، ائْتِنِي بِحَجَرٍ " (2)   = مرسلاً، لم يذكر عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. وأورده الهيثمي في "المجمع " 1/324، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات. قلنا: لم يذكر أنه عند الطبراني مرسل. وانظر (3790) و (3889) . (1) في (ق) : فأتاه. (2) حديث صحيح دون قوله: "ائتني بحجر"، وهذه الزيادة تصح إن ثبت سماع أبي إسحاق - وهو السَبيعي - لهذا الحديث من علقمة بن قيس - وهو النخعي -، وقد أثبته الكرابيسي فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح " 1/257، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: أبو إسحاق لم يسمع من علقمة شيئاً. ورجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. معمر: هو ابن راشد. وأخرجه الطبراني (9951) ، والدارقطني في "السنن " 1/55، والبيهقي في "السنن " 1/103 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/122 من طريق زهير بن عباد الرؤاسي، عن يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود قالا: قال ابن مسعود، فذكر نحوه. قلنا: علقمة هنا قد توبع بالأسود، وقد سمع منه أبو إسحاق السبيعي، لكن يزيد بن عطاء الوارد في إسناد الحديث مختلف فيه، وقال الحافظ في "التقريب ": لين الحديث، ثم إن الطحاوي لم يذكر لفظ الحديث، ليعلم هل فيه زيادة: "ائتني بحجر" أم لا، بل قال: فذكر نحوه. = الحديث: 4299 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 326 4300 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " مَا صُمْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعًا، وَعِشْرِينَ أَكْثَرَ مِمَّا صُمْتُ مَعَهُ ثَلَاثِينَ " (1)   = وقد أورد الحافظ ابن حجر هذا الحديث بهذه الزيادة في " الفتح " 1/257، وقال: ورجاله ثقات أثبات، وقد تابع عليه معمراً أبو شيبة الواسطي (هو إبراهيم بن عثمان) ، وهو ضعيف أخرجه الدارقطني (هو عنده في "السنن " 1/55) ، وتابعهما عمار بن رزيق أحد الثقات، عن أبي إسحاق، وقد قيل: إن أبا إسحاق لم يسمع من علقمة، لكن أثبت سماعه لهذا الحديث منه الكرابيسي، وعلى تقدير أن يكون أرسله عنه فالمرسل حجة عند المخالفين (يريد الطحاوي ومن هو على مذهب الإمام أبي حنيفة) ، وعندنا أيضاً إذا اعتضد، واستدلال الطحاوي (يعني لعدم اشتراط الثلاثة) فيه نظر بعد ذلك، لاحتمال أن يكون اكتفى بالأمر الأول في طلب الثلاثة، فلم يجدد الأمر بطلب الثالث، أو اكتفى بطرف أحدهما عن الثالث لأن المقصود بالثلاثة أن يمسح بها ثلاث مسحات، وذلك حاصل ولو بواحد. وقال السندي: ولا يخفى أن هذه الزيادة إن ثبتت يبطل استدلالهم قطعا، لدلالتها على أنه ما اكتفى بحجرين، وقد اعتنى الحافظ ابن حجر في إثباتها. ثم ذكر كلامه المتقدم. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال دينار والد عيسى، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عيسى بن دينار، فمن رجال أبي داود والترمذي، وهو ثقة، وقول محقق كتاب ابن خزيمة: إسناده صحيح، وإقرار مراجعه عليه وهم منهما. وأخرجه أبو داود (2322) ، والترمذي (689) ، وابن خزيمة (1922) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/47، من طريق ابن أبي زائدة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وسعد بن أبي وقاص وابن= الحديث: 4300 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 327 4301 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَعَكَ طَهُورٌ "، قُلْتُ: لَا، قَالَ: " فَمَا هَذَا فِي الْإِدَاوَةِ؟ "، قُلْتُ: نَبِيذٌ، قَالَ: " أَرِنِيهَا، تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ " فَتَوَضَّأَ مِنْهَا وَصَلَّى (1) 4302 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ لَنَا نِسَاءٌ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَسْتَخْصِي؟ " فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ} الْآيَةَ [المائدة: 87] " (2) 4303 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ خِشْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دِيَةِ الْخَطأِ   = عباس وابن عمر وأنس وجابر وأم سلمة وأبي بكرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الشهر يكون تسعاً وعشرين ". وقد تقدم برقم (3776) . (1) هو مكرر (3810) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة الهمداني، إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابنُ أبي حازم. وقد تقدم برقم (3650) و (3986) و (4113) . الحديث: 4301 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 328 عِشْرِينَ بِنْتَ مَخَاضٍ، وَعِشْرِينَ ابْنَ مَخَاضٍ، ذَكَرًا (1) ، وعِشْرِينَ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَعِشْرِينَ حِقَّةً، وَعِشْرِينَ جَذَعَةً " (2)   (1) في (ظ 1) وهامش النسخ الأخرى: ذكوراً. (2) إسناده ضعيف. حجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس وقد عنعن، وخشف - وهو ابن مالك - جهله غير واحد، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة. وأخرجه بتمامه الترمذي (1386) ، والنسائي في "المجتبى" 8/43-44، من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عبد الله موقوفاً، وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا، وهو قولُ أحمد وإسحاق. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/133، وأبو داود (4545) ، وابن ماجه (2631) ، والدارقطني في "السنن " 3/173، والبيهقي في "السنن " 8/75 من طرق عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. قال الدارقطني: هذا حديث ضعيف غير ثابت عند أهل المعرفة بالحديث من وجوه عدة، فذكرها. وقال أبو داود: وهو قولُ عبد الله، وقال البيهقي: يعني إنما روي من قول عبد الله موقوفاً غير مرفوع. قلنا: قد أخرجه موقوفاً عبد الرزاق (17238) ، وابن أبي شيبة 9/134، والطبراني في "الكبير" (9730) ، والدارقطني في "السنن " 3/173-174، من طريق سفيان الثوري، عن منصور، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الله. وهذا إسناد صحيح، فقد مر في غير موضع أن إبراهيم النخعي إذا روى عن عبد الله دون واسطة فهو عن غير واحد عنه، وإذا سمى رجلاً فهو الذي سمع منه، وقال الدارقطني: فهذه الرواية وإن كان فيها إرسال فإبراهيم النخعي هو إعلمُ الناس بعبد الله وبرأيه وبفتياه، قد أخذ ذلك عن أخواله علقمة والأسود وعبد الرحمن ابني يزيد وغيرهم من كبراء = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 329 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أصحاب عبد الله، وهو القائل: إذا قلت لكم: قال عبد الله بن مسعود، فهو عن جماعة من أصحابه، عنه، وإذا سمعته من رجل واحد سميته لكم، ثم قال: الخبر المرفوع الذي فيه ذكر بني المخاض لا نعلمه رواه إلا خشف بن مالك، عن ابن مسعود، وهو رجل مجهول، ولم يروه عنه إلا زيد بن جبير بن حرمل الجشمي، وأهلُ العلم بالحديث لا يحتجون بخبرٍ ينفرد بروايته رجل غير معروف، وإنما يثبت العلمُ عندهم بالخبر إذا كان راويه عدلاً مشهوراً، أو رجل قد ارتفع اسم الجهالة عنه، وارتفاع اسم الجهالة عنه أن يروي عنه رجلان فصاعداً، فإذا كان هذه صفته ارتفع عنه إسم الجهالة، وصار حينئذ معروفاً، فأما من لم يرو عنه إلا رجل واحد انفرد بخبر وجب التوقفُ عن خبره ذلك حتى يُوافقه غيره، والله أعلم، ثم قال: خبر خشف بن مالك لا نعلم أن أحداً رواه عن زيد بن جبير عنه إلا حجاج بن أرطاة، والحجاج فرجل مشهور بالتدليس، وبأنه يحدث عمن لم يلقه، ومن لم يسمع منه. ثم قال الدارقطني 3/176 في هذا الحديث: رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن حجاج، واختلف عنه، فرواه سُريج بن يونس بموافقة عبد الرحيم وعبد الواحد بن زياد، وخالفه أبو هشام الرفاعي، فرواه عنه بموافقة أبي معاوية الضرير ومن تابعه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل دية الخطأ أخماساً لم يفسرها، فقد اختلفت الرواية عن الحجاج كما ترى، فيشبه أن يكون الصحيح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل دية الخطأ أخماساً كما رواه أبو معاوية وحفص وأبو مالك الجنبي وأبو خالد وابن أبي زائدة في رواية أبي هشام عنه ليس فيه تفسير الأخماس لاتفاقهم على ذلك، وكثرة عددهم، وكلهم ثقات، ويشبه أن يكون الحجاج ربما كان يفسر الأخماس برأيه بعد فراغه من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيتوهم السامع أن ذلك في حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس ذلك فيه، وإنما هو من كلام الحجاج ... إلى آخر ما ذكره الدارقطني فانظره. وقد نقل البيهقي في "السنن " 8/75-76 كلام الدارقطني هذا مختصراً، ثم قال: وكيفما كان فالحجاج بن أرطاة غير محتج به، وخشف بن مالك مجهول، والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن مسعود، والصحيح عن عبد الله أنه جعل أحد = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 330 4304 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَأَنَا الَّذِي رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي " (1) 4305 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، قَالَ: أَخَذَ عَلْقَمَةُ بِيَدِي، قَالَ:   = أخماسها بني المخاض. ثم قال: وقد اعتذر من رغب عن قول عبد الله رضي الله عنه في هذا بشيئين: أحدهما ضعف رواية خشف بن مالك، عن ابن مسعود بما ذكرنا، وانقطاع رواية من رواه عنه موقوفاً، فإنه إنما رواه إبراهيم النخعي، عن عبد الله، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، وأبو إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله. ورواية إبراهيم، عن عبد الله منقطعة لا شك فيها، ورواية أبي عبيدة، عن أبيه لأن أبا عبيدة لم يدرك أباه، وكذلك رواية أبي إسحاق السبيعي عن علقمة منقطعة، لأن أبا إسحاق رأى علقمة، لكن ثم يسمع منه شيئاً. قلنا: الذي أخرجه من طريق أبي إسحاق عن علقمة، عن عبد الله: ابنُ أبي شيبة 9/133، والبيهقي في "السنن " 8/74 و74-75. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6663) و (6743) و (7033) ، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى في دية الخطأ ثلاثين ابنة مخاض، وثلاثين ابنة لبون، وثلاثين حقة، وعشر بنو لبون ذكور. وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك. (1) صحيح، زكريا والد يحيى، وهو ابن أبي زائدة - وإن سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي- بعد الاختلاط - متابع، أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وقد تقدم برقم (3559) . الحديث: 4304 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 331 أَخَذَ عَبْدُ اللهِ بِيَدِي، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي: فَعَلَّمَنِي التَّشَهُّدَ فِي الصَّلَاةِ: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ، وَرَسُولُهُ " (1) 4306 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى، وَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ، فَذَكَرَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَبْلَ السَّاعَةِ أَيَّامٌ يُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ، وَيَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ "، قَالَ: قَالَا: الْهَرْجُ (2) : الْقَتْلُ (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحسن بن الحر، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة، حسين بن علي: هو الجعفي الكوفى، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/291، وابن حبان (1963) ، والطبراني في "الكبير" (9926) ، والدارقطني في "سننه " 1/352، من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. وتقدم برقم (4006) من طريق زهير بن معاوية، عن الحسن بن الحر، به، وبرقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله. (2) في هامش (س) : قالوا: ما الهرج؟ قال: القتل. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وسليمان: هو الأعمش، وشقيق: هو ابن سلمة. = الحديث: 4306 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 332 4307 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَرَيْنَا لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ امْتَسَسْنَا (1) الْأَرْضَ فَنِمْنَا وَرَعَتْ رِكَابُنَا؟ قَالَ: " فَفَعَلَ "، قَالَ: فَقَالَ: " لِيَحْرُسْنَا بَعْضُكُمْ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقُلْتُ: أَنَا أَحْرُسُكُمْ، قَالَ: فَأَدْرَكَنِي النَّوْمُ فَنِمْتُ، لَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا، وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ، وَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِكَلَامِنَا، " فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ (2) ثُمَّ أَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)   = وأخرجه مسلم (2672) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (3695) ، وبرقم (3841) . (1) في (ص) و (ق) و (م) : أمَسَّتْنا، وقي طبعة الشيخ أحمد شاكر: امتسسنا. (2) في (ق) و) ظ 1) : فأذن فنادى. (3) إسناده حسن إن ثبت سماع عبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - من أبيه، فقد سمع من أبيه شيئاً يسيراً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك - وهو ابن حرب - فمن رجال مسلم، وهو صدوق. حسين بن علي: هو ابن الوليد الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/83، والبزار (399) ، وأبو يعلى (5010) ، وابن حبان (1580) من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10349) من طريق أسباط، عن سماك، به. وذكرنا أحاديث الباب بعد تخريج الرواية (3657) . قوله: لو أمسَسْتَنا: من الإِمساس، أي: لو أمرتنا بالنزول عن ظهور الركاب إلى= الحديث: 4307 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 333 4308 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي الْوَاصِلِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لُعِنَ الْمُحِلُّ (1) ، وَالْمُحَلَّلُ لَهُ " (2) 4309 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانُوا يَقْرَءُونَ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " خَلَطْتُمْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ " (3)   = الأرض لكان أحسن، أو كلمة: " لو " للتمني، فلا تحتاج إلى جواب. قاله السندي. (1) في (ق) و (ظ 1) : لعن الله المُحِل. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي الواصل كما قال الحسيني في "الإكمال " ص 561، ونقله عنه الحافظ في "التعجيل " ص 527 وأقره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير زكريا بن عدي - وهو ابن الصلت التيمي - فمن رجال مسلم، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه أبو يعلى (5054) ، والشاشي (862) ، والبغوي في "شرح السنة" (2293) من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4283) . (3) إسناده حسن، يونس بن أبي إسحاق مختلف فيه، وضعف أحمد حديثه عن أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. = الحديث: 4308 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 334 4310 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ " (1)   = وأخرجه البزار (488) "زوائد"، وأبو يعلى (5006) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام " (254) ، والبزار (488) " زوائد "، وأبو يعلى (5397) ، والدارقطني في "السنن " 1/341، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام " (449) من طريقين عن يونس بن أبي إسحاق، به. قال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا يونس. وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/110، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح. وفي الباب عن أبي هريرة عند أبي داود (826) ، والترمذي (312) ، والنسائي 2/140-141، وابن حبان (1849) ، سيرد 2/240 و284 و285 و301 و487. وعن عمرانَ بن حُصين عند مسلم (398) ، وصححه ابن حبان (1845) ، وسيرد في "المسند" 4/426 و431. وعن أنس بن مالك عند الدارقطني 1/340، وابن حبان (1844) . (1) حديث صحيح، حجاج - وهو ابن أرطاة، وإن ضعيفاً - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون، وفضيل: هو ابن عمرو الفقيمي، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5289) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/89 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج، به، موقوفاً. وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (91) (147) و (149) ، والترمذي (1999) ، = الحديث: 4310 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 335 4311 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَا وَعَمِّي بِالْهَاجِرَةِ، قَالَ: فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَقُمْنَا خَلْفَهُ، قَالَ: فَأَخَذَنِي بِيَدٍ، وَأَخَذَ عَمِّي بِيَدٍ، قَالَ: ثُمَّ قَدَّمَنَا حَتَّى جَعَلَ كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا عَلَى نَاحِيَةٍ، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً " (1) 4312 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، كَانَ فِي مَمْلَكَتِهِ، فَتَفَكَّرَ (2) ، فَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مُنْقَطِعٌ عَنْهُ، وَأَنَّ مَا هُوَ فِيهِ قَدْ شَغَلَهُ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ، فَتَسَرَّبَ فَانْسَابَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ قَصْرِهِ، (3)   = وابن خزيمة في "التوحيد" ص 384، وأبو عوانة 1/31، وابن حبان (5466) ، وابن منده في "الإيمان " (540) و (541) ، والحاكم 4/181، والبيهقي في "الآداب " (591) من طريق أبان بن تغلب، عن فضيل، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وقد سلف برقم (3913) . (1) إسناده حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (4386) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي. وسيرد تخريجه في الرواية الآتية المطولة برقم (4386) . (2) في هامش (س) : يتفكر (خ) 0 (3) في هامش (س) : فتسور (خ) . الحديث: 4311 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 336 فَأَصْبَحَ فِي مَمْلَكَةِ غَيْرِهِ، وَأَتَى سَاحِلَ الْبَحْرِ، وَكَانَ (1) بِهِ يَضْرِبُ اللَّبِنَ بِالْأَجْرِ، فَيَأْكُلُ وَيَتَصَدَّقُ بِالْفَضْلِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ، حَتَّى رَقِيَ أَمْرُهُ إِلَى مَلِكِهِمْ، وَعِبَادَتُهُ وَفَضْلُهُ، فَأَرْسَلَ مَلِكُهُمْ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، فَأَعَادَ (2) ، ثُمَّ أَعَادَ إِلَيْهِ، فَأَبَى أَنْ يَأْتِيَهُ، وَقَالَ: مَا لَهُ وَمَا لِي؟ قَالَ: فَرَكِبَ الْمَلِكُ، فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلُ وَلَّى هَارِبًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْمَلِكُ رَكَضَ فِي أَثَرِهِ، فَلَمْ يُدْرِكْهُ، قَالَ: فَنَادَاهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنِّي بَأْسٌ، فَأَقَامَ حَتَّى أَدْرَكَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، صَاحِبُ مُلْكِ كَذَا وَكَذَا، تَفَكَّرْتُ فِي أَمْرِي، فَعَلِمْتُ أَنَّ مَا أَنَا فِيهِ مُنْقَطِعٌ، فَإِنَّهُ (3) قَدْ شَغَلَنِي عَنْ عِبَادَةِ رَبِّي، فَتَرَكْتُهُ وَجِئْتُ هَاهُنَا أَعْبُدُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: مَا أَنْتَ بِأَحْوَجَ إِلَى مَا صَنَعْتَ مِنِّي، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، فَسَيَّبَهَا، ثُمَّ تَبِعَهُ، فَكَانَا جَمِيعًا يَعْبُدَانِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَدَعَوَا اللهَ أَنْ يُمِيتَهُمَا جَمِيعًا، قَالَ: فَمَاتَا " قَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ (4) كُنْتُ بِرُمَيْلَةِ مِصْرَ، لَأَرَيْتُكُمْ قُبُورَهُمَا بِالنَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (5)   (1) في (ق) : فكان. (2) في (ظ1) : فأعاد الرسول. (3) في (ق) و (ظ 1) : وأنه. (4) في هامش (س) : فلو. (خ) . (5) إسناده ضعيف، يزيد بن هارون سمع من المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عُتبة - بعد الاختلاط، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه إلا شيئاً يسيراً. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 337 4313 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ لِمِيقَاتِهَا "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ:   = وأخرجه أبو يعلى (5015) و (5383) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/218، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، وفي إسنادهما المسعودي، وقد اختلط. قوله: فتسرب: السارب: الذاهب على وجه الأرض، فلعل المراد أنه أراد الذهاب على وجه الأرض، أو هو على ظاهره، وقوله: فانساب تفسيرٌ له، أي: مشى مسرعاً. اللبِن: في "القاموس ": اللَّبِن، ككتف: المضروب من الطين مربعاً، وكإبل لغة. بالأجرة: أي: بالكراء. رَقِي، بكسر القاف، أي: ارتفع واشتهر. فسَيبَها، بتشديد الياء، أي: تركها. قاله السندي. رُمَيْلَة مصر: قال الشيخ أحمد شاكر: هي ميدان تحت قلعة الجبل، كانت ميدان أحمد بن طولون، وبها كانت قصورُه وبساتينه، وهي المعروفة الآن باسم ميدان صلاح الدين، وباسم المنشية بالقاهرة. انظر "النجوم الزامرة" 4/49. قوله: قبورهما: قال السندي: هو من قبيل قوله تعالى: (فقد صَغَتْ قُلُوبكما) {التحريم: 4} وهذه هي اللغة المشهورة، وقال أبو البقاء: القياس: قبريهما، ولكنه جُمع إما لأن التثنية جمعٌ، وإمَّا لأن كل ناحيةٍ من نواحي القبر قبر. انتهى. الحديث: 4313 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 338 فَسَكَتُّ (1) ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَزَادَنِي (2) 4314 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا مُسْلِمَيْنِ مَضَى لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنْ أَوْلَادِهِمَا، لَمْ يَبْلُغُوا حِنْثًا، كَانُوا لَهُمَا حِصْنًا حَصِينًا مِنَ النَّارِ "، قَالَ: فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: مَضَى لِي اثْنَانِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَاثْنَانِ "، قَالَ: فَقَالَ أُبَيٌّ أَبُو الْمُنْذِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ: مَضَى لِي وَاحِدٌ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَوَاحِدٌ، وَذَلِكَ فِي الصَّدْمَةِ الْأُولَى " (3) 4315 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) في (س) و (ظ 1) : فأسكُت. قال السندي: قوله: قال: فأسكت: مضارع وقع موقع الماضي، أي: فسكت. (2) حديث صحيح، المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، وإن سمع منه يزيد وأبو النضر بعد الاختلاط - متابع بشعبة في الرواية (4186) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس. وسلف برقم (3890) و (3973) و (3998) و (4186) و (4223) و (4243) و (4285) و (4313) . (3) هو مكرر (4077) و (4079) . الحديث: 4314 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 339 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَزُولُ (1) رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ هَلَكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ بَقُوا بَقِيَ لَهُمْ دِينُهُمْ سَبْعِينَ عَامًا " (2) 4316 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ أَبِي: " شُعْبَةُ رَفَعَهُ وَأَنَا لَا أَرْفَعُهُ لَكَ " فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25] قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا هَمَّ فِيهِ بِإِلْحَادٍ وَهُوَ بِعَدَنِ أَبْيَنَ لَأَذَاقَهُ اللهُ عَذَابًا أَلِيمًا " (3) 4317 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " هُمْ غُرٌّ مُحَجَّلُونَ، بُلْقٌ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ " (4)   (1) في (ظ 1) : تدور. (2) هو مكرر (3707) سنداً ومتناً. (3) هو مكرر (4071) سنداً ومتناً. (4) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون، وزر: هو ابن حبيش الأسدي. = الحديث: 4316 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 340 4318 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: " أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ " (1) 4319 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ مَسْرُوقًا، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَحْبِسُوا لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ   = وأخرجه ابن أبي شيبة 1/6، وأبو يعلى (5300) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3820) . (1) هو مكرر (3712) سنداً ومتناً. الحديث: 4318 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 341 ثَلَاثٍ فَاحْبِسُوا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنِ الظُّرُوفِ فَانْبِذُوا فِيهَا، وَاجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف فرقد السَّبَخي، وجابربن يزيد: هكذا ورد غير منسوب، ولعله الجعفي، وهو ضعيف أيضاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، مسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه مطولا ومختصراً أبو يعلى (5299) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/228، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع " 4/26-27، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه فرقد السبخي، وهو ضعيف. وأخرجه بنحوه مطولاً ومختصراً ابن ماجه (1571) و (3388) ، وأبو يعلى (5079) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/185، والشاشي (397) ، وابن حبان (981) ، والطبراني في "الكبير" (10304) ، وابن عدي 1/351، والبيهقي في "السنن " 4/77 و8/311، من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن جريح، عن أيوب بن هانىء، عن مسروق بن الأجدع، به. وابن جريج قد عنعن، وأيوب بن هانىء ضعفه ابن معين، وقال أبو حاتم: شيخ صالح، وقال الدارقطني: يعتبر به، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال ابن عدي: لا أعرفه. وقال ابن عدي في "الكامل " 1/351 في هذا الحديث: وهذا في كتب ابن جريج مرسل، وهذا حديث لا يساوي شيئاً. وأخرجه بنحوه مطولاً عبد الرزاق في "المصنف " (6714) عن ابن جريج، قال: حدثت عن مسروق بن الآجدع، به. يعني أن ابن جريج أسقط هانىء بن أيوب. وله شاهد من حديث بريدة عند مسلم (1977) (37) ، سيرد 5/350 و355 و356. وآخر من حديث علي تقدم برقم (1236) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 342 4320 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ، يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ " (1) 4321 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ ابْنِ عَوْنٍ، حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ الْبَطِينُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: مَا أَخْطَأَنِي، أَوْ قَلَّمَا أَخْطَأَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ خَمِيسًا - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ: عَشِيَّةَ خَمِيسٍ - إِلَّا أَتَيْتُهُ، قَالَ: " فَمَا سَمِعْتُهُ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ عَشِيَّةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: - قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: فَنَكَسَ، قَالَ: " فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، وَهُوَ قَائِمٌ مَحْلُولٌ أَزْرَارُ قَمِيصِهِ، قَدِ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ، وَانْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ، فَقَالَ: أَوْ دُونَ ذَاكَ، أَوْ فَوْقَ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. معاذ بن معاذ: هو ابن نصر العنبري، وسفيان بن سعيد: هو الثوري، وعبد الله بن السائب: هو الكوفي الكندي، وزاذان: هو أبو عمر الكندي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/43، وفي "الكبرى" (1205) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3666) . الحديث: 4320 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 343 ذَاكَ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَاكَ، أَوْ شَبِيهًا بِذَاكَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر العنبري، وابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وابن عون: هو عبد الله البصري، ومسلم البطين: هو ابن عمران، وإبراهيم التيمي: هو ابن يزيد بن شريك، وعمرو بن ميمون: هو الأودي. وأخرجه ابن ماجه (23) ، والشاشي (668) من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح، احتج الشيخان بجميع رواته. وأخرجه الدارمي 1/83، والطبراني في "الكبير" (8617) ، والحاكم 1/111 من طريقين، عن ابن عون، به. (وقد سقط من مطبوع الطبراني: "عن أبيه ") . وأخرجه الطيالسي (326) ، والشاشي (667) ، والطبراني في "الكبير" (8612) ، والرامهرمزي (734) من طريق المسعودي، والرامهرمزي (734) أيضاً من طريق ابن أبي عدي شيخ أحمد، والحاكبم 3/314 من طريق أبي العميس، والطبراني في "الكبير" (8615) من طريق سنة بن فسلم، و (8616) من طريق عمار الدهْني، خمستهم عن مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود. وليس في الإسناد: إبراهيم التيمي، عن أبيه، ومسلم البطين يروي مباشرة عن عمرو بن ميمون، فيكون إسناد الإمام أحمد من المزيد في متصل الأسانيد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقد سلف برقم (3670) و (4015) ، وسيأتي برقم (4333) . قوله: ما أخطأني، أي: ما فاتني لقاؤه. إلا أتيته: استثناء من أعم الأحوال بتقدير "قد"، وهذا الاستثناء من قبيل: (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى) [الدخان: 56] ، إذ معلوم أنه لا تفوته الملاقاة حالَ إتيانه إياه، فهذا تأكيد للزوم الملاقاة في عشية كل خميس، ويحتمل أن المراد بيان أن ابن مسعود كان يجيئه، فإن كان ما جاءه يوماً أتاه هو فيه. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 344 4322 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُورَةَ الْأَحْقَافِ، وَأَقْرَأَهَا آخَرَ، فَخَالَفَنِي فِي آيَةٍ مِنْهَا، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ؟ قَالَ: أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: لَقَدْ أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَمْ تُقْرِئْنِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: " بَلَى "، قَالَ الْآخَرُ: أَلَمْ تُقْرِئْنِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: " بَلَى " فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ الَّذِي عِنْدَهُ: لِيَقْرَأْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا كَمَا سَمِعَ، فَإِنَّمَا هَلَكَ أَوْ أُهْلِكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالِاخْتِلَافِ، فَمَا أَدْرِي، أَأَمَرَهُ بِذَاكَ، أَوْ شَيْءٍ قَالَهُ مِنْ قِبَلِهِ (1) 4323 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْجَمِيعِ تَفْضُلُ   = لشيء: أي: في شيء. فنكس: أي: طأطأ رأسه وخَفَضَه. قاله السندي. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. وهو مكرر (3992) و (3993) ، وسلف برقم (3724) . الحديث: 4322 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 345 صَلَاةَ الرَّجُلِ، وَحْدَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ " (1) قَالَ عَفَّانُ: بَلَغَنِي، أَنَّ أَبَا الْعَوَّامِ وَافَقَهُ 4324 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِثْلَهُ (2) 4325 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِهِ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم، وأبو داود - وهو سليمان بن داود الطيالسي - من رجال مسلم أيضاً، لكنه متابع بعفان، وهو ابن مسلم الصفار، همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ومُوَرِّق العجلي: هو ابن مشمرج. وأخرجه البزار (457) من طريق أبي داود، بهذا الإسناد. بلفظ: أربع وعشرين ضعفاً. وأخرجه الشاشي (703) و (705) من طريقين عن عفان، به. وهو مكرر (4159) ، وسلف برقم (3564) . وانظر (4158) و (4159) . (2) صحيح، وهذا اسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة - وهو ابن دعامة السدوسي - لم يسمع من أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "المراسيل " (142) ، ولم يتفطن الشيخ أحمد شاكر إلى انقطاعه، فذكر أن قتادة سمعه من مُوَرِّق عن أبي الأحوص، ومن أبي الأحوص نفسه، فرواه على الوجهين. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وسلف بإسناد صحيح برقم (4158) و (4159) و (4323) . وانظر (3564) . الحديث: 4324 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 346 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقِيتُ امْرَأَةً فِي حُشٍّ بِالْمَدِينَةِ، فَأَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ الْجِمَاعِ، فَنَزَلَتْ: " {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا} [هود: 114] " (1) 4326 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك، وهو ابن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو قَطَن: هو عمرو بن الهيثم بن قَطن البصري، وشعبة: هو ابن الحجاج، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وخاله: هو الأسود بن يزيد ورد مصرحاً به في مصادر التخريج، وروي الحديث من طريقه في الروايات السابقة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7320) ، والطبري في "التفسير" (18674) من طريق أبي قَطَن، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2763) (43) ، والنسائي في "الكبرى" (7321) ، والطبري في "التفسير" (18672) من طريق الحكم بن عبد الله العجلي، عن شعبة، به. وفيه التصريح بأن خاله هو الأسود. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7319) من طريق سعيد بن الربيع، والطبري في "التفسير" (18673) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، به، ولم يرد عندهما التصريح باسم خال إبراهيم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7322) من طريق أسباط، عن سماك، عن إبراهيم، عن الأسود، به. وتقدم برقم (3653) . قوله: في حُشِّ: قال ابنُ الأثير: الحشُّ: موضع قضاء الحاجة، وأصله البستان لأنهم كثيراً ما يتغوطون في البساتين. قال السندي: وقد سبق من روايات الحديث ما يدل على أن المراد هاهنا البستان. الحديث: 4326 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 347 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَتَى لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: " مَنْ يَذْكُرُ مِنْكُمْ لَيْلَةَ الصَّهْبَاوَاتِ؟ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: أَنَا، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَإِنَّ فِي يَدِي لَتَمَرَاتٍ أَتَسَحَّرُ بِهِنَّ، مُسْتَتِرًا مِنَ الْفَجْرِ بِمُؤْخِرَةِ رَحْلِي، وَذَلِكَ حِينَ طَلَعَ الْقُمَيْرُ (1) 4327 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، حَدَثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ عَفَّانُ: سَمِعَهُ (2) مِنْهُ ابْنُ عَبِدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، آكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَكَاتِبَهُ " (3)   (1) هو مكرر (3565) سنداً ومتناً. (2) في (ص) و (ق) : سمعتُه. واثبتت في هامشي (س) و) ظ 1) وعليها لفظ: "صح ". (3) إسناده حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود صرح بسماعه لهذا الحديث من أبيه فيما قال عفان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك - وهو ابن حرب - فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً، وهو حسن الحديث إلا في روايته عن عكرمة. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وأخرجه الترمذي (1206) عن قتيبة، عن أبي عوانة، به، وقال: حديث حسن صحيح. وفي الباب عن عُمر وعلي وجابر وأبي جحيفة. وقد سلف برقم (3725) . الحديث: 4327 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 348 4328 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ أَنْتُمْ وَرُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَكُمْ رُبُعُهَا، وَلِسَائِرِ النَّاسِ ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِهَا؟ "، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَثُلُثَهَا؟ " قَالُوا: فَذَاكَ أَكْثَرُ قَالَ: " فَكَيْفَ أَنْتُمْ وَالشَّطْرَ؟ " قَالُوا: فَذَلِكَ أَكْثَرُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهْلُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ أَنْتُمْ مِنْهَا ثَمَانُونَ صَفًّا " (1)   (1) حديث صحيح لغيره، عبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - وإن لم يسمع من أبيه إلا شيئاً يسيرا ً- متابع، والحارث بن حصيرة مختلف فيه، فوثقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن نمير، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال أبو داود: شيعي صدوق، وقال ابن عدي: على ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: لولا أن الثوري روى عنه لتُرك حديثه، روى له النسائي والبخاري في "الأدب المفرد"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/471، والبزار (3534) "زوائد"، وأبو يعلى (5358) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/156، والطبراني في "الكبير" (10350) ، وفي "الأوسط " (543) ، وفي "الصغير" (82) من طريق عفان، بهذا الإِسناد. قال الطبراني في "الأوسط ": لم يرو هذا الحديث عن القاسم بن عبد الرحمن إلا الحارث، تفرد به عبد الواحد بن زياد. وقوله: "أهل الجنة يوم القيامة عشرون ومئة صف ... "أخرجه الطبراني في " الكبير" (10398) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن عبد الوأحد بن زياد، عن الحارث بن حصِرة، عن زيد بن وهب، عن ابن مسعود. وهذه متابعة من زيد بن وهب لعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. = الحديث: 4328 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 349 4329 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ تَرَ مِنْ أُمَّتِكَ؟، قَالَ: " غُرٌّ مُحَجَّلُونَ بُلْقٌ مِنْ أَثَرِ الطُّهُورِ " (1)   = وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/403، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الثلاثة، ورجالهم رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة وقد وثّق. قال: هو في الصحيح باختصار. وله شاهد من حديث بريدة بإسناد صحيح على شرط مسلم عند ابن حبان (7459) ، وأخرجه الترمذي (2546) ، وحسَن إسناده، وسيرد 5/347-355. وآخر من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (10682) ، قال الهيثمي في "المجمع " 10/403: وفيه خالد بن يزيد الدمشقي، وهو ضعيف، وقد وثق. وثالث لا يفرح به من حديث أبي موسى عند الطبراني في "الأوسط " (1323) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 10/403، وقال: وفيه سويد بن عبد العزيز، وهو ضعيف جداً. وقد تقدم الحديث بنحوه برقم (3661) . قوله: "كيف أنتم وربع أهل الجنة": قال السندي: الظاهر أنه خبر لمقدر، أي: وأنتم ربع أهل الجنة، والجملة حال، ونَصَبَه بعضُهم على أن الواو بمعنى مع، ولعل المعنى: مع كونهم ربع أهل الجنة. قوله: "لكم ربعها": تفصيل لكونهم ربعَ أهلِ الجنة، ولعل هذا الكلام على تقدير أنهم ربع أهل الجنة فحسب، فلا يتوهم الكذب في الخبر. قوله: "أنتم منها ثمانون "، أي: فأنتم الثلثان. والله تعالى أعلم. (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وزر: هو ابن حبيش. وقد سلف برقم (3820) . الحديث: 4329 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 350 4330 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً، وَلَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ " (1) 4331 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، (2) قَالَ: تَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَلِمَةً فِيهَا مَوْجِدَةٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ تُقِرَّنِي نَفْسِي أَنْ أَخْبَرْتُ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَوَدِدْتُ أَنِّي افْتَدَيْتُ مِنْهَا بِكُلِّ أَهْلٍ وَمَالٍ، (3) فَقَالَ: " قَدْ آذَوْا (4) مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَبَرَ " ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ نَبِيًّا كَذَّبَهُ قَوْمُهُ، وَشَجُّوهُ حِينَ جَاءَهُمْ بِأَمْرِ اللهِ، فَقَالَ: وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " (5)   (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وهو مكرر (3599) ، وسيكرر بهذا الإسناد مطولاً برقم (4412) . وسلف بإسناد صحيح برقم (3906) دون قوله: لا ينازعني فيها أحد. وقوله: "لا ينازعني "، أي: لا يخالفني، والمنازعة: المجاذبة في الأعيان والمعاني. (2) في (س) و (ص) : أن ابن مسعود. (3) في) ظ1) : بأهلي ومالي. وأثبتت في هوامش بقية النسخ. (4) في (ق) : أوذي. (5) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم= الحديث: 4330 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 351 4332 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَسَأُنَازَعُ رِجَالًا، فَأُغْلَبُ عَلَيْهِمْ، فَلَأَقُولَنَّ: رَبِّ (1) أُصَيْحَابِي (2) ، أُصَيْحَابِي، فَلَيُقَالَنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (3)   = الصفار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. والشطر الأول منه إلى قوله: فصبر: سلف برقم (3608) . والشطر الثاني سلف برقم (3611) و (4203) من طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، وبرقم (4057) من طريق عاصم، عن أبي وائل، به، بنحوه. قوله: موجدة، أي: أثر غضب. فلم تُقِرَّني: من القرار. أن أخبرت، أي: إلى أن أخبرت. منها، أي: من ذكر تلك الكلمة، لأنها صارت سبباً لما وجده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من التعب، أو من أن أقولها. قاله السندي. (1) في (ق) و) ظ 1) : أي رب. (2) في هامش (س) و (ظ 1) : أصحابي. (3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10409) من طريق حماد، به. وتقدم من طريق عاصم برقم (3812) ، ومن طريق الأعمش برقم (3639) . الحديث: 4332 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 352 4333 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: "رُبَّمَا حَدَّثَنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَكْبُو، وَيَتَغَيَّرُ (1) لَوْنُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: هَكَذَا (2) ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ هَذَا " 4334 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْزَلَ   (1) في (س) و (ظ 1) : أو يتغير. (2) في هامش (س) و (ظ 1) : هذا. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8623) من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8622) ، والخطيب في "الكفاية" ص 310، من طريق إسرائيل، عن أبي حصين، عن الشعبي، به. وأخرجه الدارمي 1/84-85، والطبراني في "الكبير (8619) و (8621) من طريقين عن الشعبي، عن علقمة، عن عبد الله. وأخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل " (733) من طريق الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8626) من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود. وسلف برقم (3670) و (4015) و (4321) . الحديث: 4333 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 353 اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً - وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً - عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ " (1) 4335 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْحِ جَبَلٍ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، وَهُمْ نِيَامٌ، قَالَ: إِذْ مَرَّتْ بِهِ حَيَّةٌ، فَاسْتَيْقَظْنَا، وَهُوَ يَقُولُ: " مَنَعَهَا مِنْكُمُ الَّذِي مَنَعَكُمْ مِنْهَا " وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} [المرسلات: 2] ، فَأَخَذْتُهَا وَهِيَ رَطْبَةٌ بِفِيهِ، أَوْ فُوهُ رَطْبٌ بِهَا (2) 4336 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ: فَوَلَّى عَنْهُ النَّاسُ، وَثَبَتَ مَعَهُ ثَمَانُونَ رَجُلًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ،   (1) صحيح لغيره، وهمام: وهو ابن يحيى العوذي - وإن سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفَار، أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن حبيب السلمي، وسماعه من ابن مسعود صحيح، والمسألة مبسوطة في كتب الرجال. وقد تقدم برقم (3578) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم، وزر: هو ابن حبيش. وقد سلف برقم (3574) . الحديث: 4335 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 354 وَالْأَنْصَارِ، فَنَكَصْنَا (1) عَلَى أَقْدَامِنَا نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ قَدَمًا، وَلَمْ نُوَلِّهِمُ الدُّبُرَ، وَهُمُ الَّذِينَ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةَ، قَالَ: وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ يَمْضِي قُدُمًا، فَحَادَتْ بِهِ بَغْلَتُهُ، فَمَالَ عَنِ السَّرْجِ، فَقُلْتُ لَهُ: ارْتَفِعْ رَفَعَكَ اللهُ، فَقَالَ: " نَاوِلْنِي كَفًّا مِنْ تُرَابٍ " فَضَرَبَ بِهِ وُجُوهَهُمْ، فَامْتَلَأَتْ أَعْيُنُهُمْ تُرَابًا، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ الْمُهَاجِرُونَ (2) ، وَالْأَنْصَارُ؟ "، قُلْتُ: هُمْ أُولَاءِ، قَالَ: " اهْتِفْ بِهِمْ " فَهَتَفْتُ بِهِمْ، فَجَاءُوا وَسُيُوفُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ كَأَنَّهَا الشُّهُبُ، وَوَلَّى الْمُشْرِكُونَ أَدْبَارَهُمْ (3)   (1) في هامش (س) : فركضنا. (خ) . (2) في هامش (س) : المهاجرين، وعليها لفظ: "صح "، قال السندي: الظاهر: المهاجرون، بالرفع، فكأن النصب بتقدير: أين تراهم. (3) إسناده ضعيف. عبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - يترجح عدم سماعه هذا الخبر من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة، فمن رجال النسائي، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، وهو مختلف فيه، فوثقه ابن معين والنسائي والعجلي وابن نمير، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال أبو داود: شيعي صدوق، وقال ابن عدي: على ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: لولا أن الثوري روى عنه لترك حديثه. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وأخرجه البزار (1829) "زوائد"، والطبراني في "الكبير" (10351) ، والحاكم 2/117، والبيهقي في "الدلائل " 5/142، من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: الحارث وعبد الواحد (تحرف فيه إلى عبد الله) ذوا مناكير، وهذا منها، ثم = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 355 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = فيه إرسال. قلنا: عبد الواحد بن زياد ذو مناكير في روايته عن الأعمش، كما ذكر الذهبي في "الميزان " 2/672، وهذا ليس منها. وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/332، وقال: تفرد به أحمد. وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/180، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح غير الحارث بن حصيرة، وهو ثقة. وفي الباب نحوه عن العباس بن عبد المطلب، تقدم برقم (1775) و (1776) ، وهوعند مسلم (1775) (76) . وعن أبي عبد الرحمن الفهري، سيرد 5/286. وعن يزيد بن عامر عند البخاري في " تاريخه " 8/316، والطبري في "تفسيره " (16585) . وعن البراء بن عازب مختصراً عند البخاري (4317) ، ومسلم (1776) . وانظر "فتح الباري " 8/29-30. قوله: فنكصنا: قال السندي: أي: تأخرنا ورجعنا، ولا يستعمل إلا في الرجوع عن الخير، كما في "القاموس ". قَدَماً، بفتحتين: بمعنى الرِّجْل. قُدُماً، بضمتين: بمعنى أمام، أي: يتقدم إلى العدو. فحادت به: أي مَيَّلَتْه. ناولني كفاً: لا ينافيه ما جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تناول حصيات من الأرض، ثم قال: شاهت الوجوه، أي: قبحت، ورمى بها في وجوه المشركين، فما خلق الله منهم إنساناً إلا ملأ عينيه من تلك القبضة. وفي رواية لمسلم: قبضة من تراب من الأرض، فقيل في التوفيق: إنه يحتمل أنه رمى بذا مرة، وبالأخرى أخرى، ويُحتمل أن يكون أخذ قبضة واحدة مخلوطة من حصى وتراب، وذلك لأنه ليس فيه في تناوله بلا واسطة، فيمكن أنه ناوله ابن مسعود، فتناول بواسطته، والله تعالى أعلم. فهتفت بهم: المشهور أن العباس هتف بهم، فيحتمل أن ابن مسعود اجتمع= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 356 4337 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَسَنٌ، عَنْ عَطَاءٍ، وَقَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، - قَالَ حَسَنٌ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ، - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَكُونُ قَوْمٌ فِي النَّارِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونُوا، ثُمَّ يَرْحَمُهُمُ اللهُ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنْهَا، فَيَكُونُونَ فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهَرٍ يُقَالُ لَهُ: الْحَيَوَانُ، يُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: الْجَهَنَّمِيُّونَ، لَوْ ضَافَ أَحَدُهُمْ أَهْلَ الدُّنْيَا لَفَرَشَهُمْ، وَأَطْعَمَهُمْ، وَسَقَاهُمْ، وَلَحَفَهُمْ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا قَالَ: وَلَزَوَّجَهُمْ، - قَالَ حَسَنٌ: - لَا يَنْقُصُهُ ذَلِكَ شَيْئًا " (1)   = معه في الصوت ليكون أرفع. (1) إسناده حسن، حماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وعمرو بن ميمون: هو الأودي. وأخرجه البيهقي في "البعث " من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5338) من طريق حسن بن موسى، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (834) ، وابن حبان (7433) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (448) من طريق هدبة بن خالد، وأبو يعلى (4979) ، ومن طريقه ابن حبان (7428) من طريق أبي نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز القشيري، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 320 من طريق علي بن جرير الخراساني، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/383، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط. = الحديث: 4337 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 357 4338 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ " (1) 4339 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ بِالْمَوْسِمِ، فَرَاثَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي، قَالَ: فَأَرَيْتُهُمْ، فَأَعْجَبَتْنِي كَثْرَتُهُمْ وَهَيْئَتُهُمْ قَدْ مَلَئُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ، - قَالَ حَسَنٌ: - فَقَالَ: أَرَضِيتَ يَا مُحَمَّدُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ لَكَ مَعَ هَؤُلَاءِ، - قَالَ عَفَّانُ، وَحَسَنٌ: فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ مَعَ هَؤُلَاءِ - سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ   = وللحديث أصل في الصحيح من حديث أنس عند البخاري (6559) ، سيرد 3/133 و134 و147 و208 و269. ومن حديث جابر عند البخاري (6558) ، ومسلم (191) . وانظر (3595) و (4391) . قوله: الجهنميون: قال السندي: مرفوع على الحكاية، أي: يقولون لهم: الجهنميون، وإلا لكان الوجه النصب. لو ضاف أحدَهم: أي أحد أولئك الذين هم أدنى أهل الجنة. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم: وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري. وتقدم برقم (3814) . الحديث: 4338 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 358 بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَهُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " فَقَامَ عُكَّاشَةُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَدَعَا لَهُ، ثُمَّ قَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (1) 4340 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، وَهُوَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَإِذَا ابْنُ مَسْعُودٍ يُصَلِّي، وَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ النِّسَاءَ، فَانْتَهَى إِلَى رَأْسِ الْمِائَةِ، فَجَعَلَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَدْعُو، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْأَلْ تُعْطَهْ، اسْأَلْ (2) تُعْطَهْ "، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ بِقِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ "، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، لِيُبَشِّرَهُ، وَقَالَ لَهُ: مَا سَأَلْتَ اللهَ الْبَارِحَةَ؟ قَالَ: قُلْتُ (3) : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ   (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وأخرجه أبو يعلى (5340) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد. وسلف من طريق حماد عن عاصم برقم (3819) ، وانظر (3806) . (2) في هامش (س) : سل (خ) . (3) في هامش (س) : قلت له. الحديث: 4340 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 359 اللهُ عَنْهُ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَكَ، قَالَ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا بَكْرٍ، مَا سَبَقْتُهُ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ، إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ (1) 4341 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا. . . فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2) 4342 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا، وَشِرَارُ النَّاسِ الَّذِينَ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ أَحْيَاءً (3) ، وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ قُبُورَهُمْ مَسَاجِدَ " (4)   (1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وحماد: هو ابن سلمة. وقوله: "اللهم إني أسألك.. ". أخرجه ابن حبان (1970) من طريق موسى بن إسماعيل، والفسوي في "المعرفة والتاريخ " 2/538 من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وتقدم من طريق عاصم برقم (4255) ، وذكرنا هناك شواهده. وتقدم مختصراً برقم (3662) . (2) هو مكرر (4255) سنداً ومتناً. (3) في (ظ1) : وهم أحياء. (4) قوله: "إن من البيان سحراً" صحيح لغيره، وباقي الحديث حسن لغيره، = الحديث: 4341 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 360 4343 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ (1) الْمُتَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ، وَالْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ "، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ "، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ: إِنِّي لَأَظُنُّهُ فِي أَهْلِكَ. فَقَالَ لَهَا: اذْهَبِي فَانْظُرِي فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ. فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ فِيهِمْ شَيْئًا، وَمَا رَأَيْتُهُ فِي الْمُصْحَفِ قَالَ: بَلَى قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)   = وهذا إسناد ضعيف لضعف قيس، وهو ابن الربيع الأسدي، وبقية رجاله ثقات، عفان: هو ابن مسلم، وإبراهيم: هو النخعي. وأخرجه - دون قوله: "إن من البيان سحراً " - البزار (3421) "زوائد" من طريق أبي داود، عن قيس، بهذا الإسناد. وقال: لا نعلم رواه عن الأعمش، بهذا الإسناد إلا قيس. وتقدم دون قوله: "إن من البيان سحراً" برقم (3844) . وقوله: "إن من البيان سحراً" له شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (5767) ، سيرد (4651) . وآخر من حديث عمار عند مسلم (869) (47) ، سيرد 4/263. وثالث من حديث ابن عباس تقدم بالأرقام (2424) و (2761) و (2815) و (2861) و (3026) و (3069) . ورابع من حديث معن بن يزيد السلمي، سيرد 3/470. قوله: الذين يتخذون قبورهم: قال السندي: الإضافة لأدنى ملابسة، أي: قبوراً تتعلق بهم كقبور أهليهم ونحو ذلك، وإلا لا يستقيم. (1) لفظ: "الله " لم يرد في (ص) و (س) و (ظ1) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار،= الحديث: 4343 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 361 (•) 4344 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ (1) ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ (2) 4345 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زُبَيْدٍ، وَمَنْصُورٍ، وَسُلَيْمَانَ، أَخْبَرُونِي أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ   = وإبراهيم: هو النخعي. وأخرجه مسلم (2125) ، والنسائي في "المجتبى" 8/188، والشاشي (320) ، والطبراني في "الكبير" (9467) ، وأبو نعيم في " تاريخ أصبهان " 2/358 من طريق جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/146-147 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله. وهذا إسناد ظاهره الانقطاع، وهو في حكم المتصل، كما ذكرنا غير مرة. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/188 من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن عبد الله. وهذا إسناد منقطع، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. وانظر (3945) . (1) تحرف في النسخ المطبوعة من المسند إلى: "سنان "، والتصويب من النسخ الخطية. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. شيبان: هو ابن فَرُّوخ الحبطي. وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. وهو مكرر ما قبله. الحديث: 4345 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 362 عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ " قَالَ زُبَيْدٌ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ مَرَّتَيْنِ: أَأَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نَعَمْ (1) 4346 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُوعَكُ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ، وَقُلْتُ: إِنَّكَ تُوعَكُ، وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: " إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ " قَالَ: قُلْتُ: ذَاكَ بِأَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: " أَجَلْ، مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُصِيبُهُ مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللهُ بِهِ خَطَايَاهُ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ (2) وَرَقَهَا " (3) 4347 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَلْقَمَةُ، عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِالْهَاجِرَةِ، " فَلَمَّا مَالَتِ الشَّمْسُ، أَقَامَ الصَّلَاةَ، وَقُمْنَا خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ   (1) هو مكرر (3903) سنداً ومتناً. (2) في (ظ 1) : الشجر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (9772) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3618) . الحديث: 4346 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 363 صَاحِبِي، فَجَعَلَنَا عَنْ نَاحِيَتَيْهِ، وَقَامَ بَيْنَنَا، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصْنَعُ إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً "، ثُمَّ صَلَّى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا، فَلَا تَنْتَظِرُوهُمْ بِهَا، وَاجْعَلُوا الصَّلَاةَ مَعَهُمْ سُبْحَةً (1) 4348 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ فَأَيُّكُمْ مَا شَكَّ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحْرَى ذَلِكَ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ، وَيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (4386) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي. وأخرجه البيهقي في "السنن " 3/98 من طريق يعلى بن عبيد، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وقوله: فجعلنا من ناحيتيه، وقام بيننا، تقدم بإسناد صحيح برقم (3927) . وقوله: "إنها ستكون أئمة يؤخرون الصلاة" تقدم مرفوعاً برقم (3601) . وسلف مختصراً برقم (4030) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عُبيد: هو ابن أبي أمية الطنَافسي، ومِسعر: هو ابن كِدام، ومنصور: هو ابن المُعتمر، وإبراهيم: هو النخَعي، وعلقمة: هو ابنُ قيس النخَعي. وأخرجه أبو عوانة 0/202، والشاشي (304) ، والدارقطني 1/376، والبيهقي في "السنن " 2/330 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. = الحديث: 4348 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 364 4349 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: أَوَ لَيْسَ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟، قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: " إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ يَصُومُهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ " (1) 4350 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ يَقْرَؤُهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثِنْتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ " (2)   = وأخرجه مسلم (572) (90) ، والنسائي في "المجتبى" 3/28، وابن ماجه (1212) ، وأبو يعلى (5002) ، وأبو عوانة 2/200، وابن حبان (2657) و (2660) ، والطبراني في "الكبير" (9831) ، والدارقطني 1/376، والخطيب في "تاريخه " 11/57، من طرق، عن مسعر، به. وقد سلف برقم (3566) ، وانظر أيضاً (3570) و (3602) و (3975) و (4174) . قوله: فلينظر أحرى ذلك الصوابَ: قال السندي: الظاهر أن "الصواب " بدل من: "أحرى" لبيان أن الأحرى هو الصوابُ المتيقن، ويمكن أن يكون منصوباً بنزع الخافض، أي: أشبه ذلك بالصواب وقربه إليه، أو على أنه مفعول ثانٍ للنظر، على أنه بمعنى العلم، أي: فليعلم الأحرى أنه الصواب. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4024) ، محمد بن عبيد: هو الطنافسي. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي. وقد سلف مطولاً برقم (3607) ، وتقدم ذكر السور التي كان يقرن بينها النبي= الحديث: 4349 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 365 4351 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَلَيُخْتَلَجَنَّ رِجَالٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " (1) 4352 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ " (2)   = صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هناك. (1) صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الله بن الوليد - وهو ابن ميمون العدني - من رجال أبي داود والنسائي، وروى له البخاري في "الأدب المفرد"، ووثقه العقيلي والدارقطني، وصحح أحمد حديثه عن سفيان، وذكره ابن حبان في "الثقات " وقال: مستقيم الحديث، وقال البخاري: مقارب، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به!، ونقل الساجي أن ابن معين ضعفه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وقد سلف برقم (3639) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. وقد سلف برقم (3683) . الحديث: 4351 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 366 4353 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ خَطَّ حَوْلَهُ، فَكَانَ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ مِثْلُ سَوَادِ النَّخْلِ، وَقَالَ لِي: " لَا تَبْرَحْ مَكَانَكَ "، فَأَقْرَأَهُمْ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَمَّا رَأَى الزُّطَّ، قَالَ: " كَأَنَّهُمْ هَؤُلَاءِ "، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَعَكَ مَاءٌ؟ ". قُلْتُ: لَا، قَالَ: " أَمَعَكَ نَبِيذٌ؟ ": قُلْتُ: نَعَمْ، فَتَوَضَّأَ بِهِ (1) 4354 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا   (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو ابن جدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم. وأبو رافع؟ هو نفيع الصائغ. وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/77، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (588) من طريق أبي سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/95، والدارقطني في "السنن " 1/77، والبيهقي في "السنن " من طريقين، عن حماد بن سلمة، به. قال الدارقطني: علي بن زيد ضعيف، وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة، وقد رواه أيضاً عبد العزيز بن أبي رزمة، وليس هو بقوي. الحديث: 4353 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 367 خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي (1) ، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا " (2) 4355 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ شَرَعَ سُنَنَ الْهُدَى لِنَبِيِّهِ، (3) وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَإِنِّي لَا أَحْسِبُ مِنْكُمْ أَحَدًا إِلَّا لَهُ مَسْجِدٌ يُصَلِّي فِيهِ فِي بَيْتِهِ، فَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ " (4)   (1) قوله: "من أمتي " ليس في (ق) و (ظ 1) . (2) هو مكرر (4161) سنداً ومتناً، بزيادة شيخ آخر للإمام أحمد هنا هو أبو سعيد، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم. وسلف من طريق شعبة أيضاً برقم (3909) . وانظر (3580) . (3) في هامش النسخ: لنبيكم. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود - فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري تعليقاً، وهو ثقة، وقد اختلط، لكن سماع أبي قطن - وهو عمرو بن الهيثم البصري - منه قبل اختلاطه. وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (313) ، وابن أبي شيبة 2/359، وأبو داود (550) ، وابن خزيمة (1483) من طريق وكيع، والنسائي في "المجتبى" 2/108، وفي "الكبرى" (922) من طريق عبد الله بن المبارك، والطبراني في "الكبير"= الحديث: 4355 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 368 4356 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " سُبْحَانَكَ اللهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي سُبْحَانَكَ اللهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ اللهُمَّ اغْفِرْ لِي سُبْحَانَكَ اللهُمَّ، وَبِحَمْدِكَ " (1) 4357 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَارٍ، وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا، قَالَ: فَنَحْنُ نَأْخُذُهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ، فَقَالَ: " اقْتُلُوهَا "، قَالَ: فَابْتَدَرْنَاهَا لِنَقْتُلَهَا فَسَبَقَتْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ كَمَا، وَقَاكُمْ شَرَّهَا " (2)   = (8604) من طريق عاصم بن علي، أربعتهم عن المسعودي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (8606) من طريق علي بن خالد، عن المسعودي، عن الحكم، عن أبي الأحوص، به. وقد سلف مطولًا برقم (3936) ، وانظر (3623) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يسمع من أبيه. أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم البصري، وسماعه من المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - قبل اختلاطه. وقد سلف برقم (3683) . (2) هو مكرر (4069) سنداً ومتناً. الحديث: 4356 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 369 4358 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَهَا فِي الصَّلَاةِ فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ بَعْدَ الْكَلَامِ " (1) 4359 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " رَمَى عَبْدُ اللهِ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ "، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ نَاسًا يَرْمُونَهَا مِنْ فَوْقِهَا، فَقَالَ: " هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/32، ومسلم (572) (95) ، والترمذي (393) ، وابن خزيمة (1059) ، وأبو عوانة 2/302، والبيهقى فى "السنن " 2/15 و342، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وسلف من طريق الأعمش برقم (4032) ، وانظر (3566) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وإبراهيم: هو النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم. وأخرجه مسلم (1296) (305) ، وأبو يعلى (5195) من طريقين عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3548) و (3874) ، وسيأتي برقم (4370) . الحديث: 4358 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 370 4360 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ، وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى حَتَّى ذَهَبَتْ فِرْقَةٌ مِنْهُ، خَلْفَ الْجَبَلِ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْهَدُوا " (1) 4361 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ، أَوْ شَقَّ الْجُيُوبَ، أَوْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ (2) " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي. وأخرجه مسلم (2800) (44) ، وأبو يعلى (5196) ، والطبري في "التفسير" 27/85، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/302، وابن حبان (6495) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وسلف برقم (4270) ، وانظر (3583) . (2) في) ظ1) : بدعوى أهل الجاهلية. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/289، ومسلم (103) (165) ، وأبو يعلى (5201) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وعند ابن أبي شيبة وأبي يعلى: "ودعا" بغير ألف قبل الواو. وقد سلف برقم (3658) . قال السندي: قوله: "من لطم الخدود" جَمَعَ الخدود كما جمع الجيوب لإرادة معنى الجمع في "مَنْ "، أو لأن المرادَ الجنس، كما هو المشهور في الجمع المعرف = الحديث: 4360 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 371 4362 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي نَهْشَلٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَضَلَ النَّاسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (1) بِأَرْبَعٍ: بِذِكْرِ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ، أَمَرَ بِقَتْلِهِمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68] ، وَبِذِكْرِهِ الْحِجَابَ، أَمَرَ نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ، فَقَالَتْ لَهُ زَيْنَبُ: وَإِنَّكَ عَلَيْنَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْنَا فِي بُيُوتِنَا؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53] وَبِدَعْوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: " اللهُمَّ أَيِّدِ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ " وَبِرَأْيِهِ فِي أَبِي بَكْرٍ، كَانَ أَوَّلَ النَّاسِ بَايَعَهُ (2)   = باللام، مثل: (لا يحل لك النساء) . والله تعالى أعلم. (1) قوله: "رضي الله عنه لما لم يرد في (س) و (ظ 1) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، هاشم بن القاسم سمع من المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود - بعد اختلاطه، وأبو نهشل مجهول، فيما ذكر الحسيني في "الإكمال لما، وقال الذهبي: لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات "!. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه البزار (2505) "زوائد"، والشاشي (555) من طريق هاشم بن القاسم،= الحديث: 4362 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 372 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = بهذا الإِسناد. وأخرجه مطولاً ومختصراً الطيالسي (250) ، والدولابي في "الكنى" 2/142، والشاشي (554) من طريق زيد بن الحباب، والطبراني في "الكبير" (8828) من طريق معاوية بن عمرو، ثلاثتهم عن المسعودي، به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 9/67، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه أبو نهشل، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. والقسم الأول من الحديث أخرجه الطبري في "التفسير" (16306) من طريق همام بن يحيى، عن عطاء بن السائب، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: أمر عمر رحمه الله بقتل الأسارى، فأنزل الله: (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) . وهمام بن يحمى سمع من عطاء بن السائب بعد اختلاطه. وله شاهد مطول من حديث ابن عباس عند مسلم (1763) ، وسلف برقم (208) و (221) . وسلف بنحوه مطولًا من حديث ابن مسعود برقم (3632) . والقسم الثاني وهو ذكر الحجاب له شاهد من حديث عمر عند البخاري (402) و (4483) و (4790) تقدم برقم (157) و (160) و (250) . والقسم الثالث وهو دعوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له، له شاهد من حديث ابن عمر عند الترمذي (3681) بلفظ: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب "، فكان أحبهما إليه عمر، وصححه ابن حبان (6881) ، وسيرد وآخر من حديث ابن عباس عند الترمذي (3683) ، وأحمد في "فضائل الصحابة" (311) . وفي إسناده النضر بن عبد الرحمن أبو عمر، قال الترمذي: وهو يروي مناكير من قبل حفظه. وثالث من حديث عائشة عند ابن حبان (6882) ، وإسناده ضعيف، وقد ورد عند الحاكم 3/83، وصححه ووافقه الذهبي. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 373 4363 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيَكُونُ أُمَرَاءُ بَعْدِي يَقُولُونَ، مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ " (1)   = ورابع مرسل من حديث الحسن عند أحمد في "فضائل الصحابة" (338) بلفظ: "اللهم أعز الإسلام بعمربن الخطاب ". وخامس مرسل أيضاً من حديث محمد بن سيرين عند أحمد في "فضائل الصحابة " (339) . والقسم الرابع في كون عمر أول من بايع أبا بكر رضي الله عنهما يشهد له حديث السقيفة الطويل عند البخاري (6830) ، وسلف برقم (391) . وقول زينب: وإنك علينا، أي: رقيب علينا. قاله السندي. (1) إسناده قوي، عامر بن السمط روى له النسائي في مسند علي، وهو ثقة، وثقه يحيى بن سعيد القطان والنسائي، وقال ابن معين: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات "، ومعاوية بن إسحاق - وهو ابن أبي طلحة بن عبيد الله القرشي التميمي - وثقه أحمد والنسائي وابن سعد والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال أبو حاتم ويعقوب بن سفيان: لا بأس به، له في البخاري حديث واحد متابعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء بن يسار، قال ابن سعد والبخاري فيما نقله المزي: سمع من ابن مسعود، وقد ورد التصريح بسماعه منه عند ابن حبان (177) من رواية معاذ بن معاذ، وجاء في نهايته ما نصه: قال عطاء: فحين سمعت الحديث منه (يعني من ابن مسعود) انطلقت به إلى عبد الله بن عمر ... وقول أبي حاتم في "المراسيل " ص 129: إن عطاء لم يسمع من عبد الله بن مسعود مدفوع بما ذَكَرْنا. وأخرجه مطولاً ابن حبان (177) من طريق معاذ بن معاذ، عن عاصم بن محمد، بهذا الإسناد. = الحديث: 4363 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 374 4364 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّزَّالَ بْنَ سَبْرَةَ الْهِلَالِيَّ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً، قَدْ سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِلَافَهَا، فَأَخَذْتُهُ، فَجِئْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَرَاهِيَةَ، قَالَ: " كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ لَا تَخْتَلِفُوا " أَكْبَرُ عِلْمِي، قَالَ مِسْعَرٌ قَدْ ذَكَرَ فِيهِ: " لَا تَخْتَلِفُوا، إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ اخْتَلَفُوا فَأَهْلَكَهُمْ " (1) 4365 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَبَسَ الْمُشْرِكُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ، أَوِ احْمَرَّتْ، فَقَالَ: " شَغَلُونَا عَنِ   = وسيأتي بنحوه بإسناد صحيح برقم (4379) . وفي الباب عن أبي هريرة مطولاً عند أبي يعلى (5902) ، وابن حبان (6658) و (6659) و (6660) ، بلفظ: ... وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون. وعن أم سلمة عند مسلم (1854) ، سيرد 6/295 و302 و305 و321، بلفظ: "سيكون أمراء تعرفون وتنكرون ". وعن أبي سعيد الخدري مطولاً عند الطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في "المجمع " 5/236-237، وقال: وفيه محمد بن علي المروزي، وهو ضعيف. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير النزال بن سَبْرَةَ الهلالي فمن رجال البخاري. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعبد الملك بن ميسرة: هو الهلالي. = الحديث: 4364 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 375 الصَّلَاةِ الْوُسْطَى (1) ، مَلَأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا "، أَوْ: " حَشَا اللهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا " (2) 4366 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ بِالْجِعِرَّانَةِ، ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِ اللهِ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى قَوْمِهِ فَضَرَبُوهُ وَشَجُّوهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ جَبْهَتِهِ، وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ جَبْهَتِهِ، يَحْكِي الرَّجُلَ، وَيَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " (3)   = وقد تقدم برقم (3724) . (1) في (ق) و (ظ 1) : عن الصلاة الوسطى صلاة العصر. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن طلحة - وهو ابن مصرف اليامي - تنحط رتبته عن درجة الصحيح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، زبيد: هو ابن الحارث اليامي، ومرة: هو ابن شراحيل الهَمْدَاني المعروف بالطيب. وأخرجه الترمذي (181) و (2985) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (3716) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم أبو محمد = الحديث: 4366 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 376 4367 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَوَجَدُوا فِي شَمْلَتِهِ دِينَارَيْنِ، فَذَكَرُوا ذَاكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كَيَّتَانِ " (1) 4368 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى   = المؤدب البغدادي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وقد تقدم برقم (4057) . (1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وأخرجه الطيالسي (357) ، والبزار (3652) "زوائد"، وأبو يعلى (5037) و (5115) ، وابن حبان (3263) ، والبيهقي في "الشعب " (6962) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع " 10/240، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عاصم بن بهدلة، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. وسلف برقم (3914) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم، به. الحديث: 4367 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 377 إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ، وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ. قَالَ: " فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ " تَصْدِيقًا، لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ، وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) } [الزمر: 67] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (2)   (1) في (ق) زيادة: "والسموات مطويات بيمينه ". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعبيدة السلماني: هو ابن عمرو. وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات " ص 334 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4811) ، والآجري في "الشريعة" ص 318 من طريقين عن شيبان، به. وأخرجه البخاري (7513) ، ومسلم (2786) (20) و (22) ، والنسائي في "الكبرى" (11450) - وهو عنده في "التفسير" (470) -، وابن أبي عاصم في "السنة" (541) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 78، وابن حبان (7326) ، والآجري في "الشريعة" ص 318، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (706) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 334 من طريق جرير بن عبد الحميد، ومسلم (2786) (19) ، والترمذي (3239) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 77 من طريق فضيل بن عياض، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 335 من طريق عمار بن محمد، ثلاثتهم عن منصور، به. زاد فضيل بن عياض وجرير بن عبد الحميد بعد قوله: فضحك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زاداً: تعجباً مما قال الحبر: تصديقاً له. وتقدم الحديث عن هذه الزيادة في الرواية (4087) . وقد سلف برقم (3590) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 378 4369 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ: فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ، وَمَعْنَاهُ، وَقَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَا نَاجِذُهُ تَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ (1) 4370 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: " رَمَى عَبْدُ اللهِ الْجَمْرَةَ (2) فِي بَطْنِ الْوَادِي ". قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ لَا يَرْمُونَ مِنْ هَاهُنَا، قَالَ: " هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (3) 4371 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَمْشِي (4) ، إِذْ مَرَّ بِصِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ، فِيهِمُ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسود: هو ابن عامر، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومنصور: هو ابن المعتمر. وقد سلف برقم (3590) 0 وانظر (4087) . (2) في هامش (س) : من (نسخة) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وفي سليمان بن حيان شيخ أحمد كلام خفيف لا يضر. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وإبراهيم: هو النخعي، وعبد الرحمن بن يزيد: هو ابن قيس النخعي خال إبراهيم. والمراد بالجمرة جمرة العقبة. وقد سلف برقم (3548) (14 لفظ: "نمشي "ليس في (س) ولا (ص) . الحديث: 4369 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 379 تَرِبَتْ يَدَاكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ "، فَقَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ يَكُ الَّذِي تَخَافُ، فَلَنْ تَسْتَطِيعَهُ " (1) 4372 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَبْعِينَ سُورَةً لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ " (2) 4373 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، وَإِيَّاكُمْ وَهَوْشَاتِ الْأَسْوَاقِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي. وقد سلف برقم (3610) . (2) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وزر: هو ابن حبيش، وهو مكرر (4330) وسيرد مطولاً برقم (4412) . وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3906) دون قوله: لا ينازعني فيها أحد. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي = الحديث: 4372 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 380 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = معشر- وهو زياد بن كليب - فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وخالد: هو ابن مهران الحذاء، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5324) من طريق يونس بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (432) (123) ، وأبو داود (675) ، والترمذي (228) ، والدارمي 1/290، وأبو يعلى (5111) و (5325) ، وابن خزيمة (1572) ، وأبو عوانة 2/42، وابن حبان (2180) ، والطبراني في "الكبير" (10041) ، والبيهقي في "السنن " 3/96-97، والبغوي (821) من طرق عن يزيد بن زربع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح غريب. وفي الباب عن أبي مسعود البدري عند مسلم (432) ، سيرد 4/122. وعن عامر بن ربيعة عند البزار (505) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 2/94، وقال: فيه عاصم بن عبد الله العمري، والأكثر على تضعيفه، واختلف في الاحتجاج وعن سمرة بن جندب عند البزار (506) ، أورده الهيثمي في "المجمع " 2/94، وقال: وإسناده ضعيف. قال الخطابي في "معالم السنن " 1/184-185: إنما أمر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يليه ذوو الأحلام والنهى ليعقلوا عنه صلاته، ولكي يخلفوه في الإمامة إن حَدَثَ به حَدَثٌ في صلاته، وليرجع إلى قولهم إن أصابه سهو، أو عَرَضَ في صلاته عارض في نحو ذلك من الأمور. قال السندي: قوله: ليليني: بكسر لامين وخفة نون بلا ياء قبلها، ويجوز إثبات الياء وتشديد النون على التوكيد، والوَلْي: القرب، والمراد بالبيان ترتيب القيام في الصفوف. أولو الأحلام: ذوو العقول الراجحة، واحدها حالم بالكسر، لأن العقل إن رجح يتسبب للحِلْم والأناة والتثبت في الأمور. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 381 4374 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، الَّذِي كَانَ يَكُونُ فِي بَنِي دَالَانَ، يَزِيدُ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى إِنْجَازٍ لَهُ - يَعْنِي سَطْحًا - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَصَعِدْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا لَكَ، قُلْتَ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَبَّأَنَا أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، وَإِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ "، قَالَ: فَصَعِدْتُ، فَنَظَرْتُ (1) إِلَيْهَا، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ (2)   = والنهَى: بضم نون، وفتح هاء، وألف، جمع نُهْية بالضم، بمعنى العقل، لأنه ينهى صاحبه عن القبيح، وقيل: ينبغي أن يراد بأولي الأحلام البالغون، على أن الأحلام جمع حُلُم بضمتين، وهو ما يراه النائم، أريد به علامة البلوغ حتى لا يلزم التكرار. ثم الذين يلونهم: أي: يقربون منهم في هذا الوصف، قيل: هم المراهقون، ثم الصبيان المميزون، ثم النساء. ولا تختلفوا: في القيام بغير هذا الوجه، أو في الصفوف بالتقدم والتأخر. فتختلف: بالنصب على أنه جواب النهي، أي: بالتباغض والتعادي. وهوشات الأسواق: اختلاطها في القيام وعدم تميز الصغير من الكبير، أو في ترك تسوية الصفوف. (1) قوله: "فنظرت "ليس في (ص) . (2) إسناده ضعيف لجهالة أبي عقرب الأسدي، تقدم الكلام عليه برقم = الحديث: 4374 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 382 4375 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَتَاهُ لَيْلَةَ الْجِنِّ وَمَعَهُ عَظْمٌ حَائِلٌ، وَبَعْرَةٌ، وَفَحْمَةٌ، فَقَالَ: " لَا تَسْتَنْجِيَنَّ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا إِذَا خَرَجْتَ إِلَى الْخَلَاءِ " (2)   = (3857) ، وبقية رجاله ثقات. شجاع بن الوليد: هو ابن قيس السكوني، وأبو خالد يزيد: هو ابن عبد الرحمن الدالاني الواسطي، وقوله: الذي كان يكون في بني دالان يزيد الواسطي: يريد أنه واسطي، وكان ينزل في بني دالان بن سابقة بن ناشح، فنُسب إليهم، وليس منهم. وأخرجه أبو يعلى (5371) من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/62 عن الجعفي، عن شجاع بن الوليد، وذكره بَحْشَل في "تاريخ واسط " ص 89 عن طلق بن حبيب، عن أبي عقرب، بة. وسلف برقم (3857) . (1) في (ق) و) ظ 1) : حدثنا عفان، والمثبت من (س) و (ص) و"أطراف المسند" 4/194، وهو الوارد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) صحيح، رجاله ثقات إلا أن الدارقطني قال: لا يثبت سماع عُلي بن رباح من ابن مسعود ولا يصح، ووافقه على ذلك البيهقي، وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي " 1/110: عُلَىُّ ولد سنة خمس عشرة كذا ذكر أبو سعيد بن يونس، فسماعه من ابن مسعود ممكن بلا شك، لأن ابن مسعود توفي سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين. عتاب: هو ابن زياد الخراساني أبو عمرو المروزي، وثقه = الحديث: 4375 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 383 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبو حاتم وابن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال أحمد: لا بأس به، وهو من رجال ابن ماجه، وتابعه علي بن إسحاق، وهو السلمي المروزي أبو الحسن، وهو ثقة من رجال الترمذي، عبد الله: هو ابن المبارك. وأخرجه الدارقطني في "السنن " 1/56، والبيهقي في "السنن " 1/109-110 من طريقين عن عبد الله بن وهب، عن موسى بن عُلَي بن رباح، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً البيهقي في "دلائل النبوة" 2/231 من طريق روح بن صلاح، عن موسى بن علي بن رباح، به. وأخرجه أبو داود (39) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 1/109 عن حيوة بن شريح، والدارقطني في "السنن " 1/55-56 من طريق هشام بن عمار، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن فيروز الديلمي، عن عبد الله بن مسعود، به. قال الدارقطني: إسناد شامي ليس بثابت، وقال البيهقي: إسناد شامي غيرُ قوي. فقال ابن التركماني: ينبغي أن يكونَ هذا الإسناد صحيحاً، فإن عبد الله بن فيروز الديلمي وثقه ابن معين والعجلي، وروى له صاحب المستدرك وأصحاب السنن الأربعة، ويحيى بن أبي عمرو وثقه يعقوب الفسوي والحاكم والعجلي، وقال ابن حنبل: ثقة ثقة ... ورواية ابن عياش عن الشاميين صحيحة، وحيوة الحمصي أخرج عنه البخاري وأبو داود. وانظر (3782) و (4149) و (4381) الآتي. وله شاهد دون قوله: "وفحمة" من حديث أبي هريرة عند البخاري (155) بلفظ: "ولا تأتني بعظم ولا روث "، سيرد 2/247 بلفظ: "نهى عن الروث والرمة". وآخر من حديث جابر عند مسلم (263) ، سيي 3/343 و384. وثالث من حديث أبي أمامة، سيرد 3/487. ورابع من حديث رويفع بن ثابت، سيرد 4/108 و109. وخامس من حديث خزيمة بن ثابت، سيرد 5/213 و214. وسادس من حديث سلمان عند مسلم (262) ، سيرد 43،5/437 و439.= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 384 4376 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْمُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَحْمَسِيِّ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ أَنَا صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ رَجُلًا فَارِسًا، قَالَ: فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا نَبِيَّ اللهِ، وَاللهِ لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ، وَلَكِنْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَنَكُونَنَّ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَعَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَمِنْ خَلْفِكَ حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ (1) 4377 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا لَيْلَةَ الْحَيَّةِ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: وَمَا لَيْلَةُ الْحَيَّةِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِرَاءٍ لَيْلًا، خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ مِنَ الْجَبَلِ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهَا،   = وسابع مرسل من حديث الشعبي عند ابن أبي شيبة 1/156. قوله: ومعه عظم حائل، أي: متغير. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. عَبِيدة بن حميد: هو الكوفي المعروف بالحذاء. وسلف تخريجه برقم (3698) . الحديث: 4376 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 385 فَطَلَبْنَاهَا، فَأَعْجَزَتْنَا، فَقَالَ: " دَعُوهَا عَنْكُمْ، فَقَدْ وَقَاهَا اللهُ شَرَّكُمْ، كَمَا وَقَاكُمْ شَرَّهَا " (1) 4378 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: وَقَفْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بَيْنَ يَدَيِ الْجَمْرَةِ فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْهَا قَالَ: " هَذَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، مَوْقِفُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ يَوْمَ رَمَاهَا "، قَالَ: ثُمَّ رَمَاهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ رَمَى بِهَا، ثُمَّ انْصَرَفَ (2)   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق - وهو محمد - صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10155) من طريق عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني أيضاً (10156) من طريق عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل - وهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي -، عن جابر - وهو الجعفي -، عن عبد الرحمن بن الأسود، به. وعلقه البخاري (4931) بصيغة الجزم، عن ابن إسحاق، به. وقد سلف برقم (3574) . قوله: بحراء: المشهور أنه كان بمنى. قاله السندي. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وقد تقدم برقم (3548) . = الحديث: 4378 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 386 4379 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الْحَارِثِ أَظُنُّهُ يَعْنِي ابْنَ فُضَيْلٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ، وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ " (1)   = وقوله: بين يدي الجمرة: يعني جمرة العقبة، كا تقدم برقم (4359) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن فضيل - وهو الخطمي -، وجعفر بن عبد الله بن الحكم، وعبد الرحمن بن المسور- فمن رجال مسلم. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وقوله في الحارث: أظنه ابن فضيل، سيرد مجزوماً به أنه ابن فضيل في الرواية (4402) ، وكذا في مصادر التخريج. وأبو رافع: هو القبطي مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما ذكر مسلم في "صحيحه "، وقد وهم الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 4/222، فجعله نفيعاً الصائغ. وأخرجه مسلم (50) (80) ، وأبو عوانة 1/36، وابن منده في "الإيمان " (183) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السنن " 10/90 من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن إبراهيم بن سعد، به. وأخرجه مسلم (50) ، وأبو عوانة 1/35-36، والطبراني في "الكبير" (9784) ، وابن منده في "الإيمان " (184) ، من طريق عبد العزيز بن محمد، وأبو عوانه 1/36 من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن الحارث بن فضيل، به. وسيأتي برقم (4402) ، وانظر (4363) . = الحديث: 4379 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 387 4380 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَرِيبٍ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا قُرَشِيٌّ لَا وَاللهِ مَا رَأَيْتُ صَفْحَةَ وُجُوهِ رِجَالٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ وُجُوهِهِمْ يَوْمَئِذٍ، فَذَكَرُوا النِّسَاءَ، فَتَحَدَّثُوا فِيهِنَّ، فَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ، حَتَّى أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْكُتَ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، فَإِنَّكُمْ أَهْلُ هَذَا الْأَمْرِ، مَا لَمْ تَعْصُوا اللهَ، فَإِذَا عَصَيْتُمُوهُ بَعَثَ عَلَيْكُمْ (1) مَنْ يَلْحَاكُمْ كَمَا يُلْحَى هَذَا الْقَضِيبُ " لِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ لَحَا قَضِيبَهُ فَإِذَا هُوَ أَبْيَضُ يَصْلِدُ (2)   = قال السندي: قوله: ما من نبي ... إلخ: لا بد من تخصيص الكلام بمن آمن من أمته قوم، وإلا فقد جاء أن بعضهم ما آمن به أحد، أو آمن به واحد. ثم إنها: قال أبو البقاء: الضمير للأمة والأصحاب، أو للأنبياء لتقدم ذكر: "من نبي " ويجوز أن يكون ضميرَ القصة، كما قال تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار) . خُلُوف، كعُدُول: جمع خَلْف بالسكون، كَعَدْل، والخَلْفُ: كل من يجيء بعد من مضى، إلا أنه بالتحريك في الخبر، وبالتسكين في الشر، وجمع المتحرك أخلاف، والمعنى: يجيء بعد أولئك السلف الصالح أناس لا خير فيهم. والله تعالى أعلم. (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: إليكم. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يسمع من عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان، وابن شهاب: هو محمد بن = الحديث: 4380 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 388 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مسلم الزهري. وأخرجه أبو يعلى (5024) ، والشاشي (869) من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع " 5/192، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الأوسط "، ورجال أحمد رجال الصحيح، ورجال أبي يعلى ثقات. وقال الحافظ في "الفتح " 13/116: رجاله ثقات، إلا أنه من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عم أبيه عبد الله بن مسعود، ولم يدركه، وهذه رواية صالح بن كيسان، عن عبيد الله، وخالفه حبيب بن أبي ثابت، فرواه عن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي مسعود الأنصاري، ولفظه: "لا يزال هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته ".. الحديث، أخرجه أحمد، وفي سماع عبيد الله من أبي مسعود نظر مبني على الاختلاف في سنة وفاته. ثم قال الحافظ: وله شاهد من مرسل عطاء بن يسار أخرجه الشافعي والبيهقي من طريقه بسند صحيح إلى عطاء، ولفظه: "قال لقريش: أنتم أولى الناس بهذا الأمر ما كنتم على الحق، إلا إن تعدلوا عنه فتُلحون كما تُلحى هذه الجريدة". قلنا: حديث أبي مسعود البدري، سيرد 4/118 و5/274. ومرسل عطاء هو عند الشافعي 2/194، والبيهقي 8/144. وفي الباب أيضاً عن معاوية عند البخاري (7139) بلفظ: "إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبَّه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين ". وعن أنس، سيرد 3/129 و183 بلفظ: "الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقاً، ولكم عليهم حقاً مثل ذلك، إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا فوفوا، وإن حكموا فعدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". وعن أبي برزة بنحو لفظ حديث أنس، سيرد 4/421 و424. قال السندي: قوله: لا والله: "لا" زائدة في القسم. أهل هذا الأمر: أي: الإمارة. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 389 4381 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ (1) ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْسٍ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ أَبِي (2) زَيْدٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ قَالَ: " لِيَقُمْ مَعِي رَجُلٌ مِنْكُمْ، وَلَا يَقُومَنَّ مَعِي رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْغِشِّ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ "، قَالَ: فَقُمْتُ مَعَهُ، وَأَخَذْتُ إِدَاوَةً، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا مَاءً، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ رَأَيْتُ أَسْوِدَةً مُجْتَمِعَةً، قَالَ: فَخَطَّ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: " قُمْ هَاهُنَا حَتَّى آتِيَكَ "، قَالَ: فَقُمْتُ، وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَرَأَيْتُهُمْ يَتَثَوَّرُونَ (3) إِلَيْهِ، قَالَ: فَسَمَرَ مَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلًا طَوِيلًا، حَتَّى جَاءَنِي مَعَ الْفَجْرِ، فَقَالَ لِي: " مَا زِلْتَ قَائِمًا يَا ابْنَ مَسْعُودٍ؟ "، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَمْ تَقُلْ لِي: " قُمْ حَتَّى آتِيَكَ؟ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: " هَلْ   = ما لم تعصوا الله: ظاهره أنهم إذا عصوا الله لا يستحقون الإمارة. من يلحاكم: في "النهاية": يقال: لحوت الشجرة ولَحَيْتُها: إذا أخذت لحاءها، وهو قشرها. والمراد: من يغلب عليكم. يصْلِدُ، كيضرب: أي: يَبْرُق ويبصُّ. (1) تحرف في (م) إلى: أبي إَسحاق. (2) لفظ: "أبي " سقط من (ق) و (س) و (ظ 1) ، وأثبتناه من "أطراف المسند" 4/223-224، وتقدم على الصواب في الرواية (3810) . (3) في هامش (س) و (ظ 1) : يثبون. الحديث: 4381 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 390 مَعَكَ مِنْ وَضُوءٍ؟ "، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَفَتَحْتُ الْإِدَاوَةَ، فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ أَخَذْتُ الْإِدَاوَةَ، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا مَاءً، فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ "، قَالَ: ثُمَّ تَوَضَّأَ مِنْهَا، فَلَمَّا قَامَ يُصَلِّي أَدْرَكَهُ شَخْصَانِ مِنْهُمْ، قَالَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَؤُمَّنَا فِي صَلَاتِنَا، قَالَ: فَصَفَّهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ لَهُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " هَؤُلَاءِ جِنُّ نَصِيبِينَ، جَاءُوا يَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَقَدْ سَأَلُونِي الزَّادَ، فَزَوَّدْتُهُمْ "، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ عِنْدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ تُزَوِّدُهُمْ إِيَّاهُ؟ قَالَ: فَقَالَ: " قَدْ زَوَّدْتُهُمُ الرَّجْعَةَ، وَمَا وَجَدُوا مِنْ رَوْثٍ وَجَدُوهُ شَعِيرًا، وَمَا وَجَدُوهُ مِنْ عَظْمٍ وَجَدُوهُ كَاسِيًا "، قَالَ: وَعِنْدَ ذَلِكَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ أَنْ يُسْتَطَابَ بِالرَّوْثِ، وَالْعَظْمِ (1)   (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد مولى عمرو بن حريث المخزومي، وقد سلف الكلام عليه برقم (3810) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وابن إسحاق: هو محمد، قد صرح بالتحديث، وأبو فزارة: هو راشد بن كيسان العبسي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9966) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي عميس، به. وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/313-314، وقال: رواه أبو داود وغيره باختصار، ورواه أحمد، وفيه أبو زيد مولى عمرو بن حريث، وهو مجهول. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 391 4382 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي (1) أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ تَشَهُّدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ وَفِي آخِرِهَا، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ وَفِي آخِرِهَا، فَكُنَّا نَحْفَظُ عَنْ عَبْدِ اللهِ حِينَ أَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ إِيَّاهُ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ: إِذَا جَلَسَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ، وَفِي آخِرِهَا عَلَى وَرِكِهِ الْيُسْرَى: " التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ "، قَالَ: " ثُمَّ إِنْ كَانَ فِي وَسَطِ الصَّلَاةِ نَهَضَ حِينَ يَفْرُغُ مِنْ تَشَهُّدِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي آخِرِهَا دَعَا بَعْدَ تَشَهُّدِهِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَدْعُوَ ثُمَّ يُسَلِّمَ " (2)   = وانظر (3782) و (4375) . والنهي عن الاستطابة (أي: الاستنجاء) بالروث والعظم ورد في أحاديث صحيحة، انظر الرواية المتقدمة برقم (4375) ، والشواهد المذكورة عندها. قوله: يتثورون إليه: أي: يقومون إليه. قوله: الرجعة: هي الرجيع، أي: الروث، سمي بذلك لأنه رجع عن حاله الأولى بعد أن كان طعاماً أو علفاً أو غير ذلك. (1) في (س) و (ظ 1) : حدثنا. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق- وهو محمد- وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو = الحديث: 4382 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 392 4383 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَنِ انْصِرَافِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ عَنِ انْصِرَافِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ صَلَاتِهِ عَنْ يَمِينِهِ كَانَ يَنْصَرِفُ أَوْ عَنْ يَسَارِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْصَرِفُ حَيْثُ أَرَادَ، كَانَ أَكْثَرُ انْصِرَافِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ صَلَاتِهِ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْسَرِ إِلَى حُجْرَتِهِ " (1) 4384 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَهُ أَنَّ الْأَسْوَدَ، حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ عَامَّةَ مَا يَنْصَرِفُ   = ابن اِبراهيبم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه ابن خزيمة (702) و (708) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/262 من طريق ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وقد سلف برقم (3872) ، وبنحوه من طريق الأعمش برقم (3631) . الحديث: 4383 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 393 مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى (1) يَسَارِهِ إِلَى الْحُجُرَاتِ " (2) 4385 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ أَمِيرٌ عَلَى الْكُوفَةِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ إِذْ نَظَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى الظِّلِّ فَرَآهُ قَدْرَ الشِّرَاكِ فَقَالَ: " إِنْ يُصِبْ صَاحِبُكُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجِ الْآنَ "، قَالَ: فَوَ اللهِ مَا فَرَغَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ مِنْ كَلَامِهِ حَتَّى خَرَجَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ يَقُولُ الصَّلَاةَ (3) 4386 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:   (1) في هامش النسخ الخطية: عن. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، والأسود: هو ابن يزيد النخعي. وقد سلف برقم (3872) ، وبرقم (3631) وذكرت هناك شواهده. (3) إسناده ضعيف لإبهام الشيخ الذي روى عنه محمد بن كعب القرظي. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق - وهو محمد - فقد أخرح له مسلم متابعة، والبخاري تعليقاً، وأصحاب السنن الأربعة، وهو حسن الحديث. يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري. وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/183، وقال: رواه أحمد، وفيه رجل لم يُسَمَّ. الحديث: 4385 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 394 دَخَلْتُ أَنَا وَعَمِّي عَلْقَمَةُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِالْهَاجِرَةِ قَالَ: " فَأَقَامَ الظُّهْرَ لِيُصَلِّيَ فَقُمْنَا خَلْفَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِي، وَيَدِ عَمِّي، ثُمَّ جَعَلَ أَحَدَنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرَ، عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ قَامَ بَيْنَنَا (1) فَصَفَفْنَا (2) خَلْفَهُ (3) صَفًّا وَاحِدًا "، قَالَ: قَالَ (4) ثُمَّ: قَالَ: " هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصْنَعُ إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً "، قَالَ: فَصَلَّى بِنَا فَلَمَّا رَكَعَ طَبَّقَ، وَأَلْصَقَ ذِرَاعَيْهِ بِفَخِذَيْهِ، وَأَدْخَلَ كَفَّيْهِ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ، قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: إِنَّهَا سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَا تَنْتَظِرُوهُمْ بِهَا، وَاجْعَلُوا الصَّلَاةَ مَعَهُمْ سُبْحَةً (5)   (1) قوله: "بيننا" ليس في (ق) . (2) في هامش (س) : فصَفنا. (3) قوله: "خلفه "ليس في (ق) . (4) قوله: "قال " ليس في (س) . (5) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد. وأخرجه مطولاً بنحوه ابن أبي شيبة 1/245-246، ومسلم (534) (26) ، والنسائي في "الكبرى" (618) ، وأبو عوانة 2/164-165، وابن خزيمة في "صحيحه " (1636) ، وابن حبان (1874) ، والبيهقي في "السنن " 2/83، والحازمي في "الاعتبار" ص 82-83 من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، عن ابن مسعود. وقوله: "ستكون أئْمة ... " أخرج نحوه الطبراني في "الكبير" (10206) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله. وقد سلف برقم (4030) ، وبنحوه (3790) و (3889) و (4347) . الجزء: 7 ¦ الصفحة: 395 4387 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْخَطْمِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: فَخَرَجَ عُثْمَانُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ تِلْكَ الصَّلَاةَ رَكْعَتَيْنِ، وَسَجْدَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ عُثْمَانُ فَدَخَلَ دَارَهُ، وَجَلَسَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَجَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ " يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ عِنْدَ كُسُوفِ الشَّمْسِ، وَالْقَمَرِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ قَدْ أَصَابَهُمَا، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا إِنْ كَانَتِ الَّتِي تَحْذَرُونَ، كَانَتْ وَأَنْتُمْ عَلَى غَيْرِ غَفْلَةٍ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ كُنْتُمْ قَدْ أَصَبْتُمْ خَيْرًا، وَاكْتَسَبْتُمُوهُ " (1)   = وقوله: جعل أحدنا عن يمينه والآخر عن يساره، تقدم برقم (3927) و (3928) و (4030) و (4272) و (4311) و (4347) . والتطبيق تقدم برقم (3588) و (3927) و (3928) و (3974) و (4045) و (4053) و (4272) . (1) إسناده ضعيف لضعف سفيان بن أبي العوجاء السلمي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن إسحاق - وهو محمد - فقد روى له مسلم متابعة، والبخاري تعليقاً، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وأبو شريح الخزاعي: هو صحابي أسلم يوم الفتح. وأخرجه البزار (674) ، وأبو يعلى (5394) ، والطبراني في "الكبير (9782) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. = الحديث: 4387 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 396 4388 - حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   = وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/207-208، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في "الكبير" والبزار، ورجاله موثقون. وصلاَة الكسوف وردت من أحاديث عدد من الصحابة. منها عن ابن عباس عند البخاري (1052) و (1059) ، ومسلم (907) ، تقدم برقم (2711) . وعن ابن عمر عند البخاري (1042) ، ومسلم (915) ، سيرد (5883) . وعن ابن عمرو عند مسلم (910) ، سيرد برقم (6483) و (6763) . وعن جابر عند مسلم (904) ، سيرد 3/317-318. وعن أبي مسعود عند البخاري (1041) ، ومسلم (911) ، سيرد 4/122. وعن المغيرة بن شعبة عند البخاري (1043) ، ومسلم (915) ، سيرد 4/245. وعن النعمان بن بشير، سيرد 4/267 و269. وعن أبي بكرة عند البخاري (1040) و (1048) ، سيرد 5/37. وعن سمرة بن جندب، سيرد 5/16. وعن محمود بن لبيد، سيرد 5/428. وعن عائشة عند البخاري (1044) و (1047) ، ومسلم (901) ، سيرد 6/76، 78، 164، 168. وعن أسماء عند مسلم (905) ، سيرد 6/354-355. قوله: ركعتين: أي: ركوعين. فإذا رأيتموه، أي: الكسوف، قد أصابهما، أي: الشمس والقمر. فإنها، أي: تلك الحالة. التي تحذرون: القيامة. كانت، أي: تحققت ووجدت القيامة. قاله السندي. الحديث: 4388 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 397 عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ (1) " قَالَ سَعْدٌ: قُلْتُ لِأَبِي: حَتَّى يَقُومَ، قَالَ: حَتَّى يَقُومَ 4389 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ "، وَرُبَّمَا قَالَ: الْأُولَيَيْنِ (2) ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: حَتَّى يَقُومَ؟ قَالَ: حَتَّى يَقُومَ 4390 - وَحَدَّثَنَاهُ نُوحُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ (3) كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ (4) "، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: حَتَّى يَقُومَ، قَالَ: حَتَّى يَقُومَ   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سعد بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وسلف برقم (3656) ، وهناك ذكر شرحه. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، أخو سعد. وسلف برقم (3656) . (3) لفظ: "الأوليين " ليس في (س) و (ص) ، وثبت في هامشيهما. (4) إسناده ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر ما قبله، أبو عبيدة بن عبد الله بن= الحديث: 4389 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 398 4391 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنَ النَّارِ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبْوًا، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ (1) فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ (2) : اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ (3) : فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ (4) فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ وَجَدْتُهَا مَلْأَى، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى، ثَلَاثًا، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، أَوْ عَشَرَةَ أَمْثَالِ الدُّنْيَا، قَالَ: يَقُولُ (5) : يَا رَبِّ أَتَضْحَكُ مِنِّي وَأَنْتَ الْمَلِكُ؟ قَالَ: فَكَانَ   = مسعود لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن يزيد - وهو ابن سيار البغدادي - فمن رجال أبي داود، وهو ثقة. وتقدم برقم (3656) . (1) في (ق) : فيرجع إليه. (2) في (س) : فيقول له. (3) قوله: "قال " ليس في (س) . (4) في (س) : فيرجع إليه. (5) في هامش (س) : فيقول. (نسخة) . الحديث: 4391 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 399 يُقَالُ: هَذَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً " (1) 4392 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ، وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ "، قَالُوا: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: " وَأَنَا إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلَيْسَ يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، وعَبِيدة السلماني: هو ابن عمرو. وأخرجه البخاري (6571) و (7511) ، ومسلم (186) (308) ، وابن ماجه (4339) ، وأبو يعلى (5139) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 159 و317، وابن منده (842) ، وأبو عوانة 1/166، والشاشي (786) و (787) و (788) ، وابن حبان (7475) ، والطبراني في "الكبير" (10339) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (444) ، والبيهقي في "البعث " (103) ، وفي "الأسماء والصفات " ص 221، من طرق عن منصور، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3595) . وانظر (4337) . (2) حديث صحيح، وهذا سند حسن. زياد بن عبد الله البكائي مختلف فيه، روى له البخاري حديثا واحدا متابعة، واحتج به مسلم، وقال ابن عدي: ما أرى برواياته بأساً. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجعد رافع والد سالم فمن رجال مسلم. وأخرجه الخلال في "السنة" (206) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3648) ، وسلف هناك شرحه. الحديث: 4392 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 400 4393 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: وَسَمِعَ عَبْدُ اللهِ، بِخَسْفٍ قَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُدُّ الْآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا إِنَّا بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَيْسَ مَعَنَا مَاءٌ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطْلُبُوا مَنْ مَعَهُ " - يَعْنِي مَاءً - فَفَعَلْنَا، فَأُتِيَ بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ فِي إِنَاءٍ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّيْهِ فِيهِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَالَ: " حَيَّ عَلَى الطَّهُورِ الْمُبَارَكِ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ " فَمَلَأْتُ بَطْنِي مِنْهُ، وَاسْتَسْقَى النَّاسُ قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ (1)   (1) حديث صحيح، الوليد بن القاسم بن الوليد - وإن ضعفه يحيى بن معين، وقال ابن عدي: إذا روى عن ثقة، وروى عنه ثقة فلا باس به - متابع، وقد وثقه أحمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، ومنصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه أبو يعلى (5372) من طريق الوليد بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3579) ، والترمذي (3633) ، وابن خزيمة (204) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1213) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1479) ، والبيهقي في "الدلائل " 4/129 و6/62، والبغوي في "شرح السنة" (3713) ، وفي "التفسير" 4/162، من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن أبي شيبة 11/474، والدارمي 1/14-15، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/332 من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو الشيخ في "العظمة" (1212) ، وأبو نعيم في "الدلائل " 2/521، من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي، وأبو نعيم في "الدلائل " 2/521 من طريق = الحديث: 4393 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 401 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أحمد بن خالد الوهبي، أربعتهم عن إسرائيل، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه بنحوه أبو يعلى (5373) من طريق جرير، عن منصور، به، إلا أنه لم يذكر علقمة. وأخرجه دون ذكر تسبيح الطعام الدارمي 1/15، والبيهقي في "الدلائل " 6/11 من طريق أبي الجواب عن عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن إبراهيم، به. وقد تقدم مختصراً برقم (3762) ، ومطولاً برقم (3807) . وقول عبد الله بن مسعود: وقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل: له شاهد من حديث أبي الدرداء وسلمان عند البيهقي في "الدلائل " 6/63 من طريق قيس بن أبي حازم، قال: كان أبو الدرداء سلمان إذا كتب أحدهما إلى الآخر قال له: بآية الصحفة، وذلك أنهما بَيْنَا هما يأكلان في صَحْفَةٍ إذ سبحت وما فيها. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح " 6/591: قوله: كنا نعد الآيات، أي: الأمور الخارقة للعادات. قوله: بركة، وأنتم تعدونها تخويفاً: الذي يظهر أنه أنكر عليهم عد جميع الخوارق تخويفاً، وإلا فليس جميع الخوارق بركة، فإن التحقيق يقتضي عد بعضها بركة من الله كشبع الخلق الكثير من الطعام القليل، وبعضها بتخويف من الله ككسوف الشمس والقمر، كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده "، وكأنَّ القوم الذين خاطبهم عبد الله بن مسعود بذلك تمسكوا بظاهر قوله تعالى: (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) ] الإسراء: 59 [، ووقع عند الإسماعيلي من طريق الوليد بن القاسم، عن إسرائيل في أول هذا الحديث: سمع عبد الله بن مسعود بخسف، فقال: كنا أصحاب محمد نعد الآيات بركة. قلنا: لم يعز الحافظ هذا الحديث إلى أحمد، وهو لفظُ حديثه هنا. وقال السندي: قوله: كنا نعد الآيات بركة، أي: كانت تظهر من الآيات ما كان من جنس البركات، فكانوا لذلك يعدونها بركات. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 402 4394 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قِتَالُ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ كُفْرٌ، وَسِبَابُهُ فُسُوقٌ " (1) 4395 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، كَأَنَّهَا تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا، أَوْ تَصِفُهَا لِزَوْجِهَا، أَوْ لِلرَّجُلِ، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ " " وَإِذَا كَانَ ثَلَاثَةٌ فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ " " وَمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبًا لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أَخِيهِ - أَوْ قَالَ: مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ - لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ "، قَالَ:   = وقوله: تخويفاً، أي: لأنها ما كانت تظهر في وقتكم إلا ما كان من نوع التخويف، فهذا بيان التفاوت بين الوقتين، وأن بركاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت فائضة على زمانه، وأن الأمر بعده قد انعكس، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إن ثبت سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لهذا الحديث من أبيه، فقد سمع منه شيئاً يسيراً، شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي أبو معاوية. وقد تقدم برقم (3957) ، ويرقم (3647) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 4394 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 403 فَسَمِعَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ هَذَا فَقَالَ: فِيَّ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَفِي رَجُلٍ اخْتَصَمْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بِئْرٍ (1) 4396 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14] ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ سِتُّ مِائَةِ جَنَاحٍ، يَنْتَثِرُ مِنْ رِيشِهِ التَّهَاوِيلُ: الدُّرُّ، وَالْيَاقُوتُ " (2) 4397 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وهذا الحديث في الحقيقة ثلاثة أحاديث: وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5114) من طريق حماد بن زيد، بهذا الإسناد. والحديث الأول منه أخرجه ابن حبان (4160) من طريق حماد بن زيد، به. وقد سلف برقم (3609) . والأول والثاني منه أخرجهما الشاشي (538) من طريق شيبان، والطبراني في "الكبير" (10419) من طريق سليمان بن طرخان، كلاهما عن عاصم، به. والثاني وهو التناجي سلف برقم (3560) . والثاني والثالث منه أخرجهما الطبراني في "الكبير" (10420) من طريق المسعودي، عن عاصم، به. والثالث منه سلف برقم (3576) و (3946) . (2) هو مكرر (3915) سنداً ومتناً. الحديث: 4396 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 404 عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، - وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، عَنْ حَدِيثِ عَلْقَمَةَ فَهُوَ هَذَا الْحَدِيثُ - أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، أَتَى أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ فِي مَنْزِلِهِ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: تَقَدَّمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَإِنَّكَ أَقْدَمُ سِنًّا وَأَعْلَمُ، قَالَ: لَا، بَلْ تَقَدَّمْ أَنْتَ، فَإِنَّمَا أَتَيْنَاكَ فِي مَنْزِلِكَ، وَمَسْجِدِكَ، فَأَنْتَ أَحَقُّ، قَالَ: فَتَقَدَّمَ أَبُو مُوسَى فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَى خَلْعِهِمَا؟ أَبِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ أَنْتَ؟ " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُصَلِّي فِي الْخُفَّيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ " (1)   (1) صحيح. علقمة - وإن لم يسمع منه أبو إسحاق، وهو السبيعي، كما صُرح بذلك في الحديث - تابعه أبو الأحوص، وسماع أبي إسحاق منه صحيح، وزهير - وهو ابن معاوية، وإن سمع من أبي إسحاق السبيعي بعد الاختلاط -، تابعه إسرائيل، كما سيأتي. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 2/417، وابن ماجه (1039) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/511، والطبراني في "الكبير" (9262) من طرق عن زهير، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً الطيالسي (395) عن زهير، عن أبي إسحاق، عمن حدثه، عن عبد الله بن مسعود. وأخرجه مختصراً دون قوله: لقد رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في الخفين: عبد الرزاق (1507) ، من طريق إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، وهذه متابعة من أبي الأحوص لعلقمة، وسماع أبي إسحاق منه صحيح، وسماع إسرائيل من أبي إسحاق في غاية الإتقان. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/418 عن وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 405 4398 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ أَبِي الْأَحْوَصِ، سَمِعَهُ مِنْهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ   = أبي الأحوص، عن ابن مسعود. وأخرجه الشاشي (357) من طريق إسرائيل، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في نعليه. قلنا: أبو حمزة - وهو ميمون الأعور - ضعيف. وأورده الهيثمي في "المجمع " 2/66، وقال: رواه أحمد، وفيه رجل لم يسم، ورواه الطبراني متصلاً برجال ثقات. قلنا: الرجل الذي لم يسم عند أحمد ليس من رجال الإسناد. ورواية الطبراني المتصلة هي المختصرة المذكورة آنفاً. وصلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الخفين والنعلين رواها عدد من الصحابة: ففي الباب عن أنس عند البخاري (386) ، ومسلم (555) ، سيرد 3/100 و166 و189. وعن عبد الله بن عمرو، سيرد (6627) و (6660) و (6679) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/365 و422 و537. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/20. وعن مجمع بن يزيد الأنصاري، سيرد 3/480. وعن عبد الله بن الشخير، سيرد 4/25. وعن أوس بن أبي أوس، سيرد 4/8 و9 و10. وعن عبد الله بن أبي حبيبة، سيرد 4/221 و334. وعن عمرو بن حريث، سيرد 4/307. وعن أبي بكرة، عند أبي يعلى (2633) ، والبزار (600) . الحديث: 4398 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 406 يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ " (1) 4399 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، قَالَ: حَجَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَأَمَرَنِي عَلْقَمَةُ أَنْ أَلْزَمَهُ، فَلَزِمْتُهُ، فَكُنْتُ مَعَهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، فَلَمَّا كَانَ حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، قَالَ: أَقِمْ، فَقُلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ هَذِهِ لَسَاعَةٌ مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ فِيهَا؟، قَالَ: قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يُصَلِّي هَذِهِ السَّاعَةَ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: هُمَا صَلَاتَانِ تُحَوَّلَانِ عَنْ وَقْتِهِمَا صَلَاةُ الْمَغْرِبِ بَعْدَ مَا يَأْتِي النَّاسُ الْمُزْدَلِفَةَ، وَصَلَاةُ الْغَدَاةِ حِينَ يَبْزُغُ الْفَجْرُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي - فمن رجال مسلم. زهير - وهو ابن معاوية - سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي - بعد الاختلاط، لكن هذه الرواية هي مما انتقاه الإمام مسلم من حديثه، وهو متابع. وأخرجه أبو يعلى (5335) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (3743) دون ذكر الجمعة، ومن طريق زهير برقم (3816) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وزهير - وهو ابن معاوية - وإن سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي- بعد اختلاطه، روايته هذه مما انتقاه البخاري مما صح من حديثه، ثم هومتابع. ول خرجه البخاري (1675) ، والبيهقي في "السنن " 5/121 من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإِسناد. = الحديث: 4399 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 407 4400 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ حُدَيْجًا، أَخَا زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّجَاشِيِّ، وَنَحْنُ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا، فِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُرْفُطَةَ، وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَأَبُو مُوسَى، فَأَتَوْا النَّجَاشِيَّ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ بِهَدِيَّةٍ فَلَمَّا دَخَلَا عَلَى النَّجَاشِيِّ سَجَدَا لَهُ، ثُمَّ ابْتَدَرَاهُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَا لَهُ: إِنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عَمِّنَا نَزَلُوا أَرْضَكَ، وَرَغِبُوا عَنَّا وَعَنْ مِلَّتِنَا، قَالَ: فَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ فِي أَرْضِكَ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا خَطِيبُكُمُ الْيَوْمَ فَاتَّبَعُوهُ، فَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْجُدْ، فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ لَا تَسْجُدُ لِلْمَلِكِ؟ قَالَ: إِنَّا لَا نَسْجُدُ (1) إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَسْجُدَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ "، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: فَإِنَّهُمْ يُخَالِفُونَكَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ؟ قَالُوا: نَقُولُ كَمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، هُوَ كَلِمَةُ اللهِ وَرُوحُهُ، أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا بَشَرٌ، وَلَمْ   = وقد تقدم برقم (3893) و (3969) و (4293) ، وتقدم مختصراً برقم (3637) . (1) في (ق) و (ظ 1) : لا نسجد لأحد. الحديث: 4400 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 408 يَفْرِضْهَا (1) وَلَدٌ، قَالَ: فَرَفَعَ عُودًا مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْحَبَشَةِ، وَالْقِسِّيسِينَ، وَالرُّهْبَانِ، َاللهِ مَا يَزِيدُونَ عَلَى الَّذِي نَقُولُ فِيهِ مَا يَسْوَى هَذَا، (2) مَرْحَبًا بِكُمْ، وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ، أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، فَإِنَّهُ (3) الَّذِي نَجِدُ فِي الْإِنْجِيلِ، وَإِنَّهُ الرَّسُولُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، انْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُمْ، وَاللهِ لَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ لَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَحْمِلُ نَعْلَيْهِ، وَأُوَضِّئُهُ، وَأَمَرَ بِهَدِيَّةِ الْآخَرِينَ فَرُدَّتْ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ تَعَجَّلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى أَدْرَكَ بَدْرًا، وَزَعَمَ أَنَّ: النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسْتَغْفَرَ لَهُ حِينَ بَلَغَهُ مَوْتُهُ (4)   (1) في هامش (س) و (ظ 1) : يفترضها. (2) في (ق) : ما سوى هذا. (3) في هامش (س) : وإنه. (4) إسناده ضعيف، حديج بن معاوية، قال أحمد في "العلل " (5251) : ليس لي بحديثه علم، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وليس مثل أخويه، في بعض حديثه ضعف، وقال البخاري: يتكلمون في بعض حديثه، وضعفه النسائي وابن سعد وأبو زرعة الرازي وابن ماكولا والبزار، وقال ابن حبان في "المجروحين ": منكر الحديث كثير الوهم على قلة روايته، وقال الدارقطني: غلب عليه الوهم، وقال أبو داود: كان زهير (يعني إخاه) لا يرضى حُديجاً. ثم إنه لا يُعلم هل روى عن أبي إسحاق - وهو السَبِيعي - قبل الاختلاط أم بعده؟ ومع ذلك حسن الحافظ إسناد 5 في "الفتح " 7/189، وجوده ابن كثير في "البداية والنهاية" 3/69. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (346) ومن طريقه البيهقي في "الدلائل " 2/298 عن = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 409 4401 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ:   = حديج بن معاوية، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/24، وقال: رواه الطبراني، وفيه حديج بن معاوية، وثقه أبو حاتم، وقال: في بعض حديثه ضعف، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات. قلنا: فاته أن ينسبه إلى المسند، ولم نجده عند الطبراني في "الكبير" فلعله في " الأوسط ". قال الحافظ في "الفتح " 7/189: وقد استُشكل ذكر أبي موسى فيهم، لأن المذكور في "الصحيح " (3876) أن أبا موسى خرج من بلاده هو وجماعة قاصداً النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، فألقتهم السفينة بأرض الحبشة، فحضروا مع جعفر إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر، ويمكن الجمع بأن يكون ... وأخذ الحافظ في الجمع بين الروايتين، بما فيه شيء من التكلف، والأجود أن يقال: هذه الرواية ضعيفة لا تعارض الرواية الصحيحة عند البخاري. وفي الباب بأطول مما هنا عن جعفر بن أبي طالب، وقد سلف برقم (1740) ، وسنده حسن. قال السندي: قوله: فقال جعفر: أي: لمن كان معه هناك من الصحابة. أنا خطيبكم، أي: أتكلم منكم. وما ذاك: أي: وما سبب ما تقول. إلى العذراء البكر: التي لم يمسها رجل. البتول: في "النهاية": امرأة بتول: منقطعة عن الرجال، لا شهوة لها فيهم، وبها سميت مريم أم المسيحٍ عليهما السلام، وسُميِّت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلًا وديناً وحسباً، وقيل: لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى. ولم يفترضها: من الافتراض، بالفاء والضاد المعجمة، والفرض: القطع، أي: لم يؤثر فيها ولد قبل المسيح. الحديث: 4401 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 410 رَأَيْتُ رَجُلًا سَأَلَ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ، وَهُوَ يُعَلِّمُ الْقُرْآنَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] أَذَالٌ، أَمْ دَالٌ؟ فَقَالَ: لَا، بَلْ دَالٌ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْرَؤُهَا: {مُدَّكِرٍ} [القمر: 15] دَالًا " (1) 4402 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ يَعْنِي الْمَخْرَمِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَطُّ إِلَّا، وَلَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَوَارِيٌّ، وَأَصْحَابٌ يَتَّبِعُونَ أَثَرَهُ وَيَقْتَدُونَ بِهَدْيِهِ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ خَوَالِفُ أُمَرَاءُ، يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ " (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل- وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فمن رجال النسائي، وأبي داود في كتاب "التفرد"، وهو ثقة. وزهير - وهو ابن معاوية - وإن سمع من أبي إسحاق - وهو السبيعي - بعد الاختلاط قد انتقى البخاري روايته هذه مما صح من حديثه. الأسود بن يزيد: هو النخعي. وأخرجه البخاري (4871) ، ومسلم (823) (280) ، والشاشي (434) ، وابن حبان (6238) ، والبغوي ني "التفسير" 6/275 من طرق عن زهير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (3755) . (2) في الأصول التي بين أيدينا و (م) : بن أبي الحكم، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب، كما جاء ني "أطراف المسند" 4/222. (3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي سعيد - وهو عبد = الحديث: 4402 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 411 4403 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَاصِلَةَ، وَالْمَوْصُولَةَ، وَالْمُحِلَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ، وَالْوَاشِمَةَ، وَالْمَوْشُومَةَ، وَآكِلَ الرِّبَا، وَمُطْعِمَهُ " (1) 4404 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَقَرَأْتُهَا قَرِيبًا مِمَّا أَقْرَأَنِي، غَيْرَ   = الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم - فقد أخرج له البخاري متابعة، وهو ثقة، إلا أنه ربما أخطأ. وقد سلف برقم (4379) ، وانظر (4363) . قال السندي: قوله: خوالف، أي: نفوس تخالف أمر الله وأمر رسوله. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس- وهو عبد الرحمن بن ثروان -، وهزيل - وهو ابن شرحبيل الأودي - فمن رجال البخاري. محمد بن عبد الله أبو أحمد: هو ابن الزبير الزبيري، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5350) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (14116) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد. وأخرجه مختصراً بذكر المحل والمحلل له الترمذي (1120) من طريق أبي أحمد الزبيري، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقد تقدم برقم (4283) ، وانظر (3945) . الحديث: 4403 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 412 أَنِّي لَسْتُ أَدْرِي بِأَيِّ الْآيَتَيْنِ خَتَمَ " (1) 4405 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَنْبَأَنَا، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ فَسَجَدَ، وَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا سَجَدَ "، إِلَّا رَجُلًا رَفَعَ كَفًّا مِنْ حَصًى، فَوَضَعَهُ عَلَى وَجْهِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا قَالَ عَبْدُ اللهِ: " لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا " (2) 4406 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، (3) عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَةً وَأَنَا أَقُولُ أُخْرَى: " مَنْ مَاتَ، وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ "، وقَالَ عَبْدُ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن بحر- وهو ابن بَري - فقد روى له البخاري تعليقاً وأبو داود والترمذي، وهو ثقة. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو رزين: هو مسعود بن مالك الأسدي. وأخرجه أبو يعلى (5173) ، والطبراني في "الكبير" (10153) من طريق الأعمش، عن أبي رزين، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. وقد سلف برقم (3574) . (2) هو مكرر (4164) . وانظر (3682) . (3) في (ق) : عن سليمان، سمعت أبا وائل يحدث. الحديث: 4405 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 413 اللهِ: وَأَنَا أَقُولُ مَنْ مَاتَ، وَهُوَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ (1) 4407 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ، وَلَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، ثُمَّ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا، حَتَّى كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا " (2) 4408 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا عَمِلْنَا فِي الشِّرْكِ، نُؤَاخَذُ بِهِ؟ قَالَ: " مَنْ أَحْسَنَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الشِّرْكِ، وَمَنْ أَسَاءَ مِنْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، أُخِذَ بِمَا عَمِلَ فِي الشِّرْكِ وَالْإِسْلَامِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وهو مكرر (4231) . (2) هو مكرر (4191) سنداً ومتناً. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وقد سلف من طريق شعبة برقم (4103) . وانظر (3596) . الحديث: 4407 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 414 4409 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَأُخْبَرُ بِجَمَاعَتِكُمْ، فَيَمْنَعُنِي الْخُرُوجَ إِلَيْكُمْ خَشْيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَتَخَوَّلُنَا فِي الْأَيَّامِ بِالْمَوْعِظَةِ خَشْيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا " (1) 4410 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: غَدَوْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَسَلَّمْنَا بِالْبَابِ، فَأُذِنَ لَنَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ الْبَارِحَةَ كُلَّهُ، فَقَالَ: " هَذًّا (2) كَهَذِّ الشِّعْرِ إِنَّا قَدْ سَمِعْنَا الْقِرَاءَةَ، وَإِنِّي لَأَحْفَظُ الْقَرَائِنَ الَّتِي كَانَ يَقْرَأُ بِهِنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سُورَةً مِنَ الْمُفَصَّلِ، وَسُورَتَيْنِ مِنْ آلِ حم " (3) 4411 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،   (1) هو مكرر (4188) سنداً ومتناً. (2) في هامش (س) : أهذّاً (نسخة) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ومهدي: هو ابن ميمون الأزدي، وواصل: هو ابن حيان الأحدب الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وقد تقدم مختصراً برقم (3999) ، وذكرنا هناك شرحه، وتتمته أيضاً برقم (3607) . الحديث: 4409 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 415 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإِثْمِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ثُمَّ مَاذَا؟، قَالَ: " ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ " (1) 4412 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ غُلَامًا يَافِعًا أَرْعَى غَنَمًا لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَا: " يَا غُلَامُ، هَلْ عِنْدَكَ مِنْ لَبَنٍ تَسْقِينَا؟ "، قُلْتُ: إِنِّي مُؤْتَمَنٌ، وَلَسْتُ سَاقِيَكُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ عِنْدَكَ مِنْ جَذَعَةٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟ " (2) قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَتَيْتُهُمَا بِهَا، فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ الضَّرْعَ، وَدَعَا، فَحَفَلَ الضَّرْعُ، ثُمَّ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِصَخْرَةٍ مُنْقَعِرَةٍ، فَاحْتَلَبَ فِيهَا، فَشَرِبَ، وَشَرِبَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ شَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: " اقْلِصْ " فَقَلَصَ، فَأَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ؟ قَالَ: " إِنَّكَ غُلَامٌ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ومهدي هو ابن ميمون الأزدي. وسلف من طريق واصل مطولًا برقم (4132) ، وانظر (3612) . (2) في (ص) :العجل. الحديث: 4412 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 416 مُعَلَّمٌ "، قَالَ: فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً، لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ (1) 4413 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدِ اتَّخَذَ اللهُ   (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار. وأخرجه ابن سعد 3/150-151، وابن أبي شيبة 7/51 و11/510 عن عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (353) ، والفسوي 2/537، وأبو يعلى (5311) ، والشاشي (659) ، والطبراني في "الكبير" (8455) ، وأبو نعيم في "الدلائل " (233) ، وفي "الحلية" 1/125 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقد سلف بهذا الإسناد مختصراً برقم (3599) و (4330) ، وإنظر (3598) . قال السندي: قوله: يافعاً: هو من شارف الاحتلام ولما يحتلم. إني مؤتمن: أي ليس المال لي بل لغيري، وقد اتخذني أميناً، فليس لي الخيانة في مال الغير. من جَذَعة: بفتحتين. لم ينز عليها الفحل: فإنه ليس فيها لبن حتى يكون لصاحبها. والحديث يدل على أن ما ظهر ببركة أحد في ملك رجل آخر، فهو لمن له البركة، إذا لم يختلط بملك ذلك الرجل. اقلص: من قلص، كضرب، أي: انقبض، وقد سبق الحديث. الحديث: 4413 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 417 صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا " (1) 4414 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ النِّسَاءَ كُنَّ يَوْمَ أُحُدٍ خَلْفَ الْمُسْلِمِينَ، يُجْهِزْنَ عَلَى جَرْحَى الْمُشْرِكِينَ، فَلَوْ حَلَفْتُ يَوْمَئِذٍ رَجَوْتُ أَنْ أَبَرَّ: إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا يُرِيدُ الدُّنْيَا، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ، ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ} [آل عمران: 152] فَلَمَّا خَالَفَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَصَوْا مَا أُمِرُوا بِهِ، أُفْرِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِسْعَةٍ: سَبْعَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ عَاشِرُهُمْ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ، قَالَ: " رَحِمَ اللهُ رَجُلًا رَدَّهُمْ عَنَّا "، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَاتَلَ سَاعَةً حَتَّى قُتِلَ، فَلَمَّا رَهِقُوهُ (2) أَيْضًا، قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ رَجُلًا رَدَّهُمْ عَنَّا "، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَا، حَتَّى قُتِلَ السَّبْعَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَاحِبَيْهِ: " مَا   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عفان - وهو ابن مسلم الصفار -، وشعبة - وهو ابن الحجاج - من رجال الشيخين، وبافي الإسناد ثقات من رجال مسلم. إسماعيل بن رجاء: هو ابن ربيعة الزبيدي الكوفي، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأخرجه الشاشي (724) ، والطبراني في "الكبير" (10106) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4182) ، وانظر (3580) . (2) في (ق) : رهقوهم. وفي حاشيتها كما هاهنا. الحديث: 4414 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 418 أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا " فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ، فَقَالَ: اعْلُ هُبَلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ "، فَقَالُوا: اللهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا عُزَّى، وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا اللهُ مَوْلَانَا، وَالْكَافِرُونَ لَا مَوْلَى لَهُمْ "، ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ يَوْمٌ لَنَا، وَيَوْمٌ عَلَيْنَا، وَيَوْمٌ نُسَاءُ، وَيَوْمٌ نُسَرُّ، حَنْظَلَةُ بِحَنْظَلَةَ، وَفُلَانٌ بِفُلَانٍ، وَفُلَانٌ بِفُلَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا سَوَاءً، أَمَّا قَتْلَانَا فَأَحْيَاءٌ يُرْزَقُونَ، وَقَتْلَاكُمْ فِي النَّارِ يُعَذَّبُونَ "، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: قَدْ كَانَتْ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةٌ، وَإِنْ كَانَتْ لَعَنْ غَيْرِ مَلَأٍ مِنَّا، مَا أَمَرْتُ وَلَا نَهَيْتُ، وَلَا أَحْبَبْتُ، وَلَا كَرِهْتُ، وَلَا سَاءَنِي، وَلَا سَرَّنِي، قَالَ: فَنَظَرُوا فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ، وَأَخَذَتْ هِنْدُ كَبِدَهُ فَلَاكَتْهَا، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَأْكُلَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَأَكَلَتْ مِنْهُ شَيْئًا " قَالُوا: لَا. قَالَ: " مَا كَانَ اللهُ لِيُدْخِلَ شَيْئًا مِنْ حَمْزَةَ النَّارَ "، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَمْزَةَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَجِيءَ (1) بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَوُضِعَ إِلَى جَنْبِهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَرُفِعَ الْأَنْصَارِيُّ، وَتُرِكَ حَمْزَةُ، ثُمَّ جِيءَ بِآخَرَ فَوَضَعَهُ إِلَى جَنْبِ حَمْزَةَ فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ رُفِعَ، وَتُرِكَ حَمْزَةُ حَتَّى صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ صَلَاةً (2)   (1) في (ظ 1) : ثم جيء. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الشعبي - وهو عامر بن شراحيل - لم يسمع من عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري متابعة، وهو صدوق اختلط= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 419 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = بأخرة، وصححوا سماع حماد - وهو ابن سلمة - منه قبل اختلاطه. عفان: هو ابن مسلم الصفّار. وأخرجه ابن سعد 3/16، وابن أبي شيبة 14/402 عن عفان، به. وذكره ابن كثير في "التفسير" 2/115، وفي "البداية والنهاية" 4/40، وقال: تفرد به أحمد، وهذا إسناد فيه ضعف من جهة عطاء بن السائب. وأورده الهيثمي في "المجمع " 6/109-110، وقال: رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط. قلنا: قد ضعَّفه ابن كثير والهيثمي من جهة عطاء بن السائب، وإنما ضَعْفُه من جهة انقطاعه، ولم يذكرا ذلك، وإلا فإن حماد بن سلمة قد سمع من عطاء قبل اختلاَطه ورواه عبد الرزاق (6653) عن الشعبي مرسلاً لم يذكر فيه ابن مسعود. وقوله: أفرد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تسعة.. إلى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أنصفنا أصحابنا" له شاهد من حديث أنس عند مسلم (1789) . وقوله: فجاء سفيان، فقال: اعل هبل ... إلى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الله مولانا والكافرون لا مولى لهم " له شاهد من حديث البراء عند البخاري (4043) . وقوله: "اعل هبل " له شاهد من حديث ابن عباس تقدم برقم (2609) ، وفيه أن الذي أجابه هو عمر بن الخطاب. وقوله: "يومٌ بيوم بدر، يوم لنا ويوم علينا، وقد كانت في القوم مثلة وإن كانت لعن غير ملأ منا، ولَا ساءني ولا سرني " له شاهد من حديث البراء المذكور عند البخاري (4043) . وآخر من حديث ابن عباس تقدم برقم (2609) ، وفيه أن الذي قال: "لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" هو عمر بن الخطاب. ولصلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الشهداء شاهد عند الحاكم 2/119، 120، وفي سنده أبو حماد الحنفي، قال أبوحاتم ليس بقوي، يكتب حديثه. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 420 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وآخر من حديث ابن عباس عند ابن ماجه (1513) ، والدارقطني 2/474، والحاكم 3/198، والبيهقي 4/12، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/503. وفيه يزيد بن أبي زياد وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه، وقال البيهقي: هكذا رواه يزيد بن أبي زياد، وحديث جابر أنه لم يصل عليهم أصح. وثالث من حديث عبد الله بن الزبير عند الطحاوي 1/503، وسنده حسن، وفيه أنه صلى عليه فكبر تسع تكبيرات، ثم أتي بالقتلى يُصفون ويصلي عليهم وعليه معهم. ورابع من حديث شداد بن الهاد عند النسائي 4/60 وسنده صحيح. قلنا: وأكثر أهل العلم على أنه لا يصلى على الشهيد، وهو قول أهل المدينة، وبه قال الشافعي وأحمد. واستدلوا بحديث جابر عند البخاري (4079) أنه عليه الصلاة والسلام أمر بشهداء أحد فدفنوا بدمائهم، ولم يصل عليهم، ولم يغسلوا. وذهب قوم من أهل العلم إلى أنه يصلى عليه لحديث أحمد هذا وشواهده، وهو قول الثوري وأصحاب الرأي، وبه قال إسحاق. قال السندي: قوله: يجهزن: في "القاموس ": جَهَز على الجريح، كمنع، وأجهز: أثبت قتله، وأسرعه، وتمم عليه. فلو حلفتُ: يريد أن مدار البِر في الحَلِف على الظن: وكنت أظن يومئذ أنه ليس أحد في الصحابة يريد الدنيا، فلو حلفت عليه لكنت بارّاً فيه. رَهِقُوه، أي: المشركون غشوه. ما أنصفنا: بسكون الفاء، أي: حيث ما خرج من المهاجرين أحد، بل كلهم خرجوا من الأنصار، فقتلوا. قال النووي: الرواية المشهورة فيه: ما أنصفْنا، بإسكان الفاء، وأصحابنا: منصوب مفعول به، هكذا ضبطه جماهيرُ العلماء من المتقدمين والمتأخرين. ومعناه: ما أنصفت قريش الأنصار، لكون القرشيين لم يخرجا للقتال، بل خرجت الأنصار واحد بعد واحد. وذكر القاضي (يعني عياض) وغيره أن بعضهم رواه: ما أنصفَنا بفتح الفاء، والمراد على هذا الذين فروا من القتال، فإنهم لم ينصفوا لفرارهم. عن غير ملأ منا، أي: غير تشاور من أشرافنا وجماعتنا. = الجزء: 7 ¦ الصفحة: 421 4415 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتَدْرُونَ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ "، قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " الْمَنِيحَةُ، أَنْ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ (1) أَخَاهُ الدِّرْهَمَ، أَوْ ظَهْرَ الدَّابَّةِ، أَوْ لَبَنَ الشَّاةِ، أَوْ لَبَنَ الْبَقَرَةِ " (2)   = بُقِر، أي: شُق وفُتح. فلاكتها، أي: مضغتها. (1) لفظ: "أحدكم " ليس في (س) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل إبراهيم الهجري، وهو أبو إسحاق بن مسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، عفان: هو ابن مسلم الصفْار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأخرجه أبو يعلى (5121) ، والشاشي (742) من طريقين عن إبراهيم الهجري، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (947) "زوائد" عن عمرو (كذا) بن يحيى الأبُلِّي، حدثنا حفص بن جميع، عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد الله مرفوعاً بلفظ: "أي الصدقة أفضل؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم 0 قال: "أن يمنح الرجل أخاه الدراهم أو ظهر الدابة". قال البزار: لا نقلم رواه هكذا إلا حفص، ولم نسمعه إلا من عمرو (كذا) . قلنا: عمرو بن يحيى صوابه: عمر بن يحيى الأبُلِّي، ذكره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان " 4/338، وذكر أن ابن عدي أورده في ترجمة جارية بن هرم، وأنه سرق حديث يحيى بن بسطام. وهو في "ضعفاء" ابن عدي 2/597، وورد اسمه على الصواب في "تهذيب الكمال " 6/7 في الرواة عن حفص بن جميع العجلي الكوفي، وحفص هذا ضعيف، فيما قال أبو زرعة وأبو حاتم، وقال ابن= الحديث: 4415 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 422 4416 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ابْنُ بَهْدَلَةَ، وَحَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ - أَوْ أَحَدِكُمْ - أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ أَسْرَعُ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّعَمِ مِنْ عُقُلِهَا " قَالَ: أَوْ قَالَ: " مِنْ عُقُلِهِ " (1)   = حبان: كان يخطىء حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/133، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى - وزاد الدينار أو البقرة - والبزار والطبراني في "الأوسط "، ورجال أحمد رجال الصحيح! وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2629) بلفظ: "نعم المنيحة (وفي رواية: نعم الصدقة) اللقحة الصفِي منحة، والشاة الصفِي تغدو بإناء، وتروح بإناء" ولفظه عند مسلم (1020) : "من منح منيحة غدت بصدقة، وراحت بصدقة، صبوحها وغبوقها"، سير بنحوه في "المسند" 2/358 و483. وعن عبد الله بن عمرو عند البخاري (2631) بلفظ: "أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ... "، سيرد برقم (6488) و (6831) و (6853) . قوله: المنيحة: قال الحافظ: بالنون والمهملة وزن عظيمة، هي في الأصل العطية، قال أبو عبيد: المنيحة عند العرب على وجهين: أحدهما أن يعطي الرجل صاحبه صلة فتكون له، والاَخر أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بحلبها ووبرها زمناً ثم يردها، والمراد بها في أول أحاديث الباب هنا عارية ذوات الألبان ليؤخذ لبنها، ثم تُرَد هي لصاحبها. "فتح الباري " 5/243. وقال السندي: الظاهر أن المراد الاقتراض لا التمليك، لما جاء أن المنحة مردودة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن بهدلة، متابع منصور، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة.= الحديث: 4416 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 423 4417 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلَاةِ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ فَأَخَذَنِي مَا قَدُمَ وَمَا حَدُثَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحْدِثُ لِنَبِيِّهِ مَا شَاءَ - قَالَ شُعْبَةُ وَأَحْسَبُهُ قَدْ قَالَ: مِمَّا شَاءَ -، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ " (1) 4418 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ،   = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10564) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (728) -، عن قتيبة بن سعيد، عن حماد، بهذا الإسناد. وقد تقدم من طريق منصور برقم (3960) ، ومن طريق الأعمش برقم (3620) . (1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الطيالسي (245) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن " 2/248 عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الشاشي (604) ، والطبراني في "الكبير" (10120) من طريقين، عن شعبة، به. وأخرجه الشاشي (605) من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن عاصم، عن زر، عن أبي وائل، به، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3063) بلفظ: " إن في الصلاة لشغلًا". وسلف برقم (3575) و (3885) و (3944) و (4145) . الحديث: 4417 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 424 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " صَلَّى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الظُّهْرَ خَمْسًا "، فَقَالُوا: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ " فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " (1) 4419 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا، يُحَدِّثُ عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا سَمَرَ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ، أَوْ لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: لِمُصَلٍّ، وَ (2) لِمُسَافِرٍ " (3) 4420 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، عَنِ امْرَأَةٍ تَرَكَتِ ابْنَتَهَا، وَابْنَةَ ابْنِهَا، وَأُخْتَهَا؟ فَقَالَ: النِّصْفُ لِلِابْنَةِ، وَلِلْأُخْتِ النِّصْفُ، وَقَالَ ائْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ فَإِنَّهُ سَيُتَابِعُنِي، قَالَ: فَأَتَوْا ابْنَ مَسْعُودٍ، فَأَخْبَرُوهُ، بِقَوْلِ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ،   (1) صحيح لغيره، ومذا إسناد ضعيف لضعف جابر، وهو ابن يزيد الجعفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن بن الأسود: هو ابن يزيد النخعي. وسلف برقم (3566) ، وانظر (3883) و (4072) . (2) في هامش (س) : أو. (نسخة) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، خيثمة بن عبد الرحمن لم يسمع من ابن مسعود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومنصور: هو ابن المعتمر. وقد سلف برقم (3917) ، وانظر (3603) . الحديث: 4419 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 425 لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ شُعْبَةُ: " وَجَدْتُ هَذَا الْحَرْفَ مَكْتُوبًا: لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلِابْنَةِ النِّصْفُ، وَلِابْنَةِ الِابْنِ السُّدُسُ، تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلْأُخْتِ " فَأَتَوْا أَبَا مُوسَى فَأَخْبَرُوهُ: بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: " لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ " (1) 4421 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَلْقَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس - وهو عبد الرحمن بن ثروان الأودي -، وهزيل بن شرحبيل، فهما من رجال البخاري. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6330) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخوجه الطيالسي (375) ، وسعيد بن منصور في "سننه " (28) ، والبخاري (6736) ، والنسائي في "الكبرى" (6329) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/392، والطبراني في "الكبير" (9871) ، والبيهقي في "السنن " 6/229، والبغوي في "شرح السنة" (2218) من طرق عن شعبة، به. وقد سلف برقم (3691) . قال السندي: قوله: تكملة الثلثين: يمكن رفعه على أنه بدل من السدس، ونقل السيوطي عن الطيبي أنه إما مصدر مؤكد، لأنك إذا أضفت السدس للنصف، فقد كملت به الثلثين، ويجوز أن يكون حالًا مؤكدة. انتهى. ولا يخفى أن مِنْ شرط الحال التنكير، وهذا معرفة ظاهراً. الحديث: 4421 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 426 الْحُدَيْبِيَةِ، فَذَكَرُوا أَنَّهُمْ نَزَلُوا دَهَاسًا مِنَ الْأَرْضِ - يَعْنِي الدَّهَاسَ (1) : الرَّمْلَ - فَقَالَ: " مَنْ يَكْلَؤُنَا؟ (2) " فَقَالَ بِلَالٌ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَنْ تَنَمْ "، قَالَ: فَنَامُوا حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَاسْتَيْقَظَ نَاسٌ، مِنْهُمْ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فِيهِمْ عُمَرُ، قَالَ: فَقُلْنَا: اهْضِبُوا - يَعْنِي تَكَلَّمُوا -، قَالَ: فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " افْعَلُوا كَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ "، قَالَ: فَفَعَلْنَا، قَالَ: وَقَالَ: " كَذَلِكَ فَافْعَلُوا، لِمَنْ نَامَ أَوْ نَسِيَ "، قَالَ: وَضَلَّتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَلَبْتُهَا (3) ، فَوَجَدْتُ (4) حَبْلَهَا قَدْ تَعَلَّقَ بِشَجَرَةٍ، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَكِبَ مَسْرُورًا، (5) وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَعَرَفْنَا ذَاِكَ فِيهِ، قَالَ: فَتَنَحَّى مُنْتَبِذًا خَلْفَنَا، قَالَ: فَجَعَلَ يُغَطِّي رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ، وَيَشْتَدُّ (6) ذَلِكَ عَلَيْهِ، حَتَّى عَرَفْنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَأَتَانَا، فَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) [الفتح: 1] (7)   (1) في "تهذيب الكمال " 17/292) ترجمة عبد الرحمن بن أبي علقمة) : بالدهاس. (2) في (ق) : من يكلؤنا الليلة. (3) في "تهذيب الكمال ": فطلبتُها، وكذلك أثبتها الشيخ أحمد شاكر. (4) في (ق) : فوُجِدَ. وفي هامشها كما هاهنا. (5) في "تهذيب اَلكمال ": فسرنا بدل مسروراً. (6) في هامش (س) : واشتد. (7) إسناده حسن، عبد الرحمن بن أبي علقمة - وهو الثقفي - مختلف في= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 427 4422 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كُنَّا نَقُولُ فِي التَّحِيَّةِ السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَى اللهِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ السَّلَامُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " (1)   = صحبته، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات " 3/253، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 2/64 و14/161، وأبو داود (447) ، وبتمامه النسائي في " الكبرى " (8802) ، والبزار (400) "زوائد"، والمزي فى "تهذيب الكمال " في ترجمة عبد الرحمن بن علقمة الثقفي، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الهيثمي في تعليقه على البزار: عند أبي داود طرف منه، ولم أره بتمامه. قلنا: هو بتمامه عند النسائي في "الكبرى" كما رأيت. وقد أورده الهيثمي مختصراً أيضاً في "المجمع " 1/319، ونسبه إلى أحمد والبزار، وقال: ورجاله موثقون. وقد تقدم مختصراً برقم (3657) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) حديث صحيح، حماد - وهو ابن أبي سليمان - روى له مسلم مقروناً بغيره وأصحاب السنن الأربعة، والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو كما قال الذهبي في "الكاشف ": ثقة، إمام مجتهد، وبافي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. = الحديث: 4422 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 428 4423 - حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟، قَالَ: " أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا، وَهُوَ خَلَقَكَ، وَأَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ، وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَجْلَ أَنْ يَأْكُلَ مَعَكَ (2) ، أَوْ يَأْكُلَ طَعَامَكَ " (3) 4424 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يَحْزُنُهُ، وَلَا تُبَاشِرُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ تَنْعَتُهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا " (4) 4425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ،   = وسلف من طريق حماد مع غيره برقم (3967) و (4017) و (4189) ، وبرقم (3622) من طريق الأعمش، عن شقيق، به. (1) هذا الحديث لم يرد في (ق) ولا في (ظ1) . (2) قوله: "يأكل معك " ليس في (ص) . (3) إسناد5 صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وواصل الأحدب: هو ابن حيان الأسدي، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة. وهو مكرر (4133) ، وانظر (4411) و (3612) . (4) هو مكرر (4407) سنداً ومتناً. ولم يرد في (ظ1) . الحديث: 4423 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 429 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَةً، وَأَنَا أَقُولُ أُخْرَى: " مَنْ مَاتَ، وَهُوَ يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ النَّارَ "، قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَأَنَا أَقُولُ مَنْ مَاتَ، وَهُوَ لَا يَجْعَلُ لِلَّهِ نِدًّا، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ (1) 4426 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: لَا يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ جُزْءًا، يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ الِانْصِرَافُ عَنْ يَمِينِهِ، " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكْثَرُ انْصِرَافِهِ عَنْ يَسَارِهِ " (2) 4427 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، أَوْ إِبْرَاهِيمَ - شُعْبَةُ شَكَّ - يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ، (3) عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعٍ رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ " (4) 4428 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ،   (1) هو مكرر (4406) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4084) . وانظر (3631) . (3) قوله: "هو ابن يزيد" لم يرد في أصل (س) و (ظ 1) ، وكتب في هامشيهما. (4) هو مكرر (3953) سنداً ومتناً. الحديث: 4426 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 430 عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: " آكِلُ الرِّبَا، وَمُوكِلُهُ، وَشَاهِدَاهُ، وَكَاتِبُهُ إِذَا عَلِمُوا، وَالْوَاشِمَةُ، وَالْمُوتَشِمَةُ، (1) وَاَلْمُسْتَوْشِمَةُ لِلْحُسْنِ، وَلَاوِي الصَّدَقَةِ، وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 4429 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُرَّةَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالتَّارِكُ دِينَهُ، الْمُفَارِقُ - أَوِ الْفَارِقُ - الْجَمَاعَةَ " (3) 4430 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ،   (1) في (ق) : والمتوشمة. (2) حديث حسن، الحارث الأعور- وهو ابن عبد الله - ضعيف، لكنه توبع، كما تقدم في تخريج الرواية (3881) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي. وقد سلف برقم (3881) ، وانظر (3725) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/13 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (289) ، والشاشي (378) و (380) من طريق شعبة، به. وقد سلف برقم (3621) . الحديث: 4429 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 431 عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، أَوْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ " قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 4431 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا فَقِيلَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وشك هنا في رفعه، وقد سلف (4411) من طريق وكيع، و (4361) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش مرفوعاً، ولم يثك فيه، ويؤيده أنه تقدم أيضاً برقم (3658) و (4215) من رواية زبيد، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله مرفوعاً. وأخرجه الطيالسي (290) ، والشاشي (382) من طريق عمرو بن مرزوق، والبيهقي في "السنن " 4/64 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (2164) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله مرفوعاً، وقال: لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا يزيد بن هارون. قلنا: خالف يزيد بن هارون رواية من رواه عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق. وقد قال الدارقطني في "العلل " 5/247: الصحيح حديث عبد الله بن مرة، عن مسروق. ورواه مع عبد الله بن مرة إبراهيم النخعي، عن مسروق، حدث به عنه زبيد بن الحارث، ورواه عنه سفيان الثوري، وهو صحيح عنه. قلنا: هذا الإسناد تقدم برقم (3658) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 4431 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 432 لَهُ أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا ذَاكَ؟ "، فَقَالُوا: إِنَّكَ صَلَّيْتَ خَمْسًا، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ، (1) قَالَ شُعْبَةُ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، وَحَمَّادًا يُحَدِّثَانِ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَا يَدْرِي " أَثَلَاثًا صَلَّى، أَمْ خَمْسًا " 4432 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ خَدِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِتَسْلِيمَتِهِ الْيُسْرَى " (2) 4433 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ،   (1) هو مكرر (4237) ، ومطول (4418) ، وانظر (3566) . (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مغيرة - وهو ابن مقسم الضبي - ضعيف في حديثه عن إبراهيم - وهو النخعي - إذا عنعن ولم يصرح بالسماع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهذا إسناد ظاهره الانقطاع، إبراهيم النخعي ثم يلق ابن مسعود، لكن أخرج المزي في "تهذيب الكمال " بإسناده إلى إبراهيم، قال: إذا حدثتكم عن رجل، عن عبد الله فهو الذي سمعتُ، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد، عن عبد الله. وأخرجه الشاشي (906) من طريق وهب، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً (907) من طريق علي بن عاصم، عن المغيرة، به. وقد سلف مطولًا برقم (3660) . الحديث: 4432 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 433 عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُفَضِّلُ صَلَاةَ الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، كُلُّهَا مِثْلُ صَلَاتِهِ " (1) 4434 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْمُتَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ (2) - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ - إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْهُ " (3) 4435 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ،   ِ (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، قتادة - وهو ابن دعامة - لم يسمع من أبي الأحوص - وهو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي -، ومحمد بن جعفر سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط. وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4159) و (4323) . وسلف برقم (3567) . (2) في (س) و (ص) : والمُفَلجات. وفي هامشيهما كما هاهنا. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وإبراهيم: هو النخعي، وعلقمة: هو ابن قيس النخعي. وأخرجه مسلم (2125) ، والنسائي في "المجتبى" 8/188 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (3945) و (4283) و (4403) . الحديث: 4434 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 434 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: بَرَزَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ، فَقَالَ لِي: " الْتَمِسْ لِي ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ "، قَالَ: فَوَجَدْتُ لَهُ حَجَرَيْنِ، وَرَوْثَةً، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَخَذَ الْحَجَرَيْنِ، وَأَلْقَى الرَّوْثَةَ "، وَقَالَ: " هَذِهِ رِكْسٌ " (1) 4436 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ " (2)   (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، وهو مكرر (3685) . وقد سلف بإسناد صحيح برقم (3966) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن بهدلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر - وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في "المقدمة". أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10419) من طريق سليمان بن طرخان، عن عاصم، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً في "الكبير" (10246) ، والدارقطني في "العلل " 5/70 من طريق عرعرة بن البرند، عن روح بن القاسم، عن عاصم، عن زربن حبيش، عن ابن مسعود. قال الدارقطني: والحديث عن أبي وائل أشبه بالصواب، لأن منصوراً والأعمش روياه عن أبي وائل، عن عبد الله. وأخرجه الخطيب في "تاريخه " 8/158 من طريق جرير بن حازم، عن عاصم، عن زر أو عن أبي وائل، به. وقال: وهو غريب من حديث عاصم، تفرد به جرير عنه. وقد سلف برقم (3560) . الحديث: 4436 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 435 4437 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَطًّا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا "، قَالَ: ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ، وَشِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذِهِ السُّبُلُ، لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ " ثُمَّ قَرَأَ: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) [الأنعام:153] (1)   (1) إسناده حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر - وهو ابن عياش - فمن رجال البخاري، وأخرج له مسلم في " المقدمة". وأخرجه الحاكم 2/318 من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأخرجه ابن نصر المروزي في "السنة" ص5، عن أبي هشام الرفاعي، والنسائي في "الكبرى" (11175) - وهو في "التفسير" (195) -، والحاكم 2/239 من طريق أحمد بن يونس، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زربن حبيش، عن ابن مسعود، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قال ابن كثير في "تفسيره ": صححه الحاكم كما رأيت من الطريقين، ولعل هذا الحديث عند عاصم بن أبي النجود، عن زر، وعن أبي وائل شقيق بن سلمة، كلاهما عن ابن مسعود، به. والله أعلم. وبعد أن أورد ابنُ كثير شاهدَه الذي ذكره الحاكم من حديث جابر، قال: ولكن العمدة على حديث ابن مسعود مع ما فيه من الاختلاف إن كان مؤثراً، وقد روي موقوفا عليه = الحديث: 4437 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 436 4438 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: مَرَّ يَهُودِيٌّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ قَالَ (1) : فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: يَا يَهُودِيُّ، إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَقَالَ: لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا نَبِيٌّ، قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ (2) ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مِمَّ يُخْلَقُ الْإِنْسَانُ؟ قَالَ: " يَا يَهُودِيُّ، مِنْ كُلٍّ يُخْلَقُ: مِنْ نُطْفَةِ الرَّجُلِ، وَمِنْ نُطْفَةِ الْمَرْأَةِ، فَأَمَّا نُطْفَةُ الرَّجُلِ فَنُطْفَةٌ غَلِيظَةٌ، مِنْهَا الْعَظْمُ وَالْعَصَبُ، وَأَمَّا نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ فَنُطْفَةٌ رَقِيقَةٌ، مِنْهَا اللَّحْمُ وَالدَّمُ "، فَقَامَ الْيَهُودِيُّ، فَقَالَ: هَكَذَا كَانَ يَقُولُ مَنْ قَبْلَكَ (3)   = وقد سلف برقم (4142) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) لفظ: "قال " لم يرد في (س) . (2) في هامش (س) : فجلس. (3) إسناده ضعيف لضعف حسين بن الحسن، وهو الأشقر، وعطاء بن السائب اختلط بأخرة، ولم نقف على سماع أبي كدينة - وهو يحيى بن المهلب - منه، هل كان قبل الاختلاط أم بعده؟ وعبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - لم يثبت سماعه لهذا الحديث من أبيه، فهو إنما سمع من أبيه شيئاً يسيراً. وأخرجه البزار (2377) "زوائد"، وأبو الشيخ في "العظمة" (1088) من طريق محمد بن الصلت، عن أبي كدينة، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلم رواه عن القاسم هكذا إلا عطاء، ولا عنه إلا أبو كدينة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10360) من طريق معاوية بن هاشم، عن حمزة الزيات، عن عطاء بن السائب، به. = الحديث: 4438 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 437 4439 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ يَعْنِي ابْنَ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يُذَكِّرُ كُلَّ خَمِيسٍ أَوِ اثْنَيْنِ الْأَيَّامَ، قَالَ: فَقُلْنَا: أَوْ فَقِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّا لَنُحِبُّ حَدِيثَكَ، وَنَشْتَهِيهِ، وَوَدِدْنَا أَنَّكَ تُذَكِّرُنَا كُلَّ يَوْمٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " إِنَّهُ لَا يَمْنَعُنِي مِنْ ذَاكَ إِلَّا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُمِلَّكُمْ، وَإِنِّي لَأَتَخَوَّلُكُمْ بِالْمَوْعِظَةِ، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَخَوَّلُنَا " (1)   = وأخرجه البزار (2376) من طريق عامر بن مدرك، عن عتبة بن يقظان، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة والأسود، عن عبد الله. قلنا: عامر بن مدرك روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال: ربما أخطأ، وقال ابن أبي حاتم: شيخ، وعتبة بن يقظان: هو الراسبي، ضعيف. وأورده الهيثمي في "المجمع " 8/241، وقال: رواه أحمد والطبراني والبزار بإسنادين، وفي أحد إسناديه عامر بن مدرك، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات، وفي إسناد الجماعة عطاء بن السائب، وقد اختلط. قال السندي: قوله: "وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم ": قلت: ظاهر القرآن، وهو قوله تعالى: (ثم خلقنا النطفة علقة ... ) الآية يدل على أن مجموع النطفتين يصير عظاماً. والله تعالى أعلم. وفي إسناده عطاء بن السائب مختلط. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَبِيدة بن حميد- وهو الضبي الحذاء - فمن رجال البخاري. منصور: هو ابن المعتمر. وقد وقع في هذه الرواية أن عبد الله كان يذكر كل خميس أو اثنين على الشك،= الحديث: 4439 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 438 4440 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ الْحَجَّاجِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً، وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ، جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كُدُوحًا فِي وَجْهِهِ، وَلَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِمَنْ لَهُ خَمْسُونَ دِرْهَمًا، أَوْ عِوَضُهَا مِنَ الذَّهَبِ " (1) 4441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيِّ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللهُمَّ مَتِّعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ   = وتقدم في الرواية (4060) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، بهذا الإسناد، أنه كان يذكر كل خميس على الجزم، وهي الرواية التي أخرجها البخاري (70) ، ومسلم (2821) (83) ، وجرير أثبت من عَبيدة. وقد سلف أيضاً برقم (3581) . (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، نصر بن باب ضعيف، والحجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إبراهيم: هو النخعي، والأسود: هو ابن يزيد النخعي.. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10199) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/237 من طريق الإمام أحمد، عن نصربن باب، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: غريب من حديث إبراهيم، لم يروه عنه إلا الحجاج بن أرطاة. وقد سلف بإسناده آخر برقم (3675) ، وذكرنا هناك شواهده. قال السندي: وقوله: "ولا تحل الصدقة لمن له خمسون درهماً"، أي: لا يحل له أن يسأل الصدقة، وأما إذا تُصُدق عليه فله أن يأخذها عند أهل العلم. والله تعالى أعلم. الحديث: 4440 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 439 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكِ سَأَلْتِ اللهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، وَآثَارٍ مَبْلُوغَةٍ، لَا يُعَجَّلُ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ (1) ، وَلَا يُؤَخَّرُ مِنْهَا شَيْءٌ بَعْدَ حِلِّهِ، وَلَوْ سَأَلْتِ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ كَانَ خَيْرًا لَكِ " قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْقِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ، هِيَ مِمَّا مُسِخَ؟، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَمْسَخْ قَوْمًا، أَوْ يُهْلِكْ قَوْمًا فَيَجْعَلَ لَهُمْ نَسْلًا وَلَا عَاقِبَةً، وَإِنَّ الْقِرَدَةَ، وَالْخَنَازِيرَ قَدْ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ " (2) 4442 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي (3) مِنْ هَاهُنَا فَأَقَرَّ بِهِ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ يَعْنِي الْقَدَّاحَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ قَالَ: حَضَرْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَتَاهُ رَجُلَانِ تَبَايَعَا سِلْعَةً، فَقَالَ هَذَا: أَخَذْتُ بِكَذَا وَكَذَا، وَقَالَ هَذَا: بِعْتُ بِكَذَا وَكَذَا، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أُتِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ فِي مِثْلِ هَذَا، فَقَالَ: حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ فِي مِثْلِ هَذَا، " فَأَمَرَ بِالْبَائِعِ أَنْ   (1) قوله: "قبل حِلِّه "ليس في (ظ1) . (2) هو مكرر (3925) سنداً ومتناً. وانظر (4254) . (3) القائل: قرأت على أبي: هو عبد الله بن أحمد بن حنبل. الحديث: 4442 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 440 يُسْتَحْلَفَ، ثُمَّ يُخَيَّرَ الْمُبْتَاعُ، إِنْ شَاءَ أَخَذَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ "، (1)   (1) حسن بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف، أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، وعبد الملك بن عمير كذلك سماه سعيد بن سالم القَدّاح في هذه الرواية، وتابعه على ذلك يحيى بن سُلَيم الطائفي فيما ذكر البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (11416) ، وسماه هشامُ بنُ يوسف وحجاجُ الأعور- كما سيذكر الإمام أحمد - عبدَالملك بن عُبيد أو ابن عبيدة، قال البيهقي في "المعرفة" (11415) : هذا هو الصواب، وقال: رواية هشام بن يوسف وحجاج أصح، قلنا: وهما أثبت وأتقن من القَدّاح والطائفي، وقد قال البخاري في "التاريخ الكبير" 5/424: عبد الملك بن عبيد، عن بعض ولد عبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، روى عنه إسماعيل بن أمية، مرسل، وكذلك قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 5/359. وقال الحافظ في "تلخيص الحبير" 3/31: ووقع في النسائي: عبد الملك بن عبيد، ورجَّح هذا أحمدُ والبيهقي، وهو ظاهرُ كلام البخاري، وقد صححه ابنُ السكن والحاكم. قلنا: وكذلك سماه المزي في "تهذيب الكمال "، وأورد له هذا الحديثَ، فلا وجه إذن لما رجحه الشيخ أحمد شاكر من أنه عبد الملك بن عمير، وعبد الملك بن عبيد هذا مجهول الحال، فيما ذكر الحافظ في "التقريب "، ولم يُؤثر توثيقه عن أحد، ولا ذكره ابن حبان في "الثقات ". وباقي رجال الإسناد ثقات. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وأخرجه الدارقطني في "السنن " 3/19، والحاكم 2/48، والبيهقي في "السنن " 5/332-333، وفي "معرفة السنن والآثار" (11413) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم أيضاً، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (11412) من طريق الربيع بن سليمان، عن الشافعي، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح إن كان سعيد بن سالم حَفِظَ في إسناده عبد الملك بن عمير. وسكت عنه الذهبي، واكتفى= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 441 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = بالقول: تفرد به سعيد بن سالم القَداح، عن ابن جريج، هكذا. شبيه: تحرف اسم عبد الملك بن عمير في مطبوع " المستدرك " و"المعرفة" إلى: عبد الملك بن عبيد، فقد مر أن القَداح سماه "بن عمير"، وكذلك هو في "تلخيص " الذهبي، وفيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/107. وأخرجه البيهقي في "السنن " 5/333 من طريق يحيى بن سليم - وهو الطائفي -، عن إسماعيل بن أمية، به. لكن فيه عن بعض بني عبد الله بن مسعود، بدل: عن أبي عبيدة. وأخرجه النسائي 7/303، والدارقطني في "السنن " 3/18 من طريق حجاج الأعور، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الملك بن عبيدة، به. وأخرجه الدارقطني أيضاً 3/18، والبيهقي في "السنن " 5/333 من طريق سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الملك بن عبيدة، عن ابنٍ لعبد الله بن مسعود، عن ابن مسعود، به. وأخرجه أبو داود (3511) ، والنسائي في "المجتبى" 7/303، والدارقطني في "السنن " 3/20، والحاكم 2/45، والبيهقي في "السنن " 5/332، وفي "المعرفة" (11420) ، والبغوي في "شرح السنة" (2122) من طريق أبي العميس، عن عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث بن قيس، عن أبيه، عن جده أن عبد الله بن مسعود باع للأشعث بن قيس رقيقاً من رقيق الخمس بعشرين ألف درهم، فأرسل عبد الله في ثمنهم، فقال: إنما أخذتهم بعشرة آلاف، فقال عبد الله: إن شئت حدثتك بحديث سمعتُه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمعتُه يقول: "إذا اختلف المتبايعان ليس بينهما بينة، فالقول ما يقولُ ربُّ السلعة، أو يتتاركان ". وعبد الرحمن بن قيس: قال الذهبي في "الميزان ": ما روى عنه سوى أبي العميس، وقال الحافظ في "التقريب ": مجهول الحال، ومع ذلك صححه الحاكم، ووافقه الذهبي! ودعوى الانقطاع التي ذكرها ابن القطان - فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/105- مردودة. وقد قال البيهقي في "السنن " 5/332: هذا إسناد حسن موصول، وقد رُوي= الجزء: 7 ¦ الصفحة: 442 قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، فِي الْبَيِّعَيْنِ فِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُبَيْدَةَ، (1) وقَالَ: أَبِي قَالَ: حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ، عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُبَيْدٍ (2) 4443 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَلَيْسَ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ (3)   = من أوجه بأسانيد مراسيل إذا جُمع بينها صار الحديث بذلك قوياً. وقال في "معرفة السنن والآثار" (11420) : وأصح إسنادٍ رُوي في هذا الباب روايةُ أبي العميس عن عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث، عن أبيه، عن جده، به. ونقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/106. ثم نقل الزيلعي عن صاحب "التنقيح " قوله: الذي يظهر أن حديث ابن مسعود بمجموع طرقه له أصل، بل هو حديث حسن يحتج به، لكن في لفظه اختلاف. قلنا: ستردُ بقية طُرُقه في الروايات الآتية بالأرقام (4443) و (4444) و (4445) و (4446) و (4447) ، وتخرج في مواضعها. قال السندي: قوله: فأمر بالبائع أن يُستحلف، أي: القولُ قولُ البائع بالحلف، ثم يكون للمشتري الخيار. (1) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: عبيد. (2) كذا في (ص) ، وفي بقية النسخ: عبيدة. (3) حسن بمجموع طرقه، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم بن عبد الرحمن لم يدرك ابن مسعود، وابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - ضعيف. هُشَيم: هو ابن بشير. وأخرجه البغوي (2124) من طريق عثمان بن محمد، عن هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. = الحديث: 4443 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 443 4444 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ،   = وأخرجه الدارمي 2/250، وأبو داود (3512) ، وابن ماجه (2186) ، وأبو يعلى (4984) ، والدارقطني في "السنن " 3/21، والبيهقي في "السنن " 5/333، من طريق هشيم، به، بزيادة: "عن أبيه " بعد القاسم بن عبد الرحمن، وعند بعضهم ذكر القصة التي جرت بين ابن مسعود والأشعث بن قيس الآتية برقم (4447) ، وعبد الرحمن والد القاسم - وهو ابن عبد الله بن مسعود - قد سمع من أبيه لكن شيئاً يسيراً، ويبقى الإسناد ضعيفاً لضعف ابنِ أبي ليلى، ولعدم ثبوت سماع عبد الرحمن من أبيه. ولفظ ابن ماجه: "إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة، والبيع قائم بعينه، فالقول ما قال البائع، أو يترادان البيع ". قال البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (11419) : ورواه أبو عميس ومعن بن عبد الرحمن وعبد الرحمن المسعودي وأبان بن تغلب، كلهم عن القاسم، عن عبد الله منقطعاً، وليس فيه: "والمبيع قائم بعينه "، وابنُ أبي ليلى كان كثير الوهم في الإسناد والمتن، وأهل العلم بالحديث لا يقبلون منه ما يتفرد به لكثرة أوهامه. وبالله التوفيق. وأخرجه الدارقطني في "السنن " 3/20 من طريق إسماعيل بن عياش، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن أبي ليلى، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، وأخرجه أيضاً من طريق الحسن بن عمارة، عن القاسم، بالإسناد المذكور. قال البيهقي في "السنن " 5/333-334: وإسماعيل إذا روى عن أهل الحجاز لم يحتج به، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى - وإن كان في الفقه كبيراً - فهو ضعيف في الرواية لسوء حفظه وكثرة خطئه في الأسانيد والمتون، ومخالفته الحفاظ فيها، والله يغفر لنا وله، وقد تابعه في هذه الرواية عن القاسم الحسنُ بنُ عمارة، وهو متروك لا يُحتج به. الحديث: 4444 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 444 عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ فَالْقَوْلُ مَا قَالَ: الْبَائِعُ، وَالْمُبْتَاعُ بِالْخِيَارِ " (1) 4445 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا بَيِّنَةٌ فَالْقَوْلُ مَا يَقُولُ صَاحِبُ السِّلْعَةِ أَوْ يَتَرَادَّانِ " (2)   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، عون بن عبد الله - وهو ابن عتبة بن مسعود - لم يدرك عم أبيه عبد الله بن مسعود، وبقية رجاله ثقات غير ابن عجلان - وهو محمد - فهو صدوق، حسن الحديث. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/227، والبيهقي في "السنن " 5/332، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/227، والشافعي في "السنن " (244) ، والترمذي (1270) ، والشاشي (900) ، والبيهقي في "السنن " 5/332، وفي "المعرفة" (11410) ، والبغوي في "شرح السنة" (2123) من طرق عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. قال الشافعي: هذا حديث منقطع، لا أعلم أحداً يصله عن ابن مسعود، وقد جاء من غير وجه. وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود. وانظر بقية طرق الحديث بالأرقام (4442) و (4443) و (4445) و (4446) و (4447) . (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم - وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود - لم يدرك جده، وبقية رجاله ثقات، المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - اختلط، وسماع وكيع منه قبل الاختلاط. = الحديث: 4445 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 445 4446 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفَ الْبَيِّعَانِ، وَالسِّلْعَةُ كَمَا هِيَ فَالْقَوْلُ مَا قَالَ الْبَائِعُ أَوْ يَتَرَادَّانِ " (1) 4447 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: اخْتَلَفَ عَبْدُ اللهِ، وَالْأَشْعَثُ فَقَالَ: ذَا بِعَشَرَةٍ، وَقَالَ: ذَا بِعِشْرِينَ، قَالَ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا قَالَ: أَنْتَ بَيْنِي، وَبَيْنَ نَفْسِكَ، قَالَ: أَقْضِي بِمَا قَضَى بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اخْتَلَفَ   = وأخرجه الطيالسي (399) ، وأخرجه البيهقي في "السنن " 5/333 من طريق جعفر بن عون، كلاهما عن المسعودي، بهذا الإسناد. وسلف من طريق القاسم، به، برقم (4443) وتتمة تخريجه هناك. وانظر بقية طرق الحديث برقم (4442) وما بعده. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه كالذي قبله، سفيان: هو الثوري، ومعن: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، أخو القاسم، ثقة، وابن مهدي: هو عبد الرحمن. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10365) من طريق ابن مهدي، بهذا الإسناد، إلا أن فيه زيادة: "عن أبيه " بعد القاسم بن عبد الرحمن. وانظر بقية طرق الحديث برقم (4442) وما بعده. ومن طريق القاسم تقدم برقم (4443) . قوله: أو يترادان: قال السندي، أي: فللمشتري أن يأخذ السلعة بما قال البائع، أو يترادان. الحديث: 4446 ¦ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 446 الْبَيِّعَانِ، وَلَمْ تَكُنْ بَيِّنَةٌ، فَالْقَوْلُ قَوْلُ الْبَائِعِ، أَوْ يَتَرَادَّانِ الْبَيْعَ " (1) آخر مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، القاسم- وهو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود- لم يدرك جده عبد الله. وبقية رجاله ثقات. عمر بن سعد أبو داود: هو الحَفَري، وسفيان: هو الثوري، ومعن: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، أخو القاسم. وسلف تخريجه برقم (4443) ، وذكرنا هناك أنه ورد عند أبي داود وابن ماجه وغيرهما بزيادة: "عن أبيه " بعد القاسم بن عبد الرحمن. وانظر بقية طرق الحديث برقم (4442) وما بعده إلى هذه الرواية. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 447 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) أشرف على تحقيقه الشيخ شعيب الأرنؤوط حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق الجزء الثامن مؤسسة الرسالة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1 النسخ الخطية المعتمدة في مسند عبد الله بن عمر: 1- نسختا المكتبة الظاهرية (ظ 1) ، و (ظ 14) . 2- نسخة دار الكتب المصرية (س) . 3- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل (ص) . 4- نسخة المكتبة القادرية ببغداد (ق) . 5- وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في هامش هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهم فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها ب (م) . الرموز المستعملة في زيادات عبد الله بن أحمد ووجاداته وما رواه عن أبيه، وعن شيخ أبيه أو غيره هي: • دائرة صغيرة سوداء لزياداته. ° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته. * نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره. عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة، لذاتها ولغيرها في هذا الجزء: 1878 حديثاً. عدد الأحاديث الضعيفة فيه: 149 حديثاً. عدد الأحاديث التي توقفنا في الحكم عليها: 2. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 2 مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا   عبد الله بن عمر رضي الله عنه هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفيل، القُرشي، العدوي، المكي، ثم المدني. وأمه وأم أخته حفصةُ: زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون الجُمحي. ولد في مكة في السنة الثانية من المبعث، فقد ثبت أنه كان بوم بدر ابن ثلاث عشرة سنة، وكانت بدر بعد البعثة بخمس عشرة سنة. وأسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم. وهاجر إلى المدينة مع أبويه وهو ابن إحدى عشرة سنة. استصْغر يوم احد، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان ممن بايع تحت الشجرة. وقدم الشام والعراق والبصرة وفارس غازياً. وشهد فتح مصر، واختص بها، روى عنه أكثرُ من أربعين نفساً من أهلها. روى علماً كثيراً نافعاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن أبيه، وعن أبي بكر، وعثمان، وعلي، وبلال، وصهيب، وعامر بن ربيعة وزيد بن ثابت، وزيدٍ عمه، وسعد، وابن مسعود، وعثمان بن طلحة، وحفصة أخته، وعائشة، وغيرهم. قال، الزبير بنُ بكار: وكان ابن عمر يحْفظُ ما سمع من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويسألُ منْ حضر إذا غاب عن قوله وفعله، وكان يتًبع آثاره في كُلً مسجد صلى فيه، وكان يعرض براحلته في طريق رأى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرض ناقته، وكان لا يتركُ الحج، وكان إذا وقف بعرفة يقفُ في الموقف الذي وقف فيه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، والأغرُ المزني من الصحابة، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 7 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   وروى عنه من التابعين بنوه: سالم، وعبد الله، وحمزة، وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن، ومصعب بن سعد، وسعيد بن المسيب، وأسلم مولى عمر، ونافع مولاه، وخلق كثير؛ ذكر منهم المزي في "التهذيب " مئتين وثلاثين راوياً. وبلغت أحاديثُه في "المسند" بالمكررات (2028) حديثاً. وقال مالك: كان إمام الناس عندنا بعد زيد بن ثابت عبد الله بن عمر، مكث ستين سنةً يُفتي الناس. وكان شديد الاحتياط والتوقي لدينه في الفتوى، وكل ما يأخذ به نفسه حتى إنه ترك المنازعة في الخلافة مع كثرة ميل أهل الشام إليه ومحبتهم له، ولم يقاتل في شيء من الفتن، ولم يشهدْ مع علي شيئاً من حروبه حين أشكلت عليه، ثم كان بعد ذلك ينْدمُ على ترك القتال معه. وكان كثير الصدقة، وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفاً، وكان إذا اشتد عُجْبُهُ بشيء من ماله قربهُ لربه، وكان رقيقُه قد عرفوا ذلك منه، فربما لزم أحدُهُم المسجد، فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه، فيقولُ له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن، والله ما بهم إلا أنْ يخْدعُوك، فيقولُ ابنُ عمر: منْ خدعنا بالله انخدعنا له. وقال فيه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعْم الرجلُ عبد الله لو كان يُصلي من الليل ". فكان بعدُ لا ينامُ من الليل إلا القليل. وقال فيه ابنُ مسعود رضي الله تعالى عنه: إن أمْلك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بنُ عمر، وفي رواية: لقد رأيتُنا ونحن متوافرون، وما فينا شاب هو أملكُ لنفسه من عبد الله بن عمر. وعن جابر: ما منا من أحدٍ أدرك الدنيا إلا مالت به ومال بها، غير عبد الله بن عمر وعن السدي: رأيتُ نفرا من الصحابة كانوا يرون أنه ليس أحدٌ منهم على الجزء: 8 ¦ الصفحة: 8 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   الحال التي فارق عليها النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ابن عمر. وقال عبد الرحمن: مات ابنُ عمر، وهو مثلُ عمر في الفضل، ومن وجه آخر: كان عمر في زمانٍ له فيه نظير، وكان ابنُ عمر في زمان ليس له فيه نظير. وعن سعيد بن المسيب: لو شهدت لأحدٍ أنه من أهل الجنة، لشهدتُ لابن عمر. ومن وجه صحيح، كان ابنُ عمر حين مات خير من بقي. وعن طاووس: ما رأيتُ رجلا أورع من ابن عمر. وجاء بسندٍ صحيح: مر أصحابُ نجدة الحروري بإبل لابن عمر، فاستاقوها، فجاء الراعي، فقال: يا أبا عبد الرحمن، احتسب الإبل، وأخبره الخبر. قال: فكيف تركوك؟ قال: انفلتُ منهم، لأنك أحب إلى منهم. فاستحلفه، فحلف، فقال: إني احتسبتُك معها، فأعتقه. ثم بيعت منها ناقة، فما اشتراها، وقال: قد احتسبتُ الإبل، فلأي معنًى أطلُبُ الناقة؟! وكان له مهراس فيه ماء، فيُصلي ما قُدر له، ثم يصير الى الفراش، فيغفي إغفاء الطائر، ثم يقوم، فيتوضأ ويصلي، ويفعل كما فعل أولاً، يفعل ذلك في الليل أربع مرات، أو خمساً. وأعطي له في نافع عشرة آلاف درهم، أو ألف دينار، فقيل له: ماذا تنتظر؟ ! فقال: فهلا ما هو خير من ذلك؟ هو حر. وعن نافع أن ابن عمر اشتكى، فاشترى عنقوداً بدرهم، فأتاه مسكين، فقال: أعطوه إياه، ثم إشترى منه إنسان بدرهم، فجاء به إليه، فجاء السائل، فقال: أعطوه، ثم في المرة الثالثة مُنع السائل. ولو علم ابنُ عمر بذلك، لما ذاقه. مات سنة اثنين- أو ثلاث- وسبعين. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 9 4448 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمدَ، حَدَّثَنَي أَبِي فِي كِتَابِهِ، (1) حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (2) وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، (3) عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا " وَقَالَ (4) أَبُو مُعَاوِيَةَ: " أَسْهَمَ لِلرَّجُلِ، وَلِفَرَسِهِ ثَلَاثَةَ أَسْهُمٍ: سَهْمًا لَهُ، وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ " (5)   (1) في (ظ 14) : حدثني أبي رحمه الله. (2) تحرف في (م) إلى: "عبد الله ". (3) لفظ: "عن نافع " سقط من (ظ 14) . (4) في (ق) و (ظ 1) : قال. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو داود (2733) ، ومن طريقه أبو عوانة 1/151، عن أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه سعيد بن منصور (2762) ، والدارمي 2/225، وابن ماجه (2854) بنحوه، وابن الجارود (1084) ، والدارقطني 4/102، والبيهقي في "السنن" 9/51، والبغوي في "شرح السنة" (2722) ، من طرق، عن أبي معاوية - شيخ أحمد -، بهذا الإسناد. وتحرف اسم عبيد الله في بعض المصادر إلى عبد الله. وأخرجه سعيد بن منصور (2760) ، وابنُ أبي شيبة 12/397، و14/151= الحديث: 4448 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 11 4449 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:   والبخاري (2863) و (4228) ، وأبو عوانة 4/151، والدارقطني 4/102، والبيهقي في "السنن" 6/324-325، من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (9320) ، وابنُ عدي 4/460 من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل للفارس سهمين، وللراجل سهماً. قال البيهقي 6/325: عبد الله العمري كثير الوهم، وقد روي ذلك من وجه آخر عن القعنبي، عن عبد الله العمري بالشك في الفارس أو الفرس، قال الشافعي في القديم: كأنه سمع نافعاً يقول: للفرس سهمين، وللرجل سهماً، فقال: للفارس سهمين، وللراجل سهماً، وليس يشك أحذ من أهل العلم في تقدمة عبيد الله بن عمر على أخيه في الحفظ. وأخرجه الدارقطني 4/106 عن أبي بكر النيسابوري، عن أحمد بن منصور الرمادي، عن ابن أبي شيبة، عن أبي أسامة وابن نمير، قالا: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل للفارس سهمين، وللراجل سهماً. قال الرمادي: كذا يقول ابنُ نُمير، قال لنا النيسابوري: هذا عندي وهم من ابن أبي شيبة، أو من الرمادي، لأن أحمد ابن حنبل وعبد الرحمن بن بشر وغيرهما رووه عن ابن نُمير خلاف هذا، وقد سلف ذكره عنهما. قال الحافظ في "الفتح" 6/68: لا وهم فيما رواه أحمدُ بنُ منصور الرمادي، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة وابن نُمير، كلاهما عن عبيد الله بن عمر ... لأن المعنى: أسهم للفارس بسبب فرسه سهمين غير سهمه المختص به، وقد رواه ابنُ أبي شيبة في "مصنفه " و"مسنده " بهذا الإسناد، فقال: للفرس. قلنا: وهو كذلك في المطبوع. الحديث: 4449 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 12 رَأَيْتُ رَجُلًا جَاءَ ابْنَ عُمَرَ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ كُلَّ يَوْمِ أَرْبِعَاءَ، فَأَتَى ذَلِكَ عَلَيَّ يَوْمِ أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " أَمَرَ اللهُ (1) بِوَفَاءِ النَّذْرِ، وَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ صَوْمِ يَوْمِ النَّحْرِ " (2)   وسيرد بالأرقام (4999) و (5286) و (5412) و (5518) و (6297) و (6394) . وفي الباب عن ابن عباس عند ابن أبي شيبة 14/151، وأبي يعلي 4/2528، والبيهقي 12/397، والطبراني 6/293. وعن الزبير بن العوام سلف عند أحمد برقم (1425) . وعن أبي عمرة، عن أبيه، سيرد عند أحمد 4/138، وأبي داود (2734) . وعن زيد بن ثابت عند الطبراني (4867) . قال في "المجمع" 5/342: فيه عبد الجبار بن سعيد المساحقي، وهو ضعيف. قال السندي: قوله: جعل يوم خيبر للفرس: قيل: اللام فيه للسببية، وفي قوله: للرجل: للتمليك، وبهذا الحديث أخذ الجمهور، فقالوا: للفارس ثلاثة أسهم، ومن لا يقول به، يعتذر عنه بأن الأحاديث متعارضة، فقد جاء: للفارس سهمان، والأصل ألا يزيد الدابة على راكبها، فاخذ بما يؤيده القياس، والله تعالى أعلم. وذكر الحافظ في "الفتح" 6/68 أن محمد بن سحنون نقل عن أبي حنيفة قوله: أكره أن أفضل بهيمةً على مسلم. ثم قال: وهي شبهة ضعيفة، لأن السهام في الحقيقة كلها للرجل. قلنا: قد أعطى الفارس ثلاثة أسهم، فزاده سهمين على الراجل بسبب فرسه، لأنه أعد للحرب عُدّتها، فهو أكثرُ نكايةً بالعدوّ من الراجل. (1) في (ظ 14) : أمر الله عز وجل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير، يُونس: هو= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 13 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   ابن عُبيد بن دينار البصري. وأخرجه أبو داود الطيالسي (1922) ، والبخاري (6706) ، والبيهقي 10/84-85 من طريق يونس بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6705) ، والطبراني في "الكبير" (13281) ، والبيهقي في "السنن" 4/260 من طريق فضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، حدثنا حكيم بن أبي حرة الأسلمي، أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما سئل عن رجل ... فذكر نحوه، دون لفظ: أمر الله بوفاء النذر. وأخرجه الطبراني أيضاً في "الكبير" (13282) من طريق سهل بن عثمان، حدثنا جنادة بن سلم، عن عبيد الله بن عمر، عن حكيم بن أبي حرة، قال: سمعتُ رجلاً يستفتي ابن عمر في رجل نذر ... فذكر نحوه دون لفظ: أمر الله بوفاء النذر. وسير بالرقمين (5245) و (6235) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (1991) ، وسير 3/7، وعن عمر عند البخاري (1990) سلف برقم (163) . وعن علي وعثمان عند أحمد سلف برقم (435) . وعن ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10051) قال الهيثمي في "المجمع" 3/203: وفيه سعيد بن مسلمة، وقد ضعفه البخاري وجماعة، ووثقه ابن حبان، وقال: يخطىء. قلنا: وفي إسناده أيضا أبو جناب الكلبي، وهو ضعيف. قال السندي: قوله: فأتى ذلك، أي: النذر. على: بتشديد الياء، ويحتمل التخفيف. يوم الأضحى: بأن صار يومُ النذر يوم الأضحى. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 14 4450 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَ (2) اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (3)   =أمر الله ... مقتضاه أن اللائق بحال المفتي أن ينقل الوارد بعينه ولو متعارضاً، ولا يتصرف فيه من نفسه، ثم يعمل المستفتي بما تطمئن إليه نفسُه، ويحتمل أن مراده بيانُ أن هذا من باب تعارض الأمر والنهي، وفي مثله يقدم النهي، إلا أنه ترك التعرض لتقديم النهي، إما لظهوره عقلاً، أو لشهرة ذلك بينهم يومئذ شرعاً، فيكون هذا فتوى بترك الصوم، والله تعالى أعلم. بوفاء النذر، أي: بقوله: (وليوفوا نذورهم) [الحج: 29] . (1) تحرف لفظ: "عن " في (ص) إلى: "بن ". (2) في (ظ 14) : فلا يتناجى، وهو نفي بمعنى النهي. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، هشيم - وهو ابن بشير، وإن عنعن - متابع. ومحمد بن يحيى بن حبان أدرك ابن عمر، وروايتُه عنه ممكنة، إلا أنه روى الحديث في الرواية (4871) عن رجل، عن أبيه يحيى، عن ابن عمر، فيخشى أن يكون هذا الأسناد منقطعاً، والله أعلم. وسيرد بأسانيد صحيحة بالأرقام (4564) و (4664) و (4685) و (4871) و (4874) و (5023) و (5046) و (5258) و (5281) و (5425) و (5501) و (6024) و (6057) و (6062) و (6085) و (6264) و (6270) و (6338) . وسيرد ذكر أحاديث الباب في مسند ابن عمرو برقم (6647) ، وانظر حديث ابن مسعود المتقدم برقم (3560) . الحديث: 4450 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 15 4451 - حَدَّثَنَا (1) هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا (2) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، كُلِّفَ أَنْ يُتِمَّ (3) عِتْقَهُ بِقِيمَةِ عَدْلٍ " (4)   (1) في (ظ 14) : أخبرنا. (2) في (ظ 14) : عن، ووقع في (م) : أنبأنا. (3) في (ظ 14) : أن يتمم. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/277 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (1501) ، والنسائي في "الكبرى" (4960) ، والبيهقي في "السنن" 10/277 من طريق عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وأبو داود (3944) ، والنسائي أيضاً في "الكبرى" (4958) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي أيضاً (4959) من طريق عبد الله بن نمير، والدارقطني في "السنن" 4/124، والبيهقي في "السنن" 10/280 من طريق يحيى بن أيوب، أربعتهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري يصيغة الجزم بإثر الحديث (5225) عن يحيي بن سعيد الأنصاري، به. وأخرجه بنحوه أيضاً عبد الرزاق (16713) و (16714) ، والبخاري (2503) ، و (2525) ، ومسلم (1501) ، وأبو داود (3945) ، والنسائي في "الكبرى" (4951) و (4952) و (4961) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/105، 106، والدارقطني في "السنن" 4/123، 124، والبيهقي في "السنن" 10/275 و277 و280 من طرق، عن نافع، به.= الحديث: 4451 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 16 4452 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا (1) إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ حَيْثُ " أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى جَمْعٍ فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، وَمَضَى، ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ "، ثُمَّ قَالَ   وأخرجه بنحوه أيضا النسائي في "الكبرى" (4938) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/105 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر. وعلقه البخاري أيضاً من رواية الليث، وابن أبي ذئب، وابن إسحاق، وإسماعيل بن أمية، عن نافع، به. وقد ورد في "مسند عمر" برقم (397) . وسيرد بالأرقام (4589) و (4635) و (4901) و (5150) و (5474) و (5821) و (5920) و (6038) و (6279) و (6453) . وفي الباب عن أبي هريرة عند أحمد سيأتي 2/426، والبخاري (2504) و (2526) ، ومسلم (1503) . وعن جابر عند النسائي في "الكبرى" (4961) . وعن ثلاثين من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أحمد 4/37. قال السندي: قوله: كلف، أي: أجبر على ذلك إن كان موسراً، كما جاء التصريح به في رواية. [قلنا: سترد برقم (4589) ] . أن يتم: من الإتمام. بقيمة عدل: على الإضافة البيانية، أي: قيمة هي عدل وسط، لا زيادة فيها ولا نقص، وليس المراد بقيمة يقوًم بها العدل، والله تعالى أعلم. قلنا: سيرد تفسيرها في الرواية الآتية برقم (4589) أيضاً. (1) في (ظ 1) و (ظ 14) و (م) : أخبرنا. الحديث: 4452 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 17 " هَكَذَا فَعَلَ (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي هَذَا الْمَكَانِ كَمَا فَعَلْتُ " (2)   (1) في (ظ 14) : هكذا فعل بنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير. إسماعيل بن أبي خالد: هو الأحمسي. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وسيرد الحديث برقم (4676) و (4893) و (4894) من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن مالك، عن ابن عمر. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 78: كان شيوخنا يقولون: إن إسماعيل بن أبي خالد وهم في قوله: عن سعيد بن جبير، وإن الحديث حديث عبد الله بن مالك، والذي عندي - والله أعلم - أن الحديثين صحيحان، لأن حديث سعيد بن جبير محفوظ، رواه عنه الحكم بن عُتيبة وسلمة بن كهيل وعمرو بن دينار وسالم الأفطس، رووه عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، فيشبه أن يكون أبو إسحاق قد تحفظه عنهما، فحدث به مرة عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، فحفظه عنه إسماعيل بن أبي خالد، وحدث به مرة عن عبد الله بن مالك، فحفظه عنه الثوري ومن تابعه. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/291 من طريق هشيم بن بشير، به، بلفظ: كنتُ مع ابن عمر حيث أفاض من عرفات، فلما أتى جمعاً، جمع بين المغرب والعشاء، فلما فرغ، قال: فعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا المكان مثل هذا. وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف " (ص 278- نشر العمروي) ، ومسلم (1288) (291) ، وأبو داود (1931) ، والترمذي (888) ، والنسائى في "المجتبى" 2/16، والبيهقي في "السنن" 1/401 من طرق، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وعندهم جميعاً التصريح بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى المغرب والعشاء بإقامة واحدة. وهو ما سيرد أيضاً من رواية سفيان برقم (4676) و (4893) و (4894) . وسيرد في تخريج الحديث (5186) أنه أقام لكل منهما. قال الترمذي: والعمل على هذا عند أهل العلم، لأنه لا تُصلى صلاة المغرب دون جمع، فإذا أتى جمعاً، وهو المزدلفة، جمع بين الصلاتين بإقامة واحدة،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 18 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =ولم يتطوع فيما بينهما، وهو الذي اختاره بعض أهل العلم وذهب إليه، وهو قول سفيان الثوري. قال سفيان: وإن شاء صلى المغرب، ثم تعشَّى، ووضع ثيابه، ثم أقام فصلى العشاء، فقال بعض أهل العلم: يجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة بأذان واقامتين، يؤذِّن لصلاة المغرب ويقيم وُيصلي المغرب، ثم يُقيم ويصلي العشاء، وهو قول الشافعي. وأخرجه أبو داود (1930) ، ومن طريقه البيهقي 1/401 من طريق شريك، عن أبي إسحاق، به. وفيه أنه صلاهما بإقامة واحدة. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/215 من طريق هشيم بن بشير، قال: أخبرنا أبو بشر (هو جعفر بن أبي وحشية) عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه مسلم (1288) (287) ، والنسائي في "الكبرى" (4031) ، وفي "المجتبي" 5/260، وابن خزيمة (2849) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس (وهو ابن يزيد الأيلي) عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعا. وأخرجه أبو داود (1933) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/401 عن أبي الأحوص سلام بن شليم، عن أشعث بن سُليم، عن أبيه سليم بن الأسود المحاربي، وعلاج بن عمرو، عن ابن عمر، نحوه. وسيأتي بالأرقام: و (4460) و (4676) و (4893) و (4894) و (5186) و (5241) و (5287) و (5290) و (5495) و (5506) و (5538) و (6083) و (6399) و (6400) و (6473) . وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3637) . وعن أسامة بن زيد عند البخاري (1672) ، ومسلم (1280) . وعن أبي أيوب الأنصاري عند البخاري (1674) ، ومسلم (1287) . وعن جابر مطولاً عند مسلم (1218) . قال السندي: قوله: ومضى، أي: أتمها، أو مضى فيها على ما هو المعهود= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 19 4453 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، (1) عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ مَرَّ بِأَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (2) " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، الْقِيرَاطُ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ " فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَبَا هُرَيْرَةَ (3) انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، حَتَّى انْطَلَقَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ، (4) فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَنْشُدُكِ بِاللهِ، أَسَمِعْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ " فَقَالَتْ: اللهُمَّ نَعَمْ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَرْسُ الْوَدِيِّ، وَلَا صَفْقٌ بِالْأَسْوَاقِ إِنِّي إِنَّمَا كُنْتُ أَطْلُبُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً يُعَلِّمُنِيهَا وَأُكْلَةً (5) يُطْعِمُنِيهَا "، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: " أَنْتَ   =من كونها ثلاث ركعات. الصلاة: بالنصب، أي: أدوها، يُريد بها العشاء. هكذا، أي: جمع. (1) في النسخ الخطية: القرشي، وهو تصحيف. (2) لفظ: "قال " لم يرد في (ظ 14) . (3) في هامش (ظ 1) و (س) و (ص) و (ق) : أبا هريرة، نسخة. (4) في (ظ 14) : عائشة رضي الله عنها. (5) في (ظ 14) ، وفي هامش (ظ 1) و (س) و (ص) : أو أكلة. الحديث: 4453 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 20 يَا أَبَا هُرَيْرَةَ (1) كُنْتَ (2) أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْلَمَنَا بِحَدِيثِهِ " (3)   (1) في (س) ، وفي هامش (ص) : أبا هر. وفي هامش (س) و (ق) و (ظ ا) : أبا هريرة، نسخة. (2) لفظ: "كنت "ليس في (ظ 14) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. هشيم - وهو ابن بشير - قد صرح بالتحديث عند عبد الرزاق والترمذي، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم. يعلى بن عطاء: هو العامري الطائفي. والجُرشي: نسبة إلى بني جُرشى، بطن من حمير. وأخرجه عبد الرزاق (6270) ، والحاكم 3/510- 511 من طريق هشيم، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه البخاري (1323) و (1324) ، ومسلم (945) (55) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار ((1262) من طرق، عن جرير بن حازم، عن نافع، قال: قيل لابن عمر: إن أبا هريرة يقول ... وأخرجه مسلم (945) (56) ، وأبو داود (3169) ، والبيهقي 3/412-413، وابن حبان (3079) من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص أنه كان قاعداً مع ابن عمر، إذ طلع خباب، فقال: يا عبد الله بن عمر، ألا تسمع ما يقول أبو هريرة؟ وأخرج القطعة الأخيرة منه - وهو قولُ ابن عمر لأبي هريرة: كنت ألزمنا لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الترمذي (3836) من طريق هشيم، به. وسيأتي برقم (4650) و (4867) و (6305) . وحديث أبي هريرة رواه البخاري (47) و (1325) و (1323) و (1324) ، ومسلم (945) (52) إلى (56) . وسيأتي في "مسند أحمد" 2/246. وفي الباب أيضاً عن أبي سعيد الخدري في "شرح مشكل الآثار" (1258) ، سيرد 3/27. وعن البراء بن عازب سيرد 4/294.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 21 4454 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا (1) ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ النَّعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا (2) أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (3)   =وعن عبد الله بن المغفل سيرد 4/86 و5/87. وعن ثويان عند مسلم (946) سيرد 5/277 و282 و284. وعن أبي بن كعب سيرد 5/131. وعن أنس عند أبي يعلى (4095) و (4169) أورده الهيثمي في "المجمع" 3/30، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في "الأوسط "، وفي إسناد أحدهما محتسب، والآخر روح بن عطاء، وكلاهما ضعيف. وعن واثلة بن الأسقع عند الطيالسي (985) ، وابن عدي 6/2327. وعن ابن مسعود عند ابن عدي 6/2452، وأبي عوانة فيما ذكر الحافظ في "الفتح" 3/196. وعن ابن عباس عند البيهقي في "الشعب "، وحفصة عند حميد بن زنجويه في "فضائل الأعمال " فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 3/196. قال السندي: قوله: فله قيراط: هو اسم لمقدار معلوم من الأجر عند الله. انظر ما تُحدث، أي: تأمل فيه خوفاً من وقوع السهو فيه. إنه لم يكن يشغلني، بفتح الياء، وهذا بيان لكثرة حفظه، وفيه تعريض لابن عمر بأنه كيف يحفظ العلم مع اشتغاله بأمور الدنيا! (1) في (ق) : أخبرنا. (2) في (ق) : أو ليقطعهما، بذكر أو بدل الواو، وهو خطأ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير، وابن عون: هو عبد الله البصري.= الحديث: 4454 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 22 4455 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، (1) أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ أَيْنَ يُحْرِمُ (2) ؟ قَالَ: " مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ، وَمُهَلُّ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ " وقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " وَقَاسَ النَّاسُ ذَاتَ عِرْقٍ بِقَرْنٍ " (3)   =وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3660) ، وفي "المجتبى" 5/135 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5075) و (5106) و (5431) و (5528) و (5906) و (6244) ، وسيكرر (4456) . ومطولاً برقم (4482) ، وسنذكر هناك مكرراته. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (1841) ، ومسلم (1178) تقدم برقم (1848) و (1917) وعن جابر عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/134. وعن علي موقوفاً عند ابن حبان (3783) . (1) لم يرد هذا الحديث في (ص) . (2) في (ظ 14) : نحرم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعبيد الله بن عمر: هو العمري. وابن عون: هو عبد الله. وهو في "مسند" أبي حنيفة (224) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (3761) من طريق عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/330 عن نافع، به، ومن طريقه أخرجه= الحديث: 4455 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 23 4456 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، (1) أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (2) 4457 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَتْ تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبَّيْكَ، اللهُمَّ   =البخاري (1525) ، ومسلم (1182) (13) ، والنسائي في "الكبرى" (3631) ، وأبو داود (1737) ، وابن ماجه (2914) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/118، والبيهقي في "السنن" 5/26، والبغوي (1858) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3632) من طريق الليث بن سعد، عن نافع، به. وأخرجه البخاري (1522) ، والبيهقي في "السنن" 5/27 من طريق زيد بن جبير، عن ابن عمر. وسيأتي بالأرقام (4555) و (4584) و (5059) و (5070) و (5087) و (5111) و (5172) و (5323) و (5492) و (5532) و (5542) و (5853) و (6140) و (6200) و (6390) . وقد ذكرنا أحاديث الباب عقب حديث عبد الله بن عمرو الاتي برقم (6697) . قال السندي: قوله: مُهَلُّ أهل المدينة، بضم الميم، مصدر ميمي، من الإهلال، أي: إهلال أهل المدينة من ذي الحُليفة، وأصلُ الإهلال: رفعُ الصوت بالتلبية، إلا أن المواد به - هاهنا - الإحرام. (1) لم يرد هذا الحديث في (ص) . (2) هو مكرر (4454) سنداً ومتناً. الحديث: 4456 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 24 لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، (1) إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " وَزَادَ فِيهَا ابْنُ عُمَرَ: " لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ (2) وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ " (3)   (1) في (ص) : لبيك لبيك، لا شريك لك لبيك، وفي (ق) : لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك. (2) في (ظ 14) : لبيك لبيك لبيك. (3) إقتناد. صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل. بكر بن عبد الله: هو المزني. وأخرجه أبو يعلى (5692) ، والطبراني في "الصغير" (134) من طريقين عن بكر بن عبد الله المزني، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1838) ، ومسلم (1184) (20) ، والترمذي (826) ، والطبراني في "الصغير" (237) ، والدارقطني في "السنن" 2/225-226، من طرق عن نافع، عن ابن عمر، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3731) ، وفي "المجتبى" 5/160 من طريق هشيم بن بشير، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به. وأخرجه مسلم (1184) (20) ، والبيهقي 5/44 من طريق حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به. قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، وهو قول سفيان والشافعي وأحمد وإسحاق. قال الشافعي: وإن زاد في التلبية شيئاً من تعظيم الله، فلا بأس إن شاء الله وأحب إلى أن يقتصر على تلبية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 25 4458 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي (1) سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى عَرَفَاتٍ مِنَّا الْمُكَبِّرُ، وَمِنَّا الْمُلَبِّي " (2)   =وفي الباب عن ابن مسعود وجابر وعائشة وابن عباس وأبي هريرة. قلنا: قد ذكرنا أحاديث الباب عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3897) ، وهذه الزيادة التي زادها ابن عمر هي من قول عمر بن الخطاب، كما سيرد برقم (6146) ، وهي عند مسلم (1184) (21) . قال الحافظ في "الفتح" 3/410: فعرف أنً ابن عمر اقتدى في ذلك بأبيه. وانظر عن جواز الزيادة في التلبية "الفتح" 3/410. وسيأتي برقم (4821) و (4895) و (4896) و (4997) و (5019) و (5024) و (5071) و (5086) و (5154) و (5475) و (5508) و (6021) و (6146) . قال السندي: قوله: زاد فيها ابن عمر، أي: لما علم من تقريره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزيادة لمن زاد في التلبية في حضرته. والرغباء، بفتح الواو مع المد، ربضمها مع القصر، وحكي الفتح والقصر، كالسكرى، من الرغبة، ومعناه: الطلب والمسألة. (1) في (ق) : عبد الله بن سلمة، وهو خطأ. (2) حديث صحيح وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي سلمة، وهو الماجشون، فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3990) ، وفي "المجتبى" 5/250 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي 2/56 من طريق سفيان الثوري، والنسائي في "الكبرى" = الحديث: 4458 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 26 4459 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِمِنًى فَمَرَّ بِرَجُلٍ، وَهُوَ يَنْحَرُ، بَدَنَةً، وَهِيَ بَارِكَةٌ، فَقَالَ: " ابْعَثْهَا قِيَامًا مُقَيَّدَةً سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1)   = (3989) ، وفي "المجتبي" 5/250 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وهذه متابعة من الثوري وحماد بن زيد لهشيم في روايته. وسير برقم (4733) من طريق ابن نمير، و (4850) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد، بزيادة عبد الله بن عبد الله بن عمر بين الماجشون وابن عمر، قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 78: وهو الصواب. وفي الباب عن أنس عند البخاري (970) ، ومسلم (1285) سيرد 3/240. وانظر حديث ابن مسعود المتقدم برقم (3549) . قال السندي: قوله: منًا المكبِّر ومنا المُلبِّي: الظاهر أنهم كانوا يجمعون ببن التلبية والتكبير، فمرة يُكبر هؤلاء، ويُلبي آخرون، ومرة بالعكس، فيصدق في كل مرة أنهم منهم المُكبر، ومنهم المُلبِّي، لأن بعضهم يُلبي فقط، وبعضهم يُكبر، والظاهر أنهم فعلوا كذلك اقتداء به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد سبق عن ابن مسعود ما يؤيد تلك، فإنه قال: خرجتُ مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما ترك التلبية حتى رمى جمرة العقبة، إلا أن يُخالطها بتكبير، فينبغي للعامل أن يكثر التلبية، ويخالطها بتكبير. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير. يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي. زياد بن جبير؟ هو ابن حية الثقفي. وأخرجه أبو داود (1768) عن الإمام أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4134) ، وابن خُزيمة (2893) من طريقين عن هشيم، بهذا الإسناد. الحديث: 4459 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 27 4460 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنَا (1) أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ حَيْثُ " أَفَاضَ مِنْ عَرَفَاتٍ، ثُمَّ أَتَى جَمْعًا فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، وَالْعِشَاءَ " (2) فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: " فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي هَذَا الْمَكَانِ مِثْلَ مَا فَعَلْتُ " قَالَ هُشَيْمٌ مَرَّةً: " فَصَلَّى بِنَا الْمَغْرِبَ، (3)   =وأخرجه البخاري (1713) ، ومسلم (1320) (358) ، والدارمي 2/66، وابن خزيمة (2893) ، وابن حبان (5903) ، والبيهقي في "السنن" 5/237، والبغوي في "شرح السنة" (1957) من طرق، عن يونس، به. وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/237 من طريق هشيم بن بشير، عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، قال: رأيتُ ابن عمر ينحر بدنته وهي قائمة معقولة، إحدى يديها صافنة. وسيأتي برقم (5580) (6236) . وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (1714) . وعن جابر عند أبي داود (1767) ، والبيهقي في "السنن" 5/237-238. قال السندي: قوله: ابعثها قياماً، أي: وانحرها قياماً، ففي الكلام تقدير. مقيدة، أي: معقولة مربوطة اليد اليسرى. سنة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بالرفع، أي: ذاك النحر قياماً هو السنة، أو بالنصب، أي: ائت سنة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى هذا، فقياما بمعنى قائمة حال، بتقدير: انحرها، ويمكن أن يكون حالاً مقدرة بلا تقدير، أو مصدر التأويل ابعثها بمعنى أقمها. (1) في (ظ 14) : قال حدثنا، وفي (ظ 1) و (ق) : أخبرنا. (2) في (ظ 14) و) ظ 1) و (ق) و (ص) : فجمع بين المغرب والعشاء. (3) في (ص) : فصلى المغرب. الحديث: 4460 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 28 ثُمَّ قَالَ: الصَّلَاةَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا فَعَلَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ " (1) 4461 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُئِلَ مَا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ؟، قَالَ: " يَقْتُلُ الْعَقْرَبَ، وَالْفُوَيْسِقَةَ، وَالْحِدَأَةَ، وَالْغُرَابَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ " (2)   (1) صحيح، وهو مكرر (4452) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشيم: هو ابن بشير، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وعبيد الله بن عمر: هو العمري. وابن عون: هو عبد الله. وأخرجه أبو نُعيم في "حلية الأولياء" 9/230 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ حبان مختصراً (3961) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد (ولم يذكر العقرب) . وأخرجه النسائي بتمامه في "المجتبى" 5/190 من طريق هشيم، عن يحيى بن سعيد، به. وأخرجه مسلم (1199) (77) ، وابن ماجه (3088) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/165 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه مسلم (1199) (77) ، والنسائي في "المجتبى" 5/189، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/166 من طريق الليث بن سعد، وأخرجه مسلم أيضاً (1199) (77) ، والطحاوي أيضاً في "شرح معاني الآثار" 2/166 من طريق= الحديث: 4461 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 29 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =جرير بن حازم، وأخرجه البزار (1097) (زوائد) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2286) ، والطبراني في "الكبير" (10959) من طريق الليث بن أبي سليم، والخطيب في "التاريخ " 10/293 من طريق شعيب بن أبي حمزة، أربعتهم عن نافع، به. وسيرد من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (5107) . وأخرجه البخاري (1827) ، ومسلم (1200) (74) و (75) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/165 من طريق زيد بن جبير أن رجلاً سأل ابن عمر: ما يقتل المحرم من الدواب؟ فقال: أخبرتني إحدى نسوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أمر ... الخ، بزيادة عند مسلم: والحية. قال: وفي الصلاة أيضاً. وأخرجه مسلم (1200) (73) من طريق سالم بن عبد الله، عن أبيه ابن عمر، عن حفصة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي عليه الصلاة والسلام. قال الحافظ في "الفتح" 4/35: خالف زيد نافعاً وعبد الله بن دينار في إدخال الواسطة بين ابن عمر وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووافق سالماً، إلا أن زيداً أبهمها، وسالماً سماها. قال أبو حاتم الرازي في "العلل" 1/281: ابن عمر لم يسمع هذا الحديث من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما سمعه من أخته حفصة. وقال الحافظ في "الفتح" 4/36: الظاهر أن ابن عمر سمعه من أخته حفصة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمعه أيضاً من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحدث به حين سئل عنه. وسيأتي بالأرقام (4543) و (4737) و (4851) و (4876) و (4937) و (5091) و (5107) و (5132) و (5160) و (5324) و (5476) و (5541) و (6228) و (6229) . وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2330) . وعن عائشة عند البخاري (1829) و (3314) سيرد 6/33 و87.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 30 4462 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ لِابْنِ عُمَرَ مَا لِي لَا أَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ، وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اسْتِلَامَهُمَا يَحُطُّ الْخَطَايَا " قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ طَافَ أُسْبُوعًا (2) يُحْصِيهِ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ لَهُ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ " قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَا رَفَعَ رَجُلٌ قَدَمًا، وَلَا وَضَعَهَا إِلَّا   =وعن أبي سعيد الخدري سيرد 3/3. وعن أبي هريرة عند أبي داود (1847) ، والبيهقي في "السنن" 5/210. وعن ابن مسعود في قتل الحية بمنى تقدم برقم (3586) . وعن أبي رافع عند البزار (1096) (زوائد) قال الهيثمي في "المجمع" 3/229: رواه البزار، وفيه يوسف بن نافع، ذكره ابنُ أبي حاتم، ولم يجرحه، ولم يوثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات ". قال السندي: قوله: والفويسقة: هي الفأرة، تصغير فاسقة، لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها. والحدأة: بكسر حاء مهملة، وفتح دال، بعدها همزة، كعنبة، أخسُّ الطيور، تخطف أطعمة الناس من أيديهم. العقُور: بفتح العين، مبالغة عاقر، وهو الجارح المفترس. (1) في (ق) : عن عبيد الله، وهو خطأ. (2) في (ظ 1) و (ص) و (س) : سبوعاً. الحديث: 4462 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 31 كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ " (1)   (1) حديث حسن. هشيم - وهو ابن بشير - وإن سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط، متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عبيد بن عمير، فمن رجال مسلم، وقد صرح في هذا السند بسماعه من أبيه، وأثبت البخاري سماعه من أبيه في "التاريخ الكبير" 5/143. وأخرجه بتمامه أبو يعلى (5688) (5689) ، والبيهقي في "السنن" 5/110، والبغوي في "شرح السنة" (1916) من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وقال البغوي: هذا حديث حسن. وأخرجه الترمذي (959) ، وأبو يعلى (5687) ، وابن خزيمة (2753) ، والحاكم 1/489 من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (2753) أيضاً من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن عطاء، به. وقال الترمذي: حديث حسن، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ما بينتُه من حال عطاء بن السائب، ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. قلنا: سماعُ جريرٍ وابن فضيل من عطاء إنما هو بعد الاختلاط. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/240-241، وقال: روى ابنُ ماجه بعضه، رواه أحمد، وفيه عطاء بن السائب، وهو ثقة، ولكنه اختلط. قلنا: هذا ليس من شرطه، فقد رواه الترمذي. وقوله: "إنّ استلامهما يحط الخطايا" إلى قوله: "كان له كعدل رقبة": أخرجه النسائي في " الكبرى" (3951) ، وفي " المجتبى " 5/221، والطبراني (13446) (13447) من طريق حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 32 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =عمير أن رجلاً قال: يا أبا عبد الرحمن ... وهذا إسناد حسن. حماد بن زيد سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط. وقوله: "إن استلامهما يحط الخطايا": أخرجه ابن خزيمة (2729) من طريق هشيم، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3930) من طريق حماد بن زيد - وهو ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط -، وابنُ خزيمة (2730) من طريق جرير ومحمد بن فضيل، والفاكهي في "أخبار مكة" (123) من طريق فضيل بن عياض، وابنُ خزيمة أيضا (2730) ، والفاكهي أيضاً في "أخبار مكة" (146) من طريق عبيدة بن حميد، والبيهقي في "السنن" 5/80 من طريق شجاع بن الوليد، ستتهم عن عطاء بن السائب، به. وقد غير مُراجع "صحيح " ابن خزيمة اسم عبيدة بن حميد الوارد في الأصل عنده - وهو صواب - إلى عبيد الله بن عبيد بن عمير- وهو خطأ -، وسقط من الإسناد في المطبوع عطاء بن السائب ولم ينبه عليه. وسيأتي برقم (5621) من طريق الثوري، عن عطاء بن السائب، وقد سمع منه قبل الاختلاط. وقوله: "من طاف أسبوعاً" ... إلى قوله: "كعدل رقبة": أخرجه البيهقي في "السنن" 5/110 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، به. وأخرجه ابنُ ماجه (2956) من طريق العلاء بن المسيب، عن عطاء - وهو ابن أبي رباح - عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من طاف بالبيت، وصلى ركعتين، فهو كعتق رقبة"، قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1039) : هذا إسناد رجاله ثقات. قلنا: إلا أنه منقطع، عطاءُ بنُ أبي رباح ثم يسمع من ابن عمر فيما ذكره أحمد وابن معين. وقوله: ما رفع رجل قدماً ... إلى آخر الحديث: أخرجه ابن حبان (3697) من طريق جرير، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 33 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   أن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من طاف بالبيت أسبوعاً، لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى، إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكثب له بها حسنة، ورفع له بها درجة". وأخرجه خليفة بن خياط في "مسنده " (53) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (13444) عن زياد بن عبد الله - وهو البكائي -، عن عبد الملك بن أبي سليمان - وهو العرزمي -، عن عطاء - وهو ابن أبي رباح-، عن عبيد بن عمير، عن ابن عمر، بلفظ؟ "لا يضع قدماً ولا يرفع، إلا كثب له بها حسنة". وإسناده حسن. وسياتي مختصراً برقم (4585) و (5621) و (5701) . وانظر: (4463) و (4672) و (4686) . قال السندي: قوله: إن أفعل فقد سمعت: "إن " شرطية جازمة، وجوابها مقدر، وجملة: فقد سمعت، بعليل أقيم مقام ذلك المقدر، أي: إن أفعل فهو في محله، لاستناده إلى أصل أصيل، ثم دلالهّ الحديث على المطلوب باعتبار أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الركنين بالفضل دون غيرهما، فلا ينبغي التجاوز إلى غيرهما إلا بدليل، ولا دليل. وأما قوله: وسمعتُه يقول: من طاف ... الخ، فغيرُ داخل في الجواب، بل هو لزيادة الإفادة. من طاف أسبوعاً: هكذا بالألف في أصلنا، وفي كثير من النسخ: سبوعاً، بلا ألف. وفي "النهاية": من طاف أسبوعاً، أي: سبع مرات، ومنه الأسبوع للأيام السبعة، ويقال له: سبوع بلا ألف لغة فيه قليلة. يُحصيه، من الإحصاء، أي: يستوفيه وُيتمه. كان، أي: ذلك الطواف، ويمكن أن يكون "كان " خالياً عن الضمير، واسمه: كعدل رقبة، على أن الكاف اسم بمعنى المثل، أي: كان له من الثواب مثل عدل رقبة. والعدل بفتح العين وكسرها لغتان، وقد فرق بينهما، والمراد ما يساوي إعتاق رقبة، وقد جاء في إعتاق الرقبة أن جزاءه العتق من النار، وهو يتوقف على= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 34 4463 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ فَلَا أَدَعُ (1) اسْتِلَامَهُ فِي شِدَّةٍ، وَلَا رَخَاءٍ " (2) 4464 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ وَمَعَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَبِلَالٌ، " فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَجَافَ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَمَكَثَ فِيهِ مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ خَرَجَ "،   =مغفرة الذنوب كلها صغيرها وكبيرها، بل سابقها ولاحقها، والله تعالى أعلم. ما رفع رجل قدماً، أي: في الطواف كما هو الظاهر، أو في سبيل الله، لأنه حديث آخر كما يدل عليه قوله: وسمعتُه يقول، والجمع بينه وبين السابق إنما وقع في كلام ابن عُمر، نعم الظاهر أنه ما جمع إلا لأنه علم أن المراد بيان حال الطواف، والله تعالى أعلم. (1) في هامش (س) و (ص) : تدع. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه أبو يعلى بنحوه (5811) من طريق جرير، عن نافع، له. وأخرجه بنحوه مطولاً الحاكم 1/454 من طريق محمد بن عون، عن نافع، به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام (4887) و (4888) و (4986) و (5201) و (5239) و (5875) و (6396) . وسنذكر أحاديث الباب في الروايات التي تذكر استلام الركنين الآتية بالأرقام (4672) (4686) (4887) (6395) ، وانظر حديث عمر المتقدم برقم (99) . الحديث: 4463 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 35 فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ لَقِيتُ (1) مِنْهُمْ بِلَالًا (2) فَقُلْتُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ (3) : هَاهُنَا بَيْنَ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ (4)   (1) في (ق) : مالقيت. (2) في هامش (ظ 1) و (ق) و (س) و (ص) : بلال، نسخة. (3) في (ظ 14) : فقال. (4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن قوله: "ومعه الفضل بن عباس " جملة شاذة نبه عليها الحافظ في "الفتح". ابن عون: هو عبد الله. وأخرجه النسائي في "المجتبي" 5/217 من طريق هشيم، به. وأخرجه الطيالسي (1115) و (1849) من طريق عبد الله بن عمر العمري وعبد الله بن نافع، عن نافع، عن ابن عمر، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري وابن نافع. وأخرجة الطبراني في "الكبير" (13510) من طريق شريك، عن خصيف، عن مجاهد، عن ابن عمر، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل البيت ومعه الفضل، وقام بلال علي الباب إسناده ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. وأخرجه مسلم (1329) (392) ، والنسائي في "المجتبى" 5/216-217 من طريق خالد بن الحارث، عن عبد الله بن عون، به. ولم يذكرا فيه الفضل بن عباس. وأخرجه مالك، في "الموطأ" 1/398، والحميدي (692) ، والبخاري (468) و (504) و (505) و (2988) و (4400) ، ومسلم (1329) (388) و (389) و (390) (391) ، وأبو داود (2023) و (2025) ، وابن ماجه (3063) ، والنسائي في "المجتبى" 2/63، والدارمي 2/53، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/389= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 36 4465 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنِ (1) الْقَرْعِ وَالْمُزَفَّتِ أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِمَا "   =و 1/390، وابن حبان (3202) (3203) (3204) ، والبيهقي في "السنن" 2/326، والبغوي في "شرح السنة" (447) من طرق، عن نافع، بهذا الإسناد، ولم يذكروا الفضل بن عباس. وأخرجه البخاري (397) و (1167) و (1598) ، ومسلم (1329) (392) (394) ، والنسائي 2/33 و5/217 و218، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/389-390 و1/390، والدارقطني 2/51، وابن عدي 2/660 مختصراً و2/826 من طرق، عن ابن عمر، ولم يذكروا الفضل بن عباس. قال الحافظ في "الفتح" 3/468: لم يثبت أن الفضل كان معهم إلا في رواية شاذة. قلنا: يعني هذ 5. وقد سلف من حديث الفضل بن عباس برقم (1795) نفي صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الكعبة. وجمع بين روايتي النفي والإثبات الحافظ في "الفتح " 3/468-469. قوله: أجاف عليهم الباب، أي: رده عليهم، وفي رواية البخاري: فأغلقوا عليهم. قال السندي: بلالاً، بالنصب على أنه خبر كان، واسمه: أولُ من لقيت. وفي بعض النسخ بالرفع على أن "أول" بالنصب خبر كان، أو على أن كان فيه ضمير الشأن، ويحتمل أن يكون من كتابة المنصوب على صورة المرفوع. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/117 من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله، به.= الحديث: 4465 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 37 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/843، والشافعي 2/312، ومسلم (1997) (48) و (49) ، وابن ماجه (3402) ، وأبو عوانة 5/304، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/225، والبيهقي في "السنن" 8/308 من طرق، عن نافع، به. وأخرجه بنحوه أبو عوانة 5/309 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن ابن عمر. وسيأتي بالأرقام (4574) و (4629) و (4809) و (4837) و (4913) و (4914) و (4915) و (4995) و (5013) و (5015) و (5030) و (5072) و (5074) و (5090) و (5092) و (5156) و (5187) و (5191) و (5224) و (5415) و (5423) و (5429) و (5477) و (5486) و (5494) و (5572) و (5678) و (5764) و (5789) و (5819) و (5833) و (5916) و (5954) و (5960) و (6012) و (6416) و (6441) . وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (1997) من حديث ابن عباس وابن عمر، وسلف برقم (3257) ، ومن حديث ابن عباس وحده عند مسلم (17) (39) ص 1579. وعن عبد الله بن عمرو سيرد برقم (6497) . وعن أنس عند مسلم (1992) . وعن أبي هريرة عند مسلم (1993) . وعن علي عند البخاري (5594) ، ومسلم (1994) . وعن عائشة عند البخاري (5595) ، ومسلم (1995) . وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1996) ، سيرد 3/3. وعن جابر عند البخاري (5592) ، ومسلم (1998) . وعن بريدة عند مسلم (977) ، وسيرد 5/355. وعن عبد الله بن أبي أوفى عند البخاري (5596) ، سيرد 4/353. وعن عبد الرحمن بن يعمر عند النسائي في "المجتبى" 8/305.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 38 4466 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ " (1)   وعن ابن الزبير عند النسائي في "المجتبي" 8/303. وعن صفية سيرد 6/337. وعن ميمونة سيرد 6/332 و333. والقرع: هو الدباء، والنهي عن الانتباذ فيها لأنها أسرع في الشدة والتخمير. قال ابنُ الأثير في "النهاية": وتحريمُ الانتباذ في هذه الظروف كان في صدر الإسلام، ثم نُسخ - أي بحديث بريدة عند مسلم 3/1585 رفعه: "كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكراً" -، وهو المذهب، وذهب مالك وأحمد إلى بقاء التحريم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13392) ، والخطيب في "تاريخه " 5/300، من طريقين عن عبيد الله، به. وأخرجه مسلم (844) (1) ، وابن خزيمة (1750) (1751) ، وابن حبان (1224) ، والطبراني في "الكبير" (13419) ، وفي "الأوسط " (18) (46) (48) (259) (260) (261) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/266، 8/197، 217، والبيهقي في "السنن" 1/297، 3/188، والخطيب في "تاريخه " 4/95، والبغوي في "شرح السنة" (333) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه ابن خزيمة (1752) ، وابن حبان (1226) ، والبيهقي 3/188 من طريق عثمان بن واقد، عن نافع، به، بلفظ: "من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل، ومن لم يأتها فليس عليه غسل من الرجال والنساء". وقال الآجري عن أبي داود: ولا نعلم أحداً قال هذا غيره، أي: غير= الحديث: 4466 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 39 4467 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا " (1)   =عثمان بن واقد. وسيأتي بالأرقام (4553) و (4920) و (4942) و (5005) و (5008) و (5078) و (5083) و (5128) و (5142) و (5169) و (5210) و (5311) و (5450) و (5456) و (5482) و (5488) و (5777) و (5828) و (5961) و (6020) و (6327) و (6369) و (6370) ، وسيكرر برقم (6267) . وفي الباب عن عمر بن الخطاب عند البخاري (882) ، ومسلم (845) (4) . وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (846) ، وسيرد 3/6. وعن عائشة عند مسلم (847) ، والبزار) زوائد ((625) . وعن ابن عباس عند مسلم (848) ، وابن ماجه (1098) ، والطبراني في "الكبير (11468) . وعن بُريدة عند البزار (626) (زوائد) . وعن حفصة عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/116. قال السندي: قوله: "إذا جاء أحدكم إلى الجمعة"، أي: إلى صلاتها، هكذا في الأصول المعتمدة. وفي بعضها: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة"، ف "أحدكم " بالنصب على المفعولية، ويومُ الجمعة" بالرفع على الفاعلية، بتقدير المضاف، أي: صلاته. أو بالعكس على أن "يوم الجمعة" ظرف، والتقدير: إذا جاء أحدُكم يوم الجمعة إلى صلاته. أو مفعول به، وجاء" بمعنى حضر، أي: إذا حضر صلاته، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي،= الحديث: 4467 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 40 4468 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ (1) يُعَرِّضُ رَاحِلَتِهِ، (2)   وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/121، ومسلم (98) (161) ، وابن ماجه (2576) ، وأبو عوانة 1/58، والبيهقي في "السنن" 8/20 من طرق، عن عبيد الله، به. وأخرجه الطيالسي (1828) ، وعبد الرزاق (18681) ، والبخاري (6874) ، والنسائي في "الكبرى) (3563) ، وفي "المجتبي" 7/177، وأبو يعلى (5827) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1322) و (1323) و (1324) ، والسهمي في "تاريخ جرجان " ص 136، والخطيب في "تاريخه" 7/236، من طرق، عن نافع، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الأثار" (1323) من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، مرفوعاً. وسيأتي بالأرقام (4649) و (5149) و (6277) و (6381) . وسيأتي شواهده مستوفاة في "مسند عبد الله بن عمرو" برقم (6724) . قال السندي: قوله: "من حمل "، أي: رفع، وهو كناية عن القتال. "علينا"، أي: على المسلمين. "منا"، أي: من المسلمين معاملة، فالحديثُ مثلُ حديث: "وقتاله كفر". (1) كلمة: "كان" ساقطة من (ق) و (ص) . (2) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : يُعرض على راحلته، وفي هامش (ق) و (ظ 1) : يعرض راحلته، وجاء في هامش (س) و (ص) ما نصه: قولُه: يُعرض على راحلته. كذا في أصل صحيح، وفي بعضها: يعرض راحلته. وقد أثبتنا ما في نسخة (ظ 14) لموافقتها لرواية "الصحيحين "، ولا سيما أن الإمام مسلم قد= الحديث: 4468 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 41 وَيُصَلِّي إِلَيْهَا " (1)   =روى الحديث من طريق الامام أحمد كذلك، ورواه البخاري كذلك من طريق شيخ الإمام أحمد. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (502) ، وأبو عوانة 2/51 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (507) ، والبيهقي في "السنن" 2/269 من طريق معتمر، بهذا الإسناد. وفيه زيادة: قلت: أفرأيت إذا هبت الركاب؟ قال: كان يأخذ هذا الرحل فيعدلُه، فيصلي إلى أخرته - أو قال: مؤخره - وكان ابنُ عمر يفعلُه. وذكر الحافظ في "الفتح" 1/580 أن السائل هو عبيد الله، والمسؤول هو نافع، وفاعل "يأخذ" هو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعلى هذا هو مرسلٌ، لأن نافعاً لم يدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومعنى: "هبت الركاب "، أي: هاجت الإبل. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/383، والبخاري (430) ، ومسلم (502) (248) ، وأبو داود (692) ، والترمذي (352) ، وأبو عوانة 2/51، والطبراني في "الكبير" (13404) ، والبيهقي في "السنن" 2/269، من طرق، عن عبيد الله، به. وسيأتي بالأرقام (4793) و (5841) و (6128) ، وسيكرر برقم (6261) . والراحلة: قال الجوهري: الناقة التي تصلح لأن يوضع الرحلُ عليها. وقال الأزهري: الراحلة: المركوب النجيب، ذكراً كان أو أنثى، والهاء فيها للمبالغة، والبعير يقال لما دخل في الخامسة. قال الحافظ في "الفتح" 1/581: وروى عبد الرزاق عن ابن عيينة، عن عبد الله بن دينار، أن ابن عمر كان يكره أن يصلي إلى بعير إلا وعليه رحل، وكأن الحكمة في ذلك أنها حال شدّ الرحل عليها أقرب إلى السكون من حال تجريدها. قال السندي: قوله: يعرّض راحلته، قال القسطلاني ما حاصله أنه من= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 42 4469 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ (1) بُرْدًا، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبِيتُ أَحَدٌ ثَلَاثَ لَيَالٍ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ " قَالَ: فَمَا بِتُّ مِنْ لَيْلَةٍ بَعْدُ إِلَّا وَوَصِيَّتِي عِنْدِي مَوْضُوعَةٌ (2)   =التعريض، أي: يجعلها عرضاً، وفي رواية: يعرُضُ، بسكون العين وضم الراء، وقال النووي: هو بفتح الياء وكسر الراء، ورُوي بضم الياء وتشديد الراء ومعناه: يجعلها معترضة بينه وبين القبلة. انتهى. ثم اللفظ هكذا في أصنا، وهو الموافق للصحيحين، وفي بعض الأصول: يعرض على راحلته، بزيادة "على" وهي زيادة مقحمة. قال النووي: وفيه دليلٌ على جواز الصلاة بقرب البعير، بخلاف الصلاة في أعطان الإبل، فإنها مكروهة للأحاديث الصحيحة في النهي عن ذلك، لأنه يُخاف هناك نُفورها، فيذهب الخشوع، بخلاف هذا. (1) في (ظ 14) : قال سمعت. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير برد - هو ابن سنان الشامي - فهو ثقة، انفرد ابنُ المديني بتضعيفه، وقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحابُ السنن. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/231 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، (وقد تصحف معتمر في "المطبوع إلى معمر) . وأخرجه أبو يعلى (5512) من طريق معتمر، به. وأخرجه مسلم (1627) (4) ، والنسائي في "الكبرى" (6445) (6446) ، وفي "المجتبى" 6/239، والبيهقي في "السنن" 6/272 من طريقين عن الزهري، به. وفيه زيادة: له شيء يوصي فيه، وسترد برقم (4578) .= الحديث: 4469 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 43 4470 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ، " يُصَلِّي عَلَى دَابَّتِهِ التَّطَوُّعَ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ "، فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ (1) فَقَالَ: " رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَفْعَلُهُ " (2)   وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13189) من طريق عبد الحميد بن صالح، عن أبي عقيل، عن عمر بن عبد الله بن عمر، عن عمه سالم، عن ابن عمر مرفوعاً، بلفظ: "ما حق امرىءٍ مسلم يبيتُ ليلةً من الدهر إلا وعهده عنده إذا كان له من المال ما يعهد في مثله ". وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/151) 6) من طريق يونس بن عبيد، عن الحسن، عن ابن عمر، مرفوعا بلفظ: "ما ينبغي لرجل أتى عليه ثلاثة، وله مال، يريد أن يوصي فيه إلا أوصى فيه ". وسياتي بالأرقام (4578) و (4902) و (5118) و (5197) و (5511) و (5513) و (5930) و (6100) . قال السندي: قوله: "لا يبيت " هكذا بصيغة النفي في النسخ، والمعنى على النهي، وقال الزركشى: ومفعول "يبيتُ " محذوف، أي: مريضاً، قلت: الظاهر أن هذا المقدر خبرٌ أو حال، لا مفعول، والأقربُ أن المراد الإطلاق، والمرادُ ب "أحد" أحد من البالغين، بل المكلفين، والنهي للتنزيه. "إلا ووصيتُه مكتوبة": الجملة حال مستثنى من أعم الأحوال. (1) في (ق) و (ص) : فذكرت ذلك له. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (4518) ، وأبو عوانة 2/343 و344، وابنُ خزيمة (1264) ، والدارقطني 2/21 من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1000) من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13627) و (13628) من طريقين عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصلي حيث توجهت به راحلتُه.= الحديث: 4470 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 44 4471 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى أَنْ تُحْلَبَ مَوَاشِي النَّاسِ إِلَّا بِإِذْنِهِمْ " (1)   =وسيأتي بالأرقام (4476) و (4518) و (4714) و (4956) و (4982) و (5001) و (5040) و (5047) و (5048) و (5062) و (5189) و (5334) و (5406) و (5413) و (5447) و (5529) و (5826) و (6071) و (6155) و (6221) و (6287) ، وفي، مسند أبي سعيد الخدري 3/73 (الطبعة الميمنية) . وانظر (4520) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند البخاري (1094) و (1099) سيرد 3/378. وعن عامر بن ربيعة عند البخاري (1097) ، ومسلم (701) ، سيرد 3/444. وعن أبي سعيد الخدري سيرد 3/73. وعن أنى عند البخاري (1100) ، ومسلم (702) سيرد 3/126. وعن ابن عباس عند ابن ماجه (1201) . قال السندي: قوله: حيث توجهت به: الباء للتعدية، أي: حيث وجهتُه وجعلت وجهه، أو للمصاحبة، والحاصل أنه يصلي ووجهه في أي جهة كان. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه مسلم (1726) مطولاً، وأبو عوانة 4/36، وابن حبان (5171) ، والبيهقي في "السنن" 9/358 من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وعندهم زيادة ستأتي برقم (4505) . وأخرجه مطولا مالك في "الموطأ" 2/971، وعبد الرزاق في "المصنف " (6958) و (6959) ، والحميدي (683) ، وابنُ أبي شيبة 7/49، والبخاري= الحديث: 4471 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 45 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   (2435) ، ومسلم (1726) (13) ، وأبو داود (2623) ، وابن ماجه (2302) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/241، وفي "شرح مشكل الآثار" (2818) و (2819) و (2820) و (2821) ، وأبو عوانة 4/35، 36، 37، وابن حبان (5282) ، والطبراني في "الأوسط " (312) و (1930) ، والبيهقي في "السنن" 9/358، وفي "الشعب " (5491) و (11158) ، والبغوي في "شرح السنة" (2168) من طرق، عن نافع، به. وقد سقط لفظ: "عن نافع " من إسناد عبد الرزاق (6959) . وسيأتي برقم (4505) و (5196) . والماشية: تقع على الإبل والبقر والغنم، ولكنه في الغنم يقع أكثر. قاله في "النهاية"، وقد نقل الحافظ في "الفتح" 5/89 عن ابن عبد البر قوله: في الحديث النهيُ عن أن يأخذ المسلمُ للمسلم شيئاً إلا بإذنه، وانما خص اللبن بالذكر لتساهل الناس فيه، فنبه به على ما هو أولى منه، وبهذا أخذ الجمهور، لكن سواء كان بإذن خاص أو إذن عام، واستثنى كثير من السلف ما إذا علم بطيب نفس صاحبه، وإن لم يقع منه إذن خاص ولا عام، وذهب كثير منهم إلى الجواز مطلقا في الأكل والشرب، سواء علم بطيب نفسه أو لم يعلم، والحجة لهم ما أخرجه أبو داود والترمذي، وصححه من رواية الحسن عن سمرة مرفوعاً: "إذا أتى أحدكم على ماشية، فإن لم يكن صاحبها فيها، فليصوت ثلاثاً، فإن أجاب، فليستأذنه، فإن أذن له، وإلا فليحلب وليشرب، ولا يحمل "، إسناده صحيح إلى الحسن، فمن صحح سماعه من سمرة، صححه، ومن لا، أعله بالانقطاع، لكن له شواهد من أقواها حديث أبي سعيد مرفوعاً: "إذا أتيت على راعٍ، فناده ثلاثاً، فإن أجابك، وإلا فاشرب من غير أن تفسد، وإذا أتيت على حائط بستان ... " فذكر مثله. أخرجه ابن ماجه والطحاوي، وصححه ابن حبان والحاكم، وأجيب عنه بأن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 46 4472 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ: الْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ، إِذَا غَابَ الشَّفَقُ، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ " (1)   =حديث النهي أصح، فهو أولى بأن يعمل به، وبأنه معارض للقواعد القطعية وفي تحريم مال المسلم بغير إذنه، فلا يلتفت إليه، ومنهم من جمع بين الحديثين بوجوه من الجمع، منها: حمل الإذن على ما إذا علم طيب نفس صاحبه، والنهي على ما إذا لم يعلم، ومنها: تخصيص الإذن بابن السبيل دون غيره، أو بالمضطرة أو بحال المجاعة مطلقاً، وهي متقاربة. وحكى ابن بطال عن بعض شيوخه أن حديث الإذن كان في زمنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديث النهي أشار به إلى ما سيكون بعده من التشاح وترك المواساة. أ. هـ. وذكر غير ذلك فانظره. وانظر حديث ابن عمرو الوارد برقم (6683) . قال السندي: نهى أن تُحتلب: على بناء المفعول، من الاحتلاب، وفي كثير من الأصول: تُحلب، وهما بمعنى، أي: ليس اللبن كالماء الذي يشترك فيه الكل. وكلامُ بعض أهل العلم يشير إلى أن هذا الحديث ناسخ لحديث سمرة أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إذا أتى أحدكم على ماشية، فإن كان فيها صاحبها فليستأذنه، وإلا فليُصوت ثلاثاً، فإن أجابه، فليستأذنه، وإلا فيحتلب، وليشرب، ولا يحمل ". وحمل بعضهم حديث سمغ على حال الاضطرار، وعَلَّله بعضهم بأن فيه انقطاعاً، فإن الحسن لم يسمع من سمرة، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 4472 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 47 4473 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ يَعْنِي الْغَطَفَانِيَّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ   وأخرجه بنحوه الترمذي (555) من طريق عبدة بن سليمان، والبيهقي في "السنن" 3/159 من طريق حماد بن مسعدة، والخطيب في "تاريخه" 7/271 من طريق يونس بن راشد، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطرسوسي في "مسنده" (85) ، وأبو عوانة 2/350، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/161، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 2/330، والدارقطني في "السنن " 1/390-391، 392، 393، والبيهقي في "السنن" 3/159-160 من طرق، عن نافع، به. وأخرجه بنحوه البخاري (1805) و (3000) ، والبيهقي في "السنن" 3/160 من طريق أسلم العدوي عن ابن عمر. وسيأتي من طرق أخرى برقم (4531) و (4542) و (4598) و (5120) و (5163) و (5516) و (5791) و (5838) و (6354) و (6375) . وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (1107) سلف برقم (1874) . وعن أنس عند البخاري (1108) و (1110) ، ومسلم (704) سيرد 3/138 و151. وعن معاذ بن جبل عند مسلم (706) سيرد 5/229 و230 و233 و236. وعن جابر عند أبي داود (1215) ، والنسائي 1/287، وابن حبان (1590) . وعن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 2/458. وعن أبي موسى عند ابن أبي شيبة 2/457. وعن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 2/458، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/160. قال السندي: قوله: إذا غاب الشفق: صريح في الجمع في وقت الثانية. إذا جدَّ به: الباء للتعدية، أي: أوقعه في الاجتهاد. الحديث: 4473 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 48 نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْقَزَعِ، وَالْقَزَعُ أَنْ يُحْلَقَ الصَّبِيُّ، فَيُتْرَكَ بَعْضُ شَعَرِهِ " (1)   (1) حديث صحيح. عثمان بن عثمان الغطفاني مختلف فيه، وهو متابع، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، وأبو داود والنسائي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود (4193) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/231 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقد تصحف عثمان بن عثمان الغطفاني في مطبوع "الحلية" إلى: عثمان بن عمر القطان. وأخرجه مسلم (2120) (113) من طريق عثمان بن عثمان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2120) (113) ، وابن حبان (5507) من طريق روح بن القاسم، عن عمر بن نافع، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9298) ، وفي "المجتبي" 8/130 من طريق ابن أبي الرجال، عن عمر بن نافع، به، ولفظه: نهاني الله عز وجل عن القزع. وأخرجه مسلم (2120) (113) من طريق عبد الرحمن السراج، عن نافع، به. وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام (4973) و (5175) و (5356) و (5548) و (5550) و (5615) و (5770) و (5846) و (5989) و (5990) و (6212) و (6294) و (6420) و (6422) و (6459) . وسيكرر برقم (4974) . وتفسير القزع هو من كلام نافع كما ورد مصرحاً به عند مسلم، وورد تفسيره في الرواية (4973) من قول عبيد الله بن عمر. قال السندي: قوله: عن القزع، بفتحتين، أولهما قاف، والثانية زاي معجمة، وأصله القطع من السحاب، ويُقال لحلق رأس الصبي مع ترك مواضع منه تشبيهاً له بقزع السحاب. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 49 4474 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنِ ارْفَعْ إِلَيَّ حَاجَتَكَ، قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَلَسْتُ أَسْأَلُكَ شَيْئًا، وَلَا أَرُدُّ رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللهُ مِنْكَ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير القعقاع بن حكيم - وهو الكناني المدني - فمن رجال مسلم. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو يعلى (5730) ، والبيهقي فى "الشعب " (3549) من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد، وليس في روايةّ البيهقي: "وابدأ بمن تعول ". وأخرجه البيهقي في "الشعب " (3548) من طريق أبي حذيفة، عن سُفيان، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/262) 4539) (طبعة دار الفكر) ، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وله طريق رجالها رجال الصحيح. قلنا: فاته إن ينسبه لأحمد، ولم نجده عند الطبراني. وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" (10027) ، قال شارحه المناوي: قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: إسناده حسن. وسيرد الحديث دون قصة بإسناد صحيح على شرط- الشيخين برقم (57281) . وسياتي بنحوه أيضاً برقم (5344) و (5728) و (6039) و (6402) . وله بتمامه شاهد من حديث حكيم بن حزام عند البخاري (1427) ، ومسلم (1034) سيرد 3/403 و434. وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (1428) ، ومسلم (1042) ، سيرد 2/288 و501.= الحديث: 4474 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 50 4475 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا (1) أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُصَوِّرِينَ (2) يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (3)   =وثالث من حديث أبي أمامة عند مسلم (1036) ، سيرد 5/262. ورابع من حديث جابر سيرد 3/330. وخامس من حديث ابن عباس عند الطبراني في "المعجم الكبير" (12726) . وسادس من حديث طارق المحاربي عند النسائي في "المجتبى" 5/61. وسابع من حديث عمران بن حصين وسمرة بن جندب عند الطبراني في "الكبير" 18/ (321) . وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (4261) . قال السندي: قولُه: إن اليد العليا: قد جاء مفسراً أن يد المعطي هي العليا، وبد الأخذ هي السفلى، فلا وجه لاختلاف الناس في ذلك. وابدأ بمن تعول، أي: قذم من كان في عيالك. ولتست أسألك شيئاً، أي: فلا أرفع إليك الحاجة، لأنه سؤال، ولا أردُّ، وكان رضي الله تعالى عنه لا يرد ما أعطي، لأن أباه ردَّه، فمنعه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك. (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أخبرنا. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قال: المصورون. وكتبت كذلك في هامش (س) وأمامها لفظ صح. ووقع في (ص) : إن المصورون!! (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن عبد الصمد: هو العمي. وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه عبد الرزاق (19490) ، ومسلم (2108) ، والنسائي في "الكبرى" (9787) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/287، والبغوي في "شرح السنة" (3220) من طرق عن أيوب، به.= الحديث: 4475 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 51 4476 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: كَانَ " يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ تَطَوُّعًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ نَزَلَ، فَأَوْتَرَ عَلَى الْأَرْضِ " (1)   =وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9788) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/286، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/212 من طرق، عن نافع، به. وسيأتي بالأرقام (4707) و (4792) و (5168) و (5767) و (6084) و (6241) و (6262) ، وانظر (6326) . وقد ذكرتا أحاديث الباب في حديث ابن مسعود السالف برقم (3558) . وقوله: "يُقال: أحيوا ما خلقتم "، قال الحافظ في "الفتح" 10/384: هو أمر تعجيز، ويُستفاد منه صفة تعذيب المصور، وهو أن يُكلف نفخ الروح في الصورة التي صورها، وهو لا يقدرُ على ذلك، فيستمر تعذيبُه، كما سيأتي تقريره في باب من صوَّر صورة. قلنا: يُريد حديث ابن عباس الوارد عند البخاري (5963) ، قال: سمعتُ محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من صور صورةً في الدنيا، كُلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ ". قال السندي: قوله: "المصورون "، أي: صورة ذي روح، يدلى عليه آخر الحديث. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية. وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/429 من طريق مجاهد، أن ابن عمر كان يصلي في السفر على بعيره أينما توجه به، فإذا كان في السحر، نزل فاوتر. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/429 من طريق حنظلة بن أبي= الحديث: 4476 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 52 4477 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: رَجُلٌ قَذَفَ امْرَأَتَهُ فَقَالَ: فَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَقَالَ: " اللهُ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟ " فَأَبَيَا فَرَدَّدَهُمَا (1) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَأَبَيَا، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا (2)   =سفيان، عن نافع، عن ابن عمر، بلفظ أنه كان يصلي على راحلته، ويوتر بالأرض، ويزعم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعل كذلك. وسيرد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي الوتر على الراحلة بالأرقام (4519) و (4530) و (4620) و (5208) و (5209) و (5822) و (5936) و (6224) و (6449) ، ونتكلم هناك عن نسخ الوتر على الراحلة. وقد سلف حديث التطوع على الراحلة برقم (4470) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. قال السندي: قوله: نزل فأوتر على الأرض، كأنه كان يفعلُ ذلك أحياناً، وإلا فقد جاء منه حديث الوتر على الدابة. (1) في) ظ 14) : فرددها، وفي (ق) : فردَّهما. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عليًة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه أبو داود (2258) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5311) و (5349) ، والنسائي في "المجتبي" 6/177، من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، وعندهما زيادة سترد برقم (4587) . وأخرجه عبد الرزاق مطولاً في "المصنف " (12454) ، ومسلم (1493) (6) من طريقين، عن أيوب، به.= الحديث: 4477 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 53 4478 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: نَادَى ابْنُ عُمَرَ بِالصَّلَاةِ بِضَجْنَانَ، (1) ثُمَّ نَادَى: أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، ثُمَّ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ الْمُنَادِيَ، فَيُنَادِي بِالصَّلَاةِ، ثُمَّ يُنَادِي: أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ، وَفِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ، فِي السَّفَرِ " (2)   =وأخرجه مسلم (1493) (7) ، والنسائي في "المجتبى" 6/176-177، والبيهقي في "السنن" 7/402 من طريق عزرة، عن سعيد بن جبير، به. وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام 45871) و (4945) و (5009) و (5202) . وانظر (4527) و (5312) و (5400) و (6098) . وقد ورد ضمن "مسند عمرا السالف برقم (398) . وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (4001) . قال السندي: قوله: رجل قذف امرأته، أي: بالزنى، أي: فما حكمه؟ قوله: أخوي بني العجلان، أي: بين زوج - واسمه عويمر العجلاني - وزوجة - واسمها خولة - منهما، ويقال لمن كان من القرب مثلاً: أخو القرب، ثم التثنية مبنية على التغليب. الله يعلم أنَّ أحدكما كاذب: لم يُرد أن هذا العلم مخصوصٌ به تعالى، بل أراد تخويفهما بعلم الله تعالى ذلك، وإلا فكونُ أحدهما كاذب أمر ظاهر. ففرق بينهما: ظاهرُه أنه لا بد من تفريق الإمام، ومن لا يرى ذلك يقولُ: المرادُ أنه بين بعد ذلك أنهما لا يجتمعان. (1) جاء في هامش (ظ 1) ما نصه: ضجنان جبل بمكة. وفي هامش كل من (ق) و (ص) و (س) : جبيل بمكة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.= الحديث: 4478 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 54 4479 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ - أَوْ قَالَ: اقْتَنَى - كَلْبًا لَيْسَ بِضَارٍ، وَلَا كَلْبَ مَاشِيَةٍ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ "، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَكَلْبَ حَرْثٍ؟ فَقَالَ: أَنَّى (1)   وأخرجه أبو داود (1061) ، وابن خزيمة (1655) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي 1/292، وأبو داود (1060) ، وأبو عوانة 2/18، وابن حبان (2077) من طريق حماد بن زيد، والبيهقي في "السنن" 3/70-71 من طريق شعبة، كلاهما عن أيوب، به. وأخرجه عبد الرزاق (1901) ، وابن أبي شيبة 2/233، وأبو داود (1064) ، وأبو عوانة 2/18، وابن حبان (2076) ، والبيهقي في "السنن" 3/71 من طرق، عن نافع، به. وأخرجه أبو يعلى (5673) ، وابن خزيمة (1656) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن ابن عمر. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 79: وقول جرير بن عبد الحميد، عن يحيى، عن القاسم بن محمد، غير محفوظ. وسيرد بطرق أخرى بالأرقام (4580) و (5151) و (5302) و (5800) . وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2503) . وعمن سمع منادي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 3/415-416. وعن نعيم بن النحام سيرد 2/220. وعن أسامة الفذلي سيرد 5/74. وعن جابر عند أبي داود (1065) . وعن سمغ بن جندب عند ابن أبي شيبة 2/234. (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: إنَّى لأبي هريرة حرث. وهو خطأ. الحديث: 4479 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 55 لِأَبِي هُرَيْرَةَ حَرْثٌ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه الترمذي (1487) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، دون ذكر قول أبي هريرة. وقال: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، وقد روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: أو كلب زرع. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. دون ذكر قول أبي هريرة. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/409، والنسائي في "الكبرى" (4797) ، وفي "المجتبي" 7/188، وابن حبان (5653) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55 من طرق، عن نافع، به. دون ذكر قول أبي هريرة. وزاد ابن أبي شيبة: أو كلب مخافة. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/56 من طريق ابن أبي بجير، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر الكلاب، فقال: "من اتخذ كلباً، ليس بكلب قنص أو كلب ماشية، نقص من أجره كل يوم قيراط ". وأخرجه الترمذي (1488) من طريق حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل الكلاب إلا كلب صيد أو كلب ماشية، قيل له: إن أبا هريرة كان يقول: أو كلب زرع. فقال: إن أبا هريرة له زرع. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قال النووي في "شرح مسلم " 10/236: ليس هذا توهيناً لرواية أبي هريرة ولا شكاً فيها، بل معناه أنه لما كان صاحب زرع وحرث، اعتنى بذلك وحفظه وأتقنه، والعادةُ أن المبتلى بشيءٍ يُتقن ما لا يُتقنه غيره، ويتعرَّفُ من أحكامه ما لا يعرفهُ غيره.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 56 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   وقال الحافظ في "الفتح" 5/6: يُقال: إن ابن عمر أراد بذلك الإشارة إلى تثبيت رواية أبي هريرة، وأن سبب حفظه لهذه الزيادة أنه كان صاحب زرع دونه، ومن كان مشتغلاً بشيء، احتاج إلى تعرف أحكامه. وقال السندي في قوله: إن لأبي هريرة حرثاً، أي: فيمكن أنه حفظ ما نسيتُه، لأن صاحب الواقعة يحفظ ما ينساه غيره، وليس المراد أنه لمراعاة حرثه زاد ذلك في الحديث من نفسه، وحاشا أن يُظن مثلُ ذلك في أبي هريرة أو في ابن عمر، والله تعالى أعلم. فلنا: وُيؤيده أن ابن عمر نفسه ذكر في حديثه كلب الزرع في الرواية الآتية برقم (4813) و (5505) ، وهي عند مسلم (1574) (56) . وورد ذكرُ كلب الزرع أيضاً في حديث عبد الله بن مُغفل عند مسلم (1573) (49) ، والترمذي (1489) ، وسيرد في المسند 5/57. وفي حديث سفيان بن أبي زهير عند البخاري (2323) ، ومسلم (1576) ، وسيرد 5/219 و220. وفي حديث أبي هريرة عند البخاري (2322) ، ومسلم (1575) ، سيرد 2/267. وفي الباب أيضا عن ابن مسعود موقوفاً عند ابن أبي شيبة 5/409 دون ذكر كلب الزرع. وعن نفر من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند عبد الرزاق (19614) دون استثناء شيء من الكلاب. وسيأتي برقم (4549) و (4813) و (4944) و (5171) و (5253) و (5254) و (5073) و (5393) و (5505) و (5775) و (5925) و (6342) و (6443) . قوله: ليس بضار، قال ابنُ الأثير: أي: كلباً معوَّداً بالصيد، يقال: ضري الكلب، وأضراه صاحبُه، أي: عوَّده وأغراه به، وُيجمع على ضوار.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 57 4480 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا (1) أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، دَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَظَهْرُهُ فِي الدَّارِ فَقَالَ: إِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ الْعَامَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ فَتُصَدَّ عَنِ الْبَيْتِ، فَلَوْ أَقَمْتَ؟ فَقَالَ: قَدْ " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَإِنْ يُحَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، (2) أَفْعَلْ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَقَالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] ، قَالَ إِنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْبَيْدَاءِ، قَالَ: مَا أَرَى (3) أَمْرَهُمَا إِلَّا وَاحِدًا، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ مَعَ عُمْرَتِي حَجًّا، ثُمَّ قَدِمَ فَطَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا (4)   =قال السندي: قوله: أو قاد اقتنى: هو بمعنى: اتخذ، وهو شكٌّ من الراوي. بضارٍ: من ضرى الكلب، إذا اعتاد الصيد. ولا كلب ماشية، أي: لحفظها. نقص: على بناء الفاعل أو المفعول. وكلب حرث، أي: زاد علم ما قلت كلب الحرث. (1) في (ظ 14) : قالا حدثنا. وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أخبرنا. (2) في (ظ 14) : فإن يحل بيني وبينه شيء. (3) في (ق) : ما أدري. وفي هامشها: ما أرى. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ عُلية، وأيوب: هو السختياني. وأخرجه البخاري (1639) ، ومسلم (1230) (183) من طريق إسماعيل، = الحديث: 4480 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 58   =بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (678) ، والبخاري (1693) ، ومسلم (1230) (183) ، والنسائي في "المجتبي" 5/226 من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه البخاري (1640) ، ومسلم (1230) (182) ، وابن حبان (3998) من طريق الليث بن سعد، عن نافع، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3842) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، عن جويرية، عن نافع، أن عبد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله أخبراه أنهما كلما عبد الله ... وأخرجه البخاري (1807) و (4185) ، والبيهقي في "السنن" 5/216 من طريق جويرية، عن نافع، أن عبيد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله أخبراه أنهما كلما عبد الله بن عمر رضي اللُه عنه. قلنا: قد وقع في روايتنا وعند النسائي - كما سبق - عبد الله بدل عبيد الله، وكذلك في الرواية الآتية برقم (5165) . قال البيهقي في "السنن" 5/216: وعبد الله أصح. قال الحافظ في "الفتح" 4/5: ليس بمستبعد أن يكون كلٌّ منهما كلَّم أباه في ذلك، ولعل نافعاً حضر كلام عبد الله المكبر مع أخيه سالم، ولم يحضر كلام عبيد الله المصغر مع أخيه سالم أيضاً، بل أخبراه بذلك، فقص عن كل ما انتهى إليه علمه. قلنا: في هذه الرواية تتبين الواسطةُ بين نافع وابن عمر، وهما ابناه عبيد الله وسالم. وأخرجه البخاري (1808) عن موسى بن إسماعيل، عن جويرية، عن نافع، أن بعض بني عبد الله قال له: لو أقمت بهذا ... وأخرجه البخاري (1708) من طريق موسى بن عقبة، والنسائي في= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 59 4481 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، (1) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ يَتَوَضَّئُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيعًا مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ " (2)   ="المجتبى" 5/225-226 من طريق إسماعيل بن أمية، كلاهما عن نافع، قال: أراد ابنُ عمر رضي الله عنهما الحج عام حجة الحرورية في عهد ابن الزبير. قال الحافظ في "الفتح" 3/550: هذا مخالف لقوله في باب طواف القارن: عام نزول الحجاج بابن الزبير، لأن حجة الحرُورية كانت في السنة التي مات فيها يزيدُ بنُ معاوية سنة أربع وستين، وذلك قبل أن يتسمى ابن الزبير بالخلافة، ونزول الحجاج بابن الزبير سنة 73 هـ ط وفي ذلك في آخر أيام ابن الزبير، فإما أن يُحمل على أنّ الراوي أطلق على الحجاج وإتباعه حروريةً لجامع ما بينهم من الخروج على أئمة الحق، واما أن يحمل على تعدُد القصة. وقد ظهر من رواية أيوب عن نافع أنّ القائل لابن عمر الكلام المذكور هو ولده عبيد الله كما تقدم في باب: من اشتري الهدي من الطريق. وسيأتي برقم (4595) و (5165) و (5322) و (6391) وبنحوه مختصراً برقم (4964) و (5298) و (6227) . قال الحافظ في "الفتح " 4/5: والذي يترجّح في نقدي أن ابني عبد الله أخبرا نافعاً بما كلما به أباهما، وأشارا عليه به من التأخير ذلك العام، وأما بقية القصة فشاهدها نافع، وسمعها من ابن عمر لملازمته إياه. (1) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو أبن عليّة، وأيوب: هو ابن ابي تميمة السختياني. وأخرجه ابن خزيمة (205) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.= الحديث: 4481 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 60 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأخرجه أبو داود (79) ، وابن خزيمة (205) من طريقين، عن أيوب، به. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/190 من طريق يونس بن يزيد، عن نافع، وسيأتي برقم (5799) و (5928) و (6283) . وفى الباب عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد عند البخاري (253) ، سلف برقم (3465) . وعن أنس، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغتسل مع المرأة من نسائه من الإناء الواحد، عند البخاري (264) ، سيرد 3/130 و133-134. وعن عائشة عند البخاري (261) ، ومسلم (320) (45) سيرد 6/30. وعز، ميمونة عند مسلم (322) سيرد 6/329. وعن أم سلمة عند مسلم (324) . قوله: جميعاً، قال الحافظ في "الفتح 1/299-300: ظاهره أنهم كانوا يتناولون الماء في حالة واحدة، وحكى ابنُ التين عن قوم أن معناه أن الرجال والنساء كانوا يتوضؤون جميعاً في موضع واحد، هؤلاء على حدة، وهؤلاء على حدة، والزيادة المتقدمة في قوله: "من إناء واحد" ترد عليه، وكأنَّ هذا القائل استبعد اجتماع الرجال والنساء الأجانب، وقد أجابا ابن التين عنه بما حكاه عن سحنون أن معناه: كان الرجال يتوضؤون ويذهبون، ثم تأتي النساء فيتوضَّأن، وهو خلافُ الظاهر من قوله: جميعاً. قال أهلُ اللغة: الجميع ضد المفترق. وقد وقع مُصرّحاً بوحدة الإناء في "صحيح ابن خزيمة" في هذا الحديث من طريق معتمر، عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر، أنه أبصر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه يتطهرون والنساء معهم من إناءٍ واحد، كلهم يتطهر فى منه، والأولى في الجواب أن يقال: لا مانع من الاجتماع قبل نزول الحجاب، وأما بعده فيختص بالزوجات والمحارم. ثم ذكر الحافظ في "الفتح" أقوال من منع تطهر أحدهما بفضل وضوء الآخر، وأخذ في الجمع بينها، فانظره. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 61 4482 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا (1) أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ؟ أَوْ قَالَ: مَا يَتْرُكُ الْمُحْرِمُ؟ فَقَالَ: " لَا يَلْبَسُ الْقَمِيصَ، (2) وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا الْخُفَّيْنِ، إِلَّا أَنْ لَا يَجِدَ نَعْلَيْنِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْهُمَا (3) أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ، وَرْسٌ، وَلَا زَعْفَرَانٌ " (4)   (1) في (ظ 14) : حدثنا. (2) في (ظ 1) وفي هامش كل من (ق) و (س) و (ص) : القُمُص، وفي هامش (ظ 1) : القميص. نسخة. (3) في هامش (ظ 1) و (ص) و (س) : وليقطعهما. نسخة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابنُ أبي تميمة السختياني. وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة في "المصنف " (ص105- نشر العمروي) عن إسماعيل، بهذا الإسناد، بلفظ: لا يُلبس ثوث مسهُ ورس ولا زعفران. وأخرجه الحميدي (627) ، والبخاري (5794) ، والنسائي في "الكبرى" (3656) ، وفي "المجتبى" 5/134، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/135، والبيهقي في "السنن" 5/49 من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه البخاري (5805) ، والنسائي في "الكبرى" (3661) ، وفي "المجتبي" 5/135، وأبو يعلى (5812) ، وابن خزيمة (2599) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/49 من طريق سفيان الثوري، عن أيوب، به، وزاد: ولا القباء.= الحديث: 4482 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 62 4483 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: فِي عَاشُورَاءَ: " صَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصَوْمِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ " فَكَانَ عَبْدُ اللهِ: " لَا يَصُومُهُ، إِلَّا أَنْ يَأْتِيَ عَلَى صَوْمِهِ " (1)   =قال البيهقي: وهو صحيح محفوظ من حديث سفيان الثوري، عن أيوب. قلنا: وبهذه الزيادة أخرجه ابنُ خزيمة (2598) ، والدارقطني في "السنن" 2/232، والبيهقي في "السنن" 5/50 من طريق حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به. وسيأتي بالأرقام (4538) و (4740) و (4835) و (4836) و (4856) و (4868) و (4899) و (5003) و (5075) و (5076) و (5131) و (5166) و (5193) و (5198) و (5243) و (5244) و (5308) و (5325) و (5336) و (5427) و (5472) . وسلف حرمةُ ليس الخفين للمحرم برقم (4454) . قال السندي: البُرئس، بضم باء ونون: كل ثوبٍ رأسُه منه. ورس: بفتح فسكون: نبت أصفر طيب الريح، يُصبغ به. (1) إسناده صحيح على تثرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (1892) من طريق إسماكيل، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الشافعي 1/264 (بترتيب السندي) ، ومسلم (1126) (118) و (120) ، وابن ماجه (1737) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/76، وابن حبان (3623) ، والبيهقي في "السنن" 4/290 من طريق الليث بن سعد، وأخرجه مسلم (1126) (119) ، والبيهقي 4/290 من طريق الوليد بن كثير، كلاهما عن نافع، به.= الحديث: 4483 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 63 4484 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونَ بَيْعَ خِيَارٍ "، قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَ نَافِعٌ: " أَوْ يَقُولَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: اخْتَرْ " (1)   =ولفظه عند مسلم (1126) (119) : أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في يوم عاشوراء: "إنً هذا يومٌ كان يصومُه أهلُ الجاهلية، فمن أحب أن يصومه، فليصمه، ومن أحب أن يتركه، فليتركه "، وكان عبد الله رضي الله عنه لا يصومُه إلا أن يوافق صيامه. وبنحوه أخرجه عبد الرزاق (7848) ، والدارمي 2/22-23، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/76، والبيهقي في "السنن" 4/290، من طرق، عن نافع، به. وأخرجه البخاري (2000) ، ومسلم (1126) (121) ، وابن خزيمة (2094) من طريق سالم، عن أبيه، ولفظه عند مسلم قال: دكر عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومُ عاشوراء، فقال: "ذاك يوم كان يصومُه أهلُ الجاهلية، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه ". وسيأتي برقم (5203) و (5204) و (6292) . وقد ذكرنا أحاديث الباب عند حديث ابن مسعود السالف برقم (4024) . قال السندي: تُرك، أي: تُرك إيجابُه، وهذا لا يُنافي بقاء ندبه، ويحتمل أن ابن عمر ما علم ببقاء الندب، وهو الظاهر. إلا أن يأتي على صومه، أي: المعتاد. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابنُ عُلية، وأيوب: هو السختياني.= الحديث: 4484 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 64 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأخرجه مسلم (1531) (43) ، والنسائي في "المجتبى" 7/249، وفي "الكبرى" (6062) ، والطبري في "تفسيره " 5/34، والبيهقي في "السنن" 5/272، من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ طهمان (181) ، وعبد الرزاق (14262) ، والنسائي في "المجتبى" 7/249، وفي "الكبرى" (6061) ، والطبري في "تفسيره " 5/34، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/12، والطبراني في "الصغير" (841) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/253، والبيهقي في "معرفة السنن " (10978) ، وفي "السنن" 5/269، 273، من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه ابنُ طهمان (180) ، ومالك في "الموطأ" 2/671، والطيالسي (1860) ، والشافعي في "الرسالة" (863) ، وعبد الرزاق في "المصنف " (14263) ، والحميدي في "مسنده " (654) ، والبخاري (2107) و (2111) ، ومسلم (1531) (43) و (45) ، وأبو داود (3454) ، والترمذي (1245) ، والنسائي في " المجتبي " 7/248-249، 250، وفي " الكبرى " (6057) و (6059) و (6065) و (6066) ، وأبو يعلى (5822) ، وابن حبان (4915) و (4916) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل " ص 602، والدارقطني في "السنن" 3/6، والبيهقي في "السنن" 5/268، 269. 270، 272، والبغوي في "شرح السنة" (2047) من طرق، عن نافع، به. قال الترمذي: حديثُ ابن عمر حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، وهو قولُ الشافعي وأحمد وإسحاق، وقالوا: الفرقة بالأبدان، لا بالكلام. وقد قال بعضُ أهل العلم: معنى قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما لم يتفرقا" يعني الفرقة بالكلام، والقولُ الأول أصحُ، لأن ابن عمر هو روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو أعلم بمعنى ما روى، ورُوي عنه أنه كان إذا أراد أن يوجب البيع، مشى، ليجب له، وهكذا روي عن أبي برزة.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 65 4485 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَزُورُهُ رَاكِبًا وَمَاشِيًا، - يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءَ - " (2) 4486 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَدَقَةَ رَمَضَانَ عَلَى الذَّكَرِ، وَالْأُنْثَى، وَالْحُرِّ، وَالْمَمْلُوكِ صَاعَ تَمْرٍ أَوْ صَاعَ شَعِيرٍ " قَالَ: فَعَدَلَ النَّاسُ بِهِ بَعْدُ نِصْفَ صَاعِ بُرٍّ، قَالَ أَيُّوبُ، وَقَالَ نَافِعٌ كَانَ   وانظر "شرح السنة" 8/39-40، و"فتح الباري" 4/326-327. وقد سلف الحديث في مسند عمر برقم (393) . وذكرنا أحاديث الباب عند حديث ابن عمرو الآتي برقم (6721) . (1) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب. (2) إسنادُه صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1191) ، ومسلم (1399) ، وابن حبان (1628) من طريق إسماعيل ابن عُليَّة، بهذا الإسناد. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 7/419 من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر. وسيأتي بالأرقام (4846) و (5199) و (5218) و (5219) و (5329) و (5330) و (5403) و (5522) و (5774) و (5860) و (5999) و (6432) . قال السندي: قوله: راكباً وماشياً، أي: راكباً أحياناً وماشياً أخرى. الحديث: 4485 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 66 ابْنُ عُمَرَ: " يُعْطِي التَّمْرَ إِلَّا عَامًا وَاحِدًا أَعْوَزَ التَّمْرُ فَأَعْطَى الشَّعِيرَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابنُ خزيمة (2395) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (701) ، والبخاري (1511) ، ومسلم (984) (14) ، وأبو داود (1615) ، والترمذي (675) ، والنسائي في "المجتبي" 5/46-47، وفي "الكبرى" (2279) (2280) ، وابن خزيمة (2393) (2397) (2411) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/44 من طرق، عن أيوب، به. وزاد بعضُهم فيه على بعض. وأخرجه البخاري (1503) و (1507) ، ومسلم (984) (15) (16) ، وأبو داود (1612) و (1614) ، والنسائي في "المجتبى" 5/48، وفي "الكبرى" (2283) ، وابن ماجه (1825) ، وابن خزيمة (2398) و (2392) و (2404) و (2405) و (2416) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/44، وابن حبان (3300) و (3302) و (3303) و (3304) ، والدارقطني في "السنن" 2/139 و140-141، والحاكم 1/409، والبيهقي في "السنن" 4/162، والبغوي (1594) من طرق، عن نافع، به. وزاد بعضهم من طريق أيوب: "من المسلمين " وهذه الزيادة وردت على الصحيح من حديث مالك، وسترد في الرواية رقم (5303) ، وسيأتي برقم (5174) و (5339) و (5781) و (5942) و (6429) . وستأتي رواياتُ وقت أداء صدقة الفطر بالأرقام (5345) و (6389) و (6429) و (6467) . وفي الباب عن أبي سعيد عند البخاري (1508) ، والترمذي (673) ، والنسائي في " الكبرى" (2291) و (2292) ، سيرد 3/23. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند الترمذي (674) (ولم يخرجه غيره من= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 67 4487 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " سَبَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْخَيْلِ، فَأَرْسَلَ مَا ضُمِّرَ مِنْهَا مِنَ الْحَفْيَاءِ - أَوِ الحَيْفَاءِ - إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَأَرْسَلَ مَا لَمْ يُضَمَّرْ مِنْهَا مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَكُنْتُ فَارِسًا يَوْمَئِذٍ فَسَبَقْتُ النَّاسَ طَفَّفَ بِيَ الْفَرَسُ   =أصحاب الكتب الستة) . وعن ابن عباس عند أبي داود (1622) ، والنسائي في "المجتبى" 5/50 و52، وتقدم مختصراً (2018) . وعن ثعلبة بن أبي صُعير عند أبي داود (1619) و (1620) . قال السندي: قوله: فرض، أي؟ أوجب وألزم، ولا يلزم منه الفرض المصطلح عند الحنفية حتى يكون الحديث حجةً عليهم في قولهم بالوجوب دون الافتراض، لأن مدار الأمر عندهم في ذلك على قطعية الثبوت أو ظنيته، ولا شك أن الثابت، في ارباب الظن دون القطع على الذكر ... الخ. كلمة "على" بمعنى عن، إن قلنا: العبدُ لا يصلح محلاً لوجوب الأموال لعدم الملك، وبمعناها إن قلنا: إنه يصلح لذلك، إما بنيابة المولي عنه، أو بأنه يملك المال. صاع تمر: منصوب على الحالية أو البدلية من صدقة رمضان. فعدل الناس به، أي: بما فرض، أي: قالوا: أن نصف صاع بر مثل المفروض من صاع تمر أو شعير فى الأجزاء أو فى المنفعة أو القيمة وهما مدار الأجزاء وهذا ظاهر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما فرض فى البر شيئا لا صاعا ولا نصفه. بعد: بالضمة، أي: بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أعوز التمرُ، أي. انعدم، و"التمر" بالرفع، فاعله. الحديث: 4487 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 68 مَسْجِدَ بَنِي زُرَيْقٍ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1870) (95) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم أيضاً (1870) (95) ، والدارقطني في "السنن" 4/300، والبيهقي في "السنن" 10/19 من طريقين، عن أيوب، به. وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/300 من طريق داود بن رُشيد، عن إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن ابن نافع، عن نافع، به. قال الدارقطني: تفرد به إسماعيل ابن عُلية، عن أيوب، عن ابن نافع، عن أبيه، قلنا: تفرد به عند الدارقطني، ولم ترد هذه الزيادة عند غيره. وانظر "شرح صحيح مسلم " للنووي 13/15. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/467، وعبد الرزاق (9695) ، والبخاري (2869) و (2870) و (7336) ، ومسلم (1870) (95) ، والدارمي 2/212، وأبو داود (2575) ، والترمذي (1699) ، والنسائي في "المجتبى"، 6/225-226، والطبراني في "الكبير" (13459) ، والدارقطني في "السنن" 4/305، والبيهقي في "السنن" 10/99، و"المعر فة " (19444) (19445) ، والبغوي (2650) من طرق، عن نافع، به. وذكر موسي بن عقبة عند البخاري (2870) أن بين الحفياء وثنية الوداع ستة أميال او سبعة، وبين ثنية الوداع ومسجد بني زريق ميل أو نحوه. وسيأتي برقم (4594) و (5181) ، وانظر (5348) و (5588) و (5656) و (6466) . وقال الحافظ فى "الفتح" 6/72 - 73: أجمع العلماء كما تقدم على جواز المسابقة بغير عوض لكن قصرها مالك والشافعي على الخف والحافر والنصل وخصه بعض العلماء بالخيل وأجازه عطاء فى كل شيء واتفقوا على جوازها بعوض بشرط أن يكون من غير المتسابقين كالإمام حيث لا يكون له معهم= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 69 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =فرس، وجوز الجمهورُ أن يكون من أحد الجانبين من المتسابقين، وكذا إذا كان معهما ثالث محلل، بشرط أن لا يخرج من عنده شيئاً ليخرج العقدُ عن صورة القمار، وهو أن يخرج كل منهما سبقاً، فمن غلب، أخذ السبقين، فاتفقوا على منعه، ومنهم من شرط في المحلل أن يكون لا يتحقق السبق في مجلس السبق، وفيه أن المراد بالمسابقة بالخيل كونها مركوبة، لا مجرد إرسال الفرسين بغير راكب، لقوله في الحديث: "وإن عبد الله بن عمر كان فيمن سابق بها"، كذا استدل به بعضهم، وفيه نظر، لأن الذي لا يشترط الركوب، لا يمنع صورة الركوب، وإنما احتج الجمهور بأن الخيل لا تهتدي بأنفسها لقصد الغاية بغير راكب، وربما نفرت، وفيه نظر، لأن الاهتداء لا يختص بالركوب، فلو أن السائس كان ماهراً في الجري، بحيث لو كان مع كل فرس ساعٍ يهديها إلى الغاية، لأمكن، وفيه جواز إضافة المسجد إلى قوم مخصوصين، وقد ترجم له البخاري بذلك في كتاب الصلاة، وفيه جواز معاملة البهائم عند الحاجة بما يكون تعذيباً لها في غير الحاجة، كالإجاعة والإجراء، وفيه تنزيلُ الخلق منازلهم، لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غاير بين منزلة المُضمَّر وغير المُضمر، ولو خلطهما لأتعب غير المضمر. قال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة، وجابر، وعائشة، وأنس. قلنا: حديث أبي هريرة هو عند أبي داود (2574) ، والترمذي (1700) ، وسيرد 2/256 و358. وحديث أنس عند الدارمي 2/213، والدارقطني في "السنن" 4/301، وانظر ما سيرد 3/103 وص 253. وحديث جابر عند الدارقطني 4/301. قال السندي: قوله: سبق، ضبط بتشديد الباء، من التسبيق. ما ضمر: من التضمير. قال ابن الأثير: وتضمير الخيل: هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن، ثم لا تعلف إلا قوتاً لتخف، وقيل: تشد عليها سروجها،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 70 4488 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَاقْدُرُوا لَهُ " قَالَ نَافِعٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ " إِذَا مَضَى مِنْ شَعْبَانَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، يَبْعَثُ (2) مَنْ يَنْظُرُ فَإِنْ رُئِيَ فَذَاكَ، وَإِنْ لَمْ يُرَ، وَلَمْ يَحُلْ دُونَ مَنْظَرِهِ سَحَابٌ، وَلَا قَتَرٌ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، وَإِنْ حَالَ دُونَ مَنْظَرِهِ سَحَابٌ أَوْ قَتَرٌ أَصْبَحَ صَائِمًا " (3)   =وتجلل بالأجلة حتى تعرق تحتها، فيذهب رهلها، ويشتد لحمها. وقال السندي: هو تقليلُ علفها مدة، وإدخالُها بيتاً وتجليلُها لتعرق، ويجف عرقُها، فيخف لحمُها، وتقوى على الجري. وقيل: هو تسمينُها أولاً، ثم ردُها إلى القوت. من الحفياء، بفتح حاء مهملة، وسكون فاء، ممدود ويقصر: موضعٌ على أميال من المدينة، وقد يُقال بتقديم الياء على الفاء. بني زُريق: بضم معجمة، ففتح مهملة. طفف: بتشديد الفاء الأولى، أي: وثب بي. (1) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب. (2) في (ق) : بعث. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو ابن أبى تميمة السختياني. وأخرجه مسلم (1080) (6) ، وابن خزيمة (1918) ، والدارقطني في "السنن" 2/161، والبيهقي في "السنن" 4/204 من طريق إسماعيل بهذا الإسناد.= الحديث: 4488 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 71 4489 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ،   وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (7307) (19498) ، والدارمي 2/4، وأبو داود (2320) ، والطبراني في "الأوسط " (597) ، والبيهقي في "السنن" 4/204، من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه ابنُ خزيمة (1906) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/122، والبيهقي في "السنن" 4/205، من طريقين، عن نافع، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/286، والشافعي 1/720 (بترتيب السندي) ، والبخاري (1907) ، ومسلم (1080) (9) ، وابنُ خزيمة (1907) ، وابن حبان (3449) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/347، والبيهقي في "السنن" 4/205، والبغوي (1714) من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، به. وأخرجه مختصراً مسلم (1080) (12) من طريق موسى بن طلحة، وابن خزيمة (1909) ، وابن حبان (3455) ، والبيهقي في "السنن" 4/205 من طريق محمد بن زيد، كلاهما عن ابن عمر، به. وسيأتي بالأرقام (4611) و (4815) و (4866) و (4981) و (5017) و (5039) و (5137) و (5182) و (5294) و (5453) و (5484) و (5536) و (6041) و (6074) و (6129) و (6323) . وسيرد مختصراً ضمن "مسند عائشة" 6/51. وفي الباب عن سعد سلف (1594) . وعن ابن عباس سلف برقم (1885) . وعن أبي هريرة سيرد 2/263. وعن أبي بكرة سيرد 5/42. وعن جابر سيرد 3/341 و3/329. وعن طلق بن علي سيرد 4/23.= الحديث: 4489 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 72 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ نَافِعٌ: فَأُنْبِئْتُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَتْ: فَكَيْفَ بِنَا؟، قَالَ: " شِبْرًا "، قَالَتْ: (1) إِذَنْ تَبْدُوَ أَقْدَامُنَا، قَالَ: " ذِرَاعًا لَا تَزِدْنَ عَلَيْهِ " (2)   وعن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سير 4/321. وعن أنس سيرد 3/200. وعن عائشة سيرد 6/33. وعن أم سلمة سيرد 6/315. وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3776) . قال السندي: "فإن غم ": بضم، فتشديد ميم، أي: حال بينكم وبين الهلال غيم رقيق. "فاقدروا له ": بضم الدال ويجوز كسرها، أي: قدروا له تمام العدد ثلاثين. وقد جاء به الرواية، فلا التفات إلى تفسير آخر. نعم، فعلُ ابن عمر الأتي يقتضي أن معناه ضيقوا له، أو قدروه تحت السحاب. (1) في (ظ 14) : قال، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. دون ما يتعلق بذيول النساء، ففيها انقطاع بين نافع وبين أم سلمة، وسيأتي موصولا بهذه الزيادة بإسناد صحيح. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته " (47) عن عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق بتمامه موصولا (19984) ، ومن طريقه الترمذي (1731) ، والنسائي في "الكبرى" (9735) ، وفي "المجتبى" 8/209 عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من جرَّ ثوبه من الخيلاء لم= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 73 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =ينظر الله إليه يوم القيامة"، فقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء يا رسول الله بذيولهن؟ قال: "يرخين شبرا"، قالت: إذاً تنكشف أقدامهن، قال: "فيرخينه ذراعاً ولا يزدن عليه ". وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وسيأتي بتمامه موصولاً عند أحمد (5173) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة. وأخرجه مختصراً دون ما يتعلق بذيول النساء مالك في "الموطأ" 2/914، والبخاري (5783) ، ومسلم (2085) ، والترمذي (1730) ، والنسائي في " الكبرى" (9677) (9719) ، وفي "المجتبى" 8/206، وأبو يعلى (5794) (5825) ، وأبو عوانة 5/476، 478، والقضاعي في "مسند الشهاب " (1061) و (1062) ، والخطيب في "تاريخه" 12/152، والبغوي (3074) (3075) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه كذلك مسلم (2085) ، وأبو عوانة 5/478 من طريق محمد بن زيد، والطبراني في "الكبير" (13501) ، والخطيب في "تاريخه " 11/288 من طريق مجاهد، كلاهما عن ابن عمر، به. وسيأتي بالأرقام (4567) و (4884) و (5014) و (5038) و (5050) و (5055) و (5057) و (5188) و (5248) و (5327) و (5340) و (5351) و (5352) و (5377) و (5439) و (5460) و (5535) و (5664) و (5776) و (5803) و (5816) و (6123) و (6150) و (6152) و (6203) و (6204) و (6245) و (6340) و (6442) ، وانظر (5891) . وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2087) سيرد 2/454 و503. وعن أبي سعيد الخدري عند مالك 2/914-915، والطيالسي (2228) ، سيرد 3/39 و44 و97.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 74 4490 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، (1) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ، وَالْمُزَابَنَةُ أَنْ يُبَاعَ مَا فِي رُءُوسِ النَّخْلِ بِتَمْرٍ بِكَيْلٍ مُسَمًّى إِنْ زَادَ فَلِي، وَإِنْ نَقَصَ فَعَلَيَّ " قَالَ ابْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَخَّصَ فِي بَيْعِ الْعَرَايَا بِخَرْصِهَا " (2)   =وعن هبيب بن مغفل، سيرد 3/437. وعن المغيرة بن شعبة عند ابن ماجه (3574) سيرد 4/246 و253. وعن أبي ذر عند مسلم (106) سيرد 5/148 و158. وعن حذيفة عند النسائي في "المجتبي" 8/206-207، وابن ماجه (3572) سيرد 5/382 و398. وعن ابن عباس عند النسائي فى "المجتبى" 8/207 - 208. الخيلاء، بضم الخاء المعجمة وفتح الياء، ممدود: العجب والاختيال. لا ينظر الله إليه، أي: نظر رحمة. والمرادُ أنه لا يرحمه مع السابقين استحقاقاً وجزاءاً، وإن كان قد يرحمه تفضُّلاً وإحسانا. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) في (ظ 14) : قال: أخبرنا أيوب. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وإسماعيل: هو ابن علية، وأيوب: هو السختياني. والنهي عن المزابنة أخرجه مسلم (1542) (75) ، والنسائي في "المجتبى" 7/266 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2172) ، ومسلم (1542) (75) ، والطحاوي في "شرح= الحديث: 4490 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 75 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =معاني الآثار، 4/29، والبيهقي في "السنن" 5/307 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وأخرجه مسلم (1542) (76) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/33 من طرق، عن نافع، به. والترخيص في العرايا أخرجه مسلم (1539) (66) ، والطبراني في "الكبير" (4769) من طريق إسماعيل، به. وأخرجه البخاري (2173) ، ومسلم (1539) (66) ، والترمذي (1302) ، وابن حبان (5004) ، والطبراني في "الكبير" (4768) و (4770) ، والبيهقي في "السنن" 5/307 من طريقين، عن أيوب، به. وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته " (174) ، وعبد الرزاق (14486) ، وابن أبي شيبة 7/132، والبخاري (2192) (2380) ، ومسلم (1539) (61) ، وابن ماجه (2269) ، والطبراني في "الكبير" (4763) و (4764) و (4765) و (4766) و (4773) و (4774) و (4775) و (4776) و (4777) و (4779) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 7/131، والترمذي (1300) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/29، والطبراني في "الكبير" (4756) (4780) من طريق محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر، عن زيد بن ثابت، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن المحاقلة والمزابنة إلا أنه قد أذن لأهل العرايا أن يبيعوها بمثل خرصها. قال الترمذي: هكذا روى محمدُ بنُ إسحاق هذا الحديث، وروى أيوب وعبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن المُحاقلة والمُزابنة. وبهذا الإسناد عن ابن عمر، عن زيد بن ثابت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه رخًص في العرايا. وهذا أصح من حديث محمد بن إسحاق. قال الحافظ في "الفتح" 4/385: مرادُ الترمذي أن التصريح بالنهي عن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 76 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =المزابنة لم يرد من حديث زيد بن ثابت، إنما رواه ابنُ عمر بغير واسطة، وروى ابنُ عمر استثناء العرايا بواسطة زيد بن ثابت، فإن كانت روايةُ ابن إسحاق محفوظة، احتمل أن يكون ابنُ عمر حمل الحديث كُله عن زيد بن ثابت، وكان عنده بعضه بغير واسطة. وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام (4528) و (4541) و (4590) و (4647) و (5297) و (5320) و (5862) و (6058) . وفي الباب عن جابر عند البخاري (2189) و (2381) . وعن أبي هريرة عند البخاري (2190) و (2382) ، ومسلم (1541) (71) . وعن رافع بن خديج وسهل بن أبي حثمة عند البخاري (2191) و (2383) و (2384) ، ومسلم (1540) (67) و (70) . وحديث رافع سيرد 3/464، وحديث سهل سيرد 2/4. وعن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1540) (68) و (69) وعن زيد بن ثابت سيرد 5/181 و182 و185. وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (2186) ، وسيرد 3/6. وعن ابن عباتس عند البخاري (2187) . والمزابنة قد ورد تفسيرُها في الحديث. قال الحافظ في "الفتح" 4/385: وظاهره أنها من المرفوع، ومثلُه في حديث أبي سعيد في الباب، وأخرجه مسلم من حديث جابر كذلك، ويؤيد كونه مرفوعاً روايةُ سالم، وإن لم يتعرض فيها لذكر المزابنة، وغلى تقدير أن يكون التفسيرُ من هؤلاء الصحابة، فهم أعرفُ بتفسيره من غيرهم. والعرايا: قال الحافظ في "الفتح " 4/390: هي جمع عَرِيَّة، وهي عطية ثمر النخل دون الرقبة، كان العربُ في الجدب يتطوع أهلُ النخل بذلك على من لا ثمر له، كما يتطوع صاحب الشاة أو الإبل بالمنيحة، وهي عطية اللبن دون الرقبة. والعريّة: فعيلة بمعنى مفعولة، أو فاعلة، يقال: عرَّى النخل، بفتح العين= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 77 4491 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (1) ، عَنْ نَافِعٍ،   =والراء للتعدية يعرُوها: إذا أفردها عن غيرها، بأن أعطاها لآخر على سبيل المنحة ليأكل ثمرها وتبقى رقبتها، ويقال: عريت النخلُ، بفتح العين وكسر الراء، تعرى، على أنه قاصر، فكأنها عريت عن حكم أخواتها، واستثبتت بالعطية. ثم قال الحافظ 4/391: ثم إن صور العريَّة كثيرة، منها أن يقول الرجل لصاحب حائط: بعني ثمر نخلات بأعيانها بخرصها من التمر، فيخرصها، ويبيعه، ويقبض منه التمر، ويسلم إليه النخلات بالتخلية، فينتفع برطبها. ومنها: أن يهب صاحب الحائط لرجل نخلات أو ثمر نخلات معلومة من حائطه، ثم يتضرر بدخوله عليه، فيخرصها، ويشتري منه رطبها بقدر خرصه بتمر يعجله له. ومنها: أن يهبه إياها، فيتضرر الموهوب له بانتظار صيرورة الرطب تمراً، ولا يحب أكلها رطباً، لاحتياجه إلى التمر، فيبيع ذلك الرطب بخرصه من الواهب، أو من غيره بتمر يأخذه معجلاً. ومنها: أن يبيع الرجل ثمر حائطه بعد بدوّ صلاحه، ويستثني منه نخلات معلومة يبقيها لنفسه أو لعياله، وهي التي عفي له عن خرصها في الصدقة، وسُميت عرايا، لأنها أعريت من أن تخرص في الصدقة، فرخص لأهل الحاجة الذين لا نقد لهم وعندهم فضول من تمر قوتهم أن يبتاعوا بذلك التمر من رطب تلك النخلات بخرصها. ومما يطلق عليه اسم عرية أن يعري رجلا تمر نخلات يُبيح له أكلها والتصرف فيها، وهذه هبة مخصوصة. ومنها: أن يُعري عاملُ الصدقة لصاحب الحائط من حائطه نخلات معلومة لا يخرصها في الصدقة، وهاتان الصورتان من العرايا لا يبيع فيها. وجميع هذه الصور صحيحة عند الشافعي والجمهور. (1) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب. الحديث: 4491 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 78 عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " (1) 4492 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَ: " يُصَلِّي أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ، صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6218) ، وابن حبان (4946) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار (11461) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1229) ، والنسائي في "الكبرى" (6219) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وأخرجه البخاري (2256) ، ومسلم (1514) (5) ، والنسائي في "المجتبى" 7/293، وفي "الكبرى" (6220) ، والبيهقي في "السنن" 5/341 من طريق الليث بن سعد، عن نافع، به. وسيأتي بالأرقام (4582) و (4640) و (5307) و (5466) و (5510) و (5862) و (6307) و (6437) . وفي الباب عن عبد الله بن عباس سلف برقم (2145) و (2645) . وعن أبي سعيد الخدري مطولاً عند ابن ماجه (2196) . وسلف الحديث في مسند عمر برقم (394) وذكر شرحه هناك. (2) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السختياني. وأخرجه ابن خزيمة (1072) ، وابن حبان (2622) من طريق إسماعيل، بهذا= الحديث: 4492 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 79 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =الإسناد. وأخرجه البخاري (473) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/123، والشافعي في "مسنده " 1/191 (بترتيب السندي) ، وابنُ أبي شيبة 2/292، والبخاري (990) ، ومسلم (729) (145) ، وأبو داود (1326) ، والنسائي في "المجتبى" 3/227 - 228، 233، وفي "الكبرى" (1399) ، والدارمي 1/340 و372، وأبو يعلى (2623) ، وأبو عوانة 2/334، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/278، والطبراني في "الأوسط " (76) ، وفي "الصغير" (12) و (286) ، والمروزي في "قيام الليل " (122) ، والبيهقي في "السنن" 2/486، 3/21، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/257، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 13/240، 17/119، والبغوي في "شرح السنة" (954) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/123، والشافعي في "مسنده " 1/191-192 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (4680) ، والحميدي (631) ، وابن أبي شيبة 2/273، والبخاري (990) ، ومسلم (749) (145) ، وأبو داود (1326) ، والنسائي في "المجتبى" 3/233، وفي "الكبرى" (444) و (1399) ، وابن ماجه (1176) و (1320) ، وأبو يعلى (2624) ، وابن خزيمة (1072) ، وأبو عوانة 2/332، 334، والطحاوي في "شرح معاني الآثار 1/278، 279، وابنُ حبان (2426) ، والطبراني في "الكبير (13096) ، وفي "الصغير" (345) ، والمروزي في "قيام الليل " (122) ، والبيهقي في "السنن" 2/486 و3/21، 22، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 13/240 و17/119، والبغوي (954) ، من طرق عن عبد الله بن عمر. وسيأتي بالأرقام (4559) و (4571) و (4791) و (4848) و (4860) و (4878) و (4987) و (5032) و (5103) و (5122) و (5159) و (5217) و (5341) = الجزء: 8 ¦ الصفحة: 80 4493 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَزْهُوَ، وَعَنِ السُّنْبُلِ حَتَّى يَبْيَضَّ، وَيَأْمَنَ مِنَ (1) الْعَاهَةِ نَهَى الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ " (2)   =و (5399) و (5454) و (5470) و (5483) و (5490) و (5503) و (5537) و (5549) و (5759) و (5793) و (5937) و (6008) و (6169) و (6170) و (6176) و (6258) و (3655) و (6421) و (6439) . وسيكرر برقم (5085) . وانظر (4710) و (4847) و (4952) و (4954) و (4971) و (4992) و (5016) و (5126) و (5609) و (5794) و (6090) و (6189) و (6190) و (6300) و (6372) و (6373) . وفي الباب عن الفضل بن عباس عند أبي داود (1296) ، والترمذي (385) ، سيرد 4/167، وإسناده ضعيف. وعن ابن عباس مطولاً بذكر فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند البخاري (992) ، وانظر ما سلف برقم (2714) . وعن عائشة سيرد 6/74. وعن أبي سلمة عند ابن أبي شيبة 2/273. (1) لفظ: "من " لم يرد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1535) (50) ، وأبو داود (3368) ، والترمذي (1226) ، والنسائي في "المجتبى" 7/270، وابنُ الجارود في "المنتقى" (605) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته " (173) ، ومسلم (1534) (49) ، والنسائي= الحديث: 4493 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 81 4494 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ بِيَدِي قِطْعَةَ إِسْتَبْرَقٍ، وَلَا أُشِيرُ بِهَا إِلَى مَكَانٍ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا طَارَتْ بِي إِلَيْهِ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ أَخَاكِ رَجُلٌ صَالِحٌ " أَوْ: " إِنَّ عَبْدَ اللهِ رَجُلٌ صَالِحٌ " (1)   في "المجتبى" 7/212، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/22، والبيهقي في "السنن" 5/299 من طرق، عن نافع، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/26، وأبو نعيم في "الحلية" 4/386 من طريق أبي البختري عن ابن عمر. وسيأتي بالأرقام (4525) و (4869) و (4943) و (4998) و (5012) و (5060) و (5061) و (5105) و (5134) و (5184) و (5236) و (5273) و (5292) و (5445) و (5473) و (5499) و (5521) و (5523) و (6376) . وانظر (5067) و (5129) و (6316) . قال الترمذي: وفي الباب عن أنس وعائشة وأبي هريرة وابن عباس وجابر وأبي سعيد وزيد بن ثابت، والعملُ على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، كرهوا بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها، وهو قولُ الشافعي وأحمد اسحاق. قوله. "حتى يزهُو": جاء في حديث أنس عند البخارى (2208) : قلنا لأنس: ما زهوُها؟ قال: تحمرُ وتصفر. والمراد حتى يبدو صلاحه. قوله: "حتى يبيض"، أي: يشتد حبه، ويأمن من العاهة، أي: الآفة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (3825) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ سعد 4/146-147، والبخاري (1156) و (7015) ، ومسلم= الحديث: 4494 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 82 4495 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ، (1) أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ " (2)   = (2478) (139) ، والنسائي في "الكبرى" (8289) ، وابن حبان (7072) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 7/14، والبغوي في "شرح السنة" (3944) من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه البخاري (3740) و (3741) ، وابن حبان (7071) من طريق يونس، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن حفصة أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لها: إن عبد الله رجل صالح. وانظر (6330) . (1) من قوله: والمرأة راعية ... الى هنا، ليس في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1829) (20) ، وأبو عوانة 4/415 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (20649) ، وأبو عوانة 4/415، وابنُ حبان (4489) ، والبيهقي في "السنن" 1/297، وفي "الشعب " (7360) من طرق، عن أيوب، وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب " (745) ، والبخاري (5200) ، ومسلم (1929) (20) ، والترمذي (1705) ، وأبو عوانة 4/416، 417، 418، وابنُ عدي في "الكامل " 3/1081، وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان " 2/318، والبيهقي = الحديث: 4495 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 83 4496 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، (1) عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ أَوْ   في "الشعب " (8703) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه مسلم (1829) من طريق بسر بن سعيد، وأبو عوانة 4/418 من طريق زيد بن أسلم و4/419 من طريق سالم بن عبد الله، ثلاثتهم عن عبد الله بن عمر، به. وسيأتي بالأرقام (5167) و (5869) و (5901) و (6026) . وفي الباب عن أبي لبابة عند الطبراني (4506) ، قال الهيثمي في "المجمع" 5/207: ورجاله رجال الصحيح. وعن معقل بن يسار عند مسلم (142) (227) ، وابن حبان (4495) ، سيرد 5/25، 27. وعن أنس عند النسائي في "عشرة النساء" (292) ، وابن حبان (4492) . وعن أبي هريرة عند البخاري (3455) ، ومسلم (1842) ، سيرد 2/297. وعن الحسن عند النسائي في "عشرة النساء" (293) ، وابن حبان (4493) . وعن أبي موسى عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/140، وأبي عوانة 4/419، وابن عدي في "الكامل" 1/265. قال البخاري: وهو وهم، كان ابن عمر يرويه مرسلاً، قال الترمذي: حديث أبي موسى غير محفوظ، وحديث أنس غير محفوظ. قال السندي: قوله: "كلُكم راع ": الراعي هاهنا من يجبُ عليه حفظُ شيء، وضمن التعهد به. والرعية- فعيلة بمعنى مفعول-: من يجب حفظُهم والقيامُ بأمرهم على الغير، وقيل: الرعيةُ من شمله حفظُ الراعي ونظرُه، وقيل: كلكم راع، ولا أقل من كونه راعياً على أعضائه وجوارحه وقواه، مسؤول عما يجب عليه رعايته، ثم الخطاب في الحديث لأهل التكليف، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ 14) : قال: حدثنا أيوب. الحديث: 4496 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 84 غَزْوٍ أَوْ عُمْرَةٍ (1) فَعَلَا فَدْفَدًا منَ الْأَرْضِ، أَوْ شَرَفًا، قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، سَاجِدُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ، وَحْدَهُ " (2)   (1) لفظ: "أو عمرة" لم يرد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1344) (428) ، والترمذي (950) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. لكنه عند الترمذي: كبر ثلاثاً. قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. وأخرجه عبد الرزاق (9238) عن معمر، عن أيوب، به، وفيه: كبر ثلاثاً. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/421 ومن طريقه البخاري (6835) ، وأخرجه البخاري (3084) ، وابنُ السُّنِّي (535) من طريق جويرية بن أسماء الضبعي، وأخرجه النَّسائي في "الكبرى" (10373) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (539) من طريق كثير بن فرقد، ثلاثتهم عن نافع، به، وفيه: كبر ثلاثاً. وورد في مطبوع "سنن النسائي الكبرى" و"عمل اليوم والليلة": الليث بن كثير بن فرقد، والصواب: الليث عن كثير، وأثبت محقق ابن السني الأستاذ عبد القادر أحمد عطا لفظ: "ابن مسعود" بعد اسم عبد الله، بدلاً من ابن عمر، وهو خطأ. وسيأتي بالأرقام (4569) و (4717) و (4960) و (5295) (5830) و (5831) و (3611) و (6374) . وسيكرر برقم (4636) . وفي الباب في قوله: "آيبون تائبون " عن ابن عباس، سلف برقم (2311) . وعن أنس عند مسلم (1345) ، سيرد 3/187 و189. وعن البراء بن عازب عند الترمذي (3440) ، سيرد 4/281 و289.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 85 4497 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، (1) حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " قَدْ أُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي الضَّبَّ فَلَمْ يَأْكُلْهُ، وَلَمْ يُحَرِّمْهُ " (2)   =وعن جابر بن عبد الله عند عبد الرزاق (9241) و (9243) . قوله: "قفل "، أي: عاد من سفره. والفدفد: قال ابنُ الأثير: الموضع الذي فيه غلظ وارتفاع. والشرف: النشزُ العالي من الأرض قد أشرف على ما حوله. (1) هذا الحديث ساقط من (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1943) (41) من طريق إسماعيل، بهذا الاسناد. وأخرجه مسلم (1943) (41) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/199 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وأخرجه مالك في " الموطأ " 2/146 (2038) (رواية الزهري) ، والشافعي في " مسنده " 2/174 (بترتيب السندي) ، ومسلم (1943) (40) و (41) ، والنسائي في "المجتبى" 7/197، وفي "الكبرى" (4827) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/200، والبيهقي في "السنن" 9/322، والبغوي في "شرح السنة" (2796) ، من طرق، عن نافع، به. وسيأتي بالأرقام (4562) و (4573) و (4619) و (4882) و (5004) و (5026) و (5058) و (5068) و (5255) و (5280) و (5440) و (5530) و (5565) و (5962) و (6213) و (6465) . وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (1948) ، سلف برقم (2684) . وعن خالد بن الوليد عند البخاري (5537) ، ومسلم (1946) ، سيرد 4/88. وعن جابر عند مسلم (1949) ، سيرد 3/342. الحديث: 4497 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 86 4498 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ الْيَهُودَ، أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنْهُمْ قَدْ زَنَيَا، فَقَالَ: " مَا تَجِدُونَ فِي كِتَابِكُمْ؟ " فَقَالُوا: نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا، وَيُخْزَيَانِ فَقَالَ: " كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ (1) فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ، فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "، فَجَاءُوا بِالتَّوْرَاةِ، وَجَاءُوا بِقَارِئٍ لَهُمْ أَعْوَرَ، يُقَالُ لَهُ: ابْنُ صُورِيَا، فَقَرَأَ حَتَّى إِذَا انْتَهَى (2) إِلَى مَوْضِعٍ مِنْهَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: ارْفَعْ يَدَكَ، فَرَفَعَ يَدَهُ، فَإِذَا هِيَ تَلُوحُ   =وعن عمر عند مسلم (1950) . وعن أبي هريرة عند ابن سعد 1/396، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/202، والبيهقي 9/324. وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1951) ، سيرد 3/5. وعن ميمونة عند ابن سعد 1/396، والطحاوي 4/202. وعن ثابت بن وديعة عند أبي داود (3795) ، والنسائي في "الكبرى" (4833) (6651) ، سيرد 4/220. وعن عائشة عند الطحاوي 4/201، والبيهقي 9/325. وعن خزيمة بن جزء عند ابن ماجه (3245) . وعن رجل من فزارة عند الطحاوي في "شرح معانى الآثار" 4/198. وعن عبد الرحمن بن حسنة، سيرد 4/196، وفيه فأمرنا فأكفأنا القدور. (1) في (س) و (ص) : للرجم، وهي نسخة السندي. (2) في (ق) و (ص) : حتى انتهى. الحديث: 4498 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 87 فَقَالَ، أَوْ قَالُوا: (1) يَا مُحَمَّدُ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ، وَلَكِنَّا كُنَّا نَتَكَاتَمُهُ بَيْنَنَا، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرُجِمَا، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يُجَانِئُ عَلَيْهَا يَقِيهَا الْحِجَارَةَ بِنَفْسِهِ (2)   (1) في (ظ 14) : أو فقالوا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (7543) ، ومسلم (1699) (27) ، والنسائي في "الكبرى" (7213) ، من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7214) من طريق شعبة، والحميدي (696) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (822) من طريق سفيان، كلاهما عن أيوب، به، ورواية سفيان مختصرة. وأخرجه عبد الرزاق (13331) (13332) ، والطيالسي (1856) ، والبخاري (1329) (4556) (7332) ، ومسلم (1699) (27) ، والدارمي 2/178-179، والطبراني في "الكبير (13407) ، وابن حبان (4335) ، من طرق، عن نافع، وأخرجه البخاري (6819) ، وأبو داود (4449) ، والخطيب في "تاريخه " 4/257-258 من طريقين عن ابن عمر. وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (4529) (4666) (5276) (5300) (5459) (6094) (6385) . وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2368) . وعن ابن أبي أوفى سيرد 4/355. وعن جابر عند مسلم (1701) ، سيرد 3/321. وعن البراء بن عازب عند مسلم (1700) ، سيرد 4/286. وعن جابر بن سمرة سيرد 5/96.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 88 4499 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَرَوْنَ الرُّؤْيَا، فَيَقُصُّونَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَرَى (1) - أَوْ قَالَ - أَسْمَعُ رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ (2) عَلَى السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَحَرِّيَهَا، فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ " (3)   =وعن أبي هريرة عند أبي داود (4450) و (4451) . وسيأتي مختصراً في "المسند" 2/279-280. وعن عبد الله بن الحارث بن جزء عند البزار (1557) (زوائد) . قال السندي: قوله: نُسخم وجوههما، من التسخيم، أي: نُسود، ويُخزيان: على بناء المفعول، من الخزي، أي: يُفضحان، بأن يركبا على الحمار معكوساً ويدارا في الأسواق. للرجم: بفتح اللام اسم إنَّ. يُجانىء: بجيم وهمزة في آخره، مفاعلة، أي: يكب ويميل عليها. (5) كذا في (ظ 14) ، وهو الوجه، ووقع في بقية النسخ الخطية و (م) وطبعه الشيخ أحمد شاكر: إني. (2) في (ظ 14) : حتى قد تواطأت. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (7688) ، وابنُ خزيمة (2182) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/91، من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/321، والبخاري (2015) ، ومسلم (1165) (205) ، والنسائي في "الكبرى" (3398) (3399) (7628) ، والطحاوي فى "شرح معاني الآثار" 3/85، وابن حبان (3675) ، والبيهقي في "السنن" 4/310، وفي "الشعب " (3677) ، والبغوي (1823) ، من طرق، عن نافع، به.= الحديث: 4499 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 89 4500 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً، وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، قَالَ: " وَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُطَلَّقَ (1) لَهَا النِّسَاءُ " فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَيَقُولُ: أَمَّا أَنَا فَطَلَّقْتُهَا وَاحِدَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ، (2) ثُمَّ " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يُرْجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ   =وسيأتي بالأرقام (4671) و (5283) و (5430) و (5932) . وسيرد تحديدها بليلة السابع والعشرين بالأرقام (4808) و (6474) . وأخرجه البخاري (1158) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، بلفظ: وكانوا لا يزالون يقصون على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرؤيا أنها في الليلة السابعة من العشو الأواخر، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر، فمن كان متحرياً، فليتحرها من العشر الأواخر". قلنا: ستأتي رواية التماسها في العشر الأواخر بالأرقام (4547) و (4925) و (5031) و (5443) و (5485) و (5534) و (5651) . وقد ذكرنا بعض أحاديث الباب عقب حديث ابن مسعود (3565) . وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2052) . (1) في (ظ 14) : يطلق. (2) في (ظ 14) : ثنتين. الحديث: 4500 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 90 يُطَلِّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا "، وَأَمَّا أَنْتَ (1) طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا، فَقَدْ عَصَيْتَ اللهَ بِمَا أَمَرَكَ بِهِ مِنْ طَلَاقِ امْرَأَتِكَ، وَبَانَتْ مِنْكَ (2)   (1) في (س) و (ص) : وإذا ما أنت. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1471) (3) من طريق اسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (10954) ، ومسلم (1471) (8) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/53 من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه عبد الرزاق (10953) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/53، والطبراني في "الأوسط " (1646) ، والدارقطني في "السنن" 4/9-10، وابن عدي في "الكامل" 6/2445، من طرق، عن نافع، به. وأخرجه الطيالسي (1871) ، وعبد الرزاق (10952) ، وسعيد بن منصور (1546) ، ومسلم (1471) (6) ، والنسائي في "المجتبى" 6/141، وأبو يعلى (5650) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/52، وابن حبان (4264) ، والبيهقي في "السنن" 7/323، 325 من طريقين عن ابن عمر، به. وسيأتي بالأرقام (4789) و (5025) و (5121) و (5164) و (5258) و (5268) و (5270) و (5272) و (5299) و (5321) و (5433) و (5434) و (5489) و (5504) و (5524) و (5525) و (5792) و (6061) و (6119) و (6141) و (6329) . وانظر (5269) و (6246) . قال السندي: قوله: فأمره، أي: أمر ابنه عبد الله أن يراجعها، أو أمر عمر أن يراجع ابنُ عمر إياها، وبالجملة فالمراجعة فعل لابن عمر، وأما الأمر، فهو أيضاً له حقيقة، إلا أنه بواسطة عمر، فيمكن تعلقه بكل منهما. ثم يمهلها: قيل: أمرهُ بالامتهال إلى الطهر الثاني للتنبيه على أن المراجع ينبغي أن لا يكون قصده بالمراجعة تطليقها.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 91 4501 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، رَفَعَهُ قَالَ: " إِنَّ الْيَدَيْنِ تَسْجُدَانِ، كَمَا يَسْجُدُ الْوَجْهُ، فَإِذَا (1) وَضَعَ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ، فَلْيَضَعْ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَهُ، فَلْيَرْفَعْهُمَا " (2) 4502 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ   =وتلك العدة: ظاهرُة أنَّ تلك الحالة وهي حالة الطهر عين العدة فتكون العدةُ بالأطهار لا الحيض، ودون الطهر الأول الذي وقع فيه الطلاق محسوباً من العدة، " ومن لا يقول به، إقول: المراد أن تلك قبل العدة بحيضتين، أي: إقبالها، فإنها بالطهر صارت مقبلة للحيض، وصار الحيض مقبلا لها. يطلق امرأته، أى: ثلاثاً. وأما أنت طلقتها، أي: فطلقتها، ففيه حذف الفاء من جواب أما، وهو قليل، والله تعالي أعلم. (1) فى (ظ14) : قال: فإذا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داوود (892) والنسائي فى "المجتبي" 2/207 والحاكم 1/226 والبيهقي فى "السنن" 2/101 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن الجارود فى "المنتقي" (201) والبيهقي فى "السنن" 2/101 من طريقين، عن أيوب به. وأخرجه بنحوه مالك "الموطأ" 1/163 عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً. الحديث: 4501 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 92 أُبِّرَتْ، فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ (1) الْمُبْتَاعُ " (2)   (1) في (ق) : يشترطها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1543) (79) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1543) (79) أيضاً، والبيهقي في "السنن" 5/298 من طريقين، عن أيوب، به. وأخرجه البخاري (2206) ، ومسلم (1543) (79) ، والنسائي في "المجتبي" 7/296، وابنُ ماجه (2210) ، وابنُ حبان (4924) ، والطبراني في "الأوسط " (383) ، والبيهقي في "السنن" 5/298 و325، من طرق، عن نافع، به. وأخرجه البخاري (2203) ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/298 من طريق ابن جُريج، قال: سمعتُ ابن أبي مُليكة، عن نافع مولى ابن عمر: أيُما نخلٍ بيعت قد أُبِّرت ثم يذكر الثمر، فالثمرُ للذي أبرها، وكذلك العبد والحرث، سمى نافع هذه الثلاث. قال البيهقي: هكذا رواه البخاري في كتابه، ونافع يروي حديث النخل عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديث العبد، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قلنا: وسيأتي تفصيلُ ذلك عند الرواية رقم (4552) . وسيرد الحديثُ بذكر بيع العبد- بالأرقام (4552) (5540) (6380) ، وسيأتي ذكر بيع العبد وحده (5491) . وهذا الحديث سيأتي برقم (4852) (5162) (5306) (5487) (5788) . وفي الباب عن جابر عند النسائي في "الكبري" (4983) ، وابن حبان (4924) ، والبيهقي في "السنن" 5/326. وعن عبادة بن الصامت عند ابن ماجه. (2213) والبيهقي في "السنن" 5/326، وفي إسناده إسحاق بن يحيي بن الوليد بن عبادة بن الصامت راويه عن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 93 4503 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (1)   =عبادة بن الصامت مجهول الحال، ولم يدرك عبادة. وعن علي موقوفاً عند البيهقي في "السنن" 5/326. أُبِّرت: قال الحافظ في "الفتح" 4/402: التأبير: التشقيق والتلقيح، ومعناه: شق طلع النخلة الأنثى، ليُذرَّ فيه شيء من طلع النخلة الذكر، والحكم مستمر بمجرد التشقيق، ولو لم يضع فيه شيئاً. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1686) (6) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (825) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (18968) ، ومسلم (1686) (6) ، والدارمي 2/173، والطرسوسي في "مسنده " (35) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/162، من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه الطيالسي (1847) ، وعبد الرزاق (18967) ، والبخاري (6796) و (6798) ، ومسلم (1686) (6) ، والترمذي (1446) ، والنسائي في "المجتبى" 8/76، 77، وفي "الكبرى" (7397) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (825) ، وأبو يعلى (5833) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/162، وابنُ حبان (4461) ، والدارقطني في "السنن" 3/190، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 1/216، والبيهقي في "السنن" 8/256 من طرق، عن نافع، به. وأخرجه النسائي في "المجتبي" 8/76، وفي "الكبرى" (7393) من طريق مخلد، عن حنظلة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قطع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مجنٍّ= الحديث: 4503 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 94 4504 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الْأَرْضَ، كَانَتْ تُكْرَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَا عَلَى الْأَرْبِعَاءِ (1) وَشَيْءٍ مِنَ التِّبْنِ، لَا أَدْرِي   =قيمته خمسة دراهم. كذا قال. ثم ذكر النسائي رواية أحمد هذه، وقال: هذا الصواب. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم أبو بكر الصديق، قطع في خمسة دراهم، وروي عن عثمان وعلي أنهما قطعا في ربع دينار، وروي عن أبي هريرة وأبي سعيد أنهما قالا: تُقطع اليد في خمسة دراهم. والعمل على هذا عند بعض فقهاء التابعين، وهو قول مالك بن أنس، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، رأوا القطع في ربع دينار فصاعداً، وقد روي عن ابن مسعود أنه قال: لا قطع إلا في دينار، أو عشرة دراهم، وهو حديث مرسل رواه القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود، والقاسم لم يسمع من ابن مسعود، والعملُ على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة، قالوا: لا قطع في أقل من عشرة دراهم. ورُوي عن علي أنه قال: لا قطع في أقل من عشرة دراهم، وليس إسناده بمتصل. وسيأتي بالأرقام (5157) و (5310) و (5517) و (5543) و (6293) . وسنذكر شواهده عقب حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (6687) . قال السندي: في مجنً، بكسر، ففتح، فتشديد نون: اسم لكل ما يستر به من الترس ونحوه. (1) في (ق) : الأرباع. وفي هامش (س) ما نصه: الأربعاء، جمع ربيع: النهر الصغير، أي: كانوا يجعلون لصاحب الأرض ما ينبت في أطراف الأنهار وشيئاً من التبن. الحديث: 4504 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 95 كَمْ هُوَ " وَإِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُكْرِي أَرْضَهُ فِي عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، وَعَهْدِ عُمَرَ، وَعَهْدِ عُثْمَانَ، وَصَدْرِ إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِهَا بَلَغَهُ أَنَّ رَافِعًا يُحَدِّثُ فِي ذَلِكَ بِنَهْيِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ وَأَنَا مَعَهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: نَعَمْ " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) عَنْ كِرَاءِ (2) الْمَزَارِعِ " فَتَرَكَهَا ابْنُ عُمَرَ فَكَانَ لَا يُكْرِيهَا فَكَانَ إِذَا سُئِلَ يَقُولُ زَعَمَ ابْنُ خَدِيجٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ " (3)   (1) من قوله: فأتاه وأنا معه، إلى هنا ساقط من (ق) . (2) في (ظ14) : كري. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1547) (109) ، والطبراني (4303) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 3/35 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2343) و (2344) ، ومسلم (1547) (109) ، والنسائي في "المجتبى" 7/46، وابنُ حبان (5194) ، والطبراني في "الكبير" (4302) ، والبيهقي في "السنن" 6/130، من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1547) (110) و (111) ، والنسائي في "المجتبى" 7/45، و46، و47، و48، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2680) ، والطبراني في "الكبير" (4304) و (4305) و (4306) و (4307) و (4308) و (4309) و (4310) و (4311) و (4312) و (4313) و (4314) و (4315) و (4316) و (4317) و (4318) و (4319) و (4320) و (4322) ، وفي "الأوسط " (311) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه البخاري (1345) ، ومسلم (1547) (12) ، وأبو داود (3394) ، والنسائي في "المجتبى" 7/44، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/105،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 96 4505 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا لَا تُحْتَلَبَنَّ مَاشِيَةُ امْرِئٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرُبَتُهُ، فَيُكْسَرَ بَابُهَا، ثُمَّ يُنْتَثَلَ مَا فِيهَا؟ فَإِنَّمَا فِي ضُرُوعِ مَوَاشِيهِمْ طَعَامُ أَحَدِهِمْ، أَلَا فَلَا تُحْتَلَبَنَّ مَاشِيَةُ امْرِئٍ (1) إِلَّا بِإِذْنِهِ " أَوْ قَالَ: " بِأَمْرِهِ " (2)   =وفي "شرح شكل الآثار (2679) ، والبيهقي في "السنن" 3/129 من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4255) من طريق ابن سيرين، عن ابن عمر. قلنا: ابن سيرين لم يسمع من ابن عمر. وسيأتي بالأرقام (4586) و (5319) . وانظر (4663) و (4732) و (4768) و (4854) و (4946) و (6469) . قلنا: وهذا النهيُ عن كراء الأرض محمولٌ على ما إذا أكريت بشيء مجهول. وسيرد من حديث رافع بن خديج 3/465 و4/141- وهو عند البخاري (2346) و (2347) - أنه يجوز كراؤها بالذهب والفضة. وفي الباب أيضا عن جابر عند البخاري (2340) ، ومسلم (1536) (103) . وعن أبي هريرة عند البخاري (2341) ، ومسلم (1544) (102) . وعن ابن عباس عند البخاري (2342) . وانظر حديث زيد بن ثابت الآتي 5/182. (1) في (ظ 14) : أحد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1726) (13) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (6959) ، ومسلم (1726) (13) ، وأبو عوانة 4/35-36،= الحديث: 4505 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 97 4506 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ "، قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: " أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ، وَيُنَادِي الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ، - قَالَ: أَيُّوبُ أُرَاهُ قَالَ: خَفِيفَتَيْنِ -، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فِي بَيْتِهِ " (1)   =من طرق، عن أيوب، به. وسلف تخريجه مطولاً برقم (4471) . المشرُبة، بضم الراء وفتحها: الغرفة. ينتثل ما فيها، أي: يستخرج الذي فيها ويؤخذ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (1128) ، والترمذي (425) (432) ، وفي "الشمائل " (278) ، وابن الجارود في "المنتقى" (276) ، وابن خزيمة (1197) و (1836) ، وابن حبان (2476) ، والبيهقي في "السنن" 3/240، والبغوي في "شرح السنة" (867) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً ومختصراً عبد الرزاق (4813) ، والبخاري (1180) ، والنسائي في "المجتبى" 3/113، وفى "الكبري" (1747) ، وابن حبان (2454) ، والبيهقي في "السنن" 2/271 و3/240 من طرق، عن أيوب، به. وقد سقط اسم نافع من مطبوع عبد الرزاق. وأخرجه عبد الرزاق (4809) و (4824) ، وأبو يعلى (5817) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/346 من طرق، عن نافع، به. وأخرجه عبد الرزاق (5527) ، والبخاري (1165) ، والنسائي في "الكبرى"= الحديث: 4506 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 98 4507 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " (1)   = (334) من طريق سالم، عن أبيه، به. وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (4460) و (4591) و (4592) و (4757) و (4921) و (5127) و (5296) و (5417) و (5432) و (5448) و (5480) و (5603) و (5609) و (5688) و (5739) و (5758) و (5807) و (5978) و (6056) و (6090) و (6260) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1869) (94) ، وابن أبي داود في "المصاحف " ص 182، والبيهقي في "السنن" 9/108 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (9410) ، وعبد بن حميد (766) ، ومسلم (1869) (94) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1906) و (1909) من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه الطيالسي (1855) ، وسعيد بن منصور (2467) ، وعبدُ بنُ حميد في "المنتخب " (768) ، ومسلم (1869) (93) و (94) ، وابن ماجه (2880) ، وابنُ أبي داود في "المصاحف" 180، و181، و182، و183، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1904) و (1905) و (1907) و (1908) و (1910) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2152، والإسماعيلي في "معجمه" 2/691-692، وأبو نعيم في "الحلية" 8/322، والخطيب في "تاريخه" 13/33-34، والبغوي في "شرح السنة" (1233) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه ابنُ أبي داود في "المصاحف " ص 180 من طريق عمران بن عيينة، عن= الحديث: 4507 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 99 4508 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (1) " مَثَلُكُمْ، وَمَثَلُ الْيَهُودِ، وَالنَّصَارَى كَرَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ (2) مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ أَلَا فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ قِيرَاطٍ؟ أَلَا فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ (3) ؟ أَلَا فَأَنْتُمُ الَّذِينَ عَمِلْتُمْ، فَغَضِبَ (4) الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى قَالُوا: نَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا، وَأَقَلَّ عَطَاءً قَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّمَا هُوَ فَضْلِي، أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ " (5)   ليث (وهو ابن أبي سُليم) ، عن سالم، عن ابن عمر، به. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 58: وليس بمحفوظ عن سالم. وسيأتي بالأرقام (4525) و (4576) و (5170) و (5293) و (5465) و (6124) . وفي الباب عن ابن عمر موقوفاً عند سعيد بن منصورفي "السنن" 2/176. قال السندي: قوله "لا تسافروا بالقرآن "، أي: إلى بلاد العدو. (1) في (س) و (ص) و (ظ 14) : عن ابن عمر، أن رسول الله ص قال. (2) في (ظ 14) : من يعمل لي. (3) في (ص) : على قيراطين. فقط. (4) في (ظ 14) و (ق) : فغضبت، وأشير إليها في بقية النسخ. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (20565) و (20911) عن معمر، والبخاري (2268) ،= الحديث: 4508 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 100 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   والبيهقي في "السنن" 6/118 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، به. وأخرجه الطيالسي (1820) ، وعبد بن حميد في "المنتخب " (773) ، والبخاري (3459) ، والطبري في "التفسير" 27/244، وأبو يعلى (5838) ، والرامهرمزي في "الأمثال " (25) ، والطبراني في "الآوسط " (1642) ، والبغوي في "شرح السنة" (4017) من طرق، عن نافع، به. وسقط من مطبوع الطيالسي اسم ابن عمر. وأخرجه الطبري في "تاريخه " 1/11 مختصراً من طريق محمد بن إسحاق، عن نافع، به. وأخرجه مختصراً الطبراني في "الصغير" (53) ، وفي "الكبير" (13285) من طريق وهب بن كيسان، عن ابن عمر، به، بلفظ: "إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس ". وسيأتي بالأرقام (5902) و (5903) و (5904) و (5911) و (5966) و (6029) و (6066) و (6133) . وانظر (6173) . وفي الباب عن أبي موسى عند البخاري (558) و (2271) ، وابن حبان (7218) علي سياق آخر، ولفظه: "مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملاً إلى الليل، فعملوا إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلي أجرك، فاستأجر آخرين، فقال: أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر، قالوا: لك ما عملنا. فاستأجر قوماً، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجر الفريقين ". قال الحافظ في "الفتح " 2/40: وأما ما وقع من المخالفة بين سياق حديث ابن عمر وحددث أبي موسى، فظاهرهما أنهما قضيتان، وقد حاول بعضُهم الجمع بينهما فتعسف. وقال في "الفتح" 4/449: تضمن الحديث أن أجر النصارى كان أكثر من أجر اليهود، لأن اليهود عملوا نصف النهار بقيراط، والنصارى نحو ربع النهار= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 101 4509 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَقَامَ، فَحَكَّهَا - أَوْ قَالَ: فَحَتَّهَا بِيَدِهِ - ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قِبَلَ وَجْهِ أَحَدِكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي صَلَاتِهِ " (2)   =بقيراط، ولعل ذلك باعتبار ما حصل لمن آمن من النصارى بموسى وعيسى، فحصل لهم تضعيف الأجر مرتين، بخلاف اليهود، فإنهم لما بُعث عيسى، كفروا به، وفي الحديث تفضيل هذه الأمة، وتوفير أجرها مع قلة عملها، وفيه جواز استدامة صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس، وفي قوله: "فإنما بقي من النهار شيء يسير" إشارة إلى قصر مدة المسلمين بالنسبة إلى مدة غيرهم، وفيه إشارة إلى أن العمل من الطوائف كان مساوياً في المقدار. (1) في (ظ 14) : حدثنا أيوب. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (547) (51) ، وابنُ أبي شيبة 2/365، وابنُ خزيمة (923) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1213) ، وأبو داود (479) ، والدارمي 1/324، والبيهقي في "السنن" 2/293 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وأخرجه البخاري (6111) ، ومسلم (547) (51) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه مختصراً دون قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابن خزيمة (1295) من طريق معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر. وزاد: ثم لطخها بالزعفران. وسيأتي بالأرقام (4684) و (4841) و (4877) و (4908) و (5152) و (5335) و (5408) و (5745) و (6265) و (6306) .= الحديث: 4509 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 102 4510 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، - قَالَ: أَيُّوبُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ، فَاسْتَثْنَى، فَهُوَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ أَنْ يَمْضِيَ عَلَى يَمِينِهِ مَضَى، (1) وَإِنْ شَاءَ أَنْ يَرْجِعَ غَيْرَ حِنْثٍ " أَوْ قَالَ: " غَيْرَ حَرَجٍ " (2)   =وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (408) و (409) ، ومسلم (505) سيرد 2/266. وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (409) ، ومسلم (548) ، وسيرد 3/58. وعن أنس عند البخاري (417) ، ومسلم (551) سيرد 3/109. وعن جابر سيرد 3/324. وعن طارق بن عبد الله المحاربي سيرد 6/396. وعن عائشة عند البخاري (407) ، ومسلم (549) . وعن عبد الله بن الشخير عند مسلم (554) . وعن السائب بن خلاد عند أبي داود (481) . قال السندي: فتغيظ، أي: أظهر الغيظ. قبل وجه أحدكم، أي: هيئةُ إقبالكُم عليه تعالى في الصلاة تُشبهُ هيئة الإقبال على من كان قبل وجهكُم، فلا يُناسب هذه الهيئة إلقاءُ النُخامة في جهة القبلهّ. (1) كلمة "مضى" لم ترد في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد تابع أيوب - وهو ابن أبي تميمة السختياني- على رفعه كثير بن فرقد، وأيوب بن موسى، وعبيد الله بن عمر كما سيأتي. وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/46 من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد.= الحديث: 4510 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 103 4511 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ،   =وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/79، والخطيب في "تاريخه " 5/88 من طريق عمرو بن هاشم البيروتي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: "من حلف على يمين فاستثنى، ثم أتى ما حلف، فلا كفارة عليه ". قال أبو نعيم: غريب من حديث الأوزاعي وحسان، تفرد به برفعه عمرو بن هاشم البيروتي. وأخرجه الشائي في "المجتبى" 7/25، والحاكم 4/303 من طريق كثير بن فرقد، وابن حبان (4340) من طريق أيوب بن موسى، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 2/140 من طريق عبيد الله بن عمر، ثلاثتهم عن نافع، عن ابن عمر مرفوعأ، ولفظه عند أبي نعيم: "من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث "، قال الحكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/47 من طريق الأوزاعي، عن داود بن عطاء - رجل من أهل المدينة -، قال: حدثني موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً بنحوه. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (16113) و (16115) من طريق معمر والثوري، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً بلفظ: من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (16111) ، والبيهقي في "السنن" 10/46 عن عبد الله بن عمر، والبيهقي في "السنن" 10/46، 47 من طريق مالك بن أنس، وأسامة بن زيد، وموسى بن عقبة، أربعتهم عن نافع، عن ابن عمر، موقوفاً بلفظ: من حلف فقال: والله إن شاء الله، فليس عليه كفارة.= الحديث: 4511 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 104 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا "، قَالَ: أَحْسَبُهُ ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   =وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/47من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن سالم، عن ابن عمر موقوفاً بلفظ: كلٌّ استثناء موصول، فلا حنث على صاحبه، وإن كان غير موصول، فهو حانث. قلنا: سيأتي من طرق عن أيوب مرفوعاً دون شك منه، بالأرقام: (4581) و (5093) و (5094) و (5362) و (5363) و (6087) و (6103) و (6104) و (6414) . وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً عند عبد الرزاق (16117) والترمذي (1532) ، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (4341) ، وسيرد 2/309. وعن ابن مسعود موقوفاً عند عبد الرزاق (16115) . وعن ابن عباس موقوفاً عند عبد الرزاق (16116) (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والشك في رفعه إن كان من إسماعيل ابن عليًة، فقد تابعه وهيب بن خالد عند البخاري، وعبد الوهاب الثقفي عند مسلم، ولم يشكا في رفعه، وإن كان من أيوب فقد تابعه غير واحد - كما سيرد - دون شك في رفعه كذلك. وأخرجه البخاري (1187) من طريق وهيب بن خالد، ومسلم (777) (209) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، كلاهما عن أيوب، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/197 من طريق الوليد بن هشام، عن نافع، به. وسيأتي برقم (4653) و (6045) . وني الباب عن أبي هريرة عند مسلم (780) ، سيرد 2/284 و337. وعن زيد بن خالد الجهني عند ابن أبي شيبة 2/255، سيرد 4/114. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/15 و59.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 105 4512 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ، وَبَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ: أَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَقَدْ أَحْرَمْتُ بِالْحَجِّ؟ قَالَ: وَمَا بَأْسُ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ نَهَى عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: قَدْ (1) رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْرَمَ بِالْحَجِّ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " (2) 4513 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، (3) عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ،   =وعن جابر عند مسلم (778) ، سيرد 3/316. وعن زيد بن ثابت عند مسلم (781) ، سيرد 5/182 و187. وعن عائشة سيرد 6/65. قال السندي: قوله: قبوراً، أي: خالية عن الذكر، أو: لا تكونوا فيها كالأموات الذين لا يذكرون الله، فتصير البيوت لكم كالقبور التي هي محال الأموات. (1) لفظ: "قد" لم يرد في (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بيان: هو ابن بشر الأحمسي، ووبرة: هو ابن عبد الرحمن المُسلي. وأخرجه مسلم (1233) (188) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي في "المجتبى" 5/224 من طريق زهيربن معاوية، كلاهما عن بيان، بهذا الإسناد. وسيأتي بالأرقام (4595) و (4596) و (5194) و (5939) . (3) في (ظ 14) : قال: حدثنا الشيباني. الحديث: 4512 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 106 عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْإِقْرَانِ إِلَّا أَنْ تَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَكَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الشيباني: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/308، وأبو داود (3834) ، وأبو يعلى (5736) ، من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الخطيب في "تاريخه " 7/180 من طريق رحمة بن مصعب، عن الشيباني، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/233 من طريق مسعر بن كدام، وابنُ حبان (5232) من طريق زيد بن أبي أنيسة، كلاهما عن جبلة، به. وقال أبو نعيم: مشهور صحيح من حديث جبلة، رواه عنه شعبة وغيره، وروايةُ مسعر عنه عزيزة. وأخرجه موقوفاً النسائي في "الكبرى" (6730) من طريق مخلد، عن مسعر - وهو أبن كدام - عن جبلة، عن ابن عمر أنه سُئل عن قران التمر، فقال: لا يقرن إلا أن يستأذن أصحابه. وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (1271) من طريق سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً، وقال: لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا سعيد. وسيأتي بالأرقام (5037) و (5063) و (5246) و (5435) و (5533) و (5802) و (6149) . وفي الباب عن سعد مولى أبي بكر سلف برقم (1716) . وعن أبي هريرة بإسناد ضعيف عند ابن حبان (5233) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 107 4514 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا (1) حُصَيْنٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ: كَانَ يَلْعَقُ أَصَابِعَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ لَا تَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِكَ تَكُونُ الْبَرَكَةُ " (2)   (1) في (ظ 14) : قال: حدثنا حصين. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، ومجاهد: هو ابن جبر. وأخرجه البزار (2885) (زوائد) من طريق محمد بن فضيل، به. وقال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أسند حُصين عن مجاهد، عن ابن عمر إلا هذا، وروي عن غير ابن عمر. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/27، وقال: رواه أحمد والبزار ... ورجالهما رجال الصحيح. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (5456) ، ومسلم (2531) ، سلف برقم (1924) . وعن كعب بن مالك عند مسلم (2032) ، سيرد 6/386. وعن جابر عند مسلم (2033) ، سيرد 1/303 و393، وسلف ضمن مسند ابن عباس 1/293. وعن أنس عند مسلم (2534) ، سيرد 3/177 و290. وعن أبي هريرة عند مسلم (2035) ، سيرد 2/341 و415. وعن زيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري، وكعب بن عجرة عند الطبراني فيما ذكر الهيثمي في "المجمع" 5/28، وفي أسانيد أحاديثهم مجاهيل. قال النووي: والمراد بالبركة ما تحصل به التغذية، وتسلم عاقبته من الأذى، وُيقوي على الطاعة. والعلم عند الله. وانظر "الفتح" 9/579588. قال السندي: قوله: "في أي طعامك "، أي: في أي جزء منه، أفي الذي= الحديث: 4514 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 108 4515 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، (1) عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ " (2) 4516 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   =على الأصابع أم في غيره، فلا ينبغي تضييع ما على الأصابع. (1) في (ظ 1) : قال: حدثنا معمر، قال: حدثنا الزهري. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، وسالم هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/231 من طريق الإمام أحمد، عر محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (19871) ومن طريقه أبو عوانة 5/335، والبغوي في "شرح السنة" (3064) عن معمر، به. وسيتكرر برقم (5028) سنداً ومتناً. وسيأتي برقم (4546) . وبأني بنحوه برقم (5396) و (5641) . وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند البخاري (6294) ، ومسلم (2016) . وعن جابر مطولاً عند البخاري (6295) ، ومسلم (2012) . وعن ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد" (1222) ، وأبي داود (5247) ، وصححه الحاكم 4/284-285، ووافقه الذهبي. وعن عائشة عند أبي عوانة 5/336. الحديث: 4515 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 109 عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَا يُوجَدُ فِيهَا رَاحِلَةٌ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد الأزدي. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/231 من طريق الإمام أحمد، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (186) ، والحميدي (663) ، وأبو يعلى (5436) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1469) و (1470) ، وأبو الشيخ في "الأمثال " (131) (132) ، من طرق، عن معمر، به. وأخرجه الترمذي (2873) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1467) و (1468) ، وابن حبان (5797) ، والطبراني في "الكبير" (13105) ، والبيهقي في "السنن" 9/19 من طرق، عن الزهري، به. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (13240) من طريق عبد الله بن صالح، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: "إنما الناس كإبل مئة تلتمس الرواحل في الناس، فلا يوجد إلا واحدة". وسيأتي مكرراً برقم (5029) سنداً ومتناً. وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام (5387) و (5619) و (5882) و (6030) و (6044) و (6049) و (6237) . وانظر (5882 م) . قال الحافظ في "الفتح" 11/335: المعنى: لا تجد في مئة إبل راحلة تصلح للركوب، لأن الذي يصلح للركوب ينبغي أن يكون وطيئاً، سهل الانقياد، وكذا لا تجد في مئة من الناس من يصلح للصحبة، بأن يعاون رفيقه، ويلين جانبه. والروايةُ بإثبات: "لا تكاد" أولى، لما فيها من زيادة المعنى ومطابقة الواقع، وإن كان معنى الأول يرجع إلى ذلك، ويحمل النفي المطلق على المبالغة، وعلى أن النادر لا حكم له ... وقال القرطبي: الذي يناسب التمثيل أن الرجل الجواد= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 110 4517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ،: " أَنَّهُمْ كَانُوا يُضْرَبُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا اشْتَرَوْا (1) طَعَامًا جُزَافًا أَنْ يَبِيعُوهُ (2) فِي مَكَانِهِ حَتَّى يُؤْوُوهُ إِلَى رِحَالِهِمْ " (3)   =الذي يحمل أثقال الناس والحمالات عنهم ويكشف كربهم عزيز الوجود، كالراحلة في الإبل الكثيرة، وقال ابنُ بطال: معنى الحديث أن الناس كثير، والمرضي منهم قليل، وإلى هذا المعنى أومأ البخاري بإدخاله في باب رفع الأمانة، لأن من كانت هذه صفته، فالاختيار عدم معاشرته. (1) في (ظ 14) : إذا اشترى، وهي نسخة على هامش (س) و (ص) . (2) في (ظ 14) : أن يبيعه، وهي نسخة على هامش (س) و (ص) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلي: هو ابن عبد الأعلى السامي البصري، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي. وأخرجه البخاري (6852) ، ومسلم (1527) (37) من طريق عبد الأعلي، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبي" 7/287، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3149) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، به. وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته " (176) ، والبخاري (2131) (2137) ، ومسلم (1527) (238) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3150) و (3151) و (3152) و (3154) و (3155) و (3156) ، والبيهقي في "السنن" 5/314 من طرق، عن الزهري، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3153) ، وابن حبان (4987) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به.= الحديث: 4517 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 111 4518 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ   =وذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 8/184 أن طريق الزهري عن سالم هو الصحيح. وأخرجه ابن حبان (4979) من طريق عمرو بن دينار، قال: سمعت ابن عمر يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يقبضه ". تنبيه: سيأتي في "المسند" 5/191 من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني أبو الزناد، عن عبيد بن حنين، عن عبد الله بن عمر، قال: قدم رجل من أهل الشام بزيت، فساومته فيمن ساومه من التجار حتى ابتعتُهُ منه، حتى قال: فقام إلي رجل، فربحني فيه حتى أرضاني، قال: فأخذت بيده لأضرب عليها، فأخذ رجل بذراعي من خلفي، فالتفت إليه فإذا زيد بن ثابت، فال: لا تبعه حيث ابتعته حتى تحوزه إلى رحلك، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نهى عن ذلك. فأمسكت يدي. وقد سلف هذا الحديث في مسند عمر بن الخطاب برقم (395) ، وسيأتي برقم (4988) و (5148) و (6379) . وسلف بنحوه برقم (396) ، وسيأتي بالأرقام (4639) و (4716) و (4736) و (5064) و (5235) و (5309) و (5426) و (5500) و (5861) و (5900) و (5924) و (6191) و (6275) و (6472) . وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (1847) . وعن أبي هريرة عند مسلم (1528) ، سيرد 2/337. وعن جابر عند مسلم (1529) ، سيرد 3/392. وعن زيد بن ثابت عند أبي داود (3499) . وعن حكيم بن حزام عند النسائي في "المجتبى" 7/286. قال السندي: جُزافاً، مثلث الجيم، والكسر أفصح: هو المجهول القدر مكيلاً= الحديث: 4518 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 112 تَوَجَّهَتْ بِهِ " (1) 4519 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ،   =كان أو موزوناً. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلي: هو ابن عبد الأعلي السامي البصري، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي. وأخرجه أبو يعلى (5569) ، والطبراني في "الكبير" (13129) من طريقين، عن الزهري، به. وأخرجه البخاري (1098) ، ومسلم (700) (39) ، وأبو داود (1224) ، والنسائي في "المجتبى" 1/243-244، وابن الجارود في "المنتقى" (270) ، وابن خزيمة (1090) ، وأبو عوانة 2/342، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/428، والبيهقي في "السنن" 2/6 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وفيه زيادة: وُيوتر عليها غير أنه لا يصلي المكتوبة. وأخرجه البخاري (1105) من طريق شعيب، وأبو عوانة 2/342 من طريق يونس بن يزيد، وابنُ حبان (2522) من طريق ابن نمر، ثلاثتهم عن الزهري، به. وفيه: يومىء برأسه. وسلف برقم (4470) وانظر ما بعده. قلنا: وهذه الرخصة رخصة عدم استقبال القبلة في الصلاة إنما هي لصلاة النافلة للمسافر، وأما في صلاة الفريضة، فلا بد من استقبال القبلة سواء أكان مسافراً أم مقيماً، وهو إجماع إلا أنه رخص في شدة الخوف، وقد صرح في الرواية السالفة برقم (4470) أن الرخصة كانت في صلاة التطوع، وروى البخاري (400) عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي على راحلته حيث توجهت، فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة. الحديث: 4519 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 113 عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَرَ عَلَى الْبَعِيرِ " (1) 4520 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مالك: هو ابن أنس، وأبو بكر بن عمر: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وأخرجه ابنُ ماجه (1200) مطولاً، وأبو يعلى (5667) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (78) ، والبخاري (999) ، ومسلم (700) (36) ، والترمذي (472) ، والنسائي في " المجتبي" 3/232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار 1/428-429، والبيهقي في "السنن" 2/5 من طرق، عن مالك، به. وأخرجه البخاري مطولاً (1000) ، والنسائي في "المجتبي" 3/232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/429، والبيهقي في "السنن" 2/6، والبغوي (1036) ، من طرق، عن نافع، به. قال الترمذي: حديثُ ابن عمر حديث حسن صحيح، وقد ذهب بعضُ أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرُهم إلى هذا، ورأوا أن يوتر الرجل على راحلته، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق. وقال بعض أهل العلم: لا يوتر الرجل على الراحلة، وإذا أراد أن يوتر، نزل، فأوتر على الأرض، وهو قولُ بعض أهل الكوفة. وذكر الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/431 إن صلاة الوتر على الراحلة قد نسخت. وسيأتي بالأرقام (4530) و (4620) و (5822) و (5936) و (6224) و (6449) . وانظر ما قبله (4518) . الحديث: 4520 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 114 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ، وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ (1) إِلَى خَيْبَرَ " (2) 4521 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَوَجَدَهَا تُبَاعُ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شِرَائِهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ " (3)   (1) في (س) : مُوجِّه، وفي حاشيتها: متوجه: نسخة. وهما بمعنى، يقال: وجه إلى كذا، أي: توجه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابنُ مهدي، ومالك: هو ابن أنس، وعمرو بن يحيي: هو ابن عمارة المازني. وأخرجه أبو يعلى (5666) من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/150، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (79) ، ومسلم (700) (35) ، وأبو داود (1226) ، والبيهقي في "السنن" 2/4، وفي "المعرفة والآثار" (2890) ، والبغوي في "شرح السنة" (1037) ، به. وأخرجه الطيالسي (1873) ، وأبو يعلى (5664) من طريق وهيب بن خالد، وابنُ خزيمة (1268) من طريق محمد بن دينار، كلاهما عن عمرو بن يحيي، به. وأخرجه أبو يعلى (5665) من طريق حجاج - وهو ابن محمد المصيصي - قال: قال ابنُ جُريح: أخبرني عمرو بن يحيي، به. وفيه: وهو متوجه إلى تبوك. وسيأتي بالأرقام (5099) و (5206) و (5207) و (5451) و (5557) و (6120) . وبهذا اللفظ له شاهد من حديث جابر عند ابن خزيمة (1266) . وانظر (4470) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلي: هو ابن عبد الأعلي= الحديث: 4521 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 115 4522 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ أَنْ تَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَا يَمْنَعْهَا " قَالَ: وَكَانَتِ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّكِ لَتَعْلَمِينَ مَا أُحِبُّ فَقَالَتْ: وَاللهِ لَا أَنْتَهِي حَتَّى تَنْهَانِي قَالَ: فَطُعِنَ عُمَرُ وَإِنَّهَا لَفِي الْمَسْجِدِ (1)   =السامي، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي. وأخرجه البخاري (1489) ، والنسائي في "المجتبي" 5/109، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/78-79، والبيهقي في "السنن" 1/154، من طريق عقيل بن خالد الأيلي، عن الزهري، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13245) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به. وسيأتي بالأرقام (4903) و (5177) و (5796) . وقد سلف في مسند عمر (166) . قال الحافظ في "الفتح" 3/353: حيث جاء من طريق سالم وغيره من الرواة عن ابن عمر، فهو من مسنده، وأما رواية أسلم مولى عمر، فهي عن عمر نفسه. وانظر حديث عبد الله بن عمرو الآتي برقم (6616) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (873) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإسناد، دون قصة امرأة عمر. وأخرجه بنحوه مسلم (442) (135) من طريق يونس بن يزيد، والدارمي 1/293، وأبو يعلى (5559) من طريق الأوزاعي، كلاهما عن الزهري، به، دون = الحديث: 4522 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 116 4523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،   =قصة امرأة عمر. وبنحوه أخرجه أبو حنيفة في "مسنده " (134) من طريق الشعبي، والطبراني في "الكبير" (13255) من طريق محمد بن علي بن الحسين بن علي، كلاهما عن ابن عمر، مرفوعاً، دون ذكر قصة امرأة عمر. وشهود امرأة عمر صلاة الصبح والعشاء في جماعة أورده البخاري برقم (900) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. وهذه الزيادة أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه " (5111) عن معمر، عن الزهري، مرسلاً، وسماها عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيل. وورد عند أحمد في مسند عمر برقم (283) وفيه انقطاع. وسيأتي بالأرقام (4556) و (4655) و (4932) و (4933) و (5021) و (5045) و (5101) و (5211) و (5468) و (5471) و (5640) و (5725) و (6101) و (6252) و (6296) و (6303) و (6304) و (6444) و (6318) و (6387) . وسلفت أحاديث الباب في مسند عمر عند الحديث رقم (283) . قال السندي: فلا يمنعها: الحديثُ مُقيد بما عُلم من الأحاديث الأخر من عدم استعمال طيب وزينة، فينبغي أن لا يأذن لها إلا إذا خرجت على الوجه الجائز، وينبغي للمرأة أن لا تخرج بذلك الوجه للصلاة في المسجد إلا على قلة، لما عُلم أن صلاتها في البيت أفضل نعم إذا أرادت الخروج بذلك الوجه، فينبغي أن لا يمنعها الزوج. هذا لغير صلاة العيد، وأما صلاةُ العيد، فينبغي لها الخروج لذلك على الوجه الجائز، وللزوج الحث على ذلك، فقد جاء في الأحاديث ما يدل على ذلك. وقولُ بعض الفقهاء بالمنع مبني على النظر في حال الزمان، لكن المقصود يحصل بما ذكرنا من التقييد المعلوم من الأحاديث، فلا حاجة إلى القول بالمنع، والله تعالى أعلم.= الحديث: 4523 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 117 عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: وَأَبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَإِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ، أَوْ لِيَصْمُتْ " قَالَ عُمَرُ: " فَمَا حَلَفْتُ بِهَا بَعْدُ ذَاكِرًا، وَلَا آثِرًا " (2)   =لتعلمين ما أحب: "ما" يحتمل أنها نافية. [أي:] إنك لتعلمين أني ما أحب خروجك إلى المسجد، أو موصولة، أي: تعلمين الذي أحب من عدم خروجك إلى المسجد. حتى تنهاني، أي: عن الخروج إلى المسجد صريحاً، أي: فما نهاها حتى مات، لما في الحديث من النهي عن المنع، والله تعالى أعلم. (1) في هامش (س) و (ص) : عن النبي. نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (1814) من طريق زمعة، عن الزهري، به. وسيأتي بالأرقام (4548) و (4593) و (4667) و (4703) و (5089) و (5462) و (6288) . وسلف من حديث عمر بالأرقام (112) و (214) و (216) و (240) و (291) و (329) . قوله: فما حلفتُ بها ذاكراً، أي: عن نفسي. ولا آثراً، أي: راوياً عن غيري، بأن أقول: قال فلان: وأبي، ومعنى ما حلفتُ بها: ما أجريتُ على لساني الحلف بها، فيصح التقسيم إلى القسمين، وإلا فالراوي عن الغير لا يُسمى حالفاً. قاله السندي. وفي الباب عن سهل بن حنيف، سيرد 3/487.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 118 4524 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانَ أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا أَتَى الرَّجُلَ وَهُوَ يُرِيدُ السَّفَرَ، قَالَ لَهُ: ادْنُ حَتَّى أُوَدِّعَكَ (1) كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَدِّعُنَا، فَيَقُولُ: " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " (2)   =وعن ثابت بن الضحاك عند البخار (6652) ، ومسلم (110) ، سيرد 4/33. وعن عبد الرحمن بن سمرة عند مسلم (1648) ، سيرد 5/62. وعن قتيلة بنت صيفي عند النسائي في "المجتبي" 5/6، سيرد 6/372. وعن أبي هريرة عند النسائي في "المجتبي" 5/7 (1) في (م) : أودعك الله. (2) صحيح، وهذا إسناد فيه وهم، فقد ذكر أبو حاتم وأبو زرعة كما في "العلل" 1/269 أن سعيداً وهم في هذا الحديث، فقال: عن حنظلة، عن سالم، عن ابن عمر، ثم قالا: والصحيح عندنا - والله أعلم - عن عبد العزيز بن عمر، عن يحيى بن إسماعيل بن جرير، عن قزعة، عن ابن عمر، قلنا: سيرد هذا الإسناد في الرواية (6199) ، وسيرد بإسناد صحيح برقم (5605) و (5606) . حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي. وأخرجه الترمذي (3443) ، والنسائي في "الكبرى" (8806) (10357) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (523) -، والطبراني في "الدعاء" (821) من طريق أبي معمر سعيد بن خُثيم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث= الحديث: 4524 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 119 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =سالم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8805) (10356) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (522) -، وابن خزيمة (2531) ، والحاكم 2/97 من طريق الوليد بن مسلم، والحاكم 1/442، والبيهقي في "السنن" 5/251 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، كلاهما عن حنظلة بن أبي سفيان، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمر، وهذا إسناد وهم فيه الوليد بن مسلم أيضاً، فقال: عن حنظلة، عن القاسم، عن ابن عمر، فيما ذكر أبو حاتم وأبو زرعه كما في "علل " ابن أبي حاتم 1/268-269. قال الحاكم: وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وأخرجه الترمذي (3442) من طريق إبراهيم بن عبد الرحمن بن يزيد، وابنُ ماجه (2826) من طريق ابن أبي ليلى، والطبراني في "الكبير" (13384) من طريق عبيد الله وعبد الله ابني عمر، أربعتُهم، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، نحوه. قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. قلنا: إبراهيم بن عبد الرحمن مجهول. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10343) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (509) -، والطبراني في "الكبير" (13571) عن أحمد بن إبراهيم بن محمد، وابنُ حبان (2693) من طريق أبي زرعة الرازي، كلاهما عن محمد بن عائذ، عن الهيثم بن حميد، عن المطعم بن المقدام، عن مجاهد، عن ابن عمر، به، وهذا إسناد قوي. وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/173 من طريق أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، عن محمد بن عثمان التنوخي، عن الهيثم بن حميد، بالإسناد= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 120 4525 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، (1) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، نَهَى الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ، وَنَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " (2)   =السابق. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10344) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (510) - من طريق عبد الله بن عمر، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن مجاهد، عن ابن عمر، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري. وسيأتي بالأرقام (4781) و (4957) و (5605) و (5606) و (6199) . وله شاهد من حديث عبد الله بن يزيد الخطمي، أخرجه أبو داود (2601) عن الحسن بن علي أبي علي الخلال، عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي، عنه، وهذا إسناد صحيح. وآخر بنحوه من حديث أبي هريرة عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (508) بلفظ: "أستودعك الله الذي لا تضيع أمانته "، سيرد 2/358 و403. قال السندي: "وأمانتك "، أي: ما وضع عندك من الأمانات من الخالق تعالى، أو من الخلق، أو ما وضعت أنت من الأمانات عند أحد، أو ما يتعلق بك من الأمانات، فيشمل القسمين، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ 14) : قال: حدثنا مالك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مالك: هو ابن أنس الأصبحي،= الحديث: 4525 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 121 4526 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ " (1)   =ونافع: هو مولى ابن عمر. وقوله: نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها: هو في "الموطأ" 2/618) 2498) (رواية الزهري) ، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (14315) ، والشافعي في "مسنده " 2/148) بترتيب السندي) ، والبخاري (2194) ، ومسلم (1534) (49) ، وأبو داود (3367) ، والدارمي 2/251-252 ، وأبو يعلى (5798) ، وابن حبان (4991) ، والبيهقي في "السنن" 5/299، والبغوي في "شرح السنة" (2077) . وقد سلف بنحوه برقم (4493) . وقوله: نهى أن يُسافر بالقرآن إلى أرض العدو ... أخرجه ابن ماجه (2879) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الاسناد. وهو عند مالك في "الموطأ" 2/446، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (668) ، والبخاري (2990) ، ومسلم (1869) (92) ، وأبو داود (2610) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (1064) ، وابنُ أبي داود في "المصاحف " ص 181، وابنُ حبان (4715) ، والبيهقي في "السنن" 9/108، والبغوي في "شرح السنة" (1234) . وقد سلف برقم (4507) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس الأصبحي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو عند مالك في "الموطأ" 2/535، ومن طريقه أخرجه الشافعي في " المسند" 2/8 (بترتيب السندي) ، والبخاري (5112) ، ومسلم (1415) (57) ، وأبو داود (2074) ، والترمذي (1124) ، والنسائي في "المجتبي" 6/112، وفي= الحديث: 4526 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 122 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   ="الكبرى" (5497) ، وابنُ ماجه (1883) ، والدارمي 2/136، وابن الجارود في "المنتقى" (719) (720) ، وأبو يعلى (5795) (5819) ، وابن حبان (4152) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/351 والبيهقي في "السنن" 7/199، وفي "المعرفة" (14072) ، والبغوي في "شرح السنة" (2291) . وفي "الموطأ" زيادة: والشغار أن يُزوج الرجلُ ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته، ليس بينهما صداق. قال الحافظ في "الفتح" 9/162: ذكر تفسير الشغار جميعُ رواة مالك عنه.. . نعم اختلف الرواة عن مالك فيمن يُنسب إليه تفسير الشغار، فالأكثر لم ينسبوه لأحد، ولهذا قال الشافعي فيما حكاه البيهقي في "المعرفة" (14074) : لا أدري التفسير عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو عن ابن عمر، أو نافع، أو عن مالك؟ ونسبه مُحرزُ بنُ عون وغيره لمالك. قال الخطيب: تفسيرُ الشِّغار ليس من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هو قولُ مالك وُصل بالمتن المرفوع، وقد بين ذلك ابنُ مهدي والقعنبي ومُحرز بن عون، ثم ساقه كذلك عنهم، وروايةُ محرز بن عون عند الإسماعيلي والدارقطني في الموطآت. وأخرجه الدارقطني أيضاً من طريق خالد بن مخلد عن مالك، قال: سمعتُ أن الشغار أن يزوج الرجل ... الخ. وهذا دالًّ على أن التفسير من منقول مالك، لا من مقوله. ووقع عند المصنف من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع في هذا الحديث تفسير الشغار من قول نافع، ولفظه: "قال عبيد الله بن عمر: قلت لنافع: ما الشغار؟ فذكره " فلعل مالكاً أيضاً نقله عن نافع. قلنا: سيرد من طريق عبيد الله، عن نافع (4692) أنه من كلام نافع. وسيأتي بالأرقام (4692) و (4918) و (5289) و (5654) .= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 123 4527 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَجُلًا لَاعَنَ امْرَأَتَهُ، وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا فَفَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَهُمَا فَأَلْحَقَ (1) الْوَلَدَ بِالْمَرْأَةِ " (2)   =وسيأتي ذكر شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الآتي برقم (7032) . (1) في (ظ 14) : وألحق. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس الأصبحي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن ماجه (2069) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (754) ، والبيهقي في "السنن" 7/402، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو عند مالك في "الموطأ" 2/567، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/47 (بترتيب السندي) ، وسعيد بن منصور (1554) ، والبخاري (5315) ، ومسلم (1494) (8) ، وأبو داود (2259) ، والترمذي (1203) ، والنسائي في "المجتبى" 6/178، والدارمي 2/151، وابن حبان (4288) ، والبيهقي في "السنن" 7/409، والبغوي في "شرح السنة" (2368) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم. وسلف بنحوه برقم (4477) . وفي مطبوع "الموطأ": وانتقل بدل وانتفى، قال الحافظ في "الفتح" 9/460: ذكر ابن عبد البر أن بعض الرواة عن مالك ذكره بلفظ: وانتقل، يعني بقاف بدل الفاء، ولام آخره، وكأنه تصحيف، وإن كان محفوظاً، فمعناه قريب من الأول. قال السندي: قوله: وانتفى من ولدها، أي: تبرأ منه. الحديث: 4527 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 124 4528 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ، وَالْمُزَابَنَةُ اشْتِرَاءُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَالْكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا " (1) 4529 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا، وَيَهُودِيَّةً " (2) 4530 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/624، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (14489) ، والبخاري (2171) ، ومسلم (1542) (72) ، والنسائي في "المجتبى" 7/266، وابنُ حبان (4998) ، والبيهقي في "السنن" 5/307، والبغوي في "شرح السنة" (2069) ، عن نافع، به. وقد سلف برقم (4490) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/819 مطولاً، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن" (554) ، والبخاري (3635) و (6841) ، ومسلم (1699) (27) ، وأبو داود (4446) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4042) وابن حبان (4434) ، والبيهقي في "السنن" 8/214، والبغوي في "شرح السنة" (25831) . وأخرجه مختصراً من طريق مالك: الشافعى في "الرسالة" (692) ، وفي "مسنده " 2/81 (بترتيب السندي) ، والترمذي (1436) ، عن نافع، به. وقد سلف مطولاً برقم (4498) . الحديث: 4528 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 125 عَنْ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَرَ عَلَى الْبَعِيرِ " (1) 4531 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، (2) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ تَلَقِّي السِّلَعِ (3) حَتَّى يُهْبَطَ بِهَا الْأَسْوَاقُ " وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ، وَقَالَ: " لَا يَبِعْ (4) بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ " " وَكَانَ إِذَا عَجَّلَ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ، وَالْعِشَاءِ " (5)   (1) هو مكرر (4519) سنداً ومتناً. (2) في (ظ 14) و (ق) : قال: حدثنا مالك، وفي (ظ 1) : عن مالك. (3) في هامش (س) و (ص) : الركبان والسلع. (4) في (ظ 14) : لا يبيع. وأشار إليها السندي. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: نهى عن تلقي السلع حتى يُهبط بها الأسواق: أخرجه مسلم (1517) (14) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2165) ، وأبو داود (3436) ، والدارمي 2/255، وابن حبان (4959) ، والبيهقي 5/347 من طرق، عن مالك، به. وبنحوه أخرجه ابنُ ماجه (2179) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/7، 8، وابن حبان (4962) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه الطيالسي (1930) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/8 من طريق مسلم الخياط، وابنُ أبي شيبة 6/398، والطبراني في "الكبير" (13546) من طريق مجاهد، كلاهما عن ابن عمر، به. وسيرد (4708) (4738) (5010) (5652) (6282) (6417) (6451) . وذكرنا شواهده عند حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (4096) .= الحديث: 4531 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 126 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وقوله: نهى عن النجش: هو في "الموطأ" 2/684، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده " 2/145 (بترتيب السندي) ، والبخاري (2142) و (6963) ، ومسلم (1516) (13) ، وابن ماجه (2173) ، والنسائي في "المجتبى" 7/258، والدارمي 2/255، وأبو يعلى (5796) ، وابن حبان (4968) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/158، والبيهقي في "السنن" 5/343، والبغوي (2097) . وسيرد بالأرقام (5863) و (5870) و (6451) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2140) ، ومسلم (1413) ، سيرد 2/238. وعن أبي سعيد الخدري عند ابن حبان (4967) ، سيرد 3/59 و68. وعن أبي سلمة عند ابن أبي شيبة 6/471. وعن عمران بن حصين عند الطبراني في "الكبير" 18/ (606) . وعن زامل بن عمرو، عن أبيه، عن جده، عند الطبراني في "الكبير" 22/952 وعن أنس عند ابن عدي في "الكامل " 7/2609. وقوله: لا يبع بعضكم على بيع بعض: هو في "الموطأ" 2/683، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده " 2/146 (بترتيب السندي) ، والبخاري (2139) و (2165) ، ومسلم (1412) (7) ، وأبو داود (3436) ، والنسائي في "المجتبي" 7/258، وابن ماجه (2171) ، والدارمي 2/255، وابن حبان (4965) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/158، والبيهقي في "السنن" 5/43 و7/179-180، والبغوي (2093) . وأخرجه عبد الرزاق (14868) ، والبخاري (5142) ، ومسلم (1412) (8) ، والبيهقي في "السنن" 7/180، والبغوي في "شرح السنة" (2096) من طرق،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 127 4532 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، (1) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ،   =عن نافع، به. وسيأتي بالأرقام (4722) و (5398) و (6034) و (6060) و (6088) و (6135) و (6276) و (6411) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2140) ، ومسلم (1413) ، سيرد 2/71 و153. وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/147. وعن سمرة، سيرد 5/11. وعن عمران بن حصين عند الطبراني في "الكبير" 18/ (606) . وستكرر هذه الأقسام الثلاثة برقم (5304) . وقوله: وكان إذا عجل به السير جمع بين المغرب والعشاء: هو في "الموطا" 1/144، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده " 1/187 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (4394) ، ومسلم (703) ، والنسائي في "المجتبى" 1/289، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/161، وأبو نعيم في "الحلية" 9/161، والبيهقي في "السنن" 3/159، والبغوي في "شرح السنة" (1039) . وسلف برقم (4472) ، وسيأتي برقم (5305) . والنَّجش، بفتح فسكون: هو أن يمدح السلعة ليروِّجها أو يزيد في الثمن، ولا يريد شراءها، ليغترَّ بذلك غيره. قاله السندي. (1) لفظ: "حدثنا عبد الرحمن " ساقط من (ق) . الحديث: 4532 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 128 عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَحَرَّقَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه الحميدي (685) ، والبخاري (3021) ، والبيهقي في "السنن" 9/83 من طريقين، عن سفيان، به. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 2/119 (بترتيب السندي) ، وسعيد بن منصور (2642) ، ومسلم (1746) (30) ، والنسائي في "الكبرى" (8609) ، وأبو عوانة 4/97-98والبيهقي في "السنن" 9/83، وفي "المعرفة" (18028) ، وفي "الدلائل " 3/184 من طرق، عن موسى بن عقبة، به. وأخرجه البخاري (4032) ، ومسلم (1749) (31) ، والترمذي (1552) ، وابنُ ماجه (2845) ، والدارمي 2/222، وابنُ الجارود في "المنتقى" (1054) ، وأبو عوانة 4/97، 98، 99، والبيهقي في "السنن" 9/83، وفي "الدلائل " 3/356، 357، والبغوي في "شرح السنة" (3781) من طرق، عن نافع، به. وسيأتي بالأرقام (5520) و (5582) و (6054) و (6250) و (6367) ويكرر برقم (5136) . وفي الباب عن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى" (8610) . وعن سعد بن أبي وقاص عند الطبراني في "الأوسط " فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/329، وقال: وفيه محمد بن الحسن بن زبالة، وهو ضعيف. وعن جابر عند أبي يعلى (2189) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 7/122، وقال: رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف. قال الترمذي: وقد ذهب قوم من أهل العلم إلى هذا، ولم يروا بأساً بقطع= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 129 4533 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ " (1)   =الأشجار وتخريب الحصون، وكره بعضهم ذلك، وهو قول الأوزاعي. قال الأوزاعي: ونهى أبو بكر الصديق يزيد أن يقطع شجراً مثمراً أو يخريب عامراً، وعمل بذلك المسلمون. وقال الشافعي: لا بأس بالتحريق في أرض العدو، وقطع الأشجار والثمار، وقال أحمد: وقد تكون في مواضع لا يجدون منه بداً، فأما بالعبث، فلا تحرق. وقال إسحاق: التحريق سنة إذا كان أنكى فيهم. (1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين، والوليد بن مسلم قد صرح بالتحديث عند أبي يعلى وأبي عوانة، فانتفت شبهة تدليسه، وهو متابع. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو وسالم: هو ابن عبد اللة بن عمر. وأخرجه مسلم (94) (16) ، وأبو يعلى (854) ، وأبو عوانة 2/339 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي 1/354 و2/55-56، وأبو عوانة 2/339 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن الأوزاعي، به. وأخرجه الطيالسي (1815) ، ومسلم (694) (16) ، وأبو عوانة 2/339، وابن حبان (2758) من طرق، عن الزهري، به. وسياتي بالأرقام (4652) (4760) و (4858) و (5178) و (5214) و (5240) و (6255) و (6256) و (6352) . وقد سلف ذكر شواهده عند حديث عبد الله بن مسعود (3593) . الحديث: 4533 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 130 4534 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، (1) حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ (2) بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: كَانَ " يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)   (1) في (ظ 1) و (ظ 14) و (ق) : حدثني الأوزاعي، وهي نسخة على هامش (س) و (ص) . (2) في (ظ 14) : قال: حدثني المطلب. (3) إسناده ضعيف، وروي موقوفاً، وهو أصح، المطلب بن عبد الله بن حنطب: قال البخاري - فيما نقله العلائي في "جامع التحصيل " (774) -: لا أعرف للمطلب بن حنطب عن أحد من الصحابة سماعاً، وقال أبو حاتم: عامةُ أحاديثه مراسيل، لم يدرك أحداً من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا سهل بن سعد، وأنساً، وسلمة بن الأكوع، أو من كان قريباً منهم. وقال في "المراسيل " ص 164: لا ندري أنه سمع منهما (يعني ابن عمر وابن عباس) أم لا؟ وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. الوليد: هو ابن مسلم الدمشقي، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه ابن ماجه (414) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/62-63، وفي "الكبرى" (88) ، وابن حبان (1092) من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، به. وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 1/10، عن محمد بن فضيل، عن الحسن بن عبد الله، عن مسلم بن صبيح، قال: رأيتُ ابن عمر يتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، ثم مسح برأسه وأذنيه، وهذا إسناد صحيح. وسيأتي بالأرقام (4818) و (4966) و (6158) ، وبنحوه برقم (5735) .= الحديث: 4534 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 131 4535 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ: " سَمِعَ صَوْتَ، زَمَّارَةِ رَاعٍ (1) فَوَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ، وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنِ الطَّرِيقِ "، وَهُوَ يَقُولُ: يَا نَافِعُ أَتَسْمَعُ؟، فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَمْضِي حَتَّى، قُلْتُ: لَا فَوَضَعَ يَدَيْهِ، وَأَعَادَ رَاحِلَتَهُ إِلَى الطَّرِيقِ، وَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ (2) صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ (1) فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا " (3)   =والتثليث في الوضوء ثابت في السنة بأسانيد صحيحة عن عدد من الصحابة، فقد سلف من حديث علي برقم (928) . ومن حديث عثمان برقم (553) . وسيرد من حديث عبد الله بن عمرو برقم (6684) ، وأشرنا هناك إلى أحاديث الباب. (1) في (ظ 14) : راعي. (2) في (ظ 1) : وسمعت. (3) حديث، حسن. الوليد - وهو ابن مسلم، وإن كان يدلس تدليس التسوية، وهو شر أنواعه - تابعه مخلد بن يزيد في الرواية (4965) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير سليمان بن موسي، وهو الأشدق، فقد روي له أصحاب السنن، ومسلم فى المقدمة قال البخاري فى "التاريخ الكبير": عنده مناكير. وقال في "التاريخ الأوسط": عنده أحاديث عجائب وروي الترمذي في "العلل الكبير" عنه أنه قال: منكر الحديث، أنا لا أروي عنه شيئاً، روي أحاديث، عامتها مناكير. وقال النسائي: أحد الفقهاء، وليس بالقوي في الحديث، وقال في موضع آخر: في حديثه شيء.= الحديث: 4535 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 132 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وقال ابن عدي: روى أحاديث ينفرد بها يرويها، لا يرويها غيره، وهو عندي ثبت صدوق، وذكره أبو زرعة الرازي في كتاب "أسامي الضعفاء"، وكذلك العقيلي وابن الجارود، وقال الساجي: عنده مناكير، ووثقه ابن معين، وابن سعد، وأبو داود، وقال الحافظ في "التقريب ": صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخلط قبل موته بقليل. واخرجه أبو داود (4924) ، وابن حبان (693) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد، قال أبو داود هذا حديث منكر. قال في "عون المعبود" 4/434-435: هكذا قاله أبو داود، ولا يعلم وجه النكاره، فإن هذا الحديث رواته كلهم ثقات، وليس بمخالف لرواية أوثق الناس، وقد قال السيوطي: قال الحافظ شمس الدين بن عبد الهادي: هذا حديث ضعفه محمد بن طاهر، وتعلق على سليمان بن موسى، وقال: تفرد به، وليس كما قال، فسليمان حسن الحديث، وثَّقه غير واحد من الأئمة، وتابعه ميمون بن مهران، عن نافع، وروايته في "مسند أبي يعلى" ومطعم بن المقدام الصنعاني عن نافع، وروايته عند الطبراني، فهذان متابعان لسليمان بن موسى. واعترض ابن طاهر على الحديث بتقريره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الراعي، وبأن ابن عمر لم ينه نافعاً وهذا لا يدل على إباحة لأن المحظور هو قصد الاستماع، لا مجرد إدراك الصوت، لأنه لا يدخل تحت تكليف فهم كشم محرمٍ طيباً فإنما يحرم عليه قصده لا من جاءت به ريح لشمه وكنظر فجأة بخلاف تتابع نظرة فمحرَّم وتقرير الراعي لا يدل على إباحه لأنها قضية عين فلعله سمعه بلا رؤيته أو بعيدا منه على رأس جبل، أو مكان لا يمكن الوصول إليه، أو لعل الراعي لم يكن مكلفاً فلم يتعين الإنكار عليه. انتهى كالأم السيوطي من مرقاة الصعود. وأخرجه أبوداود (4929) عن محمود بن خالد عن أبيه خالد بن يزيد، عن مطعم بن المقدام، عن نافع قال: كنت ردف ابن عمر، إذ مر براع يزمر، فذكر= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 133 4536 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، (1) أَنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا قِلَابَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "   =نحوه. وهذا إسناد رجاله ثقات غير خالد والد محمود، فمختلف فيه، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان. قال أبو داود عقب الحديث: أدخل بين مطعم ونافع سليمان بن موسى. قلنا: يعني في غير الكتب الستة، فلم يذكر صاحب "تهذيب الكمال " رواية المطعم عن سليمان في الكتب الستة. وأخرجه أبو داود (4926) عن أحمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن جعفر الرقي، عن أبي المليح - وهو الحسن بن عمر أو عمرو الفزاري -، عن ميمون - وهو ابن مهران الجزري -، عن نافع، قال: كنا مع ابن عمر، فسمع صوت زامر، فذكر نحوه. قال أبو داود: وهذا أنكرها. قال صاحب "عون المعبود": لا يعلم وجه النكارة، بل إسناده قوي، وليس بمخالف لرواية الثقات، وقال: واستشكل إذن ابن عمر لنافع بالسماع، ويمكن أنه إذ ذاك لم يبلغ الحلم. قاله الشواني. قال الخطابي في "المعالم ": المزمار الذي سمعه ابن عمر هو صفارة الرعاء، وقد جاء ذلك مذكوراً في هذا الحديث من غير هذه الرواية، وهذا وإن كان مكروهاً، فقد دل هذا الصنع على أنه ليس في غلظ الحرمة كسائر الزمور والمزاهر والملاهي التي يستعملها أهل الخلاعة والمجون، ولو كان كذلك لأشبه أن لا يقتصر في ذلك على سد المسامع فقط دون أن يبلغ فيه من النكر مبلغ الردع والتنكيل. انتهى. (1) في (ظ 14) : قال: حدثنا الأوزاعي. الحديث: 4536 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 134 تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ بِحَضْرَمَوْتَ (1) فَتَسُوقُ النَّاسَ ". قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا تَأْمُرُنَا؟، قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (2) 4537 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ،   (1) في (ظ 14) : أو بحر حضرموت، وهي نسخة على هامش (ظ 1) و (ص) و (س) و (ق) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الوليد - وهو ابن مسلم الدمشقي -، ويحيى بن أبي كثير صرحا بالتحديث، فانتفت شبهةُ تدليسهما. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/303، وأبو يعلى (5551) ، وابن حبان (7305) من طريق الوليد بن مسلم، به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/302-303 من طريق يحيى بن حمزه، والبغوي في "شرح السنة" (4007) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما، عن الأوزاعي، به. وأخرجه ابن طهمان فى "مشيخته" (201) عن الحجاج بن الحجاج الباهلي عن يحيي بن أبي كثير به. وأورده الهيثمي فى "المجمع" 10/61 وقال: رواه أبو يعلي ورجاله رجال الصحيح. قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد وقد رواه الترمذي أيضا كما سنذكر فى تخريج الرواية (5376) ومن ثم فليس من شرطه. وسيأتي بالأرقام (5146) و (5376) و (5738) و (6002) . وفى الباب عن حذيفة ابن أسيد عند مسلم (2901) (40) ، سيرد 4/6، 7. الحديث: 4537 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 135 عَنْ جَدِّهِ، (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (2) 4538 - حَدَّثَنَا (3) سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،   (1) في (ظ14) : عن جده ابن عمر. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي بكر بن عبيد الله بن عمر، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه أبو داود (3776) من طريق الإمام أحمد، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (635) ، وابن أبي شيبة 8/291، ومسلم (2020) (105) ، والدارمي 2/97، وأبو عوانة 5/336-337، والبيهقي في "السنن" 7/277، وفي "الشعب" (5838) ، والبغوي في "شرح السنة" (3836) من طريق سفيان بن عيينة، به. وسيأتي بالأرقام (4886) و (5514) و (5847) و (6117) و (6184) و (6332) و (6333) و (6334) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/325. وعن جابر عند مسلم (2019) ، سيرد 3/334. وعن عبد الله بن أبي طلحة، سيرد 4/383 و5/311. وعن سلمة بن الأكوع عند مسلم (2021) ، سيرد 4/45، 46، 50. وعن عمر بن أبي سلمة عند مسلم (2022) ، سيرد 4/26. وعن أنس عند ابن أبي شيبة 8/292. وعن ابن عباس عند ابن أبي شيبة 8/292. (3) فى (ظ 14) : أخبرنا. الحديث: 4538 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 136 عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: (1) سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: مَا يَتْرُكُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فَقَالَ: " لَا يَلْبَسُ الْقَمِيصَ، (2) وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ، وَلَا الزَّعْفَرَانُ، وَلَا الْخُفَّيْنِ، إِلَّا لِمَنْ لَا يَجِدُ نَعْلَيْنِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ (3) فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (4) 4539 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ: " رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ (5) يَمْشُونَ أَمَامَ   (1) لفظ: "قال " ليس في (ظ 14) . (2) في (ق) : القمص. (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: النعلين. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه أبو داود (1823) عن الإمام أحمد، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في "مسنده " (1/301) بترتيب السندي، والحميدي (626) ، والبخاري (5806) ، ومسلم (1177) (2) ، والنسائي في "المجتبي" 5/129، وفي "الكبرى" (3647) ، وأبو يعلى (5425) و (5488) و (5533) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/135، والدارقطني في "السنن" 2/230، والبيهقي في "السنن" 5/49 من طرق، عن سفيان، به. وأخرجه البخاري (366) و (1842) من طريقين، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4482) ، وانظر (4454) . (5) لفظ: "وعمر" لم يرد في (ق) . الحديث: 4539 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 137 الْجِنَازَةِ " (1)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (1817) ، والحميدي (607) ، وابن أبي شيبة 3/277، وأبو داود (3179) ، والترمذي (1007) ، والنسائي في "المجتبى" 4/56، وفي "الكبرى" (2071) ، وابن ماجه (1482) ، وأبو يعلى (5421) و (5532) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/479، وابن حبان (3045) ، و (3046) و (3047) ، والدارقطني في "السنن" 2/70، والبيهقي في "السنن" 4/23، والبغوي في "شرح السنة" (1488) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه الترمذي (1008) ، والنسائي في "المجتبى" 4/56، وفي "الكبرى" (2072) ، والبيهقي في "السنن" 4/24، من طريق همام بن يحيى، عن منصور وبكر الكوفي، وزياد بن سعد وسفيان، عن الزهري، به، بلفظ: رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان يمشون بين يدي الجنازة. قال النسائي: بكر وحده لم يذكر عثمان. قلنا: كلهم لم يذكروا عثمان عند الترمذي. قال النسائي في "الكبرى": هذا الحديث خطأ، وهم فنه ابنُ عيينة، خالفه مالك، رواه عن الزهري، مرسلاً. وقال في "المجتبى": هذا خطأ، والصواب مرسل. وقال الترمذي: هكذا رواه ابن جريج وزياد بن سعد وغير واحد عن الزهري، عن سالم، عن أبيه نحو حديث ابن عيينة، وروى معمر ويونس بن يزيد ومالك وغير واحد من الحفاظ، عن الزهري، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يمشي أمام الجنازة، وأهل الحديث كلهم يرون أن الحديث المرسل في ذلك أصح. وذكر البيهقي في "السنن" 4/23-24 أن عليّاً المديني قال لسفيان: يا أبا محمد، إن معمراً وابن جُريج يُخالفانك في هذا - يعني أنهما يرسلان الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: أستيقن الزهري حدثنيه سمعتُه من فيه يعيده ويبديه عن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 138 4540 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،   =سالم، عن أبيه، فقلت: يا أبا محمد إن معمرا وابن جريح يقولان فيه: وعثمان. قال: فصدقهما. فقال: لعله قد قاله هو ولم أكتبه لذلك، إني كنت أميل إذ ذاك إلى الشيعة. قال البيهقي: وقد اختلف على ابن خريح ومعمر في وصل الحديث، فرُوي عن كل واحد منهما الحديثُ موصولاً، ورُوي مرسلاً، وقد قيل: عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/479، والطبراني في "الكبير" (13135) من طريق يونس بن يزيد، وابنُ حبان (3048) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبراني في "الكبير" (13136) من طريق موسى بن عقبة، و (13134) من طريق العباس بن الحسن، أربعتهم عن الزهري، به، بزيادة عثمان بن عفان، عدا طريق العباس بن الحسن، وأما طريق يونس بن يزيد ففي الزيادة عنه خُلف. وقال البيهقي 4/24: واختُلف فيه على عقيل ويونس بن يزيد، فقيل عن كل واحد منهما، عن الزهري موصولاً، وقيل: مرسلاً، ومن وصله واستقر على وصله، ولم يُختلف عليه فيه: هو سفيان بن عُيينة، حجة ثقه، والله أعلم. قلنا: سترد رواياتُ ابن جريج وزياد بن سعد وعقيل موصولة كلها بالأرقام (4939) و (4940) و (5625) و (6254) . وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/225، وعبد الرزاق في "المصنف " (6259) ، ومن طريقه الترمذي (1009) عن معمر، كلاهما عن الزهري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة، والخلفاء هلم جراً وعبد الله بن عمر. وهذا لفظ مالك. قال السيوطي في "شرح الموطأ" 1/224: قال ابنُ عبد البر: هكذا هذا الحديث في "الموطأ" مرسل عند رواته، وقد وصله عن مالك، عن ابن شهاب،= الحديث: 4540 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 139 عَنْ أَبِيهِ، " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَبَعْدَمَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ - وَقَالَ سُفْيَانُ: مَرَّةً، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ -، وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يَقُولُ: وَبَعْدَمَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، (1) وَلَا يَرْفَعُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ " (2)   عن سالم، عن أبيه، جماعة منهم: يحيى بن صالح الوحاظي، وعبد الله بن عون، وحاتم بن سالم القزاز، ووصله أيضاً كذلك جماعة ثقات من أصحاب ابن شهاب، منهم ابن عيينة، ومعمر، ويحيي بن سعيد، وموسى بن عقبة، وابن أخي ابن شهاب، وزياد بن سعد، وعباس بن الحسن الحراني، على اختلافٍ عن بعضهم، ثم أسند رواياتهم. وسيأتي برقم (4939) و (4940) و (6042) و (6253) و (6254) . وفي الباب عن أنس عند الترمذي (1010) أخرجه من طريق محمد بن بكر، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أنس، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يمشون أمام الجنازة. قال البخاري - فيما نقله عنه الترمذي -: هذا حديث خطأ، أخطأ فيه محمد بن بكر، وإنما يروى هذا الحديث عن يونس، عن الزهري، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يمشون أمام الجنازة. قال الزهري: وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة. قال البخاري: هذا أصح. (1) من قوله: وقال سفيان مرة ... الى هنا سقط من (ظ 1) و (ق) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (721) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1 (/72) بترتيب السندي، وابنُ أبي شيبة 1/233، 234، ومسلم (390) (21) ، والترمذي (255) و (256) ، والنسائي في= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 140 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   ="المجتبي" 2/182، وابن ماجه (858) ، وابن الجارود في "المنتقى" (177) ، وأبو يعلى (5420) و (5481) و (5534) ، وأبو عوانة 2/90، 91، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/222، وابنُ حبان (1864) ، والبيهقي في "السنن" 2/69 من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه عبد الرزاق (2518) و (2519) ، وابن أبي شيبة 1/234- 235، والبخاري (736) و (738) ، ومسلم (390) (22) (23) ، وأبو داود (722) ، والنسائي في "المجتبي" 2/121-122، وابنُ خزيمة (456) و (693) ، وابنُ حبان (1868) ، والطبراني في "الكبير" (13111) و (13112) ، والدارقطني في "السنن" 1/287، 288، 289، والبيهقي في "السنن" 2/69، 70، 83، من طرق، عن الزهري، به. وسيأتي بالأرقام (4674) و (5033) و (5034) و (5054) و (5081 (م) 5098) و (5279) و (5762) و (5843) و (16163) و (6164) و (6175) و (6328) و (6345) . قال الترمذي: وفي الباب عن عمر، وعلي، ووائل بن حجر، ومالك بن الحويرث، وأنس، وأبي هريرة، وأبي حميد، وأبي أسيد، وسهل بن سعد، ومحمد بن مسلمة، وأبي قتادة، وأبي موسى الأشعري، وجابر، وعمير الليثي. قال: وبهذا يقول بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منهم ابنُ عمر، وجابر بن عبد الله، وأبو هريرة، وأنس، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وغيرهم. ومن التابعين: الحسن البصري، وعطاء، وطاووس، ومجاهد، ونافع، وسالم بن عبد الله، وسعيد بن جبير، وغيرهم 0 وبه يقولُ مالك، ومعمر، والأوزاعي، وابنُ عيينة، وعبد الله بن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. وقد روى البخاري رفع اليدين من حديث سبعة عشر صحابياً في جزء "رفع اليدين ". وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3681) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 141 4541 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ،: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ " قَالَ سُفْيَانُ: " كَذَا حَفِظْنَا الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ " وَأَخْبَرَهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا " (1) 4542 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه بتمامه الشافعي في "مسنده " 2/150 (بترتيب السندي) ، والحميدي (622) ، وابن أبي شيبة 7/130 و14/215، ومسلم (1534) (57) ، والنسائي في "المجتبى" 7/266، وأبو يعلى (5415) و (5416) و (5476) و (5477) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/28، والبيهقي في "السنن" 5/308، من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وقوله: رخص في العرايا: أخرجه الطبراني في "الكبير" (4757) من طريق الإمام أحمد، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في "الرسالة" (909) ، والنسائي في "المجتبى" 7/267، وابن ماجه (2268) ، والطبراني في "الكبير" (4757) من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/267 -268، والدارمي 2/252، وابنُ حبان (5009) ، والطبراني في "الكبير" (4758) و (4759) و (4760) و (4761) و (4762) ، والبيهقي في "السنن" 5/309، 311 من طرق، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4490) . الحديث: 4541 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 142 عَنْ أَبِيهِ، " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ " (1) 4543 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمَّا يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ مِنَ الدَّوَابِّ؟، قَالَ: " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ فِي قَتْلِهِنَّ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي الْحَرَمِ: (2) الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْغُرَابُ، (3) وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شر الشيخين. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/187 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق في "المصنف " (4393) ، والحميدي (616) ، وابن أبي شيبة 2/456 و14/165، والبخاري (1106) ، ومسلم (703) (44) ، والنسائي في "المجتبي" 1/289-290، والدارمي 1/356-357، وأبو يعلى (5422) ، وابن خزيمة (964) (965) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/161، والبيهقي في "السنن" 3/159 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (703) (45) ، وأبو عوانة 2/350 من طريقين، عن الزهري به. وقد سلف برقم (4472) . قوله: جَدَّ به السيرُ، أي: اشتد، قاله صاحب المحكم. وقال عياض: أسرع، قال الحافظ في "الفتح " 2/580: كذا قال، وكأنه نسب الإسراع إلى السير توسعاً. (2) في (ظ 14) : في الحرم والمحرم. (3) لفظ: والغراب، ليس في (ظ 1) و (ق) . (4) إسناده صحيح على شر الشيخين.= الحديث: 4543 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 143 4544 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشُّؤْمُ (1) فِي ثَلَاثٍ الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ " قَالَ سُفْيَانُ إِنَّمَا نَحْفَظُهُ، عَنْ سَالِمٍ - يَعْنِي الشُّؤْمَ - (2)   =وأخرجه أبو داود (1846) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (619) ، ومسلم (1199) (72) ، والنسائي في "المجتبي" 5/190، والفاكهي في "أخبار مكة" (2283) و (2284) ، وابن الجارود في "المنتقى" (440) ، وأبو يعلى (5428) و (5497) و (5544) ، والبيهقي في "السنن" 5/209-210 و9/216، من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه البخاري (1828) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/165، من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4461) . (1) في (س) و (ق) : الشؤم، بإثبات الهمزة فوق الواو. وفي (م) : الشؤام، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (621) ، ومسلم (2225) (116) ، والنسائي في "المجتبى" 6/220، وفي "الكبرى" (4409) و (9283) ، وأبو يعلى (5433) و (5490) و (5535) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه الطيالسي (1821) ، والبخاري (2858) ، ومسلم (2225) (116) ، والنسائي في "الكبرى" (9277) (9278) (9281) (9282) (9284) (9285) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/313 من طرق، عن الزهري، به. وقوله في آخر الحديث: قال سفيان: إنما نحفظه عن سالم. قال الحافظ= الحديث: 4544 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 144 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =في "الفتح" 6/60: نقل الترمذي عن ابن المديني والحميدي أن سفيان كان يقول: لم يرو الزهرىُّ هذا الحديث إلا عن سالم. وكذا قال أحمدُ عن سفيان: إنما نحفظه عن سالم، لكن هذا الحصر مردود، فقد حدث به مالك، عن الزهري، عن سالم وحمزة ابني عبد الله بن عمر، عن أبيهما، ومالك من كبار الحفاظ، ولا سيما في حديث الزهري، وكذا رواه ابنُ أبي عمر عن سفيان نفسه، أخرجه مسلم والترمذي عنه، وهو يقتضي رجوع سفيان عما سبق من الحصر. قلنا: روايةُ سالم وحمزة سترد بالآرقام (5963) و (6095) و (6196) ، وسترد روايةُ حمزة وحده برقم (4927) ، ورواية سالم برقم (6405) ، وسيرد الحديث من طريق آخر برقم (5575) . وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1502) . وعن سهل بن سعد الساعدي عند البخاري (2859) ، ومسلم (2226) ، سيرد 5/335. وعن جابر عند مسلم (2227) ، سيرد 3/333. وعن عائشة، سيرد 6/246 و350 لكن حديثها رد على من فهم ذلك. وعن أبي هريرة عند البزار (3050) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/104، وقال: رواه البزار والطبراني في "الآوسط "، وفيه داود بن بلال الآودي، وهو ضعيف. قلنا: وسيرد من طريق آخر ضمن "مسند عائشة" 6/245. وعن أم سلمة عند ابن ماجه (1995) ، وفيه زيادة: السيف. قال البوصيري في "الزوائد": إسناده صحيح على شرط مسلم، فقد احتج مسلم بجميع رواته، وأصلُ الحديث في "الصحيحين "، وانفرد ابنُ ماجه بذكر السيف، فلذلك أوردته، أي: في الزوائد. وعن أنس عند ابن حبان (6123) بإسناد حسن.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 145 4545 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (1) " الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ، وَمَالَهُ " (2)   =وعن عمر عند أبي يعلى (229) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 5/104، وقال: ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن بديل بن ورقاء، وهو ثقة، ولكن أبا هشام الرفاعي قال: إنه خطاء، وهو شيخُ أبي يعلى فيه. وعن أبي سعيد الخدري في "تهذيب الآثار" (59) و (60) ، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف. وعن أسماء بنت عميس عند الطبراني في "الكبير" 24/ (395) ، قال الهيثمي في "المجمع" 5/105: وفيه من لم أعرفهم. قال السندي: قوله: "الشؤم في ثلاث ": ظاهر الحديث أن التشاؤم بهذه الأشياء جائز، بمعنى أنها أسبات عادية لما يقع في قلب المتشائم بها، بخلاف غيرها، فالتشاؤم بها باطل، إذ ليست هي من الأسباب العادية لما يظنه فيها التشاؤم بها. وأما اعتقاد التأثير في غيره تعالى، ففاسد قطعاً، وعلى هذا فالحديث كالاستثناء من حديث: "لا طيرة". وقيل: بل هذا الحديث على الفرض، بتقدير شرط في الكلام، والمعنى: لو كان الشؤم في شيء، لكان في هذه الثلاثة، لكنه غيرُ ثابت في هذه الثلاثة، فلا ثبوت له أصلاً، والله تعالى أعلم. وقد سلف شرحه برقم (1502) . وانظر "فتح الباري " 6/61-62. (1) كلمة: "قال " ليست في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 4545 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 146 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/342، ومسلم (626) (200) ، والنسائي في "المجتبي" 1/254-255، وابن ماجه (685) ، والدارمي 1/280، وأبو يعلى (5495) و (5496) ، وابن خزيمة (335) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3188) ، والبيهقي في "السنن" 1/445 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1803) و (1808) ، ومسلم (626) (201) ، وأبو يعلى (5447) و (5453) و (5505) ، والطبراني في "الكبير" (1318) من طرق، عن الزهري به. وسيأتي بالأرقام (4621) و (4805) و (5084) و (5161) و (5313) و (5455) و (5467) و (5780) و (6065) و (6177) و (6320) و (6324) و (6358) . وفي الباب عن نوفل بن معاوية عند البخاري (3602) ، ومسلم (2886) (11) ، سيرد 5/429. وعن بريدة عند البخاري (553) و (594) ، سيرد 5/350. قوله: وُتر، قال ابن الأثير: أي نُقص، يقال: وترتُه، إذا نقصته، فكأنك جعلته وتراً بعد أن كان كثيراً. وقيل: هو من الوتر: الجناية التي يجنيها الرجلُ على غيره من قتل أو نهب أو سبي، فشبه ما يلحق من فاتته صلاةُ العصر بمن قُتل حميمه أو سُلب أهله وماله. وُيروى بنصب الأهل ورفعه، فمن نصب جعله مفعولاً ثانياً ل"وُتر"، وأضمر فيها مفعولاً لم يُسمَّ فاعلُه عائداً إلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفع لم يُضمر، وأقام الأهل مقام ما لم يُسم فاعله، لأنهم المصابون المأخوذون، فمن رد النقص إلى الرجل، نصبهما، ومن ردًه إلى الأهل والمال، رفعهما. قال السندي: والمقصود أنه ليحذر من تفويتها كحذره من ذهاب أهله وماله، وقال الداوودي: أي: يجب عليه من الأسف والاسترجاع مثل الذي يجب على من وتر أهله وماله. انتهى.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 147 4546 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رِوَايَةً، وَقَالَ مَرَّةً: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ " (1) 4547 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَأَى رَجُلٌ أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ أَوْ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (2) " أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ (3) فَالْتَمِسُوهَا   قلت: من وتر أهله وماله لا يجب عليه شيء من الأسف أصلاً، فتأمل، والوجه أن المراد أنه حصل له من النقصان في الأجر في الآخرة ما لو وزن بنقص الدنيا لما وازنه إلا نقصان من نقص أهله وماله. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (5246) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (618) ، وابنُ أبي شيبة 8/668، والبخاري في "صحيحه " (6293) ، وفي "الأدب المفرد" (1224) ، ومسلم (2015) ، والترمذي (1813) ، وابنُ ماجه (3769) ، وأبو يعلى (5434) و (5486) و (5531) ، وأبو عوانة 5/335، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/177، والبيهقي في "الشعب " (6064) ، وفي "الآداب " (448) ، من طريق سفيان بن عيينة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4515) . (2) في (ظ 14) : فقال النبي. (3) في هامش (س) : "قد تواطأت على العشر الأواخر، فاطلبوها في الوتر= الحديث: 4546 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 148 فِي الْعَشْرِ الْبَوَاقِي فِي الْوِتْرِ مِنْهَا " (1) 4548 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ سَالِمًا، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (2) : وَهُوَ   =منها". نسخة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (323) ، والحميدي (634) ، ومسلم (1165) (207) ، وأبو يعلى (5419) و (5484) و (5542) ، وابن الجارود (405) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/87، والبيهقي في "السنن" 4/308، وفي "المعرفة" (9073) من طريق سفيان بن عيينة، به. وعند الشافعي والحميدي والبيهقي في "المعرفة": "فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر منها، أو في السبع البواقي "، قال سفيان: الشك مني، لا من الزهري، وعند أبي يعلى (5484) : "فاطلبوها في السبع البواقي ". وأخرجه البخاري (6991) ، ومسلم (1165) (208) ، والنسائي في "الكبرى" (3397) ، من طرق، عن الزهري، به. ولفظه عند البخاري والنسائي: "فالتمسوها في السبع الأواخر". وأخرجه ابنُ خزيمة (2222) من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، به، ولفظه: "من كان منكم متحرياً، فليتحرها في السبع الأواخر". وأخرجه الطيالسي (1935) من طريق محارب بن دثار، وابن أبي شيبة 2/511، ومسلم (1165) (210) من طريق محارب وجبلة بن سحيم، كلاهما عن ابن عمر، قال: قال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ". وقد سلف برقم (4499) . (2) عبارة: "رضي الله عنه " لم ترد في (ظ 1) و (ظ 14) . الحديث: 4548 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 149 يَقُولُ: وَأَبِي، وَأَبِي فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " قَالَ عُمَرُ: " فَوَاللهِ، فَوَاللهِ مَا حَلَفْتُ بِهَا ذَاكِرًا، وَلَا آثِرًا " (1) 4549 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ، أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (624) ، ومسلم (1646) (2) ، والترمذي (1533) ، والنسائي في "المجتبى" 4/7، وابنُ ماجه (2094) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (922) ، وأبو يعلى (5430) و (5483) و (5537) ، والبيهقي في "السنن" 10/28 من طريق سفيان بن عيينة، به. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. وأخرج الترمذي (1535) من طريق أبي خالد الأحمر، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، أن ابن عمر سمع رجلاً يقول: لا والكعبة، فقال ابنُ عمر: لا يُحلفُ بغير الله، فإني سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من حلف بغير الله، فقد كفر أو أشرك ". قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن، وفسر هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن قوله: "فقد كفر، أو أشرك " على التغليظ. والحُجَّةُ في ذلك حديث ابن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع عمر يقول: وأبي وأبي، فقال: "ألا إن الله ينهاكم .... ". وقد سلف برقم (4523) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/208، ومسلم (1574) (51) ، والنسائي في= الحديث: 4549 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 150 4550 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ فِي الْحَقِّ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ " (1)   ="الكبرى" (4798) ، وفي "المجتبي" 7/188، وأبو يعلى (5418) (5538) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55، والبيهقي في "السنن" 6/9 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1574) (55) عن داود بن رشيد، والبيهقي في "السنن" 6/9، والخطيب في "تاريخه" 13/149 من طريق الحسن بن عرفة، كلاهما عن مروان بن معاوية، عن عمر بن حمزة، عن سالم، به، إلا أنه من رواية الحسن بن عرفة، بلفظ: "نقص من عمله كل يوم قيراط ". وأخرجه مسلم (1574) (53) ، والنسائي في "المجتبي" 7/189، وفى "الكبرى" (4802) ، وأبو يعلى (5552) ، والطبراني في "الكبير" (13193) من طريق ابن أبي حرملة، عن سالم، به، ولفظه عند مسلم: "نقص من عمله كل يوم قيراط ". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13204) من طريق عبد الله بن أبي زياد، و (13206) من طريق أبي الرجال، كلاهما عن سالم، به. ولفظه في رواية أبي الرجال: نقص من عمله قيراط، وقيراط: مثل أحُد. وسيأتي بلفظ: "قيراط " برقم (14813) (5505) . وقد سلف برقم (4479) ، وسلف ذكر شواهده وشرحه هناك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (617) ، وابنُ أبي شيبة 10/557، والبخاري في= الحديث: 4550 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 151 4551 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1)   ="صحيحه " (7529) ، وفي "خلق أفعال العباد" ص 124، ومسلم (815) (266) ، والترمذي (1936) ، والنسائي في "الكبرى" (8072) ، وابن ماجه (4209) ، وأبو يعلى (5417) و (5478) و (5543) ، وابن حبان (125) ، والبيهقي في "السنن" 4/188، والخطيب في "تاريخه " 7/85، والبغوي في "شرح السنة" (3537) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/119، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5025) من طريق شعيب، عن الزهري، به. وسيأتي بالأرقام (4924) و (5618) و (6167) و (6403) . وقد ذكرتا أحاديث الباب عقب حديث ابن مسعود السالف برقم (3651) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/275 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (1885) ، والحميدي (611) ، وابنُ أبي شيبة 3/9، والدارمي 1/269-270، وابنُ خزيمة (401) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (1885) ، وعبد بن حميد في "المنتخب " (734) ، والبخاري (617) ، ومسلم (1092) (36) (37) ، والترمذي (203) ، والنسائي في "المجتبي" 2/10، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/137، 138، وابنُ حبان (3469) و (3470) ، والبيهقي في "السنن" 1/380 و426-427، والبغوي في "شرح السنة" (433) من طرق عن الزهري، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/74، ومن طريقه الشافعي في "مسنده " 1/276 (بترتيب السندي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/137 عن= الحديث: 4551 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 152 4552 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ، وَمَنْ بَاعَ نَخْلًا مُؤَبَّرًا، فَالثَّمَرَةُ لِلْبَائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (1)   الزهري، عن سالم، مرسلاً. قال ابنُ حبان في "صحيحه " عقب حديث (3469) : لم يرو هذا الحديث مسنداً عن مالك إلا القعنبي وجويرية بنت أسماء، وقال أصحابُ مالك كلهم: عن الزهري، عن سالم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الحافظُ في "الفتح" 2/99: قال الدارقطني: تفرد القعنبي بروايته إياه في "الموطأ" موصولاً عن مالك، ولم يذكر غيرُه من رواة الموطأ فيه ابن عمر، ووافقه على وصله عن مالك - خارج الموطأ - عبد الرحمن بنُ مهدي، وعبد الرزاق، وروح بن عبادة، وأبو قُرة، وكاملُ بنُ طلحة، وآخرون، ووصله عن الزهري جماعة من حفاظ أصحابه. وسيأتي بالأرقام (5195) و (5285) و (5316) و (5424) و (5498) و (5852) و (6050) و (6051) ، وانظر (5686) . وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3654) ، وذكرنا هناك بقية أحاديث الباب. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه أبو داود (3433) عن ألإمام أحمد، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه بتمامه الحميدي (613) ، وابنُ أبي شيبة 7/112، ومسلم (1543) (80) ، والنسائي في "المجتبي" 7/297، وفي "الكبرى" (4991) ، وابن ماجه (2211) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (628) (629) ، وأبو يعلى (5427) = الحديث: 4552 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 153 4553 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،   =و (5479) ، وابنُ حبان (4923) ، والبيهقي في "السنن" 5/324، والبغوي في "شرح السنة" (2085) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1805) ، وعبد بنُ حميد في "المنتخب " (722) ، والبخاري (2379) ، ومسلم (1543) (80) ، والترمذي (1244) ، وابنُ ماجه (2211) ، والطحاوي في "شرح معانى الآثار" 4/26، وابن حبان (4922) ، والبيهقي في "السنن" 5/324، وفي "المعوفة" (11370) ، من طرق، عن الزهري، به. وحديث العبد أخرجه ابن أبي شيبة 14/226، والبيهقي في "السنن " 6/219، وفي "المعرفة" (11369) و (12491) و (13738) من طريق سفيان بن عيينة، به. وحديث النخل أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/148 (بترتيب السندي) ، ومن طريقه، البيهقي في "السنن" 5/297، "والمعرفة" (11147) عن سفيان بن عيينة، به. قال البيهقي في السنن 5/298: نافع يروي حديث النخل عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحديث العبد عن عمرو بن الخطاب رضي الله عنه قلنا: يعني موقوفاً. قال الحافظ فى "الفتح" 4/402: واختلف على نافع وسالم فى رفع ما عدا النخل، فرواه الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعا فى قصة النخل والعبد معاً. هكذا أخرجه الحفاظ عن الزهري ... وروي مالك والليث وأيوب وعبيد الله بن عمر وغيرهم عن نافع، عن ابن عمر قصة النخل [هي الرواية السالفة برقم (4502) ] وعن ابن عمر عن عمر قصة = الحديث: 4553 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 154 عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (1)   =العبد موقوفة. كذلك أخرجه أبو داود من طريق مالك بالإسنادين معاً. قلنا: هذه الرواية هي في "الموطأ" (793) (برواية الإمام محمد بن الحسن) ، ومن طريق مالك أخرجها أبو داود (3434) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 8/70، والبيهقي في "السنن" 5/324. ثم قال الحافظ: وجزم مسلم، والنسائي، والدارقطني بترجيح رواية نافع المفصلة على رواية سالم، ومال علي ابن المديني، والبخاري، وابنُ عبد البر إلى ترجيح رواية سالم، وروي عن نافع رفعُ القصتين أخرجه النسائي من طريق عبد ربه بن سعيد، عنه، وهو وهم. قلنا: ستأتي برقم (5491) . وقال ابنُ القيم في "تهذيب السنن " 5/79-80: اختلف سالم ونافع على ابن عمر فى هذا الحديث، فسالم رواه عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرفوعاً في القصتين جميعاً: قصة العبد وقصة النخل، ورواه نافع عنه، ففرق بين القصتين، فجعل قصة النخل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقصة العبد عن ابن عمر، عن عمر. فكان مسلم والنسائي وجماعةً من الحفاظ يحكمون لنافع، ويقولون: ميز وفَّرق بينهما، وإن كان سالم أحفظ منه. وكان البخاري والإمام أحمد وجماعة من الحفاظ يحكمون لسالم، ويقولون: هما جميعا صحيحان عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وانظر "سنن الترمذي " عقب حديث (1244) ، و"العلل الكبير" له 1/498-500. وقد سلف بقصة النخل برقم (4502) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/133 (بترتيب السندي) ، والحميدي= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 155 4554 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ: (1) سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَجُلًا يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ: " الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ " (2)   = (608) ، والترمذي (492) ، والنسائي في "الكبرى" (1672) ، وأبو يعلى (5480) (5529) ، وابن الجارود في "المنتقي " (2) ، وابن خزيمة (1749) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/115، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 1/348، والبيهقي في "المعرفة" (2090) من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. وأخرجه الطيالسي (1818) ، والبخاري (894) و (919) ، ومسلم (844) (2) ، والنسائي في "الكبرى" (1671) ، وفي "المجتبى"/105، والطبراني في "الأوسط " (551) ، والبيهقي في "السنن" 3/188 من طرق، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4466) . (1) لفظ: "أنه " ليس في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (625) وابن أبي شيبة 8/522، ومسلم (59) (36) ، والترمذي (2615) ، وابن ماجه (58) وأبو يعلي (5424) و (5487) وابن منده فى "الإيمان" (174) من طريق سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري فى "صحيحه" (6118) وفى "الأدب المفرد" (602) وابنُ أبي الدنيا في "محارم الأخلاق " (73) ، وابنُ منده في "الإيمان " (61) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان " 1/30، والبغوي في "شرح السنة" (3594) ، من طرق، عن الزهري، به. الحديث: 4554 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 156 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وسيأتي برقم (5183) (6341) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (9) ، والترمذي (2009) ، وابن حبان (608) ، سيرد 2/414 و442 و501. وعن أبي أمامة، سيرد 5/269. وعن عمران بن حصين عند البخاري (6117) ، سيرد 4/426 و427. وعن أبي بكرة عند ابن ماجه (4184) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1314) ، وصححه الحكم 1/52، ووافقه الذهبي. وعن عبد الله بن سلام عند أبي يعلى (7501) أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/91، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه هشام بن زياد أبو المقدام، لا يحل الاحتجاج به، ضعفه جماعة، ولم يوثقه أحد. وعن عبد الله بن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10506) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/92، وقال: ورجاله وثقهم ابنُ حبان. قوله: "يعظ أخاه في الحياء": قال الحافظ في "الفتح" 10/522: المراد بوعظه أنه يذكر له ما يترتًب على ملازمته من المفسدة. ثم نقل الحافظ عن القاضي عياض قوله: إنما جُعل الحياء من الإيمان وإن كان غريزةً، لأنَّ استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى قصد واكتساب وعلم، وألما كونه خيراً كله، ولا يأتي إلا بخير، فأشكل حمله على العموم لأنه قد يصدُّ صاحبه عن مواجهة من يرتكب المنكرات، ويحمله على الإخلال ببعض الحقوق؟ والجوابُ أن المراد بالحياء في هذه الأحاديثّ، ما يكون شرعيا والحياء الذي ينشأ عنه الإخلال بالحقوق ليس حياءً شرعياً، بل هو عجز ومهانة، وإنما يطلق عليه حياء، لمشابهته للحياء الشرعي، وهو خُلُق يبعث على ترك القبيح. قلت (القائل ابن حجر) : ويحتمل أن يكون أشير إلى من كان الحياء من خلقه أن الخير يكون فيه أغلب، فيضمحل ما لعله يقع منه مما ذكر في جنب= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 157 4555 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَقَّتَ، - وَقَالَ مَرَّةً: مُهَلُّ - أَهْلِ الْمَدِينَةِ، مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلِ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلِ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ (1) قَالَ: وَذُكِرَ لِي وَلَمْ أَسْمَعْهُ: " وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ " (2)   =ما يحصل له بالحياء من الخير، أو لكونه إذا صار عادة، وتخلق به صاحبه، يكون سبباً لجلب الخير إليه، فيكون منه الخير بالذات، والسبب. وقال أبو العباس القرطبي: الحياء المكتسب هو الذي جعله الشارع من الإيمان، وهو المكلف به، دون الغريزي، غير أن من كان فيه غريزة منه، فإنها تعينه على المكتسب، وقد ينطبع بالمكتسب حتى يصير غريزياً. قال: وكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جُمع له النوعان، فكان في الغريزي أشد حياءً من العذراء في خدرها، وكان في الحياء المكتسب في الذروة العليا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انتهى. (1) في (س) و (ص) و (ظ 1) : القرن. وفي هامش (س) : قرن نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/288 (بترتيب السندي) ، والحميدي (623) ، والبخاري (1527) ، ومسلم (1182) (17) ، والنسائي في "الكبرى" (635) ، وفي "المجتبي" 5/125، وابنُ الجارود في "المنتقى" (412) ، وأبو يعلى (5423) ، وابنُ خزيمة (2589) ، والبيهقي في "السنن" 5/26، و"المعرفة" (9394) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1528) ، ومسلم (1182) (14) من طريق يونس، عن الزهري، به. وسلف برقم (4455) . الحديث: 4555 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 158 4556 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (1) " إِذَا اسْتَأْذَنَتْ أَحَدَكُمُ امْرَأَتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلَا يَمْنَعْهَا " (2) 4557 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ وَالْأَبْتَرَ، فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ، وَيَسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ: يَقْتُلُ كُلَّ حَيَّةٍ، وَجَدَهَا فَرَآهُ أَبُو لُبَابَةَ أَوْ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يُطَارِدُ حَيَّةً فَقَالَ: " إِنَّهُ قَدْ نُهِيَ عَنْ ذَوَاتِ الْبُيُوتِ " (3)   (1) في (ق) : قال. وأثبتت في هامش (س) و (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/102، وعبد الرزاق في "المصنف " (5122) ، والحميدي (612) ، والبخاري (5238) ، ومسلم (442) ، والنسائي في "المجتبى" 2/42، وأبو يعلى (5426) و (5491) و (5539) ، وابن خزيمة (1677) ، وأبو عوانة 2/56، والبيهقى في "السنن" 3/132، وفي "المعرفة" (5979) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4522) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين سفيان: هو ابن عيينه، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه الحميدي (620) ، ومسلم (2233) و (128) ،، وأبو داود (5252) ، وأبو يعلي (9429) 5493) ، والطحاوي فى "شرح مشكل الآثار" (2930) ، وابن حبان (5645) ، والبغوي في "شرح السنة" (3262) من طريق سفيان بن= الحديث: 4556 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 159 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (19616) ، ومن طريقه مسلم (2233) (130) ، والبغوي في "شرح السنة" (3263) ، وأخرجه البخاري (3297) و (3298) ، من طريق هشام بن يوسف، وأبو يعلى (5498) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن معمر، ومسلم (2233) (129) من طريق الزبيدي، والترمذي (1483) ، وابنُ حبان (5642) من طريق الليث بن سعد، ومسلم (2233) (130) ، وابن ماجه (3535) ، وابن حبان (5638) ، من طريق يونس بن يزيد، والطحاوى في "شرح مشكل الآثار" (2928) من طريق عقيل بن خالد، و (2931) من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم، ومسلم (2233) (130) ، وابنُ حبان (5643) من طريق صالح بن كيسان، خمستهم عن الزهري، به. وعند مسلم زيادة: اقتلوا الحيات والكلاب. وعند البخاري من طريق هشام بن يوصف، عن معمر: أبو لبابة وحده، وعند مسلم وابن حبان من طريق صالح: أبو لبابة وزيد بن الخطاب. وعلقه البخاري (3299) بصيغة الجزم عن عبد الرزاق، عن معمر: فرآني أبو لبابة أو زيد بن الخطاب. وتابعه يونس وابن عيينة وإسحاق الكلبي والزبيدي، وقال صالح وابن أبي حفصة وابن مجمع عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر: فرآني أبو لبابة وزيد بن الخطاب. قال الحافظ: أي ان هؤلاء الأربعة (يعني يونس ومن بعده) تابعوا معمراً على روايته بالشك المذكور، ثم قال: هؤلاء الثلاثة (يعني صالح بن كيسان ومن بعده) رووا الحديث عن الزهري، فجمعوا فيه بين أبي لبابة وزيد بن الخطاب. وأخرجه البخاري (3310) و (3311) عن ابن أبي مليكة، عن ابن عمر. وفيه: أبو لبابة، من غير شك. وأخرجه البخاري (4016) و (4017) ، ومسلم (2233) (131) حتى (136) = الجزء: 8 ¦ الصفحة: 160 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =من طرق، عن نافع، عن ابن عمر، عن أبي لبابة. قلنا: وسيأتي تخريج هذه الطرق في "مسنده " 3/452-453. قال الحافظ في "الفتح" 6/349: وهو يرجح ما جنح إليه البُخاري من تقديمه لرواية هشام بن يوسف عن معمر المقتصرة على ذكر أبي لبابة، والله أعلم. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (13161) من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن، و (13250) من طريق بكير بن عبد الله الأشج، كلاهما عن سالم، وسيأتي برقم (6025) . وانظر (6336) . قوله: "اقتلوا ذا الطفيتين "، قال الحافظ في "الفتح" 6/348: تثنية طُفية، بضم الطاء، وسكون الفاء، وهي خوصة المُقل، والطُّفْيُ: خوص المُقل، شبه به الخط الذي على ظهر الحية. وقال ابنُ عبد البر: يقال: إن ذا الطفيتين جنس من الحيات، يكون على ظهره خطان أبيضان. وقوله: "والأبتر": هو مقطوع الذنب. زاد النضر بن شميل أنه أزرق اللون، لا تنظر إليه حامل إلا ألقت. وقيل: الأبتر: الحية القصيرة الذنب، قال الداوودي: هو الأفعى التي تكون قدر شبر، أو أكثر قليلاً. وقوله: "والأبتر" يقتضي التغاير بين ذي الطفيتين والأبتر، ووقع في الطريق الاتية: "لا تقتلوا الحيات إلا كل أبتر ذي طفيتين " وظاهره اتحادهما، لكن لا ينفي المغايرة ... قوله: "يلتمسان البصر": قال السندي: أي: يخطفانه ويطلبانه لخاصية في طباعهما إذا وقع بصرهما على بصر الإنسان، وقيل: يقصدان البصر باللسع. وقوله: إنه نُهي عن ذوات البيوت، قال الحافظ 6/349: أي: اللاتي يوجدن في البيوت. وظاهره التعميم في جميع البيوت. وعن مالك تخصيصه بيوت أهل المدينة، وقيل: يختص ببيوت المدن دون غيرها. وعلى كل قول فتقتل في البراري والصحاري من غير إنذار. وروى الترمذي عن ابن المبارك أنها الحية التي= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 161 4558 - قَرِئَ عَلَى (1) سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: الزُّهْرِيُّ، (2) عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَأْكُلْ مِنْ لَحْمِ أُضْحِيَّتِهِ فَوْقَ ثَلَاثٍ " (3)   =تكون كأنها فضة، ولا تلتوي في مشيتها. ثم قال الحافظ: وفي الحديث النهيُ عن قتل الحيات التي في البيوت إلا بعد الإنذار، إلا أن يكون أبتر أو ذا طفيتين، فيجوز لتلُه بغير إنذار، ووقع في حديث أبي سعيد عند مسلم الإذنُ في قتل غيرهما بعد الإنذار، وفيه: فإن ذهب، وإلا فاقتلوه، فإنه كافر. قال القرطبي: والأمر في ذلك للإرشاد، نعم ما كان منها محقق الضرر، وجب دفعه. (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قَرَأَ على. (2) في) ظ 14) : عن الزهري. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابنُ عبد الله بن عمر. وأخرجه بنحوه البخاري (5574) ، وأبو عوانة 5/232 من طريق محمد بن عبد الله أخي ابن شهاب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/184 من طريق إسحاق بن يحيي الكلبي، كلاهما عن الزهرى، ولفظه عند البخاري: كلوا من الأضاحي ثلاثاً. وسيأتي بالأرقام (4643) و (4900) و (4936) و (5526) و (5527) و (6188) . قال السندي: قوله: "لا يأكل " على بناء الفاعل، أي: المضحي، وهو مفهوم من آخر الكلام، وإرجاع الضمير إلى مثله جائز، كما يقال: قال في الكتاب الفلاني، ومثله قال تعالى، أو قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تعالى أعلم. وفي الباب عن الزبير بن العوام سلف برقم (1422) .= الحديث: 4558 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 162 4559 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،   =وعن علي عند البخاري (5573) ، ومسلم (1969) . وعن عبد الله بن واقد عند مسلم (1971) . انما نهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ادِّخار لحوم الأضاحي لمصلحةٍ اقتضته، ثم رخص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك بزوال ما يقتضيه. روى مسلم (1971) من حديث السيدة عائشة عن النبي يكن، قال: "إنما نهيتكم من أجل الدافة التي دفت، فكلوا واذخروا وتصدقوا". والداَّفة - فيما قال ابنُ الأثير -: قوم من الأعراب يردون المصر. يريد أنهم قوم قدموا المدينة عند الأضحى، فنهاهم عن ادخار لحوم الأضاحي، ليفرقوها ويتصدقوا بها، فينتفع أولئك القادمون بها". وروى مسلم أيضاً (1974) من حديث سلمة بن الأكوع أنه قال: قالوا: يا رسول الله، نفعل كما فعلنا عام أول؟ (يعني في ترك الاذخار) فقال: "لا، إن ذاك عام كان الناس فيه بجهد، فأردت أن يفشو فيهم ". وقد ورد النسخُ في أحاديث عدد من الصحابة: منها: حديث علي سلف برقم (1236) . وحديث ابن مسعود سلف برقم (4319) . وحديث أبي سعيد الخدري عند مسلم (1973) ، سيرد 3/23. وحديث جابر عند مسلم (1972) ، سيرد 3/388. وحديث أنس، سيرد 3/237 و250. وحديث نبيشة عند أبي داود (2813) ، وابن ماجه (3160) ، سيرد 5/75 و76. وحديث بريدة عند مسلم (977) و (1977) ، سيرد 5/350. وحديث عائشة عند مسلم (1971) ، سيرد 6/209.= الحديث: 4559 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 163 عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: كَيْفَ يُصَلَّى بِاللَّيْلِ؟، قَالَ: " لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ، فَلْيُوتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (1)   =وحديث سلمة بن الأكوع عند مسلم (1974) . وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند الطبراني في "الصغير" (879) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/27، وقال: رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسط "، وفيه يزيد بن جابر الأزدي والد عبد الرحمن الحافظ، ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات. قال الشافعي في "الرسالة" ص 239: إذا دفت الدافة، ثبت النهى عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث، وإذا لم تدفَّ داَّفه، فالرخصة ثابتة بالأكل والتزود والادخار والصدقة. وقال في "اختلاف الحديث ": وأحبُّ إن كانت في الناس مخمصة أن لا يدخر أحد من أضحيته ولا من هدبه أكثر من ثلاث، لأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدافة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/192 (بترتيب السندي) ، والحميدي (628) ، وابن أبي شيبة 2/291 و14/245، 247، ومسلم (749) (146) ، والنسائي في "الكبرى" (439) و (1380) ، وابن ماجه (1320) ، والمروزي في "قيام الليل " ص 54 وابن الجارود في "المنتقى" (267) ، وأبو يعلى (5431) و (5494) ، وابنُ خزيمة (1072) ، وأبو عوانة 2/330، وابن حبان (2620) ، والبيهقي في "السنن" 3/22، والبغوي في "شرح السنة" (955) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وعند ابن الجارود زيادة: توتر لك ما مضى.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 164 4560 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ " (1)   =وأخرجه البخاري (1137) ، ومسلم (749) (147) ، والنسائي في "المجتبي" 3/227 و228، وفي "الكبرى" (473) ، وأبو عوانة 2/331، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/278، والبيهقي في "السنن" 3/22، والخطيب في "تاريخه " 9/105 من طرق، عن الزهري، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/245، والطبراني في "الكبير" (13184) ، وفي "الأوسط "، (762) من طرق، عن سالم، به. وقد سلف برقم (4492) من طريق نافع، عن ابن عمر، وذكرنا هناك أحاديث الباب. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الشافعي، في "مسنده " 2/72، 73 (بترتيب السندي) ، والحميدي (639) ، وسعيد بن منصور (276) ، وابن أبي شيبة 6/121، ومسلم (1506) (16) ، وابن الجارود في "المنتقى" (978) ، والبيهقي في "السنن" 10/292، وفي "المعرفة" (20493) ، والبغوي في "شرح السنة" (2225) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/782 والشافعي في "مسنده " 2/72، 73، وعبد الرزاق (16138) ، والبخاري (6756) ، ومسلم (1506) ، والترمذي (1236) ، والنسائي في "الكبرى" (6415) و (6416) ، وفي "المجتبى" 7/306، وابن ماجه (2747) ، والدارمي 2/256، وابن حبان في "صحيحه " (4949) ،= الحديث: 4560 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 165 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وفي "الثقات" 4/8، وابن عدي في "كامله" 4/1573، 1607، وأبو نعيم في " الحلية" 7/331، وفي "أخبار أصبهان" 1/171 و247 و2/95 و124، والبيهقي في "السنن" 10/292، وفي "المعرفة" (20493) (20494) ، والخطيب في "تاريخه " 4/93 و5/116، والبغوي في "شرح السنة" (2226) من طرق عن عبد الله بن دينار، به. قال مسلم: الناس كلهم عيال على عبد الله بن دينار في هذا الحديث. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، والعملُ على هذا عند أهل العلم. وقال الحافظ في "الفتح" 12/44: وقد اعتنى أبو نعيم الأصبهاني بجمع طُرقه عن عبد الله بن دينار، فأورده عن خمسة وثلاثين نفساً ممن حدث به عن عبد الله بن دينار. وأخرجه ابنُ ماجه (2748) من طريق يحيى بن سُليم الطائفي، والخطيب في "تاريخه " 4/292 من طريق عبد الرحمن بن مغراء، و5/116 من طريق يحيى بن سعيد الأموي، ثلاثتهم عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. قال الترمذي عقب حديث (1236) : وقد روى يحيى بن سُليم هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى عن بيع الولاء وهبته. وهو وهْمٌ، وَهِمَ فيه يحيى بن سُليم. وروى عبد الوهَّاب الثقفي، وعبد الله بن نُمير، وغير واحد، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا أصح من حديث يحيى بن سُليم. وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (1341) من طريق يحيى بن سُليم الطائفي، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر. وأخرجه ابنُ حبان في "الثقات " 4/8 من طريق شعبة، والطبراني في "الكبير" (13625) ، وفي "الأوسط " (50) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عمرو بن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 166 4561 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عُذِّبُوا إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَلَا   =دينار، عن ابن عمر. قال ابنُ حبان: عمرو بن دينار غريب في هذا الحديث. وقال ابنُ العربي في "شرح الترمذي ": تفرد بهذا الحديث عبد الله بن دينار، وهو من الدرجة الثانية من الخبر، لأنه لم يذكر لفظ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكأنه نقل معنى قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما الولاء لمن أعتق". وسيأتي برقم (5496) (5850) . قال الحافظ في "الفتح" 12/44: واتفق جميعُ من ذكرنا على هذا اللفظ، وخالفهم أبو يوسف القاضي، فرواه عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر بلفظ: "الولاء لحمة كلحمة النسب " أخرجه الشافعي [2/72-73] ، ومن طريقه الحاكم [4/341] ، ثم البيهقي [10/292] ، وأدخل بشرُ بنُ الوليد بين أبي يوسف وبين ابن دينار عبيد الله بن عُمر، أخرجه أبو يعلى في "مسنده " عنه، وأخرجه ابنُ حبان في "صحيحه " [ (4950) ] عن أبي يعلى وأخرجه أبو نعيم من طريق عبد الله بن جعفر بن أعين، عن بشر، فزاد في، المتن: "لا يُباع، ولا يُوهب "، ومن طريق عبد الله بن نافع، عن عبد اللة بن دينار: "إنما الولاء نسب، لا يصح بيعه ولا هبته ". والمحفوظ في هذا ما أيخرجه عبد الرزاق [16149] عن الثوري، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب موقوفاً عليه: الولاء لحمة كلحمة النسب. ثم نقل الحافظ عن ابن بطال قوله: أجمع العلماءُ على أنه لا يجوز تحويلُ النسب، فإذا كان حكم الولاء حكم النسب، فكما لا ينتقل النسبُ لا ينتقل الولاء، وكانوا في الجاهلية يتقلون الولاء بالبيع وغيره، فنهى الشرعُ عن ذلك. الحديث: 4561 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 167 تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الحميدي (653) ، والبيهقي في "السنن" 2/451، وفي "الدلائل " 5/233، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2980) (38) ، والنسائي في "الكبرى" (11274) - وهو في "التفسير" (294) -، وابنُ حبان (6200) و (6201) ، والبغوي في "شرح السنة" (4166) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13654) مختصراً من طريق ورقاء بن عمر، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، به. وسيأتي بالأرقام (5225) و (5342) و (5404) و (5441) و (5645) و (5705) و (5931) و (6211) ، وانظر (5984) . قال الحافظ في "الفتح" 1/531: كان هذا النهيُ لما مروا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحجر ديار ثمود في حال توجُّههم إلى تبوك. قوله: "فإني أخافُ أن يُصيبكم "، قال الحافظُ: ووجهُ هذه الخشية أن البكاء يبعثه على التفكر والاعتبار، فكأنه أمرهم بالتفكر في أحوال تُوجبُ البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض، وإمهالهم مدةً طويلة، ثم إيقاع نقمته بهم وشدة عذابه، وهو سبحانه مُقلب القلوب، فلا يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى مثل ذلك. والتفكر أيضا في مقابلة أولئك نعمة الله بالكفر، وإهمالهم إعمال عقولهم فيما يُوجب الإيمان به والطاعة له، فمن مر عليهم، ولم يتفكًر فيما يوجب البكاء اعتباراً بأحوالهم، فقد شابههم في الإهمال، ودلَّ على قساوة قلبه وعدم خُشوعه، فلا يأمن أن يجُره ذلك العملُ بمثل أعمالهم، فيصيبه ما أصابهم، وبهذا يندفعُ اعتراضُ من قال: كيف يصيب عذاب الظالمين من ليس بظالم؟ لأنه بهذا التقرير لا يأمن أن يصير ظالماً فيعذَّب بظلمه. وفي= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 168 4562 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ، وَلَا أُحَرِّمُهُ " (1) 4563 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعْتُهُ (2) مِنَ ابْنِ دِينَارٍ،   الحديث الحثُّ على المراقبة، والزجر عن السكنى في ديار المعذبين، والإسراع عند المرور بها، وقد أشير إلى ذلك في قوله تعالى: (وسكنتُم في مساكن الذين ظلمُوا أنفُسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم) [إبراهيم: 45] . وقال السندي: فيه أن جوار الأشرار مع الأمن والاغترار وعدم التفكر والاعتبار قد يؤدي إلى المشاركة معهم في عقوبتهم الدنيوية، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 2/174 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (8674) ، والحميدي (641) ، وابن ماجه (3242) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/200، والبيهقي في "السنن" 9/322-323 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطا" 2/968، والحميدي (641) ، ومسلم (1943) (39) ، والترمذي (1790) ، والنسائي في "المجتبى" 7/197، وفي "الكبرى" (4826) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/200، وابن حبان (5265) ، والبيهقي في "السنن" 2/322 -323، والبغوي في "شرح السنة" (2797) (2798) من طرق عن عبد الله بن دينار، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4497) . (2) في (ظ 14) : قال: سمعته. الحديث: 4562 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 169 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكَ الْيَهُودِيُّ، فَإِنَّمَا يَقُولُ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَقُلْ: وَعَلَيْكَ "، وَقَالَ مَرَّةً: " إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمُ (1) الْيَهُودُ (2) فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ، فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ " (3)   (1) في (م) : عليك. (2) في (ظ14) : اليهودي. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابنُ عيينة، ابن دينار: هو عبد الله. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10211) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (379) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2164) (8) ، والترمذي (1603) ، والنسائي في "الكبرى" (10210) ، وهو في "عمل اليوم والليلة" (378) ، وابنُ حبان (502) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو داود (5206) من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (4698) و (4699) و (5221) و (5938) . وفي الباب عن أنس عند البخاري (6258) ، ومسلم (2163) سياتي 3/99. وعن عائشة عند البخاري (6024) ، ومسلم (2165) سيأتي 6/229. وعن جابر عند مسلم (2166) سيأتي 3/383. وعن أبي عبد الرحمن الجهني سيأتي 4/233. وعن أبي بصرة الغفاري سيرد 6/398. قوله: "وعليك "، جاء في رواية أخرى: "عليك " بلا واو سترد برقم (4698) . قال السندي: السام: هو بألف لينة: هو الموت، وقيل: الموت العاجل،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 170 4564 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً، فَلَا يَتَنَاجَ (1) اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ "، وَقَالَ مَرَّةً: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ يَتَنَاجَى الرَّجُلَانِ دُونَ الثَّالِثِ، إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً " (2)   =وجاءت الرواية في الجواب بالواو وحذفها، فالحذف لرد قولهم عليهم، لأن مرادهم الدعاء على المؤمنين، فينبغي للمؤمنين رد ذلك الدعاء عليهم، وأما الواو فإما استئنافية ذكرت تشبيهاً بالجواب، والمقصود هو الرد، وإما للعطف، والمراد الإخبار بأن الموت مشترك بين الكل غير مخصوص بأحد، فهو رد بوجه آخر، وهو أنهم أرادوا بهذا الدعاء إلحاق الضرر مع أنهم مخطئون في هذا الاعتقاد، لعموم الموت للكل، ولا ضرر بمثله، والله تعالى أعلم. وقال الخطابي: رواية سفيان بن عيينة بحذف الواو، قال: وهو الصواب. لكن قد عرفت توجيه الواو أيضاً، فلا وجه لرده بعد ثبوتها من حيث الرواية. وانظر فتح الباري 11/43- 45. (1) في (ظ 14) : فلا يتناجى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. عبد الله بن دينار: هو العدوي. وأخرجه الحميدي (645) ، وابنُ ماجه (3776) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 2/988، ومن طريقه ابن حبان (582) ، والبغوي في "شرح السنة" (3509) عن عبد الله بن دينار، به. وأخرجه الحميدي (645) أيضاً عن صالح بن قدامة، وابنُ حبان (580) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، وابنُ عدي 4/1596 من طريق عبد الرحمن بن أبي= الحديث: 4564 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 171 4565 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُبَايِعُ عَلَى السَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: " فِيمَا اسْتَطَعْتَ " وَقَالَ مَرَّةً: فَيُلَقِّنُ أَحَدَنَا: " فِيمَا اسْتَطَعْتَ " (1)   =الرجال، ثلاثتهم عن عبد الله بن دينار، به. وقال ابن عدي: وهذا مشهور عن عبد الله بن دينار. وقد سلف برقم (4450) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الحميدي (640) ، والنسائي في "المجتبى" 7/152، وابنُ الجارود في "المنتقى" (1096) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/982، والبخاري (7202) ، ومسلم (1867) (90) ، والترمذي (1593) ، والنسائي في "المجتبى" 7/152، وفي "الكبرى" (8724) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (555) ، وابن حبان (4548) و (4549) و (4557) و (4561) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 1/323، والبيهقي في "السنن" 8/145، والبغوي في "شرح السنة" (2454) من طريقين، عن عبد الله بن دينار، به. وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/121-122 بنحوه من طريق عمير بن هانىء، عن ابن عُمر، به. وسيأتي بالأرقام (5282) و (5531) و (5771) و (6243) . وفي الباب عن جرير عند البخاري (7204) ، ومسلم (56) (99) ، سيرد 4/365. وعن أنس، سيرد 3/120.= الحديث: 4565 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 172 4566 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونَ بَيْعَ خِيَارٍ " (1) 4567 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ ابْنَ ابْنِهِ عَبْدَ اللهِ بْنَ وَاقِدٍ، يَا بُنَيَّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ خُيَلَاءَ " (2)   =قال السندي: قوله: يبايع: الظاهر أنه على بناء المفعول. فيلقن: من التلقين. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (655) ، والنسائي في "الكبرى" (6072) ، و"المجتبي" 7/251، وابنُ الجارود في "المنتقى" (617) ، والبيهقي في "المعرفة" (10962) (10963) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1531) (46) ، والنساني في "الكبرى" (6067) (6068) (6071) ، وفي "المجتبى" 7/250، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/12، وابنُ حبان (4913) ، والبيهقي في "السنن" 5/269، والبغوي في "شرح السنة" (2050) ، من طريقين عن عبد الله بن دينار، به. وقد سلف برقم (4484) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان. هو ابن عيينة. وعبد الله بن واقد: هو ابن عبد الله بن عمر، وليس من الإسناد، انما ذكره زيد بن أسلم لبيان الشخص الذي كلمه ابنُ عمر. وجاء مفسراً في رواية= الحديث: 4566 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 173 4568 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مَسْجِدَ قُبَاءَ يُصَلِّي فِيهِ فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالُ الْأَنْصَارِ (1) يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، وَدَخَلَ مَعَهُ صُهَيْبٌ فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَصْنَعُ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ؟، قَالَ: " يُشِيرُ بِيَدِهِ " قَالَ سُفْيَانُ: "   =الحميدي. وأخرجه الحميدي (636) ، وأبو يعلى (5644) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، ولفظه عند الحميدي: زيد بن أسلم، قال: بعثني أبي إلى عبد الله بن عمر، فدخلت عليه بغير إذن، فعلَّمني، فقال: إذا جئت فاستأذن، فإذا أذن لك فسلم إذا دخلت، ومر ابنُ ابنه عبد الله بنُ واقد بن عبد الله بن عمر، وعليه ثوب جديد يجُره، فقال له: أي بُني، ارفع إزارك، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا ينظُرُ الله إلى من جر ثوبه خُيلاء ". وأخرجه مالك في "الموطأ" 4/914، ومن طريقه البخاري (5783) ، ومسلم (2085) (42) ، والترمذي (1730) ، وأبو يعلى (5794) ، وأبو عوانة 5/476، عن زيد بن أسلم، به. وفيه زيادة: يوم القيامة. وهذه الزيادة وردت في الرواية رقم (4489) . وقد سلف برقم (4489) . وسيأتي برقم (4884) . قال السندي: قوله: سمع ابن عمر: بالنصب على المفعولية. ابنُ ابنه: بالرفع على أنه فاعل "سمع ". عبد الله: بدل من "ابنُ ابنه". (1) في (ظ 14) : من الأنصار. الحديث: 4568 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 174 قُلْتُ لِرَجُلٍ سَلْ زَيْدًا أَسَمِعْتَهُ (1) مِنْ عَبْدِ اللهِ، وَهِبْتُ أَنَا أَنْ أَسْأَلَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَامَةَ سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: (2) أَمَّا أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُهُ فَكَلَّمْتُهُ (3) " (4)   (1) في (ظ 14) : هل سمعته. (2) في (ظ 14) : فقال. (3) في (ظ 14) : وكلمته. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وزيد بن أسلم: هو مولي عمر بن الخطاب. وأخرجه الشافعي 1/119 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (3597) ، والحميدى (148) ، وابنُ أبي شيبة 14/281، والدارمى 1/316، والنسائي في "المجتبى" 3/5، وابنُ ماجه (1017) ، وابنُ خزيمة (888) ، وابن حبان (2258) ، والطبراني في "الكبير" (7291) ، والحاكم 3/12، والبيهقي في "السنن" 2/259 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبرأني في "الكبير" (7292) من طريق روج بن القاسم، عن زيد بن أسلم، به. وأخرجه أبو داود (927) ، والترمذي (368) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (215) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/454، والبيهقي في "السنن" 2/259 من طرق، عن هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر، بنحوه، وفيه أنه سأل بلالاً ... وهذا إسناد حسن. قال الترمذي: وكلا الحديثين عندي صحيح، لأن قصة صُهيب غيرُ قصة= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 175 4569 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ غَزْوٍ فَأَوْفَى عَلَى فَدْ فَدٍ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، آيِبُونَ إِنْ شَاءَ اللهُ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " (1)   =حديث بلال، وإن كان ابنُ عمر روى عنهما، فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعاً. وفي الباب عن صُهيب، سيرد 4/332. وعن جابر نحوه عند النسائي 3/6. وعن عمار نحوه عند النسائي أيضا 3/6. وعن أبي سعيد الخدري عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/454. قال السندي: قوله: يشير بيده: فيه أن رد السلام بالإشارة باليد لا يفسد الصلاة، بل ولا يكره. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه الحميدي (643) ، والنسائي في "الكبرى" (4244) و (10374) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (540) -، والبيهقي في "السنن" 5/259 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وعند الحميدي زيادة: يحيي ويميت، وقد سقط في مطبوعه من الإسناد: سفيان بن عيينة. وأخرجه البخاري (2995) ، وأبو يعلى (5513) ، والطبراني في "الكبير"= الحديث: 4569 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 176 4570 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: هَذِهِ الْبَيْدَاءُ الَّتِي يَكْذِبُونَ (1) فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " وَاللهِ مَا أَحْرَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا مِنْ (2) عِنْدِ الْمَسْجِدِ " (3)   = (13196) من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، عن صالح، به. وعند أبي يعلى زيادة: يحيي ويميت. وقد سلف برقم (4496) . قال السندي: قولُه: آيبون إن شاء الله: كأنَّ التقييد بالمشيئة لأنَّ تمام الأوب - أي الرجوع - يكون بالدخول في المدينة، وهو أمر غير محقق، منُوط بالمشيئة، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ 1) و (ظ 14) و (ق) : تكذبون. (2) لفظ: "من "ليس في (ظ 14) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه الحميدي (659) ، والبخاري (1541) ، وابنُ خزيمة (2611) ، والطبراني في "الكبير" (13167) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1186) (24) ، والترمذي (818) ، والبيهقي في "السنن" 5/38 من طريق حاتم بن إسماعيل، عن موسى بن عقبة، به، بلفظ: ما أهل رسولُ اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من عند الشجرة حين قام به بعيرُه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (1514) ، ومسلم (1187) (29) ، والنسائي في "الكبرى" (3739) ، وفي "المجتبي" 5/163، والبيهقي في "السنن" 5/38 من طريق= الحديث: 4570 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 177 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   الزهري، عن سالم، به، ولفظه عند البخاري: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يركب راحلته بذي الحُليفة، ثم يُهلُّ حتى تستوي به قائمةً. قلنا: سيأتي بنحو هذا اللفظ برقم (4842) . وسيأتي بالأرقام (4672) و (4819) و (4820) و (4842) و (4935) و (4947) و (5337) و (5574) و (5594) و (5907) و (5922) و (5950) و (6004) و (6428) . وفي الباب عن أنس عند البخاري (1546) ، وأبي داود (1773) و (1774) ، والنسائي 5/162. وعن جابر عند البخاري (1515) ، ومسلم (1218) مطولاً، والترمذي (817) . وعن ابن عباس سلف (2296) . قال الحافظ في "الفتح" 3/400: كان ابنُ عمر ينكر على رواية ابن عباس الآتية بعد بابين بلفظ: ركب راحلته حتى استوى على البيداء أهلَّ. وقد أزال الإشكال ما رواه أبو داود والحاكمُ من طريق سعيد بن جبير: قلتُ لابن عباس: عجبتُ لاختلاف أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في إهلاله، فذكر الحديث، وفيه: فلما صلى في مسجد ذي الحُليفة ركعتين، أوجب في مجلسه، فأهل بالحج حين فرغ منها، فسمع منه قوم، فحفظوه، ثم ركب، فلما استقلَّت به راحلتُه، أهلَّ، وأدرك ذلك منه قوم لم يشهدوه في المرة الأولى، فسمعوه حين ذاك، فقالُوا: إنما أهل حين استقلَّت به راحلتُه، ثم مضى، فلما علا شرف البيداء، أهل، وأدرك ذلك قوم لم يشهدوه، فنقل كُل أحدٍ ما سمع، وإنما كان إهلالُه في مصلاه وايمُ الله، ثم أهلَّ ثانياً وثالثاً، وأخرجه الحاكمُ من وجه آخر من طريق عطاء، عن ابن عباس نحوه دون القصة، فعلى هذا فكان إنكارُ ابن عمر على من يخُص الإهلال بالقيام على شرف البيداء، وقد اتفق فقهاءُ الآمصار على جواز جميع ذلك، وإنما الخلافُ في الأفضل. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 178 4571 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُئِلَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (1) 4572 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، أَلَا وَإِنَّهَا الْعِشَاءُ، وَإِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ بِالْإِبِلِ، - أَوْ عَنِ الْإِبِلِ - " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي لبيد، وهو عبد الله أبو المغيرة المدني، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الحميدي (630) ، والنسائي في "المجتبى" 3/227، وابنُ ماجه (1320) ، وابنُ خزيمة (1072) ، وابنُ حبّان (2620) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/273 من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن أبي سلمة، قال: كان رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسلم في كل ركعتين من صلاة الليل، وهذا إسناد مرسل. وقد سلف برقم (4492) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي لبيد - وهو عبد الله - فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/54 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (2152) ، والحميدي (638) ، ومسلم (644) (228) ، وأبو داود (4984) ، وابنُ= الحديث: 4571 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 179 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =ماجه (704) ، والنسائي في "المجتبي" 1/270، وأبو يعلى (5623) ، وابن خزيمة (349) ، وأبو عوانة 1/369، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/372، والبغوي في "شرح السنة" (377) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (4688) و (5100) و (6314) . وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن ماجه (705) ، وسيرد 2/433 و438 بلفظ: "لا تغلبنكم أهل البادية على اسم صلاتكم ". وعن عبد الرحمن بن عوف عند عبد الرزاق (2153) ، والبيهقي في "السنن" 1/372. وفي "النهاية": قال الأزهري: أربابُ النعم في البادية يُريحون الإبل، ثم يُنيخونها في مُراحها حتى يُعتموا، أي: يدخلوا في عتمة الليل، وهي ظلمته. وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة تسميةً بالوقت، فنهاهم عن الاقتداء بهم، واستحب لهم التمسُك بالاسم الناطق به لسان الشريعة. ونقل ابنُ حجر في "الفتح" عن القرطبي قوله: إنما نُهي عن ذلك تنزيهاً لهذه العبادة الشرعية الدينية عن أن يُطلق عليها ما هو اسم لفعلةٍ دنيوية، وهي الحلبة التي كانوا يحلُبونها في ذلك الوقت، وُيسمونها العتمة. وقال السندي: قوله: لا يغلبنكم الأعراب ... الخ: أي الاسمُ الذي ذكره الله تعالى في كتابه لهذه الصلاة إسمُ العشاء، والأعراب يسمونها العتمة، فلا تُكثروا استعمال ذلك الاسم لما فيه من غلبة الأعراب عليكم بالأكثر، واستعمالُ اسم العشاء موافقة للقرآن، فالمرادُ النهيُ عن إكثار اسم العتمة لا عن استعماله، وإلا فقد جاء في الأحاديث إطلاقُ هذا الاسم أيضاً، ثم ذكر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبب إطلاق الأعراب اسم العتمة بقوله: وإنهم - أي الأعراب - يُعتمون - من أعتم: إذا دخل في العَّتمة، وهي الظلمة -، أي: يؤخرون الصلاة، ويدخُلُون في ظلمة الليل بسبب الإبل وحلبها، والله تعالى أعلم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 180 4573 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُئِلَ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ، وَلَا أُحَرِّمُهُ " (1) 4574 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى الْمِنْبَرِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ أَسْرَعْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَجَلَسْتُ فَلَمْ أَسْمَعْ حَتَّى نَزَلَ فَسَأَلْتُ النَّاسَ أَيَّ شَيْءٍ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: " نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ أَنْ (2) يُنْتَبَذَ فِيهِ " (3)   (1) هذا الحديث له إسنادان: الأول: سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وهو إسناد صحيح على شرط الشيخين. والثاني: سفيان، عن هشام بن عروة، عن عروة بن الزبير. وهذا إسناد ضعيف لإرساله، عروة بن الزبير لم يدرك النبيً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد سلف تخريجه بالإسناد الأول برقم (4562) . أما بالإسناد الثاني: فأخرجه الحميدي (642) عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (8673) عن معمر، وابن أبي شيبة 8/271 عن أبي أسامة، كلاهما عن هشام، به. وانظر (4497) . (2) لفظ: "أن " ليس في (ق) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، يحيى بن= الحديث: 4573 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 181 4575 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، فَقَلَّبْتُ الْحَصَى، فَقَالَ: " لَا تُقَلِّبِ الْحَصَى، فَإِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَكِنْ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ، كَانَ يُحَرِّكُهُ هَكَذَا "، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: " يَعْنِي مَسْحَةً " (1)   =سعيد: هو الأنصاري المدني، نافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (16960) ، وأبو عوانة 5/303 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1997) (49) من طريقين عن يحيى، به. وقد سلف برقم (4465) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجالُ الشيخين غير علي بن عبد الرحمن المُعاوي، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه بنحوه الحميدي (648) ، ومسلم (580) (116) ، والنسائي في "المجتبى" 3/36، وأبو يعلى (5767) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الحميدي (648) ، وأبو عوانة 2/224 من طريقين، عن مسلم بن أبي مريم، به. وسيأتي برقم (5043) و (5331) و (5421) . وفي الباب عن معيقيب عند مسلم (546) ، وأبي داود (946) ، والترمذي (380) ، والبيهقي في "السنن" 2/284- 285. وعن أبي ذر عند أبي داود (945) ، والترمذي (379) ، والبيهقي في "السنن" 2/284. قال السندي: قوله: فقلبتُ الحصى، أي: لأسويه للسجود.= الحديث: 4575 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 182 4576 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " (1) 4577 - سَمِعْتُ سُفْيَانَ، قَالَ إِنَّهُ: " نَذَرَ - يَعْنِي - أَنْ يَعْتَكِفَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " فَأَمَرَهُ " قِيلَ لِسُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ نَذَرَ (2) قَالَ: نَعَمْ (3)   =ولكن كما رأيت، أي: أفعل كما رأيت. يعني مسحة، أي: يمسح الحصى مسحةً واحدةً للتسوية. (1) إسناده صحح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (667) ، والحميدي (699) ، ومسلم (1869) (94) ، وابنُ أبي داود في "المصاحف ص 181 و182، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/369، والبيهقي في "المعرفة" (18174) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4507) . (2) لفظ: "نذر" لم يرد في (ظ 14) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه بنحوه الحميدي (691) ، والنسائي في "المجتبى" 7/21، وفي= الحديث: 4576 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 183 4578 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ (1) : " حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَيْنِ، وَلَهُ مَا يُوصِي فِيهِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ " (2)   ="الكبرى" (3353) (3354) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي بنحوه في "الكبرى" (3355) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، به. وسيأتي مطولاً برقم (4705) و (4922) و (5539) و (6418) . وانظر (5374) . وفي الباب عن كردم بن سفيان سيأتي 3/419 و6/366. قال السندي: إنه نذر، أي: إن عمر نذر في الجاهلية. فأمره: أي بالاعتكاف وأداء النذر، وظاهره أن من أسلم يأتي بنذوره في الخير، وهو مبني على أن نذر الكافر ينعقد موقوفاً، ولا بُعد في التزامه، والله تعالى أعلم. (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أنه قال: حق. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد وقفه سفيان هنا، ورفعه عند الحميدي والترمذي، كما سيرد. وأخرجه الحميدي (697) ، والترمذى (2118) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، مرفوعاً. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه بنحوه الطيالسي (1841) ، ومسلم (1627) (3) ، والدارقطني في "السنن" 4/150-151، والبيهقي في "السنن" 6/272 من طرق عن أيوب، به، مرفوعاً. وأخرجه الطيالسي (1841) ، ومسلم (1627) (3) ، وابنُ عدي في "الكامل "= الحديث: 4578 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 184 4579 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً إِلَى نَجْدٍ، فَبَلَغَتْ سِهَامُهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا بَعِيرًا " (1)   3=/1117، وأبو نعيم في "الحلية" 8/322-323، والبيهقي في "السنن" 6/271-272 من طرق، عن نافع، به، مرفوعاً. قال أبو نعيم: صحيح ثابت، رواه الناس عن نافع. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/239 من طريق ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، موقوفاً. وقد سلف بنحوه مرفوعا برقم (4469) . قال السندي: قوله: أنه حق، أي: لائق به. أن يبيت: هكذا في نسخ "المسند"، والظاهر أنه من حذف "لا"، ثم هو مبتدأ، خبره "حق ". وله ما يوصي فيه: ما ينبغي له أن يوصي فيه من المال وغيره، كالدين والأمانة، ونحوهما. والجملة حال. إلا ووصيتُهُ مكتوبة: هذه الجملةُ حال مستثنى من أعم الأحوال، ولذلك صدرت بالواو. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (694) عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4338) ، ومسلم (1749) (37) ، وأبو عوانة 4/104-106، والبيهقي في "السنن" 6/312، وابنُ عبد البر 14/42 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وأخرجه عبد الرزاق (9336) ، ومسلم (1749) (36) (37) ، وأبو داود= الحديث: 4579 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 185 4580 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِضَجْنَانَ، فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ نَادَى: أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ مُنَادِيًا فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ أَوِ الْبَارِدَةِ: " أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ " (1)   = (2741) و (274) و (2743) و (442) " ابن الجارود (1074) ، وأبو يعلى (5826) ، وأبو عوانة 4/106 و107 والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/241، وابن حبان (4832) و (4834) ، والطبراني في "الكبير" (13426) ، والبيهقي في "السنن" 6/312، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/37، 39 من طرق، عن نافع، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/455 من طريق محمد بن إسحاق، وأبو عوانة 4/108 من طريق سالم، كلاهما عن ابن عمر، به. قلنا: محمد بن إسحاق لم يدرك ابن عمر. وسيأتي برقم (5180) و (5288) و (5519) و (5919) و (6386) و (6454) قال السندي: قوله: ونفلنا بالتشديد، أي: أعطانا زائداً على السهام. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ةأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/110 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (1902) ، والحميدي (700) ، وابنُ ماجه (937) ، وابن خزيمة (1655) ، والبغوي في "شرح السنة" (799) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4478) . قال السندي: قوله: في الليلة المطيرة أو الباردة، أي: فالمطر والبرد من الأعذار المسقطة للجماعة. والله تعالى أعلم. الحديث: 4580 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 186 4581 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقَدِ اسْتَثْنَى " (1) 4582 - قَالَ: قُرِئَ عَلَى (2) سُفْيَانَ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ، (3) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (3261) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/46 عن الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (105) ، والحميدي (690) ، والنسائي في "المجتبي" 7/25، وابنُ ماجه (2106) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (928) ، وابنُ حبان (4339) ، والبيهقي في "السنن" 7/361، من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه ابن حبان (4340) ، والبيهقي في "السنن" 10/46 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. قال البيهقي: وكذلك رُوي عن ابن وهب، عن سفيان، عن أيوب بن موسى، وإنما يُعرف هذا الحديث مرفوعاً من حديث أيوب السختياني. وقد سلف برقم (4510) . قال السندي: قوله: على يمين، أي: على محلوف عليه، أو بيمين. فقد استثنى، أي: ومن استثنى، فلا يحنث فعل أو ترك. (2) في (ظ 1) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قرأ على. وكتبت في هامش (ص) و (س) . (3) في (ص) : عن أيوب. الحديث: 4581 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 187 عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " (1) 4583 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَهُوَ عَلَى دَرَجِ الْكَعْبَةِ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلَا إِنَّ قَتِيلَ الْعَمْدِ الْخَطَإِ بِالسَّوْطِ أَوِ الْعَصَا (2) فِيهِ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ - وَقَالَ مَرَّةً: الْمُغَلَّظَةُ - فِيهَا أَرْبَعُونَ خَلِفَةً، فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا أَلَا (3) إِنَّ كُلَّ مَأْثُرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَدَمٍ وَدَعْوَى - وَقَالَ مَرَّةً: وَدَمٍ وَمَالٍ - تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِقَايَةِ الْحَاجِّ وَسِدَانَةِ الْبَيْتِ، فَإِنِّي أُمْضِيهِمَا لِأَهْلِهِمَا عَلَى مَا كَانَتْ " (4)   (1) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (689) ، والنسائي في "الكبري" (6217) ، وفي "المجتبي" 7/293، وابنُ ماجه (2197) ، والبيهقي في "معرفة الآثار والسنن " (11461) من طريق، سفيان بن عيينة، لها الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5653) من طريق حماد بن سلمة عن أيوب، به. وقد سلف برقم (4491) . (2) في (ظ14) : أم العصا. (3) ! لفظ: "ألا" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. 4583 (4) إسناده ضعيف لضعف ابن جُدعان، وهو عليُّ بنُ زيد، وبقية رجاله ثقات. سفيان: هو ابن عيينة. والقاسم بن ربيعة. هو ابن جوشن الغطفاني.= الحديث: 4583 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 188 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =قلنا: والحديث هو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص كما سيرد بالإسناد الصحيح برقم (6533) . وانظر تعليقنا هناك. وأخرجه مطولاً ومختصراً الشافعي في "مسنده " 2/108 (بترتيب السندي) ، والحميدي (702) ، وابنُ أبي شيبة 9/129-130، والنسائي في "الكبرى" (7002) ، وفي "المجتبى" 8/42، وابنُ ماجه (2628) ، وأبو يعلى (5675) ، والدارقطني في "السنن" 3/105، والبيهقي في "السنن" 8/44، وفي "معرفة الآثار والسنن " (15819) (15820) ، والبغوي في "شرح السنة" (2536) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وعلقه أبو داود بإثر الحديث (4549) ، عن ابن عيينة، به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل " 5/85 من طريق سفيان بن عيينة، عن على بن زيد بن جُدعان، عمن حدثه، عن ابن عمر، به. وأخرجه أبو داود (4549) ، والبيهقي في "السنن" 8/68 من طريق عبد الوارث بن سعيد العنبري، عن ابن جُدعان، به. قال البيهقي في "السنن" 8/68: عليُ بن زيد كان يُخلِّط فيه، فالحديثُ حديثُ خالد الحذَّاء، والله أعلم. قلنا: سنذكر طريق خالد الحذاء في تخريج الحديث رقم (6533) من حديث عبد الله بن عمرو. وقال البيهقي في "السنن" 8/69: سُئل، يحيي عن حديث عبد الله بن عمرو هذا، فقال له الرجل: إنَّ سفيان يقول عن عبد الله بن عمر، فقال يحمى بن معين؟ على بن زيد ليس بشيء، والحديثُ حديثُ خالد، وإنما هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. وأخرجه النسائي في "الكبري" (7003) ، وفي "المجتبي" 8/42 من طريق حميد الطويل، عن القاسم بن ربيعة، مرسلاً.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 189 4584 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعَ صَدَقَةَ ابْنُ عُمَرَ (1) يَقُولُ: - يَعْنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " يُهِلُّ أَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ - وَلَمْ يَسْمَعْهُ ابْنُ عُمَرَ، وَسَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي   =قلنا: سيأتي في "المسند" 3/410، وسيأتي برقم (4926) و (5805) . قال السندي: قوله: ألا إن قتيل العمد الخطأ: المراد به شبه العمد، فإنه جامع بين كونه عمداً وخطأ. وفي حديث عبد الله بن عمرو عند أبي داود بلفظ: الخطأ شبه العمد. بالسوط أو العصا: أي: الحاصل بالسوط أو العصا بيان للعمد الخطأ. المغلظة: أي: فيه الدية المغلظة. خلفة، بفتح فكسر: هي الناقة الحاملة إلى نصف أجلها. مأثرة: بفتح ميم، وضم مثلثة أو فتحها: كل ما يذكر ويؤثر من مكارم أهل الجاهلية ومفاخرهم. تحت قدمي: أراد إبطالها وإسقاطها. وسِدَانة البيت: بكسر السين وبالدال المهملة، وهي خدمته والقيام بأمره. قال الخطابي: كانت الحجابةُ في الجاهلية في بني عبد الدار، والسقاية في بني هاشم، فأقرهما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصار بنو شيبة يحجبون البيت، وبنو العباس يسقون الحجيج. على ما كان عليه: أي: على ما كان الأمر عليه في الجاهلية، وفي بعض النسخ: على ما كانت، أي: كل واحدة من السقاية والسِّدانَة. (1) في (ق) و (ظ 1) : سمع عبد الله بن عمر. الحديث: 4584 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 190 الْحُلَيْفَةِ (1) " قَالُوا لَهُ: فَأَيْنَ أَهْلُ الْعِرَاقِ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ " (2) 4585 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ يَحُطَّانِ الذُّنُوبَ " (3) 4586 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو، ابْنَ عُمَرَ،   (1) كذا في عامة الأصول: "ذا الحليفة" غير (ق) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر وما على هامش (س) ، ففيها: من ذي الحليفة. وهو الوجه، وما في عامة الأصول يمكن تخريجه على قول من يُعرب الأسماء الخمسة إعراب الاسم المقصور بحركاتٍ مقدرة على الألف. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صدقة - وهو ابن يسار الجزري المكي -، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (4455) ، وسياتي برقم (5492) . قال السندي: قوله: ولم يسمعه، أي قوله: وأهل اليمن من يلملم، وسمع قوله: مهلّ أهل المدينة، الخ. (3) إسناده حسن. سفيان - وهو ابن عيينة - سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وعبد الله بن عبيد بن عمير: هو الليثي. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (122) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد سلف مطولاً برقم (4462) . الحديث: 4585 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 191 كُنَّا نُخَابِرُ، وَلَا نَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا حَتَّى زَعَمَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: (1) " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ فَتَرَكْنَاهُ " (2) 4587 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعَ عَمْرٌو سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِلْمُتَلَاعِنَيْنِ: "   (1) لفظ: "بن خديج " لم يرد في (س) و (ص) و (ط 14) . وأثبت في هامش (س) نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، عمرو: هو ابن دينار المكي. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 2/136 (بترتيب السندي) ، والحميدي (405) ، ومسلم (1547) (107) ، والنسائي في "المجتبى" 7/48، وابنً ماجه (2450) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/105، 111، والطبراني في "الكبير" (4248) (4249) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وفي مطبوع "مسند الشافعي ": كنا نخامر، وهو تصحيف. وأخرجه مسلم (1547) (106) (107) ، والنسائي في "المجتبي" 7/48، والطبراني في "الكبير" و (4250) و (4251) و (4252) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد" 3/42 من طرق، عن عمرو، به. وأخرجه مسلم (1547) (108) ، والطبراني في "الكبير" (4253) من طريقين عن أيوب، عن أبي الخليل، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: منعنا رافعٌ نفع أرضنا. وقد سلف برقم (4504) . قال ابنُ عبد البر فى "التمهيد" 3/42-43: المخابرة، هي كراء الأرض ببعض ماتخرجه، على سُنَّة خيبر. الحديث: 4587 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 192 حِسَابُكُمَا عَلَى اللهِ، أَحَدُكُمَا كَاذِبٌ، لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَالِي؟ قَالَ: " لَا مَالَ لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ عَلَيْهَا فَهُوَ (1) بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ عَلَيْهَا، فَذَاكَ (2) أَبْعَدُ لَكَ " (3)   (1) لفظ: "فهو" مستدرك من مصادر التخريج. (2) في (ظ 1) : فذلك. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، عمرو: هو ابن دينار. وأخرجه أبو داود (2257) عن الإمام أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 2/49 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (12455) ، وسعيد بن منصور (1556) ، والبخاري (5312) ، ومسلم (1493) (5) ، والنسائي في "المجتبى" 6/177، وابن الجارود في "المنتقى" (753) ، وأبو يعلى (5651) ، والبيهقي في "السنن" 7/401 من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه سعيد بن منصور (1557) من طريق حماد بن زيد، عن عمرو، عن سعيد، مرسلاً. وقد سلف نحوه برقم (4477) . وعند البخاري: قال سفيان: حفظته من عمرو وأيوب كما أخبرتك. قلنا: رواية سفيان عن أيوب سترد برقم (4945) . قال السندي: قوله: مالي، أي: أين مالي الذي صرفت عليها. فهو بما استحللت، أي: فهو لها بمقابلة ما استحللت. فذاك، أي: فرجوع المال إليك أبعد. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 193 4588 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، - قِيلَ لِسُفْيَانَ: ابْنُ عَمْرٍو؟ قَالَ: لَا ابْنُ عُمَرَ - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمَّا حَاصَرَ أَهْلَ الطَّائِفِ، وَلَمْ يَقْدِرْ مِنْهُمْ عَلَى شَيْءٍ، قَالَ: " إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ "، فَكَأَنَّ الْمُسْلِمِينَ (1) كَرِهُوا ذَلِكَ، (2) فَقَالَ: " اغْدُوا "، فَغَدَوْا عَلَى الْقِتَالِ، فَأَصَابَهُمْ جِرَاحٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ " فَسُرَّ الْمُسْلِمُونَ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)   (1) في النسخ: "المسلمون "، والتصحيح من النسخة الكتانية فيما ذكر الشيخ أحمد شاكر. (2) في (ظ 14) : ذاك. (3) إسناده صحيح على تشرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي، وأبو العباس: هو السائب بن فرُّوخ. وأخرجه الحميدي (706) ، وسعيد بن منصور (2863) ، والبخاري (4325) ، والبيهقي في "الدلائل " 5/167 من طريق ابن المديني، والبخاري (6086) من طريق قتيبه بن سعيد، و (7480) من طريق عبد الله بن محمد، وأبو يعلى (5773) من طريق زهير بن حرب، والبيهقي في "السنن" 9/43، وفي "الدلائل " 5/165 من طريق الحسن بن محمد الزعفراني وفى "الدلائل" أيضاً 5/165 من طريق زكريا بن يحيي، ثمانيتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 14/507، ومن طريقه مسلم (1878) (82) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/168، وأخرجه مسلم (1778) (82) من طريق زهير بن حرب وابن نمير، والنسائي في "الكبرى" (8599) و (8872) من طريق عبد الجبار بن العلاء، أربعتهم عن سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن أبي العباس،= الحديث: 4588 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 194 4589 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمٍ،   =عن عبد الله بن عمرو بن العاص. قلنا: وهذا خطأ، إنما هو حديثُ عبد الله بن عمر بن الخطاب كما هو مبين صريحاً في روايتنا هذه، وقد ذكر الحافظُ في "الفتح" 8/44 الاختلاف في ذلك، فانظره إن شئت. وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ومن البيِّن الواضح أنهم كُلهم لم يتنبهوا إلى رواية الإمام أحمد هنا، وهو من أحفظ أصحاب ابن عُيينة، إن لم يكن أحفظهم، وإثباته بالقول الصريح الواضح أن ابن عيينة سئل: "ابن عمرو؟ " - يعني ابن العاص -، فقال: "لا، ابن عُمر" - يعني ابن الخطاب -، فهذا يرفعُ كُل خلاف، ويقطع بأن من روى بفتح العين، أخطأ جداً، سواء أكان ممن روى عن سفيان بن عيينة، أم كان ممن بعدهم، أم كان من أصحاب نسخ "الصحيحين ". قال السندي: قوله: قيل لسفيان: "ابن عمرو؟ " أي الحديث عن ابن عمرو بن العاص؟ قال: ابن عُمر، أي: ابن الخطاب، وهو الذي صوبه الدارقطني وغيره، والله تعالى أعلم. ولم يقدر منهم: من قدر كضرب أو نصر أو فرح، أي: لم يقدر عليهم، وكلمة: "من " بمعنى "على" أو لتضمين معنى لم ينل منهم، كما في رواية البخاري في غزوة الطائف. قافلون: أي: راجعون عنهم، قيل: وذلك لأن ثقيفاً أدخلوا في حصنهم ما يصلحهم لسنة، فلما انهزموا من أوطاس، دخلوا حصنهم، وأغلقوه عليهم، فاستشار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نوفل بن معاوية الديلي، فقال: هم ثعلب في جُحر، إن أقمت عليه، أخذته، وإن تركته، لم يضرك. كرهوا ذلك، أي: الرجوع بلا فتح. اغدوا، أي: سيروا أول النهار لأجل القتال.= الحديث: 4589 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 195 عَنْ أَبِيهِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ الْعَبْدُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَأَعْتَقَ أَحَدُهُمَا نَصِيبَهُ، فَإِنْ كَانَ مُوسِرًا، قُوِّمَ عَلَيْهِ قِيمَةً لَا وَكْسَ، وَلَا شَطَطَ، ثُمَّ يُعْتَقُ " (1) 4590 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الشَّيْبَانِيِّ، بِعْتُ مَا فِي رُءُوسِ نَخْلِي بِمِائَةِ وَسْقٍ، إِنْ زَادَ فَلَهُمْ، وَإِنْ نَقَصَ فَلَهُمْ، فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: فَقَالَ: " نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   =جراح: بكسر جيم، جمع جراحة لأنهم كانوا يرمون من أعلى السور. فكانوا ينالون من المسلمين، ولا ينال المسلمون منهم. فسُرَّ: على بناء المفعول، إي: حين جربوا الأمر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه أبو داود (739) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 2/66 (بترتيب السندي) ، والحميدي (670) ، والبخاري (2521) ، ومسلم 871، والنسائي في "الكبرى" (4941) و (4942) ، والبيهقي في "السنن " 10/275 من طريق سفيان بن عيينة، به. قال السندي: قوله: فإن كان، أي: الذي أعتق نصيبه. لا وكس: بفتح سكون، أي: لا نقصان فيها. ولا شطط بفتحتين، أي: لا زيادة فيها. ثم يعتق: من العتق، أي: ثم يُعتق العبد على الذي أعتق منه نصيبه. وقد سلف برقم (4451) . الحديث: 4590 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 196 وَرَخَّصَ فِي الْعَرَايَا " (1) 4591 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، بَيْنَهُمَا سَالِمٌ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ " (2)   (1) إسناده حسن. إسماعيل الشيباني: هو ابن إبراهيم، وثقه أبو زرعة، فيما ذكر ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/155، وسماه المزي: إبراهيم بن إسماعيل، وقال: ويقال: إسماعيل بن إبراهيم السلمي، ويقال: الشيباني، حجازي، روى عن ابن عباس وأبي هريرة ... قال محمد بن إسحاق: حدثنا عباس بن عبد الله بن معبد، عن إسماعيل بن إبراهيم، وكان خياراً. وقال أبو حاتم: مجهول. قال الحافظ ابن حجر: لا يبعد أن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني الذي روى عنه عباس غير إسماعيل السلمي الذي روى عن أبي هريرة، فقد فرق بينهما أبو حاتم الرازي، وأبو حاتم ابنُ حبان في "الثقات"، وإنما جمع بينهما البخاري في "تاريخه"، فتبعه المزي. قلنا: ثم ترجمه الحافظ في "التعجل" ص 34، وفاته أنه من رجال التهذيب، وأخرجه الشافعي فى "مسنده" 2/150 (بترتيب السندي) ومن طريقه الطحاوي فى "شرح معاني الآثار" 4/29 عن سفيان بن عيينة بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/131 عن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بابن عليه عن عمرو به. وقد سلف بنحوه برقم (4490) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار المكي. الحديث: 4591 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 197 4592 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَضَاءَ الْفَجْرُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ " (1) 4593 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَدْرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ، وَهُوَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَهُوَ يَقُولُ: وَأَبِي، وَأَبِي فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا   = وأخرجه ابن أبي شيبة 2/132، ومسلم (882) (72) ، والترمذي (521) ، والنسائي في "الكبرى" (1744) ، وابن ماجه (1131) ، والدارمي 1/337، 369، وأبو يعلى (5435) ، وابن خزيمة (1198) و (1871) ، والبيهقي في "السنن" 3/239 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه عبد الرزاق (5527) ، ومن طريقه الترمذي (434) ، والنسائي في "المجتبى" 3/113، وابنُ خُزيمة (1869) ، وابن حبان مطولاً برقم (2473) عن معمر، عن الزهري، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف مطولاً برقم (4506) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (674) مطولاً عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (1143) من طريق سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبن عمر، به. وقد سلف برقم (4506) . الحديث: 4592 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 198 بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ، وَإِلَّا فَلْيَصْمُتْ " (1) 4594 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " سَبَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْلَ، فَأَرْسَلَ مَا ضُمِّرَ مِنْهَا مِنَ الْحَفْيَاءِ، وَأَرْسَلَ مَا لَمْ يُضَمَّرْ مِنْهَا مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو الأموي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الحميدي (686) ، ومسلم (1646) (4) ، والبيهقي 10/28 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/480، والطيالسي (19) ، والبخاري (2679) و (6108) و (6646) ، ومسلم (1646) (3) و (4) ، والدارمي 2/185، وأبو يعلى (5832) ، وابن حبان (4359) و (4360) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/160، والبيهقي 10/28، والبغوي (2431) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه ابن ماجه (2101) من طريق محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال: سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا يحلف بأبيه فقال: "لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن لم يرض بالله فليس من الله". قد سلف برقم (4523) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وإسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو الأموي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1870) (95) ، والبيهقي في "المعرفة" (19446) من طريق= الحديث: 4594 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 199 4595 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ يُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ بِمَكَّةَ أَمْرًا، فَقَالَ: " أُهِلُّ بِالْعُمْرَةِ، فَإِنْ حُبِسْتُ، صَنَعْتُ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ "، فَلَمَّا سَارَ قَلِيلًا، وَهُوَ بِالْبَيْدَاءِ، قَالَ: مَا سَبِيلُ الْعُمْرَةِ إِلَّا سَبِيلُ الْحَجِّ، أُوجِبُ حَجًّا، وَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجًّا، فَإِنَّ سَبِيلَ الْحَجِّ سَبِيلُ الْعُمْرَةِ، " فَقَدِمَ مَكَّةَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ، أَتَى قُدَيْدًا، فَاشْتَرَى هَدْيًا، فَسَاقَهُ مَعَهُ " (1)   = سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4487) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو المكي الأموي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الحميدي (678) ، والنسائي 5/226 عن علي بن ميمون الرقي، كلاهما عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الحميدي زاد أيوب بن موسى في الحديث: فلما بلغ قُديداً اشترى به هدياً فساقه. قلنا: وهذه الزيادة هي من فعل ابن عمر، لا من فعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري برقم (1693) ، ورواية المسند (5165) و (6391) . وقد سلف نحوه برقم (4480) . الحديث: 4595 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 200 4596 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ " أَتَى قُدَيْدًا، وَاشْتَرَى هَدْيَهُ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ "، وَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ هَكَذَا " (1) 4597 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (2) يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ: " أَنَّ جَارِيَةً، لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِسَلْعٍ، بَلَغَ الْمَوْتُ شَاةً مِنْهَا، فَأَخَذَتْ ظُرَرَةً، فَذَكَّتْهَا بِهِ (3) ، فَأَمَرَهُ (4) بِأَكْلِهَا " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وهو مختصر ما قبله (4595) . (2) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) : عن أيوب. (3) لفظ: "به" لم يرد في (ظ 14) . (4) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : فأمرها. نسخة. (5) حديث صحيح، وقد اختلف فيه على نافع، فروي عنه هكذا، وروي عنه عن ابن عمر، وروي عنه عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، وروي عنه عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ، وسيأتي بيان مواضع هذه الطرق فيما بعد. وأما إسنادُ الحديث هنا، فصورته الإرسال، والرجل من بني سلمة الذي حدث عن ابن عمر، به، إما أن يكون عبد الله بن كعب بن مالك السلمي فيما رجحه المزي في "التحفة" 8/314، أو عبد الرحمن بن كعب بن مالك السلمي فيما رجحه ابنُ حجر في "الفتح" 4/482 و9/631، وهما تابعيان ثقتان، والحديث= الحديث: 4596 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 201 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سيأتي من طريق نافع، عن ابن كعب بن مالك دون تعيين، عن أبيه كعب بن مالك في مسنده 3/454 و6/386. وأما الإرسال فقد بين ابنُ كعب أنه رواه عن أبيه، فاتصل الإسناد، فهو إسناد صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص المكي الأموي، ثقة من رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (5502) من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، عن رجل من بني سلمة أخبر عبد الله: أن جارية ... ووقع في الطبعة السلفية من "فتح الباري": أخبرنا عبد الله، وهو خطأ مبين يستدرك من الطبعة اليونينية للبخاري 7/119، ومن "تحفة الأشراف" 8/314. وعلقه البخاري بإثر الحديث (5504) عن الليث، قال: حدثنا نافع أنه سمع رجلاً من الأنصار يخبر عبد الله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن جارية لكعب ... بهذا. ووصله الإسماعيلي في "مستخرجه" من طريق أحمد بن يونس، عن الليث بن سعد، وأخرجه من طريقه الحافظ في "تغليق التعليق" 4/513. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/489، ومن طريقه البخاري (5505) ، والبيهقي 9/282-283 عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ، أخبره: أن جارية لكعب بن مالك ... وأورد هذا الحديث الدارقطني في "التتبع" ص 358-359، وسرد فيه أسانيد البخاري، وهي (5504) حديث عبيد الله، عن نافع، عن ابن لكعب بن مالك، عن أبيه، أن امرأة ذبحت شاة ... و (5505) عن مالك، عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن سعد، أو سعد بن معاذ، أخبره: أن جارية لكعب ... و (5502) عن موسى، عن جويرية، عن نافع، عن رجل من بني سلمة، أخبر عبد الله: أن جارية لكعب ... = الجزء: 8 ¦ الصفحة: 202 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وما علقه بإثر الحديث (5504) فقال: وقال الليث: حدثنا نافع أنه سمع رجلاً من الأنصار يخبر عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن جارية لكعب ... بهذا. ثم قال الدارقطني: وهذا اختلاف بين، وقد أخرجه، وهذا قد اختلف فيه على نافع وعلى أصحابه عنه، اختلف فيه على عبيد الله، وعلى يحيى بن سعيد، وعلى أيوب، وعلى قتادة، وعلى موسى بن عقبة، وعلى إسماعيل بن أمية، وعلى غيرهم، فقيل: عن نافع، عن ابن عمر، ولا يصح، والاختلاف فيه كثير. وأقره الحافظ ابن حجر في "مقدمة الفتح" ص 376، فقال: هو كما قال، وعلته ظاهرة، والجواب عنه فيه تكلف وتعسف. وقال ابن حبان في "صحيحه" 13/213: الخبر عن نافع، عن ابن عمر، وعن نافع، عن أبن كعب بن مالك، عن أبيه، جميعاً محفوظان. قلنا: وسيأتي الحديث برقم (5464) من طريق محمد بن إسحاق، عن نافع، عن رجل من الأنصار من بني سلمة أن جارية لكعب، وبرقم (5463) و (5512) من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر أن امرأة كانت ترعى ... وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيرد 3/325. وعن محمد بن صفوان، سيرد 3/471. وعن عدي بن حاتم، سيرد 4/255. وعن زيد بن ثابت، سيرد 5/185-184. وعن رجل من بني حارثة، سيرد 5/430. وعن أبي سعيد الخدري عند النسائي 7/225-226. وسلع: بفتح السين وسكون اللام: جبل بسوق المدينة. وقوله: "ظررة"، قال السندي: ضبط بضم ظاء معجمة وفتح راء مكررة، وفي آخره تاء، والذي في "النهاية" ظرر كصرد بظاء معجمة بلا تاء، قال: وهو حجر= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 203 4598 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ إِلَى الْحِمَى، فَلَمَّا غَرُبَتِ الشَّمْسُ، هِبْنَا أَنْ نَقُولَ لَهُ: الصَّلَاةَ، حَتَّى ذَهَبَ بَيَاضُ الْأُفُقِ، وَذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، " نَزَلَ، فَصَلَّى بِنَا ثَلَاثًا وَاثْنَتَيْنِ "، وَالْتَفَتَ إِلَيْنَا، وَقَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ " (1) 4599 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   = صلب مُحدد، وفي "الصحاح": هو كرطب: حجر له حد كحدِّ السكين، ثم رأيت في "القاموس"، قال: الظِّر بالكسر، والظرر، والظررة: الحجر أو المدور المحدد منه. وقوله: فذكتها به: كأن تذكير الضمير باعتبار أنه الظّرر. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عبد الرحمن، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. سفيان: هو ابن عيينة، وابن أبي نجيح: هو عبد الله المكي. وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/77، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/161، والبيهقي 3/161 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4472) . وقوله: حتى ذهب بياضُ الأفق، قال السندي: هذا صريح في الجمع وقتاً، وسنده جيد، فهو حجة للجمهور. وفحمة العشاء، بفتح فاء وسكون حاء، أي: ظلمته وشدةُ سواده. الحديث: 4598 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 204 إِلَّا حَدِيثًا كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُتِيَ بِجُمَّارَةٍ، فَقَالَ: " إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ " فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ، فَسَكَتُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ النَّخْلَةُ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينه، وابن أبي نجيح: هو عبد الله المكي، ومجاهد: هو ابن جبر. وأخرجه الحميدي (676) ، والبخاري (72) ، ومسلم (2811) (64) ، والطبري في "تفسيره" 13/206، والطبراني في "الكبير" (13508) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 13/205 من طرق عن ابن أبي نجيح، به وأخرجه البخاري (2209) و (5448) ، ومسلم (2811) (64) ، وابن حبان (245) ، والطبراني في "الكبير" (13513) و (13515) و (13517) و (13521) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (33) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (355) ، وابن منده في "الإيمان" (189) من طرق، عن مجاهد، به. وأخرجه بنحوه البخاري (4698) (6144) ، ومسلم (2811) (64) ، والطبري 13/205 و207، والرامهرمزي في "الأمثال" (31) و (32) ، وابن منده (187) من طريق نافع، عن ابن عمر. قال البزار في "مسنده" فيما نقله الحافظ عنه في "الفتح" 1/147 ولم يرو هذا الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا السياق إلا ابن عمر وحده. وأخرجه الرامهرمزي (30) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/129 من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مثلُ المؤمن مثل النخلة أو النحلة، إن شاورته نفعك، وإن ماشيته نفعك، وإن شاركته نفعك". قلنا: ليث بن أبي سليم: ضعيف، وربما وقع سقط في أول متن الحديث= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 205 4600 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:   = في مطبوع "الحلية". وأخرجه البزار (43) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (13514) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (354) من طريق سفيان بن حسين، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عمر، ولفظه عند البزار: قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مثل المؤمن مثل النخلة، ما أتاك منها نفعك". وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/83، وقال: هو في الصحيح خلا قوله: "وما أتاك منها نفعك"، وقال الحافظ في "الفتح" 1/147: هكذا أورده مختصراً، وإسناده صحيح. وسيأتي برقم (4859) و (5000) و (5274) و (5647) و (5955) و (6052) و (6468) . وفي الباب: عن أنس عند الترمذي (3119) ، والنسائي في "الكبرى" (11262) ، والطبري في "تفسيره" 13/205، وابن حبان (475) ، ولكن تفرد حماد بن سلمة برفعه كما ذكر الحافظ في "الفتح" 1/147. وعن أبي رزين عند ابن حبان (247) . وعن أبي هريرة عند عبد بن حميد فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 1/147. الجُمارة: قلب النخلة وشحمتها. "النهاية" 1/294. وقال الحافظ في "الفتح" 1/145-146: بركة النخلة موجودة في جميع أجزائها، مستمرة في جميع أحوالها، فمن حين تطلُعُ إلى أن تيبس تؤكل أنواعاً، ثم بعد ذلك ينتفعُ بجميع أجزائها، حتى النوى في علف الدواب، والليف في الحبال، وغير ذلك مما لا يخفى. وكذلك بركةُ المسلم عامة في جميع الأحوال، ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد موته. الحديث: 4600 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 206 شَهِدَ ابْنُ عُمَرَ الْفَتْحَ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، (1) وَمَعَهُ فَرَسٌ حَرُونٌ (2) وَرُمْحٌ ثَقِيلٌ فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ يَخْتَلِي لِفَرَسِهِ، (3) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عَبْدَ اللهِ، إِنَّ عَبْدَ اللهِ " (4)   (1) لفظ: "سنة" لم يرد في (ظ 14) . (2) في (ظ 14) : جرور، وهما بمعنى. (3) كتب فوق هذا السطر في (ظ 14) : يعني يحتش. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقول مجاهد: شهد ابن عمر الفتح ... محمول على أنه سمع ذلك منه، لطول ملازمته له، وقد سمع منه شيئاً كثيراً، وحديثه عنه في "الصحيحين". وكانت سنه حين توفي ابن عمر قد أربت على الخمسين. وإعلال الهيثمي له بالإرسال، ومتابعة الشيخ أحمد شاكر له وهم منهما رحمهما الله. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/346، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهداً أرسله ولم ينسبه لأحمد. وقد أخطأ ناشر "مجمع الزوائد"، فأضاف لفظ: "رجل صالح" ظناً منه أن المعنى لا يتم بدونها مع أن حذف الخبر سائغ عندهم لإفادة التعميم. فقوله: إن عبد الله ... إن عبد الله ... يريد به مدحه وتعظيمه في أكثر من وصف، ولا يتحقق ذلك لو ذكر الخبر، فإنه يتقيد به ولا يتعداه إلى سواه. وهذه الزيادة التي ذكرها ناشر "مجمع الزوائد" هي في حديث آخر غير هذا سلف برقم (4494) . وقدر السندي الخبر، فقال: إن عبد الله، أي: مما يخاف عليه ونحو ذلك، قاله شفقة عليه.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 207 4601 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ يَعْنِي ابْنَ حُدَيْرٍ، وَوَكِيعٌ الْمَعْنَى قَالَ: أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُطَارِدٍ، قَالَ: وَكِيعٌ السَّدُوسِيِّ أَبِي الْبَزَرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا؟ فَقَالَ: قَدْ " كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَشْرَبُ قِيَامًا، وَنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَسْعَى " (1)   = وفرس حرون: هو الذي لا ينقاد، وإذا اشتد به الجري وقف. (1) إسناده ضعيف، أبو البزرى -بالقصر، وضبطه ابن ناصر الدين في "التوضيح" 1/437 براء ممالة- لم يرو عنه إلا عمران بن حدير، وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/282: لا يحتج به، فهو مجهول لم يوثقه غير ابن حبان، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن إدريس: هو عبد الله. ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 33/74 من طريق أحمد ابن حنبل، عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1904) ، والدارمي 2/120، وابن الجارود في "المنتقى" (867) ، والدولابي في "الكنى" 1/127، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/273 و274، وابن حبان (5243) ، والبيهقي في "السنن" 7/283، وفي "الشعب" (5988) و (5989) من طرق، عن عمران بن حُدير، به. وسيأتي برقم (4765) و (4833) و (5874) . ومسألة الشرب قائماً لها شواهد صحيحة، سنذكرها في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، الآتي برقم (6627) . وقوله: نشرب قياماً، قال السندي: قد صح النهي عنه، فهذا يدل على أن النهي للتنزيه، وأنهم كانوا يفعلون ذلك وقت الحاجة. الحديث: 4601 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 208 4602 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، كَانُوا يَبْدَءُونَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/169، ومسلم (888) (8) ، والنسائي في "المجتبى" 3/183، وفي "الكبرى" (1767) ، والبيهقي 3/296 من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وقد تحرف عبدة في مطبوع "سنن البيهقي" إلى: عبيدة. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/169، والبخاري (963) ، ومسلم (888) (8) ، والترمذي (531) ، وابن ماجه (1276) ، والبيهقي 3/296، والبغوي (1101) من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله، به. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم: أن صلاة العيدين قبل الخطبة. ويقال: إن أول من خطب قبل الصلاة مروان بن الحكم. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/155-156 من طريق نافع وسالم، كلاهما عن ابن عمر. وسيأتي برقم (4963) و (5394) و (5663) . وفي الباب: عن ابن عباس سلف برقم (2062) . وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/36 و56-57. وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/296. وعن جندب بن عبد الله، سيرد 4/312. وعن عبد الله بن يزيد الخطمي نحوه مطولاً عند الشافعي 1/156.= الحديث: 4602 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 209 4603 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاعَنَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا " (1) 4604 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2)   = وعن البراء بن عازب عند أبي شيبة 2/170، والنسائي في "المجتبى" 3/184-185، وفي "الكبرى" (1777) . وعن عمار بن ياسر عند الدارمي 1/376. وعن أنس عند البخاري (984) . وعن عبد الله بن السائب عند النسائي في "الكبرى" (1779) . وعن عمر موقوفاً سلف برقم (163) . وعن المغيرة بن شعبة، وأبي بكر موقوفاً عند عبد الرزاق (5637) و (5638) و (5639) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان ميسرة العرزمي- فمن رجال مسلم. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي. وأخرجه مطولاً الترمذي (1202) و (3178) ، وأبو يعلى (5772) ، من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم. وقد سلف مختصراً برقم (4477) ، ومطولاً برقم (4693) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي،= الحديث: 4603 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 210 4605 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُسْأَلُ عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بِأَرْضِ الْفَلَاةِ، وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ، وَالسِّبَاعِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ الْمَاءُ قَدْرَ قُلَّتَيْنِ (1) لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ " (2)   = وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (5313) ، ومسلم (1494) (9) من طرق، عن عبيد الله، به. وقد سلف نحوه برقم (4527) ، وانظر (4477) . (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: القلتين. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. محمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند الدارقطني، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي. وأخرجه الترمذي (67) ، والدارقطني 1/19 من طريق عبدة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: قال محمد بن إسحاق: القُلة هي الجرار، والقُلة التي يُستقى فيها. وقال: وهو قولُ الشافعي وأحمد وإسحاق، قالوا: إذا كان الماء قُلتين لم ينجسه شيء ما لم يتغير ريحُه أو طعمُه، وقالوا: يكون نحواً من خمس قرب. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/144، وأبو داود (64) ، وابن ماجه (517) ، وأبو يعلى (5590) ، والطحاوي 1/15 و16، والدارقطني 1/19، 21، والبيهقي 1/261، والبغوي (282) من طرق، عن محمد بن إسحاق، به. وأخرجه الدارمي 1/187، والنسائي 1/175، وابن خزيمة (92) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/15، وفي "المشكل" (2644) من طريق أبي أسامة،= الحديث: 4605 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 211 4606 - حَدَّثَنَا عَبْدةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ، وَاسِعٍ،   = عن الوليد بن كثير المخزومي، عن محمد بن جعفر، به. وأخرجه عبد بن حميد (817) ، وابن أبي شيبة 1/144، وأبو داود (63) ، والنسائي في "الكبرى" (50) ، وابن الجارود (45) ، وابن حبان (1249) ، والدارقطني 1/13-14 و18-19، والحاكم 1/132، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (1854) من طريق أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا جميعاً بجميع رواته، ولم يخرجاه، وأظنهما -والله أعلم- لم يخرجاه لخلاف فيه على أبي أسامة، عن الوليد بن كثير. ووافقه الذهبي. وأخرجه الشافعي في "مسنده" (بترتيب السندي) 1/21 عن الثقة، وابن الجارود (44) ، والطحاوي في "المشكل" (2645) ، وابن حبان (1253) ، والدارقطني 1/15 و16-17، والحاكم 1/133، والبيهقي في "السنن" 1/260، وفي "المعرفة" (1850) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به. قال الحاكم: هكذا رواه الشافعي عن الثقة، وهو أبو أسامة بلا شك فيه، ثم أخرجه الحاكم من طريق الشافعي. وأخرجه الحاكم 1/133، والدارقطني 1/18، والبيهقي 1/261 من طريق أبي أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومحمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به. قال الحاكم: وإنما قرنه أبو أسامة (يعني محمد بن عباد) إلى محمد بن جعفر، ثم حدث به مرة عن هذا، ومرة عن ذاك.= الحديث: 4606 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 212 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه عبد الرزاق (266) ، والدارقطني 1/23، والبيهقي في "المعرفة" (1885) من طريق أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، به. وأخرجه الدارقطني 1/23، ومن طريقه أخرجه البيهقي 2/262 من طريق محمد بن كثير المصيصي، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعا. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 49: والموقوف أصح. وأخرجه الدارقطني 1/24، ومن طريقه أخرجه البيهقي 2/262 من طريق معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر موقوفاً، وهو الصواب. وسيأتي برقم (4753) و (5855) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم بن المنذر، عن ابن عمر. وهذا إسناد جيد. قال الحافظ في "التلخيص" 1/17 بعد أن نقل تصحيحه عن الحاكم وابن منده: ومداره على الوليد بن كثير، فقيل: عنه، عن محمد بن جعفر بن الزبير، وقيل: عنه، عن محمد بن عباد بن جعفر، وتارة عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، وتارة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر. والجواب أن هذا ليس اضطراباً قادحا، فإنه على تقدير أن يكون الجميع محفوظاً انتقال من ثقة إلى ثقة. وعند التحقيق: الصواب أنه عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر -المكبر-، وعن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر -المصغر-، ومن رواه على غير هذا الوجه فقد وهم، وقد رواه جماعة عن أبي أسامة، عن الوليد بن كثير على الوجهين. أ. هـ. قلنا: لم ينفرد به الوليد بن كثير، بل تابعه محمد بن إسحاق كما في هذه الرواية، وزاده تأييداً رواية حماد بن سلمة التي سترد برقم (4753) . وقال الدارقطني في "السنن" 1/17: "وصح أن الوليد بن كثير رواه عن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 213 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَقِيتُ يَوْمًا فَوْقَ بَيْتِ حَفْصَةَ: " فَرَأَيْتُ   = محمد بن جعفر بن الزبير، وعن محمد بن عباد بن جعفر، جميعاً عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فكان أبو أسامة مرة يحدث به عن الوليد بن كثير، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومرة يحدث به عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، والله أعلم. وسيتكرر برقم (4803) و (4961) . وانظر "السنن الكبرى" للبيهقي 1/260-262، و"تلخيص الحبير" 1/16-20، و"نصب الراية" 1/104-111، و"معالم السنن" للخطابي 1/35، و"مختصر سنن أبي داود" 1/56-72، وتعليق الشيخ أحمد شاكر على "سنن الترمذي" 1/97-99. وقوله: "بأرض الفلاة"، قال السندي بالإضافة البيانية. وما ينويه، أي. يأتيه وينزل به، والمراد حكم الماء إذا نابه السباع. والقُلَّة: قال عبدة: قال محمد بن إسحاق: القلة هي الجرار، والقلة التي يستقى فيها. وفي "النهاية": القُلة: الحُب العظيم، والجمع قلال، وهي معروفة بالحجاز، ثم فسر قلال هجر بأن هجر: قرية قريبة من المدينة، وليست هجر البحرين، وكانت تُعمل بها القلال، تأخذ الواحدة منها مزادة من الماء، سُميت قُلة، لأنها تُقل؟ أي: تُرفع وتُحمل. وقوله: لم يحمل الخبث. قال السندي: بفتحتين، أي: يدفعه عن نفسه، لا أنه يضعف عن حمله فينجس، إذ لا فرق إذاً بين ما بلغ من الماء قلتين، وبين ما دونه، وإنما ورد هذا مورد الفصل والتحديد بين المقدار الذي يتنجس وبين الذي لم يتنجس، ويؤكد المطلوب رواية: "لم ينجس" بضم جيم وفتحها، فإنها صريحة في بطلان التأويل. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 214 رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَتِهِ مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ مُسْتَدْبِرَ الْقِبْلَةِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي. وواسع: هو ابن حبان الأنصاري. وأخرجه الترمذي (11) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (148) و (3102) ، ومسلم (266) (62) ، وابن الجارود (30) ، وابن خزيمة (59) ، وأبو عوانة 1/200، والطحاوي 4/234، والبغوي (175) من طرق عن عبيد الله، به. وأخرجه ابن خزيمة (59) ، والطحاوي 4/34 من طرق عن محمد بن يحيى به. وأخرجه ابن خزيمة (59) ، وابن حبان (1418) من طريق وهيب بن خالد، عن إسماعيل بن أمية، وعبيد الله بن عمر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيي بن حبان، به. وفيه: مستقبل القبلة، مستدبر الشام. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/151 من طريق حفص بن غياث، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، به. ولفظه: متوجهاً نحو القبلة. وهذه الرواية قد انقلبت على بعض الرواة. وسيأتي بالأرقام (4617) و (4991) . وانظر (5715) و (5741) و (5747) و (5941) . وفي الرواية رقم (4991) مستقبلاً بيت المقدس. قال الحافظ في "الفتح" 1/250: التعبير تارة بالشام وتارة ببيت المقدس بالمعنى، لأنها من جهة واحدة. أ. هـ. وقد اختلف أهل العلم في هذا الحديث، فذهب جماعة إلى تعميم النهي، والتسوية بين الصحراء والبنيان، وذهب جماعة إلى النهي عن الاستقبال والاستدبار= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 215 4607 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا (1) عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا فِي زَمَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَنَامُ فِي   = في الصحراء، فأما في الأبنية، فلا بأس فيها باستقبالها واستدبارها، وهو قولُ عبد الله بن عمر، وبه قال الشعبي ومالك والشافعي وإسحاق بن راهويه، وقيل في الفرق بين الصحراء والبنيان: إن الصحراء لا تخلو من مُصل من ملك، أو إنسي، أو جني، فإذا قعد مستقبل القبلة أو مستدبرها ربما يقع بصرُ مصل على عورته، فنهوا عن ذلك، وهذا المعنى مأمون في الأبنية، فإن الحشوش يحضرُها الشياطين. انظر "شرح السنة" للبغوي 1/358-359 و362، و"فتح الباري" 1/245-246، و"الاعتبار" للحازمي ص 35-39. وقال الحافظ في "الفتح" 1/247: لم يقصد ابن عمر الإشراف على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تلك الحالة، وإنما صعد السطح لضرورة له -كما في الرواية الآتية- فحانت منه التفاتة كما في رواية البيهقي من طريق نافع، عن ابن عمر. نعم لما اتفقت له رؤيته في تلك الحالة عن غير قصد أحب أن لا يُخلى ذلك من فائدة، فحفظ هذا الحكم الشرعي، وكأنه إنما رآه من جهة ظهره حتى ساغ له تأمل الكيفية المذكورة من غير محذور، ودل ذلك على شدة حرص الصحابي على تتبع أحوال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليتبعها، وكذا كان رضي الله عنه. وفي باب النهي عن استقبال القبلة واستدبارها: عن أبي هريرة، سيرد 2/247. وعن عبد الله بن الحارث بن جزء، سيرد 4/190 و191. وعن معقل بن أبي معقل الأسدي، سيرد 4/210. وعن أبي أيوب الأنصاري سيرد، 5/416. وعن سلمان الفارسي، سيرد 5/437. (1) في (ظ14) : حدثنا. الحديث: 4607 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 216 الْمَسْجِدِ نَقِيلُ فِيهِ، وَنَحْنُ شَبَابٌ " (1) 4608 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَصَابَ عُمَرُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْمَرَهُ فِيهَا، فَقَالَ: أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ عِنْدِي مِنْهُ، فَمَا تَأْمُرُ بِهِ؟ قَالَ: " إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا " قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ: " أَنْ لَا تُبَاعَ، وَلَا تُوهَبَ، وَلَا تُوَرَّثَ "، قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ: " فِي الْفُقَرَاءِ، وَالْقُرْبَى، وَالرِّقَابِ، (2) وَفِي سَبِيلِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي. وأخرجه البخاري (440) ، ومسلم (2479) ، والنسائي 2/50 من طريقين عن عبيد الله، به. وأخرجه مطولاً البخاري (7028) من طريق صخر بن جويرية، عن نافع، به. وسيأتي برقم (5389) و (5839) . وفي باب النوم والاضطجاع في المسجد: عن عباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد، سيرد 4/38. وعن رجل من أهل الصفة عند عبد الرزاق (1656) . وعن سعيد بن المسيب في "الموطأ" 1/173 عن عمر وعثمان موقوفاً. وعن سعيد بن المسيب وعلقمة المزني عند عبد الرزاق (1648) و (1649) عن أهل الصفة. قال السندي: الحديث يدل على جواز النوم في المسجد، إذ الظاهر إن مثله ما كان يخفى عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد جاءت أحاديث توافقه. (2) في (ظ 14) : وفي الرقاب. الحديث: 4608 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 217 اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَابْنِ السَّبِيلِ وَالضَّيْفِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا، غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ فِيهِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم، المعروف بابن عُلية، وابن عون: هو عبد الله البصري. وأخرجه ابن أبي شيبة مختصرا 6/252، والترمذي بتمامه (1375) من طريق إسماعيل ابن عليه، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا الحديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، لا نعلم بين المتقدمين منهم في ذلك اختلافاً في إجازة وقف الأرضين وغير ذلك. وأخرجه البخاري (2737) و (2772) و (2773) ، ومسلم (1632) (15) ، وأبو داود (2878) ، والنسائي فى "المجتبى" 6/231، وفى "الكبرى" (6427) و (6428) ، وابن ماجه (2396) ، وابن الجارود (368) ، وابن خزيمة (2483) و (2484) و (2485) ، والطحاوي 4/95، وابن حبان (4901) ، والدارقطني 4/187-190، والبيهقي في "السنن" 6/158-159، وفي "الشعب" (3446) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/214، والبغوي (2195) من طرق، عن ابن عون، به وأخرجه البخاري (2764) ، والبيهقي 6/159 من طريى صخر بن جويرية، والطحاوي 4/95، والدارقطني 4/186 و187 من طريق يحيي بن سعد الأنصاري، كلاهما عن نافع، به. وظاهره إن الشرط من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال الحافظ في "الفتح" 5/401: ولو كان الشرطُ من قول عمر، فما فعله إلا لما فهمه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حيث قال له: احبس أصلها، وسبل ثمرتها. وأخرجه ابن خزيمة (2486) ، والدارقطني 4/187 من طريق عبد العزيز بن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 218 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، به مختصراً. وأخرجه مسلم (1633) ، والنسائي في "المجتبى" 6/230، وفي "الكبرى" (6424) ، والدارقطني 4/190، والبيهقي 6/159 من طريق سفيان الثوري، والنسائي في "المجتبى" 6/230، وفي "الكبرى" (6425) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/263 من طريق أبي إسحاق الفزاري، والنسائي في "المجتبى" 6/230، وفي "الكبرى" (6426) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن عبد الله بن عون، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. وقع في مطبوع النسائي: عن أبي إسحاق الفزاري، عن أيوب بن عون، وهو تحريف. وأخرجه الدارقطني 4/187 من طريق بقية، عن سعد بن سالم المكي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. قلنا: يعني جعلوه من "مسند عمر بن الخطاب" رضي الله عنه، وقال الحافظ في "الفتح" 5/400: والمشهور الأول. يعني من مسند ابن عمر. وأخرجه الدارقطني 4/187 من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن عمر رضي الله عنه، قال: يا رسول الله إني نذرتُ أن أتصدق بمالي. قال: "احبس أصلها وسبل ثمرتها". قال الحافظ في "الفتح" 5/400: إسنادها ضعيف ... ولم يثبت هذا، وإنما كان صدقة تطوع. وأخرجه ابن ماجه (2397) عن محمد بن أبي عمر العدني، عن سفيان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، إن المئة سهم التي بخيبر لم أصب مالاً قط هو أحب إلي منها، وقد أردت أن أتصدق بها، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "احبس أصلها، وسبل ثمرتها". قال ابن أبي عمر: فوجدت هذا الحديث في موضع آخر في كتابي عن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 219 4609 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ: أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ،   = سفيان، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر. فذكر نحوه. وعلقه البخاري في "المزارعة" (14) باب أوقاف أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بلفظ: وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر: "تصدق بأصله لا يباع، ولكن يُنفق ثمره" فتصدق به. وسيأتي برقم (5179) و (5947) و (6078) و (6460) . قوله: أرضاً بخيبر، سيأتي في الرواية رقم (6078) أن عمر بن الخطاب أصاب أرضا من يهود بني حارثة، يقال لها ثمغ. وقوله: غير متأثل فيه: المتأثلُ هو المتخذ، والتأثل: اتخاذُ أصل المال حتى كأنه عنده قديم، وأثله كل شيء: أصله ... واشتراطُ نفي التأثل يقوي ما ذهب إليه من قال: المراد من قوله: "يأكل بالمعروف" حقيقة الأكل لا الأخذ من مال الوقف بقدر العمالة. قاله القرطبي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 5/401-402. وسيأتي في الرواية رقم (5179) : غير متمول فيه: يعني غير متخذ منها مالا، أي: ملكا والمراد أنه لا يتملك شيئا من رقابها "الفتح" 5/401. وقال الحافظ فى "الفتح" 5/402: قال الترمذي: لا نعلم بين الصحابة والمتقدمين من أهل العلم خلافا فى جواز وقف الأرضين وجاء عن شريح: أنه أنكر الحبس ومنهم من تأوله. وقال أبو حنيفة: لا يلزم وخالفه جميع أصحابه إلا زفر بن الهذيل فحكي الطحاوي عن عيسي بن أبان قال: كان أبو يوسف يجيز بيع الوقف فبلغه حديث عمر هذا فقال: من سمع هذا من ابن عون؟ فحدثه به ابن عليه، فقال هذا لا يسع أحدا فى خلافه ولو بلغ أبا حنيفة لقال به، فرجع عن بيع الوقف حتي صار كأنه لا خلاف فيه بين أحد وانظر "عمدة القاري" 14/24-25. الحديث: 4609 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 220 فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا " (1)   (1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وبعمل الأئمة المتبوعين به. وهذا الإسناد، وإن كان رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن معمراً رواه بالعراق، وحدث به من حفظه، فوصل إسناده وأخطأ فيه. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" عن معمر، عن الزهري، مرسلاً، وكذلك رواه مالك في "الموطأ" عن الزهري، مرسلاً. وهذا الصحيح؛ فإن معمرا كان يحدث في اليمن من كتبه، فلا يقع له الوهمُ، وأما ما حدث به خارج اليمن، فكان يُحدث به من حفظه فيقع له بعضُ الوهم. وقد جاء مرفوعاً بإسناد آخر رجاله ثقات سنذكره في التخريج وهو يقوي الرواية المرسلة عن الزهري. قال الترمذي في "العلل الكبير" 1/445: وسألت محمدا (يعني البخاري) عن حديث معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: أن غيلان ... الخ، فقال: هو حديث غير محفوظ، إنما روى هذا معمر بالعراق. وقد روي عن معمر، عن الزهري هذا الحديث مرسلاً. وروى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري حدثت عن محمد بن سُويد الثقفي: أن غيلان بن سلمة أسلم ... قال محمد: وهذا أصح، وإنما روى الزهري، عن سالم، عن أبيه أن عمر قال لرجل من ثقيف طلق نساءه، فقال: لتراجعن نساءك أو لأرجمنك كما رجم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبر أبي رغال. وقال الحافظ في "التلخيص" 3/168: وحكم مسلم فى "التمييز" على معمر بالوهم فيه، وقال ابن أبي حاتم وأبو زرعة: المرسل أصح وحكي الحاكم عن مسلم أن هذا الحديث مما وهم فيه معمر بالبصرة قال: فإن رواه عنه ثقة خارج البصرة حكمنا له بالصحة. وقد أخذ ابنُ حبان والحاكم والبيهقي بظاهر هذا الحكم، فأخرجوه من طريق عن معمر من حديث أهل الكوفة وأهل خراسان وأهل اليمامة عنه. قلت (يعني الحافظ) : ولا يفيد ذلك شيئاً، فإن هؤلاء كلهم إنما= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 221 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سمعوا منه بالبصرة، وإن كانوا من غير أهلها، وعلى تقدير تسليم أنهم سمعوا منه بغيرها، فحديثه الذي حدث به في غير بلده مضطرب، لأنه كان يحدث في بلده من كتبه على الصحة، وأما إذا رحل فحدث من حفظه بأشياء، وهم فيها، اتفق على ذلك أهل العلم به كابن المديني والبخاري وأبي حاتم ويعقوب بن شيبة وغيرهم. وقال الأثرم عن أحمد: هذا الحديثُ ليس بصحيح، والعملُ عليه، وأعله بتفرد معمر بوصله وتحديثه به في غير بلده هكذا. وقال ابن عبد البر: طُرُقُهُ كلها معلولة، وقد أطال الدارقطني في "العلل" تخريج طرقه، ورواه ابن عيينة ومالك عن الزهري مرسلا. وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر، وقد وافق معمراً على وصله بحر بن كنيز السقاء، عن الزهري، لكن بحر ضعيف، وكذا وصله يحيى بن سلام، عن مالك، ويحيى: ضعيف. وأخرجه الشافعي 2/16، وابن أبي شيبة 4/317، والبيهقي 7/181، والبغوي (2288) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/317، والدارقطني 3/269 من طريق مروان بن معاوية، وابن حبان (4157) ، والحاكم 2/193 من طريق الفضل بن موسى، وابن حبان (4158) من طريق عيسى بن يونس، والحاكم 2/192 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، والبيهقي 7/182 من طريق سفيان الثوري، خمستهم عن معمر، به. وسقط معمر من إسناد مطبوع الدارقطني. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/216 عن سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وابن عدي في "الكامل" 1/182 من طريق يحيى بن أبي كثير، ثلاثتهم عن معمر، به. وعندهم: وله ثمان نسوة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 18/ (658) من طريق بحر السقاء (وهو ضعيف الجزء: 8 ¦ الصفحة: 222 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = كما تقدم) ، عن الزهري، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13221) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثني أبي، عن أبيه، عن النعمان بن المنذر، عن سالم، به. وهذا إسناد ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1701) ، والبيهقي 7/183 من طريق عمرو بن يزيد الجرمي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/245، والدارقطني 3/271 من طريق عبد القدوس بن محمد، وأبي بكر، ثلاثتهم عن سيف بن عبيد الله، عن سرار بن مجشر، عن أيوب، عن نافع وسالم، عن ابن عمر أن غيلان ... قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا سرار، تفرد به سيف. قال الحافظ في "التلخيص" 3/169: "ورجال إسناده ثقات. ثم قال: ومن هذا الوجه أخرجه الدارقطني، واستدل به ابنُ القطان على صحة حديث معمر. قال ابن القطان: وإنما اتجهت تخطئتهم حديث معمر، لأن أصحاب الزهرى اختلفوا عليه، فقال مالك وجماعة عنه، بلغني ... فذكره. وقال يونس عنه، عن عثمان بن محمد بن أبي سويد. وقيل: عن يونس، عنه، بلغني عن عثمان بن أبي سويد. وقال شعيب عنه، عن محمد بن أبي سويد. ومنهم من رواه عن الزهري، قال: أسلم غيلان ... فلم يذكر واسطة. قال: فاستبعدوا أن يكون عند الزهري عن سالم، عن ابن عمر مرفوعاً. ثم يحدث به على تلك الوجوه الواهية، وهذا عندي غير مستبعد، والله أعلم. وأخرجه أبو داود في "مراسيله" (234) ، والطحاوي 3/252، والدارقطني 3/270، والبيهقي 7/182 من طريق عبد الرزاق، والطحاوي 3/253 من طريق= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 223 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سفيان بن عيينة كلاهما عن معمر، عن الزهري مرسلا ... وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (12621) برواية الدبري، عن معمر متصلا بذكر سالم، عن أبيه. قلنا: قد استنكر ذلك أبو نعيم -كما ذكر الحافظ في "الإصابة" في ترجمة غيلان-، وقال: إن الأثبات رووه عن عبد الرزاق مرسلا. وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 18/ (27254) : ذكر يعقوب بن شيبة، قال: حدثني أحمد بن شبويه، قال: قال لنا عبد الرزاق، قال: لم يسند لنا معمر حديث غيلان بن سلمة أنه أسلم، وعنده عشرة نسوة. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/586 عن الزهري، أنه قال: بلغني ... وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/253 من طريق الليث، عن عقيل، عن الزهري، قال: بلغني عن عثمان بن محمد بن أبي سويد، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال لغيلان ... وسيأتي بالأرقام (4631) و (5027) و (5558) . وفي الباب ما يشده من حديث عروة بن مسعود الثقفي عند البيهقي 7/184، ورجاله ثقات، لكن راويه عن عروة -وهو محمد بن عبيد الله الثقفي- لم يدركه. وآخر من حديث قيس بن الحارث أو الحارث بن قيس، عند أبي داود (2241) ، وابن ماجه (1952) ، والبيهقي 7/183، وهو حسن بطرقه. وثالث من حديث نوفل بن معاوية عند الشافعي 2/16، والبيهقي 7/184 ورجاله ثقات غير شيخ الشافعي، فإنه مجهول. وغيلان بن سلمة هذا يُعد من أشراف ثقيف، أسلم بعد فتح الطائف هو وأولاده، وكان شاعراً، أحد حُكام قيس في الجاهلية، له ترجمة في "طبقات ابن سعد" 5/371، وفي "الإصابة" برقم (6929) . وقوله: "اختر منهن أربعاً"، قال السندي: يدل على حرمة ما زاد على أربع= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 224 4610 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ قَالَ: " رُبَّمَا أَمَّنَا ابْنُ عُمَرَ بِالسُّورَتَيْنِ وَالثَّلَاثِ فِي الْفَرِيضَةِ " (1) 4611 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ هَكَذَا، وَهَكَذَا وَهَكَذَا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ "، قَالَ (2) وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ: " إِذَا كَانَ لَيْلَةُ تِسْعٍ، وَعِشْرِينَ، وَكَانَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ أَوْ قَتَرٌ أَصْبَحَ صَائِمًا " (1)   = كما عليه الجمهور، وعلى أنه إذا جُمع ما فوق الأربع في العقد لا يفسد العقد، بل له الخيار في أربع. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي 1/348 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عمر، وموسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقرأ بالسورتين والثلاث في ركعة. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/114، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً، سلف برقم (3607) . وقوله: بالسورتين. قال السندي: أي سورة الفاتحة في ركعة، وهذا يدل على أن مثله غير مكروه ... وقد جاء أن رجلاً من الصحابة كان يؤمهم، فكان يقرأ: (قل هو الله أحد) ، في كل ركعة بعد الفراغ من سورة أخرى، وبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرره، والله تعالى أعلم. (2) لفظ: "قال" لم يرد في (ظ 14) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 4610 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 225 4612 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ، وَلَا غُرُوبَهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَإِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَلَا تُصَلُّوا حَتَّى تَبْرُزَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَلَا تُصَلُّوا (2) حَتَّى تَغِيبَ " (3)   = وأخرجه مسلم (1080) (5) ، والنسائي 4/134 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة مختصراً 3/85، ومسلم (1080) (5) ، وابن حبان (3451) من طريق عبد الله بن نمير، ومسلم (1080) (4) من طريق أبي أسامة، وابن خزيمة (1913) من طريق عبد الوهاب، ثلاثتهم، عن عبيد الله، به. وعند مسلم وابن حبان: "فاقدروا له ثلاثين"، وانظر (5294) . وقد سلف برقم (4488) . وقوله: "ليلة تسع وعشرين"، قال السندي: كأن المراد بها ليلة يتم بها تسع وعشرون وهي ليلة ثلاثين وفي رواية: "وإذا كان شعبان تسعاً وعشرين، نظر له، فإن رئي، فذاك، وإن لم يُر ولم يحُل دون منظره سحاب ولا قترة أصبح مفطراً، وإن حال، أصبح صائماً". وواه أبو داود (2320) وهي أظهر (2) في (ص) : فلا تصلوها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام بن عروة: هو ابن الزبير. وأخرجه البخاري (582) و (583) ، والنسائي في "الكبرى" (1550) و (1551) ، وفي "المجتبى" 1/279، وابن خزيمة (1273) ، وابن حبان (1567) = الحديث: 4612 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 226 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = و (1569) ، والبيهقي 2/453 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3272) و (3273) ، ومسلم (828) (290) و (829) (291) ، وابن خزيمة (1273) ، وأبو عوانة 1/382 و383، والطحاوي 1/152، وابن حبان (1545) ، والطبراني في "الكبير" (13258) و (13259) ، والبيهقي 2/453 من طرق، عن هشام بن عروة، به. وأخرجه الطحاوي 1/151-152 من طريق الدراوردي، عن هشام بن عروة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، مرفوعاً. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 72: ولم يتابع (يعني الدراوردي) على هذا القول (يعني بذكر سالم في الإسناد) ، والصحيح قول يحيى القطان ومن تابعه. وأخرجه مالك مختصراً في "الموطأ" 1/220 عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلا. وسيأتي مطولاً ومختصراً بالأرقام (4694) و (4695) و (4772) و (4840) و (4885) و (4931) و (5010) و (5301) و (5586) و (5834) و (5835) و (5837) . وفي الباب: عن عمر سلف برقم (110) . وعن سعد سلف (1469) . وعن عبد الله بن عمرو سيرد 2/179. وعن أبي هريرة سيرد 2/462 و510. وعن أبي سعيد الخدري سيرد 3/45-46 و95. وعن معاوية بن أبي سفيان سيرد 4/99. وعن عقبة بن عامر سيرد 4/152. وعن معاذ بن عفراء سيرد 4/219 و220.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 227 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وعن كعب بن مرة أو مرة بن كعب سيرد 4/235. وعن عمرو بن عبسة سيرد 4/385. وعن الصنابحي سيرد 4/348. وعن سمرة بن جندب سيرد 5/15. وعن أبي ذر سيرد 5/165. وعن زيد بن ثابت سيرد 5/190. وعن أبي بشير الأنصاري سيرد 5/216. وعن أبي أمامة سيرد 5/260. وعن صفوان بن المعطل سيرد 5/312. وعن بلال سيرد 6/12. وعن عائشة سيرد 6/124. قوله: "لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها"، يعنى أن نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مختص بمن قصد الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، لا أن نهيه مطلق، وهذا مذهب ابن عمر وعائشة، ويؤيد ذلك الرواية الآتية برقم (4840) ، وفيه: "لا يتحينن أحدكم طلوع الشمس ... "، وقد نقل الحافظ في "الفتح" 2/59 اختلاف أهل العلم في المراد بذلك، فبعضم فهم منه النهي مطلقاً، وعد هذا الحديث مفسراً لحديث عمر رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري (581) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، وبعد العصر حتى تغرب، وما روي عن عائشة عند البخاري (591) من ان النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما ترك السجدتين بعد العصر، فحملوه على جواز استدراك ما فات من الرواتب من غير كراهة ... وأما مواظبته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ذلك فهو من خصائصه. انظر "الفتح" 2/64. وبعضهم فهم منه أن الصلاة لا تكره بعد الصبح ولا بعد العصر إلا لمن قصد بصلاته طلوع الشمس وغروبها. ما ذكر الحافظ في "الفتح" 2/59. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 228 4613 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (1) حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] ، " يَقُومُ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ " (2)   = ثم نقل الحافظ اختلاف الأئمة في ذلك، ثم قال: يحمل النهي على ما لا سبب له، ويخص منه ما له سبب، جمعاً بين الأدلة، والله أعلم. قوله: "حاجب الشمس"، قال الحافظ في "الفتح" 6/340: هو طرف قرصها الذي يبدو عند طلوع الشمس، ويبقى عند الغروب. وقرنا الشيطان: جانبا رأسه، يقال: إنه ينتصب في محاذاة مطلع الشمس حتى إذا طلعت كانت بين جانبي رأسه لتقع السجدة له إذا سجد عبدة الشمس لها، وكذا عند غروبها ... ، وعلى هذا فقوله: "تطلع بين قرني الشيطان"، أي: بالنسبة إلى من يشاهد الشمس عند طلوعها، فلو شاهد الشيطان لرآه منتصباً عندها. (1) تحرف في (م) إلى: "عبد الله". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه مسام (2862) (60) ، النسائي في "الكبرى" (11656) ، والطبري في "تفسيره" 30/93، وابن حبان (7332) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري فى "تفسيره" 30/94 عن مهران، عن العمري، به. وأخرجه عبد بن حميد (763) ، والبخاري (4938) ، ومسلم (2862) (60) ، والنسائي في "الكبرى" (11656) ، والطبري في "تفسيره" 30/92، 94، وابن عدي 1/180، والبيهقي في "الشعب" (257) ، والبغوي في "تفسيره" 7/219 من طرق، عن نافع، به. وعند بعضهم فيه زيادة: يوم القيامة. وسترد في الرواية رقم (5318) . وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" 2/355 من طريق الزهري، عن سالم، عن= الحديث: 4613 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 229 4614 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ (1) عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُزُ الْحَرْبَةَ يُصَلِّي إِلَيْهَا " (2)   = ابن عمر موقوفاٌ. وسيأتي برقم (4697) و (4862) و (5318) و (5388) و (5823) و (5912) و (6075) و (6086) . وفي الباب: عن أبي بكر الصديق سلف برقم (15) . وعن أبي هريرة سيرد 2/418-419. وعن أنس سيرد 3/178. وعن عقبة بن عامر سيرد 4/157. وعن أبي أمامه سيرد 5/254. وعن المقداد بن الأسود سيرد 6/3-4. وعن ابن مسعود عند ابن حبان (7335) . قال الحافظ في "الفتح" 11/393: الرشح: العرق، شبه برشح الإناء، لكونه يخرج من البدن شيئاً فشيئاً. (1) في (ظ 14) : حدثنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه البخاري (498) ، والنسائي في "المجتبي" 2/62، وفي "الكبرى" (822) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (972) ، ومسلم (501) (246) ، وابن ماجه (1305) ، وأبو عوانة 2/51، وحمزة السهمي في "تاريخ جرجان" ص 448 من طرق، عن عبيد الله، به.= الحديث: 4614 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 230 4615 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ ثَلَاثًا إِلَّا، وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ " (1)   = وعند البخاري وأبي عوانة زيادة: في العيدين، وستأتي برقم (5734) و (6286) . وأخرجه بنحوه البخاري (973) ، وابن ماجه (1304) من طريقين عن نافع، به. وسيأتي بالأرقام (5734) و (5840) و (6286) و (6319) و (6388) . وفي الباب: عن ابن عباس سلف برقم (2175) . وعن أنس عند البخاري (500) وسيرد 3/171. وعن أبي جُحيفة وهب بن عبد الله السوائي عند البخاري (187) ، سيرد 4/307. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (1727) ، ومن طريقه البيهقي 3/138 عن أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1087) ، ومسلم (1338) (413) ، وابن خزيمة (2521) ، والطحاوي 2/113، والبيهقي 5/227 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/5، والبخاري (1086) ، ومسلم (1338) (413) من طريق أبي أسامة، وابن حبان (2730) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به. ولفظ ابن أبي شيبة: فوق ثلاث. وقال البخاري بإثر حديث رقم (1087) : تابعه أحمد (يعنى ابن محمد= الحديث: 4615 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 231 4616 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،   = المروزي) عن ابن المبارك، عن عبيد الله، به. قلنا: وهذه المتابعة لم يجدها الحافظ موصولة. وأخرجه مسلم (1338) (414) ، وابن حبان (2722) من طريق الضحاك بن عثمان، وابن حبان (2720) من طريق إبراهيم الصائغ، كلاهما عن نافع، به. ورواية الضحاك: مسيرة ثلاث ليال. قال الحافظ في "الفتح" 2/568: والجمع بينهما أن المراد ثلاثة أيام بلياليها، أو ثلاث ليال بأيامها. وسيأتي برقم (6289) من طريق ابن نمير، عن عبيد الله، به. وسيتكرر برقم (4696) . أعل يحيى القطانُ هذه الرواية كما سيأتي برقم (6290) ، فقال: ما أنكرت على عبيد الله بن عمر إلا حديثاً واحداً، حديث نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تسافر امرأة سفراً ثلاثاً إلا مع ذي محرم"، قال أبي (يعني الإمام أحمد) : وحدثناه عبد الرزاق، عن العمري، عن نافع، عن ابن عمر، ولم يرفعه. قلنا: عبد الله بن عمر ضعيف، فلا تعل رواية عبيد الله به. وهو أوثق منه وأحفظ. والشيخان لم يلتفتا إلى هذه العلة، فأخرجا حديث عبيد الله في "صحيحيهما"، ثم إن عبيد الله قد توبع كما في التخريج. وقد أشار الحافظ في "الفتح" 2/568 إلى أن الدارقطني نقل هذا التعليل عن القطان، وأجاب بقوله: وعبد الله ضعيف، وقد تابع عبيد الله الضحاك ... فاعتمده لذلك. وسترد شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو برقم (6712) . المحرم: المراد به من لا يحل له نكاحُها، قاله الحافظ في "الفتح" 2/568، وقال السندي: والزوج مثل المحرم، فإنه يغني غناءه. الحديث: 4616 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 232 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَيْلُ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3644) ، ومسلم (1871) (96) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1844) ، وابن أبي شيبة 12/480، ومسلم (1871) (96) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/273، وفي "شرح مشكل الآثار" (219) من طرق، عن عبيد الله، به. وأخرجه مسلم (1871) (96) ، والنسائي 6/221-222، وابن ماجه (2787) ، وابن حبان (4668) من طريقين، عن نافع، به. وسيأتي بالأرقام (4816) و (5102) و (5768) و (5769) و (5783) و (5918) وسيتكرر برقم (5200) . وفي الباب: عن أبي هريرة، سيرد 2/383. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/39. وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/352. وعن سلمة بن نفيل، سيرد 4/104. وعن عتبة بن عبد السلمي، سيرد 4/183. وعن جرير بن عبد الله، سيرد 4/361. وعن عروة بن أبي الجعد، سيرد 4/375. وعن أبي ذر، سيرد 5/181. وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/455. وقوله: "بنواصيها الخير" قال السندي: أي: يلازمها الخير، فكأنه معقود بنواصيها، وقد جاء تفسير الخير بالأجر والغنيمة، ولذا استدل بالحديث على بقاء= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 233 4617 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَقِيتُ يَوْمًا عَلَى بَيْتِ حَفْصَةَ: " فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَى حَاجَتِهِ مُسْتَدْبِرَ الْبَيْتِ (1) مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ " (2) 4618 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يَرْمُلُ ثَلَاثًا، وَيَمْشِي أَرْبَعًا، وَيَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَفْعَلُهُ "، وَكَانَ يَمْشِي مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَمْشِي مَا بَيْنَهُمَا لِيَكُونَ (3) أَيْسَرَ لِاسْتِلَامِهِ (4)   = الجهاد إلى يوم القيامة. (1) في (ظ 1) وهامش (س) و (ص) : القبلة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان. وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ومحمد بن يحيي: هو ابن حبان بن منقذ الأنصاري. وعمه: هو واسع بن حبان الأنصاري. وأخرجه ابن خزيمة (59) ، والبغوي (177) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4606) . (3) في (ظ 14) : يكون. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أما قوله: "كان يرمل ثلاثاً، ويمشي أربعاً ... ". فأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/229، وفي "الكبرى" (3938) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الشافعي 1/342، والبخاري (1617) ، ومسلم (1261) = الحديث: 4617 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 234 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (230) و (1262) (233) ، وابن ماجه (2950) ، والدارمي 2/42 و43، والبيهقي في "المعرفة" (9874) من طرق، عن عبيد الله، به. وأخرجه بنحوه الشافعي 1/347، والبخاري (1616) ، ومسلم (1261) (231) ، والنسائي في "المجتبي" 5/229، وفي "الكبرى" (3935) ، والطحاوي 2/181، والبيهقي 5/83 من طريق موسى بن عقبة، والطحاوي 2/181 من طريق عبد الله بن نافع، كلاهما عن نافع، به. وأخرجه مالك 1/365 عن نافع، عن ابن عمر، موقوفاً. وأخرجه بنحوه البخاري (1603) ، ومسلم (1261) (232) ، والنسائي في "المجتبي" 5/229-230، وفي "الكبرى" (3939) من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، مرفوعاً. وسيأتي بالأرقام (4844) و (4983) و (5238) و (5401) و (5444) و (5737) و (5760) و (5943) و (6047) و (6081) و (6433) و (6463) . وفي الباب: عن جابر عند مسلم (1218) (147) ، سيرد 3/320. وعن ابن مسعود عند البيهقي 5/83. أما قوله: "وكان يمشي ما بين الركنين": فأخرجه بنحوه مطولاً البخاري (1606) ، والدارمي 2/41-42 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الدارمي 2/42 من طريق عقبة بن خالد، عن عبيد الله، به. وسيأتي برقم (5760) . وفي الباب: عن ابن عباس عند البخاري (1602) ، وقد سلف برقم (2686) . وقوله: "وكان يمشي ما بين الركنين"، قال السندي: أي: لا يرمل بينهما في الثلاثة الأول أيضاً، أو يرمل بينهما رملاً ضعيفاً، وهذا أقرب، إذ يستبعد من مثله= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 235 4619 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ؟ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أَنَهَى عَنْهُ " فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَلَا يَأْتِيَنَّ الْمَسْجِدَ (1) " (2)   = ترك السنة للمصلحة المذكورة. وقوله: "إنما كان يمشي ما بينهما ليكون أيسر لاستلامه"، هو من قول نافع كما سيرد مصرحا به في الرواية رقم (5760) . وذكر الحافظ في "الفتح" 3/472: أن المسلمين اقتصروا عند مراآة المشركين على الإسراع إذا مروا من جهة الركنين الشاميين، لأن المشركين كانوا بإزاء تلك الناحية، فإذا مروا بين الركنين اليمانيين، مشوا على هينتهم كما هو بين في حديث ابن عباس، ولما رملوا في حجة الوداع، أسرعوا في جميع كُل طوفةٍ، فكانت سنة مستقلةً، ولهذه النكتة سأل عُبيدُ الله بنُ عمر نافعا ... عن مشي عبد الله بن عمر بين الركنين اليمانيين، فأعلمه أنه كان يفعلُه ليكون أسهل عليه في استلام الركن، أي: كان يرفق بنفسه ليتمكن من استلام الركن عند الازدحام، وهذا الذي قاله نافع إن كان استند فيه إلى فهمه، فلا يدفع إحتمال أن يكون ابن عمر فعل ذلك اتباعاً للصفة الأولى من الرمل لما عرف من مذهبه في الاتباع. (1) في (ق) : مسجدنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقوله: "لا آكله ولا أنهى عنه": أخرجه مسلم (1943) (41) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/266 من طريق أبي أسامة، ومسلم (1943) (41) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبيد الله، به.= الحديث: 4619 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 236 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقد سلف برقم (4497) . وقوله: "من أكل من هذه الشجرة ... " قال السندي: يعني الثوم والبصل، وهذه القطعة أخرجها أبو داود (3825) ، ومن طريقه البيهقي 3/75 عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجها الدارمي 2/102، والبخاري (853) ، ومسلم (561) ، وابن خزيمة (1661) ، وابن حبان (2088) ، والبيهقي 3/75 من طريق يحيى بن سعيد، به. وعند بعضهم أن ذلك كان في غزوة خيبر. وأخرجها ابن أبي شيبة 2/510 و8/302، والبخاري (4215) ، ومسلم (561) (69) ، وابن ماجه (1016) ، وأبو عوانة 1/410، والطحاوي 4/237 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. ولفظ البخاري: نهى يوم خيبر عن أكل الثوم. وأخرجها الطحاوي 4/237 من طريق يزيد بن عبد الله ابن الهاد، والطبراني في "الأوسط" (328) من طريق أبي النضر المدني، كلاهما عن نافع، به. وستأتي (4715) . وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (89) و (186) و (341) . وعن جابر بن عبد الله عند البخاري (854) و (855) و (5452) و (7359) ، ومسلم (564) ، وابن حبان (1644) ، وسيأتي 3/380 و400. وعن أنس عند البخاري (856) ، ومسلم (562) ، وسيأتي 3/186. وعن أبي هريرة عند مسلم (563) ، وابن حبان (1645) ، وسيأتي 2/264 و266 و400. وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (565) ، وابن حبان (2085) ، وسيأتي 3/12 و60 و70.. وعن المغيرة بن شعبة عند ابن حبان (2095) ، وسيأتي 4/252.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 237 4620 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، وَيَذْكُرُ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 4621 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ مُتَعَمِّدًا حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (2)   = وعن قرة بن إياس، ومعقل بن يسار، سيأتيان 4/19 و5/26. (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -واسمه محمد- فمن رجال مسلم. وأخرجه الدارقطني 2/21 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرج النسائي 3/232، والدارقطني 2/21، والبيهقي 2/6 من طرق عن نافع، عن ابن عمر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يوتر على الراحلة. وانظر ما سيأتي برقم (4770) و (4776) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/342 عن هشيم، وعبد بن حميد (749) عن يزيد بن هارون، كلاهما عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (175) ، والنسائي في "الكبرى" (364) ، وأبو يعلى (5506) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3193) ، والبغوي في "شرح السنة" (371) من طريق الليث بن سعد، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3124) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/44 من طريق صخر بن= الحديث: 4620 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 238 4622 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ: مَرَّ عَلَى قَوْمٍ، وَقَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً حَيَّةً يَرْمُونَهَا، فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ مَنْ مَثَّلَ بِالْبَهَائِمِ " (1)   = جويرية، كلاهما عن نافع، به. وانظر (4545) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. المنهال -وهو ابن عمرو الأسدي- احتج به البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/397-398 عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (8428) عن سفيان الثوري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/182 من طريق حفص بن غياث، كلاهما عن الأعمش، به، لكن قال الطحاوي: عن سعيد بن جبير أو مجاهد. وأخرجه البخاري في "التاريخ" 1/206 من طريق الفضيل بن عمرو، والطبراني في "الصغير" (413) من طريق داود بن أبي القصاف، كلاهما عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13485) من طريق مجاهد بن جبر، عن ابن عمر. وسيأتي بالأرقام (5018) و (5247) و (5587) و (5661) و (5682) و (5801) و (5956) و (6259) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1863) و (2480) . وعن أنس بن مالك عند البخاري (5513) ، ومسلم (1956) ، سيرد 3/117 و171 و180. وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (1959) ، سيرد 3/318 و321 و339. الحديث: 4622 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 239 4623 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَيَنْظُرُ فِي مُلْكِ أَلْفَيْ سَنَةٍ، يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ، يَنْظُرُ فِي أَزْوَاجِهِ وَخَدَمِهِ، (1) وَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لَيَنْظُرُ فِي وَجْهِ اللهِ تَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ " (2)   = وعن عبد الله بن جعفر عند النسائي 7/237. وعن أبي أيوب الأنصاري عند أحمد 5/422. وعن العرباض بن سارية عند أحمد 4/127، والترمذي (1474) ، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرم المُجثمة. وعن أبي ثعلبة الخشني بلفظ: "لا تحل المُجثمة"، وسيأتي 4/194. وعن أبي الدرداء عند الترمذي (1473) بلفظ: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أكل المجثمة، وقال الترمذي: حديث غريب. والمُخثمة: كل حيوان يُنصبُ وُيرمى ليُقتل. "النهاية". (1) في (ظ 14) : ينظر أزواجه وخدمه. (2) إسناده ضعيف. ثوير بن أبي فاختة ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن عدي وغيرهم، وقال الدارقطني وعلي بن الجنيد: متروك، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الملك بن أبجر: هو عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر الكوفي. وأخرجه أبو يعلى (5729) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (604) ، والحاكم 2/509، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (841) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/87، والبيهقي في "البعث والنشور" (433) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقرن= الحديث: 4623 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 240 4624 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ   = اللالكائي بأبي معاوية حسيناً الجعفي. وقال الحاكم: ثوير بن أبي فاختة وإن لم يخرجاه فلم ينقم عليه غير التشيع. وتعقبه الذهبي بقوله: بل هو واهي الحديث. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/111، واللالكائي (866) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن عبد الملك بن أبجر، به، موقوفاً. وتحرف "ابن أبجر" في مطبوعة "مصنف ابن أبي شيبة"، إلى: "أبي الحر". وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2553) ، وبإثر الحديث (3330) ، والطبري في "التفسير" 29/193، كلاهما عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر. فأوقفه، وزاد في إسناده مجاهداً بين ثوير وابن عمر. وقال الترمذي في الموضع الثاني: ما نعلم أحداً ذكر فيه عن مجاهد غير الثوري. وسيأتي الحديث برقم (3330) . وقوله: "لينظر"، قال السندى: بفتح اللام على بناء الفاعل. "في ملك" المراد في ملكه، وكأنه نكر للتعظيم، قال تعالى: (وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً ومُلكاً كبيراً) .. وقوله: "ألفي سنة": كأن المراد: لو نظر في ملكه ماشياً فيه مشي الدنيا، لنظر ألفي سنة، ويحتمل أن يقرأ بإضافة الملك إلى ألفي سنة، بل هي في إفادة هذا المعنى أقرب. وقوله: "يرى أقصاه"، أي: أقصى ذلك الملك وأبعده منه. ولفظ الترمذي (3330) : "إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه وسريره مسيرة ألف سنة". الحديث: 4624 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 241 اللهِ، إِنِّي (1) أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا، فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ وَالِدَانِ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَلَكَ خَالَةٌ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَبِرَّهَا إِذًا " (2) 4625 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا، وَإِذَا خَرَجَ خَرَجَ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى " (3)   (1) لفظ: "إني" لم يرد في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري، المدني. وأخرجه الترمذي (6/30 - 31 تحفة الأحوذي) ، وابن حبان (435) ، والحاكم 5/154، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 334، والبيهقي في "الشعب" (7864) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1904) عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن أبي بكر بن حفص، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وقال: هذا أصح من حديث أبي معاوية. وقوله: "فبرها إذاً"، قال السندي: أي: مع التوبة ليكون كالتمام للتوبة، فإن الحسنات يُذهبن السيئات. وفي الحديث: "فأتبع السيئة الحسنة تمحُها"، وبالجملة فالحديث تعليم لكيفية التوبة بأنه ينبغي أن يزيد عليها حسنة، لتكون ماحية للسيئة. والله تعالى أعلم. وفي الحديث دلالة على أن الخالة كالأم عند عدمها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (2940) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.= الحديث: 4625 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 242 4626 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا نَعُدُّ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ وَأَصْحَابُهُ مُتَوَافِرُونَ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ ثُمَّ نَسْكُتُ " (1)   = وأخرجه الدارمي 2/71 من طريق عقبة بن خالد، والفاكهي في "أخبار مكة" (2462) و (2501) من طريق يحيى بن سليم، كلاهما عن عبيد الله، به. وأخرجه البخاري (1575) ، وأبو داود (1866) ، والبيهقي في "السنن" 5/72 من طريق مالك، وابن خزيمة (2693) من طريق إسماعيل بن أمية، كلاهما عن نافع، به. وسيأتي برقم (4725) و (4843) و (5231) و (6284) و (6462) . وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1577) ، ومسلم (1258) ، وسيرد 6/40. وقوله: "من الثنية العليا": قال الحافظ في "الفتح" 3/437: هي التي ينزل منها إلى المعلى مقبرة أهل مكة، وهي التي يقال لها الحجون، بفتح المهملة، وضم الجيم. والثنية: كل عقبة في جبل أو طريق عال فيه. والثنية السفلى: قال الحافظ: هي عند باب شبيكة بقرب شعب الشاميين من ناحية قعيقعان. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح من رجاله، وباقي رجاله على شرطهما، أبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/12، وابن أبي عاصم في "السنة" (1195) ، وأبو يعلى (5784) ، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/352، والخلال في "السنة" (541) ، وابن حبان (7251) ، والطبراني (13301) من طريق أبي معاوية، بهذا= الحديث: 4626 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 243 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1196) عن عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن سهيل بن أبي صالح، به، بلفظ: كنا نتحدث على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر وعثمان، فيبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا ينكره علينا. وعبد الوهاب بن الضحاك متروك. وأخرجه ابن أبي عاصم (1193) ، والخلال (577) من طريقين، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كنا نتحدث على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، فيبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا ينكره، وإسناده صحيح. وأخرجه دون قوله: "فيبلغ ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا ينكره" أحمد في "فضائل الصحابة" (53) و (57) ، والبخاري (3655) ، وابن أبي عاصم (1192) ، وأبو يعلى (5603) ، والخلال (580) من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري، وأحمد (54) و (55) ، والبخاري (3697) ، وأبو داود (4627) ، والترمذي (3707) ، والخلال (577) و (578) و (579) من طريق عبيد الله بن عمر، وأحمد (62) ، وابن أبي عاصم (1194) ، والخلال (582) من طريق جسر بن الحسن، وأبو يعلى (5602) من طريق يوسف الماجشون، وابن أبي عاصم (1193) من طريق يزيد بن أبي حبيب، كلهم عن نافع، عن ابن عمر بنحوه. وقال الترمذي: حديث حسن، صحيح، غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث عبيد الله بن عمر. وأخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (56) و (64) ، وأبو داود (4628) ، وابن أبي عاصم (1190) و (1191) ، والطبراني في "الكبير" (13131) و (13132) ، وفي "الأوسط" (1713) من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر بنحوه. ورواية أحمد (64) ، والطبراني في "الكبير" (13132) مطولة، وعند الطبراني زيادة: ويسمع ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا ينكره.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 244 4627 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ رَجُلٌ فِي الْقَوْمِ: (1) اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ (2) اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ الْقَائِلُ كَذَا وَكَذَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " عَجِبْتُ لَهَا، فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ " قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ " (3)   = وأخرجه أبو يعلى (5604) من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن ابن عمر. وهذا إسناد منقطع، فقد ذكر الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 98 أن يزيد لم يسمع من ابن عمر ولا من أحد من الصحابة. وأخرجه أحمد في "الفضائل" (63) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: ما كنا نختلف في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الخليفة بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر، وأن الخليفة بعد أبي بكر عمر، وأن الخليفة بعد عمر عثمان، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري. وسيأتي برقم (4797) مطولاً. (1) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) من القوم. (2) في (ظ 14) : سبحان، من غير واو. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- وعون بن عبد الله بن عتبة، كلاهما من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. الحجاج بن أبي عثمان -واسم أبي عثمان: ميسرة أو سالم-: هو الصواف أبو الصلت الكندي، مولاهم.= الحديث: 4627 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 245 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/264-265 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (601) ، والترمذي (3592) ، والنسائي 2/125، والطبراني في "الدعاء" (516) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وحجاج بن ميسرة ثقة عند أهل الحديث. وأخرجه أبو يعلى (5728) ، وأبو عوانة 2/100 من طريق يزيد بن زريع، عن حجاج، به. وأخرجه عبد الرزاق (2559) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل، عن ابن عمر. وأخرج عبد الرزاق (2560) ، وابن أبي شيبة 2/233 من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن الهيثم بن حنش أنه رأى ابن عمر وصلى معه إلى جنبه، فقال: الله أكبر، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، اللهم أجعلك (أي: أجعل حبك) أحب شيء إلى وأحسن شيء عندي. وسيأتي الحديث برقم (5722) . وفي الباب عن أنس بن مالك عند مسلم (600) ، وسيأتي 3/167-168. وعن جبير بن مطعم عند أحمد 4/83 و85، وصححه ابن حبان (1780) . وعن عبد الله بن أبي أوفى، سيأتي 4/355. وعن أبي سعيد الخدري عند أبي داود (775) ، والترمذي (242) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/197-198. وقوله: "الله أكبر كبيراً"، قال السندي: منصوب بتقدير: كبرت تكبيراً. ويمكن أن يكون صفة لمصدر أكبر. كثيراً، أي: حمدا كثيراً، وهو مصدر لما يفهم من الحمد لله من حمد المتكلم، أي: حمدته حمدا كثيراً. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 246 4628 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ، " إِذَا دَخَلَ أَدْنَى الْحَرَمِ، أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ، فَإِذَا انْتَهَى إِلَى ذِي طُوًى بَاتَ بهِ (1) حَتَّى يُصْبِحَ، ثُمَّ يُصَلِّيَ الْغَدَاةَ، وَيَغْتَسِلَ، وَيُحَدِّثَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ "، ثُمَّ " يَدْخُلُ مَكَّةَ ضُحًى، فَيَأْتِي الْبَيْتَ فَيَسْتَلِمُ الْحَجَرَ، وَيَقُولُ: بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ يَرْمُلُ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ، يَمْشِي مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ، فَإِذَا أَتَى عَلَى الْحَجَرِ اسْتَلَمَهُ، وَكَبَّرَ أَرْبَعَةَ أَطْوَافٍ مَشْيًا، ثُمَّ يَأْتِي الْمَقَامَ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْحَجَرِ، فَيَسْتَلِمُهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الصَّفَا مِنَ الْبَابِ الْأَعْظَمِ، فَيَقُومُ عَلَيْهِ، فَيُكَبِّرُ سَبْعَ مِرَارٍ، ثَلَاثًا يُكَبِّرُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (2)   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فيه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرج قصة المبيت بذي طوى أبو داود كما في "تحفة الأشراف" 6/62 عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. ولم نجده في رواية اللؤلؤي من "سنن أبي داود"، قال المزي: حديث أحمد بن حنبل في رواية أبي الحسن بن العبد، وأبي بكر بن داسة. وأخرجها البخاري (1573) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (4240) ، والبيهقي 5/71، والبغوي (1894) من طريق إسماعيل ابن علية، به. وأخرجها مسلم (1259) (227) ، وأبو داود (1865) ، والبيهقي 5/71 من= الحديث: 4628 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 247 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = طريق حماد بن زيد، وابن خزيمة (2614) و (2695) ، ومن طريقه البيهقي 5/39 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أيوب، به. وعلقها البخاري (1553) و (1769) من طريقين عن أيوب، به. وزاد في الحديث (1769) : وإذا نفر مر بذي طُوى، وبات بها حتى يصبح. وأخرجها مالك في "الموطأ" 1/324، ومن طريقه البيهقي 5/71 عن نافع، به، ولم يذكر قوله: ويُحدث أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعله. وأخرج ابن أبي شيبة 4/75 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، قال: كان ابن عمر لا يدخل مكة في حج ولا عمرة حتى يغتسل بذي طوى. وأخرج الشافعي في "مسنده" 1/338 عن مالك، وابن أبي شيبة 4/75 من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يغتسل إذا دخل مكة. وقصة الطواف والسعي أخرجها البخاري (1767) موقوفة من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يبيت بذي طوى بين الثنيتين، ثم يدخل من الثنية التي بأعلى مكة، وكان إذا قدم مكة حاجا أو معتمراً لم ينخ ناقته إلا عند باب المسجد، ثم يدخل، فيأتي الركن الأسود، فيبدأ به، ثم يطوف سبعاً، ثلاثاً سعياً، وأربعاً مشياً، ثم ينصرف فيصلي سجدتين، ثم ينطلق قبل أن يرجع إلى منزله، فيطوف بين الصفا والمروة، وكان إذا صدر عن الحج أو العمرة أناخ بالبطحاء التي بذي الحليفة التي كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينيخ بها. وأخرج ابن أبي شيبة 4/86 من طريق عبيد الله بن عمر، والبيهقي 5/94 من طريق مالك، كلاهما عن نافع، عن عبد الله بن عمر إنه كان إذا طاف بين الصفا والمروة بدأ بالصفا فرقى عليه حتى يبدو له البيت، قال: وكان يكبر ثلاث تكبيرات، ويقول لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ... = الجزء: 8 ¦ الصفحة: 248 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرج البيهقي 5/94 من طريق ابن جريج، قال: قلت لنافع: هل من قولٍ كان عبد الله بن عمر يلزمه، قال: لا تسأل عن ذلك، فإن ذلك ليس بواجب، فأبيت أن أدعه حتى يخبرني، قال: كان يُطيل القيام حتى لولا الحياء منه لجلسنا، فيكبر ثلاثاً، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم يدعو طويلا، ثم يرفع صوته ويخفضه، حتى إنه ليسأله أن يقضي عنه مغرمه فيما سأل، ثم يكبر ثلاثاً، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ثم يسأل طويلاً كذلك حتى يفعل ذلك سبع مرات يقول ذلك على الصفا والمروة في كل ما حج واعتمر. وأخرج البيهقي 5/94-95 من طريق موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل رواية ابن جريج. وستأتي قصة المبيت بذي طوى بالأرقام (4656) و (5082) و (5600) و (6462) . وستأتي قصة الطواف والسعي برقم (6247) من طريق سالم عن ابن عمر. وانظر الأحاديث (4480) و (4641) و (5230) و (5238) . وفي الباب عن جابر مرفوعا سيأتي 3/320. وعن أبي هريرة مرفوعا عند البيهقي 5/93. وقوله: "أدنى الحرم"، أي: أقرب مكان من الحرم. وقوله: "أمسك عن التلبية": قال السندي: الظاهر أن ذلك إذا دخل معتمراً، فالحديث يدل على أن المعتمر يقطع التلبية بالدخول في الحرم. وقوله: "أربعة أطواف مشياً"، هكذا في النسخ، والظاهر أنه بتقدير فعل، أي: يمشي أربعة أطواف مشياً. قوله: "فيقوم عليه فيكبر سبع مرار": يعني أنه يقوم على الصفا سبع مرار، يكبر في كل مرة ثلاثا. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 249 4629 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ النَّبِيذِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ مَعَ الْأَشَجِّ، فَسَأَلُوا نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشَّرَابِ، فَقَالَ: " لَا تَشْرَبُوا فِي حَنْتَمَةٍ، وَلَا فِي دُبَّاءٍ، وَلَا نَقِيرٍ " فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، وَالْمُزَفَّتُ؟ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ نَسِيَ، فَقَالَ: " لَمْ أَسْمَعْهُ يَوْمَئِذٍ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَقَدْ كَانَ يَكْرَهُهُ " (1) 4630 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ عَسْبِ الْفَحْلِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الخالق -وهو ابن سلمة الشيباني- فمن رجال مسلم، إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلية. وأخرجه أبو عوانة 5/297 من طريق شعبة، عن عبد الخالق، به. وقد سلف برقم (4465) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. علي بن الحكم من رجال البخاري، وباقي السند على شرطهما. وأخرجه البخارى (2284) ، وأبو داود (3429) ، والترمذي (1273) ، والنسائي في "الكبرى" (6267) ، وفي "المجتبى" 7/310، وابن الجارود (582) ، وابن حبان (5156) ، والحاكم 2/42، والبيهقي في "السنن" 5/339، وفي "المعرفة" (11438) ، والبغوي (2109) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم على شرط البخاري،= الحديث: 4629 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 250 4631 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، فِي حَدِيثِهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ: أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا " فَلَمَّا كَانَ فِي عَهْدِ عُمَرَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ، وَقَسَمَ (1) مَالَهُ بَيْنَ بَنِيهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَقَالَ: " إِنِّي لَأَظُنُّ الشَّيْطَانَ فِيمَا يَسْتَرِقُ مِنَ السَّمْعِ سَمِعَ بِمَوْتِكَ، فَقَذَفَهُ فِي نَفْسِكَ، وَلَعَلَّكَ أَنْ لَا تَمْكُثَ إِلَّا قَلِيلًا، وَايْمُ اللهِ، لَتُرَاجِعَنَّ نِسَاءَكَ، وَلَتَرْجِعَنَّ فِي مَالِكَ، أَوْ لَأُوَرِّثُهُنَّ مِنْكَ، وَلَآمُرَنَّ بِقَبْرِكَ فَيُرْجَمُ كَمَا   = وقال: لم يخرجاه، وأقره الذهبي فوهما. وأخرجه البخاري (2284) ، والنسائي في "الكبرى" (6267) ، وفي "المجتبي" 7/310، والبغوي (2109) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن الحكم، به. وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/299. وعن أنس، سيرد 3/145. وعن جابر عند مسلم (1565) (35) . وعن أبي سعيد الخدري عند النسائي 7/311، وأبي يعلى (1024) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (711) ، والدارقطني 3/47، والبيهقي 5/339. قوله: "عسب الفحل" بفتح العين وسكون السين: ماؤه، فرساً كان أو بعيرا أو غيرهما، فأخذ الأجر على ذلك حرام. (1) في هوامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : فرق. الحديث: 4631 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 251 رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ " (1)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن المرفوع منه أخطأ فيه معمر، كما سلف بيانه برقم (4609) . وأما الموقوف، فصححه البخاري كما في "علل الترمذي الكبير" 1/445، وقد قال أبو جعفر الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/253: أخطأ معمر، فجعل إسناد هذا الحديث فيه كلام عمر للحديث الذي فيه كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد كشف مسلم في كتاب "التمييز فيما نقله الحافظ عنه في "الإصابة" (6929) في ترجمة غيلان عن علته، وبينها بيانا شافياً، فقال: إنه كان عند الزهري في قصة غيلان حديثان. أحدهما مرفوع والآخر موقوف، قال: فأدرج معمر المرفوع على إسناد الموقوف، فأما المرفوع فرواه عقيل، عن الزهري، قال: بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد، أن غيلان أسلم وتحته عشر نسوة ... الحديث. وأما الموقوف: فرواه الزهري، عن سالم، عن أبيه أن غيلان طلق نساءه في عهد عمر، وقسم ميراثه بين بنيه ... الحديث. وأخرج الموفوع منه ابن ماجه (1953) ، والبيهقي 7/181 من طريق محمد بن جعفر، وإسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه بتمامه أبو يعلي (5437) ، ابن حبان (4156) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4609) . وهذا الذي صنع غيلان كان رجوعا منه إلى عادات أهل الجاهلية بحرمان النساء من الميراث، فلذلك أنكر عليه وقوله: "فقذفه"، قال السندي: أي: فطلقتهن فراراً من إرثهن، والحديث يدل على كراهة طلاق الفار، وأنه ينبغي له المراجعة، كما إذا طلقها في الحيض، وأنه لا يمنع الإرث إذا مات بعد ذلك بقليل، وحده علماؤنا بالموت في العدة،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 252 4632 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَتَبَ كِتَابَ الصَّدَقَةِ، فَلَمْ يُخْرِجْهُ إِلَى عُمَّالِهِ حَتَّى قُبِضَ، فَقَرَنَهُ بِسَيْفِهِ، فَلَمَّا قُبِضَ عَمِلَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ، ثُمَّ عُمَرُ حَتَّى قُبِضَ، فَكَانَ فِيهِ: " فِي خَمْسٍ (1) مِنَ الْإِبِلِ شَاةٌ، وَفِي عَشْرٍ شَاتَانِ، وَفِي خَمْسَ عَشْرَةَ ثَلَاثُ شِيَاهٍ، وَفِي عِشْرِينَ أَرْبَعُ شِيَاهٍ، وَفِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ابْنَةُ مَخَاضٍ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " ثُمَّ أَصَابَتْنِي عِلَّةٌ فِي مَجْلِسِ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، فَكَتَبْتُ تَمَامَ الْحَدِيثِ، فَأَحْسَبُنِي لَمْ أَفْهَمْ بَعْضَهُ، فَشَكَكْتُ (2) فِي بَقِيَّةِ (3) الْحَدِيثِ، فَتَرَكْتُهُ " (4)   = وظاهره أن من ظهر له قرب أجله فطلقها، فهو فار وإن لم يكن مريضاً. وأبو رغال: (زنة كتاب) : كان من ثمود، وكان بالحرم حين أصاب قومه الصيحة، فلما خرج من الحرم أصابه من الهلاك ما أصاب قومه، فدفن هناك، وقيل: كان رجلاً عشاراً في الزمن الأول، فقبره يرجم، وهو بين مكة والطائف، أخرج حديثه أبو داود (3088) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/297. وانظر "سيرة ابن هشام" 1/49، و"الروض الأنف" 1/66-67. (1) في (ظ 14) : في كل خمس. (2) في (ظ 1) : فكشطت. (3) في (ظ 1) و (ظ 14) و (ق) وهامش (س) و (ص) : باقي. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، سفيان بن حسين ضعيف في روايته عن الزهري، ثقة في غيره، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.= الحديث: 4632 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 253 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه بتمامه ابن أبي شيبة 3/121، والدارمي 1/382-383، وأبو داود (1568) ، والترمذي (621) ، وأبو يعلى (5470) و (5471) ، والحاكم 1/392-393، والبيهقي 4/88 و105-106، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/14-16 من طريق عباد بن العوام، بهذا الإسناد. وذكروا متنه بتمامه، وهو موافق لمتن الحديث الآتي بعده، وزاد عندهم غير ابن أبي شيبة والدارمي في آخره: قال الزهري: إذا جاء المصدق قسمت الشاء أثلاثا: ثلثا خيارا، وثلثا وسطا، وثلثا شرارا، فأخذ المصدق من الوسط. ولم يذكر الزهري البقر. وأخرجه الدارمي 1/382-383، وابن خزيمة (2267) من طريق إبراهيم بن صدقة، والدارمي 1/283، وابن حجر في "التغليق" 3/16 من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلاهما عن سفيان بن حسين، به. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 1/235 عن الثقة من أهل العلم، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا أدري أدخل ابنُ عمر بينه وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر في حديث سفيان بن حسين أم لا ... قال الترمذي بإثر الحديث (621) : حديث حسن، والعمل على هذا الحديث عند عامة الفقهاء، وقد روى يونس بن يزيد وغيرُ واحد عن الزهري، عن سالم هذا الحديث، ولم يرفعوه، وتعقبه الحافظ في "التغليق" بقوله: قول الترمذي: لم يرفعوه. إنما مراده لم يرفعوا إسناده إلى منتهاه، وكان ينبغي أن يعبر باصطلاح القوم بأن يقول: فأرسلوه، أو: لم يسندوه، وقال الحاكم: هذا حديث كبير في هذا الباب يشهد بكثرة الأحكام التي في حديث ثمامة عن أنس، إلا أن الشيخين لم يخرجا لسفيان بن حسين الواسطي في الكتابين، وسفيان بن حسين أحد أئمة الحديث، وثقه يحيى بن معين، ويصححه على شرط الشيخين حديث عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد، عن الزهري، وإن كان فيه أدنى إرسال، فإنه شاهد صحيح لحديث سفيان بن حسين.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 254 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قلنا: قد رد الحافظ تصحيح الحاكم لرواية سفيان بن حسين في "التغليق" 3/17، فانظره. وحديث يونس بن يزيد أخرجه أبو داود (1570) ، والدارقطني 2/116-117، والحاكم 1/393-394، والبيهقي 4/90-91، وابن حجر في "التغليق" 3/17 من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5820) من طريق عبد الله بن وهب، وأبو عبيد في "الأموال" (935) من طريق ابن لهيعة، و (936) من طريق الليث بن سعد، أربعتهم عن يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: هذه نسخة كتاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي كتب في الصدقة، وهي عند آل عمر رضي الله عنه، أقرأنيها سالم بن عبد الله بن عمر، فوعيتها على وجهها، وهي التي نسخ عمر بن عبد العزيز من سالم وعبد الله ابني عبد الله بن عمر حين مر على المدينة، وأمر عماله العمل بها، ورواية الطحاوي مختصرة. ورواه سليمان بن كثير، عن الزهري، فلم يذكر فيه أحداً بين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن عمر، أخرجه أبو عبيد (937) ، وابن ماجه (1798) و (1805) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1136، والبيهقي 4/88 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سليمان بن كثير، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال (أي الزهري) : أقرأني سالم كتاباً كتبه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يتوفاه الله عز وجل في الصدقة ... وقال أبو عبيد في روايته: عن سالم، أحسبه عن أبيه. وكلهم غير البيهقي ذكروه مختصراً. قلنا: وسليمان بن كثير قال في "التقريب": لا بأس به في غير الزهري. وأخرجه الدارقطني 2/112 من طريق سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، قال: وجدنا في كتاب عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في صدقة الإبل.. وقال بإثره: كذا رواه سليمان بن أرقم، وهو ضعيف الحديث، متروك. وأخرجه ابن ماجه (1807) ، وابن عدي 7/2731 من طريق يزيد بن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 255 4633 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدّثَنِي أَبِي بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي الْمُسْنَدِ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ؛ لِأَنَّهُ: كَانَ قَدْ جَمَعَ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، فَحَدَّثَنَا بِهِ فِي حَدِيثِ سَالِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بِتَمَامِهِ، وَفِي حَدِيثِ عَبَّادٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ 4634 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ، عَنْ سُفْيَانَ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،   = عبد الرحمن، عن أبي هند، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورواية ابن ماجه، مختصرة، ولم يسق ابن عدي لفظه. ورواه الشافعي 1/233-234، ومن طريقه البيهقي 4/87 من طريق موسى بن عقبة. عن نافع، عن عبد الله بن عمر ... فذكره، وقال في آخره: هذه نسخة كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه التي كان يأخذ عليها، ولم يذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي الباب عن ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك، عن أبي بكر الصديق عند أحمد سلف برقم (72) ، والبخاري (1448) و (1450) و (1451) و (1453) و (1454) و (1455) و (2487) و (6955) ، وابن حبان (3266) . وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن جده، وصححه ابن حبان (6559) . تنبيه: نقل البيهقي في "السنن الكبرى" 4/88 عن الترمذي في "العلل" قوله: سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، فقال: أرجو أن يكون محفوظاً، وسفيان بن حسين صدوق. ولم نجد هذا القول في المطبوع من "العلل الكبير". الحديث: 4633 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 256 عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَتَبَ الصَّدَقَةَ وَلَمْ يُخْرِجْهَا إِلَى عُمَّالِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ، قَالَ: فَأَخْرَجَهَا أَبُو بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَعَمِلَ بِهَا حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا عُمَرُ مِنْ بَعْدِهِ، فَعَمِلَ بِهَا، قَالَ: فَلَقَدْ هَلَكَ عُمَرُ يَوْمَ هَلَكَ وَإِنَّ ذَلِكَ لَمَقْرُونٌ بِوَصِيَّتِهِ، فَقَالَ: كَانَ فِيهَا: " فِي الْإِبِلِ فِي كُلِّ خَمْسٍ شَاةٌ، حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، فَفِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ، إِلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنِ ابْنَةُ مَخَاضٍ، فَابْنُ لَبُونٍ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، فَفِيهَا ابْنَةُ لَبُونٍ، إِلَى خَمْسٍ (1) وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ وَاحِدَةٌ، فَفِيهَا حِقَّةٌ، إِلَى سِتِّينَ، فَإِذَا (2) زَادَتْ فَفِيهَا جَذَعَةٌ، إِلَى خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ، فَفِيهَا ابْنَتَا لَبُونٍ، إِلَى تِسْعِينَ، فَإِذَا زَادَتْ، فَفِيهَا حِقَّتَانِ، إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا كَثُرَتِ الْإِبِلُ، فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَفِي الْغَنَمِ مِنْ أَرْبَعِينَ شَاةٌ (3) إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ (4) فَفِيهَا شَاتَانِ، إِلَى مِائَتَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ، فَفِيهَا ثَلَاثٌ إِلَى ثَلَاثِ مِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ بَعْدُ فَلَيْسَ   (1) في (ظ 14) : خمسة. (2) في (ظ 14) : فإن. (3) في هامش (س) زيادة كلمة شاة. نسخة، أي: فتصيح العبارة: من أربعين شاة شاة. (4) في (ظ 14) : فإذا زادت شاة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 257 فِيهَا شَيْءٌ حَتَّى تَبْلُغَ أَرْبَعَ مِائَةٍ، فَإِذَا كَثُرَتِ الْغَنَمُ، فَفِي كُلِّ مِائَةٍ شَاةٌ، وَكَذَلِكَ لَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ (1) ، مَخَافَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ، فَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بِالسَّوِيَّةِ، لَا تُؤْخَذُ هَرِمَةٌ، وَلَا ذَاتُ عَيْبٍ مِنَ الْغَنَمِ " (2) 4635 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا - أَوْ قَالَ: شَقِيصًا لَهُ، أَوْ قَالَ: شِرْكًا لَهُ - فِي عَبْدٍ، فَكَانَ لَهُ مِنَ الْمَالِ مَا بَلَغَ (3) ثَمَنَهُ بِقِيمَةِ الْعَدْلِ، فَهُوَ عَتِيقٌ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ "، قَالَ أَيُّوبُ: " كَانَ نَافِعٌ رُبَّمَا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَرُبَّمَا لَمْ يَقُلْهُ، فَلَا أَدْرِي أَهُوَ فِي الْحَدِيثِ، أَوْ قَالَهُ نَافِعٌ مِنْ قِبَلِهِ؟ - يَعْنِي قَوْلَهُ: فَقَدْ عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ - " (4)   (1) في (ظ 14) : مفترق. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سفيان بن حسين في روايته الزهري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن يزيد الواسطي، رجال أصحاب السنن الأربعة سوى ابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه أبو داود (1569) ، ومن طريقه البيهقي 4/88 عن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإسناد. وسلف ذكر شواهده عقب الرواية (4632) . (3) في (ظ 14) : ما يبلغ. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السختياني.= الحديث: 4635 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 258 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه مسلم (1501) 3/1286، وأبو داود (3941) ، والترمذي (1346) ، والنسائي في "الكبرى" (4956) من طريق إسماعيل، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (16715) ، والبخاري (2524) ، ومسلم (1501) ، وأبو داود (3942) ، والنسائي في "المجتبى" 7/319، وفي "الكبرى" (4953) و (4954) و (4955) ، والبيهقي في "السنن" 10/276-277 و278 من طرق، عن أيوب، به. وقولُ أيوب: كان نافع ربما قال في هذا الحديث وربما لم يقله، فلا أدري أهو في الحديث أو قاله نافع من قبله؟ يعني قوله: "فقد عتق منه ما عتق": قال الحافظ في "الفتح" 5/154: "هذا شك من أيوب في هذه الزيادة المتعلقة بحكم المُعسر، هل هي موصولة مرفوعة، أو منقطعة مقطوعة؟ وقد رواه عبد الوهاب عن أيوب، فقال في آخره: "وربما قال: وإن لم يكن له مال فقد عتق منه ما عتق" وربما لم يقله، وأكثر ظني أنه شيء يقوله نافع من قبله" أخرجه النسائي، وقد وافق أيوب على الشك في رفع هذه الزيادة يحيى بن سعيد، عن نافع، أخرجه مسلم والنسائي، ولفظ النسائي: "وكان نافع يقول .... قال يحيى: لا أدري أشيء كان من قبله يقوله أم شيء في الحديث، فإن لم يكن عنده، فقد جاز ما صنع". ورواها من وجه آخر عن يحيى، فجزم بأنها عن نافع، وأدرجها في المرفوع من وجه آخر. وجزم مسلم بأن أيوب ويحيى، قالا: لا ندري أهو في الحديث أو شيء قاله نافع من قبله؟ ولم يُختلف عن مالك في وصلها، ولا عن عبيد الله بن عمر، لكن اختُلف عليه في إثباتها وحذفها كما تقدم، والذين أثبتوها حفاظ، فإثباتها عن عبيد الله مقدم. وأثبتها أيضاً جرير بن حازم -كما سيأتي بعد اثني عشر باباً- وإسماعيل بن أمية عند الدارقطني، وقد رجح الأئمة رواية من أثبت هذه الزيادة مرفوعةً، قال الشافعي: لا أحسب عالماً بالحديث يشك في= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 259 4636 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ فَعَلَا فَدْفَدًا مِنَ الْأَرْضِ أَوْ شَرَفًا، قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (1) وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، سَاجِدُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا (2) حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " (3) 4637 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَسْتَرْعِي اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدًا رَعِيَّةً، قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ، إِلَّا سَأَلَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَقَامَ فِيهِمْ أَمْرَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمْ أَضَاعَهُ؟ حَتَّى يَسْأَلَهُ   = أن مالكا أحفظ لحديث نافع من أيوب، لأنه كان ألزم له منه، حتى ولو استويا فشك أحدُهما في شيء لم يشُك فيه صاحبُه، كانت الحجةُ مع من لم يشُك. ويؤيد ذلك قولُ عثمان الدارمي قلتُ لابن معين: مالك في نافع أحب إليك أو أيوب؟ قال: مالك. وسأذكر ثمرة الخلاف في رفع هذه الزيادة أو وقفها في الكلام على حديث أبي هريرة في الباب الذي يليه إن شاء الله تعالى". وقد سلف برقم (4451) . (1) في (ظ 14) : لا إله إلا الله، لا إله إلا الله. (2) لفظ: "لربنا" لم يرد في (ظ 14) . (3) هو مكرر (4496) سندا ومتناً. الحديث: 4636 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 260 عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ خَاصَّةً " (1) 4638 - حَدَّثَنَا (2) إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَخِي   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع هذا الحديث من ابن عمر. وأخرجه ابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 152 عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 152، وأبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" 1/360 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، عن يونس بن عبيد، به. قال ابن خزيمة كما في "إتحاف المهرة": لم يسمع الحسن هذا الخبر من ابن عمر، ثم أخرجه عن محمد بن عبد الأعلي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا يونس، عن الحسن، قال: نبئت أن ابن عمر قال ... فذكره. وأخرجه عبد الرزاق (20650) عن معمر، عن قتادة، عن ابن عمر موقوفاً. وأورده ابن حجر في "المطالب العالية" (2108) ، وعزاه لأبي يعلى. وله شاهد من حديث معقل بن يسار بلفظ: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يمت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم اللهُ عليه الجنة"، أخرجه أحمد 5/25، والبخاري (7151) ، ومسلم (142) . وآخر من حديث عبد الله بن مسعود أخرجه الطبراني في "الكبير" (8855) من طريق قتادة عن ابن مسعود، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/208 وقال: قتادة لم يسمع من ابن مسعود ورجاله رجال الصحيح. (2) كذا في (ظ 14) ، وفي بقية النسخ: أخبرنا. (3) كلمتا: "إسماعيل حدثنا" من (ظ 14) ، وسقطتا من (م) وبقية النسخ. الحديث: 4638 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 261 الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ " " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن مسلم أخي الزهري، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1040) (103) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 153، من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/208 -وعنه مسلم (1040) (103) - عن عبد الأعلي بن عبد الأعلي، وأبو عوانة من طريق رباح بن يزيد، كلاهما عن معمر، به. وعلقه البخاري بإثر الحديث (1475) فقال: وقال معلى (يعني ابن أسد) : حدثنا وهيب (يعني ابن خالد) ، عن النعمان بن راشد، عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري، به. ووصله من هذه الطريق يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/370، وابن الأعرابي في "المعجم" (583) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/141، والقضاعي في "مسند الشهاب" (826) ، والبيهقي 4/196، وابن عساكر في "تاريخه" 5/لوحة 305، وابن حجر في "تغليق التعليق" 3/29-30، وذكروا فيه قصة. وأخرجه البخاري (1474) ، ومسلم (1040) (104) ، والنسائي في "المجتبى" 5/94، وفي "الكبرى" (2366) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (348) و (349) و (463) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1022) ، والبيهقي في "الشعب" (3509) ، والبغوي (1622) ، وابن عساكر 5/لوحة 305 من طريق الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، به. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/164 من طريق عبد الله بن لهيعة، عن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 262 4639 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَانُوا يَتَبَايَعُونَ الطَّعَامَ جُزَافًا عَلَى السُّوقِ " فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَبِيعُوهُ حَتَّى يَنْقُلُوهُ " (1)   = عبيد الله بن أبي جعفر، عن صفوان بن سُليم، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وقال بإثره: تابت من حديث حمزة، غريب من حديث صفوان، تفرد به عنه عبيد الله بن أبي جعفر وإبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي. وسيأتي (5616) . وانظر (5680) . وفي الباب عن سمرة بن جندب عند أحمد 5/10، والترمذي (681) ، وصححه الترمذي. وعن ابن مسعود، سلف برقم (3675) . وعن ثوبان، سيأتي 5/281. وعن حبشي بن جنادة عند ابن أبي شيبة 3/209، والترمذي (653) و (654) . قوله: "لا تزال المسألة بأحدكم"، قال السندي: أي: متصفة بأحدكم ولا تفارقه، أي: لا يزال أحدكم يسأل الناس، ولا يترك السؤال. قوله: "مزعة لحم" بضم ميم وحكي كسرها وفتحها، وسكون زاي معجمة، وعين مهملة: القطعة اليسيرة من اللحم، والمراد أنه يجيء ذليلاً لا جاه له ولا قدر، كما يقال: له وجه عند الناس، أو ليس له وجه، أو أنه يعذب في وجهه حتى يسقط لحمه، أو أنه يجعل له ذلك علامة يعرف به، والظاهر ما قيل: إنه جازاه الله من جنس ذنبه، فإنه صرف بالسؤال ماء وجهه عند الناس. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (3494) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد.= الحديث: 4639 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 263 4640 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَبِيعُونَ (1) لَحْمَ الْجَزُورِ بِحَبَلِ حَبَلَةٍ، وَحَبَلُ حَبَلَةٍ: تُنْتَجُ النَّاقَةُ مَا فِي بَطْنِهَا، ثُمَّ تَحْمِلُ الَّتِي تُنْتَجُهُ، " فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ " (2)   = وأخرجه البخاري (2167) ، والنسائي في "المجتبى" 7/287 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/394، -ومن طريقه الطحاوي في "المشكل" (3158) - عن علي بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه ابن طهمان (185) ، وابن أبي شيبة 6/366، ومسلم (1526) (34) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/37-38، وفي "شرح مشكل الآثار" (3164) ، وابن حبان (4986) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من اشترى طعاماً فلا يبعه حتى يستوفيه". وأخرجه ابن طهمان (178) ، والبخاري (2123) و (2166) ، ومسلم (1526) (35) ، والنسائي 7/287، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/37، وفي "شرح المشكل" (3159) و (3160) و (3164) من طرق، عن نافع، به. ولفظ بعضهم: "من اشترى طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه ويقبضه". وانظر (4517) . (1) في (س) و (ص) وهامش (س) و (ظ 1) و (ق) : يبتاعون. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (3381) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3843) ، ومسلم (1514) (6) ، والبيهقي في "السنن" 5/341 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به.= الحديث: 4640 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 264 4641 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، ذَكَرُوا الرَّجُلَ يُهِلُّ بِعُمْرَةٍ فَيَحِلُّ، هَلْ لَهُ أَنْ يَأْتِيَ - يَعْنِي امْرَأَتَهُ - قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ؟ فَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ؟ فَقَالَ: " لَا، حَتَّى يَطُوفَ بِالصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ " وَسَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: " قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، فَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ "، ثُمَّ قَالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] (1)   = وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 14/132 من طريق الإمام أحمد، عن يحيى بن سعيد الأموي، عن عبيد الله، به. بلفظ: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع حبل الحبلة. وقد سلف برقم (4491) ، وانظر (5307) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الحميدي (668) ، والبخاري (395) و (396) و (1623) و (1624) و (1645) و (1646) و (1973) و (1974) ، وأبو يعلى (5634) ، والبيهقي في "السنن" 5/97، وفي "المعرفة" (9965) و (9966) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرج الشطر الثاني منه مسلم (1234) (189) ، والنسائي في "المجتبي" 5/225 و235، وفي "الكبرى" (3911) و (3952) ، وأبو يعلى (5627) ، وابن خزيمة (2760) ، والطبراني (13632) و (13633) ، والبيهقي 5/97 من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه من حديث جابر وحده البيهقي في "المعرفة" (9964) من طريق الشافعي، عن ابن عيينة، به.= الحديث: 4641 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 265 4642 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: بَيْنَمَا النَّاسُ يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ الْغَدَاةَ، إِذْ جَاءَ جَاءٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، " وَأُمِرَ أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةُ، فَاسْتَقْبَلُوهَا، وَاسْتَدَارُوا، فَتَوَجَّهُوا نَحْوَ الْكَعْبَةِ " (1)   = وأخرجه ابن ماجه (2959) ، وأبو يعلى (5629) ، والطبراني (13630) و (13631) و (13636) من طرق، عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي بالأرقام (5573) و (6398) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (4488) عن مُسدد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي 1/281، والبخاري (4490) و (4493) ، ومسلم (526) (13) ، وأبو عوانة 1/394، والدارقطني 1/273 من طرق، عن عبد الله بن دينار، به. وأخرجه مسلم (526) (14) من طريق نافع، عن ابن عمر. وسيأتي برقم (4794) و (5827) و (5934) . وفي الباب عن أنس، سيرد 3/284. وعن البراء، سيرد 4/283. وعن سهل بن سعد عند الدارقطني 1/274.= الحديث: 4642 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 266 4643 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " " وَكَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَا يَأْكُلُ مِنْ لَحْمِ هَدْيِهِ " (1)   = وعن عمارة بن أوس عند ابن أبي شيبة 1/335. وعن تويلة بنت أسلم عند الطبراني في "الكبير" 24/ (530) . قوله: "أمر أن يستقبل". قال السندي: على بناء الفاعل من الاستقبال، واقتصر على أنه أمر بالاستقبال لظهور أن ما أمر به هو، فقد أمر به الكل، وضبطه بعضهم على بناء المفعول ورفع الكعبة احترازاً عن توهم الخصوص ظاهراً. قوله: "فاستقبلوها" بصيغة الأمر، أي: أنتم، أو بصيغة الماضي، أي: استقبلها هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن معه في الصلاة. قوله. "فاستداروا" هكذا بالفاء في أصلنا كما هو الظاهر، وفي بعض الأصول بالواو، أي: فاستدار أهل قباء في بقية صلاتهم. والحديث يدل على أن العمل بالناسخ إنما هو واجب من حين البلوغ، وما عمل قبله على وفق المنسوخ فهو صحيح. وبهذا وأمثاله يضعف قول من قال: لا يعمل بالحديث في هذا الزمان لعدم معرفة الناسخ فليتأمل. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، ويحيى: هو ابن سعيد القطان، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1970) (26) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطرسوسي (83) ، والدارمي 2/78، وأبو عوانة 5/231، من طرق، عن ابن خريج، به.= الحديث: 4643 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 267 4644 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1)   = وأخرجه مسلم (1970) (26) ، والترمذي (1509) ، وأبو عوانة 5/231-232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/184، وابنُ حبان (5923) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 154 من طريق الليث بن سعد، وأخرجه مسلم (1970) (26) من طريق الضحاك بن عثمان، كلاهما عن نافع، به. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، وإنما كان النهي من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متقدما، ثم رخص بعد ذلك. وقوله: "لا يأكلُ من لحم هديه"، قال الحافظ في "الفتح" 10/29: ويحتمل أن يكون ابن عمر كان يُسوي بين لحم الهدي ولحم الأضحية في الحكم، ويحتمل أن يكون أطلق على لحم الأضحية لحم الهدي لمناسبة أنه كان بمنى. وكأن ابن عمر لم يبلغه الإذنُ بعد المنع. وقد سلف ذكر النسخ في الحديث (4558) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي المدني- روى له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5097) ، وفي "المجتبي" 8/297 عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1864) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/215 من طريق عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عمرو، به. زاد الطحاوي: "كل مسكر خمر"، وهو مع هذه الزيادة سيأتي برقم (4831) عن معاذ بن معاذ، عن محمد بن عمرو.= الحديث: 4644 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 268 4645 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، (1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (3)   = وانظر ما بعده. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2476) . وعن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وأنس، وجابر، وعبد الله بن مغفل، وديلم الحميري، والنعمان بن بشير، وأبي موسى الأشعري، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة، وأحاديثهم سترد في "المسند" على التوالي: 2/158، 2/429، 3/122، 3/360، 4/87، 4/231، 4/267، 4/402، 6/36، 6/309، 6/333 (1) في (ظ 14) : أخبرني نافع. (2) في (ظ 14) : قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بدل قوله: لا أعلمه إلا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه المصنف في "الأشربة" (195) ، ومسلم (2003) (75) ، وابن الجارود (857) ، وأبو عوانة 5/270-271، والدارقطني 4/249، والبيهقي 8/293 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وفي بعض هذه المصادر: "وكل خمر حرام". وأخرجه بنحوه الطرسوسي في "مسند ابن عمر" (42) ، وأبو عوانة 5/271، وابن حبان (5354) ، والطبراني في "الصغير" (143) ، والدارقطني 4/249، والبيهقي في "الشعب" (5578) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه كذلك الطبراني في "الصغير" (546) و (922) ، وأبو نعيم في "أخبار= الحديث: 4645 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 269 4646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1)   = أصبهان" 1/172، والدارقطني 4/249 من طرق، عن نافع، به. وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/92، وعبد الرزاق (17004) ، والمصنف في "الأشربة" (174) ، والنسائي في "الكبرى" (5208) ، وفي "المجتبى" 8/324، والبيهقي في "السنن" 8/293، وفي "المعرفة" (17322) من طريق مالك، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً. وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/293، وفي "المعرفة" (17324) من طريق روح، عن مالك، به، مرفوعاً، وقال: لم يرفعه من أصحاب مالك إلا روح. وأخرجه عبد الرزاق (17004) عن العمري، عن نافع، به موقوفا. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/101 من طريق ليث بن أبي سليم، وأبو يعلى (5816) من طريق أبي معشر، والدارقطني 4/250 من طريق عكرمة بن عمار، وأبو نعيم في "الحلية" 7/265 من طريق مسعر، أربعتهم عن نافع، به. ليث وأبو معشر رويا الشطر الأول من الحديث، وعكرمة ومسعر رويا الشطر الثاني منه. وسيأتي برقم (4830) و (4831) و (4863) و (5648) و (5731) و (5820) و (6179) و (6218) و (6219) . وانظر ما قبله. وفي الباب عن قيس بن سعد، سيرد 3/422. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه مسلم (1395) (509) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي 1/330، ومسلم (1395) (509) ، وابن ماجه (1405) ، والخطيب في "تاريخه" 4/162 من طرق عن عبيد الله بن عمر، به.= الحديث: 4646 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 270 4647 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُزَابَنَةِ، وَالْمُزَابَنَةُ: الثَّمَرُ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَالْعِنَبُ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا، وَالْحِنْطَةُ بِالزَّرْعِ كَيْلًا " (1)   = وأخرجه عبد الرزاق (9137) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1209) من طريق أيوب السختياني، والبيهقي في "الشعب" (4148) من طريق كثير بن عبد الله المزني، كلاهما عن نافع، به. سقط من مطبوعة "مصنف عبد الرزاق" ابنُ عمر! وزاد البيهقي في روايته: "وشهر رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر فيما سواه، وصلاة الجمعة بالمدينة كألف فيما سواه" وقال البيهقي عقبه: هذا إسناد ضعيف بمرة. وسيأتي الحديث من طريق نافع، عن ابن عمر بالأرقام (5153) و (5155) و (5358) و (5778) ، ومن طريق عطاء، عن ابن عمر برقم (4838) و (6436) . وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1605) ، وله شواهد أخرى ذكرت عنده. قوله: "إلا المسجد الحرام"، قال السندي: فإن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في مسجد المدينة المنورة، وبهذا جاءت الأحاديث صريحاً، وبه قال الجمهور، وأما عند مالك، فالصلاة في مسجده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل من الصلاة في المسجد الحرام بدون ألف، ولا يخفى احتمال هذا اللفظ للوجهين، لكن قد جاء ما يقتضي أن الوجه هو الأول. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1542) (73) ، وأبو داود (3361) ، وابنُ حبان (4999) من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4490) . الحديث: 4647 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 271 4648 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْغَادِرُ يُرْفَعُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6177) ، ومسلم (1735) (9) من طريق يحيى بن سعيد، بهذ الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/459-460، ومسلم (1735) (9) ، والنسائي في "الكبرى" (8737) ، والبغوي (2482) من طرق، عن عبيد الله، به. وأخرجه أبو عوانة 4/72، وابن حبان (7343) من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، به. وأخرجه مسلم (1735) (11) ، وأبو عوانة 4/73 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5546) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن ابن عون، عن أنس بن سيرين، قال: قلت لعبد الله بن عمر: الرجل الذي يشتري بالدين، وهو لا يريد الأداء، فيموت وليس عنده وفاء، فقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 11/384 من طريق مطرف بن طريف، عن عطية العوفي، عن عبد الله بن عمر، وأبي سعيد الخدري. وستأتي برقم (4839) و (5192) و (5378) و (5457) و (5804) و (5915) و (5968) و (6053) و (6093) و (6281) و (6447) ، وسيأتي مطولاً برقم (5088) و (5709) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3900) .= الحديث: 4648 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 272 4649 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا " (1) 4650 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ، (2)   = وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1738) ، سيرد 3/35. وعن أنس بن مالك عند البخاري (3187) ، ومسلم (1737) ، سيرد 3/142. قوله: "الغادر يرفع له لواء"، قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 12/43-44: معنى لكل غادر لواء، أي: علامة يشهر بها في الناس، وكانت العرب تنصب الألوية في الأسواق الحفلة لغدرة الغادر لتشهيره بذلك، وأما الغادر، فهو الذي يُواعد على أمر ولا يفي به. وذكر القاضي عياض احتمالين، أحدهما: نهي الإمام أن يغدر في عهوده لرعيته وللكفار وغيرهم، أو غدره للأمانة التي قلدها لرعيته، والتزم القيام بها والمحافظة عليها، ومتى خانهم أو ترك الشفقة عليهم أو الرفق بهم، فقد غدر بعهده. والاحتمال الثاني أن يكون المراد نهي الرعية عن الغدر بالإمام، فلا يشقوا عليه العصا، ولا يتعرضوا لما يخاف حصول فتنة بسببه. والصحيح الأول. والله أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (98) ، وأبو عوانه 1/58، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1324) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد، وقد سلف برقم (4467) . (2) وقع في النسخ الخطية عدا (ظ 14) : سالم بن عبد الله، وهو خطأ، والتصويب من (ظ 14) ، ومن الإسناد الآتي برقم (4867) ، ومن "أطراف المسند" 3/396، ومن "التاريخ الكبير" 4/108-109، وصرح به البزار في "زوائده" 1/390. الحديث: 4649 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 273 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَإِنَّ لَهُ قِيرَاطًا "، فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقِيرَاطِ؟ فَقَالَ: " مِثْلُ أُحُدٍ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين غير سالم أبي عبد الله البراد، فقد روي له أبو داود والنسائي، وهو ثقة، إلا أن فيه علة تفطن لها البخاري إمام هذه الصنعة، فقال في "تاريخه" 2/274: قال لنا موسى: حدثنا أبو عوانة، سمع عبد الملك بن عمير، عن سالم البراد، عن أبي هريرة قوله. وقال ابن أبي خالد: سمع سالما أبا عبد الله البراد، سمع ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثله، وهذا لا يصح، لأن الزهري قال عن سالم: إن ابن عمر أنكر على أبي هريرة حتى سأل عائشة. وقال الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 3/397 وفي "إتحاف المهرة" 3/ورقة 175 بعد أن أورد كلام البخاري: وقد راج هذا السند على الحافظ الضياء، فأخرج هذا الحديث في "المختارة"، وهو معلول كما ترى. وانظر "علل" الدارقطني 4/الورقة 63. قلنا: قد سلف إنكار ابن عمر هذا الحديث على أبي هريرة برقم (4453) ، وسيأتي حديث سالم البراد عن أبي هريرة في "المسند" 2/458 مرفوعاً، ويحتمل أن ابن عمر حين راجع أبا هريرة في هذا، وأقرت عائشة أبا هريرة، روى الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مباشرة دون ذكر اسم أبي هريرة. قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث: هذا الحديث من مراسيل الصحابة يقيناً، فإن عبد الله بن عمر إنما سمعه من أبي هريرة ومن عائشة حين صدقت أبا هريرة كما مضى (4453) ، وكانوا يصدق بعضهم بعضاً، فيروي أحدهم ما سمع من أخيه ثقة به وتصديقاً. قلنا: مرسل الصحابى صحيح الإسناد محتج به عند أهل العلم. قال= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 274 4651 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَا، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ بَيَانِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا " (1) أَوْ: " إِنَّ (2) بَعْضَ الْبَيَانِ سِحْرٌ " (3)   = السرخسي في "أصوله" 1/359: لا خلاف بين العلماء في مراسيل الصحابة رضي الله عنهم أنها حجة، لأنهم صحبوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما يروونه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مطلقاً يحمل على أنهم سمعوه منه أو من أمثالهم، وهم كانوا أهل الصدق والعدالة، وإلى هذا أشار البراء بن عازب رضي الله عنه بقوله: ما كل ما نحدثكم به سمعناه من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما كان يحدث بعضنا بعضاً، ولكنا كنا لا نكذب. والحديث أخرجه ابن أبي شيبة 3/320 عن وكيع، و321 عن محمد بن بشر العبدي، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/56 من طريق عبد الله بن المبارك، ثلاثتهم عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد، ورواية وكيع موقوفة. وأخرجه البزار (826) من طريق أبي صالح، و (827) من طريق نافع، و (828) من طريق سالم بن عبد الله كلهم عن ابن عمر، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من صلى على جنازة فله قيراط، ومن انتظرها حتى يدفن فله قيراطان". وفي الباب أحاديث صحيحة ذكرناها عند الحديث (4453) ، فانظره. (1) في (ق) : لسحراً. (2) في (م) : وإن، وهو خطأ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" (2074) برواية أبي مصعب الزهري. أما رواية يحيى الليثي فهو فيها مرسل لم يذكر فيه عبد الله بن عمر، كما نص على ذلك ابن عبد البر= الحديث: 4651 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 275 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = في "التمهيد" 5/169، وفي "التجريد" ص 51، وابن حجر في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 156، والزرقاني في "شرح الموطأ" 4/403، إلا أنه قد وقع فى المطبوع من رواية يحيى الليثي 2/986 موصولاً بزيادة عبد الله بن عمر، وهي زيادة مقحمة في المطبوع. قال ابن عبد البر: قد وصله جماعة عن مالك، منهم: القعنبي، وابن وهب، وابن القاسم، وابن بكير، وابن نافع، ومطرف، والتنيسي، رووه كلهم عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الصواب. وسماع زيد بن أسلم من ابن عمر صحيح. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 5/170 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5767) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/170، والقضاعي في "مسند الشهاب" (963) من طريق عبد الله بن يوسف، وأبو داود (5007) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/224 من طريق القعنبي، وابن حبان (5795) ، والبغوي (3393) من طريق أبي مصعب الزهري، ثلاثتهم عن مالك، به. وأخرجه الترمذي (2028) ، وأبو يعلى (5640) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي مطولاً ومختصراً برقم (5232) و (5291) و (5687) . وقد ذكرنا أحاديث الباب عند حديث ابن مسعود السالف برقم (4342) . ونزيد هنا حديث بريدة الأسلمي عند أبي داود (5012) . قوله: "إن من البيان لسحراً" قال السندي: قاله تصويباً لتعجبهم بأنه في محله، أو تخطئة لهم بأن البيان قد يزيد في البلاغة على خطبة هذين حتى يصير= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 276 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سحرا، أو بأن كونه سحرا لا اختصاص له بخطبة هذين، بل هو أمر يوجد في نوع البيان، معلوم وجوده فيه، فلا ينبغي التعجب من مثله. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 5/174: وفي هذا دليل على مدح البيان وفضل البلاغة، والتعجب بما يسمع من فصاحة أهلها، وفيه المجاز والاستعارة الحسنة، لأن البيان ليس بسحر على الحقيقة. وفيه الإفراط في المدح، لأنه لا شيء في الإعجاب والأخذ بالقلوب، يبلغ مبلغ السحر. وأصل لفظة السحر عند العرب الاستمالة، وكُل من استمالك فقد سحرك، وقد ذهب هذا القول منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثلاً سائراً في الناس، إذا سمعوا كلاما يعجبهم قالوا: إن من البيان لسحرا. ويقولون فى مثل هذا أيضاً: هذا السحر الحلال ونحو ذلك، قد صار هذا مثلاً أيضاً. وروي أن سائلاً سأل عمر بن عبد العزيز حاجة بكلام أعجبه، فقال عمر: هذا والله السحر الحلال. وقال ابن الرومي -عفا الله عنه- في هذا المعنى فأحسن: وحديثُها السحرُ الحلال لو أنها ... لم تجن قتل المُسلم المُتحرز إن طال لم يُملل وإن هي أوجزت ... ود المُحدثُ أنها لم تُوجز شركُ العُقُول ونزهة ما مثلُها ... للسامعين وعُقلةُ المستوفز وفي هذا الحديث ما يدل على أن التعجب من الاستحسان والبيان موجود في طباع ذوي العقول والبلاغة، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أوتى جوامع الكلم، إلا أنه بإنصافه كان يعرفُ لكل ذي فضل فضله. وفي هذا ما يدل على أن أبصر الناس بالشيء، أشدهم فرحاً بالجيد منه، ما لم يكن حسوداً، وإنما يحمدُ العلماءُ البلاغة واللسانة، ما لم يخرج إلى حد الإسهاب والإطناب والتفيهق. فقد روي في الثرثارين المتفيهقين، أنهم أبغضُ الناس إلى الله ورسوله.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 277 4652 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَ عُمَرَ، وَمَعَ عُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ أَتَمَّ " (1) 4653 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا " (2)   = وهذا -والله أعلم- ممن يحاول تزيين الباطل وتحسينه بلفظه، ويريد إقامته في صورة الحق، فهذا هو المكروه الذي ورد فيه التغليظ، وأما قولُ الحق، فحسن جميل على كُل حال، كان فيه إطناب أو لم يكن، إذا لم يتجاوز الحق، وإن كنت أحبّ أوساط الأمور، فإن ذلك أعدلُها، والذي اتفق العلماء باللغة في مدحه من البلاغة والإيجاز والاختصار، وإدراك المعاني الجسيمة بالألفاظ اليسيرة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (1082) ، ومسلم (694) (17) ، والنسائي في "المجتبي" 3/121، وابنُ الجارود في "المنتقى" (491) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (694) (17) ، والنسائي في "المجتبى" 3/121، وابنُ خزيمة (2963) ، وأبو عوانة 2/339، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/417، وابنُ حبان (3893) من طرق، عن عبيد الله، به وقد سلف مختصراً برقم (4533) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 4652 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 278 4654 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى " (1)   = وأخرجه أبو داود (1043) عند الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (432) ، ومسلم (777) (208) ، وأبو داود (1448) ، وابن ماجه (1377) ، وابن خزيمة (1205) ، والبيهقي 2/189 من طريق يحيى، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/255، والبخاري (1187) ، والترمذي (451) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/51 و9/397، من طرق عن عبيد الله، به، وقال الترمذي: حسن صحيح. وقد سلف برقم (4511) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه مسلم (259) (52) ، والنسائي في "المجتبى" 1/16 و8/181-182، وفي "الكبرى" (9294) ، والبيهقي في "السنن" 1/149-150، وفي "الشعب" (6431) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/564، والبخاري (5893) ، والبيهقي في "الشعب" (6432) من طريق عبدة بن سليمان ومسلم (259) (52) ، والترمذي (2763) ، وأبو عوانة 1/189، والطحاوي 4/230 من طريق عبد الله بن نمير، وأبو عوانة 1/189، من طريق محمد بن بشر العبدي، ثلاثتهم عن عبد الله بن عمر، به. وأخرجه البخاري (5892) ، ومسلم (259) (54) ، وأبو عوانة 1/189، والبيهقي في "السنن" 1/150، وفي "الشعب" (6433) ، والبغوي (3194) من طريق عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن نافع، به. وفي أوله زيادة: خالفوا المشركين، ولفظها عند أبي عوانة: خالفوا المجوس،= الحديث: 4654 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 279 4655 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،   = قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وزاد البخاري فيه: وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته، فما فضل أخذه. وسيأتي الحديث من طريق نافع، عن ابن عمر، برقم (6456) ، ومن طريق عبد الرحمن بن علقمة برقم (5135) و (5138) و (5139) . وانظر (5326) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/229. وعن أبي أمامة، سيرد 5/264. وعن جابر عند ابن أبي شيبة 8/567. وقوله: "أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى"، قال السندي: المشهور قطع الهمزة فيهما، وقيل: وجاء: حفا الرجل شاربه يحفوه كأحفى: إذا استأصل أخذ شعره، وكذلك جاء: عفوت الشعر، وأعفيته لغتان، فعلى هذا يجوز أن تكون همزة وصل، واللحى بكسر لام أفصح من ضمها، جمع لحية. قال الحافظ ابن حجر: الإحفاء بالحاء المهملة والفاء: الاستقصاء، وقد جاءت روايات تدل على هذا المعنى، ومقتضاها أن المطلوب المبالغة في الإزالة، وهو مذهبُ الجمهور، ومذهب مالك قص الشارب حتى يبدو طرف الشفة كما يدل عليه حديث: "خمس أو عشر من الفطرة" وهو مختار النووي. قال النووي: وأما رواية: "أحفوا" فمعناه: أزيلوا ما طال على الشفتين. قلت: وعليه عمل غالب الناس اليوم، ولعل مالكا حمل الحديث على ذلك بناء على أنه وجد عمل أهل المدينة عليه، فإنه رحمه الله كان يأخذ في مثله بعمل أهل المدينة، فالمرجو أنه المختار، والله أعلم. وإعفاء اللحية: توفيرها، وأن لا تقص كالشوارب، قيل: والمنهي قصها كصنيع الأعاجم وشعار كثير من الكفرة، فلا ينافيه من أخذها طولا وعرضا للإصلاح. الحديث: 4655 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 280 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ " (1) 4656 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَاتَ بِذِي طُوًى حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةَ " " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ " (2) 4657 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابنُ حبان (2209) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/127 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/383، والبخاري (900) ، ومسلم (442) (136) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/137، والبيهقي في "السنن" 3/132، والخطيب في "تاريخه" 2/359-360 من طرق، عن عبيد الله، به. وعند ابن أبي شيبة والبخاري والبيهقي قصة امرأة عمر. وقد سلفت برقم (4522) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي 2/70، والبخاري (1574) ، ومسلم (1259) (226) ، وابن خزيمة (2692) ، وابن حبان (3908) ، والبيهقي 5/72 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وزاد ابن حبان: وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل مكة من كداء الثنية العُليا التي بالبطحاء،، وخرج من ثنية السُفلى. وكداء بفتح الكاف والمد، وكل عقبةٍ في جبل أو طريق عالٍ فيه تسمى ثنية. وقد سلفت هذه الزيادة في "المسند" برقم (4625) . وسلفت قصة المبيت بذي طوى برقم (4628) . الحديث: 4656 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 281 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟، قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ "، قَالَ فِي الرَّابِعَةِ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4115) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة (ص216- الجزء الذي نشره العمروي) ، ومسلم (1301) (319) ، وابن خزيمة (2929) بنحوه من طريق عبد الوهاب الثقفي، والدارمي 2/64، والبيهقي 5/134 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عبيد الله، به. وتحرف "عبيد الله" في المطبوع من الدارمي إلى: "عبد الله"، وصوب من "إتحاف المهرة" 3/ورقة 240. وذكره البخاري تعليقاً مجزوما به، بإثر الحديث (1727) من طريق عبيد الله، به. وأخرجه الطيالسي (1835) بنحوه من طريق جويرية بن أسماء، والبيهقي 5/134 من طريق شعيب. بن أبي حمزة، كلاهما عن نافع، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/452 من طريق أبي مرة مولى أم هانىء، عن ابن عمر، بنحوه مطولاً ضمن قصة الحديبية. وسيأتي الحديث من طريق نافع، عن ابن عمر بالأرقام (4897) و (5507) و (6005) و (6234) و (6269) و (6384) . وأنظر ما سيأتي. برقم (4889) . وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (3311) ، وذكرنا عنده أحاديث أخرى في الباب، ونزيد عليها هنا: عن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/20.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 282 4658 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ، وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمِنْ   = وعن جابر عند الطحاوي فى "شرح مشكل الآثار" (1367) . وعن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم في قصة الحديبية عند البيهقي في "الدلائل" 4/150. قلنا: اختلف المتكلمون على هذا الحديث في الوقت الذي قال فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك، فقال ابن عبد البر: لم يذكر أحد من رواة نافع عن ابن عمر أن ذلك كان يوم الحديبية وهو تقصير وحذف، وإنما جرى ذلك يوم الحديبية، حين صُد عن البيت، وهذا محفوظ مشهور من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد وأبي هريرة وحُبشى بن جنادة وغيرهم. وتُعقب بأنه ورد تعيين حجة الوداع من حديث أبي مريم السلولي عند أحمد 4/177، وابن أبي شيبة (ص217- الجزء الذي نشره العمروي) ، ومن حديث أم الحصين عند مسلم (1303) ، ومن حديث قارب بن الأسود الثقفي عند أحمد 6/393 وابن أبي شيبة (ص 215- الجزء الذي نشره العمروي) ، ومن حديث أم عمارة عند الحارث. قال الحافظ في "الفتح" 3/563: فالأحاديث التي فيها تعيين حجة الوداع أكثر عدداً وأصح إسناداً، ولهذا قال النووي عقب أحاديث ابن عمر وأبي هريرة وأم الحصين: هذه الأحاديث تدل على أن هذه الواقعة كانت في حجة الوداع، قال: وهو الصحيح المشهور. وقيل: كان في الحديبية، وجزم بأن ذلك كان في الحُديبية إمامُ الحرمين في "النهاية". ثم قال النووي: لا يبعد أن. يكون وقع في الموضعين، وقال عياض: كان في الموضعين، ولذا قال ابن دقيق العيد: إنه الأقرب. قلت (القائل هو ابن حجر) : بل هو المتعين لتظاهر الروايات بذلك في الموضعين كما قدمناه إلا أن السبب في الموضعين مختلف ... الحديث: 4658 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 283 أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، يُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ إِلَيْهِ " (1) 4659 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ فَيَجْلِسَ فِيهِ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/237، وهناد في "الزهد" (364) ، وابن ماجه (4270) ، والترمذي (1072) ، والنسائي في "الكبرى" (2198) ، وفي "المجتبى" 4/107، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/104 من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه هناد في "الزهد" (365) ، والطيالسي (1832) ، وأبو يعلى (5830) ، الطبراني "الصغير" (930) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/48-49 من طرق عن نافع، به. أخرجي عبد الرزاق (6745) ، ومن طريقه عبد بن حميد (730) ، ومسلم (2866) (66) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (49) عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر. وسيأتي (5119) و (5234) و (5926) و (6059) . وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، والبراء بن عازب، وعائشة أم المؤمنين، وسترد أحاديثهم على التوالي 2/364 و3/3-4 و3/126 و3/346 و4/287و6/139-140. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر.= الحديث: 4659 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 284 4660 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (1) أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ الظُّهْرِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْجُمُعَةِ سَجْدَتَيْنِ، فَأَمَّا الْجُمُعَةُ وَالْمَغْرِبُ   = وأخرجه مسلم (2177) (28) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 2/186 (بترتيب السندي) ، والحميدي (664) ، وابن أبي شيبة 8/584، والدارمي 2/281، والبخاري في "صحيحه" (6270) ، وفي "الأدب المفرد" (1140) و (1153) ، وابن خزيمة (1822) ، وابن حبان (586) ، والبيهقي في "السنن" 3/232، وفي "معرفة السنن" (6618) ، وفي "الآداب" (303) ، والبغوي في "شرح السنة" (3332) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه عبد الرزاق (5592) و (5594) ، وعبد بن حميد (764) ، والبخاري (911) و (6269) ، ومسلم (2177) (27) و (28) ، وابن حبان (587) ، والطبراني في "الأوسط" (1538) ، وابن عدي 6/2197، والبيهقي في "السنن" 3/232 و6/150، والبغوي في "شرح السنة" (3331) ، من طرق، عن نافع، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13637) من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، به. وسيرد بالأرقام (4735) و (4874) و (5046) و (5567) و (5625) و (5785) و (6024) و (6062) و (6083) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/89 و126 و338. وعن جابر عند مسلم (2178) . وعن أبي بكرة عند أبن أبي شيبة 8/584، والحاكم 4/272. (1) في (ظ 14) : حدثنا عبيد الله. الحديث: 4660 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 285 فِي بَيْتِهِ "، قَالَ: (1) وَأَخْبَرَتْنِي أُخْتِي حَفْصَةُ " أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ "، قَالَ: وَكَانَتْ سَاعَةً لَا أَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا (2)   (1) لفظ: "قال" لم يرد في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (1172) ، ومسلم (729) (104) ، والبيهقي في "السنن" 2/471، وفي "المعرفة" (5283) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ورواية البخاري: فأما المغرب والعشاء ففي بيته، ورواية مسلم والبيهقي: فأما المغرب والعشاء والجمعة ... وأخرجه النسائي في "الكبرى" (378) ، وأبو عوانة 2/263، من طرقٍ عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4506) . قال الحافظ في "الفتح" 3/50: قوله: فأما المغرب والعشاء ففي بيته، استُدل به على أن فعل النوافل الليلية في البيوت أفضل من المسجد بخلاف رواتب النهار، وحُكي ذلك عن مالك والثوري، وفي الاستدلال به لذلك نظر، والظاهر أن ذلك لم يقع عن عمد، وإنما كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتشاغل بالناس في النهار غالباً، وبالليل يكون في بيته غالباً. ثم قال الحافظ: وفيه حجة لمن ذهب إلى أن للفرائض رواتب تستحب المواظبة عليها، وهو قول الجمهور، وذهب مالك في المشهور عنه إلى أنه لا توقيت في ذلك، حماية للفرائض، لكن لا يمنع من تطوع بما شاء إذا أمن ذلك، وذهب العراقيون من أصحابه إلى موافقة الجمهور. قال السندي: قوله: فأما الجمعة والمغرب في بيته: هكذا في النسخ،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 286 4661 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَرَضَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَلَمْ يُجِزْهُ، ثُمَّ عَرَضَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ، فَأَجَازَهُ " (1)   = والظاهر: ففي بيته، وأما حذف الفاء بعد "أما" فقليل. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه أبو داود (2957) و (4406) ، من طريق أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4097) ، والنسائي 6/155، والبيهقي 8/264 من طريق يحيى القطان، به. وأخرجه عبد الرزاق (9717) ، وابن سعد 4/143، وابن أبي شيبة 12/539 و13/47 و14/194 و396، والبخاري (2664) ، ومسلم (1868) (91) ، وأبو داود (4407) ، وابن ماجه (2543) ، والترمذي (1361) و (1711) ، ويعقوب الفسوي في "تاريخه" 3/371، وأبو عوانة 5/2-3 و3-4، والطحاوي 3/217-218، وابن حبان (4728) ، والدارقطني 4/115-116، والطبراني في "الكبير" (13042) ، والبيهقي في "السنن" 3/83 و6/54-55 و55 و9/21-22 و22، وفي "الدلائل" 3/395، والخطيب في "تاريخه" 1/172 من طرق، عن عبيد الله، به. وأخرجه الطيالسي (1859) ، وعبد الرزاق (9716) ، وابن سعد 4/143، وأبو عوانة 5/4، وابن حبان (4727) ، والطبراني في "الكبير" (13041) من طرق، عن نافع، به. وزاد بعضهم: قال نافع: حدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز، فقال:= الحديث: 4661 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 287 4662 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأَ " (1)   = هذا حد ما بين الصغير والكبير، ثم كتب أن يفرض لمن بلغ الخمسة عشرة. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وبه يقول سفيان الثوري، وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق، يرون أن الغلام إذا استكمل خمس عشرة سنة، فحكمه حكم الرجال، وإن احتلم قبل خمس عشرة، فحكمه حكم الرجال. وفي الباب: عن البراء سيأتي 4/298، وهو عند البخاري (3956) . وعن زيد بن جارية عند البيهقي 9/22. قوله: "عرضه"، قال السندي: بالتخفيف، أي: أمر بعرضه عليه، وإظهاره لديه، ليعرف هل يصلحُ للحضور في الحرب أم لا. فلم يجزه من الإجازة، أي: فما أذن بحضوره، وألحقه بالصغار لا بالرجال، ومن هذا الحديث أخذ أن خمس عشرة سن البلوغ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (306) (23) ، والترمذي (120) ، والنسائي 1/139 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/61-62، ومسلم (306) (23) ، والنسائي في "الكبرى" (9060) و (9061) ، وابن ماجه (585) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه عبد الرزاق (1077) ، والبخاري (287) و (289) ، ومسلم (306) = الحديث: 4662 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 288 4663 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا   = (24) ، والنسائي في "الكبرى" (9062) و (9063) و (9064) و (9065) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/69، وأبو عوانة 1/277، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/127، وابن حبان (1215) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/44، والبيهقي 1/201، والبغوي في "شرح السنة" (264) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه عبد الرزاق (1088) ، والطحاوي 1/127 من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وقد سلف هذا الحديث في "مسند عمر بن الخطاب" بالأرقام (94) و (105) و (230) و (306) من طرق، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب. وسيأتي (4929) و (4930) و (5056) و (5190) و (5314) و (5442) و (5782) و (5967) و (6157) . وفي الباب عن عائشة عند البخاري (286) و (288) ، ومسلم (305) و (307) ، وابن حبان (1217) و (1218) ، سيأتي 6/36. وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (308) ، وابن حبان (1210) و (1211) ، سيأتي 3/55. وعن عمار بن ياسر، سيأتي 4/320. وعن أبي هريرة، سيأتي 2/392، وعند الطحاوي 1/126. وعن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (592) ، وصححه ابن خزيمة (217) . وعن أم سلمة عند الطبراني في "الكبير" 23/ (980) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/274، وقال: رجاله ثقات. الحديث: 4663 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 289 يَخْرُجُ مِنْ تَمْرٍ (1) أَوْ زَرْعٍ " (2) 4664 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَسَارَّ اثْنَانِ دُونَ   (1) في (ظ 1) و (ظ 14) و (م) : ثمر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1551) (1) ، وأبو داود (3408) كلاهما عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2329) ، ومسلم (1551) (1) ، والترمذي (1383) ، وابن ماجه (2467) ، والدارمي 2/270، والدارقطني في "السنن" 3/37 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2331) من طريق عبد الله بن المبارك، عن عبيد الله، به. وأخرجه مسلم (1551) (4) (5) (6) ، وأبو داود (3409) من طرق، عن نافع، به. وسيأتي برقم (4732) و (4768) و (4854) و (4946) و (6469) . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم، لم يروا بالمزارعة بأساً على النصف والثلث والربع، واختار بعضهم أن يكون البذر من رب الأرض، وهو قول أحمد وإسحاق، وكره بعض أم العلم المزارعة بالثلث والربع، ولم يروا بمساقاة النخيل بالثلث والربع بأساً، وهو قول مالك بن أنس والشافعي، ولما ير بعضهم أن يصح شيء من المزارعة، إلا أن يستأجر الأرض بالذهب والفضة. وقال السندي: قوله: عامل أهل خيبر: كانت المعاملة مساقاة متضمنة للمزارعة، لا مزارعة خالصة. الحديث: 4664 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 290 الثَّالِثِ " (1) 4665 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ مَثَلُ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ عَقَلَهَا صَاحِبُهَا، حَبَسَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا، ذَهَبَتْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (2183) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 2/989، ومن طريقه البخاري في "صحيحه" (6288) ، وفي "الأدب المفرد" (1168) ، ومسلم (2183) ، والبغوي في "شرح السنة" (3508) عن نافع، به، بنحوه. وأخرجه الحميدي (646) ، وعبد الرزاق (19807) ، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به. وأخرجه البزار (1673) "زوائد" من طريق ابن عجلان، عن نافع، به، نحوه، وزاد: "وإذا كانوا ثلاثة في سفر، فليؤمروا أحدهم". وأخرجه البزار أيضاً (2056) "زوائد" من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، فذكر نحوه. قال البزار: إنما يرويه الثقات الحفاظ عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا نعلم أحداً قال: عن عمر إلا العمري، ولم يتابع عليه. وقد سلف برقم (4450) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (789) (227) من طريق يحيى، بهذا الإسناد.= الحديث: 4665 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 291 4666 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ يَهُودِيَّيْنِ زَنَيَا، فَأُتِيَ بِهِمَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، "   = وأخرجه ابن أبي شيبة 2/500 و10/476، ومسلم (789) (227) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (159) من طرق، عن عبيد الله، به. وأخرجه مسلم (789) (227) ، والنسائي في "الكبرى" (8043) ، والفريابي (157) و (158) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (50) من طريق موسى بن عقبة، وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 105 من طريق صخر بن جويرية، والطبراني في "الأوسط" (1896) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/320 من طريق الزهري، وفي "أخبار أصبهان" 2/209 من طريق هشام بن سعد، أربعتهم، عن نافع، به. وفي روايتي موسى بن عقبة وهشام بن سعد زيادة: "وإذا قام صاحب القرآن، فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإذا لم يقم به نسيه". وأخرجه عبد الرزاق (5972) عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر. وسيأتي برقم (4759) و (4845) و (4923) و (5315) و (5923) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3620) ، وذكرنا عنده ما ورد في الباب من أحاديث. قوله: "المعقلة"، قال الحافظ فى "الفتح" 9/79: بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد القاف، أي: المشدود بالعقال، وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير، شبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الشراد، فما زال التعاهد موجوداً فالحفظ موجود، كما أن البعير ما دام مشدودا بالعقال فهو محفوظ وخص الإبل بالذكر، لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً، وفي تحصيلها بعد استمكان نفورها صعوبة. الحديث: 4666 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 292 فَأَمَرَ بِرَجْمِهِمَا "، قَالَ: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَقِيهَا بِنَفْسِهِ (1) 4667 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَدْرَكَ عُمَرَ وَهُوَ فِي رَكْبٍ، وَهُوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ: " لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، لِيَحْلِفْ حَالِفٌ بِاللهِ أَوْ لِيَسْكُتْ " (2) 4668 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " السَّمْعُ، وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/501 و10/149 و14/149، ومسلم (1699) (26) ، وابن ماجه (2556) ، وابن حبان (4431) و (4432) من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد، ورواية مسلم مطولة. وقد سلف مطولاً برقم (4498) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان. وأخرجه مسلم (1646) (4) ، والنسائي في "الكبرى" (7663) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1534) من طريق عبدة بن سليمان الكلابي، عن عبيد الله بن عمر، به. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4523) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 4667 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 293 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البخاري (2955) و (7144) ، ومسلم (1839) ، وأبو داود (2626) ، والطبري في "التفسير" (9877) ، وابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 242، وأبو عوانة 4/450، والبيهقي في "السنن" 3/127 و8/156، والبغوي في "شرح السنة" (2453) ، وفي "التفسير" 1/445 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/542، وعبد بن حميد (752) ، وابن زنجويه في "الأموال" (21) ، والبخاري (2955) ، ومسلم (1839) ، وابن ماجه (2864) ، والترمذي (1707) ، والنسائي في "الكبرى" (8720) ، وفي "المجتبي" 7/160، والطرسوسي (45) ، والطبري في "التفسير" (9878) ، وأبو عوانة 4/450-451 من طرق، عن عبيد الله، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه ابن زنجويه (22) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن نافع مختصراً. وأخرجه أبو عوانة 4/451 من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به. وانظر (4565) . وفي الباب عن علي بن أبي طالب سلف برقم (622) . وعن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3790) . وعن أبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وعمران بن حصين، والحكم بن عمرو الغفاري، ورجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ستأتي على التوالي 3/67 و3/213 و4/426 و4/432 و5/70. وعن النواس بن سمعان عند البغوي في "شرح السنة" (2455) . قوله: "السمع والطاعة" قال السندي: أي: لأولي الأمر والولاة. "على المرء"، أي: على كل أمر مقتضاه أن المباح والمندوب يصيران واجبين بأمر الأمراء بهما. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 294 4669 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ فَيَقْرَأُ السَّجْدَةَ فَيَسْجُدُ، وَنَسْجُدُ مَعَهُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَكَانًا لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه أبو داود (1412) ، وأبو عوانة 2/207 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1075) و (1079) ، ومسلم (575) (103) ، وابن خزيمة (557) ، وأبو عوانة 2/207، والبيهقي 2/312 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وأخرجه البخاري (1076) ، ومسلم (575) (104) ، وابن خزيمة (558) ، وأبو عوانة 2/206-207، وابن حبان (2760) ، والحاكم 1/222، والبيهقي 2/323 و323-324، والبغوي (867) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وسجود الصحابة بسجود رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارج الصلاة سنة عزيزة، ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (6285) و (6461) . قلنا: سجود الصحابة رضي الله عنهم في هذا الحديث كان في غير الصلاة كما جاء مصرحاً به في الرواية الآتية برقم (6285) . وقوله: "حتى ما يجد أحدنا". قال السندي: من الزحام، أي: فيسجد على ظهر صاحبه كما جاء في بعض الروايات. الحديث: 4669 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 295 4670 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَّلَاةٌ فِي الْجَمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ سَبْعًا وَعِشْرِينَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي 1/292-293، ومسلم (650) (250) ، وابن ماجه (789) ، وابن خزيمة (1471) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (2005) ، وابن أبي شيبة 2/480، ومسلم (650) (250) ، والترمذي (215) ، وابن خزيمة (1471) ، وأبو عوانة 2/3 من طرق، عن عبيد الله، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. ووقع عند مسلم في رواية رواها عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن عبيد الله: "بضعاً وعشرين". ووقع في رواية لأبي عوانة من طريق حماد بن أسامة عن عبيد الله: "خمساً وعشرين"، وهو كذلك في رواية عبد الرزاق. قال الحافظ في "الفتح" 2/132: لم يختلف على ابن عمر في ذلك إلا ما وقع عند عبد الرزاق عن عبد الله العمري، عن نافع، فقال فيه: "خمس وعشرون"، لكن العمري ضعيف، ووقع عند أبي عوانة في "مستخرجه" من طريق أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فإنه قال فيه: "بخمس وعشرين"، وهي شاذة مخالفة لرواية الحفاظ من أصحاب عبيد الله وأصحاب نافع، وإن كان راويها ثقة. قلنا: ذكر الحافظ أن رواية عبد الرزاق من طريق عبد الله المكبر، لكن الذي رأيناه في المطبوع من "مصنف عبد الرزاق": عبيد الله، وكتب محققه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي لهامشه: كذا في الأصل. وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته" (128) ، والبيهقي في "السنن" 3/59 من طريق أيوب، والبخاري (649) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (650) (250) من طريق الضحاك بن عثمان، ثلاثتهم عن نافع، به. ورواية مسلم: "بضعاً وعشرين". وقال الحافظ عن هذه الرواية: ليست مغايرة لرواية الحفاظ= الحديث: 4670 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 296 4671 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْمَنَامِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرَاكُمْ قَدْ تَتَابَعْتُمْ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ فَالْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ " (1) 4672 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ جُرَيْجٍ أَوِ ابْنِ جُرَيْجٍ، (2) قَالَ:   = لصدق السبع على البضع. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/480-481 من طريق أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قوله. وأخرجه أبو يعلى (5752) ، والطبراني في "الصغير" (834) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/302 من طريق نعيم المجمر، عن ابن عمر. وسيأتي برقم (5332) و (5779) و (5921) و (6455) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3564) و (3567) . وذكرنا عنده الأحاديث الأخرى التي في الباب. ومعظم أحاديث الباب جاءت بلفظ: "خمس وعشرين". وانظر "الفتح" 2/131-134. وقوله: "صلاة الرجل في الجميع"، أي: مع الجميع. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4499) . قوله: "أراكم قد تتابعتم". قال السندي: أي: توافقتم. (2) في هامش كل من (س) و (ص) : الصحيح أنه ابن جريج، وهو عبيد بن جريج. وفي هامش (ظ 14) : صوابه عبيد بن جريج. الحديث: 4671 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 297 قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَرْبَعُ خِلَالٍ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُهُنَّ، لَمْ أَرَ أَحَدًا يَصْنَعُهُنَّ؟ قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ تَلْبَسُ هَذِهِ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ لَا تَسْتَلِمُ غَيْرَهُمَا، وَرَأَيْتُكَ لَا تُهِلُّ حَتَّى تَضَعَ رِجْلَكَ فِي الْغَرْزِ، وَرَأَيْتُكَ تُصَفِّرُ لِحْيَتَكَ؟ قَالَ: " أَمَّا لُبْسِي هَذِهِ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُهَا، يَتَوَضَّأُ فِيهَا، وَيَسْتَحِبُّهَا، وَأَمَّا اسْتِلَامُ (1) هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ: فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا لَا يَسْتَلِمُ غَيْرَهُمَا، وَأَمَّا تَصْفِيرِي لِحْيَتِي: فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَأَمَّا إِهْلَالِي إِذَا اسْتَوَتْ بِي رَاحِلَتِي: فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، وَاسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ أَهَلَّ " (2)   (1) في هامش (س) و (ص) : استلامي. نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: "عن جريح أو ابن جريج" شك من عبيد الله أو من يحيي، وقد أقامه مالك وغيره على الصواب، فرووه عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبيد بن جُريج وهو التيمي، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري. وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 1/80، و5/163 و232 من طريق عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله، به. وأخرجه بتمامه ومختصراً مالك في "الموطأ" 1/333، ومن طريقه البخاري= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 298 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (166) و (5851) ، ومسلم (1187) (25) ، وأبو داود (1772) ، والترمذي في "الشمائل" (74) ، والنسائي في "المجتبى" 1/80 و5/163 و232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/184، وابنُ حبان (3763) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 136، والبيهقي في "السنن" 5/31، 76، والبغوي (1870) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/194 عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (651) ، وابنُ أبي شيبة 8/443، والنسائي في "المجتبي" 1/80-81، و5/163-164 و232، وابن ماجه (3626) مقطعاً من طرق، عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، به. وأخرجه مسلم (1187) (26) من طريق ابن قُسيط، عن عبيد بن جُريج، به. وانظر (4454) و (4462) و (4570) و (4686) . قال السندي: قوله: عن جريج أو ابن جريج: الصواب هو الأخير. أربع خلال، بكسر الخاء المعجمة، أي: خصال. أحدا: أي من الصحابة، أي: فما بالك خالفتهم، السنة جاءت بها أم لأمر آخر. السبتية: نسبة إلى السبت، بكسر سين، وسكون موحدة، بعدها مثناة من فوق، وهو ما أزيل منه الشعر من الجلود، أو ما دُبغ بورق السلم. اليمانيين: بالتخفيف أفصح، وجوز التشديد، وفيه تغليب، والمراد اليماني، والذي فيه الحجر الأسود. في الغرز: هو ركاب من جلد يضع فيه المرء رجله إذا ركب. تُصفر: من التصفير، أي: تصبغها بالصفرة. وتتوضأ فيها: أي: في حال لبسها، والمراد أنه إذا لبسها لم يمسح عليها بل كان يتوضأ الوضوء المعتاد.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 299 4673 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَبْدُ إِذَا أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ كَانَ لَهُ أَجْرُهُ (1) مَرَّتَيْنِ " (2)   = يصفر لحيته: قد جاء أن شيبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما بلغ إلى حد يحتاج إلى الخضاب، فكأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستعمل الصفرة أحياناً للتنظيف أو لغيره. والله تعالى أعلم. (1) في (ظ 14) : الأجر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومحمد بن عبيد: هو الطنافسي. وأخرجه البخاري (2550) ، ومسلم (1664) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1401) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1664) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/113، والقضاعي (1400) و (1402) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/365 من طرق، عن عبيد الله، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/981، ومن طريقه البخاري في "الصحيح" (2546) ، وفي "الأدب المفرد" (202) ، ومسلم (1664) ، وأبو داود (5169) ، والقضاعي (1403) ، والبيهقي 8/12، والبغوي (2407) ، وأخرجه مسلم (1664) من طريق أسامة بن زيد الليثي، وأبو نعيم في "الحلية" 3/165 من طريق صفوان بن عيسى، ثلاثتهم عن نافع، به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/113 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر. وذكر الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 65 أن الصواب رواية عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. ونقل أبو نعيم في "أخبار أصبهان" عن أبي بكر البرديجي قوله: هشام غريب، وعبيد الله مشهور. وسيأتي برقم (4706) و (5784) و (6273) . وانظر (4799) .= الحديث: 4673 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 300 4674 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ (1) مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، قَالَ: " رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ " وَلَا يَصْنَعُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ (2)   = وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (2548) و (2549) ، ومسلم (1665) و (1666) و (1667) ، وسيرد 2/252. وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (97) ، ومسلم (154) ، وسيرد 4/395. (1) في (ظ 1) وهامش (ص) : بحذو. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/194-195، وفي "الكبرى" (644) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه الرفع عند الانحطاط إلى الركوع. وهو كذلك عند مالك في "الموطأ" 1/75 برواية يحيى الليثي، و (204) برواية أبي مصعب الزهري. وأخرجه أيضاً الشافعي في "المسند" 1/72 (ترتيب السندي) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/91، والبيهقي في "السنن" 2/69، عن مالك، به. وتابعه عبد الله بن المبارك عن مالك، عند البيهقي 2/69. وهو في "الموطأ" (99) برواية محمد بن الحسن الشيباني، بذكر الرفع عند الانحطاط إلى الركوع. وأخرجه كذلك الدارمي (1250) و (1309) عن عثمان بن عمر، و (1308) = الحديث: 4674 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 301 4675 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ سُرَاقَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي فِي السَّفَرِ قَبْلَهَا، وَلَا بَعْدَهَا " (1)   = عن خالد بن مخلد، والبخاري في "صحيحه" (735) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وفي "رفع اليدين" (12) عن عبد الله بن يوسف، والنسائي في "المجتبى" 2/195، وفي "الكبرى" (646) ، وابن حبان (1861) من طريق عبد الله بن المبارك، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/223 من طريق عبد الله بن وهب وبشر بن عمر، والبيهقي 2/69 من طريق ابن وهب، والبغوي (559) من طريق أبي مصعب الزهري، ثمانيتهم عن مالك، به. وصوب ابن عبد البر في "التمهيد" 9/211، والزيلعي في "نصب الراية" 1/408 رواية من روى الحديث عن مالك بذكر الرفع فيه عند الركوع. وقال في "التمهيد" 9/211-212: وقال جماعة من أهل العلم: إن إسقاط ذكر الرفع عند الانحطاط في هذا الحديث، إنما أتى من مالك، وهو الذي كان ربما وهم فيه، لأن جماعة حفاظاً رووا عنه الوجهين جميعاً. وسيأتي برقم (5279) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، به ... وذكر فيه الرفع عند الركوع. وقد سلف برقم (4540) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن سراقة -وهو عثمان بن عبد الله بن عبد الله بن سراقة- فمن رجال البخاري. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث. وأخرجه ابن خزيمة (1255) ، وابن حبان (2753) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" 6/122 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.= الحديث: 4675 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 302 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه عبد بن حميد (844) عن أبي علي الحنفي، وابن خزيمة (1256) من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به -وزادا فيه أن عثمان بن عبد الله بن سراقة سأل ابن عمر: أصلي بالليل؟ قال: نعم، صل بالليل ما شئت على راحلتك حيث توجهت بك. وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (1915) ، وفي "المجتبي" 3/122 من طريق وبرة بن عبد الرحمن، والطبراني في "الكبير" (13256) من طريق موسي بن طلحة، و (13257) من طريق عيسى بن طلحة، ثلاثتهم عن ابن عمر. وحديث موسى بن طلحة موقوف على ابن عمر، وقال فيه: أصلي كما رأيت أصحابي يصلون. وسيأتي برقم (4962) و (5012) من طريق عثمان بن عبد الله بن سراقة، ونظر (4761) و (5185) و (5590) و (5634) . وفي الباب عن علي موقوفا عند عبد الرزاق (4444) . وعن إبراهيم النخعي ومجاهد وأيوب عند عبد الرزاق (4429) و (4450) و (4451) . وعن علي بن حسين عند ابن أبي شيبة 1/380-381. قال أبو عمر في "الاستذكار" 6/123: وهذا المعنى محفوظ عن ابن عمر من وجوه، وقد رويت آثار عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان ربما تنفل في السفر، وأنه كان لا يرتحل من منزل ينزله حتى يصلي ركعتين، وأهل العلم لا يرون بالنافلة في السفر بأساً كما قال مالك رحمه الله. وقال الحافظ في "الفتح" 2/578: نقل النووي تبعاً لغيره أن العلماء اختلفوا في التنفل في السفر على ثلاثة أقوال: المنع مطلقاً، والجواز مطلقاً، والفرق بين الرواتب والمطلقة، وهو مذهب ابن عمر كما أخرجه ابن أبي شيبة 1/381-382 بإسناد صحيح عن مجاهد، قال: صحبت ابن عمر من المدينة إلى مكة، وكان= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 303 4676 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى الْمَغْرِبَ، وَالْعِشَاءَ بِجَمْعٍ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟، فَقَالَ: " صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي هَذَا الْمَكَانِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ " (1)   = يصلي تطوعاً على دابته حيثما توجهت به، فإذا كانت الفريضة نزل فصلى. وقال السندي في قوله: "لا يصلي في السفر قبلها"، أي: لا قبل المكتوبة ولا بعدها، وهو لا يُنافي صلاة الليل وغيرها، وقد جاء في ركعتي الفجر ما يدل على أنه كان يُصليهما في السفر، فالظاهر أن ابن عمر ما علم بذلك، وقال هذا الكلام بحسب علمه. وانظر في "مصنف ابن أبي شيبة" 1/380-382 من كان يتطوع في السفر، ومن كان لا يتطوع فيه. (1) حديث صحيح. عبد الله بن مالك -وهو ابن الحارث الهمداني- ولو لم يذكر في الرواة عنه غيرُ أبي إسحاق السبيعي وأبي روق الهمداني، ولم يُؤثر توثيقه عن غير ابن حبان -متابع-، وبقيةُ رجاله ثقات رجالُ الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق السبيعي: هو عمرو بن عبد الله. وأخرجه الترمذي (887) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد، وقال: وحديث سفيان، حديث حسن صحيح. وأخرجه أبو يعلى (5792) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/212 من طريق يزيد بن هارون، عن سفيان، به. وأخرجه أبو داود (1930) ، ومن طريقه البيهقي 1/401، من طريق شريك، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/401 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق،= الحديث: 4676 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 304 4677 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ وَكَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ، مِمَّا يَلِي كَفَّهُ فَاتَّخَذَهُ النَّاسُ فَرَمَى بِهِ، وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ " (1)   = عن عبد الله بن مالك، قال: صليتُ خلف ابن عمر صلاتين بجمع بأذانٍ وإقامةٍ جميعاً، وقال: صليتهما مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا المكان. قال البيهقي: ورواية الثوري وشريك أصح لموافقتهما رواية سعيد بن جبير، ورواية سعيد يحتمل أن تكون موافقة لرواية سالم من حيث إنه أراد إقامة واحدة لكل صلاة، والله أعلم. قلنا: رواية سالم سترد برقم (5186) ، ويرد في تخريجها أنه عليه الصلاة والسلام صلى كل صلاةٍ منهما بإقامة. وسيأتي بإسناد صحيح برقم (4894) . وقد سلف برقم (4452) . قال السندي: قوله: "بإقامة واحدة": قد جاء بإقامتين، فيمكن أن يكون المراد بالإقامة هاهنا النداء، أي: الأذان، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5865) ، ومسلم (2091) (53) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/262، وفي "شرح مشكل الآثار" (1409) ، والبيهقي 4/42 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. ولم يذكر مسلم في روايته: "واتخذ خاتماً من ورق". وأخرجه البخاري (5866) ، ومسلم (2091) (53) ، وأبو داود (4218) ، والنسائي 8/178 و195-196، وابن حبان (5494) و (5499) ، والبيهقي 4/142 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. ورواية البخاري وأبي داود والنسائي في الموضع الثاني مطولة. ورواية مسلم والنسائي في الموضع الأول لم يذكرا فيها:= الحديث: 4677 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 305 4678 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)   = "واتخذ خاتماً من ورق". وسيأتي الحديث من طريق نافع، عن ابن عمر مطولا ومختصرا (4734) و (4907) و (4976) و (5250) و (5366) و (5583) و (5685) و (5706) و (6007) و (6107) و (6118) و (6271) و (5631) و (6412) . وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر (5249) . وفيي الباب عن أنس عند البخاري (5868) و (5872) ، ومسلم (2092) و (2093) ، وأبو داود (4214) و (4221) . وفي باب النهي عن التختم بالذهب عن ابن مسعود سلف برقم (3582) . وانظر شواهد الباب هناك. ونزيد عليه هنا: عن البراء بن عازب، سيأتي 4/287. وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/443. وقوله: "فصه" بفتح الفاء أفصح، وجوز الكسر، فرمى به: حين حرم استعماله ولو قليلاً. من ورق: بفتح فكسر، أي: فضة. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2265) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، بلفظ: "الرؤيا الصالحة". وأخرجه ابن أبي شيبة 11/52، ومسلم (2265) ، وابن ماجه (3897) ، والنسائي في "الكبرى" (7626) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2170) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/9، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/282 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.= الحديث: 4678 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 306 4679 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عِنْدَ بَابِ عَائِشَةَ: فَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَقَالَ: " الْفِتْنَةُ هَاهُنَا، حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ (1) " (2)   = وأخرجه مسلم (2265) من طريق الضحاك بن عثمان، وابن عدي في "الكامل" 4/1472 من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي، كلاهما عن نافع، به. وسيأتي الحديث برقم (5104) و (6009) و (6035) و (6215) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2894) . وعن ابن عمرو بلفظ: "تسعة وأربعين جزءاً"، سيرد برقم (7044) ، وذكرنا باقي شواهده هناك. قوله: "الرؤيا جزء"، قال السندي: أي: لها مناسبة بالنبوة حيث يظهر بها المغيبات، وأما معرفة أجزاء النبوة بالتفصيل، فلا سبيل إليها إلا بإعلام الله تعالى، فلا ينبغي الاشتغال به. (1) في (ق) : قرن الشمس. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2905) (46) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وفي بعض طرقه عن يحيى: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام عند باب حفصة. وأخرجه البخاري (3104) من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، به. وسيأتي الحديث من طريق نافع، عن ابن عمر برقم (5659) ، وبنحوه ضمن حديث: "اللهم بارك لنا في شامنا ... " برقم (5642) و (5987) . وله طرق أخرى عن ابن عمر ستأتي برقم (4751) و (4754) و (6091) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيأتي 2/418.= الحديث: 4679 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 307 4680 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، جَاءَ ابْنُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْطِنِي قَمِيصَكَ حَتَّى أُكَفِّنَهُ فِيهِ وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَقَالَ: " آذِنِّي بِهِ "، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، قَالَ: - يَعْنِي عُمَرَ - قَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ: " أَنَا بَيْنَ خِيرَتَيْنِ ": {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [التوبة: 80] فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84] ، قَالَ: فَتُرِكَتِ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمْ (1)   = وعن أبي مسعود الأنصاري، سيأتي 4/118. وعن ابن عباس ضمن حديث: "اللهم بارك" عند الطبراني في "الكبير" (12553) . وقوله: "حيث يطلع قرن الشيطان". قال السندي: أي: إذا طلعت الشمس فإنها تطلع بين قرني الشيطان كما جاء به الحديث. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (1269) و (5796) ، ومسلم (2400) و (2774) (4) ، وابن ماجه (1523) ، والترمذي (3098) ، والنسائي في "الكبرى" (2027) ، وفي "المجتبى" 4/36، والطبري في "التفسير" (17050) ، وابن حبان (3175) ، والبيهقي في "السنن" 8/199 من طريق يحيي القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4670) ، ومسلم (2400) و (2774) (3) ، والطبري= الحديث: 4680 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 308 4681 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكَزَ الْحَرْبَةَ يُصَلِّي إِلَيْهَا " (1)   = (17051) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 5/287 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبخاري (4672) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به. وفي الباب عن عمر بن الخطاب نفسه، سلف برقم (95) . وعن جابر بنحوه مختصراً عند ابن ماجه (1524) ، وفيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف. قال السندي: قوله: "لما مات عبد الله بن أبي": رئيس المنافقين، وكان ابنه مخلصاً، فأراد أن يفعل ذلك لعل الله تعالى يدفع عنه العذاب به. آذني: أمر من الإيذان، أي: أعلمني به، أي: بالفراغ من تجهيزه وتكفينه. وقوله: "وقد نهاك الله" كأنه زعم أن قوله تعالى: (استغفر لهم ... الخ) نهي وأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُسيهُ، فأراد أن يذكره ذلك، فبين له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه تخيير لا نهي، ثم جاء النهيُ بعد ذلك، فما صلى بعد النهي، وعلى هذا لا يلزم أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارتكب المنهي، ولا أن عمر زعم أنه فاعل ذلك عمداً. والله تعالى أعلم. وقال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/1848-1849: وقصده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشفقة على من تعلق بطرف من الدين، والتألفُ لابنه عبد الله ولقومه وعشيرته من الخزرج، وكان رئيساً عليهم، ومعظماً فيهم، فلو ترك الصلاة عليه قبل ورود النهي عنها، لكان سُبة على ابنه، وعاراً على قومه، فاستعمل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن الأمرين وأفضلهما في مبلغ الرأي وحق السياسة في الدعاء إلى الدِّين والتألف عليه إلى أن نهي عنه، فانتهي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4614) . الحديث: 4681 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 309 4682 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ قَالَ: " أَنْتِ جَمِيلَةُ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2139) (14) ، وأبو داود (4952) ، وابن حبان (5819) ، والبيهقي في "السنن" 9/307، وفي "الآداب" (473) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (820) ، ومسلم (2139) (14) ، وأبو داود (4952) ، والترمذي (2838) من طرق، عن يحيى بن سعيد القطان، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/663، والدارمي (2697) ، ومسلم (2139) (15) ، وابن ماجه (3733) ، وابن حبان (5820) من طريق حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه ابن وهب في "الجامع" 1/11 عن يحيي بن عبد الله بن سالم، وابن سعد في "الطبقات" 3/266 و5/15 من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن نافع مرسلاً، لم يذكر فيه عبد الله بن عمر. وفي باب تغيير الاسم عن علي، سلف برقم (1370) . وعن ابن عباس، سلف برقم (2334) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/459. وعن المسيب بن حزن، سيرد 5/433. وعن عبد الله بن سلام، سيرد 5/451. وعن عائشة، سيرد 6/75. وعن زينب بن أبي سلمة عند مسلم (2142) ، وأبي داود (4953) . وعن أبي شريح هانىء بن يزيد عند أبي داود (4955) ، والنسائي= الحديث: 4682 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 310 4683 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الذَّيْلِ شِبْرًا، فَاسْتَزَدْنَهُ، فَزَادَهُنَّ شِبْرًا آخَرَ، فَجَعَلْنَهُ ذِرَاعًا، فَكُنَّ يُرْسِلْنَ إِلَيْنَا (1) نَذْرَعُ لَهُنَّ ذِرَاعًا " (2)   = 8/226-227. وعن أسامة بن أخدري عند أبي داود (4954) . وقوله: "غير اسم عاصية"، قال السندي: كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكره المكروهة من الأسماء ويغيرها، وكثيرا ما كان يغيرها بأضدادها، ولكن هاهنا ضد هذا الاسم وهو المطيعة لما كان مشعراً بالتزكية، تركه، وسماها جميلة. (1) في هامش (س) : الثياب، نسخة. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف زيد العمِّي -وهو زيد بن الحواري-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الصديق: هو بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس الناجي. وأخرجه أبو داود (4119) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1058 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/408، عنه ابن ماجه (3581) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (5637) من طريق مطرف، عن زيد العمي. وسيأتي بنحوه برقم (4773) من طريق العمري، عن نافع، عن ابن عمر، وبرقم (5173) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة، وانظر ما سلف برقم (4489) .= الحديث: 4683 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 311 4684 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَحَكَّهَا، وَخَلَّقَ مَكَانَهَا " (1) 4685 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كُنْتُمْ (2) ثَلَاثَةً، فَلَا   = وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/263. ومن حديث عائشة، سيرد 6/75. ومن حديث أم سلمة، سيرد 6/293، وانظر ما سيأتي برقم (5173) . ومن حديث عمر عند النسائي في "الكبرى" (9733) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1058، وفيه زيد العمي، وهو ضعيف. وقوله: "في الذيل". قال السندي: أي في زيادة الذيل على ذيل الرجال. وقوله: "إلينا" كأنهم كانوا أعلم بالذراع. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي رواد -وهو عبد العزيز- فمن رجال أصحاب السنن الأربعة، وروى له البخاري في "الأدب" واستشهد به في "الصحيح"، وهو صدوق، لا بأس به. وأخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/309 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. ولم يسق لفظه. وأشار البخاري إلى رواية عبد العزيز بن أبي رواد هذه بإثر الحديث (753) . وقد سلف بأطول مما هنا برقم (4509) . وقوله: "خلق" بالتشديد، أي: طيَّب مكانها بطيبٍ يُسمى خلوقاً. (2) في هامش كل من (س) و (ص) كانوا. نسخة. الحديث: 4684 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 312 يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا "، قَالَ: قُلْنَا: فَإِنْ كَانُوا أَرْبَعًا؟ قَالَ: " فَلَا يَضُرُّ " (1) 4686 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُ أَنْ يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ، وَالرُّكْنَ الْيَمَانِي فِي كُلِّ طَوَافٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي هو ابن سعيد القطان، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1783) من طريق يحيي بن سعيد، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1170) ، وأبو داود (4852) ، وأبو يعلى (5625) ، وابنُ حبان (584) من طرق، عن الأعمش، به. وروايةُ أبي داود تُوضح أن الذي سأل: فإن كانوا أربعاً؟ هو أبو صالح. وأخرج كلام ابن عمر منه ابنُ أبي شيبة 8/581، والبخاري في "الأدب المفرد" (1172) من طريقين، عن الأعمش، به. وقد سلف برقم (4450) . (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي رواد -واسمه عبد العزيز- فقد علق له البخاري، وروى له أصحاب السنن، وقد وثقه غير واحد من الأئمة، وتكلم فيه بعضهم بسبب الإرجاء، وليس ذا بعلة قادحة. وأخرجه أبو داود (1876) ، والنسائي 5/231، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 233 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (2723) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/183، والحاكم 1/456، والبيهقي 5/76 و80 من طرق عن عبد العزيز بن أبي رواد،= الحديث: 4686 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 313 4687 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَحَدُكُمْ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا " (1)   = به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وسيأتي الحديث برقم (5965) و (6395) ، وانظر (4463) و (6396) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وابن دينار: هو عبد الله بن دينار العدوي، مولاهم أبو عبد الرحمن المدني. وأخرجه ابن منده فى "الإيمان" (595) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5035) و (5077) و (5259) و (5914) و (5933) من طرق، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وسيأتي أيضاً برقم (4745) و (5260) و (5824) و (6280) من طريق نافع، عن ابن عمر. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6103) . وعن أبي ذر عند البخاري (6045) ، ومسلم (61) ، وسيرد 5/181. وعن أبي سعيد الخدري عند ابن حبان (248) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (864) . قوله: "فقد باء بها أحدهما"، قال ابن الأثير: أي: التزمه ورجع به، وأصل البواء: اللزوم. وقال السندي: باء بها، أي: بهذه الكلمة، وصار متصفا بمضمونها، هذا إذا قالها مستحلاً، والله تعالى أعلم. الحديث: 4687 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 314 4688 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، فَإِنَّهَا الْعِشَاءُ، إِنَّمَا يَدْعُونَهَا الْعَتَمَةَ، لِإِعْتَامِهِمْ بِالْإِبِلِ لِحِلَابِهَا " (1) 4689 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، (2) عَنْ حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، (3) مَوْلَى مَيْمُونَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ وَهُوَ بِالْبَلَاطِ، وَالْقَوْمُ يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ، قُلْتُ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ مَعَ النَّاسِ، أَوِ الْقَوْمِ؟ قَالَ: إِنِّي   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي لبيد، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه ابنُ حبان (1541) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (644) (229) من طريق وكيع، والنسائي في "المجتبى" 1/270 من طريق أبي داود الحفري، وأبو عوانة 1/369 من طريق قبيصة بن عقبة، وأبي عامر العقدي، أربعتهم عن سفيان الثوري، به. وقد تحرف في مطبوع النسائي: الحفري، إلى: الخُضري. وقد سلف برقم (4572) . (2) في (ظ 1) زيادة: هو ابن سعيد، وأثبتت في هامش (س) و (ص) . (3) في (ظ 14) : أخبرني سليمان. الحديث: 4688 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 315 سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُصَلُّوا صَلَاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ " (1)   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن شعيب، فقد روى له البخاري في "رفع اليدين" وأصحاب السنن الأربعة، وهو حسن الحديث إلا إذا جاء فيه شذوذ أو نكارة، فيتحاشى عندئذٍ. حسين: هو ابن ذكوان المعلم، وسليمان مولى ميمونة: هو سليمان بن يسار، ويقال: هو مولى أم سلمة. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/231 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل،، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 2/114، وأبو نعيم 8/385 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/278-279، وأبو داود (579) ، وابن خزيمة (1641) ، وابن حبان (2396) ، والطبراني في "الكبير" (13270) ، والدارقطني 1/415 و416، وأبو نعيم 8/385، والبيهقي في "السنن" 2/303، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/244 و244-245 من طرق، عن حسين بن ذكوان المعلم، به، وبعضهم يروي المرفوع منه فقط دون القصة في أوله. وسيأتي برقم (4994) مختصراً دون القصة. قال ابن عبد البر في "الاستذكار" 5/357-358: اتفق أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه علم أن معنى قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تصلوا صلاة في يوم مرتين" أن ذلك أن يصلي الرجل صلاة مكتوبة عليه، ثم يقوم بعد الفراغ منها، فيعيدها على جهة الفرض أيضاً. وأما من صلى الثانية مع الجماعة على أنها له نافلة اقتداءً برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أمره بذلك، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للذي أمرهم بإعادة الصلاة في جماعة: "إنها لكم نافلة" فليس ذلك ممن أعاد الصلاة في يوم مرتين لأن الأولى فريضة والثانية نافلة. والبلاط، بفتح الباء: موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين سوق المدينة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 316 4690 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ لَمْ يُسْقَهَا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/846. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 2/92 (ترتيب السندي) ، وعبد بن حميد (770) ، والدارمي 2/111، والبخاري (5575) ، ومسلم (2003) (76) و (77) ، والنسائي في "الكبرى" (5181) و (6781) ، وفي "المجتبى" 8/317-318، وأبو عوانة 5/272، والطبراني في "الصغير" (566) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/221، والبيهقي في "السنن" 8/287، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/29، والبغوي في "شرح السنة" (3012) . وأخرجه الطيالسي (1857) ، وأبو عوانة 5/273-274 و274 من طرق، عن نافع، به. وسيأتي بالأرقام (4729) و (4823) و (4824) و (4916) و (5730) و (5845) و (6046) و (6274) . وفي الباب عن أبي هريرة عند النسائي في "الكبرى" (6869) وابن ماجه (3374) ، وصححه الحاكم 4/141. وعن طلق بن علي عند أحمد في "الأشربة" (32) ، والطبراني في "الكبير" (8259) ، وهو عند أحمد في "المسند" كما في "الأطراف" 2/626، و"مجمع الزوائد" 3/70، لكن لم نجده في الطبعة الميمنية منه. وقوله: "حُرمها". قال السندى: على بناء المفعول، أي: يكون محروماً منها في الآخرة. وقوله: "لم يسقها" على بناء المفعول: تفسير لقوله: "حُرمها". وهذا لا ينافي دخول الجنة، إذ يجوز أن يدخل الجنة، ويكون محروماً من خمرها لا بأن يشتهيها= الحديث: 4690 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 317 4691 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ عَبْدِ اللهِ: " أَنَّ الْعَبَّاسَ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ أَيَّامَ مِنًى مِنْ أَجْلِ السِّقَايَةِ فَرَخَّصَ لَهُ " (1) 4692 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنِ الشِّغَارِ " قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: مَا الشِّغَارُ؟ قَالَ: " يُزَوِّجُ الرَّجُلَ ابْنَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ ابْنَتَهُ، وَيُزَوِّجُ   = فيمنع منها قهراً حتى ينافي قوله تعالى: (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم) بل بأن ينزع الله تعالى منه شهاءها فلا يشتهي ولا يشرب، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 10/32. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وسيأتي مرارا في "المسند" من طريق نافع عن ابن عمر ليس فيه شك، وكذا هو في المصادر التي خرجته من غير شك. وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/361 (ترتيب السندي) ، والدارمي 2/75، والبخاري (1634) و (1743) ، ومسلم (1315) و (3891) ، وأبو داود (1959) ، والنسائي في "الكبرى" (4177) ، وابن حبان (3890) و (3891) ، وابن الجارود (490) ، والبيهقي 5/153، والبغوي (1969) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وسيأتي بالأرقام (4731) و (4827) و (5613) . وفي الباب عن عاصم بن عدي، سيرد 5/450. وعن ابن عباس عند ابن ماجه (3061) . الحديث: 4691 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 318 الرَّجُلَ أُخْتَهُ وَيَتَزَوَّجُ أُخْتَهُ، بِغَيْرِ صَدَاقٍ " (1) 4693 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: سُئِلْتُ عَنِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، أَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ فِي إِمَارَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَمَا دَرَيْتُ مَا أَقُولُ، فَقُمْتُ مِنْ مَكَانِي إِلَى مَنْزِلِ ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الْمُتَلَاعِنَانِ، أَيُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ (2) عَنْ ذَلِكَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَرَى امْرَأَتَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ، فَإِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، (3) وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ؟، فَسَكَتَ، فَلَمْ يُجِبْهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ (4) أَتَاهُ، فَقَالَ: الَّذِي سَأَلْتُكَ عَنْهُ قَدِ ابْتُلِيتُ بِهِ؟ فَأَنْزَلَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6960) ، ومسلم (1415) (58) ، وأبو داود (2074) ، والنسائي في "الكبرى" (5494) ، وفي "المجتبي" 6/110-111، والبيهقي في "السنن" 7/199-200 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، ولم يذكر فيه النسائي تفسير نافع. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/380 عن عبيدة بن حميد، عن عبيد الله بن عمر، به. ولم يذكر فيه تفسير نافع. وقد سلف برقم (4526) . (2) في (ق) : سألني، وهو خطأ. (3) في (ظ 14) : فإن تكلم فأمر عظيم. (4) في (ق) و (ظ 1) : بعد أيام. وأثبتت في هامش (س) و (ص) . الحديث: 4693 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 319 اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ فِي سُورَةِ النُّورِ: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] حَتَّى بَلَغَ {أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [النور: 9] ، " فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ، فَوَعَظَهُ وَذَكَّرَهُ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ "، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا كَذَبْتُكَ، (1) " ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَرْأَةِ فَوَعَظَهَا وَذَكَّرَهَا، وَأَخْبَرَهَا أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ "، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَكَاذِبٌ، قَالَ: " فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ، فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَرْأَةِ، فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا " (2)   (1) في (س) وهامش (ظ 1) : كذبت. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك بن أبي سليمان -وهو العرزمي- فمن رجال مسلم. يحيي بن سعيد: هو القطان. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/175-176، وابنُ الجارود في "المنتقى" (752) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1493) (4) ، والنسائي في "الكبرى" (11357) و (11358) -وهو في "التفسير" (377) و (378) -، والدارمي 2/150-151، وأبو يعلى (5656) ، والطبري في "تفسيره" 18/84، وابنُ حبان (4286) ، والبيهقي في "السنن" 7/404 من طرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 320 4694 - حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ، فَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ " (1) 4695 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " (2) 4696 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ ثَلَاثًا (3) إِلَّا، وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ " (4)   = وانظر (4477) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي بن سعيد: هو القطان. وقد سلف مطولاً برقم (4612) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وقد سلف مطولاً برقم (4612) . (3) لفظ: "ثلاثاً" لم يرد في (ق) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4615) . الحديث: 4694 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 321 4697 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: " يَقُومُ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ " (1) 4698 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمُوا فَإِنَّمَا تَقُولُ (2) : السَّامُ عَلَيْكَ فَقُلْ: عَلَيْكَ (3) " (4) 4699 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4613) . وقوله: "في رشحه"، أي: عرقه. (2) في (ق) : يقولون. وكتبت في هامش (س) و (ص) و (ظ 1) . (3) في (ظ 14) : وعليك. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (6928) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/203، وفي "الآداب" (263) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والبغوي في "شرح السنة" (3312) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن سفيان الثورى، وقد سلف برقم (4563) . الحديث: 4697 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 322 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ مِثْلَهُ (1) 4700 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ نَاسًا دَخَلُوا عَلَى ابْنِ عَامَرٍ فِي مَرَضِهِ فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَا إِنِّي لَسْتُ بِأَغَشِّهِمْ لَكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يَقْبَلُ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ وَلَا صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، ومالك: هو ابن أنس. وأخرجه البخاري (6928) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وهو عند مالك في "الموطأ" 2/960، ومن طريقه أخرجه البخاري (6257) ، وفي "الأدب المفرد" (1106) ، والدارمي 2/276، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (241) ، والبيهقي في "السنن" 9/203، والخطيب في "تاريخه" 2/405، والبغوي في "شرح السنة" (3311) . وقد سلف برقم (4563) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (1874) ، وابن ماجه (272) ، وابن خزيمة (8) ، وأبو عوانة 1/234، من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث بالأرقام (4969) و (5123) و (5205) و (5419) . وفي الباب عن أسامة بن عمير الهذلي، سيرد 5/74، وإسناده صحيح.= الحديث: 4700 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 323 4701 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ:   = وابن عامر الذي ذكر في الحديث: هو الأمير عبد الله بن عامر بن كُريز، أبو عبد الرحمن القرشي العبشمي، رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو ابن خال عثمان بن عفان، وأبوه عامر هو ابن عمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيضاء بنت عبد المطلب. ولي عبد الله بن عامر البصرة لعثمان، وافتتح إقليم خراسان، ثم وفد على معاوية فزوجه بابنته هند وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين. وكان من شجعان العرب وأجوادهم، وفيه رفق وحلم. توفي سنة تسع وخمسين. "سير أعلام النبلاء" 3/18، وحاشية السندي. وقوله: "أن أناساً دخلوا على ابن عامر في مرضه"، لفظ مسلم (224) : دخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض، فقال: ألا تدعو لي يا ابن عمر؟ قال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقه من غلول"، وكنت على البصرة. قال النووي في "شرح مسلم" 3/103: معناه: أنك لست بسالم من الغلول، فقد كنت واليا على البصرة، وتعلقت بك تبعات من حقوق الله تعالى وحقوق العباد، لا يقبل الدعاء لمن هذه صفته، كما لا تقبل الصلاة والصدقة إلا من متصون، والظاهر -والله أعلم- أن ابن عمر قصد زجر ابن عامر، وحثه على التوبة، وتحريضه على الإقلاع عن المخالفات، ولم يرد القطع حقيقة بأن الدعاء للفساق لا ينفع، فلم يزل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسلف والخلف يدعون للكفار وأصحاب المعاصي بالهداية والتوبة. وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: خشي ابن عمر أن يكون ابن عامر أصاب في ولايته شيئاً من المظالم التي لا تخلو منها الولاة، وأن يكون ما في يده من الأموال دخله شيء مما يدخل على الولاة من المال من غير حله، ولعل ابن عمر أراد بترك الدعاء له، وبهذا التعليل أن يؤدبه، وبين له ما يخشى عليه= الحديث: 4701 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 324 سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّرَ أُسَامَةَ عَلَى قَوْمٍ، فَطَعَنَ النَّاسُ فِي إِمَارَتِهِ فَقَالَ: " إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَدْ طَعَنْتُمْ فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ، وَايْمُ اللهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ (1) إِلَيَّ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ " (2)   = من الفتنة، ويحمله على الخروج مما في ماله من الحرام ليلقى الله نقيا طاهراً. وقوله: "إني لست بأغشهم لك"، قال السندي: أشار إلى أنهم غاشون لك في الثناء عليك، وإني إذا وافقتهم على ذلك مع ما عندي من العلم كنت أغشهُم لك، فإن ذلك أتم في الاغترار. والغلول، بضم الغين المعجمة: الخيانة، وأصله السرقة من مال الغنيمة، وقبول الله تعالى العمل: رضاه به، وثوابه عليه، فعدم القبول أن لا يثيبه عليه. وقوله: "بغير طهور": هو بضم الطاء فعل التطهر، وهو المراد هاهنا، وبفتحها: اسم للماء والتراب، وقيل بالفتح يطلق على الفعل والماء، فها هنا يجوز الوجهان، والمعنى بلا طهور. (1) في (س) و (ص) : لأحب الناس. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين يحيي: هو ابن سعيد القطان وسفيان هو الثوري. وهو فى "فضائل الصحابة" للإمام أحمد (1525) . وأخرجه البخاري (4250) وابن حبان (7059) من طريق يحيي القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 4/65، والبخاري (3730) و (4469) و (7187) ، والترمذي (3816) ، والبيهقي 3/128 و8/154 من طوقى،، عن عبد الله بن دينار، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 325 4702 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ " (1)   = وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر برقم (5888) . ومن طريق سالم عن ابن عمر مطولاً ومختصراً بالأرقام (5630) و (5707) و (5848) . وفي الباب عن أسامة بن زيد عند ابن سعد 4/66 و68، والحاكم 3/596. وفي باب حب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيداً وابنه عند أحمد، سيرد 5/204 و205، والترمذي (3819) . قوله: "أمر" من التأمير، وفيه أن الإمارة الصغرى لا تختص بقريش، وإنما المخصوص بهم الإمامة الكبرى إلا أن يُقال: "مولى القوم منهم" فتأمل. وقوله: "فطعن الناس" لكونه من الموالي، وكان صغيراً، وفي القوم من كان أكبر منه سناً، وأرفع منه نسباً، وأجل منه قدراً كعمر. وفي الحديث أنه ينبغي للإمام أن يعود الناس على التواضع ونحوه من العادات الحسنة، والأخلاق الجميلة، إذ اتباعُ الأكابر لمثله يوجبُ التواضع. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (3949) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2518) ، والترمذي (3941) ، وابن حبان (7289) ، والبغوي (3851) من طريق إسماعيل بن جعفر، والدارمي 2/243 من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به. وأخرجه الطيالسي (1915) ، ومسلم (2518) من طريق أبي سلمة، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/197 من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن ابن عمر.= الحديث: 4702 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 326 4703 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ، لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " (1) 4704 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، (2) عَنْ أَبِي حَنْظَلَةَ،   = وسيأتي بالأرقام (5108) و (5261) و (5858) و (5969) و (6409) و (6198) من طريق عبد الله بن دينار، و (5981) و (6040) و (6410) من طريق سعيد بن عمرو، و (6092) من طريق بشر بن حرب، و (6137) من طريق نافع، أربعتهم عن ابن عمر. وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/418. وعن سلمة بن الأكوع، سيرد 4/48. وعن خفاف بن إيماء، سيرد 4/57. وعن أبي برزة الأسلمي، سيرد 4/420. وعن أبي ذر الغفاري، سيرد 5/174-175. وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (2515) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، سفيان: هو الثوري. عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (3836) و (6648) و (7401) ، ومسلم (1646) (4) ، والنسائي 7/4، وابن حبان (4362) ، والبيهقي فى "السنن" 10/29-30، وفي "الشعب" (5193) ، والخطيب في "تاريخه" 13/136 من طرق، عن عبد الله بن دينار، به. وقد سلف برقم (4523) . (2) في هامش (س) و (ص) : حدثنا إسماعيل. نسخة. الحديث: 4703 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 327 سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ، قَالَ: " الصَّلَاةُ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَانِ " قُلْنَا: إِنَّا آمِنُونَ قَالَ: " سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 4705 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ (2) عُمَرَ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ: أَبِي وَقَالَ:   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبو حنظلة حدث عنه إسماعيل بن أبي خالد، ومالك بن مغول فيما سيرد برقم (6194) ، وهما ثقتان ثبتان، وقال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 479-480:هو معروف يقال له: الحذاء، ولم يسم.. ولا أعرف فيه جرحاً، بل ذكره ابن خلفون في "الثقات". قلنا: وستأتي تسميته برقم (5566) بحكيم الحذاء، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/160 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً من طريق يعلى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وسيأتي من طريق أبي حنظلة عن ابن عمر بالأرقام (4861) و (5213) و (5566) و (6194) . وانظر (5333) و (5552) و (5183) و (5750) . وانظر ما سلف برقم (4452) و (4533) . وله شاهد من حديث عمر، سلف برقم (174) . وآخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (1862) . وقوله: "إنا آمنون" قال السندي: أي: والقصر مشروط في النص بالخوف، وقوله: "سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، أي: القصر، ولو كان آمناً سنة، فلا يترك، أي: فيجوز أن يكون التقييد بالخوف في النص لموافقة الوقت لا لاعتبار مفهومه. (2) في (ظ 14) : أن بدل بن. الحديث: 4705 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 328 يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، مَرَّةً، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: " وَفِّ (1) بِنَذْرِكَ " (2)   (1) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) و (ظ 1) : في. وفي (س) و (ص) و (ظ 1) : فه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف في مسند عمر برقم (255) بهذا الإسناد، وفيه التصريح بأنه عن عمر. وكان ابنُ عمر مع أبيه كما تبين الرواية رقم (4922) ، ورواه يحيي بن سعيد القطان -كما في هذا الإسناد- مرة عن ابن عمر، ومرة عن عمر، فهو من حديث ابن عمر أيضاً. وأخرجه أبو داود (3325) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وفيه عن عمر. وأخرجه البخاري (2032) ، ومسلم (1656) (27) ، والنسائي في "الكبرى" (3350) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/133، والدارقطني في "السنن" 2/198-199، والبيهقي في "السنن" 10/76، والبغوي في "شرح السنة" (1839) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد، وفيه عن ابن عمر. وأخرجه الترمذي (1539) ، وابنُ الجارود (941) ، وابنُ حبان (4380) ، من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد، وفيه عن عمر. وقال الترمذي: حديث عمر حديث حسن صحيح، وقد ذهب بعضُ أهل العلم إلى هذا الحديث، قالوا: إذا أسلم الرجلُ وعليه نذرُ طاعةٍ فليف به. وقال بعضُ أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم: لا اعتكاف إلا بصوم، وقال آخرون من أهل العلم: ليس على المعتكف صوم إلا أن يُوجب على نفسه صوما، واحتجُوا بحديث عُمر أنه نذر أن يعتكف ليلةً في الجاهلية، فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ = الجزء: 8 ¦ الصفحة: 329 4706 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا نَصَحَ الْعَبْدُ لِسَيِّدِهِ، وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، لَهُ الْأَجْرُ مَرَّتَيْنِ " (1) 4707 - حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (2) 4708 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ التَّلَقِّي " (3)   = بالوفاء، وهو قول أحمد وإسحاق. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4673) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2108) ، والبيهقي في "السنن" 7/268 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/483، والبخاري (5951) ، ومسلما (2108) ، والنسائي في "الكبرى" (9786) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وقد سلف برقم (4475) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1517) ، والنسائي 7/257 من طريق يحيي بن سعيد، بهذا الإسناد.= الحديث: 4706 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 330 4709 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَلَا يَقُومُ (1) حَتَّى يَفْرُغَ " (2)   = وأخرجه مسلم (1517) من طريق يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، وابن ماجه (2179) من طريق عبدة بن سليمان، والنسائي 7/257 من طريق أبي أسامة، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به. وقد سلف برقم (4531) . (1) في هوامش (س) و (ص) و (ظ 1) و (ق) : يقم. نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (3757) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/73-74 عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وقرن به مسدداً، وهو عنده أطول مما هنا. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/420، والبخاري (673) ، ومسلم (559) ، والترمذي (354) ، وأبو عوانة 2/15، والطبراني في "الصغير" (995) و (1039) ، والبيهقي 3/73 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه مسلم (559) ، وابن خزيمة (936) ، وأبو عوانة 2/15، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1986) ، والبيهقي 3/74 من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به. وعلقه من هذا الطريق البخاري في "صحيحه" (674) . وسيأتي بالأرقام (4780) و (5806) و (6359) . وفي الباب عن أنس، سيرد 3/249. وعن سلمة بن الأكوع، سيرد 4/49. وعن عائشة، سيرد 6/39-40. وعن أم سلمة، سيرد 6/291.= الحديث: 4709 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 331 4710 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا " (1) 4711 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ،   = وقوله: "إذا وضع عشاء أحدكم"، قال السندي: بفتح العين طعام آخر النهار، أي: وضع بين يديه، والمراد ها هنا مطلق الطعام، أو طعام آخر النهار، وخصه لأنه قد يؤدي إلى تأخير المغرب الذي مبناه على التعجيل، فإذا جاز لأجله تأخيره، فتأخير غيره أولى بالجواز. وقوله: "فلا يقم عنه" لأجل الصلاة. وقوله: "حتى يفرغ" عن حاجته لئلا يشتغل بالصلاة، وقلبه متعلق بالطعام، وبالجملة فإن يأكل وقلبه في الصلاة خير من أن يصلي وقلبه متعلق بالطعام. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو داود (1438) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/310 عن الإمام أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (998) ، ومسلم (751) (151) ، والمروزي في "قيام الليل" ص 131، والبغوي في "شرح السنة" (965) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (472) ، ومسلم (751) (151) ، وأبو عوانة 2/310 من طرق، عن عبيد الله، به. وسيأتي برقم (4971) (6189) ، وانظر (4492) و (6008) . الحديث: 4710 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 332 عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ، كَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا فَقَالَ: طَلِّقْهَا، فَأَبَيْتُ، فَأَتَى عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَطِعْ أَبَاكَ " (1) 4712 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا نُودِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةٍ فَلْيَأْتِهَا " (2)   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث خال ابن أبي ذئب -وهو الحارث بن عبد الرحمن القرشي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث. وأخرجه أبو داود (5138) ، وابن ماجه (2088) ، وابن حبان (426) من طرق عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1822) ، والترمذي (1189) ، والنسائي كما في "التحفة" 5/339 (ليس هو في "المجتبي"، ولعله في "الكبرى") ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1386) و (1387) و (1388) ، وابن حبان (427) ، والطبراني في "الكبير" (13250) ، والحاكم 2/197 و4/152-153، والبيهقي في "السنن" 7/322، والبغوي في "شرح السنة" (2348) من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وسيأتي بالأرقام (5011) و (5144) و (6470) . وقوله: "أطع أباك". قال السندي: فيه أن طاعة الوالدين متقدمة على هوى النفس إذا كان أمرُهما أوفق بالدين، إذ الظاهر أن عمر ما كان يكرهها، ولا أمر ابنه بطلاقها إلا لما يظهر له فيها من قلة الدين. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6608) عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد، عن= الحديث: 4712 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 333 4713 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رَأَى حُلَّةَ سِيَرَاءَ أَوْ حَرِيرٍ تُبَاعُ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوِ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ تَلْبَسُهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لِلْوُفُودِ (1) قَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ (2) مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ ". قَالَ: فَأُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللهِ (3) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا حُلَلٌ، فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ مِنْهَا بِحُلَّةٍ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْكَ تَقُولُ مَا قُلْتَ، وَبَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَا، قَالَ: " إِنَّمَا بَعَثْتُ (4) بِهَا إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا   = يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وهو في "موطأ مالك" 2/546، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (5173) ، ومسلم (1429) (96) ، وأبو داود (3736) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3027) ، وابن حبان (5294) ، والبيهقي في "السنن" 7/261، والبغوي (2314) . وسيرد برقم (5367) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، به، بلفظ: "أجيبوا الدعوة إذا دُعيتم"، ويأتي تمام تخريجه عن نافع هناك. وسيأتي بالأرقام (4730) و (4949) و (4950) و (5263) و (5367) و (6108) من طريق نافع، و (4951) من طريق محمد بن سيرين، و (5365) و (6106) من طريق مجاهد، ثلاثتهم عن ابن عمر. وقوله: "إلى وليمة"، أي: طعام العرس، فليأتها، أي: وجوباً عند كثير إذا لم يكن هناك مانع شرعي. (1) في هامش (س) و (ص) : أو للوفد، نسخة. (2) في (ظ 14) : هذا. (3) في (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر: لرسول الله. (4) في هامش (س) و (ص) : وتبعث، نسخة. الحديث: 4713 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 334 أَوْ تَكْسُوَهَا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه مسلم (2068) (6) عن محمد بن أبي بكر المقدمي، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/348 عن عبد الرحيم بن سليمان، ومسلم (2068) (6) من طريق ابن نمير، وأبي أسامة، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به. ورواية ابن أبي شيبة مختصرة. وأخرجه البخاري (5841) ، والبيهقي 3/275 من طريق جويرية بن أسماء، ومسلم (2068) (6) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن نافع، به. وسيأتي من طريق نافع، عن ابن عمر برقم (4979) و (5797) و (6339) . وسيأتي من طرق أخرى عن ابن عمر (4767) و (5125) و (5545) . وفي الباب عن عمر سلف برقم (321) ، وعند الطيالسي (18) ، والنسائي 8/196-197. وعن علي سلف برقم (710) . وعن حفصة أم المؤمنين، سيرد 6/288. وعن عبد الله بن عمرو، سيرد 2/166. وعن أبي هريرة، سيرد 2/329 وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/23. وعن انس، سيرد 3/101. وعن عبد الله بن الزبير، سيرد 4/5. وعن المقدام بن معدي كرب، سيرد 4/131-132. وعن أبي ريحانة، سيرد 4/134.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 335 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/145. وعن البراء، سيرد 4/284. وعن عمران بن حصين، سيرد 4/442. وعن أبي أمامة، سيرد 5/267 وعن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/398. وعن جويرية، سيرد 6/324. قوله: "حلة سيراء"، قال ابن الأثير الحُلة، بضم الحاء: واحدة الحلل، وهي برود اليمن، ولا تسمى حُلة إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد، أي: تكون إزاراً ورداءً. وقال النووي في "شرح مسلم" 14/37-38: وضبطوا الحلة هنا بالتنوين على أن سيراء صفة وبغير تنوين على الإضافة وهما وجهان مشهوران، والمحققون ومتقنو العربية يختارون الإضافة. قال سيبويه: لم تأت فعلاء صفة، وأكثر المحدثين ينونون. قال الخطابي: حلة سيراء كما قالوا: ناقة عشراء، قالوا: هي برود يخالطها حرير، وهي مضلعة بالحرير، وكذا فسرها في الحديث في "سنن أبي داود"، وكذا قاله الخليل والأصمعي وآخرون، قالوا: كأنها شبهت خطوطها بالسيور، وقال ابن شهاب: هي ثياب مُضلعة بالقز، وقيل: هي مختلفة الألوان، وقال: هي وشيٌ من حرير، وقيل: إنها حرير محض، وقد ذكر مسلم في الرواية الأخرى: حلة من إستبرق، وفي الأخرى: من ديباج أو حرير، وفي رواية: حلة سندس، فهذه الألفاظ تبين أن هذه الحلة كانت حريرا محضا، وهو الصحيح الذي يتعين القول به في هذا الحديث جمعاً بين الروايات، ولأنها هي المحرمة، أما المختلط من حرير وغيره فلا يحرم إلا أن يكون الحرير أكثر وزناً، والله أعلم. قال أهل اللغة: الحلة لا تكون إلا ثوبين، وتكون غالباً إزاراً ورداء، وفي حديث عمر في هذه الحلة دليل لتحريم الحرير على الرجال، وإباحته للنساء،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 336 4714 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، أَنَّ (1) ابْنَ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ مُقْبِلًا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ، وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ": {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} [البقرة: 115] " (2)   = وإباحة هديته، وإباحة ثمنه، وجواز إهداء المسلم إلى المشرك ثوباً وغيره، واستحباب لباس أنفس ثيابه يوم الجمعة والعيد، وعند لقاء الوفود ونحوهم، وعرض المفضول على الفاضل، والتابع على المتبوع ما يحتاج إليه من مصالحه التي قد لا يذكرها، وفيه صلة الأقارب والمعارف وإن كانوا كفاراً، وجواز البيع والشراء عند باب المسجد. (1) في (ظ 14) : عن. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة لم يتكلم عليه غير شعبة من أجل حديث، وثناؤهم عليه مستفيض. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/294، ومسلم (700) (33) ، والنسائي في "المجتبي" 1/244 -ومن طريقه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 17-، وأبو عوانة 2/344، وابن خزيمة (1267) ، والبيهقي في "السنن" 2/4 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (700) (34) ، والترمذي (2958) ، والنسائي في "الكبرى" (10997) ، وأبو يعلى (5647) ، والبيهقي 2/4 من طرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به، وصححه الترمذي. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (1840) ، وابن خزيمة (1269) ، وابن أبي= الحديث: 4714 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 337 4715 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَأْتِيَنَّ الْمَسَاجِدَ " (1) 4716 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانُوا يَتَبَايَعُونَ الطَّعَامَ جُزَافًا بِأَعْلَى السُّوقِ فَنَهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعُوهُ حَتَّى يَنْقُلُوهُ " (2)   = حاتم في "تفسيره" (1128) من طريق محمد بن فضيل، والحاكم 2/266، والواحدي في "أسباب النزول" ص 23 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير أن ابن عمر، قال: أنزلت: (فأينما تولوا فثم وجه الله) ، أي: صل حيث توجهت بك راحلتك في التطوع. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وانظر (4470) . وقوله: "يصلي على راحلته"، أي: النافلة حيث توجهت به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه جواز النافلة على الراحلة. قاله السندي. (1) إسناده صحيح عالى شرط الشيخين. وانظر (4619) . وقوله: "من هذه الشجرة"، قال السندي: إشارة إلى البصل أو الثوم، أو إلى النوع المنتن من النبات فيشمل القسمين، وعلى الوجوه فيه إطلاق اسم الشجرة لما لا ساق له من النبات، والشهور إطلاق الشجر لما له ساق، قال تعالى: (والنجم والشجر يسجدان) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4639) ، وانظر (4517) . الحديث: 4715 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 338 4717 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَفَلَ مِنَ الْجُيُوشِ أَوِ السَّرَايَا (1) ، أَوِ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ، (2) إِذَا أَوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، وَيَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " (3)   (1) في (ق) : والسرايا. (2) في (ظ 14) : والعمرة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عُمر العُمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1344) (428) ، والنسائي في "الكبرى" (4243) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (520) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وتحرف في مطبوع "عمل اليوم والليلة" عبيد الله بن عمر إلى: عبيد الله بن عمير. وأخرجه عبدُ الرزاق (9235) ، والحميدي (644) ، وابنُ أبي شيبة 12/519، ومسلم (1344) (428) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (10374) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (540) -، والطبراني في "الكبير" (13371) من طرق، عن عبيد الله، به. وتحرف في مطبوع الحميدي عبيد الله بن عمر إلى: عبد الله بن عمر. وقد سلف برقم (4496) . الحديث: 4717 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 339 4718 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري. وأخرجه الدارمي 2/99، ومسلم (2060) ، والترمذي (1818) ، والنسائي في "الكبرى" (6771) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/321، والبخاري (5394) ، ومسلم (2060) (182) ، وابن ماجه (3257) ، وأبو عوانة 5/425-426 و428، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2004) من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه الطيالسي (1834) ، وأبو عوانة 5/428، والطحاوي في "المشكل " (2003) ، وابن حبان (5238) ، والطبراني في "الأوسط " (1624) و (1760) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/153، والخطيب في "الموضح " 2/470 من طرق، عن نافع، به. وأخرجه الحميدي (669) ، والبخاري (5395) ، وأبو يعلى (5633) ، وأبو عوانة 5/427 - 428 من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، وليس عند البخاري: "المؤمن يأكل في معى واحدٍ". وأخرجه مسلم (2061) ، وأبو يعلى (2152) ، وأبو عوانة 5/424، والقضاعي في "مسند الشهاب " (138) من طريق أبي الزبير، عن ابن عمر. وقرن أبو الزبير بابن عمر جابراً. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/347 من طريق مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.= الحديث: 4718 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 340 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وعلقه البخاري بإثر الحديث (5394) ، فقال: وقال ابن بكير: حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ووصله الحافظ في "تغليق التعليق " 4/486 من طريق يحيى بن بكير، عن مالك. وسيأتي الحديث برقم (5020) و (5438) و (6321) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد برقم 2/257. وعن جابر، سيرد 3/333. وعن ميمونة، سيرد 6/335. وعن أبي بصرة الغفاري، سيرد 6/397. وعن أبي موسى الأشعري، عند مسلم (2062) ، وابن ماجه (3258) ، وأبي يعلى (917) و (2067) و (7264) 0 وأبي عوانة 5/425، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2013) ، وابن حبان (5234) . وعن جهجاه الغفاري، عند ابن أبي شيبة 8/321-322، والبزار (2891) (زوائد) ، وأبي يعلى (916) ، وأبي عوانة 5/429-430، والطبراني في "الكبير" (2152) . وعن أبي سعيد الخدري، عند الدارمي 2/99، وأبي يعلى (2068) ، وأبي عوانة 5/429، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار (2011) و (2012) . وعن سكين الضمري، عند البزار (2892) (زوائد) . وعن سمرة بن جندب، عند البزار (2893) ، وأبي عوانة 5/429، والطبراني في "الكبير 7/ (6959) و (7043) . وعن عبد الله بن عمرو، عند البزار (2894) ، وأبي عوانة 5/430. وعن أنس، عند الطبراني في "الأوسط " (903) . وعن أبي العالية عن رجل، عند الطحاوي في "المشكل " (2022) .= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 341 4719 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ " (1)   =وعن عبد الله بن الزبير عمن نبأه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عند الطحاوي في "المشكل " (2007) . وفي باب الشرب في معىَّ، عن أبي هريرة، سيرد 2/375. وعن نضلة بن عمرو الغفاري، سيرد 4/334. وعن رجل من جهينة، سيرد 5/369-370. وعن جهجاه الغفاري، عند الطحاوي في "المشكل " (2021) . قوله: "في معىً واحد" المعى، بكسر الميم وفتح العين والألف المقصورة: واحد الأمعاء، وهي المصارين. قال ابن الأثير: هذا مثل ضربه للمؤمن وزهده في الدنيا، والكافر وحرصه عليها، وليس معناه كثرة الأكل دون الاتساع في الدنيا، ولهذا قيل: الرُغب شؤم، لأنه يحمل صاحبه على اقتحام النار. وقيل: هو تحضيض للمؤمن وتحامي ما يجره الشبع من القسوة وطاعة الشهوة، ووصفُ الكافر بكثرة الأكل إغلاظً على المؤمن وتأكيد لما رسم له. وانظر لزاماً "شرح مشكل الآثار" 5/248 - 258 بتحقيقنا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وأخرجه البخاري (3264) ، ومسلم (2209) (78) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/81، ومسلم (2209) ، وابن ماجه (3472) ، والنسائي في "الكبرى" (7609) ، وابن حبان (6066) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به.= الحديث: 4719 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 342 4720 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ،   =وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/45، ومن طريقه البخاري (5723) ، ومسلم (2209) (79) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1859) ، وابن حبان (6067) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/157، والبيهقي في "السنن" 1/225 عن نافع، به. وأخرجه مسلم (2209) (79) من طريق الضحاك بن عثمان، والطبراني في "الأوسط " (1897) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/320 من طريق ابن شهاب، كلاهما عن نافع، به. وسيأتي برقم (5576) و (6010) و (6183) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2649) . وعن رافع بن خديج، سيرد 3/463-464. وعن أبي بشير، سترد 5/216. وعن أبي أمامة، سيرد 5/252. وعن عائشة، سيرد 6/50. وعن أسماء بنت أبي بكر، سيرد 6/346. قوله: "من فيح جهنم "، قال السندي: أي: من انتشار حرها، والمراد أنها كقطعة من النار. وقوله: "فابردوها" المشهور في ضبطها بهمزة وصل، وضم راء. قلنا: وحكي كسرُها، يقال: بردت الحمى أبرُدُها برد" بوزن قتلتها أقتلها قتلا، أي: أسكنتُ حرارتها، قال عروة بن أذينة الليثي المدني، الفقيه المحدث: إذا وجدتُ أوار الحبّ في كبدي ... أقبلتُ نحو سقاء الماء أبتردُ هبني بردتُ ببرد الماء ظاهره ... فمن لنارٍ على الأحشاء تتقدُ وحكى القاضي عياض رواية بهمزة قطع مفتوحة، وكسر الراء من: أبرد= الحديث: 4720 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 343 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ " (1)   =الشيء: إذا عالجه فصيره بارداً، مثل: أسخنه: إذا صيّره سخناً، وقد أشار إليها الخطابي. وقال الجوهري: إنها لغة رديئة، وأنشد قول مالك بن الريب: وعطِّل قلوصي في الركاب فإنها ... ستبردُ أكباداً وتُبكي بواكيا قال السندي: واختلف أهل العلم في تأويله، فقال ابن الأنباري: معناه: تصدقوا بالماء، ومنهم من حمله على ظاهره، واغتسل بالماء فكاد يهلك، فقال ما لا ينبغي، وهذا جهل في التأويل. ومنهم من قال: إن الحميات على قسمين، منها ما يكون عن خلط بارد، ومنها ما يكون عن حار، وفيه ينفع الماء، وهي حميات الحجاز، وعليها خرج كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعله حين قال: "صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن " فتبرد وخفَّ حاله. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (5522) ، والنسائي 7/203، والطحاوي 4/204، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/126 من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4217) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن أبي شيبة 8/261، والنسائي في "المجتبي" 7/203، وفي "الكبرى" (6645) من طريق محمد بن بشر، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه مسلم ص 1538 (25) ، وأبو عوانة 5/160 و160-161، والطحاوي 4/204، والطبراني في "الكبير" (13421) من طرق، عن نافع، به. وسيأتي برقم (5786) و (5787) و (6291) و (6310) . وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (592) .= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 344 4721 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَاصَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ فَوَاصَلَ النَّاسُ. فَقَالُوا: نَهَيْتَنَا عَنِ الْوِصَالِ وَأَنْتَ تُوَاصِلُ. قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ، إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى " (1)   =وعن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (7039) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/366. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/65. وعن أنس بن مالك، سيرد 3/111. وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/361. وعن أبي سليط، سيرد 3/419. وعن سلمة بن الأكوع، سيرد 4/48. وعن خالد بن الوليد، سيرد 4/89. وعن المقدام بن معدي كرب، سيرد 4/132 وعن أبي ثعلبة الخشني، سيرد 4/195. وعن عبد الله بن أبي أوفى، سيرد 4/291. وعن البراء بن عازب، سيرد 4/291. وعن ابن عباس، عند البخاري (4227) ، ومسلم (1939) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3263) عن عبيد الله بن سعيد، عن يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1922) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان " 2/272، والبيهقي 7/61، من طرق، عن نافع، به.= الحديث: 4721 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 345 4722 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِعْ (1) أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ " (2)   =وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13300) من طريق أبي صالح، عن ابن عمر، قال الهيثمي فى "المجمع " 3/158: فيه سهل بن عثمان النهرتيري، ولم أجد من ترجمه. وسيأتي برقم (4752) و (5795) و (5917) و (6125) و (6299) و (6413) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/231. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/8. وعن أنس بن مالك، سيرد 3/124. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 4/314. وعن عائشة، سيرد 6/89. قوله: "فقالوا نهيتنا"، قال السندى: أي: فنهاهم عن ذلك، فقالوا: هذا الكلام بناء على أن الأصل في أفعاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العموم، وجواز الاقتداء فيها، فبين لهم في هذا الفعل الخصوص. وقوله: "إني أطعم وأسقى" هما على بناء المفعول، وهذا إما محمول على الحقيقة، إما لأن طعام الجنة وشرابها لا يُنافي الوصول، أو لأن المراد بيانُ أنه يُواصل صوره لا حقيقة، وإما على المجاز بمعنى أنه يدفع عنه الجوع والعطش بمددٍ من الله تعالى حتى كأنه أكل وشرب. (1) فى (ظ 14) : لا يبيع. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1412) (50) ، وص 1154 (8) ، وابن ماجه (1868) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/3 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا = الحديث: 4722 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 346 4723 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا مَا بَيْنَ جَرْبَاءَ (1) وَأَذْرُحَ " (2)   =الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/403، والدارمي 2/135، ومسلم (1412) (50) ، والنسائي 7/258 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. والحديث عند النسائي مختصر. وأخرجه البخاري (5142) ، والنسائي 6/73-74 من طريق ابن جريج، عن نافع، به. وقال فيه: "حتى يترك الخاطب قبله أو يأذن له ". وأخرج قصة الخطبة مالك في "الموطأ" 2/523، ومن طريقه الشافعي في " الرسالة" (847) ، والطحاوي 3/3، عن نافع، به. وسيأتي الحديث بالأرقام (6034) و (6036) و (6060) و (6088) و (6135) و (6276) و (6411) و (6417) . وقصة البيع سلفت برقم (4531) . (1) في (ظ 14) : جربي. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وأخرجه البخاري (6577) ، ومسلم (2299) ، وابن منده في "الإيمان " (1073) ، والبيهقي في "البعث " (139) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/440، وعبد بن حميد (753) ، ومسلم (2299) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (726) ، وابن حبان (6453) من طريق محمد بن = الحديث: 4723 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 347 4724 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَاصِلَةَ   =بشر، ومسلم (2299) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به. وفي رواية مسلم: قال عبيد الله: فسألته (يعني عن أذرح والجرباء) ، فقال: قريتين بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال. وأخرجه مسلم (2299) من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به. وسيأتي برقم (6079) و (6181) ، وانظر (6162) . وهذا الحديث من المتواتر، انظر "تهذيب سنن أبي داود" لابن القيم 7/135، و"نظم المتناثر" للكتاني (305) . ومسيرة الثلاث ليال التي في الحديث عند مسلم، ذكر الحافظ ضياء الدين المقدسي في الجزء الذي جمعه في الحوض - فيما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/473 أن فى سياق لفظها غلطاً، وذلك لاختصار وقع في، سياقه من بعض رواته، ثم ساقه من حديث أبي هريرة، وأخرجه من "فوائد عبد الكريم بن الهيثم اليرعاقولي" بسند حسن إلى أبي هريرة مرفوعاً في ذكر الحوض، فقال به: "عرضه مثل ما بينكم وبين جرباء وأذرح". قال الضياء: فظهر بهذا أنه وتحر في حديث ابن عمر حذف تقديره: كما بين مقامي وبين جرباء وأذرح فسقط: "مقامي وبين". قال الفيروز آبادي صاحب " القاموس المحيط " في مادة (جرب) : الجرباء: قرية بجنب أذرح، وغلط من قال: بينهما ثلاثة أيام وإنما الوهم من وراة الحديث من إسقاط زيادة ذكرها الدارقطني وهي: "ما بين ناحيتي حوضي كما بين المدينة وجرباء وأذرح". وفى "معجم البلدان": بين أذرح والجرباء ميل واحد أو أقل. قلنا: وأذرح هي اليوم فى جنوب الأردن بين الشوبك ومعان.= الحديث: 4724 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 348 وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ " (1) 4725 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا الَّتِي بِالْبَطْحَاءِ، وَخَرَجَ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وأخرجه أبو داود (4168) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقرن به مسدداً. وأخرجه البخاري (5947) ، ومسلم (2124) ، والترمذي (2783) ، وأبو عوانة 2/74، وابن حبان (5513) ، والبيهقي 7/312 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وأخرجه الطيالسي (1825) ، وابن أبي شيبة 8/487، والبخاري (5937) (5940) (5942) ، ومسلم (2124) (119) ، وابن ماجه (1987) ، والترمذي (1759) و (2783) ، والنسائي 8/187 و188، والبيهقي في "الشعب " (7811) ، والبغوي (3189) من طرق، عن نافع، عن أبن عمر. وفي الباب عن علي، سلف برقم (635) . وعن ابن مسعود، سلف برقم (3881) . وعن أبي هريرة، ومعقل بن يسار، وأبي جحيفة، وعائشة، وأسماء، ستأتي في "المسند" على التوالي 2/339 و5/25 و4/309 و6/11 و325. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (1866) ، ومن طريقه البيهقي 5/71 -72 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وقرن بأحمد مسدد بن مسرهد.= الحديث: 4725 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 349 4726 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، إِنْ (1) كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ يَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ " مِائَةَ مَرَّةٍ (2)   =وأخرجه البخاري (1576) ، والنسائي في "الكبرى" (3848) ، وفي "المجتبى" 5/200 من طريق يحيى بن سعيد، به. وقد سلف برقم (4625) . (1) في (م) : إنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/297 - 298، ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد" (618) ، وعبد بن حميد (786) ، والبغوي (1289) عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1516) ، وابن ماجه (3814) ، والترمذي (3434) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (458) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (370) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/12 من طرق، عن مالك بن مغول، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه الترمذي (3434) ، وابن حبان (927) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، به. وسيأتي برقم (5354) و (5564) . وأخرج النسائي في "عمل اليوم والليلة" (447) من طريق محمد بن جعفر،= الحديث: 4726 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 350 4727 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ،   =عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة، قال: سمعت الأغر - وكان من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة". وهذا وهم، والصواب ما سيأتي في "مسند الأغر المزني " 4/211 عن يحيى بن سعيد، وعن عفان بن مسلم، و4/260 عن وهب بن جرير، ثلاثتهم عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي بردة أنه سمع الأغر المزني يحدث ابن عمر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. ويأتي تمام تخريجه هناك. وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/282. وعن حذيفة، سيرد 5/394. وعن أبي موسى، سيرد 5/294. وعن عائشة، عن البخاري في "الأدب المفرد" (619) . وعن أنس عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (432) و (433) ، والبزار (3245) و (3246) ، وابن حبان (924) . وعن خباب بن الأرت عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (461) ، وابن السني (371) . وعن السائب بن جناب عند النسائي (462) و (463) . قوله: "وإن كنا لنعد" قال السندي: "إن " مخففة، أي إنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكثر من هذا القول حتى يقوله في المجلس مئة مرة، ولعله كان يكثر هذا الإكثار في آخر العمر بعد نزول: (إذا جاء نصر الله) والله تعالى أعلم. ومفعول: "نعد" مقدر، أي: هذا القول، وجملة: "يقول " حال، والمقصود من هذا الذكر تعليم الأمة، والازدياد من محبة الله تعالى لقوله تعالى: (إن الله يُحب التوابين) ، وإلا فقد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، إن كان له ذنب. وقيل: بل المغفرة في حقه= الحديث: 4727 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 351 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى فَاطِمَةَ فَوَجَدَ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا. وَقَلَّمَا كَانَ يَدْخُلُ إِلَّا بَدَأَ بِهَا قَالَ: فَجَاءَ عَلِيٌّ فَرَآهَا مُهْتَمَّةً، (1) فَقَالَ: مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: جَاءَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ. فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَاطِمَةَ اشْتَدَّ عَلَيْهَا أَنَّكَ جِئْتَهَا فَلَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهَا، فَقَالَ: " وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا، وَمَا أَنَا وَالرَّقْمُ ". قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى فَاطِمَةَ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: فَقُلْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا تَأْمُرُنِي بِهِ (2) ؟ فَقَالَ: " قُلْ لَهَا تُرْسِلُ بِهِ إِلَى بَنِي فُلَانٍ " (3)   =كانت مشروطة بالاستغفار، ولذلك أمر بقوله تعالى: (واستغفر لذنبك وللمؤمنين) ، وأما تحقيق أن ذنوبه عبارة عن أي شيء فالتفويض فيه أقرب. (1) في هامش (س) و (ق) و (ظ 1) : مغتمة. نسخة. (2) لفظ: "به " لم يرد في (س) ولا (ظ 14) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/239، وعبد بن حميد (784) ، وأبو داود (4149) ، وابن حبان (6353) من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2613) عن أبي جعفر محمد بن جعفر، وأبو داود (4150) عن واصل بن عبد الأعلي، كلاهما عن محمد بن فضيل، عن فضيل بن غزوان، به. وفي الباب عن الحسن البصري عند ابن أبي شيبة 13/239-240، وابن المبارك في "الزهد" (763) . وقوله: "وما أنا والرقم "، أي: المرقوم، وهو السّتر الموشَّى المخطَّطُ بألوانٍ = الجزء: 8 ¦ الصفحة: 352 4728 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو دُهْقَانَةَ (1) قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيْفٌ، فَقَالَ لِبِلَالٍ: " ائْتِنَا بِطَعَامٍ ". فَذَهَبَ بِلَالٌ فَأَبْدَلَ صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ جَيِّدٍ، وَكَانَ تَمْرُهُمْ دُونًا. فَأَعْجَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّمْرُ، فَقَالَ (2) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَيْنَ هَذَا التَّمْرُ؟ " فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَبْدَلَ صَاعًا بِصَاعَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدَّ عَلَيْنَا تَمْرَنَا " (3)   =شتى، والرقم: النقشُ. قال المهلب وغيره: كره النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابنته ما كره لنفسه من تعجيل الطيبات في الدنيا، لا أن ستر الباب حرام، وهو نظيرُ قوله لما سألته خادماً: "ألا أدلك على خيرٍ من ذلك "، فعلمها الذكر عند النوم. قلنا: وإنما أمر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تُرسل به إلى بني فلان، لأنهم أهلُ بيت فيهم حاجة، كما ورد مصرحاً به عند البخاري. (1) في (م) : أبو دهمانة، وهو خطأ. (2) في (ظ 14) : فقال له. (3) حسن، أبو دهقانة ثم يرو عنه غيرُ فضيل بن غزوان، وذكره البخاري في "الكنى" (245) ، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 9/368، فلم يوردا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ونقل ابن أبي حاتم عن أبي زرعة قوله: كوفي لا أعرف اسمه، ولم يوثقه غير ابن حبان 5/580، فهو في عداد المجهولين، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (5710) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (6308) ، عن يعلى بن عبيد، عن فضيل بن غزوان، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1028) من طريق الوليد بن القاسم بن الوليد،= الحديث: 4728 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 353 4729 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا أَنْ يَتُوبَ " (1)   =عن فضيل بن غزوان، عن أبي دهقانة، قال: كنت جالسا عند ابن عمر، فذكر ابنُ عمر أن بلالاً حدثه ... فذكره. فجعله من حديث ابن عمر عن بلال، والوليد بن القاسم بن الوليد صدوق. وأخرجه من حديث بلال بنحوه الدارمي 2/257، والبزار (1416) (زوائد) ، والطبراني (1097) من طريق عثمان بن عمر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن بلال. ورجاله ثقات رجال الشيخين، ومسروق أدرك بلالاً، لكن لم يذكر أحد له سماعاً من بلال. وأخرجه الطبراني (1017) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، عن بلال. وأخرجه البزار (1314) ، والطبراني (1018) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، عن بلال، لم يذكر فيه عمر، وأبو حمزة الذي في الإسنادين: هو ميمون الأعور، ضعيف. قلنا: فمن هذه الطرق يتبين أن لقصة بلال أصلاً، فالحديث حسن بها، وانظر لزاماً ما سيأتي برقم (5885) . وقويه: "ردّ علينا تمرنا"، قال السندي: أي: فإنه ربما، وفيه أن أحد طرفي عقد الربى يتولى فسخه، وأن فسخه واجب. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2003) (78) ، وابن ماجه (3373) ، وأبو عوانة 5/273 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.= الحديث: 4729 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 354 4730 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ (1) فَلْيُجِبْ " (2) 4731 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اسْتَأْذَنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، " فَأَذِنَ لَهُ " (3)   =وأخرجه ابن أبي شيبة 8/191، وأبو عوانة 5/271 و273، والبيهقي في "شعب الإيمان " (5578) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/54 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وقد سلف برقم (4690) . (1) لفظ: "عرس "لم يرد في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1429) (98) ، وابن ماجه (1914) ، والبيهقي في "السنن" 1/261 و263 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1429) (97) ، والبيهقي 7/261 من طريق خالد بن الحارث، والدارمي 2/143 من طريق عقبة بن خالد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، به. وقال فيه: "إلى الوليمة" دون تقييد بالعُرس. وقد سلف برقم (4712) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (ص326- الجزء الذي نشره العمروي) ، والبخاري (1745) ، ومسلم (1315) ، وأبو داود (1959) ، وابن ماجه= الحديث: 4730 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 355 4732 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا خَرَجَ مِنْ زَرْعٍ أَوْ تَمْرٍ، (1) فَكَانَ يُعْطِي أَزْوَاجَهُ كُلَّ عَامٍ مِائَةَ وَسْقٍ: ثَمَانِينَ (2) وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ، وَعِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ شَعِيرٍ ". فَلَمَّا قَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَسَمَ خَيْبَرَ، فَخَيَّرَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطِعَ لَهُنَّ مِنَ الْأَرْضِ، أَوْ يَضْمَنَ لَهُنَّ الْوُسُوقَ كُلَّ عَامٍ، فَاخْتَلَفْنَ، (3) فَمِنْهُنَّ (4) مَنِ اخْتَارَ أَنْ يُقْطِعَ لَهَا الْأَرْضَ، وَمِنْهُنَّ (5) مَنِ اخْتَارَ الْوُسُوقَ، وَكَانَتْ (6) حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ مِمَّنِ (7) اخْتَارَ الْوُسُوقَ (8)   = (3065) ، وابن حبان (3889) ، وأبو نعيم في "المستخرج " كما في "تغليق التعليق " 3/106، والبيهقي 5/153 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4691) . (1) فى طبعة الشيح أحمد شاكر: ثمر. (2) فى (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وثمانين وهو خطأ. (3) فى النسخ الخطية و (م) : فاختلفوا وأثبتنا ما فى النسخة الكتانية فيما ذكر الشيخ أحمد شاكر. (4) فى (م) : فمنهم. (5) فى (م) و (ظ 14) : ومنهم. (6) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) : فكانت. (7) فى هامش (س) و (ص) : فيمن نسخة. (8) إسناده صحيح على شرط الشيخين ابن نمير: هو عبد الله وعبيد الله: هو ابن عمر العمري ونافع: هو مولي ابن عمر.= الحديث: 4732 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 356 4733 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " غَدَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى إِلَى عَرَفَاتٍ، مِنَّا الْمُلَبِّي، وَمِنَّا الْمُكَبِّرُ " (1)   =وأخرجه مطولاً ومختصراً مسلم (1551) (3) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/246 و4/113، و"شرح مشكل الآثار" (2673) ، والدارقطني، 3/3، من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2328) من طريق أنس بن عياض، ومسلم (1551) (2) من طريق علي بن مسهر، كلاهما عن عبيد الله، به، وفيه أن عائشة وحفصة اختارتا الأرض، وعند البخاري ذكرت عائشة دون حفصة. وقد سلف مختصراً برقم (4663) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي سلمة - وهو الماجشون - فمن رجال مسلم ابن نمير: هو عبد الله ويحيي: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري. وأخرجه مسلم (1284) (272) وأبو داود (1816) والمزي فى "تهذيب الكمال" 15/57 عن أحمد بن حنبل بهذا الإسناد وقرن مسلم بأحمد محمد بن المثني. وأخرجه بن خزيمة (2805) من طريق عبد الله بن نمير به. وأخرجه مسلم (1284) (272) من طريق سعيد بن يحيي الأموي، عن أبيه، عن يحيي بن سعيد الأنصاري، به. وقد سلف برقم (4458) عن هشيم، عن يحيي بن سعيد الأنصاري، به دون ذكر عبد الله بن عبد الله بن عمر، وقد ذكرنا هنا وفيما سيأتي برقم (4850) قال الدارقطني فى "العلل" 4/ورقة 78: وهو الصواب. الحديث: 4733 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 357 4734 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ فَكَانَ فِي يَدِهِ ". ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُثْمَانَ نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ (1) 4735 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ عَنْ (2) مَقْعَدِهِ ثُمَّ (3) يَقْعُدُ فِيهِ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا (4) " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات " 1/472، وابن أبي شيبة 8/463، والبخاري (5873) ، ومسلم (2091) (54) ، والترمذي في "الشمائل " (89) ، والبيهقي في "السنن" 4/142، والبغوي (3134) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه بأطول مما هنا البخاري (5866) ، وأبو داود (4218) ، والنسائي 8/195-196، وابق حبان (5495) من طريق عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه أبو داود (4220) ، والنسائي 8/178، والطرسوسي (78) من طريق المغيرة بن زياد، عن نافع، به نحوه، وتحرف "المغرة" في مطبوعة النسائي إلى: المعمر. وانظر (4677) . (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: من. (3) زيادة من النسخة الكتانية التي أشار إليها الشيخ أحمد شاكر، وهي عند مسلم. (4) في (ق) : أو توسعوا. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وعبيد الله بن= الحديث: 4734 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 358 4736 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ " (1) 4737 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَمَرَ (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْفَأْرَةِ، وَالْغُرَابِ، وَالذِّئْبِ " قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ " الْحَيَّةُ، وَالْعَقْرَبُ "؟ قَالَ: قَدْ كَانَ يُقَالُ ذَلِكَ (3)   =عمر: هو العمري. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/584، ومسلم (2177) (28) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4659) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1526) (34) ، والبيهقي من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (292) ، وابن الجارود (607) ، وابن حبان (4982) ، والبيهقي 5/314 من طريق عبد الله بن نمير، به، عن ابن عمر، قاك: كنا نشتري الطعام من الركبان جزافاً، فنهانا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نبيعه حتى ننقله من مكانه. وسيتكرر بهذا اللفظ برقم (6275) . وانظر (4517) و (4636) . (2) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) و (ص) : أمرنا. (3) حديث حسن، والحجاج بن أرطأة، - وإن كان مدلساً، وروى بالعنعنة - قد صرح بالتحديث عند الدارقطني في إحدى روايتيه. وابن نمير: هو = الحديث: 4736 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 359 4738 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتَلَقَّى السِّلَعُ حَتَّى تَدْخُلَ الْأَسْوَاقَ " (1) 4739 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " (2)   =عبد الله، ووبرة: هو ابن عبد الرحمن المسلي. وأخرجه الدارقطني 2/232 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وقرن بويرة بن عبد الرحمن نافعاً. وسيأتي من طريق وبرة برقم (4851) . وسلف برقم (4461) من طريق نافع، عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل ما يقتل المحرمُ؟ قال: "يقتل العقرب، والفويسقة (يعني الفأرة) ، والحدأة، والغراب، والكلب العقور". وقوله: "قد كان يقال ذلك ". قال السندي: يريد أنه ما سمع ذلك من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن سمع من غيره أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاله. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وأخرجه مسلم (1517) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/7 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (6282) . وقد سلف برقم (4531) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نميرة هو عبد الله، وعبيد الله:= الحديث: 4738 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 360 4740 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ،   =هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/381، وأبو عوانة 4/93 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/381، والدارمي 2/222-223، والبخاري (3015) ، ومسلم (1744) (25) ، وأبو عوانة 4/93، والطحاوى 3/220، والبيهقي 9/77 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه الطحاوي 3/221 من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، به. وسيأتي بالأرقام (4746) و (5458) و (5658) و (5753) و (5959) و (6037) و (6055) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2316) و (2728) . وعن الأسود بن سريع، سيرد 3/435. وعن رباح بن الربيع الحنظلي، سيرد 3/488. وعن حنظلة الكاتب، سيرد 4/178. وعن بريدة بن الحصيب والنعمان بن مقرن، سيرد 5/352. وعن ابن لكعب بن مالك، عن عمه، عند سعيد بن منصور (2627) ، وابن أبي شيبة 12/381 -382، وهو في مسند المكيين والمدنيين من "مسند أحمد" كما في "أطرافه " لابن حجر 8/294، وهو مما سقط من المطبوع الذي بين أيدي الناس، ونسبه إليه أيضاً الهيثمي في "المجمع" 5/315. وعن أنس بن مالك عند ابن أبي شيبة 12/382-383، وأبي داود (2614) . وفي الباب أحاديث أخر، انظرها في "مجمع الزوائد" 5/315-318. وقوله: "نهى عن قتل النساء والصبيان ". قال السندي: فإن سبيهم خير من قتلهم، لكن هذا إذا لم تكن مقاتلة، وإلا فلابدَّ من قتلها، واستدل به من لا يجوز قتل المرتد، وفيه بعد لا يخفى، فليتأمل. الحديث: 4740 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 361 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْهَى النِّسَاءَ فِي الْإِحْرَامِ عَنِ الْقُفَّازِ وَالنِّقَابِ، وَمَا مَسَّ الْوَرْسُ، (1) وَالزَّعْفَرَانُ مِنَ الثِّيَابِ " (2) 4741 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي مَجْلِسِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلْيَتَحَوَّلْ إِلَى غَيْرِهِ " (3)   (1) تحرف في (م) إلى: الرؤوس. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق - وإن عنعن - صرَّح بالتحديث عند أبي داود والحاكم، فانتفت شبهة تدليسه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/4/306 عن يعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود مطولاً (1827) ، والحاكم 1/486 من طريق إبراهيم ين سعد، عن محمد بن إسحاق، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسمم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: روى روي مسلم لمحمد بن إسحاق متابعة. وعلقه البخاري بإثر الحديث (1838) . وسيأتي برقم (4868) و (6003) ، وانظر (4482) . (3) ضعيف مرفوعاً والصحيح وقفه كما يأتى، محمد بن إسحاق وإن صرح بالتحديث فى الرواية (6178) ، فقد تفَّرد برفعه، وخالفه من هو أوثق منه وأحفظ، فرواه موقوفاً. وقال ابن المدينى: لم أجد لابن إسحاق ألا حديثين منكرين. وعدّ هذا منهما. وأخرجه عبد بن حميد (747) ، وابن خزيمة (1819) ، ابن حبان = الحديث: 4741 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 362 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (2792) ، والبيهقى في " المعرفة " (6632) من طرق عن يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (747) ، وأبو داود (1119) ، والترمذي (526) وابن خزيمة (1819) ، والدارقّطنى في " العلل" 14 ورقة 118، والحاكم 1/291، وأبو نعيم في " اخبار أصبهان" 2/186، والبيهقى 3/237 والبغوي فى '' شرح السنة'' (1078) من طرق عن محمد بن إسحاق، به، وجاء رفعه على الشك عند الدارقطنى وأبى نعيم، وفال الترمذى: هذا حديث حسن صحيح. قال البيهقى: ولا يثبت رفع هذا الحديث، والمشهور عن ابن عمر من قوله وقال في "' المعرفة" (663) : والموقوف أصح. وقال النووي في'' المجموع'' 4/422: والصواب أنه موقوف كما قال البيهقى، وأما تصحيح الترمذي والحاكم فغير مقبول، ثم فال: ولم يذكر الحافظ ابن عساكر في " الأطراف" أن الترمذي صححه، ولكن تصحيحه موجودٌ فى نسخ الترمذي ولعل النسخ اختلفت في هذا الحديث كما تختلف في غيره في كتاب الترمذي غالباً. وأخرجه البيهقى 3/237 من طريق أحمد بن عمر الوكيعى، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربى، عن يحيى بن سعيد الانصارى، عن نافع، به، فال الدارقطنى فى '' العلل "' 4/ورقة 117: ولم يتابع عليه، والمحفوظ عن المحاربى عن محمد بن اسحاق، عن نافع، عن أبن عمر، ثم قال الدارقطنى: ومدار الحديث على محمد بن إسحاق. ورواه عمرو بن دينار، عن ابن عمر، موقوفاً. وأخرجه موقوفاً الشافعي في "المسند" 1/142 (ترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة 2/119، والبيهقي في "السنن" 3/237 من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، وهذا إسناد صحيح. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 363 4742 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ يُبْنَى لَهُ بَيْتٌ فِي النَّارِ " (1) 4743- حدثنا ابن نمير عن حنظلة عن سالم   =وسيأتي برقم (4875) و (6187) . وفي الباب عن سمره بن جندب عند البزار (636) ، والطبراني في "الكبير" (6956) و (7003) و (7004) ، والبيهقي في "السنن" 3/238، بإسنادين ضعيفين. وعن ابن سيرين، مرسلاً عند عبد الرزاق (5550) عن ابن جريج بلاغاً عنه. وعن الحسن البصري مرسلاً عند ابن أبي شيبة 2/119 - 120. قوله: "إذا نعس "، قال السندي: كمنع، أي: أخذه مبادىء النوم. "فليتحول "، أي: لئلا يغلبه النوم، فإنه يُخلُّ في الاستماع المطلوب يومئذ، وأيضاً قد يؤدي إلى انتقاض الطهارة في وقت يخاف منه فوت صلاة الجمعة منه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/761، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (13154) عن محمد بن بشر، وأبي أسامة، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في "الرسالة" (1092) ، وفي "مسنده " 1/17 (ترتيب السندي) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (397) ، وهناد في "الزهد" (1386) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/138، والبيهقي في "المعرفة" (140) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وسيأتي برقم (5798) و (6309) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، بلفظ "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، سيرد برقم (6486) ، وذكرت شواهدُه هُناك. الحديث: 4742 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 364 سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ رَجُلًا آدَمَ، سَبْطَ الرَّأْسِ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَجُلَيْنِ، يَسْكُبُ رَأْسُهُ - أَوْ يَقْطُرُ رَأْسُهُ - فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عِيسَى (1) ابْنُ مَرْيَمَ - أَوِ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ - وَلَا أَدْرِي (2) أَيَّ ذَلِكَ، قَالَ: وَرَأَيْتُ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْمَرَ، جَعْدَ الرَّأْسِ، أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى، أَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ ابْنُ قَطَنٍ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: الْمَسِيخُ (3) الدَّجَّالُ " (4)   (1) في (ظ 1) : المسيح عيسى، ولفظ: "المسيح " أثبت في هامش كل من (س) و (ص) . (2) في (ظ 14) : لا أدري. (3) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: المسيح بالحاء المهملة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله،؟ وحنظلة: هو ابن أبي سفيان المكي. وأخرجه مسلم (169) (275) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (4977) و (5553) و (6425) من طريق حنظلة، عن سالم، وبرقم (6033) و (6312) من طريق الزهري، عن سالم، وانظر حديث الزهري الذي سيأتي برقم (6365) ، وسيأتي أيضا برقم (6099) من طريق نافع، عن ابن عمر. وفي صفة الدجال انظر (4804) و (4879) و (4948) و (6070) و (6144) و (6185) . وفي باب صفة عيسى عليه السلام انظر حديث أبي هريرة الذي سيرد في "مسنده" 2/437. وفي صفة الدجال انظر حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2148) و (3546) . الجزء: 8 ¦ الصفحة: 365 4744 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، حَتَّى قَتَلْنَا كَلْبَ امْرَأَةٍ جَاءَتْ مِنْ الْبَادِيَةِ " (1)   =وحديث أبي سعيد الخدري، سيرد 3/79. وحديث النواس بن سمعان، سيرد 4/181. وراجع في صفته كتاب "نهاية البداية" لابن كثير 1/90 و107 و111 و119 وما بعدها. قوله: "سبط الرأس "، قال السندي: بفتحتين أو سكون الثاني أو كسرها، أي: لا انكسار في شعره. و"جعد الرأس " بفتح وسكون ضد السبط. و"عين اليمنى": من إضافة الموصوف إلى الصفة ومن لا يجوز ذلك يؤوله بأن المعنى: عين الناحية اليمنى. ابن قطن: قال ابن الأثير: هو عبد العزى بن قطن بفتح القاف والطاء: رجل من بني المصطلق من خزاعة، قال الزهري: هلك فى الجاهلية. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي داود الحفري - وهو عمر بن سعد بن عبيد - فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وإسماعيل: هو ابن أمية بن عمرو بن سعيد الأموي. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/405 عن أبي داود الحفري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1570) (45) من طريق بشر بن المفضل، عن إسماعيل بن أمية، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13423) من طريق عبد الكريم بن مالك الجزري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/53 من طريق أسامة بن زيد، كلاهما عن نافع، به. وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (796) من طريق عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.= الحديث: 4744 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 366 4745 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَفَّرَ   =وأخرجه مسلم (1571) (46) ، والترمذي (1488) ، والنسائي 7/184، وأبو يعلى (5630) ، والطحاوي 4/55، والطبراني في "الكبير" (13639) من طريق حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر. واستثنى من الأمر بالقتل، كلب الصيد وكلب الماشية. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (5775) و (5925) و (5975) و (6171) و (6315) و (6335) من طريق نافع، غير الحديث (6171) فمن طريق سالم، عن أبيه. وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيرد 3/326 و333. وعن عبد الله بن المغفل، سيرد 4/85. وعن أبي رافع، سيرد 6/9. وعن عائشة، سيرد 6/109. وعن ميمونة، سيرد 6/330. قال العلامة العيني في "عمدة القاري" فى 15/202: أخذ مالك وأصحابه وكثير من العلماء جواز قتل الكلاب إلا ما استثني منها، ولم يروا الأمر بقتل ماعدا المستثنى منسوخا، بل محكماً، وقام الإجماع على قتل العقور منها، واختلفوا في قتل ما لا ضرر فيه، فقال إمام الحرمين: أمر الشارع أولاً بقتلها، ثم نسخ ذلك، ونهى عن قتلها إلا الأسود البهيم، ثم استقر الشرع على النهي عن قتل جميعها إلا الأسود، لحديث عبد الله بن مغفل المزني: "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها" رواه أصحاب السنن الأربعة. قلنا: ما استثني منها: هو كلب الصيد أو كلب الغنم أو الماشية أو الزرع، كما جاء مصرحاً به في حديث ابن عمر عند مسلم (1571) . الحديث: 4745 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 367 رَجُلًا، فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا فَقَدْ بَاءَ بِالْكُفْرِ " (1) 4746 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً، فَأَنْكَرَ ذَاكَ (2) وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 1/22، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (861) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4687) ، وابن منده في "الإيمان " (597) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة 1/22 من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن فضيل بن غزوان، به. وأخرجه الحميدي (698) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (440) ، وأبو عوانة 1/22 و22-23، والطحاوي (855) و (857) و (858) و (859) ، والطبراني في "الأوسط " (111) و (1258) ، وابن منده (597) من طرق، عن نافع، به. وسيأتي برقم (5260) و (5824) و (6280) ، وانظر ما سلف برقم (4687) . قوله؟ "كفر رجلاً". قال السندي: هو بتشديد الفاء نسبة إلى الكفر. ودعاه كافراً، والمشهور في هذا المعنى: أكفره، وإن كان "كفَّر" بالتشديد هو الموافق للقياس. (2) في (ظ 14) : ذلك. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. وهو في "الموطأ" 2/447. ومن طريق مالك أخرجه ابن ماجه (2841) ، وأبو عوانة 4/94، والطحاوي= الحديث: 4746 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 368 4747 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعْدٍ، مَوْلَى طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مِرَارٍ، وَلَكِنْ قَدْ سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " كَانَ الْكِفْلُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَتَوَرَّعُ مِنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَارًا، عَلَى أَنْ يَطَأَهَا فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ أَرْعَدَتْ وَبَكَتْ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ، أَكْرَهْتُكِ؟ قَالَتْ: لَا. وَلَكِنْ هَذَا عَمَلٌ لَمْ أَعْمَلْهُ قَطُّ، وَإِنَّمَا (1) حَمَلَنِي عَلَيْهِ الْحَاجَةُ. قَالَ: فَتَفْعَلِينَ هَذَا، وَلَمْ تَفْعَلِيهِ قَطُّ؟ قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: اذْهَبِي فَالدَّنَانِيرُ (2) لَكِ. ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَا يَعْصِي اللهَ الْكِفْلُ أَبَدًا. فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ مَكْتُوبًا عَلَى بَابِهِ قَدْ غَفَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْكِفْلِ " (3)   3=/221، وابن حبان (135) و (4785) ، والبغوي (2694) . وأخرجه الطحاوي 3/220 من طريق أبي عامر العقدي، عن مالك، عن نافع، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر ابن عمر. والمتصل هو الصحيح فيما ذكر الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 114. وقد سلف برقم (4739) . (1) في (س) وهامش (ص) : فإنما. (2) في (ظ 14) : والدنانير. (3) إسناده ضعيف، سعد مولى طلحة لم يرو عنه غير عبد الله بن عبد الله - وهو أبو جعفر الرازي -، وقال أبو حاتم: لا يعرف هذا الرجل إلا بحديث واحد، = الحديث: 4747 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 369 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =يعني به حديث الكفل هذا، وتساهل ابن حبان فأورده في "الثقات ". وباقي رجاله ثقات. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال " 10/319 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2496) ، والبيهقي في "الشعب " (7109) من طريق أسباط بن محمد، به. وحسنه الترمذي! وأخرجه الحاكم 4/254-255 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، والبيهقي (7108) من طريق أبي عبيدة بن معن، كلاهما عن الأعمش، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي!! قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 74: ورواه يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، بهذا الإسناد موقوفاً. ورواه أبو أسامة عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن رجل لم يسمه، عن ابن عمر. وأخرجه ابن حبان (387) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر. وهذا حديث أخطأ فيه أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، وهو غير محفوظ عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قاله الترمذي. وأورد حديث أحمد هذا ابن كثير في "البداية والنهاية" 1/211-212، وقال: هو حديث غريب جداً، وفي إسناده نظر. ثم ساق نحو ما ذكرناه في ترجمة سعد مولى طلحة. وأورده أيضاً في "التفسير" 5/359-360 وقال فيه: حديث غريب، وإسناده غريب. قوله: "لو لم أسمعه ... " قال السندي: أي: لما حدثت به، لأنه ليس في الأحكام حتى يخاف فيه إثم الكتمان، لكن قد سمعته أكثر من ذلك، أي: فعرفت أنه لا = الجزء: 8 ¦ الصفحة: 370 4748 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ، مَا سَارَ أَحَدٌ وَحْدَهُ بِلَيْلٍ أَبَدًا " (1)   =يكثر هذا الإكثار إلا لأنه يريدُ إشاعته، فلذلك أذكره. وقوله: "لا يتورعُ من ذنب عمله "، ظاهره أن المراد أنَّه إذا عمل ذنباً لا يتركه بل يداوم عليه، ويحتمل أن معنى "عمله " أراد أن يعمله، فالمعنى: يفعلُ كُل ما يشاء من الذنوب، ولا يترُكُ شيئاً منها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، وعاصم بن محمد: هو عاصم بنُ محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر. وأخرجه عبد بن حميد (824) عن محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي 2/289 عن الهيثم بن جميل، والبخاري (2998) ، والبيهقي 5/257 من طريق أبي الوليد الطيالسي وأبي نعيم، وابن خزيمة (2569) من طريق بشر بن المفضل ويحيي بن عباد الضبعي، والحاكم 2/101 من طريق بشر بن المفضل، خمستهم عن عاصم بن محمد، بهذا الإسناد. وسيأتي بالأرقام (4770) و (5252) و (5581) و (5908) و (5909) و (5910) و (6014) . وانظر (5650) ففيه زيادة شاذة. قوله: "لو يعلم الناس ما في الوحدة". قال السندي: أي: في الوحدة في السير والسفر في الليل من الضرر كما يدل عليه الجواب. وقد أورد البخاري هذا الحديث في كتاب الجهاد: باب السير وحده، بإثر حديث جابر الذي فيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث الزبير بن العوام في غزوة الخندق طليعة وحده ليأتيه بخبر القوم. فقال القسطلاني: ويؤخذ من حديث جابر جواز السفر منفرداً للضرورة والمصلحة التي لا تنتظم إلا بالانفراد كإرسال الجاسوس والطليعة، والكراهة لما عدا ذلك، ويحتمل أن تكون حالةُ الجواز مقيدة بالحاجة عند الأمن، = الحديث: 4748 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 371 4749 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ، فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ " (1) 4750 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،   =وحالة المنع مقيدة بالخوف حيث لا ضرورة. (1) إسناده ضعيف لضعف زيد العمي، ثم هو منقطع، زيد روايته عن الصحابة مرسلة، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه عبد بن حميد (826) عن محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5713) عن أبي موسى الرمن، عن بكر بن بكار، عن يوسف بن صهيب، به. وبكر بن بكار ضعيف أيضاً. ويشهد له حديث أبي بكر عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ " 2/306، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب " (11260) ، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق " 1/287 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن حسان، وأبي نعيم في "الحلية" 5/129-130 من طريق أحمد بن سليمان، عن رشدين بن سعد، كلاهما عن المهاجر بن غانم، عن أبي عبد الله الصنابحي، عن أبي بكر. وهما إسنادان ضعيفان، فيهما المهاجر بن غانم، قال أبو حاتم: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان ": لا يعرف، وفي الإسناد الأول محمد بن حسان لم نتبينه، وفي الثاني رشدين بن سعد المصري، ضعيف. وفي باب التفريج عن المسلم كُربه انظر حديث ابن عمر الذي سيأتي برقم (5646) وقوله: "فليفرج ": قال السندي: من التفريح، وجاء فرج كضرب بمعناه، أي: فليزل عنه كربته بالإبراء من الدين كله أو بعضه أو بتأخيره، أو بإعانته على أدائه. الحديث: 4749 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 372 عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّهُ قَبَّلَ يَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 4751 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ فَقَالَ: " رَأْسُ الْكُفْرِ مِنْ هَاهُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (2) 4752 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْوِصَالِ فِي الصِّيَامِ   (1) إسناده ضعيف لضعف يزيد - وهو ابن أبي زياد مولى الهاشميين -. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/749، وعنه ابن ماجه (3704) عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/750 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن يزيد بن أبي زياد به. وسيأتي مطولاً برقم (5384) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عكرمة بن عمار - وان احتج به مسلم -، حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/185 وعنه مسلم (2905) (48) عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2905) (50) ، وأبو يعلى (5511) و (5570) من طريق فضيل بن غزوان، عن سالم، به. وذكر فيه خطاب سالم لأهل العراق. وسيأتي الحديث مكررا برقم (4802) ، ويأتي أيضاً برقم (4980) و (5410) و (6031) و (6249) و (6302) . وانظر ما سلف برقم (4679) . الحديث: 4751 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 373 فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تَفْعَلُهُ فَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي " (1) 4753 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ الْمَاءُ قَدْرَ قُلَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ، لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ " قَالَ وَكِيعٌ: " يَعْنِي بِالْقُلَّةِ الْجَرَّةَ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضّعف العمري - وهو عبد الله بن عمر بن حفص -، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4721) . وقوله: "إني أظل ": قال السندي: ظاهره أنه كان يأكل في النهار ما أطعمه الله، ويحتمل أن المراد "بظلَّ ": كان أو بات، فيجري فيه جميع ما سبق من التأويل، وعلى ظاهره يجري بعضه. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد دون قوله: "أو ثلاث " عاصم بن المنذر: هو ابنُ الزبير بن العوام، قال أبو زرعة: صدوق، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وروى له أبو داود وابن ماجه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن ماجه (518) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (818) من طريق أبي الوليد، والدارقطني 1/22 من طريق يزيد بن هارون، والدارقطني 1/22، والحاكم 1/134، والبيهقي 1/262 من طريق إبراهيم بن الحجاج، وهدبة بن خالد، والدارقطني 1/22 من طريق كامل بن طلحة، خمستهم عن حماد، به.= الحديث: 4753 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 374 4754 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجِيءُ الْفِتْنَةُ مِنْ هَاهُنَا مِنَ الْمَشْرِقِ " (1)   =قال الحاكم: وقد رواه عفان بن مسلم وغيره من الحفاظ، عن حماد بن سلمة، ولم يذكروا فيه: "أو ثلاث ". وأخرجه دون قوله: "أو ثلاث " أبو داود (65) ، والطحاوي 1/16، والدارقطني 1/23، والبيهقي 1/262 من طريق موسى بن إسماعيل، وابن الجارود (46) ، والدارقطني 1/23 من طريق عفان، والدارقطني 1/23 من طريق يعقوب بن إسحاق، وبشر بن السري، والعلاء بن عبد الجبار المكي، وعبيد الله بن محمد العيشي، والطيالسي (1954) سبعتهم عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه الدارقطني 1/22 من طريق أبي مسعود الرازي عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، به، ولم يقل: أو ثلاثاً. قال البيهقي 1/262: ورواية الجماعة الذين لم يشُكوا أولى. وذكر الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 70 رواية حماد بن سلمة هذه، وقال: خالفه حماد بن زيد وإسماعيل ابن علية روياه عن عاصم بن المنذر، عن أبي بكر بن عبيد الله، مرسلاً، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الحافظ في "التلخيص " 1/18: وسئل ابنُ معين عن هذه الطريق (يعني طريق حماد بن سلمة عند أحمد) ، فقال: إسنادها جيد. قيل له: فإن ابن عُلية لم يرفعه، فقال: وإن لم يحفظه ابن علية، فالحديث جيد الإسناد. وقد سلف نحوه برقم (4605) ، وسيأتي (5855) من رواية عفان، وفيه: أو ثلاثاً. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (5296) عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، به.= الحديث: 4754 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 375 4755 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، (1) حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذِهِ السَّارِيَةِ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ جِذْعُ نَخْلَةٍ " يَعْنِي يَخْطُبُ (2) 4756 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْخٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ " (3) 4757 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَالْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ   =وسيأتي برقم (5109) و (5428) و (5905) . وانظر ما سلف برقم (4679) . (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكو زيادة سفيان بين وكيع وأبي جناب. وانظر "أطراف المسند" 3/603-604. (2) إسناده ضعيف لضعف أبي جناب - وهو يحيى بن أبي حية الكلبي -، وأبوه أبو حية - وأسممه حى - في عداد المجهولين. سفيان: هو الثوري. وانظر ما سيأتي برقم (5886) . (3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وإسناده هنا ضعيف، فهو معضل وفيه راوٍ مبهم، أما الإعضال، فقد سقط منه راويان هما أبو علقمة مولى ابن عباس ويسار مولى ابن عمر، وأما الراوي المبهم، فهو أيوب بن حصين، وقيل: محمد بن حصين، وهو مجهول الحال، وسيأتي تمام الكلام على الحديث وتخريجه برقم (5811) . وأشار البخاري في "التاريخ الكبير" 1/62 و8/421 إلى هذا الإسناد فقال: وقال وكيع: عن قدامة، عن شيخ، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.= الحديث: 4755 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 376 فِي بَيْتِهِ " (1) 4758 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَتُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: صَلَّاهَا عُمَرُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: صَلَّاهَا أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: أَصَلَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " لَا إِخَالُهُ " (2)   =وقوله: "لا صلاة": قال السندي: أراد التطوع والنافلة، وبالركعتين سنة الفجر، والحديث دليل لأصحابنا الحنفيين القائلين بكراهة النافلة بعد الفجر ما عدا الركعتين. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. رجاله ثقات رجال الشيخين غير العمري: وهو عبد الله بن عمر، روى له مسلم مقروناً، وهو متابع، وكيع: هو ابن الجرّاح الرؤاسي، ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وقد سلف مطولاً برقم (4506) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1175) من طريق يحيى بن سعيد، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصرا عبد الرزاق (4877) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن سالم بن عبد الله، قال: قلت لعبد الله بن عمر: ما لي لا أراك تُصلي الضحى؟ قال: لم أر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليها. وعبد الرحمن بن زيد ضعيف. وسيأتي برقم (5052) عن محمد بن جعفر، عن شعبة. ويشهد له حديث عائشة عند أحمد 6/86، والبخاري (1177) ، قالت: والله ما سبح رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبحة الضحى قط، وإني لأسبِّحها.= الحديث: 4758 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 377 4759 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا ذَهَبَتْ " (1) 4760 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: عَنِ الصَّلَاةِ بِمِنًى، فَقَالَ: هَلْ سَمِعْتَ   =وأخرج ابن خزيمة (1229) عن إسحاق بن إبراهيم الصواف، عن سالم بن نوح العطار، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يصلي الضحى إلا أن يقدم من غيبة. وهذا من غرائب سالم بن نوح، فقد تفرد به، وهو كما قال ابن عدي: عنده غرائب وأفراد، وأحاديثه محتملة متقاربة. ويشهد له حديثُ عائشة عند أحمد 6/171، ومسلم (717) ، لتتألها عبد الله بن شقيق: أكان نبى اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي صلاة الضحى؟ قالت: لا، إلا أن يجيء من مغيبه. قوله: "لا أخاله ": قال السندي: بكسر الهمزة أصح لغة، والفتح أقيسُ، أي: ما أظنه صلى أو ما حلى أظنه، وهذا منه ظن، وقد-جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى. نعم مقتضى النظر في أحاديث الباب أنه ما كان يداوم عليه، لكن قد ثبت، منه الحث عليه بلا ريب. قلنا: وصلاةُ الضحى ثابتة مشهورة، قد رواها غيرُ واحد من الصحابة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انظر في ذك زاد المعاد" 1/341-360 بتحقيقنا. (1) حديث صحيح. العمري - وهو عبد الله بن عمر - وإن كان فيه ضعف متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (4665) . الحديث: 4759 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 378 بِمُحَمَّدٍ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَآمَنْتُ (2) فَاهْتَدَيْتُ بِهِ، قَالَ: " فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ " (3) 4761 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَصَلَّيْنَا الْفَرِيضَةَ، فَرَأَى بَعْضَ وَلَدِهِ يَتَطَوَّعُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فِي السَّفَرِ فَلَمْ يُصَلُّوا قَبْلَهَا، وَلَا بَعْدَهَا " قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " وَلَوْ تَطَوَّعْتُ لَأَتْمَمْتُ " (4)   (1) في (م) : محمداً. (2) لفظ: "وآمنت " لم يرد في (ظ14) . (3) إسناده صحيح، سعيد بن السائب: هو ابن يسار الثقفي. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/26 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/450-451 عن وكيع، به. وأخرجه أبو يعلى (5780) من طريق يزيد بن أبي زياد، عن داود بن أبي عاصم، به. ولفظه: قلتُ لعبد الله بن عمر - وهو بمنى -: كم تُصلِّي هاهنا؟ قال: صلَّى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين، وأبو بكر ركعتين، وعمر ركعتين، وصلاها عثمان ست سنين ركعتين، ثم صلوها أربعاً، فكنا إذا صلينا معهم صلينا أربعاً، وإذا صلينا على حدة صلينا ركعتين. ويزيد بن أبي زياد ضعيف. وسيكرر برقم (5240) سنداً ومتناً، وقد سلف برقم (4533) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/380 عن وكيع، بهذا الإسناد.= الحديث: 4761 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 379 4762 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُلْحِدَ لَهُ لَحْدٌ " (1)   =وأخرجه عبد الرزاق (4443) ، وعبد بن حميد (827) ، ومسلم (689) (8) ، وأبو داود (1223) ، وابن ماجه (1071) ، وأبو يعلي (5778) ، والبيهقي في "السنن " 3/158، والبغوي في "شرح السنة" (1032) من طرق، عن عيسى بن حفص، به. وأخرجه مختصراً البخاري (1101) ، ومسلم (689) (9) من طريق عمر بن محمد بن زيد العمري، عن حفص بن عاصم به. وأخرجه الترمذي (544) وابن خزيمة (947) والبغوي (1031) من طريق يحيي بن سليم عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يحيي بن سليم مثل هذا. وأخرج بن خزيم (1259) من طريق الزهري عن عاصم بن عبد الله عن حفص بن عاصم أنه سأل عبد الله بن عمر عن تركه السبحة فى السفر فقال له عبد الله: لو سبحت ما باليت أن أتم الصلاة. وسيأتي من طريق حفص بن عاصم برقم (5185) وانظر ما سلف برقم (4675) . وقوله: (فلم يصلوا قبلها) أي: قبل الإتمام. وقوله: "ولو تطوعت" أي: لو خالفت الوارد حتي تطوعت لخالفته فى الإتمام فأتممت لكن اللائق إتباع الوارد ولا ينبغي خلافه. (1) صحيح لغيره وهذان اسنادان ضعيفان لضعف العمري وهو عبد الله بن عمر بن حفص المدني فقد رواه عن نافع عن ابن عمر ورواه عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة وبقية رجالهما ثقات رجال = الحديث: 4762 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 380 4763 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَالرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ بِضْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1)   =الشيخين. نافع: هو مولى ابن عمر، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/42، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح! وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" 5/268، وقال: تفرد به أحمد من هذين الوجهين. وقد أخرجه الطيالسي (1451) عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألحد له. وصالح بن أبي الأخضر ضعيف يعتبر به. وأخرجه ابنُ عدى في "الكامل " 5/1870 من طريق عاصم بن عمر بن حفص العمري، عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه قال: لحد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي بكر وعمر. وعاصم هو أخو عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف أيضاً. وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص عند مسلم (966) (90) وسلف (1450) . وآخر من حديث ابن عباس سلف برقم (39) و (2357) و (2661) وذكرنا هناك تتمة شواهده. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق وسماعه من جده أبي إسحاق وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - فى غاية الإتقان للزومه إياه ومجاهد: هو ابن جبر المكي.= الحديث: 4763 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 381 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/298 من طريق عبد الله بن رجاء، وأبي نعيم، كلاهما عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1893) وابنُ أبي شيبة 2/242، والطبراني في "الكبير" (13528) ، والبيهقي في "السنن" 3/43 من طريق أبي الأحوص سلام بن سُليم، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/170، والبيهقي في "السنن" 3/43 من طريق أبي الجواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، به. ورواية غير عمار بن رزيق عن أبي إسحاق بعدم ذكر إبراهيم بن مهاجر أصح وأقوى. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13123) من طريق عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، دون ذكر ركعتي المغرب. وعبد العزيز بن عمران متروك. وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل " 7/2648 من طريق يحيى بن أبي أنيسة، عن نفيع بن الحارث، عن ابن عمر، به. دون ذكر ركعتي المغرب. ويحيى بن أبي أنيسة ضعيف. وسيأتي برقم (4909) و (5691) و (5699) و (5742) ، وسيكرر برقم وفي الباب في ركعتي الفجر: عن أبي هريرة عند مسلم (726) ، وأبي داو (1256) ، والنسائي 2/156، وابن ماجه (1148) . وعن جابر عند ابن حبان (2460) . وعن أنس عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/298. وعن عائشة سيرد 6/184. وفي ركعتي الفجر والمغرب معاً:= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 382 4764 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى " (1)   =عن ابن مسعود عند ابن ماجه (1166) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/298. قال السندي: قوله بضعاً وعشرين مرة: يريد أنه كان يقرأ السورتين في الركعتين المذكورتين مراراً، لا أنه قرأهما مرة أو مرتين في عمره، ثم ترك، ويستبعد = أن يكون مراده التكرار دفعة، لأن مبنى سنة الفجر على التخفيف، والله تعالى أعلم. (1) صحيح لغيره، دون قوله: "واعدُد نفسك في الموتى"، فهو حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابنُ أبي سليم. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وهو عند وكيع في "الزهد" (11) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب " (10246) ، بهذا الإسناد. وأخرجه أبنُ المبارك في "الزهد" (13) ، والترمذي (2333) ، والآجري في "الغرباء" (19) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/313، والبغوي (4029) من طرق، عن سفيان، به، مطولاً. وأخرجه هناد في "الزهد" (500) ، والترمذي (2333) ، وابن ماجه (4114) ، والطبراني في "الصغير" (63) ، والآجري في "الغرباء" (18) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/313، والبيهقى فى "الشعب " (10543) ، والخطيب في "تاريخه 4/96، من طرق، عن ليث، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل " 3/1093 من طريق أبي يحيى القتات، عن = الحديث: 4764 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 383 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =مجاهد، به. وأبو يحيى القتات ضعيف. وقوله: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابرُ سبيل ": = أخرجه مطولاً البخاري (6416) ، وابنُ أبي عاصم في "الزهد" (185) ، وابنُ حبان في "صحيحه " (698) ، وفي "روضة العقلاء" ص 148، والخطابي في "العزلة" (39) ، والطبراني في "الكبير" (13470) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/301، والبيهقي في "الشعب " (10245) ، وفي "السنن" 3/369 من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، مرفوعاً. وقد صرح الأعمش بالتحديث عند البخاري. وسيرد بإسناد صحيح على شرط الشيخين برقم (6156) من طريق الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن ابن عمر، مرفوعاً. قال الحافظ في "الفتح" 11/234 وهذا مما يقوي الحديث المذكور، لأن رواته من رجال الصحيح، وإن كان اختلف في سماع عبدة من ابن عمر. وقوله: "واعدد نفسك في الموتى": أخرجه الآجري في "الغرباء" (20) عن عبد الله بن محمد الواسطي، عن ابن أبي بزة، عن مالك بن سعيد، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، مرفوعاً، والواسطي وابنُ أبي بزة لم نعرفهما. وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/243. وفي إسناده على بنُ زيد بن جُدعان، وهو ضعيف، وقد سمعه من مجهول. وآخر من حديث معاذ بن جبل، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/218، وفي إسناده انقطاع. وثالث من حديث أبي الدرداء أورده الهيثمي في "المجمع" 2/40، وفى= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 384 4765 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ (1) بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُطَارِدٍ أَبِي الْبَزَرَى السَّدُوسِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا نَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ، وَنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَسْعَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   =إسناده مجهول. ورابع من حديث زيد بن أرقم، أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/202-203 عن محمد بن أحمد بن الحسن أبي علي ابن الصواف، عن بشر بن موسى الأسدي، عن خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن أبي سعيد الأزدي، عن زيد بن أرقم، وهذا إسناد حسن. قوله: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "، قال الحافظ في "الفتح" 11/234 نقلاً عن الطيبي: ليست "أو" للشك، بل للتخيير والإباحة، والأحسن أن تكون بمعنى بل، فشبَّه الناسك السالك بالغريب الذي ليس له مسكن يؤويه ولا سكن يُسليه، ثم ترقى وأضرب عنه إلى عابر السبيل، لأن الغريب قد يسكن في بلد الغربة بخلاف عابر السبيل القاصد لبلد شاسع، وبينهما أودية مردية، ومفاوز مهلكة، وقطاع طريق، فإن من شأنه أن لا يقيم لحظة، ولا يسكن لمحة. وانظر شرحه في "جامع العلوم والحكم " لابن رجب 2/376-392. وقال السندي: وبالجملة فالحديث غاية في الانقطاع عن غيره تعالى، فهو كالشرح لقوله: (فتبتل إليه تبتيلاً) والله تعالى أعلم. وقوله: "ببعض جسدي ": في صحيح البخاري: بمنكبي. (1) تحرف في (م) إلى: عمر. (2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (4601) . وقوله: "كنا نشرب ونحن قيام ". قال السندي: أي: عند الحاجة إلى ذلك= الحديث: 4765 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 385 4766 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ ": {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] (1)   =حملاً للنهي على التنزيه، ويحتمل أن يكون فاعل ذلك ما بلغه النهي، أو أنهم فعلوا ذلك قبل النهي، ثم زعم ابن عمر أنه باق لعدم بلوغ النهي له، وإلا فالنهي صحيح بلا ريب، والاحتراز عنه أحسن. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الطبري في "التفسير" 21/88 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1039) عن محمد بن يوسف، والطبري في "التفسير" 21/88 من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن سفيان، به. وأخرجه البخاري (4697) و (5779) ، وانُ حبان (70) و (71) و (6134) ، والبغوي في "شرح السنة" (1170) من طرق، عن ابن دينار، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13246) من طريق أبي الطاهر بن السرح، عن خاله وجادةً، كى عقي بن خالد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه، مرفوعاً. وسيأتي برقم (5133 مم5579) و (6043) ، وسيكرر برقم (5226) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (50) ، ومسلم (10) (7) . وعن ابن عباس سلف برقم (2924) .= الحديث: 4766 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 386 4767 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (1) 4768 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ ابْنَ رَوَاحَةَ إِلَى خَيْبَرَ، يَخْرُصُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ خَيَّرَهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا أَوْ يَرُدُّوا "، فَقَالُوا: هَذَا الْحَقُّ، بِهَذَا قَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ (2)   =وانظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3659) . قال السندي: قوله: مفاتيح الغيب خمس: سميت هذه الخمس مفاتيح الغيب لأن من عنده هذه الخمس، فعنده الغيب كله، فصارت كانها مما يستفتح بها خزائن الغيب. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف علي بن زيد بن جدعان، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عُيينة بن عبد الرحمن، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/349 من طريق سفيان بن حسين، عن علي بن زيد، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق سالم بن عبد الله بن عمر بالأرقام (4978) و (5095) و (5951) و (5952) . وقد سلف مطولاً برقم (4713) . (2) إسناده ضعيف لضعف العمري وهو عبد الله بن عمر، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ونافع: هو مولى ابن عمر.= الحديث: 4767 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 387 4769 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ وَالْبَهَائِمِ " وقَالَ ابْنُ عُمَرَ فِيهَا نَمَاءُ الْخَلْقِ " (1)   =وانظر (4732) . قال السندي: قوله: يخرُص عليهم: من خرص النخلة كنصر: إذا خمَّن ما عليها من الرطب تمراً، ليعرف مقدار ما يؤخذ منه وقت الجداد في العشر أو غيره. ثم خيرهم عبد الله: على مُقَدَّرٍ، أي: فخرص عليهم فما رضوا بذلك، وعرضوا عليه المال ليراعيهم، فرد عليهم المال، ثم خيرهم بين أن يأخذوا، أي: النخيل بذلك الخرص، أو يردوا عليه النخيل، فيأخذها هو بذلك الخرص، ويعطيهم حصتهم من التمر بحسابه. (1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن نافع مولى ابن عمر، وبقيةُ رجاله ثقات من رجال الشيخين. وقد رُوي مرفوعاً وموقوفاً، وموقوفُه هو الصحيح. وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل " 2/602 من طريق عيسى بن يونس، عن عبد الله بن نافع، به. وأخرجه بنحوه البيهقي في "السنن" 10/24، من طريق جُبارة بن المُغلس، وابن عدي في "الكامل " 2/603 من طريق عبد الرحمن بن يونس السراج، كلاهما عن عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به. قال ابن عدي: المحفوظ عن عيسي بن يونس، عن عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر. قال البيهقي: هذا المتن بهذا الإسناد (يعني من طريق عبد الله بن نافع) أشبه، فعبدُ الله بن نافع فيه ضعف، يليق به رفع الموقوفات. والله أعلم. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/265، وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الله بن نافع، وهو ضعيف.= الحديث: 4769 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 388 4770 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا   =وأخرجه مالك 2/948، وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/24 من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يكره إخصاء البهائم، ويقول: لا تقطعوا نامية خلق الله عز وجل. قال البيهقي: هذا هو الصحيح، موقوف. وفي الباب عن ابن عباس عند البزار (1690) ، والبيهقي 10/24، أخرجاه من طريق عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن صبر الروح وعن إخصاء البهائم نهياً شديداً. هذا لفظ البزار. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/265، ونسبه إلى البزار، وقال: ورجاله رجال الصحيح. ثم قال البيهقي: رواه غير عبيد الله عن ابن أبي ذئب مرسلا، وجعل الكلام في الإخصاء من قول الزهري. ثم أخرجه البيهقي من طريق أبي عامر العقدي، عن ابن أبى ذئب، قال: سألت الزهري عن الإخصاء، فقال: حدثني عبيد الله بن عبد الله، قال: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صبر الروح ثم قال البيهقي: والإخصاء صبر شديد. يعنى قياساً على ما نهى عنه من صبر الروح. ثم قال البيهقي: وكذلك رواه يونس ومعمر عن الزهري، مرسلاً، وذكر معمر عن الزهري الخصاء كما ذكره ابن أبي ذئب، والمحفوظ في هذا الخبر ما رواه العقدي عن ابن أبي ذئب لمتابعة معمر ويونس، والله أعلم. وروي في ذلك من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد فيه ضعف. قال السندي: قوله: عن إخصاء الخيل: لعل المراد الإخصاء بلا حاجة، والحديث ضعيف الضعف عبد الله بن نافع. فيها: أي: في إبقاء البهائم على حالها نماء الخلق. الحديث: 4770 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 389 فِي الْوَحْدَةِ، مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ أَبَدًا " (1) 4771 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ " يَعْنِي الشَّمْسَ (2) 4772 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحَرَّوْا بِصَلَاتِكُمْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم بن محمد: هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/38 و12/521، وعنه ابن ماجه (3768) ، وأخرجه ابن حبان (2704) من طريق إسحاق بن إبراهيم، كلاهما (ابن أبي شيبة وإسحاق) عن وكيع، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4748) ، وسيتكرر برقم (5252) . (2) إسناده قوي، ثابت بن عمارة - وهو الحنفي أبو مالك البصري -، روى له أصحابُ السنن غير ابن ماجه، ووثقه ابنُ معين والدارقطني، وقال أحمد والنسائي: لا بأس به، وقال البزار: مشهور، وقال أبو حاتم: ليس عندي بالمتين، وذكره ابنُ حبان في "الثقات "، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وأبو تميمة الهُجيمي: هو طريف بن مجالد البصري. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/350 عن وكيع، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (5837) . وانظر (4612) . الحديث: 4771 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 390 طُلُوعَ الشَّمْسِ، وَلَا غُرُوبَهَا، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " (1) 4773 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِلنِّسَاءِ أَنْ يُرْخِينَ شِبْرًا ". فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَنْ تَنْكَشِفَ أَقْدَامُنَا، فَقَالَ: " ذِرَاعًا وَلَا تَزِدْنَ عَلَيْهِ " (2) 4774 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ أَسْمَائِكُمْ عَبْدَ اللهِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/354، ومسلم (828) (290) ، وأبو يعلى (5684) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (5835) . وسيأتي شطره الثاني بهذا الإسناد برقم (5834) . وقد سلف مطولاً برقم (4612) . (2) صحيح بطرف، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري - وهو عبدُ الله بن عمر بن حفص بن عاصم -، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما سلف برقم (4683) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف العمري، وهو عبد الله بن عمر بن حفص المدني، لكنه متابع، وبقية رجاله ثقات من رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ونافع: هو مولى ابن عمر.= الحديث: 4773 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 391 4775 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو جَنَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَدْوَى وَلَا   =وأخرجه مسلم (2132) (2) ، والترمذي (2834) ، وابن ماجه (3828) ، والطبراني في "الكبير" (13374) ، وابن عدي في "الكامل " 4/1460، والحاكم 4/274، والبيهقي 6/309، والبغوي (3367) ، والخطيب في "تاريخه " 10/323 من طرق، عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه مسلم (2132) ، وأبو داود (4949) ، والدارمي 2/294، والطبراني في " الكبير" (13374) ، والحاكم 4/274، والبيهقي 6/309، والبغوي (3367) ، والخطيب في "تاريخه " 10/323 من طريق عبيد الله بن عمر، والترمذي (2833) ، والحاكم 4/274 من طريى عبد الله بن عثمان بن خثيم، كلاهما عن نافع، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه مسلم كما سلف. وسيأتي برقم (6122) . وفي الباب عن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، سيرد 4/178. وعن أبي وهب الجشمي، سيرد 4/345. وعن أنس عند أبى يعلى الموصلي (2778) . وعن أبي هريرة عند ابن عدي 4/1446. قال السندي قوله: إن من أحسن أسمائكم عبد الله، الخ: أي: لما فيها من نسبة العبد إلى مولاه بالعبودية، وإذا صادف مثل هذا الاسم مسماه بعثه على الاجتهاد في العبادة تصديقاً لاسمه. الحديث: 4775 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 392 طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ " قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الْبَعِيرَ يَكُونُ بِهِ الْجَرَبُ فَتَجْرَبُ الْإِبِلُ، قَالَ: " ذَلِكَ الْقَدَرُ، فَمَنْ أَجْرَبَ الْأَوَّلَ " (1) 4776 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ رَزِينِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَحْمَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، فَيَتَزَوَّجُهَا آخَرُ، فَيُغْلَقُ الْبَابُ وَيُرْخَى السِّتْرُ ثُمَّ يُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، هَلْ تَحِلُّ لِلْأَوَّلِ؟ قَالَ: " لَا حَتَّى يَذُوقَ (2) الْعُسَيْلَةَ " (3)   (1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جناب، وهو يحيي بن أبي حيه الكلبي، وأبوه قال فيه أبو زرعة: محله الصدق. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال " 7/488 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/39-40، ومن طريقه أبن ماجه (86) عن وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي نحوه مختصراً برقم (6405) . وقد سلف نحوه من حديث ابن مسعود برقم (4198) وذكرنا هناك شواهده وشرحه. وسيأتي نحوه مختصراً من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (7070) . (2) في (ق) : تذوق. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة رزين بن سليمان الأحمري، وقد اختلف فيه على الثوري، فقيل: سليمان بن رزين كما سيأتي في الرواية رقم = الحديث: 4776 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 393 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (4777) ، وقيل: رزين الأحمري كما في الرواية (5277) ، وخالف فيه شعبة، فسماه سالم بن رزين كما فى الرواية (5571) . قال الإمام البخاري في "تاريخه الكبير" 4/13: "ولا تقومُ الحجةُ بسالم بن رزين، ولا برزين، لأنه لا يُدرى سماعه من سالم، ولا من ابن عمر". وقال الذهبي في "الميزان " 2/48 في ترجمة رزين بن سليمان: لا يعرف. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال " 9/189 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/149، وفي "الكبرى" (5608) من طريق محمود بن غيلان، عن وكيع، به. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 4/274، ومن طريقه ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/429 عن وكيع، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن رزين، به. قلنا: قلب وكيع الاسم أيضاً في هذه الرواية، وذكر ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/429 أن وكيعاً كان يقوله مرة هكذا، ومرة: رزين بن سليمان. وقد غيًر محققُ المصنف ما في أصله، وأثبت رزين بن سليمان، ولم يفطن أن وكيعاً يرويه بالوجهين. وأخرجه أبو يعلى (4966) عقب حديث عائشة عن عبد الله بن عمر بن أبان، عن يحيي بن زكريا بن أبي زائدة، عن يحيي بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر، وقال بمثله، أي: مثل حديث عائشة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/340، وقال: رواه الطبراني وأبو يعلى إلا أنه قال: بمثل حديث عائشة ... ورجال أبي يعلى رجال الصحيح. وأخرج البخاري في "تاريخه الكبير" 4/13، وعبد الرزاق في "المصنف " (11138) ، واللفظ له، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: لو أن رجلاً طلق امرأته ثلاثاً، ثم نكحها رجل بعده، ثم طلقها قبل أن يجامعها، ثم نكحها زوجها الأول، فيفعل ذلك وعمر حي، إذن لرجمهما.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 394 4777 - وحَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدُ (1) يَعْنِي الزُّبَيْرِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رَزِينٍ (2)   قال البخاري: وهذا أشهر، قلنا: يعني موقوف ابن عمر. وسيأتي برقم (4777) (5277) (5278) (5571) . وله شاهد من حديث عائشة عند البخاري (5317) ، ومسلم (1433) ، وسيرد 6/37. وآخر من حديث عبيد الله بن عباس، سلف برقم (1837) . وثالث من حديث أنس، سيرد 3/284. ورابع من حديث عبد الرحمن بن الزبير عند ابن الجارود في "المنتقى" (682) . ورواه مالك في "الموطأ" 2/531 عن المسور بن رفاعة القرظى، عن الزبير بن عبد الرحمن، مرسلاً، ومن طريق مالك أخرجه ابن حبان (4121) . قوله: "حتى يذوق العُسيلة": قال أبو عبيد - فيما نقل الحافظ في "الفتح" 9/467-: العُسيلة: لذةُ الجماع، والعربُ تسمي كل شيء تستلذه عسلاً. قار السندي: قوله: فيغلق الباب، الخ، أي: هل تقوم الخلوة مقام الجماع أم لا؟ فأجاب بأنه لا تقوم مقامه بل لا بد من حقيقة الجماع، وهو المراد بذوق العسيلة عند أهل العلم، ولم يشترطوا الإنزال. (1) في (م) : وحدثناه أحمد. وهو خطأ. (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علته سليمان بن رزين، سلف الكلام عنه في الرواية السابقة. وأخرجه الطبري في "التفسير" (4904) من طريق أبي أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (11135) ، والبيهقي في "السنن" 7/375 من طريق محمد بن كثير العبدي، كلاهما عن سفيان، به. وقد سلف برقم (4776) . الحديث: 4777 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 395 4778 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ قَالَ: " اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى تُخْرِجَنَا مِنْهَا " (1) 4779 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُضْرَبَ الصُّورَةُ " (2)   (1) رجاله ثقات وجال الشيخين، وإسناده صحيح إن ثبت سماع سعيد بن أبي هند من ابن عمر، فلم نجد في كتب الرجال سماعه منه، وهو قد أدرك عبد الله بن عباس، وسم منه، فهو معاصر لعبد الله بن عمر، ولم يُوصف بالتدليس. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/19 من طريق يزيد بن عبد الله البيسري، عن عبد الله بن سعيد، به. وسيأتي برقم (6076) من طريق محمد بن ربيعة، عن عبد الله بن سعيد، به، وإليه أشار الهيثمي في "المجمع 5/253. وقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكره أن يموت هو أو أحد من المهاجر بن بمكة، حتى تثبت لهم هجرتهم، وقد رثى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لسعد بن خولة أن مات بمكة، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة". أخرجه البخاري (3936) ، ومسلم (1628) (5) من حديث سعد بن أبي وقاص، وانظر ما سلف برقم (1440) . قال السندي: قوله: منايانا: جمع منية، بمعنى الموت، وهذا دعاء للمهاجرين من مكة، لأن موتهم منقص للهجرة. والله تعالى أعلم. (2) في (م) وطبعة الشيخ شاكر: الصور. الحديث: 4778 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 396 يَعْنِي الْوَجْهَ (1) 4780 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَعْجَلْ (2) أَحَدُكُمْ عَنْ طَعَامِهِ لِلصَّلَاةِ "، قَالَ: وَكَانَ (3) ابْنُ عُمَرَ يَسْمَعُ الْإِقَامَةَ وَهُوَ يَتَعَشَّى فَلَا يَعْجَلُ (4) 4781 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: أُوَدِّعُكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/406-407، عن وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5991) ، وانظر (4784) . وفي الباب بمن أبي هريرة عند البخاري (2559) ، ومسلم (2612) ، سيرد وعن جابر عند مسلم (2116) ، سيرد 3/318 و378. وعن سويد بن مقرن عند مسلم (1658) (33) . (2) ضبطت في (س) : لا يُعجل بالبناء للمجهول، وفي هامشها بالبناء للمعلوم. (3) في (ظ 14) : فكان. (4) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن نافع، لكن لم ينفرد به، فقد تابعه عليه أيوب فيما يأتي برقم (5806) ، وابن جريح فيما يأتي برقم (6359) . وانظر (4709) . الحديث: 4780 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 397 أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، فان بين عبد العزيز وقزعه راوياً آخر اختلف فيه على عبد العزيز: فسماه مروان بنُ معاوية الفزاري كما في الرواية (4957) إسماعيل بن جرير، وتابعه على ذلك عبد الله بنُ داود الخريبي عند أبي داود (2600) . وسماه عيسى بنُ يونس عند النسائي في "الكبرى" (10348) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (514) -: إسماعيل بن محمد بن سعد. وسماه أبو نُعيم كما سيأتي في الرواية (6199) : يحيى بن إسماعيل بن جرير، وتابعه أنسُ بنُ عياض، وعبدةُ بنُ سليمان عند النسائي، ويحيى بنُ نصر بن حاجب عبده أيضاً - فيما ذكر الحافظ المزي في "تهذيب الكمال ". والأخيرُ هو ما رجحه ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/269، والدارقطني في "العلل" 4/ورقة 112، وقال المزي في "تهذيب الكمال " 3/56: هو المحفوظ، وقال أيضاً 31/205: والصواب رواية النسائي، والله أعلم. وتابعه ابنُ حجر في "تهذيب التهذيب ". ومع ذلك فقد رجح الشيخ أحمد شاكر أن الصواب إسماعيلُ بن جرير! ويحيى بنُ إسماعيل بن جرير بن عبد الله البجلي ذكره ابنُ حبان في "الثقات "، وقال الدارقطي: لا يحتج به، وقال ابن حجر في "التقريب ": لين الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد العزيز بن عمر: هو ابن عبد العزيز بن مروان الأموي، وقزعة: هو ابن يحيى البصري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10349) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (515) - عن هشام بن عمار، عن يحيى، عن عبد العزيز بن عمر، بهذا الإسناد المنقطع.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 398 4782 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْزِلُ بِعَرَفَةَ، وَادِيَ نَمِرَةَ ". فَلَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ بْنَ الزُّبَيْرِ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ: أَيَّةَ سَاعَةٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُوحُ فِي هَذَا الْيَوْمِ؟ فَقَالَ: إِذَا كَانَ ذَاكَ رُحْنَا. فَأَرْسَلَ الْحَجَّاجُ رَجُلًا يَنْظُرُ أَيَّ سَاعَةٍ يَرُوحُ، فَلَمَّا أَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنْ يَرُوحَ قَالَ: أَزَاغَتِ الشَّمْسُ؟ قَالُوا: لَمْ تَزِغِ الشَّمْسُ، قَالَ: زَاغَتِ الشَّمْسُ؟ قَالُوا: لَمْ تَزِغْ. فَلَمَّا قَالُوا: قَدْ زَاغَتِ ارْتَحَلَ " (1)   =وسيأتي برقم (4957) و (6199) ، وانظر (4524) و (5605) و (5606) . (1) إسناده ضعيف، سعيد بن حسان: هو الحجازي، لم يرو عنه إلا إبراهيم بن نافع الصائغ، ونافع بن عمر الجُمحي، وذكره ابنُ حبان في "الثقات "، ولم يؤثر توثيقه عن أحد غيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود (1914) عن أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنً ماجه (3009) ، وأبو يعلى مختصراً برقم (5734) من طريق وكيع، به. قلنا: وسياق الرواية الصحيحة غير هذا، فقد أخرجها مالك في "الموطأ" 1/399، ومن طريقه البخاري (1660) و (1663) ، والنسائي في "المجتبى" 5/252، 254، وفي "الكبرى" (3998) و (4003) عن الزهري، عن سالم بن عبد الله أنه قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف أن لا تخالف عبد الله بن عمر في شيءٍ من أمر الحج، فلما كان يومُ عرفة، جاءه عبد الله بن عمر حين زالت الشمس وأنا معه، فصاح به عند سرادقه: أين هذا؟ فخرج عليه الحجاج، وعليه ملحفة معصفرة، فقال مالك يا أبا عبد الرحمن؟ فقال: الرواح= الحديث: 4782 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 399 4783 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدَّهِنُ عِنْدَ الْإِحْرَامِ بِالزَّيْتِ غَيْرَ الْمُقَتَّتِ " (1)   =إن كنت تريد السنة، فقال: أهذه الساعة؟ قال: نعم. قال: فأنظرني حتى أفيض علىَّ ماءً، ثم أخرج. فنزل عبد الله حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت له: إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم، فأقصر الخطبة، وعجل الصلاة. قال: فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر كيما يسمع ذلك منه، فلما رأى ذلك عبد الله، قال: صدق سالم. وعلق البخاري نحوه (1662) بصيغة الجزم عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن سالم. وسيأتي نحوه برقم (6130) ، وانظر (6131) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند مسلم (1218) . قال السندي: قوله إذا كان ذاك: أي: ذلك الوقت. (1) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد روي موقوفاً، وهو الصحيح. وأخرجه الترمذي (962) ، وابنُ ماجه (3083) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من طريق فرقد السبخي، عن سعيد بن جبير، وقد تكلم يحيى بنُ سعيد في فرقد السِّبخي، وروى عنه الناس. وأخرجه ابنُ خزيمة (2652) من طريقين، عن حماد بن سلمة، به. وأخرج البخاري (1537) ، وابن خزيمة (2653) من طريق سفيان الثوري،= الحديث: 4783 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 400 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =عن منصور، عن سعيد بن جبير، قال: كان ابن عمر رضي الله عنه يدَّهن بالزيت، زاد البخاري: فذكرتُه لإبراهيم؟ قال: ما تصنع بقوله؟ حدثني الأسود، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو محرم. قلنا: يعني من أثر تطيبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل إحرامه. وأخرج البخاري (270) من طريق أبي عوانة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، قال: سألتُ عائشة، فذكرتُ لها قول ابن عمر: ما أحب أن أصبح محرماً أنضخ طيباً، فقالت عائشة: أنا طيبتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم طاف في نسائه، ثم أصبح محرماً. قال الحافظ في "الفتح" 3/397 - 398: قوله: يدهن بالزيت، أي: عند الإحرام بشرط إن لا يكون مطيباً، ويؤيده ما تقدم في كتاب الغسل من طريق محمد بن المنتشر إن ابن عمر، قال: لأن أطلى بقطران أحب إليً من أن أتطيب، ثم أصبح محرماً، وفيه إنكار عائشة عليه، وكان ابنُ عمر يتبع في ذلك أباه، فإنه كان يكره استدامة الطيب بعد الإحرام، وكانت عائشة تنكر عليه ذلك. وقد روى سعيدُ بنُ منصور من طريق عبد الله بن عبد الله بن عمر إن عائشة كانت تقول: لا بأس بأن يمسَّ الطيب عند الإحرام. قال: فدعوتُ رجلاً وأنا جالس بجنب ابن عمر، فأرسلتُه إليها، وقد علمتُ قولها، ولكن أحببتُ أن يسمعه أبي، فجاءني رسولي، فقال: إن عائشة تقول: لا بأس بالطيب عند الإحرام، فأصب ما بدا لك، قال: فسكت ابن عمر. وكذا كان سالم بن عبد الله يخالف أباه وجده في ذلك لحديث عائشة، قال ابن عيينة: أخبرنا عمرو بن دينار، عن سالم، أنه ذكر قول عمر في الطيب، ثم قال: قالت عائشة. فذكر الحديث، قال سالم: سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحق أن تتبع. وقال الحافظ: يؤخذ منه أن المفزع في النوازل إلى السنن، وأنه مستغنى بها عن آراء الرجال، وفيها المقنع.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 401 4784 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ دَعَا غُلَامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ. فَقَالَ: مَا لِي مِنْ أَجْرِهِ مِثْلُ هَذَا لِشَيْءٍ (1) رَفَعَهُ مِنَ الْأَرْضِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَطَمَ غُلَامَهُ، فَكَفَّارَتُهُ عِتْقُهُ " (2)   =وسيأتي برقم (4829) (5409) (6089) (6322) . وسيكرر برقم (5242) . قوله: "غير مقَتَّت "، أي: غير مطيب. قال ابن خزيمة: لو كان الدهن مقتتاً بأطيب الطيب جاز الادهان به إذا أراد الإحرام، إذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تطيب حين أراد الإحرام بطيب فيه مسك، والمسك أطيب الطيب. (1) في (ق) "و (م) : الشيء، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زاذان، وهو أبو عمر الكندي، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وفراس: هو ابن يحيى الهمداني، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه مسلم (1657) (30) ، وأبو يعلى (5782) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (180) ، ومسلم (1657) (29) ، وأبو داود (5168) ، والبيهقي في "السنن" 0/18، وفي "الشعب " (8572) من طريق أبي عوانة، عن فراس، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13294) من طريقين عن ابن عمر، به،= الحديث: 4784 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 402 4785 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عُبَادَةُ (1) بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي "، (2) قَالَ: يَعْنِي الْخَسْفَ   =مرفوعاً. وفي الباب عن سويد بن مقرن عند مسلم (1658) ، سيرد 344/447 و5/444. وعن أبي مسعود البدري عند مسلم (1659) سيرد 5/273. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد (6710) . قال السندي: قوله: لشيء رفعه: إي: قاله لشيء رفعه، ومرادُه إن المقصود الكفارة رفع الإثم لا تحصيل الأجر، ولعل محمل الحديث ما إذا لطمه بلا حق. والله تعالى أعلم. (1) في (م) : عمارة، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/240، والبخاري في "الأدب المفرد" (1200) ، داود (5074) ، وابنُ ماجه (3871) ، وابنُ حبان (961) ، والحاكم 1/517، طريق وكيع، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/239، وعبدُ بنُ حميد في "المنتخب " (837) ،= الحديث: 4785 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 403 4786 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النَّجْرَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِسَكْرَانَ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ، فَقَالَ: " مَا شَرَابُكَ؟ " قَالَ: الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ. قَالَ: " يَكْفِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ (1) صَاحِبِهِ " (2)   =والنسائي في "المجتبى" 8/282، وفي "الكبرى" (10401) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (566) -، والطبراني في "الكبير" (13296) من طريق أبي نعيم، وأبو داود (5074) من طريق ابن نُمير، والنسائي في "المجتبى" 8/282 من طريق علي بن عبد العزيز، ثلاثتهم عن عُبادة، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (698) عن الوليد بن صالح، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يونس بن خباب، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عمر، مرفوعاً. قوله: يعني الخسف: هو عند أبي داود وابن حبان من قول وكيع، وعند عبد بن حميد، والنسائي من قول جُبير، وقال عبادة: فلا أدري قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو قول جبير. وانظر حديث أبي سعيد الخدري الآتي 3/3. قال السندي: قوله: "وآمن روعاتي " أصله: آمني من روعاتي، أي: مخاوفي ومهالكي، كما في قوله تعالى: (وآمنهم من خوف) . احفظني من بين يديَّ: أي: ادفع عني البلاء من الجهات الست، فإن ما يصل الإنسان يصله من إحداها، وبالغ في جهة السفل لرداءة الآفة منها. والاغتيال: الأخذ غيلة، واغتال: مبني للمفعول من المتكلم، والله تعالى أعلم. (1) في (ق) : عن. (2) إسناده ضعيف لجهالة النجراني الذي روى عنه أبو إسحاق، وهو= الحديث: 4786 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 404 4787 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي طُعْمَةَ، مَوْلَاهُمْ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْغَافِقِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لُعِنَتِ الْخَمْرُ (1) عَلَى عَشْرَةِ وُجُوهٍ: لُعِنَتِ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا، وَشَارِبُهَا، وَسَاقِيهَا، وَبَائِعُهَا، وَمُبْتَاعُهَا، وَعَاصِرُهَا، وَمُعْتَصِرُهَا، وَحَامِلُهَا، وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ، وَآكِلُ ثَمَنِهَا " (2)   =عمرو بن عبد الله السبيعي، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو يعلى (5783) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل " 7/2756 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/278، وقال: رواه أحمد من رواية النجراني، عن ابن عمر، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى وزاد: ثم قال: ما شرابك؟ قال: زبيب وتمر. قلنا: هذه الزيادة لم ينفرد بها أبو يعلى، بل هي أيضاً عند أحمد. وسيأتي برقم (5067) و (5129) مطولاً، وسيكرر برقم (5223) . قال السندي. قوله: "يكفي كل واحد منهما من صاحبه " يدل عدى أن وجوب الحد لا يختص بشراب العنب، لكن في سنده النجرانى، وهو مجهول، على أن من لا يقول بوجوب الحد بشم به يجوز له أن يحمله على أنه يكفي كل منهما في وجوب الحد بالسكر منه لا بشربه. والله تعالى أعلم. (1) في (م) : الخمرة. (2) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن. أبو طعمة: هو مولى عمر بن عبد العزيز، اسمه هلال، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وهو= الحديث: 4787 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 405 4788 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى، قَالَ وَكِيعٌ: نَرَى أَنَّهُ ابْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ،   =قارىء مصر، ووثقه ابن عمار الموصلى، والذي. وقال أبو أحمد الحاكم: رماه مكحول بالكذب، وتعقبه الحافظ ابن حجر في "التهذيب "، فقال: لم يكذبه مكحول التكذيب الاصطلاحى، وإنما روى الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، أن أبا طعمة حدث مكحولاً بشيء، فقال: ذروه يكذب. هذا محتمل أن يكون مكحول طعن فيه على من فوق أبي طعمة، والله أعلم. ثم قال الحافظ في "التقريب ": لم يثبت أن مكحولاً رماه بالكذب. قلنا: ويحتمل أن يكون من كلام الأقران بعضهم في بعض، وهو مما لا يلتفت إليه. وعبد الرحمن بنُ عبد الله الغافقي هو أمير الأندلس، استشهد فيها سنة 115 هـ. قال ابنُ معين: لا أعرفه، وقال ابن عدي: إذا قال مثل ابن معين: لا أعرفه فهو مجهول غير معروف. وقال ابن يونس: روى عنه عبد الله بن عياض، قتلته الروم بالأندلس سنة خمس عشرة ومئة. وتعقب الحافظ كلام ابن عدي، فقال: رب رجل لم يعرفه ابنُ معين بالثقة والعدالة، وعرفه غيره، فضلاً عن معرفة العين، لا مانع من هذا، وهذا الرجل قد عرفه ابن يونس، وإليه المرجع في معرفة أهل مصر والمغرب، وقد ذكره ابنُ خلفون في "الثقات "، وقال: كان رجلاً صالحاً، جميل السيرة، واستشهد في قتال الفرنج في شهر رمضان. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرج ابن أبي شيبة 6/447، وأبو داود (367) ، وابن ماجه (3380) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وعند أبي داود: عن أبي علقمة بدلاً من أبي طعمة، وهو وهم، فيما ذكر= الحديث: 4788 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 406 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ (1) يَمِينُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي يَحْلِفُ عَلَيْهَا " لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ " (2)   =المِزّي في "تهذيب الكمال " 17/245. وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/287 من طريق يزيد بن هارون، عن شريك بن عبد الله النخعي، عن عبد الله بن عيسى، عن أبي طعمة، به. وأخرجه أبو يعلى (5591) من طريق عبد الله بن داود، عن عبد العزيز بن عمر، عن عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، عن ابن عمر مرفوعاً. قال الحافظ في "التلخيص " 4/73: وصححه ابن السكن. وسيأتي برقم (5716) ، ومطولاً برقم (5390) (6165) . وفي الباب عن ابن مسعود عند البزار (2937) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (10056) أورده الهيثمي في "المجمع" 5/72-73 وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه عيسى بن أبي عيسى الخياط، وهو ضعيف. وعن ابن عباس سلف برقم (2897) ، وإسناده حسن. وعن أنس بن مالك عند الترمذي (1295) ، وابن ماجه (3381) ، قال الحافظ في "التلخيص " 4/73: ورواته ثقات. قال السندي: قوله: لعنت الخمر: لما كان الشارب وغيره إنما لُعن لأجل الخمر، رجع اللعنُ إليها بالوجوه كلها، والفرق بين العاصر والمعتصر أن العاصر من عصرها مطلقاً، والمعتصر من عصرها لنفسه. (1) في (م) وطبعة الشيخ شاكر: كان. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (5442) ، وابن حبان (4332) ، والطبراني في "الكبير" (13163) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 407 4789 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ سَالِمٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا أَوْ حَامِلًا " (1) 4790 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُصْمٍ، وَقَالَ إِسْرَائِيلُ: ابْنِ عِصْمَةَ، قَالَ: وَكِيعٌ هُوَ: ابْنُ عُصْمٍ،   =وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب " (741) ، والبخاري (6628) ، والنسائي 2/7، والدارمي 2/187، وأبو يعلى (5472) و (5521) ، والبيهقي في "السنن" 10/27 من طرق، عن سفيان، به. وأخرجه الترمذي (1540) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (236) ، وأبو يعلى (5548) ، والطبراني في "الكبير" (13165) و (13166) من طرق، عن موسى، وأخرجه النسائي في "المجتبي" 2/7، وابن ماجه (2092) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (234) من طريق الزهري، عن سالم، به. وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (237) و (238) من طريق الزهري، عن حمزة، عن ابن عمر، مرفوعاً. وسيأتي برقم (5347) و (5368) و (6109) . قال الحافظ في الفتح " 11/527: المراد بتقليب القلوب تقليبُ أعراضها وأحوالها، لا تقليب ذات القلب. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/5، ومسلم (1471) (5) ، وأبو داود (2181) ،= الحديث: 4789 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 408 سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي ثَقِيفَ مُبِيرًا وَكَذَّابًا " (1)   =والترمذي (1176) ، والنسائي 6/141، وابن ماجه (2023) ، وأبو يعلى (5440) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (736) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/53، والدارقطني في "السنن" 4/6، والبيهقي في "السنن" 7/325 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني في "السنن" 4/7 من طريق ابن المبارك، عن سفيان، به. وأخرجه الدارمي 2/160 عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان، به، دون قوله: أو حاملاً. وقد سلف مطولاً برقم (4500) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. وعبد الله بن عُصم: اختلف في اسم أبيه عصم أو عصمة، وقد رجح الإمامُ أحمد قول شريك: إنه عبد الله بن عصم، دون هاء، وهو أيضا ما جزم به وكيع، وثقه ابنُ معين، وقال أبو زرعة: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وأخرجه الطيالسي (1925) ، والترمذي (2220) و (3944) ، والبغوي في "شرح السنة" (3727) من طرق، عن شريك، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث شريك. وسيأتي برقم (5607) و (5644) و (5665) . وله شاهد من حديث أسماء بنت أبي بكر عند مسلم (2545) (229) ، سيرد 352،6/351. وآخر من حديث سلامة بنت الحر عند الطبراني في "الكبير" 24/ (782) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 7/334، وقال: رواه الطبراني، وفيه نسوة مساتير.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 409 4791 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى " (1)   =قوله: "مُبيراً وكذّابا". قال الترمذي: يقال: الكذاب: المختار بن أبي عبيد، والمبير: الحجاج بن يوسف. (1) صحيح إلا أن لفظة: "والنهار" فيها كلام كما سيأتي. يعلى بن عطاء: هو العامري، وعلي الأزدي: هو ابن عبد الله البارقي، كلاهما من رجال مسلم، وباقى الإسناد من رجال الشيخين. قال الحافظُ في "الفتح" 2/479: أكثرُ أئمة الحديث أعلوا هذه الزيادة وهي قوله: "والنهار" بأن الحفاظ من أصحاب ابن عمر لم يذكروها عنه، وحكم النسائى على راويها بأنه أخطأ فيها، وقال يحيى بنُ معين: من علي الأزدي حتى أقبلّ منه؟ وادعى يحيي بنُ سعيد الأنصاري، عن نافع أدق ابن عمر كان يتطوع بالنهار أربعا لا يفصلُ بينهن، ولو كان حديث الأزدي صحيحا لما خالفه ابنُ عمر، يعني مع شدة إتباعه رواه عنه محمد بن نصر في "سؤالاته"، لكن روى ابنُ، وهب بإسناد قوي عن ابن عمر قال: "صلاة الليل النهار مثنى" موقوف أخرجه ابنُ عبد البر من طريقه، فلعل الأزدي اختلط عليه الموقوف بالمرفوع فلا تكون هذه الزيادة صحيحة على طريقة من يشترط في الصحيح ألا يكون شاذاً، وقد روى ابنُ أبي شيبة من وجه آخر عن ابن عمر أنه كان يُصلي بالنهار أربعا أربعاً، وهذا موافق لما نفله يحيي بن سعيد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/274 وابنُ ماجه (5122) ، والدارمي 1/340 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1932) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"= الحديث: 4791 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 410 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =1/334. وأبو داود (1295) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/487 من طريق عمرو بن مرزوق، والترمذي (597) ، والنسائي في "المجتبى" 3/227، وفي "الكبرى" (472) ، وابنُ خزيمة (1210) ، والدارقطني في "السنن" 1/417 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن حبان (2482) ، وابن عدي في "الكامل " 5/1826 من طريق معاذ بن معاذ، أربعتهم عن شعبة، به. وسيرد الحديث برقم (5122) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، به، وقال في آخره: وكان شعبة يفرقُهُ، يعني يخشى رفعه. وقال الترمذي: اختلف أصحابُ شعبة في حديث ابن عمر، فرفعه بعضهم، وأوقفه بعضهم. ورُوي عن عبد الله العُمرى، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو هذا. والصحيح ما رُوي عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "صلاة الليل مثنى مثنى". وروى الثقات عن عبد الله بن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكروا فيه صلاة النهار. وقد رُوي عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان يصلي بالليل مثنى مثنى، وبالنهار أربعاً. وقد اختلف أهل العلم في ذلك: فرأى بعضهم أن صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، وهو قول الشافعي وأحمد. وقال بعضهم: صلاة الليل مثنى مثنى، ورأوا صلاة التطوع بالنهار أربعاً، مثل الأربع قبل الظهر وغيرها من صلاة التطوع، وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحاق. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/334، والخطيب في "تاريخه " 13/119، من طريق العمري، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، والعمري: هو عبد الله بن عمر، ضعيف. وأخرجه الدارقطني في "السنن" 1/417 من طريق الليث بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن ابن عمر، مرفوعاً. وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/487 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 411 4792 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (1)   =الحارث بالإسناد السابق، لكن جعله موقوفاً، وقال: وكذلك رواه الليث بن سعد، عن عمرو، فنخشى أن يكون ما في الدارقطني خطأ، فقد نص على وقفه الحافظ في "الفتح" فيما سبق، والموقوف صنا له حكم المرفوع 0 وقد أخرج البيهقي في "السنن" 2/487 من طريقه إلى محمد بن سليمان بن فارس، قال: سئل أبو عبد الله، يعني البخاري، عن حديث يلى: صحيح هو؟ فقال: نعم. قال أبو عبد الله: قال سعيد بن جبير: كان ابن عمر لا يصلي أربعاً لا يفصل بينهن إلا المكتوبة". قال الحافظ في "الفتح" 2/479 وقد صح عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفصل كما صح عنه الوصل ... وقال الأثرم عن أحمد: الذي أختاره في صلاة الليل مثنى مثنى، فإن صلى بالنهار أربعا فلا بأس وقال محمد بن نصر نحوه في صلاة الليل، قال: وقد صحّ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أوتر بخمس لم يجلس إلا في آخرها إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على الوصل، إلا أنا نختار أنه يسلم من كل ركعتين، لكونه أجاب به السائل، ولكون أحاديث الفصل أثبت وأكثر طرقاً. وستأتي برقم (251) ، وانظر (94) . (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر وقد تابعه ليثُ بن أبي سليم فيما سيأتي برقم (6326) ، وهو ضعيف أيضا، لكن للحديث طريق آخر يصح بها، فقد سلف برقم (4475) من طريق نافع، عن ابن عمر.= الحديث: 4792 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 412 4793 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى بَعِيرِهِ " (1) 4794 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَا النَّاسُ (2) فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ إِذْ أَتَاهُمْ آتٍ فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَزَلَ عَلَيْهِ قُرْآنٌ وَوُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ " قَالَ: فَانْحَرَفُوا. (3) 4795 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ،   =وسيأتي برقم (6241) عن إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، ويخرج هناك. (1) حديث صحيح، وهذا إسنادً ضعيف لضعف شريك، وهو ابنُ عبد الله النخعي، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العُمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف نحوه برقم (4468) . وقوله: صلى إلى لعيره: جاء في هامش (س) : بعير. نسخة. (2) في (ظ 14) : بينا نحن الناس. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/335، والترمذي (341) و (2963) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وذكر الترمذي في الموضعين قسماً من الحديث، وهو: "كانوا ركوعاً في صلاة الصبح ". وقال: حسن صحيح. وقد سلف برقم (4642) . الحديث: 4793 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 413 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ انْتَفَى مِنْ وَلَدِهِ لِيَفْضَحَهُ فِي الدُّنْيَا، فَضَحَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ قِصَاصٌ بِقِصَاصٍ " (1)   (1) إسناده حسن، والد وكيع - وهو الجراح بن مليح الرؤاسي - مختلف فيه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن أبي المجالد، فمن رجال البخاري، وقد جوًد إسناده العراقي في تخريج "الإحياء". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13478) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 9/224 عن عبد الله بن أحمد، عن أحمد، بهذا الإسناد. وفيه تسمية عبد الله بن أبي المجالد بمحمد، وهو خطأ، نص عليه أبو داود. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/15، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط "، ورجال الطبراني رجال الصحيح، خلا عبد الله بن أحمد، وهو ثقة إمام. وأخرجه البيهقي 8/332 من طريق مطر الورّاق، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعاً عند أبي داود (2263) ، والنسائي 5/179-180، بلفظ: "أيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه، وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين "، وفي إسناده عبد الله بن يونس، تفرد بالرواية عنه يزيد بن الهاد، ولم يوثقه غير ابن حبان، وصححه هو (4108) ، والحاكم 2/202-203، ووافقه الذهبي! قال السندي: قوله: من انتفى من ولده، أي: انقطع عنه بأن نفى نسبه عنه، وقال: إنه ليس مني. قصاص: أي: ذلك الذي يُفعل به قصاص، أي: فعل يساوي فعله، أو لتقدير: يفعل به قصاص بقصاص أي: بمقابلة ما فعل بولده من القصاص، أي:= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 414 4796 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِالتَّخْفِيفِ، وَإِنْ كَانَ لَيَؤُمُّنَا بِالصَّافَّاتِ " (1)   =من الفعل الذي يساوي ما أراد من الفضيحة. (1) إسناده حسن، الحارث - وهو ابنُ عبد الرحمن القرشي العامري، خال ابن أبي ذئب - صدوق، روى له الأربعة، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري. وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه النسائي في "المجتبي" 2/95، وفي "الكبرى" (11432) - وهو في "التفسير" (452) -، وابنُ خزيمة (1606) ، وابنُ حبان (1817) ، والطبراني في "الكبير" (13194) ، والبيهقي 3/118 من طرق، عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه الطيالسي (1816) عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، أو غيره، (شك الطيالسي) عن سالم، به. وفيه زيادة: "في الصبح ". قلنا: سترد هذه الزيادة برقم (4989) من طريق يزيد بن هارون. وفي الباب في تخفيف الصلاة: عن أبي هريرة عند البخاري (703) ، ومسلم (467) ، سيرد 2/256. وعن أنس عند البخاري (706) . وعن أبي مسعود عند البخاري (704) ، سيرد 4/118. وعن عثمان بن أبي العاص عند مسلم (468) ، سيرد 4/21. قال السندي: قوله: بالتخفيف، أي: على المؤمنين في الصلاة. بالصافات: أي: لأن من معه كانوا راغبين فى الخيرات، فكانت قراءته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تخفيفاً في حقهم، فيعتبر التخفيف في كل قوم على حسب حالهم. الحديث: 4796 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 415 4797 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كُنَّا نَقُولُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَسُولُ اللهِ خَيْرُ النَّاسِ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ " وَلَقَدْ أُوتِيَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ثَلَاثَ خِصَالٍ، لَأَنْ (1) تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ " زَوَّجَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ، (2) وَوَلَدَتْ لَهُ، وَسَدَّ (3) الْأَبْوَابَ إِلَّا بَابَهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ " (4)   (1) في (ق) : أن. (2) في هامش (س) و (ص) و (ظ 1) : ابنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوجته. (3) في (س) وهامش (ص) : وسدت. (4) إسناده ضعيف. هشام بن سعد ضعفوه، يكتب حديثه للمتابعات، ولا يحتج به. عمر - وسماه بعضهم عمرو -: هو ابن أبي سفيان بن أسيد بن جابر الثقفي، ثقة، احتج به الشيخان. وأخرجه الخلال في "السنة" (581) ، وابن الجوزي في "الموضوعات " 1/364 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/12، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (1198) ، عن وكيع، به. وأخرجه أبو يعلى (5601) ، وابن أبي عاصم (1199) من طريق عبد الله بن داود، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3560) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن هشام بن سعد، به. ولفظ الطحاوي: كنا نتحدث في زمن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "خيرُ الناس أبو بكر، ثم عمر رضي الله عنهما ... ".= الحديث: 4797 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 416 4798 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (1) ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " الْجِهَادُ حَسَنٌ، هَكَذَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 4799 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ عَلَى كُثْبَانِ   =والقسم الأول منه صحيح كما سلف في (4626) ، وانظر لزاماً حديث ابن عباس (3061) . (1) في) ظ 1) زيادة: وأن محمدا رسول الله. (2) إسناده ضعيف، فيه علتان: أولاهما: انقطاعه؟ لأن سالماً لم يسمعه من يزيد، بينهما عطية بن قيس الكلابي مولى لبنى عامر، ذكر ذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 8/322، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 6/383-384، ومن ثم قال ابن عساكر كما نقل الحافظ في "التعجيل " ص 449: لم يسمعه سالم من يزيد. وثانيهما: جهالة حال يزيد بن بشر، وهو السكسكي فيما قال أبو حاتم. وسيأتي نحوه برقم (5672) . وحديث: "بني الإسلام على خمس " ثابت صحيح، سيأتي برقم (6015) و (6301) . الحديث: 4798 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 417 الْمِسْكِ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ، وَرَجُلٌ يُؤَذِّنُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللهِ تَعَالَى وَحَقَّ مَوَالِيهِ " (2) 4800 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الطَّوِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى   (1) كلمة "المسك " لم ترد في (ص) . (2) إسناده ضعيف. أبو اليقظان - وهو عثمان بن عمير البجلي -، ضعفه غير واحد من الأئمة، لكن يُكتب حديثه في المتابعات والشواهد. وأخرجه الترمذي في "السنن" (1986) و (2566) ، وفى "العلل الكبير" 2/799 و852 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقال في "السنن": حسن غريب. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1116) من طريق بشر بن عاصم، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثلاثة لا يولهم الفزع الأكبر، ولا ينالهم الحساب، هم على كئيب من مسك حتى يفرغ اللُه من حساب الخلائق: رجل قرأ القُرآن ابتغاء وجه الله، وأم به قوماً وهم يرضون به ... " وذكر تتمته. وأخرجه بنحو هذا اللفظ الطبراني في "الكبير" (13584) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/318 من طريق عطاء، عن ابن عمر. وقال الهيثمي في "المجمع" 1/327: وفيه بحر بن كنيز السقاء، وهو ضعيف. وقد سلف الحارث (4673) في العبد الذي يُؤدي حق الله وحق، مواليه. وسيأتى الحديث (6208) في فضل المؤذن. قوله: "على كثبان المسك ". قال السندي: جمع كثيب وهو ما ارتفع من الرمل كالتل الصغير، والمقصودُ بيانُ ارتفاعهم، وحسن حالهم. الحديث: 4800 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 418 القَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَعْظُمُ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، حَتَّى إِنَّ بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِ أَحَدِهِمْ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ، وَإِنَّ غِلَظَ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَإِنَّ ضِرْسَهُ مِثْلُ أُحُدٍ " (1)   (1) إسناده ضعيف لضعف أبي يحيى الطويل، وهو عمران بن زيد التغلبي، وأبو يحيى القتات مختلف في الاحتجاج به على ضعف فيه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابنُ الجراح الرؤاسي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرج نحوه ابنُ أبي شيبة 13/163 عن وكيع، بهذا الإسناد، إلا أن مجاهداً رواه عن ابن عباس، عن ابن عمر، به. وأخرجه عبدُ بنُ حميد (808) ، والطبراني في "الكبير" (13482) ، والبيهقي في "البعث " (625) و (627) من طرق، عن أبي يحيى الطويل، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/391، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط "، وفي أسانيدهم أبو يحيى القتات، وهو ضعيف، وفيه خلاف، وبقية رجاله أوثق منه. قلنا: بل أبو يحيى القتات أوثقُ من أبي يحيى الطويل. وفي الباب عن أبي هريرة سيرد 2/328 بإسناد حسن، ولفظه: "ضرسُ الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعاً، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة". وورقان: على وزن قطران، جبل من جبال تهامة، وهو كأعظم ما يكونُ من الجبال. وهو عند مسلم (2852) (44) بلفظ: "ضرس الكافر - أو ناب الكافر - مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث ". وفي رواية عند البخاري (6551) ، ومسلم (2852) (45) ، ولفظه عند مسلم: "ما ين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع ".= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 419 4801 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ،   =وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/29، ولفظه: "مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام، وكل ضرس مثل أحد، وفخذه مثل ورقان، وجلده سوى لحمه وعظامه أربعون ذراعاً" وإسناده ضعيف. وعن زيد بن أرقم موقوفاً، سيرد 4/367، وهو في حكم المرفوع، ولفظه: "إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه مثل أحد". وعن ثوبان عند البزار (3496) ، ولفظه: "ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعاً بذراع الجبار". وفي إسناده عباد بن منصور الناجي، وهو ضعيفاً. وعن الحارث بن أقيش عند البيهقي في "البعث " (628) ، سيرد 5/312- 313، ولفظه عند البيهقي: "إن الرجل ليعظم للنار حتى يكون أحد زواياها". وعن ابن عباس موقوفاً عند البيهقي في "البعث " (629) ، وهو في حكم المرفوع، ولفظه: إن بين شحمة أذن أحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفاً، وصححه الحاكم 2/436، ووافقه الذهبي. وعن عبيد بن عمير مرسلاً عند نعيم بن حماد في "زوائد الزهد" لابن المبارك (305) ، ولفظه: بُصرُ جلد الكافر - يعني غلظ جلده - سبعون ذراعاً، وضرسه مثل أحد، وفي سائر خلقه. قال الحافظ في "الفتح" 11/423، وكأن اختلاف هذه المقادير محمول على اختلاف تعذيب الكفار في النار. وقال القرطبي في "المفهم ": إنما عظم خلق الكافر في النار ليعظم عذابه، ويضاعف ألمه ... ولا شك في أن الكفار متفاوتون في العذاب كما علم من الكتاب والسنة، ولأنا نعلم على القطع أن عذاب من قتل الأنبياء، وفتك في المسلمين، وأفسد في الأرض، ليس مساوياً لعذاب من كفر فقط، وأحسن معاملة المسلمين مثلاً. الحديث: 4801 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 420 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقْبَى وَقَالَ: " مَنْ أُرْقِبَ فَهُوَ لَهُ " (1) 4802 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ فَقَالَ: " إِنَّ (2) الْكُفْرَ مِنْ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (3)   (1) صحيح لغيره، حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وقد صرح عند عبد الرزاق (16920) أنه لم يسمع من ابن عمر في الرقبى شيئاً، وبقيةُ رجاله ثقات. يزيدُ بن زياد: هو ابن أبي الجعد الأشجعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/143-144، والنسائي في "المجتبي" 6/274 عن عبدة بن عبد الرحيم المروزي، كلاهما عن وكيع، به. وعند النسائي تصريح حبيب بالسماع من ابن عمر. قال الحافظ في "الفتح" 5/240: اختلف في سماع حبيب له من ابن عمر، فصرح به النسائي من طريق، ونفاه في طريق أخرى. وسيأتي برقم (4906) و (5422) ، وفيه زيادة: ولا عمرى. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2626) ، ومسلم (1626) ، وسيرد 2/357. وآخر من حديث جابر عند البخاري (2625) ، ومسلم (1625) ، وابن حبان (5127) ، وسيرد 3/302 و381. وثالث من حديث زيد بن ثابت، سيرد 5/189. ورابع من حديث ابن عباس سلف برقم (2250) ، وذكرنا هناك شرح الرقبى والعمرى. (2) في (س) وهامش (ص) : رأس. نسخة. (3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عكرمة بن عمار. سالم: هو ابن= الحديث: 4802 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 421 4803 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُسْأَلُ عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بِالْفَلَاةِ مِنَ الْأَرْضِ، وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ " (1) 4804 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا وَصَفَهُ لِأُمَّتِهِ، وَلَأَصِفَنَّهُ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا مَنْ كَانَ قَبْلِي، إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ، عَيْنُهُ الْيُمْنَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ " (2)   =عبد الله بن عمر. وهو مكرر (4751) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند الدارقطني، كما بينا في الرواية رقم (4605) فانتفت شبهةُ تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الدارمي 1/186-187، وابن ماجه (517) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/15، وفي "شرح مشكل الآثار" (2646) بتحقيقنا، والحاكم 1/133 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4605) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لولا عنعنة محمد بن إسحاق، وباقي= الحديث: 4803 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 422 4805 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ مُتَعَمِّدًا حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (1) 4806 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ الْقَاصُّ،   =رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/118 من طريق يحيى بن أبي طالب، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3439) و (7407) ، ومسلم ص 2248، وأبو عوانة 1/148، وابن منده في "الإيمان " (1044) و (1045) ، والبغوي (4256) من طرق عن نافع، به. وسيأتي عن ابن إسحاق مختصراً برقم (4879) و (6070) . وانظر (4948) و (6144) . وقد سلف برقم (4743) . وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1526) . وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/292. قولي: "طافئة" قال السندي: بالهمز، أي: ذهب نورها، بتركه، أى: مرتفعة بارزة، وقد جاء أنه أعور اليمنى وأعور اليسرى، فقالوا: إحدى عينيه ذاهبة، والأخرى معيبة، فيصح الأعور لكل منهما. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، - حجاج- وهو ابن أرطاة - مدلس، وقد عنعن وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما سلف برقم (46211) .= الحديث: 4805 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 423 أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ (1) الصَّنْعَانِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وَأَحْسَبُ (2) أَنَّهُ قَالَ: سُورَةَ هُودٍ " (3)   (1) تحرف في النسخ إلى: بحير، لكنه صحح في هامش (س) . (2) في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وأحسبه. (3) إسناده حسن. عبد الله بنُ بحير الصنعاني، وثقه ابن معين، وقال هشام بن يوسف: كان يُتقن ما سمع، واضطرب فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات " ثم ذكره في "المجروحين "، وفرق بينهما، وهو واحد. وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال فيه إبراهيم بن خالد الصنعاني: وكان أعلم بالحلال والحرام من وهب بن مُنبه، كما سيأتي في الرواية (4941) . وقال الحافظ في "التقريب ": صدوق، وجود الحديث في "الفتح" 8/695. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/231، والمزي في "تهذيب الكمال " 17/18 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وسقط اسم عبد الرزاق من مطبوع "الحلية"، وتحرف فيه عبد الله بن بحير إلى: عبد الله بن يحيى. وأخرجه الترمذي (3333) ، والحاكم 4/576 من طريق عبد الرزاق، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم مختصراً 2/515 من طريق هشام بن يوسف، عن عبد الله بن بحير، به.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 424 4807 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ، وَكَانَتْ تَحْتَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ، لَقِيَ عُمَرُ عُثْمَانَ، فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: مَا لِي فِي النِّسَاءِ حَاجَةٌ، (1) وَسَأَنْظُرُ، فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ فَعَرَضَهَا عَلَيْهِ، فَسَكَتَ، فَوَجَدَ عُمَرُ فِي نَفْسِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَطَبَهَا، فَلَقِيَ عُمَرُ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ عَرَضْتُهَا عَلَى عُثْمَانَ فَرَدَّنِي، وَإِنِّي عَرَضْتُهَا عَلَيْكَ فَسَكَتَّ عَنِّي، فَلَأَنَا عَلَيْكَ كُنْتُ أَشَدَّ غَضَبًا مِنِّي عَلَى عُثْمَانَ وَقَدْ رَدَّنِي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّهُ قَدْ كَانَ ذَكَرَ مِنْ أَمْرِهَا وَكَانَ سِرًّا، فَكَرِهْتُ أَنْ أُفْشِيَ السِّرَّ (2)   =وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/134، وقال: رواه الترمذي موقوفاً على ابن عمر، ورواه أحمدُ بإسنادين، ورجالهما ثقات. ورواه الطبراني بإسناد أحمد. قلنا: رواه الترمذي مرفوعاً صريحاً، وربما يعد من الزوائد لما فيه من زيادة سورة هود، ولم نجده عند الطبراني في "الكبير"، فلعله في "الأوسط ". وسيأتي برقم (4941) ، وسيكرر برقم (4934) و (5755) . قال السندي: سورة هود: لما فيها من قوله تعالى: (يقدُمُ قومهُ يوم القيامة ... ) . (1) في (ق) : من حاجة. (2) حديث صحيح. سفيان بن حسين، وهو الواسطي - وإن كان ضعيفاً في روايته عن الزهري-، قد توبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين.= الحديث: 4807 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 425 4808 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بَنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ "، وَقَالَ: (1) " تَحَرَّوْهَا لَيْلَةَ (2) سَبْعٍ وَعِشْرِينَ " يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ (3)   =وأخرجه ابنُ سعد 8/81، وأبو يعلى (20) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ سعد 8/82، والبخاري (5122) والنسائي في "المجتبي" 6/83، وأبو يعلى (7) من طريق صالح بن كيسان، والبخاري (4005) و (5145) من طريق شعيب بن أبي حمزة، و (5129) من طريق معمر، وأبو يعلى (6) من طريق الوليد بن محمد، أربعتهم عن الزهري، به. وقد سلف من "مسند عمر" برقم (74) . قوله: "تأيَّمت "، أي: صارت بلا زوج بموته. خنيس: بخاء معجمة ونون، مصغر، وكان من السابقين، وشهد بدراً، أصابته جراحة يوم أحد ومات بها. فعرضها عليه: فيه عرض البنات على الصالحين. قاله السندي. وقوله: إله قد ذكر من أمرها، يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما جاء مصرحاً به في الروايات المذكورة. (1) في (ظ 14) : أو قال. (2) في (ق) : في ليلة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/91 من طريق آدم ابن أبي= الحديث: 4808 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 426 4809 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَنْتَمَةِ "، قِيلَ: وَمَا الْحَنْتَمَةِ؟ قَالَ: الْجَرَّةُ يَعْنِي النَّبِيذَ (1) 4810 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (2) ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ رَفَعَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ فَيَرْجِعَ فِيهَا، إِلَّا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي   =إياس، ومن طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث من طريق شعبة عن عبد الله بن دينار برقم (6474) ، وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن عبد الله بن دينار بالأرقام (5283) و (5430) و (5932) ، بلفظ: "تحروها في السبع الأواخر"، وسيأتي برقم (6474 م) شكُّ شعبة في روايته هذه. وانظر (4499) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه الطيالسي (1907) ، والنسائي في "المجتبي" 8/303، وفي "الكبرى" (5127) ، وأبو عوانة 5/290 من طرق، عن شعبة، به. وقد يحرف اسم جبلة في مطبوع "المجتبي" إلى: خالد. وقد سلف بنحوه برقم (4465) . (2) في (ق) : يزيد بن هارون. وأثبت لفظ: "بن هارون " في هامشي (س) و (ص) . الحديث: 4809 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 427 وَلَدَهُ، وَمَثَلُ (1) الَّذِي يُعْطِي الْعَطِيَّةَ ثُمَّ يَرْجِعُ فِيهَا، كَمَثَلِ (2) الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ رَجَعَ فِي قَيْئِهِ " (3) 4811 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى (4) قَالَ: - كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَمَرَّتْ رُفْقَةٌ لِأُمِّ الْبَنِينَ   (1) في (ظ14) : مثل. دون واو. (2) في (ق) : مثل. (3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمرو بن شعيب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. وقد سلف تخريجُه من حديث ابن عباس في "مسنده " برقم (2119) . وسيأتي برقم (6629) من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. قال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 71: ولعل الإسنادين محفوظان. قال السندي: قوله: لا يحل لرجل ... الخ: ذكر النووي وغيره إن نفي الحل ليس بصريح في إفادة الحرمة، لأن الحلّ هو استواءُ الظرفين، فالمكروه يصدق عليه أنه ليس بحلال، وعلى هذا فهذا النفي يحتمل الحرمة والكراهة، والمعنى أنه لا ينبغي له الرجوع، وهذا لا ينفي صحة الرجوع إذا رجع، بمعنى أنه إذا رجع صار الموهوب ملكاً له، وإن الفعل غير لائق. إلا الوالد: من لا يرى له الرجوع يحمله على أنه يجوز للوالد أن يأخذه عنه، ويصرفه في نفقته عند الحاجة، كسائر أمواله. كمثل الكلب: قيل: هو تحريم للرجوع، وقيل: تقبيح وتشنيع له، لأنه شبه بكلب يعود في قيئه، وعود الكلب في قيئه لا بوصف بحرمة، والله تعالى أعلم. (4) وقع في (س) و (ظ 14) و (م) : ابن أبي موسى، وهو خطأ، وجاء على الصواب في (ص) و (ق) و (ظ ا) . الحديث: 4811 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 428 فِيهَا أَجْرَاسٌ -، فَحَدَّثَ سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رَكْبًا مَعَهُمُ الْجُلْجُلُ " فَكَمْ تَرَى فِي هَؤُلَاءِ مِنْ جُلْجُلٍ " (1) 4812 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو بكر: هو بُكيرُ بنُ أبي شيخ موسى السهمي، تفرد بالرواية عنه نافعُ بنُ عمر الجمحي، وقال الذهبي في "الميزان " 4/503: لا يُعرف، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/180، وفي "الكبرى" (9554) ، وأبو يعلى (5446) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/179-180، وفي "الكبرى" (9553) و (9555) من طريقين، عن نافع بن عمر، به. وأخرج نحوه ابنُ عدي في "الكامل " 5/1871 من طريق عاصم بن عمر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، مرفوعاً. وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2113) (103) ، ولفظه: "لا تصحبُ الملائكة رُفقةً فيها كلب أو جرس "، سيرد 2/262-263. وآخر من حديث أم سلمة عند النسائي 8/180. وثالث من حديث أم حبيبة، سيرد 6/326. ورابع من حديث عائشة، سيرد 6/242. قال السندي: فمرت رُفقة: بضم الراء وكسرها، الجماعة المرافقون في السفر. أجراس: جمع جرس بفتحتين: هو الجلجل الذي يعلق على عُنُق الدواب. الحديث: 4812 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 429 الصِّدِّيقِ هُوَ النَّاجِيُّ، (1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي الْقَبْرِ، فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   (1) لفظ: "هو الناجي " لم يرد في (ظ 14) ، ولا في (س) و (ص) ، وأثبت في هامشيهما. (2) رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام بن يحيى: هو العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو - وقيل: ابن قيس - البصري. وأخرجه عبدً بنُ حميد في "منتخب المسند" (815) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3213) ، والنسائي في "الكبرى" (10927) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1088) -، وأبو يعلى (5755) ، وابن حبان (3110) ، والحاكم 1/366، وأبو نعيم في "الحلية" 3/102، والبيهقي 4/55 من طرق، عن همام، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهمام بن يحيى ثبت مأمون إذا أسند مثل هذا الحديث لا يُعلل بأحد إذا أوقفه ووافقه الذهبي. قلنا: قد رواه شعبة وهشام الدستوائي مرفوعاً مرة، وموقوفاً أخرى. فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/329 من طريق هشام الدستوائي، وأخرجه ابن حبان (3109) من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به، مرفوعاً. وأخرجه البيهقي 4/55 من طريق هشام الدستوائي، وابنُ أبي شيبة 3/329، والنسائي في "الكبرى" (10928) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (1089) -،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 430 4813 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الْبَجَلِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا غَيْرَ كَلْبِ زَرْعٍ (1) أَوْ ضَرْعٍ (2) أَوْ صَيْدٍ (3) نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ " فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنْ كَانَ فِي دَارٍ وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ؟ قَالَ: هُوَ   =والحاكم 1/366، والبيهقي 4/55 من طريق شعبة، كلاهما عن قتادة، به، موقوفاً. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/329، والترمذي (1046) ، وابنُ ماجه (1550) ، وابنُ السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة" (589) من طريق الحجاج بن أرطاة، وابنُ ماجه (1550) من طريق ليث بن أبي سُليم، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. قلنا: الحجاج وليث ضعيفان. وانظر "علل الدارقطني " 4/ورقة 63 و64. وأخرجه بزيادة ألفاظٍ عما هنا ابنُ ماجه (1553) ، والبيهقي 4/55 من طريق حماد بن عبد الرحمن الكلبي، عن إدريس بن صبيح الأودي، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، مرفوعاً. وحماد بن عبد الرحمن ضعيف، وشيخه مجهول. وسيأتي برقم (4990) و (5233) و (5370) . وفي الباب عن البياضي رضى الله عنه عند الحاكم 1/366. قال السندي: قوله: بسم الله: أي: وضعناهم بسم الله، وهم على ملة رسول الله، أو نحن على ملته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالواو للحال. (1) في (ظ 14) : غير زرع. (2) لفظ: "ضرع ": لم يرد في (ق) و (ظ 1) . (3) في (ظ 14) : ولا صيد، بدل: أو صيد. الحديث: 4813 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 431 عَلَى رَبِّ الدَّارِ الَّذِي يَمْلِكُهَا " (1) 4814 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ نَزَعَ عُمَرُ، فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَمَا رَأَيْتُ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هاوون، وهمام بن يحيي: هو العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الحكم البجلي: هو عبد الرحمن بنُ أبي نُعم. وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55، والبيهقي في "السنن" 6/9، والخطيب في "الموضح " 2/243 من طريق يزيد بن هاوون، به. وقد سلف برقم (4479) وذكرنا هناك شواهده وشرحه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه الترمذي (2289) ، والنسائي في "الكبرى' (7636) ، وأبو يعلى (5524) من طرق، عن ابن جريج، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من حديث ابن عمر. وأخرجه ابنُ طهمان في "مشيخته " (136) ، وأحمدُ في "فضائل الصحابة"= الحديث: 4814 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 432 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (224) ، والبخاري (3633) ، من طرق، عن موسى بن عقبة، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13177) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سالم، به. وسيأتي برقم (4972) و (5629) و (5817) و (5859) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (7021) ، ومسلم (2392) ، وسيرد 2/518-319. وعن أبي الطفيل، سيرد 5/455. الذَّنوب: الدلو الكبيرة إذا كان فيها الماء. وقوله: "وفي نزعه ضعف "، أي: إنه على مهل ورفق، قاله الحافظ في "الفتح". قوله: "والله يغفر له "، قال الحافظ في "الفتح " 7/39: ويحتمل أن يكون فيه إشارة إلى أن قلة الفتوح في زمانه لا صنع له فيه، لأن سببه قصر مدته، فمعنى المغفرة له رفعُ الملامة عنه. قوله: "فاستحالت غرباً"، أي: تحولت الدلو غرباً، والغرب: الدلو العظيمة المتخذة من جلود البقر. قاله الحافظ في "الفتح ". قوله: "فما رأيت عبقرياً من الناس يفري فريه ". عبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم، و"يفري فريه "، أي: يعمل عمله ويقطع قطعه. قاله ابن الأثير. والعطن: مبرك الإبل حول الماء، ضُرب مثلاً لاتساع الناس في زمن عمر، وما فتح الله عليهم من الأمصار. قاله ابن الأثير. قال النووي في "شرح مسلم " 15/161: قال العلماء: هذا المنام مثال واضح لما جرى لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما في خلافتهما وحسن سيرتهما،= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 433 4815 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا "، وَقَبَضَ إِبْهَامَهُ فِي الثَّالِثَةِ (1)   =وظهور آثارهما، وانتفاع الناس بهما، وكل ذلك مأخوذ من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن بركته وآثار صحبته، فكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو صاحب الآمر، فقام به أكمل قيام، وقرر قواعد الإسلام، ومهد أموره، وأوضح أصوله وفروعه، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وأنزل الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) ، ثم تُوفي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخلفه أبو بكر رضي الله عنه سنتين وأشهراً، وهو المراد بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذنُوباً أو "ذنُوبين "، وهذا شك من الراوي، والمراد ذنُوبان، كما صرح به في الرواية الأخرى [مسلم (2392) (18) من حديث أبي هريرة] ، وحصل في خلافته قتالُ أهل الردة، وقطعُ دابرهم، واتساع الإسلام، ثم توفي فخلفه عمر رضي الله عنه، فاتسع الإسلام في زمانه، وتقرر لهم من أحكامه ما لم يقع مثله، فعبر بالقليب عن أمر المسلمين لما فيها من الماء الذي به حياتُهم وصلاحُهم، وشبه إميرهم بالمستقي لهم، وسقيه هو قيامه بمصالحهم وتدبير أمورهم. وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أبي بكر رضي الله عنه: "وفي نزعه ضعف " فليس فيه حط من فضيلة أبي بكر، ولا إثبات فضيلة لعمر عليه، وإنما هو إخبار عن مدة ولايتهما، وكثرة انتفاع الناس في ولاية عمر لطولها، ولاتساع الإسلام وبلاده، والأموال وغيرها من الغنائم والفتوحات، ومصَّر الأمصار، ودون الدواوين. وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والله يغفر له " فلبس فيه تنقيصى له ولا إشارة إلى ذنب، وإنما هي كلمة كان المسلمون يدعمون بها كلامهم، ونعمت الدعامة ... وفي كل هذا إعلام بخلافة أبي بكر وعمر، وصحة ولايتهما، وبيان صفتها، وانتفاع المسلمين بها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وزكريا بن= الحديث: 4815 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 434 4816 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1) 4817 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " (2)   =إسحاق: هو المكي، وعمرو بن دينار: هو المكي. وأخرجه مسلم (1080) (10) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4488) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله بن الأخنس، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي، وقولُ ابن حبان في "الثقات " يخطىء كثيراً، لم يُتابعه عليه أحد. روح: هو ابن عبادة، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4616) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - مدل، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات. روح: هو ابن عبادة، وسليمان بن موسى: هو الأشدق، ونافع: هو مولى ابن عمر. وسيأتي بالأرقام (4855) و (5761) و (5929) و (6313) و (6415) و (6452) ، وانظر (4560) . وفي الباب عن ابن عباس سلف (4542) .= الحديث: 4816 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 435 4818 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ " يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ " يَتَوَضَّأُ مَرَّةً يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 4819 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا " (2) 4820 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، سَمِعْتُ   =وعن عائشة عند البخاري (456) ، ومسلم (1504) ، وسيرد 6/42. وعن أبي هريرة عند مسلم (1505) (15) . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند الخطيب في "تاريخه " 13/284. (1) هو حديثان: حديث ابن عمر: وإسناده ضعيف، وروي موقوفاً، وهو الصحيح. وقد سلف برقم (4534) . وحديثُ ابن عباس: صحيح لغيره، وقد سلف برقم (1889) . وأخرجه أبو يعلى (5777) من طريق روح، بهذا الإسناد. وقد سلف بتمامه برقم (3526) في "مسند ابن عباس "، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابنُ عبادة. وهو عند مالك في "الموطأ" 1/405، ومن طريقه أخرجه ابنُ شبَّة في "تاريخ المدينة " 1/73، والبخاري (1532) ، ومسلم (1257) (430) [ج 2/981] ، وأبو داود (2044) ، والنسائي في "المجتبى" 5/127، وفى "الكبرى" (4245) .= الحديث: 4818 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 436 سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكَادُ يَلْعَنُ الْبَيْدَاءَ وَيَقُولُ: " إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَسْجِدِ " (1) 4821 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (2) 4822 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَأَصْحَابُهُ   =وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/333 عن نافع، أن عبد الله بن عمر كان يصلي مسجد ذي الحليفة، ثم يخرج فيركب، فإذا استوت به راحلته، أحرم. وانظر (4570) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4570) . قال السندي: قوله: يكاد يلعن البيداء: لا يدل على أنه لعن البيداء، وإنما يتغلظ في شأن ما وتجع فيها من الكذب على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويُبالغ فيه حتى الحاضرون أنه قريب إلى أن يلعن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج وهو عبد الملك بن العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وقد سلف برقم (4457) .= الحديث: 4821 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 437 مُلَبِّينَ، - وَقَالَ عَفَّانُ: مُهِلِّينَ - بِالْحَجِّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَرُوحُ أَحَدُنَا إِلَى مِنًى وَذَكَرُهُ يَقْطُرُ مَنِيًّا؟ قَالَ: " نَعَمْ ". وَسَطَعَتِ الْمَجَامِرُ وَقَدِمَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَ أَهْلَلْتَ؟ " قَالَ: أَهْلَلْتُ بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَوْحٌ: فَإِنَّ لَكَ مَعَنَا هَدْيًا (1) ، قَالَ حُمَيْدٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ طَاوُسًا فَقَالَ: " هَكَذَا فَعَلَ الْقَوْمُ ". قَالَ عَفَّانُ: اجْعَلْهَا عُمْرَةً (2)   (1) في (ظ14) بعد هذه العبارة زيادة: قال عفان: وإن معنا أهلك. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر بن عبد الله: هو المُزني. وأخرجه أبو يعلى (5693) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/233، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وسيأتي نحوه برقم (4996) و (5147) و (5509) و (6068) . وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (1241) ، وقد سلف برقم (2115) و (2287) . وعن جابر بن عبد الله عند البخاري (1785) ، ومسلم (1216) (141) و (142) ، سيرد 3/366. وعن أنس عند البخاري (1558) ، سيرد 3/148. وعن سبرة بن معبد الجهني عند أبي داود (1801) ، والدارمي 2/51، وإسناده حسن، سيرد 3/404- 405.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 438 4823 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ " (1)   =وعن عائشة عند البخاري (1561) ، ومسلم (1211) (120) (125) (128) (130) ، سيرد 6/191، 247. وعن حفصة عند البخاري (1566) ، ومسلم (1229) ، سيرد 6/284- 285. وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق عند مسلم (1236) ، سيرد 6/350. وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1247) ، سيرد 3/5. وعن البراء بن عازب، سيرد 4/286، وإسناده حسن. وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (1559) ، سيرد 4/410. وعن سراقة بن مالك، سيرد 4/175. قال السندي: قوله: أن يجعلها عمرة، أي: يجعل حجته، ويحتمل أن تأنيث الضمير لموافقة عمرة، والجواب مقدر في الكلام، أي: فليجعلها عمرة. وذكره يقطر منيّاً: كناية عن قرب الجماع، لا عن المراح إلى منى بلا إحرام. وسطعت المجامر: على بناء الفاعل، أي: ظهرت، وهذا عطف على مقدر، أي: فسخوا إحرام الحج بعمرة. قلنا: والمراد انهم تبخروا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 5/273 من طريق روح بن عُبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2003) (78) ، والطرسوسي (89) ، وأبو عوانة 5/273، والبيهقي في "الشعب " (5571) من طريقين، عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن طهمان في "المشيخة" (203) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب "= الحديث: 4823 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 439 4824 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (1) 4825 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا - يَعْنِي ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ - تَبَايَعُوا (2) بِالْعَيْنِ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَنْزَلَ اللهُ بِهِمْ بَلَاءً، فَلَمْ يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ " (3)   = (5573) عن موسى بن عقبة، به. وقد سلف برقم (4690) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4690) . (2) وقع في طبعة الشيخ أحمد شاكر: وتبايعوا، بزيادة واو وهو خطأ، لأن فعل تبايعوا هو فعل الشرط، وما بينه وبين "إذا" معترض يوضحه كلمة "يعني ". (3) إسناده ضعيف لانقطاعه، عطاء بن أبي رباح ثم يسمع من ابن عمر، وإنما رآه رؤية، وأبو بكر - وهو ابن عياش - لما كبر ساء حفظه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح. الأسود بن عامر: هو الملقب بشاذان، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه الطرسوسي (22) ، والطبراني في "الكبير" (13583) ، والبيهقي في "الشعب " (4224) من طرق، عن ابن عياش، به. وأخرجه أبو يعلى (5659) ، والطبراني في "الكبير" (13585) ، والبيهقي في= الحديث: 4824 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 440 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   ="الشعب " (10871) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/313-314 و3/318-319، من طريقين، عن عطاء، به. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء، عن ابن عمر، رواه الأعمش أيضاً، عنه. وأخرجه أبو داود (3462) ، والدولابي في "الكنى" 2/65، وابن عدي في "الكامل " 5/1998، وأبو نعيم في "الحلية" 5/208-209، والبيهقي في "السنن" 5/316 من طريق حيوة بن شريح المصري، عن إسحاق أبي عبد الرحمن، عن عطاء الخراساني، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. قال أبو نعيم: غريب من حديث عطاء، عن نافع، تفرد به حيوة، عن إسحاق. قلنا: إسحاق أبو عبد الرحمن هو ابن أسيد الأنصاري، قال الذهبي في "الميزان ": جائز الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور، لا يشتغل به، وقال أبو أحمد الحاكم: مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات "، وقال: وكان يخطىء، وعطاء الخراساني - وهو ابن أبي مسلم -، قال في "التقريب ": يهم كثيراً ويرسل ويدلس. وسيأتي بنحوه برقم (5007) و (5562) ، وإسنادهما ضعيف، وانظر ما سلف برقم (3579) . وله شاهد لا يُفرح به من حديث جابر عند ابن عدي في "الكامل " 2/455، وفي إسناده بشير بن زياد الخراساني. قال ابن عدي: وبشير بن زياد هذا ليس بالمعروف، إلا أنه يروي عن المعروفين ما لا يتابعه أحد عليه، ولم أر أحداً روى عنه غير إسماعيل بن عبد الله بن زرارة. قال السندي: قوله: تبايعوا بالعين: ضبط بكسر العين، والمراد العينة، كما= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 441 4826 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَسَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَلَاةِ الْعِشَاءِ حَتَّى صَلَّى الْمُصَلِّي، وَاسْتَيْقَظَ (1) الْمُسْتَيْقِظُ، وَنَامَ النَّائِمُونَ وَتَهَجَّدَ الْمُتَهَجِّدُونَ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَمَرْتُهُمْ أَنْ يُصَلُّوا هَذَا الْوَقْتَ أَوْ هَذِهِ الصَّلَاةَ أَوْ نَحْوَ (2) ذَا " (3)   =في رواية أبي داود، وفي "الصحاح ": العينة بالكسر: السلف، ومثله في "القاموس " وهو المشهور على الألسنة، وذكر الطيبي في "شرح المشكاة" - وتبعه صاحب المجمع في غريبه - أنه بفتح عين وسكون ياء، وهو أن يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمى، ثم يشتريها منه بأقل من الثمن الأول. ثم هذه الجملة تفسير ضن الناس بالدينار والدرهم، لأن ضنهم بها يمنعهم من السلف، ويؤديهم إلى هذه الحيلة. واتبعوا ... الخ، أعب: اشتغلوا بالزرع عن الجهاد. يراجعوا دينهم: قال المناوي: أي: حتى يرجعوا عن ارتكاب هذه الضال لمذمومة، وفي جعلها إياها من غير الدين وأن مرتكبها تارك للدين مزيد زجر وتهويل وتقريع لفاعله، وهذا من أقوى أدلة من حوم بيبم العينة خلافاً لما عليه الشافعية من قولهم بالكراهة دون التحريم والبطلان. (1) في (ظ 14) : فاستيقظ. (2) في (ق) و (ف 1) وهامش (س) و (ص) : هذا. (3) إسناده ضعيف لضعف أبي إسرائيل، وهو إسماعيل بن خليفة الملائي، وبقية رجاله ثقات رجالي الصحيح. أسود: هو ابن عامر الملقب بشاذان، وفضيل: وابن عمرو الفقيمي ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأصل الحديث الصحيح، وهو قوله؟ "لولا أن أشق على أمتي ... " أخرجه= الحديث: 4826 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 442 4827 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ الْعَبَّاسَ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنْ يَبِيتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ مِنْ أَجْلِ السِّقَايَةِ " فَأَذِنَ لَهُ " (2) 4828 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَهْجَعُ هَجْعَةً بِالْبَطْحَاءِ، وَذَكَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   =بنحوه ابنُ أبي شيبة 1/331، ومسلم (639) (220) ، وأبو داود (420) ، والنسائي في "المجتبى" 1/267، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/156-157، وابنُ حبان (1536) ، والبيهقي 1/450 من طريق الحكم بن عتيبة، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. ولفظه عند مسلم: "ولولا أن يثقُل على أمتي لصليتُ بهم هذه الساعة". وسيأتي برقم (5692) ، وانظر (5611) . وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (571) ، ومسلم (642) (225) ، وقد سلف برقم (1926) و (3466) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/245. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/5. قال السندي: قوله: مسى، بتشديد السين، أي: أخر. حتى صلى المصلي: أي: من أراد أن يصلي العشاء منفرداً. والحديث من أدلة فضل تأخير العشاء. (1) وقع في النسخ عبد الله، وتصويبه من "أطراف المسند" 3/534. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة. وقد سلف برقم (4691) . الحديث: 4827 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 443 فَعَلَ ذَلِكَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وحميد: هو ابن أبى حميد الطويل، وبكر بن عبد الله: هو المزني. وسيأتي من طرق أخرى برقم (5624) و (5756) و (5892) و (6069) و (6223) . وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1765) ، سيرد 6/41 و207. وعن ابن عباس عند البخاري (1766) . وعن أنس عند البخاري (1764) . وعن أبي رافع عند مسلم (1313) ، وأبي داود (2009) . قال الترمذي: وقد استحب بعض أهل العلم نزول الأبطح من غير أن يروا ذلك واجباً إلا من أحب ذلك. قال الشافعي: ونزولُ الأبطح ليس من النسك في شيء، إنما هو منزل نزله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد أخرج مسلم (1310) (338) من طريق صخر بن جويرية، عن نافع، أن ابن عمر كان يرى التحصيب سنة، وكان يصلي الظهر يوم النفر بالحصبة. قال نافع: قد حصب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والخلفاء بعده. قال الحافظ في "الفتح" 3/591: من نفى أنه سنة كعائشة وابن عباس أراد أنه ليس من المناسك، فلا يلزم بتركه شيء، ومن أثبته كابن عمر أراد دخوله في عموم التأسي بأفعاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا الإلزام بذلك. والبطحاء: هي التي بين مكة ومنى، وهي ما انبطح من الوادي واتسع، وهي التي يقال لها: المُحصب والمُعرس، وحدها ما بين الجبلين إلى المقبرة. انظر "فتح الباري " 3/590.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 444 4829 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادَّهَنَ بِزَيْتٍ غَيْرِ مُقَتَّتٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (1) 4830 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ " (2) 4831 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، (3) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،   =قال السندي: قوله: يهجع: من الهجوع، وهو النوم ليلاً. بالبطحاء، أي: بالمُحضب إذا رجع من الحج. (1) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. روح: هو ابن عبادة، وحماد: هو ابن سلمة. وقد سلف برقم (4783) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الأشربة" للمصنف (189) بلفظ الحديث رقم (5645) . وأخرجه كذلك مسلم (2003) (74) ، وأبو عوانة 5/270، والبيهقي في "السنن" 8/293، وفي "المعرفة" (17325) من طريق روح، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4645) . (3) في (م) : عمر، وهو خطأ. الحديث: 4829 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 445 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1) 4832 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ اثْنَانِ " قَالَ: وَحَرَّكَ إِصْبَعَيْهِ يَلْوِيهِمَا هَكَذَا (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص لليثي، صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (5621) و (5622) عن أبي خيثمة، والدارقطني 4/249 من طريق رزق الله بن موسى، كلاهما عن معاذ بن معاذ، به. وأخرجه ابن الجارود (859) ، وأبو يعلى (5622) من طريق محمد بن عبيد، والطحاوي 4/215 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، وابن حبان (5369) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه الطيالسي (1916) عن همام بن يحيى، عن محمد بن حمزة، عن أبي سلمة، به. وقد سلف برقم (4645) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ العنبري، وعاصم: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/171، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (1122) ، وابنُ حبان (6266) ، وأبو يعلى (5589) من طريق معاذ، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1956) ، والبخاري (3501) و (7140) ، ومسلم (1820) (4) ، وابنُ حبان (6655) ، والبيهقي في "السنن" 8/141، وفي "الشعب "= الحديث: 4832 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 446 4833 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُطَارِدٍ أَبِي الْبَزَرِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " كُنَّا نَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ، وَنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَسْعَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 4834 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، مَوْلًى لِعَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ مُعَاذٌ: كَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: الْقُرِّيِّ قَالَ:   = (7351) ، وفي "الدلائل 6/520، والبغوي في "شرح السنة" (3848) من طرق، عن عاصم، به. وسيأتي برقم (5677) و (6121) . ونقل الحافظ في "الفتح " 13/118 عن القرطبي قوله: هذا الحديث خبر عن المشروعية، أي: لا تنعقد الإمامة الكبرى إلا لقرشي مهما وجد منهم أحد، وكأنه جنح إلى أنه خبر بمعنى الأمر. وقال السندي: قوله: "لا يزال هذا الأمر ... " أي الإمارة، وهذا يحتمل أن يكون أمراً باتخاذ الخلفاء منهم، ويحتمل أن يكون خبراً ببقاء الخلافة فيهم، وعلى الثاني، فإما أن يقال: يكفي في صدق ذلك أن يكون لهم إمارة ورياسة في طرف من الأطراف، ولا تخلو الدنيا عن ذلك، أو يقال: هذا [منوط] بعدلهم، كما تفيده بعض أحاديث الباب، والله تعالى أعلم بالصواب. (1) إسناده ضعيف. يزيد بن عطارد أبو البزرى، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (4691) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر العنبري. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/205 من طريق معاذ بن معاذ، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4601) . الحديث: 4833 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 447 قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ: أَرَأَيْتَ الْوِتْرَ أَسُنَّةٌ هُوَ؟ قَالَ: مَا سُنَّةٌ " أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْتَرَ الْمُسْلِمُونَ "، قَالَ: لَا أَسُنَّةٌ هُوَ؟ قَالَ: " مَهْ، أَوَ تَعْقِلُ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَوْتَرَ الْمُسْلِمُونَ " (1) 4835 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فَقَالَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقَمِيصَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا الْبَرَانِسَ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم، وهو ابن مخراق العبدي القُرِّي، فمن رجال مسلم. معاذ: هو ابن معاذ العنبري، وابن عون: هو عبد الله أبو عون البصري. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/295 و14/236، عن معاذ، بهذا الإسناد. ورواه مالك في "الموطأ" 1/124 بلاغاً، وأورده المروزي في "مختصر قيام الليل " ص 118 معلقاً عن مسلم القُري، به. وسيأتي برقم (5216) ، وانظر (4492) . قال السندي: قوله: قال: ما سنة؟ أي: ما معنى كونه سنة أو غير سنة؟، وأي وجه لهذا السؤال؟، ثم أجابه بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعله، وهو غيرُ مخصوص به حيث إن المسلمين فعلوه أيضا، وفي مثله ينبغي الاقتداء به، وينبغي للناس أن يسألوا عن هذا المعنى، ثم يعملوا به، ولا ينبغي لهم أن يسألوا عن كونه سنة، أي: غير واجب، ليتوسلوا بذلك إلى تركه. قوله: قال: لا، أي: ما أسألك عن هذا المعنى، بل أسألك عن كونه سنة أم لا. قوله: مه، أي: اسكت عن هذا السؤال، أو: ما هذا السؤال؟! أتعقل؟ أي: هذا الجواب الذي ذكرت لك. الحديث: 4835 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 448 وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْخِفَافَ، إِلَّا أَنْ لَا تَكُونَ نِعَالٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ نِعَالٌ فَخُفَّيْنِ دُونَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ " قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: إِمَّا قَالَ: " مَصْبُوغٌ "، وَإِمَّا قَالَ: " مَسَّهُ وَرْسٌ وَ (1) زَعْفَرَانٌ " قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَفِي كِتَابِ نَافِعٍ " مَسَّهُ " (2) 4836 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرْتُ لِابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَدْ كَانَ يَصْنَعُ ذَاكَ (3) ، ثُمَّ حَدَّثَتْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ، أَنَّ عَائِشَةَ، حَدَّثَتْهَا، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُرَخِّصُ لِلنِّسَاءِ فِي الْخُفَّيْنِ " (4)   (1) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) : أو. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ العنبري، وابن عون: هو عبد الله البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/134، وفي "الكبرى" (3657) ، والبيهقي في "السنن" 5/49 من طريقين، عن ابن عون، به. وقد سلف برقم (4482) . (3) في (ظ 14) : ذلك. (4) إسناده حسن، محمد بن إسحاق قد ذكر هنا سماعه من الزهري، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو ابن إبراهيم بن أبي عدي، وابنُ شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبد الله الزهري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه أبو داود (1831) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد.= الحديث: 4836 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 449 4837 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: أَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: وَقَالَ طَاوُسٌ: " وَاللهِ إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ " (1)   =وسترد هذه الرواية بهذا الإسناد بسياق أتم في "مسند عائشة" 6/35، فانظرها. وانظر (4454) و (4740) . قال السندي: قوله: قال: وذكرت لابن شهاب: أي: هل يعم حديثُ ابن عمر النساء؟ كان يصنع ذلك: أي: يأخذ بعمومه. قوله: ثم حدثته ... الخ، الظاهر أنه توقف حينئذ عن العموم. قلنا: يوضح ذلك رواية أبي داود ففيه: "كان - أي ابن عمر - يصنعُ ذلك: يعني يقطع الخفين للمرأة المحرمة، ثم حدثته صفية ... " يعني أن صفية حدثت عبد الله بن عمر، فترك ذلك، ورجع إلى رخصة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنساء في ترك قطع الخفين. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/127، ومسلم (1997) (50) ، والترمذي (1867) ، والنسائي في " المجتبى" 8/202-303، و" الكبرى" (5124) و (6823) ، وأبو عوانة 5/298، والطبراني في "الكبير" (13452) من طرق، عن التيمي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.= الحديث: 4837 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 450 4838 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَهُوَ أَفْضَلُ " (1) 4839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ   =وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13453) و (13455) من طريقين عن طاووس، به. وقد سلف بنحوه برقم (4465) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي -، فمن رجال مسلم. إسحاق بن يوسف: هو ابن مرداس الأزرق، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 6/28 من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5787) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1211) ، والبيهقي 5/246، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/28 من طرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وسيأتي من طريق عطاء، عن ابن عمر، برقم (6436) . وقد سلف برقم (4646) . قوله: "فهو أفضل " قال السندي: أي: فالمسجد الحرام الصلاة فيه أفضلُ من الصلاة في مسجدي، ولا يخفى أن هذا تصريح بما قصد بالاستثناء، فعليه التعويلُ، وبه قال الجمهور. الحديث: 4838 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 451 وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رُفِعَ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ " (1) 4840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا يَتَحَيَّنَنَّ أَحَدُكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي أبو عبد الله الكوفي. وأخرجه عبد بن حُميد (754) ، وأبو عوانة 4/70 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4648) . قوله: "رفع لكل غادر" على بناء المفعول، أو الفاعل وضميره للُه. قاله السندي. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي. وأخرجه ابن الجارود (280) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (666) ، وابن أبي شيبة 2/353، والنسائي في "المجتبى" ا/277، وفي "الكبرى" (1546) ، أبو عوانة 1/382 من طرق عن عبيد الله، به. وأخرجه بنحوه ابنُ أبي شيبة 2/349 من طريق موسى بن عبيده، والبخاري (1629) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن نافع، به. وقد سلف نحوه مطولاً برقم (4612) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر. قوله "لا يَتَحَيَّنَنَّ" قال السندي: صيغة نهي من الحين، بنون الثقيلة أو= الحديث: 4840 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 452 4841 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَتَّهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلَا يَتَنَخَّمْ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قِبَلَ وَجْهِ أَحَدِكُمْ (1) إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ " (2) 4842 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدِ اللهِ، (3) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَدْخَلَ رِجْلَهُ فِي   =الخفيفة، أي: لا ينبغي لأحدكم أن يتخذ وقت الطلوع والغروب حيناً لصلاته. (1) في هامش (ق) : وجهه. نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن عبيد الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/365 ومسلم (547) (51) ، وأبو عوانة 1/403 و404 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وتحرف في "المصنف " لابن أبي شيبة عبد الله بن عمر إلى: عبد الله بن عمر. وانظر (4509) . قوله: "فإن الله تعالي قبل وجه أحدكم ". قال السندي: أي: فإن معاملته مع الله في الصلاة كمعاملة من يكون الله قبل وجهه هناك، فليتأدب معه تأدب من هو قبل وجهه، فلا يلزم من الحديث إثبات الجهة، تعالى الله عن التشبيه بالمخلوقات. (3) اسم (عبيد الله) سقط من جميع النسخ الخطية عدا (ظ 14) ، وسقط أيضاً من الطبعة الميمنية، وهو مثبت في "أطراف المسند" 4/535، وانظر تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله. الحديث: 4841 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 453 الْغَرْزِ، وَاسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ قَائِمَةً، أَهَلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ " (1) 4843 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرَةِ، وَكَانَ يَدْخُلُ مَكَّةَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا، وَيَخْرُجُ مِنَ الثَّنِيَّةِ السُّفْلَى " (2) 4844 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا طَافَ بِالْبَيْتِ الطَّوَافَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر. وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/38 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد. وأخرج ابن أبي شيبة 4/28، ومسلم (1187) (27) ، وابن ماجه (2916) ، والدارمي 2/71، والبغوي في "شرح السنة" (1868) من طرق، عن عبيد الله، وانظر (4570) ، وسيأتي برقم (4935) (4947) . والغرز: قال ابن الأثير: ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب، وقيل: هو الكور مطلقاً، مثل الركاب للسرج. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 5/71، والبغوي (1895) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. دون قوله: كان يخرج من طريق الشجرة. وقد سلف برقم (4625) . الحديث: 4843 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 454 الْأَوَّلَ خَبَّ ثَلَاثَةً، وَمَشَى أَرْبَعَةً " (1) 4845 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا (2) مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا بِعُقُلِهَا أَمْسَكَهَا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَطْلَقَ عُقُلَهَا ذَهَبَتْ " (3) 4846 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي قُبَاءً رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي. وأخرجه ابن ماجه (2950) ، والبيهقي 5/83 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4618) . (2) لفظ: "إنما" لم يرد في (ظ 14) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال " (323) من طريق أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4665) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه بنحوه الحاكم 1/487 من طريق - جرير بن عبد الحميد، عن يحيى، به. ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر الاختلاف إلى قُباء راكباً وماشياً، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، ووافقه الذهبي.= الحديث: 4845 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 455 4847 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْمَغْرِبِ وِتْرُ النَّهَارِ، فَأَوْتِرُوا صَلَاةَ اللَّيْلِ " (1)   =وأخرجه مسلم (1399) (519) وابن حبان (1630) من طريق إسماعيل بن جعفر، ومسلم (1399) (520) و (521) من طريق سفيان بن عيينة، وابنُ حبان (1629) من طريق الحسن بن صالح بن حي، ثلاثتهم عن عبد الله بن دينار، به. وعند سفيان زيادة: يأتيه كل سبت. وقد سلف برقم (4485) . (1) رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان الأزدي. وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 2/282 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4675) ، والنسائي في "الكبر" (1382) ، وابن عدي في "الكامل " 5/1837 من طرق، عن هشام، به. وأخرجه عبد الرزاق (4676) ، وابنُ عدي في "الكامل " 5/1837، والطبراني في "الأوسط " (965) من طرق، عن ابن سيرين، به. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/282 من طريق خالد السلمي، والنسائي في "الكبرى" (1383) من طريق الأشعث بن عبد الملك، كلاهما عن محمد بن سيرين، مرسلاً. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/348 من طريق مالك بن سليمان الهروي، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، مرفوعاً. قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، تفرد به مالك بن سليمان. وذكر الدارقطني في" العلل " 4/ورقة 76 أن معن بن عيسى والقعنبي قد روياه عن مالك موقوفاً. ورواه بنحوه موقوفاً ابن أبي شيبة 2/282 من طريق حبيب - وهو ابن أبي ثابت -، عن ابن عمر. الحديث: 4847 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 456 4848 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (1) 4849 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ صُبَيْحٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا أُصَلِّي إِلَى الْبَيْتِ، وَشَيْخٌ إِلَى جَانِبِي (2) ، فَأَطَلْتُ الصَّلَاةَ، فَوَضَعْتُ يَدَيَّ عَلَى خَصْرِي، فَضَرَبَ الشَّيْخُ صَدْرِي بِيَدِهِ ضَرْبَةً (3) لَا يَأْلُو، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا رَابَهُ مِنِّي؟ فَأَسْرَعْتُ الِانْصِرَافَ، فَإِذَا غُلَامٌ خَلْفَهُ قَاعِدٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الشَّيْخُ؟ قَالَ:   =وسيأتي برقم (5549) ، وانظر (4492) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وأخرجه أبو يعلى (5620) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (438) من طريق المعتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان، به. وأخرجه الشافعي في "مسنده " 1/193 (بترتيب السندي) ، والحميدي (629) ، وابنُ أبي شيبة 14/248، ومسلم (749) (146) ، وابنُ ماجه (1320) ، وأبو يعلى (5618) ، وابنُ خزيمة (1072) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/278، وابن حبان (2620) من طريقين، عن طاووس، به. وقد سلف برقم (4492) ، وسيأتي برقم (5937) . (2) في (ظ 14) : وشيخنا إلى جنبي. (3) في هامش (س) و (ص) : فضرب الشيخ يدي ضربة. الحديث: 4848 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 457 هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَجَلَسْتُ حَتَّى انْصَرَفَ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا رَابَكَ مِنِّي؟ قَالَ: أَنْتَ هُوَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " ذَاكَ الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُ " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. سعيد بن زياد الشيباني، وثقه ابن معين والعجلي، وقال ابن معين مرة: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: لا يحتج به، ولكن يعتبر به، لا أعرفُ له إلا حديث التصليب، وبقية رجاله ثقات. يزيد: وابن هارون. وأخرجه النسائي في "المجتبي" 2/127، والبيهقي/288 من طريقين، عن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5836) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1219) (1220) ، ومسلم (545) (46) ، وسيرد 2/331 و399، ولفظه عند البخاري: نُهي عن الخصر في الصلاة. وآخر من حديث عائشة موقوفاً عند البخاري (3458) ، ولفظه: كانت تكره أن يجعل المصلي يده في خاصرته، وتقول: إن اليهود تفعله. وهذا الحديث يبين علة النهي، وهي التشبه باليهود. قال السندي: قوله: لا يألو، أي: لا يقصر في شدته. وقوله: حتى انصرف،، أي: من صلاته، يدل على أنه ضربه وهو في الصلاة، كما أن المضروب كان في الصلاة. الصلب في الصلاة، أي: التشبه بالمصلوب. وفي "المجمع": أي: شبه الصلب، لأن المصلوب يمد باعه على الجذع، وهيئة الصلب في الصلاة أن يضع يديه على خاصرتيه، ويجافي بين عضديه في القيام. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 458 4850 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ (1) بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ عَرَفَةَ، مِنَّا الْمُكَبِّرُ وَمِنَّا الْمُهِلُّ أَمَّا (2) نَحْنُ فَنُكَبِّرُ "، قَالَ: قُلْتُ: الْعَجَبُ لَكُمْ، كَيْفَ لَمْ تَسْأَلُوهُ كَيْفَ صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) 4851 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، (4) أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ وَبَرَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الذِّئْبِ لِلْمُحْرِمِ "، يَعْنِي: وَالْفَأْرَةَ، وَالْغُرَابَ، وَالْحِدَأَ (5) ، فَقِيلَ لَهُ: فَالْحَيَّةُ   (1) في (م) : عمرو، وهو خطأ. (2) في (ظ 14) : فأما. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه المزى في "تهذيب الكمال " 21/300 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1284) (273) من طريق يزيد بن هارون، به. وقد سلف برقم (4458) . قوله: "كيف صنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قال السندي: أي: هل كان يكبر أو يلبي أو يجمع بينهما؟ وقد سبق تحقيق أنه كان يجمع بينهما ولكن كان غالب حاله التلبية. (4) في (ق) و (ظ 1) وهامش) (س) و (ص) : يزيد بن هارون. (5) في (ق) و (ظ 1) : الحدأة، وفي (ن) : الحداء. الحديث: 4850 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 459 وَالْعَقْرَبُ؟ فَقَالَ: قَدْ كَانَ يُقَالُ ذَاكَ (1) 4852 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ أَبَّرَهَا صَاحِبُهَا، فَخَاصَمَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ الثَّمَرَةَ لِصَاحِبِهَا الَّذِي أَبَّرَهَا، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي " (2)   (1) إسناده حسن، وقد سلف الكلام عليه برقم (4737) . يزيد: هو ابن هارون، ووبرة: هو ابن عبد الرحمن المُسلي. وأخرجه البيهقى 5/210 من طريق مالك بن يحيى، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع كما يأتي بيانه، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/26 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (14621) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (4993) من طريق مطر الوراق، والترمذي في "العلل الكبير" 1/498، وابن عدي في "كامله " 2/630، والبيهقي في "السنن" 5/325 من طريق قتادة، كلاهما عن عكرمة بن خالد، به. وقال البيهقي: وهذا منقطع، وقد رُوي عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن عكرمة بن خالد، عن الزهري، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكأنه أراد حديث الزهري عن سالم، عن أبيه.= الحديث: 4852 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 460 4853 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، (1) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَادِيَةَ قَالَ: لَقِيتُ ابْنَ عُمَرَ - قَالَ إِسْحَاقُ: - فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ عُمَانَ، قَالَ: مِنْ أَهْلِ عُمَانَ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَفَلَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: عُمَانُ، يَنْضَحُ بِجَانِبِهَا - وَقَالَ إِسْحَاقُ: بِنَاحِيَتِهَا - الْبَحْرُ، الْحَجَّةُ مِنْهَا أَفْضَلُ مِنْ حَجَّتَيْنِ مِنْ غَيْرِهَا " (2)   =قلنا: قد أخرجه من طريق الدستوائي بزيادة الزهرىَّ في إسناده الترمذي في "العلل الكبير" 1/499، والنسائي في "الكبرى" (4994) . وقال أبو حاتم في "العلل" 1/377: كنت أستحسنُ هذا الحديث من ذا الطريق (يعني طريق عكرمة عن ابن عمر) حتى رأيتُ من حديث بعض الثقات عن عكرمة بن خالد، عن الزهري، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا الحديث قد عاد إلى الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد سلف برقم (4502) . قوله: قد أبرها: بالتخفيف أو التشديد، قاله السندي. (1) تحرف في (م) إلى: الحريث. (2) إسناده ضعيف. الحسن بن هادية: هو من أهل عُمان، ترجمه الحافظ في "التعجيل " ص 95، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/307، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 3/40، انفرد بالرواية عنه الزبير بن الخرِّيت، وليس له إلا هذا الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات " 4/123-124، ولم يؤثر توثيقه عن= الحديث: 4853 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 461 4854 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ خَيْبَرَ إِلَى أَهْلِهَا بِالشَّطْرِ، فَلَمْ تَزَلْ مَعَهُمْ حَيَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّهَا "، وَحَيَاةَ أَبِي بَكْرٍ، وَحَيَاةَ عُمَرَ، حَتَّى بَعَثَنِي عُمَرُ لِأُقَاسِمَهُمْ، فَسَحَرُونِي فَتَكَوَّعَتْ يَدِي فَانْتَزَعَهَا عُمَرُ مِنْهُمْ " (1)   =أحد غيره، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، يزيد: هو ابن هارون، وإسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع. وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/335 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/307 من طريقين، عن جرير، به. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/217، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! وقد خفي موضعه فيه على الشيخ أحمد شاكر، فقال: لم يذكره صاحب "مجمع الزوائد"! قال السندي: قوله: الحجةُ منها أفضل ... : يحتمل أن يكون ذلك لأنها أبعد البلاد الإسلامية يومئذ، والأجر بقدر المشقة، وعلى هذا فمن كان أبعد داراً منهم فهو أكثر أجراً. (1) إسناده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطأة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف نحوه بإسناد حسن في "مسند عمر بن الخطاب " رقم (90) ، لكن فيه: فعُدي علي تحت الليل، وأنا نائم على فراشي، ففدعت يداي من مرفقي. وروى نحوه البخاري (2730) من طريق مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وفيه: فعُدي عليه من الليل، ففُدعت يداه ورجلاه ... = الحديث: 4854 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 462 4855 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ بَرِيرَةَ، فَأَبَى أَهْلُهَا أَنْ يَبِيعُوهَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ وَلَاؤُهَا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَرِيهَا فَأَعْتِقِيهَا فَإِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ " (1) 4856 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، قَالَ: وَجَدَ ابْنُ عُمَرَ الْقُرَّ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَقَالَ: أَلْقِ عَلَيَّ ثَوْبًا، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَأَخَّرَهُ وَقَالَ: " تُلْقِي عَلَيَّ ثَوْبًا قَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   =قال الخطابي كما في "الفتح" 5/328: كأن اليهود سحروا عبد الله فالتوت يداه ورجلاه، كذا قال، ويحتمل أن يكونوا ضربوه، ويؤيده تقييده "بالليل " في هذه الرواية. قال الشيخ أحمد شاكر: لعل كلمة "فسحروني " وهم أو خطا من الحجاج بن أرطاة. وانظر (4732) . قال السندي: قوله: فتكوَّعت يدي: تعوًجت من الكوع، وهو رأس اليد مما يلي الإبهام. فانتزعها، أي: خيبر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (6759) و (2156) من طريقين، عن همام، به. وقد سلف مختصراً برقم (4817) . الحديث: 4855 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 463 أَنْ يَلْبَسَهُ الْمُحْرِمُ " (1) 4857 - حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَسْأَلُهُ: هَلْ كَانَتِ الدَّعْوَةُ قَبْلَ الْقِتَالِ؟ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنَّ ذَاكَ كَانَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ " وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَغَارَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ، فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَسَبَى سَبْيَهُمْ وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ ابْنَةَ الْحَارِثِ " وَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو داود (1828) من طريق أيوب، عن نافع، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5198) و (6266) . وقد سلف مطولاً برقم (4482) . القُر: البرد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاذ: هو ابن معاذ بن نصر العنبري، وابن عون: هو عبد الله البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 12/365 و14/427، والبخاري (2541) ، ومسلم (1730) ، والبيهقي في "السنن" 9/79 و107، وفي "المعرفة" (18012) من طرق، عن ابن عون، به. وسيأتي برقم (4873) و (5124) . وفي اشتراط الدعاء قبل القتال خلاف، فذهب طائفة منهم عمر بن عبد العزيز= الحديث: 4857 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 464 4858 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ بِمِنًى فَصَلَّوْا صَلَاةَ الْمُسَافِرِ " (1) 4859 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ شَجَرَةٍ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، فَمَا هِيَ؟ " قَالَ: فَقَالُوا: وَقَالُوا: فَلَمْ يُصِيبُوا،   إلى اشتراط الدعاء إلى الإسلام قبل القتال، وذهب الأكثر إلى أن ذلك كان في بدء الأمر، قبل انتشار دعوة الإسلام، فإن وُجد من لم تبلغه الدعوة، لم يُقاتل حتى يُدعى، نصَّ عليه الشافعي، وقال مالك: من قربت داره قوتل بغير دعوة، لاشتهار الإسلام، ومن بعدت داره فالدعوة أقطع للشك. قاله الحافظ في "الفتح" 6/108. وقال السندي: قوله: هل كانت الدعوة؟ أي: إلى الإسلام. قبل القتال، أي: واجبة قبل القتال، بحيث إنه لا يجوز لهم أن يقاتلوا قبلها. إن ذاك، أي: وجوب الدعوة كان في أول الإسلام، ثم نُسخ حين اشتهر أمرُ الإسلام. غارُّون: بتشديد الراء، أي: غافلون. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حفص بن عاصم: هو ابن عمر بن الخطاب. وأخرجه الطيالسي (1947) ، ومسلم (694) (18) ، وأبو عوانة 2/338، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/417، من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5041) وانظر (4533) . الحديث: 4858 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 465 وَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ النَّخْلَةُ " (1) 4860 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي اللَّيْلَ (2) مَثْنَى مَثْنَى، ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ كَأَنَّ الْأَذَانَ أَوِ الْإِقَامَةَ (3) فِي أُذُنَيْهِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6122) عن آدم بن أبي إياس، وابن منده في "الإيمان " (190) ما طريق شبابة بن سوار، كلاهما عن شعبة، به. وأخرجه البخاري (6122) عن آدم، وابن منده (190) من طريق شبابة بن سوار، كلاهما عن شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن ابن عمر، به، مثله. وزاد: فحدثت به عمر، فقال: لو كنت قلتها، لكان أحب إلي من كذا وكذا. وقد سلف برقم (4599) . (2) في (ق) و (ظ 1) : الليلة. (3) كذا في (ظ 14) ، وهو الموافق لمصادر التخريج وللرواية الآتية برقم (5490) ، ووقع في بقية النسخ: والإقامة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه أبو عوانة 2/334 من طريقين، عن شعبة، به. وأخرجه البخاري (995) من طريق حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين، به. وانظر (4492) .= الحديث: 4860 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 466 4861 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَبِي حَنْظَلَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: " الصَّلَاةُ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ " فَقَالَ: إِنَّا آمِنُونَ لَا نَخَافُ أَحَدًا، قَالَ: " سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 4862 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: {يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] ، " لِعَظَمَةِ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى إِنَّ الْعَرَقَ لَيُلْجِمُ الرِّجَالَ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ " (2)   =قوله: ثم يقوم، أي: إلى صلاة الركعتين قبل الفجر، كما جاء مصرحاً به في " صحيح " البخاري. وقوله: كأن الأذان أو الإقامة في أذنيه. وقع في "صحيح " البخاري: وكأن الأذان في أذنيه، قال الحافظ في "الفتح" 2/487: قوله: بأذنيه، أي: لقُرب صلاته من الأذان، والمرادُ به هنا الإقامة، فالمعنى أنه كان يُسرع بركعتي الفجر إسراع من يسمعُ إقامة الصلاة خشية فوات أول الوقت، ومقتضى ذلك تخفيفُ القراءة فيهما. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل أبي حنظلة، وقد سلف الكلام عليه برقم (4704) . يزيد: هو ابن هارون، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد. (2) حديث صحيح، محمد بن إسحاق - وإن كان مدلساً وقد عنعن -، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ونافع: هو مولى= الحديث: 4861 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 467 4863 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، (1) عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (2) 4864 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَلِيبِ يَوْمَ   =ابن عمر. وأخرجه الطبري في "تفسيره " 30/93 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري 30/92 و93 من طريقين عن محمد بن إسحاق، به. ولّد سلف بنحوه برقم (4613) . (1) في (م) : عمر، وهو خطأ. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو - وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي -، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث. وهو في "الأشربة" للمصنف " (7) . وأخرجه ابن ماجه (3390) ، والنسائي في "الكبرى" (5210) ، وفي "المجتبي" 8/325، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/215 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4645) . الحديث: 4863 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 468 بَدْرٍ فَقَالَ: " يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ، (1) هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ أَمَا وَاللهِ إِنَّهُمُ الْآنَ لَيَسْمَعُونَ كَلَامِي "، قَالَ يَحْيَى: فَقَالَتْ عَائِشَةُ: غَفَرَ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ وَهِلَ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ الْآنَ أَنَّ الَّذِي كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقًّا (2) "، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] و {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22] " (3)   (1) في (ظ 14) : يا فلان بن فلان. (2) في (ظ 14) و (م) وهامش (س) : حقاً. (3) إسناده حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، وأخرج له الشيخان، أما البخاري، فمقروناً بغيره، وتعليقاً، وأما مسلم، فمتابعة، وروى له الباقون، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون. وسيأتي نحوه بإسناد صحيح برقم (4958) (6145) . قال السندي: قوله: يا فلان، يا فلان، أي: وعدد هكذا أسماءهم، ولذلك قال: هل وجدتم بالجمع. إنه وهل، ضبط بفتح الهاء، وقال بعضهم: بفتح الهاء ويجوز كسرها، أي: غلط، وذهب وهمه إلى خلاف الواقع قلت: وظاهر "المشارق " أن وهل بمعنى غلط، بالفتح، وأن الغلط وذهاب الوهم شيء واحد، لكن ظاهر "الصحاح" و"القاموس " أنهما معنيان، وأنه يقال: وهل في الشيء وعن الشيء، بالكسر: إذا غلط وسها. ووهل إلى الشيء، بالفتح: إذا ذهب وهمك إليه، وأنت تريد غيره. قلنا: إنكار عائشة إسماع الموتى مطلقاً مستند إلى أنها حملت المراد من الآيتين على الحقيقة.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 469 4865 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، (1) عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرٍ فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا لَيُعَذَّبُ الْآنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ: غَفَرَ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ وَهِلَ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ   =أما إذا حُملت الآيتان على المجاز، يعني: تشبيه الكفار الأحياء بالموتى، فلا يبقى فيهما دليل على ما ذهبت إليه عائشة رضي الله عنها. وابن عمر لم ينفرد بهذا اللفظ، بل تابعه عليه عمر بن الخطاب كما سلف برقم (182) ، ووافقهما عليه أبو طلحة كما عند البخاري (3976) ، وعبد الله بن مسعود عند الطبراني (10320) بإسناد صحيح. وسيدان عند الطبراني أيضاً (6715) . ثم إن عائشة روت نحو لفظ ابن عمر، كما سيرد 6/170، بلفظ: "ما أنتم بأفهم لقولي منهم " فإن كان محفوظاً، فكأنها رجعت عن الإنكار. وقد قبل الجمهور حديث ابن عمر، لأنه - كما قال الإسماعيلي فيما نقله الحافظ في "الفتح" 7/304- لا سبيل إلى رد رواية الثقة إلا بنص مثله يدل على نسخه أو تخصيصه أو استحالته، فكيف والجمع بين الذي أنكرته وأثبته غيرها ممكن، لأن قوله تعالى: (إنك لا تسمع الموتى) لا ينافي قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنهم الآن يسمعون "؟ لأن الإسماع هو إبلاع الصوت من المسمع في أذُن السامع، فالله تعالى هو الذي أسمعهم لأن أبلغهم صوت نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وانظر فضل بيان في هذه المسألة في "الفتح" 3/234-235 و7/303، و"البدايهّ والنهاية" 3/292-293. (1) في (م) : عمر، وهو خطأ. الحديث: 4865 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 470 أُخْرَى} [الأنعام: 164] ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذَا لَيُعَذَّبُ الْآنَ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه بتمامه الترمذي (1004) من طريق عباد بن عباد، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 3/389، والبخاري (1286) ، ومسلم (928) (22) (23) ، وابنُ حبان (3136) ، والطبراني في "الكبير" (13081) و (13087) و (13088) و (13299) ، والبيهقي في "السنن" 4/73، والخطيب في "تاريخه " 4/385 من طرق، عن ابن عمر، به. وقد سلف برقم (288) ، وسيأتي (4959) (5262) (6182) ، وانظر (6195) . وفي الباب عن عمر سلف برقم (180) . وعن المغيرة بن شعبة، سيرد 4/245. وعن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/414. وعن سمرة بن جندب، سيرد 5/10. وتعذيبُ الميت ببكاء أهله عليه ثابت بالأسانيد الصحيحة، فلا يمكن القول بأنه مما غلط فيه عمر وابنه عبد الله، ثم إن عائشة ردها الحديث توهمت تعارضاً بينه وبين الآية، ولا منافاة بينها إذا حمل على أنه رضي ببكائهم، أو أمرهم به، ولهذا قيده الإمام البخاري في ترجمته للباب بقوله: إذا كان النوح من سنته، فإن ثم يكن من سنته، وكما قالت عائشة رضي الله عنها: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ، وإلى هذا أيضاً ذهب ابن المبارك، فقال: إذا كان ينهاهم في حياته، ففعلوا شيئا من ذلك بعد وفاته ثم يكن عليه شيء. وقد اختلف العلماء في مسألة تعذيب الميت بالبكاء عليه، وقد سرد الحافظ= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 471 4866 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ صَفَّقَ الثَّالِثَةَ، وَقَبَضَ إِبْهَامَهُ ". فَقَالَتْ عَائِشَةُ: غَفَرَ اللهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّهُ وَهِلَ، إِنَّمَا هَجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ شَهْرًا، فَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ نَزَلَتْ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ (1) ؟ فَقَالَ: " إِنَّ الشَّهْرَ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ " (2)   =أقوالهم في "الفتح" 3/153 وما بعدها. قال السندي: قوله: وأهله يبكون: الجملة حال، والمعنى أنه معذب بذنوبه، وإن بكاء الأهل مقارن لتعذيبه، وقد جاء أنها حلفت على أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قال ذلك، ففيه جواز الحلف بالظن. (1) عبارة "فقالوا: يا رسول الله إنك نزلت لتسع وعشرين " لم ترد في (ظ 14) . (2) المرفوع منه صحيح، وهذا إسناد حسن. محمد: هو ابن عمرو بن علقمة الليثي، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، وهو صدوق حسن الحديث، حديثه عند الشيخين مقرون. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن أبي شيبة (دون استدراك عائشة) 3/85 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5182) . وانظر (4488) . وسيأتي في "مسند عائشة" 6/51 و243.= الحديث: 4866 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 472 4867 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَالِمٍ الْبَرَّادِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ ". فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْقِيرَاطُ؟ قَالَ: " مِثْلُ أُحُدٍ " (1) 4868 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَنْهَى النَّاسَ إِذَا أَحْرَمُوا عَمَّا يُكْرَهُ لَهُمْ: (2) " لَا تَلْبَسُوا الْعَمَائِمَ، وَلَا الْقُمُصَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا الْخُفَّيْنِ إِلَّا أَنْ يُضْطَرَّ مُضْطَرٌّ إِلَيْهِمَا، (3) فَيَقْطَعَهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا   =قلنا: ولفظ ابن عمر هذا يوهم أن الشهر تسع وعشرون فقط، وهذا هو الذي سوغ لعائشة الإنكار عليه، لكن ثبت عن ابن عمر كما سيأتي برقم (5017) : أنه نقل عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن الشهر يكون تارة تسعاً وعشرين، وتارة ثلاثين كما تقول عائشة رضي الله عنها، قال السندي في حاشيته على "المسند": لا منافاة بين هذا وبين رواية ابن عمر، لكون القضية في روايته مهملة. وانظر (4488) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير سالم البراد، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. لكن في هذا الإسناد علة ذكرناها عند الحديث (4650) ، فانظره. (2) لفظ: "لهم " لم يرد في (ظ 14) . (3) لفظ: "إليهما" لم يرد في (ظ 14) . الحديث: 4867 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 473 ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ، وَلَا الزَّعْفَرَانُ " قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَنْهَى النِّسَاءَ عَنِ الْقُفَّازِ وَالنِّقَابِ، وَمَا مَسَّ الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ مِنَ الثِّيَابِ (1) 4869 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَصْلُحُ بَيْعُ الثَّمَرِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ صَلَاحُهُ " (2) 4870 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:   (1) حديث صحيح. محمد بن إسحاق - وان كان مدلساً، وقد عنعن -، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3661) من طريق عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن نافع، به. وقد سلف برقم (4482) ، وسلف النهيُ عن الانتقاب ولبس القفازين للمرأة المحرمة برقم (4740) . وسيأتي بإسناد صحيح برقم (6003) . (2) حديث صحيح وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو ابن علقمة الليثي، وبقيهّ رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه عبد بن حميد في "منتخب مسنده " (737) ، وأبو يعلى (5528) من طريقين، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4493) . الحديث: 4869 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 474 كُنَّا مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ، فَمَرَّ بِمَكَانٍ فَحَادَ عَنْهُ، فَسُئِلَ لِمَ فَعَلْتَ؟ فَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ هَذَا فَفَعَلْتُ " (1) 4871 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ يَحْيَى، أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لَهُ فِي الْفِتْنَةِ: لَا تَرَوْنَ الْقَتْلَ شَيْئًا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلثَّلَاثَةِ: " لَا يَنْتَجِي اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا " (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سفيان بن حسين، وهو الواسطي، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري تعليقاً، ومسلم فى المقدمة، وهو ثقة. الحكم: هو ابن عتيبة، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه البزار (128) (زوائد) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/174، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله موثقون. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الذي رواه عن يحيى، ولجهالة حال يحيى بن حبَّان، فلم يرو عنه سوى ابنه محمد. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه الحميدي (647) عن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، أن ابن عمر قال ليحيي بن حبان: أما ترون القتل شيئاً، وقد قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يتناجى اثنان دون الثالث "، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني (13104) من طريق سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن ابن عمر، فذكر حديث الحميدي دون لفظ: أما ترون القتل شيئاً؟ = الحديث: 4871 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 475 4872 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: بَيْنَمَا عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ يَقُصُّ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَشَاةٍ بَيْنِ (1) رَبِيضَيْنِ إِذَا أَتَتْ هَؤُلَاءِ نَطَحْنَهَا، وَإِذَا أَتَتْ هَؤُلَاءِ نَطَحْنَهَا " (2) . فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَيْسَ كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَشَاةٍ بَيْنَ غَنَمَيْنِ " قَالَ: فَاحْتَفَظَ الشَّيْخُ وَغَضِبَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ اللهِ قَالَ: أَمَا إِنِّي لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ لَمْ أَرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْكَ (3)   =قال السندي: قوله: لا يرون القتل شيئاً، أي: أهل الفتنة يقتل بعضهم بعضاً، ولا يبالون بذلك، يقول ذلك تعجباً منهم، ثم ذكر الحديث تعظيما لحرمة المؤمن، حيث لا يجوز أن يحزنه الإنسان بأدنى فعل، فكيف قتلُه وإهراق دمه. والله تعالى أعلم. (1) في (م) : من بين. (2) عبارة: "وإذ أتت هؤلاء نطحنها" ليست في (م) . (3) إسناده ضعيف. المسعودي، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة، اختلط، وسماع يزيد منه - وهو ابن هارون - بعد الاختلاط. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين - أبو جعفر محمد بن علي: هو الباقر. وأخرجه بنحوه الطيالسي (1802) عن المسعودي به. والطيالسي سمع من المسعودي بعد الاختلاط. وسيأتي المرفوع منه من حديث ابن عمر بإسناد صحيح برقم (5079) و (5790) و (6298) ، وسيأتي مع قصة عبيد بن عمير، برقم (5359) و (5546) و (5610) .= الحديث: 4872 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 476 4873 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، قَالَ: (1) كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَسْأَلُهُ: مَا أَقْعَدَ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْغَزْوِ، وَعَنِ (2) الْقَوْمِ إِذَا غَزَوْا، بِمَا يَدْعُونَ الْعَدُوَّ قَبْلَ أَنْ يُقَاتِلُوهُمْ؟ وَهَلْ يَحْمِلُ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ فِي الْكَتِيبَةِ بِغَيْرِ إِذْنِ إِمَامِهِ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ قَدْ كَانَ يَغْزُو وَلَدُهُ، وَيَحْمِلُ عَلَى الظَّهْرِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِنَّ أَفْضَلَ الْعَمَلِ بَعْدَ الصَّلَاةِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، وَمَا أَقْعَدَ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْغَزْوِ إِلَّا وَصَايَا لِعُمَرَ، وَصِبْيَانٌ صِغَارٌ وَضَيْعَةٌ كَثِيرَةٌ، " وَقَدْ أَغَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ   =قوله: بين ربيضين: في "الصحاح ": الربيض: الغنم برعاتها المجتمعة في مربضها. قوله: نطحنها: ضبطه بعضهم بصيغة جمع الإناث، وفي بعضها بصيغة الإفراد مع التأنيث، وعلى التقدير فضمير الفاعل للربيض. قوله: بين غنمين، أي: جماعتين من الغنم، قيل: هذا من باب تثنية الجمع بتأويل الجماعة. والغنم: مفرد لفظاً. قوله: فاحتفظ، أي: غضب، قاله السندي. قلنا: عبيد بن عمير هو ابن قتادة، أبو عاصم المكي، تابعي ثقة، كان يقص، وهو من أبلغ الناس، ويختلف ابن عمر إلى حلقته، وقد روى الحديث هنا مرسلاً، فأثبته ابن عمر متصلاً، وخالفه في لفظه وإن كان المعنى واحداً، وهذا من شدة تحري ابن عمر ودقته. وانظر (5546) . (1) في (ظ 14) : قال ابن عون. (2) في الأصول: أو عن، والمثبت من هامشي (س) و (ص) . الحديث: 4873 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 477 يَسْقُونَ عَلَى نَعَمِهِمْ، فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ، وَسَبَى سَبَايَاهُمْ، وَأَصَابَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ " قَالَ: فَحَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ ابْنُ عُمَرَ، وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ، وَإِنَّمَا كَانُوا يُدْعَوْنَ (1) فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ فَلَا يَحْمِلُ عَلَى الْكَتِيبَةِ إِلَّا بِإِذْنِ إِمَامِهِ (2) 4874 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا (3) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، إِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ غَيْرُهُمْ " قَالَ: وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْلُفَ   (1) ضبطت في (س) يُدعون بالبناء للمفعول، وكلاهما صحيح. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن عون: هو عبد الله البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (8585) من طريق يزيد بن زريع، عن ابن عون، به. وقد سلف برقم (4857) . قال السندي: قوله: وهل يحمل الرجل: أي: يقاتل العدو. في الكتيبة: أي في العسكر. يغزو ولده: الظاهر رفع الولد على الفاعلية. ويحمل: أي: يحملهم، أي: الولد على الظهر. وإنما كانوا يدعون: على بناء المفعول والضمير للكفرة، أو بناء الفاعل والضمير للمسلمين. (3) في (ظ 14) : حدثنا. الحديث: 4874 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 478 الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي مَجْلِسِهِ وَقَالَ: " إِذَا رَجَعَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1) 4875 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهِ " (2)   (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق، مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. والقسم الأول منه سلف برقم (4450) . والقسم الثاني منه أخرجه البزار (2016) (زوائد) من طريق محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/61، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله ثقات، إلا أن ابن إسحاق مدلس. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند عبد الرزاق (19792) ، ومسلم (2179) ، سيرد 2/283. وآخر من حديث وهب بن حذيفة عند الترمذي (2751) ، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وثالث من حديث أبي بكرة عند ابن أبي شيبة 8/584 - 585 - قال السندي: قوله: أن يخلف: بخاء معجمة كينصر، أي: أن يجلس في مجلسه عقبه، ولع هذا إذا ظهر أنه يرجع إلى مكانه، وإنما قام لحاجة. والله تعالى أعلم. (2) ضعيف مرفوعاً، والصحيح وقفه كما سلف برقم (4741) . الحديث: 4875 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 479 4876 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ نَافِعٍ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَاهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ عَلَى أَحَدٍ فِي قَتْلِهِنَّ: الْغُرَابُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " (1) 4877 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِبْلَةِ نُخَامَةً، فَأَخَذَ عُودًا أَوْ حَصَاةً فَحَكَّهَا بِهِ، (2) ثُمَّ قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقْ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " (3) 4878 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ،   (1) حديث صحيح، محمد - وهو ابن إسحاق - مدلس، وقد عنعن، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (1199) (78) عن فضل بن سهل، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4461) . (2) في (ق) : بها. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد - وهو ابن إسحاق -، وهو - وإن كان مدلساً وعنعنه - قد صرح بالسماع فيما يأتي برقم (6306) ، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (4509) . الحديث: 4876 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 480 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوِتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (1) 4879 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ " (2) 4880 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، (3) فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللهِ تَعَالَى، وَبَرِئَ اللهُ تَعَالَى مِنْهُ، وَأَيُّمَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان الأزدي، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه عبد الرزاق (4675) عن هشام، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4676) من طريق أيوب، عن ابن سيرين، به. وسلف بنحوه برقم (4492) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن لولا عنعنة محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان " 1/279 من طريق يونس بن عبيد، عن نافع، بهذا الإسناد، وسيأتي برقم (6070) . وقد سلف برقم (4804) ، وانظر (4743) . (3) في هامش (س) و (ص) : يوماً. نسخة. الحديث: 4879 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 481 أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللهِ تَعَالَى " (1)   (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي بشر، قال ابنُ أبي حاتم في "العلل" (1174) : لا أعرفه، وقال في "الجرح والتعديل " 9/347: سئل يحيى بن معين عن أبي بشر الذي يحدث عن أبي الزاهرية الذي روى عنه أصبغ بن زيد، فقال: لا شيء. ونقله عنه الذهبي في "الميزان " 4/495، والحسيني في "الإكمال " ص 490-495، والحافظ ابن حجر في "اللسان " 7/14، وفي "التعجيل " ص 469، وزادة ووهم من قال: إنه أبو بشر المؤذن الذي أخرج له أبو داود في "المراسيل " وقد فرَّق بينهما غير واحد. قلنا: فما ورد في "القول المسدَّد" ص 22 تحت قول: تنبيه، وفيه: "أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية من رجال الشيخين " إنما هو وهم من الحافظ رحمه الله، ولم يذكر ذلك في كلامه عن الحديث في كتابه "النكت على ابن الصلاح " 1/452-454، وقد ذكر الإمام الذهبي كلاً على حدة في كتابه "ميزان الاعتدال " أصل كتاب الحافظ " لسان الميزان "، ولذا قطعنا أن كلامه في "القول المسدد" ذهول منه، لما مر عنه خلافه. لكن الشيخ أحمد شاكر أخذ بما ورد في "التنبيه " على الرغم من أنه خلاف قول الحافظ في "اللسان " و"التعجيل "، ثم ذهب - رحمه لله - إلى أن الحافظ حين يؤلف "التهذيب " و"لسان الميزان " يتأثر بالمؤلِّفَين الأصليين الحافظين فقد يخطئ فى تقليدهما أما حين يكتب مستقلا فإنه يكتب عن ثقة بنفسه ويعرف ما يقول! وهذا القول لا يليق بحق الحافظ أبدا، وفيه نوع من الطعن فى علمه ونقده ودرايته وتشكيك فى كتابيه "تهذيب التهذيب" و"لسان الميزان" وما كان للشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - أن يقول ذلك لمجرد أنه وجد عبارة تُوافق ما ذهب إليه، وهي لا تصح عند البحث العلمى الدقيق، ثم إننا وجدنا الشيخ أحمد شاكر يناقض نفسه في مواضع أخرى، ففي تعليقه= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 482 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =على الحديث (4957) رد ما قاله الحافظ ابن حجر، لأنه من عنده لا من عند الحافظ المزي، فتأمل!! وأبو بشر هذا نسبه البخاري وابنُ أبي حاتم بصاحب القرى، ونسبه الحافظ المزي في شيوخ أصبغ بن زيد، وفي الرواة عن أبي الزاهرية: الأملوكي، وعنه أخذ الهيثمي في "المجمع" 4/100، فظن الشيخ أحمد شاكر أنها من اختراع الهيثمي ليست في شيء من المصادر! وأصبغ بن زيد وثقه ابن معين، وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس، وقال أبو زرعة: شيخ، وقال ابن سعد: كان ضعيفاً في الحديث، وقال ابن حبان في "المجروحين " 1/174: يخطىء كثيراً، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد. وأورد ابن عدي هذا الحديث ضمن عدة أحاديث في " الكامل " 1/400، ثم قال: وهذه الأحاديث لأصبغ غير محفوظة، يرويها عنه يزيد بن هارون، ولا أعلم روى عن أصبغ هذا غير يزيد بن هارون. وبقية رجال الإسناد ثقات، غير أن في الإسناد اضطراباً يأتي ذكره. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/104، وأبو يعلى (5746) ، وابن عدي في "الكامل " 1/399، وأبو نعيم في "الحلية" 1/106 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/11-12 من طريق عمرو بن الحصين، عن أصبغ بن زيد، به، وسكت عنه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: عمرو تركوه، وأصبغُ فيه لين. (وقد سقط من إسناد المطبوع: حدثنا أبو بشر) . وأخرجه البزار (1311)) زوائد (من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، إلا أن فيه عمرو بن دينار بدل كثير بن مرة، وهذا اضطراب في الإسناد، لاختلاف المخرج مع اتحاد السند. وأورده الهيثمي فى "المجمع" 4/100، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 483 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =والطبراني في "الأوسط'، وفيه أبو بشر الأملوكي، ضعفه ابن معين. وأورده ابنُ أبي حاتم في "العلل" (1174) ، وقال: قال أبي: هذا حديث منكر، وأبو بشر لا أعرفه. وأورده ابنُ الجوزي في "الموضوعات " 2/242، فرد عليه الحافظ العراقي - كما في "القول المسدد" ص 7- بقوله: وفي كونه موضوعاً نظر، فإن أحمد وابن معين والنسائي وثقوا أصبغ، وقد أورد الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" هذا الحديث من طريق أصبغ. وقال الحافظ في "القول المسدد" ص 20: قوله (يعني الحافظ العراقي) : أخرجه الحاكم في "المستدرك "، قلت: عليه فيه درك، فإنه أخرجه من رواية عمرو بن الحصين - وهو متروك -، عن أصبغ، وإسناد أحمد خير منه، فإنه من رواية يزيد بن هارون الثقة، عن أصبغ. وكذا أخرجه أبو يعلى في "مسنده "، عن أبي خيثمة، عن يزيد بن هارون، ووهم ابن عدي، فزعم أن يزيد تفرد بالرواية عنه، وليس كذلك، فقد روى عنه نحو من عشرة، ولم أر لأحد من المتقدمين فيه كلاماً إلا لمحمد بن سعد وأما الجمهور فوثقوه، منهم غير من ذكره شيخنا أبو داود والدارقطني وغيرهما. ثم إن للمتن شواهد تدل على صحته ... فذكرها. قلت: يُريد الحافظان العراقي وابن حجر من توثيق أصبغ رفع صفة الوضع عن الحديث، لأن ابن الجوزي لم يُعله إلا بأصبغ بن زيد - كما ذكر الحافظ فى "النكت علي ابن الصلاح" 1/453 - وذلك أخذا من قول ابن حبان فى أصبغ: لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وهذا مما تفرد به، ولم يتابعه عليه أحد، ومن قول ابن عدي في هذا الحديث وغيره: هذه الأحاديث لأصبغ غير محفوظة، ولا أعلمُ روى عن أصبغ هذا غير يزيد بن هارون. انتهى. وقد ذهل الحافظ ابن حجر عن لفظ: "هذا" في قول ابن عدي، فتعقبه بأنه قد روى عن أصبغ نحو من عشرة، وإنما يريد ابن عدي أن يزيد تفرد بالرواية عن أصبغ في= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 484 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =هذه الأحاديث المذكورة فحسب، وأشار إليها حصرا بلفظ "هذا"، فذكر الحافظين توثيق أصبغ هنا لأنه هو علة الحديث كما ذكر ابن الجوزي وابن حبان وابن عدي، وإخراجُهما له من الوضع لا تخرجه عن كونه ضعيفاً جداً، وعبارتهما: "وفي كونه موضوعاً نظر" تفيد ذلك، ولا ترفعه إلى الصحة. أما أبو بشر شيخ أصبغ فيه، فمتفق على جهالته، وقد خفيت هذه العلة على الشيخ أحمد شاكر، فقال وهو يدلل على أن أبا بشر هو جعفر بن أبي وحشية: لو كان غيره، لنصوا عليه، ولجعلوه علة ضعف الحديث. ولم يفطن إلى أن علة الحديث هو أصبغ كما ذكرنا، وأن حديثه هذا غير محفوظ، فإذا رفعت هذه العلة، وصار الحديث محفوظاً، كان الحديث ضعيفاً بأبي بشر، كما قال الحافظان: وفي كونه موضوعاً نظر. وفي الباب في الترهيب من الاحتكار عن أبي هريرة عند الحاكم 2/12، ولفظه: "من احتكر يريد أن يتغالى بها على المسلمين، فهو خاطىء، وقد برئت منه ذمة الله ". وسكت عنه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: العسيلي (وهو إبراهيم بن إسحاق) كان يسرق الحديث، وسيرد بإسناد ضعيف 2/351 دون قوله: وقد برئت منه ذمة الله. وعن معمر بن عبد الله عند مسلم (1605) بلفظ "من احتكر فهو خاطىء"، وسيرد 3/453. وعن معقل بن يسار، سيرد بإسناد ضعيف 5/27، ولفظه: "من دخل في شي ش من أسعار المسلمين ليُغليه عليهم، فإن حقاً على الله تبارك وتعالى أن يقعده بعُظم من النار يوم القيامة". وعن عمر سلف بإسناد ضعيف برقم (135) ، لفظه: "من احتكم - على المسلمين طعامهم، ضربه الله بالإفلاس أو بجذام ". وعن عمر أيضا عند ابن ماجه (2153) بلفظ: "الجالب مرزوق، والمحتكر= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 485 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =ملعون "، وإسناده ضعيف. فليس في هذه الشواهد ما يشهد لصحة البراءة من ذمة الله تعالى. وفي باب الوعيد لمن بات وجاره جائع: عن أنس عند الطبراني في "الكبير" (751) ، ولفظه: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ". وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/167، وقال: رواه الطبراني والبزار، وإسناد البزار حسن. قلنا: قد خفي علينا موضعه من "زوائد" البزار. وعن ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد" (112) ، والطبراني (12741) ، وأبي يعلى (2699) ، بلفظ: "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع "، وإسناده ضعيف. وعن عائشة عند الحاكم 2/12 بلفظ: "ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعان وجاره جائع إلى جنبه"، وسكت عنه الحاكم، فقال الذهبي: عبد العزيز بن يحيى ليس بثقة. قال الحافظ في "القول المسدّد" ص 21: فإن قيل: إنما حكم عليه بالوضع لما في ظاهر المتن من الوعيد الموجب للبراءة ممن فعل ذلك، وهو لا يكفر بفعل ذلك، فالجواب أن هذا من الأحاديث الواردة في معرض الزجر والتنفير، ظاهرها غير مراد، وقد وردت عدة أحاديث في الصحاح تشتمل على البراءة، وعلى نفي الإيمان، وعلى غير ذلك من الوعيد الشديد في حق من ارتكب أموراً ليس فيها ما يخرج عن الإسلام، كحديث أبي موسى الأشعري في الصحيح في البراءة ممن حلق وسلق، وحديث أبي هريرة: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " إلى غير ذلك، مهما حصل من الجواب عنها كان هو الجواب عن هذا الخبر، ولا يجوز الإقدام على الحكم بالوضع قبل التأمل والتدبر. والله الموفق. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 486 4881 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الِاشْتِرَاطَ فِي الْحَجِّ، وَيَقُولُ: " أَمَا حَسْبُكُمْ بِسُنَّةِ (1) نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ لَمْ يَشْتَرِطْ (2) "   (1) في هامش (س) : سنة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابر عبد الله بن عمر. وأخرجه النسائي مطولاً في "المجتبى" 5/169 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1810) مطولاً، والترمذي (942) ، والبيهقي 5/223 من طريق ابن المبارك، عن معمر، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (1810) ، والنسائي في "المجتبي" 5/169 مطولاً، والبيهقي 5/223 من طريق يونس، عن الزهري، به، ولفظه عند الجميع: كان ينكر، بدل: يكره. وجواز الاشتراط ثابت من حديث ابن عباس في قصة ضباعة بنت الزبير عند مسلم (1208) ، وقد سلف (3117) . وعن حديث عائشة عند البخاري (5089) ، ومسلم (1207) (104) ، وسيرد 6/164. ومن حديث ضباعة بنت الزبير، سيرد 6/360 قال الترمذي عقب حديث رقم (941) . حديث ابن عباس حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، يرون الاشتراط في الحج، ويقولون: إن اشترط، فعرض له مرض أو عذر، شله أن يحل ويخرج من إحرامه، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق. الحديث: 4881 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 487 4882 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ: " لَسْتُ بِآكِلِهِ، وَلَا مُحَرِّمِهِ " (1)   =ولم ير بعض أهل العلم الاشتراط في الحج، وقالوا: إن اشترط، فليس له أن يخرج من إحرامه، ويرونه كمن لم يشترط. وقال الحافظ في "الفتح" 4/9: صح القول بالاشتراط عن عمر وعثمان وعلي وعمار وابن مسعود وعائشة وأم سلمة وغيرهم من الصحابة، ولم يصح إنكاره عن أحد من الصحابة إلا عن ابن عمر، ووافقه جماعة من التابعين، ومن بعدهم من الحنفية والمالكية. وقال البيهقي في "السنن" 5/223: إن أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو بلغه حديث ضباعة بنت الزبير لصار إليه، ولم ينكر الاشتراط كما ثم ينكره أبوه، وبالله التوفيق. قوله: يكره الاشتراط في الحج، قال السندي: مبني على أنه ما بلغه الحديث في ذلك، أو زعم خصوصه بمورده، وإلا فعدم اشتراطه فعلاً لا يدل على كراهة الاشتراط إذا جاء منه جوازه قولاً. إنه ثم يشترط، أي: بل أتى بحكم المحصر. (1) هذا الحديث له إسنادان: الأول: عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، وهو صحيح على شرط الشيخين. والثاني: عبد الرزاق، عن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر، وهو ضعيف لضعف عبد الله، وهو ابن عمر العمري، وقد غيره الشيخ أحمد شاكر إلى عبيد الله، وهو خطأ.= الحديث: 4882 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 488 4883 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَشْتَرِي الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ؟ فَقَالَ: " إِذَا أَخَذْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا، فَلَا يُفَارِقْكَ صَاحِبُكَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ " (1)   =وهو في "مصنف " عبد الرزاق (8672) بإسناديه. وقد سلف برقم (4619) من طريق عبيد الله، وانظر (4497) . (1) إسناده ضعيف لانفراد سماك بن حرب برفعه، قال النسائي: إذا انفرد بأصل لم يكن حجة، لأنه كان ربما يُلقن فيتلقن، وقال ابن معين: أسند أحاديث لم يسنده غيره، وقال الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 75: لم يرفعه غير سماك، وسماك سيىء الحفظ. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وروي موقوفاً وهو الصحيح. وهو في "مصنف " عبد الرزاق (14550) بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه أبو داود (3355) ، وأبو يعلى (5655) من طريقين، عن إسرائيل، به. وأخرجه بنحوه النسائي 7/282، وابن ماجه (2262) ، والبيهقي في "السنن" 5/284 من طرق، عن سماك، به، مرفوعاً، وقد ظن الشيخ أحمد شاكر أنه من طريق النسائي موقوف! وأخرجه بنحوه موقوفاً ابن أبي شيبة 6/332، وأبو يعلى (5654) من طريق ابن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، قال: رأيت ابن عمر يكون عليه الورق، فيعطي بقيمته دنانير إذا قامت على السعر، ويكون عليه الدنانير، فيعطي الورق بقيمتها، وهذا إسناد صحيح.= الحديث: 4883 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 489 4884 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ يَعْنِي ابْنَ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ:   =وأخرجه موقوفاً النسائي 7/282 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن أبي هاشم الرماني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، أنه كان لا يرى بأساً في قبض الدراهم من الدنانير، والدنانير من الدراهم، وهذا إسناد حسن. وقال الترمذي عقب حديث رقم (1242) : هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر موقوفاً، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، أن لا بأس أن يقتضي الذهب من الورق، والورق من الذهب، وهو قول أحمد وإسحاق، وقد كره بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم ذلك. وقال البيهقي في "السنن" 5/284: والحديث يتفرد برفعه سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير من بين أصحاب ابن عمر. قال ابن التركماني في "الجوهر النقي ": المفهوم من كلام البيهقي أن ابن جبير رواه مرفوعاً، وأن غيره من أصحابا ابن عمر بخلاف ذلك. وقال الحافظ في "التلخيص " 3/26: علًق الشافعىُّ في "سنن حرملة" القول به على صحة الحديث، وروى البيهقي من طريق أبي داود الطيالسي، قال: سُئل شعبة عن حديث سماك هذا، فقال شعبة: سمعت أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، ولم يرفعه. وحدثنا قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، ولم يرفعه، وحدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سالم، عن ابن عمر، ولم يرفعه، ورفعه لنا سماك بن حرب، وأنا أفرقه. وسيأتي برقم (5237) و (5555) و (5559) و (5628) و (5773) و (6239) و (6427) . الحديث: 4884 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 490 أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ: أَأَدْخُلُ؟ فَعَرَفَ صَوْتِي، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، إِذَا أَتَيْتَ إِلَى قَوْمٍ فَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَإِنْ رَدُّوا عَلَيْكَ فَقُلْ: أَأَدْخُلُ؟ قَالَ: ثُمَّ رَأَى ابْنَهُ وَاقِدًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَقَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ " (1) 4885 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَحَرَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس - وهو الفراء - فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (4567) وفيه أن المار حفيده عبد الله بن واقد، وانظر (4489) . ولم نجده في المطبوع من "مصنف عبد الرزاق ". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (3951) . وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/220، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/55، والبخاري (585) ، ومسلم (828) (289) ، والنسائي في "المجتبي" 1/277، وأبو عوانة 1/381، والطحاوي 1/152، وابن حبان (1548) ، والبيهقي 2/453، والبغوي (773) ، عن نافع، به. وأخرجه عبد الرزاق مطولاً برقم (3968) عن ابن جريج، عن نافع، به. وقد سلف برقم (4612) . الحديث: 4885 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 491 4886 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (1) 4887 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَا تَرَكْتُ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ فِي رَخَاءٍ وَلَا شِدَّةٍ مُنْذُ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا " (2) 4888 - قَالَ: مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي بكر بن عبيد الله - وهو ابن عبد الله بن عمر - فمن رجال مسلم. عبد الرزاق. هو ابن همام الصنعاني، ومالك: هو ابن أنس، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله. وهو في "الموطأ" 2/922، ومن طريقه أخرجه مسلم (2020) (105) ، والنسائي في "الكبرى" (6746) ، والدارمي 2/96، وأبو عوانة 5/337. وقد سلف برقم (4537) . (2) إسناده صح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (8902) . وقد سلف برقم (4463) ، وانظر ما بعده. (3) هذا الإسناد متصل بالذي قبله، وهو صحيح على شرط الشيخين، وهو في "المصنف " (8903) .= الحديث: 4886 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 492 4889 - قَالَ: وحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَلَقَ فِي حَجَّتِهِ " (1) 4890 - قَالَ: وحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2) 4891 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   =وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته " (153) ، والنسائي 5/232، والطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (39) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/115-116 من طرق، عن أيوب، به. وقد سلف برقم (4463) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4114) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وسيأتي (4890) و (5614) و (5623) و (6384) . وانظر (4657) و (6005) . وفي الباب عن أنس بن مالك، سيرد 3/208. وعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم في قصة الحديبية، سيرد 4/323-326. وعن معمر بن عبد الله، سيرد 6/400. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري (1726) ، والبيهقي 5/134 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري بنحوه (1729) من طريق جويرية بن أسماء، كلاهما عن نافع، بهذا الإسناد، وانظر ما قبله. الحديث: 4889 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 493 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَةٍ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ حَتَّى أَنَاخَ بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، فَدَعَا عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ بِالْمِفْتَاحِ، فَجَاءَ بِهِ فَفَتَحَ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُسَامَةُ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَأَجَافُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ مَلِيًّا ثُمَّ فَتَحُوهُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ فَبَادَرْتُ النَّاسَ، فَوَجَدْتُ بِلَالًا عَلَى الْبَابِ قَائِمًا، فَقُلْتُ: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ ". قَالَ: وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى (1) 4892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِضَعَفَةِ النَّاسِ مِنَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1329) (391) ، وأبو داود (2025) ، وابن حبان (3203) من طرق، عن عبيد الله، به. وأخرجه عبد الرزاق (9064) ، والحميدي (692) ، والبخارى (468) و (2988) و (4289) و (4400) ، ومسلم (1329) (389) ، وابن ماجه (3063) ، وابن حبان (3202) من طرق، عن نافع، به. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (9071) من طريق أبي الشعثاء المحاربي، عن ابن عمر، به. وقد سلف برقم (4464) . فأجافوا، أي: ردوا الباب، أي: باب البيت. " قاله السندي. الحديث: 4892 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 494 الْمُزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ " (1) 4893 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا، وَالْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ لَهُ مَالِكُ بْنُ خَالِدٍ الْحَارِثِيُّ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: " صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4037) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مطولاً البخاري (1676) ، ومسلم (1295) (304) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (1677) و (1678) ، ومسلم (1293) ، وقد سلف برقم (1920) . وعن الفضل بن عباس سلف برقم (1811) . وعن عائشة عند البخاري (1680) ، ومسلم (1290) ، سيرد 6/94. وعن أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (1679) ، ومسلم (1291) ، سيرد 6/347. وعن أم حبيبة عند مسلم (1292) ، سيرد 6/427. (2) حديث صحيح، عبد الله بن مالك: هو ابن الحارث الهمداني، سلف الكلام عليه في الرواية رقم (4676) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين = الحديث: 4893 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 495 4894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ، صَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا وَالْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ " (1)   =عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه أبو داود (1929) من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، بهذا الإسناد، وفيه: أن السائل هو مالك بن الحارث. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/401 من طريق يزيد بن هارون، عن سفيان، به، وفيه أن السائل هو خالد بن مالك. وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4452) ، وسيأتي كذلك برقم (4894) . وسيرد في الروايتين (5495) و (6400) أن السائل هو خالد بن مالك، مما يشير إلى أن في اسمه هنا قلباً، ويؤيد ذلك أن الترمذي ذكر في "جامعه " 3/236 أن خالدا وعبد الله كلاهما ابنا مالك، وورد اسمه صحيحاً غير مقلوب في "سنن البيهقي " كما سلف. (1) حديث صحيح، والإسناد الأول على شرط الشيخين، وعبد الله بن مالك في الإسناد الثاني متابع. سعيد: هو ابن جبير. وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/121 من طريق الإمام أحمد، بالإسناد الأول. وأخرجه مسلم (1288) (290) من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4027) ، وفي "المجتبي" 5/260،= الحديث: 4894 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 496 4895 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (1) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (2) 4896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَمَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ،   والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/212، والبيهقي في "السنن" 5/121 أيضاً من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، به. وأخرجه ابن أبي شيبة ص 277 (الجزء الذي نشره العمروي) ، والنسائي فى "المجتبي" 2/16 من طريق شريك، عن سلمة، به. وطريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن مالك سلف برقم (4676) و (4893) . وانظر (4452) . (1) في (ظ 1) زيادة: عن أبيه، وذكرت في هامش (س) و (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه مسلم (1184) (20) ، والبيهقي 5/44، من طريق موسى بن عقبة، عن سالم، به. وقد سلف برقم (4457) . الحديث: 4895 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 497 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1) 4897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " فَقَالَ رَجُلٌ: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " فَقَالَ: وَلِلْمُقَصِّرِينَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، ثُمَّ قَالَ: " وَلِلْمُقَصِّرِينَ " (2) 4898 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفَاضَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ رَجَعَ   (1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، والذي يقول: ومالك عن نافع، هو عبد الرزاق. وأخرجه الحميدي (660) ، وابن خزيمة (2621) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/124 و125 من طرق، عن أيوب، به. وهو عند مالك في "الموطأ" 1/331، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده " 1/303 (ترتيب السندي) ، والبخاري (1549) ، ومسلم (1184) (19) ، وأبو داود (1812) ، والنسائي 5/160، وأبو يعلى (5804) و (5815) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/124، وابن حبان (3799) ، والبيهقي 5/44، والبغوي (1865) ، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4457) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وقد سلف برقم (4657) . الحديث: 4897 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 498 فَصَلَّى الظُّهْرَ بِمِنًى " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو داود (1998) ، وابنُ حبان (3883) و (3885) من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1308) (335) ، والنسائي في "الكبرى" (4168) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (486) ، وابنُ خزيمة (2941) ، وابنُ حبان (3882) ، والحاكم 1/475، والبيهقي 5/144، وفي "المعرفة" (10171) من طريق عبد الرزاق، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى. قلنا: قد أخرجه مسلم كما سلف. وأخرجه البخاري (1732) من طريق سفيان، عن عبيد الله، به، موقوفاً. وقال عقبه: ورفعه عبد الرزاق: أخبرنا عبيد الله. وفي الباب عن عائشة، سيرد 6/90. قال السندي: قد صح عن جابر وعائشة أنه صلى الظهر بمكة، فمنهم من رجح ذاك بموافقتهما على ذلك، ومنهم من رجح ذاك بأن عائشة أخص به عليه الصلاة والسلام من جميع الناس، ومنهم من رجح بأن جابراً أحسن الصحابة سياقاً لحجة الوداع، فإنه ذكرها من حين خروجه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المدينة إلى آخرها، فهو أضبط لها من غيره، ومنهم من رجح بأن مكة محل تضاعف الثواب، فالظاهر أنه صلى فيها، ومنهم من رجح بأن حجه كان وقت تساوي الليل والنهار، وقد دفع صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مزدلفة قبيل طلوع الشمس إلى منى، وخطب بها الناس، ونحر بدناً عظيمة، وحلق، ورمى الجمرة، وتطيب، ثم أفاض إلى مكة، وطاف، وشرب من زمزم ونبيذ السقاية، فهذه أعمال لا يظهر معها الرجوع إلى منى قبل الظهر، ومرجع= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 499 4899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا نَادَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يَجْتَنِبُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ فَقَالَ: " لَا يَلْبَسُ السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْقَمِيصَ، وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، وَلَا وَرْسٌ، وَلْيُحْرِمْ أَحَدُكُمْ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ، وَنَعْلَيْنِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنَ (1) الْعَقِبَيْنِ " (2)   =هذه الترجيحات أنه يحصل بها ظن الوهم في حديث ابن عمر بوضع الظهر موضع العصر ومن جوز الاقتداء بالمتنفل، فلعله يقول: يمكن أنه صلى الظهر بمكة، ثم صلى بهم يمني وهو متنفل. والله تعالى أعلم. (1) لفظ: "من " من (ظ 1) وهامش (س) و (ص) . (2) حديث صحيح دون قوله: "من العقبين " فشاذ، رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابنُ الجارود في "المنتقى" (416) عن محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد، وفيه: حتى يكونا إلى العقبين. (وسقط من المطبوع "عن سالم " من الإسناد) . وأخرجه ابن خزيمة (2601) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، ب، إلا أن فيه: "وليقطعهما حتى يكونا إلى الكعبين ". قلنا: الروايات المشهورة هي بلفظ: "وليقطعهما أسفل من الكعبين ". انظر (4454) و (4482) و (4538) و (4868) و (5003) و (5075) و (5106) و (5166) و (5308) و (5325) و (5336) و (5427) و (5431) و (5472) و (5528) و (5906) و (6003) و (6244) .= الحديث: 4899 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 500 4900 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ " (1) 4901 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي عَبْدٍ أُقِيمَ مَا بَقِيَ فِي مَالِهِ " (2)   =قال السندي: فينبغي أن تعد هذه الرواية شاذة، فإن الحديث واحد، فلا يكون لفظه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أحدهما، والمشهور أولى بالاعتبار من غيره، والله تعالى أعلم. وقد سلف مطولاً برقم (4482) دون زيادة: وليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه مسلم (1970) (27) ، والنسائي في "المجتبى" 7/232، وفي "الكبرى" (4512) ، وأبو عوانة 5/232، والبيهقي في "السنن" 9/290 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقد ذكرنا أن هذا النهي منسوخ، وذكرنا أحاديث النسخ في الرواية (4558) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، معمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وهذا الحديث لم يرد في (ق) و (ظ 1) . وهو في "مصنف " عبد الرزاق مطولاً برقم (16712) ، ومن طريقه أخرجه مسلم= الحديث: 4900 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 501 4902 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَمُرُّ عَلَيْهِ ثَلَاثُ لَيَالٍ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ " (1) 4903 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ رَآهَا تُبَاعُ، فَأَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ " (2)   =3/ص 1287، وأبو داود (3946) ، والترمذي (1347) ، والنسائي في "الكبرى" (4943) و (4944) ، وفي "المجتبي" 7/319، والبيهقي في "السنن" 10/275، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4451) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف " عبد الرزاق (16326) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1627) (4) ، وأبو يعلى (5546) ، وابنُ حبان (6025) . وقد سلف برقم (4469) . قال السندي: قوله: تمر عليه ثلاث ليال، هذه الجملة ينبغي أن تُجعل خبراً بتأويلها بالمصدر بتقدير أن أو بدونه، وقد صرح بعضهم بذلك، وجعلها بعضهم صفة، ولا يظهر له معنى، وتأويل الفعل بالمصدر كثير، ومنه قوله تعالى: (ومن آياته يريكم البرق) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف " عبد الرزاق (16572) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1621) (4) .= الحديث: 4902 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 502 4904 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، وَالْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ (1) بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ (2) يَحْلِفُ: وَأَبِي، فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللهِ تَعَالَى فَقَدْ أَشْرَكَ "، وَقَالَ الْآخَرُ: " فَهُوَ شِرْكٌ " (3)   =وأخرجه الترمذي (668) ، والنسائي 5/109 عن هارون بن إسحاق الهمداني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر، أنه حمل ... قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4521) . (1) تحرف في (ص) و (ق) و (م) إلى: سعيد. (2) لفظ: "عمر"سقط من (م) . (3) رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن سعد بن عبيدة ثم يسمع هذا الحديث من ابن عمر مباشرة، بل كان في مجلسه مع رجل من كندة ثم خرج سعد إلى عند سعيد بن المسيب، فسمعه الكنديُ من ابن عمر، ثم جاء فحدث به سعد بن عبيدة، كذا بينه منصور بنُ المعتمر فيما يأتي برقم (5375) و (5593) ، ولعل هذا أصحُ من صنيع الأعمش وغيره حيث اختصروه، فأوهموا أنَّه من مسموعات سعد بن عبيدة، عن ابن عمر فعلى رواية منصور يكون في إسناد الخبر راوٍ مبهم، وهو الرجل الكندي، لكن سُمًي في الرواية التي ستأتي برقم (5375) محمداً الكندي، وقد ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 8/132 في هذه الطبقة راوياً يسمى محمداً الكندي، وقال: روى عن علي رضي الله عنه، مرسل، روى عنه عبد الله بن يحيى التوأم، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو= الحديث: 4904 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 503 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =مجهول، وسيأتي برقم (5222) و (5256) من طريق الأعمش عن سعد بن عبيدة ما يفيد أن هذا الأخير كان في مجلس ابن عمر عندما حدث بهذا الحديث، ولعل الأعمش اختصره، على أن أئمة الجرح والتعديل كالإمامين أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين قد قدموا منصوراً على الأعمش إذا اختلفا، كما أن الأعمش موصوف بالتدليس، وهو هناك قد عنعنه. ولكل ما سلف أشار الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (831) إلى فساد إسناده، وقال البيهقي في "السنن" 10/29: هذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر. قلنا: قد سلف منا تصحيح إسناد حديث سعد بن عبيدة هذا عن ابن عمر، عن عمر في "مسنده " برقم (329) ، وصحح كذلك في "مشكل الآثار" (826) ، فيستدرك من هنا، وهذا الحديث بذكر الإشراك لم يخرجه صاحبا "الصحيحين " ولا أحدهما، بل خرجا حديث نافع عن ابن عمر: أدرك رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر وهو في بعض أسفاره وهو يقول: وأبي وأبي، فقال: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله، وإلا فليصمت "، وقد سلف برقم (4593) ، وخرجا حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: كانت قريش تحلف بآبائها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من كان حالفاً فليحلف بالله، لا تحلفوا بآبائكم "، وقد سلف أيضاً برقم (4703) ، وخرج مسلم دون البخاري حديث سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع عمر وهو يقول: وأبي وأبي، فقال: "إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم "، قال عمر: فوالله ما حلفت بها ذاكراً ولا آثراً، وقد سلف برقم (4548) . وأما حديث سعد بن عبيدة فهو في "مصنف " عبد الرزاق (15926) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم 1/52. وأخرجه بنحوه الطيالسي (1896) عن شعبة، والطحاوي في "مشكل الآثار"= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 504 4905 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ، أَوْ مَنْ لَا أَتَّهِمُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ خَطَبَ إِلَى نَسِيبٍ لَهُ ابْنَتَهُ قَالَ: فَكَانَ هَوَى أُمِّ الْمَرْأَةِ فِي ابْنِ عُمَرَ، وَكَانَ هَوَى أَبِيهَا فِي يَتِيمٍ لَهُ، قَالَ: فَزَوَّجَهَا الْأَبُ يَتِيمَهُ ذَلِكَ، فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمِّرُوا النِّسَاءَ فِي بَنَاتِهِنَّ " (1)   = (825) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقرن شعبة بالأعمش منصوراً. وأخرجه الطحاوي (826) ، والحاكم 1/52 من طريق إسرائيل، عن سعيد بن مسروق وحده، به. إلا أنه عند الطحاوي من حديث ابن عمر، عن عمر، وقد سلف في مسنده برقم (329) . وسيأتي الحديث مطولًا ومختصراً برقم (5222) و (5256) و (5375) و (5593) و (6072) و (6073) ، وانظر (5346) . والمراد بالشرك هنا: الشرك العملي الذي لا ينتقل المتلبس به عن الملة، وليس الشرك الاعتقادي. وقال المناوي في "فيض القدير" 6/120: أي: فعل فعل أهل الشرك أو تشبه بهم، إذ كانت أيمانهم بآبائهم وما يعبدون من دون اللُه، أو: فقد أشرك في تعظيم ما لم يكن [له] أن يعظمه، لأن الأيمان لا تصلح إلا بالله، فالحالف بغيره معظم غيره مما ليس له، فهو يشرك غير اللُه في تعظيمه، ورجحه ابن جرير. (1) حديث حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن فيه رجلاً مبهماً حدث عنه إسماعيل بن أمية ووثقه، ولهذه القصة طرق أخرى تشدها وتحسنها وتُبين أن لها أصلاً. سفيان: هو الثوري.= الحديث: 4905 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 505 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وهو في "مصنف " عبد الرزاق (10311) . وأخرج المرفوع منه فقط أبو داود (2095) ، والبيهقي في "السنن" 7/115، وفي "المعرفة" (13576) من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرج نحوه بالقصة البيهقي في "السنن" 7/116 من طريق يونس بن محمد المؤدب، عن محمد بن راشد المكحولي، عن مكحول الشامي، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما خطب إلى نعيم بن عبد الله، وكان يُقال له: النحام، أحد بني عدي ابنعًه ... فذكره، وهو مرسل، لم يصرح أبو سلمة بن عبد الرحمن بسماعه من ابن عمر، وهو ممن روى عنه، وخرج له مسلم في "صحيحه " من روايته عن ابن عمر، ورجال الإسناد لا بأس بهم من رجال "التقريب " غير سلمة بن أبي سلمة، فقد وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: لا بأس به. وأخرجه بنحو ما يأتي برقم (5720) : الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/370 عن القاسم بن عبد الله بن مهدي، والبيهقي في "المعرفة" (13578) من طريق أبي بكر محمد بن النضر الجارودي، كلاهما عن أبي مصعب الزهري، عن حاتم بن إسماعيل عن الضحاك بن عثمان الحزامي، عن يحيي بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر كذا قال الجارودي فى حديثه وقال القاسم بن عبد الله: عن أبيه أن ابن عمر أتي عمر على صورة الإرسال وأما أبو بكر الجارودي فقد وصله كما نصص على ذلك البيهقي وأبو بكر الجارودي أحفظ وأوثق وعلى كل حال فإن رواية القاسم بن عبد الله المرسلة تحمل علي الاتصال، فإن عروة بن الزبير قد حدث عن ابن عمر غير ما حديث، وكان ختنه، والإسناد إن كان موصولاً قوي. وانظر ما سيأتي برقم (6136) .= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 506 4906 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عُمْرَى، وَلَا رُقْبَى، فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا أَوْ أُرْقِبَهُ فَهُوَ لَهُ حَيَاتَهُ وَمَمَاتَهُ " (1)   =قوله: "آمروا النساء" قال السندي: بمد همز وكسر ميم مخففة، أي: شاوروهن استطابة لأنفسهن، وهو أدعى للألفة، وخوفاً من وقوع الوحشة بينهما إذا كانت الأم غير راضية، إذ البنات إلى الأمهات أميل، وفي سماع قولهن أرغب، ولأن المرأة ربما علمت من حال ابنتها أمراً لا يصلح معه النكاح من علة تكون بها أو سبب يمنع من وفاء حقوق النكاح، وقد يقال: وامروا بالواو، وليس بفصيح، ثم قد ضبط في نسخ المسند وبعض نسخ أبي داود: أمًروا بتشديد الميم، والموافق لكتب الغريب ما ذكرنا. (1) صحيح لغيره. حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وقد صرح عند عبد الرزاق أنه ثم يسمع من ابن عمر إلا الحديث في العمرى، ولم يخبر عطاء في العمرى شيئاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابنُ جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وهو في "مصنف " عبد الرزاق (16920) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 6/273، وابنُ ماجه مختصراً (2382) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" وعند عبد الرزاق زيادة هي: قال (يعني عطاء) : الرقبى أن يقول: هذا للآخر مني ومنك موتاً، والعمرى. أن يجعله حياته بأن يعمر حياته- قلت (يعني ابن جريج) لحبيب: فإن عطاء أخبرني عنك في الرقبى! قال: لم أسمع من ابن عمر في الرقبى شيئاً، ولم أسمع منه إلا هذا الحديث في العمرى، ولم أخبر عطاءً= الحديث: 4906 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 507 4907 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ فَصَّ خَاتَمِهِ فِي بَطْنِ الْكَفِّ " (1) 4908 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ،   =في العمرى شيئا. قال عطاء: فإن أعطى سنة أو مشتين يسميه، فتلك منيحة يمنحها إياه، ليست بعمرى. وأخرجه النسائي في "المجتبي" 6/273 عن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عطاء، مرسلا، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العمرى والرقبى. قلت: وما الرقبى؟ قال: يقول الرجل للرجل: هي لك حياتك، فإن فعلتم، فهو جائزة. وقد سلف برقم (4801) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن أبي رواد، فقد روى له أصحاب السنن الأربعة، واستشهد به البخاري في "الصحيح، وهو صدوق، لا بأس به. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (7519) بنحوه. وأخرجه أبن سعد في "الطبقات " 1/477 عن الفضل بن دكين، وإسحاق بن،سليمان، وأبو داود (4227) ، والبغوي (3148) من طريق علي بن نصر الجهضمي، والطرسوسي (77) من طريق عبيد الله بن موسى، أربعتهم عن عبد العزيز بن أبي داود، به. زاد علي بن نحر في حديثه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتختم في يساره. وانظر (4677) . الحديث: 4907 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 508 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ فَرَأَى فِي الْقِبْلَةِ نُخَامَةً، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، وَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَسْتَقْبِلُهُ بِوَجْهِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْقِبْلَةِ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ "، ثُمَّ دَعَا بِعُودٍ فَحَكَّهُ، ثُمَّ دَعَا بِخَلُوقٍ فَخَضَبَهُ (1) 4909 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَأَنَا أَشُكُّ - يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ: " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (2)   (1) إسناده قوي، ابن أبى رواد - وهو عبد العزيز - صدوق لا بأس به، استشهد به البخاري في "الصحيح " وروى له في "الأدب المفرد"، وروى له أصحاب السنن الأربعة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (1682) . وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق " 3/309 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (945) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، والثوري: هو سفيان، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي.= الحديث: 4909 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 509 4910 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا شَيْخٌ، مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا الَّذِي يَجُوزُ فِي الرَّضَاعِ مِنَ الشُّهُودِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ (1) " (2)   وهو في "مصنف " عبد الرزاق (4790) . وقد سلف مطولاً برقم (4763) . (1) كذا جاء في (س) و (ق) و (ظ 1) ، ووقع في (م) : رجل وامرأة وامرأة، بعطف لفظ: "وامرأة"، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر: رجل أو امرأة، بالعطف بأو، بدل الواو، أخذاً من نسخة ك ومجمع الزوائد. (2) إسناده ضعيف جداً لضعف الشيخ من أهل نجران، وهو محمد بن عثيم فيما سماه معتمر بن سليمان كما سيأتي برقم (4911) و (4912) و (5877) ، وتابع معتمراً على اسمه هشامُ بن يوسف وأبو حذيفة فتما ذكره الحافظ في "التعجيل " ص 372، وسيأتي الكلام عليه في الحديث الذي بعد هذا برقم (4911) ، وأما محمد بن عبد الرحمن ابن البيلماني فمجمع على ضعفه، واتهمه ابن حبان بالوضع، وأبوه ضعفه غير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات "، لكن قال: لا يجب أن يعتبر بشيء من حديثه إذا كان من رواية ابنه، لأن ابنه محمد بن عبد الرحمن يضع على أبيه العجائب. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (13982) و (15437) . قوله: "رجل وامرأة" قال السندي: ظاهره أنه لا حاجة إلى امرأتين مع الرجل، وأنه يكفي في ثبوته قول امرأة واحدة، ولو مرضعة، والفقهاء قد اختلفوا في ذلك، وظاهر حديث "الصحيحين ": "كيف وقد قيل؟ " أنه يثبت بقول المرضعة. وهذا= الحديث: 4910 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 510 4911 - حَدَّثَنَاهُ (1) ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَعْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ (2) * 4912 - قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَجُوزُ فِي الرَّضَاعَةِ مِنَ الشُّهُودِ؟ قَالَ: " رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ " (3) 4913 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي   =الحديث ضعيف، في "المجمع": فيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، انتهى. قلت (القائل السندي) : وفيه شيخ من أهل نجران وقد جاء مبيناً في الرواية الثانية، وهو محمد بن عثيم. قال ابن معين: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، كذا ذكره الحافظ في "تعجيل المنفعة". (1) في (م) ونسخة الشيخ أحمد شاكر: حدثنا. (2) إسناده ضعيف جداً كسابقه. محمد بن عثيم مجمع على ضعفه، له ترجمة في "تعجيل المنفعة" ص 372، فال الدوري عن ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: كذاب، وقال أبو حاتم والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/205: منكر الحديث، وقال النسائي في "الضعفاء" ص 93: متروك الحديث، وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/268: تالف في النقل، ذاهب في الرواية، لا يحق الاحتجاج به بحال، وذكره ابن عدي في "الكامل " 6/2245. وهو عند ابن أبي شيبة 4/195-196 و14/176. وانظر ما قبله، وما بعده. (3) إسناده ضعيف جداً، وهو مكرر ما قبله. الحديث: 4911 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 511 ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ فَقَالَ: أَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْبَذَ فِي الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ قَالَ: " نَعَمْ " (1) 4914 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (2) ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى عَنِ الْجَرِّ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالدُّبَّاءِ " قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ، وَسَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُنْبَذُ لَهُ فِيهِ نُبِذَ لَهُ فِي تَوْرٍ مِنْ حِجَارَةٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابنُ جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن كيسان اليمانى. وهو في "مصنف " عبد الرزاق (16933) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1997) (51) ، والطبراني في "الكبير" (13454) . وأخرجه أبو عوانة 5/299-300 من طريقين، عن ابن جريج، به. وأخرجه عبد الرزاق (16932) من طريق الحسن بن مسلم، عن طاووس، عن ابن عمر، موقوفاً. وقد سلف بنحوه برقم (4465) . (2) إلى هنا ينتهي الخرم في (ظ 14) ، وكان قد بدأ من الحديث (4886) ، قوله: فليشرب بيمينه. (3) حديث صحيح، وقولُ أبي الزبير عن ابن عمر: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم، إنما سمعه ابنً عمر من أصحاب النبي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما سيرد= الحديث: 4914 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 512 4915 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: " حَرَامٌ "، فَقُلْتُ: أَنَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " يَزْعُمُونَ ذَلِكَ " (1) 4916 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ مَاتَ وَهُوَ يَشْرَبُهَا لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حَرَّمَهَا اللهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ " (2)   =بالأرقام (4915) و (5074) و (5092) و (5423) و (5477) و (5789) ، وذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 56، فقال: والصحيح أن ابن عمر ثم يسمع ذلك من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما سمعه من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: فهو مرسل صحابي، ومراسيل الصحابة متصلة صحيحة. وهو في "مصنف " عبد الرزاق (16934) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1998) (60) ، وأبو عوانة 5/314. وأخرجه أبو عوانة 5/300 من طريقين، عن ابن جريج، به. وقد سلف بنحوه برقم (4465) دون حديث جابر. وحديث جابر أخرجه النسائي 8/309، وأبو عوانة 5/309 من طرق، عن ابن جريج، به. وسيأتي في مسند ابن عمر برقم (6012) ، وفي مسند جابر 3/304 (الميمنية) ، ونذكر هناك تتمة خريجه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (16938) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6839) من طريق حسين بن واقد، عن ثابت، به. وقد سلف بنحوه برقم (4465) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (17056) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة= الحديث: 4915 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 513 4917 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ عَادَ اللهُ لَهُ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، (1) فإن عاد، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ نَهَرِ الْخَبَالِ ". قِيلَ: وَمَا نَهَرُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: " صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ " (2)   =5/273. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان " (5573) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أيوب، بهذا الإسناد. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (5730) ، وانظر (4690) . (1) عبارة: "فإن عاد عاد الله له، فإن تاب تاب الله عليه " ليست في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) حديث حسن، عطاء بن السائب كان قد اختلط، ومعمر بن راشد بصري، ورواية صغار البصريين عنه ضعيفة، لأنه قدم عليهم البصرة في آخر عمره بعدما اختلط، لكن رواه عنه حماد بن زيد، وهو ممن روى عنه قديماً قبل اختلاطه، فحسنا حديثه لذلك، وروي نحو هذا الحديث عن ابن عمر موقوفاً عليه، وكلاهما محفوظان، وللمرفوع شواهد سنذكرها في آخر التخريج. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (17058) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني (13445) . وأخرجه الطبراني أيضاً (13448) ، والبيهقي في "الشعب " (5580) من طريق حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، به. وفيه أنه إن شربها الرابعة كان حقاً= الحديث: 4917 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 514 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =على الله أن يسقيه من طينة الخبال. وأخرجه الطيالسي (1901) ، والطبراني (13441) ، والبغوي (3016) من طرق همام بن يحيى، والترمذي (1862) ، وأبو يعلى (5686) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن ابن عمر. فزاد في الإسناد عبيد بن عمير، وهمام وجرير بصريان. وقال الترمذي والبغوي حديث حسن. وأخرج منه قصة عدم قبول الصلاة أبو يعلى (5607) من طريق أيوب بن ثابت، عن خالد بن كيسان، عن ابن عمر وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن ثابت. وأخرج الشطر الثاني البغوي في "شرح السنة" (3014) من طريق صالح بن قدامة لم عن أخيه عبد الملك بن قدامة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف عبد الملك بن قدامة. وأخرج نحوه موقوفاً النسائي 8/316 من طريق يحيى بن عبد الملك، عن العلاء بن المسيب، عن فضيل بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: من شرب الخمر فلم ينتش لم تقبل له صلاة ما دام في جوفه أو عروقه منها شيء، وإن مات مات كافرا، وإن انتشى لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، وإن مات فيها مات كافراً. وإسناده قوي. وخالف فضيلاً يزيدُ بن أبي زياد، فرفعه، فقد أخرجه النسائي 8/316، والطبراني (13492) من طريقه، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر، فرفعه. وجعله النسائي من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص! وعلى كلا الأمرين فيزيد بن أبي زياد - وهو مولى الهاشميين - ضعيف، لا يحتج به. وأخرجه بنحوه مختصراً عبد الرزاق (17059) ، عن ابن جريج، قال: سمعت عبد العزيز بن عبد الله يحدث عن عبد الله بن عمر، فذكره موقوفاً عليه، وهذا إسناد= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 515 4918 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا شِغَارَ (1) فِي الْإِسْلَامِ " (2)   =منقطع، عبد العزيز بن عبد الله لها يتبينه، وسواء كان ابن أبي سلمة الماجشون، أو ابن خالد بن أسيد، فإن أحداً منهما لم يدرك ابن عمر. وللحديث شاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد برقم (6644) بإسناد صحيح. وعن أبي ذر، سيرد 5/171. وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/460. وعن عياض بن غنم عند أبي يعلى (6827) . وهذه الشواهد الثلاثة رواها شهر بن حوشب، وقد ضعف. وعن ابن عباس عند أبي داود (3680) ، والطبراني (13015) ، والبيهقي في "الشعب " (815) . وفي إسناده ضعف يسير. ويتشهد للشطر الأول فقط حديث السائب بن يزيد، عند الطبراني (266) ، وإسناده ضعيف جداً، وللشطر الثاني حديث جابر، سيرد عند أحمد 3/360، وإسناده لا بأس به. قوله: "لم تقبل صلاته أربعين ليلة"، قال اسندي: قال السيوطي: ذكر في حكمة ذلك أنها تبقى في عروقه وأعضائه أربعين يوماُ. نقله ابن القيم. و"الخبال " بفتح الخاء المعجمة: في الأصل الفساد، قال ابن العربي: إن قيل: هذا يفيد القطع بدخول النار وعقوبته فيها، قلنا: هذا مقيد بما إذا لم يغفر الله له، بدليل قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به..) الآية. (1) في (م) : إشغار. وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 4918 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 516 4919 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا جَلْسَةٌ " (1)   =وهو في "مصنف عبد الرزاق " (10435) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1415) (60) . وقد سلف برقم (4526) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (5261) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (1103) ، والنسائي في "الكبرى" (1721) ، وابن الجارود (295) ، والطبراني في "الكبير" (13296) . وأخرجه بنحوه الشافعي 1/144، والدارمي 1/366، والبخاري (920) و (928) ، ومسلم (861) ، وابن ماجه (1103) ، والترمذي (506) ، والنسائي في "الكبرى" (1722) ، وفي "المجتبي" 3/109، والدارقطني 2/20، والبيهقي في "السنن" 3/197، وفي "المعرفة" (6424) و (6427) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/166، والبغوي في "شرح السنة" (1072) من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (5657) و (5726) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2322) . وعن جابر بن سمرة، سيرد 5/86. وعن جابر بن عبد الله عند الشافعي في "المسند" 1/144، والبيهقي 3/198، والبغوي (1073) . وعن أبي هريرة عند الشافعي أيضاً 1/144. الحديث: 4919 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 517 4920 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (1) 4921 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، (2) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ " (3) 4922 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، (4) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَفَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ سَأَلَ عُمَرُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (5290) . وقد سلف برقم (4466) . (2) في) ظ 14) : عن معمر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام لصنعاني، معمر: هو ابن راشد الأزدي، أيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "مصنف عبد الرزاق " مطولاً (4811) و (5526) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى" 3/113، وابنُ خزيمة (1869) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1745) ، والدارمي 1/369، وابن خزيمه (1870) من طريق مالك، عن نافع،. وقد سلف مطولاً برقم (4506) . (4) في (ظ 14) : أخبرنا معمر. الحديث: 4920 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 518 عَنْ نَذْرٍ كَانَ نَذَرَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، اعْتِكَافُ يَوْمٍ؟ " فَأَمَرَ بِهِ ". فَانْطَلَقَ ابْنُ عُمَرَ (1) بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: وَبَعَثَ مَعِي بِجَارِيَةٍ كَانَ أَصَابَهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ: فَجَعَلْتُهَا فِي بَعْضِ بُيُوتِ الْأَعْرَابِ حِينَ نَزَلْتُ، فَإِذَا أَنَا بِسَبْيِ حُنَيْنٍ قَدْ خَرَجُوا يَسْعَوْنَ، يَقُولُونَ: " أَعْتَقَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ اللهِ اذْهَبْ فَأَرْسِلْهَا، قَالَ: فَذَهَبْتُ فَأَرْسَلْتُهَا (2)   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فانطلق عمر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "مصنف عبد الرزاق " مختصراً (8030) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1656) (28) ، والنسائي في "الكبرى" (3352) ، وابن حبان (4381) . وأخرجه البخاري (4320) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وأخرجه البخاري (3144) و (4320) ، ومسلم (1656) (28) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/133، والبيهقي في "السنن" 4/318 من طرق، عن أيوب، به. وأخرجه مسلم (1656) (28) من طريق محمد بن إسحاق، عن نافع، به. قال ابن حبان: ألفاظُ أخبار ابن عمر مُصرحة أن عمر نذر اعتكاف ليلة إلا هذا الخبر، فإن لفظه أن عمر نذر اعتكاف يوم، فإن صحت هذه اللفظة يثبه أن يكون ذلك يوماً أراد به بليلته، وليلة أراد بها بيومها، حتى لا يكون بين الخبرين تضاد. وقد سلف برقم (4577) . قال السندي: قوله: فبعث معي، أي: عمر، فجعلتها، أي: أجلستها فيه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 519 4923 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْقُرْآنِ إِذَا عَاهَدَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ لَهُ إِبِلٌ، فَإِنْ عَقَلَهَا حَفِظَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَ عُقُلَهَا ذَهَبَتْ، فَكَذَلِكَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ " (1) 4924 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ " (2) 4925 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (5971) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (89) (227) ، وابن ماجه (3783) . وقد سلف برقم (4665) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (5974) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب " (729) ، والبغوي في "شرح السنة" (1176) . وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1203) عن معمر، به. وسلف برقم (4550) . الحديث: 4923 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 520 الْعَشْرِ الْغَوَابِرِ فِي التِّسْعِ الْغَوَابِرِ (1) " (2) 4926 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ كَانَ مَرَّةً يَقُولُ ابْنِ مُحَمَّدٍ وَمَرَّةً يَقُولُ ابْنِ رَبِيعَةَ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ عَلَى دَرَجِ الْكَعْبَةِ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلَا إِنَّ كُلَّ مَأْثُرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّهَا تَحْتَ قَدَمَيَّ الْيَوْمَ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِدَانَةِ الْبَيْتِ وَسِقَايَةِ الْحَاجِّ، أَلَا وَإِنَّ (3) مَا بَيْنَ الْعَمْدِ وَالْخَطَأِ الْقَتْلِ (4) بِالسَّوْطِ وَالْحَجَرِ فِيهَا مِائَةُ   (1) في هامش (ظ 14) : الأواخر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (7681) ، وقرن فيه مع معمر ابن جريج، وزاد فيه: "في وتر". وأخرج عبد الرزاق (7680) عن معمر، بهذا الإسناد: أن رجلاً قال للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني رأيت ليلة القدر كأنها ليلة كذا وكذا، فقال: "أرى رؤياكم قد تواطأت على العشر الأواخر، فالتمسوها في تسع، في وتر". وانظر (4499) و (4547) . قوله: "العشر الغوابر" قال السندي: أي: الباقية من رمضان، أي: في العشر الأواخر. (3) في (م) : ألا إن. (4) في (ظ 1) و (ظ 14) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: والقتل، بزيادة= الحديث: 4926 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 521 بَعِيرٍ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا " (1) 4927 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ: الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ " (2)   =الواو. وقد قال السندي: وإن ما بين العمد والخطأ القتل بالسوط: هكذا بدون الواو في بعض النسخ، وفي كثير من النسخ بالواو، وهو غلط، فإن المعنى: أن القتل بالسوط بين العمد والخطأ. والله تعالى أعلم. (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن ربيعة، وهو ابن الجوشن الغطفاني، أخرج له أصحاب السنن غير الترمذي، وهو ثقة. وشكُّ معمرٍ في شيخ ابن جُدعان أهو القاسم بن ربيعة أو القاسم بن محمد، لا يؤثر، فقد صرح سفيان بن عيينة عند النسائي في "الكبرى" (7002) ، وفي "المجتبى" 8/42 بأن علي بن زيد سمعه من القاسم بن ربيعة، وتابعه في ذلك عبد الوارث بن سعيد العنبري عند أبي داود (4549) ، وهذا كافٍ في نفي الشك. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (17212) ، ومن طريقه أخرجه الدارقطني في "السنن" 3/105، وقد جاء عندهما القاسم غير منسوب. وقد سلف برقم (4583) . (2) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن خالد، ورباح - وهو ابن زيد - الصنعانيين، فقد روى لهما أبو داود والنسائي، وهما ثقتان. وأخرجه عبد الرزاق (19527) عن معمر، عن الزهري، عن سالم، أو عن حمزة بن عبد الله، أو كليهما- شك معمر-، عن ابن عمر، به، مرفوعا 0 وفيه زيادة: قال: وقالت أم سلمة: والسيف. قلنا: شك معمر لا يؤثر، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، وقد رواه الزهري في الحديث: 4927 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 522 4928 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ صَدَقَةَ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ وَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: " أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ مَا يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ " (1)   = الرواية السالفة برقم (4544) عن سالم، ورواه في هذه الرواية عن حمزة، ورواه عن كليهما معاً في الرواية الآتية برقم (6095) . وزيادة أم سلمة: والسيف، سلف الكلام فيها في شواهد الحديث رقم (4544) . وذكر معمر تفسير الحديث عقب روايته، فقال: وسمعتُ من يفسر هذا الحديث يقول: شؤمُ المرأة إذا كانت غير ولود، وشؤمُ الفرس إذا لم يُغز عليه في سبيل الله، وشؤم الدار جار السوء. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9276) من طريق يونس، عن الزهري، به. وأخرجه مسلم (2225) (118) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (54) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/313، وفي "شرح مشكل الآثار" (779) ، والبيهقي 8/140 من طريق عتبة بن مسلم، ص حمزة، به. ولفظه: "إن كان الشؤم في شيء، ففي الفرس والمسكن والمرأة". وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند علي) (53) ، والطبراني في "الكبير" (13249) من طريق عتبة بن مسلم، عن حمزة، به، مرفوعاً، بلفظ: "الطيرة في المسكن والمرأة والفرس ". وقد سلف برقم (4544) . (1) إسناده صحيح. رباح: هو ابن زيد الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد= الحديث: 4928 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 523 4929 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ يَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ، وَيَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ " قَالَ نَافِعٌ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، مَا خَلَا رِجْلَيْهِ (2)   =الصنعاني، وصدقة المكي: هو صدقة بن يسار الجزري المكي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13572) ، والسهمي في "تاريخ جرجان " ص 115 و389 من طريق أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5349) و (6127) . وذكر المزي في "تهذيب الكمال " 13/157 عن أبي الحسن الميموني أنه قال: رأيت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يستحسن حديث صدقة بن يسار: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتكف ... وذكر هذا الحديث. وفي الباب عن أبي سعيد، سيرد 3/94. وعن لبياضي، سيرد 4/344. وعن جابر بن عبد الله عند ابن عدي في "الكامل " 6/2175، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/484. وانظر أيضا حديث علي الذي سلف برقم (663) . قوله: "فليعلم أحدكم ما يناجي ربه " قال السندي: أي: ليقرأ القرآن في الصلاة على وجهه بحضور وخشوع، ولا يجهر البعض على البعض، لأنه يؤدي إلى خلاف ذلك. (1) في (ق) : عبد الله، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق " (1074) ، ووقع فيه "عبد الله " مكان عبيد الله، الحديث: 4929 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 524 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وهو خطأ. وأخرجه عبد بن حميد (750) ، وأبو عوانة 1/277 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وجاء فيهما "عبيد الله " على الصواب. وقد سلف الحديث في "مسند عمر بن الخطاب " برقم (235) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد، إلا أنه جاء في أصول "المسند" الخطية المسموعة: عبد الله بن عمر المكبر، بدل: عبيد الله، وأثبتناه كذلك اعتماداً عليها، وحكمنا على الحديث بالصحة لكون عبد الله بن عمر قد بّويع عليه، وأما هنا فعامة الأصول الصحيحة جاء فيها: "عبيد الله "، وهو الصواب إن شاء الله، ويؤيد ذلك أن عبد بن حميد وأبا عوانة روياه عن عبد الرزاق، فقالا: "عبيد الله ". ولفظ القسم المرفوع منه عند عبد بن حميد: "نعم ويتوضأ وضوءه للصلاة ما عدا قدميه " فجعل قوله: "ما عدا قدميه " مرفوعاً مع أنه عند غيره موقوف على ابن عمر. ورواية أبي عوانة ليس فيها قول نافع. وأخرج فعل ابن عمر مالك في "الموطأ" 1/48، ومن طريقه البيهقي 1/200، وأخرجه عبد الرزاق (1077) ، ومن طريقه البيهقي 1/201 عن ابن جريج، وابن أبي شيبة 1/60 من طريق أيوب، ثلاثتهم عن نافع، به. وأخرجه عبد الرزاق (1088) عن معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، قال: كان ابن عمر إذا أراد أن ينام أو يطعم وهو جنب غسل فرجه ووجهه ويديه، لا يزيد على ذلك. وأخرجه عبد الرزاق (1080) ، والنسائي في " الكبرى" (9069) و (9070) من طريق سالم، به. ولم يذكروا ترك غسل القدمين،. وأخرج الطحاوي 1/128 من طريق أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: إذا أجنب الرجل، وأراد أن يأكل أو يشرب أو ينام غسل كفيه، ومضمض واستنشق، وغسل فرجه، ولم يغسل قدميه.= الجزء: 8 ¦ الصفحة: 525 4930 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 4931 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَتَحَرَّى أَحَدُكُمْ غُرُوبَ الشَّمْسِ، فَيُصَلِّيَ عِنْدَ ذَلِكَ " (2) 4932 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،   =وأخرج ابن أبي شيبة 1/61 من طريق سالم، عن أبيه، قال: إذا أراد الجنب أن يأكل أو يشرب أو ينام توضأ. وهو مكرر (235) ، وانظر (4662) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق (1075) . وهو مكرر (236) ، وانظر (4662) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن خالد، ورباح - وهو ابن زيد - الصنعانيين، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. معمر: هو ابن راشد الأزدي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه بنحوه البخاري (58) من طريق حماد بن زيد، و (1192) من طريق ابن علية، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد. وقد سلف مطولاً برقم (4612) . الحديث: 4930 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 526 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ أَنْ يَأْتِينَ " أَوْ قَالَ: " يُصَلِّينَ فِي الْمَسْجِدِ " (1) 4933 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلٌ أَهْلَهُ أَنْ يَأْتُوا الْمَسَاجِدَ "، فَقَالَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: فَإِنَّا نَمْنَعُهُنَّ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ هَذَا "، قَالَ: فَمَا كَلَّمَهُ عَبْدُ اللهِ حَتَّى مَاتَ (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن خالد.، ورباح - وهو ابن زيد - الصنعانيين، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهما ثقتان. معمر: هو ابن راشد، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه بنحوه أبو داود (566) ، وأبو عوانة 2/59 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4522) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات. إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني، وعمر بن حبيب: هو المكي، وابن أبي نجيح: هو عبد الله، ومجاهد: هو ابن جبر. وأخرجه الطيالسي (1903) ، وأبو عوانهّ 2/8، من طريق عمرو بن دينار، عن ابن عمر، بهذا الإسناد. وسلف برقم (4522) ، وانظر (5021) . قال الحافظ في "الفتح" 2/349 في قول ابن عبد الله بن عمر: فإنا نمنعهن: وكأنه قال ذلك لما رأى من فساد بعض النساء في ذلك الوقت، وحملته على= الحديث: 4933 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 527 4934 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الْقَاصُّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيَّ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، " وَأَحْسَبُهُ قَالَ: (1) " وَسُورَةَ هُودٍ " (2)   =ذلك الغيرة، وإنما أنكر عليه ابنُ عمر لتصريحه بمخالفة الحديث، وإلا فلو قال مثلاً: إن الزمان قد تغير، وإن بعضهن ربما ظهر منه قصد المسجد وإضمار غيره، لكان يظهر أن لا ينكر عليه. وأخذ من إنكار عبد الله على ولده تأديب المعترض على السنن برأيه، وعلى العالم بهواه، وتأديب الرجل ولده وإن كان كبيراً إذا تكلم بما لا ينبغي له، وجواز التأديب بالهجران ... وقال في قوله: فما كلمه عبد الله حتى مات: وهذا - إن كان محفوظاً - يحتمل أن يكون أحدهما مات عقب القصة بيسير. قال البغوي في "شرح السنة" 3/440: ويستدل بعض أهل العلم بعموم قوله: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " على أنه ليس للزوج منع زوجته من الحج، لأنه خروج إلى أعظم المساجد، وهو المسجد الحرام. (1) في هامش (س) و (ص) : وحسبت أنه قال، نسخة. (2) هو مكرر (4806) سنداً ومتناً. الحديث: 4934 ¦ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 528 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) أشرف على تحقيقه الشيخ شعيب الأرنؤوط حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط محمد نعيم العرقسوسى - إبراهيم الزيبق الجزء التاسع مؤسسة الرسالة الجزء: 9 ¦ الصفحة: 1 4935 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ حِينَ اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَائِمَةً " (1) 4936 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَحَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (2) ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. محمد بن بكر: هو البرساني. وأخرجه البخاري (1552) ، ومسلم (1) 87) (28) ، والنسائي في "المجتبى" 5/163، و"الكبرى" (3740) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/122، والبيهقي في "السنن"5/38 من طرق، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/122، والطبراني في "الكبير" (13427) ، والبيهقي في "السنن"5/36-37، من طرق، عن نافع، به. وقد سلف برقم (4842) ، وانظر (4570) . (2) عبارة:"وحجاج عن ابن جريج"لم ترد في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج - وهو عبد الملك بن= الحديث: 4935 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 7 4937 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ لِي نَافِعٌ قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُقْتَلُ مِنَ الدَّوَابِّ خَمْسٌ (1) لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي قَتْلِهِنَّ: الْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورٌ، وَالْفَأْرَةُ " (2) 4938 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ حَدِيثِ، سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ " (3)   = عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهةُ تدليسه، محمد بن بكر: هو البُرْساني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبن حبان (5924) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. وهذا النهي منسوخ، وقد ذكرنا أحاديث النسخ عقب الرواية (4558) . (1) في (ظ14) : يقتل خمس من الدواب. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1) 99) (77) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4461) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/85 من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، بهذا الِإسناد. وأخرجه الدارمي 2/28، والبخاري (6991) ، والطحاوي 3/85، والبيهقي 4/311 من طريق عقيل بن خالد، والنسائي في "الكبرى" (3397) من طريق= الحديث: 4937 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 8 4939 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا (1) ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ وَقَدْ " كَانَ (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ يَمْشُونَ أَمَامَهَا " (3) 4940 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي زِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ (4)   = يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، به. وزاد البخاري والنسائي والبيهقي قصة الرؤيا. وانظر (4499) و (4547) و (4529) . (1) في (ظ14) : حدثنا. (2) في (ظ14) : وكان. (3) رجاله ثقات رجال الشيخين، وابن جُريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث عند أبي يعلى، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن بكر: هو محمد البُرساني، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري. وأخرجه الشافعي في "مسنده"1/213، وأبو يعلى (5519) من طريقين، عن ابن جريج، به. وقد سلف برقم (4539) ، وذكرنا هناك أن المرسل أصح، وانظر ما بعده. (4) رجاله ثقَات رجال الشيخين. والصواب أنه مرسل كما سيأتي، ابن جُريج صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، حجاج: هو ابن محمد المصيصي= الحديث: 4939 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 9 4941 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، - وَكَانَ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، مِنْ وَهْبٍ يَعْنِي ابْنَ مُنَبِّهٍ - قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ   = الأعور، وزياد بن سعد: هو ابن عبد الرحمن الخراساني. وأخرجه الطبراني (13133) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وفيه قال أحمد: هذا الحديث ... إنما هو عن الزهري مرسل، وحديث سالم من فعل ابنِ عمر، وحديث ابن عيينة كأنه وهم. قلنا: سلفت رواية ابن عيينة برقم (4539) ، ورواية سالم برقم (4939) ، وستأتي (6253) . وأخرجه الترمذي (1008) ، والنسائي في "المجتبى"4/56، وفي "الكبرى" (2072) من طريق همام بن يحيى، عن زياد، به. قال الترمذي: وروى همام بن يحيى هذا الحديثَ عن زياد، وهو ابن سعد، ومنصور وبكر وسفيان عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، وإنما هو سفيان بن عيينة، روى عنه همام. وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب مرسلًا، وإنما أتى هذا لأن الحديث رواه الزهري، عن سالم، عن أبيه أنه كان يمشي أمام الجنازة. قال: وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة. وقال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما هو من قول الزهري. قال ابن المبارك: الحفاظ عن ابن شهاب ثلاثة: مالك ومعمر وابن عيينة، فإذا اجتمع اثنان على قول أخذنا به، وتركنا قول الآخر. قلنا: مالك ومعمر روياه مرسلاً. انظر الرواية رقم (4539) وتخريجها. الحديث: 4941 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 10 يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيَقْرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ " (1) 4942 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2) 4943 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الثَّمَرِ أَنْ يُبَاعَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (3)   (1) إسناده حسن. عبد الله بن بَحِير، وعبدُالرحمن بن يزيد الصنعانيان سلف الكلام عنهما في الرواية (4806) . وإبراهيم بنُ خالد: هو الصنعاني المؤذن، ثقة، روى له أبو داود والنسائي. وقد سلف مطولًا برقم (4806) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن دينار: هو مولى عبد الله بن عمر. وأخرجه الحميدي (609) ، والبيهقي في "المعرفة" (2088) و (2089) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (2) 23) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، به. وقدسلف برقم (4466) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/148 (ترتيب السندي) عن سفيان، بهذا الإسناد.= الحديث: 4942 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 11 4944 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ كَلْبَ قَنْصٍ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (1) 4945 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ رَجُلٌ لَاعَنَ امْرَأَتَهُ؟ فَقَالَ: فَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَخَوَيْ بَنِي الْعَجْلَانِ، وَقَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا   = وأخرجه مسلم (1534) (52) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/23، وابنُ حبان (4981) ، والبيهقي 5/300، والبغوي (2078) من طريق إِسماعيل بن جعفر، وأبو يعلى (5799) من طريق مالك، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به. وقدسلف برقم (4493) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/408 و14/208، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55، والبيهقي في "السنن"6/9 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5480) ، ومسلم (1574) (52) من طريقين، عن عبد الله بن دينار، به. وقد سلف برقم (4479) ، وذكرنا هناك شواهده وشرحه. قال السندي: قوله: أو كلب قَنَص: في "القاموس": القَنَص، بفتحتين: المصيد، وقي"الصحاح"أنه الصيد. والله تعالى أعلم. الحديث: 4944 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 12 تَائِبٌ؟ " ثَلَاثًا (1) 4946 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: عُبَيْدُ اللهِ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، (2) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَلَ أَهْلَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا خَرَجَ مِنْ زَرْعٍ أَوْ تَمْرٍ، فَكَانَ يُعْطِي أَزْوَاجَهُ كُلَّ عَامٍ مِائَةَ وَسْقٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه الشافعي في "المسند"2/48) ترتيب السندي) ، والحميدي (672) ، وسعيد بن منصور (1558) ، والبخاري (5312) ، ومسلم (1493) (6) ، والبيهقي في "السنن"7/401 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد ذكر البخاري في آخره قول شيخه ابن المديني راويه عن سفيان: قال سفيان: حفظته من عمرو وأيوب كما أخبرتك. قال الحافظ في "الفتح"9/458: الحديث كان عند سفيان عن عمروبن دينار، وعن أيوب جميعاً عن ابن عمر، وقد وقع في رواية الحميدي عن سفيان، قال: وحدثنا أيوب في مجلس عمروبن دينار، فحدثه عمرو بحديثه هذا، فقال له أيوب: أنت أحسن حديثاً مني. وقال أيضاً 9/457: عمرو بن دينار وأيوب سمعا الحديث جميعاً من سعيد بن جبير، فحفظ فيه عمرو ما لم يحفظه أيوب، وقد بين ذلك سفيان بن عيينة، حيث رواه عنهما جميعا في الباب الذي بعد هذا. قلنا: يعني برقم (5312) . وقد سلف من طريق أيوب كما في هذه الرواية في "مسند عمر بن الخطاب" رضي الله عنه برقم (398) . وسلف من طريق سفيان، عن عمرو برقم (4587) . وسلف بنحوه برقم (4477) . (2) في (ظ14) وهامش (س) : عن نافع. الحديث: 4946 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 13 ثَمَانِينَ (1) وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ، وَعِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ شَعِيرٍ " (2) 4947 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَدْخَلَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، وَاسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ قَائِمَةً أَهَلَّ مِنْ عِنْدِ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ " (3) 4948 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: أَخْبَرَنَا، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ:   (1) وقع في (س) و (ص) و (ظ1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وثمانين، بزيادة واو، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حماد بن أسامة: هو أبو أسامة القرشي مولاهم، الكوفي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الدارقطني في "السنن"3/38 من طريق يحيى بن سلام، عن حماد، عن عبيد الله، بهذا الإسناد، بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى خيبر على النصفِ من كل نخل أو زرع أو شيء. ويحيى بن سلام البصري ضعًفه الدارقطني. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1758) ، وفي "الصغير" (57) من طريق أبي قُرة موسى بن طارق، عن موسى بن عقبة، عن عبيد الله، به. وذكر أنه لم يرو هذا الحديث عن موسى بن عقبة إلا أبو قرة. وقد سلف برقم (4732) ، وانظر (4663) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حماد بن أسامة: هو أبو أسامة القرشي، مولاهم الكوفي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (2865) من طريق أبي أسامة عن عبيد الله، بهذا الإسناد. وقدسلف برقم (4842) . الحديث: 4947 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 14 حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْمَسِيحَ - قَالَ: ابْنُ بِشْرٍ فِي حَدِيثِهِ وَذَكَرَ (1) الدَّجَّالَ - بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلَا وَإِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى، (2) كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ " (3) 4949 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةٍ فَلْيُجِبْ " (4)   (1) في (س) و (ص) إشارة إلى أن الواو في كلمة"وذكر"زيادة في نسخة. (2) في (ظ14) : اليمين. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حماد: هو ابن أسامة، ومحمد بن بشر: هو العبدي، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم. وأخرجه مسلم ص 2247، وابن منده في "الإيمان" (1043) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة حماد بن أسامة ومحمد بن بشر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/128 عن أبي أسامة حمادبن أسامة، به. وأخرجه مسلم ص 2247، وابن منده (1043) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، عن محمد بن بشر، به. وأخرجه الترمذي (2241) من طريق معتمربن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، به, وصححه. وقد سلف برقم (4804) ، وانظر (4743) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 4949 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 15 4950 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ (1) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْحَدِيثَ وَهَذَا الْوَصْفَ، (2) 4951 - قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي وحَدَّثَنَا قَبْلَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ (3) رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَلْيُجِبْ (4)   = وأخرجه أبو داود (3737) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن"7/263 عن مخلد بن خالد، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: "فإن كان مفطرا فليَطْعم، وان كان صائما فلْيَدْعُ". وقدسلف برقم (4712) . (1) في (ظ1) زيادة:"أبو أسامة"، وكتبت في هامش (س) و (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله إسنادا وفيه زيادة في المتن، سنشيرُ إليها في التعليق على الحديث التالي. وأخرج قصة ذي اليدين دونَ قصة إجابة الدعوة: أبو داود (1017) ، وابن ماجه (1213) ، وابن خزيمة (1034) ، والبيهقي في "السنن"2/359 من طرق، عن أبي أسامة حمادبن أسامة، بهذا الإسناد. (3) في) ظ14) : العشاء. (14 لفظة:"فليجب"لم ترد في النسخ، وذكرت في هامش (س) و (ص) ، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر في طبعته. والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين. قال الشيخ أحمد شاكر: وهو من مسند أبي هريرة، ولكن إثباته هنا مع الإسناد الذي قبله يحتاج إلى بحث، فالظاهر أن حماد بن أسامة حدث أحمد بحديث ابن عمر في إجابة الدعوة= الحديث: 4950 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 16 4952 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   = (4949) عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، في موضع، وأنه حدثه به بالإسناد نفسه في موضع آخر، فلم يذكر لفظه، ولكن قال:"هذا الحديث وهذا الوصف"، وهو الإسناد (4950) ، وأن ذلك كان عقب أن حدثه بحديث أبي هريرة في إحدى صلاتي العشي، وهو قصهَ ذي اليدين في سجود السهو، وبحديثه في إجابة الدعوة، جمع له حديثي أبي هريرة حديثا واحداً بإسناد واحد: عن هشام بن حسان وابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، والحديثان رواهما أبو هريرة، كما سنذكره، وأن أحمد حين سمع من شيخه حماد بن أسامة الإسناد (4950) عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، بعقب حديثي أبي هريرة اللذين جمعهما حديثا واحدا، وسمع قوله في إسناد حديث ابن عمر:"هذا الحديث وهذا الوصف"، شك في هذا السماع الأخير، أعني شك في صواب الرواية عن ابن عمر الحديث كله بجزأيه، في قصة ذي اليدين، وفي إجابة الدعوة، فذكر الإسناد (4950) عقب (4949) وهما إسناد واحد، ثم بين كيف حدثه شيخه بالإسناد في المرة الثانية. قلنا: قصة ذي اليدين من حديث أبي هريرهَ سترد في "مسنده"2/234 عن محمد بن أبي عدي، عن عبد الله بن عون وحده، عن محمد بن سيرين، وستخرج طرقها هناك. لكن نذكر هنا أن ابن ماجه أخرجها في "سننه"بم قم،1214) عن علي بن محمد، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عبد الله بن عون وحده، بهذا الإسناد. وأما قصة إجابة الدعوة فسترد أيضا في "مسنده"2/279 عن عبد الرزاق، و2/507 عن يزيد بن هارون، كلاهما عن هشام بن حسان وحده، عن محمد بن سيرين. ويأتي تخريجها هناك. الحديث: 4952 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 17 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا الصُّبْحَ بِالْوِتْرِ " (1) 4953 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلْحَقَ ابْنَ الْمُلَاعَنَةِ بِأُمِّهِ (2) " 4954 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنِي عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا الصُّبْحَ بِالْوَتْرِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. ولم يرد هذا الحديث في نسخة (ق) . وأخرجه أبو عوانة 2/332 من طريق الإمام أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1436) ، والترمذي (467) ، وأبو عوانة 2/332، والحاكم في "المستدرك"1/301، والبغوي في "شرح السنة" (966) من طريق يحيى بن زكريا، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وسيأتي من طريق آخر برقم (4954) ، وانظر (4492) . قال السندي: قوله: بادروا الصبح بالوتر، أي: أوتروا قبل الصبح. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة، ونافع: مو مولى ابن عمر. وقد سلف من طريق مالك برقم (4527) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. عاصم الأحول: هو ابن سليمان البصري. قال ابنُ أبي حاتم في "المراسيل"ص 125: كتب إلى علي بن أبي طاهر القزويني: حدثنا أحمد بن محمد الأثرم، قال: قلت لأبي عبد الله: عاصم، عن= الحديث: 4953 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 18 4955 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ يُضَحِّي " (1) 4956 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ " (2)   = عبد الله بن شقيق، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"بادروا الصبح بالوتر"؟ فقال: عاصم لم يرو عن عبد الله بن شقيق شيئاً، ولم يرو هذا إلا ابن أبي زائدة، وما أدري. قلنا: الحديث عند مسلم كما سيأتي. واخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/232 من طريق الِإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (750) (149) ، وأبو عوانة 2/332، وإلبيهقي في "السنن" 2/478، والبغوي في "شرح السنة" (967) من طريق يحيى بن أبي زائدة، به. وقد سلف من طريق آخر برقم (4952) ، وانظر (4492) . (1) إسناده ضعيف، فيه حجاج - وهو ابن أرطاة -، مدلس، وقد عنعن. يحيى بن زكريا: هو ابن أبي زائدة. وأخرجه الترمذي (1507) من طريق يحيى بن أبي زائدة، بهذا الإسناد، وقال: حديث حسن! وانظر ما سيأتي برقم (6401) . (2) إسناده صحيح. قُران بن تمام الأسدي الكوفي، روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ووثقه أحمد وابن معين والدارقطني، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4470) . الحديث: 4955 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 19 4957 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (1) بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: قَالَ (2) عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَأَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ: تَعَالَ حَتَّى أُوَدِّعَكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَالَ: " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " (3) 4958 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْكِلَابِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ: " هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا (4) ؟ "، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا   (1) في (ظ14) : عن عبد العزيز. (2) في (ظ14) : قال لي. (3) حديث صحيح، إسماعيل بن جرير: سلف في الرواية (4781) الاختلاف على عبد العزيز في اسمه، وترجح أنه يحيى بن إسماعيل بن جرير، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. قزعة: هو ابن يحيى البصري. وأخرجه أبو داود (2600) ، والحاكم 2/97 من طريق عبد الله بن داود الخُريبي، عن عبد العزيزبن عمر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4781) ، وانظر (4524) . (4) في (ق) و (ظ14) : ما وعد ربكم حقا. وفي هامش (س) و (ظ1) := الحديث: 4957 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 20 أَقُولُ "، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: وَهِلَ يَعْنِي - ابْنَ عُمَرَ - إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمُ الْآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِي كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ لَهُوَ الْحَقُّ " (1) 4959 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: وَهِلَ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ - إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ فَقَالَ: " إِنَّ صَاحِبَ هَذَا (2) لَيُعَذَّبُ وَأَهْلُهُ يَبْكُونَ عَلَيْهِ "، ثُمَّ قَرَأَتْ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] " (3)   = وعدتكم حقاً. نسخة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/377، واليخاري (3980) و (3981) ، والنسائي في " المجتبى"4/110، والطبراني في "الكبير" (13263) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3978) ، ومسلم (932) (26) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن هشام، عن أبيه، قال: ذكر عند عائشة أن ابن عمر يرفع ... وقدسلف بنحوه برقم (4864) . (2) في (ق) : هذا القبر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي،= الحديث: 4959 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 21 4960 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنَ الْجُيُوشِ وَالسَّرَايَا أَوِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، فَإِذَا أَوْفَى عَلَى أُرْبِيَّةٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ، عَابِدُونَ سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ وَعْدَهُ، (1) وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " (2) 4961 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بِأَرْضِ الْفَلَاةِ، وَمَا يَنُوبُهُ مِنَ الدَّوَابِّ وَالسِّبَاعِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا   = وهشام: هو ابن عروة بن الزبير. وأخرجه أبو داود (3129) ، والنسائي في "المجتبى"4/17، والطبراني في "الكبير" (13262) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3129) من طريق أبي معاوية، عن هشام، به. وقدسلف برقم (4865) . وسيرد من حديث عائشة 6/57، ويخرج هناك. (1) فى) ظ14) : صدق الله وعده. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي، وعبيد الله: هو ابن العمرىِ، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4717) ، وانظر (4496) . الحديث: 4960 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 22 كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ (1) لَمْ يَحْمِلِ الْخَبَثَ " (2) 4962 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ ابْنَ سُرَاقَةَ، يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَا بَعْدَهَا فِي السَّفَرِ " (3) 4963 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَبْدَءُونَ بِالصَّلَاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ فِي الْعِيدِ " (4) 4964 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ طَوَافًا وَاحِدًا (5) لِإِقْرَانِهِ، لَمْ   (1) استدرك في هامش (س) لفظ:"قدر"، أي: قدر قلتين، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر في طبعته. (2) إسناده حسن. عَبْدة: هو ابن سليمان الكلابي الكوفي. وهو مكرر (4605) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن عثمان بن سراقة، لكن سلف متصلًا بإسناد صحيح برقم (4675) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي. وهو مكرر (4602) . (5) لفظ:"واحداً" لم يرد في (ظ14) . الحديث: 4962 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 23 يَحِلَّ بَيْنَهُمَا، وَاشْتَرَى هَدْيَهُ مِنَ الطَّرِيقِ مِنْ قُدَيْدٍ " (1) 4965 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا (2) سَعِيدٌ الْمَعْنَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ، فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَعَدَلَ رَاحِلَتَهُ عَنِ الطَّرِيقِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا (3) نَافِعُ أَتَسْمَعُ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، قَالَ: فَيَمْضِي حَتَّى قُلْتُ: لَا، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَيْهِ (4) وَأَعَادَ الرَّاحِلَةَ إِلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ   (1) إسناده ضعيف. يحيى بن يمان - وهو أبو زكريا العجلي الكوفي - كثيرُ الخطأ، فقد تغير ونسي، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الترمذي (907) ، وابن ماجه (3102) ، والدارقطني 2/257 من طريق يحيى بن يمان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الثوري إلا من حديث يحيى بن اليمان. وروي عن نافع أن ابن عمر اشترى من قديد، وهذا أصح. قلنا: وهم يحيى بن اليمان بهذا، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد ساق الهدي من ذي الحليفة، وهي قبل قديد بكثير، كما في "صحيح البخاري" (1691) ، والذي اشترى الهدي من قديد هو ابن عمر، كما جاء مصرحا به في رواية البخاري (1693) ، وفي روايتي"المسند" رقم (5165) و (6391) ، وانظر (4595) و (5350) . وأخرجه دون قوله: " واشترى هديه من الطريق من قديد " ابن خزيمة (2746) ، والطحاوي 2/197، والدارقطني 2/257 و261 من طرق، عن نافع، به. (2) في (ظ14) : قالا أخبرنا. (3) في (ظ14) : أيا. (4) في (ظ14) : يده. الحديث: 4965 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 24 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ فَصَنَعَ مِثْلَ هَذَا " (1) 4966 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، " كَانَ يَتَوَضَّأُ مَرَّةً مَرَّةً وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ " كَانَ يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 4967 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عُمَرَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ، يُخْبِرُ عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ "، قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ (3) مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَصَلَّى بِلَا   (1) إسناده حسن. الوليد بن مسلم، وهو أبو العباس الدمشقي - وإن كان يدلس عن الضعفاء ويسوي -، تابعه مخلد بن يزيد، وهو الحراني، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير سليمان بن موسى، وهو الأشدق، فقد روى له أصحاب السنن، ومسلم في المقدمة، وهو ثقة إلا ما انفرد فيه. وسعيد بن عبد العزيز: هو أبو يحيى التنوخي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقدسلف برقم (4535) . (2) هو حديثان، حديث ابن عباس، وهو صحيح لغيره، وقد سلف برقم (4818) . وحديث ابن عمر، وإسناده ضعيف، وروي موقوفا، وهو الصحيح، وقد سلف برقم (4534) . (3) في (ق) و (ظ1) : صلاة العيد. الحديث: 4966 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 25 أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ "، قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ (1) مَعَ عُمَرَ فَصَلَّى بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُثْمَانَ فَصَلَّى بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ (2) 4968 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ النُّعْمَانَ بْنَ رَاشِدٍ الْجَزَرِيَّ يُخْبِرُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ يُخْبِرُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يُخْبِرُ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ أَوْ نَحْوَهُ (3)   (1) في (ق) و (ظ1) : صلاة العيد. (2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد الرزاق بن عمر الثقفي متروك الحديث، لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي برقم (4968) و (5871) و (5872) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2171) . وعن جابر بن عبد الله، سلف برقم (2172) ، وسيأتي برقم (5871 م) . وعن جابر بن سمرة، سيرد 5/910. وعن البراء، عند ابن أبي شيبة 2/1690. وعن أبي رافع، عند الطبراني في "الكبير" (943) . ورواية جابر بن سمرة والبراء وأبي رافع مختصرة، ثم يذكروا فيها سوى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد فيه ضعف يسير، النعمان بن راشد الجزري: ضعيف، لكن يعتبر به في المتابعات والشواهد، وابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان -: حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. الوليد: هو ابن مسلم القرشي، مولاهم أبو العباس الدمشقي. وانظر ما قبله. الحديث: 4968 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 26 4969 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْبَلُ صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ، وَلَا صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ " (1) 4970 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: أَتَيْنَا ابْنَ عُمَرَ فِي الْيَوْمِ الْأَوْسَطِ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ قَالَ: فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَدَنَا الْقَوْمُ وَتَنَحَّى ابْنٌ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: ادْنُ فَاطْعَمْ، قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ " إِنَّهَا أَيَّامُ طُعْمٍ وَذِكْرٍ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل سماك بن حرب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/4-5، ومسلم (224) ، والبيهقي 1/42 عن حسين بن علي الجعفي، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو عوانة 1/234، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3299) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن زائدة بن قدامة، به. وقد سلف برقم (4700) . (2) حسن، إبراهيم بن مهاجر - وإن كان في حفظه لين - يحسن حديثه في المتابعات والشواهد، وهذا منها، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن علي: هو الجعفي، وزائدة: هو ابن قدامة، وأبو الشعثاء: هو سُليم بن أسود المحاربي. الحديث: 4969 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 27 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه محمد بن عاصم الثقفي في "جزئه" (3) ، والنسائي في "الكبرى" (2903) من طريق حسين بن علي الجعفي، بهذا الإسناد. ولم يذكر النسائي فيه قصة ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/20 عن أبي الأحوص سلام بن سليم، عن إبراهيم بن مهاجر، به، موقوفاً. وأخرج عبد بن حميد (830) ، وابن خزيمة (2148) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن المطلب بن عبد الله: دعا أعرابياً إلى طعام له، وذلك بعد النحر بيوم، فقال الأعرأبي: إني صائم، فقال: إني سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عن صيام هذه الأيام الثلاثة، يعني أيام التشريق. وهذا إسناد جيد، وفيه تصريح المطلب بن عبد الله بن حنطب بالسماع من ابن عمر، وزعم بعض أهل العلم بأن روايته عن ابن عمر مرسلة! وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2899) من طريق عبد الرزاق هذه، إلا أنه جعله من حديث عبد الله بن عمروبن العاص! وفي الباب عن علي، سلف برقم (567) . وعن سعد، سلف برقم (1456) . وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/1520. وعن بشر بن سحيم، سيرد 3/4150. وعن عبد الله بن حذافة، سيرد 3/450 _451. وعن كعب بن مالك، سيرد 3/4600. وعن حمزة الأسلمي، سيرد 3/4940. وعن يونس بن شداد، سيرد 4/770. وعن عمرو بن العاص، سيرد 4/1970.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 28 4971 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " وَمَنْ صَلَّى مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلَاتِهِ وِتْرًا، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ (1) بِذَلِكَ " (2) 4972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُرِيتُ (3) فِي النَّوْمِ أَنِّي (4) أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَنَزَعَ نَزْعًا ضَعِيفًا وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَقَى فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ   = وعن نبيشة الهذلي، سيرد 5/750. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/2240. قوله:"أيام طعم"، قال السندي: الطُعم بالضم مصدر طَعِمَ كعَلِمَ: إذا ذاق، وبمعنى الطعام، والمراد هاهنا الأول، أي: أيام أكل. (1) في (ق) و (ظ1) : يأمرنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بشر: هو العبدي. وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وسلف برقم (4710) ، وانظر (4492) . (3) في (س) و (ص) : رأيت. نسخة. (4) في (ظ14) : كأني. الحديث: 4971 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 29 يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى رَوَّى (1) النَّاسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ " (2) 4973 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ " قَالَ: عُبَيْدُ اللهِ: " وَالْقَزَعُ التَّرْقِيعُ فِي الرَّأْسِ " (3)   (1) ضبطت في (س) و (ق) : رَوِيَ. (2) حديث صحيح، وأبو بكر بن سالم بن عبد الله ليس له في الصحيحين الا هذا الحديث، قال الحافظ في " الفتح "7/46: وليس لأبي بكربن سالم في البخاري غير هذا الموضع، ووثقه العجلي، ولا يُعرف له راو إلا عبيد الله بن عمر المذكور، وإنما أخرج له البخاري في المتابعات. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بشر: هو العبدي، وعبيد اللُه: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري (3682) ، ومسلم (2393) (19) ، وأبو يعلى (5514) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد. وقال الذهبي في "السير"11/457: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه، ولا يكاد أبو بكر يُعرف إلا بهذا الحديث. قلنا: وقدسلف برقم (4814) . قوله:"بدلو بَكْرة": بفتح فسكون: خشبة مستديرة يستقى عليها. قاله السندي. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بشر: هو العبدي. واخرجه النسائي 8/182 من طريق محمد بن بشر، بهذا الِإسناد دون قول عبيد الله. وأخرجه البخاري (5920) ، وابن حبان (5506) من طريق ابن جريج،= الحديث: 4973 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 30 4974 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ (1) ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ " (2) 4975 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، (3) سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيَّ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "   = ومسلم (2120) ، وابن ماجه (3637) من طريق أبي أسامة، ومسلم (2120) من طريق عبد الله بن نمير، والبيهقي 9/305 من طريق شجاع بن الوليد، أربعتهم عن عبيد الله بن عمر، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسيرد برقم (5175) عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، عن عمر بن نافع، به. وأخرجه النسائي 8/30 ا- ا 13 من طريق سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. وقال: حديث يحيى بن سعيد ومحمد بن بشر أولى بالصواب. وقدسلف برقم (4473) . قال الحافظ في "الفتح"10/364: قد أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه وابن حبان وغيرهم، من طرق متعددة، عن عبيد الله بن عمر بإثبات عمر بن نافع، ورواه سفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن عبيد، عن عبيد الله بن عمر بإسقاطه، وكأنهم سلكوا الجادة، لأن عبيد الله بن عمر معروف بالرواية عن نافع مكثر عنه، والعمدة على من زاد عمر بن نافع بينهما، لأنهم حفاط، ولا سيما فيهم من سمع عن نافع نفسه كابن جريج، والله أعلم. (1) "ابن عثمان": ليس في (ظ ا) ولا (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) حديث صحيح. وهو مكرر (4473) . (3) في (م) : حدثنا سليمان، وهو خطأ. الحديث: 4974 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 31 لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه أبو يعلى (5516) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/720، والدارمي 2/297، والبخاري في "صحيحه" (6154) ، وفي "الأدب المفرد" (870) ، والبيهقي 10/244 من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو يعلى (5573) من طريق مكي بن إبراهيم، والطحاوي 4/295 من طريق ابن وهب، ثلاثتهم عن حنظلة بن أبي سفيان، به. وزاد الدارمي في روايته: "أو دماً"، وتصحف فيه سالم عن ابن عمر، إلى: سالم بن عمير. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13229) من طريق أبي عبيدة من ولد عبد الله بن عمر، عن سالم، به. وسيأتي الحديث برقم (5704) . وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1506) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/2880. وعن أبي سعيد، سيرد 3/80. وعن عمر عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/2950. وعن عوف بن مالك عند الطحاوي أيضاً 2/2950. وعن سلمان عند الطبراني في "الكبير" (6132) . وعن جابر عند أبي يعلى (2056) . قوله: " خير له " قال السندي: وهو خير من عذاب الآخرة الذي يؤدي إليه امتلاء الجوف من الشعر عادة. قال إبو عبيد في " غريب الحديث " 1/36: ووجه الحديث عندي: أن يمتلىء قلبه من الشعر حتى يغلب عليه، فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله، فيكون الغالب= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 32 4976 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ فَصَّ خَاتَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَاطِنِ كَفِّهِ " (1) 4977 - حَدَّثَنَا (2) إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ مِمَّا يَلِي وَجْهَهَا رَجُلًا آدَمَ، سَبْطَ الرَّأْسِ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَجُلَيْنِ، يَسْكُبُ رَأْسُهُ أَوْ يَقْطُرُ رَأْسُهُ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ أَوْ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، وَرَأَيْتُ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْمَرَ،   = عليه من أيَ الشعر كان، فأما إن كان القرآن والعلم الغالبين عليه، فليس جوف هذا عندنا ممتلئاً من الشعر. وقال البيهقي في "شعب الإِيمان"4/276: ينبغي للمرء المسلم أن يحفظ لسانه عن الشعر الذي يكون هجاء أو فحشاً أو كذباً. أما الشعر الذي لا يكون فيه شيء من ذلك فهو كغيره من الكلام يستحب للمرء أن لا يستكثر منه حتماً يشغله عما هو أولى به من قراءة القرآن وذكر الله عزَ وجل. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن أبي رواد، فقد روى له أصحاب السنن الأربعة، واستشهد به اليخاري، وهو صدوق لا بأس وانظر (4907) و (4677) . (2) في (س) و (ص) و (ظ1) :أخبرنا. الحديث: 4976 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 33 أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى، جَعْدَ الرَّأْسِ، أَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ ابْنُ قَطَنٍ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ " (1) 4978 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُلَّةِ إِسْتَبْرَقٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ الْحُلَّةَ تَلْبَسُهَا (2) إِذَا قَدِمَ عَلَيْكَ وُفُودُ النَّاسِ؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ ". ثُمَّ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُلَلٍ ثَلَاثٍ، فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ، وَإِلَى عَلِيٍّ بِحُلَّةٍ، وَإِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ بِحُلَّةٍ، فَأَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِحُلَّتِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ، وَقَدْ سَمِعْتُكَ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ؟ قَالَ: " إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا أَوْ تُشَقِّقَهَا لِأَهْلِكَ خُمُرًا "، قَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: وَأَتَاهُ (3) أُسَامَةُ وَعَلَيْهِ الْحُلَّةُ، فَقَالَ: " إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَبِيعَهَا " مَا أَدْرِي أَقَالَ لِأُسَامَةَ، " تُشَقِّقُهَا خُمُرًا " أَمْ لَا، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ فِي حَدِيثِهِ: أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقدسلف برقم (4743) . (2) في (ظ14) وهامش (س) و (ص) و (ظ1) : فلبستها. (3) في (ظ14) : فأتاه. الحديث: 4978 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 34 عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: وَجَدَ عُمَرُ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، (1) 4979 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَتَاهُ أُسَامَةُ وَقَدْ لَبِسَهَا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنْتَ كَسَوْتَنِي، قَالَ: " شَقِّقْهَا بَيْنَ نِسَائِكَ خُمُرًا،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الحارث - وهو ابن عبد الملك المخزومي -، متابع إسحاق بن سليمان الرازي، فمن رجال مسلم. حنظلة: هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي. وأخرجه النسائي 8/198، وابن حبان (5113) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن عبد الله بن الحارث، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (349) عن مكي بن إبراهيم، عن حنظلة، به. وأخرجه أبو يعلى (5515) من طريق إسحاق بن سليمان، عن حنظلة، به مختصراً، ولفظه عن ابن عمر: خرج أسامة وعليه حلة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شققها لأهلك خُمراً". وأخرجه البخاري (948) و (3054) ، ومسلم (2068) (8) ، وأبو داود (1077) ومختصراً (4041) ، والنسائي 3/181، وأبو عوانة 5/448، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/245، وفي " شرح مشكل الآثار" (4832) ، والبيهقي 3/280، والخطيب في "الفقيه والمتفقه " 1/221 من طريق الزهري، عن سالم، وقدسلف برقم (4767) . الحديث: 4979 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 35 أَوِ اقْضِ بِهَا حَاجَتَكَ " (1) 4980 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ، سَمِعْتُ سَالِمًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ أَوْ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ يَقُولُ: " ها، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا هَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا هَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يُطْلِعُ الشَّيْطَانُ قَرْنَيْهِ " (2) 4981 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، (3) حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، يُخْبِرُ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الحارث - وهو ابن عبد الملك المخزومي -، فمن رجال مسلم. حنظلة: هو أبن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي. وقدسلف برقم (4713) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حنظلة: هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي، سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه مسلم (2905) (49) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن إسحاق بن سليمان، بهذا الِإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (739) من طريق عمر بن محمد، عن سالم، به. وانظر (4751) . (3) في النسخِ، ما عدا (ظ14) : سعد، وهو تحريف. الحديث: 4980 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 36 يَقُولُ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " (1) 4982 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَكَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فَقُلْتُ لَهُ: فَقَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ " (2) 4983 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ ثَلَاثًا مِنَ الْحَجَرِ إِلَى   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيد، وهو الطالقاني، فقد روى له أبو داود والنسائي والبخاري في "الأدب المفرد"، وهو ثقة. معاوية بن سلام: هو الدمشقي. يحيى بن أبي كثير: هو الطائي. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه النسائي 4/139 من طريق محمد بن المبارك الصوري، وعثمان بن سعيد الحمصي، والطحاوي 3/123 من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، ثلاثتهم عن معاوية بن سلام، به. وقد سلف برقم (4488) . (2) إسناده صحيح. عبد الرحمن بن سعد - وهو مولى عبد الله بن عمر - روى عنه جمع، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأسدي الكوفي. وقدسلف برقم (4470) . الحديث: 4982 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 37 الْحَجَرِ، وَمَشَى أَرْبَعًا " (1) 4984 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ مِنْ أُحُدٍ، فَجَعَلَتْ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَى مَنْ قُتِلَ مِنْ أَزْوَاجِهِنَّ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَكِنْ حَمْزَةُ لَا بَوَاكِيَ لَهُ " قَالَ: ثُمَّ نَامَ فَاسْتَنْبَهَ وَهُنَّ يَبْكِينَ قَالَ: فَهُنَّ الْيَوْمَ إِذًا يَبْكِينَ يَنْدُبْنَ بِحَمْزَةَ (2)   (1) حديث صحيح، عبد الله - وهو ابن عمر العمري، وإن كان ضعيفاً -، متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وقدسلف برقم (4618) . قوله:"من الحجر إلى الحجر"، قال السندي: أي: من الحجر الأسود إليه، يريد تمام الدورة. (2) إسناده حسن، أسامة بن زيد - وهو الليثي - روى له الشيخان استشهاداً، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وسيأتي الحديث بأتم مما هنا برقم (5563) و (5666) ، ويأتي تخريجه هناك. قوله: فهن اليوم إذا يبكين يندبن بحمزة هو قول أحد الرواة يصف ما تفعله نسوة أهل المدينة، يبينه قول الحاكم بإثر حديث أنس 1/381: وهو أشهر حديث بالمدينة، فإن نساء المدينة لا يندبن موهتاهن حتى يندبن حمزة، وإلى يومنا هذا. قوله:"لا بواكي له " قال السندي: جمع باكية. قاله قبل النهي عن البكاء، يشير إليه رواية ابن ماجه، فلا إشكال، وقوله: "فهن اليوم"، أي: إذا تركن على حالهن، ولفظ ابن ماجه: مرَّ بنساء عبد الأشهل يبكين هلكاهن يوم أحد، فقال= الحديث: 4984 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 38 4985 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَرَادَ اللهُ تَعَالَى بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ " وَقَالَ عَلِيٌّ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُول (1)   =رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لكن حمزة لا بواكي له"، فجاء نساء الأنصار يبكين على حمزة، فاستيقظ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال:"ويحهن ما انقلبن بعد؟ مروهن فلينقلبن، ولا يبكين على هالك بعد اليوم". قلنا: سيي نحوه في الرواية (5563) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب - وهو ابن زياد الخراساني - فقد روى له ابن ماجه، وغير علي بن إسحاق - وهو السلمي، مولاهم المروزي - فقد روى له الترمذي، وكلاهما ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم ابن شهاب، وحمزة بن عبد الله: هو ابن عمر بن الخطاب. وأخرجه البخاري (7108) ، ومن طريقه البغوي (4204) عن عبد الله بن عثمان، والخطيب في " تاريخ بغداد " 6/88-89 من طريق علي بن الحسن بن شقيق، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا ألِإسناد. وأخرجه مسلم (2879) ، وابن حبان (7315) من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد الأيلي، به. وسيأتي برقم (5890) و (6207) . ويشهد لمسألة البعث على النية لمن كان بأرض أصابها العذاب، حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وسيرد 6/105= الحديث: 4985 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 39 4986 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " مَا أَتَيْتُ عَلَى الرُّكْنِ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ، فِي شِدَّةٍ وَلَا رَخَاءٍ، إِلَّا مَسَحْتُهُ " (1) 4987 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ (2) الْفَجْرَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (3)   = وحديث أم سلمة، سيرد 6/2890 قوله:"من كان فيهم"قال السندي: أي ممن ليسوا على عملهم إشارة إلى معنى قوله تعالى: (واتقوا فتنةً لا تُصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) ، وهذا إذا ثبت غير العصاة فيهم إلى مجيء العذاب، وأما إن خرجوا منهم قبل ذلك فلا، كما كان من كانوا يؤمنون بالأنبياء السابقين، فإنهم كانوا يخرجون مع نبيهم قبل العذاب بوحي من الله، واللُه تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين وقد سلف برقم (4463) . (2) في (س) و (ق) و (ظ1) : فإذا كان. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق - وهو العُقيلي - فمن رجال مسلم. عبدُ الأعلى بنُ عبد الأعلى: هو البصري السامي، وخالد: هو ابن مهران الحذاء. وأخرجه ابنُ خزيمة (1072) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/273 و291 و14/245، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/278 من طريق هشيم، وابنُ خزيمة (1072) من طريق يزيد بن الحديث: 4986 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 40 4988 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّاسَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضْرَبُونَ إِذَا ابْتَاعُوا الطَّعَامَ جُزَافًا، أَنْ يَبِيعُوهُ حَتَّى يُؤْوُوهُ إِلَى رِحَالِهِمْ " (1) 4989 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " إِنْ (2) كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَأْمُرُنَا بِالتَّخْفِيفِ، وَإِنْ كَانَ لَيَؤُمُّنَا بِالصَّافَّاتِ، قَالَ يَزِيدُ: فِي الصُّبْحِ (3)   = زريع، وأبو عوانة 2/332 من طريق محبوب بن الحسن، وابن حبان (2623) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، أربعتهم عن خالد الحذَّاء، به. وأخرجه بنحوه مسلم (749) (148) من طريقين عن عبد الله بن شقيق، به. وقد سلف برقم (4492) ، وسيأتي برقم (5503) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4517) . (2) لفظ:"إن"لم يرد في (ق) . (3) إسناده حسن. الحارثُ بنُ عبد الرحمن خالُ ابنِ أبي ذئب: صدوق، روى له الأربعة، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حماد بن خالد: هو الخياط، ويزيد: هو ابن هارون. ابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي. سالم بن عبد الله: هو ابن عمر بن الخطاب. وأخرجه أبو يعلى (5445) ، وابنُ حبان (1817) ، والبيهقي في "السنن" 3/118 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وقدسلف برقم (4796) . الحديث: 4988 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 41 4990 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي الْحَدَّادَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي الْقُبُورِ، فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 4991 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أَنَّ عَمَّهُ وَاسِعَ بْنَ حَبَّانَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ ظَهَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ (2) عَلَى ظَهْرِ بَيْتِنَا، " فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلًا بَيْتَ الْمَقْدِسِ " (3) 4992 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ،   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الواحد الحداد - وهو ابن واصل -، فقد روى له البخاري متابعة، وهو ثقة. وقد سلف برقم (4812) ، وذكرنا هناك أن المحفوظ وقفه من قول ابن عمر. (2) في) ظ14) : لقد ظهرتُ يوماً. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري، ومحمد بن يحيى: هو ابن حَبان بن منقذ الأنصاري. وأخرجه البخاري (149) ، وابن ماجه (322) ، والدارمي 1/171، والبيهقي 1/92 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في " الموطأ " 1/193-194، والشافعي 1/28، والبخاري (145) ، ومسلم (266) (61) ، وأبو داود (2)) ، والنسائي في "المجتبى" 1/23-24، وفي "الكبرى " (22) ، وابن ماجه (322) ، وابن خزيمة (59) ، وأبو عوانة 1/201، والطحاوي 4/233 و234، وابن حبان (1421) ، والدارقطني= الحديث: 4990 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 42 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَاةُ الْمَغْرِبِ وِتْرُ النَّهَارِ، فَأَوْتِرُوا صَلَاةَ اللَّيْلِ " (1) 4993 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمِقْدَامِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَبَا (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا لَكَ لَا تَرْمُلُ؟ فَقَالَ: " قَدْ رَمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ " (3)   = 1/61، والبيهقي 1/92، والبغوي (176) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وأخرجه الطبراني في " الكبير" (13312) من طريق عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر العمري، عن محمد بن يحيى بن حبان، به. وقدسلف برقم (4606) . قوله: "على ظهر بيتنا"قال السندي: وفي بعض النسخ: على ظهر بيت لنا، وعلى التقديرين، فالنسبة مجازية، والمراد بيت لحفصة التي هي أخت عبد الله، والنسبة إليها أيضاً بالنظر إلى السكنى، وإلا فالبيوتُ كانت ملكاً له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما كان لأمهات المؤمنين السكنى، والله تعالى أعلم. (1) هو مكرر (4847) سنداً ومتناً. (2) في (ظ1) : يا أبا. (3) إسناده ضعيف، الحجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس، وقد عنعن، وعبد الملك بن المغيرة الطائفي لم يوثقه غير ابن حبان، وعبد الله بن المقدام لم يروِ عنه غير عبد الملك بن المغيرة الطائفي، فهو في عداد المجهولين. وأخرج النسائي 5/242 عن محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، قال:= الحديث: 4993 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 43 4994 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، مَوْلَى مَيْمُونَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُصَلُّوا صَلَاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ " (1) 4995 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ سَلَمَةَ الشَّيْبَانِيُّ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: عِنْدَ (2) مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ مَعَ الْأَشَجِّ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأَشْرِبَةِ، "   = حدثنا صدقة بن يسار، عن الزهري، قال: سألوا ابن عمر: هل رأيت رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمل بين الصفا والمروة، فقال: كان في جماعة من الناس، فرملوا، فلا أراهم رملوا إلا برمله. وسيأتي الحديث بالأرقام (5006) و (5143) و (5257) و (5265) و (6013) و (6393) . وسيأتي في الحديث (5737) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعى ببطن المسيل بين الصفا والمروة. (1) إسناده حسن. سليمان مولى ميمونة: مو سليمان بن يسار. وقدسلف برقم (4689) . (2) في النسخ وطبعة الشيخ أحمد شاكر و"أطراف المسند"3/406: كنت عند منبر.. بزيادة لفظ: " كنت"وهو مقحم خطأ، فلم يرد من طريق يزيد في مصادر التخريح، ولا ورد في الرواية السالفة برقم (4629) وهي من طريق ابن علية، عن عبد الخالق بن سلمة الشيباني، بهذا الإسناد. وقد نقلنا عن الدارقطني في الحديث (4914) أن هذا الحديث لم يسمعه ابنُ عمر من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه مرسل صحابي. الحديث: 4994 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 44 فَنَهَاهُمْ عَنِ الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ " (1) 4996 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرٍ قَالَ: ذَكَرْتُ لِابْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ، فَقَالَ: وَهِلَ أَنَسٌ، إِنَّمَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ، (2) وَأَهْلَلْنَا مَعَهُ، (3) فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً "، وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيٌ فَلَمْ يَحِلَّ (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الخالق بن سلمة الشيباني، فمن رجال مسلم، يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/122) 3856) ، ومسلم (1997) (58) ، وأبو يعلى (5612) ، وأبو عوانة 5/297 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو عوانة 5/297 من طريق بشر بن المفضل، عن عبد الخالق، به. وقد سلف بنحوه برقم (4465) . (2) لفظ: "بالحج" سقط من طبعة الشيخ أحمد شاكر. (3) في (ظ14) : وأهللنا به معه. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله المزني. وأخرجه ابن الجارود (431) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (4353) و (4354) من طريق بشر بن المفضل، ومسلم (1232) (185) ، والنسائي في " المجتبى"5/150 من طريق هشيم، كلاهما، عن حميد، به. وأخرجه مسلم (1232) (186) من طريق حبيب بن الشهيد، عن بكر، به. وقد سلف نحوه برقم (4822) ، وسيأتي (5147) و (5509) . وانظر (5719) .= الحديث: 4996 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 45 4997 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَرْبَعًا تَلَقَّفْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ " (1) 4998 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُبَاعَ الثَّمَرَةُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا صَلَاحُهَا؟ قَالَ: " إِذَا ذَهَبَتْ عَاهَتُهَا، وَخَلَصَ طَيِّبُهَا (2) " (3)   = قال السندي: قوله: أهلَّ بحج وعمرة، أي: كان قارناً. وهل أنس: - جوزوا فتح الهاء وكسرها - أي غلط، وهذا منه تغليظ لأنس على زعمه، وإلا فقد ثبت كونه قارناً ثبوتاً لا مردَّ له، وقد اعترف بلل لك كثير ممن قال: الِإفراد أفضل، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن ماجه (2918) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (2918) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/124، والدارقطني 2/225 من طرق، عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4457) . قال السندي: قوله: أربعاً، بالنصب على الإضمار على شرط التفسير، والمراد أربع كلمات أو تلبيات. تلقفتهن، أي: أخذتهن. (2) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : وجُدَّ من طيِّبها. (3) حديث صحيح دون قوله: يا رسول الله، ما صلاحها ... وهذا إسناد= الحديث: 4997 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 46 4999 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْهَمَ لِلرَّجُلِ وَفَرَسِهِ (1) ثَلَاثَةَ، أَسْهُمٍ: سَهْمًا لَهُ، وَسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ " (2) 5000 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْرِفُ شَجَرَةً بَرَكَتُهَا كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ: النَّخْلَةُ " (3)   = ضعيف لضعف حجاج - وهو ابن أرطاة -، وعطيةَ العوفي. وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4525) . وقوله: يا رسول الله، ما صلاحها؟ قال: إذا ذهبت عاهتها، وخلص طيبها. قلنا: الصحيح أن هذا التفسير من قول ابن عمر كما ورد عند البخاري (1486) ، ومسلم (1534) (52) ، وسيرد برقم (5499) ، ولفظه: فقيل لابن عمر: ما صلاحه؟ قال: تذهب عاهته. وانظر (5012) ، وسيأتي برقم (5521) . (1) في هامش (ص) و (ق) و (ظ1) : ولفرسه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر إحدى طريقي الحديث رقم (4448) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، ومجاهد: هو ابن جبر. وأخرجه بنحوه البخاري (5444) ، وابن حبان (244) من طريقين، عن الأعمش، به. وقدسلف برقم (4599) . الحديث: 4999 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 47 5001 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " يُصَلِّي حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَيَتَأَوَّلُ عَلَيْهِ: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ} [البقرة: 144] (1) 5002 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبِي أَوْ بِبَعْضِ جَسَدِي وَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ، (2) كُنْ كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَعُدَّ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك بن أبي سليمان، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطبري في "التفسير" (1839) عن أبي كريب، عن عبد الله بن إدريس، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4714) ، وانظر (4470) . قوله: ويتأول عليه: (وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) قال السندي: ففيه التولية نحو المسجد الحرام، فلا مناسبة له بالمقام، والظاهر أن هذه الآية وقعت من بعض الرواة سهواً هاهنا، والله تعالى أعلم. قلنا: والآية التي ينبغي الاستشهاد بها هنا قوله تعالى: (ولله المشرق والمغرب، فأينما تولُّوا فثمَّ وجة الله) ، وقد جاءت كدالك على الصواب في الحديث (4714) السالف، وفي رواية الطبري (1839) . (2) في (س) و (ص) : عبد الله، بدون"يا"قبله. وأثبتت في هامشيهما. الحديث: 5001 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 48 نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ " (1) 5003 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ الْبُرْنُسَ، وَلَا الْقَمِيصَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْخُفَّيْنِ إِلَّا أَنْ يَضْطَرَّ يَقْطَعُهُ مِنْ عِنْدِ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا يَلْبَسُ ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ، وَلَا الزَّعْفَرَانُ، (2) إِلَّا أَنْ يَكُونَ غَسِيلًا " (3) 5004 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَالِكٍ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: "   (1) صحيح لغيره دون قوله:"وَعُد نفسك من أهل القبور"، فحسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سُليم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ومجامد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 13/217 عن أبي معاوية، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4764) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) في (ق) : والزعفران. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الحميدي (627) ، والنسائي في "المجتبى"5/135، وفي "الكبرى" (3658) ، وابن خزيمة (2597) و (2598) ، وابن حبان (3955) ، والبيهقي 5/50 من طرق، عن عبيد الله، به. وقدسلف برقم (4482) . الحديث: 5003 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 49 لَا آكُلُهُ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ " (1) 5005 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَالِكٍ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2) 5006 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مِقْدَامِ بْنِ وَرْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَلَمْ يَرْمُلْ " فَقُلْتُ: لِمَ تَفْعَلُ هَذَا؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، كُلًّا " قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ، رَمَلَ وَتَرَكَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1943) (41) ، والطحاوي في "شرح معاني الأثار"4/200 من طريقين، عن مالك بن مغول، بهذا الإسناد. وقدسلف برقم (4497) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الِإسماعيلي في "معجمه " (210) من طريق الفضل بن دكين، عن مالك بن مغول، به. وقدسلف برقم (4466) . (3) إسناده ضعيف. حجاج - وهو ابن أرطاة - مدلس، وقد عنعن، وعبد الملك بن المغيرة الطائفي لم يوثقه غير ابن حبان، وعبد الله بن مقدام بن ورد= الحديث: 5005 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 50 5007 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ، (1) عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَئِنْ تَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، وَأَخَذْتُمْ بِأَذْنَابِ الْبَقَرِ، وَتَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، لَيُلْزِمَنَّكُمُ اللهُ مَذَلَّةً فِي رِقَابِكُمْ، لَا تَنْفَكُّ عَنْكُمْ حَتَّى تَتُوبُوا إِلَى اللهِ وَتَرْجِعُوا عَلَى (2) مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ " (3) 5008 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ يَعْنِي السُّبَيْعِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، (4) عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (5)   = لم يروِ عنه غير عبد الملك، ولا يؤثر توثيقه عن أحد. وقدسلف برقم (4993) . (1) تحرفت في (م) إلى: أبي حباب، وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: أبي حيان. (2) في (ق) و (ظ14) : إلى. (3) إسناده ضعيف لضعف أبي جَنَاب، وهو يحتى بن أبي حية الكلبي، وشهرِ بن حوشب. وقدسلف نحوه برقم (4825) . (4) لفط:"عن نافع"سقط من طبعة الشيخ أحمد شاكر. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (1088) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"1/334، من= الحديث: 5007 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 51 5009 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، نَعَمْ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فُلَانٌ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ أَحَدَنَا رَأَى امْرَأَتَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ كَيْفَ يَصْنَعُ؟ إِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَإِنْ تَكَلَّمَ فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَامَ (1) لِحَاجَتِهِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي سَأَلْتُكَ عَنْهُ قَدِ ابْتُلِيتُ بِهِ قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ (2) الْآيَاتِ فِي سُورَةِ النُّورِ، {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] حَتَّى خَتَمَ الْآيَاتِ، " فَدَعَا الرَّجُلَ، فَتَلَاهُنَّ عَلَيْهِ، وَذَكَّرَهُ بِاللهِ تَعَالَى، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ "، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا كَذَبْتُ عَلَيْهَا، " ثُمَّ دَعَا الْمَرْأَةَ، فَوَعَظَهَا وَذَكَّرَهَا، وَأَخْبَرَهَا بِأَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ "، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنَّهُ لَكَاذِبٌ، فَدَعَا   = طريق عمر بن عبيد، بهذا الِإسناد. وتحرف اسم عمر في مطبوع"أخبار أصبهان" إلى: عمرو. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/93، والنسائي في "الكبرى" (1679) من طريق أبي بكربن عياش، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/115 من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به. وقدسلف برقم (4466) . (1) في (ظ14) : وقام. (2) في (ظ14) : هؤلاء. الحديث: 5009 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 52 الرَّجُلَ، فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، ثُمَّ دَعَا بِالْمَرْأَةِ، فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ: إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ، وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا " (1) 5010 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْخَبَّاطِ، (2) عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَلَقَّى الرُّكْبَانُ أَوْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا يَخْطُبْ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَدَعَ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ (3) الشَّمْسُ، وَلَا بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ أَوْ تَضْحَى " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي - فمن رجال مسلم، يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الدارمي 2/150 عن يزيد بن هارون، بهذا الإِسناد. وقدسلف مطولًا برقم (4693) ، ومختصرا برقم (4477) . (2) في (ق) و (ظ14) : الخياط. وفي (ظ1) : الحناط. وجاء في هامش كل من (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) ما نصه: في مسلم هذا هذه الثلاث: الحناط والخياط والخباط. قاله عثمار الديمي. (3) في (ظ1) : حتى تغرب. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم الخياط، وهو ابن أبي مسلم، فمن رجال الشافعي وأحمد، وهو ثقة. قال ابن معين فيما نقله الدارقطني: كان مسلم لهذا يبيع الخبط والحنطة، وكان خياطاً، فقد اجتمع فيه الثلاثة. وذكر ابن حجر في "التبصير"2/517 أن الأشهر فيه: الحناط، بالمهملة= الحديث: 5010 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 53 5011 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا، وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا، فَأَمَرَنِي أَنْ أُطَلِّقَهَا، فَأَبَيْتُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ (1) بْنِ عُمَرَ امْرَأَةً كَرِهْتُهَا لَهُ، فَأَمَرْتُهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَأَبَى، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ طَلِّقِ امْرَأَتَكَ " فَطَلَّقْتُهَا (2)   = والنون. انظر"توضيح المشتبه"3/347-340 وقوله: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتلقى الركبان، أو يبيع حاضر لباد: أخرجه الطيالسي (1930) ، والطحاوي 4/8 من طريقين عن ابن أبي ذئب، وقد سلف نحوه برقم (4531) . وقوله:"ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ... " سلف نحوه برقم (4722) . وقوله:"ولا صلاة بعد العصر.."أخرجه الطيالسي (1929) عن ابن أبي ذئب، به. وقد سلف مطولًا بنحو5 برقم (4612) . وقوله:"أو تَضْحَى"، قال السندي: ضبط بفتح أوله مخففاً كما في قوله تعالى: (وإنك لا تظمأ فيها ولا تَضْحَى) ، أي: أو تظهر، أي الشمس. (1) في (ظ14) : إن لعبد الله. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن - وهو خال ابن أبي ذئب - فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/222 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. لكن فيه: عن حمزة بن عبد الله بن عمر، قال: كانت تحت ابن عمر امرأته ... فذكره،= الحديث: 5011 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 54 5012 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ وَمَعَنَا ابْنُ عُمَرَ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُسَبِّحُ فِي السَّفَرِ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَا بَعْدَهَا " قَالَ: وَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ الْعَاهَةُ "، قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا تَذْهَبُ الْعَاهَةُ (1) ، مَا الْعَاهَةُ؟ قَالَ: " طُلُوعُ الثُّرَيَّا " (2)   = وصورته صورة الإرسال. وقدسلف برقم (4711) . (1) عبارة:"وما تذهب العاهة؟ "لم ترد في (ظ14) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عثمان بن عبد الله بن سراقة، فمن رجال البخاري. ابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وقوله: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُسَبح في السفر قبل الصلاة ولا بعدها. سلف تخريجه برقم (4675) . وقوله:"نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة": أخرجه الشافعي في "مسنده"2/1490 (ترتيب السندي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/23، وفي "شرح مشكل الأثار" (2283) و (2284) ، والطبراني في "الكبير" (13287) ، والبيهقي./305، والبغوي (2079) ، وابن عبد البر في "التمهيد"2/192 من طرق، عن ابن أبي ذئب، به. وقد سلف بنحوه برقم (4493) ، وسيأتي برقم (5105) . قوله:"حتى تذهب العاهة"هو من قول ابن عمر كما ورد في البخاري (1486) ، ومسلم (1534) (52) ، ولفظه عند مسلم: فقيل لابن عمر: ما= الحديث: 5012 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 55 5013 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَنْتَمَةِ "، قُلْتُ لَهُ: مَا الْحَنْتَمَةُ قَالَ: الْجَرَّةُ (1)   = صلاحه؟ قال: تذهب عاهته، وانظر"الفتح"4/396، وسيرد برقم (5499) . وفي الباب عن زيد بن ثابت أنه كان لا يبيع ثماره حتى تطلع الثريا، أخرجه مالك 2/619، وإسناده صحيح. وقوله: قلت: أبا عبد الرحمن وما تذهب العاهة؟ قال السندي: أي: ما المراد بقولك: تذهب العاهة؟ أو المعنى: ما علامة ذهاب العاهة؟ على أن الفعل أريد به المصدر، والمضاف مقدر. وروى محمد بن الحسن في " الآثار" ص 159 عن أبي حنيفة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة رفعه:"إذا طلع النجم ذا صباح، فقد رفعت العاهة عن كل بلد"، وإسناده صحيح. وذكره المرتضى الزبيدي في "عقود الجواهر المنيفة"1/212 بلفظ:"لا تباع الثمار حتى تطلع الثريا"، وأورده ابن حجر في "الفتح"4/396 من رواية أبي داود بلفظ:"إذا طلع النجم صباحاً رفعت العاهة عن كل بلد"، ثم قال: وفي رواية أبي حنيفة، عن عطاء: "رفعت العاهة عن الثمار". والنجم: هو الثريا، وطلوعها صباحاً يقع في أول فصل الصيف، وذلك عند اشتداد الحر في بلاد الحجاز، وابتداء نضج الثمار، فالمعتبر في الحقيقة النضج، وطلوع النجم علامة له. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابت أسد العمي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وَجَبَلَة: هو ابن سحيم الكوفي. وأخرجه مسلم (1997) (56) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4809) ، وانظر (4465) . الحديث: 5013 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 56 5014 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنْ (1) مَخِيلَةٍ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 5015 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَالْحَجَّاجُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ " قَالَ شُعْبَةُ: (3) سَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، قَالَ حَجَّاجٌ: وَقَالَ: أَشُكُّ فِي النَّقِيرِ، قَالَ حَجَّاجٌ: فِي حَدِيثِهِ مَرَّاتٍ (4)   (1) لفظ:"من"لم يرد في (ظ14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مسلم (2085) (43) ، والنسائي في "الكبرى " (9730) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (5791) ، والنسائي في " الكبرى " (9678) و (9726) ، وفي "المجتبى، 8/206، وأبو نعيم في "الحلية"7/190-191 من طرق، عن شعبة، به. وأخرجه ابن أبي شية 8/387، ومسلم (2085) (43) ، والنسائي في "الكبرى" (9732) ، وابن عدي في "الكامل " 6/2254 من طرق، عن محارب بن دثار، به وقدسلف برق م (4489) . (3) كلمة:"شعبة" لم ترد في (ظ14) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، شعبة: هو ابن الحجاج. الحديث: 5014 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 57 5016 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، (1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَتْرُ آخِرُ رَكْعَةٍ مِنَ اللَّيْلِ " (2)   = وأخرجه مسلم (1997) (54) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1934) ، ومسلم (1997) (57) ، والنسائىِ في "الكبرى " (6826) ، وأبو يعلى (5671) ، وأبو عوانة 5/295، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/225 من طرق، عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (1997) (54) ، والنسائي في "المجتبى" 8/306، وفي "الكبرى" (5144) ، وأبو عوانة 5/296 من طريقين، عن محارب، به. وقد وقع في مطبوع "المجتبى" و" الكبرى "سعيد بن محارب، وهو وهم. وقد سلف بنحوه برقم (4465) . (1) في (ظ14) زيادة: واسمه لاحق بن حميد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو التياج: هو يزيد بن حميد الضبَعي، وأبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد السًدوسي. وأخرجه أبو عمانة 2/333 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الِإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1396) ، وفي "المجتبى"3/232، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/277 من طريق وهب بن جرير، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/277، وابن حبان (2625) ، والبغوي في "شرح السنة، (959) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (752) (153) ، وأبو عوانة 2/333، والمروزي في " قيام الليل " ص 122، والبيهقي في "السنن"3/22، والخطيب في "تاريخه"7/413= الحديث: 5016 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 58 5017 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ، وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ (1)   = من طريق عبد الوارث بن سعيد العنبري، عن أبي التياح، به. وأخرجه ابنُ ماجه (1) 75) من طريق عاصم الأحول، عن أبي مجلز، ولفظه: "صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة قبل الصبح ". وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13058) بنحو لفظ ابن ماجه من طريق غيلان بن جرير، عن أبي مجلز، عن ابن عمر موقوفاً. وسيأتي برقم (5126) ، وانظر (4492) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، والأسود بن قيس: هو العبدي، وسعيد بن عمروبن سعيد: هو القرشي الأموي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/85، ومسلم (1080) (15) ، والنسائي في "المجتبى"4/140، وفي "الكبرى" (5884) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (1913) ، وأبو داود (2319) ، والطحاوي 3/122، والبغوي (1715) من طريقين، عن شعبة، به. وقدسلف برقم (4488) . قوله:"إنا أمة أمية"قال ابن الأثير: أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة والحساب، فهم على جبلتهم الأولى، وقيل: الأمي الذي لا يكتب، ومنه الحديث: "بعثت إلى أمة أمية "، قيل للعرب: الأميُون لأن الكتابة كانت عزيزة أو عديمة، ومنه قوله تعالى: (هو الذي بعث فىِ الأميين رسولًا= الحديث: 5017 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 59 5018 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ في (1) طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا فِتْيَةٌ قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا لَهُمْ كُلُّ خَاطِئَةٍ، قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالَ: فَتَفَرَّقُوا فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُمَثِّلُ بِالْحَيَوَانِ " (2) 5019 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زَيْدٍ، وَأَبِي بَكْرٍ، ابْنَيْ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُمَا، سَمِعَا نَافِعًا، يُحَدِّثُ،   = منهم) . قوله:"لا نحسُب" بضم السين، أي: لا نعرف العد. (1) في (س) و (ص) : على، وأثبت فوقها إشارة أنها نسخة، وكتب في هامشيهما:" في "، وجاء في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر أيضاً: على. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. المنهال بن عمرو من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الحاكم 4/234 من طريق الِإمام أحمد، بهذا الِإسناد. وقال:= صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة. وأخرجه مسلم (1957) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الدارمي 2/82، والنسائي 7/238، وأبو عوانة 5/196، وابن حبان (5617) ، وابن عدي في "الكامل"2/575، والبيهقي 9/87 من طرق، عن شعبة، به. وقد سلف في "مسند ابن عباس"برقم (3133) بإسناده ومتنه، وانظر (4622) . الحديث: 5018 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 60 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ " (1) 5020 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعًا قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ مِسْكِينًا، فَجَعَلَ يُدْنِيهِ وَيَضَعُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، فَقَالَ لِي: لَا تُدْخِلَنَّ هَذَا عَلَيَّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد - وهو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر-، فمن رجال مسلم، وأخوه أبو بكر من رجال النسائي، وهو ثقة. وأخرجه النسائي في "المجتبى"5/160، وفي "الكبرى" (3729) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد. وقدسلف برقم (4457) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2060) (183) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5393) ، وأبو عوانة 5/426، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2002) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو عوانة 5/426 من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن شعبة، به. وزاد عبد الرحمن، وعبد الصمد عند البخاري:"المؤمن يأكل في مِعىً واحد". وقد سلف برقم (4718) . الحديث: 5020 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 61 5021 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ بِاللَّيْلِ " فَقَالَ سَالِمٌ أَوْ بَعْضُ بَنِيهِ: وَاللهِ لَا نَدَعُهُنَّ يَتَّخِذْنَهُ دَغَلًا قَالَ: فَلَطَمَ صَدْرَهُ وَقَالَ: " أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ هَذَا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وقد صرح بالتحديث في الرواية رقم (6101) فانتفت شبهة تدليسه، ومجاهد: هو ابن جبر. وأخرجه الطيالسي (1894) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/58، والبيهقي 3/132، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13472) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (442) (138) ، وأبو عوانة 2/58 من طريقين عن الأعمش، به. وقد سلف برقم (4933) ، وانظر (4522) . قوله:"بالليل"لم ترد لهذه الزيادة في المسند إلا من طريق الأعمش وليث عن مجاهد في الروايات (5101) و (6101) و (6318) ، وانظر التعليق على (5211) . قال الحافظ في "الفتح"2/347: وكأن اختصاص الليل بذلك لكونه أستر، ولا يخفى أن كل ذلك إذا أمنت المفسدة منهن وعليهن. وقال في "الفتح" 2/383: قوله: بالليل، فيه إشارة إلى أنهم ما كانوا يمنعوهن بالنهار، لأن الليل مظنة الريبة، ولأجل ذلك قال ابن عبد الله بن عمر:= الحديث: 5021 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 62 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = لا نأذن لهن يتخذنه دغلًا.. ثم قال: وقد عكس لهذا بعضُ الحنفية، فجرى على ظاهر الخبر، فقال: التقييد بالليل لكون الفساق فيه في شغل بفسقهم ونومهم بخلاف النهار، فإنهم ينتشرون فيه، وهذا وإن كان ممكناً لكن مظنة الريبة في الليل أشد، وليس لكلهم في الليل ما يجد ما يشتغل به، وأما النهار فالغالب أنه يفضحهم غالباً، ويصدهم عن التعرض لهن ظاهرا لكثرة انتشار الناس، ورؤية من يتعرض فيه لما لا يحل له فينكرعليه. قوله: فقال سالم أو بعض بنيه: سيرد في الرواية (5640) من طريق بلال، عن أبيه ابن عمر، وفي الرواية (6252) من طريق سالم، عن أبيه، أن القائل إنما هو بلال لا سالم، وجاء في رواية عند مسلم برقم (442) (139) من طريق عمرو بن دينار، عن مجاهد، عن ابن عمر، أنه واقد. قال الحافظ في "الفتح"2/348: الراجح أن صاحب القصة بلال، لورود ذلك من روايته نفسه، ومن رواية أخيه سالم، ولم يختلف عليهما في ذلك، وأما هذه الرواية الأخيرة - يعني هذه الرواية - فمرجوحة لوقوع الشك فيها، ولم أره مع ذلك في شيء من الروايات عن الأعمش مسمى، ولا عن شيخه مجاهد، فقد أخرجه أحمد من رواية إبراهيم بن مهاجر وابن أبي نجيح [4933] ، وليث بن أبي سليم [5101] و [6318] كلهم عن مجاهد، ولم يسمه أحد منهم، فإن كانت رواية عمرو بن دينار، عن مجاهد محفوظة في تسميته واقداً فيحتمل أن يكون كل من بلال وواقد وقع منه ذلك إما في مجلس أو في مجلسين، وأجاب ابن عمر كلًا منهما بجواب يليق به، ويقويه اختلاف النقلة في جواب ابن عمر. قلنا: لم يرد ذكر الابن مطلقاً من رواية إبراهيم بن مهاجر (5725) ، وورد ذكره غير مسمى أيضاً من رواية حبيب بن أبي تابت، عن ابن عمر برقم (5468) ، ومن رواية الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر برقم (6101) و (6318) . قوله: يتخذنه دَغَلًا: قال الحافظ في "الفتح"2/348: هو بفتح المهملة،= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 63 5022 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشَ وَقَالَ حَجَّاجٌ: عَنِ الْأَعْمَشِ يُحَدِّثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَأُرَاهُ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: حَجَّاجٌ قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ سُلَيْمَانُ: وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي (1) لَا يُخَالِطُهُمْ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ " قَالَ: حَجَّاجٌ: " خَيْرٌ مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُمْ " (2)   = ثم المعجمة، وأصله الشجر الملتف، ثم استعمل في المخادعة، لكون المخادع يلف في ضميره أمراً، ويظهر غيره، وكأنه قال ذلك لما رأى من فساد بعض النساء في ذلك الوقت، وحملته على ذلك الغيرة، وإنما أنكر عليه ابن عمر لتصريحه بمخالفة الحديث، وإلا فلو قال مثلاً: إن الزمان قد تغير، وإن بعضهن ربما ظهر منه قصد المسجد، وإضمار غيره لكان يظهر أن لا ينكر عليه، وإلى ذلك أشارت عائشة. وأخذ من إِنكار عبد الله على ولده تأديب المعترض على السنن برأيه، وعلى العالم بهواه، وتأديب الرجل ولده وإن كان كبيراً إذا تكلم بما لا ينبغي له، وجواز التأديب بالهجران، فقد وقع في رواية ابن أبي نجيح، عن مجاهد عند أحمد (4933) فما كلمه عبد الله حتى مات، وهذا - إن كان محفوظاً - يحتمل أن يكون أحدهما مات عقب لهذه القصة بيسير. (1) في (ظ14) : من المؤمن الذي. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، والشك فيمن روي عنه هذا الحديث من الصحابة لا يضر، فإنهم عدول كلهم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسليمان الأعمش قد صرح بالسماع من يحيى بن وثاب عند بعض من خرَّج الحديث.= الحديث: 5022 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 64 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الطيالسي (1876) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (388) ، والترمذي (2507) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (867) ، والبيهقي في "السنن" 10/89، وفي "شعب الإيمان" (8102) ، وفي "الآداب" (226) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3585) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وفيه عندهم: عن ابن عمر، من غير شك، غير ما في "مسند الطيالسي": عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يراه ابن عمر. وفي رواية الترمذي: عن شيخ من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ابن أبي عدي (وهو شيخ الترمذي فيه) : كان شعبة يرى أنه ابن عمر. وأخرجه ابن ماجه (4032) من طريق عبد الواحد بن صالح، عن إسحاق بن يوسف، وأبو نعيم في "الحلية"7/365 من طريق داود الطائي، كلاهما عن الأعمش، به. وأورده الحافظ ابن حجر في "الفتح"10/512 عن ابن ماجه وحسن إسناده! مع أن فيه عبد الواحد بن صالح وهو مجهول، كما قال هو نفسه في "التقريب". وأخرجه ابن أبي شيبة 8/753، وهناد في "الزهد" (2) 46) ، والبيهقي 10/89 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب وأبي صالح - لم يذكر أبن أبي شيبة أبا صالح ص عن شيخ من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (370) ، وعنه أبو نعيم في " الحلية"5/62 من طريق أبي بكر الداهري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر. كذا قال فيه أبو بكر الداهري - واسمه عبد الله بن حكيم -: عن حبيب بن أبي ثابت، والداهري ضعيف جداً، انظر"الميزان"2/410-411 و4/499. وأخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " 1/175 من طريق روح بن مسافر، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن ابن مسعود! = الجزء: 9 ¦ الصفحة: 65 5023 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَ (1) اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ "، قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: فَإِذَا كَانُوا أَرْبَعَةً، قَالَ: " فَلَا بَأْسَ بِهِ " (2) 5024 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: تَلْبِيَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ،   = وأخرجه كذلك أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" 2/91، وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/175 من طريق روح بن مسافر، عن أبي إسحاق، عن يحيى بن وثاب، عن ابن مسعود! وكلا الِإسنادين ضعيف جداً، فإن روح بن مسافر متروك، انظر "الميزان" للذهبي 2/61. وسيأتي الحديث في "المسند" 5/365 ضمن أحاديث رجال من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن يزيد بن هارون، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به، وقال: أظنه ابن عمر. قوله:"المؤمن الذي يخالط الناس لا، قال السندي: يريد أن الخلطة على وجهها خير من العزلة، لأن فوائد الخلطة متعدية إلى الغير بخلاف العزلة، لأنها قاصرة. (1) في (ق) و (ظ1) و (ظ14) : فلا يتناجى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش. وذكوان: هو أبو صالح السمان. وهو مكرر (4685) . الحديث: 5023 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 66 لَا شَرِيكَ لَكَ " (1) 5025 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ؟ فَإِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ حَائِضًا، (2) فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ إِنْ بَدَا لَهُ طَلَاقُهَا طَلَّقَهَا فِي قُبُلِ عِدَّتِهَا " قَالَ: ابْنُ بَكْرٍ: " أَوْ فِي قُبُلِ طُهْرِهَا "، فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَيُحْسَبُ طَلَاقُهُ (3) ذَلِكَ طَلَاقًا؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ؟ " (4)   (1) حديث صحيح، محمد بن جعفر سمع من سعيد - وهو ابن أبي عروبة - بعد الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وبكر بن عبد الله: هو المزني. وقد سلف برقم (4457) بإسناد صحيح على شرط الشيخين. (2) في (ظ14) : وهي حائض. (3) في (ظ14) : طلاقها. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن جعفر وإن سمع من سعيد - وهو ابنُ أبي عروبة - بعد الاختلاط، شد تابعه عبد الله بن بكر، وهو ابن حبيب السهمي، وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ويونس بن جبير: هو الباهلي. وأخرجه البخاري (5252) ، ومسلم (1471) (10) من طريق شعبة، و (5258) من طريق همام بن يحيى، كلاهما عن قتادة، به.= الحديث: 5025 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 67 5026 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، (1) عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ،   = وأخرجه سعيدُ بنُ منصور (1549) ، والبخاري (5333) ، ومسلم (1471) (7) ، وأبو داود (2184) ، والترمذي (1175) ، والنسائي 6/141-142، وابنُ ماجه (2022) ، والطحاوي في "شرح معاني الاثار"3/52، والدارقطني في "السنن"4/8، والبيهقي في "السنن " 7/325 من طريق محمد بن سيرين، عن يونس، به. وقد سلف مطولاً برقم (4500) . يقال: استحمق الرجل: إذا فعل فعل الحمقى، واستحمقته: وجدته أحمق، فهو لازم ومتعد، مثل: استنوق الجمل، وُيروى ش استُحمق، على ما لم يسم فاعله، والأول أولى ليزاوج عَجَزَ. قاله ابن الأثير في "النهاية". وقوله:"أرأيت إن عجز واستحمق؟ "معناه: أرأيت إن عجز واستحمق، أيُسقط عنه الطلاقَ حمقُه، أو يبطله عجزه؟ فهذا من باب محذوف الجواب المدلول عليه بالفحوى. قاله البغوي في "شرح السنة" وقال السندي: قوله: أرأيت إن عجز: أي الزوج أو ابن عمر، أي: عن الرجعة. واستحمق: الواو بمعنى أو، أي: أو فَعَلَ فِعْلَ الأحمق الجاهل، فترك الرجعة عمداً، أي: أفما كان الطلاق محسوباً حينئذ، فكذلك إذا رجع، إذ لا مدخل للرجعة في رفع الطلاق من الأصل، والحاصل أن الطلاق أوان الحيض محسوب، حتى لو لم يراجع لما كان شك في أنه محسوب، فكذا إذا رجع، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ14) : سعيد، وهو خطأ. انظر " أطراف المسند "3/591. الحديث: 5026 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 68 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا آكُلُهُ، (1) وَلَا آمُرُ بِهِ، وَلَا أَنْهَى عَنْهُ " (2) 5027 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَسْلَمَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا " (3) 5028 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   (1) في هامش (س) و (ص) و (ظ1) : المراد به الثوم والبصل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ويعلى بن حكيم: هو الثقفي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقدسلف برقم (4497) . قال السندي: قوله: لا آكله، أي: الضب، وقيل: المراد به الثوم والبصل، والأول أقرب، كما سلف من الروايات، والله تعالى أعلم. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين الا أن معمراً أخطأ فيه، كما سلف بيانه في الرواية رقم (4609) . وأخرجه الطحاوي 3/252 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد. وقد سلف من طريق محمد بن جعفر برقم (4631) . وانظر (4609) . الحديث: 5027 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 69 عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ " (1) 5029 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلِ الْمِائَةِ (2) لَا يُوجَدُ فِيهَا رَاحِلَةٌ " (3) 5030 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: بَهْزٌ (4) قَالَ: حَدَّثَنَا (5) عُقْبَةُ بْنُ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ، وَهِيَ الدُّبَّاءُ، وَالْمُزَفَّتُ، وَقَالَ: " انْتَبِذُوا فِي الْأَسْقِيَةِ " (6)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4515) . (2) في (ق) و (ظ1) : مئة، وفي هامشيهما: المئة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4516) . (4) عبارة: قال بهز، لم ترد في (ظ14) . (5) لفظ:"حدثنا"لم يرد في (ظ1) . (6) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن حريث التغلبي فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مسلم (1997) (55) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد.= الحديث: 5029 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 70 5031 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُلْتَمِسًا فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ، فَإِنْ عَجَزَ أَوْ ضَعُفَ فَلَا يُغْلَبْ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي " (1)   = وأخرجه الطيالسي (1911) ، وأبو عوانة 5/296، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/225 من طرق، عن شعبة، به. وقد سلف بنحوه برقم (4465) ، وسيكرر برقم (5572) . قال السندي: قوله:"عن الجَر وهي الدباء" هذا خلاف ما تفيده روايات هذا الحديث، ولعله كان في الأصل: ونهى عن الدباء، ثم اختلط على الكاتب، فكتب: ومي الدباء سهوأ، والله تعالى أعلم. قلنا: والجَر والجِرَار: جمع جَرًة، وهو الِإناء المعروف من الفَخار، وأراد بالنهي عن الجرار المدهونة. لأنها أسرع في الشدًة والتخمير، قاله ابن الأثير في "النهاية". (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن حريث، فمن رجال مسلم. بهز: هو بهز بن أسد العَمَّي أبو الأسود البصري. وأخرجه الطيالسي (1912) ، ومن طريقه البيهقي 4/311، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/87-88 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق عقبة برقم (5443) و (5485) و (5651) . وانظر ما سلف برقم (4499) . قوله:" فلا يغلب على السبع " قال السندي: على بناء المفعول، أي: فلا يُمكن الشيطان والنفس منه حتى يغلباه على تفويت السبع. الحديث: 5031 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 71 5032 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِنْ خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ " قَالَ: قُلْتُ: مَا مَثْنَى مَثْنَى؟ قَالَ: " رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ " (1) 5033 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ قَالَ: رَأَيْتُ طَاوُسًا " حِينَ يَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ " فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ يُحَدِّثُهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة - وهو ابن حريث التغْلبي- فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه أبو عوانة 2/330 من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، والبيهقي في "السنن"2/486 من طريق سعيد بن عامر، و3/23 من طريق آدم بن أبي إياس، ثلاثتهم عن شعبة، به. وسيأتي برقم (5483) ، وانظر (4492) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من أصحاب طاووس الذي حدث عنه الحكم بن عتيبة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد صح الحديث من طرق أخرى عن ابن عمر، سلف أولها برقم (4540) ، وانظر ما بعده. وأخرج عبد الرزاق (2525) ، والبخاري في "رفع اليدين" (28) من طريق ابن جريج، قال: أخبرني الحسن بن مسلم، قال: سمعت طاووساً وهو يُسأل عن رفع اليدين في الصلاة، فقال: رأيت عبدَالله وعبدَالله وعبدَالله يرفعون أيديهم في= الحديث: 5032 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 72 5034 - حَدَّثَنَاهُ أَبُو النَّضْرِ (1) بِمَعْنَاهُ (2) 5035 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَى الْآخَرِ " (3) 5036 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُغْبَنُ فِي الْبَيْعِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ لَا خِلَابَةَ " (4)   = الصلاة، لعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير. (1) هذا الحديث لم يرد في (ظ14) ، وذكر في هامش (س) و (ص) أنه في نسخة. (2) هو مكرر ما قبله. أبو النضر: اسمه هاشم بن القاسم البغدادي. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (594) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1655) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3550) عن علي بن الجعد، وابن منده (594) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، كلاهما عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (60) ، وأبو عوانة 1/23، وابن حبان (250) ، وابن منده (521) من طرق، عن عبد الله بن دينار، به. وانظر (4687) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1533) (48) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. الحديث: 5034 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 73 5037 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، الْمَعْنَى قَالَ حَجَّاجٌ: عَنْ جَبَلَةَ، وَقَالَ: ابْنُ جَعْفَرٍ، (1) سَمِعْتُ جَبَلَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ جَهْدٌ، فَكُنَّا نَأْكُلُ، فَيَمُرُّ عَلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ وَنَحْنُ نَأْكُلُ (2) فَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْإِقْرَانِ " قَالَ حَجَّاجٌ: " نَهَى عَنِ الْقِرَانِ إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ " وَقَالَ شُعْبَةُ: " لَا أُرَى هَذِهِ الْكَلِمَةَ فِي الِاسْتِئْذَانِ إِلَّا مِنْ كَلَامِ ابْنِ عُمَرَ " (3)   وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر بالأرقام (5271) و (5405) و (5515) و (5561) و (5854) و (5970) . وسيأتي من طريق نافع، عن ابن عمر برقم (6134) . وفي الباب عن أنس، سيرد 3/2170 قوله:"يغبن"، قال اَلسَندي: هو على بناء المفعول، أي: يخدع. وقوله:"لا خلابة"، أي: لا خديعة، أمره بذلك ليعلم الناس ضعف رأيه فينظرون إليه، وكان الزمان زمان نظر ورحمة. (1) في هامش (س) : غندر. نسخة. (2) في) ظ14) : نأكله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وجبلة: هو ابن سحيم. وأخرجه مسلم (2045) (150) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وقد سلف مختصراً برقم (4513) . قوله:"جَهد"بفتح الجيم، أي: مشقة. وقوله: نهى عن الإقران. الإقران: هو أن يقرن بين تمرتين في الأكل. الحديث: 5037 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 74 5038 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِهِ مِنْ مَخِيلَةٍ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 5039 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: بَهْزٌ أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ هَكَذَا " وَطَبَّقَ بِأَصَابِعِهِ مَرَّتَيْنِ، وَكَسَرَ فِي الثَّالِثَةِ الْإِبْهَامَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي قَوْلَهُ تِسْعٌ (2) وَعِشْرِينَ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وجَبَلَة: هو ابن سُحَيْم التيْمي. وأخرجه مسلم (2085) (43) ، والنسائي في "الكبرى" (9731) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9727) و (9728) ، وابن حبان (5443) ، وأبو عوانة 5/480، وأبو نعيم في "الحلية"7/192 من طرق، عن شعبة، به. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/387، ومسلم (2085) (43) ، وأبو عوانة 5/481 من طريقين عن جَبَلَة، به. وعلقه البخاري من طريق جبلة عقب الرواية (5791) . وقد سلف برقم (4489) ، وسيكرر برقم (5535) . (2) المثبت من هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) ، وفي متونها ومتن (ظ14) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: تسع. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي. شعبة:= الحديث: 5038 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 75 5040 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ " (1) 5041 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خُبَيْبٍ - يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يُصَلِّي صَلَاةَ السَّفَرِ - يَعْنِي رَكْعَتَيْنِ - وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ مِنْ إِمْرَتِهِ، ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعًا " (2)   = هو ابن الحجاج. جبلة: هو ابن شحَيْم. وأخرجه البخاري (1908) و (5302) ، ومسلم (1080) (13) ، والنسائي 4/140، والطحاوي 3/122، وابن خزيمة (1917) ، وابن حبان (3454) من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5536) . وسلف برقم (4488) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (5588) من طريق معاذ العنبري، عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4470) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقدسلف برقم (4858) .= الحديث: 5040 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 76 5042 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيِّ، سَمِعْتُ عَوْنًا الْأَزْدِيَّ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ أَمِيرًا عَلَى فَارِسَ فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ يَسْأَلُهُ عَنِ الصَّلَاةِ، فَكَتَبَ ابْنُ عُمَرَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ " (1) 5043 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، - قَالَ حَجَّاجٌ: مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ - قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - قَالَ حَجَّاجٌ: الْأُمَوِيَّ -، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَرَأَى رَجُلًا يَعْبَثُ فِي صَلَاتِهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَا تَعْبَثْ فِي صَلَاتِكَ، وَاصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ قَالَ: مُحَمَّدٌ " فَوَضَعَ ابْنُ عُمَرَ فَخِذَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، (2)   = قوله:"ست سنين من إمرته"، قال السندي: بكسر همزة، أي: إمارته. (1) إسناده ضعيف، عون الأزدي - واسمه عون بن عبد الله - لم يرو عنه سوى فروة الهمداني - وهو عروة بن الحارث الكوفيء ولم يوثقه غير ابن حبان 5/264، فهو في عداد المجهولين. وعون هذا لم يذكره الحسيني في "الإكمال" ابن حجر في "التعجيل"مع أنه من شرطهما. وأورده البخاري في "التاريخ الكبير"7/14 من طريق وهب بن جرير الرحمن بن مهدي، كلاهما عن شعبة، بيذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (5750) . (2) في) ظ14) : على فخذه اليسرى. الحديث: 5042 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 77 وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُمْنَى، وَقَالَ بِإِصْبَعِهِ " (1) 5044 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَيَّانَ يَعْنِي الْبَارِقِيَّ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ إِنَّ إِمَامَنَا يُطِيلُ الصَّلَاةَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " رَكْعَتَانِ (2) مِنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَفُّ أَوْ مِثْلُ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ هَذَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الرحمن المعاوي - وقد أخطأ شعبة في اسمه، فقلبه إلى عبد الرحمن بن علي الأموي كما نص أبو عوانة في "مسنده"2/224- وقد سلف برقم (4575) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه أبو عوانة 2/224 من طريق أبي عتاب، ووهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الِإسناد، وقال أبو عوانة: قالا عن شعبة: عبد الرحمن بن علي، وهو غلط. وانظر (6153) ، وقد سلف مختصراً برقم (4575) ، وسيأتي برقم (5331) و (5421) . (2) في) ظ14) وهامش (س) و (ص) و (ظ1) : ركعتين. (3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حيان بن إياس البارقي، ويقال: الأزدي، فلم يرو عنه غير شعبة، ووثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ واسطي صالح، انظر " التاريخ الكبير" للبخاري 3/54، و"الجرح والتعديل"3/244، و"الثقات"لابن حبان 4/170= الحديث: 5044 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 78 5045 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ يَعْنِي السَّخْتِيَانِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ " (1) 5046 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ (2) بْنَ مُوسَى، يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَنَاجَ (3) اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا، وَلَا يُقِيمُ الرَّجُلُ أَخَاهُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ " (4)   = وأورده الهمِثمي في "المجمع" 2/74، ونسبه إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: رجاله موثقون، ولم ينسبه إلى أحمد! وسيأتي برقم (5842) بنحوه. قوله: "فقال ابن عمر: ركعتان"، قال السندي: تصديق لهم ببيان أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أخف صلاة منه حتى إن الركعتين من صلاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخف من ركعة واحدة من صلاة لهذا الإمام أو مثلها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن خزيمة (1678) ، وابن حبان (2208) من طريق علي الجهضمي، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (4522) ، وانظر (4933) و (5021) . (2) في (ظ14) : عن أيوب. (3) في (ظ14) : لا يتناجى. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأيوب بن= الحديث: 5045 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 79 5047 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ نَاحِيَةَ مَكَّةَ، فَقُلْتُ لِسَالِمٍ: لَوْ كَانَ وَجْهُهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، كَيْفَ كَانَ يُصَلِّي؟ قَالَ: سَلْهُ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، وَهَاهُنَا وَهَاهُنَا (1) وَقَالَ: " لِأَنَّ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَهُ " (3)   = موسى: هو الأموي المكي. وأخرجه بقسميه البيهقي 3/332 من طريق أيوب بن موسى، بهذا الإسناد. والقسم الأول منه أخرجه مسلم (2183) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2183) أيضاً، والترمذي (2749) من طرق، عن نافع، به. وقدسلف برقم (4450) . والقسم الثاني أخرجه مسلم (2177) (28) من طريق أيوب بن موسى، بهذا الإسناد. وقدسلف برقم (4659) . وسيأتي الحديث بقسميه برقم (6024) و (6085) من طريقين، عن ابن عمر. (1) في (ظ14) زيا دة: وهاهنا. (2) في (ظ1) و (ق) وهامش (س) و (ص) : وذاك لأن، وفي (ظ14) : وذلك لأن، وفي (م) : قال ولأن. (3) إسناده صحيح. عبد الرحمن بن سعد - وهو مولى ابن عمر-، روى عنه جمع، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر. وقدسلف برقم (4470) و (4982) . الحديث: 5047 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 80 5048 - حَدَّثَنَاهُ حُسَيْنٌ، (1) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، مَوْلَى آلِ عُمَرَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2) 5049 - حَدَّثَنَا (3) مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ (4) يُصَلِّي بِاللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (5) 5050 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَنَّاقٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ (6) فَانْتَسَبَ لَهُ، (7) فَإِذَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَعَرَفَهُ ابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَقُولُ: " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ   (1) هذا الحديث ليس في (ظ14) ، وهو مستدرك في هامش (س) . (2) إسناده صحيح. عبد الرحمن بن سعد روى له البخاري في " الأدب المفرد"وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، ومنصور: هو ابن المعتمر. وقدسلف برقم (4470) و (4982) . (3) هذا الحديث ليس في (ظ14) ، وهو مستدرك في هامش (س) . (4) لفظ:"كان"ليس في "س"ولا (ص) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مطولاً مسلم (749) (158) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقدسلف برقم (4492) . (6) في (ق) : من أنت. (7) في هامش (ص) و (ظ1) : لنا، أي: فيكون فعل "فانتسب" فعل أمر. الحديث: 5048 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 81 بِذَلِكَ إِلَّا الْمَخِيلَةَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 5051 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، سَمِعْتُ ذَكْوَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ ضَرَبَ غُلَامًا لَهُ حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ أَوْ لَطَمَهُ، فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ " (2) 5052 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، أَوْ هُوَ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم بن ينَّاق، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه مسلم (2085) (45) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1948) ، والنسائي في "الكبرى" (9725) و (9729) ، وأبو عوانة 5/478، وأبو نعيم في "الحلية"7/191 من طرق، عن شعبة، به. وأخرجه الحميدي (637) ، ومسلم (2085) (45) ، وأبو عوانة 5/479 من طرق، عن مسلم بن يناق، به. وقدسلف برقم (4489) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زاذان، وهو أبو عمر الكندي، فمن رجال مسلم. شعبة: هو ابن الحجاج، وفراس: هو ابن يحيى الهَمْداني، وذكوان: هو أبو صالح السمان. وأخرجه مسلم (1657) (30) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقدسلف برقم (4784) . الحديث: 5051 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 82 هَلْ تُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: لَا. قَالَ: عُمَرُ؟ قَالَ: لَا. فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالَ: لَا. قَالَ: فَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " لَا إِخَالُ " (1) (2) 5053 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْبَيْتِ "، وَسَتَأْتُونَ مَنْ يَنْهَاكُمْ عَنْهُ فَتَسْمَعُونَ مِنْهُ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ حَجَّاجٌ: فَتَسْمَعُونَ مِنْ قَوْلِهِ. قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: وَابْنُ عَبَّاسٍ جَالِسٌ قَرِيبًا مِنْهُ (3)   (1) في (ق) : لا إخاله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقدسلف برقم (4758) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير سِمَاك - وهو ابنُ الوليد الحنفي- فمن رجال مسلم، وقد وئقه أحمد وابنُ معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صدوق لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابنُ عبد البر: أجمعوا على أنه ثقة. حَخاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه الطيالسي (1867) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن"2/328، وابن حبان (3200) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (9066) من طريق مسعر، عن سماك، به. قال السندي: قوله: صلى في البيت، أي: الكعبة. يعني ابن عباس: فإنه كان يروي أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما صلى من حديث أسامة، وابن عمر كان يروي أنه صلى من حديث بلال، والإثبات مقدم على النفي، إذ يكفي في= الحديث: 5053 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 83 5054 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ رَأَى أَبَاهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا كَبَّرَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ " فَزَعَمَ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُهُ " (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحمَدَ: وَجَدْتُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، وَهُوَ إِلَى حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْرَقِ ° 5055 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِهِ   = النفي عدم العلم، أو هو محمول على تعدد الدخول، فصلى مرة، وترك الصلاة مرة. والله تعالى أعلم. قلنا: روايةُ ابن عمر عن بلال سلفت برقم (4464) . وروايةُ ابن عباس سلفت برقم (3093) ، وسترد 5/2010 وسلفت أيَضاً روايته عن الفضل بن عباس برقم (1795) أنه دخل الكعبة، وما صلى، إنما دعا وسبح وكبر واستغفر. وإسناده صحيح على شرط مسلم. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي -، لكنه متابَع، انظر ما سلف برقم (4540) ، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/223 من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن جابر بن يزيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5098) من طريق سفيان الثوري، عن جابر. الحديث: 5054 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 84 مَخِيلَةً لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) ° 5056 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي (2) حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ (3) قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تُصِيبُنِي مِنَ اللَّيْلِ الْجَنَابَةُ، فَقَالَ: " اغْسِلْ ذَكَرَكَ ثُمَّ تَوَضَّأْ ثُمَّ ارْقُدْ " (4) ° 5057 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي: حَدَّثَنَا يَزِيدُ (5) ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه أبو عوانة 5/480 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقدسلف برقم (4489) . (2) هذا الحديث لم يرد في (ظ14) ، وهو مستدرك في هامش (س) . (3) لفظ:"أن عمر"سقط من (ص) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين وأخرجه الطيالسي (17) ، وأبو عوانة 1/278، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/127، وابن حبان (2) 12) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (657) ، وابن الجارود (95) ، وابن خزيمة (212) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي في "الكبرى" (9057) من طريق صالح بن قدامة، وابن حبان (2) 14) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو نعيم في "الحلية"7/332 من طريق الحسن بن صالح، أربعتهم عن عبد الله بن دينار، به. وقد سلف من مسند عمر بن الخطاب برقم (165) عن سفيان بن عيينة، و (263) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب. وانظر (4662) . (5) في (ظ14) : يزيد بن هارون. الحديث: 5056 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 85 عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مَخِيلَةً، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) ° 5058 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قالُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الضَّبِّ، قَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ " (2) ° 5059 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا " قَالَ ابْنُ عُمَرَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج. وقدسلف برقم (4489) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/200 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1877) ، والنسائي في "الكبرى" (6648) من طريق بهز، كلاهما عن شعبة، به. وقد سلف برقم (4562) ، وانظر (4497) . الحديث: 5058 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 86 وَنُبِّئْتُ " أَنَّهُ وَقَّتَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ " (1) ° 5060 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ (2) أَوِ النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (3) ° 5061 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج، وعبد اللة بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/330، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 2/289 (بترتيب السندي) ، والدارمي 2/30، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/118، وابن حبان (3759) ، والبيهقي في "السنن"5/26، وفي "المعرفة" (9395) ، وأخرجه مسلم (1) 82) (15) ، وابن خزيمة (2593) ، وابن حبان (3760) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به. وقد سلف برقم (4455) . (2) في (ظ14) وهامش (س) و (ص) : الثمرة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه الطيالسي (1886) ، والبخاري (1486) ، ومسلم (1534) (52) ، وابن حبان (4989) ، والبيهقي 5/300 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد سلف بنحوه برقم (4993) . الحديث: 5060 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 87 عَنْ بَيْعِ النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (1) ° 5062 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ وَجَّهَتْ، (2) وَزَعَمَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ " (3) ° 5063 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ وَبِالنَّاسِ يَوْمَئِذٍ جَهْدٌ، قَالَ: فَمَرَّ بِنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَنَهَانَا عَنِ الْإِقْرَانِ وَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو الحجاج، وزيد بن جبير: هو الطائي الكوفي. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/510، وأبو يعلى (5611) و (5719) من طريقين عن بن جبير، بهذا الإسناد. وقد سلف بنحوه برقم (4493) . (2) شكل في (س) : وُجًهت، بالبناء للمفعول. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن حبان (2517) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، الإسناد. وأخرج مسلم (700) (38) ، والدارقطني 2/36 من طريق يزيد بن الهاد، عن الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوتر على راحلته. وانظر (4470) . الحديث: 5062 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 88 نَهَى عَنِ الْإِقْرَانِ، إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ " (1) ° 5064 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلَا يَبِيعُهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ " (2) ° 5065 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ يَعْنِي الْحَنَفِيَّ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَيْتِ رَكْعَتَيْنِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، شعبة: هو ابن الحجاج. وقد سلف برقم (5037) ، وانظر (4513) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (1887) ، والبخاري (2133) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/37 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ"2/640، والشافعي في "المسند"2/142، ومسلم (1526) (36) ، والنسائي في "المجتبى"7/285، والطحاوي 4/37 و38، وابن حبان (4981) ، والطبراني في "الأوسط" (1615) ، والبيهقي في "المعرفة" (1) 285) من طرق، عن عبد الله بن دينار، به. وانظر (4517) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك الحنفي، وهو ابن الوليد، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن = الحديث: 5064 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 89 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الحجاج. وقد سلفت الرواية بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في الكعبة دون ذكر عدد الركعات برقم (5053) ، وانظر الشرح عليه هناك. وقوله هنا: صلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتين: قال الحافظ في "الفتح"1/500: قد استشكل الإسماعيلي وغيره هذا، مع أن المشهور عن ابن عمر من طريق نافع وغيره عنه أنه قال: ونسيت أن أسأله كم صلى. قال: فدل على أنه أخبره بالكيفية، وهي تعيينُ الموقف في الكعبة، ولم يخبره بالكمية، ونسي هو أن يسأله عنها؟ والجواب عن ألك أن يُقال: يحتمل أن ابن عمر اعتمد في قوله في هذه الرواية: ركعتين على القدر المتحقق له، وذلك أن بلالاً أثبت له أنه صلى، ولم ينقل أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تنفل في النهار بأقل من ركعتين، فكانت الركعتان متحققاً وقوعهما لما عُرف بالاستقراء من عادته، فعلى هذا فقوله:"ركعتين" من كلام ابن عمر، لا من كلام بلال، وقد وجدت ما يؤيد لهذا ويستفاد منه جمعاً آخر بين الحديثين، وهو ما أخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة" من طريق عبد العزيزبن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر في هذا الحديث:" فاستقبلني بلال، فقلت: ما صنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ها هنا؟ فأشار بيده، أي: صلى ركعتين، بالسبابة والوسطى"، فعلى لهذا فيحمل قوله:"نسيت أن أسأله كم صلى"على أنه لم يسأله لفظاً، ولم يجبه لفظاً، وإنما استفاد منه صلاة الركعتين بإشارته لا بنطقه. وأما قوله في الرواية الأخرى:"ونسيت أن أسأله كم صلى"فيحمل على أن مراده أنه لم يتحقق هل زاد على ركعتين أو لا. وأما قول بعض المتأخرين: يجمع بين الحديثين بأن ابن عمر نسي أن يسأل بلالًا، ثم لقيه مرة أخرى، فسأله، ففيه نظر من وجهين: أحدهما أن الذي يظهر أن القصة - وهي سؤال ابن عمر عن صلاته في الكعبة - لم تتعدد، لأنه أتى في السؤال بالفاء المعقبة في الروايتين معاً، فقال في هذه: فأقبلتُ. ثم قال: فسألت بلالاً. وقال في الأخرى: فبدرت فسألت بلالًا، فدل على أن السؤال عن ذلك كان واحداً في وقت واحد. ثانيهما أن راوي قول ابن عمر: "ونسيت"هو نافع مولاه، ويبعد مع طول ملازمته له إلى وقت موته أن يستمر على= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 90 ° 5066 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَقَالَ حَجَّاجٌ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْبَيْتِ "، وَسَتَأْتُونَ (1) مَنْ يَنْهَاكُمْ عَنْهُ (2) ° 5067 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ نَجْرَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: (3) عَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَعَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ سَكْرَانَ، فَقَالَ: إِنَّمَا شَرِبْتُ زَبِيبًا وَتَمْرًا، قَالَ: فَجَلَدَهُ الْحَدَّ، (4) وَنَهَى عَنْهُمَا أَنْ يُجْمَعَا. قَالَ: وَأَسْلَمَ رَجُلٌ فِي نَخْلٍ لِرَجُلٍ، فَقَالَ: لَمْ تَحْمِلْ نَخْلُهُ ذَلِكَ الْعَامَ، فَأَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ دَرَاهِمَهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = حكاية النسيان، ولا يتعرض لحكاية الذكر أصلًا، والله أعلم. قلنا: وسيأتي تعيين الركعتين من طريق مجاهد برقم (5116) . وانظر (4464) و (4891) و (5053) . (1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : وسيأتي. وفي هامش (ق) و (ظ1) مثل هنا. (2) هو مكرر (5053) سنداً ومتناً. (3) في (ظ14) : اثنين. (4) لفظ:"الحد"لم يرد في (ص) . الحديث: 5066 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 91 فَقَالَ: " لَمْ تَحْمِلْ نَخْلُهُ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَفِيمَ (1) تَحْبِسُ دَرَاهِمَهُ؟ "، قَالَ: فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، قَالَ: وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) عَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (3) ° 5068 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ:   (1) في (س) و (ظ14) : ففيما. (2) قوله:"رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"لم يرد في (ظ14) . (3) إسناده ضعيف لجهالة النجراني الذي روى عنه أبو إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وشعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه الطيالسي (1940) ، ومن طريقه البيهقي مختصراً 6/24، عن شعبة، بهذا الِإسناد. وقصة الحد سلفت برقم (4786) . والنهيُ عن السلَم في النخل حتى يبدو صلاحه قد سَلَف بإسناد صحيح برقم (4493) ، وسيأتي بالأرقام (5129) و (5236) و (6316) . قال السندي: قوله: عن الزبيب والتمر، أي: الجمع بينهما في الانتباذ. وعن السَلَم، بفتحتين، أي: عن تقديم الثمن في شرائه، وظاهر الحديث يُعطي جوازَ السلم في ثمار قرية معينة بعد بدو صلاحها، وقد منعه علماؤنا الحنفية، ولعلهم يعتذرون بعدم اعتبار دلالة المفهوم، لكن المشهور اعتبار مفهوم الغاية، والله تعالى أعلم. الحديث: 5068 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 92 وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ " (1) ° 5069 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ: عَنِ الْعُمْرَةِ قَبْلَ الْحَجِّ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: (2) " لَا بَأْسَ عَلَى أَحَدٍ يَعْتَمِرُ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ "قَالَ عِكْرِمَةُ قَالَ عَبْدُ اللهِ: " اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ " (3)   (1) حديث صحيح. محمد بن إسحاق - وإن كان مدلسا. وقد عنعن - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4619) ، وانظر (4497) . (2) لفظ:"ابن عمر"لم يرد في (ظ14) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج - قد صرَح بالتحديث عند ابن خزيمة فىِ الحج كما في " إتحاف المهرة" 3/ورقة 198 حيث رواه من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، فقال: قال لي عكرمة. وأخرجه البخاري (1774) ، وأبو داود (1986) ، والبغوي (1845) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/484 - 485 من طريق عبد اللُه بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر بنحوه مطولًا، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: عبد الله ضعيف. وسيأتي الحديث برقم (6475) ، وانظر (5383) . وفي الباب عن البراء بن عازب، سيرد 4/297.= الحديث: 5069 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 93 ° 5070 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُهِلَّ؟ قَالَ: " مُهَلُّ (1) أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ " قَالَ لِي نَافِعٌ: وَقَالَ لِي (2) ابْنُ عُمَرَ: وَزَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَمُهَلُّ (3) أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ " وَكَانَ يَقُولُ: لَا أَذْكُرُ ذَلِكَ (4)   = قوله: " اعتمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يحج "، قال السندي: قد يقال: هذا إن ثبت أن اعتماره قبل الحج كان بعد افتراض الحج عليه، وإلا فإن كان قبل افتراض الحج عليه، فلا يلزم منه جواز ذلك بعد الافتراض، وهو محل الكلام، والله تعالى أعلم. (1) في هامش (س) : "يهلُّ" في المواضع الثلاثة. (2) لفظ:"لي"لم يرد في (ظ14) . (3) في (ظ14) : ويُهِلُّ. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز - صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، محمد بن بكر: هو البُرْساني. وأخرجه الشافعي في "المسند، 2/289، والبيهقي في "المعرفة" (9398) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن جريج، به. وقد سلف برقم (4455) . الحديث: 5070 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 94 ° 5071 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ " قَالَ نَافِعٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: وَزِدْتُ أَنَا: " لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، (1) وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ لَبَّيْكَ، وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ (2) ° 5072 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: هَلْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ قَالَ: " نَعَمْ " (3) ° 5073 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   (1) في (ظ14) : لبيك وسعديك. من غبر تكرار"لبيك". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقدسلف برقم (4457) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وأخرجه أبو نعيم في " تاريخ أصبهان " 1/242 من طريق عبيد الله بن موسى، عن حنظلة، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4913) ، وانظر (4465) . الحديث: 5071 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 95 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (1) " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا ضَارِيًا أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (2) ° 5074 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ فَقُلْتُ: أَنُهِيَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ: " قَدْ زَعَمُوا ذَاكَ "، فَقُلْتُ: مَنْ زَعَمَ ذَاكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قَدْ " (3) زَعَمُوا ذَاكَ "، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنْتَ (4) سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " قَدْ زَعَمُوا ذَاكَ "، قَالَ: " فَصَرَفَهُ اللهُ تَعَالَى عَنِّي يَوْمَئِذٍ وَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا سُئِلَ أَنْتَ (5) سَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَضِبَ ثُمَّ هَمَّ بِصَاحِبِهِ " (6)   (1) عبارة:"قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"سقطت من (ظ14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي المكي، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر. وأخرجه البخاري (5481) ، والنسائي في " المجتبى " 7/186، وفي " الكبرى " (4795) ، وأبو يعلى (5560) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/55، والبيهقي في "السنن"6/9 من طرق، عن حنظلة بن أبي سفيان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4479) ، وذكرنا هناك شواهده وشرحه. (3) لفظ: "قد" لم يرد في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) في (س) و (ظ1) : آنت. (5) في (س) و (ظ1) : آنت. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي= الحديث: 5074 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 96 ° 5075 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَلْيَشُقَّهُمَا (1) أَوْ لِيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ (2) " (3)   = الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وثابت البناني: هو ابن أسلم. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/126 (3870) عن عبد الله بن إدريس، عم ن شعبة، وقد سلف برقم (4837) ، وانظر (4465) . قال السندي: قوله: وكان أحدهم: أي أحد الصحابة. إذا سُئل: على بناء المفعول، أو أحد من الناس إذا سأل، على بناء الفاعل، أي: سأل ابنَ عمر. (1) كلمة: " وليشقهما " ليست في (ظ1) و (ق) . (2) في هوامش النسخ الخطية عدا (ظ14) : العقبين. نسخة. قلنا: وهي شاذة، كما بينا في الرواية (4899) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: مو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/135 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه الطيالسي (1883) عن شعبة، بهذا الِإسناد، وفيه زيادة:"من لم يجد إزاراً فليلبس سراويل". ولهذه الزيادة لها شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (5853) ، ومسلم (1) 78) ، وقد سلف برقم (2526) . وآخر من حديث جابر عند الطحاوي 2/134. وسيأتي بالأرقام (5106) و (5431) و (5528) و (5906) ، ويأتي مطولًا برقم= الحديث: 5075 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 97 ° 5076 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " نَهَى عَنِ الْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ " قَالَ شُعْبَةُ فَقُلْتُ: أَنَا لِلْمُحْرِمِ فَقَالَ: نَعَمْ (1) ° 5077 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ: أَنْتَ كَافِرٌ أَوْ يَا كَافِرُ (2) فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا " (3) ° 5078 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ، سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: عَنِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَمَرَنَا   = (5336) و (5427) ، وقد سلف برقم (4482) من طريق نافع، عن ابن عمر. وانظر مابعده. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كإسناد سابقه. وسيأتي بالأرقام (5131) و (5193) و (5244) ، ويأتي مجموعاً مع الذي قبله برقم (5336) و (5427) ، وسلفابرقم (4482) . قال السندي: قوله: فقلت أنا، لفظ: "أنا" تأكيد للضمير المتصل. (2) "أو يا كافر": ثم يرد في (ص) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسلف برقم (5035) عن محمد بن جعفر، عن شعبة. الحديث: 5076 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 98 بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) ° 5079 - قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً، وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً، لَا تَدْرِي أَهَذِهِ تَتْبَعُ، أَمْ هَذِهِ (2) " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي المقرىء. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/93، والِإسماعيلي في "معجمه" (320) و (356) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"1/145 و334 من طرق، عن أبي إسحاق، بهذا الِإسناد. وقدسلف برقم (4466) . (2) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) عقب هذا الحديث ما نصه: إلى هنا آخر الأحاديث التي فيها: قال وجدت في كتاب أبي. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وعُبيدالله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (46) ، وأبو الشيخ في "الأمثال، (320) من طريق إسحاق بن يوسف، به. وأخرجه مسلم (2784) (17) ، والطبري في "التفسير" (10728) و (10730) من طرق، عن عبيد الله، به. وأخرجه مسلم (2784) ، والنسائي 8/124، والرامهرمزي في "الأمثال " (44) و (45) ، وابن عدي في "الكَامل"1/310، والخطيب في "تاريخه"14/268 من= الحديث: 5079 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 99 5080 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: " حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ "، وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ وَلَا آمُرُ بِهِ (1) وَلَا أَنْهَى عَنْهُ، وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً عَمَّنْ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ (2)   = طرق، عن نافع، به. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (585) من طريق المغيرة بن حكيم، عن ابن عمر، به، مرفوعاً. وانظر (4872) . قوله: العائرة، أي: المترددة. قاله ابن الأثير. وقال السندي: قوله: مثلُ الشاةِ العائرة، أي: المترددة بين قطيعين، وهي التي تطلب الفحل للضراب، فتتردد بين القطيعين، فلا تستقر مع إحداهما، والمنافق بين المؤمنين والمشركين تبعا لهواه وغرضه الفاسد، وفيه سلب الرجولية عن المنافق. (1) قوله:"ولا آمر به، لم يرد في (ص) . (2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نجيح - واسمه يسار المكي - فقد روى له مسلم، وهو ممن حدث عن ابن عمر، لكن هذا الحديث قد سمعه أبو نجيح من رجل لم يسمَه عن ابن عمر، وهو ما بينه شعبة فيما يأتي برقم (5420) . ابن أبي نجيح: هو: عبد الله، وإسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية. وأخرجه الترمذي (751) ، ومن طريقه البغوي (1792) عن أحمد بن منيع،= الحديث: 5080 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 100 5081 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا دَخَلَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ " (1)   = وعلي بن حجر، والنسائي في "الكبرى" (2826) عن علي بن حجر، كلاهما عن ابن علية، وسفيان بن عيينة، بهذا الِإسناد. ولم يذكروا أن رواية سفيان بن عيينة: عمن سأل ابن عمر! ورواية النسائي مختصرة لم يذكر فيها سوى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه الدارمي 2/23 عن معلى بن أسد، وابن حبان (3604) من طريق أبي كامل الجحدري، والبغوي (1792) من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، ثلاثتهم عن ابن علية، به. وأخرجه عبد الرزاق (7829) ، والحميدي (681) عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه أبو يعلى (5595) عن هارون بن معروف، عن سفيان - وهو ابن عيينة -، به. وقال فيه: عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، قال: سئل ابن عمر. وسيأتي برقم (5117) و (5411) و (5411 م) و (5420) و (5948) . ويشهد له حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (2946) . وحديث أبي هريرة، سيرد 2/304. وحديث أم الفضل، سيرد 6/338. وحديث ميمونة عند البخاري (1989) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (5564) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الِإسناد.= الحديث: 5081 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 101 5082 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا دَخَلَ أَدْنَى الْحَرَمِ أَمْسَكَ عَنِ التَّلْبِيَةِ، ثُمَّ يَأْتِي ذَا طُوًى فَيَبِيتُ بِهِ وَيُصَلِّي بِهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَيَغْتَسِلُ وَيُحَدِّثُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ " (1) 5083 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ " (2) 5084 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " (3) إِنَّ الَّذِي يَفُوتُهُ   = وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/206، وفي "السنن الكبرى" (675) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وسيأتي برقم (6345) عن عبد الرزاق، عن معمر، وانظر ما سلف برقم (4540) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر القطعة الأولى من الحديث (4628) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَة، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الطيالسي (1848) ، والحميدي (610) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/115 من طرق، عن أيوب، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4466) . (3) في (س) : عن ابن عمر، قال: إن الذي تفوته ... وفي هامشها: "قال = الحديث: 5082 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 102 الْعَصْرُ (1) كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (2) 5085 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُنَا نُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَ: " يُصَلِّي أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ يُصَلِّي (3) وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى (4) " (5) 5086 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ تَلْبِيَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ   = النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. نسخة". وفي (ظ14) : عن ابن عمر، قال: قال. وفوق لفظ:"قال" الثاني علامة صح، لكن لم يرد فيها لفظ:"النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". (1) في (ظ1) : تفوته صلاة العصر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلَية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (388) ، والبغوي في " الجعديات " (3126) و (3127) من طرق، عن أيوب، بهذا الِإسناد. وسقط نافع من مطبوعة"الجعديات" في الموضع الأول. وانظر ما سلف برقم (4621) . (3) في (ظ14) : صلى. (4) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) زيادة: من الليل. (5) هو مكرر (4492) سنداً ومتناً. الحديث: 5085 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 103 لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، (1) إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (2) 5087 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ نُهِلُّ؟ قَالَ: " يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ " قَالَ: وَيَقُولُونَ: " وَأَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ " (3) 5088 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:   (1) في (م) : لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بنُ إبراهيم: هو المعروف بابن عُلَيَة، وأيوب: هو السختياني. وأخرجه الترمذي (825) ، وابن الجارود (433) من طريق إسماعيل، بهذا الِإسناد، قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقدسلف برقم (4457) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه الترمذي (831) من طريق ابن علية، بهذا الِإسناد، وقال: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح، والعملُ على هذا عند أهل العلم. وأخرجه البيهقي في "السنن " 5/26 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أيوب به. وقد سلف برقم (4455) . الحديث: 5087 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 104 لَمَّا خَلَعَ النَّاسُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ، ثُمَّ تَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ "، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغَدْرِ أَنْ لَا يَكُونَ (1) الْإِشْرَاكُ بِاللهِ تَعَالَى، أَنْ يُبَايِعَ رَجُلٌ رَجُلًا عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ يَنْكُثَ بَيْعَتَهُ، فَلَا يَخْلَعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَزِيدَ، وَلَا يُشْرِفَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ، فَيَكُونَ صَيْلَمٌ (2) بَيْنِي وَبَيْنَهُ (3)   (1) هذا لفظ نسخة (ظ14) ، وهو الوارد عند السندي، ومثله في (س) ، لكن سقط منها حرف"أن"، وسترد كذلك في الرواية (5709) . قال السندي: إلا أن يكون الإشراك: كلمة"إلا"استثنائية، أي: من أعظم الغدر نقض البيعة كل حين إلا حين أن يوجد الإشراك، والكفر الصريح من الملك، فيجب عزله ولا يمكن تمكينه من الحكم، لقوله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلًا) . قلنا: وقد وقع في (ق) و (ص) و (ظ1) : أن لا يكون. وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر. ويكون بتقدير: شريطة أن لا يكون. (2) وقع في (م) بدل صيلم: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الشيخ أحمد شاكر: كأن مصححي الطبع اشتبه عليهم رسمها، فظنوها"صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وهي الاصطلاح السخيف لبعض المتأخرين في اختصار كتابة الصلاة على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأعربوها وكتبوها واضحة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرج المرفوع منه الترمذي (1581) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وأخرجه مسلم (1735) (9) ، والبيهقي 8/159 من طريق عفان، عن صخر بن = الجزء: 9 ¦ الصفحة: 105 5089 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، (1) حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ بَنِي غِفَارٍ فِي مَجْلِسِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   = جويرية، به. واقتصر مسلم على المرفوع منه. وأخرجه بنحوه البخاري (7111) ، وأبو عوانة 4/71، والبيهقي 8/160 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، به. وسيأتي برقم (5709) ، وقد سلف المرفوع منه برقم (4648) . قوله:"لما خلع الناسُ يزيد"، قال السندي: أي أهل المدينة، فإنه يوم بلغهم سوءُ حاله خلعوه، وكان ذلك سببا لفتنة الحرة. وقوله: "على بيع الله ورسوله" قال الحافظ في "الفتح " 13/71: أي على شرط ما أمر اللة ورسوله به من بيعة الِإمام، وذلك ان من بايع أميراً فقد أعطاه الطاعة، وأخذ منه العطية، فكان شبيهَ من باع سلعة وأخذ ثمنها. وقوله:"أن لا يكون الإشراكُ بالله"، أي: إن من أعظم الغدر بعد الإشراك بالله أن يبايع رجل رجلًا على بيع الله ورسوله، ثم ينكث بيعته، وهو ما في رواية عفان بن مسلم، عن صخر بن جويرية عند البيهقي، وعزاه الحافظ في "الفتح"13/71 من هذا الطريق بهذا اللفظ إلى أبي العباس السرّاج في "تاريخه". وقوله:"ولا يُشرفن"، قال السندي: من الإشراف، أي: لا يَدخلن في هذا الأمر، أي: أمر الخلع. وقوله:"فيكون صَيْلَم"ضبظ بفتح صاد وسكون ياء وفتح لام، أي: فيتحقق، ويوجد قطيعة منكرة بيني وبينه، وأصل الصيلم الداهية، والياء زائدة، والمضارع بالنصب على أنه جواب النهي. ولفظ البخاري (7111) : وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه، ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه، أي: القاطعة، وهي فيعل من فَصَلَ الشيءَ: إذا قطعه. (1) وقع في النسخ الخطية عدا (ظ14) : حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي إسحاق، وهو خطأ. وجاء في (ظ14) على الصواب كما هو مثبت هنا، وهو الوارد = الحديث: 5089 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 106 حَدَّثَنِي فُلَانٌ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ فَقَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ "، فَنُووِلَ ذِرَاعًا، فَأَكَلَهَا، - قَالَ يَحْيَى: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا هَكَذَا ثُمَّ - قَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ "، فَنُووِلَ ذِرَاعًا، فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: " نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا هُمَا ذِرَاعَانِ فَقَالَ: " وَأَبِيكَ لَوْ سَكَتَّ مَا زِلْتُ أُنَاوَلُ مِنْهَا ذِرَاعًا مَا دَعَوْتُ بِهِ " فَقَالَ سَالِمٌ: أَمَّا هَذِهِ فَلَا سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " (1)   = في "أطراف المسند" 3/394، وفي "تحفة الأشراف"5/416 حديث رقم (7034) . (1) هذا الحديث حديثان. قصة الذًراع، وإسنادها ضعيف لإبهام الرجل الغفاري، ولكن لها شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/5170 وإسناده حسن. وثان من حديث أبي عبيد مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 3/484-4850 وإسناده ضعيف. وثالث من حديث أبي رافع القبطي، سيرد 6/8 و3920وإسناده ضعيف. والحديث الثاني: النهي عن الحلف بالآباء. وإسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية، ويحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي البصري. وأخرجه النسائي 4/7 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقدسلف برقم (4523) . قوله:"ناولني الذراع"، قال السندي: أي: أعطني الذراع، وكان أحب اللحم إليه لحم الذراع.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 107 5090 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، وَسُئِلَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، فَقَالَ: " حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَقَّ عَلَيَّ لَمَّا سَمِعْتُهُ " فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ: فَجَعَلْتُ أُعَظِّمُهُ، فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: سُئِلَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ: " حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، فَقَالَ: صَدَقَ، حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: وَمَا الْجَرُّ قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ صُنِعَ مِنْ مَدَرٍ " (1)   = وقوله: "فنووِل"على البناء للمفعول من المناولة، وفي بعض النسخ: فَنُولَ، بتشديد الواو من التنويل. وقوله:"إنما هما"، أي: الذي للشاة، والتثنية نظراً إلى كونها في الواقع اثنين، وإلا فمرجع الضمير هاهنا ما ذكرنا، ليفيد الإخبار، ولفظ حديث أبي رافع: إنما للشاة ذراعان. وقوله:"فقال: وأبيك"يحتمل أن يكون هذا من تغيير الرواة، وإلا فلفظ "الشمائل": والذي نفسي بيده، ولو ثبت، يمكن أن يكون قبل النهي، أو يكون بلا قصد الحلف،. بل يكون على عادة العرب، والظاهر أن سالماً رذ هذا بمخالفته لحديث النهي. وقوله:"لو سكت"، قيل: لعل سبب قطع الكلام هذا الأمر العظيم، أنه قطع التوجه الذي كان له حال سكوته. وقوله:"ما زلت أناوَل"على بناء المفعول للمتكلم. وقوله:"أما هذه"، أي: القصة أو الكلمة، وهي الحلف:"فلا"، أي: غير ثابتة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني.= الحديث: 5090 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 108 5091 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَقْتُلُ مِنَ الدَّوَابِّ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ فَقَالَ: " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي قَتْلِهِنَّ: الْحِدَأَةُ، (1) وَالْفَأْرَةُ، وَالْغُرَابُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " (2)   = وأخرجه النسائي في "المجتبى"8 /303، وفي "الكبرى" (5129) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/223 من طريق هشام الدستوائي، وابن حبان (5403) من طريق وهيب، كلاهما عن أيوب، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى"8/304، وفي "الكبرى" (5130) من طريق إسماعيل ابن عُلَية، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/223 من طريق وهيب، كلاهما عن أيوب، عن رجل، عن سعيد بنِ جُبير، به. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/115 (3833) ، ومسلم (1997) (46) ، وأبو داود (3690) ، والنسائي في "المجتبى"8/308، وفي "الكبرى" (5153) ، وأبو عوانة 5/301، والبيهقي في "السنن"8/308 من طريق منصور بن حيان، عن سعيد بن جبير، قال: أشهد على ابن عمر وابن عباس أنهما شهدا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الدباء والحَنْتَم والمزَفت والنقير. وهذا لفظ مسلم. وأخرجه الدارمي 2/116 من طريق عزرة، عن سعيد بن جبير، به. وقد سلف برقم (4809) ، وانظر (4465) ، وسيأتي برقم (5819) . قوله:"فجعلت أعظِمه": بالتخفيف، في "القاموس": استعظمه: رآه عظيما كأعْظَمَ. (1) وقع في جميع النسخ عدا (م) : الحُدَيَّا، وكتبت في هامش (س) كما هو هنا، وقد جاء في "لسان العرب": وقال أبو حاتم: أهل الحجاز يخطئون، فيقولون لهذا الطائر: الحُدَيا، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم، ابن علية.= الحديث: 5091 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 109 5092 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّاسِ وَقَدْ فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخُطْبَةِ، فَقُلْتُ: مَاذَا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: " نَهَى عَنِ الْمُزَفَّتِ، وَالدُّبَّاءِ " (1) 5093 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ فَاسْتَثْنَى فَهُوَ بِالْخِيَارِ: إِنْ شَاءَ أَنْ يَمْضِيَ عَلَى يَمِينِهِ، وَإِنْ شَاءَ أَنْ يَرْجِعَ غَيْرَ حَنِثٍ، أَوْ قَالَ: غَيْرَ حَرَجٍ " (2)   = وأخرجه النسائي في "المجتبى"5/190 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الِإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (8375) عن معمر، ومسلم (1) 99) (77) ، والطحاوي 2/166، والبيهقي 5/209 من طرق، عن أيوب، به. وقد سلف برقم (4461) . قوله:"إذا أحرمنا"، قال السندي: صرنا محرمين، أو دخلنا في الحرم، والأول أظهر. قوله: "لا جناح على من قتلهن"، أي: في كل حال أو في أيً مكان كان، ولهذا العموم مأخوذ من الِإطلاق، وبه وافق الجواب السؤال، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1997) (49) من طريق إسماعيل، بهذا الِإسناد. وتد سلف بنحوه برقم (4465) . (2) هو مكرر (4510) سنداً ومتناً. الحديث: 5092 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 110 5094 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ " (1) فَذَكَرَهُ (2) 5095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي سُوقٍ ثَوْبًا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، (3) لَوِ ابْتَعْتَ هَذَا الثَّوْبَ لِلْوَفْدِ قَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ أَوْ قَالَ: هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ "، قَالَ: أَحْسِبُهُ، قَالَ: " فِي الْآخِرَةِ ". قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَاكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبٍ مِنْهَا، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ فَكَرِهَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بَعَثْتَ بِهِ إِلَيَّ وَقَدْ قُلْتَ فِيهِ مَا سَمِعْتُ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ أَوْ قَالَ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " قَالَ: " إِنِّي   (1) كلمة:"أحدكم"لم ترد في (ظ14) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل - وهو مظفر بن مدرك الخراساني - فقد روى له النسائي وأبو داود في كتاب"التفرد"، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الدارمي 2/185، والبيهقي في "السنن" 7/361 و10/46 من طرق، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4510) . (3) في (ظ14) : يا نبي الله. الحديث: 5094 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 111 لَمْ أَبْعَثْ بِهِ إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهُ، وَلَكِنْ بَعَثْتُ بِهِ إِلَيْكَ لِتُصِيبَ بِهِ ثَمَنًا " قَالَ سَالِمٌ: فَمِنْ أَجْلِ هَذَا الْحَدِيثِ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُ الْعَلَمَ فِي الثَّوْبِ (1) 5096 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبِ (2) بْنِ الشَّهِيدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قُلْتُ: لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ قَالَ: تُجْزِئُكَ قِرَاءَةُ الْإِمَامِ. قُلْتُ: رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، (3) أُطِيلُ فِيهِمَا (4) الْقِرَاءَةَ؟ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى "، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّمَا سَأَلْتُكَ عَنْ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، قَالَ: إِنَّكَ لَضَخْمٌ أَلَسْتَ تَرَانِي أَبْتَدِئُ الْحَدِيثَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن أبي إسحاق: هو الحضرمي البصري. وأخرجه البخاري (6081) ، ومسلم (2068) (9) ، والنسائي 8/198، والطحاوي 4/245 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4767) . قال في "المصباح المنير": أعلمت الثوب جعلت له عَلَماً من طراز وغيره. (2) . تحرف في (م) إلى: وهب. (3) في نسخة السندي: ركعتا الفجر، قال: هكذا في أصلنا: ركعتا الفجر بالرفع، وفي بعض الأصول: ركعتي الفجر، بالنصب على إضمار الفعل، أي: أطيل ركعتي الفجر. (4) في (س) و (ص) وهامش (ظ1) : فيها. الحديث: 5096 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 112 خَشِيَ الصُّبْحَ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ، ثُمَّ يَضَعُ رَأْسَهُ "، فَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نَامَ، وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: لَمْ يَنَمْ، " ثُمَّ يَقُومُ إِلَيْهِمَا وَالْأَذَانُ فِي أُذُنَيْهِ "، فَأَيُّ طُولٍ يَكُونُ ثُمَّ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ أَوْصَى بِمَالٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَيُنْفَقُ مِنْهُ فِي الْحَجِّ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ فَعَلْتُمْ كَانَ مِنْ سَبِيلِ (1) اللهِ. قَالَ: قُلْتُ: رَجُلٌ تَفُوتُهُ رَكْعَةٌ مَعَ الْإِمَامِ فَسَلَّمَ الْإِمَامُ، أَيَقُومُ إِلَى قَضَائِهَا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ الْإِمَامُ؟ قَالَ: كَانَ الْإِمَامُ إِذَا سَلَّمَ قَامَ. قُلْتُ: الرَّجُلُ يَأْخُذُ بِالدَّيْنِ أَكْثَرَ مِنْ مَالِهِ، قَالَ: لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ عَلَى قَدْرِ غَدْرَتِهِ (2)   (1) في (ظ14) : سبل. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وهو ثقة روى له النسائي. وقد سلف لهذا الحديث مختصراً بقصة صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر بركعة، برقم (4860) و (5049) من طريق أنس بن سيرين. وقوله: لكل غادر لواء ... سلف مرفوعاً برقم (4648) . قوله: "تجزئك قراءة الإمام"، قال السندي: ظاضره إن قراعه الإمام تكفي في السرية والجهرية عند ابن عمر عن الفاتحة وغيرها، وهذا مقتضى عدم وجوب القراءة خلف الإمام، لا عدم جوازها، ورواة هذا الحديث ثقات، وقد صح عنه من غير هذا الوجه من قوله: من صلى وراء الإمام كفاه قراءة الإمام، وقال البيهقي: وقد روي عنه خلافه، فروى بسنده (في "القراءة خلف الإمام"213 و214) أنه سئل ابن عمر عن القراءة خلف الإمام، فقال: إني لأستحي من رب هذه البنية أن أصلي صلاة = الجزء: 9 ¦ الصفحة: 113 5097 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي جَهْضَمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَحْلِلْ " وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ " فَلَمْ يَحِلُّوا " (1)   = لا أقرأ فيها بأم القرآن، وذكر عنه مثل هذا بسند آخر، ثم قال: فكأنه يرى القراءة خلف الإمام فيما يسر الإمام فيه بالقراءة. قلت (القائل السندي) : ظاهر حديث ابن عمر أن قراءة الإمام تكفي للمأموم، فيجوز له تركها، ومع ذلك لو أتى بها كان جائزاً، بل يجوز أن يكون هو الأولى، فلا يخالف قوله: إني لأستحي ... ، وربما يحمل قوله على قراءة ما سوى الفاتحة، والله تعالى أعلم. قوله:"إنك لضخم"، قال السندي: أي: قليل الفهم لاشتغال همك بالبطن لا بالعلم. قوله: " فأي طول يكون ثَمَّ "، قال السندي: بفتح مثلثة للإشارة إلى المكان، أي: هناك، وليس بضمها حرف عطف، لأن لفظة: "قلت" مذكورة في المواضع الأخر بلا عطف، ولأن تمام المعنى يقتضي أن يكون اسمَ إشارة، والله تعالى أعلم. وقوله:"لكل غادر لواء يوم القيامة"، أي: أخذ الزيادة غدر في العهد الذي يقتضيه الدين، فإن مقتضاه ألا يأخذ ذلك القدر، فصار ذلك بمنزلة العهد ألا يأخذ الزائد، فإذا أخذ الزائد فقد نقض العهد وغدر، ويستحق هذه العقوبة يوم القيامة، والله تعالى أعلم. (1) إسناده قوي، عبد الله بن الوليد: هو ابن ميمون القرشي الأموي، وثقه العقيلي والدارقطني. وقال البخاري: مقارب، وقال أبو زرعة: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مستقيم الحديث، وصحح أحمد سماعه من سفيان، وقال: لم يكن صاحب حديث، وحديثه حديث صحيح، وكان ربما أخطأ في الأسماء، وقد كتبت عنه أنا كثيراً. وجهضم - وهو ابن عبد الله بن أبي الطفيل القيسي= الحديث: 5097 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 114 5098 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي جَابِرٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ " (1) مِثْلَ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ (2) 5099 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْمَازِنِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ " (3)   = اليماني _، روى له الترمذي وابن ماجه، وثقه ابن معين وأبو حاتم وابن خلفون والذهبي، وقال: لم يكن به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله بن بدر: هو الحنفي السحيمي اليماني أحد الأشراف الثقات، روى له أصحاب السنن. وهذا الحديث هنا وفيما سيأتي برقم (6445) مختصر، يبين المراد منه ما سيأتي في الحديث رقم (5939) . وانظر ما سلف برقم (4512) . قوله:"فلم يحلل "، قال السندي: أي: بمجرد الدخول في مكة والطواف، كما يقول ابن عباس: " إن من طاف بالبيت حل"، فهذا تعريض به، لكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد ساق الهدي، وابن عباس كان يقول في غير السائق، فلا يتم التعريض. (1) لفظ:"ذلك " لم يرد في (ظ14) ، واستدرك في هامش (س) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر - وهو ابن يزيد الجعفي -. وقد سلف برقم (5054) من طريق شعبة، عن جابر. (3) إسناده قوي، عبد الله بن الوليد، سلف الكلام عليه في الرواية (5097) ، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الحديث: 5098 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 115 5100 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، إِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ عَلَى الْإِبِلِ إِنَّهَا صَلَاةُ الْعِشَاءِ " (1) 5101 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَلَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْذَنُوا لِلنِّسَاءِ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسَاجِدِ " فَقَالَ ابْنُهُ: لَا نَأْذَنُ لَهُنَّ يَتَّخِذْنَ ذَلِكَ دَغَلًا، فَقَالَ: "   = وأخرجه عبد الرزاق (4519) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4520) ، وانظر (4470) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الله بن الوليد: هو ابن ميمون الأموي مولاهم، المعروف بالعدتي، راوىِ"جامع"سفيان عنه، سلف الكلام عليه في الرواية (5097) ، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي لبيد، فمن رجال مسلم، وإخرج له البخاري متابعة. سفيان: هو الثوري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وقد سلف من طريق سفيان الثوري برقم (4688) ، وانظر (4572) . قال ابن الأثير: قال الأزهري: أرباب النعَم في البادية يريحون الإبل، ثم ينيخونها في مراحها حتى يعتموا، أي: يدخلوا في عتمة الليل، وهي ظلمته، وكانت الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة تسمية بالوقت، فنهاهم عن الاقتداء بهم، واستحب لهم التمسك بالاسم الناطق به لسان الشريعة، وقيل: أراد لا يغرنكم فعلُهم هذا، فتؤخروا صلاتكم، ولكن صلوها اذا حان وقتها. الحديث: 5100 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 116 تَسْمَعُنِي أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ أَنْتَ: لَا " (1) 5102 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا سند قوي كسابقه، وعبد الله بن الوليد متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير الليث - وهو ابن أبي سُليم متابع الأعمش -، فقد روى له الأربعة، وهو حسن الحديث في المتابعات. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وقد صرح بالتحديث في الرواية رقم (6101) . وأخرجه أبو عوانة 2/57 من طريق الفريأبي عن سفيان، عن الأعمش، عن مجاهد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (568) ، والترمذي (570) ، وابن حبان (2210) من طريقين، عن الأعمش، عن مجاهد، به، قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (899) ، ومسلم (442) (139) ، والطبراني في "الكبير" (13570) من طريق عمرو بن دينار، عن مجاهد، به. وسلف شرحه برقم (5021) ، وسلف برقم (4522) ، وانظر (4933) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الوهاب بن عطاء: هو الخفاف، روى له مسلم، وحديثه في درجة الحسن، ثم هو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، ابن عون: هو عبد الله البصري. وأخرجه الطيالسي (1844) ، وأبو نعيم في "الحلية"3/43، والقضاعي في "مسند الشهاب" (221) ، والخطيب فى "تاريخه" 12/109 من طرق، عن ابن عون، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (4616) . الحديث: 5102 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 117 5103 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يَعْنِي أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَسَأَلَهُ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى تُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فَصَلِّ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ مَا قَبْلَهَا " (1) 5104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن أبي رواد، فقد أخرج له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، ورثقه يحيى القطان، وابن معين وأبو حاتم والنسائي، وضعفه ابن حبان، وقال الإمام أحمد: صالح الحديث، وليس هو في التثبت مثل غيره، وقال الدارقطني: متوسط في الحديث وربما وهم. وأخرجه عبد الرزاق (4674) ، وأبو نعيم في "الحلية"8/196 من طريق خلاد بن يحيى، كلاهما عن عبد العزيز بن أبي رواد، به. وسلف برقم (4492) . (2) إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز- وهو ابن أبي رواد - فمن رجال أصحاب السنن الأربعة، وهو صدوق لا بأس به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"5/189 من طريق أحمد بن الوليد الفحام، عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، بهذا الإسناد. وفيه:" الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة ". وانظر (4678) . الحديث: 5103 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 118 5105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ، فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تَذْهَبَ الْعَاهَةُ " قُلْتُ: وَمَتَى ذَاكَ؟ قَالَ: حَتَّى تَطْلُعَ الثُّرَيَّا (1) 5106 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ يَقْطَعُهُمَا (2) حَتَّى يَكُونَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (3) 5107 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ وَهُوَ حَرَامٌ أَنْ يَقْتُلَهُنَّ: الْحَيَّةُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عثمان بن عبد الله بن سراقة، فمن رجال البخاري. محمد بن عبد الله: هو أبو أحمد الزبيري، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وقد سلف برقم (5012) . (2) في (ظ14) : ويقطعهما. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبد الله: هو أبو أحمد الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن حبان (3788) من طريق وكيع، عن سفيان، بهذا الِإسناد. وقد سلف مطولًا برقم (4482) . الحديث: 5105 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 119 الْعَقُورُ، وَالْحِدَأَةُ " (1) 5108 - وقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ " (2) 5109 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ فَقَالَ: " هَا إِنَّ الْفِتَنَ مِنْ هَاهُنَا، إِنَّ الْفِتَنَ مِنْ هَاهُنَا، إِنَّ الْفِتَنَ مِنْ هَاهُنَا، (3) مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (4) 5110 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1199) (79) ، وابن حبان (3962) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5132) و (6228) ، وانظر ماسلف برقم (4461) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4702) . (3) هذه الجملة الثالثة لم ترد في (ظ14) ، واستدركت في هامش (س) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/975، ومن طريقه البخاري (3279) ، وابن حبان (6648) ، والبغوي (4004) وأخرجه ابن حبان (6649) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عبد الله بن دينار، بهذا الإسناد. وانظر (4754) . الحديث: 5108 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 120 عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ لَيْلًا " (1) 5111 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، (2) وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ " وَقَالَ: هَؤُلَاءِ الثَّلَاثُ حَفِظْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمُ "، فَقِيلَ لَهُ: الْعِرَاقُ قَالَ: لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ عِرَاقٌ (3) 5112 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مَرْثَدٌ يَعْنِي ابْنَ عَامِرٍ   (1) إسناده ضعيف، أبو الزبير- واسمه محمد بن مسلم بن تدرس -، مدلس وقد عنعن. ولهذا الحديث تفرد الإمام أحمد بإخراجه عن عائشة وابن عمر، وسيأتي في مسند عائشة 6/207 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن عائشة وابن عباس: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زار البيت ليلاً. وانظر ما سلف في مسند ابن عباس برقم (2611) و (2612) و (2815) . (2) في (ظ14) وهامش (س) و (ص) و (ظ1) : قرن. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبد الله: هو ابن الزبير أبو أحمد، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (7344) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/117 من طريق أبي حذيفة موسي بن مسعود النهدي، كلاهما عن سفيان، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4455) . الحديث: 5111 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 121 الْهُنَائِيَّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو النَّدَبِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَيَعْجَبُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي الْجَمِيعِ " (1) 5113 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ وَقَدْ حَسَّنَهُ صَاحِبُهُ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهِ، فَإِذَا طَعَامٌ رَدِيءٌ فَقَالَ: " بِعْ هَذَا عَلَى حِدَةٍ، وَهَذَا عَلَى حِدَةٍ، فَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا " (2)   (1) إسناده ضعيف، مرثد بن عامر الهنائي روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات"7/500، لكن قال الِإمام أحمد: لا أعرفه، وأبو عمرو الندَبي- وهو بشر بن حرب الأزدي- ضعيف يعتبر به، روى له النسائي وابن ماجه. وهذا الحديث أورده الهيثمي في "المجمع"2/39 من حديث ابن عمر، ونسبه إلى الطبراني في " الكبير"فقط، وحسن إسناده! وأورده مرة أخرى ونسبه إلى الِإمام أحمد من حديث عمر، وهذا وهم لا ندري من أين وقع له، إلا أنه جعله كذلك في "غاية المقصد في زوائد المسند" ورقة 53، بإسناد المصنف هنا بفسه، وفيه: حدئني عبد الله بن عمر بن الخطاب رحمه الله، قال: سمعت عمر بن الخطاب رحمه الله، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره! وكذا وقع هذا الوهم في "الترغيب والترهيب " 1/262 للحافظ المنذري! لكن أورده الحافظ ابن حجر على الصواب في " أطراف المسند" 3/334 في ترجمة بشر بن حرب أبي عمرو الندبي عن ابن عمر. وثم يرد هذا الحديث في مسند عمر من"المسند" أو "أطرافه"، وكذا لم يورده الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق ". (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر- وهو نجيح بن عبد الرحمق السندي -، وباقي رجاله ثقات.= الحديث: 5113 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 122 5114 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ، وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " (1)   = وأخرجه البزار (1255) (زوائد) ، والطبراني في "الأوسط" (2511) من طريق عبد العزيز بن الخطاب، عن أبي معشر، بهذا الإسناد. ورواية البزار مختصرة، وقال الطبراني: لم يرو الحديث عن نافع إلا أبو معشر. وأخرجه بنحوه الدارمي 2/248، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/33، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"1/248 من طريق يحيى بن المتوكل، عن القاسم بن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن المتوكل. وله شاهد عن أبي هريرة، سيرد 2/242، وإسناده صحيح. وعن أبي بردة، سيرد 3/466 و4/45، وفي إسناده ضعف. وعن قيس بن أبي غرزة عند أبي يعلى (933) ، والطبراني 18/ (921) ، وإسناده منقطع. ويشهد لقوله:"من غشنا فليس منا" فقط حديث ابن مسعود عند ابن حبان (567) . وحديث عائشة عند البزار (1256) (زوائد) . وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11553) . (1) إسناده ضعيف على نكارة في بعض ألفاظه. ابن ثوبان - وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - اختلفت فيه أقوالُ المجرحين والمعدلين، فمنهم من= الحديث: 5114 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 123 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قوى أمره، ومنهم من ضعفه، وقد تغير بأخرة، وخلاصة القول فيه أنه حسنُ الحديث إذا لم يتفرد بما ينكر، فقد أشار الإمام أحمد إلى أن له أحاديث منكرة، وهذا منها. وأخرجه عبد بن حميد (848) عن سليمان بن داود الطيالسي، والطبراني في "مسند الشاميين" (216) من طريق محمد بن يوسف الفريابي وعلي بن عياش الحمصي وغسان بن الربيع، وابن الأعرابي في "معجمه" (1137) ، والبيهقي في "الشعب" (1199) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، أربعتهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الأسناد. وزادوا فيه بعد قوله"بعثت بالسيف": "بين يدي الساعة". وعلق البخاري 6/98 (الفتح) بعضه بصيغة التمريض في باب ما قيل في الرماح، فقال: ويذكر عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري. وسيأتي برقم (5115) و (5667) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (231) عن أبي أمية الطرسوسي، عن محمد بن وهب بن عطية، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، به. وهذا إسناد فيه ثلاث علل: الأولى: تفرد الوليد بن مسلم بهذا الطريق، فرواه عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، وخالف بذلك جمعاً من الشيوخ حيث رووه عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسان بن عطية، كما مر آنفاً، ثم إن الوليد يدلس تدليس التسوية، وهو هنا لم يصرح بصيغة السماع بين الأوزاعي وبين حسان بن عطية، والأوزاعي قد لقي عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وكاتبه، فلعله سمعه منه فدلسه الوليد وأسقط ابن ثوبان، والله أعلم. الثانية: أن أبا أمية الطرسوسي شيخ الطحاوي له أوهام إذا حدث من حفظه،= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 124 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قال ابن حبان في "الثقات"9/137: كان من الثقات، دخل مصر فحدثهم من حفظه من غير كتاب بأشياء أخطأ فيها، فلا يعجبني الاحتجاج بخبره إلا ما حدث من كتابه. قلنا: والطحاوي إنما أخذ عن أبي أمية بمصر، وهو هنا قد سمى شيخه محمد بن وهب بن عطية، والذي حدث بمصر عن الوليد بن مسلم وغيره هو محمد بن وهب بن مسلم القرشي الدمشقي، وهو ضعيف منكر الحديث، والأول صالح الحديث، وأما ابن عدي وابن منده، فقد ذكرا أن محمد بن وهب بن عطية منكر الحديث، كذا قالا، ولعلهما أرادا ابن مسلم القرشي الدمشقي قوهما في اسمه، وكلاهما ذكرت له رواية عن الوليد بن مسلم. انظر"ميزان الاعتدال" 4/61، و"تاريخ دمشق"لابن عساكر 16/94-95. الثالثة: الاضطراب الذي وقع فيه على الأوزاعي، فقد روي عنه هكذا كما هو عند الطحاوي. وروي عنه، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"1/319، وقال عن أبيه، عن دحيم (وقع في أصله: أبي دحيم، وهو خطأ، ودحيم: لقب لعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي) : هذا الحديث ليس بشيء، الحديث حديث الأوزاعي، عن سعيد بن جبلة، عن طاووس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعني مرسلاً. قلنا: كأن دحيماً وأبا حاتم يريان أن المحفوظ عن الأوزاعي هي الرواية المرسلة لا غير، ولهذا المرسل الذي أشار إليه دحيم خرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 5/322، وعلى إرساله فقد حسن الحافظ ابن حجر إسناده في "الفتح"6/980 فهذه العلل الثلاثة مجتمعة لا يمكن معها تقوية الحديث المرفوع بمتابعة الأوزاعي لعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، والله تعالى أعلم. وفي الباب عن أنس بن مالك عند أبي نعيم في " أخبار أصبهان " 1/129 من طريق الحجاج بن يوسف بن قتيبة، عن بشر بن الحسين الأصبهاني، عن الزبير بن= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 125 5115 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " (1)   = عدي، عن أنس رفعه. وليس فيه لفظ السيف، وإسناده ضعيف جداً، فيه بشر بن الحسين الأصبهاني مجمع على ضعفه، واتهمه بعضهم بالوضع، انظر"الميزان" 1/315-3160 وعن الحسن البصري مرسلاً عند سعيد بن منصورفي "سننه" (2370) ، ومراسيل الحسن شبه الريح، ضعاف، وفي إسناده أبو عمير الصوري لم نتبينه. ويشهد لقوله:"من تشبه بقوم فهو منهم" حديث حذيفة عند البزار (144) (زوائد) ، وقال: لا نعلمه مسندا عن حذيفة إلا من هذا الوجه، وقد وقفه بعضهم على حذيفة. وأورده الهيثمي في "المجمع"10/271 ونسبه إلى الطبراني في "الأوسط"فقط، وقال: فيه علي بن غراب (وهو عند البزار أيضاً) ، وقد وثقه غير واحد، وضعفه بعضهم، وبقية رجاله ثقات. قوله:"من تشبه"، قال السندي: أي: فيكفي الِإسلام في الظاهر في النجاة من أحكام الكفرة، كما يكفي الكفر في الظاهر في إجراء أحكام الكفرة، وأما أمر الباطن فإلى الله، وهذا المعنى هو المناسب في هذا المقام، والله تعالى أعلم بالمرام. (1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قد سلف الكلام عليه في الحديث السابق. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/313، والبيهقي في "الشعب" (1199) ، والذهبي في= الحديث: 5115 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 126 5116 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْبَيْتِ رَكْعَتَيْنِ " (1) 5117 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: " حَجَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ "، وَحَجَجْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَحَجَجْتُ مَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ وَلَا آمُرُ بِهِ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ (2)   = " السير"15/509، وابن حجر في "تغليق التعليق"3/445 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. قال الذهبي: إسناده صالح. وأخرج قوله:"من تشبه بقوم فهو منهم" فقط أبو داود (4031) عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، به. وانظر ما قبله. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابنُ أبي سُلَيم، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه بنحوه مطولًا البخاري (397) و (1167) ، والنسائي في "المجتبى " 5/218، والبيهقي في "السنن"2/328 من طريق سيف بن سليمان، عن مجاهد، بهذا الِإسناد. وقد سلف الكلام عن تعيين عدد الركعات في هذه الرواية برقم (5065) . وانظر (5053) . (2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهو مكرر (5080) . إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن علية. الحديث: 5116 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 127 5118 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ وَلَهُ مَا يُرِيدُ أَنْ يُوصِيَ فِيهِ، إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ " (1) 5119 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَحْسِبُهُ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ (2) غُدْوَةً وَعَشِيَّةً (3) ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنَ الْجَنَّةِ، (4) وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنَ النَّارِ، (5) يُقَالُ: هَذَا (6) مَقْعَدُكَ حَتَّى تُبْعَثَ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (7)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1627) (3) ، والدارقطني في "السنن"4/150، من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4578) ، وانظر (4469) . (2) في (ق) و (م) وهامش (س) و (ص) : عليه مقعدُه. (3) في (ظ14) : كل غدوة وعشية. (4) في (ق) و (ظ1) : فمن أهل الجنة، وذكرت في هامش (س) و (ص) . (5) في (ق) و (ظ1) : فمن أهل النار، وذكرت في هامش (س) و (ص) . (6) في (ظ14) : ذاك. (7) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6515) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4658) . الحديث: 5118 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 128 5120 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ، فَسَارَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَسِيرَةَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، سَارَ حَتَّى أَمْسَى فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ، فَسَارَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَسَارَ حَتَّى أَظْلَمَ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: أَوْ رَجُلٌ الصَّلَاةَ قَدْ أَمْسَيْتَ، فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ " وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَسِيرُوا، فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا (1) 5121 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه عبد الرزاق (4402) عن معمر، وأبو داود (2) 07) ، وأبو عوانة 2/349، والبيهقي 3/159 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، به. وأخرجه عبد الرزاق (4400) عن عبد العزيز بن أبي رواد، و (4403) من طريق إسماعيل بن أمية، كلاهما عن نافع، به. وأخرجه البخاري (1805) و (3000) ، والبيهقي 3/160 من طريق زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر. وقد سلف برقم (4472) . قوله: استصرخ على صفية، قال السندي: أي: أستغيث لأجلها، وقيل له: أدركها فإنها قريبة من الموت. وصفية: هي بنت أبي عبيد كما سيأتي بالرواية رقم (6375) ، وكانت زوج عبد الله بن عمر، وهي أخت المختار ابن أبي عُبيد الثقفي. لها ترجمة في " الِإصابة " برقم (11419) . الحديث: 5120 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 129 يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ (1) وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ، " فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَاجِعَهَا ثُمَّ يُطَلِّقَهَا (2) فَتَسْتَقْبِلَ عِدَّتَهَا " (3) 5122 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا الْأَزْدِيَّ يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى "، وَكَانَ شُعْبَةُ يَفْرَقُهُ (4)   (1) في (س) و (ص) : زوجته. (نسخة) . (2) قوله " ثم يطلقها" لم يرد في (ص) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَة، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي. وأخرجه مسلم (1471) (9) من طريق إسماعيل، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5025) ، وانظر (4500) . (4) صحيح دون قوله: "والنهار"، وهو مكرر (4791) إلا أن شيخ أحمد هنا هو محمد بن جعفر، وأشبعنا القول على لفظة: "والنهار" هناك. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/274، والنسائي في "الكبرى" (472) ، وفي " المجتبى"3/227، وابنُ ماجه (1322) ، والدارمي./341، وابن خزيمة (1210) ، وابن حبان (2483) و (2494) ، وابنُ عدي في "الكامل"5/1826، والدارقطني في "السنن، 1/417، والبيهقي في "السنن"2/487 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد.= الحديث: 5122 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 130 5123 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَرِضَ ابْنُ عَامِرٍ فَجَعَلُوا يَثْنُونَ عَلَيْهِ، وَابْنُ عُمَرَ سَاكِتٌ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَسْتُ بِأَغَشِّهِمْ لَكَ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ " (1) 5124 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْقِتَالِ، فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنَّمَا كَانَ ذَاكَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ قَدْ " أَغَارَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَهُمْ غَارُّونَ وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ، فَقَتَلَ (2) مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَى ذُرِّيَّتَهُمْ، وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ ابْنَةَ الْحَارِثِ "   = وقوله:"وكان شعبة يفرقه": يعني يخشى رفعه بزيادة لفظة:"والنهار". وسلف دون هذه الزيادة برقم (4492) . (1) إسناده حسن من أجل سماك - وهو ابن حرب - وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ومصعب بن سعد: هو ابن أبي وقاص. وأخرجه مسلم (224) ، وابن خزيمة (8) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4700) . قوله:"أما إني لست بأغشهم لك"، قال السندي: أي: ما تركت الثناء عليك لأجل أني من أغشهم لك، بل تركته لأجل لهذا الحديث. (2) في (ق) : فقاتل، وليست في شيء من المصادر. الحديث: 5123 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 131 حَدَّثَنِي بِذَلِكَ عَبْدُ اللهِ وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ (1) 5125 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَبِشْرِ بْنِ الْمُحْتَفِزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْحَرِيرِ: " إِنَّمَا يَلْبَسُهُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلَيَّة، وابن عَون: هو عبدُالله البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه سعيد بن منصور (2484) ، وأبو داود (2633) ، والبيهقي في " المعرفة " (18171) من طريق إسماعيل ابن عُلَية، به. وقد سلف برفم (4857) . (2) إسناده من جهة بكر بن عبد الله المزني، صحيح على شرط الشيخين، وأما بشر بن المحتفز، فلا يعرف إلا في هذا الحديث مقروناً ببكر بن عبد الله، وسماه همام عن قتادة فيما يأتي برقم (5364) : بشر بن عائذ الهذلي، وهما واحد، ذكرهما في ترجمة واحدة البخاري في "التاريخ الكبير"2/78-79، وفرقهما ابن أبي حاتم 2/362 و365، وابن حبان في "الثقات"4/65 و66، قال ابن حجر في "التهذيب": يحتمل أن يكونا واحداً، فقد رأيت من نسبه: بشر بن عائذ بن المحتفز. أ. هـ. ورجح أن يكونا واحداً الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث، ونسب ابن حبان بشرَ بن عائذٍ منقرياً! وبشر هذا في عداد المجهولين، ولا يضر وجوده هنا في الإسناد، فهو مقرون ببكر بن عبد الله المزني الثقة. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"2/78-79 عن آدم بن أبي إياس، والنسائي في "المجتبى"8/201، وفي " الكبرى " (9592) و (9624) عن النضر بن شميل، كلاهما عن شعبة، بهذا الِإسناد. وثم يسق البخاري لفظه. وقد سلف برقم (4713) . الحديث: 5125 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 132 5126 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، وَسَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْوَتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (1) 5127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَلْمَانَ (2) قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ سَلْمَانَ قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو مِجْلَز: هو لاحق بن حميد الدوسي. وأخرجه مسلم (752) (154) ، والنسائي في "المجتبى" 3/232، وفي "الكبرى" (1397) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في " المجتبى" 3/232، وفي "الكبرى" (1397) ، وأبو عوانة 2/333-334 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، به. وأخرجه الطيالسي (1926) ، ومسلم (753) (155) ، وأبو عوانة 2/334، والمروزي في " قيام الليل " ص 122، والطحاوي في "شرح معاني الاثار" 1/277، والبيهقي في " السنن"3/22 من طريق همام، عن قتادة، به. وسلف برقم (5016) ، وانظر (4492) . (2) تحرف في النسخ عدا (ظ14) إلى: سليمان، وهو على الصواب في (ظ14) ، وفي " أطراف المسند " 3/480، وأورد المزي لهذا الحديث في " تهذيب الكمال " في ترجمة المغيرة بن سلمان، وسيأتي على الصواب أيضاً في الرواية (5739) ، وتحرف اسم سلمان في الأصول الخطية التي وقعت للشيخ أحمد شاكر، فانظر ما قاله. الحديث: 5126 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 133 سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي لَا يَدَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ " (1) 5128 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، وَقَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ: عَنِ الْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: " أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 5129 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْئَيْنِ: عَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ، وَعَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ فَقَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ   (1) حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة بن سَلْمان الخُزَاعي، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5/409، وقال الإِمام أحمد: هو معروف. وقد سلف برقم (4506) ، وسيأتي برقم (5739) و (5758) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي. وقد سلف بنحوه برقم (5078) ، وانظر (4466) . الحديث: 5128 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 134 نَشْوَانَ قَدْ شَرِبَ زَبِيبًا وَتَمْرًا قَالَ: فَجَلَدَهُ الْحَدَّ، وَنَهَى أَنْ يُخْلَطَا. قَالَ: وَأَسْلَمَ رَجُلٌ فِي نَخْلِ رَجُلٍ فَلَمْ يَحْمِلْ نَخْلُهُ قَالَ: فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ قَالَ: فَأَبَى أَنْ يُعْطِيَهُ، قَالَ: فَأَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَحَمَلَتْ نَخْلُكَ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَبِمَ (1) تَأْكُلُ مَالَهُ؟ " قَالَ: فَأَمَرَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، وَنَهَى عَنِ السَّلَمِ فِي النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ (2) 5130 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ بَيِّعَيْنِ فَلَا بَيْعَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَتَفَرَّقَا، إِلَّا بَيْعُ الْخِيَارِ " (3)   (1) في (ظ14) : فيم. (2) إسناده ضعيف لجهالة النجراني الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي. وقصة الحد سلفت برقم (4786) . والنهي عن السلم في النخل حتى يبدو صلاحه سلف برقم (5067) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه الطيالسي (1882) ، والنسائي في "الكبرى، (6070) ، وفي "المجتبى" 7/250، والطحاوي في " شرح معاني الآثار"4/12 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4566) ، وانظر (4484) . قال السندي: فلا بيع بينهما، أي: لازم. الحديث: 5130 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 135 5131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَهَى عَنِ الْوَرْسِ، وَالزَّعْفَرَانِ " قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لَهُ: يَعْنِي الْمُحْرِمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1) 5132 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسٌ لَيْسَ عَلَى حَرَامٍ جُنَاحٌ فِي قَتْلِهِنَّ: الْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحُدَيَّا، (2) وَالْفَأْرَةُ، وَالْحَيَّةُ " (3) 5133 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ فِي (4) خَمْسٍ، لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ: لَا يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلَّا اللهُ، (5) وَلَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وقد سلف برقم (4482) . (2) انظر تعليقنا على لهذه اللفظة في الحديث رقم (5091) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (1889) عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 2/166 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. وقد سلف برقم (5107) . (4) لفظ:"في " من (س) و (ص) و (ظ14) . (5) جاء الحديث في (ق) و (ظ1) على نص الآية القرآنية: (إن الله عنده علم= الحديث: 5131 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 136 يَعْلَمُ نُزُولَ الْغَيْثِ إِلَّا اللهُ، وَلَا يَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ إِلَّا اللهُ، وَلَا يَعْلَمُ السَّاعَةَ إِلَّا اللهُ، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، (1) وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ " (2) 5134 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُبَاعَ الثَّمَرَةُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا " (3) 5135 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ ابْنُ عَلْقَمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْفُوا اللِّحَى، وَحُفُّوا (4) الشَّوَارِبَ " (5)   = الساعة وينزل الغيث ... ) الآية، وكذلك ورد في الروايتين (5226) و (5579) . (1) في هامش (س) : إلا الله، خ. قال السندي: سقط هاهنا الاستثناء من بعض النسخ، ووجد في بعضها، والسقوط أقرب، لما في وجوده من إطلاق النفس على الله، ونسبة الكسب إليه، وأما بعد هذا فلا وجه للاستثناء. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وقد سلف برقم (4766) . 31) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1534) (52) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقد سلف بنحوه برقم (4493) . (4) في (ظ14) : واحفوا. (5) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن علقمة،= الحديث: 5134 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 137 5136 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَحَرَّقَ " (1) 5137 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَإِسْحَاقُ يَعْنِي الْأَزْرَقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، (2) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ، وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا "، حَتَّى ذَكَرَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، قَالَ إِسْحَاقُ: وَطَبَّقَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَحَبَسَ إِبْهَامَهُ فِي الثَّالِثَةِ (3)   = ويقال: ابن أبي علقمة، ويقال: ابن علقم، المكي، وهو غير عبد الرحمن بن أبي علقمة الثقفي، ذاك قد روى عن ابن مسعود كما سلف في مسنده برقم (3657) ، وهذا فقد روى عن ابن عباس وابن عمر، وروى عنه سفيان الثوري، وخرج له البخاري في " أفعال العباد " والنسائي، ووثقه هو والعجلي، وذكره في " الثقات " ابن حبان وابن شاهين، ونقل هذا الأخير عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال فيه: كان من الأثبات الثقات، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة. وأخرجه النسائي في " المجتبى " 8/129، وفي "الكبرى" (9291) و (9292) ، وأبو يعلى (5738) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (5138) و (5139) . وقد سلف برقم (4654) من طريق نافع، عن ابن عمر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4532) سنداً ومتناً. (2) تحرف في (م) إلى: عمر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق= الحديث: 5136 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 138 5138 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُعْفَى اللِّحَى، وَأَنْ تُجَزَّ الشَّوَارِبُ (1) 5139 - " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: (2) وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ (3) 5140 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ   = الأزرق: هو ابن يوسف، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأسود بن قيس: هو العبدي، وسعيد بن عمرو: هو ابن سعيد القرشي الأموي. وأخرجه مسلم (1080) (15) ، والنسائي 4/139-140 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به. وقد سلف برقم (5017) . وانظر (4488) . (1) حديث صحيح، مؤمل - وهو ابن إسماعيل العدوي مولاهم البصري -، سيىء الحفظ لكنه ثقة في سفيان الثوري. وقد سلف برقم (5135) . (2) في (ظ14) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي. (3) إسناده قوي، عبد الله بن الوليد - وهو العدني - شيخ أحمد، صدوق لا بأس به، ومن فوقه ثقات. قال الشيخ أحمد شاكر: وهو موصول، فإن عبد الله بن الوليد العدني من شيوخ أحمد، وإنما ذكر هذا الإسناد ليبين فيه أن سفيان الثوري سمعه من عبد الرحمن بن علقمة. وانظر ما قبله. الحديث: 5138 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 139 فِيهِ أَفِي أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ أَوْ مُبْتَدَإٍ أَوْ مُبْتَدَعٍ؟ قَالَ: " فِيمَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ فَاعْمَلْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَإِنَّ كُلًّا مُيَسَّرٌ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلسَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلشَّقَاءِ " (1) 5141 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف هذا الحديث في مسند عمر برقم (196) عن محمد بن جعفر وحجاج بن محمد المصيصي، عن شعبة، به، وجعلاه من حديث ابن عمر، عن أبيه عمررضي الله عنهما. وأخرجه الترمذي (2135) ، وابن أبي عاصم (164) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (1)) ، ومن طريقه أبو يعلى (5571) ، وأخرجه أبو يعلى أيضاً (5463) من طريق حَبان بن هلال، كلاهما (الطيالسي وحبان) عن شعبة، به. وأخرجه مختصراً بلفظ: "كل ميسر" البخاري في "خلق أفعال العباد" (275) عن آدم بن أبي إياس، و (276) عن حجاج بن منهال، كلاهما عن شعبة، به. وسيأتي برقم (5140) . وله شاهد عن أبي بكر سلف برقم (19) . وعن علي سلف برقم (621) . وعن ابن مسعود سلف برقم (3553) . وعن جابر، سيرد 3/292-293. وعن ذي اللحية الكلابي، سيرد 4/67. وعن عمران بن حصين، سيرد 4/427. وعن أبي الدرداء، سيرد 6/441. الحديث: 5141 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 140 عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ (1) فَقُلْتُ: أَلَا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: بَلَى، ثَقُلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَصَلَّى النَّاسُ؟ " فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ " فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: " أَصَلَّى النَّاسُ؟ " قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ "، فَفَعَلْنَا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: " أَصَلَّى النَّاسُ؟ " قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فقَالَ: " ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ " (2) فَذَهَبَ لِيَنُوءَ فَغُشِيَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَجُلًا رَقِيقًا، فَقَالَ: يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ، فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَدَ خِفَّةً فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَتَأَخَّرَ، (3) فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ لَا يَتَأَخَّرَ، وَأَمَرَهُمَا فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِهِ فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ   (1) جاء في هامش (ظ14) عند هذا الحديث ما نصه: هذا من مسند عائشة، وقد ذكر في مسندها. (2) من قوله: " ففعلنا " الأخيرة إلى هنا سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (3) في (ق) : يتأخر. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 141 يُصَلِّي قَائِمًا، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَاعِدًا. فَدَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هَاتِ فَحَدَّثْتُهُ، فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: هَلْ سَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاسِ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: هُوَ عَلِيٌّ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ (1) 5142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ وَثَّابٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2) 5143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث من مسند عائشة، ولا وجه لِإثباته هنا في مسند ابن عمر، وسيأتي بسنده ومتنه في مسندها 6/2510 ويخرج هناك. قوله: " في المِخضب " بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الضاد، وهو وعاء تغسل فيه الثياب، وهو المِرْكَنُ والإجَانةُ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي. وأخرجه النسائي في " الكبرى " (1680) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (4466) . الحديث: 5142 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 142 رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، فَقُلْتُ: تَمْشِي؟ فَقَالَ: إِنْ أَمْشِ (1) فَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، وَإِنْ أَسْعَ فَقَدْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى " (2) 5144 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا، وَكَانَ أَبِي يَكْرَهُهَا، فَأَمَرَنِي أَنْ أُطَلِّقَهَا، فَأَبَيْتُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ طَلِّقِ امْرَأَتَكَ " فَطَلَّقْتُهَا (3)   (1) كذا في النسخ، وقد قال السندي: قوله: إن أمشي، الياء للإشباع، وإلا فالظاهر: إن أمشِ، كما في بعض النسخ، وكذا الكلام في قوله: إن أسعى. قلنا: قد جاء في هامش (س) : أمش، وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده ضعيف، كثير بن جمهان ثم يرو عنه غير اثنين، وثم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، يعني في المتابعات والشواهد. وأخرجه الطيالسي (1943) ، وأخرجه النسائي 5/241 من طريق بشر بن السري، وابن خزيمة (2772) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، ثلاثتهم (الطيالسي وبشر وأبو عاصم) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (864) عن يوسف بن عيسى، عن ابن فضيل، عن عطاء، به. وقال: حسن صحيح، وروي عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر نحوه. وانظر (4493) . وسيأتي برقم (5257) و (5265) و (6013) . (3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث - وهو ابن عبد الرحمن القرشي - فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.= الحديث: 5144 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 143 5145 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ " (1)   = وأخرجه عبد بن حميد (835) عن عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4711) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نافع بن أبي نعيم، فقد روى له ابن ماجه في "التفسير"، وهو صدوق. وأخرجه ابن سعد 3/335، وعبد بن حميد (857) عن عبد الملك بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"2/327 من طريق القعنبي، وابن عبد البر في "التمهيد"8/109 من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (395) ، والقطيعي في زياداته عليه (525) ، والطبراني في "الأوسط" (291) من طريق الضحاك بن عثمان، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3875) من طريق عبد الله بن عمر، كلاهما عن نافع، به. وسيأتي برقم (5697) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/401، وصححه ابن حبان (6889) . وعن أبي ذر، سيرد 5/1450 وعن بلال عند ابن أبي عاصم (2) 48) ، والطبراني في "الكبير" (1077) ، وابن أبي حاتم في "العلل" (2669) ، ونقل عن أبي زرعة أن حديث أبي ذر أشبه. وعن معاوية عند الطبراني في "الكبير"19/ (707) . وعن عائشة مطولًا عند ابن سعد في "الطبقات"2/3350 قوله:"جعل الله الحق على لسان عمر وقلبه"قال السندي: أي أن الله تعالى= الحديث: 5145 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 144 5146 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَتَخْرُجُ نَارٌ قَبْلَ (1) يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ، أَوْ مِنْ حَضْرَمَوْتَ تَحْشُرُ النَّاسَ ". قَالُوا: فَبِمَ (2) تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (3) 5147 - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ (4) قَالَ: قُلْتُ: لِابْنِ عُمَرَ، إِنَّ أَنَسًا، أَخْبَرَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ ". قَالَ: وَهِلَ، أَنَسٌ، خَرَجَ فَلَبَّى بِالْحَجِّ، وَلَبَّيْنَا مَعَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ أَمَرَ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ الْهَدْيُ أَنْ يَجْعَلَهَا عُمْرَةً. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَنَسٍ فَقَالَ: مَا (5) تَعُدُّونَا إِلَّا صِبْيَانًا (6)   = ألهمه الحق، ووفقه للتكلم به. (1) في (ظ14) : من قبل. (2) في (ظ14) و (ظ1) و (ق) : فما، وذكرت في هامش (س) و (ص) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/78 عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4536) . (4) في النسخ عدا (ظ14) : بن بكر، وهو خطأ. (5) في (ظ14) : لا. (6) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحديث: 5146 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 145 5148 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّاسَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضْرَبُونَ إِذَا تَبَايَعُوا (1) طَعَامًا جُزَافًا أَنْ يَبِيعُوهُ حَتَّى يُؤْوُوهُ إِلَى رِحَالِهِمْ " (2) 5149 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا " (3)   = سهل بن يوسف، وهو الأنماطي، فمن رجال البخاري. وقد سلف برقم (4996) ، وانظر (4822) . قوله:"ما تعدونا إلا صبياناً "، أي إنه ما اعتمد على حديثي لاعتقاده أني كنت صبياً، ولا عدة بسماع الصبي، وإلا فلا سبيل إلى نفي ما قلت، ثم قد ظهر أن الحق ما قال أنس، والله تعالى أعلم. (1) في (س) و (ظ14) وهامش (ظ1) : ابتاعوا، وصححت في هامش (س) إلى: تبايعوا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4517) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" بروايتي ابن وهب وابن بكير، كما في "تجريد التمهيد"ص 265-266، وهو أيضاً في رواية محمد بن الحسن (866) . وأخرجه البخاري (7070) ، ومسلم (98) ، والنسائي 7/117، والطحاوي في= الحديث: 5148 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 146 5150 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، فَقَدْ عَتَقَ كُلُّهُ، فَإِنْ كَانَ لِلَّذِي أَعْتَقَ نَصِيبَهُ مِنَ الْمَالِ مَا يَبْلُغُ ثَمَنَهُ فَعَلَيْهِ عِتْقُهُ كُلُّهُ " (1)   = "المشكل" (1322) ، وابن حبان (4590) من طرق، عن مالك، بهذا الإسناد. وقرن بمالك عند النسائي عبد الله بن عمر العمري، ويونس بن يزيد، وأسامة بن زيد، وعند الطحاوي يونس بن يزيد، وأسامة بن زيد. وقد سلف برقم (4467) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4948) و (4949) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"/106 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابنُ أبي شيبة 6/482، والبخاري (2523) ، ومسلم (1501) ، وأبو دأود (3943) ، والنسائي في "الكبرى" (4945) و (4946) و (4947) و (4950) و (4951) ، والدارقطني في "السنن"2/124، والبيهقي في "السنن"10/277 من طرق، عن عبيد الله، بهذا الإسناد. ولفظه عند البخاري:"من أعتق شركاً له في مملوك، فعليه عتقه كله إن كان له مال يبلغ ثمنَه، فإن لم يكن له مال يُقَومُ عليه قيمة عدل على المعتق، فأعتق منه ما أعتق". وقد سلف بنحوه برقم (4451) . قال السندي: قوله:"من أعتق شِرْكاً له في مملوك فقد عتق كله": هذه اللفظة مخالفة لسائر روايات لهذا الحديث، إلا أن يقال: لهذا بشرط كون المعتق موسراً، ويجعل قوله:"فإن كان ... الخ"بياناً لهذا القيد. "مايبلغ ثمنه"أي: ما يبلغ قيمته. "كله": بالجر، على أنه تأكيد لضمير"عِتْقُهُ". الحديث: 5150 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 147 5151 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ أَذَّنَ بِضَجَنَانَ لَيْلَةً الْعِشَاءَ، ثُمَّ قَالَ فِي إِثْرِ (1) ذَلِكَ: أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، وَأَخْبَرَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يَقُولُ: " أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ أَوِ الْمَطِيرَةِ فِي السَّفَرِ " (2) 5152 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ   (1) في (ظ14) : على إثر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (632) ، وابن خزيمة (1655) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (697) (23) و (24) ، وأبو داود (1062) ، وابن حزيمة (1655) ، وأبو عوانة 2/17، 18، وابن حبان (2080) ، والبيهقي في "السنن" 3/70 من طرق، عن عبيد الله، به. ولفظ ابن خزيمة: كان يفعلُ للك في الليلة المطيرة والباردة في السفر. وقال: هذه اللفظة "في الليلة المطيرة والباردة" تحتمل معنيين أحدهما: أن تكون الليلة مطيرة وباردة جميعاً، وتحتمل أن يكون أراد الليلة المطيرة والليلة الباردة أيضاً، وإن لم تجتمع العلتان جميعاً في ليلة واحدة. قلنا: الآخبار هنا دالة على أنه أراد أحد المعنيين، كانت الليلة مطيرة، أو كانت باردة. وقد سلف برقم (4478) . الحديث: 5151 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 148 فَحَتَّهَا (1) ثُمَّ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلَا يَتَنَخَّمْ يَعْنِي، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قِبَلَ وَجْهِ أَحَدِكُمْ فِي الصَّلَاةِ " (2) 5153 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (3) 5154 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: تَلَقَّفْتُ التَّلْبِيَةَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (4)   (1) في هامش (س) و (ص) : فحكها. نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (4509) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وهو مكرر (4646) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1) 84) (20) ، وابن خزيمة (6222) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4457) . الحديث: 5153 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 149 5155 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، سَمِعْتُ نَافِعًا، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1) 5156 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَرْعِ، وَالْمُزَفَّتِ " (2) 5157 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى الجهني - وهو ابن عبد الله - فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي 5/213 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1395) (509) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1208) ، والطحاوي 3/126، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/353، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/29 من طرق، عن موسى الجهني، به. زاد ابن عبد البر في آخره: "فإنه (أي المسجد الحرام) أفضل منه بمئة صلاة". وقد سلف برقم (4646) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه النسائي في "المجتبى"8/305، وفي "الكبرى" (5141) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وتحرف في مطبوع "الكبرى": يحيى عن عبيد الله، إلى: يحيى بن عبيد الله. وسلف برقم (4465) . الحديث: 5155 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 150 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (1) 5158 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ بَيِّعَيْنِ فَأَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونَ خِيَارًا " (2) 5159 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ قَالَ: " يُصَلِّي أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَنْ يُصْبِحَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6797) ، ومسلم (1686) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1686) ، والنسائي 8/77، وابن ماجه (2584) ، والدارمي 2/173، والبيهقي في "السنن"8/256 من طرق، عن عبيد الله، به. وتصحف عبيد الله عند النسائي إلى: عبد الله. وقد سلف برقم (4503) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6058) ، وفي "المجتبى"7/248 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/12 من طريق شجاع بن الوليد، عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4484) . قال السندي: قوله: أو يكون خياراً، أي: أو يكون البيع خياراً، أي: ذا تخاير، وهو أن يقولَ أحدهما لصاحبه: اختر، فاختار. الحديث: 5158 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 151 صَلَّى رَكْعَةً تُوتِرُ لَهُ صَلَاتَهُ " (1) 5160 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي قَتْلِهِنَّ (2) وَهُوَ حَرَامٌ: الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ " (3) 5161 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَاتَهُ الْعَصْرُ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن خزيمة (1072) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4492) . (2) لفظ: "في قتلهن" لم يرد في (ص) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وأخرجه النسائي 5/190 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3088) من طريق ابن نمير، والطحاوي 2/165 من طريق أسباط، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4461) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي 1/280 من طريق سفيان الثوري، وأبو عوانة 1/354 من = الحديث: 5160 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 152 5162 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، (1) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا نَخْلٍ بِيعَتْ أُصُولُهَا، فَثَمَرَتُهَا لِلَّذِي أَبَّرَهَا، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (2) 5163 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بَعْدَمَا يَغِيبُ الشَّفَقُ وَيَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَهُمَا " (3) 5164 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفْتَاهُ فَقَالَ: " مُرْ عَبْدَ اللهِ فَلْيُرَاجِعْهَا، حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ   = طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (4621) . (1) سقط هذا الحديث من (ق) و (ظ ا) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1543) (78) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1543) (78) من طرق، عن عبيد الله، به. وسلف برقم (4502) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان. وأخرجه الطحاوي 1/162، والبيهقي 3/159 من طريق يحيى القطان، بهذا الِإسناد. وقد تصحف في مطبوع "شرح معاني الآثار" عبيد الله، إلى: عبدِالله. وقد سلف برقم (4472) . الحديث: 5162 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 153 حَيْضَتِهَا هَذِهِ، ثُمَّ تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُفَارِقْهَا قَبْلَ أَنْ يُجَامِعَهَا، أَوْ لِيُمْسِكْهَا، فَإِنَّهَا الْعِدَّةُ الَّتِي أُمِرَ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ " (1) 5165 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ كَلَّمَا عَبْدَ اللهِ حِينَ نَزَلَ الْحَجَّاجُ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَا: لَا يَضُرُّكَ أَنْ لَا تَحُجَّ الْعَامَ، فَإِنَّا نَخْشَى أَنْ يَكُونَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ، وَأَنْ يُحَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْبَيْتِ قَالَ: إِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ حَالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، فَإِنْ خُلِّيَ سَبِيلِي قَضَيْتُ عُمْرَتِي، وَإِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَعَلْتُ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا مَعَهُ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى أَتَى ذَا الْحُلَيْفَةِ فَلَبَّى بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ تَلَا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِظَهْرِ الْبَيْدَاءِ قَالَ: مَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 6/137، وابنُ حبان (4263) من طريق يحيى، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (1853) ، وابنُ أبي شيبة 2/5-3، ومسلم (1471) (2) ، والنسائي 6/140، وابن ماجه (2019) ، وابن الجارود (734) ، والطحاوي في "شرح معاني الاثار"3/54، وابنُ حبان (4263) ، والدارقطني في "السنن" 4/7 و8 و11، من طرقٍ، عن عبيد الله، به. وقد سلف مطولًا برقم (4500) . الحديث: 5165 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 154 أَمْرُهُمَا إِلَّا وَاحِدٌ، إِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْعُمْرَةِ، حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْحَجِّ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجَّةً مَعَ عُمْرَتِي، " فَانْطَلَقَ حَتَّى ابْتَاعَ بِقُدَيْدٍ هَدْيًا، ثُمَّ طَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا بِالْبَيْتِ، (1) وَبِالصَّفَا، وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ إِلَى يَوْمِ النَّحْرِ " (2) 5166 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ إِذَا أَحْرَمْنَا قَالَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْخُفَّيْنِ إِلَّا أَحَدٌ لَا يَجِدُ نَعْلَيْنِ " وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: " إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا يَلْبَسْ ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ " (3)   (1) لفظ:"ْبالبيت"لم يرد في (ظ14) ، واستدرك في هامش (س) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري مختصراً (4183) ، ومسلم (1230) (181) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الِإسناد. وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (678) ، والنسائي 5/226، والدارمي 2/60 من طرق، عن عبيد الله، به. وقد سلف بنحوه برقم (4480) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/132، وفي "الكبرى " (3650) من طريق يحى، بهذا الإِسناد. وقد سلف من طريق عبيد الله برقم (5003) . وانظر (4482) . الحديث: 5166 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 155 5167 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ عَلَيْهِمْ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ (1) وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ (2) وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " (3) 5168 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (4) 5169 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ   (1) في هامش (ظ1) و (س) : وولدها. نسخة. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: على بيت سيده. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2554) ، ومسلم (1829) من طريق يحيى، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (1829) (20) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1094) ، وأبو عوانة 4/415 من طرق، عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4495) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4707) . الحديث: 5167 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 156 الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (1) 5170 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَتَنَاوَلَهُ (2) الْعَدُوُّ " (3) 5171 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4466) . (2) في هامش (س) وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: يناله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/152، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1904) ، وابن أبي داود في "المصاحف" ص 180، من طرق، عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري 6/133 بصيغة التمريض في كتاب الجهاد: باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو، عن محمد بن بشر، عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4507) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 5/409، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55 عن أبي أسامة، عن عبيد الله، بهذا الِإسناد. غير أنه قال: قيراط. وقد سلف برقم (4479) وهناك شرحه وشواهده. الحديث: 5170 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 157 5172 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ أَيْنَ تَأْمُرُنَا نُهِلُّ؟ قَالَ: " يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ " قَالَ عَبْدُ اللهِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ قَالَ: " وَأَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ " (1) 5173 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ (2) مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتِ النِّسَاءَ فَقَالَ: " تُرْخِي شِبْرًا "، قَالَتْ: إِذَنْ تَنْكَشِفَ، (3) قَالَ " فَذِرَاعًا لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (3761) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4455) . (2) في (ق) : ثوباً، وفي هامشها: ثوبه. خ. (3) في (ظ14) : تنكشف عنها. (4) في الحديث إسنادان: أحدهما عن ابن عمر، والثاني عن أم سلمة، وكلاهما صحيح على شرط الشيخين، وحديثَ أم سلمة، وإن كان صورته صورة الِإرسال، سيأتي في مسندها متصلًا من رواية سليمان بن يسار، عنها، فهو فيه 6/293 عن ابن نمير، و315 عن محمد بن عبيد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة، وُيخرَّجَ هناك.= الحديث: 5172 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 158 5174 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، (1) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ شَعِيرٍ " (2) 5175 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = وأخرجه على صورة الإرسال النسائي في "الكبرى" (9744) من طريق خالد بن الحارث، عن عبيد الله بن عمر، به. وأما حديث ابن عمر فأخرجه مسلم (2085) (42) ، وأبو عوانة 5/477 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/387، ومسلم (2085) (42) ، وابن ماجه (3569) ، والنسائي 8/206، وأبو عوانة 5/477 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، به. وسيأتي برقم (5776) عن محمد بن عبيد، عن عبيد الله بن عمر، وانظر (4489) . (1) هذا الحديث لم يرد في (ظ14) ، واستدرك في هامش (س) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1512) ، وابنُ خزيمة (2403) ، والبيهقي في "السنن" 4/160 من طريق يحيى، بهذا الِإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (5763) ، وابنُ أبي شيبة 3/172، ومسلم (984) (13) ، وأبو داود (1613) ، والنسائي في "المجتبى" 5/49، وفي "الكبرى" (2284) ، وابن خزيمة (2403) و (2409) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/44، والدارقطني 2/139، والبيهقي 4/160، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/316 من طرق، عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4486) . الحديث: 5174 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 159 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ قُلْتُ: وَمَا الْقَزَعُ، قَالَ: أَنْ يُحْلَقَ رَأْسُ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكَ بَعْضُهُ (1) 5176 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (2) حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ هُو وَبِلَالٌ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ، فَأَجَافُوا الْبَابَ، وَمَكَثُوا سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ، فَلَمَّا فُتِحَ كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ، فَسَأَلْتُ بِلَالًا: أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ "، وَنَسِيتُ أَنْ أَسْأَلَهُ كَمْ صَلَّى (3) 5177 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ، (4) فَأَعْطَاهَا عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَحْمِلَ عَلَيْهَا رَجُلًا، فَأُخْبِرَ عُمَرُ أَنَّهُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع والد عمر: هو مولى ابن عمر بن الخطاب. وأخرجه مسلم (2120) (1) 3) ، والنسائي في "المجتبى"8/182-183، وفي "الكبرى " (9301) ، والبيهقي في "السنن"9/305 من طريق يحيى، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4973) ، وانظر (4473) . (2) في (ظ14) : حدثنا عبيد الله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4891) ، وانظر (4464) . (4) في هامش (س) و (ص) : في سبيل الله. (نسخة) . الحديث: 5176 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 160 قَدْ وَقَفَهَا يَبِيعُهَا، قَالَ: فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْتَاعُهَا، قَالَ: " لَا تَبْتَعْهَا (1) وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ " (2) 5178 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَمَعَ عُمَرَ وَعُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ، ثُمَّ أَتَمَّ " (3) 5179 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ،   (1) في (ظ14) : لا تبتاعها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2775) ، ومسلم ا (1621) (3) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (1621) (3) من طرق، عن عبيد الله، به. وأخرجه مالك في "الموطأ"1/282، ومن طريقه الشافعي في " السنن المأثورة" (382) ، والبخاري (2971) و (3002) ، ومسلم (1621) (3) ، وأبو داود (1593) ، وابن حبان (5124) ، والبغوي في "شرح السنة" (1699) ، وأخرجه مسلم (1621) . (3) من طريق الليث بن سعد، وأبو يعلى (5840) من طريق جويرية بن أسماء، ثلاثتهم عن نافع، به. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (362) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. قال الدارقطني في "العلل" 2/16-17: والأشبه بالصواب قول من قال: عن ابن عمر، أن عمر. وقد سلف برقم (4521) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4652) سنداً ومتناً. الحديث: 5178 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 161 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ (1) قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ شَيْئًا قَطُّ، هُوَ أَنْفَسَ عِنْدِي مِنْهُ، فَقَالَ: " إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا "، قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا لَا يُبَاعُ أَصْلُهَا وَلَا تُوهَبُ، وَلَا تُورَثُ، (2) قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا فِي الْفُقَرَاءِ وَالضَّيْفِ (3) وَالرِّقَابِ، وَفِي السَّبِيلِ، وَابْنِ السَّبِيلِ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ (4) 5180 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " بَعَثَنَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ بَلَغَتْ سُهْمَانُنَا (5) اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا (6) بَعِيرًا " (7)   (1) لفظ: "أن عمر" سقط من (ق) . (2) في (ظ14) : ولا يوهب ولا يورث. (3) في (م) : أو الضعيف. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وإسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُليًة، وابن عون: هو عبد الله البصري. وأخرجه أبو داود (2878) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (4608) من طريق إسماعيل، عن ابن عون، به. (5) في (ظ14) : سهامنا. (6) ورد لفظ: "بعيراً" في (ق) و (ظ1) مرة واحدة. (7) إسناده صحيح على شرط الشخين. وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد"14/42 من طريق الِإمام أحمد ابن حنبل،= الحديث: 5180 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 162 5181 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّقَ بَيْنَ الْخَيْلِ الْمُضَمَّرَةِ مِنَ الْحَفْيَاءِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، وَمَا لَمْ يُضَمَّرْ مِنْهَا مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ " (1) 5182 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهَلْ هَجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ شَهْرًا، فَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ،   = بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1749) (37) ، وأبو داود (2745) ، وأبو عوانة 4/105 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وأخرجه سعيد بن منصور (2704) ، وابنُ أبي شيبة 14/456، ومسلم (1749) (37) ، والطبراني في "الكبير" (13426) ، وأبو عوانة 4/105، والبيهقي في "السنن" 6/339 من طرق، عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4579) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه مسلم (1870) (95) ، والدارقطني 4/299 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (2868) ، وابن ماجه (2877) ، وابن حبان (4687) ، والدارقطني 4/299-300، والبيهقي 10/19 من طرق، عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4487) . الحديث: 5181 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 163 فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: " إِنَّ الشَّهْرَ قَدْ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ " (1) 5183 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُ، فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ " (2) 5184 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَتَبَايَعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (3)   (1) المرفوع منه صحيح، ولهذا إسناد حسن. وقد سلف الكلام على إسناده وتخريجه برقم (4866) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد: هو القطان، ومالك: هو ابن أنس، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وهو عند مالك في "الموطأ" 2/905، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (24) ، وفي "الأدب المفرد" (602) ، وأبو داود (4795) ، والنسائي في "المجتبى" 8/121، والآجري في "الشريعة" ص هـ 11، وابن منده في "الإيمان " (176) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (155) . وأخرجه أبو نعيم في " الحلية" 6/352 من طريق عثمان بن عمر، عن مالك، عن نافع، مرفوعاً، وقال: غريث من حديث مالك، عن نافع، مشهور من حديثه عن الزهري، عن سالم. وسلف برقم (4554) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وشيخه: هو يحيى بن سعيد الأنصاري، ونافع: هو مولى ابن عمر.= الحديث: 5183 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 164 5185 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِيسَى بْنِ حَفْصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، (1) ثُمَّ قَامَ إِلَى طِنْفِسَةٍ، فَرَأَى نَاسًا يُسَبِّحُونَ بَعْدَهَا، فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ: يُسَبِّحُونَ، قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُصَلِّيًا قَبْلَهَا أَوْ بَعْدَهَا لَأَتْمَمْتُهَا، " صَحِبْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ، فَكَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ "، وَأَبَا بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ فَكَانَ لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَذَلِكَ (2)   = وأخرجه مسلم (1534) (51) ، والبيهقي 5/300 من طريق جرير بن عبد الحميد، ومسلم (1534) (51) من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1534) (51) من طريق الضحاك بن عثمان الحزامي، عن نافع، به. وقد سلف نجحوه برقم (4493) . (1) في (س) و (ظ14) ورد لفظ:"ركعتين" مرة واحدة، واستدرك في هامش (س) مرة أخرى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1) 02) ، والنسائي 3/123، وابن خزيمة (2) 57) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الِإسناد. ورواية البخاري مختصرة. وقد سلف مختصراً بنحوه برقم (4761) ، وانظر (4704) . قوله:"ثم قام إلى طنفسة له"، في "القاموس ": الطنفسة مثلثة الطاء والفاء، وبكسر الطاء وفتح الفاء، وبالعكس: واحدة الطنافس للبسط والثياب والحصير من سَعَفٍ عَرْضُهُ ذراع. الحديث: 5185 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 165 5186 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ بِإِقَامَةٍ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا، وَلَا عَلَى أَثَرِ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا " (1) 5187 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ طَاوُسٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، سُئِلَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ، نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ: " نَعَمْ "، وقَالَ طَاوُسٌ وَاللهِ إِنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4030) ، وفي "المجتبى"5/260 من طريق يحيى القطان، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (1673) ، وأبو داود (1928) ، والنسائي في "المجتبى" 2/16-17، والدارمي 2/58، وأبو يعلى (5439) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/213، والبيهقي في "السنن"1/400-401 و407 وه/120، والبغوي في "شرح السنة" (1938) من طرق، عن ابن أبي ذئب، به. وعندهم جميعاً أنه أقام لكل صلاة. وأخرجه ابن ماجه (3021) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن سالم، عن أبيه، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلَى المغرب بالمزدلفة، فلما أنخنا، قال: الصلاة، بإقامة. وقد سلف برقم (4452) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وقد سلف برقم (4837) ، وانظر (4465) . قال السندي: قوله: سمع ابن عمر سئل عن نبيذ الجر نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الخ: جملة نهى.. تفسير السؤال، بتقدير أداة الاستفهام. الحديث: 5186 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 166 5188 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ أَوْ ثَوْبَهُ - شَكَّ يَحْيَى - مِنَ الْخُيَلَاءِ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 5189 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ " (2) 5190 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ؟ " فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْسِلَ ذَكَرَهُ وَلْيَتَوَضَّأْ (3) " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/914، والبخاري (5783) ، ومسلم (2085) (42) ، والترمذي (1730) ، وأبو يعلى (5794) ، وأبو عوانة 5/476، وابن حبان (5681) ،والقضاعي في "مسنده " (1060) ، والبغوي في "شرح السنة" (3075) ، طرق، عن عبد الله بن دينار، به. وقد سلف برقم (4489) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5062) . (3) في هامش (س) و (ص) و (ظ1) : ويتوضأ. نسخة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. الحديث: 5188 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 167 5191 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، عَنْ زَاذَانَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَخْبِرْنِي مَا نَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَوْعِيَةِ؟ وَفَسِّرْهُ لَنَا بِلُغَتِنَا، فَإِنَّ لَنَا لُغَةً سِوَى لُغَتِكُمْ، قَالَ: " نَهَى عَنِ الْحَنْتَمِ وَهُوَ الْجَرُّ، وَنَهَى عَنِ الْمُزَفَّتِ وَهُوَ الْمُقَيَّرُ، وَنَهَى عَنْ الدُّبَّاءِ وَهُوَ الْقَرْعُ، وَنَهَى عَنِ النَّقِيرِ، وَهِيَ النَّخْلَةُ تُنْقَرُ نَقْرًا، وَتُنْسَجُ نَسْجًا " (1) قَالَ: فَفِيمَ (2) تَأْمُرُنَا أَنْ نَشْرَبَ فِيهِ؟ قَالَ: " الْأَسْقِيَةُ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: " وَأَمَرَ أَنْ نَنْبِذَ فِي الْأَسْقِيَةِ " (3)   = وأخرجه الدارمي 1/193، والطحاوي 1/127 من طرق، عن سفيان، بهذا الإِسناد. وقد سلف في مسند عمر بن الخطاب برقم (263) ، عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر. وانظر (4662) و (5056) . (1) بالحاء المهملة في (ظ14) ، وأمام الحاء علامة الإهمال، وفي سائر النسخ: بالجيم، وجاء في هامش (ظ ا) ما نصه: بالجيم، وهو الذي في مسلم والترمذي، وعبد بعضهم بالحاء المهملة. انظر"نهاية"ابن الأثير. قلنا: انظر التعليق الآتي عقب التخريج. (2) في هامش (س) و (ص) : ففيما. نسخة. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زاذان، وهو أبو عمر الكندي، فمن رجال مسلم، عمرو بن مرة: هو الجَمَلي المرادي. وأخرجه الطيالسي (1939) ، وعبد الرزاق (16963) ، وابن أبي شيبة 1/148 (3922) ، ومسلم (1997) (57) ، والترمذي (1868) ، والنسائي في "المجتبى"= الحديث: 5191 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 168 5192 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُنْصَبُ لِلْغَادِرِ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (1)   = 8/308، وفي "الكبرى" (5155) ، وأبو عوانة 5/289، 190، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/225، والبيهقي في "السنن"8/309 من طرق، عن شعبة، به. قال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4465) . قال السندي: قوله: وتنسج نسجاً، قال ابن العربي في "شرح الترمذي": سماعنا بالجيم، وكذا وقع في بعض نسخ مسلم، وقال عياض: إنه تصحيف، والصكاب بالحاء المهملة، أي: تُقْشَر. وقال ابن العربي: يفال: نسحتُ، بالحاء المهملة: إذا نَحَت العود حتى يصير وعاءً ضابطاً لما يُطرح فيه من الطعام والشراب. وفي "النهاية": بالجيم جاء في مسلم والترمذي، وقال بعض المتأخرين: هو وهم، وإنما هو بالحاء المهملة. والله تعالى أعلم. وفي " المشارق": بالحاء المهملة كذا ضبطناه، - أىِ في مسلم - عن كافة شيوخنا، وقي كثير من نسخ مسلم عن ابن ماهان بالجيم، وكذا ذكره الترمذي، وهو خطأ، وتصحيف لا وجه له. وقال: قيل ذلك بالحاء المهملة، وقد تصحف هذا عند بعضهم. قلت (القائل السندي) : وفي بعض أصول المسند بالحاء بعلامة الإهمال، فعليه الاعتماد، والله تعالى أعلم. قلنا: وردت عندنا بالحاء بعلامة الإهمال في (ظ14) كما تقدم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/460، وابن عدي 7/2520 من طريقين، عن سفيان، بهذا الِإسناد. وأخرجه مالك كلما في "التجريد" ص 268، والبخاري (6178) ، ومسلم (1735) (10) ، وأبو داود (2756) ، والنسائي في "الكبرى" (8736) ، وأبو عوانة 4/70 و71 و72 و73، وابن حبان (7342) ، والبيهقي 9/230 و231، والبغوي (2480) من طرق، عن عبد الله بن دينار، به. وانظر (4648) . الحديث: 5192 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 169 5193 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ أَوْ وَرْسٌ " (1) 5194 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنِي وَبَرَةُ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: أَيَصْلُحُ (2) أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَأَنَا مُحْرِمٌ؟ قَالَ: مَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَنْهَانَا (3) عَنْ ذَلِكَ، حَتَّى يَرْجِعَ النَّاسُ مِنَ الْمَوْقِفِ، وَرَأَيْتُهُ كَأَنَّهُ مَالَتْ بِهِ الدُّنْيَا، وَأَنْتَ أَعْجَبُ (4) إِلَيْنَا مِنْهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " وَسُنَّةُ اللهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ أَحَقُّ أَنْ تُتَّبَعَ مِنْ سُنَّةِ ابْنِ فُلَانٍ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5847) عن أبي نعيم، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقد سلف مطولًا برقم (4482) . (2) في (ظ1) و (ظ14) و (ق) وهامش (س) و (ص) : أيصلح لي. (3) في (ظ14) : ينهى. (4) في هامش (س) : أحَب. نسخة. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد الأحمسي، مولاهم البجلي، ووبرة: هو ابن عبد الرحمن المسلي الكوفي. وأخرجه مسلم (1233) (187) من طريق عبثر بن القاسم، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1233) (188) ، والنسائي 5/224 من طريق بيان بن بشر= الحديث: 5193 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 170 5195 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1) 5196 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى أَنْ تُحْتَلَبَ الْمَوَاشِي مِنْ غَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا " (2) 5197 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   = الأحمسي، عن وبرة بن عبد الرحمن، به. وقد سلف برقم (4512) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (1931) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/9، والبخاري (622) و (1918) ، ومسلم (1092) (38) ، والدارمي 1/270، وابن الجارود في "المنتقى" (163) ، وابن خزيمة (424) ، والطبراني في "الكبير" (13379) ، وفي "الأوسط" (704) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"2/284، والبيهقي في "السنن"1/382 من طرق، عن عبيد الله، وعند بعضهم زيادة لفظها عند مسلم: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى وسلف برقم (4551) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وقد سلف برقم (4471) . الحديث: 5195 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 171 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ، إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ " (1) 5198 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: أَصَابَ ابْنَ عُمَرَ الْبَرْدُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَأَلْقَيْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ بُرْنُسًا، فَقَالَ: أَبْعِدْهُ عَنِّي أَمَا عَلِمْتَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْبُرْنُسِ لِلْمُحْرِمِ " (2) 5199 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1627) (1) ، وأبو داود (2862) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 11/203، ومسلم (1627) (2) ، والترمذي (974) ، وابن ماجة (2699) ، وابن حبان (6024) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/138 و10/403 من طرق، عن عبيد الله، به. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4578) ، وانظر (4469) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان، وهو محمد القرشي المدني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4856) ، ومطولاً برقم (4482) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 5198 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 172 5200 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1) 5201 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا أَتْرُكُ اسْتِلَامَهُمَا فِي شِدَّةٍ وَلَا رَخَاءٍ بَعْدَ إِذْ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ وَالْحَجَرَ " (2)   = وأخرجه البخاري (1194) ، ومسلم (1399) (517) ، وأبو داود (2040) ، والبيهقي 5/248 من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/373، ومسلم (1399) (516) من طريق أبي أسامة، ومسلم (1399) (516) ، وأبو داود (2040) ، والبيهقي 5/248 من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن عبيد الله، به. وزاد ابن نمير: فيصلي به ركعتين. قلنا: وهذه الزيادة علقها البخاري بإثر الحديث رقم (1194) . قال الحافظ في "الفتح"3/69: وادعى الطحاوي أنها مدرجة، وأن أحد الرواة قاله من عنده لعلمه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان من عادته أن لا يجلس حتى يصلي. وأخرجه الطيالسي (1840) عن العمري، عن نافع، به. وقد سلف برقم (4485) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4616) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي 2/41-42، والبخاري (1606) ، ومسلم 12681) (245) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 239، والبيهقي 5/76 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4463) . الحديث: 5200 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 173 5202 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَاعَنَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا " (1) 5203 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ، سُئِلَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هُوَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللهِ تَعَالَى، مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ " (2) 5204 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5314) ، ومسلم (1494) (9) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4603) ، وانظر (4477) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (4501) ، ومسلم (1126) (117) ، وأبو داود (2443) ، وابن خزيمة (2082) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1126) (117) ، وابن حبان (3622) من طريقين، عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4483) . قوله:"هو يوم من أيام الله تعالى، من شاء صامه، ومن شاء تركه"، قال السندي: ظاهره أنه ما بقي صومه مندوبا، لكن قد علم من الأحاديث بقاؤه مندوباً، فمقتضى التوفيق أن يحمل هذا على أنه ما بقي واجباً، ويقال: إن التخيير لا ينافي الندب. والله تعالى أعلم. الحديث: 5202 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 174 عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) 5205 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقْبَلُ اللهُ تَعَالَى صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ، وَلَا صَلَاةً بِغَيْرِ (2) طُهُورٍ " (3) 5206 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ نَحْوَ الْمَشْرِقِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة. وأخرجه مسلم (1126) (120) من طريق روح، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4483) . (2) في هامش (س) و (ص) : إلا. نسخة. (3) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ومصعب بن سعد: هو ابن أبي وقاص. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/4- 5، ومسلم (224) ، والترمذي (1) ، وابن ماجه (272) ، وأبو يعلى (5614) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5616) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن إسرائيل، به. وقد سلف برقم (4700) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 5205 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 175 5207 - وَقَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، (1) عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَلَمْ يَقُلْ: " نَحْوَ الْمَشْرِقِ " (2) 5208 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ أَمَا لَكَ بِرَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوتِرُ عَلَى بَعِيرِهِ " (3) 5209 - وَقَرَأْتُهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4) 5210 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ،   = وقد سلف برقم (4520) . (1) في (م) : وقرأته على عبد الرحمن بن مالك، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4520) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4519) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4519) . الحديث: 5207 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 176 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ " (1) 5211 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ الْجُمَحِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي. وقد سلف برقم (4466) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وحنظلة الجمحي: هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/383، وأبويعلى (5443) و (5578) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (865) ، وأبو عوانة 2/58، والبيهقي في "السنن"3/132، والبغوي في "شرح السنة" (862) من طرق، عن حنظلة، به. وعندهم عدا البيهقي زيادة: بالليل. قال الحافظ في "الفتح"2/347: لم يذكر أكثر الرواة عن حنظنة قوله: "بالليل"، كذلك أخرجه مسلم وغيره، وقد اختلف فيه على الزهري. عن سالم أيضا، فأورده المصنف بعد بابين من رواية معمر، ومسلم من رواية يونس بن يزيد، وأحمد من رواية عقيل، والسراج من رواية الأوزاعي كلهم عن الزهري بغير تقييد، وكذا أخرجه المصنف في النكاح عن علي ابن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، بغير قيد، ووقع عند أبي عوانة في "صحيحه" عن يونس بن عبد الأعلى،= الحديث: 5211 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 177 5212 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمَ عِيدٍ فَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا، فَذَكَرَ " (1) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ " (2)   = عن ابن عيينة مثله، لكن قال في آخره: "يعني بالليل"، وبين ابنُ خزيمة عن عبد الجبار بن العلاء أن سفيان بن عيينة هو القائل:"يعني"، وله عن سعيد بن عبد الرحمن، عن ابن عيينة، قال:"قال نافع بالليل"، وله عن يحيى بن حكيم عن ابن عيينة، قال:"جاءنا رجل، فحدثنا عن نافع، قال: إنما هو بالليل"، وسمى عبد الرزاق عن ابن عيينة الرجل المبهم، فقال بعد روايته عن الزهري: "قال ابن عيينة: وحدثنا عبد الغفار - يعني ابن القاسم - أنه سمع أبا جعفر - يعني الباقر - يخبر بمثل هذا عن ابن عمر، قال: فقال له نافع مولى ابن عمر:"إنما ذلك بالليل". وقد تقدم شرحه برقم (5021) ، وسلف برقم (4522) ، وانظر (4933) . قال السندي: قوله:"إذا استأذنكم: بتخفيف النون على صيغة الإفراد، والتذكير في مثله جائز، مثل قوله تعالى: "لا يحل لك النساء من بعد"، وتشديد النون على لغة "أكلوني البراغيث" بعيد إذ لا حاجة إليه. (1) في (ظ14) وهامش (س) : وذكر. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، أبان بن عبد الله البجلي، روى له أصحاب السنن، وهو حسن الحديث إذا لم يأت بما ينكر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو بكربن حفص: مشهور بكنيته، واسمه عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/177، والترمذي (538) ، والحاكم 1/295 من طريق وكيع بن الجيل، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.= الحديث: 5212 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 178 5213 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي حَنْظَلَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: " رَكْعَتَانِ سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 5214 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ صَلَّوْا بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ (2) 5215 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ،   = وأخرجه البيهقي 3/302 من طريق أبي نعيم، عن أبان بن عبد الله البجلي، به. وأخرجه عبد الرزاق (5611) و (5612) و (5614) ، وابن أبي شيبة 2/178 من طريق نافع، وعبد الرزاق (5613) من طريق قتادة، كلاهما عن ابن عمر، موقوفاً. وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2533) . وعن عبد الله بن عمرو، سيرد (6688) . وعن جابر، سيرد 3/3140 وعن أنس عند عبد الرزاق (5618) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل أبي حنظلة، وقد سلف الكلام عليه برقم (4704) . ابن أبي خالد: اسمه إسماعيل. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/447 عن وكيع، بهذا الإسناد. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري، وهو عبد الله بن عمر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وقد سلف برقم (4533) . الحديث: 5213 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 179 وَالرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ بِضْعَ عَشْرَةَ مَرَّةً: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1) 5216 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ الْوَتْرِ أَوَاجِبٌ هُوَ؟ فَقَالَ: " أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ " (2) 5217 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، وَأَنَا بَيْنَ السَّائِلِ، وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (4763) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري، وعمر بن محمد: هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/16800 من طريق الوليد بن مسلم، عن عمر بن محمد، به. وقد سلف برقم (4834) ، ولكن السؤال هناك: أسنة هو؟ الحديث: 5216 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 180 فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ " (1) . قَالَ: ثُمَّ جَاءَ عِنْدَ قَرْنِ الْحَوْلِ وَأَنَا بِذَاكَ الْمَنْزِلِ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ السَّائِلِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ " 5218 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ - وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مَسْجِدَ قُبَاءَ - رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (2) 5219 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3) 5220 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وقد سلف برقم (4492) . وقوله: قرن الحول، أي: آخره، وأول الثاني. كما ذكر ابن الأثير. ورواية مسلم: عند رأس الحول. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1399) (522) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4485) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن نافع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع والد عبد الله: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4485) . الحديث: 5218 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 181 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ " (1) 5221 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ " (2) 5222 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ:   (1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد - وهو مولى الهاشميين -. علي بن صالح: هو علي بن صالح بن صالح بن حي. وأخرجه مطولًا البيهقي في "شعب الإيمان" (4311) من طريق عبيد الله بن موسى، عن علي بن صالح، بهذا الإسناد. وسيأتي بطوله برقم (5384) ، ويأتي مختصراً برقم (5744) . قوله: "أنا فئة المسلمين"، قال السندي: أي: جماعتهم ومؤيدهم ومقويهم، يريد أن من فر من العدو إليً، فليس بفار، بل هو داخل في قوله تعالى: (أو متحيزاً إلى فئةٍ) . قال لهم حين فرت سرية من العدو، فقالوا: يا رسولَ الله نحن الفارْون، فقال لهم:"بل أنتم العكارون وأنا فئتكم"صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسيرد هذا الحديث برقم (5384) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/630-631 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2164) (9) ، والنسائي في "الكبرى" (10212) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (380) - من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4563) . الحديث: 5221 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 182 كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي حَلْقَةٍ، فَسَمِعَ رَجُلًا فِي حَلْقَةٍ أُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ: لَا وَأَبِي فَرَمَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْحَصَى، وَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ يَمِينَ عُمَرَ فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا وَقَالَ: " إِنَّهَا شِرْكٌ " (1) 5223 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النَّجْرَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَكْرَانَ فَضَرَبَهُ الْحَدَّ، ثُمَّ قَالَ: " مَا شَرَابُكَ؟ " فَقَالَ: زَبِيبٌ وَتَمْرٌ، فَقَالَ: " لَا تَخْلِطْهُمَا (2) يَكْفِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ " (3) 5224 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالْمُزَفَّتِ " قَالَ: شُعْبَةُ وَأُرَاهُ قَالَ: " وَالنَّقِيرِ " (4)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن سلف عند الحديث رقم (4904) ترجيحنا أن الأعمش قد اختصر في الرواية، وأن سعد بن عبيدة لم يسمعه من ابن عمر، بل بينهما رجل من كندة، فانظر تمام الكلام عليه هناك. وسيأتي هذا الحديث مكرراً برقم (5256) . وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة في "المصنف"ص 18 (الجزء الذي نشره العمروي) عن وكيع، بهذا الإسناد. (2) في (ظ14) : لاتخلطوهما. (3) إسناده ضعيف لجهالة النجراني، وهو مكرر (4786) سنداً ومتناً. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/117 (3838) ، وأبو يعلى (5671) من طريق وكيع،= الحديث: 5223 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 183 5225 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ أَصْحَابِ الْحِجْرِ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا (1) أَصَابَهُمْ " (2) 5226 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ ": {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا   = بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5015) ، وانظر (4465) و (4914) . (1) في (ق) : أن يصيبكم مثل ما أصابهم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي. وأخرجه عبد الرزاق (1625) ، وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب " (798) من طريق أبي داود الحفري، وأبو نعيم في " الحلية"5/107-1080 من طريق عمرو بن قيس، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: صحيح من حديث عبد الله بن دينار، غريبٌ من حديث عمرو، عن الثوري، تفرد به الحكم بن بشير. قلنا: تابع عمراً عبد الرزاق وأبو داود الحفري. وقد سلف برقم (4561) ، ومضى شرحه هناك. قوله:"أن يصيبكم"، أي: خشية أن يصيبكم. الحديث: 5225 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 184 تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] (1) 5227 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلٍ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ: {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا} [الروم: 54] ، فَقَالَ: (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضُعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضُعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضُعْفًا) ، ثُمَّ قَالَ: " قرأْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأْتَ عَلَيَّ، فَأَخَذَ عَلَيَّ كَمَا أَخَذْتُ عَلَيْكَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4766) سنداً ومتناً. (2) إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير فضيل بن مرزوق- وهو الرقاشي الكوفي- فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه أبو حفص الدوري في "جزء قراءات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (91) ، والترمذي (2936) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الدوري (92) ، وأبو داود (3978) ، والترمذي (2936) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3132) ، والحاكم 2/247 من طرق، عن فضيل بن مرزوق، به. قال الترمذي: لهذا حديث حسن! غريب، لا نعرفه إلا من حديث فضيل بن مرزوق. وقال الحاكم: تفرد به عطية العوفي ولم يحتجا به. وقد احتج مسلم بالفضيل بن مرزوق. وقال الذهبي: لم يحتجا بعطية. وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (1) 28) من طريق سلَام بن سليم المدائني، عن أبي عمرو بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر بنحوه. قال الطبراني:= الحديث: 5227 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 185 5228 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فِي الْحَيْضِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا، وَهِيَ طَاهِرٌ أَوْ حَامِلٌ " (1) 5229 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَالِمٍ،   = لم يرو هذا الحديث عن أبي عمرو إلا سلام. قلنا: سلام متروك. وأخرجه أبو داود (3979) عن عبد الله بن جابر، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري. ويريد ابن عمر أنه قرأ على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلمة"ضعف"بفتح الضاد، فأقرأه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"ضُعف"بضمها. قال البغوي في "تفسيره"3/487: الضم لغة قريش، والفتح لغة تميمِ. وقال ابن زبجلة في "حجة القراءات"ص 562: قرأ عاصم وحمزة:"من ضعف" بفتح الضاد، وقرأ الباقون بالرفع، وهما لغتان مثل: القَرْح والقُرْح. وقال ابن الجزري في "النشر"2/331: واختلف عن حفص، فروى عنه عبيد وعمرو أنه اختار الضم خلافا لعاصم للحديث الذي رواه عن الفضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن ابن عمر مرفوعاً، وروينا عنه من طرق أنه قال: ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف. وقوله:"فأخذ علي"، قال السندي: أي رد قوله. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين يخر محمد بن عبد الرحمن بن عُبيد القرشي، مولى آل طلحة، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (4789) سنداً ومتناً. الحديث: 5228 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 186 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ عُمَرَ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لَهُ. فَقَالَ: " يَا أَخِي أَشْرِكْنَا فِي صَالِحِ دُعَائِكَ وَلَا تَنْسَنَا "، قَالَ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي حَدِيثِهِ: فَقَالَ: عُمَرُ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ " (1) (2) 5230 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ نَهَارًا " (3)   (1) في (ق) و (ظ1) زيادة: أو كذا، وأشير إليها في هامش (س) . (2) إسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله - وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب -، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني. وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو يعلى (5550) من طريق وكيع، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5501) ، والبيهقي في "السنن"5/251، والخطيب في "تاريخه" 11/396-397 و397 من طرق، عن سفيان الثوري، به. وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (740) ، والبيهقي في " الشعب" (9059) ، والخظيب في "تاريخه" 11/397 من طريق شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، به. وقرن الخطيب بشعبةَ ابنَ عيينة. وقد سلف الحديث من رواية ابن عمر عن أبيه برقم (195) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، به. فوله:"يا أخى " بالتصغير للتلطف، وهذا هو المشهور روايةً، وإن جاز درايةً أن يكون بلا تصغير. أن لي بها: أي بهذه الكلمة، لما فيها من التلطف والبشارة بأن دعاءه مستجاب حتى يرجو مثله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بركة دعائه، وبيان أنه كالأخ له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف لضعف العمري - وهو عبد الله بن= الحديث: 5230 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 187 5231 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْخُلُ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا وَيَخْرُجُ مِنَ السُّفْلَى " (1) 5232 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، سَمِعَهُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَتَكَلَّمَا أَوْ تَكَلَّمَ أَحَدُهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا - أَوْ إِنَّ الْبَيَانَ سِحْرٌ - " (2) 5233 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ   = عمر بن حفص -، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (2941) ، والترمذي (854) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. قلنا: وقد سلف ضمن حديث مطول بسند صحيح على شرط الشيخين برقم (4628) . (1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف العمري، واسمه عبد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/111 عن وكيع، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4625) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (5146) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4651) . الحديث: 5231 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 188 فِي قُبُورِهِمْ فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 5234 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُعْرَضُ عَلَى ابْنِ آدَمَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فِي قَبْرِهِ " (2) 5235 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ (3) حَتَّى يَقْبِضَهُ " (4)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقَتَادة: هو ابن دعامة السدوسي، أبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو- وقيل ابن قيس- البصري. وأخرجه الحاكم 1/366- ومن طريقه البيهقي 4/55- من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4812) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه هناد في "الزهد" (365) عن وكيع، بهذا الِإسناد. وقرن بفضيلِ بن غزوان موسى بنَ عبيدة. وقد سلف برقم (4658) مطولاً. (3) في هامش (س) و (ص) : يبيعه. نسخة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/37 من طريق أبي نعيم، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (4517) و (5064) . الحديث: 5234 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 189 5236 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النَّجْرَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلَيْنِ تَبَايَعَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلًا قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الثَّمَرَةُ، فَلَمْ تُطْلِعْ شَيْئًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تَأْكُلُ مَالَهُ "، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (1) 5237 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (2) " إِذَا اشْتَرَيْتَ الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ أَوْ أَحَدَهُمَا بِالْآخَرِ فَلَا يُفَارِقْكَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ " (3) 5238 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) إسناده ضعيف لجهالة النجراني الذي روى عنه أبوإسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف برقم (5067) . قال السندي: قوله: قبل أن تطلع الثمرة: من أطلع، بنصب الثمرة، أو من طلع برفع الثمرة، والأول أنسب بقوله: فلم تُطلع شيئاً. (2) كلمة: "يقول" لم ترد في (ظ14) ، واستدركت في هامش (س) . (3) إسناده ضعيف لتفرد سماك برفعه كما سلف بسطه في الرواية رقم (4883) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4883) . قال السندي: قوله:"لَبْس": بفتح لام، وسكون موحدة، أي: خلط، وبقية من المعاملة. الحديث: 5236 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 190 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا، وَصَلَّى عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، " ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ " (1) 5239 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " مَا تَرَكْتُ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ فِي شِدَّةٍ وَلَا رَخَاءٍ، مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُمَا الْحَجَرَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِيَ " (2) 5240 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ:   (1) حديث صحيح، العمري - وهو عبد الله بن عمر وإن كان ضعيفاً - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وقوله: أنه رمل من الحجر إلى الحجر ... سلف بنحوه برقم (4618) . وقوله: وصلى عند المقام ركعتين ... أخرجه البخاري بنحوه (395) و (1627) من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، يقول: قدم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطاف بالبيت سبعاً، وصلى خلف المقام ركعتين، ثم خرج إلى الصفا، وقد قال الله تعالى: (لقد كان لكم في رسولِ الله أسوة حسنة) . وله شاهد من حديث جابر عند مسلم (2) (18) (147) . (2) حديث صحيح، العمري - وإن كان ضعيفاً - قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (4463) . قوله:"الحجر والركن اليماني"، قال السندي: الأوجه أنهما بالجر، بدل من الركنين، لا بالنصب بدل من ضمير يستلمهما، وأما الرفع فيحتاج إلى تقدير بأن يقال: هما الحجر والركن اليماني، وكذا النصب بتقدير: أعني. الحديث: 5239 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 191 سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الصَّلَاةِ بِمِنًى قَالَ: هَلْ سَمِعْتَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَآمَنْتُ بِهِ قَالَ: " فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ " (1) 5241 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ صَلَّاهُمَا بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ: " هَكَذَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَا فِي هَذَا الْمَكَانِ " (2) 5242 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدَّهِنُ بِالزَّيْتِ غَيْرِ الْمُقَتَّتِ   (1) إسناده صحيح وهو مكرر (4760) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1288) (289) ، والنسائي في "الكبرى" (4026) ، وأبو يعلى (5771) من طريق وكيع، بهذا الِإسناد. وأخرجه مطولًا الدارمي 1/357، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/212 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به. وسيرد برقم (5290) دون لفظ:"واحدة، بعد إقامة"، ومطولاً برقم (5506) و (5538) . وقد سلف برقم (4452) . قال السندي: قوله: أنه صلاهما: أي المغرب والعشاء بجمع. الحديث: 5241 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 192 عِنْدَ الْإِحْرَامِ " (1) 5243 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ وَلَا زَعْفَرَانٌ " (2) 5244 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ " (3) 5245 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ يَصُومَ يَوْمًا فَوَافَقَ يَوْمَئِذٍ عِيدَ أَضْحَى أَوْ يَوْمَ فِطْرٍ، (4) فَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ: " أَمَرَ اللهُ بِوَفَاءِ   (1) إسناده ضعيف، لضعف فرقد السبخي وهو مكرر (4783) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن المدني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف مطولاً برقم (4482) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وقد سلف مطولاً برقم (4482) . (4) في (ظ14) : فوافق يوم عيد أضحى أو فطر. الحديث: 5243 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 193 النَّذْرِ، وَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ " (1) 5246 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، (2) عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرُنَ الرَّجُلُ بَيْنَ التَّمْرَتَيْنِ حَتَّى يَسْتَأْذِنَ أَصْحَابَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وابن عون: هو عبد الله البصري، وزياد بن جبير: هو ابن حية الثقفي البصري. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/104، ومن طريقه مسلم (1139) (142) عن وكيع، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري (1994) ، والنسائي مختصراً في "الكبرى" (2833) من طريقين، عن ابن عون، به. وتصحف في مطبوع النسائي: ابن عون، إلى: ابن عوف. وقد سلف برقم (4449) . (2) في (ظ14) : عن شعبة، وجاء في هامشها: في الأصل: عن سفيان. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (2045) (151) ، وابن ماجه (3331) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2489) ، والترمذي (1814) ، والنسائي في "الكبرى" (6728) ، والبغوي في "شرح السنة" (2891) من طرق، عن سفيان، به. قال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4513) . الحديث: 5246 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 194 5247 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ وَهُوَ ابْنُ عَمْرٍو، (1) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا بِالنَّبْلِ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَثَّلَ بِالْبَهِيمَةِ " (2) 5248 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)   (1) في (م) : هو ابن عمر، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. المنهال بن عمرو من رجاله، وباقي رجاله من رجال الشيخين. وانظر سلف برقم (4622) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجُمحي. وأخرجه مسلم (2085) (44) ، وأبو عوانة 5/475 من طرق، عن حنظلة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2085) (43) من طريق عمر بن محمد، عن سالم، به. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/396، وأبو داود (4094) ، والنسائي في "الكبرى" (9720) ، وفي "المجتبى" 8/2018، وابنُ ماجه (3576) من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، عن سالم، به. ولفظه:"الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر منها شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". قال ابن ماجه: قال أبو بكر (يعني ابن أبي شيبة) : ما أغربه! وقال الحافظ في "الفتح"10/262: عبد العزيز فيه مقال. وقد سلف برقم (4489) . الحديث: 5247 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 195 5249 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَيَزِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ، فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: " لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا " قَالَ يَزِيدُ: فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (1) 5250 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، وَسُفْيَانُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَجْعَلُ فَصَّ خَاتَمِهِ مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن سعد 1/470 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر (5407) و (5851) و (5887) و (5971) . وانظر ما سلف (4677) . (2) إسناداه صحيحان: الأول - وهو وكيع عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع -، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبدِالعزيز بن أبي رواد، فقد روى له أصحاب السنن الأربعة، واستشهد به البخاري، وهو صدوق لا بأس به. وقد سلف برقم (4907) . والثاني- وهو سفيان عن عمر بن محمد، عن نافع -، رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة شيخ أحمد، وعمر بن محمد: هو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وانظر (4677) . الحديث: 5249 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 196 5251 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَلْبَسُ السِّبْتِيَّةِ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، وَذَكَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ " (1) 5252 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ، مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ أَبَدًا " (2) 5253 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ ضَارٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، (3) نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري - وهو عبد الله بن عمر-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وسعيد المقبري: هو ابن أبي سعيد كيسان، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف مطولاً برقم (4672) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر رقم (4770) . (3) في (س) و (ظ14) : إلا كلب ضار أو ماشية، وكتب في هامش (س) كلمة:"كلب". نسخة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي المكي. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/408، ومسلم (1574) (54) ، وأبو يعلى (5441) ، والبيهقي 6/9 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وفيه زيادة، ولفظها عند مسلم: قال سالم: وكان أبو هريرة يقول:"أو كلب حرثٍ"، وكان صاحب حرث= الحديث: 5251 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 197 5254 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، (1) وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " نُقِصَ (2) 5255 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، (3) وَالْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ؟ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ " (4)   = وقد سلف شرحه مع الزيادة برقم (4479) . قوله:"إلا كلب ضار"، أي: كلب صائد. قاله السندي. (1) قوله:"وعبد الرحمن عن سفيان"، سقط من (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وقد سلف من طريق عبد الله بن دينار برقم (4944) . وسلف أولا برقم (4479) وهناك شرحه وشواهده. (3) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) زيادة: عن ابن عمر. (4) هذا الحديث له إسنادان: الأول وكيع، عن سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وهو صحيح على شرط الشيخين. والثاني: وكيع، عن العمري - وهو عبد الله بن عمر -، عن نافع، وهو ضعيف لضعف عبد الله بن عمر.= الحديث: 5254 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 198 5256 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي حَلْقَةٍ قَالَ: فَسَمِعَ رَجُلًا فِي حَلْقَةٍ أُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ: لَا وَأَبِي، فَرَمَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْحَصَى فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ يَمِينَ عُمَرَ فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا وَقَالَ: " إِنَّهَا شِرْكٌ " (1) 5257 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " إِنْ أَسْعَى (2) فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى، وَإِنْ أَمْشِي فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ " (3)   = وأخرجه الدارمي 2/92 عن محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقد سلف من طريق نافع برقم (4497) . ومن طريق عبد الله بن دينار برقم (4562) . (1) رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (5222) . (2) في (ظ14) : إن أسعى، وهو للإشباع، وقد تقدم توجيهه، ومثله: إن أمشي. (3) إسناده ضعيف، عطاء بن السائب قد اختلط، وكثير بن جمهان لم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، يعني هو ضعيف في نفسه، لكن يكتب حديثه للمتابعات. وأخرجه ابن ماجة (2988) عن علي بن محمد وعمرو بن عبد الله، عن وكيع، بهذا الِإسناد. وانظر (4993) . الحديث: 5256 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 199 5258 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَنْتَجِي (1) اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (2) 5259 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا " (3) 5260 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ كَفَّرَ (4) رَجُلًا فَأَحَدُهُمَا كَافِرٌ " (5) 5261 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،   (1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : فلا يتناج. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وابن دينار: هو عبد الله مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4450) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (4687) . (4) في (ظ14) : أكفر. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله. وسلف برقم (4745) عن يعلى بن عبيد، عن فضيل بن غزوان. الحديث: 5258 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 200 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ " (1) 5262 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُنَحْ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)   (1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (3948) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد، دون قوله:"وعصية عصت الله ورسوله". وقال: حسن صحيح. وقد سلف برقم (4702) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد بن عبيد: هو الطائي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/389 عن وكيع، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4865) . قال السندي: قوله: فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة: قد جاء أنه يعذب في القبر، ولا منافاة بينهما لجواز العذاب في القبر، ويوم القيامة جميعاً. نسأل الله العافية عنهما جميعاً. قلنا: قد قيد البخاري رحمه الله مطلق الحديث، فقال: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته. وذكر الحافظ أقوالًا كثيرة في توجيه الحديث، ثم قال: ويُحتمل أن يجمع بين هذه التوجيهات، فينزل على اختلاف الأشخاص، بأن يقال مثلاً: من كانت طريقته النوح، فمشى أهله على طريقته أو بالغ فأوصاهم بذلك عذب بصنعه، ومن كان ظالماً فنُدب بأفعاله الجائرة عُذب بما نُدِبَ به، ومن كان يَعرف من أهله النياحة فأهمل نهيهم عنها، فإن كان راضياً بذلك التحق بالأول، وإن كان غير راض عُذب بالتوبيخ كيف أهمل النهي. انظر " الفتح"3/155. الحديث: 5262 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 201 5263 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (1) 5264 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " إِنَّ رَفْعَكُمْ أَيْدِيَكُمْ بِدْعَةٌ مَا زَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا " يَعْنِي إِلَى الصَّدْرِ (2)   (1) حديث صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف العمري - وهو عبد الله بن عمر-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو داود (3741) ، وابن عدي في "الكامل"1/380-381، والبيهقي 7/68 من طريق أبان بن طارق، عن نافع، به. وفيه زيادة:"ومن دخل على غير دعوة، دخل سارقاً، وخرج مغيراً"، قال أبو داود: أبان بن طارق مجهول. وانظر (4712) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5177) ، ومسلم (1432) ، سيرد 2/2670 (2) إسناده ضعيف. بشر بن حرب: هو الأزدي أبو عمرو الندبي، ضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وأبو حاتم، وقال البخاري: رأيت علي ابن المديني يضعفه، وقال أحمد: ليس بقوي في الحديث، وقال ابن عدي: هو عندي لا بأس به، وقال حماد بن زيد: ذكرت لأيوب حديث بشر بن حرب، قال: كأنما تسمع حديث نافع، كأنه مدحه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: مو ابن الجراح الرؤاسي، وحماد: هو ابن زيد. وأخرجه ابن عدي في "الكامل"2/442 من طريق جبارة بن مغلس، عن حماد، به.= الحديث: 5263 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 202 5265 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي فِي الْوَادِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَلَا يَسْعَى، فَقُلْتُ لَهُ: فَقَالَ: " إِنْ أَسْعَ (1) فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى، وَإِنْ أَمْشِ (2) فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ " (3) 5266 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ زَاذَانَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، أَعْتَقَ عَبْدًا لَهُ فَقَالَ: مَا لِي مِنْ أَجْرِهِ - وَتَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ - مَا يَزِنُ هَذِهِ أَوْ مِثْلَ هَذِهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = وأخرجه ابن عدي في "الكامل"2/442 من طريق الحسين بن واقد، عن بشر بن حرب، عن نافع، عن ابن عمر. وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. وهذا الحديث على شرط الهيثمي، ولم يذكره في "مجمع الزوائد". وانظر (4540) . قوله:"إن رفعكم أيديكم"، قال السندي: أي: في الصلاة، كأنهم كانوا يبالغون في الرفع، فبين لهم أن المبالغة فيه بدعة، لكن قد ثبت الرفع إلى ما فوق الصدر، فكأن المراد التجاوز عن محاذاة أسفلِ اليدين الصدرَ، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ14) : أسعى. (2) في (ظ14) : أمشي، وهي نسخة في هامش (س) . (3) إسناده ضعيف. وهو مكرر (5257) ، وانظر (4993) . الحديث: 5265 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 203 يَقُولُ: " مَنْ لَطَمَ غُلَامَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ عِتْقُهُ " (1) 5267 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ زَاذَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَدَعَا غُلَامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا لِي فِيهِ مِنْ أَجْرٍ مَا يَسْوَى هَذَا - أَوْ يَزِنُ هَذَا - سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ ضَرَبَ عَبْدًا لَهُ حَدًّا لَمْ يَأْتِهِ أَوْ ظَلَمَهُ - أَوْ لَطَمَهُ شَكَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ - فَإِنَّ كَفَّارَتَهُ أَنْ يُعْتِقَهُ " (2) 5268 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَهْزٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، - قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ - سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، فَإِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا " قَالَ: بَهْزٌ أَتُحْتَسَبُ؟ (3)   (1) هو مكرر (4784) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زاذان، وهو أبو عمر الكندي، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، سفيان: هو الثوري، وفراس: هو ابن يحيى الهَمْدَاني، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه مسلم (1657) (30) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4784) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وشعبة: هو ابن الحجاج.= الحديث: 5267 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 204 5269 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَيْمَنَ يَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ وَأَبُو الزُّبَيْرِ يَسْمَعُ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ " (1)   = وأخرجه مسلم (1471) (12) من طريق بهز، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5252) ، ومسلم (1471) (2)) ، وابنُ الجارود في "المنتقى" (735) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/52، والدارقطني في " السنن"4/5 -6 من طرق، عن شعبة، به. وقوله: أتحتسب؟: سلف في الرواية (5025) فقلت لابن عمر: أيحسب طلاقه ذلك طلاقاً؟ قال: نعم. وقد سلف مطولًا برقم (4500) . (1) إسناده صحيح على شرط مسل. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس - فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم احتجاجاً، وقد صرح بالتحديث، هو وابن جريج، فانتفت شبهة تدليسهما. ابنُ جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وسيأتي تخريجه عند الرواية المطولة (5524) . وقوله: (في قبل عِدتِهِن) هي قراءة شاذة لا يثبت بها قرآن بالاتفاق، لكن لصحة إسنادها يحتج بها، وتكون مفسرة لمعنى القراءة المتواترة: (فطلقُوهن لِعِدتِهِنَ) . قال أبو حيان في "البحر المحيط" 8/281: ما روي عن جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم من أنهم قرؤوا: "فطلقوهن في قبل عِدتهن"، وعن عبد الله: "لقبل طُهْرِهن"هو على سبيل التفسير لا على أنه قرآن لخلافه سواد المصحف الذي أجمع عليه المسلمون شرقاً وغرباً. ومعنى في قُبُل عِدتهن، أي: في إقباله وأوله حين يُمكنها الدخولُ في العدة = الحديث: 5269 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 205 5270 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَحِيضَ غَيْرَ هَذِهِ الْحَيْضَةِ، ثُمَّ تَطْهُرَ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا كَمَا أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا فَلْيُمْسِكْهَا " (1) 5271 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ   =والشروعُ فيها، فتكون لها محسوبة، وذلك في حالة الطهر، يقال: كان ذلك في قُبُل الشتاء، أي: إقباله، قاله ابن الأثير في "النهاية". (1) حديث صحيح، محمدُ بن أبي حفصة - وإن كان مختلفاً فيه - متابع، وقد روى له البخاري ومسلم في المتابعات، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (7610) ، وأبو داود (2182) ، والدارقطني 4/6 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والبخاري (4908) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/53، والدارقطني 4/6، والبيهقي 7/324 من طريق عُقيل بن خالد الأيلي، والنسائي 6/138، والبيهقي 7/324 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/53، والدارقطني 4/6 من طريق صالح بن أبي الأخضر، أربعتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4500) ، وسيكرر برقم (5525) . الحديث: 5270 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 206 اللهِ، إِنِّي أُخْدَعُ فِي الْبَيْعِ، فَقَالَ: " إِذَا بِعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ " (1) 5272 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ سَالِمًا، وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضُ؟ فَقَالَ: لَا يَجُوزُ طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ " فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَاجِعَهَا "، فَرَاجَعَهَا (2) 5273 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ طَاوُسًا قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَا تَبِيعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجيل الرؤاسي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (1533) (48) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5036) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه النسائي في "المجتبى"6/213، وأبو يعلى (5561) من طريقين عن حنظلة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4500) . قوله:"فقال لا يجوز، طلق ابن عمر ... "، قال السندي: أي: لا يجوز البقاء على ذلك الطلاق بأن لا يراجع عنه، وثم يرد أن ذلك الطلاق ما وقع كما هو ظاهر اللفظ، فإن استشهاده بالحديث المذكور يأبى ذلك، ويعين ما قلنا. والله تعالى أعلم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. طاووس: هو ابن كيسان اليماني.= الحديث: 5272 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 207 5274 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا شَجَرَةٌ لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَهِيَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ؟ - أَوْ قَالَ: الْمُسْلِمِ - " قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ النَّخْلَةُ " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ، فَقَالَ: " لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا " (1) 5275 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ،   = وأخرجه النسائي 7/263 من طريق مخلد بن يزيد الحراني، عن حنظلة، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/149، وابن أبي شيبة 6/506، والطبراني في "الكبير" (13463) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، به. وقد سلف بنحوه برقم (4493) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، ومالك: هو ابن أنس، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (131) ، والترمذي (2867) ، وابن منده في "الإيمان" (188) من طرق عن مالك، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (677) ، والبخاري (61) و (62) ، ومسلم (2811) (63) ، والنسائي في "الكبرى" (1) 261) ، والطبري في "التفسير"13/206، وابن حبان (243) و (246) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (356) ، والبغوي (143) من طرق عن عبد الله بن دينار، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4599) . الحديث: 5274 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 208 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: " إِنَّهُ لَا يَرُدُّ مِنَ الْقَدَرِ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ " (1) 5276 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وعبد الله بن مرة: هو الهمداني الخارفي. وأخرجه مسلم (1639) (4) عن محمد بن المثنى، وابن بشار عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6608) و (6693) ، وابن ماجه (2122) ، والنسائي في "الكبرى" (4744) و (4745) ، وفي "المجتبى"7/16، والطحاوي في "مشكل الآثار" (837) و (838) ، والبيهقي في "السنن " 10/77، وفي "الشعب" (4350) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه تاما ومقطعاً الدارمي 2/185، ومسلم (1639) (2) و (4) ، وأبو داود (3287) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (839) ، وابن حبان (4375) و (4377) من طرق عن منصور بن المعتمر، به. وسيأتي برقم (5592) و (5994) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/235. قوله: "نهى عن النذر"، قال السندي: أي: يظن أنه يفيد في حصول المطلوب والخلاص عن المكروه. "من البخيل"، أي: لا يأتي بهذه الطاعة إلا في مقابلة شفاء المريض ونحوه مما علق النذر عليه. وقال الخطابي: نهى عن النذر تأكيداً لأمره وتحذيراً للتهاون به بعد إيجابه، وليس النهي لإفادة أنه معصية، وإلا لما وجب الوفاء به بعد كونه معصية. ولا يخفى أن ما قلنا) (القائل السندي) أقرب إلى لفظ الحديث مما قال الخطابي، فليتأمل، والله تعالى أعلم. الحديث: 5276 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 209 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً بِالْبَلَاطِ " (1) 5277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ رَزِينٍ الْأَحْمَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا رَجُلٌ فَأَغْلَقَ الْبَابَ وَأَرْخَى السِّتْرَ، وَنَزَعَ الْخِمَارَ، ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، تَحِلُّ لِزَوْجِهَا الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ: " لَا حَتَّى يَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا " (2) 5278 - حَدَّثَنَاه أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الكريم: هو ابن مالك الجزري الخِضرمي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7216) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/141 من طريق عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، به. وسلف مطولاً برقم (4498) . البلاط: موضع في المدينة بين المسجد والسوق. (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علته رزين الأحمري، وقد سلف الكلام عنه في الرواية (4776) . وأخرجه الطبري في "التفسير" (4903) ، وابنُ أبي حاتم في "العلل"1/428، والبيهقي في "السنن"7/375 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4776) . الحديث: 5277 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 210 سُلَيْمَانَ بْنِ رَزِينٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ عَنْ رَجُلٍ فَارَقَ امْرَأَتَهُ بِثَلَاثٍ؟ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) 5279 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ " (2) 5280 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ، فَقَالَ: " لَسْتُ بِآكِلِهِ وَلَا مُحَرِّمِهِ " (3) 5281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ أَنَا وَرَجُلٌ آخَرُ فَدَعَا رَجُلًا آخَرَ، ثُمَّ قَالَ:   (1) إسناده ضعيف لضعف سليمان بن رزين (والصواب رزين بن سليمان) الأحمري. وهو مكرر (4777) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف من طريق مالك برقم (4674) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وسلف برقم (4562) ، وانظر (4497) . الحديث: 5279 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 211 اسْتَرْخِيَا " (1) فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَنْتَجِيَ اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (2) 5282 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ يُلَقِّنُنَا أَوْ يُلَقِّفُنَا (3) " فِيمَا اسْتَطَعْتَ " (4) 5283 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَالَ: " تَحَرَّوْهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ " (5)   (1) جاء في هامش (س) و (ظ1) : قوله: استرخيا، أي: اتسعا وتفرقا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وهو مكرر (4564) و (5258) ، وسلف أيضاً برقم (4450) . قال السندي: قوله: استرخيا، قيل: أي اتسعا وتفرقا، والمقصود الِإذن في الذهاب حتى ينتجي مع الثالث، وذكر الحديث للدلالة على أنه لا ينبغي أن يبقى منهما واحد في المجلس، لأنه يؤدي إلى الأمر الممنوع، والله تعالى أعلم. (3) في (ظ14) : يلقنا أو يلقننا. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (9822) ، وابن حبان (4565) من طريق عصام بن يزيد بن عجلان، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1880) ، وأبو داود (2940) ، وابن حبان (4552) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"1/323 من طرق، عن شعبة، به. وقد سلف برقم (4565) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/84 من طريق سليمان بن بلال،= الحديث: 5282 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 212 5284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كُنَّا نَتَّقِي كَثِيرًا مِنَ الْكَلَامِ وَالِانْبِسَاطِ إِلَى نِسَائِنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ فِينَا الْقُرْآنُ، فَلَمَّا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكَلَّمْنَا " (1) 5285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (2)   = وابن حبان (3681) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن ابن دينار، بهذا الإسناد. وأخرج ابن أبي شيبة 1/512 و3/77 عن وكيع، والطحاوي 3/87 من طريق أبي حذيفة، كلاهما عن سفيان، به أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان". وانظر (4499) و (4808) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي اللؤلؤي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن ماجه (1632) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5187) عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، به. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (7614) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/74، ومن طريقه أخرجه البخاري (620) ، والنسائي في "المجتبى"2/10، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/138، والبيهقي في "السنن"1/380، والبغوي في "شرح السنة" (434) عن عبد الله بن= الحديث: 5284 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 213 5286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَنْفَالِ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ (1) سَهْمًا " (2)   = دينار، به. وأخرجه ابنُ حبان (3471) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، وقد سلف برقم (4551) . (1) في (ق) : وللراجل. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُلَيم بن أخضر، فمن رجال مسلم، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابنِ عمر. وأخرجه الترمذي (1554) عن محمد بن بشار، والبيهقي في "الدلائل"4/238 من طريق أبي خيثمة، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي شيخ أحمد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه مسلم (1762) عن يحيى بن يحيى وأبي كامل فضيل بن حسين، والترمذي (1554) أيضاً عن أحمد بن عبدة الضبي، وحميد بن مسعدة، وابن حبان (4812) من طريق أحمد بن عبدة الضبي، والبيهقي في "السنن"6/325 من طريق يحيى بن يحيى، خمستهم عن سلَيم بن أخضر، به. وأخرجه ابنُ حبان أيضاً (4810) من طريق إسحاق بن إبراهيم المروزي، عن سُلَيم بن أخضر، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "للفرس سهمان وللرجل سهم". وانظر (4448) . الحديث: 5286 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 214 5287 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِالْمُزْدَلِفَةِ جَمِيعًا " (1) 5288 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ، فَغَنِمُوا إِبِلًا كَثِيرَةً، فَبَلَغَتْ سِهَامُهُمْ أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا أَوِ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَنُفِّلُوا بَعِيرًا بَعِيرًا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس. وأخرجه النسائي في "المجتبى"1/291 من طريق عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وهو في "الموطأ"1/400، ومن طريق مالك أخرجه مسلم (1287) (286) ، وأبو داود (1926) ، وابن خزيمة (2848) ، والبيهقي في "السنن"5/1200 وقد سلف مطولًا برقم (4452) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ"مالك 2/450، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/124 (بترتيب السندي) ، والبخاري (3134) ، ومسلم (1749) (35) ، وأبو داود (2744) ، والدارمي 2/228، وأبو عوانة 4/106، وابن حبان (4833) ، والبيهقي في "السنن"6/312، وابنُ عبد البر في "التمهيد"14/42، والبغوي في "شرح السنة" (2726) . قال الحافظ في "الفتح"6/239: هكذا رواه مالك في الشك والاختصار، وإبهام الذي نفلهم، وقد وقع بيانُ ذلك في رواية ابن اسحاق، عن نافع، عند أبي داود [2743] ولفظه:"فخرجتُ فيها، فأصبنا نعماً كثيراً، وأعطانا أميرُنا بعيراً بعيراً= الحديث: 5287 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 215 5289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ " قَالَ مَالِكٌ: وَالشِّغَارُ أَنْ يَقُولَ: أَنْكِحْنِي ابْنَتَكَ وَأُنْكِحُكَ ابْنَتِي (1) 5290 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّهُ صَلَّى الْمَغْرِبَ بِجَمْعٍ، وَالْعِشَاءَ بِإِقَامَةٍ. ثُمَّ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ   = لكل إنسان، ثم قدمنا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقسم بيننا غنيمتنا، فأصاب كُلً رَجُل منا اثنا عشر بعيراً بعد الخمس". وأخرجه أبو داود أيضاً من طريق شعيب بن أبي حمزة عن نافع، ولفظه:"بعثنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جيش قبل نجد وأتبعت سرية من الجيش، وكان سهمان الجيش اثني عشر بعيراً اثني عشر بعيراً، ونفل أهل السرية بعيراً بعيراً، فكانت سهمانهم ثلاية عشر بعيراً ثلاثة عشر بعيراً". وأخرجه ابن عبد البر من هذا الوجه وقال في روايته:"إن ذلك الجيش كان أربعة آلاف"، قال ابن عبد البر: اتفق جماعة رواة"الموطأ"على روايته بالشك، إلا الوليد بن مسلم فإنه رواه عن شعيب ومالك جميعاً فلم يشك، وكأنه حمل رواية مالك على رواية شعيب، قلت: وكذا أخرجه أبو داود عن القعنبي، عن مالك والليث بغير شك، فكأنه أيضاً حمل رواية مالك على رواية الليث. قال ابن عبد البر: وقال سائر أصحاب نافع: "اثني عشر بعيراً"بغير شك، لم يقع الشك فيه إلا من مالك. قلنا: سيأتي من طريق مالك (5919) : أن سهمانهم بلغت اثني عشر بعيراً. دون شك، ولكنها أيضاً رواية مختصرة، وفي رواية (6386) : أن سهمانهم بلغت أحد عشر بعيراً. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4526) . الحديث: 5289 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 216 عُمَرَ أَنَّهُ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَحَدَّثَ ابْنُ عُمَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ مِثْلَ ذَلِكَ " (1) 5291 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ، (2) فَخَطَبَا فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ بَيَانِهِمَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ سِحْرٌ، أَوْ إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا " (3) 5292 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا، نَهَى الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحكم: هو ابن عتيبة الكندي. وأخرجه مسلم (2) 88) (288) ، والنسائي في " المجتبى"2/16 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة ص 278 (الجزء الذي نشره العمروي) عن عبد الله بن نمير، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، به. وهو مكرر (5241) ، وقد سلف برقم (4452) ، وسيرد برقم (5506) و (5538) . لكن هناك زيادة لفظ:"واحدة " بعد لفظ:"إقامة". (2) في (ظ14) : من أهل المشرق. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (5639) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4651) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4525) ، وانظر (4493) . الحديث: 5291 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 217 5293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ، مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " (1) 5294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ (2) " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4525) سنداً ومتناً. (2) في (ق) و (ظ1) : فاقدروا له قدره. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ" مالك 1/286، ومن طريقه أخرجه البخاري (1906) ، ومسلم (1080) (3) ، والنسائي 4/134، والد ارقطني 2/161، والبيهقي 4/204، والبغوي (1713) . وأخرجه الشافعي 1/272، والبخاري (1907) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، كلاهما (الشافعي والقعنبي) عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً، وفيه:"فإن غم عليكم فأكملها العِدة ثلاثين". قال الحافظ في "الفتح"4/121 فيما نقله عن البيهقي في "المعرفة":"إن كانت رواية الشافعي والقعنبي من هذين الوجهين محفوظة، فيكون مالك قد رواه على الوجهين. قال الحافظ: ومع غرابة هذا اللفظ من هذا الوجه، فله متابعات، منها ما رواه الشافعي أيضاً من طريق سالم، عن ابن عمر بتعيين الثلاثين، ومنها ما رواه ابن خزيمة (1909) من طريق عاصم بن محمد بن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر، بلفظ: "فإن غم عليكم فكملوا ثلاثين "، وله شواهد من حديث حذيفة عندَ ابنِ خزيمة،= الحديث: 5293 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 218 5295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ أَوْ غَزْوٍ كَبَّرَ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الْأَرْضِ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ سَاجِدُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " (1) 5296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ   = وأبي هريرة، وابن عباس عند أبي داود والنسائي وغيرهما، وعن أبي بكرة وطلق بن علي عند البيهقي، وأخرجه من طرق أخرى عنهم وعن غيرهم. قلنا: أخرجه مسلم (1080) (5) ، وابن حبان (3451) من طريق عبد الله بن نمير، ومسلم (1080) (4) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، وفيه:"فاقدروا له ثلاثين". وقد سلف برقم (4488) . وانظر (4611) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ" مالك 1/421 (رواية الليثي) ، و (1460) (رواية الزهري) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (1797) ، ومسلم (1344) (428) ، وأبو داود (2770) ، والنسائي في "الكبرى" (8773) ، والبيهقي في "السنن"5/259، والبغوي في "شرح السنة" (1351) . وقد سلف برقم (4496) . الحديث: 5295 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 219 رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، (1) وَبَعْدَ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ " (2) 5297 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ " وَالْمُزَابَنَةُ: اشْتِرَاءُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا، وَالْكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا (3) 5298 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، خَرَجَ فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَقَالَ: " إِنْ نُصَدَّ عَنِ الْبَيْتِ صَنَعْنَا كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)   (1) لفظ:"في بيته"لم يرد في (ق) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند مالك في "الموطأ"1/166، ومن طريقه أخرجه مطولًا ومختصراً عبد الرزاق (4810) ، والبخاري (937) ، ومسلم (882) (71) ، وأبوداود (2) 52) ، والنسائي في "المجتبى"2/119 و3/113، وفي "الكبرى" (344) ، والدارمي 1/335، وابن خزيمة (1870) ، والبيهقي في "السنن"3/240، والبغوي في "شرح السنة" (868) . وقد سلف برقم (4506) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4528) سنداً ومتناً. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس، ونافع: هو مولى ابن عمر. وسيأتي تخريجه برقم (6227) . وقد سلف مطولًا برقم (4480) . الحديث: 5297 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 220 5299 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ يُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إِنْ شَاءَ طَلَّقَهَا، وَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ " (1) 5300 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً " (2) 5301 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَحَرَّيَنَّ (3) أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّيَ قَبْلَ (4) طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا " قُلْتُ لِمَالِكٍ: عَنْ عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند مالك في "الموطأ"2/576، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 2/32- 33 (بترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (10952) ، والبخاري (5251) ، ومسلم (1471) (1) ، وأبو داود (2179) ، والنسائي 6/138، والدارمي 2/160، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/53، والبيهقي في "السنن"7/323، والبغوي (2351) . وقد سلف مطولاً برقم (4500) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4529) . (3) في (س) و (ص) : لا يتحرى، وفي هامشها: لا يتحرَّينَّ. نسخة. (4) في هامش (س) : عند. الحديث: 5299 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 221 نَعَمْ (1) 5302 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، (2) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ رِيحٍ وَبَرْدٍ فِي سَفَرٍ (3) ، أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَذَّنَ، ثُمَّ قَالَ: " الصَّلَاةُ فِي الرِّحَالِ " (4) 5303 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَنْ (5) كُلِّ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَحُرٍّ وَعَبْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (6)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4885) ، وانظر (4612) . (2) في (ظ14) : أخبرنا مالك. (3) في (ظ14) : السفر. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند مالك في "الموطأ" 1/73، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/109 (ترتيب السندي) ، والبخاري (666) ، ومسلم (697) (22) ، وأبو داود (1063) ، والنسائي في "المجتبى"2/15، وأبو عوانة 2/17، وابن حبان (2078) ، والبيهقي في "السنن"3/70، والبغوي في "شرح السنة" (797) . وقد سلف برقم (4478) . (5) في هامش (س) : على. نسخة. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في " الموطأ"1/284، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند"1/250= الحديث: 5302 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 222 5304 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ تَلَقِّي السِّلَعِ حَتَّى يُهْبَطَ بِهَا الْأَسْوَاقُ، وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ وَقَالَ: " لَا يَبِيعُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ " (1) 5305 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ " جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " (2) 5306 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ (3)   = و251 (بترتيب السندي) ، وابن زنجويه (2358) ، والبخاري (1504) ، ومسلم (984) (12) ، وأبو داود (1611) ، والترمذي (676) ، والنسائي في "المجتبى" 5/48، وفي "الكبرى" (2281) و (2282) ، وابن ماجه (1826) ، والدارمي 1/392، وابن الجارود في " المنتقى" (356) ، وابن خزيمة (2399) و (2400) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/44، وابن حبان (3301) ، والبيهقي 4/161-162، والبغوي (1593) . وقد سلف برقم (4486) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وقد سلف برقم (4531) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف تخريجه برقم (4531) . وانظر (4472) . (3) "قد" ليست في (ق) و (ظ1) . الحديث: 5304 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 223 أُبِرَتْ، فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (1) 5307 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/617، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "المسند" 2/148 (بترتيب السندي) ، والبخاري (2204) و (2716) ، ومسلم (1543) (77) ، وأبو داود (3434) ، وابن ماجه (2210) ، وأبو يعلى (5797) ، والبيهقي في "السنن"5/324، والبغوي في "شرح السنة" (2084) . وقد سلف برقم (4502) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند مالك في "الموطأ" 2/653، ومن طريقه أخرجه البخاري (2143) ، وأبو داود (3380) ، والنسائي في "الكبرى" (6221) ، وفي "المجتبى" 7/293-294، وابن الجارود في "المنتقى" (591) ، وأبو يعلى (5821) ، وابن حبان (4947) ، وأبو نعيم في "الحلية"6/352، والبيهقي في "السنن"5/340، وفي "معرفة السنن والآثار" (1) 459) ، والبغوي في "شرح السنة" (2107) . وعند مالك زيادة: وكان بيعاً يتبايعه أهل الجاهلية، كان الرجل يبتاع الجزور إلى أن تنتج الناقة، ثم تُنْتَج التي في بطنها. وهذه الزيادة ثم ترد عندنا ولا عند أبي داود وابن الجارود وأبي نعيم، وهم رووا الحديث من طريق مالك. قال الحافظ في "الفتح"4/357: قال الِإسماعيلي: وهو مدرج، يعني أن التفسير من كلام نافع، وكذا ذكره الخطيب في "المدرج". قلنا: مر فى الرواية رقم (4640) أن التفسير من كلام ابن عمر، وستأتي أيضاً= الحديث: 5307 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 224 5308 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ قَالَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْخِفَافَ، إِلَّا مَنْ لَا يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَيَقْطَعُهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ مَا مَسَّهُ وَرْسٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ " (1) 5309 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِيعُهُ (2) حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ " (3) 5310 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ،   = برقم (5466) . قال الحافظ: ونقل عن ابن عبد البر الجزم بأنه من تفسير ابن عمر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ"1/324، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/300 (بترتيب السندي) ، والبخاري (1542) و (5803) ، ومسلم (1) 77) ، وأبو داود (1824) ، والنسائي في " المجتبى"5/131، وفي "الكبرى" (3649) ، وابن ماجه (2929) ، والدارمي 2/32، وأبو يعلى (5805) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/135، وابن حبان (3784) ، والبيهقي 5/49، والبغوي (1976) . وقد سلف برقم (4482) ، وسيأتي مختصراً برقم (5336) . (2) في هامش (ص) و (ظ1) : يبعه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف في مسند عمر بن الخطاب برقم (396) ، وانظر (395) و (4517) و (4639) . الحديث: 5308 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 225 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ (1) ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (2) 5311 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (3) 5312 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَجُلًا لَاعَنَ امْرَأَتَهُ وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا، فَفَرَّقَ   (1) في (س) و (ظ14) وهامش (ظ1) : ثمن، وفي هامش (س) : ثمنه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ"2/831، ومن طريقه أخرجه الطيالسي (1847) ، والشافعي في " المسند"2/83 (بترتيب السندي) ، والبخاري (6795) ، ومسلم (1686) (6) ، وأبو داود (4385) ، والنسائي في "المجتبى"8/76، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"3/162، وابن حبان (4463) ، والدارقطني في "السنن"3/190، والبيهقي في "السنن"8/256، والبغوي في "شرح السنة" (2596) ، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4503) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند مالك في "الموطأ" 1/102، ومن طريقه أخرجه البخاري (877) ، والنسائي في "الكبرى" (1678) ، وفي "المجتيى"3/93، والدارمي 1/361، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/115، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/342، والبيهقي في "السنن"1/293، وفي " المعرفة" (2085) ، والبغوي في "شرح السنة" (332) . وقد سلف برقم (4466) . الحديث: 5311 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 226 رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِأُمِّهِ " (1) 5313 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، وحَدَّثَنِي حَمَّادٌ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ (2) ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (3) 5314 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف من طريق مالك برقم (4527) . ملاحظة: قد زاد الشيخ أحمد شاكر في طبعته هذا الحديث مكرراً مرتين: في الأولى عن عبد الرحمن، بهذا الِإسناد، وفي الثانية عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، بهذا الِإسناد أيضاً، ولم يرد في أي من النسخ التي عندنا، ولا ورد في النسخة الميمنية، ولا في "أطراف المسند"لابن حجر، فحذفناهما. (2) في (ظ14) : الذي تفوته العصر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد الخياط، متاِبع عبد الرحمن بن مهدي، فمن رجال مسلم. وهو في "موطأ"مالك 1/11-120 ومن طريق مالك أخرجه البخاري (552) ، ومسلم (626) (200) ، وأبو داود (414) ، والنسائي في "الكبرى" (365) ، وأبو عوانة 1/354-355، وابن حبان (1469) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/160، والبيهقي في "السنن"1/444، والبغوي (370) . وانظر ما سلف برقم (4621) . الحديث: 5313 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 227 أَنَّهُ تُصِيبُهُ جَنَابَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ نَمْ " (1) 5315 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ " (2) 5316 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ"1/450 ومن طريق مالك أخرجه البخاري (290) ، ومسلم (306) (25) ، وأبو داود (221) ، والنسائي في "الكبرى" (256) و (9056) ، وفي "المجتبى"1/140، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/127، وابن حبان (2) 13) ، والبيهقي 1/199، والبغوي في "شرح السنة" (263) . وقد سلف برقم (5056) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ"1/2020 ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (104) ، والبخاري (5031) ، ومسلم (789) (226) ، وإلنسائي في "الكبرى" (8041) ، وفي "المجتبى"2/154، والفريابي في "فضائل القرآن" (156) ، وابن حبان (764) و (765) ، والبيهقي 2/395، والبغوي (1221) . وقد سلف برقم (4665) . الحديث: 5315 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 228 بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1) 5317 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى جِنَانِهِ وَنَعِيمِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ سَنَةٍ، وَإِنَّ أَكْرَمَهُمْ عَلَى اللهِ، مَنْ يَنْظُرُ إِلَى وَجْهِهِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ": {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 23] (2) 5318 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَفَعَ الْحَدِيثَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] . قَالَ: " يَقُومُونَ يَوْمَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف من طريق مالك برقم (5285) ، وسلف برقم (4551) . (2) إسناده ضعيف جداً، ثوبر- وهو ابن أبي فاختة -، ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال الدارقطني وعلي ابن الجنيد: متروك. وأخرجه عبد بن حميد (819) ، والترمذي (2553) و (3330) ، وأبو يعلى (5712) ، والطبري 29/193، والاَجري في "الشريعة"ص 269، والبيهقي في "البعث " (432) ، والبغوي (4395) و (4396) ، وفي "التفسير"4/424 من طرق، عن إسرائيل، به. وقد سلف برقم (4623) . الحديث: 5317 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 229 الْقِيَامَةِ فِي الرَّشْحِ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ " (1) 5319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يُكْرِي أَرْضَهُ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَبَعْضَ عَمَلِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: وَلَوْ شِئْتُ قُلْتُ: عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي آخِرِ إِمَارَةِ مُعَاوِيَةَ، بَلَغَهُ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ حَدِيثٌ، فَذَهَبَ وَأَنَا مَعَهُ فَسَأَلَهُ عَنْهُ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ "، فَتَرَكَ أَنْ يُكْرِيَهَا، فَكَانَ إِذَا سُئِلَ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: زَعَمَ ابْنُ خَدِيجٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كِرَاءِ الْمَزَارِعِ " (2) 5320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ "، قَالَ: فَكَانَ نَافِعٌ يُفَسِّرُهَا: " الثَّمَرَةُ تُشْتَرَى بِخَرْصِهَا تَمْرًا بِكَيْلٍ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الترمذي (2422) و (3335) عن يحيى بن درست البصري، عن حماد بن زيد، به. وقال: حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4613) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4504) . الحديث: 5319 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 230 مُسَمًّى، إِنْ زَادَتْ فَلِي، وَإِنْ نَقَصَتْ فَعَلَيَّ " (1) 5321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَسَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا " فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ؟ يَقُولُ: إِمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَهَا وَاحِدَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ يُطَلِّقَهَا إِنْ لَمْ يُرِدْ إِمْسَاكَهَا " وَإِمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا فَقَدْ عَصَيْتَ اللهَ تَعَالَى فِيمَا أَمَرَكَ بِهِ مِنْ طَلَاقِ امْرَأَتِكَ وَبَانَتْ مِنْكَ وَبِنْتَ مِنْهَا (2) 5322 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4990) ، وانظر (4490) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4500) . قوله: وكان ابن عمر إذا سئل عن الرجل يطلق امرأته وهي حائض يقول: إما أنت طلقتها ... إلخ، قال السندي: كلمة"إما" بكسر الهمز على أن أصلها"إن" الشرطية، و"ما"الزائدة، ثم أدغمت النون في الميم، وأصل الكلام: إن كنت..، ثم حذف"كان"، فصار الضمير المتصل منفصلًا، وزيدت"ما" كالعوض عنها. الحديث: 5321 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 231 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَدَعُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: إِنِّي لَا آمَنُ أَنْ يَكُونَ الْعَامَ بَيْنَ النَّاسِ قِتَالٌ، فَلَوْ أَقَمْتَ فَقَالَ: " قَدْ حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ "، فَإِنْ يُحَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَفْعَلْ كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] ، ثُمَّ قَالَ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، ثُمَّ سَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْبَيْدَاءِ قَالَ: وَاللهِ مَا أَرَى سَبِيلَهُمَا إِلَّا وَاحِدًا، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ مَعَ عُمْرَتِي حَجًّا ثُمَّ طَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا (1) 5323 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُهِلَّ؟ قَالَ: " يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَأَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ "، قَالَ: وَيَقُولُونَ: " وَأَهْلُ الْيَمَنِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الوهَّاب: هو ابن عبد المجيد الثقفي. وقد سلف برقم (4480) . قوله: فلو أقمت فقال: قد حج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحال كفار قريش ... الخ، قال السندي: المراد بالحج هاهنا: العمرة لكونها الحج الأصغر، إذ معلوم أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان سنة الحديبية معتمراً. ولهذا أوجب ابن عمر أولا العمرة، والله تعالى أعلم. الحديث: 5323 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 232 مِنْ يَلَمْلَمَ " (1) 5324 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا نَقْتُلُ مِنَ الدَّوَابِّ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ قَالَ: " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ فِي قَتْلِهِنَّ: الْحُدَيَّةُ، (2) وَالْغُرَابُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْعَقْرَبُ " (3) 5325 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ قَالَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقَمِيصَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا الْعِمَامَةَ، وَلَا الْخُفَّيْنِ، إِلَّا أَحَدٌ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا الْبُرْنُسَ، وَلَا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ وَرْسٌ وَزَعْفَرَانٌ (4) " (5)   (1) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4455) . (2) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: الحدأة. وانظر حاشيتنا رقم (1) ، ص 109 من هذا الجزء. (3) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5091) . (4) في (ظ14) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أو زعفران. (5) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4482) . الحديث: 5324 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 233 5326 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي ثُوَيْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا مِنْ هَذَا وَدَعُوا هَذَا " (1) يَعْنِي: شَارِبَهُ الْأَعْلَى، يَأْخُذُ مِنْهُ، يَعْنِي الْعَنْفَقَةَ (2) 5327 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ قَالَ:   (1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : من هذا. (2) إسناده ضعيف جداً لضعف ثوير- وهو ابن أبي فاختة -، قال الدارقطني وعلى ابن الجنيد: متروك. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13476) ، وابن عديَ في "الكامل"2/534 من طريق عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد. ولفظه عند الطبراني: "خذوا من هذا ودعوا هذا" يعني يأخذ من عنفقته، ويدع لحيته. ولفظه عند ابن عدي:"خذوا من هذا- وأشار أبو معمر بيده إلى شاربه -، ودعو هذا - يعني العنفقة" -. وقال عقبه: ضعفه - يعني ثويرا -، جماعة كما ذكرت، وأثر الضعف بَين على رواياته. وانظر ما سلف برقم (4654) . العنفقة: قال ابن الأثير: الشعر الذي في الشفة السفلى، وقيل: الشعر الذي بينها وبين الذقن، وأصل العنفقة: خفة الشيء وقلته. وقال السندي: قوله: يعني العنفقة، كأنه تفسير لقوله: دعوا من هذا بعد تفسير قوله: خذوا من هذا. وقال الشيخ أحمد شاكر: والنص الذي هنا غير واضح تماماً، ولكن المراد منه مفهوم، أن يأخذ من شاربه الأعلى، وياع العنفقة، لأنها من اللحية أو في حكم اللحية. الحديث: 5326 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 234 كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فِي مَجْلِسِ بَنِي عَبْدِ اللهِ، فَمَرَّ فَتًى مُسْبِلًا إِزَارَهُ مِنْ قُرَيْشٍ، فَدَعَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ بَنِي بَكْرٍ، فَقَالَ: تُحِبُّ أَنْ يَنْظُرَ اللهُ تَعَالَى إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَوْمَأَ بِإِصْبَعِهِ (1) إِلَى أُذُنَيْهِ - يَقُولُ: " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ إِلَّا الْخُيَلَاءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 5328 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ " (3)   (1) في (ظ14) : بأصبعيه. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الملك - وهو ابن أبي سليمان العرزمي- ومسلم بن يناق من رجال مسلم، أسباط بن محمد: هو ابن عبد الرحمن القرشي مولاهم. وأخرجه مسلم (2085) (45) ، وأبو عهانة 5/479 من طريقين عن عبد الملك، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2085) (45) من طريقين عن مسلم بن يناق، به. وقد سلف برقم (4489) ، وسيأتي برقم (6152) . قوله:"فارفع إزارك فإني سمعت ... الخ"، كأنه أراد أن من جر إزاره يمكن أن يقع في الخيلاء، فحينئذ يخرج من محل نظر الله تعالى، فمن أراد أن لا يخرج منه ينبغي أن لا يجر أصلاً. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً لضعف ثوير وهو ابن أبي فاختة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، ومجاهد: هو= الحديث: 5328 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 235 5329 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ - وَكَانَ فِي النُّسْخَةِ الَّتِي قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَافِعٍ فَغَيَّرَهُ فَقَالَ: عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ - كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (1)   =ابن جبر المكي. وأخرجه البزار (2075) (زوائد) ، والطبراني في "الكبير" (13477) من طريقين، عن إسرائيل بن يونس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5649) . وانظر (6180) . ويشهد له حديث ابن عباس السالف برقم (1982) ، ولفظه: لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء، وقال:"أخرجوهن من بيوتكم"، فأخرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلاناً، وأخرج عمر فلاناً. وإسناده صحيح على شرط البخاري من أجل عكرمة مولى ابن عباس، وقد حُكِم على إسناده هناك بأنه صحيح على شرط الشيخين، وهو سبق قلم يستدرك من هنا. وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6875) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/287. وعن عائشة عند الحميدي (272) ، وأبي داود (4099) . وعن واثلة عند الطبراني في "الكبير"25/ (205) . قوله:"المخنثين"، المخنث: هو الذي يتشبه بالنساء، قال السندي: بفتح النون، وجُوَّز كسرها، وقيل: الأول فيمن خلق كذلك، والثاني: فيمن يَتكلفُ التشَبُّه بالنساء. والمترجلات: أي: المتشبهات بالرجال في اللباس وغيره. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند مالك في "الموطأ" 1/217 (رواية أبي مصعب الزهري) ومن طريقه= الحديث: 5329 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 236 5330 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (1) 5331 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: رَآنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَأَنَا أَعْبَثُ بِالْحَصَى فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَهَانِي وَقَالَ: اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ، قُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى، وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ، وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى   =أخرجه مسلم (1399) (518) ، والنسائي في "المجتبى، 2/37، وفي "الكبرى" (777) ، دابن حبان (1618) ، والبغوي (458) . وقد ذكر الإمام أحمد أن نسخة "الموطأ" التي كان يقرؤها على عبد الرحمن بن مهدي كان فيها مالك، عن نافع، فغيرها عبد الرحمن بن مهدي إلى عبد الله بن دينار. لكن ستأتي رواية مالك عن نافع في الرواية الآتية عقب هذه، فقد روى مالك الحديث من الطريقين، وكلاهما صحيح. وقد سلف برقم (4485) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إسحاق بن عيسى، وهو ابن الطباع، فمن رجال مسلم. وهو في "الموطأ"1/167 (رواية يحيى بن يحيى الليثي) . وقد سلف برقم (4485) ، وانظر (5329) . الحديث: 5330 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 237 عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى " (1) 5332 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " (2) 5333 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ آلِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق - وهو ابن عيسى ابن الطباع -، وعلي بن عبد الرحمن المعاوي، فمن رجال مسلم. وهو عند مالك في "الموطأ" 1/88، ومن طريقه أخرجه مسلم (580) (1) 6) ، وأبو داود (987) ، والنسائي في "المجتبى" 3/36-37، وأبو عوانة 2/223، وابن حبان (1942) ، والبيهقي في "السنن"2/130، والبغوي في "شرح السنة" (675) . وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى"2/236-237، وابن خزيمة (719) ، وأبو عوانة 2/224 و226، وابن حبان (1947) ، والبيهقي في "السنن"2/132 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن مسلم، به. وقد سلف بنحوه برقم (5043) ، وانظر (4575) (6153) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/1290 ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (81) ، وفي "المسند" 1/101، والبخاري (645) ، ومسلم (650) (249) ، والنسائي في "الكبرى" (911) ، وفي "المجتبى"2/103، وأبو عوانة 2/3، والطحاوي في "المشكل" (1100) و (1101) ، وابن حبان (2052) و (2054) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/356، والبيهقي 3/59، والبغوي (784) و (785) . وقد سلف برقم (4670) . الحديث: 5332 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 238 قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَجِدُ صَلَاةَ الْخَوْفِ فِي الْقُرْآنِ وَصَلَاةَ الْحَضَرِ، وَلَا نَجِدُ صَلَاةَ السَّفَرِ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَعْلَمُ شَيْئًا، فَإِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ " (1) 5334 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي السَّفَرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ " (1)   (1) صحيح، وهذا إسناد لم يُقِمه الإمام مالك - كما قال ابن عبد البر في "التمهيد"11/161- لأنه لم يسم الرجل الذي سأل ابن عمر، وأسقط من الإسناد رجلاً، والرجل الذي لم يسمه: هو أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وهذا الحديث يرويه ابن شهاب، عن عبد الله بن أبي بكربن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أمية بن عبد الله بن خالد بن عبد الله بن أسيد، عن ابن عمر. وسيأتي برقم (5683) من طريق الليث بن سعد، وبرقم (6353) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أمية بن عبد الله بن خالد. وحديث مالك هذا في "موطئه"1/145-140 وانظر ما سلف برقم (4704) . (1) الإسناد الأول صحيح على شرط الشيخين، والإسناد الثاني على شرط مسلم، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وإسحاق: هو ابن عيسى ابن الطباع. وهو من رجال مسلم. وهو في " الموطأ"1/151. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/66، ومسلم (700) (37) ، والنسائي 1/244 و2/61، وأبو عوانة 2/343، والبيهقي في "السنن"2/4، وفي "معرفة= الحديث: 5334 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 239 5335 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى بُصَاقًا فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ فَحَكَّهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى " قَالَ إِسْحَاقُ فِي حَدِيثِهِ: بُصَاقًا (1) 5336 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا بِزَعْفَرَانٍ أَوْ وَرْسٍ وَقَالَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (2)   = السنن والآثار" (2888) . وقد سلف برقم (5062) . (1) إسناداه صحيحان، الأول - وهو طريق عبد الرحمن بن مهدي - على شرط الشيخين، والثاني - وهو طريق إسحاق بن عيسى ابن الطباع - على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى من رجاله. وهو في "موطأ مالك" 1/194، ومن طريقه أخرجه البخاري (406) ، ومسلم (547) (50) ، والنسائي 1/52، وأبو عوانة 1/403، والبيهقي 2/293، والبغوي (494) ورواية غير إسحاق في "المسند": رأى نخامةً، انظر الرواية (4509) ومكرراتها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 5335 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 240 5337 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: بَيْدَاؤُكُمْ هَذِهِ الَّتِي تَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا " مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنْ عِنْدِ الْمَسْجِدِ " يَعْنِي مَسْجِدَ ذِي الْحُلَيْفَةِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ مَالِكٍ (1)   = وهو في "الموطأ"1/324، ومن طريق الإمام مالك أخرجه الشافعي في "الأم" 2/147، وفي "المسند"1/301، وا لبخاري (5852) ، ومسلم (1) 77) (3) ، وا بن ماجه (2930) و (2932) ، والنسائي في " الكبرى" (3646) ، وفي "المجتبى" 5/129، وابن حبان (3787) ، والبيهقي في "السنن" 5/50، وفي "معرفة السنن والآثار" (9613) ، وأورده بعضهم مختصراً. وسيأتي برقم (5427) ، وانظر (4482) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة. وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وهو عند مالك في "الموطأ"1/332، ومن طريقه أخرجه البخاري (1541) ، ومسلم (1186) (23) ، وأبو داود (1771) ، والنسائي في "المجتبى" 5/162-163، وفي "الكبرى" (3738) ، والطحاري في "شرح معاني الآثار" 2/122، وابن حبان (3762) ، والبيهقي في "السنن"5/38، والبغوي في "شرح السنة" (1869) . وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/122 من طريق وهيب بن خالد، عن موسى بن عقبة، به. وقد سلف برقم (4570) . الحديث: 5337 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 241 5338 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ مِنْ أَصْحَابِكَ مَنْ يَصْنَعُهَا، قَالَ: مَا هُنَّ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ لَا تَمَسُّ مِنَ الْأَرْكَانِ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الْهِلَالَ، وَلَمْ تُهْلِلْ (1) أَنْتَ حَتَّى يَكُونَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " أَمَّا الْأَرْكَانُ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَسُّ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ، وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا، وَأَمَّا الصُّفْرَةُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ بِهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا، وَأَمَّا الْإِهْلَالُ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ نَاقَتُهُ " (2) 5339 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) في (ظ14) : تُهِل. وذكرت في هامش (س) و (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وعبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وعبيد بن جريج: هو التيمي. وقد سلف برقم (4672) . الحديث: 5338 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 242 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ (1) ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (2)   (1) في (ظ14) : وعبد. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، مختلف فيه، فقد وثقه ابنُ معين، وقال أحمد: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صالح، وقال النسائي: لا بأس به، وقال يعقوب بن سفيان: لين الحديث، وقال ابن عدي: له أحاديث غرائب حسان، وأرجو أنها مستقيمة، وإنما يهم عندي في الشيء بعد الشيء، فيرفع موقوفاً أو يصل مرسلًا، لا عن تعمْد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في "خلق أفعال العباد"، وهو ثقة. وأخرجه ابنُ عبد البر في "التمهيد"14/318 من طريق يحيى بن أيوب البغدادي، عن سعيد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/410-411، والبيهقي 4/166 من طريق إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، والحاكم 1/410-411، والدارقطني 2/145 من طريق زكريا بن يحيى بن صبيح، كلاهما عن سعيد بن عبد الرحمن، به. وفيه: أو صاعاً من بر، بدلاً من: أو صاعا من شعير. قال البيهقي: وذِكْرُ البُر فيه ليس بمحفوظ. وقوله:"من المسلمين": مرت هذه الزيادة من رواية مالك برقم (5303) . قال أبو داود عقب حديث رقم (1612) : ورواه سعيد الجمحي عن عبيد الله، عن نافع، قال فيه:"من المسلمين"، والمشهور عن عبيد الله ليس فيه:"من المسلمين".= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 243 5340 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1) 5341 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ،   = قلنا: قد سلف طريق عبيد الله برقم (5174) ، وانظر (4486) ، وسيكرر برقم (6214) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق، وهو المروزي، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة من أصحاب عبد الله بن المبارك. عبد اللُه: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9676) ، وفي "المجتبى"8/206، وأبو عوانة 5/475 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5790) من طريق عبد الرحمن بن خالد، عن الزهري، به. وقال البخاري: تابعه يونس عن الزهري. قلنا: ستذكر شواهده عند حديث عبد الله بن عمرو رقم (7074) . وانظر (4489) . قوله: فهو يتجلجل في الأرض، قال السندي: أي: يغوص في الأرض حين يخسف به، والجلجلة: حركة مع صوت، وقيل: روي يتلجلج، أي: يتردد، قيل: ومو يحتمل كونه من هذه الأمة، وسيقع بعدُ، أو من الأمم السابقة، قيل: وهو الصحيح. الحديث: 5340 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 244 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، تُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَصَلِّ رَكْعَةً تُوتِرُ لَكَ مَا قَبْلَهَا " (1) 5342 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قَالَ: " لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ "، وَتَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ (2) 5343 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، وَقَالَ: مَرَّةً حَيْوَةُ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،   (1) إسناده جيد وهو مكرر (5103) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يَعْمَرِ بنِ بِشْرٍ وهو الخراساني، من كبار أصحاب عبد الله بن المبارك، وهو من رجال"التعجيل"، وثقه ابن المديني، ومحمد بن حمدويه، والدارقطني، وقال أحمد: ما أرى كان به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع، معمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم. وأخرجه البخاري (3380) عن محمد بن مقاتل، والبغوي في "شرح السنة" (4165) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (1624) ، ومن طريقه البخاري (4419) ، والبيهقي في "السنن"2/451 عن معمر، به. وقد سلف برقم (4561) . الحديث: 5342 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 245 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، لِكَثْرَةِ اللَّعْنِ وَكُفْرِ (1) الْعَشِيرِ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ، أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ ". قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: " أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ: فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ فَهَذَا نُقْصَانُ (2) الْعَقْلِ، وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ لَا تُصَلِّي وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ فَهَذَا نُقْصَانُ (3) الدِّينِ " (4)   (1) في (ظ14) : وتكفير، وليس لها وجه. (2) في (ظ14) وهامش (ص) و (ظ1) : فهو من نقصان. (3) في (ظ14) : فهذا من نقصان. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حيوة: هو ابن شريح المصري، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. وقوله في الحديث: وقال مرة: حيوة، قال الشيخ أحمد شاكر: الراجح عندي أنه لا يريد به أن هارون بن معروف رواه مرة عن ابن وهب، ومرة عن حيوة بن شريح، فإن هارون بن معروف لم يدرك حيوة، هارون ولد سنة (157) ، وحيوة مات سنة (158) أو (159) . وإنما المراد أن ابن وهب كان يرسل الحديث تارة فيذكره عن ابن الهاد ولا يذكر الواسطة، ويصله تارة أخرى فيذكر الواسطة بينهما، وهو حيوة بن شريح، ويؤيد هذا أنه رواه عن ابن الهاد بواسطة أخرى، ففي إحدى روايتي مسلم للحديث من طريق ابن وهب، عن بكر بن مضر، عن ابن الهاد. وأخرجه مسلم (79) (132) ، وابن ماجه (4003) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2727) ، والبيهقي في "السنن"10/148، وفي "الشعب" (29) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 246 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه أبو داود (4679) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2727) ، والبيهقي في "الشعب" (5168) من طريق بكر بن مضر، عن يزيد بن الهاد، به. ورواية أبي داود مختصرة. وفي الباب عن ابن مسعود سلف في "المسند" برقم (3569) ، وذكرنا عنده بقية أحاديث الباب. قوله:"يا معشر النساء"، قال السندي: المعشر: الطاثفة التي يشملها وصف، كالنوع والجنس ونحوه. "تصدقن": الظاهر أنه أمر ندب بالصدقة النافلة، لأنه خطاب بالحاضرات، وبعيد أنهن كلهن ممن فرض عليهن الزكاة، ويدل على الندب قوله:"وأكثرن"وهو أمر من الإكثار، أي: أكثرن في الصدقة، إذ هو أمر ندب قطعاً. والخطاب في "رأيتكن" للجنس، لا للحاضرات، إذ لا يمكن أن تكون الحاضرات أكثر أهل النار، بل المرجو أنهن كلهن من أهل الجنة ابتداءً، والمراد: أني رأيت جنس النساء أكثر أهل النار، أي: فالخوف عليكن أشد، فينبغي لكُن تخليص أنفسكن عن المهلكة بالصدقة. "وكفر العشير"، أي: إنكار إحسان الزوج. "أغلب لذي لُب"، أي: لذي عقل خالص. "قالت"، أي: قائلة منهن. "وما نقصان العقل"، أي: وما دليل ذلك؟ أي: أي دليل يتبين به نقصان عقل النساء ودينهن؟ فاستدل على نقصان العقل بما ترتب عليه من كون شهادة المرأة كنصف شهادة الرجل، فإن لهذا مترتب على نقصان عقلهن ومسبَب عنه، لا أنه علة له، واستدل على نقصان دينهن بما هو سبب له، فإن مكثهن الليالي بلا صلاة وصوم سبب لنقصان دينهن، فالدليل الأول إنًي، والثاني لِمي، ولكن مطلق الدليل يشملهما، ومن هنا ظهر أنه لا ينبغي أن يكون السؤال عن سبب النقصان، إذ لا يوافقه الجواب في بيان نقصان العقل.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 247 5344 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، الْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ، وَالْيَدُ السُّفْلَى السَّائِلَةُ " (1) 5345 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى   = وقوله:"وتمكث الليالي"عطف على شهادة امرأتين، فيمكن أن ينصب بتقدير أن، فإن قلت: كيف يكون ترك الصلاة والصوم سبباً لنقصان الدين حالة الحيض مع أنه من الدين، وهي مكلفة به، ولو صلت وصامت لكانت عاصية؟ قلت: لا يلزم من ذلك أن يكون ترك الصلاة مثل الصلاة في الأجر، ويكفي في نقصان الدين أن يكون ترك الصلاة في الأجر دون الصلاة، فليتأمل. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب - وهو ابن زياد الخراساني -، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة. عبدُالله: هو ابن المبارك، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن حبان (3364) ، والبيهقي 4/198، والخطيب في "تاريخه" 3/435 من طريقين عن موسى بن عقَبة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/998، ومن طريقه أخرجه البخاري (1429) ، ومسلم (1033) ، وأبو داود (1648) ، والنسائي في "المجتبى" 5/61، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1231) ، والبيهقي في "السنن"4/197، وفي "الشعب" (3505) ، والبغوي في "شرح السنة" (1614) عن نافع، به. وأخرجه مختصراً ابن حبان (3361) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1230) و (1260) من طريق عبد الله بن دينار، به. وانظر (4474) ، وسيأتي برقم (5728) و (6039) . الحديث: 5344 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 248 قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ " (1) 5346 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ " فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد، وهو الليثي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب، وهو ابن زياد الخراساني، فقد أخرج له ابن ماجه، وهو ثقة. وعبد الله: هو ابن المبارك، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابنُ زنجويه في "الأموال" (2396) من طريق علي بن الحسن، عن ابن المبارك، به. وفيه زيادة: وكان عبد الله يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين، وهذه الزيادة أخرجها بنحوها مالك في "الموطا"1/285 بلفظ: إن عبد الله بن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تُجمع عنده قبل الفطر بيومين، أو ثلاثة. وأخرجه البخاري (1503) ، وأبو داود (1612) ، والنسائي في "المجتبى" 5/48، وابن حبان (3303) ، والدارقطني في "السنن"2/139-140 و153، والبيهقي في "السنن"4/162، والبغوي في "شرح السنة" (1594) من طريق عمر بن نافع، والدارقطني 2/153 من طريق سعيد بن عبد الله، وابن زنجويه (2397) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 131، والبيهقي 4/175 من طريق أبي معشر، ثلاثتهم عن نافع، به. وعند أبي معشر زيادة: ثم يقسمه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المساكين، وقال:"أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم"، وأبو معشر- وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي-: ضعيف. وسيأتي برقم (6389) و (6429) و (6467) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتْاب - وهو ابن زياد الخراساني -، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة، عبد الله: هو ابن المبارك، وسالم:= الحديث: 5346 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 249 5347 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَنْ (1) سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَكْثَرُ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْلِفُ بِهَذِهِ الْيَمِينِ يَقُولُ: " لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ " (2) 5348 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، (3) أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ (4) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّقَ بِالْخَيْلِ وَرَاهَنَ " (5)   = هو ابن عبد الله بن عمر. وقد سلف برقم (4904) ، وانظر (4523) . (1) لفظ:"عن، لم يرد في (ق) ولا (ظ1) ولا (م) ، ولافي طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب، وهو ابن زياد الخراساني، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه البخاري (6617) و (7391) ، وأبو داود (3263) ، والترمذي (1540) ، والنسائي في "الكبرى" (7713) ، وأبو نعيم في "الحلية"8/172 و9/38 من طرق، عن عبد الله بن المبارك، به. وقد سلف برقم (4788) . (3) عبارة: "حدثنا عبد الله"سقطت من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) في (س) و (ظ14) وهامش (ظ1) : عبد الله، وهو خطأ، انظر"أطراف المسند"3/553، وجاء في هامش (س) : عبيد الله. (نسخة) وهو الصواب. تنبيه: تحرف في "أطراف المسند" عند هذا الحديث"عتاب"إلى:"عفان"، وخفي ذلك على محققه، فقال: لم أجده، واستدرك رواية عتاب في هامشه. (5) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب، وهو ابن زياد= الحديث: 5347 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 250 5349 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ يَعْنِي السُّكَّرِيَّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صَدَقَةَ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَاتُّخِذَ لَهُ فِيهِ بَيْتٌ (1) مِنْ سَعَفٍ، قَالَ: فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: " إِنَّ الْمُصَلِّيَ يُنَاجِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ بِمَا يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ " (2)   = الخراساني، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة. وسيأتي بنحوه برقم (5656) . وانظر (4487) . وقد أشار الحافظ في "الفتح"6/72 إلى رواية أحمد هذه، وقال: من رواية عبد الله - المكبر - عن نافع، عن ابن عمر، وذكر هذا المتن. قلنا: هي هنا من رواية عبيد الله بن عمر - المصغر-. أما رواية المكبر فسترد برقم (5656) ، وهي بلفظ: وأعطى السابق. وانظر (4487) . قوله:"وراهن"، قال السندي: هو أن يجعل للسابق جُعلًا على سَبْقِه، وهذا جائز لكونه من باب قوله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) [الأنفال: 60] . (1) في (ق (4"ظ1) وهامش (س) : فيه قبة. (2) حديث صحيح. ابن أبي ليلى، واسمه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى - وإن كان سيىء الحفظ -، قد تابعه معمر بن راشد فيما سلف برقم (4928) ، وباقي رجاله ثقات. عتاب: هو ابن زياد الخراساني، وأبو حمزة السكري: هو محمد بن ميمون المروزي، وصدقة المكي: هو صدقة بن يسار الجزري المكي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/488 عن علي بن هاشم، والبزار (726) من طريق عبيد الله بن موسى، وابن خزيمة (2237) من طريق مالك بن سعير، ثلاثتهم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، بهذا الإسناد.= الحديث: 5349 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 251 5350 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَنَ بَيْنَ حَجِّهِ (1) وَعُمْرَتِهِ، أَجْزَأَهُ (2) لَهُمَا طَوَافٌ وَاحِدٌ " (3)   = وسيأتي برقم (6127) ، وأما أوله فسيأتي برقم (6172) من طريق نافع، عن ابن عمر. (1) في هامش (س) و (ظ1) : حجته. (2) في (ق) : أجزأ. (3) صحيح موقوفاً بهذا اللفظ، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن الدراوردي - واسمه عبد العزيز بن محمد - حديثه عن عبيد الله بن عمر منكر كما قال النسائي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب تفرد به الدراوردي، وقد رواه غير واحد عن عبيد الله بن عمر ولم يرفعوه، وهو أصح. وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" 13/256، رقم الفقرة (18763) : وهذا الحديث لم يرفعه أحد عن عبيد الله غير الدراوردي عن عبيد الله، وغيره أوقفه على ابن عمر. وأخرجه الدارمي 2/43، وابن ماجه (2975) ، والترمذي (948) ، وابن الجارود (460) ، وابن خزيمة (2745) ، والطحاوي 2/197، وابن حبان (3915) و (3916) ، والدارقطني 2/257، والبيهقي 5/107 من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/197 من طريق هشيم، عن عبيد الله، به موقوفاً. وأخرج ابن ماجه (2972) من طريق ليث بن أبي سليم، عن عطاء وطاووس ومجاهد، عن جابر بن عبد الله وابن عمر وابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يطف هو وأصحابه لعمرتهم وحجتهم إلا طوافاً واحداً.= الحديث: 5350 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 252   = وقد سلف برقم (4964) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف طوافا واحداً لإقرانه، وسيأتي برقم (6391) أن ابن عمر حين أهلّ قال: ما شأن العمرة والحج إلا واحداً، أشهدكم أني قد أوجبت حجاً مع عمرتي، وأهدى هديا اشتراه بقديد، فانطلق حتى قدم مكة، فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم يزد على ذلك، ثم ينحر وثم يحلق وثم يقصر، وثم يحلل من شيء كان أحرم منه حتى كان يوم النحر، فنحر وحلق، ثم رأى أن قضى طوافه للحج والعمرة ولطوافه الأول، ثم قال: هكذا صنع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهاتان روايتان صريحتان في أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف في حجته طوافاً واحداً. وقد خالف ذلك سياقُ الرواية الآتية برقم (6247) ، ففيها أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طاف حين قدم مكة، وطاف بعدما قضى حجه ونحر هديه، ثم حل بعد طوافه الثاني. قال ابن القيم في "تهذيب السنن"2/382-383: اختلف العلماء في طواف القارن والمتمتع على ثلاثة مذاهب: أحدها: أن على كل منهما طوافين وسعيين، روي ذلك عن علي وابن مسعود، وهو قول سفيان الثوري، وأبي حنيفة، وأهل الكوفة، والأوزاعي، وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد. الثاني: أن عليهما كليهما طوافا واحداً وسعياً واحداً، نص عليه الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله، وهو ظاهر حديث جابر. الثالث: أن على المتمتع طوافين وسعيين، وعلى القارن سعي واحد، وهذا هو المعروف عن عطاء وطاووس والحسن، وهو مذهب مالك والشافعي وظاهر مذهب أحمد. قلنا: وفي "الموطأ"1/410، والبخاري (1556) و (1638) ، ومسلم (1211) من حديث عائشة، قالت: فطاف الذين أهلوا بالعمرة من البيت، وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى، وأما الذين كانوا أهلوا بالحج، أو جمعوا الحج والعمرة، فإنما طافوا طوافاً واحداً.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 253 5351 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي، إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ " قَالَ مُوسَى: قُلْتُ: لِسَالِمٍ أَذَكَرَ عَبْدُ اللهِ، مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ؟ قَالَ: " لَمْ أَسْمَعْهُ ذَكَرَ إِلَّا ثَوْبَهُ " (1)   = وأخرح البخاري (1572) تعليقاً بصيغة الجزم من حديث ابن عباس أنه سئل عن متعة الحج، فقال: أهل المهاجرون والأنصار وأزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع، وأهللنا، فلما قدمنا مكة، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي"، فطفنا بالبيت والصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال:"من قلد الهدي، فإنه لا يحل له حتى يبلغ الهدي محله"، ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج، فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت، وبالصفا والمروة، فقد تم حجنا ... ووصله الِإسماعيلي في "مستخرجه "، ومن طريقه البيهقي 5/23. وإسناده صحيح. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب - ومو ابن زياد الخراساني- فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة، ومو متابع. وأخرجه البخاري (3665) ، وابنُ عبد البر في "التمهيد"3/249 من طريق محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك، به. وأخرجه البخاري (5784) و (6062) ، وأبو داود (4085) ، والنسائي في "المجتبى"8/208، والطبراني في "الكبير" (13174) ، والبيهقي في "السنن" = الحديث: 5351 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 254 5352 - حَدَّثَنَا (1) عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (2) 5353 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّقَنَاةَ، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ، فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا، مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ يُسَلِّطُ اللهُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ، فَيَقْتُلُونَهُ وَيَقْتُلُونَ شِيعَتَهُ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودِيَّ، لَيَخْتَبِئُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَوِ الْحَجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرَةُ لِلْمُسْلِمِ: هَذَا يَهُودِيٌّ تَحْتِي فَاقْتُلْهُ " (3)   = 2/243 من طرق عن موسى بن عقبة، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13178) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سالم، وقد سلف بنحوه برقم (4489) ، وسيأتي برقم (5816) و (6203) . (1) في (ظ14) : حدثناه. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق، وهو المروزي فقَد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك. وسيأتي متنه برقم (6204) . وسلف برقم (5351) ، وانظر (4489) . (3) إسناده ضعيف، فيه محمد بن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن.= الحديث: 5352 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 255 5354 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ اسْتَغْفَرَ مِائَةَ مَرَّةٍ، ثُمَّ (1) يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ   = وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13197) من طريق عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي قتال اليهود فقط بأسانيد صحيحهَ برقم (6032) و (6147) و (6186) و (6366) من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه. ولبعض حديث ابن إسحاق شواهد من حديث جابر، سيرد 3/292 و367-368. ومن حديث عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/2160 ومن حديث سمرة، سيرد 5/160 ومن حديث أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه (4077) . ومن حديث حذيفة عند ابن منده في "الإيمان" (1033) ، وأسانيد هذه الأحاديث كلها ضعيفة. ويشهد لقَتال اليهود فقظ حديث أبي هريرة، سيرد 2/398، وهو صحيح. قوله: "في هذه السَبَخَة"، قال السندي: هي بفتحات: أرض تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. "بمر قناة ": هو واد بالمدينة، وقد يقال فيه: وادي قناة، وهو غير مصروف. "إلى حَمِيمِه "في " القاموس": الحميم: القريب، وقد يكون الحميم للجمع والمؤنث. (1) لفظ:"ثم"لم يرد في (ظ14) . الحديث: 5354 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 256 عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، (1) أَوْ إِنَّكَ تَوَّابٌ غَفُورٌ " (2) 5355 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ قَالَ: وَقَالَ عَطَاءٌ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالْمَاءُ يَجْرِي عَلَى اللُّؤْلُؤِ، وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ " (3)   (1) في (ظ14) وهامش (س) و (ظ1) : الغفور. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن زهيراً - وهو ابن معاوية - روى عن أبي إسحاق بأخرة بعدما تغير، وله رواية عنه في "الصحيحين"، وجوَد هذا الإسناد الحافظ ابن حجر في "الفتح"11 /101. وأخرجه عبد بن حميد (810) عن مالك بن إسماعيل، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (459) من طريق حسين بن عياش، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (627) ، والطبراني في "الكبير" (13532) ، من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي، عن يونس بن خباب، عن مجاهد، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن يعلى ويونس بن خباب، ثم إن يونسَ روى لهذا الخبر عن أبي الفضل أو ابن الفضل عن ابن عمر، حدث به عنه كذلك شعبة فيما يأتي برقم (5564) . وانظر ما سلف برقم (4726) . (3) حديث قوي، وهذا إسناد فيه ضعف، فإن عطاء - وهو ابن السائب - قد اختلط، وراويه عنه هنا ورقاء بن عمر اليشكري، وهو ممن روى عنه بعد الاختلاط، لكن سيأتي برقم (5913) من طريق حماد بن زيد، وهو ممن روى عن= الحديث: 5355 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 257 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عطاء بن السائب قبل الاختلاط. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/440 و13/144، وهناد في "الزهد" (132) ، والترمذي (3361) ، وابن ماجه (4334) ، والطبري في "تفسيره"30/324، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (326) ، والبغوي في "شرح السنة" (4341) من طريق محمد بن فضيل، وحسين المروزي في زوائده على"زهد ابن المبارك" (1613) ، والطبري 30/320 من طريق هشيم، وهناد في "الزهد" (131) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، والدارمي 2/337 -338 من طريق أبي عوانة، والطبري 30/320 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو نعيم (326) من طريق سعيد بن زيد، كلهم عن عطاء بن السائب، بهذا الِإسناد. وروايتا هشيم وأبي الأحوص موقوفتان، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأورده السيوطي في "الدر المنثور"8/648، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. وأخرج الطبراني في "الكبير" (13306) من طريق عكرمة مولى ابن عباس، أراه عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"الكوثر نهر في الجنة". وسيأتي الحديث برقم (5913) و (6476) . وفي الباب عن ابن مسعود سلف في "المسند" ضمن حديث طويل برقم (3787) ، وسنده ضعيف. وعن عائشة عند البخاري (4965) ، وسيأتي 6/2810 وعن أنس بن مالك، وسيأتي 3/2360 وعن ثوبان، وسيأتي 5/2830 قوله: " الكوثر"، قال السندي: أي المذكور في قوله تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) ، وقيل: هذا تفسير بالمثال، وإلا فالكوثر مبالغة الكثير، والمراد الخير الكثير البالغ غايته. "حافتاه" أي: جانباه، وحافة الطريق بخفهَ فاء: جانبه. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 258 5356 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ فِي الرَّأْسِ " (1) 5357 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ " وَيَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا، إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ (2) أَحَدُهُمَا " وَكَانَ يَقُولُ: " لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ سِتٌّ: يُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَنْصَحُهُ إِذَا غَابَ، وَيَشْهَدُهُ (3) وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَتْبَعُهُ إِذَا   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، وهو المدائني، فمن رجال مسلم، ورقاء: هو ابن عمر اليشكري. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/508، وابن ماجه (3638) ، والبيهقي في "السنن، 5/309، والخطيب في "تاريخه"9/25 و26، من طريق شعبة، عن عبد الله بن دينار، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4473) . (2) في (س) و (ص) و (ظ14) وهامش (ظ1) : يحدث، وفي هامش (س) و (ص) : يحدثه. نسخة. (3) في (ظ14) : أو يشهده. الحديث: 5356 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 259 مَاتَ " " وَنَهَى عَنْ هِجْرَةِ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ " (1)   (1) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأخرج القطعة الأخيرة منه:"ونهى عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث"مسلم (2561) من طريق الضحاك بن عثمان بن عبد الله الأسدي الحزامي، عن نافع، بهذا الإِسناد. وأخرجها القضاعي في "مسند الشهاب" (882) من طريق أنس بن عياض، عن إبراهيم بن أسيد بن أبي أسيد، عن نافع، به. وأوردها الهيثمي في "المجمع"8/67، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" بإسنادين، أحدهما ضعيف، وفي الاَخر إبراهيم بن أبي أسيد، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وانظر ما سيأتي برقم (5646) . وللحديث شاهد من حديث رجل من بني سليط، ولفظه:"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، التقوى هاهنا"،قال حماد (وهو ابن سلمة) - وقال بيده إلى صدره -:"وما تواد رجلان في الله عز وجل فتفرق بينهما إلا بحدث يحدثه أحدهما، والمحدث شر، والمحدث شر، والمحدث شر!. وسيأتي في "المسند" 5/71. ولقوله:"المسلم أخو المسلم ... "شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2564) ، وسيأتي 2/3110 وشاهد ثان من حديث واثلة بن الأسقع، وسيأتي 3/491، وإسناده ضعيف. وثالث من حديث سويد بن حنظلة، وسيأتي 4/79، وصححه الحاكم 4/299-300، ووافقه الذهبي. ورابع من حديث عمرو بن الأحوص عند الترمذي (3087) ، وقال عنه الترمذي: حسن صحيح. ولقوله:"والذي نفس محمد بيده، ما تواد اثنان ... "شاهد من حديث أنس= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 260 5358 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي، أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1)   = عند البخاري في "الأدب المفرد" (401) ، وسنده حسن في الشواهد. ولقوله:"للمرء المسلم على أخيه من المعروف ست ... "شاهد من حديث علي، وقد سلف برقم (673) . وشاهد ثان من حديث أبي هريرة عند مسلم (2162) ، وسيأتي في "المسند" 2/372 و412. وثالث من حديث أبي أيوب الأنصاري عند البخاري في "الأدب المفرد" (922) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (531) و (3034) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4076) . وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحديثه يصلح للمتابعات. ورابع من حديث أبي مسعود الأنصاري بلفظ:"للمسلم على المسلم أربع خلال: يعوده إذا مرض، ويشهده إذا مات، ويشمته إذا عطس، ويجيبه إذا دعاه"، صححه ابن حبان (240) ، وسيأتي في "المسند"5/273. ولقوله:"ونهى عن هجرة المسلم أخاه فوق ثلاث": شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1519) ، وذكرنا عنده شواهده الأخرى، ونزيد عليها هنا حديث المسوربن مخرمة، وسيأتي 4/327. قوله:"المسلم أخو المسلم"، قال السندي: حث له في ما سيأتىِ من أنه لا يظلمه ولا يخذله، والخذلان: ترك العون من حد "نَصَرَ"، أي: إن وقع في أمر يحتاج فيه إلى نصر فلا يترك عونه. وقوله:"ما توادّ اثنان"، قال: من المودة، يريد أن المودة بين المسلمين خير، لا يقطعها إلا شؤم الذنوب. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر- وهو ابن= الحديث: 5358 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 261 5359 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ بِمَكَّةَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ مَعَهُ، فَقَالَ أَبِي: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مَثَلَ الْمُنَافِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالشَّاةِ بَيْنَ الرَّبِيضَيْنِ مِنَ الْغَنَمِ، إِنْ أَتَتْ هَؤُلَاءِ نَطَحَتْهَا، وَإِنْ أَتَتْ هَؤُلَاءِ نَطَحَتْهَا "، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ فَأَثْنَى الْقَوْمُ عَلَى أَبِي خَيْرًا أَوْ مَعْرُوفًا فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَا أَظُنُّ صَاحِبَكُمْ إِلَّا كَمَا تَقُولُونَ، وَلَكِنِّي شَاهِدٌ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ قَالَ: " كَالشَّاةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ "، فَقَالَ: هُوَ سَوَاءٌ، فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُهُ (1) 5360 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَابَيِ الْمَكِّيُّ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِهِ، فَقَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ تَحِيَّةَ الصَّلَاةِ كَمَا كَانَ   = حفص بن عاصم العمري -، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطيالسي (1826) ، وعبد الرزاق (9136) ، وابن أبي شيبة 2/371 من طريق عبد الله بن عمر العمري، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4646) . (1) إسناده ضعيف لضعف الهذيل بن بلال، وهو المدائني الفزاري، وهو من رجال"التعجيل"، وبقية رجاله ثقات. خلف بن الوليد: هو العتكي الجوهري، وابن عبيد: هو عبد الله بن عبيد بن عمير المكي. وقد سلف نحوه برقم (4872) . وحديث ابن عمر المرفوع سلف بإسناد صحيح برقم (5079) . الحديث: 5359 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 262 رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا، فَتَلَا عَلَيَّ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ " يَعْنِي قَوْلَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فِي التَّشَهُّدِ (1) 5361 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ: لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ (2) مَا فَعَلْتُ، قَالَ: فَقَالَ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن بأبي المكي، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/263 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرج نحوه أبو داود (971) ، والطحاوي 1/263، والبيهقي 2/139 من طريق علي بن نصر الجهضمي، والطحاوي 1/264 من طريق معاذ بن معاذ، كلاهما عن شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عمر، رفعه علي ووقفه معاذ. وأخرجه موقوفاً مالك في "الموطأ" 1/91، ومن طريقه البيهقي 2/142 عن نافع، عن ابن عمر. وأخرجه كذلك الطحاوي 1/261 من طريق ابن جريج، عن نافع. وذكر الدارقطني في "العلل"4/ورقة 77 أن الموقوف هو المحفوظ! وأخرج الطحاوي 1/264، والدارقطني في "العلل"من طريق زيد العَمَي، عن أبي الصديق الناجي، عن ابن عمر، قال: كان أبو بكر رضي الله عنه يعلمنا التشهد على المنبر كما يعلم المعلم الغلمانَ في الكتاب ... وزيد العمي ضعيف. وحديث أبي موسى الأشعري المشار إليه عند المصنف، سيرد في مسنده 4/409. وْقد سلف التشهد من حديث ابن عباس برقم (2665) . ومن حديث ابن مسعود برقم (3622) . وفي الباب أيضاً عن جابر عند ابن ماجه (902) ، والنسائي 2/243 و3/43. (2) في (س) و (ص) و (ظ14) : إلا الله، وفي هامش (س) و (ص) : إلا هو. (نسخة) . الحديث: 5361 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 263 لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: قَدْ فَعَلَ، وَلَكِنْ قَدْ غُفِرَ لَهُ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ حَمَّادٌ: لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ بَيْنَهُمَا رَجُلٌ يَعْنِي - ثَابِتًا (1)   (1) إسناده ضعيف لانقطاعه ما بين ثابت - وهو البناني - وبين ابن عمر، كماَ صرح بذلك حماد بن سلمة، ورجاله ثقات رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم. وأخرجه أبو يعلى (5690) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (857) ، والبيهقي 10/37 من طريق يحيى بن ادم، والطحاوي في "مشكل الآثار" (452) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه عبد بن حميد (1376) ، والبزار (3068) ، وأبو يعلى (3368) ، والبيهقي 10/37 من طريق الحارث بن عبيد أبي قدامة، عن ثابت البناني، عن أنس بنحوه. وقال البيهقي: وروي من حديث ثابت، عن أنس، وليس بالقوي. وسيأتي الحديث بالأرقام (5380) و (5986) و (6102) . وانظر الحديث (2280) في مسند ابن عباس. قوله:"قال لرجل فعلت كذا وكذا، قال: ما فعلت"الخ، قال السندي: الظاهر أن هذا الحديث هو الذي سبق في مسند ابن عباس (2956) ، وفيه أن رجلين اختصما، فحلف المدعى عليه بالله الذي لا إله إلا هو ما له عليه حق، فنزل جبريل عليه السلام، فقال: مره فليعطه حقه، فإن الحق قبله وهو كاذب، وكفارة يمينه معرفته بالله أنه لا إله إلا هو، أو شهادته أنه لا إله إلا هو. ففيه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أحياناً يقضي بباطن الأمر، وإن كان قضاؤه بالظاهر هو الغالب، وعليه محمل حديث:"إنما أنا بشر"، والله تعالى أعلم. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 264 5362 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَهُوَ بِالْخِيَارِ: إِنْ (1) شَاءَ فَلْيَمْضِ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَتْرُكْ " (2) 5363 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3) 5364 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ،   (1) في (س) و (ظ14) : فإن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي مولاهم، وأيوب: هو السختياني. وأخرجه النسائي في "المجتبى"7/25، والبيهقي في "السنن"10/46 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4510) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، وهو متابع. عبد الوارث: هو ابن سعيد العنبري. وأخرجه البيهقي في "السنن"10/46 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1531) ، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد الوارث وحماد، به. وأخرجه أبو داود (3262) ، والنسائي في "الكبرى" (4735) ، وفي "المجتبى" 7/12، وابن ماجه (2105) ، وابن حبان (4342) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 169 من طرق، عن عبد الوارث، عن نافع، به. وسقط من مطبوع البيهقي اسم عبد الوارث من الإسناد. وقد سلف برقم (4510) ، وسيأتي برقم (6414) . الحديث: 5362 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 265 وَبِشْرُ بْنُ عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (1) 5365 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ (2) مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوهُ، (3) فَادْعُوا لَهُ، حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ " (4)   (1) إسناده من جهة بكر بن عبد اللُه المزني صحيح على شرط الشيخين، وسلف الكلام على بشر بن عائذ برقم (5125) . همام: هو ابن يحيى العوذي. وأخرجه الطيالسي (1937) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/231، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9591) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما (الطيالسي وعبد الرحمن) عن همام، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم عقب روايته: هذا حديث غريب من حديث بكر وحديث بشر لم يجمعهما إلا قتادة. (2) في (م) : عليكم. (3) كذا الأصول، وله وجه في العربية، والجادة: تكافئونه، كما في مصادر التخريج. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد اللُه اليشكري، وسليمان الأعمش: هو ابن مهران، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه الطيالسي (1895) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (216) ، وأبو داود (5109) ، والنسائي في "المجتبى"5/82، وفي " الكبرى" (2348) ، والحاكم 1/412، وأبو نعيم في " الحلية"9/56، والقضاعي في "مسند الشهاب" (421) ،= الحديث: 5365 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 266 5366 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَكَانَ   = والبيهقي في "السنن"4/199 من طرق، عن أبي عوانة، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو داود (1672) و (5109) ، وابن حبان (3408) ، والحاكم 1/412 و413، من طرق، عن الأعمش، به. وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (235) من طريق مندل بن علي، عن الأعمش وليث، عن نافع، عن ابن عمر. ومندل ضعيف. وقوله:"من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه": أخرجه ابنُ حبان (3409) من طريق إبراهيم التيمي، والطبراني في "الكبير" (13480) من طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، و (13530) من طريق العوام بن حوشب، ثلاثتهم عن مجاهد، به. وأخرجه ابن حبان (2375) و (3409) من طريق أبي عبيدة بن معن، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن مجاهد، به. وصحح الدارقطني في "العلل" 4/ورقة 50 رواية الأعمش عن مجاهد دون واسطة. وسيأتي برقم (5703) و (5743) ، وسيكرر برقم (6106) . وقوله:"من سألكم بالله فأعطوه، ومن استعاذكم بالله فأعيذوه": له شاهد من حديث ابن عباس عند أبي داود (5108) وأبي يعلى (2536) . قوله:"من استعاذ بالله"، أي: توسل به تعالى. "فأعيذوه"، أي: بقدر الإمكان في غير الحدود ونحوها. "فأعطوه"، أي: إن قدرتم عليه. "ومن آتى": ضبط بالمد، وهو كذلك في رواية أبي داود والنسائي، ولفظ البخاري في "الأدب المفرد": ومن صنع. "فكافئوه": بهمزة في آخره، أي: افعلوا به ما يساوي فعله، وردوا عليه بمثل عطيته. الحديث: 5366 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 267 يَجْعَلُ فَصَّهُ فِي بَاطِنِ يَدِهِ " قَالَ: فَطَرَحَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ، ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَكَانَ يَخْتِمُ بِهِ وَلَا يَلْبَسُهُ (1) 5367 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَجِيبُوا (2) الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"1/470 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 1/470 عن خالد بن خداش، والترمذي في "الشمائل" (83) ، والنسائي 8/179، وابن حبان (5500) من طريق قتيبة، والطحاوي في "شرح المعاني"4/262، وفي "المشكل" (1410) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 130، والبغوي (3135) من طريق أحمد بن عبدة، أربعتهم، عن أبي عوانة، به. رواية الترمذي والطحاوي مختصرة. وانظر (4677) . قوله:"فكان يختم به ولا يلبسه"، قال السندي: قد جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يلبسه أيضاً. فلعل النفي محمول على الغالب أو على القصد، أي: كان لا يقصد اللبس، وإنما كان يقصد الختم، وإن كان أحياناً يلبسه أيضاً، والله تعالى أعلم. (2) في (س) و (ظ14) وهامش (ظ1) : إيتوا. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (777) ، ومسلم (1429) (99) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3026) ، وابن حبان (5289) ، وابن عبد البر في "التمهيد"1/275 -276 من طرق، عن حماد، بهذا الإسناد.= الحديث: 5367 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 268 5368 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ يَمِينُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الَّتِي (1) يَحْلِفُ بِهَا، " لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ " (2) 5369 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ،   = وأخرجه البخاري (5179) ، ومسلم (1429) (103) ، والدارمي 2/109، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3025) ، والبيهقي 7/262، وابن عبد البر في "التمهيد"1/276 من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به. وعندهم زيادة خلا الطحاوي وابن عبد البر، وهي: وكان ابنُ عمر يأتي الدعوة في العرس وغير العرس، وهو صائم. وهذه الزيادة سيرد نحوها برقم (5766) . وأخرجه مسلم (1429) (102) من طريق إسماعيل بن أمية، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3024) من طريق عمر بن محمد، كلاهما عن نافع، به. وقد سلف نحوه برقم (4712) . وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3838) . وعن أبي هريرة عند مسلم (1431) ، سيرد 2/279 و507. وعن جابر عند مسلم (1430) ، سيرد 3/392. وعن أبي موسى عند البخاري (5174) . وعن أبي أيوب عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3034) (1) في (ظ14) : الذي. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ؤهَيب: هو ابن خالد الباهلي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13164) من طريق عفان بن مسلم، به. وقد سلف برقم (4788) . الحديث: 5368 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 269 أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا (1) تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ " حَدَّثَ هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2)   (1) في (س) و (ص) : ما، وفي هامشيهما: مما. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن سعد 3/380، والنسائي في "الكبرى" (8189) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3826) ، والبيهقي في "الدلائل"2/121 من طريق فضيل بن سليمان، وابن سعد 3/380، والبخاري (5499) ، والطبراني في " الكبير" (13169) ، والبيهقي في "السنن"9/249-250 من طريق عبد العزيز بن المختار، كلاهما عن موسى بن عقبة، به. وفي رواية فضيل بن سليمان: فقدِّمت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرة، فأبى أن يأكل منها. وهذا من أوهام فضيل بن سليمان، والصواب ما في رواية وهيب بن خالد وغيره عن موسى بن عقبة من أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو الذي قدم إلى زيد بن عمرو بن نفيل سفرة فيها لحم، فأبى الأخير أن يأكل منها. وسيأتي برقم (5631) و (6110) . وفي الباب عن سعيد بن زيد سلف برقم (1648) . وعن زيد بن حارثة عند النسائي في "الكبرى" (8188) ، والبزار (2755) ، والطبراني (4663) ، وأبي يعلى (7212) . قال الذهبي في "السير"1/222: في إسناده محمد - يعني ابن عمرو بن علقمة- لا يحتح به، وفي بعضه نكارة بينة. وانظر أيضاً 1/134-135.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 270 5370 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - قَالَ: هَمَّامٌ فِي كِتَابِي - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي الْقَبْرِ فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 5371 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا   = قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/1657: امتناع زيد بن عمرو من كل ما في السفرة إنما كان من أجل خوفه أن يكون اللحم الذي فيها مما ذُبح على الأنصاب فتنزه من أكْلِه، وقد كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يأكل من ذبائحِهم التي كانوا يذبحونها لأصنامهم. فأما ذبائحهم لمأكلتهم فإنا لم نجد في شيء من الأخبار أنه كان يتنزَّهُ منها، ولأنه كان لا يرى الذكاة واقعةً إلا بفعلهم قبل نزول الوحي عليه، وقبل تحريم ذبائج أهل الشرك، فقد كان بين ظهرانيهم، مقيماً معهم، ولم يُذكر أنه كان يتميز عنهم إلا في أكل الميتة. وكانت قريش وقبائل من العرب تتنزه في الجاهلية من أكل الميتات، ولعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يكن يَتسعُ إذ ذاك لأن يذح لنفسه الشاة ليأكل منها الشلْوَ أو البَضْعة، ولا كان فيما استفاض من أخباره أنه كان بهجر اللحمَ ولا يأكله، وإذا لم يكن بحضرته إلا ذكاة أهل الشرك ولا يجد السبيل إلى غيره، ولم ينزل عليه في تحريم ذبائحهم شيء، فليس إلا أكلُ ما يذبحنهه لماكلتِهم بعد أن يتنزه من الميتات تنزبها من الله عز وجل لها، واختياراً من جهة الطبع لتركها استقذاراً لها، وتقززاً منها، وبعد أن يجتنب الذبائح لأصنامهم عصمة من الله عز وجلّ له لئلَا يشاركهم في تعظيم الأصنام بها. وانظر"الفتح"7/143-144. (1) رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو- وقيل ابن قيس- البصري. وقد سلف برقم (4812) . الحديث: 5370 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 271 مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَقِيتَ الْحَاجَّ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَصَافِحْهُ، وَمُرْهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، فَإِنَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ " (1) 5372 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ "، الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ (2)   (1) إسناده ضعيف جداً. محمد بن الحارث الحارثي وعبد الرحمن ابن البيلماني أبو محمد ضعيفان، ومحمد بن عبد الرحمن البيلماني ضعيف أيضاً، وقال عنه البخاري: منكر الحديث. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"2/265 من طريق محمد بن الحارث، بهذا الِإسناد. وأورده ضمن نسخة قال عنها: وأكثرها موضوعة أو مقلوبة. وسيأتي برقم (6112) ، وانظر (6018) . قوله:"ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته"، قال السندي: قيل: السر فيه أنه إذا دخل بيته تدنس حجه كما سيجيء في هذا الكتاب في حديث حبيب بن أبي ثابت، قال: خرجت مع أبي نتلقى الحجاج فنسلم عليهم قبل أن يتدنسوا. والله تعالى أعلم. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الشيخ الذي رواه عن سالم، لكن سيأتي بأطول مما هنا برقم (6180) ، وإسناده حسن ويخرج هناك.= الحديث: 5372 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 272 5373 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، (1) أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ لَقِيَ نَاسًا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ جَاءَ هَؤُلَاءِ؟ قَالُوا: خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ الْأَمِيرِ مَرْوَانَ قَالَ: وَكُلُّ (2) حَقٍّ رَأَيْتُمُوهُ تَكَلَّمْتُمْ بِهِ، وَأَعَنْتُمْ عَلَيْهِ، وَكُلُّ مُنْكَرٍ رَأَيْتُمُوهُ أَنْكَرْتُمُوهُ وَرَدَدْتُمُوهُ عَلَيْهِ، قَالُوا: لَا وَاللهِ، بَلْ يَقُولُ: مَا يُنْكَرُ، فَنَقُولُ: قَدْ أَصَبْتَ، أَصْلَحَكَ اللهُ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قُلْنَا قَاتَلَهُ اللهُ، مَا أَظْلَمَهُ وَأَفْجَرَهُ قَالَ عَبْدُ اللهِ: " كُنَّا بِعَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُدُّ هَذَا نِفَاقًا لِمَنْ كَانَ هَكَذَا " (3)   = وسيتكرر (6113) . (1) كذا في (ظ14) وهامش (س) و (ص) ، وهو الموافق لما في "أطراف المسند" 3/455، ووقع في بقية النسخ: محمد بن عبد الله. وانظر"التاريخ الكبير" 6/167. (2) في (ظ14) : فكُلْ. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن عبد اللُه - وهو عمر بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب - فقد روى عنه اثنان، وذكره البخاري في "تاريخه"6/167 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلًا، وقال ابن سعد فى"الطبقات" ص 220 (القسم المتمم) : وكان قليل الحديث، وذكَره ابن حبان في "ثقاته"2/146 وهو متابع. فقد أخرجه البخاري (7178) ، والبيهقي في "السنن"8/164 من طريق عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن أبيه: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نعدها نفاقاً.= الحديث: 5373 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 273 5374 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ جَارِيَةً مِنْ سَبْيِ هَوَازِنَ فَوَهَبَهَا لِي، فَبَعَثْتُ بِهَا إِلَى   = وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1955) عن عبد الله بن عمر العمري، عن عاصم بن محمد بن زيد: به، وزاد: قال العمري: فحدثني أخي أن ابن عمر قال: كنا نعد هذا نفاقاً على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه مطولًا الطبراني في "الكبير" (13264) من طريق الزهري، عن عروة، عن ابن عمر. وأخرجه الطبراني (13265) ، والبيهقي في "السنن"8/165، وفي "الشعب" (9395) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبد الله بن خارجة بن زيد، عن عروة (وهو الصواب فيما قال الدارقطني في "العلل"4/ورقة 71) ، قال: قلت لعبد الله بن عمر: يا أبا عبد الرحمن إنا ندخل على الأمراء، فيقضي أحدهم بالقضاء جوراً، فنقول: وفقك، وينظر إلى الرجل منا فيثني عليه، فقال: أما نحن معشر أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكنا نعده نفاقاً، فما أدري ما تعدونه أنتم. وأخرجه الطبراني (13548) مختصراً من طريق شريك، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر. وشريك وليث - وهو ابن أبي سليم - كلاهما ضعيف. وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (300) من طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: قلت لابن عمر: إنا ندخل على أمرائنا ... فذكر نحوه. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (280) من طريق سلام بن سليم، عن أبي إسحاق، عن عَريب الهمداني، قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما: إنا إذا دخلنا على الأمراء زكيناهم بما ليس فيهم، فإذا خرجنا دعونا عليهم، قال: كنا نعد ذلك النفاق. وسيأتي برقم (5829) . الحديث: 5374 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 274 أَخْوَالِي مِنْ بَنِي جُمَحٍ لِيُصْلِحُوا لِي مِنْهَا، حَتَّى أَطُوفَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ آتِيَهُمْ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصِيبَهَا إِذَا رَجَعْتُ إِلَيْهَا، قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ حِينَ فَرَغْتُ، فَإِذَا النَّاسُ يَشْتَدُّونَ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: " رَدَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا " قَالَ: قُلْتُ: تِلْكَ صَاحِبَتُكُمْ فِي بَنِي جُمَحٍ فَاذْهَبُوا فَخُذُوهَا، فَذَهَبُوا فَأَخَذُوهَا (1) 5375 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: جَلَسْتُ أَنَا وَمُحَمَّدٌ الْكِنْدِيُّ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، ثُمَّ قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَجَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: فَجَاءَ صَاحِبِي وَقَدِ اصْفَرَّ وَجْهُهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ، فَقَالَ: قُمْ إِلَيَّ، قُلْتُ: أَلَمْ أَكُنْ جَالِسًا مَعَكَ السَّاعَةَ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ: قُمْ إِلَى صَاحِبِكَ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ. فَقَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ؟ قُلْتُ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَعَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَحْلِفَ بِالْكَعْبَةِ؟ قَالَ: وَلِمَ تَحْلِفُ بِالْكَعْبَةِ؟ إِذَا حَلَفْتَ بِالْكَعْبَةِ فَاحْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَإِنَّ عُمَرَ كَانَ إِذَا حَلَفَ قَالَ: كَلَّا وَأَبِي فَحَلَفَ بِهَا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحْلِفْ بِأَبِيكَ، وَلَا بِغَيْرِ اللهِ،   (1) إسناده حسن، ابن إسحاق: وهو محمد، صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري. وسلف بنحوه برقم (4922) . الحديث: 5375 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 275 فَإِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ " (1) 5376 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ مِنْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ، قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَاذَا (2) تَأْمُرُنَا قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (3) 5377 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ ثَوْبَانَ، مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ،   (1) إسناده ضعيف لجهالة محمد الكندي كما سلف بهانه عند الحديث رقم (4904) . وسيأتي تخريجه من طريق منصور برقم (5593) . (2) في (ظ14) : فما. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وحسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي نزيل بغداد، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن لي كثير، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه الترمذي (2217) عن أحمد بن منبع، عن حسين بن محمد وحده، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح غريب. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/57 من طريق سعد بن حفص، عن شيبان النحوي، به. وقد سلف برقم (4536) . الحديث: 5376 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 276 أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ خُيَلَاءَ " (1) 5378 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ يَقُولُ: " يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا غَدْرَةَ أَعْظَمُ مِنْ غَدْرَةِ إِمَامِ عَامَّةٍ " (2) 5379 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُدَّعِيَ الْبَيِّنَةَ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيِّنَةٌ، فَاسْتَحْلَفَ الْمَطْلُوبَ، فَحَلَفَ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ (3) قَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنْ غُفِرَ لَكَ (4) بِإِخْلَاصِكَ قَوْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4489) . (2) صحيح، وهذا سند حسن في الشواهد، بشر بن حرب على ضعفه يكتب حديثه للمتابعات والشواهد. وانظر (4648) . (3) في هامش (س) و (ظ1) : إنك. (4) في (ق) : ولكن قد غفر الله لك. (5) إسناده ضعيف، وهو مكرر الحديث (2613) من مسند ابن عباس. وانظر= الحديث: 5378 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 277 5380 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنَّ اللهَ غَفَرَ لَكَ " (1) 5381 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يُحَدِّثَنَا حَدِيثًا أَوْ حَدِيثًا حَسَنًا فَبَدَرَنَا رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا تَقُولُ فِي الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ؟ قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ تَدْرِي مَا الْفِتْنَةُ؟ " إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، فَكَانَ الدُّخُولُ فِيهِمْ أَوْ فِي دِينِهِمْ فِتْنَةً، وَلَيْسَ كَقِتَالِكُمْ عَلَى الْمُلْكِ " (2)   = (2280) . (1) إسناده ضعيف لانقطاعه بين ثابت البناني وبين ابن عمر. وقد سلف برقم (5361) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية، وبيان: هو ابن بشر الأحمسي، ووبرة: هو ابن عبد الرحمن المسلي. وأخرجه البخاري (4651) ، والبيهقي 8/192 من طريق أحمد بن يونس، والنسائي في "الكبرى" (11207) من طريق سويد بن عمرو، كلاهما عن زهيربن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4513) و (4514) و (4650) ، والبيهقي 8/192 من طريق نافع، عن ابن عمر مطولاً بنحوه. وسيأتي الحديث برقم (5690) . الحديث: 5380 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 278 5382 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ " فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَحْدَثْتُ، فَقَالَ: " أَوَحَيْضَتُكِ فِي يَدِكِ؟ " (1)   (1) الحديث متنه صحيح، وفي إسناده اضطراب، فقد اختلف فيه على أبي إسحاق السبيعي، فرواه زهير بن معاوية، عنه، عن البهي - وهو عبد الله البهي مولى مصعب بن الزبير -، عن ابن عمر، كما هو عند المصنف، وتابعه على ذلك شريك النخعي، عن أبي إسحاق عند ابن عدي في "الكامل"4/1333، وشريك سيىء الحفظ، لكنه قديم السماع من أبي إسحاق، أما زهير بن معاوية، فروايته عنه بعدما تغير. ورواه إسرائيل عن أبي إسحاق، عن البهي، عن ابن عمر، عن عائشة، سيأتي في مسندها 6/111 و245. ورواه أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الله البهي، عن عائشة، أخرجه ابن ماجه (632) ، وتابع أبا إسحاق على هذا الإسناد السدي كما يأتي في مسند عائشة 6/106 و179، والعباس بن ذريح يأتي أيضاً 6/110 و214. وعبد الله البهي هذا قال ابن سعد في "الطبقات" 6/299: كان ثقة معروفاً قليل الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/47، روى له البخاري في "الأدب"، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وأما أبو حاتم، فقال كما في "العلل" لابنه 1/77: لا يُحتح بحديثه، وهو مضطرب الحديث! ولذلك قال الحافظ في " التقريب": صدوق يخطىء. وسيأتي الحديث برقم (5589) من طريق ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر، وابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن - سيىء الحفظ. وفي الباب عن عائشة، سيرد 6/45 من طريق ثابت بن عبيد، عن القاسم بن= الحديث: 5382 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 279 5383 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ كَمِ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَرَّتَيْنِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَقَدْ عَلِمَ ابْنُ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ اعْتَمَرَ ثَلَاثَةً، سِوَى الْعُمْرَةِ الَّتِي قَرَنَهَا بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ " (1)   = محمد عنها، وخرجه بهذا الإسناد أيضا مسلم في "صحيحه" (298) ، وغيره. وعن أبي هريرة، سيرد 2/428، وخرجه مسلم أيضاً (299) . وعن أنس عند البزار (323) ، قال الهيثمي في "المجمع"1/283: رجاله موثقون. وعن أم أيمن عند الدولابي في "الكنى" 1/130، والطبراني في "الكبير" 25/ (224) و (225) ، وإسناده حسن، وفيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"ناوليني الخمرة" لأم أيمن، فلعلها قصة أخرى. وعن ميمونة قالت لابن عباس: ... ثم تقوم إحدانا بخُمرته- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فتضعها في المسجد وهي حائض، أي: بُني، وأين الحيضة من اليد. وسيأتي 6/331. قوله: "ناوليني الخمرة"، قال السندي: بضم خاء معجمة: سجادة من حصير. "من المسجد": ظاهره أنه متعلق بناوليني، ولازمه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان خارج المسجد، وأمرها أن تخرجها له من المسجد، بأن كانت الخمرة قريبة إلى باب عائشة تصل إليها اليد من الحجرة. وقال القاضي عياض: إنه قال ذلك لها من المسجد لتناوله إياها من خارج المسجد، وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معتكفاً، وكانت عائشة في حجرتها. قلت - أي السندي -: فكلمة"من"متعلقة بقال. "حيضتك "، قيل: بحسر الحاء، والمعنى: ليس نجاسة المحيض في يدك، وهو بكسر الحاء اسم للحالة، كالجلسة، والمراد الحالة التي يلزمها الحائض من التجنب ونحوه. والفتح لا يصح لأنه اسم للمرة، أي: الدورة الواحدة منه، ورد أن المراد الدم وهو بالفتح بلا شك. (1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن زهيراً - وهو ابن معاوية - سماعه من أبي = الحديث: 5383 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 280 5384 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،   = إسحاق السبيعي بأخرة. ومع ذلك فقد روى له البخاري ومسلم من روايته عن أبي إسحاق، وحديثه هذا تابعه عليه شريك فيما يأتي برقم (6242) ، وشريك سيىء الحفظ، وقد خالف أبا إسحاق في متن الحديث منصور بن المعتمر فيما يأتي برقم (6126) و (6430) ، ففي حديثه عن مجاهد أن ابن عمر كان يقول: اعتمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع عمرٍ إحداهن في رجب، فاستدركت عليه السيدة عائشة بأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعتمر شيئاً في رجب. وأخرجه عبد بن حميد (809) ، وأبو داود (1992) ، والنسائي في " الكبرى" (4218) ، والطحاوي 2/150، والبيهقي 5/10 من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي مطولًا ومختصراً بالأرقام (6126) و (6242) و (هـ 629) و (6430) من طريق مجاهد، عن ابن عمر. وسيأتي من طريق عروة، عن ابن عمر برقم (5416) . وله شاهد من حديث ابن عباس، وقد سلف برقم (2211) . وآخر من حديث أنس عند البخاري (1778) ، ومسلم (2) 53) ، وسيأتي في "المسند"3/1340 وثالث من حديث عائشة، يأتي في مسند البراء عند أحمد 4/297. ورابع من حديث عبد الله بن عمرو، سيأتي برقم (6685) و (6686) . وخامس من حديث جابر عند البزار (1149) . قوله:"قال: مرتين"، قال السندي: يحتمل إنه قال ذلك لحمله كلام السائل على أنه كم خرج من المدينة للاعتمار، ولا يخفى أن خروجه كان مرتين، مرة لعمرة الحديبية، ومرة لعمرة القضاء، أو قاله بناءً على زعمه إن عمرة القضاء كانت قضاءً عن عمرة الحديبية، فهما واحدة، ولم يعد عمرة الحج لكونها كانت تابعة له، والله تعالى أعلم. الحديث: 5384 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 281 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَاصَ النَّاسُ حَيْصَةً، وَكُنْتُ فِيمَنْ حَاصَ فَقُلْنَا: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ وَقَدْ فَرَرْنَا مِنَ الزَّحْفِ، وَبُؤْنَا بِالْغَضَبِ، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فَبِتْنَا، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ عَرَضْنَا أَنْفُسَنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ تَوْبَةٌ، وَإِلَّا ذَهَبْنَا فَأَتَيْنَاهُ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَخَرَجَ، فَقَالَ: " مَنِ الْقَوْمُ؟ " قَالَ: فَقُلْنَا: نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، قَالَ: " لَا بَلْ أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ، أَنَا فِئَتُكُمْ وَأَنَا فِئَةُ الْمُسْلِمِينَ " قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ حَتَّى قَبَّلْنَا يَدَهُ (1)   (1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد - وهو مولى الهاشميين -، حسن: هو ابن موسى الأشيب، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/145 عن الفضل بن دكين، والبخاري في "الأدب المفرد" (972) ، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص هـ 18 من طريق أبي عوانة، وأبو داود (2647) و (5223) عن أحمدبن يونس، ثلاثتهم عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. ولم يذكر فيه النحاس تقبيل يد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد سلف مختصراً برقم (4750) و (5220) ، ويأتي مختصراً برقم (5591) و (5744) ، ومطولاً برقم (5752) و (5895) . قوله:"فحاص الناس حيصةً"، قال السندي: بحاء وصاد مهملتين، أي: جالوا جولة يطلبون الفرار. ويروى بجيم وضاد معجمة، من جاض في القتال: إذا فرَّ، وأصل الجيض: الميل عن الشيء. "وبُؤنا" بضم الباء كقلنا، من باء بالغضب: رجع به، قال تعالى: (ومن يولِّهم يومئذٍ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة، فقد باء بغضب من الله) . "أنتم العكارون ": العائدون إلى القتال والعاطفون عليه.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 282 5385 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا عَشَرَةً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى أَتَيْنَا مَكَّةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ فَخَرَجَ إِلَيْنَا يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَدْ ضَادَّ اللهَ أَمْرَهُ، (1) وَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَلَيْسَ بِالدِّينَارِ وَلَا بِالدِّرْهَمِ، وَلَكِنَّهَا الْحَسَنَاتُ وَالسَّيِّئَاتُ، وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ، (2) لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ، وَمَنْ قَالَ: فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ (3) الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ " (4)   ="فئتكم": أي ملجؤكم وناصركم، والفئة: الجماعة التي تكون وراء الجيش، يلتجىء إليها الجيش إن وقع فيهم هزيمة. قال الخطابي: مهد لهم بذلك عذرهم، وهو تاويل قوله تعالى: (أو متحيزاً إلى فئة) ، والله تعالى أعلم. (1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : في أمره. (2) في (ق) و (ظ1) : يعلم. (3) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : في ردغة. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير يحيى بن راشد، فقد روى له أبو داود، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات". زهير: هو ابن معاوية. وأخرجه بتمامه الحاكم 2/27، والبيهقي في "السنن " 6/82 من طريق أحمد بن يونس، وفي 8/332، وفي "الشعب" (7673) من طريق يحيى بن أبي بكير، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.= الحديث: 5385 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 283 5386 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا (1) مِنْ طَاعَةٍ، فَلَا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ، فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (2)   = وأخرجه أبو داود (3597) دون قوله: "ومن مات وعليه دين ... " عن أحمد بن يونس، عن زهير بن معاوية، به. وجود إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب". وأخرج القسم الأول منه - وهو قوله: "من حالتْ شفاعته دون حدٍّ. .." الحاكم 4/383، والطبراني في "الكبير" (13084) من طريق عبد اللُه بن عامر بن ربيعة، عن ابن عمر، به. وله طريق آخر فيه ضعف سيأتي برقم (5544) . قوله: "أسكنه الله في ردغة الخبال"، قال السندي: بسكون دال وفتحها، وإعجام غينٍ: الطين. والخبال، بفتح خاءٍ معجمة: الفساد. وقد جاء تفسير ردغة الخبال بعصارة أهل النار، وهذا يقتضي أن هذا عقابه في الآخرة. وقوله: "حتى يخرج مما قال" معناه يتطهر باستيفاء موجب إثمه في النار، وقيل: أي يتوب منه، ولايخفى ما فيه. (1) في (ق) وهامش (س) و (ظ1) : يده. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار- وإن خرَج له البخاري - حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وسيأتي الحديث مروياً مع قصة برقم (5551) و (6423) ، وهو هناك من رواية زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر، فالظاهر- كما قال الشيخ أحمد شاكر- أن زيد بن أسلم لم يشهد القصة التي شهدها أبوه، فرواها عنه والحديث في ضمنها، وسمع الحديث وحده عن ابن عمر، فرواه عنه دون واسطة. حسن شيخ= الحديث: 5386 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 284 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المصنِّف: هو ابن موسى الأشيب. وأخرجه الطيالسي (1913) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 3/224 عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. وأخرج الشطر الثاني منه الطبراني في "الكبير" (13278) من طريق عبد الله بن مسلم بن جندب، عن أبيه، عن ابن عمر. وهذا إسناد جيد. وأخرجه بنحوه ابن سعد 5/144، والطبراني في "الأوسط" (227) من طريق العطَاف بن خالد المخزومي، عن أمية بن محمد بن عبد الله بن مطيع، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: "من مات ولا بيعة عليه، مات ميتة جاهلية". وهذا إسناد منقطع بين أمية بن محمد بن عبد الله وبين ابن عمر، وأمية لم يرو عنه غير العطاف بن خالد، ولم يوثقه غير ابن حبان 6/69-70. وأخرجه بأطول مما هنا الطبراني في "الكبير" (13604) من طريق سليمان التيمي، عن حنش- وهو حسين بن قيس الرحبي-، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر. وحسين بن قيس متروك. وسيأتي بالأرقام (5551) و (5676) و (5718) و (5897) و (6048) و (6166) و (6423) . وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2487) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/296. وعن عامر بن ربيعة، سيرد 3/445. وعن معاوية بن أبي سفيان، سيرد 4/96. وعن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/387. قوله: "مفارق للجماعة": المسلمين. قال القاضي عياض: ظاهره سواد الناس، وما اجتمعوا عليه في الِإمارة، وقيل: هم أهل العلم. انتهى. بمعنى أن كل جماعة عقدت عقداً يوافق الكتاب والسنة لا يجوز لأحد مفارقتهم فيه، فإن فارقهم وخالفهم يموت على ما مات عليه أهل الجاهلية من الضلال.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 285 5387 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً " (1) 5388 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: " يَقُومُونَ حَتَّى يَبْلُغَ الرَّشْحُ آذَانَهُمْ " (2)   ="ميتة جاهلية"، قال عياض: بكسر الميم، أي: على حالة وهيئة الموت الجاهلي من كون أمرهم بلا إمام ولا خليفة يدبر أمرهم، وفرقة آرائهم. والميتة: الموت. - قاله السندي-. (1) حديث صحيح. عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار - وإن كان في حديثه ضعف -، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب. وأخرجه ابنُ ماجه (3990) ، والقضاعي في "مسنده" (197) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (134) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والدولابي في "الكنى" 2/46 من طريق أبي عمرو المديني، وأبو الشيخ في "الأمثال" (133) من طريق حفص بن ميسرة، ثلاثتهم عن زيد بن أسلم، به. وقد سلف برقم (4516) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. حسن: هو ابن موسى الأشيب. أيوب: هو السختياني.= الحديث: 5387 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 286 5389 - حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ نَافِعٍ الْبَاهِلِيُّ أَبُو الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنْتُ أَعْزَبَ شَابًّا أَبِيتُ فِي الْمَسْجِدِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتِ الْكِلَابُ تُقْبِلُ وَتُدْبِرُ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمْ يَكُونُوا يَرُشُّونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ " (1)   = وأخرجه مسلم (2862) (60) من طريق أبي نصر التمار، والطبري في "تفسيره" 30/92 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وقد سلف برقم (4613) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن أبي صالح الأخضر، وهو اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سكن بن نافع، وهو ثقة، له ترجمة في "تعجيل المنفعة". وأخرجه بتمامه أبو داود (382) من طريق عبد الله بن وهب، وابن خزيمة (300) من طريق أيوب بن سويد، كلاهما عن يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر. وطريق أبي داود إسناده صحيح. وقوله: كنت أعزب شاباً أبيت في المسجد. أخرجه بنحوه مطولا البخاري (1121) و (3738) و (7030) ، ومسلم (2479) (140) من طريق معمر، والطبراني في "الأوسط" (1719) من طريق سعيد بن عبد العزيز، كلاهما عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه. وقوله: وكانت الكلاب تُقبل وتدبر ... علقه البخاري بصيغة الجزم برقم (174) عن أحمد بن شبيب، عن أبيه، عن يونس، عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه. بزيادة: تبول. وقد سلف شطره الأول برقم (4607) .= الحديث: 5389 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 287 5390 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو طُعْمَةَ - قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: لَا أَعْرِفُ إِيشٍ اسْمُهُ - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمِرْبَدِ فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَكُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ، وَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَتَأَخَّرْتُ لَهُ، فَكَانَ عَنْ يَمِينِهِ وَكُنْتُ عَنْ يَسَارِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ فَتَنَحَّيْتُ لَهُ فَكَانَ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِرْبَدَ، فَإِذَا بِأَزْقَاقٍ عَلَى الْمِرْبَدِ فِيهَا خَمْرٌ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُدْيَةِ قَالَ: وَمَا عَرَفْتُ الْمُدْيَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، فَأَمَرَ بِالزِّقَاقِ (1) فَشُقَّتْ، ثُمَّ قَالَ: " لُعِنَتِ الْخَمْرُ، وَشَارِبُهَا، وَسَاقِيهَا، وَبَائِعُهَا، وَمُبْتَاعُهَا، وَحَامِلُهَا، وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ، وَعَاصِرُهَا، وَمُعْتَصِرُهَا، وَآكِلُ ثَمَنِهَا " (2)   = وفي إِقبال الكلاب وإدبارها في المسجد، قال الحافظ في "الفتح"1/279: إن ذلك كان في ابتداء الحال على أصل الإباحة، ثم ورد الأمر بتكريم المساجد وتطهيرها وجعل الأبواب عليها، ويشير إلى ذلك ما زاده الإسماعيلي في روايته من طريق ابن وهب في هذا الحديث عن ابن عمر، قال: كان عمر يقول بأعلى صوته: اجتنبوا اللغو في المسجد. قال ابن عمر: وقد كنت أبيت في المسجد على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت الكلاب ... الخ. فأشار إلى أن ذلك كان في الابتداء، ثم ورد الأمر بتكريم المسجد حتى من لغو الكلام. قوله:"وكانت الكلاب تقبل وتدبر"، قال السندي: أي: وتبول - كما في رواية - فلذلك قال: فلم يكونوا يرشون، أي: فجاف الأرض طهوره - كما قال علماؤنا الحنفية رحمهم الله تعالى- والله تعالى أعلم. (1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : بالأزقاق. (2) حديث حسن، عبد الله بن لهيعة - وإن كان ضعيفاً - قد رواه عنه أيضاً= الحديث: 5390 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 288 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عبدُالله بن وهب، وسماعه منه قبل احتراق كتبه، وبقية رجاله ثقات. والمرفوع منه صحيح بطرقه وشواهده. وأبو طعمة سلف الكلام عليه في الرواية رقم (4787) . وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3343) ، والبيهقي في "السنن" 8/287 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع"5/53-54، وقال: رواه أحمد بإسنادين في أحدهما أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط [قلنا: سيأتي برقم (6165) ] وفي الآخر أبو طعمة، وقد وثقه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وضعفه مكحول، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3342) ، والحاكم 4/144، والبيهقي في "السنن " 8/287، وفي "الشعب " (5584) من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن شُريح وابنِ لَهِيعة والليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن ثابت بن يزيد الخولاني، عن ابن عمر، نحوه. وثمة سقط في الِإسناد في مطبوع الحاكم. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: ثابت بن يزيد الخولاني روى عنه عمرو بن الحارث وخالد بن يزيد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يؤثَر توثيقه عن أحد غيره. ثم إن في الإسناد انقطاعاً، فقد قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/459 في ترجمة ثابت بن يزيد الخولاني: روى عن ابن عمر، وقال بعضهم: عن ابن عمه، عن ابن عمر، وهو الصحيح. وأخرجه بنحوه الطيالسي (1957) عن محمد بن أبي حميد، عن أبي توبة المصري، عن ابن عمر. وفيه زيادة: لعن غارسها ومديرها. قلنا: محمد بن أبي حميد ضعيف، وأبو توبة المصري لم نقع على ترجمته. قوله: إلى المربد، قال السندي: بكسر ميم وفتح باء، موضع يجعل فيه التمر= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 289 5391 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ - يَعْنِي - ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي طُعْمَةَ، مَوْلَاهُمْ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْغَافِقِيِّ، أَنَّهُمَا سَمِعَا ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لُعِنَتِ الْخَمْرُ (1) عَلَى عَشَرَةِ وُجُوهٍ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) 5392 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو طُعْمَةَ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي أَقْوَى عَلَى الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَمْ يَقْبَلْ رُخْصَةَ اللهِ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ جِبَالِ عَرَفَةَ " (3)   = لينشف، ومربد الغنم. موضع على ميلين من المدينة. بأزقاق: جمع زِق بكسر فتشديد: السقاء. المدية: بالضم والكسر، وقيل: بتثليث الميم، هي السكين. (1) في (ص) : الخمرة. (2) هو مكرر (4787) سنداً ومتناً. (3) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وذكر الذهبي في "الميزان"2/483 أن البخاري قال عنه في "الضعفاء": هذا منكر، أبو طعمة: هو هلال مولى عمر بن عبد العزيز، سلف الكلام عليه في الرواية (4787) . وأخرجه عبد بن حميد (841) عن الحسن بن موسى، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"ص 265 عن النضر بن عبد الجبار وعبد الملك بن مسلمة، كلاهما عن ابن لهيعة، به. وسيأتي دون القصة في مسند عقبة بن عامر 4/158 عن يحيى بن إسحاق= الحديث: 5391 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 290 5393 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، سَأَلْتُ جَابِرًا عَنْ إِمْسَاكِ الْكَلْبِ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَمْسَكَهُ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (1) 5394 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي الْمُصَلَّى فِي الْفِطْرِ، وَإِلَى جَنْبِهِ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ لِابْنِهِ: هَلْ تَدْرِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي هَذَا الْيَوْمِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي   = السيلحيني وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن ابن لهيعة، عن رزيق الثقفي، عن ابن شماسة، عن عقبة بن عامر الجهني. قوله:"إني أقوى ... الخ"، قال السندي: أي: أفأصوم أم لا؟ أو أفيتناولني الرخصة أم لا؟ وظاهر كلام ابن عمر يدل على أنه كان يرى الِإفطار في السفر، ويرى أن من صام فما قبل الرخصة فهو عاص، ولعل معنى عدم قبول الرخصة عند من يرى جواز الصوم أن من يردها يراها في غير محلها، والله تعالي أعلم. (1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس - صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وحسن: هو ابن موسى الأشيب، وجابر: هو الصحابي ابن عبد الله. وهذا من رواية صحابي عن صحابي. وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4479) بلفظ:"من اقتنى كلباً ليس بضارٍ ولا كلب ماشية، نقص من أجره كل يوم قيراطان". وذكرنا هناك شواهده ومكرراته. الحديث: 5393 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 291 قَبْلَ الْخُطْبَةِ " (1) 5395 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُحِلْتَ عَلَى مَلِيءٍ فَاتْبَعْهُ، وَلَا بَيْعَتَيْنِ فِي وَاحِدَةٍ " (2)   (1) حديث صحيح، عبد الرحمن بن رافع الحضرمي، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة": هو قاضي إفريقية المترجم في "التهذيب" يعني عبد الرحمن بن رافع التنوخي، وأما الحسيني فقد فرق بينهما، ولا يترتب على هذا الخلاف كبير فائدة، فكلاهما ضعيف. وأما قول الحافظ في "التعجيل": وروايته في "المسند"وغيره عن ابن عمرو بن العاص لا عن ابن عمر بن الخطاب، فهو سهو منه، فقد أثبت هو روايته عن ابن عمر في "أطراف المسند"3/440. وابن لهيعة - وهو عبد الله - ضعيف أيضاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. جعفر بن ربيعة: هو ابن شرحبيل بن حسنة الكندي. وقد سلف نحوه برقم (4602) . (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن بعضهم أعله بالانقطاع بين يونس بن عبيد ويين نافع، فقد نص غير واحد أنه لم يسمع من نافع شيئاً، وروى الطحاوي في "مشكل الآثار"7/179 عن إبراهيم بن أبي داود البُرُلسي أنه قال: قال لي يحيى بن معين في حديث يونس بن عبيد، عن نافع، عن ابن عمررضي الله عنهما:"مطل الغني ظلم": قد سمعته عن هشيم، ولم يسمعه يونس من نافع، قلت ليحيى: لم يسمع يونس من نافع شيئاً؟ قال: بلى ولكن هذا الحديث خاصة لم يسمعه يونس من نافع. قلنا: يونس بن عبيد قد عاصر نافعاً، بل قاربه في الطبقة، ولا يعرف بتدليس. وأخرجه بتمامه ابن الجارود في "المنتقى" (599) ، والخطيب في "تاريخ بغداد"= الحديث: 5395 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 292 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 12/48، من. طريق الحسن بن عرفة،، والبيهقي 6/70 من طريق سعيد بن منصور، كلاهما عن هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه إلى قوله:"فاتبعه"ابن ماجه (2404) ، والبزار (2) 99) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2754) من طرق، عن هشيم، به. وأخرجه كذلك ابن عدي 6/2157 من طريق محمد بن الحجاج المصفر، عن جرير بن حازم، عن نافع، به. ومحمد بن الحجاج المصفر متروك. وأخرج منه قوله:"مطل الغني ظلم"الطحاوي (954) من طريق معلى بن منصور الرازي، عن هشيم، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل"1/309 من طريق أبي أمية إسماعيل بن يعلى، عن نافع، به. وإسماعيل بن يعلى متروك. وأخرج قوله:"إذا أُحلت على مليء فاتبعه"الطحاوي في "مشكل الآثار" (2755) من طريق معلى بن منصور الرازي، عن هشيم، به. وفي روايته تصريح يونس بسماعه للحديث من نافع. وفي الباب ما يشهد له إلى قوله:"فاتبعه"عن أبي هريرة، عند أحمد 2/245، والبخاري (2287) ، ومسلم (1564) . وعن جابر بن عبد الله عند البزار (1298) . وفي باب قوله:"ولا بيعتين في واحدة"حديث ابن مسعود السالف برقم (3725) وذكرنا عنده أحاديث الباب الأخرى. قوله:"مطل الغني"، قال السندي: أراد بالغني القادر على الأداء، ولو كان فقيراً، ومطله: منعه أداءَ ما عليه من الدين، وتأخيره، والإضافة إلى الفاعل، وجُوز كونها إلى المفعول، على معنى: أن يمنع الغني عن إيصال الحق إليه ظلم، فكيف مغ الفقير عن إيصال الحق إليه؟ والمراد أنه يجب أداء الدين وإن كان صاحبه غنياً، فالفقير بالأولى. وقوله:"أحلت"على بناء المفعول من الِإحالة.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 293 5396 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا تَبِيتَنَّ (1) النَّارُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّهَا عَدُوٌّ " (2)   ="على مليء"بالهمزة ككريم، أو هو كغني لفظاً ومعنىً، والأول هو الأصل، لكن قد اشتهر الثاني على الألسنة. "فاتبعه": بإسكان الفوقية على المشهور، من: تَبع، أي: فاقبل الحوالة، وقيل: بتشديدها. والجمهور على أن الآمر للندب، وحمله بعضهم على الوجوب. "ولا بيعتين في واحدة"، أي: في بيعة واحدة، وذلك أن يتفرقا على أنه إن كان الثمن نقداً فكذا، وإن كان مؤجلاً فكذا. قلنا: والأصح في تفسيره أن يبيعه السلعة بثمن مؤجل، على أن يشتريها منه بثمن معجل. وانظر ما علقناه عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3725) . تنبيه: حديث أحمد هذا جاء عند الترمذي طبعة فؤاد عبد الباقي برقم (1309) ، وينبغي أن يحذف منه، فإن الترمذي لم يخرجه، ولم ينسبه إليه المزي في "تحفة الأشراف " 6/253، واقتصر على نسبته لابن ماجه، ولا وجود له في الأصول الخطية التي عندنا من"سنن الترمذي". (1) ضبطت في (س) : لا تُبَيتُنَ. وكذلك ضبطها السندي، فقال: بضم مثناة فوقية، وفتح موحدة، وتشديد مثناة تحتية، وضم مثناة فوقية، وتشديد نون، صيغة نهي من"بَيَت" بالتشديد بنون ثقيلة. (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسنادٌ ضعيف لضعف ابن لهيعة - وهو عبد الله -، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف بنحوه بإسناد صحيح برقم (4515) . وسيأتي نحوه بإسناد صحيح برقم (5641) .= الحديث: 5396 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 294 5397 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ الْمَغَانِمَ تُجَزَّأُ خَمْسَةَ أَجْزَاءٍ، ثُمَّ يُسْهَمُ عَلَيْهَا فَمَا كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ لَهُ يَتَخَيَّرُ " (1) 5398 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ:   = وقوله: فإنها عدو: له شاهد من حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (6294) ، ومسلم (2016) (101) ، وسيرد 4/399، ولفظه:"إنما هذه النار عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم". (1) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة - وهو عبد الله وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (36) ، ومن طريقه ابن زنجويه في "الأموال" (81) و (1224) عن سعيد بن عفير المصري، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الِإسناد. ولفظه عندهما: لا يختار، بدل قوله: يتخير. وأخرج أبو داود (2993) ، ومن طريقه البيهقي 4/306 من طريق عمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا غزا كان له سهم صاف يأخذه من حيث شاء، فكانت صفية من ذلك السهم، وكان إذا لم يغز بنفسه ضرب له بسهمه ولم يختر. وأخرج أبو داود أيضاً (2992) من طريق ابن عون، قال: سألت محمداً - يعني ابن سيرين - عن سهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصفي، فال: كان يضرب له بسهم مع المسلمين وإن لم يشهد، والصفي يؤخذ له رأس من الخمس قبل كل شيء. قوله:"تجزأ"، قال السندي: من التجزئة، بهمزة في آخره. وقوله:"يتخير"، قال: أي: له أن يختار ما شاء، والله تعالى أعلم. الحديث: 5397 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 295 سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ (1) عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ بَيْعِ الْمُزَايَدَةِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعَ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، إِلَّا الْغَنَائِمَ وَالْمَوَارِيثَ " (2)   (1) في (ظ14) وهامش كل من (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : يسأل. (2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبيد الله بن أبي جعفر: هو المصري، وزيد بن أسلم: هو القرشي العدوي. وأخرجه البيهقي 5/344 من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن ابن وهب، عن عمر (وقد تحرف في المطبوع إلى عمرو بالواو) بن مالك- وهو الشرْعبي-، عن عبيد الله بن أبي جعفر، بهذا الِإسناد. ولهذا إسناد حسن، عمر بن مالك، روى له مسلم متابعة، وقال أبو زرعة: صالح الحديث، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات لكن قال البيهقي: ورواه يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، وقال في الحديث وهو يسأل عبد الله بن عبد الله بن عمر، فأرسله. ورويناه عن عطاء بن أبي رباح، أنه قال: أدركتُ الناس لا يرون بأسا ببيع المغانم فيمن يزيد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"4/84، وقال: هو في الصحيح خلا قوله: إلا الغنائم والمواريث، رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه ابنُ لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. قوله:"عن بيع المزايدة"، قال السندي: هو أن يقول: من يزيد على ما قال فلان مثلاً، وهذا البيِع جائز بما جاء فيه من صريح الحديث، وظاهر كلام ابن عمر أنه ما كان يراه جائزاً للنهي عن البيع على بيع الآخر، لكن محمل النهي عن غالب أهل العلم على ما إذا حصل بينهما الموافقة ومال أحدهما إلى قول صاحبه. والله تعالى أعلم. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 296 5399 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَأَنَا بَيْنَهُمَا، فَقَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَبَادِرِ الصُّبْحَ بِرَكْعَةٍ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ " (1) 5400 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَاعَنَ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِأُمِّهِ، وَكَانَ انْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث - وهو ابن أبي سُلَيم -، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وعاصم: هو ابن سليمان الأحول، وعبد الله بن شقيق: هو العقيلي. وسلف بإسناد صحيح برقم (4492) دون قوله: وركعتين قبل الغداة، وسيأتي برقم (5470) . وقوله: وركعتين قبل صلاة الغداة، سيأتي بإسناد صحيح برقم (5503) و (5609) و (5978) . قوله:"فبادر الصبح بركعة"، قال السندي: أي: صلها قبل الصبح، وهي الوتر. و"ركعتين"عطف على ركعة، أي: وبادر بركعتين قبل صلاة الغداة، يريد ركعتي الفجر، أي: سنته. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن= الحديث: 5399 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 297 5401 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ " (1) 5402 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْأَنْصَارِيِّ ثُمَّ الْمُحَارِبِيِّ، (2) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ كَانَتْ؟ قَالَ: " فَذَكَرَ التَّكْبِيرَ، كُلَّمَا وَضَعَ رَأْسَهُ وَكُلَّمَا رَفَعَهُ، وَذَكَرَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ عَنْ يَمِينِهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ عَنْ يَسَارِهِ " (3)   = سلمة. ومالك: هو ابن أنس، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف من طريق مالك برقم (4527) . (1) حديث صحيح، عبد الله بن عمر- وهو العمري، وإن كان ضعيفاً - متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف مطولاً برقم (4618) . (2) في (ظ14) : الحارثي. ومن ترجم له نسبوه: المازني. انظر"توضيح المشتبه"8/12. (3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد الأندراوردي - وهو الدراوردي -، فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي في "المجتبى"3/63، وفي "الكبرى" (1244) عن قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي مختصراًًً 1/99، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"= الحديث: 5401 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 298 5403 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ بِلَالٍ - يَعْنِي - سُلَيْمَانَ، عَنْ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (2) 5404 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ (3) بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ " (4)   = (3846) ، عن الدراوردي، عن عمرو بن يحيى، عن محمد بن يحيى، عن عمه واسع بن حبان، قال مرة: عن ابن عمر، ومرة عن عبد الله بن زيد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم عن يمينه، وعن يساره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13313) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن عمرو بن يحيى، به. وزاد في الثانية: ورحمة الله. وسيأتي الحديث برقم (6397) من طريق ابن جريج، عن عمرو بن يحيى، بمثل رواية خالد الواسطي. وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3660) . وعن أبي موسى الأشعري، عند الطحاوي 1/267، وسيرد عند أحمد مختصراً 4/392. (1) لفظ:"عن"سقط من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4485) . (3) لفظ:"ابن"سقط من (م) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن بلال: هو سليمان القرشي التيمي= الحديث: 5403 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 299 5405 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُخْدَعُ فِي الْبَيْعِ، فَقَالَ لَهُ: " مَنْ بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ " فَكَانَ يَقُولُ: إِذَا بَايَعَ لَا خِلَابَةَ وَكَانَ فِي لِسَانِهِ رُتَّةٌ (1) 5406 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي السَّفَرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ، وَذَكَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ " (2) 5407 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَبَذَهُ وَقَالَ " لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا "، قَالَ: فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (3)   = مولاهم. وقد سلف برقم (4561) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5036) . قوله: رُتة: بالضم، عجلة في الكلام وقلة أناة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن بلال التيمي. وقد سلف برقم (5062) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ"مالك 2/9360 ومن طريق مالك أخرجه البخاري (5867) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"= الحديث: 5405 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 300 5408 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ، فَحَتَّهَا ثُمَّ قَالَ حِينَ انْصَرَفَ (1) مِنَ الصَّلَاةِ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدٌ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلَاةِ " (2) 5409 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادَّهَنَ بِزَيْتٍ غَيْرِ مُقَتَّتٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3)   = 4/262، وفي "مشكل الآثار" (1411) . وانظر (5249) . (1) في (ظ1) و (ق) : الصرافه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد. وأخرجه البخاري (753) ، ومسلم (547) (51) عن قتيبة بن سعيد، ومسلم أيضاً، وابن ماجه (763) عن محمد بن رمح، كلامما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في الصلاة كما في "التحفة"6/196 عن قتيبة، عن الليث، به. ولم نجده في موضعه من"المجتبى " أو"الكبرى". وانظر (4509) . (3) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد سلف برقم (4783) . الحديث: 5408 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 301 5410 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ سَلَّمَ فَاسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ، فَقَالَ " أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (1) 5411 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ؟ فَقَالَ: " لَمْ يَصُمْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ، وَلَا عُثْمَانُ " (2)   (1) صحيح، وهذا إسناد جيد، عقبة بن أبي الصهباء روى عنه جمع، ووثقه ابن معين وابن حبان 7/246، وقال الإمام أحمد: شيخ صالح، وقال أبو حاتم الرازي كما في " الجرح والتعديل"6/312: محله الصدق. وباقي رجال الِإسناد ثقات، أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر، من رجال الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (5449) عن أبي عامر حوثرة بن أشرس، عن عقبة بن أبي الصهباء، بهذا الِإسناد. وانظر (4751) . (2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل - وهو ابن إسماعيل - سيىء الحفظ، ومن فوقهم ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2825) من طريق المؤمَل بن إسماعيل، والطحاوي في "شرح معاني الاثار"2/72 من طريق أبي حذيفة، كلاهما عن سفيان، بهذا الِإسناد.= الحديث: 5410 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 302 حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، (1) عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " لَمْ يَصُمْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَبُو بَكْرٍ، وَلَا عُمَرُ، وَلَا عُثْمَانُ " يَعْنِي يَوْمَ عَرَفَةَ (2) 5412 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ فِي النَّفَلِ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا " (3) 5413 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي السَّفَرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهَتْ   = وقد سلف برقم (5080) . ومعنى الحديث أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه لم يكونوا يصومون يوم عرفة وهم حجاج، أما غير الحجاج، فمندوب لهم صيامه. (1) هذا الحديث لم يرد في (م) . (2) حديث صحيح كسابقه، وهذا إسناد ضعيف لِإبهام الراوي عن ابن عمر. وانظر ما قبله. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سُلَيْم بن أخضر فمن رجال مسلم. عَفَّان: هو ابن مسلم الصفار، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وانظر (4448) . الحديث: 5412 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 303 بِهِ، (1) قَالَ: وَذَكَرَ ابْنُ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ " (2) 5414 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ، وَيُحَرِّكُهَا، يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ: " (3) يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْعَزِيزُ، أَنَا الْكَرِيمُ " (4) فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا: لَيَخِرَّنَّ بِهِ " (5)   (1) لفظ: "به" لم يرد في (ظ14) ولا (س) ، وورد في هامش (س) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1096) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5062) . وانظر (4470) . (3) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : ويدبر بها. (4) جملة: "أنا الكريم" لم ترد في (ق) و (ظ1) . (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي.= الحديث: 5414 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 304 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7696) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (95) ، وابن حبان (7327) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (546) ، والنسائي في "الكبرى" (7695) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات"ص 34 من طرق، عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (137) و (141) من طريق سويد الكلبي، عن إسحاق بن عبد الله، به. وأخرجه مسلم (2788) (25) و (26) ، وابن ماجه (198) و (4275) ، والنسائي في "الكبرى" (7689) ، والطبري في "تفسيره" 24/26-27، وابن خزيمة في "التوحيد" (96) ، وابن حبان (7324) ، والطبراني في "الكبير" (13327) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (131) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات"ص 339 من طريق أبي حازم سلمة بن دينار عن عبيد الله بن مِقْسَم، به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (97) من طريق هشام بن سعد، عن عبيد الله بن مقسم، به. وعلقه البخاري في "صحيحه" (7413) ، ووصله عبد بن حميد (742) ، ومسلم (2788) (24) ، وأبو داود (4732) ، وابن أبي عاصم (547) ، وأبو يعلى (5558) ، والطبري 24/28، والبيهقي ص 323 و323-324، وأبو الشيخ (139) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/87 من طريق عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر. ووقع في رواية مسلم وأبي يعلى والبغوي ورواية للبيهقي: "ثم يطوي الأرضين بشماله"، وفي رواية عند أبي داود والبيهقي:"بيده الأخرى ". قال البيهقي: ذكر الشمال فيه تفرد فيه عمر بن حمزة، عن سالم، وقد روى هذا الحديث نافع وعبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر، لم يذكرا فيه الشمال، ورواه أبو هريرة رضي الله عنه وغيره عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يذكر فيه أحد منهم الشمال، وروي ذكر الشمال في حديث آخر في غير هذه القصة، إلا أنه ضعيف بمرة، تفرد بأحدهما جعفر بن الزبير، وبالآخر يزيد الرقاشي، وهما متروكان، وكيف يصح ذلك، وصحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 305 5415 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْأَوْعِيَةِ؟ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تِلْكَ الْأَوْعِيَةِ " (1)   = أنه سمى كلتا يديه يميناً؟ وكأن من قال ذلك أرسله من لفظه على ما وقع له، أو على عادة العرب في ذكر الشمال في مقابلة اليمين. قلنا: عمر بن حمزة ضعيف، وقد ثبت وصف كلتا اليدين باليمين في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الآتي برقم (6492) ، وفيه:"وكلتا يديه يمين". وأخرجه البخاري (7412) ، والطبري 24/27، واللالكائي (702) و (703) ، وأبو الشيخ (132) و (140) ، والعقيلي في "الضعفاء"3/348 من طريق نافع، عن ابن عمر. وفي رواية اللالكائي (702) لفظ:"بشماله "، لكن في إسنادها عبد الله بن عمر العمري، وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني (13321) ، وابن عدي في "الكامل"4/1647، وأبو الشيخ (130) من طريق عباد بن ميسرة، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الله بن عمر، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ لهذه الآية وهو على المنبر: (وما قدروا الله حق قدره. ..) إلى آخر الآية، فقال المنبر هكذا وهكذا، يعني ارتج المنبر. وسيأتي الحديث برقم (5608) . وفي الباب عن ابن عباس سلف بنحوه برقم (2267) . وعن ابن مسعود سلف (3590) . وعن أبي هريرة سيأتي 2/374. قوله:"يمجد الرب نفسه"، قال السندي: برفع "الرب" ونصب"نفسه"، أي: يقول، وبين بالإشارة أن الرب تعالى يمجد بهذه الآية نفسه، كأنه يقول: أنا الجبار ... الخ، وأنه تعالى يمجد يوم القيامة نفسه حين يقبض الأرض ويقول: أنا الجبار ... الخ. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد= الحديث: 5415 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 306 5416 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حَبِيبٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَمِرُ فِي رَجَبٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ " مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمْرَةً إِلَّا وَهُوَ مَعَهُ، وَمَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجَبٍ قَطُّ " (1) 5417 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ،   = وهو ابن سلمة فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وانظر (4914) و (5191) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد بن سلمة روى له مسلم، وحبيب المعلم روى له البخاري ثلاثة أحاديث متابعة، واحتح به مسلم. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه مسلم (1255) (219) ، والنسائي في "الكبرى" (4222) ، والبيهقي 5/11 من طريق ابن جريج، سمعت عطاء بن أبي رباح، بهذا الإسناد. زاد مسلم والنسائي: فما قال: لا ولا نعم. سكت - يعني ابن عمر-. وأخرجه البخاري (1777) من طريق ابن جريج أيضاً عن عطاء، به، مقتصراً على نفي عائشة لعمرة رجب. وأخرجه ابن ماجه (2998) ، والترمذي (936) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، به. وقال الترمذي: هذا حديث غريب. سمعت محمدا يقول: حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير. وقد سلف برقم (5383) . وسيأتي في مسند عائشة 6/55 و157. الحديث: 5416 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 307 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: " حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ " (1) 5418 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، (2) أَوْ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ اخْتَرْ " (3) 5419 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ يَعُودُهُ فَقَالَ: مَا لَكَ لَا تَدْعُو لِي؟ قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَقْبَلُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ "،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبان العطار: وهو ابن زيد، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار. وقد سلف برقم (4506) . (2) في هامش (س) : يفترقا. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمهَ، فمن رجال مسلم. أيوب: هو السختياني. وأخرجه أبو داود (3455) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، وقد سلف برقم (4484) . الحديث: 5418 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 308 وَقَدْ كُنْتَ عَلَى الْبَصْرَةِ يَعْنِي عَامِلًا (1) (2) 5420 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، أَنْبَأَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَمَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ يَصُمْهُ، وَأَنَا لَا أَصُومُهُ وَلَا آمُرُكَ وَلَا أَنْهَاكَ، إِنْ شِئْتَ فَصُمْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا تَصُمْهُ (3) 5421 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ   (1) لفظ:"يعني عاملاً"مستدرك في هامش (س) و (ص) . (2) إسناده حسن من أجل سماك بن حرب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأبو عوانة: هو وضاح اليشكري، ومصعب بن سعد: هو ابن أبي وقاص. وأخرجه مسلم (224) ، والترمذي (1) ، وأبو يعلى (5750) ، وابن حبان (3366) ، وأبو عوانة 1/234، والبيهقي في "السنن"1/194 من طرق، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4700) . (3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل الراوي عن ابن عمر، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن أبي نجيح: هو عبد الله، واسم أبيه: يسار المكي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2827) ، والطحاوي 2/72 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5080) . الحديث: 5420 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 309 عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِيِّ، أَنَّ رَجُلًا صَلَّى إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ فَجَعَلَ يَعْبَثُ بِالْحَصَى، فَقَالَ: لَا تَعْبَثْ بِالْحَصَى، فَإِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَلَكِنْ " اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ " قَالَ: هَكَذَا، وَأَرَانَا وُهَيْبٌ وَصَفَهُ عَفَّانُ " (1) وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى وَبَسَطَ أَصَابِعَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى، وَكَأَنَّهُ عَقَدَ وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ " (2) 5422 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عُمْرَى، وَلَا رُقْبَى، فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا أَوْ أُرْقِبَهُ، فَهُوَ لَهُ حَيَاتَهُ وَمَمَاتَهُ "، قَالَ ابْنُ بَكْرٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ عَطَاءٌ: وَالرُّقْبَى هِيَ لِلْآخِرِ، قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مِنِّي وَمِنْكَ (3)   (1) في هامش (س) و (ظ1) : وأرانا عفان، وصفه وهيب. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عبد الرحمن المعاوي، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ووُهَيب: هو ابن خالد الباهلي مولاهم. وأخرجه أبو عوانة 2/223 من طريق سعيد بن سليمان عن وهيب، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5331) . (3) صحيح لغيره. حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وقد صرح عند عبد الرزاق (16920) أنه لم يسمع من ابن عمر إلا الحديث في العمرى، ولم يخبر= الحديث: 5422 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 310 5423 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ - يَعْنِي - ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ قَالَ: " قَدْ زَعَمُوا ذَلِكَ " (1) 5424 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ: أَخْبَرَنِي قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، أَوِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ يُنَادِي بِلَيْلٍ، (2) فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى   = عطاءً في العمرى شيئاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن بكر: هو البرساني. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/273 من طريق محمد بن بكر البرساني، به. وفيه التصريح بعدم سماع حبيب من ابن عمر. وقد سلف برقم (4906) ، ومختصراً برقم (4801) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة وهو القيسي، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وثابت: هو ابن أسلم البُناني. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/225 من طريق خالد، عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1997) (50) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/224 من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، به. وقد سلف برقم (4837) ، وانظر (4465) و (4914) . (2) جاء في هامش (س) و (ص) ما نصه: قوله: "أو ابن أم مكتوم ينادي بليل" = الحديث: 5423 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 311 يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1)   = ليس في نسخة. وقد وضع فوق هذه العبارة في (ظ1) خط، وكتب في هامشها: سقط من نسخة أخرى. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/138 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/138 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به، لكن من غير شك، يعني على الجادة. قال الحافظ في "الفتح"2/102-103: قال ابن منده: حديث عبد الله بن دينار مُجمع على صحته، رواه جماعة من أصحابه عنه (قلنا: سلف برقم (5285)) . ورواه عنه شعبة فاختلف عليه فيه، رواه يزيد بن هارون عنه على الشك أن بلالاً ... كما هو المشهور، أو"أن ابن أم مكتوم ينادي بليل ... "، قال: ولشعبة فيه إسناد آخر، فإنه رواه أيضاً عن حبيب بن عبد الرحمن، عن عفته أنيسة، فذكره على الشك أيضاً. أخرجه أحمد [6/433] عن غندر، عنه، ورواه أبو داود الطيالسي عنه جازماً بالأول، ورواه أبو الوليد عنه جازماً بالثاني. وكذا لخرجه ابن خزيمة وابن المنذر وابن حبان من طرقٍ عن شعبة، وكذلك أخرجه الطحاوي والطبراني من طريق منصور بن زاذان، عن خبيب بن عبد الرحمن، وادَّعى ابن عبد البر وجماعة من الأئمة بأنه مقلوب، وأن الصواب حديث الباب، وقد كنت أميلُ إلى ذلك إلى أن رأيت الحديث في "صحيح ابن خزيمة"من طريقين آخرين عن عائشة، وفي بعض ألفاظه ما يبعد وقوع الوهم فيه، وهو قوله:"إذا أذن عمرو، فإنه ضرير البصر، فلا يغرنكم، وإذا أذن بلال، فلا يطعمن أحد". وأخرجه أحمد، وجاء عن عائشة أيضاً أنها كانت تنكر حديث ابن عمر وتقول: إنه غلط، أخرج ذلك البيهقي من طريق الدراوردي عن هشام، عن أبيه، عنها، فذكر= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 312 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الحديث وزاد:"قالت عائشة: وكان بلال يبصر الفجر"، قال: وكانت عائشة تقول: غلط ابن عمر. انتهى. وقد جمع ابن خزيمة والصبغي بين الحديثين بما حاصله: أنه يحتمل أن يكون الأذان كان نوباً بين بلال وابن أم مكتوم، فكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الناس أن أذانَ الأول منهما لا يُحرم على الصائم شيئاً، ولا يدل على دخول وقت الصلاة بخلاف الثاني، وجزم ابن حبان بذلك، ولم يُبده احتمالًا، وأنكر ذلك عليه الضياء وغيره، وقيل: لم يكن نوباً، وإنما كانت لهما حالتان مختلفتان: فإن بلالًا كان في أول ما شرع الأذان يؤذن وحده، ولا يؤذن للصبح حتى يطلع الفجر، وعلى ذلك تحمل رواية عروة عن امرأة من بني النجار، قالت:"كان بلال يجلس على بيتي وهو أعلى بيت في المدينة، فإذا رأى الفجر تمطأ ثم أذن"، أخرجه أبو داود، وإسناده حسن، ورواية حميد عن أنس:"أن سائلًا سأل عن وقت الصلاة، فأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلالًا فأذن حين طلع الفجر" الحديث. أخرجه النسائي، وإسناده صحيح، ثم أردف بابن أم مكتوم وكان يؤذن بليل، واستمر بلال على حالته الأولى، وعلى ذلك تنزل رواية أنيسة وغيرها، ثم في آخر الأمر أخر ابن أم مكتوم لضعفه، ووكل به من يراعي له الفجر، واستقر أذان بلال بليل، وكان سبب ذلك ما روي أنه ربما كان أخطأ الفجر فأذن قبل طلوعه، وأنه أخطأ مرة، فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرجع فيقول:"ألا إن العبد نام"، يعني أن غلبة النوم على عينيه منعته من تبين الفجر، وهو حديث أخرجه أبو داود وغيره من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر موصولاً مرفوعاً، ورجاله ثقات حفَّاظ، لكن اتفق أئمةُ الحديث: علي ابن المديني وأحمد ابن حنبل والبخاري والذهلي وأبو حاتم وأبو داود والترمذي والأثرم والدارقطني على أن حماداً أخطأ في رفعه، وأن الصواب وقفه على عمر بن الخطاب، وأنه هو الذي وقع له ذلك مع مؤذنه، وأن حماداً انفرد برفعه، ومع ذلك فقد وجد له متابع أخرجه البيهقي من طريق سعيد بن زَرْبي - وهو بفتح الزاي وسكون الراء بعدها موحدة ثم ياء كياء النسب - فرواه عن أيوب موصولاً، لكن سعيد ضعيف، ورواه عبد الرزاق، عن معمر،= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 313 5425 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (1) 5426 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ (2) حَتَّى يَقْبِضَهُ " (3) 5427 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (4) بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى أَنْ يَلْبَسَ الْمُحْرِمُ   = عن أيوب أيضا، لكنه أعضله فلم يذكر نافعا ولا ابن عمر، وله طريق أخرى عن نافع، عند الدارقطني وغيره، اختلف في رفعها ووقفها أيضا، وأخرى مرسلة من طريق يونس بن عبيد وغيره عن حميد بن هلال، وأخرى من طريق سعيد، عن قتادة مرسلة، ووصلها يونس عن سعيد بذكر أنس، وهذه طرق يُقوي بعضها بعضاً قوة ظاهرة، فلهذا والله أعلم استقر أن بلالًا يؤذن الأذان الأول أ. هـ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد العزيز: هو ابن مسلم القَسْملي. وقد سلف برقم (4450) . (2) في (ظ14) وهامش (س) و (ص) : يبيعه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5064) . وانظر (4517) . (4) في هامش (س) : حدثنا عبد الله. الحديث: 5425 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 314 ثَوْبًا صُبِغَ بِوَرْسٍ أَوْ زَعْفَرَانٍ " وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَعْلَانِ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ (1) مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (2) 5428 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ وَيَقُولُ: " هَا إِنَّ الْفِتَنَ هَاهُنَا، إِنَّ الْفِتَنَ هَاهُنَا حَيْثُ (3) يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (4) 5429 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَأَمَرَ أَنْ يُنْتَبَذَ فِي الْأَسْقِيَةِ " (5) 5430 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ،   (1) في (ظ14) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : حتى يكونا أسفل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مسلم: هو القسملي. وقد سلف برقم (4482) . (3) في (ظ14) : من حيث. وفي (ظ1) : حتى. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (4754) . (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن حُريث وهو التغلبي، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج. وقد سلف برقم (5030) ، وانظر (4465) و (4914) . الحديث: 5428 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 315 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، قَالَ: " تَحَرَّوْهَا فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ " (1) 5431 - حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ أَبُو الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا مِنْ عِنْدِ الْكَعْبَيْنِ " (2) 5432 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ سَلْمَانَ، (3) يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " عَشْرُ رَكَعَاتٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدَاوِمُ عَلَيْهِنَّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، (4) وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5283) ، وانظر ما سلف برقم (4499) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4454) ، ومطولاً برقم (4482) (3) وقع في النسخ: سليمان، وهو خطأ، وصححت في هامش (ظ14) ، وانظر " أطراف المسند"3/480. (4) في (ق) : وركعتين بعدها. (5) إسناده حسن، المغيرة بن سَلْمان - وهو الخزاعي - روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/409، وقال الإمام أحمد: معروف. وبقية رجاله ثقات= الحديث: 5431 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 316 5433 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا إِنْ شَاءَ " (1) 5434 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي إِنْ شَاءَ اللهُ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: طَلَّقَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ لِيُطَلِّقْهَا (2) " قَالَ: قُلْتُ: احْتُسِبَ (3) بِهَا قَالَ: فَمَهْ (4) 5435 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا جَبَلَةُ قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فِي بَعْثِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، فَأَصَابَتْنَا سَنَةٌ فَجَعَلَ   = رجال الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمّي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وقتادة: هو دعامة السدوسي. وقد سلف برقم (4506) ، وانظر (5127) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس بن جبير: هو الباهلي. وقد سلف برقم (5025) ، وسيأتي برقم (5504) . وانظر (4500) . (2) في (ظ14) : ثم ليطلقها إن شاء. (3) في (ظ14) : احتسبت. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5268) ، وانظر (4500) . الحديث: 5433 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 317 عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقِرَانِ، إِلَّا أَنْ يَسْتَأْمِرَ (1) الرَّجُلُ مِنْكُمْ أَخَاهُ (2) " 5436 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ عَفَّانُ: (3) عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِيَدِ ابْنِ عُمَرَ إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فِي النَّجْوَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ، وَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ، وَيَقُولُ لَهُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَإِنِّي أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، ثُمَّ (4) يُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَقُولُ الْأَشْهَادُ ": {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] (5)   (1) في (ق) : يستأذن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وجبلة: هو ابن سحيم. وقد سلف برقم (5037) ، وانظر (4513) . (3) قوله: "قال عفان"، ليس في (ظ14) . (4) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : قال: ثم. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 5436 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 318 5437 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ،   = وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"1/389) 232) من طريق عفان وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/189، وعبد بن حميد (846) ، والبخاري (2441) ، وفي "خلق أفعال العباد" (344) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (604) ، واين خزيمة في "التوحيد"1/387، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة (180) ، وابن حبان (7356) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات"ص 56 من طرق، عن همام بن يحيى، به. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (166) ، والبخاري (6070) و (7514) ، وفي "خلق أفعال العباد" (329) و (330) و (331) و (333) ، ومسلم (2768) ، وابن أبي عاصم في " السنة" (605) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (437) ، وأبو يعلى (5751) ، والطبري في "تفسيره" (6496) و (6497) و (18090) ، وابن خزيمة في "التوحيد"1/386 و389، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة"3/ورقة (180) ، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"ص 105، وابن حبان (7355) ، والآجري في " الشريعة"ص 268، وابن منده في "الِإيمان" (790) و (1077) و (1078) و (1079) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ص 219-220 من طرق، عن قتادة، به. وسيأتي برقم (5825) . قوله:"يقول في النجوى يوم القيامة،، قال السندي: أي: بين الله وبين العبد. وقوله:"يدني"، قال: من الِإدناء بمعنى التقريب، أي: يقربه منه. وقوله:"كنفه"، قال. بفتحتين، في "القاموس": كنف الله محركة: حرزه وستره، وهو الجانب والظل والناحية. وقوله:"ويقرره "، قال: أي: يحمله على الِإقرار بذنوبه. الحديث: 5437 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 319 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا " (1) 5438 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدٍ، سَمِعْتُ نَافِعًا،   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، روى له البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام: هو الدستوائي، وأيوب: هو السختياني. وأخرجه ابن ماجه (3112) ، والترمذي (3917) ، وابن حبان (3741) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4185) ، والبغوي (2020) من طرق، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4186) من طريق سفيان بن موسى، عن أيوب السختياني، به. وسيأتي الحديث برقم (5818) . وفي الباب عن الصُّميتة عند النسائي في "الكبرى" (4285) ، وابن حبان (3742) ، والطبراني في "الكبير"24/ (824) . وعن سلمان عند الطبراني في "الكبير" (6104) ، والبيهقي في "الشعب" (4180) ، وفيه عبد الغفور بن سعيد الأنصاري، وهو ضعيف. وعن سبيعة الأسلمية عند الطبراني 24/ (747) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 3/306، وقال: رجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن عكرمة، وقد ذكره ابن أبي حاتم، وروى عنه جماعة، وثم يذكره أحد بسوء. قوله:"من استطاع أن يموت بالمدينة"، قال السندي: أي: بالاستقرار فيها، وعدم الانتقال منها. وقوله:"فإني أشفع"، قال: أي شفاعة مخصوصة غير التي هي لعموم المؤمنين، قضاءً لحق الجوار، فلذلك قالوا: الأفضل الموت بالمدينة، والله تعالى أعلم. الحديث: 5438 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 320 أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عُمَرَ فَجَعَلَ يُلْقِي إِلَيْهِ الطَّعَامَ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، فَقَالَ لِنَافِعٍ: لَا تُدْخِلَنَّ (1) هَذَا عَلَيَّ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (2) 5439 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3) 5440 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الضَّبِّ؟ فَقَالَ: " لَسْتُ آكِلَهُ وَلَا مُحَرِّمَهُ " (4)   (1) في هامش (س) و (ص) : لا تدخل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وواقد: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر. وأخرجه أبو عوانة 5/426، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2001) ، والطبراني في "الأوسط" (1828) من طريق عفان، بهذا الإسناد. ورواية الطبراني مختصرة. وقد سلف برقم (5020) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مسلم: هو القَسْمَلي. وقد سلف برقم (4489) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي في "السنن"9/323 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5536) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن مسلم،= الحديث: 5439 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 321 5441 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْحِجْرِ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ " (1) 5442 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ ذَكَرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْجَنَابَةَ تُصِيبُهُ مِنَ اللَّيْلِ، " فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَغْسِلَ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأَ، ثُمَّ يَنَامَ " (2) 5443 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ مُلْتَمِسَهَا (3) فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فَإِنْ عَجَزَ أَوْ ضَعُفَ،   = وقد سلف برقم (4562) . وانظر (4497) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4561) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5056) . (3) في (ظ14) : ملتمساً. الحديث: 5441 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 322 فَلَا يُغْلَبْ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي " (1) 5444 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ الْأَشْوَاطَ الثَّلَاثَةَ، الْأُوَلَ حَوْلَ الْبَيْتِ " (2) 5445 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا " (3) 5446 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ (4) الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عقبة بن حريث من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف برقم (5031) ، وانظرما سلف برقم (4499) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: مو ابن مسلم الصفار. وهيب: هو ابن خالد الباهلي. وقد سلف برقم (4618) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مسلم هو: القسملي. وقد سلف برقم (4493) . (4) لفظ: "من" ليس في (ظ14) . الحديث: 5444 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 323 فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي مولاهم الكوفي، وباقي رجال إسناده ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3750) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (807) عن عمرو بن عون، عن أبي عوانة، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2971) ، والبيهقي في "الشعب" (3751) من طريق مسعود بن سعد، وأخرجه ابن أبي شيبة (ص 257 الجزء الذي نشره العمروي) عن محمد بن فضيل، كلاهما (مسعود ومحمد) عن يزيد بن أبي وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة"3/ورقة 203 عن أبي يحيى بن أبي مسرة، عن عبد الحميد بن غزوان، عن أبي عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن مجاهد، به. وهذا سند حسن. أبو يحيى بن أبي مسرة: هو عبد الله بن أحمد، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه، ومحله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات". وعبد الحميد بن غزوان، قال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومن فوقهما من رجال الشيخين. وأخرج أبو نعيم في "الحلية"3/26 من طريق محمد بن هارون بن مجمع، عن عمر بن يزيد، عن عبد الوهاب، عن يونس بن عبيد، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"ما من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام العشر، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"، وقال عقبه: غريب من حديث يونس، عن نافع، تفرد به عمر بن يزيد، عن عبد الوهاب: وما كتبناه إلا من حديث محمد بن هارون بن مجمع. وأخرجه الطبراني (11116) من طريق خالد الواسطي، عن يزيد بن أبي زياد،= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 324 5447 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ " (1)   = عن مجاهد، عن ابن عباس. فجعله من مسند ابن عباس. وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 240 عن موسى بن إسحاق القاضي، عن أبي كريب، عن بكر بن مصعب، عن عمر بن ذر، عن مجاهد، عن أبي هريرة مرفوعاً. وانظر"الفتح"2/458. وسيتكرر الحديث برقم (6154) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1968) . وعن عبد الله بن عمرو، سيرد (6559) . وعن أبي هريرة عند الترمذي (758) ، وابن ماجه (1728) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3757) ، والبغوي في "شرح السنة" (1426) . وعن جابر بن عبد الله عند البزار (1128) ، وأبي يعلى (2090) ، وابن حبان (2853) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2973) . وعن ابن مسعود عند الطبراني (10455) . والمراد بالعشر: عشر ذي الحجة. وقوله:"أعظم عند الله ولا أحب إليه"، قال السندي: الظاهر أنهما بالنصب على أنهما خبر ما المشبهة بليس. وقوله: "من العمل"، قال: الظاهر أن "من" زائدة، و"العمل" هو فاعل "أعظم" و"أحب" على التنازع، والله تعالى أعلم. وأما "من" التفضيلية فهي "من" في قوله:"من هذه الأيام العشر". (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مسلم: هو القسملي. وُهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري. وقد سلف برقم (4470) .= الحديث: 5447 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 325 5448 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ " (1) 5449 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَدِمَ مَكَّةَ فَدَخَلَ الْكَعْبَةَ، فَبَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " صَلَّى (2) بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ بِحِيَالِ الْبَابِ " فَجَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فَرَجَّ الْبَابَ رَجًّا شَدِيدًا فَفُتِحَ لَهُ، فَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ: أَمَا إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي كُنْتُ أَعْلَمُ مِثْلَ الَّذِي يَعْلَمُ وَلَكِنَّكَ حَسَدْتَنِي (3) 5450 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ،   = وسيأتي الحديث برقم (5822) عن عفان، عن وهيب، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر. وفيه قول موسى بن عقبة: وأخبرني نافع، عن ابن عمر أنه كان يَأثر ذلك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/336 من طريق ابن أبي ذئب، عن نافع، بهذا الِإسناد. وقد سلف مطولاً برقم (4506) . (2) لفظ:"صلى"ليس في (ظ14) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عبد الله بن أبي مليكة: هو ابن عبيد الله. وانظر (4464) و (4891) . الحديث: 5448 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 326 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جِئْتُمُ الْجُمُعَةَ فَاغْتَسِلُوا " (1) 5451 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ أَوْ حِمَارَةٍ وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ " (2) 5452 - حَدَّثَنَا مُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ قُرَادٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، أَوْ يَدْخُلُ (3) نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، لِأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَتُرَوْنَهَا لِلْمُنَقَّيْنَ، لَا وَلَكِنَّهَا لِلْمُتَلَوِّثِينَ الْخَطَّاءُونَ " (4) قَالَ زِيَادٌ: " أَمَا إِنَّهَا لَحْنٌ وَلَكِنْ هَكَذَا حَدَّثَنَا الَّذِي حَدَّثَنَا " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف بنحوه برقم (4466) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (4520) . (3) كلمة: "يدخل" ليست في (ظ14) . (4) في (ظ14) : الخطائين، وجاء في هامشها: في الأصل: الخطاؤون. (5) إسناده ضعيف لإبهام راويه عن ابن عمر، ولجهالة علي بن النعمان بن قراد= الحديث: 5451 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 327 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =- ويقال له: النعمان بن قراد - فلم يرو عنه غير زياد بن خيثمة، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ولاضطرابه كعما سيرد في التخريج. وقد اختلف فيه على زياد بن خيثمة: فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (791) من طريق معمر بن سليمان الرقي شيخ أحمد، بهذا الإسناد. ولفظه: أترون ذلك للمتقين المنتقين ... وأخرجه البيهقي في "الاعتقاد" ص 133-134 من طريق عبد السلام بن حرب، عن زيادبن خيثمة، عن نعمان بن قراد، [عن نافع] ، عن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابن ماجه (4311) من طريق إسماعيل بن أبي الحارث، عن أبي بدر شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن أبي موسى الأشعري. قال الدارقطني في "العلل"4/الورقة 54 بعد إيراد الحديث: يرويه زياد بن خيثمة، واختلف عنه، فرواه عبد السلام بن حرب، عن زياد بن خيثمة، عن نعمان بن قراد، عن نافع، عن ابن عمر، ولا يصح فيه نافع، ورواه معمر بن سليمان الرقي، عن زيادبن خيثمة، عن علي بن النعمان بن قراد، عن رجل، عن ابن عمر. ورواه أبو بدر شجاع بن الوليد، عن زياد بن خيثمة، واختلف عنه، فرواه إسماعيل بن أبي الحارث، عن أبي بدر، عن زياد بن خيثمة، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي، عن أبي موسى الأشعري، وخالفه غير واحد عن أبي بدر، عن زياد بن خيثمة، فقالوا: عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسل، والحديث مضطرب جداً. وأورده ابن الجوزي في "العلل المتناهية"2/920، ونقل قول الدارقطني: ليس في الأحاديث شيء صحيح. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"10/378، وقال: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: أما إنها ليست للمؤمنين المتقين، ولكنها للمذنبين الخاطئين المتلوثين. ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد، وهو ثقة! وقال البوصيري في تعليقه على حديث ابن ماجه السالف: إسناده صحيح، ولم= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 328 5453 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " (1)   =يفطن إلى اضطرابه. والقسم الأول من الحديث، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:"خُيِّرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة": يشهد له حديث عوف بن مالك عند الترمذي (2441) ، وصححه ابن حبان (211) ، وسيرد 6/28. وحديث أبي موسى، سيرد 4/404 و415. وحديث معاذ بن جبل وأبي موسى، سيرد 5/232. فهو بهذه الشواهد صحيح. والقسم الثاني يشهد له حديث أنس بن مالك:"شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي" صححه الترمذي (2435) ، وابن حبان (6468) ، والحاكم 1/69، ووافقه الذهبي، وسيرد 3/213. وقوله:"للمتقين"، قال: المضبوط في نسخ "المسند" بالنون والقاف المشددة المفتوحة اسم مفعول من التنقية، أي: للمطهرين من الذنوب، قيل: وهو الأنسب في مقابلة قوله: للمتلوثين، فإن التلوث: التلطخ بالأقذار، تشبيهاً للذنوب بها، وقد روى هذا المتن ابن ماجه من حديث أبي موسى بإسناد صحيح، والمشهور فيه للمتقين اسم فاعل من التقوى، والمعنى: أترون تلك الشفاعة التي خيرت بينها وبين دخول نصف الأمة الجنة للمتقين؟ ليست هي للمتقين، وإنما هي للمذنبين، ولا يلزم منه أن المتقين ليس لهم حظ من الشفاعة أصلاً، فله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شفاعات كثيرة، لهم حظ من بعضها. ويمكن أن يكون المعنى: أترون الشفاعة مخصوصة للمتقين؟ وليس كذلك، وإنما هي شاملة للمذنبين، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب،= الحديث: 5453 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 329 5454 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ رَكْعَتَانِ، فَإِذَا خِفْتُمُ الصُّبْحَ فَأَوْتِرُوا بِوَاحِدَةٍ " (1) 5455 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ حَتَّى تَفُوتَهُ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " وقَالَ شَيْبَانُ: " يَعْنِي غُلِبَ عَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ " (2)   = وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحْوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير الطائي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مسلم (1080) (11) من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4981) ، وانظر (4488) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/233 -234، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/278 من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبوسلمة ونافع عن ابن عمر، به. ولفظه عند النسائي:"صلاة الليل ركعتين ركعتين، فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة". وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/278 من طريق الأوزاعي، عن يحيى، عن نافع، به. وقوله:"صلاة الليل ركعتان"يعني مثنى مثنى، لا أنها ركعتان فقط. وقد سلف برقم (4492) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 5454 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 330 5456 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، (1) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2) 5457 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (3) 5458 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ امْرَأَةً مَقْتُولَةً، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " (4)   = وانظر ما سلف برقم (4621) . (1) هذا الحديث ليس في (ق) و (ظ1) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. ويحيى - وهو ابن أبي كثير- قد توبع. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1676) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4466) . (3) صحيح، وهذا سند ضعيف لإبهام الرجل الذي رواه عن ابن عمر، لكن سلف بأسانيد أخرى عن ابن عمر. انظر (4648) و (5192) و (5378) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو الرازي. وقد سلف برقم (4746) من طريق مالك. الحديث: 5456 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 331 5459 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً " (1) 5460 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، (2) حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: أَمَرْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ أَنْ يَسْأَلَ ابْنَ عُمَرَ، وَأَنَا جَالِسٌ بَيْنَهُمَا مَا (3) سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَنْ (4) جَرَّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ شَيْئًا، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (5) 5461 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ يَعْنِي السُّكَّرِيَّ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف مطولاً برقم (4498) ، ومختصراً برقم (4529) . (2) قوله:"بن عبادقه ليس في (س) و (ظ14) . وكتب في هامش (س) . (3) لفظ:"ما"ليس في (س) و (ظ14) . (4) في (س) : في الذي. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج - وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه مسلم (2085) (46) من طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 5/480 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جُريج، به. وقد سلف برقم (4489) . قوله:"ما سمعت ... "، قال السندي: بتقدير: أما سمعت ... ، ولا يمكن حمل"ما"على الاستفهام، لأن ذكرَ المفعول - وهو"شيئا" - يأباه. الحديث: 5459 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 332 إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي الصَّائِغَ، عَنِ نَافِعٍ، (1) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْصِلُ بَيْنَ الْوَتْرِ وَالشَّفْعِ بِتَسْلِيمَةٍ وَيُسْمِعُنَاهَا " (2)   (1) "عن نافع": سقط من النسخ عدا (ظ14) . (2) إسناده قوي. عتاب بن زياد روى له ابن ماجه، وهو ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير إبراهيم بن ميمون الصائغ، فقد علق له البخاري وروى له أبو داود والنسائي. أبو حمزة السكري: هو محمد بن ميمون. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/314 من طريق الإمام أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (2435) ، والطبراني في "الأوسط" (757) ، والخطيب في "تاريخ بغداد"12/314 من طريق عتاب، به. وأخرجه ابن حبان (2433) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن أبي حمزة، به. وأخرجه ابن حبان (2434) ، والطحاوي 1/278-279 من طريق سالم، عن ابن عمر، به. وأخرجه مالك 1/125، ومن طريقه الشافعي في "المسند"1/196، والبخاري (991) ، والطحاوي 1/279، والبيهقي في "السنن"1/25-2، وفي "المعرفة" (5452) عن نافع، أن عبد الله بن عمر كان يسلم بين الركعتين والركعة في الوتر، حتى يأمر ببعض حاجته. فذكروه موقوفاً. وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 2/292، والطحاوي 1/279 من طريق بكر بن عبد الله المزني، قال: صلى ابن عمر رضي الله عنهما ركعتين، ثم قال: يا غلام أرحل لنا، ثم قام فأوتر بركعة. وأخرجه كذلك عبد الرزاق (4670) عن معمر، عن قتادة أن ابن عمر كان يأمر بحاجته في ركعتين قبل الوتر. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 333 5462 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلَا يَحْلِفْ إِلَّا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ " وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا، فَقَالَ: " لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " (1) 5463 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَرْعَى عَلَى آلِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ غَنَمًا بِسَلْعٍ، فَخَافَتْ عَلَى شَاةٍ مِنْهَا الْمَوْتَ، فَذَبَحَتْهَا (2) بِحَجَرٍ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا " (3)   = وأخرج عبد الرزاق (4672) عن عبد الله بن محرز، عن قتادة أن أبا موسى الأشعري وأبا هريرة وابن عمر كانوا يسلمون فيها بين الركعتين والوتر. وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/840. (1) إسناده قوي. عُبيد بن أبي قرة: هو البغدادي، قال ابن معين: ما به بأس، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو مترجم في "تعجيل المنفعة". ص 276-277، و"تاريخ بغداد"11/95-97، و"لسان الميزان" 4/122-123، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سليمان بن بلال هو القرشي التيمي، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4703) . وانظر (4523) . (2) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) : فَذَكَّتْها. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن قال الدارقطني عن= الحديث: 5462 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 334 5464 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، يُحَدِّثُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ، أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِسَلْعٍ، فَعَرَضَ لِشَاةٍ مِنْهَا فَخَافَتْ عَلَيْهَا، فَأَخَذَتْ لِخَافَةً مِنْ حَجَرٍ فَذَبَحَتْهَا بِهَا، فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ " فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا " (1) 5465 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، (2) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْمُصْحَفِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ " (3)   = طريق نافع، عن ابن عمر هذا: لا يصح، وسلف الكلام على الحديث برقم (4597) . يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري. وأخرجه الدارمي 2/82، وابن الجارود (897) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (5892) من طريق صخر بن جويرية، عن نافع، به. (1) حديث صحيح كسابقه، ومحمد بن إسحاق - وإن كان مدلساً وقد عنعن - قد تابعه أيوب بن موسى، عن نافع فيما سلف برقم (4597) . قوله:"فعرض لشاة منها"، قال السندي: يحتمل أنه على بناء الفاعل، والضمير للعارض، أي: عرض لها عارض، أو على بناء المفعول. قوله: "فأخذت لحافة": ضبط بكسر لام وخاء معجمة، وفي "القاموس": لخاف ككتاب: حجارة بيض رقاق. (2) قوله:"بن هارون"ليس في (س) و (ظ14) ، وكتب في هامش (س) . (3) حديث صحيح، محمد بن إسحاق - وإن كان مدلساً وقد عنعن - قد= الحديث: 5464 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 335 5466 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ "، وَذَاكَ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَبِيعُونَ ذَلِكَ الْبَيْعَ " فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ " (1) 5467 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَرَكَ الْعَصْرَ مُتَعَمِّدًا حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَكَأَنَّمَا (2) وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (3)   = توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي داود في "المصاحف"ص 180 من طريق عبدة، عن محمد بن إسحاق، به. وقال البخاري في كتاب الجهاد، باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو: وتابعه ابن إسحاق عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ."الفتح" 6/133. وقد سلف برقم (4507) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد - وهو ابن إسحاق، وإن عنعن هنا - قد صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (6307) ، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وقد سلف برقم (4491) و (6440) . (2) في (ظ14) : كأنما. (3) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، حجاج - وهو ابن أرطاة -: مدلس، وقد عنعن. وانظر ما سلف برقم (4621) . الحديث: 5466 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 336 5468 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمُ الْمَسَاجِدَ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ " قَالَ: فَقَالَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: بَلَى وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " تَسْمَعُنِي أُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ: مَا تَقُولُ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، حبيب بن أبي ثابت: مدلس، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. العوام: هو ابن حوشب. وأخرجه أبو داود (567) ، وابنُ خزيمة (1684) ، والبيهقي في "السنن" 3/131، والبغوي (864) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقد سلف بإسناد صحيح عدا قوله:"وبيوتهن خير لهن"برقم (4522) ، وذكرنا هناك مكرراته. وهذه الزيادة لها شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه أبو داود (570) ، ومن طريقه البغوي (865) عن محمد بن المثنى، عن عمرو بن عاصم، عن همام بن يحيى العوذي، عن قتادة، عن مُوَرق العجلي، عن أبي الأحوص، عنه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها"، وإسناده جيد، عمرو بن عاصم - وهو ابن عبيد الله أبو عثمان البصري-، قال ابن معين: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، ووثقه ابن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات"،"قال أبو داود: لا أنشط لحديثه، وقال بندار: لولا فرقي من آل عمرو بن عاصم لتركت حديثه. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأحوص- وهو عوف بن مالك الجشمي- فمن رجال مسلم. وقد صححه الحاكم 1/209، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن خزيمة (1685) عن محمد بن المثنى، بإسناد أبي داود، لكن لفظه:"إن المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه= الحديث: 5468 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 337 5469 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا (1) بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَقَالَ: " رَأَيْتُ قُبَيْلَ الْفَجْرِ كَأَنِّي أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ، فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ: فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وَأَمَّا الْمَوَازِينُ: فَهَذِهِ (2) الَّتِي تَزِنُونَ بِهَا، فَوُضِعْتُ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي كِفَّةٍ، فَوُزِنْتُ بِهِمْ فَرَجَحْتُ، ثُمَّ جِيءَ بِأَبِي بَكْرٍ فَوُزِنَ بِهِمْ فَوَزَنَ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ فَوُزِنَ فَوَزَنَ، ثُمَّ جِيءَ بِعُثْمَانَ فَوُزِنَ (3) بِهِمْ ثُمَّ رُفِعَتْ (4) " (5)   = ربها وهي في قعر بيتها". وآخر من حديث أم سلمة عند ابن خزيمة (1683) أخرجه عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن السائب مولى أم سلمة، عنها. وهذا إسناد حسن في الشواهد. وثالث من حديث امرأة أبي حميد الساعدي عند ابن خزيمة (1689) . (1) من هنا إلى بداية الحديث (5556) سقط من (ظ14) . (2) في (م) : فهي. (3) كلمة: "فوزن" سقطت من (ظ1) . (4) في (ق) و (ظ1) : فوُزِنَ فَوَزَنَ، وكتب في هامش (س) : كلمة فوُزِنَ. نسخة. (5) إسناده ضعيف، عبيد الله بن مروان لم يرو عنه غير بدر بن عثمان، ولم يوثقه غير ابن حبان. وأبو عائشة - وقد تحرف في "تعجيل المنفعة"إلى:"عائشة رضي الله عنها" -، ترجمه البخاري في "الكنى"فقال: وكان رجل صدقٍ.= الحديث: 5469 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 338 5470 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ وَأَنَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَدَوِيِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ صَلَاةُ   = وأخرجه عبد بن حميد (850) ، وعبد الله بن أحمد في زوائده على"فضائل الصحابة" (228) من طريق أبي داود عمر بن سعد الحفري، بهذا الإسناد. قوله:"فهذه المفاتيح"، قال السندي: لعل إعطاءها للتنبيه على أن هذه الأمة يفتحون بها خزائن الأرض، والله تعالى أعلم. وقوله:"فهذه التي تزنون بها"، قال: لعله أعطي ليأمر أمته بالعدل فيها، ويحتمل أن يكون للتنبيه على أن هذه الأمة يبحثون عن الأسرار، ويرجحون بها البعض على البعض، كما وقع لهم في مواضع، كمسألة تفضيل الآنبياء عليهم الصلاة والسلام على الملائكة، وتفضيل الصحابة وغير ذلك، وهذا هو المناسب بقوله:"فوضعت"على بناء المفعول، ويحتمل أنه جيء بها لمجرد أن يوزن هؤلاء الأجلاء تنبيهاً على فضلهم، وهو المناسب بقوله:"ثم رفعت"، لكن لا يناسبه قوله: "أعطيت الموازين"، والله تعالى أعلم. وقوله:"فوزنت بهم"، قال: على بناء المفعول. "فرجحتُ"، أي: زدت عليهم في الفضل. وقوله:"فوزن بهم"، قال: على بناء المفعول. وقوله:"فوزن"، قال: على بناء الفاعل، لي ة ساواهم في الوزن، أو ترجح عليهم. وقوله: "ثم جيء بعمر فوزن"، قال: أي: بمن عدا أبي بكر، وبالجملة، فإن كان معنى قوله: "فوزن" أنه ساواهم في الوزن، فالحديث يفيد أن فضل أبي بكر على ضعف فضل عمر، وكذا عمر فضله على ضعف عثمان. وقوله:"ثم رفعت"، قال: أي: الموازين، والله تعالى أعلم. الحديث: 5470 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 339 اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَوَاحِدَةً، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ " (1) 5471 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ أَنْ يَخْرُجْنَ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ " (2) 5472 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ، وَقَالَ: يَزِيدُ، مَرَّةً أَنَّ عُمَرَ بْنَ نَافِعٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَلْبَسُ إِذَا أَحْرَمْنَا؟ قَالَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا الْخِفَافَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ لَيْسَتْ لَهُ نَعْلَانِ، فَيَلْبَسَ الْخُفَّيْنِ وَيَجْعَلَهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ وَلَا الْوَرْسُ " (3)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن عاصم وهو الواسطي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. خالد الحذاء: هو ابن مهران. وقد سلف برقم (5399) . وانظر (4492) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حبيب بن أبي ثابت مدلس، وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات. محمد بن يزيد: هو الواسطي الكلاعي. وقد سلف برقم (5468) ، وذكرنا هناك شواهده، وانظر (4522) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري.= الحديث: 5471 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 340 5473 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبَايَعُوا الثَّمَرَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " (1) 5474 - وَأَخْبَرَنَا يَعْنِي يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ نَصِيبًا لَهُ فِي إِنْسَانٍ أَوْ مَمْلُوكٍ، كُلِّفَ عِتْقَ بَقِيَّتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ يُعْتِقُهُ بِهِ فَقَدْ جَازَ مَا عَتَقَ " (2) 5475 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ، عَنِ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي بِهِ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " وَذَكَرَ نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ   = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3655) ، والدارمي 2/31-32، والطحاوي ني "شرح معاني الآثار"2/134 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4482) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وقد سلف برقم (5184) ، وانظر (4493) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (3944) ، والنسائي في "الكبرى" (4958) ، والبيهقي في "السنن"10/277 من طريق يزيد بن هارون، به. وقد سلف برقم (4451) . الحديث: 5473 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 341 عُمَرَ كَانَ يَزِيدُ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ مِنْ عِنْدِهِ: " لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ، وَالْعَمَلُ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ " (1) 5476 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسٌ لَا جُنَاحَ فِي قَتْلِ مَنْ قَتَلَ مِنْهُنَّ: الْغُرَابُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْحِدَأَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْعَقْرَبُ " (2) 5477 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ حَوْلَهُ، فَأَسْرَعْتُ لِأَسْمَعَ كَلَامَهُ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ قَبْلَ أَنْ أَبْلُغَ، وَقَالَ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ أَنْتَهِيَ إِلَيْهِمْ، فَسَأَلْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ: مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " إِنَّهُ نَهَى عَنِ الْمُزَفَّتِ وَالدُّبَّاءِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي 2/34 عن يزيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4457) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي 2/36، ومسلم (1199) (77) من طريق يزيد بن هارون، الِإسناد. وقد سلف برقم (4461) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 5/303 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.= الحديث: 5476 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 342 5478 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ وَنَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ، وَمَعَهُ حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ وَمُسَاحِقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خِدَاشٍ فَغَابَتْ لَنَا الشَّمْسُ، فَقَالَ (1) أَحَدُهُمَا: الصَّلَاةَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ الْآخَرُ: الصَّلَاةَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ، فَقَالَ نَافِعٌ: فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلَاةَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ " فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَسِرْنَا أَمْيَالًا، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، قَالَ يَحْيَى: فَحَدَّثَنِي نَافِعٌ هَذَا الْحَدِيثَ مَرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: سِرْنَا إِلَى قَرِيبٍ مِنْ رُبُعِ اللَّيْلِ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى (2) 5479 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيِّ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: " مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلَّا زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} [الأحزاب: 5] " (3)   = وقد سلف برقم (4574) ، وانظر (4465) و (4914) . (1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) و (ص) : فقال له. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5120) . وانظر (4472) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم بن عبد الله= الحديث: 5478 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 343 5480 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ " (1) 5481 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، (2) سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا نَعْمَلُ فِيهِ، أَمْرٌ مُبْتَدَعٌ - أَوْ مُبْتَدَأٌ - أَوْ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ: " أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، فَاعْمَلْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنَّ كُلًّا مُيَسَّرٌ، فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَإِنَّهُ يَعْمَلُ لِلسَّعَادَةِ، وَمَنْ (3) كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ، فَإِنَّهُ   = الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد العجلاني. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 3/43، وابن أبي شيبة 12/140، وابن حبان (7042) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2425) من طريق حَبان بن هلال، عن وهيب، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/43، والبخاري (4782) ، ومسلم (2425) ، والترمذي (3209) و (3814) ، والنسائي في "الكبرى" (11396) و (1) 397) ، والطبراني في "الكبير" (13170) ، والبيهقي في "السنن" 7/161، والبغوي في "تفسيره" 3/506 من طرق، عن موسى بن عقبة، به. وأورده السيوطي في "الدر المنثور"6/562، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (5448) سنداً ومتناً. (2) في (م) : عاصم بن عبد الله. وهو خطأ. (3) في (ظ1) وهامش (س) و (ص) : وأما من. الحديث: 5480 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 344 يَعْمَلُ لِلشَّقَاءِ " (1) 5482 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - يَعْنِي - ابْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِذَا رَاحَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ " (2) 5483 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ (3) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ "   (1) حسن لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. وقد سلف برقم (5140) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، والحكم: هو ابن عتيبة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1677) ، وفي "المجتبى"3/105 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (1850) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/115 عن شعبة، به. وأخرجه الطبراني في " الأوسط " (108) من طريق عبد الملك بن إبراهيم الحربي، عن اليسع بن قيس، عن الحكم، به. وقال. ثم يرو هذا الحديث عن اليسع إلا عبد الملك. وقد سلف برقم (4466) . (3) في هامش (س) و (ص) : أن. نسخة. الحديث: 5482 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 345 قَالَ: فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَا مَثْنَى مَثْنَى قَالَ: تُسَلِّمُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ (1) 5484 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " - وَطَبَّقَ شُعْبَةُ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَكَسَرَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ - قَالَ عُقْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: " وَالشَّهْرُ ثَلَاثُونَ "، وَطَبَّقَ كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (2) 5485 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن حريث، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (749) (159) ، والبيهقي في "السنن"3/23 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5032) ، وانظر (4492) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وأخرجه مسلم (1080) (14) ، والنسائي 4/140 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4488) و (5017) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.= الحديث: 5484 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 346 5486 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ نَبِيذ الْجَرِّ، أَهَلْ نَهَى (1) عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " زَعَمُوا ذَلِكَ "، فَقُلْتُ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى فَقَالَ: " قَدْ زَعَمُوا ذَلِكَ ". فَقُلْتُ: أَنْتَ (2) سَمِعْتَهُ مِنْهُ، فَقَالَ: " قَدْ زَعَمُوا ذَلِكَ "، فَصَرَفَهُ اللهُ عَنِّي، وَكَانَ إِذَا قِيلَ لِأَحَدِهِمْ (3) أَنْتَ سَمِعْتَهُ غَضِبَ وَهَمَّ يُخَاصِمُهُ (4) 5487 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ - يَعْنِي - السَّخْتِيَانِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ نَخْلًا،   = وأخرجه مسلم (1165) (209) ، وابن خزيمة (2183) ، وابن حبان (3676) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5031) ، وانظر (4499) . (1) في هامش (س) و (ص) : أنهى. نسخة. (2) في (س) و (ظ1) : آنت. (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لأحد. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البُناني. وقد سلف برقم (4915) ، وانظر (4465) و (4914) . قال السندي: قوله: أهل نهى عنه: هكذا في بعض النسخ، وعلى هذا لفظة هل، بمعنى قد، والهمزة للاستفهام، أي: أقد نهى. وفي بعض النسخ: أنهى، بهمزة بدون هل. الحديث: 5486 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 347 قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِرَبِّهَا الْأَوَّلِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (1) 5488 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا رَاحَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ " (2) 5489 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ إِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْهَا " قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَحَسِبَ (3) تِلْكَ التَّطْلِيقَةَ قَالَ: " فَمَهْ " (4) 5490 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4502) و (5162) و (5306) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4466) . (3) شكلت في (س) : أحَسَب، وفي هامشها: أيحسب. خ. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1471) (12) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5268) ، وانظر (4500) . الحديث: 5488 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 348 سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " قَالَ أَنَسٌ: قُلْتُ: فَإِنَّمَا أَسْأَلُكَ مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ: بَهْ بَهْ إِنَّكَ لَضَخْمٌ، إِنَّمَا أُحَدِّثُ، أَوْ قَالَ: إِنَّمَا أَقْتَصُّ لَكَ الْحَدِيثَ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ كَأَنَّ الْأَذَانَ أَوِ الْإِقَامَةَ (1) فِي أُذُنَيْهِ " (2) 5491 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ عَبْدَ رَبِّهِ بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ،   (1) في (ق) و (ظ1) : والإقامة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مطول (5049) . وأخرجه مسلم (749) (158) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الأسناد. وأخرجه مسلم (749) (157) من طريق حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين، به. وقوله: بَهْ بَهْ، قال ابنُ الأثير في "النهاية": في "صحيح مسلم":"به به إنك لضخم"، قيل: هي بمعنى بخ بخ، يُقال بَخْبَخَ به وبهبه، غير أن الموضع لا يحتمله إلا على بعد، لأنه قال: إنك لضخم، كالمنكر عليه، وبخ بخ لا يقال في الإنكار. أ. هـ. وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" 6/34: قيل معناه: مه مه، زجر وكف، قال ابن السكيت: هي لتفخيم الأمر، بمعنى بخ بخ. قوله: إنك لضخم، قال النووي في "شرح صحيح مسلم"6/33: إشارة إلى الغباوة والبلادة وقلة الآدب، قالوا: لأن لهذا الوصف يكون للضخم غالباً، وإنما قال ذلك، لأنه قطع عليه الكلام، وعاجله قبل تمام حديثه. وقد سلف مختصراً برقم (4860) ومضى شرحه هناك، وانظر (4492) . الحديث: 5491 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 349 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْأَوَّلِ، وَأَيُّمَا رَجُلٍ بَاعَ مَمْلُوكًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِرَبِّهِ الْأَوَّلِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ "، قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ حَدَّثَ بِالنَّخْلِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَمْلُوكِ عَنْ عُمَرَ، قَالَ عَبْدُ رَبِّهِ: " لَا أَعْلَمُهُمَا جَمِيعًا إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، ثُمَّ قَالَ مَرَّةً أُخْرَى: " فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَشُكَّ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا الإسناد على شرط الشيخين، إلا أنه وهم عبدُ ربه بن سعيد - وهو ابن قيس الأنصاري - في رفع القصتين عن نافع: قصة النخل وقصة العبد ... والمحفوظ أن نافعاً رفع قصة النخل ووقف قصة العبد، كما سلف مفَصلاً في تخريح الرواية رقم (4552) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4982) ، وابن ماجه (2212) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السنن"5/325 من طريق عثمان بن جبلة بن أبي رواد، عن شعبة، به. وقد تابع عبد ربه بن سعيد في رفع قصة العبد جماعة: فقد أخرجه البيهقي في "السنن"5/325 من طريق أبي شهاب، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، به. وأبو شهاب: هو الحناط الأصغر عبد ربه بن نافع، وثقه ابنُ مَعِين والعجلي ويعقوب بن شيبة وغيرهم، وضعًفه النسائي، وقال ابن خراش: صدوق. وقال الذهبي في "المغني": صدوق وليس بذاك الحافظ. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4983) ، والبيهقي في "السنن"5/325 من= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 350 5492 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ صَدَقَةَ بْنَ يَسَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ " وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ، قَرْنًا، وَلِأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ " (1)   = طريق سليمان بن موسى - وهو الأشدق - عن نافع، به. والأشدق ثقة ثبت عند غير واحد من الأئمة، لكنه يروي أحاديث ينفرد بها لا يرويها غيره، فمثله يصح حديثه إلا ما خالف فيه. وأخرجه البيهقي في "السنن"5/325 من طريق الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله، عن نافع، به، مرفوعاً بقصة العبد. قال البيهقي: ولهذا بخلاف رواية الجماعة عن نافع، فقد رواه الحفاظ عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، كما سلف. ونقل البيهقي عن النسائي قوله في حديث سالم ونافع عن ابن عمر في قصة العبد والنخل: القول ما قال نافع، وإن كان سالم أحفظ منه. وانظر ما سلف مفصلاً في الرواية (4552) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) حديث صحيح، دون ذكر ميقات أهل العراق فشاذ، ولهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صدقة بن يسار- وهو الجزري المكي -، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1921) عن شعبة، بهذا الِإسناد. دون ذكر ميقات أهل العراق. ولم يقع ذكر ميقات أهل العراق من حديث ابن عمر إلا من هذا الطريق، ولم يرد ذكره عند أحد من أصحاب ابن عمر المختصين به مثل سالم ونافع وعبد الله بن دينار في جميع روايات"المسند"، بل جاء من طريق صدقة نفسه فيما رواه عنه سفيان بن عيينة برقم (4584) ، وجرير بن عبد الحميد برقم (6257) أنَّ ابن عمر= الحديث: 5492 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 351 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سئل عن ميقات أهل العراق، فقال: لا عراق يومئذ، ثم إن أبا داود الطيالسي قد روى هذا الحديث عن شعبة، بهذا الإسناد، فلم يذكر فيه ميقات أهل العراق، مما يرجح أن ذكره هنا من تفرد محمد بن جعفر، ولعله وهم منه، فقد يَهِمُ الثقة، وقال الحافظ في،"الفتح"3/389: ووقع في "غرائب مالك" للدارقطني من طريق عبد الرزاق، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: وقت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل العراق ذات عرق (وقع فيه "قرناً" وهو تحريف) ، قال عبد الرزاق: قال لي بعضهم: إن مالكاً محاه من كتابه، قال الدارقطني: تفرد به عبد الرزاق. قلنا: قد أورده ابن عدي في "الكامل"5/1950، ثم قال: سمعتُ ابن صاعد يقول: قرأ علينا ابن عسكر كتاب "المناسك" عن عبد الرزاق، فليس فيه هذا الحديث. فذكره ابن صاعد مرسلاً عن إسحاق بن راهويه، عن عبد الرزاق، وهذا الحديث يُعرف بابن راهويه عن عبد الرزاق. وقال الحافظ: أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده"عنه، وهو غريب جداً، وحديث الباب يَرُده. قلنا: يعني الحافظ بحديث الباب ما أخرجه البخاري (1531) من حديث ابن عمر أيضاً أن الذي حد ذات عِرْق إنما هو أمير المؤمنين عمر. لكن يشهد لهذه الرواية (في أن الذي حد ذات عرق هو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حديث جابر عند مسلم (1183) (18) إلا أنه مشكوك في رفعه، أخرجه من طريق ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابراً يسْأل عن المُهَل، فقال: سمعت - أحسبه رفع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكره، وأخرجه أبو عوانة في "مستخرجه "- فيما ذكر الحافظ في "الفتح" -، فقال: سمعت - أحسبه يريد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال الشافعي في "الأم" 2/117: ثم يسم جابر النبيً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد يجوزُ أن يكون سمع عمر بن الخطاب. وقال النووي في "المجموع" 7/191: وأما حديث جابر في ذات عرق فضعيف، رواه مسلم في "صحيحه"، لكنه قال في روايته: عن أبي الزبير، أنه سمع جابراً يسْأل عن المُهَل، فقال: سمعتُ - أحسبه رفع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ومُهَلْ أهل العراق ذات عِرْق. فهذا إسناد صحيح، لكنه لم يجزم برفعه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلا يثبتُ رفعه= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 352 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = بمجرد هذا. قلنا: قد أخرجه دون شك في رفعه أحمد 3/336، وابن ماجه (2915) ، لكنه عند أحمد من طريق ابن لهيعة، وهو سيىء الحفظ، وعند ابن ماجه من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو متروك، كلاهما عن أبي الزبير، عن جابر. ويشهد لهذه الرواية أيضا حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6697) ، وفي إسناده الحجاج بن أرطاة، وهو ضعيف. وحديث عائشة عند أبي داود (1739) ، والنسائي 5/123 أخرجاه من طريق معافى بن عمران، عن أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد، عنها. قال ابنُ عدي في "الكامل"1/408: قال لنا ابن صاعد: كان أحمد بن حنبل ينكر هذا الحديثَ مع غيره على أفلح بن حميد، فقيل له: يروي عنه غير المعافى؟ فقال: المعافى بن عمران ثقة. ثم قال ابن عدي: وأنكر أحمد على أفلح في هذا الحديث قوله: "ولأهل العراق ذات عرق"، وثم ينكر الباقي من إسناده ومتنه شيئاً. وحديثُ الحارث بن عمرو السهمي عند أبي داود (1742) ، قال البيهقي في "معرفة السنن والآثار"7/96: وفي إسناده من هو غير معروف. وحديث أنس عند ابن عدي في "الكامل"7/2577، وفي إسناده هلال بن زيد بن يسار بن بولاء أبو عقال، وهو متروك. ومرسل عطاء عند الشافعي في "الأم"2/117-118، و"المسند"1/290 (بترتيب السندي) ، قال البيهقي في "السنن"5/28: وقد رواه الحجاجُ بن أرطاة - وضعفهُ ظاهر- عن عطاء وغيره، فوصله. ولهذه العلل في هذه الشواهد قال ابن خزيمة في "صحيحه"4/160 عقب حديث جابر: قد روي في ذات عرق أنه ميقات أهل العراق أخبار غير ابن جريج، لا يثبت عند أهل الحديث شيء منها، قد خرجتها كلها في كتاب الكبير. وقال ابن المنذر- فيما نقله الحافظ في "الفتح" 3/390-: لم نجد في ذات عرق حديثاً ثابتاً.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 353 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرج الشافعي في "الأم" 2/118، و"المسند"1/292 (بترتيب السندي) عن طاووس، قال: لم يوقت رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات عرق، ولم يكن حينئذ أهل مشرق، فوقت الناسُ ذات عرق، ثم قال الشافعي: ولا أحسبه إلا كما قال طاووس. والله أعلم. لكن الحافظ ابن حجر بعد أن أورد بعض هذه الشواهد بإيجاز في "الفتح" 3/390 دون ذكر عللها، قال: وهذا يدل على أن للحديث أصلًا، فلعل من قال: إنه غير منصوص لم يبلغه، أو رأى ضعف الحديثِ باعتبار أن كل طريق لا يخلو من مقال ... لكن الحديث بمجموع الطرق يقوى كما ذكرنا. وذكر أنه صحح الحنفية والحنابلة وجمهور الشافعية والرافعي في "الشرح الصغير"، والنووي في "شرح المهذب" أنه منصوص. ثم قال الحافظ: وإما إعلال من أعله بان العراق لم تكن فتحت يومئذ، فقال ابن عبد البر: هي غفلة، لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقت المواقيت لأهل النواحي قبل الفتوح، لكنه علم أنها ستفتح، فلا فرق في ذلك بين الشام والعراق. انتهى. وبهذا أجاب الماوردي وآخرون. قلنا: جواب ابن عبد البر فيه نظر، لأن الذي قال: لم تكن يومئذ عراق، هو ابن عمر نفسه، وقد كان في جهة الشام من أسلم، ولذا حد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم ميقاتاً، وقد قال الحافظ: يظهر لي أن مراد من قال: لم يكن العراق يومئذ، أي: لم يكن في تلك الجهة ناس مسلمون ... وكل جهة عيَنها في حديث ابن عمر، كان من قِبَلها ناس مسلمون بخلاف المشرق، والله أعلم. وأما ما أخرجه أبو داود [174] ، والترمذي [832] من وجه آخر عن ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَت لأهل المشرق العقيق، فقد تفرد به يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف، وإن كان حفظه، فقد جُمع بينه وبين حديث جابر وغيره بأجوبة: منها: أن ذات عِرْق ميقات الوجوب، والعقيق ميقات الاستحباب، لأنه أبعد من ذات عرق.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 354 5493 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ ثُمَّ يَرْجِعَ فِيهَا، إِلَّا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ، وَمَثَلُ الَّذِي يُعْطِي الْعَطِيَّةَ ثُمَّ يَرْجِعُ فِيهَا، كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِيهِ " (1) 5494 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ، (2) سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ،   = ومنها: أن العقَيق ميقات لبعض العراقيين، وهم أهل المدائن، والآخر ميقاتُ أهل البصرة، وقع ذلك في حديث لأنس عند الطبراني، وإسناده ضعيف. ومنها: أن ذات عرق كانت أولاً في موضع العقيق الأن، ثم حولت وقربت إلى مكة، فعلى هذا فذات عرق والعقيق شيء واحد، ويتعين الإِحرام من العقيق، ولم يقل به أحد، وإنما قالوا: يستحب احتياطاً. قال السندي تعليقاً على حديث عائشة في أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقت ذات عرق: المشهور أن عمر هو الذىِ عين ذات عرق من غير أن يبلغه الحديث، فإن صح هذا الخبر، فهذا من موافقة عمر الصواب في الاجتهاد. والله تعالى أعلم. وقد سلف برقم (4455) ، وذكرنا هناك مكرراته. (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن شعيب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. وقد سلف برقم (4810) ، وهو مكرر (2120) . (2) في هامش (س) : حدثنا عبد الخالق. الحديث: 5493 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 355 وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ " قَالَ سَعِيدٌ: " وَقَدْ ذُكِرَ الْمُزَفَّتُ عَنْ غَيْرِ ابْنِ عُمَرَ " (1) 5495 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ الْهَمْدَانِيَّ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِجَمْعٍ فَأَقَامَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ: فَسَأَلَهُ خَالِدُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ (2) مِثْلَ هَذَا فِي هَذَا الْمَكَانِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الخالق - وهو ابن سلِمة الشيباني -، فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي في "المجتبى"8/306، وفي "الكبرى" (5142) و (6832) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4629) ، وانظر (4465) و (4914) . (2) في هامش (س) و (ص) : صنع. نسخة. (3) حديث صحيح. عبد الله بن مالك: سلف الكلام عليه في الرواية (4676) ، وسلف هناك أن السائل هو عبد الله بن مالك، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وسماع شعبة منه قديم. وأخرجه الطيالسي (1897) ، وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/212 من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4452) ، وانظر (4893) . الحديث: 5495 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 356 5496 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ " (1) 5497 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَأَلَ عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فَمَا أَصْنَعُ؟ قَالَ: " اغْسِلْ ذَكَرَكَ، ثُمَّ تَوَضَّأْ، ثُمَّ ارْقُدْ " (2) 5498 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1506) (16) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1885) ، والبخاري (2535) ، وأبو داود (2919) ، والنسائي في "المجتبى"7/306، وفي "الكبرى" (6414) ، وابن ماجه (2747) ، وابن حبان (4948) ، وفي "الثقات" 4/8، والطبراني في "الكبير" (13626) ، وفي "الأوسط" (1542) ، وابن عدي في "الكامل"1/89، والبيهقي في "السنن"10/292، من طرقٍ عن شعبة، به. وقد سلف برقم (4560) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (214) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5056) ، وهو مكرر (359) . الحديث: 5496 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 357 سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ بِلَالٌ أَوِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (1) 5499 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ أَوِ النَّخْلِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " فَقِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَا صَلَاحُهُ؟ قَالَ: تَذْهَبُ عَاهَتُهُ (2) 5500 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِيعُهُ (3) حَتَّى يَقْبِضَهُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف من طريق شعبة برقم (5424) ، وسلف برقم (4551) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1534) (52) ، والبيهقي 5/300 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري (1486) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/23 من طريقين، عن شعبة، به. وقد سلف برقم (4493) . (3) في (ق) و (ظ1) : يبعه. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (4517) و (5064) . الحديث: 5499 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 358 5501 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ أَنَا وَرَجُلٌ آخَرُ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: اسْتَأْخِرَا فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانُوا (1) ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (2) 5502 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، (3) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ نَفْسِي، وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللهُمَّ أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: سَمِعْتَ هَذَا مِنْ عُمَرَ؟ فَقَالَ: " مِنْ خَيْرٍ (4) مِنْ عُمَرَ، مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (5)   (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : كنتم. نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (581) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4450) . (3) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : سمعت. نسخة. (4) في هامش (س) وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: من خير. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خالد: هو ابن مهران البصري الحذاء، وعبد الله بن الحارث: هو الأنصاري البصري. وأخرجه البيهقي في "الآسماء والصفات"ص هـ 7 من طريق أحمد ابن حنبل،= الحديث: 5501 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 359 5503 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ، فَاسْجُدْ سَجْدَةً (1) وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ (2) " (3)   = بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2712) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (796) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة"3/ورقة 180، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (721) من طريق غندر، به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (797) من طريق بشر بن المفضل، وابن حبان (5541) من طريق إسماعيل ابن عُلية، كلاهما عن خالد الحذاء، به. وفي رواية ابن حبان جاء قول ابن عمر في آخره: بل خير من عمر كان يقوله، فظننا أنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يصرح ابن عمر برفعه. وفي الباب عن أبي هريرة بنحوه عند البخاري (7393) ، وسيأتي 2/4220 (1) في (ص) : سجدتين. (2) من هنا يبدأ سقط في نسخة (ص) ينتهي عند منتصف الحديث (5514) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق - وهو العُقيلي - فمن رجال مسلم. وقد سلف تخريجه برقم (4987) . وقوله: وركعتين قبل الصبح. سيأتي أيضاً برقم (5609) ، وانظر (4492) . قال السندي: قوله: "وركعتين قبل الصبح" أي: قبل فرض الصبح، وهما سنة الفجر. الحديث: 5503 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 360 5504 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ جُبَيْرٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَأَتَى (1) عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " لِيُرَاجِعْهَا فَإِذَا طَهُرَتْ، فَإِنْ شَاءَ فَلْيُطَلِّقْهَا "، قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَفَتَحْتَسِبُ بِهَا؟ قَالَ: " مَا يَمْنَعُهُ نَعَمْ أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ " (2) 5505 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ زَرْعٍ، أَوْ غَنَمٍ، أَوْ صَيْدٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ " (3)   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قال: فأتى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس بن جبير: هو الباهلي. وأخرجه مسلم (1471) (10) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5025) ، وانظر (4500) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر الملقب بغندر، وأبو الحكم:"هو عبد الرحمن بن أبي نُعْم. وأخرجه مسلم (1574) (56) ، والبيهقي في "السنن" 6/9 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4813) من طريق قتادة، به. وسلف برقم (4479) بلفظ: "نقص من أجره كل يوم قيراطان"، وذكرنا هناك شواهده وشرحه.= الحديث: 5504 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 361 5506 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: شَهِدْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِجَمْعٍ فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا وَسَلَّمَ، وَصَلَّى الْعَتَمَةَ رَكْعَتَيْنِ، وَحَدَّثَ سَعِيدٌ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ صَلَّاهَا فِي هَذَا الْمَكَانِ فَصَنَعَ مِثْلَ ذَا، وَحَدَّثَ ابْنُ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ مِثْلَ هَذَا فِي هَذَا الْمَكَانِ " (1) 5507 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " اللهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ ". قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " اللهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ ".   = قال السندي: قوله: إلا كلب زرع: هكذا في هذه الرواية وفي بعض الروايات أيضاً كما سبقت، والمشهور في رواية ابن عمر ذكر كلب الغنم والصيد دون الزرع، بل إذا قيل له: إن أبا هريرة يزيد: " أو كلب زرع"يقَول: إن أبا هريرة صاحب زرع، فيحتمل أن هذه الزيادة في رواية ابن عمر إنما وقعت من بعض الرواة باشتباه حديث ابن عمر وأبي هريرة، ويحتمل أنه سمع من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنين، ثم لما بلغه حديث أبي هريرة أو غيره حتى تحقق عنده أن هذه الزيادة أيضاً من كلامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زادها، والله تعالى أعلم، نعم عادته أنه كان يفصل بين ما سمعه وبين غيره، فيقول: زعموا، أو قالوا، أو نحو ذلك، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4028) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (1870) ، والنسائي في "المجتبى" 1/239 من طريق خالد بن الحارث، و1/240 من طريق بهز بن أسد، ثلاثتهم عن شعبة، به. وقد سلف برقم (4452) و (5241) ، وانظر (5538) . الحديث: 5506 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 362 قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (1) 5508 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ تَلْبِيَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، ومالك: هو ابن أنس الإمام. وهو في "موطأ"مالك 1/394، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1727) ، ومسلم (1301) (317) ، وأبو داود (1979) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1362) ، وابن حبان (3880) ، والبيهقي 5/102-103، والبغوي (1961) . ووقع عندهم جميعاً الدعاء للمقصرين في المرة الثالثة، قال الحافظ في "الفتح"3/562: كذا في معظم الروايات عن مالك إعادة الدعاء للمحلقين مرتين، وعطف المقصرين عليهم في المرة الثالثة، وانفرد يحيى بن بكير دون رواة"الموطأ"بإعادة ذلك ثلاث مرات، نبه عليه ابن عبد البر في "التقصي"ص 177-178، وأغفله في "التمهيد" (15/233) ، بل قال فيه: إنهم لم يختلفوا على مالك في ذلك، وقد راجعت أصل سماعي من موطأ يحيى بن بكير، فوجدته كما قال في "التقصي". وقد سلف الحديث برقم (4657) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي البصري، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله المزني. وقد سلف برقم (4457) . الحديث: 5508 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 363 5509 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ قَالَ: ذَكَرْتُ (1) لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّى بِالْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ "، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: يَرْحَمُ اللهُ أَنَسًا وَهِلَ أَنَسٌ " وَهَلْ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حُجَّاجًا، فَلَمَّا قَدِمْنَا أَمَرَنَا أَنْ نَجْعَلَهَا عُمْرَةً إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ " قَالَ: فَحَدَّثْتُ أَنَسًا بِذَلِكَ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: " مَا (2) تَعُدُّونَا إِلَّا صِبْيَانًا " (3) 5510 - حَدَّثَنَا (4) يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ " (5) 5511 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) : ذكر. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لا. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4996) ، وانظر (4822) . قال السندي: قوله: وَهِلَ أنس: أي: غلظ. وهل خرجنا: لفظة"هل"استفهامية بمعنى النفي، أي: ما خرجنا؟ كما في قوله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الِإحسان) . (4) سقط هذا الحديث من (ق) و (ظ1) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4491) . الحديث: 5509 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 364 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ " (1) 5512 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُمْ، أَنَّ جَارِيَةً كَانَتْ تَرْعَى لِآلِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ غَنَمًا لَهُمْ، وَأَنَّهَا خَافَتْ عَلَى شَاةٍ مِنَ الْغَنَمِ أَنْ تَمُوتَ، فَأَخَذَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا بِهِ، وَأَنَّ ذَلِكَ ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَمَرَهُمْ بِأَكْلِهَا " (2) 5513 - حَدَّثَنَا (3) مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ وَلَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد الأموي: هو ابن أبان بن سعيد، أبو أيوب الكوفي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (5197) ، وانظر (4469) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وسلف الكلام على رواية يحيى بن سعيد - وهو ابن قيس الأنصاري - شيخ يحيى بن سعيد الأموي برقم (5463) . (3) سقط هذا الحديث من (ق) و (ظ1) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي. وأخرجه الدارمي 2/402، وابنُ الجارود في "المنتقى" (946) من طريق= الحديث: 5512 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 365 5514 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ، (1) وَلَا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (2) 5515 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ أُخْدَعُ فِي الْبَيْعِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ مَنْ بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ " (3) 5516 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ،   = محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5197) ، وانظر (4469) . (1) إلى هنا ينتهي الخرم في (ص) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه وهم، ذكره الدارقطني في "العلل" 4/الورقة 56، وذكر أن المحفوظ عن عبيد الله بن عمر: عن الزهري، عن أبي بكر بن عبيد الله، عن ابن عمر (كما سيرد برقم (6334) وذكر أن محمد بن عبيد رواه كذلك على الصواب. وقد سلف برقم (4537) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15337) . وقد سلف برقم (5036) . الحديث: 5514 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 366 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " وَكَانَ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِمَا إِلَى رُبُعِ اللَّيْلِ أَخَّرَهُمَا جَمِيعًا (1) 5517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (2) 5518 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني. ويحيى: هو ابن سعيد الأنصاري. وأخرجه الدارقطني 1/391-392 من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري، وأخرجه عبد الرزاق (4402) ، ومن طريقه النسائي 1/289 عن معمر، عن موسى بن عقبة، عن نافع، به. وأخرجه الطرسوسي (60) من طريق يحيى، عن نافع، به. وقد سلف برقم (4472) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (18969) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1686) (6) ، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (1686) (6) ، والنسائي في "المجتبى"8/77، والدارمي= الحديث: 5517 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 367 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ (1) سَهْمًا " (2) 5519 - قَالَ: وَبَعَثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ نَحْوَ تِهَامَةَ فَأَصَبْنَا غَنِيمَةً، فَبَلَغَ سُهْمَانُنَا (3) اثْنَيْ عَشَرَ (4) بَعِيرًا، " وَنَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا بَعِيرًا " (5) 5520 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ،   = 2/173، وابن حبان (4461) ، والبيهقي 8/256 من طريق أبي نعيم، عن سفيان، وسلف من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، برقم (5157) ، وانظر (4503) . (1) في (ظ1) : وجعل للرجل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي 2/226، وابن حبان (4811) ، والدارقطني 4/102 (ووقع فيه عبد الله بن عمر بدل: عبيد الله بن عمر) ، والبيهقي في "السنن"6/325 من طرق، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ورواية عبد الرزاق هذه لم نجدها في "المصنف"، ووجدنا فيه برقم (9320) رواية عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به بلفظ: أن رسول الله جعل للفارس سهمين وللراجل سهماً. وذكرنا في الرواية (4448) أن هذا وهم من عبد الله بن عمر العمري. (3) في هامش (س) : سهامنا. نسخة. (4) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : اثنا عشر. وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد ماكر: اثني عشر كما هو مثبت. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 5519 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 368 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " قَطَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَحَرَّقَ " (1) 5521 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَبَايَعُوا الثَّمَرَةَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا "، قَالَ: وَمَا بُدُوُّ صَلَاحِهَا؟ قَالَ: " تَذْهَبُ عَاهَتُهَا وَيَخْلُصُ طَيِّبُهَا " (2) 5522 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،   = وأخرجه أبو عوانة 4/105 و106 من طرق، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4579) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4532) . (2) حديث صحيح دون قوله: ما بدو صلاحها ... ، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابنِ أبي ليلى- وهو محمد بن عبد الرحمن-، والعَوْفى، وهو عَطِية بن سعد الكوفي. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (14322) . وقد سلف بإسناد صحيح برقم (4525) . وقوله: ما بُدو صلاحها؟ قال:"تذهب عاهتها، ويخلص طيبها": الصحيح أنه من قول ابن عمر كما سلف بالرواية رقم (5499) . وقد سلف الحديث بتمامه برقم (4998) . الحديث: 5521 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 369 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (1) 5523 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ طَاوُسًا، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَا تَبِيعُوا الثَّمَرَةَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا " (2) 5524 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَيْمَنَ يَسْأَلُ ابْنَ عُمَرَ وَأَبُو الزُّبَيْرِ يَسْمَعُ، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ حَائِضًا؟ فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَبْدَ اللهِ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُرَاجِعْهَا " عَلَيَّ، وَلَمْ يَرَهَا شَيْئًا، وَقَالَ: فَرَدَّهَا، " إِذَا طَهُرَتْ فَلْيُطَلِّقْ، أَوْ يُمْسِكْ "، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} [الطلاق: 1] فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: " وَسَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4485) . (2) هو مكرر (5273) سنداً ومتناً. (3) صحيح دون قوله:"ولم يرها شيئاً"، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي الزبير- وهو محمد بن مسلم بن تدرس -، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم احتجاجاً، وقد صرح بالتحديث هو وابن جريج، فانتفت شبهة تدليسهما. روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/33 و34، وأبو داود (2185) ، والبيهقي 7/327= الحديث: 5523 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 370 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   من طرق، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1471) (14) ، والنسائي 6/139، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/53، وابن الجارود في "المنتَقى" (733) ، والبغوي (2352) من طريق ابن جريج، به. وليست عندهم زيادة: ولم يرها شيئاً. قال السندي: قوله: فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"ليراجعها علي ولم يرها شيئا"، وقال: فردها إذا طهرت فليطلق: هكذا في نسخ المسند، والظاهر أنه تصحيف، والصواب: فردها على، ولم يرها شيئاً، وقال: إذا طهرت فليطلق. هذا الذي ظهر لي، ثم راجعت"سنن أبي داود"فإذا فيه كذلك، فلله الحمد على الموافقة. ثم قوله: ولم يرها شيئاً بظاهره يدل على عدم وقوع الطلاق أصلاً، وهومخالف لسائر الروايات، فإنها تدل على الوقوع، ويمكن تأويله على وجه يوافق بقية الروايات بأن ضمير "ردها"للطلقة، أي: أنكر الطلقة شرعاً، ولم يرها شيئاً مشروعاً، وهذا لا يخالف لزوم الطلاق، أو بأن ضمير "ردها" للزوجة، وضمير"لم يرها"للطلقة، أي: لم يرها شيئاً مانعاً عن الرجعة ... ويثمل أن يكون معناه: لم يره شيئاً جائزاً في السنن وإن كان لازماً. وقال الحافظ في "الفتح"9/354: قال أبو داود: روى هذا الحديث عن ابن عمر جماعة، وأحاديثهم كلها على خلاف ما قال أبو الزبير. وقال ابن عبد البر: قوله:"ولم يرها شيئاً"منكر لم يقله غير أبي الزبير، وليس بحجة فيما خالفه فيه مثله، فكيف بمن هو أثبت منه، ولو صح فمعناه عندي والله أعلم: ولم يرها شيئاً مستقيما لكونها لم تقع على السنة. وقال الخطابي: قال أهل الحديث: لم يروِ أبو الزبير حديثاً أنكر من هذا، وقد يحتمل أن يكون معناه: ولم يرها شيئاً تحرم معه المراجعة، أولم يرها شيئاً جائزاً في السنة ماضياً في الاختيار، وإن كان لازماً له مع الكراهة. ونقل البيهقي في "المعرفة" عن الشافعي أنه ذكر رواية أبي الزبير، فقال: نافع أثبت من أبي الزبير، والأثبت من الحديثين أولى أن يُؤخذ به إذا تخالفا، وقد وافق نافعاً غيره من أهلِ التثبت، قال: وبسط الشافعي القول في ذلك، وحمل قوله: "لم يرها شيئاً" على أنه لم يعدها شيئاً صواباً غير خطأ، بل يؤمر صاحبه أن لا يقيم عليه، لأنه أمره بالمراجعة،= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 371 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ولو كان طلقها طاهراً لم يؤمر بذلك، فهو كما يقال للرجل إذا أخطأ في فعله أو أخطأ في جوابه لم يصنع شيئاً، أي: لم يصنع شيئاً صواباً. قلنا: قد أخرج البخاري في "صحيحه" (5253) عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قال: حُسِبت علي بتطليقة. قال الحافظ في "الفتح"9/354: وأما قول ابن عمر: "إنها حسبت علي بتطليقة" فإنه وإن لم يصرح برفع ذلك إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن فيه تسليمَ أن ابن عمر قال: إنها حسبت عليه، فكيف يجتمع مع هذا قوله: إنه لم يعتد بها أولم يرها شيئاً على المعنى الذي ذهب إليه المخالف؟ لأنه إن جعل الضمير للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لزم منه أن ابن عمر خالف ما حكم به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه القصة بخصوصها، لأنه قال: إنها حسبت عليه بتطليقة، فيكون من حسبها عليه خالف كونه لم يرها شيئاً، وكيف يظن به ذلك مع اهتمامه واهتمام أبيه لسؤال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك ليفعل ما يأمره به؟ وإن جعل الضمير في لم يعتد بها، أولم يرها لابن عمر لزم منه التناقض في القصة الواحدة، فيفتقر إلى الترجيح، ولا شك أن الأخذ بما رواه الأكثر والأحفظ أولى من مقابله عند تعذر الجمع عند الجمهور، والله أعلم. وقوله:"في قبل عدتهن"، سلف الكلام عليها في الرواية رقم (5269) . تنبيه: رد صاحب"الإرواء"7/129 قول أبي داود: إن أحاديث الجماعة كلها على خلاف ما قال أبو الزبير بما أخرجه الطيالسي (1871) ، وسعيد بن منصور (1546) ، والطحاوي 3/52، والنسائي 6/141، وأبو يعلى من طرق عن هشيم، أخبر أبو بشر عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، قال: طلقت امرأتي وهي حائض، فردها علي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى طلقتها وهي طاهر. قال صاحب"الإرواء": فإنه موافق لرواية أبي الزبير هذه، فإنه قال:"فرد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك علي حتى طلقتها وهي طاهر"، وعده شاهداً قوياً لحديث أبي الزبير. وغير خاف على طلبة العلم أن رواية سعيد بن جبير عن ابن عمر هذه لا تشهد لرواية أبي الزبير، ولا يُفهم منها ذلك، فإن احتساب الطلقة في الحيض أو عدم احتسابها مسكوت عنه فيها، وقد جاء في رواية البخاري السالفة من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عمر قال:"حُسِبَتْ علي بتطليقة"، فهو= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 372 5525 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ إِلَى عُمَرَ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَحِيضَ غَيْرَ هَذِهِ الْحَيْضَةِ، ثُمَّ تَطْهُرَ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا، فَلْيُطَلِّقْهَا كَمَا أَمَرَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا فَلْيُمْسِكْهَا " (1) 5526 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لَا يَأْكُلُ مِنْ لَحْمِ هَدْيِهِ، (2)   = نص صريح قاطع للنزاع من راوي الحادثة وصاحبها أنها حُسِبَتْ عليه تطليقة، ومع هذا الوضوح ذهب الشيخ إلى أن رواية سعيد بن جبير عنه:" فرد ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى طلقتها وهي طاهر"، ترد قول أبي داود المتقدم ومن نحا نحوه مثل ابن عبد البر والخطابي وغيرهم، ثم قال: ومن العجيب أن هذا الشاهد لم يتعرض لذكره أحد من الفريقين مع أهميته فاحفظه ... هكذا توهم أنه هو وحده المصيب، وأن من تقدمه من أهل العلم ولو كانوا أعلى منه كعباً في هذا الفن، قد فاتهم الصواب الذي انتهى إليه! (1) هو مكرر (5270) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن جريج - وهو عبد الملك بن= الحديث: 5525 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 373 5527 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ ذَلِكَ، عَنْ سَالِمٍ، فِي الْهَدْيِ وَالضَّحَايَا (1) 5528 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمُحْرِمِ: " إِذَا لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ يَقْطَعُهُمَا (2) أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (3) 5529 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَيَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ " (4)   = عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وحجاج بن محمد: هو المصيصي الأعور. وهو مكرر (4643) . والنهي عن الأكل من لحم الأضحية بعد ثلاث منسوخ، وقد ذكرنا أحاديث النسخ عقب الرواية (4558) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر سابقه، وانظر (4558) . (2) في هامش (س) : يشقهما. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4454) ، ومطولاً برقم (4482) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5062) . الحديث: 5527 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 374 5530 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ أَعْرَابِيًّا نَادَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَرَى فِي هَذَا الضَّبِّ؟ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ " (1) 5531 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ يُلَقِّنُنَا هُوَ " فِيمَا اسْتَطَعْتَ " (2) 5532 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَلِأَهْلِ الشَّامِ، الْجُحْفَةَ " وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَزَعَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (3) " وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ، يَلَمْلَمَ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5058) ، وانظر (4497) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف من طريق شعبة برقم (5282) ، وانظر (4565) . قوله:"يلقننا هو"، قال السندي: من التلقين، وضمير"هو"للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقوله:"فيما استطعت"مفعول التلقين، أي: يعلمنا هذه اللفظة، ويقول لأحدنا:"قل: فيما استطعت". (3) فى هامش (س) و (ق) و (ظ1) : وَقتَ. خ. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 5530 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 375 5533 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ (1) جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، قَالَ: وَقَدْ كَانَ أَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ جَهْدٌ فَكُنَّا نَأْكُلُ، فَيَمُرُّ عَلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ وَنَحْنُ نَأْكُلُ، فَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا، (2) " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْإِقْرَانِ، إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ أَخَاهُ " قَالَ شُعْبَةُ: " لَا أَرَى فِي الِاسْتِئْذَانِ إِلَّا أَنَّ الْكَلِمَةَ مِنْ كَلَامِ ابْنِ عُمَرَ " (3) 5534 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ مُلْتَمِسًا فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ " (4) 5535 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ:   = وقد سلف برقم (4455) ، وانظر (5323) . (1) في هامش (س) : حدثنا. خ. (2) في (ق) : تقرنوا. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (5037) سنداً ومتناً. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد: هو ابن جعفر الهذلي المعروف بغندر. وأخرجه مسلم (1165) (210) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/511، ومسلم (1165) (211) من طريق الشيباني، عن جبلة ومحارب، به. وانظر (4499) و (4547) . الحديث: 5533 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 376 سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِهِ مَخِيلَةً، فَإِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 5536 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَبَلَةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ هَكَذَا " وَطَبَّقَ أَصَابِعَهُ مَرَّتَيْنِ، وَكَسَرَ فِي الثَّالِثَةِ الْإِبْهَامَ، يَعْنِي قَوْلَهُ: تِسْعٌ وَعِشْرُونَ (2) (3) 5537 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ شَقِيقٍ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوَتْرِ؟ قَالَ: فَمَشَيْتُ أَنَا وَذَاكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوَتْرُ رَكْعَةٌ "، قَالَ شُعْبَةُ: " لَمْ يَقُلْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5038) ، وانظر (4489) . (2) في هامش (س) و (ص) و (ظ1) : تسع وعشرين. خ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جبلة: مو ابن سحيم الكوفي. وقد سلف برقم (5039) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق - وهو العقيلي- فمن رجال مسلم. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/292 عن هشيم، عن أبي بشر، بهذا الإسناد. وانظر (4492) و (5016) . الحديث: 5536 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 377 5538 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، أَنَّهُ شَهِدَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَقَامَ بِجَمْعٍ قَالَ: وَأَحْسِبُهُ وَأَذَّنَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا، ثُمَّ سَلَّمَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: صَنَعَ بِنَا ابْنُ عُمَرَ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِثْلَ هَذَا، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " صَنَعَ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَكَانِ مِثْلَ هَذَا " (1) 5539 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ قَدْ جَعَلَ عَلَيْهِ يَوْمًا يَعْتَكِفُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، " فَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَكِفَ " (2) 5540 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن جعفر غندر، والحكم: هو ابن عتيبة الكندي. وأخرجه الطيالسي (1869) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"2/212 من طرق، عن شعبة، بهذا الِإسناد. وهو مكرر (5506) . وقد سلف برقم (4452) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1656) (27) ، والنسائي في "الكبرى" (3351) ، وفي "المجتبى"7/22، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4705) . الحديث: 5538 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 378 فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ، وَمَنْ بَاعَ عَبْدًا لَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (1) 5541 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ خَمْسًا: الْحُدَيَّا، وَالْغُرَابَ، وَالْفَأْرَةَ، وَالْعَقْرَبَ، وَالْكَلْبَ الْعَقُورَ " (2) 5542 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَمُهَلُّ أَهْلِ نَجْدٍ قَرْنٌ " فَقَالَ النَّاسُ: " مُهَلُّ أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد اللُه بن عمر. وقد سلف برقم (4552) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن: محمد بن عبد الرحمن الطفاوي أبو المنذر البصري، وثًقه ابن المديني والذهبي، وقال أبو حاتم: صدوق، إلا أنه يَهِمُ أحياناً، وقال ابن معين وابن عدي: لا بأس به. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وله في البخاري ثلاثة أحاديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السختياني. وقد سلف برقم (5091) . قوله:"يقتل المحرم خمساً:"الحُدَيَّا"، قال السندي: بضم حاء مهملة وفتح دال وتشديد ياء: تصغير الحِدَأة. وانظر التعليق رقم (1) في الصفحة 109. (3) حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن كسابقه.= الحديث: 5541 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 379 5543 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ ثَمَنُهُ (1) ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (2) 5544 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَتَشٍ، أَخْبَرَنِي النُّعْمَانُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سَلْمَانَ، رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ قَالَ: كُنَّا بِمَكَّةَ فَجَلَسْنَا إِلَى عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، إِلَى جَنْبِ جِدَارِ الْمَسْجِدِ، فَلَمْ نَسْأَلْهُ وَلَمْ يُحَدِّثْنَا قَالَ: ثُمَّ جَلَسْنَا إِلَى ابْنِ عُمَرَ، مِثْلَ مَجْلِسِكُمْ هَذَا فَلَمْ نَسْأَلْهُ، وَلَمْ يُحَدِّثْنَا. قَالَ: فَقَالَ: مَا لَكُمْ (3) لَا تَتَكَلَّمُونَ وَلَا تَذْكُرُونَ اللهَ قُولُوا: اللهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، بِوَاحِدَةٍ عَشْرًا، وَبِعَشْرٍ مِائَةً، مَنْ زَادَ زَادَهُ اللهُ، وَمَنْ سَكَتَ غَفَرَ لَهُ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَمْسٍ سَمِعْتُهُنَّ (4) مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ، فَهُوَ مُضَادُّ اللهِ فِي أَمْرِهِ، وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَهُوَ مُسْتَظِلٌّ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَتْرُكَ، وَمَنْ قَفَا مُؤْمِنًا أَوْ مُؤْمِنَةً، حَبَسَهُ اللهُ فِي رَدْغَةِ الْخَبَالِ عُصَارَةِ أَهْلِ   = وقد سلف برقم (4455) . (1) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) : قيمة. خ. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كإسناد سابقه. وقد سلف برقم (4503) . (3) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: ما بالكم. (4) في هامش (ص) و (ق) و (ظ1) : سمعتها. الحديث: 5543 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 380 النَّارِ، وَمَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، أُخِذَ لِصَاحِبِهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، لَا دِينَارَ، ثَمَّ وَلَا دِرْهَمَ، وَرَكْعَتَا (1) الْفَجْرِ حَافِظُوا عَلَيْهِمَا فَإِنَّهُمَا مِنَ الْفَضَائِلِ " (2) 5545 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَتَشٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى عَلَى عُطَارِدٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَهُوَ يُقِيمُ حُلَّةً مِنْ حَرِيرٍ يَبِيعُهَا، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْتُ عُطَارِدًا   (1) في هامش (س) و (ص) و (ظ1) : وركعتي. خ. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أيوب بن سلمان الصنعاني كما قال الحافظ في "تعجيل المنفعة". وأخرجه مختصراً أبو داود 35981) ، وابن ماجه (2320) ، والبيهقي 6/82 من طريق المثنى بن يزيد - وهو مجهول -، عن مطر الوراق - وهو ضعيف -، عن نافع، وأخرجه الحاكم 4/99 من طريق إبراهيم الصائغ، عن عطاء بن أبي مسلم، عن نافع، عن ابن عمر. وقد سلف نحوه مختصراً برقم (5385) بإسناد صحيح. قوله: "ومن قفا مؤمناً" ضبط قفا بتشديد الفاء، والذي في "الصحاح" وغيره يقتضي تخفيف الفاء، ففي "الصحاح" قفوت الرجل إذا قذفته بفجور صريحاً، وقفوته: إذا رميته بأمر قبيح، وقد سبق الحديث بلفظ:"من قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ... الخ". الحديث: 5545 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 381 يَبِيعُ حُلَّتَهُ (1) فَاشْتَرِيهَا تَلْبَسْهَا إِذَا أَتَاكَ وُفُودُ النَّاسِ، فَقَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (2) 5546 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا سَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا أَوْ شَهِدَ مَعَهُ مَشْهَدًا، لَمْ يُقَصِّرْ دُونَهُ أَوْ يَعْدُوهُ، قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ يَقُصُّ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ، إِذْ قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ، إِنْ أَقْبَلَتْ إِلَى هَذِهِ الْغَنَمِ نَطَحَتْهَا، وَإِنْ أَقْبَلَتْ إِلَى هَذِهِ نَطَحَتْهَا، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: لَيْسَ هَكَذَا، فَغَضِبَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، (3) وَفِي الْمَجْلِسِ (4) عَبْدُ اللهِ بْنُ صَفْوَانَ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَيْفَ قَالَ رَحِمَكَ اللهُ؟ فَقَالَ: قَالَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ (5) الشَّاةِ بَيْنَ الرَّبِيضَيْنِ، إِنْ أَقْبَلَتْ إِلَى ذَا   (1) في (ق) و (ظ1) : يبيع حلة من حرير. وكتب في هامش (ق) ما هو موافق لما أثبت. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن الحسن بن أتش، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وسيأتي نحو هذا الحديث برقم (6339) . وقد سلف برقم (4713) . (3) في (م) : عمير بن عبيد، وهو خطأ. (4) في هامش (س) : وفي الجلوس. (5) في هامش (س) : كمثل. خ. الحديث: 5546 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 382 الرَّبِيضِ نَطَحَتْهَا، (1) وَإِنْ أَقْبَلَتْ إِلَى ذَا الرَّبِيضِ نَطَحَتْهَا "، فَقَالَ لَهُ: رَحِمَكَ اللهُ هُمَا وَاحِدٌ، (2) قَالَ: كَذَا سَمِعْتُ (3) ، كَذَا سَمِعْتُ (4)   (1) في (م) : إن أقبلت إلى ذي الربيضين نطحتها"، فقط دون تكرار الجملة بعدها، وهذا خطأ مع سقط. (2) في (ق) و (ظ1) : واحدة. (3) قوله: "كذا سمعت" غير مكررة في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) رجاله ثقات رجال الشيخين غير مصعب بن سلام، وهو التميمي الكوفي، ففيه ضعف، وقد توبع. أبو جعفر: هو الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وأخرجه ابن حبان (264) من طريق كتبة بن عبد الله اليحمدي، عن ابن المبارك، عن محمد بن سوقة، به، بنحوه. وعتبة بن عبد اللُه اليحمدي صدوق. وأخرجه مختصراً الحميدي (688) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، بهذا الِإسناد. وأخرجه الدارمي 1/93 عن محمد بن أحمد بن أبي خلف البغدادي، عن سفيان بن عيينة أيضاً، عن محمد بن سوقة، به. لكن بلفظ: حدث عبيد بنُ عمير عبدَالله بنَ عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مثلُ المنافق مثل الشاة بين الربضين، أو بين الغنمين"، فقال ابن عمر: لا، إنما قال كذا وكذا، وكان ابن عمر إذا سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يزد فيه ولم ينقص. وأخرجه مختصراً البيهقي في "الشعب" (8437) عن أبي طاهر، وهو محمد بن محمد بن محمش الفقيه، عن أبي حامد بن بلال، وهو أحمد بن محمد بن يحيى الخشاب، عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن أبي معاوية، عن محمد بن سوقة، به، بذكر حديث ابن عمر، دون حديث عبيد بن عمير. قلنا: وفي هذه الرواية قلب، فقد نُسب فيها لفظُ ابنِ عمر إلى عبيد بن عمير،= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 383 5547 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْبَيْتِ " وَسَيَأْتِي (1) مَنْ يَنْهَاكُمْ عَنْهُ، فَتَسْمَعُونَ مِنْهُ، قَالَ: يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ - قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَالِسًا قَرِيبًا مِنْهُ (2)   =وبالعكس، فابن عمر هو القائل: "بين الغنمين" كما جاء في الرواية الصحيحة عنه برقم (5079) ، وكما سيأتي برقم (5790) و (6298) . قال السندي: إذ قال عبيد بن عمير: مثل المنافق كمثل الشاة بين الغنمين، الخ: قد سبق عكس هذا، وهو أنه قال عبيد بن عمير: بين الربيضين، فرد عليه عبد الله بقوله: بين الغنمين. والظاهر أن أحدهما سهو من الرواة، والله تعالى أعلم. وأخرجه بلفظ آخر أبو الشيخ في "الأمثال" (321) من طريق أحمد بن بديل، عن أبي معاوية، عن محمد بن سوقة، به. ولفظه: "مثل المنافق مثل الشاة بين الرعيتين" دون ذكر حديث عبيد بن عمير. وأحمد بن بديل فيه ضعف. والقصة سلفت بإسنادين ضعيفين (4872) و (5359) . وستأتي بإسناد ضعيف أيضاً برقم (5610) ، فهي بمجموع هذه الطرق حسنة لغيرها. قوله: لم يقصر، قال السندي: من التقصير، أو من القصر. دونه: أي قدامه، وقبل الوصول إليه، أي: يبالغ ويجتهد في الوصول إليه حتى يصل، ولا يترك الاجتهاد قبل ذلك. أو يعدوه: الظاهر حذف الواو لكونه معطوفاً على المجزوم، أي: ولم يجاوزه بالزيادة عليه، بل يقتصر على ذلك المقدار، والله تعالى أعلم. (1) في هامش (س) و (ص) : وستأتون. خ. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سماك - وهو ابن الوليد الحنفي - فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (5053) ، وانظر (4464) . الحديث: 5547 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 384 5548 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو سَعِيدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ " قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: " وَهُوَ الرُّقْعَةُ (1) فِي الرَّأْسِ " (2) 5549 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (3) الْأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْمَغْرِبِ وِتْرُ صَلَاةِ النَّهَارِ، فَأَوْتِرُوا صَلَاةَ اللَّيْلِ، وَصَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوَتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (4)   (1) في (ص) وهامش (س) و (ق) و (ظ1) : القزعة. خ. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن المثنى، وهو ابن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري، فمن رجال البخاري، وأبو سعيد: وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، روى له البخاري متابعة، وهو ثقة، وقد توبع. وأخرجه البخاري (5921) ، والبيهقي في "الشعب" (6479) ، والبغوي في "شرح السنة" (3185) من طريقين، عن عبد الله بن المثنى، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5356) ، وانظر (4473) ، وسيكرر برقم (6420) . (3) "بن إبراهيم"ليس في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) صحيح دون قوله: "صلاة المغرب وتر صلاة النهار فأوتروا صلاة الليل"، فقد سلف الحديث عنه في الرواية (4847) بأنه رواه عدة موقوفاً، وهذا الإسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير هارون بن إبراهيم الأهوازي، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري.= الحديث: 5548 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 385 5550 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ فِي الرَّأْسِ " (1) 5551 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضَعُوا لَهُ وِسَادَةً، فَقَالَ: (2) إِنَّمَا جِئْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مَنْ طَاعَةِ اللهِ، (3) فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مَفَارِقٌ لِلْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (4)   = وقوله:"صلاة المغرب وتر النهار فأوتروا صلاة الليل": أخرجه الطبراني في "الصغير" (1081) من طريق عباد بن صهيب، عن هارون بن إبراهيم الأهوازي، به. وقد سلف برقم (4847) . وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"صلاة الليل مثنى مثنى": سلف برقم (4492) . وقوله:"والوتر ركعة من آخر الليل": سلف برقم (5016) . وسيكرر (6421) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (5356) سنداً ومتناً. (2) في (س) : فقال ابن عمر. (3) لفظ الجلالة ثم يرد في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هشام بن سعد روى له مسلم، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك: هو ابن عمرو أبو= الحديث: 5550 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 386 5552 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ قَيْسٍ الْمَأْرِبِيُّ، (1) حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْنَا مَا (2) صَلَاةُ الْمُسَافِرِ؟ فَقَالَ: رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، إِلَّا صَلَاةَ الْمَغْرِبِ ثَلَاثًا، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كُنَّا بِذِي   = عامر العقدي. وأخرجه مسلم (1851) ، وأبو عوانة 4/470 من طرق، عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه دون القصة أبو عوانة 4/470 -471 من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن زيد بن أسلم، به. وسيأتي برقم (6423) ، وانظر (5386) . وعبد الله بن مطيع: هو عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة العدوي القرشي، ولد في حياة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجاء به أبوه إليه، فحنكه بتمرة وسماه عبد الله، ودعا له بالبركة، وكان من رجال قريش شجاعة ونجدةً وجلداً، وكان يوم الحرة سنة 63 هـ قائد قريش، كما كان عبد الله بن حنظلة قائد الأنصار، إذ خرج أهل المدينة لقتال مسلم بن عقبة المري الذي بعثه يزيد لقتال أهل المدينة، وأخذهم بالبيعة له، فلما ظفر أهل الشام بأهل المدينة انهزم ابن مطيع، ولحق بابن الزبير بمكة، وشهد معه الحصر الأول، وبقي معه إلى أن حصر الحجاجُ ابنَ الزبير سنة 73 هـ، فقاتل ابن مطيع يومئذ وهو يقول: أنا الذي فَرَرْتُ يومَ الحرهْ .... والحرُّ لا يفر إلا مرهْ. ياحبذا الكَرةُ بعد الفرهْ .... لأجزين فرةً بكرهْ وقتل في تلك الأيام. (1) في النسخ الخطية و (م) : المازني، وهو تصحيف. انظر"توضيح المشتبه". (2) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : أما. الحديث: 5552 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 387 الْمَجَازِ قَالَ: وَمَا ذُو الْمَجَازِ؟ قُلْتُ: مَكَانًا نَجْتَمِعُ فِيهِ، وَنَبِيعُ فِيهِ، وَنَمْكُثُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، قَالَ: يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ، كُنْتُ بِأَذْرَبِيجَانَ لَا أَدْرِي قَالَ: أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ أَوْ شَهْرَيْنِ، فَرَأَيْتُهُمْ يُصَلُّونَهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، " وَرَأَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُصْبَ عَيْنِي (1) يُصَلِّيهِمَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ " ثُمَّ نَزَعَ (2) هَذِهِ الْآيَةَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ (3)   (1) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) : بَصُرَ عيني. خ. (2) في هامش (س) : قرأ. (3) إسناده حسن، ثمامة بن شراحيل روى عنه ثلاثة، وخرج له أبو داود والترمذي والنسائي، قال الدارقطني: لا بأس به، شيخ مُقِل، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين 4/98، ثم ذكره في ثقات تبع أتباع التابعين 8/157 لروايته عن سمي بن قيس - وهو في طبقة أتباع التابعين -! ومحمد بن بكر - وهو البرساني - ثقة من رجال الشيخين، ويحيى بن قيس المأربي - وهو السبئي اليمني -، ثقة روى له أبو داود والترمذي والنسائي. وسيأتي مكرراً برقم (6424) ، وانظر ما سلف برقم (4704) . وأخرج عبد الرزاق (4339) عن عبد الله بن عمر، عن نافع: أن ابن عمر أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة، قال: وكان يقول: إذا أزمعتَ إقامة فأتم. وعبد الله بن عمر العمري شيخ عبد الرزاق ضعيف. وأخرج البيهقي 3/152 من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه قال: أرتحج علينا الثلج ونحن بأذربيجان ستة أشهر في غزاةٍ، قال ابن عمر: وكنا نصلي ركعتين. وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في " الدراية"1/212. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 388 5553 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سالِمًا يَقُولُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُهُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ مِمَّا يَلِي الْمَقَامَ، رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الرَّأْسِ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَجُلَيْنِ، يَسْكُبُ رَأْسُهُ أَوْ يَقْطُرُ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، أَوِ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ، قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْمَرَ جَعْدَ الرَّأْسِ أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى، أَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ مِنْهُ ابْنُ قَطَنٍ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ " (1) 5554 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أُتِيتُ وَأَنَا نَائِمٌ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى جَعَلَ اللَّبَنُ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي، ثُمَّ نَاوَلْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا أَوَّلْتَهُ، قَالَ: " الْعِلْمُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4743) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن حازم، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وهو في "فضائل الصحابة" (320) للمصنف. وأخرجه ابن سعد 2/335، والدارمي 2/128، والبخاري (3681) = الحديث: 5553 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 389 5555 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَبِيعُ الْإِبِلَ بِالْبَقِيعِ فَأَبِيعُ بِالدَّنَانِيرِ وَآخُذُ الدَّرَاهِمَ، وَأَبِيعُ بِالدَّرَاهِمِ وَآخُذُ الدَّنَانِيرَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ حُجْرَتَهُ، فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ فَسَأَلْتُهُ؟ فَقَالَ: " إِذَا أَخَذْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا بِالْآخَرِ فَلَا يُفَارِقَنَّكَ، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ بَيْعٌ " (1) 5556 - حَدَّثَنَا (2) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْ صَلَاةِ   = و (7006) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1255) من طريق ابن المبارك، ومسلم (2391) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفهَ والتاريخ"1/456، وابن حبان (6878) ، والبيهقي 7/49 من طريق ابن وهب، وعبد الله بن أحمد في زوائد "الفضائل" (365) من طريق أبي ضمرة، ثلاثتهم عن يونس بن يزيد، به. وأخرجه ابن أبي عاصم (1256) ، والنسائي في "الكبرى" (8123) من طريق بقية بن الوليد، عن الزبيدي، عن الزهري، به. وأخرجه بنحوه الخطيب في "تاريخ بغداد"10/231 من طريق الحسن بن عرفة، عن عبد الرحمن بن عبد الله العمري، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر. وسيأتي برقم (5868) و (6142) و (6344) و (6426) من طريق حمزة بن عبد الله، عن ابن عمر، وبرقم (6143) و (6343) من طريق سالم، عن ابن عمر. (1) إسناده ضعيف، لتفرد سماك - وهو ابن حرب - برفعه، كما سلف بسطه في الرواية (4883) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وقد سلف مختصراً برفم (4883) ، وسيكرر برفم (6427) . (2) عند هذا الحديث ينتهي السقط في (ظ14) . الحديث: 5555 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 390 الظُّهْرِ "، فَرَأَى أَصْحَابُهُ أَنَّهُ قَدْ قَرَأَ تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، قَالَ: " وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي مِجْلَزٍ " (1) 5557 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن سليمان بن طرخان التيمي قد صرح في آخر الحديث بأنه لم يسمعه من أبي مجلز: لاحق بن حميد، فهو منقطع. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/22، وأبو داود (807) ، والطحاوي 1/207-208، والبيهقي 2/322 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، ولم يذكر عند أبي داود التصريح بأن سليمان لم يسمعه من أبي مجلز. وأخرجه الحاكم 1/221 من طريق يحيى بن سعيد، عن سليمان التيمي، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهو سنة صحيحة غريبة، أن الإمام يسجد فيما يسر بالقراءة مثل سجوده فيما يعلن، ووافقه الذهبي على تصحيحه، ولم يذكر في روايته تصريح سليمان التيمي بأنه لم يسمعه من أبي مجلز. وأخرجه أبو داود (807) عن محمد بن عيسى، حدثنا معتمر بن سليمان ويزيد بن هارون وهشيم، عن سليمان التيمي، عن أمية، عن أبي مجلز، عن ابن عمر. وقال بإثره: قال ابن عيسى: لم يذكر أميةَ أحد إلا معتمر. قال الحافظ في ترجمة أمية هذا من"تهذيب التهذيب": قال أبو داود: أمية هذا لا يعرف، ولم يذكره إلا المعتمر. وقال في "التلخيص" 2/10 بعد أن نسب الحديث إلا أبي داود والحاكم: وفيه إمية شيخ لسليمان التيمي، رواه له عن أبي مجلز، وهولايعرف، قاله أبو داود في رواية الرملي عنه. وقال الذهبي في "الميزان": أمية عن أبي مجلز لاحق لا يدرى من ذا، وعنه سليمان التيمي، والصواب إسقاطه من بينهما.= الحديث: 5557 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 391 وَوَجْهُهُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ تَطَوُّعًا " (1) 5558 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،   = وأخرجه البيهقي 2/322 من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مية، عن أبي مجلز، به. وقال عقبه: كذا قال: مية، وقال غيره: أمية. وأخرجه عبد الرزاق (2678) عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي مجلز أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلاً. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/22 عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: بلغني عن أبي مجلز أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره مرسلًا أيضاً. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/22-23 من طريق أبي حكيمة، عن ابن عمر موقوفًا. وللحديث شاهد لا يفرح به من حديث البراء بن عازب عند أبي يعلى (1671) ، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"2/116، وقال: وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، وهو منكر الحديث. وشاهد ثان مرسل من حديث أبي العالية عند عبد الرزاق (2677) ، وابن أبي شيبة 1/3560 ولفظه: كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمقوه في الظهر، فحزروا قراءته في الركعة الأولى من الظهر بتنزيل السجدة. وهو على إرساله ضعيف الإسناد، ففي إسناده زيد العمي، وهو ضعيف. قال ابن قدامة المقدسي في "المغني"2/371: قال بعض أصحابنا: يكره للإمام قراعة السجدة في صلاة لا يجهر فيها، وإن قرأ لم يسجد، وهو قول أبي حنيفة، لأن فيها إيهاما على المأموم، ولم يكرهه الشافعي، لأن ابن عمر روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سجد في الظهر، ثم قام فركع، فرأى أصحابه أنه قرأ سورة السجدة، رواه أبو داود. واتباع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولى، وإذا سجد الإمام سجد المأموم معه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4520) . الحديث: 5558 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 392 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَسْلَمَ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ وَتَحْتَهُ عَشَرُ نِسْوَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَسْلَمْنَ مَعَهُ " فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا " (1) 5559 - حَدَّثَنَا (2) يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَبِيعُ الْإِبِلَ بِالْبَقِيعِ، فَأَبِيعُ بِالدَّنَانِيرِ وَآخُذُ مَكَانَهَا الْوَرِقَ، وَأَبِيعُ بِالْوَرِقِ فَآخُذُ مَكَانَهَا الدَّنَانِيرَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُ خَارِجًا مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " لَا بَأْسَ بِهِ بِالْقِيمَةِ " (3)   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن معمراً أخطأ فيه كما سلف بيانه بالرواية رقم (4609) . ويزيد بن هارون سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط. وأخرجه الطحاوي 3/254، والحاكم 2/192 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1128) ، والدارقطني 3/270، والحاكم 2/192، والبيهقي 7/149 و182 من طرق، عن سعيد بن أبي عروبة، به. وقد سلف برقم (4609) . (2) سقط هذا الحديث من (ظ1) . (3) إسناده ضعيف، لتفرد سماك برفعه، كما سلف بسطه في الرواية (4883) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الترمذي (1242) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر.= الحديث: 5559 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 393 5560 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِينَاءَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَا أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَلَيُكْتَبُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ " (1)   = وروى داود بن أبي هند هذا الحديث عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، موقوفاً. وقد سلف نحوه برقم (3 كه 4) . وانظر (5555) . (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد سلف برقم (2132) بإسناده ومتنه، فانظر تمام تخريجه والكلام عليه هناك. ونزيد على تخريجه عند الحديث رقم (2132) : أن أبا يعلى أخرجه في "مسنده" (5742) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1952) عن هشام الدستوائي، به. ونزيد على تخريجه عند الحديث رقم (2290) : أن الطحاوي أخرجه في "شرح مشكل الآثار" (3186) و (3186 م) ، والبيهقي في "السنن" 3/171-172 من طريق أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحضرمي بن لاحق، عن الحكم بن ميناء، به. لكن ثم يذكر فيه البيهقي أبا سلام! وأخرجه أبو يعلى (5766) من طريق أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد، [عن] أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، به. وإسناده فيه خطأ يصحح من غيره من المصادر التي خرجت الحديث. وأخرجه الدارمي 1/369، والطحاوي (3187) ، والطبراني في "الأوسط" (408) ، والبيهقي 3/171 من طريق معاوية بن سلام، عن أخيه زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر وأبي هريرة. وأخرجه أبو يعلى (5765) من طريق ابن علية، عن أيوب السختياني، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد، عن ابن عمر وابن عباس. الحديث: 5560 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 394 5561 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُخْدَعُ فِي الْبَيْعِ، قَالَ: " قُلْ: لَا خِلَابَةَ " (1) 5562 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا صَاحِبُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ بِأَحَقَّ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُنَا بِأَخَرَةٍ الْآنَ وَلَلدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِنَا مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ " (2) وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَئِنْ أَنْتُمُ اتَّبَعْتُمْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (1881) ، وأخرجه البيهقي 5/273 من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما (الطيالسي والعقدي) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5036) . (2) إسناده ضعيف لضعف أبي جناب. يحيى بن أبي حية - وهو الكلبي -، وشهر بن حوشب - وهو الأشعري الشامي -، كثير الأوهام. وهذا الرقم يضم أربعة أحاديث، تابعنا في ترقيمها الشيخ أحمد شاكر. وهذا الأثر لم نجده في مكانٍ آخر. قوله: لقد رأيتنا وما صاحب الدينار والدرهم بأحق، قال السندي: أي: بالمحبة والكرامة. من أخيه المسلم: الذي لم يكن صاحب دينار ودرهم. بأخرة: بفتحتين، بلا مد، أي: بآخر أمرنا. الأن: بدل من الجار والمجرور، أي: في هذا الحال.= الحديث: 5561 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 395 أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَتَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، لَيُلْزِمَنَّكُمُ اللهُ مَذَلَّةً فِي أَعْنَاقِكُمْ، ثُمَّ لَا تُنْزَعُ مِنْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُونَ (1) إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ، وَتَتُوبُونَ إِلَى اللهِ " (2) وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَتَكُونَنَّ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ إِلَى مُهَاجَرِ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى لَا يَبْقَى فِي الْأَرَضِينَ إِلَّا شِرَارُ أَهْلِهَا، وَتَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ، وَتَقْذَرُهُمْ رُوحُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، تَقِيلُ حَيْثُ يَقِيلُونَ، وَتَبِيتُ حَيْثُ يَبِيتُونَ، وَمَا سَقَطَ مِنْهُمْ فَلَهَا " (3) وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي   = وللدينار: بفتح اللام، والواو للحال. أحب: أي فضلاً من صاحبهما، بيان لانقلاب الأحوال بمضي الأوقات. (1) في (ظ14) : ترجعوا. (2) إسناده ضعيف لضعف أبي جناب وشهر بن حوشب. وقد سلف برقم (5007) . وانظر (4825) . (3) إسناده ضعيف لضعف أبىِ جناب يحيى بن أبي حية الكلبي، وشهر بن حوشب ليس بذاك، وقد اضطرب فيه، فرواه مرة أخرى عن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما سيأتي برقم (6871) . ولقصة شرار أهل الأرض شاهد من حديث ابن مسعود سلف في مسنده برقم (3735) ، وفُكِرت بقية شواهده هناك، ولفظه: "لا تقم الساعة إلا على شرار الناس". ولقصة حشر النار شاهدا من حديث أبي هريرة رفعه، قال:" ... ويحشر بقيتَهم (أي: الناس) النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 396 قَوْمٌ يُسِيئُونَ الْأَعْمَالَ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ "، قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ: " يَحْقِرُ أَحَدَكُمْ عَمَلَهُ مِنْ عَمَلِهِمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ، وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ، كُلَّمَا   = حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا". أخرجه البخاري (6522) ، ومسلم (2861) . وآخر من حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد، سيرد في مسنده 4/7. قوله:"ليكونن هجرة بعد هجرة"،قال السندي: أي: ستكون هجرة إلى الشام بعد هجرة كانت إلى المدينة. "مهاجر أبيكم"بضم الميم وفتح الجيم، أي: موضع هاجر إليه وهو الشام. "في الأرضين"، أي: ما عدا الشام. "تلفظهم" بكسر الفاء، أي: ترميهم. "أرضوهم" بفتح الراء: جمع أرض بالواو والنون، كأنها تستنكف عنهم. "وتقذرهم" بفتح الذال المعجمة: من قذرت الشيء بكسر الذال إذا كرهته. "روح الرحمن"بضم الراء، أي: ذاته تعالى. وفي رواية أبي داود: وتقذرهم نفس الله، قال الخطابي: أي إن الله تعالى يكره خروجهم إلى الشام ومقَامهم بها، فلا يوفقهم لذلك، فصاروا بالرد وترك القبول في معنى الشيء الذي تقذره نفس الإنسان، فلا يقبله، فهو في معنى: (ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين) [التوبة: 46] . "وتحشرهم النار"، أي: تحشرهم النار التي تحشر الناس، والمعنى: أن تلك النار تحشر هؤلاء مع من يناسبهم ويماثلهم في الأخلاق، وقيل: المراد نار الفتنة التي هي نتيجة أعمالهم القبيحة، وقيل: المراد نار جهنم، أي: تحشرهم مع من مسخهم الله من الأقوام، فجعلهم قردة وخنازير، أي إنهم في جهنم في طبقة لهؤلاء الممسوخين، ولا يخفى أن هذه الرواية لا توافق هذا الاحتمال، والله تعالى أعلم. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 397 طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ "، فَرَدَّدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ وَأَنَا أَسْمَعُ (1) 5563 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَجَعَ مِنْ أُحُدٍ سَمِعَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، فَقَالَ: لَكِنْ حَمْزَةُ لَا بَوَاكِيَ لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نِسَاءَ الْأَنْصَارِ فَجِئْنَ يَبْكِينَ عَلَى حَمْزَةَ قَالَ: فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَسَمِعَهُنَّ وَهُنَّ يَبْكِينَ، فَقَالَ: " وَيْحَهُنَّ لَمْ يَزَلْنَ يَبْكِينَ بَعْدُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ مُرُوهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ، وَلَا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. أبو جناب يحيى بن أبي حية: ضعيف، ومدلس، وشهر بن حوشب: ضعيف. وأخرجه ابن ماجه (174) عن هشام بن عمار، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا الأوزاعي، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:"ينشأ نشءٌ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج قرن قُطِعَ"، قال ابن عمر: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:"كلما خرج قرن قطع "أكثر من عشرين مرة حتى يخرج في عِراضهم الدَّجالُ". وهذا إسناد حسن. وأخرج البخاري (6932) ، والطبراني في "الكبير" (13349) من طريق محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، وقد ذكر الحرورية، فقال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية". وسيأتي نحوه من حديث أبي سعيد الخدري 3/4، فانظره مع مكرراته. قوله: "لا يجاوز حناجرهم"، قال السندي: بالصعود إلى محل القبول، أو بالنزول إلى القلب حتى ينتفعوا به. (2) إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد - وهو الليثي -، فهو حسن الحديث، = الحديث: 5563 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 398 5564 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ أَوِ ابْنُ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ قَاعِدًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ " حَتَّى عَدَّ الْعَادُّ بِيَدِهِ (1) مِائَةَ مَرَّةٍ (2) 5565 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ:   = وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن سعد 3/17، وابن أبي شيبة 3/394 و14/392-393، وابن ماجه (1591) ، وأبو يعلى (3576) و (3610) ، والطحاوي 4/293، والطبراني (2944) ، والحاكم 3/194-195 و197، والبيهقي 4/70 من طرق، عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4984) ، وسيأتي برقم (5666) . ويشهد له حديث أنس بن مالك عند أبي يعلى (3576) و (3610) ، والحاكم 1/381، وإسناده حسن، فهو من رواية أسامة بن زيد الليثي أيضاً. وحديث ابن عباس عند الطبراني (12096) ، وفيه يحيى بن مطيع الشيباني، قال الهيثمي في "المجمع"6/120-121: لم أعرفه. (1) في (ظ14) : في يده. وفي هامش (س) : بيديه. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، يونس بن خباب ضُعف، وأبو الفضل أو ابن الفضل مجهول. لكن سلف هذا الحديث برقم (4726) و (5354) من غير هذا الطريق، فهو صحيح. وأخرجه الطيالسي (1938) ، ومن طريقه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (460) عن شعبة، بهذا الإسناد. الحديث: 5564 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 399 قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ - أَرَأَيْتَ حَدِيثَ الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ قَاعَدْتُ ابْنَ عُمَرَ قَرِيبًا مِنْ سَنَتَيْنِ أَوْ سَنَةٍ وَنِصْفٍ، فَلَمْ أَسْمَعْهُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ هَذَا، (1) قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ سَعْدٌ فَذَهَبُوا يَأْكُلُونَ مِنْ لَحْمٍ، فَنَادَتْهُمُ امْرَأَةٌ مِنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ لَحْمُ ضَبٍّ فَأَمْسَكُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا أَوِ اطْعَمُوا، فَإِنَّهُ حَلَالٌ - وَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ تَوْبَةُ الَّذِي شَكَّ (2) فِيهِ - وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِي " (3)   (1) في (ق) و (ظ1) وهامش (س) : غير هذا الحديث. (2) في (ظ14) : يشك. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبهَ: هو ابن الحجاج، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وقول أبي حاتم في "المراسيل"ص 132: لم يسمع الشعبي من ابن عمر، مدفوع بتصريحه بسماعه منه هذا الحديث. انظر (6213) ، وبروايته عنه عند البخاري (4619) في ذكر أصناف الخمر. وأخرجه البخاري (7267) ، ومسلم (1944) (42) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/272، ومسلم (1944) (42) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"4/200، وابن حبان (5264) ، والبيهقي في "السنن"9/323 من طرق، عن شعبة، به. وقد سلف بنحوه مختصراً برقم (4497) . قال الحافظ في "الفتح" 13/243: قوله: أرأيت حديثَ الحسن، أي: البصري، والرؤيا هنا بصرية، والاستفهام للإنكار، كان الشعبي ينكر على من يرسل= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 400 5566 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ حَكِيمًا الْحَذَّاءَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، سُئِلَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ: " رَكْعَتَيْنِ سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 5567 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ، سَمِعْتُ أَبَا الْخَصِيبِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ مَجْلِسِهِ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ فِيهِ وَقَعَدَ فِي مَكَانٍ آخَرَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا كَانَ عَلَيْكَ لَوْ   = الأحاديث عن رسول اللُه، وإشارة إلى أن الحامل لفاعل ذلك طلب الإكثار من التحديث عنه، وإلا لكان يكتفي بما سمعه موصولاً، وقال الكرماني: مراد الشعبي أن الحسن مع كونه تابعياً كان يُكثر الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن عمر مع كونه صحابياً يحتاط ويقل من ذلك مهما أمكن. قلت: وكأن ابن عمر اتبع رأيَ أبيه في ذلك، فانه كان يحض على قلة التحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لوجهين: أحدهما: خشية الاشتغال عن تعلم القرآن وتفهم معانيه، والثاني: خشيةَ أن يُحدث عنه بما لم يقله، لأنهم لم يكونوا يكتبون، فاذا طال العهدُ لم يؤمن النسيان. قوله: فنادتهم امرأةٌ من بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هي ميمونة. [وانظر"الفتح" 9/535] . قوله: ليس من طعامي، أي: ليس مِن المألوف له، فلذلك ترك أكله، لا لكونه حراماً. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل حكيم الحذاء، وقد سلف الكلام عليه برقم (4704) ، وكني هناك بأبي حنظلة، وباقي رجاله ثقات رجال= الحديث: 5566 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 401 قَعَدْتَ، فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ أَقْعُدُ (1) فِي مَقْعَدِكَ، وَلَا مَقْعَدِ غَيْرِكَ بَعْدَ شَيْءٍ شَهِدْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ (2) مَجْلِسِهِ فَذَهَبَ لِيَجْلِسَ فِيهِ، " فَنَهَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) 5568 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ سَأَلَهُ عَنِ الْمُحْرِمِ يَقْتُلُ الذُّبَابَ؟ - فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْأَلُونَ عَنِ الذُّبَابِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ بِنْتِ   = الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد. (1) في (ظ14) : لأقعد. (2) في (ظ14) وها مش (ص) و (ق) و (ظ1) : عن. (3) إسناده ضعيف لجهالة حال أبي الخَصِيب وهو زياد بن عبد الرحمن، فلم يؤثر توثيقه إلا عن ابن حبان، وقال الذهبي في "الميزان": لا يُعرف، ولم يرو عنه سوى عقيل بن طلحة، وبقيةُ رجاله ثقات رجالُ الشيخين غير عقيل بن طلحة وهو السلمي فمن رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه أبو داود (4828) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود الطيالسي (1950) ، والبيهقي في "السنن"3/233، من طريق شعبة، بهذا الإسناد. والصحيح في الباب ما ورد برقم (4659) ، ولفظه:"لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه فيجلس فيه، ولكن تفسحوا وتوسعوا". وذكرنا هناك أحاديث الباب. الحديث: 5568 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 402 رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمَا رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا " (1) 5569 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ - يَعْنِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي يعقوب: هو محمد بن عبد الله بن أبي يعقَوب التميمي البصري، نسب إلى جده هنا، وابن أبي نُعْم - وقد تحرف في الأصول إلى نعيم - اسمه عبد الرحمن البجلي الكوفي، يكنى أبا الحكم. وأخرجه البخاري (3753) ، وابن حبان (6969) ، والبغوي (3935) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (377) ، والنسائي في "الخصائص" (145) من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن أبي يعقوب، به. وسيأتي برقم (5675) و (5940) و (6406) . وفي الباب عن أنس عند النسائي في "الكبرى" (8167) . وعن أبي أيوب الأنصاري عند الطبراني في "الكبير" (3990) . قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/99: أورد ابن عمر هذا متعجباً من حرص أهل العراق على السؤال عن الشيء اليسير، وتفريطهم في الشيء الجليل. والمراد بالريحان هنا الرزق، قاله ابن التين، وقال الزمخشري في "الفائق": أي هما من رزق الله الذي رزقنيه، يقال: سبحان الله وريحانه، أي: أسبح الله وأسترزقه، ويجوز أن يريد بالريحان المشموم، يقال: حباني بطاقة ريحان، والمعنى: أنهما مما أكرمني الله وحباني به، لأن الأولاد يشمون ويقبلون، فكأنهم من جملة الرياحين. قوله: قال شعبة: أحسبه سأله عن المحرم يقتل الذباب، قال السندي: وفي "جامع"الترمذي: أن رجلًا من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب، فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: هذا حديث صحيح. الحديث: 5569 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 403 الْمُؤَذِّنَ، يُحَدِّثُ عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي الْمُثَنَّى، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " إِنَّمَا كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ - وَقَالَ حَجَّاجٌ: يَعْنِي مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ - وَالْإِقَامَةُ مَرَّةً، غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، وَكُنَّا إِذَا سَمِعْنَا الْإِقَامَةَ تَوَضَّأْنَا، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الصَّلَاةِ " قَالَ شُعْبَةُ: " لَا أَحْفَظُ غَيْرَ هَذَا "، (1)   (1) حديث صحيح وهذا إسناد قوي. أبو جعفر- ويقال: أبو إبراهيم -: هو محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى القرشي الكوفي، قال ابن معين والدارقطني: ليس به بأس، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسلم أبي المثنى - وهو مسلم بن المثنى- فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه الحاكم 1/197 من طريق أحمد ابن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (510) ، والدولابي في "الكنى"2/106، وابن خزيمة (374) ، وابن حبان (1674) ، والبغوي (406) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الطيالسي (1923) ، والدارمي 1/270، وأبو داود (511) ، والنسائي في "المجتبى"2/3، وفي "الكبرى" (1593) ، وابن الجارود (164) ، والطحاوي 1/133، وابن حبان (1677) ، والحاكم 1/197، والبيهقي 1/413 من طرق، عن شعبة، به. ووهم الحاكم في تعيين أبي جعفر المدائني، فجزم أنه عمير بن يزيد الخطمي، وتابعه في ذلك الذهبي في "التلخيص"، ورد ذلك الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة"3/ورقة 208، والشيخ أحمد شكر في تعليقه على هذا الحديث من "المسند". وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"1/24 من طريق سلم بن قتيبة، قال: حدثنا محمد بن المثنى- وهو أبو جعفر المدائني -، قال: حدثنا جدي، عن ابن عمر يفرد الإقامة.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 404 5570 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، مُؤَذِّنَ الْعُرْبَانِ فِي مَسْجِدِ بَنِي هِلَالٍ، عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي الْمُثَنَّى، مُؤَذِّنِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 1/205 من طريق حجاج بن أرطاة، عن أبي المثنى، عن ابن عمر، قال: كان بلال يشفع الاذان ويوتر الإقامة. وأخرجه أبو عوانة 1/329، والدارقطني 1/239 من طريق نافع، عن ابن عمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/205 من طريق رجل في مسجد الكوفة عن ابن عمر، قال: الأذان مثنى، والإقامة واحدة، قال: كذلك كان أذان بلال. وأخرج ابن أبي شيبة 1/205 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي المثنى أن ابن عمر كان يأمر المؤذن أن يشفع الأذان ويوتر بالإقامة ليعلم المار الأذان من الإقامة. وسيأتي الحديث برقم (5570) و (5602) . وفي الباب عن أنس سيأتي في "المسند" 3/103، وهو متفق عليه. وعن أبي محذورة سيأتي مطولاً 3/408. وعن أبي رافع مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ابن ماجه (732) ، والدارقطني 1/241. وعن سلمة بن الأكوع وعلي بن أبي طالب عند الدارقطني 1/241. قوله: وكنا إذا سمعنا ... الخ، قال السندي: لعله أراد أن بعضهم كانوا يفعلون ذلك أحياناً لمانع اعتماداً على إدراك الركعة الأولى لتطويل القراءة، لأن عادتهم ذلك، ولا أن كلهم كانوا كذلك، والله تعالى أعلم. (1) إسناده قوي، وهو مكرر ما قبله. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/20-21، وفي "الكبرى" (1632) ، والدولابي في "الكنى"2/106 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. الحديث: 5570 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 405 5571 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ رَزِينٍ، يُحَدِّثُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّجُلِ تَكُونُ لَهُ الْمَرْأَةُ، ثُمَّ يُطَلِّقُهَا، ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا رَجُلٌ فَيُطَلِّقُهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فَتَرْجِعُ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَتَّى تَذُوقَ الْعُسَيْلَةَ " (1)   (1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سالم بن رزين، وذكرنا برقم (4776) قول البخاري: ولا تقومُ الحجة بسالم بن رزين، ولا برزين، لأنه لا يُدرى سماعه من سالم، ولا من ابن عمر. قلنا: وقد ذكرنا هناك الاختلاف في اسمه، ثم إن في الإسناد زيادة غير محفوظة كما سيرد في التخريج. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال"9/189 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائى في "المجتبى" 6/148 (ظ14) , وفي "الكبرى" (5607) ، وابن ماجه (1933) ، والطبري في "التفسير" (4902) ، والبيهقي في "السنن" 7/375 من طريق محمد بن جعفر، به. وقد تحرف سالم بن رزين في مطبوع النسائي وابن ماجه إلى: سالم بن زرير. قال ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/507: سمعت أبي يقول: هذه الزيادة التي زاد غندر عن شعبة في الإسنْاد ليس بمحفوظ. (قلنا: يعني زيادة سعيد بن المسيب) ، ثم قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: الثوري أحفظ، وأما الثوري فيروي عن علقمة بن مرثد، وروى وكيع عنه مرة عن رزين بن سليمان، ومرة عن سليمان بن رزين، عن ابن عمر، ورواه أبو أحمد الزبيري، وحسين بن حفص، والفريابي ومحمد بن كثير، عن الثوري، عن علقمة، عن سليمان بن رزين، عن ابن عمر، روى عنه علقمة بن مرثد، سمعت أبي يقول ذلك.= الحديث: 5571 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 406 5572 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَقَالَ: " انْتَبِذُوا فِي الْأَسْقِيَةِ " (1)   = قلنا: وذكر النسائي والبيهقي أن رواية سفيان أولى بالصواب. وقد سلفت روايته برقم (4776) . قال الحافظ في "الفتح"9/467: إنما قال ذلك (يعني النسائي) لأن الثوري أتقن وأحفظ من شعبة، وروايته أولى بالصواب من وجهين: أحدهما: أن شيخ علقمة شيخِهما هو رزين بن سليمان كما قال الثوري، لا سالم بن رزين كما قال شعبة، فقد رواه جماعة عن علقمة كذلك، منهم غيلان بن جامع أحد الثقات. ثانيهما: أن الحديث لو كان عند سعيد بن المسيب، عن ابن عمر مرفوعاً ما نسبه إلى مقالة الناس الذين خالفهم. قلنا: ذكر الحافظ من قبل عن ابن المنذر أن العلماء أجمعوا على اشتراط الجماع لتحل للأول إلا سعيد بن المسيب، ثم ساق بسنده الصحيح عنه، قال: يقول الناس: لا تحل للأول حتى يجامعها الثانى، وأنا أقول: إذا تزوجها تزويجاً صحيحاً لا يريد بذلك إحلالها للأول، فلا بأس أن يتزوجها الأول ... ثم قال ابن المنذر: وهذا القول لا نعلم أحداً وافقه عليه إلا طائفة من الخوارج، ولعله لم يبلغه الحديث، فأخذ بظاهر القرآن. قال الحافظ: سياقُ كلامه يشعر بذلك، وفيه دلالة على ضعف الخبر الوارد في ذلك. قلنا: يعني هذه الرواية. وقد ذكرنا أحاديث الباب عند الرواية (4776) . (1) هو مكرر (5030) سنداً ومتناً. الحديث: 5572 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 407 5573 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ " طَافَ (1) بِالْبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ صَلَّى عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّفَا مِنَ الْبَابِ الَّذِي يَخْرُجُ إِلَيْهِ، فَطَافَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: هُوَ سُنَّةٌ (2) 5574 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَكَادُ أَنْ يَلْعَنُ الْبَيْدَاءَ وَيَقُولُ: " أَحْرَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَسْجِدِ " (3)   (1) في (ظ14) و (س) : فطاف، وجاء في هامش (س) : طاف، وجاء في (ص) و (ق) و (ظ1) : طاف فطاف. (2) إسناده صحيح على شرظ الشيخين. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/237، وفي "الكبرى" (3958) ، وابن حبان (3809) ،والطبراني (13634) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي 2/71، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1255) و (1666) من طريق أبي النضر، والبخاري (1627) ، والطبراني (13634) ، والبيهقي 5/71 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، به. وقد سلف برقم (4641) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وسالم: هو= الحديث: 5573 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 408 5575 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنْ يَكُ مِنَ الشُّؤْمِ شَيْءٌ حَقٌّ فَفِي الْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ وَالدَّارِ " (1) 5576 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ، أَوْ بَرِّدُوهَا بِالْمَاءِ " (2)   = ابن عبد الله بن عمر. وسلف برقم (4570) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2225) (117) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2225) (117) من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، به. وأخرجه البخاري (5094) من طريق يزيد بن زريع، عن عمر بن محمد، به. وقد سلف برقم (4544) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13342) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2209) (80) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن محمد بن جعفر، به. وأخرجه مسلم (2209) (80) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1680، وأبو نعيم في "الحلية" 7/161 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، به.= الحديث: 5575 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 409 5577 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنْهُ سَمِعَ أَبَاهُ مُحَمَّدًا، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا زَالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ - أَوْ قَالَ: خَشِيتُ (1) أَنْ يُوَرِّثَهُ - " (2)   = وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1858) من طريق ابن وهب، عن عمر بن محمد بن زيد العمري، به. وسيأتي برقم (6183) ، وانظر ما سلف برقم (7419) . (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : حسبت. خ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة (206) ، والطبراني في "الكبير" (13343) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6015) ، وفي "الأدب" (104) ، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3487) ، وفي "التفسير"1/425، وأخرجه مسلم (2625) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة"3/ورقة (206) ، والطبراني في "الكبير" (13340) ، والبيهقي 7/27-28 من طريق يزيد بن زريع عن عمر بن محمد بن زيد، به. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37 من طريق واقد بن محمد بن زيد، عن أبيه محمد بن زيد، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13531) من طريق مجاهد عن ابن عمر، به. وفي الباب عن ابن عمرو، سيأتي برقم (6496) . وعن أبي هريرة، سيأتي 2/259. وعن رجل من الأنصار، سيأتي 5/32.= الحديث: 5577 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 410 5578 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " وَيْحَكُمْ - أَوْ قَالَ: وَيْلَكُمْ - لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1)   = وعن أبي أمامة، سيأتي 5/267. وعن عائشة، سيأتي 6/52. وعن أنس عند البزار (1899) (زوائد) ، وابن عدي في "الكامل"4/1420 و6/2148. وعن جابر بن عبد الله عند البزار (1897) . وعن زيد بن ثابت عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37، والطبراني في "الكبير" (4914) . قوله:"يوصيني بالجار"، قال السندي: أي: بمراعاته والإحسان إليه. وقوله: "أنه سيورثه"، قال: أي: سيقول: إن الجار يرث جاره. ولم يرد أنه سيورثه مني حتى يرد أنه خلاف ما يفيده حديث:"نحن معاشر الأنبياء لا نورث ... " الحديث. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/30، ومسلم (66) (120) ، والنسائي 7/126، وابن منده (658) من طريق غندر محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6166) و (6868) و (7077) ، ومسلم (66) (119) ، وأبو داود (4686) ، وأبو عوانة 1/25، وابن حبان (187) ، وابن منده (658) ، والبيهقي في "الدلائل " 6/360 من طرق، عن شعبة، به. وأخرجه مطولاً البخاري (6785) ، والبيهقي في "السنن " 6/92، وفي= الحديث: 5578 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 411 5579 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ مُحَمَّدًا يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا الْخَمْسَ ": {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] (1)   ="الشعب" (5320) من طريق عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد، به. وأخرجه البخاري (4403) ، ومسلم (66) ، وابن ماجه (3943) ، وأبو عوانة 1/25-26، وابن منده (659) ، والطبراني في "الكبير" (13336) و (13348) من طريق عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه محمد بن زيد، به. وروايات البخاري والطبراني مطولة. وأخرجه النسائي 6/126-127 و127 من طريق الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن ابن عمر. وزاد في آخره:"لا يؤخذ الرجل بجناية أبيه، ولا جناية أخيه". لكن اختلف فيه على الأعمش، وذكرنا الاختلاف فيه عند حديث ابن مسعود السالف برقم (3815) . وأخرجه الطبراني (13121) من طريق سالم بن عبد الله، و (13534) من طريق مجاهد، كلاهما عن ابن عمر. وسيأتي برقم (5604) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3518) ، وذكرنا عنده أحاديث أخرى في الباب، ونزيد عليها هنا حديث أبي الغادية الجهني، وسيأتي 4/76. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13344) من طريق المصنف، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4778) ، والطبري في "التفسير" 21/88 من طريق ابن= الحديث: 5579 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 412 5580 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ مَرَّ بِرَجُلٍ قَدْ أَنَاخَ مَطِيَّتَهُ (1) وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَنْحَرَهَا، فَقَالَ: " قِيَامًا مُقَيَّدَةً سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 5581 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ عَلِمَ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ، مَا أَعْلَمُ مَا سَرَى (3) رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ " (4) 5582 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ طَارِقٍ أَبُو قُرَّةَ الزَّبِيدِيُّ، - مِنْ أَهْلِ زَبِيدٍ مِنْ   = وهب، عن عمر بن محمد، به. وقد سلف برقم (4766) . (1) في (ظ14) وهامش كل من (س) و (ق) و (ظ1) : بدنته. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، ويونس بن عبيد: هو ابن دينار العبدي، وزياد بن جبير: هو ابن حية الثقفي. وأخرجه الطيالسي (1920) عن شعبة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4459) . (3) في (ظ14) و (ظ1) و (ق) : سار. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر. وأخرجه الحميدي (661) ، والترمذي (1673) ، والنسائي في "الكبرى" (8851) ، والبغوي في "شرح السنة" (2674) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4748) . الحديث: 5580 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 413 أَهْلِ الْحُصَيْبِ (1) بِالْيَمَنِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ أَبِي: " وَكَانَ قَاضِيًا (2) لَهُمْ " - عَنْ مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ، وَقَطَّعَ " (3) 5583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ كَانَ يَجْعَلُ فَصَّ خَاتَمِهِ مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ " (4)   (1) تصحف في (م) والنسخ الخطية إلى الخصيب، بخاء معجمة، وهو بحاء مهملة مصغراً، قيده كذلك ياقوت في "معجم البلدان". (2) في (س) و (ص) : قاصاً، وهو تحريف، وقد ذكر أنه كان قاضياً بزبيد المزي في "تهذيب الكمال"، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 9/346. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن طارق، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وقد سلف برقم (4532) . (4) إسناده صحيح، محمد بن يزيد الواسطي الكلاعي: ثقة، روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري استشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في كتاب "رفع اليدين"وغيره، وروى له مسلم وأصحابُ السنن الأربعة، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين ويعقوب بن سفيان، ويحيى القطان في رواية، وابن حبان، وابن سعد، والذهبي، وقال النسائي وابن عدي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وذكر يحيى بن سعيد القطان أن سفيان الثوري كان يُضعفه من أجل القدر، وأيضا كان يتكلم فيه من أجل أنه خرج مع محمد بن= الحديث: 5583 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 414 5584 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسٌ، ومَجُوسُ (1) أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا قَدَرَ، إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ " (2)   =عبد الله بن حسن العلوي على المنصور، قلنا: يس ذا بعلة قادحة بقول صاحب "التقريب ": صدوق رمي بالقدر، ربما وهم ‍ ‍‍فيه ما فيه وقد سلف برقم (4907) و (4677) . (1) في هامش (س) و (ص) : إن لكل أمة مجوساً. خ. (2) إسناده ضعيف. عمر بن عبد الله مولى غفرة ضعفه ابن معين، وقال: لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال أحمد: أكثر أحاديثه مراسيل، وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يحتج به. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (227) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (339) من طريق أنس بن عياض، به. وأخرجه أبو داود (4691) ، والحاكم 1/85، والبيهقي 10/203، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه أبي حازم سلمة بن دينار، عن ابن عمر. قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 7/58: هذا منقطع، أبو حازم سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر، وقد روي هذا الحديث من طرق، عن ابن عمر ليس فيها شيء يثبت. قلنا: وقد رواه زكريا بن منظور، عن أبي حازم، عن نافع، عن ابن عمر، فأدخل نافعاً بين أبي حازم وابن عمر: أخرجه الآجري في " الشريعة"ص 190، واللالكائي (1150) ، وابن الجوزي (225) ، لكن زكريا بن منظور ضعيف، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، يروي عن أبي حازم ما لا أصل له= الحديث: 5584 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 415 5585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ (1) إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّ مَعَهُ الْقَرِينَ " (2)   = من حديثه. قال الدارقطني في "العلل"4/98: ورواه الثوري وابن وهب، عن عمر بن محمد، عن نافع، عن ابن عمر، موقوفا، ثم قال: والصحيح الموقوف عن ابن عمر. وأخرجه أحمد في "المسند" 5/406-407، وابن أبي عاصم (329) من طريق عمر مولى غفرة، عن رجل من الأنصار، عن حذيفة. قلنا: الرجل من الأنصار مجهول، وعمر مولى غفرة ضعيف، وقد اضطرب في إسناده، فرواه كذلك، وجعله من مسند حذيفة، ورواه عن ابن عمر كما في حديثنا، ورواه عن نافع عن ابن عمر كما سيأتي (6077) . وفي الباب عن أنس عند العقيلي في "الضعفاء" 3/98، وفي سنده عبد الوارث بن غالب العنبري، قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وخبره منكر. وعن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (92) ، وابن أبي عاصم (328) ، والأجري في "الشريعة" ص 190-191، وإسناده ضعيف، فيه محمد بن المصفى الحمصي، وبقية بن الوليد، وهما يدلسان تدليس التسوية، وفيه كذلك عنعنة ابن جريج وأبي الزبير. (1) قوله:"محمد بن": سقط من (ق) و (م) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الصحيح، وفي الضحاك كلام ينزله عن رتبة الصحة، ولذا قال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13573) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (506) ، وابن ماجه (955) ، وأبو عوانة 2/43، والطحاوي 1/461، وابن حبان (2370) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، به.= الحديث: 5585 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 416 5586 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ مَاتَ فَأَرَادُوا أَنْ يُخْرِجُوهُ مِنَ اللَّيْلِ لِكَثْرَةِ الزِّحَامِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ أَخَّرْتُمُوهُ إِلَى أَنْ تُصْبِحُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بِقَرْنِ شَيْطَانٍ " (1)   = وجاء في رواية عند ابن ماجه:"فإن معه العزى". وأخرجه مسلم (506) ، وابن خزيمة (800) و (820) ، وابن حبان (2362) و (2369) ، والحاكم 1/251، والبيهقي 2/268 من طريق أبي بكر الحنفي، عن الضحاك بن عثمان، به. وزادوا جميعاً إلا مسلماً: "لا تصلوا إلا إلى سترة"، وفي رواية ابن حبان (2369) :"فإنما هو شيطان"، بدل قوله:"فإن معه القرين". واستدركه الحاكم فوهم، وقال: هذا حديث على شرط مسلم، ولم يخرجاه ‍‍!! ووافقه الذهبي! وفي الباب عن أبي سعيد، سيرد 3/43- 44، وهو صحيح. قوله: "فليقاتله"، قال السندي: أي: فليدفعه أشد الدفع، وأما القتال حقيقة فلم يجوره الجمهور. وقوله:"فإن معه القرين"، قال: أي: الشيطان الحامل له على هذا الفعل، أي: فينبغي أن لا يمكنه منه. (1) حديث صحيح، حفص بن عبيد الله وهو ابن أنس بن مالك، روى له الشيخان. وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكن أبا حاتم لا يثبت له السماع إلا من جده أنس بن مالك، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هُشيم: هو ابن بشير. وسيار: هو أبو الحكم العنزي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" المطبوع خطأً باسم "التاريخ الصغير" مختصراً 1/190 من طريق هشيم بن بشير، به.= الحديث: 5586 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 417 5587 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَنْزِلهِ، فَمَرَرْنَا بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ نَصَبُوا (1) طَيْرًا يَرْمُونَهُ، وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ   = وقد ثبت عن ابن عمر كراهية الصلاة على الجنازة قبل ارتفاع الشمس. أخرجه مالك في "الموطأ"1/229 عن محمد بن أبي حرملة: سمعت عبد الله بن عمر يقول لأهلها (أي للجنازة) إما أن تصلوا على جنازتكم الأن، وإما أن تتركوها حتى ترتفع الشمس. وروى ابن أبي شيبة 3/287 من طريق ميمون بن مهران، قال: كان ابن عمر يكره الصلاة على الجنازة إذا طلعت الشمس، وحين تغرب. وعلق البخاري في باب سنة الصلاة على الجنائز، قال: وكان ابن عمر لا يصلي إلا طاهراً، ولا يصلي عند طلوع الشمس ولا غروبها. قال الحافظ في "الفتح"3/190: وصله سعيد بن منصور من طريق أيوب، عن نافع، قال: كان ابن عمر: إذا سئل عن الجنازة بعد صلاة الصبح، وبعد صلاة العصر، يقول: ما صلينا لوقتهما. قال الحافظ: ومقتضاه أنهما إذا أخرنا إلى وقت الكراهة عنده لا يصلي عليها حينئذ. قلنا: وقد سلف برقم (4612) : "لا تنحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها، فإنها تطلع بين قرني شيطان". قوله:"فأرادوا أن يخرجوه من الليل"، قال السندي: لعل المراد بالليل بقية آثاره التي تكون قبل طلوع الشمس، فخاف ابن عمر أن تكون الصلاة عند طلوعها، فأراد منهم التأخير خوفاً من ذلك. "إن أخرتموه إلى أن تصبحوا"، أي: لكان أولى وأحسن. (1) في (ظ14) : قد نصبوا. الحديث: 5587 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 418 نَبْلِهِمْ. قَالَ: فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (1) 5588 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُضَمِّرُ الْخَيْلَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس. وأخرجه الطيالسي (1872) ، ومسلم (1958) ، والنسائي 7/238، وأبو يعلى (5652) ، وأبو عوانة 5/196، والبيهقي 9/334، والبغوي (2786) ، من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1872) ، والبخاري (5515) ، ومسلم (1958) ، وأبو عوانة 5/195، من طريق أبي عانة، عن أبي بشر، به. وانظر ما سلف برقم (4622) . (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف ابن أبي ليلى، واسمه محمد بن عبد الرحمن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هشيم: هو ابن بشير بن القاسم السلمي. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"2/144 من طريق عنبسة بن أبي حفص الأصبهاني، عن ابن أبي ليلى، به. وفيه زيادة: إن العبد لينال بحسن الخلق منزلة الصائم نهاره، القائم ليله. وأخرجه بنحوه أبو داود (2576) عن مُسَدَد بن مُسَرْهَدٍ، والدارقطني 4/299 من طريق أحمد بن عببد العنبري، كلاهما عن المعتمر بن سليمان التيمي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به. ولفظه عند أبي داود: أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُضمر الخيل يُسابق بها. وأخرجه بنحوه الدارقطني 4/299 من طريق سليمان بن أخضر، عن عبيد الله بن= الحديث: 5588 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 419 5589 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ: " نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ "، قَالَتْ: إِنَّهَا (1) حَائِضٌ، قَالَ: " إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي كَفِّكِ (2) " (3) 5590 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي فِي السَّفَرِ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ " (4)   = عمر، عن نافع، به. وانظر (4487) . (1) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) : إني. خ. (2) في هامش (س) و (ص) : يدك. خ. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن - سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/360 عن ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً: أنه كان يقول لجاريته ... فذكره. وأخرج أيضاً 2/360 عن أبي أسامة، عن هشام، عن الحسن، قال: سثل ابن عمر عن الحائض تناول الطهور أو الشيء من المسجد، فقال: إن حيضتها ليست في يدها. وانظر ما سلف برقم (5382) . (4) من قوله: قال: وكان ابن عمر لا يصلي في السفر ... إلى هنا سقط من= الحديث: 5589 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 420 قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يُصَلِّي فِي السَّفَرِ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ لِسَالِمٍ: كَانَا يُوتِرَانِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1) 5591 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ فَفَرَرْنَا، فَأَرَدْنَا أَنْ نَرْكَبَ الْبَحْرَ، ثُمَّ أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَحْنُ الْفَرَّارُونَ، فَقَالَ: " لَا، بَلْ أَنْتُمْ أَوْ أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ " (2) 5592 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّذْرِ وَقَالَ: " إِنَّهُ   = (م) و (ص) و (ظ1) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي -، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه عبد بن حميد (736) ، وابن ماجه (1193) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه موقوفاً على ابن عمر مالك في "الموطأ"1/150، والشافعي في "المسند"1/189 (ترتيب السندي) ، وعبد الرزاق (4445) و (4447) ، وابن أبي شيبة 1/380، والبيهقي في "السنن"3/158 من طريق نافع، عنه. وأخرجه كذلك عبد الرزاق (4446) من طريق عبد الله بن دينار وابن أبي شيبة 1/380 من طريق مجاهد، كلاهما عن ابن عمر. وانظر ما سلف برقم (4675) . (2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد - وهو مولى الهاشميين -. ابن أبي ليلى: هو عبد الرحمن.= الحديث: 5591 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 421 لَا يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ " (1) 5593 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ رَجُلًا عِنْدَهُ مِنْ كِنْدَةَ، فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: فَجَاءَ الْكِنْدِيُّ فَزِعًا فَقَالَ: جَاءَ ابْنَ عُمَرَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَحْلِفُ بِالْكَعْبَةِ، فَقَالَ: لَا، وَلَكِنِ احْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَإِنَّ عُمَرَ كَانَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   = وقد سلف برقم (5384) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء الذي نشره العمروي) ص 24، ومسلم (1639) (4) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4743) ، وفي "المجتبى" 7/15-16 من طريق خالد بن الحارث، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (842) عن علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، به. وقد سلف برقم (5275) . قوله:"عن النذر"، قال السندي: أي. يظن أنه يفيد في حصول المطلوب والخلاص من المكروه. "بخير": يعلق النذر عليه. "من البخيل ": الذي لا يأتي بهذه الطاعة إلا في مقابلة شفاء مريض ونحوه، مما علق النذر عليه، وقال الخطابي: نهى عن النذر تأكيداً لأمره وتحذيراً للتهاون به بعد إيجابه، وليس النهي لإفادة أنه معصية، وإلا لما وجب الوفاء به بعد كونه معصية، والله تعالى أعلم. الحديث: 5593 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 422 لَا تَحْلِفْ بِأَبِيكَ، فَإِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ أَشْرَكَ " (1) 5594 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ قَالَ: قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا صَدَرَ مِنَ الْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ (2) أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ، الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَأَنَّ عَبْدَ اللهِ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَرِّسُ بِهَا حَتَّى يُصَلِّيَ صَلَاةَ الصُّبْحِ " (3)   (1) إسناده ضعيف لجهالة الرجل الكندي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف الكلام على الحديث برقم (4904) . وأخرجه البيهقي 10/29 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (1896) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (830) من طريق شعبة، به. وأخرجه الطحاوي (831) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور بن المعتمر، به. وسيتكرر برقم (6073) . (2) في (ظ14) : والعمرة. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن طارق فمن رجال النسائي، وهو ثقة، ثم هو متابع. قال حمزة السهمي في "سؤالاته للدارقطني "ص هـ 27: أبو قُرة لا يقول: أخبرنا أبداً، يقول: ذكر فلان، أيش العلةُ فيه؟ فقال: هو سماع له كله، وقد كان أصابَ كُتبَه آفة، فتورع فيه، فكان يقول: ذكر فلان. وأخرجه بنحوه البخاري (484) و (1767) ، ومسلم (1257) (432) = الحديث: 5594 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 423 5595 - قَالَ مُوسَى: وَأَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى فِي مُعَرَّسِهِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ فِي بَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ " (1) 5596 - قَالَ: وَقَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عِنْدَ الْمَسْجِدِ الصَّغِيرِ الَّذِي دُونَ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُشْرِفُ عَلَى الرَّوْحَاءِ " (2)   = [ج 2/981] ٍمن طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به. وأخرجه بنحوه البخاري (1533) و (1799) من طريق عبيد الله، عن نافع، به. وقد سلف برقم (4819) . قوله: كان يعرس، قال السندي: من التعريس، وهو نزول المسافر آخر الليل. (1) إسناده صحيح، وهو متصل بإسناد الذي قبله. وأخرجه البخاري (1535) و (2336) و) هـ 734) ، ومسلم (1346) (433) و (434) ، والنسائي في "المجتبى"5/126-127، من طرق، عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد. وسيرد بالأرقام (5632) و (5815) . وقوله: أتي: أي: في المنام، وفي رواية البخاري: أرِي. والمُعَرش: موضع التعريس، وهو نزول آخر الليل للراحة. وسيرد برقم (5632) أن معرسه كان في ذي الحليفة، وجاء ذلك في رواية البخاري ومسلم. (2) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث (5594) . وأخرجه البخاري (485) من طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به. قوله: حيث المسجدُ الصغير، قال السندي: برفع "المسجد" على أنه مبتدأ= الحديث: 5595 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 424 5597 - قَالَ: وَقَالَ نَافِعٌ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْزِلُ تَحْتَ سَرْحَةٍ ضَخْمَةٍ دُونَ الرُّوَيْثَةِ، عَنْ يَمِينِ الطَّرِيقِ، فِي مَكَانٍ بَطْحٍ سَهْلٍ، حِينَ (1) يُفْضِي مِنَ الْأَكَمَةِ، دُونَ بَرِيدِ الرُّوَيْثَةِ بِمِيلَيْنِ، وَقَدِ انْكَسَرَ أَعْلَاهَا، وَهِيَ قَائِمَةٌ عَلَى سَاقٍ " (2) 5598 - وَقَالَ نَافِعٌ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى مِنْ وَرَاءِ الْعَرْجِ، وَأَنْتَ ذَاهِبٌ عَلَى رَأْسِ خَمْسَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْعَرْجِ، فِي مَسْجِدٍ   = حذف خبره، و"الصغير"صفة له، وذلك لأن "حيث"تضاف إلى الجملة، والتقدير: حيث المسجد موجود، وقيل: خبر محذوف، أي: حيث هو المسجد، ولا يظهر له معنى. يشرف على الروحاء: من "أشرف"، والروحاء كانت قرية جامعة على ليلتين من المدينة. (1) في (ظ14) : حتى. وكتب فوقها: حين. (2) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث المذكور برقم (5594) . وأخرجه البخاري (487) من طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به. قال الحافظ: سرحة: أي: شجرة عظيمة. والرويثة: بالراء والمثلثة مصغراً: قرية جامعة بينها وبين المدينة سبعة عشر فرسخاً. قوله: دون بريد الرويثة بميلين، أي: بينه وبين المكان الذي ينزل فيه البريد بالرويثة ميلان. وقيل: المراد بالبريد سكة الطريق. الحديث: 5597 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 425 إِلَى هَضْبَةٍ، عِنْدَ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ قَبْرَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ، عَلَى الْقُبُورِ رَضْمٌ مِنْ حِجَارَةٍ، عَلَى يَمِينِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ سَلَامَاتِ الطَّرِيقِ، بَيْنَ أُولَئِكَ السَّلَامَاتِ " " كَانَ عَبْدُ اللهِ يَرُوحُ مِنَ الْعَرْجِ بَعْدَ أَنْ تَمِيلَ الشَّمْسُ بِالْهَاجِرَةِ، فَيُصَلِّي الظُّهْرَ فِي ذَلِكَ الْمَسْجِدِ " (1) 5599 - وَقَالَ نَافِعٌ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ تَحْتَ سَرْحَةٍ، - وَقَالَ غَيْرُ أَبِي قُرَّةَ: سَرَحَاتٍ - عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ، فِي مَسِيلٍ   (1) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث المذكور برقم (5594) . وأخرجه البخاري (488) من طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به. قال الحافظ: العَرْج: قرية جامعة بينها وبين الرويثة ثلاثة عشر أو أربعة عشر والهضبة: بسكون الضاد المعجمة: فوق الكثيب في الارتفاع ودون الجبل. والرضم: الحجارة الكبار، واحدها رضمة بسكون الضاد المعجمة في الواحد والجمع، ووقع عند الأصيلي بالتحريك. وسلامات الطريق - ووقع عند البخاري: سلمات بدون ألف - قال الحافظ: بفتح المهملة وكسر اللام في رواية أبي ذر والأصيلي، وفي رواية الباقين بفتح اللام. وقيل: هي بالكسر الصخرات، وبالفتح الشجرات. وقال السندي: السلامات جمع سلام، بفتح سين وتكسر، وتخفيف لام، اسم شجر. في "القاموس": قيل لأعرابي: السلام عليك، قال: الجثجاث عليك، قيل: ما هذا جواب، قال: هما شجران مُران، وأنت جعلتَ على واحداً، فجعلتُ عليك الأخر. بالهاجرة: نصف النهار عند اشتداد الحر. الحديث: 5599 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 426 دُونَ هَرْشَا، (1) ذَلِكَ (2) الْمَسِيلُ لَاصِقٌ عَلَى هَرْشَا (1) - وَقَالَ غَيْرُهُ: لَاصِقٌ بِكُرَاعِ هَرْشَا (1) - بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّرِيقِ قَرِيبٌ مِنْ غَلْوَةِ سَهْمٍ " (3) 5600 - وَقَالَ نَافِعٌ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْزِلُ بِذِي طُوًى يَبِيتُ بِهِ حَتَّى يُصَلِّيَ صَلَاةَ الصُّبْحِ، حِينَ قَدِمَ إِلَى مَكَّةَ، وَمُصَلَّى (4) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ (5) عَلَى أَكَمَةٍ غَلِيظَةٍ، لَيْسَ فِي (6) الْمَسْجِدِ الَّذِي بُنِيَ (7) ثَمَّ، وَلَكِنْ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ، عَلَى أَكَمَةٍ خَشِنَةٍ غَلِيظَةٍ " (8)   (1) في (ص) و (ق) و (ظ1) : هوشا، بالواو في المواضع الثلاثة. وهو خطأ. (2) في (ظ14) : ذاك. (3) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث المذكور برقم (5594) . وأخرجه البخاري (489) من طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به. قال السندي: تحت سرحة، أي: شجرة، سرحات، أي: شجرات. في مسيل، بفتح فكسر: مكان منحدر يسيل فيه الماء. هرشا: بفتح فسكون مقصور: جبل قريب من الجحفة. بكراع: بضم الكاف، أي: بطرف هرشا. من غلوة سهم: بفتح الغين المعجمة: غاية بلوغ السهم. (4) في (ق) و (ظ1) : ويصلي. (5) لفظ: "ذلك" ليس في (ظ14) . (6) في (ق) : فيها. (7) في (ظ14) : يلي. وجاء في هامشها: في النسخ: بني. (8) إسناده صحيح. وهو المذكور عند (5594) .= الحديث: 5600 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 427 5601 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَقْبَلَ فُرْضَتَيِ الْجَبَلِ الطَّوِيلِ الَّذِي قِبَلَ الْكَعْبَةِ، فَجَعَلَ الْمَسْجِدَ الَّذِي بُنِيَ (1) يَمِينًا، وَالْمَسْجِدُ بِطَرَفِ الْأَكَمَةِ، وَمُصَلَّى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْفَلُ مِنْهُ، عَلَى الْأَكَمَةِ السَّوْدَاءِ، يَدَعُ مِنَ الْأَكَمَةِ عَشْرَ أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَهَا، (2) ثُمَّ يُصَلِّي مُسْتَقْبِلَ الْفُرْضَتَيْنِ مِنَ الْجَبَلِ الطَّوِيلِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَةِ " (3)   = وأخرجه البخاري (491) و (1767) ، ومسلم (1259) (228) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، والنسائي 5/199 من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد، وقد سلف ضمن الحديث (4628) . قوله:"بذي طوى"قال السندي: بضم طاء موضع بقرب مكة، وحكي فتح الطاء، وروي كسرها وهو مقصور. "أكمة"بفتحات: موضع مرتفع على ما حوله، أو تل من حجر واحد. (1) في (ظ14) : بلي. وفي هامشها: في النسخ، بني. (2) في (ظ14) "ونحوها. (3) إسناده صحيح، وهو إسناد الحديث المذكور برقم (5594) . وأخرجه البخاري (492) ، ومسلم (1260) من طريق أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، بهذا الإسناد. قال الحافظ في "الفتح"1/570: قوله: استقبل فرضتي الجبل، الفُرْضَة: بضم الفاء، وسكون الراء، بعدها ضاد معجمة: مدخلُ الطريق إلى الجبل. ثم قال: هذه المساجد لا يعرف اليوم منها غير مسجدي ذي الحليفة، والمساجد التي بالروحاء، يعرفها أهل تلك الناحية - وقد وقع في رواية الزبير بن بكار في " أخبار= الحديث: 5601 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 428 5602 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْمُثَنَّى، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْإِقَامَةُ وَاحِدَةً، غَيْرَ أَنَّ الْمُؤَذِّنَ كَانَ إِذَا قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ مَرَّتَيْنِ " (1) 5603 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ " (2)   = المدينة" له من طريق أخرى عن نافع، عن ابن عمر في هذا الحديث زيادة بسط في صفة تلك المساجد. وقال القسطلاني في "إرشاد الساري"1/464: إنما كان ابن عمر رضي الله عنه يصلي في هذه المواضع للتبرك، وهذا لا ينافي ما روي من كراهية أبيه عمر لذلك، لأنه محمول على اعتقاد من لا يعرف وجوب ذلك، وابنه عبد الله مأمون من ذلك، بل قال البغوي من الشافعية: إن المساجد التي ثبت أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى فيها لو نذر أحد الصلاة في شيء منها تعين كما تتعين المساجد الثلاثة. (1) إسناده قوي، أبو جعفر- وهو محمد بن إبراهيم بن مسلم القرشي الكوفي - قال ابن معين والدارقطني: ليس به بأمن، وأبو المثنى- وهو مسلم بن المثنى المؤذن جد أبي جعفر الراوي عنه- ثقة من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه الدارقطني 1/239، والبيهقي في "السنن"1/413، وفي "المعرفة" (2065) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وسلف برقم (5569) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك:= الحديث: 5602 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 429 5604 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1) 5605 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ نَهْشَلِ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا اسْتُوْدِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ " وقَالَ مَرَّةً: نَهْشَلٌ، عَنْ قَزَعَةَ أَوْ عَنْ أَبِي غَالِبٍ (2)   هو ابن أنس، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف مطولاً من هذه الطريق برقم (5296) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5578) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نهشل بن مُجَمع الضبي الكوفي، فقد روى له النسائي، ووثقه أبو داود، وذكره ابن حبان في "الثقات"وارتضاه سفيان الثوري، وقال أبو حاتم: لا بأس به، يكتب حديثه، وقول سفيان هنا: نهشل عن قزعة، أو عن أبي غالب، لا تعني الشك، وإنما تعني أن نهشلاً رواه مرة عن قزعة، ومرة عن أبي غالب، كما سيرد. وأبو غالب - وإن كان مجهول الحال - متابع بقزعة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10531) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (517) - من طريق عَبْدَة بن سليمان، عن سفيان الثوري، عن نهشل، عن قَزَعة، عن ابن عمر، مرفوعاً.= الحديث: 5604 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 430 5606 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي نَهْشَلُ بْنُ مُجَمِّعٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: - وَكَانَ مَرْضِيًّا - عَنْ قَزَعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا اسْتُوْدِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ " (1) 5607 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَصَمٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فِي   = وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10350) - وهو في "عمل اليوم الليلة" (516) - عن واصل بن عبد الأعلى، عن ممد بن فضيل، عن نهشل، عن قزعة، عن ابن عمرمرفوعاً. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10353) - وهو في "عمل اليوم الليلة" (519) - من طريق إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن نهشل، عن أبي غالب قال: شيعت أنا وقزعة ابن عمر، فقال ... ثم ذكر الحديث مرفوعاً. وسيأتي بعده (5606) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن نهشل، عن قزعة، دون شك. وانظر (4524) . ووهم الشيخ أحمد شاكر في جزمه أن لهذا الحديث من الزوائد، وعذره أنه لم تقع له رواية النسائي في "السنن الكبرى". (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير نهشل، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. قَزَعة: هو ابن يحيى البصري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10352) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (518) - من طريق سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، به. وقد سلف برقم (5605) ، وانظر (4524) . (2) في (م) : بن عاصم. وهو خطأ. الحديث: 5606 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 431 ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا " (1) 5608 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ، عَنْ حَمَّادٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، (2) عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " {وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} "، قَالَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا الْجَبَّارُ، أَنَا الْمُتَكَبِّرُ، (3) أَنَا الْمَلِكُ (4) ، أَنَا الْمُتَعَالِي، يُمَجِّدُ نَفْسَهُ ". قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى رَجَفَ بِهِ الْمِنْبَرُ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَخِرُّ بِهِ (5)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني. وقد سلف برقم (4790) . (2) في (ظ14) : إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. (3) في (ص) : أنا الجبار المتكبر. (4) جملة:"أنا الملك"ليست في (ظ14) ولا (ص) ، وكتبت في هامش (س) . (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي رجاله رجال الشيخين. ولخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (95) من طريق بهز بن أسد وحده، بهذا الإسناد.= الحديث: 5608 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 432 5609 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، كَأَنَّ الْأَذَانَ فِي أُذُنَيْهِ " (1) 5610 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ يَزْدَوَيْهِ، (2) عَنْ يَعْفُرَ بْنِ رُوذِيٍّ، قَالَ: (3) سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، وَهُوَ يَقُصُّ يَقُولُ: يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الرَّابِضَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ " فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:   = وقد سلف برقم (5414) . قوله:"قال: يقول الله تعالى: أنا الجبار ... الخ"، قال السندي: الظاهر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أراد بهذا بيان أن الآية تمثيل لعظمته تعالى وكبريائه، فلا يلزم أن يكون ثَم طي أو يمين، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل - وهو مُظَفر بن مدرك الخراساني - فمن رجال النسائي، ولخرج له أبو داود في كتاب"التفرد"، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه مطولًا الطيالسي (1918) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً الطيالسي (1918) أيضاً، والبخاري (995) ، ومسلم (749) (157) ، والترمذي (461) ، والنسائي في "الكبرى" (437) ، والبغوي في "شرح السنة" (958) من طريق حماد بن زيد، عن أنس، به. وسلف بنحوه برقم (5503) ، ومضى شرحه برقم (4860) . (2) في (ظ14) و (س) و (ص) : بوذويه، وصحح في هامش (ظ14) إلى: يزدويه، ووقع في (ق) و (ظ1) و (م) : بودويه. (3) "قال": من (ظ14) . الحديث: 5609 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 433 وَيْلَكُمْ، لَا تَكْذِبُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (1) إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ " (2) 5611 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شُغِلَ عَنْهَا لَيْلَةً، فَأَخَّرَهَا حَتَّى رَقَدْنَا فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ رَقَدْنَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ رَقَدْنَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3)   (1) عبارة:" إنما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"سقطت من (م) . (2) إسناده ضعيف. يَعْفُر بن رُوذي - وقد تصحف اسم أبيه في مظان ترجمته، والصواب ما هو مثبت -، ترجم له الحافظ في "التعجيل، ص 456، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/427، ولم يذكرا في الرواة عنه إلا عثمان بن يزدويه، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/559، ولم يُؤثر توثيقه عن أحد غيره، فهو في عداد المجهولين، وبقية رجاله ثقات. عثمان بن يزدويه ترجمه الحافظ في " التعجيل" ص 282، وتصحف اسم أبيه في مظان ترجمته، وضبطه ابنُ حجر في "تبصير المنتبه" 1/77 بفتح الياء التحتانية، وسكون الزاي، وضم الدال، وسكون الواو، ثم ياء تحتانية إيضاً، ثم هاء. وقد ترجم له البخاري في "تاريخه الكبير" 6/256 ترجمتين، وشك فيه، وجزم أبو حاتم في "الجرح والتعديل"6/173 بأنه واحد، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"5/1560 وهو في "مصنف"عبد الرزاق (20934) . وقد سلف المرفوع منه من حديث ابن عمر بإسناد صحيح، برقم (5079) . وانظر (4872) و (5546) . (3) لفظ:"رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ليس في (ظ14) . الحديث: 5611 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 434 ثُمَّ (1) قَالَ: " لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ اللَّيْلَةَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ غَيْرُكُمْ " (2) 5612 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْمَرْءِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ " (3)   (1) لفظ: "ثم" ليس في (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (199) عن أحمد، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (2115) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (570) ، ومسلم (639) (221) ، وابن خزيمة (347) ، وابن حبان (1099) ، والبيهقي وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/331، ومسلم (639) (220) ، وأبو داود (420) ، والنسائي في "المجتبى"1/267، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/156-157، وابن حبان (1536) ، والبيهقي 1/450 من طريق الحكم بن عتيبة، وابن خزيمة (347) من طريق محمد بن بكر البُرساني، كلاهما عن ابن جريج، به. ومن طريق الحكم زيادة لفظها عند مسلم:"ولولا أن يثقل على أمتي لصليتُ بهم هذه الساعة". وقد سلف نحوها برقم (4826) . وأخرجه عبد الرزاق (2116) ، والبزار (376) (زوائد) ، وابن خزيمة (343) من طريق سالم، عن ابن عمر، به. وقد سلف من حديث ابن مسعود برقم (3760) . وذكرنا هناك أحاديث الباب. قوله: شغل عنها، أي: عن صلاة العشاء. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الليث: هو ابن سعد.= الحديث: 5612 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 435 5613 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ " اسْتَأْذَنَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ، لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، " فَأَذِنَ لَهُ " (1)   = وأخرجه أبو داود (5143) ، وابنُ حبان (431) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2552) (12) من طريق حيوة بن شريح المصري، عن يزيد، وسيأتي برقم (5653) و (5721) و (5896) . قوله:"إن أبر البر"، قال السندي: الأبر: اسم تفضيل من البر بالكسر، وهو الإحسان، والمراد أن أفضل البر واكمله في حق الأب هو بر أهل وده بعده، وإضافة الأبر إلى البر باعتبار البر باراً، كما في مثل"جَد جَده"، اعتبر الجد جاداً، وأحال الاقتصار على الأب ليكون دليلًا على الأم بالأولى، لكون برها آكد، أو لأنها قد يكون ودها في غير محله لنقصان عقل النساء، فلا يكون وصل ذاك مؤكداً بخلاف الأب عادة. "بعد أن يولي"على بناء الفاعل من التولية، يقال: ولى إذا أدبر كتولى، أي: بعد أن ذهب أبوه من عنده بسفر أو موت، ويحتمل بناء المفعول من التولية، أي: بعد أن يولى الابن أمور أبيه بسفره أو موته، والمحققون على الأول. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني. وأحرجه البخاري (1744) ، ومسلم (1315) ، وابن خزيمة (2957) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد.= الحديث: 5613 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 436 5614 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَقَ رَأْسَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ " (1) 5615 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى صَبِيًّا قَدْ حُلِقَ بَعْضُ شَعَرِهِ وَتُرِكَ بَعْضُهُ فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: " احْلِقُوا كُلَّهُ، أَوِ اتْرُكُوا كُلَّهُ " (2)   = وقد سلف برقم (4691) . قوله: "استأذن" قال السندي: جملة وقعت جواباً لسؤال مقَدر، أي: كيف أذن له؟ وفي أي شيء أذن له؟ ولذلك ترك العاطف. ويمكن جعله حالاً بتقدير (قد) ، أي: أذن له وقد استأذن، لكن على هذا قوله: "فأذن له" يكون تكراراً، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (4411) ، وابن خزيمة (2930) ، والبغوي (1960) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (3024) ، والحاكم 1/480 من طريق عيسى بن يونس، عن ابن جريج، به. وأخرجه عبد بن حميد (772) ، والبخاري (4410) ، ومسلم (1304) (322) ، وأبو داود (1980) من طرق، عن موسى بن عقبة، به. وقد سلف برقم (4889) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني،= الحديث: 5614 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 437 5616 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ " " (1) 5617 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ قَالَ: " أَرَأَيْتُمْ (2) لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ (3) عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى   = ومعمر: هو ابن راشد الآزدي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19564) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2120) ، وأبو داود (4195) ، والنسائي في "المجتبى"8/130، وفي "الكبرى" (9296) ، وابن حبان (5508) ، والبيهقي في "الشعب" (6480) ، وفي "الآداب" (704) ، والبغوي في "شرح السنة" (3186) . وانظر (4473) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله أخو الزهري من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20012) ، وأخرجه من طريقه عبد بن حميد (828) ، وأبو يعلى (5581) ، وانظر (4638) . (2) في (ق) وهامش (س) و (ظ1) و (ص) : أرأيتكم. خ. (3) لفظ: "فإن" ليس في (ظ14) . الحديث: 5616 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 438 ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ "، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَهِلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ، فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْقَى الْيَوْمَ مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ " يُرِيدُ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ الْقَرْنُ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (4348) عن أحمد بن حنبل، بهذا الِإسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (20534) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2537) (217) ، والترمذي (2251) ، والنسائي في "الكبرى" (5871) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة"3/276، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (373) ،البغوي (352) . وأخرجه البخاري (116) و (564) ، ومسلم (2537) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (374) ، وابن حبان (2989) ، والطبراني في "الكبير" (13110) من طرق، عن ابن شهاب، به. وسيأتي برقم (6028) و (6148) . وفي الباب عن عليّ، سلف برقم (714) . وعن جابر بن عبد الله سيأتي في "المسند" 3/305. وعن أبي سعيد الخدري، عند مسلم (2539) ، وابن حبان (2986) . وعن بريدة عند البزار (228) و (229) . وعن أبي ذر الغفاري عند البزار (227) . وعن سفيان بن وهب الخولاني عند الحاكم 4/499، والطبراني في "الكبير (6405) و (6406) . وعن أنس نحوه عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (377) ، وابن حبان (2988) و (2991) .= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 439 5618 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا عَلَى (1) اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ " (2) 5619 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجِدُونَ النَّاسَ كَإِبِلٍ مِائَةٍ، لَا يَجِدُ الرَّجُلُ فِيهَا رَاحِلَةً " (3) 5620 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ،   =قوله: "أرأيتم ليلتكم"، قال السندي: أي: احفظوها لما يتعلق بها من المعجزة الظاهرة وقوله:"على رأس مئة سنة"، قال: أي: تمام مئة سنة. وقوله:"ممن هو على ظهر الأرض"، قال: أي: الآن. وقوله:"فوهل الناس"، قال: أي غلطوا حنث ظنوا الفناء بالكلية. وقوله: "أن ينخرم"، قال: أي: ينقطع وينقضي. (1) في (ظ14) : في. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4924) سنداً ومتناً. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. في "مصنف"عبد الرزاق (20447) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد ومسلم (2547) ، والترمذي (2872) ، وابن حبان (6172) ، والقضاعي (198) ، والبيهقي 10/135، والبغوي (4195) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4516) . الحديث: 5618 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 440 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا أَبْيَضَ، فَقَالَ: " أَجَدِيدٌ ثَوْبُكَ أَمْ غَسِيلٌ؟ " فَقَالَ: (1) فَلَا أَدْرِي مَا رَدَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا - أَظُنُّهُ قَالَ: - وَيَرْزُقُكَ اللهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " (2)   (1) لفظ: "فقال" ليس في (ظ14) . (2) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن أعله الأئمة الحفاظ، فقال يحيى بن معين - فيما نقله عنه ابنُ عدي في "الكامل"5/1948-: هو حديث منكر، ليس يرويه أحد غير عبد الرزاق. وقال النسائي في "عمل اليوم والليلة"بعد إيراده الحديث: هذا حديث منكر، أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غيرُ عبد الرزاق، وقد رُوي هذا الحديث عن معقل بن عبد الله، واختلف عليه فيه، فرُوي عن معقل، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، مرسلًا، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري، والله أعلم. وقال أبو حاتم - فيما نقله عنه ابنه في "العلل"1/490-: هو حديث باطل. قلنا: ومع ذلك فقد صححه ابن حبان (6897) ، والبوصيري في زوائد ابن ماجه، جرياً منهما على ظاهر الإسناد، وحَسْنَه الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/136-138 لأنّ له شاهداً رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"8/453 و10/402، وابن سعد 3/329، والدولابي 1/109 عن عبد الله بن إدريس، عن أبي الأشهب - وهو جعفربن حيان العطاردي -، عن رجل من مزينة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو شاهد ضعيف لإرساله. وأخرجه عبد الرزاق (20382) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (723) ، وابن ماجه (3558) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (311) ، والبزار (2504) "زوائد"، وأبو يعلى (5545) ، وابن حبان (6897) ، والطبراني في "الكبير" (13127) ، وفي "الدعاء" (399) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (269) ،= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 441 5621 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَسْحَ الرُّكْنِ الْيَمَانِي وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ يَحُطُّ الْخَطَايَا حَطًّا " (1)   = وأبو نعيم في "أخبارأصبهان" 1/139، والبغوي (3112) . قال البزار: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا عبد الرزاق، ولم يتابع عليه. قلنا: وقوله: فلا أدري ما رد عليه، وقع في بقية المصادر: بل غسيل، إلا عند ابن حبان فوقع فيه: بل جديد، وتناقضت روايتا الطبراني، فجاء في "المعجم": بل غسيل، وجاء في "الدعاء": بل جديد، مع أنهما من طريق واحد، وجاء عند أبي يعلى: قال: حسبت أنه قال: غسيل. وقوله: أظنه قال: ويرزقك الله ... لم يرد فعل "أظنه" في بقية المصادر، وجاء فيها هذا القول دون شك. وجاء عند عبد الرزاق والطبراني في كتابيه زيادة: قال عمر: وإياك يا رسول الله. وله طريق أخرى عند الطبراني في "الدعاء" (400) عن حفص بن عمر المهرقاني، وأبي مسعود الرازي، وزهير بن محمد المروزي، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر. قال الطبراني: وهم فيه عبد الرزاق، وحدث به بعد أن عمي، والصحيح عن معمر، عن الزهري، ولم يحدث به عن عبد الرزاق هكذا إلا هؤلاء الثلاثة. وجاء في هامش "نتائج الأفكار" ما نصه: قال كاتبه: لا مانع من أن يكون عبد الرزاق روى الطريقين جميعاً، ولا ملجىء إلى توهيمه لا سيما مع كون الراوي عنه ثلاثة، والله أعلم. قلنا: لكن طريق معمر، عن الزهري.. باطل كما نقلنا آنفاً، عن الأئمة الحفاظ، والطريق الثاني وهم، فلا تقوم بالطريقين حجة. وفي الباب عن جابر عند البزار (2503) ، وفي سنده جابر الجعفي، وهو ضعيف. (1) إسناده حسن. سفيان الثوري سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط،= الحديث: 5621 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 442 5622 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ، (1) وَلَا يَسْتَلِمُ الْآخَرَيْنِ " (2) 5623 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَقَ فِي حَجَّتِهِ " (3) 5624 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   = وأثبت البخارىِ في " التاريخ الكبير" 5/143 سماع عبد الله بن عبيد بن عمير من أبيه. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8877) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب" (831) ، والطبراني في "الكبير" (13438) ، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابنُ حبان (3698) من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن عطاء، به. وقد سلف مطولاً برقم (4462) . (1) كلمة: "اليماني" ليست في (ق) و (ظ1) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وهو في "مصنف عبد الرزاق"برقم (8937) . وقد سقط من مطبوع "المصنف" اسم سالم من لهذا الِإسناد. وسلف مطولاً برقم (4672) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4889) . الحديث: 5622 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 443 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَنْزِلُونَ بِالْأَبْطَحِ " (1) 5625 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقِمْ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَيَجْلِسَ فِي مَجْلِسِهِ " قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ الرَّجُلُ يَقُومُ لِابْنِ عُمَرَ مِنْ مَجْلِسِهِ " فَمَا يَجْلِسُ فِي مَجْلِسِهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (921) ، وابن ماجه (3069) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1310) (337) من طريق عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن أيوب، عن نافع، به، ليس فيه ذكر عثمان. وأخرجه البخاري (1768) من طريق عبيد الله، عن نافع، قال: نزل بها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمر وابن عمر. قال الحافظ: هو عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل، وعن عمر منقطع، وعن ابن عمر موصول. ويحتمل أن يكون نافعٌ سمع ذلك من ابن عمر، فيكون الجميع موصولاً، ويدل عليه رواية عبد الرزاق التي قدمتها في الباب قبله. قلنا: يعني: رواية مسلم المذكورة آنفاً. والأبطح: قال الحافظ في "الفتح" 3/590: أي: البطحاء التي بين مكة ومنى، وهي ما أنبطح من الوادي واتسع، وهي التي يُقال لها المُحَصب والمُعَرس، وحدها ما بين الجبلين إلى المقبرة. وقد سلف برقم (4828) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5593) و (19793) ، ومن طريقه أخرجه مسلم= الحديث: 5625 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 444 5626 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، (1) حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " إِذَا بَلَغَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، آمَنَهُ اللهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَايَا: (3) مِنَ الْجُنُونِ، وَالْبَرَصِ، وَالْجُذَامِ. وَإِذَا (4) بَلَغَ الْخَمْسِينَ لَيَّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ (5) حِسَابَهُ، وَإِذَا بَلَغَ السِّتِّينَ، رَزَقَهُ اللهُ إِنَابَةً يُحِبُّهُ عَلَيْهَا، وَإِذَا بَلَغَ السَّبْعِينَ، أَحَبَّهُ اللهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَإِذَا (6) بَلَغَ الثَّمَانِينَ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنْهُ (7) حَسَنَاتِهِ وَمَحَا عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ، وَإِذَا (8) بَلَغَ التِّسْعِينَ، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا   = (2177) (29) ، والترمذي (2750) . قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/584، ومن طريقه مسلم (2177) (29) ، والبيهقي 3/233 عن عبد الأعلى، عن معمر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4659) . (1) جاء في هامش (ظ1) عند هذا الحديث ما نصه: هذا أحد الأحاديث التي تكلم فيها بالوضع في هذا المسند للإمام أحمد رحمه الله. (2) في (س) و (ص) و (ظ1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عبيد الله، وفي هامش (س) : عبد الله. خ. وفي هامش (ظ1) : عبد، وفي (ق) : محمد بن عبيد دون لفظ الجلالة. وانظر التخريج. (3) في (ظ14) : من البلايا. (4) في (ظ14) : فإذا. (5) كلمة:"عليه"ليست في (ق) ولا (ظ1) . (6) في (ظ14) : فإذا. (17 لفظ: "منه" ليس في (ظ14) . (8) في (ظ14) : فإذا. الحديث: 5626 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 445 تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللهِ فِي الْأَرْضِ وَشُفِّعَ فِي أَهْلِهِ (1) " (2)   (1) في (ظ14) وهامش (س) و (ص) و (ظ1) : أهل بيته. (2) إسناده ضعيف جداً لضعف فرج - وهو ابن فضالة -، ومحمد بن عامر لم نعرف من هو، واستظهر ابن الجوزي في "الموضوعات" أنه الرملي، لأنه ذكر قول ابن حبان فيه في "المجروحين"2/304: يقلب الأخبار، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، وقول ابن حبان هذا إنما هو في آخر من طبقة الِإمام أحمد لأنه يروي عن سفيان بن عيينة فيما ذكر ابن حبان، وقد سماه فرج في الِإسناد التالي محمد بن عبد الله العامري، ولم نعرفه كذلك. ومحمد بن عبد الله: هو ابن عمرو بن عثمان الملقب بالديباج وهو ضعيف ذكره الِإمام البخاري في "الضعفاء" ص 102، وفي "التاريخ الكبير"1/139، وقال: عنده عجائب، وقال في "التاريخ الأوسط" المطبوع خطأ باسم"التاريخ الصغير": لا يكاد يتابع في حديثه، وكذا قال ابن الجارود، وقال مسلم في " الكنى " (1884) : منكر الحديث، واضطرب فيه قول النسائي، فقال مرة: ثقة، وقال في أخرى: ليس بالقوي. وظنه ابنُ الجوزي محمد بن عبيد الله العرزمي، ووافقه عليه الحافظ العراقي. وعمرو بن جعفر: قلب فرج اسمَه، وإنما هو جعفر بن عمرو بن أمية الضمري. وأخرجه مرفوعا ًالبزار (3587) ، وأبو يعلى (4246) و (4247) ، والبيهقي في "الزهد" (642) من طريق يوسف بن أبي ذرة، عن جعفر بن عمرو بن أمية، به. وهذا إسناد ضعيف. يوسف بن أبي ذرة: قال ابن معين: لا شيء، وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/131-132: منكر الحديث جدا، ممن يروي المناكير التي لا أصل لها من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به بحال. قلنا: وقد تحرّف اسم يوسف في مطبوع "زوائد البزار" إلى يونس، وسيرد من هذا الطريق في مسند أنس 3/217-218. وأخرجه مرفوعاً البزار (3587) عن محمد بن معمر القيسي، وأبويعلى (4248) = الجزء: 9 ¦ الصفحة: 446 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عن أبي عبيدة بن فضيل بن عياض، كلاهما عن عبد الملك بن إبراهيم الجدي، عن عبد الرحمن بن أبي المَوَال، عن محمد بن موسى - وهو الفِطْرِي -، عن محمد بن عبد الله بن عمرو الديباج، به، وهذا إسناد لا يصح، لضعف محمد بن عبد الله بن عمرو الديباج. وأخرجه مرفوعاً البزار (3588) من طريق أبي قتادة العذري، عن ابن أخي الزهري، عن عمه، عن أنس بن مالك بنحوه، وأبو قتادة العذري لم نعرفه. وأخرجه أبو يعلى (4249) من طريق يحيى بن سليم، عن رجلين من أهل حرّان، عن زفر بن محمد، عن الديباج، عن أنس بن مالك، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحرانيين، ولانقظاعه والديباج على ضعفه: لم يدرك أنس بن مالك. وأخرجه مرفوعاً أيضا أبو يعلى (3678) من طريق أبي خلف ياسين الزيات، عن داود بن سليمان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم الأنصاري، عن أنس بنحوه، وهذا إسناد ضعيف. ياسين الزيات: قال ابنُ معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي وابن الجنيد: متروك. وقد تحرف اسم ياسين الزيات في مطبوع أبي يعلى إلى خالد. وداود بن سليمان لم نعرفه. وأورده الهيثمي برواياته كلها في "مجمع الزوائد"، 10/204-205، وقال: رواها كلها أبو يعلى بأسانيد، ورواه أحمد موقوفاً باختصار- قلنا: يعني هذه الرواية -، وفي أحد أسانيد أبي يعلى ياسين الزيات، وفي الآخر يوسف بن أبي ذرة، وهما ضعيفان جداً، وفي الاَخر أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض، وهو لين، وبقية رجال هذه الطريق ثقات، وفي إسناد أنس الموقوف من لم أعرفه. ثم أورد الهيثمي رواية البزار، وقال: رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات. وله شواهد لا يفرح بها ذكرها الهيثمي في "مجمع الزوائد"10/205-2060.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 447 5627 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَامِرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1)   = قوله:"لين"، قال السندي: أي قدر له أن يلين حسابه، أي أن يجعل حسابه حساباً يسيراً. "تقبل الله": لعل هذا هو نتيجة المحبة، فيظهر إذا كملت المحبة. "غفر الله ما تقدم. .. الخ": قد يقال: هذا ينافي ما جاء من التهديد بحق الشيخ الزاني، فليتأمل. "وشفع": هو بالتشديد على بناء المفعول، أو بالتخفيف على بناء الفاعل، والأول أقرب. (1) إسناده ضعيف جداً، لضعف فَرَج - وهو ابن فضَالة -، ولانقطاعه، فإن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان - وهو الديباج -، لم يدرك ابن عمر، ثم إننا لم نعرف محمد بن عبد الله العامري من هو؟ قال العراقي فيما نقله الحافظ في "القول المسدد" ص8-9: ولم يذكر ابن الجوزي حديث ابن عمر هذا، وكان ينبغي أن يذكره، فإن هذا موضوع قطعاً، ومما يستدل به على وضع الحديث مخالفةُ الواقع، وقد أخبرني من أثق به أنه رأى رجلاً حصل له جُذام بعد الستين فضلاً عن الأربعين. وقد رد عليه الحافظ في "القول المسدد" ص 23-24، فقال: قوله:"إنه موضوع قطعاً "، ثم استدل على ذلك بأمرٍ ظني عجيب! وكيف يتأتى القطعُ بالحكم على أمرٍ مستنده ظني، وهو إخبار رجل يوثق به أنه رأى من حصل له ذلك بعد الستين؟ أفلا يجوز أن يكون ذلك حصل له قبل الأربعين وهو لا يشعر، ثم دبّ فيه قليلاً إلى أن ظهر فيه بعد الستين؟ ومع هذا الاحتمال كيف يتأتى القطع بالوضع؟ اعلى أن للحديث عندي مخرجاً لا يرد عليه شيء من هذا، على تقدير الصحة، وذلك أنه وإن كان لفظه عاماً فهو مخصوص ببعض الناس دون بعض، لأن عمومه يتناول= الحديث: 5627 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 448 5628 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْتَرِي الذَّهَبَ بِالْفِضَّةِ، أَوِ الْفِضَّةَ (1) بِالذَّهَبِ؟ قَالَ: " إِذَا اشْتَرَيْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا بِالْآخَرِ فَلَا يُفَارِقْكَ صَاحِبُكَ، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ " (2) 5629 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّاسَ اجْتَمَعُوا، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ قَامَ ابْنُ الْخَطَّابِ   = الناس كلهم، وهو مخصوص قطعاً بالمسلمين، لأن الكفار لا يحميهم الله، ولا يتجاوز عن سيئاتهم، ولا يغفر ذنوبهم، ولا يشفع لهم، وإذا تعين أن لفظه العام محمول على أمرٍ خاص، فيجوز أن يكون ذلك خاصاً أيضاً ببعض المسلمين دون بعض، فيخص مثلاً بغير الفاسق، ويحمل على أهل الخير والصلاح، فلا مانع لمن كان بهذه الصفة أن يمن الله تعالى عليه بما ذكر في الخبر، ومن ادعى خلافَ ذلك فعليه البيان - والله المستعان -، ثم وجدتُ في تفسير ابن مردويه بإسنادٍ صحيح إلى ابن عباس ما يدل على التأويل الذي ذكرتُه، وقد ذكرتُه في أواخر الجزء الذي جمعته في "الخصال المكفرة ". (1) في (ق) : والفضة. (2) إسناده ضعيف، لتفرد سماك - وهو ابن حرب - برفعه، كما سلف بسطه برقم (4883) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. الحديث: 5628 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 449 فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَمَا رَأَيْتُ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ " (1) 5630 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَمَّرَ أُسَامَةَ (2) بَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ يَعِيبُونَ أُسَامَةَ وَيَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ - كَمَا حَدَّثَنِي سَالِمٌ - فَقَالَ: " إِنَّكُمْ تَعِيبُونَ أُسَامَةَ وَتَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، وَقَدْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ فِي أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَإِنْ كَانَ لَخَلِيقًا (3) لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا بَعْدَهُ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ " (4)   = وقد سلف نحوه بهذا الِإسناد برقم (5555) ، ومختصراً برقم (4883) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن ادم: هو أبو زكريا الكوفي، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي. وأخرجه البخاري (7020) ، ومسلم (2393) (19) ، والبيهقي 8/154 من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن زهير، به. وقد سلف برقم (4814) . (2) في (ظ14) : أسامة بن زيد. (3) في هامش (س) و (ظ1) : وإنه لخليق. خ. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية الجعفي. وأخرجه مسلم (2426) (64) من طريق عمر بن حمزة، عن سالم، بهذا الِإسناد. وقال فيه:"فإنه من صالحيكم". وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8185) من طريق محمد بن فليح، عن= الحديث: 5630 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 450 5631 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ، وَقَالَ: إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ وَلَا آكُلُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ " (1) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ أُتِيَ وَهُوَ فِي الْمُعَرَّسِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ " (2) 5633 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   = موسى بن عقبة، عن الزهري، عن سالم، به. فزاد فيه الزهري، ومحمد بن فليح بن سليمان ليس بذاك القوي. وقد سلف برقم (4701) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن سعد 3/380، والطبراني في "الكبير" (13169) من طريق مالك بن إسماعيل، عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5369) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/126-127 من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (5595) . الحديث: 5631 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 451 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ شَيْبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ شَعَرَةً " (1) 5634 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ " فَصَلَّى الظُّهْرَ فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّى الْعَصْرَ أَرْبَعًا وَلَيْسَ بَعْدَهَا شَيْءٌ، وَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّى الْعِشَاءَ أَرْبَعًا، وَصَلَّى فِي السَّفَرِ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ وَلَيْسَ بَعْدَهَا شَيْءٌ، وَالْمَغْرِبَ   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، فإنه سيىء الحفظ. وأخرجه البغوي (3656) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3630) ، والترمذي في "الشمائل" (39) ، وفي "العلل الكبير" 2/929، وابن حبان (6294) و (6295) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 285، والبيهقي في "الدلائل"1/239 من طريق يحيى بن آدم، به. وقال الترمذي في "العلل الكبير" 2/929: سألت محمداً - يعني ابن إسماعيل البخاري - عن هذا الحديث، فقال: لا أعلم أحداً روى هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر غير شريك. وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند أحمد 3/108، والبخاري (3548) ، ومسلم (2341) في صفة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه: توفاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. الحديث: 5634 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 452 ثَلَاثًا وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَالْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ (1) وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ " (2) 5635 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ، عَنْ عَبَّاسٍ الْحَجْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي خَادِمًا يُسِيءُ وَيَظْلِمُ أَفَأَضْرِبُهُ، قَالَ: " تَعْفُو عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً " (3)   (1) لفظ: "ركعتين" سقط من (ق) . (2) إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي. وأخرجه الترمذي (551) من طريق حجاج بن أرطاة، عن عطية العوفي، بهذا الإسناد، مختصراً بقصة التطوع بعد الظهر، وقال: حديث حسن! وأخرجه بتمامه الترمذي (552) ، والطرسوسي (3) ، والبغوي (1035) ، من طريق ابن أبي ليلى، عن عطية ونافع، عن ابن عمر. وهذا إسناد ضعيف، ومتابعة نافع لعطية فيه لا تشده، فإن ابن أبي ليلى - وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى -: ضعيف لسوء حفظه، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي! وأخرجه الطرسوسي (1) من طريق محمد بن عطية بن سعد العوفي، عن أبيه، به. وإسناده ضعيف جداً، فيه غير عطية ابنه محمد، ضعفه ابن عدي، وقال البخاري: عنده عجائب. وقوله:"وصلى في السفر الظهر ركعتين وبعدها ركعتين"، قال السندي: لهذا خلاف ما صح عن ابن عمر أنه ما كان يصلي الرواتب في السفر، وفي إسناده عطية العوفي، وهو صدوق يخطىء كثيراً، وكان شيعياً مدلساً، فالظاهر أن هذه الزيادة في هذه الرواية مما أخطأ فيه، والله تعالى أعلم. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عباس الحجري وهو= الحديث: 5635 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 453 5636 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَرَ (1) يَعْنِي عَبْدَ الْجَبَّارِ الْأَيْلِيَّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُمَيَّةَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَأَلَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَرَى الْمَرْأَةُ فِي الْمَنَامِ مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَتِ الْمَرْأَةُ ذَلِكَ وَأَنْزَلَتْ فَلْتَغْتَسِلْ " (2)   =عباس بن جليد الحجري، فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة، لكن بعضهم قال: لم يسمع من ابن عمر مع أنه قد عاصر ابن عمر، وصرح بسماعه منه في رواية أحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن عمرو بن السرح، عن ابن وهب، عن أبي هانىء، عند أبي داود والبيتهقي من طريقه، وقد وقع في رواية أصبغ عن ابن وهب: سمع عبد الله بن عمرو بن العاص، قال البيهقي: وابن عمر أصح. أبو هانىء: هو حميد بن هانىء الخولاني. وأخرجه عبد بن حميد (821) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/7، وأبو يعلى (5760) ، والبيهقي 8/10، والمزي في "تهذيب الكمال"14/206 من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإِسناد. وأخرجه أبو داود (5164) ، والترمذي بإثر (1949) ، والبيهقي 8/10-11 من طريق ابن وهب، والترمذي (1949) من طريق رِشْدين بن سعد، كلاهما عن أبي هانىء الخولاني، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وسيأتي برقم (5899) . (1) فىِ هامش (س) و (ص) و (ظ1) : أبو عمر. وضرب على لفظ: "بن" في (ق) ، وكتب فوقه: أبو. (2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الجبار بن عمر الأيلي، وباقي رجاله ثقات، وقول الحافظ في "التقريب" في حق يزيد بن أبي سمية:= الحديث: 5636 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 454 5637 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ نِسَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْنَهُ عَنِ الذَّيْلِ؟ فَقَالَ: " اجْعَلْنَهُ شِبْرًا " فَقُلْنَ: إِنَّ شِبْرًا لَا يَسْتُرُ مِنْ عَوْرَةٍ، فَقَالَ: " اجْعَلْنَهُ ذِرَاعًا "، فَكَانَتْ إِحْدَاهُنَّ إِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَتَّخِذَ دِرْعًا أَرْخَتْ ذِرَاعًا فَجَعَلَتْهُ ذَيْلًا (1) • 5638 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، (2) حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ شَاعِرًا قَالَ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ:   =مقبول، غير مقبول، فقد روى عنه جمع، ووثقه يحيى بن معين وأبو زرعة الرازي وابن حبان، وقال ابن سعد: كان صالح الحديث. وله شواهد من أحاديث أنس، وعائشة، وأم سلمة، وأم سليم، وخولة بنت حكيم، وستأتي على التوالي: 3/121 و6/92 و292 و376 و409. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك - وهو أبن عبد الله النخعي -، وزيد بن الحواري العمي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومطرف: هو ابن طريف، وأبو الصديق الناجي: هو بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس. وانظر (4683) . (2) لهذا الحديث من زوائد عبد الله كما ورد في النسخ الخطية، وفي "أطراف المسند" 3/365، وجاء في (م) من حديث الِإمام أحمد، وكذا في طبعة الشيخ أحمد شاكر، وهو خطأ. الحديث: 5637 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 455 وَبِلَالُ عَبْدُ اللهِ خَيْرُ بِلَالِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: " كَذَبْتَ ذَاكَ بِلَالُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 5639 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ لِابْنِ عُمَرَ صَدِيقٌ مِنْ أَهْلِ الشَّأْمِ يُكَاتِبُهُ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مَرَّةً عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقَدَرِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَّ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ " (2)   (1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن حمزة - وهو ابن عبد الله بن عمر العمري -، وباقي رجال إسناده ثقات رجال مسلم. إبراهيم بن سعيد: هو الجوهري، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابن ماجه (152) عن علي بن محمد، عن أبي اسامة، بهذا الإسناد. ولفظه أن شاعراً مدح بلال بن عبد الله، فقال: بلال بنُ عبدِالله خيرُ بلالِ فقال ابن عمر: كذبتَ، لا، بل: بلال رسولِ الله خيرُ بلال. قوله:"وبلال"، قال السندي: ابن عبد الله بن عمر الذي غضب عليه أبوه حين ذكر حديث:"لا تمنعوا إماء الله ... " الحديث، فقال: نحن نمنعهن. وقوله:"ذاك بلال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، أي: ذاك الذي هو خير بلال، بلال المؤذن لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمع وجوده لا يمكن أن يكون غيره خيرَ بلال. (2) إسناده حسن، أبو صخر- وهو حميد بن زياد -، مختلف فيه، قال أحمد: ليس به بأس، وضعفه النسائي ويحيى بن معين في رواية، وقال في أخرى: ليس= الحديث: 5639 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 456 5640 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ بِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ حُظُوظَهُنَّ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ " فَقَالَ بِلَالٌ: وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَقُولُ: " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ: لَنَمْنَعُهُنَّ " (1)   =به بأس، واحتج به مسلم، فهو حسن الحديث إلا عند المخالفة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود (4613) ، والحاكم 1/84 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/84، والبيهقي في "السنن"10/205، وفي "الدلائل" 6/548 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (5867) و (6208) ، وانظر (5584) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير كعب بن علقمة - وهو المصري -، وبلال بن عبد الله، فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد، المقرىء، المكي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/107، ومسلم (442) (140) ، وأبو عوانة 2/57، والطبراني في "الكبير" (13251) من طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13251) من طريق عبد الله بن هبيرة، عن بلال، به. وأخرجه ابنُ حبان (2213) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن= الحديث: 5640 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 457 5641 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّارُ عَدُوٌّ فَاحْذَرُوهَا " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَتَتَبَّعُ نِيرَانَ أَهْلِهِ فَيُطْفِئُهَا قَبْلَ أَنْ يَبِيتَ (1) 5642 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا ويَمَنِنَا " مَرَّتَيْنِ. فَقَالَ رَجُلٌ: وَفِي مَشْرِقِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ   = عبد الله بن عمر، به. وسلف برقم (4522) ، وسلف شرحه برقم (5021) ، وانظر (4933) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1225) ، وأبو عوانة 5/335 من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1226) ، وأبو عوانة 5/335-336، والحاكم 4/284 من طريق نافع بن يزيد، عن ابن الهاد، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقد سلف برقم (5396) . الحديث: 5641 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 458 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ هُنَالِكَ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ وبهَا (1) تِسْعَةُ أَعْشَارِ الشَّرِّ " (2)   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: ولها. (2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن عطاء: هو عبد الرحمن بن عطاء بن كعب العامري المدني، روى عن عبد الكريم أبي أمية البصري، ونافع مولى ابن عمر، وروى عنه سعيد بن أبي أيوب وعمرو بن الحارث ويحيى بن أيوب، أورده البخاري في "التاريخ الكبير"5/324 فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال ابن أبي حاتم في "الجرج والتعديل "5/268-269: سألت أبي عنه، فقال: شيخ مديني، وذكره ابن حبان في "الثقات"7/71، وقال: مصري أصله من المدينة، يعتبر حديثه إذا روى عن غير عبد الكريم أبي أمية. قلنا: وقد فات الحسيني وابن حجر أن يترجما له مع أنه من شرطهما، وأما ابن حجر فقد توهم في "تهذيب التهذيب" 6/231 بأنه هو نفسه عبد الرحمن بن عطاء القرشي مولاهم ابن بنت أبي لبيبة الذارع المدني، الذي خرج له أبو داود والترمذي، وزعم أنه لم يفرق بينهما أحد غير ابن أبي حاتم، وأما البخاري والنسائي وابن حبان وابن سعد، فلم يذكروا إلا واحداً، وهذا تعجُّل منه رحمه الله، فإن البخاري وابن حبان قد ذكرا لهما ترجمتين منفصلتين، وتابعه على وهمه هذا الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث. وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب. وأخرجه الطبراني في " الأوسط" (1910) من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، بهذا الإسناد. وعنده:"تسعة أعشار الكفر"، بدل:"الشر"، وزاد:"وبه الداء العضال"، وقال: ثم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عطاء إلا سعيد بن أبي أيوب، تفرد به ابن وهب. قلنا: وقوله:"وبها تسعة أعشار الشر"، تفرد به عبد الرحمن بن عطاء، لم يتابعه عليه أحد، وهو منكر.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 459 5643 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ الصَّيَّاحِ (1) ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، الْخَمِيسَ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ، وَالِاثْنَيْنِ الَّذِي يَلِيهِ، وَالِاثْنَيْنِ الَّذِي يَلِيهِ " (2)   = وأخرجه يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/746 و747، وأبو نعيم في "الحلية" 6/133 من طريق ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن توبة العنبري، عن سالم، عن ابن عمر. وأخرجه يعقوب بن سفيان 2/747-748، والطبراني في "مسند الشاميين" (1276) ، وأبو نعيم 6/133 من طريق الوليد بن مزيد، عن عبد الله بن شوذب، حدثني عبد الله بن القاسم ومطر الوراق وكثير أبو سهل، عن توبة العنبري، عن سالم، عن ابن عمر. وفيه عندهم: "وعراقنا"، بدل: "ومشرقنا"، وهذا اللفظ فيه نكارة لمخالفته لرواية الصحيح التي ستأتي برقم (5987) و (6064) و (6091) . قوله: " اللهم بارك لنا في شامنا"، قال السندي: كأنه أراد به الناحية الشامية من المدينة، أو أراد بالبركة: البركة بإسلام أهله، أو أراد البركة بعد إسلام أهله، وإلا فأهل الشام أسلموا بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تعالى أعلم. (1) في (م) : الصباح، بموحدة، وهو تصحيف. (2) إسناده ضعيف، شريك - وهو ابن عبد الله النخعي -، سيىء الحفظ، وقد اختلف عليه في لفظ الحديث. فأخرجه النسائي 4/219 من طريق حجاج بن محمد، عن شريك، بهذا الإسناد بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم ثلاثة أيام من كل شهر. وأخرجه النسائي أيضاً 4/220 من طريق سعيد بن سليمان، عن شريك، به، بلفظ: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، يوم الاثنين من أول الشهر، والخميس الذي يليه، ثم الخميس الذي يليه.= الحديث: 5643 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 460 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البيهقي في "الشعب" (3851) من طريق أحمد بن يوسف، عن شريك، به، بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم من الشهر الخميس، ثم الاثنين الذي يليه، ثم الخميس أو الاثنين الذي يليه، ثم الاثنين، يصوم ثلاثة أيام. ويشهد لحديث حجاج عن شريك حديث حفصة عند أحمد 6/287، وإسناده ليس بذاك. وسيأتي في "المسند" 6/288 و423 من طريق هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين. و6/289 و310 من طريق هنيدة، عن أمه، قالت: دخلت على أم سلمة، فسألتها عن الصيام، فقالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، أولها الاثنين والجمعة والخميس. وروي في "سنن النسائي" 4/220 من طريق هنيدة الخزاعي، قال: دخلت على أم المؤمنين ... فذكره ولم يعين أم المؤمنين. وقد ضعف الزيلعي في "نصب الراية" 2/157 حديث هنيدة هذا للاضطراب الذي وقع في إسناده. قلنا: قد صح الترغيب يصيام ثلاية أيام من كل شهر دون تقييد عن غير واحد من الصحابة مرفوعاً: فعن عبد اللُه بن عمرو بن العاص، سيرد 2/195. وعن أبي هريرة، سيرد، 2/459. وعن قرة بن إياس، سيرد 3/435. وعن عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/22. وعن أبي ذر، سيرد 5/173. وعن أبي قتادة، سيرد 5/296-297. وعن عائشة، سيرد 6/145-146. وعن أبي الدرداء، سيرد 6/451. = الجزء: 9 ¦ الصفحة: 461 5644 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَا (1) : حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُصْمٍ أَبِي عَلْوَانَ الْحَنَفِيِّ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا " (2) 5645 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مَا أَصَابَهُمْ " (3)   = وبعض هذه الأحاديث رواها صاحبا "الصحيحين"، ومنها ما رواها أحدهما. وروي أيضاً عن أبي ذر تعيين الأيام الثلاثة بالأيام البيض، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، سيرد 5/152، وصححه ابن حبان (3655) . وعن جرير بن عبد الله البجلي عند النسائي 4/221. (1) قوله: "وأسود بن عامر قالا" لم يرد في (ص) . (2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وأسود بن عامر: هو الملقب بشاذان. وقد سلف برقم (4790) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق - وهو ابن عبد الله بن الحارث المدني - حسنُ الحديث، روى له أصحابُ السنن ومسلم متابعةً، وبقيةُ رجاله ثقات، ربعي بن إبراهيم: هو أخو إسماعيل ابن علية، ثقةَ من رجال الترمذي، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر.= الحديث: 5644 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 462 5646 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)   = وقد سلف برقم (4561) . والمراد بالقوم المعذبين أصحاب الحجر ديار ثمود. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين - حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد بن عقيل الأيلي. وأخرجه البخاري (2442) و (6951) ، ومسلم (2580) ، وأبو داود (4893) ، والترمذي (1426) ، والنسائي في "الكبرى" (7291) ، وابن حبان (533) ، والطبراني في "الكبير" (13137) ، والقضاعي في دامسنده" (168) و (169) و (477) ، والبيهقي في "السنن، 6/94 و201 و8/330، وفي "الشعب، (7614) ، وفي "الآداب" (104) ، والبغوي (3518) من طرق، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (4749) و (5357) . وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (2699) ، وسيأتي 2/252. قوله:"ولا يسلمه"، قال السندي: من أسلم فلانَ فلاناً إذا ألقاه إلى الهلكة ولم يحمه من عدوه. "ومن فرج" بالتشديد، أي: أزال. "ومن ستر مسلماً"، أي: ستر نفسه (أي: جسد المسلم) بالثوب أو عيبَه بترك= الحديث: 5646 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 463 5647 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ " {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} [إبراهيم: 24] قَالَ: " هِيَ الَّتِي لَا تَنْفُضُ وَرَقَهَا " وَظَنَنْتُ (1) أَنَّهَا النَّخْلَةُ (2) 5648 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، (3) مَا   = التعرض لِإظهاره. (1) في هامش (ص) : وظننتها. (2) إسناده ضعيف لضعف شريك، وهو: ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومجاهد: هو ابن جبر. وأورده الهيثمي في "المجمع"7/44، وقال: لابن عمر حديث في "الصحيح" غير هذا، رواه أحمد، ورجاله ثقات. قلنا: سلف الحديث برقم (4599) وفيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ذلك حين أتي بجماره وقال الحافظ في "الفتح"1/146 ويجمع بين هذا وبين ما تقدم أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بالجمار، فشرع في أكله تالياً للآية قائلًا: "إن من الشجر شجرة ... ". ونقل الحافظ في "الفتح"1/147 عن القرطبي: فوقع التشبيه بينهما من جهة أن أصل دين المسلم ثابت، وأن ما يصدر عنه من العلم والخير قوت للأرواح مستطاب، وأنه لا يزال مستوراً بدينه، وأنه ينتفع بكل ما يصدر عنه حيا وميتاً. (3) في (ظ14) : كل مسكرخمر. الحديث: 5647 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 464 أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ " (1)   (1) حديث قوي، وهذا إسناد ضعيف، أبو معشر- واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي - ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال البخاري: منكر الحديث. وهو في "الأشربة" (74) للمصنف. وأخرجه أبو يعلى (5466) عن محمد بن بكار، والبيهقي 8/296 من طريق ابن وهب، كلاهما عن أبي معشر، بهذا الإسناد. واقتصر محمد بن بكار في حديثه على الشطر الأول. وأخرجه البزار (2917) (زوائد) عن علي بن الحسين الدرهمي، عن أنس بن عياض، عن موسى بن عقبة، به. وهذا إسناد قوي. وأخرجه البزار (2916) ، وأبو يعلى (5467) من طريق عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن بلال بن أبي بكر، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء، عبد الله بن نافع وعاصم ضعيفان، وبلال بن أبي بكر مجهول. وأخرج الشطر الأول دون الثاني النسائي في "الكبرى" (5209) ، وفي "المجتبى"4/328، وابن ماجه (3387) ، وأبو يعلى (5466) ، والطحاوي 4/213، والطبراني في "الكبير" (13157) و (13212) و (هـ 1322) من طرق، عن سالم، به. وأخرج الشطر الثاني المصنف في "الأشربة" (75) ، والبزار (2915) و (2918) ، والبيهقي 8/296 من طرق، عن نافع، عن ابن عمر. ولا يخلو طريق من غمزٍ. وأخرج الشطرين جميعاً ابن ماجه (3392) من طريق زكريا بن منظور، عن أبي حازم، عن ابن عمر. وإسناده ضعيف لضعف زكريا بن منظور. وأخرج عبد الرزاق (17003) ، والمصنف في "الأشربة" (228) ، والنسائي في "الكبرى" (5207) ، وفي "المجتبى"8/324 من طريق محمد بن سيرين، عن ابن عمر، قال: المسكر قليله وكثيره حرام.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 465 5649 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا ثُوَيْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ " (1) 5650 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْوَحْدَةِ، أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ   وقد سلف قوله:"كل مسكر حرام"، برقم (4644) . ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6558) و (6674) . وحديث جابر بن عبد الله، سيرد 3/3430 وحديث عائشة، سيرد 6/71. وأسانيد الأحاديث الثلاثة حسنة. وحديث سعد بن أبي وقاص، أخرجه النسائي 8/301 وغيره، وصححه ابن حبان (5370) ، وهو حسن. وحديث خوات بن جبير عند الطبراني (4149) ، والدارقطني 4/254، والحاكم 3/413، وفي إسناده ضعف. وحديث زيد بن ثابت عند الطبراني (4880) ، وإسناده ضعيف. وحديث علي بن أبي طالب عند الدارقطني 4/250، وإسناده ضعيف. قوله: "ما أسكر كثيره فقليله حرام"، قال السندي: هذا هو المذهب المختار عند الجمهور، وما جاء من بعض خلاف هذا، فلا عبرة به، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً لضعف ثوير - وهو ابن أبي فاختة -. وقد سلف برقم 53281) ، وانظر شواهده هناك. الحديث: 5649 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 466 وَحْدَهُ أَوْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ " (1) 5651 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُلْتَمِسًا، فَلْيَلْتَمِسْ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ غُلِبَ، فَلَا يُغْلَبْ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي " (2) 5652 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ نَهَى عَنْ تَلَقِّي السِّلَعِ حَتَّى يُهْبَطَ بِهَا الْأَسْوَاقُ " (3)   (1) صحيح دون النهي عن أن يبيت الرجل وحده، وهي زيادة شاذة، فقد تفرد بها أبو عبيدة الحداد - وهو عبد الواحد بن واصل، ثقة من رجال البخاري -، عن عاصم بن محمد دون أصحابه، فقد رواه تسعة من ثقات أصحاب عاصم بن محمد العمري، ولم يذكروا في حديثه هذه الزيادة، انظر هذه الطرق عند الأرقام (4748) و (4770) و (5581) و (6014) . وأما حديث جابر في الباب الذي أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2079) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، عن زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً. ففيه محمد بن القاسم الأسدي، وهو متهم بالكذب، فلا يفرح به. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين عْير عقبة بن حريث، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (5031) ، وانظرما سلف برقم (4499) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي نوح قُراد، وهو= الحديث: 5651 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 467 5653 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا مَرَّ عَلَيْهِ وَهُمْ (1) فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَلَسْتَ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَانْطَلَقَ إِلَى حِمَارٍ كَانَ يَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ إِذَا مَلَّ رَاحِلَتَهُ وَعِمَامَةٍ (2) كَانَ يَشُدُّ بِهَا رَأْسَهُ، فَدَفَعَهَا (3) إِلَى الْأَعْرَابِيِّ، فَلَمَّا انْطَلَقَ قَالَ لَهُ بَعْضُنَا: انْطَلَقْتَ إِلَى حِمَارِكَ الَّذِي كُنْتَ تَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ، وَعِمَامَتِكَ الَّتِي كُنْتَ تَشُدُّ بِهَا رَأْسَكَ، فَأَعْطَيْتَهُمَا هَذَا الْأَعْرَابِيَّ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا يَرْضَى بِدِرْهَمٍ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْمَرْءِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ " (4)   = عبد الرحمن بن غزوان الضبي، فقد روى له البخاري متابعة، وهو ثقَة. وقد سلف برقم (4531) . (1) في (ظ14) و (ق) : وهو. (2) في (س) : وعمامته. (3) في (ظ14) : فدفعهما. (4) إسناده صحيح، أبو نوح - ولقبه قُراد: هو عبد الرحمن بن غزوان -، روى له البخاري متابعة، وهو ثقة له أفراد، وقد تُوبع، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. ليث: هو ابن سعد. وأخرجه مسلم (2552) (13) ، والبغوي في "شرح السنة" (3445) من طريق يعقوب بن إبراهيم، والبيهقي في "الشعب" (7897) من طريق عاصم بن علي، كلاهما عن الليث، به.= الحديث: 5653 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 468 5654 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ (1) بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا جَلَبَ، وَلَا جَنَبَ، وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ " (2)   = وأخرجه مسلم (2552) (13) ، والبغوي في "شرح السنة" (3445) من طريق إِبراهيم بن سعد، عن يزيد، به. وأخرجه بنحوه البيهقي في "الشعب" (7898) من طريق خالد بن يزيد، عن عبد الله بن دينار، به. وقد سلف مختصراً برقم (5612) . (1) في هامش (س) و (ق) و (ظ1) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عبيد الله، وهو خطأ. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري. وأخرجه عبد الرزاق (10433) عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد دون قوله: "لا جلب ولا جنب"، وسلف كذلك برقم (4526) من طريق مالك، عن نافع. وأما الشطر الأول منه، فله شواهد تصححه، انظر ما سيأتي في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6692) . وقوله: "لا جَلَبَ"، قال السندي: بفتحتين، يكون في الزكاة، وهو أن ينزل موضعاً، ثم يرسل من يجلب إِليه الأموال من أماكنها لياخذ صدقتها. ويكون في مسابقة الفرسان، وهو أن يتبع رجلًا فرسه، فيزجره، ويجلب عليه، ويصيح حثاً له على الجري. وكذا الجَنَب بفتحتين يكون في الزكاة، وهو أن ينزل العامل موضعاً بعيداً، ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه، أي: تحضر، وقيل: أن يجنب رب المال بماله، أي: يبعده عن موضعه حتى يحتاج العامل إِلى التعب في طلبه. ويكون في السباق، وهو أن يجنب فرساً إِلى فرسه الذي يسابق عليه، فإذا فتر المركوب يتحول إِلى المجنوب. وكل ذلك منهي عنه. الحديث: 5654 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 469 5655 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمَى النَّقِيعَ لِخَيْلِهِ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد اللُه بن عمر- وهو العمري -، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. قراد: هو أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان. وأخرجه أبو عبيد (740) ، وعنه حميد بن زنجويه (1105) كلاهما في "الأموال" عن سعيد بن أبي مريم، والبيهقي 6/146 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، كلاهما عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (4683) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن عاصم بن عمر العمري، عن عبد اللُه بن دينار، عن ابن عمر. وعاصم بن عمر ضعيف. وسيأتي برقم (6438) و (6464) . وله شاهد من حديث الصعب بن جثامة، سيرد 4/71. " النقيع " بفتح النون وبالقاف، قال الحافظ: "وحكى الخطابي أن بعضهم صحفه، فقال بالموحدة، [أي: البقيع] ، وهو على عشرين فرسخاً بالمدينة، وقدره ميل في ثمانية أميال، ذكر ذلك ابن وهب في "موطئه". ولفظ الحديث هنا: "لخيله"، والمراد بها خيل المسلمين، وهي من أموال الأمة، لم تكن ملكاً خاصاً له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يوضحه رواية البيهقي:"لخيل المسلمين ترعى فيه "، ورواية حماد بن خالد الآتية (6464) :"للخيل. فقلت له- القائل حماد بن خالد-: يا أبا عبد الرحمن، يعني العمري، خيله؟ قال: خيل المسلمين". ولا يعارض هذا الحديث حديث الصعب بن جثامة عند البخاري: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لا حمى إلا لله ورسوله"، فهذا نهي عن الحمى الخاص لمال مملوك لشخص معين، أيَاً كان ذلك الشخص. قال الحافظ في "الفتح"5/44: قال الشافعي: يحتمل معنى الحديث شيئين، أحدهما: ليس لأحد أن يحمي للمسلمين إلا ما حماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والآخر: معناه إلا على مثل ما حماه عليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فعلى= الحديث: 5655 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 470 5656 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " سَبَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْخَيْلِ، وَأَعْطَى السَّابِقَ " (1) 5657 - حَدَّثَنَا قُرَادٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْلِسُ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ " (2)   = الأول ليس لأحد من الولاة بعده أن يحمي، وعلى الثاني يختص الحمى بمن قام مقام رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الخليفة خاصة. وأخذ أصحابُ الشافعي من لهذا أن في المسألة قولين. والراجح عندهم الثاني، والأول أقرب إلى ظاهر اللفظ. لكن رجحوا الثاني بما سيأتي أن عمر حمى بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمراد بالحمى: منع الرعي في أرض مخصوصة من المباحات، فيجعلها الإمام مخصوصة برعي بهائم الصدقة مثلاً. قال الشيخ أحمد شاكر: وهذا القول الثاني، الذي رجحه أصحاب الشافعي، ليس الراجح فقط، بل هو عندي المتعين، مع شيء من التصحيح: أن يكون الحمى خاصاً بولي الأمر أو نائبه، على أن يحميه للأموال العامة، أموال الأمة، لا لماله الخاص. (1) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عمر، وهو العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. قراد: هو لقب عبد الرحمن بن غزوان أبي نوح، وهو مع كونه ثقة له أفراد. وقد سلف بنحوه برقم (5348) بإسناد صحيح. وانظر (4487) . (2) حديث صحيح، عبد الله بن عمر العمري - وإن كان ضعيفاً -، قد تويع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطيالسي (1858) ، وابن أبي شيبة 2/114، وأبو داود (1092) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/166 من طرق، عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا= الحديث: 5656 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 471 5658 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي (1) نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً " فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " (2) 5659 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْمَشْرِقَ يَقُولُ: " أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (3)   = الإسناد. وقد سلف برقم (4919) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، به. (1) في (ظ14) : حدثنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم بن مسلم الليثي، مولاهم، وليث: هو ابن سعد. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (98) ، وأبو عوانة 4/94 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عبيد (98) ، والبخاري (3014) ، ومسلم (1744) (24) ، وأبو داود (2668) ، والترمذي (1569) ، والنسائي في "الكبرى" (8618) ، وابن الجارود (1043) ، وأبو عوانة 4/94، والبيهقي 9/77 من طرق، عن الليث بن سعد، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وقد سلف برقم (4739) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (7093) ، ومسلم (2905) (45) عن قتيبة بن سعيد، ومسلم= الحديث: 5658 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 472 5660 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (1) 5661 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ،   = (2905) (45) عن محمد بن رمح، كلاهما عن الليث، بهذا الإسناد. وانظر (4679) . (1) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف، فيه شريك - وهو ابن عبد الله النخعي - سيئ الحفظ. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، والبهى: اسمه عبد الله، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (5382) . وأخرجه ابن عدي فى ِ"الكامل" 4/1333 من طريق داود بن عمرو، عن شريك، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (1510) عن أبي الأحوص سلام بن سليم، عن أبي إسحاق، به. وأخرجه البزار (608) ، وابن خزيمة (1013) ، والطبراني في "الكبير" (13415) ، وفي "الأوسط" (1683) من طريق نافع، عن ابن عمر. وإسناده عند البزار وابن خزيمة صحيح. وأخرجه موقوفاً على ابن عمر عبد الرزاق (1537) و (1547) و (1548) ، وابن أبي شيبة 1/399. وسيأتي برقم (5733) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2426) . وله شواهد ذكرت عند حديث ابن عباس، ونزيد هنا حديث عائشة، سيرد في مسندها 6/179. الحديث: 5660 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 473 عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرَاهُ (1) ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَثَّلَ بِذِي رُوحٍ، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مَثَّلَ اللهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 5662 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ (3) اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّهُ (4) ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (5)   (1) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) و (م) : أن ابن عمر. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف شريك، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو صالح الحنفي: اسمه عبد الرحمن بن قيس الكوفي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/249، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، عن ابن عمر من غير شك. ورجال أحمد ثقات. وسيأتي برقم (5956) . وانظر ما سلف برقم (4622) . قوله: "من مثل"، قال السندي: من المثلة، أي: من غيًر صورة حيوان بقَطع أنف أو أذن. "مثل اللة"، أي: يجزيه بمثل ما فعل، والله تعالى أعلم. (3) في (ق) و (ظ1) : يا أيها الناس. (4) في (ص) :إنها. (5) حديث صحيح، وهذا سند حسن، رجله ثقات رجال الشيخين غير عطاء بن السائب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق إلا أنه اختلط بأخرة، لكن رواية زائدة - وهو ابن قدامة - عنه قبل الاختلاط، وقد أعله أبوحاتم 1/315 بالِإرسال، فقال بعد أن سأله ابنه عنه: رواه جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن= الحديث: 5662 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 474 5663 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي الْعِيدَيْنِ الْأَضْحَى وَالْفِطْرَ، ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدَ الصَّلَاةِ " (1)   = محارب بن دثار، عن أبي الصديق الناجي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا. قال أبو حاتم: هذا بين عوار حديث عطاء، وهذا أشبه، لو كان عن ابن عمر، لكان أسهل عليه من أبي الصديق، وكان عطاء بن السائب ساء حفَظه. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/512، وعبد بن حميد (814) عن حسين بن علي، بهذا الِإسناد. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7459) من طريق عمرو بن مرزوق، عن زائدة، به. وسيأتي برقم (5832) و (6206) و (6210) و (6446) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سيأتي في "المسند" 2/159، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (5176) . وعن جابر بن عبد الله سيأتي 3/323، وهو في "صحيح مسلم" (2578) ، وعند البخاري في "الأدب المفرد" (483) . وعن أبي هريرة سيأتي 2/431، وصححه ابن حبان (5177) و (6248) . وعن الهرماس بن زياد عند الطبراني في "الكبير" 20/ (538) ، وفي "الأوسط" (633) ، وفي سنده ضعف. وعن المسور بن مخرمة عند الطبراني في "الكبير"20/ (29) ، وفي سنده ضعف. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (1443) ، وابن حبان (2826) من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (957) من طريق أنس بن عياض، عن عبيد الله، به.= الحديث: 5663 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 475 5664 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ الْأَعْشَى، عَنْ مُهَاجِرٍ الشَّامِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)   = وأخرجه ابن خزيمة (1443) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن عبيد الله، به، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يخطب بعد الصلاة. وقد سلف برقم (4602) . (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك - وهو ابن عبد الله النخعي -، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات، مهاجر الشامي: هو ابن عمرو النبال، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، هاشم: هو ابن القاسم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9560) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داو (4029) من طريق محمد بن عيسى، وابنُ ماجه (3606) من طريق يزيد بن هارون، وأبو يعلى (5698) من طريق بشر بن الوليد، ثلاثتهم عن شريك، به. وأخرجه أبو داود (4029) و (4030) ، وابن - ماجه (3607) من طريق أبي عوانة الوضّاح بن عبد الله اليشكري، عن عثمان بن المغيرة، به. وعند أبي داود زيادة: ثم ألهب فيه ناراً. وأخرجه عبد الرزاق (19979) عن معمر، عن ليث، عن رجل، عن ابن عمر موقوفاً، وإسناده ضعيف لِإبهام الرجل الذي بين الليث وابن عمر. وسيأتي برقم (6245) . وفي الباب عن أبي ذر عند ابن ماجه (3608) ، ولفظه:"من لبس ثوب شهرة أعرض اللُه عنه حتى يضعه متى وضعه". قال البوصيري في "الزوائد": إسناده حسن.= الحديث: 5664 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 476 5665 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَصَمٍ، (1) سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا " (2) 5666 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ يَوْمَ أُحُدٍ فَسَمِعَ نِسَاءً مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ يَبْكِينَ عَلَى هَلْكَاهُنَّ، فَقَالَ: " لَكِنْ حَمْزَةُ لَا بَوَاكِيَ لَهُ "، فَجِئْنَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ يَبْكِينَ (3) عَلَى حَمْزَةَ عِنْدَهُ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ يَبْكِينَ، فَقَالَ: " يَا وَيْحَهُنَّ، أَنْتُنَّ هَاهُنَا تَبْكِينَ حَتَّى الْآنَ، مُرُوهُنَّ فَلْيَرْجِعْنَ وَلَا يَبْكِينَ عَلَى هَالِكٍ بَعْدَ الْيَوْمِ " (4)   = قوله: "ثوب مذلة"، قال السندي: بفتحتين، قيل: من إضافة السبب إلى المسبب، أو بيانية تشبيهاً للمذلة بالثوب في الاشتمال. (1) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عاصم، وهوخطأ. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعبدُالله بن عصم: هو أبو علوان الحنفي. وقد سلف برقم (4790) . (3) في (ظ14) : فبكين. (4) إسناده حسن من أجل أسامة - وهو ابن زيد الليثي - فهو حسن الحديث، وروى له البخاري ومسلم استشهاداً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. الحديث: 5665 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 477 5667 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي مُنِيبٍ الْجُرَشِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ، حَتَّى يُعْبَدَ (1) اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ (2) رُمْحِي، وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي، (3) وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " (4)   = وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/17 عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5563) . (1) في (ص) : يعبدوا. (2) لفظ: "ظل" ليس في (ظ14) . (3) لفظ: "أمري" ليس في (ظ1) . (4) إسناده ضعيف. عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قد سلف الكلام عليه برقم (5114) . والحديث مكرر رقم (5115) . قوله:"حتى يعبد الله"، قال السندي: ينبغي جعله تعليلاً للبعث لا غاية له. وقد سبق تحقيق الحديث: "ومن تشبه بقوم"قد سبق توجيهه اللائق بالمقام، وكان الحسن يقول: إذا لم تكن حليماً فتحلَمْ، وإذا لم تكن عالماً فتعلَّمْ، فقلما تشبه رجل بقوم إلا كان منهم. والحديث قد أورده أبو داود وغيره في كتاب اللباس، وقال بعض شراح "المشكاة": المتعارف في التشبه هو التلبس بلباس قوم، وبهذا الاعتبار أورده في كتاب اللباس، وهو بإطلاق يشمل الأعمال والأخلاق واللباس سواء كان بالأخيار أو الأشرار، فإنه في الأخلاق والأعمال يجري حكمه في الظاهر والباطن، وفىِ اللباس يختص بالظاهر. وبالجملة حكم المشابه للشيء حكمه ظاهراً كان أو باطناً، والمعتبر في باب التصوف هو التشبه بالأعمال والأخلاق. قال الشيخ= الحديث: 5667 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 478 5668 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّتْ بِنَا جِنَازَةٌ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ قُمْتَ بِنَا مَعَهَا، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَقَبَضَ عَلَيْهَا قَبْضًا شَدِيدًا، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَقَابِرِ سَمِعَ رَنَّةً مِنْ خَلْفِهِ، وَهُوَ قَابِضٌ عَلَى يَدِي، فَاسْتَدَارَ (1) بِيِ فَاسْتَقْبَلَهَا، فَقَالَ لَهَا شَرًّا وَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتْبَعَ جِنَازَةٌ مَعَهَا رَنَّةٌ (2) " (3)   = في "العوارف": التشبه: هو الترسم في أعمالهم وآدابهم طمعاً في الاتصاف بصفاتهم وأخلاقهم. انتهى. قال السندي: والأظهر أن من قصد التشبه بالصالحين ولو باللباس فيرجى له اللحوق بهم، لأن منشأ ذلك هو محبته إياهم، والمرء مع من أحب، ومن قصد بذلك الاشتهار، فحكمه قد علم من الحديث السابق، والله تعالى أعلم. (1) في (س) و (ق) و (ظ1) و (م) فاستدارني. (2) في (س) و (ظ1) و (ظ14) : رانة. (3) حسن بمجموع طرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث - وهو ابن أبي سليم -، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وشيبان أبو معاوية: هو ابن عبد الرحمن النحوي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13498) من طريق موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن ماجه (1583) ، والطحاوي 1/484، والطبراني (13484) ، والبيهقي 4/64 من طريق إسرائيل، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، به. ورواية ابن ماجه والطبراني والبيهقي مختصرة بالمرفوع فقط. ولهذا إسناد ضعيف، أبو يحيى القتات، قال الِإمام أحمد: روى عنه إسرائيل أحاديثَ كثيرةً مناكيرَ جداً، وقال الحافظ في "التقريب ": لين الحديث.= الحديث: 5668 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 479 5669 - حَدَّثَنَا (1) أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا   = وأخرج المرفوع منه أبو نعيم في "الحلية"6/66 من طريق زيد بن الحريش، عن عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن شهر بن حوشب، عن ابن عمر. وهذا إسناد ضعيف جداً. وأخرج نحوه ابن حبان في "المجروحين" 1/254 من طريق حماد بن قيراط، عن عُبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تتبع جنازة فيها صارخة. وقال: لا أصل له من حديث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعله بحماد بن قيراط، وضعفه جداً، وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات"3/225، عن ابن حبان، ونقل كلامه. ويشهد له حديث أبي هريرة، سيرد 2/427، بلفظ:"لا تتبع الجنازة بنار ولا صوت ". وفيه رجل مجهول. وحديث جابر بن عبد الله عند أبي يعلى (2627) : أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يتبع الميت صوت أو نار. وإسناده ضعيف. وعن عمرو بن العاص موقوفاً عليه أنه قال عند موته: لا تصحبني نائحة ولا نار. أخرجه مسلم (121) ، وسيرد نحوه في "المسند"4/199. قوله:"كلما دنونا من المقابر سمع رنة"، قال السندي: بفتح راء وتشديد نون: صوت مع بكاء فيه ترجيع كالقلقلة واللقلقة. (1) لم يرد في كل من (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) عبارة: حدثني أبي، ووردت العبارة في (ظ14) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وهو الصواب كما جاء في "أطراف المسند" 3/469، لأن الحديث ليس من الزوائد. الحديث: 5669 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 480 وَالْمَرْوَةِ "، وَكَانَ عُمَرُ يَأْمُرُنَا بِالْمُقَامِ عَلَيْهِمَا (1) مِنْ حَيْثُ يَرَاهَا (2) (3) " 5670 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ   (1) في (ظ1) و (ظ14) : عليها. (2) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: يراهما، وهو خطأ. (3) حديث حسن، ولهذا إسناد ضعيف لضعف ليث - وهو ابن أبي سُليم - وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. ولم نجد الحديث في "مجمع الزوائد"، وهو على شرطه. ويشهد له حديثُ جابر بن عبد الله عند مالك في "الموطأ" 1/372، وسيرد 3/388، بلفظ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا وقف على الصفا كبًر ثلاثاً ... وإسناده صحيح. وحديث ابنِ مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10036) ، والبيهقي 5/95، ولفظه عند الطبراني: قام عبد الله على الصفا عند صدع فيه، فقال: هاهنا والذي لا إله إلا هو قام الذي انزلت عليه سورة البقرة، وإسناده ضعيف. وحديث عمر من فِعلِهِ عند ابن أبي شيبة ص 202 (الجزء الذي نشره العمروي) ، وإسناده ضعيف. وحديث ابن مسعي من فعله عند البيهقي 5/95، وقال: لهذا أصح الرواياتِ في ذلك عن ابن مسعود. وحديث عطاء عند ابن أبي شيبة ص 202 (جزء العمروي) ، مرسلًا. قوله: "بالمقام عليهما"، قال السندي: بفتح الميم، مصدر ميمي، أي: بالقيام عليهما.= الحديث: 5670 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 481 خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ، وَلَا خَمْسِ أَوَاقٍ (1) ، وَلَا خَمْسَةِ (2) أَوْسَاقٍ صَدَقَةٌ " (3) 5671 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَقِيلٍ،   = "من حيث يراها"، أي: من حيث يرى القائم عليهما الكعبة. (1) في (ص) : أواقي. (2) في (ظ14) : خمس. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث - وهو ابن أبي سليم -، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البزار (888) من طريق عبيد الله بن موسى، والطحاوي 2/35 من طريق الحسن بن موسى، كلاهما عن شيبان النحوي، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطحاوي 2/35، والطبراني في "الأوسط" (697) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن ليث بن أبي سليم، به. وأخرجه يحيى بن آدم في "الخلا" (444) ، ومن طريقه البيهقي 4/121 عن عبد السلام بن حرب، عن ليث بن أبي سليم، به. ولم يذكر فيه الإبل ولا الأواقي. وأخرجه البزار (887) (زوائد) من طريق المحاربي عبد الرحمن بن محمد، عن نافع، به. لم يذكر فيه الإبل، والمحاربي حسن الحديث. وأخرجه موقوفاً الطحاوي 2/35 من طريق محمد بن كثير- وهو الصنعاني نزيل المصيصة -، عن الأوزاعي، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر. ولم يسق لفظه، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن كثير الصنعاني. وأنظر ما سلف برقم (4632) . وله شاهد عن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/6، وهو متفق عليه. وعن أبي هريرة، سيرد 2/402. وعن جابر، سيرد 3/296. الحديث: 5671 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 482 عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يَزِيدَ الثُّمَالِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْعَجْلَانِ الْمُحَارِبِيُّ، (1) سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْكَافِرَ لَيَجُرُّ لِسَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَرَاءَهُ قَدْرَ فَرْسَخَيْنِ، يَتَوَطَّؤُهُ النَّاسُ " (2)   (1) كلمة: "المحاربي"سقطت من طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده ضعيفاً. أبو العجلان المحاربي، ترجم له البخاري في "الكنى" (560) ، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل"9/420، والمِزي في "تهذيب الكمال"1/8134- 82، ولم يذكروا في الرواة عنه غير حميد بن أبي غنية، والفضلِ بنِ يزيد الثمالي، وذكر ابنُ حجر في " التهذيب"12/166 قول العجلي فيه: شامي، تابعي ثقة، ولم نجده في مطبوع "ثقات"العجلي، وقال الذهبي في "الميزان" و"المغني": مجهول، وبقية رجاله ثقات. وأبو عقيل عبد الله بن عقيل: هو الثقفي. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (860) ، والخطيب في "تاريخه"2/363 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الِإسناد. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (394) ، وفي "البعث والنشور" (622) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"2/129 من طريقين عن الفضل بن يزيد الثمالي، به. وأخرجه هناد في "الزهد" (301) ، وعنه الترمذي (2580) عن علي بن مسهر، عن الفضل بن يزيد، عن أبي المخارق، عن ابن عمر، به، مرفوعاً. وقال الترمذي: لهذا حديث غريب، إنما نعرف من لهذا الوجه، والفضل بن يزيد هو كوفي قد روى عنه غير واحد من الأئمة، وأبو المخارق ليس بمعروف. قال المري في "تهذيب الكمال"34/82: هكذا قال، وهو خطأ، رواه منجاب بن الحارث، عن علي بن مسهر، عن الفضل بن يزيد، عن أبي العجلان المحاربي، عن ابن عمر. وكذلك رواه أبو عقيل الثقفي ومروان بن معاوية الفزاري،= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 483 5672 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ بَرَكَةَ بْنِ يَعْلَى التَّيْمِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سُوَيْدٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: أَتَيْنَا ابْنَ عُمَرَ فَجَلَسْنَا بِبَابِهِ لِيُؤْذَنَ لَنَا، قَالَ: (1) فَأَبْطَأَ عَلَيْنَا الْإِذْنُ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَى جُحْرٍ فِي الْبَابِ فَجَعَلْتُ أَطَّلِعُ فِيهِ، فَفَطِنَ بِي، فَلَمَّا أَذِنَ لَنَا جَلَسْنَا، فَقَالَ: أَيُّكُمُ اطَّلَعَ آنِفًا فِي دَارِي، قَالَ: قُلْتُ: أَنَا، قَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ اسْتَحْلَلْتَ أَنْ تَطَّلِعَ فِي دَارِي؟ قَالَ: قُلْتُ: أَبْطَأَ عَلَيْنَا الْإِذْنُ، فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَتَعَمَّدْ ذَلِكَ، (2) قَالَ: ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ " شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ " قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا تَقُولُ فِي الْجِهَادِ؟ قَالَ: " مَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ " (3)   = عن الفضل بن يزيد، وهو الصواب، والخطأ في ذلك إما من الترمذي، وإما من شيخه، والله أعلم. (1) كلمة:"قال"لم ترد في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) في (ظ14) : لذلك. (3) إسناده ضعيف لجهالة حال بركة بن يعلى التيمي، وشيخه أبي سويد العبدي، وهما من رجال التعجيل، وبقية رجاله ثقات. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/44، وقال: رواه أحمد، وأبو سويد وبركةُ ين يعلى التيمي لم أعرفهما.= الحديث: 5672 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 484 5673 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رُبَّمَا ذَكَرْتُ قَوْلَ الشَّاعِرِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَسْتَسْقِي، (1) فَمَا يَنْزِلُ حَتَّى يَجِيشَ كُلُّ مِيزَابٍ وَأَذْكُرُ قَوْلَ الشَّاعِرِ: " [البحر الطويل] وَأَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ " وَهُوَ قَوْلُ أَبِي طَالِبٍ (2)   = قلنا: تحرف في مطبوع "المجمع" أبو سويد، إلى: أبي الأسود، والتيمي إلى: التميمي. وأصلُ الحديث: "بني الإسلام على خمس" ثابت صحيح، وسيأتي برقم (6015) و (6031) . وقد سلف نحوه برقم (4798) . قوله: فأبطأ علينا الإذن، قال السندي: هو بالرفع فاعل"أبطأ"، أي: تأخر الِإذن. إلى جُحْر: بضم جيم وسكون حاء مهملة: الثقبة. (1) في (ص) : يستسقي الغمام. (2) إسناده ضعيف، لضعف عمر بن حمزة بن عبد اللة بن عمر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عقيل - وهو الثقفي -، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه ابن ماجه (1272) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري (1009) يصيغة الجزم عن عمر بن حمزة، به. وتَمَثلُ ابنِ عمر بشعر أبي طالب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عِصْمة للأراملِ = الحديث: 5673 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 485 5674 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ صَالِحُ الْحَدِيثِ، ثِقَةٌ - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا، اللهُمَّ الْعَنِ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ، اللهُمَّ الْعَنْ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو، اللهُمَّ الْعَنْ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ ". قَالَ: (1) فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ، فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] قَالَ: فَتِيبَ عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ (2)   = أخرجه البخاري (1008) من طريق عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. ولهذا البيت هو من أبياتٍ في قصيدة لأبي طالب - هي أكثر من ثمانين بيتاً - قالها لما تمالأت قريش على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونفَروا عنه من يريد الِإسلام، وقد ذكرها ابن هشام في "السيرة" 1/272-280، وشرح طائفةً منها البغدادي في "خزانة الأدب" 2/55-76. وقوله: حتى يجيش، يقال: جاش الوادي: إذا زخر بالماء، وجاشت القدر: إذا غَلَتْ، وجاش الشيء: إذا تحرك، وهو كناية عن كثرة المطر. الميزاب: هو ما يسيل منه الماءُ من موضع عال. قاله الحافظ في "الفتح" 2/497. الثمال: الملجأ والغياث، وقيل: هو المطعم في الشَدة. عِصْمة للأرامل، أي: يمنعهم من الضياع والحاجة. والأرامل: المساكين من رجالٍ ونساء، ويقال لكل واحد من الفريقين على انفراده أرامل، وهو بالنساء أخص وأكثر استعمالًا، والواحد أرمل وأرملة، قاله ابنُ الأثير في "النهاية". (1) كلمة: "قال" ليست في (ظ14) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن حمزة، وبقية رجاله = الحديث: 5674 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 486 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ثقات. عبد الله بن عقيل: هو الثقفي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه الترمذي (3004) ، والطبري في "التفسير" (7819) من طريق أحمد بن بشير، عن عمر بن حمزة، بهذا الإسناد. وعندهما: أبو سفيان بدل: سهيل بن عمرو. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، يُستغرب من حديث عمر بن حمزة، عن سالم، عن أبيه، وقد رواه الزهري عن سالم، عن أبيه، لم يعرفه محمد بن إسماعيل من حديث عمر بن حمزة، وعرفة من حديث الزهري. قلنا: طريق الزهري سيرد برقم (6349) (وسنده صحيح على شرط الشيخين) ، وفيه أنه دعا على ناس من المنافقين، وبرقم (6350) ، وسنده صحيح. وأخرجه البخاري (4070) من طريق عبد الله بن المبارك، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم، مرسلاً. قال الحافظ في "الفتح " 7/366: وهم من زعم أنه معلق. وستِأتي برقم (5812) و (5813) و (5997) و (6349) . وفي الباب عن أنس عند مسلم (1791) (104) ، وسيرد 3/99، وفيه: شُج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، فقال: "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم"، فنزلت: (ليس لك من الأمر شيء) . قال الحافظ في "الفتح"8/227: وطريق الجمع بينه وبين حديث ابن عمر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا على المذكورين بعد ذلك في صلاته، فنزلت الآية في الأمرين معاً، فيما وقع له من الأمر المذكور، وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم، وذلك كله في أحد. وعن أبي هريرة عند البخاري (4560) ، ومسلم (675) (294) ، أخرجاة من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عنه، ولفظه عند مسلم: "اللهم العن لحيان ورِعْلًا وذكوان، وعُصَيّة عصت الله ورسوله"، ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل: (ليس لك من الأمر شيء أو يَتُوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) . الجزء: 9 ¦ الصفحة: 487 5675 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَأَنَا جَالِسٌ فَسَأَلَهُ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ؟ فَقَالَ لَهُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ: هَا انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ؟ وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هُمَا رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا " (1)   = قال الحافظ في "الفتح "8/227: قصة رِعْل وذكوان كانت بعد أحد ... فكيف يتأخر السبب عن النزول؟ ثم ظهر لي علةُ الخبر أنَ فيه إدراجاً، وأن قوله:"حتى أنزل الله"، منقطع من رواية الزهري عمن بلغه ... وهذا البلاغ لا يصح. ثم قال: ويحتمل إن يقال: إن قصتهم كانت عقب ذلك، وتأخر نزولُ الآية عن سببها قليلاً، ثم نزلت في جميع ذلك، والله أعلم. وقال السندي: قوله: فنزلت هذه الآية: (ليس لك ... ) ، تنبيهاً على أن اللائق بحاله ترك اللعن، فإن الأمر إلى الله تعالى، فيحتمل أن يتوب على بعض هؤلاء، فلا يناسب لعنه. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مهدي: هو ابن ميمون. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/100، والبخاري في "صحيحه " (5994) ، وفي "الأدب المفرد" (85) ، وأبو يعلى (5739) ، والطبراني في "الكبير" (2884) ، والقطيعي في زياداته على"فضائل الصحابة " (1390) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/70-71 من طرق، عن مهدي، بهذا الِإسناد. وسلف برقم (5568) . قال الحافظ: والذي يظهر أن ابن عمر لم يقصد ذلك الرجل بعينه، بل أراد = الحديث: 5675 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 488 5676 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدَهُ مِنَ الطَّاعَةِ، فَلَا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (1) 5677 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنَ النَّاسِ اثْنَانِ " (2) 5678 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَادَى فِي النَّاسِ: " الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ "، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللهِ، فَانْطَلَقَ إِلَى أَهْلِهِ جَوَادًا، فَأَلْقَى   = التنبيه على جفاء أهل العراق، وغلبة الجهل عليهم بالنسبة إلى أهل الحجاز. (1) إسناده قوي، محمد بن عجلان روى له مسلم في الشواهد، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مختصراً بلفظ: "من فارق الجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية"، ابن أبي عاصم في "السنة " (91) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن ابن عجلان، بهذا الِإسناد. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (5718) ، وانظر (5386) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4832) . الحديث: 5676 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 489 ثِيَابًا كَانَتْ عَلَيْهِ، وَلَبِسَ ثِيَابًا كَانَ يَأْتِي فِيهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى الْمُصَلَّى وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدِ انْحَدَرَ مِنْ مِنْبَرِهِ، وَقَامَ النَّاسُ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ: مَا أَحْدَثَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ (1) ؟ قَالُوا: " نَهَى عَنِ النَّبِيذِ " قَالَ: أَيُّ النَّبِيذِ؟ قَالَ: " نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالنَّقِيرِ " قَالَ (2) : فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: فَالْجَرَّةُ؟ قَالَ: وَمَا الْجَرَّةُ؟ قَالَ: قُلْتُ الْحَنْتَمَةُ، قَالَ: وَمَا الْحَنْتَمَةُ؟ قُلْتُ: الْقُلَّةُ، قَالَ: لَا، قُلْتُ: فَالْمُزَفَّتُ؟ قَالَ: وَمَا الْمُزَفَّتُ؟ قُلْتُ: الزِّقُّ يُزَفَّتُ، وَالرَّاقُودُ (3) يُزَفَّتُ، قَالَ: لَا لَمْ يَنْهَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا عَنِ الدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ (4) 5679 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الصَّهْبَاءِ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) لفظ:"اليوم"ليس في (س) ولا (ظ14) . وكتب في هامش الأخيرة. (2) لفظ:"قال"ليس في (ظ14) ، وجاء فيها: فقلت أنا وفي هامش (س) : فقلنا. (3) في (ق) : والرقود. وفي (ظ1) : والواقود. (4) إسناده صحيح، عقبة بن أبي الصهباء من رجال التعجيل، وثقه ابنُ معين وغيره، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين، نافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو يعلى (5820) من طريق أبي عامر العدوي عن عقبة، بهذا الِإسناد. وقد سلف مختصراً برقم (4574) ، وانظر (4465) و (4914) . الحديث: 5679 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 490 مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا هَؤُلَاءِ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى نَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ. قَالَ: " أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ فِي كِتَابِهِ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ؟ " قَالُوا: بَلَى نَشْهَدُ أَنَّهُ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَأَنَّ مِنْ طَاعَةِ اللهِ طَاعَتَكَ، قَالَ: " فَإِنَّ مِنْ طَاعَةِ اللهِ أَنْ تُطِيعُونِي، وَإِنَّ مِنْ طَاعَتِي أَنْ تُطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ، أَطِيعُوا أَئِمَّتَكُمْ، فَإِنْ صَلَّوْا قُعُودًا فَصَلُّوا قُعُودًا " (1)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن أبي الصهباء، فمن رجال التَعجيل، وثقه ابنُ معين وغيره، وقال أبو حاتم: محلْه الصدق، وذكره ابنُ حبان في "الثقات". وأخرجه أبو يعلى (5450) ، وابنُ حبان (2109) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"1/404، والطبراني في " الكبير" (13238) ، والخطيب في "تاريخه" 12/264-265 من طرق عن عُقبة بن أبي الصهباء، بهذا الإسناد. وعند أبي يعلى وابن حبان: "أمراءكم " بدل "أئمتكم ". وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/67، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله ثقات. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (7137) ، ومسلم (1835) ، وسيرد 2/244. وعن أنس بن مالك عند البخاري (378) ، ومسلم (411) ، وسيرد 3/200. وعن جابر بن عبد الله عند أبي داود (602) ، وابن حبان (2112) . وعن معاوية بن أبي سفيان عند الطبراني في "الكبير"َ 19/ (764) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/67، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال = الجزء: 9 ¦ الصفحة: 491 5680 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمَسْأَلَةُ كُدُوحٌ فِي وَجْهِ صَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَسْتَبْقِ عَلَى وَجْهِهِ، وَأَهْوَنُ الْمَسْأَلَةِ مَسْأَلَةُ ذِي الرَّحِمِ تَسْأَلُهُ فِي حَاجَةٍ، وَخَيْرُ الْمَسْأَلَةِ الْمَسْأَلَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (1)   = الصحيح. قوله:"أن تطيعوا أئمتكم"، قال السندي: المراد بالأئمة الحكام والأمراء. وقوله:"فإن صلوا قعوداً ... "مبني على أنهم الذين كانوا يصلون بالناس، ثم هذا الحكم مما اختلف فيه أهل العلم، فكثير منهم قالوا بأنه منسوخ، ومنهم من قال بخصوصه، ومنهم من قال ببقائه، وهو الأقرب إلى الدليل، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سعيد: هو ابن عمرو. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3510) من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (4638) . قوله: "كدوح"، قال السندي: بضمتين، أي: آثار قشر الجلد بنحو عود. "ومن شاء" توبيخ، مثل: (ومن شاء فليكفر) لا إباحة له وإذن فيه. "فليَسْتَبْق"، أي: بالإِدامة على المسألة. "وخير المسألة المسألة عن ظهر غِنىً "هكذا في "المسند"، وكذا في "المجمع" بلفظ: خير المسألة المسألة عن ظهر غنى، والظاهر أنه سهو من بعض الرواة، والصواب: وخير الصدقة الصدقة عن ظهر غنى - كما هو المشهور في الأحاديث -، وعلى تقدير ثبوته يحمل على أن المراد: أن من احتاج إلى السؤال فاللائق به أن يسأل الغني، ومعنى عن ظهر غنى: أي: ما يبقى بعدها غنى لصاحبها قلبي - كما كان للصديق رضي الله عنه -، أو قالبي، فيصير ذلك الغنى للصدقة كالظهر= الحديث: 5680 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 492 5681 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَنْ يَزَالَ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا " (1)   = للإنسان، وراء الإنسان، فإضافة الظهر إلى الغنى بيانية، لبيان أن الصدقة إذا كانت بحيث يبقى لصاحبها الغنى بعدها، إما لقوة قلبه، أو لوجود شيء بعدها يستغني به عما تصدق، فهو أحسن، وإن كانت بحيث يحتاج صاحبها بعدها إلى ما أعطى ويضطر إليه، فلا ينبغي لصاحبها التصدق به، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وأخرجه الحاكم 4/351 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (856) ، والبخاري (6862) ، والبيهقي في "السنن"8/21، وفي "الشعب" (5338) ، والبغوي في "شرح السنة" (2519) من طريقين، عن إسحاق، به. وأخرجه الحاكم 4/350، والبيهقي 8/21 من طريق نافع، عن ابن عمر، به، مرفوعاً. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه البخاري كما تقدم. وأخرجه موقوفاً البخاري (6863) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/21- عن أحمد بن يعقوب، عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، قال: إنَّ من ورطات الأمور التي لا مَخْرَجَ لمن أوقع نفسَه فيها سفكَ الدم الحرام بغير حلِّه. وفي الباب عن أبي الدرداء عند أبي داود (4270) ، وابنَ حبان (5980) . وعن معاوية بن أبي سفيان، سيرد 4/99. وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/148. وقوله: في فسحةٍ من دينه، قال ابنَّ العربي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" = الحديث: 5681 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 493 5682 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَغُلَامٌ مِنْ بَنِيهِ رَابِطٌ (1) دَجَاجَةً يَرْمِيهَا، فَمَشَى إِلَى الدَّجَاجَةِ فَحَلَّهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا وَبِالْغُلَامِ وَقَالَ لِيَحْيَى: ازْجُرُوا غُلَامَكُمْ هَذَا عَنْ (2) أَنْ يَصْبِرَ هَذَا الطَّيْرَ عَلَى الْقَتْلِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى أَنْ تُصْبَرَ بَهِيمَةٌ أَوْ غَيْرُهَا لِقَتْلٍ، وَإِنْ أَرَدْتُمْ ذَبْحَهَا فَاذْبَحُوهَا " (3)   = 12/188: الفسحة في الدين: سعةُ الأعمال الصالحة، حتى إذا جاء القتلُ ضاقت لأنها لا تفي بوزره، والفسحةُ في الذنب قبولُ الغفران بالتولة، حتى إذا جاء القتل ارتفع القبول. قال الحافظ: وحاصله أنه فسره على رأي ابن عمر في عدم قبول توبة القاتل. وانظر (3621) و (3674) . (1) في (س) و (ص) و (ظ14) وهامش (ظ1) : وغلاماً من بنيه رابطاً. وكتبت في هامش (س) و (ص) بالرفع. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: من. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد الذي دخل عليه ابن عمر: هو يحيى بن سعيد بن العاص بن أمية، عم سعيد بن عمرو التابعي الذي روى هذا عن ابن عمرو، ورواه عنه- أي: عن سعيد - ابنُه إسحاقُ بنُ سعيد بن عمرو شيخ أبي النضر هنا، ويحيى هذا تابعي ثقة، روى له البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم في "صحيحه". وأخرجه البيهقي 9/334، من طريق أبي النضر، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (5514) عن أحمد بن يعقوب، وأبو عوانة 5/196-197 من طريق أبي الوليد، كلاهما عن إسحاق بن سعيد، به.= الحديث: 5682 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 494 5683 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي لَيْثٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أَسِيدٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: إِنَّا نَجِدُ صَلَاةَ الْحَضَرِ، وَصَلَاةَ الْخَوْفِ فِي الْقُرْآنِ، وَلَا نَجِدُ صَلَاةَ السَّفَرِ فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: " ابْنَ أَخِي، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ إِلَيْنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَعْلَمُ شَيْئًا، فَإِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَا مُحَمَّدًا يَفْعَلُ " (2)   = وانظر ما سلف برقم (4622) . (1) تحرف لفظ: "بن" في (م) إلى: عن. (2) إسناده قوي، عبد الله بن أبي بكر روى عنه جمع، ووثقه ابن عبد الرحيم البرقي، وصحح له هذا الحديتث ابن خزيمة وابن حبان، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وباقي رجاله ثقات. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع، والليث: هو ابن سعد. وأخرجه ابن ماجه (1066) ، والنسائي 3/117، وابن خزيمة (946) ، وابن حبان (1451) و (2735) ، والحاكم 1/258، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/163، والمزي في "تهذيب الكمال"3/337 من طرق، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/372، والبيهقي 3/136 من طريق ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبد الملك بن أبي بكر، عن أمية بن عبد الله بن خالد، به - فجعل موضع عندِالله بن أبي بكر عبدَالملك بنَ أبي بكر، فغلط ووهم، كما قال ابن عبد البر. وأخرجه بنحوه النسائي 1/226 من طريق محمد بن عبد الله الشعيثي، عن عبد الله بن أبي بكر، به.= الحديث: 5683 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 495 5684 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَمْدَحُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: فَجَعَلَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: هَكَذَا يَحْثُو فِي وَجْهِهِ التُّرَابَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (1) " إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ " (2)   = وانظر ما سلف (5333) . قوله: "بعث إلينا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا نعلم شيئا"، قال السندي: أي: ليعلمنا ديننا، فصار كل ما علَمنا بقول أو فعل دِينا، سواء كان في القرآن أم لا. (1) لفظ: "يقول" ليس في (ص) (س) و (ق) و (ظ1) . (2) صحيح لغيره. عطاء بن أبي رباح مختلف في سماعه من ابن عمر، فقال ابن معين وأحمد - فيما ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" صِ 128-129: لم يسمع منه، وإنما رآه رؤية، وقال الفضلُ بنُ دكين- فيما ذكر البخاري في "التاريخ الكبير"6/464-: سمع منه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعلي بن الحكم: هو البناني. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 7/9-8، وعبد بن حميد في "المنتخب " (812) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (340) ، وابن حبان (5770) ، والطبراني في "الكبير" (13589) ، وفي "الأوسط" (2514) ، والبيهقي في "الشعب" (4867) ، والخطيب في "تاريخه" 11/107 من طرق، عن حماد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ حبان (5769) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/127، والخطيب في "تاريخه" 7/338 من طريق زيد بن أسلم، والعقيلي في "الضعفاء" 3/451، وابنُ عدي في "الكامل" 7/2545 من طريق السائب والد عطاء، وأبو نعيم في "الحلية" 6/99 من طريق عبد الرحمن بن جبير، ثلاثتهم عن ابن عمر، به، مرفوعاً. ولفظه عند ابن حبان:"احثوا في أفواه المداحين التراب".= الحديث: 5684 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 496 5685 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ فِي خَاتَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ " (1) 5686 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤَذِّنَانِ " (2)   = وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/117، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجاله رجال الصحيح. وله شاهد من حديث المقداد بن الأسود عند مسلم (3002) ، وسيرد 5/6. وآخر من حديث أبي هريرة عند الترمذي (2394) . وثالث من حديث عبد الرحمن بن أزهر عند البزار (2023) . ورابع من حديث أنس عند البزار (2024) . وقوله: "فاحثوا في وجوههم التراب " أي: ارموا. .. يريد به الخيبة، وألْا يُعْطَوا عليه شيئاً، ومنهم من يجريه على ظاهره فيرمي فيها التراب، قاله ابنُ الأثير في "النهاية". وقال السندي: وهكذا جاء عن المقداد أنه استعمل الحديث على ظاهره. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بشر: هو العبدي. وأخرجه النسائي 8/192، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 132، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/377 من طرق، عن محمد بن بشر، بهذا الإسناد. وانظر (4734) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/222 عن محمد بن بشر، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/222 عن عبد الله بن نمير، وابن راهويه في "مسند عائشة" (934) عن عبدة بن سليمان، كلاهما عن عبيد الله، به. وعندهما زيادة: بلال= الحديث: 5685 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 497 5687 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، (1) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَدِمَ رَجُلَانِ مِنَ الْمَشْرِقِ خَطِيبَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَا فَتَكَلَّمَا، ثُمَّ قَعَدَا، وَقَامَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ خَطِيبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَكَلَّمَ، ثُمَّ قَعَدَ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِهِمْ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا بِقَوْلِكُمْ، فَإِنَّمَا تَشْقِيقُ الْكَلَامِ مِنَ الشَّيْطَانِ " قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا " (2)   = وابن أم مكتوم. وانظر (4551) . (1) في (ق) و (ظ1) زيادة: بن محمد. وذكرت في هامش (س) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر عبد الملك بن عمرو: هو العقدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي العنبري. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (875) ، وابن حبان (5718) من طريق أبي عامر، بهذا الِإسناد. قال الِإمام الخطابي في "أعلام الحديث" 3/1976: البيان بيانان: بيان يقع به الِإبانة عن المراد بأي لغة كان، وبأي لسان أبان، ولم يرد بالسحر هذا النوع منه. والضرب الآخر منه: بيان بلاغة وحذق، وهو ما دخلته الصنعة بالتحبير له والتحسين لألفاظه حتى يروق السامعين ويستميل به قلوبهم، فهو الذي يشبه بالسحر إذا خلب القلوب، وغلب على النفوس، حتى ربما حول الشيء عن ظاهر صورته، وصرفه عن قصد جهته، فيبرزه للناظرين في مَعْرِضِ غيره، وهذا قد يُمدح مرة، ويُذم أخرى، فأما المدح، فهو إذا صرف إلى الصدق، ونصر به الحق، وقد روي عن= الحديث: 5687 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 498 5688 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْجُمُعَةِ انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، وَذَكَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ " (1)   = عمر بن عبد العزيز: أن رجلًا سأله حاجة، فاعتاص عليه قضاؤها، فَرَققَ الرجلُ له القول في ذلك، فقال: إن هذا هو السحرُ الحلالُ، وأنجزها له. وأما الضربُ المذموم منه، فهو أن يُقْصَدَ به الباطلُ، وأن يَلْحَدَ به إلى اللبْسِ والتورية حتى يوهمك القبيح حسناً، والمنكر معروفاً، وهذا هو المذموم المشبه بالأمر المذموم وهو السحر. قلنا: وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (876) من طريق حُميد أنه سمع أنساً يقول: خطب رجل عند عمر، فأكثر الكلام، فقال عمر: إن كثرة الكلام في الخطب من شقاشق الشيطان. والشقاشق: جمع شِقشقة: وهي الجلدة الحمراء التي يخرجها الجمل من جوفه يَنْفُخُ فيها فتظهر من شدقه. قال أبو عبيد في "غريب الحديث": شبه عمر إكثار الخاطب من الخطبة بهدر البعير في شقشقته، ثم نسبها إلى الشيطان، وذلك لما يدخل فيها من الكذب، وتزوير الخاطبِ الباطلَ عند الإكثارِ من الخطب، وإن كان الشيطان لا شِقشقة له، إنما هذا مثل. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وعبد العزيز بن مسلم: هو القَسْمَلي. وقد سلف مطولاً برقم (4506) . الحديث: 5688 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 499 5689 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ جُنَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِجَهَنَّمَ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، بَابٌ مِنْهَا لِمَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَى أُمَّتِي، أَوْ قَالَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ " (1) 5690 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الطَّحَّانَ، حَدَّثَنَا بَيَانٌ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ يَعْنِي سَعِيدًا، (2) قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا ابْنُ عُمَرَ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يُحَدِّثَنَا بِحَدِيثٍ يُعْجِبُنَا فَبَدَرَنَا إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَا تَقُولُ فِي الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ؟ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 193] قَالَ: وَيْحَكَ ‍ أَتَدْرِي مَا الْفِتْنَةُ؟ إِنَّمَا " كَانَ رَسُولُ   (1) إسناده ضعيف، جنيد، غير منسوب، لم يذكروا في الرواة عنه غير مالك بن مغول وأبي معاوية الضرير، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يؤثر توثيقه عن أحدٍ غيره، وذكر أبو حاتم أن روايته عن ابن عمر مرسلة، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي. وأخرجه البخاري مختصراً في "التاريخ الكبير" 2/235، والترمذي (2123) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مِغْوَل. وتصحف جنيد في مطبوع الترمذي إلى: حميد. (2) في طبعة الشيخ أحمد شاكر بعد كلمة "سعيداً" زيادة "عن ابن عمر" وهي مقحمة في النص. الحديث: 5689 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 500 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ الدُّخُولُ فِي دِينِهِمْ فِتْنَةً، وَلَيْسَ بِقِتَالِكُمْ عَلَى الْمُلْكِ " (1) 5691 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَمَقْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا فَكَانَ " يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (2)   (1) إسناده صحيح. رجال إسناده ثقات رجال الشيخين غنر هشام بن سعيد - وهو الطالقاني - فقد روى له أبو داود والنسائي، ووثقه أحمد وابن سعد، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". بيان: هو ابن بشر الأحمسي، وبرة: هو ابن عبد الرحمن المُسلي. وأخرجه البخاري (7095) من طريق إسحاق بن شاهين، والنسائي في "الكبرى" (11026) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما (إسحاق وعبد الرحمن) ، عن خالد بن عبد الله الطحان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5381) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه الترمذي (417) ، وابنُ ماجه (1149) ، وابنُ حبان (2459) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن، ولا نعرفه من حديث الثوري، عن أبي إسحاق إلا من حديث أبي أحمد، والمعروف عند الناس حديث إسرائيل،= الحديث: 5691 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 501 5692 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ فُضَيلٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ حَتَّى نَامَ النَّاسُ، وَتَهَجَّدَ الْمُتَهَجِّدُونَ، وَاسْتَيْقَظَ الْمُسْتَيْقِظُ، فَخَرَجَ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَقَالَ: (1) " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَخَّرْتُهَا إِلَى هَذَا الْوَقْتِ " (2) 5693 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، (3) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَسَاهُ حُلَّةً سِيَرَاءَ وَكَسَا أُسَامَةَ   = عن أبي إسحاق، وقد روي عن أبي أحمد عن إسرائيل هذا الحديث أيضاً. قلنا: كان الترمذي يُعِل هذه الرواية بانفراد أبي أحمد بها، وهو يخطىء في حديث سفيان كما ذكر الإمام أحمد، ولكن أبا أحمد الزبيري لم ينفرد برواية الحديث عن الثوري، عن أبي إسحاق، بل رواه عن الثوري أيضاً عبد الرزاق، كما سلف في الرواية (4909) ، ورواية إسرائيل ستأتي برقم (5742) ، فأبو أحمد سمع الحديث من الثوري وإسرائيل معاً، فمرة كان يحدث به عن هذا، ومرةً عن ذاك، والحديث صحيح من الطريقين. وقد سلف مطولاً برقم (4763) . (1) في (ظ14) : فقال. (2) إسناده ضعيف لضعف أبي إسرائيل، وهو إسماعيل بن خليفة الملائي، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح. فضيل: هو ابن عمرو الفقيمي. وقد سلف برقم (4826) . (3) لفظ: "الزبيري" ليس في (س) و (ظ14) ، وكتب في هامش (س) . الحديث: 5692 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 502 قُبْطِيَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا مَسَّ الْأَرْضَ فَهُوَ فِي النَّارِ " (1) 5694 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نُعْمٍ أَوْ نُعَيْمٍ (2) الْأَعْرَجِيِّ - شَكَّ أَبُو الْوَلِيدِ - قَالَ:   (1) صحيح لغيره، ولهذا إسناد حسن. ابن عقيل: هو عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، قال الحافظ في "التلخيص الحبير" 2/108: هو سيئ الحفظ، يصلح حديثه للمتابعات، فأما إذا انفرد فيحسن، وأما إذا خالف فلا يقبل، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، سفيان: هو ابن سعيد الثوري. وأخرجه ابنُ سعد في "الطبقات"4/145-146 عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (5713) و (5714) و (5727) و (6263) و (6419) . وانظر (4489) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5787) ، وسيرد في " المسند" وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد 3/5. وثالث من حديث سمرة بن جندب، سيرد 5/9 و15. ورابع من حديث عائشة، سيرد 6/59. وخامس من حديث جابر بن عبد الله عند البزار (2957) . وسادس من حديث أبن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11878) و (12064) قال السندي: قوله: كساه، أي: كسا ابن عمر كما هو الظاهر، وسيجيء صريحاً. سيراء، بكسر السين والمد: نوع من حلل الحرير. فهو في النار: أي: فمحله في النار، والله تعالى أعلم. (2) قوله: أو نعيم، ليس في (ص) . الحديث: 5694 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 503 سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْمُتْعَةِ؟ وَأَنَا عِنْدَهُ مُتْعَةِ النِّسَاءِ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَانِينَ (1) وَلَا مُسَافِحِينَ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَكُونَنَّ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ، وَكَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ أَوْ أَكْثَرُ " (2)   (1) في (ظ14) : زنائين. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. عبد الرحمن بن نُعيم الأعرجي ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير"5/356، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/293، والحسيني في "الإكمال"ص 269، وقال: فيه جهالة، وأقرّه الحافظ في "التعجيل"ص 258، ولم يذكروا في الرواة عنه غير محمد بن طلحة بن مصرف وإياد بن لقيط، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"5/111 ولم يُؤثر توثيقه عن أحد غيره، وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في حديث ابن عمر (يعني هذا الحديث) وشَك أبو الوليد في اسم أبيه نُعْمَ أو نعيم، ولم يذكر جعفر بن حميد في الرواية الآتية برقم (5695) أباه، وجزم عفان بن مسلم في الرواية الآتية برقم (5808) أنه نعيم، وهو ما أثبته البخاري وابنُ أبي حاتم وابنُ حبان، وبقية رجال الِإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وعبيد الله بن إياد بن لقيظ: هو السدوسي الكوفي. وأخرجه بتمامه سعيدُ بنُ منصور في "سننه" (851) ، وأبو يعلى (5706) من طريق جُبَارة بن مَفلس، كلاهما عن عبيد الله بن إياد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع"7/332-333، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بقصة المتعة وما بعدها، والطبراني إلا أنه قال: بين يدي الساعة الدجال، وبين يدي الدجال كذابون ثلاثون أو أكثر، قلنا: ما آيتهم؟ قال: أن يأتوكم بسنة لم تكونوا عليها، يُغَيَرونَ بها سنتكم ودينَكم، فإذا رأيتموهم، فاجتنبوهم وعادُوهم. قلنا: ولم يعلّه.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 504 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقوله: ما كنا على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زانين ولا مسافحين: أخرجه أبو يعلى (5707) من طريق صدقة بن أبي عمران، عن إياد بن لقيط، به. وأخرجه بنحوه البيهقي في "السنن"7/202 من طريق الزهري، عن سالم بن عبد اللُه أن رجلًا سأل ابنَ عمر رضي الله عنهما عن المتعة، فقال: حرام، قال: فإن فلاناً يقول فيها، فقال: والله لقد علم أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرمها يومَ خيبر وما كنا مسافحين. وأورده بنحوه الهيثمي في " المجمع"4/265، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح خلا المعافى بن سليمان، وهو ثقة. قلنا: وقد ذكرنا شراهد النهي عن المتعة بعد الِإذن فيها في حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3986) ، فانظره لزاماً. وقوله: "ليكونن قبل يوم القيامة المسيح الدجال، وكذابون ثلاثون أو أكثر": له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (3609) ، ومسلم 4/2240 (84) ، سيرد 2/236-237. وآخر من حديث جابر بن سمرة عند مسلم (2923) ، سيرد 5/88. وثالث من حديث أبي بكرة، سيرد 5/46. ورابع من حديث ثوبان، سيرد 5/278. وسيأتي برقم (5695) و (5808) و (5985) . قال الحافظ في "الفتح" 6/617: وليس المراد بالحديث من ادعى النبوة مطلقاً، فإنهم لا يُحصون كثرةً، لِكون غالبهم ينشأ لهم ذلك عن جنون أو سوداء، وإنما المرادُ من قامت له شوكةَ وبدت له شبهة ... وقد أهلك الله نعالى من وقع له ذلك منهم، وبقي منهم من يلحقه بأصحابه، وآخرهم الدجال الأكبر. وقال السندي: قوله: زانين ... الخ: يريد أنه نوع من الزنى، إذ ليس هو من النكاج ولا من ملك اليمين، والحِل منحصرَ فيهما لقوله تعالى: (إلا على أزواجهم = الجزء: 9 ¦ الصفحة: 505 • 5695 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، (1) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، أَخْبَرَنَا إِيَادٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2) 5696 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَكَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللهِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ " (3)   = أو ما ملكت أيمانهم) فما بقي إلا أن يكون نوعاً من الزنى، فلا يمكن أن يوجد مثله في وقته بعد تقرر الحلال والحرام. وقوله: ليكونن ... يريد أن من روى بقاءه فهو كذاب، فلا عبرة بقوله، ولا يخفى أن هذا فيمن بلغه النسخ وقال بعده، وأما من اشتبه عليه الأمر، فقال به من هذا القبيل. والله تعالى أعلم. (1) هذا الحديث من زوائد عبد الله بن أحمد، وجاء في (ق) و (ظ1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر من رواية الإِمام أحمد، وأشير إليها في هامش (س) ، وهو خطأ، فجعفر بن حميد - وهو العبسي - لم يرو عنه الِإمام أحمد، وهو من أقرانه، ونص على أنه من الزوائد الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 3/439. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. جعفر بن حميد: هو أبو محمد الكوفي. (3) خارجة بن عبد الله الأنصاري، ضعفه أحمد والدارقطني والذهبي، وقال ابن مَعِين وابنُ عدي: لا بأس به، وقال أبو داود وأبو حاتم: شيخ، زاد أبو حاتم: حديثه صالح، وقال أبو الفتح الأزدي: اختلفوا فيه، ولا بأس به، وحديثه مقبول، كثير= الحديث: 5695 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 506 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =المنكر، وهو إلى الصدق أقرب، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/267، وعبد بن حميد في "المنتخب" (759) ، والترمذي (3681) ، والبيهقي في "الدلائل"2/215 -216 من طريق أبي عامر، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر. وأخرجه ابن حبان (6881) من طريق زيد بن الحباب، عن خارجة بن عبد الله، وأخرجه الحاكم 3/83 من طريق شبابة بن سوار، عن المبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً بلفظ: "اللهم أيَد الدين بعمر بن الخطاب". ثم رواه من طريق سعيد بن سليمان، عن المبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن ابن عباس، بلفظ: "اللهم أعِزَ الِإسلام بعمر"، وقال: هذا حديث صحيح الِإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: المبارك بن فضالة البصري يدلس ويسوي، وقد عنعن. وفي الباب عن عمر من حديث مطول عند البزار (2493) ، والبيهقي في " الدلائل " 2/216، وفي إسناده إسحاق بن إبراهيم الحنيني، وهو ضعيف. وعن أنس من حديث مطول عند ابن سعد في "الطبقات"3/267، والبيهقي في " الدلائل " 2/219، وفي إسناده القاسم بن عثمان البصري. قال البخاري: له أحاديث لا يتابع عليها، وقال الذهبي في "الميزان " 3/375: حدث عنه إسحاق الأزرق بمتنٍ محفوظ، وبقصة إسلام عمر، وهي منكرة جدّاً. وعن عبد الله بن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10314) ، والحاكم 3/83، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف.= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 507 5697 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَلِسَانِهِ " قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَمْرٌ قَطُّ فَقَالُوا فِيهِ: وَقَالَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: - أَوْ قَالَ عُمَرُ - إِلَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى نَحْوٍ مِمَّا قَالَ عُمَرُ " (1)   = وعن ابن عباس عند الترمذي (3683) وفيه النضر بن عبد الرحمن أبو عمر، وهو متروك. وعن عثمان بن الأرقم عند الحاكم 3/502، وفي إسناده الواقدي، وهو متروك. وعن سعيد بن المسيب مرسلاً عند ابن سعد 3/267، وعن الزهري عند ابن سعد 3/269. وقد ورد بذكر عمر خاصة: من حديث عائشة عند الحاكم 3/83، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/370 بلفظ: "اللهم أعِز الإِسلام بعمر بن الخطاب خاصة" وإسناده صحيح. وهو عند ابن ماجه (105) ، وابن حبان (6882) بإسناد ضعيف. ومن حديث عبد الله بن مسعود، وسلف برقم (4362) ، ولفظه: "اللهم أيد الإسلام بعمر". وعن الحسن مرسلاً عند ابن سعد 3/267، ولفظه: "اللهم أعِز الإسلام بعمر بن الخطاب". قال السندي: "بأحث هذين" أي: بتوفيقه للإسلام. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قابل للتحسين، خارجة بن عبد الله الأنصاري اختلف فيه، فقد ضعفه أحمد والدارقطني والذهبي، وقال ابن معين: لا بأس به، وقال أبو داود وأبو حاتم: شيخ، زاد أبو حاتم: حديثه صالح، وقال أبو الفتح الأزدي:= الحديث: 5697 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 508 5698 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " سَافَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ عُمَرَ، فَكَانَا لَا يَزِيدَانِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، وَكُنَّا ضُلَّالًا فَهَدَانَا اللهُ بِهِ فَبِهِ نَقْتَدِي " (1) 5699 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَمَقْتُ (2) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً،   = اختلفوا فيه، ولا بأس به، وحديثه مقبول، كثير المنكر، وهو إلى الصدق أقرب، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق له أوهام، روى له الترمذي والنسائي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وأخرجه أحمد في "الفضائل" (313) و (314) ، والترمذي (3682) ، وابن حبان (6895) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"1/467 من طريق معن بن عيسى، عن خارجة بن عبد الله، به. وقد سلف برقم (5145) . (1) إسناده حسن، مطر- وهو ابن طهمان الوراق -، روى له مسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الصمد: هو عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وسيأتي برقم (5757) عن عفان، عن همام. وانظر ما سلف برقم (4533) و (4704) . (2) في هامش (س) و (ظ1) : رقبت. (خ) . الحديث: 5698 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 509 أَوْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً " يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (1) 5700 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ " يُفْتِي بِالَّذِي أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ الرُّخْصَةِ بِالتَّمَتُّعِ، وَسَنَّ (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ "، فَيَقُولُ نَاسٌ لِابْنِ عُمَرَ: كَيْفَ تُخَالِفُ أَبَاكَ وَقَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عَبْدُ اللهِ: وَيْلَكُمْ، أَلَا تَتَّقُونَ اللهَ، إِنْ كَانَ عُمَرُ نَهَى عَنْ ذَلِكَ فَيَبْتَغِي (3) فِيهِ الْخَيْرَ يَلْتَمِسُ بِهِ تَمَامَ الْعُمْرَةِ، " فَلِمَ تُحَرِّمُونَ ذَلِكَ وَقَدْ أَحَلَّهُ اللهُ وَعَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، أَفَرَسُولُ (4) اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ تَتَّبِعُوا سُنَّتَهُ، أَمْ سُنَّةَ (5) عُمَرَ؟ إِنَّ عُمَرَ لَمْ يَقُلْ لَكُمْ إِنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: مو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جدَه أبي إسحاق - وهو عمرو بن عبد الله السبيعي - في غاية الِإتقان للزومه إياه. مجاهد: هو ابن جبر المكي. وقد سلف برقم (4763) . (2) في هامش كل من (س) و (ق) و (ظ1) : "سَنهُ" و"ما سَن". إشارة إلى أنهما نسختان. (3) في (ظ14) : يبتغي. (4) في (ظ14) : فرسول. (5) لفظ: "سمة" ليس في (ظ14) . الحديث: 5700 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 510 حَرَامٌ، وَلَكِنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَتَمَّ الْعُمْرَةِ أَنْ تُفْرِدُوهَا مِنْ أَشْهُرِ الْحَجِّ (1)   (1) إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف صالح بن أبي الأخضر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن شهاب: هو الزهري. وأخرجه الترمذي (824) بسياقة أخرى عن عبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، أن سالم بن عبد الله حدثه أنه سمع رجلاً من أهل الشام وهو يسألُ عبدَالله بنَ عمر عن التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال عبدُالله بن عمر: هي حلال، فقال الشامي: إن أباك قد نهى عنها، فقال عبدُالله بن عمر: أرأيتَ إن كان أبي نهى عنها وصنعها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أمرُ أبي يُتًبَغ أم أمر رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال الرجلُ: بل أمرُ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال: لقد صنعها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد بن حميد، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. يعقوب بن إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرج مالك في "الموطأ" 1/344 عن صدقة بن يسار، عن عبد الله بن عمر، أنه قال: والله لأن أعتمر قبل الحج وأهدي، أحب إليً من أن أعتمر بعد الحج في ذي الحجة. وأخرج مالك في "الموطأ"1/347 عن نافع، عن ابن عمر، أن عمر بن الخطاب قال: افصلوا بين حجكم وعمرتكم، فإن ذلك أتمُ لحج أحدكم، وأتمُّ لعمرته أن يعتمر في غير أشهر الحج. وأخرجه مسلم (1217) من طريق قتادة عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، عن عمر، قال: فافصلوا حجكم من عمرتكم، فإنه أتم لحجكم، وأتم لعمرتكم. وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند الترمذي (823) ، والنسائي 5/152، أخرجاه عن قتيبة، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس وهما يذكران = الجزء: 9 ¦ الصفحة: 511 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =التمتع بالعمرة إلى الحج، فقال الضحاك: لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله، فقال سعد: بئس ما قلت يا ابن أخي! فقال الضحاكُ بن قيس: فإن عمر بن الخطاب قد نها عن ذلك. فقال سعد: قد صنعها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصنعناها معه. وإسناده ضعيف، محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، روى عنه اثنان، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، ونقل الحافظ ابن حجر في "التهذيب" عن ابن عبد البر ان الزهري تفرد بالرواية عنه، قال: ولا يعرف إلا برواية الزهري عنه. قلنا: ومج ذلك فقد صحح الترمذي حديثه. وعن أبي موسى الأشعري عند مسلم (1222) ، والنسائي 5/153، وفيه أن أبا موسى كان يفتي بالمتعة، فقال له رجل: رويدك ببعض فتياك، فإنك لا تدري ما أحدث أميرُ المؤمنين في النسك بعد، حتى لقيه بعد، فسأله، فقال عمر: قد علمتُ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد فعله وأصحابه، ولكن كرهت أن يظلوا مُعْرِسين بهن في الأراك، ثم يروحون في الحج تقطر رؤوسهم. وعن أبي موسى مطولاً عند النسائي 5/154 أخرجه عن محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيِان الثوري، عن قيس بن مسلم الجدلي، عن طارق بن شهاب، عنه. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وعن عمران بن حصين عند مسلم (1226) (165) و (166) ، وأخرجه مسلم أيضاً (1226) (171) عن حجاج بن الشاعر، عن عبيد الله بن عبد المجيد، وأخرجه النسائي 5/155 عن إبراهيم بن يعقوب، عن عثمان بن عمر، كلاهما عن إسماعيل بن مسلم، عن محمد بن واسع، عن مطَرف، قال: قال لي عمرانُ بنُ حصين: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تمتع وتمتعنا معه، قال فيها قائلٌ برأيه. وهذا لفظ النسائي. قلنا: يعني عمر. وإسناد النسائي صحيح أيضاً، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن يعقوب وهو ابن إسحاق الجوزجاني فمن رجال أصحاب السنن عدا ابن ماجه، وهو ثقة. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي، وإسماعيل بن مسلم: هو العبدي، ومطرف: هو ابن عبد الله بن الشخير. الجزء: 9 ¦ الصفحة: 512 5701 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَرَاكَ تُزَاحِمُ عَلَى هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ، قَالَ: إِنْ   = وعن عمر عند النسائي 5/153 أخرجه عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبيه، عن أبي حمزة وهو السكري، عن مطرف، وهو ابن طريف، عن سلمة بن كهيل، عن طاووس، عن ابن عباس، عن عمر. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة. وعن علي عند مسلم (1223) . وعن سعد بن أبي وقاص عند مسلم (1220) . وعن ابن عباس عند الترمذي (822) أخرجه عن محمد بن المثنى، عن عبد الله بن إدريس، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: تمتع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وعمر وعثمان، وأول من نهى عنها معاوية. ولهذا إسناد ضعيف لضعف ليث وهو ابن أبي سُلَيم، ومع ذلك حسنه الترمذي. وعن ابن عمر عند البخاري (1774) ، وأبي داود (1986) ، وفيه أن عكرمة بن خالد سأل ابن عمر رضي الله عنهما عن العمرة قبل الحج، فقال: لا باس. لفظ البخاري. قوله: إن كان عمر ... الخ، قال السندي: أي إن عمر ما أراد بالنهي التحريم، وإنما أراد إتمام العمرة، وهو أن تكون العمرة بسفر مبتدأ كالحج. فلم تحرِّمون؟ بكسر اللام، أي: فلأي وجه أنتم تقولون بأنه حرام، أي: لا وجه لقولكم لهذا. فرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... إلخ: يريد أنه لو فرض أن عمر قد منعه، فليس لكم اتباعه فيما خالف السنة. الحديث: 5701 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 513 أَفْعَلْ فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مَسْحَهُمَا يَحُطَّانِ الْخَطَايَا " قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا يُحْصِيهِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةٌ، وَكُفِّرَ عَنْهُ سَيِّئَةٌ، وَرُفِعَتْ لَهُ دَرَجَةٌ، وَكَانَ عَدْلَ عِتْقِ رَقَبَةٍ " (1) 5702 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُعَيْسٍ، (2) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا لَا يَفْعَلُونَ، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكِذْبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَنْ يَرِدَ عَلَيَّ الْحَوْضَ " (3)   (1) حديث حسن، همام: وهو ابن يحيى العَوْذي البصري - وإن سمع من عطاء بعد الاختلاط - متابع، كما في تخريج الرواية (4462) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عبيد بن عمير وهو الليثي، فمن رجال مسلم، وأثبت البخاري في "التاريخ الكبير" 5/143 سماعه من أبيه، روح: هو ابن عبادة. وأخرجه الطيالسي (1899) و (1900) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/110، والطبراني في "الكبير" (13439) من طريق حفص بن عمر الحوضي، كلاهما عن همام، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (4462) . (2) لفظ: "قعيس " من هامشي (س) و (ظ14) ، وثم يرد في (ص) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. إبراهيم قُعيس: هو إبراهيم بن إسماعيل بن قُعيس مولى بني هاشم، ضعفه أبو حاتم، وذكره البخاري في "التاريخ= الحديث: 5702 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 514 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الكبير"1/313-315، فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/21-22، وقال: كنيته أبو إسماعيل، يروي عن نافع وأبي وائل، روى عنه العلاء بن المسيب وسليمان التيمي، ولم يترجم له الخسيني في "الِإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل" وهو على شرطهما، وبقية رجال الِإسناد ثقات رجال الصحيح. وأخرجه بنحوه البزار (1608) (زوائد) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1346) من طريقين عن العلاء بن المسيب، بهذا الِإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/247، وقال: رواه أحمد والبزار إلا أنه قال: خرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي المسجد تسعة نفر، أربعة من الموالي، وخمسة من العرب، فقال: "إنها ستكون عليكم أمراء، فمن أعانهم على ظلمهم، وصدقهم بكذبهم، وغشي أبوابهم، فليس منَي ولستُ منه، ولن يرد علىَّ الحوض، ومن لم يعنهم على ظلمهم وثم يصدقهم بكذبهم، فهومني وأنا منه، وسيرد على الحوض"، وفيه إبراهيم بن قُعيس: ضعَفه أبو حاتم، ووثقه ابنُ حبان، وبقيةُ رجاله رجال الصحيح. وله شاهد من حديث جابر بن عبد اللُه بإسناد صحيح، سيرد 3/321. وآخر من حديث كعب بن عجرة بإسناد صحيح، سيرد 4/243. وثالث من حديث النعمان بن بشير، سيرد 4/267-268. ورأبع من حديث حذيفة بن اليمان، سيرد 5/384. وخامس من حديث خباب بن الأرت، سيرد 5/111. وسادس من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد 3/24. وانظر حديث عبد الله بن مسعود الذي سلف برقم (4363) . قال السندي: قوله: يأمرونكم: رياءً وسمعة. بما لا يفعلون: أي الأمراء من طاعة الله، أي: ويظهرون بذلك الأمر أنهم يفعلون، وهم إنما يفعلون خلافه من الظلم، فلذلك قال: "فمن صدقهم" من التصديق، ويحتمل أن ضمير "يفعلون" للمؤمنين في وقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: يأمرون الناس= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 515 5703 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ أَهْدَى لَكُمْ (1) فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوهُ فَادْعُوا لَهُ " (2) 5704 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَأَنْ يَكُونَ جَوْفُ الْمَرْءِ مَمْلُوءًا قَيْحًا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَمْلُوءًا شِعْرًا " (3)   = بغير أعمال المؤمنين كذباً وظلماً. عليً: بتشديد الياء. والله تعالى أعلم. (1) في (ظ14) : إليكم. (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن أبي سُليم. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. مجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 3/228 و6/556 من طريق علي بن مسهر، عن ليث، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5365) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي المكي، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر بن الخطاب. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"1/88 من طريق روح بن عبادة، عن= الحديث: 5703 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 516 5705 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ " (1) 5706 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ كَانَ (2) يُدْخِلُ فَصَّهُ فِي بَاطِنِ كَفِّهِ فَطَرَحَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَطَرَحَ أَصْحَابُهُ خَوَاتِيمَهُمْ، ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، وَكَانَ يَخْتِمُ بِهِ وَلَا يَلْبَسُهُ " (3)   = حنظلة بن أبي سفيان، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4975) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، جرير والد وهب: هو ابن حازم الأزدي، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (3381) ، وأبو يعلى (5575) ، من طريق وهب بن جرير، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (2980) (39) ، والطبري في "تفسيره" 14/49، وابن حبان (6199) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به. وسلف برقم (4561) . (2) في (ظ14) : فكان. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله = الحديث: 5705 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 517 5707 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُسَامَةُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ " مَا حَاشَا فَاطِمَةَ وَلَا غَيْرَهَا (1)   = اليشكري، وأبو بشر: هو جعفربن إياس أبي وحشية. وقد سلف برقم (5366) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد. وأخرجه الطيالسي (1812) ، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (372) من طريق هدبة بن خالد، والحاكم 3/596 من طريق عفان وحجاج، أربعتهم (الطيالسي وهدبة وعفان وحجاج) عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وثم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وفي رواية الطيالسي: وثم يستثن فاطمة ولا غيرها، وأما الطبراني والحاكم فليس عندهما هذا الحرف أصلاً. وأخرجه البخاري (4468) من طريق الفضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، به. وليس فيه: ما حاشا فاطمة ولا غيرها. وانظر ما سلف برقم (4701) . وقوله في آخر الحديث: "ما حاشا فاطمة ولا غيرها" من كلام ابن عمر، وليس من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد رواه وهيب بن خالد عن موسى بن عقبة فيما يأتي برقم (5848) فبيَنه، فقال: قال سالم: ما سمعت عبد الله يحدث هذا الحديث قط إلا قال: ما حاشا فاطمةَ. ووهيب أوثق وأثبت من حماد بن سلمة. قوله: ما حاشا فاطمة، قال السندي: كلمة ما: نافية، وحاشا: فعل بمعنى: استثنى، وفاطمة بالنصب: أي: ما استثنى من لهذا العموم فاطمة ولا غيرها، بل أطلقَ الكلام كما سمعت فهذا من كلام ابن عمر، ويحتمل أن يكون من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: ما تعدى قولي فاطمة ولا غيرها، والأول أظهر، والله تعالى أعلم. الحديث: 5707 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 518 5708 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُمَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَإِذَا نَحْنُ بِرَأْسٍ مَنْصُوبٍ عَلَى خَشَبَةٍ، قَالَ: فَقَالَ: شَقِيَ قَاتِلُ هَذَا، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ تَقُولُ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: فَنَبَذَ (1) يَدَهُ مِنْ يَدِي وَقَالَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا مَشَى الرَّجُلُ مِنْ أُمَّتِي إِلَى الرَّجُلِ لِيَقْتُلَهُ، فَلْيَقُلْ هَكَذَا، فَالْمَقْتُولُ فِي الْجَنَّةِ وَالْقَاتِلُ فِي النَّارِ " (2)   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فشد، وهي نسخة كتبت في هامش كل من (ص) و (ق) و (ظ1) . (2) إسناده ضعيف. عبد الرحمن بن سميرة، ويقال: ابن أبي سمير، ويقال: ابن سمير، ويقال: ابن سمرة، وابن سبرة، وابن سمية. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/241: ابن أبي سميرة أصح، لم يرو عنه غيرُ عونِ بنِ أبي جحيفة، وهو السوائي، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/88، ولم يؤثر توثيقه عن أحدٍ غيره، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني ختن أبي عوانة، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، ورَقَبَة: هو ابن مَصْقَلَةَ العبدي. وأخرجه أبو داود (4260) عن أبي الوليد الطيالسي، والطبراني في "الأوسط" (2015) من طريق عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. قال أبو داود: رواه الثوري، عن عون، عن عبد الرحمن بن سمير أو سميرة، ورواه ليث بن أبي سليم، عن عون، عن عبد الرحمن بن سميرة. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/297، وقال: رواه الطبراني في= الحديث: 5708 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 519 5709 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا صَخْرٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، جَمَعَ بَنِيهِ حِينَ انْتَزَى (1) أَهْلُ الْمَدِينَةِ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَخَلَعُوا يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: إِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ   = "الأوسط" ورجاله رجال الصحيح! قلنا: قد أورده وليس على شرطه، فقد أخرجه أبو داود كما سلف. وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص السالف برقم (1609) بإسناد صحيح، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشى، والماشي خير من الساعي"، قال: أفرأيتَ إن دخل عليَّ بيتي، فبسط يده إلىَّ ليقََََّتلني؟ فقال: "كن كابن آدم". وآخر من حديث أبي موسى الأشعري عند أبي داود (4259) ، والترمذي (2204) بنحو لفظ حديث سعد، وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وثالث من حديث أبي ذر عند أبي داود (4261) ، وابن ماجه (3958) ، وفيه: فما تأمرني؟ قال: "تلزم بيتك" قلت: فإن دخل عليً بيتي؟ قال: "فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف، فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه"، وفي إسناده مشعث بن طريف، لا يعرف. قال السندي: قوله: وقال: أبو عبد الرحمن! يحتمل أنه إنكار، أي: أتقول: أبو عبد الرحمن يقول هذا؟! أو هو بتقدير: يقول أبو عبد الرحمن! سمعتُ ... قوله: فليقل هكذا: أي: فليفعل هكذا، أي: كما فعل ابن آدم الذي هو أول مقتول، أو فليقل كما قاله. والله تعالى أعلم، ويحتمل أن يكون هكذا إشارة إلى فعل ذلك المقتول، ويكون لفظ: "هكذا" من كلام ابن عمر، ذكر به قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على وجه الِإجمال، وبالجملة فالظاهر أن المراد فليستسلم له ولايقاتله بشهادة الأحاديث، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ14) : اتفق (خ) . الحديث: 5709 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 520 بِبَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْغَادِرُ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغَدْرِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْإِشْرَاكُ بِاللهِ تَعَالَى، أَنْ يُبَايِعَ الرَّجُلُ رَجُلًا عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ يَنْكُثَ بَيْعَتَهُ "، فَلَا يَخْلَعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَزِيدَ وَلَا يُسْرِفَنَّ (1) أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ، فَيَكُونَ صَيْلَمًا (2) فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ (3) 5710 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، أَنَّ أَبَا الْمَلِيحِ قَالَ لِأَبِي قِلَابَةَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُوكَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فَحَدَّثَنَا أَنَّهُ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَأَلْقَى لَهُ وَسَادَةً مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ فَلَمْ أَقْعُدْ عَلَيْهَا بَقِيَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ " (4)   (1) في (ظ14) : يشرفن. يعني بالشين المعجمة. (2) في (ق) و (ظ1) وهامش (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: صيلماً. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5088) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة - فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وخالد الحذاء: هو ابن مهران البصري، وأبو المليح: هو ابن أسامة الهذلي، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد بن عمرو الجَرْمي، وليس من رجال الِإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/174، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. الحديث: 5710 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 521 5711 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنِ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِنْ أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ فِي الْمَنَامِ مَا لَمْ تَرَيَا (1) " (2)   (1) كذا في النسخ الخطية، وجاء فوقها في (س) علامة الصحة، وهو وجه في العربية، فإنهم يجرون المعتل مجرى الصحيح. انظر"شواهد التوضيح والتصحيح" لابن مالك النحوي، ص 21، وقد جاءت في (م) بلفظ: "تربا". (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين. غير عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، فمن رجال البخاري، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري. وأخرجه البخاري (7043) من طريق عبد الصمد، بهذا الِإسناد. وسيأتي مطولاً برقم (5998) . وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (568) . وعن ابن عباس عند البخاري (7042) ، وسلف برقم (1866) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/504. وعن أبي شريح الخزاعي، سيرد 4/32. وعن واثلة بن الأسقع عند البخاري (3509) ، وسيرد 4/106. وقوله: "إن من أفرى الفِرى"، قال الحافظ في "الفتح" 12/430: أفرى أفعل تفضيل، أي: أعظم الكذبات، والفِرى - بكسر الفاء والقصر- جمع فِرْية. قال ابنُ بطَّال: الفِرْية: الكذبة العظيمة التي يتعجب منها، وقال الطيبي: فأرى الرجل عينيه وصفهما بما ليس فيهما، قال: ونسبة الكذبات إلى الكذب للمبالغة، نحو قولهم: ليل أليل. وقال الطبري فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 12/428: إنما اشتد فيه الوعيد ُ= الحديث: 5711 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 522 5712 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ (1) يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ (2) " (3) 5713 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ،   = مع أن الكذبَ في اليقظة قد يكون أشد مفسدةً منه، إذ قد تكون شهادة في قتل أو حد أو أخذ مال، لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين، لقوله تعالى: (ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) الآية، وإنما كان الكذب في المنام كذباً على الله لحديث: "الرؤيا جزء من النبوة"، وما كان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى. (1) في (ظ14) : الكريم ابن الكريم ابن أم الكريم. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: صلى الله عليهم وسلم. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن - وهو ابن عبد الله بن دينار-، فمن رجال البخاري. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري. وأخرجه البخاري (3390) و (4688) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1607، والخطيب في "تاريخه" 3/426، والبغوي في "شرح السنة" (3547) من طريق عبد الصمد، بهذا الِإسناد. وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/332، وهو بنحوه عند البخاري (3353) ، ومسلم (2378) . قوله: "ابن إبراهيم" قال السندي: يجوز فتحه لكونه غير منصرف، وكسره للتناسب، والله تعالى أعلم. الحديث: 5712 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 523 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً مِنْ حُلَلِ السِّيَرَاءِ أَهْدَاهَا لَهُ فَيْرُوزُ، فَلَبِسْتُ الْإِزَارَ فَأَغْرَقَنِي طُولًا وَعَرْضًا، (1) فَسَحَبْتُهُ وَلَبِسْتُ الرِّدَاءَ، فَتَقَنَّعْتُ بِهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَاتِقِي فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، ارْفَعِ الْإِزَارَ، فَإِنَّ مَا مَسَّتِ الْأَرْضُ مِنَ الْإِزَارِ إِلَى مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فِي النَّارِ " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: فَلَمْ أَرَ إِنْسَانًا قَطُّ أَشَدَّ تَشْمِيرًا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ (2)   (1) في (ظ14) : أو عرضاً. (2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد سلف الكلام فيه في الرواية رقم (5693) ، وبقية رجال الإسناد رجال الصحيح. زكريا بن عدي: هو أبو يحيى الكوفي، وعبيد الله بن عمرو: هو الرقي. وأخرجه أبو يعلى (5714) عن هاشم بن الحارث، عن عبيد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/123، قال: رواه أحمد وأبو يعلى ببعضه ... وفي إسناد أحمد عبد الله بن محمد بن عقيل، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. قلنا: وابن عقيل في إسناد أبي يعلى أيضاً. وقال الهيثمي أيضاً: له أحاديث في الصحيح بغير هذا السياق. قلنا: انظر (4489) ، وقد سلف برقم (5693) . قال السندي: قوله: فأغرقني، أي: أحاطني وزاد عليَّ في الطول والعرض. فسحبته: أي: جررته على الأرض. ارفع الِإزار: فيه تقرير له على لبس تلك الحلة مع أنها سيراء، وقد جاء النهي عنها، فيمكن أن يكون هذا قبل النهي عن لبس الحرير أو بعده ويكون للسيراء= الجزء: 9 ¦ الصفحة: 524 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أنواع، منها ما يكون الحرير فيها قليلًا فيجوز، ويكون لهذا من هذا القسم. والله تعالى أعلم. أشد تشميراً، أي: رفعاً للِإزار. الحديث: 5714 ¦ الجزء: 9 ¦ الصفحة: 525 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) أشرف على تحقيقه الشيخ شعيب الأرنؤوط حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق الجزء العاشر مؤسسة الرسالة الجزء: 10 ¦ الصفحة: 1 الموسوعة الحديثية تقدمها مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت المشرف العام لإصدار هذه الموسوعة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي شارك في التحقيق شعيب الأرنؤوط - محمد نعيم العرقسوسي - عادل مرشد - إبراهيم الزيبق محمد رضوان العرقسوسي - كامل الخراط الجزء: 10 ¦ الصفحة: 5 5714 - حَدَّثَنَا مُهَنَّى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ أَبُو شِبْلٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَسَاهُ حُلَّةً فَأَسْبَلَهَا (1) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا وَذَكَرَ النَّارَ " (2) 5715 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ بْنِ حُنَيْنٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَذْهَبًا مُوَاجِهَ الْقِبْلَةِ " (3)   (1) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) : فلبسها. وكتبت رواية:"فأسبلها"في هامشي (ق) و (ظ 1) . (2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد سلف الكلام فيه في الرواية رقم (5693) ، وبقية رجال الِإسناد ثقات. حماد: هو ابن سلمة. وقد سلف برقم (5693) . (3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف- أبو المغيرة بن حُنَين- وهو جدُ فُلَيح، واسمه رافع كما في الرواية (5941) - لم يرو عنه غير عبد الله بن عكرمة فيما ذكر الدارقطني في"المؤتلف والمختلف"1/372، ونقله الحافظ في"التعجيل"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله بن عكرمة هو ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، ذكره الحافظ في"التعجيل"، وذكر أنه يروي عنه أسامة بن زيد وفليح، الحديث: 5715 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 7 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وذكره ابن حبان في"الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، غير فليح: وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين الخزاعي الأسلمي. قال الحافظ في مقدمة "الفتح": روى له مسلم حديثاً واحداً، وهو حديث الإفك، وضعفه يحيى بن معين، والنسائي، وأبو داود، وقال الساجي: هو من أهل الصدق، وكان يهم، وقال الدارقطني: مختلف فيه، ولا بأس به. وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة وغرائب، وهو عندي لا بأس به. وقال الحافظ: لم يعتمد عليه البخاري اعتماده على مالك وابن عيينة وأضرابهما، وإنما أخرج له أحاديث أكثرها في المناقب، وبعضها في الرقاق. يونس بن محمد: هو المؤدب. رواه البخاري في"التاريخ الكبير"3/307 من طريق يونس، بهذا الإسناد. وأخرج له أبو داود (11) ، والدارقطني في"السنن"1/58 من طريق صفوان بن عيسى، عن الحسن بن ذكوان، عن مروان الأصفر، قال: رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة، ثم جلس يبول إليها، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، أليس قد نُهى عن هذا؟ قال: بلى، إنما نُهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس. وقال الدارقطني: هذا صحيح، كلهم ثقات. وقال الحازمي في"الاعتبار"ص 38: هذا حديث حسن. قلنا: الحسن بن ذكوان البصري: مدلس، وقد عنعن. ويشهد له حديث جابر الذي سيرد عند أحمد 3/360 بإسناد حسن. ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهانا أن نستدبر القبلة أو نستقبلها بفروجنا إذا هرقنا الماء، قال: ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة. قال الحافظ في"الفتح" 1/245: والحق أنه- يعني هذا الحديث- ليس بناسخ لحديث النهي خلافاً لمن زعمه، بل هو محمول على أنه رآه في بناء أو نحوه، لأن ذلك هو المعهود من حاله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمبالغته في التستر. وانظر (4606) و (4991) . قوله:"مذهباً مواجه القبلة"، قال السندي: المراد بالمذهب محل قضاء= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 8 5716 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ (1) بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَائِلٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْخَمْرَ، وَلَعَنَ شَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَآكِلَ ثَمَنِهَا " (2)   =الحاجة، والمشهور أنه رأى مذهبه المواجه لبيت المقدس دون الكعبة، فيحتمل إنه أراد القبلة المنسوخة، ويحتمل أنه قال: المستدبر، فصحفه بعض الرواة، والله تعالى أعلم. (1) وقع في النسخ: سعد، وجاء في (ظ 14) : سعيد، وضبب فوقها، ثم كتب فوقها: سعد، ووضع عليها علامة الصحة، والصواب أنه سعيد كما في"التاريخ الكبير" 3/494-495، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 4/42، و"الثقات" لابن حبان 6/352، وهذا الرجل لم يترجم في"التعجيل" فيستدرك. (2) حديث صحيح بطرقه وشواهده. سعيد بن عبد الرحمن بن وائل الأنصاري، لم يذكروا في الرواة عنه إلا فليحاً، وذكره ابنُ حبان في"الثقات"6/352، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير فليح، وهو ابن سليمان الخزاعي، وإن احتج به الشيخان، ففيه شيء من جهة حفظه. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب. وأخرجه أبو يعلى (5583) من طريق يونس، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (753) ، والبيهقي في "الشعب" (5583) من طريقين، عن فليح، به. وقال الطبراني: لم يروه عن عبد الله بن عبد الله بن عمر إلا سعيد المدني، تفرد به فليح. وقد سلف برقم (4787) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 5716 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 9 5717 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ (1) يَصْبُغُ ثِيَابَهُ، وَيَدَّهِنُ بِالزَّعْفَرَانِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصْبُغُ ثِيَابَكَ، وَتَدَّهِنُ بِالزَّعْفَرَانِ؟ قَالَ: لِأَنِّي " رَأَيْتُهُ أَحَبَّ الْأَصْبَاغِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَّهِنُ بِهِ، وَيَصْبُغُ بِهِ ثِيَابَهُ " (2) 5718 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَتَى ابْنَ مُطِيعٍ لَيَالِي الْحَرَّةِ، فَقَالَ: ضَعُوا   (1) لفظ: "كان" ليس في (ص) . (2) صحيح، ولهذا إسناد حسن، عبد الله بن زيد، مختلفٌ فيه، وثقه أحمد، وعلي ابن المديني، ومعن بن عيسى، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وضعفه يحيى بن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابنُ عدي: هو مع ضعفه يُكْتَبُ حديثه، وقد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع. وأخرجه النسائي مختصراً في"المجتبى" 8/150 من طريق القعنبي، عن عبد الله بن زيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه أبو داود (4064) ، والنسائي فى"المجتبى"8/140 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، به، وفيه: وقد كان يصبغُ ثيابه كلها حتى عمامته. وانظر (4672) . قوله:"ويدهن بالزعفران"، قال السندي: أي: يستعمله في شعره، والله تعالى أعلم. الحديث: 5717 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 10 لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِ لِأَجْلِسَ، إِنَّمَا جِئْتُ لِأُخْبِرَكَ كَلِمَتَيْنِ سَمِعْتُهُمَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَمْ تَكُنْ (1) لَهُ حُجَّةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهُ يَمُوتُ مَوْتَ الْجَاهِلِيَّةِ " (2) 5719 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " أَهْلَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجِّ مُفْرَدًا " (3)   (1) في (ظ 14) : يكن. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم في الشواهد، وهو صدوق. وزيد بن أسلم إنما روى هذا الحديث مع القصة عن أبيه، عن ابن عمر، انظر ما سلف برقم (5386) . ليث: هو ابن سعد. وأخرجه ابن حبان (4578) من طريق عيسى بن حماد، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبن أبي عاصم في "السنة" (1075) من طريق المغيرة، عن محمد بن عجلان، به. وقد سلف مختصراً برقم (5676) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن محمد- وهو ابن جَبَلَة أبو إبراهيم المعقب السراج فمن رجال "التعجيل"، وهو ثقة. عبيد الله بن عمر: هو العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1231) (184) ، والطرسوسي (43) ، والدارقطني في "السنن" 2/238، والبيهقي في "السنن" 4/5 من طرق، عن عباد بن عباد، بهذا الِإسناد.= الحديث: 5719 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 11 5720 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ، وَاسْمُهُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ صَالِحًا، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: اخْطُبْ عَلَيَّ ابْنَةَ صَالِحٍ فَقَالَ: إِنَّ لَهُ يَتَامَى وَلَمْ يَكُنْ لِيُؤْثِرَنَا عَلَيْهِمْ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللهِ إِلَى عَمِّهِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ لِيَخْطُبَ، فَانْطَلَقَ زَيْدٌ إِلَى صَالِحٍ، فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ يَخْطُبُ ابْنَتَكَ، فَقَالَ: لِي يَتَامَى وَلَمْ أَكُنْ لِأُتْرِبَ لَحْمِي، وَأَرْفَعَ لَحْمَكُمْ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَنْكَحْتُهَا فُلَانًا، وَكَانَ هَوَى أُمِّهَا إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، خَطَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ابْنَتِي، فَأَنْكَحَهَا أَبُوهَا يَتِيمًا فِي حَجْرِهِ، وَلَمْ يُؤَامِرْهَا، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَالِحٍ فَقَالَ: " أَنْكَحْتَ ابْنَتَكَ وَلَمْ تُؤَامِرْهَا؟ " فَقَالَ: نَعَمْ، " أَشِيرُوا عَلَى النِّسَاءِ فِي أَنْفُسِهِنَّ وَهِيَ بِكْرٌ " فَقَالَ صَالِحٌ: فَإِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لِمَا يُصْدِقُهَا ابْنُ عُمَرَ، فَإِنَّ لَهُ فِي مَالِي مِثْلَ مَا أَعْطَاهَا (1)   =وانظر (4996) . (1) حديث حسن كما سلف برقم (4905) ، وهذا إسناد فيه نظر، فإن إبراهيم بن صالح- الذي قال فيه أحد الرواة إما الليث بن سعد وإما يزيد بن أبي حبيب أن اسم أبيه الذي يعرف به نعيم بن النحام، لكن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سماه صالحاً-، قد ذكره البخاري في"التاريخ الكبير"1/293، وابن حبان في ثقات أتباع التابعين 6/17 في ترجمة مفردة عن إبراهيم بن نعيم بن النحام، فقال البخاري: إبراهيم بن= الحديث: 5720 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 12 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =صالح بن عبد الله سمع منه يزيد بن أبي حبيب، مرسل، وقال ابن حبان: إبراهيم بن صالح بن عبد الله، شيخ يروي المراسيل، روى عنه ابن أبي حبيب، أما الآخر فقد ذكره البخاري في موضع آخر من "تاريخه"1/331، وقال: إبراهيم بن نعيم بن النحام، قتل يوم الحرة، هو العدوي حجازي، ثم ذكر خبراً فيه نصيحة منه لمجاهد، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين 4/13، وقال: إبراهيم بن نعيم بن النحام العدوي، حجازي، قتل يوم الحرة، يروي عن أبيه، روى عنه ابنه مجاهد! وأما ابن أبي حاتم فقد ذكرهما في ترجمة واحدة، فقال في"الجرح والتعديل" 2/106: إبراهيم بن صالح بن عبد الله الذي يعرف بابن نعيم ابن النحام، وهو مديني، يروي عن ابن عمر، مرسل، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، مرسل، وأظن أن بين يزيد وإبراهيم، محمد بن إسحاق (!) سمعت أبي يقول ذلك. كذا قال، وهو وهم، فإن محمد بن إسحاق يروي عن يزيد وليس العكس، ثم إنه ولد سنة 80 هـ، بينما قتل إبراهيم بن نعيم يوم الحرة سنة 63 هـ، فكيف يدركه ويروي عنه! قلنا: وأما تسمية نعيم بن عبد الله النحام- والنحام لقب لنعيم وليس لأبيه عبد الله- بصالح، فلم ترد إلا في لهذا الحديث، وليستَ هذه التسمية بالمشهورة عند أهل العلم بالأنساب والتراجم، ولم يذكروها في كتبهم إلا ما كان من ابن أبي حاتم عن أبيه، ومن إشارة لطيفة من الحافظ ابن حجر في "الِإصابة" إليها، ولعله كان اعتماداً على رواية يزيد بن أبي حبيب لهذه، والله أعلم. وعلى كل وجه، فإن هذا الحديث مرسل بهذا الِإسناد، فإن إبراهيم- أياً كان- لم يدرك هذه القصة، فقد كان ذلك في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإبراهيم بن نعيم بن عبد الله النحام- فضلاً عن الاَخر- إذ ذاك طفل. وأخرجه الطحاوي في "شرح معانى الآثار"، 4/369 عن الربيع بن سليمان المؤذن، عن شعيب بن الليث، عن أبيه الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطحاوي أيضاً 4/368-369 عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، عن سعيد بن أبي مريم، عن عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 13 5721 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْوَلِيدُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ " (1)   =إبراهيم بن نعيم بن عبد الله ابن النحام أخبره أن أباه أخبره، عن عبد الله بن عمر ... فذكره. وقد وقع في إسناد هذا الحديث في المطبوع تحريفات استدركناها من "إتحاف المهرة " 3/ورقة 273. وهذا إسناد موصول، لكنه ضعيف، شيخ الطحاوي ليس بذاك، وابن لهيعة ضعيف، سيء الحفظ. ولقوله: "أشيروا على النساء في أنفسهن" شواهد سنذكرها في مسند أبي هريرة 2/259. قوله: "اخطب عليَّ"، قال السندي: بتشديد الياء، أي: لي. "ولم أكن لأترب" بضم الهمزة صيغة المتكلم، من أتربه، أي: جعل عليه التراب. "ولم يؤامرها" من آمرها بالمد إذا شاورها، والظاهر أن المراد البنت، لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أشيروا على النساء في أنفسهن"، لكن الذي سبق من حديث ابن عمر أن المراد الأم، لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "آمروا النساء في بناتهن". "فإنما فعلت"، أي: البنت. "هذا"، أي: الميل إلى ابن عمر. "لما يصدقها" من أصدق، "فإنَ له"، أي: لليتيم."مثل ما أعطاها"، أي: ابن عمر، أي: فليعطها اليتيم ذلك المال، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عثمان الوليد: وهو ابن أبي الوليد- مولى عثمان، وقيل: مولى ابن عمر-، فمن رجال مسلم، عبد الله بن يزيد: هو المقرىء، وحَيْوةُ: هو ابن شُريح المصري، وعبد الله بن= الحديث: 5721 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 14 5722 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، أَخْبَرَنَا عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ الْكَلِمَاتِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهَا تَصْعَدُ حَتَّى فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ " فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وقَالَ عَوْنٌ: " مَا تَرَكْتُهَا مُنْذُ سَمِعْتُهَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ " (1) 5723 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،   =دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري في"الأدب المفرد" (41) عن عبد الله بن يزيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه الترمذي (1903) ، وابنُ حبّان (430) من طريق عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، به. قال الترمذي: هذا إسناد صحيح، وقد روي لهذا الحديث عن ابن عمر من غير وجه. واخرجه مطولًا مسلم (2552) (11) ، والبيهقي في "السنن"، 4/180 من طريق أبي سعيد بن أبي أيوب، عن الوليد، به. وقد سلف برقم (5612) ، ومطولًا برقم (5653) . (1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، واسم أبي الزبير: محمد بن مسلم بن تدرس المكي. وقد سلف برقم (4627) ، وفيه أن الرجل قال ذلك في الصلاة. الحديث: 5722 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 15 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَانِ، وَدَمَانِ. فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ: فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ " (1)   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان الجوهري اللؤلؤي. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/173 (ترتيب السندي) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (820) ، وابنُ ماجه (3218) و (3314) ، وابنُ حبان في"المجروحين" 3/58، والدارقطني في "السنن" 4/271، والبيهقي في"السنن"1/254 و9/257 و7/10 وفي "المعرفة" (18853) ، والبغوي في "شرح السنة" (2803) من طرق، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، بهذا الِإسناد. ورمز له السيوطي في"الجامع الصغير"أنه عند الحاكم في"المستدرك"، ولم نجده في المطبوع منه. وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل"1/388، والبيهقي في "السنن"4/251 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرحمن وعبد الله وأسامة بني زيد بن أسلم، والدارقطني في "السنن" 4/271-272 من طريق مطرف بن عبد الله المدني، عن عبد الله بن زيد، ثلاثتهم عن أبيهم زيد بن أسلم، به، مرفوعاً. وهذا إسناد حسن، عبد الله بن زيد: وثَّقه أحمد وعلي ابن المديني، وضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي. وأخرجه ابنُ عدي في"الكامل" 4/1503 من طريق يحيى بن حسان، عن عبد الله بن زيد وسليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، به، مرفوعاً. وقال: وهذا يدور رفعه على الِإخوة الثلاثة عبد الله بن زيد، وعبد الرحمن بن زيد أخيه، وأسامة أخيهما، وإما ابنُ وهب فإنه يرويه عن سليمان بن بلال موقوفاً. قلنا: أخرجه من طريق ابن وهب الموقوف البيهقي في"السنن"1/254، وقال: لهذا إسناد صحيح، وهو في معنى المسند، وقد رفعه أولاد زيد عن أبيهم.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 16 5724 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنَّمَا تَصُفُّونَ بِصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ وَحَاذُوا بَيْنَ الْمَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ، وَلِينُوا فِي أَيْدِي إِخْوَانِكُمْ، وَلَا تَذَرُوا فُرُجَاتٍ لِلشَّيْطَانِ (1) ، وَمَنْ وَصَلَ صَفًّا، وَصَلَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " (2)   =ثم قال البيهقي: وأولاد زيد لهؤلاء كلهم ضعفاء، جرحهم يحيى بن معين، وكان أحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني يوثقان عبد الله بن زيد، إلا أن الصحيح من هذا الحديث هو الأول. قلنا: يعني الموقوف، وقال في 7/10 بعد ذكر الرواية المرفوعة: كذلك رواه عبد الرحمن وأخواه عن أبيهم، ورواه غيرهم عنه موقوفاً عن ابن عمر، وهو الصحيح. وقد تعقبه ابن التركماني في"الجوهر النقي"، فقال: إذا كان عبد الله ثقة على قولهما دخل حديثه فيما رفعه الثقة ووقفه غيره، لا سيما وقد تابعه على ذلك أخواه، فعلى هذا لا نسلًم أن الصحيح هو الأول. قلنا: وهذا ليس خلافاً، فقد قال ابن القيم في"زاد المعاد"3/392: هذا حديث حسن، وهذا الموقوف في حكم المرفوع، لأن قول الصحابي: أحل لنا كذا، وحرم علينا، ينصرف إلى إحلال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتحريمه. قوله: "أحلت لنا" وقع في نسخة السندي: "أحلت لي"، قال السندي: هكذا في أصلنا، وفي بعض النسخ "لنا"، والكل صحيح، أما "لي" فلكونه الأصل، والناس اتباعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واما "لنا" فلإِرادة الأمة معه لعموم الحكم. (1) في (ظ 14) : الشياطين. وفي (م) و (ظ 1) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: للشيطان. وفي (ق) : الشيطان. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير كثير بن مرة- وهو أبو= الحديث: 5724 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 17 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =شجرة، ويقال: أبو القاسم الحضرمي الحمصي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. هارون بن معروف: هو المروزي، وعبد الله بن وهب: هو المصري، ومعاوية بن صالح: هو ابن حُدير الحضرمي، وأبو الزاهرية: هو حُذيربن كُرَيب الحضرمي. وأخرجه أبو داود (666) ، ومن طريقه البيهقي في"السنن"3/101 من طريق عيسى بن إبراهيم الغافقي، عن ابن وهب، بهذا الِإسناد. وقال أبو داود لم يقل عيسى: بأيدي إخوانكم. وأخرجه أبو داود (666) ، ومن طريقه البيهقي في"السنن"3/101 من طريق الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، مرسلا. وقوله:"من وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله": أخرجه النسائي في"المجتبى"2/93، وابنُ خزيمة (1549) ، والحاكم 1/213 من طريقين عن ابن وهب، به. وقال الحاكم: لهذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: كثير بن مرة لم يخرج له مسلم، وروى له البخاري في"القراءة خلف الِإمام". وفي الباب:"عن أبي هريرة عند البخاري (722) ، ومسلم (435) ، سيرد 2/234. وعن أنس عند البخاري (719) ، ومسلم (433) ، سيرد 3/177. وعن أبي مسعود البدري عند مسلم (432) ، سيرد 4/122. وعن النعمان بن بشير عند البخاري (717) ، ومسلم (436) ، سيرد 4/272. وعن جابر بن سَمُرَة عند مسلم (430) ، سيرد 5/101. وعن أبي سعيد الخدرقي، سيرد 3/3. وقوله: " لينوا في أيدي إخوانكم"، ذكر أبو داود معناه، فقال: إذا جاء رجلُ إلى= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 18 5725 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْذَنُوا لِلنِّسَاءِ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، تَفِلَاتٍ " (1) لَيْثٌ الَّذِي ذَكَرَ " تَفِلَاتٍ "   =الصف، فذهب يدخُلُ فيه، فينبغي أن يلِيْنَ له كل رجل منكبيه حتا يدخل في الصف. وقال الحافظ في"الفتح"2/211: وقد ورد الأمر بسد خلل الصف والترغيب فيه في أحاديث كثيرة، أجمعها حديثُ ابن عمر- يعني لهذا الحديث-. قوله:"فإنما تصفون بصفوف الملائكة"، قال السندي: أي اقتداء بهم، أي: فينبغي أن تكون صفوفكم كصفوفهم. "وسدوا الخلل": الظاهر أن المراد الفرجات بين الناس في الصفوف، وعلى هذا فقوله:"ولا تذروا فرجات للشيطان لما بمنزلة التأكيد، ويحتمل أن المراد نقصان الصفوف، إي: إذا رأيتم صفاً ناقصاً فأولاً أتموا ذلك النقصان. "ولينوا ... "حملوه على أنه ينبغي له إن لا يستصعب على من يدخل في الصف لسد فرجة، بل يتحرك له ويوسع عليه مكانه. قال المحقق ابن الهمام بعد ذكر هذا الحديث وغيره: وبهذا يعلم جهل من يستمسك عند دخول داخل بجنبه في الصف، ويظن أن فسحه له رياء بسبب إنه يتحرك لأجله، بل ذلك إعانة على الفضيلة، وإقامة لسد الفرجات المأمور بها في الصف. أنتهى. "ومن وصل"بأن كان فيه فرجة فسدها، أو نقصان فأتمه، والقطع أن يقعد بين الصفوف بلا صلاة، أو منع الداخل من الدخول في الفرجات مثلاً، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن في الشواهد. ليث- وهو ابن أبي سُلَيم-: ضعيف، وقد توبع، وإبراهيم بن مهاجر: هو ابن جابر البجلي، لين= الحديث: 5725 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 19 5726 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَجْلِسُ بَيْنَهُمَا مَرَّةً " (1)   =الحفظ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الوليد- وهو ابن ميمون العدني- فحديثه صحيح في سفيان الثوري، وإخرج له أصحاب السنن عدا ابن ماجه والبخاري تعليقاً. وأخرجه الطيالسي (1892) من طريق سلام، والطبراني في"الكبير" (13565) من طريق علي بن صالح، كلاهما عن إبراهيم بن مهاجر، بهذا الإسناد، دون قوله: "تفلات". وهذه اللفظة لها شاهد من حديث أبي هريرة عند أبي داود (565) ، والبغوي (860) . وآخر من حديث أبي هريرة أيضاً عند مسلم (444) (143) ، سيرد 2/304 بلفظ: "أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة". وثالث من حديث زيد بن خالد بإسناد حسن عند ابن حبان (2211) ، سيرد 5/192 و193 بلفظ: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات". ورابع من حديث زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود عند مسلم (443) (141) و (142) ، سيرد 6/363، بلفظ:"إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمسَّ طيباً ". وقوله:"تفلات"، قال البغوي في"شرح السنة"3/438: إي: تاركات للطيب، يريد: ليخرجن بمنزلة التفلات، والتفل: سوء الرائحة، يقال: امرأة تفلة: إذا لم تَطَيب. (1) حديث صحيح، عبد الله- وهو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري- وإن كان ضعيفاً، متابع. وقد سلف برقم (5657) . الحديث: 5726 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 20 5727 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كَسَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبْطِيَّةً، وَكَسَا أُسَامَةَ حُلَّةً سِيَرَاءَ قَالَ: فَنَظَرَ فَرَآنِي قَدْ (1) أَسْبَلْتُ، فَجَاءَ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِي وَقَالَ: " يَا ابْنَ عُمَرَ، كُلُّ شَيْءٍ مَسَّ الْأَرْضَ (2) مِنَ الثِّيَابِ فَفِي النَّارِ " قَالَ: فَرَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَتَّزِرُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ (3) 5728 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (4) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ يَخْطُبُ: " الْيَدُ   (1) لفظ: "قد" ليس في (ظ 14) . (2) في (ظ 14) : مسَّ من الأرض، وضبب فوق"من". (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عقيل، وقد سلف الكلامُ فيه في الرواية رقم (5693) ، وبقية رجال الِإسناد ثقات، عبد الله بن الوليد: هو ابن ميمون العدني، وقد توبع، وسفيان: هو الثوري. وقد سلف برقم (س 569) . قال السندي: قوله:- يتزرُ إلى نصف الساق: هكذا هو المشهور في كتب الحديث، وقال أهل الغريب: والصواب: يأتزر، لأن الهمزة لا تدغم في التاء في باب الافتعال. (4) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر زيادة:"بن عمر". الحديث: 5727 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 21 الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، الْيَدُ الْعُلْيَا الْمُعْطِيَةُ، وَالْيَدُ السُّفْلَى يَدُ السَّائِلِ " (1) 5729 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ (2) الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُمَثِّلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مَالَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، ثُمَّ يَلْزَمُهُ يُطَوِّقُهُ (3) يَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ، أَنَا كَنْزُكَ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (1429) ، والدارمي 1/389، والبيهقي 4/197-198 من طريقين عن حماد بن زيد، به. وقد سلف برقم (5344) ، وانظر (4474) . (2) لفظ:"إن"ليس في (ظ 14) . (3) في هامش (س) و (ص) و (ظ 1) : يلزمه بطوقه. خ. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة: هو الماجشون، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابنُ خزيمة (2257) من طريق يحيى بن عباد الضبعي، وأسد بن موسى، كلاهما عن عبد العزيز، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (6209) و (6448) . وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3577) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. قوله:"يمثل الله "، قال السندي: من التمثيل، أي: يصور.= الحديث: 5729 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 22 5730 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، فَمَاتَ وَهُوَ مُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ " (1)   ="له": أي لتعذيبه. " شجاعاً " بضم الشين وكسرها وبالتخفيف، الحية الذكر، وقيل: الحية مطلقاً، وقيل: هو الحية التي تواثب الراجل والفارس، ويقوم على ذنبه، وربما يبلغ رأس الفارس، ويكون في الصحارى، وهو مفعول ثان لتضمين التمثيل معنى الجعل أو التصيير، أو حال. "أقرع" الذي لا شعر على رأسه لكثرة سمه وطول عمره. "له زبيبتان" قيل: هنا نكتتان سوداوان فوق العينين، أو نكتتان يكتنفان فاها، أو زبدتان في شدقيها، أو نابان، أقوال، قيل: وهو أوحش الحيات. "يلزمه": من اللزوم أو الِإلزام على بناء المفعول، أي: يجعل لازماً له. "يطوقه": بالتشديد على بناء المفعول، أي: يجعل له طوقاً في عنقه. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وهو في"الأشربة" للمصنف (26) . وأخرجه مسلم (2003) (73) ، وأبو داود (3679) ، والترمذي (1861) ، وأبو عوانة 5/270-271، وابن حبان (5366) ، والدارقطني 4/448، والبيهقي في "السنن" 8/288و293، وفي "الشعب" (5572) ، والبغوي في"شرح السنة" (3013) من طرق، عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. والشطر الثاني منه، وهو قوله: "من شرب الخمر ... الخ"، أخرجه النسائي في= الحديث: 5730 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 23 5731 - وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1) 5732 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، وَفِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ، لَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ صَلَاةً مَادَامَ عَلَيْهِ "، قَالَ: ثُمَّ أَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ   ="الكبرى" (5183) و (5184) ، وفي"المجتبى" 8/318 من طريقي ابن المبارك ويحيى بن درست كلاهما عن حماد بن زيد، به. وقد سلف برقم (4690) . وأما الشطر الأول، فسيتكرر وحده بعد هذا الحديث بالِإسناد نفسه. (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (5092) و (5093) و (5094) ، وفي"المجتبى" 8/296-297، والطحاوي 4/216، وأبو عوانة 5/272، من طريق حماد، بهذا الِإسناد. ونقل النسائي عن الِإمام أحمد تصحيحه للحديث. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (5095) ، وفي"المجتبى"8/297، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" 4/216، والدارقطني 4/248 من طريق ابن جريج، عن أيوب، به. وأخرجه الطحاوي 4/216، من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد موقوفاً. وانظر ما قبله، وما سلف برقم (4645) . الحديث: 5731 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 24 فِي (1) أُذُنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " صُمَّتَا إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُهُ يَقُولُهُ " (2)   (1) لفظ: "في" ليس في (ظ 14) . (2) إسناده ضعيف جداً، بقية بن الوليد الحمصي يدلس تدليس التسوية وهو شر أنواعه، وعثمان بن زفر- وهو الجهني- مجهول الحال، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"على عادته في توثيق المجاهيل، وهاشم، قال الحسيني: لا أعرفه، وأقره الحافظ في"التعجيل"، فهو مجهول الحال والعين، وقد سُمًي في بعض الطرق هاشم الأوقص، فإن كان هو، فغير ثقة كما قال البخاري فيما نقله عنه ابن عدي في "الكامل"7/2576، ثم إن في الِإسناد اضطراباً كما سيأتي في التخريج. وأخرجه عبد بن حميد في"المنتخب" (849) عن الأسود بن عامر، بهذا الِإسناد. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد" 10/292، وقال: رواه أحمد من طريق هاشم، عن ابن عمر، وهاشم لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على أن بقية مدلس. وأخرجه البيهقي في"الشعب" (6114) من طريق سعيد بن يزيد بن عقبة، حدثنا بقية بن الوليد، حدثني يزيد بن عبد الله الجهني، عن هاشم الأوقص، عن ابن عمر، مرفوعاً. وقال البيهقي: تفرد به بقية بإسناده هذا، وهو إسناد ضعيف. قلنا: يزيد بن عبد الله الجهني، مجهول، وقال الذهبي في ترجمته في"الميزان" 4/431:لايصح خبره. وأخرجه الخطيب في"تاريخ بغداد"14/21 من طريق هارون بن أبي هارون العبدي، عن بقية بن الوليد، عن مسلمة الجهني، عن هاشم الأوقص، عن ابن عمر، مرفوعاً. وأخرجه الخطيب أيضاً في"تاريخه"14/21 من طريق أحمد بن الفرج الحمصي، عن بقية، عن يزيد بن عبد الله الجهني، عن أبي جعونة، عن هاشم الأوقص، عن ابن عمر مرفوعاً.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 25 5733 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَهِيِّ قَالَ شَرِيكٌ: أُرَاهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ " (1) 5734 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا هُرَيْمٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ تُحْمَلُ مَعَهُ الْعَنَزَةُ فِي   =وأخرجه الخطيب في"تاريخه"14/21 من طريق مؤمل بن الفضل، عن بقية بن الوليد، عن جعونة، عن هاشم الأوقص، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً. وهذه أسانيد مظلمة، فيها من لم نجد له ترجمة، وقال الذهبي في"المقتنى" في ترجمة أبي جعونة (1142) : لم يصح خبره. وأخرجه ابنُ حبان في"المجروحين"2/37-38 من طريق عبد الله بن أيوب بن أبي علاج الموصلي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. وعبد الله بن أيوب متهم بالوضع، كذاب، مع أنه من كبار الصالحين، وقد أورد حديثه الذهبي فى "الميزان" 2/394 من طريق ابن حبان، ثم قال: وهذا كذب. ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/325 عن أبي طالب، قال: سألت أبا عبد الله عن هذا الحديث، فقال: ليس بشيء، ليس له إسناد. قوله:"وفيه درهم حرام"، قال السندي: أي: وفي مجموع العشرة أو في ذلك الثمن، ولهذا ذكّر ضمير "فيه"، والحديث يدل على تعيين الثمن بالأداء أو بالِإشارة إليه عند العقد، وأنه يحرم استعمال البيع إذا لم يكن ثمنه حلالًا، وأن القليل من الحرام يغلب على الكثير من الحلال. صُمَّتا بضم مهملة وتشديد ميم، أي: كفّتا عن السماع. (1) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف، شريك النخعي، سيىء الحفظ. وقد سلف برقم (5660) . الحديث: 5733 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 26 الْعِيدَيْنِ فِي أَسْفَارِهِ، فَتُرْكَزُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا " (1) 5735 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ وَاحِدَةً فَتِلْكَ وَظِيفَةُ الْوُضُوءِ الَّتِي (2) لَا بُدَّ مِنْهَا، وَمَنْ تَوَضَّأَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُ كِفْلَيْنِ (3) ، وَمَنْ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا فَذَلِكَ وُضُوئِي، وَوُضُوءُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسود بن عامر: هو الملقب بشاذان، وهريم: هو ابن سفيان البجلي. وقد سلف مختصراً برقم (4614) . والعنزة، بفتح النون والزاي، قال ابن الأثير: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئاً، وفيها سنان مثل سنان الرمح، والعكازة قريب منها. (2) في (ظ 14) : الذي. (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: كفلان. وانظر تعليق السندي الآتي. (4) إسناده ضعيف لضعف أبي إسرائيل، وهو إسماعيل بن خليفة الملائي، وزيد العَمَي، وهو ابنُ الحواري. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود بن عامر: هو الملقب بشاذان، ونافع: هو مهلى ابن عمر. وأخرجه الدارقطني 1/81 من طريق الِإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"1/230، وقال: رواه أحمد، وفيه زيد العَمّي، وهو ضعيف، وقد وُثًق، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: زيد العمي ضعيف، ولم بوثق، وإسماعيل بن خليفة لم يرو له الشيخان، ولا أحدهما، وهو ضعيف، لم يُصحح أحد من الأئمة حديثه. وأخرجه بنحوه الطيالسي (1924) ، والدارقطني 1/80، والبيهقي 10/80- 81= الحديث: 5735 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 27 5736 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ (2) ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ   =من طريق سَلام بن سليم الطويل، وابنُ ماجه (419) من طريق عبد الرحيم بن زيد، كلاهما عن زيد العَمي، عن معاوية بن قُرة، عن ابن عمر، مرفوعاً. وسَلام بن سُلَيم الطويل، وعبدُ الرحيم بن زيد، كلاهما متروك. ومعاويةُ بن قرة لم يلق ابن عمر، وذكر ذلك الحافظ في"التلخيص"1/82. وأخرجه ابنُ ماجه (420) من طريق عبد الله بن عرادة الشيباني، عن زيد بن الحواري، عن معاوية بن قُزة، عن عُبيد بن عمير، عن أبي بن كعب، وهذه الرواية وإن كانت متصلة، ففي إسنادها عبد الله بن عرادة، وهو متروك، وزيد بن الحواري - وهو العمي - وهو ضعيف، مع أن المحفوظ رواية معاوية بن قرة، عن ابن عمر، المنقطعة، ذكر فلك الحافظ في"التلخيص"1/82. وأخرجه بنحوه الدارقطني 1/80، والبيهقي 1/80 من طريق المسيب بن واضح، عن حفص بن ميسرة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، مرفوعاً. قال البيهقي: هذا الحديث من هذا الوجه ينفرد به المسيب بن واضح، وليس بالقوي، وقال الدارقطني: المسيب ضعيف، وانظر (4534) . قال السندي: قوله: واحدة، أي: مرة واحدة، والمراد أنه غسل أعضاءه مرة مرة. التي: صفة الوظيفة. فله كفلين: الظاهر كفلان، أي: أجران ونصيبان من الأجر، فلعل النصب بتقدير: فيجزي الله له أجرين. وضوئي: أي الذي أعتاده، أي: فهو أكمل، والحديث يدل على عدم خصوص الوضوء بهذه الأمة، والله تعالى أعلم. (1) من هذا الحديث إلى الحديث (5743) خالفت نسخة (ظ 14) في الترتيب، فجاءت هذه الأحاديث فيها بعد الحديث رقم (5883) . (2) جاء في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر قبل= الحديث: 5736 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 28 مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلَا يَحْلِفْ إِلَّا بِاللهِ "، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا قَالَ: " فَلَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ " (1) 5737 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا طَافَ الطَّوَافَ الْأَوَّلَ، خَبَّ (2) ثَلَاثًا، وَمَشَى أَرْبَعًا، وَكَانَ يَسْعَى بِبَطْنِ الْمَسِيلِ إِذَا طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " (3)   =عبارة: حدثنا علي بن بحر، عبارة: حدثنا حسين بن محمد، ولم ترد هذه العبارة في (ظ 14) ، ولا في"أطراف المسند"3/427، وهو الصواب، لآن شيخ أحمد في هذا الحديث هو علي بن بحر، لا حسين بن محمد. (1) إسناده قوي. صالح بن قدامة، روى عنه جمع، وقال النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال الذهبي في"الكاشف".: صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن بحر: وهو ابن بري القطان، فقد علق له البخاري، وروى له أبو داود والترمذي، وهوثقة، وثقه جمع، وقال ابن حبان: كان من أقران أحمد بن حنبل رحمه الله في الفضل والصلاح. وقد سلف برقم (4703) ، وانظر (4523) . (2) في (ص) و (م) : خَبًه. (3) إسناده صحيح، رجاله رجاله ثقات رجال الشيخين، غير علي بن بحر- وهو ابن= الحديث: 5737 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 29 5738 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ قِبَلِ حَضْرَمَوْتَ تَحْشُرُ النَّاسَ ". قَالَ: قُلْنَا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (1) 5739 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَلْمَانَ قَالَ:   =بري القطان- فقد روى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة. عيسى بن يونس: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (1644) عن محمد بن عبيد بن ميمون، والبيهقي في "السنن"5/94 من طريق إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن عيسى بن يونس، بهذا الِإسناد، وفيه زيادة: فقلت لنافع: أكان عبد الله يمشي إذا بلغ الركن اليماني؟ قال: لا، إلا أن يزاحم على الركن، فإنه كان لا يدعه حتى يستلمه. والقائل: فقلت لنافع هو: عبيد الله بن عمر العمري. وأخرجه مسلم (1261) (230) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بن عمر، به. وقد سلف برقم (4618) . قوله: إذا طاف الطواف الأول، قال السندي: أي: بعد دخول مكة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق- وهو السَّيْلَحيني- فمن رجال مسلم. أبان بن يزيد: هو العطار، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وقد سلف برقم (4536) . الحديث: 5738 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 30 قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " حَفِظْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ صَلَوَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ صَلَاةِ (1) الْعِشَاءِ " (2) 5740 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا خُسِفَ بِهِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ " (3)   (1) لفظ:"صلاة"من (ص) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، المغيرة بن سَلْمان: هو الخزاعي، روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في"الثقات"، ووثقه الذهبي في"الكاشف"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، روح: هو ابن عبادة، ابن عون: هو عبد الله البصري، محمد: هو ابن سيرين. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (390) ، وأبو يعلى (5776) من طريقين، عن ابن عون بهذا الِإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/202 من طريق محمد بن سيرين، به. وقد سلف برقم (5127) ، وسيأتي برقم (3708) ، وانظر (4506) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (2454) ، ومن طريقه البغوىِ (2166) عن مسلم بن إبراهيم، والبخاري (3196) عن بشر بن محمد المروزي، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الِإسناد.= الحديث: 5740 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 31 5741 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ حُنَيْنٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ " رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ مَذْهَبًا مُوَاجِهًا لِلْقِبْلَةِ " (2) 5742 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَمَقْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً " يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، وَالرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ " (3)   = وقد سلف بنحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3767) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. قوله:"خسف به إلى سبع أرضين"، قال السندي: قد صح أنه يطوقه من سبع أرضين، فيحتمل أنه سمي خسفاً لأنه إذا طوق تكون الأرض عالمِاً فوقه، ويكون الرجل تحته، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ 14) : قال فليح. وأثبت فوقها علامة الصحة. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عن هذا الإسناد بالرواية رقم (5715) . موسى بن داود: هو الضبي. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبد الله بن الزبير: هو أبو أحمد الزبيري، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الِإتقان، للزومه اياه، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وقد سلف برقم (4763) . الحديث: 5741 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 32 5743 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنِ اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوهُ (1) فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ، وَمَنِ اسْتَجَارَكُمْ فَأَجِيرُوهُ " (2) (3) 5744 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا فِئَةُ كُلِّ مُسْلِمٍ " (4)   (1) لفظ: "ما تكافئوه" لم يرد في (س) ولا (ص) ولا (ظ 14) ، وكتب في هامش الأوليين منها. (2) إلى هنا ينتهي ما خالفت فيه (ظ 14) بقية النسخ في ترتيب الأحاديث. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سريج- وهو ابن النعمان الجوهري- فمن رجال البخاري. وأخرجه الحاكم في"المستدرك"2/63-64، والبيهقي في"الآداب" (235) من طريق سريج بن النعمان، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقد سلف برقم (5365) . (4) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد- وهو مولى الهاشميين-. وسفيان بن عيينة من شيوخ أحمد، لكن روى عنه هنا بواسطة حسين بن محمد- وهو ابن بهرام المروذي- وهي من رواية الأقران عن بعضهم. ابن أبي ليلى: هوعبد الرحمن.= الحديث: 5743 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 33 5745 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ (1) بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ تُجَاهَ الْقِبْلَةِ، فَإِنَّ تُجَاهَهُ الرَّحْمَنُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ شِمَالِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى " (2) 5746 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي يُونُسَ حَاتِمِ بْنِ مُسْلِمٍ، سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِنًى عَلَيْهَا دِرْعُ حَرِيرٍ (3) ، فَقَالَتْ: مَا تَقُولُ فِي الْحَرِيرِ؟ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ " (4)   = وأخرجه الحميدي (687) عن سفيان بن عيينة، والترمذي (1716) عن ابن أبي عمر العدني، عن سفيان بن عيينة، بهذا الِإسناد. والحديث عندهما مطول نحو الحديثين (5752) و (5895) . وقال الترمذي: هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد. وقد سلف مختصراً برقم (5220) ، ومطولًا برقم (5384) . (1) في (م) : أبو معاوية. وهو خطأ. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف ليث بن أبي سليم، لكن تابعه على معنى حديثه ابن أبي رواد فيما سلف برقم (4908) ، وانظر أيضاً (4509) . معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، ثقة من رجال الشيخين، وكذا زائدة- وهو ابن قدامة-. (3) في هامش (ص) : درع من حرير، وزيدت"من"في هامش (ظ 1) . (4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي راويه عن ابن عمر، وبقية= الحديث: 5745 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 34 5747 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (1) ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ يَعْنِي ابْنَ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَلَّى عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ " (2)   =رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وشعبة: هو ابن الحجاج، وأبو يونس حاتم بن مسلم: هو أبو صغيرة البصري. وأخرجه النسائي في"المجتبى"8/201 عن إبراهيم بن يعقوب- وهو ابن إسحاق الجوزجاني- عن أبي النعمان- وهو عارم محمد بن الفضل السدوسي، عن الصعْق بن حزن، عن قتادة- وهو ابن دعامة السدوسي-، عن علي البارقي- وهو ابن عبد الله الآزدي قال: أتتني امرأة تستفتيني، فقلت لها: هذا ابن عمر، فاتبعته تسأله، واتَبعتها أسمع ما يقول، قالت: أفتني في الحرير، قال: نهى عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، فمن رجال أبي داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. قلنا: والنهي عن ليس الحرير خاص بالرجال عند عامة أهل العلم، انظر"شرح مشكل الاَثار" 12/308-328، و"شرح مسلم" للنووي 13/33 و44. وانظر (4713) . (1) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) زيادة: بن محمد. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة، وهو اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي. وأخرجه الطَرَسوسي (64) من طريق أحمد بن يونس، عن أيوب بن عتبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (323) من طريق عبيد الله بن موسى، عن عيسى الحناط، عن نافع، عن ابن عمر، قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كنيفه مستقبل القبلة.= الحديث: 5747 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 35 5748 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْطِي عُمَرَ الْعَطَاءَ فَيَقُولُ لَهُ عُمَرُ: أَعْطِهِ يَا رَسُولَ اللهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ، أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ، وَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ، وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ، وَلَا سَائِلٍ، فَخُذْهُ وَمَا لَا، فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ " قَالَ سَالِمٌ: فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وَلَا يَرُدُّ شَيْئًا (1)   =قال عيسى: فقلت ذلك للشعبي، فقال: صدق ابنُ عمر، وصدق أبو هريرة. أما قول أبي هريرة، فقال: في الصحراء لا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، وأما قول ابن عمر، فإن الكنيف ليس فيه قبلة، استقبل فيه حيث شئت. قلنا: عيسى الحناط ضعيف. وقد سلف برقم (5715) . وانظر (4606) و (4991) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين- وهو ابن سعد المصري-، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، يحيى بن غيلان: هو أبو الفضل البغدادي، عمرو بن الحارث: هو المصرىِ، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر. ، أخرجه مسلم (1045) (111) ، وابن خزيمة (2366) ، والبيهقي في"السنن" 6/184، وابن عبد البر في"التمهيد"، 5/84 من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، بهذا الِإسناد. والحديث هو حديث عمر، وقد سلف في"مسنده"برقم (136) و (137) ، وهو هنا مرسل صحابي.= الحديث: 5748 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 36 5749 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّعْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، مِثْلَ ذَلِكَ (1) 5750 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثِ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ مَا تَقُولُ فِي الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ: تَأْخُذُ إِنْ حَدَّثْتُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مِنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ قَصَرَ الصَّلَاةَ، وَلَمْ يَصُمْ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهَا " (2)   = قوله:"وأنت غير مشرف"، قال السندي: أي: غير طامع. "فلا تتبعه": من أتبع المخفف، أي: فلا تجعل نفسك تابعة له. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين- وهو ابن سعد المصري-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يحيى بن غيلان: هو أبو الفضل البغدادي، وعمرو بن الحارث: هو المصري، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وفي هذا الإسناد أربعة من الصحابة: السائب بن يزيد، وحُويطب بن عبد العُزًى، وعبد الله بن السعدي، وعمر بن الخطاب، رضي الله عنهم. وقد سلف في مسند عمر برقم (100) . (2) إسناده ضعيف، فيه الحارث بن عبيد أبو قدامة الإيادي وبشرُ بن حرب، وفيهما ضعف. يونس بن محمد: هو المؤدب. وأخرجه الطيالسي (1863) عن أبي عمر العبدي، عن بشر بن حرب أبي عمرو= الحديث: 5749 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 37 5751 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ سُهَيْلٍ (1) أَوْ سُهَيْلُ (2) بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِيثَرَةِ، وَالْقَسِّيَّةِ، وَحَلْقَةِ الذَّهَبِ، وَالْمُفْدَمِ (3) " قَالَ يَزِيدُ: " وَالْمِيثَرَةُ: جُلُودُ السِّبَاعِ، وَالْقَسِّيَّةُ: ثِيَابٌ مُضَلَّعَةٌ مِنْ إِبْرَيْسَمٍ يُجَاءُ بِهَا مِنْ مِصْرَ، وَالْمُفْدَمُ: الْمُشَبَّعُ بِالْعُصْفُرِ " (4)   =النَّدبي، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق بشر بن حرب (6063) ، ونحوه من طريق آخر عن ابن عمر برقم (5042) . وانظر ما سلف برقم (4704) و (5392) . قوله:"ولم يصم"، قال السندي: قد جاء أنه صام في السفر، فكأنه ذكر بيان المعتاد، والله تعالى أعلم. (1) جاء في هامش (ظ 1) ما نصه: هكذا الصواب: الحسن بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف. أ. هـ. من"أطراف المزي". (2) جاء في هامش (س) و (ظ 1) : أو أبو سهيل. خ. وانظر التعليق السابق. (3) شكلت في (س) و (ظ 1) : والمفدَّم. (4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد- وهو القرشي الهاشمي والحسن بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف لم يرو عنه إلا يزيد بن أبي زياد، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال ابن معين: مشهور. ويزيد بن عطاء: هو اليشكري الواسطي، لين الحديث. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي. وقوله: نهى عن المِيْثَرة: أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3248) من طريق عبد الله بن إدريس، عن يزيد بن أبي زياد، به.= الحديث: 5751 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 38 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وقوله: نهى عن حلقة الذهب: أخرجه ابن ماجه (3643) من طريق علي بن مسهر، عن يزيد بن أبي زياد، به. وأنظر (4677) . وقوله: نهى عن المفدم: أخرجه أبن أبي شيبة 8/370، وابن ماجه (3601) ، من طريق علي بن مسهر، عن يزيد بن أبي زياد، به. وأورده بتمامه الهيثمي في"مجمع الزوائد"5/145، وقال: روى منه ابن ماجه النهي عن المقدم وحلقة الذهب، رواه أحمد، وفيه يزيد بن عطاء اليشكري، وهو ضعيف. قلنا: يزيد بن عطاء متابع كما هو في التخريج. وقول يزيد: والميثرة ... الخ، هو من كلام الحسن بن سهيل، رواه عنه يزيد، وقد علقه البخارىِ بصيغة الجزم فىِ باب لبس القسي عن جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، في حديثه. قال الحافظ في"الفتح"10/293: وصله إبراهيم الحربي في"غريب الحديث"له عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير بن عبد الحميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن الحسن بن سهيل، قال ... وقول البخاري: عن يزيد في حديثه، يريد أنه ليس من قول يزيد، بل من روايته عن غيره. والنهي عن الميثرة والقسي: له شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (601) و (722) . وآخر من حديث البراء بن عازب عند البخاري (5863) ، ومسلم (2066) ، سيرد 4/284. وثالث من حديث المقدام بن معد يكرب، سيئ 4/132. والنهي عن حلقة الذهب: سلف نحوه من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3582) ، وذكرنا هناك شواهده.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 39 5752 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الطَّحَّانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقِينَا الْعَدُوَّ فَحَاصَ الْمُسْلِمُونَ حَيْصَةً، فَكُنْتُ فِيمَنْ حَاصَ، فَدَخَلْنَا الْمَدِينَةَ قَالَ: فَتَعَرَّضْنَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   =والنهي عن المُفدم: سيأتي نحوه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6513) ، بإسناد صحيح. قال السندي: قوله: عن الميثرة: بكسر الميم، وسكون ياء، وفتح المثلثة، أي: عن الجلوس عليها. والقَسية: بفتح القاف وتشديد السين، والياء للنسبة، أي: الثياب القَسًية. وحلقة الذهب: أىِ: خاتم الذهب. قوله [في الميثرة، هي] جلود السباع: لأن الجلوس عليها من دأب الجبابرة، وعمل المترفين، وقد جاء تفسير الميثرة بغير هذا أيضاً، والله تعالى أعلم. قلنا: قد أنكر النووي أن تفَسر الميثرة بجلود السباع، وقال- فيما نقله عنه الحافظ في"الفتح"10/293- هو تفسير باطل، مخالف لما أطبق عليه أهل الحديث. وقد فسًرها ابن الأثير في"النهاية"بقوله: "الميثرة": بالكسر: مفعلة من الوثارة، يقال: وَثُر وثارة فهو وثير، أي: وطيء لين، وأصلها: مِوْثرة، فقلبت الواو ياء لكسرة الميم، وهي من مراكب العجم، تعمل من حرير أو ديباج. وجاء تفسيرها من كلام علي رضي الله عنه- كما في حديثه السالف برقم (1124) - بأنها شيء كان يصنعه النساء لبعولتهن على رحالهن، ونقله البخاري وذكر اُنه أصح في تفسير الميثرة من تفسير يزيد بأنها جلود السباع، وهذا يؤيد ما ذهب اليه النووي. الحديث: 5752 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 40 حِينَ خَرَجَ لِلصَّلَاةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نَحْنُ الْفَرَّارُونَ قَالَ: " بَلْ أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ (1) إِنِّي فِئَةٌ لَكُمْ " (2) 5753 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ جُبَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا بِامْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ " فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ، وَالصِّبْيَانِ " (3) 5754 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُمَيْرَةَ:   (1) في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لا، بل أنتم العكارون. (2) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو مولى الهاشميين، خالد الطحان: هو خالد بن عبد الله الواسطي. وأخرجه سعيد بن منصور في"سننه" (2539) عن خالد الطحان، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5384) . قوله:"فحاص المسلمون"، قال السندي: بحاء وصاد مهملتين، أي: جالوا جولة يطلبون الفرار، والمحيص المهرب، ويروى بجيم وضاد معجمة، أي: فروا، يقال: جاض عن الحق: عدل. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف سليمان بن قَرْم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13416) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4739) . الحديث: 5753 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 41 أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، رَأَى رَأْسًا فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا جَاءَهُ مَنْ يُرِيدُ قَتْلَهُ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ ابْنَيْ آدَمَ (1) الْقَاتِلُ فِي النَّارِ، وَالْمَقْتُولُ فِي الْجَنَّةِ " (2) 5755 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ الْقَاصُّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ، فَلْيَقْرَأْ: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ "، - وَحَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: - " وَسُورَةَ هُودٍ " (3) 5756 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) في (ق) و (ظ 1) و (م) وهامش (س) : ابن آدم. (2) إسناده ضعيف، علته عبد الرحمن بن شميرة، وقد سلف الكلام فيه في الرواية رقم (5708) . وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. إسماعيل بن عمر: هو الواسطي، وسفيان: هو الثوري، وعون بن أبي جحيفة: هو السوائي وقد سلف برقم (5708) . قوله:"مثل ابن آدم"، قال السندي: في تمكين القاتل من نفسه، وقد اختلف فيه أهل العلم، وظاهر الحديث جوازه. (3) هو مكرر (4806) سنداً ومتناً. الحديث: 5755 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 42 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِالْبَطْحَاءِ، ثُمَّ هَجَعَ بِهَا هَجْعَةً، ثُمَّ دَخَلَ مَكَّةَ " فَكَانَ (1) ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ (2) 5757 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ،   (1) في (ق) و (ظ 1) و (ظ 14) وهامش (س) و (ص) : وكان. (2) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وأيوب: هو السختياني، وبكر بن عبد الله: هو المزني، والذي يقول: أيوب عن نافع هو حماد بن سلمة. وأخرجه أبو داود (2013) عن الامام أحمد، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (1768) من طريق خالد بن الحارث، عن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يصلي بها- يعني المحصب- الظهر والعصر،- أحسبه قال: والمغرب-، قال خالد: لا أشك في العشاء، وبهجع هجعة، ويذكر ذلك عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله:"لا أشك في العشاء"، قال الحافظ في"الفتح"3/592: يريدُ أنَه شك في ذكر المغرب، وقد رواه سفيانُ بن عيينة بغير شك في المغرب ولا غيرها عن أيوب، وعن عبيد الله بن عمر جميعاً، عن نافع، أن ابن عمر كان يُصلي بالآبطح الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم بهجع هجعةً. أخرجه الإسماعيلىِ، وهو عند أبي داود من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، عن بكربن عبد الله المزني، وعن أيوب، عن نافع، كلاهما عن ابن عمر.= الحديث: 5757 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 43 عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " سَافَرْنَا (1) مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ عُمَرَ فَلَمْ أَرَهُمَا يَزِيدَانِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، وَكُنَّا ضُلَّالًا، فَهَدَانَا اللهُ بِهِ، فَبِهِ نَقْتَدِي " (2) 5758 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ سَلْمَانَ، يُحَدِّثُ فِي بَيْتِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: " حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ سِوَى الْفَرِيضَةِ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ " (3) 5759 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ،   =قلنا: وهي أيضاً رواية أحمد هذه. وقد سلف برقم (4828) . (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : سافرت. (2) إسناده حسن من أجل مطر- وهو ابن طهمان الوراق-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. وقد سلف برقم (5698) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن المغيرة بن سَلْمان: هو الخُزاعي، روى له جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في"الكاشف"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، عفان: هو ابن مسلم الصفّار، أيوب: هو السختياني. وقد سلف برقم (5127) و (5739) ، وانظر (4506) . الحديث: 5758 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 44 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا، مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ: " مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوَتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (1) 5760 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَرْمُلُ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ، وَيُخْبِرُنَا " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ " قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَذَكَرُوا لِنَافِعٍ أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي مَا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ قَالَ: " مَا كَانَ يَمْشِي إِلَّا حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَسْتَلِمَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق العقيلي، فمن رجال مسلم. همام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (1398) ، وفي"المجتبى"3/232-233 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1421) عن محمد بن كثير، عن همام، به. وقد سلف برقم (4492) ، وانظر (5016) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سُلَيم بن أخضر البصري، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطحاوي 2/181 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1262) (234) ، وأبو داود (1891) ، والبيهقي 5/83 من= الحديث: 5760 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 45 5761 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، سَمِعْتُ نَافِعًا، يَزْعُمُ (1) أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ سَاوَمَتْ بِبَرِيرَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَتْ: إِنَّهُمْ أَبَوْا أَنْ يَبِيعُونِي إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " (2) 5762 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ الصَّلَاةَ (3) رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوعِ " (4)   =طريق أبي كامل الجحدري، عن سليم بن أخضر، به. وقد سلف برقم (4618) . (1) في هامش (س) : يرويه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. نافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4817) و (4855) . (3) في (ظ 14) : في الصلاة. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البيهقي في"السنن"2/70 من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، عن عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في"رفع اليدين" (52) و (53) ، والطحاوي في"شرح مشكل الاَثار" (5832) من طريقين، عن حماد بن سلمة، به، واشار البخاري إلى طريق حماد هذه في "صحيحه" بإثر الحديث (739) . وأخرجه البيهقي 2/70-71 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أيوب وموسى بن= الحديث: 5761 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 46 5763 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنِي أَبُو مَطَرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ، وَالصَّوَاعِقَ   =عقبة، عن نافع، به. وأخرجه البخاري (739) ، وأبو داود (741) ، والبيهقي 2/70 و136، والبغوي في "شرح السنة" (560) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به، وزاد فيه: وإذا قام من الركعتين رفع يديه. وأخرجه البخاري في "رفع اليدين" (80) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به، موقوفاً. ورجح رواية الوقف هذه أبو داود، لكن قال الدارقطني في"العلل"- كما ذكر الحافظ في"الفتح"2/222- بعدما حكى الاختلاف في وقفه ورفعه: والأشبه بالصواب قول عبد الأعلى. يعني مرفوعاً. وأخرجه بنحوه موقوفاً في الرفع عند ابتداء الصلاة وعند الرفع من الركوع: مالك في"الموطأ"،1/77، ومن طريقه الشافعي في"المسند"1/72-73 و73 (ترتيب السندي) ، والبخاري في"رفع اليدين" (73) ، وأبو داود (742) عن نافع، عن ابن عمر. وأخرجه عبد الرزاق (2520) ، ومن طريقه البخاري في"رفع اليدين" (40) عن ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً عليه، وزاد فيه الرفع حين يستوي قائماً من الركعتين. وأخرجه البخاري في"رفع اليدين"، (51) عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر موقوفاً أيضاً، وذكر فيه الرفع إذا قام من السجدتين، وعبد الله بن صالح- وهو كاتب الليث-: ضعيف لسوء حفظه. وسيأتي برقم (5843) من طريق عبد الله بن عمر العمري، و (6164) من طريق صالح بن كيسان، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، ورواية العمري مختصرة. وانظر ما سلف برقم (4540) . الحديث: 5763 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 47 قَالَ: " اللهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ " (1)   (1) إسناده ضعيف لضعف حجاج، وهو ابن أرطاة، ولجهالة حال أبي مطر، فقد ترجم له البخاري في"الكنى"، والمزي في"تهذيب الكمال"، والدولابي في "الكنى"، ولم يذكروا في الرواة عنه إلا حجاج بن أرطاة، ومسعراً. وقال الذهبي في "الميزان"4/574: لا يُدرى من هو. وقال الحافظ في"التقريب": مجهول. ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في"الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وعبد الواحد بن زياد: هو العبدي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البيهقي في"السنن"3/362 من طريق عفان- شيخ أحمد-، بهذا الِإسناد، وقد تحرف اسم أبي مطر في مطبوع البيهقي إلى: أبي مظفر. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/216، والبخاري في"الأدب المفرد" (721) ، والترمذي (3450) ، والنسائي في"الكبرى" (10764) - وهو في"عمل اليوم والليلة" (928) -، وأبو يعلى (5507) ، والدولابي في"الكنى"2/117، والطبراني في "الكبير" (13230) ، وابن السُنَي في"عمل اليوم والليلة" (304) ، من طرق، عن عبد الواحد، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من لهذا الوجه. وأخرجه الحاكم في"المستدرك"4/286 من طريق عفان، بهذا الإسناد، بإسقاط الحجاج بن أرطاة. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي ‍‍‍‍ وأخرجه بإسقاط الحجاج أيضاً النسائي في"الكبرى" (10763) - وهو في"عمل اليوم والليلة" (927) - من طريق سيار بن حاتم، عن عبد الواحد بن زياد، عن أبي مطر، به، بلفظ: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سمع الرعد والبروق، قال: " اللهم لا تقتلنا غضباً، ولا تقتلنا نقمة، وعافنا قبل ذلك". وقد أشار المزي إلى هذه الرواية في"تهذيب الكمال"34/298 في ترجمة أبي= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 48 5764 - حَدَّثَنَا (1) عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْجَرِّ، وَالدُّبَّاءِ " (2) 5765 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ: " إِنَّهَا لَا تَنْفِرُ " قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُ ابْنَ عمر يَقُولُ: " رَخَّصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُنَّ " (3)   =مطر، فقال: روى عنه الحجاج بن أرطاة، وعبد الواحد بن زياد فيما قيل، والصحيح عن عبد الواحد، عن الحجاج، عنه. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/214، عن وكيع، عن جعفر بن برقان، قال: بلغنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا سمع الرعد الشديد، قال: ... فذكر الحديث. وهذا إسناد معضل. قوله:"وعافنا قبل ذلك"، قال السندي: أي: قبل القتل والِإهلاك، والمراد: طلب العافية قبل العذاب، ليندفع به العذاب، أي: قدم العافية حتى لا يتحقق العذاب بها، وليس المراد أن نعافى قبل مجيء العذاب، وإذا جاء العذاب عذب، والله تعالى أعلم. (1) هذا الحديث (5764) ليس في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي، وعبد الله بن طاووس: هو ابن كيسان اليماني. وأخرجه مسلم (1997) (52) ، والنسائي في"المجتيى"8/305، وفي "الكبرى" (5135) ، وأبو عوانة 5/300 من طرق، عن وهيب، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4913) ، وانظر (4465) و (4914) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 5764 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 49 5766 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى الدَّعْوَةِ فَلْيُجِبْ، " أَوْ قَالَ: " فَلْيَأْتِهَا " قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُجِيبُ صَائِمًا وَمُفْطِرًا (1)   =وأخرجه البخاري (330) و (1760) ، والنسائي في"الكبرى" (4200) من طرف، عن وهيب، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4197) من طريق إبراهيم بن ميسرة، قال: سمعت طاووساً يحدث عن ابن عمر أنه كان يقول قريباً من سنتين (في المطبوع سنين، والمثبت من"الفتح"3/589) : لا تنفر حتى يكون آخر عهدها بالبيت، ثم قال ابن عمر بعد: تنفر، إنه رخص للنساء. وأخرج النسائي في"الكبرى" (4196) ، والترمذي (944) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: من حج فليكن آخرَ عهده بالبيت إلا الحُيَض رخص لهن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم. قلنا: ولهذا الحديث فيمن حاضت بعدما أفاضت، هل يجب عليها طواف الوداع أو يسقط؟ قال الحافظ في "الفتح"1/428: كان ابن عمر يُفتي بأنه يجب عليها أن تتأخر إلى أن تطهر من أجل طواف الوداع، ثم بلغته الرخصة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهن في تركه، فصار إليه، أو كان نسي ذلك فتذكره. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1757) ، ومسلم (1211) (128) و2/964، وسيرد 6/39. وعن ابن عباس عند البخاري (1758) ، ومسلم (1328) ، وقد سلف برقم (1990) . قوله:"إنها لا تنفر"، قال السندي: أي: الحائض لا تنفر قبل طواف الصدر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني،= الحديث: 5766 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 50 5767 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، وَيُقَالُ (1) لَهُمْ: " أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (2) 5768 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (3) 5769 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (4)   =ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (5367) ، وانظر (4712) . (1) في (س) وهامش (ص) : ويقول. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4475) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وهو متابع، أيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو يعلى (2642) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار"3/274، وفي "شرح مشكل الآثار" (220) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وقد سلف برقم (4616) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد: وهو ابن سلمة، وسهيل: هو ابن أبي صالح السمان، فمن رجال مسلم، وروى= الحديث: 5767 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 51 5770 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ الْقَزَعِ " قَالَ حَمَّادٌ: " تَفْسِيرُهُ أَنْ يُحْلَقَ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ، وَيُتْرَكَ مِنْهُ ذُؤَابَةٌ " (1) 5771 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، يُلَقِّنُنَا هُوَ " فِيمَا اسْتَطَعْتَ " (2) 5772 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مِصْرَ يَحُجُّ الْبَيْتَ قَالَ: فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا،   =البخاري لسهيل متابعة وتعليقاً. وسيأتي في مسند أبي هريرة 2/383، بهذا الِإسناد، وسيخرج هناك إن شاء الله تعالى. وانظر ما قبله. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البيهقي في"الشعب" (6482) من طريقين، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5615) ، وانظر (4473) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (5282) ، وانظر (4565) . الحديث: 5770 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 52 فَقَالَ: مَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ؟ فَقَالُوا: قُرَيْشٌ قَالَ: فَمَنِ الشَّيْخُ فِيهِمْ؟ قَالُوا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ (1) : يَا ابْنَ عُمَرَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ أَوْ أَنْشُدُكَ أَوْ نَشَدْتُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الْبَيْتِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَعْلَمُ أَنَّهُ غَابَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَتَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَكَبَّرَ الْمِصْرِيُّ (2) ، فَقَالَ (3) ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللهَ قَدْ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهَا مَرِضَتْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكَ أَجْرُ رَجُلٍ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمُهُ "، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ، بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَمَا ذَهَبَ عُثْمَانُ، فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ (4) وَقَالَ: " هَذِهِ لِعُثْمَانَ " قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَذَا الْآنَ مَعَكَ!! (5)   (1) في (ظ 14) : فقال. (2) كلمة:"المصري"ليست في (ص) ولا (ظ 14) . (3) في (ظ 14) : قال: فقال. (4) في (ق) و (ظ 1) و (م) وهامش (س) و (ص) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: يده على يده. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعثمان بن عبد الله بن موهب: هو التيمي، وقد ينسب إلى جده. وأخرجه مطولًا ومختصراً الطيالسي (1958) ، والبخاري (3698) و (3130) ،= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 53 5773 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آشْتَرِي الذَّهَبَ   =والترمذي (3706) من طرق، عن أبي عوانة، به. وقال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (4066) من طريق أبي حمزة، عن عثمان، به. وأخرجه بنحوه مختصراً أبو داود (2726) من طريق كليب بن وائل، عن هانىء بن قيس، عن حبيب بن أبي مليكة، عن ابن عمر، به. وأخرجه مختصراً الطبراني في"الكبير" (125) ، ومطولًا الحاكم 3/98 من طريق كليب بن وائل، عن حبيب بن أبي مليكة، عن ابن عمر، به. قلنا: يعني بإسقاط هانىء بن قيس من الِإسناد، وإلى هذا الطريق أشار المزي في "تهذيب الكمال" 5/403 في ترجمة حبيب بن أبي مليكة، فقال بعد أن ساق الحديث: وقد زوي عن كليب بن وائل، عن حبيب بن أبي مليكة، من غير ذكر لهانىء بن قيس في إسناده. ثم ساقه كذلك بإسناده إلى الطبراني. وقال الحاكم: لهذا حديث صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وسيأتي مختصراً برقم (6011) . وقد سلف نحوه من حديث عثمان بن عفان برقم (490) . قوله: من مصر، قال السندي: وأهلها كانوا يبغضون عثمان رضي الله تعالى عنه، فلذلك سأل ابن عمر عن عثمان. وقوله: هذه لعثمان: فصارت بيعة عثمان رضي الله عنه خيراً من بيعة الناس. وقوله: اذهب بها الآن معك: قال الحافظ في"الفتح"7/59: أي: اقرن هذا العذر بالجواب حتى لا يبقى لك فيما أجبتك به حجة على ما كنت تعتقده من غيبة عثمان. وقال الطيبي: قال له ابن عمر تهكماً به، أي: توجه بما تمسكت به، فإنه لاينفعك بعدما بينت لك. الحديث: 5773 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 54 بِالْفِضَّةِ، وِالْفِضَّةَ (1) بِالذَّهَبِ؟ قَالَ: " إِذَا أَخَذْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا بِالْآخَرِ، فَلَا يُفَارِقْكَ صَاحِبُكَ (2) ، وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ لَبْسٌ " (3) 5774 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ رَاكِبًا، وَمَاشِيًا (4) " 5775 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ، أَوْ كَلْبَ صَيْدٍ نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ "، وَكَانَ يَأْمُرُ بِالْكِلَابِ أَنْ تُقْتَلَ (5)   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أو الفضة. (2) كلمة:"صاحبك"ليست في (ق) . (3) إسناده ضعيف لتفرد سماك- وهو ابن حرب- برفعه، كما تقدم بسطه برقم (4883) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وإسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. وقد سلف نحوه برقم (4883) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البيهقي 5/248 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4485) ، وانظر (5199) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيرد بشَطريه برقم (5925) من طريق مالك، عن نافع. وأخرج منه الأمر بقتل الكلاب ابن أبي شيبة 5/406، ومن طريقه مسلم (1570) (44) ، والطحاوي 4/53 عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عبيد الله بن= الحديث: 5774 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 55 5776 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 5777 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2) 5778 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (3)   = عمر، بهذا الإسناد. وزاد فيه: فأرسل في أقطار المدينة أن تُقتَل. وقد سلف برقم (4479) و (5171) ، وسلف الأمر بقتل الكلاب برقم (4744) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 5/477 من طريق محمد بن عبيد، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/387، ومسلم (2085) (42) ، والنسائي في "الكبرى" (9677) (9719) ، وفي"المجتبى"8/206، وابن ماجه (3569) ، وأبو عوانة 5/477 و482 من طرق، عن عبيد الله، به. وقد سلف برقم (4489) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4466) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 5/246 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4646) . الحديث: 5776 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 56 5779 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " (2) 5780 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ فَاتَتْهُ (3) صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (4) 5781 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ، أَوْ حُرٍّ (5) صَغِيرٍ (6) أَوْ كَبِيرٍ " (7)   (1) هذا الحديث (5779) ليس في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 2/3 من طرق، عن محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4670) . (3) في (م) : فاته. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 1/354 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (4621) . (5) في (ظ 14) : حر أو عبد. (6) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) و (ص) : أو صغير. (7) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 5779 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 57 5782 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا، وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ " (1) 5783 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَيْلُ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ أَبَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2) 5784 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا نَصَحَ الْعَبْدُ لِسَيِّدِهِ، وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، كَانَ لَهُ مِنَ (3) الْأَجْرِ مَرَّتَيْنِ " (4)   =وأخرجه ابن زنجويه في"الأموال" (2357) ، والبيهقي في"السنن"14/59 و160 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5174) ، وانظر (4486) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 1/277، والبيهقي 1/200 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4662) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن الجارود في"المنتقى" (1059) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4616) . (3) كلمة:"من"ليست في (ظ 14) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 5782 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 58 5785 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَقْعَدِهِ (1) ، ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا، وَتَوَسَّعُوا " (2) 5786 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، وَسَالِمٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ "، (4) 5787 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ (5) ] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا   =وقد سلف برقم (4673) . (1) في (م) وهامش (س) : مجلسه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4659) . (3) قوله:"وسالم"ليس في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 7/203 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. لكن لم يذكر سالم فيه. وأخرجه البخاري (4215) و (5521) ، وأبو يعلى (5465) و (5526) ، والبيهقي 9/329، والخطيب في"تاريخ بغداد"5/186 من طرق، عن عبيد الله بن عمر، وسيأتي برقم (6310) ، وانظر (4720) . (5) وقع هذا الحديث في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر من رواية الِإمام أحمد، ففيها عبارة:"حدثني أبي"، قبل:"حدثنا محمد بن الصباح" لكن ضُرب على هذه العبارة في (ظ 14) ، وهو الموافق لما فى "أطراف المسند" 3/547، والحديث من زوائد عبد الله. الحديث: 5785 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 59 إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ وَسَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1) 5788 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ، فَثَمَرَتُهَا لِلَّذِي أَبَّرَهَا، إِلَّا أَنْ يَشْرِطَ (2) الَّذِي اشْتَرَاهَا " (3) 5789 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ (4) ذَاتَ يَوْمٍ، فَجِئْتُ وَقَدْ فَرَغَ، فَسَأَلْتُ النَّاسَ مَاذَا قَالَ؟ قَالُوا: " نَهَى أَنْ يُنْتَبَذَ فِي الْمُزَفَّتِ وَالْقَرْعِ " (5) 5790 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) صحيح، وهذا إسناد قوي، إسماعيل بن زكريا الخُلْقاني روى له الشيخان وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن الصباح: هو البزاز الدولابي. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وانظر ما قبله. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: يشرط. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف من طريق عبيد الله برقم (5162) ، وانظر (4502) . (4) في هامش (ص) و (ق) و (ظ 1) : للناس. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 5/302 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4465) و (4914) . الحديث: 5788 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 60 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا مَثَلُ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً، وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً، لَا تَدْرِي أَيَّهُمَا (1) تَتْبَعُ " (2) 5791 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " (3) 5792 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ أُخْرَى، فَإِذَا طَهُرَتْ يُطَلِّقُهَا (4) إِنْ شَاءَ قَبْلَ أَنْ يُجَامِعَهَا (5) ، أَوْ يُمْسِكَهَا، فَإِنَّهَا الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ أَنْ   (1) في (ق) : لأيهما، وفي هامش (س) : أيتهما. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5079) . وانظر (4872) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 2/350 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4472) . (4) في هامش كل من (س) و (ق) و (ظ 1) : فليطلقها. خ. (5) قوله: "قبل أن يجامعها" ليس في (ق) و (ظ1) الحديث: 5791 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 61 تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ " (1) 5793 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، قَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصْبِحَ (2) صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى " (3) 5794 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ (4) وِتْرًا " (5) 5795 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاصَلَ فِي رَمَضَانَ فَوَاصَلَ النَّاسُ، فَنَهَاهُمْ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 7/324 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5164) ، وانظر (5400) . (2) في (ق) : الصبح. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4492) . (4) في (ق) : من الليل. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين، كإسناد سابقه. وقد سلف برقم (4710) ، وانظر (4492) . الحديث: 5793 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 62 إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى " (1) 5796 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَبْتَاعُ الْفَرَسَ الَّذِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " لَا تَبْتَعْهُ (2) ، وَلَا تَرْجِعْ فِي صَدَقَتِكَ " (3) 5797 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ تُبَاعُ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوِ اشْتَرَيْتَهَا فَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَلِلْوُفُودِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ "، ثُمَّ جَاءَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا حُلَلٌ، فَأَعْطَى عُمَرَ مِنْهَا حُلَّةً، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ كَسَوْتَنِيهَا، وَقَدْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وأخرجه عبد بن حميد (755) ، والبيهقي 4/282، والخطيب في"تاريخ بغداد" 2/366 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4721) . (2) في (ظ 14) : لا تبتاع، وفي هامشها: لا تبتعه. وفي هامش (س) و (ظ ا) : لا تبتاعه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5177) ، وانظر (4521) . الحديث: 5796 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 63 قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لَتَلْبَسَهَا، إِنَّمَا كَسَوْتُكَهَا لِتَبِيعَهَا أَوْ لِتَكْسُوَهَا " (1) قَالَ: فَكَسَاهَا عُمَرُ أَخًا لَهُ مُشْرِكًا مِنْ أُمِّهِ بِمَكَّةَ (2) 5798 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ (3) الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ يُبْنَى لَهُ بَيْتٌ فِي النَّارِ " (4)   (1) في (ظ 1) : ولتكسوها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 5/445 - 446، عن أبي الحسن الميموني، وأخرجه أبو عوانة أيضاً 5/445 -446، والبيهقي في"السنن"2/422، وفي"الآداب" (572) من طريق الحسن بن علي بن عفان، كلاهما عن محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/348، وعنه ابن ماجه (3591) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله، به، مختصراً. وأخرجه مالك في"الموطأ"2/917، ومن طريقه أخرجه الشافعى 1/132، والبخاري (886) و (2612) ، ومسلم (2068) ، وأبو داو (1076) و (4040) ، والنسائي 3/96، وأبو عوانة 5/446، والطحاوي مختصراً 4/244، والبيهقي 3/241-242، والبغوي (3099) عن نافع، به. وقد سلف برقم (4713) . (3) كلمة:"إن" ليست في (م) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البزار (210) (زوائد) عن محمد بن معمر، عن محمد بن عبيد= الحديث: 5798 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 64 5799 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ جَمِيعًا " (1) 5800 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، نَادَى بِالصَّلَاةِ (2) فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ، ثُمَّ قَالَ: فِي آخِرِ نِدَائِهِ أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، أَلَا صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ، أَوْ ذَاتُ مَطَرٍ، أَوْ ذَاتُ رِيحٍ فِي السَّفَرِ: " أَلَا صَلُّوا فِي الرِّحَالِ " (3)   الطنافسي. وسيأتي مكرراً برقم (6309) ، وسلف برقم (4742) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحاكم 1/162 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (80) ، وابن خزيمة (205) ، والدارقطني 1/52، والحاكم 1/162 من طرق، عن عبيد الله، به. وقد تحرف عبيد الله في مطبوع ابن خزيمة إلى: عبد الله. وقد سلف برقم (4481) . (2) في (ق) : في الصلاة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 2/17، والبيهقي في"السنن"3/70، والبغوي في"شرح السنة" (798) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإِسناد.= الحديث: 5799 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 65 5801 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَرَأَى فِتْيَانًا قَدْ نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا لَهُمْ كُلُّ خَاطِئَةٍ، فَقَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ وَغَضِبَ، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ اللهُ مَنْ يُمَثِّلُ بِالْحَيَوَانِ " (1) 5802 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: جَبَلَةُ أَخْبَرَنِي قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ فِي بَعْثِ الْعِرَاقِ، فَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَرْزُقُنَا التَّمْرَ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِنَا فَيَقُولُ: لَا تُقَارِنُوا، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقِرَانِ إِلَّا أَنْ يَسْتَأْذِنَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ (2) أَخَاهُ " (3) 5803 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي جَبَلَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبًا   =وقد سلف برقم (5151) وانظر (4478) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجاله الشيخين غير المنهال بن عمرو، فمن رجال البخاري. وانظر ما سلف برقم (4622) . (2) قوله:"منكم" ليس في (ق) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وجبلة: هو ابن سحيم. وانظر (4513) . الحديث: 5801 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 66 مِنْ ثِيَابِهِ مِنَ الْمَخِيلَةِ (1) ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 5804 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْغَادِرَ يَنْصِبُ اللهُ لَهُ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ: أَلَا هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (3) 5805 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّدُوسِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقَالَ: " أَلَا إِنَّ دِيَةَ الْخَطَإِ الْعَمْدِ بِالسَّوْطِ، أَوِ الْعَصَا مُغَلَّظَةٌ: مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ خَلِفَةً فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا، أَلَا إِنَّ كُلَّ دَمٍ وَمَالٍ وَمَأْثُرَةٍ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِقَايَةِ الْحَاجِّ، وَسِدَانَةِ الْبَيْتِ، فَإِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُهَا لِأَهْلِهَا " (4)   (1) في (ظ 14) : مخيلة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج، وجبلة: هو ابن سُحَيْم. وقد سلف برقم (5038) ، وانظر (4489) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4648) ، وانظر (5192) . (4) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-، وبقية رجاله ثقات. يعقوب السدوسي: هو ابن أوس. (ويقال: عقبة بن أوس) . وعلقه أبو داود بإبر الحديث (4549) ، والدارقطني 3/104، والبيهقي 8/68،= الحديث: 5804 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 67 5806 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ " (1) قَالَ: وَلَقَدْ تَعَشَّى ابْنُ عُمَرَ مَرَّةً وَهُوَ يَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ (2) 5807 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيُصَلِّي   =عن حماد بن سلمهَ، عن علي بن زيد- يعني ابن جدعان-، عن يعقوب السدوسي، عن عبد الله بن عمرو ... هكذا جعلوه من حديث عبد الله بن عمرو. وهو في "المسند" في هذه الرواية من حديث ابن عمر، وهو الصواب، لأن علي بن زيد يرويه من حديث ابن عمر لا ابن عمرو. وقال البيهقي في"السنن" 8/68: وحماد بن سلمة قصر بإسناده، حيث لم يذكر فيه القاسم بن ربيعة. وانظر تعليقنا على الحديث (6533) في مسند عبد الله بن عمرو. (1) في (ق) : في العشاء. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان. وأخرجه البخاري (5464) عن معلى بن أسد، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (559) ، وابن ماجه (934) ، وابن خزيمة (935) ، والطبراني في "الأوسط" (2932) ، والخطيب في"تاريخ بغداد"11/18 من طرق، عن ايوب، وأخرج الموقوف منه مالك في"الموطأ"2/971 عن نافع، به. أخرجه أيضاً عبد الرزاق (2190) عن معمر، عن أيوب، عن نافع، به.= الحديث: 5806 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 68 رَكَعَاتٍ يُطِيلُ فِيهِنَّ الْقِيَامَ، فَإِذَا انْصَرَفَ الْإِمَامُ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ فَصَلَّى (1) رَكْعَتَيْنِ "، وَقَالَ: " هَكَذَا كَانَ يَفْعَلُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   =وقد سلف برقم (4709) . (1) في (ظ 14) : صلى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو داود (1128) ، وابنُ خزيمة (1836) ، وابن حبان (2476) ، والبيهقي في"السنن" 3/240 من طريق إسماعيل ابن علية، عن أيوب، بهذا الإسناد. ولفظه عند أبي داود: كان ابن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة. قال الحافظ في"الفتح"2/426: احتج به النووي في"الخلاصة"على إثبات سنة الجمعة التي قبلها، وتُعقْب بأن قوله:"وكان يفعل ذلك"عائد على قوله: "ويصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته"، ثم قال:"كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصنع ذلك" أخرجه مسلم [سيأتي برواية رقم (6056) ] . وأما قوله:"كان يطيل الصلاة قبل الجمعة لما، فإن كان المراد بعد دخول الوقت فلا يصح أن يكون مرفوعا، لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يخرج إذا زالت الشمس فيشتغل بالخطبة، ثم بصلاة الجمعة، وإن كان المراد قبل دخول الوقت، فذلك مطلق نافلة، لا صلاة راتبة، فلا حجة فيه لسنة الجمعة التي قبلها، بل هو تنفل مطلق. وورد في سنة الجمعة التي قبلها أحاديث أخرى ضعيفة منها عن أبي هريرة، رواه البزار بلفظ:"كان يُصلي قبل الجمعة ركعتين، وبعدها أربعاً"، وفي إسناده ضعف. وعن علي مثله رواه الأثرم والطبراني في"الأوسط"بلفظ:"كان يُصلي قبل الجمعة أربعاً وبعدها أربعاً"، وفيه محمد بن عبد الرحمن السهمي، وهو ضعيف عند البخاري وغيره، وقال الأثرم: إنه حديث واه ومنها عن ابن عباس مثله، وزاد: لا يفصل في شيءٍ منهن أخرجه ابن ماجه= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 69 5808 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ لَقِيطٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نُعَيْمٍ الْأَعْرَجِيِّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ وَأَنَا عِنْدَهُ (1) عَنِ الْمُتْعَةِ؟ - مُتْعَةِ النِّسَاءِ - فَغَضِبَ وَقَالَ: وَاللهِ مَا كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) زَنَّائِينَ وَلَا مُسَافِحِينَ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَكُونَنَّ قَبْلَ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ، أَوْ أَكْثَرُ "،   =بسندٍ واهٍ، قال النووي في"الخلاصة": إنه حديث باطل. وعن ابن مسعود عند الطبراني أيضاً مثله، وفي إسناده ضعف وانقطاع، ورواه عبد الرزاق عن ابن مسعود موقوفاً وهو الصواب. وروى ابنُ سعد عن صفية زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موقوفاً نحو حديث أبي هريرة. ثم قال الحافظ: وقد تقدم في أثناء الكلام على حديث جابر في قصة سليك قبل سبعة أبوابٍ 2/410 قول من قال: إنّ المراد بالركعتين اللتين أمر بهما النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة الجمعة، والجواب عنه، وقد تقدم نقل المذاهب في كراهة التطوع نصف النهار، ومن استثنى يوم الجمعة دون بقية الأيام في:"باب من لم يكره الصلاة إلا بعد العصر والفجرلما في أواخر المواقيت 2/63. وأقوى ما يتمسَك به في مشروعية ركعتين قبل الجمعة عموم ما صححه ابن حبان من حديث عبد الله بن الزبير، مرفوعاً:"ما من صلاة مفروضةٍ إلا وبين يديها ركعتان"، ومثله حديث عبد الله بن مغفل الماضي في وقت المغرب:"بين كل أذانين صلاة". وانظر (4506) . (1) جملة:"وأنا عنده" ليست في (ظ 14) . (2) في (ظ 14) : على عهد محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3) في هامش (ظ 14) : زانين. الحديث: 5808 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 70 [قَالَ عَبْدُ اللهِ بن أحمد] : قَالَ أَبِي: وقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ يَعْنِي الطَّيَالِسِيَّ: " قَبْلَ يَوْمِ (1) الْقِيَامَةِ " (2) 5809 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، كَذَا قَالَ عَفَّانُ: وَإِنَّمَا هُوَ وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) قَالَ: " لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (4) 5810 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: " وَيْحَكُمْ - أَوْ قَالَ: وَيْلَكُمْ - لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا   (1) لفظ:"يوم"ليس في (ظ 14) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. عبد الرحمن بن نعيم الأعرجي، سلف الكلام فيه في الرواية رقم (5694) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد سلف برقم (5694) ، رواية أبي الوليد الطيالسي. (3) من هنا إلى قوله:"النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"في الحديث الذي بعده سقط من (ق) و (ظ 1) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 1/25، وابن منده (658) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. وسلف برقم (5578) . الحديث: 5809 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 71 يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (1) 5811 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ حُصَيْنٍ التَّمِيمِيُّ (2) ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ يَسَارٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَآنِي ابْنُ عُمَرَ وَأَنَا أُصَلِّي بَعْدَمَا طَلَعَ الْفَجْرُ، فَقَالَ: يَا يَسَارُ كَمْ صَلَّيْتَ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي، قَالَ: لَا دَرَيْتَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ فَقَالَ: " أَلَا لِيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ، أَنْ (3) لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ إِلَّا سَجْدَتَانِ (4) " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (5578) سنداً ومتناً. (2) في (س) و (ق) وهامش (ظ 1) : التيمي، وفي هامش (س) و (ق) : التميمي. (3) في (ظ 14) : وأن. (4) في هامش كل من (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : ركعتان. (5) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، أيوب بن حصين التميمي، وقيل: اسمه محمد بن حصين، ليس له راو إلا قدامة بن موسى، ولذلك جهله الدارقطني وابن القطان الفاسي، وذكر هذا الأخير في"كتابه"فيما نقله عنه الزيلعي في"نصب الراية"1/256 أنه عند البخاري، وابن أبي حاتم مجهول، لأنهما لم يعرفا من حاله بشيء، وكذا جهله ابن حجر في"التقريب"، وأما ابن حبان فتساهل وأورده في"ثقاته"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير يسار مولى ابن عمر، فمن رجال أبي داود والترمذي وابن ماجه، وهو ثقة. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان. وعلقه البخاري في"التاريخ الكبير"1/61 عن عفان، بهذا الإسناد.= الحديث: 5811 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 72 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأخرجه أبو داود (1278) ، وأبو يعلى (5608) ، والدارقطني 1/419، والبيهقي 2/465 من طرق، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وذكره البخاري في"التاريخ الكبير"1/61-62 و8/0421 وأخرجه ابن ماجه (235) ، والترمذي (419) ، ومحمد بن نصر المروزي في"قيام الليل مختصره" ص 83، والدارقطني 1/419، والبيهقي 2/465، والبغوي (886) ، والمزي في"تهذيب الكمال" 25/83 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، والبيهقي 2/465 من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن قدامة بن موسى، به، ورواية عبد العزيز الدراوردي عند المروزي والدارقطني بتمامها، وهي عند ابن ماجه مختصرة بلفظ:"ليبلغ شاهدكم غائبكم"، وهي عند الترمذي والبيهقي والبغوي والمزي بلفظ: "لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتين". وأخرجه بتمامه الطرسوسي (30) ، والبيهقي 2/465 من طريق عثمان بن عمر، عن قدامة بن موسى، عن رجل من بني حنظلة، عن أبي علقمة مولى ابن عباس، وأورده البخاري 1/61 عن عثمان بن عمر. والرجل الحنظلي: هو أيوب بن حصين. وأورده البخاري في"التاريخ"1/61 عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان - وهو ابن بلال-، عن عبد الملك بن قدامة، عن قدامة بن موسى، عن عبد الله بن دينار، عن أبي علقمة مولى ابن عباس، قال: حدثني مولى عبد الله، قال: صليت بعد الفجر، فقال ابن عمر ... فذكره. كذا قال فيه عبد الملك بن قدامة: عبد الله بن دينار، موضع: أيوب بن حصين، وعبد الملك هذا ضعيف لا تقابل روايته برواية الثقات. وأخرجه أبو يعلى (5745) ، والطبراني في"الكبير" (13291) من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحْر، عن محمد بن أبي أيوب، عن أبي علقمة، عن ابن عمر- ورواية الطبراني مختصرة بلفظ:"لا صلاة بعد الفجر إلا ركعتين"-.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 73 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =ويحيى بن أيوب- وهو الغافقي المصري-، وعبيد الله بن زَحْر ليسا بذينك القويين، وأما محمد بن أبي أيوب هذا فإنا لم نتبينه، إِلا أن يكون هو محمدَ بن أيوب أبا عبد الملك الأزدي، ذكر البخاري في"تاريخه"1/30، وابن حبان في "ثقاته" 7/389 أنه روى عن أبي علقمة، وروى عنه عبيد الله بن زَحْر، فهو في عداد المجهولين. أو أن يكون هو محمد- أو أيوب- بن حصين نفسه، كما ظن ابن حجر في"التهذيب"في ترجمة محمد بن أبي أيوب الثقفي، والله أعلم بالصواب. والإسناد هنا منقطع، ليس فيه يسارمولى ابن عمر. وأخرجه مختصراً عبد الرزاق (4760) عن أبي بكربن محمد، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجرا وأبو بكربن محمد شيخ عبد الرزاق: هو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، ينسبه عبد الرزاق في غير موضع من"مصنفه"إِلى جده، وهو ضعيف جداً، ونسبه بعضهم إلى الوضع. وأخرجه كذلك الطبراني في"المعجم الأوسط" كما في " نصب الراية"1/256 من طريق أحمد بن المقدام، عن عبد الله بن خراش، عن العوام بن حوشب، عن المسيب بن رافع، عن عبد الله بن عمر. وقال: تفرد به عبد الله بن خراش. قلنا: وهو ضعيف. وأخرجه موقوفاً على ابن عمر ابن أبي شيبة 2/355 عن هشيم، أخبرنا حجاج، عن نافع، عن ابن عمر. وحجاج- وهو ابن أرطاة-: مدلس، وقد عنعن. وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 2/355 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج- وهو ابن أرطاة-، عن أبي محمد اليماني، عن طاووس، عن ابن عمر وابن عباس. وحجاج مدلس وقد عنعن، وأبو محمد اليماني لعله عبد الله بن طاووس اليماني، فكنيته أبو محمد. وأخرجه نحوه موقوفا أيضاً عبد الرزاق (4754) عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن مينا أبو عبد الرحمن بن مينا أو سليم مولى سعيد، عن ابن عمر، وذكر فيه قصة.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 74 5812 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْغَلَابِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو عَلَى أَرْبَعَةٍ "، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] قَالَ: وَهَدَاهُمُ اللهُ إِلَى الْإِسْلَامِ (1) (2)   =ويشهد له حديث عبد الله بن عمرو عند عبد الرزاق (4757) ، وابن أبي شيبة 2/355، ومحمد بن نصر المروزي ص 83، والبزار (703) (زوائد) والطبراني في"الأوسط" (1544) ،والدارقطني 1/419، والبيهقي 2/465 و465-466، وهو حديث حسن. وحديث عمرو بن عبسة عند محمد بن نصر في"قيام الليل- مختصره"ص 83، وفي إسناده ضعف. قال الترمذي بإثر الحديث (419) : ومعنى هذا الحديث إنما يقول: لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر ... وهو ما اجتمع عليه أهل العلم: كرهوا أن يصلي الرجل بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر. (1) في (ظ 14) وهامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : للِإسلام. (2) حديث حسن. محمد بن عجلان- وإن كان في روايته عن نافع اضطراب-، متابع بأسامة بن زيد الليثي في الرواية (5997) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي معاوية الغلابي- وهو غسان بن المُفَضًل، فقد ترجم له الحسيني في"الإكمال"ص 334، وقال: فيه نظر، والحافظ في"التعجيل" ص 330، وابنُ أبي حاتم في"الجرح والتعديل"2/57، ونقل الخطيب في ترجمته في "تاريخ بغداد" 12/329 توثيق ابن معين والدارقطني له، وذكره ابن حبان في= الحديث: 5812 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 75 5813 - (1) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2) 5814 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الْغَلَابِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ،   ="الثقات"3/9، وهو متابع. خالد بن الحارث: هو ابن عبيد بن سليمان الهجيمي البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن أبي حاتم في"التفسير" (1392) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، عن خالد بن الحارث، عن محمد بن الحارث، عن محمد بن عجلان، به. ومحمد بن الحارث الذي وقع بين خالد بن الحارث ومحمد بن عجلان لم نعرفه. وقد سلفت أسماء ثلاثة ممن دعا عليهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرواية رقم (5674) . قال الحافظ في"الفتح"8/226: وكان الرابع عمرو بن العاص، فقد عزاه السهيلي لرواية الترمذي، لكن لم أره فيه، والله أعلم. (1) هذا الحديث (5813) لم يرد في (ظ 14) . (2) حديث حسن كسابقه، يحيى بن حبيب بن عربي ثقة، روى له مسلم وأصحابُ السنن. وأخرجه الترمذي (3005) ، والطبري في"التفسير" (7818) ، وابن خزيمة (623) ، وابن حبان (1988) من طريق يحيى بن حبيب، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح، يستغرب من هذا الوجه من حديث نافع عن ابن عمر، ورواه يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان. وأخرجه الطحاوي في"شرح مشكل الآثار" (568) من طريق يحيى بن أيوب، عن محمد بن عجلان، به. وقد سلف برقم (5812) ، وانظر (5674) . وسيرد نحوه بإسناد صحيح برقم (6349) و (6350) . الحديث: 5813 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 76 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ الْعَقِيقَ فَنَهَى عَنْ طُرُوقِ النِّسَاءِ اللَّيْلَةَ (1) الَّتِي يَأْتِي فِيهَا (2) ، فَعَصَاهُ فَتَيَانِ، فَكِلَاهُمَا رَأَى مَا كَرِهَ " (3) (4)   (1) في (ق) و (ظ 1) : في الليلة. (2) قوله:"الليلة التي يأتي فيها" ليس في (ص) ولا (ظ 14) ، وجاء في نسخة على هامش (س) . (3) في (ظ 14) : كره. (4) إسناده ضعيف. محمد بن عجلان مضطرب الحديث في حديث نافع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي معاوية الغلابي، وهو غسان بن المفضل، فقد وثقه ابن معين والدارقطني فيما ذكر الخطيب في"تاريخه"12/329،وذكره ابنُ حبان في"الثقات"،وترجم له الحسيني في"الإكمال"،ص334، وقال: فيه نظر. ونقله عنه الحافظ في"التعجيل"ص330. خالد بن الحارث: هو ابن عبيد بن سليمان الهجيمي البصري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البزار (1485) (زوائد) عن بعض أصحابه، عن خالد بن الحارث، به. وأخرجه بنحوه البزار (1485) (زوائد) من طريق محمد بن عبيد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع،عن ابن عمر، مرفوعاً. وقال البزار: إنما يُعرف عن ابن عجلان، عن نافع، تفرد به محمد بن عبيد، عن عبيد الله. وقد تحرف محمد بن عبيد في مطبوع البزار إلى: محمد بن عبد الله. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"4/330، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، ورجالهم ثقات. قلنا: لم نجده عند الطبراني. وقوله: فكلاهما رأى ما يكره: يعني في زوجته من شعث شعرها، ورثاثة هيئتها. وقد صرح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعلة كراهية طروق الرجل أهله ليلاً بقوله:"حتى تستحدَّ المغيبة = الجزء: 10 ¦ الصفحة: 77 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وتمتشط الشعثة"،كما ورد في حديث جابرعند البخاري (5247) ،ومسلم (715) (118) 3/ص1527. وسيرد 3/298. أما حديث جابر في رواية أخرى عند مسلم (715) (184) و (185) 3/ص 1528.وسيرد 3/302، ولفظه عند مسلم: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يطرق الرجل أهله ليلاً، يتخونهم، أو يلتمس عثراتهم. فقد قال سفيان: لا أدري هذا في الحديث أم لا. يعني قوله: أن يتخونهم أو يلتمس عثراتهم. وقد رُوي من طريق شعبة عن محارب، عن جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر: يتخونهم أو يلتمس عثراتهم. وحديثُ ابن عباس الذي رواه الدارمي 11/18، والبزار (1487) من طريق أبي عامر العقدي، والطبراني فىِ"الكبير" (1) 626) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، مرفوعاً. ولفظه عند الدارمي:"لا تطرقوا النساء ليلاً"، قال: وأقبل رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قافلًا، فانساق رجلان إلى أهليهما، وكلاهما وجد مع امرأته رجلًا. ففي إسناده زمعة بن صالح الجَنَدي اليماني، وهو ضعيف، وسلمة بن وهرام: هو اليماني، قال الِإمام أحمد: روى عنه زمعة أحاديث مناكير. قلنا: فلا تقوم به حجة في تعليل كراهة طروق الرجل أهله ليلاً، والعجب كل العجب ممن يستشهد بهذا الحديثِ في تعليل كراهة الطروق ليلاً، وكيف تقوم به الحجة، وفيه دعوة إلى أن يغض الرجلُ طرفَه عن خبثِ أهله، وهو ما شدَّدَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النكير عليه، وسمى من يقر الخبث في أهله ديوثاً، لايشم رائحة الجنة. وذكر الحافظ في"الفتح"9/341 أن الزوجين لا يخفى عن كل واحد منهما من عيوب الأخر شيء في الغالب، ومع ذلك نهى الشارع عن طروق الرجل أهله ليلاً، لئلا يطلع على ما تنفر نفسه عنه، لأن التواد والتحاب مطلوب خصوصاً بين الزوجين.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 78 5815 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ وَهُوَ فِي الْمُعَرَّسِ (1) مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ فِي بَطْنِ الْوَادِي فَقِيلَ: إِنَّكَ فِي بَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ " (2) 5816 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". قَالَ (4) أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ   = قوله: نزل العقيق، قال السندي: بفتح العين، موضع بقرب المدينة، تَسمى بذلك لأنه عُق عن الحرة، أي: قطع، وهما عقيقان: أكبر وهو الذي ببطن وادي ذي الحليفة، وأصغر وهو الذي فيه بئر رومة. قوله:"عن طروق النساء"، بضم الطاء، وهو الإتيان ليلاً، وقيل: أصله من الطرق، وهو الدق، والأتي بالليل يحتاج إلى دق الباب، والمقصود الدخول على النساء ليلا فجأة بلا إعلام سابق، قال في"المشارق": الطروق بالضم هو المجيء إليهم بالليل من سفر أو غيره على غفلة. (1) في هامش (س) و (ص) و (ظ 1) : بالمعرس. خ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد. وقد سلف برقم (5595) و (5632) . (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (4) في (ظ 14) و (ص) وهامش (س) : فقال. وفي هامش (ص) : وقال. الحديث: 5815 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 79 اللهِ، إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ إِزَارِي لَيَسْتَرْخِي، إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ (1) ذَلِكَ مِنْهُ، فَقَالَ: " إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ تَصْنَعُ الْخُيَلَاءَ " (2) 5817 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّاسَ اجْتَمَعُوا فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ قَامَ ابْنُ الْخَطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَمَا رَأَيْتُ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ " (3) 5818 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ، فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ (4) بِهَا " (5)   (1) في (ص) : يعاهد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وقد سلف برقم (5351) ، وانظر (4489) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4814) . (4) في (ظ 14) : مات. وفي هامشها: يموت. (5) حديث صحيح، الحسن بن أبي جعفر- وهو الجُفْري وإن كان ضعيفاً= الحديث: 5817 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 80 5819 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ ". قَالَ: فَلَقِيتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَلَا تَعْجَبُ مِنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَزْعُمُ (1) " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ (2) "، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: صَدَقَ، فَقُلْتُ (3) : وَمَا الْجَرُّ؟ قَالَ: " مَا يُصْنَعُ مِنَ الْمَدَرِ " (4) 5820 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ   =متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (5437) . قوله:"من استطاع أن يموت بالمدينة" قال السندي: بالتوطن فيها وعدم الخروج منها إِلى موضع آخر. "فإني أشفع": أي: شفاعة مخصوصة، ولهذا فضلوا الموت بها على الموت بغيرها كمكة، والله تعالى أعلم. (1) في هامش (س) و (ق) و (ظ 1) : يحدث. (2) كلمة:"الجر"ليست في (ص) . (3) في (ظ 14) وهامش (س) و (ق) و (ظ 1) : قال: فقلت. (4) إِسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي، ويعلى بن حكيم: هو الثقفي. وقد سلف برقم (5090) ، وسيأتي برقم (5916) و (6416) ، وانظر (4465) و (4914) . الحديث: 5819 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 81 مُسْكِرٍ حَرَامٌ " فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَصْحَابَنَا حَدَّثُونَا، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِي (1) : حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ (2) 5821 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، سَمِعْتُ نَافِعًا، حَدَّثَنَا ابْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شَقِيصًا (3) لَهُ فِي عَبْدٍ، فَإِنْ كَانَ لَهُ مِنَ الْمَالِ مَا يَبْلُغُ قِيمَتَهُ، قُوِّمَ عَلَيْهِ قِيمَةَ عَدْلٍ، وَإِلَّا فَقَدْ أَعْتَقَ مَا أَعْتَقَ (4) " (5)   (1) في (س) و (ص) و (ظ 1) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قال أبي. وجاء في هامش (س) و (ظ 1) و (ق) : لي. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث. وقد سلف برقم (4644) . (3) في هامش (ظ 1) و (ق) و (س) وفي (م) : نصيباً. (4) في (ظ 14) : فقد عتق ما أعتق. وفي (ص) : فقد عتق ما عتق، وفي (س) و (ق) : فقد أعتق ما أعتق. شكلت الهمزة في أولاهما بالضم. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2553) من طريق محمد بن الفضل عارم، ومسلم (1501) و3/1268، والبيهقي في "السنن"10/279 من طريق شيبان بن فروخ، كلاهما عن جرير بن حازم، به. وقد سلف برقم (4451) . الحديث: 5821 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 82 5822 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ، كَانَ " يُصَلِّي فِي اللَّيْلِ وَيُوتِرُ رَاكِبًا عَلَى بَعِيرِهِ، لَا يُبَالِي حَيْثُ وَجَّهَهُ " قَالَ: وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا سَالِمًا يَصْنَعُ ذَلِكَ، وَقَدْ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ كَانَ يَأْثُرُ ذَلِكَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 5823 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: " يَغِيبُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبري في"تهذيب الآثار" (855- مسند ابن عباس) من طريق ابن جريح، عن موسى بن عقبة، بهذا الِإسناد. ولم يذكر قوله: وقد أخبرني نافع ... وأخرجه البخاري (1095) ، والبيهقي 2/6 من طريق عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن نافع، قال: كان ابن عمر رضي الله عنه يصلي على راحلته، ويوتر عليها، ويخبر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعله. وأخرجه الدارقطني 2/21 من طريق إسماعيل بن عياش، حدثني عبيد الله بن عمر، وموسى- يعني أبن عقبة-، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن نافع، عن ابن عمر بنحو رواية عبد الأعلى بن حماد، وزاد فيه: يومىء برأسه إيماء. وقد سلف برقم (14470) و (4518) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (7331) ، وأبو نعيم في"أخبار أصبهان"2/91 من طريق أبي الوليد الطيالسي، والبغوي (4316) ، من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن= الحديث: 5822 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 83 5824 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا صَخْرٌ يَعْنِي ابْنَ جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: يَا (1) كَافِرُ، فَإِنَّهَا تَجِبُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَإِنْ كَانَ الَّذِي قِيلَ لَهُ كَافِرٌ (2) فَهُوَ كَافِرٌ، وَإِلَّا رَجَعَ إِلَيْهِ (3) مَا قَالَ " (4) 5825 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ:   = صخر بن جويرية، به. وفيه زيادة قوله تعالى: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} . وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (5912) . وقد سلف برقم (4613) . (1) لفظ:"يا" ليس في (ظ 14) . (2) كذا في الأصول:"كافرا" بالرفع، ويمكن تخريجه على أنه خبر لمبتدأ محذوف، تقديره"هو"، والجملة في محل نصب خبر"كان"، ولفظ البخاري في "الأدب المفرد" (440) : "فإن كان الذي قال له كافراً" بالنصب، وهو الجادة، ورواية الطحاوي في"شرح مشكل الآثار" (858) بلفظ:"فإن كان الذي قيل له: كافر كذلك، فهو كما قال"، فلفظة:"كافر"في هذه الرواية خبر لمبتدأ محذوف، والجملة في محل نصب مقول القول، و"كذلك" جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان". (3) في (ق) : عليه. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (860) عن أبي أمية الطرسوسي، عن عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (1843) عن صخر بن جويرية، به. وانظر (4745) . قوله: "فإنها تجب"، قال السندي: من الوجوب، أي: فإن هذه الكلمة تثبت= الحديث: 5824 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 84 بَيْنَمَا ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ عَرَضَهُ (1) رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَيْفَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ قَالَ: " يَدْنُو الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ بَذَجٌ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ - أَيْ يَسْتُرُهُ - ثُمَّ يَقُولُ: أَتَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ أَعْرِفُ. ثُمَّ يَقُولُ: أَتَعْرِفُ؟ فَيَقُولُ: رَبِّ أَعْرِفُ، يَعْنِي فَيَقُولُ: أَنَا سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ، وَيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيُنَادَى (2) بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ ": {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] قَالَ سَعِيدٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ: " فَلَمْ يَخْزَ (3) يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ فَخَفِيَ خِزْيُهُ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْخَلَائِقِ " (4)   =على أحدهما، وتصير كالواجب عليه. (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : عرض له. (2) في (ظ 14) : فيناديهم، وكلمة:"فينادى" شكلت في (س) بفتح الدال وكسرها. (3) شكلت في (ظ 14) : يُخْزَ. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب بن عطاء، فمن رجال مسلم، وهو ثقة في روايته عن سعيد بن أبي عروبة. وأخرجه الطرسوسي في"مسند ابن عمر" (26) ، وأبو نعيم في"الحلية"2/216 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (183) ، والنسائي في "الكبرى" (11242) ، وابن خزيمة في "التوحيد"1/386 من طرق، عن سعيد، به.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 85 5826 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ أَبْصَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ تَطَوُّعًا، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: " كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ " (1) 5827 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " بَيْنَمَا النَّاسُ يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ إِذْ   =وأخرجه البخاري في"صحيحه" (4685) ، وفي"خلق أفعال العباد" (332) ، والطبري في"تفسيره" (6497) و (18089) ، وابن خزيمة في"التوحيد"، 1/387، وابن منده في"الإيمان" (790) من طرق، عن سعيد وهشام الدَّستوائي، به. وسلف برقم (5436) . قوله:"في النجوى"، قال السندي: أي: في النجوى الذي يجري بين العبد والمولى. "كأنه بذج" بموحدة وذال معجمة مفتوحتين، آخره جيم، ولد الضأن، المعنى: أنه يصير بما يعتريه من الذل بين يدي المولى كالبذج. والله تعالى أعلم. (1) إسناده حسن، عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، روى له مسلم في "صحيحه"، وهو ثقة في روايته عن سعيد بن أبي عروبة، حسن الحديث في غيره كما قال الذهبي في"السير"9/454، وحماد - وهو ابن أبي سليمان النخعي-، روى له مسلم في"صحيحه"مقروناً بمنصور والأعمش، وهو ثقة، إِمام مجتهد، كما قال الذهبي في"الكاشف"، وعبد الرحمن بن سعد مولى ابن عمر: ثقة، روى له البخاري في"الأدب المفرد".= الحديث: 5826 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 86 جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ قُرْآنٌ (1) وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ " قَالَ: فَاسْتَدَارُوا (2) 5828 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (3) 5829 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ (4) قَالَ:   =وقد سلف برقم (4470) و (4982) . (1) كلمة:"قرآن"ليست في (ق) ولا (ص) ولا (ظ 1) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر- وهو أبو المنذر الواسطي-، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (4642) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن أبي كثير الطائي، وقد وهم الشيخ أحمد شاكر في تعيينه، فجعله يحيى بن سعيد الأنصاري. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الطبراني في"الأوسط" (26) و (56) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، بهذا الإسناد. وفيه التصريح بان يحيى هو ابن أبي كثير. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا أبو المغيرة. وقد سلف برقم (4466) . (4) تحرف في النسخ عدا (ظ 14) إلى: إبراهيم بن أبي الشعثاء. الحديث: 5828 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 87 قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى أُمَرَائِنَا فَنَقُولُ الْقَوْلَ، فَإِذَا خَرَجْنَا قُلْنَا غَيْرَهُ، فَقَالَ: " كُنَّا نَعُدُّ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّفَاقَ " (1) 5830 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، وَنَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنَ الْغَزْوِ، أَوِ الْحَجِّ، أَوِ الْعُمْرَةِ، يَبْدَأُ (2) فَيُكَبِّرُ ثَلَاثَ مِرَارٍ ثُمَّ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي، وإبراهيم: هو النخعي، وأبو الشعثاء: هو سُليم بن أسود بن حنظلة المحاربي الكوفي. وأخرجه ابن ماجه (3975) ، وابن أبي الدنيا في"الصمت" (281) من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد وأخرجه النسائي في"الكبرى" (8759) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان، عن الأعمش، به. وقد سلف برقم (5373) . (2) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) : فيبدأ. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد- وهو الخراساني-، فمن رجال ابن ماجه، وهو ثقة، وهو متابع.= الحديث: 5830 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 88 5831 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، وَنَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) 5832 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبٍ يَعْنِي ابْنَ دِثَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 5833 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ بَكَّارٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ خَلَّادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ طَاوُسًا عَنِ الشَّرَابِ، فَأَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   =وأخرجه البخاري (4116) عن محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4496) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق- وهو السُّلَمي المروزي- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة، وهو متابع. وقد سلف برقم (5830) ، وانظر (4496) . (2) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، فإن سماع علي بن عاصم من عطاء بن السائب بأخرة. وأخرجه البيهقي في"شعب الإيمان" (7459) من طريق علي بن عاصم، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5662) ، وأوردنا شواهده فيه. الحديث: 5831 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 89 نَهَى عَنِ الْجَرِّ وَالدُّبَّاءِ " (1) 5834 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَبْرُزَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ، فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ " (2) 5835 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَتَحَرَّى   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكار بن عبد الله- وهو ابن وهب الصنعاني-، فمن رجال"التعجيل"، وثقه أحمد وابن معين وابن نمير وابن خلفون، وقال ابن حبان: كان من الآبناء ينزل الجَنَد، وخلادِ بنِ عبد الرحمن، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وهو في مصنف عبد الرزاق (16962) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير" (13453) عن بكار، بهذا الإسناد. وانظر (4465) و (4914) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/352، ومسلم (829) (291) ، وأبو يعلى (5683) من طريق وكيع، بهذا الِإسناد. وقد سلف شطره الآول برقم (4772) . وسلف مطولاً برقم (4612) . (3) جاء بدله في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ. الحديث: 5834 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 90 أَحَدُكُمُ الصَّلَاةَ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا غُرُوبَهَا، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ (1) قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ " (2) 5836 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ صُبَيْحٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى خَاصِرَتِي، فَضَرَبَ يَدَيَّ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُ " (3) 5837 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ (4) " (5)   (1) في هامش (س) : على. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن نافع ضعيف، لكنه توبع كما هو مبين عند (4840) ، وانظر (4612) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. سعيد بن زياد: هو الشيباني، سلف الكلام فيه في الرواية رقم (4849) ، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (903) من طريق وكيع، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4849) . (4) كلمة:"الشمس"ليست في (ظ 14) . (5) إسناده قوي، ثابت بن عُمارة الحنفي، وثقه شعبة وابن معين والدارقطني وابن حبان، وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس، وقال البزار: مشهور، وقال= الحديث: 5836 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 91 5838 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " (1) 5839 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " مَا كَانَ لِي مَبِيتٌ وَلَا مَأْوَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ " (2) 5840 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ تُرْكَزُ لَهُ الْحَرْبَةُ (3) فِي الْعِيدَيْنِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا " (4)   =الذهبي: صدوق، وانفرد أبو حاتم، فقال فيه: ليس عندي بالمتين، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، واسم أبي تميمة الهجيمي: طريف بن مجالد. وهو مكرر (4771) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري، وهو عبد الله بن عمر، وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4472) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وقد سلف برقم (4607) . (3) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : العنزة. خ. (4) حديث صحيح، العمري: وهو عبد الله بن عمر- وإن كان ضعيفا-، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين.= الحديث: 5838 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 92 5841 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى بَعِيرٍ " (1) 5842 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " سَجْدَةٌ مِنْ سُجُودِ هَؤُلَاءِ، أَطْوَلُ مِنْ ثَلَاثِ سَجَدَاتٍ مِنْ سُجُودِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 5843 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ " (3)   = وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (2283) عن عبد الله بن عمر، به. وقد سلف برقم (5734) ، وانظر (4614) . (1) هو مكرر (4793) سنداً ومتناً. (2) إسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي. وأورده الهيثمي في"المجمع"2/71، وزاد نسبته إلى الطبراني في"الكبير"، وقال: إسناده حسن! وانظر ما سلف برقم (5044) . (3) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف لضعف العُمَري- وهو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب-، لكنه متابع، انظر ما سلف برقم (5762) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/233 عن عبد الله بن إدريس، عن عبيد الله بن عمر -وهو أخو العمري-، عن نافع، عن ابن عمر، موقوفاً. الحديث: 5841 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 93 5844 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي أُتِيَ بِفَضِيخٍ فِي مَسْجِدِ الْفَضِيخِ فَشَرِبَهُ (1) "، فَلِذَلِكَ سُمِّيَ (2) 5845 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ " (3)   (1) في (ظ 14) : فيشربه. وفي هامشها: فشربه. خ. (2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن نافع، وهو ابن نافع مولى ابن عمر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وأخرجه أبو يعلى (5733) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في"المجمع"2/21 و4/12، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى، إلا أنه قال: أتي بجر فضيخ بُسْر، وهو في مسجد الفضيخ، فشربه، فلذلك سمي مسجد الفضيخ، وفيه عبد الله بن نافع، ضعفه الجمهور، وقيل: يكتب حديثه. قوله: "أتي بفضيخ"، قال السندي: فىِ"مجمع الغريب": هو شراب يتخذ من البسر المفضوخ. أي: المشدوخ، أي: المكسور، وهو بفاء مفتوحة وضاد معجمة مخففة وخاء معجمة، وبالجملة، فالمراد هاهنا غير المسكر، والله تعالى أعلم. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف العمري-وهو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم-، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق في"المصنف" (17057) عن عبد الله العمري، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4690) من طريق مالك، عن نافع. الحديث: 5844 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 94 5846 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَةِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَتْ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ صَبِيًّا فِي رَأْسِهِ قَنَازِعُ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ تَحْلِقَ (1) الصِّبْيَانُ الْقَزَعَ " (2) 5847 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الِلَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ أَوْ شَرِبَ، فَلَا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (3)   (1) في (ظ 14) : يحلق. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن نافع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، وصفية بنت أبي عبيد: هي الثقفية زوج عبد الله بن عمر. وقد سلف برقم (4473) . قوله:"في رأسه قنازع"، قال السندي: بقاف ثم نون ثم ألف ثم زاي، وهي خصل الشعر، وتكون في الرأس إذا أخذ بعض الشعر، ويترك منه مواضع متفرقة لا تؤخذ كالقزع. (3) حديث صحيح، العمري- وهو عبد الله بن عمر، وإن كان ضعيفاً- توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. الزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله. وأخرجه الترمذي (1799) ، وأبو يعلى (5704) و (5705) ، وأبو عوانة 5/337 من طرق، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن الزهري، به.= الحديث: 5846 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 95 5848 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُهُ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَمَّرَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَبَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ عَابُوا أُسَامَةَ وَطَعَنُوا (1) فِي إِمَارَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ (2) فَقَالَ: - كَمَا حَدَّثَنِي سَالِمٌ - " أَلَا إِنَّكُمْ تَعِيبُونَ أُسَامَةَ وَتَطْعَنُونَ فِي إِمَارَتِهِ، وَقَدْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بِأَبِيهِ مِنْ قَبْلُ، وَإِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ، وَإِنْ كَانَ لَأَحَبَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ إِلَيَّ، وَإِنَّ ابْنَهُ هَذَا مِنْ بَعْدِهِ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا، فَإِنَّهُ مِنْ خِيَارِكُمْ " قَالَ سَالِمٌ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ قَطُّ إِلَّا قَالَ: " مَا حَاشَا فَاطِمَةَ " (3)   =وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (6334) من طريق عبد الرزاق، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4537) . (1) في (ظ 14) : فطعنوا. (2) في (ق) : بالناس. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد. وأخرجه ابن سعد 4/65-66 وأبو يعلى (5462) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ووقع عند أبي يعلى: حاشا فاطمة. وهو خطأ. وأخرجه ابن طهمان في"المشيخة" (138) ، وأخرجه ابن سعد 4/65-66، والطبراني (13171) من طريق عبد العزيز بن المختار، والنسائي في"الكبرى"= الحديث: 5848 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 96 5849 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَبَاءِ الْمَدِينَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (1) : " رَأَيْتُ امْرَأَةً (2) سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى قَامَتْ بِمَهْيَعَةَ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ وَبَاءَهَا نُقِلَ (3) إِلَى مَهْيَعَةَ " وَهِيَ الْجُحْفَةُ (4)   = (8186) من طريق زهير بن معاوية، وأبو يعلى (5518) من طريق فضيل بن سليمان، أربعتهم (ابن طهمان وعبد العزيز وزهير وفضيل) عن موسى بن عقبة، به. ووقع عند الطبراني: حاشا فاطمة. وهو خطأ أيضا. وعند أبي يعلى: فما استثنى فاطمة ولا غيرها. وأخرج نحوه ابن سعد 4/66 من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً، وفيه: "وكان أبوه (يعني زيداً) من أحب الناس إلى إلا فاطمة". والعمري ضعيف. وقد سلف برقم (5630) و (5707) . (1) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) : أنه قال. (2) لفظ:"امرأة"ليس في (ص) . (3) في (ق) : قد نقل. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (7038) و (7040) من طريق سليمان بن بلال، والبخاري (7039) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/568، والبغوي (3293) من طريق فضيل بن سليمان، كلاهما عن موسى بن عقبة، به. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13147) من طريق نافع، عن سالم، به. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد" 3/305، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات.= الحديث: 5849 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 97 5850 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ " قَالَ: قُلْتُ: سَمِعْتَهُ (1) مِنَ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَعَمْ، وَسَأَلَهُ عَنْهُ (2) ابْنُهُ حَمْزَةُ (3) 5851 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ،   =قلنا: فاته أن ينسبه إلى المعجم الكبير. وقوله: وهي الجحفة: قال الحافظ في"الفتح"12/425: وأظن قوله: وهي الجحفة مدرجاً من قول موسى بن عقبة، فإن أكثر الروايات خلا عن هذه الزيادة، وثبتت في رواية سليمان وابن جريج. قلنا: رواية ابن جريح سترد برقم (5976) ، وسيرد أيضاً برقم (6216) . "بمَهْيَعَةَ"، قال السندي: قال عياض: ضبطناها بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء عَن أكثرهم، مَفْعَلة مثل مخرمة، وضبطها بعضهم بكسر الهاء فَعِيلة مثل جميلة. "أن وباءها": في"المجمع": هو بالقصر والمد والهمزة طاعون ومرض عام، وقال عياض: مهموز مقصور. "إلى مهيعة": قيل: حتى صارت بحيث لا يمر بها طائر إلا سقط. (1) في (ق) و (ظ 1) : آنت سمعته. وكلمة"آنت"جاءت في هامش (س) ، وفي (م) : سمعت. (2) لفظ:"عنه"ليس في (ظ 14) ، وفي (ق) : وسألت عنه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وشعبة: هو ابن الحجاج. وقد سلف برقم (5496) ، وانظر (4560) . الحديث: 5850 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 98 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ (1) مِنْ ذَهَبٍ، فَقَامَ يَوْمًا، فَقَالَ: " إِنِّي كُنْتُ أَلْبَسُ هَذَا الْخَاتَمَ "، ثُمَّ نَبَذَهُ، فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (2) 5852 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (3) 5853 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ   (1) في (م) : خواتيمهم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مسلم: هو القسملي. وأخرجه ابن سعد 1/470 عن عفان بن مسلم وعبد الله بن مسلمة، بهذا الإسناد. وأنظر (5249) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (7248) من طريق موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الِإسناد.= الحديث: 5852 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 99 وَقَّتَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ " (1) 5854 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أَشْتَرِي الْبَيْعَ فَأُخْدَعُ، فَقَالَ: " إِذَا كَانَ ذَاكَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ " (2) 5855 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي عَاصِمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: كُنَّا (3) فِي بُسْتَانٍ لَنَا أَوْ لِعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ نَرْمِي، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ عُبَيْدُ اللهِ إِلَى مَقْرَى الْبُسْتَانِ، فِيهِ جِلْدُ بَعِيرٍ، فَأَخَذَ يَتَوَضَّأُ فِيهِ (4) ، فَقُلْتُ: أَتَتَوَضَّأُ فِيهِ وَفِيهِ هَذَا الْجِلْدُ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَإِنَّهُ (5) لَا يَنْجُسُ " (6)   =وقد سلف برقم (4551) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شعبة: هو ابن الحجاج، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4455) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قد سلف برقم (5036) . (3) في (ق) : كنت. (4) قوله: "فيه"ليس في (ظ 14) . (5) قوله: "فإنه"ليس في (ق) . (6) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد دون قوله: أو ثلاثاً، عاصم بن المنذر:= الحديث: 5854 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 100 5856 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، قُلْتُ (1) لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّ عِنْدَنَا رِجَالًا يَزْعُمُونَ أَنَّ الْأَمْرَ بِأَيْدِيهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا عَمِلُوا، وَإِنْ شَاءُوا لَمْ يَعْمَلُوا، فَقَالَ: أَخْبِرْهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ، وَأَنَّهُمْ مِنِّي بُرَآءُ، ثُمَّ قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَا الْإِسْلَامُ؟ فَقَالَ (2) : " تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُسْلِمٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَمَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: " تَخْشَى اللهَ تَعَالَى كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَا تَكُ (3) تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُحْسِنٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: صَدَقْتَ. قَالَ: فَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: "   =هو ابن الزبير بن العوام. وأخرجه ابن الجارود (46) عن محمد بن يحيى، والدارقطني 1/23 من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، كلاهما عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد، دون قوله: "أو ثلاثاً". وقد سلف برقم (4753) ، وانظر (4605) . قوله:"إلى مقرى البستان"، قال السندي: ضبط بفتح ميم وراء، قيل: المقرى والمقراة: الحوض الذي يجتمع فيه الماء. (1) في (ظ 14) و (ق) : قال: قلت. (2) في (ظ 14) : قال. (3) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ1) : تكن. الحديث: 5856 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 101 تُؤْمِنُ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْبَعْثِ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ، وَالْجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ "، قَالَ: فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُؤْمِنٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". قَالَ: صَدَقْتَ (1) 5857 - (2) حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ، قَالَ: وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ (3) 5858 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا " (4) 5859 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا صَخْرٌ يَعْنِي ابْنَ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان - وقد توبع، انظر ما بعده، وما سلف في مسند عمر رضي الله عنه برقم (374) . (2) هذا الحديث (5857) ليس في (ظ 14) ، واستدرك في هامش (س) ، ولم يرد في"أطراف المسند" لابن حجر. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة وإسحاق بن سويد كلاهما من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما قبله. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4702) . الحديث: 5857 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 102 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا إِذْ جَاءَ (1) أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَ (2) عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ " (3) 5860 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (4)   (1) في (ظ 14) وهامش (ص) : جاءني. (2) في (ظ 14) : أخذها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (3676) و (7019) من طريقين، عن صخر، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4814) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز بن مسلم: هو القسملي، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (1193) ، ومن طريقه البغوي (457) عن موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز، به. وعنده زيادة: كل سبت. وهذه الزيادة سلفت من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن دينار، به. وانظر تخريج الرواية رقم (4846) . الحديث: 5860 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 103 5861 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ " (1) 5862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِعْ (2) بَعْضُكُمْ (3) عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ "، وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ، وَنَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ، وَنَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ، - وَالْمُزَابَنَةُ: بَيْعُ الثَّمَرِ بِالتَّمْرِ كَيْلًا -، وَبَيْعُ الْكَرْمِ بِالزَّبِيبِ كَيْلًا، (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الآثار"4/37 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وقرن به وهب بن جرير، وانظر (4517) و (5064) . (2) في (ظ 14) : لا يبع. (3) في (ظ 1) : أحدكم. (4) إسناده صحيح، من فوق الإمام الشافعي على شرط الشيخين. وقوله:"نهى عن المزابنة":هو عند الشافعي في"الرسالة" (906) ،وفي"مسنده"2/1530 (بترتيب السندي) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في"السنن" 5/307، بهذا الإسناد. وقوله:"ونهى عن النجش": هو في"مسند"الِإمام الشافعي 2/145 (بترتيب السندي) . وقد سلف برقم (4531) . وقوله:"لا يبع بعضكم على بيع بعض": هو في"مسند" الِإمام الشافعي 2/146 (بترتيب السندي) .= الحديث: 5861 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 104 • 5863 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ] : حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ (1) ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنِ النَّجْشِ " مِثْلَهُ (2) (3) 5864 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِحَدِّ الشِّفَارِ، وَأَنْ تُوَارَى عَنِ الْبَهَائِمِ، وَإِذَا ذَبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجْهِزْ " (4)   =وقد سلف برقم (4531) . وقوله:"ونهى عن بيع حَبَلِ الحَبَلَة": سلف تخريجه برقم (394) من مسند عمر بن الخطاب، و (4491) . (1) هذا الحديث (5863) ليس في (ظ 14) ، واستدرك في هامش (س) ، وهو من الزوائد حسب النسخ (س) و (ص) و (ق) ، أما في (ظ 1) و (م) فجاء من رواية الإمام أحمد، وجاء عقب الحديث في (س) و (ص) ما نصه: وهذا الحديث يأتي قريباً. قلنا: برقم (5870) . (2) قوله: "مثله" من (م) فقط. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد بن حنبل، فقد روى له النسائي، وهو ثقة، وغير مصعب: وهو ابن عبد الله الزبيري، فمن رجال النسائي وابن ماجه، وهو ثقة. وقد سلف برقم (4531) . (4) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وهوعبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عُقَيل: هو ابن خالد بن عَقِيل الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر بن الخطاب. وأخرجه ابن عدي في"الكامل"4/1466 من طريق قتيبة، بهذا الإسناد.= الحديث: 5863 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 105 5865 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ، فَإِنَّهُ مَطْيَبَةٌ لِلْفَمِ، وَمَرْضَاةٌ (1) لِلرَّبِّ " (2)   =وأخرجه البيهقي في"الشعب" (11074) من طريق محمد بن جعفر الطالقاني، عن عقيل، به. ومحمد بن جعفر لم نقع له على ترجمة. وأخرجه ابن ماجه (3172) من طريق ابن لهيعة، عن قرة بن عبد الرحمن بن حيْويل المعافري، عن الزهري، به. وأخرجه البيهقي في"السنن"9/280 من طريق ابن وهب، عن قرة بن عبد الرحمن المعافري، عن الزهري، أن عبد الله بن عمر، به، مرفوعاً. وهذا إسناد منقطع. قال أبو حاتم في"العلل"2/45: هو الصحيح. وأخرجه ابن ماجه (3172) من طريق عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم، به، مثله. وهو إسناد ضعيف أيضاً لضعف ابن لهيعة. والحديثُ الصحيح في هذا الباب حديثُ شداد بنِ أوس عند مسلم (1955) (57) ، ولفظه:"إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحدً أحدكم شفرته، فليُرح ذبيحته"، وسيرد 4/123. قوله:"بِحَدَ الشًفار"، قال السندي: ضبط بكسر الشين، جمع شفرة، بمعنى السكين. وقوله:"وأن تُوارى"، أي: الشفار، أي: تُخفى، على بناء المفعول. وقوله:"فليجهز"من أجْهَزَ، أي: ليسرع في الذبح. (1) في (ظ 14) : مرضاة، دون واو. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وهو عبد الله، وبقية= الحديث: 5865 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 106 5866 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ " (2)   =رجاله ثقات رجال الشيخين. عبيد الله بن أبي جعفر: هو المصري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"1/220، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. وقد سلف من حديث أبي بكر برقم (7) . وسيرد من حديث عائشة 6/124، وإسناده صحيح. (1) كذا في الأصول الخطية و"الأطراف"بإسقاط حرب بن قيس بين عمارة بن غزية وبين نافع، مع أن ابن حبان رواه (2742) من طريق قتيبة بن سعيد شيخ أحمد فيه، عن عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس، عن نافع، بهذا الإسناد، وسيرد عند أحمد برقم (5873) من طريق عبد العزيز بن محمد بهذه الزيادة، وكذلك هو في جميع المصادر التي خرجت لهذا الحديث. (2) حديث صحيح، عبد العزيز بن محمد- وهو الدراوردي-، روى له البخاري مقروناً وتعليقاً، واحتج به مسلم، وهو صدوق، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح غير حرب بن قيس الساقط من هذا الإسناد، فمن رجال"التعجيل"، وقد روى عنه جمع وذكره ابن حبان في"الثقات"، ونقل البخاري عن عمارة بن غزية أنه كان رِضاً. وأخرجه ابنُ حبان (2742) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، عن قتيبة بن سعيد، عن الدراوردي، عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس، عن نافع، به. وسترد هذه الزيادة في الرواية (5873) . وأخرجه ابن حبان (3568) بالإسناد السابق، ولفظه:"كما يُحب أن تؤتى عزائمه".= الحديث: 5866 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 107 5867 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَسْخٌ، أَلَا وَذَاكَ فِي الْمُكَذِّبِينَ بِالْقَدَرِ وَالزِّنْدِيقِيَّةِ " (1)   =وأخرجه البيهقي في"السنن"3/140 من طريق إبراهيم بن حمزة، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن حرب بن قيس، عن نافع، به. وأخرجه البيهقي في"السنن"3/140 من طريق هارون بن معروف، عن الدراوردي، عن موسى بن عقبة، عن حرب بن قيس، عن نافع، به، بلفظ:"إن الله عز وجل يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه". وسيأتي برقم (5873) من طريق علي ابن المديني، عن عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية، عن حرب بن قيس، عن نافع، به، مرفوعاً. وهو الوجه الآرجح لمتابعاته، كما سيرد في تخريجه هناك. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/59 من طريق تميم بن سلمة، عن ابن عمر موقوفاً، بلفظ:"إن الله يحب أن تؤتى مياسره، كما يحب أن تؤتى عزائمه". وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"3/162، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، والبزار، والطبراني في"الأوسط"، وإسناده حسن. وله شاهد من حديث عبد الله بن عباس عند ابن حبان (354) ، ولفظه:"إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه"، وإسناده صحيح. وآخر من حديث عائشة عند ابن حبان في"الثقات"2/200، والقضاعي (1079) ، وابن عدي 5/1718، وإسناده ضعيف، بلفظ:"إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه لما، قالت: قلت: يا رسول الله، وما عزائمه؟ قال: "فرائضه". (1) إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وهذا الحديث مما أنكر على أبي= الحديث: 5867 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 108 5868 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ". قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْعِلْمُ " (1)   =صخر حميد بن زياد. وأخرجه الترمذي (2153) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (4061) ، والترمذي (2152) من طريق حيوة بن شريح، وابن عدي في "الكامل"، 2/685 و4/1469 من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن أبي صخر، به. وفي رواية حيوة قصة. وقد سلف برقم (5639) بلفظ آخر. وانظر ابن حبان (6759) ، فإن لقوله: "سيكون في هذه الأمة مسخ"شواهد ذكرناها هناك. قوله:"مسخ"، قال السندي، أي: تغيير للصورة الظاهرية، أو الباطنية بذهاب العقل الذي هو من خواص الِإنسان كالبهائم. "ألا وذاك": لفظ ألا المخففة. "والزندقية" [كذا في نسخة السندي] نسبة إلى الزندقة، ضبط بفتح الزاي وسكون النون، اي: الطائفة المنسوبة إلى الزندقة، وهي اسم لمذهب الزنديق، قيل: وهو المبطن للكفر المظهر للِإسلام، أو من لا دين له، أو الذي يعبد الأصنام، وقيل غيرذلك، وقال عياض: هو من ليس على ملة من الملل المعروفة، ثم استعمل في كل معطل، وفيمن أظهر الإِسلام وأسر غيره. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عقيل: هو ابن خالد، حمزة بن عبد الله: هو ابن عمر بن الخطاب. وأخرجه البخاري (7032) ، ومسلم (2391) ، والترمذي (2284) و (3687) ،= الحديث: 5868 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 109 5869 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، - وَكَانَ وَهْبٌ أَدْرَكَ ابْنَ عُمَرَ لَيْسَ فِي كِتَابِ ابْنِ مَالِكٍ - أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَأَى رَاعِيَ غَنَمٍ فِي مَكَانٍ قَبِيحٍ، وَقَدْ رَأَى ابْنُ عُمَرَ مَكَانًا أَمْثَلَ مِنْهُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَيْحَكَ يَا رَاعِي حَوِّلْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " (1)   =والنسائي في"الكبرى" (5837) و (7637) ، والقطيعي في زوائد"الفضائل" (515) من طريق قتَيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي في الموضع الأول: صحيح، وفي الثاني: حسن صحيح غريب. وتحرف عبد الله بن عمر في مطبوعة"السنن الكبرى"إلى: عبيد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (82) و (7027) ، ويعقوب بن سفيان 1/456، والبغوي (3880) من طرق، عن الليث بن سعد، به. وقد سلف برقم (5554) . قوله:"ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب"، قال السندي: هذا حديث صحيح، وهو يؤيد حديث:"لو كان بعدي نبي لكان عمر"- رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه- لدلالته على أن علمه من علوم النبوة، وكأنه لهذا كثر عليه التوفيق للصواب، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان، وهو محمد القرشي المدني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. بكر بن مضر: هو المصري، ووهب بن كيسان: هو القرشي المدني. وأخرجه البخاري في"الأدب المفرد" (416) ، والطبراني في"الكبير" (13284) من طريق عمرو بن خالد، عن بكر، بهذا الإسناد. وقد سلف مطولاً برقم (4495) بإسناد صحيح.= الحديث: 5869 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 110 • 5870 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ (1) ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ النَّجْشِ " (2) 5871 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ نُمَيْرٍ أَبُو مِحْصَنٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ عِيدٍ، فَبَدَأَ فَصَلَّى بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ ثُمَّ خَطَبَ " (3)   =وقوله:"ليس في كتاب ابن مالك". لعل القائل هو ابن المذهب راوي"المسند" عن ابن مالك، وهو أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، أراد إن عبارة: وكان وهب أدرك ابن عمر"ليست في أصل القطيعي، وأنه زادها هو، وهي واردة عند الطبراني في"الكبير" (13284) . (1) جاء الحديث في (ص) و (ظ 14) من زوائد عبد الله بن أحمد، وجاء في (ق) و (ظ 1) من رواية الإِمام أحمد، ولفظ: "حدثني أبي" كتب أيضاً في هامش (س) على أنه نسخة، وأشار ابن حجر إنه من رواية عبد الله في"أطراف المسند" 3/568. (2) إسناده صحيح وهو مكرر (5863) سنداً ومتناً. (3) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح غير الفضل بن عطية، فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو صدوق. حصين بن نمير: هو الواسطي أبو محصن الضرير. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (1763) عن الحسن بن قزعة، والطبراني (13242) ، ومن طريقه المزي في"تهذيب الكمال"23/238 من طريق مسدد بن مسرهد، كلاهما عن حصين بن نمير، بهذا الِإسناد. ولم يقل فيه الحسن بن قزعة: ثم خطب.= الحديث: 5870 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 111 قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرٍ، مِثْلَ ذَلِكَ (1) 5872 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (3) 5873 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ حَرْبِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ " (4)   =وقد سلف برقم (4967) . وقصة الصلاة قبل الخطبة سلفت برقم (4602) و (5394) . (1) إسناده قوي، وهو متصل بالذي قبله. عطاء: هو ابن أبي رباح، وجابر: هو ابن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه. وقد سلف نحوه برقم (2172) من طريق ابن جريج، عن عطاء. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (1765) عن الحسن بن قزعة، عن حصين بن نمير، عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن عطاء بن أبي رباح، بهذا الِإسناد دون قوله:"بلا أذان ولا إقامة". وحديث جابر مطولًا ومختصراً سيأتي في مسنده 3/296 و310 و314. فانظر تمام تخريجه هناك. (2) هذا الحديث (5872) ليس في (ظ 14) ، واستدرك في هامش (س) ، ولم يرد في أطراف المسند. (3) إسناده قوي كسابقه. أبو محصن بن نمير: هو حصين بن نمير الواسطي. وقد سلف برقم (5871) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير= الحديث: 5872 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 112 * 5874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ-[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (1) ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كُنَّا نَشْرَبُ وَنَحْنُ قِيَامٌ، وَنَأْكُلُ وَنَحْنُ نَمْشِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   =حرب بن قيس، ترجم له البخاري في"التاريخ الكبير"3/61، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/249، والحسيني في"الإكمال"ص 91، والحافظ في "التعجيل"ص 92، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في"الثقات". وروى البخاري عن بكر بن مضر، قال: زعم عمارة بن غزية أن حرباً كان رضاً. علي بن عبد الله: هو المديني، وعبد العزيز بن محمد: هو الدراوردي، وعمارة بن غزية: هو الأنصاري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البيهقي في"الشعب" (3890) ، والخطيب في"تاريخه"10/347 من طريق علي ابن المديني، بهذا الِإسناد. وأخرجه البزار (988) (زوائد) عن أحمد بن أبان، والقضاعي في"المسند" (1078) من طريق سعيد بن منصور، والبيهقي في"السنن"3/140 من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، ثلاثتهم عن عبد العزيز، به. وأخرجه ابن خزيمة (950) من طريق يحيى بن أيوب المصري و (2027) من طريق بكر بن مضر، والخطيب في"تاريخه"10/347 من طريق عبد الله بن جعفر والد علي ابن المديني، ثلاثتهم عن عمارة، به. وقد تحرف يحيى بن أيوب في مطبوع ابن خزيمة إلى: يحيى بن زياد. وقد سلف برقم (5866) . (1) قوله:"وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة"سقط من (م) . (2) رجاله ثقات رجال الشيخين، وصححه الترمذي وابن حبان، إلا أن ابن معين أعله بوهم حفص بن غياث فيه، فقال: وما أراه إلا وهم فيه، وأراه سمع حديث= الحديث: 5874 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 113 * 5875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:   =عمران بن حدير فغلط بهذا. وسأل أبو بكر الأثرم الإمام أحمد عن هذا الحديث، فقال: ما أدري ما ذاك- كالمنكر له-، ثم قال: إنما هو حديث يزيد بن عطارد. وقال علي ابن المديني: نعس حفص نعسة- يعني حين روى حديث عبيد الله- وإنما هو حديث أبي البَزَرى (يعني يزيد بن عطارد) . انظر "سؤالات الآجري لأبي داود" ص205، و"تاريخ بغداد"8/195 و196. وقال الترمذي في"العلل الكبير"2/791-792: سألت محمداً عن هذا الحديث (يعني حديث حفص بن غياث) ، فقال: هذا حديث فيه نظر. قال أبو عيسى: لا يعرف عن عبيد الله إلا من وجه رواية حفص، وإنما يعرف من حديث عمران بن حدير، عن أبي البزرى، عن ابن عمر، وأبو البزرى: اسمه يزيد بن عطارد. قلنا: سلف حديث عمران بن حدير، عن يزيد بن عطارد أبي البزرى برقم (4601) ، وإسناده ضعيف. وأخرجه الخطيب في"تاريخ بغداد"8/196 من طريق أحمد، بهذا الِإسناد. وهو في"مصنف ابن أبي شيبة 8/205، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (785) ، والدارمى2/120، بهذا الِإسناد. وأخرجه الترمذي (1880) ، وابن ماجه (3301) ، والطحاوي مختصراً 4/273، وابن حبان (5322) و (5325) ، والخطيب في"تاريخه"8/195 -196 من طرق، عن حفص بن غياث، به. وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من حديث عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. وقد سلف برقم (4601) . الحديث: 5875 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 114 رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ (1) اسْتَلَمَ الْحَجَرَ ثُمَّ قَبَّلَ يَدَهُ، وَقَالَ: " مَا تَرَكْتُهُ مُنْذُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ " (2)   (1) في (ظ 14) : عبد الله بن عمر. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو خالد الأحمر- واسمه سليمان بن حيان-، روى له البخاري متابعة، واحتج به مسلم، ووثقه غير واحد من الأئمة. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن محمد: هو أبو بكر بن أبي شيبة الحافظ، والحديث في "مصنفه"ص 352 (الجزء الذي نشره العمروي) . وأخرجه الخطيب في"تاريخ بغداد"10/66 من طريق عبد الله بن أحمد، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (1268) (246) ، وأبو عوانة كما في"إتحاف المهرة" 3/ورقة239، والبيهقي 5/75 من طريق ابن أبي شيبة، به. وأخرجه مسلم (1268) (246) ، وابن الجارود (453) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة "، وابن حبان (3824) من طرق، عن أبي خالد الأحمر، به. وتحرف "عبيد الله"،في"صحيح ابن خزيمة" إلى: "عبد الله"، وصوب من"إتحاف المهرة " 3/ورقة 239. وأخرج الشافعي في"مسنده"1/343، وعبد الرزاق (8923) ، وابن أبي شيبة ص 352، والدارقطني 2/290، والبيهقي 5/75، والأزرقي في"أخبار مكة" 1/343-344 من طرق، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: هل رأيت أحداً من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا استلموا قبلوا أيديهم؟ فقال: نعم، رأيت ابن عمر، وأبا سعيد، وجابر بن عبد الله، وأبا هريرة إذا استلموا قبلوا أيديهم. قلت: وابن عباس؟ قال: نعم، وحسبت كثيراً. وانظر ما سلف برقم (4463) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند البيهقي 5/76 من طريق عمر بن قيس= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 115 * 5876 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَد] : وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَذْبَحُ أُضْحِيَّتَهُ بِالْمُصَلَّى يَوْمَ النَّحْرِ، وَذَكَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ " (1) * 5877 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،   =المكي، عن عطاء، عن جابر، وقال البيهقي بإثره: عمر بن قيس المكي ضعيف. وعن أبي الطفيل عامر بن واثلة عند أحمد 5/454، ومسلم (1275) أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطوف بالبيت على راحلته، يستلم الركن بمحجنه، ويقبل المحجن. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة، وهو ابن زيد الليثي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو أسامة: هو حماد بن أسامة القرشي، مولاهم الكوفي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو داود (2811) ، والبيهقي في"السنن"9/278 من طرق، عن أبي أسامة، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابنُ ماجه (3161) من طريق أبي بكر الحنفي، عن أسامة، به. وأخرجه البخاري (982) و (5552) ، والنسائي في"المجتبى"3/193 و7/213، والبيهقي في "السنن" 9/277 من طريق كثير بن فرقد، عن نافع، به. وأخرجه بنحوه النسائي في"المجتيى"7/213 من طريق عبد الله بن سليمان، عن نافع، به. قال الحافظ في"الفتح"9/10 قال مالك فيما رواه ابن وهب: إنما يفعلُ ذلك لئلا يذبح أحد قبله. زاد المهلب: وليذبحوا بعده على يقين، وليتعلموا منه صفة= الحديث: 5876 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 116 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَجُوزُ فِي الرَّضَاعَةِ مِنَ الشُّهُودِ؟ قَالَ: " رَجُلٌ، أَوِ امْرَأَةٌ " (1) ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ (2) * 5878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا (3) الْكِتَابَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، أَمَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا تَغَيَّرَ الْإِيمَانُ مِنْ قَلْبِي، وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا وَلَهُ جِذْمٌ، وَأَهْلُ بَيْتٍ يَمْنَعُونَ لَهُ أَهْلَهُ، وَكَتَبْتُ كِتَابًا رَجَوْتُ أَنْ يَمْنَعَ اللهُ بِذَلِكَ أَهْلِي، فَقَالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِي فِيهِ، قَالَ: " أَوَ كُنْتَ قَاتِلَهُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، إِنْ أَذِنْتَ لِي، قَالَ: "   =الذبح. (1) في (م) : وامرأة، بالواو بدل"أو". قال السندي: هكذا في بعض النسخ بـ "أو"، فيدل على أنه يكفي شهادة المرأة وحدها، وفي بعضها بالواو، وهو الموافق لما سلف. (2) إسناده ضعيف جداً، وهو مكرر (4912) . (3) في (ظ 14) وهامش (ص) و (ظ 1) : بهذا. الحديث: 5878 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 117 وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ قَدِ اطَّلَعَ اللهُ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ " فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ " (1) * 5879 - حَدَّثَنَا هَارُونُ (2) ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدَيْنِ مِنْ طَرِيقٍ، وَيَرْجِعُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى " (3)   (1) إسناده ضعيف بهذه السياقة لضعف عمر بن حمزة، وهو ابن عبد الله بن عمر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في"مصنف ابن أبي شيبة"14/384، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5522) من طريق الحسين بن أسود، عن أبي أسامة، به. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"9/303، وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه، ورجال أحمد رجال الصحيح! وقد سلف بنحوه من حديث علي بن أبي طالب برقم (600) و (827) ، بإسناد صحيح. (2) في (ق) و (ظ 1) و (م) زيادة: بن معروف، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف عبد الله بن عمر، وهو العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هارون بن معروف: هو المروزي، وابن وهب: هو عبد الله المصري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو داود (1156) ، وابن ماجه (1299) ، والحاكم 1/296، والخطيب في"تاريخه"12/486 من طرق، عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الِإسناد. ووقع في مطبوع ابن ماجه: عبيد الله بن عمر، وهو تحريف.= الحديث: 5879 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 118 5880 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ (1) ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " قَالَ: نَافِعٌ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَصْنَعُ شَيْئًا إِلَّا وِتْرًا (2)   =وله شاهد من حديث جابر عند البخاري (986) بلفظ: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا كان يوم عيد خالف الطريق. وفي إسناده فليح بن سليمان، قال الحافظ في"الفتح" 2/472: تفرد به فليح، وهو مُضَعَّف عند ابن معين والنسائي وأبي داود، ووثقه آخرون، فحديثه من قبيل الحسن، لكن له شواهد من حديث ابن عمر وسعد القرظ وأبي رافع وعثمان بن عبيد الله التيمي وغيرهم، يعضد بعضها بعضاً، فعلى هذا هو من القسم الثاني من قسمي الصحيح. أ. هـ. وآخر من حديث أبي هريرة عند الترمذي (541) ، وابن ماجه (1301) ، والحاكم 1/296، وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن غريب. وثالث من حديث سعد القُرَظ عند ابن ماجه (1298) ، والبزار (653) ، وإسناده ضعيف. ورابع من حديث أبي رافع عند ابن ماجه (1300) ، وإسناده ضعيف. (1) تحرف في (م) إلى: وهيب. (2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر، وهو العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابنُ وهب: هو عبد الله المصري. وأخرجه البزار (743) (زوائد) من طريق عدي بن الفضل التيمي، عن أيوب، عن نافع، به، مرفوعاً. وعدي بن الفضل متروك. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"2/240، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله موثقون! = الحديث: 5880 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 119 • 5881 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: " أَنَا رَأَيْتُ غَيْلَانَ يَعْنِي الْقَدَرِيَّ مَصْلُوبًا عَلَى بَابِ دِمَشْقَ " (1) 5882 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،   =وانظر (6439) . وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب سلف برقم (1214) ، وإسناده قوي. وآخر من حديث أبي هريرة عند مسلم (2677) ، سيرد 2/258. (1) هذا الأثر إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد، وسوار بن عبد الله- وهو ابن سوار بن عبد الله العنبري- فمن رجال أصحاب السنن. وهو في كتاب"العلل" (5249) من رواية عبد الله بن أحمد، عن سوار، بهذا الإسناد. وأخرجه العقيلي في"الضعفاء"3/437 عن عبد الله بن أحمد، به. ورواه البخاري في " التاريخ الكبير"7/103 عن محمد بن بشار، عن معاذ بن معاذ، به. وغيلان، قال الذهبي في"تاريخ الِإسلام"ص 441، وفيات 101-120: غيلان القدري أبو مروان صاحب معبد الجهني، ناظره الأوزاعي بحضرة هشام بن عبد الملك، فانقطع غيلان، ولم يتب، وكان قد أظهر القدر في خلافة عمر بن عبد العزيز، فاستتابه عمر، فقال: لقد كنت ضالاً فهديتني، وقال عمر: اللهم إن كان صادقاً، وإلا فاصلبه واقطع يديه ورجليه، ثم قال: أمَّن يا غيلان فأمَّن على دعائه. وقد حج بالناس هشام بن عبد الملك سنة ست ومئة في أول خلافته، وكان معه غيلان يفتي الناس ويحدثهم، وكان ذا عبادة وتأله وفصاحة وبلاغة، ثم نفذت فيه= الحديث: 5881 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 120 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ، لَا تَكَادُ تَرَى فِيهَا رَاحِلَةً - أَوْ مَتَى تَرَى فِيهَا رَاحِلَةً - " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نَعْلَمُ شَيْئًا خَيْرًا مِنْ مِائَةٍ مِثْلِهِ إِلَّا الرَّجُلَ الْمُؤْمِنَ " (1)   =دعوة الإمام الراشد عمر بن عبد العزيز، فأخذ، وقطعت أربعته، وصلب بدمشق بالقدر، نسأل الله السلامة، وذلك في حياة عبادة بن نسي، فإنه أحد من فرح بصلبه. (1) إسناده ضعيف، محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وهو ابن عفان الملقب بالديباج لحسنه، ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (5626) ، قال شعيب: وقد كنت حسنت إسناد حديثه في"شرح المشكل" (1471) ، والصواب أن ما تفرد به ضعيف، وما توبع عليه حسن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أسامة، وهو ابن زيد الليثي، فقد أخرج له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله المصري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه بتمامه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1471) ، وابنُ عدي في "الكامل"6/2224، وأبو الشيخ في"الأمثال" (139) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، به. وأخرجه الطبراني في"الصغير" (412) عن حسنون بن أحمد، عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد، به- وقال عقبه: لم يروه عن عبد الله بن ديار إلا أسامة، تفرد به ابن وهب، ولا يُروى اخر هذا الحديث ... إلا بهذا الِإسناد. قلنا: شيخ الطبراني لم نعرفه، وقد أسقط من الِإسناد محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان. وفي متنه: خيراً من ألف. وقسمه الأول سلف بإسناد صحيح برقم (4516) بلفظ: "إنما الناس كإبل مئة، لا يوجد فيها راحلة". الجزء: 10 ¦ الصفحة: 121 5883 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا " (1)   =وقسمه الثاني وهو قوله:"لا نعلم شيئا خيراً من مئة مثله إلا الرجل المؤمن": أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"1/64، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" و"الصغير" إلا أن الطبراني قال في الحديث: لا نعلم شيئاً خيراً من ألف مثله، ومداره على أسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف جداً. قلنا: كذا قال، وهو وهم منه- رحمه الله- فأسامة: هو ابن زيد الليثي، كما ورد مصرحاً به عند الطحاوي في"شرح مشكل الآثار"، وهو الراوي عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان كما جاء في ترجمة محمد في"تهذيب الكمال " 25/517. قوله:"لا نعلم شيئاً خيراً من مئة مثله"، قال السندي: أى: لا يكون واحد خيراً من مئة من جنسه إلا المؤمن، فإن الواحد من نوع المؤمن قد يفوق على مئة منه في الخير، فيوجد في الواحد ما لا يوجد في مئة من خصال الخير. لَيْس مِنَ الله بمستَنْكَر ٍ أنْ يَجْمَعَ العَالَمَ في واحِدِ والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله المصري، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري، وعبد الرحمن بن القاسم: هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق. وأخرجه البخاري (1042) و (3201) ، ومسلم (914) ، والنسائي في "المجتبى"3/125، وابن حبان (2828) ، والطبراني في"الكبير" (13095) ،= الحديث: 5883 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 122 5884 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عِصْمَةَ،   =والدارقطني في"السنن"2/65 من طرق، عن ابن وهب، به. وأخرجه ابن خزيمة (1400) ، والحاكم 1/331 من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن مسلم بن خالد، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. وفيه زيادة، لفظها عند ابن خزيمة:"فهذا رأيتم ذلك، فافزعوا إلى الصلاة، وإلى ذكر الله، وادعوا وتصدقوا". قال الحاكم: لهذا حديث صحيح على شرط مسلم، وثم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: في إسناده مسلم بن خالد، وهو الزنجي، ضعيف، وثم يخرج له مسلم. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2711) . وعن عبد الله بن عمرو، سيرد برقم (6483) . وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/318. وعن أبي مسعود البدري، سيرد 4/122. وعن المغيرة بن شعبة، سيرد 4/245. وعن النعمان بن بشير، سيرد 4/267. وعن سمرة بن جندب، سيرد 5/16. وعن أبي بكرة، سيرد 5/37. وعن قَبِيصة بن مخارق، سيرد 5/60. وعن محمود بن لبيد، سيرد 5/428. وعن عائشة، سيرد 6/76. وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق، سيرد 6/354. وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (1059) ، ومسلم (912) . وعن عبد الله بن مسعود عند الطبراني في"الكبير" (10065) ، والبزار (671) و (672) ، وابن خزيمة (1372) . الحديث: 5884 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 123 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَتِ الصَّلَاةُ خَمْسِينَ، وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ سَبْعَ مِرَارٍ (1) ، وَالْغُسْلُ مِنَ الْبَوْلِ سَبْعَ مِرَارٍ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ حَتَّى جُعِلَتِ الصَّلَاةُ خَمْسًا، وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ مَرَّةً (2) ، وَالْغُسْلُ مِنَ الْبَوْلِ مَرَّةً (3) " (4) 5885 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) في (ق) و (ظ 1) : مرات. (2) لفظ:"مرة"ليس في (ق) . (3) انظر التعليق على الحديث (5736) في الجزء السابق من أجل ترتيب الأحاديث في نسخة (ظ14) . (4) إسناده ضعيف لضعف أيوب بن جابر، وهو ابن سيار الحنفي اليمامي، وعبد الله بن عصمة مختلف فيه، وقد اختُلف في اسم أبيه: عصم أو عصمة، وقد بيَنا ذلك في الرواية السالفة برقم (4790) . حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي. وأخرجه أبو داود (247) ، والبيهقي في"السنن"1/179 و244-245 من طريقين، عن أيوب بن جابر، به. وجَعْلُ الصلاةِ خمساً بعد أن كانت خمسين: له شاهد من حديث مالك بن صعصعة عند البخاري (3207) ، ومسلم (164) ، وسيرد 4/208-209 ضمن حديث الِإسراء الطويل. وآخر من حديث ابن عباس سلف برقم (2889) . وثالث من حديث أنس عند مسلم (162) ، والترمذي (213) . ورابع من حديث أبي ذر عند البخاري (349) ، ومسلم (163) . الحديث: 5885 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 124 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبِيعُوا الدِّينَارَ بِالدِّينَارَيْنِ، وَلَا الدِّرْهَمَ بِالدِّرْهَمَيْنِ، وَلَا الصَّاعَ بِالصَّاعَيْنِ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرَّمَاءَ " - وَالرَّمَاءُ هُوَ الرِّبَا - فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَبِيعُ الْفَرَسَ بِالْأَفْرَاسِ، وَالنَّجِيبَةَ بِالْإِبِلِ؟ قَالَ: " لَا بَأْسَ إِذَا كَانَ يَدًا بِيَدٍ " (1)   (1) إسناده ضعيف لضعف أبي جناب- واسمه يحيى بن أبي حية الكلبي وأبوه- واسمه حي- في عداد المجهولين. وأورده الهيثمي في"المجمع"4/105، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه أبو جناب الكلبي، وهو مدلس ثقة! كذا قال، وأبو جناب ضعيف. وللشطر الأول من الحديث أصل، فقد أخرجه أحمد فيما يأتي في مسند أبي سعيد الخدري 3/4 من طريق أيوب، عن نافع، قال: قال ابن عمر: لا تبيعوا الذهب بالذهب، والورق بالورق، إلا مثلًابمثل، ولا تُشِفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا شيئاً غائباً منها بناجزٍ فاني أخاف عليكم الرَّما، والرَّما: الربا. قال: فحدًث رجل ابن عمر هذا الحديث عن أبي سعيد الخدري يحدثه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما تمً مقالته حتى دخل به على أبي سعيد وأنا معه، فقال: إن لهذا حدثني عنك حديثاً يزعم أنك تحدثه عن رسول الله، أفسمعته؟ فقال: بصر عيني، وسمع أذني، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا تبيعوا الذهب بالذهب، ولا الورق بالورق، إلا مثلًا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا شيئاً غائباً منها بناجز". فرواية ابن عمر هنا موقوفة من قوله: ثم سمع، رفعه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أبي سعيد الخدري، ويأتي بخريجه في مسنده. وأخرجه مالك في"الموطأ"2/634 عن نافع، و635 عن عبد الله بن دينار، كلاهما عن ابن عمر، عن عمر موقوفاً عليه.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 125 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأخرجه كذلك مختصراً الطحاوي 4/70، والبيهقي 5/279 من طريق جرير بن حازم، والطحاوي أيضاً من طريق أيوب، كلاهما عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. وله شاهد من حديث عثمان بن عفان عند مسلم (1585) بلفظ:"لا تبيعوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهمين". وانظر ما سيأتي في مسند أبي هريرة 2/262. وأما الشطر الثاني فله شاهد من حديث جابر عند أحمد 3/372: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشترى عبداً بعبدين. وهو في"صحيح مسلم" (1602) بأطول من لهذا. ومن حديث أنس بن مالك عند أحمد 3/123، ومسلم ص 1045 (87) : أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشترى صفية بنت حيي من دحية الكلبي بسبعة أرؤُس، وكانت قد وقعت في سهمه يوم خيبر. هذا معنى الحديث. ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند الدارقطني 3/69، ومن طريقه البيهقي 5/288: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره أن يجهز جيشاً. قال عبد الله بن عمرو: وليس عندنا ظهر، قال: فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يبتاع ظهراً إلى خروج المصدق، فابتاع عبد الله بن عمرو البعير بالبعيرين وبالأبعرة إلى خروج المصدق، بأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وانظر ما سيأتي برقم (6593) . وفي الباب عن ابن عمر موقوفاً عند مالك في"الموطأ" 2/652، والبيهقي 5/288 و6/22 عن نافع: أن عبد الله بن عمر اشترى راحلة بأربعة أبعرة مضمونة عليه، يوفيها صاحبها بالربَذَةَ. وعن علي بن أبي طالب عند مالك 2/652، وعبد الرزاق (14142) ، والبيهقي 5/288 و6/22 عن صالح بن كيسان، عن حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب: أن علي بن أبي طالب باع جملًا له يدعى عصيفيراً، بعشرين بعيراً إلى أجل. وهذا إسناد منقطع، الحسن بن محمد بن علي لم يسمع من جده. وعن رافع بن خديج عند عبد الرزاق (14141) عن معمر، عن بديل العقيلي، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير: أن رافع بن خديج اشترى منه بعيراً ببعيرين،= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 126 5886 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ جِذْعُ نَخْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ يُسْنِدُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ إِلَيْهِ إِذَا كَانَ يَوْمُ جُمُعَةٍ، أَوْ حَدَثَ أَمْرٌ يُرِيدُ أَنْ يُكَلِّمَ النَّاسَ، فَقَالُوا: أَلَا نَجْعَلُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ شَيْئًا كَقَدْرِ قِيَامِكَ؟ قَالَ: " لَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَفْعَلُوا ". فَصَنَعُوا لَهُ (1) مِنْبَرًا ثَلَاثَ مَرَاقِي (2) ، قَالَ: فَجَلَسَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَخَارَ الْجِذْعُ كَمَا تَخُورُ الْبَقَرَةُ (3) جَزَعًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالْتَزَمَهُ وَمَسَحَهُ حَتَّى سَكَنَ (4)   = فأعطاه أحدهما، وقال: آتيك غداً بالأخر رهواً. قوله:"فإني أخاف عليكم الرماء"، قال السندي: هو بالمد والفتح، والمراد: إني أخاف عليكم عقاب الرماء وجزاءه، فلا يرد أن هذا الكلام يدل على أن هذا ليس برباً، وإنما فيه احتمال الربا، فليتأمل. (1) لفظ: " منبراً " لم يرد في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) كذا في النسخ الخطية، وهو جائز، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر: مراقٍ، وهو الجادة. (3) في هامش كل من (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : يخور الثور. (4) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جناب- وهو يحيى بن أبي حية الكلبي-، وأبو حية- واسمه حي- في عداد المجهولين. وأخرجه بنحوه مختصراً الدارمي 1/15، والبخاري (3583) ، وأبو داود (1081) ، والترمذي (505) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/556 و557 و557 -558 من طريق نافع، عن ابن عمر. وانظر ما سلف برقم (4755) .= الحديث: 5886 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 127 5887 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ فَلَبِسَهُ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ الذَّهَبِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنِّي كُنْتُ أَلْبَسُ هَذَا الْخَاتَمَ، وَإِنِّي (1) لَنْ أَلْبَسَهُ أَبَدًا " فَنَبَذَهُ (2) ، فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (3)   =وله شاهد عن ابن عباس، سلف برقم (2236) . وعن أنس بن مالك، سلف في مسند ابن عباس (2237) . وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/324. وعن أبي بن كعب، سيرد 5/139. وعن سهل بن سعد، سيِرد 5/330. وعن أبي سعيد الخدري عند الدارمي 1/18، وابن أبي شيبة 11/486، وأبي نعيم في"الدلائل" (308) . وعن بريدة الأسلمي عند الدارمي 1/16. وعن عائشة عند أبي نعيم في"الدلائل" (310) . وعن أم سلمة عند البيهقي في"الدلائل"2/563. قوله: "فخارالجذع"، قال السندي: أي: صاح جزعاً على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: على فراقه. (1) في (ق) : إني، دون واو. (2) قوله:"فنبذه"ليس في (ق) و (ظ 1) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. ابن دينار: هو عبد الله بن دينار العدوي مولاهم المدني.= الحديث: 5887 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 128 5888 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي ابْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بَعْثًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، فَطَعَنَ بَعْضُ النَّاسِ فِي إِمْرَتِهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنْ تَطْعَنُوا فِي إِمْرَتِهِ، فَقَدْ تَطْعَنُونَ فِي إِمْرَةِ أَبِيهِ مِنْ قَبْلُ وَايْمُ اللهِ إِنْ كَانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمَارَةِ (1) ، وَإِنْ كَانَ لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَإِنَّ هَذَا لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ " (2) 5889 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءِ بْنِ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِالسُّوقِ وَمَعَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَزْرَقِ إِلَى جَنْبِهِ، فَمُرَّ بِجِنَازَةٍ يَتْبَعُهَا (3) بُكَاءٌ فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ تَرَكَ أَهْلُ هَذَا الْمَيِّتِ (4) الْبُكَاءَ لَكَانَ خَيْرًا لَمَيِّتِهِمْ، فَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ   =وأخرجه النسائي 8/165 و192 عن علي بن حجر، وابن حبان (5491) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، به. وانظر (5249) . (1) في هامش (س) : للِإمرة. خ. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان- وهو ابن داود الهاشمي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه البخاري (6627) ، ومسلم (2426) ، والترمذي (3816) ، والنسائي في "الكبرى" (8181) ، وابن حبان (7044) ، والبيهقي 10/44، والبغوي (3939) من طرق، عن إسماعيل بن جعفر، به. وقد سلف برقم (4701) . (3) في (ظ 14) : ويتبعها. (4) في (ظ 1) : البيت. الحديث: 5888 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 129 الْأَزْرَقِ: تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: نَعَمْ أَقُولُهُ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَمَاتَ مَيِّتٌ مِنْ أَهْلِ مَرْوَانَ، فَاجْتَمَعَ النِّسَاءُ يَبْكِينَ عَلَيْهِ، فَقَالَ مَرْوَانُ: قُمْ يَا عَبْدَ الْمَلِكِ فَانْهَهُنَّ أَنْ يَبْكِينَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَعْهُنَّ فَإِنَّهُ مَاتَ مَيِّتٌ مِنْ آلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاجْتَمَعَ النِّسَاءُ يَبْكِينَ عَلَيْهِ، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَنْهَاهُنَّ وَيَطْرُدُهُنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُنَّ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَالْفُؤَادَ مُصَابٌ، وَإِنَّ الْعَهْدَ حَدِيثٌ "، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ (1) : يَأْثُرُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَاللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (2)   (1) لفظ:"قال"ليس في (ظ 1) . (2) إسناده ضعيف لجهالهّ حال سلمة بن الأزرق، لم يرو عنه غير محمد بن عمرو بن عطاء، وقال ابنُ القطان في كتابه"الوهم والِإبهام": لا أعرف أحداً من مصنفى الرجال ذكره، ولا تعرف له حال، وقال الذهبى في"الميزان": لا يعرف حديثُه، أما الشيخ أحمد شاكر فرجح توثيقه بأن محمد بن عمرو بن عطاء شهد مجلسه من ابن عمر، وروايته لابن عمر حديث إبي هريرة، وسؤال ابن عمر إياه مستوثقاً من سماعه من أبي هريرة ما حدثه عنه، ومن رفع إبي هريرة للحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم جواب ابن عمر بعد أن استوثق منه بقوله: "فالله أعلم"تسليماً منه بصحة الرواية، وهو صريح في ثقة ابن عمر بهذا الرجل وعدله وصدقه، فلو كان مجروحا عنده، أو متهماً في صدقه وفي معرفته بما يروي، لما قبل منه روايته، ولردها عليه إن شاء الله، وهذا واضح بين، وبناء على توثيقه صحح الحديث. قلنا: وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غيرَ سليمان بن داود، وهو الهاشمي، فقد روى له البخاري في"خلق أفعال العباد" وأصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. إسماعيل. هو ابن جعفر بن أبي كثير الأنصاري. وهذا الحديث من مسند أبي هريرة، وسيرد الجزء: 10 ¦ الصفحة: 130 5890 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَهُ (1) حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَنْزَلَ اللهُ   =2/273. وأخرجه النسائي في"المجتبى"4/19 عن علي بن حُجْر، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. دون ذكر كلام ابن عمر. وأخرجه عبد الرزاق (6674) ، ومن طريقه ابن حبان (3157) ، والبيهقي في "السنن"، 4/70 عن معمر وابن خريج، وابن أبي شيبة 3/395 من طريق وهيب بن خالد، وابن ماجه (1587) من طريق حماد بن سلمة، أربعتهم عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، به. وأخرجه مختصراً بنُ أبي شيبة 3/395، وابن ماجه (1587) ، وسيرد 2/444 من طريق وكيع، والحاكم 1/381 من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة، به، مرفوعاً. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: أسقطا من الِإسناد سلمة بن الأزرق بين محمد بن عمرو بن عطاء وأبي هريرة، فالِإسناد منقطع. وأصلُ البكاء على الميت مباح ما لم يكن نياحة وجزعاً. انظر ما سلف من حديث أبن مسعود برقم (3658) . قوله:"دعهن يا ابن الخطاب، فإن العين دامعة"، قال السندي: أي: من طبعها الدمع إذا أصاب القلب مصيبة، وطاهر لهذا أن عمر كان يمنعهن عن البكاء بلا صوتٍ الذي لا اختيار فيه، وبه حصل التوفيق بين لهذا الحديث وأحاديث النهي عن البكاء، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ 14) : أخبرني. الحديث: 5890 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 131 بِقَوْمٍ عَذَابًا، أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ " (1) 5891 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْأَيْلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُمَيَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِزَارِ فَهُوَ فِي الْقَمِيصِ " (2)   (1) إسناده قوي، إبراهيم بن إسحاق - وهو الطالقاني - صدوق، روى له مسلم في"المقدمة" وأبو داود والترمذي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. ابن المبارك: هو عبد الله، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه أبو يعلى (5582) من طريق إبراهيم بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4985) . قوله:"أصاب العذاب من كان فيهم"، قال السندي: أي: ممن ليسوا على عملهم، وهذا كما قال تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} . (2) إسناده قوي. إبراهيم: هو ابن إسحاق الطالقاني، وهو متابع، ابن المبارك: هو عبد الله، وأبو الصَبَاح الأيلي: هو سعدان بن سالم. وأخرجه أبو داود (4095) عن هناد، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه المزي في"تهذيب الكمال"10/323 من طريق جُبَارة بن المُغَلس، عن ابن المبارك، به. ووقع فيه الحديث عن عمر، وضبب فوقها المزي، وكتب في الحاشب: "كذا"، ذلك إن الصواب: ابن عمر، كما هو هنا، وعند أبي داود، وعنده زياده: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" [ما] قال في جر الِإزار فهو لْي القميص، وجرُ القميص إشد من جرّ الِإزار"، وجبارة بن مغلس ضعيف. والحديث عند أحمد إما مرفوع بالمعنى، وإما هو استنباط من ابن عمر صحيح، وإما مرفوع كما في رواية جبارة هذه، فالعبرة بالِإسبال في ذاته، سواء أكان اللباس= الحديث: 5891 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 132 5892 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، وَبَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ، وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ، وَالْعِشَاءَ أَيْ بِالْمُحَصَّبِ (1) ثُمَّ هَجَعَ هَجْعَةً ثُمَّ دَخَلَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ " (2) 5893 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ (3) الطَّبَّاعِ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ الْيَمَانِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ: " كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ " قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   =إزاراً أم قميصاً. وقد مر معنا في الرواية رقم (5248) لتصريح بذلك مرفوعاً، ولكنه حديث غريب. وسيأتي برقم (6220) . (1) قوله: أي: بالمحصب، ليس في (ص) ولا (ق) ولا (ظ 1) ولا (ظ 14) ، وهو نسخة في هامش (س) ، وقد جاء في (م) ، وأثبته الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح. رجاله ثقات من رجال الشيخين، غير سريج- وهو ابن النعمان- فمن رجال البخاري، وحماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أيوب: هو السختياني، وبكر بن عبد الله: هو المزني. وقد سلف برقم (5726) و (4838) . (3) لفظ:"ابن"ليس في (ظ 14) . الحديث: 5892 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 133 كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ " (1) 5894 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعًا لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا، قَالَ: مَا هِيَ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ لَا تَمَسُّ مِنَ الْأَرْكَانِ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ، وَرَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ، وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بِمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الْهِلَالَ، وَلَمْ تُهْلِلْ أَنْتَ حَتَّى يَكُونَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: " أَمَّا الْأَرْكَانُ " فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَسُّ إِلَّا الْيَمَانِيَيْنِ "، " وَأَمَّا النِّعَالُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ النِّعَالَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ، وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا "، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَلْبَسَهَا، " وَأَمَّا الصُّفْرَةُ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ بِهَا "، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا، "   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشخين، غير إسحاق الطباع- وهو ابن عيسى-، وعمرو بن مسلم- وهو الجَنَدي-، فمن رجال مسلم. مالك: هو ابن أنس، وزياد بن سعد: هو ابن عبد الرحمن الخراساني، وطاووس اليماني: هو ابن كيسان. وهو عند مالك في"الموطأ"2/899، ومن طريقه أخرجه البخاري في"خلق أفعال العباد"ص 25، ومسلم (2655) ، وابن حبان (6149) ، والبغوي في"شرح السنة" (73) ،والمزي في"تهذيب الكمال" 22/245، بهذا الِإسناد. الحديث: 5894 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 134 وَأَمَّا الْإِهْلَالُ فَإِنِّي لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ حَتَّى تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ " (1) 5895 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، فَلَمَّا لَقِينَا الْعَدُوَّ انْهَزَمْنَا فِي أَوَّلِ عَادِيَةٍ (2) ، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي نَفَرٍ لَيْلًا فَاخْتَفَيْنَا (3) ، ثُمَّ قُلْنَا: لَوْ خَرَجْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاعْتَذَرْنَا إِلَيْهِ، فَخَرَجْنَا (4) ، فَلَمَّا لَقِينَاهُ قُلْنَا: نَحْنُ الْفَرَّارُونَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " بَلْ أَنْتُمُ الْعَكَّارُونَ، وَأَنَا فِئَتُكُمْ " قَالَ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ: " وَأَنَا فِئَةُ كُلِّ مُسْلِمٍ " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إسحاق بن عيسى، فمن رجال مسلم. سعيد بن أبي سعيد: هو المقبري، وعبيد بن جريج: هو التيمي. وقد سلف برقم (5338) ، وانظر (4672) . (2) في هامش (س) و (ق) و (ظ 1) : غادية. خ. (3) في هامش (س) و (ص) : فاختبينا. خ. (4) في (ظ 14) : فخرجنا إليه. (5) إسناده ضعيف لضعف شريك- وهو ابن عبد الله النخعىِ-، ولضعف يزيد بن أبي زياد مولى الهاشميين. وقد سلف برقم (5384) . الحديث: 5895 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 135 5896 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَبَرُّ (1) الْبِرِّ صِلَةُ الْمَرْءِ (2) أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ إِذْ (3) يُوَلِّي " (4) 5897 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ (5) مَاتَ وَلَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَقَدْ نَزَعَ يَدَهُ مِنْ بَيْعَةٍ كَانَتْ مِيتَتُهُ مِيتَةَ ضَلَالَةٍ " (6)   (1) في (ق) : إن أبر. (2) في هامش (س) : الرجل. خ. (3) في (ظ 14) و (ص) وهامش (س) : أن. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى، فمن رجال مسلم، ليث: هو ابن سعد. وقد سلف برقم (5612) . (5) في (ظ 14) : على غير طاعة. دون لفظ الجلالة. (6) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن لهيعة، وهو سيىء الحفظ، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. بكير: هو ابن عبد الله بن الأشج المدني. وأخرجه مسلم (1851) من طريق عبد الله بن أبي جعفر، وأخرجه مسلم أيضا (1851) ، وأبو عوانة 4/469، والبيهقي 8/156 من طريق زيد بن محمد، كلاهما عن نافع، بهذا الإسناد. وقرن البيهقي بنافع سالماً، ولفظ الحديث عندهم نحو ما= الحديث: 5896 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 136 5898 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَلَهُ ذِمَّةُ اللهِ، فَلَا تُخْفِرُوا اللهَ ذِمَّتَهُ، فَإِنَّهُ مَنْ أَخْفَرَ ذِمَّتَهُ طَلَبَهُ اللهُ حَتَّى يُكِبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ " (1)   =سلف برقم (5551) . وأخرجه كذلك ابن أبي عاصم في"السنة" (1081) من طريق أبي جعفر الرازي، عن محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر. وأبو جعفر الرازي فيه ضعف، والمحفوظ عن ابن عجلان أنه رواه عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، وهو ما سلف برقم (5676) و (5718) . وأخرج نحو الشطر الثاني ضِمْنَ حديثٍ الحاكم 1/77 و117 من طريق يحيى ابن سعيد، عن خالد بن أبي عمران، عن نافع، عن ابن عمر. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لَهِيعة، وهو عبد الله، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. موسى بن داود: هو الضبي، وخالد بن أبي عمران: هو التجيبي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البزار (3342) (زوائد) من طريق عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"1/296، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في"الأوسط"، وفيه ابنُ لهيعة، وهو ضعيف، وقد حسن له بعضهم. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (13210) من طريق موسى بن أيوب النصيبي، عن عطاء بن مسلم الخفاف، عن الأعمش، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، مرفوعاً، وفيه قصة. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الكبير" (13211) من طريق يحيى الحِماني، عن= الحديث: 5898 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 137 5899 - حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ جُلَيْدٍ الْحَجْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ   =إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد، عن أبيه، قال: إن الحجاج أو سالم بن عبد الله ... فذكرقصة، ثم ذكر الحديث وهذا إسناد ضعيف لضعف يحيى الحماني، وهو أبن عبد الحميد. وله شاهد من حديث جندب بن عبد الله عند مسلم (657) ، سيرد 4/312، ولفظه عند مسلم:"من صلى صلاةَ الصَبح، فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله مِن ذمته بشيء، فإنه مَنْ يَطْلُبْهُ مِن ذمته بشيء يُدْرِكْة، ثم يكبه على وجهه في نارِ جهنم". وآخر من حديث أبي هريرة عند الترمذي (2164) ، وأبي يعلى (6452) ، وفي إسناده معدي بن سليمان، وهو ضعيف. وثالث من حديث سمرة بن جندب، سيرد 5/10، وفي إسناده الحسن البصري، وهو إسناد صحيح إن كان سمع من سمرة. ورابع من حديث أنس عند البزار (3343) (زوائد) ، وأبي يعلى (7410) و (4120) ، والطبراني في"الأوسط" (2835) ، وإسناده ضعيف. وخامس من حديث طارق بن أشيم الأشجعي عند الطبراني في"الكبير" (8188) ، وفي إسناده الهيثم بن اليمان، وهو لين الحديث. وسادس من حديث أبي بكر الصديق عند ابن ماجه (3945) ، وإسناده ضعيف. وسابع سن حديث أبي بكرة عند الطبراني في"الكبير"فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"1/296، وقال: ورجاله رجال الصحيح. قوله: "فلا تُخفروا"، قال السندي: من أخفره إذا نقض عهده، أي: فلا تتعرضوا لذلك المسلم بسوء، فإن فيه نقضاً لعهده تعالى. وقوله:"حتى يكبه"أي: يطرحه. الحديث: 5899 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 138 اللهِ، كَمْ يُعْفَى عَنِ الْمَمْلُوكِ؟ قَالَ: فَصَمَتَ عَنْهُ ثُمَّ أَعَادَ، فَصَمَتَ عَنْهُ ثُمَّ أَعَادَ، فَقَالَ: " يُعْفَى عَنْهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً " (1) 5900 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ أَبِي (2) الْأَسْوَدِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا بِكَيْلٍ أَوْ وَزْنٍ، فَلَا يَبِيعُهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ " (3) 5901 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ رَاعٍ عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ   (1) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. وقد سلف برقم (5635) . (2) لفظ:"أبي"سقط من (م) . (3) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة- واسمه عبد الله-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى، فمن رجال مسلم، أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المدني، يتيم عروة. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13097) من طريق النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود (3495) ، والنسائي في"المجتبى" 7/286، والطحاوي في "شرح المعاني"4/38، والطبراني (13098) ، والبيهقي في "السنن" 4/315 من طريق المنذر بن عبيد، عن القاسم بن محمد، به. وانظر (4517) . الحديث: 5900 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 139 رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْهُ " (1) 5902 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ - أَوْ قَالَ: أُمَّتِي - وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى كَمَثَلِ رَجُلٍ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةٍ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ قَالَتِ الْيَهُودُ: نَحْنُ، فَفَعَلُوا، فَقَالَ: فَمَنْ (2) يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ (3) الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ قَالَتِ النَّصَارَى: نَحْنُ، فَعَمِلُوا، وَأَنْتُمُ   (1) حديث صحيح. مؤمل- وهو ابن إسماعيل، وإن يكن سيىء الحفظ قد توبع، وقواه يحيى بن معين في سفيان- وهو الثوري-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 4/421، والقضاعي في"مسند الشهاب" (209) من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الِإسناد. وتحرف في مطبوع القضاعي مؤمل، إلى: محمد، واقتصر فيه على أوله. وأخرجه مالك في"الموطأ" (992) (رواية محمد بن الحسن) ، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في"صحيحه" (7138) ، وفي"الأدب المفرد" (206) ، وأبو داود (2928) ، وأبو عوانة 4/420، وأخرجه مسلم (1829) ، وابن حبان (4491) ، والخطيب في"تاريخه"11/402، والبغوي في"شرح السنة" (2469) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به. وقد سلف برقم (4495) . (2) في (ق) و (ظ 1) : من. (3) كلمة: "صلاة" ليست في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. الحديث: 5902 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 140 الْمُسْلِمُونَ تَعْمَلُونَ مِنْ صَلَاةِ (1) الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ عَلَى قِيرَاطَيْنِ، فَغَضِبَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالُوا: نَحْنُ أَكْثَرُ عَمَلًا وَأَقَلُّ أَجْرًا، فَقَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ (2) مِنْ أَجْرِكُمْ شَيْئًا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَذَاكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ (3) 5903 - " سَمِعْتُ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ أَكْتُبْهُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَمِلَتِ الْيَهُودُ كَذَا وَالنَّصَارَى كَذَا نَحْوَ حَدِيثِ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فِي قِصَّةِ الْيَهُودِ (4)   (1) كلمة:"صلاة"ليست في (ظ 14) . (2) في هامش (س) و (ص) : ظُلمتم. خ. (3) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل، وإن يكن سيئ الحفظ- قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبري في"التفسير"، 27/244 من طريق مؤمل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2269) ، والترمذي (2871) ، وابن حبان (6639) و (7217) من طرقٍ عن عبد الله بن دينار، به. قال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4508) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (5021) من طريق يحيى، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5902) ، وانظر (4508) . الحديث: 5903 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 141 5904 - وحَدَّثَنَاهُ مُؤَمَّلٌ أَيْضًا، عَنْ سُفْيَانَ نَحْوَ حَدِيثِ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَيْضًا (1) 5905 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ (2) نَحْوَ الْمَشْرِقِ " هَاهُنَا الْفِتْنَةُ، هَاهُنَا الْفِتْنَةُ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (3) 5906 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ (4) : سَمِعْتُ النِّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ النَّعْلَيْنِ، فَلْيَلْبِسِ الْخُفَّيْنِ يَقْطَعُهُمَا (5) أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (6)   (1) هو مكرر (5902) . وقد سلفت رواية أيوب عن نافع برقم (4508) . (2) كلمة:"بيده" ليست في (ص) . (3) صحيح، ولهذا إسناد ضعيف، مؤمل- وهو ابن إسماعيل-: سيئ الحفظ، لكن قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. وانظر (4754) . (4) في (ظ 14) : عن عبد الله بن عمر، بدل: سمعت ابن عمر. (5) في (ظ 1) و (ق) وهامش (س) و (ص) : ويقطعهما. (6) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل- وإن كان سيئ الحفظ، تابعه أبو أحمد الزبيري فيما سلف برقم (5106) ، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4454) ، ومطولاً برقم (4482) . الحديث: 5904 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 142 5907 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ الْبَيْدَاءُ يَسُبُّهَا أَوْ كَادَ يَسُبُّهَا (1) وَيَقُولُ: " إِنَّمَا أَحْرَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ " (2) 5908 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا سَرَى (3) أَحَدٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ " (4) 5909 - وَحَدَّثَنَا (5) بِهِ مُؤَمَّلٌ مَرَّةً أُخْرَى، وَلَمْ (6) يَقُلْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ "، (7)   (1) قوله:"أو كاد يسبها"ليس في (م) ، وذكر في هامش (س) و (ص) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. مؤمل- وهو ابن إسماعيل- سيىء الحفظ، لكن قواه يحيى بن معين في سفيان الثوري. وانظر (4570) . (3) في (ظ 14) : ما سار. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مؤمَّل- وهو ابن إسماعيل-، وقد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه الطبراني (13339) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد. وأخرجه النسائي في"الكبرى"، (8850) من طريق محمد بن ربيعة، عن عمر بن محمد بن زيد، به. وقد سلف برقم (4748) . (5) في هامش (س) : وحدثناه. (6) في (ظ 14) : فلم. (7) صحيح على إرساله وضعف إسناده، وانظر ما قبله. الحديث: 5907 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 143 5910 - قَالَ [عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " قَدْ سَمِعَ مُؤَمَّلٌ مِنْ عُمَرَ (1) بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ يَعْنِي أَحَادِيثَ وَسَمِعَ أَيْضًا مِنَ ابْنِ جُرَيْجٍ " 5911 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَلُكُمْ فِي أَجَلِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ " (2) 5912 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) تحرف في (م) إلى: عمرو. (2) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل، وإن يكن سيئ الحفظ-، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبري في"التاريخ"1/11 من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري مطولًا برقم (5021) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان، به. وأخرجه مطولًا الترمذي برقم (2871) من طريق مالك، وابن حبان (6639) و (7217) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن عبد الله بن دينار، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13285) ، وفي"الصغير" (53) من طريق وهب بن كيسان، عن ابن عمر، به. وقد سلف بنحوه برقم (5902) ، ومطولًا برقم (4508) . قوله:"في أجل من كان قبلكم"، قال السندي: أي: في جنب أجلهم،= الحديث: 5910 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 144 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] ، {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] " فِي الرَّشْحِ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ " (1) 5913 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ لِي مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: مَا سَمِعْتَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَذْكُرُ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي الْكَوْثَرِ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا الْخَيْرُ الْكَثِيرُ، فَقَالَ مُحَارِبٌ: سُبْحَانَ اللهِ، مَا أَقَلَّ مَا يَسْقُطُ (2) لِابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلٌ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمَّا أُنْزِلَتْ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، يَجْرِي عَلَى جَنَادِلِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، شَرَابُهُ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ "   =وبالنسبة إليه، ومثل قوله تعالى: {وما متاعُ الحياةِ الدنْيا في الآخِرةِ إلا قليل} . (1) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل البصري- وإن كان سيىء الحفظ، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف من طريق حماد بن زيد برقم (5318) ، وسيأتي برقم (6086) . وقوله تعالى: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} سلف تخريج الحديث المتضمن هذه الأية برقم (5823) ، وانظر (4613) . (2) في (س) و (ق) و (ظ 1) : تسقط. وفي هوامشها: يسقط. خ. الحديث: 5913 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 145 قَالَ: صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا (1) وَاللهِ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ (2)   (1) لفظ:"هذا"ليس في (ظ 14) . (2) حديث قوي، حماد بن زيد روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط، مؤمل: هو ابن إسماعيل القرشي العدوي، وهو سيء الحفظ، لكنه متابع. وأخرجه البيهقي في"البعث" (128) من طريق مؤمل، بهذا الِإسناد. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 3/543، وأبو نعيم في"صفة الجنة" (326) من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، به. وصححه الحاكم، ولم يسق أبو نعيم لفظ حديث ابن عباس، وتحرف في مطبوعته"سليمان بن حرب" إلى: "إسحاق بن حرب"، وفي مطبوعه"المستدرك"اضطراب يصوب من رواية أحمد وأخرجه بتمامه الطيالسي (1933) - ومن طريقه البيهقي في "البعث" (129) - من طريق أبي عوانة، والطبري في"تفسيره" 30/325 من طريق إسماعيل ابن علية، كلاهما عن عطاء، به. وأخرج حسين المروزي في زوائده على"زهد ابن المبارك" (1614) ، والبخاري (6578) ، والطبري 30/321 من طريق هشيم، عن عطاء بن السائب وأبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: الكوثر الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه، قال أبو بشر: قلت لسعيد: إن أناساً يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه. وأخرجه بهذه السياقة دون ذكر ابن عمر البخاري (4966) ، والحاكم 2/537 من طريق أبي بشر، عن سعيد بن جبير، به. وأخرج الطبري 30/322 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن عطاء بن السائب، قال: قال محارب بن دينار: ما قال سعيد بن جبير في الكوثر؟ قال: قلت: قال ابن عباس: هو الخير الكثير، فقال: صدق والله. وأخرج هنّاد في"الزهد" (140) ، والنسائي في"الكبرى" (11704) ، والطبري 30/322 من طرق، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 146 5914 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا " (1)   =قال في الكوثر: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله تبارك وتعالى إياه. وقد روي عن ابن عباس أنه قال في تفسير الكوثر مثل قول ابن عمر، لكن موقوفاً عليه. أخرجه الطبري 30/320 عن أبي كريب، حدثنا عمر بن عبيد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: الكوثر نهر في الجنة ... فذكر مثل حديث ابن عمر، قلناعمر بن عبيد مستصغر في عطاء، ورواية من روى عن عطاء قديماً أصح. وانظر (5355) . قوله:"ما أقل ما يسقط"، قال السندي: من السقوط، يريد أن القول الساقط لابن عباس قليل، أي: وهنا منه لمخالفته للمرفوع. "على جنادل الدر"، إي: أحجار الدر، أي: الحصاة التي هي تحت الماء هي الدر والياقوت. "صدق ... الخ"يريد أنه لا مخالفة بين المرفوع وبين قول ابن عباس، فما في المرفوع هو الخير الكثير، قاله ابن عباس، وقد وفق بين المرفوع وبين قول ابن عباس بحمل المرفوع على التمثيل لا التحديد. وبالجملة فالكوثر مبالغة الكثير، أي: الخير الكثير البالغ في الكثرة غايته، فيمكن أن يكون اسماً لهذا النهر، ويمكن أن يكون أراد لهذا النهر بناء على أنه الخير الكثير، تعظيماً له، أو على أنه من جملته، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح، مؤمًل بن إسماعيل- وإن كان سيىء الحفظ- تابعه يحيى بن سعيد فيما سلف برقم (4687) ، ووكيع فيما سلف برقم (5259) ، وباقي رجال الِإسناد ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. الحديث: 5914 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 147 5915 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النِّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 5916 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ " قَالَ: أَتَيْتُ (2) عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: صَدَقَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ: مَا الْجَرُّ؟ قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ يُصْنَعُ مِنَ الْمَدَرِ " (3)   (1) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل، وإن كان سيىء الحفظ -، قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (3188) و (7111) ، وأبو عوانة 4/71 من طريق سليمان بن حرب، ومسلم (1735) (9) ، والبيهقي 8/160 من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وروايات البخاري (7111) ، وأبي عوانة والبيهقي مطولة بنحو الرواية السالفة برقم (5192) ، وانظر (4648) . (2) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) و (ص) : قال ابنُ جبير: فأتيت. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى وهو ابن الطباع، فمن رجال مسلم، يعلى بن حكيم: هو الثقفي. وأخرجه مسلم (1997) (47) ، وأبو داود (3691) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار"4/223، والبيهقي في"السنن"8/308 من طرق، عن جرير، بهذا الأسناد.= الحديث: 5915 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 148 5917 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ فَقِيلَ (1) : أَوَلَسْتَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ: " إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى " (2) 5918 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، سَمِعْتُ مَالِكًا، يُحَدِّثُ (3) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (4)   =وقد سلف برقم (5819) ، وانظر (4465) و (4914) . (1) في النسخ عدا (ظ 14) : فقال، وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر، وفي (ظ 14) وهامش (س) : فقيل، كما هو مثبت. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق - وهو ابن عيسى بن نجيح ابن الطباع- فمن رجال مسلم. وهو في"الموطأ" 1/300. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1962) ، ومسلم (1102) (55) ، وأبو داود (2360) ، والبيهقي 4/282 و7/61. وقد سلف برقم (4721) . (3) في هامش (ق) : حدثنا مالك. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو في "الموطأ"2/467، ومن طريقه أخرجه البخاري (2849) ، ومسلم (1871) (96) ،والطحاوي في"شرح معاني الاَثار"3/274، وفي"شرح مشكل الآثار" (221) ، والبيهقي في"السنن" 6/329، وفي"المعرفة" (13046) ، والخطيب في"تاريخه"12/399، والبغوي (2644) ، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4616) . الحديث: 5917 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 149 5919 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ فِيهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَكَانَتْ سُهْمَانُهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ (1) بَعِيرًا، وَنُفِّلُوا بَعِيرًا بَعِيرًا " (2) 5920 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا فِي عَبْدٍ، فَكَانَ لَهُ مَالٌ يَبْلُغُ ثَمَنَ الْعَبْدِ، فَإِنَّهُ يُقَوَّمُ عَلَيْهِ قِيمَةَ عَدْلٍ، فَيُعْطَى شُرَكَاؤُهُ حِصَصَهُمْ، وَعَتَقَ الْعَبْدُ عَلَيْهِ، وَإِلَّا فَقَدْ عَتَقَ مَا عَتَقَ " (3)   (1) في (س) و (ص) و (ظ 14) وهامش (ظ 1) : اثنا عشر. وفي هامش (س) : اثني عشر، كما هو مثبت. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وقد سلف برقم (5288) ، وانظر (4579) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو في"موطأ"مالك 2/773، ومن طريقه أخرجه الشافعى 2/66 (بترتيب السندي) ، والبخاري (2522) ، ومسلم (1501) و3/1286، وأبو داود (3940) ، والنسائي في"الكبرى" (4957) ، وابنُ ماجه (2528) ، وابنُ الجارود في"المنتقى" (970) ، وأبو يعلى (5802) ، والطحاوي في "شرح معاني الاَثار"3/106، وابنُ حبان (4316) ، والبيهقي في"السنن"1/2740 و278، والبغوي في"شرح السنة" (2421) . وقد سلف برقم (4451) ، وقد ورد من هذه الطريق أيضاً في مسند عمر برقم (397) .= الحديث: 5919 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 150 5921 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى (1) صَلَاةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " (2)   =قال البغوي في"شرح السنة": "قال الِإمام: في الحديث دليل على أن من أعتق نصيبه من عبد مشترك بينه وبين غيره وهو مُوسِر بقيمة نصيب الشريك، يَعْتِقُ كلُه عليه بنفس الِإعتاق، ولا يتوقف على أداء القيمة، ولا على الاستسعاء، ويكون ولاؤه كله للمعتق، وإن كان مُعسراً، عَتَقَ نصيبُه، ونصيبُ الشريك رقيق لا يكلَف إعتاقَه، ولا يُستسعى العبدُ في فكًه، وهو قولُ ابنِ أبي ليلى، وابنِ شُبرُمَة، والشافعي، وأحمد. وقال ربيعة ومالك: لا يَعْتق نصيبُ الشريك بنفس اللفظ ما لم يُؤذَ إليه قيمته، وقاله الشافعي في القديم: لأنه زوي عن سالم، عن أبيه، يبلُغ به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إذا كان العبد بين اثنين، فأعتق أحدُهما نصيبَه، فإن كان موسراً يُقوم عليه لا وَكس ولا شطط، ثم يُعتق". وذهب جماعة إلى أنه لا يَعْتق نصيب الشريك، بل يستسعى العبد، فإذا أدى قيمة النصف الآخر إلى الشريك، عتق كلُه، والولاء بينهما، وهو قول سفيان الثوري، وأصحابِ الرأي، وإسحاق. وقال أبو حنيفة: إن كان الشريكُ المعتِق موسراً، فالذي لم يُعتق بالخيار، إن شاء أعتق نصيب نفسه، وإن شاء استسعى العبدَ في قيمة نصيبه، فإذا أدى، عَتق، وكان الولاء بينهما نصفين، وإن شاء، ضمن المعتق قيمة نصيبه، ثم شريكه بعدما يضمن، رجع على العبد، فاستسعاه فيه، فإذا أداه، عتق، وولاؤه كله له. وذهب قتادة إلى أن المعتِق إن لم يكن له مال يُستسعى العبد وإن كان له مال قُوم عليه". (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عَنْ، ولم ترد في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. الحديث: 5921 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 151 5922 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا، وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ (1) 5923 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، فَإِنْ تَعَاهَدَهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ " (2) 5924 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كُنَّا نَبْتَاعُ الطَّعَامَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَبْعَثُ عَلَيْنَا (3) مَنْ يَأْمُرُنَا بِنَقْلِهِ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي ابْتَعْنَاهُ فِيهِ (4) إِلَى مَكَانٍ سِوَاهُ قَبْلَ أَنْ نَبِيعَهُ " (5)   =وقد سلف برقم (4670) ، وانظر (5332) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وقد سلف برقم (4819) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وأخرجه أبو عبيد في"فضائل القرآن"ص 105 عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5315) . (3) في (ظ 14) : معنا. (4) في (ظ 14) : منه. (5) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو مكرر الحديث (395) في= الحديث: 5922 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 152 5925 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ وَقَالَ: " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا (1) كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ ضَارِيَةٍ نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ (2) " (3)   =مسند عمر بن الخطاب، وانظر (4517) . (1) قوله:"كلباً إلا"سقط من (ص) . (2) في (س) و (ص) و (ظ 1) و (ظ 14) و (ق) : قيراطين، والمثبت من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. والحديث أخرجه مالك في"موطئه"2/969 مفرقاً على شطرين، الأول بقوله: "من اقتنى ... "، ثم بالأمر بقتل الكلاب. وأما قصة الاقتناء، فأخرجها من طريق مالك: الشافعي في"المسند"2/140 (ترتيب السندي) ، والبخاري (5482) ، ومسلم (1574) (50) ، والبيهقي 6/9، وسلفت برقم (4479) من طريق أيوب، عن نافع. وأما الأمر بقتل الكلاب، فأخرجه من طريق مالك: الشافعي في"المسند" 2/140، والدارمي 2/90، والبخاري (3323) ، ومسلم (1570) (43) ، وابن ماجه (3202) ، والنسائي 7/184، وابن حبان (5648) ، والبيهقي 6/8، والبغوي (2778) . وسلف برقم (4744) من طريق إسماعيل بن أمية، عن نافع. وسلف الحديث بشطريه جميعاً برقم (5775) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع. وقوله:"ضارية"، قال الحافظ في"الفتح"9/609: إما للاستعارة على أن "ضارية"صفة للجماعة الضارين أصحاب الكلاب المعتادة الضارية على الصيد،= الحديث: 5925 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 153 5926 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ (1) بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 5927 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، وَإِسْحَاقُ قَالَ أَخْبَرَنَا (3) مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ، فَأَغْلَقَهَا فَلَمَّا خَرَجَ سَأَلْتُ بِلَالًا مَاذَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " تَرَكَ عَمُودَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَمُودًا   =بقال: ضري على الصيد ضراوة، أي: تعود ذلك واستمر عليه، وضري الكلب وأضراه صاحبه، أي: عوده وأغراه بالصيد، والجمع ضوار، وإما للتناسب للفظ ماشية، مثل: لا دريت ولا تليت، والأصل: تلوت. (1) في (ق) : عمله، وفي هامشها: مقعده. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو في"الموطا"1/239 ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1379) ، ومسلم (2866) ، والنسائي في "الكبرى" (2199) ، وفي"المجتبى"4/107، وابن حبان (3130) ، والاَجري في "الشريعة"ص 391، والبيهقي في"إثبات عذاب القبر" (48) ، وفي"البعث" (165) ، والبغوي في"شرح السنة" (1524) . وقد سلف برقم (4658) . (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أنبأنا. الحديث: 5926 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 154 عَنْ يَسَارِهِ، وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ ثَلَاثَةُ (1) أَذْرُعٍ " قَالَ إِسْحَاقُ: " وَكَانَ الْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ، وَلَمْ يَذْكُرِ الَّذِي بَيْنَهُ، وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ " (2) 5927 م - (3) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَمَلَ علَيَنْاَ السَّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا " (4) 5928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانُوا يَتَوَضَّئُونَ جَمِيعًا " قُلْتُ لِمَالِكٍ: الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: زَمَنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ (5)   (1) في هامش (س) : ثلاث. خ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند مالك في"الموطأ"1/398، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" 1/68 (بترتيب السندي) ، والبخاري (505) ، وأبو داود (2023) و (2024) ، والنسائي في"المجتبى"2/63، والطحاوي في "شرح معاني الاَثار"1/389، والبيهقي 2/326-327، والبغوي في"شرح السنة" (447) . وقد سلف برقم (4891) ، وانظر (4464) . (3) لهذا الحديث (5927 م) من (ظ 14) ، وثم يرد في بقية النسخ ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5149) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك:= الحديث: 5927 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 155 5929 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَائِشَةَ أَرَادَتْ أَنْ تَشْتَرِيَ جَارِيَةً تُعْتِقُهَا، قَالَ أَهْلُهَا: نَبِيعُكِ (1) عَلَى أَنَّ وَلَاءَهَا لَنَا، فَذَكَرَتْ (2) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا يَمْنَعْكِ ذَلِكَ، فَإِنَّ (3) الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ " (4) 5930 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ لَهُ   =هو ابن أنس، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو عند مالك في"الموطأ"1/24، ومن طريقه أخرجه البخاري (193) ، وأبو داود (79) ، والنسائي في"المجتبى"1/57، وفى"الكبرى" (72) ، وابن ماجه (381) ، وابن خزيمة (205) ، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4481) . (1) في (ظ 14) : نبيعها، وفي هامشها ما نصه: الأصل نبيعك. (2) في (ق) : فذكر. (3) في (ظ 14) : فإنما. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى، وهو ابن الطباع، فمن رجال مسلم. وهو في"موطأ مالك"2/781، ومن طريقه أخرجه البخاري (2169) و (2562) و (6752) و (6757) ، وأبو داود (2915) ، والنسائي في"المجشى"7/300، والطحاوي في"شرح معاني الأثار"4/42، والبيهقي 5/338 و6/240، والبغوي (2113) ، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (1504) (5) ، والبيهقي 10/295 من طريق مالك، عن مالك عن ابن عمر، عن عائشة. يعني جعله من مسندها.= الحديث: 5929 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 156 شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا، وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ " (1) 5931 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى (2) ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ " (3) 5932 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،   =وقد سلف مختصراً برقم (4817) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو في"موطأ"مالك 2/761، ومن طريقه أخرجه الشافعي في"السنن" (540) ، والبخاري (2738) ، والنسائي في"المجتبى"6/239، وأبو نعيم في "الحلية" ا6/352، وفي"أخبار أصبهان"1/313، والبيهقي في"السنن" 6/271 -272، والبغوي في"شرح السنة" (1457) . وقد سلف برقم (4578) ، وانظر (4469) . (2) قوله: "بن عيسى"ليس في (س) ولا (ظ 14) ولا (م) ، وهو في هامش (س) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البيهقي في"الدلائل"2/233 من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وهو في"الموطأ" (2119) برواية أبي مصعب الزهري، ومن طريقه أخرجه البخاري (433) و (4420) (4702) ، والبيهقي في"السنن"2/415. وقد سلف برقم (4561) . الحديث: 5931 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 157 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ " (1) 5933 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا (2) أَحَدُهُمَا " (3) 5934 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّاسُ بِقُبَاءَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، إِذْ أَتَاهُمْ آتٍ فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ قُرْآنٌ اللَّيْلَةَ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا "، وَكَانَتْ (4) وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو في"الموطأ" 1/320. وأخرجه مسلم (1165) (206) ، وأبو داود (1385) ، والنسائي في "الكبرى" (3400) ، والطحاوي في"المعاني"3/85، والبيهقي 4/311 من طرق، عن مالك، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5283) ، وانظر (4499) . (2) في (ظ 14) : به. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو في"موطأ" مالك 2/984. ومن طريق مالك أخرجه البخاري في"الصحيح " (6104) ، وفي"الأدب المفرد" (439) ، والترمذي (2637) ، وأبو عوانة 1/22، والطحاوي في"شرح مشكل الاثار" (856) ، وابن حبان (249) ، والبيهقي في"السنن" 10/208، والبغوي في "شرح السنة" (3551) ، وانظر (4687) . (4) في (ظ 14) : وقد كانت. الحديث: 5933 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 158 فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ (1) 5935 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبٍ أَوْ وَهْبِ بْنِ قَطَنٍ اللَّيْثِيِّ، - شَكَّ إِسْحَاقُ - عَنْ يُحَنَّسَ، مَوْلَى الزُّبَيْرِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ إِذْ أَتَتْهُ (2) مَوْلَاةٌ لَهُ فَذَكَرَتْ شِدَّةَ الْحَالِ وَأَنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهَا: اجْلِسِي فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَصْبِرُ أَحَدُكُمْ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا - أَوْ شَهِيدًا - يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو في"الموطا"1/65. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في"الأم"1/94، وفي"الرسالة" (365) ، وفي"السنن" (35) ، وفي"المسند" 1/64 و65، والبخاري (403) و (4491) و (4494) و (7251) ، ومسلم (526) (13) ، والنسائي في"المجتبى"2/61، وفي "الكبرى" (948) و (11002) ، وابن خزيمة (435) ، وأبو عوانة 1/394، وابن حبان (1715) ، والبيهقي في"السنن"2/2 و11، وفي"المعرفة" (2872) ، والبغوي في"شرح السنة" (445) ، وفي"التفسير" 1/125. وقد سلف برقم (4642) . (2) في (ق) : أتت. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. قَطَنُ بنُ وهب: هو ابن عويمر بنٍ الأجدع الليثي، وشك إسحاق في اسمه لا يؤثر، فإنه قطن بن وهب بالاتفاق، وُيحَنس مولى الزبير: هو ابن أبي موسى. وهو عند مالك في"الموطأ"2/885-886، ومن طريقه أخرجه مسلم (1377) (482) ، والنسائي في"الكبرى" (4281) ، والطبراني في"الكبير" (13207) ، والبيهقي في"الشعب" (9721) ، بهذا الإِسناد= الحديث: 5935 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 159 5936 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: سَأَلْتُ مالِكًا، عَنِ الرَّجُلِ يُوتِرُ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَقَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَرَ وَهُوَ رَاكِبٌ " (1) 5937 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ طَاوُسٍ،   =وأخرجه مسلم (1377) (483) من طريق الضحاك بن عثمان الحزامي، عن قطن بن وهب، به. وأخرجه أبو يعلى (5789) من طريق عبيد الله بن عمر، عن وهب بن قطن أن مولاةً لابن عمر، فذكر الحديث، وهذا إسناد منقطع. وسياتي برقم (6001) و (6174) و (6440) ، وانظر (5437) . وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند مسلم (1363) (459) ، وقد سلف برقم (1573) . وعن أبي هريرة عند مسلم (1378) ، سيرد 2/397. وعن أبي سعيد الخدري عند مسلم (1374) ، سيرد 3/29. وعن أسماء بنت عميس، سيرد 6/369-370. قوله:"على لأوائها"، قال السندي: أي: شدائد المقام بها. وقوله:"شهيداً "، أي: مزكياً لعمله إذا كان عمله خيراً. "أو شفيعاً": إن كان عمله غير ذلك. وليست"أو"للشك، لأن الرواية كذلك اشتهرت عن كثير يبعد تواطؤهم على الشك، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق وهو ابن عيسى ابن الطباع-، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (4519) . الحديث: 5936 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 160 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَوَاحِدَةً " (1) 5938 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْيَهُودَ إِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ قَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ " فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَقُلْ: وَعَلَيْكَ (2) " (3) 5939 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَدْرٍ، أَنَّهُ خَرَجَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ حُجَّاجًا حَتَّى وَرَدُوا مَكَّةَ، فَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ فَاسْتَلَمُوا الْحَجَرَ، ثُمَّ طُفْنَا بِالْبَيْتِ أُسْبُوعًا، ثُمَّ صَلَّيْنَا خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمٌ فِي إِزَارٍ وَرِدَاءٍ   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وحبيب بن أبي ثابت قد توبع. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (4679) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13461) ، وأبو نعيم في"الحلية"4/20 و5/66 و7/235 من طريقين، عن حبيب، به. وقد سلف برقم (4848) ، وسياتي (6258) ، وانظر (4492) . (2) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : وعليكم (خ) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو الثوري. وهو عند عبد الرزاق في"المصنف" (9840) عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4563) . الحديث: 5938 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 161 يُصَوِّتُ بِنَا عِنْدَ الْحَوْضِ، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ؟ فَقَالُوا: ابْنُ عَبَّاسٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَاهُ قَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قُلْنَا: أَهْلُ الْمَشْرِقِ، وَثَمَّ أَهْلُ الْيَمَامَةِ قَالَ: فَحُجَّاجٌ أَمْ عُمَّارٌ؟ قُلْتُ: بَلْ حُجَّاجٌ، قَالَ: فَإِنَّكُمْ قَدْ نَقَضْتُمْ حَجَّكُمْ، قُلْتُ: قَدْ حَجَجْتُ مِرَارًا فَكُنْتُ أَفْعَلُ كَذَا. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا مَكَانَنَا حَتَّى يَأْتِيَ (1) ابْنُ عُمَرَ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ عُمَرَ إِنَّا قَدِمْنَا، فَقَصَصْنَا عَلَيْهِ قِصَّتَنَا وَأَخْبَرْنَاهُ مَا قَالَ: إِنَّكُمْ نَقَضْتُمْ حَجَّكُمْ، قَالَ: أُذَكِّرُكُمْ بِاللهِ أَخَرَجْتُمْ حُجَّاجًا؟ قُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: " وَاللهِ لَقَدْ حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ كُلُّهُمْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلْتُمْ " (2)   (1) في (ص) : نأتي، وأهملت من النقط في (س) و (ظ 14) ، وفي هامش (س) : أتى. (2) إسناده صحيح، ملازم بن عمرو روى له الأربعة، ووثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة والنسائي، وقال أبو داود: لا بأس به، وقال أبو حاتم: لا بأس به، صدوق، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وعبد الله بن بدر: ثقة روى له أصحاب السنن. سريج: هو ابن النعمان بن مروان الجوهري البغدادي، وقد كنا ترددنا في مسند ابن عباس في الأحاديث (2440) و (2441) و (2445) و (2678) هل هو سريج بن النعمان أو سريج بن يونس؟ وقد تبين لنا بالتتبع أن أحمد لا يروي في "المسند" إلا عن سريج بن النعمان كما جزمنا به هنا فيُستدرك. وأخرجه النسائي فى "الكبرى" (3906) عن هناد بن السري، عن ملازم بن عمرو، بهذا الِإسناد. وقد سلف مختصراً برقم (5097) ، وانظر (4512) .= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 162 5940 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ يَسْأَلُ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ؟، فَقَالَ لَهُ: ابْنُ عُمَرَ مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، وَقَدْ قَتَلُوا ابْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هُمَا رَيْحَانَتِي مِنَ الدُّنْيَا " (1)   =قوله:"ثم طفنا بالبيت أسبوعاً"، أي: سبع مرات، ومنه الأسبوع للأيام السبعة، ويقال له: سبوع بلا ألف لغة قليلة فيه. وقوله:"وثم أهل اليمامة"، قال السندي: بفتح المثلثة، اسم إشارة، أي: هناك كان أهل اليمامة، يريد أن رفقاءه كانوا أهل اليمامة، والله تعالى أعلم، ويحتمل أنها بضم المثلثة حرف عطف، والمقصود بيان نسبتهم إلى اليمامة بعد بيان نسبتهم إلى المشرق، كما هو المتعارف أنهم يأتون بالنسبة إلى الأخص بعد النسبة إلى الأعم، إلا إنه يأتي عليه واو العطف إذ لم يعهد اجماع الواو و"ثم"العاطفة، والله تعالى أعلم. قلنا: وكان ابن عباس يرى أن المفرد المحرم بالحج وحده، والقارن بالحج والعمرة لا يطوفان بالبيت إلا بعد الوقوف بعرفة، وإن من طاف بهما قبل الموقف، فقد حل، وقد سلف رأيه في ذلك برقم (5194) و (4562) ، ورد ابن عمر عليه في ذلك، وانظر "السنن الكبرى"5/77-78 للبيهقي. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. سريج- وهو ابن النعمان الجوهري- من رجال البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. وقد سلف برقم (5568) . الحديث: 5940 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 163 5941 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِكْرِمَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ حُنَيْنٍ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، " أَنَّهُ رَأَى مَذْهَبًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُوَاجَهَةَ الْقِبْلَةِ " (1) 5942 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَدَقَةُ الْفِطْرِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ " (2) 5943 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَرْمُلُ ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام في إسناده في الرواية رقم (5715) . وأخرجه الدولابي في"الكنى"2/126 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. وفي مطبوع الدولابي: رافع بن حسين، وهو تصحيف. وقد سلف برقم (5715) . وانظر (4606) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله- وهو ابن عمر العمري-، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. نافع: هو مولى أبن عمر. وأخرجه عبد الرزاق (5764) ، والدارمي 1/392، والدارقطني 2/140 من طرق، عن عبد الله، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4486) . الحديث: 5941 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 164 الْحَجَرِ، وَيَمْشِي أَرْبَعَةً، وَيُخْبِرُ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ " (1) 5944 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ رَاكِبًا، وَسَائِرَ ذَلِكَ مَاشِيًا، وَيُخْبِرُهُمْ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ " (2) 5945 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ لَا يَسْتَلِمُ شَيْئًا مِنَ الْبَيْتِ إِلَّا الرُّكْنَيْنِ   (1) حديث صحيح، عبد الله- وهو ابن عمر العمري، وإن كان ضعيفاً- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد سلف برقم (4618) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله، وهو ابن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه بنحوه أبو داود (1969) ، والبيهقي في"السنن"5/131 من طريق القعنبي، والبيهقي أيضاً في"السنن"5/130-131 من طريق حسن بن موسى الأشيب، كلاهما عن عبد الله بن عمر العمري، به. وأخرجه الترمذي (900) من طريق ابن نمير، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا رمى الجمار مشى إليها ذاهباً وراجعاً. وقال: لهذا حديث حسن صحيح، والعمل على لهذا عند أكثر أهل العلم. وقال بعضهم: يركب يومَ النحر، ويمشي في الأيام التي بعد يوم النحر. وكأن من قال هذا إنما أراد اتباعَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فعله، لأنه روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه رَكِبَ يومَ النحرِ حيث ذهب يرمي الجِمارَ، ولا يرمي يومَ النحر إلا جمرة العقبة. قلنا: ورميه-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم النحر راكباً، سلف من حديث ابن عباس برقم (2056) ، وهو حديث صحيح، وذكرنا هناك أحاديث الباب، فانظره لزاماً. وسيأتي برقم (6222) و (6437) . الحديث: 5944 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 165 الْيَمَانِيَيْنِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَسْتَلِمُهُمَا وَيُخْبِرُ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ " (1) 5946 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ " خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّاجًا، فَمَا أَحْلَلْنَا مِنْ شَيْءٍ حَتَّى أَحْلَلْنَا يَوْمَ النَّحْرِ " (2) 5947 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِمَالِي بِثَمْغٍ قَالَ: " احْبِسْ أَصْلَهُ وَسَبِّلْ ثَمَرَتَهُ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله، وهو ابن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق في"المصنف" (8904) ، عن عبد الله، به. وقد سلف مطولًا برقم (4672) . (2) إسناده ضعيف، عبد الله- وهو ابن عمر العمري-: ضعيف، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وسيأتي في الرواية (6082) أن ليس كلهم بقي محرما إلى يوم النحر. وقد فَصَلت الروايات الصحيحة أنَ من ساق الهدي لم يَحِل، وأن من لم يسق الهدي حل، كما سيرد برقم (6068) . وقد سلف برقم (4822) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله- وهو ابن عمر العمري-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه بنحوه الدارقطني 4/186 من طريق مطرف بن عبد الله المدني، عن عبد الله بن عمر، بهذا الِإسناد. وقد سلف مطولًا برقم (4608) . الحديث: 5946 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 166 5948 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ مَا صُمْتُ عَرَفَةَ قَطُّ، " وَلَا صَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ " (1) 5949 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، وَمَعَهُ رَجُلٌ يُحَدِّثُهُ، فَدَخَلْتُ مَعَهُمَا، فَضَرَبَ بِيَدِهِ صَدْرِي (2) وَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَنَاجَى اثْنَانِ فَلَا تَجْلِسْ إِلَيْهِمَا حَتَّى تَسْتَأْذِنَهُمَا " (3)   (1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، ولهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله- وهو ابن عمر العمري-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. والحديث مختصر، والمعنى أنه لم يكن يصومَ يوم عرفة وهو حاج. وقد سلف برقم (5411) ، وانظر (3080) . (2) في (س) : يده على صدري، وفي هامش (ص) و (ق) و (ظ 1) : يده على. خ. (3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله- وهو ابن عمر العمري-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وروي موقوفاً وهو أصح. وأخرجه الدارقطني في"العلل"4/ورقة 73 من طريق أبي أسامة، عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الِإسناد. ثم أخرجه الدارقطني موقوفاً من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن ابن عمر. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد" 8/63، وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الله بن سعيد المقبري، وهو متروك. قلنا: يبدو أن النسخة التي وقعت للهيثمي فيها: عبد الله بن سعيد، بدل: عبد الله عن سعيد، تحرفت "عن" إلى:"بن"، ومن ثم أعل الهيثمي هذه الرواية= الحديث: 5948 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 167 5950 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَيَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، وَيَسْتَلِمُ الرُّكْنَيْنِ، وَيُلَبِّي إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَيُخْبِرُ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ " (1) 5951 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ مِنْ حَرِيرٍ أَوْ سِيَرَاءَ أَوْ نَحْوِ هَذَا فَرَآهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: " إِنِّي لَمْ أُرْسِلْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، إِنَّمَا هِيَ ثِيَابُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ، إِنَّمَا بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتَسْتَنْفِعَ (2) بِهَا " (3)   =بعبد الله بن سعيد، والصواب ما هو مثبت في نسختنا. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بإسناد حسن، سيرد برقم (6999) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله: وهو ابن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. نافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف مطولا برقم (4672) . (2) في (ق) و (ظ 1) : لتنتفع. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص، وهو مشهور بكنيته. وأخرجه البخاري (2104) ، ومسلم (2068) (9) ، وأبو يعلى (239) ، وأبو عوانة 5/449 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد.= الحديث: 5950 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 168 5952 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ فَذَكَرَهُ (1) 5953 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِتْنَةً، فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ: " يُقْتَلُ فِيهَا هَذَا الْمُقَنَّعُ يَوْمَئِذٍ مَظْلُومًا "، قَالَ: فَنَظَرْتُ، فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ (2)   = وقد سلف برقم (4767) . قوله:"فرآها عليه"، قال السندي: لهذا خلاف المشهور، والمشهور أنه رآها على أسامة، فلعل فيه سهواً من بعض الرواة، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أسود: هو ابن عامر الشامي الملقب بشاذان. وانظر ما قبله. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين. سنان بن هارون: هو البُرجمي، ضعفه ابن معين، وأبو داود والنسائي. وقال أبو حاتم: شيخ، وحكى الحاكم في"تاريخ نيسابور"أن الذهلي وثقه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا باس به، وكليب بن وائل: هو التيمي البكري، وثقه ابن معين. وقال أبو داود: ليس به باس، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال أبو زرعة: ضعيف. أسود بن عامر: هو الملقب شاذان. وأخرجه الترمذي (3708) من طريق أسود بن عامر، بهذا الإِسناد. وقال: هذا حديث حسن غريب من لهذا الوجه، من حديث ابن عمر. وله شاهد بنحو من حديث كعب بن مرة، ويقال: مرة بن كعب، سيرد= الحديث: 5952 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 169 5954 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ: " حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ: " حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: صَدَقَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قُلْتُ: مَا الْجَرُّ؟ قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ مِنْ مَدَرٍ " (1) 5955 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ، يَذْكُرُ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ شَجَرَةً   =4/236، وإسناده صحيح. ولفظه: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر فتنة فقربها فمر رجل مقنع، فقال: هذا يومئذ وأصحابُه على الحق والهُدى، فقلت: هذا يارسول الله، وأقبلت بوجهه إليه، فقال: هذا، فإذا هو عثمان رضي الله تعالى عنه وصححه الحاكم 3/102، ووافقه الذهبي. (1) حديث صحيح، ولهذا الِإسناد ظاهره الانقطاع، لكن صرح قتادة عن أبي عوانة 5/301 باتصاله كما سيرد. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبان: هو ابن يزيد العطار. وأخرجه أبو عوانة 5/301 من طريق شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن جبير عن ابن عمر، به. قال شعبة: فقلت لقتادة: ممن سمعته؟ فقال: حدثني أيوب السختياني، قال شعبة: فأتيت أيوب، فسألتُه، فقلت: ممن سمعته؟ فقال: حدثيه أبو بشر، فاتيت أبا بشر، فسألته، فقال: حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه نهى عن نبيذ الجر. وهذا إسناد على شرط الشيخين. أبو بشر هو جعفر بن أبي وحشية. وقد سلف برقم (5090) و (5819) و (5916) ، وانظر (4465) و (4914) . الحديث: 5954 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 170 يُنْتَفَعُ بِهَا، مِثْلَ الْمُؤْمِنِ، هِيَ الَّتِي لَا يُنْفَضُ وَرَقُهَا "، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَرَدْتُ (1) أَنْ أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ، فَفَرِقْتُ مِنْ عُمَرَ ثُمَّ سَمِعْتُهُ بَعْدُ يَقُولُ: " هِيَ النَّخْلَةُ " (2) 5956 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ وَحُسَيْنٌ قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرَاهُ ابْنَ عُمَرَ (3) قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَثَّلَ بِذِي الرُّوحِ، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مَثَّلَ اللهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ حُسَيْنٌ: " مَنْ مَثَّلَ بِذِي رُوحٍ " (4)   (1) في (ظ 14) ؟ فأردت. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك: وهو ابن عبد الله النخعي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مجاهد: هو ابن جبر. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13520) من طريق ابن الأصبهاني، عن شريك، به. بلفظ: مثل المؤمن مثل النخلة. وقد سلف نحوه برقم (4599) . قوله: "ففرقت" في"القاموس": فرق كفرح، فزع، أي: خفته. قال السندي: لعله يقول: لا يليق بك التكلم في مجلس الكبار وأنت صغير. "ثم سمعته"، أي: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3) قوله:"أراه ابن عمر"ليس في (ظ 1) . (4) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، شريك- وهو ابن عبد الله-، سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الأسود: هو ابن عامر الشامي، نزيل بغداد، وحسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، وأبو صالح: هو عبد الرحمن بن قيس الحنفي الكوفي.= الحديث: 5956 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 171 5957 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1) ، فَقَرَأَ: السَّجْدَةَ فِي الْمَكْتُوبَةِ " (2) ° 5958 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ، حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ عَنِ امْرَأَةٍ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ، وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ مَكَّةَ فَأَرَادَ أَنْ يَعْتَمِرَ أَوْ يَحُجَّ فَقَالَ: لَا تَتَزَوَّجْهَا (3) وَأَنْتَ مُحْرِمٌ " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ " (4)   =وانظر ما سلف برقم (5661) . قوله:"مثل"، قال السندي: مخفف أو مشدد، أي: فعل به المثلة، وهو تغيير صورته بأن جدع أنفه أو نحو ذلك. (1) في (ظ 14) : مرار. (2) إسناده ضعيف لضعف جابر- وهو ابن يزيد الجعفي-. وذكره الهيثمي في"المجمع"2/285، وقال: رواه أحمد، وفيه جابر الجعفي، وفيه كلام، وقد وثقه شعبة والثوري، وانظر (4669) و (5556) . (3) في (ظ 14) : لا تَزَوًجها. (4) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة، وهو اليمامي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود بن عامر: هو الملقب بشاذان، وعكرمة بن خالد: هو ابن العاص المخزومي.= الحديث: 5957 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 172 5959 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ مَقْتُولَةٍ، فَقَالَ: " مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ "، ثُمَّ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ (1) 5960 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ الْمَعْنَى قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا طَاوُسًا يَقُولُ:   =وأخرجه الدارقطني في"السنن" 3/260 من طريق أسود بن عامر، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"4/268، وقال: رواه أحمد، وفيه أيوب بن عتبة، وهو ضعيف، وقد وُثَق. وله شاهد من حديث عثمان بن عفان، سلف برقم (401) ، ولفظه:"المحرم لا يَنكح ولا يُنكِح ولا يخطب"، وإسناده صحيح. وانظر ما سلف من حديث ابن عباس (2200) والتعليق عليه. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف على وهم فيه، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، وقد وهم في تسمية شيخه في لهذا الحديث، فقال: محمد بن زيد، وإنما هو زيد بن محمد، وهو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، نبه على ذلك الدارقطني في"العلل" 4/ورقة 114، وثم يفطن إلى ذلك الحافظ ابن حجر في"أطراف المسند"3/580، وجعله محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، وهذا إنما يروي عن جده عبد الله بن عمر لا عن نافع، كما وهم في تعيينه الشيخ أحمد شاكر، فقال: هو محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ. وأخرجه الطرسوسي في"مسند ابن عمر" (87) من طريق موسى بن داود الضبي، عن شريك، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4739) . الحديث: 5959 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 173 جَاءَ وَاللهِ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: أَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ " وَزَادَهُمْ إِبْرَاهِيمُ " الدُّبَّاءَ "، قَالَ: ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ فِي حَدِيثِهِ " وَالدُّبَّاءِ " (1) 5961 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، وَيَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي بكير: هو يحيى القيسي الكوفي، شعبة: هو ابن الحجاج، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وإبراهيم بن ميسرة: هو الطائفي، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وأخرجه أبو عوانة 5/299 من طريق يحيى بن أبي بكير، بهذا الِإسناد. وأخرجه النسائي في"المجتبى"8/303، وفي "الكبرى" (5125) ، والطبراني في"الكبير" (13451) من طريقين، عن شعبة، بهذا الِإسناد. وأخرجه النسائي في"المجتبى"8/304، وفي"الكبرى" (5134) ، وأبو عوانة 5/299 من طريق أبي داود، ومسلم (1997) (53) ، وأبو يعلى (5619) ، وأبو عوانة 5/299 من طريق سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، به. وعند مسلم زيادة: والمزفت. وقد سلف برقم (4913) ، وانظر (4465) و (4914) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده أبي إسحاق- وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الِإتقان للزومه إياه، ويحيى بن وثاب: هو الأسدي. وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الاَثار"1/115 من طريق أبي نعيم، عن= الحديث: 5961 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 174 5962 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الضَّبِّ؟ فَقَالَ: " لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ " (1) 5963 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (2) ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، وَحَمْزَةَ، ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، حَدَّثَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الشُّؤْمُ فِي الْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ " (3) 5964 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ " (4)   =إسرائيل، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (4466) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن حازم الأزدي. وقد سلف برقم (4497) . (2) في (ظ 14) : حسين بن محمد المروذي. (3) حديث صحيح. أبو أويس وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي المدني- وإن كان سيئ الحفظ-، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (9278) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (776) ، وفي"شرح معاني الآثار"3/314 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4544) ، وسيأتي برقم (6095) . (4) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة، وهو ابنُ صالح المجنَدي= الحديث: 5962 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 175 5965 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ الْيَمَانِيَ   =اليماني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه عبد بن حميد في"المنتخب" (735) ، والطبراني في"الكبير" (13138) من طريق الفضل بن دُكين، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (1813) ، وابن ماجه (3983) من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن عدي في"الكامل"13/1085 و4/1383 من طريق معافى بن عمران، ثلاثتهم عن زمعة، به. وأخرجه ابن عدي في"الكامل"13/1085 و4/1383 من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، به، وصالح ضعيف. والصحيح في لهذا الِإسناد ما جاء عند البخاري (6133) ، ومسلم (2998) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، مرفوعا. وسيرد 2/379. قال الحافظ في"الفتح"10/530 تعليقاً على إسناد البخاري: كذا قال أصحاب الزهري فيه، وخالفهم صالح بن أبي الأخضر، وزمعه بن صالح، وهما ضعيفان، فقالا: عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وانظر"العلل"لابن أبي حاتم 2/293 و331. قوله:"لا يُلدغ": قال الحافظ في"الفتح"، 10/530: قال الخطابي: هذا لفظه خبر، ومعناه أمر، أي: ليكن المؤمن حازما حذراً، لا يُؤتى من ناحية الغفلة، فيخدع مرة بعد أخرى، وقد يكون ذلك في أمر الدين كما يكون في أمر الدنيا، وهو أَولاهما بالحذر، وقد روي بكسر الغين في الوصل، فيتحقق معنى النهي عنه ... وقيل: المراد بالمؤمن في هذا الحديث الكاملُ الذي أوقفته معرفتُه على غوامض الأمور حتى صار يحذر مما سيقع، وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ مراراً. الحديث: 5965 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 176 وَالْأَسْوَدَ كُلَّ طَوْفَةٍ (1) ، وَلَا يَسْتَلِمُ الرُّكْنَيْنِ الْآخَرَيْنِ اللَّذَيْنِ يَلِيَانِ الْحَجَرَ " (2) 5966 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالشَّمْسُ عَلَى قُعَيْقِعَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: " مَا أَعْمَارُكُمْ فِي أَعْمَارِ مَنْ مَضَى، إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ فِيمَا مَضَى مِنْهُ " (3) 5967 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:   (1) في (س) و (ص) وطبعة الشيخ أحمد شاكر وهامش كل من (ظ 1) و (ق) : طوافه. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي رواد- واسمه عبد العزيز-، فقد علق له البخاري، وروى له أصحاب السنن، ووثقه غير واحد من الأئمة. وقد سلف برقم (4686) . (3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك- وهو ابن عبد الله النخعي-، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبري في"التاريخ"1/11، والطبراني في"الكبير" (13519) ، من طريق الفضل بن دكين، بهذا الِإسناد. وقد سلف نحوه برقم (5911) ، وانظر (4508) . قال السندي: قوله: على قعيقعان: بضم القاف الأولى وكسر الثانية، وفتح مهملتين، وسكون تحتية: جبل بمكة مقابل أبي قبيس. قوله:"في أعمار من مضى"، أي: في جنب أعمارهم. الحديث: 5966 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 177 تُصِيبُنِي الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ " فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْسِلَ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأَ وَيَرْقُدَ " (1) 5968 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ (2) ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ " (3) 5969 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ الَّذِينَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ " (4) 5970 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسفيان: هو الثوري. وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الاَثار"1/127 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5056) . (2) في (ص) و (ق) و (ظ 1) زيادة: بن دكين. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6966) ، وأبو عوانة 4/73، والسهمي في"تاريخ جرجان" ص 258، والبغوي في"شرح السنة " (2479) من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4648) ، وانظر (5192) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البغوي (3852) من طريق أحمد بن حازم بن أبي غرزة، عن الفضل بن دكين، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4702) . الحديث: 5968 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 178 سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُخْدَعُ فِي الْبَيْعِ، فَقَالَ: " إِذَا بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ " فَكَانَ الرَّجُلُ يَقُولُهُ (1) 5971 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي (2) اتَّخَذْتُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَنَبَذْتُهُ "، وَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ أَلْبَسُهُ أَبَدًا " فَنَبَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وأخرجه البخاري (2407) ، والبيهقي 5/273 من طريق الفضل بن دكين، بهذا الِإسناد. وأخرجه مالك في"الموطا" 2/685، ومن طريقه أخرجه البخاري (2117) و (6964) ، وأبو داود (3500) ، والنسائي 7/252، وابن حبان (5052) ، والبيهقي في"السنن" 5/273، وفي"المعرفة" (11386) ، والبغوي (2052) عن عبد الله بن دينار، به. وأخرجه البخاري (2414) من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن عبد الله بن دينار، به وأخرجه مسلم (1533) (48) ، وابن حبان (5051) ، والبيهقي 5/273 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، به. وفي رواية مسلم: فكان إذا بايع يقول: لا خيابة. وقد سلف برقم (5036) . (2) كلمة:"إني"ليست في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وأخرجه ابن سعد 1/470، والبخاري (7298) عن الفضل بن دكين، بهذا= الحديث: 5971 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 179 5972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا سَاقِطًا يَدَهُ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: " لَا تَجْلِسْ هَكَذَا، إِنَّمَا هَذِهِ جِلْسَةُ الَّذِينَ يُعَذَّبُونَ " (1) 5973 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ الْعُمَرِيُّ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ،   =الِإسناد. وانظر (5249) . (1) إسناده ضعيف لضعف هشام بن سعد، وهو المدني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد روي موقوفاً، وهو الصحيح وأخرجه بنحوه أبو داود (994) من طريق زيد بن أبي الزرقاء وابن وهب، والبيهقي في"السنن"2/136 من طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عن هشام بن سعد، بهذا الِإسناد، موقوفاً. وأخرجه موقوفاً عبد الرزاق (3055) عن ابن جريج، قال: أخبرني نافع أن ابن عمر رأى رجلًا جالساً معتمداً على يديه، فقال: ما يجلسك في صلاتك جلوس المغضوب عليهم. وأخرجه موقوفاً عبد الرزاق (3056) من طريق محمد بن عجلان، عن نافع، عن ابن عمر، أنه رأى رجلًا جالساً معتمداً بيده على الأرض، فقال: إنك جلستَ جلسة قوم عُذَبوا. ًوسيأتي نحوه مرفوعاً برقم (6347) . قوله: "رأى رجلاً ساقطاً يده في الصلاة"، قال السندي: لعل المراد واضعاً يده على الأرض، والله تعالى أعلم. الحديث: 5972 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 180 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ صَاحِبِ فَرَقِ الْأَرُزِّ، فَلْيَكُنْ مِثْلَهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا صَاحِبُ فَرَقِ الْأَرُزِّ؟ قَالَ: " خَرَجَ ثَلَاثَةٌ فَغَيَّمَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ، فَدَخَلُوا غَارًا، فَجَاءَتْ صَخْرَةٌ مِنْ أَعْلَى الْجَبَلِ (1) حَتَّى طَبَّقَتِ الْبَابَ عَلَيْهِمْ، فَعَالَجُوهَا، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَقَدْ وَقَعْتُمْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ، فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ بِأَحْسَنِ مَا عَمِلَ لَعَلَّ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُنْجِيَنَا مِنْ هَذَا، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكُنْتُ أَحْلُبُ حِلَابَهُمَا، فَأَجِيئُهُمَا (2) ، وَقَدْ نَامَا، فَكُنْتُ أَبِيتُ قَائِمًا، وَحِلَابُهُمَا عَلَى يَدِي أَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَ بِأَحَدٍ قَبْلَهُمَا، أَوْ أَنْ (3) أُوقِظَهُمَا مِنْ نَوْمِهِمَا، وَصِبْيَتِي (4) يَتَضَاغَوْنَ حَوْلِي، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُهُ مِنْ خَشْيَتِكَ فَافْرُجْ عَنَّا، قَالَ: فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ. قَالَ: وَقَالَ الثَّانِي: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقْتَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهَا، فَسُمْتُهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ دُونَ مِائَةِ دِينَارٍ، فَجَمَعْتُهَا،   (1) قوله:"من أعلى الجبل"ليس في (ص) ولا (ظ 14) ، وهو في (م) وهامش (س) . (2) في (ظ 14) : فأجدهما. وفي هامش (س) و (ق) و (ظ 1) : فجئتهما. (3) في (ظ 14) : وأن. (4) في (ظ 14) : وصبياني. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 181 وَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا حَتَّى إِذَا أَنَا (1) جَلَسْتُ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُلِ (2) ، فَقَالَتْ: اتَّقِ اللهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّمَا فَعَلْتُهُ مِنْ خَشْيَتِكَ فَافْرُجْ عَنَّا، قَالَ: فَزَالَتِ الصَّخْرَةُ حَتَّى بَدَتِ السَّمَاءُ. وَقَالَ الثَّالِثُ: اللهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي (3) كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقٍ مِنْ أَرُزٍّ، فَلَمَّا أَمْسَى عَرَضْتُ عَلَيْهِ حَقَّهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، وَذَهَبَ (4) وَتَرَكَنِي، فَتَحَرَّجْتُ مِنْهُ وَثَمَّرْتُهُ لَهُ، وَأَصْلَحْتُهُ حَتَّى اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا وَرَاعِيَهَا، فَلَقِيَنِي بَعْدَ حِينٍ، فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ وَأَعْطِنِي أَجْرِي وَلَا تَظْلِمْنِي، فَقُلْتُ: انْطَلِقْ إِلَى ذَلِكَ الْبَقَرِ وَرَاعِيهَا، فَخُذْهَا، فَقَالَ: اتَّقِ اللهَ وَلَا تَسْخَرْ بِي، فَقُلْتُ: إِنِّي لَسْتُ أَسْخَرُ بِكَ، فَانْطَلَقَ فَاسْتَاقَ ذَلِكَ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا (5) فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ خَشْيَةً مِنْكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فَتَدَحْرَجَتِ الصَّخْرَةُ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ " (6)   (1) كلمة"أنا" ليست في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) في (ظ 14) : حتى إذا إنا جلست مجلس الرجل منها. (3) في (ظ 14) : اللهم إن كنت تعلم أني. (4) في (س) وهامش (ص) : ومضى. خ. (5) "إنما": ليست فى (ق) . (6) صحيح لغيره دون قوله:"من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله "، ولهذا إسناد ضعيف، لضعف عمر بن حمزة العمري، وبقية رجال الِإسناد ثقات رجال الشيخين. مروان بن معاوية: هو الفزاري، وسالم بن عبد الله:= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 182 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =هو ابن عمر. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13188) من طريق أحمد، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن عدي في"الكامل"5/1679 من طريق مروان بن معاوية، به. وأخرجه أبو داود (3387) من طريق أبي أسامة، عن عمر بن حمزة، به. وسيأتي بإسناد صحيح برقم (5974) ، فانظره. وفي الباب عن أنس بن مالك، سيرد 3/142-143. وعن النعمان بن بشير، سيرد 4/274-275. وعن أبي هريرة عند ابن حبان (971) ، والبزار (1866) و (1869) ، والطبراني في "الدعاء" (193) . وعن علي عند البزار (1867) ، والطبراني في"الدعاء" (187) . وعن عبد الله بن عمرو عند الطبراني في"الدعاء" (201) . وعن عقبة بن عامر عند الطبراني في"الدعاء" (195) . وعن عبد الله بن أبي أوفى عند الطبراني في"الدعاء" (196) . قوله:"فَرَق الأرز": الفَرَق: بفتح الفاء والراء وقد تسكن الراء، وهو مكيال يسعُ ثلاثة آصُع. قاله الحافظ في "الفتح"6/507. وقوله:"يتضاغون": الضغاء، بالمد: الصياح ببكاء. قاله الحافظ في"الفتح" وقوله:"الأرز"، قال عياض: فيه ست لغات: بفتح الهمزة وضمها، وضم الراء مع تشديد الزاي، وبضم الهمزهَ وسكون الراء، وبضم الهمزة والراء والتخفيف، ورنز بحذف الهمزة، ورز بحذف الهمزة والنون. وقوله:"فلم يستطيعوها": لهكذا في بعض الأصول، وفي بعضها: فلم يكونوا يستطيعوها، وعلى هذا فحذف النون للتخفيف. وقوله:"أن ينجينا":"أن، زائدة، دخلت في خبر"لعل"تشبيها لها"بعسى ". "أبوان": قيل تغليباً، والمرادة الأب والأم.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 183 5974 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ رَهْطٍ يَتَمَاشَوْنَ أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِيهِ حَطَّتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَأَطْبَقَتْ (1) عَلَيْهِمْ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ مَعْنَاهُ (2)   ="كبيران": للمبالغة. وقوله:"حلابهما": بكسر مهملة وخفة لام، أراد به اللبن المحلوب. وقوله:"أبيت"، أي: بت، أي: مضى علي الليل. وقوله:"فافرج عنا": من فرج كنصر، أي: فافصل عنا. وقوله:"فسُمتها": من السوم، أي: طلبتها. "ولا تفض": أي: لا تكسر. "الخاتم إلا بحقه": أي: لا يحل لك إزالة البكارة إلا بالحلال، وهو النكاح الشرعي المسوغ للوطء. وقوله:"فتحرجت": من الحرج بحاء مهملة وراء وجيم، أي: تضيقت. "وثمرته": من التثمير، أي: كثرته بالزرع والتجارة. قاله السندي. (1) في (ق) : فانطبقت. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، وصالح: هو ابن كيسان المدني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (2743) ، والبيهقي في"الشعب" (7852) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (2215) و (2333) و (3465) و (5974) ، ومسلم (2743) ، والطرسوسي (86) ، وابن حبان (897) ، والطبراني في"الدعاء" (199) ، والبغوي في"شرح السنة" (3420) من طرق، عن نافع، به.= الحديث: 5974 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 184 5975 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، سَمِعْتُ نَافِعًا يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتْلِ الْكِلَابِ "، فَكُنْتُ فِيمَنْ بَعَثَ، فَقَتَلْنَا الْكِلَابَ حَتَّى وَجَدْنَا امْرَأَةً قَدِمَتْ مِنَ الْبَادِيَةِ، فَقَتَلْنَا كَلْبًا لَهَا (1) 5976 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَبَاءِ الْمَدِينَةِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى أَقَامَتْ بِمَهْيَعَةَ " وَهِيَ الْجُحْفَةُ فَأَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِلَى الْجُحْفَةِ (2)   =وأخرجه بنحوه البخاري (2272) ، ومسلم (2743) ، والطبراني في"الدعاء" (197) و (198) من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، به، مرفوعاً. وقد سلف برقم (5973) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. وقد سلف برقم (4744) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وصرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه الترمذي (2290) ، والنسائي في"الكبرى" (7651) ، وابن ماجه (3924) ، وأبو يعلى (5525) من طرق، عن ابن جريج، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي. لهذا حديث حسن صحيح غريب.= الحديث: 5975 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 185 5977 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِي، ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي، ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ، وَإِنْ قَبَضْتُهُ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ وَأَرْحَمَهُ، وَأُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ " (1) 5978 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَلْمَانَ (2) قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " حَفِظْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ صَلَوَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ صَلَاةِ   =وقد سلف برقم (5849) . (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي، والحسن: هو البصري، وقد عنعن. وأخرجه النسائي، في "المجتبى" 6/18 من طريق حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، به. وفيه: من أجر أو غنيمة. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (36) ، ومسلم (1876) ، وسيرد 2/231. قوله:"أن أرجعه"، قال السندي: من الرجع المتعدي، لا من الرجوع اللازم، ومن المتعدي قوله: {فإن رجعك الله} ، أي: أن إرده. قوله:"من أجر وغنيمة"، إي: أو أحدهما، وهاهنا شرط مقدر، أي: إن إحييته، يدل عليه ذكر الشرط في مقابله، والله تعالى أعلم. (2) في هامش (ق) : سليمان. الحديث: 5977 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 186 الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ (1) 5979 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ مِهْرَانَ، مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، سَمِعْتُ جَدِّي، يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَنَامُ إِلَّا وَالسِّوَاكُ عِنْدَهُ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ " (2)   (1) هو مكرر (5739) سنداً ومتناً. (2) إسناده حسن. محمد بن مسلم بن مهران: هو محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى القرشي، مولاه، أبو جعفر، ويقال: أبو إبراهيم، قال ابن معين والدارقطني: لا بأس به، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال: كان يخطىء، وجدُّه مسلم بن مهران، قال أبو زرعة: ثقة، وقال الدارقطني: لا بأس به، وذكره ابن حبان في"الثقات". سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي. وأخرجه البخاري في"التاريخ الكبير"1/24، وأبو يعلى (5749) ، وابن عدي في"الكامل"6/2247 من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الإسناد. ورواه البخاري في"التاريخ الكبير" 1/24 عن موسى بن إسماعيل، عن محمد بن مسلم بن مهران، به. وأخرجه الطرسوسي (23) ، وأبو يعلى (5661) ، والطبراني في"الكبير" (13598) ، من طريق عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، به، بلفظ:"كان لا يتعازً من الليل ساعة إلا أجرى السواك على فيه". وإسناده ضعيف. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"2/263، وقال: رواه أحمد، وفيه من لم يسم. قلنا: فاته أن ينسبه إلى أبي يعلى، وهذا الذي ظن الهيثمي أنَه لم يُسَئَم، معروف في الِإسناد. وانظر (5865) . الحديث: 5979 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 187 5980 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَحِمَ اللهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا " (1) 5981 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَقَدْ حَدَّثَ الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ: مَا حَدَّثَ؟ فَقَالُوا: قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا،   (1) إسناده حسن كسابقه. وهو عند أبي داود الطيالسي (1936) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (1271) ، والترمذي (430) ، وابن خزيمة (1193) ، وابن حبان (2453) ، وابن عدي في "الكامل"6/2247، والبيهقي في"السنن"2/473، والبغوي في"شرح السنة" (893) . قال الترمذي: هذا حديث غريب حسن. وفي مطبوع الطيالسي: حدثنا أبو إبراهيم محمد بن المثنى، عن أبيه، عن جده قلنا: أبو إبراهيم محمد بن المثنى، هو محمد بن مسلم بن مهران، نُسِبَ إلى جده الأعلى، وزيادة: عن أبيه، مقحمة من أحد الناسخين، لأن الأئمة رووه عن الطيالسي- كما هو مبين في التخريج - وليس فيه هذه الزيادة. ويبدو أن هذا الخطأ قديم في نسخ الطيالسي، فقد أشار إليه البيهقي في "السنن" 2/473، قال: وقول القائل ... عن أبيه، أراه خطأ، والله أعلم. وفي الباب عن علي سلف برقم (650) . الحديث: 5980 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 188 وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ " (1) 5982 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبُنَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي أَشْتَرِي هَذِهِ الْحِيطَانَ تَكُونُ فِيهَا الْأَعْنَابُ، وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَبِيعَهَا كُلَّهَا عِنَبًا حَتَّى نَعْصِرَهُ، قَالَ: فَعَنْ ثَمَنِ الْخَمْرِ تَسْأَلُنِي؟ سَأُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ أَكَبَّ، وَنَكَتَ فِي الْأَرْضِ وَقَالَ: " الْوَيْلُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ " فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لَقَدْ أَفْزَعَنَا قَوْلُكَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ: " لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنْ ذَلِكَ بَأْسٌ، إِنَّهُمْ (2)   (1) إسناده صحيح، وجهالة أسماء أصحاب ابن عمر الذين حدثوا سعيداً لا تضر، فهم على الأغلب ثقات عدول، ومما يستبعد جداً أن يذكروا له غير ما قال ابن عمر ولم ينفضً المجلسُ بعدُ، وسيأتي الحديث برقم (6410) ، وفيه التصريح أنه كان جالساً عند ابن عمر- ولعله في مجلس آخر- عندما حدًث بهذا الحديث، وهو من التابعين المعروفين بالرواية عن ابن عمر، فاتًصَل الِإسنادُ ولله الحمد. سليمان بن داود: هو أبو داود الطيالسي، وهو ثقة من رجال مسلم، وشعبة من رجال الشيخين، وكذا سعيد بن عمرو: وهو سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي- وسيأتي بالأرقام (6040) و (6410) ، وانظر ما سلف برقم (4702) . (2) في (س) وهامش (ص) و (ق) و (ظ 1) : إنه، وصححت في هامش (س) := الحديث: 5982 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 189 لَمَّا حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ، فَتَوَاطَئُوهُ، فَيَبِيعُونَهُ، فَيَأْكُلُونَ ثَمَنَهُ، وَكَذَلِكَ ثَمَنُ الْخَمْرِ عَلَيْكُمْ (1) حَرَامٌ " (2) 5983 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، (3) حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا تَبَوَّأَ مَضْجَعَهُ (4) : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي، وَأَطْعَمَنِي وَسَقَانِي، وَالَّذِي مَنَّ عَلَيَّ وَأَفْضَلَ، وَالَّذِي أَعْطَانِي فَأَجْزَلَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى   =إنهم. (1) في (س) و (ظ 14) وهامش (ص) و (ظ 1) : عليهم، وصححت في هامش (س) إلى: عليكم. (2) إسناده حسن. عبد الواحد البناني: من رجال"التعجيل"، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدُ الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وعبد العزيز بن صهيب: هو البناني. وأورده الهيثمي في"المجمع"4/87- 88، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح، خلا عبد الواحد، وقد وثقه ابن حبان. وقال أيضاً: لابن عمر حديث رواه أبو داود في النهي عن ثمن الخمر غير لهذا. قلنا: انظر رقم (4787) . وانظر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الأتي برقم (6997) . (3) في (م) : أبي بريدة، وهو خطأ، وفي النسخ الخطية عدا (ظ 14) : ابن أبي بريدة، وهو خطأ أيضاً. (4) جاء في (ق) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر زيادة كلمة:"قال" بعد كلمة:"مضجعه". الحديث: 5983 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 190 كُلِّ حَالٍ، اللهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَلِكَ (1) كُلِّ شَيْءٍ، وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ، وَلَكَ كُلُّ شَيْءٍ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ " (2) 5984 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا صَخْرٌ يَعْنِي ابْنَ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ عَامَ تَبُوكَ نَزَلَ بِهِمُ الْحِجْرَ عِنْدَ بُيُوتِ ثَمُودَ، فَاسْتَسْقَى (3) النَّاسُ مِنَ الْآبَارِ الَّتِي كَانَ يَشْرَبُ (4) مِنْهَا ثَمُودُ، فَعَجَنُوا مِنْهَا، وَنَصَبُوا الْقُدُورَ بِاللَّحْمِ فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَهَرَاقُوا (5) الْقُدُورَ، وَعَلَفُوا الْعَجِينَ الْإِبِلَ، ثُمَّ ارْتَحَلَ بِهِمْ حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ عَلَى الْبِئْرِ الَّتِي كَانَتْ تَشْرَبُ مِنْهَا   (1) في (ظ 14) وهامش (س) و (ظ 1) : ومالك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابنُ عبد الوارث بن سعيد العنبري، وحسين المعلِّم: هو ابن ذكوان العَوْذي البصري، وابن بُريدة: هو عبد ُالله الأسلمي. وأخرجه أبو داود (5058) ،والنسائي في"الكبرى" (7694) ،و (10634) - وهو في"عمل اليوم والليلة" (798) -، وابنُ السني في"عمل اليوم والليلة" (728) ، وابن حبان (5538) من طريق عبد الصمد،بهذا الِإسناد. وأخرجه البغوي (1319) من طريق سليمان بن داود بن صالح، عن عبد الصمد، عن أبيه، عن الحسين بن واقد، عن ابن بريدة، به، مرفوعاً. (3) في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فاستسقى. (4) في (ظ 14) : كانت تشرب. (5) في (ظ 14) : فأهرقوا. الحديث: 5984 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 191 النَّاقَةُ، وَنَهَاهُمْ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ عُذِّبُوا قَالَ (1) : " إِنِّي أَخْشَى أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ، فَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ " (2) 5985 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ عَنِ الْمُخْتَارِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ثَلَاثِينَ (3) دَجَّالًا كَذَّابًا " (4)   (1) كلمة:"قال"ليست في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد. وأخرجه ابن حبان (6203) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن صخر بن جويرية، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (3379) ، ومسلم (2981) (40) ، وابن حبان (6202) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، به. وعلقه البخاري بإثر الحديث (3379) ، ووصله ابن حجر في"تغليق التعليق" 4/22 من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن نافع، به. وانظر (4561) . (3) في (ظ 14) : ثلاثون. قال السندي: هو على تقدير ضمير الشأن. والله تعالى أعلم. (4) صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد- وهو ابن جدعان-، ويوسف بن مهران- وهو البصري- وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وحماد: هو ابن سلمة.= الحديث: 5985 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 192 5986 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ " فَقَالَ: لَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا فَعَلْتُ (1) ، قَالَ: " بَلَى قَدْ فَعَلْتَ، وَلَكِنْ غُفِرَ لَكَ بِالْإِخْلَاصِ " (2) 5987 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو بَكْرٍ السَّمَّانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا "، قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا (3) !   =وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"7/332 ولم يذكر له علة. انظر (4790) . والمختار: هو ابن إبي عُبيد الثقفي، كان مع علي بالعراق، وسكن البصرة بعد مقتله، ثم بايع عبد الله بن الزبير، فولاّه الكوفة، فخلعه، ودعا إلى إمامة ابن الحنفية، وراح يتتبع قتلة الحسين بن علي رضي الله عنه، ثم ادعى النبوة ونزول الوحي عليه، فتوجه إليه مصعب بن الزبير، وقتله سنة (67 هـ) ، وأخباره مستفيضة في كتب تاريخ تلك الفترة. (1) في (ظ 14) : ما فعلت يا رسول الله. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، ثابت لم يسمعه من ابن عمر. وقد سلف برقم (5361) . (3) عبارة: قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: وفي نجدنا"، وقعت في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) ثلاث مرات. الحديث: 5986 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 193 قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا "، قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا قَالَ: " هُنَالِكَ الزَّلَازِلُ، وَالْفِتَنُ مِنْهَا أَوْ قَالَ: بِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (1) 5988 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ، يَذْكُرُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنَ الْفِطْرَةِ حَلْقُ الْعَانَةِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ " وَقَالَ إِسْحَاقُ مَرَّةً: " وَقَصُّ الشَّوَارِبِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (7094) ، والترمذي (3953) ، وابن حبان (7301) ، والبغوي (4006) من طريق أزهر بن سعد السمان، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديثَ ابن عون. وأخرجه الطبراني (13422) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عون، عن ابن عون، به. وفيه:"عراقنا" بدلًا من:"نجدنا"، وعبيد الله بن عبد الله بن عون، قال ابو حاتم: صالح الحديث. واخرجه موقوفاً البخاري (1037) من طريق حسن بن الحسن، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، قال الحافظ في"الفتح" 2/522: هكذا وقع في هذه الروايات التي اتصلت لنا بصورة الموقوف عن ابن عمر، وقال القابسي: سقط ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النسخة، ولا بد منه، لأن مثله لا يُقال بالرأي. انتهى. وانظر (3642) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو الرازي، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (5890) ، والبيهقي 1/149 من طريق إسحاق بن سليمان، بهذا الِإسناد.= الحديث: 5988 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 194 5989 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَهُ (1) قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ " (2)   وأخرجه مطولًا ومختصراً البخاري (5888) ، والنسائي في"المجتبى"1/15، وفي"الكُبرى" (12) ، والطرسوسي (80) ، وابن حبان (5478) ، والبيهقي 3/243-244، من طُرق عن حنظلة، به. وعند النسائي في"الكبرى"، زيادة: وإعفاء اللحية. انظر (4654) . وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (5889) و (3891) ، ومسلم (257) ، سيرد 2/239 وعن زيد بن أرقم، سيرد 4/366. وعن عائشة، سيرد 6/137. قال السندي: قوله:"من الفطرة"الفِطرة، بكسر الفاء: بمعنى الخلقة، والمراد هاهنا: هي السنهَ القديمة التي اختارها الله تعالى للأنبياء، فكأنها أمرُ جبلَّي فُطِرُوا عليها، وفي هذا الحديث قصُّ الشارب، وجاء في بعض الروايات: حلق الشارب، وفي البعض: أخذ الشارب، وقد اختار كثير القصَ، وحملوا الحلق وغيره عليه. والله تعالى أعلم. (1) لفظ:"حدثه"ليس في (ظ 14) . (2) حديث صحيح لغيره، ولهذا إسناد ضعيف، مبارك بن فضالة يدلس تدليس التسوية، ثم هو منقطع، فإن مباركاً لم يُدرك عبد الله بن دينار، بينهما عُبيد الله بن عمر، كما سيأتي في الِإسناد التالي، وأبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر الرازي، روى له مسلم، وقال أحمد وأبو داود: لا بأس به، وقال أبو حاتم: يكتب= الحديث: 5989 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 195 ° 5990 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ: حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ دِينَارٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ " (1) 5991 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْعَلَمَ فِي الصُّورَةِ، وَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَرْبِ الْوَجْهِ " (2)   =حديثه ولا يحتج به، وذكره ابن حبان في"الثقات". وقد سلف برقم (5356) و (4473) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. المبارك بن فضالة مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي، وعبيد الله بن عمر: هو العمري. وقد سلف برقم (5356) ، وانظر (4473) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقاتَ رجال الشيخين، غير عبدِ الله بن الحارث، وهو المخزومي، فمن رجال مسلم. وأخرجه البخاري (5541) عن عبيد الله بن موسى، عن حنظلة، به. وقال في إثره: تابعه قتيبةُ، قال: حدثنا العنقزي، عن حنظلة، وقال: تضرب الصورة. قال الحافظ فىِ"الفتح"9/671: وهذه المتابعةُ لها حكم الوصل عند ابن الصلاح، لأن قتيبهّ من شيوخ البخاري.= الحديث: 5990 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 196 5992 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرٌ، وَمِنَ التَّمْرِ خَمْرٌ، وَمِنَ الشَّعِيرِ خَمْرٌ، وَمِنَ الزَّبِيبِ خَمْرٌ، وَمِنَ الْعَسَلِ خَمْرٌ " (1)   =وقوله: إنه كان يكره العَلَمَ في المحورة: قال الِإسماعيلي فيما نقل الحافظ في "الفتح"9/671: وأما العَلَم، فإنه من قول ابن عمر، وكأن المعنى فيه الكي. قلنا: ويشهد له حديثُ جابر بن عبد الله عند مسلم (2116) و (2117) ، وسيرد 3/318 و378. وحديث ابن عباس عند مسلم (2118) . والمرفوع منه سلف برقم (4779) ، وذكرنا هناك شواهده. قوله: يكره العلَم، قال السندي: بفتحتين، أي: العلامة، وهي ما يجعل لتمييز البهيمة. في الصورة: أي في الوجه. (1) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لَهِيعة، وهو عبد الله، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وأبو النضر: هو سالم بن أبي أمية المدني، وروي موقوفاً، وهو في حكم المرفوع، وهو الصحيحُ. وأخرجه الطحاوي مختصراً في"شرح معاني الاَثار"4/213 من طريق أبي الأسود، عن ابن لَهِيعهَ، به. وأخرجه النسائي 8/295 من طريق عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي حصين، عن الشعبي، عن ابن عمر، موقوفاً، وفيه: العنب بدل الزبيب. وأخرجه عبد الرزاق (17049) ، والبخاري (5581) ، والنسائي 8/295 من طريق أبي حيان التيمي، والبخاريّ (5589) من طريق عبد الله بن أبي السفر،= الحديث: 5992 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 197 5993 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُوقَفَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَحُ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ، يَا (1) أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ، فَازْدَادَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَازْدَادَ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ " (2)   =كلاهما عن الشعبي، عن ابن عمر، عن عمر، موقوفاً. وانظر (4644) . وله شاهد من حديث النعمان بن بشير مرفوعاً، سيرد 4/273، وإسناده ضعيف. قوله: من الحنطة خمر ... الخ، قال السندي: أي: ليس الخمر مقصورة على العنب، بل تكون من غيره كهذه الأشياء. وقال الحافظ في"الفتح"10/46:لهذا الحديث أورده أصحاب المسانيد والأبواب في الأحاديث المرفوعة، لأن له عندهم حكم الرفع، لأنه خبر صحابي شهد التنزيل أخبر عن سبب نزولها، وقد خطب به عمر على المنبر بحضرة كبار الصحابة وغيرهم، فلم ينقل عن أحد منهم إنكاره. (1) في (ق) : ويا. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن إسحاق، وهو الطالقاني، فقد روى له مسلم في"المقدمة"، وأبو داود والترمذي، وهو صدوق، وقد توبع. ابن المبارك: هو عبد الله، وعمر بن محمد بن زيد: هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وهو في كتاب"الزهد"لابن المبارك (280) (زوائد نعيم بن حماد) ، ومن طريقه= الحديث: 5993 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 198 5994 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ النَّذْرَ لَا يُقَدِّمُ شَيْئًا وَلَا يُؤَخِّرُهُ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِالنَّذْرِ (1) مِنَ الْبَخِيلِ " (2)   =أخرجه البخاري (6548) ، وابن عدي في"الكامل" 5/1680، وأبو نعيم في"الحلية"8/183-184، والبغوي في"شرح السنة " (4367) ، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2850) (43) ، وابن حبان (7474) ،ْ والطبراني في"الكبير" (13337) ، والبيهقي في"البعث " (642) من طريق ابن وهب، عن عمر بن محمد، به. وسيأتي برقم (6022) و (6023) و (6138) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (4730) ، ومسلم (2849) ، سيرد 3/9. وعن أبي هريرة، سيرد 2/377. قوله:"جيء بالموت"، قال السندي: قد جاء أنه يؤتى بالموت في صورة كبش أملح. "ثم يذبح"، قيل: ذلك شيء يخلق الله عند ذبحه علماً ضرورياً في قلوبهم أنه لا موت بعد ذلك، ولو شاء لخلق العلم من غير ذبح أيضاً، لكن لا يسأل عما يفعل، وإلا فالموت على تقدير فرض تجسمه وذبحه لا يوجب ذبحه العلم بعدم الموت بعد ذلك، لِإمكان خلق مثله وإعادته كما أعاد الموتى المذبوحين منهم وغيرهم، والله تعالى أعلم. (1) في (ص) : النذر. (2) حديث صحيح. فليح: هو ابن سليمان، وهو- وأن روى له البخاري ومسلم- فيه ضعف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤذب، وسعيد بن الحارث: هو ابن سعيد بن المعلي الأنصاري قاضي المدينة وأخرجه البخاري (6692) عن يحى بن صالح، وابن أبي عاصم (314) من= الحديث: 5994 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 199 5995 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَنَفِيُّ يَمَامِيٌّ، سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ، أَوِ اخْتَالَ فِي مِشْيَتِهِ لَقِيَ اللهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ " (1)   =طريق يحيى بن عباد، كلاهما عن فليح، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولًا الطحاوي في"مشكل الآثار" (840) من طريق ابن وهب، والحاكم 4/304 من طريق المعافى بن سليمان الحراني، كلاهما عن فليح بن سليمان، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، وأقره الذهبي. وأخرجه كذلك ابن حبان (4378) من طريق زيد بن أبي إنيسة، عن سعِد بن الحارث، به. وأخرجه مسلم. (1639) (3) من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر. وانظر ما سلف برقم (5275) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، يحيى بن إسحاق: هو السَيْلحيني. وأخرجه البخاري في"الأدب المفرد" (549) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 32/540من طريق مُسَدًد بن مُسَرْهَد، والحاكم 1/60، والبيهقي في"الشعب" (8167) من طريق عمر بن يونس، والمزي في "تهذيب الكمال" 32/539 من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، ثلاثتهم عن يونس بن القاسم، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه! قلنا: يونس بن القاسم لم يخرج له مسلم. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد" 1/98، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. الحديث: 5995 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 200 5996 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا " (1) 5997 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عَلَى رِجَالٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ (2) : {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] " فَتَرَكَ ذَلِكَ " (3)   =قوله:"من تعظم في نفسه"، قال السندي: أي: تكبر في اعتقاده بأن رأى نفسه كبيراً عظيماً، وفي "المجمع": التعظم في النفس الكبر والنخوة والزهو فيه. "أو اختال"، أي: أظهر التكبر. (1) هو مكرر (5883) سنداً ومتناً. (2) في (ظ 14) : حتى أنزل إليه. (3) إسناده حسن. أسامة بن زيد: هو الليثي، خرّج له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هارون: هو ابن معروف المروزي. وقد سلف بنحوه برقم (5674) ، وانظر (5812) و (6349) . الحديث: 5996 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 201 5998 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ دِينَارٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَفْرَى الْفِرَى مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، وَأَفْرَى الْفِرَى مَنْ أَرَى عَيْنَيْهِ فِي النَّوْمِ مَا لَمْ تَرَى (1) ، وَمَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ " (2)   (1) في (م) : تريا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عثمان- وهو الوليد بن أبي الوليد المدني-، فمن رجال مسلم. حيوة: هو ابن شريح المصري. وقد أشار الحافظ في"الفتح"12/430 إلى هذه الرواية، وقال: وسنده صحيح. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد" 7/174، وقال: رواه أحمد، وفيه أبو عثمان العباس بن الفضل البصري، وهو متروك. قلنا: قد أخطأ الهيثمي في تعيين أبي عثمان، وتعقّبه الحافظ في"التعجيل" ص 504، فقال: قد وهم شيخنا الهيثمي في أبي عثمان ... ولم يأت على هذه الدعوى بدليل، فإن حيوة أكبر من العباس، والعباس وإن كان يكنى أبا عثمان. لكنه لم يسمع من عبد الله بن دينار ولا أدركه، والعجب من إغفاله من نفس المسند تسمية أبي عثمان بالوليد] قلنا: يعني الرواية رقم (5721) [، ومن جزمِهِ بأنه العباس، ولكن عذره أن تسميته إنما وقعت في الحديث الآخر الذي أخرجه مسلم لا في هذا الحديث، فكأنَّه جوّز أنه غيره. وأخرجه بنحو البزار (211) (زوائد) من طريق يزيد بن نافع، عن الوليد بن أبي الوليد، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الله بن دينار، بهذا الإِسناد. وفيه زيادة:"من قال= الحديث: 5998 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 202 5999 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبِي إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: أَقْبَلْتُ مِنْ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِقُبَاءَ عَلَى بَغْلَةٍ لِي قَدْ (1) صَلَّيْتُ فِيهِ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ مَاشِيًا، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ نَزَلْتُ   =علي ما لم أقل". وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/144، وقال: في الصحيح طرف من أوله] قلنا: سلف برقم (5711) [، رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح. وقوله:"أفرى الفرى من ادّعى إلى غير أبيه": له شاهد من حديث واثلة بن الأسقع عند البخاري (3509) ، وسيرد 4/106. وآخر من حديث عبد الله بن عمرو، سيرد رقم (6592) ، وسنذكر هناك أحاديث الباب. وقوله:"وإفرى الفرى من أرى عينيه في النوم ما لم ترى". سلف برقم (5711) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. وقوله:"ومن غير تخوم الأرض": سلف نحوه من حديث علي برقم (855) ، وقد شرح هناك. واخر من حديث ابن عباس، سلف برقم (1875) . قال السندي: قوله:"أفرى الفِرى"، ضبط بكسر ففتح، جمع فرية، أي: أكذب الأكاذيب. وقوله:"من غيَّر"يحتمل أنه مبتدأ خبره مقدر، أي: فهو اثم عاص، قدره لتذهب النفس كل مذهب ممكن تعظيماً لذنبه، ويحتمل أنه عطف على"من أرى" وذلك لأن من غير الأمارات الدالة على الطرق، فقد بين بهذا الفعل أن هذه الطرق ليست بطرق، وهذا منه كذب عظيم، فظهر بهذا صحة العطف. والله تعالى أعلم. (1) في (ق) و (ظ1) :"قال" بدل "قد". الحديث: 5999 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 203 عَنْ بَغْلَتِي ثُمَّ قُلْتُ: ارْكَبْ أَيْ عَمِّ؟ قَالَ: أَيِ ابْنَ أَخِي، لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَرْكَبَ الدَّوَابَّ لَوَجَدْتُهَا، وَلَكِنِّي " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي إِلَى هَذَا الْمَسْجِدِ حَتَّى يَأْتِيَ فَيُصَلِّيَ فِيهِ "، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَمْشِيَ إِلَيْهِ كَمَا رَأَيْتُهُ يَمْشِي " قَالَ: فَأَبَى أَنْ يَرْكَبَ، وَمَضَى عَلَى وَجْهِهِ (1) 6000 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ، وَأَتْبَعَهَا بَصَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَهِيَ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنَ الْحَدِيدِ " يَعْنِي السَّبَّابَةَ (2)   (1) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إسحاق بن يسار، فقد روى له أبو داود في"المراسيل"، وهو ثقة.، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وقد سلف بأسانيد صحيحة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يزور مسجد قباء كل سبت ماشياً وراكباً يُصلي فيه ركعتين. وانظر (4485) وتخريج أطرافه. قوله:"يمشي إلى لهذا المسجد"، قال السندي: أي: أحياناً، أي: فأردت الاقتداء به اليوم في المشي، فلا أترك ما نويت، وإلا فقد جاء أنه كان يركب أحياناً ويمشي أحياناً صلى الله علية وسلم. والله تعالى أعلم. (2) إسناده ضعيف. كثير بن زيد- وهو الأسلمي- قال ابن معين في رواية ابن= الحديث: 6000 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 204 6001 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُوَيْمِرٍ، عَنْ يُحَنَّسَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَصْبِرُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 6002 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:   = أبي خيثمة: ليس بذاك، وقال يعقوب بن شيبة: ليس بذاك الساقط، وإلى الضعف ما هو، وقال أبو زرعة: صدوق فيه لين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث ليس بالقوي، يُكتب حديثه، وقال النسائي: ضعيف. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البزار (563) (زوائد) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الِإسناد. وقال: تفرد به كثير بن زيد، عن نافع، وليس [له] عنه إلا لهذا. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"، 2/140، وقال: رواه البزار وأحمد، وفيه كثيربن زيد، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره. وقوله: "كان عبد الله بن عمر إذا جلس في الصلاة، وضع يديه على ركبتيه، وأشار بأصبعه، وأتبعها بصره": سيأتي نحوه بإسناد صحيح من فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (6348) ، وانظر (5043) . وفي الباب عن وائل بن حجر، سيرد 4/316-317. وعن عبد الله بن الزبير عند مسلم (579) ، سيرد 4/3. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي البصري، ومالك: هو ابن أنس، وُيحَنس: هو ابن أبي موسى مولى الزبير. وقد سلف برقم (5935) . الحديث: 6001 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 205 حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَتَخْرُجُ نَارٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ بَحْرِ (1) حَضْرَمَوْتَ تَحْشُرُ النَّاسَ " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ " (2) 6003 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَاذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ فِي الْإِحْرَامِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ (3) ، وَلَا السَّرَاوِيلَاتِ، وَلَا الْعَمَائِمَ، وَلَا الْبَرَانِسَ، وَلَا الْخِفَافَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ لَيْسَتْ لَهُ نَعْلَانِ، فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تَلْبَسُوا شَيْئًا مِنَ الثِّيَابِ مَسَّهُ الْوَرْسُ، وَلَا الزَّعْفَرَانُ، وَلَا تَنْتَقِبِ الْمَرْأَةُ الْحَرَامُ، وَلَا تَلْبَسِ الْقُفَّازَيْنِ " (4)   (1) في (س) وهامش (ق) و (ظ 1) ، نحو. وفي (ص) : نحو بحر، وكتب فوق كلمة"نحو" علامة نسخة، وفي هامش (س) : بحر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، والحسين المعلم:هو ابن ذكوان، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وقد سلف برقم (4536) . (3) في (ص) : القميص. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البخاري (1838) ، وأبو داود (1825) ، والترمذي (833) ، والنسائي في"الكبرى" (3653) و (5878) ، من طريقين، عن الليث، بهذا الإِسناد. الحديث: 6003 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 206 6004 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ، كَانَ يُنِيخُ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ الَّتِي " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنِيخُ بِهَا، وَيُصَلِّي بِهَا " (1) 6005 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ (2) ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: حَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَلَقَ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَصَّرَ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (3) 6006 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ،   =قال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم. وقد سلف برقم (4482) و (4740) . (1) إسناده صحيحَ على شرط الشيخين كسابقه. وأخرجه مسلم (1257) (431) [ج 2/981] من طريقين عن الليث، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4819) . (2) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) و (ص) زيادة: بن القاسم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وأخرجه البخاري تعليقاً (1727) ، ومسلم (1301) (316) ، والترمذي (913) ، والنسائي في "الكبرى" (4114) ، والبيهقي 5/103 و134 من طرق عن الليث، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4657) ، وسلف برقم (4889) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طرق في حجته. الحديث: 6004 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 207 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا تَبَايَعَ الرَّجُلَانِ، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَكَانَا (1) جَمِيعًا، وَيُخَيِّرُ (2) أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، فَإِنْ خَيَّرَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ فَتَبَايَعَا عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ (3) وَجَبَ الْبَيْعُ، وَإِنْ تَفَرَّقَا بَعْدَ أَنْ تَبَايَعَا، وَلَمْ يَتْرُكْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا الْبَيْعَ، فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ " (4) 6007 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصْطَنَعَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَكَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ فِي بَاطِنِ كَفِّهِ إِذَا لَبِسَهُ، فَصَنَعَ النَّاسُ، ثُمَّ إِنَّهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَعَهُ، فَقَالَ: " إِنِّي كُنْتُ أَلْبَسُ هَذَا الْخَاتَمَ، وَأَجْعَلُ فَصَّهُ مِنْ دَاخِلٍ "، فَرَمَى بِهِ، ثُمَّ قَالَ: " وَاللهِ لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا "، فَنَبَذَ   (1) في (ظ 14) : وكانا. (2) في (ق) و (ظ 14) وهامش (س) و (ص) و (ظ 1) : أو يخير. (3) لفظ:"فقد" ليس في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2112) ، ومسلم (1531) (44) ، والنسائي في"المجتبى" 7/249، وفي"الكبرى" (6063) و (6064) ، وابن ماجه (2181) ، وابن الجارود في"المنتقى" (618) ، وابن حبان (4917) ، والدارقطني في"السنن" 3/5، والبيهقي في"السنن"5/269، والبغوي في"شرح السنة" (2049) من طرق، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4484) . الحديث: 6007 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 208 النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (1) 6008 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ، وَاجْعَلْ آخِرَ صَلَاتِكَ وِتْرًا " (2) 6009 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن سعد 1/470، والبخاري (6651) ، ومسلم (2091) (53) ، والنسائي 8/195، وأبو الشيخ في"أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 131 من طرق، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن سعد1/470، والبخاري (5876) ، ومسلم (2091) (53) ، والترمذي في"السنن" (1741) ، وفي"الشمائل" (98) ، والبغوي (3129) من طرق، عن نافع، به. وانظر (4677) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة مختصراً 2/310 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الِإسناد. وأخرجه مطولًا ومختصراً مسلم (751) (150) ، والترمذي (437) ، والنسائي في "المجتبى" 3/228، وابن ماجه (1319) ، والبغوي في "شرح السنة" (956) و (957) من طريقين، عن الليث، به. وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. وقوله:"صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة": سلف برقم (4492) . وقوله:"واجعل آخر صلاتك وتراً": سلف برقم (4710) . الحديث: 6008 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 209 عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الرُّؤْيَا (1) الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2) 6010 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا جَسْرٌ (3) ، حَدَّثَنَا سَلِيطٌ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحْسَسْتُمْ بِالْحُمَّى فَأَطْفِئُوهَا بِالْمَاءِ الْبَارِدِ " (4)   (1) في (ظ 14) : إن الرؤيا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2263) عن قتيبة وأبن رمح، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وانظر (4678) . (3) كذا في الأصول الخطية و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، مع أن عامة من ألف في المشتبه كالخطيب في"تلخيص المتشابه" 1/511، وابن ماكولا في "الإكمال"2/23، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه"2/81، قالوا: هو حبتر- وهو ابن عمرو- وأورد الخطيب وابن ناصر الدين هذا الحديث من طريق محمد بن حمير عنه، عن سليط، به. وسواء كان هذا الراوي اسمه حبتر أو جسر - وهو ابن فرقد فيما يترجح لنا- فالإسناد ضعيف لضعف جسر، أو لجهالة حبتر. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حبتر أو ضعف جسر، كما سلف بيانه، وسليط-وهو ابن عبد الله بن يسار المكي- لم يوثقه غير ابن حبان. وأخرجه الطيالسي (1919) عن جسر، بهذا الإسناد. وقد سلف بنحوه برقم (4719) و (5576) ، وسيأتي برقم (6183) بأسانيد صحيحة على شرط الشيخين. الحديث: 6010 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 210 6011 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ يَا ابْنَ عُمَرَ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ تُحَدِّثُنِي (1) بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَذَكَرَ عُثْمَانَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ (2) تَحْتَهُ ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ ". وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ، فَبَعَثَ عُثْمَانَ، وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى: " هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ " فَضَرَبَ بِيَدِهِ الْأُخْرَى عَلَيْهَا، فَقَالَ: " هَذِهِ لِعُثْمَانَ " فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِهَذِهِ (3) الْآنَ مَعَكَ (4)   =وقد سلف برقم (4719) من طريق نافع، و (5576) من طريق محمد بن زيد بن عبد الله العمري، وسيأتي برقم (6183) من طريق محمد بن زيد العمري أو سالم بن عبد الله، عن ابن عمر. (1) في (ظ 14) : إن سألتك عن شيء أتحدثني به. (2) في (ظ 1) : كان. (3) في (ظ 14) : بها. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم، أبو النضر، وأبو معاوية شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، وعثمان بن عبد الله: هو ابن موهب التيمي، وقد ينسب إلى جده. وأخرجه الطيالسي (1958) عن شيبان، بهذا الِإسناد. وقد سلف مطولًا برقم (5772) . الحديث: 6011 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 211 6012 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ النَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ وَالدُّبَّاءِ " (1) 6013 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ جُمْهَانَ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَوْ قَالَ لَهُ غَيْرِي: مَا لِي أَرَاكَ تَمْشِي وَالنَّاسُ يَسْعَوْنَ، فَقَالَ: " إِنْ أَمْشِي (2) فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، وَإِنْ أَسْعَى (3) فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى، وَأَنَا شَيْخٌ كَبِيرٌ " (4) 6014 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:   (1) حديث صحيح. أبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس، مدلس وقد عنعن، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو خيثمة: هو زهيرُ بنُ معاوية الجًعْفي. وأخرجه أبو عَوانة 5/300 من طريقين عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. وقد سلف حديث ابن عمر برقم (4465) ، وانظر لزامآ الحديث (4914) . (2) كذا في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 14) ، وسلف أنه جائز في العربية. (3) كذا في (س) و (ظ 14) . (4) إسناده ضعيف، كثير بن جمهان ثم يرو عنه غير اثنين، ولم يوثقه غير ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه. يعني للمتابعة. وأخرجه أبو داود (1904) ، والبيهقي 5/99، والمزي في"تهذيب الكمال" 24/107 من طرق، عن أبي خيثمة، بهذا الِإسناد. وانظر (4993) و (5143) . الحديث: 6012 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 212 قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ، لَمْ يَسِرْ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ أَبَدًا " (1) 6015 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ " (2) 6016 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَدَرْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ يَوْمَ الصَّدَرِ، فَمَرَّتْ بِنَا رُفْقَةٌ يَمَانِيَةٌ وَرِحَالُهُمْ الْأُدُمُ، وَخُطُمُ إِبِلِهِمْ الْخُزُمُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَشْبَهِ رُفْقَةٍ وَرَدَتِ الْحَجَّ الْعَامَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم. وقد سلف برقم (4748) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عاصم: هو ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابنُ منده في "الِإيمان" (149) من طريق المصنف، بهذا الإِسناد. وأخرجه أبو يعلى (5788) ، وابن خزيمة (309) ، وابن منده في"الِإيمان" (41) من طريق هاشم، به. وأخرجه مسلم (16) (21) ، والاَجري في"الشريعة"ص 106، وابن منده في "الِإيمان" (41) و (149) ، والبيهقي في"السنن" 4/81 من طرق، عن عاصم، به. وأخرجه ابن خزيمة (309) ، وابن منده في"الإِيمان" (150) من طريق واقد بن محمد بن زيد، عن أبيه، به.= الحديث: 6015 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 213 وَأَصْحَابِهِ، إِذْ قَدِمُوا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذِهِ الرُّفْقَةِ " (1) 6017 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ هَاشِمٌ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: " لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَّا   = وأخرجه الحميدي (703) ، وعبد بن حميد في "منتخب مسنده" (823) ، والبخاري (4513) ، ومسلم (16) ، والترمذي (2609) ، والطبراني في"الكبير" (13203) و (13518) ، والاَجري في"الشريعة" ص 106، وابن عدي في"الكامل" 2/660، و4/1419، وابن منده في"الِإيمان" (42) و (43) ، والسهمي في"تاريخ جرجان" (735) ، وأبو نعيم في"الحلية"3/62، والبيهقي 4/199 من طرق، عن ابن عمر، به، مرفوعاً. وانظر (4798) و (5672) . قال الحافظ في"الفتح" 1/49-50: ثم يذكر الجهاد لأنه فرض كفاية ولا يتعين إلا في بعض الأحوال ... وأغرب ابنُ بطال، فزعم أن هذا الحديث كان أول الِإسلام قبل فرض الجهاد، وفيه نظر، بل هو خطأ، لأن فرض الجهاد كان قبل وقعة بدر، وبدر كانت في رمضان في السنة الثانية، وفيها فرض الصيام، والزكاة بعد ذلك، والحج بعد ذلك على الصحيح. (1) هذا الأثر إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سعيد: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي الأموي. وأخرجه البيهقي 4/332 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه هنّاد في"الزهد" (820) ، ومن طريقه أبو داود (4144) ، والبيهقي 3/277 عن وكيع، عن إسحاق بن سعيد، به. الأدُم: جمع أديم وهو الجلد، والجرر جمع جرير، وهو الحبل والزمام للبعير والفرس ونحوهما. الحديث: 6017 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 214 الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ " (1) 6018 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ أَبِي نَتَلَقَّى الْحَاجَّ فَنُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَتَدَنَّسُوا " (2) 6019 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، وَهَاشِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع متابع هاشم بن القاسم- فمن رجال مسلم. ابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. أخرجه البخاري (1609) ، ومسلم (1267) (242) ، وأبو داود (1874) ، والنسائىِ في"المجتبى"5/232، والطحاوي في"شرح معاني الاثار"2/183، وابن حبان (3827) ، والبيهقي في"السنن" 5/76، والبغوي في"شرح السنة" (1902) من طرق، عن ليث، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (1267) (243) ، والنسائي في"المجتبى"5/232، وابن ماجه (2946) ، وابنُ خزيمة (2725) ، والطحاوي في"شرح معاني الاَثار"2/183 من طريق يونس، عن الزهري، به. بلفظ: لم يكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستلم من أركان البيت إلا الركن الأسود، والذي يليه من نحو دور الجمحيين. وقد سلف نحوه برقم (5622) ، وانظر (4672) . (2) لهذا الأثر إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عبد الملك، وهو الأسدي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي. وانظر (5371) . الحديث: 6018 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 215 عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ (1) ، فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ، فَلَقِيتُ بِلَالًا، فَسَأَلْتُهُ هَلْ (2) صَلَّى فِيهِ (3) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ " قَالَ هَاشِمٌ: صَلَّى بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ (4) 6020 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي لَيْثٌ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، وَيُونُسُ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (5)   (1) كلمة: "الباب"من (ظ 14) . (2) في (م) : فهل. (3) لفظ:"فيه"ليس في (م) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إسحاق- وهو ابن عيسى ابن الطباع- فمن رجال مسلم. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وليث: هو ابن سعد، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. ، وأخرجه البخاري (1598) ، ومسلم (1329) (393) ، والنسائي 2/33، والدارمي 2/53، والطحاوي في "شرح معاني الاَثار"1/389-390، والبيهقي 2/328، من طرق، عن ليث، بهذا ألِإسناد. وقد سلف برقم (4891) ، وانظر (4464) . (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع-، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد= الحديث: 6020 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 216 6021 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ مُلَبِّدًا (1) يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " لَا يَزِيدُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ (2)   =المؤدب. وأخرجه أبو يعلى (5793) من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (844) (2) ، والترمذي (493) ، والنسائي في"الكبرى" (1675) ، وفي"المجتبى" 3/106، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" 1/115 من طريق الليث، بهذا الإسناد. قال النسائي: ما أعلم أحداً تابع الليثَ على هذا الإسناد غير ابن جريج، وأصحابُ الزهري يقولون: عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، بدل: عبد الله بن عبد الله بن عمر. وقال البخاري فيما نقل الترمذي: وحديث الزهري عن سالم، عن أبيه، وحديث عبد الله بن عبد الله، عن أبيه: كلا الحديثين صحيح. قلنا: طريق ابن جريج، سيرد برقم (6370) . والحديث قد سلف برقم (4466) . (1) في (ظ 1) : ملبياً. انظر قول الحافظ عقب تخريج الحديث. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق- وهو السلمي المروزي- فمن رجال الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر.= الحديث: 6021 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 217 6022 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ إِلَى النَّارِ، جِيءَ بِالْمَوْتِ حَتَّى يُجْعَلَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُذْبَحُ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ، يَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ " (1) 6023 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ،   =وأخرجه البخاري (5915) عن حبان بن موسى وأحمد بن محمد المروزي، كلاهما عن ابن المبارك، به. وأخرجه البخاري (1540) ، ومسلم (1184) (21) ، والنسائي في"المجتبى" 5/159-160 وفي "الكبرى" (3728) ، والبيهقي 5/44 من طريق ابن وهب، عن يونس، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4457) . قوله: مُلَبِّداً: قال الحافظ في"الفتح" 3/400: أي: أحرم، وقد لبَّد شعر رأسه، أي: جعل فيه شيئاً نحو الصمغ ليجتمع شعره لئلا يتشعث في الِإحرام، أو يقع فيه القمل. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير علي بن إسحاق، وهو المروزي، فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. عمر بن محمد بن زيد: هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وقد سلف برقم (5993) . الحديث: 6022 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 218 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَارَ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1) 6024 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، وَلَا يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ " (2) 6025 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، - فَذَكَرَ حَدِيثًا - وَقَالَ سَالِمٌ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا عَلَى الْمِنْبَرِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعاصم بن محمد: هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وقد سلف برقم (3993) . وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عياش- وهو الألهاني الحمصي-، فمن رجال البخاري. شعيب بن أبي حمزة: هو الأموي الحمصي. وقد سلف الحديث بقسميه برقم (3046) ، وسيأتي أيضاً برقم (6085) . والقسم الأول منه سلف بالأرقام (4450) و (4564) و (4664) و (4685) و (4871) و (4874) و (5023) و (5258) و (5281) و (5425) و (5501) وسيأتي بالأرقام (6057) و (6264) و (6270) و (6338) والقسم الثاني منه سلف بالأرقام (4639) و (4735) و (3367) و (5635) و (3783) ، وسيأتي بالأرقام (6062) و (6338) . الحديث: 6024 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 219 يَقُولُ (1) : " اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ، وَاقْتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَيْنِ، وَالْأَبْتَرَ، فَإِنَّهُمَا يَلْتَمِسَانِ (2) الْبَصَرَ، وَيُسْقِطَانِ الْحَبَلَ " (3) 6026 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ (4) عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ (5) ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " (6) قَالَ: سَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسَبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ (7) رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ " (8)   (1) في (ظ 1) : قائلًا بدل: يقول. (2) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : يطمسان. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجالُه ثقات رجلا الشيخين غير بشر بن شعيب فمن رجال البخاري. وقد سلف برقم (4557) . (4) في هامش (س) و (ص) و (ظ 1) : وكلكم مسؤول. خ. (5) في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: والمرأة راعية في بيت زوجها. (6) قوله:"عن رعيته" ليس في (ص) . (7) في (ظ 14) : ألا فكلكم. (8) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع،= الحديث: 6026 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 220 6027 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: " مَنْ ضَفَرَ فَلْيَحْلِقْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالتَّلْبِيدِ " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُلَبِّدًا " (1)   =وشعيب: هو ابن أبي حمزة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر. وأخرجه البخاري في"صحيحه" (2409) و (2558) ، وفي "الأدب المفرد" (214) ، وأبو عوانة 4/419، والبيهقي في"السنن"6/287 من طريق أبي اليمان، بهذا الِإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9173) من طريق بقية، عن شعيب، به. وأخرجه البخاري (893) و (2751) ، ومسلم (1829) ، وابن حبان (4490) من طريق يونس، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4495) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. واخرجه البخاري (5914) ، والبيهقي في"السنن"5/135 من طريق أبي اليمان، بهذا الِإسناد. وأما قول عمر: من ضفر فليحلق، ولا تشبهوا بالتلبيد: أخرجه مالك في"الموطأ" 1/398، والبيهقي في"السنن" 5/135 من طريق نافع، ومالك أيضاً في "الموطأ" 1/398، ومن طريقه البيهقي 5/135 من طريق سعيد بن المسيب، والطبراني في"الكبير" (13062) من طريق الأزرق بن قيس، ثلاثتهم عن ابن عمر، به. وأخرجه بنحوه البيهقي في "السنن" 5/135 من طريق عبد الله بن نافع، عن= الحديث: 6027 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 221 6028 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فِي آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ (1) قَامَ، قَالَ: " أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ " قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَوَهَلَ النَّاسُ فِي مَقَالَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ، إِلَى مَا   =عاصم بن عمر بن حفص العمري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً، وهذا إسناد ضعيف. قال البيهقي: ولا يثبت لهذا مرفوعاً. وانظر (6021) . قال الحافظ في"الفتح" 10/360: وأما قول عمر، فحمله ابن بطال على أن المراد: إن أراد الِإحرام، فضفر شعره ليمنعه من الشعث، لم يجز له أن يقصر، لأنه فعل ما يشبه التلبيد الذي أوجب الشارع فيه الحلق، وكان عمر يرى أن من لبَد رأسه في الإِحرام، تعين عليه الحلقُ والنسك، ولا يجزئه التقصيرُ، فشبه من ضفر رأسه بمن لبَده، فلذلك أمَرَ من ضَفَر أن يحلق. ويحتمل أن يكون عمر أراد الأمر بالحلق عند الإِحرام حتى لا يحتاج إلى التلبيد، ولا إلى الضفر، أي: من أراد أن يضفر أو يُلبد، فليحلق، فهو أولى من أن يضفر، أو يلبد، ثم إذا أراد بعد ذلك التقصير، لم يصل إلى الأخذ من سائر النواحي كما هي السنة. وأما قوله:"تشبهوا": فحكى ابن بطال أنه بفتح أوله، والأصل: لا تتشبهوا، فحذفت إحدى التاءين، قال: ويجوز ضم أوله وكسر الموحدة، والأول أظهر. وأما قول أبن عمر، فظاهره أنه فهم عن أبيه أنه كان يرى أن ترك التلبيد أولى، فأخبره هو أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعله. (1) قوله:"سلَّم"ليس في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. الحديث: 6028 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 222 يُحَدِّثُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ، فَإِنَّمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ " يُرِيدُ بِذَلِكَ أَنَّهُ يَنْخَرِمُ ذَلِكَ الْقَرْنُ (1) 6029 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " أَلَا إِنَّ (2) بَقَاءَكُمْ فِيمَا سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُعْطِيَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا بِهَا حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا (3) ، وَأُعْطِيَ (4) أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا بِهِ حَتَّى صَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُعْطِيتُمُ الْقُرْآنَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاريَ (601) ، ومسلم (2537) ، وأبو عوانة في"المناقب" كما في "إتحاف المهرة" 3/276، والبيهقي في"السنن"1/453 من طريق أبي اليمان، بهذا الِإسناد. وأخرجه البيهقي في"الدلائل" 6/500 من طريق بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه، به. وقد سلف برقم (5617) . (2) في (ظ 14) وهامش (س) و (ظ 1) : إنما. (3) في (ص) : فأعطوا قيراطان! (4) في (ظ 14) : ثم أعطي. الحديث: 6029 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 223 فَعَمِلْتُمْ بِهِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأُعْطِيتُمْ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَقَالَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ: رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَقَلُّ عَمَلًا وَأَكْثَرُ أَجْرًا، فَقَالَ: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أَجْرِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالُوا: لَا، فَقَالَ: فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ " (1) 6030 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً " (2) 6031 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (7467) ، والبيهقي في"السنن" 6/118 - 119، وفي "الأسماء والصفات" ص 148 من طريق أبي اليمان، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في"صحيحه" (7533) ، وفي"خلق أفعال العباد"ص 124 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4508) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6498) ، والطحاوي في"شرح مشكل الاَثار" (1468) من طريق أبي اليمان، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو نعيم في"أخبار أصبهان" 2/297 من طريق شعيب بن خالد البجلي، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4516) . الحديث: 6030 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 224 أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ (1) : " أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هُنَا (2) - يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ - مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (3) 6032 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُقَاتِلُكُمْ يَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ " (4)   (1) في (ظ 14) : وهو على المنبر. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: ههُنا. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3511) عن أبي اليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (21016) ، ومن طريقه الترمذي (2268) عن معمر، والبخاري (7092) من طريق معمر أيضاً، ومسلم (2905) (47) من طريق يونس، كلاهما عن الزهري، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (4751) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3593) عن أبي اليمان الحكم بن نافع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2921) (81) ، وابن حبان (6806) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهرىِ، به. وأخرجه مسلم (1921) (80) من طريق عمر بن حمزة، عن سالم، به. وأخرجه البخاري (2925) ، ومسلم (2921) (79) ، والاَجري في"الشريعة" ص 381، والبيهقي 9/175 من طريق نافع، عن ابن عمر.= الحديث: 6032 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 225 6033 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا (1) أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ، فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ العَيْنِ (2) الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا (3) الدَّجَّالُ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ " رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ (4)   =وسيأتي برقم (6147) و (6186) و (6366) ، وانظر ما سلف برقم (5353) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد 2/398. (1) في (ص) و (ق) و (ظ ا) : بينا. (2) في (ظ 14) : عين. (3) قوله:"لهذا"ليس في (م) ولا (ق) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (7026) ، وأبو عوانة 1/148 من طويق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7026) من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (277) من طريق يونس بن يزيد، هما عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4743) . قوله:"ينطف"، قال السندي: كينصر ويضرب، أي: يسيل. "طافية" بهمزة في آخره: إي: ذاهبة النور، أو بياء: أي: مرتفعة. الحديث: 6033 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 226 6034 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَبِيعُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَخْطُبُ بَعْضُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ بَعْضٍ " (1) 6035 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةَ - قَالَ نَافِعٌ حَسِبْتُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ قَالَ - جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2) 6036 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، أَخْبَرَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، حَتَّى يَدَعَهَا الَّذِي خَطَبَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ أَوْ يَأْذَنَ لَهُ " (3) 6037 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4722) ، وانظر (4531) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (4678) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5142) من طريق ابن جريج، عن نافع، به. وقد سلف برقم (4722) . الحديث: 6034 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 227 أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً " فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " (1) 6038 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَيُّمَا مَمْلُوكٍ كَانَ بَيْنَ شَرِيكَيْنِ فَأَعْتَقَ أَحَدُهُمَا نَصِيبَهُ، فَإِنَّهُ يُقَامُ فِي مَالِ الَّذِي أَعْتَقَ قِيمَةَ عَدْلٍ، فَيُعْتِقُ إِنْ بَلَغَ ذَلِكَ مَالَهُ " (2) 6039 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ (3) عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " فَلَمْ أَسْأَلْ عُمَرَ فَمَنْ سِوَاهُ مِنَ النَّاسِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، علي بن عياش من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. وقد سلف برقم (5658) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وليث: هو ابن سعد. وآخرجه مسلم (1501) والنسائي في"الكبرى" (4952) ،والبيهقي في "السنن" 10/274 - 275 من طريق الليث، بهذا الإسناد- وقد سلف برقم (4451) . (3) تحريف في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 14) ، إلى: عن. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 6038 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 228 6040 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ،، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا " (1) 6041 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَحْنُ أُمَّةٌ أُمِّيُّونَ، لَا نَحْسُبُ وَلَا نَكْتُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا "، وَقَبَضَ إِبْهَامَهُ فِي الثَّالِثَةِ (2) 6042 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ " (3)   =وقد سلف مطولآ برقم (5344) ، وانظر (4474) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (1953) عن إسحاق بن سعيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5981) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وقد سلف بنحوه برقم (5017) ، وانظر (4488) . (3) ابنُ أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم، مختلف فيه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين،غير سليمان بن داود الهاشمي فقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد"وأصحاب السنن وهو ثقة إبراهيم بن سعد هو بن إبراهيم= الحديث: 6040 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 229 6043 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَيَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ ": {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] (1)   =الزهري القرشي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه أبو يعلى (5464) عن مصعب بن عبد الله الزبيري، عن إبراهيم بن سعد، به. وقد سلف الحديث برقم (4539) ، وذكرنا هناك إن الحديث المرسل في ذلك أصح، انظر ما نقلناه هناك عن الترمذي وغيره. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود- وهو الهاشمي-، فقد أخرج له البخاري في"خلق أفعال العباد"، وأصحاب السنن، وهو ثقة، وقد توبع. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه عبدً بنُ حميد في"منتخب المسند" (733) ، وأبو يعلى (5456) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7728) من طريق سليمان بن داود، به. وأخرجه البخاري (4627) من طريق عبد العزيز بن عبد الله العامري، عن إبراهيم بن سعد، به. وقد سلف برقم (4766) . الحديث: 6043 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 230 6044 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَيَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ، لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً "، وَقَالَ يَعْقُوبُ: " كَإِبِلٍ مِائَةٍ، مَا فِيهَا (1) رَاحِلَةٌ " (2) 6045 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْجُمَحِيَّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا " (3) 6046 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : وفيها، وفي هامش (س) : ما فيها، وفي (ظ 14) :"كإبل مئة فيها راحلة"وضرب على قوله: فيها راحلة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وأخرجه أبو يعلى (5457) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (4516) . (3) إسناده صحيح، سليمان بن داود- وهو الهاشمي-: ثقة، روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (4511) . الحديث: 6044 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 231 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (1) : " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ " (2) 6047 - حَدَّثَنَا أَبُو نُوحٍ، أَخْبَرَنَا عَبدُ اللهِ (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَلَ مِنَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ " (4)   (1) في (ظ 14) : أنه قال. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 5/273 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الِإسناد. وأخرجه الحاكم 4/145 من طريق بدل بن المحبر، عن شعبة، به. وقال: هذا حديث صحيح، غريب من حديث شعبة، وقد اتفق الشيخان رضي الله عنهما على حديث عبيد الله بن عمر، وابن جريج عن نافع في هذا الباب. قلنا: حديث عبيد الله بن عمر سلف برقم (4729) ، وهو من أفراد مسلم، وأما حديث ابن جريج، فهو عن موسى بن عقبة، عن نافع، وقد سلف برقم (4823) ، وهو من أفراد مسلم كذلك، وقول الحاكم:"اتفق الشيخان ... الخ"، وهم منه رحمه الله، والصوابُ أنهما اتفقا عليه من حديث مالك، عن نافع، كما سلف برقم (4690) . (3) في النسخ الخطية عدا (ظ 14) ، والمطبوع: عبيد الله، وهو خطأ. (4) حديث صحيح، عبد الله- وهو ابن عمر العمري-، وإن كان ضعيفاً قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو نوح: هو عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي، الملقب بقراد. نافع: هو مولى ابن عمر. وقد تحرف في طبعة الشيخ أحمد شاكر: عبد الله، إلى: عبيد الله.= الحديث: 6047 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 232 6048 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، فَلَا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ، فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (1) 6049 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ، لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً " (2) 6050 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بِلَالًا لَا يَدْرِي مَا اللَّيْلُ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ " (3)   =وقد سلف برقم (4618) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وقد سلف برقم (5386) .. (2) حديث صحيح. عبد الرحمن- وهو ابن عبد الله بن دينار- وإن كان في حديثه ضعف، قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4516) و (6030) و (6044) . (3) عبد الرحمن- وهو ابن عبد الله بن دينار- قال ابنُ معين: في حديثه عندي ضعف، وقد حدث عنه يحيى القطان، وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن المدينىِ: صدوق، وقال ابن عدي: بعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه،= الحديث: 6048 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 233 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء، قلنا: قد احتج به البخاري فأخرج له حديث:"رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها"، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقوله:"إن بلالًا لا يدري ما الليل، مما انفرد به عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار في هذه الرواية. ويشهد له حديث أنس الاَتي، ولفظه:"لا يمنعكم أذان بلال من السحور فإن في بصره شيئاً". وحديث سمرة بن جندب الاَتي 5/9 بلفظ: "لا يغرنكم نداء بلال فإن في بصره سوءاً، ولا بياض يرى بأعلى السحر". وحديث شيبان عند الطبراني في"الكبير" (7228) ، وفي"الأوسط" فيما ذكر الهيثمي في"المجمع" 1/153، بلفظ:"إن مؤذننا في بصره سوء أذن قبل الفجر"، قال الهيثمي: فيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وفيه كلام. قلنا: ولعله لهذا السبب جعل النبي بلالًا يؤذن بالليل قبل طلوع الفجر لينتبه النائم، ويرجع القائم، كما مرّ في حديث ابن مسعود (3654) ، وجعل أذان دخول الفجر لابن أم مكتوم، فقد ذكر الحافظ في "الفتح"2/100 أنه روى أبو قرة عن ابن عمر حديثاً فيه: وكان ابن أم مكتوم يتوخّى الفجر فلا يخطئه، ثم ذكر الحافظ أنه روى الحديث مقلوباً بلفظ:"إن ابن أم مكتوم ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال"، وبعد أن ذكر من خرّجه وأن بعضهم ادعى أنه مقلوب، وأن الصواب حديث الباب، قال: وقد كنت أميل إلى ذلك إلى أن رأيت الحديث في"صحيح ابن خزيمة"من طريقين اخرين عن عائشة، وفي بعض ألفاظه ما يبعد وقوع الوهم، وهو قوله:"إذا أذن عمرو فإنه ضرير البصر فلا يغرنكم، وإذا أذن بلال فلا يَطْعَمَن أحد"، ثم قال: وقد جمع ابن خزيمة والصبغي بين الحديثين بما حاصله: أنه يُحتمل أن يكون الأذان كان نوباً بين بلال وابن أم مكتوم، فكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الناس أن الأذان الأول منهما لا يُحرم على الصائم شيئاً، ولا يدل على دخول وقت الجزء: 10 ¦ الصفحة: 234 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =الصلاة بخلاف الثاني، وجزم ابن حبان بذلك، ولم يبده احتمالاً، وأنكر ذلك عليه الضياء وغيره، وقيل: لم يكن نوباً، وإنما كانت لهما حالتان مختلفتان: فإن بلالًا كان في أول ما شرع الأذان يؤذن وحده، ولا يؤذن للصبح حتى يطلع الفجر، وعلى ذلك تحمل رواية عروة عن امرأة من بني النجار، قالت:"كان بلال يجلس على بيتي وهو أعلى بيتٍ في المدينة، فإذا رأى الفجر تمطأ، ثم أذن"، أخرجه أبو داود، وإسناده حسن، ورواية حميد عن أنس:"أن سائلاً سأل عن وقت الصلاة، فأمر رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلالاً، فأذن حين طلع الفجر"، الحديث أخرجه النسائي وإسناده صحيح، ثم أردِفَ بابن أم مكتوم، وكان يؤذَن بليل، واستمر بلال على حالته الأولى، وعلى ذلك تنزل رواية أنيسة وغيرها، ثم في آخر الأمر أخَر ابنُ أم مكتوم لضعفه، ووُكل به من يراعي له الفجر، واستقر أذان بلال بليل، وكان سبب ذلك ما روي أنه ربما كان أخطأ الفجر، فأذن قبل طلوعه، وأنه أخطأ مرة فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرجع فيقول:"ألا إن العبد نام"يعني أن غلبة النوم على عينيه منعته من تبين الفجر، وهو حديث أخرجه أبو داود وغيره ممن طريق حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، موصولًا مرفوعاً، ورجاله ثقات حفّاظ، لكن اتفق أئمة الحديث: علي ابن المديني وأحمد ابن حنبل والبخاري والذهلي وأبو حاتم وأبو داود والترمذي والآثرم والدارقطني على أن حماداً أخطأ في رفعه، وأن الصواب وقفه على عمر بن الخطاب، وأنه هو الذي وقع له ذلك مع مؤذنه، وأن حماداً انفرد برفعه، ومع ذلك فقد وُجد له متابع أخرجه البيهقي من طريق سعيد بن زربي- وهو بفتح الزاي، وسكون الراء، بعدها موحدة، ثم ياء كياء النسب-فرواه عن أيوب موصولًا،لكن سعيد ضعيف، ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب أيضاً، لكنه أعضله فلم يذكر نافعاً ولا ابن عمر، وله طريقٌ أخرى عن نافع عند الدارقطني وغيره، اختُلف في رفعها ووقفها أيضاً، وأخرى مرسلة من طريق يونس بن عبيد وغيره عن حميد بن هلال، وأخرى من طريق سعيد، عن قتادة، مرسلة، ووصلها يونس عن سعيد بذكر أنس، وهذه طرق يقوي بعضها بعضاً قوةً ظاهرة، فلهذا والله أعلم استقر أن بلالاً يؤذن الآذان= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 235 6051 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بِلَالًا يُنَادِي (1) بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا تَأْذِينَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ " قَالَ: " وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلًا أَعْمَى لَا يُبْصِرُ لَا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَقُولَ النَّاسُ: أَذِّنْ (2) قَدْ (3) أَصْبَحْتَ " (4)   =الأول. (1) في (ظ 14) : يؤذن، وكتب فوقها: ينادي. (2) قوله:"أذن"ليس في (م) . (3) في (ظ 14) : فقد. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر. وأخرجه البخاري (2656) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار"1/138 من طريقين، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به. وقد سلف برقم (4551) ، وانظر ما قبله. قوله: قد أصبحت. قال الحافظ في"الفتح"2/100: أي: دخلت في الصباح، هذا ظاهره، واستُشكِل لأنه جعل أذانه غايةً للأكل، فلو لم يؤذًن حتى يدخل في الصباح للزم منه جواز الأكل بعد طلوع الفجر، والإجماع على خلافه إلا من شذ كالأعمش، وأجاب ابن حبيب وابن عبد البر والأصيلي وجماعة من الشراح بانَ المراد قاربت الصباح، ويعكر على هذا الجواب أن في رواية الربيع التي قدمناها: "ولم يكن يؤذن حتى يقول له الناس حين ينظرون إلى بزوغ الفجر: أذن" وأبلغ من ذلك أن لفط رواية المصنف التي في الصيام:"حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر"، وإنما قلت: إنه أبلغ، لكون جميعه من كلام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأيضاً فقوله:"إن بلالاً يُؤذن بليل"يشعر أن ابن أم مكتوم بخلافه، ولأنه لو الحديث: 6051 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 236 6052 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَحُجَيْنٌ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ شَجَرَةٍ لَا تَطْرَحُ وَرَقَهَا (1) " قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَدْوِ، وَوَقَعَ فِي قَلْبِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ النَّخْلَةُ " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ مَا (2) مَنَعَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ؟ فَوَاللهِ لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَ ذَلِكَ (3) ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ   =كان قبل الصبح لم يكن بينه وبين بلال فرق لصدق أن كلًا منهما أذن قبل الوقت، وهذا الموضع عندي في غاية الإشكال، وأقرب ما يقال فيه: أن أذانه جعل علامةً لتحريم الأكل والشرب، وكأنه كان له من يُراعي الوقت بحيث يكون أذانه مقارناً لابتداء طلوع الفجر وهو المراد بالبزوغ، وعند أخذه في الأذان يعترض الفجر في الأفق، ثم ظهر لي أنه لا يلزم من كون المراد بقولهم:"أصبحت"، أي: قاربت الصباح وقوع أذانه قبل الفجر لاحتمال أن يكونَ قولهم ذلك يقع في آخر جزءٍ من الليل، وأذانه يقع في أول جزءٍ من طلوع الفجر، ولهذا وإن كان مستبعداً في العادة فليس بمستبعد من مؤذن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المؤيد بالملائكة، فلا يشاركه فيه من لم يكن بتلك الصفة، وقد روى أبو قرة من وجهٍ آخر عن ابن عمر حديثاً فيه:"وكان ابن أم مكتوم يتوخى الفجر فلا يخطئه". وقال السندي: قوله: "فقد أصبحت"، قيل: أي: قاربت دخول الصبح بحيث يقارن الأذان أول الصبح، ولهذا لأن أذانه كان حداً ينتهي إليه الأكل والشرب للصائم، فلا بد أن لا يتأخر عن الصبح، والله تعالى أعلم. (1) من هنا يبدأ نقص في (ص) بسبب خطأ في التصوير. (2) في (ظ 14) : فما. (3) في (ظ 14) : ذاك. الحديث: 6052 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 237 يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا (1) 6053 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ (2) لِلْغَادِرِ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: أَلَا هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (3) 6054 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَّعَ، وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ": {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر: 5] (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حُجَيْن: هو ابن المثنى أبو عمر اليمامي، وعبد العزيز: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (5274) . وانظر (4599) . (2) قوله:"إن"ليس في (ظ 14) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. موسى بن داود: هو الضبي الطرسوسي. وقد سلف برقم (4648) ، وانظر (5192) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب، وليث: هو ابن سعد. وأخرجه البخاري (4031) و (4884) ، ومسلم (1746) ، وأبو داود (2615) ،= الحديث: 6053 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 238 6055 - (1) حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً " فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ " (2) 6056 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ، فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ ذَلِكَ " (3)   =والترمذي (1552) و (3302) ، والنسائي في"الكبرى" (8608) ، وهو في"التفسير" (593) ، وابنُ ماجه (2844) ، وأبو عوانة 4/98-99، والبيهقي في"السنن" 9/83، وفي"دلائل النبوة" 3/357، والبغوي في"شرح السنة" (3782) من طرق، عن ليث، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4532) . قال السندي: قوله: وهي البُوَيرة: بضم ففتح: موضع كان به نخل بني النضير. "فأنزل الله تعالى": وذلك أنه حين قطع نادوه: يا محمد، قد كنتَ تنهى عن الفساد، وتعيبه على من صنعه، فما بالك تقطع النخل وتحرقها، قال السهيلي: قال أهل التأويل: وقع في نفوس بعض المسلمين من هذا الكلام شيء حتى أنزل الله تعالى: {ما قطعتم من لينة} ، واللَينة: ألوان التمر ما عدا العجوة، ذكره في "المواهب"، واللينة فعلة من اللون، وياؤها مقلوبة من الواو لكسرة ما قبلها. (1) جاء لهذا الحديث في (ظ 14) بعد الحديث التالي. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5658) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 6055 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 239 6057 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى إِذَا كَانَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، أَنْ (1) يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ " (2) 6058 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَا تَتَبَايَعُوا الثَّمَرَةَ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا "، نَهَى الْبَائِعَ وَالْمُشْتَرِيَ، وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُزَابَنَةِ، أَنْ يَبِيعَ ثَمَرَةَ حَائِطِهِ إِنْ كَانَتْ نَخْلًا بِتَمْرٍ كَيْلًا، وَإِنْ كَانَتْ كَرْمًا أَنْ يَبِيعَهُ بِزَبِيبٍ كَيْلًا، وَإِنْ كَانَتْ زَرْعًا أَنْ يَبِيعَهُ بِكَيْلٍ مَعْلُومٍ، نَهَى عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ (3)   =وأخرجه مسلم (882) (70) ، والترمذي (522) ، والنسائي في"الكبرى" (1746) ، وابن ماجه (1130) من طرقٍ عن الليث، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف مطولًا برقم (4506) . (1) قوله:"أن"ليس في (ق) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2183) من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4450) . قال السندي: قوله: إذا كان ثلاثة نفر، أي: إذا وجدت وتحققت ثلاثة نفر، على أن"كان"تامة لا ناقصة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله:"لا تتبايعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها":= الحديث: 6057 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 240 6059 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَلَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَمِنْ أَهْلِ (1) النَّارِ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 6060 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَبِيعُ بَعْضُكُمْ   =أخرجه النسائي في"المجتبى"7/262، وابنُ ماجه (2214) من طريقين عن الليث، به. وقد سلف برقم (4493) و (4525) . وقوله:"نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المزابنة ... الخ": أخرجه البخاري (2205) ، ومسلم (1542) (76) ، والنسائي في"المجتبى" 7/270، وابن ماجه (2265) ، والبيهقي في"السنن"5/307، والبغوي في"شرح السنة" (2070) من طرق، عن الليث، به. وقد سلف برقم (4490) . (1) قوله:"أهل"من هامش (س) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أخرجه هناد في "الزهد" (363) ، والبخاري (3240) ، والنسائي في"الكبرى" (2197) و (11463) ، وفي المجتبى"4/106-107، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة"3/ورقة 253، والبيهقي في"الشعب" (383) ، وابن عبد البر في "التمهيد"14/105 من طرق، عن الليث، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4658) . الحديث: 6059 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 241 عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ بَعْضٍ (1) 6061 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، وَهِيَ حَائِضٌ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَبْدَ اللهِ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً وَهِيَ حَائِضٌ، " فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَاجِعَهَا، وَيُمْسِكَهَا حَتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضَةً أُخْرَى، ثُمَّ يُمْهِلَهَا حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ حَيْضَتِهَا، فَإِنْ (2) أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا حِينَ تَطْهُرُ، قَبْلَ أَنْ يُجَامِعَهَا، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللهُ تَعَالَى، أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ " وَكَانَ عَبْدُ اللهِ إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قَالَ (3) لِأَحَدِهِمْ: أَمَّا أَنْتَ طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، " فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي بِهَا "، فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلَاثًا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْكَ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ، وَعَصَيْتَ اللهَ تَعَالَى فِيمَا أَمَرَكَ مِنْ طَلَاقِ امْرَأَتِكَ (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1412) ، والترمذي (1292) ، والنسائي- مقطعاً- 6/70 و7/258 من طريقين، عن ليث، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (4722) ، وانظر (4531) . (2) في (ظ 1) : فإذا. (3) في (س) و (ق) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فقال. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5332) ، ومسلم (1471) (1) ، وأبو داود (2180) ،= الحديث: 6061 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 242 6062 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ " (1) 6063 - حَدَّثَنَا (2) يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ (3) : كَيْفَ صَلَاةُ الْمُسَافِرِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: إِمَّا أَنْتُمْ تَتَّبِعُونَ (4) سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْتُكُمْ، وَإِمَّا أَنْتُمْ لَا تَتَّبِعُونَ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ (5) لَمْ أُخْبِرْكُمْ، قَالَ: قُلْنَا: فَخَيْرُ السُّنَنِ سُنَّةُ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ   =والبيهقي 7/324 من طرق، عن ليث، بهذا الِإسناد. وقال مسلم: جوَّد الليث في قوله: تطليقة واحدة. وقد سلف برقم (4500) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2177) (27) ، وابن حبان (587) ، والبغوي (3331) من طرق، عن الليث، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4659) . (2) إلى هنا ينتهي القسم الناقص من (ص) . (3) في (ظ 14) : سألت ابن عمر، قلت. (4) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فتتبعون. (5) قوله:"أخبرتكم وإما أنتم لا تتبعون سنة نبيكم"سقط من (م) ، ووقع فيها بعد ذلك:"ألم أخبركم؟ " بدل:"لم أخبركم". الحديث: 6062 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 243 مِنْ هَذِهِ الْمَدِينَةِ لَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهَا " (1) 6064 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، أَخْبَرَنَا بِشْرٌ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا" (2)   (1) إسناده ضعيف لضعف بشر بن حرب، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرج المرفوع منه ابن ماجه (1067) عن أحمد بن عبدة، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5750) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشر- وهو ابن حرب الأزدي فقد روى له النسائي وابن ماجه، وفيه ضعف، لكن يعتبر به في المتابعات والشواهد. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (6091) من طريق حماد بن سلمة، عن بشر بن حرب. وانظر ما سلف برقم (5642) . ويشهد له حديث سعد وأبي هريرة، سلف برقم (1593) بلفظ:"اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مدّهم ... ". ويشهد للدعاء بالبركة في المد والصاع حديث علي، سلف برقم (936) . وحديث أبي سعيد الخدري، سيرد 3/34- 35. وحديث أنس، سيرد 3/159. وحديث جابر، سيرد 3/342. وحديث زيد بن ثابت، سيرد 5/185. وحديث عائشة، سيرد 6/56. الحديث: 6064 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 244 6065 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (1) 6066 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنَّ مَثَلَ آجَالِكُمْ فِي آجَالِ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ، كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم البغدادي المؤدب. وانظر ما سلف برقم (4621) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (778) من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه مطولًا الطبري في"التفسير"27/244، وفي"التاريخ"1/11، والطبراني في"الأوسط" (1642) من طرق، عن نافع، به. وقد سلف برقم (4508) ، وانظر (5911) . قوله: إلى مغيربان الشمس، قال ابن الأثير: أي: اٍلى وقت مغيبها، يقال: غربت الشمس تغرب غروباً ومغيرباناً، وهو مصغر على غير مُكَبًره، كأنهم صغروا: مغرباناً، والمغرب في الأصل: موضع الغروب، ثم استعمل في المصدر والزمان، وقياسه الفتح، ولكن استعمل بالكسر، كالمشرق والمسجد. الحديث: 6065 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 245 6067 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مُعْتَمِرًا، فَحَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَصَالَحَهُمْ عَلَى: " أَنْ يَعْتَمِرُوا الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَلَا يَحْمِلَ السِّلَاحَ عَلَيْهِمْ، - َقَالَ سُرَيْجٌ: وَلَا يَحْمِلَ سِلَاحًا إِلَّا سُيُوفًا -، وَلَا يُقِيمَ بِهَا إِلَّا مَا أَحَبُّوا "، فَاعْتَمَرَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ، فَدَخَلَهَا كَمَا كَانَ صَالَحَهُمْ، فَلَمَّا أَنْ أَقَامَ ثَلَاثًا، أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ، فَخَرَجَ (1) 6068 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَّدَ رَأْسَهُ وَأَهْدَى، فَلَمَّا قَدِمَ   (1) صحيح لغيره، فليح: هو ابن سليمان الخزاعي، قال الحافظ في"الفتح" 1/142: صدوق، تكلم بعض الأئمة في حفظه، ولم يخرج له البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه،- قلنا: وهذا منها-، وأخرج له في المواعظ والآداب وما شاكلها طائفةً من أفراده ... وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان الجوهري اللؤلؤي. وأخرجه البخاري (2701) و (4252) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4252) من طريق الحسين بن إبراهيم، عن فُليح، به. ويشهد له حديث البراء بن عازب، سيرد 4/298. وحديث المسور بن مخرمة، سيرد 4/325 و326. وهما صحيحان. وانظر ما سلف برقم (4480) . قوله:"ولا نقيم بها إلا ما أحبوا"، قال السندي: قد جاء أنهم صالحوا على ثلاثة أيام، فيحتمل أن قائل ذلك قاله نظراً إلى ما آل إليه الأمر، والله تعالى أعلم. الحديث: 6067 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 246 مَكَّةَ أَمَرَ نِسَاءَهُ أَنْ يَحْلِلْنَ " قُلْنَ: مَا لَكَ أَنْتَ لَا تَحِلُّ؟ قَالَ: " إِنِّي قَلَّدْتُ هَدْيِي، وَلَبَّدْتُ رَأْسِي، فَلَا أَحِلُّ حَتَّى أَحِلَّ مِنْ حَجَّتِي، وَأَحْلِقَ رَأْسِي " (1) 6069 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ وَحُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ، وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ، وَالْعِشَاءَ بِالْبَطْحَاءِ، ثُمَّ هَجَعَ هَجْعَةً ثُمَّ دَخَلَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ " (2)   (1) حديث صحيح، وفُليح متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (4398) من طريق موسى بن عقبة، ومسلم (1229) (179) من طريق ابن جريج، كلاهما عن نافع، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه البخاري (1566) ، ومسلم (1229) (176) ، وأبو داود (1806) من طريق مالك، عن نافع، عن ابن عمر، به. وأخرجه مسلم أيضاً (1229) (177) و (178) من طريق عبيد الله- وهو العمري-، عن نافع، به. وأخرج مسلم (1227) مطولًا من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر، وفيه: فلما قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة قال للناس:"من كان منكم إهدى، فإنه لا يَحِلُّ من شيء حَرُمَ منه حتى يقضيَ حجًه، ومن لم يكن منكم أهدى، فليطف بالبيت وبالصفا والمروة وليقصر وليحلل"، وسيرد برقم (6247) . وفي الباب عن جابر عند البخاري (1568) ، ومسلم (1216) . وعن عائشة عند البخاري (1561) . ومضت بقية أحاديث الباب في الرواية (4822) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ حماد بن= الحديث: 6069 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 247 6070 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَعُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى، وَعَيْنُهُ (1) الْأُخْرَى كَأَنَّهَا عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ " (2) 6071 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ "، وَنَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ (3)   =سلمة، فمن رجال مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأيوب: هو السختياني، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر بن عبد الله: هو المزني. وهو مكرر (5892) . (1) في (ظ 1) وهامش (س) : وإن عينه. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري. وأخرجه البخاري (7123) من طريق وهيب بن خالد، وابن منده في"الإيمان" (1046) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، وحده، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4879) ، وانظر (4743) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن حيان، فقد روى له البخاري ثلاثة أحاديث متابعة، ومسلم، ووثقه غير واحد، لكن قال ابن معين: صدوق ليس بحجة. وذكر له ابن عدي أحاديث أخطأ فيها، ليس هذا الحديث منها. وأخرجه مسلم (700) (32) ، والترمذي (352) ، وابن خزيمة (1264) ، وأبو= الحديث: 6070 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 248 6072 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ، رَجُلًا يَقُولُ: وَالْكَعْبَةِ فَقَالَ: لَا تَحْلِفْ بِغَيْرِ اللهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ فَقَدْ كَفَرَ وَأَشْرَكَ (1) " (2)   = عوانة 2/343 -344 من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، بهذا الإسناد. وانظر (4470) . (1) في (ظ 14) : أو أشرك. (2) رجاله رجال مسلم غير سعد بن عبيدة فمن رجال الشيخين، وسليمان بن حيان أخرج له البخاري متابعة، والحسن بن عبيد الله- وهو ابن عروة النخعي- وثقه غير واحد، لكن قال الدارقطني في"العلل" 2/204 في حديث اختلف فيه الحسن بن عبيد الله مع الأعمش: الحسن بن عبيد الله ليس بالقوي (يعني بالنسبة للأعمش كما قال الحافظ ابن حجر) ، ولا يقاس بالأعمش. قلنا: فمن باب أولى أن لا يقاس بمنصور بن المعتمر، فقد أدخل منصور في الإسناد بين سعد بن عبيدة وبين ابن عمر رجلًا من كندة، وقد سلف الكلام على ذلك بالتفصيل عند الحديث رقم (4904) . وأخرجه الترمذي (1535) ، والحاكم 4/297 من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! كذا قالا، مع أن الحسن بن عبيد الله لم يخرج له البخاري. وأخرجه أبو داود (3251) ، وابن حبان (4358) ، والحاكم 1/18 و52، والبيهقي 10/29 من طرق، عن الحسن بن عبيد الله، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا بمثل هذا الإِسناد، وخرجاه في الكتاب، وليس له علة، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: على شرطهما! وقال البيهقي: ولهذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر. الحديث: 6072 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 249 6073 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَجِئْتُ سَعِيد بْنَ الْمُسَيِّبِ وَتَرَكْتُ عِنْدَهُ رَجُلًا مِنْ كِنْدَةَ، فَجَاءَ الْكِنْدِيُّ مُرَوَّعًا، فَقُلْتُ: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ آنِفًا فَقَالَ: أَحْلِفُ بِالْكَعْبَةِ، فَقَالَ: احْلِفْ بِرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَإِنَّ عُمَرَ كَانَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحْلِفْ بِأَبِيكَ، فَإِنَّهُ مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ، فَقَدْ أَشْرَكَ " (1) 6074 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ، رَجُلًا يَقُولُ: اللَّيْلَةَ النِّصْفُ، فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا النِّصْفُ، قُلْ (2) : خَمْسَ عَشْرَةَ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا "، وَضَمَّ أَبُو خَالِدٍ فِي الثَّالِثَةِ خَمْسِينَ (3)   (1) إسناده ضعيف لجهالة الرجل الكندي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (5593) . (2) في (س) و (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: بل. وفي (ق) و (ظ 1) : بل قل. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، الحسن بن عبيد الله: هو ابن عروة النخعي، وسعد بن عبيدة: هو السلمي. وأخرجه مسلم (1080) (16) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الحسن بن عبيد الله، به. وفيه: وأشار باصابعه العشر مرتين، وهكذا في الثالثة، وأشار بأصابعه= الحديث: 6073 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 250 6075 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: " يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ " (1)   =كلها وحبس أو خنس إبهامه. وانظر (5017) . قوله:"الليلة النصف"بنصب الليلة على الظرفية، ورفع النصف، أي: نصف الشهر الليلة، ويمكن رفع الليلة على معنى الليلة ليلة النصف، ومنعه ابن عمر لأنه لا تدري أن الشهر ناقص أو وافٍ. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن حيان الأزدي أبي خالد الأحمر، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري متابعة. ابن عون: هو عبد الله البصري. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/233، ومسلم (2862) (60) ، وابن ماجه (4278) ، والطبري في "تفسيره"30/92 من طريق سليمان بن حيان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/233، والبخاري (6531) ، ومسلم (2862) (60) ، والترمذى (2422) و (3336) ، والنسائي في"الكبرى" (11657) ، وابن ماجه (4278) ، وهناد في"الزهد" (326) ، والطبري في"تفسيره"30/92 و94، والبغوي في"شرح السنة" (4316) من طرق، عن ابن عون، به. وقال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح. وأخرجه حسين المروزي في زياداته على"زهد ابن المبارك" (1317) من طريق ابن أبي عدي، والطبري في"تفسيره" 30/92 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن ابن عون، به، موقوفاً. وقد سلف برقم (4613) . الحديث: 6075 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 251 6076 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ قَالَ: " اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنَايَانَا بِهَا حَتَّى تُخْرِجَنَا مِنْهَا " (1) 6077 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَجُوسًا، وَإِنَّ مَجُوسَ أُمَّتِي الْمُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، فَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ، وَإِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ " (2)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن ربيعة، وهو الكلابي، فقد روى له أصحاب السنن، والبخاري في"الأدب المفرد"، وهو ثقة، وإسناده صحيح إن وأخرجه البزار (1751) والطبراني في الكبير (13329) من طريق محمد بن ربيعة، بهذا الِإسناد. وأورده الهيثمي في"المجمع"5/253، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا محمد بن ربيعة، وهو ثقة. قلنا: فاته أن ينسبه إلى الطبراني، ولم يقع له الِإسناد السالف برقم (4778) ، فرجالُه كلهم رجال الصحيح. (2) إسناده ضعيف. عبد الرحمن بن صالح بن محمد الأنصاري، ترجمه ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل"، فقال: روى عن سعيد بن رقيش، وعمر مولى غفرة، روى عنه يحيى بن صالح الوحاظي، سمعت أبي يقول ذلك، وهذا يعني أنه مجهول، وعمر بن عبد الله مولى غفرة ضعيف، وقد اضطرب في إسناده كما سلف= الحديث: 6076 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 252 6078 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَصَابَ أَرْضًا مِنْ يَهُودِ بَنِي حَارِثَةَ يُقَالُ لَهَا: ثَمْغٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ مَالًا نَفِيسًا، أُرِيدُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، قَالَ: " فَجَعَلَهَا صَدَقَةً لَا تُبَاعُ، وَلَا تُوهَبُ، وَلَا تُورَثُ، يَلِيهَا ذَوُو الرَّأْيِ مِنْ آلِ عُمَرَ، فَمَا عَفَا مِنْ ثَمَرَتِهَا جُعِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، وَابْنِ السَّبِيلِ، وَفِي الرِّقَابِ، وَالْفُقَرَاءِ، وَلِذِي الْقُرْبَى، وَالضَّيْفِ (1) ، وَلَيْسَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا جُنَاحٌ أَنْ يَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ (2) ، أَوْ يُؤْكِلَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ مِنْهُ مَالًا " قَالَ حَمَّادٌ: فَزَعَمَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُهْدِي   =بيانه برقم (5584) . وأخرجه ابن أبي عاصم (340) ، وابن الجوزي في"العلل المتناهية" (226) من طريق الحكم بن سعيد، عن جعيد بن عبد الرحمن، عن نافع، به. قال ابن الجوزي: لهذا لا يصح، قال البخاري: الحكم عن الجعيد منكر الحديث، وقال ابن حبان: كثر وهم الحكم، وفحش خطؤه، فصار منكرالحديث لا يحتج به. قلنا: وعد الذهبي في"الميزان"1/570 هذا الحديث من مناكيره. وأخرجه ابن أبي عاصم (341) من طريق إسماعيل بن داود بن مخراق، عن سليمان بن بلال، عن أبي حسين، عن نافع، به. بنحوه، قلنا: إسماعيل بن داود ضعفه غير واحد، وقال البخاري: منكر الحديث. (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: والضعيف. (2) في (ق) زيادة: ويتصدق. الحديث: 6078 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 253 إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ صَفْوَانَ مِنْهُ قَالَ: فَتَصَدَّقَتْ حَفْصَةُ بِأَرْضٍ لَهَا عَلَى ذَلِكَ، وَتَصَدَّقَ ابْنُ عُمَرَ بِأَرْضٍ لَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَوَلِيَتْهَا حَفْصَةُ (1) 6079 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ، كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ (2) وَأَذْرُحَ " (3) 6080 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه مختصراً الدارقطني 4/186، والبيهقي 6/159 من طريق الهيثم بن سهل، عن حماد بن زيد، به. وأخرج البخاري الشطر الأخير منه (2777) من طريق قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، به. وأخرجه مختصراً الدارقطني 4/186 من طريق أبي جعفر الحراني، عن يونس بن محمد، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر. قلنا: جعله من مسند عمر، والمشهور أنه من مسند ابن عمر. وانظر تخريجنا للرداية رقم (4608) . (2) رسمت في (ظ 14) : جربى، بالقصر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2299) (34) ، وأبو داود (4745) من طرق، عن حماد بن زيد، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (4723) . الحديث: 6079 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 254 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " إِنَّمَا عَدَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الشِّعْبِ لِحَاجَتِهِ " (1) 6081 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا (2) : حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " سَعَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ - وَقَالَ سُرَيْجٌ: ثَلَاثَةَ أَشْوَاطٍ -، وَمَشَى أَرْبَعَةً فِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا سند حسن. فُليح سلف الكلام عليه برقم (6067) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه بنحوه البخاري (1668) من طريق جويرية، عن نافع، قال: كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يجمع بين المغرب والعشاء بجمع، غير أنه يمر بالشعب الذي أخذه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيدخل، فينقض ويتوضأ، ولا يصلي حتى يصلي بجمع. وفي الباب عن أسامة بن زيد عند البخاري (1667) ، ومسلم (1280) ، وسيرد 5/199-200. (2) قوله: قالا. من (ظ 14) . (3) حديث صحيح، وفليح توبع. واخرجه البيهقي 5/81 من طريق أحمد، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (1604) من طريق سريج بن النعمان، عن فليح، بهذا الإسناد. وقال في إثره: تابعه الليث، قال: حدثني كثير بن فرقد، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. قال الحافظ في"الفتح" 3/471: وصلها النسائي [في"المجتبى"5/230، وفي"الكبرى" (3937) [من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، والبيهقي [5/81] من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، قال: حدثني ... فذكره بلفظ: إن عبد الله بن= الحديث: 6081 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 255 6082 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا " خَرَجْنَا حُجَّاجًا مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَلَمْ يَحِلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا عُمَرُ حَتَّى طَافُوا بِالْبَيْتِ - قَالَ: قَالَ سُرَيْجٌ يَوْمَ النَّحْرِ - وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ " (1) 6083 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ حِينَ أَنَاخَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ " (2) 6084 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَصْحَابَ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (3)   =عمر كان يخبّ في طوافه حين يقدم في حج أو عمرة ثلاثاً، ويمشي أربعاً، قال: وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفعل ذلك. قوله: سعى، قال الحافظ في"الفتح"3/471: أي: أسرع المشي في الطوافات الثلاث الأول. وقد سلف برقم (4618) . (1) حديث صحيح كسابقه. وانظر الحديث (6068) . (2) حديث صحيح كسابقه. وقد سلف برقم (4452) ، وذكر هناك بقية أرقامه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 6082 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 256 6085 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَنَاجَى (1) اثْنَانِ دُونَ ثَالِثِهِمَا، وَلَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ " (2)   =وأخرجه البخاري (7558) ، ومسلم (2108) ، والنسائي في"المجتبى" 8/215، وفي"الكبرى" (9787) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار"4/287 من طرق، عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4475) . (1) في (ظ 14) : لا ينتجي، يقال: انتجى القوم وتناجوا: تساروا، وأنشد ابن بري: قالت جواري الحي لَما جينا وهن يلعبن وينتجينا ما لمطايا القوم قد وجينا والوجا: شدة الحفا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو السختياني. وأخرج مسلم القسم الأول برقم (2183) ، والقسم الثاني برقم (2177) (28) ، والبيهقي بقسميه 3/232 من طريق حماد بن زيد، بهذا الِإسناد. وسلف الحديث بقسميه (5046) و (6024) . والقسم الأول منه سلف بالأرقام (4450) و (4564) و (4664) و (4685) و (4871) و (4874) و (5023) و (5258) و (5281) و (5425) و (5501) و (6057) ، وسيأتي (6264) و (6270) و (6338) . والقسم الثاني سلف بالأرقام (4659) و (4735) و (5567) و (5625) و (5785) و (6062) . وسيأتى (6371) . الحديث: 6085 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 257 6086 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - قَالَ حَمَّادٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا مَرْفُوعًا - قَوْلُهُ: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: " يَقُومُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) لِرَبِّ الْعَالَمِينَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الرَّشْحِ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ " (2) 6087 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا حَلَفَ أَحَدُكُمْ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ فَهُوَ بِالْخِيَارِ: إِنْ شَاءَ فَعَلَ، وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَفْعَلْ " (3) 6088 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنِي حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى   (1) قوله:"يوم القيامة" ليس في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (5318) و (5912) ، وانظر (4613) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وقد سلف من طريق حماد برقم (5094) و (5363) ، وانظر (4510) . الحديث: 6086 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 258 بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبُ إِلَّا بِإِذْنِهِ " أَوْ قَالَ: " إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَهُ " (1) 6089 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادَّهَنَ بِدُهْنٍ غَيْرِ مُقَتَّتٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ " (2) 6090 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، كَأَنَّ الْأَذَانَ فِي أُذُنَيْهِ " (3) 6091 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1412) من طريق أبي كامل الجحدري، عن حماد، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطبراني في"الأوسط" (387) من طريق عيسى بن جابر، عن أيوب، به. وقد سلف برقم (4722) ، وسيأتي برقم (6411) . (2) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد سلف برقم (4783) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. وهو مكرر (5609) . الحديث: 6089 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 259 سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَفِي صَاعِنَا (1) ، وَمُدِّنَا، وَيَمَنِنَا، وَشَامِنَا، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ " فَقَالَ: " مِنْ هَاهُنَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ، مِنْ هَاهُنَا الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ " (2) 6092 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، اللهُمَّ الْعَنْ رِعْلًا (3) وَذَكْوَانَ وَبَنِي لِحْيَانَ " (4)   (1) في (ظ 14) : وصاعنا. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير بشر بن حرب، فقد روى له النسائي وابن ماجه، وفيه ضعف، لكن يعتبر به في الشواهد والمتابعات. وانظر (6064) . (3) في النسخ: رعل، والمثبت من النسخة الكتانية التي اعتمدها الشيخ أحمد شاكر. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بشر بن حرب، ضعيف كما سبق لكنه يعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. والشطر الأول من الحديث دون قوله:"اللهم العن ... الخ"، سلف برقم (4702) من طريق عبد الله بن دينار، وبرقم (6040) من طريق سعيد بن عمرو، وسيأتي برقم (6137) من طريق نافع، ثلاثتهم عن ابن عمر. وأما الشطر الثاني منه، فله شواهد يصح بها: فمنها عن ابن عباس، سلف برقم (2746) . الحديث: 6092 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 260 6093 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يُعْرَفُ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، وَإِنَّ أَكْبَرَ الْغَدْرِ غَدْرُ أَمِيرِ عَامَّةٍ " (1) 6094 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً (2) [قَالَ: عبد الله بن أحمد] : قَالَ أَبِي: " سَمِعْتُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ ابْنِ الْبَرِيدِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ (3) وَسَبْعِينَ فِي أَوَّلِ سَنَةٍ طَلَبْتُ الْحَدِيثَ مَجْلِسًا ثُمَّ عُدْتُ إِلَيْهِ الْمَجْلِسَ الْآخَرَ، وَقَدْ مَاتَ، وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي مَاتَ فِيهَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ "   =وعن أنس بن مالك، سيرد 3/109. ويشهد للشطرين معاً حديث خفاف بن إيماء، سيرد 4/57. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بشر بن حرب ضعيف كما سبق لكنه يعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد سلف برقم (5378) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن أبي ليلى- واسمه محمد بن عبد الرحمن- سيئ الحفظ، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن هاشم بن البريد، فمن رجال مسلم، وانظر (4498) و (4529) و (4666) . (3) في (س) و (ق) و (ظ 1) و (م) : سبع، وهو خطأ، وجاءت في هوامش النسخ: تسع وسبعين. على الصواب. الحديث: 6093 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 261 6095 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، وَحَمْزَةَ، ابْنَيْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشُّؤْمُ فِي الدَّارِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالْفَرَسِ " (1) 6096 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَصْبُغُ ثِيَابَهُ، وَيَدَّهِنُ بِالزَّعْفَرَانِ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصْبُغُ هَذَا بِالزَّعْفَرَانِ؟ قَالَ: " لِأَنِّي رَأَيْتُهُ أَحَبَّ الْأَصْبَاغِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَدَّهِنُ وَيَصْبُغُ بِهِ ثِيَابَهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى، وهو ابن الطباع البغدادي، فمن رجال مسلم. وهو عند مالك في"الموطأ"2/972، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (5093) ، وفي "الأدب المفرد" (916) ، ومسلم (2225) (115) ، وأبو داود (3922) ، والنسائي في"المجتبى" 6/220، وفي "الكبرى" (4410) و (4411) و (9278) و (9279) ، والطحاوي في"شرح معاني الاثار"4/313، وفي "شرح مشكل الآثار" (776) و (777) ، والقضاعي في"مسند الشهاب" (294) ، والبغوي (2244) . وأخرجه الطبري في "تهذيب الاَثار" (مسند علي) (57) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، عن الزمري، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه، مرفوعاً. وأخرجه السهمي في"تاريخ جرجان" ص 60 من طريق أحمد بن أبي طيبة، عن مالك، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، مرفوعاً. وقد سلف برقم (4544) . (2) هو مكرر (5717) سنداً ومتناً. الحديث: 6095 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 262 6097 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَّرَ لَيْلَةً الْعِشَاءَ حَتَّى رَقَدْنَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، ثُمَّ رَقَدْنَا، ثُمَّ اسْتَيْقَظْنَا، وَإِنَّمَا حَبَسَنَا لِوَفْدٍ جَاءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: " لَيْسَ أَحَدٌ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ غَيْرُكُمْ " (1) 6098 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا لَاعَنَ امْرَأَتَهُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَانْتَفَى مِنْ وَلَدِهَا " فَفَرَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمَا، وَأَلْحَقَ الْوَلَدَ بِالْمَرْأَةِ " (2) 6099 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُرَانِي فِي الْمَنَامِ   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن فليحاً وهو ابن سليمان الخزاعي- وإن احتج به البخاري وأصحاب السنن، وروى له مسلم حديثاً واحداً- ضعفه يحيى بن معين والنسائي وأبو داود، وقال الساجي: هو من أهل الصدق، وكان بهم، وقال الدارقطني: مختلف فيه، ولا بأس به، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة وغرائب، وهو عندي لا بأس به. سريج بن النعمان: هو الجوهري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف نحوه بإسناد صحيح برقم (5611) . وقوله:"وإنما حَبَسَنا لوفدٍ جاءه": ذكر الحافظ في"الفتح"2/48 أنه شُغِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تجهيز جيش، وقال: رواه الطبري من وجه صحيح، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر. (2) إسناده حسن كسابقه. وقد سلف برقم (4527) ، وانظر (4477) . الحديث: 6097 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 263 عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا آدَمَ كَأَحْسَنِ مَا تَرَى مِنَ الرِّجَالِ (1) ، لَهُ لِمَّةٌ قَدْ رُجِّلَتْ، وَلِمَّتُهُ تَقْطُرُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، رَجِلَ الشَّعْرِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا الْمَسِيحُ (2) ابْنُ مَرْيَمَ، ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا جَعْدًا قَطَطًا أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ بِابْنِ قَطَنٍ، وَاضِعًا يَدَيْهِ (3) عَلَى عَوَاتِقِ رَجُلَيْنِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ " (4) 6100 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ،   (1) في (ق) و (ظ ا) : من آدم الرجال، بزيادة:"آدم"، وكتبت هذه الزيادة في هامش (س) و (ص) . (2) في (ظ 14) : هذا المسيح. (3) في هامش (س) : يده. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح سلف الكلام عليه برقم (6067) وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه مالك في"الموطأ"2/920، ومن طريقه البخاري (5902) و (6999) ، ومسلم (169) (273) ، وأبو عوانة 11/49 عن نافع، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (3440) ، ومسلم (169) (274) ، وأبو عوانة 1/148 من طريق موسى بن عقبة، عن نافع، به. وسلف نحوه برقم (6033) من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر. وقد سلف من طريق نافع مختصراً برقم (4804) . الحديث: 6100 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 264 عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ مَالٌ يُوصَى فِيهِ، يَبِيتُ ثَلَاثًا إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ عِنْدَهُ مَكْتُوبَةٌ " قَالَ عَبْدُ اللهِ فَمَا بِتُّ لَيْلَةً مُنْذُ سَمِعْتُهَا إِلَّا وَوَصِيَّتِي عِنْدِي مَكْتُوبَةٌ (1) 6101 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْذَنُوا لِلنِّسَاءِ إِلَى الْمَسْجِدِ بِاللَّيْلِ " قَالَ: فَقَالَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: وَاللهِ لَا نَأْذَنُ لَهُنَّ، يَتَّخِذْنَ ذَلِكَ دَغَلًا لِحَاجَتِهِنَّ. قَالَ: فَانْتَهَرَهُ عَبْدُ اللهِ قَالَ: " أُفٍّ لَكَ، أَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ: لَا أَفْعَلُ " (2) 6102 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ،   (1) حديث صحيح. جعفر بن برقان احتج به مسلم-وهو وإن كان يضطرب في روايته عن الزهري -، قد توبع بالرواية رقم (4469) ، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. كثيربن هشام: هو الكلابي الرقي، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه مسلم (1627) (4) ، والنسائي في"الكبرى" (6445) و (6446) ، وفي "المجتبى"6/239، والبيهقي في"السنن"6/272 من طريق يونس بن يزيد، وعمرو بن الحارث، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4469) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش- وهو سليمان بن مهران- قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وسلف برقم (4522) ، وانظر شرحه في الرواية (5021) . الحديث: 6101 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 265 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ: " فَعَلْتَ كَذَا؟ " قَالَ: لَا وَاللهِ الَّذِي (1) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا فَعَلْتُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ فَعَلَ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى غَفَرَ لَهُ بِقَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ قَالَ حَمَّادٌ: " لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ بَيْنَهُمَا رَجُلٌ يَعْنِي ثَابِتًا " (2) 6103 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا حَلَفَ الرَّجُلُ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ فَهُوَ بِالْخِيَارِ: إِنْ شَاءَ فَلْيَمْضِ (3) ، وَإِنْ شَاءَ فَلْيَتْرُكْ " (4) 6104 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (5) 6105 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَبِشْرُ بْنُ عَائِذٍ الْهُذَلِيُّ، كِلَاهُمَا،   (1) في (ظ 14) : لا والذي. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه. وهو مكرر (5361) . (3) في هامش (س) و (ظ 1) : فعل. (4) هو مكرر (5362) سنداً ومتناً. (5) هو مكرر (5363) سنداً ومتناً. الحديث: 6103 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 266 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (1) 6106 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ (2) فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ (3) مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ (4) فَادْعُوا لَهُ، حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ (5) قَدْ كَافَأْتُمُوهُ " (6) 6107 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَكَانَ يَجْعَلُ فَصَّهُ فِي بَاطِنِ يَدِهِ، فَطَرَحَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ، ثُمَّ اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ، فَكَانَ يَخْتِمُ بِهِ، وَلَا يَلْبَسُهُ " (7)   (1) إسناده من جهة بكر بن عبد الله صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (5364) . (2) في (ق) : ومن سألكم بالله. (3) في (م) : عليكم. وهوخطأ. (4) في (ظ 14) وهامش (س) و (ق) و (ظ 1) : ما تكافئوه. (5) في (ظ 14) : أنكم. (6) هو مكرر (5365) سنداً ومتناً. (7) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (5366) . الحديث: 6106 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 267 6108 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ائْتُوا الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ " (1) 6109 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ يَمِينُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي يَحْلِفُ بِهَا " لَا وَمُقَلِّبِ الْقُلُوبِ " (2) 6110 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، وَقَالَ: إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ " وَحَدَّثَ هَذَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) 6111 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ،   (1) هو مكرر (5367) سنداً ومتناً. (2) هو مكرر (5368) سنداً ومتناً. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (5369) . الحديث: 6108 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 268 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: - هَمَّامٌ فِي كِتَابِي - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي الْقُبُورِ فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 6112 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَارِثِيُّ (2) ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيُّ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَقِيتَ الْحَاجَّ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَصَافِحْهُ، وَمُرْهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ، فَإِنَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ " (4) 6113 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عُوَيْمِرِ بْنِ الْأَجْدَعِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ (5) سَمِعَهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخُبْثَ " (6)   (1) هو مكرر (5370) سنداً ومتناً. (2) في (ص) و (ق) و (ظ 1) : الحراثي. وهو خطأ. (3) في (ظ 14) : ابن البيلماني. (4) هو مكرر (5371) سنداً ومتناً. (5) قوله:"أنه"ليس في (ق) ولا (ظ 1) . (6) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لجهالة راويه عن سالم.= الحديث: 6112 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 269 6114 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَجَرَّعَ عَبْدٌ جَرْعَةً أَفْضَلَ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ، يَكْظِمُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ تَعَالَى " (1) 6115 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَقَ رَأْسَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ " (2)   =وانظر (6180) . (1) حديث صحيح. علي بن عاصم- وهو ابن صُهيب الواسطي- وإن كان ضعيفاً، قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس بن عبيد: هو ابن دينار، والحسن: هو البصري، وقد عنعن. وأخرجه الطبراني في"مكارم الأخلاق" (51) ، والبيهقي في"الشعب" (8307) ، وفي"الآداب" (160) من طريق علي بن عاصم، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه ابن ماجه (4189) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي في "الشعب" (8305) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، كلاهما عن يونس بن عبيد، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/61 من طريق عبد الأعلى، والبخاري في"الأدب المفرد" (1318) من طريق أبي شهاب عبد ربه، كلاهما عن يونس، به، موقوفاً. وأخرجه بنص مرسلًا البيهقي في"الشعب" (8309) ، وفي"الاداب" (161) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عمن سمع الحسن، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره. وسلف بنحوه عن ابن عباس برقم (3015) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4889) . الحديث: 6114 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 270 6116 - ...................... (1) 6117 - حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْكُلَنَّ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَشْرَبَنَّ بِهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِهَا (2) وَيَشْرَبُ بِهَا " قَالَ: وَزَادَ نَافِعٌ: " وَلَا يَأْخُذَنَّ بِهَا، وَلَا يُعْطِيَنَّ بِهَا " (3)   (1) جاء هنا تحت هذا الرقم في طبعة الشيخ أحمد شاكر، وفي (م) أيضاً حديث ملفق من إسناد الحديث الآتي مع متن الحديث السابق برقم (6114) ، فهذا حديث مقحم لا وجود له في النسخ الخطية، ولا ذكره الحافظ في أطراف"المسند"، وقد كان الشيخ أحمد شاكر رحمه الله بحسه العلمي الدقيق في ريبة منه، فقال: ولكني لا أزال في ريبة من هذا الِإسناد لهذا الحديث، فإنه لم يذكر في (ك) ولا (م) (يعني نسخه الخطية) ، ولم أجد أحداً أشار إليه عند تخريج هذا الحديث ... إلى أن قال: ولعلنا نجد ما يرفع هذه الريبة، أو ما يقطع بالسهو والخطأ، إذا ما وجدنا مخطوطة أخرى من المسند نرجع إليها في هذا الموضع، أو يرجع إليها بعض إخواننا من أهل العلم بالحديث، ممن يوثق بدقتهم وتوثقهم إن شاء الله. قلنا: قد يسر الله لنا من النسخ الخطية العديدة ما رفع الريبة، وأبان عن وجه الصواب، فله الحمد والمنة. (2) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : يأكل بشماله، وفي هامش (س) و (ص) : "بها". (3) حديث صحيح، شجاع بن الوليد: هو ابن قيس السكوني أبو بدر، وثقه ابن معين والعجلي، وابن نمير، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال أبو حاتم: هو شيخ ليس بالمتين، لا يحتج بحديثه. قلنا: وقد وهم في هذا الإسناد، فأسقط القاسم بن عبيد الله بين عمر بن محمد وسالم، نصّ على ذلك الدارقطني في"العلل" 4/57.= الحديث: 6116 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 271 6118 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يَجْعَلُ فَصَّ خَاتَمِهِ مِمَّا يَلِي بَطْنَ كَفِّهِ " (1) 6119 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ امْرَأَتِهِ الَّتِي طَلَّقَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: طَلَّقْتُهَا وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُمَرَ فَذَكَرَهُ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا إِذَا طَهُرَتْ طَلَّقَهَا فِي طُهْرِهَا لِلسُّنَّةِ " قَالَ: فَفَعَلْتُ قَالَ أَنَسٌ: فَسَأَلْتُهُ: هَلِ   = وسيأتي هذا الحديث برقم (6184) من طريق عاصم بن محمد، وتابعه عبد الله بن وهب عند مسلم (2020) (106) ، وسفيان الثوري عند ابن الجارود (869) ، ثلاثتهم عن عمر بن محمد، عن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن سالم، به. يعني بزيادة القاسم في الإسناد، وهو الصحيح، فيما قال الدارقطني. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عمر بن محمد: هو ابن زيد العمري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه ابن حبان (5229) من طريق شجاع بن الوليد، بهذا الإسناد. وقائل: زاد نافع:"ولا يأخذن بها ولا يعطيه بها"هو عمر بن محمد بن زيد العمري، فانه يروي عن نافع، وهذه الزيادة ثابتة عند مسلم (2020) (106) . وقد سلف من رواية نافع برقم (5514) دون هذه الزيادة، وانظر (4537) . (1) إسناده صحيح، وهو مكرر (5583) . الحديث: 6118 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 272 اعْتَدَدْتَ (1) بِالَّتِي طَلَّقْتَهَا وَهِيَ حَائِضٌ؟ قَالَ: " وَمَا لِي لَا أَعْتَدُّ بِهَا، إِنْ كُنْتُ عَجَزْتُ وَاسْتَحْمَقْتُ " (2) 6120 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ، وَهُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى خَيْبَرَ " (3) 6121 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ فِي النَّاسِ اثْنَانِ " (4)   (1) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 14) : اعتدت، وضُبب فوقها في (س) ، وجاء في هامش (س) : لعله اعتددت. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك بن أبي سليمان- وهو العرزمي-، فمن رجال مسلم. محمد بن عبيد: هو الطنافسي. وأخرجه مسلم (1471) (11) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار"3/52 من طريقين، عن عبد الملك، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5268) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الآزدي، وزائدة: هو ابن قدامة، وعمرو بن يحيى: هو ابن عُمارة المازني المدني. وقد سلف برقم (4520) . (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن يزيد، وهو الحديث: 6120 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 273 6122 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ أَحَبَّ الْأَسْمَاءِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ " (1) 6123 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ (2) خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3) 6124 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،   الكلاعي الواسطي، فقد إخرج له أصحاب السنن، خلا ابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/372 من طريق أحمد، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4832) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله، وهو ابن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات من رجال الصحيح. عبد الوهَاب: هو الخفاف، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4774) . (2) في هامش (س) و (ظ 1) : ثوبيه. نسخة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي بن إبراهيم: هو الحنظلي التميمي، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي. وأخرجه ابو يعلى (5572) ، وأبو عوانة 5/475 من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5248) ، وانظر (4489) . الحديث: 6122 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 274 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ " (1) 6125 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْوِصَالِ " فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. عبيد بن أبي قرة: هو البغدادي، قال ابن معين: ما به بأس، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما خالف، وذكر له ابن عدي عدة مناكير، من روايته عن ابن لهيعة، وهو مترجم في"تعجيل المنفعة"ص 276-277، و"تاريخ بغداد" 11/95-96، و"لسان الميزان"4/122-123، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سليمان بن بلال: هو القرشي التيمي، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبن حبان (4716) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن نافع، عن ابن عمر، به، بزيادة نافع في الِإسناد، وتفرَد بذكر هذه الزيادة إسماعيلُ بنُ أبي أوشى، وفيه كلام، وتابع عُبَيْدَ بنَ أبي قُرة بعدم ذكر هذه الزيادة عبدُ العزيز بن مسلم القسملي، (عند ابن أبي داود) ، وعبدُ الله بنُ جعفر الرقي، فيما قاله الدارقطني في "العلل"4/ورقة 58، وهو المعروف. وأخرجه ابنُ أبي داود في "المصاحف"ص 183 من طريقين، عن عبد العزيز بن مسلم، عن ابن دينار، به. قال ابنُ حبان: في قوله:"مخافة أن يناله العدو"بيان واضح أن العدو إذا كان فيهم ضعف وقلة، والمسلمون فيهم قوة وكثرة، ثم سافر أحدهم بالقرآن وهو في وسط الجيش يأمن أن لا يقع ذلك في أيدي العدو، كان استعمال ذلك الفعل مباحاً له، ومتى أيس مما وصفنا، لم يجز له السفر بالقرآن إلى دار الحرب.= الحديث: 6125 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 275 تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى " (1) 6126 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا نَحْنُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَجَالَسْنَاهُ، قَالَ: فَإِذَا رِجَالٌ يُصَلُّونَ الضُّحَى، فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ فَقَالَ: بِدْعَةٌ، فَقُلْنَا لَهُ: كَمِ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " أَرْبَعًا، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ " قَالَ: فَاسْتَحْيَيْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ، قَالَ: فَسَمِعْنَا اسْتِنَانَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، فَقَالَ لَهَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تَسْمَعِي (2) مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟! يَقُولُ: " اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعًا، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ "، فَقَالَتْ: " يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَعْتَمِرْ عُمْرَةً إِلَّا، وَهُوَ شَاهِدُهَا، وَمَا اعْتَمَرَ شَيْئًا فِي رَجَبٍ " (3)   =وقد سلف برقم (4507) . (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وقد سلف برقم (5917) . (2) في هامش (س) و (ظ 1) : ألا تسمعين. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1775) و (1776) و (4253) و (4254) ، ومسلم (1255) (220) ، والنسائي في"الكبرى" (1421) ، وابن خزيمة (3070) ، وابن حبان= الحديث: 6126 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 276 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (3945) ، والبيهقي 5/10-11 من طريق جرير بن عبد الحميد، والترمذي (937) من طريق شيبان النحوي، كلاهما عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد ورواية بعضهم مختصرة. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وقد سلف بنحوه برقم (5383) . وقول ابن عمر عن صلاة الضحى: إنها بدعة. قال ذلك؟ لأنه لم يشاهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليها ولا أبو بكر ولا عمر، ومع ذلك فقد استحسنها، وقال: وما أحدث الناس شيئاً أحب إلي منها، فقد روى البخاري (1175) عن مورق، قال: قلت لابن عمر رضي الله عنهما: أتصلي الضحى؟ قال: لا، قلت: فعمر؟ قال: لا، قلت: فأبو بكر؟ قال: لا، قلت: فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: لا إخاله. وهذا الحديث سلف برقم (4758) . ومعنى قوله: لا إخاله: لا أظنه، قال الحافظ: وكأن سبب توقف ابن عمر في ذلك أنه بلغه عن غيره أنه صلاها، ولم يثق بذلك عمن ذكره، وقد جاء عنه الجزم بكونها محدثة. فروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن مجاهد، عن ابن عمر أنه قال: إنها محدثة، وإنها لمن أحسن ما أحدثوا. وروى ابن أبي شيبة 2/406 بإسناد صحيح عن الحكم بن الأعرج، عن الأعرج، قال: سألت ابن عمر عن صلاة الضحى، فقال: بدعة ونعمت البدعة. وروى عبد الرزاق (4868) بإسناد صحيح عن سالم، عن أبيه، قال: لقد قتل عثمان وما أحد يسبحها، وما أحدث الناس شيئاً أحب إلي منها. وأخرج الطبراني في"الكبير" (13524) من طريق سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: صلاة الضحى بدعة. وأخرج الطبراني في"الكبير"من طريق إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: صلاة الضحى بدعة، ونعمت البدعة. والاستنان: قال ابن الأثير: استعمال السواك، وهو افتعال من الأسنان، أي: يمره عليها، وقال الحافظ: أي: حس مرور السواك على أسنانها. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 277 6127 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ رَجُلٍ يُدْعَى صَدُوعَ - وَفِي نُسْخَةٍ (1) صَدَقَةَ -، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: اعْتَكَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَشْرِ (2) الْأَوَاخِرِ. قَالَ: فَبُنِيَ لَهُ بَيْتٌ مِنْ سَعَفٍ قَالَ: فَأَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْمُصَلِّيَ إِذَا صَلَّى فَإِنَّما (3) يُنَاجِي رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَلْيَعْلَمْ بِمَا يُنَاجِيهِ (4) ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ " (5) 6128 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فَيُعَرِّضُ الْبَعِيرَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ "، وقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: سَأَلْتُ نَافِعًا فَقُلْتُ (6) : إِذَا ذَهَبَتِ الْإِبِلُ كَيْفَ كَانَ   (1) في (ظ 14) : وفي النسخة الأخرى. (2) قوله: "في" ليس في (ظ 14) . (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فإنه. (4) في هامش (س) و (ص) : يناجي. (5) حديث صحيح، محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى- وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع كما سلف بيانه برقم (5349) . وأما الرجل الذي روى عنه ابن أبي ليلى فهو صدقة بن يسار المكي، وقوله هنا: عن رجل يدعى صدوع، وفي نسخة: صدقة، فهو خطأ من ابن أبي ليلى من قبل سوء حفظه. (6) في (ظ 14) : قال: فقلت. الحديث: 6127 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 278 يَصْنَعُ ابْنُ عُمَرَ؟ قَالَ: " كَانَ يُعَرِّضُ مُؤْخِرَةَ الرَّحْلِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ " (1) 6129 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُمْ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (2) : " إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، وَإِنَّ الشَّهْرَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا "، ثُمَّ نَقَصَ وَاحِدَةً فِي الثَّالِثَةِ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَبيدة بن حُميد، وهو ابن صهيب التيمي، فمن رجال البخاري. عبيد الله بن عمر: هو العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه البيهقي 2/269 من طريق عَبيدة بن حُميد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4468) ، وذكرنا في تخريجه هناك لهذه الزيادة من مرسل نافع، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قوله: إذا ذهبت الِإبل، وقع في نسخة السندي: إذا هبت الِإبل، وقال: بفتح هاء وتشديد باء، أي: تارت وهاجت وشوشت على المصلي، هكذا في أصلنا، وهو المشهور، وفي بعض الأصول: إذا ذهبت من الذهاب، أي: إذا ذهبت إلى المرعى. (2) قوله:"أنه قال": ليس فىِ (ظ 14) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عَبيدة بن حميد، وهو المعروف بالحذاء، فمن رجال البخاري. الأسود بن قيس: هو العبدي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/85 عن عبيدة، بهذا الِإسناد. وفيه إنكار عائشة على= الحديث: 6129 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 279 6130 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " غَدَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِ عَرَفَةَ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَنَزَلَ بِنَمِرَةَ، وَهِيَ مَنْزِلُ الْإِمَامِ الَّذِي كَانَ (1) يَنْزِلُ بِهِ بِعَرَفَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ رَاحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَجِّرًا، فَجَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، ثُمَّ رَاحَ فَوَقَفَ عَلَى الْمَوْقِفِ مِنْ عَرَفَةَ " (2) 6131 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ إِذَا اسْتَطَاعَ أَنْ يُصَلِّيَ الظُّهْرَ بِمِنًى مِنْ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ، وَذَلِكَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى الظُّهْرَ بِمِنًى " (3)   =ابن عمر. قلنا: إنكار عائشة سلف في الرواية رقم (4866) . وقد سلف برقم (6041) ، وانظر (5017) و (4488) . (1) قوله:"كان"ليس في (ظ 1) ولا (ظ 14) . (2) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق، وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه أبو داود (1913) عن أحمد، بهذا الإسناد. وانظر (4782) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه.= الحديث: 6130 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 280 6132 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى حِينَ أَقْبَلَ مِنْ حَجَّتِهِ (1) قَافِلًا فِي تِلْكَ الْبَطْحَاءِ " قَالَ: " ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَأَنَاخَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ ثُمَّ دَخَلَهُ، فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ "، قَالَ نَافِعٌ فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ كَذَلِكَ يَصْنَعُ (2) 6133 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلَا إِنَّمَا بَقَاؤُكُمْ فِيمَا سَلَفَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ كَمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى   =وأورده الهيثمي في"المجمع"3/250، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. وفي الباب عن ابن عباس سلف (2306) و (2701) بإسناد صحيح. (1) في (ظ 14) : حجه. (2) إسناده حسن، فابن إسحاق قد صرح بالتحديث. وأخرجه أبو داود (2782) من طريق يعقوب، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث جابر عند البخاري (3087) و (3090) ، ومسلم (715) ، وابن حبان (2715) . وآخر من حديث كعب عند البخاري (3088) ، ومسلم (716) . وثالث من حديث أبي قتادة عند مسلم (714) . قوله: أناخ، أي: أبرك ناقته، وفي الحديث دلالة على أن السنة إذا قدم الرجل من سفر أن يبدأ بالمسجد فيصلي فيه ركعتين. الحديث: 6132 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 281 غُرُوبِ الشَّمْسِ، أُوتِيَ (1) أَهْلُ التَّوْرَاةِ التَّوْرَاةَ، فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ، ثُمَّ (2) عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِيَ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ الْإِنْجِيلَ، فَعَمِلُوا إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ عَجَزُوا، فَأُعْطُوا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، ثُمَّ أُوتِينَا الْقُرْآنَ، فَعَمِلْنَا إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَأُعْطِينَا قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، فَقَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ: أَيْ رَبَّنَا لِمَ (3) أَعْطَيْتَ هَؤُلَاءِ قِيرَاطَيْنِ قِيرَاطَيْنِ، وَأَعْطَيْتَنَا قِيرَاطًا قِيرَاطًا، وَنَحْنُ كُنَّا أَكْثَرَ عَمَلًا مِنْهُمْ؟ قَالَ اللهُ تَعَالَى: هَلْ ظَلَمْتُكُمْ مِنْ أُجُورِكُمْ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَهُوَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ " (4) 6134 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَا يَزَالُ يُغْبَنُ   (1) في (ظ 14) : أتي، دون واو، وكذلك هي في المواضع الآتية. (2) قوله: "ثم"ليست في (ظ 14) . (3) قوله:"لِمَ"ليس في (ظ 14) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر بن الخطاب. وأخرجه أبو يعلى (5454) من طريق يعقوب، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (1820) ، والبخاري في "صحيحه" (557) ، وفي"خلق أفعال العباد"ص 124 من طرق، عن إبراهيم بن سعد، به. وقد سلف برقم (6029) ، وانظر (4508) . الحديث: 6134 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 282 فِي الْبُيُوعِ، وَكَانَتْ فِي لِسَانِهِ لُوثَةٌ، فَشَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَلْقَى مِنَ الْغَبْنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَنْتَ بَايَعْتَ فَقُلْ: لَا خِلَابَةَ " قَالَ: يَقُولُ ابْنُ عُمَرَ: " فَوَاللهِ لَكَأَنِّي أَسْمَعُهُ يُبَايِعُ، وَيَقُولُ: لَا خِلَابَةَ يُلَجْلِجُ (1) بِلِسَانِهِ " (2) 6135 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي نَافِعٌ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى (3) أَنْ   (1) في (ظ 14) : لِتَلجلُج. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فقد روى له مسلم متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث هنا وعند الدارقطني والبيهقي، فزالت شبهة تدليسه. وأخرجه الحميدي (662) بنحوه، وابن الجارود (567) ، والدارقطني 3/54-55، والحاكم 2/22، والبيهقي 5/273 من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن إسحاق، بهذا الِإسناد. وأخرجه الدارقطني 3/55 من طريق عبد الأعلى السلمي، والبيهقي 5/273 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به. وفيه عند بعض هؤلاء زيادات، وصححه الذهبي، وانظر ما سلف برقم (5036) . قوله:"كان رجلَ من الأنصار"سبق أنه من قريش، والمعروف أنه أنصاري كما هاهنا. قوله:"لوثة"اللوثة: التلجلج في الكلام. (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: نهى. الحديث: 6135 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 283 يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، أَوْ يَبِيعَ (1) عَلَى بَيْعِهِ (2) " (3) 6136 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلَى آلِ حَاطِبٍ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: تُوُفِّيَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، وَتَرَكَ ابْنَةً لَهُ (4) مِنْ خُوَيْلَةَ بِنْتِ حَكِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْأَوْقَصِ قَالَ: وَأَوْصَى إِلَى أَخِيهِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَهُمَا خَالَايَ، قَالَ: فَخَطَبْتُ إِلَى قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ ابْنَةَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَزَوَّجَنِيهَا (5) ، وَدَخَلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ - يَعْنِي إِلَى أُمِّهَا - فَأَرْغَبَهَا فِي الْمَالِ فَحَطَّتْ إِلَيْهِ، وَحَطَّتْ الْجَارِيَةُ إِلَى هَوَى أُمِّهَا، فَأَبَيَا حَتَّى ارْتَفَعَ أَمْرُهُمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ قُدَامَةُ بْنُ مَظْعُونٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنَةُ أَخِي أَوْصَى بِهَا إِلَيَّ، فَزَوَّجْتُهَا ابْنَ عَمَّتِهَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، فَلَمْ أُقَصِّرْ بِهَا فِي الصَّلَاحِ، وَلَا فِي الْكَفَاءَةِ، وَلَكِنَّهَا   (1) في (ظ 14) : يبيعه. (2) في هوامش النسخ الخطية عدا (ظ 14) : بيع أخيه. نسخة. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وسعد: هو أخو يعقوب بن إبراهيم، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4722) . (4) قوله:"له"ليس في (ظ 14) . (5) في (ق) : قال: فزوجنيها. الحديث: 6136 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 284 امْرَأَةٌ، وَإِنَّمَا (1) حَطَّتْ إِلَى هَوَى أُمِّهَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ يَتِيمَةٌ، وَلَا تُنْكَحُ إِلَّا بِإِذْنِهَا " قَالَ: فَانْتُزِعَتْ وَاللهِ مِنِّي بَعْدَ أَنْ مَلَكْتُهَا، فَزَوَّجُوهَا الْمُغِيرَةَ (2) (3)   (1) في (ظ 14) : وإنها. (2) في (م) وهامش (س) و (ص) زيادة: بن شعبة، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر في طبعته. (3) إسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الدارقطني 3/230، ومن طريقه البيهقي 7/120 من طريق يعقوب بن إبراهيم عم عبيد الله بن سعد الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني 3/230 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر. فأسقط منه عمر بن حسين، والصواب إثباته. وأخرج المرفوع منه الدارقطني أيضاً 3/231 من طريق سلمة الأبرش، عن ابن إسحاق، عن عمر بن حسين، به. وأخرجه جميعا بنحوه الدارقطني 3/229، والحاكم 2/167، والبيهقي 7/121 من طريق ابن أبي ذئب، عن عمر بن حسين، به. وفي إحدى روايتي البيهقي: عن نافع أن ابن عمر، مختصراً. وأخرجه الدارقطني 3/230-231 من طريق عبد العزيز بن المطلب، عن عمر بن حسين، عن نافع، قال: تزوج عبد الله بن عمر، فذكر نحوه. وهذا إسناد حسن. وأخرجه مختصراً دون المرفوع ابن ماجه (1878) ، والدارقطني 3/230 من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن عبد الله بن نافع مولى ابن عمر، عن أبيه، عن ابن عمر. وعبد الله بن نافع مولى ابن عمر ضعيف. وانظر ما سلف برقم (5720) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 285 6137 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ " (1) 6138 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ "، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: وحَدَّثَنَاهُ سَعْدٌ قَالَ: " يُدْخِلُ اللهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، كُلٌّ خَالِدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ " (2)   =قوله:"فحطت إليه"، قال السندي: أي: مالت إليه."فأبتا"، أي: الأم والجارية."فلم أقصر"من التقصير. "ولكنها"، أي: الجارية."امرأة"، أي: ناقصة العقل، ولذلك مالت إلى مثلها."هي يتيمة ولا تنكح إلا بإذنها"، لهذا يدل على أنه ليس على الصغيرة ولاية الِإجبار لغير الأب، ثم الحديث مشكل عند الشافعي إذ لا فائدة عنده لِإذنها، ولذلك حمل بعضهم اليتيمة على البالغة، وتسميتها يتيمة باعتبار ما كان، لكن لا يخفى أن البالغة ذات الأب أيضاً كذلك فلا فائدة لذكر اليتيمة حينئذ، والله أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. صالح: هو ابن كيسان. وأخرجه البخاري (3513) ، ومسلم (2518) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (1854) ، ومسلم (2518) من طرق، عن نافع، به. وانظر ما سلف برقم (4702) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن= الحديث: 6137 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 286 6139 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْمَسْجِدَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْنِيًّا بِاللَّبِنِ (1) ، وَسَقْفُهُ الْجَرِيدُ، وَعُمُدُهُ خَشَبُ النَّخْلِ، فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ أَبُو بَكْرٍ شَيْئًا، وَزَادَ فِيهِ عُمَرُ (2) ، وَبَنَاهُ عَلَى بِنَائِهِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّبِنِ وَالْجَرِيدِ، وَأَعَادَ عُمُدَهُ خَشَبًا، ثُمَّ غَيَّرَهُ عُثْمَانُ فَزَادَ فِيهِ زِيَادَةً كَثِيرَةً، وَبَنَى جِدَارَهُ بِالْحِجَارَةِ الْمَنْقُوشَةِ، وَالْقَصَّةِ، وَجَعَلَ عُمُدَهُ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ، وَسَقْفَهُ بِالسَّاجِ " (3)   =إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كيسان المدني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (761) ، والبخاري (6544) ، ومسلم (2850) (42) ، والبيهقي في"الشعب" (386) ، وفي"البعث" (483) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه الطرسوسي (92) ، وابن أبي داود في"البعث" (55) من طريقين، عن نافع، به. وقد سلف برقم (5993) . (1) في هامش (س) زيادة: والطين. نسخة. (2) من هنا إلى قوله: "عبد الله بن عمر، قال:"في الحديث الآتي (6140) سقط من (ق) و (ظ 1) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/438 من طريق أحمد، بهذا الاسناد. وأخرجه البخاري (446) ، وأبو داود (451) ، وابن خزيمة (1324) ، وابن حبان (1601) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/541 من طريق يعقوب، بهذا الإسناد.= الحديث: 6139 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 287 6140 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " إِنَّ مُهَلَّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ذُو الْحُلَيْفَةِ، وَمُهَلَّ أَهْلِ الشَّامِ مَهْيَعَةُ، - وَهِيَ الْجُحْفَةُ -، وَمُهَلَّ أَهْلِ نَجْدٍ قَرْنٌ " قَالَ سَالِمٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ مِنْ   =وأخرجه عبد الرزاق (5129) من طريق ابن سمعان، عن نافع، به. قوله: والقَصَّة: هي الجص بلغة أهل الحجاز، وقال الخطابي: تشبه الجص، وليست به. والساج: نوع من الخشب يؤتى به من الهند. قاله الحافظ في"الفتح" 1/540. ونقل الحافظ في"الفتح"1/540-541 عن ابن بطال وغيره قوله: هذا يدل على أن السنة في بنيان المسجد القصد، وتركُ الغلو في تحسينه، فقد كان عمر مع كثرة الفتوح في أيامه وسعة المال عنده، لم يغير المسجد عما كان عليه، وإنما احتاج إلى تجديده، لأن جريد النخل كان قد نخر في أيامه، ثم كان عثمان، والمال في زمانه أكثرُ، فحسًنه بما لا يقتضي الزخرفة، ومع ذلك فقد أنكر بعضُ الصحابة عليه، وأول من زخرف المساجد الوليد بنُ عبد الملك بن مروان، وذلك في أواخر عصر الصحابة، وسكت كثير من أهل العلم عن إنكار ذلك، خوفا من الفتنة، ورخص في ذلك بعضُهم- وهو قول أبي حنيفة- إذا وقع ذلك على سبيل التعظيم للمساجد، ولم يقع الصرفُ على ذلك من بيت المال. وقال ابنُ المنير: لما شيد الناس بيوتهم وزخرفوها، ناسب أن يُصنع ذلك بالمساجد صوناً لها عن الاستهانة، وتُعقب بأن المنع إن كان للحث على اتباع السلف في ترك الرفاهية، فهو كما قال، وإن كان لخشية شغل بال المصلي بالزخرفة، فلا، لبقاء العلة. الحديث: 6140 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 288 رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 6141 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ، فَذَكَرَ عُمَرُ ذَلِكَ (2) لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَتَغَيَّظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " لِيُرَاجِعْهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً مُسْتَقْبَلَةً سِوَى حَيْضَتِهَا الَّتِي طَلَّقَهَا فِيهَا، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا مِنْ حَيْضِهَا (3) قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، فَذَلِكَ الطَّلَاقُ لِلْعِدَّةِ كَمَا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى "، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ طَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً، فَحُسِبَتْ مِنْ طَلَاقِهَا وَرَاجَعَهَا عَبْدُ اللهِ كَمَا أَمَرَهُ (4)   (1) حديث صحيح، وهذا سند جيد. ابن أخي ابن شهاب الزهري- وهو محمد بن عبد الله بن مسلم- مختلف فيه، وحديثه فوق الحسن، فإن من تكلم فيه إنما هو بسبب ثلاثة أحاديث أخطأ فيها، وقد وثقه أبو داود، وأثنى عليه أحمد، وقال: صالح، وقال ابن عدي: لا بأس به، لم أر له حديثاً منكراً، واضطرب قول ابن معين فيه، فقال: صالح وضعيف وليس بالقوي، وأثنى عليه في رواية عباس، وروى له الشيخان. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سالم بن عبد الله: هو ابن عمر. وقد سلف برقم (4455) . (2) في (ظ 14) : فذكر ذلك عمر بن الخطاب. (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: حيضتها. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد كسابقه. وأخرجه مسلم (1471) (4) ، والدارقطني 4/6، والبيهقي 7/324، من طريق= الحديث: 6141 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 289 6142 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ (1) مِنْ أَطْرَافِي، فَأَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ "، فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْعِلْمَ " (2) 6143 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ (3) : " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِقَدَحٍ " فَذَكَرَهُ (4)   =يعقوب، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5270) ، وانظر (4500) . (1) في (ظ 14) وهامش كل من (س) و (ق) و (ظ 1) : يجري. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (7007) ، ومسلم (2391) ، والنسائي في"الكبرى" (7642) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه يعقوب بن سفيان في"المعرفة"1/455 عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، والقطيعي في زوائد"الفضائل" (570) من طريق محمد بن عثمان بن خالد، كلاهما عن صالح بن كيسان، به. وقد سلف برقم (5554) . (3) في (ظ 14) : يحدث قال. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 6142 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 290 6144 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ أَلَا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ " (1) 6145 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ قَالَ: اطَّلَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ الْقَلِيبِ بِبَدْرٍ ثُمَّ نَادَاهُمْ، فَقَالَ: " يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّا؟ " قَالَ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَتُنَادِي نَاسًا أَمْوَاتًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا قُلْتُ مِنْهُمْ " (2)   =وهو في"مصنف عبد الرزاق" (20384) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (7638) و (8122) . وأخرجه بنحوه عبد الله بن أحمد في زوائد"الفضائل" (319) ، والطبراني في "الكبير" (13155) ، والحاكم 3/85-86 من طريق أبي بكر بن سالم، عن أبيه، به. وسيتكرر برقم (6343) ، وانظر ما سلف برقم (5554) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن منده في"الِإيمان" (1042) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4804) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 6144 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 291 6146 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ وَهُوَ مُلَبِّدٌ (1) يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ " قَالَ: وسَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُهِلُّ بِإِهْلَالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَزِيدُ فِيهَا: " لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ (2) فِي يَدَيْكَ، وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ " (3) 6147 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُقَاتِلُكُمْ يَهُودُ، فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ " (4)   =وأخرجه البخاري (1370) من طريق يعقوب بن إبراهيم، به. وقد سلف برقم (4864) . (1) في (ظ 14) : يهل ملبداً. (2) في (ق) : الخير، دون واو قبلها. (3) حديث صحيح، وهذا سند جيد، ابن أخي الزهري- وهو محمد بن عبد الله بن مسلم-، وإن روى له الشيخان مختلف فيه، وحديثه ينحط عن رتبة الصحيح، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4457) ، وانظر تعليقنا هناك على هذه الزيادة. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد كسابقه. الحديث: 6146 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 292 6148 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ الْعَتَمَةَ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: " أَرَأَيْتُمْ (1) لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ (2) هُوَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ " (3) 6149 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ مَعَ صَاحِبِهِ فَلَا يَقْرِنَنَّ حَتَّى يَسْتَأْمِرَهُ " يَعْنِي التَّمْرَ (4)   =وقد سلف برقم (6032) . (1) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) و (ص) : أرأيتكم. وفي هامش الأوليين: أرأيتم. (2) في (ق) و (ظ 1) : من. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في"إتحاف المهرة"3/ورقة 276 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5617) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير يحيى بن عبد الملك بن أبي غَنِية، فمن رجال مسلم، وررى له البخاري مقروناً. وقد سلف برقم (4513) ، وانظر (5037) . الحديث: 6148 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 293 6150 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَبَلَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 6151 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِعَرَفَاتٍ، فَلَمَّا كَانَ حِينَ رَاحَ رُحْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَى الْإِمَامَ فَصَلَّى مَعَهُ الْأُولَى وَالْعَصْرَ، ثُمَّ وَقَفَ مَعَهُ وَأَنَا وَأَصْحَابٌ لِي حَتَّى أَفَاضَ الْإِمَامُ فَأَفَضْنَا مَعَهُ، حَتَّى انْتَهَيْنَا (2) إِلَى الْمَضِيقِ دُونَ الْمَأْزِمَيْنِ، فَأَنَاخَ وَأَنَخْنَا، وَنَحْنُ نَحْسَبُ أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ غُلَامُهُ الَّذِي يُمْسِكُ رَاحِلَتَهُ: إِنَّهُ لَيْسَ يُرِيدُ الصَّلَاةَ، وَلَكِنَّهُ ذَكَرَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا انْتَهَى إِلَى هَذَا الْمَكَانِ قَضَى حَاجَتَهُ، فَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"2/130 من طريق الإمام أحمد، عن يحيى، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5038) ، وانظر (4489) . (2) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : انتهى. وفي هامش (س) : انتهينا. نسخه. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العرزمي-، فمن رجال مسلم. وقوله: ذكر أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما انتهى إلى هذا المكان، قضى حاجته: صحيح= الحديث: 6150 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 294 6152 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فِي مَجْلِسِ بَنِي عَبْدِ اللهِ بِمَكَّةَ، فَمَرَّ عَلَيْنَا فَتًى مُسْبِلٌ إِزَارَهُ، فَقَالَ: هَلُمَّ يَا فَتَى، فَأَتَاهُ فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ يَنْظُرَ اللهُ إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَارْفَعْ إِزَارَكَ إِذًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَأَهْوَى بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ يَقُولُ: " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا الْخُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 6153 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَعَدَ يَتَشَهَّدُ، وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى، وَعَقَدَ ثَلَاثًا وَخَمْسِينَ، وَدَعَا " (3)   =لغيره، لأن في إسناده غلام ابن عمر، وهو مجهول الحال. وانظر (6080) . (1) قوله: يوم القيامة، ليس في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (5327) ، وانظر (4489) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأيوب: هو ابن= الحديث: 6152 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 295 6154 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ " (1) 6155 - حَدَّثَنَا عِصَامُ (2) بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وَأَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسَبِّحُ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ لَا يُبَالِي حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ، وَيُومِئُ بِرَأْسِهِ إِيمَاءً "،   =أبي تميمة السختياني. وأخرجه أبو عوانة 2/224-225، والبيهقي 2/130 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (580) (115) ، والدارمي 1/308، وأبو عوانة 2/224- 225،والبيهقي 2/130 والبغوي (674) من طرق، عن حماد، به. وانظر (6000) ، وسيأتي نحوه برقم (6348) . (1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو الهاشمي، مولاهم الكوفي. وهو مكرر (5446) . (2) في النسخ عدا (ظ 14) : عاصم، وهو خطأ. ووردت على الصواب كما هو مثبت في (ظ 14) . الحديث: 6154 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 296 وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ (1) 6156 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي فَقَالَ: " اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وَكُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عصام بن خالد متابِع أبي اليمان الحكمِ بن نافع من رجال البخاري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (1105) ، والبيهقي 2/5 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4470) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدة بن أبي لبابة: قال الإمام أحمد: لقي ابنَ عمر بالشام، ذكره الحافظ المزي في"تهذيب الكمال"18/543. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه أبو نعيم في"الحليِة"6/115 من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وأخرجه الآجري في"الغرباء" (21) ، وأبو نعيم في"الحلية"6/115 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن الأوزاعي، به. وأشار المزي في"تحفة الأشراف"5/481 إلى أنه عند النسائي في"الكبرى" (الرقائق) ، وليس هو في مطبوع النسائي. وقال أبو نعيم: رواه الفريابي، عن الأوزاعي، عن مجاهد، عن ابن عمر، مثله. وقال أبو حاتم في"العلل"2/117: لا أعلم روى هذا الحديث عن الأوزاعي غير الفريابي، ولا أدري ما هو، وعبدة رأى ابن عمر رؤية. قلنا: تابع الفريابى أبو المغيرة كما في إسنادنا هذا، وعبدة لقي ابنَ عمَر بالشام كما ذكر الإمام أحمد.= الحديث: 6156 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 297 6157 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ وَيَتَوَضَّأُ " (1) 6158 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الْمَخْزُومِيُّ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، " كَانَ يَتَوَضَّأُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَيُسْنِدُ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   =وقال أبو نعيم في"الحلية"6/115: أدرك عبدة عبدَالله بن عمر، وسمع منه. وقوله:"اعبد الله كأنك تراه": سلف من حديث عمر برقم (367) ضمن حديث سؤالات جبريل. وقوله:"كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل": سلف برقم (47641) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. واسم أبي المغيرة: عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (9066) من طريق إسحاق بن منصور، عن أبي المغيرة، بهذا الِإسناد. وأخرجه أيضاً (9067) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمر، عن عمر. وقد سلف برقم (4662) . (2) إسناده ضعيف، وروي موقوفاً، وهو أصح. وقد سلف برقم (4534) . الحديث: 6157 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 298 6159 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةَ الْخَوْفِ بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً (1) وَسَجْدَتَيْنِ، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى فَصَلَّى بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ، فَرَكَعَ لِنَفْسِهِ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ " (2)   (1) في (ص) و (ق) و (ظ 1) : ركعة ركعة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الخولاني والأوزاعي:هو عبد الرحمن بن عمرو، وأيوب بن موسى: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي. وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الآثار"1/312 من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه ابن ماجه (1258) ، وابن حبان (2887) ، من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع،به. وأخرجه مالك في"الموطأ"1/184، ومن طريقه أخرجه الشافعي في"المسند" (1/178) ترتيب السندي، والبخاري (4535) ، وابن خزيمة (980) و (1366) و (1367) ، والطحاوي في"شرح معاني الأثار"2/311، والبيهقي في"السنن" 3/256، والبغوي في"شرح السنة" (1093) ، عن نافع، عن ابن عمر، موقوفاً. قال مالك: قال نافع: لا أرى عبد الله بن عمر حدثه إلا عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي برقم (635) و (6377) و (6378) و (643) . وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3561) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. الحديث: 6159 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 299 6160 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ " (1)   (1) إسناده حسن من أجل ابن ثوبان، وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الدمشقي، وبقية رجاله ثقات. علي بن عياش: هو الألهاني، وعصام بن خالد: هو الحضرمي، ومكحول: هو الشامي. وأخرجه الترمذي (3537) ، وأبو نعيم في"الحلية"0/195، والبيهقي في "الشعب" (7063) من طريق علي بن عياش، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم 4/257، وأبو نعيم في"الحلية"5/190 من طريق عاصم بن علي، وابن الجعد في "مسنده" (3529) ، ومن طريقه ابن حبان (628) ، وابنُ عدي في"الكامل"4/1592، والبيهقي في "الشعب" (7064) ، والبغوي (1306) ، وأخرجه الترمذي (3537) من طريق أبي عامر العَقَدي، وابن ماجه (4253) من طريق الوليد بن مسلم، أربعتهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، به. قلنا: وقع في "سنن ابن ماجه" عبد الله بن عمرو، وهو وهم، إنما هو عبد الله بن عمر، نبه عليه المزي في"تحفة الأشراف"5/328، والذهبي في"سير أعلام النبلاء"5/161. وسيأتي برقم (6408) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سيرد (6920) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. قوله: ما لم يغرغر، أي: ما لم تبلغ روحه حلقومه، فيكون بمنزلة الشيء الذي يتغرغر به المريض، والغرغرة: أن يُجعل المشروب في الفم، ويردد إلى أصل الحلق، ولا يُبلع. الحديث: 6160 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 300 6161 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْوَلِيدِ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا غَزَا أَوْ سَافَرَ، فَأَدْرَكَهُ اللَّيْلُ قَالَ: " يَا أَرْضُ رَبِّي وَرَبُّكِ اللهُ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكِ، وَشَرِّ مَا فِيكِ، وَشَرِّ مَا خُلِقَ فِيكِ، وَشَرِّ مَا دَبَّ عَلَيْكِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ أَسَدٍ وَأَسْوَدَ، وَحَيَّةٍ، وَعَقْرَبٍ، وَمِنْ شَرِّ سَاكِنِ الْبَلَدِ، وَمِنْ شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ " (1)   (1) إسناده ضعيف. الزبير بن الوليد: هو الشامي، تفرد بالرواية عنه شُريح بن عُبيد الحضرمي، وذكره ابن حبان في"الثقات"، ولم يؤثر توثيقه عن أحد غيره، وبقية رجاله ثقات. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن حجاج الحمصي، وصفوان: هو ابن عمرو السكسكي. وأخرجه ابنُ خزيمة (2572) ، والحاكم 1/446-447 و2/100، والبيهقي في "السنن"5/253 من طريق أبي المغيرة، بهذا الِإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه! وأخرجه أبو داود (2603) ، والنسائي في"الكبرى" (10398) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (563) - من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان، به. قال النسائي: الزبير بن الوليد، شامي، ما أعرف له غير هذا الحديث. قلنا: وسيكرر في مسند أنس 3/124. قوله:"يا أرض ربي وربك"، قال السندي: بكسر الكاف. لأن الخطاب للأرض، قيل: فيه إشعار بأن للأرض شعور بكلام الداعي، وقيل: خاطب الأرض اتساعاً، والأول هو الصواب بالنسبة إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد كلمه وخاطبه الجماد. ثم شر الأرض نفسها هو الشر الذي لا دخل فيه لشيء معين من صفاتها. وشر ما فيها من صفاتها كاليبوسة والبرودة وضدهما، هو الشر الذي فيه دخل= الحديث: 6161 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 301 6162 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ (1) بْنُ عَمْرٍو أَبُو عُثْمَانَ (2) الْأُحْمُوسِيُّ، حَدَّثَنِي الْمُخَارِقُ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَوْضِي كَمَا بَيْنَ عَدَنَ وَعَمَّانَ أَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، أَكْوَابُهُ (3) مِثْلُ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا، أَوَّلُ النَّاسِ عَلَيْهِ وُرُودًا   =لغلبة صفاته، وشر ما خلق فيها هو شر ما استقر فيها من الحشرات والبهائم. وشر ما يدب عليها، أي: يتحرك عليها من المؤذيات وإن كان مندرجاً فيه، لكن صرح به اعتناء بالاستعاذة منه لعظم شره. وكذا تخصيص الأسود كالأفعى، وهو الحية العظيمة التي فيها سواد، وهو أخبث الحيات لذلك. قال الخطابي: ساكن البلد هم الجن الذين هم سكان الأرض، فالبلد من الأرض ما كان مأوى للحيوان، وإن لم يكن فيه بناء ومنزل، وقال: يحتمل أن المراد بالوالد إبليس، وما ولد الشياطين، قلت: ويحتمل أن المراد كل والد ومولود على عموم النكرة في الِإثبات، كما في قوله تعالى: {عَلِمَتْ نَفْس ... } ، والله تعالى أعلم. قال ابن علان في"الفتوحات الربانية"3/167 تعليقاً على قول الخطابي: "ساكن البلد: الجن"، أي: بناء على أن المراد بالبلد الأرض، ومنه قوله تعالى: {والبلد الطيبُ يخرج نباته بإذن ربه} ، وهو الظاهر؟ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما قاله في البراري لا في الأبنية، أما إذا أريد بالبلد ما هو المتبادر منه من الأبنية، فسر البلد بمأوى الحيوان من الأرض الشامل للأبنية وغيرها، وفسر الساكن بالجن. (1) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ ا) : عمرو وهو خطأ. (2) في (ظ 14) زيادة: بن عمرو. (3) في هامش (س) و (ص) و (ظ 1) : أباريقه. نسخة. الحديث: 6162 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 302 صَعَالِيكُ الْمُهَاجِرِينَ " قَالَ قَائِلٌ: وَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الشَّعِثَةُ رُءُوسُهُمْ، الشَّحِبَةُ (1) وُجُوهُهُمْ، الدَّنِسَةُ ثِيَابُهُمْ، لَا يُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَدُ (2) ، وَلَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ الَّذِينَ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلَا يَأْخُذُونَ الَّذِي لَهُمْ " (3)   (1) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : المشحبة. وفي هامش (س) : الشحبة. نسخة. (2) في (ظ 14) : لا تفتح لهم أبواب السدد. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. المخارق بن أبي المخارق انفرد بالرواية عنه عمر بن عمرو الأحموسي، ولم يؤثر توثيقه عن أحد، وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"7/431، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/352، وذكر الحسيني ص 318 أنه مجهول، ووهم فيه ابن حبان في"الثقات"، 5/444، فقال: مخارق بن أبي المخارق، واسم أبيه عبد الله بن جابر إن شاء الله. قلنا: هما راويان ظنهما ابن حبان رجلًا واحداً، وتابعه عليه الحافظ في"التعجيل" ص 396، والهيثمي في"مجمع الزوائد"، أما مخارق بن عبد الله فهو من رجال التهذيب، وبقية رجاله ثقات. عمر بن عمرو أبو عثمان الأحموسي، قال أبو حاتم - كما في"الجرح والتعديل"6/128-: لا بأس به، صالح الحديث، وهو من ثقات الحمصيين، وذكره ابن حبان في "الثقات"،وذكره البخاري في"التاريخ الكبير" 6/182-183 . وقد انقلب اسمه على الحسيني، فذكره في"الِإكمال"، ص 318، قال: عمرو بن عمر [في المطبوع عمرو!] أبو عثمان الأحمسي، وذكر أنه مجهول، فتعقبه الحافظ في"التعجيل"، ص 313، وقال: الصواب: الأحموسي، بضم، وزيادة واو، وليس بمجهول، بل هو معروف، ولكنه تصحف على الحسيني، فانقلب، والصواب أنه عمر، بضم أوله، ابن عمرو، بفتح أوله، عكس ما وقع هنا. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"1/365- 366، وقال: حديث ابن عمر في الصحيح بغير هذا السياق، [قلنا: يعني الرواية التي سلفت برقم (4723) ] ،= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 303 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وهذا على الصواب موافقاً لرواية الناس ... رواه أحمد والطبراني من رواية عمرو بن عمر الأحموشي (كذا) عن المخارق بن أبي المخارق، واسم أبيه عبد الله بن جابر (كذا) ، وقد ذكرهما ابنُ حبان في"الثقات"، وشيخ أحمد أبو المغيرة من رجال الصحيح. ويشهد له حديث ثوبان، سيرده/275 -376، وهو حديث صحيح. وحديث أبي أمامة عند الطبراني (7546) بنحوه، وفي إسناده ضعف. وفي الباب في الحوض: عن عبد الله بن عمرو عند البخاري (6579) ، ومسلم (2292) (27) ، ولفظه عند البخاري:"حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبداً". وعن أبي ذر عند مسلم (2300) (36) ، سيرد 5/149، ولفظه:"من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عمان إلى أيلة، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل". وعن جابر، سيرد 3/384، وإسناده صحيح، ولفظه:"الحوض مسيرة شهر، وزواياه سواء- يعني عرضه مثل طوله-، وكيزانه مثل نجوم السماء، وهو أطيب ريحاً من المسك، وأشد بياضاً من اللبن، من شرب منه، لم يظمأ بعده أبداً". وعن أنس عند البزار (3484) ، ولفظه:"حوضي من كذا إلى كذا، فيه من الآنية عدد النجوم، أطيب ريحاً من المسك، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن، من شرب منه شربة، لم يظمأ أبداً، ومن لم يشرب منه لم يرو أبداً"، وفي إسناده المسعودي، وقد اختلط. وانظر حديث عبد الله بن مسعود السالف برقم (3787) ، وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص الآتى برقم (6514) . وقد ذكر الحافظ في"الفتح" 11/470-472 الاختلاف في الروايات في تقدير مسافة الحوض، وأطال القول في توجيهها، فلينظر لزاماً. قوله:"كما بين عدن وعفَان"هما مدينتان معروفتان.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 304 6163 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ حِينَ يُكَبِّرُ، وَيَفْتَتِحُ الصَّلَاةَ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَحِينَ يَسْجُدُ " (2)   =وقوله:"أكوابه"، قال السندي: جمع كوب بالضم، وهو كوز لا عروة له ولا خرطوم. "مثلُ"بالرفع، أي: مثلها في العدد والكثرة. "صعاليك المهاجرين"، أي: فقراؤهم. "الشعثة" بفتح وكسر، أي: متفرقة الشعر. "الدنسة": بفتح فكسر. "السدد"، أي: الأبواب. "لاينكحون"على بناء المفعول، أي: لوخطبوا المتنعمات من النساء ثم يجابوا. "كل الذي عليهم": من طاعة الأمراء. "الذي لهم": من الفيء. قلت (القائل السندي) : والمتن قد رواه الترمذي وابن ماجه من حديث ثوبان، قال الترمذي: قال عمر بن عبد العزيز حين بلغه هذا الحديث: لكني نكحت المتنعمات، وفتحت السدد. نكحت فاطمة بنت عبد الملك، لا جرم أني لا أغسل رأسي حتى يشعث، ولا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ. انتهى. (1) جاء في هامش (ق) و (ظ 1) : ما نصه: اللائق وضع هذا الحديث في مسند أبي هريرة، كما لا يخفى، لكنه لأجل ما بعده. (2) حديث صحيح، دون رفع اليدين عند السجود، وهذا إسناد ضعيف، رواية إسماعيل بن عياش- وهو حمصي- عن غير أهل بلده ضعيفة، وهذا منها، فإن صالح بن كيسان مدني، وبهذا ضعفه البوصيري في"مصباح الزجاجة"ورقة 75،= الحديث: 6163 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 305 6164 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ (1) 6165 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ آتِيَهُ بِمُدْيَةٍ   =لكن صح الحديث عن أبي هريرة من غير هذا الطريق كما سيأتي. وأخرجه البخاري في"رفع اليدين" (57) ، وابن ماجه (860) ، والطحاوي في "شرح معاني الاَثار" 1/224، والدارقطني في"السنن"1/295-29، والخطيب البغدادي في "تاريخه"7/394 من طرق، عن إسماعيل بن عياش، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود (738) ، وابن خزيمة (694) من طريق يحيى بن أيوب، وابن خزيمة (695) من طريق عثمان بن الحكم الجُذامي، كلاهما عن ابن جريج، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة. وقد صرح ابن جريج بالتحديث في رواية عثمان بن الحكم، عنه، وفي رواية أبي داود:"وإذا رفع للسجود"، أي: رفع رأسه عن الركوع. وزاد يحيى وعثمان في حديثيهما الرفع في القيام من الركعتين. وصحح هذا الحديث الحافظ ابن حجر في"أماليه". قلنا: وسيأتي في مسند أبي هريرة 2/270 عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، به، ولم يذكر فيه رفع اليدين عند التكبير، وفيه أيضاً من طريق معمر، عن الزهري، ولم يذكر فيه كذلك رفع اليدين. (1) حديث صحيح دون رفع اليدين عند السجود، فإنه لم يرد في طرق حديث ابن عمر ما يقوله، فيبقى ضعيفاً لضعف إسناده كما سلف بيانه في الحديث السالف. وانظر ما سلف برقم (4540) . وأخرجه الدارقطني 1/295-29، والخطيب البغدادي في"تاريخه"7/394 من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد. ولم يذكر عند الدارقطني الرفع عند السجود. الحديث: 6164 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 306 وَهِيَ الشَّفْرَةُ - فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَأَرْسَلَ بِهَا، فَأُرْهِفَتْ، ثُمَّ أَعْطَانِيهَا وَقَالَ: " اغْدُ عَلَيَّ بِهَا "، فَفَعَلْتُ، فَخَرَجَ بِأَصْحَابِهِ إِلَى أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ، وَفِيهَا زِقَاقُ خَمْرٍ (1) قَدْ جُلِبَتْ مِنَ الشَّامِ، فَأَخَذَ الْمُدْيَةَ مِنِّي، فَشَقَّ مَا كَانَ مِنْ تِلْكَ الزِّقَاقِ بِحَضْرَتِهِ، ثُمَّ أَعْطَانِيهَا، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ أَنْ يَمْضُوا مَعِي، وَأَنْ يُعَاوِنُونِي، وَأَمَرَنِي (2) أَنْ آتِيَ الْأَسْوَاقَ كُلَّهَا، فَلَا أَجِدُ فِيهَا زِقَّ خَمْرٍ إِلَّا شَقَقْتُهُ، فَفَعَلْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ فِي أَسْوَاقِهَا زِقًّا إِلَّا شَقَقْتُهُ (3) 6166 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَتَى ابْنَ مُطِيعٍ فَقَالَ: اطْرَحُوا لِأَبِي   (1) في (ظ 14) : الخمر. (2) في (ق) : وأمر. (3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم الغساني، وبقية رجاله ثقات. ضمرة بن حبيب: هو ابن صهيب الزبيدي الحمصي. وقد سلفت القصة برقم (5390) . قوله:"فأرهفت"، قال السندي: على بناء المفعول، أي: سنت وجعلت حديدة. وقوله: "اغد علي بها"، أي: جىء بها عندي من الغد. وقوله:"زقاق خمر"بكسر الزاي. وقوله:"ثم أعطانيها ... إلخ"، أي: جعلني أميراً على هذا الأمر، وجعل بقية الصحابة أتباعي في ذلك. الحديث: 6166 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 307 عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: مَا جِئْتُ لِأَجْلِسَ عِنْدَكَ، وَلَكِنْ جِئْتُ أُخْبِرُكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُهُ (1) يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، أَوْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ مَاتَ مِيتَةَ الْجَاهِلِيَّةِ (2) " (3) 6167 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ نَافِعًا أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّمَا يُحْسَدُ مَنْ يُحْسَدُ (4) ، أَوْ كَمَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ: رَجُلٌ أَعْطَاهُ (5) اللهُ تَعَالَى الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ (6) ، وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ " (7)   (1) قوله:"سمعته"ليس في (ظ 14) . (2) في (ق) و (ظ ا) وهامش (س) : جاهلية، وفي هامش الآوليين: الجاهلية. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عياش، فمن رجال البخاري، وزيد بن أسلم إنما روى هذا الحديث مع القصة عن أبيه، عن ابن عمر. وانظر ما سلف برقم (5718) . (4) في هامش (س) و (ق) و (ظ 1) : حُسِدَ. (5) في (ق) و (ظ 1) : آتاه. (6) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) : وآناء النهار. (7) حديث قوي. إسماعيل بن عياش- وإن ضعف في روايته عن أهل الحجاز- متابع كما سيأتي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عياش الحديث: 6167 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 308 6168 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عُتْبَةَ الْحِمْصِيُّ أَوِ الْيَحْصُبِيُّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا، فَذَكَرَ الْفِتَنَ، فَأَكْثَرَ في (1) ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ؟ قَالَ: " هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَلُهَا أَوْ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي، وَلَيْسَ مِنِّي، إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ:   =فهو من رجال البخاري، يحيى بن سعيد: هو الأنصاري المدني، وقد وهم الشيخ أحمد شاكر فجعله يحيى القطان، وإسماعيل بن محمد: هو ابن سعد بن أبي وقاص. واخرجه الطبراني في"الكبير" (13351) من طريق الإمام احمد، بهذا الإسناد. واخرجه ابنُ عدي في"الكامل"1/296 من طريق علي بن عثمان النفيلي، عن إسماعيل بن عياش، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (461) من طريق أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان، به. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13162) من طريق يزيد بن عياض، عن إسماعيل بن محمد، عن سالم، عن أبيه، به. وقد سلف برقم (4550) . (1) قوله:"في"ليس في (م) ولا (ق) . الحديث: 6168 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 309 انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ (1) ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ، فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ، وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ، إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنَ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ " (2)   (1) في (ظ 14) : تمادت، بتشديد الدال. (2) رجاله ثقات رجال الصحيح، غير العلاء بن عتبة، فقد روى له أبو داود هذا الحديثَ، ووثقه ابن معين، والعجلي، وقال أبو حاتم: شيخ صالح الحديث، وذكره ابن حبان وابن شاهين في"الثقات". أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، وعبد الله بن سالم: هو الأشعري الحمصي. وأخرجه أبو داود (4242) ، والحاكم 4/466-467، وأبو نعيم في"الحلية" 5/158، والبغوي في "شرح السنة" (4226) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمير والعلاء، لم نكتبه مرفوعاً إلا من حديث عبد الله بن سالم. وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في"العلل"2/417: روى هذا الحديث ابن جابر، عن عمير بن هانىء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلًا، والحديث عندي ليس بصحيح كأنه موضوع. قال الخطابي في "معالم السنن"4/336-337: قوله:"فتنة الأحلاس"إنما أضيفت الفتنة إلى الأحلاس لدوامها وطول لبثها، يقال للرجل إذا كان يلزم بيته لا يبرح: هو حِلس بيته. وقد يحتمل أن يكون شبهه بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها. والحَرَبُ: ذهاب المال والأهل، يقال: حُرِبَ الرًجُلُ، فهو حريب: إذا سلب ماله وأهله. والدخن: الدخان، يريد أنها تثور كالدخان من تحت قدميه. الجزء: 10 ¦ الصفحة: 310 6169 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ يَعْنِي ابْنَ زَبْرٍ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: " مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (1)   =وقوله:"كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ" مثَل، ومعناه: الأمر الذي لا يثبت ولا يستقيم، وذلك أن الضلَعَ لا يقوم بالورك ولا يحمله، وإنما يقال في باب الملاءمة والموافقة إذا وصفوا: هو ككفَ في ساعِدٍ، وساعِدٍ في ذراع ونحو ذلك. يريد أن لهذا الرجل غير خليق للمُلك، ولا مستقل به. والدهيماء: تصغير الدهماء، صغرها على مذهب المذمة لها. قوله:"فتنة السراء"، قال السندي: أي: فتنة سبب وقوعها سرور الناس بكثرة النعم وفضول الأموال، أو لأنها تسر الأعداء لوقوع الخلل في المسلمين. وقوله:"دَخَلها" ضبط بفتحتين. وقوله:"من تحت قدمي رجل"، أي: هو الذي يسعى ويمشي بقدميه في إثارتها. وقوله:"فتنة الدهيماء": تصغير الدهماء، للتعظيم، وهي الداهية السوداء المظلمة من إضافة الموصوف إلى الصفة، وقيل: هي اسم ناقة غزا عليها سبعة إخوة، فقتلوا عن آخرهم، وحملوا عليها، فصارت مثلًا في كل داهية. وقوله:"إلى فسطاطين": الفسطاط: بضم الفاء، وتكسر: المدينة التي فيها مجتمع الناس. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن العلاء بن زبر، فمن رجال البخاري. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13215) من طريق أبي المغيرة، بهذا الإسناد.= الحديث: 6169 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 311 6170 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الْفَجْرَ (1) فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ تُوتِرُ لَكَ صَلَاتَكَ " قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ (2) 6171 - (3) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي الزَّبِيدِيُّ يَقُولُ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْكِلَابِ " (4)   =وقد سلف برقم (4492) . (1) في هامش (س) و (ق) و (ظ 1) : الصبح. (نسخة) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير زيد بن يحيى الدمشقي فمن رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. وقد سلف برقم (4492) . (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر ركب متن هذا الحديث مع إسناد الذي قبله، فجاء كما يلي: حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي، حدثنا عبد الله بن العلاء، سمعت سالم بن عبد الله يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر بقتل الكلاب، وهو خطأ. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن عبد ربه، فمن رجال مسلم. الزبيدي: هو محمد بن الوليد. أخرجه ابن ماجه (3203) ، والنسائي 7/184، والطحاوي في"المعاني" 4/53 و55 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، بهذا الإسناد.= الحديث: 6170 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 312 6172 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: " قَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ " (1) 6173 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي كَثِيرٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ وَاقِفًا بِعَرَفَاتٍ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ   =وقد سلف برقم (4744) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير علي بن بحر، وهو ابن بري القطان، روى له أبو داود والنسائي والبخاري تعليقاً، وهو ثقة. حاتم بن إسماعيل: هو المدني. وأخرجه مسلم (1171) (1) من طريق محمد بن مهران الرازي، عن حاتم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2025) ، ومسلم (1171) (2) ، وأبو داود (2465) ، وابن ماجه (1773) ، والبيهقي في"السنن"4/315 من طريق يونس بن يزيد، عن نافع، به وعندهم زيادة- ما عدا البخاري -، قال نافع: وقد أراني عبدُ الله رضي الله عنه المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المسجد. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (2027) ، سيرد 3/74. وعن أنس، سيرد 3/104. وعن أبي بن كعب، سيرد 5/141. وعن عائشة عند البخاري (2026) ، ومسلم (1172) ، سيرد 6/50. الحديث: 6172 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 313 حِينَ تَدَلَّتْ مِثْلَ التُّرْسِ لِلْغُرُوبِ فَبَكَى وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ عِنْدَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ وَقَفْتَ مَعِي مِرَارًا لِمَ تَصْنَعُ هَذَا، فَقَالَ: ذَكَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِمَكَانِي هَذَا فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ دُنْيَاكُمْ فِيمَا مَضَى مِنْهَا إِلَّا كَمَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ " (1) 6174 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ أَنَسٍ، عَنْ قَطَنِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُحَنَّسَ، أَنَّ مَوْلَاةً لِابْنِ عُمَرَ أَتَتْهُ فَقَالَتْ: عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَمَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَى الرِّيفِ،   (1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، المطلب بن عبد الله: هو ابن حنطب، مدلس وقد عنعن، قال أبو حاتم- كما في " المراسيل"ص 164-: روى عن ابن عباس وابن عمر، لا ندري سمع منهما أم لا. قلنا: سيئ في التخريج أنه رواه عن رجل سمع ابنَ عمر. وكثيربن زيد: هو الأسلمي، مختلف فيه، وهو حسنُ الحديث في المتابعات، وإسماعيل بن عمر: هو الواسطي. وأخرجه الحاكم 2/443 من طريق إسماعيل بن عمر، به. وقال: هذا حديث صحيح الِإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: كثير، ضعفه النسائي ومشاه غيره. وأخرجه أبو الشيخ في"الأمثال" (282) من طريق ابن أبي فديك، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن حنطب، عن رجل سمع ابن عمر، به. وقد سلف نحوه برقم (5911) ، وانظر (4508) . قوله:"حين تدلت"، قال السندي: أي: نزلت وتسفلت. الحديث: 6174 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 314 فَقَالَ لَهَا: اقْعُدِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 6175 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى إِذَا كَانَتَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ كَبَّرَ، ثُمَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَهُمَا حَتَّى يَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، كَبَّرَ وَهُمَا كَذَلِكَ، رَكَعَ (2) ، ثُمَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْفَعَ صُلْبَهُ رَفَعَهُمَا حَتَّى يَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، ثُمَّ يَسْجُدُ (3) ، وَلَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي السُّجُودِ، وَيَرْفَعُهُمَا فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وَتَكْبِيرَةٍ كَبَّرَهَا قَبْلَ الرُّكُوعِ، حَتَّى تَنْقَضِيَ صَلَاتُهُ (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسماعيل بن عمر: هو أبو المنذر الواسطي، وقطن بن وهب: هو ابن عويمر الليثي، ويُحَنس: هو ابنُ أبي موسى مولى الزبير. وأخرجه أبو يعلى (5790) من طريق إسماعيل بن عمر، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5935) . قوله: إلى الريف، قال السندي: بكسر الراء، هو الخصب والسعة في المأكل والمشرب، والريف ما قارب الماء من أرض العرب وغيرها. (2) في (ظ 14) : فركع. (3) في (14) : سجد. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أخي ابنِ شهاب- واسمه= الحديث: 6175 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 315 6176 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (1)   =محمد بن عبد الله بن مسلم-، وهو وإنْ خرج له الشيخان، صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وأخرجه ابن الجارود (178) ، والدارقطني في"السنن"1/289 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الِإسناد. وانظر (4540) . (1) حديث صحيح. ابن أخي ابن شهاب: هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، وهو- وإن كان ينحط عن رتبة الصحيح- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه النسائي في "المجتبى"3/228، وفي"الكبرى" (1381) ، وأبو عوانة 2/331 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4677) من طريق ابن جريج، ومسلم (749) (147) ،والنسائي في"المجتبى" 3/228، وأبو عوانة 2/331، والطحاوي في، "شرح معاني الآثار"1/278 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن الزهري، عن سالم وحميد بن عبد الرحمن، به. وقد سلف من طريق الزهري، عن سالم، عن عبد الله برقم (4559) . وقد سلف برقم (4492) . تنبيه: وقع في مطبوع عبد الرزاق: عن سالم بن عبد الله، عن حميد بن عبد الرحمن، والصواب: سالم وحميد ... الحديث: 6176 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 316 6177 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ، أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ فَاتَتْهُ (1) صَلَاةُ (2) الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (3) 6178 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ آدَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَهْبَطَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى الْأَرْضِ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: أَيْ رَبِّ، {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30] ، قَالُوا: رَبَّنَا نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ: هَلُمُّوا مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، حَتَّى يُهْبَطَ بِهِمَا إِلَى الْأَرْضِ، فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَعْمَلَانِ. قَالُوا: رَبَّنَا، هَارُوتُ وَمَارُوتُ. فَأُهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ، وَمُثِّلَتْ (4) لَهُمَا الزُّهَرَةُ امْرَأَةً مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ، فَجَاءَتْهُمَا، فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، حَتَّى تَكَلَّمَا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنَ الْإِشْرَاكِ. فَقَالَا: وَاللهِ لَا   (1) في (م) : فاته. (2) قوله:"صلاة"ليس في (ظ 14) ولا (م) ، وكتب في هامش (س) . (3) حديث صحيح، وإسناده إسناد سابقه برقم (6175) . وقد سلف برقم (4545) . (4) في (ق) : وتمثلت. الحديث: 6177 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 317 نُشْرِكُ بِاللهِ أَبَدًا. فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا ثُمَّ رَجَعَتْ بِصَبِيٍّ تَحْمِلُهُ، فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، حَتَّى تَقْتُلَا هَذَا الصَّبِيَّ، فَقَالَا: وَاللهِ (1) لَا نَقْتُلُهُ أَبَدًا. فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ بِقَدَحِ خَمْرٍ تَحْمِلُهُ (2) ، فَسَأَلَاهَا نَفْسَهَا، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، حَتَّى تَشْرَبَا هَذَا الْخَمْرَ. فَشَرِبَا، فَسَكِرَا فَوَقَعَا عَلَيْهَا، وَقَتَلَا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَفَاقَا، قَالَتِ الْمَرْأَةُ: وَاللهِ مَا تَرَكْتُمَا شَيْئًا مِمَّا أَبَيْتُمَاهُ عَلَيَّ إِلَّا قَدْ فَعَلْتُمَا حِينَ سَكِرْتُمَا، فَخُيِّرَا بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، (3) فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا " (4)   (1) في (ظ 14) : لا والله. (2) قوله:"تحمله"ليس في (م) . (3) في (ظ 14) : أو الأخرة. (4) إسناده ضعيف ومتنه باطل. موسى بن جبير- وهو الأنصاري المدني الحذاء-: ذكره ابن حبان في"الثقات"7/451، وقال: يخطىء ويخالف، وقال ابن القطان: لا يُعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور، وزهير بن محمد- وهو أبو المنذر الخراساني المروزي الخرقي- ذكره أبو زرعة في أسامي الضعفاء، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وفي حفظه سوء، واختلف قول ابن معين فيه، فوثقه مرة وضعفه أخرى، وضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال: يخطىء ويخالف، وقال الدارمي: له أغاليط كثيرة. وقال الساجي: صدوق منكر الحديث، وذكره العقيلي وابن الجوزي، والذهبي في جملة الضعفاء. وبقية رجاله ثقات. والصحيح أن هذا الحديث لا تصح نسبته إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هو من قصص كعب الأحبار، نقله عن كتب بني إسرائيل، فقد أخرج عبد الرزاق في"تفسيره"1/53 - وعنه ابن جرير (1684) و (1685) -، عن سفيان الثوري، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب الأحبار، قال: ذكرت الملائكة أعمال بني= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 318 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = آدم ... الخ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو أصح وأوثق من السند المرفوع. وقد ذكره ابن كثير في "التفسير" نقله عن هذا الموضع، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه، ورجاله كلهم ثقات! من رجال الصحيحين، إلا موسى بن جبير هذا، وهو الأنصاري السلمي مولاهم ... وقد تفرد به عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ذكر ابنُ كثير مُتَابِعَين له من طريقين آخرَين عن نافع، أحدهما: من رواية ابن مردويه بإسناده إلى عبد الله بن رجاء، عن سعيد بن سلمة، عن موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثانيهما: من تفسير الطبري بإسناده من طريق الفرج بن فضالة، عن معاوية بن صالح، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم قال ابن كثير: وهذان أيضاً غريبان جداً، وأقربُ ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر، عن كعب الأحبار، لا عن النبي صلى الله علية وسلم. وبعد أن أورد ابن كثير حديث عبد الرزاق الصحيح في التفسير، قال: فهذا أصحُ وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الِإسنادين المتقدمين، وسالم أثبت في إبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار، عن كتب بني إسرائيل. وذكر ابن كثير نحواً من ذلك في تاريخه"البداية والنهاية"، 1/37-38، ثم قال: هذا من أخبار بني إسرائيل كما تقدم من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار، ويكون من خرافاتهم التي لا يُعوًلُ عليها. وحديث أحمد هذا أخرجه عبد بن حميد (787) ، وابن حبان (618.6) ، والبزار (2938) (زوائد) ، والبيهقي في"السنن"4/10- هـ، وابن السني في"عمل اليوم والليلة" (662) من طرق، عن يحيى بن أبي بكير، بهذا الإسناد. قال البزار: رواه بعضهم عن نافع، عن ابن عمر، موقوفَا، وإنما إتي رفع هذا عندي من زهير، لأنه لم يكن بالحافظ. وقال البيهقي: رواه موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن كعب، قال ... ، وهذا أشبه.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 319 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأورده الهيثمي في"المجمع"5/68، وقال: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح خلا موسى بن جبير، وهو ثقة!! وأخرجه بسياق آخر موقوفا الحاكم في"المستدرك"4/607-608 من طريق يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتَرْكُ حديث يحيى بن سلمة، عن أبيه، من المحالات التي يردها العقل، فإنه لا خلاف أنه من أهل الصنعة، فلا ينكر لأبيه أن يخصه بأحاديث يتفرد بها عنه. فتعقبه الذهبي بتضعيف يحيى بن سلمة هذا بقوله: قال النسائي: متروك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. قلنا: وضعفه أيضاً يحيى بن معين، وقال: ليس بشيء، وقال البخاري: في حديثه مناكير، وقال الترمذي: يضعف في الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، يروي عن أبيه أشياء لا تشبه حديث الثقات، كأنه ليس من حديث أبيه، فلما أكثر عن أبيه مما خالف الأثبات، بطل الاحتجاج به فيما وافق الثقات. وقال ابن نمير: ليس ممن يكتب حديثه، وكان يحدث عن أبيه أحاديث ليس لها أصول، وقال ابن سعد: كان ضعيفاً جداً. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقد أورد الحافظ حديث أحمد هذا في"القول المسدد"ص 38-39، وقال: أورده ابن الجوزي من طريق الفرج بن فضالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع، وقال: لا يصح، والفرج بن فضالة ضعفه يحيى، وقال ابن حبان: يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، ثم دافع الحافظ- ولم يصنع شيئاً- عن رواية أحمد، فقال: وبين سياق معاوية بن صالح وسياق زهير تفاوت، وقد أخرجه من طريق زهير بن محمد أيضاً أبو حاتم بن حبان في"صحيحه"، وله طرق كثيرة جمعتُها في جزء مفرد يكادُ الواقف عليه أن يقطع بوقوع هذه القصة لِكثرة الطرق الواردة فيها، وقوة مخارج أكثرها، والله أعلم. قلنا: قد تقدم أن ابن كثير قد أشار إلى رواية معاوية بن صالح هذه، وأنه لا يُعول عليها، والفرجُ بن فضالة الراوي عن معاوية بن صالح: ضعيف.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 320 6179 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ " (1) 6180 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَشْهَدُ لَقَدْ سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ:   =ومهما كثرت الطرق الواردة في هذه الرواية، فإنها كلها ضعيفة، فلا تقوى بمجموعها في مثل هذا المطلب. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على"المسند": أما هذا الذي جزم به الحافظ بصحة وقوع هذه القصة لكثرة طرقها وقوة مخارج أكثرها، فلا، فإنها كلها طرق معلولة أو واهية، إلى مخالفتها الواضحة للعقل، لا من جهة عصمة الملائكة القطعية فقط، بل من ناحية أن الكوكب الذي تراه صغيراً في عين الناظر قد يكون حجمُه إضعافَ حجمِ الكُرة الأرضية بالآلافِ المؤلفَةِ من الأضعافِ، فأتى يكون جسم المرأةِ الصغير إلى هذه الأجرام الفلكية الهائلة. قلنا: لم يرد في هذا الخبر عند من خرجه أن المراة التي تسمى الزهرة قد مسخت نجماً، قال ابن حبان بعد أن أورد الحديث: الزهرةُ هذه: امراة كانت في ذلك الزمان، لا أنها الزهرة التي هي في السماء التي هي من الخُنسِ. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن المطلب، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (2003) (74) من طريق معن بن عيسى، عن عبد العزيز بن المطلب، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4645) . الحديث: 6179 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 321 قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ (1) ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ - الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ -، وَالدَّيُّوثُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ (2) ، وَالْمُدْمِنُ (3) الْخَمْرَ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى " (4)   (1) في (ق) و (ظ 1) و (م) وهامش (س) وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: والديه. (2) في طبعة الشيخ أحمد شاكر وهامش (س) : والديه. (3) في (ظ 14) وهامش (س) : ومدمن. (4) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن يسار، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وصحح حديثه هذا هو والحاكم والذهبي. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري المدني. وأخرجه البزار (1876) ، والنسائي 5/80، وأبو يعلى (5556) ، والطبراني فىِ "الكبير" (13180) ، والبيهقي في"الشعب" (7803) و (7877) ، والمزي في "تهذيب الكمال"16/328 من طرق عن عمر بن محمد، بهذا الِإسناد. وأخرجه البزار (1875) من طريق عمران القطان، عن محمد بن عمرو، عن سالم، به. وأخرج القطعة الأولى منه البيهقى في"شعب الِإيمان" (10799) من طريق يزيد بن زريع، عن عمر بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجها ابن خزيمة في"التوحيد" (578) ، والحاكم 1/72 من طريق سليمان بن بلال، عن عبد الله بن يسار، به. وأخرجها ابن خزيمة (575) من طريق سليمان بن بلال، عن عبد الله بن يسار، عن سالم، عن إبيه، عن عمر، فجعلها من مسند عمر بن الخطاب. وأخرج القطعة الثانية منه ابن حبان (4340) ، وابن خزيمة في"التوحيد" (577) ، والبيهقي في "السنن" 8/288 من طريق ابن وهب، عن عمر بن محمد،= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 322 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =به وأخرجها ابن خزيمة (578) ، والحاكم 4/246 من طريق سليمان بن بلال، عن عبد الله بن يسار، به. وأخرجها الطبراني في"الكبير" (13442) من طريق الحسين بن واقد، عن صالح مولى مازن، عن عبيد بن عمير، عن ابن عمر. لكن فيه:"المسبل إزاره" مكان:"العاق بوالديه". وانظر (5372) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، بلفط:"لا يدخل الجنة منان ولا عاق والديه ولا مدمن خمر"، وسيأتي في"المسند"2/201، وفي إسناده راو مجهول. وعن أبي سعيد الخدري، بلفظ:"لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر"، وسيأتي 3/28، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف. وعن أنس بن مالك بلفظ:"لا يلج حائط القدس مدمنُ خمر ولا العاق ولا المنان"، وسيأتي 3/226، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف. وعن أبي الدرداء بلفظ:"لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر"، وسيأتي 6/441، وفي إسناده سليمان بن عتبة الدمشقي، وهو مختلف فيه، وثقه دحيم، وأبو مسهر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وهو محمود عند الدمشقيين. وقال صالح جزرة: روى أحاديث مناكير، وكان الهيثم بن خارجة وهشام بن عمار يوثقانه، وقال أحمد ابن حنبل: لا أعرفه، وقال يحيى بن معين: لا شيء. وعن ابن عباس عند الطبراني (11168) و (11170) بلفظ:"لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا عاق، ولا منان"، وفي إسناده خصيف الجزري، وهو ضعيف. وعن أبي قتادة الأنصاري عند الطحاوي في"مشكل الآثار" (915) بلفظ:"لا يدخل الجنة عاق لوالديه، ولا منان، ولا ولد زنية، ولا مدمن خمر"، وفي إسناده= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 323 6181 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ، فِيهِ أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ، لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا " (1)   =أبو إسرائيل الملائي، وهو ضعيف، وراويه عن أبي قتادة لا يعرف. وفي باب المرأة المترجلة حديث ابن عمر السالف برقم (5328) ، وذكرنا عنده أحاديث أخرى في الباب. وفي باب مدمن الخمر عن أبي موسى الأشعري، بلفظ:"ثلائة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر"عند أحمد 4/399، وابن حبان (5346) و (6137) ، وإسناده ضعيف. وعن ابن عباس بلفظ:"مدمن الخمر إن مات لقي الله كعابد وثن". وقد سلف برقم (2453) ، وإسناده ضعيف. وعن أبي هريرة بنحو حديث ابن عباس عند البخاري في"تاريخه"1/129، وابن ماجه (3375) . قال البخاري: ولا يصح حديث أبي هريرة في هذا. وانظر (4690) . وفي باب المنان عن أبي بكر الصديق. وقد سلف برقم (32) ، وإسناده ضعيفاً. وعن أبي ذر الغفاري بلفظ: "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم بوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" ... فذكر منهم"المنان"، وسيأتي 5/148، وإسناده صحيح. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وعاصم بن محمد: هو ابن زيد بن عبد الله بن عمر. وأخرجه مسلم (2299) (35) من طريق عبد الله بن وهب، وابن أبي عاصم في= الحديث: 6181 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 324 6182 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ " (1) 6183 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَوْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الْحُمَّى شَيْءٌ مِنْ لَفْحِ (2) جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ " (3)   ="السنة" (727) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن عمر بن محمد بن زيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4723) . قوله:"لم يظمأ بعدها"، أي: بعد تلك الشربة. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه مسلم (930) (24) ، والطبراني في"الكبير" (13186) ، والبيهقي 4/72 من طريق ابن وهب، عن عمر بن محمد، به. وقد سلف برقم (4865) . قوله:"ببكاء الحي"، قال السندي: يحتمل أن المراد بالحي ما يقابل الميت، أو المراد به القبيلة، أي: ببكاء أهله وقرابته. (2) في (م) وهامش (س) و (ق) و (ظ 1) : فيح. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والشك الذي فيه بين أن يكون رواه عمر بن محمد بن زيد عن أبيه، أو رواه عن عم أبيه سالم بن عبد الله لا يؤثر، فكلا الرجلين ثقة من رجال الشيخين.= الحديث: 6182 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 325 6184 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَأْكُلَنَّ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَشْرَبَنَّ بِهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِهَا " (1)   =وقد سلف برقم (5576) من طريق شعبة، عن عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه من غير شك، عن ابن عمر. قوله:"من لفح جهنم"، لفح النار: إحراقها، وفي بعض النسخ:"من فيح جهنم"كما هو المشهور. "فابردوها": من برد كنصر. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير القاسم بن عبيد الله، فمن رجال مسلم. وأخرجه البخاري في"الأدب المفرد" (1189) ، ومسلم (2020) (106) ، وأبو عوانة 5/337 من طريق عبد الله بن وهب، وابن الجارود (869) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عمر بن محمد، به. وأخرجه بنحوه أبو يعلى (5568) من طريق يحيى بن المتوكل، عن القاسم بن عبيد الله، به. ويحيى بن المتوكل ضعيف. وأخرجه ابنُ الجارود (870) ، وأبو عوانة 5/338 من طريق سليمان بن بلال، عن عمر بن محمد، عن أبي بكر بن عبيد الله، عن سالم، به. قال ابن الجارود: القاسم عندنا هو أبو بكر بن عبيد الله، إن شاء الله. قلنا: وهم ابن الجارود في ذلك، فالقاسم هو إخو إبي بكر، كما هو مذكور في كتب الرجال. وقد سلف برقم (4537) ، وانظر (6117) . الحديث: 6184 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 326 6185 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ يَعْنِي أَبَا عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: كُنَّا نُحَدَّثُ بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَلَا نَدْرِي أَنَّهُ الْوَدَاعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَأَطْنَبَ فِي ذِكْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: " مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ (1) أُمَّتَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ، وَالنَّبِيُّونَ صَلَّى الله عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْدِهِ، أَلَا مَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِهِ، فَلَا يَخْفَيَنَّ عَلَيْكُمْ أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلَا مَا خَفِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِهِ، فَلَا يَخْفَيَنَّ عَلَيْكُمْ أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (2)   (1) في (ظ 14) : أنذر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن منده في"الِإيمان" (1047) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (4402) ، والطبراني في"الكبير" (13338) من طريق ابن وهب، عن عمر بن محمد، بهذا الِإسناد. وأنظر (4804) و (4948) . قوله:"إلا قد أنذره أمته"، قال السندي: وكأن إنذارهم تعظيم لفتنته، وتقريب لها، وبيان منهم أن وقتها غير معلوم عندهم بالتعيين. "ألا"بالتخفيف للاستفتاح. "ماخفْي عليكم": ما شرطية، أي: أي شيء خفي عليكم، فلايخفى عليكم هذا، فإنه الذي يظهر به كذب دعواه، فلابد من حفطه. الحديث: 6185 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 327 6186 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تُقَاتِلُكُمْ يَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ " (1) 6187 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي مَجْلِسِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْهُ إِلَى غَيْرِهِ " (2) 6188 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْهَى النَّاسَ أَنْ يَأْكُلُوا لُحُومَ نُسُكِهِمْ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. صالح: هو ابن كيسان. وقد سلف برقم (6032) . (2) ضعيف مرفوعاً، والصحيح وقفه كما سلف برقم (4741) . (3) حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن، من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح الحديث: 6186 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 328 6189 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، كِلَاهُمَا حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَلَقَدْ كُنْتُ مَعَهُمَا فِي الْمَجْلِسِ، وَلَكِنِّي كُنْتُ صَغِيرًا، فَلَمْ أَحْفَظِ الْحَدِيثَ، قَالَا: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْوِتْرُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ تُجْعَلَ آخِرَ صَلَاةِ اللَّيْلِ الْوَتْرُ " (1) 6190 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْوَتْرِ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَوْ أَوْتَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ بِاللَّيْلِ، شَفَعْتُ بِوَاحِدَةٍ مَا مَضَى مِنْ وِتْرِي، ثُمَّ صَلَّيْتُ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا قَضَيْتُ صَلَاتِي أَوْتَرْتُ بِوَاحِدَةٍ، " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ يُجْعَلَ آخِرَ صَلَاةِ اللَّيْلِ الْوَتْرُ " (2)   =بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، والزهري: هو محمد بن مسلم. وهذا النهي منسوخ بما ذكرنا عقب الرواية (4558) . (1) حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن من إجل ابن إسحاق وهو محمد، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن إبراهيم بن الحارث: هو التيمي. وسلف برقم (4710) . (2) مرفوعه صحيح، ولهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح= الحديث: 6189 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 329 6191 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَهُمْ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْعَثُ عَلَيْهِمْ إِذَا ابْتَاعُوا مِنَ الرُّكْبَانِ الْأَطْعِمَةَ مَنْ يَمْنَعُهُمْ أَنْ يَتَبَايَعُوهَا (1) حَتَّى يُؤْوُوا (2) إِلَى رِحَالِهِمْ " (3)   =بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع: هو مولى ابن عمر. وأورده الهيثمي في"المجمع" 2/246، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس، وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: نعم، ابن إسحاق مدلس، لكنه صرح هنا بالتحديث. وقد سلف برقم (4710) ، وانظر (4492) . قوله:"شفعت بواحدة"، قال السندي: لهذا مذهبه رضي الله تعالى عنه، وجمهور أهل العلم يرون أن النوم والكلام وغيره من الأفعال تمنع من اتصال ركعتين وصيرورتهما صلاة واحدة، فتصير الركعة الثانية وتراً ثانياً، ولصير الوتر الأخير ثالثاً، وقد جاء النهي عن الوترين، وفيه الحديث المشهور: "لا وتران في ليلة"، فكيف الثلاثة؟!، ويرون أن الأمر في حديث:"اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وتراً" للندب، فعندهم من صلى الوتر أول ليلة يمضي على وتره، ويصلي آخر الليل ما شاء من النوافل من غير إعادة وتر، أو جعلِه شفعاً، والله تعالى أعلم. (1) في (س) وهامش (ق) و (ظ 1) : يتبايعوا. (2) في (ظ 14) : يؤووها. (3) إسناده حسن. ابن إسحاق- وهو محمد-: صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الاَثار" (3161) من طريق يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق، بهذا الِإسناد. وانظر (4517) و (4639) . الحديث: 6191 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 330 6192 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ " (1) 6193 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ بَيِّعَيْنِ لَا بَيْعَ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَتَفَرَّقَا إِلَّا بَيْعَ الْخِيَارِ " (2) 6194 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ أَبِي حَنْظَلَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ صَلَاةِ السَّفَرِ؟ فَقَالَ: " رَكْعَتَيْنِ ". قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {فَإِنْ خِفْتُمْ} [البقرة: 239] ، وَنَحْنُ آمِنُونَ؟ قَالَ: " سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، - أَوْ قَالَ: كَذَاكَ سُنَّةُ رَسُولِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وقد سلف مطولا برقم (5111) ، وانظر (4455) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه عبد الرزاق (14265) ، والبخاري (2113) ، والنسائي في"الكبرى" (6069) ، وفي "المجتبى"7/250، والطحاوي في"شرح معاني الاَثار"4/12، والبيهقي في"السنن"5/269 من طرق، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد. وقد وقع في"المجتبى": عمرو بن دينار، بدلا من: عبد الله بن دينار، وهو تحريف، فقد جاء في"السنن الكبرى" على الصواب عبد الله بن دينار، وهو ما أثبته المزي في"تحفة الأشراف" (7155) . وقد سلف برقم (4484) . الحديث: 6192 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 331 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 6195 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو شُعْبَةَ الطَّحَّانُ، جَارُ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ، فَسَمِعَ (2) صَوْتَ إِنْسَانٍ يَصِيحُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ، فَأَسْكَتَهُ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لِمَ أَسْكَتَّهُ قَالَ: " إِنَّهُ يَتَأَذَّى بِهِ الْمَيِّتُ حَتَّى يُدْخَلَ قَبْرَهُ " فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي أُصَلِّي مَعَكَ الصُّبْحَ، ثُمَّ أَلْتَفِتُ فَلَا أَرَى (3) وَجْهَ جَلِيسِي، ثُمَّ أَحْيَانًا تُسْفِرُ، قَالَ: " كَذَلِكَ (4) رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصَلِّيَهَا كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّيهَا " (5)   (1) صحيح لغيره، ولهذا إسناد محتمل للتحسين من أجل أبي حنظلة، وقد سلف الكلام عليه برقم (4704) . وأورده الحافظ ابن كثير في"تفسيره"، 2/348 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الِإسناد. قوله:"ركعتين"، قال السندي: أي: صل ركعتين سنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يريد أن الدليل غير منحصر في الكتاب بل السنة أيضاً دليل، وقد وجدت هاهنا، وأما الكتاب فإن كان ساكتاً فلا إشكال، وإن كان ناطقاً بخلافه، فإن ظهر التوفيق بوجه يحمل عليه، وإلا فأمره إلى عالمه. (2) في (ظ 14) وهامش كل من (س) و (ق) و (ظ 1) : سمعت. (3) في هامش (س) : فلا أدري. (4) في (ق) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر وهامش (س) : كذا. (5) إسناده ضعيف. أبو شعبة الطحان جابر الأعمش، قال الدارقطني: متروك، وأبو الربيع، قال الدارقطني: مجهول، ذكرهما الحافظ في"التعجيل".= الحديث: 6195 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 332 6196 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَحَمْزَةَ بْنَ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، حَدَّثَاهُ، عَنْ أَبِيهِمَا، أَنَّهُ حَدَّثَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الشُّؤْمُ فِي الْفَرَسِ، وَالدَّارِ، وَالْمَرْأَةِ " (2) 6197 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ شَرِبَهَا فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ شَرِبَهَا فَاجْلِدُوهُ " (3) ، فَقَالَ فِي   =وأورده الهيثمي في"المجمع"1/316، وقال: رواه أحمد، وأبو الربيع قال فيه الدارقطني: مجهول. قلنا: فاته أن يُعله أيضاً بأبي شعبة. وانظر (4865) . قوله:"حتى يدخل قبره"، قال السندي: قد صح الحديث من حديث ابن عمر وغيره بدون هذه الغاية، فيحتمل أن هذا التأذي غير العذاب الوارد في البكاء، ويكون هذا تأديباً بمجرد صوت البكاء، ويحتمل أن لهذه الغاية غير صحيحة، لأن أبا الربيع مجهول كما ذكره في"المجمع"نقلاً عن الدارقطني. وقوله:"فلم أر وجه جليسي"، أي: من الغلس. (1) في (ظ 14) وهامش (س) و (ظ 1) : ابْنَيْ. (2) حديث صحيح. أبو أويس، وهو عبدُ الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي المدني- وإن كان سيىء الحفظ-، قد توبع. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير إبراهيم بن أبي العباس، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. وقد سلف برقم (5963) ، وانظر (4544) و (6095) . (3) قوله:"فإن شربها فاجلدوه"ورد في (ظ 14) مرة واحدة. الحديث: 6196 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 333 الْخَامِسَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ (1) : " فَاقْتُلُوهُ " (2) 6198 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ،   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: في الرابعة أو الخامسة. (2) إسناده ضعيف لجهالة حال حميد بن يزيد أبي الخطاب، فإنه ثم يرو عنه غير حماد بن سلمة، وقال الذهبي في"الميزان"1/617: لا يُدرى من هو، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه أبو داود (4483) ، ومن طريقه البيهقي في"السنن"8/313 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وقد جاء في إسناد صحيح أنه يُقثل في الرابعة: فقد أخرجه النسائي في"المجتبى"8/313 عن إسحاق بن إِبراهيم، وهو ابن راهويه، عن جرير، وهو ابن عبد الحميد، عن مغيرة، وهو ابن مقسم الضبي، عن عبد الرحمن بن أبي نُعم، عن ابن عمر ونفرٍ من أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"من شرب الخمر فاجلدوه، ثم إن شرب فاجلدوه، ثم إِن شرب فاجلدوه، ثم إن شرب فاقتلوه". وقد تصحف في المطبوع ابن أبي نعم، إلى: ابن أبي نعيم. وأخرجه الحاكم 4/371 من طريق يحيى بن يحيى، عن جرير، عن مغيرة، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن ابن عمر مرفوعاً، بنحو حديث النسائي. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين وثم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وسيأتي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6553) ، وسنذكر هناك شواهده وشرحه. قال السندي: قال الترمذي في كتاب العلل [من"سننه"] : أجمع الناس على تركه، أي: على أنه منسوخ، وقيل: متأول بالضرب الشديد، وبسط السيوطي الكلام في حاشية الترمذي، وقصد به إِثبات أنه ينبغي العمل به، والله تعالى أعلم. الحديث: 6198 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 334 وَغِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ " (1) 6199 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَةَ قَالَ: أَرْسَلَنِي ابْنُ عُمَرَ فِي حَاجَةٍ فَقَالَ: تَعَالَ حَتَّى أُوَدِّعَكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ، فَقَالَ: " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (5969) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن إسماعيل بن جرير تقدم الكلامُ فيه في الرواية رقم (4781) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو نعيم: هو الفضلُ بنُ دكين، وقَزَعة: هو ابن يحيى البصري. وأخرجه عبدُ بنُ حُميد في "المنتخب" (834) ، والبخاري في"التاريخ الكبير" 8/260، والنسائي في"الكبرى" (10346) - وهو في"عمل اليوم والليلة" (512) -، والبيهقي في"السنن"، 5/251 من طريق أبي نعيم، بهذا الِإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10345) - وهو في"عمل اليوم والليلة" (511) - من طريق عبدة بن سليمان، وفي"الكبرى"أيضا (10347) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (513) - من طريق إبي ضمرة أنس بن عياض، كلاهما عن عبد العزيز بن عمر، به. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (10348) - وهو في "عمل اليوم والليلة" (514) - من طريق عيسى بن يونس السبيعي، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن قَزَعة، به. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (10354) - وهو في"عمل اليوم والليلة" (520) - من طريق شيبان الثوري، عن أبي سنان، عن قَزَعة وأبي غالب، عن ابن= الحديث: 6199 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 335 6200 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ: إِيَّاكَ وَالْإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ سَيُلْحِدُ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ (1) ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَرَجَحَتْ " قَالَ: فَانْظُرْ لَا تَكُونُهُ (2) 6201 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَغْفِرُ اللهُ لِلْمُؤَذِّنِ   =عمرموقوفاً. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (10355) - وهو في"عمل اليوم والليلة" (521) - من طريق إسرائيل، عن أبي سنان، عن أبي غالب، عن ابن عمر موقوفاً. وقد سلف برقم (4781) ، وانظر (4524) . (1) في (ظ 14) : توزن. (2) رجاله ثقات رجال الشيخين، غيرَ محمد بنِ كناسة- وهو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى الكوفي، المعروف بابن كناسة-، فقد روى له النسائي، ووثقه علي ابن المديني، ويعقوب بن شيبة، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال أبو حاتم: كان صاحبَ أخبارٍ، يكتب حديثه، ولا يُحتج به. قلنا: وسيأتي لهذا الحديث برقم (6847) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو الصوابُ، كما بيناه هناك. الحديث: 6200 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 336 مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَ صَوْتَهُ " (1)   (1) حديث صحيح ولهذا سند قوي. وأبو الجواب- وهو أحوص بن جواب الضبي الكوفي-، وثقه ابن معين وابن شاهين، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال: كان متقناً ربما وهم. وقال أبو حاتم: صدوق. وقال ابنُ مَعِين مرة أخرى: ليس بذاك القوي. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. عمار بن رزيق: هو أبو الأحوص الكوفي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه البزار (355) (زوائد) ، وأبو نعيم في"أخبار أصبهان"2/301، والبيهقي في"السنن"1/431 من طريق أبي الجواب، بهذا الإسناد. وعند البزار: ويجيبه كل رطب ويابس سمعه. قال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه. تفرد به عن الأعمش عمار، وعن عمار أبو الجواب. قلنا: أبو الجواب وعمار قد توبعا. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13469) من طريق عبد الله بن بشر، عن الأعمش، به. وأخرجه البيهقي في"السنن"1/431 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، به، موقوفاً، بلفظ: "المؤذن يُغفر له مدى صوته، ويصدقه كل رطب ويابس". وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"1/325-32، وقال: رواه أحمد والطبراني في"الكبير"، والبزار إلا أنه قال: "ويجيبه كل رطب ويابس" لما، ورجاله رجال الصحيح. قلنا: أورده الهيثمي بلفظ الرواية الآتية برقم (6202) ، وفي إسناده راوٍ مبهم. وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/411 و429 بلفظ: "المؤذن يغفر له مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس"، وإسناده جيد. وآخر من حديث البراء بن عازب، سيرد 4/284 بلفظ:"المؤذنُ يغفر له مدُّ= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 337 6202 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَغْفِرُ اللهُ لِلْمُؤَذِّنِ (1) مُنْتَهَى أَذَانِهِ، وَيَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَ صَوْتَهُ (2) " (3) 6203 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ   =صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس"، وإسناده قوي. وثالث من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (609) ، سيرد 3/43، ولفظه: "لا يسمع مدى صوت المؤذن جِن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة". ورابع من حديث أبي أمامة عند الطبراني في"الكبير" (7942) بلفظ:"المؤذنُ يُغفر له مدَ صوته، وأجرُه مثلُ أجرِ من صلَى معه"، وإسناده ضعيف. قوله:"مد صوته"، قال السندي: قيل: معناه: بقدر صوته وحده، فإن بلغ الغاية من الصوت بلغ الغاية من المغفرة، وإن كان صوته دون فلك فمغفرته على قدره، أو المعنى: لو كان له ذنوب تملأ ما بين محله الذي يؤذن فيه إلى ما ينتهي إليه صوته لغفر له، وقيل: يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان مقدر بهذه المسافة. (1) في (س) و (ق) و (ظ 14) : يغفر للمؤذن. (2) في هامش (س) و (ق) و (ظ 1) :"سمعه"بدل: "سمع صوته". (3) إسناده ضعيف لِإبهام الراوي عن ابن عمر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي. قال الدارقطني في"العلل"4/الورقة 52: الصحيح عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر. قلنا: هو إسناد الرواية التي قبله برقم (6201) . الحديث: 6202 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 338 اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ إِزَارِي يَسْتَرْخِي إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَصْنَعُهُ خُيَلَاءَ " (1) 6204 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2) 6205 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ وَهُوَ فِي مُعَرَّسِهِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ فِي بَطْنِ الْوَادِي فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ فَقَالَ مُوسَى: وَقَدْ أَنَاخَ بِنَا سَالِمٌ بِالْمُنَاخِ الَّذِي كَانَ عَبْدُ اللهِ يُنِيخُ بِهِ يَتَحَرَّى مُعَرَّسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَسْفَلُ مِنَ الْمَسْجِدِ الَّذِي فِي بَطْنِ الْوَادِي بَيْنَهُ (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سليمان بن داود الهاشمي، فقد روى له أصحابُ السنن، والبخاري في"خلق أفعال العباد"، وهو ثقة. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (9721) ، وابنُ حِبان (5444) ، والبغوي في "شرح السنة" (3077) من طريق إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5351) ، وانظر (4489) . (2) هو مكرر (5352) سنداً ومتناً. (3) في (ظ 14) : الذي بينه. الحديث: 6204 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 339 وَبَيْنَ الطَّرِيقِ وَسَطًا مِنْ ذَلِكَ (1) " (2) 6206 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّهَا الظُّلُمَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3) 6207 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُنَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَنْزَلَ اللهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ (4) مَنْ كَانَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، ثُمَّ يَبْعَثُهُمُ اللهُ تَعَالَى عَلَى أَعْمَالِهِمْ " (5) كَذَا فِي الْكِتَابِ   (1) قوله:"وسطاً من ذلك"ليس في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في"خلق أفعال العباد"، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن جعفر. وقد سلف برقم (5595) . (3) حديث صحيح، وهذا سند حسن، عطاء بن السائب حسن الحديث، وقد اختلط بأخرة، لكن رواية زائدة- وهو ابن قدامة- عنه قبل اختلاطه. وانظر (5662) . (4) قوله:"العذاب"ليس في (ظ 14) . (5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل تدليس حجاج- وهو ابن أرطاة-، ثم إن حجاجا قد خالف فيه يونس بن يزيد الأيلي، فقال فيه: عن الزهري، عن عبد الرحمن بن هنيدة، بينما قال فيه يونس فيما سلف برقم (4985) و (5890) := الحديث: 6206 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 340 6208 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قُعُودًا (1) إِذْ (2) جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ بَلَغَنِي (3) أَنَّهُ أَحْدَثَ حَدَثًا، فَإِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَلَا تَقْرَأَنَّ عَلَيْهِ مِنِّي السَّلَامَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي مَسْخٌ، وَقَذْفٌ، وَهُوَ فِي الزِّنْدِيقِيَّةِ وَالْقَدَرِيَّةِ " (4) 6209 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ،   =عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، وهو أصح، فإن يونس بن يزيد أوثق وأحفظ من الحجاج بن أرطاة. وأخرجه أبو يعلى (5696) من طريق الحجاج، بهذا الِإسناد. وقوله: كذا في الكتاب: قال الشيخ أحمد شاكر: الظاهر أنه من كلام أحد رواة المسند توثيقاً لما في الِإسناد من أنه: عن عبد الرحمن بن هنيدة، عن ابن عمر. (1) في هامش (س) : قعود. نسخة. (2) قوله: "إذ" من (ظ 14) . (3) في (ظ 14) : إنه بلغني. (4) ضعيف. أبو صخر: هو حميد بن صخر مختلف فيه، وهذا الكلام مما أنكر عليه وأخرجه اللالكائي في"شرح أصول الاعتقاد" (1135) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وأخرج المرفوع منه ابن عدي في"الكامل"2/685 من طريق ابن لهيعة، عن أبي صخر، به.= الحديث: 6208 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 341 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُمَثَّلُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعٌ (1) أَقْرَعُ لَهُ زَبِيبَتَانِ قَالَ: يَلْزَمُهُ، أَوْ يُطَوِّقُهُ قَالَ: يَقُولُ لَهُ (2) : أَنَا كَنْزُكَ أَنَا كَنْزُكَ " (3) 6210 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (4)   =وأخرجه دون القسم المرفوع منه الدارمي 1/108 من طريق حيوة بن شريح، عن أبي صخر، به. وانظر (5639) . (1) في (ق) و (ظ 1) : شجاعاً. (2) قوله:"له"ليس في (ظ 14) ، وهو نسخة في هامش (س) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود- وهو الضبي- فمن رجال مسلم. عبد العزيز بن عبد الله: هو ابن أبي سلمة الماجشون، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه العقيلي في"الضعفاء"2/248 من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5729) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، موسى بن داود من رجال مسلم، ومن فوقه من رجال الشيخين. وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في"إتحاف المهرة"3/ورقة 188 من طريق موسى بن داود، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (1890) ، والبخاري في"صحيحه" (2447) ، وفي"الأدب المفرد" (485) ، ومسلم (2579) ، والترمذي (2030) ، والقضاعي في"مسند الشهاب" (109) و (110) ، والبيهقي في"السنن"6/93 و10/134، وفي= الحديث: 6210 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 342 6211 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ: " لَا تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ (1) الْمُعَذَّبِينَ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، فَيُصِيبَكُمْ مِثْلُ (2) مَا أَصَابَهُمْ " (3) 6212 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ "، وَالْقَزَعُ: أَنْ يُحْلَقَ رَأْسُ الصَّبِيِّ، وَيُتْرَكَ بَعْضُ شَعَرِهِ (4) 6213 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ تَوْبَةَ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ:   ="الشعب" (7456) و (7457) ، والبغوي (4160) من طرق، عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، به. وانظر (5662) . (1) قوله:"القوم" ليس في (ظ 14) ، وهو في هامش (س) . (2) كلمة: "مثل"من هامش (س) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ موسى بن داود، وهو الضبى، فمن رجال مسلم، عبد العزيز بن أبي سلمة: هو ابن عبد الله الماجشون، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4561) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية الجعفي. وقد سلف برقم (4473) . الحديث: 6211 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 343 لَقَدْ صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ سَنَةً وَنِصْفًا، فَلَمْ أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُتِيَ بِضَبٍّ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَأْكُلُونَ، فَنَادَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ إِنَّهُ ضَبٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُوا فَإِنَّهُ حَلَالٌ، أَوْ كُلُوا فَلَا بَأْسَ " قَالَ: فَكَفَّ (1) . قَالَ (2) : فَقَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِي " (3) 6214 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ، أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ " (4) 6215 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ (5) بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) في (ظ 14) : وكفّ. (2) قوله: "قال"من هامش (س) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن أبي بكير: هو الكرماني، وشعبة: هو ابن الحجاج، وتوبة: هو العنبري، والشعبي: هو عامربن شراحيل. وهو مكرر (5565) ، وانظر (4497) . (4) هو مكرر (5339) سنداً ومتناً. (5) في (ق) و (ظ 1) زيادة:"الجمحي"قبل سعيد، وهي نسخة في هامش= الحديث: 6214 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 344 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فَمَنْ رَأَى خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهِ، وَلْيَذْكُرْهُ، وَمَنْ رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ شَرِّ رُؤْيَاهُ، وَلَا يَذْكُرْهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ " (1) 6216 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الشَّعْرِ تَفِلَةً أُخْرِجَتْ مِنَ   = (س) . (1) حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن، سعيد بن عبد الرحمن- وهو الجمحي-: حسن الحديث، روى له مسلم وأصحاب السنن غير الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود الهاشمي، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وقد سلف الشطر الأول منه برقم (4678) عن يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله بن عمر. وأما الشطر الثاني، وهو قوله:"من رأى خيراً ... الخ"، فقد أخرجه الطبراني في"الأوسط" (2159) من طريق إبراهيم بن راشد الادمي، عن سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الِإسناد. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا سعيد بن عبد الرحمن، تفرد به سليمان بن داود. قلنا: ويشهد للشطر الثاني حديث أبي قتادة الأنصاري عند أحمد 5/296، والبخاري (7044) ، ومسلم (2261) . وحديث أبي سعيد الخدري عند أحمد 3/8، والبخاري (6985) و (7045) . وحديث أبي هريرة عند أحمد 2/507، ومسلم (2263) . الحديث: 6216 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 345 الْمَدِينَةِ، فَأُسْكِنَتْ مَهْيَعَةَ، فَأَوَّلْتُهَا فِي الْمَنَامِ (1) وَبَاءَ الْمَدِينَةِ يَنْقُلُهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى مَهْيَعَةَ " (2) 6217 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَشْرَبُوا الْكَرْعَ، وَلَكِنْ لِيَشْرَبْ أَحَدُكُمْ فِي كَفَّيْهِ (3) " (4)   (1) قوله: "في المنام": ليس في (ظ 14) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غيرَ سليمان بن داود، وهو الهاشمي، فقد روى له أصحاب السنن والبخاري في"خلق أفعال العباد"وهو ثقة. وأخرجه الدارمي 2/130 عن سليمان بن داود، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5849) . قوله:"تفلة"، قال السندي: أي: غير طيبة. (3) في (ق) : كفه. (4) إسناده ضعيف لِإبهام الرجل الراوي عن ابن عمر، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، غير علي بن إسحاق، وهو السلمي المروزي، فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. وأخرجه عبد الرزاق (19596) ، ومن طريقه البيهقي في"الشعب" (6029) عن معمر، عن ليث، وهو ابن أبي سليم، عن رجل، عن ابن عمر، قال: مر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغدير، فقال:"اشربوا ولا تكرعوا، ليغسل أحدكم يديه ثم ليشرب، وأى إناء أنقى وأنظف من يديه إذاغسلهما"، وإسناده ضعيف، لضعف ليث بن أبي سُلَيم، وإبهام الرجل الراوي عن ابن عمر. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/229، وابن ماجه (3433) ، والبيهقي فى "الشعب"= الحديث: 6217 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 346 6218 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ " (1)   = (6030) من طريق محمد بن فضيل، عن ليث، وهو ابن أبي سليم، عن سعيد بن عامر، عن ابن عمر، مرفوعاً بنحوه. وهذا أيضاً إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سُليم. وأخرجه ابنُ ماجه (3431) من طريق بقية بن الوليد، عن مسلم بن عبد الله، عن زياد بن عبد الله، عن عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن جده، قال: نهانا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نشرب على بطوننا، وهو الكرع، ونهانا أن نغترف باليد الواحدة.. وهذا إسناد ضعيف، بقية يُدلس تدليس التسوية، وهو شر أنواع التدليس، وقد عنعن، وزياد بن عبد الله مجهول. وقد أشار إليه الحافظ في"الفتح"10/77، وقال: إن كان محفوظاً فالنهي فيه للتنزيه. قوله:"لا تشربوا الكرع"، قال السندي: قال عياض: الكرع في الحوض بسكون الراء إذا شرب بفيه، وقال ابن دريد: إنما ذلك إذا حاضه فشرب منه بفيه، ونصبه على المصدر لأنه نوع من الشرب. ولعل النهي للتنزيه لمراعاة صلاح البدن، وليس لمعنى ديني، ولهذا جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل من الأنصار: "إن كان عندك ماء بات في شنه وإلا كرعنا"، فقوله ذلك كان لبيان الجواز، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، علي بن إسحاق شيخ الِإمام أحمد، روى له الترمذي، وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق ينزل عن رتبة الصحيح. عبد الله: هو ابن المبارك.= الحديث: 6218 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 347 6219 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (2) 6220 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الصَّبَّاحِ الْأَيْلِيُّ، سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُمَيَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: " مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِزَارِ فَهُوَ فِي الْقَمِيصِ " (3) 6221 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يُصَلِّي فِي السَّفَرِ صَلَاتَهُ بِاللَّيْلِ،   =وأخرجه النسائي في"الكبرى" (5096) ، وفي"المجتبى" 8/297، وابن حبان (5368) و (5375) ، والدارقطني 4/249 من طرق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. ورواية ابن حبان الثانية مقتصرة على الشطر الأول. وأخرجه الطرسوسي في"مسند ابن عمر" (54) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار"4/216 من طرق، عن ابن عجلان، به. وقد سلف برقم (4645) . (1) هذا الحديث (6219) ليس في (ظ 14) ، وهو نسخة في هامش (س) . (2) صحيح، وهو مكرر ما قبله. (3) إسناده صحيح. علي بن إسحاق: هو السلمي المروزي، عتاب: هو ابن زياد الخراساني شيخ أحمد، وعبد الله: هو ابن المبارك، وأبو الصباح الأيلي: هو سعدان بن سالم. وقد سلف برقم (5891) . الحديث: 6219 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 348 وَيُوتِرُ رَاكِبًا عَلَى بَعِيرِهِ، لَا يُبَالِي حَيْثُ وَجَّهَ بَعِيرُهُ " وَيَذْكُرُ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ مُوسَى: وَرَأَيْتُ سَالِمًا يَفْعَلُ ذَلِكَ (1) 6222 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ الْعُمَرِيَّ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرْمِي جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ عَلَى دَابَّتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَكَانَ لَا يَأْتِي سَائِرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا مَاشِيًا ذَاهِبًا، وَرَاجِعًا، وَزَعَمَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَأْتِيهَا إِلَّا مَاشِيًا ذَاهِبًا وَرَاجِعًا " (2)   (1) إسناده حسن. عبد الرحمن بن أبي الزناد حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود- وهو ابن داود بن علي الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وقد سلف برقم (5822) ، وانظر (4470) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات. نوح بن ميمون: هو ابن عبد الحميد العجلي المعروف بالمضروب، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (5944) . قوله:"وكان لا يأتي سائرها"، قال السندي: أي: سائر الجمرات، أي: جميعها. وقوله:"بعد ذلك"، قال: أي: بعد يوم النحر. وهذا الحديث يدل على أن الأفضل في الرمي يوم النحر الركوب، وبعده المشي على خلاف قول من قال: كل رمي بعده رمي فالأفضل فيه المشي، وما لا فالأفضل الركوب. والظاهر أن قائل ذلك القول نظر إلى معنى عقلي هو أن الرمي الذي بعده رمي يستحب فيه الدعاء، والأولى به التواضع، وهو في المشي دون الركوب، وما لا رمي بعده فالمطلوب فيه الذهاب والمضي، والركوب فيه أولى. لكن لا عبرة للمعاني العقلية في مقابلة السنة = الحديث: 6222 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 349 6223 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ نَزَلُوا الْمُحَصَّبَ (1) (2) 6224 - (3) حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ مُوسَى، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ " (4) 6225 - حَدَّثَنَا نُوحٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُنَاجِي رَجُلًا، فَدَخَلَ رَجُلٌ بَيْنَهُمَا فَضَرَبَ صَدْرَهُ وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَنَاجَى اثْنَانِ فَلَا يَدْخُلْ بَيْنَهُمَا الثَّالِثُ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا " (5)   = مع أن تحصيل الأفضل على قوله يؤدي إلى الحرج، والله تعالى أعلم. (1) في (ق) و (ظ 1) : بالمحصب. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لضعف عبد الله، وهو ابن عمر العمري، وهو متابع. وقد سلف بإسناد صحيح برقم (5624) ، وانظر (4828) . (3) هذا الحديث (6224) ليس في (ق) ولا (ظ 1) . (4) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف عبد الله العمري، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير نوح بن ميمون، فقد روى له أبو داود في مسائله، وهو ثقة. وأخرجه أبو يعلى (5459) من طريق يونس بن محمد، عن عبد الله بن عمر، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5822) . (5) حديث حسن لغيره، ولهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله، وهو ابن عمر= الحديث: 6223 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 350 6225 م - (1) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) 6226 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ قَالَ: قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسْتَنُّ، فَأَعْطَى أَكْبَرَ الْقَوْمِ وَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي أَنْ أُكَبِّرَ " (3)   =العمري، وبقية رجاله ثقات. نوح: هو ابن ميمون البغدادي، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وقد سلف برقم (5949) . (1) هذا الحديث (6225 م) لم يرد في (ظ 14) ، وجاء في (س) و (ص) في هامشيهما. وهو ليس إشارة للحديث الذي قبله، بل هو إشارة إلى الحديث الذي سلف برقم (4672) الذي فيه سؤال عبيد بن جريج لابن عمر عن أربع خلال رآه يصنعهن، عن ليس النعال السبتية، واستلام الركنين اليمانيين، والِإهلال حين تستوي به الراحلة، وتصفير اللحية. (2) حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن، ابن إسحاق- واسمه محمد-: صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري المدني. وأخرج منه قصة الِإهلال النسائي في"المجتبى"5/163-164 عن ابن إدريس، عن ابن إسحاق، بهذا الِإسناد، وقرن بابن إسحاق عبيد الله بن عمر العمري، وابن جريج. وانظر (4672) . (3) إسناده حسن من أجل أسامة بن زيد، وهو الليثي، وبقية رجاله ثقات رجال= الحديث: 6225 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 351 6227 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ مُعْتَمِرًا فِي الْفِتْنَةِ، فَقَالَ: " إِنْ صُدِدْتُ عَنِ الْبَيْتِ صَنَعْنَا كَمَا صَنَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَهَلَّ   =الشيخين غير يعمر بن بشر، وهو الخراساني، فمن رجال التعجيل، وترجم له الخطيب في"تاريخ بغداد"14/357-358، وقد وثقه ابن المديني والدارقطني، ومحمد بن حمدويه، وقال أحمد: ما أرى كان به بأس. وأخرجه البيهقي في"السنن"1/40 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، عن ابن المبارك، به. واستشهد به البخاري عقب الرواية رقم (246) ، قال: اختصره نعيم- يعني ابن حماد-، عن ابن المبارك، عن أسامة، عن نافع، عن ابن عمر. وأخرج نحوه مسلم (2271) (19) ، والبيهقي في"السنن"1/40، وعلقه البخاري في"صحيحه" (246) بصيغة الجزم من طريق صخر بن جويرية، عن نافع، أن عبد الله بن عمر حدثه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"أراني في المنام أتسوك بسواك، فجذبني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواك الأصغر منهما، فقيل لي: كبر، فدفعتُه إلى الأكبر". وجمع الحافظ بين هاتين الروايتين بقوله في"الفتح"1/357: إنه لما وقع في اليقظة أخبرهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما رآه في النوم، تنبيهاً على أن أمره بذلك بوحي متقدم، فحفظ بعضُ الرواة ما لم يحفظ بعض، ويشهد لرواية ابن المبارك ما رواه أبو داود [50] بإسناد حسن عن عائشة، قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستن وعنده رجلان، فأوحي إليه أن أعظ السواك الأكبر. قوله:"وهو يستن"، قال السندي: أي: يستعمل السواك. وقوله:"فأعطى"، قال: أي السواك. وقوله: "أن أكبر"، قال: بتشديد الباء، أي: أقدم الأكبر، وكأنهم طلبوا سواكه للتبرك، أو أراد أن يتبركوا به، وإلا فالسواك لا يعطى عادة، والله تعالى أعلم. الحديث: 6227 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 352 بِعُمْرَةٍ مِنْ أَجْلِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ " (1) 6228 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ مَنْ قَتَلَهُنَّ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ: الْعَقْرَبُ، وَالْفَأْرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْغُرَابُ، وَالْحِدَأَةُ " (2) 6229 - حَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ " فَذَكَرَ مِثْلَهُ، (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن هو ابن مهدي. وهو عند مالك في"الموطأ"./361، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/383، والبخاري (1806) و (1813) و (4183) ، ومسلم (1230) (180) ، والبيهقي 5/215، بهذا الِإسناد. وقد سلف مختصراً برقم (5298) ، وانظر (4480) و (6067) . (2) إسناداه صحيحان، الأول على شرط الشيخين، والثاني على شرط مسلم، ففيه اٍسحاق- وهو ابن عيسى بن نجيح من رجال مسلم، وهو ثقة. وهو في"الموطأ"1/356، ومن طريقه أخرجه البخاري (1826) و (3315) ، والطحاوي 2/166، والبيهقي 9/315، والبغوي (1990) . وقد سلف برقم (5107) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق وهو ابن عيسى، فمن رجال مسلم.= الحديث: 6228 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 353 6230 - وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ أَيْضًا " (1) 6231 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْكَعْبَةَ هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلَالٌ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ فَأَغْلَقَهَا عَلَيْهِ، فَمَكَثَ فِيهَا. قَالَ عَبْدُ اللهِ: سَأَلْتُ بِلَالًا حِينَ خَرَجَ: مَاذَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " جَعَلَ عَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ، وَعَمُودَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ، وَثَلَاثَةَ أَعْمِدَةٍ وَرَاءَهُ - وَكَانَ الْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ - ثُمَّ صَلَّى وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِدَارِ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ " (2) 6232 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ الَّتِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَصَلَّى بِهَا " (3)   =وهو في"الموطأ" 1/356، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في"مسنده" 1/319، والبخارى (1826) ، ومسلم (1199) ، والنسائي 5/187، والطحاوي 2/166، والبيهقي 5/209، و9/315 والبغوي (1990) . وقد سلف برقم (4461) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قد سلف برقم (5927) ، وانظر (4891) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 6230 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 354 6233 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّيلِيِّ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ [قَالَ] (2) : عَدَلَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَنَا نَازِلٌ تَحْتَ سَرْحَةٍ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَقَالَ: مَا أَنْزَلَكَ تَحْتَ هَذِهِ السَّرْحَةِ؟ قُلْتُ: أَرَدْتُ ظِلَّهَا. قَالَ: هَلْ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لَا، مَا أَنْزَلَنِي إِلَّا ذَلِكَ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتَ بَيْنَ الْأَخْشَبَيْنِ مِنْ مِنًى وَنَفَحَ (3) بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَإِنَّ هُنَالِكَ وَادِيًا (4) يُقَالُ لَهُ السُّرَرُ بِهِ سَرْحَةٌ سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيًّا " (5)   =وقد سلف برقم (4819) . (1) تحرفت هذه النسبة في (ق) و (ظ 1) إلى: الأيلي. (2) كلمة:"قال"ليست في النسخ، واستدركت من مصادر التخريج. (3) في (م) و (ظ 1) و (ق) : ونفخ. بالخاء. (4) في (ظ 14) : وادي. وفي (س) و (ق) و (ظ 1) : واد. وضبب فوقها في (س) . (5) إسناده ضعيف. محمد بن عمران الأنصاري تفرد بالرواية عنه محمدُ بنُ عمرو بن حلحلة، وتفرد هو عن أبيه، وقال الذهبي في"الميزان": لا يُدرى من هو ولا أبوه، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. مالك: هو ابن أنس. وهو في"الموطأ" لمالك 1/423-424، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى"5/248-249، وفي"الكبرى" (3986) ، والفاكهي في"أخبار مكة" (2331) ، وابن حبان (6244) ، والبيهقي في"السنن"5/139 وأخرجه أبو نعيم في"الحلية" 6/336 من طريق محرز بن سلمة، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، به.= الحديث: 6233 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 355 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وقال: رواه القعنبي والناس عنه في"الموطأ" مثله، ولا أعلم أحداً رواه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصحابة غير ابن عمر. قلنا: سقط من مطبوع الحلية والد محمد بن عمران من الإسناد. وأخرجه الفاكهي (2333) ، وأبو يعلى (5723) ، وابن عدي في"الكامل" 4/1449 من طريق عبد الله بن ذكوان، عن ابن عمر، مرفوعا بلفظ:"لقد سُر في ظل سرحة سبعون نبياً لاتُسْرَفُ ولا تُجَرَّدُ ولا تُعْبَلُ"، وإسناده ضعيف. ابن ذكوان، إن كان هو المعروف بأبي الزناد، فقد نقل ابنُ أبي حاتم في"المراسيل"ص 97 عن أبيه أنه قال: أبو الزناد لم ير ابن عمر، بينهما عبيد بن حنين، وقال مرة: لم يدرك ابن عمر، وإن كان غيره. فقد قال الحافظ الذهبي في"الميزان": عبد الله بن ذكوان، عن ابن عمر، لا يعرف مَنْ ذا. وأخرجه الفاكهي في"أخبار مكة" (2332) من طريق ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن ابن عمر نحوه موقوفاً. قوله: لا تعبل، أي: لم يسقط ورقها، قاله ابن الأثير في"النهاية". وقوله:"وأنا نازل تحت سرحة". قال أبو عمر في"التمهيد"13/64: فالسرحة: الشجرة، قال الخليل: السرح: الشجر الطوال الذي له شُعب وظِل، واحدتها سرحة، قال حميد بن ثور: أبى اللهُ إلا إن سَرْحَةَ مَالِكٍ على كُلّ أفنانِ العضاه ترُوق وواد السرر: قال الأصمعي: السرر: على أربعة أميال من مكة عن يمين الجبل. وقوله:"ونفح بيده"، قال السندي: بحاء مهملة، أي: رمى، واما أبو عمر فضبطه بالخاء المعجمة، فقال: فالنفخ هاهنا: الِإشارة باليد كانه يقول: رمى بيده نحو المشرق، أي: مدها وأشار بها. والأخشبان: الجبلان، قال ابن وهب: هما الجبلان اللذان تحت العقبة بمنى فوق المسجد. قال عياض: جاء ذكرهما مع الِإضافة إلى منى مرة وإلى مكة مرة= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 356 6234 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (1) 6235 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ، وَهُوَ يَمْشِي بِمِنًى فَقَالَ: نَذَرْتُ أَنْ أَصُومَ كُلَّ يَوْمِ ثُلَاثَاءَ، أَوْ أَرْبِعَاءَ، فَوَافَقْتُ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ النَّحْرِ   =أخرى. وأما قوله: سُرً تحتها سبعون نبياً. ففيه قولان: أحدهما: أنهم بُشًروا تحتها بما سرهم واحداً بعد واحد، أو مجتمعين، أو نُبئوا تحتها فسرُوا من السرور. والقول الآخر: أنها قطعت تحتها سُررهم، يعني وُلِدوا تحتها، يقال: قد سُر الطفل: إذا قطعت سُرّته. قلنا: ولهذا القول: هو الذي انتهى إليه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه"غريب الحديث"4/257. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى- وهو ابن الطباع متابع عبد الرحمن- من رجال مسلم. وقد سلف برقم (4657) . الحديث: 6234 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 357 فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِوَفَاءِ النَّذْرِ، وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: نُهِينَا أَنْ نَصُومَ يَوْمَ النَّحْرِ ". قَالَ: فَظَنَّ الرَّجُلُ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ، فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَصُومَ كُلَّ يَوْمِ ثُلَاثَاءَ أَوْ أَرْبِعَاءَ، فَوَافَقْتُ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ النَّحْرِ، فَقَالَ: " أَمَرَ اللهُ بِوَفَاءِ النَّذْرِ، وَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ: نُهِينَا أَنْ نَصُومَ يَوْمَ النَّحْرِ " قَالَ: فَمَا زَادَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَسْنَدَ فِي الْجَبَلِ (1) 6236 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ أَتَى (2) عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَنَاخَ بَدَنَتَهُ لِيَنْحَرَهَا بِمِنًى، فَقَالَ: " ابْعَثْهَا قِيَامًا مُقَيَّدَةً سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3) 6237 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا النَّاسُ كَإِبِلٍ مِائَةٍ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلية، ويونس بن عُبيد: هو ابن دينار العبدي. زياد بن جُبَير: هو ابن حَيَة الثقفي. وقد سلف مختصراً برقم (4449) . (2) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) زيادة: قد. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وقد سلف برقم (4559) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن محمد التميمي= الحديث: 6236 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 358 6238 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْبَيْتِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ " (1) 6239 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَبِيعُ الْإِبِلَ بِالْبَقِيعِ، فَأَقْبِضُ الْوَرِقَ مِنَ الدَّنَانِيرِ، وَالدَّنَانِيرَ مِنَ الْوَرِقِ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتِ حَفْصَةَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رُوَيْدَكَ أَسْأَلُكَ: إِنِّي كُنْتُ أَبِيعُ الْإِبِلَ بِالْبَقِيعِ فَأَقْبِضُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، وَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ، فَقَالَ: " لَا بَأْسَ أَنْ تَأْخُذَهَا بِسِعْرِ يَوْمِهَا مَا لَمْ تَفْتَرِقَا، وَبَيْنَكُمَا شَيْءٌ " (2)   =العنبري. وأخرجه أبو نعيم في"الحلية"، 9/23 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4516) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العمي، وحماد: هو ابنُ سلمة. وانظر (4891) و (5116) . (2) إسناده ضعيف لتفرد سماك برفعه كما تقدم بسطه فىِ الرواية (4883) ، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح، غير إبي كامل، وهو المظَفَر بن مدرك الخراساني، فمن رجال النسائي، وروى له أبو داود في كتاب"التفرد"وهو ثقة. بهز: هو ابن أسد العمي.= الحديث: 6238 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 359 6240 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، سُئِلُوا عَنِ الْعُمْرَةِ قَبْلَ الْحَجِّ فِي الْمُتْعَةِ، فَقَالُوا: " نَعَمْ سُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقْدَمُ فَتَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ تَحِلُّ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ قَبْلَ يَوْمِ عَرَفَةَ بِيَوْمٍ ثُمَّ تُهِلُّ بِالْحَجِّ، فَتَكُونُ قَدْ جَمَعْتَ عُمْرَةً، وَحَجَّةً، أَوْ جَمَعَ اللهُ لَكَ عُمْرَةً وَحَجَّةً " (1)   =وأخرجه الطيالسي (1868) ، وأبو داود (3354) ، والنسائي 7/281 و283، وابنُ ماجه (2262) ، والدارمي 2/259،وابنُ الجارود في"المنتقى" (655) ،والطحاوي في"شرح مشكل الآثار" (1248) ، وابن حبان (4920) ، والدارقطني في "السنن"3/23، والحاكم 2/44، والبيهقي 5/284 و315، وابن عبد البر في "التمهيد"6/292 من طرق، عن حماد بن سلمة، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقال ابن عبد البر: حديث ابن عمر، ثابت صحيح! وأخرجه الطحاوي في"شرح مشكل الآثار"12461) و (1247) من طريقين، عن إسرائيل، به. وقد سلف من طريق حماد برقم (5559) . وانظر (4883) . (1) إسناده ضعيف لضعف شريك، وهو ابن عبد الله النخعي، إسحاق بن يوسف هو المعروف بالأزرق من رجال الشيخين، وعبد الله بن شريك العامري مختلف فيه، فوثقه أحمد وابنُ معين وأبو زرعة والفسوي وابن شاهين وابن خلفون، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي، وقال النسائي في موضع آخر: ليس به بأس،= الحديث: 6240 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 360 6241 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُصَوِّرُ عَبْدٌ صُورَةً،   =وذكره ابن حبان في "المجروحين" بعد أن ذكره في "الثقات"، وقال: يروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثقات، فالتنكب عن حديثه أولى من الاحتجاج به، وقال الحافظ في"التقريب": صدوق يتشيع. وأورده الهيثمي في"المجمع" 3/236، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وعبد الله بن شريك وثقه أبو زرعة وابن حبان، وضعفه أحمد وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: قد وهم الهيثمي رحمه الله، فعبد الله بن شريك قد وثقه أحمد كما سلف، ثم ليس في الِإسناد من رجال الصحيح سوى إسحاق بن يوسف الأزرق. وكون العمرة سنة قبل الحج ثبت في الروايات الصحيحة، انظر حديث ابن عمر المتقدم برقم (4822) و (5700) و (6068) و (6247) . وانظر حديث ابن عباس السالف برقم (2360) . ولم يذكر في مسند عبد الله بن الزبير 4/4 إلا ما رواه إسحاق بن يسار، قال: إنا لبمكة إذ خرج علينا عبد الله بن الزبير، فنهى عن التمتع بالعمرة إلى الحج، وأنكر أن يكون الناس صنعوا ذلك مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبلغ ذلك عبدَالله بن عباس، فقال: وما عِلْم ابنِ الزبير بهذا، فليرجع إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فليسألها ... فبلغ ذلك أسماء، فقالت ... قد والله صدق ابن عباس، لقد حلوا، وأحللنا، وأصابوا النساء. قال الشيخ أحمد شاكر: فالظاهر أن ابن الزبير بعد أن سمع لهذا من أمه صار يفتي به، ويرويه مرفوعاً، ويكون من مراسيل الصحابة، وهي متصلة صحيحة عند أهل العلم. الحديث: 6241 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 361 إِلَّا قِيلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَحْيِ مَا خَلَقْتَ " (1) 6242 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ "، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ فَقَالَتْ: " اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ عُمَرٍ قَدْ عَلِمَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ مِنْهُنَّ عُمْرَةٌ مَعَ حَجَّتِهِ " (2) 6243 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ يُلَقِّنُنَا هُوَ " فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بنِ عبيد الله بن عاصم بن عمر، وانظر ما سلف برقم (4792) . وأخرجه البزار (2996) (زوائد) ، وأبو يعلى (5580) ، والطبراني في"الكبير" (13199) من طريق إسحاق بن يوسف، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (2995) ، والطبراني (13202) من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، به. (2) إسناده ضعيف لضعف شريك- وهو ابن عبد الله النخعي-. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13529) من طريق الِإمام أحمد، بهذا الِإسناد. وانظر (5383) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وشعبة: هو ابن الحجاج. وقد سلف من طريق شعبة برقم (5282) ، وانظر (4565) . الحديث: 6242 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 362 6244 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَشُقَّهُمَا أَوْ لِيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ " (1) 6245 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مُهَاجِرٍ الشَّامِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ، أَلْبَسَهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ شَرِيكٌ: " وَقَدْ رَأَيْتُ مُهَاجِرًا وَجَالَسْتُهُ " (2) 6246 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} [الطلاق: 1] " فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4454) . (2) حديث حسن، ولهذا إسناد ضعيف لضعف شريك- وهو ابن عبد الله النخعي-، وبقية رجاله ثقات، عثمان بن أبي زرعة: هو المغيرة الثقفي، ومهاجر الشامي: هو ابن عمر النبال، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في"الثقات". وسلف برقم (4664) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي= الحديث: 6244 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 363 6247 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: تَمَتَّعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، وَأَهْدَى فَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْيَ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَبَدَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ، ثُمَّ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، وَتَمَتَّعَ النَّاسُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، فَكَانَ مِنَ النَّاسِ مَنْ أَهْدَى (1) فَسَاقَ الْهَدْيَ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُهْدِ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ (2) قَالَ لِلنَّاسِ: " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ أَهْدَى، فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَجَّهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَهْدَى، فَلْيَطُفْ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَلْيُقَصِّرْ، وَلْيَحْلِلْ، ثُمَّ لِيُهِلَّ بِالْحَجِّ، وَلْيُهْدِ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا، فَلْيَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ،   =الزبير- وهو محمدُ بنُ مسلم بن تدرس- فهو من رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وقد صرًح بالتحديث هو وابن جُريج، فانتفت شبهة تدليسهما. عبدُالرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن جُريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وأخرجه مسلم مطولًا (1471) (14) ، والنسائي 6/139 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الِإسناد. وهو عند عبد الرزاق (10960) . وقد سلف برقم (5269) ، ومطولاً برقم (5524) . (1) من قوله: وتمتع الناس ... إلى هنا، ثم يرد في (ظ 14) . (2) قوله: مكة، سقط من (م) . الحديث: 6247 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 364 وَسَبْعَةً إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ "، وَطَافَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ أَوَّلَ شَيْءٍ، ثُمَّ خَبَّ ثَلَاثَةَ أَطْوَافٍ مِنَ السَّبْعِ، وَمَشَى أَرْبَعَةَ أَطْوَافٍ، ثُمَّ رَكَعَ حِينَ قَضَى طَوَافَهُ بِالْبَيْتِ عِنْدَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ (1) ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَانْصَرَفَ، فَأَتَى الصَّفَا، فَطَافَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ لَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ حَتَّى قَضَى حَجَّهُ، وَنَحَرَ هَدْيَهُ يَوْمَ النَّحْرِ، وَأَفَاضَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ حَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَرُمَ مِنْهُ، وَفَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَهْدَى وَسَاقَ الْهَدْيَ مِنَ النَّاسِ (2)   (1) لفظ:"ركعتين"ليس في (ق) و (ظ 1) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد، وعقيل- بضم العين- هو ابن خالد بن عَقِيل- بفتح العين- الأيلي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري. وأخرجه البخاري (1691) ، ومسلم (1227) (174) ، وأبو داود (1805) ، والنسائي 5/151، والبيهقي 5/17 من طرق، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وأخرج البخاري (1603) ، ومسلم (1261) (232) ، والنسائي 5/229، وابن خزيمة (2710) ، والبيهقي 5/73 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين يقدم مكة إذا استلم الركن الأسود أول ما يطوف يَخُب ثلاثة أطواف من السبع. قال الحافظ في"الفتح"، 3/540: يُحتمل أن يكون معنى قوله:"تمتع"محمولًا على مدلوله اللغوي، وهو الانتفاع بإسقاط عمل العمرة والخروج إلى ميقاتها وغيرها، بل قال النووي: إن لهذا هو المتعين: قال: وقوله:"بالعمرة إلى الحج"، أي:= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 365 6248 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَمَتُّعِهِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، وَتَمَتُّعِ النَّاسِ مَعَهُ بِمِثْلِ الَّذِي أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   =بإدخال العمرة على الحج، وقد قدمنا في باب التمتع والقَران تقرير هذا التأويل، وإنما المشكل هنا قوله: بدأ فأهل بالعمرة، ثم أهل بالحج، لأن الجمع بين الأحاديث الكثيرة في هذا الباب استقر كما تقدم على أنه بدأ أولًا بالحج، ثم أدخل عليه العمرة، وهذا بالعكس، وأجيب عنه بأن المراد به صورة الإهلال، إي: لما أدخل العمرة على الحج لبَى بهما، فقال: لبيك بعمرة وحجة معاً، وهذا مطابق لحديث أنس المتقدم، لكن قد أنكر ابن عمر ذلك على إنس، فيحتمل أن يكون إنكار ابن عمر عليه كونه أطلق أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع بينهما، أي: في ابتداء الأمر، ويعين هذا التأويل قوله في نفس الحديث: وتمتع الناس ... إلخ، فإن الذين تمتعوا إنما بدؤوا بالحج، لكن فسخوا حجهم إلى العمرة، حتى حلوا بعد ذلك بمكة، ثم حجوا من عامهم. وقال السندي: قوله: تمتع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأن المراد بالتمتع أنه أدى العمرة قبل الحج، أو أحرم بها قبل الِإحرام به، وإن كان قد جمع بينهما في الإِحرام، فمرجعه القِران الذي جاء في نسكه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد جاء عن ابن عمر أنه أنكر على أنس في قوله: إنه قرن، فكأنه تحقق الأمر عنده بعد ذلك، فرجع إليه، والله تعالى أعلم. قوله: ثم خب، أي: رمل. وانظر (4480) و (4618) و (4628) و (4641) و (4822) و (6068) و (6082) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1692) ، ومسلم (1227) (175) ، والبيهقي في"السنن"= الحديث: 6248 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 366 6249 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ يَخْطُبُ فَقَالَ: " أَلَا وَإِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " يَعْنِي الْمَشْرِقَ (1) 6250 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُنَفِّلُ بَعْضَ مَنْ يَبْعَثُ مِنَ السَّرَايَا لِأَنْفُسِهِمْ خَاصَّةً، سِوَى قَسْمِ (2) عَامَّةِ الْجَيْشِ،   = 5/17- 18 من طرق، عن الليث، بهذا الإسناد. قال الحافظ في"الفتح"3/541: قد تعقب المهلبُ قولَ الزهري:"بمثل الذي أخبرني سالم"، فقال: يعني مثله في الوهم، لأن أحاديث عائشة كلها شاهدة بأنه حج مفرداً، قلت: وليس وهماً، إذ لا مانع من الجمع بين الروايتين بمثل ما جمعنا به بين المختلف عن ابن عمر، بأن يكون المراد بالِإفراد في حديثها البداءة بالحج، وبالتمتع بالعمرة إدخالها على الحج، وهو أولى من توهيم جبل من جبال الحفظ، والله علم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وانظر (4751) . (2) وقع في (ظ 14) : سوى النفل سوى قسم، بزيادة "سوى النفل"، وكتبت هذه الزيادة في هامش (س) ، والصواب أن كلمة"سوى" فيها مقحمة، وقد كتبت كلمة "النفل" وحدها في هامش (ق) و (ظ 1) ، ووردت عند أبي داود والحاكم، وتكون العبارة: ... لأنفسهم خاصة النفل سوى قسم. الحديث: 6249 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 367 وَالْخُمُسُ فِي ذَلِكَ وَاجِبٌ لِلَّهِ تَعَالَى " (1) 6251 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَّعَ، وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ "، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا} [الحشر: 5] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (2) 6252 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَمْنَعُوا، يَعْنِي النِّسَاءَ (3) ، الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا " قَالَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3135) ، ومسلم (1750) (40) ، وأبو داود (2746) ، والحاكم 2/133، والبيهقي 6/313-314، والبغوي (2727) من طرق، عن ليث، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: هو مخرج فيهما كما سلف. وأخرجه بنحوه مسلم (1750) (38) و (39) ، والبيهقي 6/313 من طريق يونس، عن الزهري، به. وانظر (4579) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (6054) ، وانظر (4532) . (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر وهامش (س) : نساءكم. وجاءت كلمة:= الحديث: 6251 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 368 بِلَالُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ: فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ حِينَ قَالَ ذَلِكَ: " فَسَبَّهُ " (1) 6253 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ، " وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهَا "، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ (2) 6254 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيِ الْجِنَازَةِ، وَقَدْ "   ="يعني" في هامش (ظ 14) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسلف برقم (4522) ، وانظر (5021) . (2) رجاله ثقات رجال الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وعُقَيل بن خالد: هو ابن عَقِيل الأيلي، وابنُ شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري. وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الآثار"1/480 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، به. وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الآثار" 1/479- 480، والطبراني في "الكبير" (13135) من طرق، عن عقيل، به. وقد سلف برقم (4539) . الحديث: 6253 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 369 كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يَمْشُونَ أَمَامَهَا " (1) 6255 - حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ "، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُثْمَانَ رَكْعَتَيْنِ، صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ ثُمَّ أَتَمَّهَا بَعْدُ عُثْمَانُ (2) 6256 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ " فَذَكَرَهُ (3)   (1) هو مكرر (4940) سنداً ومتناً. (2) إستناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مبشر بن إسماعيل: وهو الحلبي، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً متابعة، واحتج به الباقون. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وقد سلف برقم (4652) ، ومختصراً برقم (4533) . (3) إستناده صحيح على شرط الشيخين، هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو ابن عبد الله المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (1655) ، والنسائي في"المجتبى"3/121، وفي"الكبرى" (4179) من طريقين، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4533) . الحديث: 6255 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 370 6257 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، قَالَ (1) : وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنًا، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ (2) "، قِيلَ لَهُ: فَالْعِرَاقُ قَالَ: " لَا عِرَاقَ يَوْمَئِذٍ " (3) 6258 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عُمَرَ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَزْعُمُ أَنَّ الْوَتْرَ لَيْسَ بِحَتْمٍ؟ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (4)   (1) كلمة:"قال"ليست في (ظ 14) . (2) جاء قوله: ولأهل اليمن يلملم، في (ظ 14) قبل قوله: ولأهل نجد قرناً. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صدقة بن يسار- وهو الجزري المكي -، فمن رجال مسلم، جرير: هو ابن عبد الحميد. وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الآثار"2/117 من طريق جرير بن عبد الحميد، به. وقد سلف برقم (5492) ، وانظر (4455) . (4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وحبيب- وهو ابن أبي ثابت - متابع، جرير: هو ابن عبد الحميد، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه النسائي في"المجتبى"3/227، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/278، من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5937) ، وانظر (4492) . قوله:"إن أبا هريرة يزعم إن الوتر ليس بحتم"، قال السندي: أي: ليس بواجب، بل هو سنة، ولهذا الذي عليه جمهور أهل العلم.= الحديث: 6257 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 371 6259 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَنْزِلِهِ، فَمَرَرْنَا بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَهُ، وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا، فَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ اللهُ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا " (1) 6260 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، وَابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ تَطَوُّعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ " قَالَ: وَأَخْبَرَتْنِي حَفْصَةُ: " أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ " (2)   =وقوله:"قال: سأل رجل"، قال: كأنه أراد أن ظاهر الأمر في الحديث يقتضي وجوبه، كما هو قول أبي حنيفة، لكنه لم يصرح بذلك على ما هو دأبه من الاحتراز عن التصريح عما لم يأت التصريح به في الحديث والكتاب، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن ابي وحشية. وهو مكرر (5587) سنداً ومتناً. (2) حديث صحيح. ابن سيرين- وهو محمد-، لم يسمع من ابن عمر إلا حديثين، وإرسل عنه نحواً من ثلاثين حديثاً، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين، هشيم: هو ابن بشير، ومنصور: هو ابن زاذان، وابن عون: هو عبد الله البصري. وقد مرّ في الرواية رقم (5739) الواسطة التي سمع منها ابن سيرين وهو= الحديث: 6259 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 372 6261 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَرِّضُ رَاحِلَتَهُ، وَيُصَلِّي إِلَيْهَا " (1) 6262 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُصَوِّرُونَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (2) 6263 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ إِزَارٌ يَتَقَعْقَعُ، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: " إِنْ كُنْتَ عَبْدَ اللهِ فَارْفَعْ إِزَارَكَ "، فَرَفَعْتُ إِزَارِي إِلَى نِصْفِ السَّاقَيْنِ " فَلَمْ تَزَلْ   =المغيرةُ بن سَلْمان الخزاعي، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال أحمد فيما رواه عنه ابنه عبد الله: هو معروف. وأخرجه ابنُ عدي في"الكامل" 5/1694 من طريق عمار بن المختار، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، بهذا الِإسناد. وعمار بن المختار يُحدَث بالبواطيل عن يونس بن عبيد وغيره. (1) هو مكرر (4468) سنداً ومتناً. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، فإنه ينزل عن رتبة الصحيح، وقد سلفت له ترجمة عند الحديث رقم (1862) ، وقد تابعه في هذا الحديث عبد العزيز بن عبد الصمد برقم (4475) ، ووهيب بن خالد برقم (5767) ، وحماد بن زيد برقم (6084) . الحديث: 6261 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 373 إِزْرَتَهُ حَتَّى مَاتَ " (1) 6264 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَيَنَّ اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا " (2) 6265 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحمن الطفَاوي، فقد روى له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي، وهو حسن الحديث. أيوب: هو السختيانى. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"5/123، وأشار إلى الرواية الآتية برقم (6340) ، وقال: رواه كله أحمد والطبراني في"الأوسط"بإسنادين، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح. وقد سلف بنحوه برقم (5693) . قوله:"يتقعقع"، قال السندي: أي: يتصوت لكونه جديداً، كما سيجيء في رواية، ولم ينه عنه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذه الجهة، وإنما نهى عنه من جهة طوله، وهو غير مذكور هاهنا. وقوله:"فلم تزل"، قال: أي: جَعْل الإزار إلى النصف. وقوله:"إزرته"، قال: بالنصب على أنه خبر لم تزل، وهو بكسر الهمزة للهيئة، أي: لم يزل ذلك اللبس كيفية لبس إزار ابن عمر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وقد سلف برقم (4450) . الحديث: 6264 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 374 الْمَسْجِدِ فَحَتَّهَا بِيَدِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى تِلْقَاءَ وَجْهِ أَحَدِكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي صَلَاتِهِ " (1) 6266 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، خَرَجَ حَاجًّا، فَأَحْرَمَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فِي بَرْدٍ شَدِيدٍ، فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَانْتَبَهَ، فَقَالَ: مَا أَلْقَيْتَ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: بُرْنُسًا، قَالَ: تُلْقِيهِ عَلَيَّ وَقَدْ حَدَّثْتُكَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا عَنْ لُبْسِهِ؟ " (2) 6267 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (3) 6268 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن الطفاوي شيخ أحمد فهو حسن الحديث، وقد تابعه إسماعيل ابن عُلية عند المصنف. وقد سلف برقم (4509) ، وباقي رجال الِإسناد ثقات رجال الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. (2) حديث صحيح. ولهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. نافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4856) ، ومطولا برقم (4482) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (4466) سنداً ومتناً. الحديث: 6266 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 375 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " إِنْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْبَيْتِ فَعَلْنَا، كَمَا فَعَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَالَتْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ، فَحَلَقَ وَرَجَعَ " وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 6269 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ " قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " رَحِمَ اللهُ الْمُحَلِّقِينَ "، فَقَالَ فِي الرَّابِعَةِ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (2) 6270 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانُوا (3) ثَلَاثَةً   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وعبيد الله: هو عمر بن حفص العمري. وأخرجه بنحوه مسلم (1230) (181) عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، الإسناد. وقد سلف برقم (4480) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه مسلم (1301) (318) ، وابن ماجه (3044) ، وابن الجارود (485) من طريق ابن نمير، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4657) . (3) في (س) : كان. نسخة. الحديث: 6269 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 376 فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ " (1) 6271 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قالَ: " اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ فَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُمَرَ، ثُمَّ كَانَ فِي يَدِ عُثْمَانَ نَقْشُهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ " (2) 6272 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ دَخَلَ مَكَّةَ اسْتَلَمَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَالرُّكْنَ الْيَمَانِي، وَلَمْ يَسْتَلِمْ غَيْرَهُمَا مِنَ الْأَرْكَانِ " (3) 6273 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/581، ومن طريقه مسلم (2183) عن عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4450) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4734) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج- وهو ابن أرطاة وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح، وابن أبي مُليكة: هو عبد الله بن عبيد الله، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الدارقطني في"السنن"2/255 من طريق ابن نمير، به. وقد سلف برقم (5945) ، وانظر (4672) . الحديث: 6271 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 377 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا نَصَحَ الْعَبْدُ لِسَيِّدِهِ، وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ، كَانَ لَهُ الْأَجْرُ (1) مَرَّتَيْنِ " (2) 6274 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا أَنْ يَتُوبَ " (3) 6275 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا نَشْتَرِي الطَّعَامَ مِنَ الرُّكْبَانِ جُزَافًا، " فَنَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَبِيعَهُ حَتَّى نَنْقُلَهُ (4) مِنْ مَكَانِهِ " (5) 6276 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) في (ق) : من الأجر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1664) ، وأبو نعيم في "الحلية"10/403، والقضاعي (1400) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الِإسناد، وقرن بابن نمير عند مسلم والقضاعي أبا أسامة- حماد بن أسامة-. وقد سلف برقم (4673) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4729) . (4) في (س) وهامش (ق) و (ظ 1) : ننتقله. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف بنحوه برقم (4736) ، وانظر (4517) . الحديث: 6274 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 378 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَخْطُبُ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، وَلَا يَبِيعُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، إِلَّا بِإِذْنِهِ " (1) 6277 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا " (2) 6278 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِنْ أُمِرَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، عبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه عبد بن حميد في"المنتخب" (756) ، والبيهقي 5/344 و7/180 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2081) ، وابن حبان مختصراً برقم (4966) من طريق ابن نمير، به. وقد سلف برقم (4722) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (98) ، وأبو عوانة 1/58 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4467) . الحديث: 6277 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 379 بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ " (1) 6279 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ (2) فِي مَمْلُوكٍ، فَعَلَيْهِ عِتْقُهُ كُلُّهُ، إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ يَبْلُغُ ثَمَنَهُ قُوِّمَ [عَلَيْهِ] قِيمَةَ عَدْلٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ " (3) 6280 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَحَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1839) ، وابن الجارود (1041) ، وأبو عوانة 4/450، والبيهقي 3/127 من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4668) . قوله:"السمع والطاعة"، قال السندي: أي: لأولي الأمر. "على المرء المسلم": ظاهره وجوب الطاعة في غير المعصية فيلزم صيرورة المباح واجبا بأمر الِإمام، بل وصيرورة المكروه أيضاً إلا أن يقال: المراد بالمعصية ما يعم المكروه، والله تعالى أعلم. (2) لفط:"له"نسخة في هامش (س) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 6/482، ومسلم (1501) و3/1286، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/106، والبيهقي في "السنن"10/279 من طريق عبد الله بن نمير، به. وأخرجه البيهقي في"السنن" 10/279 من طريق محمد بن عبيد، به.= الحديث: 6279 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 380 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ كَفَّرَ أَخَاهُ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا " (1) 6281 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رُفِعَ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ " (2) 6282 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتَلَقَّى السِّلَعُ حَتَّى تَدْخُلَ الْأَسْوَاقَ " (3) 6283 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ،   =وقد سلف برقم (4451) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (60) ، وابن منده في"الِإيمان" (520) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الِإسناد. وقرنا بابن نميرٍ محمد بن بشر. وأخرجه أبو عَوانة 1/21-22 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر، به. وأنظر (4745) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1735) (9) من طريق ابن نمير، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4648) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (4738) . الحديث: 6281 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 381 عَنْ نَافِعٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: " كَذَا قَالَ أَبِي " " كَانَ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ يَتَوَضَّئُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَيُشْرِعُونَ فِيهِ جَمِيعًا " (1) 6284 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، وَحَمَّادٌ يَعْنِي أَبَا أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ، خَرَجَ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرَةِ، وَيَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَرَّسِ " قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " وَإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَ مِنْ ثَنِيَّةِ الْعُلْيَا وَيَخْرُجُ مِنْ ثَنِيَّةِ السُّفْلَى " (2) 6285 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي - يَعْنِي يَقْرَأُ -، السَّجْدَةَ (3) فِي غَيْرِ صَلَاةٍ، فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ مَعَهُ، حَتَّى رُبَّمَا لَمْ يَجِدْ   (1) حديث صحيح، وهذا الإسناد ظاهره الإِرسال، وقد سلف بأسانيد متصلة برقم (4481) و (5799) و (5928) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/111، ومن طريقه مسلم (1257) ، عن ابن نمير، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود- مقطعاً- برقم (1866) و (1867) من طريق حماد أبي أسامة، به. وقد سلف مختصراً برقم (4625) . (3) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) : كان يقرأ تنزيل السجدة. خ. وفي هامش= الحديث: 6284 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 382 أَحَدُنَا مَكَانًا يَسْجُدُ فِيهِ " (1) 6286 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ " إِذَا خَرَجَ يَوْمَ الْعِيدِ يَأْمُرُ بِالْحَرْبَةِ، فَتُوضَعُ (2) بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، وَالنَّاسُ وَرَاءَهُ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السَّفَرِ "، فَمِنْ ثَمَّ اتَّخَذَهَا الْأُمَرَاءُ (3) 6287 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي سُبْحَتَهُ حَيْثُ   = (ظ 1) : كان يصلي، يعني: يقرأ السجدة. نسخة: وهو المثبت. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (1412) من طريق ابن نمير، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4669) . (2) في (ظ 14) : فتوضع له. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (494) ، ومسلم (501) (245) و (246) ، وأبو داود (687) ، والبيهقي 2/269 من طريق ابن نمير، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن ماجه (1305) من طريق علي بن مسهر، عن عبيد الله، به. وفيه: قال نافع: فمن ثم اتخذها الأمراء. وقد سلف برقم (5734) ، وانظر (4614) . وقوله: ومن ثم اتخذها الأمراء، قال الحافظ فىِ"الفتح"1/573: أي: فمن تلك الجهة اتخذ الأمراء الحربة يُخرج بها بين أيديهم في العيد ونحوه، وهذه الجملة الأخيرة فصلها علي بن مسهر من حديث ابن عمر، فجعلها من كلام نافع كما أخرجه ابن ماجه، وأوضحته في كتاب"المدرج". الحديث: 6286 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 383 تَوَجَّهَتْ بِهِ نَاقَتُهُ " (1) 6288 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَدْرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ فِي رَكْبٍ، وَهُوَ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَلْيَحْلِفْ (2) حَالِفٌ بِاللهِ أَوْ لِيَسْكُتْ " (3) 6289 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ ثَلَاثًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ " (4) 6290 - [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ: يَحْيَى بْنُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (700) (31) ، والبيهقي 2/4 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (4470) . (2) في هامش (س) : يحلف، وفي هامش (ظ 1) : فيحلف. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1646) (4) ، وابن حبان (4361) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4523) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1338) (413) ، وابن حبان (2729) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4615) . الحديث: 6288 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 384 سَعِيدٍ مَا أَنْكَرْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا حَدِيثَ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَافِرِ امْرَأَةٌ سَفَرًا ثَلَاثًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ " قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ (1) 6291 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ " (2) 6292 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عُمَرَ، أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ، كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَهُ وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ   (1) سلف الكلام على هذا التعليل عند الحديث رقم (4615) . وأما الإسناد عبد الرزاق الذي ساقه المصنف، فهو ضعيف لضعف العمري- وهو عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم أخو عبيد الله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه مسلم ص 1538 (24) ، والطحاوي 4/204، والبيهقي 9/329 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الِإسناد. وقرن مسلم والبيهقي بنافع سالم بن عبد الله. وقد سلف برقم (5787) ، وسيأتي برقم (6310) . الحديث: 6291 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 385 مِنْ أَيَّامِ اللهِ تَعَالَى، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ " (1) 6293 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ قِيمَتُهُ ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (2) 6294 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ " (3) 6295 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: سَأَلَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ابْنَ عُمَرَ: فِي أَيِّ شَهْرٍ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فِي رَجَبٍ فَسَمِعَتْنَا عَائِشَةُ، فَسَأَلَهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَخْبَرَهَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/55، ومسلم (1126) (117) ، والبيهقي 4/289 من طريق ابن نمير، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4483) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1686) (6) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار"3/162 من طريق ابن نمير، بهذا الإِسناد. وتحرف في مطبوع"المعاني"عبيد الله إلى: عبد الله. وقد سلف برقم (5157) ، وانظر (4503) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2120) من طريق ابن نمير، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4973) ، وانظر (4473) . الحديث: 6293 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 386 بِقَوْلِ ابْنِ عُمَرَ؟ فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، " مَا اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمْرَةً إِلَّا قَدْ شَهِدَهَا، وَمَا اعْتَمَرَ عُمْرَةً قَطُّ إِلَّا فِي ذِي الْحِجَّةِ " (1) 6296 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْذَنُوا لِلنِّسَاءِ فِي الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ "، فَقَالَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: وَاللهِ لَنَمْنَعُهُنَّ، يَتَّخِذْنَهُ دَغَلًا لِحَوَائِجِهِنَّ فَقَالَ: " فَعَلَ اللهُ بِكَ وَفَعَلَ، أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ: لَا نَدَعُهُنَّ؟! (2) 6297 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه دون قصة عائشة الطبراني في"الكبير" (13526) من طريق أبي جعفر الرازي، عن الآعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن مجاهد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13535) من طريق حبيب بن حسان أخي أشرس، عن مجاهد، به. ولفظه عن ابن عمر أنه كان مستنداً إلى حجرة عائشة فسئل: في أي شهر اعتمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: في رجب. وقد سلف برقم (5383) . وقول عائشة رضي الله عنها: ما اعتمر عمرة قط إلا في ذي الحجة، خالفته الروايات الآخرى في الباب، وقد ذكرناها عند الحديث (5383) ، وانظر في ذلك "الفتح"3/600. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد صرح الأعمش بالتحديث في الرواية رقم (6101) . مجاهد: هو ابن جبر. وقد سلف برقم (4522) ، ومضى شرحه برقم (5021) . الحديث: 6296 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 387 عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسَمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا " (1) 6298 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَثَلَ الْمُنَافِقِ مَثَلُ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ، تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً، وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً، لَا تَدْرِي أَيَّهُمَا (2) تَتْبَعُ " (3) 6299 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاصَلَ فِي رَمَضَانَ، فَرَآهُ النَّاسُ، فَنَهَاهُمْ (4) ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ فَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (1762) ، وأبو عوانة 4/151، والدارقطني 4/102، والبيهقي في"السنن"6/325 من طرق، عن عبد الله بن نمير، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4448) . (2) في (ظ 14) : أيها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مسلم (2784) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5079) ، وانظر (4872) . (4) "فنهاهم": ليست في (م) . الحديث: 6298 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 388 مِثْلَكُمْ، إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى " (1) 6300 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا " (2) 6301 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ، يُحَدِّثُ طَاوُسًا، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَلَا تَغْزُو؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ بُنِيَ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ (3) ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/82، ومسلم (1102) (56) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4721) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (751) (151) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وسلف من طريق محمد بن عبيد برقم (5794) . وقد سلف برقم (4710) ، وانظر (4492) . (3) في (م) زيادة: وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، ولم ترد في أي من النسخ الخطية. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حنظلة: هو ابن إبي سفيان الجمحي،= الحديث: 6300 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 389 6302 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُشِيرُ بِيَدِهِ يَؤُمُّ الْعِرَاقَ: " هَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، هَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا، - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ   =وعكرمة بن خالد: هو ابن سعيد بن العاص المخزومي. وأخرجه مسلم (16) (22) من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (8) ، والترمذي (2609) ، والنسائي 8/107، والدولابي في "الكنى"1/80، وابن خزيمة (308) ، وابن حبان (158) و (1446) ، والآجري في "الشريعة"ص 106، وابن منده في"الإيمان" (40) و (148) ، وأبو نعيم في"أخبار أصبهان"1/146، والبيهقي في"السنن"1/358، والبغوي في"شرح السنة" (6) من طرق، عن حنظلة، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد سلف برقم (6015) و (4798) . قلنا: حذف الشهادة الثانية:"وأن محمداً رسول الله"، هو الموافق لرواية مسلم والنسائي والدولابي وابن خزيمة وابن حبان وابن منده في إحدى روايتيه وأبي نعيم والبيهقي. قال النووي في"شرح صحيح مسلم"1/179: وأما اقتصاره في الرواية الرابعة على إحدى الشهادتين فهو إما تقصير من الراوي في حذف الشهادة الأخرى التي أثبتها غيره من الحفاظ، وإما أن يكون دققت الرواية من أصلها هكذا، ويكون الحذف للاكتفاء بأحد القرينين، ودلالته على الآخر المحذوف، والله أعلم. قلنا: قد وقع في مطبوع شرح النووي:"القرينتين"، وهو خطأ. قوله:"إن رجلًا قال لعبد الله بن عمر: ألا تغزو؟ "قال السندي: كأنه أراد ألا تغزو مع ان الغزو من أركان الِإسلام أو نحو ذلك، وفهم ابن عمر ذلك، أو لعل ذلك كان مذكوراً في كلام السائل، وإنما تركه بعض الرواة كما يفهم من بعض الروايات، وبهذا يظهر موافقة الجواب للسؤال، وإلا فلا يظهر، والله تعالى أعلم. الحديث: 6302 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 390 مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ " (1) 6303 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ، سَمِعْتُ سَالِمًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ " (2) 6304 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ إِلَى الْمَسَاجِدِ (3) فَأْذَنُوا لَهُنَّ " (4) 6305 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (4751) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه مسلم (442) (137) من طريق ابن نمير، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (865) ، وأبو يعلى (5510) من طريقين عن حنظلة، به. وعند البخاري زيادة لفظة:"بالليل". وقد سلف برقم (4522) ومضى الحديث عن زيادة"بالليل"في الرواية (5211) ، ومضى شرح معناها برقم (5021) . (3) في (ظ 14) : المسجد. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البُرْساني. وهو مكرر ما قبله، وسلف برقم (4522) . (5) وقع في النسخ الخطية عدا (ظ 14) : سالم بن عبد الله، وهو خطأ، ووقع في (ظ 14) : سالم، غير منسوب، ووقع فيها في الرواية (4650) : سالم أبي عبد الله - وهو البراد-، وهو الصواب، وجاء كذلك في الِإسناد السالف برقم (4867) ، وفي= الحديث: 6303 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 391 عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَهُ قِيرَاطٌ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مِثْلُ قِيرَاطِنَا هَذَا؟ قَالَ: " لَا، بَلْ مِثْلُ أُحُدٍ أَوْ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ " (1) 6306 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، قَالَ: مُحَمَّدٌ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَدِهِ حَصَاةٌ، يَحُكُّ بِهَا نُخَامَةً رَآهَا فِي الْقِبْلَةِ، وَيَقُولُ: " إِذَا (2) صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ تُجَاهَهُ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا صَلَّى، فَإِنَّمَا قَامَ يُنَاجِي رَبَّهُ تَعَالَى " قَالَ مُحَمَّدٌ: " وِجَاهَ " (3)   ="التاريخ الكبير"4/108-109، وصرح به البزار في"زوائده"1/390، ووهم الناسخون هنا، فكتبوه: سالم بن عبد الله. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سالم البراد، فمن رجال أبي داود والنسائي، وهو ثقة. لكن في هذا الإسناد علة ذكرناها عند الحديث (4650) . فانظره. وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد"3/30، ونسبه إلى أحمد والطبراني في "الكبير"و"الأوسط"، وقال: ورجاله ثقات. وقد سلف برقم (4650) و (4867) . قوله:"قال: لا، بل مثل أحد، أو أعظم من أحد"، قال السندي: يحتمل أنه شك من الراوي، ويحتمل أن"أو"بمعنى"بل"، أي: بل أعظم من أحد، والثاني هو الذي تدل عليه الروايات. (2) في (ق) و (ظ 1) : إذا ما، وكتبت في هامش (س) . (3) حديث صحيح، وهذ! إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وباقي= الحديث: 6306 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 392 6307 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ "، وَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ ذَلِكَ الْبَيْعَ، يَبْتَاعُ الرَّجُلُ بِالشَّارِفِ حَبَلَ الْحَبَلَةِ، فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِهِ: " حَبَلَ الْحَبَلَةِ فَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ " (1) 6308 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي دِهْقَانَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسٌ، فَدَعَا بِلَالًا بِتَمْرٍ عِنْدَهُ، فَجَاءَ بِتَمْرٍ أَنْكَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا التَّمْرُ؟ " فَقَالَ: التَّمْرُ الَّذِي كَانَ عِنْدَنَا أَبْدَلْنَا صَاعَيْنِ بِصَاعٍ، فَقَالَ: " رُدَّ عَلَيْنَا تَمْرَنَا " (2)   = رجاله ثقات رجال الشيخين. يعلى ومحمد ابنا عبيد: هما الطنافسيان. وقد سلف برقم (4877) . وقوله: وجاه، بكسر الواو وضمها، أي: مقابله وحذاءه. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. محمد بن إسحاق، مدلس، وقد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات من رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4491) و (4640) . قوله:"يبتاع الرجل بالشارف حبل الحبلة"، قال السندي: بشين معجمة: الناقة المسنة. (2) حديث حسن، وأبو دهقانة في عداد المجهولين.= الحديث: 6307 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 393 6309 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الَّذِي يَكْذِبُ عَلَيَّ يُبْنَى لَهُ بَيْتٌ فِي النَّارِ " (2) 6310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، وَسَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ " (3) 6311 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي   =وأخرجه عبد بن حميد (825) عن يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4728) . قوله:"بتمرٍ أنكره"، قال السندي: أي: ما عرفه. (1) في هامش (س) : عن عبد الله بن عمر، وكتب تحتها: هذه النسخة بدل قوله. عن أبيه. (2) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. وهو مكرر (5798) . (3) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي امية الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (4218) ، والنسائي في"الكبرى" (6646) ، وابن الجارود (883) ، وأبو عوانة 1/165، والبيهقي 9/329، من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5787) . الحديث: 6309 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 394 الزُّبَيْرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَارِقِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ كَبَّرَ ثَلَاثًا " ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 14] ثُمَّ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِي هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ، وَاطْوِ لَنَا الْبَعِيدَ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا، وَاخْلُفْنَا فِي أَهْلِنَا " وَكَانَ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، قَالَ: " آيِبُونَ تَائِبُونَ إِنْ شَاءَ اللهُ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا (1) حَامِدُونَ " (2)   (1) قوله: لربنا، سقط من طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل- وهو مظفر بن مدرك الخراساني-، فقد روى له النسائي، وأبو داود في كتاب"التفرد"، وهو ثقة، أبو الزبير: وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، صرح بالتحديث في الرواية رقم (6374) ، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه الترمذي (3447) من طريق عبد الله بن المبارك، والدارمي مختصراً 2/290 من طريق يحيى بن حسان، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وفي الباب عن علي عند الترمذي (3446) . وسيأتي بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (6374) ، وانظر (4496) . قوله:"كبر ثلاثاً"قال السندي: تنبيهاً على أن اللائق بمن ارتفع مكاناً أن يحضر عند ذلك كبرياءه تعالى. وقوله:"اصحبنا"، أي: كن لنا صاحباً معيناً.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 395 6312 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي سَالِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: وَاللهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَحْمَرُ قَطُّ وَلَكِنَّهُ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ (1) ، يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، يَنْطُفُ رَأْسُهُ أَوْ يُهَرَاقُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ مَرْيَمَ، قَالَ (2) : فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ، جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا الدَّجَّالُ، أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ " قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: " رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ، مِنْ بَالْمُصْطَلِقِ (3) ، مَاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ " (4)   ="اخلفنا"، أي: كن لنا خليفة في الأهل. (1) فىِ (ظ 14) : الشعرة. (2) في (ظ 14) : ثم قال. (3) في (ق) : من بني المصطلق. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل- وهو مظفر بن مدرك-، فقد روى له النسائي، وأبو داود في كتاب"التفرد". إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (3441) عن أحمد بن محمد المكي، وأبو عوانة 1/147- 148 من طريق يعقوب بن إبراهيم، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (6033) . الحديث: 6312 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 396 6313 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنَّ الْوَلَاءَ لِمَنْ أَعْتَقَ " (1) 6314 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا صَلَاةُ الْعِشَاءِ، فَلَا يَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى أَسْمَاءِ صَلَاتِكُمْ (2) ، فَإِنَّهُمْ يُعْتِمُونَ عَنِ الْإِبِلِ " (3) 6315 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) حديث صحيح، ابن جُريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز مدلس، ولم يصرح بالسماع، وبقية رجاله ثقات. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسليمان بن موسى: هو الأشدق، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (4817) . (2) في (ظ 14) و (س) : صلواتكم. وفي هامش الأخيرة: "صلاتكم". (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي لبيد، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري متابعة. سفيان: هو الثوري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2151) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/369. وقد سلف برقم (4572) و (4688) . الحديث: 6313 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 397 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَبْعَثُنَا فِي أَطْرَافِ الْمَدِينَةِ، فَيَأْمُرُنَا أَنْ لَا نَدَعَ كَلْبًا إِلَّا قَتَلْنَاهُ، حَتَّى نَقْتُلَ الْكَلْبَ لِلْمُرَيَّةِ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ " (1) 6316 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ النَّجْرَانِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " ابْتَاعَ رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ نَخْلًا، فَلَمْ يُخْرِجْ تِلْكَ السَّنَةَ شَيْئًا، فَاجْتَمَعَا، فَاخْتَصَمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَ تَسْتَحِلُّ دَرَاهِمَهُ؟ ارْدُدْ إِلَيْهِ دَرَاهِمَهُ، وَلَا تُسْلِمُنَّ فِي نَخْلٍ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهُ " فَسَأَلْتُ مَسْرُوقًا: مَا صَلَاحُهُ؟ قَالَ: " يَحْمَارُّ أَوْ يَصْفَارُّ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو بن سعيد الأموي. وقد سلف برقم (4744) . قوله:"حتى نقتل الكلب للمرية" بضم الميم وفتح الراء وتشديد الياء: تصغير المرأة، أي: لو مر بنا امرأة من أهل البادية معها كلب لها نقتله مع حاجتها إلى ذلك الكلب، وكان هذا الأمر في أول الأمر، ثم نسخ- قاله السندي-. (2) إسناده ضعيف لجهالة النجراني، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو السبيعي. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (14320) ، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود (3467) ، وابن عدي في"الكامل"7/2756، والبيهقي 6/24 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان، به.= الحديث: 6316 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 398 6317 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، أَنَّ نَافِعًا، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، حَدَّثَهُمْ (1) : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَطَعَ يَدَ رَجُلٍ سَرَقَ تُرْسًا مِنْ صُفَّةِ النِّسَاءِ، ثَمَنُهُ (2) ثَلَاثَةُ دَرَاهِمَ " (3) 6318 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَلَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْذَنُوا لِلنِّسَاءِ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ " فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: وَاللهِ لَا نَأْذَنُ لَهُنَّ، يَتَّخِذْنَ ذَلِكَ دَغَلًا فَقَالَ: " فَعَلَ اللهُ بِكَ وَفَعَلَ اللهُ بِكَ، تَسْمَعُنِي أَقُولُ: قَالَ رَسُولُ   =وأخرجه ابن ماجه (2284) من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، به. وقد سلف برقم (5067) و (5129) و (5236) . وانظر (4493) . (1) في (ظ 14) : حدثه. (2) في هامش (ق) و (ظ 1) : قيمته. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج: وهو عبد الملك بن عبد العزيز، صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه أبو داود (4386) من طريق أحمد، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (1686) (6) ، والبيهقي 8/256 من طريق عبد الرزاق، به. وأخرجه النسائي 8/77 من طريق حجاج، عن ابن جريج، به. وقد سلف برقم (5517) ، وانظر (4503) . الحديث: 6317 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 399 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَقُولُ أَنْتَ: لَا؟ قَالَ لَيْثٌ (1) : " وَلَكِنْ لِيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ " (2) 6319 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُخْرَجُ بِالْعَنَزَةِ مَعَهُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى، لِأَنْ يَرْكُزَهَا، فَيُصَلِّيَ إِلَيْهَا " (3)   (1) قوله: قال ليث، ليس في (ظ 14) ، وهو نسخة في هامش (س) . (2) حديث صحيح. الأعمش- وهو سليمان بن مهران-: صرح بالتحديث في الرواية رقم (6101) ، وليث: هو ابن أبي سليم، وهو- وإن كان ضعيفاً متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. مجاهد: هو ابن جبر. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (5108) ، ومن طريقه الطبراني في"الكبير" (13471) . وقوله:"ولكن ليخرجن تفلات"، سلف ذكر شواهدها برقم (5725) . وسلف شرح الحديث برقم (5021) ، وسلف برقم (4522) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد الأزدي، وأيوب: هو السختياني. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (2281) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (1769) ، وأبو عوانة 2/51، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (6388) . وقد سلف برقم (5734) ، وانظر (4614) . قوله:"يخرج معه يوم الفطر بعنزة"، قال السندي: الظاهر أنه على بناء الفاعل من الخروج، فإنه الموافق لقوله:"فيركزها"، وقوله:"فيصلي إليها"، وإسناد الخروج إليه غير بعيد. فإنه الآمر بذلك. وكأنه استبعد بعضهم ذلك فضبطه على بناء= الحديث: 6319 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 400 6320 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (1) 6321 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (2) 6322 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادَّهَنَ بِزَيْتٍ غَيْرِ مُقَتَّتٍ، وَهُوَ مُحْرِمٌ " (3)   =المفعول من الإخراج، ويلزم منه زيادة الباء في قوله بعنزة، بخلاف الوجه الأول فإن الباء فيه للتعددية، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في المصنف برقم (2074) . وانظر ما سلف برقم (4545) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19559) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2060) (182) ، وأبو عوانة 5/426، والبيهقي في"الآداب" (558) . وقد سلف برقم (4718) . (3) إسناده ضعيف لضعف فرقد السبخي، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح،= الحديث: 6320 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 401 6323 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ " (1) 6324 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، وَيَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ يَعْقُوبُ: سَمِعْتُ   =غير أبي كامل - وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فمن رجال النسائي، وروى له أبو داود في "التفرد". وقد سلف برقم (4783) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل، وهو: المظفر بن مدرك الخراساني، فمن رجال النسائي، وأخرج له أبو داود في"التفرد"، وهو ثقة، وقد توبع. إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري. وأخرجه الطيالسي (1810) ، والشافعي 1/274، وابن ماجه (1654) من طريق محمد بن عثمان العثماني، وأبو يعلى (5448) عن عبد العزيز بن أبي سلمة العمري، و (5452) من طريق يعقوب بن إبراهيم، خمستهم عن إبراهيم بن سعد، به. وأخرجه البخاري (1900) ، ومسلم (1080) (8) ، والنسائي 4/134، وابن خزيمة (1905) ، والبيهقي 4/204-205 من طريقين، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (5294) ، وانظر (4488) . الحديث: 6323 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 402 رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ، فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " (1) 6325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنِ الْجَهْمِ بْنِ الْجَارُودِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَهْدَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بُخْتِيَّةً (2) ، أُعْطِيَ بِهَا ثَلَاثَ مِائَةِ دِينَارٍ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهْدَيْتُ بُخْتِيَّةً (3) لِي، أُعْطِيتُ بِهَا ثَلَاثَ مِائَةِ دِينَارٍ فَأَنْحَرُهَا، أَوْ أَشْتَرِي بِثَمَنِهَا بُدْنًا، قَالَ: " لَا، وَلَكِنِ انْحَرْهَا إِيَّاهَا " (4)   (1) إسناداه صحيحان. فقد رواه عن أبي كامل، عن إبراهيم، عن الزهري، وهذا إسناد صحيح. أبو كامل ثقة. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ورواه عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن الزهري، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (4545) . (2) في (ظ 14) : نجيبة. (3) في (ظ 14) : نجيبة. (4) إسناده ضعيف. جهم بن الجارود لم يذكروا في الرواة عنه غير أبي عبد الرحيم، وهو خالد بن أبي يزيد الحراني، وقال البخاري في"التاريخ الكبير" 2/230: لا يُعرف لجهم سماع من سالم، وقال الذهبي في"الميزان": فيه جهالة. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الباهلي الحراني. وأخرجه البخاري في"التاريخ الكبير"2/230، وأبو داود (1756) ،والبيهقي في"السنن"5/241-242 من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد.= الحديث: 6325 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 403 6326 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ فِيهَا تَمَاثِيلُ طَيْرٍ وَوَحْشٍ فَقُلْتُ: أَلَيْسَ يُكْرَهُ هَذَا قَالَ: لَا إِنَّمَا يُكْرَهُ مَا نُصِبَ نَصْبًا، حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ (1) ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ - وَقَالَ حَفْصٌ مَرَّةً: - كُلِّفَ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ " (2) 6327 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (3)   =قال أبو داود: هذا لأنه كان أشعرها. قال السندي: قوله:"ولكن انحرها إياها"تأكيد للمتصل المنصوب بالمنفصل، والحديث يدل على أن الأغلى ثمنا أولى في الأضحية والأهنأ من الكبير، وليس المطلوب التصدق باللحم الكثير، وإنما المطلوب تعظيم شعائر الله جل ذكره وثناؤه. (1) قوله:"عبد الله بن عمر"، ليس في (ق) ولا (ظ 14) . وهو نسخة في هامش (س) و (ظ 1) . (2) المرفوع منه صحيح سلف الكلام عليه برقم (4792) ، وإسناده هنا ضعيف لضعف ليث- وهو ابن أبي سليم-. وأخرج المرفوع منه البزار (2994) (زوائد) عن عمرو بن علي، عن المعتمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، بهذا الإسناد. (3) حديث صحيح، زهير- وهو ابن معاوية-، وإن سمع من أبي إسحاق- وهو= الحديث: 6326 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 404 6328 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ (1) ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ كُلَّمَا رَكَعَ، وَكُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ " (2) 6329 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = عمرو بن عبد الله السبيعي- بعد التغير، متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل- وهو مظفر بن مدرك الخراساني-، فمن رجال النسائي، وأخرج له أبو داود في كتاب"التفرد"، وهو ثقة. وقد سلف من طريق أبي إسحاق برقم (5008) (5961) ، وسلف برقم (4466) . (1) في (م) : عن ابن كليب، بزيادة عن، وهو خطأ. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن كليب، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. واخرجه ابن أبي شيبة 1/235 -236، والبخاري في"رفع اليدين" (26) ، وأبو داود (743) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الِإسناد. ولم يذكر أبو داود في حديثه فعل ابن عمر. وأخرج ابن أبي شيبة 1/234 عن عبد الله بن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن محارب، قال: لو رأيت عبد الله بن عمر إذا قام إلى الصلاة قال هكذا، ورفع يديه حذو وجهه، وانظر ما سلف برقم (4540) . الحديث: 6328 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 405 أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، يُسْأَلُ (1) عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ حَائِضًا؟ فَقَالَ: أَتَعْرِفُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ حَائِضًا، فَذَهَبَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، " فَأَمَرَهُ أَنْ يُرَاجِعَهَا " -، قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْهُ يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ -، قَالَ رَوْحٌ مُرْهُ: أَنْ يُرْجِعَهَا (2) (3) 6330 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رُؤْيَا (4) قَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا، فَأَقُصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا عَزَبًا، فَكُنْتُ أَنَامُ   (1) في (ق) و (ظ 1) : سئل. (2) المثبت من (ظ 14) ، ووقع في بقية النسخ: يراجعها. وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: مره أن يُراجعها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وروح: هو ابن عبادة، وابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن كيسان اليماني. وهو عند عبد الرزاق في"المصنف" (10961) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1471) (13) . وقد سلف مطولًا برقم (4500) . (4) في هامش (س) : الرؤيا. نسخة. الحديث: 6330 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 406 فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي، فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ، فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ، وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ (1) ، وَإِذَا فِيهَا نَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، فَلَقِيَهُمَا مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَعْ (2) ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ " قَالَ سَالِمٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بعدُ (3) " لَا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا " (4)   (1) في هامش (س) : قرنين. نسخة. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لن تُرَاعَ، وفي النسخ الخطية: لن تُرَعْ، بحذف الألف. قال السندي: لن تُرَعْ: هكذا بالجزم في نسخ المسند، على إعطاء "لن" حكم "لم". (3) لفظة: "بعد" من (ظ 14) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وهو عند عبد الرزاق في"المصنف"، (1645) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (1121) و (1122) و (3738) و (3739) ، ومسلم (2479) (140) ، وابن حبان (7070) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/303، والبيهقي في"السنن"2/501. وأخرجه البخاري (1121) و (1122) و (7030) و (7031) من طريق هشام بن يوسف، وابن ماجه (3919) من طريق عبد الله بن معاذ الصنعاني، كلاهما عن معمر، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري (7028) و (7029) ، ومسلم (2479) ، والدارمي 2/127 من طريق نافع، عن ابن عمر، به. وانظر (4494) و (4600) و (4607) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 407 6331 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: اتَّخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، وَصَنَعَ (1) فَصَّهُ مِنْ دَاخِلٍ، قَالَ: فَبَيْنَا (2) هُوَ يَخْطُبُ ذَاتَ يَوْمٍ، قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ صَنَعْتُ خَاتَمًا، وَكُنْتُ (3) أَلْبَسُهُ، وَأَجْعَلُ فَصَّهُ مِنْ دَاخِلٍ، وَإِنِّي وَاللهِ لَا أَلْبَسُهُ أَبَدًا " فَنَبَذَهُ فَنَبَذَ (4) النَّاسُ خَوَاتِيمَهُمْ (5) 6332 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ   (1) في النسخ و (م) : وصنع، وهو تحريف. (2) في (ق) : فبينما. (3) في (ق) : فكنت. (4) في (ق) : ونبذ. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (19474) ، وسقط"نافع " من المطبوع. وأخرجه ابن سعد 1/473، والحميدي (675) ، وابن أبي شيبة 8/455- 456، ومسلم (2091) (53) و (55) ، وأبو داود (4219) ، والترمذي في"الشمائل" (95) ، والنسائي 8/178، وابن ماجه (3645) ، وأبو عوانة 5/499، والبغوي (3133) من طريق أيوب بن موسى القرشي، عن نافع، به. بالفاظ متقاربة وبعضهم يختصره. وأخرجه عبد الرزاق (19468) عن معمر، عن أيوب السختياني به، موقوفا على ابن عمر. وأنظر (6007) . الحديث: 6331 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 408 بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (1) 6333 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) ، يَرْفَعُ الْحَدِيثَ   (1) حديث صحيح، وهذا الإسناد قال فيه ابن عبد البر في"التمهيد" 11/111: أخشى أن يكون خطأ عن معمر، لأنه لم يروه غيره، ولا يحفظ لهذا الحديث من حديث الزهري عن سالم، ولو كان عند الزهري عن سالم ما حدث به عن أبي بكر (قلنا: يعني في الرواية 4537) . وهو مما حدث به معمر باليمن وبالبصرة؟ لأنه رواه عنه عبد الأعلى وعبد الرزاق. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي البصري، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: وهو ابن عبد الله بن عمر. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19541) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (6747) ، وابن حبان (5226) و (5331) ، والبيهقي في"السنن" 7/277. وأخرجه الترمذي (1800) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن معمر، به. وقد زاد النسائي بعد روايته قول عبد الرزاق: فقال ابن عيينة لمعمر: إن الزهري رواه عن أبي بكر بن عبيد الله، قال معمر: إن الزهري كان يلفظ الحديث عن النفر، فلعله سمع منهما جميعا. وقال البيهقي في"السنن" 7/277: لهذا محتمل، فقد رواه عمر بن محمد، عن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن سالم، عن أبيه. قلنا: سلفت الرواية من هذا الطريق برقم (6184) ، وقد رجح الترمذي رواية مالك وابن عيينة، يعني عن الزهري، عن أبي بكر بن عبيد الله، عن ابن عمر، ورواية مالك سلفت برقم (4866) ، وسترد (6334) ، ورواية ابن عيينة سلفت برقم (4537) . (2) في (ق) : سالم، عن عبد الله، وهو خطأ. الحديث: 6333 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 409 قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 6334 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، وَعُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثَانِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2) 6335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالْمَدِينَةِ بِقَتْلِ الْكِلَابِ، فَأُخْبِرَ (3) بِامْرَأَةٍ لَهَا كَلْبٌ فِي نَاحِيَةِ بِالْمَدِينَةِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقُتِلَ " (4) 6336 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْجِنَّانِ " (5)   (1) حديث صحيح، وهذه الرواية مرسلة، وقد سلفت متصلة بإسناد صحيح برقم (4537) ، وسيرد بعده (6334) . إبراهيم بن خالد: هو الصنعاني، ورباح: هو ابن زيد الصنعاني. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عبيد الله، وهو ابن عبد الله بن عمر، فمن رجال مسلم. وقد سلفت رواية عبد الرزاق عن مالك برقم (4866) ، وأنظر (5847) . (3) في (ق) : وأخبر. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (19610) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقىِ 6/8، والبغوي (2779) . وقد سلف برقم (4744) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد الأزدي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (19619) .= الحديث: 6334 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 410 6337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُجِبْهُ، عُرْسًا كَانَ أَوْ نَحْوَهُ " (1) 6338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً،   =وقد سلف برقم (4557) ما يدل على إن راوي النهي عن قتل حيات البيوت إنما هو أبو لبابة، أو زيد بن الخطاب، ويؤكد ذلك ما سيأتي في حديث أبي لبابة 3/52 هـ 453، وأن ابن عمر سمعه منهما أو من أحدهما، وأن نافعاً كان معه حين حدثه بذلك أبو لبابة أو عمه زيد، ويكون هذا الحديث مرسل الصحابي. والجِنان: قال ابن الأثير: هي الحيات التي تكون في البيوت، واحدها جان، وهو الدقيق الخفيف. وقال السندي: قال السيوطي: بكسر جيم وتشديد النون الأولى، قيل: مفرد، وقيل: جمع جان، وهو الأصح، وقال ابن العربي: الجنان: الحية، وقيل: الحيات، فإن كان واحداً فوزنه فعلان، وإن كان جمعاً فواحده جن، والأصح أنه جمع لقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إن بالمدينة جناً أسلموا". انتهى. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (19666) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1429) (100) ، وأبو داود (3738) ، والبيهقىِ في"السنن" 7/262، والبغوي في"شرح السنة" (2318) . وأخرجه مسلم (1429) (101) ، وأبو داود (3739) ، والبيهقي 7/262، والطحاوي في"شرح مشكل الآثار" (3022) و (3023) ، من طريقين، عن نافع، به= الحديث: 6337 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 411 فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، إِلَّا بِإِذْنِهِ فَإِنَّ (1) ذَلِكَ يُحْزِنُهُ " (2) 6339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَأَى عُطَارِدًا يَبِيعُ حُلَّةً مِنْ دِيبَاجٍ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَأَيْتُ عُطَارِدًا يَبِيعُ حُلَّةً مِنْ دِيبَاجٍ، فَلَوِ اشْتَرَيْتَهَا فَلَبِسْتَهَا لِلْوُفُودِ وَ (3) لِلْعِيدِ وَلِلْجُمُعَةِ؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " حَسِبْتُهُ قَالَ: " فِي الْآخِرَةِ " قَالَ: ثُمَّ أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَلٌ مِنْ سِيَرَاءَ حَرِيرٍ، فَأَعْطَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حلَّةً، وَأَعْطَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حُلَّةً، وَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِحُلَّةٍ، وَقَالَ لِعَلِيٍّ: " شَقِّقْهَا بَيْنَ النِّسَاءِ خُمُرًا "، وَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَمِعْتُكَ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ، ثُمَّ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِحُلَّةٍ؟ فَقَالَ: " إِنِّي لَمْ أُرْسِلْهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا، وَلَكِنْ لِتَبِيعَهَا " فَأَمَّا أُسَامَةُ فَلَبِسَهَا، فَرَاحَ فِيهَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى أُسَامَةُ يُحَدَّدُ   =وقد سلف برقم (4730) و (5367) ، وانظر (4712) . (1) في (ق) : لآن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (19806) ، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3510) . وقد سلف برقم (4450) . (3) الواو لم ترد في (م) . الحديث: 6339 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 412 إِلَيْهِ (1) الطَّرْفَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَسَوْتَنِيهَا؟ قَالَ: " شَقِّقْهَا بَيْنَ النِّسَاءِ خُمُرًا " أَوْ كَالَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) 6340 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3) قَالَ زَيْدٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ يَتَقَعْقَعُ - يَعْنِي جَدِيدًا - (4) فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " فَقُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللهِ فَقَالَ: " إِنْ كُنْتَ عَبْدَ اللهِ، فَارْفَعْ إِزَارَكَ " قَالَ: فَرَفَعْتُهُ، قَالَ: " زِدْ "، قَالَ: فَرَفَعْتُهُ، حَتَّى بَلَغَ نِصْفَ السَّاقِ قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي   (1) في (س) و (ظ 1) : عليه، وفي هامش (س) : إليه، وعليها علامة الصحة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (19929) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 5/447 عن معمر، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو عوانة 5/447 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، به. وأخرجه الحميدي (679) مختصراً، والطحاوي 4/253 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن نافع، به. وأخرجه مسلم (2068) (7) ، وأبو يعلى (5814) ، وأبو عوانة 5/445، والطحاوي 4/252، والبيهقي 3/275 من طريق جرير بن حازم، عن نافع، به. وقد سلف برقم (4713) . (3) قوله:"يوم القيامة"، ليس في (ظ 14) ولا (م) ، وكتب في هامش (ش) و (ص) . (4) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : جديد، وقد ضبب فوقها في (س) . الحديث: 6340 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 413 بَكْرٍ، فَقَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّهُ يَسْتَرْخِي إِزَارِي أَحْيَانًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَسْتَ مِنْهُمْ " (1) 6341 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ مِنَ (2) الْحَيَاءِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ " (3) 6342 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زيد بن أسلم العدوي: مولى عمر بن الخطاب. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19980) ، بهذا الِإسناد. وأشار إليه الهيثمي في"مجمع الزوائد" 5/123، وقد سلف كلامه برقم (6263) . وانظر (4489) . (2) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) و (ص) و (ظ 14) : في. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20146) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (725) ، ومسلم (59) (36) ، والخرائطي في"مكارم الأخلاق"ص 48، وابن حبان (610) ، وابن منده في"الِإيمان" (175) . وقد سلف برقم (4554) . الحديث: 6341 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 414 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ صَيْدٍ (1) ، انْتَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ " (2) 6343 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ قَالَ: " بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أُتِيتُ بِقَدَحِ [لَبَنٍ] (3) ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي أَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ في أَطْرَافِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ " فَقَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْعِلْمُ " (4) 6344 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ (5) ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَذَكَرَهُ (6) 6345 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حِينَ يُكَبِّرُ   (1) في (ظ 1) : أو كلب صِيد، وهي نسخة في هامش (س) . (2) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (19611) عن معمر، عن أيوب، به. وقد سلف برقم (4479) ، وذكرنا هناك شواهده وشرحه. (3) كلمة: "لبن"لم ترد في النسخ، وأثبتناها أخذاً من النسخة الكتانية التي اعتمد عليها الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، وقد وردت في الرواية (6142) السالفة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (6143) . (5) في (س) و (ق) و (ظ ا) : عن. وفي هامش (س) : قال، وعليها علامة الصحة. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (6142) . الحديث: 6343 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 415 حَتَّى يَكُونَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَهُمَا، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ رَفَعَهُمَا، وَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ " (1) 6346 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: " رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ " (2) 6347 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْلِسَ الرَّجُلُ فِي الصَّلَاةِ، وَهُوَ يَعْتَمِدُ عَلَى يَدَيْهِ " (3) (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (2517) ، ومن طريقه أخرجه الدارقطني 1/289. وسلف برقم (5081) عن إسماعيل بن إبراهيم، عن معمر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (2911) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (647) . وهذا الحديث جزء من الحديث السابق، جمعهما معاً مالك في روايته السالفة برقم (4674) . (3) في (ظ 14) : يده. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن أمية: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه أبو داود (992) ، ومن طريقه البيهقي في"السنن"2/135 عن الِإمام احمد، بهذا الِإسناد. وعنده: وهو معتمد على يده.= الحديث: 6346 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 416 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وهو في"مصنف عبد الرزاق" (3054) . وأخرجه الحاكم 1/230 من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، به، ولفظه: نهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جلس الرجل في الصلاة أن يعتمد على يده اليسرى، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو داود (992) ، ومن طريقه البيهقي في"السنن"2/135 عن أحمد بن محمد بن شبويه، وأخرجه البيهقي أيضاً في"السنن"2/135 من طريق أحمد بن يوسف السلمي، كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد، ولفظه: نهى إن يعتمد الرجل على يده في الصلاة. قال البيهقي: هذا حديث قد اختلف في متنه على عبد الرزاق. وأخرجه أبو داود (992) أيضاً، ومن طريقه البيهقي في"السنن" 2/135 عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، به، ولفظه: نهى أن يصلي الرجل وهو معتمد على يده، وذكره في باب الرفع من السجود. وأخرجه أبو داود (992) إيضا، ومن طريقه البيهقي في"السنن" 2/135 عن محمد بن عبد الملك الغزال، عن عبد الرزاق، به. ولفظه: نهى أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة. قلنا: رواية أحمد بن محمد بن شبويه ومحمد بن رافع لا تخالف رواية الِإمام احمد، وإن كانت رواية الِإمام أحمد أبين كما قال البيهقي، وقد أخطأ ابنُ رافع، فظن أن الحديثَ في الاعتماد في الرفع من السجود، فوضعه في ذلك الباب، كما حكاه أبو داود. وذكر البيهقي في "السنن" 2/135 إن رواية محمد بن عبد الملك وهم، ورواية أحمد هي الصواب. وقد تعقبه ابنُ التركماني في "الجوهر النقي"، فقال: إن عبد الملك الغزال حافظ، وثقه النسائي، وما استدل به البيهقي فيما بعد على وهمه، وأن الصحيح رواية= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 417 6348 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلَاةِ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَرَفَعَ أُصْبُعَهُ الْيُمْنَى الَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ، فَدَعَا بِهَا، وَيَدُهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ (1) ، بَاسِطَهَا عَلَيْهَا " (2)   =ابن حنبل معنى آخر منفصل عن معنى رواية الغزال، فلا نعلل روايته به، بل يُعمل بهما، فينهى عن الجميِع، والله أعلم. قلنا: وهذا مذهب الحنفية، فإنهم يرون كراهية الاعتماد على اليدين عند القيام من السجود للركعة بعده، وعند القيام من التشهد الأول، وقد ثبت الاعتمادُ على الأرض عند القيام من السجدة الثانية من حديث مالك بن الحويرث عند البخاري (824) . وأخرجه البيهقي فىِ "السنن"2/135 من طريق الأزرق بن قيس، قال: رأيتُ ابن عمر إذا قام من الركعتين اعتمد على الأرض بيديه، فقلت لولده ولجلسائه: لعله يفعل لهذا من الكِبر؟ قالوا: لا، ولكن لهذا يكون. قال الشيخ أحمد شاكر: وسواء أكان لهذا الاعتماد من سنن الصلاة، أم كان عن كِبَر السن وضعف القوة، فإنه ينافي النهي المطلق الذي رواه محمد بن عبد الملك الغزال. وأخرجه الحاكم 1/272، وعنه البيهقي في"السنن" 2/136 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. ولفظه: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى رجلًا وهو جالس معتمد على يده اليسرى في الصلاة، فقال: إنها صلاة اليهود. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا هشام بن يوسف- وهو الصنعاني- لم يخرج له مسلم. (1) في (م) : ركبتيه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، وعبيد الله بن عمر: هو العمري، ونافع: هو مولى ابن= الحديث: 6348 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 418 6349 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ، قَالَ: " رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ " فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا، وَفُلَانًا " (1) دَعَا عَلَى نَاسٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] (2)   =عمر. وأخرجه أبو عوانة 2/225 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (580) (114) ، والترمذي (294) ، والنسائي في"المجتبى" 3/37، وابن ماجه (913) ، وابن خزيمة (717) ، وأبو عوانة 2/225، والبيهقي 2/130، والبغوي (673) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث عبيد الله بن عمر إلا من لهذا الوجه، والعمل عليه عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والتابعين يختارون الإشارة في التشهد، وهو قول أصحابنا. وأخرجه الطبراني في"الأوسط" (2046) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وأخرجه الطبراني في"الأوسط" (2046) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، به، وقال: لم يروه عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بن دينار، إلا هشام بن يوسف، عن معمر. وانظر (6000) و (6153) . (1) قوله: وفلاناً، لي في (م) ولا النسخ، وأخذ من هامش (س) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 6349 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 419 6350 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَالِمٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ يَقُولُ: " اللهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا " بَعْدَمَا يَقُولُ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ " فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] (1)   =وهو في"مصنف عبد الرزاق" (4027) ، وفي"التفسير"1/132، ومن طريقه أخرجه النسائي في "المجتبى"، 2/203، وفي"الكبرى" (11075) - وهو في "التفسير" (95) -، وابن خزيمة (622) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/242، وفي"شرح مشكل الآثار" (567) ، وابن أبي حاتم في"التفسير" (1389) ، وأبو جعفر النحاس في"الناسخ والمنسوخ" (303) ، وابنُ حبان (1987) ، والواحدي في"أسباب النزول" ص 117. وأخرجه أبو يعلى (5547) ، والواحدي في"أسباب النزول" ص 116 من طريق عبد العزيز بن محمد، عن معمر، به. وعلَّقه البخاري عقب الرواية رقم (4559) عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، به، ووصله الطبراني في"الكبير" (13113) . وقد سلف نحوه برقم (5674) ، وانظر الحديث الاَتي. قال السندي: قوله: دعا على ناس من المنافقين، قد جاء إنه دعا على ناس من المشركين، فيحتمل أن لفظ:"المنافقين"، من تصرف الرواة، أو كان الدعاء على المشركين والمنافقين جميعاً، ووقع من الرواة الاقتصار على ذكر أحدهما في كل محل، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق- وهو= الحديث: 6350 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 420 6351 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، وَقَامُوا فِي مَقَامِ أَصْحَابِهِمْ مُقْبِلِينَ عَلَى الْعَدُوِّ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ قَضَى هَؤُلَاءِ رَكْعَةً، وَهَؤُلَاءِ رَكْعَةً " (1)   =السلمي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة، وقد توبع. وأخرجه البخاري (4069) و (4559) و (7346) ، والنسائي في"الكبرى" (11076) - وهو في"التفسير" (96) -، والبيهقي في "السنن"2/198 و207، والبغوي في"التفسير" 1/417 من طرق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (6349) ، وانظر (5674) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (4241) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (839) (305) ، وابن حبان (2879) ، والدارقطني في"السنن"2/59، والبيهقي في "السنن"3/260. وأخرجه البخاري (4133) ، وأبو داود (1243) ، والترمذي (564) ، والنسائي في"المجتبى" 3/171، وابن خزيمة (1355) ، والبيهقي في"السنن" 3/260، والبغوي في"شرح السنة" (1092) من طريق يزيد بن زريع، وابن خزيمة (1354) من طريق عبد الأعلى، كلاهما عن معمر، به. وقال الترمذي: لهذا حديث صحيح. وأخرجه مسلم (839) (305) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار"2/311 من طريق فليح بن سليمان، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (6159) . الحديث: 6351 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 421 6352 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ (1) " وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَ عُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ ثُمَّ صَلَّاهَا أَرْبَعًا (2) 6353 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمَيَّةَ (3) بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: نَجِدُ صَلَاةَ الْخَوْفِ، وَصَلَاةَ الْحَضَرِ، فِي الْقُرْآنِ، وَلَا نَجِدُ صَلَاةَ الْمُسَافِرِ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " بَعَثَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَجْفَى النَّاسِ، فَنَصْنَعُ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: ركعتين بمنى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (4268) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (694) (16) ، وأبو عوانة 2/339. وعند عبد الرزاق: قال الزهري: فبلغني أن عثمان إنما صلاها أربعاً، أزمع أن يقيم بعد الحج. وأخرجه الشافعي في"مسنده"1/183 (ترتيب السندي) عن الثقة، عن معمر، وقد سلف برقم (4533) . (3) في النسخ عدا (ظ 14) : عن عبد الرحمن بن أمية، وهو خطأ، وفي (ظ 14) : بن عبد الرحمن بن أمية، وفي هامشها:"عن"، وعليها علامة الصحة، من أجل "بن" الأول، والصواب أن تكون"عن"بدلاً من لفظ:"بن"الثاني. (4) إسناده قوي، عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن: صدوق، روى له= الحديث: 6352 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 422 6354 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَجِلَ فِي (1) السَّيْرِ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " (2) 6355 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى، مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ " (3)   =النسائي، وابن ماجه، وقد سلف الكلامُ عليه برقم (5683) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أمية بن عبد الله- وهو ابن خالد بن أسيد المكي-، فقد روى له النسائي وابن ماجه، وهو ثقة. والحديث في"مصنف عبد الرزاق" (4276) . وقد سلف برقم (5333) . قوله:"ونحن أجفى الناس"، قال السندي: هو اسم تفضيل، من الجفاء، أي: أجهل الناس. (1) في (ظ 14) :"من". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم هو ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (4392) . وقد سلف برقم (4472) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (4678) و (4681) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/330. وسلف برقم (4492) . الحديث: 6354 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 423 6356 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَخْبَرَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَنْ عُمَرَ، - قَدِ اسْتَيْقَنَ نَافِعٌ الْقَائِلَ قَدِ اسْتَيْقَنْتُ أَنَّهُ أَحَدُهُمَا، وَمَا أُرَاهُ إِلَّا - عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَشْتَمِلْ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ اشْتِمَالَ الْيَهُودِ، لِيَتَوَشَّحْ، مَنْ كَانَ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيَأْتَزِرْ وَلْيَرْتَدِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ثَوْبَانِ فَلْيَأْتَزِرْ، ثُمَّ لِيُصَلِّ (1) " (2)   (1) في (ظ 14) و (ق) : ليصلي. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، لكن روي مرفوعاً، وروي موقوفاً، ورجح الطحاوي وقفه كما سيأتي، وابن بكر: هو محمد البرساني، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (1390) ، بهذا الإسناد، وفيه قصة. وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الأثار"1/377 من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، به، وفيه قصة أيضاً. وأخرجه أبو داود (635) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار"1/377، والبيهقي في"السنن"2/236 من طريق أيوب، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" 1/377 من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن نافع، به. على الشك. وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الآثار"1/378، والبيهقي في"السنن" 2/235-236 من طريق موسى بن عقبة، والبيهقي في"السنن"2/235 من طريق أيوب، كلاهما عن نافع، به، مرفوعاً من غير شك. وأخرجه مختصراً الطحاوي في"شرح معاني الآثار"1/378، والبيهقي في "السنن"2/235 من طريق توبة العنبري، عن نافع، به، مرفوعاً، بلفظ:"إذا صلى أحدكم فليتزر وليرتد".= الحديث: 6356 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 424 6357 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ الْمَعْنَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ، فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَاةَ (1) ، وَلَيْسَ يُنَادِي بِهَا (2) أَحَدٌ، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ قَرْنًا مِثْلَ قَرْنِ الْيَهُودِ، فَقَالَ عُمَرُ: " أَوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بِلَالُ، قُمْ   =وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الآثار"1/378 من طريق الزهري، عن سالم، عن عبد الله بن عمر، قال: رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يصلي ملتحفاً، فقال له عمر رضي الله عنه حين سلم: لا يصلين أحدكم ملتحفاً، ولا تشبهوا باليهود، فإن لم يكن لأحدكم إلا ثوب واحد فليتزر به. قال الطحاوي: فهذا سالم، وهو أثبت من نافع وأحفظ، إنما روى ذلك عن ابن عمر، عن عمر، لا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصار هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه، لا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويشهد له حديث أبي هريرة مرفوعاً عند البخاري (359) ، ومسلم (516) ، وسيرد 2/243، ولفظه عند البخاري:"لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد، ليس على عاتقيه شيء". وآخر من حديث جابر عند البخاري (361) ، ومسلم (518) ، وسيرد 3/328. وثالث من حديث أبي سعيد الخدري عند مسلم (519) . (1) في (س) وهامش (ص) : للصلاة، وفي هامش (س) : الصلاة، وعليها علامة الصحة. (2) في (ص) : لها. الحديث: 6357 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 425 فَنَادِ بِالصَّلَاةِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز-، صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وعبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن بكر: هو محمد البرْساني. وهو في "مصنف"عبد الرزاق (1776) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (604) ، ومسلم (377) ، والدارقطني في"السنن"1/237، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (377) ، وابن خزيمة (361) من طريق محمد بن بكر البرساني، به. وأخرجه مسلم (377) ، والترمذي (190) ، والنسائي في"المجتبى"2/2، وفي "الكبرى" (1390) (1091) ، وابن خزيمة (361) ، وأبو عوانة 1/326، والبيهقي في"السنن"، 1/392 و408 من طريق حجاج بن محمد، وابن خزيمة (361) من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن جريج، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قال السندي: قوله: يجتمعون فيتحينون: من الحين، بمعنى الوقت، والمعنى: يجتمعون للصلاة، فيقدرون حينها في أنفسهم ليأتوا إليها فيه، فإن الاجتماع للصلاة بلا أذان يحتاجُ إلى ذلك، وعلى هذا فقوله: فيتحينون، بيان لطريق اجتماعهم للصلاة مع أنه لا أذان، ثم ويحتمل أن المراد أنهم يجتمعون فيما بينهم لتقرير الأوقات، فيقدرون الأوقات ليجتمعوا فيها للصلوات. وليس ينادي بها أحد: قيل: كلمة "ليس" بمعنى"لا" النافية، فهي حرف، فلا اسم لها ولا خبر، وقيل: بل فيها ضمير الشأن، أو اسمها: أحد، قد إخر. فتكلموا: أي: المسلمون. اتخِذوا: بكسر الخاء، على صيغة الأمر. ناقوساً: هي خشبةً طويلة تُضرب بخشبة أصغر منها، والنصارى يًعلمون بها أوقات الصلاة. بل قرناً: أن ينفخ فيه، فيخرج منه صوت يكون علامة للأوقات كما كانت اليهود= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 426 6358 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الَّذِي تَفُوتُهُ (1) صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا (2) وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ " قُلْتُ لِنَافِعٍ: حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ قَالَ: " نَعَمْ " (3) 6359 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ،   =يفعلونه، وهذا هو الذي يُسمّى بوقاً بضم الباء. ينادي بالصلاة: حُمل النداء هاهنا على نحو: الصلاة جامعة، لا على الأذان المعهود، لأن ظاهر الحديث إن عمر قال ذلك وقت المذاكرة، والأذان المعهود إنما كان بعد الرؤيا، وقيل: يمكن حمله على الأذان المعهود، باعتبار إن في الكلام تقديراً للاختصار، مثل: فافترقوا، فرأى عبد الله بن زيد الأذان، فجاء إلى النبىِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقصً عليه رؤياه، فقال عمر: أولا تبعثون ... إلى آخره، وَيرِدُ عليه إن عمر حضر بعد أن سمع صوت ذلك الأذان على ما يفيده حديث عبد الله بن زيد الرائي للأذان، فلا يصح بالنظر إلى ذلك الأذان أن عمر قال: ألا تبعثون رجلًا، وقد يجاب بأنه يجوز إن يكون عمر في ناحية من نواحي المسجد حين جاء عبد الله بن زيد برؤيا الأذان عنده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما قصَ الرؤيا سمع الصوت حين ذلك، فحضر عنده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَِ، وإشار بقوله: ألا تبعثون رجلًا، إلى أن عبد الله لا يصلح لذلك، فابعثوا رجلًا آخر يصلح له، والله تعالى أعلم. (1) كلمة:"صلاة" ليست في (ظ 14) . (2) في (ص) و (ق) و (ظ 1) : كأنما. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (2075) ، وانظر ما سلف برقم (4621) . الحديث: 6358 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 427 أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ أَحْيَانًا يَبْعَثُهُ وَهُوَ صَائِمٌ فَيُقَدَّمُ لَهُ عَشَاؤُهُ، وَقَدْ نُودِيَ صَلَاةُ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ تُقَامُ وَهُوَ يَسْمَعُ، فَلَا يَتْرُكُ عَشَاءَهُ، وَلَا يَعْجَلُ حَتَّى يَقْضِيَ عَشَاءَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَيُصَلِّي، قَالَ: وَقَدْ كَانَ يَقُولُ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَعْجَلُوا عَنْ عَشَائِكُمْ إِذَا قُدِّمَ إِلَيْكُمْ " (1) 6360 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِابْنِ صَيَّادٍ (2) ، فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَهُوَ غُلَامٌ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ (3) : " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ " فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ " قَالَ (4) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَأْتِيكَ؟ " قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: يَأْتِينِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"المصنف" (2189) . وأخرجه مسلم (559) ، وأبو عوانة 2/16، وابن حبان (2067) من طرق، عن ابن جريج، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4870) . (2) في هامش (س) و (ص) : وابن صياد. نسخة. (3) في (ق) و (ظ 1) : ثم قال له، ولفظ:"له"كتب في هامش (س) و (ص) . (4) في (ظ 14) : ثم قال. الحديث: 6360 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 428 صَادِقٌ وَكَاذِبٌ فَقَالَ (1) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُلِطَ لَكَ الْأَمْرُ "، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ (2) خَبِيئًا " وَخَبَأَ لَهُ: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10] فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: هُوَ الدُّخُّ!! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ (3) قَدْرَكَ "، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي (4) فِيهِ فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ يَكُنْ (5) هُوَ، فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَا يَكُنْ (5) هُوَ، فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ " (6)   (1) في (ظ 14) : ثم قال. (2) لفظ:"لك"ليس في (ظ 14) . (3) في (ق) و (ظ 14) : تعد. (4) لفظ: "لي" ليس في (ظ 14) . (5) في (ظ 14) بك. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (20817) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2931) (97) ، وأبو داود (4329) ، والترمذىِ (2249) ، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: لهذا حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري (3055) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، والبخاري (6618) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر، به. وأخرجه البخارىِ (1354) ، ومسلم (2930) (95) ، وابن حبان (6785) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والبخاري (6173) ، وفي"الأدب المفرد" (958) ، والبغوي في"شرح السنة" (4270) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 429 6361 - (1) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا، أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ: فَذَكَرَهُ (2) 6362 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى وَجَدَ ابْنَ صَيَّادٍ غُلَامًا،   =الزهري، به. وأخرجه مختصراً الطبراني في"الكبير" (13146) و (13148) من طريق نافع، عن سالم، به. وسيأتي برقم (6361) و (6362) و (6363) و (6364) . وقد سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3610) ، وقد ذكرنا هناك أحاديث الباب. قال السندي: قوله: خُلِطَ: على بناء المفعول، مخففاً أو مشدداً. (1) هذا الحديث (6361) لم يرد في (ق) ولا (ظ 1) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابنُ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح: هو ابن كيسان المدني، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر. وأخرجه مسلم (2930) (96) ، وابن منده في"الِإيمان" (1040) من طريق يعقوب، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (6360) . الحديث: 6361 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 430 قَدْ نَاهَزَ الْحُلُمَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مُعَاوِيَةَ (1) فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2) 6363 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، أَوْ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ يَأْتِيَانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَا النَّخْلَ، طَفِقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وَهُوَ يَخْتِلُ ابْنَ صَيَّادٍ، أَنْ يَسْمَعَ مِنَ (3) ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا (4) قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ، قَالَ (5) : فَرَأَتْ أُمُّهُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ: أَيْ صَافِ - وَهُوَ اسْمُهُ -، هَذَا مُحَمَّدٌ فَثَارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ (6) " (7)   (1) كذا في النسخ التي بين أيدينا. قال السندي: قوله: عند بني معاوية: هكذا في نسخ المسند، والمشهور في اَلحديث: عند أطم بني معاوية. الله تعالى أعلم. قلنا: وهو ما سلف في الرواية (6360) . (2) هو مكرر (6361) سنداً. (3) في (م) :"عن"، بدل من:"من". (4) في (ظ 14) : وهو يختل ابن صياد شيئاً، واستدرك في الهامش: أن يسمع من وكأن العبارة: وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئاً. (5) في (س) و (ق) و (ظ 1) : قالت، وهو خطأ. (6) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) : لبَيًن، وفي هامش (ظ 1) : بين. (7) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والشك الذي في هذا الإسناد لا يؤثر= الحديث: 6363 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 431 6364 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَؤُمَّانِ النَّخْلَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 6365 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى   =لأنه ورد بأسانيد صحيحة من غير شك، كما سيأتي في التخريج. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (20819) ، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (3056) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، به. من غير شك. وأخرجه البخاري (1355) ، ومسلم (2931) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والبخاري (3033) من طريق عقيل بن خالد الأيلي، كلاهما عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، به، من غير شك. وانظر ما بعده و (6360) . قال السندي: قوله: وهو يختل ابن صياد، يقال: خَتَلَه كضرب ونصر: إذا خدعه، والمراد أنه يستغفله حتى يسمع منه شيئاً على غفلة. زمزمة، أي: صوت غير مفهوم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر. وأخرجه البخاري (2638) و (6174) ، وفي"الأدب المفرد" (958) ، والبغوي في"شرح السنة" (4270) من طريق ابي اليمان، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (6363) ، وانظر (6360) . الحديث: 6364 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 432 اللهِ تَعَالَى بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ (1) الدَّجَّالَ فَقَالَ: " إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ (2) أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ " (3) 6366 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُقَاتِلُكُمُ الْيَهُودُ فَتُسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ: يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ " (4)   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فذكر، بدل: ثم ذكر. (2) "قد": ليست في (ظ 1) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (20820) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (2235) ، والبغوي (4255) . وأخرجه البخاري (3057) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في"الصحيح" (3337) و (6175) و (7127) ، وفي"الأدب المفرد" (958) ، ومسلم (2931) (169) ، وابن منده في"الِإيمان"، (1041) ، والبغوي (4255) من طرق، عن الزهري، به. وقد سلف نحوه برقم (4743) ، وانظر (6185) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (20837) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2236) ،والبغوى (4246) ، وقال الترمذي: حسن صحيح.= الحديث: 6366 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 433 6367 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ يَهُودَ بَنِي النَّضِيرِ، وَقُرَيْظَةَ، حَارَبُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجْلَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي النَّضِيرِ، وَأَقَرَّ قُرَيْظَةَ، [وَمَنَّ عَلَيْهِمْ حَتَّى حَارَبَتْ قُرَيْظَةُ] (1) بَعْدَ ذَلِكَ، فَقَتَلَ رِجَالَهُمْ، وَقَسَمَ نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، إِلَّا بَعْضَهُمْ، لَحِقُوا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّنَهُمْ، وَأَسْلَمُوا، وَأَجْلَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ: بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَهُمْ قَوْمُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، ويَهُودَ بَنِي حَارِثَةَ، وَكُلَّ يَهُودِيٍّ كَانَ بِالْمَدِينَةِ " (2)   =وقد سلف برقم (6032) . (1) ما بين حاصرتين مستدرك من مصادر التخريج، ولم يرد في أي من النسخ الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (9988) و (19364) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (4028) ، ومسلم (1766) (62) ، وأبو داود (3005) . وأخرجه مسلم (1766) (62) ، والبيهقي 9/208 من طريق حفص بن ميسرة، عن موسى، به. وقال مسلم: وحديث ابن جريج أكثر وأتم. وانظر (4532) و (6368) . قال السندي: قوله: وأجلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: أخرجهم من المدينة. وأقر، أي: أثبتهم في المدينة بعد إخراج بني النضير. فقتل، أي: حين نقضوا العهد.= الحديث: 6367 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 434 6368 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَجْلَى الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا ظَهَرَ عَلَى خَيْبَرَ أَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، وَكَانَتِ الْأَرْضُ حِينَ ظَهَرَ عَلَيْهَا لِلَّهِ تَعَالَى وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِلْمُسْلِمِينَ (1) ، فَأَرَادَ إِخْرَاجَ الْيَهُودِ مِنْهَا، فَسَأَلَتِ الْيَهُودُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقِرَّهُمْ بِهَا، عَلَى أَنْ يَكْفُوا عَمَلَهَا، وَلَهُمْ نِصْفُ الثَّمَرِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُقِرُّكُمْ بِهَا (2) عَلَى ذَلِكَ مَا شِئْنَا "، فَقَرُّوا بِهَا، حَتَّى أَجْلَاهُمْ عُمَرُ إِلَى تَيْمَاءَ وَأَرِيحَاءَ (3)   =بني قينقاع: بكسر النون، ويروى بضمها وفتحها، وهم طائفة من يهود المدينة. (1) في (م) : والمسلمين. (2) في (ظ 14) : فيها. ولفظ:"بها"ثم يرد في (ظ 1) ولا (ق) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز-، صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (9989) و (19366) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1551) (6) ، بهذا الِإسناد. وعلَقه البخاري (2338) بصيغة الجزم عن عبد الرزاق، به. وأخرجه البخاري (2338) (3152) من طريق فضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، به. وفي رواية (3152) : وكانت الأرض لما ظهر عليها لليهود وللرسول وللمسلمين. قال الحافظ في"الفتح" 5/22: قال المهلب: يُجمع بين الروايتين بأن تحمل= الحديث: 6368 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 435 6369 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ (1) ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (2)   =رواية ابن جريج على الحال التي آل إليها الأمرُ بعد الصلح، ورواية فضيل على الحال التي كانت قبله، وذلك أن خيبر فُتح بعضُها صلحاً وبعضُها عنوةً، فالذي فتح عنوة كان جميعُه لله ولرسوله وللمسلمين، والذي فُتح صلحاً كان لليهود، ثم صار للمسلمين بعَقْد الصلح. وانظر"الفتح"6/255. وانظر (4732) و (90) من مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال السندي: وكانت الأرض حين ظهر عليها: على بناء المفعول أو الفاعل، على أن ضميره للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: حين غلب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليها. لله: ذكره للتبرك، أو باعتبار سهم الخمس، لا باعتبار أنه المالك، فإن ذلك دائمي. (1) "وابن بكر"سقط من (ق) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جُريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وابن بكر: هو محمد البرساني، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (5291) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (844) ، والبيهقي في"السنن"، 1/293. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (1673) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" 1/115، والبيهقي في"السنن"3/188 من طرق، عن ابن جريج، به. وقد سلف برقم (4466) . الحديث: 6369 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 436 6370 - (1) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، (2) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَهُوَ قَائِمٌ (3) عَلَى الْمِنْبَرِ: " مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " (4) 6371 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، سَمِعْتُ نَافِعًا، يَقُولُ (5) : إِنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقِمْ (6) أَحَدُكُمْ أَخَاهُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَخْلُفُهُ فِيهِ " فَقُلْتُ أَنَا لَهُ يَعْنِي ابْنَ جُرَيْجٍ فِي   (1) هذا الحديث (6370) ثم يرد في (ق) . (2) وقع في (س) و (ظ 1) و (م) : عن عبد الله بن عبيد الله، ووضع فوق "عبيد" في (س) علامة الصحة، وهو خطأ، والصواب ما أثبت، وجاء موضحاً في (ظ 14) ، ففيها: عن عبد الله بن عبد الله بن عمر. (3) كلمة:"قائم"ليست في (ظ 14) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه مسلم (844) ، والبيهقي في "السنن" 1/293 من طريق عبد الرزاق، بهذا الِإسناد. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (1674) من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به. وقد سلف برقم (6020) ، وانظر (4466) . (5) كلمة:"يقول"ليست في (ظ 14) . (6) في (س) و (ظ 14) : يقيم، وفي هامش (س) : يقم، وعليها علامة الصحة. الحديث: 6370 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 437 يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: " فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَغَيْرِهِ (1) 6372 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى بِاللَّيْلِ فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلَاتِهِ وِتْرًا فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِذَلِكَ فَإِذَا كَانَ الْفَجْرُ فَقَدْ ذَهَبَتْ كُلُّ صَلَاةِ اللَّيْلِ وَالْوَتْرُ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوْتِرُوا قَبْلَ الْفَجْرِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (5592) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2177) (28) ، وابن خزيمة (1820) ، والحاكم 1/293، والبيهقي 3/32. وأخرجه البخاري (911) من طريق ابن جريج، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4659) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سليمان بن موسى وهو الأشدق، فيه كلام يُنْزِلُه عن رُتبة الصحيح، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وابن بكر: هو محمد البرساني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه مختصراً الترمذي (469) من طريق عبد الرزاق بهذا الِإسناد بلفظ: "إذا طلع الفجر، فقد ذهب كل صلاة الليل والوتر، فأوتروا قبل طلوع الفجر"، جعله كله مرفوعاً. قال الترمذي: وسليمان بن موسى قد تفرد به على هذا اللفظ. قلنا: لكن المرفوع منه عندنا هو قوله:"أوتروا قبل الفجر"، وما سواه موقوف.= الحديث: 6372 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 438 6373 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلَاتِهِ وِتْرًا قَبْلَ الصُّبْحِ، كَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُهُمْ " (1) 6374 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَلِيًّا الْأَزْدِيَّ، أَخْبَرَهُ   =قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي 2/333: يحتمل أن يكون سليمان بن موسى وهم، فأدخل الموقوف من كلام ابن عمر في المرفوع، ويحتمل أن يكون حفظ، وأن ابن عمر كان يذكره مرة هكذا، ومرة هكذا. وأخرجه أبو عوانة 2/310، و2/333، والحاكم 2/301، والبيهقي في "السنن" 2/478 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقد سلف بنحوه برقم (4710) . وانظر (4492) ، وما بعده. وقوله:"أوتروا قبل الفجر"، سلف بنحوه برقم (4952) ، بلفظ:"بادروا الصبح بالوتر". قال السندي: قوله: فقد ذهبت كل صلاة الليل، أي: ما بقي وقتها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد البُرْساني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في"مصنف" عبد الرزاق (4673) . وأخرجه مسلم (751) (152) ، وأبو عوانة 2/333، والبيهقي في"السنن" 3/34 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به. وسلف برقم (4710) . الحديث: 6373 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 439 أَنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ: كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف:13-14] اللهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا (1) بُعْدَهُ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ " وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ، وَزَادَ فِيهِنَّ: " آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " (2)   (1) في (س) و (ق) و (ظ 1) وهامش (ص) : لنا، وفي هامش (س) و (ظ 1) :عنا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير وهو محمد بن مسلم بن تدرس، وعلي الأزدي: وهو ابن عبد الله البارقي، فمن رجال مسلم، وأخرج البخاري لأبي الزبير متابعة، وقد صرح أبو الزبيرِ وابنُ جريج هنا بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسهما. وهو في "مصنف"عبد الرزاق (9232) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (2599) . وعند أبي داود زيادة: وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجيوشه إذا علو الثنايا كبروا، وإذا هبطوا سبحوا، فوضعت الصلاة على ذلك. وأخرجه مسلم (1342) (425) ، وابن خزيمة (4542) ، والبيهقي في"السنن" 5/252 من طريق حجاج بن محمد، والنسائي في"الكبرى" (10382) و (11466) وهو في"عمل اليوم والليلة" (548) ، وفي"التفسير" (486) - من طريق ابن وهب، وابنُ خزيمة (2542) من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن ابن جريج، به.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 440 6375 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، قَالَ: جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ مَرَّةً وَاحِدَةً، جَاءَهُ خَبَرٌ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّهَا وَجِعَةٌ، فَارْتَحَلَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى الْعَصْرَ، وَتَرَكَ الْأَثْقَالَ، ثُمَّ أَسْرَعَ السَّيْرَ، فَسَارَ حَتَّى حَانَتْ (1) صَلَاةُ الْمَغْرِبِ، فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ، فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا، ثُمَّ كَلَّمَهُ آخَرُ، فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا، ثُمَّ كَلَّمَهُ آخَرُ، فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَعْجَلَ بِهِ السَّيْرُ، أَخَّرَ هَذِهِ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ " (2) 6376 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ بِالتَّمْرِ، وَعَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا " (3)   =وقد سلف برقم (6311) ، وانظر (4496) . (1) في (ق) : جاءت. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وقد سلف في الرواية رقم (5478) أن نافعاً كان مع ابن عمر. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (4401) . وقد سلف برقم (5120) ، وانظر (4472) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد الأزدي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وهو عند عبد الرزاق في"المصنف" (14314) .= الحديث: 6375 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 441 6377 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ صَلَاةِ الْخَوْفِ، وَكَيْفَ السُّنَّةُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ صَلَّاهَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَفَّ وَرَاءَهُ طَائِفَةٌ مِنَّا، وَأَقْبَلَتْ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَدُوِّ، فَرَكَعَ بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ سَجَدَ مِثْلَ نِصْفِ صَلَاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَأَقْبَلُوا عَلَى الْعَدُوِّ، فَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الْأُخْرَى، فَصَفُّوا (1) مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ، فَصَلَّى لِنَفْسِهِ رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ " (2)   =وأخرجه الشافعي في"مسنده" 2/150، والحميدي (622) ، ومسلم (1534) (57) ، وأبو يعلى (5415) و (5489) ، والبيهقي 5/299 من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (2183) من طريق عقيل بن خالد الأيلي، كلاهما عن الزهري، به. وعلقه البخاري (2199) بصيغة الجزم عن الليث، عن يونس، عن الزهري، به. وقوله: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع الثمرة بالتمر: سلف برقم (4490) (4541) . وقوله: نهى عن بيع الثمره حتى يبدو صلاحها: أخرجه ابن أبي شيبة 6/507، والنسائي 7/262، والطحاوي في"شرح معاني الاَثار"4/23، والطبراني في "الكبير" 131261) من طريقين، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (4493) . (1) في (م) : فصنعوا، وهوخطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج- وهو عبد الملك بن= الحديث: 6377 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 442 6378 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شعَيْبٌ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً قِبَلَ نَجْدٍ فَوَازَيْنَا الْعَدُوَّ وَصَافَفْنَاهُمْ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 6379 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " رَأَيْتُ النَّاسَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُضْرَبُونَ إِذَا اشْتَرَى الرَّجُلُ الطَّعَامَ جُزَافًا أَنْ يَبِيعَهُ حَتَّى يَنْقُلَهُ إِلَى رَحْلِهِ " (2)   =عبد العزيز- قد صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (4242) ، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في"المجتبى"3/172 من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، به. وقد سلف برقم (3651) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي، وشعيب: هو ابن أبي حمزة، أبو بشر الحمصي، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله. وأخرجه البخاري (942) و (4132) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/312، والبيهقي في "السنن"3/260 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في"المجتبى" 3/171 من طريق بقية، عن شعيب، به. وقد سلف برقم (6351) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14598) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3154) ، وانظر (4517) . الحديث: 6378 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 443 6380 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَاعَ عَبْدًا فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ، وَمَنْ بَاعَ نَخْلًا فِيهَا ثَمَرَةٌ قَدْ أُبِّرَتْ، فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ، إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ " (1) 6381 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا " (2) 6382 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي - أَحْسِبُهُ قَالَ: جَذِيمَةَ - (3) ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا، صَبَأْنَا، وَجَعَلَ خَالِدٌ بِهِمْ أَسْرًا وَقَتْلًا، قَالَ: وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (14620) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (4992) . وقد سلف برقم (4032) ، وانظر (4502) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو فى"مصنف عبد الرزاق" (18680) . وقد سلف برقم (4467) . (3) في (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : أحسبه قال: جذيمة أو قّال: جديمة، وقد أشير في (س) و (ص) إلى أن قوله:"أو قال: جديمة"، نسخة. الحديث: 6380 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 444 يَوْمًا، أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ، قَالَ: فَقَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ صَنِيعَ (1) خَالِدٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ " مَرَّتَيْنِ (2)   (1) في (ق) : صنع. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي في"دلائل النبوة" 5/113 -114 من طريق أحمد، بهذا الِإسناد. وهو في"مصنف عبد الرزاق" (9434) و (18721) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (4339) و (7189) ، والنسائي في"المجتبى" 8/237، وفي"الكبرى" (5961) و (8596) ، والطحاوي في "شرح مشكل الاثار" (3231) ، والبيهقي فىِ"السنن" 9/115. وأخرجه البخاري (4339) و (7189) ، والنسائي في"المجتبى"، 8/237، وفي "الكبرى" (5961) ، والطحاوي في"شرح مشكل الآثار" (3230) من طريقين، عن معمر، به. قوله: جَذِيمة، بفتح الجيم، وكسر المعجمة، ثم تحتانية ساكنة، أي: ابن عامر بن عبد مَنَاه بن كنانة، ووهم الكرماني، فظن أنه من بني جَذِيمة بن عوف بن بكر بن عوف قبيلة ابن عبد قيس، وهذا البعث كان عقب فتح مكة في شوال قبل الخروج إلى حنين عند جميع أهل المغازي، وكانوا بأسفل مكة من ناحية يلملم. قاله الحافظ في "الفتح" 8/57. قال السندي: قوله: صبأنا: كان المشركون يقولون في أول الأمر للمسلمين: الصابئون، وأصل الصابىء: الخارج عن الدين لخروج المسلمين عن الدين الذي كان عليه آباؤهم، وكانوا يقولونه ذماً لهم، وتعييراً على ذلك، فهؤلاء حين عجزوا عن قولهم: أسلمنا، قالوا لهذا اللفظ زعماً منهم أنه يخلصهم عن القتل، ونظر خالد إلى أن هذه الكلمة لم تعرف للدخول في دين الإِسلام، بل هي كلمهَ ذم، فأخذ يقتلهم ولا يقبل منهم تلك الكلمة، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر إلى المعنى، فكره فعل خالد لذلك، واللَه تعالى أعلم. أسراً، أي: يأسرهم إسراً ويقتلهم قتلًا.= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 445 6383 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كَانَتْ مَخْزُومِيَّةٌ تَسْتَعِيرُ الْمَتَاعَ وَتَجْحَدُهُ، " فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَطْعِ يَدِهَا " (1)   =رجل من أصحابي، أي: ممن له معرفة ومحبة لي، ويسمع كلامي. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، والأشبه إرساله فيما ذكر الدارقطني كما سيرد. وهو في مطبوع مصنف عبد الرزاق10/202 (وقد استدركه محققه في الهامش من النسخة المرادية) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (4395) ، والنسائي في"المجتبى" 8/70. وأخرجه بنحوه النسائي في"المجتبى"8/71من طريق عمرو بن هاشم الجَنْبي أبي مالك، (وهو ضعيف) عن عبيد الله، عن نافع، به. وأخرجه النسائي في"المجتبى"8/71 عن محمد بن الخيل الدمشقي، عن شعيب بن إسحاق، عن عبيد الله، عن نافع، أن امرأة كانت ... مرسلاً، وهذا إسناد جيد إلى نافع. قال الدارقطني في"العلل"4/ورقة 113: ورواه يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، أن امرأة كانت ... مرسلًا، وكذلك رواه الثقفي عن أيوب مرسلاً، والمرسل أشبه. قلنا: وهذا يعني أن حديث معمر المتصل الصحيح هو عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، الذي عند مسلم (1688) (10) . وسيأتي مطولًا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6657) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. قال السندي: قوله: تستعير المتاع وتجحده ... الخ: ظاهره أنه قطع يدها لجحد العارية، والجمهور لا يقولُ بذلك، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بأنها سرقت، فقطع يدها لذلك، فَيُحْمَل هذا الحديث على أن فيه اختصاراً، والتقدير: فسرقت، فأمر ... الخ، أي: كانت عادتها الجحد، حتى اجترأت بذلك على السرقة، فأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. الخ، والله تعالى أعلم.= الحديث: 6383 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 446 6384 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، فَقَالَ رَجُلٌ: وَلِلْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ " حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، ثُمَّ قَالَ: " وَلِلْمُقَصِّرِينَ " (1) 6385 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَمَرَ بِرَجْمِهِمَا، فَلَمَّا رُجِمَا رَأَيْتُهُ يُجَانِئُ بِيَدَيْهِ عَنْهَا، لِيَقِيَهَا الْحِجَارَةَ " (2) 6386 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ، فَبَلَغَتْ سُهْمَانُنَا أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا لِكُلِّ رَجُلٍ، ثُمَّ نَفَّلَنَا بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا بَعِيرًا " (3) 6387 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ   =قلنا: وانظر بسط المسألة في ذلك في"الفتح"12/90-93. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو مكرر (4897) ، وانظر (4657) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مختصر من قصة رجم اليهودي واليهودية الزانيين، وقد سلفت هذه القصة برقم (4498) . وهو في"مصنف عبد الرزاق" 7/317 ضمن الحديث المطول (13329) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، ومعمر: هو ابن راشد الأزدي، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وهو في"مصنف" عبد الرزاق (9335) ، بهذا الِإسناد. وسلف برقم (4579) ، وانظر (5288) . الحديث: 6384 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 447 ابْنِ عُمَرَ، وعَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ أَنْ يُصَلِّينَ فِي الْمَسْجِدِ " (1) 6388 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرَجُ مَعَهُ يَوْمَ الْفِطْرِ بِعَنَزَةٍ، فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا " (2) 6389 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ حَدَّثَ " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الْمُصَلَّى " وَقَالَ: " مَرَّةً إِلَى الصَّلَاةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف"عبد الرزاق" (5107) ، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (16) . وسلف برقم (4522) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6319) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في"مصنف"عبد الرزاق (5845) ، ومن طريقه أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (359) . وأخرجه ابن خزيمة (2422) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (1509) ، والترمذي (677) ، والنسائي في"المجتبى" 5/54، و"الكبرى" (2300) ، وابن خزيمة (2423) ، والبيهقي في"السنن"= الحديث: 6388 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 448 6390 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ فَنَادَى مِنْ أَيْنَ نُهِلُّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " يُهِلُّ مُهِلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَيُهِلُّ مُهِلُّ أَهْلِ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَيُهِلُّ مُهِلُّ أَهْلِ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ " قَالَ: وَيَزْعُمُونَ أَوْ يَقُولُونَ أَنَّهُ قَالَ: " وَيُهِلُّ مُهِلُّ (1) أَهْلِ الْيَمَنِ مِنْ أَلَمْلَمَ " (2) 6391 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي رَوَّادٍ، يُحَدِّثَانِ عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ يُرِيدُ الْحَجَّ، زَمَانَ نَزَلَ الْحَجَّاجُ، بِابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ كَائِنٌ (3) بَيْنَهُمْ قِتَالٌ، وَإِنَّا نَخَافُ أَنْ يَصُدُّوكَ،   =4/174 من طرق، عن موسى، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو الذي يستحبه أهل العلم: أن يخرج الرجلُ صدقةَ الفطر قبل الغدو إلى الصلاة. وقد سلف برقم (5345) . (1) كلمة:"مهل" ليست في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (4455) . قال السندي: قوله:"من ألملم": هكذا في هذه الرواية: ألملم، بالألف موضع الياء من يلملم، والمتعارف عليه في الأحاديث بالياء، وهما اسمان لميقات أهل اليمن كما في"الصحاح"و"القاموس". (3) في (ظ 14) : كان. الحديث: 6390 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 449 فَقَالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] إِذَنْ أَصْنَعَ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ عُمْرَةً، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِظَهْرِ الْبَيْدَاءِ، قَالَ: مَا شَأْنُ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ إِلَّا وَاحِد (1) ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَوْجَبْتُ حَجًّا مَعَ عُمْرَتِي، وَأَهْدَى هَدْيًا اشْتَرَاهُ بِقُدَيْدٍ، " فَانْطَلَقَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْحَرْ، وَلَمْ يَحْلِقْ، وَلَمْ يُقَصِّرْ، وَلَمْ يَحْلِلْ مِنْ شَيْءٍ كَانَ أَحْرَمَ مِنْهُ حَتَّى كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ، فَنَحَرَ وَحَلَقَ، ثُمَّ رَأَى أَنْ قَدْ (2) قَضَى طَوَافَهُ لِلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَلِطَوَافِهِ (3) الْأَوَّلِ "، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4)   (1) في طبعة الشيخ أحمد شاكر: واحداً. (2) لفظ:"قد" ليس في (ظ 1) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (3) الواو ليست في (ظ 14) ، ولم ترد في نسخة السندي، قال السندي: قوله: ثم رأى أن قد قضى طوافه للحج والعمرة بطوافه الأول، أي: بأول طواف طافه بعد النحر والحلق، فإنه ركن الحج عندهم لا الذي طافه حين القدوم، وإن كان هو المتبادر من اللفظ، فإنه للقدوم، وليس بركن للحج، وقيل: المراد بالطواف السعي بين الصفا والمروة، ولا يخفى بُعده، فإن مطلق اسم الطواف ينصرف إلى طواف البيت. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن أبي رواد، متابع عبيد الله بن عمر، فقد استشهد به البخاري في"الصحيح"، وروى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (3915) من طريق عبد الرزاق، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5165) ، وانظر (4480) . الجزء: 10 ¦ الصفحة: 450 6392 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ؟ عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ، فَأَمَرَ بِهَا، وَقَالَ: " أَحَلَّهَا اللهُ تَعَالَى، وَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) قَالَ الزُّهْرِيُّ، وَأَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: " الْعُمْرَةُ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ تَامَّةٌ تُقْضَى، عَمِلَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَزَلَ بِهَا كِتَابُ اللهِ تَعَالَى " (2) 6393 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يَمْشِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنْ مَشَيْتُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (4822) و (5068) و (5700) و (6240) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موصول بالإسناد الذي قبله. قال السندي: قوله: تامة تُقْضى: على بناء المفعول، أي: تُفعل وتؤدّى، وليس للقضاء في مقابلة الأداء هاهنا، بل هو كما في قوله تعالى: {فإذا قُضِيَت الصلاة} الآية. قلنا: وقوله: عمل بها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُؤيده حديث أنس عند البخاري (1780) : اعتمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع عمر في ذي القعدة إلا التي أعتمر مع حجته: عمرته من الحديبية، ومن العام المقبل، ومن الجعرانة حيث قسم غنائم حنين، وعمرة مع حجته. وانظر (5700) و (6240) . الحديث: 6392 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 451 فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي، وَإِنْ سَعَيْتُ فَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى " (1) 6394 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " جَعَلَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ، وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا " (2) 6395 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ (3) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِمَا، وَلَا يَسْتَلِمُ الْآخَرَيْنِ " (4) 6396 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 5/242 عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (2772) من طريق الضحاك بن مخلد، عن سفيان الثوري، به. وانظر (4995) . (2) هو مكرر (5518) سنداً ومتناً. (3) في (م) : حدثنا عبد الرزاق، حدثنا روح، بزيادة: حدثنا عبد الرزاق، وهو خطأ. (4) إسناده قوي، عبد العزيز بن أبي رواد وثقه غير واحد من الأئمة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4686) . الحديث: 6394 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 452 سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عُمَرَ عَنِ اسْتِلَامِ الْحَجَرِ؟ قَالَ حَسَنٌ: عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَرَبِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ عَنِ الْحَجَرِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَرَأَيْتَ إِنْ زُحِمْتُ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: اجْعَلْ " أَرَأَيْتَ " بِالْيَمَنِ!! رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ (1) 6397 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنْ عَمِّهِ وَاسِعٍ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ " كُلَّمَا وَضَعَ وَكُلَّمَا رَفَعَ ثُمَّ يَقُولُ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ "   (1) إسناده قوي، الزبير بن عربي- وهو أبو سلمة النمري البصري-،روى له البخاري لهذا الحديث متابعة، ورواه أيضاً أبو داود والنسائي، وليس له في الكتب الستة سواه، وقد وثق الزبير لهذا يحيى بنُ معين، وقال أحمد: أراه لا بأس به، وقال النسائي وابن حجر: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في"الثقات". وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (1864) ، والبخاري (1611) ، والترمذي (861) ، والنسائي 5/231والبيهقي 5/74، والمزي في"تهذيب الكمال"9/318- 319 من طرق، عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد، وفي رواية الطيالسي: اجعل أرأيت مع ذلك الكوكب، بدل قوله: باليمن. وانظر (4463) . قوله:"اجعل أرأيت باليمن"، قال السندي، أي: بعًدْه منك واتركه باليمن، يريد أن المطلوب العمل بالسنة مهما أمكن لا الحيلة لتركها، وما ذكرت من"أرأيت" فذاك حيلة للترك، نعم من لا يستطيع فلا تكليف في حقه، قال تعالى: {لا يكلف أدته نفساً إلا وسعها} ، والله تعالى أعلم. الحديث: 6397 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 453 عَلَى يَمِينِهِ، " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ " (1) عَلَى يَسَارِهِ (2) 6398 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ: أَيُصِيبُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ؟ قَالَ: " أَمَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِمَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ، ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ طَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ "، ثُمَّ تَلَا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21] (3)   (1) قوله:"ورحمة الله" ضرب عليها في (ظ 14) ، وكتبت في هامش (س) و (ص) ولم تذكر في الرواية السالفة برقم (5402) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز، وقد صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه أبو يعلى (5764) ، وابن خزيمة (576) ، والطحاوي 1/268 من طريق روح بن عبادة، بهذا الِإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى"3/62، وفي"الكبرى" (1243) ، وابن خزيمة (576) ، والبيهقي في"السنن"2/178 من طرق، عن ابن جريج، به. وأخرج الشافعي في"مسنده"1/99- ومن طريقه البيهقي في"المعرفة"، (3844) - عن مسلم بن خالد وعبد المجيد بن أبي رواد، عن ابن جريج، به أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يسلم عن يمينه وعن يساره. وانظر (5402) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1647) ، ومسلم (1234) ، والطبراني في"الكبير" (13635) ، والبيهقي 5/97 من طرق، عن ابن جريج، بهذا الإِسناد. وقد سلف برقم (4641) . الحديث: 6398 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 454 6399 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِالْمُزْدَلِفَةِ جَمِيعًا " (1) 6400 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ بِجَمْعٍ، فَأَقَامَ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ رَكْعَتَيْنِ، بِإِقَامَةٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ: فَسَأَلَهُ خَالِدُ بْنُ مَالِكٍ؟ فَقَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ مِثْلَ هَذَا فِي هَذَا الْمَكَانِ " (2) 6401 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: بَلَغَنِي، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْحَرُ يَوْمَ الْأَضْحَى بِالْمَدِينَةِ "، قَالَ: " وَكَانَ إِذَا لَمْ يَنْحَرْ ذَبَحَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مالك: هو ابن أنس، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري. وهو مكرر (5287) ، وقد سلف برقم (4452) . (2) حديث صحيح. عبد الله بن مالك- وهو ابن الحارث الهمداني-، سلف الكلام فيه برقم (4676) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (5495) ، وسلف برقم (4452) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين ابن جريج وبين نافع. وأخرجه النسائي 7/213-214 عن علي بن عثمان النفيلي، عن سعيد بن= الحديث: 6399 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 455 6402 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، وَصَفْوَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ الْمَعْنَى، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ، كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنِ ارْفَعْ، إِلَيَّ حَاجَتَكَ قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللهِ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " وَإِنِّي لَأَحْسِبُ الْيَدَ الْعُلْيَا الْمُعْطِيَةَ، وَالسُّفْلَى السَّائِلَةَ، وَإِنِّي غَيْرُ سَائِلِكَ شَيْئًا، وَلَا رَادٍّ رِزْقًا سَاقَهُ اللهُ إِلَيَّ مِنْكَ (1)   =عيسى، عن المفضل بن فضالة، عن عبد الله بن سليمان، عن نافع، بهذا الإسناد. وهذا إسناد حسن من أجل عبد الله بن سليمان- وهو أبو حمزة البصري الملقب بالطويل وباقي رجاله ثقات. وأخرج البخاري (5552) ، والنسائي 7/213 من طريق كثير بن فرقد، عن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذبح وينحر بالمصلى. وأخرج البيهقي 2/272 من طريق عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يضحي بالمدينة بالجزور أحياناً وبالكبش إذا لم يجد جزوراً، وعبد الله بن نافع ضعيف. وانظر (14955) و (5876) . قوله:"كان ينحر يوم الأضحى"، قال السندي: كأنه أراد أنه كان ينحر الإبل، وإن لم يتيسر ذلك يكتفي بالشاة مثلًا، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن عجلان، وهو محمد، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. صفوان: هو ابن عيسى الزهري، والقعقاع بن حكيم: هو الكناني المدني. وأخرجه ابن سعد في"طبقاته"4/150 عن حماد بن مسعدة، بهذا الإسناد.= الحديث: 6402 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 456 6403 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ تَعَالَى هَذَا الْكِتَابَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ أَعْطَاهُ (1) اللهُ تَعَالَى مَالًا فَتَصَدَّقَ بِهِ، آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ " (2) 6404 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: بَلَغَنَا " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَمَى   =وقد سلف برقم (4474) ، وانظر (5344) . (1) في (ظ 1) و (ظ 14) : آتاه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عثمان بن عمر: هو البصري، ويونس: هو ابن يزيد الآيلي، والزهري: هو محمد بن مسلم، وسالم بن عبد الله: هو ابن عمر. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (460) ، وأبو نعيم في"الحلية" 2/195 من طريقين، عن عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. قال أبو نعيم: كذا قال عثمان: يتصدق به. وأخرجه مسلم (815) (267) ، والطحاوي في"شرح مشكل الآثار" (459) ، وابنُ حبان (126) من طريق ابن وهب، عن يونس، به. وقد سلف برقم (4550) . قوله:"لا حسد إلا في اثنتين"، قال السندي: الظاهر أن تقديره: في خصلتين اثنتين، فيحتاج قوله: رجل إلى تقدير: خصلة رجل، وقيل: تقديره: في نفسين اثنتين، فلا حاجة إلى التقدير. الحديث: 6403 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 457 الْجَمْرَةَ الْأُولَى الَّتِي تَلِي الْمَسْجِدَ، رَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَقُومُ أَمَامَهَا، فَيَسْتَقْبِلُ الْبَيْتَ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو (1) ، وَكَانَ يُطِيلُ الْوُقُوفَ، ثُمَّ يَرْمِي الثَّانِيَةَ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ (2) ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ ذَاتَ الْيَسَارِ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي، فَيَقِفُ، وَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو، ثُمَّ يَمْضِي حَتَّى يَأْتِيَ الْجَمْرَةَ (3) ، الَّتِي عِنْدَ الْعَقَبَةِ، فَيَرْمِيَهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ عِنْدَ كُلِّ حَصَاةٍ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَلَا يَقِفُ " قَالَ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ سَالِمًا، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ هَذَا " وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا " (4)   (1) كلمة:"يدعو"ليست في (ق) . (2) كلمة:"حصيات"، ليست في (ق) . (3) في (م) : حتى يأتي يوم الجمرة، ولعلها: يؤم. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وظاهره الِإرسال لقول الزهري: بلغنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكنه وصله عقب سياقه للحديث بقوله: سمعت سالماً يحدث عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثل هذا. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي. وأخرجه البخاري (1753) ، والنسائي في"المجتبى"5/276، وفي"الكبرى" (4089) ، والبيهقي في"السنن"5/148 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1751) و (1752) ، وابن ماجه (3032) ، والبيهقي في "السنن"، 5/148 من طريقين، عن يونس، به. قال الحافظ في"الفتح"3/584: لا اختلاف بين أهل الحديث أن الإسناد بمثل هذا السياق موصول، وغايته أنه من تقديم المتن على بعض السند، وإنما اختلفوا في جواز ذلك، وأغرب الكرماني، فقال: هذا الحديث من مراسيل الزهري، ولا يصير بما ذكره آخراً مسنداً، لأنه قال: يحدث بمثله لا بنفسه. كذا قال. وليس= الجزء: 10 ¦ الصفحة: 458 6405 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَالشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةٍ (1) : فِي الْمَرْأَةِ، وَالدَّارِ، وَالدَّابَّةِ " (2)   =مراد المحدث بقوله في هذا:"بمثله"إلا نفسه، وهو كما لو ساق المتن بإسناد، ثم عقبه بإسناد آخر، ولم يُعِد المتن، بل قال:"بمثله"، ولا نزاع بين أهل الحديث في الحكم بوصل مثل هذا، وكذا عند أكثرهم لو قال:"بمعناه"، خلافاً لمن يمنع الرواية بالمعنى. وقد أخرج الحديثَ المذكورَ الإسماعيلي، عن ابن ناجية، عن محمد بن المثنى، وغيره عن عثمان بن عمر. وقال في آخره: قال الزهري: سمعت سالماً يحدث بهذا عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعُرف أن المراد بقوله: مثله؟ نفسُه. (1) في هامش (س) : ثلاث. نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5753) ، والنسائي في"الكبرى" (9277) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (5772) ، ومسلم (2225) (116) ، والنسائي في"الكبرى" (9278) من طريق ابن وهب، عن يونس، والنسائي في"الكبرى" (9278) من طريق ابن وهب، عن مالك، كلاهما عن الزهري، عن سالم وحمزة ابني عبد الله، عن عبد الله بن عمر، مرفوعاً. وقوله:"لا عدوى ولا طيرة ... ": أخرجه ابن أبي عاصم في"السنة" (277) ، وأبو يعلى (5576) ، والبيهقي في "السنن"6/217، وفي"الآداب" (439) من طريق عثمان بن عمر، به. وعند ابن أبي عاصم: ولا صفر، بدل: ولا طيرة. وقد سلف نحوه بإسناد ضعيف برقم (4775) . وقوله:"الشؤم في ثلاثة: في المرأة والدار والدابة": سلف برقم (4544) . الحديث: 6405 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 459 6406 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نُعْمٍ، يَقُولُ: شَهِدْتُ ابْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَنْ مُحْرِمٍ قَتَلَ ذُبَابًا، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، تَسْأَلُونِي عَنْ مُحْرِمٍ قَتَلَ ذُبَابًا وَقَدْ قَتَلْتُمُ ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمَا رَيْحَانَتَيَّ مِنَ الدُّنْيَا " (1) 6407 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي عَائِذُ بْنُ نُصَيْبٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ (2) : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي الْكَعْبَةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود- وهو أبو داود الطيالسي-، فمن رجال مسلم. وهو في"مسنده" (1927) . وأخرجه أبو نعيم في"الحلية"5/70 و7/165 من طريق الطيالسي، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (5568) . (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر زيادة: يقول. (3) إسناده صحيح. عائذ بن نصَيب: وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: هو شيخ، وقد أغرب الحسيني في"الإكمال"ص 223، فقال: مجهول، فتعقبه الحافظ في"التعجيل"ص 207، وقال: بل هو معروف، ثقة. وقد ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/59، وابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل"7/16، وذكره ابن حبان في"الثقات" 5/276، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. شعبة: هو ابن الحجاج.= الحديث: 6406 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 460 6408 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقْبَلُ تَوْبَةَ عَبْدِهِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ " (1) 6409 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ " (2) 6410 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ:   =وهو عند الطيالسي (1908) ، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5700) من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، به. وانظر (4464) و (4891) . (1) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن ثابت، وهو ابن ثوبان العنسي الدمشقي، وبقية رجاله ثقات. سليمان بن داود: هو الطيالسي، ومكحول: هو الشامي. وأخرجه أبو يعلى (5609) من طريق إبي داود الطيالسي، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (6160) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود- وهو أبو داود الطيالسي الحافظ-، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (4702) . الحديث: 6408 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 461 مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ يَا أَخَا أَسْلَمَ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ " (1) 6411 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، إِلَّا بِإِذْنِهِ " وَرُبَّمَا قَالَ: " يَأْذَنَ لَهُ " (2) 6412 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ، وَجَعَلَ فَصَّهُ مِمَّا يَلِي بَاطِنَ (3) كَفِّهِ، فَاتَّخَذَ النَّاسُ خَوَاتِيمَ الذَّهَبِ، قَالَ: فَصَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ، فَأَلْقَاهُ، " وَنَهَى عَنِ التَّخَتُّمِ بِالذَّهَبِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن داود- وهو الطيالسي الحافظ-، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (5981) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي، وحماد: هو ابن زيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (6088) ، وانظر (4722) . (3) كلمة:"باطن"ليست في (ظ 14) . (4) حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد الليثي، فهو حسن الحديث، روى له مسلم في المتابعات، وباقي رجاله ثقات، وصفوان بن الحديث: 6411 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 462 6413 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: وَاصَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَاصَلَ النَّاسُ، فَنَهَاهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّكَ (1) تُوَاصِلُ؟ فَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ، إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى " (2) 6414 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ فَاسْتَثْنَى، فَإِنْ   =عيسى من رجال مسلم، ونافع من رجالهما. وأخرجه مسلم (2091) (53) من طريق حاتم بن إسماعيل، وابن وهب، عن أسامة بن زيد، بهذا الِإسناد. وانظر (6007) . وفي باب التختم باليمين عن عبد الله بن جعفر، سلف برقم (1746) . وعن ابن عباس عند الترمذي في"السنن" (1742) ، وفي"الشمائل" (94) ، وأبي داود (4229) . وعن جابر عند الترمذي في"الشمائل" (93) . وعن علي عند الترمذي في"الشمائل" (90) ، وأبي داود (4226) . وعن عائشة عند أبي نعيم في"أخبار أصبهان" 2/133. (1) في هامش (س) : إنك. نسخة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. وأخرجه مسلم (1102) (56) عن عبد الوارث بن عبد الصمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (4721) . الحديث: 6413 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 463 شَاءَ مَضَى، وَإِنْ شَاءَ رَجَعَ غَيْرَ حَنِثٍ " (1) 6415 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَائِشَةَ، سَاوَمَتْ بَرِيرَةَ فَرَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ فَقَالَتْ: أَبَوْا أَنْ يَبِيعُوهَا إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطُوا الْوَلَاءَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " (2) 6416 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ "، قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: صَدَقَ قَالَ: قُلْتُ مَا (3) الْجَرُّ؟ قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ صُنِعَ مِنْ مَدَرٍ " (4) 6417 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا صَخْرٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ "   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وسلف برقم (5363) من طريق عبد الوارث، وخرج هناك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي. وقد سلف مختصراً برقم (4817) . (3) في هامش (س) و (ص) : فما. نسخة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى بن حكيم: هو الثقفي. وقد سلف برقم (5819) ، وانظر (4465) و (4914) . الحديث: 6415 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 464 وَكَانَ يَقُولُ: " لَا تَلَقَّوْا الْبُيُوعَ، وَلَا يَبِعْ (1) بَعْضٌ (2) عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَخْطُبْ أَحَدُكُمْ، أَوْ أَحَدٌ، عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ الْأَوَّلُ، أَوْ يَأْذَنَ لَهُ (3) فَيَخْطُبَ " (4) 6418 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعِرَّانَةِ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ؟ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: - وَمَعَهُ غُلَامٌ مِنْ سَبْيِ هَوَازِنَ، فَقَالَ لَهُ: " اذْهَبْ فَاعْتَكِفْ "، فَذَهَبَ، فَاعْتَكَفَ (5) ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُصَلِّي   (1) في (س) و (ص) و (ظ 14) : يبيع. (2) فىِ هامش (س) و (ظ 1) : بعضكم. (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: يأذنه بدل:"يأذن له". (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث العنبري، وصخر: هو ابن جويرية، ونافع، هو مولى ابن عمر. والنهي عن بيع حاضر لباد، وتلقي البيوع، سلف برقم (5010) . وقوله:"لا يبع بعض على بيع بعض، ولا يخطب أحدكم ... ": أخرجه مطولاً ومختصراً الطحاوي في"شرح معاني الآثار"3/3، وابن حبان (4051) من طريق علي بن الجعد، والبيهقي 7/180 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، كلاهما عن صخر بن جويرية، به. وقد سلف برقم (4722) . (5) قوله: "فذهب فاعتكف"سقط من (ق) . الحديث: 6418 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 465 إِذْ سَمِعَ النَّاسَ، يَقُولُونَ: أَعْتَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيَ هَوَازِنَ فَدَعَا الْغُلَامَ فَأَعْتَقَهُ (1) 6419 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَسَاهُ حُلَّةً فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَذَكَرَ النَّارَ، حَتَّى ذَكَرَ قَوْلًا شَدِيدًا فِي إِسْبَالِ الْإِزَارِ " (2) 6420 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَزَعِ " قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: " وَهِيَ الْقَزَعَةُ الرُّقْعَةُ فِي الرَّأْسِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم، عفان: هو ابن مسلم الصفار، وأيوب: هو السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وقد سلف بنحوه برقم (4922) ، وفيه أن عمر أصاب جارية لا غلاماً، وأنه بعث بها مع ابنه عبد الله. (2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل، فهو حسنُ الحديث، وقد سلف الكلامُ فيه في الرواية رقم (5693) ، حماد: هو ابن سلمة. وقد سلف برقم (5693) . (3) هو مكرر (5548) سنداً ومتناً. الحديث: 6419 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 466 6421 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْمَغْرِبِ وِتْرُ صَلَاةِ النَّهَارِ، فَأَوْتِرُوا صَلَاةَ اللَّيْلِ، وَصَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَالْوَتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ " (1) 6422 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْقَزَعِ فِي الرَّأْسِ " (2) 6423 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ضَعُوا لَهُ وِسَادَةً فَقَالَ: ابْنُ عُمَرَ إِنَّمَا جِئْتُ (3) لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا، سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مَفَارِقٌ لِلْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " (4)   (1) هو مكرر (5549) سنداً ومتناً. (2) هو مكرر (5356) سنداً ومتناً. (3) في (ظ 14) : جئتك. (4) حديث صحيح، ولهذا إسناد حسن، هشام بن سعد روى له مسلم، وهو= الحديث: 6421 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 467 6424 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ قَيْسٍ الْمَأْرِبِيُّ (1) ، حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ شَرَاحِيلَ، قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْتُ: مَا صَلَاةُ الْمُسَافِرِ؟ قَالَ: رَكْعَتَيْنِ، رَكْعَتَيْنِ، إِلَّا صَلَاةَ الْمَغْرِبِ ثَلَاثًا، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كُنَّا بِذِي الْمَجَازِ؟ قَالَ: مَا ذُو الْمَجَازِ؟ قُلْتُ: مَكَانٌ نَجْتَمِعُ فِيهِ، وَنَبِيعُ فِيهِ، وَنَمْكُثُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، أَوْ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ، كُنْتُ بِأَذْرَبِيجَانَ، لَا أَدْرِي قَالَ: أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ أَوْ شَهْرَيْنِ، فَرَأَيْتُهُمْ يُصَلُّونَهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، " وَرَأَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَ عَيْنِي يُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ "، ثُمَّ نَزَعَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب: 21] (2) 6425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سَالِمًا، يَقُولُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُه (3) عِنْدَ   =حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي. وقد سلف برقم (5551) . (1) تصحفت هذه النسبة في (س) و (ق) و (ظ 1) و (م) إلى: المازني. (2) إسناده حسن، وهو مكرر (5552) ، وسلف الكلام عليه هناك. (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: رأيت. الحديث: 6424 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 468 الْكَعْبَةِ، مِمَّا يَلِي الْمَقَامَ رَجُلٌ (1) آدَمُ سَبْطُ الرَّأْسِ، وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى رَجُلَيْنِ، يَسْكُبُ رَأْسُهُ، أَوْ يَقْطُرُ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - أَوِ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ، لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَ - ثُمَّ رَأَيْتُ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْمَرَ، جَعْدَ الرَّأْسِ، أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى، أَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ ابْنُ قَطَنٍ، فَسَأَلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ " (2) 6426 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أُتِيتُ وَأَنَا نَائِمٌ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، حَتَّى جَعَلَ اللَّبَنُ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي، ثُمَّ نَاوَلْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا أَوَّلْتَهُ؟ قَالَ: " الْعِلْمُ " (3) 6427 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كُنْتُ أَبِيعُ الْإِبِلَ بِالْبَقِيعِ فَأَبِيعُ بِالدَّنَانِيرِ، وَآخُذُ الدَّرَاهِمَ، وَأَبِيعُ بِالدَّرَاهِمِ، وَآخُذُ الدَّنَانِيرَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: رجلًا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن بكر: هو البرساني، وهو مكرر رقم (5553) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (5554) . الحديث: 6426 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 469 يُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ حُجْرَتَهُ فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ فَسَأَلْتُهُ؟ فَقَالَ: " إِذَا أَخَذْتَ وَاحِدًا مِنْهُمَا بِالْآخَرِ، فَلَا يُفَارِقْكَ وَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ بَيْعٌ " (1) 6428 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: " الْبَيْدَاءُ الَّتِي (2) تَكْذِبُونَ فِيهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَهَلَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنْ عِنْدِ مَسْجِدِ ذِي الْحُلَيْفَةِ " (3) 6429 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ " (4)   (1) إسناده ضعيف لتفرد سماك برفعه، وهو مكرر (5555) سنداً ومتناً. (2) في (س) و (ص) : الذي، وفي هامش (س) : التي، وعليها علامة الصحة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن معاوية الجعفي. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13168) من طريق أحمد بن يونس، عن زهير، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (4570) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن آدم: هو ابن سليمان الكوفي، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي. وأخرجه عبد بن حميد في"المنتخب" (780) ، ومسلم (986) (22) ، وأبو داود= الحديث: 6428 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 470 6430 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا ابْنُ عُمَرَ مُسْتَنِدٌ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وَأُنَاسٌ يُصَلُّونَ الضُّحَى، فَقَالَ لَهُ (1) عُرْوَةُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: بِدْعَةٌ فَقَالَ لَهُ عُرْوَةُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ: كَمِ اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: أَرْبَعًا إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ، قَالَ: وَسَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ فِي الْحُجْرَةِ، فَقَالَ لَهَا عُرْوَةُ: إِنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعًا إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ؟ فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، " مَا اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا وَهُوَ مَعَهُ، وَمَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ قَطُّ " (2) 6431 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ،   = (1610) ، والنسائي في"المجتبى"5/54، وفي"الكبرى" (2300) ،والبيهقي في "السنن"4/174-175 من طرق، عن زهير، به. وعند أبي داود زيادة: فكان ابنُ عمر يؤدبها قبل ذلك باليوم واليومين. وقد سلف برقم (6389) ، وانظر (5345) . (1) لفظ:"له"ليس في (ظ 14) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المفضل - وهو ابن مُهَلْهَل السعدي - فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه الطبراني في"الكبير" (13523) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. ولفظه: اعتمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع عُمَر، إحداهن في رجب.= الحديث: 6430 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 471 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ، وَطَائِفَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ ذَهَبُوا وَجَاءَ الْآخَرُونَ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ قَضَتِ الطَّائِفَتَانِ، رَكْعَةً، رَكْعَةً " (1) 6432 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ رَاكِبًا وَمَاشِيًا " (2)   =وقد سلف برقم (5383) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/464، ومسلم (839) (306) ، والنسائي في "المجتبى"3/173، والبيهقي 3/260-261 من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وفيه زيادة: قال ابن عمر: فإذا كان خوفً أكثر من ذلك، فصلً راكباً أو قائماً، تومىء إيماءً. وأخرجه الطحاوي في"شرح معاني الآثار"1/312، والدارقطني في"السنن" 2/59، والبيهقي في "السنن"3/260 من طريق قبيصة، عن سفيان، به. وقد سلف برقم (6159) . (2) حديث صحيح، محمدُ بنُ عجلان حسن الحديث، وقد أخرج له مسلم متابعة، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (1399) (517) من طريق خالد بن الحارث، عن ابن عجلان، به. وقد سلف برقم (4485) . الحديث: 6432 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 472 6433 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ " يَرْمُلُ ثَلَاثًا مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ، وَيَمْشِي أَرْبَعًا عَلَى هِينَتِهِ " قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ " (1) 6434 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أِنَّا نُكْرِي، فَهَلْ لَنَا مِنْ حَجٍّ؟ قَالَ: أَلَيْسَ تَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ، وَتَأْتُونَ الْمُعَرَّفَ، وَتَرْمُونَ الْجِمَارَ، وَتَحْلِقُونَ رُءُوسَكُمْ؟ قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الَّذِي سَأَلْتَنِي، فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهَذِهِ الْآيَةِ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة: 198] فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَنْتُمْ حُجَّاجٌ " (2)   (1) حديث صحيح، عبد الله بن عمر: وهو العمري- وإن كان ضعيفاً- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. أسباط بن محمد: هو ابن عبد الرحمن القرشي مولاهم، نافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه الطحاوي 1/181 من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد، وقد تحرف فيه عبد الله، إلى: عبيد الله. وقد سلف برقم (4618) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أبي أمامة التيمي، فقد روى له أبو داود، ووثقه ابن معين، وقال: لا يُعرف اسمه. وأخرجه الطبري في"تفسيره"2/282، من طريق أسباط، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري أيضا في"تفسير" 2/283 من طريق شبابة بن سوار، عن= الحديث: 6433 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 473 6435 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ يَعْنِي الْعَدَنِيَّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّا قَوْمٌ نُكْرِي فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَى حَدِيثِ أَسْبَاطٍ (1)   =شعبة، عن أبي أميمة، به. قلنا: هكذا سماه شعبة: أبا أميمة، وقد أشار إلى ذلك البخاري في"الكنى" (7) . وسيأتي برقم (6435) . قال السندي: قوله: قلت لابن عمر، إنا نكري: من أكرى دابته، أي: إنا نكري دوابنا في عمل الحج، ونحج معهم تبعاً، فهل لنا حج أم لا؟ وكان بعض الناس يزعم أن المكري لا حج له. المعرف: بفتح الراء المشددة، أي: تقفون عرفة. {أن تبتغوا فضلاً من ربكم} ، أي: أن تطلبوا رزقا في الحج بالمباشرة بأسبابه، والكراء من جملة ذلك. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، والرجل المبهم من بني تيم الله هو أبو أمامة التيمي، كما في الِإسناد السابق، وكما سيرد في التخريج، وهو ثقة. وعبد الله بن الوليد العدني، قال أحمد: ما كان صاحب حديث، ولكن حديثه حديث صحيح، كان ربما أخطأ في الأسماء كتبت عنه كثيراً، وقال البخاري: مقارب، وقال العقيلي: ثقة معروف، وقال الدارقطني: ثقة مأمون، وقال أبو زرعة: صدوق، وذكره ابن حبان في"الثقات"، وقال: مستقيم الحديث. وقال ابنُ عدي: روى عن الثوري "جامعه"، وقد روى عن الثوري غرائب غير الجامع، وعن غير الثوري، ما رأيت في حديثه منكراً فأذكره، وهو متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الطبري في"التفسير"2/285 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان= الحديث: 6435 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 474 6436 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِي هَذَا، أَفْضَلُ مِنَ الصَّلَاةِ (1) فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (2) 6437 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ (3) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ "، وَذَلِكَ أَنَّ الْجَاهِلِيَّةَ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِالشَّارِفِ حَبَلَ الْحَبَلَةِ، " فَنَهَى رَسُولُ   =الثوري، بهذا الإسناد. واخرجه ابو داود (1733) ، والحاكم 1/449، والبيهقي 4/333 من طريق عبد الواحد بن زياد، والواحدي في"أسباب النزول" ص 55 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، كلاهما عن العلاء بن المسيب، عن أبي امامة التيمي، قال: سالت ابن عمر ... فذكره. وقال الحاكم: لهذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقد سلف برقم (6434) . (1) في (ظ 14) : أفضل من ألف صلاة. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك- وهو ابن أبي سليمان العرزمي فمن رجال مسلم. محمد بن عبيد: هو ابن ابي أمية الطنافسي، وعطاء: هو ابن ابي رباح. وقد سلف برقم (4838) ، وفيه:"أفضل من ألف صلاة فيما سواه ... ". (3) قوله:"حدثنا محمد بن عبيد"، وهو شيخ أحمد، سقط من (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) و (م) ، وجاء على الصواب في (ظ 14) . الحديث: 6436 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 475 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ " (1) 6438 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمَى النَّقِيعَ لِلْخَيْلِ " قَالَ حَمَّادٌ: فَقُلْتُ لَهُ: لِخَيْلِهِ؟ قَالَ: " لَا لِخَيْلِ الْمُسْلِمِينَ " (2) 6439 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى، مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَوَاحِدَةً (3) ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. محمد بن إسحاق: مدلس، وقد صرح بالتحديث في الرواية رقم (6307) ، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف برقم (6307) ، وانظر (4491) و (4640) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله- وهو ابن عمر العمري-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حماد بن خالد: هو الخياط. وقد سلف برقم (5655) . (3) في هامش (س) و (ق) و (ظ 1) : فأوتر بواحدة. نسخة. (4) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف عطية بن سعد وهو العَوْفي، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي. وأخرجه- دون قوله:"إن الله وتر يحب الوتر"- أبو نقيم في"الحلية"7/254 من طريق مسعر، عن عطية، به. وقوله:"صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فواحدة"، سلف بإسناد صحيح برقم (4492) = الحديث: 6438 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 476 6440 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَبَرَ عَلَى لَأْوَائِهَا، وَشِدَّتِهَا، كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 6441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ حَنْظَلَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ؟ فَقَالَ: " أَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَرِّ والدُّبَّاءِ؟ " قَالَ (3) : " نَعَمْ " (4)   =وقوله: " إن اللُه وتر يحب الوتر،: سلف برقم (5880) . (1) في (ظ 14) : شهيداً أو شفيعاً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عثمان بن عمر: هو ابن فارس العبدي. وأخرجه مسلم (1377) من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3918) من طريق المعتمر بن سليمان، وابن عدي في "الكامل"3/1184 من طريق سالم بن نوح، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به، مرفوعاً. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث عبيد الله. وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن عبيد الله غير سالم بن نوح ومعتمر بن سليمان. وقد سلف برقم (5935) . (3) في (ظ 14) : فقال. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير= الحديث: 6440 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 477 6442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلَاءِ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 6443 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ، أَنَّهُ سَمِعَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (2) : " مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا ضَارِيًا، أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ (3) " (4)   =عبد الله بن الحارث- وهو المخزومي-، فمن رجال مسلم. حنظلة: هو ابن أبي سفيان الجمحي، وطاووس: هو ابن كيسان اليماني. وقد سلف برقم (5072) ، وانظر (4465) و (4914) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الحارث، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (5248) ، وانظر (4489) . (2) في (ظ 14) : وهو يقول. (3) كذا في (ق) و (ظ 1) و (م) وهامش (س) و (ص) ، وفي بقية النسخ: قيراطين. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ عبد الله بن الحارث- وهو المخزومي المكي-، فمن رجال مسلم. وقد سلف تخريجه من طريق حنظلة برقم (5073) . وسلف أولًا برقم (4479) ، وذكرنا هناك شواهده.= الحديث: 6442 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 478 6444 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ، حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، (1) فَأْذَنُوا لَهُنَّ " (2) 6445 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي جَهْضَمٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ نَحْلِلْ (3) ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ فَلَمْ يَحِلُّوا " (4) 6446 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (5)   = والكلب الضاري: المعتاد علي الصيد. (1) في (ق) وهامش (س) و (ظ 1) : المساجد. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الحارث وهو المخزومي، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (5211) ، وانظر (4522) . (3) في (ق) و (ظ 1) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: يحلل. (4) إسناده حسن، وهو مكرر (5097) . (5) إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو سعيد: هو عبد الرحمن بن عبد الله البصري، مولى بني هاشم، روى له البخاري، ومن فوقه من رجال الشيخين. وانظر (5662) . الحديث: 6444 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 479 6447 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلْغَادِرِ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ " (2) 6448 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ يُمَثِّلُ اللهُ تَعَالَى لَهُ مَالَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، فَيَلْزَمُهُ، أَوْ يُطَوِّقُهُ، قَالَ: يَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ، أَنَا كَنْزُكَ " (3) 6449 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلَ صَاحِبٌ لَهُ يُوتِرُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " مَا شَأْنُكَ لَا تَرْكَبُ؟ " قَالَ: أُوتِرُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " أَلَيْسَ   (1) في (ظ 14) وهامش (س) : عن. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد- واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد، مولى بني هاشم، البصري-، فمن رجال البخاري. عبد العزيز: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، المدني. وقد سلف برقم (4648) ، وانظر (5192) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وأخرجه النسائي في"المجتبى"5/38، وابن خزيمة (2257) ، من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الِإسناد. وقد سلف برقم (5729) . الحديث: 6447 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 480 لَكَ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ؟! (1) 6450 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ لِي (2) سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الله بن الحارث بن عبد الملك القرشي المخزومي، وداود بن قيس الفراء الدباغ، كلاهما من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف نحوه برقم (5208) ، وانظر (4476) و (4620) . (2) كلمة:"لي"من (ق) و (ظ 1) وهامش (س) و (ص) . (3) إسناده صحيح. ابن جريج- وهو عبد الملك بن عبد العزيز- صرح بالتحديث هنا، فانتفت شبهة تدليسه، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير سليمان بن موسى- وهو الأشدق-، فقد روى له مسلم في"المقدمة"، وهو ثقة، إلا ما خالف فيه. وأخرجه ابنُ ماجه (3252) ، وابنُ عدي في"الكامل"3/1116، والبيهقي في "الشعب" (8750) و (8971) ، والخطيب في"تاريخه"4/212 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به. وثم ترد عندهم كلمة:"لي"الدالة على السماع، ومن ثم قال البوصيري في"الزوائد": إسناده صحيح، رجاله ثقات إن كان ابن جريج سمعه من سليمان بن موسى. وعند الخطيب:"وكونوا عباداً كما وصفكم الله عز وجل". وذكر المزي في"تحفة الأشراف"6/97 أن النسائي أخرجه من طريق عبد الله بن الحارث، وحجاج بن محمد، كلاهما عن ابن جريج، به. ولم نجده في= الحديث: 6450 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 481 6451 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَلَقَّوْا الرُّكْبَانَ، وَنَهَى عَنِ النَّجْشِ " (1) 6452 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ " (2) 6453 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شِرْكًا لَهُ (3) فِي   =مطبوع النسائي، لا في"المجتبى"ولا في"الكبرى". وسيرد نحوه دون قوله:"وكونوا إخواناً كما أمركم الله عز وجل"من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، برقم (6587) ، وذكرنا هناك أحاديث الباب. وقوله:"وكونوا إخواناً كما أمركم الله عز وجل": له شاهد من حديث أبي بكر الصديق، سلف برقم (5) . وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (6064) ، ومسلم (2563) . وثالث من حديث أنس عند البخاري (6065) ، ومسلم (2559) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن خالد- وهو الخياط -، فمن رجال مسلم، مالك: هو ابن أنس. وقد سلف برقم (4531) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد، وهو البصري، فمن رجال مسلم. وقد سلف برقم (4817) . (3) لفظ:"له"ليس في (ظ 14) . الحديث: 6451 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 482 مَمْلُوكٍ قُوِّمَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، عَتَقَ مِنْهُ مَا عَتَقَ " (1) 6454 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ، كُنْتُ فِيهَا، فَغَنِمْنَا إِبِلًا كَثِيرَةً، وَكَانَتْ سِهَامُنَا (2) أَحَدَ عَشَرَ (3) ، أَوِ اثْنَيْ (4) عَشَرَ بَعِيرًا، وَنُفِّلْنَا بَعِيرًا بَعِيرًا " (5) 6455 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بِسَبْعٍ (6) وَعِشْرِينَ يَعْنِي صَلَاةَ الْجَمِيعِ " (7)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن خالد الخياط -، فمن رجال مسلم. وقد سلف من طريق مالك برقم (5920) . وأول ما سلف برقم (4451) . (2) في هامش (س) و (ق) و (ظ 1) : سهماننا. (3) في (ظ 14) : أحد عشر بعيراً. (4) في (ظ 14) وهامش (س) : اثنا عشر. (5) إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد سلف برقم (5288) . (6) في هامش (س) و (ص) : سبع. نسخة. (7) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد- وهو ابن خالد الخياط- من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين.= الحديث: 6454 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 483 6456 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْفُوا اللِّحَى وَحُفُّوا (1) الشَّوَارِبَ " (2)   =وقد سلف برقم (4670) ، وانظر (5332) . (1) في (ق) و (ظ 1) وهامش (س) : واحفوا. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن وقع في إسناده اختلاف بين الرواة عن مالك، فمنهم من ذكره كما هو هنا: عن نافع، وجماعة أصحابه رووه عنه، عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه نافع، وهذا هو الصحيح كما قال الدارقطني في "العلل"4/ورقة 114، وابن عبد البر، ويأتي النقل عنه في آخر هذا التخريج. وأخرجه الطحاوي 4/230 عن عبد الغني بن أبي عقيل، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/142 من طريق أحمد بن سعيد الهمداني، كلاهما عن ابن وهب، وأبو نعيم في"تاريخ أصبهان" 2/67 و278 من طريق النعمان بن عبد السلام، كلاهما عن مالك، عن نافع، بهذا الإسناد. وقرن أحمد بن سعيد بمالكٍ عبدَ الله، وهو ابن عمر العمري. والحديث في"موطأ" مالك 2/947 برواية يحيى الليثي، وبرقم (1990) برواية أبي مصعب الزهري، عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى. وأخرجه مسلم (259) (53) ، والبيهقي 1/151 من طريق قتيبة بن سعيد، وأبو داود (4199) ، والبيهقي 1/151 من طريق عبد الله القعنبي، والترمذي (2764) ، وابن عبد البر في"التمهيد" 24/143 من طريق معن بن عيسى، وابن حبان (5475) ، وأبو نعيم في"تاريخ أصبهان"2/226، والبغوي (3193) من طريق أبي مصعب الزهري، وأبو عوانة 1/189، والطحاوي 4/230 من طريق ابن وهب، وأبو عوانة 1/189 من طريق مطرف وعبد الله بن يوسف، والخطيب في"تاريخه"6/247 من طريق إسماعيل بن إبراهيم مختصراً، وابن عبد البر في"التمهيد"24/143 من= الحديث: 6456 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 484 6457 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ (1) ابْنَ عُمَرَ كَانَ " يَرْمِي الْجِمَارَ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ مَاشِيًا، وَيَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ " (2) 6458 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ، بِأَرْضٍ   =طريق روح بن عبادة وعبد الله بن نافع، كلهم عن مالك، عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه نافع، به. ولفظ حديثه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى. وأخرجه الخطيب في"تاريخه"، 4/345، وابن عبد البر في"التمهيد"24/143 من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، به. بلفظ:"احفوا الشوارب، وأعفوا اللحى". قال ابن عبد البر في"التمهيد"24/142: هكذا روى يحيى (يعني الليثي) هذا الحديث عن مالك، عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، وكذلك رواه جماعة الرواة عنه، إلا أن بعض رواة ابن بكير رواه عن ابن بكير، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، وهذا لا يصح عند أهل العلم بحديث مالك، وإنما هذا الحديث لمالك عن أبي بكر بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، هذا هو الصحيح عن مالك في إسناد هذا الحديث كما رواه يحيى وسائر الرواة عن مالك. وقد سلف برقم (4654) . (1) في (ظ 14) وهامش (س) : عن. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله العمري، وهو ابن عمر، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد سلف برقم (5944) . الحديث: 6457 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 485 يُقَالُ لَهَا: ثُرَيْرٌ، فَأَجْرَى الْفَرَسَ حَتَّى قَامَ، ثُمَّ رَمَى بِسَوْطِهِ، فَقَالَ: " أَعْطُوهُ حَيْثُ بَلَغَ (1) السَّوْطُ " (2) 6459 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَرِهَ الْقَزَعَ لِلصِّبْيَانِ " (3) 6460 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ،   (1) في (ق) و (ظ 1) : يقع. (2) إسناده ضعيف لضعف عبد الله العمري، وهو ابن عمر، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو داود (3072) ، والطبراني في"الكبير" (13352) ، والبيهقي في "السنن"6/144 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وهو عند أبي داود والبيهقي دون قوله: بأرض يقال لها: ثرير. وقد جاء في"صحيح البخاري" (3151) و (5224) - وسيرد 6/347-، من حديث أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: وكنتُ أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ. وعلق البخاري عقب حديث (3151) بصيغة الجزم عن أبي ضمرة، عن هشام، عن أبيه مرسلًا، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقطع الزبير أرضاً من أموال بني النضير. قوله:"حضر فرسه": الحُضْر: العَدْو والجري. قوله:"أقطع الزبير"، قال السندي، أي: أعطاه أرضا، يقال: قطع الإمام أرضا له، وأقطعه إياها: إذا أعطاه، وهو أعم من التمليك، فإنه يكون تمليكا وغيره. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله، وهو ابن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد سلف برقم (4473) . الحديث: 6459 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 486 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَوَّلُ صَدَقَةٍ كَانَتْ فِي الْإِسْلَامِ صَدَقَةُ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْبِسْ أُصُولَهَا، وَسَبِّلْ ثَمَرَتَهَا (1) " (2) 6461 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ، فَإِذَا مَرَّ بِسُجُودِ الْقُرْآنِ سَجَدَ وَسَجَدْنَا مَعَهُ " (3) 6462 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ " يَبِيتُ بِذِي طُوًى، فَإِذَا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ، وَأَمَرَ مَنْ   (1) في (ظ 14) : ثمرها. (2) حديث صحيح، ولهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله، وهو ابن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حماد: هو ابن خالد الخياط. وقد سلف بنحوه مطولًا برقم (4608) . (3) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف العمري، وهو عبد الله المكبر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد- وهو ابن خالد الخياط، القرشي، نزيل بغداد-، فمن رجال مسلم. وأخرجه عبد الرزاق (5911) عن عبد الله العمري، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود (1413) ، ومن طريقه اخرجه البيهقي 2/325 من طريق عبد الرزاق، عن عبد الله العمري، به، وزاد: كبر قبل: سجد، وهذه الزيادة أثبتها الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في متن المطبوع من المصنف، بناء على هذه الرواية. وقال أبو داود بإثره: قال عبد الرزاق: كان الثوري يعجبه هذا الحديث. قال أبو داود: يعجبه لأنه كبر. وانظر (4669) . الحديث: 6461 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 487 مَعَهُ أَنْ يَغْتَسِلُوا، وَيَدْخُلُ مِنَ الْعُلْيَا، فَإِذَا خَرَجَ خَرَجَ مِنَ السُّفْلَى، وَيَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ " (1) 6463 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ " يَرْمُلُ مِنَ الْحَجَرِ إِلَى الْحَجَرِ، وَيَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ (2) " (3) 6464 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " حَمَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّقِيعَ لِلْخَيْلِ " فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ: خَيْلُهُ؟ قَالَ: " خُيُولُ (4) الْمُسْلِمِينَ " (5) 6465 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: "   (1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف عبد الله العمري. وانظر ما سلف برقم (4625) و (4843) و (6284) . (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: كان يفعله. (3) حديث صحيح، عبد الله- وهو ابن عمر العمري- وإن كان ضعيفاً، متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، حماد بن خالد: هو الخياط. وقد سلف برقم (4618) . (4) في (ص) و (ق) و (ظ 1) و (م) وهامش (س) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: خيل. (5) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله-وهو ابن عمر العمري وهو مكرر (6438) . الحديث: 6463 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 488 جَالَسْتُ ابْنَ عُمَرَ سَنَتَيْنِ، مَا سَمِعْتُهُ رَوَى شَيْئًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ الضَّبِّ أَوِ الْأَضُبِّ " (1) 6466 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ أَبُو مَسْعُودٍ الْمُجَدَّرُ (2) ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّقَ بَيْنَ الْخَيْلِ، وَفَضَّلَ الْقُرَّحَ (3) فِي الْغَايَةِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قطن - وهو عمرو بن الهيثم البصري-، فمن رجال مسلم. الشعبي: هو عامر بن شراحيل. وهومختصر (5565) و (6213) . وأخرجه ابن ماجه (26) من طريق أبي النضر، عن شعبة، به. وعنده: جالست ابن عمر سنة. قوله: ثم ذكر حديث الضب أو الأضب، جاء في نسخة السندي: ثم ذكر أو إلا الضب، قال السندي: كأنه شك في الاستثناء، فقال: ما ذكر شيئاً، أو ما ذكر إلا الضب، أي: حديثه، هكذا في أصلنا، وهو الأظهر، وفي بعض النسخ: ثم ذكر حديث الضب إو الأضب، بلفط الإفراد أو الجمع، والأقرب هو الأول، والله تعالى أعلم. قلنا: قد سلف الحديث مع ذكر سماعه لحديث الضب برقم (5565) . و (6213) . وسلف شرحه في (5565) ، وانظر (4497) . (2) وقع في (س) و (ص) و (م) وهامش (ظ 1) و (ق) : المجلد، وهو خطأ، وقد صحح في هامش (س) ، وانظر"توضيح المشتبه"8/54- 55. (3) في هامش (ص) و (ق) و (ظ 1) : القارح، قال السندي: القُرح: ضبط بضم فتشديد راء مفتوحة، وفي"النهاية": القارح من الخيل: ما دخل في السنة الخامسة، وجمعه قُرح. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عقبة أبو مسعود المجدر: هو ابن خالد= الحديث: 6466 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 489 6467 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ بِإِخْرَاجِ الزَّكَاةِ، زَكَاةِ الْفِطْرِ، أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ " (1) 6468 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ "، قَالَ: فَوَقَعَ النَّاسُ   =السًكُوني. وأخرجه أبو داود (2577) ، والدارقطني 4/299 من طريق الإمام أحمد، به. وأخرجه ابن حبان (4688) من طريق أبي خيثمة، عن عقبة بن خالد، به. وقوله: وفضل القُرًح في الغاية، تفرد به المجدّر، كما ذكر الدارقطني في "العلل"4/ورقة 115. وسلف بنحوه برقم (5348) و (5656) ، وانظر (4487) . والغاية: هي مدى الشوط الذي ينتهي إليه السبق. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الضحاك بن عثمان، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (986) (23) ، وابن خزيمة (2421) ، وابن حبان (3299) ، والدارقطني 2/152، والبيهقي 4/174-175، من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، به. وعندهم زيادة، خلا مسلم: وكان أبن عمر يؤدبها قبل ذلك بيوم أو يومين. وقد سلف برقم (5345) . الحديث: 6467 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 490 فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، وَكُنْتُ مِنْ أَحْدَثِ النَّاسِ (1) ، وَوَقَعَ فِي صَدْرِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ النَّخْلَةُ " قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي فَقَالَ: " لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا " (2) 6469 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " قَاطَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَ خَيْبَرَ عَلَى الشَّطْرِ، وَكَانَ يُعْطِي نِسَاءَهُ مِنْهَا مِائَةَ وَسْقٍ، ثَمَانِينَ تَمْرًا، وَعِشْرِينَ شَعِيرًا (3) " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " قَرَأْتُ عَلَى أَبِي هَذِهِ الْأَحَادِيثَ إِلَى آخِرِهَا " (4)   (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ 1) : القوم، وفي (ظ 14) كتبت كلمة: "القوم"فوق كلمة: لا الناس". (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن سعد أبي داود الحفري، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، وعبد الله بن دينار: هو مولى ابن عمر. وقد سلف برقم (5274) . وانظر (4599) . (3) حديث صحيح لغيره، إسناده ضعيف لضعف عبد الله وهو ابن عمر العمري، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حماد بن خالد: هو الخياط. وقد سلف بنحوه برقم (4732) . (4) يعني أن الأحاديث الاَتية من رقم (6470) إلى (6475) قرأها أبو عبد الرحمن- وهو عبد الله بن أحمد-، على أبيه. وقوله:"قرأتُ ... "إلى اخر العبارة، ثم يرد في (ظ 1) الحديث: 6469 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 491 6470 - قَالَ [عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ (1) يَعْنِي الْخَيَّاطَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ تَحْتِي امْرَأَةٌ، كَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا، فَقَالَ لِي (2) أَبِي: طَلِّقْهَا، قُلْتُ: لَا فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ، فَدَعَانِي فَقَالَ: " عَبْدَ اللهِ، طَلِّقِ امْرَأَتَكَ " قَالَ: فَطَلَّقْتُهَا (3) 6471 - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا (4) حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَأْمُرُنَا (5) بِالتَّخْفِيفِ، وَإِنْ كَانَ لَيَؤُمُّنَا بِالصَّافَّاتِ " (6)   (1) في (ظ 14) : حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي رحمه الله، قال: حدثنا حماد ... (2) لفظ:"لي"، ليس في (ظ 14) ، وكتب في هامش (س) . نسخة. (3) إسناده قوي، الحارث بن عبد الرحمن- وهو القرشي خال ابن أبي ذئب-: صدوق، خرًج له أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد الخياط، فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وقد سلف برقم (4711) . (4) قوله: "حدثنا"ليس في (ظ 14) . (5) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمرنا. (6) هو مكرر (4989) سنداً ومتناً. الحديث: 6470 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 492 6472 - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي: حَدَّثَنَا (1) حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كُنَّا إِذَا اشْتَرَيْنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا جُزَافًا، مُنِعْنَا أَنْ نَبِيعَهُ حَتَّى نُؤْوِيَهُ (2) إِلَى رِحَالِنَا " (3) 6473 - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ " صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُزْدَلِفَةِ الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِإِقَامَةٍ إِقَامَةٍ (4) ، جَمَعَ بَيْنَهُمَا " (5) 6474 - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي هَذَا الْحَدِيثَ، وَسَمِعْتُهُ سَمَاعًا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ: أَخْبَرَنِي قَالَ:   (1) كلمة: "حدثنا" ليست في (ظ 14) . (2) في (ظ 14) : نؤديه. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن خالد الخياط من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. وقد سلف برقم (4517) . (4) كذا في (ظ 14) : بإقامة إقامة. وجاء في هامشها: تكرر. وكتب في هامش (ق) و (ظ 1) أيضاً كلمة "إقامة" إشارة إلى التكرار. وجاءت في (س) مكررة أيضاً إلا أنه ضرب على كلمة"بإقامة". ولم تكرر في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد- وهو الخياط فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو داود (1927) عن الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: قال أحمد: قال وكيع: صلى كل صلاة بإقامة. وانظر (4452) و (5186) . الحديث: 6472 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 493 سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، قَالَ: " مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا، فَلْيَتَحَرَّهَا فِي لَيْلَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ " قَالَ شُعْبَةُ: وَذَكَرَ لِي رَجُلٌ ثِقَةٌ عَنْ سُفْيَانَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا قَالَ: " مَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الْبَوَاقِي " قَالَ شُعْبَةُ: فَلَا أَدْرِي قَالَ: ذَا، أَوْ ذَا، شُعْبَةُ شَكَّ (1) [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: الرَّجُلُ الثِّقَةُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ " 6475 - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، نُرِيدُ الْعُمْرَةَ مِنْهَا، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، فَقُلْتُ: إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، وَلَمْ نَحُجَّ قَطُّ أَفَنَعْتَمِرُ مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ (2) ، وَمَا يَمْنَعُكُمْ مِنْ ذَلِكَ؟ " فَقَدِ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَهُ كُلَّهَا قَبْلَ حَجَّتِهِ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 4/311 من طريق أحمد بن الوليد، عن أسود، بهذا الِإسناد. ثم قال: الصحيح رواية الجماعة دون رواية شعبة، وقد سلفت رواية شعبة برقم (4808) ، ورواية سفيان برقم (5283) . (2) كلمة:"نعم"ليست في (ق) . (3) في (س) و (ق) و (ظ 1) و (ظ 14) : حَجَه، وضبب عليها في (ظ 14) ، وفي هامش (س) و (ظ 1) : حجته. نسخة. الحديث: 6475 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 494 وَاعْتَمَرْنَا " (1) (2) 6476 - قَالَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ (3) ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ: " {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] هُوَ (4) الْخَيْرُ الْكَثِيرُ " وَقَالَ عَطَاءٌ: عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالْمَاءُ يَجْرِي عَلَى اللُّؤْلُؤِ، وَمَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ " (5)   (1) في (ظ 14) وهامش (س) و (ظ 1) : فاعتمرنا. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجال إسناده ثقات رجال الشيخين. إبراهيم والد يعقوب: هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وعلقه البخاري بإثر الحديث (1774) عن إبراهيم بن سعد، بهذا الِإسناد. وقد سلف الحديث مختصراً برقم (5069) . (3) قوله: بخط يده، ليس في (ظ 14) ، وهو من هامش (س) . (4) كلمة: "هو" ليست في (ظ 14) . (5) حديث قوي، وهذا سند ضعيف، فإن ورقاء - وهو ابن عمر اليشكري - سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط، لكن سلف برقم (5913) من رواية حماد بن زيد، وهو ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط. وانظر (5355) . الحديث: 6476 ¦ الجزء: 10 ¦ الصفحة: 495 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241 هـ) حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط محمد نعيم العرقسوسي - إبراهيم الزيبق الجزء الحادي عشر مؤسسة الرسالة الجزء: 11 ¦ الصفحة: 1 النسخ المعتمدة في تحقيق هذا الجزء (ويضم مُسْنَدَي عبدِ الله بنِِِ عمرو بن العاص، وأبي رِمْثَة، رضي الله عنهم) 1- نسخة (س) . 2- نسخة (ص) . 3- نسخة (ظ15) . ولم نشر إلى رقمها لأنها هي المعتمدة من نسخ الظاهرية. 4 - نسخة (ق) . 5- وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية بحاشية هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهم فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا لها بالحرف (م) . الرموز المستخدمة في هذا الكتاب: • لزيادات عبد الله. ° لوجاداته. * لما رواه عبد الله عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره. عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة لذاتها ولغيرها في مسند عبد الله بن عمرو: 544 حديثاً. وفي مسند أبي رمثة: 10 أحاديث. عدد الأحاديث الضعيفة فيه: 79 حديثاً. عدد الأحاديث التي لم نجزم بصحتها أو ضعفها: 4 أحاديث.وفي مسند أبي رمثة: 5 أحاديث. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 2 مُسْنَدُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (1) رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا   (1) هو عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم السَّهْمي، أبوه عمرو بن العاص من كبار الصحابة، وأمه هي رائطة بنت الحجاج بن مُنَبِّه السَّهْمية، كنيته أبو محمد عند الأكثر، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو نُصير، ويقال: كان اسمه العاص، فغيره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى عبد الله. أسلم قبل أبيه بقليل، وهاجر إلى النبي-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد سنة سبع للهجرة، وكان يكتبُ، فأَذِنَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكتابة ما يسمع منه بعد كراهيته للصَّحابة أن يكتبوا عنه سوى القرآن، فكان من أكثرِِ الصَّحابة حديثاً، وصحيفتُه التي كتبها عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسمى الصَّادقة، وقد بلغ مجموع ما أسند سبع مئة حديث، اتفق الشَّيخان على سبعة أحاديث منها، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين، وبلغ عدد أحاديثه في "المسند" سبعة وعشرين وست مئة (يعني بالمكرر) . وقد أكثر عنه حفيدُه شُعيب بنُ محمد بن عبد الله بن عمرو، فقد تربّى في حِجْره، وخَدَمه ولزمه، لأنَّ أباه مات في حياة والده عبد الله بن عمرو. وكان يقرأُ بالسريانية، فروى عن أهلِ الكتاب، وأَدْمَنَ النَّظر في كُتُبهم. وكان رضي الله عنه كثيرَ العِبادة حتى قال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن لجسدكَ عليك حقاً، وإن لِزَوْجك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقاً". وكان يكثر من البكاء من خشية الله حتى رَسِعَتْ عيناه، وعمي في آخر عمره.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 7 6477 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُغِيرَةَ الضَّبِّيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: زَوَّجَنِي أَبِي امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيَّ جَعَلْتُ لَا أَنْحَاشُ لَهَا، مِمَّا بِي مِنَ الْقُوَّةِ عَلَى الْعِبَادَةِ، مِنَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ، فَجَاءَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى كَنَّتِهِ، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ؟ قَالَتْ: خَيْرَ الرِّجَالِ أَوْ كَخَيْرِ (1) الْبُعُولَةِ، مِنْ رَجُلٍ لَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا، وَلَمْ يَعْرِفْ (2) لَنَا فِرَاشًا، فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَعَذَمَنِي، وَعَضَّنِي بِلِسَانِهِ، فَقَالَ: أَنْكَحْتُكَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ ذَاتَ حَسَبٍ، فَعَضَلْتَهَا، وَفَعَلْتَ،   = وكان رغمَ غناه- فقد ورث عن أبيه شيئاً كثيراً من المال، وأرضاً في الطائف تُسمَّى الوَهْط فيها ألفُ ألفِ شجرة من العنب- من أشدِّ الناس تواضعاً، رؤي في الحج قد علَّق نعليه في شماله. وحين وقعت الفتنة بين علي ومعاوية كان ممن اعتزلها مع أنه شهدها، وقال لأبيه: إني معكم ولستُ أقاتل. توفي رضي الله عنه سنة ثلاثٍ وستين للهجرة، وقيل: خمس وستين، بمصر، وقيل: بالشام، وقيل: بمكة، وقيل: بالطائف، وهو ابن اثنين وسبعين سنه. انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": 3/79-94، و"طبقات ابن سعد": 4/261-268. (1) في (ق) : خير. (2) في (ظ) : يقرب. الحديث: 6477 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 8 وَفَعَلْتَ (1) ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَانِي، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: " أَتَصُومُ النَّهَارَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَمَسُّ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي " قالَ: " اقْرَأِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ "، قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، - قَالَ أَحَدُهُمَا، إِمَّا حُصَيْنٌ وَإِمَّا مُغِيرَةُ - قَالَ: " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ "، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " صُمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَرْفَعُنِي حَتَّى قَالَ: " صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الصِّيَامِ، وَهُوَ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ " صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ حُصَيْنٌ فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنَّ لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَإِمَّا إِلَى سُنَّةٍ، وَإِمَّا إِلَى بِدْعَةٍ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّةٍ، فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ " قَالَ مُجَاهِدٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، حَيْثُ (2) ضَعُفَ وَكَبِرَ، يَصُومُ الْأَيَّامَ كَذَلِكَ، يَصِلُ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، لِيَتَقَوَّى بِذَلِكَ، ثُمَّ يُفْطِرُ بِعَدِّ تِلْكَ الْأَيَّامِ، قَالَ: وَكَانَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ حِزْبِهِ كَذَلِكَ، يَزِيدُ   (1) "وفعلت" الثانية لم ترد في (ص) و (ظ) . (2) في (ظ) : حين. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 9 أَحْيَانًا، وَيَنْقُصُ أَحْيَانًا، غَيْرَ أَنَّهُ يُوفِي الْعَدَدَ، إِمَّا فِي سَبْعٍ، وَإِمَّا فِي ثَلَاثٍ، قَالَ: ثُمَّ كَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: " لَأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ أَوْ عَدَلَ، لَكِنِّي فَارَقْتُهُ عَلَى أَمْرٍ أَكْرَهُ أَنْ أُخَالِفَهُ إِلَى غَيْرِهِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هُشَيم: هو ابن بَشِير، وحُصَين بن عبد الرحمن: هو أبو الهُذيل السُّلَمي، ومُغيرةُ الضَّبِّي: هو ابن مِقْسَم. ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/285-286. وأخرجه مختصراً النسائي في "المُجتبى" 4/209، و"الكبرى" (2696) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار"2/87 من طريق هُشيم، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن خزيمة (2105) من طريق ابن فُضيل، عن حُصَين، به. وأخرجه البخاري (5052) من طريق مغيرة، به. دون قوله: "لكل عابد شِرَّة". وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/210، و"الكبرى" (2698) من طريق عَبْثَر، عن حُصين، به، نحوه، دون قوله: "لكل عابد شِرَّة". وأخرجه أيضاً في"المجتبى"4/209-210، و"الكبرى" (2697) من طريق أبي عَوانة، عن مغيرة، به نحوه، دون ذكر القراءة والشرَّة، وقوله: "وأصوم وأفطر". وأخرجه البخاري (1980) ، ومسلم (1159) (191) ، والنسائي في "المجتبى" 4/215-216، و"الكبرى" (2710) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/86، وابن حبان (3640) من طريق أبي قلابة، عن أبي المليح، عن عبد الله بن عمرو. وقوله: "لكل عابد شرة ... " سيرد تخريجه برقم (6764) . وقد تعددت الروايات في كم يختم القرآن، ذكرنا الجمع بينها في التعليق= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 10 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = على الحديث (6506) . وهذا الحديث سيورده أحمد بطوله، أو يورد أجزاء منه في مواضع متعددة من طرق مختلفة بالأرقام: (6491) و (6506) و (6516) و (6527) و (534) و (6535) و (6539) و (6540) و (6545) و (6546) و (6760) و (6761) و (6762) و (6764) و (6766) و (6775) و (6789) و (6810) و (6832) و (6841) و (6843) و (6862) و (6863) و (6866) و (6867) و (6873) و (6874) و (6876) و (6877) و (6878) و (6880) و (6914) و (6915) و (6921) و (6951) و (6958) و (6988) و (7023) و (7087) و (7098) . قوله: "لا أنحاش لها"، قال السندي: من الانحياش، وهو الاكتراث. وقوله: "إلى كَنَّته": بفتح الكاف وتشديد النون، أي: امرأة ابنه، وجمعها كنائن. والبعولة: جَمع بَعْل، وهو الزوج. وقولها: لم يفتش لنا كنفاً: قال السندي: أكثر ما يُروى بفتح كاف ونون، بمعنى الجانب، أي إنه لم يقربها ... وقيل: بكسر كاف وسكون نون بمعنى وعاء الراعي الذي يجعل فيه آلته، أي: لم يدخل يده مع زوجته في دواخل أمرها. قوله: "فعَذَمني": العذم، لغة: العض، والمراد هاهنا الأخذ باللسان، فقوله: وعضني بلسانه تفسير له. وقوله: "فعضلتَها"، أي: حبستها، ففي "الكشاف": العضل: الحبس، أو منعتها الحق الذي لها عليك ... من العَضْل: وهو المنع، أي: لم تعاملها معاملة الأزواج لنسائهم، ولم تتركها تتصرف في نفسها. والشِّرَّة: بكسر الشين المعجمة وتشديد الراء: الحرص على الشيء والنشاط له. والَفتْرة، بفتح فسكون: ضده، أي: العابد يبالغ في عبادته أول الأمر، ويجد في نفسه قوة على ذلك شوقاً ورغبة فيه، وكل مبالغ فلا بد أن تنكسر همته، وتفتر قوته عن ذلك الجد عادة، فمنهم من يرجع حين الفتور إلى الاعتدال في= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 11 6478 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " وَنَهَى عَنِ الْخَمْرِ، وَالْمَيْسِرِ، وَالْكُوبَةِ، وَالْغُبَيْرَاءِ قَالَ: " وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1)   =الأمر، ويترك الإِفراط فيه، فهذا مهتد، ومنهم من يرجع حين الفتور إلى ترك العبادة بالكلية، والاشتغال بضدها، فهذا هالك، والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عمرو بن الوليد: لم يرو عنه غير يزيد بن أبي حبيب، واختُلف في اسمه؛ قال ابنُ يونس: وليد بن عبدة، ويُقال: عمرو بن الوليد، حديثُه معلول، وقال الدارقطني: اختُلف على يزيدَ بنِ أبي حبيب في اسمه، فقيل: عمرو بن الوليد، وقيل: الوليد بن عبدة، قلنا: قد جاء اسمه عند أبي داود (3685) من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب: الوليد بن عبدة. قال أبو حاتم: مجهول، وتابعه الذهبي في "الميزان" 4/341، وقال: والخبر معلول في الكوبة والغبيراء. وسيأتي بتمامه برقم (6591) . وأخرجه دون قوله: "من قال علي ما لم أقل ... " أبو داود (3685) ، والبيهقي في "السنن" 10/221 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. وابن إسحاق مدلس، وقد عنعن. وقوله: "من قال علىّ ما لم أقل ... " سيرد برقم (6486) و (6592) و (6888) و (7006) . وفي الباب عن عمر سلف برقم (326) . وعن عثمان سلف برقم (469) . وعن علي سلف برقم (584) و (1075) .= الحديث: 6478 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 12 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وعن ابن عباس سلف برقم (2675) . وعن أبي هريرة، سيرد برقم (9316) . وعن أنس سيرد، 3/98. وعن سلمة بن الأكوع، سيرد 4/47. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/39 و44 و46 و56. وعن جابر، سيرد 3/303. وعن قيس بن سعد بن عبادة، سيرد 3/422. وعن معاوية، سيرد 4/100. وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/156 و201. وعن زيد بن الأرقم، سيرد 4/367. وعن خالد بن عرفطة، سيرد 5/292. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/412. وعن الزبير بن العوام عند البخاري (107) . وعن المغيرة عند البخاري (1291) ، ومسلم (4) . قال الحافظ في "الفتح" 1/203: وقد رُوي هذا الحديث عن ثلاث وثلاثين صحابياً بأسانيد صحاح وحسان، خلا الضعيفة والساقطة، وقد اعتنى جماعةٌ من الحفاظ بجمع طرقه ... منهم علي ابن المديني ... وقد جمع طرقه ابنُ الجوزي في مقدمة كتاب "الموضوعات" فجاوز التسعين ... وقال أبو موسى المديني: يرويه نحو مئة من الصحابة ... ونقل النووي أنه جاء عن مئتين من الصحابة، ولأجل كثرة طُرُقه أطلق عليه جماعةٌ أنه متواتر، ونازع بعضُ مشايخنا في ذلك، قال: لأن شرط التواتر استواءُ طرفيه وما بينهما في الكثرة، وليست موجودةً في كل طريق منها بمفردها، وأُجيب بأن المراد بإطلاق كونه متواتراً روايةُ المجموع عن المجموع من ابتدائه إلى انتهائه في كل عصر، وهذا كافٍ في إفادة العلم. والقسم الثاني منه، وهو: "ونهى عن الخمر والميسر والكوبة"، سيرد برقم= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 13 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (6547) و (6564) و (6608) . والنهي عن الكوبة والغُبيراء له شاهدٌ من حديث ابن عباس سلف برقم (2476) و (2625) بسند صحيح. وآخر من حديث قيس بن سعد بن عبادة، سيرد 3/422، وسنده حسن في الشواهد. وثالث من حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان، سيرد 6/427. والكوبة هي في كلام أهل اليمن: النَّرد، وقيل: الطبل، وهو قول علي بن بَذِيمة لسفيان الثوري في حديث ابن عباس، وانظر "سنن" البيهقي 10/222-223. وقال الخطابي في "معالم السنن" 4/267: ويدخل في معناه كل وتر ومزهر في نحو ذلك من الملاهي والغناء. والغُبيراء؛ قال الخطابي: هو السُّكُرْكة، يُعمل من الذرة، شرابٌ يصنعه الحبشة. وقوله: "كل مسكر حرام" سيأتي برقم (6738) من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4645) . وعن جابر، سيرد 3/361. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/63. وعن أنس، سيرد 3/112. وعن أبي هريرة، سيرد (9539) و (10510) . وعن بُريدة، سيرد 5/356. وعن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/410. وعن أم سلمة، سيرد 6/314. وعن ميمونة، سيرد 6/332-333. وعن عائشة عند أبي داود (3687) ، وابن ماجه (3386) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 14 6479 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ: عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، إِلَّا كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ، وَلَوْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ " (1)   = وعن ابن مسعود عند ابن ماجه (3388) . وعن معاوية عند ابن ماجه (3389) . (1) إسنادهُ حسن، إلا أنه اختُلف في رفعه ووقفه، والموقوف أصح. أبو بَلْج -وهو يحيي بن سُلَيْم، ويقال: ابن أبي سُلَيْم، ويقال: ابن أبي الأسود الفَزَاري الواسطي الكوفي الكبير- مختلف فيه، وثَّقه ابنُ معين وابنُ سعد والنَّسَائي والدارقطني، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، لا بأس به. وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال: يخطىء. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن بكر: هو السَّهمي، وعمرو بن ميمون: هو الأودي. وأخرجه الترمذي (3460) ، والحاكم 1/503، البغوي (1281) من طرق، عن عبد الله بن بكر السهمي- شيخ أحمد-، بهذا الإِسناد. وأخرجه الترمذي (3460) أيضاً، والنسائي في "عمل اليوم الليلة" (124) و (822) من طريقين، عن حاتم بن أبي صغيرة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وروى شعبةُ هذا الحديث عن أبي بَلْج، بهذا الإِسناد، نحوه، ولم يرفعه. ثم ساقه الترمذي عن محمد بن بشار، وأخرجه كذلك النسائي (123) عنه، والحاكم 1/503 من طريق أحمد بن حنبل، كلاهما عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بَلْج، به، موقوفاً على ابن عمرو.= الحديث: 6479 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 15 6480 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ الْمُسْلِمِينَ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ مَهْزُولٍ، وَكَانَتْ تُسَافِحُ، وَتَشْتَرِطُ لَهُ أَنْ تُنْفِقَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ ذَكَرَ لَهُ أَمْرَهَا؟ قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْهِ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " {الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} (1) [النور: 3] "   =وقال الحاكم: حديثُ حاتِم بن أبي صغيرة صحيحٌ على شرط مسلم! فإنَّ الزيادة من مثله (يعني الرفع) مقبولة ووافقه الذهبي، إلا في كونه على شرط مسلم، لأن أبا بلج ليس من رجاله. وأخرجه بمثله الحاكم أيضاً 1/503 من طريق آدم بن ابي إياس، عن شعبة، به. وخالف محمدَ بنَ جعفر، وآدمَ بنَ أبي إياس في لفظ الحديث أبو النعمان الحكم بنُ عبد الله، فقد أخرجه النَّسَائي في "عمل اليوم والليلة" (122) عن محمد بن المثنى، عن أبي النعمان الحكم بن عبد الله، عن شعبة، به، موقوفاً على عبد الله بن عمرو، قال: من قال: لا إله الا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كُفرت عنه ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر. وقوله: "ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله ... " مبني على أن الترتيب في هذه الكلمات غير مرعي. وقوله: "إلاَّ كُفِّرت عنه ذنوبه"، أي: الصغار، قال السندي: ويحتمل العموم، وفضل الله أوسع، والله تعالى أعلم. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحضرمي شيخ سليمان بن طرْخان= الحديث: 6480 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 16 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والد معتمر، وقد نقل عبد الله بن أحمد، في الرواية الآتية (7099) ، عن أبيه قول عارم: سألت معتمراً عن الحضرمي، فقال: كان قاصاً، وقد رأيته. وقال أحمد: لا أعلم يروي عنه غيرُ سُليمان التيمي. وقال على ابنُ المديني: حضرمي، شيخ بالبصرة، روى عنه التيمي، مجهول، وكان قاصاً، وليس هو بالحضرمي بن لاحق. قال عبد الله بن أحمد: وسألت يحيى بن معين، فقال: ليس به بأس، وليس هو بالحضرمي بن لاحق. وقال أبو حاتم: حضرمي اليمامي، وحضرمي بن لاحق، هما عندي واحد. قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": والذي يظهر لي أنهما اثنان. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عارم: هو محمد بن الفضل السدوسي. والقاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصديق. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11359) ، وابن عدي في "الكامل" 2/859 من طريق عمرو بن علي الفلاس، والطبري في "تفسيره" 18/71 عن محمد بن عبد الأعلى، والطبراني في "الأوسط" (1819) من طريق زكريا بن عدي، والحاكم 2/193-194، والبيهقي في "السنن" 7/153 من طريق مسدد، أربعتهم عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد، لكن ورد عند الحاكم أن الحضرمي هو ابن لاحق! وعندهم: أو: فنزلت: (الزانية لا ينكحُها إلا زانٍ ... ) . وأخرجه الحاكم أيضاً مختصراً 2/396 من طريق هشيم، عن سليمان التيمي، عن القاسم بن محمد، عن ابن عمرو، وبنحو رواية الحاكم رواه الطبري عن يعقوب بن إبراهيم، عن هُشيم ... وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: بل هو معلول، فإن سليمان التيمي لم يسمعه من القاسم بن محمد، إنما سمعه من الحضرمي عن القاسم كما هو عند أحمد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/73-74، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" بنحوه، ورجال أحمد ثقات! كذا قال، وقد علمت إن الحضرمي مجهول. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/19، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 17 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =أبي حاتم وابن مردويه وأبي داود في"ناسخه"، وتحرف فيه ابن عمرو إلى ابن عمر. وقد جاء الحديث من وجه آخر مطولاً، وفيه تسمية الرجل بمرثد بن أبي مرثد، والمرأة بعناق، أخرجه الترمذي (3177) عن عبد بن حميد، عن رَوْح بن عُبادة، والبيهقي في "السنن" 7/153 من طريق روح بن عبادة، وأبو داود (2051) ، والنسائي في "المجتبى" 6/66 عن إبراهيم بن محمد التيمي، عن يحيى بن سعيد، كلاهما عن عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وهذا إسناد حسن. وأخرجه الحاكم 1/166 من طريق مسددٍ، عن يحيى بن سعيد، به. وقال: هذا حديث صحيح، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قوله: "كانت تسافح"، أي: تزني. وقوله: "أن تنفق عليه"، أي: تنفق هي على الزوج من كسبها. قال السندي: وهذا النهي عن نكاح الزانية، قيل: نهي تنزيه، أو هو منسوخ بقوله تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم) [النور: 32] ، وعليه الجمهور. قلنا: أخرج الشافعي 2/346، والطبري 18/59، والبيهقي 7/154 عن سعيد بن المسيب في قوله تعالى: (الزاني لا ينكح إلا زانية) ، قال: هي منسوخة نسختها: (وأنكحوا الأيامى منكم) فهي من أيامى المسلمين. قلنا: وحديث الباب يقوي قول من يرى أن الآية محكمة لم تنسخ، وأن تحريم زواج الأعفاء من المسلمين بالزواني، والزناة بالعفيفات ما زال باقياً ما لم تصح التوبة منهما، وقد ذهب الإمام أحمد رحمه الله في ما حكاه ابن كثير عنه إلى أنه لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك حتى تستتاب، فإن تابت صح العقد عليها، وإلا فلا، وكذلك لا يصح تزويج المرأة الحرة العفيفة بالرجل الفاجر المسافح حتى يتوب توبة صحيحة، لقوله تعالى: (وحرم ذلك على المؤمنين) ، وانظر "المغني" 9/561-564، لابن قدامة المقدسي. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 18 6481 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَمَتَ نَجَا " (1) 6482 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ يَعْنِي ابْنَ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُصَابُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ   (1) حديث حسن، ابنُ لهيعة- وإن كان سييء الحفظ- رواه عنه ابنُ المبارك في "الزهد" (385) ، وابنُ وهب في "الجامع" 1/49، وسماعهما منه صحيح، ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابنُ أبي عاصم في"الزهد" (1) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (207) . وأخرجه الدارمي 2/299 عن إسحاق بن عيسى، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2501) ، والقُضاعي في "مسند الشهاب" (334) من طريق قتيبة بن سعيد، وابن أبي الدنيا في "الصمت وحفظ اللسان" (10) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، كلاهما عن ابن لهيعة، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة. وقال الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" 3/108: أخرجه الترمذي بسند فيه ضعف، وهو عند الطبراني بسند جيد. وقال ابن حجر في رواية الترمذي في "الفتح" 11/309: ورواته ثقات. ونسبه المنذري في "ترغيبه" 3/536 إلى الطبراني، وقال: ورواته ثقات. وسيأتي برقم (6654) . الحديث: 6481 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 19 يَحْفَظُونَهُ فَقَالَ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي فِي (1) كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ، مَا كَانَ فِي وِثَاقِي " (2)   (1) لفظ: "في" لم يرد في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر، وهو ثابت في النسخ الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن مخيمرة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/230، وهناد في "الزهد" (438) ، والدارمي 2/316، والبخاري في "الأدب المفرد" (500) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/83، والحكم 1/348، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9929) من طرق، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/303، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح. قلنا: ورواية البزار سترد برقم (6916) من طريق أبي بكر بن عياش، عن عاصم وأبي الحصين، عن القاسم، به. وسيرد بالأرقام (6825) و (6826) و (6870) و (6895) . وفي الباب عن أنس بن مالك، سيرد 3/148. وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/146. وعن أبي موسى الأشعري عند ابن أبي شيبة 3/230، والبخاري (2996) . وعن عائشة عند النسائي في "المجتبى" 3/259. قال الحافظ في "الفتح" 6/137: قال ابنُ بطال: وهذا كله في النوافل، وأما صلاة الفرائض فلا تسقط بالسفر والمرض، والله أعلم. وتعقبه ابنُ المُنير بأنه تحجّر واسعاً، ولا مانع من دخول الفرائض في ذلك، بمعنى أنه إذا عجز عن الإتيان بها على الهيئة الكاملة أن يكتب له أجر ما عجز عنه كصلاة المريض= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 20 6483 - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ لَيْسَ بِرَاكِعٍ، ثُمَّ رَكَعَ، فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَفَعَ، فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ، ثُمَّ سَجَدَ، فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ جَلَسَ، فَلَمْ يَكَدْ يَسْجُدُ، ثُمَّ سَجَدَ، فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ كَمَا فَعَلَ فِي الْأُولَى، وَجَعَلَ يَنْفُخُ فِي الْأَرْضِ، وَيَبْكِي وَهُوَ سَاجِدٌ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: " رَبِّ، لِمَ تُعَذِّبُهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ؟ رَبِّ، لِمَ تُعَذِّبُنَا وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ؟ " فَرَفَعَ رَأْسَهُ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، وَقَضَى صَلَاتَهُ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا كَسَفَ أَحَدُهُمَا، فَافْزَعُوا إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، حَتَّى لَوْ أَشَاءُ لَتَعَاطَيْتُ بَعْضَ أَغْصَانِهَا، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، حَتَّى إِنِّي لَأُطْفِئُهَا، خَشْيَةَ أَنْ تَغْشَاكُمْ وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ حِمْيَرَ، سَوْدَاءَ طُوَالَةً، تُعَذَّبُ بِهِرَّةٍ لَهَا، تَرْبِطُهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَا تَدَعُهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، كُلَّمَا أَقْبَلَتْ، نَهَشَتْهَا، وَكُلَّمَا أَدْبَرَتْ نَهَشَتْهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دَعْدَعٍ، وَرَأَيْتُ صَاحِبَ الْمِحْجَنِ مُتَّكِئًا فِي النَّارِ عَلَى مِحْجَنِهِ، كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ،   =جالساً يكتب له أجر القائم. الحديث: 6483 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 21 فَإِذَا عَلِمُوا بِهِ قَالَ: لَسْتُ أَنَا أَسْرِقُكُمْ، إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي " (1)   (1) حديث حسن. ابن فضيل -وهو محمد-، وإن سمع من عطاء بعد اختلاطه؛ قد تابعه شعبة في الرواية (6763) ، وسفيان (6868) ، وهما ممن سمع من عطاء قديماً قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات. السائب- والد عطاء-: هو ابن مالك، أو ابن زيد. وأخرجه مختصراً ابنُ أبي شيبة 2/467، ومن طريقه ابنُ حبان (2829) عن محمد بن فُضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً ومختصراً أبو داود (1194) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي في "المجتبى" 3/149 من طريق شعبة، و3/137 من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، والترمذي في "الشمائل" ص 166، وابنُ خزيمة (1389) و (1392) ، وابنُ حبان (2838) من طريق جرير بن عبد الحميد، أربعتهم عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وشعبة وحماد بن سلمة سمعا من عطاء قديماً. وسيرد مقطعاً بالأرقام (6517) و (6611) و (6631) و (6763) و (6868) و (7046) و (7080) . وفي الباب عن جابر بإسناد صحيح، سيرد 3/317-318. وقوله: "إن الشمس والقمر آيتان ... " له شاهد من حديث أبي بكرة عند النسائي في "المجتبي" 3/124 و126-127. ومن حديث عائشة عند النسائي في "المجتبى" أيضاً 3/129 و134 و150 و151. ومن حديث أبي هريرة عنده أيضاً 3/139-140. قال البيهقي في "السنن" 3/326: اتفقت روايةُ عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة، ورواية عطاء بن يسار وكثير بن عباس عن ابن عباس، ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو، ورواية أبي الزبير عن جابر بن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما صلاها ركعتين، في كل ركعة ركوعين. قوله: "وجعل ينفخ في الأرض"، أي: تحزناً وخوفاً من العقوبة.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 22 6484 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عَلَى رَاحِلَتِهِ بِمِنًى، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أُرَى أَنَّ الْحَلْقَ قَبْلَ الذَّبْحِ، فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ؟ قَالَ: " اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ " ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أُرَى أَنَّ الذَّبْحَ قَبْلَ الرَّمْيِ، فَذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ فَقَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ: فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَدَّمَهُ رَجُلٌ قَبْلَ شَيْءٍ، إِلَّا قَالَ: " افْعَلْ وَلَا حَرَجَ " (1)   =قوله: "فافزعوا إلى المساجد": المراد بالمساجد الصلاة، كما جاءت في الأحاديث، قاله السندي. وخشاش الأرض: هوامها وحشراتها. قوله: "أخا بني دعدع"، قال السندي: ضبطه بعضهم بضم الدالين، وبعضهم بفتحهما. قلنا: شُكلت في النسخ الخطية عندنا بضم الدالين. والمحْجن: عصا معوجة الرأس. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد، وابن شهاب: هو الزهْري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4107) من طريق محمد بن جعفر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2285) عن زمعة بن صالح الجندي، والبخاري (124) ، والدارمي 2/64، 65 من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، والبخاري (1737) و (6665) ، ومسلم (1306) (329) ، وابن خزيمة (2951) ، والدارقطني= الحديث: 6484 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 23 6485 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُقْسِطِينَ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ، بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنْيَا " (1)   = 2/253، وابن الجارود في "المنتقى" (489) من طريق ابن جريج، ومسلم (1306) (328) ، والنسائي في "الكبرى" (4109) من طريق يونس بن يزيد، أربعتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيُكرر برقم (6887) . وسيأتي بالأرقام (6489) و (6800) و (6957) و (7032) . وفي الباب عن علي سلف برقم (562) و (1347) . وعن ابن عباس عند البخاري (84) ، ومسلم (1307) (334) ، وسلف برقم (3037) . وعن جابر، سيرد 3/326 و385. وعن أسامة بن شريك عند أبي داود (2015) ، وابن خزيمة (2955) ، والدارقطني في "السنن" 2/251، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/236. وعن أبي سعيد الخدري عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/237. قوله: "كنت أرى": بضم الهمزة، أي: أظن. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبدُ الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، ومعمر: هو ابن راشد. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/127، ومن طريقه الحاكم 4/88 عن الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وسقط من مطبوع "المستدرك" الزهري بين معمر وسعيد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقد= الحديث: 6485 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 24 6486 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي يَقُولُ: " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1)   =أخرجاه جميعاً، ووافقه الذهبي. قلنا: إنما أخرجه مسلم دون البخاري، من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن ابن عمرو. وسيرد من هذه الطريق برقم (6492) ، وسيأتي أيضاً برقم (6897) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كبشة السَّلُولي، فهو من رجال البخاري، واسمه كنيته. وذكر الحافظ في "الفتح" 5/245 أنه ليس لأبي كبشة ولا للراوي عنه -حسان بن عطية- في البخاري سوى حديثين، هذا أحدهما، والآخر سيرد بعده برقم (6488) . والوليد بن مسلم قد صرح بالسماع. وأخرجه عبد الرزاق (10157) و (19210) ، وابنُ أبي شيبة 8/760، والبخاري (3461) ، والترمذي (2669) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (398) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/128، وأبو خيثمة في "العلم" (45) ، والدارمي (542) من طرق، عن الأوزاعي، بهذا الإسناد، وقال الترمذي: صحيح. وأخرجه الترمذي (2669) أيضاً من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن حسان بن عطية، به. وقال: حسن صحيح. وسيكرر برقم (6888) و (7006) . وقوله: "من كذب علي متعمداً " هو متواتر، وقد سلف برقم (6478) . وقوله: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" له شاهد من حديث أبي هريرة= الحديث: 6486 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 25 6487 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ، وَلَا التَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ والشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ، فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ، فَبَخِلُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ، فَفَجَرُوا " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ "، فَقَامَ ذَاكَ أَوْ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ، وَالْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ: هِجْرَةُ الْحَاضِرِ، وَالْبَادِي، فَهِجْرَةُ الْبَادِي أَنْ يُجِيبَ إِذَا دُعِيَ، وَيُطِيعَ إِذَا أُمِرَ، وَالْحَاضِرِ أَعْظَمُهُمَا بَلِيَّةً، وَأَفْضَلُهُمَا أَجْرًا " (1)   =عند أبي داود (3662) ، سيرد برقم (10130) . (1) إسناده صحيح، أبو كثير: هو الزبيدي، اختلف في اسمه، فقيل: زهير بن الأقمر، وقيل: عبد الله بن مالك، وقيل: جهمان، أو: الحارث بن جهمان، وثقه النسائي والعجلي وابنُ حبان، وروى له أبو داود والترمذي والنسائي والبخاري في "أفعال العباد"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن الحارث -وهو للزبيدي المُكْتب-، فمن رجال مسلم. ابنُ أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم. وأخرجه بطوله ابن حبان (5176) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد.= الحديث: 6487 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 26 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وأخرجه بطوله أيضاً الطيالسي (2272) ، ومن طريقه ابنُ حبان (5176) ، والبيهقي في "السنن" 10/243، وفي "الشعب" (10834) ، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/11 من طريقين عن شعبة، به، وصححه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم 1/11 أيضاً من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، به. وأخرجه بطوله أيضاً البيهقي في "شعب الإيمان" (7458) من طريق الحسن بن عرفة، عن عمر بن عبد الرحمن أبي حفص الأبار، عن محمد بن جحادة، عن بكر بن عبد الله المزني، عن ابن عمرو، وهذا إسناد حسن. وقوله: "الظلم ظلمات يوم القيامة" أخرجه الدارمي 2/240 عن أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به، بزيادة: "إياكم والظلم" في أوله. وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (2447) ، وسلف بالأرقام (5662) و (5832) و (6206) و (6210) . وعن أبي هريرة، سيرد (9568) . وعن جابر، سيرد 3/323. وقوله: "وإياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش" له شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد 2/431. وآخر من حديث عائشة عند مسلم (2164) (11) ، وسيرد 6/135 و229. وثالث من حديث ابن الحنظلية عند أبي داود (4089) ، وسيرد 4/180. وقوله: "أيُّ الإسلام أفضل": أخرجه ابن أبي شيبة 9/64، 65 عن غندر، عن شعبة، به. وسيرد برقم (6837) . وقوله: "أي الهجرة أفضل ... والهجرة هجرتان ... ": أخرجه النسائي في "المجتبى" 7/144، وفي "الكبرى" (8702) من طريق غندر، عن شعبة، بهذا الإسناد، وسيرد برقم (6837) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 27 6488 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَرْبَعُونَ حَسَنَةً أَعْلَاهَا مِنْحَةُ الْعَنْزِ لَا يَعْمَلُ عَبْدٌ، أَوْ قَالَ رَجُلٌ، بِخَصْلَةٍ مِنْهَا، رَجَاءَ ثَوَابِهَا أَوْ تَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ " (1)   = وأحاديث الباب سنذكرها عند الحديث (6813) . وقوله: "الهجرة هجرتان ... ": أخرجه ابن حبان (4863) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، به. وما ورد في باب "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، سنذكره في تخريج الحديث (6515) . وهذا الحديث سيرد بالأرقام (6515) و (6753) و (6792) و (6806) و (6813) و (6814) و (6835) و (6836) و (6837) و (6889) و (6912) و (6925) و (6953) و (6955) و (6982) و (6983) و (7017) و (7086) . والفُحْشُ: قال السندي: قيل: أصله الزيادة في الشيء على ما عرف من مقداره، ويطلق على الكلام الرديء، والتفحش: التكلف فيه. والشح: قيل: هو أشد البخل، وقيل: البخل مع الحرص، وقيل: البخل: في أفراد الأمور وآحادها، والشح عام، وقيل: البخل: في مال، وهو في مال ومعروف. قوله: "والهجرة هجرتان"، قال السندي: أي: ما عدا تلك الهجرة التي هي أفضل الهجرة هجرتان، فهجرة البادي، أي: أهل البدو، أي إنه إذا سكن البدو مع حضوره الجهاد ومع الطاعة لله ولرسوله فهو مهاجر، وأما من ترك الوطن وسكن المدينة لله ولرسوله فهو أكمل، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير= الحديث: 6488 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 28 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبي كبشة السلولي، فمن رجال البخاري، واسمه كنيته. قال الحافظ في "الفتح" 5/245: ليس لأبي كبشة، ولا للراوي عنه -حسان بن عطية- في البخاري سوى هذا الحديث، وآخر في أحاديث الأنبياء. قلنا: الثاني هو السالف برقم (6486) . الوليد: هو ابن مسلم، وقد صرح هنا بالتحديث. وأخرجه ابن حبان (5095) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2631) ، وأبو داود (1683) ، والحاكم 4/234، والبيهقي في "السنن" 4/184، وفي "شعب الإيمان" (3384) ، والبغوي (1664) من طرق، عن الأوزاعي، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: بل أخرجه البخاري كما تقدم. وقد زاد البخاري وأبو داود في آخر الحديث: قال حسان -يعني ابن عطية-: فعددنا ما دون منيحة العنز: من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة. ونقل الحافظُ في "الفتح" 5/245 عن ابن بطال قوله: ليس في قول حسان ما يمنعُ من وجدان ذلك، وقد حض صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أبواب من أبواب الخير والبر لا تُحصى كثرة، ومعلوم أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان عالماً بالأربعين المذكورة، وإنما لم يذكرها لمعنى هو أنفع لنا من ذكرها، وذلك خشية أن يكون التعيين لها مزهداً في غيرها من أبواب البر. قال: وقد بلغني أن بعضهم تطلبها، فوجدها تزيدُ على الأربعين، فمما زاده: إعانة الصانع، والصنعة للأخرق، وإعطاء شِسْعِ النعل، والستر على المسلم، والذب عن عرضه، وإدخالُ السرور عليه، والتفسح في المجلس، والدلالةُ على الخير، والكلامُ الطيب، والغرس، والزرع، والشفاعة، وعيادة المريض، والمصافحة، والمحبةُ في الله، والبغض لأجله، والمجالسة لله، والتزاور، والنصح، والرحمة. وكلها في الأحاديث الصحيحة. وسيكرره أحمد برقم (6831) و (6853) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 29 6489 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ قَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ "، وَقَالَ مَرَّةً: قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ؟ فَقَالَ: " اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ: ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ " (1) 6490 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُهُ، قَالَ: جِئْتُ لِأُبَايِعَكَ عَلَى الْهِجْرَةِ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ، قَالَ: " فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا " (2)   = ومنْحةُ العنْز- ويُقال: المنيحة-: أن يُعطي أخاه شاةً ينتفع بلبنها ويعيدها، وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زماناً ثم يردها. وقد تقعُ المنْحةُ على الهبة مطلقاً لا قرضاً ولا عارية. انظر"النهاية" لابن الأثير. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه الحميدي (580) ، وابن أبي شيبة 14/177، ومسلم (1306) (331) ، وابن ماجه (3051) ، والترمذي (916) ، والنسائي في "الكبرى" (4106) ، وابن خزيمة (2949) ، وابن الجارود في "المنتقى" (487) ، والبيهقي في "السنن" 5/141، والدارقطني في "السنن" 2/251، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" 2/237، من طريق سفيان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق. وقد سلف برقم (6484) . (2) إسناده حسن. سفيان -وهو ابن عُيينة- سمع من عطاء قبل اختلاطه.= الحديث: 6489 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 30 6491 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، سَمِعْتُ عَمْرًا، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ، سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَهُ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (1)   = ووالد عطاء: هو السائب بن مالك، أو ابن زيد، ثقة، روى له الأربعة، والبخاري في "الأدب". وأخرجه الحميدي (584) عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2332) من طريق سفيان، عن عطاء، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/143 من طريق حماد بن زيد، وابن ماجه (2782) من طريق المحاربي، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/248، وفي "الحلية" 7/25 من طريق مِسْعَر بن كدام، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، به. وحماد بن زيد سمع من عطاء قبل الاختلاط. وسيرد برقم (6833) من طريق ابن عُلية، و (6869) من طريق سفيان الثوري، و (6909) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن عطاء، به. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو شيخه: هو ابن دينار. وأخرجه الحميدي (589) ، وعبد الرزاق (7864) ، والدارمي 2/20، والبخاري (1131) و (3420) ، ومسلم (1159) (189) ، وأبو داود (2448) ، وابن ماجه (1712) ، والنسائي في "المجتبى" 3/214 و4/198، وفي "الكبرى" (2653) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/85، و"شرح مشكل الآثار" (1253) ، وابن حبان (2590) ، والبيهقي في "السنن" 3/3، من طريق سفيان،= الحديث: 6491 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 31 6492 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُقْسِطُونَ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ، وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا " (1) 6493 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَكَانَ عَلَى رَحْلِ - وَقَالَ: مَرَّةً عَلَى ثَقَلِ - النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: كِرْكِرَةُ، فَمَاتَ، فَقَالَ: " هُوَ فِي النَّارِ " فَنَظَرُوا فَإِذَا عَلَيْهِ عَبَاءَةٌ قَدْ غَلَّهَا، وَقَالَ مَرَّةً: أَوْ كِسَاءٌ قَدْ غَلَّهُ (2)   =بهذا الإسناد. وسيكرر برقم (6921) ، وسلف مطولاً برقم (6477) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة. وأخرجه الحميدي (588) ، وحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1484) ، وابنُ أبي شيبة 13/127، ومسلم (1827) ، والنسائي في "المجتبى" 8/221، وابنُ حبان (4484) و (4485) ، والأجري في "الشريعة" ص 322، والبيهقي في "السنن" 1/870، وفي "الأسماء والصفات" ص 324، والخطيب في "تاريخه" 5/367، والبغوي (2470) من طرق، عن سفيان، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6485) ، وسيرد برقم (6897) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عُيينة، وعمرو:= الحديث: 6492 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 32 6494 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي قَابُوسَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَالرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، مَنْ وَصَلَهَا، وَصَلَتْهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا، بَتَّتْهُ " (1)   =هو ابن دينار. وأخرجه عبد الرزاق (9504) ، وابن أبي شيبة 12/491، وسعيد بن منصور في "السنن" (2720) ، والبخاري (3074) ، وابن ماجه (2849) ، والبيهقي في "السنن" 9/100 من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. قوله: "على ثقل": بفتحتين: متاع المسافر. وكركرة: بكسر الكافين، وفتحهما أيضاً، والراء الأولى ساكنة: مولى للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قاله السندي. قد غلها: أخذها من المغانم خفية. (1) صحيح لغيره، أبو قابوس مولى عبد الله بن عمرو: ذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/588، وذكره ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/589، والبخاري في موضعين في "التاريخ الكبير" في الأسماء 7/194 (سماه قابوساً) ، وفي "الكنى" 9/64، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وصحح حديثه الترمذي والحاكم. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وعمرو: هو ابن دينار. وأخرجه بتمامه الترمذي (1924) ، والحاكم 4/159 من طريق سفيان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحكم بعد أن ذكره مع أحاديث عدة في الباب: وهذه الأحاديث كلها صحيحة، ووافقه الذهبي، مع أنه قال في أبي قابوس: لا يعرف! = الحديث: 6494 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 33 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =وقوله: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء": أخرجه ابنُ أبي شيبة 8/526، والحميدي (591) ، وأبو داود (4941) ، والبيهقي في "السنن" 9/241، والخطيب في "تاريخه" 3/260 من طريق سفيان، به. وسيرد بمعناه قطعة من الحديث رقم (6541) (7041) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5997) ، وسيرد (7649) . وآخر من حديث جرير بن عبد الله عند البخاري (7376) ، وسيرد 4/358. وثالث من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد 3/40، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف. ورابع من حديث جابر عند ابن أبي شيبة 8/529. وخامس من حديث ابن عمر عند البزار (1952) أورده الهيثمي في "المجمع" 8/187، وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه عطية، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال البزار رجال الصحيح. وسادس من حديث عمران بن الحصين عند البزار (1953) أورده الهيثمى 8/187 عن البزار، وقال: وفيه من لم أعرفه. وسابع من حديث ابن مسعود عند الطبرائي في "الكبير" (10277) ، و"الصغير" (281) ، والحاكم 4/248 وصححه، ووافقه الذهبي، والبغوي (3451) . وقال الهيثمي في "المجمع" 8/187: رواه أبو يعلى والطبراني في الثلاثة، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح، إلا أن فيه أبا عبيدة لم يسمع من أبيه، فهو مرسل. ثم ذكره الهيثمي بلفظ آخر عن ابن مسعود، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن. وثامن من حديث الأشعث بن قيس عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/187، وقال: وفيه من لم أعرفه. وقوله: "الرحمُ شجْنة من الرحمن، من وصلها وصلتُه ... ": أخرجه الحميدي= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 34 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (592) عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث ابن عباس سلف برقم (2956) . وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (5988) ، وسيرد (7931) و (8975) و (9273) و (9871) . وثالث من حديث عائشة عند البخاري (5989) ، وسيرد 6/62. ورابع من حديث أم سلمة عند ابن أبي شيبة 8/538، ونسبه الهيثمي في "المجمع" 8/150 إلى الطبراني، وقال: وفيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف. وخامس من حديث عبد الرحمن بن عوف سلف برقم (1659) . وسادس من حديث سعيد بن زيد سلف برقم (1651) . وسابع من حديث أنس عند البزار (1895) أرده الهيثمي في "المجمع" 8/150-151، وقال: رواه البزار، وإسناده حسن. وثامن من حديث عامر بن ربيعة عند البزار (1882) ، والطبراني وأبي يعلى، إلا أنهما جعلاه حديثاً قدسياً، فيما ذكر الهيثمي في "المجمع" 8/150، وقال: وفيه عاصم بن عبيد الله، ضعفه الجمهور، وقال العجلي: لا بأس به. قال السندي في حاشيته على "المسند": وقيل: إنما ذكر الراحمين -وهو جمع راحم- في هذا الحديث، ولم يقل: "الرحماء" جمع رحيم -وإن كان غالب ما ورد من الرحمة استعمال الرحيم لا الراحم- لأن الرحيم صفة مبالغة، فلو ذكره لاقتضى الاقتصار على المبالغ في الرحمة، فأتى بجمع راحم، إشارة إلى أن من قلت رحمته داخل في هذا الحكم أيضاً. وأما حديث: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" فاختار فيه جمع الرحيم لمكان ذكر الجلالة، وهو دال على العظمة والكبرياء، ولفظ: "الرحمن" دال على العفو، فحيث ذكر لفظ الجلالة يكون الكلام مسوقاً للتعظيم، كما يدل عليه الاستقراء، فلا يناسب هناك إلا ذكر من= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 35 6495 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ " (1)   =كثرت رحمته وعظمت، ليكون الكلام جارياً على نسق العظمة، ولما كان الرحمن دالا على المبالغة في العفو ذكر كل ذي رحمة وإن قلَّت. قوله: شجنة: الشجنة: مثلثة الشين المعجمة، وسكون الجيم، بعده نون، هي شعبة من غصن الشجرة، قيل: المراد هاهنا أنه مشتق من اسم الرحمن، وهو الموافقُ للأحاديث، والمعنى أنه مأخوذ من اسم الرحمن لفظاً، ومناسب بذلك الاسم معنى، من حيث إن اسم الرحمن كما يقتضي ثبوت الرحمة لمسماه، كذلك قرابة الرحم تقتضي الرحمة فيما بين أصحابها طبعاً. ثم هذا الكلام ذكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حكاية عن الله تعالى، بدليل: وصلتُه، بتته، أي: قطعته، من البت، وهو القطع، والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وهب بن جابر -وهو الخيواني- وإن لم يرو عنه غيرُ أبي إسحاق؛ قد وثقه ابنُ معين والعجلي وابنُ حبان، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي، واسمه عمرو بن عبد الله، وقد سمع منه الثوري قبل تغيره، وهو أثبتُ الناس فيه. وأخرجه النسائي في"السنن الكبرى" (9177) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1692) ، وابن حبان (4240) ، والحاكم 1/415، والبيهقي في "السنن" 9/25، وأبو نعيم في "الحلية" 7/135 من طرق عن سفيان الثوري، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووهب بن جابر من= الحديث: 6495 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 36 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =كبار تابعي الكوفة، ووافقه الذهبي. وأخرجه عبد الرزاق (20810) ، ومن طريقه الحاكم 4/500، عن معمر، والحميدي (599) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1411) من طريق إسرائيل بن أبي إسحاق السبيعي، والنسائي في "السنن الكبرى" (9176) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 56 من طريق أبي بكر بن عياش، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1412) من طريق مطرف، و (1413) من طريق ابن أبي شيبة، وابنُ عدي في "الكامل" 4/1477 من طريق عبد الله بن الحسين أبي حريز، خمستهم عن أبي إسحاق السبيعي، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! ولفظ: "عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر" تحرف في مطبوع "المستدرك" إلى: "عن إسحاق بن وهب، عن جابر". وله طريق آخر يصح بها بلفظ: "كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته" أخرجه مسلم (996) ، وابن حبان (4241) ، وأبو نعيم في "الحلية" 4/122 و5/23 و87، والبيهقي في "السنن" 8/7 من طريق سعيد بن محمد الجرمي، عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر الكناني، عن أبيه، عن طلحة بن مصرف، عن خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة، عن ابن عمرو. وسيأتي بالأرقام (6819) و (6828) و (6842) . وفي الباب عن ابن عمر بسند حسن في الشواهد عند الطبراني في "الكبير" (13414) . قوله: "أن يضيع": من أضاع، أو ضيع مشدداً. وقوله: "يقوت": من قاته، إذا أعطاه القوت، أي أن يضيع من تلزمه نفقته. قال السندي: والحاصل أنه لا ينبغي المساهلة في الإنفاق على من تلزم الإنسان نفقته، ويلزمه البدايةُ بهم في الإنفاق، وليس له الإنفاق على غيرهم مع حاجتهم، والله تعالى أعلم. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 37 6496 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ يَعْنِي ابْنَ شَابُورَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَبَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ " (3)   (1) وقع في (س) و (ص) و (ق) : بشير بن إسماعيل، ووقع في (م) : بشر بن إسماعيل، وكلاهما خطأ، والمثبت من نسخة (ظ) وهو الوارد في المصادر. (2) اسم مجاهد هنا سقط من (م) ، وهو ثابت في جميع النسخ الخطية. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشير أبي إسماعيل، فمن رجال مسلم، وهو بشير بن سلمان (وتصحف اسم أبيه في بعض المصادر إلى سليمان) . وداود بن شابور -متابع بشير أبي إسماعيل-: ثقة، روى له الترمذي والنسائي. ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/306. وأخرجه الحميدي (593) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (105) ، وأبو داود (5152) ، والترمذي (1943) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 36-37 من طرق عن سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن مجاهد، عن عائشة وأبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/545-546، والخرائطي ص 36-37، وابنُ أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (320) من طرق، عن بشير أبي إسماعيل، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/306، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 36-37 من طريق الفريابي، عن سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن مجاهد، به. وقال أبو نعيم: اختُلف على مجاهد فيه على ثلاثة أقاويل، فتفرد الفريابي،= الحديث: 6496 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 38 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = [عن سفيان الثوري] ، عن زبيد، بهذا، وتابعه عليه داودُ بن شابور وبشيرُ بن سلمان، ورواه أصحابُ الثوري عن زبيد، عن مجاهد، فخالفوا الفريابي، فقالوا: عن عائشة، بدل عبد الله بن عمرو. ورواه يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة. قلنا: رواية مجاهد عن أبي هريرة سترد في "المسند" (8046) و (9746) ، ورواية مجاهد عن عائشة سترد فيه أيضاً 6/91 و125 و187، وسيرد في "المسند" حديث أبي هريرة من غير طريق مجاهد (7522) و (9910) و (10675) ، وحديث عائشة من غير طريق مجاهد 6/52 و238. وفي الباب أيضاً عن ابن عمر سلف برقم (5577) . وعن أبي أمامة، سيرد 5/267. وعن رجل من الأنصار، سيرد 5/32 و365. وعن أنس عند البزار (1899) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 35، وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/165، وقال: رواه البزار، وفيه محمد بن ثابت بن أسلم، وهو ضعيف. قلنا: قال البخاري -فيما نقله الترمذي في "العلل الكبير" 2/797-: لمحمد بن ثابت عجائب. وعن جابر عند البزار (1897) ، قال الهيثمي في "المجمع" 8/165: رواه البزار، وفيه الفضل بن مبشر، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات. وعن زيد بن ثابت عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37، والطبراني في "الكبير" (4914) ، وأورده الهيثمي فى "المجمع" 8/165، وزاد نسبته إلى "الأوسط"، وقال: وفيه المطلب بن عبد الله بن حنطب، وهو ثقة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس عند البخاري في "التاريخ الكبير" 5/223. وعن محمد بن مسلمة عند البيهقي في "دلائل النبوه" 7/77، وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/164-165، وقال: رواه الطبراني، وفيه عياش بن موسى= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 39 6497 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: " لَمَّا نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأَوْعِيَةِ " قَالُوا: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُ سِقَاءً؟ " فَأَرْخَصَ فِي الْجَرِّ غَيْرِ الْمُزَفَّتِ " (1) 6498 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   = السعدي، وقد ذكر ابن أبي حاتم عياش بن مؤنس، وروى عنه اثنان، فإن كان هذا ابن مؤنس، فرجاله ثقات، وإلا فلم أعرفه. قوله: "سيورثه"، أي: سيقول: إنه وارث من جاره. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وسليمان الأحول: هو ابن أبي مسلم المكي، وأبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي. وأخرجه الحميدي (582) ، وابن أبي شيبة 8/160، والشافعي في "المسند" 2/94-95 (بترتيب السندي) ، والبخاري (5593) ، ومسلم (2000) ، والنسائي في "المجتبى" 8/310، و"الكبرى" (5160) ، والبيهقي في "السنن" 8/310، من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وسيأتي مطولاً برقم (6979) . وفي الباب عن بريدة بن الحُصيب عند مسلم (977) ، وسيورده أحمد 5/355. قوله: "نهى عن الأوعية"، أي: عن الانتباذ في الأوعية. الجرّ، ويقال الجرار: جمع جَرَّة، وهو الإناء المعروف من الفخار، وإنما نهى عن الانتباذ في الجر المُزَفَّّّت، لأنها أسرع في الشدة والتخمير. انظر "النهاية". الحديث: 6497 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 40 "خَلَّتَانِ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِمَا، أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ، وَهُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ " قَالُوا: وَمَا هُمَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَنْ تَحْمَدَ اللهَ وَتُكَبِّرَهُ وَتُسَبِّحَهُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ عَشْرًا، عَشْرًا، وَإِذَا أَوَيْتَ (1) إِلَى مَضْجَعِكَ تُسَبِّحُ اللهَ وَتُكَبِّرُهُ وَتَحْمَدُهُ مِائَةَ مَرَّةٍ، فَتِلْكَ خَمْسُونَ وَمِائَتَانِ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفَانِ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَيْنِ، وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ؟ " قَالُوا: كَيْفَ مَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا (2) قَلِيلٌ؟ قَالَ: " يَجِيءُ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فِي صَلَاتِهِ، فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةَ كَذَا وَكَذَا، فَلَا يَقُولُهَا، وَيَأْتِيهِ عِنْدَ مَنَامِهِ، فَيُنَوِّمُهُ، فَلَا يَقُولُهَا " قَالَ: وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهُنَّ بِيَدِهِ (3)   (1) كذا في جميع النسخ الخطية، وجاء في (م) وطبعة أحمد شاكر: أتيت. (2) وقع في (م) : بها. (3) حديث حسن لغيره، جرير -وهو ابن عبد الحميد، وإن سمع من عطاء بعد الاختلاط- قد توبع. وأخرجه الحميدي (583) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1216) ، والنسائي في "الكبرى" (10655) ، من طريق سفيان بن عيينة، وعبد الرزاق في "المصنف" (3189) من طريق سفيان الثوري، و (3190) ، ومن طريقه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (356) عن معمر، وابن أبي شيبة 10/233-234 عن محمد بن فضيل، والترمذي (3410) ، وابنُ حبان (2012) من طريق ابن علية، والنسائي في "المجتبى" 3/74، وابنُ حبان (2018) من طريق حماد، وهو ابن زيد، وابنُ ماجه (926) من طريق ابن عُلية، ومحمد بن فضيل، وأبي يحيى التيمي، وابن الأجلح (تحرف في المطبوع إلى أبي الأجلح) ، وابنُ حبان (2012) أيضاً من طريق جرير، وابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (749) من= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 41 6499 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فِي مُنْصَرَفِهِ مِنْ صِفِّينَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: يَا أَبَتِ، مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "؟ قَالَ: فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ هَذَا؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَا تَزَالُ تَأْتِينَا بِهَنَةٍ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِينَ جَاءُوا بِهِ (1)   =طريق حماد بن سلمة، كلهم عن عطاء بن السائب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقد روى شعبة والثوري عن عطاء بن السائب هذا الحديث، وروى الأعمش هذا الحديث عن عطاء بن السائب مختصراً. وأخرجه مختصراً أبو داود (1502) ، والترمذي (3411) ، والحاكم 1/547 من طريق الأعمش، عن عطاء، به، ولفظه: "رأيتُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعقد التسبيح". وزاد محمد بن قدامة -شيخ أبي داود- في روايته لفظ: "بيمينه". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث الأعمش. وأخرجه الحاكم أيضا 1/547 من طريق شعبة، عن عطاء، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10656) من طريق العوام بن حوشب، عن عطاء، به، موقوفاً على ابن عمرو. وسيأتي برقم (6910) . وفي الباب عن علي سلف برقم (838) و (1249) ، وانظر (6554) . (1) إسناده صحيح، عبد الرحمن بن زياد، ويقال: ابن أبي زياد وثقه ابن معين وابن حبان والعجلي، روى له النسائي في "الخصائص"، وبقية رجاله ثقات= الحديث: 6499 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 42 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل، له رؤية، وهو ابن هند أخت معاوية. وأخرجه ابنُ سعد في "الطبقات" 3/253، والنسائي في "خصائص علي" (167) ، من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "خصائص علي" (168) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (759) من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش، به. وأخرجه البزار (3281) عن عمرو بن يحيى ومحمد بن خلف، عن المعتمر بن سليمان، عن ليث -هو ابن أبي سُليم-، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، بقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تقتل عماراً الفئة الباغية". وقد نقله ابن كثير في "تاريخه" 7/270 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: ثم رواه أحمد عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري، عن الأعمش نحوه. تفرد به أحمد بهذا السياق من هذا الوجه. وهذا التأويل الذي سلكه معاوية بعيد، ثم لم ينفرد عبد الله بن عمرو بهذا الحديث، بل قد روي من وجوه أُخَر. قلنا: ومن طريق أبي نعيم سيورده أحمد برقم (6500) و (6926) ، وسيكرره برقم (6927) . وأورده الهيثمي مطولاً في "المجمع" 7/240-241، ثم قال: رواه الطبراني وأحمد باختصار، وأبو يعلى بنحو الطبراني والبزار بقوله: "تقتل عماراً الفئة الباغية" عن عبد الله بن عمرو وحده، ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات. وأورده الهيثمي أيضاً 9/296، ونسبه إلى الطبراني وحده! وقال: ورجاله ثقات. وسيرد المرفوع منه ضمن قصة برقم (6538) و (6929) . وذكر الحافظ في "الفتح" 1/543 أنه رواه جماعة من الصحابة، منهم قتادة بن النعمان، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة، وأبو أيوب، وأبو رافع،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 43 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر، وعمار نفسه، وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدهم. قلنا: سيرد عند أحمد من هذه الأحاديث: حديث خزيمة بن ثابت 5/214، 215. وحديث أبي سعيد الخدري 3/5 و22 و28 و91 و5/306. وحديث عمرو بن العاص 4/197، 199. وحديث أم سلمة 6/289، 300، 311، 315. وأما حديث أبي هريرة، فهو عند الترمذي (3800) ، وأبي يعلى (6524) . وحديث معاوية هو عند الحميدي (606) ، وعبد الرزاق (1845) ، وأبي يعلى (7364) . وحديث أبي قتادة هو عند مسلم (2915) . وحديث عمرو بن حزم عند أبي يعلى (7175) و (7346) ، والحاكم 2/155. وحديث حذيفة عند البزار (2689) . وحديث أبي أيوب عند الطبراني في "الكبير" (4030) . وحديث أبي رافع عند الطبراني في "الكبير" (954) . وحديث أبي اليسر عند الطبراني في "الكبير" 19/ (382) و (383) . وحديث معاوية عند الطبراني في "الكبير" 19/ (758) و (759) و (932) . وحديث ابن مسعود عند الخطيب 8/275. وقول الحافظ: رواه قتادة بن النعمان؛ وهم منه، رده هو نفسه في شرحه لحديث البخاري (447) . قال الحافظ: وفي هذا الحديث علم من أعلام النبوة، وفضيلة ظاهرة لعلي ولعمار، ورد على النواصب الزاعمين أن علياً لم يكن مصيباً في حروبه. والهنة: كناية عن الأمر القبيح والفعل الذميم وما يستهجن ذكره. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 44 6500 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، مِثْلَهُ أَوْ نَحْوَهُ (1) 6501 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَايَعَ إِمَامًا، فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ (2) يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ، فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ " (3)   (1) إسناده صحيح، وهو مكرر (6499) . أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه النسائي في "خصائص علي" (168) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/283 عن أبي نعيم، قال: حدثنا سفيان، به. وسيرد برقم (6926) . (2) في (ظ) : سفقة، بالسين، وكلاهما بمعنى. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/214 عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4248) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، به. وهذا الحديث قطعة من حديث مطول سيرد بتمامه برقم (6503) و (6793) ، وسيكرر برقم (6794) و (6815) . قوله: "صفقة يده": قال السندي: أي أعطاه عهده وميثاقه، لأن المتعاهدين= الحديث: 6500 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 45 6502 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: مَرَّ بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُصْلِحُ خُصًّا لَنَا، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " قُلْنَا: خُصًّا لَنَا، وَهَى (1) فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ، قَالَ: فَقَالَ: " أَمَا إِنَّ الْأَمْرَ أَعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ " (2)   =يضع أحدهما يده في يد الآخر، والصفقة: مرة من التصفيق، وجاء بالسين موضع الصاد، كما في بعض نسخ الكتاب. قوله: "وثمرة قلبه": كناية عن الإخلاص في العهد والتزامه. قوله: "ما استطاع"، أي: في ما لا معصية فيه لله ولرسوله. (1) في (ق) : قد وهى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وأبو السفر: هو سعيد بن يُحْمد. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/218، وأبو داود (5236) ، والترمذي (2335) ، وابن ماجه (4160) ، وابن حبان (2996) و (2997) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (5235) ، والبغوي (4030) ، من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به. والخُص: بضم الخاء المعجمة وتشديد الصاد المهملة: بيت يكون من قصب. قوله: "قلنا: خصاً": قال السندي: الظاهر: خُص، بالرفع، لكن النسخ متفقة على النصب، فيقال: معنى: "ما هذا؟ "، أي: ما هذا الذي تفعلونه؟ فهو سؤال عن الفعل، وقوله: "خصاً": بتقدير: نصلح خُصّاً، حواب له، وجملة: نحن نصلحه، كالبيان للمحذوف. وهى، بفتحتين: من وهى الحائطُ يهي، يعني إذا ضعُف وهم بالسقوط.= الحديث: 6502 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 46 6503 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ (1) الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ (2) ، إِذْ نَزَلَ (3) مَنْزِلًا، فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ (4) ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، إِذْ نَادَى مُنَادِيهِ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا، قَالَ: فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَنَا، فَقَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا دَلَّ أُمَّتَهُ عَلَى مَا يَعْلَمُهُ خَيْرًا لَهُمْ، وَحَذَّرَهُمْ (5) مَا يَعْلَمُهُ شَرًّا لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَإِنَّ آخِرَهَا سَيُصِيبُهُمْ بَلَاءٌ شَدِيدٌ، وَأُمُورٌ (6) تُنْكِرُونَهَا، تَجِيءُ فِتَنٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ، تَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، ثُمَّ تَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، فَمَنْ سَرَّهُ   =قوله: "الأمر"، أي: أمر الارتحال عن الدنيا والموت. (1) في (ظ) : حدثنا، وكتب فوقها: "عن". (2) في (ق) : في السفر. (3) في (س) : نزلنا، وأشير في هامشها إلى هذه الرواية. (4) في (م) : جشرة، وهو خطأ، والجشر: الدواب التي ترعى وتبيت مكانها. وسيأتي. (5) كذا في (س) و (ص) و (ق) ، ووقع محلها في (ظ) بياض، وفي (م) وطبعة أحمد شاكر: ويحذرهم. (6) في (ص) : أو أمور. الحديث: 6503 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 47 مِنْكُمْ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَأَنْ يُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتُدْرِكْهُ مَوْتَتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا، فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ، فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ " قَالَ: فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ، آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى أُذُنَيْهِ، فَقَالَ: سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي، قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ، يَعْنِي، يَأْمُرُنَا بِأَكْلِ أَمْوَالِنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ، وَأَنْ نَقْتُلَ أَنْفُسَنَا، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [النساء: 29] قَالَ: فَجَمَعَ يَدَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ نَكَسَ هُنَيَّةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، فمن رجال مسلم. وهو مطول (6501) . وأخرجه ابنُ أبي شيبة 15/5، ومسلم (1844) ، والنسائي في "المجتبى" 7/152-153، و"الكبرى" (7814) ، وابن ماجه (3956) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1844) من طريق جرير، وابن ماجه (3956) من طريق عبد الرحمن المحاربي، والبيهقي في "السنن" 8/169 من طريق عبيد الله بن موسى، ثلاثتهم عن الأعمش، به. وسيرد برقم (6793) و (6794) . وسلف مختصراً برقم (6501) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 48 6504 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُ (1) فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا وَكَانَ يَقُولُ: " مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ   = قوله: "من يضرب خباءه": الخباء: بكسر خاء معجمة، ومد: هو أحد بيوت العرب من وبر أو صوف، ولا يكون من شعر، ويكون على عمودين أو ثلاثة. قاله السندي. قوله: "في جشره"، بفتحتين، قال السندي: هي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها. قلت: كذا ذكره النووي، وهو المشهور رواية، ولا يخفى أن الظاهر حينئذ تقدير المضاف، أي في جمع الجشر، وإخراجها إلى المرعى، وفي "القاموس": الجشْر، أي: بفتح فسكون: إخراج الدواب إلى المرعي، وبالتحريك: المال الذي يرعى في مكانه لا يرجع إلى أهله بالليل. انتهى. فلو جعل هاهنا السكون كان أقرب، لكن المشهور رواية التحريك، والله تعالى أعلم. قوله: "ينتضل": من انتضل القوم، إذا رموا للسبق. قوله: "تجيء فتن يُرقق بعضها بعضاً": يرقِّقُ، براء وقافين، من الترقيق، أي: يزين بعضها بعضاً، أو يجعل بعضُها بعضاً رقيفاً خفيفاً، وجاء "يدقق" بدال مهملة موضع الراء، أي: يجعل بعضها بعضاً دقيقاً، والحاصل أن المتأخرة من الفتن أعظم من المتقدمة، فتصير المتقدمة عندها دقيقة رقيقة، وجاء "يرْفُق" براء ساكنة، ففاء مضمومة، من الرفق، أي: يرافق بعضها بعضاً، أو يجيء بعضها عقب بعض، وجاء "يدْفقُ" بدال مهملة ساكنة، ففاء مكسورة، أي: يدفع ويصب. قاله السندي. قوله: "وليأت إلى الناس"، أي: ليؤد إليهم، ويفعلُ بهم ما يحب أن يفعل به. (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) : يكن. خ. الحديث: 6504 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 49 أَخْلَاقًا " (1) 6505 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، حَدَّثَنِي (2) أَبُو عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وشقيق: هو ابنُ سلمة أبو وائل الأسدي، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/514، ومسلم (2321) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6029) ، ومسلم (2321) من طريق جرير، ومسلم أيضاً من طريق أبي خالد الأحمر، والبخاري (6035) من طريق حفص بن غياث، و (3559) من طريق أبي حمزة، وابن سعد 1/365 من طريق محمد بن عُبيد الطنافسي، وابن حبان (477) و (6442) من طريق سفيان الثوري، ستتهم عن الأعمش، به. وسيرد برقم (6767) و (6818) . وقوله: "لم يك فاحشاً ولا متفحشاً": له شاهد من حديث أبي هريرة سيأتي (8352) و (9787) . ومن حديث عائشة سيأتي 6/174 و236 و246. وقوله: "من خياركم أحاسنكم أخلاقاً": له شاهد من حديث أسامة بن شريك سيأتي 4/378. ومن حديث أبي ثعلبة الخشني سيأتي 4/193 و194. ومن حديث جابر بن سمرة سيأتي 5/89 وبقية الشواهد أوردها الحافظ في "الفتح" 10/458. (2) في (ظ) : قال حدثني. الحديث: 6505 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 50 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَنَحْنُ نَطُوفُ بِالْبَيْتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ "، قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا مَنْ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ حَتَّى تُهَرَاقَ مُهْجَةُ دَمِهِ " قَالَ: فَلَقِيتُ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ (1) ؟ فَحَدَّثَنِي بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: وَقَالَ عَبْدَةُ: هِيَ الْأَيَّامُ الْعَشْرُ (2)   (1) لفظ: "الحديث" هذا لم يرد في (ظ) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو عبد الله مولى عبد الله بن عمرو: مجهول، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية. وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الجهاد" (158) من طريق عبد الوارث، عن يحيى بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/16، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" كل منهما بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات! وسيرد برقم (6559) و (6560) . وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (969) ، وقد سلف برقم (1968) و (3139) . وآخر من حديث ابن عمر سلف برقم (5446) . وثالث من حديث جابر عند ابن حبان (3853) . ورابع من حديث أبي هريرة عند الترمذي (758) ، وابن ماجه (1728) . وخامس من حديث عبد الله بن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10455) . قال الهيثمي في "المجمع" 4/16: ورجاله رجال الصحيح.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 51 6506 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ "، ثُمَّ نَاقَصَنِي، وَنَاقَصْتُهُ، حَتَّى صَارَ إِلَى سَبْعٍ (1)   = قوله: "من هذه الأيام"، أي: من عمل هذه الأيام، أي: عشر ذي الحجة. قوله: "مهجة دمه"، المُهْجة: بضم الميم وسكون الهاء، في "القاموس": هي الدم، أو دم القلب، والروح، قال السندي: فكأن المراد خلاصة دمه وأصله، والله تعالى أعلم. (1) صحيح، إسماعيل -وهو ابن عُلية، وإن سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط-، تابعه حماد بن زيد عند أبي داود، وهو صحيح السماع منه، والسائب أبوه: هو ابن مالك، أو ابن زيد، ثقة، روى له الأربعة، والبخاري في "الأدب المفرد". وأخرجه الطيالسي (2273) عن هشام الدستوائي، وأبو داود (1389) من طريق حماد -وهو ابن زيد-، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/86 من طريق زائدة بن قدامة، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، به. وسيكرر مطولاً برقم (7023) . وقد اختلفت الروايات في كم يختم القرآن: فهذه الرواية، والروايات: (6516) و (6872) و (6876) و (6880) ، و (7023) : في سبع. وفي الروايات: (6477) و (6535) و (6546) و (6764) و (6775) و (6810) و (6841) و (6863) : في ثلاث. وفي الرواية (6843) : في خمس. وقد فسر الحافظُ ابنُ حجر في "الفتح" 9/97 تعدد الروايات بتعدد القصة، وقال: لا مانع أن يتعدد قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن عمرو ذلك تأكيداً، ويؤيده الاختلاف الواقع في السياق، وكأن النهي عن الزيادة ليس على التحريم، كما أن الأمر في جميع ذلك ليس للوجوب، وعرف ذلك من قرائن الحال التي أرشد إليها السياق، وهو النظر إلى عجزه عن سوى ذلك في الحال أو في المآل.= الحديث: 6506 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 52 6507 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الصُّورُ؟ " قَالَ قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ " (1)   = وقال النووي: والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان من أهل الفهم وتدقيق الفكر، استحب له أن يقتصر على القدر الذي لا يختل به المقصود من التدبر، واستخراج المعاني، وكذا من كان له شغل بالعلم، أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة، يستحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه، ومن لم يكن كذلك، فالأولى له الاستكثار من غير خروج إلى الملل، ولا يقرؤه هذرمة. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات. إسماعيل: هو ابن عُلية، وسليمان التيمي: هو ابن طرْخان. وأخرجه الترمذي (3244) ، والنسائي في "الكبرى" (11312) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث سليمان التيمي. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1599) ، والدارمي 2/325، وأبو داود (4742) ، والترمذي (2430) ، والنسائي في "الكبرى" (11456) ، وابن حبان (7312) ، والطبري في "تفسيره" [الكهف: 99] 16/29، والحاكم 2/436 و506 و4/560، وأبو نعيم في "الحلية" 7/243 من طرق عن سليمان التيمي، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. ملاحظة: سقط من إسناد مطبوع الحاكم 2/436 اسم "أسلم العجلي". وسيرد برقم (6805) .= الحديث: 6507 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 53 6508 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ ذَلِكَ (1) ؟ قَالَ (2) : " إِذَا مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا " وَشَبَّكَ يُونُسُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، يَصِفُ ذَاكَ، قَالَ: قُلْتُ: مَا أَصْنَعُ عِنْدَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " اتَّقِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَخُذْ مَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّتِكَ، وَإِيَّاكَ وَعَوَامَّهُمْ " (3)   =وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن منده في "الإيمان" (811) ، والبيهقي في "البعث" (668) . وعن ابن مسعود موقوفاً عند الطبراني في "الكبير" (9755) . (1) لفظ: "ذلك" لم يرد في (ظ) . (2) في (ص) و (ظ) و (ق) : قال: قال. (3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- مختلف في سماعه من عبد الله بن عمرو. وسيأتي الحديث بإسنادين آخرين صحيحين برقمي (6987) و (7063) ، وآخر بإسناد حسن برقم (7049) . إسماعيل: هو ابن عُلية، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20741) عن معمر، عن غير واحد، منهم الحسن، عن ابن عمرو. وأخرجه البخاري (478) و (479) عن حامد بن عمر، عن بشر، عن عاصم، عن واقد، عن أبيه، عن ابن عمر، أو ابن عمرو. وعلقه البخاري في "صحيحه" (480) ، فقال: قال عاصم بن علي: حدثنا عاصم بن محمد، عن أخيه واقد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب،= الحديث: 6508 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 54 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عن أبيه، قال: سمعتُ أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا عبد الله بن عمرو، كيف بك إذا بقيت في حُثالة من الناس ... ". ووصله إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" له، وحنبلُ بنُ إسحاق في "الفتن" كما في "الفتح" 1/566 و13/39، وفي "تغليق التعليق" 2/245. وأخرجه أبو يعلى (5593) عن سفيان بن وكيع، عن إسحاق بن منصور الأسدي، عن عاصم بن محمد، عن واقد، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "كيف أنت يا عبد الله بن عمر ... "، كذا ورد عند أبي يعلى، والروايات على أن المخاطب هو عبد الله بن عمرو. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/279، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: رواه أبو يعلى عن شيخه سفيان بن وكيع، وهو ضعيف. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (5950) و (5951) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم. وآخر من حديث سهل بن سعد الساعدي عند الطبراني في "الكبير" (5868) و (5984) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 7/279، وقال: رواه الطبراني بإسنادين، رجال أحدهما ثقات. وثالث من حديث عبادة بن الصامت، ذكره الهيثمي في "المجمع" 7/279، وقال: رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه، وزياد بن عبد الله وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة. وسيرد بمعناه برقم (6987) ، ومطولاً برقم (7049) ، وبرقم (7063) . وانظر (6964) و (6965) . قوله: "في حثالة من الناس": الحُثالة: بضم الحاء المهملة وخفة الثاء المثلثة: الرديء من كل شيء. قوله: "مرجتْ عهودهم"، قال السندي: مرج العهد، كفرح: إذا لم يف به. كذا في "القاموس"، وفي "المجمع": مرجت عهودهم، أي: اختلطت وفسدت.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 55 6509 - حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، سَمِعْتُ رَجُلًا، فِي بَيْتِ أَبِي عُبَيْدَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ ابْنَ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ، سَمَّعَ اللهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ، وَصَغَّرَهُ وَحَقَّرَهُ "، قَالَ: فَذَرَفَتْ عَيْنَا عَبْدِ اللهِ (1)   =قوله: "وشبك" ... الخ: أي: يموج بعضهم في بعض، ويلتبس أمر دينهم، فلا يعرف الأمين من الخائن، ولا البر من الفاجر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والرجل الذي أبهم اسمه هو خيثمةُ بنُ عبد الرحمن بن أبي سبْرة، صرح باسمه الطبراني في "الكبير"، فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/222، وكذا أبو نعيم في "حلية الأولياء" 4/123-124 في ترجمته، وكُني بأبي يزيد في الروايتين الآتيتين (6986) و (7085) ، ولم تذكر كنيته في المصادر التي ترجمت له، فتُستدرك منهما. وأخرجه ابنُ المبارك في "الزهد" (141) ، ومن طريقه البغوي (4138) عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/123-124 و5/99 من طريق أبان بن تغلب، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن ابن عمرو. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/222، وقال: ورواه الطبراني في "الكبير"، ورواه أحمد باختصار، ثم قال: وسمى الطبراني الرجل، وهو خيثمة بن عبد الرحمن، فبهذا الاعتبار رجالُ أحمد وأحد أسانيد الطبراني في "الكبير" رجال الصحيح. وأبو عبيدة الذي سُمع الحديثُ في بيته يغلب على الظن أنه ابن عبد الله بن مسعود. وله شاهد من حديث جندب بن عبد الله البجلي عند البخاري (6499) ،= الحديث: 6509 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 56 6510 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَسِ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، فَقَالُوا: إِنَّكَ تَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، فَأَمْسَكْتُ عَنِ الْكِتَابِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ   = ومسلم (2987) ، وسيرد 4/313. وآخر من حديث ابن عباس عند مسلم (2986) ، وابن حبان (407) . وثالث من حديث أبي هند الداري، سيرد 5/270. ورابع من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث، سيرد 5/45. وخامس من حديث أبي سعيد عند الترمذي (2381) . وسادس من حديث عوف بن مالك عند الطبراني في "الكبير" 18/ (101) . وسابع من حديث معاذ عند الطبراني في "الكبير" 2/ (237) . قوله: "من سمع الناس بعمله"، أي: أظهره ليُسمع. سمع الله به، بتشديد الميم أيضاً. سامع خلقه: اسم فاعل من سمع، وهو بالرفع على أنه صفة لله، ومفعولُ سمع مقدر في الكلام، أي: سمع الله الذي هو سامعُ خلقه الناس. أو المعنى: فضحه، فلا حاجة إلى تقدير مفعول. أو بالنصب على أنه المفعول، أي: سمع الله به من كان له سمع من خلقه. وقيل: معناه على الأول: من سمع الناس بعمله سمعه الله، وأراه ثوابه من غير أن يعطيه، فيكون المفعول هو الجار والمجرور، أعني: "به". وقيل: من أراد بعمله الناس، أسمعه الله الناس، وكان ذلك ثوابه. قاله السندي. وانظر "النهاية". الحديث: 6510 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 57 لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي إِلَّا حَقٌّ " (1)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الوليد بن عبد الله، وهو ابن أبي مغيث العبدري، فمن رجال أبي داود وابن ماجه، وهو ثقة. يحيى بن سعيد: هو القطان. وأخرجه الخطيب في "تقييد العلم" ص 80، والمزي في "تهذيب الكمال" 31/38-39 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/49-50، ومن طريقه أبو داود (3646) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 89-90، والخطيب في "تقييد العلم" ص 80. وأخرجه أبو داود (3646) أيضاً، والدارمي 1/125، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 89-90، عن مُسدد، كلاهما عن يحيى، به. وأخرجه الحاكم 1/105-106 من طريقين عن يحيى، به، وقال: رواة هذا الحديث قد احتجا بهم عن آخرهم، غير الوليد بن أبي الوليد الشامي، فإنه الوليد بن عبد الله ... ! فإن كان كذلك، فقد. احتج مسلم به، وتبعه الذهبي في ذلك. قلنا: الوليد هذا هو ابن عبد الله بن أبي مغيث العبدري كما هو ثابت في رواية أبي داود، حيث ساق نسبه كاملاً، وعند المزي في "تهذيب الكمال"، وما ذكره الحاكم من أنه الوليد بن أبي الوليد الشامي، وأنه من رواة مسلم، فغير صحيح، فإنه ليس في الرواة من يسمى كذلك، فضلاً عن أن يكون من رواة مسلم، والذي روى له مسلم هو الوليد بن أبي الوليد المدني القرشي مولى عمر، وقيل: مولى عثمان، وأبوه: أبو الوليد، اسمه عثمان، لا عبد الله. وأخرجه الحاكم 1/104-105 من طريقين عن ليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن عبد الواحد بن قيس، عن عبد الله بن عمرو، وصححه، ووافقه الذهبي. وسيكرر بالأرقام (6802) و (6930) و (7018) و (7020) . وانظر حديث أبي هريرة الآتي برقم (9231) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 58 6511 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، أَمْلَاهُ عَلَيْنَا (1) حَدَّثَنِي أَبِي، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا، وَأَضَلُّوا " (2)   = قال ابنُ القيم في "تهذيب مختصر سنن أبي داود" 5/245: قد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النهي عن الكتابة والإذنُ فيها، والإذنُ متأخر، فيكون ناسخاً لحديث النهي، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في غزاة الفتح: "اكتبوا لأبي شاه" يعني خطبته التي سأل أبو شاه كتابتها، وأذن لعبد الله بن عمرو في الكتابة، وحديثه متأخر عن النهي، لأنه لم يزل يكتب، ومات وعنده كتابته، وهي الصحيفة التي كان يسميها "الصادقة"، ولو كان النهي عن الكتابة متأخراً لمحاها عبد الله، لأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمحو ما كُتب عنه غير القرآن، فلما لم يمحها وأثبتها، دل على أن الإذن في الكتابة متأخر عن النهي عنها، وهذا واضح. والحمد لله. (1) في (ق) : على، وأشير إلى هذه الرواية في هامش (س) و (ص) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو ابن عروة بن الزبير. وأخرجه عبد الرزاق (20481) ، وابنُ أبي شيبة 15/177، والحميدي (581) ، وابن المبارك في "الزهد" (816) ، والدارمي 1/77، والبخاري (100) ، ومسلم (2673) (13) ، وابن ماجه (52) ، والترمذي (2652) ، والنسائي في "الكبرى" (5907) ، وابن حبان (4571) و (6719) و (6723) ، والطبراني في "الأوسط" (55) و (992) ، والبغوي (147) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/25، و"تاريخ أصبهان" 1/196 و2/138 و142، والبيهقي في "الدلائل" 6/543،= الحديث: 6511 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 59 6512 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى،   = و"المدخل" (850) و (851) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 198، 201، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/74 و4/282 و8/368 و10/375 من طرق، عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2292) ، وعبد الرزاق (20477) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/181، من طريقين عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة بن الزبير، به. وأخرجه مسلم (2673) (14) ، والبيهقي في "المدخل" (852) من طريق أبي الأسود، عن عروة بن الزبير، عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه عبد الرزاق (20481) من طريق هشام بن عروة، عن قتادة، عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه مسلم (2673) (13) أيضاً من طريق عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2322) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1965 من طريق الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو. وسيرد برقم (6896) . وفي الباب عن أبي أمامة، وسيرد 5/266. وعن عائشة عند البزار (233) (زوائد) ، وقال: تفرد به يونس، ورواه معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الله بن عمرو -قلنا: هذه الرواية سترد برقم (6896) -، وعند الخطيب في "تاريخ بغداد" 5/313. وعن أبي هريرة عند ابن أبي شيبة 15/176-177، وابن عدي 5/1865. وعن ابن عباس عند الدارمي 1/78. وعن مالك بن عوف الأشجعي عند البزار (232) . وعن ابن عمر عند البزار (235) . الحديث: 6512 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 60 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، رَأَيْتُ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي جَالِسًا قُلْتُ (2) لَهُ حُدِّثْتُ أَنَّكَ تَقُولُ: " صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى نِصْفِ صَلَاةِ الْقَائِمِ "؟ قَالَ: " إِنِّي لَيْسَ كَمِثْلِكُمْ " (3)   (1) في (ظ) : قال: رأيت. (2) في (ظ) : فقلت، وعليها كلمة "صح". (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن يساف، وأبي يحيى -وهو الأعرج، واسمه مصْدع- فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن سعيد القطان، سفيان: هو الثوري، منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه مسلم (735) ، والنسائي في "المجتبى" 3/223، و"الكبرى" (1361) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4123) ، وأبو عوانة 2/220 من طريق سفيان الثوري، به. وأخرجه مسلم (735) ، وأبو داود (950) ، ومن طريقه البغوي (984) من طريق جرير، والدارمي 1/321 من طريق جعفر بن الحارث، والطبراني في "الصغير" (954) من طريق روح بن القاسم، ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/136 عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن مولى لعمرو بن العاص، أو لعبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1369) من طريق سفيان -وهو الثوري-، عن حبيب -وهو ابن أبي ثابت-، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (874) من طريق منصور بن أبي الأسود الليثي الكوفي، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمرو. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (861) من طريق سفيان بن عُيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 61 6513 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ قَالَ: " هَذِهِ ثِيَابُ الْكُفَّارِ لَا تَلْبَسْهَا " (1)   =وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (750) من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عمرو. ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/136 عن الزهري، عن عبد الله بن عمرو. والزهري لم يلق ابن عمرو. وأخرجه عبد الرزاق (4122) عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمرو. وعمرو بن دينار لم يدرك ابن عمرو. وسيُكرر بالأرقام (6803) و (6808) و (6883) و (6894) . وفي الباب عن أنس، سيرد 3/136 و214. وعن السائب بن عبد الله، سيرد 3/425. وعن عمران بن حصين عند البخاري (1115) ، وسيرد 4/435. وعن عائشة، سيرد 6/61 و71 و220 و221. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير جبير بن نُفير، فمن رجال مسلم. يحيى، شيخ أحمد: هو ابن سعيد القطان، ويحيى، شيخ الدستوائي: هو ابن أبي كثير، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي. وأخرجه الحاكم 4/190 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وأخرجه مسلم (2077) (27) ، والنسائي في "المجتبى" 8/203، وابن سعد في "الطبقات" 4/265 من طريق هشام الدستوائي، بهذا الإسناد.= الحديث: 6513 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 62 6514 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ، قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ يَسْأَلُ عَنِ الْحَوْضِ، حَوْضِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يُكَذِّبُ بِهِ، بَعْدَمَا سَأَلَ أَبَا بَرْزَةَ وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ وعَائِذَ بْنَ عَمْرٍو وَرَجُلًا آخَرَ، وَكَانَ يُكَذِّبُ بِهِ، فَقَالَ أَبُو سَبْرَةَ: أَنَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثٍ فِيهِ شِفَاءُ هَذَا، إِنَّ أَبَاكَ بَعَثَ مَعِي (1) بِمَالٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ،   =وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (329) من طريق خالد بن معدان، به. وأخرجه مسلم (2077) (28) ، وابن سعد في "الطبقات" 4/265 من طريق سليمان الأحول، والنسائي في "المجتبى" 8/203 من طريق ابن طاووس، كلاهما عن طاووس، عن ابن عمرو. وسيرد بالأرقام (6536) و (6931) و (6972) ، وسيرد بمعناه (6852) . وفي الباب عن علي سلف برقم (611) و (710) ، وهو عند مسلم (2078) . وعن ابن عمر، سلف برقم (5751) . وعن عثمان عند ابن أبي شيبة 8/371. والمُعصْفر: ما صُبغ بالعصفر. وهذا الحديث فيه التصريح بحرمة التشبه بالكفار في اللبس والهيئة والمظهر. وهذا النهي لا يعني أن نترك جميع الألبسة التي يلبسونها، وإنما يعني أن تكون لنا هيئة نُعرف بها أننا مسلمون، فقد لبس رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبة رومية، كما في "صحيح البخاري" (363) . وفي حديث أبي أمامة الذي سيرد 5/264، قال: فقلنا: يا رسول الله، إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تسرولوا وائتزروا، وخالفوا أهل الكتاب" فهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أضاف إلى اللباس الذي شارك فيه المسلمون أهل الكتاب ثوباً آخر ليتميزوا عنهم. (1) لفظ: "معي" سقط من (ق) . الحديث: 6514 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 63 فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَحَدَّثَنِي مِمَّا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمْلَى عَلَيَّ، فَكَتَبْتُ بِيَدِي، فَلَمْ أَزِدْ حَرْفًا، وَلَمْ أَنْقُصْ حَرْفًا، حَدَّثَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ أَوْ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ وَالْمُتَفَحِّشَ " قَالَ: " وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَاحُشُ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وَسُوءُ الْمُجَاوَرَةِ، وَحَتَّى يُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ وَيُخَوَّنَ الْأَمِينُ " وَقَالَ: " أَلَا إِنَّ مَوْعِدَكُمْ حَوْضِي، عَرْضُهُ وَطُولُهُ وَاحِدٌ، وَهُوَ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَمَكَّةَ، وَهُوَ مَسِيرَةُ شَهْرٍ، فِيهِ مِثْلُ النُّجُومِ أَبَارِيقُ، شَرَابُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الْفِضَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ مَشْرَبًا، لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا " فَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ: " مَا سَمِعْتُ فِي الْحَوْضِ حَدِيثًا أَثْبَتَ مِنْ هَذَا فَصَدَّقَ بِهِ، وَأَخَذَ الصَّحِيفَةَ فَحَبَسَهَا عِنْدَهُ " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي سبرة، فإنه مجهول كما قال الذهبي في "الميزان"، وهو سالم بن سلمة الهذلي، هكذا سماه ابنُ سعد في "الطبقات" 5/300، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/113، وابنُ حبان في "الثقات" 4/308، وابنُ عساكر في "تاريخه" 7/10/أ (النسخة السليمانية) ، والذهبي في "الميزان" 2/111، وقال في "الميزان" 4/527 في الكنى: قيل: اسمه سالم بن سبرة الهذلي، قلنا: وبذلك سماه الهيثمي في "المجمع" 7/284، وجعله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/182 اثنين، فقال في الترجمة رقم (788) : سالم بن سبرة، أبو سبْرة الهُذلي، وقال في الترجمة (789) : سالم بن سلمة الهذلي، أبو سبرة، وقال في الأول: مجهول، ولم يذكر في الثاني شيئاً. وذكره الحسيني في "الإكمال" ص 515، فقال: أبو سبرة، عن عبد الله بن عمرو، وعنه: عبد الله بن بريدة، قيل: هو سالم بن سبرة المدني. قلنا: وقد سها= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 64 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =الحافظ ابنُ حجر، فلم يورده في "التعجيل" مع أنه من شرطه. ولم يذكر أحد ممن ترجمه أنه روى عنه غير عبد الله بن بريدة، نعم، قال ابن حبان: روى عنه أهل الكوفة، لكنه لم يذكر أحداً منهم. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيي: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه الحاكم 1/75 من طريق أبي أسامة، والبيهقي في "البعث والنشور" (172) من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح! قد اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع رواته، غير أبي سبرة الهذلي، وهو تابعي كبير، مبين ذكره في المسانيد والتواريخ، غير مطعون فيه، ووافقه الذهبي! وأخرجه الحاكم أيضاً 1/75 من طريق أحمد بن حنبل، عن ابن أبي عدي، عن حسين المعلم، به. فأشار الذهبي في "تلخيصه" إلى أنه أخرجه أحمد في "مسنده". ثم أخرجه الحاكم أيضاً من طريق عبد الله بن رجاء، عن همام، عن قتادة، عن ابن بُريدة، به. وذكره الهيثمي في "المجمع" 7/284، وقال: رواه أحمد في حديث طويل، وأبو سبْرة هذا اسمه سالم بن سبْرة، قال أبو حاتم: مجهول. قلنا: سترد الرواية المطولة برقم (6872) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر، عن ابن بريدة، به. وله شاهد مختصر من حديث أنس عند الحاكم 1/78، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وهو عند البيهقي في "البعث والنشور" ص 109. وقوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله لا يحب الفحش ... " سلف من حديث ابن عمرو برقم (6487) ، وتقدم هناك ذكر شواهده. وقوله عليه الصلاة والسلام: "لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش ... ": له شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد عند أحمد (8459) ، وبنحوه عند ابن حبان= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 65 6515 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ (1) مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (2)   = (6844) . وآخر من حديث أنس، سيرد عند أحمد 3/220. وما أشار إليه أبو سبرة في روايته من حديث أبي برزة والبراء بن عازب، وعائذ بن عمرو ورجل آخر في شأن الحوض، سيرد عند أحمد كما يلي: أما حديث أبي برزة الأسلمي، فسيرد 4/419، 425، 426. وحديث البراء بن عازب، سيرد 4/292. وحديث عائذ بن عمرو، سيرد 5/64، 65، ويتضمن جدالاً شديداً بينه وبين عبيد الله بن زياد، لكن ليس فيه ذكر الحوض. والرجل الآخر هو زيد بن الأرقم كما صرح باسمه عبد الرزاق في "مصنفه" (20852) ، وسيرد حديثه عند أحمد 4/367. وأيلة: هي المدينة المعروفة الآن باسم العقبة، وهي مدينة معروفة في جنوب الأردن على شاطىء البحر الأحمر. (1) في هامش (م) : الناس. خ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وعامر: هو الشعْبي. وأخرجه أبو داود (2481) عن مسدد، والنسائي في "المجتبى" 8/105، و"الكبرى" (11727) عن عمرو بن علي الفلاس، كلاهما عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. وتحرف "ابن عمرو" في "الكبرى" إلى: "ابن عُمر". وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1144) ، والنسائي في "الكبرى"= الحديث: 6515 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 66 6516 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: جَمَعْتُ الْقُرْآنَ، فَقَرَأْتُ بِهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنِّي   = (8701) ، وابن منده في "الإيمان" (310) و (311) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (181) من طرق، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وأخرجه الحميدي (595) ، والنسائي في "الكبرى" (8701) من طريق سفيان، وابن حبان (196) و (399) ، وابن منده في "الإيمان" (313) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، به. وعلقه البخاري عن أبي معاوية، عن داود، به بصيغة الجزم في "صحيحه" (10) . وأخرجه ابن حبان (230) ، والطبراني في "الصغير" (460) ، والخطيب في "التاريخ" 5/139 من طرق، عن الشعبي، به. وقد سلف الحديث مطولاً برقم (6487) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد (8931) . وعن أنس بن مالك، سيرد 3/154. وعن جابر، سيرد 3/372 و390. وعن معاذ بن أنس الجهني، سيرد 3/440. وعن عمرو بن عبسة، سيرد 4/114 و385. وعن فضالة بن عبيد، سيرد 6/21. وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (11) ، ومسلم (42) ، والترمذي (2504) و (2628) . وعن بلال بن الحارث عند الحاكم 3/517. وعن عمير بن قتادة عند أبي نعيم في "الحلية" 3/357. الحديث: 6516 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 67 أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ زَمَانٌ أَنْ (1) تَمَلَّ اقْرَأْهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي عَشْرٍ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي كُلِّ (2) سَبْعٍ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي، فَأَبَى (3) 6517 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ رَكْعَتَيْنِ " (4) 6518 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) في (س) و (ظ) : وأن. (2) لفظ: "كل" لم يرد في (ظ) . (3) حديث صحيح لغيره، يحيى بن حكيم بن صفوان: لم يرو عنه غيرُ عبد الله بن أبي مُليْكة، ولم يوثقه غيرُ ابن حبان 5/522، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد صرح ابنُ جُريج بالتحديث عند عبد الرزاق كما سيرد (6873) وابن حبان. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي مليكة: هو عبد الله بن عبيد الله. وأخرجه ابن ماجه (1346) ، وابن حبان (757) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8064) ، وابن حبان (756) من طريق المفضل بن فضالة، عن ابن جريج، به. وسيرد برقم (6873) ، وسلف مختصراً برقم (6506) ، ومطولاً برقم (6477) . (4) صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب روى له أصحاب السنن= الحديث: 6517 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 68 عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَأَلْقَاهُ وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: " هَذَا شَرٌّ (1) ، هَذَا حِلْيَةُ أَهْلِ النَّارِ "، فَأَلْقَاهُ، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، فَسَكَتَ عَنْهُ (2)   =والبخاري متابعة، وهو صدوق، حسن الحديث إذا كان الراوي عنه ممن روى عنه قبل اختلاطه، وشعبة من هؤلاء. وأبوه السائب: ثقة، روى له الأربعة، والبخاري في "الأدب المفرد". يحيي: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه مطولا النسائي في "المجتبى" 3/149 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. وسلف مطولاً برقم (6483) ، وسيأتي برقم (6763) . (1) في هامش (ظ) : أشر. خ. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن عجلان: هو محمد، ويحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1021) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/261 من طريقين عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في"المجمع" 5/151، وقال: رواه أحمد والطبراني، وأحد إسنادي أحمد ثقات. قلنا: يشير إلى هذا الإسناد. وسيكرر برقم (6680) ، ويأتي برقم (6977) من طريق آخر. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5864) ، ومسلم (2089) ، وسيرد (10052) . وآخر من حديث عمر بن الخطاب سلف (132) . وثالث من حديث بريدة بسند ضعيف عند ابن حبان (5488) . وانظر (4734) و (6412) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 69 6519 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ أَبِي (1) الْيَقْظَانِ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ " (2)   =والنهيُ عن لبس خاتم الحديد ينبغي أن يحمل على ما إذا كان حديداً صرفاً لخبر معيقيب، قال: كان خاتم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديد ملوي عليه فضة. أخرجه أبو داود (4224) ، والنسائي في "المجتبى" 8/175، وإسناده صحيح. أما حديث قصة الواهبة؛ وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه: "اذهب فالتمس خاتماً ولو من حديد" فليس فيه استدلال على جواز لبس خاتم الحديد، ولا حجة فيه، لأنه لا يلزم من جواز الاتخاذ جواز اللبس، فيحتمل أنه أراد وجوده لتنتفع المرأة بقيمته. انظر "فتح الباري" 10/323. والورق: الفضة. (1) في (م) : ابن أبي، وهو خطأ. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عثمان بن عمير -ويقال: ابن قيس- ضعيف، قال الحافظ ابنُ حجر في "التقريب": والصواب أن قيساً جد أبيه، وهو عثمان بن أبي حميد أيضاً، البجلي، أبو اليقظان، الكوفي، الأعمى. أهـ. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. ابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه ابن سعد 4/228، وابن أبي شيبة 12/124، والترمذي (3801) ، وابن ماجه (156) ، من طريق ابن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 3/342 من طريق أبي يحيى الحماني وأبي عوانة، والدولابي في"الكنى" 1/146 من طريق أبي يحيى الحماني، كلاهما عن الأعمش، به. وسكت عنه الحاكم والذهبي.= الحديث: 6519 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 70 6520 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ذَهَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ لِيَلْحَقَنِي، فَقَالَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ: " لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ " فَوَاللهِ مَا زِلْتُ وَجِلًا، أَتَشَوَّفُ دَاخِلًا   =وأورده البخاري في الكنى من "التاريخ الكبير" 9/23 من طريق ابن نمير وأبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، به. قال البخاري: وروى وكيع عن الأعمش، عن أبي اليقظان، عن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسل، أي: منقطع، فإن أبا اليقظان لم يدرك عبد الله. وفي الباب عن أبي الدرداء، سيرد عند أحمد 5/197 و6/442. وعن أبي ذر عند الترمذي (3802) ، والحاكم 3/342، وابن حبان (7132) ، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، مع أن في إسناده مالك بن مرثد وأباه لم يخرج لهما مسلم، وحديثهما حسن في الشواهد. وعن أبي هريرة عند ابن أبي شيبة 12/125، وابن سعد 4/228 عن يزيد بن هارون، عن أبي أمية بن يعلى الثقفي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وأبو أمية ضعيف. وأخرج الحديث ابن سعد 4/228 عن مسلم بن إبراهيم، عن سلام بن مسكين، عن مالك بن دينار، مرسلاً. وأخرجه أيضاً 4/228 عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، عن أبي حرة، عن محمد بن سيرين، مرسلاً. قال ابن حبان تعقيباً على الحديث: يشبه أن يكون هذا خطاباً خرج على حسب الحال في شيء بعينه، إذ محال أن يكون هذا الخطاب على عمومه وتحت الخضراء المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصديق والفاروق رضي الله عنهما. وانظر "شرح مشكل الآثار" 1/12. الحديث: 6520 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 71 وَخَارِجًا (1) ، حَتَّى دَخَلَ فُلَانٌ (2) ، يَعْنِي الْحَكَمَ (3) 6521 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا رَأَيْتُمْ   (1) في (س) و (ق) : داخل وخارج. (2) في (ص) : فوالله ما زلت. أتشوف وجلاً حتى دخل فلان. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عثمان بن حكيم، وهو ابن عباد بن حُنيْف الأنصاري، فمن رجال مسلم. ابن نُمير: هو عبد الله، وأبو أمامة: هو أسعد. وأخرجه البزار (1625) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلم هذا بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن عمرو، بهذا الإسناد. وذكره الهيثمي في "المجمع" 1/112، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، وأورده بنحوه 5/243 بروايتين، وقال: رواه كله الطبراني ... وحديثه مستقيم، وفيه ضعف غير مبين، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: كذا ورد في مطبوع "المجمع"، لم يرد اسم الراوي الذي وصفه بقوله: حديثه مستقيم، فتركنا محله بياضاً فيه نقط. ورواه ابنُ عبد البر في "الاستيعاب" 1/360 بإسناده من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عثمان بن حكيم، عن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو. والحكم: هو ابن أبي العاص الأموي- عم عثمان بن عفان-، والد مروان، كان من مسلمة الفتح، وله أدنى نصيب من الصحبة، سكن المدينة، ثم أخرجه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها إلى الطائف، فبقي فيها إلى أن أعاده عثمان في خلافته إليها. وانظر لزاماً "أسد الغابة" 2/37-38، و"سير أعلام النبلاء" 2/107-108، و"تاريخ الإسلام" ص 365، وفيات سنة 31، و"فتح الباري" 13/9-11، و"الإصابة" 1/345-346. الحديث: 6521 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 72 أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ: إِنَّكَ أَنْتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ " (1) وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ (2) فِي أُمَّتِي خَسْفٌ، وَمَسْخٌ،   (1) إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الصحيح إلا أن أبا الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدْرُس- لم يسمع من عبد الله بن عمرو، فيما قاله أبو حاتم في "المراسيل" ص 154، ونقله أيضاً عن ابن معين. ونقل ابنُ عدي في "الكامل" 6/2135 قوله: لم يسمع أبو الزبير من عبد الله بن عمرو، ولم يره. ابن نُمير: هو عبد الله، والحسن بن عمرو: هو الفقيمي. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7547) من طريق ابن شهاب، وابن عدي في "الكامل" 3/1267 من طريق سيف بن هارون، كلاهما عن الحسن بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (3302) من طريق عبيد الله بن عبد الله الربعي، عن الحسن بن عمرو، عن مجاهد، عن ابن عمرو. وهذا متابعة من مجاهد لأبي الزبير، لكننا لم نقع على ترجمة عبيد الله الربعي هذا. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/262، وقال: رواه أحمد والبزار بإسنادين، ورجالُ أحد إسنادي البزار رجال الصحيح، وكذلك رجال أحمد، إلا أنه وقع فيه في الأصل غلط، فلهذا لم أذكره. قلنا: إسناد البزار الذي رجاله رجال الصحيح هو الذي سيرد عند أحمد برقم (6784) ، وسيكرر بالرقمين (6776) و (6784) . وقال البيهقى في "الشعب" 6/81: "والمعنى في هذا أنهم إذا خافوا على أنفسهم من هذا القول، فتركوه، كانوا مما هو أشد منه وأعظم من القول والعمل أخوف، وكانوا إلى أن يدعُوا جهاد المشركين خوفاً على أنفسهم وأموالهم أقرب، وإذا صاروا كذلك، فقد تُودع منهم، واستوى وجودهم وعدمهم. (2) في (س) : سيكون. وفي هامشها: يكون. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 73 وَقَذْفٌ " (1) 6522 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " (2)   (1) ، حسن لغيره، وإسناده -كما سلف- ضعيف. وأخرجه الحاكم 4/445، وابن عدي في "الكامل" 6/2135 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. قال الحاكم: إن كان أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمرو، فإنه صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن ماجه (4062) من طريق أبي معاوية، ومحمد بن فضيل، عن الحسن بن عمرو، به. قال البوصيري في "الزوائد": رجال إسناده ثقات، إلا أنه منقطع، أبو الزبير -اسمه محمد بن مسلم بن تدرس- لم يسمع من عبد الله بن عمرو. قاله ابن معين، وقال أبو حاتم: لم يلقه. وله شاهد من حديث ابن عمر بإسناد حسن سلف برقم (6208) . وآخر من حديث أبي هريرة بإسناد حسن عند ابن حبان (6759) . وثالث من حديث عائشة عند الترمذي (2185) وفي إسناده عبد الله بن عمر العمري، قال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن عمر تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه. ورابع من حديث سهل بن سعد عند ابن ماجه (4060) . قال في "الزوائد": وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وخامس من حديث ابن مسعود عند ابن ماجه (4059) . قال في "الزوائد": رجال إسناده ثقات، إلا أنه منقطع. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج -وهو ابن أرطاة-.= الحديث: 6522 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 74 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقتادة -وهو ابن دعامة السدُوسي، وإن لم يسمع أبا قلابة فيما نقله أبو حاتم في "المراسيل" ص 141 عن أحمد، ونقله في "التهذيب" عن عمرو بن علي الفلاس-، متابع بأيوب السختياني في الرواية الآتية برقم (7055) . وقد انفرد أحمدُ باخراج الحديث من هذا الطريق، وأخرجه من طرق أخرى سنذكر أرقامها فيما سيأتي. وأخرجه عبد الرزاق (18567) عن ابن جريج، والنسائي في "المجتبى" 7/114 من طريق حاتم -وهو ابن أبي صغيرة-، كلاهما عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمرو. وهذا إسناد صحيح. وأخرجه النسائي 7/114 أيضاً من طريق أبي يونس القشيري، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن صفوان، عن عبد الله بن عمرو، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه عبد الرزاق (18569) أيضا عن ابن جريج، عن عبد العزيز بن عمر، عن كتاب لقمر بن عبد العزيز فيه: بلغنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ... فذكر الحديث. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/353 من طريق يزيد بن هارون، عن ورقاء، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر. قال أبو نعيم: كذا وقع في كتابي: ابن عمر، وصوابه: ابن عمرو. وسيأتي بالأرقام (6816) و (6824) و (6829) و (6913) و (6922) و (6956) و (7014) و (7030) و (7031) و (7055) و (7084) . وهذا الحديث قطعة من خطبة الفتح ستأتي مطولة برقم (6681) و (6933) ، لكنه لم يورد هذه القطعة فيها. وفي الباب عن علي سلف برقم (590) . وعن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1598) . وعن سعيد بن زيد سلف برقم (1628) و (1639) . وعن ابن عباس سلف برقم (2780) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 75 6523 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فَذُكِرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: إِنَّ ذَاكَ لَرَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ أَبَدًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خُذُوا الْقُرْآنَ عَنْ أَرْبَعَةٍ، عَنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ " فَبَدَأَ بِهِ، " وَعَنْ مُعَاذٍ، وَعَنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ " قَالَ يَعْلَى: وَنَسِيتُ الرَّابِعَ (1)   =وعن أبي هريرة، سيرد (8298) . وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 9/456-457، وابن ماجه (2581) ، وأبي نعيم في "الحلية" 4/94. وعن عبد الله بن عامر وعبد الله بن الزبير عند الحاكم 3/639. وعن جابر عند أبي يعلى (2061) . وعن أنس عند ابن عدي في "الكامل" 6/2323. وعن عبد الله بن مسعود عند أبي نعيم في "الحلية" 5/23. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران. أبو وائل: هو شقيق بن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه مسلم (2464) (117) ، وابن حبان (7122) من طريق جرير، والطبراني في "الكبير" (8410) من طريق زائدة، و (8412) من طريق علي بن مسهر، ثلاثتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ حبان (736) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن طلحة بن مصرف، عن مسروق، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8280) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/538 من طريق الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن= الحديث: 6523 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 76 6524 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، وَلَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا " (1)   =عمرو. والرابع الذي نسيه يعلى هو أُبي بن كعب، كما سيأتي في الروايات الأخرى. وسيُكرر بالأرقام (6767) و (6786) و (6790) و (6795) و (6838) . وفي الباب عن عبد الله بن مسعود أخرجه البزار (2703) ، والحاكم 3/225، وصححه، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/311، وقال: أخرجه البزار، ورجاله ثقات. قال الحافظ في "الفتح" 9/48: الظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول، ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحد في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن، بل كان الذين يحفظون مثل الذي حفظوه وأزيد منهم جماعة من الصحابة، وقد تقدم في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقال لهم: القراء، وكانوا سبعين رجلاً. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فطر -وهو ابن خليفة فقد روى له البخاري هذا الحديث مقروناً بغيره. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. وأخرجه بتمامه ابن أبي شيبة 8/539 عن يزيد بن هارون، وابن حبان (445) من طريق عبيد الله بن موسى، وأيو نعيم في "الحلية" 3/301 من طريق خلاد بن يحيي، والبغوي (3442) من طريق يعلى وأبي نعيم، خمستهم عن فطر بن خليفة، بهذا الإسناد. وقوله عليه الصلاة والسلام: "إن الرحم معلقة بالعرش": أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/150، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات. وله شاهد من حديث عائشة عند مسلم (2555) (17) .= الحديث: 6524 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 77 6525 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ نَاعِمٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ (1) : حَجَجْتُ مَعَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ طُرُقِ مَكَّةَ رَأَيْتُهُ تَيَمَّمَ (2) ، فَنَظَرَ حَتَّى إِذَا اسْتَبَانَتْ، جَلَسَ تَحْتَهَا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ هَذَا الشِّعْبِ، فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا   = وقوله: "وليس الواصل بالمكافىء ... ": أخرجه البخاري في "صحيحه" (5991) ، وفي "الأدب المفرد" (68) ، وأبو داود (1697) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/301، والبيهقي في "السنن" 7/27 من طريق سفيان بن عيينة، عن فطر بن خليفة، والحسن بن عمرو الفقيمي، والأعمش، عن مجاهد، بهذا الإسناد. قال سفيان: ثم يرفعه الأعمش إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورفعه الحسن وفطر، قال ابن أبي حاتم في "العلل" 2/210: قال أبي: الأعمش أحفظهم، والحديث يحتمل أن يكون مرفوعاً، وأنا أخشى أن لا يكون سمع الأعمش من مجاهد، إن الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يرويه عن مجاهد مدلس. وذكر الحافظ في "الفتح" 10/423 أن رفعه هو المعتمد. وأخرجه الحميدي (594) ، والترمذي (1908) من طريق سفيان بن عيينة، عن بشير أبي إسماعيل، وفطر بن خليفة، عن مجاهد، به، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/273 من طريق سفيان الثوري، عن زبيد، عن مجاهد، به. وسلف بنحوه برقم (6494) . (1) القائل هو ناعم مولى أم سلمة. (2) قال الشيخ أحمد شاكر: قوله: تيمم: يريد قصد، على المعنى اللغوي للتيمم، بدلالة باقي السياق. الحديث: 6525 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 78 رَسُولَ اللهِ (1) ، إِنِّي قَدْ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ: " هَلْ مِنْ أَبَوَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ " قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، كِلَاهُمَا قَالَ: " فَارْجِعِ ابْرَرْ أَبَوَيْكَ " قَالَ: فَوَلَّى رَاجِعًا مِنْ حَيْثُ جَاءَ (2)   (1) لم ترد في (ص) . (2) صحيح، محمد بن إسحاق- وهو ابن يسار، وإن عنعن -قد توبع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ناعم، فمن رجال مسلم. محمد بن عبيد: هو الطنافسي أخو يعلى، وناعم: هو ابن أُجيْل الهمْداني المصري. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2335) ، ومن طريقه مسلم (2549) (6) عن عبد الله بن وهب، والبيهقي في "السنن" 9/26 من طريق ابن وهب أيضاً، عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/473 عن محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2333) ، وابن حبان (421) من طريق يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه أبو يعلى (5724) من طريق محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد، لكنه جعله من مسند عبد الله بن عمر، والحديث معروف بعبد الله بن عمرو، ولعل أبا يعلى وهم فيه، وقد تحرف عنده أيضاً اسم ناعم إلى نعيم. وانظر ما قاله الهيثمي في "المجمع" 8/138. وسيورده أحمد (6544) و (6765) و (6811) و (6812) و (6858) من طرق عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس المكي، عن عبد الله بن عمرو. وقد سلف بنحوه برقم (6490) . قال السندي: قوله: إذا استبانت: أي الشجرة. وقوله: "أقبل رجل"، قال الحافظ في "الفتح" 6/140، يحتمل أن يكون= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 79 6526 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: الْتَقَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: الَّذِي حَدَّثَنِي هَذَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِنْسَانٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ " (1)   =هو جاهمة بن العباس. قلنا: سيرد من حديث جاهمة 3/429. وفي الباب أيضاً عن طلحة بن معاوية السلمي عند ابن أبي شيبة 12/474. وعن أبي سعيد الخدري عند ابن حبان (422) ، وسيرد (11721) . (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير والد أبي حيان، وهو سعيدُ بنُ حيّان، وثقه ابنُ حبان والعجلي، وسمع من جماعة، وروى عنه ابنه أبو حيان وهو يحيي بن سعيد بن حيان التيمي: من تيم الرباب، الكوفي. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/89 عن علي بن مُسْهر، عن أبي حيان، بهذا الإسناد. وسيكرر برقم (7015) . وأورد هاتين الروايتين الهيثمي في "المجمع" 1/98، وقال في هذه الرواية: صحيحة. وأورد هذه الرواية أيضاً المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/566، وقال: رواه أحمد، ورواته رواة الصحيح. كذا قال، مع أن سعيد بن حيان والد أبي حيان لم يرو له الشيخان ولا أحدهما، فلا يقال فيه: إنه من رواة الصحيح. وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود عند مسلم (91) ، وقد سلف برقم (3789) و (3913) و (3947) و (4310) .= الحديث: 6526 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 80 6527 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَمِسْعَرٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ " (1)   =وآخر من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/151. وثالث من حديث عبد الله بن سلام عند الحاكم 3/416، والدولابي في "الكنى" 2/74، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8199) . ورابع من حديث ابن عباس عند البزار (104) ، وابن عدي 3/942. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد صرح حبيب بن أبي ثابت بالسماع عند البخاري ومسلم. سفيان: هو الثوري، ومسعر: هو ابن كدام، وأبو العباس: هو السائب بن فروخ. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/78، وابن ماجه (1706) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1159) (187) من طريق ابن بشر، عن مسعر، به. وأخرجه الطيالسي (2255) ، والبخاري (1979) ، ومسلم (1159) (187) ، والنسائى في "الكبرى" (2707) من طريق شعبة، والنسائي في "المجتبى" 4/213، و"الكبرى" (2705) من طريق مطرف، كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، به. وأخرجه عبد الرزاق (7863) ، والبخاري (1977) ، ومسلم (1159) (186) ، والنسائي في "المجتبى" 4/206، و"الكبرى" (2691) ، وابن خزيمة (2109) ، من طريق ابن جريج، سمع عطاء بن أبي رباح، عن أبي العباس، به. وسيأتي برقم (6866) و (6988) . وهو قطعة من الحديث الوارد بالأرقام (6766) و (6789) و (6874) . وسلف ذكر طرق الحديث في تخريج الرواية المطولة رقم (6477) ، فانظره.= الحديث: 6527 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 81 6528 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ " (1)   =وفي الباب عن عبد الله بن الشخير عند النسائي 4/206-207، وابن ماجه (1705) ، وسيرد 4/24 و25 و26، وصححه ابن خزيمة (2150) . وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/455. وعن عمران بن حصين عند النسائي 4/206، وسيرد 4/426، وصححه ابن خزيمة (2151) . وعن أبي قتادة، سيرد 5/297 و311. قال الإمام النووي: أجابوا عن حديث: "لا صام من صام الأبد" بأجوبة: أحدها: أنه محمول على حقيقته بأن يصوم معه العيدين والتشريق، وبهذا أجابت عائشة رضي الله عنها. والثاني: أنه محمول على من تضرر به أو فوت به حقاً. والثالث: أن معنى "لا صام": أنه لا يجد من مشقته ما يجدها غيره، فيكون خبراً لا دعاء. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن يساف، وأبي يحيى- وهو الأعرج، واسمه مصْدع -فمن رجال مسلم- سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/26، ومسلم (241) (26) ، والنسائي في "المجتبى" 1/77-78، وابن ماجه (450) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" 6/133 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقد تحرف ابن عمرو عند ابن ماجه إلى: ابن عمر. وأخرجه أبو داود (97) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان= الحديث: 6528 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 82 6529 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، - رَفَعَهُ سُفْيَانُ وَوَقَفَهُ مِسْعَرٌ - قَالَ: " مِنَ الْكَبَائِرِ، أَنْ يَشْتُمَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ " قَالُوا: وَكَيْفَ يَشْتُمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: " يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ " (1)   = الثوري، به. وسيأتي برقم (6809) . وأخرجه الدارمي 1/179 من طريق جعفر بن الحارث، ومسلم (241) (26) ، وابن حبان (1055) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (161) ، والبيهقي في "السنن" 1/69 من طريق جرير بن عبد الحميد، والطيالسي في "مسنده" (2290) عن شعبة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/38 و39 من طريق زائدة بن قدامة، وابن جرير الطبري في "تفسيره" 6/133 من طريق إسرائيل، خمستهم عن منصور، به. وسيأتي برقم (6911) و (6976) بلفظ: "ويل للأعقاب من النار". (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسعر: هو ابن كدام، سفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (90) (146) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم أيضاً (90) (146) ، والترمذي (1902) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/172 من طريق يزيد بن الهاد، عن سعد بن إبراهيم، به، مرفوعاً. وأخرجه ابنُ حبّان (411) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مسعر، به، مرفوعاً، فيكون مسعر قد رفعه مرة، ووقفه أخرى، وبذلك تزول علةُ وقفه، في رواية "المسند" هذه. علاوة على أنه قد رُوي مرفوعاً من رواية ثقات أثبات= الحديث: 6529 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 83 6530 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَيْحَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ " (1)   =كما ترى في التخريج. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (28) من طريق ابن جريج، قال: سمعت محمد بن الحارث يزعم أن عروة بن عياض أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو ... فذكر نحوه. وسيأتي برقم (6840) و (7004) و (7029) مرفوعاً. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ريحان بن يزيد العامري، وثقه ابنُ معين وابنُ حبان، وقال حجاج، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم (وهو الراوي عنه) : وكان أعرابى صدق. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/207 و14/274-275 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (7155) ، والطيالسي (2271) ، والترمذي (652) ، والدارمي 1/386، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/329، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/14، وأبو عبيد في "الأموال" (1726) ، وابن الجارود في "المنتقى" (363) ، والدارقطني في "السنن" 3/119، والحاكم 1/407، والبيهقي في "السنن" 7/13، والبغوي (1599) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (884) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن، وقد روى شعبةُ عن سعد بن إبراهيم هذا الحديث بهذا الإسناد، ولم يرفعه. قلنا: هذه الرواية الموقوفة هي عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/14، لكن روى شعبة هذا الحديث أيضاً مرفوعاً فيما ذكره البخاري في "التاريخ الكبير"= الحديث: 6530 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 84 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 3/329، وأخرجه الحاكم 1/407، ومن طريقه البيهقي 7/13، فيكون شعبة قد رفعه مرة، ووقفه أخرى. وقد قال البيهقي 7/13: وفي رواية من رفعه كفاية. وقد اختلف عليه في لفظه أيضاً، فروي عنه: لذي مرة قوي. ونقل أحمدُ في الرواية الآتية برقم (6798) عن عبد الرحمن بن مهدي قوله: ولم يرفعه سعد ولا ابنه، يعني إبراهيم بن سعد. قلنا: قد ورد مرفوعاً بروايتهما فيما أخرجه أبو داود (1634) ، والحاكم 1/407 من طريقين عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد، فلا تكون روايته موقوفاً علة، ولو سلمنا بوقفه، فهو في حكم المرفوع، لأنه مما ليس للرأي فيه مجال. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/208 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن موسى بن عُلى، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، موقوفاً. وعلقه أبو داود موقوفاً بإثر الحديث (1634) ، فقال: وقال عطاء بن زهير: إنه لقي عبد الله بن عمرو، فقال: إن الصدقة لا تحل لقوي، ولا لذي مرة سوي. قلنا: عطاء بن زهير هذا: هو ابن الأصبغ العامري، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/468-469، وذكر أنه سمع من أبيه، عن ابن عمرو في الصدقة - (وقع في المطبوع: ابن عمر) - وأنه روى عنه شُميط والأخضر بن عجلان. وقد أخرج حديثه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/262-263، والبيهقي في "السنن" 7/13 من طريق شميط بن عجلان، عنه، عن أبيه، قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني عن الصدقة أي مالٍ هي؟ ... إلى أن قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرة سويّ،. فظهر أن رواية عطاء بن زهير، إنما هي عن أبيه زهير، عن ابن عمرو، مرفوعاً، وبلفظ: "لغني" لا "لقوي". وفي الباب عن أبي هريرة بإسناد قوي، سيرد (8908) و (9061) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 85 6531 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَتَخْرُجُ الدَّابَّةُ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، فَأَيُّهُمَا خَرَجَ قَبْلَ صَاحِبِهِ، فَالْأُخْرَى مِنْهَا قَرِيبٌ، وَلَا أَحْسِبُهُ إِلَّا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا يَقُولُ (1) : هِيَ الَّتِي أَوَّلًا " (2)   = وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/31 و40 و56 و97. وعن رجل من بني هلال من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 4/62 و5/375. وعن عبيد الله بن عدي بن الخيار، سيرد 4/224 و5/362. وعن حُبْشي بن جنادة عند الترمذي (653) ، وابن أبي شيبة 3/207، وتحرف في الثاني "حبشي" إلى: "جبلة". والمرة، بكسر الميم وتشديد الراء: القوة والشدة، وأصلها من شدة فتل الحبل، يقال: أمررت الحبل إذا أحكمت فتله، والسوي: الصحيح الأعضاء. وفي حديث عبيد الله بن الخيار، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولا حظ فيها -أي الزكاة- لغني ولا لقوي مكتسب". قال البغوي في "شرح السنة" 6/81: فيه دليل على أن القوي المكتسب الذي يُغنيه كسبه لا تحل له الزكاة، ولم يعتبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظاهر القوة دون أن يضم إليه الكسب، لأن الرجل قد يكون ظاهر القوة، غير أنه أخرق، لا كسب له، فتحل له الزكاة. (1) لفظ: "يقول"، لم يرد في (ظ) ، ولا في (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي من تيم الرباب الكوفي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي. وأخرجه ابن ماجه (4069) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.= الحديث: 6531 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 86 6532 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ " (1)   = وأخرجه مسلم (2941) (118) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان، به. وأخرجه الطيالسي (2248) عن سالم بن سليم، ومسلم (2941) (118) من طريق محمد بن بشر وعبد الله بن نمير، وأبو داود (4310) من طريق إسماعيل -وهو ابن علية-، أربعتهم عن أبي حيان، به. وسيأتي مطولاً برقم (6881) . وفي باب طلوع الشمس من مغربها: عن أبي هريرة، سيرد (7161) و (8138) و (8446) و (8599) . وعن أبي سعيد الخدري، سيرد (11266) . وعن أبي سريحة الغفاري، سيرد 4/6 و7. وفي باب خروج الدابة: عن أبي هريرة، سيرد (7937) و (8303) . وعن أبي سريحة، سيرد 4/6 و7. وعن أبي أمامة، سيرد 5/268. وعن بريدة بن الحصيب، سيرد 5/357. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحارث بن عبد الرحمن، فقد روى له أصحاب السنن، وقال أحمد والنسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي وابن حجر: صدوق. وقال ابن معين -فيما نقله عنه الذهبي في "السير" 7/147-: كل من روى عنه ابن أبي ذئب فثقة، إلا أبا جابر البياضي. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن= الحديث: 6532 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 87 6533 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ رَبِيعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ قَتِيلَ الْخَطَأِ شِبْهِ الْعَمْدِ، قَتِيلَ (1) السَّوْطِ أَو الْعَصَا، فِيهِ مِائَةٌ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ   = الحارث بن أبي ذئب. وأخرجه الطيالسي (2276) ، وعبد الرزاق (14669) ، وابنُ أبي شيبة 6/549-550 و588، وأبو داود (3580) ، والترمذي (1337) ، وابن ماجه (2313) ، وابن الجارود في "المنتقى" (586) ، وابن حبان (5077) ، والطبراني في "الصغير" (58) ، والحاكم 4/102-103، والبغوي (2493) ، والبيهقي في "السنن" 10/138- 138، وفي "شعب الإيمان" (5502) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/199 من رواية الطبراني في "الصغير"، وقال: ورجاله ثقات. وسيأتي بالأرقام (6778) و (6779) و (6830) و (6984) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد (9031) . وعن ثوبان، سيرد 5/279. وعن أم سلمة عند الطبراني في "الكبير" 23/ (951) ، قال الهيثمي في "المجمع" 4/199: ورجاله ثقات. وعن عبد الرحمن بن عوف عند البزار (1355) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 4/199، وقال: وفيه من لم أعرفه. (1) في هامش (ظ) : وقتيل. الحديث: 6533 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 88 فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا " (1)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير القاسم بن ربيعة، وهو ابنُ جوشن الغطفاني، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. أيوب: هو السختياني. وأخرجه ابن ماجه (2627) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 8/40، وابن ماجه (2627) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (4946) ، والدارقطني 3/104 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي 8/44 من طريق أبي عمر، كلاهما عن شعبة، به. وأشار إلى هذه الرواية أبو داود بإثر الحديث رقم (4549) . وأخرجه النسائي 8/40-41 من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب السختياني، عن القاسم بن ربيعة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، مرسل. ومن طريقين عن القاسم بن ربيعة مرسلاً، سيرد 3/410. وأخرجه أبو داود (4547) و (4548) و (4588) و (4589) ، وابن ماجه (2627) ، وابن حبان (6011) ، والدارقطني 3/104-105، والبيهقي 8/45 من طرق، عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس (ويقال: يعقوب) ، عن عبد الله بن عمرو. فزادوا في الإسناد عقبة بن القاسم وابن عمرو، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. وعلقه أبو داود بإثر الحديث (4549) ، والدارقطني 3/104 عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد (يعني ابن جُدعان) وهو ضعيف، عن يعقوب السدوسي، (يعني عقبة بن أوس) عن عبد الله بن عمرو. وهذا الإسناد الذي أشار إليه هو عند أحمد في مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5805) ، قد جعله أبو داود والدارقطني من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. ورواه النسائي 8/41 من طريق حماد بن زيد، عن خالد الحذاء، عن القاسم بن ربيعة، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله، هكذا رواه دون أن يبين من الجزء: 11 ¦ الصفحة: 89 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = هو عبد الله، أهو ابن عمرو بن العاص، أم ابن عمر بن الخطاب؟ ثم ذكر النسائي بقية الاختلاف عن خالد الحذاء، فذكره من رواية هشيم، عن خالد، عن القاسم، عن عقبة، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن طريقين، عن خالد، به، (وسيرد 3/410 و5/412) . ومن رواية ابن أبي عدي، عن خالد، عن القاسم، عن عقبة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً. ومن رواية يزيد بن زريع وبشر بن المفضل، عن خالد، عن القاسم، عن يعقوب بن أوس، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه النسائي أيضا من طريق سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن القاسم بن ربيعة، عن ابن عمر بن الخطاب، فجعله من مسند ابن عمر بن الخطاب، ومن هذه الطريق سلف في مسند ابن عمر برقم (4583) . ونقل الزيلعي في "نصب الراية" 4/331 عن ابن القطان قوله في الحديث: هو حديث صحيح من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص، ولا يضره الاختلاف الذي وقع فيه، وعقبة بن أوس بصري تابعي ثقة. ونقل البيهقي 8/69 عن يحيى بن معين قوله: يعقوب بن أوس وعقبة بن أوس واحد، ونقل أيضا عنه أنه سُئل عن حديث عبد الله بن عمرو هذا، فقال له الرجل: إن سفيان يقول: عن عبد الله بن عمر؟ فقال يحيى بن معين: علي بن زيد ليس بشيء، والحديث حديث خالد، وإنما هو عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما. وقال البخاري في "تاريخه" 8/392-393 في ترجمة يعقوب بن أوس السدوسي: قال حماد: عن خالد الحذاء، عن القاسم بن عبد الله بن ربيعة، عن عقبة أو يعقوب السدوسي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدية، وقال يزيد بن زريع، عن خالد، عن القاسم بن ربيعة، عن يعقوب بن أوس، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 90 6534 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَمِسْعَرٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الصَّوْمِ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى " (1) 6535 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   = وسيأتي بالأرقام (6552) و (6663) و (6719) و (6743) و (7033) و (7090) . وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3635) و (4303) . وعن ابن عباس عند أبي داود (4540) و (4591) ، والنسائي 8/39-40، وابن ماجه (2635) ، والدارقطني 3/93 و94 و95. وعن علي موقوفاً عند ابن أبي شيبة 9/134 و136 و138، وعبد الرزاق (17222) ، والبيهقي 8/74، والدارقطني 3/177. وعن عمر موقوفاً عند ابن أبي شيبة 9/136. وعن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت موقوفاً عند عبد الرزاق (17220) و (17225) ، وابن أبي شيبة 9/135، والبيهقي 8/74، والدارقطني 3/177. وعن عبادة بن الصامت عند الدارقطني 3/176، وفيه انقطاع. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومسعر: هو ابن كدام، وأبو العباس: هو السائب بن فروخ. وأخرجه الترمذي (770) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1159) (187) من طريق مسعر، به. وسيأتي برقم (6789) . وهو قطعة من حديث ورد مطولاً برقم (6477) ، وانظر فيه تمام تخريجه. الحديث: 6534 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 91 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَمْ يَفْقَهْهُ " (1) 6536 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ ثِيَابٌ مُعَصْفَرَةٌ فَقَالَ: " أَلْقِهَا فَإِنَّهَا ثِيَابُ الْكُفَّارِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/500-501 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2275) عن همام، به. وأخرجه مطولاً أبو داود (1390) من طريق همام، به. وأخرجه أبو داود (1394) ، وابن حبان (758) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. وسيأتي بالأرقام (6546) و (6775) و (6810) و (6841) . وهو قطعة من حديث ورد مطولاً برقم (6477) ، فراجعه لتمام التخريج. وانظر الجمع بين الروايات في كم يختم القرآن في التعليق على الحديث رقم (6506) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير جبير بن نفير، فمن رجال مسلم. علي بن المبارك: هو الهُنائي، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/368، ومن طريقه مسلم (2077) (27) عن وكيع، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6513) . الحديث: 6536 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 92 6537 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ " (1)   (1) إسناده ضعيف، علته جابان، وهو غير منسوب، ولم يرو عنه إلا سالم بن أبي الجعد. قال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنُه في "الجرح والتعديل" 2/546: شيخ، وقال الذهبي في "الميزان" 1/377: لا يُدرى من هو. ونقل عن أبي حاتم أنه قال: ليس بحجة. وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 4/121، وقد قال البخاري: لا يُعرف لجابان سماع من عبد الله، ولا لسالم من جابان. فقال المزي في "التهذيب" 4/433: وليست هذه علة قادحة. يعني قد ذهب في ذلك مذهب مسلم في الاكتفاء بالمعاصرة دون ثبات اللقي. قلنا: ولو ثبت سماعُه منه، فهو في عداد المجهولين، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "منتخب المسند" (324) ، والنسائي في "الكبرى" (4915) ، والدارمي 2/112، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 363 و366، وابن حبان (3383) من طريق سفيان الثوري، والنسائي في "الكبرى" (4916) من طريق جرير، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (914) من طريق شيبان النحوي، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/17 من طريق يحيى القطان، أربعتهم عن منصور، بهذا الإسناد. وقد جاء في بعض هذه الطرق زيادة: "ولد زنية". وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4918) من طريق بقية بن الوليد، قال: حدثني شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عمرو= الحديث: 6537 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 93 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مرفوعاً، لم يذكر فيه جابان بين سالم وابن عمرو. لكن يزيد بن أبي زياد ضعيف، وفيه زيادة: "ولد زنية". وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4917) من طريق غندر، عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عمرو، موقوفاً، وفيه زيادة: "ولد زنية". وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/309، والخطيب في "تاريخه" 12/239 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعاً، ومُؤمل سييء الحفظ. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/196 عن محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمرو، موقوفاً. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20129) عن معمر، وأبو نعيم في "الحلية" 3/309 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا، وزاد فيه: ولا مرتداً أعرابياً بعد هجرته، ولا من أتى ذات محرم. قال أبو نعيم: ورواه إسرائيل عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن ابن عمرو، موقوفاً. ورواه حصين ويزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمرو، موقوفاً. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/71-72 عن محمد بن جعفر، عن عبد الله بن محمد بن يعقوب، عن محمد بن سعيد بن غالب أبي يحيى العطار، عن عبيدة بن حميد، عن عمار الدهنى، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعاً، بزيادة: "ولد زنى". وذكره الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" ص 40 الحديث العاشر، عن هذا الموضع، ثم قال: ورواه أيضاً غندر وحجاج، عن شعبة، عن منصور، عن سالم، عن نبيط بن شريط، عن جابان، به. ورواه النسائي من طريق شعبة كذلك، ومن طريق جرير والثوري، كلاهما عن منصور كرواية همام، وقال: ولا= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 94 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = نعلم أحداً تابع شعبة على نبيط بن شريط، وذكر الدارقطني الاختلاف فيه في كتاب "العلل" على مجاهد. وقال البخاري في "التاريخ" 2/257: لا يعرف لجابان سماع من عبد الله بن عمرو، ولا لسالم من جابان. انتهى. وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" 3/110 من طريق. سفيان الثوري تارة، كرواية النسائي، وتارة من روايته عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه أيضاً من رواية عمر بن عبد الرحمن أبي حفص الأبار، عن منصور، عن عبد الله بن مرة، عن جابان، وأعله بما أشار إليه الدارقطني من الاضطراب، وليس في شيء من ذلك ما يقتضي الحكم بالوضع. قلنا: سيورده أحمد برقم (6882) عن غندر وحجاج المصيصي، عن شعبة، عن سالم بن أبي الجعد، عن نبيط بن شريط، عن جابان، عن ابن عمرو، بزيادة: نبيط بن شريط، ويرد تخريجه في موضعه. وبرقم (6892) عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن منصور، بهذا الإسناد، وفيه زيادة لفظ: "ولا ولد زنية". وفي الباب بإسناد صحيح عن ابن عمر سلف برقم (6180) ، ولفظه: "ثلاث لا يدخلون الجنة، ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق والديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث، وثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق والديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى". وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/14 و83، بلفظ: "لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر، ولا قاطع رحم، ولا كاهن، ولا منان"، وفيه عطية العوفي، وهو ضعيف. وعن أنس، سيرد عند أحمد 3/226، بلفظ: "لا يلج حائط القُدُس مدمن خمر، ولا العاق لوالديه، ولا المنان عطاءه". وعن أبي قتادة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (915) ، وأبي نعيم= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 95 6538 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنْبرِيِّ (1) قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ، يَقُولُ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "، قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا بَالُكَ مَعَنَا؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا، وَلَا تَعْصِهِ " فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ (2)   = في "الحلية، 3/308، وفيه زيادة: "ولد زنية ". ورجال إسناده ثقات غير مولى أبي قتادة، فإنه لا يعرف. وعن أبي هريرة عند أبي نعيم في "الحلية" 3/307. وعن علي عند البيهقي في "الشعب" (5594) . (1) في (ظ) : العنزي، وانظر التخريج. (2) إسناده حسن. أسود بن مسعود -ونسبته العنزي كما في "التاريخ الكبير" 1/448-449، و"الجرح والتعديل" 2/293، و"تهذيب الكمال" 3/230، ووقع في "تهذيب التهذيب" و"التقريب": العنبري-: وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الحافظ في "التقريب" وقد روى له ولحنظلة شيخه النسائي في "الخصائص". وحنظلة بن خويلد: وثقه ابنُ معين، وسماه شعبة في روايته -فيما ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/39- حنظلة بن سويد، وذكره ابن حبان في "الثقات" إلا أنه فرق بين حنظلة بن خويلد، وحنظلة بن سويد، جعلهما اثنين، قال المعلمي في حاشيته على "التاريخ الكبير": حنظلة يمكن أن يكون خويلد= الحديث: 6538 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 96 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أباه، وسويد جده، أو عكس ذلك، فنُسب إلى أبيه تارة، وإلى جده أخرى. وقوله: العنبري في نسبة حنظلة: هو الواقع في جميع النسخ -عدا نسخة الظاهرية- وفي "مجمع الزوائد" و"التقريب" و"الخلاصة"، ونسب في نسخة الظاهرية: العنزي، وهو الواقع في "تهذيب الكمال" و"تهذيب التهذيب" و"طبقات" ابن سعد 3/253، وهو الأشبه، فالبخاري نسبه في "التاريخ الكبير" 3/39: الغنوي أو العنزي، لم يذكر العنبري، ثم إن أسود بن مسعود الراوي عنه نسبته العنزي كما في أغلب المصادر المعتمدة، إلا أن شعبة قال -فيما ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/39، وأبو نعيم في "الحلية" 7/198-: سمعتُ العوام بن حوشب، عن رجل من بني شيبان، عن حنظلة بن سويد، فجعل الرجل المبهم من بني شيبان، فإن كان يريد به أسود بن مسعود، فلا يجتمع في نسبة الرجل أن يكون شيبانياً وعنزياً معاً، إلا أن يكون شيبانياً، ونزل في عنزة، فنسب إليهم، كما أوله بذلك المعلمي اليماني في حاشيته على "التاريخ الكبير" 3/39. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، والعوام: هو ابن حوشب. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/291، والنسائي في "خصائص علي" (164) ، وابن سعد في "الطبقات" 3/253، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/39، والذهبي في "المعجم المختص" ص 96، والمزي في "تهذيب الكمال" 7/437 (ترجمة حنظلة) ، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال الذهبي: إسناده جيد، فإن الأسود لهذا وثقه ابن معين. وأخرجه ابن كثير في "البداية والنهاية" 7/269 من طريق هشيم، عن العوام بن حوشب، به. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/39، وأبو نعيم في "الحلية" 7/198، من طريق غندر، عن شعبة، عن العوام بن حوشب، عن رجل من بني شيبان، عن حنظلة بن سويد، به.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 97 6539 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، مَوْلَى بَنِي الدِّيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجَالٌ يَجْتَهِدُونَ فِي الْعِبَادَةِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا، فَقَالَ: " تِلْكَ ضَرَاوَةُ الْإِسْلَامِ وَشِرَّتُهُ، وَلِكُلِّ ضَرَاوَةٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى اقْتِصَادٍ وَسُنَّةٍ فَلِأُمٍّ (1) مَا هُوَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْمَعَاصِي، فَذَلِكَ الْهَالِكُ " (2)   = وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/244، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. ومتن الحديث متواتر، وقد سلف ضمن قصة برقم (6499) . والحديث الذي في "المستدرك" 3/527، والذي فيه أن عبد الله بن عمرو أمره أبوه بالقتال، فأطاعه، وقاتل، ثم أنشد شعراً، حديث ضعيف منكر. (1) شكلت الهمزة في (س) و (ص) بالضم، وشكلت في (ق) بالفتح. وانظر التخريج. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق: صرح بالتحديث في الرواية الآتية (6540) ، فاننفت شبهة تدليسه، وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- قد توبع. يزيد: هو ابن هارون. وسلف برقم (6477) ، وسيأتي برقم (6764) . وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/259، وقال: رواه الطبراني في "الكبير"، وأحمد بنحوه، ورجال أحمد ثقات، وقد قال ابن إسحاق: حدثني أبو الزبير، فذهب التدليس. قلنا: يشير إلى الرواية الآتية (6540) ، ووقع فيه: "فنعم ما هو"، بدل: "فلأم ما هو".= الحديث: 6539 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 98 6540 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، مَوْلَى بَنِي الدِّيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجَالٌ يَنْصَبُونَ فِي الْعِبَادَةِ مِنْ أَصْحَابِهِ نَصَبًا شَدِيدًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تِلْكَ ضَرَاوَةُ الْإِسْلَامِ وَشِرَّتُهُ، وَلِكُلِّ ضَرَاوَةٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فَلِأُمٍّ، مَا هُوَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى مَعَاصِي اللهِ فَذَلِكَ الْهَالِكُ " (1) 6541 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَرِيزٌ (2) ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ الشَّرْعَبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللهُ لَكُمْ (3) ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ (4) لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " (5)   = وقوله: "فلأم ما": قال السندي: الظاهر أن الأمّ بضم الهمزة وتشديد الميم بمعنى الأصل، و"ما" للإبهام، قصد به إفادة التعظيم، أي: فهو لأم ما، أي: فهو إلى أصل عظيم رجع، وقيل: بفتح الهمزة، بمعنى قصد الطريق المستقيم. (1) إسناده حسن، وهو مكرر (6539) . (2) تصحف في (س) و (ص) و (ق) و (م) إلى: جرير، وجاء على الصواب في (ظ) . (3) في (ص) و (ظ) و (ق) : يُغْفر لكم. (4) في (ظ) : وويل. (5) إسناده حسن. حبان الشرْعبي، -وهو ابن زيد، أبو خداش، ولو لم= الحديث: 6540 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 99 6542 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ (1) ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = يذكروا في الرواة عنه غير حريز- وثقه ابنُ حبان، ونقل ابنُ حجر في "التهذيب" 2/172 و238 عن أبي داود قوله: شيوخ حريز كلهم ثقات، ووثقه في "التقريب"، وقال الذهبي في "الكاشف": شيخ. قلنا: وقد روى له أبو داود، والبخاري في "الأدب المفرد"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. يزيد: هو ابن هارون، وحريز: هو ابن عثمان الرحبي. وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (320) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (380) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/522، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7236) و (11052) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/265، من طرق عن حريز بن عثمان، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/191، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، غير حبان بن زيد الشرعبي، ووثقه ابن حبان، ورواه الطبراني كذلك. ونقله ابن كثير في "التفسير" [آل عمران: 135] ، عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: تفرد به أحمد، رحمه الله. وسيأتي برقم (6542) و (7041) . قوله: "لأقماع القول": قال السندي: الأقماع: جمع قُمْع، بضم أو كسر فسكون، أو كعنب، هو ما يوضع في فم الإناء إذا صب فيه دهن أو غيره، وفي فم القربة إذا صب فيه الماء. في "النهاية": شبه الذين يستمعون القول ولا يعونه، بالأقماع التي لا تمسك شيئا مما يفرغ فيها. (1) تصحف في (س) و (ص) و (ق) و (م) إلى: جرير، وجاء على الصواب فى (ظ) . الحديث: 6542 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 100 عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) 6543 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَعْلَمُ نَافِعٌ - أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ، الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ، كَمَا تَخَلَّلَ الْبَاقِرَةُ بِلِسَانِهَا " (2)   (1) إسناده حسن، وهو مكرر ما قبله، فانظر تخريجه هناك. (2) إسناده حسن، عاصم بن سفيان: روى عن جمع، وروى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وحديثه عند أصحاب السنن، وبقية رجاله ثقات. يزيد: هو ابن هارون، نافع بن عمر: هو الجمحي المكي، بشر بن عاصم بن سفيان: هو الثقفي الطائفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/15، والبيهقي في "الشعب" (4971) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (5005) ، والترمذي (2853) ، والبيهقي (4971) و (4972) من طرق، عن نافع بن عمر، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وذكر ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/341 أنه سأل أباه عن هذا الحديث، رواه وكيع، عن نافع بن عمر الجمحي، بهذا الإسناد، مرسلا، ثم قال: فقلت لأبي: أليس حدثتنا عن أبي الوليد، وسعيد بن سليمان، عن نافع بن عمر، عن بشر بن عاصم الثقفي، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ (يعني موصولاً) ، فقال: نعم، وقال: جميعاً صحيحين، قصر وكيع. قلنا: يعني في إرساله، والصحيح الموصول.= الحديث: 6543 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 101 6544 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ قَالَ: " فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (1)   = وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص سلف عند أحمد برقم (1517) بلفظ: "سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقرة من الأرض"، وإسناده ضعيف. وعن عبد الله بن عمر أورده الهيثمي في "المجمع" 8/116، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه مقدام بن داود، وهو ضعيف. قوله: "يُبْغضُ البليغ من الرجال"، أي: المبالغ في الكلام وأداء الحروف، أو المتكلم بالكلام البليغ بالتكلف دون الطبع والسليقة. يتخلل: أي يتشدق في الكلام، ويفخم لسانه، ويلفه كما تلف البقرةُ الكلأ بلسانها، والمراد: يُدير لسانه حول أسنانه مبالغةً في إظهار بلاغته. قاله السندي. والباقرة: هي البقرة بلغة أهل اليمن. كذا في "اللسان". (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ومسعر: هو ابن كدام، وحبيب بن أبي ثابت صرح بالتحديث في الرواية (6765) ، فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه الحميدي (585) عن ابن عيينة، ومسلم (2549) (6) من طريق ابن بشر، والخطيب في "تاريخه" 4/250 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، ثلاثتهم عن مسعر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2549) (6) أيضاً، والبيهقي في "السنن" 9/25 من طريق الأعمش، عن حبيب، به. وسلف برقم (6525) ، وسيرد برقم (6811) . قوله: "ففيهما فجاهد"، قال السندي: أي: جاهد نفسك أو الشيطان في= الحديث: 6544 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 102 6545 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَعَفَّانُ، - قَالَ يَزِيدُ: أَخْبَرَنَا وَقَالَ عَفَّانُ: - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُمْ يَوْمًا وَلَكَ عَشْرَةٌ "، قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: " صُمْ يَوْمَيْنِ وَلَكَ تِسْعَةٌ "، قُلْتُ: زِدْنِي قَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةً (1) وَلَكَ ثَمَانِيَةٌ " (2)   = تحصيل رضاهما، وإيثار هواهما على هواك، وقيل: المعنى: فاجتهد في خدمتهما. وإطلاقُ الجهاد للمشاكلة، والفاء الأولى فصيحة، والثانية زائدة، وزيادتها في مثل هذا شائع، ومنه قوله تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) [المطففين: 26] . (1) في (ظ) : ثلاثة أيام. وعليها لفظ: "صح". (2) إسناده حسن، شعيب: هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو، نسبه ثابت إلى جده عبد الله، وسماه أباه، لأنه هو الذي رباه، وقد ثبت سماعه منه، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له أصحاب السنن، وقال الذهبي وابن حجر: صدوق، وما عداه فمن رجال الشيخين، سوى حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وعفان: هو ابن مسلم. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/213، و"الكبرى" (2704) من طريق يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/85 من طريق عفان، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2704) أيضاً من طريق عبد الأعلى، عن حماد، به. وسيأتي برقم (6951) . وسيرد بالأرقام (6877) و (6915) و (7087) و (7098) ، بأسانيد أخرى. وهو قطعة من حديث مطول سلف برقم (6477) بنحوه. الحديث: 6545 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 103 6546 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قَالَ: قُلْتُ: " إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ "، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي عِشْرِينَ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي خَمْسَ عَشْرَةَ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي عشر "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ (1) قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: " لَا يَفْقَهُهُ مَنْ يَقْرَؤُهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ " (2) 6547 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) من قوله: قال: "اقرأه في خمس عشرة ... " إلى هنا، لم يرد في طبعة الشيخ أحمد شاكر، وهو ثابت في النسخ (س) و (ص) و (ق) . ومن قوله: قال: "اقرأه في عشر ... " إلى هنا لم يرد في (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. وأخرجه أبو داود (1390) من طريق همام، بهذا الإسناد. وهو مطول (6535) و (6810) ، ومختصر (6775) . وهو قطعة من حديث ورد مطولاً برقم (6477) . الحديث: 6546 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 104 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى أُمَّتِي الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْمِزْرَ وَالْكُوبَةَ وَالْقِنِّينَ وَزَادَنِي صَلَاةَ الْوَتْرِ " (1) قَالَ يَزِيدُ: " الْقِنِّينُ: الْبَرَابِطُ "   (1) إسناده ضعيف، فرج بن فضالة ضعيف، ضعفه ابنُ معين، والنسائي، وابنُ المديني، والبخاري، ومسلم، والدارقطني، والساجي، وقال أبو حاتم: صدوق يكتب حديثه، ولا يحتج به. وإبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع مجهول، وأبوه عبد الرحمن بن رافع هو التنوخي المصري قاضي إفريقية. قال البخاري: في حديثه مناكير، وقال أبو حاتم: شيخ مغربي، حديثه منكر. وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/95، وقال: لا يحتج بخبره إذا كان من رواية ابن أنعم، وإنما وقع المناكير في حديثه من أجله. يزيد: هو ابن هارون. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/240، وقال: لا يصح، فيه إبراهيم بن عبد الرحمن بن رافع، وهو مجهول. وأورده ابنُ كثير في "تفسيره" [المائدة: 90] ، وقال: تفرد به أحمد. وسيأتي برقم (6564) . وقوله: "وزادني صلاة الوتر"، سيرد بالأرقام (6693) و (6919) و (6941) . وقد فسر الإمام أحمد الكوبة في كتابه "الأشربة" برقم (214) ، فقال: يعني بالكوبة كل شيء يكب عليه. وقال ابنُ الأثير: هي النرْد، وقيل: الطبل، وقيل: البربط. وقال: في تفسير البربط: ملهاة تُشبه العود، فارسي معرب. وتفسير المزْر ورد في حديث أبي موسى أنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، إنا بأرض يُصنع بها شرابٌ من العسل يُقال له: البتْع، وشراب من الشعير يُقال له: المزْر، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كل مسكر حرام"، والحديث عند أحمد في "الأشربة" (8) . والقنّين: جاء في هامش (س) و (ق) ما نصه: لعبة للروم يقامرون بها. وقيل: هي الطنبور بالحبشية. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 105 6548 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ: " ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ، فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ: " ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ، فَاسْتَأْذَنَ، فَقَالَ: " ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ " قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ أَنَا؟ قَالَ: " أَنْتَ مَعَ أَبِيكَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ومحمد بنُ عُبيد -وهو أبو قُدامة الحنفي-، متابعُ ابن سيرين، ذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وليست له رواية في الكتب الستة، ولم يورده الحافظ في "التعجيل"، يزيد: هو ابن هارون، وهمام: هو ابن يحيي، وقتادة: هو ابنُ دعامة السدوسي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/172 عن محمد بن سنان، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/56 مطولاً، وقال: رواه الطبراني، واللفظ له، وأحمد باختصار بأسانيد، وبعض رجال الطبراني وأحمد رجال الصحيح. قلنا: كذا قال الهيثمي: (بأسانيد) . ولم نجد لهذا الحديث عند أحمد إلا هذا الإسناد. وفي الباب عن أبي موسى الأشعري عند البخاري (3674) ، ومسلم (2403) (28) ، سيرد 4/393. وعن نافع بن عبد الحارث، سيرد 3/408، وذكر الحافظ في "الفتح" 7/37 أنه من حديث أبي موسى، وسيأتي تفصيل ذلك في موضعه. وعن زيد بن أرقم مطولاً عند الطبراني في "الكبير" (5061) . وأورده الهيثمي في "المجمع" 9/55-56، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، و"الكبير"= الحديث: 6548 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 106 6549 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ، وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلَانِ (1) " قَالَ عَفَّانُ: " عَقِبَيْهِ "   = باختصار، وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور، وقد ضعفه الجمهور، ووثق في رواية عن يحيى بن معين، والمشهور عنه تضعيفه. وانظر أيضاً ما قاله الحافظ في "الفتح" 7/37. وعن أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 9/57، وقال: ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني علي بن سعيد، وهو حسن الحديث. وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 9/57، وقال: ورجاله وثقوا، وفي بعضهم خلاف. وعن ابن عمر عند الطبراني فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 9/73، وقال: رواه الطبراني، وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان، وهو ضعيف. (1) إسناده حسن، شعيب بن عبد الله بن عمرو: هو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، والد عمرو بن شعيب، وقوله: "عن أبيه"، يريد أباه الأعلى، وهو جده عبد الله، وسماه أباه لأنه هو الذي رباه، وسبق التصريح بذلك في إسناد (6545) بقول ثابت البناني: عن شعيب بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه عبد الله بن عمرو. وشعيب هذا صدوق، روى عنه جمع، وأخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/642، ومن طريقه ابن ماجه (244) عن سويد بن عمرو، وأبو داود (3770) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5972) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقوله: "ما رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأكل متكئاً": له شاهد من حديث أبي جحيفة= الحديث: 6549 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 107 6550 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ صُهَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَامِرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ ذَبَحَ عُصْفُورًا أَوْ قَتَلَهُ فِي غَيْرِ شَيْءٍ - قَالَ عَمْرٌو: أَحْسِبُهُ؟ قَالَ: - إِلَّا بِحَقِّهِ، سَأَلَهُ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)   = عند البخاري (5398) ، والترمذي (1830) . قال الخطابي في "معالم السنن" 4/242 في شرح قوله عليه الصلاة والسلام: "لا آكل متكئا": يحسب أكثر العامة أن المتكىء هو المائل المعتمد على أحد شقيه ... وليس معنى الحديث ما ذهبوا إليه، وإنما المتكىء هاهنا هو المعتمد على الوطاء الذي تحته، وكل من استوى قاعداً على وطاء، فهو متكىء ... إلى أن قال: والمعنى أني إذا أكلتُ لم أقعد متمكنا على الأوطية والوسائد فعْل من يُريد أن يستكثر من الأطعمة ويتوسع في الألوان، ولكني آكل عُلْقةً، وآخذ من الطعام بُلْغةً، فيكون قعودي مستوفزاً له. وقوله: "ولا يطأ عقبه رجلان": قال السندي: أي: لا يطأ الأرض خلْفه، أي: لا يمشي رجلان خلفه، يعني أنه من غايته التواضع، لا يتقدم أصحابه في المشي، بل إما أن يمشي خلفهم كما جاء، أو يمشي فيهم، وحاصلُ الحديث: أنه لم يكن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على طريق الملوك والجبابرة في الأكل والمشي. والرجُلان: بفتح الراء، وضم الجيم، هو المشهور، ويحتمل [الرجْلان] بكسر الراء وسكون الجيم، أي: القدمان، والمعنى: لا يمشي خلفه أحد ذو رجلين. والله تعالى أعلم. قلنا: وقد ورد في تواضعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبار عدة، منها ما قال قدامة بن عبد الله بن عمار رضي الله عنه، فيما سيرد في "المسند" 3/314: رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم النحر يرمي الجمرة على ناقة له صهباء، لا ضرْب، ولا طرْد، ولا إليك إليك. وانظر "فتح الباري" 9/541. (1) إسناد ضعيف لجهالة صهيب مولى ابن عامر، وهو الحذاء المكي، يكنى= الحديث: 6550 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 108 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبا موسى، لم يرو عنه غير عمرو بن دينار، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال ابنُ القطان: لا يُعرف، وفرق أبو حاتم بينه ويين أبي موسى الحذاء الذي روى عن عبد الله بن عمرو أيضا، وعنه حبيب بن أبي ثابت، وقال فيه: لا يُعرف ولا يسمى. قلنا: هو الذي سيأتي حديثه برقم (6808) ، وأوردهما في ترجمتين منفصلتين البخاري في "التاريخ الكبير" 4/316 و9/69، وابن حبان في "الثقات" 4/381 و5/584، كأنهما يشيران أيضا إلى التفرقة بينهما، وذكره المزي في كنى "التهذيب"، وقال في الثاني: يحتمل أن يكون هو والذي قبله واحداً، وتابعه ابن حجر في "التهذيب" و"التقريب"، والذهبي في "الكاشف"، لكنه -أي الذهبي- جزم بأنهما واحد في "الميزان"، وقال: ويكون صدوقاً! قلنا: وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2279) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (11075) ، وفي "السنن" 9/279 عن شعبة، وابن عيينة، عن عمرو بن دينار، بهذا الإسناد، قال: وحديث ابن عيينة أتم. وأخرجه الشافعي في "المسند" 2/171-172 (بترتيب السندي) ، والحميدي (587) ، والدارمي 2/84، والنسائي في "المجتبى" 7/239، والحاكم 4/233، والبيهقي في "السنن" 9/86، والبغوي (2787) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! ووقع في مطبوع الدارمي: عن صهيب مولى ابن عمر، قال: سمعت عبد الله بن عمر، وهو تحريف في التابعي والصحابي. وأورده المنذري في "الترغيب" 3/204 بلفظ ابن عيينة، ووقع فيه من حديث ابن عمر، وهو خطأ. وسيأتي برقم (6551) و (6861) . وفي الباب عن الشريد بن سويد الثقفي، سيرد 4/389، وفي إسناده صالح بن دينار، مجهول، وعامر بن عبد الواحد الأحول ضعفه أحمد والنسائي، وقال= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 109 6551 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ: قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ صُهَيْبٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا بغير حقِّه (1) سَأَلَهُ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا حَقُّهُ؟ " قَالَ: " يَذْبَحُهُ ذَبْحًا، وَلَا يَأْخُذُ بِعُنُقِهِ فَيَقْطَعُهُ " (2) 6552 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَيُّوبَ، سَمِعْتُ (3) الْقَاسِمَ بْنَ رَبِيعَةَ، حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ قَتِيلَ الْخَطَأِ شِبْهِ الْعَمْدِ، قَتِيلَ السَّوْطِ أَوِ الْعَصَا، فِيهِ مِائَةٌ، مِنْهَا أَرْبَعُونَ فِي بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا " (4) 6553 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْخَمْرُ إِذَا شَرِبُوهَا   = ابن معين وابن عدي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: ثقة لا بأس به. (1) "بغيرحقه": لم ترد في (م) . (2) إسناده ضعيف لجهالة صهيب الحذاء، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وعفان: هو ابن مسلم، وهو مكرر ماقبله. (3) في (ظ) : قال: سمعت. (4) هو مكرر (6533) سنداً ومتناً. الحديث: 6551 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 110 فَاجْلِدُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا شَرِبُوهَا فَاجْلِدُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا شَرِبُوهَا فَاجْلِدُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا شَرِبُوهَا فَاقْتُلُوهُمْ، عِنْدَ الرَّابِعَةِ " (1)   (1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، لضعف شهر بن حوشب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هشام والد معاذ: هو الدستوائي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/372 من طريق معاذ بن هشام، بهذا الإسناد، وسكت عنه هو والذهبي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/159 من طريق همام، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/278 (بلفظ الرواية الآتية برقم: 6791) ، وقال: رواه الطبراني من طرق، ورجال لهذه الطريق رجال الصحيح. قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد. وسيأتي برقم (7003) ، وبرقم (6791) و (6974) من طريق آخر. وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (6197) ، وإسناده ضعيف. وعن أبي هريرة، سيرد (7762) و (7911) ، وإسناده جيد. وعن معاوية، سيرد 4/93 و95 و96 و97. وعن شرحبيل بن أوس، سيرد 4/234. وعن الشريد بن سويد الثقفي، سيرد 4/389. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/369. وعن أبي سعيد الخدري عند ابن حبان (4445) . وعن جرير عند الحاكم في "المستدرك" 4/371. وعن غضيف بن الحارث عند البزار (1563) ، والطبراني 18/ (662) . قال الترمذي: وإنما كان هذا في أول الأمر، ثم نُسخ بعد ... إلى أن قال: والعمل على هذا ... (يعني نسخ القتل) عند عامة أهل العلم لا نعلم اختلافاً في ذلك في القديم والحديث، ومما يقوي هذا ما روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أوجه= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 111 6554 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: " عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ أَمَرَ فَاطِمَةَ وَعَلِيًّا إِذَا أَخَذَا مَضَاجِعَهُمَا (1) فِي التَّسْبِيحِ، وَالتَّحْمِيدِ، وَالتَّكْبِيرِ " لَا يَدْرِي عَطَاءٌ أَيُّهَا (2) أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَمَامُ الْمِائَةِ (3) قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: " فَمَا   = كثيرة أنه قال: "لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه". وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" 5/298: وهذا الذي قاله الترمذي في حديث شارب الخمر هو كما قاله، فهو حديث منسوخ، دل الإجماع على نسخه. قلنا: خالف هذا الإجماع ابنُ حزم، وتابعه عليه من المعاصرين الشيخ أحمد شاكر في كتابه "كلمة الفصل في قتل مدمني الخمر". وقال ابنُ القيم في "تهذيب السنن" 6/238: والذي يقتضيه الدليل أن الأمر بقتله ليس حتماً، ولكنه تعزير بحسب المصلحة، فإذا أكثر الناس من الخمر، ولم ينزجروا بالحد، فرأى الإمام أن يقتل فيه، قتل، ولهذا كان عمر رضي الله عنه ينفي فيه مرة، ويحلق فيه الرأس مرة، وجلد فيه ثمانين، وقد جلد فيه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر رضي الله عنه أربعين، فقتله في الرابعة ليس حداً، وإنما هو تعزير بحسب المصلحة. وانظر تفصيل المسألة في "فتح الباري" 12/78-81، و"تهذيب سنن أبي داود" لابن القيم 6/238، و"الاعتبار" للحازمي، ص 199، باب نسخ القتل في حد السكران. (1) في (س) و (ق) : مضجعهما. وفي هامشيهما: مضاجعهما. خ. (2) في (م) : أيهما. (3) في (س) و (ظ) : مئة. الحديث: 6554 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 112 تَرَكْتُهُنَّ بَعْدُ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ: وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ؟ قَالَ عَلِيٌّ: " وَلَا لَيْلَةَ صِفِّينَ " (1) 6555 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، سَمِعْتُ (2) يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو إِنَّكَ تَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُحَدِّثَكُمْ شَيْئًا، إِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا، كَانَ تَحْرِيقَ الْبَيْتِ قَالَ شُعْبَةُ: هَذَا أَوْ نَحْوَهُ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، شعبة: سمع من عطاء قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات، السائب -والد عطاء- هو ابن مالك، أو ابن زيد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/122، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات، لأن شعبة سمع من عطاء بن السائب قبل أن يختلط. وله شاهد من حديث علي عند البخاري (3113) و (5361) و (6318) ، ومسلم (2727) ، وقد سلف برقم (838) . وابنُ الكواء -بفتح الكاف وتشديد الواو مع المد-: قال الحافظ في "الفتح" 11/122: كان من أصحاب علي، لكنه كان كثير التعنُّت في السؤال، وقد وقع في رواية زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم بسند حديث الباب (يعني عند البخاري 6318) ، فقال ابنُ الكواء: ولا ليلة صفين؟ فقال: ويحك، ما أكثر ما تُعنتُني، لقد إدركتها من السحر. (2) في (ظ) : قال: سمعت. الحديث: 6555 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 113 فِي أُمَّتِي، فَيَلْبَثُ فِيهِمْ أَرْبَعِينَ " - لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً (1) ، أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا؟ - " فَيَبْعَثُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، فَيَظْهَرُ فَيَطْلُبُهُ (2) فَيُهْلِكُهُ (3) ، ثُمَّ يَلْبَثُ (4) النَّاسُ بَعْدَهُ سِنِينَ سَبْعًا، لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّامِ، فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْ عَلَيْهِ " قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ، وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا " قَالَ: " فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ، فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِالْأَوْثَانِ فَيَعْبُدُونَهَا، وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارَّةٌ أَرْزَاقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لَهُ (5) ، وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَهُ فَيَصْعَقُ، ثُمَّ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا صَعِقَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ، أَوْ يُنْزِلُ اللهُ مَطَرًا (6) كَأَنَّهُ الطَّلُّ أَوِ الظِّلُّ - نُعْمَانُ الشَّاكُّ - فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ   (1) في (ق) : عاماً، وأشير إليها في هامش (س) ، وفي (ظ) : أو أربعين عاما، أو أربعين سنة. (2) لفظ: "فيطلبه" من (س) و (ق) . (3) في (ظ) : فيهلكه الله. (4) تحرف في (م) إلى: يلبس. (5) لفظ: "له" لم يرد في (ظ) . (6) كذا في جميع النسخ الخطية، وهو الثابت في المصادر، ووقع في (م) = الجزء: 11 ¦ الصفحة: 114 النَّاسِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ، وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ، قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ: أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ، قَالَ: فَيُقَالُ كَمْ؟ فَيُقَالُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَيَوْمَئِذٍ يُبْعَثُ (1) الْوِلْدَانُ شِيبًا (2) ، وَيَوْمَئِذٍ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ " (3) قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: " حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ شُعْبَةُ مَرَّاتٍ وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ "   = وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قطْراً. (1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : تبعث. (2) لفظ: "شيباً" سقط من (م) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير النعمان بن سالم، ويعقوب بن عاصم بن عروة، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (2940) (117) ، والنسائي في "الكبرى" (11629) ، وابن حبان (7353) ، والحاكم 4/550-551، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 142-143 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه! وأخرجه مسلم أيضاً (2940) (116) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة، به. قوله: "لا أدري: أربعين يوماً أو ... " من كلام عبد الله بن عمرو، يريد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبهم "أربعين" ولم يعين. قوله: "فيبعث الله عيسى ابن مريم ... " قال السندي: أي: ينزله من السماء حاكماً بشرع نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم. قوله: "في كبد جبل"، أي: وسطه وداخله، وكبدُ كُل شيء: وسطه. قوله: "في خفة الطير وأحلام السباع": معناه: يكونون في سرعتهم إلى= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 115 6556 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَسْتَاذَ الْهِزَّانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو (1) الْهِزَّانِيِّ (2) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ لَبِسَ الذَّهَبَ مِنْ أُمَّتِي، فَمَاتَ وَهُوَ يَلْبَسُهُ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ ذَهَبَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ مِنْ أُمَّتِي، فَمَاتَ وَهُوَ يَلْبَسُهُ، حَرَّمَ اللهُ (3) عَلَيْهِ (4) حَرِيرَ الْجَنَّةِ " (5)   = الشرور والقبائح خفافاً كطيران الطير، وفي العدوان والظلم في أخلاق السباع. قوله: "أصغى له"، أي: استمع تعجباً وحيرة، أو أجاب له بالموت. قوله: "يلوط حوضه"، أي: يُطينُه ويصلحه. قوله: "كأنه الطل"، قال ابن الأثير: الطل: الذي ينزل من السماء في الصحو، والطل أيضا: أضعف المطر. وقال عياض في "المشارق" 1/319: والأشبه والأصح هنا اللفظة الأولى (يعني الطل بالطاء المهملة) لقوله في الحديث الآخر: "كمني الرجال"، والطل: المطر الرقيق. (1) وقع في (س) و (ص) و (ق) و (م) : عمر، وهو خطأ. (2) وقع في (م) : الهذاني، بالذال بدل الزاي، وهو خطأ. (3) لفظ الجلالة لم يرد في (م) . (4) لفظ: "عليه" سقط من (س) و (ص) . (5) إسناده صحيح، ميمون بن أستاذ: روى عنه جمع، ووثقه ابن معين -فيما نقله ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/233 وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، ووهم الحسيني فخلط بينه وبين ميمون أبي عبد الله الضعيف من رجال التهذيب، وتابعه الحافظ ابنُ حجر في "التعجيل" و"التهذيب"، وأثبته في "التقريب"، وليس من رجاله. وعبد الله بن عمرو الهزاني مقحم في الإسناد خطأ، وليس له ذكر في كتب الرواة، والصوابُ أن ميمون يروي عن ابن عمرو بن العاص= الحديث: 6556 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 116 6557 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ " (1)   = دون واسطة، وسيسوق أحمدُ الحديث دون هذه الزيادة برقم (6947) ، وسيذكر ابنُه عبد الله إثر تلك الرواية أنّ أباه أحمد ضرب على زيادة أخرى بين ميمون وعبد الله بن عمرو هي "عن الصدفي"، والظاهر أن الهيثمي لم يطلع على الرواية التي ساقها أحمد مجردة من الزيادة، فقال في "المجمع" 5/146: وميمون بن أستاذ عن عبد الله بن عمرو (وقع فيه: عمر) الهزاني: لم أعرفه. أهـ. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وأستاذ: بفتح الهمزة، فيما قيده الذهبي في "المشتبه"، وقال ابنُ ناصر الدين في "التوضيح" 1/197: وجدته مضم الهمزة في "تاريخ" عباس الدوري. والهزاني، بكسر الهاء، وتشديد الزاي، وقبل الياء نون: نسبة إلى هزان، وهو بطن من عتيك، ذكره السمعاني في "الأنساب". وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/146، وقال: رواه أحمد والطبراني، وزاد: "ومن مات من أمتي يشرب الخمر حرم الله عليه شُربها في الآخرة". وهذه الزيادة سترد عند أحمد في الرواية (6948) ، ومع ذلك لم يعْزها إلا إلى الطبراني مما يؤكد أنه لم يطلع على تلك الرواية كما ذكرنا آنفاً، ثم قال الهيثمي: وميمون بن أستاذ، عن عبد الله بن عمرو الهزاني، ثم أعرفه (وقد علمت ما فيه) ، وبقية رجاله ثقات. وسيأتي برقم (6947) و (6948) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سنان، وهو ضرار بن مرة الشيباني الأكبر الكوفي، وعبد الله بن أبي الهذيل، وهو= الحديث: 6557 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 117 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = العنزي، أبو المغيرة الكوفي، فمن رجال مسلم، وهما ثقتان. عبد الرحمن: هو ابن مهْدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/362 و5/93 من طريق أحمد، بهذا الإسناد، وقال: غريب من حديث الثوري، تفرد به عبد الرحمن. قلنا: تابعه قبيصة بن عُقبة، عن الثوري عند الحاكم 1/534، لكنه لا يعتد به، لأنه غير ثقة في حديث سفيان كما سيأتي، وقد تحرف عبد الرحمن بن مهْدي في الموضع الأول من "الحلية" إلى: عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/254-255 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وأخرجه الحاكم 1/534 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به، وسكت عنه هو والذهبي، لأن قبيصة ثقة إلا في حديث سفيان، فإنه سمع منه وهو صغير. قاله أحمد وابن معين فيما نقله عنهما الحافظ ابن حجر في "التهذيب". وأخرجه الترمذي (3482) من طريق الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، عن عبد الله بن عمرو، به، نحوه، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن عمرو، ثم قال: وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وابن مسعود. قلنا: حديث جابر هو عند ابن أبي شيبة 10/185، وابن حبان (82) . وحديث أبي هريرة، سيرد (8488) و (8779) و (9829) . وحديث ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 10/187، والحاكم 1/533-534. وفي الباب أيضا عن أنس، سيرد 3/255 و283. وعن زيد بن أرقم عند ابن أبي شيبة 10/187، ومسلم (2722) ، والطبراني في "الدعاء" (1364) ، والبيهقي في "الشعب" (1779) ، والحاكم 1/104، والبغوي (1359) . وعن جرير عند الطبراني في "الكبير" (2270) ، أورده الهيثمي في "المجمع"= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 118 6558 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ (1) بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ " (2) 6559 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ،   = 10/143، وقال: ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11020) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 10/143، وقال: فيه يونس بن خباب، وهو ضعيف. (1) تصحف في (م) إلى: عبيد الله. (2) صحيح، عبد الله بن عمر العمري (المكبر) -وإن كان ضعيفاً- قد تابعه أخوه الثقة عبيد الله في الرواية الآتية برقم (6674) . وأخرجه عبد الرزاق (17007) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/217، والبيهقي في "السنن" 3/296، كلهم من طريق عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. وسيرد برقم (6674) . وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (5648) . وعن جابر سيأتي 3/343. وعن عائشة، سيرد 6/71. وعن سعد بن أبي وقاص عند النسائي 8/301، والدارمي 2/113، وابن حبان (5370) وفيه استيفاء تخريجه. وعن خوات بن جبير عند الحاكم 3/413. وعن علي عند الخطيب في "تاريخه" 9/94. الحديث: 6558 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 119 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَذُكِرَتِ الْأَعْمَالُ، فَقَالَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَفْضَلُ مِنْ هَذِهِ الْعَشْرِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: فَأَكْبَرَهُ فَقَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ رَجُلٌ بِنَفْسِهِ، وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ تَكُونَ مُهْجَةُ نَفْسِهِ فِيهِ " (1) 6560 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذُكِرَتِ الْأَعْمَالُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2) 6561 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدًا بِالشَّامِ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسْتُ، فَجَاءَ   (1) صحيح لغيره، وهذا سند حسن في الشواهد، إبراهيم بن المهاجر، وهو البجلي: مختلف فيه، قال أحمد وسفيان الثوري والنسائي: لا بأس به، وقال يحيى القطان: لم يكن بقوي، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وبقية رجاله ثقات. أبو كامل: هو المظفر بن مدرك، وزهير: هو ابن معاوية أبو خيثمة. وأخرجه أبو داود الطيالسي (2283) ، وابنُ أبي عاصم في "الجهاد" (157) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2972) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/385 من طريق زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. ومضى ذكر شواهده برقم (6505) . (2) صحيح لغيره، وهو مكرر ما قبله. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. الحديث: 6560 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 120 شَيْخٌ يُصَلِّي إِلَى السَّارِيَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، ثَابَ النَّاسُ إِلَيْهِ (1) ، فَسَأَلْتُ مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو فَأَتَى (2) رَسُولُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَمْنَعَنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَإِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ " (3) 6562 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " مَا رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ، وَلَا يَطَأُ عَقِبَيْهِ (4) رَجُلَانِ " (5) 6563 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ   (1) في (ظ) : ثاب إليه الناس. (2) في (ظ) : فأتاه. (3) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الشيخ الذي حدث عنه عبد الله بن أبي الهذيل. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير يزيد بن عطاء -وهو اليشكري- فقد روى له أبو داود والبخاري في "أفعال العباد"، وهو لين الحديث. حسين بن محمد: هو ابن بهرام التميمي، وأبو سنان: هو ضرار بن مرة الشيباني الأكبر، وعبد الله بن أبي الهذيل: هو العنزي أبو المغيرة الكوفي. وسيأتي برقم (6865) ، وسلف مرفوعه برقم (6557) ، وذكرنا هناك شواهده. (4) في (ق) : عقيبه. (5) إسناده حسن، وهو مكرر (6549) . أبو كامل: هو مظفر بن مدرك البغدادي الخراساني. الحديث: 6562 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 121 الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: لَا، إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى: " هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، بِأَسْمَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ، لَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا " ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي يَسَارِهِ: " هَذَا كِتَابُ أَهْلِ النَّارِ، بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ، لَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا " فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلِأَيِّ شَيْءٍ إِذَنْ نَعْمَلُ إِنْ كَانَ هَذَا أَمْرًا (1) قَدْ فُرِغَ مِنْهُ؟ قَالَ (2) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ (3) الْجَنَّةِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ، وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ لَيُخْتَمُ (4) لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ " ثُمَّ قَالَ: بِيَدِهِ فَقَبَضَهَا ثُمَّ قَالَ: " فَرَغَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْعِبَادِ " ثُمَّ قَالَ بِالْيُمْنَى: فَنَبَذَ بِهَا، فَقَالَ: " فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ "، وَنَبَذَ   (1) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : أمرٌ. قال السندي: هكذا في نسخ المسند، فإما أن يُجعل "أمر" بدلاً من "هذا"، ويدلى عليه رواية الترمذي: "إن كان أمر" بدون "هذا"، وإما أن يُجعل منصوباً خبراً لكان، بناء على شيوع ترك الألف في المنصوب كتابةً في كتب الحديث، صرح به شُراحُ الحديث. (2) في (ظ) : فقال. (3) لفظ: "أهل" لم يرد في (م) . (4) في (ظ) : يختم الله له. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 122 بِالْيُسْرَى، فَقَالَ: " فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ " (1)   (1) إسناده ضعيف، أبو قبيل المعافري -وهو حيي بن هانىء- مختلف فيه، وثقه أحمد وابن معين في رواية، وأبو زرعة والفسوي والعجلي وأحمد بن صالح المصري، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطىء، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره الساجي في "الضعفاء" له، وحكى عن ابن معين أنه ضعفه، وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 277 في ترجمة عبيد بن أبي قرة البغدادي: ضعيف لأنه كان يُكثر النقل عن الكتب القديمة. قلنا: فهو لا يحتمل مثل هذا الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات. هاشم بن القاسم: هو أبو النضر، وليث: هو ابن سعد، وشُفي الأصبحي: هو ابن ماتع. وأخرجه الترمذي (2141) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (348) ، والنسائي في "الكبرى" (11473) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/168 من طرق، عن الليث، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب صحيح! وأخرجه أيضاً الترمذي (2141) ، والنسائي في "الكبرى" (11473) ، والطبري في "تفسيره" [الشورى: 7] ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/168 من طريقين عن أبي قبيل المعافري، به. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 6/3، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. وله شاهد عن ابن عمر لا يُفرحُ به، أخرجه البزار (2156) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1088) من طريق عبد الله بن ميمون القداح، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً. وعبد الله بن ميمون القداح، قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال الترمذي وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وضعفه النسائي، وقال ابن حبان: يروي عن الأثبات= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 123 6564 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى أُمَّتِي الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، وَالْمِزْرَ، والْقِنِّينَ، وَالْكُوبَةَ، وَزَادََنِي (1) صَلَاةَ الْوَتْرِ " (2)   = الملزقات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال الحاكم: روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث موضوعة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/212، وقال: وفيه عبد الله بن ميمون القداح، وهو ضعيف جداً. وأورده الذهبي في "الميزان" 2/684 من طريق عبد الوهاب بن همام الصنعاني (وقد وصفه ابن معين بالغفلة وعد ابن عدي هذا الحديث من منكراته) أخي عبد الرزاق، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، ثم قال: هو حديث منكر جداً، ويقضي أن يكون زنةُ الكتابين عدة قناطير. قوله: "ثم أجمل على آخرهم": هو من قولهم: أجملت الحساب: إذا جُمعت آحاده، وكملت أفراده، أي: أحصوا وجمعوا، فلا يُزاد فيهم ولا يُنقص. قاله ابن الأثير. وقوله: "سددوا": قال ابن الأثير: أي: اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، وهو القصد في الأمر والعدل فيه. وقوله: "وقاربوا": قال ابن الأثير: اقتصدوا في الأمور كلها، واتركوا الغُلُو فيها والتقصير، يقال: قارب فلان في أموره: إذا اقتصد. (1) كذا في جميع النسخ الخطية، وهو الوارد برقم (6547) ، ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وزاد لي. (2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (6547) ، وتقدم هناك الكلامُ عن رجاله= الحديث: 6564 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 124 6565 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ رَافِعٍ التَّنُوخِيَّ، يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أُبَالِي مَا أَتَيْتُ "، أَوْ: " مَا أُبَالِي مَا رَكِبْتُ، إِذَا أَنَا شَرِبْتُ تِرْيَاقًا "، أَوْ قَالَ: " عَلَّقْتُ تَمِيمَةً، أَوْ قُلْتُ: " شِعْرًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِي " (1) - الْمَعَافِرِيُّ يَشُكُّ - " مَا أُبَالِي مَا رَكِبْتُ "، أَوْ " مَا أُبَالِي مَا أَتَيْتُ " (1)   = وشرحُ مفرداته. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وقد ذكره أحمدُ من طريق أبي النضر في كتاب "الأشربة" ولكنه جعله أربعة أحاديث، فذكره برقم (211) في تحريم الخمر والميسر والمزر، ورقم (212) في تحريم الغبيراء بدل القنين، و (213) في صلاة الوتر، و (214) في تحريم الكوبة. (1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن رافع التنوخي المصري، قال البخاري: في حديثه مناكير، وقال أبو حاتم: شيخ مغربي حديثه منكر، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال: لا يحتج بخبره إذا كان من رواية ابن أنعم، وضعفه الحافظ ابن حجر في "التقريب". وشرحبيل بن شريك -ويقال: شرحبيل بن عمرو بن شريك-: قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح التميمي المصري. وسيأتي برقم (7081) من طريق أخرى عن شرحبيل، ونخرجه هناك. وقوله: "ما أبالي ما أتيت ... " قال السندي: أي إن المرء يبالي بما يأتي، وُيميز بين الجائز منه وغيره للمحافظة على الورع والتقوى، فإن فعلت أنا شيئاً من هذه الأشياء، فما بقي لي من التقوى شيء حتى أبالي بما آتي محافظة عليها. والمقصودُ تقبيحُ هذه الأفعال في حقه صلى الله تعالى عليه وسلم، وأما في حق= الحديث: 6565 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 125 6566 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا (1) : أَخْبَرَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ " (2)   = غيره فكذلك إلا ما خصه الدليل. قوله: "ترياقاً": المشهور كسر التاء، وقد تضم، وقد تبدل دالاً، وهو دواء مركب مشهور نافع عن السموم، قيل: وجه قبحه أنه يجعل فيه لحوم الأفاعي والأشياء المحرمة، فلو عمل ترياقاً ليس فيه منها، فلا بأس به. وقيل: الأحوط ترك عملها بإطلاق الحديث. والتميمة: ما تعلق في العنق من العين وغيرُها من التعويذات، قيل: المراد: تمائم الجاهلية مثل الخرزات وأظفار السباع وعظامها، وأما ما يكون بالقرآن والأسماء الإلهية فهو خارج عن هذا الحكم، بل هو جائز، لحديث عبد الله بن عمرو [الآتي برقم 6696] أنه كان يُعلق للصغار بعض ذلك. وقيل: القُبْحُ إذا علق شيئاً معتقداً جلب نفع ودفع ضرر، وأما للتبرك فيجوز، وقال ابنُ العربي في شرح الترمذي: تعليقُ القرآن ليس من طريق السنة، وإنما السنة فيه الذكر دون التعليق. وأما قبح الشعر على إطلاقه فمخصوص به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقوله تعالى: (وما علَّمناه الشِّعْرَ وما ينبغي له) . وقوله: "من قبل نفسي" فيه إشارة إلى أن إنشاد شعر الغير جائز له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والشعر اصطلاحاً: ما يكون عن قصد، فالموزرن اتفاقاً ليس منه، فلا إشكال بمثله، والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) وقع في (م) : قال. وهو خطأ. (2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله -عدا ابن لهيعة- ثقات رجال= الحديث: 6566 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 126 6567 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ " (1)   = الشيخين، غير شرحبيل بن شريك، وأبي عبد الرحمن الحبلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. وابنُ لهيعة متابع، وسماعُ عبد الله بن يزيد -وهو المقرىء- منه قديم. حيْوة: هو ابن شُريح التميمي المصري. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (342) ، والدارمي 2/215، والبخاري في "الأدب المفرد" (115) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2800) ، والحاكم 1/443، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9541) و (9542) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. ولم يذكروا فيه ابن لهيعة، غير الدارمي والبيهقي في الموضع الأول. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: بل هو على شرط مسلم. وأخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (2388) ، والترمذي (1944) ، والطبري في "التفسير" 8/ (9483) ، وابن خزيمة (2539) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2801) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (329) ، وابن حبان (518) و (519) ، والحاكم 2/101 و4/164، والقضاعي (1235) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/28 من طريق عبد الله بن المبارك، عن حيوة، به. وقد وقع عند الحاكم 4/164 عن حيوة، عن شرحبيل بن مسلم، عن عبد الله بن عمرو. صوابه: عن شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن ابن عمرو، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! وإنما هو على شرط مسلم، وقد ذكر المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/360، أن الحاكم صححه على شرط مسلم، وهذا يُظهر أن ما في مطبوع "المستدرك" خطأ ناسخ أو طابع. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله -عدا ابن لهيعة- ثقات رجال= الحديث: 6567 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 127 6568 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا (1) كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ، حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ " (2)   = الشيخين، غير شرحبيل بن شريك، وشيخه أبي عبد الرحمن -وهو الحبلي عبد الله بن يزيد المعافري-، فمن رجال مسلم. وابن لهيعة -وهو عبد الله- متابع، وسماع أبي عبد الرحمن -شيخ أحمد، وهو عبد الله بن يزيد المقرىء- منه قديم. حيوة: هو ابن شريح. وأخرجه مسلم (1467) ، والنسائي 6/69، وابن حبان (4031) ، والبيهقي في"السنن" 7/80، والبغوي في "شرح السنة" (2241) من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (327) ، وابن ماجه (1855) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (227) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1264) و (1265) من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به، والإفريقي ضعيف، لكنه متابع. (1) في (س) و (ص) و (ق) : أنبأنا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير كعب بن علقمة، وعبد الرحمن بن جبير -وهو المصري المؤذن العامري- فمن رجال= الحديث: 6568 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 128 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مسلم. وأخرجه الترمذي (3614) ، ويعقوب بن سفيان 2/515، وابنُ خزيمة (418) ، وابنُ حبان (1692) ، والبيهقي في "السنن" 1/409، والبغوي (421) من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه مسلم (384) ، وأبو داود (523) ، والنسائي في "المجتبى" 2/25، وفي "الكبرى" (9873) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (91) ، وأبو عوانة 1/336، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/143، وابن حبان (1690) ، والبيهقي في "السنن" 1/409 من طرق، عن حيوة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/226، وعبد بن حميد في "المنتخب" (354) ، ومسلم (384) أيضا، وأبو داود (523) ، وابن خزيمة (418) ، وأبو عوانة 1/336، وابن حبان (1691) ، والبيهقي في "السنن" 1/409 من طرق، عن سعيد بن أبي أيوب، عن كعب بن علقمة، به. ووقع في مطبوع "أبي داود": سعيد بن أيوب، وهو خطأ. ووقع في إسناد ابن حبان: عبد الرحمن بن جبير بن نفير، وهو خطأ، فهذا شامي، وذاك مصري كما تقدم، وفاتنا أن ننبه على هذا الخطأ فيه، فيُسْتدرك من هنا. وسيأتي بمعناه برقم (6601) من طريق آخر، فانظره. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (611) ، ومسلم (383) ، وسيرد (11020) و (11504) و (11742) و (11860) . وعن معاوية عند البخاري (612) ، سيرد 4/91 و92 و98 و100. وعن جابر عند البخاري (614) و (4719) ، وسيرد 3/354. وعن عمر عند مسلم (385) ، وابن حبان (1685) . وفي الباب في قوله: "من صلى على صلاة، صلى الله عليه بها عشراً":= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 129 6569 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُ كَيْفَ يَشَاءُ " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ، اصْرِفْ قُلُوبَنَا (1) إِلَى طَاعَتِكَ " (2)   =عن أبي هريرة، سيرد (7561) و (7562) و (8854) و (8882) و (10287) . وعن أنس، سيرد 3/102 و261. وعن عامر بن ربيعة، سيرد 3/445. وعن عمير بن نيار الأنصاري عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (64) . وعن أبي بردة بن نيار عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (65) . وانظر حديث عبد الرحمن بن عوف السالف برقم (1662) . (1) في (ق) : وجوهنا، وهوخطأ. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي هانىء -وهو حميد بن هانىء الخولاني المصري-، وأبي عبد الرحمن الحبلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن، شيخ أحمد: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيْوة: هو ابن شُريح. وأخرجه مسلم (2654) ، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (222) و (231) ، وابنُ حبان (902) ، والآجُري في "الشريعة" ص 316، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 147، من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7739) ، والطبري في "التفسير" 6/ (6657) من طريق عبد الله بن المبارك، عن حيوة، به. وفي الباب عن أنس، سيرد 3/112 و257.= الحديث: 6569 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 130 6570 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللهِ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللهِ الْفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرُونَ (1) ، الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ، وَيُتَّقَى (2) بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ، لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ: ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ، وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي (3) ، لَا يُشْرِكُونَ (4) بِي شَيْئًا، وَتُسَدُّ بِهِمُ الثُّغُورُ، وَيُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ،   = وعن النواس بن سمعان سيأتي 4/182. وعن عائشة سيأتي (9420) (ضمن مسند أبي هريرة) و6/91 و250 و251. وعن أم سلمة سيأتي 6/294 و302 و315. وعن جابر عند الحاكم 2/288، والطبري في "التفسير" (6653) . وعن سبْرة بن فاتك عند الطبراني في "الكبير" (6557) ، والطبري (6656) . (1) كذا في جميع النسخ الخطية، ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: والمهاجرون، بزيادة واو. (2) في (س) : وتتقى. (3) في (ظ) : يعبدونني. (4) في (ظ) : ولا يشركون. وأشير إليها في هامش (س) و (ص) . الحديث: 6570 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 131 وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ، وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ، لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً قَالَ: فَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ": {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24] (1)   (1) إسناده جيد، معروف بن سويد الجُذامى، روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، روى له أبو داود والنسائي، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي عُشّانة المعافري -وهو حى بن يؤمن فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأصحابُ السنن غير الترمذي، وهو ثقة. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء. وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "الأوائل" (57) ، وعبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (352) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/347، وفي "صفة الجنة" (81) ، والبزار (3665) ، وابن حبان (7421) ، والبيهقي في "البعث" (414) من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (81) أيضاً من طريق نافع بن يزيد، عن معروف بن سويد، مثله. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/259، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني -وزاد بعد قول الملائكة: وسكان سماواتك: وإنك تدخلُهم الجنة قبلنا-، ورجالهم ثقات. وقال الهيثمي عقب حديث البزار: قلت في الصحيح طرف منه. قلنا: هو في "صحيح مسلم" برقم (2979) من حديث عبد الله بن عمرو أيضاً، قال: سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا"، وسيرد هنا برقم (6578) . قوله: "تُسد بهم الثغور": الثغر: هو موضع يكون حداً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفار، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد، والمراد: أنهم يُقدمون إلى الثغور والمكاره، وُيبعثون إليهما حتى لا تدخل الكفرة بلاد الإسلام من الثغور وحتى تندفع المكاره.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 132 6571 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُشَّانَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ ثُلَّةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَفُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، الَّذِينَ يُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، وَإِذَا أُمِرُوا، سَمِعُوا وَأَطَاعُوا، وَإِذَا كَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ حَاجَةٌ إِلَى السُّلْطَانِ لَمْ تُقْضَ لَهُ، حَتَّى يَمُوتَ وَهِيَ فِي صَدْرِهِ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَدْعُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْجَنَّةَ، فَتَأْتِي بِزُخْرُفِهَا وَزِينَتِهَا فَيَقُولُ: أَيْ (1) عِبَادِي الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِي وَقُتِلُوا، وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي، وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِي، ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَيَدْخُلُونَهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)   = وانظر ما بعده، وانظر (6650) القسم الثاني منه. (1) كذا في (س) و (ص) ، وفي (ظ) و (ق) : أين. (2) حديث صحيح، ابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن يكن سييء الحفظ- متابع، وباقي رجاله ثقات، حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عُشانة: هو حي بن يؤمن المعافري. وأخرجه الحاكم 2/71-72، وعنه البيهقي في "الشعب" (4259) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والطبراني -فيما ذكره ابن كثير في "تفسيره" [الرعد: 23]- من طريق أحمد بن صالح، كلاهما عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي عشانة، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وعند الطبراني زيادة: "وتأتي الملائكة فيسجدون، ويقولون: ربنا، نحن نسبح بحمدك الليل والنهار، ونقدس لك، منْ هؤلاء الذين آثرتهم علينا؟ فيقول الرب عز وجل: هؤلاء عبادي الذين جاهدوا في سبيلي، وأوذوا في سبيلي، فتدخُلُ عليهم الملائكةُ من كل باب: (سلام عليكُم بما صبرتُم فنعم عقبى الدار) ".= الحديث: 6571 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 133 6572 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ " (1)   = وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/259، وقال: رواه أحمد والطبراني، ثم أورد الزيادة عند الطبراني، وقال: ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير أبي عُشانة، وهو ثقة. قلنا: قصر الهيثمي في ذكر حال شيخ الطبراني الراوي عن أحمد بن صالح، وهو أحمد بن رشدين، ذكره الحافظ ابن حجر في "اللسان" 2/257، وقال: قال ابنُ عدي: كذبوه، وأنكرت عليه أشياء ... وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل": لم أحدث عنه تكلموا فيه. وأخرجه بنحوه الحاكم 2/70، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (4260) من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عياش بن عباس (هو القتباني) ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال لى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتعلم أول زمرةٍ تدخل الجنة من أمتي؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "فقراء المهاجرين، يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة، ويستفتحون، فتقول لهم الخزنةُ: أو قد حوسبتم؟ قالوا: بأي شيء تحاسبونا، وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متْنا على ذلك. قال: فيفتح لهم، فيقيلون فيها أربعين عاماً قبل أن يدخلها الناس"، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلنا: بل هو على شرط مسلم. وانظر ما قبله. وانظر القسم الثاني من (6650) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير شرحبيل بن شريك، وأبي عبد الرحلن الحُبلي- وهو عبد الله بن يزيد المعافري= الحديث: 6572 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 134 6573 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ تَمُرُّ بِنَا جَنَازَةُ الْكَافِرِ أَفَنَقُومُ لَهَا؟ فَقَالَ: " نَعَمْ قُومُوا لَهَا، فَإِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَقُومُونَ لَهَا، إِنَّمَا تَقُومُونَ إِعْظَامًا لِلَّذِي يَقْبِضُ النُّفُوسَ " (1)   = فمن رجال مسلم. عبد الله بن يزيد المقرىء: هو أبو عبد الرحمن. وأخرجه عبد بنُ حميد في "المنتخب" (341) ، ومسلم (1054) ، والترمذي (2348) ، والحاكم 4/123، والبيهقي في "السنن" 4/196، وفي "الشعب" (10345) ، والبغوي في "شرح السنة" (4043) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قلنا: بل هو على شرط مسلم. وأخرجه ابنُ ماجه (4138) من طريق حميد بن هانيء الخولاني، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به. وأخرجه ابنُ حبان (670) ، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/523، وأبو نعيم في "الحلية" 6/129، والبيهقي في "الشعب" (9723) و (10346) من طريقين، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن بن سلمة الجُمحي، عن عبد الله بن عمرو، به. قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد الرحمن. وفي الباب عن فضالة بن عُبيد عند الترمذي (2349) ، وسيرد 6/19. الكفاف، بفتح الكاف: ما لا فضل فيه. (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ربيعة بن سيف -وهو ابن ماتع المعافري-، قال البخاري وابن يونس: عنده مناكير، وضعفه الأزدي، والنسائي في "المجتبى" 4/27، وفي قول آخر للنسائي: ليس به بأس، وذكره ابنُ حبان= الحديث: 6573 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 135 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = في "الثقات"، وقال: يخطىء كثيراً. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن، شيخ أحمد: هو عبد الله بن يزيد المقريء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (340) ، والبزار (836) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/486، وابن حبان (3053) ، والحاكم 1/357، والبيهقي في "السنن" 4/27 من طريق أبي عبد الرحمن المقريء، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/27، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد ثقات. وفي الباب عن جابر عند البخاري (1311) ، ومسلم (960) ، وسيرد 3/319. وعن عامر بن ربيعة عند البخاري (1307) ، ومسلم (958) ، وسيرد 3/446. وعن أبي هريرة، سيرد (7860) و (8527) . وعن أنس عند النسائي في "المجتبى" 4/47-48. وقد تعددت الروايات في تعليل القيام للجنازة، ففي رواية: قال عليه الصلاة والسلام: "أليست نفساً؟ "، وفي رواية: "إن للموت فزعاً"، وفي رواية: "إنما قمنا للملائكة"، وجمع الحافظ ابن حجر بين الروايات في "الفتح" 3/180، فقال: القيام للفزع من الموت فيه تعظيم لأمر الله، وتعظيم للقائمين بأمره في ذلك وهم الملائكة ... وانظر تتمة كلامه. وقد سلف من حديث علي (623) ما يدل على نسخه. قال الحافظ في "الفتح" 3/181: وقد اختلف أهلُ العلم في أصل المسألة، فذهب الشافعي إلى أنه (أي القيام) غير واجب، فقال: هذا إما أن يكون منسوخاً، أو يكون قام لعلة، وأيهما كان، فقد ثبت أنه تركه بعد فعله، والحجةُ في الآخر= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 136 6574 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ بَصُرَ بِامْرَأَةٍ لَا نَظُنُّ أَنَّهُ عَرَفَهَا، فَلَمَّا تَوَجَّهْنَا (1) الطَّرِيقَ، وَقَفَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَإِذَا فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ (2) اللهُ عَنْهَا، فَقَالَ: " مَا أَخْرَجَكِ مِنْ بَيْتِكِ يَا فَاطِمَةُ؟ " قَالَتْ: أَتَيْتُ أَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ، فَرَحَّمْتُ إِلَيْهِمْ مَيِّتَهُمْ وَعَزَّيْتُهُمْ، فَقَالَ: " لَعَلَّكِ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى؟ " قَالَتْ: مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَكُونَ بَلَغْتُهَا مَعَهُمْ، وَقَدْ سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ فِي ذَلِكَ مَا تَذْكُرُ قَالَ: " لَوْ بَلَغْتِهَا (3) مَعَهُمْ مَا رَأَيْتِ الْجَنَّةَ حَتَّى يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ " (4)   = من أمره، والقعودُ أحب إلي. انتهى. ثم نقل الحافظُ عن القاضي عياض قوله: ذهب جمع من السلف إلى أن الأمر بالقيام منسوخ بحديث علي، قال: وتعقبه النووي بأن النسخ لا يصار إليه إلا إذا تعذر الجمع، وهو هنا ممكن، قال: والمختار أنه مستحب. (1) في (ظ) : توسط أو توسطنا، غير واضحة لبياض آخر الكلمة، وكُتب في هامش (س) و (ص) : توسط، وفي هامش (ق) : توسطنا. (2) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : ورضي، بزيادة واو. (3) في (س) و (ظ) و (ق) : بلغتيها. (4) إسناده ضعيف، ربيعةُ بنُ سيف المعافري -وهو ابن ماتع-، قال البخاري وابنُ يونس: عنده مناكير، وقال البخاري أيضاً في "الأوسط": روى أحاديث لا يُتابع عليها، وضعفه الأزدي عندما روى له هذا الحديث، فيما ذكره= الحديث: 6574 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 137 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الذهبي في "الميزان" 2/43، وضعفه النسائي في "السنن" 4/27، وفي قول آخر له: لا بأس به، وقال الدارقطني: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/301، وقال: كان يخطىء كثيراً، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سعيد: هو ابن أبي أيوب. وأخرجه النسائي 4/27 من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3123) ، وابنُ حبان (3177) ، وابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 259، وابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" 2/903، والمزي في "تهذيب الكمال" 9/115 من طريق المُفضل بن فضالة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (278) ، والحاكم 1/374، والبيهقي في "السنن" 4/77-78، وابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" 2/903 من طريق حيوة بن شُريح، وابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 259 أيضاً، والحاكم 1/373، والبيهقي في "السنن" 4/60، وفي "دلائل النبوة" 1/192 من طريق نافع بن يزيد، ثلاثتهم عن ربيعة بن سيف، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن ربيعة بن سيف لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما. ولفظُ ابن حبان وابن عبد الحكم: حتى يراها جدك أبو أبيك. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/358-359، وقال: وربيعة هذا من تابعي أهل مصر، فيه مقال لا يقدح في حسن الإسناد! وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/903: هذا حديث لا يثبت، وأورده من طريق فيها متابع لربيعة بن سيف المعافري، وهو شرحبيل بن شريك، ولكن لا يفرح بها، لأن فيها مجاهيل. وقوله: "فلما توجهنا الطريق"، أي: توسطنا، ورواية النسائي: فلما توسط الطريق، ورواية ابن حبان: فلما حاذى بابه وتوسط الطريق إذا نحن ... الكُدى، بضم الكاف، وبالدال المهملة مقصوراً: قال ابن الأثير: أراد المقابر، وذلك لأنها كانت مقابرهم في مواضع صلبة، وهي جمع كُدْية، وانظر "معالم السنن" للخطابي 1/302. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 138 6575 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ (1) بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ لَهُ: " اقْرَأْ ثَلَاثًا مِنْ ذَاتِ الر "، فَقَالَ الرَّجُلُ: كَبِرَتْ سِنِّي، وَاشْتَدَّ قَلْبِي، وَغَلُظَ لِسَانِي، قَالَ (2) : " فَاقْرَأْ مِنْ ذَاتِ حم " فَقَالَ: مِثْلَ مَقَالَتِهِ الْأُولَى، فَقَالَ: " اقْرَأْ ثَلَاثًا مِنَ الْمُسَبِّحَاتِ "، فَقَالَ: مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَلَكِنْ أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللهِ سُورَةً جَامِعَةً فَأَقْرَأَهُ: إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهَا قَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا أَزِيدُ عَلَيْهَا أَبَدًا، ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ، أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ "، ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ بِهِ، فَجَاءَهُ، فَقَالَ لَهُ: " أُمِرْتُ بِيَوْمِ الْأَضْحَى، جَعَلَهُ اللهُ عِيدًا لِهَذِهِ الْأُمَّةِ "، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَجِدْ إِلَّا مَنِيحَةَ ابْنِي، أَفَأُضَحِّي بِهَا؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ (3) تَأْخُذُ مِنْ شَعْرِكَ، وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَكَ، وَتَقُصُّ شَارِبَكَ، وَتَحْلِقُ عَانَتَكَ، فَذَلِكَ (4) تَمَامُ أُضْحِيَّتِكَ عِنْدَ اللهِ " (5)   (1) بالياء المثناة التحتية، وآخره شين معجمة، وتصحف في (م) إلى: عباس، بموحدة وسين مهملة. (2) لفظ: "قال" سقط من (م) . (3) في (ص) و (ظ) : ولكنك، وأشير إليها في هامش (س) وكتب أمامها: صح. (4) في (س) و (ظ) : فذاك. (5) إسناده حسن، عيسى بن هلال الصدفي: روى عنه جمع، وذكره ابن= الحديث: 6575 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 139 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = حبان في "الثقات" 5/213، وذكره الفسوي في "تاريخه" 2/515 في ثقات التابعين من أهل مصر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عياش بن عباس -وهو القتباني- فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب. ومن طريق أحمد أخرجه بتمامه المزي في "تهذيب الكمال" 23/54-55 في ترجمة عيسى بن هلال الصدفي. وأخرجه بتمامه أيضاً ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 258-259 من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه غيره مقطعا في موضعين: فأخرج القسم الأول منه أبو داود (1399) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (716) -ومن طريقه ابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (690) -، والحاكم 2/532، والبيهقي في "الشعب" (2512) من طريق عبد الله بن يزيد، به، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: بل صحيح، أي إنه ليس على شرطهما. وهو كما قال، فإن عياش بن عباس روى له مسلم فقط، وعيسى بن هلال لم يرو له واحد منهما. وأخرجه ابنُ حبان (773) مطولاً من طريق سعيد بن أبي هلال، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" 1/44 من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن عياش بن عباس، به والقسم الثاني أخرجه أبو داود (2789) من طريق عبد الله بن يزيد، شيخ أحمد، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/212، 213، وابنُ حبان (5914) ، والدارقطني 4/282، والحكم 4/223، والبيهقي في "السنن" 9/263-264، من طريق سعيد بن أبي أيوب، وعمرو بن الحارث، وعبد الله بن عياش بن عباس، ثلاثتهم عن عياش بن عباس، به. لكن سقط من إسناد مطبوع "المستدرك":= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 140 6576 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: ذَكَرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَقَالَ: " مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا؟ كَانَتْ لَهُ نُورًا، وَبُرْهَانًا، وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ، وَلَا بُرْهَانٌ، وَلَا نَجَاةٌ (1) ، وَكَانَ   = عياش بن عباس. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقوله: "من ذات الر"، أي: من السور التي تبدأ بهذه الأحرف الثلاثة التي تقرأ مقطعة: ألف، لام، را. والذي في القرآن منها خمس سور: يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر. وقوله: "من ذات حم"، أي: من السور التي تبدأ بهذين الحرفين: حا، ميم، وهي في القرآن سبع سور: غافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف. وقوله: "من المُسبحات"، أي: السور التي أولها سبح، ويُسبحُ، وسبح، وهي: الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن، والأعلى. وقوله: "أمرت بيوم الأضحى"، أي: بالتضحية في يوم الأضحى. وقوله: "منيحة ابني"، المنيحة: هي شاة اللبن، تُعطى للفقير ليحلب ويشرب لبنها، ثم يردها. وقد وقع عند أبي داود والنسائي وابن حبان: منيحة أنثى، ولعل ما في "المسند" أشبه، لأن المنيحة لا تكون إلا أنثى، ورواية ابن عبد الحكم: شاة أهلي، ورواية الدارقطني: منيحة أبي، أو شاة أبي وأهلي ومنيحتهم. والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما منعه من ذبحها، لأنه لم يكن عنده شيء سواها ينتفع بها. (1) في (ظ) : لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة، وأشير في هامشها إلى= الحديث: 6576 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 141 يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ، وَفِرْعَوْنَ، وَهَامَانَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ " (1) 6577 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ، فَيُصِيبُونَ غَنِيمَةً إِلَّا تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنَ الْآخِرَةِ، وَيَبْقَى لَهُمُ الثُّلُثُ، فَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَةً، تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ " (2)   = الرواية المثبتة. (1) إسناده حسن، عيسى بن هلال: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/213، وذكره الفسوي في "تاريخه" 2/515 في ثقات التابعين من أهل مصر، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير كعب بن علقمة، فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب. وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (353) ، والدارمي 2/301-302، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3181) ، وابن حبان (1467) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1788) من طريق ابن ثوبان، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3180) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب، عن كعب، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/292، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجال أحمد ثقات. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله -عدا ابن لهيعة- ثقات رجال= الحديث: 6577 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 142 6578 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الْأَغْنِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا " قَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَإِنْ شِئْتُمْ أَعْطَيْنَاكُمْ مِمَّا عِنْدَنَا، وَإِنْ شِئْتُمْ ذَكَرْنَا أَمْرَكُمْ لِلسُّلْطَانِ قَالُوا: فَإِنَّا نَصْبِرُ فَلَا نَسْأَلُ شَيْئًا " (1)   = الشيخين، غير أبي هانيء الخولاني -وهو حميد بن هانيء-، وأبي عبد الرحمن الحبلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. وابن لهيعة -وهو عبد الله-، سيىء الحفظ، لكنه متابع. أبو عبد الرحمن شيخ أحمد: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح. وأخرجه مسلم (1906) (153) ، وأبو داود (2497) ، والنسائي 6/17-18، وابن ماجه (2785) ، والحاكم 2/78، والبيهقي في "السنن" 19/169، وفي "الشعب" (4245) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. ولم يذكر بعضهم ابن لهيعة، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قلنا: قد أخرجه مسلم كما مر، فلا وجه لاستدراكه عليه. وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 256 عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، به. وأخرجه مسلم (1906) (154) من طريق نافع بن يزيد، عن أبي هانيء، به، بنحوه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي هانيء -وهو حميد بن هانيء الخولاني-، وأبي عبد الرحمن الحُبُلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم.= الحديث: 6578 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 143 6579 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَدَّرَ اللهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ " (1)   = وأخرجه ابنُ حبان (678) من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2979) من طريق ابن وهب، عن أبي هانىء، به، مطولاً بذكر القصة التي ذكر أحمد هنا طرفها، ونصه: قال أبو عبد الرحمن الحبلي: جاء ثلاثة نفرٍ إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنا عنده، فقالوا: يا أبا محمد، إنا والله ما نقدر على شيء، لا نفقةٍ، ولا دابةٍ، ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم، إن شتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر اللهُ لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "إن فقراء المهاجربن ... ". فذكر الحديث. قالوا: فإنا نصبر، لا نسأل شيئاً. وأخرجه الدارمي 2/339، والنسائي في "الكبرى" (5876) ، وابن حبان (677) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (455) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به. وانظر (6570) و (6571) . وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد (7946) و (8521) . وعن أبي سعيد الخدري، سيرد (11604) و (11915) . وعن جابر عند الترمذي (2355) ، سيرد 3/324. وعن أنس عند الترمذي (2352) . وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 13/244، وابن ماجه (4124) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله -عدا ابن لهيعة- ثقات رجال= الحديث: 6579 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 144 6580 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عِنْدَ ذِكْرِ أَهْلِ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ " (1)   = الشيخين، غير أبي هانيء الخولاني -واسمه حميد بن هانيء-، وأبي عبد الرحمن الحُبُلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. أبو عبد الرحمن، شيخ أحمد: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح، وابن لهيعة: هو عبد الله، وهو سييء الحفظ، لكنه متابع. وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (343) ، ومسلم (2653) ، والترمذي (2156) ، وابن حبان (6138) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/327، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 374، من طريق عبد الله بن يزيد، بهذا الإسناد، ولم يذكر بعضهم ابن لهيعة. وأخرجه مسلم (2653) أيضاً من طريق ابن وهب، عن أبي هانيء، به، بزيادة: "وعرشه على الماء". وأخرجه مسلم (2653) أيضاً، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 374 من طريق ابن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، (وزاد البيهقي: الليث بن سعد) ، عن أبي هانيء، به. ولفظ البيهقي: "فرغ الله عز وجل من المقادير وأمور الدنيا قبل أن يخلق السماوات والأرض وعرشه على الماء بخمسين ألف سنة". قال البيهقي: وقوله: "فرغ" يريد به اتمام خلق المقادير، لا أنه كان مشغولاً به وفرغ منه، لأن الله تعالى لا يشغلُه شيء عن شيء، فإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: كن فيكون. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي عبد الرحمن وهو عبد الله بن يزيد المقرىء -فمن رجال الشيخين. عُلى، بالتصغير،= الحديث: 6580 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 145 6581 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَأَبُو النَّضْرِ قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " أَنْ تُطْعِمَ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأَ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ   = والد موسى: هو ابن رباح. وأخرجه الحاكم مطولاً 2/499 من طريق موسى بن عُلي، بهذا الإسناد، لكن وقع في المطبوع بين شيخ الحاكم -الحسين بن الحسن بن أيوب-، وموسى بن عُلي سقط فاحش واضطراب. وقد صححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وسيأتي مطولاً برقم (7010) فانظره. وفي الباب عن حارثة بن وهب عند البخاري (4918) ، ومسلم (2853) (46) ، وسيرد 4/306. وعن أبي هريرة، سيرد (8821) و (10598) . وعن أنس، سيرد 3/145. وعن سراقة بن مالك، سيرد 4/175. وعن عبد الرحمن بن غنم، سيرد 4/227. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/369. وعن حذيفة بن اليمان، سيرد 5/407. وانظر (6526) و (7015) . الجعظري: هو الفظ الغليظ المتكبر. والجواظ: بفتح الجيم وتشديد الواو: قيل: الكثير اللحم، المختال في مشيته، وقيل: الجمُوع المنُوع. جماع مناع: أي: جماع للمال، مناع له عن مصارفه. الحديث: 6581 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 146 لَمْ تَعْرِفْ " (1) 6582 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وليث: هو ابن سعد، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (12) و (28) و (6236) ، وفي "الأدب المفرد" (1013) و (1050) ، ومسلم (39) ، وأبو داود (5194) ، والنسائي 8/107، وابن ماجه (3253) ، وابن حبان (505) ، وابن منده في "الإيمان" (317) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/287، والبيهقي في "الشعب" (8751) و (3359) ، والخطيب في "تاريخه" 18/69، والبغوي في "شرح السنة" (3302) ، وفي "التفسير" 1/567 من: طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (6587) . (2) إسناده ضعيف، ربيعة بن سيف لم يسمع من عبد الله بن عمرو، وهو وهشام بن سعد ضعيفان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، أبوعامر: هو العقدي عبد الملك بن عمرو. ومن طريق أحمد أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة ربيعة بن سيف 9/116. وأخرجه الترمذي (1074) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (277) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1074) أيضاً من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن= الحديث: 6582 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 147 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = هشام بن سعد، به. قال الترمذي: وهذا حديث غريب، ليس إسناده بمتصل، ربيعةُ بنُ سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبلي، عن عبد الله بن عمرو، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعاً من عبد الله بن عمرو. وقد ضعفه المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/373. ونقل قول الترمذي هذا المزي في "تحفة الأشراف" 6/289، وفي "تهذيب الكمال" 9/116، وقال: رواه بشر بن عمر الزهراني وخالد بن نزار الأيلي، عن هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عياض بن عقبة الفهري، عن عبد الله بن عمرو. وعياض بن عقبة هذا لم نقع له على ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر. قلنا: وذكر المناوي في "فيض القدير" 5/499 أن الطبراني وصله أيضاً فرواه من حديث ربيعة بن سيف، عن عياض بن عقبة، عن ابن عمرو. ثم قال المزي في "التحفة": ورواه الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، أن ابناً لعياض بن عقبة تُوفي يوم الجمعة، فاشتد وجده عليه، فقال له رجل من صدف (قبيلة من حمْير نزلت مصر) : يا أبا يحيى، ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو بن العاص؟ ... فذكره. قلنا: وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (279) من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث بن سعد، عن ربيعة بن سيف، أن عبد الرحمن بن قحْزم أخبره أن ابناً لعياض بن عقبة مات يوم جمعة، فاشتد وجدُه عليه، فقال له رجل من الصدف: يا أبا يحيى، ألا أبشرك بشيء سمعتُه من عبد الله بن عمرو؟ ... فذكره، فزاد في إسناده عبد الرحمن بن قحزم، والرجل من الصدف (تحرف فيه إلى: الصدق) . وابن قحْزم مجهول الحال، ذكره الأمير في "الإكمال" 7/101-102، والرجل الصدفي مبهم. ثم أخرجه الطحاوي (280) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (155) من طرق عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، أن عبد الرحمن بن قحْزم أخبره أن ابناً لعياض بن عقبة، ثم ذكر مثل= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 148 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سابقه. فزاد في إسناده أيضاً خالد بن يزيد وسعيد بن أبي هلال بين الليث وبين ربيعة بن سيف، قال الطحاوي: وهو أشبه عندنا بالصواب. وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (156) من طريق محمد بن إسحاق، حدثه سليمان بن آدم، عن بقية، حدثه معاوية بن سعيد التجيبي، عن أبي قبيل المصري، عن عبد الله بن عمرو، به. وسليمان بن آدم لم نعرفه، لكن تابعه سريج بن النعمان في الرواية الآتية برقم (6646) ، وإبراهيمُ بنُ أبي العباس برقم (7050) ، ويزيد بن هاورن فيما ذكره ابنُ حجر في "النكت الظراف" 6/289. وأبو قبيل -واسمه حيي بن هانيء- ضعفه الحافظ في "تعجيل المنفعة" لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة. وأخرجه البيهقي أيضاً (157) من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن سنان بن عبد الرحمن الصدفي، عن ابن عمرو، موقوفاً. وله شاهد من حديث أنس أخرجه أبو يعلى (4113) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" 7/2554، وفيه واقد بن سلامة ويزيد بن أبان الرقاشي، وهما ضعيفان. وآخر من حديث جابر بن عبد الله عند أبي نعيم في "الحلية" 3/155، وقال: غريب من حديث جابر ومحمد بن المنكدر، تفرد به عمر بن موسى، وهو مدني فيه لين. قلنا: قال أبو حاتم: ذاهبُ الحديث كان يضع الحديث، وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: هو ممن يضع الحديث متناً وإسناداً. وقد ذكرنا هذين الشاهدين الضعيفين، والثاني منهما ضعيف جداً، لأن المناوي عزا الحديث إليهما في "فيض القدير" 5/499، وقال: فلو عزاه المؤلف (يعني السيوطي) لهؤلاء كان أجود (يعني من عزوه إلى حديث ابن عمرو عند أحمد والترمذي) . قلنا: ليس العزو إليهما بأجود لأن إسناديهما كما قد رأيت. وله شاهد ثالث ضعيف أيضاً من حديث الزهري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند عبد الرزاق (5595) ، وهو معضل، وفيه عنعنة ابن جريج عن راو مبهم.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 149 6583 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ حَمَّادٌ، أَظُنُّهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ سِيجَانٍ (1) مَزْرُورَةٌ (2) بِالدِّيبَاجِ، فَقَالَ: أَلَا إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا قَدْ وَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ قَالَ: يُرِيدُ أَنْ يَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ، وَيَرْفَعَ (3) كُلَّ رَاعٍ ابْنِ رَاعٍ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، وَقَالَ: " أَلَا أَرَى عَلَيْكَ لِبَاسَ مَنْ لَا يَعْقِلُ " ثُمَّ قَالَ (4) : " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ نُوحًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ: آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ، آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ، وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ، لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي كِفَّةٍ، رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ،   = ورابع من قول عكرمة بن خالد المخزومي عند البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (158) ، فهذه الشواهد لا تصلح لتقوية الحديث، وقد أخطأ الألباني في "الجنائز" ص 35، فحسنه أو صححه بها تقليداً للمباركفوري في "تحفة الأحوذي". (1) في هامش (س) و (ق) : جمع ساج، وهو الطيلسان الأخضر. (2) في هامش (س) و (ق) : مزررة. خ. (3) في (ظ) : ورفع. (4) في (ظ) : قال: ثم قال. الحديث: 6583 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 150 وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ، كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً، قَصَمَتْهُنَّ (1) لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، وَأَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ " قَالَ: قُلْتُ أَوْ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ: هَذَا الشِّرْكُ قَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا الْكِبْرُ؟ قَالَ: الْكِبْرُ (2) أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا نَعْلَانِ حَسَنَتَانِ لَهُمَا شِرَاكَانِ حَسَنَانِ قَالَ: " لَا " قَالَ: هُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا حُلَّةٌ يَلْبَسُهَا؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: الْكِبْرُ هُوَ (3) أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا دَابَّةٌ يَرْكَبُهَا؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: أَفَهُوَ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِنَا أَصْحَابٌ يَجْلِسُونَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: " لَا " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْكِبْرُ؟ قَالَ: " سَفَهُ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ " (4)   (1) بالقاف كما في جميع النسخ الخطية، وهي كذلك في (م) ، وكذا قيدها السندي في حاشيته على "المسند"، وأثبتها المرحوم أحمد شاكر بالفاء. (2) لفظ: "الكبر" لم يرد في (م) ، وهو ثابت في النسخ الخطية. (3) في طبعة أحمد شاكر: الكبْر هو، بزيادة لفظ: "الكبر"، ولم يرد في النسخ، وفي (م) : التكبر هو. (4) إسناده صحيح، الصقعب بن زهير روى عنه جمع، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (548) عن سليمان بن حرب، شيخ أحمد، عن حماد، به. وفيه: قال حماد: لا أعلمه إلا عن عطاء بن يسار. وهذا الشك من حماد لا تؤثر في صحة الإسناد، لأن الحديث سيرد برقم (7101) بإسناد آخر إلى الصقعب بن زهير، وليس فيه شك برواية زيد عن عطاء.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 151 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =ونقله الحافظ ابنُ كثير في "تاريخه" 1/119 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجوه. وأخرجه البزار (2998) من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن الصقعب بن زهير، به. ثم أخرجه البزار (3069) من طريق محمد بن إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب. فقال ابنُ كثير في "تاريخه" 1/119 -بعد أن ساقه من رواية الطبراني من طريق محمد بن إسحاق، بإسناد البزار المذكور، لكن من حديث ابن عمرو بن العاص-: والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص كما رواه أحمد والطبراني. وأورده الهيثمي بطوله في "المجمع" 4/219-220، وقال: رواه كله أحمدُ، ورواه الطبراني بنحوه، وزاد في روايته: وأوصيك بالتسبيح، فإنها عبادةُ الخلق، وبالتكبير، رواه البزار من حديث ابن عمر ... ورجال أحمد ثقات. ثم أورده الهيثمي مقطعاً في موضعين 5/133 و142. وقال في الموضع الأول: رواه البزار وأحمد في حديث طويل تقدم في وصية نوح عليه السلام في الوصايا، ورجالُ أحمد ثقات. وقال مثله في الموضع الآخر دون أن ينسبه إلى البزار. ثم أورده الهيثمي أيضاً من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب 10/84، وقال: رواه البزار، وفيه محمدُ بنُ إسحاق، وهو مدلس، وهو ثقة، وبقية رجاله رجال الصحيح. ثم قال الهيثمي: وقد تقدم هذا من حديث عبد الله بن عمرو في الوصايا في وصية نوح. قلنا: كأن الهيثمي لم يطلع على ما رجحه ابنُ كثير من أن الحديث حديث عبد الله بن عمرو. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (548) عن عبد الله بن مسلمة -وهو القعنبي-، عن عبد العزيز -وهو الدراوردي-، عن زيد بن أسلم، عن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 152 6584 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ مُبَارَكٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ، لَا تَكُونَنَّ مِثْلَ فُلَانٍ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ " (1)   = عبد الله بن عمرو، أنه قال: يا رسول الله، أمن الكبر؟ ... نحوه. قلنا: وهذا إسناد منقطع. وقوله: وآمرك بـ"لا إله إلا الله"، فإن السماوات السبع ... الخ، سيرد على أنه من كلام نوف البكالي في الحديث (6750) . وفي الباب في تحديد معنى الكبْر: عن ابن مسعود عند مسلم (91) ، سلف برقم (3644) . وعن أبي هريرة عند أبي داود (4092) . وعن أبي ريحانة، سيرد 4/133-134، وانظر (6526) و (7015) . قوله: "سيجان"، جمع ساج، كالتيجان جمع تاج، والساج: الطيلسان الأخضر. قوله: "حلقة مبهمة"، أي: غير معلومة المدخل والطرف. قوله: "قصمتهن"، قال السندي: بقاف وصاد مهملة وميم، أي: قطعتهن وكسرتهن. قال ابن الأثير: والقصم: كسر الشيء وإبانته، والفصم بالفاء: كسره من غير إبانة. قوله: "سفهُ الحق"، قيل: هو أن يرى الحق سفهاً باطلاً، فلا يقبله، ويتعظم عنه، قاله السندي، وقال ابن الأثير: المعنى الاستخفاف بالحق، وألا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة. قوله: "غمص الناس"، أي: احتقارهم وألا يراهم شيئاً. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو معاوية: هو محمد بن خازم الحديث: 6584 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 153 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الضرير، وابن مبارك: هو عبد الله. وأخرجه البخاري (1152) من طريق مبشر، وعبد الله بن المبارك، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري بإثره، فقال: وقال هشام: حدثنا ابنُ أبي العشرين، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، قال: حدثني أبو سلمة ... مثله، وتابعه عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي. ووصله مسلم في "صحيحه" (1159) (185) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، به. قال الحافظ في "الفتح" 3/38: أراد المصنف (يعني البخاري) بإيراد هذا التعليق التنبيه على أن زيادة عمر بن الحكم -أي: ابن ثوبان- بين يحيى وأبي سلمة من المزيد في متصل الأسانيد، لأن يحيى قد صرح بسماعه من أبي سلمة، ولو كان بينهما واسطة لم يصرح بالتحديث (قلنا: تصريحه بالسماع سيرد برقم (6585)) ، وظاهرُ صنيع البخاري ترجيح رواية يحيى عن أبي سلمة بغير واسطة، وظاهرُ صنيع مسلم يُخالفه، لأنه اقتصر على الرواية الزائدة، والراجحُ عند أبي حاتم والدارقطني وغيرهما صنيعُ البخاري، وقد تابع كلا من الروايتين جماعة من أصحاب الأوزاعي، فالاختلاف منه، وكأنه كان يُحدث به على الوجهين، فيُحمل على أن يحيى حمله عن أبي سلمة بواسطة، ثم لقيه، فحدثه به، فكان يرويه عنه على الوجهين، والله أعلم. وأخرجه ابنُ سعد 4/265، والنسائي في "المجتبى" 3/253، وابنُ ماجه (1331) ، وابن خزيمة (1129) ، وابن حبان (2641) من طرق عن الأوزاعي، بإسناد أحمد. وأخرجه النسائي 3/253 أيضاً من طريق بشر بن بكر، وابنُ خزيمة (1129) ، وأبو عوانة 2/291، والمروزي في "قيام الليل" ص 23، والبيهقي في= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 154 6585 - حَدَّثَنَا الزُّبَيْرِيُّ (1) يَعْنِي أَبَا أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ (2) 6586 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ، هَذَا فِي حَدِيثِ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، قَالَ: نَزَلَ رَجُلٌ عَلَى مَسْرُوقٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ، وَهُوَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَلَمْ تَضُرَّهُ (3) مَعَهُ خَطِيئَةٌ، كَمَا لَوْ لَقِيَهُ وَهُوَ مُشْرِكٌ بِهِ دَخَلَ النَّارَ، وَلَمْ   = "السنن" 4/13، والبغوي (939) من طريق عمرو بن أبي سلمة، كلاهما عن الأوزاعي، بإسناد مسلم. قال ابنُ حبان: في هذا الخبر دليل على إباحة قول الإنسان بظهر الغيب في الإنسان ما إذا سمعه اغتم به إذا أراد هذا القائل به إنباه غيره دون القدح في هذا الذي قال فيه ما قال. وسيكرر برقم (6585) . (1) تحرف في (م) إلى: الزهري. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي. وابنُ المبارك: هو عبد الله. وهو مكرر ما قبله. (3) كذا في النسخ، وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: تضر، بحذف الهاء.= الحديث: 6585 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 155 تَنْفَعْهُ مَعَهُ حَسَنَةٌ " قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي حَدِيثِهِ: جَاءَ رَجُلٌ أَوْ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَنَزَلَ عَلَى مَسْرُوقٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا لَمْ تَضُرَّهُ مَعَهُ خَطِيئَةٌ، وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ يُشْرِكُ بِهِ لَمْ يَنْفَعْهُ مَعَهُ حَسَنَةٌ " قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) [بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ] : " وَالصَّوَابُ مَا قَالَهُ (2) أَبُو نُعَيْمٍ " (3)   (1) في (ظ) قيادة: قال أبي. وبإثرها كلمة صح. (2) في (س) و (ص) و (ظ) : ما قال. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي، وأبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري، ومحمد بن المنتشر والد إبراهيم: هو ابن الأجاع، وهو ابن أخي مسروق بن الأجدع. وقوله: "فقال: سمعتُ عبد الله بن عمرو": القائل هو مسروق، وليس الرجل المبهم الذي نزل عليه، كما توهمه الهيثمي والحسيني وابن حجر، وقد أجاد في دفع هذا التوهم الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث في "المسند"، ويؤيد ذلك أن الطبراني رواه في "الكبير" -فيما نقله عنه الهيثمي في "المجمع" 1/19- فجعله من رواية مسروق، عن عبد الله بن عمرو، ولهذا الرجل المبهم الذي ذكر له مسروق لهذا الحديث يحتمل أنه كان من القائلين بتكفير مرتكب الكبيرة وخلوده في النار، فرد عليه مسروق بهذا الحديث. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/19، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح، ما خلا التابعي فإنه لم يُسم! ورواه الطبراني= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 156 6587 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ،   = فجعله من رواية مسروق عن عبد الله بن عمرو. وقوله: "ولم تضره خطيئته" معناه: أن الخطايا لا تحول بينه وبين دخول الجنة، وإن مسه العذاب بسببها قبل ذلك، يوضحه حديثُ أبي هريرة مرفوعاً عند ابن حبان (3004) ، والبزار (3) : "لقنُوا موتاكم لا إله إلا الله، فإن من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت، دخل الجنة يوماً من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه". -لفظ ابن حبان-، وهو حديث صحيح. وقول عبد الله بن أحمد عقب الحديث: "والصواب ما قاله أبو نُعيم" لم نتبين وجهه، ويحتمل أنه يريد زيادة: "دخل الجنة" و"دخل النار" في حديث أبي أحمد الزبيري، وهي زيادة صادرة عن ثقة لها شواهد تعضدها وتقويها: من حديث ابن مسعود عند مسلم (92) ، وسلف برقم (4231) . ومن حديث معاذ بن جبل عند البخاري (128) و (129) ، وسيرد 5/232. ومن حديث جابر عند مسلم (93) (151) و (152) ، وسيرد 3/325 و345 و374. ومن حديث أبي ذر عند مسلم (94) (153) ، وسيرد 5/166. ومن حديث أبي هريرة، سيرد (8737) . ومن حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11751) . ومن حديث أنس، سيرد 3/157 و244. ومن حديث عقبة بن عامر الجهني، سيرد 4/152. ومن حديث سلمة بن نعيم، سيرد 4/260 و5/282. ومن حديث خريم بن فاتك، سيرد 4/322 و346. ومن حديث أبي أيوب الأنصاري، سيرد 5/416 و419. ومن حديث أبي الدرداء، سيرد 6/450. الحديث: 6587 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 157 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، تَدْخُلُونَ الْجِنَانَ " قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: " تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ " (1) 6588 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو عوانة -وهو وضاح اليشكري- سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، فكان لا يعقل ذا من ذا، فقال ابنُ معين: لا يحتج بحديثه. وعبدُ الوارث -والد عبد الصمد- سمع من عطاء بعد الاختلاط، لكنهما متابعان، وباقي رجاله ثقات غير عطاء. يحيى بن حماد: هو الشيباني، والسائب -والد عطاء- هو ابن مالك، أو ابن زيد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/625، والبخاري في "الأدب المفرد" (981) ، وابن ماجه (3694) من طريق محمد بن فضيل، وعبد بن حميد في "المنتخب" (355) من طريق زائدة بن قدامة، والدارمي 2/109، وابن حبان (489) و (507) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/287 من طريق جرير بن عبد الحميد، والترمذي (1855) من طريق أبي الأحوص، أربعتهم عن عطاء، بهذا الإسناد. وسماع زائدة من عطاء صحيح. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وفي الباب عن علي، سلف برقم (1337) . وعن أبي هريرة، سيأتي 2/295، وإسناده صحيح. وعن أبي مالك الأشعري، سيأتي 5/343. وعن عبد الله بن سلام، سيأتي 5/451 وانظر (6581) و (6615) . الحديث: 6588 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 158 ضَافَ ضَيْفٌ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَفِي دَارِهِ كَلْبَةٌ مُجِحٌّ، فَقَالَتِ الْكَلْبَةُ: وَاللهِ لَا أَنْبَحُ ضَيْفَ أَهْلِي، قَالَ: فَعَوَى جِرَاؤُهَا فِي بَطْنِهَا، قَالَ: قِيلَ مَا هَذَا؟ قَالَ: فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ (1) : هَذَا مَثَلُ أُمَّةٍ تَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ، يَقْهَرُ سُفَهَاؤُهَا حُلَماءَهَا " (2) 6589 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) في (ظ) : فأوحي إلى رجل منهم. (2) إسناده ضعيف، أبو عوانة -وهو وضاح اليشكري- سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، وكان لا يعقل ذا من ذا، فقال ابنُ معين: لا يحتج بحديثه، وباقي رجاله ثقات غير عطاء. يحيى بن حماد: هو الشيباني، والسائب -والد عطاء- هو ابن مالك، أو ابن زيد. وأخرجه البزار (3372) من طريق أبي حمزة السكري، عن عطاء، به، ولم يذكروه فيمن سمع منه قبل الاختلاط. وأورده الهيثمي في موضعين في "المجمع" 1/183 و7/280، وقال في الأول: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه شعيب بن صفوان، وثقه ابنُ حبان، وضعفه يحيى، وعطاء بن السائب قد اختلط. وقال في الموضع الثاني: رواه أحمد والبزار والطبراني، وفيه عطاء بن السائب، وقد اختلط. قوله: "حلماءها"، وقع في (س) و (ق) : أحلامها، وكلاهما بمعنى، يُقال: رجل حليم من قوم أحلام وحلماء. "اللسان". قوله:" كلبة مُجح" بضم الميم، ثم جيم مكسورة، ثم حاء مهملة مشددة: هي الحامل التي قرُبت ولادتها. الحديث: 6589 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 159 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ الْيَهُودَ: " كَانُوا يَقُولُونَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَامٌ عَلَيْكَ ثُمَّ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ} [المجادلة:8] فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ} [المجادلة:8] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (1) 6590 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَقَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ، وَلَا تُشْرِكْ فِي رَحْمَتِكَ إِيَّانَا أَحَدًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَائِلُهَا؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ حَجَبْتَهُنَّ عَنْ   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. حماد بن سلمة: سمع من عطاء قبل الاختلاط وبعده، وقد صحح الجمهور روايته عنه كما ذكر العراقي في "التقييد والإيضاح" ص 392. وأخرجه البزار (2271) من طريق هشام بن عبد الملك، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9100) من طريق عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلمه يُروى إلا عن عبد الله بن عمرو -فتعقبه الهيثمي بقوله: قد روي عن ابن عباس-، ولا رواه عن عطاء إلا حماد. ونقله ابنُ كثير في "تفسيره" 8/69 عن هذا الموضع من"المسند"، وقال: إسناده حسن، ولم يخرجوه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/121-122، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني، وإسناده جيد، لأن حماداً سمع من عطاء بن السائب في حالة الصحة. وفي الباب عن ابن عباس عند الطبري في "تفسيره" [المجادلة:8] . وعن عائشة عند مسلم (2165) (11) ، وسيرد 6/37 و199 و229 و230. الحديث: 6590 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 160 نَاسٍ كَثِيرٍ " (1) 6591 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَهُوَ النَّبِيلُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ " قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، وَالْكُوبَةَ، وَالْغُبَيْرَاءَ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (2)   (1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، حماد -وهو ابن سلمة- صحح الجمهور روايته عن عطاء، كما ذكر العراقي في "التقييد والإيضاح" ص 392، وباقي رجاله ثقات غير عطاء فهو صدوق. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وعفان: هو ابن مسلم. والسائب والد عطاء: هو ابن مالك، أو ابن زيد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (626) ، وابن حبان (986) من طريقين، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/150، وقال: رواه أحمد والطبراني بنحوه، وإسنادهما حسن. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6010) ، وسيرد (7255) و (7802) . وعن جندب البجلي، سيرد 4/312. وعن وائلة عند ابن ماجه (530) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علته عمرو بن الوليد، سلف الكلام فيه برقم (6478) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الحميد بن جعفر فمن رجال مسلم. أبو عاصم النبيل: هو الضحاك بن مخلد. وأخرجه بطوله عدا: "وكل مسكر حرام" ابن عبد البر في "التمهيد" 1/248= الحديث: 6591 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 161 6592 - حَدَّثَنَا وَهْبٌ (1) يَعْنِي ابْنَ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَرَادَ فُلَانٌ أَنْ يُدْعَى جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ قَدْرِ سَبْعِينَ عَامًا أَوْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا " قَالَ: " وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)   = و5/167، والبيهقي في "السنن" 10/221-222 من طريق أبي عاصم النبيل، بهذا الإسناد. وقوله: "من قال على ما لم أقل ... " أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (399) من طريق أبي عاصم، به. وأورد الحديث ابنُ كثير في "تفسيره" [المائدة: 90] ، وقال: تفرد به أحمد. وسلف ذكر شواهد أقسام الحديث وشرح مفرداته برقم (6478) . وقوله: "كل مسكر حرام" سيأتي أيضاً برقم (6738) . وانظر (6547) و (6564) و (6592) . (1) تحرف في (م) إلى: وهيب. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهب بن جرير: هو ابن حازم، الحكم: هو ابن عُتيبة، أبو محمد الكندي الكوفي. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 2/347 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2274) عن شعبة، به. وأخرجه ابن ماجه (2611) عن محمد بن الصباح، عن سفيان، عن عبد الكريم، عن مجاهد، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/98، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.= الحديث: 6592 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 162 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/74: رواه أحمد وابن ماجه، ورجالُهما رجالُ الصحيح، وعبد الكريم: هو الجزري، ثقة، احتج به الشيخان وغيرهما، ولا يُلْتفت إلى ما قيل فيه. وفي الباب عن علي عند البخاري (6755) ، ومسلم (1370) ، وسلف برقم (615) وعن سعد بن أبي وقاص عند البخاري (4326) ، ومسلم (63) (114) و (115) وسلف (1454) و (1497) . وعن ابن عباس، سلف (3037) . وعن عمرو بن خارجة، سيرد 4/187 و238. وعن أبي بكرة، سيرد 5/38 و46. وعن أبي ذر عند البخاري. (3508) . ومسلم (61) ، وسيرد 5/166. وعن أبي أمامة الباهلي، سيرد 5/267. وعن أنس عند أبي داود (5115) ، وإسناده صحيح. وعن جابر عند أبي يعلى في "مسنده" (2071) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/149 وقال: رواه أبو يعلى، وفيه عمران القطان، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره. وسيكرر الحديث برقم (6834) ، وانظر (7019) . وقوله: "من كذب علي متعمداً ... "، سلف برقم (6478) و (6486) و (6591) . ملاحظة: جاء في "تهذيب التهذيب " 11/162 عبارة: قال أحمد: "ما روى وهب قط عن شعبة، ولكن كان صاحب سنة"، وفي هذه العبارة تحريف صوابها -كما في "العلل" لأحمد 2/313-: "مارُؤي وهب عند شعبة ... "، ثم نقل أحمد عن وهب نفسه قوله: كتب لي أبي إلى شعبة، فكنت أجيء فأسأله. قلنا: يعني ذلك -والله أعلم- أن وهباً وإن لم يُر عند شعبة في مجالس السماع، كان= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 163 6593 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَرِيشِ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقُلْتُ: إِنَّا بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَإِنَّمَا نُبَايِعُ (1) بِالْإِبِلِ وَالْغَنَمِ إِلَى أَجَلٍ، فَمَا تَرَى فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، جَهَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا عَلَى إِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ، حَتَّى نَفِدَتْ، وَبَقِيَ نَاسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَرِ لَنَا إِبِلًا بقَلَائِصَ (2) مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ إِذَا جَاءَتْ، حَتَّى نُؤَدِّيَهَا إِلَيْهِمْ "، فَاشْتَرَيْتُ الْبَعِيرَ بِالِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثِ (3) قَلَائِصَ، حَتَّى فَرَغْتُ، فَأَدَّى ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ (4)   = يجيء وحده إليه، فيسأله، وقد ثبت سماعه منه في هذا الحديث، وأثبت سماعه أيضاً البخاري في "التاريخ الكبير" 8/169. (1) في هامش (ظ) : نتبايع. (2) في (م) وطبعة المرحوم أحمد شاكر: من قلائص. (3) في (ظ) : والثلاثة، وفي هامشها: والثلاث. (4) حديث حسن، وهذا إسناد فيه ضعف واضطراب، عمرو بن الحريش: قال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال. وقال الذهبي في "الميزان" 3/252: ما روى عنه سوى أبي سفيان. -قلنا: يعني في رواية أبي داود الآتي ذكرها في التخريج، وقد فات الذهبي الإشارة إلى هذه الرواية، كما فاته ذلك في ترجمة= الحديث: 6593 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 164 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبي سفيان في "الميزان" أيضاً. -قال المزي: زعم ابن حبان أن عمرو بن حبشي الزبيدي، وعمرو بن حريش الزبيدي واحد، فالله أعلم. وباقي رجاله ثقات غير ابن إسحاق، فهو صدوق حسن الحديث إذا صرح بالتحديث. حسين بن محمد: هو المروذي، وأبو سفيان -ونُسب في الرواية (7025) : الحرشي. قال ابن معين: ثقة مشهور. ونقل أحمد عن ابن إسحاق في الرواية (7025) توثيقه عن أهل بلاده، ولعل الذهبي لم يطلع على توثيقهما، فقال في "الميزان" 4/531: لا يعرف، وقال فيه أيضاً 3/252: لا يُدرى من أبو سفيان، ثم اطلع عليه بعد، فقال في "الكاشف" 3/301: ثقة. وذكر ابنُ ماكولا نسبته في "الإكمال" في الجُرشي -بالجيم المضمومة-، والحرشي بالحاء المهمله. ومسلم بن جبير: وثقه أحمد في الرواية (7025) ، فقال: وكان مسلم رجلاً يؤخذ عنه، وقد أدرك وسمع، ويظهر أن الذهبي لم يطلع على توثيق أحمد هذا، فقال في "الميزان" 4/102: لا يُدرى من هو. وقال ابن حجر في "التقريب": مجهول، وقد نسبه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/258: الحرشي، ونسبه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/181: الجُرشي -بالجيم-، وتفرد عبدُ الأعلى بن عبد الأعلى السامي -فيما ذكره البخاري في "التاريخ" 6/323، وابنُ ماكولا في "الإكمال" 2/422، والمزي في "تحفة الأشراف" 6/370- فسماه مسلم بن كثير، فأعاد ابن أبي حاتم ترجمته بهذا الاسم في "الجرح والتعديل" 8/193. وأخرجه الدارقطني 3/69 من طريق أبي أمية الطرسوسي، عن حسين بن محمد المرُّوذي، شيخ أحمد، بهذا الإسناد، وقد تصحف فيه المروذي -بالذال-، إلى: المروزي -بالزاي-. وسيورده أحمد برقم (7025) من طريق إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقد أخرجه أبو داود (3357) ، والدارقطني 3/70، والحاكم 2/56-57،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 165 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والبيهقي في "السنن" 5/287-288 من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، عن حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مسلم بن جُبير، عن أبي سفيان، عن عمرو بن حريش، به. فزاد حماد في هذه الرواية يزيد بن أبي حبيب، وقدم مسلم بن جبير على أبي سفيان. وخالف أبا عمر الحوضي في روايته عن حماد عفانُ بنُ مسلم الصفار -فيما ذكره ابنُ ماكولا في "الإكمال" 2/422، والزيلعي في "نصب الراية" 4/47- فرواه عن حماد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مسلم بن أبي سفيان، عن عمرو بن حريش، به. ورواه عبدُ الأعلى -فيما ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/323 -عن ابن إسحاق، عن أبي سفيان، عن مسلم بن كثير، عن عمرو بن حريش، فقال ابنُ القطان فيما نقله الزيلعي 4/47: وهذا حديث ضعيف مضطرب الإسناد. ومع ذلك فقد صححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! فمع اضطرابه لم يخرج مسلم لأبي سفيان، ولا لمسلم بن جبير، وقد سقط من إسناده (يعني في المطبوع) عمرو بن حريش بين أبي سفيان وعبد الله بن عمرو. وقد ذكر الحافظ في "التعجيل" ص 400-401 الحديث من رواية "المسند" من طريق إبراهيم بن سعد، ومن طريق جرير بن حازم، ثم ذكره برواية أبي داود من طريق حماد بن سلمة، وشرح الاختلاف بينهما، ثم قال: وإذا كان الحديث واحداً، وفي رجال إسناده اختلاف بالتقديم والتأخير، رُجح الاتحاد، ويترجحُ برواية إبراهيم بن سعد على رواية حماد باختصاصه بابن إسحاق، وقد تابع جريرُ بن حازم إبراهيم كما تقدم، فهي الراجحة. قلنا: وللحديث طريق يقوى بها، فقد أخرجه الدارقطني 3/69، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/287-288 من طريق ابن وهب، عن ابن جريج أن عمرو بن شعيب أخبره عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو. وهذا إسناد حسن، وقد= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 166 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ذكره الحافظ في"الفتح" 4/419، وقال: وإسناده قوي. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً، سلف برقم (5885) ، وإسناده ضعيف. وله شاهد آخر من فعل ابن عمر علقه البخاري في البيوع: باب بيع العبد، والحيوان بالحيوان نسيئة 4/419، ووصله مالك في "الموطأ" 2/652، وأخرجه من طريقه البيهقي في "السنن" 5/288. وثالث من فعل علي بن أبي طالب أخرجه مالك في "الموطأ" 2/652، وعبد الرزاق في "المصنف" (14142) ، والبيهقي 5/288 و226. وإسناده منقطع. ورابع من فعل رافع بن خديج علقه البخاري 4/419، ووصله عبد الرزاق في "المصنف" (14141) . قوله: "على الخبير سقطت": مثل سائر للعرب، أي: على العارف به وقعت، قال النووي: فيه دليل لجواز ذكر الإنسان بعض ممادحه للحاجة، وإنما ذكر ذلك عبد الله بن عمرو ترغيباً للسامع في الاعتناء بخبره به. قوله: "بقلائص": جمع قلُوص، بالفتح: الناقة الشابة، بمنزلة الجارية من النساء. قوله: "إذا جاءت حتى نؤديها إليهم": قال السندي: الظاهر أن في الكلام تقديماً، أي: حتى نؤديها إليهم إذا جاءت، وهذا غاية للشراء وتأجيل لثمنه، ويمكن أن يجعل "إذا جاءت" متعلقاً بمقدر، أي: نؤدي تلك القلائص إذا جاءت. وقوله: "حتى نؤديها إليهم" علة للشراء، على أن ضمير "إليهم" راجع إلى من بقي من الناس، أي: لنعطيها لمن بقي من الناس. قيل: وفيه إشكال لجهالة الأجل، ويمكن أن يجاب بأن وقت إتيان إبل الصدقة كان معلوماً إذ ذاك، أو كان هذا الحديث منسوخاً. والله تعالى أعلم. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 167 6594 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو قَبِيلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعَاذَ مِنْ سَبْعِ مَوْتَاتٍ: مَوْتِ الْفُجَاءَةِ (1) ، وَمِنْ لَدْغِ الْحَيَّةِ، وَمِنَ السَّبُعِ، وَمِنَ الْحَرَقِ، وَمِنَ الْغَرَقِ، وَمِنْ أَنْ يَخِرَّ عَلَى شَيْءٍ، أَوْ يَخِرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَمِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ فِرَارِ الزَّحْفِ " (2) 6595 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ، حَدَّثَهُ   (1) في (م) : الفجأة. (2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ، ومالك بن عبد الله مجهول، ولم يرو عنه غير أبي قبيل، وقد نسبه أحمد في الحديث (453) : الزيادي، ونسبه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 286: البرْدادي، وذكر الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 389 أن ابن يونس نسبه كذلك بالحروف، فقال: بفتح الموحدة، وسكون المهملة، ودالين بينهما ألف، وذكر الحافظ أن ما في "المسند" تحريف لم ينبه عليه، وأن ابن يونس أعلم بالمصريين من غيره. أبو قبيل: هو حُيى بن هانيء المعافري، وثقه ابن معين، وحكى الساجي عنه أنه ضعفه، ووثقه احمد وأبو زرعة والفسوي والعجلي، وذكره الساجي في "الضعفاء" له، وضعفه الحافظ في "تعجيل المنفعة" لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة. حسن بن موسى: هو الأشيب. وأخرجه البزار (782) من طريق سعيد بن الحكم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، لكن ليس فيه مالك بن عبد الله. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/318، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. الحديث: 6594 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 168 أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، حَدَّثَهُ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَهِيَ (1) تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ، فَرَآهُمْ، فَكَرِهَ ذَلِكَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ "، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: " لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ " (2)   (1) في (ق) : وكانت. وفي هامش (س) و (ص) و (ق) : وكانت زوجته. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكر بن سوادة- وهو الجذامي المصري-، وعبد الرحمن بن جبير- وهو المؤذن العامري-، فمن رجال مسلم، وهما ثقتان. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي، وابن وهب: هو عبد الله، وعمرو: هو ابن الحارث بن يعقوب الأنصاري المصري. وأخرجه مسلم (2173) (22) ، والنسائي في"الكبرى" (9217) ، وابن حبان (5585) ، والبيهقي في"السنن"7/90 من طرق، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وسيأتي من طرق أخرى برقم (6744) و (6995) . وله شاهد من حديث عمرو بن العاص، سيرد 4/196-197. قوله:"مغيبة"بضم الميم من"أغابت"، إذا غاب عنها زوجها، والمراد التي في البيت وحدها. قاله السندي. قال القرطبي في"شرح مسلم" 3/182/أ: وإنما اقتصر على ذكر الرجل أو الرجلين لصلاحية أولئك القوم، لأن التهمة كانت ترتفع بذلك القدر، فأما اليوم فلا يُكتفى بذلك القدر، بل بالجماعة الكثيرة، لعموم المفاسد، وخبث المقاصد، ورحم الله مالكاً فإنه بالغ في هذا الباب حتى منع فيه ما يجُرُ إلى بعيد التهم والارتياب، حتى منع خلوة المرأة بابن زوجها والسفر معه، وإن كانت محرمة عليه،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 169 6596 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي ذَبَحَ ضَحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ لِأَبِيكَ يُصَلِّي ثُمَّ يَذْبَحُ " (1)   = لأنه ليس كل أحد يمتنع بالمانع الشرعي. قلنا: وهذا في زمان القرطبي، فكيف في زماننا هذا، ولا حول ولا قوة إلا بالله! (1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحُيي بن عبد الله المعافري مختلف فيه، قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوي، وذكره الساجي وابن الجارود والعقيلي وابن الجوزي في الضعفاء، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/23-24، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه حُيي بنُ عبد الله المعافري، وثقه ابن معين وغيره، وضعّفه أحمد وغيره، وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح. وله شاهد من حديث أنس عند البخاري (954) ، ومسلم (1962) ، وسيرد 3/113 و117. وآخر من حديث البراء بن عازب عند البخاري (951) ، ومسلم (1961) (7) ، وسيرد 4/303. وثالث من حديث جندب بن سفيان البجلي عند البخاري (5562) ، ومسلم= الحديث: 6596 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 170 6597 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: أَخْرَجَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو قِرْطَاسًا، وَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا يَقُولُ: " اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، وَإِلَهُ كُلِّ شَيْءٍ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي إِثْمًا أَوْ أَجُرَّهُ عَلَى مُسْلِمٍ " قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو أَنْ يَقُولَ ذَلِكَ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَنَامَ " (1)   = (1960) ، وسيرد 4/313. ورابع من حديث أبي بردة بن نيار، سيرد 3/446 و4/54. وخامس من حديث جابر، سيرد 3/324 و349. قوله: "ثم يذبح"، أي: ثانية، لعدم جواز الأولى، قاله السندي. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. وحيي بن عبد الله المعافري تقدم الكلام فيه في الحديث السابق. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/122، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن، ثم ذكر روايتين للحديث، وقال: رواه الطبراني بإسنادين، ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح غير حيي بن عبد الله المعافري، وقد وثقه جماعة، وضعفه غيرهم. وسيرد من طريق أخرى برقم (6851) . وله شاهد صحيح من حديث أبي بكر، سلف برقم (51) و (52) ، وسيرد في مسند أبي هريرة (7961) .= الحديث: 6597 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 171 6598 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " انْكِحُوا أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ (1) ، فَإِنِّي أُبَاهِي بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 6599 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ   = وقوله: "وشرْكه"، قال النووي في "الأذكار" (221) : قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وشركه": روي على وجهين: أظهرهما وأشهرهما بكسر الشين مع إسكان الراء من الإشراك، أي: ما يدعو إليه، ويوسوس به من الإشراك بالله تعالى. والثاني: شركه: بفتح الثين والراء، أي: حبائله ومصايده، واحدها: شركة، بفتح الشين والراء، وآخرها هاء. (1) في هامش (س) : أي الوُلْد من النساء، حتى تأتي بالأولاد الكثيرة. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحُيي بن عبد الله تقدم الكلام فيه برقم (6596) . وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 2/856 من طريق يحيى بن بكير، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/258، وقال: رواه أحمد، وفيه حيي بنُ عبد الله المعافري، وقد وُثق، وفيه ضعف. وله شاهد من حديث معْقل بن يسار عند أبي داود (2050) ، والنسائي 6/65-66، وابن حبان (4056) ، وصححه الحاكم 2/162، ووافقه الذهبي. وآخر من حديث أنس عند سعيد بن منصور في "السنن" (490) ، وابن حبان (4028) ، وسيرد 3/158. فالحديث يتقوى بها ويصح. الحديث: 6598 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 172 أَنَّهُ، سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ فَخَطْوَةٌ تَمْحُو سَيِّئَةً، وَخَطْوَةٌ تُكْتَبُ لَهُ حَسَنَةٌ، ذَاهِبًا وَرَاجِعًا " (1) 6600 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا، قَالَ: اللهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ، يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا، وَيَمْشِي لَكَ إِلَى الصَّلَاةِ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا سند ضعيف كسابقه. وأخرجه ابنُ حبان (2039) من طريق حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، بهذا الإسناد. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/207، وقال: رواه أحمد بإسناد حسن. (وقع في المطبوع ابن عمر، وهو تحريف) . وأورده الهيثمي في"مجمع الزوائد" 2/39، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال الطبراني رجال الصحيح، ورجال أحمد فيهم ابنُ لهيعة. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (666) ، وابن حبان (2044) . وآخر من حديث أبي هريرة أيضاً عند البخاري (647) ، سيرد (7430) . وثالث من حديث عتبة بن عبد السلمي، سيرد 4/185. ورابع من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/157. وخامس من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" (13328) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 2/29، وقال: ورجاله موثقون. (2) إسناده ضعيف. ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، لكن= الحديث: 6600 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 173 6601 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَا بِأَذَانِهِمْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ، فَسَلْ تُعْطَ " (1)   = تبقى العلة في حيي بن عبد الله، فهو ضعيف إذا انفرد. وأخرجه أبو داود (3107) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/320، وابنُ حبان (2974) ، وابن السني (552) ، والحاكم 1/344 و549 من طريق ابن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، بهذا الإسناد. ولفظ أبي داود: "أو يمشي لك إلى جنازة"، بدل: "إلى صلاة"، وأشار أبو داود إلى الرواية الأخرى، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! وهذا وهم منهما، فإن حيي بن عبد الله لم يخرج له مسلم وإنما حديثه عن أصحاب السنن، ثم هو ضعيف. وأخرجه عبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (344) من طريق ابن المبارك، عن رشدين بن سعد، عن حيي بن عبد الله، به. ورشدين بن سعد ضعيف. قوله: "ينكأ": قال عياض في "المشارق" 2/12: كذا الرواية بفتح الكاف مهموز الآخر، وهي لغة، والأشهر: ينكي (أي: كيرْمي) ، ومعناه: المبالغة في أذاه. وقال ابن الأثير: "أو ينكي لك عدواً"، يقال: نكيت في العدو أنكي نكايةً، إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل فوهنوا لذلك. وقد يهمز، لغة فيه. (1) حسن لغيره، ابنُ لهيعة، وحيي بنُ عبد الله -وهو المعافري- متابعان، كما سيرد في التخريج. وأخرجه أبو داود (524) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (44) ، وابنُ حبان (1695) ، والطبراني في "الدعاء" (444) ، والبيهقي في "السنن" 1/410، والبغوي (427) من طريق عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله، بهذا الإسناد، وحسنه الحافظ ابنُ حجر في "نتائج الأفكار" 1/378.= الحديث: 6601 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 174 6602 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلَاةُ "، ثُمَّ قَالَ: مَهْ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ "، ثُمَّ قَالَ: مَهْ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ الرَّجُلُ: فَإِنَّ لِي وَالِدَيْنِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " آمُرُكَ بِالْوَالِدَيْنِ خَيْرًا "، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَأُجَاهِدَنَّ وَلَأَتْرُكَنَّهُمَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ أَعْلَمُ " (1)   = وأخرجه البغوي (426) من طريق رشدين بن سعد، عن حيي، به. وأخرجه الطبراني أيضاً في "الدعاء" (445) من طريق رشدين بن سعد، عن عمر مولى غفرة، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، به. ورشدين وعمر مولى غفرة -وهو ابن عبد الله-، كلاهما ضعيف. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قل كما يقولون"، سلف مطولاً بإسناد صحيح برقم (6568) . (1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ-، قد توبع، وتبقى علته منحصرة في حيي بن عبد الله المعافري، وهو ضعيف. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن: هو الحبلي عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه ابن حبان (1722) من طريق عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، بهذا الإسناد. (قال شعيب: وقد كنت حكمت على إسناده فيه بالحسن، ثم تبين لي أن حيي بن عبد الله لا يكون حديثه حسناً إلا عند المتابعة) . وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/301، وقال: رواه أحمد وفيه ابنُ= الحديث: 6602 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 175 6603 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَكَرَ فَتَّانَ الْقُبُورِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَتُرَدُّ عَلَيْنَا (1) عُقُولُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، كَهَيْئَتِكُمُ الْيَوْمَ " فَقَالَ عُمَرُ: بِفِيهِ الْحَجَرُ (2)   = لهيعة، وهو ضعيف، وقد حسن له الترمذي، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: إلا حيي بن عبد الله، فليس من رجال الصحيح، ثم هو ضعيف. وقد سلف في الأمر باستئذان الأبوين في الجهاد الأحاديث (6525) و (6544) وغيرهما، وقد جمع الحافظ بينها وبين هذا الحديث في "الفتح" 6/140-141، فقال: قال جمهور العلماء: يحرُم الجهادُ إذا منع الأبوان أو أحدُهما بشرط أن يكونا مسلمين، لأن برهما فرضُ عين عليه، والجهادُ فرضُ كفاية، فإذا تعين الجهادُ فلا إذن، ويشهد له ... فذكر هذا الحديث من "صحيح ابن حبان" وسكت عنه، ثم قال: وهو محمول على جهاد فرض العين توفيقاً بين الحديثين. (1) في (ظ) : إلينا، وأشير إليها في هامش (س) و (ص) و (ق) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه ابنُ حبان (3115) (وحسنا إسناده فيه وهو خطأ) ، والآجري في "الشريعة" ص 367، وابنُ عدي في "الكامل" 2/855 من طريق عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/47، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال أحمد رجال الصحيح. قلنا: ابن لهيعة وحيي ليسا من رجال الصحيح، والثاني ضعيف، وقد تفرد به. والمراد بفتان القبور: الملكان.= الحديث: 6603 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 176 6604 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَلَا أَجِدُ قَلْبِي يَعْقِلُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ قَلْبَكَ حُشِيَ الْإِيمَانَ، وَإِنَّ الْإِيمَانَ يُعْطَى الْعَبْدَ قَبْلَ الْقُرْآنِ " (1)   = ولسؤال الملكين في القبر شواهد كثيرة: منها حديث أنس بن مالك عند البخاري (1338) ، ومسلم (2870) (70) ، وسيرد 3/126. وحديث البراء بن عازب عند مسلم (2871) (73) ، وسيرد 4/287، 288. وحديث أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (1373) ، وسيرد 6/345. وحديث أبي هريرة عند ابن حبان (3117) . (1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحيي بن عبد الله -وهو المعافري-، وقد تفرد به. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/63، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة. قلنا: لم يذكر ضعف حيي بن عبد الله، مع أنه ذكره في مواضع أخرى، ونسي في بعضها أن يذكر ابن لهيعة. قوله: "فلا أجد قلبي يعقل عليه"، أي: يعقل القرآن ويحفظه ثابتاً عليه، أي: على حفظه. قوله: "حُشي" على بناء المفعول، أي: مُلىء، أي: دخل فيه الإيمان فامتلأ به بحيث ما بقي فيه موضع لغيره، وفيه أن الإيمان إذا استغرق قلب العبد وغلب عليه ينسى كل شيء غيره، ويذهل عنه إلا من قواه الله تعالى على تحمل القرآن والعلم مع كمال الإيمان، وشرح صدره لذلك.= الحديث: 6604 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 177 6605 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُرَيْحٍ (1) الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ، وَمَلَائِكَتُهُ سَبْعِينَ صَلَاةً فَلْيُقِلَّ عَبْدٌ مِنْ ذَلِكَ أَوْ لِيُكْثِرْ " (2)   = قوله: "وإن الإيمان": أي: كماله، "يعطى"، أي: قد يعطى، قاله السندي. ووقع في نسخة (ق) : "وإن العبد يعطى الإيمان قبل القرآن"، وأشير إليها في هامش (س) و (ص) . (1) تحرف في (م) إلى: عبد الله بن مريج، فالتبس أمره على الشيخ ناصر الدين الألباني في "صحيحته" 3/460، فقال: لم أعرفه، ولم يورده الحافظ في "تعجيل المنفعة"، وهو من شرطه، ولعله لا وجود له، وإنما هو من مخيلة ابن لهيعة وسوء حفظه! قلنا: قد ذكره الحافظ في "التعجيل" ص 257، وضبط اسم أبيه، فقال: عبد الرحمن بن مُريح بالتصغير والمهملة. قال الشيخ أحمد شاكر: ويظهر أن هذا خطأ قديم في بعض نسخ "المسند"، لأن الحسيني ترجمه في "الإكمال" باسم "عبد الرحمن"، وقال: ويقال: عبد الله، وهذا القول لم يشر إليه الذهبي ولا الحافظ في "التعجيل"، ولو كان قولاً آخر في اسمه لما حذفه الحافظ ابن حجر، وإنما الراجح عندي أن الحسيني راه في بعض نسخ "المسند" فظنه قولاً آخر في اسمه. قلنا: ويدل على أنه خطأ قديم في بعض نسخ المسند أنه جاء في "أطراف المسند" 4/110 باسم عبد الله. وقد جاء في نسخنا الخطية على الصواب. (2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سييء الحفظ، وعبد الرحمن بن مُريح: قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 5/287، والذهبي في "الميزان" 2/589، والحسيني في "الإكمال" ص 268: مجهول، وتبعهم الحافظ ابن حجر في= الحديث: 6605 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 178 6606 - وسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ، فَقَالَ: " أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ " - قَالَهُ (1) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - " وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي، أُوتِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَخَوَاتِمَهُ وَجَوَامِعَهُ، وَعَلِمْتُ كَمْ خَزَنَةُ النَّارِ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَتُجُوِّزَ بِي، وَعُوفِيتُ، وَعُوفِيَتْ أُمَّتِي، فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا دُمْتُ فِيكُمْ، فَإِذَا ذُهِبَ بِي، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، أَحِلُّوا حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ " (2)   = "اللسان" 3/435، 436، لكنه قال في "التعجيل" ص 257: هو رجل مشهور، له إدراك، لأن ابن يونس ذكر أنه شهد فتح مصر، ومن كان يجاهد في سنة عشرين يدرك من الحياة النبوية قطعة كبيرة، قال ابن يونس: سمع جابراً، وزاد في الرواة عنه الحارث بن يزيد، وبكر بن سوادة، وحميد بن أفلح. وباقي رجاله رجال الصحيح. يحيى بن إسحاق: هو السيْلحيني. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/497، والهيثمي في "المجمع" 10/160، وحسنا إسناده! والصحيح في هذا الباب ما سلف برقم (6568) ، وذكرنا هناك شهده. (1) في هامش (س) : قالها. (2) إسناده ضعيف كسابقه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/169، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. وقوله: "لا نبي بعدي": له شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص عند البخاري (4416) ، ومسلم (2404) (31) ، سلف برقم (1583) . وآخر: من حديث أبي هريرة عند مسلم (1842) (44) ، سيرد (7960) . وثالث: من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11272) . ورابع: من حديث ثوبان، سيرد 5/278.= الحديث: 6606 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 179 6607 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، وَمَرَّةً أُخْرَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ فَذَكَرَهُ (1) 6608 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ الْكَلَاعِيِّ،   = وخامس: من حديث حذيفة بن اليمان، سيرد 5/396. وقوله: "أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه": له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (523) (5) ، وسيرد (9337) ، وسيرد أيضاً (7403) و (8150) و (9141) و (9705) و (10517) . وآخر من قول ابن مسعود عند ابن حبان (6402) ، وإسناده صحيح. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم ... ": له شاهد من حديث عوف بن مالك عند الطبراني في "الكبير" 18/ (65) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/170، وقال: ورجاله موثقون. قال السندي: قوله: "أوتيت فواتح الكلم وخواتمه"، أي: أعطيت ما يليق به ابتداء الكلام وختمه -من الحمد والثناء ونحوهما. و"جوامعه"، أي: ما هو أجمع للمعاني. وقال ابن الأثير: يعني القرآن، جمع الله بلطفه في الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة، واحدها جامعة، أي: كلمة جامعة. قوله: "وتُجُوز بي"، على بناء المفعول من الجواز، أي: عُرج بي ليلة المعراج الى حيث شاء الله، أو سومح لي في حساب أمتي وخفف في أمرهم. قوله: "وعُوفيت"، أي: عُصمت من القتل. و"عُوفيتْ أمتي"، أي: من الاستئصال كما كان حال الأمم السالفة، أو من شدائد الآخرة وشدة حسابها. (1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وباقي رجاله رجال مسلم.= الحديث: 6607 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 180 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: " إِنَّ رَبِّي حَرَّمَ عَلَيَّ الْخَمْرَ، وَالْمَيْسِرَ، والْمِزْرَ، وَالْكُوبَةَ، والْقِنِّينَ " (1) 6609 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ آمَنَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِهِ " 6610 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا (2) رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "   = عبد الرحمن بن جبير هو المصري المؤذن العامري. وهو مكرر ما قبله. (1) إسناده ضعيف. ابن لهيعة: سييء الحفظ، وأبو هبيرة الكلاعي: مجهول، كما ذكر الحافظ في "التعجيل" ص 524. وأخرجه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" (258) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/222 من طريق ابن لهيعة، بهذا الإسناد. ومتنه مكرر (6547) و (6564) و (6591) . وهو قطعة من الحديث (6478) ، وسلف هناك ذكر شواهده. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف. ابن لهيعة: سييء الحفظ، وباقي رجاله رجال مسلم. يحيي بن إسحاق: هو السيلحيني، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وسلف بإسناد صحيح مع تخريجه برقم (6572) . الحديث: 6609 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 181 قَلْبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ (1) إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الْجَبَّارِ (2) عَزَّ وَجَلَّ، إِذَا شَاءَ أَنْ يُقَلِّبَهُ قَلَّبَهُ " (3) ، فَكَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ " (4) 6611 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاءَ " (5)   (1) كذا في النسخ الخطية، ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: على. (2) في هامش (ظ) : الرحمن.) خ (. (3) شكلت في (س) : يقْلبه قلبه. (4) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين، وهو ابن سعد، وباقي رجاله ثقات رجال مسلم. يحيى بن غيلان: هو ابن عبد الله بن أسماء الخزاعي البغدادي أبو الفضل، وأبو هانيء: هو حميد بن هانيء الخولاني، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وسلف بإسناد صحيح برقم (6569) ، وذكرنا هناك شواهده. (5) حديث صحيح دون قوله "الأغنياء" فإنها لم ترد في الشواهد والمتابعات. شريك -وهو ابنُ عبد الله بن أبي شريك النخعي القاضي، وإن كان سييء الحفظ-، تابعه أبو بكر بن عياش في الرواية (7080) ، وهي صدر الحديث الذي أورده أحمد مطولاً برقم (6483) . وهذه القطعة منه -وإن لم ترد فيه عنده- قد وردت عند ابن حبان في "صحيحه" (7489) . وباقي رجاله ثقات. عبد الله بن محمد بن أبي شيبة: هو أبو بكر، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي،= الحديث: 6611 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 182 6612 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْتَصِيَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِصَاءُ أُمَّتِي الصِّيَامُ وَالْقِيَامُ " (1)   = ورواية شريك عنه قديمة. والسائب بن مالك: هو والد عطاء. وأخرجه ابن حبان (7489) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، بهذا الإسناد. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/182، 183، والهيثمي في "المجمع" 10/261، ونسباه إلى أحمد، وجودا إسناده! مع أن فيه شريكاً. وسقط من مطبوع "مجمع الزوائد" كلمة: "والنساء". وفي الباب عن ابن عباس عند مسلم (2737) ، سلف (2086) و (3386) . وعن عمران بن حصين عند البخاري (5198) و (6449) و (6546) ، وسيرد 4/429 و443. وعن أسامة بن زيد عند البخاري (5196) و (6547) ، ومسلم (2736) ، وسيرد 5/205 و209. وعن أبي هريرة، سيرد (7951) . (1) صحيح لغيره دون ذكر القيام، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحُيي بن عبد الله -وهو المعافري-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه ابنُ عدي في "الكامل" 2/855-856، ومن طريقه البغوي (2238) من طريق أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/253، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله= الحديث: 6612 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 183 6613 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ فِي مَجْلِسٍ وَهُوَ يَقُولُ: أَلَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقُومَ بِثُلُثِ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةٍ؟ قَالُوا: وَهَلْ يَسْتَطِيعُ (1) ذَلِكَ؟ قَالَ: " فَإِنَّ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ثُلُثُ   = ثقات، وفي بعضهم كلام. ويشهد له حديث ابن مسعود المتفق عليه، وسلف برقم (3592) ، ولفظه: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء". والوجاء: قال ابنُ الأثير: أن ترض أنثيا الفحل رضاً شديداً يذهب شهوة الجماع، ويتنزل في قطعه منزلة الخصي. وله شواهد أخرى في إسناد كل منها مقال: منها حديث جابر، سيرد 3/378. وحديث عثمان بن مظعون أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (845) ، وفي إسناده رشدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وكلاهما ضعيف. وأخرجه الحسين المروزي (1106) في زوائد "الزهد" وفي إسناده الإفريقي أيضاً. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 3/394، من رواية ابن شهاب معضلاً. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/253 من رواية الطبراني، وقال: وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. (1) في (ظ) : نستطيع. وأشير إليها في هوامش النسخ الأخرى. الحديث: 6613 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 184 الْقُرْآنِ " قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسْمَعُ أَبَا أَيُّوبَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقَ أَبُو أَيُّوبَ " (1) 6614 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ،   (1) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحيي بن عبد الله -وهو المعافري-، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/147، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف. وهذا الذي قاله أبو أيوب الأنصاري مرفوع حكماً، ثم صار مرفوعاً لفظاً بتصديق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له، وقد رواه أبو أيوب مرفوعاً كما سيرد 5/418. وثبت أن: (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن من أحاديث صحيحة كثيرة: ففي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (812) ، سيرد (9535) . وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (5013) ، سيرد (11053) و (111181) . وعن أبي الدرداء عند مسلم (811) ، سيرد 6/442 و447. وعن أبي مسعود البدري الأنصاري، سيرد 4/122. وعن أبي بن كعب عند النسائي في "الكبرى" (10521) ، وأبي عبيد في "فضائل القرآن" (46) (9) ، سيرد 5/141. وعن أم كلثوم بنت عقبة، سيرد 6/403، 404. وعن قتادة بن النعمان عند البخاري (5014) ، والنسائي في "الكبرى" (10536) . وعن ابن مسعود عند النسائي في "الكبرى" (10509) . وانظر في معنى كون (قل هو الله أحد) ثلث القرآن ما قاله الحافظ في "الفتح" 9/61. الحديث: 6614 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 185 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا يَقْرَأُ الْمُصْحَفَ بِالنَّهَارِ، وَيَبِيتُ بِاللَّيْلِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا (1) تَنْقِمُ أَنَّ ابْنَكَ يَظَلُّ ذَاكِرًا، وَيَبِيتُ سَالِمًا " (2) 6615 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرْفَةً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا "، فَقَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِمَنْ أَلَانَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ لِلَّهِ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ " (3)   (1) في (م) : أما. وهو خطأ. (2) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وحيي بن عبد الله المعافري. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/270، وقال: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. أهـ. ونقله عن أحمد ابنُ كثير في "فضائل القرآن" ص 91. قال السندي: قوله: "ما تنقم"، أي: ما تنكر من حال ابنك، فإنه في خير. (3) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. ابن لهيعة -وإن كان سييء الحفظ- قد توبع، لكن تبقى علة الحديث في حُيي بن عبد الله، وهو ضعيف، كما مر. وأخرجه الحكم في "المستدرك" 1/321 من طريق ابن وهب، عن حيي بن عبد الله، بهذا الإسناد، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، مع أن حيي بن عبد الله لم يخرج له مسلم، وقول المنذري في "الترغيب والترهيب": إن الحاكم قال: صحيح على شرطهما، وهم منه رحمه الله. ووقع فى رواية الحاكم: "فقال أبو مالك الأشعري"، بدل: "أبي موسى= الحديث: 6615 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 186 6616 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ تَوْبَةَ بْنَ نَمِرٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا عُفَيْرٍ عَرِيفَ (1) بْنَ سَرِيعٍ، حَدَّثَهُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقَالَ: يَتِيمٌ كَانَ فِي حَجْرِي، تَصَدَّقْتُ عَلَيْهِ بِجَارِيَةٍ، ثُمَّ مَاتَ وَأَنَا وَارِثُهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: سَأُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ وَجَدَ صَاحِبَهُ قَدْ   = الأشعري". وهو لفظ الطبراني في "الكبير" كما ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/254، وحسن إسناد الطبراني المنذري في"الترغيب والترهيب" 1/424 و2/63. وله شاهد ضعيف من حديث علي بن أبي طالب عند عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" سلف برقم (1338) . ومن حديث أبي مالك الأشعري -واسمه الحارث بن الحارث الأشعري، وعداده في أهل الشام-، سيرد 5/343 بسند حسن، ويخرج هناك. (1) وسماه عريف بن سريع الدارقطني في "المؤتلف" 3/1690 و1718، وابن حبان في "الثقات" 5/282، والأمير في "الإكمال" 6/169 و226، والذهبي في "المشتبه" ص 456، وابن ناصر الدين في "التوضيح" 6/252 و434، وابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص 286. لكن البخاري ذكره في "التاريخ الكبير" 9/63 في الكنى فيمن يجهل اسمه، وجعل لفظ "عريف" وصفا لا اسماً، فقال: أبو عفير عريف بني سريع، وتابعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/416 مع التصريح بذلك، فقال: "أبو عفير، وكان عريفاً لبني سريع"، وبنو سريع ذكرهم السمعاني في "الأنساب" في نسبة (السريعي) ، وذكر في نسبة (المعافري) ترجمة أبي قبيل حيي بن هانيء، فقال فيه: من بني سريع، ونقله المزي في "تهذيب الكمال" 7/490. الحديث: 6616 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 187 أَوْقَفَهُ يَبِيعُهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَهُ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَهَاهُ عَنْهُ، وَقَالَ: " إِذَا تَصَدَّقْتَ بِصَدَقَةٍ فَأَمْضِهَا " (1) 6617 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَظُلْمَنَا، وَهَزْلَنَا، وَجِدَّنَا، وَعَمْدَنَا، وَكُلَّ ذَلِكَ عِنْدَنَا " (2)   (1) إسناده ضعيف، علتُه عريفُ بنُ سريع، فإنه لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه غير توبة بن نمر، ورشدين -وهو ابن سعد- ضعيف. وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/156 عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، بهذا الإسناد. وقصةُ حمل عمر على فرس صحيحة، تقدمت من حديثه بالأرقام (166) و (258) و (281) ، ومن حديث ابنه عبد الله في مواضع آخرها برقم (5796) . قال السندي: قوله: قد أوقفه: أي: حبسه للبيع. فأمضها: من الإمضاء، أي: بعدم العود فيها ولو بالشراء، فأخذ منه أنه لا يجوز أو لا يحسنُ العود فيها بالإرث أيضاً، وهذا استنباط منه رضي الله تعالى عنه، ومنشفه أنه بلغه الحديث الصريح في هذا الباب، وإلا فقد جاء أن امرأة قالت: يا رسول الله: إني كنت تصدقت على أمي بجارية، وإنها ماتت، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وجب أجرُك، وردها عليك الميراثُ" -قلنا: سيرد هذا الحديث من رواية ابن عمرو نفسه برقم (6731) - وفرق بين العود بالسبب الاختياري وغيره، فلا يلزم من المنع من أحدهما المنع من الآخر. والله تعالى أعلم. (2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحيي بن عبد الله، وهو المعافري. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/172، ونسبه إلى أحمد والطبراني وحسن إسنادهما! = الحديث: 6617 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 188 6618 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الْعَدُوِّ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ " (1) 6619 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ: إِذَا رَكَعَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ " (2)   = وأخرجه ابنُ حبان (1027) من طريق عبد الله بن وهب، عن حُيي بن عبد الله، بهذا الإسناد، وقد حسنا إسناده هناك تقليداً لقول الحافظ في "التقريب": صدوق بهم. والصواب ما هنا، فإن حيي بن عبد الله ذكره الساجي وابن الجارود والعقيلي وابن الجوزي في الضعفاء، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوي، ولم يرد في توثيقه إلا قول ابن معين: ليس به بأس، وقول ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة. (1) إسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه النسائي 8/265 و268، وابن حبان (1027) ، والحاكم 1/531 من طريق ابن وهب، عن حيي، به. ولفظ ابن حبان: "غلبة العباد"، بدل: "غلبة الدين"، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، فأخطآ، فإن حيي بن عبد الله المعافري لم يخرج له مسلم، ثم هو ضعيف. (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة، وحيي بن عبد الله، وهو المعافري.= الحديث: 6618 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 189 6620 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اضْطَجَعَ لِلنَّوْمِ يَقُولُ: " بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي " (1)   = وأخرجه الطبراني بإسناد ليس فيه ابن لهيعة، فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/218-219، وقال: وبقية رجاله موثقون، وإن كان الخلف في حيي المعافري فقد وُثق. قلنا: لم يرد في توثيقه إلا قولُ ابن معين: ليس به بأس، وقول ابن عدي: لا بأس به إذا روى عنه ثقة. وهذا توثيق ضعيف، لا قيمة له إذا قورن بقول أحمد فيه: أحاديثه مناكير، وقول إمام هذه الصنعة البخاري: فيه نظر، وقول النسائي: ليس بالقوي. وفي الباب عن عائشة بإسناد صحيح، سيرد 6/133. وعن أبي هريرة، سيرد (9368) بإسناد صحيح أيضاً. وعن ابن عباس عند البيهقى 3/45، وإسناده ضعيف، واختلف عليه فيه، فروي مرسلاً أيضاً. وعن أبي بكرة عند أبي داود (1264) ، ومن طريقه البيهقي 3/46 بلفظ: "قال: خرجتُ مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لصلاة الصبح، فكان لا يمرُّ برجل إلا ناداه أو حركه برجله"، وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته. وقوله: "إذا ركع ركعتي الفجر"، أي: ركعتي السنة التي قبل الفريضة. وفي بعض الروايات عن عائشة أن هذا الاضطجاع كان بعد الوتر، وسيرد بسطُ القول في ذلك عند تخريج حديثها في "المسند"، وانظر "سنن البيهقي" 3/44-46. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة وحيي: كلاهما ضعيف، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/123، وحسنه! = الحديث: 6620 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 190 6621 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي (1) حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ،   = وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (770) ، والطبراني في "الدعاء" (258) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (719) من طريق ابن وهب، عن حيي، بهذا الإسناد. وحسنه ابنُ حجر في "نتائج الأفكار" ص 99/أ! وأخرجه ابنُ أبي شيبة بنحوه في "المصنف" 9/75 و10/249 عن جعفر بن عون، عن الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد (وهو أبو عبد الرحمن الحُبُلي) ، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل من الأنصار: "كيف تقول حين تريد أن تنام؟ "قال: أقول: باسمك [ربي] وضعتُ جنبي، فاغفر لي. قال: "قد غفر لك"، وإسناده ضعيف لضعف الإفريقي، وهو عبد الرحمن بن زياد بن أنعم. وله شاهد مطول من حديث أبي الأزهر الأنماري عند أبي داود (5054) أخرجه عن جعفر بن مسافر التنيسي، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا يحيى بن حمزة، عن ثور (هو ابن يزيد) ، عن خالد بن معدان، عن أبي الأزهر الأنماري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا أخذ مضجعه من الليل، قال: "بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسىء شيطاني، وفُك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى"، وإسناده جيد كما قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 4/6 في ترجمة أبي الأزهر الأنماري، وحسنه الإمام النووي في "الأذكار" في باب ما يقول إذا أراد النوم. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (6320) ، ومسلم (2714) ، وصححه ابن حبان (5534) و (5535) ، ولفظ مسلم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه ... وليقل: سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين". (1) في (ظ) : حدثنا. الحديث: 6621 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 191 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَحْفَظْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة وحيي المعافري. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/167 و177، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: وإسنادهما حسن. وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد (7626) و (7645) و (9595) و (9967) . وعن أبي شريح الكعبي، سيرد 4/31 و6/384 و385. وعن عائشة، سيرد 6/69. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/412. وعن أبي أيوب الأنصاري عند ابن حبان (5597) ، وإسناده ضعيف، وانظر تمام تخريجه فيه. وعن زيد بن خالد الجهني عند الطبراني (5187) ، والبزار (1925) ، قال الهيثمي في "المجمع" 8/176: ورجال البزار رجال الصحيح. وعن ابن عباس عند الطبراني (10843) ، والبزار (1926) ، ونسبه الهيثمي في "المجمع" 8/176 إلى البزار وحده، وقال: في بعض رجاله ضعف، وقد وثقوا. وذكره أيضاً 10/300، وقال: رواه البزار، وإسناده حسن. قلنا: وإسناد الطبراني ضعيف، فيه مندل بن علي، وأبو صالح باذام، وكلاهما ضعيف. وعن أنس عند البزار (1927) ، قال الهيثمي في "المجمع" 8/177: فيه محمد بن ثابت البناني، وهو ضعيف. وعن ابن مسعود عند الطبراني (10442) ، ونسبه الهيثمي في "المجمع"= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 192 6622 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي (1) عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ، فَقَالَ: أَجَلْ، وَاللهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِصِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ (2) : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب: 45] وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، وَأَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَسْتَ (3) بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ - قَالَ يُونُسُ: وَلَا صَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ - وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا " قَالَ عَطَاءٌ: لَقِيتُ كَعْبًا فَسَأَلْتُهُ، فَمَا اخْتَلَفَا فِي حَرْفٍ، إِلَّا أَنَّ كَعْبًا يَقُولُ بِلُغَتِهِ: أَعْيُنًا عُمُومَى، وَآذَانًا صُمُومَى، وَقُلُوبًا غُلُوفَى - قَالَ يُونُسُ: غُلْفَى (4)   = 8/269 إلى الطبراني، وقال: وفيه سوار بن مصعب، وهو متروك. وقد تحرف فيه "ابن مسعود"، إلى: "أبي مسعود". (1) في هامش (س) و (ص) : أتخبرني (خ) . (2) في (ظ) : الفرقان. (3) في (ص) و (س) : ليس. وهو لفظ البخاري. (4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير موسى بن داود، فمن رجال مسلم، إلا أن فليح بن سليمان -وإن كان ينحط عن رتبة الصحيح- متابع. وأخرجه بطوله ابنُ سعد في "الطبقات" 1/362، والطبري في "تفسيره" الحديث: 6622 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 193 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 9/83 [الأعراف: 157] عن موسى بن داود، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري أيضا من طريق عثمان بن عمر، وابن سعد، والبيهقي في "الدلائل" 1/373-374 من طريق سريج بن النعمان، كلاهما عن فليح، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2125) ، وفي "الأدب المفرد" (246) عن محمد بن سنان، عن فليح، به، وليس في آخره كلام كعب الأحبار. وأخرجه دون كلام كعب أيضا البخاري في "صحيحه" (4838) عن عبد الله بن مسلمة، وفي "الأدب المفرد" (247) عن عبد الله بن صالح، والطبري 9/83 من طريق موسى بن داود شيخ أحمد في هذا الحديث، وابن سعد 1/361-362 عن يزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم، والبيهقي في "الدلائل" 1/375 من طريق عبد الله بن رجاء، ستتهم عن عبد العزيز، عن هلال بن علي، بهذا الإسناد. قال البخاري عقب الحديث (2125) : وقال سعيد: عن هلال، عن عطاء، عن ابن سلام. وهذه الطريق وصلها الدارمي 1/5، والفسوي في "تاريخه" فيما أخرجه البيهقي من طريقه في "الدلائل" 1/376 عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد (وهو ابن أبي هلال) ، عن هلال بن علي بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن ابن سلام. قال الحافظ في "الفتح" -بعد أن زاد نسبته من هذه الطريق إلى الطبراني-: ولا مانع أن يكون عطاء بن يسار حمله عن كل منهما، فقد أخرجه ابن سعد [1/360] من طريق زيد بن أسلم، قال: بلغنا أن عبد الله بن سلام كان يقول ... فذكره، وأظن المُبلغ لزيد هو عطاء بن يسار، فإنه معروف بالرواية عنه، فيكون هذا شاهداً لرواية سعيد بن أبي هلال، والله أعلم. وقد ذكر الدارمي والفسوي عقب روايتهما قولهما: قال عطاء بن يسار: وأخبرني أبو واقد الليثي أنه سمع كعباً يقول مثل ما قال ابن سلام. قلنا: وعن كعب الأحبار أخرجه ابنُ سعد 1/360، والدارمي 1/5 من طريق ذكوان أبي صالح، عن كعب الأحبار.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 194 6623 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ   = وهو عندهما أيضاً من طريق أبي فروة، عن ابن عباس، أنه سأل كعب الأحبار. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 1/376-377 من طريق أم الدرداء، قالت: قلت لكعب الأحبار ... وأخرجه البيهقي أيضاً 1/377 من طريق المسيب بن رافع، عن كعب الأحبار. وأخرجه ابن سعد 1/360 من طريق أبي عبد الله الجدلي، عن كعب. وفي الباب أيضا عن جبير بن نُفير أخرجه الدارمي 1/6 عن حيوة بن شريح، حدثنا بقيةُ بنُ الوليد، حدثنا بحير بنُ سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نُفير، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لقد جاءكم رسول إليكم، ليس بوهن ولا كسل، ليختن قلوبا غلفاً، ويفتح أعينا عمياً، ويسمع آذاناً صماً، ويقيم ألسنة عوجاء، حتى يقال: لا إله إلا الله وحده"، وإسناده صحيح إلا أنه مرسل، وصحح إسناده ابن حجر في "الفتح" 8/586. قوله: "وحرْزاً"، أي: حافظاً، وأصل الحرْز: الموضع الحصين، وهو استعارة. قوله: "للأميين"، أي: العرب. قوله: "سخاب"، أو"صخاب"، وكلاهما بمعنى واحد: السخب في الأسواق، ويقال: الصخب بالصاد: هو رفع الصوت بالخصام. وقوله: "حتى يُقيم به الملة العوجاء"، أي: ملة العرب، ووصفها بالعوج لما دخل فيها من عبادة الأصنام، والمراد بإقامتها أن يخرج أهلها من الكفر إلى الإيمان. الحديث: 6623 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 195 وُضُوءًا مَكِيثًا (1) ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَنَظَرَ إِلَيَّ، فَقَالَ: " سِتٌّ فِيكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ: مَوْتُ نَبِيِّكُمْ " صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَكَأَنَّمَا انْتَزَعَ قَلْبِي مِنْ مَكَانِهِ - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاحِدَةٌ " قَالَ: " وَيَفِيضُ الْمَالُ فِيكُمْ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُعْطَى عَشَرَةَ آلَافٍ، فَيَظَلُّ يَتَسَخَّطُهَا "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثِنْتَيْنِ "، قَالَ: " وَفِتْنَةٌ تَدْخُلُ بَيْتَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ " (2) ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ "، قَالَ: " وَمَوْتٌ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ [قَالَ] : وَهُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ يَجْمَعُونَ (3) لَكُمْ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، كَقَدْرِ حَمْلِ الْمَرْأَةِ (4) ، ثُمَّ يَكُونُونَ أَوْلَى بِالْغَدْرِ مِنْكُمْ "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ "، قَالَ: " وَفَتْحُ (5) مَدِينَةٍ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سِتٌّ "، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ مَدِينَةٍ؟ قَالَ: " قَسْطَنْطِينِيَّةُ " (6)   (1) في هامش (ق) : أي: بطيئاً متأنياً غير مستعجل. (نهاية) . (2) ورد في هامش (س) : لعلها قلة الاهتمام بأمور الدين. (3) في (ق) و (ظ) و (م) : ليجمعون. (4) في (ظ) : امرأة. (5) في هامش (ظ15) : وتفتح) خ (. (6) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، أبو جناب -واسمه يحيى بن أبي حية الكلبي- ضعيف، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/321-322، وعزاه إلى أحمد والطبراني، وقال: وفيه أبو جناب الكلبي، وهو مدلس. وله شاهد من حديث عوف بن مالك عند البخاري (3176) ، وسيرد 6/24، ويخرج هناك.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 196 6624 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي حَيْوَةُ يَعْنِي ابْنَ شُرَيْحٍ، عَنِ ابْنِ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْغَازِي أَجْرُهُ، وَلِلْجَاعِلِ أَجْرُهُ وَأَجْرُ الْغَازِي " (1)   = وآخر من حديث معاذ بن جبل، سيرد أيضا 5/228. وعن فتح القسطنطينية انظر الحديث (6645) . قوله: "يتسخطها"، يقال: تسخط عطاءه، أي: استقله ولم يقع موقعا. قوله: "كقُعاص الغنم"، القُعاص: داء يأخذ الدواب، فيسيل من أنوفها شيءٌ فتموتُ فجأة. قال الحافظ في "الفتح" 6/278: ويقال: إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر، وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس. (1) إسناده صحيح. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن نجيح البغدادي، أبو يعقوب بن الطباع- فمن رجال مسلم، وابن شفي -وهو حسين بن شفي بن ماتع-، تابعي مصري ثقة، فقد روى له أبو داود، وأبوه شفي ثقة، روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي، والبخاري في "خلق أفعال العباد"، وابن ماجه في "التفسير". ليث: هو ابن سعد. وأخرجه أبو داود (2526) من طريق حجاج بن محمد وعبد الله بن وهب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3264) ، والبغوي في "شرح السنة" (2671) ، والبيهقي في"شعب الإيمان" (4275) ، و"السنن"9/28 من طريق محمد بن رمح، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي (3263) عن عبد الملك بن مروان، عن حجاج بن محمد، عن الليث، قال: حدثني حيوة بن شريح، عن شفي، عن عبد الله ... الحديث. قال الطحاوي: هكذا حدثنا عبد الملك، ولم يُدخل بين حيوة وبين شفي فيه أحدا.= الحديث: 6624 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 197 6625 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنِ ابْنِ شُفَيٍّ الْأَصْبَحِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ " (1)   = والجاعل: اسم فاعل من جعل، والاسم: الجُعْل، بضم الجيم، والمصدر: الجعْل. قال في "النهاية": يقال: جعلتُ كذا جعْلا وجُعْلا، وهو الأجر على الشيء. وقوله: "للجاعل أجره وأجر الغازي"، قال الخطابي في "معالم السنن" 2/244: في هذا ترغيب للجاعل ورخصة للمجعول له. والمراد الترغيب في تجهيز الغزاة وإعانتهم بالمال، وهذا محمول على من كان له عذر يقعُدُ به عن الغزو، وهو من باب قوله عليه الصلاة والسلام: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا". وقد نقل البغوي عن مجاهد قوله: قلتُ لابن عُمر: أريد الغزو، قال: إني أحبُّ أن أعينك بطائفة من مالي، قلت: وسع الله على، قال: إن غناك لك، وإني أحب أن يكون من مالي في هذا الوجه. (1) إسناده صحيح كسابقه. إسحاق: هو ابن عيسى بن نجيح البغدادي. وأخرجه أبو داود (2487) ، والحاكم في "المستدرك" 2/73 من طريق علي بن عياش، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4275) ، و"السنن" 9/28، والبغوي في "شرح السنة" (2671) من طريق محمد بن رمح، وأبو نعيم في "الحلية" 5/169 من طريق عبد الله بن صالح، ثلاثتهم عن الليث، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقد سقط من مطبوع "المستدرك" من السند: "عن أبيه". وقوله: "قفْلة كغزوة"، قال الخطابي: في "معالم السنن" 2/236-237: هذا= الحديث: 6625 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 198 6626 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي (1) فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ "، قَالَ: " فَيُشَفَّعَانِ " (2)   = يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون أراد به القفول عن الغزو والرجوع إلى الوطن، يقول: إن أجر المجاهد في انصرافه إلى أهله كأجره في إقباله إلى الجهاد، وذلك لأن تجهيز الغازي يُضر بأهله، وفي قفوله إليهم إزالةُ الضرر عنهم واستجمام للنفس، واستعداد بالقوة للعود. والوجه الآخر: أن يكون أراد بذلك التعقيب، وهو رجوعه ثانياً في الوجه الذي جاء منه منصرفا، وإن لم يلق عدواً، ولم يشهد قتالاً، وقد يفعل ذلك الجيشُ إذا انصرفوا من مغزاتهم، وذلك لأحد أمرين ... ثم ذكرهما الخطابي، فانظره. (1) تحرف في (م) إلى: فيشفعني. (2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -واسمه عبد الله-، وحُيي بن عبد الله، كلاهما ضعيف. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/554، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1994) من طريق ابن وهب، عن حيي، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، ووهما، فإن حيي بن عبد الله لم يخرج له مسلم، ثم هو ضعيف، ووقع عند البيهقي: عبد الله بن عمر، وهو تصحيف. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/161 من طريق رشدين، عن حيي، به،= الحديث: 6626 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 199 6627 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ينفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا " (1)   = وهوضعيف. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/181، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، ورجال الطبراني رجال الصحيح. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد بن أبي عروبة بعد الاختلاط- قد سمعه من حسين المعلم نفسه دون واسطة سعيد كما ذكر عقب الحديث، ثم قد تابعه عبدُ الوهاب الخفاف في الرواية (7021) ، وهو ممن سمع من سعيد قبل الاختلاط، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد، وسيرد الحديث أيضاً برقم (6679) و (6928) و (7021) من طرق، عن حسين المعلم، به، بإسقاط سعيد، بزيادة: "ويصوم في السفر ويفطر"، وسيرد برقم (6660) و (6783) من طريقين آخرين عن عمرو بن شعيب، به. حسين المعلم: هو ابن ذكوان. وهذا الحديث هو ثلاثة أحاديث: أما الحديث الأول وهو: "رأيتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي ينفتل عن يمينه وعن شماله": فأخرجه ابن ماجه (931) من طريق يزيد بن زريع، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن مسعود عند البخاري (852) ، ومسلم (707) ، ولفظه: "أكثر مارأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصرف عن شماله"، وسلف برقم (4383) بلفظ: "كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصرف حيث أراد، كان أكثر انصراف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صلاته على شقه الأيسر إلى حجرته".= الحديث: 6627 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 200 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وعن أنس عند مسلم (708) بلفظ: "أما أنا فأكثر ما رأيت رسول اله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصرف عن يمينه"، وسيرد 3/133. وعن عائشة، سيرد 6/87. وعن هُلب عند الترمذي (301) ، وابن ماجه (929) ، ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يؤمُّنا فينصرف على جانبيه، جميعاً، على يمينه وعلى شماله. قال الترمذي: حديث هُلْب حديث حسن. وعليه العمل عند أهل العلم: أنه ينصرف على أي جانبيه شاء، إن شاء عن يمينه، وإن شاء عن يساره، وقد صح الأمران عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: في الباب عن ابن مسعود، وأنس، وابن عمرو. والحديث الثاني وهو قوله: "رأيته يصلي حافياً ومنتعلاً" أخرجه ابن أبي شيبة 2/415، وأبو داود (653) ، وابن ماجه (1038) ، والبيهقي في "السنن" 2/431 من طرق عن حسين المعلم، به. وأخرجه عبد الرزاق (1512) عن مقاتل، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو. (وقع في المطبوع: عن جده، عن عبد الله بن عمرو، بزيادة: "عن" وهو خطأ) . وفي الباب عن أنس عند البخاري (386) و (5850) ، ومسلم (555) ، سيرد 3/100 و166 و189. وعن ابن مسعود سلف برقم (4397) بإسناد ضعيف. وعن أبي هريرة، سيرد (8899) و (9902) بإسناد ضعيف، وهو عند ابن حبان (2183) حديث قولي بإسناد صحيح. وعن أوس الثقفي، سيرد 4/8 و9. وعن عمرو بن حريث، سيرد 4/307. وعن عبد الله بن أبي حبيبة 4/334. وعن شداد بن أوس عند أبي داود (652) ، وابن حبان (2186) . والحديث الثالث وهو: "رأيته يشرب قائماً وقاعدا": أخرجه الترمذي (1883) = الجزء: 11 ¦ الصفحة: 201 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = من طريق محمد بن جعفر، عن حسين المعلم، به. وفي الباب عن علي عند البخاري (5615) و (5617) ، وسلف برقم (795) و (916) و (1125) و (1128) و (1140) . وعن عائشة، سيرد 6/87. وفي باب الشرب واقفاً عن ابن عباس سلف برقم (1838) . وعن أم سليم، سيرد 6/431. وعن كبشة الأنصارية عند ابن ماجه (3423) . وعن سعد بن أبي وقاص عند البزار (2898 - كشف الأستار) ، والطحاوي 4/273. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/80: رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات. وعن أنس بن مالك عند البزار (2899 - كشف الأستار) ، وأبي يعلى (3560) ، والطحاوي 4/274، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي" ص 226، والبغوي (3052) . وعن عائشة عند البيهقي في "شعب الإيمان" (5986) و (5987) . وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/81 أن أحاديث الشرب قائماً تعارضها أحاديث صريحة في النهي عن ذلك، ثم ذكر الحافظ بعضها، ونقل أقوال الأئمة في الجمع بينها، ومنها قول الإمام النووي: النهي فيها محمول على التنزيه، وشربه [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قائما لبيان الجواز. وللحديث بأقسامه الثلاثة شاهد أيضا من حديث عمران بن حصين أخرجه البزار (993) من طريق هارون بن موسى، عن حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه: "يمشي حافيا ... "، بدل: "يصلي"، وهو تحريف. قال البزار: وهذا رواه حسين، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ورواه هارون (يعني ابن موسى) عن حسين، عن ابن بريدة، عن عمران، وهارون ليس به بأس، وزاد: ويصوم في السفر ويفطر، ولا نحفظ= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 202 قَالَ مُحَمَّدٌ يَعْنِي غُنْدَرًا: أَنْبَأَنَا (1) بِهِ الْحُسَيْنُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ 6628 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ، وَعَنْ بَيْعٍ وَسَلَفٍ، وَعَنْ رِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ (2) ، وَعَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ " (3)   = هذا في حديث عمرو بن شعيب، ولو حفظناه كان هذا الإسناد أحسن من ذلك، وإن كان ذلك هو المعروف. قلنا: بل وردت زيادة: "ويصوم في السفر ويفطر" في حديث عمرو بن شعيب -كما أشرنا آنفاً- بالأرقام (6679) و (6928) و (7021) من طريق حسين المعلم، عنه، وقد أورد حديث عمران الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/159، وقال: ورجاله ثقات. (1) في (ظ) : وأنبأنا. (2) في (ظ) : تضمن، وورد فيها قوله: "وعن ربح ما لم تضمن" في آخر الحديث. (3) إسناده حسن، الضحاك بن عثمان: احتج به مسلم، وهو صدوق، وثقه أحمد، وعثمان بن سعيد، وأبو داود، ويحيى بن معين، وابن بكير، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال محمد بن سعد: كان ثبتا، ثقة، كثير الحديث. وقال ابن نمير: لا بأس به، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وهو صدوق، ثم هو متابع. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد. وأخرجه النسائي 7/295، والدارمي 2/253 من طريق حسين المعلم،= الحديث: 6628 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 203 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والدارقطني 3/74-75 من طريق عامر الأحول، والطحاوي 4/46-47 من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، وعامر الأحول، وداو بن أبي هند، وداود بن قيس، والبيهقي في "السنن" 5/340 من طريق الأوزاعي، ستتهم عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (6918) من طريق محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه ابنُ حبان (4321) من طريق عطاء الخراساني، عن عبد الله بن عمرو، قال: يا رسول الله، إنا نسمع منك أحاديث، أفتأذن لنا أن نكتبها؟ قال: "نعم"، فكان أول ما كتب كتاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أهل مكة: "لا يجوز شرطان في بيع واحد، ولا بيع وسلف جميعاً، ولابيع ما لم يضمن، ومن كان مكاتباً على مئة درهم فقضاها إلا عشرة دراهم، فهو عبد، أو على مئة أوقية إلا أوقية، فهو عبد". وانظر تخريجه في ابن حبان. وسيأتي (6671) و (6918) . وقوله: "نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيعتين في بيعة"، ومثله حديث أبي هريرة عند أبي داود (3316) : "من باع بيعتين في بيعة، فله أوكسهما أو الربا". قال ابن القيم في "تهذيب السنن" 5/106: وللعلماء في تفسيره قولان: أحدهما: أن يقول: بعتك بعشرة نقداً أو عشرين نسيئة، وهذا هو الذي رواه أحمد عن سماك، ففسره في حديث ابن مسعود، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صفقتين في صفقة، قال سماك: "الرجل يبيع البيع، فيقول: هو علي نساء بكذا وبنقد كذا". وهذا التفسير ضعيف، فإنه لا يدخل الربا في هذه الصورة، ولا صفقتين هنا، وإنما هي صفقة واحد بأحد الثمنين. والتفسير الثاني: أن يقول: أبيعكها بمئة إلى سنة على أن أشتريها منك بثمانين حالة، وهذا معنى الحديث الذي لا معنى له غيره، وهو مطابق لقوله:= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 204 6629 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يَسْتَرِدُّ مَا وَهَبَ، كَمَثَلِ الْكَلْبِ يَقِيءُ فَيَأْكُلُ مِنْهُ، وَإِذَا اسْتَرَدَّ الْوَاهِبُ، فَلْيُوقَفْ (1) بِمَا اسْتَرَدَّ، ثُمَّ لِيُرَدَّ عَلَيْهِ مَا وَهَبَ " (2)   = "فله أوكسهما أو الربا" فإنه إما أن يأخذ الثمن الزائد فيربي، أو الثمن الأول، فيكون هو أوكسهما، وهو مطابق لصفقتين في صفقة، فإنه قد جمع صفقتي النقد والنسيئة في صفقة واحدة ومبيع واحد، وهو قد قصد بيع دراهم عاجلة بدراهم مؤجلة أكثر منها ولا يستحق إلا رأس ماله وهو أوكس الصفقتين، فإن أبى إلا الأكثر كان قد أخذ الربا، فتدبر مطابقة هذا التفسير لألفاظه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانطباقه عليها. ومما يشهد لهذا التفسير ما رواه الإمام أحمد عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه: "نهى عن بيعتين في بيعة"، و"عن سلف وبيع" فجمعه بين هذين العقدين في النهي، لأن كلا منهما يؤول إلى الربا، لأنهما في الظاهر بيع وفي الحقيقة ربا. (1) في (س) : فليتوقف. (2) إسناده حسن، أسامةُ بنُ زيد: هو الليثي، حسن الحديث، ثم هو متابع، وباقي رجاله ثقات، أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد البصري. وأخرجه أبو داود (3540) ، والبيهقي في "السنن" 6/181 من طريق ابن وهب، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد، ولفظهما: "فليوقف فليُعرف بما استرد، ثم ليُدفع إليه ما وهب". وأخرجه البيهقي في "السنن" 6/179 من طريق مطر الوراق، وعامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، نحوه. وسيرد برقم (6705) و (6943) من طريق عامر الأحول والحجاج، كلاهما= الحديث: 6629 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 205 6630 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ (1) ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ الدِّيلِيِّ (2) ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ   = عن عمرو بن شعيب، به. وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (166) و (281) . وعن ابن عباس، سلف برقم (1872) و (2529) و (2647) و (3015) و (3146) و (3177) و (3221) و (3269) . وعن ابن عمر وابن عباس سلف برقم (4810) و (5493) . وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (2384) ، وابن عدي في "الكامل" 3/938، وإسناده منقطع. قوله: "فليوقف": قال في "عون المعبود" 3/315: هو على البناء للمفعول، من الوقف، كقوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون) ، أو التوقيف، أو الإيقاف، فإن ثلاثتها بمعنى. وقوله: "فليوقف بما استرد، ثم ليرد عليه ما وهب"، وعند أبي داود زيادة لفظ: "فليُعرف" بعد "فليوقف"، قال في "عون المعبود" 3/315: والمعنى: منْ وهب هبة ثم أراد أن يرتجع، فليفعل به ما يقف ويقوم، ثم يُنبه على مسألة الهبة لتزول جهالته، بأن يقال له: الواهب أحق بهبته ما لم يثب منها، ولكنه كالكلب يعود في قيئه، فإن شئت فارتجع، وكن كالكلب يعود في قيئه، وإن شئت فدع ذلك، كيلا تتشبه بالكلب المذكور، فان اختار الارتجاع بعد ذلك أيضاً، فليدفع إليه ما وهب، والله أعلم. انتهى. (1) في هامش (ظ) : هو ابن عمير. (2) في (ظ) : عن أبي حرب الديلي، قال. الحديث: 6630 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 206 أَبِي ذَرٍّ " (1) 6631 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً، " فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ " قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: " مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ، وَلَا رَكَعْتُ رُكُوعًا قَطُّ، كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ " (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. عثمان -وهو ابن عُمير، ويقال: ابن قيس- ضعيف. قال ابنُ حجر في "التقريب": والصواب أن قيساً جد أبيه، وهو عثمان بن أبي حميد أيضاً البجلي، أبو اليقظان الكوفي الأعمى. وسلف برقم (6519) ، وسيأتي (7078) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو معاوية: هو شيبان بن عبد الرحمن النحوي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مسلم (910) عن محمد بن رافع، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1051) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1139) عن أبي نعيم، عن أبي معاوية، به. وفيه قول عائشة: ما سجدت سجوداً قط كان أطول منها. ليس في قولها ذكر الركوع. وأخرجه بتمامه البيهقي في "السنن" 3/323 من طريق أبي نعيم، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي أيضاً 3/320 دون قول عائشة من طريق أبي نعيم، عن= الحديث: 6631 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 207 6632 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: ذَاتَ يَوْمٍ، وَدَخَلَ الصَّلَاةَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ السَّمَاءِ (2) ، وَسَبَّحَ وَدَعَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَائِلُهُنَّ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ   = أبي معاوية، به. وأخرجه ابنُ خزيمة (1375) من طريق أبي نعيم، عن أبي معاوية، به، مختصراً. قال ابنُ خزيمة عقيبه: وهكذا رواه معاوية بن سلام أيضاً، عن يحيى، به. قلنا: ومن طريق معاوية بن سلام، سيرد برقم (7046) ، ويرد تخريجه هناك. وأخرجه النسائي 3/137 من طريق محمد بن حمير، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي طعمة، عن عبد الله بن عمرو، وهذا إسناد خالف فيه ابنُ حمير، فذكر أبا طعمة بدل أبي سلمة، وأبو طعمة هذا قيل: إنه هلال مولى عمر بن عبد العزيز، وقد روى عنه جمع، ووثقه ابن عمار الموصلي، وقيل غيره، وهو مجهول، لكنه متابع بأبي سلمة. قوله: قال: وقالت عائشة: قال ابن حجر في "الفتح" 2/539: القائل هو أبو سلمة في نقدي، ويُحتمل أن يكون عبد الله بن عمرو، فيكون من رواية صحابي عن صحابية. قوله: "فركع ركعتين في سجدة": المراد بالسجدة هنا الركعة بتمامها، وبالركعتين الركوعان. إذ المعروفُ في صلاة الكسوف أن في كل ركعة ركوعين وسجودين، قال الحافظ في "الفتح" 2/539: ولو تُرك على ظاهره لاستلزم تثنية الركوع وإفراد السجود، ولم يصرْ إليه أحد، فتعين تأويلُه. (1) في (ظ) : حدثنا عطاء. (2) في (ق) و (س) : السموات. الحديث: 6632 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 208 الْمَلَائِكَةَ تَلَقَّى بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا " (1) 6633 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، مِنْ كِتَابِهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، سَمِعْتُ (2) شَرَاحِيلُ (3) بْنَ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ هُدَيَّةَ الصَّدَفِيَّ، قَالَ:   (1) إسناده حسن، حماد -وهو ابن سلمة- سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط عند غير واحد من الأئمة، منهم ابن معين وأبو داود والطحاوي كما في "الكواكب النيرات" ص 325. وأخرجه البزار (524) من طريق عفان، عن حماد، بهذا الإسناد، ومن طريقه، سيرد برقم (7060) . وزاد الهيثمي في "المجمع" 2/105 نسبته إلى الطبراني في "الكبير" من رواية حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو. قال الهيثمي: وإسناده جيد، يعلى بن عطاء العامري وأبوه ثقتان. كذا قال، مع أن عطاء والد يعلى لم يوثقه إلا ابن حبان، وقال أبو الحسن ابن القطان: مجهول الحال، ما روى عنه غير ابنه يعلى، وتبعه الذهبي في "الميزان" 3/78، وقال فيه الحافظ في "التقريب": مقبول، فحديثه حسن في المتابعات، وهذا منها. وفي الباب عن أنس بن مالك، سيرد 3/106 و158 و188. وعن رفاعة بن رافع الزرقي، سيرد 4/340. (2) في (ظ) : قال سمعت. (3) كذا في هذه الرواية من طريق زيد بن الحباب، وهو خطأ، فقد نقل البيهقي في "الشعب" 5/363 عن الإمام أحمد قوله: كذا قال زيد بن الحباب: شرحبيل. اهـ. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/257-258: وقال بعضهم: شرحبيل بن يزيد المعافري، ولا يصح. قلنا: يعني أن الصواب: شراحيل، وهو ما سيرد في رواية ابن المبارك الآتية برقم (6637) . الحديث: 6633 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 209 سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَكْثَرَ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا اسناد حسن، شراحيل بن يزيد: هو المعافري المصري، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. ومحمد بن هدية -بالياء المثناة التحتية، وتصحف في غير ما كتاب الى هدْبة، بالموحدة-، ذكره يعقوب بن سفيان في "تاريخه" 2/528 في الثقات من تابعي أهل مصر. وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، ونقل في "التهذيب" عن ابن يونس قوله: ليس له غير حديث واحد. قلنا: يعني هذا الحديث، وباقي رجاله ثقات، رجال الصحيح. وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف" 13/228، ومن طريقه الفريابي في "صفة المنافق" (37) عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وزاد الهيثمي في "المجمع" 6/229-230 نسبته الى الطبراني. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6958) من طريق الحسن بن علي بن عفان، عن زيد بن الحباب، به. وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/528، والبيهقي في "الشعب" (6959) من طريق ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، به. وأشار إلى متابعة ابن وهب البخاري في "التاريخ الكبير" 1/257. وسيرد برقم (6634) و (6637) ، وإسناد الأول حسن في الشواهد والمتابعات. وفي الباب عن عقبة بن عامر، سيرد 4/151 و154-155، وسنده حسن. قال المناوي في "فيض القدير" 2/80 في معنى قوله عليه الصلاة والسلام: "أكثر منافقي أمتي قراؤها"، أي: الذين يتأولونه على غير وجهه، ويضعونه في غير مواضعه. وقال ابنُ الآثير في "النهاية": أي إنهم يحفظون القرآن نفياً للتهمة عن أنفسهم، وهم معتقدون تضييعه، وكان المنافقون في عصر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذه الصفة.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 210 6634 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَكْثَرَ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا " (1) 6635 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا يُبَاعِدُنِي مِنْ غَضَبِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: " لَا تَغْضَبْ " (2)   = ونقل كلامه المناوي في "فيض القدير"، ثم نقل عن الزمخشري قوله: أراد بالنفاق الرياء، لأن كلا منهما إرادة ما في الظاهر خلاف ما في الباطن. (1) حديث حسن، فقد أخرجه ابنُ بطة في "الإبانة" برقم (942) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. وعبد الله بن وهب ممن سمع من ابن لهيعة قديماً، ودراج -وهو ابنُ سمعان أبو السمح-: قال أبو داود: أحاديثهُ مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم، والطريق السالفة برقم (6633) تعضُده، وسيرد برقم (6637) . (2) صحيح لغيره، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله- تابعه عمرو بن الحارث عند ابن حبان (296) ، ودراج: هو ابن سمعان أبو السمح، روايته عن غير أبي الهيثم مستقيمة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/69، وعزاه إلى أحمد، وقال: وفيه ابن لهيعة، وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات. وفي الباب عن أبي هريرة، سيرد (8744) و (10011) . وعن جارية بن قدامة، سيرد 3/484 و5/34 و370 و372.= الحديث: 6634 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 211 6636 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَلْتَقِي (1) عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ، مَا رَأَى أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ قَطُّ " (2) 6637 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي (3) ابْنَ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ الْمَعَافِرِيُّ، حَدَّثَنَا شَرَاَحِيلُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هُدَيَّةَ،   = وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/373. وعن ابن عمر عند أبي يعلى (5685) . وعن سفيان بن عبد الله الثقفي عند الطبراني في "الكبير" (6399) . وعن أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" كما ذكر الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/70، والحافظ في "الفتح" 10/519. (1) في (ظ) : لتلتقي، وأشير إليها في هامش (س) و (ق) . (2) حديث حسن، ابن لهيعة قد توبع، ودراج: هو ابن سمعان أبو السمح. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" ص 76، من طريق ابن وهب، عن حيوة بن شريح، عن دراج، به، نحوه، وهذا إسناد حسن. وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/274، وقال: "رواه أحمد، ورجاله وُثقوا على ضعف في بعضهم، ورواه الطبراني" كذا في مطبوع "المجمع"، ولم يُبين الهيثمي حال رجال إسناد الطبراني. وكره السيوطي في "جمع الجوامع"، ونسبه إلى أحمد والدارقطني. وسيتكرر برقم (7048) . (3) لفظ: "يعني" لم يرد في (ظ) . الحديث: 6636 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 212 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثَرُ مُنَافِقِي أُمَّتِي قُرَّاؤُهَا " (1) 6638 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَغَنِمُوا، وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِقُرْبِ مَغْزَاهُمْ، وَكَثْرَةِ غَنِيمَتِهِمْ، وَسُرْعَةِ رَجْعَتِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَقْرَبَ مِنْهُ مَغْزًى، وَأَكْثَرَ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكَ رَجْعَةً؟ مَنْ تَوَضَّأَ، ثُمَّ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لِسُبْحَةِ الضُّحَى، فَهُوَ أَقْرَبُ مَغْزًى، وَأَكْثَرُ غَنِيمَةً، وَأَوْشَكُ رَجْعَةً " (2)   (1) إسناده حسن، وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (451) . ومن طريق ابن المبارك أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (121) ، و"التاريخ الكبير" 1/257، والفريابي في "صفة المنافق" (36) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6959) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/528، وابن وضاح في "البدع" ص 88، والبغوي في "شرح السنة" 1/75. وسلف برقم (6633) و (6634) . (5) من قوله: "بن عمرو" في الحديث السابق ... إلى هنا سقط من نسخة (ق) . (2) حسن لغيره، ابنُ لهيعة -وهو عبد الله- قد تابعه ابنُ وهب عند الطبراني في "المعجم الكبير" فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/235، قال: ورجال الطبراني ثقات، لأنه جعل بدل ابن لهيعة ابن وهب. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/463، وقال: رواه أحمد من رواية= الحديث: 6638 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 213 6639 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اجْعَلْنِي عَلَى شَيْءٍ أَعِيشُ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا حَمْزَةُ، نَفْسٌ (1) تُحْيِيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمْ نَفْسٌ تُمِيتُهَا؟ " قَالَ: بَلْ نَفْسٌ أُحْيِيهَا، قَالَ: " عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ " (2)   = ابن لهيعة، والطبراني بإسناد جيد. قلنا: حُيي بنُ عبد الله ضعيف، ضعفه أحمد والبخاري والنسائي، لكن في الباب ما يُقويه بإسنادٍ حسن عن أبي هريرة عند أبي يعلى (6559) ، وابن حبان (2535) ، وابن عدي في "الكامل" 2/691، والبزار كما في "كشف الأستار" 4/18، ولفظه عندهم -عدا البزار-: رجل توضأ في بيته، فأحسن وضوءه، ثم تحمل إلى المسجد، فصلى فيه الغداة، ثم عقب فيه بصلاة الضحى ... ". ولفظ البزار: "من صلى الغداة في جماعة، ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس ... "، وبين البزار في روايته أن الذي تعجب من كثرة غنيمتهم، وسرعة رجعتهم هو أبو بكر رضي الله عنه. وفي الباب أيضاً عن عمر بن الخطاب عند الترمذي (3561) ، ولفظه: "قوم شهدوا صلاة الصبح، ثم جلسوا يذكرون الله حتى طلعت عليهم الشمس ... " وفي إسناده محمد بن أبي حميد، وهو ضعيف. (1) في نسخة (ظ) : أنفس، وأشير إليها في هامش (ص) و (ق) . (2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحيي بن عبد الله وهو المعافري. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/159، وقال: رواه أحمد، ورواته= الحديث: 6639 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 214 6640 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا اللَّبَنَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ بَيْنَ الرَّغْوَةِ وَالصَّرِيحِ (1) " (2)   = ثقات إلا ابن لهيعة! وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/199، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات! ونقله عن أحمد باسناده ابنُ كثير في "تفسيره" 2/47 [المائدة: 32] . وقد أشار المنذري إلى معناه بأن ذكره تحت عنوان: الترهيب من تولي السلطنة والقضاء والإمارة لمن لا يثق بنفسه، وترهيب من وثق بنفسه أن يسأل شيئاً من ذلك. (1) في هامش (س) : والضرع.) خ (. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحُيي بن عبد الله وهو المعافري. وذكره الهيثمي في "المجمع" 8/105، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ لهيعة، وهو لين، وبقية رجاله ثقات. وله شاهد حسن من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/146 و155 و156. ولفظه في إحدى رواياته: قال رسول الله يا: "إني أخاف على أمتي اثنتين: القرآن واللبن، أما اللبن فيبتغون الريف، ويتبعون الشهوات، ويتركون الصلوات، وأما القرآن فيتعلمه المنافقون، فيجادلون به المؤمنين". قال السندي: قوله: "إلا اللبن": كأن المراد أنهم لكمال عقولهم لا يُخاف عليهم ما هو مذموم ظاهراً وباطنهاً، وإنما يُخاف عليهم ما هو محمود ظاهراً، وفيه مداخلة للشيطان باطناً. والله تعالى أعلم. بين الرغوة، بتثليث الراء: زبد اللبن.= الحديث: 6640 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 215 6641 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا عَمَلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " الصِّدْقُ، وَإِذَا صَدَقَ الْعَبْدُ بَرَّ، وَإِذَا بَرَّ آمَنَ، وَإِذَا آمَنَ (1) دَخَلَ الْجَنَّةَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَمَلُ النَّارِ؟ قَالَ: " الْكَذِبُ إِذَا كَذَبَ الْعَبْدُ (2) فَجَرَ، وَإِذَا فَجَرَ كَفَرَ، وَإِذَا كَفَرَ دَخَلَ يَعْنِي النَّارَ " (3) 6642 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَطَّلِعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِعِبَادِهِ إِلَّا   = والصريح: أي: الخالص منه، وكل خالص صريح. (1) في (س) و (ص) : أمن. وهو تصحيف. (2) لفظ: "العبد" لم يرد في (م) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة وحيي بن عبد الله. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/142، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/592، وقال: رواه أحمد من رواية ابن لهيعة. وفي الباب عن أبي بكر سلف برقمي (17) و (34) . وعن ابن مسعود أخرجه البخاري (6094) ، ومسلم (2607) ، وهو مخرج في ابن حبان (273) . الحديث: 6641 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 216 لِاثْنَيْنِ: مُشَاحِنٍ، وَقَاتِلِ نَفْسٍ " (1)   (1) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحيي بن عبد الله. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/65، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ لهيعة، وهو لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا. وله شاهد من حديث عائشة، سيرد 6/238. وآخر من حديث معاذ بن جبل عند ابن حبان برقم (5665) . وثالث من حديث أبي موسى الأشعري عند ابن ماجه (1390) ، وابن أبي عاصم (510) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3833) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (763) . ورابع من حديث أبي بكر عند البزار (2045) ، وابن خزيمة في "التوحيد" ص 136، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3828) و (3829) ، وابن أبي عاصم (509) ، واللالكائي (750) . وخامس من حديث أبي ثعلبة الخشني عند ابن أبي عاصم في "السنة" (511) ، واللالكائي (760) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3831) و (3832) . وسادس من حديث أبي هريرة عند البزار (2046) . وسابع من حديث عوف بن مالك عند البزار (2048) . وعندهم جميعاً لفظ: "مشرك" بدل: "قاتل نفس" الذي تفرد به أحمد من حديث عبد الله بن عمرو. وهذه الشواهد وإن كان في إسناد كل منها مقال إلا أنه بمجموعها يصح الحديث ويقوى. وقد نقل القاسمي في كتابه "إصلاح المساجد" ص 100 عن أهل التعديل والتجريح "أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث يصح"، وهذا يعني أنه ليس في هذا الباب حديث يصح إسناده، ولكن بمجموع تلك الأسانيد يعتضد الحديث ويتقوى.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 217 6643 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: " أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةُ الْمَائِدَةِ وَهُوَ رَاكِبٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَحْمِلَهُ، فَنَزَلَ (1) عَنْهَا " (2)   = والمُشاحن: المعادي، والشحناء: العداوة. (1) في (ظ) : حتى نزل. وفي هامشها: فنزل. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة وحصي بن عبد الله. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/13، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ لهيعة، والأكثر على ضعفه، وقد يُحسن حديثه. ونقله ابنُ كثير في أول تفسير سورة المائدة، وقال: تفرد به أحمد. وله شاهد من حديث أسماء بنت يزيد، سيرد 6/455 بسند فيه ليث بن أبي سُليم، وهوضعيف. وآخر من حديث محمد بن كعب القرظي عند أبي عبيد في "فضائل القرآن" ص 128، وهو مرسل. وثالث من حديث الربيع بن أنس عند ابن جرير الطبري 9/531 فى "تفسيره" [المائدة: 3] ، وهو معضل. ورابع من حديث عمة أم عمرو بنت عبس عند البيهقي في "دلائل النبوة" 7/145. وزاد السيوطي في "الدر المنثور" 2/252 نسبته إلى ابن أبي شيبة، والبغوي في "معجمه"، وابن مردويه. قال السندي: قوله: فلم تستطع أن تحمله: أي: فلم تستطع الراحلة، لما كان يحدث فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الثقل من جهة القرآن. قال تعالى: (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) ، وحدوث الثقل فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند يزول القرآن معلوم من الأحاديث الصحاح. الحديث: 6643 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 218 6644 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ: الْوَهْطُ، وَهُوَ مُخَاصِرٌ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ، يُزَنُّ (1) بِشُرْبِ الْخَمْرِ، فَقُلْتُ: بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ: أَنَّه (2) مَنْ شَرِبَ شَرْبَةَ خَمْرٍ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ لَهُ تَوْبَةً (3) أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَأَنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَأَنَّهُ مَنْ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ لَا يَنْهَزُهُ (4) إِلَّا الصَّلَاةُ فِيهِ، خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَلَمَّا سَمِعَ الْفَتَى ذِكْرَ الْخَمْرِ، اجْتَذَبَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: إِنِّي لَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ شَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ (5) - قَالَ: فَلَا أَدْرِي   (1) جاء في هامش (س) : يُزن: يُتهم وُيرمى ويُقذف. (2) هي كذلك في جميع النسخ، وعليها كلمة "صح" في نسخة (ظ) . ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أن. (3) في هامش (ظ) : توبته. خ. (4) في هامش (س) : ينهزه: يخرجه. (5) هنا في (ق) زيادة: لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب، تاب الله عليه، فإن عاد ... والمثبت من (س) و (ص) و (ظ) . الحديث: 6644 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 219 فِي الثَّالِثَةِ أَوْ فِي الرَّابِعَةِ - فَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ، فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ نُورِهِ يَوْمَئِذٍ، اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ، ضَلَّ " فَلِذَلِكَ أَقُولُ: جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى عِلْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَلَ اللهَ ثَلَاثًا، أَعْطَاهُ اثْنَتَيْنِ، وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَكُونَ لَهُ الثَّالِثَةُ: فَسَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، فَأَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ (1) ، وَسَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَسَأَلَهُ أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (2)   (1) في (ق) و (ظ) : فأعطاه إياه، دون لفظة الجلالة بينهما. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن الديلمي -وهو عبد الله بن فيروز-، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو ثقة. وهذا الحديث هو في الحقيقة ثلاثة أحاديث، وقد أخرجه بطوله الحاكم في "المستدرك" 1/30-31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم أيضاً 1/30-31 من طريق الوليد بن مزيد البيروتي ومحمد بن كثير المصيصي، كلاهما عن الأوزاعي، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته! = الجزء: 11 ¦ الصفحة: 220 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة. وقال الذهبي: على شرطهما، ولا علة له. قلنا: ابن الديلمي لم يخرج له الشيخان، ولا أحدهما. وأخرجه الخطيب البغدادي في "الرحلة في طلب الحديث" (47) من طريق معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به، لكنه أورد القسم الأول منه مختصراً. والقسم الأول منه -وهو في الوعيد على شرب الخمر- أخرج المرفوع منه النسائي 8/317 عن القاسم بن زكريا بن دينار، عن معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد، لكنه لم يذكر لفظه، إنما ذكر لفظ عمرو بن عثمان بن سعيد، كما سيرد. وأخرجه ابن ماجه (3377) ، وابن حبان (5357) من طريق الوليد بن مسلم، والدارمي 2/111-112 عن محمد بن يوسف، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. لكن ورد عند الدارمي أن عبد الله ابن الديلمي قال لابن عمرو: بلغني عنك حديث: "أنه من شرب الخمر شربة لم تقبل له صلاة أربعين يوماً"، والصواب أن ابن الديلمي لم يقل: "لم تقبل له صلاة ... "، بل قال: "لم تقبل له توبة ... " أخطأ في الحديث، ولذلك أنكر عليه عبد الله بن عمرو. وقد ورد لفظُ ابن ماجه وابن حبان بنحو رواية أحمد هنا، وعندهما زيادة: قالوا: يا رسول الله، وما ردغة الخبال؟ قال: "عصارة أهل النار"، ولفظ ابن حبان: "طينة الخبال" بدل "ردغة الخبال ". وأخرجه -يعني المرفوع منه- النسائي 8/317 عن عمرو بن عثمان بن سعيد، عن بقية، عن الأوزاعي، به. لكن بلفظ: "لم تقبل له توبة"، بدل: "لم تقبل له صلاة ... "، مع إن لفظ: "توبة" هو الذي أنكره عبد الله بن عمرو، وقال: لا أحل لأحدٍ أن يقول عليّ ما لم أقل. وقد تكلف في توجيهه وتأويله الإمامُ السندي في حاشيته على "سُنن النسائي" بما لا مقنع فيه.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 221 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5581) من طريق الوليد بن مزيد، عن الأوزاعي، به، وفي إسناده زيادة يحيى بن أبي عمرو السيباني، مع ربيعة بن يزيد. وسيرد بإسنادين آخرين برقمي (6773) و (6854) ويرد تخريجهما هناك. وانظر أيضاً الحديث الآتي برقم (6659) . وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4917) . والقسم الثاني -وهو في خلق الخلق في ظُلْمة- أخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (244) من طريق أبي إسحاق الفزاري، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (243) و (244) ، وابنُ حبان (6169) ، والآجُري في "الشريعة" (175) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1079) ، من طرق عن الأوزاعي، به. وأخرجه ابنُ حبان (6170) من طريق معاوية بن صالح، واللالكائي (1077) و (1078) من طريق عبد الرحمن بن ميسرة، كلاهما عن ربيعة بن يزيد، به. وأخرجه الترمذي (2642) ، ابن أبي عاصم (241) و (242) ، الآجري (175) من طريق يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن الديلمي، به. وأخرجه البزار (2145) من طريق يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو. والسيْباني -بالسين المهملة- تصحف في كثير من المصادر إلى الشيباني، بالشين المعجمة. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/193-194، وقال: رواه أحمد بإسنادين والبزار والطبراني، ورجالُ أحد إسنادي أحمد ثقات. قلنا: يعني هذا الإسناد. وسيأتي الإسناد الآخر برقم (6854) . والقسم الثالث -وهو سؤال سليمان عليه السلام- اخرجه ابنُ حبان (1633) و (6420) من طريق الوليد بن مسلم، والفسوي 2/293 من طريق الوليد بن مزيد، والحاكم في "المستدرك" 2/434 من طريق بشر بن بكر، ثلاثتهم عن الأوزاعي،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 222 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = به. وأخرجه الفسوي أيضاً 2/291، ومن طريقه الخطيب في "الرحلة" (47) عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، به. وفيه زيادة يحيى بن أبي عمرو السيباني مع ربيعة بن يزيد. وأخرجه الفسوي 2/292، ومن طريقه الخطيب في "الرحلة" (48) من طريق عروة بن رويم، عن ابن الديلمي، به، نحوه. وأخرجه النسائي 2/34 عن عمرو بن منصور، عن أبي مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن ابن الديلمي، به. ففي هذا الإسناد زيادةُ أبي إدريس الخولاني بين ربيعة بن يزيد وابن الديلمي. وقد قال العلامة أحمد شاكر -رحمه الله- في تعليقه على هذا الحديث في "المسند": وهذا الإسناد هو الذي أشار في "التهذيب" 3/264 إلى أن هناك قولاً بأن بين ربيعة بن يزيد وابن الديلمي أبا إدريس الخولاني، وليس أحدُ الإسنادين مُعللاً للآخر، خصوصاً وقد جزم البخاري بأن ربيعة سمع من ابن الديلمي، فلعله سمعه من أبي إدريس الخولاني عن ابن الديلمي، ثم سمعه بعد من ابن الديلمي، فحدث بهذا مرة، وبذاك مرة، ومثل هذا كثير معتمد عند أهل العلم بالحديث. وأخرجه ابن ماجه (1408) ، وابنُ خزيمة في "صحيحه" (1334) من طريق أيوب بن سويد، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن الديلمي، به. وأيوب بن سويد ضعفه الأئمة، ومع ذلك فقد صححه ابن خزيمة. قوله: "لا ينهزه" فُسرت في آخر الحديث، أي: لا يخرجه ولا يريد إلا الصلاة. وأصل النهز: الدفع. وردْغةُ الخبال: جاء تفسيرُها في الحديث أنها عصارة أهل النار، وجاءت في رواية: طينة الخبال، والردْغة، لغة: طين ووحل كثير، والخبال في الأصل: الفساد، ويكون في الأفعال والأبدان والعقول.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 223 6645 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو قَبِيلٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، وَسُئِلَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَدَعَا (1) عَبْدُ اللهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ (2) ، قَالَ: فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: قُسْطَنْطِينِيَّةُ (3) أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَدِينَةُ   = وجاء في رواية ابن عمر السالفة برقم (4917) : "يسقيه من نهر الخبال"، قيل: وما نهر الخبال؟ قال: "صديد أهل النار". وقوله: "حكما يُصادف حكمه"، وفي رواية: "يُواطىء": قال الحكيم الترمذي في "نوادره" ص 111: معناه أن يحكم بين عباد الله بما يُصادف حكم الله تعالى، لأن أمور العباد في الغيب، وإنما أمروا أن يعملوا في الظاهر عندهم بالشاهد أو اليمين، وربما كان شاهد زور، أو كان في يمينه كاذبا، فليس على الحاكم إلا الحكم بما يظهر عندهم، ويكلهم فيما غاب عنهم الى الله تعالى. وقال السندي: المراد التوفيق للصواب في الاجتهاد، وفصل الخصومات بين الناس. (1) في (ظ) : قال: فدعا. (2) في (ق) : خلق. وأشير اليها في هامش (س) ، ورواية "المستدرك": فدعا بصندوق طهم، والطهم: الخلق، فأخرج منها ... الخ، ورواية ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 257: فدعا عبد الله بصندوق له طخم، قلنا: وما الطخم؟ قال: الحلق. قال السندي: قوله: له حلق: بحاء مهملة مكسورة جمع حلقة. أو بخاء معجمة مفتوحة ولام مفتوحة، صفة صندوق، أي: عتيق. (3) في (س) و (ص) و (م) : قسطنطينة. الحديث: 6645 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 224 هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا " يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ (1)   (1) إسناده ضعيف. يحيى بن أيوب: هو الغافقي المصري، مختلف فيه، قال ابنُ معين: صالح، وقال مرة: ثقة، وقال الترمذي، عن البخاري: صدوق، وقال يعقوب بن سفيان: كان ثقة حافظاً، وقال أحمد بن صالح المصري: له أشياء يخالف فيها، وقال أحمد: سييء الحفظ، وقال الإسماعيلي: لا يُحتج به، وقال ابنُ سعد: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: محله الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال الدارقطني: في بعض أحاديثه اضطراب، روى له البخاري في الشواهد. وأبو قبيل -واسمه حيي بن هانىء المعافري- وثّقه غير واحد، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطىء، وذكره الساجي في كتابه "الضعفاء"، وحكى عن ابن معين أنه ضعفه. قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 277: ضعيف، لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني من رجال مسلم. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/555 من طريق ابن وهب، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 256-257 عن سعيد بن كثير بن عفير، كلاهما عن يحيى بن أيوب، بهذا الإسناد. قال الحكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وأخرجه الحاكم أيضاً 4/422 عن محمد بن محمد أبي جعفر البغدادي، عن هاشم بن مرثد (تصحف في المطبوع إلى مزيد) ، عن سعيد بن عُفير، عن سعيد بن أبي أيوب [الخزاعي] ، عن أبي قبيل، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، مع أن أبا قبيل ليس من رجال الشيخين ولا أحدهما. وهاشم بن مرثد ضعيف، قال ابنُ حبان: ليس بشيء، وقال الخليلي: صاحب غرائب، وقال الذهبي: ما هو بذاك المجوّد. ورواه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 257 من طريق ابن لهيعة عن أبي قبيل، عن عمير بن مالك، عن عبد الله بن عمرو من قوله.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 225 6646 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ " (1)   = وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/219، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير أبي قبيل، وهو ثقة! وانظر الحديث (6623) . (1) إسناده ضعيف. بقية -وهو ابن الوليد الحمصي- يُدلًس عن الضعفاء وُيسوي (*) ، ويسْتبيح ذلك، قال ابن القطان: وهذا إن صح، فهو مفسد لعدالته. قال الذهبي: نعم -والله- صح هذا عنه أنه يفعله، وصح عن الوليد بن مسلم،=   (*) تدليس التسوية: صورته أن يسمع الراوي من شيخه حديثاً قد سمعه من راوٍ ضعيف عن شيخ سمع منه ذلك الشيخ هذا الحديث، فيسقط الراوي عنه الرجل الضعيف من بينهما، ويروي الحديث عن شيخه الأعلى لكونه سمع منه أو أدركه. قال ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/154-155: سمعت أبي ... ، وذكر الحديث الذي رواه إسحاقُ بن راهويه، عن بقية، حدثني أبو وهب الأسدي، عن نافع، عن ابن عمر حديث: "لا تحمدوا إسلام امرىء حتى تعرفوا عقدة رأيه". قال أبي: هذا الحديث له علة قل من يفهمها، روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن أبي فروة (وهو متروك) عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعبيد الله بن عمرو كنيته أبو وهب، وهو أسدي، فكأن بقية بن الوليد كنى عبيد الله بن عمرو، ونسبه إلى بني أسد لكي لا يفطن له، حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط، لا يهتدى له. قال: وكان بقية من أفعل الناس لهذا.= الحديث: 6646 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 226 6647 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ أَنْ يَنْكِحَ الْمَرْأَةَ (1) بِطَلَاقِ أُخْرَى، وَلَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَبِيعَ عَلَى بَيْعِ صَاحِبِهِ حَتَّى يَذَرَهُ، وَلَا يَحِلُّ لِثَلَاثَةِ نَفَرٍ يَكُونُونَ بِأَرْضِ فَلَاةٍ إِلَّا أَمَّرُوا عَلَيْهِمْ أَحَدَهُمْ، وَلَا يَحِلُّ لِثَلَاثَةِ نَفَرٍ (2) يَكُونُونَ بِأَرْضِ فَلَاةٍ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا " (3)   = بل عن جماعة كبارٍ فعْلُه، وهذه بلية منهم، ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد، وما جوزوا على ذلك الشخص الذي يُسقطون ذكره بالتدليس أنه تعمد الكذب، هذا أمثل ما يُعتذر به عنهم. ولم يتوقف الحافظ ابنُ حجر في جرح من يفعل ذلك، نقله عنه البقاعي كما في "توضيح الأفكار" 1/375. ومعاوية بن سعيد: هو ابن شريح بن عروة التجيبي الفهمي مولاهم، المصري، لم يوثقه غير ابن حبان. وأبو قييل: تقدم بيان حاله في الحديث الذي قبله، وسيأتي برقم (7050) . وسلف برقم (6582) بإسناد ضعيف أيضاً، وذكرنا هناك شواهده. (1) في (ق) : تنكح المرأة. وأشير إليها في هامش (ص) . وفي (ظ) : تنكح امرأة، وكتب فوقها: صح. (2) لفظ: "نفر" لم يرد في (ظ) . (3) صحيح لغيره إلا حديث الإمارة فحسن، وهذا إسناد ضعيف. ابن لهيعة -وهو عبد الله- سييء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو سالم الجيشاني: هو سفيان بن هانيء المصري المعافري، قال الحافظ ابن حجر في "التقريب": تابعي مخضرم، ويقال: له صحبة. وأورده بتمامه الهيثمي في "المجمع" 8/63-64، وقال: رواه أحمد، وفيه= الحديث: 6647 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 227 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   ابن لهيعة، وهو لين، وبقية رجاله رجال الصحيح. وهذا الحديث هو أربعة أحاديث: الأول: في نكاح المرأة بطلاق أخرى، ذكره المجد ابن تيمية في "المنتقى" (3509) ، ونسبه لأحمد فقط. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5152) ، ومسلم (1408) (38) و (39) ، سيرد (7248) . الثاني: في بيع الرجل على بيع صاحبه. له شاهد صحيح من حديث ابن عمر سلف برقم (4531) . وآخر من حديث ابي هريرة، سيرد (7248) . وثالث من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/147. والحديث الثالث في تأمير أحدهم في السفر: له شاهد من حديث عمر بن الخطاب، رواه الحاكم 1/443-444، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وفيه القاسم بن مالك المزني مختلف فيه، وقال الذهبي في "الميزان" 3/378 بعد أن أورد الحديث: رواه جماعة عن الأعمش ولم يرفعوه. وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند أبي داود (2608) ، والبيهقي 5/257. وثالث من حديث أبي هريرة عند أبي داود (2608) ، والبيهقي 5/257. والحديث الرابع في التناجي: له شاهد من حديث ابن مسعود عند البخاري (6290) ، ومسلم (2184) ، سلف برقم (3560) . وآخر من حديث ابن عمر عند مسلم (2183) ، سلف برقم (6264) و (6270) . وثالث من حديث سمرة بن جندب عند الطبراني في "الكبير" (7070) ،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 228 6648 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدِّدَ (1) لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ الْقَوَّامِ بِآيَاتِ اللهِ، بِحُسْنِ خُلُقِهِ، وَكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ " (2)   = والبزار (2057) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/64، وقال: رواه الطبراني والبزار، وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو متروك. ورابع من حديث ابن عباس عند أبي يعلى (2444) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/64، وقال: رواه أبو يعلى ... ، والطبراني في "الأوسط"، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير الحسن بن كثير، ووثقه ابنُ حبان. (1) في (س) بفتح الدالين. (2) صحيح لغيره، وابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سييء الحفظ-، رواه عنه عبد الله بن المبارك في الرواية الآتية برقم (7052) ، وهو ممن سمع منه قديماً قبل أن يسوء حفظه. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. الحارث بن يزيد هو الحضرمي المصري أبو عبد الكريم. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/22، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وله شاهد من حديث عائشة، سيرد 6/90. وآخر حسن من حديث أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" (284) ، وصححه الحاكم 1/60 من طريق آخر عنه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وثالث من حديث أبي أمامة عند البغوي في "شرح السنة" (3499) ، وفي سنده عفير بن معدان، وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات، فهو حسن في الشواهد.= الحديث: 6648 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 229 6649 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ (1) الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدِّدَ ... " فَذَكَرَهُ (2) 6650 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ سُفْيَانَ بْنَ عَوْفٍ، يَقُولُ:   = وقوله: "المُسدد" يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول، أي: الموفق للخير والاستقامة على نهح الصواب. قوله: "وكرم ضريبته"، أي: وبحسن طبيعته وسجيته. (1) كذا في جميع النسخ الخطية وفي (م) ، وأثبتها الشيخ أحمد شاكر: حدثنا. (2) صحيح لغيره، وابن لهيعة -وهو عبد الله- وإن كان سييء الحفظ، رواه عنه ابن المبارك في الرواية الآتية برقم (7052) ، وبقية رجاله ثقات رجال مسلم. يحيي بن إسحاق: هو السيلحيني، والحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري أبو عبد الكريم، وابن حجيْرة: هو عبد الرحمن، وهو ابن حجيرة الأكبر المصري القاضي. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 9 من طريق ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً من طريق زيد بن أبي الزرقاء، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن حجيرة، به. لكن وقع فيه في الموضعين "حجيرة" بحذف "ابن" قبله، وهو خطأ. وهو مكرر سابقه. الحديث: 6649 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 230 سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ: " طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "، فَقِيلَ: مَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أُنَاسٌ صَالِحُونَ، فِي أُنَاسِ سُوءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ " قَالَ: وَكُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا آخَرَ حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَيَأْتِي أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نُورُهُمْ كَضَوْءِ الشَّمْسِ "، قُلْنَا: مَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، وَالَّذِينَ تُتَّقَى بِهِمُ الْمَكَارِهُ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ، يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ " (1)   (1) حديث حسن لغيره، ابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سيىء الحفظ-، رواه عنه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرىء، وهما صحيحا السماع منه، جندب بن عبد الله -وهو الوالبي كما في ترجمته في "الإكمال" ص 71، و"التعجيل" ص 74- لم يرو عنه غير الحارث بن يزيد، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، ووقعت نسبته في "الزهد" لابن المبارك، وفي ترجمة شيخه سفيان بن عوف في "التعجيل": العدْواني، وسفيان بن عوف -وهو القاري، بالتشديد كما ذكر الحافظ في "التعجيل" ص 155- ذكره ابنُ حبان في "الثقات" 4/320، وقال: يروي عن عبد الله بن عمرو، روى عنه جندب بن عبد الله. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. والحارث بن يزيد: هو الحضرمي المصري أبو عبد الكريم. وأخرجه بطوله ابنُ المبارك في "الزهد" (775) ، ومن طريقه الآجري في "الغرباء" (6) بالقسم الأول منه، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الزهد الكبير" (203) من طريق أبي عبد الرحمن -وهو عبد الله بن يزيد المقرىء-، عن ابن لهيعة، به. وقوله: "من يعصيهم أكثر ممن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 231 6651 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: مَا غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ؟ قَالَ: " غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ الْجَنَّةُ الْجَنَّةُ " (1)   = يطيعهم" تحرف فيه إلى: في بعضهم أكثر من بعض. والقسم الأول منه أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/278، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وقال: أناس صالحون قليل، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف. وقد سلف حديث ابن مسعود برقم (3784) ، ولفظه: "إن الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء"، قيل: ومن الغرباء؟ قال: "النزاع من القبائل"، وذكرنا هناك أحاديث الباب. والقسم الثاني منه سلف بنحوه مطولاً برقم (6570) و (6571) ، وسنده جيد. وسيكرره أحمد بطوله برقم (7072) . (1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله-، سييء الحفظ، وراشد بن يحيي المعافري لم يوثقه غير ابن حبان 6/302، وقال: يعتبر بحديثه من غير حديث الإفريقي، لكنه سمى أباه "عبد الله"، وسماه كذلك البخاري في "التاريخ الكبير" 3/295، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/485، فجعله الحافظ في "التعجيل" ص 123 قولاً آخر في اسم أبيه، وذكر أنه (أي راشد) مجهول، وسيذكر أحمد في الرواية الآتية برقم (6777) أن شيخه حسن بن موسى الأشيب قال: راشد أبو يحيي المعافري، وكذا كناه ابن أبي حاتم، فلعل الصواب فيه ما في "الجرح والتعديل"، وأنه راشدُ بنُ عبد الله المعافري أبو يحيي. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/78، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناد أحمد حسن! وحسنه أيضاً المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/405! = الحديث: 6651 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 232 6652 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ " (1)   = وفصل مجالس الذكر ثبت بأحاديث أخرى صحيحة. وقوله: ما غنيمةُ مجالس الذكر؟ أي: أي غنيمةٍ ونتيجةٍ تحصل للإنسان إذا حضر مجالس يذكر الله فيها. قاله السندي. (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، الحارث بن يزيد الحضرمي لا يعرف له سماع من عبد الله بن عمرو، إنما يروي عنه بواسطة، وقد روى لهذا الحديث عن عبد الرحمن بن حُجيْرة، عنه، لكن في الإسناد ابن لهيعة -كما سيرد- وهو سييء الحفظ. وروي الحديث موقوفاً، وهو أصح. وأخرجه ابن وهب في "الجامع" 1/84 عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وابن وهب صحيح السماع من ابن لهيعة إلا أن الإسناد منقطع كما سلف. وأخرجه الحاكم 4/314، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (5257) من طريق شُعيب بن يحيى، عن ابن لهيعة، به، وسكت عنه الحاكم والذهبي. وتحرف فيه ابن عمرو إلى: ابن عمر. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 6 و27 و52 من طريق زيد بن أبي الزرقاء، والبيهقي في "الشعب" (5258) من طريق يحيى بن يحيى، كلاهما عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن ابن حُجيرة، عن ابن عمرو. قال البيهقي: هذا الإسناد أتم وأصح. قلنا: لكن فيه ابن لهيعة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/145، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.= الحديث: 6652 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 233 6653 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رِبَاطُ يَوْمٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ " (1)   = وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/546، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وحسن إسناده! وأخرجه مطولاً ابنُ المبارك في "الزهد" (1204) عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن ابن عمرو موقوفاً. وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح. وجعله السيوطي في "الجامع الصغير" من حديث ابن عمر، وتابعه عليه المناوي، وهو وهم منهما. وذكر السيوطي أنه رواه أيضا ابن عباس عند ابن عدي 1/167 وابن عساكر، لكنه لا يصلح شاهداً، لأنه من رواية جعفر بن أحمد بن علي الغافقي، قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، وكنا نتهمه بوضعها. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله، سيىء الحفظ-، وسويد بن قيس وثقه النسائي والفسوي وابن حبان، وذكره الذهبي في "الضعفاء" 1/291، وقال في "الميزان" 2/253: لا يعرف، تفرد عنه يزيدُ بنُ أبي حبيب، لكن وثقه النسائي. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/289، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف. وله شاهد من حديث سلمان عند مسلم (1913) ، سيرد 5/440. وانظر ما سلف في مسند عثمان برقم (442) و (458) و (470) و (477) . قوله: "رباط يوم"، أي: إقامة يوم في الثغر، وربطُ الخيل فيه أو حبْسُ النفس فيه للجهاد وحفظ المسلمين. قاله السندي. الحديث: 6653 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 234 6654 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَمَتَ نَجَا " (1) 6655 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، وَبَعْضُهَا أَوْعَى مِنْ بَعْضٍ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، أَيُّهَا النَّاسُ، فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ " (2)   (1) حديث حسن، وسلف برقم (6481) إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع، ويحيى بن إسحاق: هو السيلحيني. (2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله-، سييء الحفظ، وباقي رجاله رجال الشيخين غير أبي عبد الرحمن الحُبُلي -وهو عبد الله بن يزيد المعافري- فمن رجال مسلم. بكر بن عمرو هو المعافري المصري. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/148، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن! وحسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/491-492! وله شاهد ضعيف من حديث أبي هريرة عند الترمذي (3479) ، والطبراني في "الدعاء" (62) ، والحاكم 1/493، وابن عدي 4/1380، وابن حبان في "المجروحين" 1/372، وفي إسناده صالح المري، قال الحاكم: هذا حديث= الحديث: 6654 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 235 6656 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا لَيْتَهُ مَاتَ فِي غَيْرِ مَوْلِدِهِ "، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا تُوُفِّيَ فِي غَيْرِ مَوْلِدِهِ قِيسَ لَهُ مِنْ مَوْلِدِهِ إِلَى مُنْقَطَعِ أَثَرِهِ، فِي الْجَنَّةِ " (1)   = مستقيم الإسناد تفرد به صالح المري، وهو أحد زهاد البصرة، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: صالح متروك. قلنا: صالح المري هو ابن بشير، ضعفه ابن معين والدارقطني، وقال أحمد: هو صاحب قصص وليس هو صاحب حديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك. وقد أورد هذا الحديث المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/493، وقال: صالح المري لا شك في زهده، لكن تركه أبو داود والنسائي، وقال المناوي في هذا الحديث في "فيض القدير" 1/229: فمن زعم حسنه فضلاً عن صحته فقد جازف. وله شاهد آخر من حديث ابن عمر، أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/148، وقال: رواه الطبراني، وفيه بشير بن ميمون، وهو مجمع على ضعفه. ومعنى الحديث صحيح إذ لابد مع الدعاء من حضور القلب والإيقان بالإجابة، قال الإمام الرازي -فيما نقله المناوي في "فيض القدير" 1/229-: أجمعت الأمة على أن الدعاء اللساني الخالي عن الطلب النفساني قليل النفع عديم الأثر. وقوله: "القلوب أوعية"، أي: للعلوم والخيرات وصالح النيات. (1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سييء الحفظ توبع-،= الحديث: 6656 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 236 6657 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ امْرَأَةً، سَرَقَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ بِهَا الَّذِينَ سَرَقَتْهُمْ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ سَرَقَتْنَا، قَالَ قَوْمُهَا: فَنَحْنُ نَفْدِيهَا - يَعْنِي أَهْلَهَا -، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْطَعُوا يَدَهَا "، فَقَالُوا: نَحْنُ نَفْدِيهَا بِخَمْسِ مِائَةِ دِينَارٍ،   = وتنحصر علته في حيي بن عبد الله المعافري، وهو ضعيف، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/7-8 عن يونس بن عبد الأعلى، وابن ماجه (1614) ، وابن حبان (2934) من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما عن عبد الله بن وهب، عن حيي بن عبد الله المعافري، بهذا الإسناد. والحبلي تصحف في مطبوع النسائي إلى الجبلي، بالجيم. والحديث يبين ثواب من مات غريباً بعيداً عن بلده وموطن ولادته، قال السندي في حاشيته على "المسند" و"سنن النسائي": لعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يرد بذلك: يا ليته مات بغير المدينة، بل أراد: يا ليته كان غريباً مهاجراً بالمدينة ومات بها ... وقد ذهب السندي إلى هذا التأويل حتى لا يخالف الحديث حديث فضل الموت بالمدينة المنورة، كما ذكر. قوله: "إلى منقطع أثره": نقل السندي عن الطيبي قوله: أي إلى موضع قطع أجله، فالمراد بالأثر الأجل، لأنه يتبع العمر. ثم قال السندي: ويحتمل أن المراد: إلى منتهى سفره ومشيه. وقوله: "في الجنة" متعلق بقيس، وظاهره أنه يعطى له في الجنة هذا القدر لأجل موته غريباً. الحديث: 6657 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 237 قَالَ (1) : " اقْطَعُوا يَدَهَا "، قَالَ (2) : " فَقُطِعَتْ يَدُهَا الْيُمْنَى "، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، أَنْتِ الْيَوْمَ مِنْ خَطِيئَتِكِ كَيَوْمِ وَلَدَتْكِ أُمُّكِ "، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ} [المائدة: 39] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ (3)   (1) في (ظ) : فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعليها لفظ: "صح". (2) لفظ: "قال" هذا لم يرد في (ظ) . (3) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحيي بن عبد الله -وهو المعافري-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن الحبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه الطبري في"تفسيره" [المائدة: 39] من طريق موسى بن داود، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، مختصراً. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/276، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 2/281 إلى ابن أبي حاتم، لكن تصحف فيه ابن عمرو، إلى: ابن عمر. ونقله ابن كثير في "التفسير"، وقال: وهذه المرأة هي المخزومية التي سرقت، وحديثها ثابت في "الصحيحين" من رواية الزهرى، عن عروة، عن عائشة. قلنا: هو عند البخاري (6788) ، ومسلم (1688) . واسم هذه المرأة: فاطمة بنت الأسود بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، على الصحيح. كما ذكر الحافظ في "الفتح" 12/88. وسلفت قصتها من حديث ابن عمر برقم (6383) . وسترد من حديث جابر بن عبد الله 3/386 و395.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 238 6658 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي مَرَابِدِ (1) الْغَنَمِ، وَلَا يُصَلِّي فِي مَرَابِدِ (2) الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ " (3)   = ومن حديث أخت مسعود بن العجماء عن أبيها 5/409 و6/329. وقد استوفى خبرها الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/88-93. وقوله: "اقطعوا يدها" تنبيه على أنه حق لله تعالى غير صالح للسقوط بالمال. قاله السندي. (1) في (ق) : مرابض. (2) في (ق) : مبارك. وعلى هامشها:) خ (: مرابض. (3) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وحُيي بن عبد الله -وهو المعافري-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/26، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" بنحوه، ولم يذكر البقر، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. وأورده الحافظ في "الفتح" 1/527، وقال: وسنده ضعيف، فلو ثبت لأفاد أن حكم البقر حكمُ الإبل بخلاف ما ذكره ابن المنذر أن البقر في ذلك كالغنم. قلنا: والحديث صحيح دون ذكر البقر. ففي الباب عن أبي هريرة، سيرد (10611) . وعن أنس، سيرد 3/131. وعن عبد الله بن المغفل، سيرد 4/86 و5/55 و56-57. وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/150. وعن أسيد بن حضير، سيرد 4/352. وعن البراء بن عازب، سيرد 4/288. وعن جابر بن سمرة، سيرد 5/86 و100 و102.= الحديث: 6658 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 239 6659 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَكَأَنَّمَا كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا فَسُلِبَهَا، وَمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ سُكْرًا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ " قِيلَ: وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عُصَارَةُ أَهْلِ جَهَنَّمَ " (2)   = وعن سبرة بن معبد الجهني عند ابن ماجه (770) . وعن سُليك بن عمرو الغطفاني عند الطبراني في "الكبير" (6713) . قوله: "مرابد الغنم": من ربد بالمكان إذا أقام فيه، وربده إذا حبسه، أي: مأوى الغنم في الليل. قوله: "ولا يصلي في مرابد الإبل": قالوا: ليس علة المنع نجاسة المكان، إذ لا فرق بين مرابد الغنم وغيرها في ذلك، وإنما العلة شدة نفار الإبل، فقد يؤدي ذلك إلى بطلان الصلاة أو الخشوع أو غير ذلك. قاله السندي. (1) في (س) : عن جده. (2) إسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب وأبيه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن وهب: هو عبد الله، وعمرو بن الحارث: هو ابن يعقوب المصري أبو أيوب. وأخرجه الحاكم 14/46، والبيهقي في "السنن" 1/389 و8/287 من طريق ابن وهب، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، ثم قال: سمعه ابن وهب عنه (يعني عن عمرو بن الحارث) وهو غريب جداً. وأورد الهيثمي في "المجمع" 5/69-70 القسم الأول منه فقط إلى قوله:= الحديث: 6659 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 240 6660 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي حَافِيًا، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَائِمًا، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَاعِدًا، وَرَأَيْتُهُ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ، وَرَأَيْتُهُ يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ " (1) 6661 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُرَاءٍ " (2)   = "فسُلبها"، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وانظر (6644) و (6773) و (6854) . وانظر: "ذيل القول المسدد" الحديث (17) . (1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي -وهو عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان-، ومطر الوراق -وهو ابن طهمان-، خلف بن الوليد: هو أبو الوليد الجوهري العتكي البغدادي، ذكره الحسيني في "الإكمال" ص 122، والحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 117، وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم. وسلف برقم (6627) ، وسياتي برقم (6679) و (6783) و (7021) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن حرملة: هو عبد الرحمن بن حرملة بن عمرو الأسلمي. وأخرجه الدارمي 2/319 عن أبي نعيم، وابن ماجه (3753) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/9 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن عبد الله بن عامر، عن= الحديث: 6660 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 241 6662 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهَاشِمٌ يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنْ لَا يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ " (1)   = عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وعبد الله بن عامر ضعيف لكنه توبع بابن حرملة. وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (601) ، وابنُ عدي في "الكامل" 2/668 من طريق حماد بن عبد الملك الخولاني، عن هشام بن عروة، عن عمرو بن شعيب، به. قال ابن عدي: وهذا الحديثُ لا أعلم يرويه عن هشام بن عروة غير حماد هذا، وليس هو بالمعروف، وهو عجيب من حديث هشام بن عروة، عن عمرو بن شعيب، ولا أعرف لهشام عن عمرو غيره. وله شاهد جيد من حديث عوف بن مالك الأشجعي، سيرد 6/29. وآخر من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 4/233. وثالث من حديث عُبادة بن الصامت عند الطبراني في "الكبير"، فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/190، وقال: وإسناده حسن. ورابع من حديث كعب بن عياض عند الطبراني في "الكبير" 19/ (405) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 1/190، وقال: وفيه عبد الله بن يحيى الإسكندراني، ولم أر من ترجمه. وسيرد برقم (6715) . (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، حسين بن محمد: هو المروذي، وهاشم بن القاسم: هو أبو النضر، وسليمان بن موسى: هو الأشدق. وأخرجه أبو داود (4506) عن مسلم بن إبراهيم، عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/294 من طريق محمد بن إسحاق، والترمذي (1413) من طريق أسامة بن زيد، وابن ماجه (2659) من طريق عبد الرحمن بن= الحديث: 6662 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 242 6663 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ   = عياش، والبغوي (2532) من طريق المثنى بن الصباح، وابن عدي 7/2649 من طريق يحيي بن أبي أنيسة، كلهم عن عمرو بن شعيب، به، ولكنه عندهم حديث قولي. قال الترمذي: حديث عبد الله بن عمرو في هذا الباب حديث حسن. وأخرجه عبد الرزاق (9445) و (18504) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا إسناد معضل. وهذا الحديث قطعة من حديث طويل هو خطبةُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفتح، ذكره الإمام أحمد مفرقاً في روايات عدة، سنذكر أرقامها في الرواية الآتية برقم (6681) . وانظر (6690) . وله شاهد صحيح من حديث علي بن أبي طالب سلف برقم (599) و (959) و (993) . وآخر مطول من حديث عائشة عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي في "السنن" 8/29-30، ذكره الهيثمي في "المجمع" 6/292-293، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: ورجاله رجال الصحيح غير مالك بن أبي الرجال، وقد وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد. وثالث من حديث ابن عباس عند عبد الرزاق (17787) ، وابن ماجه (2660) . ورابع مطول من حديث ابن عمر عند ابن حبان (5996) . وخام بنحوه من حديث عمران بن الحصين عند البيهقي في "السنن" 8/29. وسادس من حديث معقل بن يسار عند البيهقي 8/30. وسابع مرسل من حديث عطاء بن أبي رباح عند ابن أبي شيبة 9/294. وثامن مرسل من حديث الحسن عند عبد الرزاق (18506) . (1) (بن محمد) لم يرد في (م) . الحديث: 6663 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 243 سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنَّ مَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيَتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ: ثَلَاثُونَ بِنْتَ مَخَاضٍ، وَثَلَاثُونَ بِنْتَ لَبُونٍ، وَثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَعَشَرَةٌ بَنُو لَبُونٍ ذُكُورٌ " (1)   (1) إسناده حسن، حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، ومحمد بن راشد: هو الخزاعي المكحولي، وسليمان: هو ابن موسى الأشدق. وأخرجه أبو داود (4541) ، والنسائي في "المجتبى" 8/42-43، وابن ماجه (2630) ، والدارقطني 3/176، والبيهقي في "السنن" 8/74 من طرق، عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد. وسيرد برقم (6719) و (6743) ، ومطولا برقم (7033) ، وسلف برقم (6533) و (6552) . وفي الباب عن ابن مسعود عند أبي داود (4545) ، والترمذي (1386) ، والنسائي 8/43-44، وابن ماجه (2631) ، والبيهقي في "السنن" 8/75. قال الترمذي: حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عبد الله بن مسعود موقوفاً. وعن عمرو بن حزم عند ابن حبان (6559) . وبنتُ المخاض وابنُ المخاض: ما دخل في السنة الثانية، لأن أمه قد لحقت بالمخاض، أي: الحوامل، وإن لم تكن حاملاً. وقيل: هو الذي حملت أمه، أو حملت الإبلُ التي فيها أمه، وإن لم تحمل هي. وبنت اللبون وابن اللبون: هما من الإبل ما أتى عليه سنتان، ودخل في الثالثة، فصارت أمه لبوناً، أي: ذات لبن، لأنها تكون قد حملت حملاً آخر ووضعته. والحقة: ما دخل في السنة الرابعة، سمي بذلك لأنه استحق الركوب والتحميل. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 244 6664 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَطَاءٍ، وَغَيْرُهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى (1) " (2)   (1) لفظ: "شتى" لم يرد في (م) ، وورد في (س) و (ص) في الهامش. (2) حسن لغيره. يعقوب بن عطاء -وهو ابن أبي رباح، وإن كان ضعيفاً-، قد توبع. سفيان: هو ابن عيينة. وأخرجه البيهقي في "السنن" 6/218، والخطيب في "تاريخه" 5/290 و8/407 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2911) ، والبغوي (2232) من طريق حبيب المعلم، وابن ماجه (2731) ، والبغوي (2532) ، وابنُ عدي 6/2418 من طريق المثنى بن الصباح، والدارقطني 4/72-73، وابنُ الجارود (967) من طريق محمد بن سعيد الطائفي، والدارقطني أيضاً 4/75 من طريق الضحاك بن عثمان و76 من طريق بكير بن الأشج، والحاكم 4/345، والبيهقي في "السنن" 6/218 من طريق قتادة. ستتهم عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. ومحمد بن سعيد: يقال له: عمر بن سعيد، وهو الوارد في "منتقى" ابن الجارود. نبه على ذلك المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة محمد بن سعيد، وانظر "تهذيب" ابن حجر 7/454. وأخرجه عبد الرزاق (9857) و (9870) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا إسناد معضل. وسيرد برقم (6844) . وهذا الحديث قطعة من خطبة الفتح، ستأتي مطولة برقم (6681) و (6933) لكنه -أي الإمام أحمد- لم يورد هذه القطعة فيها. وله شاهد من حديث أسامة بن زيد عند البخاري (6764) ، ومسلم (1614) ، سيرد 5/200.= الحديث: 6664 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 245 6665 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْبِكْرَ، أَقَامَ عِنْدَهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ " (1)   = وآخر من حديث جابر عند الترمذي (2108) ، والحاكم 4/345، وصححه، ووافقه الذهبي. وثالث مطول من حديث عائشة عند الدارقطني 3/131، والبيهقي في "السنن" 8/30، وأبو يعلى (4757) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/292-293، ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: ورجاله رجال الصحيح، غير مالك ابن أبي الرجال، وقد وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد. ورابع من حديث أبي هريرة عند البيهقي في "السنن" 10/163، والبزار (1384) . وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/201 و225، وقال: رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، وفيه عمر بن راشد، وهو ضعيف عند الجمهور، ووثقه العجلي. وخامس من حديث ابن عمر عند ابن حبان (5996) ، وفيه استيفاء تخريجه. وانظر "مصنف عبد الرزاق" 6/14-19. (1) إسناده ضعيف، حجْاج -وهو ابن أرطاة- كثير الخطأ والتدليس، وقد عنعن. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/323، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وله شاهد لا يُفرح به من حديث عائشة عند الدارقطني في "سننه" 3/284 في إسناده الواقدي، وهو متروك. وقد اختُلف فيه على الحجاج بن أرطاة، فرواه الدارقطني 3/283 من طريق عمر بن علي المقدمي، عن الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إذا تزوج الثيب، فلها ثلاث، ثم تقسم"، وهذا= الحديث: 6665 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 246 6666 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ كُوتِبَ عَلَى مِائَةِ أُوقِيَّةٍ، فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشْرَ أُوقِيَّاتٍ، فَهُوَ رَقِيقٌ " (1)   = اللفظ هو الذي يوافق ما صح من الروايات في هذا الباب من أن الرجل إذا تزوج البكْر أقام عندها سبعة أيام، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثاً، ثم يقسم. فلعل الحجاج بن أرطاة نسي أو سها، فذكر في الرواية التي في "المسند" هنا: "البكر"، بدل: "الثيب". ومن الروايات الصحيحة في هذا الباب ما أخرجه البخاري (5213) و (5214) ، ومسلم (1461) من حديث أنس، قال: السنة إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا، وإذا تزوج الثيب أقام عندها ثلاثاً. (1) حديث حسن، حجاج -وهو ابن أرطاة-، قد توبع. وأخرجه ابن ماجه (2519) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5025) من طريق ابن أبي زائدة، والبيهقي في "السنن" 10/324 من طريق هشيم، كلاهما عن حجاج، به. وأخرجه أبو داود (3926) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/324 من طريق سليمان بن سُليم، والترمذي (1260) من طريق يحيي بن أبي أنيسة، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم أن المكاتب عبد ما بقي عليه شيء من كتابته. وقال البيهقي: قال الشافعي في القديم: ولم أعلم أحداً روى هذا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا عمرو بن شعيب، وعلى هذا فتيا المفتين. وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (14222) ، والنسائي في "الكبرى" (5027) ، وابن حبان (4321) من طريق ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وعطاء هذا صاحبُ أوهام كثيرة، وموصوف بالإرسال والتدليس،= الحديث: 6666 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 247 6667 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَتَانِ، فِي أَيْدِيهِمَا أَسَاوِرُ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَسَاوِرَ مِنْ نَارٍ؟ " قَالَتَا: لَا، قَالَ: " فَأَدِّيَا حَقَّ هَذَا الَّذِي فِي أَيْدِيكُمَا " (1)   = ولا يُعرف له سماع من عبد الله بن عمرو، قال النسائي (كما في "تحفة الأشراف" 6/362) : هذا الحديثُ حديث منكر، وهو عندي خطأ، والله أعلم. وأخرجه مطولاً أيضاً البيهقي في "السنن" 10/324 من طريق سليمان المخزومي، عن ابن جريج، عن ابن عمرو، بإسقاط عطاء، وهذا إسناد ظاهر الانقطاع، فإن ابن جريج لم يدرك ابن عمرو، ومن ثم قال البيهقي: كذا وجدتُه، ولا أراه محفوظاً. وسيأتي برقم (6726) و (6923) و (6949) . وله شاهد موقوف من حديث زيد بن ثابت عند ابن أبي شيبة 6/147، والبيهقي 10/324. وآخر موقوف من حديث ابن عمر عند ابن أبي شيبة 6/146، والبيهقي 10/324. وثالث من حديث عائشة موقوف عند ابن أبي شيبة 10/147 و148، والبيهقي 10/324. ورابع من حديث عثمان موقوف عند ابن أبي شيبة 10/148-149. (1) حديث حسن. الحجاج -وهو ابن أرطاة، وإن عنعن-، قد توبع. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وأخرجه ابنُ أبي شيبة في "المصنف" 3/153 عن عبد الرحيم بن سليمان،= الحديث: 6667 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 248 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   =والدارقطني 2/108 من طريق يزيد بن هارون وعبد الله بن نُمير، ثلاثتهم عن الحجاج، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (7065) من طريق المثنى بن الصباح، وأبو داود (1563) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/140، والنسائي في "المجتبى" 5/38 من طريق خالد بن الحارث، عن حسين المعلم، والترمذي (637) ، ومن طريقه البغوي (1583) من طريق ابن لهيعة، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، به. قال الترمذي: هذا حديث قد رواه المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب نحو هذا، والمثنى بنُ الصباح وابنُ لهيعة يُضعفان في الحديث، ولا يصح في هذا الباب عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء. قلنا: قد رواه عن عمرو بن شعيب حسينُ المعلم في رواية أبي داود والنسائي. وحسين المعلم ثقة. ولعل الترمذي لم تقع له رواية أبي داود هذه. ونقل الزيلعي قول المنذري: لعل الترمذي قصد الطريقين اللذين ذكرهما، وإلا فطريقُ أبي داود لا مقال فيها. وقد صحح ابنُ القطْان إسناد أبي داود فيما نقله عنه الزيلعي 2/370. وقال الزيلعي: وهذا إسناد تقم به الحجة إن شاء الله تعالى. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/38، وفي "الكبرى" (2258) و (2259) من طريق المعتمر بن سليمان، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، قال: جاعت امرأة ومعها بنت ... فذكره مرسلاً، ثم قال النسائي: خالد أثبت من المعتمر. وقد نقل قول النسائي هذا الزيلعى في "نصب الراية" 2/370، وابن حجر في "الدراية" 1/259، لكنهما زادا عليه عبارة: وحديث معتمر أولى بالصواب، وهي عبارة ليست في مطبوع النسائي، ثم إنها تنقض ما قاله النسائي أولاً. ونقلها عنه بالمعنى المنذري في "مختصر أبي داود" 2/175!! وسيأتي برقم (6901) و (6939) . وله شاهد من حديث أسماء بنت يزيد، سيرد 6/453 و455 و461. حسن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 249 6668 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالنَّاسُ يَتَكَلَّمُونَ فِي الْقَدَرِ، قَالَ: وَكَأَنَّمَا تَفَقَّأَ (1) فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنَ الْغَضَبِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُمْ: " مَا لَكُمْ تَضْرِبُونَ كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ بِهَذَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ " قَالَ: " فَمَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِمَجْلِسٍ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَشْهَدْهُ، بِمَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ، أَنِّي لَمْ أَشْهَدْهُ " (2)   = إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/556. وآخر صحيح من حديث عائشة عند أبي داود (1565) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 4/139. وصححه الحاكم على شرط الشيخين 1/389، ووافقه الذهبي. مع أن في الإسناد أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي، شيخ أبي داود لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما، وهو ثقة حافظ. وثاك من حديث أم سلمة عند أبي داود (1564) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/140، والدارقطني 2/105، وصححه الحاكم 1/390 على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. قال ابنُ المنذر في "الإشراف" فيما نقله عنه ابن التركماني في "الجوهر النقي" 4/140: روينا عن عمر، وعبد الله بن عمرو، وابن عباس، وابن مسعود، وابن المسيب، وعطاء، وسعيد بن جبير، وعبد الله بن شداد، وميمون بن مهران، وابن سيرين، ومجاهد، والثوري، والزهري، وجابر بن زيد، وأصحاب الرأي: وجوب الزكاة في الحلى: الذهب والفضة. (1) في (ظ) : يُفْقأ. وهي أيضا في هامش (س) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير.= الحديث: 6668 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 250 6669 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَقَفَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ، أَطْوَلَ مِمَّا وَقَفَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْأُولَى، ثُمَّ (1) أَتَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَرَمَاهَا، وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا " (2)   = وأخرجه ابن ماجه (85) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وسيأتي بالأرقام (6702) و (6741) و (6801) -وإسناده صحيح- و (6845) و (6846) . وفي بعض هذه الطرق أنهم كانوا يتنازعون في القرآن، ويجمع بينها الرواية رقم (6846) التي تُصرح أنهم تنازعوا آيات القرآن التي فيها ذكر القدر. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/171، وعزاه إلى الطبراني في "الكبير" بإسناد فيه صالح بن أبي الأخضر، وقال: وهو ممن يكتب حديثه على ضعفه. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 2/6 -عند قوله تعالى في سورة آل عمران: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) -، وزاد نسبته إلى ابن سعد، وابن الضريس في "فضائله"، وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وفي الباب عن أبي هريرة عند الترمذي (2133) ، وأبي يعلى (6045) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1380، وفي إسناده عندهم صالح المري، وهو ضعيف. قال الترمذي: وفي الباب عن عمر، وعائشة، وأنس. وحديث أنس هو عند أبي يعلى (3121) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2611، وفي إسناده عمارُ بن هارون ضعيف، ويوسف بن عطية متروك. وهذا شاهد لا يُفرح به. (1) في (ظ) : قال: ثم. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس،= الحديث: 6669 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 251 6670 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا الْتَقَتِ (1) الْخِتَانَانِ وَتَوَارَتْ الْحَشَفَةُ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " (2)   = وقد عنعن. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/259، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطأة، وفيه كلام. وسيكرر برقم (6782) . وفي الباب عن عائشة مطولاً، سيرد 6/90. وعن ابن عمر عند البخاري (1751) و (1752) و (1753) ، وابن حبان (3887) ، وفيه استيفاء تخريجه. (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) : لفظ ابن ماجه: التقى. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج، وهو ابن أرطاة. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/89، ومن طريقه ابن ماجه (611) عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. ولفظهما: "التقى"، بدل: "التقت". وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 1/311 و6/282 من طريقين عن عمرو بن شعيب، به. ونسبه الزيلعي في "نصب الراية" 1/84 إلى عبد الله بن وهب في "مسنده" من طريق الحارث بن نبهان، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، به. ومحمد بن عبيد الله -وهو العرزمي- والحارث بن نبهان متروكان. ونسبه الزيلعي أيضاً 1/85 إلى الطبراني في "الأوسط" من طريق أبي حنيفة، عن عمرو بن شعيب، به. وفيه زيادة في آخره: "أنزل أو لم ينزل"، وهو في "عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة" 1/67.= الحديث: 6670 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 252 6671 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، حَدَّثَنِي (1) عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ذَكَرَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ، وَلَا شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ، وَلَا رِبْحُ مَا لَمْ يُضْمَنْ (2) ، وَلَا بَيْعُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ " (3) 6672 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشِيبُ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا كُتِبَ لَهُ   = وله شاهد من حديث عائشة عند مسلم (349) ، وسيرد 6/239. وآخر من حديث أبي بن كعب، سيرد 5/115-116. وثالث من حديث أبى هريرة عند البخاري (291) ، ومسلم (348) . وله شواهد أخرى ذكرها ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/85-89، والبيهقي في "السنن" 1/166. قوله: "إذا التقت الختانان": في حديث ابن ماجه: إذا التقى الختانان، وهو الأظهر، وأما التأنيث فكأنه بالنظر إلى إرادة القطعتين. والختان، بكسر الخاء: يطلق على موضع القطع من الذكر، والمراد بالثاني: موضع القطع من الفرج. قاله السندي. (1) في (ظ) : قال: وحدثني. (2) في (ظ) : تضمن. وأشير إليها في هامش (س) و (ص) و (ق) . (3) إسناده حسن، إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن عُلية، وأيوب: هو السختياني. وقد سلف برقم (6628) . وقوله: "عن أبيه" يريد أباه الأعلى وهو جده عبد الله، وسماه أباه لأنه هو الذي رباه. وسبق التصريح بذلك في إسناد (6545) . وانظر "أطراف المسند" 4/27-28 الحديث: 6671 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 253 بِهَا حَسَنَةٌ، وَرُفِعَ (1) بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ " (2)   (1) في (س) و (ص) و (ظ) و (ق) : رفعه، وأشير إلى هذه الرواية في هوامشها. (2) صحيح لغيره، ليث -وهو ابن أبي سُليم، وإن كان فيه ضعف-، متابع. إسماعيل: هو ابن عُلية. وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/311 من طريق ابن لهيعة، وفي "شعب الإيمان" (6387) من طريق عبد الرحمن بن الحارث، كلاهما عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وأخرجه مختصراً النسائي في "المجتبى" 8/136، و"الكبرى" (9337) من طريق عمارة بن غزية، والبيهقي في "الشعب" (6386) من طريق عبد الرحمن بن الحارث، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. وسيأتي مختصراً برقم (6675) و (6924) ، ومطولاً برقم (6937) و (6962) . وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن حبان (2985) ، وإسناده حسن. وعن عمرو بن عبسة -أبي نجيح السلمي-، سيرد 4/113، بلفظ: "من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة". وعن فضالة بن عُبيد، سيرد 6/20. وعن كعب بن مرة، سيرد 4/236. وعن أنس موقوفاً عند مسلم (2341) بلفظ: يكره أن ينتف الرجلُ الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته. وعن أبي هريرة عند ابن حبان (2985) ، وإسناده حسن. وعن عمر بن الخطاب عند الطبراني في "الكبير" (58) ، وابن حبان (2983) بلفظ: "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة"، وإسناده قوي. وعن طلق بن حبيب عند ابن أبي شيبة 8/678، وهو معضل. قوله: "فإنه نور المسلم"، أي: سببُ نورٍ له يوم القيامة، فلا ينبغي استئصالها= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 254 6673 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ، أَوْ فَضْلَ كَلَئِهِ، مَنْعَهُ اللهُ فَضْلَهُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)   بالنتف. نعم تغييرها لمصلحة مخالفة الأعداء وغيرها جائز، ولكن فرق بين استئصالها من الأصل وتغييرها. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث، وهو ابن سُليم، إسماعيل: هو ابن عُلية. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/125، وقال: ورجال أحمد ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر. وسيأتي مكرراً برقم (7057) . وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1603) ، والطبراني في "الصغير" برقم (93) من حديث محمد بن الحسن القردوسي، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد مطولاً. ومحمد بن الحسن القردوسي: قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، وليس بمشهور بالنقل، ثم قال: وهذا يروى بإسناد أصلح من هذا. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/125 و8/154، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه محمد بن الحسن القردوسي، ضعفه الأزدي بهذا الحديث، وقال: ليس بمحفوظ. وسيأتي مطولاً برقم (6722) . ويشهد له حديث أبي هريرة عند أبي الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (237) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح السمان، عنه. والحسن بن أبي جعفر ضعيف. لكن أصل الحديث صحيح، فهو عند البخاري (2369) و (7446) من طريق سفيان، عن عمرو بن دينار، به. وفيه: "ورجل منع فضل مائه، فيقول الله: اليوم= الحديث: 6673 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 255 6674 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ " (1) 6675 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، فَإِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ يَشِيبُ فِي الْإِسْلَامِ شَيْبَةً، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً،   = أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك". ويشهد له أيضاً حديث سعد بن أبي وقاص عند أبي يعلى (828) ، وفيه راوٍ لم يسم. والنهي عن منع فضل الماء، سيرد من حديث أبي هريرة 2/224. وجاء من حديث جابر عند مسلم (1565) . (1) إسناده حسن. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/300، والبيهقي في "السنن" 8/296 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3394) ، والدارقطني 4/254 من طريقين عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 327 من طريق أبي يونس العجلي، عن عمرو بن شعيب، به. وسلف برقم (6558) من طريق أخيه عبد الله بن عمر العمري. الحديث: 6674 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 256 وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً " (1) 6676 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ (2) ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ فِي الْمَسْجِدِ، وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الْأَشْعَارُ، وَأَنْ تُنْشَدَ فِيهِ الضَّالَّةُ، وَعَنِ الْحِلَقِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَبْلَ الصَّلَاةِ " (3)   (1) إسناده حسن، ابن عجلان: هو محمد. وأخرجه أبو داود (4202) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6386) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/311 من طريق مسدد، عن يحيى بن سعيد، به وأخرجه أبو داود (4202) أيضا، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6386) من طريق سفيان، وابن عدي (1061) من طريق زيد بن حبان، كلاهما عن ابن عجلان، به. وسلف برقم (6672) . (2) وقع في (م) : حدثنا يحيى بن عجلان. وهو خطأ. (3) إسناده حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن عجلان: هو محمد. وأخرجه بتمامه أبو داود (1079) ، وابن خزيمة (1304) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1267) من طريق صفوان بن عيسى، وابن خزيمة (1306) من طريق أبي خالد الأحمر، كلاهما عن ابن عجلان، به. وروي مفرقاً ومجموعاً، فأخرجه دون إنشاد الضالة الترمذي (322) ، والبغوي في "شرح السنة" (485) من طريق الليث، عن ابن عجلان، به.= الحديث: 6676 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 257 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرج النهي عن البيع والتحلق في المسجد النسائي في "الكبرى" (793) ، و"المجتبى" 2/47-48 من طريق يحيى بن سعيد، به. وأخرج النهي عن البيع وتناشد الأشعار ابنُ ماجه (749) من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، به. وأخرج النهي عن البيع وإنشاد الضالة البيهقيُّ في "السنن" 2/448 من طريق بشر، عن ابن عجلان، به. وأخرج النهي عن تناشد الأشعار في المسجد النسائي في "الكبرى" (794) ، و"المجتبى" 2/48، وفي "عمل اليوم والليلة" (173) ، والبيهقي في "السنن" 2/448، من طريق الليث، عن ابن عجلان، به. وأخرج النهي عن إنشاد الضالة ابنُ ماجه (766) من طرق، عن ابن عجلان، به وأخرج النهي عن التحلق ابنُ ماجه (1133) من طرق، عن ابن عجلان، به. وفي الباب في النهي عن البيع والشراء في المسجد عن أبي هريرة عند الترمذي (1326) ، والدارمي 1/326، وابن حبان (1650) ، وفيه استيفاء تخريجه. قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/373: وقد كره قوم من أهل العلم البيع والشراء في المسجد، وبه يقول أحمد وإسحاق، ورخص فيه بعض التابعين، وروي عن عطاء بن يسار أنه كان إذا مر عليه بعض من يبيع في المسجد، قال: عليك بسوق الدنيا، فإنما هذا سوق الآخرة. أخرجه مالك في "الموطأ" 1/174 بلاغاً. وقال أبو سليمان الخطابي: ويدخل في هذا كل أمرٍ لم يُبْن له المسجدُ من أمور معاملات الناس واقتضاء حقوقهم. وقد كره بعضُ السلف المسألة في المسجد، وكان بعضهم لا يرى أن يُتصدق على السائل المتعرض في المسجد. وانظر "الفتح" 1/560-561.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 258 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وفي الباب في النهي عن إنشاد الشعر عن حكيم بن حزام، سيرد 3/434. وعن حسان بن ثابت، سيرد 5/222. قال البيهقي في "السنن" 2/448: نحن لا نرى بإنشاد مثل ما كان يقول حسان في الذب عن الإسلام وأهله بأساً، لا في المسجد، ولا في غيره، والحديثُ ورد في تناشد أشعار الجاهلية وغيرها مما لا يليق بالمسجد. قلنا: ويؤيده ما رواه أبو هريرة أن عمر مر بحسان بن ثابت، وهو ينشد في المسجد شعرا، فلحظ إليه، فقال: لقد كنت أنشد فيه وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة، فقال: نشدتُك بالله، أسمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أجبْ عني، اللهم أيده بروح القدس؟ " قال: نعم. وسيرد 5/222 من حديث حسان. وفي الباب في النهي عن إنشاد الضالة عن أبي هريرة عند مسلم (568) ، وسيرد (8588) و (9457) . وعن بُريدة بن الحُصيب عند مسلم (566) ، وسيرد 5/360. وعن جابر عند النسائي في "المجتبى" 2/48-49. وفي الباب في النهي عن الحلق في المسجد عن أبي هريرة عند ابن حبان (1654) ، وفيه استيفاء تخريجه. قال علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 1/467: وعلةُ النهي أن القوم إذا تحلقوا، فالغالب عليهم التكلم ورفع الصوت، وإذا كانوا كذلك، لا يستمعون الخطبة، وهم مأمورون باستماعها، كذا قاله بعضهم. وقال التوربشتي: النهي يحتمل معنيين: أحدهما: أن تلك الهيئة تخالف اجتماع المصلين. والثاني: أن الاجتماع للجمعة خطب جليل، لا يسع من حضرها أن يهتم بما سواها حتى يفرغ، وتحلقُ الناس قبل الصلاة موهم للغفلة عن الأمر الذي ندبوا إليه.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 259 6677 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ (1) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَمْثَالَ الذَّرِّ، فِي صُوَرِ النَّاسِ، يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الصَّغَارِ، حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ، يُقَالُ لَهُ: بُولَسُ، فَتَعْلُوَهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ، يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ، عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ " (2)   = وقال البغوي في "شرح السنة" 2/374: وفي الحديث كراهية التحلق والاجتماع يوم الجمعة قبل الصلاة لمذاكرة العلم، بل يشتغل بالذكر والصلاة والإنصات للخطبة، ثم لا بأس بالاجتماع والتحلق بعد الصلاة في المسجد وغيره. (1) في (ظ) : عن. (2) إسناده حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن عجلان: هو محمد. وأخرجه الحميدي (598) ، وابن أبي شيبة 9/90، وابن المبارك في "الزهد" في زوائد نعيم بن حماد (191) ، ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد" (557) ، والترمذي (2492) ، والبغوي (3590) كلهم من طريق ابن عجلان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وقال الحافظ ابنُ رجب في "التخويف من النار" ص 124 بعد أن نقل تحسين الترمذي له: وروي موقوفاً على عبد الله بن عمرو. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 5/333، وزاد نسبته إلى ابن مردويه. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البزار (3430) . قال الهيثمي في "المجمع" 10/334: رواه البزار، وفيه من لم أعرفه. وآخر من حديث كعب قوله عند البيهقي في "الشعب" (8184) و (8185) . وعن أنس عند البيهقي في "الشعب" (8186) ، وقال بإثره: روي هذا بإسناد مرسل عن ابن مسعود من قوله.= الحديث: 6677 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 260 6678 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْنَسِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي؟ قَالَ: " أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ، إِنَّ أَطْيَبَ مَا   = قوله: "أمثال الذر"، الذر: جمع ذرة، وهي النملة الصغيرة. قال صاحب "تحفة الأحوذي" 7/193: والمعنى أنهم يكونون في غاية من المذلة والنقيصة، يطأهم أهلُ الحشر بأرجلهم من هوانهم على الله. الصغار: الذل والهوان. وقوله: "بولس": قيده المنذري بضم الموحدة وسكون الواو وفتح اللام، وكذا قيده صاحب "القاموس"، وقيده غيرهما بفتح الباء واللام. انظر "تحفة الأحوذي" 7/193. قوله: "نار الأنيار"، قال ابن الأثير: لم أجده مشروحاً، ولكن هكذا يروى، فإن صحت الرواية فيحتمل أن يكون معناه: نار النيران، فجمع النار على أنيار، وأصلها: أنوار، لأنها من الواو، كما جاء في ريح وعيد: أرياح وأعياد، وهما من الواو. انتهى. قال صاحب "تحفة الأحوذي" 7/193: قيل: إنما جمع نار على أنيار وهو واوي لئلا يشتبه بجمع النور. قال القاضي: وإضافة النار إليها للمبالغة، كأن هذه النار لفرط شدة إحراقها، وشدة حرها، تفعل بسائر النيران ما تفعل النار بغيرها. انتهى. قال القاري: أو لأنها أصل نيران العالم لقوله تعالى: (الذي يصلى النار الكبرى) ، قال السندي: قيل: جمع النار على الأنيار غير مسموع في اللغة، فهو سهو من الرواة. والخبال: بفتح الخاء المعجمة: هو في الأصل الفساد، وبكون في الأفعال والأبدان والعقول. وعصارة أهل النار: ما يسيل منهم من الصديد والقيح والدم. الحديث: 6678 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 261 أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وَإِنَّ أَمْوَالَ أَوْلَادِكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوهُ هَنِيئًا " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه ابنُ الجارود في "المنتقى" (995) ، والبيهقي في "السنن" 7/480 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/158 من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به. وسيرد برقم (6902) و (7001) . وله شاهد صحيح من حديث عائشة، سيرد 6/31 و42، وانظر ابن حبان (410) . وآخر من حديث جابر عند ابن ماجه (2291) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/158، وفي "شرح مشكل الآثار" (1598) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/304-305 في قصة مطولة، وإسناده صحيح على شرط البخاري كما قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 2/25. وثالث من حديث ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10019) ، و"الأوسط" (57) ، و"الصغير" (2) و (947) في قصة طويلة. ورابع من حديث سمرة عند الطبراني في "الكبير" (6961) ، والبزار (1260) . وزاد الهيثمي في "المجمع" 4/154 نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه عبد الله بن إسماعيل الجُوداني، قال أبو حاتم: لين، وبقية رجال البزار ثقات. وخامس من حديث عبد الله بن عمر عند البزار (1259) ، وأبي يعلى (5731) . وذكر الزيلعي في "نصب الراية" 3/338-339، والحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/211 شاهداً له من حديث عمر قد أخرجه البزار (1261) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1212 من طريق سعيد بن بشير، عن مطر (تحرف عند البزار= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 262 6679 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي حَافِيًا وَنَاعِلًا، وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ، وَيَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَيَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ " (1)   = إلى مطرف) الوراق، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن عمر، مرفوعاً. وهذا الشاهد أورده ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/469، ثم قال: قال أبي: هذا خطأ، إنما هو عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأعله ابنُ عدي أيضا بسعيد بن بشير، وقال فيه: ولعله يهم في الشيء بعد الشيء ويغلط. قلنا: وعلى هذا فلا يصح ذكر حديث عمر شاهداً لحديثنا. وقوله: "يجتاح مالي" معناه: يستأصله ويأتي عليه، أخذاً وإنفاقاً. قاله ابنُ الأثير في "النهاية". وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أنت ومالك لوالدك"، قال ابنُ حبان عقب الحديث (410) : معناه أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زجر عن معاملته أباه بما يعاملُ به الأجنبيين، وأمره ببره والرفق به في القول والفعل معا، إلى أن يصل إليه مالُه، فقال له: "أنت ومالك لأبيك" لا أن مال الابن يملكه الأبُ في حياته عن غير طيب نفس من الابن به. ونقل الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/158 عن بعض العلماء قولهم: قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا ليس على التمليك منه للأب كسب الابن، وإنما هو على أنه لا ينبغي للابن أن يخالف الأب في شيء من ذلك، وأن يجعل أمره فيه نافذاً كأمره فيما يملك. ألا تراه يقول: "أنت ومالك لأبيك" فلم يكن الابن مملوكاً لأبيه بإضافة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه، فكذلك لا يكون مالكا لماله بإضافة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه. وانظر أيضاً "معالم السنن" للخطابي 3/166، و"الفتح" 5/211. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وحسين:= الحديث: 6679 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 263 6680 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَأَلْقَاهُ، وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ: فَقَالَ: " هَذَا أَشَرُّ، هَذَا حِلْيَةُ أَهْلِ النَّارِ " فَأَلْقَاهُ، وَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، فَسَكَتَ عَنْهُ (1) 6681 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ إِلَّا خُزَاعَةَ عَنْ بَنِي بَكْرٍ " فَأَذِنَ لَهُمْ، حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ "، فَلَقِيَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ رَجُلًا مِنْ بَنِي بَكْرٍ، مِنْ غَدٍ، بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَقَتَلَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   = هو ابن ذكوان المعلم. وسلف برقم (6627) و (6660) دون قوله: ويصم في السفر ويفطر. وهذه الزيادة لها شاهد من حديث ابن مسعود سلف برقم (3813) بإسناد ضعيف. وآخر من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 3/159، وقال: وله طريق رجالها ثقات كلهم. وثالث من حديث عمران بن الحصين عند البزار (993) ، أوردناه عند الرواية (6627) . وانظر (6783) و (6928) و (7021) . (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6518) سنداً ومتناً، وسيأتي برقم (6977) من طريق آخر. الحديث: 6680 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 264 فَقَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ، وَرَأَيْتُهُ وَهُوَ (1) مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، قَالَ: " إِنَّ أَعْدَى النَّاسِ عَلَى اللهِ مَنْ قَتَلَ فِي الْحَرَمِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ " فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا ابْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا دَعْوَةَ فِي الْإِسْلَامِ، ذَهَبَ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْأَثْلَبُ " قَالُوا: وَمَا الْأَثْلَبُ؟ قَالَ: " الْحَجَرُ " قَالَ: " وَفِي الْأَصَابِعِ عَشْرٌ عَشْرٌ، وَفِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ " قَالَ: وَقَالَ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ " قَالَ: " وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا، وَلَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ، إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا " (2)   (1) في (ظ) : قال: وهو. (2) إسناده حسن، ولبعضه شواهدُ يصح بها. يحيى: هو ابن سعيد للقطان، وحسين: هو ابن ذكوان المعلم. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/177-178. وقال: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. -قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد- ثم قال الهيثمي: قلت: في الصحيح منه النهي عن الصلاة بعد الصبح، وفي السنن بعضه. قلنا: يريد أن النهي عن الصلاة بعد الصبح ورد في الصحيح عن غير عبد الله بن عمرو، وسيرد ذلك في التخريج. وقد نقل ابنُ كثير هذا الحديث مختصراً في "تاريخه" 4/306 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: وهذا غريب جداً، وقد روى أهلُ السنن بعض هذا الحديث، فأما ما فيه من أنه رخص لخزاعة أن تأخذ بثأرها من بني بكر إلى العصر من يوم الفتح، فلم أره إلا في هذا الحديث، وكأنه -إن صح- من باب= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 265 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الاختصاص لهم، مما كانوا أصابوا منهم ليلة الوتير، والله أعلم. قلنا: قد ورد ذلك من حديث ابن عمر عند ابن حبان (5996) ، ويبدو أن ابن كثير لم يطلعْ عليه، وهو شاهد لهذا الحديث، وانظر عن ليلة الوتير "معجم البلدان" لياقوت، مادة (الوتير) . وهذا الحديث رواه أحمد وغيره مجموعاً ومفرقاً في مواضع عدة. وقد رواه مطولاً (6933) عن يزيد بن هارون، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد، وفيه زيادة قوله: "وأوفوا بحلف الجاهلية ... " وأشار إلى رواية يحيي ويزيد برقم (6992) . وقوله: "كُفوا السلاح ... "، إلى: "بذحول الجاهلية": أخرجه ابن أبي شيبة 14/487 عن يزيد بن هارون، وأبو عبيد في "الأموال" 1/145، عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، كلاهما عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث أبي شريح الكعبي، سيرد 4/31-32. وسيرد دون قوله: "كفوا السلاح" برقم (6757) من طريق حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، به. وقوله: "إن أعدى الناس ... "، إلى: "بذحول الجاهلية" له شاهد مطول من حديث عائشة عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي في "السنن" 8/26: قالت: وجدتُ في قائم سيف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا: "إن أشد الناس عتواً من ضرب غير ضاربه، ورجل قتل غير قاتله"، وصححه الحاكم 4/349، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في "المجمع" 6/292، وقال: رجاله رجال الصحيح غير مالك ابن أبي الرجال، وقد وثقه ابن حبان، ولم يضعفه أحد. وله شاهد آخر مرسل من حديث عطاء بن يزيد، ذكره الحافظ في "الفتح" 12/211. وآخر بمعناه عند البخاري (6882) من حديث ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "أبغضُ الناس إلى الله ثلاثة: ملحدٌ في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 266 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الجاهلية، ومُطلبٌ دم امرىء بغير حق ليهريق دمه". وقوله: "لا دعْوة في الإسلام، الولد للفراش، وللعاهر الإثلب": أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 8/182 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2274) من طريق يزيد بن هارون، عن حسين المعلم، به وسيرد مختصراً برقم (6971) من طريق عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، به وفي الباب عن عمر سلف برقم (173) . وعن عثمان سلف برقم (416) و (417) و (467) و (502) . وعن علي سلف برقم (820) . وعن أبي هريرة، سيرد 2/239 و280 و386 و409 و466 و475 و492. وعن عمرو بن خارجة، سيرد 14/86 و187 و238 و239. وعن أبي أمامة الباهلي، سيرد 5/267. وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/326. وعن عائشة، سيرد 6/129 و200 و237 و247. وهو حديث متواتر ذكره الكتاني في "نظم المتناثر" ص 105-106 من حديث ستة وعشرين صحابياً. والدعْوة: بكسر الدال وسكون العين المهملتين هو أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه وعشيرته، وقد كانوا يفعلونه، فنهى عنه وجعل الولد للفراش. قاله ابن الأثير. وقوله: "الولد للفراش"، أي: لصاحب الفراش. وقوله: "الحجر"، قال ابن الأثير: أي الخيبة، يعني أن الولد لصاحب الفراش من الزوج أو السيد، وللزاني الخيبة والحرمان، كقولك: مالك عندي شيء غير= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 267 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = التراب، وما بيدك غير الحجر. قال ابن الأثير في موضع آخر: قيل معناه الرجم. وحكم دية الأصابع: أخرجه أبو داود (4562) ، والنسائي في "المجتبى" 8/57، وابن الجارود في "المنتقى" (781) و (785) ، والبيهقي في "السنن" 8/91 من طرق، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/192-193، وابن ماجه (2653) ، والدارقطني 3/210، والبيهقي في "السنن" 8/81 و89 من طريق مطر الوراق، والنسائي 8/57 من طريق ابن جريج، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/397 و398 و403 و404 و413، وإسناده حسن. وعن ابن عباس عند الترمذي (1391) ، والدارقطني 3/212، وابن الجارود في "المنتقى" (780) بإسناد صحيح، وصححه ابن حبان (6012) ، وفيه استيفاء تخريجه. وعن عمرو بن حزم عند الشافعي 2/110 بترتيب السندي، وابن الجارود (784) ، والدارمي 2/194 و195، والبيهقي 9/85. وعن عمر بن الخطاب عند البيهقي 8/86. وسيرد برقم (6711) و (6772) و (7013) ، وسيرد ضمن حديث الديات المطول (7033) . وحكم دية المواضح: أخرجه ابنُ أبي شيبة 9/143 عن يزيد بن هارون، وأبو داود (4566) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/81، والنسائي 8/57 من طريق خالد بن الحارث، والترمذي (1390) من طريق يزيد بن زريع، وابن الجارود (785) من طريق عباد بن العوام، أربعتهم عن حسين المعلم، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/142، وابن ماجه (2655) ، والدارمي 2/194،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 268 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والدارقطني 3/210، والبيهقي في "السنن" 8/81 و89 من طريق مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب، به. ومطر الوراق -وإن كان سييء الحفظ- متابع. وأخرجه عبد الرزاق (17312) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى في الموضحة بخمس ... ، وهو معضل. وسيرد برقم (6772) و (7013) ، وانظر (7033) . وفي الباب عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم مرسلاً عند الشافعي في "الأم" 6/110، و"المسند" 2/110، وأبي داود في "المراسيل" (257) ، والبيهقي في "السنن" 8/85، قال أبو داود في "المراسيل": أسند هذا ولا يصح. قلنا: رواه مسندا عبد الرزاق (17314) ، والدارمي 2/195، وغيرهما. وانظر "الموطأ" 2/859. وعن عمر بن الخطاب عند البيهقي 8/86. وعن علي موقوفاً عند ابن أبي شيبة 9/142، وعند البيهقي في "السنن" 8/81، وعبد الر زاق (17315) . وعن مكحول مرسلا عند ابن أبي شيبة 9/142، وعند البيهقي في "السنن" 8/82. وعن طاووس مرسلاً عند عبد الرزاق (17313) . والمواضح: جمع مُوضحة، وهي الشجة التي توضح العظم، أي: تظهره. والنهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر: أخرجه أبو داود الطيالسي (2260) عن خليفة بن خياط، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وسيرد أيضاً ضمن (6712) من طريق عبد الكريم الجزري، و (6970) من طريق خليفة بن خياط، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. وفي الباب عن علي سلف برقم (1073) . وعن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1469) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 269 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وعن أبي هريرة عند البخاري (588) ، ومسلم (825) ، وسيرد (9953) و (10846) . وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/152 بإسناد صحيح. وعن صفوان بن المعطل، سيرد 5/312. وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (586) ، ومسلم (827) . وعن ابن عباس عند مسلم (826) . وعن عائشة عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي 8/29، وصححه الحاكم 4/349، ووافقه الذهبي. والنهي عن الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها: أخرجه ابن أبي شيبة 4/247 عن يزيد بن هارون، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولاً عبد الرزاق (10750) عن ابن جريج، عن عبد الكريم الجزري، عن عمرو بن شعيب، به. وفي الباب عن علي، سلف (577) . وعن ابن عباس، سلف (3530) . وعن أبي هريرة عند مسلم (1408) ، وسيرد (7462) . وعن جابر عند البخاري (5108) ، وسيرد 3/338. وعن أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 4/246، وابن ماجه (1930) . وعن ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 4/246، والطبراني (9801) . وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 4/247، وابن حبان (5996) . وعن أبي موسى الأشعري عند ابن ماجه (1931) . وعن عائشة مطولاً عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي في "السنن" 8/29-30، وصححه الحاكم 4/349، ووافقه الذهبي. وعن عتاب بن أسيد عند الطبراني 17/ (426) ، وذكره الهيثمي في "المجمع"= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 270 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 4/263-264، وقال: وفيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف. وعن عكرمة مرسلاً عند عبد الرزاق (10766) . وعن عيسى بن طلحة مرسلاً عند أبي داود في "مراسيله" (208) . وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مرسلاً عند عبد الرزاق (10754) . وقوله: "لا يجوز لامرأة عطية بغير إذن زوجها": أخرجه أبو داود (3547) ، والنسائي في "المجتبى" 5/65 و6/278، والبيهقي في "السنن" 6/60 من طريق خالد بن الحارث، والنسائي في "المجتبى" 6/278 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2267) من طريق حبيب المعلم، وابن ماجه (2388) من طريق المثنى بن الصباح كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. وسيرد برقم (6727) و (6728) و (7058) . وله شاهد ضعيف من حديث عبادة بن الصامت، سيرد 5/327. وآخر ضعيف أيضا من حديث كعب بن مالك عند ابن ماجه (2389) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/351. وقوله: "لا يجوز لامرأة عطية"، قال السندي في حاشيته على "المجتبى" 5/66: أي: من مال الزوج، وإلا فالعطية من مالها لا يحتاج إلى إذن عند الجمهور. قلنا: لكن لفظ الرواية الآتية برقم (7058) وهو: "لا يجوز للمرأة أمرٌ في مالها إذا ملك زوجُها عصمتها"، يدل على أن الكلام في مالها لا في ماله كما قال السندي، وقد أخذ به مالك فيما زاد على الثلث، وهو عند أكثر أهل العلم محمول على حسن العشرة، واستطابة نفس الزوج، إذ يجوز للمرأة أن تعطي من مالها بغير إذن، وهو قول عامة أهل العلم. قلنا: يغلب على الظن أن زيادة: "في مالها" مدرجة من بعض الرواة، ظن أن قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يجوز للمرأة عطية إلا بإذن زوجها" أن هذه العطية من مالها، كما التبس على بعض الرواة الأمرُ في حديث: "إن الله خلق آدم على صورته"= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 271 6682 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " جَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، يَوْمَ غَزَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ " (1)   = فظن أن الضمير يعود على الله، فأبدل المكني بالاسم المظهر، فقال: إن الله خلق آدم على صورة الرحمن. وقد ذكر البيهقي في "السنن" 6/60-61 من طريق أبي العباس الأصم، أنبأنا الربيع، قال: قال الشافعي (يعني في هذا الحديث) : سمعناه وليس بثابتٍ فيلزمُنا أن نقول به، والقرآنُ يدل على خلافه، ثم السنة، ثم الأثر، ثم المعقول، وقال في "مختصر البويطي والربيع": قد يمكن أن يكون هذا في موضع الاختيار، كما قيل: ليس لها أن تصم يوماً وزوجها حاضر إلا بإذنه، فإن فعل فصومها جائز، وإن خرجت بغير إذنه فباعت، فجائز، وقد أعتقت ميمونة رضي الله عنها قبل أن يعلم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يعب ذلك عليها، فدل هذا مع غيره على أن قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -إن كان قاله- أدب واختيار لها. قال البيهقي: الطريقُ في هذا الحديث إلى عمرو بن شعيب صحيح، ومن أثبت أحاديث عمرو بن شعيب لزمه إثباتُ هذا، إلا أن الأحاديث التي مضت في الباب قبله أصح إسناداً، وفيها وفي الآيات التي احتج بها الشافعي رحمه الله دلالة على نفي تصرفها في مالها دون الزوج، فيكون حديث عمرو بن شعيب محمولاً على الأدب والاختيار. وانظر لزاماً "الأم" للشافعي 3/216، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي 4/351-354. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. حجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 2/458 و14/166-167 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج، بهذا الإسناد.= الحديث: 6682 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 272 6683 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ يَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنِ الضَّالَّةِ مِنَ الْإِبِلِ؟ قَالَ: " مَعَهَا حِذَاؤُهَا، وَسِقَاؤُهَا، تَأْكُلُ الشَّجَرَ (1) ، وَتَرِدُ الْمَاءَ، فَدَعْهَا حَتَّى يَأْتِيَهَا بَاغِيهَا " قَالَ: الضَّالَّةُ مِنَ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ، تَجْمَعُهَا حَتَّى يَأْتِيَهَا بَاغِيهَا " قَالَ: الْحَرِيسَةُ الَّتِي تُوجَدُ فِي مَرَاتِعِهَا؟ قَالَ: " فِيهَا ثَمَنُهَا مَرَّتَيْنِ، وَضَرْبُ نَكَالٍ، وَمَا أُخِذَ مِنْ عَطَنِهِ (2) فَفِيهِ الْقَطْعُ، إِذَا بَلَغَ مَا يُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالثِّمَارُ، وَمَا أُخِذَ مِنْهَا فِي أَكْمَامِهَا؟ قَالَ: " مَنْ أَخَذَ بِفَمِهِ، وَلَمْ يَتَّخِذْ خُبْنَةً، فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَمَنِ احْتَمَلَ، فَعَلَيْهِ ثَمَنُهُ مَرَّتَيْنِ وَضَرْبًا وَنَكَالًا، وَمَا أَخَذَ مِنْ أَجْرَانِهِ، فَفِيهِ الْقَطْعُ، إِذَا بَلَغَ   = وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/158، وعزاه إلى أحمد، وأعله بالحجاج بن أرطاة. وسيأتي برقم (6906) و (6694) . وله شاهد من حديث جابر، سيرد 3/348، وفيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. وفي الباب عن ابن عمر، وهو حديث متفق عليه سلف برقم (4472) . وعن أنس عند البخاري (1110) ، ومسلم (704) (48) . وعن معاذ عند مسلم (706) . (1) في (ص) : الشيح. (2) في (ظ) : عُطُنه. الحديث: 6683 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 273 مَا يُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللُّقَطَةُ نَجِدُهَا فِي سَبِيلِ الْعَامِرَةِ؟ قَالَ: " عَرِّفْهَا حَوْلًا، فَإِنْ وُجِدَ بَاغِيهَا، فَأَدِّهَا إِلَيْهِ، وَإِلَّا فَهِيَ لَكَ "، قَالَ: مَا يُوجَدُ فِي الْخَرِبِ الْعَادِيِّ؟ قَالَ: " فِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (1)   (1) حديث حسن، محمد بن إسحاق متابع. وأخرجه مطولاً البغوي (2211) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1710) ، والنساني في "المجتبى" 8/85-86، والطبراني في "الأوسط" (5030) ، والدارقطني 3/194-195 و4/236، والحاكم 4/381، والبيهقي في "السنن" 4/152 و6/190 من طرق، عن عمرو بن شعيب، به. وسيأتي برقم (6746) و (6891) و (6936) . وسيرد منه حكم الأكل من الثمر المعلق برقم (7094) من طريق هشام بن سعد، عن عمرو بن شعيب. وحكم ضالة الإبل والغنم: أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/135-13، والطبراني في "الأوسط" (2671) ، والبيهقي في "السنن" 6/197، من طرق عن عمرو بن شعيب، به، وسنده حسن. وحكم ضالة الغنم: أخرجه أبو داود (1713) من طريق ابن إدريس، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود أيضاً (1712) من طريق عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، به، وسنده حسن. وحكم سرقة الحريسة والثمار: أخرجه النسائي في "المجتبى" 8/84-85 من طريق عبيد الله بن الأخنس، وابن ماجه (2596) من طريق الوليد بن كثير، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به، (وعبيد الله تحرف في مطبوع النسائي إلى عبد الله) وسنده حسن.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 274 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وحكم الأكل من الثمر المعلق: أخرجه أبو داود (1710) ، والترمذي (1289) ، والنسائي في "المجتبى" 8/85 من طريق ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به، وسنده حسن. وحكم اللقطة: أخرجه أبو داود (1708) ، والبيهقي في "السنن" 6/197 من طريق عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن شعيب، به. وسنده حسن. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 2/107 من طريق أبي المحل خداش بن عياش، عن عمرو بن شعيب، به. وحكم الركاز والخرب العادي: أخرجه الشافعي في "الأم " 2/43-44 -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/155-، والحميدي (596) ، -ومن طريقه الحاكم 2/65-، وأبو عبيد في "الأموال" (859) و (860) و (861) ، وحميد بن زنجويه في "الأموال" (1259) ، وابن الجارود في "المنتقى" (670) من طرق عن عمرو بن شعيب، به. وصححه ابنُ خزيمة (2327) و (2328) ، وتحرف فيه عمرو بن شعيب إلى: محمد. ولضالة الإبل والغنم شاهد من حديث أبي هريرة عند الطحاوي في"شرح معاني الآثار" 4/135. وحكمُ اللقطة وضالة الإبل والغنم له شاهد من حديث زيد بن خالد الجهني عند البخاري (2372) و (2427) و (2428) ، ومسلم (1722) ، وسيرد 4/116. ولحكم اللقطة شاهد أيضاً من حديث أبي بن كعب عند البخاري (2426) ، ومسلم (1723) ، وسيرد 15/26. ولحكم الأكل من الثمر المعلق شاهد من حديث ابن عمر عند الترمذي (1287) ، وابن ماجه (2301) وهو حسن في الشواهد. قوله: "حذاؤها" بكسر حاء وبذال معجمة، أي: خفافها، فتقوى بها على السير وقطع البلاد البعيدة. وقوله: "سقاؤها": أريد به الجوف، أي: حيث وردت شربت ما يكفيها حتى ترد ماء آخر. قال الخطابي في "معالم السنن" 2/88: وأما ضالة الإبل فإنه لم= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 275 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يجعل لواجدها أن يتعرض لها، لأنها قد تردُ الماء، وترعى الشجر، وتعيش بلا راع، وتمتنع على أكثر السباع، فيجب أن يُخلى سبيلها حتى يأتي ربها. وقوله: "باغيها"، أي: طالبها الذي غابت وضلت عنه. قوله: "لك أو لأخيك"، قال السندي: أي إن أخذت وأخذه أحد غيرك. "أو للذئب" أي: إن لم يأخذه أحد، أي: فأخذها أحب. وقوله: "تجمعها" خبر بمعنى الأمر، أي: اجمعها إليك. قلنا: رواية أبي داود: "فاجمعها" بلفظ الأمر، وفي رواية أخرى: "فخذها"، وفي ثالثة: "فاجمعها حتى يأتيها باغيها" قال الخطابي في "المعالم" 2/88: قوله: "هي لك أو لأخيك أو للذئب "فيه دليل على أنه إنما جعل هذا حكمها إذا وجدت بأرض فلاة يُخاف عليها الذئاب فيها، فأما إذا وجدت في قرية وبين ظهراني عمارة فسبيلها سبيل اللقطة في التعريف، إذ كان معلوماً أن الذئاب لا تأوي إلى الأمصار والقرى. و"الحريسة"، قال السندي: أراد بها الشاة المسروقة من المرعى، والاحتراس: أن يؤخذ الشيء من المرعى، يقال: فلان يأكل الحريسات إذا كان يسرق أغنام الناس يأكلها. وقال ابن الأثير: الحريسة: فعيلة بمعنى مفعولة، أي إن لها من يحرسها ويحفظها، ومنهم من يجعل الحريسة السرقة نفسها ... ويقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها: حريسة. قوله: "فيها ثمنها مرتين وضرب نكال": أي: يؤخذ منه ضعف القيمة، ويجمع بينه وبين العقوبة، وهذا من باب التعزير بالمال والجمع بينه وبين العقوبة. قوله: "من عطنه" العطن بفتحتين: مبرك الإبل حول الماء. قوله: "ثمن المجن": المجن: الترس، والمراد بثمنه قيمته، وكان ثمنه يومئذ ربع دينار، وسيجيء في أحاديث ابن عمرو خلاف ذلك، قاله السندي. قلنا: سيجيء تحديد قيمة المجن في الرواية الآتية برقم (6687) . قوله: "ولم يتخذ خُبْنة": الخبنة: معطف الإزار وطرف الثوب، أي: من أكل ولم يأخذ في ثوبه.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 276 6684 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ؟ فَأَرَاهُ ثَلَاثًا، ثَلَاثًا قَالَ: " هَذَا الْوُضُوءُ فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ، وَتَعَدَّى، وَظَلَمَ " (1)   = وقوله: "فليس عليه شيء، قال السندي: ظاهره ليس عليه عقوبة ولا إثم ... وقيل: بل ذلك إذا علم مسامحة صاحب المال كما في بعض البلاد. وقوله: "في أجرانه": الجرين: موضع تجفيف التمر، وهو له كالبيدر للحنطة. قاله ابنُ الأثير. قوله: "في سبيل العامرة"، أي: في سبيل القرية العامرة. قوله: "الخرب العادي"، أي: القديم الذي لا يعرف مالكه، وكل قديم ينسبونه إلى عاد وإن لم يدركهم، كأن مالكه كان من قبيلة عاد. قال الخطابي: فأما الخراب الذي كان مرة عامراً ملكاً لمالك ثم خرب، فإن المال الموجود فيه ملك لصاحب الخراب، ليس لواجده منه شيء، فإن لم يُعرف صاحبه فهو لقطة. والركاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، يعلى: هو ابن عبيد، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/88، وابن ماجه (422) ، والبيهقي في "السنن" 1/79 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد، ولفظ ابن ماجه: "أو تعدى أو ظلم" بأو التخييرية. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/8-9 عن أبي أسامة، وابنُ الجارود في "المنتقى" (75) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (174) من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وعند ابن أبي شيبة زيادة لفظ: "أو نقص". وأخرجه أبو داود (135) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" 1/445، والبيهقي في "السنن" 1/79-، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/36 من= الحديث: 6684 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 277 6685 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = طريق أبي عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، به، بزيادة: "أو نقص". وهذه اللفظة شاذة أو منكرة، والوهم فيها ليس من عمرو بن شعيب، فقد رواه غير أبي عوانة وأبي أسامة عنه. قال ابن المواق: إن لم يكن اللفظ شكاً من الراوي، فهو من الأوهام المبينة التي لا خفاء بها، إذ الوضوء مرة ومرتين لا خلاف في جوازه، والآثار بذلك صحيحة، (انظر صحيح البخاري (157) و (158)) . وقال السندي لي حاشيته على النسائي في "المجتبى" 1/88 تعليقاً على زيادة "أو نقص" في بعض الروايات: والمحققون على أنه وهم، لجواز الوضوء مرة مرة، ومرتين مرتين. قال الترمذي عقب حديث علي رقم (44) : والعمل على هذا عند عامة أهل العلم أن الوضوء يجزىء مرة مرة، ومرتين أفضل، وأفضله ثلاث، وليس بعده شيء. وقال ابن المبارك: لا آمن إذا زاد في الوضح على الثلاث أن يأثم. وقال أحمد وإسحاق: لا يزيد على الثلاث إلا رجل مبتلى. قلنا: وانظر حديث ابن عمر السالف برقم (5735) . والوضوء ثلاثاً ثلاثاً ثابت من حديث علي، وسلف بالأرقام (928) و (989) و (1133) . ومن حديث عثمان عند البخاري (159) ، ومسلم (226) ، وسلف من زيادات عبد الله بن أحمد برقم (553) و (554) . قال الترمذي عقب حديث علي رقم (44) : وفي الباب عن عثمان وعائشة والربيع وابن عمر، وأبي أمامة، وأبي رافع، وعبد الله بن عمرو، ومعاوية، أبي هريرة، وجابر، وعبد الله بن زيد، وأبي بن كعب. اهـ. وقد خرجها كلها الدكتور محمد حبيب الله مختار في "كشف النقاب عما يقوله الترمذي: وفي الباب" 1/497-514. الحديث: 6685 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 278 عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عُمَرٍ، كُلُّ ذَلِكَ يُلَبِّي حَتَّى يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ " (1)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس، وقد عنعن. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/278، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه كلام، وقد وثق. وقد نقله الإمام ابن كثير عن هذا الموضع في "تاريخه" 5/109. وله شاهد من حديث ابن عباس عند أبي داود (1817) ، والترمذي (919) ، والبيهقي 5/105 من طريق ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس رفعه: "يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر"، وابنُ أبي ليلى سيىء الحفظ، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حسن صحيح. وأعله أبو داود بالوقف، فقال: رواه عبدُ الملك بن أبي سليمان وهمام، عن عطاء، عن ابن عباس موقوفاً. اهـ. وصحح ابنُ حجر الوقف في "أمالي الأذكار"، نقله عنه ابنُ علان في "الفتوحات الربانية" 4/365. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10967) من طريق عبد السلام بن حرب، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبّى في العمرة حتى استلم الحجر. وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف. وأما عدد عُمره، فسيرد من حديث عائشة في "المسند" 6/228، وأخرجه البخاري (1776) من حديثها، ومن حديث ابن عمر (1775) بلفظ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر أربعاً. وقد بين حديثُ ابن عباس السالف برقم (2111) ، وحديث أنس عند البخاري (1779) أن الرابعة هي عمرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع حجته. وأخرج البخاري أيضاً (4148) عن أنس، قال: اعتمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربع عمر في ذي القعدة إلا التي اعتمر مع حجته. فتبين أن من قال: ثلاث عمر، لم يعد عمرة الحج. لكن أخرج البخاري أيضاً (1781) من حديث البراء أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر مرتين.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 279 6686 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ ثَلَاثَ عُمَرٍ كُلُّ ذَلِكَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، يُلَبِّي حَتَّى يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ " (1)   = قال ابن حجر في "الفتح" 3/600: والجمع بينه وبين أحاديثهم أنه (أي البراء) ثم يعد العمرة التي قرنها بحجته، لأن حديثه مقيد بكون ذلك وقع في ذي القعدة، والتي في حجته كانت في ذي الحجة، وكأنه ثم يعد أيضاً التي صُد عنها، وإن كانت وقعت في ذي القعدة، أو عدّها ولم يعد عمرة الجعرانة لخفائها عليه كما خفيت على غيره، كما ذكر ذلك محرش الكعبي فيما أخرجه الترمذي (935) . وانظر الرواية التالية. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج، وهو ابن أرطاة. هشيم: هو ابن بشير. وسلف تخريجه وذكر شواهده برقم (6685) . قال ابنُ حجر في "الفتح" 3/600: روى سعيدُ بنُ منصور عن الدراورْدي، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر ثلاث عُمر: عمرتين في ذي القعدة، وعمرة في شوال. إسناده قوي، وقد رواه مالك (في" الموطأ" 1/342) ، عن هشام، عن أبيه مرسلاً، لكن قولها: "في شوال" مغاير لقول غيرها: "في ذي القعدة"، ويجمع بينهما أن يكون ذلك وقع في آخر شوال وأول ذي القعدة، ويؤيده ما رواه ابن ماجه (2997) بإسناد صحيح عن مجاهد (*) ، عن عائشة: لم يعتمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرةً إلا في ذي القعدة. قلنا: سيرد حديثها هذا 6/228 بإسناد آخر. وقد جاء من حديث أنس عند البخاري (1778) ، ومسلم (1253) أن رسول =   (*) في مطبوع ابن ماجه بين مجاهد وعائشة: "عن حبيب، عن عروة"، وهو سهو من الناسخ. انظر: "تحفة الأشراف" 12/293. الحديث: 6686 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 280 6687 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ قِيمَةَ الْمِجَنِّ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ " (1)   = الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر أربع عمر، كلهن في ذي القعدة، إلا التي مع حجته. وما قاله ابن عمر-فيما أخرجه أحمد (6126) ، والبخاري (1775) - أنه اعتمر إربعا إحداهن في رجب. ردته عائشة، فقالت -فيما أخرجه أحمد والبخاري (1776) -: يرحم الله أبا عبد الرحمن، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده، وما اعتمر في رجب قط. (1) إسناده ضعيف، ابن إسحاق -وهو محمد- مدلس، وقد عنعن، وقد اختلف عليه فيه. ابن إدريس: هو عبد الله. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/84، و"الكبرى" (7444) ، والدارقطني 3/190، من طريق ابن إدريس، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/474، والدارقطني 3/190 و193، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/163، والبيهقي 8/259 من طرق، عن ابن إسحاق، به. وأخرجه عبد الرزاق (18949) عن ابن جريج، والدارقطني 3/191 من طريق الوليد بن كثير، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. والحديث مضطرب لاختلافهم فيه على ابن إسحاق: فأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/83، و"الكبرى" (7436) من طريق ابن إسحاق، عن عمرو بن عيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس. وأخرجه أبو داود (4387) ، والنسائي في "المجتبى" 8/83، و"الكبرى" (7437) ، والدارقطني 3/192، والبيهقي 8/257 من طريق ابن إسحاق، عن أيوب بن موسى، عن عطاء، عن ابن عباس.= الحديث: 6687 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 281 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/83، و"الكبرى" (7438) من طريق ابن إسحاق، عن أيوب بن موسى، عن عطاء مرسلاً. وذكر ثمن المجن في هذا الحديث إنما هو لتحديد نصاب حد السرقة. وسيرد برقم (6900) من طريق نصر بن باب، عن الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، به، بلفظ: "لا قطع فيما دون عشرة دراهم". وإسناده ضعيف لضعف نصر والحجاج بن أرطاة. وهو مخالف لما صح عن ابن عمر-فيما أخرجه البخاري (6795) ، ومسلم (1685) ، وسلف برقم (5157) - أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم. ولما صح أيضاً عن عائشة -عند البخاري (6789) ، ومسلم (1684) ، وسيرد 6/36- أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "تقطع اليد في ربع دينار فصاعداً". وجمع الشافعي بين القولين فيما رواه البيهقي 8/259 باسناده عنه، قال: هذا رأي من عبد الله بن عمرو في رواية عمرو بن شعيب، والمجان -قديماً وحديثاً- سلع، يكون ثمن عشرة، ومئة، ودرهمين، فإذا قطع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ربع دينار (يعني قيمة ثلاثة دراهم) قطع في أكثر منه. وقال الحافظ في "الفتح" 12/103: وهذه الرواية (يعني رواية حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب الآتية برقم (6900)) لو ثبتت لكان نصاً في تحديد النصاب، إلا أن حجاج بن أرطاة ضعيف ومدلس، حتى ولو ثبتت روايته لم تكن مخالفة لرواية الزهري (يعني في حديث عائشة) ، بل يُجمع بينهما بأنه كان أولاً: لا قطع فيما دون العشرة، ثم شرع القطع في الثلاثة فما فوقها، فزيد في تغليظ الحد، كما زيد في تغليظ حد الخمر. وانظر تتمة كلامه، فإنه نفيس. ثم ذكر أن حاصل المذاهب في القدر الذي يقطع فيه يد السارق يقرب من عشرين مذهباً، ثم سردها، انظر"الفتح" 12/106-108 وانظر "نصب الراية" 3/356-359، و"سنن البيهقي" 8/259-262. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 282 6688 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعَهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ فِي عِيدٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ تَكْبِيرَةً، سَبْعًا فِي الْأُولَى، وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ، وَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا، وَلَا بَعْدَهَا " (1)   (1) إسناده حسن، عبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن يعلى الطائفي، قال ابن معين: صويلح، وقال مرة: ضعيف، ووثقه ابن المديني فيما نقله ابن خلفون، والعجلي، وقال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/288: مقارب الحديث، وصحح حديثه هذا، وضعفه النسائي وأبو حاتم، وقال ابن عدي: أما سائر حديثه، فعن عمرو بن شعيب، وهي مستقيمة، فهو ممن يكتب حديثه، وقال الدارقطني: يعتبر به. وباقي رجاله ثقات. والقسم الأول منه -وهو التكبير في صلاة العيد-: أخرجه ابن أبي شيبة 2/172 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرج ابنُ ماجه (1278) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (5677) ، وابنُ الجارود (262) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/343، والدارقطني في "السنن" 2/47-48، والبيهقي في "السنن" 3/285، والفريابي في "أحكام العيدين" (135) من طرق عن عبد الله الطائفي، به. وأخرجه أبو داود (1152) من طريق سليمان بن حيان، عن عبد الله الطائفي، به، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكبر في الفطر الأولى سبعاً ... ثم يقوم، فيكبر أربعاً ... قال أبو داود: رواه وكيع وابن المبارك، قالا: سبعاً وخمساً. وقال البيهقي: وكذلك رواه أبو عاصم وعثمان بن عمر وأبو نعيم، عن عبد الله، وفي كل ذلك دلالة على خطأ رواية سليمان بن حيان، عن عبد الله الطائفي في هذا الحديث سبعاً في الأولى وأربعاً في الثانية. وأخرجه أبو داود (1151) ، ومن طريقه الدارقطني 2/48، والبيهقي في= الحديث: 6688 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 283 [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَد] : قَالَ أَبِي: " وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى هَذَا " 6689 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِالصَّلَاةِ،   = "السنن" 3/285 من طريق المعتمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، به، ولكنه جعله حديثا قولياً. وأورده الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 2/84، وقال: وصححه أحمد وعلي (يعني ابن المديني) والبخاري، فيما حكاه الترمذي (في "العلل الكبير" 1/288) . وفي الباب عن عائشة، سيرد 6/65، أخرجه أبو داود (1150) ، وابن ماجه (1280) ، والدارقطني 2/47 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وهذا إسناد حسن، لأن ابن وهب صحيح السماع من ابن لهيعة. وعن عمرو بن عوف المزني عند الترمذي (536) ، وابن ماجه (1277) ، والطبراني في "الكبير" 17/15، والدارقطني 2/48، والبيهقي فى "السنن" 3/286، وفي إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، وهو ضعيف، ومع ذلك حسنه الترمذي، وصححه ابن خزيمة (1438) و (1439) . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/288 عن البخاري قوله: ليس في هذا الباب شيء أصح من هذا، وبه أقول، وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي أيضاً صحيح. وعن ابن عمر عند الدارقطني 2/48، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/344، وفي إسناده فرج بن فضالة، وهو ضعيف. وعن سعد القرظ مؤذن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ابن ماجه (1277) ، والدارمي= الحديث: 6689 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 284 إِذَا بَلَغُوا سَبْعًا وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، إِذَا بَلَغُوا عَشْرًا، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ " (1)   = 1/376، والدارقطني 2/47، والبيهقي في "السنن" 3/288، وفي إسناده ضعف واضطراب. ونقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" 2/85 عن أحمد أنه قال: ليس يروى في التكبير في العيدين حديث صحيح مرفوع! قلنا: يتقوى الحديث بمجموع الطرق والشواهد، ويعتضد بفعل أبي هريرة وابن عباس وابن عمر، انظر "الموطأ" 1/180، و"شرح معاني الآثار" 4/344 و345، و"مصنف" ابن أبي شيبة 2/173 و176، والبيهقي في "السنن" 3/289. والقسم الثاني -وهو ترك الصلاة قبل صلاة العيد وبعدها-: أخرجه ابن ماجه (1292) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. ويشهد له حديثُ ابن عباس عند البخاري (989) ، ومسلم (884) . وحديث أبي سعيد الخدري عند ابن ماجه (1293) ، قال البوصيري في "الزوائد": وإسناده صحيح. وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/476، وصححه الحاكم 1/297. وحديث ابن عمر عند مالك في "الموطأ" 1/181، والترمذي (538) ، وصححه الحاكم 1/295، ووافقه الذهبي. (1) إسناده حسن، داود بن سوار: صوابه: سوار بن داود -وهو أبو حمزة الصيرفي البصري صاحب الحلي-، قلب وكيع اسمه فأخطأ، كما ذكر الإمام أحمد عقب الحديث، وقال في "العلل" 1/149 -بعد أن روى الحديث من طريق وكيع-: خالفوا وكيعا في اسم هذا الشيخ -يعني داود بن سوار- قال الطفاوي محمدُ بنُ عبد الرحمن، والبُرْساني: سوار أبو حمزة. قلنا: ولم يتابع وكيعاً في اسمه أحد كما سيرد. وقد وثقه ابن معين، وقال أحمد -كما في "الجرح والتعديل" 4/272-: شيخ بصري لا بأس به، روى عنه وكيع فقلب اسمه، وهو= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 285 [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: " وَقَالَ الطُّفَاوِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ   = شيخ يُوثق بالبصرة، لم يُرو عنه غيرُ هذا الحديث. وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 6/422، وقال: يخطىء، وقال الدارقطني: لا يتابع على حديثه فيعتبر به، وذكره ابنُ شاهين في "الثقات" ص 160. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 1/347، وأبو داود (496) -ومن طريقه البغوي (550) -، والدولابي في "الكنى" 1/159، وأبو نعيم في "الحلية" 10/26 من طريق وكيع، عن داود بن سوار، بهذا الإسناد. قال أبو داود عقب الحديث: وهم وكيع في اسمه، وروى عنه أبو داود الطيالسي هذا الحديث، فقال: أبو حمزة سوار الصيرفي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/168 عن قرة بن حبيب، وأبو داود (495) ، ومن طريقه البغوي (505) ، من طريق إسماعيل ابن عُلية، والدارقطني 1/230، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/229 من طريق النضربن شميل، والدارقطني 1/230 أيضا، والحاكم 1/197، والبيهقي في "السنن" 2/229 و3/84، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/278 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، والعقيلي في "الضعفاء" 2/167، 168 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، والمنهال بن بحر أبي سلمة، كلهم قالوا: عن سوار بن داود أبي حمزة، به. وأخرجه ابن عدي 3/929، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/229 من طريق الخليل بن مرة، عن الليث بن أبي سُليم، عن عمرو بن شعيب، به. وقد لين ابنُ عدي الخليل بن مرة، ونقل عن البخاري قوله: فيه نظر، ثم قال: وهو في جملة من يكتب حديثه، وليس هو بمتروك الحديث. فهذه متابعة تشد من أزر الحديث وتقويه. وسيرد برقم (6756) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وعبد الله بن بكر السهمي، عن سوار أبي حمزة، به، مطولاً. وله شاهد من حديث سبرة بن معبد الجهني بإسناد حسن، سيرد 3/404.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 286 عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ سَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ (1) وَأَخْطَأَ فِيهِ " (2) 6690 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ، وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ: " لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " (3)   = وآخر من حديث أبي هريرة عند العقيلي في "الضعفاء" 4/50، وفي إسناده محمد بن الحسن بن عطية العوفي، وهو ضعيف. وثالث لا يفرح به من حديث أنس عند الدارقطني في "السنن" 1/231، في إسناده داود بن المحبر، وهو متروك. (1) جاء في هامش (ص) : يعني بدل داود بن سوار، وسيأتي تسمية الطفاوي له بذلك بعد أربعة أوراق. وكتبا نحو ذلك في هامش (س) و (ق) . ورواية الطفاوي هذه سترد برقم (6756) . (2) يعني وكيع، لا الطفاوي كما قد يُتوهم من ظاهر الكلام، وقد صرح بوهم وكيع في تسميته الإمامُ أحمد نفسه -فيما نقل عنه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/168، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/272، وأبو داود في "السنن" كما سلف، والدارقطني كما في "سؤالات البرقاني له" برقم (210) - فقال: يحدث عنه وكيع، فيخطىء في اسمه. اهـ. وقد وهم قارئا نسخة (س) و (ق) ، فعلقا في هامش هاتين النسختين عند الرواية الآتية برقم (6756) أن الطفاوي هو الذي أخطأ. قلنا: ولم يذكر أبا حمزة هذا أحد ممن ترجم له إلا في اسم سوار بن داود. (3) صحيح، وهذا إسناد حسن، خليفة بن خياط هو أبو هبيرة جد خليفة المعروف بشهاب. وسلف برقم (6662) وذكرنا هناك شواهده.= الحديث: 6690 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 287 6691 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَدَ تَمْرَةً فِي بَيْتِهِ تَحْتَ جَنْبِهِ، فَأَكَلَهَا " (1) 6692 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ مَا كَانَ مِنْ حِلْفٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَزِدْهُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَالْمُسْلِمُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يُجِيرُ (2) عَلَيْهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ، تُرَدُّ سَرَايَاهُمْ عَلَى قَعَدِهِمْ، لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، دِيَةُ الْكَافِرِ نِصْفُ دِيَةِ الْمُسْلِمِ، لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ، وَلَا تُؤْخَذُ صَدَقَاتُهُمْ إِلَّا فِي دِيَارِهِمْ " (3)   = وهو قطعة من خطبة الفتح، سلف ذكر أرقامها عند الرواية (6681) ، وانظر (6692) . (1) إسناده حسن. أسامة بن زيد هو الليثي. وسيرد مطولاً برقم (6720) و (6820) . (2) في (س) و (ص) و (م) : يجيز. (3) صحيح، وهذا إسناد حسن. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن إسحاق= الحديث: 6691 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 288 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = -وإن كان رواه بالعنعنة- قد صرح بالتحديث في الرواية الآتية برقم (7024) ، وعند البيهقي والبغوي، وقد توبع كما في الرواية (7012) . وقد روى أحمدُ وغيره هذا الحديث مجموعاً ومفرقاً، وهو جزء من خطبة الفتح الواردة برقم (6681) . وأخرجه بطوله ابنُ الجارود في "المنتقى" (1052) ، والبيهقي في "السنن" 8/29، والبغوي (2542) من طرق، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7012) بزيادة: "لا هجرة بعد الفتح"، و"ولا شغار في الإسلام". وقوله: "إنه ما كان من حلف في الجاهلية ... ولا حلف في الإسلام": أخرجه الطبري (9297) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً (9298) من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به. وأخرجه الترمذي (1585) ، والطبري (9294) من طرق، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به. وسيرد (6917) . وفي الباب عن ابن عباس سلف (2911) و (3046) . وعن جبير بن مطعم عند مسلم (2530) ، وسيرد 4/83. وعن قيس بن عاصم، سيرد بإسناد صحيح 5/61. وعن أنس عند البخاري (2294) ، ومسلم (2529) . وعن الزهري مرسلاً سلف ضمن حديث عبد الرحمن بن عوف برقم (1655) . وعن أم سلمة عند الطبري (9293) بإسناد ضعيف. وقوله: "المسلمون يد على من سواهم تكافأ دماؤهم ... على قعدهمْ": أخرجه أبو داود (2751) من طريق ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود أيضا (2751) و (4531) -ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/29-، وابن الجارود في "المنتقى" (1073) من طريق يحيي بن سعيد= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 289 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الأنصاري، وابن ماجه (2685) من طريق عبد الرحمن بن عياش، والبغوي (2532) من طريق المثنى بن الصباح، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، به. وسيرد برقم (6797) . وفي الباب عن علي سلف (959) . وعن عائشة عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي في "السنن" 9/30، وصححه الحاكم 4/349، ووافقه الذهبي. وعن ابن عباس عند ابن ماجه (2683) . وعن معقل بن يسار عند ابن ماجه (2684) . وقوله: "لا يقتل مؤمن بكافر": سلف تخريجه برقم (6662) ، وهو مكرر (6690) و (6792) و (6827) . وقوله: "دية الكافر نصف دية المسلم": أخرجه ابن أبي شيبة 9/287، وأبو داود (4583) من طريقين عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1413) ، والنسائي في "المجتبى" 8/45، والبيهقي في "السنن" 8/101 من طريق أسامة بن زيد، وابن ماجه (2644) من طريق عبد الرحمن بن عياش، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه الدارقطني 3/171 من طريق ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، به. ومن هذه الطريق سيرد مطولاً (7012) . وسيرد برقم (6716) . وأخرجه الدارقطني 3/145 من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل عقل أهل الكتاب من اليهود والنصارى على النصف من عقل المسلمين، وهو معضل. وله شاهد من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" 4/365.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 290 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقوله: "لا جلب ولا جنب، ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في ديارهم": أخرجه بتمامه أبو داود (1591) من طريق ابن أبي عدي، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وسيرد برقم (7024) . وقوله: "لاجلب ولا جنب": أخرجه ابن أبي شيبة 12/235 عن عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن إسحاق، به. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر، سلف برقم (5654) . وآخر صحيح من حديث أنس، سيرد 3/162 و197. وثالث صحيح من حديث عمران بن الحصين، سيرد 4/429 و439 و443. ورابع ضعيف من حديث أبي هريرة عند الدارقطني 4/304. وقوله: "ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في ديارهم": أخرجه الطيالسي (2264) من طريق أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وسيرد برقم (6730) . قوله: "ما كان من حلف في الجاهلية" يعني على نصر المظلوم وصلة الأرحام ونحو ذلك. وقوله: "وهم يدٌ على من سواهم"، أي: متعاونون، أي: يجب عليهم أن يعاون بعضهم بعضاً إذا حاربوا من سواهم من الكفرة، لا إذا حارب بعضهم بعضاً. قاله السندي. وقوله: "تكافأ دماؤهم" بهمزة في آخره من الكفء وهو المثل، وأصله تتكافأ بتاءين كما في رواية، حذفت إحداهما، أي: تتساوى في القصاص والديات، لا يفضل شريف على وضيع. قوله: "يجير عليهم أدناهم"، يجير: من أجار، أي: يؤمن، اي: إذا عقد= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 291 6693 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوَتْرُ " (1)   = للكافر أماناً أدناهم -أي أقلهم عددا وهو الواحد، أو أحقرهم رتبة وهو العبد- لزمهم ذلك الأمان. قاله السندي، وفي رواية أبي داود: "أقصاهم" معناه أن بعض المسلمين وإن كان قاصي الدار إذا عقد للكافر عقداً لم يكن لأحد منهم أن ينقضه وإن كان أقرب داراً من المعقود له. قاله الخطابي. قوله: "ويرُدُ عليهم أقصاهم"، قال السندي: ويرُدُ أي الغنيمة، أقصاهم أي: أبعدهم دارا ونسبا. قوله: "تُرد سراياهم على قعدهم"، قال السندي: هذه الجملة تفسير للأولى، فلذلك ترك ذكر العاطف، أي: يرُد الغنيمة من قام من السرايا للقتال على قعدهم -بفتحتين، جمع قاعد-، أي: على من كان قاعداً منهم (أي: من السرايا) ، وليس المراد أنه يرد على القاعد في، وطنه. قال الخطابي في "المعالم" 2/314: ومعناه أن يخرج الجيش، فينيخوا بقرب دار العدو، ثم ينفصل منهم سرية، فيغنموا، فإنهم يرفُون ما غنموه على الذين هم ردء لهم لا ينفردون به، فأما إذا كان خروج السرية من البلد فإنهم لا يرفُون على المقيمين في أوطانهم شيئاً. وقوله: "لا جلب ولا جنب"، قال السندي: أي: لا ينزل المُصدق (أي: عامل الزكاة) بعيداً حتى تجلب إليه المواشي، ولا يبعد صاحب الصدقة بالمواشي. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. حجاج بن أرطاة: ضعيف، يزيد: هو ابن هارون. وسيكرر برقم (6941) . ولم يذكر الهيثمي في "المجمع" رواية الحجاج بن أرطاة هذه، وهي من الزوائد، وإنما ذكر رواية المثنى بن الصباح الآتية برقم (6919) ، وسيرد تخريجها هناك. وأخرجه الدارقطني 2/31 من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، عن= الحديث: 6693 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 292 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عمرو بن شعيب، به. والعرزمي متروك. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/73 عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا كامل بن طلحة الجحدري، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عمرو بن شعيب ... وفي الباب عن معاذ بن جبل، سيرد 5/242، وفي إسناده عبيد الله بن زحر، وهو ضعيف، ثم إن فيه أن معاذاً وفد على معاوية، مع أنه مات قبل ولاية معاوية. وعن بُريدة بن الحُصيْب، سيرد 5/357 بلفظ: "الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا"، وفيه أبو المنيب عبيد الله العتكي، ضعفه البخاري والنسائي وابن حبان 2/64-65، والعقيلي 3/122، ووثقه ابن معين. وعن أبي هريرة، سيرد (9717) ، وفيه الخليل بن مرة، وهو ضعيف، ثم إنه منقطع بين معاوية بن قرة، وأبي هريرة. وعن أبي بصرة الغفاري، سيرد 6/7، وإسناده صحيح، وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/239. وقال: رجاله رجال الصحيح، خلا علي بن إسحاق السلمي، شيخ أحمد، وهو ثقة. وعن عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر الجهني عند الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" فيما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" 2/109، والهيثمي في "المجمع" 2/240، وفيه سويد بن عبد العزيز، وهو متروك. وعن خارجة بن حذافة عند أبي داود (1418) ، والترمذي (452) ، والبغوي (975) ، وصححه الحاكم 1/306، ووافقه الذهبي، من طريق عبد الله بن راشد الزوْفي، عن عبد الله بن أبي مرة الزوْفي، عن خارجه. قال البخاري: عبد الله بن راشد الزوفي لا يعرف سماعه من ابن أبي مرة، وليس له إلا حديث الوتر فيما نقله البغوي. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، رواته مدنيون، وبصريون، ولم يتركاه إلا لما قدمت ذكره من تفرد التابعي عن الصحابي.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 293 6694 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ " (1) 6695 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُوا، وَاشْرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَالْبَسُوا، غَيْرَ مَخِيلَةٍ، وَلَا سَرَفٍ "، وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: " فِي   = وعن ابن عباس عند الدارقطني 2/30، والطبراني في "معجمه" فيما ذكر الزيلعي في "نصب الراية" 2 /110. وفيه النضر أبو عمر الخزاز، وهو ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "مسند الشاميين" فيما ذكره الزيلعي في "نصب الراية" 2/111. وقد نقل الزيلعي في "نصب الراية" 2/111 عن ابن عبد الهادي فى كتابه "تنقيح التحقيق" في أحاديث: "إن الله تعالى زادكم صلاة ... "، قوله: لا يلزم أن يكون المُزاد من جنس المزاد فيه، يدل عليه ما رواه البيهقي -في "سننه" 2/469- بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "إن الله تعالى زادكم صلاة إلى صلاتكم هي خير من حمر النعم، ألا وهي الركعتان قبل صلاة الفجر". ثم نقل البيهقي عن ابن خزيمة قوله: "لو أمكنني أن أرحل إلى ابن بجير لرحلتُ إليه في هذا الحديث. (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لتدليس حجاج، وهو ابن أرطاة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/158، ونسبه إلى أحمد، وأعله بحجاج بن أرطاة. وسلف ذكر شواهده برقم (6682) . والمراد بالجمع بين الصلاتين: الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب= الحديث: 6694 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 294 غَيْرِ إِسْرَافٍ، وَلَا مَخِيلَةٍ " (1) 6696 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ نَقُولُهُنَّ عِنْدَ النَّوْمِ مِنَ الْفَزَعِ: " بِسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّة (2) ، مِنْ   = والعشاء، كما هو مصرح به في بعض الروايات عند البخاري ومسلم. (1) إسناده حسن. همام هو ابن يحيى العوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/405 -وعنه ابن ماجه (3605) -، والنسائي 5/79، من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري في أول كتاب اللباس، فقال: وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كلوا واشربوا ... "، قال الحافظ في "الفتح" 10/253: هذا الحديث من الأحاديث التي لا توجد في البخاري إلا معلقة، ولم يصله في مكان آخر، وقد وصله أبو داود الطيالسي، والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده ... وزاد في آخره: "فإن الله يُحب أن يرى أثر نعمته على عباده". قلنا: هذه الرواية التي فيها هذه الزيادة سترد برقم (6708) ، ونخرجها هناك. وله شاهد من حديث ابن عباس موقوفاً عند عبد الرزاق (20515) ، وابن أبي شيبة 8/405. وآخر من حديث قتادة، قال: رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلاً ... عند عبد الرزاق (20514) ، وهو معضل. والمخيلة بوزن عظيمة، وهي بمعنى الخيلاء، وهو التكبر. (2) في (ق) : التامات. الحديث: 6696 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 295 غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: " يُعَلِّمُهَا مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ أَنْ يَقُولَهَا عِنْدَ نَوْمِهِ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ صَغِيرًا لَا يَعْقِلُ أَنْ يَحْفَظَهَا كَتَبَهَا لَهُ فَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ " (1)   (1) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق: مدلس، وقد عنعن. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (765) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185، 186 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ولم يرد عند النسائي إلا المرفوع منه. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/39 و63 و (3598) و (3656) ، وأبو داود (3893) ، والترمذي (3528) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (766) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص 89، والطبراني في "الدعاء" (1086) ، وابن السني (753) ، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 150، والبيهقي في "الآداب" (993) من طرق، عن محمد بن إسحاق، به، وعند النسائي أن خالد بن الوليد هو الذي كان يفزع في منامه، فعلمه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الكلمات. وعند البخاري أنه الوليد بن الوليد، وعند ابن السني أن رجلاً شكا الى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يرد عند بعضهم إلا المرفوع منه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم 1/548 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن عمرو، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد متصل في موضع الخلاف (يعني هو من رواية شعيب، عن أبيه محمد، عن عبد الله بن عمرو) . وسقطت هذه الرواية من "تلخيص" الذهبي. وله شاهد من حديث الوليد بن الوليد أخي خالد بن الوليد عند ابن أبي شيبة= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 296 6697 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، وَعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا   = 8/60 (3650) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185، من طريقين عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، أن الوليد بن الوليد، وهذا سند رجالُه ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه انقطاعاً بين محمد بن يحيى بن حبان وبين الوليد بن الوليد، وهو عند ابن السني (755) من حديث خالد بن الوليد، رواه من طريق مسدد، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب بن موسى، عن محمد بن يحيى بن حبان، أن خالد بن الوليد، وهذا منقطع أيضاً. وهو في "الموطأ" 2/950 عن يحيى بن سعيد، أنه قال: بلغني أن خالد بن الوليد قال لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إني أروع في منامي ... وآخر عند ابن السني (747) عن محمد بن عبد الله بن غيلان، عن أبي هشام الرفاعي، عن وكيع بن الجراح، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، قال: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشكا إليه أهاويل يراها في المنام، فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وأبو هشام الرفاعي -واسمه محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة مختلف فيه، قال ابنُ معين والعجلي وسلمة بن قاسم: لا بأس به. وقال البرقاني: ثقة، أمرني الدارقطني أن أخرج حديثه في إلصحيح، واحتج به مسلم، وضعفه البخاري وأبو حاتم والحكم أبو أحمد والنسائي، وباقي رجاله ثقات. همزاتُ الشياطين: وساوسُها. وقوله: أن يُحْضُرون: قال أهل المعاني: أن يصيبوني بسوء، وكذلك قال أهلُ التفسير في قول الله عز وجل: (وقُلْ رب أعوذُ بك من همزات الشياطين وأعوذُ بك رب أن يحْضُرون) [المؤمنون:97 و98] : يصيبوني بسوء ومثل هذا قولُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن هذه الحُشوش مُحْتضره"، أي: يُصاب الناسُ فيها، ومن هذا أيضاً قولُ الله عز وجل: (كُل شرْبٍ مُحْتضر) [القمر: 28] ، أي: يُصيب منه صاحبه. الحديث: 6697 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 297 الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ وَأَهْلِ تِهَامَةَ يَلَمْلَمَ، وَلِأَهْلِ الطَّائِفِ وَهِيَ نَجْدٌ، قَرَن (1) ، وَلِأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ " (2)   (1) في (م) : قرناً. (2) حديث صحيح، دون ذكر ميقات أهل العراق فشاذ، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج -وهو ابن أرطاة-. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه إسحاق بن راهويه -فيما نقله الزيلعي في "نصب الراية" 3/14-، والبيهقي في "السنن" 5/28 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه أيضاً من طريق يزيد بن هارون، أنبأنا الحجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن جرير بن عبد الله البجلي مرفوعاً نحوه. قال الزيلعي: والظاهر أن هذا الاضطراب من الحجاج، فإن من دونه ومن فوقه ثقات. وأخرجه الدارقطني 2/236 مختصراً من طريق يزيد بن هارون، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/216، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه كلام، وقد وُثق. وهذا الحديث إنما هو حديثان: حديث عبد الله بن عمرو، وحديث جابر بن عبد الله، وسيرد حديث جابر في "المسند" 3/333 و336، ويخرج هناك. وله شواهد فيها ذكر ميقات أهل العراق، استوفينا ذكرها وبيان عللها في مسند ابن عمر الرواية (5492) ، ونقلنا هناك عند ابن خزيمة وابن المنذر وغيرهما أنه لا يثبت عند أهل الحديث شيء من أخبار ذات عرق. فراجع تفصيلها هناك. ونزيد هنا ما رواه أبو نعيم في "الحلية" 4/93-94 من طريقين عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر، قال: وقت رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل الطائف قرن. قال ابن عمر: وحدثني أصحابنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقت لأهل العراق ذات عرق. قال أبو نعيم: هذا حديث صحيح ثابت من حديث ميمون لم نكتبه إلا= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 298 6698 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلَا خَائِنَةٍ " وَرَدَّ شَهَادَةَ الْقَانِعِ (1) لِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَأَجَازَهَا لِغَيْرِهِمْ (2)   = من حديث جعفر عنه. قلنا: وقد ذكر ابنُ خزيمة أنه لا يحتج بجعفر بن برقان إذا انفرد. وأصلُ الحديث ثابت دون ذكر ميقات أهل العراق من حديث ابن عباس عند البخاري (1524) ، ومسلم (1181) ، سلف برقم (2128) . ومن حديث ابن عمر عند البخاري (1525) ، ومسلم (1182) ، سلف برقم (5111) و (6390) . وقد ثبت في "صحيح البخاري" (1531) أن الذي وقت لأهل العراق ذات عرق هو عمر بن الخطاب. انظر "الفتح" 3/389-390. (1) في هامش (س) : التابع والخادم. وهذان اللفظان تفسير من بعض الرواة لكلمة "القانع" لم يردا في متن الحديث في جميع النسخ الخطية، وقد أثبتهما طابع (م) في متن الحديث، وتابعه أحمد شاكر، لكنه قال: وهذا التفسيرُ من بعض الرواة في غالب الظن ليس من المرفوع. وسيرد تفسير هذه الكلمة أيضاً عقب الرواية (6899) . قال ابنُ الأثير: القانع: الخادم والتابع، ترد شهادته للتهمة بجلب النفع إلى نفسه. وقال السندي: القانع: التابع والخادم، فشهادته لمن في بيته مردودة، ولغيرهم جائزة إذا اجتمعت شروطها. (2) إسناده حسن، يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن راشد: هو الخزاعي= الحديث: 6698 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 299 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المكحولي، وسليمان بن موسى هو الأشدق. وقال ابن حجر في "التلخيص" 4/198: وسنده قوي. وسيرد بالأرقام (6899) و (6940) و (7102) بزيادة في متنه، ويرد تخريجه هناك. وله شاهد من حديث عائشة عند الترمذي (2298) ، والدارقطني 4/244، والبيهقي في "السنن" 10/155 و202، والبغوي (2510) ، وفي إسناده يزيد بن زياد الدمشقي، وهو ضعيف، قال الترمذي: لا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري إلا من حديثه، ولا يصح عندي من قبل إسناده. قال ابن حجر في "التلخيص" 4/199 في يزيد بن زياد: ضعفه عبد الحق وابن حزم وابن الجوزي. وآخر من حديث أبي هريرة عند عبد الرزاق (15365) من طريق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، عن عبد الله، عن يزيد بن طلحة، عن طلحة بن عبد الله، عن أبي هريرة، والبيهقي في "السنن" 10/201 من طريق عبيد الله بن موسى، عن الزنجي مسلم بن خالد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منادياً في السوق أنه لا تجوز شهادة خصم ولا ظنين، قيل: وما الظنين؟ قال: المتهم في دينه. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (396) بتحقيقنا، والبيهقي 10/201 من طريقين عن محمد بن زيد بن مهاجر، عن طلحة بن عبد الله، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلا. وثالث من حديث ابن عمر عند الدارقطني 4/244، والبيهقي في "السنن" 10/155، وفي إسناده عبد الأعلى، وهو ضعيف، وشيخه يحيى بن سعيد الفارسي، متروك. وقد نقل البغوي في "شرح السنة" 10/127 عن أبي عبيد قوله في تفسير الخائن: لا نراه خص به الخيانة في أمانات الناس دون ما افترض الله على عباده، وائتمنهم عليه، فمن ضيع شيئاً مما أمر الله به، أو ركب شيئاً مما نهاه الله عنه،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 300 6699 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى: أَيُّمَا مُسْتَلْحَقٍ اسْتُلْحِقَ بَعْدَ أَبِيهِ الَّذِي يُدْعَى لَهُ، ادَّعَاهُ وَرَثَتُهُ: فَقَضَى (1) إِنْ كَانَ مِنْ حُرَّةٍ تَزَوَّجَهَا، أَوْ مِنْ (2) أَمَةٍ يَمْلِكُهَا، فَقَدْ لَحِقَ بِمَا اسْتَلْحَقَهُ (3) ، وَإِنْ كَانَ مِنْ حُرَّةٍ أَوْ أَمَةٍ عَاهَرَ بِهَا، لَمْ يَلْحَقْ بِمَا اسْتَلْحَقَهُ، وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ هُوَ ادَّعَاهُ، وَهُوَ ابْنُ زِنْيَةٍ، لِأَهْلِ أُمِّهِ، مَنْ كَانُوا، حُرَّةً أَوْ أَمَةً " (4)   = فليس ينبغي أن يكون عدلاً، لأنه لزمه اسم الخيانة. (1) في (م) : قضى. (2) لفظ: "من" لم يرد في (س) و (ص) و (ظ) ، وكتب في هامش (س) و (ص) . (3) شكلت في (س) : استُلْحقهُ. (4) إسناده حسن، يزيد: هو ابن هارون، ومحمد بن راشد: هو المكحولي الخزاعي، وسليمان بن موسى: هو الأشدق. وأخرجه أبو داود (2265) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2265) أيضاً، و (2266) ، وابن ماجه (2746) ، والدارمي 2/389-390، من طرق عن محمد بن راشد، به. وأخرجه ابن ماجه (2745) مختصراً من طريق المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، به، والمثنى ضعيف، لكنه متابع. وسيرد برقم (7042) . وله شاهد ضعيف من حديث ابن عباس، سلف برقم (3416) .= الحديث: 6699 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 301 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قوله: "أيما مستلحق"، قال السندي: بفتح الحاء: الذي طلب الورثة إلحاقه بهم قوله: "استلحق" على بناء المفعول، والجملة كالصفة الكاشفة، لمستلْحق. قوله: "بعد أبيه"، أي: بعد موت أبيه، وإضافة الأب إليه باعتبار الادعاء والاستلحاق. قوله: "فقد لحق بما استلحقه" أي: فقد لحق بالوارث الذي ادعاه. قوله: "عاهر بها"، أي: زنى. قوله: "لم يلحق به": على بناء الفاعل من اللحوق، أو بناء المفعول من الإلحاق، والأول أظهر. وقوله: "وإن كان أبوه ... الخ"، كلمة "إن" فيه وصلية، وهو تأكيد لما قبله من عدم حصول اللحوق. قوله: "وهو ابن زنية": بيان لحاله بعد بيان أنه لا يصح استلحاقه. قال الخطابي في "معالم السنن" 3/273: "هذه أحكام وقعت في أول زمان الشريعة، وكان حدوثها ما بين الجاهلية ويين قيام الإسلام، وفي ظاهر هذا الكلام تعقد وإشكال، وتحرير ذلك وبيانه: أن أهل الجاهلية كانت لهم إماء تساعين، وهن البغايا اللواتي ذكرهن الله تعالى في قوله: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) إذ كان ساداتهن يلمون بهن ولا يجتنبونهن، فإذا جاءت الواحدة منهن بولد، وكان سيدها يطؤها وقد وطئها غيره بالزنى، فربما ادعاه الزاني وادعاه السيد، فحكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالولد لسيدها، لأن الأمة فراش له كالحرة، ونفاه عن الزاني، فإن دُعي للزاني مدةً، وبقي على ذلك إلى أن مات السيد ولم يكن ادعاه في حياته ولا أنكره، ثم ادعاه ورثته بعد موته واستلحقوه، فإنه يلحق به ولا يرث أباه، ولا يشارك إخوته الذين استلحقوه في ميراثهم من أبيهم إذا كانت القسمة قد مضت قبل أن يستلحقه الورثة، وجعل حكم ذلك حكم ما مضى في الجاهلية فعفا عنه، ولم يرد إلى حكم الإسلام، فإن أدرك ميراثاً لم يكن قد قسم إلى أن ثبت نسبه باستلحاق= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 302 6700 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي ذَوِي أَرْحَامٍ، أَصِلُ وَيَقْطَعُونِي، وَأَعْفُو وَيَظْلِمُونَ (1) ، وَأُحْسِنُ وَيُسِيئُونَ، أَفَأُكَافِئُهُمْ؟ قَالَ: " لَا، إِذًا تُتْرَكُونَ جَمِيعًا، وَلَكِنْ خُذْ بِالْفَضْلِ وَصِلْهُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ مَعَكَ ظَهِيرٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا كُنْتَ عَلَى ذَلِكَ " (2)   الورثة إياه، كان شريكهم فيه أسوة من يساويه في النسب منهم، فإن مات من إخوته بعد ذلك أحد، ولم يخلف من يحجبه عن الميراث، ورثه، فإن كان سيد الأمة أنكر الحمل، وكان لم يدعه، فإنه لا يلحق به، وليس لورثته أن يستلحقوه بعد موته. وانظر "زاد المعاد" 5/426-429. (1) في (ظ) : ويظلموني. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/154، وقال: رواه أحمد، وفيه حجاج بن أرطاة، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2558) ، سيرد 2/300. وانظر قوله: "أفأكافئهم؟ " أي: أفأجازيهم بمثل ما يفعلون. قوله: "تتركون" على بناء المفعول، أي: يترككم الله فلا ينظر إليكم، أو على بناء الفاعل، أي إذن صرتم تاركين للخير والبر. قوله: "ظهير" لي: ناصر ينصرك عليهم ويرفع شأنك، ويعينك في أمور دنياك وآخرتك. قاله السندي. الحديث: 6700 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 303 6701 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ يُوسُفَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَةٌ (1) : رَجُلٌ حَضَرَهَا بِدُعَاءٍ وَصَلَاةٍ، فَذَلِكَ رَجُلٌ دَعَا رَبَّهُ إِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِسُكُوتٍ وَإِنْصَاتٍ، فَذَلِكَ هُوَ حَقُّهَا، وَرَجُلٌ يَحْضُرُهَا (2) يَلْغُو فَذَلِكَ حَظُّهُ مِنْهَا " (3) 6702 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَقَدْ جَلَسْتُ أَنَا وَأَخِي مَجْلِسًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ أَقْبَلْتُ أَنَا وَأَخِي وَإِذَا مَشْيَخَةٌ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسٌ عِنْدَ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهِ، فَكَرِهْنَا أَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَجَلَسْنَا حَجْرَةً (4) ، إِذْ ذَكَرُوا آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَتَمَارَوْا فِيهَا، حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا، قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ،   (1) في (ظ) : ثلاث. (2) في (ظ) : حضرها. وفي الهامش: يحضرها. (3) حديث حسن، سيرد بإسناد حسن برقم (7002) ، ويوسف في هذا الإسناد لم نعرفه. سعيد: هو ابن أبي عروبة. قوله: "يلغو" إذا تكلم بالمُطْرح من القوْل، وما لا يعني. "النهاية" لابن الأثير. (4) في هامش (س) و (ص) و (ق) : حجرة، أي: ناحية. الحديث: 6701 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 304 يَرْمِيهِمْ بِالتُّرَابِ، وَيَقُولُ: " مَهْلًا يَا قَوْمِ، بِهَذَا أُهْلِكَتِ الْأُمَمُ مِنْ قَبْلِكُمْ، بِاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، وَضَرْبِهِمُ الْكُتُبَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ يَنْزِلْ يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، بَلْ يُصَدِّقُ (1) بَعْضُهُ بَعْضًا، فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ، فَاعْمَلُوا بِهِ (2) ، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ، فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ " (3) 6703 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ الْمَرْءُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " (4)   (1) في (ظ) : ونزل يصدق. وفي هامش (س) و (ص) : وإنما أنزل يصدق. (2) "به" لم ترد في (ق) . (3) صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6668) ، وذكرنا هناك شواهده. أبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (134) ، واللالكائي في "الاعتقاد" (1387) من طريق أنس بن عياض، بهذا الإسناد. وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 188 من طريق يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (134) أيضاً من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، كلاهما عن أبي حازم، به. وأخرجه الآجُري ص 188 أيضاً من طريق ابن لهيعة، واللالكائي في "الاعتقاد" (1108) من طريق هشام بن سعد، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. قال الهيثمي في "المجمع" -فيما نقله السندي في حاشيته على "المسند"= الحديث: 6703 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 305 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ولم نجده في المطبوع-: رواه أحمد، ورجاله ثقات، ورواه الطبراني في "الأوسط". وفي الباب عن عمر عند مسلم (8) (1) ، سلف برقم (191) . وعن علي سلف برقم (758) . وعن ابن عباس سلف برقم (2926) . وعن ابن عمر سلف برقم (5856) . وعن أبي عامر الأشعري، سيرد 4/129 و164. وعن زيد بن ثابت، سيرد 5/185. وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/317. وعن أبي هريرة عند مسلم (10) (7) . وعن عمرو بن العاص عند ابن أبي عاصم في "السنة" (133) . وقول أبي حازم في آخر الحديث: "لعن الله ديناً": قال السندي: بكسر دال مهملة بعدها ياء ثم نون، يريد مذهب المكذبين ورأيهم، ولذلك فسره الإمام بقوله: يعني التكذيب بالقدر، أي: قبحه وبعّده عن معرض القبول، ثم فسره بلازمه الذي هو أشنع اللوازم وأقبحها، وجعل ذلك اللازم عين ذلك الدين المستلزم له لزيادة التقبيح، فقال: أنا أكبر منه، أعني ذلك الدين الملعون هو هذا القول، وهذه العقيدة، أي: هو قول العبد وعقيدته، أنا أكبر منه، أي: من الخالق تعالى. وقوله: "أنا" يحتمل أن يكون ضميراً للمتكلم الواحد، ويحتمل أن يكون ضميراً للمتكلم مع الغير دخلتْ عليه "إن" المؤكدة، يريد أن دينهم يستلزم أن يكون العبد أكبر من الخالق تعالى عن ذلك علواً كبيراً، حيث يفعل ما لا يريده الخالق، بل يريد خلافه، فالخالق تعالى يريد شيئاً كالطاعة، والعبد يريد آخر كالمعصية، ثم يوجد ما يريده العبد دون ما يريده الخالق، فصار العبد حينئذ أقوى من خالقه، فصار كأن دينهم هذا القول، ولا يخفى أنه دين قبيح حقيق= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 306 قَالَ أَبُو حَازِمٍ: " لَعَنَ اللهُ دِينًا (1) أَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ يَعْنِي التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ " 6704 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَنْحَرَ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَنَّ هِشَامَ بْنَ الْعَاصِي نَحَرَ حِصَّتَهُ خَمْسِينَ بَدَنَةً وَأَنَّ عَمْرًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " أَمَّا أَبُوكَ، فَلَوْ كَانَ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ، فَصُمْتَ، وَتَصَدَّقْتَ عَنْهُ، نَفَعَهُ ذَلِكَ " (2) 6705 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = بأن يلعن. وفي بعض النسخ: لعن الله ذنباً بالذال المعجمة المفتوحة بعدما نون ثم موحدة، وهذا أيضاً صحيح على الوجه الذي ذكرنا، كأنه جعل لازم مذهبهم ذنباً لهم. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) في (س) وهامش (ص) و (ق) : ذنباً، وفي هامش (س) : ديناً. (2) إسناده حسن، هشيم وحجاج صرحا بالتحديث وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 3/386-387 عن هشيم، بهذا الإسناد. وقد تابع حجاج بن أرطاة حسانُ بنُ عطية -وهو ثقة من رجال الشيخين-. أخرجه أبو داود (2883) ، والبيهقي 6/279 من طريق العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، حدثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، عن عمرو بن شعيب، به. وهذا سند حسن. الحديث: 6704 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 307 عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَرْجِعُ فِي هِبَتِهِ إِلَّا الْوَالِدُ مِنْ وَلَدِهِ، وَالْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ " (1)   (1) حديث حسن، سعيد: هو ابن أبي عروبة، اختلط بأخرة، ومحمد بن جعفر روى عنه في الاختلاط -كما ذكر ابنُ مهدي فيما نقله الذهبي في "الميزان" 2/152- لكنهما متابعان، عامر الأحول: هو ابن عبد الواحد. وأخرجه النسائي 6/264-265 من طريق إبراهيم بن طهمان، وابن ماجه (2387) مختصراً، من طريق عبد الأعلى السامي، والدارقطني 3/43 من طريق روح، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وعبد الأعلى وروح -وهو ابن عبادة- ممن سمعا منه قبل الاختلاط. وأخرجه البيهقي 6/179 من طريق عبد الوارث، عن عامر الأحول، به. عبد الوارث: هو ابن سعيد بن ذكوان العنبري، ثقة. وأخرجه البيهقي 6/179 أيضاً من طريق سعيد بن بشير، عن مطر الوراق وعامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، به. سعيد ومطر ضعيفان، لكنهما متابعان. وسلف برقم (6629) من طريق أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه أحمد (2119) و (2120) و (4810) و (5493) ، وأبو داود (3539) ، والترمذي (2131) ، وابن ماجه (2377) ، والنسائي 6/265-267، والدارقطني 3/42-43، والبيهقي 6/179 من طرق، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن طاووس، عن ابن عمر وابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (5123) ، قال الدارقطني في "العلل" فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 4/124: هذا الحديث يرويه عمرو بن شعيب، واختلف عليه فيه، فرواه حسين المعلم عن عمرو بن شعيب، عن طاووس، عن ابن عمر وابن عباس، ورواه عامر الأحول عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ولعل الإسنادين محفوظان. وقال البيهقي في "السنن" 6/179: ويحتمل أن يكون عمرو بن شعيب رواه= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 308 6706 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ هَمَّامٌ: أَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هِيَ اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى "، يَعْنِي الرَّجُلَ يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا (1)   = من الوجهين جميعاً، فحسين المعلم حجة، وعامر الأحول ثقة. (1) إسناده حسن، وقد اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف أصح. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وهمام: هو ابن يحيي العوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8997) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2266) ، والبزار (1455) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/44، والبيهقي في "السنن" 7/198 من طريق همام، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8998) من طريق حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن ابن عمرو بمثله، وهذا إسناد منقطع، وحميد الأعرج ضعيف. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/289، والهيثمي في "المجمع" 4/298، ونسباه إلى أحمد والبزار -وزاد الهيثمي نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"-، وقالا: ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح! كذا قالا، مع أن عمرو بن شعيب وأباه لم يخرج له الشيخان، ولا أحدهما. ورواه عبدُ بنُ حميد -فيما ذكره ابنُ كثير في "التفسير"- عن يزيد بن هارون، عن حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن ابن عمرو موقوفاً. وأخرجه النسائي (8999) من طريق حميد الأعرج، عن عمرو بن شعيب، عن ابن عمرو، موقوفاً، وهو أيضاً منقطع.= الحديث: 6706 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 309 6707 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = وأخرجه عبد الرزاق (20956) عن معمر، عن قتادة، أن ابن عمرو قال ... وهو منقطع وموقوف. وأخرجه موقوفاً ابن أبي شيبة 4/252 عن عبد الأعلى (هو ابن عبد الأعلى السامي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/46 من طريق يحيى القطان، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي أيوب المراغي، عن ابن عمرو، موقوفاً، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وذكره ابن كثير في "التفسير" تفسير قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم ... ) [البقرة: 223] ، وقال: وهذا أصح، والله أعلم. وقال الحافظ في "التلخيص" 3/181: والمحفوظ عن عبد الله بن عمرو من قوله. وأعله البخاري في "تاريخه الكبير" 8/303، حيث ذكر الرواية الموقوفة، وقال في "تاريخه الصغير" 2/273: والمرفوع لا يصح. وقد ثبت تحريم إتيان النساء في أدبارهن بأحاديث كثيرة: منها حديث علي بن طلق عند ابن أبي شيبة 4/251، والنسائي في "الكبرى" (9023) ، وابن حبان (4199) ، وقد وهم الإمام أحمد رحمه الله، فجعله من مسند علي بن أبي طالب، وذكره فيما سلف برقم (655) . وحديث خزيمة بن ثابت، سيرد 5/213-214. وحديث أبي هريرة، سيرد 2/344. وحديث جابر عند مسلم (1435) (119) ، وابن حبان (4166) و (4197) . وحديث ابن عباس عند ابن أبي شيبة 4/251-252، والنسائي في "الكبرى" (9001) و (9002) . وحديث عمر عند النسائي في "الكبرى" (9008) ، والبزار (1456) . (1) لفظ: "جده" لم يرد في (ظ) و (م) . الحديث: 6707 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 310 فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ (1) ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَزَعَمَ أَبُوهُ أَنَّهُ يَنْزِعُهُ مِنِّي؟ قَالَ: " أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ مَا لَمْ تَنْكِحِي " (2)   (1) لفظ: "إن" لم يرد في (ص) و (ظ) . (2) حديث حسن، ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز، وإن كان مدلساً، وقد عنعن- قد توبع. روح: هو ابن عبادة. وأخرجه عبد الرزاق (12597) ، والدارقطني 3/305 من طريق ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (12596) ، والدارقطني أيضاً 3/305 من طريق المثنى بن الصباح، وأبو داود (2276) ، والحاكم 2/207، والبيهقي في "السنن" 8/4-5 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. والمثنى بن الصباح ضعيف، ورواية الأوزاعي عند الحاكم هي من طريق الوليد بن مسلم، وقد صرح بالتحديث عنه، وهذه متابعة جيدة. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/323، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. ويقويه ما أخرجه عبد الرزاق (12600) عن الثوري، عن عاصم (هو الأحول) ، عن عكرمة، قال: خاصمت امرأةُ عمر عُمر إلى أبي بكر، وكان طلقها، فقال أبو بكر: هي أعطف وألطف، وأرحم وأحنى وأرأف، وهي أحق بولدها ما لم تتزوج، وإسناده صحيح، لكنه مرسل. وأخرجه سعيد بن منصور (2272) عن هشيم، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، به، مختصراً. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/767-768، وسعيد بن منصور (2270) عن هشيم، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، أن عمر خاصم امرأته أم عاصم بنت عاصم في ابنه منها إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال له أبو بكر: ادفعه إليها. فما راجعه الكلام. (هذا لفظ سعيد بن منصور) وهو مرسل= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 311 6708 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُوا، وَاشْرَبُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَالْبَسُوا، فِي غَيْرِ مَخِيلَةٍ وَلَا سَرَفٍ، إِنَّ (1) اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ " (2)   = صحيح. قال ابنُ القيم في "زاد المعاد" 5/434 (طبعة مؤسسة الرسالة) : هو حديث احتاج الناس فيه إلى عمرو بن شعيب، ولم يجدوا بداً من الاحتجاج هنا به، ومدار الحديث عليه، وليس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث في سقوط الحضانة بالتزويج غير هذا، وقد ذهب إليه الأئمة الأربعة وغيرهم. وقولها: "حواء": هو المكان الذي يحوي الشيء، أي: يضمه ويجمعه. (1) في (ص) : فإن، وأشير إليها في هامش (س) . (2) إسناده حسن، بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه بطوله الطيالسي (2261) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6196) ، عن همام، عن رجل -قال البيهقي: أظنه قتادة- عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (51) ، والحاكم 4/135، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4571) و (6196) من طرق، عن همام، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقد سلف برقم (6695) دون زيادة: "إن الله يحب أن ترى نعمته على عبده". وهذه الزيادة أخرجها الترمذي (2819) من طريق عفان، عن همام، به. وقال: وفي الباب عن أبي الأحوص عن أبيه، وعمران بن الحصين، وابن مسعود.= الحديث: 6708 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 312 6709 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ عَلَى صَدَاقٍ أَوْ حِبَاءٍ أَوْ عِدَةٍ قَبْلَ عِصْمَةِ النِّكَاحِ، فَهُوَ لَهَا، وَمَا كَانَ بَعْدَ عِصْمَةِ النِّكَاحِ، فَهُوَ لِمَنْ أُعْطِيَهُ، وَأَحَقُّ مَا يُكْرَمُ عَلَيْهِ الرَّجُلُ ابْنَتُهُ أَوْ أُخْتُهُ " (1)   = قلنا: حديث أبي الأحوص عن أبيه (وهو مالك بن نضلة الجشمي) ، سيرد 4/137. وحديث عمران بن الحصين، سيرد 4/438. وفي الهاب أيضاً عن أبي هريرة، سيرد (8107) . بإسناد ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى (1055) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6201) ، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف. وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/133، وقال: وفيه موسى بن عيسى الدمشقي، قال الذهبي: مجهول، ويقية رجاله رجال الصحيح. وعن زهير بن أبي علقمة الضبعي عند الطبراني في "الكبير" (5308) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/132، وقال: رواه الطبراني، وترجم لزهير، ورجاله ثقات. وعن قتادة عند عبد الرزاق (20514) ، وهو معضل. وعن أنس عند القضاعي في "مسند الشهاب" (1101) ، وإسناده ضعيف. (1) حديث حسن. ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- قد صرح بالتحديث عند النسائي والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" فانتفت شبهة تدليسه، وهو في "المصنف" (10739) .= الحديث: 6709 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 313 6710 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: أَنَّ زِنْبَاعًا (1) أَبَا رَوْحٍ وَجَدَ غُلَامًا لَهُ مَعَ جَارِيَةٍ لَهُ، فَجَدَعَ أَنْفَهُ وَجَبَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَنْ فَعَلَ هَذَا بِكَ؟ " قَالَ: زِنْبَاعٌ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ " فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = وأخرجه عبد الرزاق أيضاً (10740) ، وأبو داود (2129) ، والنسائي في "المجتبى" 6/120، وابن ماجه (1955) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4471) ، والبيهقي في "السنن" 7/248 من طرق، عن ابن جريج، به. وله شاهد من حديث عائشة عند عبد الرزاق (10740) أيضاً، والبيهقي 7/248، سيرد 6/122، وفي إسناده الحجاج بن أرطاة، وقد عنعنه. ومن حديث مكحول مرسلاً عند عبد الرزاق (10743) . ومن حديث عمر بن عبد العزيز من قوله عند عبد الرزاق (10745) . قال الخطابي في "معالم السنن" 3/216: وهذا يُتأؤل على ما يشترطه الولي لنفسه سوى المهر، وقد اختلف الناس في وجوبه، فقال سفيان الثوري ومالك بن أنس في الرجل ينكح المرأة على أن لأبيها كذا وكذا شيئاً اتفقا عليه سوى المهر، أن ذلك كله للمرأة دون الأب، وكذلك روي عن عطاء وطاووس، وقال أحمد: هو للأب، ولا يكون ذلك لغيره من الأولياء، لأن يد الأب مبسوطة في مال الولد. وروي عن علي بن الحسين أنه زوج بنته رجلاً، واشترط لنفسه مالاً، وعن مسروق أنه زوج ابنته رجلاً، واشترط لنفسه عشرة آلاف درهم يجعلها في الحج والمساكين. وقال الشافعي: إذا فعل ذلك، فلها مهر المثل، ولا شيء للولي. قوله: "الحباء"، أي: العطية، وهي ما يعطيه الزوج سوى الصداق بطريق الهبة. وانظر ما قاله الطحاوي في "شرح مشكل الآثار". (1) في هامش (ظ) : ابن زنباع. الحديث: 6710 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 314 لِلْعَبْدِ: " اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَوْلَى مَنْ أَنَا؟ قَالَ: " مَوْلَى اللهِ وَرَسُولِهِ "، فَأَوْصَى (1) بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ جَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: وَصِيَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَعَمْ، نُجْرِي عَلَيْكَ النَّفَقَةَ وَعَلَى عِيَالِكَ، فَأَجْرَاهَا عَلَيْهِ، حَتَّى قُبِضَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ جَاءَهُ، فَقَالَ: وَصِيَّةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَعَمْ، أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: مِصْرَ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى صَاحِبِ مِصْرَ أَنْ يُعْطِيَهُ أَرْضًا يَأْكُلُهَا (2)   (1) في (ظ) : قال: فأوصى. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف. ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس، وقد عنعن. معمر: هو ابن راشد، وهو من رواية الأقران بعضهم عن بعض، فإن معمر بن راشد وابن جريج من طبقة واحدة، وكلاهما من شيوخ عبد الرزاق. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف " (17932) -ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5301) - عن معمر وابن جريج، عن عمرو بن شعيب، به. ومعمر روايته عن عمرو بن شعيب ممكنة، فيحتمل أن يكون معمر رواه عن عمرو بواسطة ابن جريج، ثم رواه عنه بدونها، وهذا سند حسن، فإن متابعة معمرٍ لابن جريج قوية تزول بها علة تدليس ابن جريج. ثم قال عبد الرزاق: وسمعت أنا محمد بن عبيد الله العرزمي يحدث به عن عمرو بن شعيب. قلنا: محمد بن عبيد الله العرزمي متروك. وأخرجه أبو داود (4519) ، وابن ماجه (2680) من طريق سوار أبي حمزة الصيرفي، عن عمرو بن شعيب، به، وسوار ضعيف. وأخرجه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 137، من طريق عبد الملك بن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 315 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مسلمة، عن ابن لهيعة، وابنُ منْده، فيما ذكره الحافظ في "الإصابة" (في ترجمة زنباع) من طريق المثنى بن الصباح، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به. وسميا العبد سندراً (وستر تسميته كذلك في الرواية (7096)) ، وعبد الملك بن مسلمة منكر الحديث، والمثنى بن الصباح ضعيف، ورواية ابن عبد الحكم مطولة. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 7/506 من طريق كامل بن طلحة، أخبرنا عبد الله بن لهيعة، أخبرنا عمرو بن شعيب. فهذه متابعة يشد بعضها بعضاً فيتقوى الحديث بها. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/288-289، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. وقوله: "فجدع أنفه"، أي: قطعها، قال ابن الأثير: الجدع: قطع الأنف والأذن والشفة وهو بالأنف أخص، فإذا أطلق غلب عليه. وقوله: "وجبه"، أي: قطع مذاكيره، والجبًّ: القطع. وقوله: "مولى الله ورسوله"، أي: ولاؤه للمسلمين جميعاً، وأزال عنه سلطان سيده بالولاء لما ناله منه من مثلة وعدوان. وقد رويت هذه القصة من حديث زنباع أخرجه ابنُ ماجه (2679) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن سلمة بن روح بن زنباع، عن جده، أنه قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد خصى غلاماً له، فأعتقه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمثلة. وإسحاق بن أبي فروة متروك. ورُويت أيضاً من حديث سندر أخرجه البزار (1394) ، والطبراني في "الكبير" (6726) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، أن ربيعة بن لقيط، عن عبد الله بن سندر، حدثه عن أبيه أنه كان عند الزنباع بن سلامة الجذامي، فعتب عليه، فخصاه وجدعه، فأتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبره، فأغلظ لزنباع القول، وأعتقه منه، فقال: أوص بي يا رسول الله، فقال: "أوصي بك كل مسلم". وذكره ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 138 من طريق ابن وهب، بهذا= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 316 6711 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/239، وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه عبد الله بن سندر لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: عبد الله بن سندر ذكره ابنً أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/64، وسياقه يدل على أنه جعله صحابياً، وابن حجر في "الإصابة" 2/322، وقال: المعروف أن الصحبة لسندر. لكن إذا خصي سندر في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقتضى أن يكون لابنه عبد الله صحبة أو رؤية، ووجدتُ له في كتاب مصر ما يدل على أنه كان في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كبيراً. اهـ. وللحديث أصل في وجوب إعتاق السيد عبده من لطمه أو ضربه: ففي الباب عن ابن عمر عند مسلم (1657) (29) و (30) ، سلف (4784) و (5051) و (5266) ، ولفظه: "من ضرب غلاماً له حداً لم يأته، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه". وعن سويد بن مقرن عند مسلم (1658) (31) ، سيرد 3/447-448. وعن عمر عند الطبراني في "الأوسط" فيما أورده الهيثمي في "المجمع" 6/288، وقال: وفيه عمر بن عيسى القرشي، وقد ذكره الذهبي في "الميزان" وذكر له هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحاً، وبيض له، وبقية رجاله وثقوا. قلنا: الذي في مطبوع "الميزان" 3/216: عمر بن عيسى الأسلمي ... قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، وقال العقيلي: لعله عمر الحميدي، حديثه غير محفوظ. وحديث عمر هذا أخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/216، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، فتعقبه الذهبي بقوله: بل عمر بن عيسى منكر الحديث. ثم أخرجه الحاكم أيضاً 4/368، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي! مع أن فيه عمر بن عيسى نفسه. الحديث: 6711 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 317 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي كُلِّ إِصْبَعٍ عَشْرٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَفِي كُلِّ سِنٍّ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأَصَابِعُ سَوَاءٌ، وَالْأَسْنَانُ سَوَاءٌ " (1)   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. سليمان بن موسى: هو الأشدق وهو ثقة ثبت صدوق عند غير واحد من الأئمة، لكن يروي أحاديث ينفرد بها لا يرويها غيره، فمثله يحسن حديثه إلا ما خالف فيه. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (17499) و (17702) . وحكم دية الأصابع ورد في حديث خطبة الفتح المطول برقم (6681) ، وسلف تخريجه وذكر شواهده هناك. وحكم دية الأسنان أخرجه ابن أبي شيبة 9/186 عن يزيد بن هارون، وأبو داود (4563) ، والنسائي في "المجتبى" 8/55 من طريق حسين المعلم، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به، وهذا سند حسن. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/186، والنسائي في "المجتبى" 8/55. والبيهقي في "السنن" 8/89، والدارقطني 3/210 من طريق مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب، به. وسنده حسن في المتابعات. وأخرجه عبد الرزاق (17502) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معضلاً، قال: "في السن خمس من الإبل، أو عدلها من الذهب، أو الورق، أو الشاء". وسيرد حكمُ دية الأسنان ضمن حديث الديات المطول الذي سيرد برقم (7033) . وفي الباب عن ابن عباس عند أبي داود (4560) ، وابن حبان (6014) ، وفيه استيفاء تخريجه، وسلف (2621) . وعن عمرو بن حزم عند عبد الرزاق (17488) ، والشافعي 2/110، والدارمي 2/195، والبيهقي في "السنن" 9/85.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 318 قَالَ مُحَمَّدٌ: وَسَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ، وَلَا يَذْكُرُهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ " 6712 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَنَدَ (2) إِلَى بَيْتٍ، فَوَعَظَ النَّاسَ، وَذَكَّرَهُمْ، قَالَ: " لَا يُصَلِّي أَحَدٌ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى اللَّيْلِ، وَلَا بَعْدَ الصُّبْحِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مَسِيرَةَ ثَلَاثٍ، وَلَا تَتَقَدَّمَنَّ امْرَأَةٌ (3) عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا   = وعن علي موقوفاً عند ابن أبي شيبة 9/187-188، والبيهقي في "السنن" 8/89. وعن ابن مسعود موقوفاً عند ابن أبي شيبة 9/188. وعن عمر بن الخطاب عند البيهقي في "السنن" 8/86. (1) أخرجه عبد الرزاق (17701) ، ومختصراً برقم (17500) عن محمد بن راشد، قال: سمعت مكحولا يقول: في كل إصبع عشر من الإبل ... إلى آخر الحديث. وليست هذه الرواية تعليلاً للرواية الأولى الموصولة، وإنما أورد الإمام أحمد الحديث من هذين الطريقين اللذين قد استوثق منهما محمد بن راشد، ولذا ذكر الإمام أحمد ثناء عبد الرزاق عليه بورعه في الحديث. (2) في (ظ) : استسند. وكتبت في هامش (س) . (3) في (ظ) : المرأة. وفي هامشها: امرأة. صح. الحديث: 6712 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 319 عَلَى خَالَتِهَا " (1) 6713 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ؟ فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْعُقُوقَ " وَكَأَنَّهُ كَرِهَ الِاسْمَ قَالُوا (2) : يَا رَسُولَ اللهِ،   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن جريج صرح بالتحديث كما في "المصنف". وهو في "مصنف" عبد الرزاق (10750) قطعة من حديث خطبة الفتح. وقد سلف مطولاً برقم (6681) دون قوله: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم". وسلف تخريجه وذكر شواهده هناك. وقوله: "استند إلى بيت"، المراد: الكعبة، كما هو مصرح بها في "المصنف"، وفي الحديث المطول (6681) ، ولعل الصواب أن يقول: البيت. وقوله: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم": له شاهد من حديث ابن عباس، سلف برقم (1943) و (3231) . وآخر من حديث ابن عمر، سلف برقم (4615) . وثالث من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11040) و (11409) و (11505) . ورابع من حديث أبي هريرة عند مسلم (1339) (422) ، وابن حبان (2721) و (2727) وفيه استيفاء تخريجه. وخامس من حديث عائشة عند أبي يعلى (4757) ، والدارقطني 3/131، والبيهقي 8/26 و29 و30، وصححه الحكم 4/349، ووافقه الذهبي. قوله: "ولا تتقدمن": تقدمُها: هو أن تقْبل نكاحها عليها. قاله السندي. (2) في (ظ) : فقالا. الحديث: 6713 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 320 إِنَّمَا نَسْأَلُكَ عَنْ أَحَدِنَا يُولَدُ لَهُ؟ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنْسُكَ عَنْ وَلَدِهِ فَلْيَفْعَلْ، عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " قَالَ: وَسُئِلَ عَنِ الْفَرَعِ؟ قَالَ: " وَالْفَرَعُ حَقٌّ، وَأَنْ تَتْرُكَهُ حَتَّى يَكُونَ شُغْزُبًّا (1) أَوْ شُغْزُوبًّا ابْنَ مَخَاضٍ أَوِ ابْنَ لَبُونٍ، فَتَحْمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ تُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذْبَحَهُ يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ، وَتُكْفِئُ (2) إِنَاءَكَ، وَتُولِهُ نَاقَتَكَ "، وَقَالَ (3) : وَسُئِلَ عَنِ الْعَتِيرَةِ؟ فَقَالَ: " الْعَتِيرَةُ (4) حَقٌّ " (5) قَالَ: بَعْضُ الْقَوْمِ لِعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ: مَا الْعَتِيرَةُ؟   (1) لفظ: "شغزباً" لم يرد في (س) . (2) في (س) و (ظ) وهامش (ص) و (ق) : وتكفأ. وفي هامش (س) و (ظ) : وتكفيء. قال ابنُ الأثير: يقال: كفأتُ الإناء وأكفأتُهُ: إذا كببْته، وإذا أملته. (3) في (م) : قال. وسقط من (ق) . (4) في (ظ) : والعتيرة. (5) إسناده حسن. وهو عند عبد الرزاق في المصنف "برقمي (7961) و (7995) . وأخرجه مطولاً ومختصراً ابنُ أبي شيبة 8/238 و253-254، وأبو داود (2842) ، والنسائي 7/162 و168، والحاكم 4/236 و238، والبيهقي في "السنن" 9/300 و312، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/317 من طرق، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/168 من طريق داود بن قيس، قال: سمعت عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن أبيه وزيد بن أسلم، قالوا: يا رسول الله، الفرع ... ولفظ: "عن أبيه" الثاني سقط من مطبوع النسائي، واستُدرك من "تحفة الأشراف" 6/313. ويقصد بأبيه الثاني عبد الله بن عمرو، وهو جد شعيب، سماه أباه، لأنه هو الذي رباه، فالرواية متصلة، لكن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 321 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = رواية شعيب عن زيد بن أسلم مرسلة. ولحديث العقيقة شاهد من حديث زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة، عن أبيه، أخرجه عنه مالك في "الموطأ" 2/500، وسيرد 5/369. وسيرد أيضاً برقم (6737) من طريق آخر عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. قال ابنُ عبد البر في "التمهيد" 4/305: وفي هذا الحديث كراهية ما يقْبُح معناه من الأسماء، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحب الاسم الحسن، ويعجبه الفأل الحسن ... وكان الواجب بظاهر هذا الحديث أن يقال للذبيحة عن المولود: نسيكة، ولا يقال: عقيقة، لكني لا أعلم أحداً من العلماء مال إلى ذلك، ولا قال به، وأظنهم -والله أعلم- تركوا العمل بهذا المعنى المدلول عليه من هذا الحديث لما صح عندهم في غيره من لفظ العقيقة. قوله: مكافأتان: قال السندي: أي: مساويتان في السن، بمعنى أن لا ينزل سنهما عن سن أدنى ما يجزىء في الأضحية، وهو بكسر الفاء أو فتحها، ورجحه الخطابي، ورده الزمخشري. وأما الفرع والعتيرة، فقد ورد النهي عنهما في حديث أبي هريرة الآتي (9301) ، ولفظه: "نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الفرع والعتيرة". وهو عند البخاري (5473) و (5474) ، ومسلم (1976) (38) بلفظ: "لا فرع ولا عتيرة". وورد التخيير في فعلهما في حديث الحارث بن عمرو الآتي 3/485 بلفظ: "من شاء عتر، ومن شاء لم يعْتر، ومن شاء فرع، ومن شاء لم يفرع". والفرع: أول ما تلده الناقة أو الشاة. وقوله: "الفرع حق"، أي: ليس بباطل، وحديث: "لا فرع" محمول على نفي الوجوب، فلا تعارض، قاله السندي. وذكر الحافظ في "الفتح" 9/567 أن حديث: "لا فرع" محمول على ما إذا كانوا يذبحونه لطواغيتهم، ثم قال: واستنبط الشافعي الجواز إذا كان الذبح لله، قال: جمعاً بينه وبين حديث: "الفرع حق". ثم نقل الحافظ عن الشافعي قوله فيما نقله البيهقي من طريق المزني عنه:= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 322 قَالَ: " كَانُوا يَذْبَحُونَ فِي رَجَبٍ شَاةً فَيَطْبُخُونَ وَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ "   = الفرع شيء كان أهل الجاهلية يذبحونه يطلبون به البركة في أموالهم، فكان أحدهم يذبح بكر ناقته أو شاته رجاء البركة فيما يأتي بعده، فسألوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن حكمها، فأعلمهم أنه لا كراهة عليهم فيه، وأمرهم استحباباً أن يتركوه حتى يُحمل عليه في سبيل الله. ثم نقل الحافظ عن النووي قوله: نص الشافعي على أن الفرع العتيرة مستحبان، ويؤيده ما أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وصححه الحاكم وابن المنذر عن نُبيشة، قال: نادى رجل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنا كنا نعتر عتيرةً في الجاهلية في رجب، فما تأمرنا؟ قال: "اذبحوا لله في أي شهر كان"، قال: إنا كنا نُفرع في الجاهلية؟ قال: "في كل سائمة فرع تغذوه ماشيتك حتى إذا استحمل ذبحْته فتصدقْت بلحمه، فإن ذلك خير" ... ففي هذا الحديث أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يبطل الفرع والعتيرة من أصلهما، وإنما أبطل صفة من كل منهما، فمن الفرع كونه يُذبح أول ما يولد، ومن العتيرة خصوص الذبح في شهر رجب. قوله: "شُغْزُباً"، قال السندي: قيل: هكذا الرواية، والصواب: زُخْرُباً، بزاي معجمة مضمومة، وخاء معجمة ساكنة، ثم راء مهملة، ثم باء مشددة، بمعنى الغليظ. قال الخطابي: يحتمل أن الزاي أبدلت شيئاً، والخاء غيناً، أي: لقرب المخرج، فصحف، وهذا من غريب الإبدال. وقد رد هذا القول الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" وذكر أن مادة الشغزبة ترجع في أصلها إلى القوة والجلد وما إليهما. قوله: "أو شغزوباً": هو شك من الرواة. وابن المخاض: ما أتى عليه عام ودخل في السنة الثانية من عمره. وابن اللبون: ما أتى عليه سنتان، ودخل في الثالثة. قال السندي: "وتكفأ" كتمنع، آخره همزة، أي: تقلبه وتكبُه، يريد أنك إذا ذبحته حين يُولد يذهب اللبن، فصار كأنك كفأت إناءك، أي: المحلب.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 323 6714 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَ رَجُلَيْنِ وَهُمَا مُقْتَرِنَانِ، يَمْشِيَانِ إِلَى الْبَيْتِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَالُ الْقِرَانِ؟ " قَالَا: يَا رَسُولَ اللهِ، نَذَرْنَا أَنْ نَمْشِيَ إِلَى الْبَيْتِ مُقْتَرِنَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ هَذَا نَذْرًا " فَقَطَعَ قِرَانَهُمَا، قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: " إِنَّمَا النَّذْرُ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   = وقوله: "وتوله ناقتك" بتشديد اللام، أي: تفجعها بولدها. (1) حديث حسن. ابن أبي الزناد -وهو عبد الرحمن- رواية البغداديين عنه مضطربة. قال يعقوب بن شيبة: سمعت علي ابن المديني يضعف ما حدث به ابن أبي الزناد بالعراق، ويصحح ما حدث به بالمدينة، وهذا من رواية البغداديين عنه، لكنه توبع. الحسين بن محمد: هو المروذي، وشريح: هو ابن النعمان البغدادي. وعبد الرحمن بن الحارث: هو ابن عبد الله بن عياش، مختلف فيه، وثقه ابن سعد والعجلي، وقال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان من أهل العلم، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال النسائي: ليس بالقوي، وضعفه ابن المديني، وقال ابن حجر: صدوق، له أوهام. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 6/48 من طريق آدم بن أبي إياس، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2192) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، و (3273) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، كلاهما عن عبد الرحمن بن الحارث، به. (وقع في مطبوع أبي داود في الحديث (3273) : حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، حدثني أبو عبد الرحمن) ، وهو خطأ، صوابه: حدثني أبي عبد الرحمن، يعني ابن الحارث،= الحديث: 6714 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 324 6715 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُرَاءٍ "، فَقُلْتُ لَهُ (2) : إِنَّمَا كَانَ يَبْلُغُنَا (3) " أَوْ مُتَكَلِّفٌ "؟   = وهو والد المغيرة، انظر: "تحفة الأشراف" 6/322. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/186، وقال: روى أبو داود طرفاً من آخره، رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقد وثقه جماعة، وضعفه آخرون. وسيأتي برقم (6732) مع زيادة، وبرقم (6975) ، وفيه ذكر سبب آخر، وبرقم (6932) بمعناه. وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع الزوائد" 4/186، وابن عدي في "الكامل" 6/2255 من طريق يوسف بن عدي، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن كريب، عن كريب، عن ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ومحمد بن كريب ضعيف. وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (1643) ، وسيرد (8859) . وعن عقبة بن عامر عند مسلم (1644) ، وسيرد 4/152. وعن عمران بن حصين عند مسلم (1641) ، وسيرد 4/430 و432 و433 و434. وعن عائشة، وسيرد 6/247. قوله: "مقترنان"، قال ابنُ الأثير: أي: مشدودان أحدهما إلى الأخر بحبل، والقرن، بالتحريك: الحبل الذي يشدان به. والجمع نفسه: قرن أيضاً. والقران: المصدر والحبل. (1) في (ق) : الفرج بن فضالة. وكذا في هامش (س) و (ص) . (2) في (ظ) وهامش (س) و (ص) و (ق) : فقيل له. (3) في (س) وهامش (ص) : بلغنا. الحديث: 6715 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 325 قَالَ: هَكَذَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (1) 6716 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنَّ عَقْلَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ نِصْفُ عَقْلِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى " (2) 6717 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (3) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ مُتَعَمِّدًا دُفِعَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ، فَإِنْ شَاءُوا قَتَلُوهُ، وَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوا الدِّيَةَ، وَهِيَ ثَلَاثُونَ حِقَّةً وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعُونَ خَلِفَةً، وَذَلِكَ عَقْلُ الْعَمْدِ، وَمَا   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفرج وهو ابن فضالة، وعبد الله بن عامر وهو الأسلمي. لكنهما متابعان بمن تقدم في الرواية (6661) وتخريجها، وذكرنا هناك شواهده. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. (2) إسناده حسن، أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ومحمد بن راشد: هو الخزاعي المكحولي، وسليمان: هو ابن موسى الأشدق. وقد سقط الحديث من (ق) . وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/101 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2268) ، والنسائي في "المجتبى" 8/45، والدارقطني 3/171 من طريق محمد بن راشد، به. وسلف مطولاً برقم (6692) (3) في (ق) وهامش (س) و (ص) : يعني ابن راشد. الحديث: 6716 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 326 صَالَحُوا عَلَيْهِ، فَهُوَ لَهُمْ، وَذَلِكَ تَشْدِيدُ الْعَقْلِ " (1) 6718 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (2) ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَقْلُ شِبْهِ الْعَمْدِ مُغَلَّظٌ مِثْلُ عَقْلِ الْعَمْدِ، وَلَا يُقْتَلُ صَاحِبُهُ وَذَلِكَ أَنْ يَنْزُوَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ النَّاسِ " قَالَ أَبُو النَّضْرِ: " فَيَكُونُ رِمِّيًّا فِي عِمِّيًّا فِي غَيْرِ فِتْنَةٍ وَلَا   (1) إسناده حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، ومحمد: هو ابن راشد المكحولي الخزاعي، وسليمان بن موسى: هو الأشدق. وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/53 و70 من طريق أبي النضر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1387) ، وابن ماجه (2626) ، والدارقطني 3/177 من طرق، عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد، قال الترمذي: حديث حسن غريب. وأخرجه عبد الرزاق (17218) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا معضل. وسيرد ضمن الحديث (7033) . وتخييرُ أولياء القتيل يشهد له حديثُ أبي هريرة عند البخاري (112) و (2434) و (6880) ، ومسلم (1355) بلفظ: "من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يُودي، وإما أن يُقاد له". وحديث عمرو بن حزم عند ابن حبان (6559) ، وفيه تخريجه. والحقة: هي من الإبل ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرها. والجذعة: هي من الإبل ما دخل في السنة الخامسة. والخلفة: بفتح الخاء وكسر اللام: الحامل من النوق. (2) "حدثنا محمد" ساقطة من (ق) . الحديث: 6718 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 327 حَمْلِ سِلَاحٍ " (1) 6719 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ (2) سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى مَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيَتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ " (3) 6720 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ   (1) إسناده حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، ومحمد: هو ابن راشد، وسليمان: هو ابن موسى الأشدق. وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/70 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4565) ، والدارقطني 3/95 من طريقين، عن محمد بن راشد، به. وسيرد برقم (6742) ، ومطولاً برقم (7033) . قوله: "ينزو"، أي: ينزغ، وهو لفظ الرواية (7033) . وقو: "رميا"، قال ابنُ الأثير: بوزن الهجيرا والخصيصا، من الرمي، وهو مصدر يُراد به المبالغة. والعميا مثله وزناً من العمى، والمعنى أن يوجد بينهم قتيل يعمى أمره ولا يتبين قاتلُه، فحكمه حكمُ قتيل الخطأ تجب فيه الديةُ. وهذه العبارة: رميا في عميا، تحرفت في "نهاية" ابن الأثير 3/305 (عمى) ، إلى: دماً في عمياء، و3/91 (ضغن) : دماء في عمياء. وكلمة "عميا" وقعت في (م) : عمياء. (2) في (ص) و (ق) و (م) : بن. وهو خطأ. (3) إسناده حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ومحمد: هو ابن راشد الخزاعي المكحولي، وسليمان: هو ابن موسى الأشدق. وسلف برقم (6663) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 6719 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 328 شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ نَائِمًا، فَوَجَدَ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِهِ، فَأَخَذَهَا، فَأَكَلَهَا، ثُمَّ جَعَلَ يَتَضَوَّرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَفَزِعَ لِذَلِكَ (1) بَعْضُ أَزْوَاجِهِ، فَقَالَ: " إِنِّي وَجَدْتُ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِي فَأَكَلْتُهَا، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ " (2) 6721 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) في (ص) : كذلك. (2) إسناده حسن. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/88، وقال: رواه أحمد، ورجاله موثقون. وحسن إسناده الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" 2/99، وأورده الحافظ في "الفتح" 4/294 عن أحمد، وسكت عليه، وجمع بينه وبين حديث أنس عند البخاري: "مر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتمرة مسقوطة، فقال: لولا أن تكون صدقة لأكلتها"، فقال: وهو محمول على التعدد وأنه لما اتفق له أكل التمرة كما في هذا الحديث (يعني حديث عمرو بن شعيب ... ) ، وأقلقه ذلك صار بعد ذلك إذا وجد مثلها مما يدخل في التردد تركه احتياطا، ويحتمل أن يكون في حالة أكله إياها كان في مقام التشريع، وفي حال تركه كان في خاصة نفسه، وقال المهلب: إنما تركها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تورعاً وليس بواجب، لأن الأصل أن كل شيء في بيت الإنسان على الإباحة حتى يقم دليل التحريم. وسيأتي بنحوه برقم (6820) ، وسلف مختصرا برقم (6691) . قوله: "يتضور"، أي: يتلوى ويتقلبُ ظهراً لبطن. وفي رواية: فلم ينم تلك الليلة. قاله السندي. الحديث: 6721 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 329 عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْبَائِعُ وَالْمُبْتَاعُ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، إِلَّا أَنْ يَكُونَ (1) سَفْقَةَ خِيَارٍ، وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يُفَارِقَهُ خَشْيَةَ أَنْ يَسْتَقِيلَهُ " (2)   (1) في (ظ) : تكون. (2) صحيح لغيره دون قوله: "ولا يحل له أن يفارقه خشية أن يستقيله"، وهذا إسناد حسن. ابن عجلان: هو محمد. وأخرجه أبو داود (3456) ، والترمذي (1247) ، والنسائي 7/251، 252 عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن، ومعنى هذا أن يفارقه بعد البيع خشية أن يستقيله. ولو كانت الفرقة بالكلام، ولم يكن له خيار بعد البيع، لم يكن لهذا الحديث معنى، حيث قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولا يحل له أن يفارقه خشية أن يستقيله". وأخرجه الدارقطني 3/50، ومن طريقه البيهقي 5/271 من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب، به. وفي الباب في خيار المجلس عن ابن عمر عند البخاري (2111) ، ومسلم (1531) ، وسلف برقم (4484) . وعن أبي هريرة، سيرد (8099) . وعن حكيم بن حزام، سيرد 3/402 و403 و424. وعن أبي برزة الأسلمي، سيرد 4/425. وعن سمرة بن جندب، سيرد 5/12 و17 و21 و22 و23. وعن ابن عباس عند ابن حبان (4914) . وزيادة: "ولا يحل له أن يفارقه خشية أن يستقيله": معارضة بما أخرجه البخاري (2107) ، ومسلم (1531) (45) من حديث ابن عمر، وفيه: قال نافع: وكان ابن عمر إذا اشترى شيئاً يعجبه فارق صاحبه. هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: قال نافع: فكان [ابن عمر] إذا بايع رجلاً فأراد أن لا يقيله، قام، فمشى هنية، ثم رجع= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 330 6722 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو كَتَبَ إِلَى عَامِلٍ لَهُ عَلَى أَرْضٍ لَهُ: أَنْ لَا تَمْنَعْ فَضْلَ مَائِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ مَنَعَ فَضْلَ الْمَاءِ لِيَمْنَعَ بِهِ فَضْلَ الْكَلَأِ مَنَعَهُ اللهُ فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) " (2)   = إليه. انظر تأويل الزيادة، والجمع بينها وبين المعارض فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 4/331، 332. قوله: "حتى يتفرقا"، أي: بالأبدان كما هو الظاهر، وهو قول الزهري والأوزاعي وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور. وقال النخعي: لا يثبت خيار المكان، ويلزم البيع بنفس التواجب، وهو قول مالك والثوري وأصحاب الرأي، وحملوا التفرق المذكور في الحديث على التفرق في الرأي والكلام. انظر "شرح السنة" 8/39-40 بتحقيقنا. وقوله: "إلا أن يكون سفقة خيار"، أي: بيعاً جرى فيه التخاير، بأن قال أحدهما لصاحبه: اختر، فإنه يسقط خيار المجلس. وقوله: "يستقيله"، أي: يفسخ البيع بحق الخيار الذي له. (1) كذا في جميع النسخ الخطية، ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: "منعه الله يوم القيامة فضله". (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سليمان بن موسى -وهو الأشدق- لم يُدرك عبد الله بن عمرو، وروايته عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم الليثي، ومحمد بن راشد: هو المكحولي الخزاعي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/124، وقال: وفيه محمد بن راشد الخزاعي، وهو ثقة، وقد ضعفه بعضهم. قلنا: وفاته إعلاله بالانقطاع في سنده. الحديث: 6722 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 331 6723 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ " (1)   = وقد سلف المرفوع منه برقم (6673) من طريق ليث بن أبي سُليم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وسلف تخريجه وذكر طرقه وشواهده هناك. وأصلُ القصة في كتابة عبد الله بن عمرو لعامله، أخرجه يحيى بن آدم في كتاب "الخراج" (340) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 6/16 عن أبي بكر بن عياش، عن شعيب بن شعيب أخي عمرو بن شعيب، عن سالم مولى عبد الله بن عمرو، قال: أعطوْني بفضل الماء من أرضه بالوهط ثلاثين ألفاً، قال: فكتبتُ إلى عبد الله بن عمرو، فكتب إلي: لا تبعْه، ولكن أقم قلْدك، ثم اسق الأدنى فالأدنى، فإني سمعتُ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهي عن بيع فضل الماء، وشعيب بن شعيب وسالم مولى عبد الله لم يوثقهما غير ابن حبان. وقوله: "أقم قلْدك": القلْد: هو السقي يوم النوبة، أي: إذا سقيت أرضك يوم نوبتها، فأعط من يليك. قاله ابن الأثير. وأخرج أبو يوسف القاضي في كتابه "الخراج" ص 96 نحو هذه القصة عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيىءُ الحفظ. وجاء أصل القصة أيضاً مختصراً بإسناد صحيح على شرط الشيخين، أخرجه النسائي 7/307 عن قتيبة بن سعيد، عن داود بن عبد الرحمن العطار، عن عمرو بن دينار، عن أبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم، عن إياس بن عبْد المزني، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيع فضل الماء، وباع قيم الوهْط فضل ماء الوهط، فكرهه عبد الله بن عمرو. وانظر (6673) . (1) إسناده ضعيف لإبهام الثقة الذي رواه عنه مالك. إسحاق بن عيسى: هو= الحديث: 6723 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 332 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ابن الطباع البغدادي. وهو في "الموطأ" 2/609. وأخرجه أبو داود (3502) من طريق عبد الله بن مسلمة، وابنُ ماجه (2192) من طريق هشام بن عمار، وابنُ عدي في "الكامل" 4/1471، والبغوي (2106) من طريق أبي مصعب الزهري، والبيهقي في "السنن" 5/342 من طريق ابن وهب، أربعتهم عن مالك أنه بلغه عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. قال ابنُ عدي: ويقال: إن مالكاً سمع هذا الحديث من ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب، ولم يسمه لضعفه. والحديث عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب مشهور. ثم أخرجه ابنُ عدي، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/343 من طريق قتيبة، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، به. وذكر البيهقي أن ابن لهيعة لا يحتج به. وأخرجه ابنُ ماجه (2193) ، والبيهقي في "السنن" 5/342 من طريق حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك بن أنس، عن مالك، عن عبد الله بن عامر الأسلمي، عن عمرو بن شعيب، به. قال البيهقي: وحبيب بن أبي حبيب ضعيف، وعبد الله بن عامر لا يحتج به. (وقد سقط من الإسناد في مطبوع "سنن" ابن ماجه لفظ: عن مالك) . وأخرجه البيهقي أيضاً في "السنن" 5/343 من طريق عاصم بن عبد العزيز، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عمرو بن شعيب، به. قال البيهقي: وعاصم بن عبد العزيز الأشجعي فيه نظر ... والأصل في هذا الحديث مرسل مالك. وذكر الحافظ ابنُ حجر في "لسان الميزان" 6/212 أن الدارقطني رواه في "غرائب مالك" من طريق الهيثم بن اليمان، حدثنا مالك، عن عمرو بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، به، وقال الدارقطني: تفرد به الهيثم بن يمان. قلنا: والهيثم بن اليمان ضعفه أبو الفتح الأزدي كما ذكر الذهبي في "الميزان" 4/326. وبيع العُربان (بضم العين، وسكون الراء) قال ابن الأثير: هو أن يشتري= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 333 6724 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ (1) قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلَا رَصَدَ بِطَرِيقٍ " (2)   = السلعة، ويدفع إلى صاحبها شيئا على أنه إن أمضى البيع حُسب من الثمن، وإن لم يمض البيع كان لصاحب السلعة، ولم يرتجعه المشتري ... ثم قال ابن الأثير: وهو بيع باطل عند الفقهاء لما فيه من الشرط والغرر، وأجازه أحمد، وروي عن ابن عمر إجازته، وحديث النهي منقطع. قلنا: لفظ: "العُربان" تحرف في (م) إلى: العريات. (1) لفظ أنه لم يرد في (ق) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، ومحمد: هو ابن راشد المكحولي، وسليمان بن موسى: هو الأشدق. وسيكرر برقم (6742) و (7033) و (7088) . وقوله: "من حمل علينا السلاح فليس منا": له شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (7070) ، ومسلم (98) (161) ، سلف بأرقام كثيرة منها (4467) و (4649) و (5149) . وآخر من حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (7071) ، ومسلم (100) (163) . وثالث من حديث سلمة بن الأكوع عند مسلم (99) (162) . ورابع من حديث أبي هريرة، سيرد (8359) . وخامس من حديث أبي بكرة عند البزار (3338) أورده الهيثمي في "المجمع" 7/291، وقال: وفيه سويد بن إبراهيم ضعفه النسائي، ووثقه أبو زرعة، وهو لين. وسادس من حديث عمرو بن عوف عند البزار (3339) . قال الهيثمي في "المجمع" 7/291: وفيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف عند الجمهور، وحسن= الحديث: 6724 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 334 6725 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي كِلَابًا مُكَلَّبَةً، فَأَفْتِنِي فِي صَيْدِهَا؟ فَقَالَ: " إِنْ كَانَتْ لَكَ كِلَابٌ مُكَلَّبَةٌ فَكُلْ مِمَّا أَمْسَكَتْ عَلَيْكَ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَكِيٌّ (1) وَغَيْرُ ذَكِيٍّ؟ قَالَ: " ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ "، قَالَ: وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ؟ قَالَ: " وَإِنْ أَكَلَ مِنْهُ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ،   = الترمذي حديثه. وسابع من حديث سمرة عند البزار (3340) ، والطبراني (7042) ، قال الهيثمي في "المجمع" 7/291: وفي إسناد الطبراني من لم أعرفه، وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي، وهو متروك. وقد أشار الحافظ في "الفتح" 13/24 إلى حديث هؤلاء الثلاثة، وقال: وفي سند كل منها لين، لكن يعضد بعضها بعضاً. وثامن من حديث ابن الزبير عند الطبراني فيما نقله الهيثمي في "المجمع" 7/291، وقال: وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وقد وثق على ضعفه. وتاسع من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الأوسط" فيما نقله الهيثمي في "المجمع" 7/291، وقال: وفيه أيوب بن عتبة، وهو ضعيف، ووثقه ابن معين في روايته. وقوله: "ولا رصد بطريق" لم نجده في غير "المسند"، ولا ذكره الهيثمي في "المجمع"، وهو على شرطه، أي: ولا من رصد وترقب بالسلاح بطريق، يريد قاطع الطريق، وهذا عطف على ما يفهم من الكلام المتقدم، كأنه قال: ليس منا من حمل ولا من رصد. قاله السندي. (1) في هامش (س) و (ص) : ذكياً. خ. الحديث: 6725 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 335 أَفْتِنِي فِي قَوْسِي؟ قَالَ: " كُلْ مَا أَمْسَكَتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ "، قَالَ: ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ؟ قَالَ: " ذَكِيٌّ وَغَيْرُ ذَكِيٍّ "، قَالَ: وَإِنْ تَغَيَّبَ عَنِّي؟ قَالَ: " وَإِنْ تَغَيَّبَ عَنْكَ، مَا لَمْ يَصِلَّ " - يَعْنِي يَتَغَيَّرْ - " أَوْ تَجِدْ فِيهِ أَثَرَ (1) غَيْرِ سَهْمِكَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفْتِنَا فِي آنِيَةِ الْمَجُوسِ إِذَا اضْطُرِرْنَا إِلَيْهَا؟ قَالَ: " إِذَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهَا فَاغْسِلُوهَا بِالْمَاءِ، وَاطْبُخُوا فِيهَا " (2)   (1) في (ظ) : أثراً. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وصحح إسناده الحافظ ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق". عبد الوارث -والد عبد الصمد-: هو ابن سعيد بن ذكوان. وحبيب: هو المعلم، وعمرو: هو ابن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو. وأخرجه أبو داود (2857) من طريق يزيد بن زريع، عن حبيب المعلم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 7/191 من طريق عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو، به. وليس فيه ذكر آنية المجوس. وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني نفسه عند البخاري (5488) ، ومسلم (1930) ، سيرد 4/194. وآخر مختصر من حديث عدي بن حاتم عند البخاري (5487) ، سيرد 4/256، 257، 379، 380. قوله: "مُكلبة"، بفتح اللام المشددة، أي: مُعلمة. قوله: "ذكي وغير ذكي": قال السندي: يحتمل الجر، أي: آكل من ذكي وغير ذكي؟ والرفع، أي: ذكي وغيره سواء في جز الأكل منه؟ والنصب -وترك الألف خطاً في المنصوب كثير في كتب الحديث- ويؤيده ما في بعض النسخ: ذكياً وغير ذكي. ثم إنه يحتمل أن يراد بالذكي ما أدركه حيا فذكاه، وبغيره: ما مات قبل أن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 336 6726 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ كَاتَبَ عَلَى مِائَةِ أُوقِيَّةٍ فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشْرَةَ أَوَاقٍ (1) ، فَهُوَ عَبْدٌ، وَأَيُّمَا عَبْدٍ كَاتَبَ عَلَى مِائَةِ دِينَارٍ فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشَرَةَ دَنَانِيرَ، فَهُوَ عَبْدٌ " (2)   = يدركه. ويحتمل أن المراد ما جرحه الكلب بسنه مثلا وما لم يجرحه. قوله عليه الصلاة والسلام: "وإن أكل منه" أخذ به جماعة، وأجاب الجمهور بأن حديث الحرمة أصح، وهو حديث عدي بن حاتم في "الصحيح"، وفيه: "وإن أكل منه فلا تأكل"، وأن العمل بالحرمة عند التعارض أرجح، وقال ابن كثير في "تفسيره" 3/33، طبعة الشعب: وقد توسط تخرون فقالوا: إن أكل عقب ما أمسكه، فإنه يحرم لحديث عدي بن حاتم، وللعلة التي أشار إليها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فإن أكل فلا تأكل، فإني أخاف أن يكون أمسك على نفسه"، وأما إن أمسكه، ثم انتظر صاحبه، فطال عليه وجاع، فأكل منه لجوعه، فإنه لا يؤثر في التحريم، وحملوا على ذلك حديث أبي ثعلبة الخشني، وهذا تفريق حسن، وجمع بين الحديثين صحيح. قوله: "ما لم يصل"، بتشديد اللام، أي: ما لم ينتن ويتغير ريحه، يقال: صل اللحم وأصل، لغتان، ولهذا على سبيل الاستحباب، وإلا فالنتن لا يحرم، وقد جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل ما تغير ريحه، ولعله أكل تعليماً للجواز. قاله السندي. (1) في (ظ) : أواقي. (2) إسناده حسن. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى بن دينار العوْذي، وعباس الجزري: صوابه الجُريري، كما هو في جميع المصادر التي أخرجت هذا الحديث، وهو عباس بن فروخ الجُريْري البصري، أبو محمد، ثقة، روى له الجماعة. وأخرجه أبو داود (3927) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/324 من= الحديث: 6726 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 337 [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " كَذَا، قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: عَبَّاسٌ الْجَزَرِيُّ (1) ، كَانَ فِي النُّسْخَةِ: عَبَّاسٌ الْجُريْرِيُّ، فَأَصْلَحَهُ أَبِي، كَمَا قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: الْجَزَرِيُّ " (1) 6727 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ الْفَتْحِ: " لَا يَجُوزُ (2) لِامْرَأَةٍ (3)   = طريق محمد بن المثنى، والدارقطني 4/121 من طريق أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، كلاهما عن عبد الصمد، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/218، والبيهقي في "السنن" 10/323 من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، عن همام، به، وقالوا في رواياتهم جميعاً: عباس الجريري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5026) ، والبيهقي في "السنن" 10/323 من طريقين عن أبي الوليد الطيالسي، عن همام، عن العلاء الجريري (عند البيهقي: الجزري) ، عن عمرو بن شعيب، به. قال النسائي: العلاء الجريري كذا قال. قلنا: يعني أن الصواب: عباس الجريري. وتصحف عند البيهقي اسمه ونسبته معاً. وسلف برقم (6666) ، وسيأتي (6923) و (6949) . (1) إنما قال عبد الصمد: الجُريري، كما ورد في التخريج من طريقي محمد بن المثنى وأحمد بن سعيد الدارمي، عنه، ولكن هكذا جاء في الأصول التي بين أيدينا، ويغلب على الظن أن صواب العبارة التي قالها عبد الله بن أحمد: كذا قال عبد الصمد: عباس الجُريري، كان في النسخة: عباس الجزري، فأصلحه أبي كما قال عبد الصمد: الجريري. (2) في (ظ) : لاتجوز. (3) في (م) : لمرأة. الحديث: 6727 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 338 عَطِيَّةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا " (1) 6728 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِثْلَهُ (2) 6729 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَجَاءَتْهُ وُفُودُ هَوَازِنَ، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ، فَمُنَّ عَلَيْنَا، مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ، فَإِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِنَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَخْفَى عَلَيْكَ، فَقَالَ: " اخْتَارُوا بَيْنَ نِسَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَبْنَائِكُمْ "، قَالُوا: خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَأَمْوَالِنَا، نَخْتَارُ أَبْنَاءَنَا، فَقَالَ: " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،   (1) إسناده حسن، يحيى بن حماد: هو ابن أبي زياد الشيباني مولاهم البصري، ختن أبي عوانة، وأبو عوانة: هو وضحاح اليشكري. وأخرجه أبو داود (3546) ، والنسائي 6/278، والبيهقي فى "السنن" 6/60 من طريق حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، وحبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، به. وهو قطعة من حديث خطبة الفتح، ورد مطولاً برقم (6681) ، وسلف تخريجه هناك، وانظر (7058) . (2) إسناده حسن، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وداود: هو ابن أبي هند. وهو مكرر سابقه. الحديث: 6728 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 339 فَهُوَ لَكُمْ، فَإِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ، فَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَبِالْمُؤْمِنِينَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) فِي نِسَائِنَا وَأَبْنَائِنَا " قَالَ: فَفَعَلُوا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَهُوَ لَكُمْ "، وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: وَمَا كَانَ لَنَا، فَهُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ: أَمَّا مَا كَانَ لِي ولِبَنِي فَزَارَةَ، فَلَا، وَقَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ، فَلَا، وَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ، فَلَا، فَقَالَتِ الْحَيَّانِ: كَذَبْتَ، بَلْ هُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، رُدُّوا عَلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ (3) ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِشَيْءٍ مِنَ الْفَيْءِ، فَلَهُ عَلَيْنَا سِتَّةُ فَرَائِضَ مِنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يُفِيئُهُ اللهُ عَلَيْنَا " ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، وَتَعَلَّقَ بِهِ النَّاسُ، يَقُولُونَ: اقْسِمْ عَلَيْنَا فَيْئَنَا بَيْنَنَا، حَتَّى أَلْجَئُوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطَفَتْ رِدَاءَهُ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، فَوَاللهِ لَوْ كَانَ لَكُمْ بِعَدَدِ شَجَرِ تِهَامَةَ نَعَمٌ لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تُلْفُونِي (4) بَخِيلًا وَلَا جَبَانًا وَلَا كَذُوبًا " ثُمَّ دَنَا مِنْ بَعِيرِهِ فَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ سَنَامِهِ فَجَعَلَهَا (5) بَيْنَ أَصَابِعِهِ   (1) جملة: "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم ترد في (ظ) ، وعلى هامشها: صح. (2) جملة: "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم ترد في (ظ) . (3) في (س) : وأولادهم. وفي الهامش: وأبناءهم. (4) في (س) و (ص) و (ق) و (م) : تلقوني. والمثبت من (ظ) . (5) في (ظ) : فجعله. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 340 السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، ثُمَّ رَفَعَهَا، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الْفَيْءِ هؤلاء هَذِهِ (1) ، إِلَّا الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فَرُدُّوا الْخِيَاطَ وَالْمَخِيطَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ يَكُونُ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَارًا وَنَارًا وَشَنَارًا " فَقَامَ رَجُلٌ مَعَهُ كُبَّةٌ مِنْ شَعَرٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَذْتُ هَذِهِ أُصْلِحُ بِهَا بَرْدَعَةَ (2) بَعِيرٍ لِي (3) دَبِرَ، قَالَ: " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَهُوَ لَكَ " فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا إِذْ (4) بَلَغَتْ مَا أَرَى فَلَا أَرَبَ لِي بِهَا (5) ، وَنَبَذَهَا (6)   (1) كذا في (س) و (ص) و (ق) و (م) ، قال السندي، أي: يا هؤلاء تأكيداً للنداء، ووقع في (ظ) : "ها ولا هذه"، ولعل "ها" مختصرة من هؤلاء، وجاء عند الطبري والبيهقي وابن كثير والهيثمي: ليس لي من هذا الفيء (فيئكم) ولا هذه. وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر في طبعته، وجاء عند أبي داود والنسائي: "ليس لي من هذا الفيء شيء ولا هذه". (عند أبي داود: هذا) . (2) في (ظ) و (ق) : برذعة، وكلاهما بمعنى. (3) في (ظ) : بعيري. (4) في هامش (س) : إذا. خ. (5) كتب فوقها في (ظ) : فيها. (6) حديث حسن، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث في الرواية (7037) ، وفي مصادر التخريج، فانتفت شبهة تدليسه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وأخرجه بتمامه النسائي في "المجتبى" 6/262-264، والطبري في "التاريخ" 3/86، 87 و89، 90 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي في "السنن" 6/336، 337 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني عمرو ... بهذا الإسناد. وبرواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، به، أورده ابن كثير في "البداية والنهاية" 4/352-354.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 341 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه مختصراً أبو داود (2694) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/187، 188، وقال: رواه أبو داود مختصراً، ورواه أحمد، ورجال أحد إسناديه ثقات، قد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث. (قلنا: يعني في الرواية الآتية برقم (7037)) . وللحديث أصل في "صحيح البخاري" (4318) و (4319) من حديث المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، سيرد 4/326. وآخر مختصر من حديث جبير بن مطعم عند البخاري أيضاً (2821) و (3148) ، سيرد 4/82 و84. قوله: "وفود هوازن": قال السندي: هم الذين حاربوا يوم حنين، ثم هزمهم الله، فصارت أموالهم وأولادهم غنيمة للمسلمين، فجاؤوا مسلمين، وطلبوا ذلك. وقولهم: "إنا أصل"، أي: قبيلة عظيمة من قبائل العرب. وقال الشيخ أحمد شاكر: وذلك أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استُرضع في بني سعد بن بكر بن هوازن. قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم" قال السندي: هكذا في الأصول، والظاهر أن قوله: "وأبنائكم" عطف على "نسائكم"، أي: بين نسائكم وأبنائكم وبين أموالكم. قلنا: ما ذكره السندي يؤيده رواية البيهقي: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم؟ ". قولهم: "نختار أبناءنا"، أي: ونساءنا. قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما ما كان لي"، أي: ما وقع في سهمي من نسائكم وأبنائكم. قوله: "فقالت الحيان"، قال السندي: يحتمل أن المراد بالحيين بنو تميم وبنو سليم، أي: قال: كل حي منهما لرئيسهم: كذبت. قلنا: رواية النسائي: فقامت بنو سُليم، فقالوا: كذبت. قوله: "فمن تمسك بشيء"، أي: أراد أن لا يعطيه بلا عوض، أي: فليعطه وعلينا في كل رقبة ست فرائض. والفريضة: الناقة.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 342 6730 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُؤْخَذُ صَدَقَاتُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى مِيَاهِهِمْ " (1) 6731 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (2) ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَعْطَيْتُ أُمِّي   = قوله: "من أول ما يفيئه الله"، قال السندي: قيل: يريد الخُمس الذي جعله الله تعالى له من الفيء. قوله: "ثم لا تُلفوني"، أي: لا تجدوني. وهو لفظ رواية البخاري من حديث جبير بن مطعم. قوله: "وبرة"، أي: شعرة. الخياط: قال ابنُ الأثير: الخيط. والمخْيط: الإبرة. والشنار: العيب. البردعة: بدال مهملة أو معجمة وجهان: هو الحلْس، وهي بالكسر: كساء يلقى تحت الرحل على ظهر البعير. دبر: كفرح، من الدبر، بفتحتين: بمعنى القرحة. فلا أرب: فلا حاجه. (1) إسناده حسن، عبدُالصمد: هو ابن عبد الوارث، وأسامة بن زيد: هو الليثي. وأخرجه الطيالسي (2264) ، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، وزاد: "أو عند أفنيتهم" شك أبو داود. وسلف مطولاً ضمن خطبة الفتح برقم (6692) . (2) في (ظ) : عن جده عبد الله بن عمرو. الحديث: 6730 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 343 حَدِيقَةً حَيَاتَهَا، وَإِنَّهَا مَاتَتْ فَلَمْ تَتْرُكْ وَارِثًا غَيْرِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (1) " وَجَبَتْ صَدَقَتُكَ، وَرَجَعَتْ إِلَيْكَ حَدِيقَتُكَ " (2) 6732 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نَذْرَ إِلَّا فِيمَا ابْتُغِيَ   (1) جملة: "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ": لم ترد في (ظ) . (2) إسناده حسن. عبيد الله: هو ابن عمرو الرقي، وعبد الكريم: هو ابن مالك الجزري. وأخرجه البزار (1313) من طريق زكريا بن عدي، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (2395) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/166 و232، وقال: رواه البزار، وإسناده حسن. ولم ينسبه لأحمد. وفي الباب عن بُريدة الأسلمي عند ابن ماجه (2394) ، سيرد 5/349 و351 و359 و361. وعن جابر، سيرد، 3/299. وعن سنان بن سلمة عند الطبراني في "الكبير" (6493) و (6494) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 4/233، وقال: ورجاله ثقات. قوله: "وجبت صدقتك"، قال السندي: أي: ثبتت ولزمت بلزوم جزائها، وهو الأجر والثواب، وقد سبق من فتوى ابن عمرو [برقم 6616] ما يُخالف هذا ظاهراً، لكن يحتمل أنه أفتى بذلك قبل أن يبلغه هذا الحديث ويكون بلوغه بواسطة صحابي آخر، أو حين أفتى نسي هذا الحديث. والله تعالى أعلم. الحديث: 6732 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 344 بِهِ وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَمِينَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ " (1) 6733 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا " (2)   (1) حديث حسن. ابنُ أبي الزناد: سلف الكلام فيه برقم (6714) ، وهو متابع. إسحاق بن عيسى: هو ابن الطباع البغدادي، وعبد الرحمن بن الحارث: هو ابن عبد الله بن عياش المخزومي. وأخرجه بتمامه أبو داود (3273) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن الحارث، بهذا الإسناد. (ووقع في المطبوع منه تحريف نبهنا عليه برقم: 6714) . وقسمه الأول سلف تخريجه برقم (6714) . والقسم الثاني منه، وهو: "لا يمين في قطيعة رحم"، أخرجه بنحوه أبو داود (2191) ، والدارقطني 4/15 من طريق الوليد بن كثير، عن عبد الرحمن بن الحارث، به. وأخرجه أبو داود (3274) من طريق عبد الله بن بكر، والنسائي 7/12 من طريق يحيى القطان، كلاهما عن عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، به. قوله: "ولا يمين في قطيعة رحم"، قال السندي: ظاهره أنه لا ينعقد من الأصل، ولعل من لا يقول به يقول: المراد أنه لا يمين ينبغي له المضي فيها، إذ اللازم في مثله الحنث. (2) حديث صحيح. عبد الرحمن بن أبي الزناد -ولو أنه يضعف في رواية البغداديين عنه-، توبع من رواية المدنيين عنه، وهي صحيحة، فيما ذكر ابن المديني، كما في "شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/605-606.= الحديث: 6733 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 345 6734 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَغْرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ   = وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (363) عن عبد العزيز بن عبد الله -وهو ابن يحيى بن عمرو الأويسي المدني-، عن ابن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (6935) (7073) ، والثانية منهما إسنادها صحيح، فانظرها. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2329) . وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/323. وعن أنس عند الترمذي (1919) . وعن أبي هريرة عند البخاري في "الأدب المفرد" (353) ، والحاكم 4/178، وصححه، ووافقه الذهبي، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10979) و (10980) . وعن واثلة بن الأسقع عند الطبراني في "الكبير" 22/ (229) من طريق الزهري، عن واثلة، وفيه انقطاع. الزهري لم يسمع من واثلة. وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" فيما ذكره الهيثمي في "المجمع" 8/14، وقال: وفيه مبارك بن فضالة، وثقه العجلي وغيره، ولكنه مدلس، وفيه ضعف، وسهل بن تمام ثقة يخطىء. وعن علي عند البيهقي في "الشعب" (10983) . وعن أبي أمامة الباهلي عند البخاري في "الأدب المفرد" (356) ، وهو عند الطبراني في "الكبير" (7703) من طريق عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، أورده الهيثمي في "المجمع" 8/14، 15، وقال: رواه الطبراني، وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف جداً. قوله: "ليس منا"، أي: من أهل طريقتنا. الحديث: 6734 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 346 الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ " (1) 6735 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ الْقَوْمُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/269 من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث عائشة عند البخاري (832) و (6368) ، ومسلم (589) ، وسيرد 6/57. الكسل: التثاقل عن الطاعات مع الاستطاعة، وسببه غلبة دواعي الشر على دواعي الخير. والهرم: كبر السن المؤدي إلى تساقط بعض القوى أو ضعفها جداً، وهو المراد بالرد إلى سوء العمر. والمغرم: قيل: المراد: مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم كالغرم، وهو الدين. والمأثم: الأمر الذي يأثم به الإنسان أو الإثم نفسه وضعاً للمصدر موضع الاسم. (2) إسناده حسن. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو سلمة الخزاعي: هو= الحديث: 6735 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 347 6736 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا (1) ، فَتَرْكُهَا كَفَّارَتُهَا " (2)   = منصور بن سلمة، وليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (272) عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 5 من طريق يونس بن محمد المؤدب، شيخ أحمد، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب (كذا وقع في المطبوع منه، والصواب: يزيد بن الهاد) ، عن عمرو بن شعيب، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/21، وقال: رواه أحمد، وإسناده جيد، ثم قال: له في الصحيح "إن من أحبكم إلي أحسنكم خلقاً". قلنا: هو عند البخاري (6029) ، وسيرد برقم (6767م) . وسياتي الحديث أيضاً برقم (7035) ، وانظر (6504) و (6818) (1) لفظ: "منها" لم يرد في (ص) . (2) إسناده حسن غير أن قوله: "فتركها كفّارتها" فيه كلام، كما سيرد. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، وخليفة بن خياط: هو أبو هبيرة جد خليفة بن خياط المؤرخ الملقب بشباب. وأخرجه الطيالسي (2259) عن خليفة بن خياط، بيذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3274) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 10/33 من طريق عبد الله بن بكر (يعني السهمي) ، عن عبيد الله بن الأخنس، وابن ماجه (2111) من طريق عبيد الله بن عمر العمري، كلاهما عن عمرو بن شعيب، به.= الحديث: 6736 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 348 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقوله: "فتركها كفارتها" زيادة تخالف الروايات الصحيحة كما ذكر البيهقي في "السنن" 10/33. وقال أبو داود بإثر الحديث: الأحاديث كلها عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وليكفر عن يمينه" إلا فيما لا يعبأ به. ونقل قول أبي داود الحافظُ في "الفتح " 11/617، وقال: كأنه يشير إلى حديث يحيي بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة [عند البيهقي في "السنن" 10/34] رفعه: "من حلف فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير، فهو كفارته"، ويحيي ضعيف جداً. وقد وقع في حديث عدي بن حاتم عند مسلم [برقم (1651) (16) ] ما يوهم ذلك، وأنه أخرجه بلفظ: "من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها، فليأت الذي هو خير، وليترك يمينه"، هكذا أخرجه من وجهين، ولم يذكر الكفارة. ولكن أخرجه من وجه آخر [برقم (1651) (17) ] بلفظ: "فرأى خيراً منها، فليكفرها، وليأت الذي هو خير"، ومداره في الطرق كلها على عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة (تحرف فيه إلى طريفة) ، عن عدي، والذي زاد ذلك حافظ، فهو المعتمد. قلنا: ورواية: "فليكفر عن يمينه" قد وردت من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عند النسائي في "المجتبى" 7/10، أخرجها عن عمرو بن علي الفلاس، عن يحيي بن سعيد القطان، عن عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، به. وسترد أيضاً من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمرو، برقم (6907) ، ونذكر هناك أحاديث الباب. زيادة: "فتركها كفارتُها" سترد من حديث أبي سعيد الخدري (11727) بإسناد ضعيف. ووردت من حديث ابن عباس عند ابن حبان (4344) ، والبيهقي في "السنن"= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 349 6737 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنِي الْأَسْلَمِيُّ يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " عَقَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَيْنِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةً " (1)   = 10/34 بلفظ: "من حلف على ملك يمينه أن يضربه فكفارته تركه، ومع الكفارة حسنة" وقد ذكر البيهقي أن ذلك يحتمل كان قبل نزول الكفارة وقال الخطابي في "معالم السنن" 4/49 في تفسير هذه الزيادة بعد أن ذكر أن الثابت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن الكفارة لازمة لمن حنث في يمينه، قال: وقد رُوي عن بعضهم أنه رأى هذا من لغو اليمين، وقال: لا كفارة فيه إذا كان معصية، وحكي معنى ذلك عن مسروق بن الأجدع وسعيد بن جبير. وقال السندي: ظاهر الحديث أنه لا كفارة عليه إذا ترك المحلوف عليه، لكن المشهور بين العلماء الموجود في غالب الأحاديث الكفارةُ، فيمكن أن يكون في الكلام طي، والتقدير: فليكفر، فإن تركها موجب كفارتها. وقال المحدث الدهلوي: "فإن تركها كفارتها"، أي: كفارة ارتكاب يمين على الشر، يعني إثم ارتكابها يرتفع عن تركها، أما لزوم كفارة الحنث، فهو أمر آخر لازم عليه. انظر "عون المعبود" 9/165. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي. وأخرجه الحاكم 4/237 من طريق سوار أبي حمزة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عق عن الحسن والحسين، عن كل واحد منهما كبشين اثنين، مثلين متكافئين. قال الذهبي: سوار ضعيف. وقد سلف مطولاً بنحوه برقم (6713) ، وإسناده حسن. وله شاهد من حديث عائشة، سيرد 6/31 و158، وصححه ابن حبان (5310) .= الحديث: 6737 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 350 6738 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (1) 6739 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ قَيْصَرَ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ شَابٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: " لَا "، فَجَاءَ شَيْخٌ فَقَالَ: أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ " قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ عَلِمْتُ لِمَ نَظَرَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ، إِنَّ الشَّيْخَ يَمْلِكُ نَفْسَهُ " (2)   = وآخر عن أم كرز، سيرد 6/381 و422، وصححه ابن حبان (5312) . وثالث عن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/456. ورابع عن ابن عباس عند النسائي 7/165-166 بسند قوي: عق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الحسن والحسين بكبشين كبشين. وانظر "شرح السنة" 11/264-268 للبغوي بتحقيقنا، و"فتح الباري" 9/592. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن عبد الله بن الزبير: هو أبو أحمد الزبيري، وأبان بن عبد الله: هو البجلي الأحمسي، وثقه ابن معين وابن خلفون والعجلي، وقال أحمد: صدوق صالح الحديث، وقال الذهبي في "الميزان" 1/9: صدوق له مناكير. والحديث سلف مطولاً برقم (6478) -وذكرنا فيه شواهده-، و (6591) . (2) إسناده ضعيف على خلاف في صحابيه، ابن لهيعة -وهو عبد الله-: سيىء= الحديث: 6738 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 351 6740 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ (1) ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ،   = الحفظ، وقيصر التجيبي: ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/204، 205، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/148، وابن حبان في "الثقات" 5/325، ولم ينسبوه، وذكروا كُلهم أنه يروي عن ابن عمر، وكذا ذكر الحسيني في "الإكمال"، وتابعه الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 346، 347. وأخرجه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 265، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، من حديث عبد الله بن عمر. قال ابنُ عبد الحكم عقب الحديث: وخالف أسدُ بن موسى في هذا الحديث، فقال: عبد الله بن عمرو، والله أعلم. ثم قال ابنُ عبد الحكم: وكأني رأيتُ المصريين يقولون: ابن عمر. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/166، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابنُ لهيعة، وحديثه حسن، وفيه كلام. قلنا: وقع اسم الصحابي في "المجمع": عبد الله بن عمر، مع أنه منقول عن هذا الموضع من "المسند"، وهو حديث ابن عمرو كما ترى. وللحديث أصل صحيح عن عمر بن الخطاب بإسناد صحيح سلف برقم (138) و (372) . وعن ابن عباس سلف برقم (2241) و (3391) و (3392) . وفي الباب أيضا عن أبي هريرة عند البيهقي في "السنن" 4/231، 232. وعن عائشة عند البيهقي في "السنن" 4/232. والتصريح بجواز القبلة لمن يملك إربه ورد من حديث عائشة عند البخاري (1928) ، ومسلم (1106) ، وسيرد 6/39 و192. ومن حديث حفصة عند مسلم (1107) ، وسيرد 6/286. ومن حديث عمر بن أبي سلمة عند مسلم (1108) . (1) عبارة "حدثنا حسن" ساقطة من (ق) . الحديث: 6740 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 352 وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مِائَتَيْ مَرَّةٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلَا يُدْرِكُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ، إِلَّا بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ " (1) 6741 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. حسن: هو ابن موسى الأشيب. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (577) ، والطبراني في "الدعاء" (334) ، من طرق عن حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن ثابت (عند النسائي وليس عند الطبراني) ، وداود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/500 من طرق، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وداود بن أبي هند، به، لكن قال فيه: "مئة مرة"، ويغلب على الظن أنه وهم من أحد رواته، أو أن فيه اختصاراً، فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (575) ، وابن السني (75) ، والطبراني في "الدعاء" (333) من طريق شعبة، عن الحكم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، بلفظ: "مئة مرة إذا أصبح ومئة مرة إذا أمسى". وأخرجه البزار (3070) عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وليس عنده داود بن أبي هند. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/86، ونسبه إلى أحمد والطبراني، وقال: ورجال أحمد ثقات، وفي رجال الطبراني من لم أعرفهم. ولم ينسبه إلى البزار. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/449، وقال: رواه أحمد بإسناد جيد، والطبراني. ولم ينسبه للبزار. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (3293) ، ومسلم (2691) ، وسيرد (8008) و (8873) . الحديث: 6741 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 353 شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَدَارَءُونَ (1) ، فَقَالَ: " إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، وَإِنَّمَا نَزَلَ كِتَابُ اللهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَلَا تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَمَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ فَقُولُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ، فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ " (2) 6742 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَلَا رَصَدَ بِطَرِيقٍ، وَمَنْ قُتِلَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ شِبْهُ الْعَمْدِ، وَعَقْلُهُ مُغَلَّظٌ، وَلَا يُقْتَلُ صَاحِبُهُ وَهُوَ كَالشَّهْرِ الْحَرَامِ لِلْحُرْمَةِ وَالْجِوَارِ " (3)   (1) في (ق) : يتمارون. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن. معْمر: هو ابن راشد. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20367) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" ص 43، والبغوي (121) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2258) . وسلف برقم (6668) ، وذكرنا هناك شواهده. وقوله: "يتدارؤون" يريد: يختلفون، ومنه قوله تعالى: (فادارأتم فيها) [البقرة: 72] ، أي: تدارأتم وتدافعتم واختلفتم. قاله البغوي. والمراد: يتدافعون في القرآن. (3) إسناده حسن. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، ومحمد بن راشد: هو المكحولي، وسليمان: هو ابن موسى الأشدق.= الحديث: 6742 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 354 6743 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ حُسَيْنٌ: فِي حَدِيثِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيَتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، ثَلَاثُونَ بَنَاتُ مَخَاضٍ، وَثَلَاثُونَ بَنَاتُ لَبُونٍ، وَثَلَاثُونَ حِقَّةٌ، وَعَشْرٌ بَنُو لَبُونٍ ذُكُورٌ " (1) 6744 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَوْدَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، حَدَّثَهُ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ (2) عُمَيْسٍ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، وَهِيَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ، فَرَآهُمْ، فَكَرِهَ ذَلِكَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: لَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ " ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: " لَا يَدْخُلْ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوِ اثْنَانِ " (3)   =والقسم الأول من الحديث سلف برقم (6724) . والقسم الثاني سلف برقم (6718) ، وسيرد مطولاً برقم (7033) ، ويكرر برقم (7088) . (1) إسناده حسن، وهو مكرر (6663) سنداً ومتناً، لكن فيه زيادة عبد الصمد وهو ابن عبد الوارث بن سعيد العنجري مولاهم. (2) في (ظ) وهامش (ص) : ابنة. (3) حديث صحيح، ابن لهيعة -وهو عبد الله، وإن كان سيىء الحفظ- توبع،= الحديث: 6743 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 355 6745 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي أَبَا إِبْرَاهِيمَ الْمُعَقِّبَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، [عَنْ مُجَاهِدٍ] (1) ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا " (2)   = وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وعبد الرحمن بن جبير: هو المؤذن العامري. وسلف برقم (6595) ، وسيأتي برقم (6995) . (1) ما بين حاصرتين سقط من النسخ الخظية و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، واستُدرك من "أطراف المسند" 4/10، وقد ذكر محققه أنه سقط أيضاً من نسخةٍ من النسخ الخطية الثلاث التي اعتمد عليها، مما يشير إلى أنه سقط قديم، لكنه ثبت في النسختين الأخريين، وثبت كذلك في "إتحاف المهرة" 3/الورقة 249ب، وهو ثابت في أسانيد الذين رووا هذا الحديث جميعاً، كما سيرد في التخريج، ولم يفطن الشيخ أحمد شاكر إلى هذا السقط، وظن أن الرواية متصلة، وراح يوفق بينها وبين رواية النسائي (يعني التي فيها ذكر مجاهد) فأوقعه ذلك في أوهام أفضت به إلى افتراضات ليس لها وجه من الصحة. (2) إسناده صحيح، إسماعيل بن محمد: هو ابن جبلة السراج البغدادي، ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/265-226، وذكر أنه سُئل عنه الإمام أحمد، فقال: ثقة، وجعل يثني عليه، وقال عبد الله بن أحمد: كان من خيار الناس، كان أبي حدثنا عنه وهو حي وبعدما مات. وقد روى عنه جماعة، وترجمه الحسيني في "الإكمال" ص 30، والحافظ في "التعجيل" ص 37، وقال: لم أر له ذكراً في= الحديث: 6745 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 356 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = "تاريخ" البخاري، ولا ابن أبي حاتم، ولا ابن حبان، ولا مسلمة بن قاسم، ولا في "الكنى" لأبي أحمد الحاكم. قلنا: لكن ترجمه الخطيب كما تقدم، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن عمرو الفقيمي فمن رجال البخاري، وهو ثقة. مروان: هو ابن معاوية. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/25، وفي "الكبرى" (8742) عن دُحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، والحاكم 2/126 من طريق علي بن مسلم الطوسي، والبيهقي في "السنن" 9/205 من طريق ابن أبي عمر العدني، ثلاثتهم عن مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. يعني بإثبات مجاهد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن علي بن مسلم الطوسي والحسن بن عمرو الفُقيمي لم يخرج لهما مسلم. وتحرف اسم مروان بن معاوية في مطبوع "المجتبى" إلى هارون. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/426، وابن ماجه (2686) ، والبيهقي في "السنن" 9/205 من طريق أبي معاوية، والبخاري (3166) و (6914) من طريق عبد الواحد بن زياد، والإسماعيلي -فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 6/270- من طريق عمرو بن عبد الغفار، ثلاثتهم عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. لم يُذكر فيه جنادة بن أبي أمية. قال الحافظ: فهؤلاء ثلاثة رووه هكذا، وخالفهم مروان بن معاوية، فرواه عن الحسن بن عمرو الفقيمي، فزاد فيه رجلاً بين مجاهد وعبد الله بن عمرو، وهو جنادة بن أبي أمية، أخرجه من طريقه النسائي - (قلنا: وأحمد أيضاً) - ورجّح الدارقطني رواية مروان لأجل هذه الزيادة، لكن سماع مجاهد من عبد الله بن عمرو ثابت، وليس بمدلس، فيحتمل أن يكون مجاهد سمعه أولاً من جنادة، ثم لقي عبد الله بن عمرو، أو سمعاه معاً، وثبته فيه جنادة، فحدث به عن عبد الله بن عمرو تارة، وحدث به عن جنادة أخرى.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 357 6746 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، أَخْبَرَنِي (1) عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا، مِنْ مُزَيْنَةَ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا تَقُولُ، يَا رَسُولَ اللهِ، فِي ضَالَّةِ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكَ وَلَهَا؟ مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا "، قَالَ: فَضَالَّةُ الْغَنَمِ؟ قَالَ: " لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ "، قَالَ: فَمَنْ أَخَذَهَا مِنْ مَرْتَعِهَا؟ قَالَ: " عُوقِبَ وَغُرِّمَ مِثْلَ ثَمَنِهَا، وَمَنِ اسْتَطْلَقَهَا مِنْ عِقَالٍ، أَوِ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ حِفْشٍ - وَهِيَ الْمَظَالُّ - فَعَلَيْهِ الْقَطْعُ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالثَّمَرُ يُصَابُ فِي أَكْمَامِهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى آكِلٍ سَبِيلٌ، فَمَنِ اتَّخَذَ خُبْنَةً غُرِّمَ (2) مِثْلَ ثَمَنِهَا وَعُوقِبَ، وَمَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْهَا بَعْدَ أَنْ أَوَى إِلَى مِرْبَدٍ (3) أَوْ كَسَرَ عَنْهَا بَابًا، فَبَلَغَ مَا يَأْخُذُ   = وفي الباب عن أبي بكرة، سيرد 5/36 و38. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 4/237 و5/369. وعن أبي هريرة عند ابن ماجه (2687) ، والحاكم 12/27، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. قوله: "لم يرح": قال ابن الأثير: أي لم يشم ريحها. (1) في (ظ) : قال: أخبرني. (2) شكلت في (س) : غرم. (3) في (ظ) : المربد. الحديث: 6746 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 358 ثَمَنَ الْمِجَنِّ، فَعَلَيْهِ الْقَطْعُ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْكَنْزُ نَجِدُهُ فِي الْخَرِبِ وَفِي الْآرَامِ؟ (1) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (2) 6747 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنِي (3) عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: لَيْسَ لِي مَالٌ، وَلِي يَتِيمٌ؟ فَقَالَ (4) : " كُلْ مِنْ مَالِ يَتِيمِكَ غَيْرَ مُسْرِفٍ " أَوْ قَالَ: " وَلَا تَفْدِي مَالَكَ بِمَالِهِ " - شَكَّ حُسَيْنٌ (5)   (1) في هامش (س) و (ق) : الآرام: هي الأعلام تنصب في المفازة. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن. الحسين: هو ابن محمد المروذي، وابنُ أبي الزناد: هو عبد الرحمن. وهو مكرر (6683) ، وسلف هناك تخريجه وشرح غريبه. قوله: "من حفْش"، بكسر فسكون: هو البيت الصغير القريب السطح. وقوله: "المظال" هو تفسير من بعض الرواة لكلمة "حفْش"، أي: المحال المطلوبة للظل في الحر. قوله: "وفي الآرام": هي الأعلام تنصب في المفازة. قال ابن الأثير: وكان من عادة الجاهلية أنهم إذا وجدوا شيئاً في طريقهم لا يمكنهم استصحابه، تركوا عليه حجارة يعرفونه بها، حتى إذا عادوا أخذوه. (3) في (ظ) : قال: حدثنيي. (4) في هامش (س) و (ص) : قال. صح. (5) إسناده حسن. عبد الوهاب الخفْاف: هو ابن عطاء، وحسين: هو ابن ذكوان= الحديث: 6747 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 359 6748 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ " (1)   = المُعلم. وأخرجه أبو داود (2872) ، والنسائي 6/256، وابن ماجه (2718) ، وابن الجارود في "المنتقى" (952) ، والبيهقي في "السنن" 6/284، والبغوي (2205) من طرق، عن حسين المعلم، بهذا الإسناد. وزاد الحافظ في "الفتح" 8/241 نسبته إلى ابن خزيمة وابن أبي حاتم، وقال: وإسناده قوي. وله شاهد يصح به من حديث عائشة موقوفاً عند البخاري (4575) ، ومسلم (3019) ، قالت في قوله تعالى: (ومن كان غنياً فليستعفف، ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف) [النساء: 6] : نزلت في مال اليتيم إذا كان فقيراً أنه يأكل منه مكان قيامه عليه بمعروف. وله حكم الرفع لآنه مما لا يُدرك بالرأي. وقوله: "غير مسرف"، أي: غير متجاوز القدر الذي تستحقه بخدمته. وقوله: "لا تفْدي مالك بماله"، أي: لا تبقي مالك بصرف ماله في محل ينبغي فيه أن تصرف مالك. وسيأتي برقم (7022) . (1) حديث حسن. مسلم بن خالد الزنجي -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، عبد الرحمن بن حرملة، وهو ابن عمرو الأسلمي، روى له مسلم متابعة حديتاً واحداً في القنوت، وهو مختلف فيه، قال ابن معين: صالح، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطىء، وقال ابنُ عدي: لم= الحديث: 6748 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 360 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أر في حديثه حديثاً منكراً، وضعفه يحيى بن سعيد، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. قلنا: وقد تابعه محمد بن عجلان عند ابن خزيمة في "صحيحه" (2570) . حسين بن محمد: هو المروذي. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/978، ومن طريقه أبو داود (2607) ، والترمذي (1674) ، والنسائي في "الكبرى" (8849) ، والبيهقي في "السنن" 5/257، والبغوي في "شرح السنة" (2675) ، وأخرجه الحاكم 2/102 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، كلاهما عن عبد الرحمن بن حرملة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن. وحسن إسناده ابن حجر فيما نقله عنه المناوي في "فيض القدير" 4/44، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وصدْرُهُ عنده: أن رجلاً قدم من سفر، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من صحبْت؟ " قال: ما صحبتُ أحداً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الراكب شيطان ... ". وأخرجه البزار (1698) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وهذا خطأ، والصواب رواية مالك وغيره عن ابن حرملة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده. وأخرجه ابن خزيمة (2570) ، من طريق محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به. وقد بوب عليه: باب النهي عن سيرد الاثنين، والدليل على أن ما دون التلاثة من المسافرين عصاة، إذ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أعلم أن الواحد شيطان، والاثنين شيطانان، ويشبه أن يكون معنى قوله: "شيطان"، أي: عاص، كقوله: (شياطين الإنس والجن) [الأنعام: 112] ، معناه: عصاة الإنس والجن. انتهى. ونقل المناوي عن الطبري قوله: هذا زجر أدب وإرشاد لما يُخاف على الواحد من الوحشة، وليس بحرام، فالسائر وحده بفلاة، والبائت في بيت وحده لا يأمن من= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 361 6749 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ، قَالَ (1) : حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ (2) ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ " (3) 6750 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ نَوْفًا، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَعْنِي ابْنَ الْعَاصِي، اجْتَمَعَا فَقَالَ نَوْفٌ: لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا وُضِعَ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى، لَرَجَحَتْ بِهِنَّ، وَلَوْ   = الاستيحاش، سيما إن كان ذا فكرة رديئة، أو قلب ضعيف، والحقُ أن الناس يتفاوتون في ذلك، فوقع الزجرُ لحسم المادة، فيُكره الانفراد سداً للباب. وسيأتي برقم (7007) . وله شاهد من حديث أبي هريرة عند الحاكم 2/102، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وانظر حديثي ابن عباس السالفين برقمي (2718) و (2719) ، وحديث ابن عمر السالف برقم (6014) . (1) "قال" لم يرد في (ظ) . (2) في (ظ) : والمغرم والمأثم. (3) حديث صحيح، وهو مكرر (6734) الخزاعي: هو منصور بن سلمة. الحديث: 6749 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 362 أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِنَّ كُنَّ طَبَقًا مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، لَخَرَقَتْهُنَّ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ، فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، فَجَاءَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ كَادَ (1) يَحْسِرُ ثِيَابَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا رَبُّكُمْ (2) قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: هَؤُلَاءِ عِبَادِي قَضَوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ (3) أُخْرَى " (4)   (1) في (ص) : كان. (2) في (ظ) زيادة: عز وجل. (3) في (ق) : منتظرون. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. عفان: هو ابن مسلم، وثابت: هو البناني، وأبو أيوب: هو يحيى بن مالك -ويقال: حبيب بن مالك- المراغي الأزدي العتكي البصري. وكلام نوف -وهو ابن فضالة البكالي ابن امرأة كعب الأحبار- سلف برقم (6583) على أنه مما حكاه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن نوح في وصيته لابنه. والحديث المرفوع أخرجه ابن ماجه (801) من طريق النضربن شميل، عن حماد، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "الزوائد": لهذا إسناد رجاله ثقات. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/282، ونسبه إلى ابن ماجه، وقال: ورواته ثقات.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 363 6751 - (1) حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّ نَوْفًا، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، اجْتَمَعَا فَقَالَ نَوْفٌ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: وَأَنَا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَّيْنَا (2) مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَثُوبَ (3) النَّاسُ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَجَاءَ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، رَافِعًا إِصْبَعَهُ هَكَذَا، وَعَقَدَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ (4) الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: يَا (5) مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى   = وسيأتي برقم (6751) و (6752) و (6860) و (6946) . قال السندي: قوله: "فعقب من عقب" بالتشديد، أي: جلس منتظراً للعشاء. والتعقيب: هو الجلوس في مصلاه بعدما يفرغ من الصلاة. قوله: "يحسر ثيابه"، كيضرب، أي: يكشف، من الاستعجال. قوله: "هذا ربكم"، أي: المرجو فضلُه وكرمُه، المشاهد أنواعُ ألطافه، ولم يرد: هذا المرئي المشاهد، وفيه من تعظيم فضل الانتظار ما لا يخفى. والله تعالى أعلم. (1) جاء في حاشية نسخة (ظ) : هذا الحديث مؤخر في نسخة ابن المذهب، وهو في الجزء الثالث في الورقة الثالثة. (2) في (س) : قال: صلينا. وهو ما ورد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (3) في (ظ) : يثوب، وعلى هامشها: يثور. خ. (4) في (م) : بهم. وهوخطأ. (5) حرف "يا" لم يرد في (س) و (م) ، وطبعة الشيخ أحمد شاكر. الحديث: 6751 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 364 عِبَادِي (1) ، أَدَّوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى " (2) 6752 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَزْدِيِّ، وَعَنْ نَوْفٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ وَزَادَ فِيهِ وَإِنْ كَادَ يَحْسِرُ ثَوْبَهُ عَنْ رُكْبَتَيْهِ (3) وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ (4)   (1) في (ظ) زيادة: هؤلاء. (2) حديث صحيح بما قبله، وهذا سند ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان، وهو متابع، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاري تعليقاً. حسن بن موسى: هو الأشيب. وهو مكرر ما قبله. قوله: "قبل أن يثور الناس"، أي: يقوموا. قوله: "وقد حفزه النفس"، أي: غلبه. والحفْز: الحث والإعجال. (3) في (ظ) : ركبته، وعلى هامشها: ركبتيه. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو أيوب الأزدي: هو يحيى -يقال: حبيب- بن مالك المراغي العتكي البصري. وهو مكرر (6750) . ونوف الوارد في الحديث هو نوف بن فضالة البكالي، نسبة إلى بني بكال -بطن من حمير- كما ذكر السمعاني في "أنسابه"، فقوله في الحديث: نوف الأزدي، تجوز من الراوي، أو وهم من الناسخ، لأن الأزد لا يتفرع من حمير، إنما يتفرع من كهلان أخي حمير، وهما ولدا سبأ. الحديث: 6752 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 365 6753 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْخَيْرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " (1) 6754 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنِ ابْنِ مُرَيْحٍ (2) ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ وَمَلَائِكَتُهُ سَبْعِينَ صَلَاةً " (3)   (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ-، متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن بن موسى: هو الأشيب، وأبو الخير: هو مرثد بن عبد الله اليزني المصري. وأخرجه مسلم (40) ، وابنُ حبان (400) ، وابن منده (316) من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6487) و (6515) . (2) ضبط في (س) : فريح. يعني بكسر الراء، والمعروف الفتح. (3) إسناده ضعيف وهو مكرر (6605) ، وبسطنا هناك القول في رجاله. ابنُ مريح: هو عبد الرحمن الخولاني، وشيخه في هذا الحديث إنما هو أبو قيس، وهو مولى عبد الله بن عمرو، لكن سقط اسمه من الإسناد في هذه الرواية، وهو سقط قديم في نسخ المسند، وأشار إليه الحافظ في "أطراف المسند" 4/110، وقد سلف الإسناد على الصواب بذكره برقم (6605) . وقوله: "سبعين صلاة": المشهور أن الله تعالى يصلي عليه عشراً، فيحتمل أن= الحديث: 6753 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 366 6755 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أُكْسُومٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ حُجَيْرَةَ (1) ، يَسْأَلُ الْقَاسِمَ بْنَ الْبَرْحِيِّ (2) ، كَيْفَ سَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يُخْبِرُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ خَصْمَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَقَضَى بَيْنَهُمَا فَسَخِطَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَضَى الْقَاضِي فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ (3) فَلَهُ عَشَرَةُ أُجُورٍ، وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ كَانَ لَهُ أَجْرٌ أَوْ أَجْرَانِ " (4)   = المراد هاهنا أن الله تعالى يصلي عليه عشراً، والملائكة ما بقي، ويحتمل أن يكون الله تعالى شرفه أولاً بأن جعل جزاء المصلي عليه عشراً، ثم زاد في تشريفه فجعل جزاءه هذا العدد، وزاد في جزائه صلاة الملائكة هذا العدد أيضاً. قاله السندي. (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) : ابن حجيرة: هو عبد الرحمن بن حجيرة. (2) تصحفت في (ص) و (م) إلى: البرجي، بجيم. (3) في هامش (ظ) : وأصاب. خ. (4) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وجهالة سلمة بن أكسوم فيما ذكر الحسيني في "الإكمال" ص 172، والقاسمُ بن البرحي: هو -كما سماه السمعاني- القاسم بن عبد الله بن ثعلبة التجيبي، ثم البرحي، بفتح الباء والراء، وآخره حاء مهملة، (هذا هو الصواب فيه، وما ورد مما سوى لك، فهو تحريف أو تصحيف) . روى عنه جمع كما يُعلم مما ذكره أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 7/108، والسمعاني في "الأنساب"، وابنُ حبان في "الثقات"، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. حسن: هو ابن موسى الأشيب، والحارث بن يزيد: هو الحضرمي، وابن حجيرة: هو عبد الرحمن. وأخرجه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 228 عن عبد الملك بن سلمة، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد.= الحديث: 6755 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 367 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   وأورده ابن عبد الهادي في كتابه "المحرر" برقم (1176) ، وقال: روى الإمام أحمد بإسناد لا يصح ... فذكر الحديث. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/195، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وفيه سلمة بن أكسوم (وقع فيه: السوم) ، ولم أجد من ترجمه بعلم (ووقع فيه اسم الصحابي عبد الله بن عمر) . وأخرجه الحاكم 4/88 من طريق فرج بن فضالة، عن محمد بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، بنحوه، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة، فتعقبه الذهبي بقوله: فرج ضعفوه. قلنا: والحديث بإسناد الحاكم، سيرد 4/205 من حديث عمرو بن العاص، من رواية ابنه عبد الله عنه، ولفظه: "عشر حسنات"، بدل: "عشر أجور". وله شاهد ضعيف أيضا من حديث عقبة بن عامر، سيرد 4/205، وفيه فرج بن فضالة. وللحديث أصل صحيح من حديث عمرو بن العاص عند البخاري (7352) ، ومسلم (1716) ، سيرد 4/198 و204 بلفظ: "إذا حكم الحاكم، فاجتهد، ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم، فاجتهد، ثم أخطأ، فله أجر". ومن حديث أبي هريرة عند البخاري (7352) أيضا، ومسلم (1716) ، وابن حبان (5060) . قال الخطابي في "معالم السنن" 4/160: إنما يؤجرُ المخطىء على اجتهاده في طلب الحق، لأن اجتهاده عبادة، ولا يُؤجر على الخطأ، بل يُوضع عنه الإثم فقط، وهذا فيمن كان من المجتهدين جامعاً لآلة الاجتهاد، عارفاً بالأصول، وبوجوه القياس، فأما من لم يكن محلا للاجتهاد، فهو متكلف، ولا يُعْذرُ في الخطأ بالحكم، بل يُخاف عليه أعظم الوزر، بدليل حديث ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: ... وفيه: "ورجل قضى للناس على جهل، فهو في النار". وقال السندي: قوله: "فله عشرة أجور": المشهور فله أجران، فإما أن هذا من الجزء: 11 ¦ الصفحة: 368 6756 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، الْمَعْنَى وَاحِدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ، وَإِذَا أَنْكَحَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ أَوْ أَجِيرَهُ، فَلَا يَنْظُرَنَّ إِلَى شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهِ، فَإِنَّ مَا (2) أَسْفَلَ مِنْ سُرَّتِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ (3) مِنْ عَوْرَتِهِ " (4)   = باب زيادة التشريف له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث زيد في فضل من اجتهد من أمته، وأصاب بعد أن قرر في فضله أجرين، أو لأن المنظور هاهنا أن اجتهاده حسنة والحسنة بعشر. (1) كتب في هامش (س) : تقدم قبل أربعة أوراق [يعني في الحديث (6689) ] عن الإمام أنه قال: أخطأ الطفاوي في قوله: سوار أبو حمزة، ومر أنه داود بن سوار. وكتب نحو ذلك في هامش (ق) ، وسلف في التعليق على الحديث المذكور أن هذا وهم من قارئي هاتين النسختين، وأن الذي عناه الإمام أنه أخطأ إنما هو وكيع، وسلف ذلك مبسوطاً هناك فراجعه. (2) كتبت في (م) : فإنما، وهو خطأ. لأن "ما" هنا موصولية. (3) في (ظ) : ركبته. (4) إسناده حسن، سوار أبو حمزة: هو سوار بن داود الصيرفي، سلف الكلام عنه برقم (6689) ، وأنه وهم فيه وكيع، فسماه: داود بن سوار. وقد تابع سواراً ليثُ بن أبي سليم عند البيهقي 2/229. وأخرجه بطوله الدارقطني 1/230، 231، والبيهقي في "السنن" 2/229، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/278 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، بهذا الإسناد.= الحديث: 6756 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 369 6757 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ قَتَلَ فِي حَرَمِ اللهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ " (2) 6758 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ (3) ، عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - قَالَ نَافِعٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي وَلَمْ يَشُكَّ يُونُسُ - قَالَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ (4) يُبْغِضُ الْبَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ،   = وأخرجه بطوله أيضاً أبو داود (496) -ومن طريقه البغوي (500) -، وأبو نعيم في "الحلية" 10/26 من طريق وكيع، والدارقطني 1/230، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/229 من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن سوار أبي حمزة، بهذا الإسناد. وسلف ذكر وهم وكيع فيه وتنبيه أبي داود عليه عقب الحديث. وسلف برقم (6689) دون زيادة: "وإذا أنكح أحدكم عبده أو أجيره ... " وذكرنا هناك شواهده. (1) في (ظ) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك. وهو قطعة من حديث الفتح ورد مطولاً برقم (6681) . قوله: "أو قتل غير قاتله"، أي: غير قاتل وليّه. وذُحُول الجاهلية: جناياتها. (3) في (م) : عمرو. وهو خطأ. (4) عبارة: "عز وجل" لم ترد في (ظ) . الحديث: 6757 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 370 الَّذِي يَتَخَلَّلُ بِلِسَانِهِ، كَمَا تَتَخَلَّلُ الْبَاقِرَةُ بِلِسَانِهَا " (1) 6759 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، يُحَدِّثُ (2) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْفَرَعِ؟ فَقَالَ: " الْفَرَعُ حَقٌّ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ (3) حَتَّى يَكُونَ شُغْزُبًّا (4) ابْنَ مَخَاضٍ، أَوِ ابْنَ لَبُونٍ، فَتَحْمِلَ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ تُعْطِيَهُ أَرْمَلَةً، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَبُكَّهُ يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِهِ، وَتَكْفَأَ (5) إِنَاءَكَ، وَتُولِهُ نَاقَتَكَ " (6) 6760 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   (1) إسناده حسن. وسلف الكلام عن رجاله برقم (6543) . أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، ويونس: هو ابن محمد، أبو محمد المؤدب. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4972) من طريق يونس بن محمد، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وسلف ذكر شواهده برقم (6543) . قال السندي: قوله: "الذي يتخلل" أي: يُدير لسانه حول أسنانه مبالغةً في إظهار بلاغته. والباقرة جمع البقرة، أريد بها الجنس، شبه إدارة لسانه حول الأسنان والفم حال التكلم تفاصحا بما تفعل البقرة بلسانها. (2) لفظ: "يحدث" لم يرد في (ق) . (3) في هامش (س) و (ق) : وإن تتركه، كما سلف قبل ورقتين. (4) في (م) شغرباً. وهو تصحيف. (5) في (ظ) و (ق) : وتكفىء. (6) إسناده حسن، وهو مكرر (6713) .= الحديث: 6759 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 371 فَقَالَ: " أَلَمْ أُحَدَّثْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ؟ أَوْ: أَنْتَ (1) الَّذِي تَقُولُ: لَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ وَلَأَصُومَنَّ النَّهَارَ؟ " قَالَ: أَحْسِبُهُ، قَالَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ قُلْتُ ذَلِكَ، قَالَ: " فَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَكَ (2) مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ ". قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ، وَهُوَ صِيَامُ دَاوُدَ "، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ " (3) 6761 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = قوله: "أن تبكه": البك: دق العنق. والمراد هنا: الذبح. (1) في (ق) : "وأنت". (2) في (ظ) : وذلك. وفوقها: لك. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، معمر: هو ابن راشد. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7862) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (6134) ، وأبو داود (2427) . وأخرجه البخاري (1976) و (3418) ، ومسلم (1159) (181) ، والنسائي في "الكبرى" (2700) ، وابن سعد 4/263، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/85، 86، وابنُ حبان (3660) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/283، من طرق، عن الزهري، به. وانظر (6761) و (6762) و (6867) ، وقد سلف مطولاً برقم (6477) . الحديث: 6761 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 372 أَنِّي أَقُولُ: لَأَصُومَنَّ الدَّهْرَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا بَقِيتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ، أَوْ قُلْتَ: لَأَصُومَنَّ الدَّهْرَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ، مَا بَقِيتُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " فَإِنَّكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ "، قَالَ: " فَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ عَشْرُ أَمْثَالِهَا " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، (1) 6762 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ (2) 6763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن أبي حفصة: اختلفت روايات ابن معين عنه، فوثقه في رواية، وضعفه في أخرى، وقال في رواية: صالح الحديث، وضعفه النسائي، وقال ابن المديني: ليس به بأس، وقال ابن حجر في "مقدمة فتح الباري" ص 438: أخرج له البخاري حديثين من روايته عن الزهري توبع فيهما. قلنا: قد تابعه معمر فى الرواية (6760) السالفة. وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي، وابنُ شهاب: هو الزهري. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وانظر تخريجه برقم (6760) . وانظر (6867) و (6876) و (6878) و (6880) . وسلف مطولاً برقم (6477) . الحديث: 6762 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 373 عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ فَأَطَالَ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: فِي السُّجُودِ نَحْوَ ذَلِكَ - وَجَعَلَ يَبْكِي فِي سُجُودِهِ وَيَنْفُخُ، وَيَقُولُ: " رَبِّ لَمْ تَعِدْنِي هَذَا وَأَنَا أَسْتَغْفِرُكَ، رَبِّ، لَمْ تَعِدْنِي هَذَا وَأَنَا فِيهِمْ "، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، حَتَّى لَوْ مَدَدْتُ يَدِي (1) لَتَنَاوَلْتُ مِنْ قُطُوفِهَا، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَجَعَلْتُ أَنْفُخُ خَشْيَةَ أَنْ يَغْشَاكُمْ (2) حَرُّهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا سَارِقَ بَدَنَتَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَخَا بَنِي دَعْدَعٍ، سَارِقَ (3) الْحَجِيجِ، فَإِذَا فُطِنَ لَهُ قَالَ: هَذَا عَمَلُ الْمِحْجَنِ، وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ حِمْيَرِيَّةً، تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا (4) وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ، وَإِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ (5) ، فَإِذَا انْكَسَفَ أَحَدُهُمَا - أَوْ قَالَ: فُعِلَ بِأَحَدِهِمَا شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ - فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ (5) "، (6)   (1) في هامش (س) و (ص) و (ظ) : بيدي. (2) في (ظ) : يغشاهم. (3) في (م) : ساق. وهو خطأ. (4) في (س) و (ص) : فلا هي تطعمها. وعلى الهامش: فلم تطعمها. (5) في (ظ) زيادة: عز وجل. (6) صحيح، وهذا إسناد حسن، شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 374 قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) : قَالَ أَبِي: قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ (2) : " لِمَ تُعَذِّبُهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ؟ لِمَ تُعَذِّبُنَا وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُكَ؟ "، 6763 م -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: وَوَافَقَ شُعْبَةُ زَائِدَةَ، وَقَالَ: " مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ "، حَدَّثَنَاهُ مُعَاوِيَةُ 6764 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَكَانَ لَا يَأْتِيهَا، كَانَ يَشْغَلُهُ الصَّوْمُ وَالصَّلَاةُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ (3) مِنْ ذَلِكَ، فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى قَالَ لَهُ: " صُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا " وَقَالَ لَهُ: " اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي كُلِّ خَمْسَ عَشْرَةَ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " اقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ "، حَتَّى قَالَ: " اقْرَأْ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ " وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ (4) إِلَى   = وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/149 من طريق محمد بن جعفر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وهو مكرر (6483) ، وسلف هناك ذكرُ شواهده وشرح غريب ألفاظه. (1) "قال عبد الله" من (ظ) . (2) سلف الحديث من طريقه برقم (6483) . (3) في (ظ) : أفضل، وعلى هامشها: أكثر. (4) المثبت من (ظ) ، ووقع في باقى النسخ الخطية و (م) وطبعة الشيخ أحمد= الحديث: 6763 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 375 سُنَّتِي، فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَدْ هَلَكَ " (1)   = شاكر: شرته. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن جعفر هو الملقب بغندر، وحُصين: هو ابن عبد الرحمن السُلمي أبو هُذيل العلاف. وهو مكرر (6477) ، وقد تابع حُصيناً هناك مغيرةُ بن مقْسم الضبي، وذكرنا هناك أرقام رواياته في "المسند". وقوله: "لكل عمل شرة ... ": أخرجه ابنُ حبان (11) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1237) من طريقين، عن شعبة، به. لكن جاء عند ابن حبان فقط: "فمن كانت شرته" في الموضعين، بدل: "فمن كانت فترته"، وجاءت في النسخ الخطية في الموضع الثاني "فترته"، على الصواب، وجاءت في الموضع الأول "شرته" عدا نسخة (ظ) ، فقد ورد فيها "فترته" على الصواب. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (51) ، وابن خزيمة (2105) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1236) من طريقين عن حصين، به. وسلف برقم (6539) و (6540) ، وسيأتي (6958) . وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/409. وعن أبي هريرة عند الترمذي (2453) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1242) ، وابن حبان (349) . وعن ابن عباس عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1241) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/258، 259، وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح. وعن جعدة بن هُبيرة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1238) عن إبراهيم بن أبي داود، والطبراني في "الكبير" (2186) عن معاذ بن المثنى، كلاهما عن مسدد، عن يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 376 6765 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (1) 6766 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وحَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ (2) حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ، سَمِعْتُ (2) أَبَا الْعَبَّاسِ الشَّاعِرَ - وَكَانَ صَدُوقًا - يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ   = جعدة بن هبيرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال الهيثمي في "المجمع" 2/259: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه بشر بن نمير، وهو ضعيف. قلنا: ليس في إسناده بشر هذا، وقد ذكره الهيثمي 3/193 أيضاً، وعزاه إلى أحمد، وقال: ورجاله رجال الصحيح. وسلف شرح الحديث برقم (6477) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حبيب -وهو ابن أبي ثابت- صرح بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه. أبو العباس: هو السائب بن فروخ. وأخرجه الطيالسي (2254) ، والبخاري في "صحيحه" (3004) و (5972) ، وفي "الأدب المفرد" (20) ، ومسلم (2549) (2) ، والترمذي (1671) ، والنسائي في "المجتبى" 6/10، وابن حبان (318) ، وعلي بن الجعد في "مسنده" (561) ، والبغوي (2638) ، والبيهقي في "السنن" 9/25 من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6525) و (6544) . (2) في (ظ) : قال: سمعت. الحديث: 6765 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 377 ابْنَ عَمْرٍو إِنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ، فَإِذَا صُمْتَ الدَّهْرَ، وَقُمْتَ اللَّيْلَ، هَجَمَتْ لَهُ الْعَيْنُ، وَنَفِهَتْ (1) لَهُ النَّفْسُ، لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ، صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ، صَوْمَ الدَّهْرِ كُلِّهِ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ، قَالَ: " صُمْ (2) صَوْمَ دَاوُدَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى " وَقَالَ رَوْحٌ: " نَهِثَتْ (3) لَهُ النَّفْسُ " (4)   (1) في (ظ) : نفهت أو نهثت. وكلمة "أو نهثت" وردت في هامش (س) و (ص) ، قال السندي: ونفهت، بكسر الفاء، وروي بفتحها، أي: كلت وتعبت. نهتت: بالمثناة الفوقية بعد الهاء كما في بعض الأصول لا بالمثلثة كما في بعضها، أي: ضعفت حتى تتنفس بشدة، إلا أن ظاهر كلام عياض في "المشارق" يقتضي أنه روي بالمثلثة، ولم يذكر له معنى، والله تعالى أعلم. (2) في (ظ) : فصُم. (3) في (ص) : نهتت. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وأبو العباس: هو السائب بن فروخ. وأخرجه الطيالسي (2255) ، والبخاري (1979) ، ومسلم (1159) (187) ، والنسائي في "المجتبى" 4/214، وفي "الكبرى" (2706) و (2707) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/87، والبيهقي في "السنن" 4/299، كلهم من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 4/262، والبخاري (3419) ، والنسائي في "المجتبى" 4/213، 214، و"الكبرى" (2705) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/87، من طرق عن حبيب بن أبي ثابت، به. وتحرف اسم أبي العباس في مطبوع الطحاوي إلى: أبي العاص. وأخرجه الحميدي (590) ، والبخاري (1153) ، وابن خزيمة (2152) ،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 378 6767 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ، يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ " (1)   = والبيهقي في "السنن" 3/16 من طريق عمرو بن دينار، عن أبي العباس، به، بنحوه. وهو قطعة من الحديث المطول السالف برقم (6477) . وانظر (6867) و (6874) و (6876) و (6880) . قوله: "هجمت له العين"، أي: غارت ودخلت في مواضعها. وجاء في هامش (ظ) عقب هذا الحديث ما نصه: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا شعبة، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت أبا العباس ... من أهل مكة - وكان شاعراً لا يتهم على الحديث-، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الحديث، إلى أن قال: "هجمت له العين". وإلى جانبه عبارة: سقط من كتاب ابن المذهب. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، ومسروق: هو ابنُ الأجدع. وأخرجه مسلم (2464) (118) ، والنسائي في "الكبرى" (8001) و (8279) من طريق محمد بن جعفر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2247) ، والبخاري (3760) ، والطبراني في "الكبير" (8411) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6523) وذكرنا هناك شرحه.= الحديث: 6767 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 379 قَالَ: وَقَالَ (1) : " لَمْ (2) يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ أَحْسَنَكُمْ خُلُقًا " (3) 6768 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ الْأَرْبَعِ، كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " (4)   (1) لفظ: "وقال" لم يرد في (ق) . (2) في (ق) : ولم. (3) إسناده هو إسناد سابقه، صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2246) ، والبخاري (3759) و (6029) ، والترمذي (1975) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7985) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6504) ، وسيأتي برقم (6818) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وابن نمير: هو عبد الله، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/593، وعبد بن حميد في "المنتخب" (322) ، والبخاري (34) و (2459) و (3178) ، ومسلم (58) (106) ، وأبو داود (4688) ، والترمذي (2632) ، والنسائي في "المجتبى" 8/116، وفي "الكبرى" (8734) ، ووكيع في "الزهد" (473) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (117) ، وأبو عوانة= الحديث: 6768 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 380 6769 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ عَلَى رَجُلٍ طَلَاقٌ فِيمَا   = 1/20، وإلفريابي في "صفة المنافق" (13) و (14) و (15) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 33، وابن حبان (254) و (255) ، وابن منده في "الإيمان" (522) و (523) و (524) و (525) و (526) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 11، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/204، والبيهقي في "الشعب" (4352) ، وفي "السنن" 9/230 و10/74، والبغوي (37) من طرق، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي هريرة عند البخاري (33) ، ومسلم (59) (107) و (108) ، وابن حبان (257) ، وفيه بدل قوله: "وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"، قوله: "وإذا اؤتمن خان"، وهو ما سيرد في الرواية (6879) . وعن جابر عند الخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 31، وابن حبان (256) ، وإسناد ابن حبان صحيح على شرط مسلم. وعن ابن مسعود عند الخرائطي ص 31، والبزار (86) ، والفريابي في "صفة المنافق" (7) ، وأبي نعيم في "الحلية" 5/43. وهو موقوف عليه عند ابن أبي شيبة 8/594، والطبراني (9075) ، ووكيع في "الزهد" (400) و (472) ، والفريابي في "صفة المنافق" (10) وعن أبي أمامة الباهلي عند الفريابي في "صفة المنافق" (20) . وعن أنس بن مالك عند الفريابي في "صفة المنافق" (12) ، وأبي يعلى (4098) ، وفي إسناده يزيد الرقاشي، وهو ضعيف. وعن الحسن مرسلاً عند ابن حبان (257) ، والفريابي (21) . قوله: "وإذا خاصم فجر": الفجور في اللغة: الميل، وفي الشرع: الميل عن القصد، والعدول عن الحق، والمراد به هاهنا: الشتم والرمي بالأشياء القبيحة والبهتان. قاله السندي. الحديث: 6769 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 381 لَا يَمْلِكُ، وَلَا عَتَاقٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا بَيْعٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ " (1)   (1) حديث حسن، محمد بن جعفر وإن سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- بعد الاختلاط متابع، ومطر -وهو ابنُ طهمان الوراق-، وإن كان ضعيفاً قد توبع أيضاً. عبد الله بن بكر: هو السهمي، وسماعه من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه. وأخرجه بتمامه الدارقطني 4/14 من طرق، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2190) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/318 من طريق هشام الدستوائي، عن مطر الوراق، به. وأخرج النسائي في "المجتبى" 7/288، 289 بعضه من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أبي رجاء محمد بن سيف الحُداني، عن مطر الوراق، به. ولفظه: "ليس على رجل بيع فيما لا يملك". وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه عبد الرزاق (11456) ، وسعيد بن منصور في "السنن" (1020) ، والترمذي في "سننه" (1181) ، وفي "علله الكبير" 1/465، وابن ماجه (2047) ، والدارقطني 4/15، والحاكم 2/204، 205 من طريق عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، به. بلفظ: "لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا عتق له فيما لا يملك، ولاطلاق له فيما لايملك"، وسيرد عند أحمد برقم (6781) . وأخرجه مطولاً الدارقطني 4/15، وأخرج ابن ماجه (2047) منه قوله: "لا طلاق فيما لا يملك" من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه الطيالسي (2265) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/318، من طريق حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، به، بلفظ: "لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك". وأخرجه الحاكم 2/204، 205، ومن طريقه البيهقي 7/317، 318 من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به، بلفظ: "لا طلاق قبل نكاح"، وصححه الذهبي.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 382 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وسيأتي في "المسند" (6932) من طريق محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب. قال الحافظ في "الفتح" 9/384 -بعد أن ساقه من طريق عمرو بن شعيب، عن طاووس، عن معاذ بن جبل-: وقد اختُلف فيه على عمرو بن شعيب، فرواه عامر الأحول، ومطر الوراق، وعبد الرحمن بن الحارث، وحسين المعلم، كلهم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، والأربعة ثقات، وأحاديثهم في السنن، ومن ثم صححه من يُقوي حديث عمرو بن شعيب، وهو قوي، لكن فيه علة الاختلاف، وقد اختلف عليه فيه اختلافا آخر، فأخرج سعيد بن منصور (هو برقم (1021)) من وجه آخر، عن عمرو بن شعيب، أنه سُئل عن ذلك، فقال: كان أبي عرض على امرأةً يُزوجنيها، فأبيتُ أن أتزوجها، وقلت: هي طالق البتة يوم أتزوجُها، ثم ندمتُ، فقدمت المدينة، فسألتُ سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، فقالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا طلاق إلا بعد نكاح". وهذا يشعر بأن من قال فيه: عن أبيه، عن جده، سلك الجادة، وإلا فلو كان عنده: عن أبيه، عن جده، لما احتاج أن يرحل فيه إلى المدينة، ويكتفي فيه بحديث مرسل. قلنا: وفي "سنن الترمذي" بعد أن أورد الترمذي الحديث، قال: حديث عبد الله بن عمرو حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب، وحسنه المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 3/117. ولفظ "صحيح" لم يذكره المزي فيما نقله عن الترمذي في "تحفة الأشراف" 6/318، 319، ولا المنذريُّ فيما نقله عن الترمذي أيضاً في "مختصر سنن أبي داود" 3/117 وقوله: "ليس على رجل طلاقٌ فيما لا يملك": علقه البخاري بصيغة الجزم عن ابن عباس بلفظ: "جعل الله الطلاق بعد النكاح"، ثم قال البخاري: وُيروى عن علي وسعيد بن المسيب وعروة ... وذكر جمهرة من التابعين. وقال الترمذي: وفي الباب عن علي ومعاذ بن جبل وجابر وابن عباس وعائشة. وقد وصل الحافظ أحاديثهم جميعاً في "الفتح" 9/381-386.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 383 6770 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا افْتَتَحَ مَكَّةَ، قَالَ: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا " (1) 6771 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، وَهِيَ صَائِمَةٌ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَقَالَ لَهَا: " أَصُمْتِ أَمْسِ "، فَقَالَتْ: لَا، قَالَ: " أَتُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا "، فَقَالَتْ: لَا، قَالَ: " فَأَفْطِرِي إِذًا "   = وقوله: "ليس على رجل طلاق فيما لا يملك": قال الخطابي في "معالم السنن" 3/402، 241: معناه: نفي حكم الطلاق المرسل على المرأة قبل أن تُملك بعقد النكاح، وهو يقتضي نفي وقوعه على العموم، سواء كان في امرأة بعينها، أو في نساءٍ لا بأعيانهن، وقد اختلف الناس في هذا ... ثم ذكر اختلافهم. وذكره أيضاً الحافظ في "الفتح" 9/386، 387. وقوله: "لا بيع فيما لا يملك"، قال الخطابي: لا أعلم خلافاً أنه لو باع سلعة لا يملكها، ثم ملكها، أن البيع لا يصح فيها، فكذلك إذا طلق امرأة لم يملكها ثم ملكها، وكذلك هذا في النذر. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو قطعة من حديث الفتح سلف مطولاً برقم (6681) ، وسلف ذكر شواهده هناك. الحديث: 6770 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 384 قَالَ سَعِيدٌ: وَوَافَقَنِي عَلَيْهِ مَطَرٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (1)   (1) حديث صحيح. محمد بن جعفر -وإن سمع من سعيد (وهو ابن أبي عروبة) بعد الاختلاط- قد توبع. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/43، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/78، وابنُ خزيمة (2162) ، وابن حبان (3611) من طريق عبدة بن سليمان، وهو الكلابي، والنسائي في "الكبرى" (2753) من طريق بشر بن المفضل، وابن خزيمة (2162) أيضاً من طريق ابن أبي عدي، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وخالد بن الحارث، خمستهم عن سعيد بن أبي عروية، بهذا الإسناد. وعبدة وعبد الأعلى وخالد بن الحارث ممن سمع من سعيد قبل اختلاطه، بل هم أثبتُ الناس فيه وأخرجه عبد الرزاق (7804) عن معمر، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، مرسلاً. وفي الباب عن جويرية بنت الحارث عند البخاري (1986) أخرجه من طريق يحيى القطان وغندر، عن شعبة، عن قتادة، عن أبي أبوب المراغي، عنها. قال الحافظ في "الفتح" 4/234 في تخريج حديث جويرية هذا: ورواه الطحاوي من طريق شعبة وهمام وحماد بن سلمة جميعا عن قتادة ... ثم قال: اتفق شعبة وهمام عن قتادة على هذا الإسناد، وخالفهما سعيد بن أبي عروبة، فقال: عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على جويرية ... فذكره ... والراجح طريقُ شعبة لمتابعة همام وحماد بن سلمة له، وكذا حماد بن الجعْد، ويُحتمل أن تكون طريق سعيد محفوظة أيضاً، فإن معمراً رواه عن قتادة، عن سعيد بن المسيب أيضاً، لكن أرسله. قلنا: حديث جويرية سيرد 6/324 و430. وفي الباب أيضاً -في النهي عن إفراد يوم الجمعة بصيام-، عن ابن عباس سلف برقم (2615) . وعن أبي هريرة عند البخاري (1985) ، ومسلم (1144) (147) و (148) ، سيرد (10806) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 385 6772 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ، قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: " فِي الْأَصَابِعِ عَشْرٌ عَشْرٌ، وَفِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ " (1) 6773 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ شَرِبَهَا فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ شَرِبَهَا فَسَكِرَ، لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ (2) أَرْبَعِينَ لَيْلَةً (3) ، وَالثَّالِثَةَ وَالرَّابِعَةَ، فَإِنْ شَرِبَهَا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ   =وعن جابر عند البخاري (1984) ، ومسلم (1143) ، سيرد 3/296. وعن بشير بن الخصاصية، سيرد 5/224-255. وعن أبي الدرداء، سيرد 6/444. وعن جنادة الأزدي عند ابن أبي شيبة 3/44، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/79. قال السندي: قوله: "فأفطري إذاً"، أي: لا تفردي يوم الجمعة بصوم. وقد جاء النهيُ عنه صريحاً في أحاديث، فالوجه أن الإفراد مكروه، وخلافه غيرُ قوي. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو قطعة من حديث الفتح، سلف مطولاً برقم (6681) ، وذكرنا هناك شواهده. وحكم دية المواضح سيرد ضمن حديث الديات المطول برقم (7033) . والمواضح: جمع موضحة، وهي الشجة التي تبدي وضح العظم، أي: بياضه. (2) في (ظ) : لم تقبل له صلاة. وعلى هامشها: صلاته. (خ) . (3) زاد الشيخ أحمد شاكر في طبعته هنا: "فإن شربها فسكر لم تقبل صلاته= الحديث: 6772 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 386 صَلَاةٌ (1) أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَإِنْ تَابَ لَمْ يَتُبِ اللهُ (2) عَلَيْهِ، وَكَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُسْقِيَهُ مِنْ عَيْنِ خَبَالٍ "، قِيلَ: وَمَا عَيْنُ خَبَالٍ؟ قَالَ: " صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ " (3)   = أربعين ليلة"، ولم ترد هذه الزيادة في النسخ الخطية ولا في (م) ، وظاهر أنها تكرار، لأنه قال في الحديث: والثالثة والرابعة. (1) هي كذلك في جميع النسخ الخطية، وجاء في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لم تقبل صلاته. (2) في (ظ) زيادة: عز وجل. (3) صحيح لغيره دون قوله: "فإن تاب لم يتب الله عليه"، نافع بن عاصم -وهو ابن عروة بن مسعود الثقفي أخو يعقوب-، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. بهز: هو ابن أسد، ويعلى بن عطاء: هو العامري الطائفي. وأخرجه البزار (2936) عن عبد الأعلى، والحاكم 4/145، 146 دون قوله: "فإن تاب لم يتب الله عليه" من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ووقع في مطبوع البزار: عبد الأعلى بن حماد، والصواب: عبد الأعلى عن حماد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/69، وقال: رواه النسائي خلا قوله: "فإن تاب لم يتب الله عليه"، ثم قال: رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح خلا نافع بن عاصم، وهو ثقة. قلنا: قد سلف بإسناد صحيح برقم (6644) دون قوله: "لم يتب الله عليه". قال السندي في معنى: "فإن تاب لم يتب الله عليه": كأنه كناية عن أن الله تعالى لا يوفقه للتوبة على وجهها، فلا يقبل التوبة منه لذلك، أو لا يوفقه للتوبة أصلاً، على أن معنى: "إن تاب": إن أراد أن يتوب، ومثله قوله [تعالى] : (إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفراً لن تقبل توبتهم) ، وقال ابن العربي: وهذا مما لم يثبت= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 387 6774 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي ثُمَامَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُوضَعُ الرَّحِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهَا حُجْنَةٌ (1) كَحُجْنَةِ الْمِغْزَلِ، تَكَلَّمُ (2) بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلْقٍ (3) ، فَتَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَتَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا (4) " وَقَالَ عَفَّانُ: الْمِغْزَلُ، وَقَالَ: بِأَلْسِنَةٍ لَهَا   = ولا يعول عليه، فإن الله قد مد التوبة إلى المعاينة عند الموت، وثبت الخبر والإجماع على قبولها قطعاً إلى ذلك الحد، فهذا الخبر وأمثاله لا يلتفت إليه. انتهى. قال السندي: ولا يخفى أن التأويل الذي ذكرنا أقرب من رد الخبر. قلنا: لكن هذه الجملة لم تثبت فلا داعي للتوجيه الذي أبداه السندي رحمه الله. وانظر (6644) و (6659) و (6854) . (1) في هامش (س) و (ص) : الحجنة: هي المعوج رأسها. (2) في (م) : تتكلم. (3) في (ظ) : بألسنة طلق ذلق. (4) إسناده ضعيف لجهالة أبي ثمامة الثقفي. ونقل الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 309 أن البخاري قال فيه: حديثه في البصريين، ولم يتردد في أنه ثقفي، وتبعه الحاكم أبو أحمد في "الكنى" وكذا هو في "المسند"، قلنا: لم نجد كلام البخاري في المطبوع من "تاريخه الكبير"، ولا في "تاريخه الأوسط"، وذكْرُ البخاري له إن ثبت لا يرفع عنه جهالة الحال، فإنه لم يرو عنه غير قتادة ولم يوثقه غير ابن حبان 5/567 على عادته في توثيق المجاهيل، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/538 عن عفان، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/134، وابو أحمد الحاكم في "الكنى" 3/20، والحاكم في "المستدرك" 4/162 من طرق، عن حماد بن سلمة، به،= الحديث: 6774 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 388 6775 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ، أَخِي مُطَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ حَتَّى (1) قَالَ: " فِي سَبْعٍ، لَا يَفْقَهُ مَنْ قَرَأَهُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ "، وَقَالَ: كَيْفَ أَصُومُ؟ قَالَ: " صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَيُكْتَبُ لَكَ أَجْرُ   =وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (268) من طريق إسحاق بن راهويه، عن النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، به موقوفاً على ابن عمرو، وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنُه في "العلل" 2/170: الموقوف أصح. وأبو ثمامة تحرف في مطبوع "المستدرك" إلى: أبي أمامة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/150، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير أبي ثمامة الثقفي، وثقه ابن حبان. وانظر (6524) . و"حجنة المغزل": قال ابن الأثير: أي: صُنارته، وهي المُعْوجة التي في رأسه، والمغزل: آلة الغزل. قوله: "طلْق"، أي: ماضي القول سريع النطق، قاله ابن الأثير، وقال: ويقال: طلْق وطُلْق وطليق. وقوله: "ذلق"، أي: فصيح بليغ، قال ابن الأثير: هكذا جاء في الحديث على فُعل، بوزن صُرد، ويقال: طلق ذلق، وطُلُق ذُلُق، وطليق ذليق، ويقال بالجميع المضاء والنفاذ، وذلْقُ كل شيء: حدُه. قوله: "فتصل"، أي: الرحم بحجنتها. (1) في (س) و (ص) و (ق) : يحيى. وكذا جاءت في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وجاءت على الصواب في (ظ) ومثله في أصل السندي، وقد قال فى حاشيته: هكذا في أصلنا، وفي بعض الأصول: يحيى، وهو غير ظاهر. الحديث: 6775 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 389 تِسْعَةِ أَيَّامٍ "، قَالَ: إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " صُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ (1) يَوْمَيْنِ، وَيُكْتَبُ لَكَ (2) أَجْرُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ " حَتَّى بَلَغَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ (3) 6776 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ فَضَرَبَ عَلَى الْحَسَنِ وَقَالَ عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ وَإِنَّمَا هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الزُّبَيْرِ أَخْطَأَ الْأَزْرَقُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي لَا يَقُولُونَ لِلظَّالِمِ مِنْهُمْ أَنْتَ ظَالِمٌ (4) فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ (5)   (1) في (ظ) : عشر. (2) في (ق) و (م) : له، وهو خطأ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، بهز: هو ابن أسد العمي، وهمام: هو ابن يحيى العوذي. وهو مطول (6535) و (6546) سلف تخريجه فيهما. وهو قطعة من حديث سلف مطولاً برقم (6477) . (4) في (م) : الظالم. (5) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- لم يسمع من عبد الله بن عمرو فيما قاله أبو حاتم في "المراسيل" ص 154، ونقله أيضاً عن ابن معين. ونقل ابنُ عدي في "الكامل" 6/2135 عن ابن معين قوله: لم يسمع أبو الزبير من عبد الله بن عمرو، ولم يره. سفيان: هو الثوري، والحسن بن عمرو: هو الفُقيمي. وأخرجه الحاكم 4/96، والبيهقي في "الشعب" (7546) من طريق سفيان= الحديث: 6776 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 390 6777 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ يَحْيَى، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: قَالَ حَسَنٌ الْأَشْيَبُ: رَاشِدٌ أَبُو يَحْيَى الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ؟ قَالَ: " غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ (1) الْجَنَّةُ " (2) 6778 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَيَزِيدُ، قَالَ (3) : أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ " قَالَ يَزِيدُ: " لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي " (4)   = الثوري، بهذا الإسناد. قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! مع أن إسناده منقطع، لكن تنبه إلى ذلك فيما ذكره 4/445، لكن تحرف فيه عبد الله بن عمرو إلى: عبد الله بن عمر بدون واو. وقد وقع في مطبوع "المستدرك": محمد بن مسلم بن السائب، بدل: محمد بن مسلم بن تدرس، وهو خطأ. وسلف برقم (6521) ، وسيأتي برقم (6784) . قوله: "فقد توُدع منهم" على بناء المفعول، قال السندي: أي: قطع منهم العون الإلهي والتأييد الرباني على صلاح الحال. (1) في (ظ) : مجالس أهل الذكر. ولفظ "غنيمة" سقط من (ص) . (2) إسناده ضعيف وهو مكرر (6651) . (3) "قال": لم ترد في (ظ) . (4) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحارث بن عبد الرحمن= الحديث: 6777 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 391 6779 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ " (1) 6780 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نَذْرَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا عِتْقَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا طَلَاقَ لَهُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا يَمِينَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ " (2) 6781 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = روى له الأربعة، وسلف الكلام عنه في الحديث رقم (6532) . حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ويزيد. هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن. وسلف تخريجه وذكر شواهده برقم (6532) . والراشي: هو المعطي للرشوة، والمرتشي: هو الآخذ لها، وتقديم الراشي إما لكونه بداية الرشوة منه، أو لكونه أحق باللعن لكونه ارتكب الإثم وتسبب لإثم الغير، أو لأن فعله على خلاف مقتضى الطبع، بخلاف فعل المرتشي، فصار إثمه إعظم، والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) إسناده هو إسناد الحديث الذي قبله، رواه عبد الملك بن عمرو -وهو أبو عامر العقدي-، عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي بتمامه برقم (6830) . وسلف تخريجه وذكر شواهده برقم (6532) . (2) إسناده حسن. هشيم: هو ابن بشير، وعامر الأحول: هو ابن عبد الواحد. وسلف برقم (6769) . الحديث: 6779 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 392 عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجُوزُ طَلَاقٌ وَلَا بَيْعٌ وَلَا عِتْقٌ وَلَا وَفَاءُ نَذْرٍ فِيمَا لَا يَمْلِكُ " (1) 6782 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَقَفَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الثَّانِيَةِ أَكْثَرَ (2) مِمَّا (3) وَقَفَ عِنْدَ (4) الْجَمْرَةِ الْأُولَى، ثُمَّ أَتَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فَرَمَاهَا، وَلَمْ يَقِفْ عِنْدَهَا " (5) 6783 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ (6) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ، وَيَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَيُصَلِّي حَافِيًا وَنَاعِلًا، وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ " (7)   (1) حديث حسن، مطر الوراق -وإن كان ضعيفاً-، توبع. وسلف برقم (6769) . (2) في هامش (ظ) : أطول. خ. (3) في (ص) و (ق) و (م) : ما. وعلى الهامش: مما. (4) في (م) : من عند. (5) صحيح لغيره، وهو مكرر (6669) سنداً ومتناً. (6) في (ظ) : رسول الله. (7) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف حجاج: وهو ابن أرطاة، وإسماعيلُ بن محمد بن جُحادة اختلف فيه قول ابن معين، ففي رواية البخاري عنه: ليس بذاك. وفي رواية عباس الدوري عنه: لم يكن به بأس، وقد سمعت منه. وقال= الحديث: 6782 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 393 6784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ: أَنْتَ ظَالِمٌ، فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ " (1) 6785 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ مَنْ إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا " (2)   = أبو حاتم: صدوق صالح الحديث. وسلف برقم (6627) دون زيادة: ويصوم في السفر ويفطر، وبرقم (6679) مع الزيادة، وذكرنا فيهما شواهده، وسيأتي برقم (6928) و (7021) . (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، أبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس- لم يسمع من عبد الله بن عمرو، وقد ذكرنا ذلك مبسوطاً برقم (6776) . وأخرجه البزار (3303) عن يوسف بن موسى، عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/262، وقال: رواه أحمد والبزار بإسنادين، ورجال أحد إسنادي البزار رجال الصحيح، وكذلك رجال أحمد، إلا أنه وقع فيه في الأصل غلط، فلهذا لم أذكره. وأخرجه الحاكم 4/96 من طريق الحسن بن عمرو، عن أبي الزبير، به، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، ولم يتفطنا للانقطاع الذي فيه. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحسن بن عمرو الفقيمي، فمن رجال البخاري. سفيان: هو ابن عيينة. وسلف برقم (6524) من طريق فطر بن خليفة، عن مجاهد، به. بزيادة:= الحديث: 6784 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 394 6786 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ " قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: " فَذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ، مُنْذُ (1) رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ بِهِ " (2) 6787 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْزِعُهُ (3) مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ   = "الرحم معلقة بالعرش"، وسلف هناك تخريجه، فانظره. قال الحافظ في "الفتح" 10/423: "قطعت" ضبطت في بعض الروايات بضم أوله وكسر ثانيه على البناء للمجهول، وفي أكثرها بفتحتين. قلنا: سيرد الحديث برقم (6817) بلفظ: "قطعتْه رحمه". (1) في (س) و (ص) : مذ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وشقيق: هو ابن سلمة أبو وائل، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/518، ومسلم (2464) (117) ، والترمذي (3810) ، والنسائي في "الكبرى" (8241) من طريق أبي معاوية، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (6523) من طريق يعلى بن عبيد، ونسي اسم الرابع، وهو أبي بن كعب. (3) في (ظ) وهامش (س) : ينتزعه. الحديث: 6786 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 395 بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا " (1) 6788 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، - مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2) 6789 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الصَّوْمِ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى " (3) وَقَالَ (4) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/177 عن وكيع، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6511) ، وسيأتي برقم (6896) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6511) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سفيان: هو الثوري، وأبو العباس: هو السائب بن فرُوخ. وهو مكرر (6534) ، وقد صرح حبيب بن أبي ثابت بالسماع عند غير أحمد، وهو قطعة من الحديث المطول (6477) . (4) في (م) : قال: قال. (5) إسناده صحيح، وهو مكرر (6527) ، وقطعة من (6477) . الحديث: 6788 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 396 6790 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ (1) : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ - فَبَدَأَ بِهِ -، وَمِنْ مُعَاذِ (2) بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ " (3) 6791 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ، وَرَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، الْمَعْنَى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فَاقْتُلُوهُ " (4) " قَالَ وَكِيعٌ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: " " ائْتُونِي بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الرَّابِعَةِ، فَلَكُمْ عَلَيَّ أَنْ أَقْتُلَهُ " "   (1) "قال": لم ترد في (ظ) . (2) في (ظ) : ومعاذ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو وائل: هو شقيق بن سلمة، ومسروق: هو ابن الأجدع. وأخرجه مسلم (2464) (116) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/229، من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6523) من طريق يعلى بن عبيد، عن الأعمش، ونسي يعلى هناك الرابع، وهو أبي بن كعب. (4) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، الحسن البصري لم يسمع هذا الحديث من عبد الله بن عمرو، كما صرح بذلك في الرواية الآتية برقم (6974) من= الحديث: 6790 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 397 6792 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ (1) : حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ (2) ، وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتِبِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا، وَإِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ (3) لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ " قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ (4) مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " قَالَ: فَقَامَ هُوَ أَوْ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْجِهَادِ   = رواية قرة أيضاً عنه، قال: والله لقد زعموا أن عبد الله بن عمرو شهد بها على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال ... وباقي رجال الإسناد ثقات. روح: هو ابن عُبادة، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمراني. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/159 من طريق قرة بن خالد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/278، وقال: رواه الطبراني من طرق، ورجال هذه الطريق رجال الصحيح! قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد. وسلف برقم (6553) من طريق أخرى، وذُكرت هناك شواهده. (1) لفظ: "قال" لم يرد في (ظ) . (2) عبارة: "ويزيد، أخبرنا المسعودي" من (ظ) . (3) في (ظ) : عز وجل. (4) في (س) و (ص) و (ق) : الناس. وعلى هامشها: المسلمون. الحديث: 6792 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 398 أَفْضَلُ؟ قَالَ: " مَنْ عَقَرَ جَوَادَهُ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ " [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: وقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، فِي حَدِيثِهِ: ثُمَّ نَادَاهُ هَذَا أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ (1) تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ، وَهُمَا هِجْرَتَانِ: هِجْرَةٌ لِلْبَادِي، وَهِجْرَةٌ لِلْحَاضِرِ، فَأَمَّا هِجْرَةُ الْبَادِي، فَيُطِيعُ إِذَا أُمِرَ، وَيُجِيبُ إِذَا دُعِيَ، وَأَمَّا هِجْرَةُ الْحَاضِرِ، فَهِيَ أَشَدُّهُمَا بَلِيَّةً، وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا " (2) 6793 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ، قَالَ (3) : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشْرِهِ (4) ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، قَالَ:   (1) لفظ: "أن" لم يرد في (ص) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود-، فقد روى له أصحابُ السنن، وقد رُمي بالاختلاط، إلا أن سماع وكيع منه قديم، ثم هو متابع. يزيد: هو ابنُ هارون، وعبد الله بن الحارث: هو الزبيدي المُكْتب. وأخرجه بطوله الطيالسى (2272) عن المسعودي، به. والحديث مكرر (6487) . (3) في (ظ) : يقول، وفوقها: قال. وفي هامش (ص) : يقول. (4) في (م) : جشرة، وهو خطأ. الحديث: 6793 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 399 فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ، وَيَقُولُ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى مَا يَعْلَمُهُ خَيْرًا لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ مَا يَعْلَمُهُ شَرًّا لَهُمْ، أَلَا وَإِنَّ عَافِيَةَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَفِتَنٌ، يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، تَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، ثُمَّ تَجِيءُ فَيَقُولُ: هَذِهِ هَذِهِ (1) ، ثُمَّ تَجِيءُ، فَيَقُولُ: هَذِهِ هَذِهِ، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ، وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَأْتِي إِلَى النَّاسِ (2) مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا، فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ " وَقَالَ مَرَّةً: " مَا اسْتَطَاعَ " فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَدْخَلْتُ رَأْسِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ، قُلْتُ (3) : فَإِنَّ ابْنَ عَمِّكَ مُعَاوِيَةَ يَأْمُرُنَا؟ فَوَضَعَ جُمْعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ نَكَسَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ "، قُلْتُ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ (4) ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي " (5)   (1) قوله: "ثم تجيء فيقول: هذه هذه " لم يرد في (ص) . (2) في (ق) : "ويأتي الناس". (3) في (ق) و (م) وهامش (س) و (ص) : وقلت. (4) لفظ: "نعم" لم يرد في (ص) . (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، فمن رجال مسلم.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 400 6794 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ الصَّائِدِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ جَمَاعَةً عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَمِلْتُ (1) إِلَيْهِمْ، فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُهُمْ، فَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)   = وأخرجه البيهقي في "السنن" 8/169 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/214 و15/6، 7، ومسلم (1844) ، وابن ماجه (3956) من طريق وكيع، به. وسلف برقم (6501) مختصراً، و (6503) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. وشرحنا هناك مفرداته. وقوله هنا: فإن ابن عمك يأمرنا؟ بين في الرواية (6503) ما يأمرهم به بقوله: يعني بأكل أموالنا بيننا بالباطل، فأن نقتل أنفسنا، وقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل) . وقوله: "فوضع جُمعه": يُبينُه لفظ الرواية (6503) وهو: فجمع يديه، فوضعهما على جبهته. وسيكرر برقم (6794) و (6815) . (1) في (ق) : فجلست، ومثله في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن أبي السفر والشعبي -وهو عامر بن شراحيل-، فمن رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (1844) من طريق إسماعيل بن عمر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وسلف مطولاً ومختصراً برقم (6501) و (6503) و (6793) ، وسيرد برقم= الحديث: 6794 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 401 6795 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، فَنَتَحَدَّثُ عِنْدَهُ، فَذَكَرْنَا يَوْمًا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: لَقَدْ ذَكَرْتُمْ رَجُلًا لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ مُنْذُ (1) سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ - فَبَدَأَ بِهِ - وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ " (2) 6796 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " (3) 6797 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ: " الْمُسْلِمُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ،   = (6815) . (1) في (س) و (ص) : مذ وفي هامشهما: منذ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6790) و (6786) أبو وائل: هو شقيق بن سلمة. (3) إسناده حسن وهو مكرر (6690) سنداً ومتناً. الحديث: 6795 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 402 وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ " (1) 6798 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَيْحَانَ بْنِ يَزِيدَ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ (2) "، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " قَوِيٍّ " وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: " وَلَمْ يَرْفَعْهُ سَعْدٌ وَلَا ابْنُهُ - يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ - " 6799 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ،   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. خليفة بن خياط: هو أبو هبيرة جد خليفة المعروف بشباب. وأخرجه الطيالسي (2258) عن خليفة بن خياط، بهذا الإسناد. وهو قطعة من حديث خطبة الفتح، سلف مطولاً برقم (6692) ، وسلف تخريجه من بقية طرقه وذكر شواهده هناك. قوله: "ويسعى بذمتهم أدناهم"، أي: إن ذمتهم في يد أدناهم يمشي بها، ويسعى، فإذا أعطى لأحدٍ، حصل له الذمةُ من كُلهمْ، فليس لأحدٍ نقضُها. قاله السندي. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير ريحان بن يزيد العامري، وثقه ابنُ معين وابنُ حبان، وقال البخاري في "تاريخه" 3/329، ونقله المزي في "التهذيب" 9/262: وقال حجاج، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم سمع ريحاناً -وكان أعرابي صدقٍ-، سمع عبد الله بن عمرو، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وقد سلف برقم (6530) ، وسلف شرحه هناك. الحديث: 6798 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 403 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْقَ (1) ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ (2) آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا " (3)   (1) في (م) : "وارقأ" وعليها شرح السندي. (2) (عند) ساقطة من (ص) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وزر: هو ابن حبيش. وأخرجه أبو عُبيد في "فضائل القرآن" ص 37، وابن حبان (766) ، من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/498، وأبو داود (1464) ، والترمذي (2914) ، وابن الضريْس في "فضائل القرآن" (111) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (60) و (61) ، والحاكم 1/552، والبيهقي في "السنن" 2/53، والبغوي (1178) ، من طرق، عن سفيان، به. وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 10/498 أيضاً، وابن الضريْس (112) و (113) و (114) من طريقين، عن عاصم، به. وله شاهد أخرجه أحمد فيما سيرد (10087) عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح (وهو السمان) عن أبي هريرة، أو أبي سعيد -شك الأعمش-، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11360) ، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف. قوله: "وارقأ"، قال السندي: من رقأ في الدرجة، بهمزة في آخره، أي: صعد وارتفع، أي: ارتفع في درجات الجنة -قلنا: وفى النسخ الخطية: ارق، من رقي،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 404 6800 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَشْعُرْ، نَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ؟ قَالَ: " انْحَرْ وَلَا حَرَجَ "، فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ: " افْعَلْ وَلَا حَرَجَ " (1) 6801 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ، يُحَدِّثُ   = أي: صعد أيضاً-. وقال الخطابي: جاء في الآثر: عددُ آي القرآن على قدر درج الجنة، يقال للقارىء: اقرأ وارتق في الدرج، على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن، فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة، ومن قرأ جزءاً منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة. انظر "معالم السنن" 1/289، 290. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدى. عيسى بن طلحة: هو ابن عبيد الله. وهو في "الموطأ" 1/241. وأخرجه الشافعي 1/378 (بترتيب السندي) ، والبخاري (83) و (1736) ، ومسلم (1306) (327) ، وأبو داود (2014) ، والنسائي في "الكبرى" (4108) و (4109) ، والدارمي 2/64، 65، والدارقطني 2/251، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/237، وابن حبان (3877) ، والبيهقي في "السنن" 5/140، 141، والبغوي (1963) من طرق، عن مالك، به. وقد سلف برقم (6484) . الحديث: 6800 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 405 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: هَجَّرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَإِنَّا لَجُلُوسٌ إِذِ (1) اخْتَلَفَ رَجُلَانِ فِي آيَةٍ، فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، فَقَالَ: " إِنَّمَا هَلَكَتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ بِاخْتِلَافِهِمْ فِي الْكِتَابِ " (2) 6802 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ يَعْنِي عُبَيْدَ بْنَ الْأَخْنَسِ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُرِيدُ حِفْظَهُ (3) ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالُوا: تَكْتُبُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا؟ فَأَمْسَكْتُ، حَتَّى ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " اكْتُبْ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ " (4)   (1) في (م) : إذا، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الله بن رباح، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (2666) ، والنسائي في "الكبرى" (8095) ، والطبراني في "الأوسط" (2472) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2259) ، من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الإسناد. وقوله: "هجرتُ": من التهجير، بمعنى التبكير، والمبادرة إلى الشيء. وسلف برقم (6668) ، وذكرنا هناك شواهده. (3) في (س) : ثم أريد أحفظه. و"أحفظه"وردت في هامش (ص) و (ظ) . (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن عبد الله، وهو ابن أبي مغيث، فقد روى له أبو داود وابن ماجه وهو ثقة. وهو مكرر (6510) سنداً= الحديث: 6802 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 406 6803 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ شُعْبَةُ: حُدِّثْنَا عَنْ (1) مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْجَالِسِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ " (2) 6804 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي مُرَيَّةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " النَّفَّاخَانِ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَشْرِقِ، وَرِجْلَاهُ بِالْمَغْرِبِ "، أَوْ قَالَ: " رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَغْرِبِ وَرِجْلَاهُ بِالْمَشْرِقِ (3) ، يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ يَنْفُخَانِ فِي الصُّورِ، فَيَنْفُخَانِ " (4)   =ومتناً. ولفظ "حق" وقع في (ق) و (س) و (ظ) : "حقاً"، وعليها في الأخيرتين ضبة. (1) "عن" ترد في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن يساف، وأبي يحيى -وهو الأعرج واسمه مصْدع- فمن رجال مسلم. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه الطيالسي (2289) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/221، والبيهقي في "السنن" 2/491 عن شعبة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6512) ، وسيأتي برقم (6808) و (6883) . (3) الظاهر أن المراد بيان طولهما، بأنه لو اضطجع أحدهما، لكان كذلك، لا أن المراد أنهما مضطجعان، والله تعالى أعلم. قاله السندي. (4) إسناده ضعيف للشك بين إرساله ووصله، ولجهالة حال أبي مُرية فيما لو= الحديث: 6803 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 407 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ثبت وصله. وأبو مُرية -والأكثر على أنه أبو مُراية- اسمه عبد الله بنُ عمرو العجلي البصري، تابعي، ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/154، فقال: عبد الله بن عمرو أبو مُراية العجلي، عن سلمان، وعمران بن حصين، رضي الله عنهم، روى عنه قتادة، وأسلم العجلي، سماه علي (يعني ابن المديني) ، وترجمه كذلك مسلم في "الكنى" 2/827، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/118، وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 5/31، وضبط كنيته ابنُ نقطة وابنُ الصلاح والذهبي: بضم الميم، وفتح الراء، وبعد الألف ياء مثناة تحتية، قال ابنُ ناصر الدين في "التوضيح" 8/109: وقال سليمان التيمي: أبو مُرية، بحذف الألف، وتشديد المثناة تحت، حكاه عن التيمي ابنُ منده في "الكنى". قلنا: وهو الوارد هنا في إسناد الحديث من طريق سليمان التيمي، وقد وهم الحسيني في "الإكمال" ص 550، فجعله رجلين، وتابعه ابنُ حجر في "تعجيل المنفعة" ص 519، وتابعهما الشيخ أحمد شاكر، وعد وقوعه في المصادر أبا مراية -بإثبات الألف- خطأ. وقد تحرف اسمه في "إكمال" الحسيني، و"التعجيل" إلى: عبد الله بن عمر، وتحرف اسم الصحابي فيهما أيضاً إلى: عبد الله بن عمر، وتحرفت كنيته في "فتح الباري" 11/318 (الطبعة البولاقية) إلى: أبي هوية، وفي الطبعة السلفية 11/369 إلى: أبي هريرة، وشُكل في "الترغيب والترهيب" 4/382 مرية -بفتح الميم وكسر الراء-، وهو خطأ أيضاً. وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسلم -وهو العجلي البصري- روى له أصحابُ السنن عدا ابن ماجه، وهو ثقة. يحيى بن سعيد: هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/330، وقال: رواه أحمد على الشك، فإن كان عن أبي مرية، فهو مرسل، ورجاله ثقات! وإن كان عن عبد الله بن عمرو، فهو متصل مسند، ورجاله ثقات! وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/382، وقال: رواه أحمد بإسناد جيد. هكذا على الشك في إرساله أو اتصاله. وذكر الحافظ في "الفتح" 10/369 أن الحاكم أخرجه من حديث عبد الله بن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 408 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عمرو من غير شك. قلنا: لم نجده في مطبوع "المستدرك"، ووجدنا فيه الحديث الآتي برقم (6805) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند ابن ماجه (4273) ، وفي إسناده الحجاج بن أرطاة وعطية العوفي، وهما ضعيفان، وعند البزار (3424) ، والحاكم 4/559، وفي إسنادهما خارجة بن مصعب، وهو ضعيف جداً، وعندهم أيضاً أن الذي ينفخُ ملكان، وفي بقية أحاديث الباب أن النافخ ملك واحد، وانظر توجيه ذلك في "النهاية" لابن كثير 1/245. وحديث أبي سعيد الخدري، سيرد في "المسند" (11039) بلفظ: "كيف أنْعمُ وقد التقم صاحبُ القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغي سمعه، ينظر متى يُؤمر"، قال المسلمون: يا رسول الله، فما نقول؟ قال: "قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا". وفي إسناده عطية العوفي أيضاً، وفيه اضطراب كذلك سنذكره مفصلاً في موضعه إن شاء الله. وفي الباب أيضاً عن جابر عند أبي نعيم في "الحلية" 3/189 أخرجه عن سليمان بن أحمد (يعني الطبراني) ، عن مطلب (تحرف فيه إلى: مطر) بن شعيب الأزدي، عن محمد بن عبد العزيز الرملي، عن الفريابي، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بلفظ حديث أبي سعيد الخدري. قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، عن جعفر، تفرد به الرملي، عن الفريابي، قلنا: مطلب بن شعيب، ذكره ابنُ عدي في "الكامل" والذهبي في "الميزان"، والحافظ في "اللسان"، وقال: صدوق، ونقل عن ابن يونس أنه وثقه، ومن فوقه من رجال الصحيح غير أن محمد بن عبد العزيز الرملي -الذي تفرد به- قال الحافظ في مقدمة "الفتح": قال أبو حاتم: هو إلى الضعف ما هو، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال ابن حبان في "الثقات": ربما خالف. اهـ. الفريابي: هو محمد بن يوسف، وجعفر بن محمد: هو الصادق، وأبوه: هو الإمام محمد الباقر. وعن أبي هريرة عند الحاكم 4/558، 559، أخرجه عن أبي العباس محمد بن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 409 6805 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَعْرَابِيًّا، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصُّورِ؟ فَقَالَ: " قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ " (1) 6806 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَامِرٌ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعِنْدَهُ الْقَوْمُ، فَتَخَطَّى إِلَيْهِ،   = يعقوب (يعني الأصم) ، عن محمد بن هشام بن ملاس، عن مروان بن معاوية الفزاري، عن عبيد الله (تحرف فيه إلى: عمرو) بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن طرْف صاحب الصور مذ وُكل به مستعد ينظر نحو العرش، مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عينيه كوكبان دريان" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال: على شرط مسلم. وحسنه الحافظ في "الفتح" 11/368. وعن البراء بن عازب عند الخطيب في"تاريخه" 11/39، بلفظ: "صاحب الصور واضع الصور على فيه مذ خُلق، ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ"، وفي إسناده عبد الأعلى بن أبي المساور، وهو متروك. وعن أنس عند الخطيب أيضاً 5/153، وفي إسناده أحمد بن منصور بن حبيب أبو بكر المروزي الخصيب، لم يذكر فيه الخطيب جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر في الرواة عنه سوى اثنين. ولم نقع له على ترجمة اخرى غير ترجمته في "تاريخ بغداد". (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أسلم -وهو العجلي البصري-، وبشر بن شغاف، روى لهما أصحاب السنن عدا ابن ماجه، وهما ثقتان. يحيى بن سعيد هو القطان، والتيمي: هو سليمان بن طرخان. وهو مكرر (6507) . الحديث: 6805 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 410 فَمَنَعُوهُ، فَقَالَ: دَعُوهُ، فَأَتَى حَتَّى جَلَسَ عِنْدَهُ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ حَفِظْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (1) 6807 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَأْتِي إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ " (2) 6808 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ شَيْخٍ يُكَنَّى أَبَا مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، يحيى بن سعيد: هو القطان، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وهو مكرر (6515) ، وسلف مطولاً برقم (6487) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (6793) مختصراً. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي موسي -وهو الحذّاء-، قال أبو حاتم في كنى "الجرح والتعديل" 9/438: لا يُعرف ولا يُسمى. وفرق أبو حاتم بينه وبين أبي موسي الحذّاء المكي المسمى صهيباً، روى عن عبد الله بن عمرو= الحديث: 6807 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 411 6809 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ، فَقَالَ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْبِغُوا   = أيضا، وروى عنه عمرو بن دينار، ذكره ابنُ أبي حاتم في الأسماء في "الجرح والتعديل" 4/445، وهو الذي سلف حديثُه برقم (6551) ، وفرق بينهما أيضاً ابنُ حبان في "الثقات" 4/381 و5/584، وذكرهما المزي في "التهذيب"، وقال في الثاني: يُحتمل أن يكون هو والذي قبله واحداً، وتبعه ابنُ حجر في "التهذيب" و"التقريب"، والذهبي في "الكاشف"، لكنه -أي الذهبي- جزم في "الميزان" بأنهما واحد، وقال: فما يظهر لي وجهُ التفرقة، ويكون صدوقاً!، وقد رواه الأعمش -كما سيرد- عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه بدلاً من أبي موسى الحذاء، عن عبد الله بن عمرو، فقال الذهبي: ولعله عبد الله بن باباه، فإن الأعمش سماه عن حبيب، عنه. قلنا: وما ذكره الذهبي لم يقله أحد، وقد رجح أبو حاتم رواية الثوري، فقال: الثوري أحفظ. وشكُّ الثوري في رفعه لا يؤثر فيه، لأن النسائي رواه في "الكبرى" (1370) من طريقه بهذا الإسناد مرفوعاً دون ذكر الشك. وسلف الحديث بإسناد مرفوع من رواية الثوري نفسه برقم (6512) وسيأتي (6894) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1371) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به، موقوفاً. قال النسائي: وقد روى هذا الحديث غيرُ واحد عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. وأخرجه ابنُ ماجه (1229) ، والطبراني في "الأوسط" (340) من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو. والطرق التي يصح بها الحديث سلف ذكرها برقم (6512) . الحديث: 6809 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 412 الْوُضُوءَ " (1) 6810 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ: يَزِيدَ، أَوْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن يساف، وأبي يحيى -وهو الأعرج، واسمه مصْدع-، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهْدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/77، 78، والطبري في "تفسيره" 6/133، والبيهقي في "السنن" 1/69 من طريق عبد الرحمن بن مهْدي، بهذا الإسناد. وسلف تخريجه من طريق وكيع، أيضاً برقم (6528) ، وسلف هناك أيضاً ذكر طرقه، فانظره. وفي الباب عن علي سلف برقم (582) . وعن أبي هريرة عند البخاري (165) ، ومسلم (242) (28) (29) (30) ، وسيرد عند أحمد (7122) و (9304) و (9554) . وعن جابر بن عبد الله، سيرد 3/292، 358. وعن معيقيب، سيرد 3/426، و5/425. وعن لقيط بن صبرة، سيرد 4/33، 211، وهو عند ابن حبان (1054) و (1087) . وعن عائشة، سيرد 6/40، 81، 84، 99، وهو عند ابن حبان (1059) . وعن خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص عند ابن ماجه (455) . وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي عند ابن خزيمة في "صحيحه" (163) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/38، والبيهقي في "السنن" 1/70،= الحديث: 6810 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 413 الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَمْ يَفْقَهْهُ " (1) 6811 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ (2) ، وَسُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "   = وصححه الحاكم 1/162. وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (8109) و (8110) و (8111) و (8112) و (8114) ، والطبري في "تفسيره" 6/134. وعن أبي ذر عند عبد الرزاق في "المصنف" (64) . وقد أورده السيوطي ضمن الأحاديث المتواترة برقم (16) . قوله: "وأعقابهم تلوح"، أي: يظهر للناظر فيها بياض لم يصبه الماء مع إصابته سائر القدم، والأعقاب: جمع عقب، بفتح فكسر: مؤخر القدم. وقوله: "ويل للأعقاب": المراد: ويلٌ لأصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها، نحو: (واسأل القرية) ، والأعقاب تختص بالعذاب إذا قصر في غسلها. وقوله: "أسبغوا" من الإسباغ، أي: أتموه، وعمموه لجميع أجزاء الوضوء، وهذا يدل على أنه هددهم لتقصيرهم في الوضوء، لا لأجل نجاسة بأعقابهم ما غسلوها، كما زعمه أهل البدعة. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سواء كان شيخ قتادة يزيد، وهو ابنُ الشخير، أو أبا أيوب، وهو المراغي الأزدي العتكي، واسمه يحيي، ويقال: حبيب بن مالك، فكلاهما ثقة من رجال الشيخين. وهو مكرر (6535) ، وقطعة من الحديث (6477) . (2) في (م) : حدثنا وكيع، حدثنا همام، عن قتادة، عن مسعر وسفيان. وهو خطأ. الحديث: 6811 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 414 فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (1) 6812 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، عَنِ الْجِهَادِ، فَقَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2) 6813 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتِبِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، مسْعر: هو ابن كدام، وسفيان: هو الثوري، وحبيب بن أبي ثابت صرح بالتحديث في الرواية (6765) و (6858) فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/473، ومن طريقه مسلم (2549) (5) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9284) ، والبخاري (5972) ، وأبو داود (2529) ، والترمذي (1671) ، والنسائي 6/10، وابن حبان (420) من طريق سفيان الثوري، به. قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وسلف برقم (6525) و (6544) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهْز: هو ابنُ أسد العمي. وحبيب صرح بالسماع كما سيرد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (20) عن علي بن الجعد، عن شعبة، بهذا الإسناد، وصرح فيه حبيبُ بن أبي ثابت بالسماع. وهو مكرر (6544) و (6765) و (6811) ، وسيأتي برقم (6858) . الحديث: 6812 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 415 الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ، وَهُمَا هِجْرَتَانِ: هِجْرَةُ الْحَاضِرِ، وَهِجْرَةُ الْبَادِي، فَأَمَّا هِجْرَةُ الْبَادِي: فَيُطِيعُ إِذَا أُمِرَ، وَيُجِيبُ إِذَا دُعِيَ، وَأَمَّا هِجْرَةُ الْحَاضِرِ: فَهِيَ أَشَدُّهُمَا بَلِيَّةً، وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا " (1) 6814 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنِ الْمُهَاجِرُ؟ قَالَ: " مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (2) 6815 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَايَعَ   (1) حديث صحيح، وهو مكرر قطعة من الحديث (6792) سنداً ومتناً. وانظر (6478) . وفي الباب عن عبد الله بن حبشي، سيرد 3/412. وعن عمرو بن عبسة، سيرد 4/385. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو الشعبي. وأخرجه ابن منْده في "الإيمان" (311) من طريق يحيي بن زكريا، و (312) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو نعيم في "الحلية" 4/333 من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن زكريا بن أبي زائدة، بهذا الإسناد مطولاً. وسيرد مطولاً برقم (6983) ، وهو قطعة من الحديث (6487) . الحديث: 6814 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 416 إِمَامًا، فَأَعْطَاهُ ثَمَرَةَ قَلْبِهِ وَصَفْقَةَ يَدِهِ، فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ " (1) 6816 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ خَالِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَقُتِلَ دُونَهُ، فَهُوَ شَهِيدٌ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (6501) ، ومختصر (6503) و (6793) (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن محمد بن طلحة، فمن رجال مسلم، وعبد الله بن الحسن -وهو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب- روى له أصحابُ السنن، وهو ثقة. سفيان: هو الثوري. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18562) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4771) ، والنسائي 7/115 من طريق يحيى بن سعيد، والترمذي (1420) من طريق محمد بن عبد الوهاب الكوفي، ومن طريق عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي 7/115 أيضاً من طريق معاوية بن هشام، أربعتهم عن سفيان الثوري، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقد وقع عند النسائي من طريق معاوية بن هشام: محمد بن إبراهيم بن طلحة، وهو وهم، والصواب: إبراهيم بن محمد بن طلحة. وأخرجه النسائي 7/115، وفي "الكبرى" (3445) من طريق سُعيْر بن الخمس، عن عبد الله بن الحسن، عن عكرمة، عن عبد الله بن عمرو بإسقاط إبراهيم بن محمد بن طلحة، وحديث سفيان أولى بالصواب من حديث سُعيْر، كما= الحديث: 6816 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 417 6817 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ (1) : أَخْبَرَنَا فِطْرٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، وَلَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ مَنْ إِذَا قَطَعَتْهُ رَحِمُهُ وَصَلَهَا (2) " قَالَ يَزِيدُ: الْمُوَاصِلُ 6818 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ،   = قال النسائي فيما نقله عنه المزي في "التحفة" 6/279، ويغلب على الظن أن ما جاء في "المجتبى" وهو قوله: "والصواب حديث سُعيْر بن الخمس" خطأ وقع من النساخ. وأخرجه البخاري (2480) ، والنسائي (3444) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي الأسود، عن عكرمة، عن عبد الله بن عمرو. وسلف برقم (6522) ، وسيكرر برقم (6823) و (6829) ، ويأتي بنحوه برقم (6913) و (6922) و (6956) و (7014) و (7030) و (7031) . وقد تجوز أحمدُ في وصف إبراهيم بن محمد بن طلحة بأنه خال عبد الله بن الحسن، وهو في الحقيقة عمه -كما صرح بذلك في إسناد أبي داود- لأن الحسن والد عبد الله هو أخو إبراهيم بن محمد لأمه، وأمهما هي خولةُ بنتُ منظور بن زبان بن سيار الفزاري. انظر "نسب قريش" للزبيري، ص 285. (1) "قال": ليست في (ظ) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير فطْر -وهو ابن خليفة- فقد روى له البخاري هذا الحديث مقروناً بغيره. وسلف برقم (6524) . الحديث: 6817 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 418 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَكَانَ يَقُولُ: " مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا " قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: " إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا " (1) 6819 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَفَى لِلْمَرْءِ (3) مِنَ الْإِثْمِ أَنْ يُضِيعَ (4) مَنْ يَقُوتُ " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/518، ومسلم (2321) (68) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2321) (68) أيضا، وابن سعد 1/365، والبيهقي في "السنن" 10/192، وفي "دلائل النبوة" 1/314، 315 من طريق ابن نُمير، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6504) و (6767) . (2) في (ظ) : عن الأعمش. (3) في (ظ) : المرء. (4) شكلت في (س) : يُضيع. وكلاهما بمعنى. (5) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهب بن جابر -وهو الخيواني- وإن لم يرو عنه غير أبي إسحاق -وهو السبيعي- قد وثقه ابنُ معين، والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/489، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيحين. أبو إسحاق -وهو السبيعي- اسمه عمرو بن عبد الله، والأعمش قديم السماع منه. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (80) من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6495) . الحديث: 6819 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 419 6820 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ تَحْتَ جَنْبِهِ تَمْرَةً مِنَ (1) اللَّيْلِ، فَأَكَلَهَا، فَلَمْ يَنَمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ بَعْضُ نِسَائِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرِقْتَ الْبَارِحَةَ؟ قَالَ (2) : " إِنِّي وَجَدْتُ تَحْتَ جَنْبِي تَمْرَةً، فَأَكَلْتُهَا، وَكَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُ " (3) 6821 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ ثِيَابٌ مُعَصْفَرَةٌ، فَقَالَ: " أَلْقِهَا، فَإِنَّهَا ثِيَابُ الْكُفَّارِ " (4) 6822 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،   (1) فوقها في (ظ) : في. (2) في (ق) : فقال. (3) إسناده حسن. أسامة بن زيد: هو الليثي. وسلف بنحوه برقم (6720) ، ومختصراً برقم (6691) . قوله: "أرقت" من أرق، كفرح، إذا سهر، ولم يأخذه النوم لعلة. قاله السندي. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جبير بن نفير فمن رجال مسلم. وهو مكرر (6536) سنداً ومتناً و (6513) . والمعصفر: المصبوغ بالعصفر، ويشمل الأحمر والأصفر. وقوله: "فإنها ثياب الكفار"، أي: من شأنهم، وهم الذين يستعملونها، والكلام فى الذكور دون الإناث. أفاده السندي. الحديث: 6820 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 420 عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَقِيقَةِ؟ فَقَالَ: " لَا أُحِبُّ الْعُقُوقَ، وَمَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَحَبَّ أَنْ يَنْسُكَ عَنْهُ فَلْيَفْعَلْ، عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ " (1) 6823 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ خَالِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَقُتِلَ دُونَهُ، فَهُوَ شَهِيدٌ ". (2) 6824 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ خَيَّاطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ، وَأَسْنَدَ (3) ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَذَكَرَهُ (4)   (1) إسناده حسن، وهو مكرر (6713) . (2) إسناده صحيح، وهو مكرر (6816) سنداً ومتناً. وذكرنا هناك أرقام مكرراته في "المسند". (3) في (ظ) : فأسند. (4) إسناده حسن، وقوله: فذكره -وفي (ظ) : فذكر مثله- يفيد أنه ذكر الحديث الذي قبله بلفظه أو بنحوه، وسيرد الحديث برقم (7030) ، من طريق عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، بلفظ: "من قُتل دون ماله فهو شهيد"، وجاء بعده برقم (7031) من طريق عبد الله بن حسن، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو (وهو إسناد الحديث السابق) ، فلم يذكر أيضاً= الحديث: 6823 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 421 6825 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَإِسْحَاقُ يَعْنِي الْأَزْرَقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَحَدٌ (1) مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُبْتَلَى بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، إِلَّا أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْحَفَظَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ، مَا   =نص الحديث، بل أحال على سابقه، وقال: مثل ذلك، وهذا يؤكد أن قوله هنا: فذكره أو فذكر مثله، يرجع إلى الحديث الذي قبله، وهو "من أريد ماله بغير حق فقتل دونه فهو شهيد" بلفظه أو بمثله، لكن يُشكل عليه قوله هنا: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب وأسند ظهره إلى الكعبة. فهذا يشير إلى أن الحديث إنما هو من خطبة الفتح، لكن لم نجد فيها قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من قتل دون ماله فهو شهيد"، وإسناد هذا الحديث (يعني 6824) سلف برقم (6690) ، وذكر فيه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب وهو مسند ظهره إلى الكعبة، لكن متن الحديث فيه: "لا يقتل مسلم بكافر، ولا ذو عهد في عهده"، وسلف أيضاً برقم (6797) ، ومتن الحديث: "المسلمون تكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم"، وهذان من خطبة الفتح التي وردت في الحديث المطول (6681) و (6692) . فلعل زيادة: "خطب وأسند ظهره إلى الكعبة" هنا، إن كان المراد حديث: "من قتل دون ماله فهو شهيد" وهمٌ، أو أن الحديث غيره، والله أعلم. تنبيه: ذكر الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على هذا الحديث، أنه لم يجد حديث "من أريد ماله بغير حق ... " من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فيما بين يديه من المراجع، وهو في "المسند" برقم (7030) بنحوه، كما تقدم، ثم رجح -أو كاد يوقن- أن هذا الإسناد موضعه الصحيح بعد (6827) الآتي. قلنا: بل إن مجيئه هناك تكرار محض. والله أعلم. (1) في (ظ) : ما من أحد. وفوق "منْ": لا، خ الحديث: 6825 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 422 دَامَ مَحْبُوسًا فِي وَثَاقِي " قَالَ عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي وَقَالَ إِسْحَاقُ: " اكْتُبُوا لِعَبْدِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ " (1) 6826 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ (2) : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (3) 6827 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن مخيمرة، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/230 عن وكيع، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6482) عن إسحاق الأزرق، به، وذكرنا هناك شواهده. (2) "قال": ليست في (ظ) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن مخيمرة، فمن رجال مسلم. أبو حصين بفتح الحاء المهملة: هو عثمان بن عاصم بن حُصين -بضم الحاء المهملة- الأسدي الكوفي. وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 7/249 من طريق أحمد، بهذا الإسناد، وقال: تفرد به وكيع عن مسعر. وسلف برقم (6482) الحديث: 6826 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 423 وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " (1) 6828 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضِيعَ مَنْ يَقُوتُ " (2) 6829 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَقَاتَلَ فَقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ " (3)   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6690) سنداً ومتناً. (2) صحيح لغيره، ولهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6495) . عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو إسحاق: هو السبيعي. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن محمد بن طلحة فمن رجال مسلم، وعبد الله بن الحسن: هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب، روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وسفيان: هو الثوري. وقول عبد الله بن الحسن: وأحسب الأعرج حدثني عن أبي هريرة مثله: شك لا يؤثر، لأن عبد الله بن الحسن قد رواه -من غير شك- عن الأعرج، عن أبي هريرة في "مسند أبي هريرة" (8298) . وأخرجه الترمذي (1420) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6522) و (6816) و (6823) .= الحديث: 6828 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 424 وَأَحْسِبُ الْأَعْرَجَ، حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ (1) 6830 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ " (2) 6831 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعُونَ حَسَنَةً، أَعْلَاهُنَّ (3) مَنِيحَةُ الْعَنْزِ، لَا يَعْمَلُ الْعَبْدُ بِحَسَنَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا (4) الْجَنَّةَ " (5)   = ورواية عبد الله بن الحسن، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يرد تخريجها في مسنده برقم (8298) . (1) في (ظ) وهامش (س) و (ص) و (ق) : بمثله. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحارث -وهو ابن عبد الرحمن- روى له أصحابُ السنن، وسلف الكلام عنه في الحديث (6532) . عبدُالملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وابنُ أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغبرة بن الحارث بن أبي ذئب. (3) في (ظ) : أعلاها. خ. (4) لفظ: "بها" لم يرد في (ص) و (ق) ، وأشير إليها في هامش (ص) . (5) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كبشة السلُولي، فمن رجال البخاري. روح: هو ابن عبادة.= الحديث: 6830 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 425 6832 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَلِيمٌ يَعْنِي ابْنَ حَيَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَاءَ (1) ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلَغَنِي أَنَّكَ ... "، وَحَدَّثَنَاهُ عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ، فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَلِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَلِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: " صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ: صُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا " قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عَمْرٍو، يَقُولُ: " يَا لَيْتَنِي (2) كُنْتُ أَخَذْتُ بِالرُّخْصَةِ " وقَالَ عَفَّانُ، وَبَهْزٌ: " إِنِّي أَجِدُ بِي قُوَّةً " (3) 6833 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:   = وهو مكرر (6488) . (1) في (ظ) : قال. (2) في (ظ) و (ق) : ليتني. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عفان: هو ابن مسلم. وأخرجه مسلم (1159) (193) من طريق ابن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 2/264، وابن حبان (3638) من طريق عفان، به. وسقط من مطبوع ابن سعد: سعيد بن ميناء وعبد الله بن عمرو. وهو قطعة من الحديث (6477) . الحديث: 6832 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 426 جِئْتُ لِأُبَايِعَكَ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ، قَالَ: " فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا " وَأَبَى أَنْ يُبَايِعَهُ (1) 6834 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ فَلَنْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَامًا " (2) 6835 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، سَمِعْتُ سَيْفًا، يُحَدِّثُ، عَنْ رُشَيْدٍ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَعْنِي وَمَا وَجَدْتَ فِي وَسْقِكَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " (3)   (1) حديث حسن، إسماعيل بن إبراهيم -وهو ابن عُليّة-، وإن سمع من عطاء بعد الاختلاط، قد توبع. وهو مكرر (6490) ، وسيأتي برقم (6869) و (6909) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6592) . (3) إسناده غاية في الضعف، سيف: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/171، وقال ابن حبان في "الثقات" 6/425: شيخ، يروي عن رُشيد الهجري، وروى عنه الحكمُ بن عُتيْبة، وزاد البخاري في اسمه، فقال: سيف بياع السابري، ولذا قال الحافظ ابنُ حجر في "تعجيل المنفعة" ص 174: إنه مجهول.= الحديث: 6834 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 427 6836 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْحَكَمَ، سَمِعْتُ سَيْفًا، يُحَدِّثُ، عَنْ رُشَيْدٍ الْهَجَرِيِّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَدَعْنَا وَمِمَّا (1) وَجَدْتَ فِي وَسْقَيْكَ " (2) 6837 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ   = ورُشيد الهجري قال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/334: يتكلمون فيه، ونقل ابن حجر في "التعجيل" ص 130 عن ابن معين قوله: ليس يساوي حديثه شيئاً، وعن النسائي: ليس بالقوي، وقال الجوزجاني: كذاب. أما أبوه فمبهم غير معروف، لم يذكر إلا في هذه الرواية، وليس له ذكر في كتب التراجم. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. الحكم: هو ابن عُتيبة. والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/171 عن أبي بكر، عن غندر، بهذا الإسناد. ورواه أيضا 3/334 من طريق آدم، وهو ابن أبي إياس، عن شعبة، وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (167) من طريق عاصم بن علي، عن شعبة، به. وقد سلف متن الحديث بأسانيد صحيحة، وسلف تخريجه برقم (6487) ، وسلف ذكر شواهده برقم (6515) . والوسْق: مكيلة معلومة، وهو ستون صاعاً، ويعادل حمْل بعير، قال السندي: والمراد هاهنا كتب السابقين، فقد كان عنده من ذلك، وكان أحياناً يُحدث منه، فخاف السائلُ ذلك، فصرح بأن لا يحدث منه. والله تعالى أعلم. قلنا: قد صرحت الرواية الآتية برقم (6953) بذلك. (1) في هامش (ظ) : وما. خ. (2) في (ق) وهامش (س) و (ص) : وُسيْقك. وفي هامش (ق) : وسقيك. خ. وهذا الحديث مكرر سابقه. حسين: هو ابن محمد بن بهرام التميمي المروذي. الحديث: 6836 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 428 عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَبِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا، وَبِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا " قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ " أَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ "، قَالَ: ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ رَجُلٌ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ اللهُ، وَالْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ: هِجْرَةُ الْحَاضِرِ وَالْبَادِي، فَأَمَّا الْبَادِي فَإِنَّهُ يُطِيعُ (1) إِذَا أُمِرَ، وَيُجِيبُ إِذَا دُعِيَ،، وَأَمَّا الْحَاضِرُ فَأَعْظَمُهُمَا بَلِيَّةً، وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا " (2) 6838 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: ذَكَرُوا ابْنَ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ، بَعْدَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اسْتَقْرِئُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ   (1) في (ق) : فأما هجرة البادي فإنه يطيع. وفي (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فأما البادي فيطيع. (2) إسناده صحيح، وهو مكرر (6487) . الحديث: 6838 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 429 كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ " (1) 6839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، فِي بَيْتِ أَبِي عُبَيْدَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ، سَمَّعَ اللهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ، وَصَغَّرَهُ وَحَقَّرَهُ " قَالَ: " فَذَرَفَتْ عَيْنَا عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ " (2) 6840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ (3) مِنْ أَكْبَرِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، ومسروق: هو ابنُ الأجدع. وأخرجه البخاري (3806) ، وابن حبان (7128) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2245) ، والبخاري (3758) و (3808) و (4999) ، والنسائي في "الكبرى" (7996) و (8229) و (8259) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/537، 538، وأبو نعيم في "الحلية" 1/176 من طريق شعبة، به. وسلف برقم (6523) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والرجل المبهم: هو خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة، كما بينا في الحديث (6509) . وسيأتي أيضاً برقم (6986) و (7085) . (3) لفظ: "إن" لم يرد في (ص) . الحديث: 6839 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 430 الذَّنْبِ أَنْ يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ "، قَالُوا: وَكَيْفَ يَسُبُّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: " يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ " (1) 6841 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَمْ يَفْقَهْهُ " (2) 6842 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه مسلم (90) (146) ، وابن حبان (412) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" 1/55 من طريق حجاج، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2269) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (325) ، وأبو عوانة 1/55، والبغوي في "شرح السنة" (3427) ، وابن حبان (412) من طرق، عن شعبة، به. وسلف برقم (6529) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، ويزيد بن عبد الله: هو ابن الشخير. وأخرجه ابنُ ماجه (1347) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2949) ، والنسائي في "الكبرى" (8067) ، وابن ماجه (1347) أيضاً، والدارمي 1/350، من طرق، عن شعبة، به. وسلف برقم (6535) و (6810) ، ومطولاً برقم (6546) و (6775) . وهو قطعة من الحديث (6477) . الحديث: 6841 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 431 سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ جَابِرٍ، يَقُولُ (1) : إِنَّ مَوْلًى لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ لَهُ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُقِيمَ هَذَا الشَّهْرَ هَاهُنَا بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَقَالَ لَهُ: تَرَكْتَ لِأَهْلِكَ مَا يَقُوتُهُمْ هَذَا الشَّهْرَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَاتْرُكْ لَهُمْ مَا يَقُوتُهُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضِيعَ مَنْ يَقُوتُ " (2) 6843 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَأِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ "، فَقُلْتُ (3) : إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَلَمْ أَزَلْ (4) أَطْلُبُ إِلَيْهِ، حَتَّى قَالَ: " اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ "، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمْ أَحَبَّ الصَّوْمِ (5) إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، صَوْمِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ   (1) في (س) و (ص) و (ق) : يحدث. وعلى هامشها: يقول. صح. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلف التعريف برجاله برقم (6495) . وأخرجه الطيالسي (2281) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/467 عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخوجه البغوي (2404) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، به. (3) في هامش (ظ) : فقلت له. (4) في هامش (ظ) : قال: فلم ... خ. (5) في (ظ) : الصيام. وخ: الصوم. الحديث: 6843 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 432 يَصُومُ يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (1) 6844 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ شَتَّى " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو العباس: هو السائب بن فروخ. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/214، و"الكبرى" (2708) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2256) من طريق عمرو بن مرة، عن أبي العباس، به، بلفظ: "أمره أن يقرأ القرآن في خمس". وقسمُ القراءة أيضاً أخرجه الترمذي (2946) ، والنسائي في "الكبرى" (8065) ، والدارمي 2/471، والبغوي (1223) ، من طريق مطرف بن طريف، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي بردة، عن ابن عمرو، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث أبي بردة، عن عبد الله بن عمرو. وقد سلف مطولاً برقم (6477) . وسلف الجمع بين الروايات في كم يختم القرآن في التعليق على الحديث (6506) (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عامر الأحول: هو عامر بن عبد الواحد الأحول البصري، وثقه أبو حاتم وابن معين وابنُ حبان، وضعفه أحمد والنسائي، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأساً. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1736 من طريق يحيى بن كثير، عن شعبة، بهذا الإسناد. الحديث: 6844 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 433 6845 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ نَفَرًا كَانُوا جُلُوسًا بِبَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ كَذَا وَكَذَا؟ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ يَقُلِ اللهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ كَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: " بِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَوْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ؟ أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ؟ إِنَّمَا ضَلَّتِ الْأُمَمُ قَبْلَكُمْ فِي مِثْلِ هَذَا، إِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِمَّا هَاهُنَا فِي شَيْءٍ، انْظُرُوا الَّذِي أُمِرْتُمْ بِهِ، فَاعْمَلُوا بِهِ، وَالَّذِي نُهِيتُمْ عَنْهُ (1) ، فَانْتَهُوا (2) " (3) 6846 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = وهو مكرر (6664) . (1) في (س) : نهيتكم عنه. وفي الهامش: نهيتم عنه. (2) في (ظ) : فانتهوا عنه. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6668) إسماعيل: هو ابن علية. قوله: "أو بهذا بعثتم"، قال السندي: لفظ ابن ماجه: "بهذا أمرتم؟ ولهذا خلقتكم؟! " فلعل المراد بالبعث الخلقُ والإحداث من العدم إلى الوجود، وقد علم أن بحثهم كان في القدر، فالمراد: هذا البحث عن القدر والاختصام فيه، هل هو المقصود من خلقكم، أو هو الذي وقع التكليف به حتى اجترأتم عليه، يريد أنه ليس بشيء من الأمرين، فأي حاجة إليه الحديث: 6845 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 434 عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي الْقَدَرِ، هَذَا يَنْزِعُ آيَةً، وَهَذَا يَنْزِعُ آيَةً، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 6847 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَشْهَدُ بِاللهِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُحِلُّهَا وَيَحُلُّ بِهِ (2) رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6668) . يونس: هو ابن محمد المؤدب، وحميد: هو ابن أبي حميد الطويل، ومطر الوراق: هو ابن طهمان، وهو ضعيف، لكنه متابع. قوله: "هذا ينزع آية"، أي: يجرها إلى نفسه، ويستدل بها على مقصوده. (2) في (ظ) : يحُلها وتحل به. (3) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن رفعه كما قال ابن كثير في "النهاية" 8/345 قد يكون غلطاً، وإنما هو من كلام عبد الله بن عمرو. وانظر الحديث (461) من مسند عثمان. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وإسحاق بن سعيد: هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/284، 285، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وقد سلف برقم (6200) عن محمد بن كناسة، عن إسحاق بن سعيد، بهذا الإسناد، لكن من حديث عبد الله بن عمر، والأرجح أن الحديث هو من "مسند عبد الله بن عمرو بن العاص" لأمرين: أحدهما: أن الحديث سيرد مطولاً برقم (7043) وفيه يقول ابن الزبير: فانظر= الحديث: 6847 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 435 6848 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اعْبُدُوا الرَّحْمَنَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَادْخُلُوا الْجِنَانَ " (1) 6849 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ وَحْدَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ حَجَبْتَهَا عَنْ نَاسٍ كَثِيرٍ " (2)   = أن لا تكون هو يا ابن عمرو، فإنك قد قرأت الكتُب، وهذا الوصف ينطبق على عبد الله بن عمرو بن العاص، لأنه كان معروفاً بقراءة كتب أهل الكتاب. والثاني: أن راوي حديث ابن عمر ابنُ كناسة -وهو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى-، وهو -وإن وثقوه- في الضبط دون أبي النضر هاشم بن القاسم راوي حديث ابن عمرو بن العاص، ولم يرو له إلا النسائي. وقد أورد ابن كثير حديثي ابن عمر وابن عمرو من "المسند" عند تفسير قوله تعالى: (ومن يُرِدْ فيه بإلحاد بظلم ... ) [الحج: 25] ، وقال: ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب من هذين الوجهين. قوله: "يُحلها": من الإحلال، والضمير لمكة، "ويُحل به" على بناء المفعول وتذكيره باعتبار البلد، أي: يُحل فيه دمُ رجل. ويحتمل بناء الفاعل، كأنه بمنزلة التأكيد للأول، والتقدير: ويحُل فيه الحرمات رجل. قاله السندي. (1) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، همام -وهو ابن يحيى العوْذي- سمع من عطاء بعد الاختلاط، وباقي رجاله ثقات غير عطاء. عفان: هو ابن مسلم، والسائب والد عطاء: هو ابن مالك أو ابن زيد. وقد سلف برقم (6587) ، وذكرنا هناك شواهده، وانظر (6581) و (6615) . (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، حماد بن سلمة سمع من= الحديث: 6848 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 436 6850 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَتْ أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُبَايِعُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: " أُبَايِعُكِ عَلَى (1) أَنْ لَا تُشْرِكِي بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقِي وَلَا تَزْنِي، وَلَا تَقْتُلِي وَلَدَكِ، وَلَا تَأْتِي بِبُهْتَانٍ تَفْتَرِينَهُ بَيْنَ يَدَيْكِ وَرِجْلَيْكِ، وَلَا تَنُوحِي، وَلَا تَبَرَّجِي تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى " (2) 6851 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، قَالَ:   = عطاء بن السائب قبل الاختلاط، وهو مكرر (6590) سنداً ومتناً. (1) في (م) : عن. وهو خطأ. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. ابن عياش -وهو إسماعيل- إذا حدث عن الشاميين، فحديثُه عنهم جيد، وحديثُه هنا عن سليمان بن سُليم الشامي. خلفُ بن الوليد: هو البغدادي العتكي، وثقه ابنُ معين وأبو زرعة وأبو حاتم، ولم يرْو له أصحابُ الكتب الستة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/37، وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات. قلنا: فاته أن ينسبه لأحمد. وله شاهد من حديث أميمة بنت رُقيقة، سيرد 6/357، وهو عند ابن حبان برقم (4553) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. قوله: "ولا تأتي ببهتان" قال السندي: قيل: هو إلحاق المرأة بزوجها غير ولده، وكانت المرأة تلتقط مولوداً، فتقول لزوجها: هذا ولدي منك. وسمي بهتانا بين يديها ورجليها، لأن الولد إذا خرج من بطن الأم يقع بين يديها ورجليها. الحديث: 6850 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 437 أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْقَى بَيْنَ يَدَيَّ صَحِيفَةً، فَقَالَ: هَذَا مَا كَتَبَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرْتُ فِيهَا، فَإِذَا فِيهَا: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي مَا أَقُولُ (1) إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ، قُلْ: اللهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ (2) الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ " (3) 6852 - حَدَّثَنَا أَبُو مُغِيرَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: هَبَطْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ، قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا عَلَيَّ رَيْطَةٌ مُضَرَّجَةٌ بِعُصْفُرٍ، فَقَالَ: " مَا هَذِهِ؟ "، فَعَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَرِهَهَا، فَأَتَيْتُ أَهْلِي   (1) في هامش (س) و (ص) : دعاء أقول. خ. (2) في (ظ) : وشر. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. ابن عياش -وهو إسماعيل- صدوقٌ في روايته عن أهل بلده، وهذا منها. وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الترمذي (3529) من طريق إسماعيل بن عياش، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وسلف برقم (6597) ، وذكرنا هناك شاهده. الحديث: 6852 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 438 وَهُمْ يَسْجُرُونَ تَنُّورَهُمْ، فَلَفَفْتُهَا، ثُمَّ أَلْقَيْتُهَا فِيهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا فَعَلَتِ الرَّيْطَةُ؟ " قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَرَفْتُ مَا كَرِهْتَ مِنْهَا، فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَهُمْ يَسْجُرُونَ تَنُّورَهُمْ فَأَلْقَيْتُهَا فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَهَلَّا كَسَوْتَهَا بَعْضَ أَهْلِكَ " (1) 6852 م - وَذَكَرَ أَنَّهُ حِينَ هَبَطَ بِهِمْ مِنْ ثَنِيَّةِ أَذَاخِرَ " صَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده حسن، أبو مغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي. وأخرجه أبو داود (4066) ، وابنُ ماجه (3603) من طريق عيسى بن يونس، عن هشام بن الغاز، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/369، والحاكم 4/190 من طريقين عن عمرو بن شعيب، به، وقال الحاكم: لهذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد اتفق الشيخان رضي الله عنهما من النهي عن لبس المعصفر للرجل على حديث علي رضي الله عنه، ووافقه الذهبي. والنهيُ عن لبس المعصفر مختص بالرجال دون النساء، ففي "مصنف" عبد الرزاق (19956) بإسناد صحيح عن عائشة بنت سعد، قالت: رأيتُ ستاً من أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبسن المعصفر. وانظر رواية النهي عن لبس المعصفر برقم (6513) . وثنية أذاخر: موضع بين الحرمين قريب من مكة. قال ابن إسحاق -فيما نقله ياقوت-: لما وصل رسولُ اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة عام الفتح دخل من أذاخر حتى نزل بأعلى مكة، وضُربت هناك قُبته. والريْطةُ: كل ثوب رقيق لين من كتان، لم يكن قطعتين متضامتين بل واحدة. مضرجة بعُصْفر: مصبوغة بالحمرة دون المشبع وفوق المورد. يسجرون: من سجرت التنور، كنصر، إذا أحميته. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 439 إِلَى جَدْرٍ (1) اتَّخَذَهُ قِبْلَةً، فَأَقْبَلَتْ بَهْمَةٌ تَمُرُّ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا زَالَ يُدَارِئُهَا، وَيَدْنُو مِنَ الْجَدْرِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَطْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ لَصِقَ (2) بِالْجِدَارِ، وَمَرَّتْ مِنْ خَلْفِهِ " (3) 6853 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ السَّلُولِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعُونَ حَسَنَةً، أَعْلَاهَا مِنْحَةُ الْعَنْزِ، مَا مِنْهَا حَسَنَةٌ يَعْمَلُ بِهَا عَبْدٌ رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ " (4)   (1) في (ظ) : جدار. وكلاهما بمعنى. (2) في هامش (س) و (ص) : لصقت. (3) صحيح، وهذا إسناد حسن وهو إسناد سابقه. وأخرجه أبو داود (708) ، والبيهقي في "السنن" 2/268 من طريق مسدد، عن عيسى بن يونس، عن هشام بن الغاز، به. وله شاهد من حديث ابن عباس عند ابن حبان (2371) بإسناد صحيح، وقد سلف في مسنده برقم (3174) بإسناد منقطع. والجدْر: بفتح جيم وتكسر، وسكون دال: الجدار، أو أصل الجدار. والبهمة: بفتح الموحدة وسكون هاء: ولد الضأن ذكراً كان أو أنثى. يُدارئها، بهمزة في آخره: أي. يدافعها. قاله السندي (4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كبشة السلُولي، فمن رجال البخاري. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/184 من طريق أبى المغيرة، بهذا الإسناد.= الحديث: 6853 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 440 6854 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ، عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ - الَّذِي كَانَ يَسْكُنُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ -، قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُهُ: هَلْ سَمِعْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَارِبَ الْخَمْرِ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي فَيَقْبَلَ اللهُ مِنْهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا " (1) 6854 م - قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِي ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ نُورِهِ مَا شَاءَ فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِمْ، فَأَصَابَ النُّورُ مَنْ شَاءَ أَنْ يُصِيبَهُ، وَأَخْطَأَ مَنْ   = وهو مكرر (6488) ، وشُرحت ألفاظه هناك. (1) حديث صحيح، عروة بن رُويم -وهو أبو القاسم اللخمي الأردني-، وثقه ابن معين ودُحيم والنسائي، وقال الدارقطني: لا بأس به، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وعامة أحاديثه مرسلة وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن الديلمي -وهو عبد الله بن فيروز- فقد روى له أصحابُ السنن غير الترمذي، وهو ثقة. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، ومحمد بن مهاجر: هو الأنصاري الشامي أخو عمرو. وأخرجه الخطيب البغدادي في "الرحلة في طلب الحديث" برقم (48) من طريق عبد الله بن يوسف، عن محمد بن مهاجر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/314 من طريق عثمان بن حصْن بن علاق، عن عروة بن رُويم، به وسلف برقم (6644) بإسناد صحيح، وبرقم (6659) و (6773) . وانظر "ذيل القول المسدد" الحديث (17) . الحديث: 6854 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 441 شَاءَ، فَمَنْ أَصَابَهُ النُّورُ يَوْمَئِذٍ فَقَدِ (1) اهْتَدَى، وَمَنْ أَخْطَأَهُ (2) يَوْمَئِذٍ ضَلَّ، فَلِذَلِكَ قُلْتُ: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ " (3) 6855 - وحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جُنَادَةَ الْمَعَافِرِيُّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَسَنَتُهُ، فَإِذَا فَارَقَ الدُّنْيَا، فَارَقَ السِّجْنَ وَالسَّنَةَ " (4)   (1) "فقد": ليست في (ظ) . (2) وقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: "أخطأ" دون هاء. (3) حديث صحيح، وإسناده هو إسنادُ سابقه. وسلف برقم (6644) بإسناد صحيح. (4) إسناده ضعيف. عبد الله بن جنادة المعافري لم يوثقه غير ابن حبان، ولم يرو عنه إلا يحيى بن أيوب وسعيد بن أبي أيوب كما ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/25، وقد ترجمه الحسيني في "الإكمال" ص 231، وجاء فيه: البصري، وهو تحريف، صوابه: المصري. وباقي رجاله رجال الصحيح غير علي بن إسحاق -وهو السلمي- وهو ثقة أخرج له الترمذي. عبد الله: هو ابن المبارك، ويحيي بن أيوب: هو الغافقي المصري، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وهو عند ابن المبارك في "الزهد" (598) . وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (346) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/177، والبغوي (4106) من طرق، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وتحرف اسم عبد الله بن جنادة في مطبوع "الحلية" إلى: هبة الله بن جنادة، وتحرف فيه اسم الصحابي إلى: عبد الرحمن بن عمرو.= الحديث: 6855 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 442 6856 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَنَّ رَصَاصَةً مِثْلَ هَذِهِ - وَأَشَارَ إِلَى مِثْلِ جُمْجُمَةٍ (1) -، أُرْسِلَتْ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَهِيَ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، لَبَلَغَتِ الْأَرْضَ   = وأخرجه الحاكم 4/315 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، به، وسكت عنه هو والذهبي. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/288، 289، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن جنادة، وهو ثقة وللحديث أصل في الصحيح من حديث أبي هريرة عند مسلم (2956) ، ولفظه: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، سيرد (8296) و (9065) و (10292) . وفي الباب عن ابن عمر عند البزار (3645) ، وأبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/340، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/401، والقضاعي في "مسند الشهاب" (145) ، وأرده الهيثمي في "المجمع" 10/289، وقال: رواه البزار بسندين أحدهما ضعيف، والآخر فيه جماعة لم أعرفهم. قوله: "سجن المؤمن": إما لأنها لا تخلو عن تعب ومشقة عادة، أو لأنها بالنظر إلى ما أعد الله له من الكرامة سجن، وإن كان في غاية من العيش ونهاية من الرخاء. قاله السندي. وقال الإمام النووي: معناه أن كل مؤمن مسجون، ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة، مكلف بفعل الطاعات الشاقة، فإذا مات استراح من هذا، وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من المنغصات. قوله: "وسنتُه": السنة بفتح السين وتخفيف النون: الجدب والقحط. (1) في هامش (ظ) : جمجمته. خ. الحديث: 6856 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 443 قَبْلَ اللَّيْلِ، وَلَوْ أَنَّهَا أُرْسِلَتْ مِنْ رَأْسِ السِّلْسِلَةِ، لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا، اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَ أَصْلَهَا، أَوْ قَعْرَهَا " (1)   (1) إسناده حسن. علي بن إسحاق: هو السُلمي، وسعيد بن يزيد: هو الحمْيري القتْباني، وأبو السمْح: هو دراج بن سمعان السهمي، وهو صدوق حسن الحديث إلا في روايته عن أبي الهيثم، فضعيف، وعيسى بن هلال: هو الصدفي المصري، أورده يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر 2/515، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه عند أصحاب السنن. وهو عند ابن المبارك في"الزهد" (290) من زوائد نعيم بن حماد. وأخرجه الترمذي (2588) ، والطبري في تفسير قوله تعالى: (ثم في سلْسلةٍ فرْعُها سبعون فراعاً فاسْلُكُوه) [الحاقة: 32] من طريقين عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد، قال الترمذي: هذا إسناد حسن صحيح، والذي نقله المنذري عنه في "الترغيب والترهيب" 4/473، والمزي في "الأطراف" 6/374، وابن كثير في "التفسير" 8/243 أنه قال: حديث حسن. وأخرجه مختصراً الحاكم 2/438، 439، ومن طريقه البيهقي في "البعث" (581) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن يزيد، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. والمراد بالسماء والأرض في الحديث سماءُ جهنم وأرضُها. وقد نفل الأحوذي في "تحفته" 7/313 عن التوربشتي قوله: بين مدي قعر جهنم بأبلغ ما يمكن من البيان، فإن الرصاص من الجواهر الرزينة، والجوهر كلما كان أتم رزانة، كان أسرع هبوطاً إلى مستقره، لا سيما إذا انضم إلى رزانته كبر جرمه، ثم قدره على الشكل الدوري، فإنه أقوى انحداراً، وأبلغ مروراً في الجو. قال القاري: فالمختار عنده أن المراد بالجمجمة جمجمة الرأس. قلنا: قد ورد في مطبوع الترمذي، و"تلخيص" الذهبي لـ"مستدرك" الحاكم 2/438 لفظ: "رُضاضة" بضادين معجمتين، بدل: "رصاصة" ورضاضةُ كل شيء فتاته وكسارتُه.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 444 6857 - حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو شُجَاعٍ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1) 6858 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ، - وَكَانَ رَجُلًا شَاعِرًا - سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (2) قَالَ بَهْزٌ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ (3) ،   =وسيأتي (6857) . (1) إسناده حسن، الحسن بن عيسى: هو ابن ماسرْجس أبو علي النيسابوري، مولى عبد الله بن المبارك، كان نصرانياً، وأسلم على يدي مولاه ابن المبارك، روى عنه مسلم وأبو داود والبخاري في غير "صحيحه"، وأحمدُ بن حنبل وابنُه عبد الله. وقد ورد هذا الحديث في نسخة (ظ) من زيادات عبد الله، وكتب في أوله كلمة: زيادة. وورد في باقي النسخ من مرويات أبيه الإمام أحمد. وهو مكرر (6856) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6812) . عفان: هو ابن مسلم، وبهْز: هو ابن أسد العمي، وأبو العباس: هو السائب بن فروخ، وحبيب بن أبي ثابت صرح بسماعه منه، فانتفت شبهة تدليسه. وقول بهز: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، هو حكاية لكلام شعبة، يريد أن شعبة قال في تحديثه له: أخبرني حبيب، أي: صرح بسماعه منه. وفي رواية بهز أيضاً قال أبو العباس: سألتُ ابن عمرو، بدل: "سمعت". وسلف أيضا برقم (6765) و (6811) . وانظر (6525) . (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أخبرني ابن أبي ثابت، بحذف اسم حبيب الحديث: 6857 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 445 عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو (1) 6859 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَظُنُّهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ - شُعْبَةُ شَكَّ -: قَامَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: " فَهَلْ (2) لَكَ وَالِدَانِ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أُمِّي، قَالَ: " انْطَلِقْ فَبِرَّهَا "، قَالَ: فَانْطَلَقَ يَتَخَلَّلُ الرِّكَابَ (3) 6860 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنَ الشَّامِ، - وَكَانَ (4) يَتْبَعُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَيَسْمَعُ - قَالَ: كُنْتُ مَعَهُ فَلَقِيَ نَوْفًا، فَقَالَ نَوْفٌ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ لِمَلَائِكَتِهِ: ادْعُوا لِي عِبَادِي، قَالُوا: يَا رَبِّ، كَيْفَ وَالسَّمَاوَاتُ السَّبْعُ دُونَهُمْ، وَالْعَرْشُ   (1) "بن عمرو" وردت في (س) و (ص) على الهامش، وأمامها: خ. (2) في (ص) : هل. (3) إسناده ضعيف، عطاء والد يعلى -وهو العامري الطائفي-، قال الحافظ في "التهذيب": قال أبو الحسن ابن القطان: مجهول الحال، ما روى عنه غير ابنه يعلى، وتبعه الذهبي في "الميزان". ثم إن شعبة شك في وصله وإرساله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير يعلى بن عطاء فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العمّي. ولم يورده الهيثمي في "المجمع"، وهو على شرطه. ومعناه صحيح تقدم بأسانيد صحيحة، منها الحديث الذي قبله. وقوله: "يتخلل الركاب"، أي: يدخلُ بينها وهو منطلق. يقال: تخللهم: دخل بينهم. (4) في (ظ) : كان. الحديث: 6859 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 446 فَوْقَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ إِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اسْتَجَابُوا، قَالَ: يَقُولُ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ أَوْ غَيْرَهَا، قَالَ: فَجَلَسَ قَوْمٌ أَنَا فِيهِمْ يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى، قَالَ: فَأَقْبَلَ إِلَيْنَا يُسْرِعُ الْمَشْيَ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَفْعِهِ إِزَارَهُ لِيَكُونَ أَحَثَّ (1) لَهُ فِي الْمَشْيِ، فَانْتَهَى إِلَيْنَا، فَقَالَ: " أَلَا أَبْشِرُوا، هَذَاكَ رَبُّكُمْ أَمَرَ بِبَابِ السَّمَاءِ الْوُسْطَى - أَوْ قَالَ: بِبَابِ السَّمَاءِ - فَفُتِحَ، فَفَاخَرَ بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، قَالَ (2) : انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، أَدَّوْا حَقًّا مِنْ حَقِّي، ثُمَّ هُمْ يَنْتَظِرُونَ أَدَاءَ حَقٍّ آخَرَ يُؤَدُّونَهُ " (3) 6861 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،   (1) في (ص) و (ق) : أحث. وفي (س) أهملت من النقط، ووقع محلها في (ظ) بياض. وقيدها السندي في حاشيته على المسند بالثاء المثلثة. (2) في (ظ) : فقال. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، بهْز: هو ابن أسد العمي البصري، وثابت: هو ابن أسلم البناني، والرجل المبهم من أهل الشام هو أبو أيوب المراغي الأزدي العتكي، كما هو مصرح به برقم (6750) و (6752) ، وسلف تخريجه في الموضع الأول منهما. نوْف: هو ابن فضالة البكالي ابن امرأة كعب الأحبار، قال الحافظ: كذب ابنُ عباس ما رواه عن أهل الكتاب. وسيأتي برقم (6946) . وقوله: "ذُكر لنا" على بناء المفعول، أي: في الكتب السابقة، أو ألسنة بعض الأنبياء السابقين عليهم السلام. وقوله: "كيف"، أي: كيف يحضرون عندك؟ وقوله: "استجابوا"، أي: دعوتكم بالحضور عندي. قولى: "أحث" بتشديد المثلثة، أي: أسرع، ومنه قوله تعالى: (يطلبه حثيثاً) . قال ذلك كله السندي. الحديث: 6861 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 447 عَنْ صُهَيْبٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ ذَبَحَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، سَأَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قِيلَ: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: "يَذْبَحُهُ ذَبْحًا، وَلَا يَأْخُذُ بِعُنُقِهِ فَيَقْطَعَهُ " (1) 6862 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ، فَلَا تَفْعَلَنَّ (2) ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَظًّا، وَإِنَّ لِعَيْنَيْكَ عَلَيْكَ حَظًّا، أَفْطِرْ وَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً؟ قَالَ: " صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا، وَأَفْطِرْ يَوْمًا " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ، يَقُولُ: " يَا لَيْتَنِي كُنْتُ أَخَذْتُ بِالرُّخْصَةِ " (3)   (1) إسناده ضعيف لجهالة صهيب الحذاء، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم. وهو مكرر (6551) . وجاء في (س) و (ص) : "تذْبحُه ذبحاً ولا تأخُذُ بعُنُقه فتقطعه" بالتاء في الأفعال، وجاءت في (ظ) مهملة تحتمل الوجهين: التاء والياء. (2) كذا في (ص) و (ظ) و (ق) وفي (س) : فلا، ولا تفعلن. وفي هامش (ص) : ولا. خ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وهو مكرر (6832) . وانظر (6477) الحديث: 6862 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 448 6863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " صُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ: " صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا " فَقَالَ لَهُ: " اقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قَالَ: إِنِّي (1) أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ: " اقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ " (2) 6864 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، فَهُوَ مُنَافِقٌ، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ الْأَرْبَعِ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، حَتَّى يَدَعَهَا، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ " (3) 6865 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ الطَّحَّانَ، حَدَّثَنَا   (1) في (ظ) : فإني. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مغيرة: هو ابن مقْسم الضبي. وأخرجه البخاري (1978) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وهو قطعة من الحديث (6477) . وانظر ما قبله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وهو مكرر (6768) سنداً ومتناً. الحديث: 6863 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 449 أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ شَيْخٍ، مِنَ النَّخَعِ، قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ إِيلِيَاءَ، فَصَلَّيْتُ إِلَى سَارِيَةٍ رَكْعَتَيْنِ، فَجَاءَ رَجُلٌ، فَصَلَّى قَرِيبًا مِنِّي، فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَإِذَا هُوَ (1) عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، فَجَاءَهُ رَسُولُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ: أَنْ أَجِبْ، قَالَ: هَذَا يَنْهَانِي (2) أَنْ أُحَدِّثَكُمَا (3) كَمَا كَانَ أَبُوهُ يَنْهَانِي، وَإِنِّي سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ" (4) 6866 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ،   (1) "هو" ليس في (ظ) . (2) "أن" ليس في (م) . (3) في (ظ) : أحدث. وفي طبعة الشيخ أحمد شاكر: أحدثكم. (4) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الشيخ الذي روى عنه عبد الله بن أبي الهُذيل. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم، وخالد الواسطي الطحان: هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 4/362 من طريق يحيى الحماني، عن خالد الواسطي، بهذا الإسناد وسلف مرفوعه برقم (6557) ، وذكرنا هناك شواهده. وقول ابن عمرو: إن هذا ينهاني أن أحدث ... الخ، كأنه ذكر الحديث المذكور للتنبيه على أنه إذا لم يحدث بالعلم صار علما لا ينفع. قاله السندي. الحديث: 6866 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 450 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ صَامَ الْأَبَدَ فَلَا صَامَ " (1) 6867 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن مصعب القرقساني مختلف فيه، وهو حسن الحديث في المتابعات، وقد توبع. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه ابنُ حبان (3581) من طريق الوليد بن مسلم الدمشقي، وأبو نعيم في "الحلية" 3/320 من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/206، و"الكبرى" (2689) و (2690) من طرق، عن الأوزاعي، عن عطاء، عمن سمع ابن عمرو، عن ابن عمرو، وجهالة شيخ عطاء هنا لا تضر، فقد تابعه أبو العباس المكي في الرواية الآتية في "المسند" (6874) . وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/204، وفي "الكبرى" (2687) و (2688) من طرق، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب. وورد في "الكبرى": عبد الله بن عمرو، طبعة دار الكتب العلمية، وهو خطأ، وجاء على الصواب: عبد الله بن عمر في "تحفة الأشراف" 6/12، وفي طبعة الشيخ عبد الصمد شرف الدين. وأخرجه النسائي في "المجتبى" أيضاً 4/205 و206 من طريق الأوزاعي، عمن سمع ابن عُمر، عن ابن عُمر. وسيكرر برقم (6988) ، وسلفت قطعة منه بالأرقام (6527) ، وفيه ذكر شواهده، و (6766) و (6789) ، ومطولاً برقم (6477) . الحديث: 6867 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 451 أُخْبِرْتُ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَعَمْ، قَالَ: " فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا (1) ، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: " فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: " صُمْ صَوْمَ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ، وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا كَانَ صِيَامُ دَاوُدَ؟ قَالَ: " كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (2)   (1) في (ظ) : وإن لزورك عليك حقاً، ولزوجك عليك حقاً. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن مصعب القرقساني، قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يحيي: هو ابن أبي كثير. وأخرجه ابن سعد 4/264 عن محمد بن مصعب القرقساني، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1975) و (5199) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/85، وابن حبان (3571) ، والبيهقي في "السنن" 4/299، من طرق، عن الأوزاعي، به. وأخرجه البخاري (1974) و (6134) ، ومسلم (1159) (182) و (183) ، والنسائي في "المجتبى" 4/211، وفي "الكبرى" (2699) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/85، وابن خزيمة (2110) ، من طرق، عن يحيى بن أبي كثير، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/283، 284 من طريق محمد بن عمرو بن الجزء: 11 ¦ الصفحة: 452 6868 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى بِهِمْ يَوْمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُهُ، فَقَامَ بِالنَّاسِ، فَقِيلَ: لَا يَرْكَعُ، فَرَكَعَ (1) ، فَقِيلَ: لَا يَرْفَعُ، فَرَفَعَ، فَقِيلَ: لَا يَسْجُدُ، وَسَجَدَ (2) ، فَقِيلَ: لَا يَرْفَعُ (3) ، فَقَامَ فِي الثَّانِيَةِ، فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَتَجَلَّتِ الشَّمْسُ " (4)   = علقمة، عن أبي سلمة، به. وسيأتي برقم (6876) و (6878) و (6880) ، وسلف مطولاً برقم (6477) ، ومختصراً برقم (6862) . قال ابنُ حبان 8/338: قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وإنّ لزوْرك عليك حقاً" ليس في خبرٍ إلا في هذا الخبر، وفيه دليلٌ على إباحة إفطار المرء لضيفٍ ينزلُ به، وزائرٍ يزورُه. قال البخاري في "صحيحه" 10/531: يُقال: هو زوْر، وهؤلاء زوْر وضيْف، ومعناه: أضيافه وزُوّاره، لأنها مصدر، مثل: قوم رضاً وعدل، ويقال: ماء غور، وماءان غور، ومياه غور. قال الحافظ: وقال غيره: الزوْرُ جمع زائر، كراكب وركْب، وهو قولُ أبي عبيدة، وجزم به في "الصحاح". (1) في (ظ) : وركع. (2) في (ق) : فسجد. وأشير إليها في هامش (س) و (ص) . (3) قوله: "فجلس، فقيل: لا يسجد، وسجد، فقيل: لا يرفع" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب روى له أصحابُ السنن والبخاري متابعة، وهو صدوق حسن الحديث إذا كان الراوي عنه ممن روى عنه قبل= الحديث: 6868 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 453 6869 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي جِئْتُ لِأُبَايِعَكَ عَلَى الْهِجْرَةِ (1) ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ؟ قَالَ: " فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا، فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا " (2)   = اختلاطه، وسفيان وهو الثوري من هؤلاء. وأبوه السائب ثقة روى له الأربعة والبخاري في "الأدب المفرد". وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4938) . وأخرجه ابن خزيمة (1393) ، والحاكم 1/329، والبيهقي في "السنن" 3/324 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه المذكورون أيضاً من طريق سفيان، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه (وهو عطاء العامري) ، عن ابن عمرو. قال الحاكم: حديث الثوري عن يعلى بن عطاء غريب صحيح، فقد احتج الشيخان بمؤمل بن إسماعيل، ولم يخرجاه، فأما عطاء بن السائب، فإنهما لم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قلنا: عبارة "المستدرك" هذه مضطربة، ولا يبنى بعضها على بعض، وقد صحح الحاكم حديث يعلى بن عطاء، عن أبيه عطاء العامري، عن ابن عمرو، ووافقه الذهبي، مع أن عطاء والد يعلى قال: أبو الحسن ابن القطان مجهولُ الحال، لم يرو عنه غير ابنه يعلى، وتبعه الذهبي في "الميزان" 3/78. وقوله: "فقد احتج الشيخان بمؤمل بن إسماعيل" وهم منه، فإنهما لم يحتجا به، ولم يخرج له سوى البخاري تعليقاً، وهو سييء الحفظ. (1) قوله: "على الهجرة" ثبت في النسخ الخطية، وسقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده حسن، سفيان -وهو الثوري- سمع من عطاء قبل الاختلاط= الحديث: 6869 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 454 6870 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُصَابُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ، إِلَّا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى الْحَفَظَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ، قَالَ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنَ الْخَيْرِ، مَا دَامَ مَحْبُوسًا فِي وَثَاقِي " (1) 6871 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: لَمَّا جَاءَتْنَا بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَدِمْتُ الشَّامَ، فَأُخْبِرْتُ بِمَقَامٍ يَقُومُهُ نَوْفٌ، فَجِئْتُهُ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ، فَاشْتَدَّ النَّاسُ، عَلَيْهِ خَمِيصَةٌ، وَإِذَا (2) هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَلَمَّا رَآهُ نَوْفٌ أَمْسَكَ عَنِ الْحَدِيثِ،   = السائب والد عطاء: هو ابن مالك، أو ابن زيد، ثقة، روى له أصحاب السنن، والبخاري في "الأدب المفرد". وهو في "مصنف" عبد الرزاق (9285) . وأخرجه البخاري في "الآدب المفرد" (13) ، وأبو داود (2528) ، والبيهقي في "السنن" 9/26، والحاكم 2/154، والبغوي (2639) ، من طرق عن سفيان الثوري، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وسلف برقم (6490) و (6833) ، وسيأتي برقم (6909) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن مخيمرة فمن رجال مسلم، وروى له البخاري تعليقاً. سفيان: هو الثوري. وهو مكرر (6482) . (2) في (س) : فإذا. وأشير إليها في هامش (ص) . الحديث: 6870 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 455 فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهَا سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، يَنْحَازُ النَّاسُ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ، لَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ (1) إِلَّا شِرَارُ أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ، تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللهِ، تَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ " قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ - حَتَّى عَدَّهَا زِيَادَةً عَلَى عَشْرَةِ مَرَّاتٍ - كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ، حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ فِي بَقِيَّتِهِمْ " (2)   (1) ضرب عليها في (ظ) ، وكتب في الهامش: الأرضين، وفوقها: صح. (2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ثم إنه معلول كما سيأتي. معمر: هو ابن راشد، وقتادة: هو ابن دعامة السدُوسي. نوْف الوارد ذكره في الحديث: هو البكالي. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20790) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم 4/486، والبغوي (4008) ، وسكت عنه الحاكم هو والذهبي. وأخرجه بقسميه الطيالسي (2293) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 6/53، 54، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، به. ومن طريق الطيالسي، سيرد برقم (6952) . وأخرج القسم الأول منه مختصراً أبو داود (2482) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه هشام، عن قتادة، به. وأخرجه الطبري في تفسير قوله تعالى: (وقال إني مهاجر إلى ربي) = الجزء: 11 ¦ الصفحة: 456 6872 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: شَكَّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ فِي الْحَوْضِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سَبْرَةَ - رَجُلٌ مِنْ صَحَابَةِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ: فَإِنَّ أَبَاكَ حِينَ انْطَلَقَ وَافِدًا إِلَى مُعَاوِيَةَ انْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، فَحَدَّثَنِي مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ، حَدِيثًا   = [العنكبوت: 26] من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، مُعْضلاً. وأورده الهيثمي مختصراً في "المجمع" 6/228، وقال: رواه أحمد في حديث طويل، وشهر ثقة، وفيه كلام لا يضر! وأخرجه الحاكم 4/510، 511 في قصة من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن موسى بن عُلى بن رباح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن عبد الله بن عمرو، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أن في إسناده كاتب الليث لم يخرج له الشيخان ولا أحدُهما، وإنما علق له البخاري، ثم هو في حفظه شيء. وقد أخرجه مختصراً بنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 232 بنفس إسناد الحاكم، لكن جاء في آخره أن عُلي بن رباح قال لأبي هريرة: أسمعت ذلك من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: أو من كعب الكتابين. فالحديثُ معلول بهذا، ووقفُه على كعب الأحبار أشبه. والحديث سلف في "مسند" عبد الله بن عمر بن الخطاب برقم (5562) من رواية شهر بن حوشب أيضاً، وفيه أبو جناب الكلبي، وهو ضعيفٌ أيضاً. وذكرنا هناك شواهد يصح بها بعضُه، فانظره لزاماً. وسيرد برقم (6952) . والخميصة: قال ابنُ الأثير: هي ثوب خز أو صوف مُعْلم، وقيل: لا تُسمى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة، وكانت من لباس الناس قديماً، وجمعها الخمائص. وتتمة شرح الحديث سلفت في حديث ابن عمر المذكور آنفاً. الحديث: 6872 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 457 سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمْلَاهُ عَلَيَّ، وَكَتَبْتُهُ، قَالَ: فَإِنِّي أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَمَا أَعْرَقْتَ هَذَا الْبِرْذَوْنَ حَتَّى تَأْتِيَنِي بِالْكِتَابِ، قَالَ: فَرَكِبْتُ الْبِرْذَوْنَ، فَرَكَضْتُهُ حَتَّى عَرِقَ، فَأَتَيْتُهُ بِالْكِتَابِ، فَإِذَا فِيهِ - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُخَوَّنَ الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ، حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ، وَقَطِيعَةُ الْأَرْحَامِ، وَسُوءُ الْجِوَارِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ (1) ، إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ الْقِطْعَةِ مِنَ الذَّهَبِ، نَفَخَ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا فَلَمْ تَغَيَّرْ، وَلَمْ تَنْقُصْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ لَكَمَثَلِ النَّحْلَةِ، أَكَلَتْ طَيِّبًا، وَوَضَعَتْ طَيِّبًا، وَوَقَعَتْ فَلَمْ تُكْسَرْ وَلَمْ تَفْسُدْ " قَالَ: وَقَالَ: " أَلَا وإِنَّ (2) لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ - أَوْ قَالَ: صَنْعَاءَ إِلَى الْمَدِينَةِ - وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ مِثْلَ الْكَوَاكِبِ، هُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا " (3) قَالَ   (1) متن الحديث في (ظ) : لا تقم الساعةُ حتى يظهر الفُحش والتفحش، وسوء الجوار، وقطيعةُ الأرحام، وحتى يُخوّن الأمين، وُيؤتمن الخائن، إن أسلم المسلمين لمن سلم المسلمون من لسانه ويده، وإن أفضل الهجرة لمن هجر ما نهى الله عز وجل عنه، والذي نفس محمد بيده ... (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: ألا إن. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي سبرة، وقد فصلنا القول فيه في الرواية رقم (6514) . معمر: هو ابن راشد، ومطر: هو ابن طهمان الوراق، وهو= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 458 أَبُو سَبْرَةَ: فَأَخَذَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ الْكِتَابَ، فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ، فَلَقِيَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَاللهِ لَأَنَا أَحْفَظُ لَهُ مِنِّي لِسُورَةٍ (1) مِنَ الْقُرْآنِ، فَحَدَّثَنِي بِهِ كَمَا كَانَ فِي الْكِتَابِ، سَوَاءً (2) 6873 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ، يُحَدِّثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَكِيمِ بْنِ صَفْوَانَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: جَمَعْتُ الْقُرْآنَ، فَقَرَأْتُهُ فِي لَيْلَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ الزَّمَانُ، وَأَنْ تَمَلَّ، اقْرَأْ بِهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، قَالَ: " اقْرَأْ بِهِ فِي عِشْرِينَ "، قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، قَالَ: "   = ضعيف لكنه متابع. وسلف بأخصر من هنا برقم (6514) ، وخرجناه مع ذكر شواهد فقراته هناك. وتمثيلُ المؤمن بالنحلة له شاهد من حديث أبي رزين العُقيلي عند النسائي في "الكبرى" (11278) ، وابن حبان (247) ، وفي إسناده وكيع بن عدس لم يوثقه غير ابن حبان. قوله: "لما أعْرقْت"، أي: إلا أعرقت بالإسراع. والبرذون: واحد البراذين، وهي غير العراب من الخيل، وُيعرف باسم الكديش. قوله: "فركضته"، يقال: ركض الفرس: إذا استحثه برجله ليعدو. (1) في هامش (س) و (ص) : الحمد. (2) جاء في هامش (س) هنا ما نصه: هذا الحديث النسخ فيه مختلفة، فليحرر من أصل صحيح. قلنا: ومن اختلاف نسخه اختلافُ نسخة (ظ) عن بقية النسخ، كما سلف، وأشار إلى ذلك السندي في حاشيته على "المسند". الحديث: 6873 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 459 اقْرَأْ بِهِ فِي عَشْرٍ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، قَالَ: " اقْرَأْ بِهِ فِي كُلِّ (1) سَبْعٍ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَمِنْ شَبَابِي، فَأَبَى (2) 6874 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، يَزْعُمُ أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ، الشَّاعِرَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَصُومُ أَسْرُدُ، وَأُصَلِّي اللَّيْلَ. قَالَ: فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيَّ، وَإِمَّا لَقِيتُهُ، فَقَالَ: " أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ وَلَا تُفْطِرُ، وَتُصَلِّي اللَّيْلَ؟ فَلَا تَفْعَلْ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ حَظًّا (3) ، وَلِنَفْسِكَ حَظًّا، وَلِأَهْلِكَ حَظًّا، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَصَلِّ وَنَمْ، وَصُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ تِسْعَةٍ "، قَالَ: إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَصُمْ صِيَامَ دَاوُدَ "، قَالَ:   (1) لفظ: "كل" لم يرد في (ظ) . (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن حكيم بن صفوان لم يرو عنه غير ابن أبي مليكة -وهو عبد الله-، ولم يوثقه غير ابن حبان 5/522، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد صرح ابن جُريج بالتحديث. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (5956) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/285. وسلف برقم (6516) ، ومطولاً برقم (6477) ، وذكرنا التوفيق بين الروايات في كم يختم القرآن برقم (6506) . (3) في (ص) و (م) : لعينك. وهو ما أثبته الشيخ أحمد شاكر في طبعته. الحديث: 6874 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 460 فَكَيْفَ (1) كَانَ دَاوُدُ يَصُومُ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى "، قَالَ: مَنْ لِي بِهَذِهِ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ - قَالَ عَطَاءٌ: فَلَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الْأَبَدِ -، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَرَوْحٌ: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ " مَرَّتَيْنِ (2) 6875 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ (3) بْنُ حَوْشَبٍ، - رَجُلٌ صَالِحٌ - أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ هُذَيْلٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمَنْزِلُهُ فِي الْحِلِّ،   (1) في (ظ) : وكيف. وفوقها: فكيف. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابنُ جريج قد صرح بالسماع من عطاء، وهو ابن أبي رباح. ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البُرساني، وروْح: هو ابن عُبادة، وأبو العباس: هو السائب بن فروخ. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (7863) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1159) (186) ، وابن خزيمة (2109) . وأخرجه مسلم أيضاً (1159) (186) من طريق محمد بن بكر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1977) ، والنسائي في "المجتبى" 4/206 و215، وفي "الكبرى" (2691) و (2709) من طرق عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن خزيمة (2152) من طريق عمرو بن دينار، عن أبي العباس، به، بنحوه مختصراً. وسلف برقم (6766) و (6867) ، وسيأتي (6876) و (6880) ، وهو قطعة من الحديث (6477) . (3) وقع في (ص) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: عمرو. وهو خطأ. الحديث: 6875 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 461 وَمَسْجِدُهُ فِي الْحَرَمِ، قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ رَأَى أُمَّ سَعِيدٍ (1) ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ مُتَقَلِّدَةً قَوْسًا، وَهِيَ تَمْشِي مِشْيَةَ الرَّجُلِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ (2) الْهُذَلِيُّ: فَقُلْتُ: هَذِهِ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ أَبِي جَهْلٍ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِالرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ، وَلَا مَنْ تَشَبَّهَ بِالنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ " (3)   (1) شكلت فى (س) : سُعيد، بضم السين، قال السندي: ضبط بالتصغير، وظاهر كلام الحافظ في "الإصابة" أنه بالتكبير، فإنه جمعها مع أم سعيد والدة سعيد بن زيد الذي هو أحد العشرة المبشرين، ولا شك أنه لا يصح التصغير هناك. والله تعالى أعلم. (2) في (ظ) : فقال. (3) مرفوعه صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عمر بن حوشب -كما ذكر ابنُ القطان فيما نقله عنه الحافظ ابنُ حجر في "التهذيب"، والذهبي في "الميزان"، ووصفُ عبد الرزاق له بأنه رجل صالح ليس توثيقاً له-، ولإبهام الرجل من هُذيل، وبقيةُ رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 3/321 من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد، وقال: غريب من حديث عمرو عن عطاء، ولم نكتبه إلا من هذا الوجه. وتحرف في المطبوع عمر بن حوشب، إلى: عمرو. وأخرجه العُقيلي في "الضعفاء" 2/232 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع عمر بن حوشب، إلى: عمرو. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/102، 103، وقال: رواه أحمد، والهُذلي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. ورواه الطبراني باختصار، وأسقط الهُذلى المبهم، فعلى هذا رجال الطبراني كلهم ثقات. وأوره الحافظ ابن حجر في "الإصابة" مختصراً (في ترجمة أم سعيد بنت أبي= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 462 6876 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَسَأَلَنِي، وَهُوَ يَظُنُّ أَنِّي لِأُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا أَنَا لِلْكَلْبِيَّةِ، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتِي، فَقَالَ: " أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؟ فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَاقْرَأْهُ فِي نِصْفِ كُلِّ شَهْرٍ " (1) ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ، لَا تَزِيدَنَّ، وَبَلَغَنِي أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي لَأَصُومُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَصُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ يَوْمَيْنِ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمْ   = جهل) ، ونسبه لأحمد والطبراني في "الكبير"، وقال: ورجاله ثقات إلا الهذلي فإنه لم يُسم. وللمرفوع منه شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (5885) سلف برقم (3151) ، ولفظه: لعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال. وآخر من حديث ابن عمر سلف (5328) . وثالث من حديث عائشة عند الحميدي (272) ، وأبي داود (4099) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7804) . (1) في (ظ) : "فاقرأه في كل نصف شهر" وهو لفظ الحديث (6880) . الحديث: 6876 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 463 صِيَامَ دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَإِنَّهُ أَعْدَلُ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ لَا يُخْلِفُ إِذَا وَعَدَ، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى " (1) 6877 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   (1) صحيح لغيره، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي. وأخرجه بطوله النسائي في "المجتبى" 4/212، و"الكبرى" (2701) من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وقسم القراءة أخرجه أبو داود (1388) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، به. وأخرجه البخاري (5054) ، ومسلم (1159) (184) ، والبيهقي في "السنن" 2/396 من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، به. وقسم الصيام أخرجه أبو نُعيم في "الحلية" 1/284 من طريق يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، به. وأورده بطوله الهيثمي في "المجمع" 4/167، وقال: هو في "الصحيح"، خلا قوله: "وكان لا يُخلف إذا وعد"، رواه أحمد، وفيه محمد بن إسحاق، وهو ثقة، ولكنه مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح. وسلف برقم (6867) ، وسيأتي برقم (6878) و (6880) . وهو قطعة من الحديث (6477) . وانظر (6873) و (6874) و (6877) . قوله: "وكان لا يخلف إذا وعد": كأنه ذكره تنبيهاً لعبد الله على ثباته على ما قرر له. والله تعالى أعلم. قاله السندي. وقوله: للكلبية: يعني أن أمه هي تماضر بنت الأصبغ الكلبية، لا أم كلثوم= الحديث: 6877 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 464 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِصِيَامٍ، قَالَ: " صُمْ يَوْمًا وَلَكَ أَجْرُ تِسْعَةٍ "، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، فَزِدْنِي، قَالَ: " صُمْ يَوْمَيْنِ، وَلَكَ أَجْرُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ (1) " قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، فَزِدْنِي، قَالَ: " فَصُمْ (2) ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ سَبْعَةِ أَيَّامٍ "، قَالَ: فَمَا زَالَ يَحُطُّ لِي، حَتَّى قَالَ: " إِنَّ أَفْضَلَ الصَّوْمِ صَوْمُ أَخِي دَاوُدَ، أَوْ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ - شَكَّ الْجُرَيْرِيُّ - صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا " فَقَالَ عَبْدُ اللهِ، لَمَّا ضَعُفَ (3) : " لَيْتَنِي كُنْتُ قَنَعْتُ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (4) 6878 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = ابنة عقبة، وهي زوج أخرى لعبد الرحمن بن عوف. وانظر (6880) . (1) لفظ: "أيام" لم يرد في (ظ) . (2) في (س) و (ص) : صم. (3) في (م) وهامش (س) و (ص) و (ظ) : ضعفت. (4) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب بن عطاء -وهو الخفاف-، فمن رجال مسلم، لكن الجُريري -وهو سعيد بن إياس-، اختلط قبل موته بثلاث سنين، وسماعُ عبد الوهاب الخفاف منه لم يتحرر لنا أهو قبل الاختلاط أم بعده. أبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، ومُطرف بن عبد الله: هو أخو يزيد وهو حديث صحيح بغير هذه السياقة، فقد سلف مختصراً برقم (6545) ، وسيأتي برقم (6915) و (7087) و (7098) ، وهو قطعة من الحديث (6477) . الحديث: 6878 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 465 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ بَيْتَهُ، فَقَالَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَكَلَّفُ قِيَامَ اللَّيْلِ وَصِيَامَ النَّهَارِ؟ " قَالَ: إِنِّي لَأَفْعَلُ، فَقَالَ: " إِنَّ حَسْبَكَ، وَلَا أَقُولُ: افْعَلْ، أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، فَكَأَنَّكَ قَدْ صُمْتَ الدَّهْرَ كُلَّهُ "، قَالَ: فَغَلَّظْتُ فَغُلِّظَ (1) عَلَيَّ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي لَأَجِدُ قُوَّةً (2) مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " إِنَّ مِنْ حَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: فَغَلَّظْتُ فَغُلِّظَ (1) عَلَيَّ، فَقُلْتُ: إِنِّي لَأَجِدُ بِي قُوَّةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْدَلُ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، نِصْفُ الدَّهْرِ " (3) ، ثُمَّ قَالَ: " لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقٌّ " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ، يَصُومُ ذَلِكَ الصِّيَامَ، حَتَّى إِذَا (4) أَدْرَكَهُ السِّنُّ وَالضَّعْفُ، كَانَ يَقُولُ: " لَأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي " (5)   (1) شكلت في (س) : فغلظ، يعني بالبناء للمفعول. (2) في (ظ) : لأجد بي قوة. وكتب فوقها: صح. (3) في (ظ) : صام نصف الدهر. وفوقها: صح. (4) "إذا": لم ترد في (ق) و (م) . (5) صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، روى له البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عبد الوهاب بن عطاء: هو الخفاف، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وسلف برقم (6760) و (6761) و (6762) و (6766) و (6832) و (6862) = الجزء: 11 ¦ الصفحة: 466 6879 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ، سَمِعْتُ (1) أَبِي، يَذْكُرُهُ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ إِذَا كُنَّ فِي الرَّجُلِ فَهُوَ الْمُنَافِقُ الْخَالِصُ: إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِنِ اؤْتُمِنَ خَانَ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ، لَمْ يَزَلْ - يَعْنِي -، فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، حَتَّى يَدَعَهَا " (2)   = و (6867) و (6874) و (6876) . وهو قطعة من الحديث (6477) . (1) في (ظ) : قال: سمعت. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ورُوي مرفوعا وموقوفاً، والمرفوع أصح. الوليد بن القاسم: مختلف فيه، وثقه أحمد، وضعفه ابنُ معين، وقال ابنُ عدي: إذا روى عن ثقة، وروى عنه ثقة، فلا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وفي "المجروحين والضعفاء"، وأبوه القاسم بن الوليد: وثقه ابن معين، وابن سعد، والعجلي، وقال: وهو في عداد الشيوخ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطىء ويخالف. أبو الحجاج: هو مجاهد بن جبر. وسلف برقم (6768) من طريق مسروق، عن عبد الله بن عمرو، بلفظ: "أربع من كن فيه ... "، وفيه بدل قوله: "وإذا اؤتمن خان"، قوله: "وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر". وباللفظ الوارد هنا أخرجه الفريابي في "صفة المنافق" (16) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن غندر، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن صبيح بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو موقوفا. وصبيح بن عبد الله لم يرو عنه غير سماك بن حرب، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/318، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/449، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/382. وبقية رجاله رجال الصحيح.= الحديث: 6879 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 467 6880 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ دَارَهُ، فَسَأَلَنِي، وَهُوَ يَظُنُّ أَنِّي مِنْ بَنِي أُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَةِ عُقْبَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا أَنَا لِلْكَلْبِيَّةِ ابْنَةِ الْأَصْبَغِ، وَقَدْ جِئْتُكَ لِأَسْأَلَكَ عَمَّا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْكَ أَوْ قَالَ لَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَلَأَصُومَنَّ الدَّهْرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي، فَجَاءَنِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي، فَقَالَ: " أَلَمْ يَبْلُغْنِي يَا عَبْدَ اللهِ أَنَّكَ تَقُولُ: لَأَصُومَنَّ الدَّهْرَ، وَلَأَقْرَأَنَّ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ؟ " قَالَ: قُلْتُ: بَلَى، قد (2) قُلْتُ ذَاكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَلَا تَفْعَلْ، صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ "، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَإِنَّهُ أَعْدَلُ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ، وَهُوَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَكَانَ لَا يُخْلِفُ إِذَا وَعَدَ، وَلَا يَفِرُّ إِذَا لَاقَى، وَاقْرَأِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ   = وأخرجه مطولاً الفريابي أيضاً (17) عن هشام بن عمار الدمشقي، عن أسد بن موسى، عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن ابن عمرو موقوفاً. وابن لهيعة سيىء الحفظ، وبقية رجاله ثقات. (1) قوله: "عن محمد بن إسحاق" سقط من طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) "قد": لم ترد في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. الحديث: 6880 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 468 شَهْرٍ مَرَّةً "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي لَأَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ نِصْفِ شَهْرٍ مَرَّةً "، قَالَ: قُلْتُ (1) : إِنِّي أَقْوَى عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ: " فَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ (2) لَا تَزِيدَنَّ عَلَى ذَلِكَ "، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) 6881 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: جَلَسَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَرْوَانَ بِالْمَدِينَةِ، فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ فِي الْآيَاتِ: أَنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجُ الدَّجَّالِ، قَالَ: فَانْصَرَفَ النَّفَرُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَحَدَّثُوهُ بِالَّذِي سَمِعُوهُ مِنْ مَرْوَانَ فِي الْآيَاتِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ شَيْئًا، قَدْ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ (4) حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ ضُحًى، فَأَيَّتُهُمَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى أَثَرِهَا " ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ - وَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ -: " وَأَظُنُّ أُولَاهَا (5)   (1) في (ظ) : فقلت. (2) في هامش (س) و (ص) : سبوع. وهو بمعنى الأسبوع. (3) صحيح لغيره، وهو مكرر (6876) ، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وهو قطعة من الحديث (6477) . (4) "مثل": ليست في (ظ) . (5) في (ظ) : أولاهما. وكتبت في هامش (س) و (ص) . الحديث: 6881 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 469 خُرُوجًا طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَذَلِكَ أَنَّهَا كُلَّمَا غَرَبَتْ أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ، وَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ، فَأُذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ، حَتَّى إِذَا بَدَا لِلَّهِ (1) أَنْ تَطْلُعَ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَعَلَتْ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ: أَتَتْ تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ، وَاسْتَأْذَنَتْ (2) فِي الرُّجُوعِ، فَلَمْ يُرَدَّ عَلَيْهَا شَيْءٌ (3) ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ، فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَذْهَبَ، وَعَرَفَتْ أَنَّهُ إِنْ (4) أُذِنَ لَهَا فِي الرُّجُوعِ، لَمْ تُدْرِكِ الْمَشْرِقَ، قَالَتْ: رَبِّ، مَا أَبْعَدَ الْمَشْرِقَ، مَنْ لِي بِالنَّاسِ؟ حَتَّى إِذَا صَارَ الْأُفُقُ كَأَنَّهُ طَوْقٌ، اسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ، فَيُقَالُ (5) لَهَا: مِنْ مَكَانِكِ فَاطْلُعِي، فَطَلَعَتْ عَلَى النَّاسِ مِنْ مَغْرِبِهَا "، ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} (6) [الأنعام: 158] (7)   (1) لفظه عند ابن أبي شيبة: حتى إذا شاء الله. وعند عبد بن حميد: فإذا أراد الله. (2) كذا في النسخ، ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: فاستأذنت. (3) في (ق) : شيئاً، وكتبت في هامش (س) و (ص) . (4) في (ظ) : لو. وفي هامشها: إن. خ الحافظ. (5) في (ظ) : فقيل. (6) في (ظ) : ذلك يوم) لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً (. (7) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 470 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   حيان التيمي من تيم الرباب الكوفي. وأخرجه الطبري في "تفسيره" [سورة الأنعام: آية 158] من طريق ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/67 من طريق محمد بن بشر، ومسلم (2941) (118) من طريق عبد الله بن نمير (بالمرفوع منه فحسب) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (326) ، والحاكم 4/547، من طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عن أبي حيان، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه عبد الرزاق (20810) ، ومن طريقه الحاكم أيضاً 4/500 عن معمر، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، عن ابن عمرو، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، مع أنه -أي الذهبي- قال في وهب بن جابر في "الميزان": لا يكاد يعرف. قلنا: قد وثقه ابن معين، وعبارة: "عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر" تحرفت في مطبوع "المستدرك"، إلى: "عن إسحاق بن وهب، عن جابر". وأخرجه الطبري أيضاً في تفسير سورة الأنعام آية 158، والبزار (3401) من طريق حماد، عن أبي حيان، عن الشعبي، عن ابن عمرو. قال الهيثمى: بعضه في الصحيح. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/8، 9، وقال: في الصحيح طرف من أوله، ورواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير"، ورجاله رجال الصحيح. قلنا: طرفه الذي في الصحيح سلف برقم (6531) . قوله: "لم يقل مروان شيئاً": قال السندي: يريد أنه باطل لا أصل له، لكن نقل البيهقي عن الحليمي أن أول الآيات خروج الدجال، ثم نزول عيسى، ثم خروج يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وذلك لأن الكفار يسلمون في زمان عيسى حتى تكون الدعوة واحدة، ولو كانت الشمس طلعت من مغربها قبل خروج الدجال ونزول عيسى لم ينفع الكفار إيمانهم أيام عيسى، ولو لم= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 471 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ينفعهم، لما صار الدين واحدا، ولذلك أول بعضهم هذا الحديث بأن الآيات إما أمارات دالةٌ على قرب قيام الساعة أو على وجودها، ومن الأول الدجال ونحوه، ومن الثاني طلوع الشمس ونحوه، فأولية طلوع الشمس إنما هي بالنسبة للقسم الثاني. وقال ابن كثير: المراد في الحديث بيان أول الآيات غير المألوفة، فالدجال وغيره -وإن كان قبل ذلك- هو وأمثالُه مألوف لكونه بشراً، فأما خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف، ومخاطبتُها الناس ووسمُها إياهم بالإيمان أو الكفر فأمر خارج عن مجاري العادات، وذلك أول الآيات الأرضية، كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الأيات السماوية. قلت (القائل السندي) : لكن قول الحليمي: ولو كانت الشمس طلعت من مغربها قبل خروج الدجال لم ينفع الكفار إيمانُهم ... الخ، مبني على أن الإيمان لا ينفع من بعد طلوع الشمس إلى قيام الساعة، وفيه أنه يُمكن أن يُقال: إنه لا ينفع من علم به بالمشاهدة أو بالتواتر، وينفعُ بعد ذلك من عدم فيه أحدهما، فقد قال تعالى: (يوم يأتي بعضُ آيات ربك لا ينفعُ نفساً إيمانها) ، أي: فلم يقل: لم ينفع منه إلى القيامة، بل قال: لا ينفع ذلك اليوم، فليتأمل. ثم رأيتُ بعض من صنف في البعث والنشور قال مثل ما قلتُ، قال: يُحتمل أن يكون المرادُ بقوله: (لا ينفع نفساً إيمانُها) أنفس القرن الذين شاهدوا تلك الآية العظيمة، فإذا مضى ذلك القرنُ، وتطاول الزمانُ، وعاد الناسُ إلى ما كانوا عليه من الأديان عاد تكليفُ الإيمان بالغيب. انتهى. قوله: "وأظن أولاها ... " قال السندي: قال ذلك بناء على علمه بالكتب المتقدمة. قوله: "من لي بالناس"، أي: من يضمن لي بقضاء حاجات الناس التي كنت أقضيها، يريد: حاجة الناس إليها. قوله: "حتى إذا صار الأفق كأنه طوق": كأن المراد أن الناس ينظرون إلى الأفق على عادتهم، فيجدونه كالطوق حول السماء ما فيه شعاع يظهر قرب طلوع الشمس، والله تعالى أعلم. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 472 6882 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ (1) ، - قَالَ غُنْدَرٌ: نُبَيْطِ بْنِ سُمَيْطٍ، قَالَ حَجَّاجٌ: نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ -، عَنْ جَابَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ، وَلَا عَاقٌّ وَالِدَيْهِ، وَلَا مُدْمِنُ (2) خَمْرٍ " (3)   (1) في (ظ) : سُمَيْطٍ. (2) في (ظ) : ولا مدمن، دون قوله: خمر. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، علتُه جابان، وقد سلف الكلامُ فيه في الرواية السالفة برقم (6537) . وأما نُبيط بن شريط، فزاده شعبةُ في هذا الإسناد بين سالم وجابان، ونقل المزي في "تحفة الأشراف" 6/283 عن النسائي قوله: لا نعلم أحداً تابع شعبة على نُبيط بن شريط. وسلف في تخريج هذا الحديث برقم (6537) أنه رواه خمسة من الحُفاظ الثقات، هم: همْامُ بن يحيى، وسفيانُ الثوري، ويحيى القطْان، وجريرُ بن عبد الحميد، وشيبانُ النحوي، كلهم عن منصور، دون هذه الزيادة. وقال ابن حبان -بعد أن أخرج الحديث في "صحيحه" (3383) بإسناد سفيان الثوري، و (3384) بإسناد شعبة-: اختلف شعبةُ والثوري في إسناد هذا الخبر ... ، وهما ثقتان حافظان، إلا أن الثوري كان أعلم بحديث أهل بلده من شعبة، وأحفظ لها منه، ولا سيما حديث الأعمش، وأبي إسحاق ومنصور، فالخبر متصل عن سالم، عن جابان، فمرة روي كما قال شعبة، وأخرى كما قال سفيان. وقد قال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/257: "ولا يُعرف لجابان سماع من عبد الله بن عمرو، ولا لسالم من جابان، ولا من نُبيط. وقد رُوي. الحديثُ من طريق شعبة دون زيادة نبيط ولا جابان، كما سيأتي في التخريج، وسالمُ بن أبي الجعد قد سمع من عبد الله بن عمرو، ومرت روايته عنه برقم (6493) .= الحديث: 6882 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 473 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = واختلف الرواةُ عن شعبة -وكلهم ثقات- في تعيين اسم والد نبيط على نحو ما ذكر أحمد، وما سيرد في التخريج، مما يُشير إلى أن شعبة لم يتقن حفظه. وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، ومنصور: هو ابن المعتمر، وغندر: هو لقب محمد بن جعفر. ونُبيط بن شريط قال ابن حجر في "الإصابة": بالتصغير فيهما، لكن في "جامع الأصول": نُبيط بالتصغير، وشريط بالتكبير. وهو من صغار الصحابة، قال المزي في "التهذيب": رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع خطبته في حجة الوداع، وكان ردْف أبيه يومئذ، معدود في أهل الكوفة. قلنا: سيرد حديثه في "المسند" 4/305، 306. وأخرجه الطيالسي (2295) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (4914) ، عن شعبة، بهذا الإسناد، لكن وقع في مطبوع الطيالسي مقلوباً: شريط (وتحرف فيه إلى: شميط) بن نبيط، ووقع عند النسائي: نبيط بن شريط، وفيهما زيادة: ولا ولد زنية وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/544، والنسائي في "المجتبى" 8/318، و"الكبرى" (5182) ، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 363 و366 من طريق محمد بن جعفر، والدارمي 2/112، وابن حبان (3384) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد. ووقع عند النسائي وابن خزيمة اسم نبيط وحده دون اسم أبيه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4918) من طريق بقية، قال: حدثني شعبة، قال: حدثني يزيد بن أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عمرو مرفوعاً. بإسقاط نبيط وجابان من الإسناد. ولفظه: لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا ولد زنا. ويزيد بن أبي زياد: ضعيف. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4917) أيضاً من طريق غندر، عن شعبة، عن الحكم -وهو ابن عتيبة-، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عمرو موقوفاً. ولفظه: لا يدخل الجنة منان ولا عاق والديه ولا ولد زنا.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 474 6883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الرَّجُلِ قَاعِدًا؟ فَقَالَ: " عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاتِهِ قَائِمًا " قَالَ: وَأَبْصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ لَمْ يُتِمُّوا الْوُضُوءَ، فَقَالَ: " أَسْبِغُوا - يَعْنِي الْوُضُوءَ - وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ، أَوْ: الْأَعْقَابِ " (1) 6884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ،   = وقد سلف برقم (6537) . وسيرد ذكر شواهد زيادة: "ولا ولد زنية" في تخريج الرواية الآتية برقم (6892) ، ويرد هناك تأويله. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير هلال بن يساف، وأبي يحيى الأعرج -واسمه مصْدع- فمن رجال مسلم، منصور: هو ابن المعتمر. والحديث قسمان: أما قسم صلاة القاعد: فأخرجه مسلم (735) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6512) . أما القسم الثاني: وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار"، فقد سلف برقم (6528) و (6809) ، وسيأتي برقم (6911) و (6976) و (7103) . الحديث: 6883 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 475 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْكَبَائِرُ: الْإِشْرَاكُ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، أَوْ قَتْلُ النَّفْسِ - شُعْبَةُ الشَّاكُّ - وَالْيَمِينُ (1) الْغَمُوسُ " (2)   (1) في (ظ) : ويمين الغموس، وكتب فوقها: واليمين الغموس. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. فراس: هو ابن يحيى الهمداني، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه البخاري (6870) ، والترمذي (3021) ، والدارمي 2/191، والطبري في "التفسير" (9222) [النساء: 31] من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6675) ، والنسائي في "المجتبى" 7/89 و8/63، وأبو نعيم في "الحلية" 7/202، والبغوي (44) من طرق، عن شعبة، به. وعلقه البخاري بصيغة الجزم بإثر الحديث (6870) عن معاذ، عن شعبة، به. قال الحافظ في "الفتح" 11/556: ووصله الإسماعيلي من رواية معاذ بن معاذ، عن شعبة. وأخرجه البخاري (6920) ، والطبري في "التفسير" (9223) [النساء: 31] ، وابن حبان (5562) ، والبيهقي في "السنن" 10/35 من طريق شيبان النحوي، عن فراس، به. واليمين الغموس فسره الشعبي -كما في الحديث (5562) عند ابن حبان-، فقال: الذي يقتطع مال امرىء مسلم بيمين صبْرٍ وهو فيها كاذب. قال الحافظ: قيل: سميت بذلك لأنها تغْمسُ صاحبها في الإثم، ثم في النار. وفي الباب عن أنس عند البخاري (2653) ، ومسلم (88) ، سيرد 3/131. وعن عبد الله بن أنيس، سيرد 3/495. وعن أبي بكرة عند البخاري (2654) و (5976) ، ومسلم (87) ، سيرد 5/36 و37 و38. وعن أبي أيوب، سيرد 5/413. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 476 • 6885 (1) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ   = وعن عُمير بن قتادة الليثي عند النسائي في "المجتبى" 7/89 (1) كُتب في هامش (س) أمام هذا الحديث ما نصه: هذا الحديث والذي يليه ساقطان في بعض النسخ، وقد ذكر الحافظُ في "أطرافه" في "مسند" الأعشى أنهما مذكوران في "مسند" عبد الله بن عمرو بن العاص. وكتب نحو ذلك في هامش (ق) . وقال السندي في حاشيته على "المسند": ليس هذا الحديث والذي يليه من مسند عبد الله بن عمرو، وهما ساقطان في بعض الأصول. وبعد أن نقل ما ذكره الحافظ في "أطرافه"، قال: قد نبه على ذلك ابن عساكر في "الفهرست"، فقال: أعشى بني مازن اسمه عبد الله بن الأعور، في أوائل الجزء الثاني من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص. قلنا: وقد وُضع هذان الحديثان في نسخة الظاهرية تحت عنوان: حديث الأعشى المازني عن النبي عليه السلام. أي: للتنبيه على أنهما مقحمان في مسند عبد الله بن عمرو. (2) جاء الحديث في (ظ) -وهي بسخة محررة متقنة- من زيادات عبد الله بن الإمام أحمد، وكُتب فوق أول الإسناد كلمة: زيادة. وجاء كذلك في (س) من الزيادات، لكن كتب في الهامش عبارة: حدثني أبي. وورد في (ص) و (ق) من حديث الإمام أحمد لا من زيادات ولده عبد الله، ويغلب على الظن أن ذلك سهو من الناسخين، فقد نص أيضاً على أنه من الزيادات الهيثمي في "المجمع" 4/330، 331، و331، 332، و18/127، 128. واختلف قول الحافظ فيه في "الإصابة"، فقال في ترجمة الأعشى 1/55: ومدار حديثه على أبي معشر (تحرف فيه إلى: مسعر) البراء، عن صدقة بن طيسلة، حدثني أبي وأخي، عن أعشى بني مازن ... فذكر الحديث، ثم قال: أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وابن شاهين وغيرهم من هذا الوجه وغيره. وقال في ترجمة عبد الله بن الأعور (وهو اسمُ الأعشى) 2/267: روى حديثه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عون (تحرف= الحديث: 6885 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 477 الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَّاءُ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ طَيْسَلَةَ، حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْمَازِنِيُّ، وَالْحَيُّ بَعْدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْشَى الْمَازِنِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْشَدْتُهُ: [البحر الرجز] يَا مَالِكَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبْ ... إِنِّي لَقِيتُ ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ غَدَوْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ ... فَخَلَّفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَهَرَبْ (1) أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ (2) وَلَطَّتْ بِالذَّنَبْ ... وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: " وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ " (3)   = فيه إلى: عوف) بن كهمس بن الحسن، عن صدقة بن طيسلة، حدثني معن بن ثعلبة المازني والحي بعده، قالوا: حدثنا الأعشى، قال: أتيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم نجد الحديث من هذا الطريق في "المسند". (1) في (ظ) : وحرب. وكتب فوقها: وهرب. (2) في هامش (س) و (ص) و (ق) : الوعد. (3) إسناده ضعيف لجهالة حال صدقة بن طيسلة ومعن بن ثعلبة. صدقة بن طيسلة (وتحرف في (ق) و (م) و"التعجيل" إلى: طيلسة) : ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/295، وقال: سمع معن بن ثعلبة، روى عنه يوسفُ البراء، ونقل ذلك ابنُ حبان في "الثقات" 6/468، والحسيني في "الإكمال" ص 202، والحافظُ في "التعجيل" ص 186. ومعنُ بن ثعلبة: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/390،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 478 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقال: سمع الأعشى، روى عنه صدقة بن طيسلة. وقال مثل ذلك ابنُ أبي حاتم وابنُ حبان والحسيني والحافظ. وياقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة. أبو معشر البراء: هو يوسف بن يزيد البصري العطار، والبراء: نسبة إلى بري الأشياء، قال ابن حبان: كان يبري المغازل، وقال ابن عساكر: كان يبري العود، وهو الخشب الذي يتبخر به. قال السمعاني: وهذا أشبه، لأنه كان عطارا. والأعشى المازني اسمه عبد الله بن الأعور، ونُسب في الرواية التالية: الحرمازي، ونسبه إلى مازن البخاريُّ في "التاريخ الكبير" 2/61، وابنُ سعد في "الطبقات" 7/53، والحسيني في "الإكمال" ص 32، والحافظ في "التعجيل" ص 39، قال الآمدي في ترجمته في "المؤتلف والمختلف" ص 13، 14: فهذا أعشى بني الحرماز، فأما أصحاب الحديث فيقولون: أعشى بني مازن، والثبت أعشى بني الحرماز، فأما بنو مازن فليس فيهم أعشى، وحقق القول في ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" 1/123، فبعد أن ذكر أن الحرماز ومازن أخوان، وهما ابنا مالك بن عمرو بن تميم، قال: وقد جرت عادتهم (يعني العرب) ينسبون أولاد البطن القليل إلى أخيه إذا كان مشهوراً، مثل أولاد نعيلة بن مليل، أخي غفار بن مليل، يقال لهم: غفاريون، منهم الحكم بن عمرو الغفاري، وليس من غفار، وإنما هو من بني نعيلة، قيل ذلك لكثرة غفار وشهرتها. قلنا: ولذا نسبه ابنُ عبد البر في "الاستيعاب" 2/265 (المطبوع بهامش الإصابة) الحرمازي المازني، الأولى على الجادة، والثانية للتغليب، ونضيف إلى ما أورده ابنُ الأثير -في سبب نسبته مازنيا- ما ذكره ابنُ حزم في "جمهرة أنساب العرب" ص 213 في وصف بني الحرماز، قال: وأما بنو الحرماز بن مالك ففيهم ضعة. قلنا: فنُسب الأعشى إلى مازن المعروفة بالرفعة والمنعة. وهذا الحديث من زيادات عبد الله بن أحمد، كما بينا في التعليق السابق. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/61، وأبو يعلى الموصلي (6871) ،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 479 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وابن حبان في "الثقات" 3/21، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/299، والبيهقي في "السنن" 10/240، والسمعاني في "الأنساب" في نسبة (المازني) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي -شيخ عبد الله بن أحمد-، بهذا الإسناد. لكن لم يرد ني إسناد السمعاني: معن بن ثعلبة، وقال السمعاني: هكذا في رواية: صدقة، عن الأعشى. قلنا: وقد اضطرب إسنادُ الحديث عند غير هؤلاء اضطراباً شديداً: فأخرجه ابنُ سعد 7/53، والبيهقي 10/240 أيضاً من طريق إبراهيم بن عرعرة، عن أبي معشر البراء، عن طيسلة (كذا) المازني، حدثني أبي والحي، عن أعشى بني مازن. (وقع في مطبوع "سنن" البيهقي: أعشى بن ماعز) . وأخرجه البزار (2110) من طريق عون بن كهمس، عن طيسلة، عن عمه عقبة بن ثعلبة، عن الأعشى المازني، واسمه: عبد الله بن الأعور. وذكر الحافظ في "الإصابة" 2/267 أن عبد الله بن أحمد رواه من طريق عون (وقع فيه عوف) بن كهمس، عن صدقة بن طيسلة، عن معن بن ثعلبة والحي بعده، قالوا: حدثنا الأعشى، قال ... قلنا: لم نجده في "المسند" من هذه الطريق. وقال الحافظ في ترجمة الأعشى المازني في "الإصابة" 1/51: ومدار حديثه على أبي معشر (تحرف فيه إلى: مسعر) البراء، عن صدقة بن طيسلة، حدثني أبي وأخي، عن أعشى بني مازن، قال ... وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/331، 332، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، ورجاله ثقات! وأورده أيضاً 8/127، 128، وقال: رواه عبد الله بن أحمد والطبراني وأبو يعلى والبزار، وقال: إن اسم الأعشى عبد الله بن الأعور، ورجالهم ثقات. والأبيات في دواوين الأعاشي الملحقة بـ "ديوان الأعشى الكبير" في باب أعشى مازن، وهو عبد الله بن الأعور الحرمازي، ص 287، 288 (طبعة فيينا، سنة= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 480 • 6886 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] (1) ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي الْجُنَيْدُ بْنُ أَمِينِ (2) بْنِ ذِرْوَةَ بْنِ نَضْلَةَ (3) بْنِ طَرِيفِ بْنِ بُهْصُلٍ الْحِرْمَازِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي أَمِينُ بْنُ ذِرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ ذِرْوَةَ بْنِ نَضْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ نَضْلَةَ بْنِ طَرِيفٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: الْأَعْشَى، وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْأَعْوَرِ، كَانَتْ عِنْدَهُ امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا: مُعَاذَةُ، خَرَجَ فِي رَجَبٍ يَمِيرُ أَهْلَهُ مِنْ هَجَرَ، فَهَرَبَتِ امْرَأَتُهُ بَعْدَهُ، نَاشِزًا عَلَيْهِ، فَعَاذَتْ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ، يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلِ بْنِ كَعْبِ بْنِ قَمَيْشَعِ (4) بْنِ دُلَفَ بْنِ أَهْضَمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَجَعَلَهَا خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ، وَلَمْ يَجِدْهَا (5)   = 1927م) في 13 بيتاً. قوله: "يا مالك الناس": قال السندي: تقريره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدل على جواز إطلاق مثله لغيره تعالى، لكن الرواية الآتية: يا سيد الناس. فما عُلم التقريرُ على إطلاق هذا اللفظ. وشرح بقية الألفاظ يأتي في الرواية التالية لأنها أتم. (1) اتفقت جميع النسخ الخطية على أن هذا الحديث من زيادات عبد الله بن الإمام أحمد، وذكر أنه من الزيادات ابنُ الأثير في "أسد الغابة"، وابن كثير في "البداية والنهاية"، والحافظ في "التعجيل" ص 41، والهيثمي في "المجمع". (2) شكلت في (س) و (ق) : أمين، بضم الهمزة وفتح الميم، وبذلك قيدها الذهبي في "المشتبه"، وتابعه ابنُ ناصر الدين في "التوضيح" 1/272 (طبعة مؤسسة الرسالة) . (3) "ابن نضلة" سقط من (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) في (ظ) و (ق) : "قميثع" يعني بالثاء بدل الشين المعجمة، ومثله في "تاريخ ابن كثير" و"مجمع الزوائد". (5) في (ظ) : فلما قدم لم يجدها. الحديث: 6886 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 481 فِي بَيْتِهِ، وَأُخْبِرَ أَنَّهَا نَشَزَتْ عَلَيْهِ، وَأَنَّهَا عَاذَتْ بِمُطَرِّفِ بْنِ بُهْصُلٍ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَمِّ، أَعِنْدَكَ امْرَأَتِي مُعَاذَةُ؟ فَادْفَعْهَا إِلَيَّ، قَالَ: لَيْسَتْ عِنْدِي، وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أَدْفَعْهَا إِلَيْكَ، قَالَ: وَكَانَ مُطَرِّفٌ أَعَزَّ مِنْهُ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَاذَ بِهِ، وَأَنْشَأَ (1) يَقُولُ: [البحر الرجز] يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ الْعَرَبْ ... إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً مِنَ الذِّرَبْ كَالذِّئْبَةِ الْغَبْشَاءِ (2) فِي ظِلِّ السَّرَبْ ... خَرَجْتُ أَبْغِيهَا الطَّعَامَ فِي رَجَبْ فَخَلَّفَتْنِي بِنِزَاعٍ وَهَرَبْ ... أَخْلَفَتِ الْعَهْدَ (3) وَلَطَّتْ بِالذَّنَبْ وَقَذَفَتْنِي بَيْنَ عِيصٍ مُؤْتَشَبْ ... وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: " وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ " فَشَكَا إِلَيْهِ امْرَأَتَهُ وَمَا صَنَعَتْ بِهِ، وَأَنَّهَا عِنْدَ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ: مُطَرِّفُ بْنُ بُهْصُلٍ، فَكَتَبَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى مُطَرِّفٍ، انْظُرِ امْرَأَةَ   (1) في (ظ) : فأنشأ. (2) في (ظ) : الغبساء. بالسين المهملة. وكتب في هامش (س) و (ق) : الغلساء. خ. (3) في هامش (س) و (ق) : الوعد. خ. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 482 هَذَا مُعَاذَةَ، فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ "، فَأَتَاهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُرِئَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا مُعَاذَةُ، هَذَا كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكِ، فَأَنَا دَافِعُكِ إِلَيْهِ، قَالَتْ: خُذْ لِي عَلَيْهِ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ: لَا يُعَاقِبُنِي (1) فِيمَا صَنَعْتُ، فَأَخَذَ لَهَا ذَاكَ عَلَيْهِ، وَدَفَعَهَا مُطَرِّفٌ إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] لَعَمْرُكَ مَا حُبِّي مُعَاذَةَ بِالَّذِي ... يُغَيِّرُهُ الْوَاشِي وَلَا قِدَمُ الْعَهْدِ وَلَا سُوءُ مَا جَاءَتْ بِهِ إِذْ أَزَالَهَا ... غُوَاةُ الرِّجَالِ، إِذْ يُنَاجُونَهَا بَعْدِي (2)   (1) في (ظ) : أن لا يعاقبني. (2) إسناده ضعيف لجهالة أكثر رواته، أبو سلمة عبيد بن عبد الرحمن الحنفي: هو ابن عبيد بن سلمة البصري، قال أبو حاتم -كما في ترجمته في "الجرح والتعديل" 5/410-: مجهول، وذكره البخاري في ترجمة الحكم بن سعيد في "التاريخ الكبير" 2/330، 331، وقال: لي فيه بعض النظر، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/429، وقال: روى عنه البصريون. قلنا: ووثقه أبو حفص الفلاس عندما روى عنه هذا الحديث كما في "التوضيح" 1/272. والجنيد بن أمين (بضم الهمزة، كما سبق تقييده) ترجمه الحسيني في "الإكمال" ص 71، والحافظ في "التعجيل" ص 74، وقالا: ليس بمشهور. وأبوه أمين بن ذروة لم يترجم له الحسيني، إذ ظن أن الحديث من رواية الجُنيد بن أمين بن ذروة، عن جده ذروة، كما ذكر في ترجمة الجنيد، واستدركه الحافظ في "التعجيل" ص 40، 41، وقال: لا يعرف حاله. وأبوه ذروة بن نضلة، ذكره الحسيني في "الإكمال" ص 131، والحافظ في "التعجيل" ص 120، وذكرا أنه مجهول. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 483 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأبوه نضلة بن طريف، ذكره الحسيني في "الإكمال" ص 426، وقال: مجهول، وذكر ذلك أيضاً الحافظ في "التعجيل" ص 422، لكنه -أي الحافظ- ذكره في الصحابة. وذكره فيهم أيضاً ابن عبد البر في "الاستيعاب"، وابن الأثير في "أسد الغابة"، وابن أبي عاصم والبغوي وابن السكن فيما ذكره الحافظ في "الإصابة" 3/555 نقول: ولا ندري لأي سبب ذكر نضلة هذا في الصحابة، وليس هناك ما يدل على صحبته، نعم قد ذكروا في الصحابة مُطرف بن بُهْصُل، لأنه ورد في هذا الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إليه كتاباً، وهذا له وجه، وإن كان الحديث ضعيفاً مضطرب الإسناد، أما ذكرُ نضلة بن طريف في الصحابة، فلم نجد وجهاً له. ومن بقي من رجال الإسناد وهو العباس بن عبد العظيم العنبري: ثقة من رجال الشيخين. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" 7/266 في ترجمة معاذة زوج الأعشى من طريق الطبراني، عن عبد الله بن أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ سعد 7/53، وابن منده في "المعرفة" فيما ذكره ابنُ ناصر الدين في "التوضيح" 1/272، من طريق عمرو بن علي الفلاس، عن أبي سلمة عبيد بن عبد الرحمن الحنفي، بهذا الإسناد. ونقله الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" 5/73، 74 عن هذا الموضع من "المسند"، وقال: قال عبد الله بن أحمد: حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/330، 331، وقال: رواه عبد الله بن أحمد، والطبراني، وفيه جماعة لم أعرفهم. وذكر الحافظ في "الإصابة" 3/555 في ترجمة نضلة بن طريف أنه قد أخرجه أيضاً ابنُ أبي عاصم والبغوي وابنُ السكن من طريق الجنيد بن أمين بن ذروة بن نضلة بن طريف بن بهصل الحرمازي، عن أبيه، عن جده نضلة. قال الحافظ: وفي رواية البغوي: حدثني أبي أمين، حدثني أبي ذروة، عن أبي نضلة، عن رجل منهم يقال له: الأعشى، واسمه عبد الله بن الأعور.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 484 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قوله: "يميْرُ أهله"، أي: يطلب لهم الميْرة، وهي الطعام. و"هجر": قال ابنُ الأثير في "النهاية": اسم بلد معروف بالبحرين، فأما هجر التي تنسب إليها القلال الهجرية، فهي قرية من قرى المدينة. والنشوزُ: قال ابنُ الأثير في "منال الطالب" ص 497: الخلاف والنزاع، يقال: نشزت المرأةُ على زوجها، فهي ناشر وناشزة، إذا عصت عليه وشاققته، ونشز عليها زوجها، وأصلُه كراهةُ كل واحدٍ منهما لصاحبه. قوله: "فعاذت برجل"، أي: التجأت إليه واحتمت به. والبُهْصُل: قال ابن الأثير في "منال الطالب" ص 497: بضم الباء والصاد: الجسيم الغليظ. قوله: "فجعلها خلف ظهره": قال ابنُ الأثير: أي جعلها مع أهله الذين هم وراءه. قال السندي: أي: أعاذها من زوجها. قوله: "وديان العرب"، قال السندي: أي قاضيهم تقضي بينهم بالحق. قال ابن الأثير: والديان: فعال من دان الناس، أي: قهرهم على الطاعة، يقال: دنتهم فدانوا، أي: قهرتهم فأطاعوا. قوله: "ذرْبة" بكسر فسكون، أراد امرأته، وجمعها: فرب، بكسر ففتح، قال ابنُ الآثير: كنى عن فسادها وخيانتها بالذرْبة، وأصلُه من ذرب المعدة، وهو فسادها، وذرْبة منقولة من ذربة، كمعْدة من معدة. وقيل: أراد سلاطة لسانها وفساد منطقها، من قولهم: ذرب لسانُه: إذا كان حاد اللسان لا يبالي ما قال. فهو ذرب، والمرأة: ذربة والذئبة الغبْساء: وقع في بعض النسخ بغين معجمة، وباء موحدة، وسين مهملة، من الغبس. جاء في "اللسان": الغبسُ والغُبْسة: لونُ الرماد، وهو بياض فيه كدرة، وذئب أغْبسُ: إذا كان ذلك لونه. وقال ابنُ الأثير في "منال الطالب" ص 498: والغبْساء من الغُبْسة، وهي في الألوان: الغبرةُ إلى السواد، وهي من أوصاف الذئب، يقال: ذئب أغبس، وذئبة غبساء. ووقع في بعضها الآخر:= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 485 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الغبشاء، بالشين المعجمة، من الغبش، وهي -فيما قاله ابنُ الأثير في "النهاية"-: ظلمة يُخالطها بياض. ووقع في هامش بعض النسخ: الغلساء، من الغلس. والمعنى متقارب. نقل ابنُ الأثير عن الأزهري أن وقت أول طلوع الفجر هو الغبش (بالشين المعجمة) ، وبعده الغبس بالسين المهملة، وبعده الغلس. قال: ويكون الغبش بالمعجمة في أول الليل أيضا. قوله: "في ظل السرب": السرب بالتحريك: بيت محفوز في الأرض، يقال: دخل الوحش في سربه: إذا دخل جُحْره. قوله: "أبغيها الطعام"، أي: أطلب لها. قال الزمخشري: يقال: بغاه الشيء: طلبه له. "الفائق" 1/450 قوله: "فخلفتني": بالتخفيف، أي: بقيت بعدي. قاله الزمخشري. وقال ابن الأثير في "منال الطالب" ص 498: يقال: خلفْتُ الرجل، بالتخفيف: إذا مضى وبقيت بعده. وفي "اللسان" في مادة (خلف) : ويقال: إن امرأة فلان تخلُف زوجها بالنزاع إلى غيره إذا غاب عنها، ثم ذكر هذه الأبيات. قوله: "بنزاع وحرب" (كما في (ظ)) : قال ابنُ الأثير في "منال الطالب" ص 499: النزاع: الخصومة. والحرب، بالتحريك: الغضب، يقال: حرب يحْربُ حرباً، وحربه غيره. يريد: نشوزها عليه بعد رحيله وعياذها بمُطرف. ثم قال ابن الأثير: ولو روي: فخلفتني، بالتشديد، كان المعنى: تركتني خلفها بنزاع إليها وشدة حال من فراقها ونشوزها، كأنه يدعو بعدها بالويل والحرب، وهو سلب المال وأخذُه. قلنا: وفي باقي النسخ: "وهرب" ولم يشرح عليه أحد ممن شرح الحديث. قوله: "ولطت بالذنب": قال ابن الأثير في "منال الطالب" ص 499: لطت الناقة بذنبها، إذا ألزقته بفرْجها، تفعل ذلك إذا أبت على الفحل، فكنى بذلك عن نشوزها عليه. وقيل: أراد: لما أقامت على أمرها معه، ولزمت إخلافها، وقعدت عنه، كانت كالضارب بذنبه، المقعي على استه، لا يبرح، وقيل: أراد تواريها واختفاءها عنه، كما تخفي الناقة فرجها بذنبها.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 486 6887 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عَلَى رَاحِلَتِهِ بِمِنًى، قَالَ: فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَى أَنَّ الْحَلْقَ قَبْلَ الذَّبْحِ، فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ؟ فَقَالَ: " اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ: ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرَى أَنَّ الذَّبْحَ قَبْلَ الرَّمْيِ، فَذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " فَارْمِ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ: فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَدَّمَهُ رَجُلٌ قَبْلَ شَيْءٍ إِلَّا قَالَ: " افْعَلْ وَلَا حَرَجَ " قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَجَاءَهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْحَلْقَ قَبْلَ الرَّمْيِ، فَحَلَقْتُ قَبْلَ   = قوله: "وقذفتني بين عيْص مؤتشب": القذف: الرمي والإلقاء، والعيْصُ: الشجر الكثير الملتف. والمُؤْتشب: الملتف الملتبس. ضربه مثلا لالتباس أمره عليه. قاله ابن الأثير. وقوله: "وهُن شر غالب": قال ابن الأثير: يعني النساء اللاتي امرأته منهن. واللام في قوله: "لمن غلب"، متعلقة بـ "شر"، وأراد: لمن غلبه، فحذف الضمير الراجع من الصلة إلى الموصول. وإنما قال: "وهُن شر غالب"، وهن جماعةُ نساء (يعني بدلا من قوله: شر غالبات لمن غلبنه) لأنه أراد أن يبالغ، فقصد إلى شيء من صفة ذلك الشيء أنه شر غالب لمن غلبه، ثم جعلهن ذلك الشيء، فأخبر به عنه، كما يقال: زيد نخلة، إذا بولغ في صفته بالطول. وقوله في الحديث: "انظر امرأة هذا"، أي: اطلبها. قال ابن الأثير: يقال: انظر الثوب أين هو؟ وانظر لي فلاناً، وأصله من وقوع النظر عليه، لأن منتهى الطلب الوجدان، وهو مقارب لرؤية المطلوب. الحديث: 6887 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 487 أَنْ أَرْمِيَ، قَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ " (1) 6888 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ، قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2) 6889 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ (3) ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَمَّا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَسْأَلُكَ عَنِ التَّوْرَاةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد. وأخرجه مسلم (1306) (332) ، وابن الجارود في "المنتقى" (488) ، والبيهقي في "السنن" 5/141، 142، والدارقطني 2/251 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6484) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كبشة -وهو السلُولي- فمن رجال البخاري. ابن نُمير: هو عبد الله. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (10157) و (19210) . وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/760 عن ابن نمير، به. وهو مكرر (6486) . (3) في هامش (س) و (ص) : أبي سعيد. خ. الحديث: 6888 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 488 رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " (1) 6890 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُلَاثَةَ الْقَاصُّ (2) (*) أَبُو سَهْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ رَافِعٍ، عَنِ الْفَرَزْدَقِ بْنِ حَنَانٍ (3) الْقَاصِّ (4) ، قَالَ: - أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي، لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ؟ - خَرَجْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ حَيْدَةَ فِي طَرِيقِ الشَّامِ، فَمَرَرْنَا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - فَقَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِكُمَا، أَعْرَابِيٌّ جَافٍ جَرِيءٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيْنَ الْهِجْرَةُ، إِلَيْكَ حَيْثُمَا كُنْتَ، أَمْ إِلَى أَرْضٍ مَعْلُومَةٍ، أَوْ (5) لِقَوْمٍ خَاصَّةً، أَمْ إِذَا مُتَّ انْقَطَعَتْ؟ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ   (1) مرفوعه صحيح كما سلف برقم (6515) ، وهذا سند محتمل للتحسين، أبو سعد: هو الأزدي، ذكره كذلك البخاري في كنى "التاريخ الكبير" 9/36، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 1/378، وكناه ابن حبان في "الثقات" 5/587 أبا سعيد، وتبعه الحسيني في "الإكمال" ص 515، روى عنه الأعمش وأبو إسحاق السبيعي. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وانظر الحديث (6487) . (2) في هامش (ظ) : القاضي. خ. قلنا: كان خليفة أخيه محمد على القضاء بحران. (3) في النسخ الخطية و (م) : حيان. والمثبت من "تهذيب" ابن حجر، و"إكمال" الحسيني، كما سيرد في التخريج. (4) لفظ: "القاص" لم يرد في (ظ) . (5) في هامش (س) و (ص) : أم. وفي (ق) : أو قوم. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: [التعليق التالي مستفاد من مشاركة في ملتقى أهل الحديث] "القاص" خطأ، والصواب "القاضي" كما في "أطراف المسند" 5343، و"مسند أحمد" ط عالم الكتب - وزِيادُ كانَ خَلِيفَةَ أَخِيهِ مُحَمدِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ عُلاَثَةَ عَلَى القَضاءِ. "الطبقات الكبرى" 9/326 و489، و"أخبار القضاة" لابن خلف 3/252، و"الجرح والتعديل" 3/537، و"تاريخ بَغْدِاد" 3/380 و9/503 و13/28، و"تهذيب الكمال" 9/490. أقول (مُعِدُّ الكتاب للشاملة) : وقد ذكر ذلك محققو ط الرسالة كما هو واضح بالحاشية السابقة رقم 2 الحديث: 6890 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 489 السَّائِلُ عَنِ الْهِجْرَةِ؟ " قَالَ: هَا أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ فَأَنْتَ مُهَاجِرٌ، وَإِنْ مُتَّ بِالْحَضْرَمَةِ " - قَالَ: يَعْنِي أَرْضًا بِالْيَمَامَةِ (1) - قَالَ: ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ ثِيَابَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَتُنْسَجُ نَسْجًا، أَمْ تَشَقَّقُ عَنْهُ ثَمَرُ (2) الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَكَأَنَّ الْقَوْمَ تَعَجَّبُوا مِنْ مَسْأَلَةِ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ: " مَا تَعْجَبُونَ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا؟ " قَالَ: فَسَكَتَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ؟ "، قَالَ: أَنَا، قَالَ (3) : " لَا، بَلْ تُشَقَّقُ عَنْ (4) ثَمَرِ الْجَنَّةِ " (5)   (1) في (ظ) : يعني أرض اليمامة. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: تُشقق من ثمر. (3) "قال: أنا، قال" لم يرد في (ظ) . (4) كذا في (ظ) ، وكتب فوقها: عنه. ووقع في (س) و (ص) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: من. (5) إسناده ضعيف لجهالة شيخ العلاء بن رافع، وهو حنان بن خارجة، قد أخطأ زياد بن عبد الله بن عُلاثة في تسميته، فقال: الفرزدق بن حنان، قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" في ترجمة زياد بن عبد الله بن علاية: وقفت له في "مسند" أحمد على حديث خلط في إسناده، رواه عن العلاء بن رافع، عن الفرزدق بن حنان، عن عبد الله بن عمرو، وقد أخرج النسائي بعضه من طريق أخيه محمد بن عبد الله بن علاثة، فقال: عن العلاء بن عبد الله بن رافع -وهو الصواب-، وقال أيضاً: عن حنان بن خارجة، بدل الفرزدق بن حنان، وهو الصواب. وقد أخرج أبو داود بعضه من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن حنان بن خارجة، عن عبد الله بن عمرو.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 490 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قلنا: سيرد أيضاً من هذه الطريق برقم (7095) ، ونخرجه هناك. وحنان بن خارجة: هو السلمي الشامي، روى له أبو داود والنسائي، ويقال: حنان بن عبد الله بن خارجة الذكواني، كما ذكر ابن ناصر الدين في "التوضيح" 2/160، 161، وقيد اسمه بفتح الحاء المهملة وتخفيف النون. ولم يتنبه لصواب اسمه الحسيني فذكره في "الإكمال" ص 338 باسم الفرزدق بن حنان، وقال: مجهول. وبقية رجاله ثقات. أبو كامل: هو المظفر بن مدرك الخراساني، والعلاء بن رافع: هو العلاء بن عبد الله بن رافع الحضرمي الجزري، قد خفي على الحسيني أيضاً، فترجمه في "الإكمال" ص 327 باسم العلاء بن رافع، وقال: مجهول، فتعقبه الحافظ في "التعجيل" ص 323، فقال: لا، بل هو معروف، وإنما نُسب في هذه الرواية إلى جده، فالتبس أمره. قلنا: وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له أبو داود والنسائي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/252، 253 من حديث الفرزدق بن حبان (كذا، وقد علمت ما فيه) ، وقال: رواه أحمد والبزار، وأحد إسنادي أحمد حسن! ورواه الطبراني. قلنا: رواية البزار التي أشار إليها الهيثمي أخرجها البزار من الطريق الواردة برقم (7095) . وقوله في لباس أهل الجنة؛ أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/112، والنسائي في "الكبرى" (5872) من طريق محمد بن عبد الله بن علاثة أخي زياد، عن العلاء بن عبد الله بن رافع، عن حنان بن خارجة، عن عبد الله بن عمرو. وفي الباب -في ثياب أهل الجنة-، عن جابر عند البزار (3520) ، وأبي يعلى (2046) ، والطبراني في "الصغير" (120) ، وفي إسناده مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/414، 415، زاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وإسناد أبي يعلى والطبراني رجاله رجال الصحيح، غير مجالد، وقد وثق.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 491 6891 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، سَمِعْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلًا (2) مِنْ مُزَيْنَةَ يَسْأَلُهُ عَنْ ضَالَّةِ الْإِبِلِ؟ فَقَالَ: " مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا، تَأْكُلُ الشَّجَرَ، وَتَرِدُ الْمَاءَ، فَذَرْهَا حَتَّى يَأْتِيَ بَاغِيهَا "، قَالَ: وَسَأَلَهُ عَنْ ضَالَّةِ الْغَنَمِ؟ فَقَالَ: " لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ، اجْمَعْهَا إِلَيْكَ حَتَّى يَأْتِيَ بَاغِيهَا "، وَسَأَلَهُ عَنِ الْحَرِيسَةِ الَّتِي تُوجَدُ فِي مَرَاتِعِهَا؟ (3) قَالَ: فَقَالَ: " فِيهَا ثَمَنُهَا مَرَّتَيْنِ وَضَرْبُ نَكَالٍ "، قَالَ (4) : " فَمَا أُخِذَ مِنْ أَعْطَانِهِ فَفِيهِ الْقَطْعُ، فَإِذَا (5) بَلَغَ مَا يُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ "، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اللُّقَطَةُ نَجِدُهَا فِي السَّبِيلِ الْعَامِرِ؟ قَالَ: " عَرِّفْهَا سَنَةً، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإِلَّا فَهِيَ لَكَ "، قَالَ: يَا   = قلنا: قد أخرجه ابن المبارك في "زوائد الزهد" (264) برواية نعيم بن حماد. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد (11673) ، وهو عند ابن حبان (7413) ، وإسناده ضعيفا. (1) في (ظ) وهامش (س) و (ص) و (ق) : شهدت. (2) في هامش (ظ) : ورجل. خ. (3) في (ظ) : مرابعها. (4) "قال": لم ترد في (ظ) . (5) كذا في النسخ الخطية، وفوقها في (ظ) : ضبة. قال السندي: هكذا في الأصول، وهو من باب التقديم والتأخير، وأصله: فما أخذ من أعطانه، فإذا بلغ ما يؤخذ، إلخ، ففيه القطع، أو من باب زيادة الفاء، أي: ففيه القطع إذا بلغ. قلنا: وهذا لفظ الرواية السالفة برقم (6683) . الحديث: 6891 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 492 رَسُولَ اللهِ، مَا يُوجَدُ (1) فِي الْخَرَابِ (2) الْعَادِيِّ؟، قَالَ: " فِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (3) 6892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مَنَّانٌ، وَلَا وَلَدُ زِنْيَةٍ " (4)   (1) في هامش (ظ) : يجد. (2) في (ظ) : الخرب. (3) هو مكرر (6683) ابن إدريس: هو عبد الله، وابن إسحاق: هو محمد. (4) صحيح لغيره دون قوله: "ولا ولد زنية"، وهذا إسناد ضعيف علته جابان، وقد سلف الكلام فيه في الحديث (6537) ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وسلف برقم (6537) من طريق همام بن يحيى، عن منصور، بهذا الإسناد، وبرقم (6882) من طريق شعبة، عن منصور، به، بزيادة نبيط بن شريط بين سالم وجابان، ولم يذكر فيهما قوله: "ولا ولد زنية". وأخرجه بطوله مع هذه الزيادة عبدُ بنُ حميد في "المنتخب" (324) ، والنسائي في "الكبرى" (4915) ، والدارمي 2/112، وابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 366، وابن حبان (3383) من طرق، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4916) من طريق جرير، عن منصور، به. وأخرجه الطيالسي (2295) ، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (4914) عن شعبة، عن منصور، به، بزيادة نبيط بن شريط بين سالم وجابان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4918) من طريق بقية، عن شعبة، عن يزيد بن= الحديث: 6892 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 493 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبي زياد، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عمرو، به. وبقية مدلس، ويزيد بن أبي زياد ضعيف، وذكر البخاري -كما سيرد- أنه رواه عبدان، عن أبيه، عن شعبة، به، موقوفاً على ابن عمرو. وأخرجه النسائي (4917) أيضا من طريق شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن سالم، عن ابن عمرو موقوفاً. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/309، والخطيب في "تاريخه" 12/239 من طريق مُؤمل بن إسماعيل، عن سفيان، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، به، مرفوعاً. وقد اختُلف فيه على مجاهد على أقاويل عشرة ذكرها أبو نعيم في "الحلية" 3/307-309. قال أبو نعيم: ورواه إسرائيل عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن ابن عمرو، موقوفا. قلنا: هذه الرواية هي عند النسائي في "الكبرى" (4923) لكن من قول مجاهد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/257، وقال: -رواه النسائي غير قوله: "ولا ولد زنية"-، رواه أحمد والطبراني، وفيه جابان، وثقه ابنُ حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: يقصد الهيثمي برواية النسائي التي في "المجتبى" 8/318. وأخرجه مختصراً بلفظ الزيادة فقظ، وهو: "لا يدخل الجنة ولد زنى" ابنُ خزيمة في "التوحيد" ص 365 من طريق عبد الرزاق، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (914) من طريق شيبان النحوي، عن منصور، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/257، و"الصغير" 1/262، 263 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن منصور، عن سالم، عن نبيط، عن جابان، عن ابن عمرو، مرفوعاً. قال البخاري: وتابعه غندر، عن شعبة، ولم يقل جرير والثوري فيه نبيطاً، وقال عبدان، عن أبيه، عن شعبة، عن يزيد، عن سالم، عن عبد الله بن عمرو، قوله، ولم يصح، ولا يعرف لجابان سماع من عبد الله بن عمرو،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 494 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ولا لسالم من جابان، ولا من نبيط. وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه النسائي في "الكبرى" (4924) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/307 من طريقين عن محمد بن فضيل، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن مجاهد، عن أبي هريرة، أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يدخل الجنة ولد زنية". وقد ذكره السخاوي في "المقاصد الحسنة" برقم (1322) ، وقال: وأعله الدارقطني بأن مجاهداً لم يسمعه من أبي هريرة، وكذا رويناه من حديثه بإثبات واسطة بينه وبينه، أخرجه الطبراني وأبو نعيم أيضاً، وكذا النسائي، ولكنه مضطرب في تعيينها، بل يروى عن مجاهد، عن أبي سعيد الخدري، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما بينتُ ذلك في جزء مفرد، وزعم ابن طاهر وابن الجوزي أن هذا الحديث موضوع، وليس بجيد. قلنا: وقد ذكره في الموضوعات نقلاً عن ابن الجوزي: الشوكاني في "الفوائد المجموعة" ص 204، وابن القيم في "المنار المنيف" برقم (299) ، وملأ علي القاري في "المصنوع في معرفة الحديث الموضوع" برقم (391) . ثم قال السخاوي في "المقاصد": قال شيخنا: وقد فسره العلماء -على تقدير صحته- بأن معناه: إذا عمل بمثل عمل أبويه، وزيفه الطالقاني بأنه لا يختص بولد الزنى، فولد الرشدة كذلك، واتفقوا على أنه لا يحمل على ظاهره، لقوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) . وقيل في تأويله أيضاً: إن المراد به من يواظب الزنى، كما يقال للشجعان: بنو الحرب، ولأولاد المسلمين: بنو الإسلام. ووجهه الطالقاني بأنه لا يدخل الجنة بعمل أبويه، بخلاف ولد الرشدة، فإنه إذا مات طفلاً وأبواه مؤمنان ألحق بهما، وبلغ درجتهما بصلاحهما، كما جاء النص به -يريد قوله تعالى: (ألحقنا بهم ذريتهم) -، وذلك لأن الزاني نسبه منقطع به، والزانية -وإن صلحت- فشؤم زناها يمنع وصول بركة صلاحها إليه، والله الموفق.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 495 6893 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، سَمِعْتُ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى أَنَّ   = انتهى. وقد توسع الطحاوي في التأويل الثاني المذكور آنفاً، فقال: فكان ما في هذا الحديث عندنا -والله أعلم- أريد به من تحقّق بالزنى حتى صار غالباً عليه، فاستحق بذلك أن يكون منسوبا إليه، فيقال: هو ابن له، كما ينسب المتحققون بالدنيا إليها، فيقال لهم: بنو الدنيا، لعملهم لها، وتحققهم بها، وتركهم ما سواها، وكما قيل للمتحقق بالحذر: ابن أحذار، وللمتحقق بالكلام: ابن أقوال، وكما قيل للمسافر: ابن سبيل، وكما قيل للمقطوعين عن أموالهم لبعد المسافة بينهم وبينها: أبناء السبيل، كما قال تعالى في أصناف أهل الزكاة: (إنما الصدقات للفقراء ... ) حتى ذكر فيهم ابن السبيل، وكما قال بدر بن حزاز للنابغة: أبلغ زياداً وخيرُ القول أصدقُه فلو تكيس أو كان ابن أحذار أي: لو كان حذراً وهذا كيس، وكما يقال: فلان ابن مدينة للمدينة التي هو متحقق بها، ومنه قول الأخطل: ربتْ وربا في حجرها ابنُ مدينة يظلُّ على مسحاته يتركلُ فمثل ذلك: ابنُ زنية، قيل لمن تحقق بالزنى، حتى صار بتحققه به منسوبا إليه، وصار الزنى غالباً عليه: إنه لا يدخل الجنة، فهذه لمكان التي فيه، ولم يُرد به من كان ليس من ذوي الزنى الذي هو مولود من الزنى. وقال ابن حبان كما في "الإحسان" 8/177: معنى نفي المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ولد الزنية دخول الجنة -وولد الزنية ليس عليهم من أوزار آبائهم وأمهاتهم شيء- أن ولد الزنية على الأغلب يكون أجسر على ارتكاب المزجورات، [أو] أراد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ولد الزنية لا يدخل الجنة: جنة يدخلها غير ذي الزنية ممن لم تكثر جسارته على ارتكاب المزجورات. الحديث: 6893 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 496 الْمَرْأَةَ أَحَقُّ بِوَلَدِهَا مَا لَمْ تَزَوَّجْ " (1) 6894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي قَاعِدًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي حُدِّثْتُ أَنَّكَ قُلْتَ: " أَنَّ صَلَاةَ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ " وَأَنْتَ تُصَلِّي جَالِسًا؟ قَالَ: " أَجَلْ، وَلَكِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ " (2) 6895 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ عَلَى طَرِيقَةٍ حَسَنَةٍ مِنَ الْعِبَادَةِ، ثُمَّ مَرِضَ، قِيلَ   (1) حديث حسن، المثنى بن الصباح ضعيف لكنه متابع. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (12596) . وسلف بنحوه برقم (6707) مطولاً، وذكرنا هناك ما يشهد له. قوله: "أحق بولدها"، أي: بحضانته. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير هلال بن يساف، وأبي يحيى -وهو الأعرج، واسمه مصدع- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (4123) . وسلف برقم (6512) . الحديث: 6894 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 497 لِلْمَلَكِ الْمُوَكَّلِ بِهِ: اكْتُبْ لَهُ مِثْلَ عَمَلِهِ إِذَا (1) كَانَ طَلِيقًا، حَتَّى أُطْلِقَهُ (2) ، أَوْ أَكْفِتَهُ إِلَيَّ " (3) 6896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهُ، وَلَكِنْ يَذْهَبُ بِالْعُلَمَاءِ، كُلَّمَا ذَهَبَ عَالِمٌ ذَهَبَ بِمَا مَعَهُ مِنَ الْعِلْمِ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ لَا يَعْلَمُ، فَيَتَّخِذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَيُسْتَفْتَوْا، فَيُفْتُوا بِغَيْرِ عِلْمٍ (4) ، فَيَضِلُّوا، وَيُضِلُّوا " (5)   (1) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : إذ. (2) في هامش (س) و (ص) و (ق) : إلى الأرض. خ. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن عاصماً روى له الشيخان مقروناً، وتابعه أبو حصين في الرواية (6916) . وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20308) ، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (1429) . وسلف برقم (6482) . قوله: "أو أكفته"، أي: أضمه إلي وأقبضه. قاله المنذري. (4) من قوله: "فيتخذ الناس ... " إلى هنا، لم يرد في (ظ) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (20471) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (5908) . وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/320 من طريق محمد بن المنكدر، عن الزهري، به.= الحديث: 6896 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 498 6897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُقْسِطُونَ فِي الدُّنْيَا عَلَى مَنَابِرَ مِنْ لُؤْلُؤٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنْيَا " (1) 6898 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ (2) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ أَعَلَى الْوَادِي، نُرِيدُ (3) أَنْ نُصَلِّيَ، قَدْ قَامَ وَقُمْنَا، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا (4) حِمَارٌ مِنْ شِعْبِ أَبِي دُبٍّ، شِعْبِ أَبِي مُوسَى، " فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُكَبِّرْ "، وَأَجْرَى إِلَيْهِ يَعْقُوبَ بْنَ زَمْعَةَ حَتَّى رَدَّهُ (5)   = وسلف برقم (6511) و (6787) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معمر: هو ابن راشد. وهو في "جامع" معمر بن راشد برواية عبد الرزاق في "مصنفه" برقم (20664) . وسلف برقم (6485) و (6492) . (2) في (ق) وهامش (س) و (ص) : عن أبيه، عن جده عبد الله. وهو خطأ كما سيرد في التخريج. (3) في (س) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: يريد. (4) لفظ: "علينا" لم يرد في (ظ) . (5) إسناده ضعيف لانقطاعه، عمرو بن شعيب لم يدرك عبد الله بن عمرو، وما جاء في (ق) وأشير إليه في هامش (س) و (ص) من أنه عن عمرو بن شعيب، عن= الحديث: 6897 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 499 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبيه، عن جده، غير صحيح، فقد ثبت أن إسناد هذا الحديث منقطع كما في نسخة (ظ) و (س) و (ص) ، وهو كذلك عند عبد الرزاق في "المصنف" (2333) ، وعزاه إليه كذلك ابنُ الأثير في "أسد الغابة" 5/522 في ترجمة يعقوب بن زمعة. ونص على انقطاعه أيضاً الحافظ ابنُ حجر في "أطراف المسند" 4/77، وقال في "الإصابة" 3/668، في ترجمة يعقوب بن زمعة: ذُكر في حديث عبد الله بن عمرو بسند منقطع، فذكر الحديث، ثم قال: أخرجه أحمد عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، أخبرني عمرو بن شعيب، عن عبد الله بن عمرو، بهذا، أخرجه ابنُ أبي عمر (وهو العدني) عن هشام بن سليمان، عن ابن جريج، به. قلنا: ومن طريق ابن أبي عمر العدني بالإسناد المذكور أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" برقم (2471) . وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/60، وقال: رداه أحمد، ورجاله موثقون. قلنا: قصر الهيثمي في ذكر انقطاع إسناده، أو لعله وقعت له النسخة التي أدرج فيها عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وهو خلاف الثابت في الأصول المعتمدة. وشعْب أبى دُب: قال ياقوت: بمكة، يُقال: فيه مدفنُ آمنة بنت وهب أم رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انتهى. وقال الفاكهي في "أخبار مكة" 4/140: وهو الشعْب الذي فيه الجزارون. وأبو دُب: رجل من بني سواءة بن عامر بن صعصعة، وفي فم الشعب سقيفة لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه. قلنا: ذكر محقق الكتاب الأستاذ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش أن هذا الشعب هو الذي يُسمى اليوم: دحْلة الجنْ، قال: وقد غمره العمران يمنة ويسرة، وهو يُشرف على مسجد الجن، ولا وجود لسقيفة أبي موسى اليوم. وذكر الشيخ المرحوم أحمد شاكر أن قوله في الحديث: "شعب أبي موسى" بيان لمكان الشعب من بعض الرواة، لا أن شعب أبي موسى كان يسمى بهذا في عصر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن صح الحديث. قوله: "فأمسك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يكبر": قال السندي: إما لأنه خاف مروره بين= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 500 6899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلَا خَائِنَةٍ، وَلَا ذِي غَمْرٍ عَلَى أَخِيهِ، وَلَا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْقَانِعِ لِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَتَجُوزُ شَهَادَتُهُ لِغَيْرِهِمْ " (1) وَالْقَانِعُ: الَّذِي   = يديه، وهو مفسد، أو لأنه خاف أذاه، والله تعالى أعلم. (1) إسناده حسن، محمد بن راشد: هو المكحولي الخزاعي، روى له أصحاب السنن، ووثقه أحمد وابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: كان صدوقاً حسن الحديث، وسليمان بن موسى: هو الأشدق، حديثه عند أصحاب السنن، وهو ثقة ثبت صدوق عند غير واحد من الأئمة، لكن يروي أحاديث ينفرد بها لا يرويها غيره، فمثله يصحح حديثه إلا ما خالف فيه. وقال ابن حجر في "التلخيص" 4/198: وسنده قوي. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (15364) . وأخرجه أبو داود (3600) ، ومن طريقه البغوي (2511) ، والبيهقي في "السنن" 10/200 عن حفص بن عمر، والدارقطني 4/243 من طريق عبيد الله بن موسى، والبيهقي 10/200 أيضاً من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، ثلاثتهم عن محمد بن راشد، به، بلفظ: رد شهادة الخائن ... ، وسيرد برقم (7102) . وسقط في إسناد البيهقي في الموضع الثاني لفظ: حدثنا، بعد أبي النضر. وأخرجه عبد الرزاق (15367) ، قال: أخبرنا ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، قال: قضى الله ورسوله ألا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا خصم يكون لامرىء غمر في نفس صاحبه. وهو معضل. وسيرد برقم (6940) ، وسلف برقم (6698) ، وذكرنا هناك شواهده وشرحه. والغمْر: الحقد والضغن. وقال أبو داود: الغمْر: الحنة والشحناء. الحديث: 6899 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 501 يُنْفِقُ عَلَيْهِ أَهْلُ الْبَيْتِ 6900 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ " (1) 6901 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَتَتَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِمَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا (2) اللهُ سِوَارَيْنِ (3) مِنْ نَارٍ؟ " قَالَتَا: لَا، وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَأَدِّيَا حَقَّ اللهِ عَلَيْكُمَا فِي هَذَا " (4)   (1) إسناده ضعيف، نصر بن باب على ضعفه قد توبع، وتبقى علة الحديث في الحجاج -وهو ابن أرطاة-، فإنه كثير الخطأ والتدليس. وأخرجه الدارقطني 3/192، 193 من طريق أبي مالك الجنبي وزفر بن الهذيل عن الحجاج، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/273، وقال: رواه أحمد، وفيه نصر بن باب ضعفه الجمهور، وقال أحمد: ما كان به بأس. وسلف الكلام على مخالفة هذا الحديث للروايات الصحيحة ومنْ جمع بينها عند الرواية (6687) . (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: سوركما. (3) في (ظ) : بسوارين. وكتب فوقها: سوارين. (4) حديث حسن، نصر بن باب، والحجاج -وهو ابن أرطاة- ضعيفان، لكنهما= الحديث: 6900 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 502 6902 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَاصِمُ أَبَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا قَدِ اجْتَاحَ مَالِي (1) ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ، وَمَالُكَ لِأَبِيكَ " (2) 6903 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا، فَهِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ هِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ هِيَ خِدَاجٌ " (3)   = توبعا. وسلف برقم (6667) ، وقد استوفينا تخريجه فيه. (1) كذا في (ظ) و (ق) ، وفي (س) و (ص) : اجتاح إلى مالي. وأثبتنا ما يوافق الرواية (6678) . (2) حسن لغيره، ونصر بن باب، وحجاج -وهو ابن أرطاة-، وإنا كانا ضعيفين، قد توبعا. وأخرجه ابن ماجه (2292) من طريق يزيد بن هارون، عن حجاج، بهذا الإسناد. وسلف مطولاً برقم (6678) ، وسيأتي برقم (7001) . وقوله: "اجتاح مالي" -وتصحف في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: احتاج إلى مالي-، أي: استأصله، أتى عليه أخذاً وإنفاقاً. (3) حديث حسن، نصر بن باب، وحجاج -وهو ابن أرطاة-، وإنا كانا ضعيفين، متابعان.= الحديث: 6902 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 503 6904 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَتَبَ كِتَابًا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، عَلَى أَنْ يَعْقِلُوا مَعَاقِلَهُمْ، وَيَفْدُوا عَانِيَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ،   = وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (10) ، ومن طريقه ابن عدي 5/1736، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (96) من طريق عامر الأحول، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (14) ، وابن ماجه (841) من طريق حسين المعلم، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (97) من طريق محمد بن إسحاق، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، بزيادة لفظ: "بفاتحة الكتاب". وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/111، بلفظ: "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن، فخدجة، فخدجة، فخدجة"، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه سعد بن سليمان النشيطي، قال أبو زرعة: نسأل الله السلامة، ليس بالقوي. وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (395) ، سيرد (7291) . وآخر من حديث عائشة عند ابن ماجه (840) . وثالث بمعناه من حديث عبادة بن الصامت عند البخاري (756) ، ومسلم (394) ، سيرد 5/314، بلفظ: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". ورابع من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (10998) و (11415) و (11922) ، بلفظ: "أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر"، وهو عند ابن حبان (1790) ، وإسناده صحيح على شرط مسلم. وخامس من حديث رجل من أهل البادية من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/78. وسيرد برقم (7016) . قوله: "فهي خداج": بكسر الخاء المعجمة، أي: ناقصة غير تامة. وقوله: "ثم هي خداج" تأكيد للأول. قاله السندي. الحديث: 6904 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 504 وَالْإِصْلَاحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ " (1) 6905 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ، قَالَ: " كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنَ النِّيَاحَةِ " (2)   (1) إسناده ضعيف. نصر بن باب: ضعيف الحديث، وحجاج -وهو ابن أرطاة-: كثير الخطأ والتدليس. وذكره ابنُ كثير في "تاريخه" 3/224، وقال: تفرد به الإمام أحمد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/206، وقال: رداه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، لكنه ثقة. وتحرف فيه لفظ: "عانيهم" إلى: "غائبهم". وقد أورد أحمد هذا الحديث ضمن مسند ابن عباس برقم (2443) ، ثم أخرجه من حديث ابن عباس برقم (2444) من طريق الحجاج بن أرطاة أيضاً، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم بن بجرة، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف. والمعاقل: الديات، جمع معْقُلة. قاله ابن الأثير. وقال السندي: أي: عقد المؤاخاة بينهم، وأن يحمل الأنصار عقل المهاجرين، وبالعكس. والعاني: الأسير. (2) حديث صحيح. نصر بن باب -وإن كان ضعيف الحديث- متابع، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي حازم. وأخرجه ابن ماجه (1612) عن محمد بن يحيى -وهو الذهلي-، عن سعيد بن منصور، وأخرجه أيضاً عن شجاع بن مخلد، كلاهما عن هشيم بن بشير، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "الزوائد": رجال الطريق الأول على شرط البخاري، والثاني على شرط مسلم. وهو كما قال.= الحديث: 6905 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 505 6906 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ يَوْمَ غَزَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ " (1) * 6907 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: " وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنَ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى "، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ   = وظاهر أن هذا الحديث إنما هو من مسند جرير بن عبد الله البجلي، لا من مسند عبد الله بن عمرو، قد ذكره الإمام أحمد هنا، ولم يذكره مرة أخرى في مسند جرير الآتي. وجاء في هامش (س) ما نصه: هذا الحديث لم يذكر الحافظ في "أطراف المسند" أنه في مسند عبد الله بن عمرو، بل لم يذكره أصلاً في مسند جرير. قوله: "كنا نعُد الاجتماع ... " قال السندي: هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة، أو تقرير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعلى الثاني فحكمه الرفع، وعلى التقديرين فهو حجة. ثم قال: وبالجملة فهذا عكس الوارد، إذ الوارد أنه يصنع الناسُ الطعام لأهل الميت، فاجتماع الناس في بيتهم حتى يتكلفوا لأجلهم الطعام قلب لذلك، وقد ذكر كثير من الفقهاء أن الضيافة لأجل الموت قلب للمعقول، لأن الضيافة حقُّها أن تكون للسرور لا للحزن. (1) حسن لغيره، وهو مكرر (6682) . نصر بن باب، وحجاج -وهو ابن أرطاة-: ضعيفان. الحديث: 6906 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 506 عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ " (1) 6908 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَخْبِرْنِي بِأَشَدِّ شَيْءٍ صَنَعَهُ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي بِفِنَاءِ الْكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوَى ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا "، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ، وَدَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: {أَتَقْتُلُونَ   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، مسلم بن خالد الزنجي: سييء الحفظ. وأخرجه ابن حبان (4347) و (4352) من طريق عمر بن يزيد السياري، عن مسلم بن خالد الزنجي، بهذا الإسناد. وله شاهد يصح به من حديث أبي هريرة عند مسلم (1650) ، سيرد (8734) . وآخر من حديث أبي موسى الأشعري عند البخاري (3133) و (6721) ، ومسلم (2149) ، سيرد 4/401. وثالث من حديث عدي بن حاتم، سيرد 4/256. ورابع من حديث عبد الرحمن بن سمرة عند البخاري (6722) ، ومسلم (1652) ، سيرد 5/61. وخامس من حديث عائشة عند البخاري (4614) و (6621) . وانظر (6736) . الحديث: 6908 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 507 رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر: 28] (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الوليد بن مسلم -وهو أبو العباس الدمشقي- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. علي بن عبد الله: هو المديني. وأخرجه البخاري (4815) عن علي بن عبد الله المديني، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري أيضاً (3678) و (3856) من طريقين عن الوليد بن مسلم، به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 2/274 من طريق الوليد بن مزيد البيروتي، عن الأوزاعي، به. وأورده ابن كثير في "تاريخه" 3/46، وقال: انفرد به البخاري. قال البخاري عقب الرواية (3856) : تابعه ابن إسحاق، حدثني يحيى بن عروة، عن عروة: قلت لعبد الله بن عمرو. وقال عبدة: عن هشام، عن أبيه: قيل لعمرو بن العاص. وقال محمد بن عمرو، عن أبي سلمة: حدثني عمرو بن العاص. قلنا: رواية ابن إسحاق عن يحيى بن عروة، عن عروة، عن ابن عمرو سترد برقم (7036) . ورواية محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عمرو بن العاص، وصلها البخاري في "خلق أفعال العباد" (308) ، وأبو يعلى (7339) ، وابن حبان (6569) ، وأبو نعيم في "الدلائل" (159) من طريقين عن محمد بن عمرو، به. وذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/169 أن رواية محمد بن إبراهيم التيمي وافقت رواية يحيي بن عروة في تسمية الصحابي بعبد الله بن عمرو، وأن هشام بن عروة أخا يحيى خالفهما، فسماه عمرو بن العاص، فرجح الحافظ رواية يحيى ومحمد بن إبراهيم التيمي، ثم قال: على أن قول هشام غيرُ مدفوع، لأن له أصلاً من حديث عمرو بن العاص، بدليل رواية أبي سلمة، عن عمرو، ويُحتمل أن يكون عروة سأله مرة، وسأل أباه أخرى، ويؤيده اختلاف السياقين، وذكر الحافظُ أن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 508 6909 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُبَايِعُهُ عَلَى الْهِجْرَةِ، وَغَلَّظَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا جِئْتُكَ حَتَّى أَبْكَيْتُهُمَا - يَعْنِي وَالِدَيْهِ -، قَالَ: " ارْجِعْ فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا " (1) 6910 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَصْلَتَانِ - أَوْ   = عبد الله بن عروة رواه عن أبيه بإسناد آخر عن عثمان، وقال: لكن سنده ضعيف، فإن كان محفوظاً، حمل على التعدد، وليس ببعيد. قلنا: ومما يدل على التعدد أن لهذا الحديث شاهداً من حديث أسماء بنت أبي بكر عند الحميدي (324) ، وأبي يعلى (52) . وآخر من حديث أنس عند أبي يعلى (3691) . وثالث من حديث علي عند البزار (2481) . وسيرد مطولاً برقم (7036) . قوله: "وقال: (أتقتلون رجلاً ... ) "، قال السندي: فقد وافق [أبو بكر] مؤمن آل فرعون، وزاد عليه حيث خاصم باليد واللسان، بخلاف مؤمن آل فرعون، فإنه خاصم باللسان فقط، رضي الله تعالى عنهما. (1) إسناده حسن، شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط، ووالد عطاء: هو السائب بن مالك أو ابن زيد، ثقة، روى له أصحابُ السنن، والبخاري في "الأدب المفرد". وسلف برقم (6490) و (6833) و (6869) . الحديث: 6909 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 509 خَلَّتَانِ - لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، تُسَبِّحُ اللهَ عَشْرًا، وَتَحْمَدُ اللهَ عَشْرًا، وَتُكَبِّرُ اللهَ عَشْرًا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، فَذَلِكَ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ، وَتُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ - عَطَاءٌ (1) لَا يَدْرِي أَيَّتُهُنَّ أَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ - إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ؟ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ؟ قَالَ: " يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةَ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُومُ وَلَا يَقُولُهَا، فَإِذَا (2) اضْطَجَعَ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا "، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُهُنَّ فِي يَدِهِ (3) قَالَ عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] : سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ الْقَوَارِيرِيَّ (4) ، سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ الْبَصْرَةَ،   (1) في هامش (س) و (ص) : عطاء الشاك. (2) في (ظ) : وإذا. (3) إسناده حسن، شعبة سمع من عطاء قبل الاختلاط. وأخرجه أبو داود (5065) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وسلف تخريجه من طرقه برقم (6498) ، وفيها طريق حماد بن زيد التي أشار إليها عبد الله بن أحمد عقب الحديث. (4) في (ظ) : يقول. وكتب فوقها: قال. خ. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 510 فَقَالَ لَنَا أَيُّوبُ: ائْتُوهُ فَاسْأَلُوهُ عَنْ حَدِيثِ التَّسْبِيحِ؟ يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ 6911 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا تَوَضَّئُوا لَمْ يُتِمُّوا الْوُضُوءَ، فَقَالَ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (1) 6912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْمُهَاجِرَ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس اليشكري، والرجلُ المبهمُ: هو يوسف بن ماهك كما صرح به في الرواية الآتية برقم (6976) . وأخرجه الطبري في "تفسيره" 6/134 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (6976) ، وسلف بنحوه برقم (6883) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي برقم (6982) ، وفيه متابعة ابن أبي السفر لإسماعيل بن أبي خالد، ويخرج هناك. وهو مكرر (6515) و (6806) و (6814) و (6983) . وسلف ذكر شواهده برقم= الحديث: 6911 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 511 6913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا، مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يُحَدِّثُ، عَنْ عَمِّهِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَ أَرْضًا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو يُقَالُ لَهَا: الْوَهْطُ، فَأَمَرَ مَوَالِيَهُ، فَلَبِسُوا آلَتَهُمْ، وَأَرَادُوا الْقِتَالَ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: مَاذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُظْلَمُ بِمَظْلَمَةٍ فَيُقَاتِلَ فَيُقْتَلَ إِلَّا قُتِلَ شَهِيدًا " (1) 6914 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ طَلْحَةَ أَوْ طَلْحَةَ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، صُمِ الدَّهْرَ، ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ "، قَالَ: وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " صُمْ صِيَامَ دَاوُدَ (2) كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (3)   = (6515) . (1) إسناده ضعيف لإبهام الرجل من بني مخزوم وعمه. وأخرجه الطيالسي (2294) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/335 عن شعبة، بهذا الإسناد. وللحديث أصل صحيح سلف لفظه برقم (6522) ، وذكرنا هناك شواهده. قوله: "فلبسوا آلتهم"، يريد: آلة الحرب. قاله السندي. (2) في (ظ) : صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، طلحة بن هلال: هو من بني عامر، ذكره= الحديث: 6913 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 512 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = البخاري في "التاريخ الكبير" 4/346، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/473، وابن حبان في "الثقات" 4/392، وذكروا أنه لم يرو عنه غير سعد بن إبراهيم، ولا يُعرف إلا في هذا الحديث. وأخرجه الطيالسي (2280) ، وأخرجه ابن حبان في "الثقات" 4/392 من طريق محمد بن بكر البرساني، كلاهما (الطيالسي والبرساني) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (6477) . وفي الباب في صيام ثلاثة أيام في الشهر أحاديث عدة، ورد منها في "المسند": حديث ابن مسعود سلف برقم (3860) . وحديث أبي هريرة، سيرد (7512) . وحديث أبي ذر، سيرد 5/146 و152. وحديث قُرة بن إياس، سيرد 3/435 و4/19 و5/35. وحديث أبي عقرب، سيرد 5/67. وحديث أم سلمة، سيرد 6/289 و310 وحديث أبي قتادة، سيرد 5/296، 297 و310، 311. وحديث عائشة، سيرد 6/145، 146. وحديث قتادة بن ملحان، سيرد 5/27 و28. وحديث عثمان بن أبي العاص، سيرد 4/22. وحديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/78 و363. وورد منها في غير "المسند": حديث جرير بن عبد الله عند النسائي 4/221. وحديث عبد الله بن عمر عند ابن خزيمة (2156) ، وإسناده ضعيف. وذكر الهيثمي في الباب أيضاً عن علي وابن عباس وجابر بن عبد الله وميمونة بنت سعد، انظر "مجمع الزوائد" 3/195-197.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 513 6915 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُمْ يَوْمًا وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ " حَتَّى عَدَّ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ أَوْ خَمْسَةً - شُعْبَةُ يَشُكُّ - قَالَ: " صُمْ أَفْضَلَ الصَّوْمِ، صَوْمَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (1) 6916 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، قَالَ:   = قوله: "صم الدهر ثلاثة أيام": لفظة: "ثلاثة أيام" بدل من الدهر، على أنه عينه بالمآل، بشهادة الآية، وجعلُ الدهر منصوباً بنزع الخافض -أي: صم من الدهر- لا يساعده المقام. قاله السندي. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن فياض، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عُبادة، وأبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي. وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/296 من طريق روح، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2288) ، ومسلم (1159) (192) ، والنسائي في "المجتبى" 4/212 و217، وفي "الكبرى" (2702) و (2711) و (2742) ، وابنُ خزيمة (2106) و (2121) ، وابنُ حبان (3658) ، والبيهقي في "السنن" 4/296، والخطيب في "تاريخه" 8/23 من طريق شعبة، به. وسيأتي برقم (7087) و (7098) . وسلف برقم (6545) و (6877) . وسلف مطولاً برقم (6477) . قال ابنُ حبان: قوله: "صُمْ يوما من كل شهر، ولك أجر ما بقي": يُريد: أجر ما بقي من العشرين، وكذلك في الثلاث، إذ محال أن كده كلما كثر؛ كان أنقص لأجره. الحديث: 6915 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 514 دَخَلْنَا عَلَى أَبِي حَصِينٍ نَعُودُهُ، وَمَعَنَا عَاصِمٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَصِينٍ لِعَاصِمٍ: تَذْكُرُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ؟ قَالَ: قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ حَدَّثَنَا (1) يَوْمًا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اشْتَكَى الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ، قِيلَ لِلْكَاتِبِ الَّذِي يَكْتُبُ عَمَلَهُ: اكْتُبْ لَهُ مِثْلَ عَمَلِهِ إِذْ كَانَ طَلِيقًا، حَتَّى أَقْبِضَهُ أَوْ أُطْلِقَهُ " (2) قَالَ أَبُو بَكْرٍ: " حَدَّثَنَا بِهِ عَاصِمٌ وَأَبُو حَصِينٍ جَمِيعًا " 6917 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ يَقُولُ (3) : "   (1) في (ظ) : يومئذ. وكتب فوقها: يوماً (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن مخيمرة، فمن رجال مسلم، وأبي بكر بن عياش فمن رجال البخاري، وروى له مسلم في مقدمة "صحيحه"، وعاصم بن أبي النجود روى له الشيخان مقروناً، وهو هنا متابع بأبي حصين عثمان بن عاصم بن حُصين. أسود بن عامر: يُلقب شاذان، وأبو بكر بن عياش: اختُلف في اسمه، والصواب أن اسمه كنيته. وأخرجه البزار (759) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/309 من طرق عن أبي بكر بن عياش، عن أبي الحصين، به. قال أبو نعيم: لم يروه عن أبي حصين إلا أبو بكر. وسلف برقم (6482) . (3) في (ظ) : يقول عام الفتح. الحديث: 6917 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 515 كُلُّ حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ " (1) 6918 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَلَفٍ وَبَيْعٍ، وَعَنْ بَيْعَتَيْنِ (3) فِي بَيْعَةٍ، وَعَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ، وَعَنْ رِبْحِ مَا لَمْ يُضْمَنْ " (4) 6919 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ أَبُو الْخَطَّابِ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الْمُثَنَّى بْنَ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ زَادَكُمْ صَلَاةً،   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. ابن أبي الزناد: هو عبد الرحمن. وعبد الرحمن بن الحارث: هو ابن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (570) ، والطبري في "تفسيره" [النساء:33] (9299) من طريق سليمان بن بلال، عن عبد الرحمن بن الحارث، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6692) وذكرنا هناك شواهده، وهو قطعة من (7012) الآتي. (2) في (ظ) : محمد بن عجلان. (3) في (ظ) : بيعين. (4) إسناده حسن. ابن عجلان: هو محمد. وهو مكرر (6628) و (6671) . وفي (ظ) : تضمن. الحديث: 6918 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 516 فَحَافِظُوا عَلَيْهَا، وَهِيَ الْوَتْرُ " (1) " فَكَانَ (2) عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، رَأَى (3) أَنْ يُعَادَ (4) الْوَتْرُ، وَلَوْ بَعْدَ شَهْرٍ " 6920 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ، أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، مِنْ بَنِي الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنَّا يُقَالُ لَهُ: أَيُّوبُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ عَامًا (5) تِيبَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ تِيبَ عَلَيْهِ "، حَتَّى قَالَ: " يَوْمًا "، حَتَّى قَالَ: " سَاعَةً "، حَتَّى قَالَ: " فُوَاقًا "، قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ مُشْرِكًا أَسْلَمَ؟ قَالَ: إِنَّمَا أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (6)   (1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف المثنى بن الصباح. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب "الوتر" ص 111، عن إسحاق بن راهويه، عن محمد بن سواء، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2263) عن همام، عن المثنى بن الصباح، به. وسلف برقم (6693) وذكرنا هناك شواهده. (2) في (ظ) وهامش (س) : وكان. (3) في (ظ) و (س) : يرى. (4) في (س) : يعاد وتعاد معاً. (5) في (ظ) : بعام. وفي هامشها: عاماً. خ. (6) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الرجل من بني الحارث، وجهالة شيخه أيوب، سماه ابنُ حبان أيوب بن فرقد، فتعقبه الحافظ في "التعجيل" ص 48،= الحديث: 6920 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 517 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = فقال: لم أر لأيوب بن فرقد عنده ذكراً، ولا عند غيره، وباقى رجاله ثقات. عفان: هو ابن مسلم، وإبراهيم بن ميمون: هو الكوفي، روى له النسائي في "اليوم والليلة"، وهو غير إبراهيم بن ميمون مولى آل سمرة. وأخرجه الطيالسي (2284) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/427، والطبري في "التفسير" (8863) [النساء:18] ، والبيهقي في "الشعب" (7067) من طريق شعبة، بهذا الإسناد. وقد سقط من إسناد "مسند الطيالسي" المطبوع: "إبراهيم بن ميمون، عن رجل من بني الحارث، قال". وجاء عنده زيادة قول الراوي: فقلت له: إنما قال الله عز وجل: (إنما التوبةُ على الله للذين يعملون السوء بجهالة ... ) الآية [النساء:17] ، قال: إنما أحدثك ما سمعت من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الحاكم 4/258، 259 من طريق عبد الله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن بن البيلماني، سمعتُ عبد الله بن عمرو يقول ... فذكر الحديث. وسكت عنه الحاكم هو والذهبي، وإسناده ضعيف لضعف هشام بن سعد، وعبد الرحمن بن البيلماني. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/197، وقال: رواه أحمد، وفيه راوٍ لم يسم، وبقية رجاله ثقات. وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 2/131 لابن أبي حاتم. وله شاهد بمعناه من حديث ابن عمر ورد برقم (6160) بإسناد حسن، وهو عند ابن حبان برقم (628) . وآخر عن أبي ذر، سيرد 5/174، وهو عند ابن حبان (627) . وعن رجال من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 3/425 و5/362. وعن بُشير بن كعب عند الطبري (8857) . وعن عبادة بن الصامت عند الطبري (8858) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1085) ، وإسناده منقطع. قوله: "حتى قال: فُواقاً"، أي: قدر فُواق ناقة، والفُواق: بضم الفاء وتفتح، هو:= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 518 6921 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ، أَخْبَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ نِصْفَ الدَّهْرِ، وَأَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللهِ صَلَاةُ دَاوُدَ، كَانَ يَرْقُدُ شَطْرَ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَقُومُ، ثُمَّ يَرْقُدُ آخِرَهُ، ثُمَّ (1) يَقُومُ ثُلُثَ اللَّيْلِ بَعْدَ شَطْرِهِ " (2) 6922 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، أَنَّ ثَابِتًا، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ لَمَّا كَانَ بَيْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو وعَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَا   = ما بين الحلبتين من الراحة، لأنها تُحلب، ثم تراح حتى تدر، ثم تُحلب. قاله ابن الأثير. وقال السندي: وقيل: يحتمل أن المراد به ما بين جر الضرع إلى جره مرة أخرى، وهو أنسب ببيان القليل. (1) ذكر في هامش (س) و (ص) أن "ثم" لم ترد في بعض النسخ. وقد كُتب فوقها في (ظ) : لا. إشارة إلى ذلك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وابن جريج صرح بالتحديث. روح: هو ابن عبادة، ومحمد بن بكر: هو البرساني. وهو فى "مصنف" عبد الرزاق (7864) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1159) وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/85، و"شرح مشكل الآثار" (1254) ، والبيهقي في "السنن" 4/295، 296، من طرق، عن ابن جريج، به. وسلف برقم (6491) ، وانظر لزاماً (6477) . الحديث: 6921 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 519 كَانَ، وَتَيَسَّرُوا لِلْقِتَالِ، فَرَكِبَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِي إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَوَعَظَهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " وَقَالَ (1) عَبْدُ الرَّزَّاقِ: " مَنْ قُتِلَ عَلَى مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " (2) 6923 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) في (ق) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: قال. دون واو قبلها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد بن بكر: هو البُرْساني، وسليمان الأحول: هو ابن أبي مسلم، وقد صرح ابنُ جريج بالتحديث، وثابت: هو ابن عياض الأحنف الأعرج مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وقد نسب هنا إلى ولاء ابنه عمر، فقيل: مولى عمر بن عبد الرحمن، وقد وهم الحسيني، فأدرجه في "الإكمال" ص 60، وذكر أنه مجهول، وتبعه الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص 118، مع أنه ذكر هذا الحديث في "الفتح" 5/123، وأنه من رواية ثابت بن عياض هذا في "صحيح" مسلم، كما سيأتي في تخريجه. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (18568) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (141) ، والبيهقي في "السنن" 8/335. وأخرجه مسلم (141) أيضاً، والبيهقي في "السنن" 3/265 من طريق محمد بن بكر، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (141) أيضاً من طريق أبي عاصم النبيل، وأبو عوانة 1/44 من طريق حجاج، كلاهما عن ابن جريج، به. وسلف برقم (6522) ، وذكرنا هناك شواهده. قوله: "تيسروا للقتال"، أي: تهيؤوا له واستعدوا. الحديث: 6923 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 520 عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ كُوتِبَ عَلَى مِائَةِ أُوقِيَّةٍ، فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشْرَ أَوَاقٍ، ثُمَّ عَجَزَ، فَهُوَ رَقِيقٌ " (1) 6924 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَتْفِ الشَّيْبِ " (2) 6925 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ (3) أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَدْرُونَ مَنِ الْمُسْلِمُ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ "، قَالَ: " تَدْرُونَ مَنِ الْمُؤْمِنُ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَنْ أَمِنَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ فَاجْتَنَبَهُ (4) " (5)   (1) هو مكرر (6666) . (2) حسن لغيره، ومحمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً ورواه بالعنعنة- توبع. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/677، ومن طريقه ابن ماجه (3721) ، والترمذي (2821) من طريق عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن، قد روي عن عبد الرحمن بن الحارث وغير واحد عن عمرو بن شعيب. وسلف برقم (6672) ، وذكرنا هناك شواهده. (3) في (ظ) : قال: سمعت. (4) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : واجتنبه. (5) إسناده صحيح على شرط مسلم. موسى بن عُلي -بالتصغير-: هو ابن= الحديث: 6924 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 521 6926 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنِّي لَأُسَايِرُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمُعَاوِيَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو لِعَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " - يَعْنِي عَمَّارًا - فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: اسْمَعْ مَا يَقُولُ هَذَا، فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ: أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ (1) 6927 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي الضَّرِيرَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2) 6928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ، وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا، وَرَأَيْتُهُ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ " (3)   = رباح. ولم يورده الهيثمي في "المجمع"، وهو على شرطه. وقد سلف برقم (6487) ، وذكرنا شواهده برقم (6515) . (1) إسناده صحيح، وهو مكرر (6500) . عبد الرحمن بن أبي زياد، ويقال: ابن زياد مولى بني هاشم وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وعبد الله بن الحارث: هو ابن نوفل. (2) صحيح، وهو مكرر (6499) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد الواحد الحداد: هو ابن واصل السدوسي مولاهم أبو عبيدة ويزيد: هو ابن هارون.= الحديث: 6926 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 522 6929 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (1) ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْعَنْزِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ، يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: لِيَطِبْ بِهِ أَحَدُكُمَا نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ - يَعْنِي - رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " كَذَا قَالَ أَبِي: يَعْنِي رَسُولَ اللهِ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقُولُ: " تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: أَلَا تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو؟ فَمَا بَالُكَ مَعَنَا؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي شَكَانِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا، وَلَا تَعْصِهِ " فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ (3) 6930 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيِدَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ (4) ، أَكْتُبُ مَا أَسْمَعُ مِنْكَ؟   = وسلف تخريجه وذكر شواهده برقم (6627) عدا زيادة: "ويصوم في السفر ويفطر"، وسلف تخريج هذه الزيادة وذكر شواهدها برقم (6679) ، ومر أيضا برقم (6660) و (6783) ، وسيأتي برقم (7021) . (1) وقع في (م) : حدثنا أسود بن عامر، حدثنا يزيد بن هارون. بزيادة أسود بن عامر، وهو خطأ. (2) في هامش (ظ) : يعني سمع رسول الله. (3) إسناده صحيح، وهو مكرر (6538) . قوله: "ألا تُغني عنا مجنونك"، أي: ألا تكفه وتصرفه عنا. (4) في (ظ) : صلى الله عليك. الحديث: 6929 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 523 قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: فِي الرِّضَا وَالسُّخْطِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَقُولَ فِي ذَلِكَ إِلَّا حَقًّا " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، فِي حَدِيثِهِ: يَا رَسُولَ اللهِ (1) ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ، فَأَكْتُبُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ " (2) 6931 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ، حَدَّثَهُ، أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، أَخْبَرَهُ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: ابْنُ الْعَاصِ حَدَّثَهُ -: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ ثِيَابُ الْكُفَّارِ، فَلَا تَلْبَسْهَا " (3)   (1) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : قلت: يا رسول الله. (2) صحيح لغيره، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلساً ورواه بالعنعنة-، قد توبع. محمد بن يزيد: هو الكلاعي. وأخرجه ابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 89 من طريق أحمد بن خالد، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/105 من طريق عُقيل بن خالد -وهو الأيلي- عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه أيضاً 1/105 من طريق عُقيل بن خالد الأيلي، عن عمرو بن شعيب، عن مجاهد، عن ابن عمرو، وصححه. وقد سلف برقم (6510) بإسناد صحيح. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير جبير بن= الحديث: 6931 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 524 6932 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا طَلَاقَ فِيمَا لَا تَمْلِكُونَ، وَلَا عَتَاقَ فِيمَا لَا تَمْلِكُونَ، وَلَا نَذْرَ فِيمَا لَا تَمْلِكُونَ، وَلَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " (1) 6933 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةُ، قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ، إِلَّا خُزَاعَةَ عَنْ بَنِي بَكْرٍ "، فَأَذِنَ لَهُمْ، حَتَّى صَلَّوْا الْعَصْرَ، ثُمَّ قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ "، فَلَقِيَ مِنَ الْغَدِ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ رَجُلًا مِنْ بَنِي بَكْرٍ بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَقَتَلَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ خَطِيبًا، فَقَالَ: " إِنَّ أَعْدَى (2) النَّاسِ عَلَى اللهِ مَنْ عَدَا فِي   = نفير، فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن أبي عبد الله سنْبر الدسْتوائي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه مسلم (2077) (27) من طريق يزيد بن هارون، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6513) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) حديث حسن، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- توبع. يزيد: هو ابن هارون. وسلف مطولاً ومختصرا برقم (6732) و (6769) و (6780) و (6781) . (2) في (ظ) : أعتى. وعلى هامشها: أعدى. الحديث: 6932 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 525 الْحَرَمِ، وَمَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، وَمَنْ قَتَلَ بِذُحُولِ الْجَاهِلِيَّةِ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ (1) ابْنِي فُلَانًا عَاهَرْتُ بِأُمِّهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ فَقَالَ: " لَا دَعْوَةَ فِي الْإِسْلَامِ ذَهَبَ أَمْرُ الْجَاهِلِيَّةِ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْأَثْلَبُ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْأَثْلَبُ؟ قَالَ: " الْحَجَرُ، وَفِي الْأَصَابِعِ عَشْرٌ عَشْرٌ، وَفِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ (2) الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا، وَلَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ عَطِيَّةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا، أَوْفُوا (3) بِحِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَزِدْهُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا تُحْدِثُوا حِلْفًا فِي الْإِسْلَامِ " (4) 6934 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ، فَقَالَ: " فِي نَارِ اللهِ الْحَامِيَةِ (5) ، لَوْلَا مَا   (1) "إن": لم ترد في (م) . (2) في (ظ) : مشرق. (3) في (ق) و (م) : وأوفوا. وأشير إليها في هامش (س) و (ص) و (ظ) . (4) إسناده حسن، ولبعضه شواهد يصح بها، وهو مكرر (6681) عدا قوله: "أوفوا بحلف الجاهلية "، فقد سلف برقم (6692) و (6917) ، وهو قطعة من الحديث (7012) . (5) قوله: "في نار الله الحامية" كرر في (ظ) مرتين، وعلى الثانية: صح. وهي مكررة عند الطبري. الحديث: 6934 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 526 يَزَعُهَا (1) مِنْ أَمْرِ اللهِ لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الْأَرْضِ " (2) 6935 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا " (3)   (1) في هامش (س) : يزعها: يكفها ويمنعها. (2) إسناده ضعيف لجهالة مولى عبد الله بن عمرو، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. العوام: هو ابن حوشب. وأخرجه الطبري في "التفسير" 16/10 [الكهف: 86] من طريق يزيد بن هارون، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وذكره ابنُ كثير في "تفسيره" 5/188، وقال: وفي صحة رفع هذا الحديث نظر، ولعله من كلام عبد الله بن عمرو من زاملتيه اللتين وجدهما يوم اليرموك، والله أعلم. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/131، وقال: رواه أحمد، وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" 4/248، وزاد نسبته لابن أبي شيبة، وابن منيع، وأبي يعلى، وابن مردويه. قوله: "في نار الله الحامية"، أي: غربت في نار الله الحارة. قوله: "يزعها"، أي: يكفها ويمنعها من وزعه: إذا منعه وحبسه، والضمير يحتمل أن يكون للنار، ويحتمل أن يكون للشمس. قاله السندي. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (355) عن عبدة، والترمذي (1920) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. قال الترمذي:= الحديث: 6935 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 527 6936 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ، وَهُوَ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ (1) -، قَالَ: وَسَأَلَهُ (2) عَنِ الثِّمَارِ وَمَا كَانَ (3) فِي أَكْمَامِهِ؟ فَقَالَ: " مَنْ أَكَلَ بِفَمِهِ، وَلَمْ يَتَّخِذْ خُبْنَةً فَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَمَنْ وُجِدَ قَدِ احْتَمَلَ فَفِيهِ ثَمَنُهُ مَرَّتَيْنِ وَضَرْبُ نَكَالٍ، فَمَا أَخَذَ مِنْ (4) جِرَانِهِ، فَفِيهِ الْقَطْعُ، إِذَا بَلَغَ مَا يُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ ثَمَنَ الْمِجَنِّ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَجِدُ فِي السَّبِيلِ الْعَامِرِ مِنَ اللُّقَطَةِ، قَالَ (5) : " عَرِّفْهَا حَوْلًا، فَإِنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإِلَّا فَهِيَ لَكَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَجِدُ فِي الْخَرِبِ الْعَادِيِّ؟ قَالَ: " فِيهِ وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (6)   = حديث محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب حديث حسن صحيح، وقد روي عن عبد الله بن عمرو من غير هذا الوجه أيضاً. قلنا: سلف برقم (6733) ، وذكرنا هناك شواهده، وسيرد بإسناد صحيح برقم (7073) . (1) أي السالف برقم (6891) . (2) في (ظ) : فسأله. وكُتب فوق الفاء واو. (3) في (س) و (ص) و (ظ) : ما كان. دون واو قبلها. (4) فى (ظ) : في. وعلى هامشها "من". (5) في (ظ) : فقال. (6) حديث حسن، وهو قطعة من الحديث (6683) . يزيد: هو ابن هارون. الحديث: 6936 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 528 6937 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَتْفِ الشَّيْبِ "، وَقَالَ: " هُوَ نُورُ الْمُؤْمِنِ "، وَقَالَ: " مَا شَابَ رَجُلٌ فِي الْإِسْلَامِ شَيْبَةً، إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَمُحِيَتْ (1) عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ، وَكُتِبَتْ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ " (2) وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا " (3) 6938 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَدَّ ابْنَتَهُ إِلَى أَبِي الْعَاصِ بِمَهْرٍ جَدِيدٍ، وَنِكَاحٍ جَدِيدٍ " (4)   (1) في (ظ) : ومحا عنه بها سيئة، وكتب ... وكتب في هامشها هذه الرواية. (2) حسن لغيره، وسلف برقم (6672) . يزيد: هو ابن هارون. (3) صحيح، وهو مكرر (6935) سنداً ومتناً. (4) إسناده ضعيف كما ذكر الإمام أحمد عقب روايته، والحجاج بن أرطاة كثير الخطأ والتدليس. وأخرجه سعيد بن منصور (2109) ، وابن سعد 8/32، والترمذي (1142) ، وابن ماجه (2010) والدارقطني 3/253، والبيهقي في "السنن" 7/188 من طريقين، عن حجاج بن أرطاة، بهذا، الإسناد.= الحديث: 6937 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 529 [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: فِي حَدِيثِ حَجَّاحٍ: " رَدَّ زَيْنَبَ ابْنَتَهُ "، قَالَ: " هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، أَوْ قَالَ: وَاهٍ، وَلَمْ يَسْمَعْهُ (1) الْحَجَّاجُ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْعَرْزَمِيِّ، وَالْعَرْزَمِيُّ: لَا يُسَاوِي (2) حَدِيثُهُ شَيْئًا، وَالْحَدِيثُ الصَّحِيحُ (3) الَّذِي رُوِيَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَرَّهُمَا عَلَى النِّكَاحِ الْأَوَّلِ " 6939 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = وأخرجه عبد الرزاق (12648) ، ومن طريقه الحاكم 3/639 عن حميد بن أبي رومان، عن الحجاج، به، ولفظه: أسلمت زينب بنت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل زوجها أبي العاص بسنة، ثم أسلم أبو العاص، فردها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنكاح جديد، وقد سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: هذا باطل، ولعله أراد: هاجرت قبله بسنة، وإلا فهي أسلمت قبل الهجرة بمدة. قال الترمذي بعد إيراده الحديث: هذا حديث في إسناد مقال. وقال الدارقطني: هذا لا يثبت، وحجاج لا يحتج به، والصواب حديث ابن عباس أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ردها بالنكاح الأول. ونقل الترمذي عن يزيد بن هارون قوله: حديث ابن عباس أجود إسناداً، والعمل على حديث عمرو بن شعيب. قلنا: حديث ابن عباس سلف بالأرقام (1876) و (2366) و (3290) ، وهو حديث حسن. وانظر لزاماً "زاد المعاد" 5/133-140. (1) في (ظ) : قال: ولم يسمعه. (2) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : لا يسوى. (3) يعني حديث ابن عباس المذكور في التخريج. الحديث: 6939 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 530 عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِمَا أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَقَالَ: " أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللهُ بِأَسْوِرَةٍ مِنْ نَارٍ "، قَالَتَا: لَا. قَالَ: " فَأَدِّيَا حَقَّ هَذَا " (1) 6940 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، وَمُعَمَّرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ، وَلَا مَحْدُودٍ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا ذِي غِمْرٍ عَلَى أَخِيهِ " (2) 6941 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) حديث حسن. الحجاج بن أرطاة وإن كان ضعيفاً متابع. وهو مكرر (6667) . (2) حديث حسن. الحجاج بن أرطاة على ضعفه متابع. يزيد: هو أبن هارون. وأخرجه ابن ماجه (2366) من طريق يزيد بن هارون ومعمر بن سليمان الرقي، شيخي أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3601) ، والبيهقي في "السنن" 10/201 من طريق سليمان بن موسى، والدارقطني 4/244، والبيهقي 10/155 من طريق آدم بن فائد والمثنى بن الصباح، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، به. ولفظ أبي داود: "ولا زان ولا زانية"، بدل: "ولا محدود في الإسلام"، ولفظ إحدى روايتي البيهقي: "ولا موقوف على حد". والمحدود: هو المجلود في حد. وسلف مختصراً ومطولاً برقم (6698) و (6899) من طريق سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، به. وذكرنا شواهده في أولهما. الحديث: 6940 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 531 عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوَتْرُ " (1) 6942 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي ذَوِي أَرْحَامٍ، أَصِلُ وَيَقْطَعُونَ، وَأَعْفُو وَيَظْلِمُونَ، وَأُحْسِنُ وَيُسِيئُونَ، أَفَأُكَافِئُهُمْ؟ قَالَ: " لَا، إِذًا تُتْرَكُونَ جَمِيعًا، وَلَكِنْ خُذْ بِالْفَضْلِ وَصِلْهُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ (2) مَا كُنْتَ عَلَى ذَلِكَ " (3) 6943 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّاجِعُ فِي هِبَتِهِ، كَالْكَلْبِ يَرْجِعُ فِي قَيْئِهِ " (4) 6944 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ (5) ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ،   (1) حديث حسن وهو مكرر (6693) سندا ومتنا. (2) في (ظ) : ظهير من الله. وهو لفظ (6700) . (3) حسن، وهو مكرر (6700) سنداً ومتناً. (4) حديث حسن. الحجاج -وهو ابن أرطاة- ضعيف، لكنه متابع. وسلف مطولا برقم (6629) ، وذكرنا هناك شواهده وشرحه، وبرقم (6705) . (5) في (ظ) : بن هارون. الحديث: 6942 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 532 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَنْتِفُ شَعَرَهُ، وَيَدْعُو وَيْلَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لَكَ؟ " قَالَ: وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي رَمَضَانَ، قَالَ: " أَعْتِقْ رَقَبَةً "، قَالَ: لَا أَجِدُهَا، قَالَ: " صُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ "، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: " أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا "، قَالَ: لَا أَجِدُ، قَالَ: فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، قَالَ: " خُذْ هَذَا فَأَطْعِمْهُ عَنْكَ سِتِّينَ مِسْكِينًا "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنَّا، قَالَ: " كُلْهُ أَنْتَ وَعِيَالُكَ " (1)   (1) حديث صحيح، وقد أخرجه أحمد هنا بأسنادين: الأول: يزيد -وهو ابن هارون- عن الحجاج بن أرطاة، عن إبراهيم بن عامر، عن سعيد بن المسيب، به. وهذا إسناد مرسل. والحجاج بن أرطاة -وإن كان كثير الخطأ والتدليس- متابع. إبراهيم بن عامر: هو ابن مسعود بن أمية بن خلف الجمحي القرشي الكوفي. وأخرجه الدارقطني 2/190، والبيهقي في "السنن" 4/226 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ خزيمة (1951) من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان الثوري، والبيهقي في "السنن" 4/225 من طريق شريك، كلاهما عن إبراهيم بن عامر، به. ومهران وشريك كلاهما سييء الحفظ. وأخرجه عبد الرزاق (7460) من طريق سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن المسيب، به.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 533 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه مالك 1/297، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 4/227، وأخرجه عبد الرزاق (7458) عن معمر، و (7459) عن ابن جريج، ثلاثتهم عن عطاء بن عبد الله الخراساني، عن ابن المسيب، به. وليس فيه ذكر صوم شهرين متتابعين، وفيه ذكر إهداء بدنة في الكفارة. وعند مالك أيضاً زيادة الأمر بقضاء يوم مكان اليوم الذي أفسده. وعطاء الخراساني في حفظه شيء. قال البيهقي في "السنن" 4/227: ورواه داودُ بن أبي هند، عن عطاء بزيادة ذكر صوم شهرين متتابعين إلا أنه لم يذكر القضاء ولا قدر العرق، وروي من أوجه أخر عن سعيد بن المسيب، واختلف عليه في لفظ الحديث، والاعتماد على الأحاديث الموصولة، وبالله التوفيق. وقد رفعه ابنُ ماجه (1671) من طريق عبد الله بن وهب، والبيهقي 4/226 من طريق سعيد بن أبي مريم، كلاهما عن عبد الجبار بن عمر، عن يحيى بن سعيد، وعطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزاد في آخره: "واقض يوماً مكانه". وعبد الجبار بن عمر: هو الأيلي، وهو ضعيف. وقد أخطأ في رفعه، والمحفوظ إرساله. وأخرجه موصولاً أيضاً ابن خزيمة (1951) من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، عن الثوري، عن منصور، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. قال ابن خزيمة: فذكر الحديث. ولم يسق لفظه. ومهران سييء الحفظ. والإسناد الثاني للحديث: يزيد بن هارون، عن الحجاج بن أرطاة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. الحجاج بن أرطاة لم يسمع من الزهري، ثم إنه كثير الخطأ والتدليس. حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف. وأخرجه الدارقطني 2/190، والبيهقي 4/226 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وهذا الحديث إنما هو من مسند أبي هريرة، وسيرد برقم (7290) عن سفيان،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 534 6945 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، بِمِثْلِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَزَادَ: بَدَنَةً، وَقَالَ عَمْرٌو فِي حَدِيثِهِ: وَأَمَرَهُ أَنْ   = عن الزهري، به، ويأتي تمام تخريجه هناك. وفي الباب عن عائشة عند البخاري (1935) ، ومسلم (1112) ، وسيرد 6/276. وعن سلمة بن صخر البياضي، سيرد 4/37 و5/431. وعن ابن عمر عند أبي يعلى (5725) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 3/167، 168، وقال: رواه أبو يعلى، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجاله ثقات. وعن سعد بن أبي وقاص عند البزار (1026) ، وأرده الهيثمي في "المجمع" 3/168، وقال: وفيه الواقدي، وفيه كلام كثير، وقد وثق. قوله: "وقع على امرأته": كناية عن الجماع. قوله: "بعرق" -بفتحتين-: هو مكتل كبير يسع نحو خمسة عشر صاعاً إلى عشرين. قوله: "ما بين لابتيها" يعني لابتي المدينة، يريد: الحرتين. قوله: "كله أنت وعيالك"، قيل: إنه خاص به، وقيل: بل الكفارة بقيت على ذمته، وقيل: منسوخ، وكل ذلك يحتاج إلى دليل. وقيل: هو الحكم في كل محتاج، والحديث من مسند أبي هريرة، لكن ذكره لأنه روى عن ابن عمرو مثله. والله تعالى أعلم. قاله السندي. وانظر استيفاء شرحه في "فتح الباري" 4/163-173، قال الحافظ ابن حجر في نهاية شرحه للحديث: وقد اعتنى به بعضُ المتأخرين ممن أدركه شيوخنا، فتكلم عليه في مجلدين، جمع فيهما ألف فائدة وفائدة، ومحصله -إن شاء الله تعالى- فيما لخصته مع زيادات كثيرة عليه، فلله الحمد على ما أنعم. الحديث: 6945 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 535 يَصُومَ يَوْمًا مَكَانَهُ (1)   (1) حديث صحيح، وهو هنا بإسنادين: الأول: يزيد -وهو ابن هارون-، عن الحجاج -وهو ابن أرطاة-، عن عطاء -وهو ابن أبي رباح-، مرسلاً. وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو كثير الخطأ والتدليس، وقد صرح الحافظ في "الفتح" 4/169 بأن عطاء: هو ابن أبي رباح. وذكر الحافظ أيضاً أن عطاء رواه عن أبي هريرة متصلاً فيما أخرجه الطبراني في "الأوسط"، ثم أعل الحافظُ هذه الرواية بأنها من رواية ليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، وقد اضطرب فيه. ورواية عطاء عن أبي هريرة -المتصلة هذه- أوردها الهيثمي في "المجمع" 3/168، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، لكنه مدلس. ووقع عند الدارقطني 2/191 أن عطاء رواه عن جابر متصلاً أيضاً، أخرجه الدارقطني من طريق الحارث بن عبيدة الكلاعي، عن مقاتل بن سليمان، عن عطاء، به، بلفظ: "من أفطر يوماً في شهر رمضان في الحضر، فليُهد بدنة، فإن لم يجد، فليُطعم ثلاثين صاعاً من تمر للمساكين". قال الدارقطني: الحارث بن عبيدة ومقاتل ضعيفان. قلنا: يعني أخطأ مقاتل بن سليمان في رفعه. والإسناد الثاني هو: يزيد بن هارون، عن حجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وهو إسناد ضعيف لضعف الحجاج. وأخرجه البيهقي في "السنن" 4/226 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/106، وابنُ خزيمة (1955) من طرق، عن الحجاج بن أرطاة، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/168 عن عطاء مرسلاً، وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه كلام. وذكر إهداء البدنة الثابت في هذين الإسنادين، ورد أيضاً في مرسل سعيد بن المسيب فيما رواه عطاء الخراساني، عنه، عند مالك وعبد الرزاق كما مر ذكره في= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 536 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = تخريج الإسناد السابق، لكن قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/167: وهو مع إرساله قد رده سعيد بن المسيب، وكذب من نقله عنه، كما روى سعيدُ بن منصور، عن ابن عُلية، عن خالد الحذاء، عن القاسم بن عاصم: قلت لسعيد بن المسيب: ما حديث حدثناه عطاء الخراساني عنك في الذي وقع على امرأته في رمضان أنه يعتق رقبة أو يُهدي بدنة؟ فقال: كذب، فذكر الحديث. وزيادة الأمر بقضاء يوم التي زادها عمرو بن شعيب هنا ذكر الحافظ في "الفتح" 4/172 أن لها أصلاً، فقال: وقد ورد الأمر بالقضاء في هذا الحديث (يعني حديث أبي هريرة (1936) عند البخاري) في رواية أبي أويس وعبد الجبار (يعني ابن عمر الأيلي) وهشام بن سعد، كلهم عن الزهري، وأخرجه البيهقي [في "السنن" 4/226] من طريق إبراهيم بن سعد، عن الليث، عن الزهري، وحديث إبراهيم بن سعد في الصحيح عن الزهري نفسه بغير هذه الزيادة، وحديث الليث عن الزهري في "الصحيحين" بدونها، ووقعت الزيادة أيضا في مرسل سعيد بن المسيب، ونافع بن جبير، والحسن، ومحمد بن كعب، وبمجموع هذه الطرق تعْرفُ أن لهذه الزيادة أصلا. قال ابنُ القيم في تعليقه على "تهذيب السنن" للمنذري 3/273: هذه الزيادة -وهي الأمر بالصوم- قد طعن فيها غيرُ واحد من الحفاظ، قال عبد الحق: وطريق حديث مسلم أصح وأشهر، وليس فيها: "صم يوما"، ولا تكميله التمر، ولا الاستغفار، وإنما يصح حديثُ القضاء مرسلاً، وكذلك ذكره مالك في "الموطأ"، وهو من مراسيل سعيد بن المسيب، رواه مالك، عن عطاء بن عبد الله الخراساني، عن سعيد بالقصة، وقال: "كُلْه، وصُم يوماً مكان ما أصبت". والذي أنكره الحفاط ذكر هذه اللفظة في حديث الزهري، فإن أصحابه الأثبات الثقات، كيونس وعقيل ومالك والليث بن سعد وشعيب ومعمر وعبد الرحمن بن خالد، لم يذكر أحد منهم هذه اللفظة، وإنما ذكرها الضعفاء عنه، كهشام بن سعد وصالح بن أبي الأخضر وأضرابهما، وقال الدارقطني: رواتها ثقات، رواه ابن أبي أويس، [عن أبيه] ، عن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 537 6946 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، - أَنَّ نَوْفًا وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو اجْتَمَعَا، فَقَالَ نَوْفٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: وَأَنَا أُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، وَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَثُورَ النَّاسُ بِصَلَاةِ الْعِشَاءِ، فَجَاءَ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، رَافِعًا إِصْبَعَهُ هَكَذَا، وَعَقَدَ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ إِلَى السَّمَاءِ، وَهُوَ يَقُولُ: " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، هَذَا رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَتَحَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، يَقُولُ: يَا مَلَائِكَتِي، انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَدَّوْا فَرِيضَةً   = الزهري، وتابعه عبد الجبار بن عمر، عنه، وتابعه أيضاً هشام بن سعد، عنه، قال: وكلهم ثقات! وهذا لا يفيد صحة هذه اللفظة، فإن هؤلاء إنما هم أربعة، وقد خالفهم من هو أوثق منهم وأكثر عدداً، وهم أربعون نفساً لم يذكر أحد منهم هذه اللفظة، ولا ريب أن التعليل بدون هذا مؤثر في صحتها، ولو انفرد بهذه اللفظة من هو أحفظ منهم وأوثق، وخالفهم هذا العدد الكثير، لوجب التوقف فيها، وثقة الراوي شرط في صحة الحديث لا موجبة، بل لا بد من انتفاء العلة والشذوذ، وهما غير منتفيين في هذه اللفظة. وقد اختلف الفقهاءُ في وجوب القضاء عليه، فمذهب مالك وأحمد وأبي حنيفة والشافعي في أظهر أقواله: يجب عليه القضاء، وللشافعي قول آخر: إنه لا يجب عليه القضاء إذا كفر، وله قول ثالث: إنه إن كفر بالصيام، فلا قضاء عليه، وإن كفر بالعتق أو بالإطعام، قضى، وهذا قول الأوزاعي. الحديث: 6946 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 538 وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى " (1) 6947 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَسْتَاذَ - قَالَ هَوْذَةُ: الهِزَّانِيُّ -، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَبِسَ الذَّهَبَ مِنْ أُمَّتِي، فَمَاتَ وَهُوَ يَلْبَسُهُ لَمْ يَلْبَسْ مِنْ ذَهَبِ الْجَنَّةِ - وَقَالَ هَوْذَةُ: حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ ذَهَبَ الْجَنَّةِ - وَمَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ مِنْ أُمَّتِي، فَمَاتَ وَهُوَ يَلْبَسُهُ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ حَرِيرَ الْجَنَّةِ " (2) قَالَ عَبْدُ اللهِ [بْنُ أَحْمَدَ] : " ضَرَبَ أَبِي عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ضَرَبَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ خَطَأٌ، وَإِنَّمَا هُوَ مَيْمُونُ بْنُ أَسْتَاذَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَيْسَ فِيهِ: عَنِ الصَّدَفِيِّ، وَيُقَالُ: إِنَّ مَيْمُونَ هَذَا هُوَ الصَّدَفِيُّ لِأَنَّ سَمَاعَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ آخِرَ عُمُرِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ "   (1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف علي بن زيد، وهو مكرر (6751) سنداً ومتناً، ولم يرد في نسخة (ظ) . (2) إسناده صحيح، ميمون بن أستاذ: روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وسلف ضبطه والتعريف به مفصلاً برقم (6556) . وهوذة بن خليفة: وثقه أحمد، وضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وهو متابع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وقد سلف برقم (6556) وفيه تفصيل هناك فانظره. وكلام عبد الله بن أحمد المذكور عقب الحديث متعلق بالحديث الذي بعده لا بهذا الحديث. وقوله: "من لبس الذهب من أمتي"، أي: من الذكور. الحديث: 6947 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 539 6948 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَسْتَاذَ، عَنِ الصَّدَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي وَهُوَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ شُرْبَهَا فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي وَهُوَ يَتَحَلَّى الذَّهَبَ، حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ لِبَاسَهُ فِي الْجَنَّةِ " (1) 6949 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا عَبْدٍ كُوتِبَ عَلَى مِائَةِ أُوقِيَّةٍ، فَأَدَّاهَا إِلَّا عَشْرَ (2) أَوَاقٍ، فَهُوَ رَقِيقٌ " (3)   (1) إسناده ضعيف، يزيد بن هارون: سمع من الجُريري -وهو سعيد بن إياس- بعد ما اختلط، وباقي رجال الإسناد ثقات، وميمون بن أستاذ: سلف التعريف به مفصلاً برقم (6556) . وكلام عبد الله بن أحمد السابق متعلق بهذا الحديث لا بالحديث الذي قبله. وقوله: "من مات من أمتي وهو يشرب الخمر ... ": أخرجه البزار (2935) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، عن الجريري، به، وفيه نسبة ميمون بن أستاذ بالصدفي، وعبد الرحمن بن عثمان ضعيف، ومع ذلك قال الهيثمي بعد أن نسبه إلى أحمد والطبراني والبزار: ورجاله ثقات! وقوله: "ومن مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب ... " له طريق يصح به، سلف برقم (6947) . (2) في (ظ) : عشرة. وفوقها: عشر. نسخة الحافظ. (3) حديث حسن، وهو مكرر (6666) . حجاج: هو ابنُ أرطاة. وأخرجه ابنُ ماجه (2519) من طريق محمد بن فضيل، شيخ أحمد، بهذا= الحديث: 6948 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 540 6950 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي ثُمَامَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُوضَعُ الرَّحِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهَا حُجْنَةٌ كَحُجْنَةِ الْمِغْزَلِ، تَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ طُلْقٍ ذُلْقٍ، فَتَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَتَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا " (1) 6951 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ (2) ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " صُمْ يَوْمًا وَلَكَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ "، قَالَ: زِدْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بِي قُوَّةً، قَالَ: " صُمْ يَوْمَيْنِ وَلَكَ تِسْعَةُ أَيَّامٍ "، قَالَ: زِدْنِي، فَإِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ " (3) 6952 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ (4) ، قَالَ:   = الإسناد. (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي ثمامة الثقفي، وهو مكرر (6774) . روح: هو ابن عُبادة. (2) في (ق) و (م) وهامش ن (س) و (ص) : عن جده. وعبد الله بن عمرو هو جد شعيب، فقوله: عن أبيه، تجوز من ثابت -وهو البناني- الراوي عن شعيب، وسماه أباه لأنه هو الذي رباه. (3) إسناده حسن، وهو مكرر (6545) . وانظر (6477) . (4) في (ظ) : يعني ابن حوشب. الحديث: 6950 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 541 أَتَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو عَلَى نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ وَهُوَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ: حَدِّثْ، فَإِنَّا قَدْ نُهِينَا عَنِ الْحَدِيثِ، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُحَدِّثُ وَعِنْدِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ (1) الْأَرْضِ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: لَخِيَارُ الْأَرْضِ - إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ، فَيَبْقَى فِي الْأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمُ الْأَرْضُ (2) ، وَتَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ ثُمَّ قَالَ: حَدِّثْ، فَإِنَّا قَدْ نُهِينَا عَنِ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُحَدِّثُ، وَعِنْدِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْنٌ (3) ، حَتَّى يَخْرُجَ فِي بَقِيَّتِهِمُ الدَّجَّالُ " (4)   (1) في (ظ) : بخيار. (2) في (ظ) : الأرضون. (3) قوله: "كلما قُطع قرن نشأ قرن" مكرر في (س) و (ظ) و (ق) مرتين. (4) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. ولبعضه شواهد يصح بها أبو داود: هو الطيالسي، وعبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو الدستوائي، وقتاده: هو ابن دعامة السدوسي. وهو عند أبي داود الطيالسي برقم (2293) . وهو مكرر (6871) . وقسمه الأول أخرجه أبو داود السجستاني (2482) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، بهذا الإسناد.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 542 6953 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ (1) ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَلَا تُحَدِّثْنِي عَنِ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (2) 6954 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُثْمَانَ الشَّامِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيَّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ، وَغَدَا وَابْتَكَرَ (3) ، وَدَنَا فَاقْتَرَبَ، وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ (4) ،   = وسلفت تتمه تخريجه برقم (6871) . (1) تصحف في (م) إلى: زُريق، بتقديم الزاي. (2) مرفوعه صحيح، وهذا سند محتمل للتحسين، أبو سعد: هو الأزدي، ذكره البخاري في كنى "التاريخ الكبير" 9/36، وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 1/387، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وكناه ابن حبان في "الثقات" 5/587 أبا سعيد، وتبعه الحسيني في "الإكمال" ص 515، روى عنه الأعمش وأبو إسحاق السبيعي، وباقي رجاله رجال الصحيح. أبو الجواب: هو أحوص بن جواب الضبي الكوفي، وعماربن رُزيق -بتقديم الراء مصغراً-، هو الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي. وهو مكرر (6515) ، ومطول (6889) ، وقطعة من (6487) . (3) في (ظ) : فابتكر. وعليها شرح السندي. (4) في (س) و (ص) : فأنصت. وعلى الهامش: وأنصت. خ. الحديث: 6953 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 543 كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ (1) قِيَامِ سَنَةٍ وَصِيَامِهَا " (2)   (1) لفظ: "أجر" لم يرد في (س) و (ص) ، وكتب على الهامش. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عثمان الشامي -وهو ابن خالد-، لم يرو عنه إلا ثور بن يزيد كما ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/148، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/193، ولم يترجم له الحسيني في "الإكمال"، ولا الحافظ في "التعجيل" مع أنه من شرطهما. وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. روح: هو ابن عبادة، وثور بن يزيد: هو الكلاعي الحمصي، وأبو الأشعث الصنعاني: هو شراحيل بن آدة، بالمد وتخفيف الدال وأخرجه الحاكم 1/282، والبيهقي في "السنن" 3/227 من طريق روح بن عبادة، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وذكر الحاكم أنه حديث واه لجهالة عثمان الشامي (وقعت نسبته فيه: الشيباني) ، وذكر أن الحديث روي من طريق حسان بن عطية، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، وفيه التصريح بسماع أوس من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ. يريد أن زيادة عبد الله بن عمرو وهم من عثمان، كما ذكر الحافظ في "اللسان" 4/159. وقال البيهقي: هكذا رواه جماعة عن ثور بن يزيد، والوهم في إسناده ومتنه من عثمان الشامي لهذا، والصحيح رواية الجماعة عن أبي الأشعث، عن أوس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله أعلم. قلنا: والوهم في المتن الذي أشار إليه البيهقي، هو أن لفظه: "كان له بكل خطوة يخطوها أجر قيام سنة وصيامها"، وجعله وهماً لأن رواية الجماعة من حديث أوس هي بلفظ: "غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة، وزيادة ثلاثة أيام". وهذا في الحقيقة ليس وهماً، لأنه ورد بلفظ لهذه الرواية أيضاً في حديث أوس الآتي في "المسند" 4/104 بإسناد صحيح على شرط مسلم، ثم إنه من الاختلاف في الروايات، وكلاهما صحيح ثابت من حديث أوس، ولهذا قال ابن التركماني في "الجوهر النقي": لا وهم في متنه.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 544 6955 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ هِلَالٍ الْهَجَرِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (1)   = وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/489، والهيثمي في "المجمع" 2/171، وقالا: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح! قوله: "من غسل"، قال السندي: روي مشدداً ومخففاً، قيل: أراد غسل الأعضاء للوضوء. وقيل: غسل رأسه، وأفرد بالذكر لما فيه من المؤنة لأجل الشعر أو لأنهم كانوا يجعلون فيه الدهن والخطْمي ونحوهما، وكانوا يغسلونه أولاً ثم يغتسلون. وقال أيضاً: قيل: جامع امرأته قبل الخروج إلى الصلاة، لأنه أغض للبصر في الطريق، من: غسل امرأته، بالتشديد والتخفيف: إذا جامعها، وقيل: أراد غسل غيره، لأنه إذا جامعها أحوجها الى الغسل. قوله: "واغتسل"، أي: للجمعة، وقيل: هما بمعنى، والتكرار للتأكيد. وغدا: أى خرج إلى الصلاة أول النهار. فابتكر، أي: فأدرك أول النهار وبالغ فيه. ودنا، أي: قرب من الإمام. فاقترب، أي: فبالغ في القرب. واستمع، أي: أصغىٍ إلى الإمام. وأنصت، أي: سكت. له بكل خطوة، أي: ذهاباً وإيابا، أو ذهابا فقط. وانظر "معالم السنن" للخطابي 1/108. (1) إسناده غاية في الضعف، وقد بينا حال رجاله برقم (6835) . أبو إسرائيل: هو إسماعيل بن خليفة المُلائي، معروف بكنيته، ضعفه ابنُ معين، والنسائي، والعقيلي، وابن مهدي، وقال ابنُ معين في رواية: صالح الحديث وقال أبو زرعة: صدوق إلا أن في رأيه غلواً. وقال أبو حاتم: حسن= الحديث: 6955 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 545 قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: [هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ: الْحَكَمُ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ رُشَيْدٍ الْهَجَرِيِّ 6956 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْقَتِيلُ دُونَ مَالِهِ شَهِيدٌ " (1) 6957 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ يَوْمَ النَّحْرِ، وَهُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ فَقَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ "، وَأَتَاهُ آخَرُ (2) ، فَقَالَ: إِنِّي ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " " ارْمِ وَلَا   = الحديث، لا يحتج بحديثه، يكتب حديثه، وهو سيىء الحفظ. وهلال الهجري، قال الحافظ في "أطراف المسند" 4/96: كأنه والد رُشيد. قلنا: يعني الذي تقدم في إسناد الرواية (6835) ، لكن ذكر عبد الله بن أحمد بإثر الحديث أنه خطأ. والظاهر أنه من سوء حفظ أبي إسرائيل. ومتن الحديث صحيح، سلف تخريجه برقم (6487) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة-، فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة. وسلف برقم (6522) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) في (ظ) : وأتاه رجل. وعلى هامشها: آخر. الحديث: 6956 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 546 حَرَجَ "، وَأَتَاهُ آخَرُ، فَقَالَ: إِنِّي أَفَضْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُهُ سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا قَالَ: " افْعَلْ، وَلَا حَرَجَ " (1) 6958 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي حُصَيْنٌ، سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي، فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ " (2) 6959 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللهِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وابن شهاب: هو الزهري. وأخرجه الدارقطني 2/252 من طريق روح، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1306) (333) ، والبيهقي في "السنن" 5/142 من طريق ابن المبارك، عن محمد بن أبي حفصة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6484) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل العلاف، وسماع شعبة منه قديم. وهو قطعة من الحديث (6744) . وانظر (6477) . الحديث: 6958 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 547 وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، كُفِّرَتْ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " (1) 6960 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعْتُ صُهَيْبًا، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا فِي غَيْرِ شَيْءٍ إِلَّا بِحَقِّهِ، سَأَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 6961 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (3)   (1) إسناده حسن، لكن اختلف في رفعه ووقفه، والموقف أصح، وهو مكرر (6479) ، وانظر تفصيل القول فيه هناك. روح: هو ابن عبادة، وأبو بلج: هو يحيي بن سُليم، ويقال: ابن أبي سُليم الواسطي الكوفي. (2) إسناده ضعيف لجهالة صهيب مولى ابن عامر، وهو مكرر (6550) ، ومختصر (6551) و (6861) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد، وهو الأنصاري الزرقي، الملقب بحماد. وأخرجه الترمذي (3585) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، عن حماد بن أبي= الحديث: 6960 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 548 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = حميد، بهذا الإسناد، بلفظ: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا ال وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وحماد بن أبي حميد: هو محمد بن أبي حميد، وهو أبو إبراهيم الأنصاري المدني، وليس بالقوي عند أهل الحديث. ونقل المنذري في "الترغيب" 2/419 عن الترمذي أنه قال: حديث حسن غريب. قلنا: زيادة لفظ: "حسن" لعله من اختلاف نسخ الترمذي كما نص عليه علماء المصطلح، فيكون قد حسنه بشواهده، لأنه ضعفه هنا بحماد بن أبي حميد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/252، وقال: رواه أحمد، ورجاله موثقون! وله شاهد من حديث علي عند الطبراني في "الدعاء" (874) ، وفي إسناده قيس بن الربيع، وحديثه يصلح للمتابعات والشواهد. وآخر موقوف من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الدعاء" (878) ، وإسناده صحيح. وثالث مرسل من حديث طلحة بن عبيد الله بن كريز، أخرجه مالك 1/214، 215، ومن طريقه عبد الرزاق (8125) ، عن زياد بن أبي زياد ميسرة المخزومي المدني، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، وهذا مرسل صحيح. وقد وصله ابن عدي في "الكامل" 4/1600، والبيهقي في "الشعب" (4072) من طريق عبد الرحمن بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال ابن عدي: وهذا منكر عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 549 6962 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَنْتِفُوا الشَّيْبَ، فَإِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ، مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً، وَكَفَّرَ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً " (1) 6963 - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلَ رَجُلٌ   = هريرة، لا يرويه عنه غير عبد الرحمن بن يحيى هذا، وعبد الرحمن غير معروف. وقال البيهقي: هكذا رواه عبد الرحمن بن يحيى، وغلط فيه، إنما رواه مالك في "الموطأ" مرسلاً. قوله: "كان أكثر دعاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... " الخ، قال السندي: يحتمل أنه أراد بالدعاء مطلق الذكر، ويحتمل أنه أراد المعنى المتعارف، وعلى الثاني فتسمية هذا الذكر دعاء لأن الثناء على الغني الكريم من المحتاج الفقير تعرض لقضاء الحاجات بأبلغ وجه، ولأنه من باب الشكر المستجلب للمزيد فهو في معنى الدعاء. والله تعالى أعلم. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3181) من طريق أبي بكر الحنفي، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6672) و (6937) ، وسيأتي برقم (6989) . الحديث: 6962 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 550 الْجَنَّةَ بِسَمَاحَتِهِ، قَاضِيًا وَمُتَقَاضِيًا (1) " (2) 6964 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَأْخُذَ اللهُ شَرِيطَتَهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَيَبْقَى (3) فِيهَا عَجَاجَةٌ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا " (4)   (1) في (س) وهامش (ص) و (ق) : ومقتضياً. والواو قبل "متقاضياً" لم ترد في (ق) . (2) إسناده حسن. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/563، وقال: رواه أحمد، ورواته ثقات مشهورون. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/74، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وفي الباب عن عثمان سلف برقم (410) و (414) و (485) و (508) . قوله: "بسماحته"، أي: بحسن معاملته مع صاحبه. وقوله: "قاضياً"، أي: ما عليه من الدين، ومتقاضياً: طالباً ماله من الدين. (3) في (ظ) : فتبقى. (4) رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فيه عنعنة الحسن -وهو البصري-، وقد رُوي مرفوعاً وموقوفاً، والأشبه وقفه. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري مولاهم، وهمام: هو ابن يحيى العوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه الحاكم 4/435 من طريق عبد الصمد، شيخ أحمد، عن همام، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان الحسن سمعه من عبد الله بن عمرو، ووافقه الذهبي! وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/13، وقال: رواه أحمد مرفوعاً وموقوفاً، ورجالهما رجال الصحيح.= الحديث: 6964 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 551 6965 - حَدَّثَنَا (1) عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يَرْفَعْهُ، وَقَالَ: " حَتَّى يَأْخُذَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ شَرِيطَتَهُ مِنَ النَّاسِ " (2) 6966 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ،   = وفي الباب عن ابن مسعود عند مسلم (2949) سلف برقم (3735) بلفظ: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس". وآخر من حديث علباء التمملمي، سيرد 3/499 بلفظ: "لا تقوم الساعة إلا على حثالة الناس". وثالث من حديث مرداس الأسلمي عند البخاري (4156) و (6434) ، وسيرد 4/193، ولفظه: "يقبض الصالحون الأول فالأول، وتبقى حُفالة كحفالة التمر أو الشعير لا يعبأ الله بهم شيئاً". ورابع من حديث معاوية بن أبي سفيان عند الطبراني في "الكبير" 19/ (835) ، قال الهيثمي في "المجمع" 8/14، ورجاله رجال الصحيح، ولفظه: "ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس". وخامس من حديث عقبة بن عامر عند ابن حبان (6836) ، وفيه: "ثم يبقى شرار الناس وعليهم تقوم الساعة". قوله: "شريطته"، قال ابن الأثير: يعني أهل الخير والدين، والأشراط من الأضداد يقع على الأشراف والأرذال. قال الأزهري: أظنه شرطته، أي: الخيار. وقوله: "عجاجة": قال ابن الأثير: العجاج: الغوغاء والأراذل ومن لا خير فيه، واحدهم: عجاجة. قال السندي: والظاهر أن المراد بالعجاجة هاهُنا الجماعة، فلذلك زيدت التاء. والله تعالى أعلم. (1) في (ظ) و (ق) : حدثناه. (2) هو مكرر ما قبله، لكن ذاك مرفوع، وهذا موقوف. عفان: هو ابن مسلم. الحديث: 6965 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 552 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، مَا لَمْ يَحْضُرِ (1) الْعَصْرُ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغْرُبِ (2) الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الْأَوْسَطِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ، مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " (3)   (1) في (ظ) : تحضر. (2) في (ظ) : يغب. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد، وهمام: هو ابن يحيي العوفي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو أيوب: هو يحيى -ويقال: حبيب- بن مالك الأزدي المراغي. وأخرجه مسلم (612) (173) من طريق عبد الصمد، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2249) ، والطحاوي 1/150، وابن حبان (1473) ، والبيهقي في "السنن" 1/365 و366 و374 و378 من طريق همام، به. وأخرجه مسلم (612) (171) و (174) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (326) ، والبيهقي في "السنن" 1/365 و371 من طريق قتادة، به. وسيرد أيضاً برقم (6993) و (7077) . قوله: "ما لم تصفر الشمس"، قال السندي: كأنه أراد بيان المختار في وقت العصر. وقوله: "فإنها تطلع بين قرني شيطان"، قال النووي: قيل: قرنه: جانب رأسه، وهو ظاهر الحديث فهو أولى، ومعناه أنه يدني رأسه إلى الشمس في هذا الوقت= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 553 6967 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا: " هِيَ اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى " (1) 6968 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: - سُئِلَ قَتَادَةُ: عَنِ الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا؟ - فَقَالَ قَتَادَةُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هِيَ اللُّوطِيَّةُ الصُّغْرَى " (2) 6968 م - قَالَ قَتَادَةُ: وَحَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: " وَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا كَافِرٌ " (3)   = ليكون الساجدون للشمس من الكفار في هذا الوقت كالساجدين له، وحينئذ يكون له ولشيعته تسليط، ويمكن أن يلبسوا على المصلي صلاته، وكرهت الصلاة في هذا الوقت لهذا المعنى، كما كرهت في مأوى الشياطين. (1) إسناده حسن، وقد اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف أصح، وسلف تفصيل ذلك برقم (6706) . عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيي العوذي. وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وانظر ما بعده. (2) إسناده حسن، وهو مكرر سابقه. هُدبة: هو ابن خالد، وهمام: هو ابن يحيي العوْذي، وقد أورده ابنُ كثير في "التفسير" 1/263 من رواية عبد الله بن أحمد، عن هدبة، فجعله من زيادات عبد الله، والثابت في النسخ التي بين أيدينا أنه من رواية أبيه. وانظر ما بعده. (3) قوله: قال قتادة. موصول بالإسناد الذي قبله، وهو إسناد صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقبة بن وساج، فمن رجال البخاري. وأخرجه عبد الرزاق (20957) عن معمر، وابن أبي شيبة 4/252، والبيهقي في= الحديث: 6967 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 554 6969 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَهِيَ كَفَّارَتُهَا " (1) 6970 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَالْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، أَلَا لَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ " (2)   = "السنن" 7/199 من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (4332) من طريق روح بن القاسم، عن قتاة، قال: سئل أبو الدرداء ... وهذا منقطع وفي الباب عن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى" (9004) أخرجه من طريق ابن المبارك، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: سئل ابن عباس عن الرجل يأتي المرأة في دُبُرها؟ قال: ذلك الكافر. قال الحافظ في "التلخيص" 3/181: وإسناده قوي. (1) هو مكرر (6736) . عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن. عبدُ الصمد: هو ابن عبد الوارث، وخليفة: هو ابن خياط.= الحديث: 6969 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 555 6971 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: فُلَانٌ ابْنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا دِعَاوَةَ (1) فِي الْإِسْلَامِ " (2) 6972 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَآهُ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُعَصْفَرَانِ، فَقَالَ: " هَذِهِ ثِيَابُ الْكُفَّارِ، فَلَا تَلْبَسْهَا " (3) 6973 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ يَعْنِي السَّهْمِيَّ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ   = وقسم النهي عن الصلاة بعد العصر والصبح سلف برقم (6681) . وقسم تكافؤ دماء المؤمنين سلف برقم (6692) . وقسم النهي عن قتل المؤمن بالكافر سلف برقم (6662) . (1) في هامش (س) و (ص) و (ق) : لا دعْوة. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، عمران القطان: هو عمران بن داور، وعامر الأحول: هو عامر بن عبد الواحد. وهو قطعة من حديث الفتح أورده مطولاً برقم (6681) . والدعاوة ويُقال: الدعوة، قال ابنُ الأثير: الدعْوةُ في النسب -بالكسر- هو أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه وعشيرته، وقد كانوا يفعلونه، فنُهي عنه، وجُعل الولد للفراش. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جبير بن نفير، فمن رجال مسلم. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي. وهو مكرر (6513) و (6931) . الحديث: 6971 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 556 أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، إِلَّا كَفَّرَتْ عَنْهُ مِنْ ذُنُوبِهِ (1) ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ (2) زَبَدِ الْبَحْرِ " (3) 6974 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ زَعَمُوا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، شَهِدَ بِهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " " إِنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الرَّابِعَةِ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ " " قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، يَقُولُ: " " ائْتُونِي بِرَجُلٍ قَدْ جُلِدَ فِي الْخَمْرِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ لَكُمْ عَلَيَّ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ " " (4)   (1) في (ظ) : إلا كفرت ذُنُوبه. وأشير في هامشها إلى هذه الرواية. وجاء في أصل السندي: "إلا كفرت عنه ذنوبه"، فقال: ولا يخفى أن مقتضى المعنى إسقاط "من" كما في أصلنا. والله تعالى أعلم. (2) في (ظ) : أكثر. وكتب فوقها: مثل. (3) إسناده حسن إلا أن الأصح وقفه، وهو مكرر (6479) سنداً ومتناً. (4) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو البصري- صرح أنه لم يسمعه من عبد الله بن عمرو، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وقرة: هو ابن خالد. وهو مكرر (6791) ، وسلف أيضاً برقم (6553) من طريق أخرى، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 6974 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 557 6975 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى أَعْرَابِيٍّ قَائِمًا فِي الشَّمْسِ، وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: " مَا شَأْنُكَ؟ " قَالَ: نَذَرْتُ (1) يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ لَا أَزَالَ فِي الشَّمْسِ حَتَّى تَفْرُغَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ هَذَا نَذْرًا، إِنَّمَا النَّذْرُ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 6976 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تَخَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا صَلَاةُ الْعَصْرِ، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى (3) بِأَعْلَى صَوْتِهِ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ   (1) في (ظ) : فقال: إني نذرت. وعلى هامشها: فقال: شأني أني نذرت. خ. (2) حديث حسن. ابن أبي الزناد -وهو عبد الرحمن- فيه كلام سلف برقم (6714) يحطه عن رتبة الصحيح، وقد توبع، وعبد الرحمن بن الحارث -وهو ابن عبد الله بن عياش المخزومي- مختلف فيه، وقال في "التقريب": صدوقٌ له أوهام. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/187، ولم ينسبه لأحمد، إنما نسبه إلى الطبراني في "الأوسط"، وقال: وفيه عبد الله بن نافع المدني، وهو ضعيف. وسلف برقم (6714) و (6732) ، وانظر (6932) . (3) في (ظ) : فنادانا. وفي الهامش: فنادى. الحديث: 6975 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 558 مِنَ النَّارِ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (1) 6977 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّهُ لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ كَرِهَهُ، فَطَرَحَهُ، ثُمَّ لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ، فَقَالَ: " هَذَا أَخْبَثُ وَأَخْبَثُ " فَطَرَحَهُ، ثُمَّ لَبِسَ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ، فَسَكَتَ عَنْهُ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس اليشكري. وأخرجه البخاري (60) و (96) و (163) ، ومسلم (241) (27) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/39، والبغوي (220) ، والبيهقي في "السنن" 1/68 من طريق أبي عوانة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6911) و (6528) و (6809) . قوله: "تخلف عنا"، أي: تأخر عنا. وقوله: "فأدركنا"، بفتح الكاف، وقد أرهقتنا: أدركتنا وضاقت علينا، وكأنهم أخروها عن أول وقتها، فلذلك استعجلوا في الوضوء. وقوله: "نمسح"، أي: نغسلها غسلاً شبيهاً بالمسح، وإلا فلا يخفى عليهم أن الوظيفة الغسل. والله تعالى أعلم. قاله السندي. (2) صحيح لغيره، عبد الله بن المؤمل ضعفوه، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابنُ النعمان، وابن أبي مُليْكة: هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مُليكة. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 5/151، وقال: رواه أحمد والطبراني، -وفي رواية عند أحمد قال في الخاتم الحديد: هذا حلية أهل النار-، وأحد إسنادي= الحديث: 6977 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 559 6978 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي الرُّكْنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمَ مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ، لَهُ لِسَانٌ وَشَفَتَانِ " (1)   = أحمد رجاله ثقات. قلنا: يشير إلى إسناد الرواية السالفة برقم (6518) . وذكرنا هناك شواهده. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن المؤمل، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2737) ، والحاكم 7/451، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (945) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، عن عبد الله بن المؤمل، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم، فتعقبه الذهبي بقوله: عبد الله بن المؤمّل واهٍ. وقال ابنُ الجوزي: وهذا لا يثبت، قال أحمد: عبد الله بن المؤمل أحاديثه مناكير. وزاد الحاكم في آخره: "يتكلم عمن استلمه بالنية، وهو يمين الله التي يُصافح بها خلقه". وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/194، وقال: رواه أحمد بإسناد حسن! وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/342، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، وزاد: "يشهد لمن استلمه بالحق، وهو يمين الله عز وجل يصافح بها خلقه". وفيه عبد الله بن المؤمل، وثقه ابنُ حبان، وقال: يخطىء، وفيه كلام. وبقية رجاله رجال الصحيح. وله شاهد يتقوى به دون قوله: "وهو يمين الله التي يُصافح بها خلقه"، من= الحديث: 6978 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 560 6979 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْتَنِبُوا مِنَ الْأَوْعِيَةِ الدُّبَّاءَ، وَالْمُزَفَّتَ، وَالْحَنْتَمَ " - قَالَ شَرِيكٌ: وَذَكَرَ أَشْيَاءَ - قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَعْرَابِيٌّ: لَا ظُرُوفَ لَنَا؟ فَقَالَ: " اشْرَبُوا مَا حَلَّ، وَلَا تَسْكَرُوا " أَعَدْتُهُ عَلَى شَرِيكٍ، فَقَالَ: " اشْرَبُوا، وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا، أَوْ لَا تَسْكَرُوا (1) " (2)   = حديث ابن عباس بإسناد صحيح على شرط مسلم عند ابن حبان (3711) ، وقد سلف برقم (2398) ، ولفظه: "إن لهذا الحجر لساناً وشفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق". وقوله: "يأتي الركن": قال السندي: أي الحجر الأسود، لكونه في الركن، فأريد الحال باسم المحل. (1) كذا في النسخ الخطية، ووقع في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: ولا تسكروا. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سييء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أسود بن عامر: هو الملقب شاذان، وزياد بن فياض: هو الخزاعي الكوفي، وأبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي. وأخرجه أبو داود (3700) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/310 عن محمد بن جعفر بن زياد، عن شريك، بهذا الإسناد، إلى قوله: "اشربوا ما حل". وأخرجه مختصراً أبو داود (3701) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/310 عن الحسن بن علي، عن يحيى بن آدم، عن شريك، به، بلفظ: "اجتنبوا ما أسكر".= الحديث: 6979 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 561 6980 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سِيمَاكُوشَ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَكُونُ فِتْنَةٌ تَسْتَنْظِفُ (2) الْعَرَبَ، قَتْلَاهَا فِي النَّارِ، اللِّسَانُ فِيهَا أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ " (3)   = وسلف مختصراً بإسناد صحيح برقم (6497) . (1) في (ظ) : زياد سيمين كوش. وجاء في هامش (س) و (ص) ما نصه: قوله: زياد بن سيماكوش: الذي في كتب أسماء الرجال وفي الأطراف أنه زياد سيمين كوش بدون لفظ: "ابن". اهـ. وانظر التخريج. (2) جاء في هامش (س) و (ص) و (ق) : تستنظف، بالطاء والظاء المشالة، وهو الذي اقتصر عليه في "النهاية". (3) إسناده ضعيف، لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم-، وجهالة حال زياد بن سيماكوش، وهو تابعي يماني، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" أن المزي وهم، فجعله زياداً الأعجم الشاعر، وبين كيف وقع له هذا الوهم، ثم حقق أنه غيره، وأن سيماكوش لقب له، أو هو اسم أبيه، وأنه اختُلف في ضبطه، فقيل: سيمين كوش، بكسر المهملة والميم بينهما مثناة من تحت، وبعد الميم أخرى، ثم نون ساكنة وكاف مضمومة، وواو ساكنة، ثم معجمة، وقيل: [سيمانكوش] بألف بدل التحتانية التي بعد الميم، وقيل: [سيمونكوش] بالواو بدل الألف، وقيل: بالميم الممالة، وقيل: بحذف التحتانية الثانية، وقيل: بقاف بدل الكاف، وقيل: بكاف مشوبة بقاف، وقيل: بجيم مشوبة بكاف، وقيل في الأولى بحذف الواو، وبين معناه المعلمي اليماني في تعليقه على ترجمته في "التاريخ الكبير" 3/356، فذكر أنه جاء في هامش الأصل عبارة: "يعني أذنه من فضة"، ثم قال: وبيانه أنه بالفارسية يقال للفضة: سيم، ويقال في النسبة إليها: سيمين، ويقال للأذن: كوش، بكاف فارسية بعدها واو مبهمة، ثم شين، فقوله: سيمين كوش معناه: أذن فضية، وترجمه البخاري= الحديث: 6980 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 562 6981 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ:   = في "التاريخ الكبير" 3/356، فقال: زياد بن سيمين كوش، قال حماد بن سلمة، عن ليث، عن طاووس، عن زياد، عن عبد الله بن عمرو -رفعه- في الفتن، وروى حماد بن زيد وغيره عن عبد الله بن عمرو، قوله. يعني أن البخاري أعل رواية الرفع برواية الوقف كما سيرد. وذكره ابنُ حبان في "الثقات" 4/254، 255، فقال: زياد بن سيمين كوش، يروي عن عبد الله بن عمرو، روى عنه طاووس، من حديث ليث بن أبي سُليم. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الترمذي (2178) ، صابن ماجه (3967) عن عبد الله بن معاوية الجمحي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث غريب، سمعتُ محمد بن إسماعيل يقول: لا يُعرف لزياد بن سيمين كوش غير هذا الحديث، ثم نقل الترمذي كلام البخاري في أن حماد بن زيد وقفه. قلنا: كذا قال، وقد أخرجه أبو داود (4265) من طريق حماد بن زيد، عن ليث، به، مرفوعاً. نعم، أخرجه ابن أبي شيبة 15/11 عن عبد الله بن إدريس، عن ليث، به، موقوفا، وهو الذي أشار إليه البخاري بقوله: روى حماد بن زيد وغيره. وقوله: "تستنظف العرب" قيدها ابن الأثير بالظاء المعجمة، وقال: أي تستوعبهم هلاكا، يقال: استنظفت الشيء، إذا أخذته كله، ومنه قوله: استنظف الخراج، ولا يقال: نظفْتُه وقوله: "قتلاها في النار" مبتدأ وخبر، قال السندي: وإنما كانوا في النار لأنهم ما قصدوا بالقتال إعلاء كلمة الله، أو دفع ظلم، أو إغاثة أهل حق، وإنما قصدوا التباهي والتفاخر، وطمعوا في المال والملك. الحديث: 6981 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 563 سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا كَالْمُوَدِّعِ، فَقَالَ: " أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ، أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ أَنَا مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ (1) ، - ثَلَاثًا - وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي، أُوتِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلِمِ (2) ، وَجَوَامِعَهُ، وَخَوَاتِمَهُ، وَعَلِمْتُ (3) كَمْ خَزَنَةُ النَّارِ وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ، وَتُجُوِّزَ بِي، وَعُوفِيتُ، وَعُوفِيَتْ أُمَّتِي، فَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا دُمْتُ فِيكُمْ، فَإِذَا ذُهِبَ بِي، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، أَحِلُّوا حَلَالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ " (4) 6982 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ (5) مَا نَهَى الله عَنْهُ " (6)   (1) ضُرب على العبارة الثالثة هذه في (ظ) ، وكتب فوقها: نسخة، ووضع فوقها خظ في (س) ، ولم ترد في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) في (ظ) : الكلام. (3) شُكل في (س) و (ق) : وعُلمْتُ. (4) إسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة، وهو مكرر (6607) سنداً ومتناً. (5) في (س) و (ص) و (ق) : هاجر. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو المرُّوذي، وإسماعيل: هو ابن أبي خالد. وأخرجه البخاري (10) ، وابنُ منده في "الإيمان" (309) ، والبيهقي في= الحديث: 6982 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 564 6983 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (1) 6984 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعْنَةُ (2) اللهِ عَلَى الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي " (3)   = "السنن" 10/187، والقضاعي في "مسند الشهاب" (166) و (179) و (180) من طريق آدم بن أبي إياس، والخطيب في "التاريخ" 11/415 من طريق علي بن حفص، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وهو مكرر (6912) ، وسلف برقم (6487) و (6515) ، وانظر ما بعده. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وزكريا: هو ابن أبي زائدة. وأخرجه البخاري (6484) ، والدارمي 2/300، وابن منده (312) ، والبغوي (12) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. وهو مطول (6814) ، وسلف برقم (6487) و (6515) ، وسيأتي برقم (7086) . (2) في هامش (س) و (ق) : لعن. خ. (3) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير الحارث بن عبد الرحمن، فقد روى له الأربعة، وسلف الحديث عنه برقم (6532) أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن. وهو مكرر (6532) . الحديث: 6983 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 565 6985 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " (1) 6986 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَذَكَرُوا الرِّيَاءَ، فَقَالَ رَجُلٌ يُكْنَى بِأَبِي يَزِيدَ: سَمِعْتُ (2) عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ " (3) 6987 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وسفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج. وهو مكرر (6703) . (2) في هامش (ظ) : قد سمعت) خ (. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وأبو يزيد: هو خيثمة بن عبد الرحمن، كما بينا ذلك برقم (6509) . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6821) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي أيضاً في "الشعب" (6822) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، به. لكن فيه تكنية الرجل -يعني خيثمة- بأبي عمرو، وقال بعده: كذا. ثم قال البيهقي: ورواه جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، وقال: أبو يزيد. وسلف برقم (6509) و (6839) . الحديث: 6985 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 566 هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ ذَكَرُوا الْفِتْنَةَ - أَوْ ذُكِرَتْ عِنْدَهُ -، فَقَالَ (1) : " إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا "، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ؟ قَالَ: " الْزَمْ بَيْتَكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَخُذْ مَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ " (2) 6988 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ " (3)   (1) في (ظ) و (م) : قال. (2) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح غير هلال بن خبّاب، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. أبو نُعيم: هو الفضل بن دكين. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/9، وأبو داود (4343) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10033) من طريق مخلد بن يزيد، والحاكم 2/282 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (441) من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن يونس بن أبي إسحاق، به. وسلف برقم (6508) ، وسلف فيه ذكر شواهده وذكرُ الخلاف في صحابيه، وسيأتي برقم (7049) و (7063) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين،= الحديث: 6988 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 567 6989 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، إِنْ شَاءَ اللهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ نَتْفِ الشَّيْبِ، وَقَالَ: " إِنَّهُ نُورُ الْإِسْلَامِ " (1) 6990 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ الْأَخْنَسِ أَبُو مَالِكٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نَذْرَ وَلَا يَمِينَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ، وَلَا فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا قَطِيعَةِ رَحِمٍ، فَمَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيَدَعْهَا، وَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، فَإِنَّ تَرْكَهَا كَفَّارَتُهَا " (2)   = وسفيان: هو الثوري، وحبيب: هو ابن أبي ثابت، وأبو العباس: هو السائب بن فروخ. وهو مكرر (6527) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. إسحاق بن عيسى: هو ابن نجيح البغدادي أبو يعقوب ابن الطباع، وعبد الرحمن بن الحارث: هو ابن عبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة المخزومي أبو الحارث المدني. وسلف مطولاً برقم (6672) من طريق ليث بن أبي سليم، وبرقم (6937) من طريق محمد بن إسحاق، وبرقم (6962) من طريق عبد الحميد بن جعفر، ثلاثتهم عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. فانتفت شبهة الشك التي أشار إليها عبد الرحمن بن الحارث بقوله: عن عمرو بن شعيب إن شاء الله. وسلف تخريجه في الرواية (6672) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) إسناده حسن. عبد الله بن بكر: هو السهمي.= الحديث: 6989 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 568 6991 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبَيْعِ وَالِاشْتِرَاءِ فِي الْمَسْجِدِ " (1) 6992 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُفُّوا السِّلَاحَ - فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ يَحْيَى وَيَزِيدَ، وَقَالَ فِيهِ - وَأَوْفُوا بِحِلْفِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِنَّ الْإِسْلَامَ لَمْ يَزِدْهُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا تُحْدِثُوا حِلْفًا فِي الْإِسْلَامِ " (2)   = وأخرجه بتمامه أبو داود (3274) من طريق عبد الله بن بكر، بهذا الإسناد وقوله: "لا نذر ولا يمين ... "، إلى: "ولا قطيعة رحم" أخرجه النسائي 7/12 من طريق عبيد الله بن الأخنس، به. وسلف بنحوه برقم (6932) ، وانظر (6769) . وقوله: "من حلف على يمين ... " سلف تخريجه برقم (6736) ، وبسطنا القول هناك في قوله: "تركها كفارتها". (1) إسناده حسن. أسامه بن زيد: هو الليثي، وعلي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم المروزي. وسلف مطولاً برقم (6676) من طريق ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، به. وذكرنا هناك شواهده. (2) إسناده حسن، ولبعضه شواهد يصح بها. وحديث يحيى الذي أشار إليه -وهو يحيى بن سعيد القطان- سلف برقم (6681) . وحديث يزيد -وهو يزيد بن هارون- سلف برقم (6933) .= الحديث: 6991 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 569 6993 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَزْدِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: - لَمْ يَرْفَعْهُ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ، مَا لَمْ يَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ، مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، مَا لَمْ يَسْقُطْ نُورُ الشَّفَقِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ " (1) 6994 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ (2) ، عَنْ   = وحديث الأمر بالإيفاء بحلف الجاهلية سلف برقم (6692) و (6917) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وأبو أيوب الأزدي: هو يحيى -ويقال: حبيب- بن مالك المراغي. وأخرجه الطيالسي (2249) ، وابن أبي شيبة 1/319، ومسلم (612) (172) ، وأبو داود (396) ، والنسائي في "المجتبى" 1/260، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/150، والبيهقي في "السنن" 1/367 من طرق، عن شعبة، بهذا الإسناد. والذي يقول: لم يرفعه مرتين ... الخ، هو شعبة. يحكي ذلك عن قتادة كما صرح به الطيالسي. وسلف برقم (6966) من طريق همام عن قتادة، به، مرفوعا، وسيكرر برقم (7077) . وثوْرُ الشفق، بالثاء المثلثة، أي: انتشاره وثوران حمرته، من ثار الشيءُ يثورُ: إذا انتشر وارتفع. قاله ابنُ الأثير. وتصحف في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: نور، بالنون بدل المثلثة (2) في (س) و (ص) : ابن مبارك الحديث: 6993 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 570 لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَخْلِصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ (1) : أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَتْكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ قَالَ: لَا، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ، أَوْ حَسَنَةٌ؟ فَيُبْهَتُ (2) الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لَا، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً وَاحِدَةً، لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ، فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ (3) ، فَيَقُولُ: أَحْضِرُوهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ "، قَالَ: " فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ "، قَالَ: " فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ، وَلَا (4) يَثْقُلُ شَيْءٌ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ " (5)   (1) لفظ: "له" ثبت في (ظ) ، وجاء في (س) و (ص) في الهامش. ولم يرد في (م) . (2) في هامش (ظ) : فبهت. (3) في هامش (س) و (ص) و (ق) : وأشهد أن محمداً رسول الله. خ. (4) في (ظ) : فلا. وكتب فوق الفاء واو. (5) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، فقد روى له مسلم في المقدمة، ووثقه ابن معين ويعقوب بن شيبة، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ثم هو متابع، أبو= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 571 6995 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ   = عبد الرحمن الحُبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وهو عند ابن المبارك في "زوائد الزهد" (371) ، وفيه يستخص بدل يستخلص، وسقط من المطبوع لفظ: أبي، من: "أبي عبد الرحمن الحبلي". وأخرجه الترمذي (2639) عن سويد بن نصر، وابن حبان (225) من طريق عبد الوارث بن عبيد الله، والبغوي (4321) من طريق إبراهيم بن عبد الله الخلال، ثلاثتهم عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وأخرجه أبن ماجه (4300) من طريق ابن أبي مريم، والحاكم 1/6، وعنه البيهقي في "الشعب" (283) من طريق يونس بن محمد (وهو المؤدب) ، و1/529 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، ثلابْتهم عن الليث بن سعد، به وصححه الحاكم في الموضع الأول على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقوله في أول الحديث: "إن الله يستخلص" جاء في مصادر التخريج: "سيخلص"، وجاء عند ابن ماجه والحاكم 1/529: "يُصاح برجل من أمتي". وقوله في آخر الحديث: "ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم" هكذا ورد في الأصول التي بأيدينا، وجاء عند ابن المبارك وابن حبان: "لا يثقل اسم الله شي "، وجاء عند غيرهما: "لا يثقل مع اسم الله شيء" فيظهر أن ما جاء في أصول "المسند" زيادة من النساخ. قوله: "يستخلص رجلاً ... " أي: يخرجه من بينهم ويميزه عنهم ويظهره. قاله السندي قوله: "سجلا"، بالكسر والتشديد: هو الكتاب الكبير. قوله: "فيُبْهتُ الرجل": البهْت: الانقطاع والحيرة. والبطاقة: رقعة صغيرة. قاله ابن الأثير. قوله: "فطاشت السجلات"، أي: خفت. الحديث: 6995 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 572 عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، حَدَّثَهُ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ عَلَى مُغِيبَةٍ، إِلَّا وَمَعَهُ غَيْرُهُ " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: " فَمَا دَخَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَقَامِ عَلَى مُغِيبَةٍ، إِلَّا وَمَعِي وَاحِدٌ أَوِ اثْنَانِ " (1) 6996 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَوْذَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْسِمَ غَنِيمَةً أَمَرَ بِلَالًا رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْه، فَنَادَى ثَلَاثًا، فَأَتَى رَجُلٌ بِزِمَامٍ مِنْ شَعَرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْدَ أَنْ قَسَمَ الْغَنِيمَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ مِنْ غَنِيمَةٍ كُنْتُ أَصَبْتُهَا، قَالَ (2) : " أَمَا سَمِعْتَ بِلَالًا يُنَادِي ثَلَاثًا؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِهِ؟ " فَاعْتَلَّ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَنْ أَقْبَلَهُ حَتَّى تَكُونَ أَنْتَ الَّذِي تُوَافِينِي (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكر بن سوادة، وعبد الرحمن بن جبير -وهو المؤذن العامري-، فمن رجال مسلم، وإبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- روى له في المقدمة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8390) من طريق الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وسلف من طرق أخرى برقم (6595) و (6744) . (2) في (ظ) : فقال. (3) في هامش (س) و (ص) و (ق) و (ظ) : توافي. خ. الحديث: 6996 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 573 بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 6997 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ، وَهُوَ بِمَكَّةَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةَ وَالْخِنْزِيرَ "، فَقِيلَ:   (1) إسناده حسن. عامر الأحول: هو عامر بن عبد الواحد، وهو -مع كونه من رجال مسلم- مختلف فيه، ضعّفه أحمد والنسائي، ووثقه أبو حاتم وابن معين، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأساً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فمن رجال أبن ماجه، وعبد الله بن شوذب روى له الأربعة. وقد وقع في (ق) و (ص) و (س) و (م) بين عبد الله بن شوذب وعامر بن عبد الواحد زيادة: حدثني أبي، وهي زيادة لم ترد في نسخة (ظ) ، ولا في "أطراف المسند" 4/57، ولا في مصادر التخريج، وليتم هناك في الرواة من اسمه شوذب. وعبد الله بن شوذب يروي عن عامر الأحول، ولم يذكر أنه يروي عن أبيه، وقد أشير في هامش (ق) و (ص) و (س) إلى أن هذه الزيادة لم تقع في بعض الأصول، ومن مجموع ذلك يتبين أن لهذه الزيادة خطأ، وأن الصواب ما في نسخة (ظ) . وأخرجه أبو داود (2712) ، وابن حبان (4809) ، والحاكم 2/127، والبيهقي في "السنن" 6/293 و324 و9/102 من طريق أبي إسحاق الفزاري، والبيهقي في "السنن" أيضاً 8/322 من طريق أيوب بن سويد، كلاهما عن عبد الله بن شوذب، عن عامر الأحول، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. قال السندي: قوله: فنادى ثلاثاً: أي من كان عنده شيء من الغنيمة، فليأت به فاعتل له: أي: ذكر له سبباً، وكانه لم يكن ذلك السببُ مما يقتضي ترك الحضور به في ذلك الوقت.= الحديث: 6997 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 574 يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ؟ فَإِنَّهُ يُدْهَنُ (1) بِهَا السُّفُنُ، وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ، وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ؟ فَقَالَ: " لَا، هِيَ حَرَامٌ "، ثُمَّ قَالَ: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، إِنَّ اللهَ لَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الشُّحُومَ، جَمَلُوهَا (2) ، ثُمَّ بَاعُوهَا، وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا " (3)   = وانظر الحديث (6493) . (1) في (ظ) : تدهن. (2) في (ظ) : أجملوها، وفي هامشها: جملوها. (3) صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد -وهو الليثي- مختلف فيه، وخرج له مسلم في الشواهد فهو حسن الحديث. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/90، 91، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" إلا أنه قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ثمن الكلب وثمن الخنزير، وعن مهر البغي، وعن عسْب الفحل، ورجال أحمد ثقات. وإسناد الطبراني حسن. وفي الباب عن جابر عند البخاري (2236) ، ومسلم (1581) (71) ، سيرد 3/326. وعن عمر سلف برقم (170) ، وهو عند البخاري (2223) ، ومسلم (1582) (72) . وعن ابن عباس سلف برقم (2221) و (2678) و (2964) . وعن ابن عمر سلف برقم (5982) . وعن أبي هريرة عند البخاري (2224) ، ومسلم (1583) (73) و (74) . وعن أنس عند عبد الرزاق (10050) و (16970) ، سيرد 3/217. وعن عبد الله بن أبي بكر مرسلاً عند مالك في "الموطأ" 2/931. قال السندي: قوله: "حرم"، أي: كل منهما، على أن الحاكم هو الله تعالى، والرسول مبين، ويحتمل أن يكون "الرسول" مرفوعاً على انه مبتدأ، خبره مُقدر، أي: بلغ، والجملة معترضة. قوله: "ويستصبح بها الناس"، أي: ينورون به مصابيحهم.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 575 6998 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ لَا يُصَافِحُ النِّسَاءَ فِي الْبَيْعَةِ " (1) 6999 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = قوله: "هي حرام"، أي: حرام بيعها والانتفاع بها. قوله: "قاتل"، أي: لعنهم، أو قتلهم، وصيغة المفاعلة للمبالغة. قوله: "جملوها"، بالتخفيف: من جمل الشحْم: أذابه واستخرج دهنه. قال الخطابي: معناه: أذابوها حتى تصير ودكاً، فيزول عنها اسم الشحم، وفي هذا إبطال كل حيلة يتوصل بها إلى محرم، وأنه لا يتغير حكمه بتغير هيئته وتبديل اسمه. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. أسامة بن زيد -وهو الليثي- مختلف فيه، وخرج له مسلم في الشواهد، فهو حسن الحديث. وأخرجه ابن سعد 8/11 من طريق الواقدي، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد نحوه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/266، وقال: رواه أحمد، وإسناده حسن وفي الباب عن عائشة عند البخاري (4891) (5288) ، ومسلم (1866) (88) (89) . وعن أميمة بنت رقيقة، سيرد 6/357. وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/454، 459. وعن عبد الله بن الزبير عند ابن سعد 8/236. قوله: "كان لا يصافح النساء في البيعة"، أي: ما كان يبايعهن باليد، بل كان يبايعهن بالقول، وهذا في الأجنبيات. قاله السندي. الحديث: 6998 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 576 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ اثْنَيْنِ إِلَّا بِإِذْنِهِمَا " (1) 7000 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا رَجَاءٌ أَبُو يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُسَافِعُ بْنُ شَيْبَةَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ، فَأَنْشُدُ بِاللهِ ثَلَاثًا، وَوَضَعَ إِصْبَعَهُ (2) فِي أُذُنَيْهِ: لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، طَمَسَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ نُورَهُمَا، وَلَوْلَا أَنَّ اللهَ طَمَسَ نُورَهُمَا، لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (3)   (1) إسناده حسن. عتاب: هو ابن زياد، وعبد الله: هو ابن المبارك، وأسامة بن زيد: هو الليثي. وأخرجه الترمذي (2752) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن (كما في "تحفة الأحوذي" 8/28، وفي طبعة عطوة ولايعتد بها: حسن صحيح) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1142) من طريق الفرات بن خالد، وأبو داود (4845) من طريق ابن وهب، كلاهما عن أسامة بن زيد، به. وأخرجه أبو داود (4844) من طريق عامر الأحول، عن عمرو بن شعيب، به. وله شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (5949) بإسناد ضعيف. قوله: "أن يفرق بين اثنين": بأن يقعد في وسطهما إذا كان بينهما كلام. قاله السندي. (2) في (ظ) : أصبعيه. (3) اسناده ضعيف، والأصح وقفه. رجاء أبو يحيي -وهو رجاء بن صبيح الحرشي- ضعفه ابن معين وأبو حاتم، وقال ابن خزيمة: لست أحتج بخبر مثله،= الحديث: 7000 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 577 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وذكره ابن حبان في "الثقات" وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. عفان: هو ابن مسلم الصفار، ومسافع بن شيبة: هو مسافع بن عبد الله بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي المكي العبدري، نُسب هنا إلى جده. قال أبو حاتم في "العلل" 1/300: رواه الزهري وشعبة، كلاهما عن مسافع بن شيبة، عن عبد الله بن عمرو، موقوف، وهو أشبه، ورجاء شيخ ليس بقوي. قلنا: قد ورد من طريق الزهري، به، مرفوعاً، لكن من طريق ضعيف كما سيرد. وأخرجه ابنُ خزيمة (2732) ، والحاكم 1/456 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا شاهد لحديث الزهري عن مسافع. قلنا: قد وقع فيه رجاء بن يحيى، بدل: رجاء أبي يحيى. قال الذهبي: كذا قال عفان: حدثنا رجاء بن يحيى، وصوابه: رجاء أبو يحيى، ليس بالقوي. قلنا: رواه عفان هنا على الصواب، فلعل الخطأ ممن دونه من الرواة، وقد أخطأ فيه يونس بن محمد في الرواية (7008) الآتية. وأخرجه الترمذي (878) من طريق يزيد بن زريع، وابن حبان في "صحيحه" (3710) ، وفي "الثقات" 6/306 من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن رجاء أبي يحيى، به. قال الترمذي: هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفاً قوله. قلنا: وقوله: "سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول" سقط من مطبوع "ثقات" ابن حبان. وأخرجه ابنُ خزيمة أيضاً (2731) ، والحاكم 1/456، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 5/75 من طريق أيوب بن سويد، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن مسافع، به. قال ابنُ خزيمة: هذا الخبر لم يُسنده أحد أعلمه من حديث الزهري غير أيوب بن سويد إن كان حفظ عنه. وقال الحاكم: هذا حديث تفرد [به] أيوب بن سويد، عن يونس، وأيوب ممن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 578 7001 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = لم يحتجا به، إلا أنه من أجلة مشايخ الشام، فتعقبه الذهبي بقوله: قلت: ضعفه أحمد. قلنا: تابعه -لكن بلفظ آخر- شبيب بن سعيد الحبطي عند البيهقي في "السنن" 5/75، ولفظه: "إن الركن والمقام من ياقوت الجنة، ولولا ما مسهما من خطايا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب، وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي". قلنا: ورواية البيهقي هذه يُعلها ما رواه عبد الرزاق (8915) عن ابن جريج، قال: حدثني عطاء (هو ابن أبي رباح) ، عن عبد الله بن عمرو وكعب الأحبار أنهما قالا: لولا ما يمسح به ذو الأنجاس من الجاهلية، ما مسّه ذو عاهة إلا شفي، وما من الجنة شيء في الأرض إلا هو. فرواية عبد الرزاق هذه هي من قول عبد الله بن عمرو وكعب الأحبار، وقد صرح ابنُ جريج فيها بالتحديث، لكنها وردت عند البيهقي 5/75 مرفوعة من طريق حماد بن زيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعاً، وابن جريج قد عنعن، ورواية عبد الرزاق أصح. وأخرجه عبد الرزاق (8921) عن ابن جريج، عن ابن شهاب، قال: أخبرني مسافع الحجبي، أنه سمع رجلاً يحدث عن عبد الله بن عمرو (تحرف فيه إلى: عمر) أنه قال: الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة أطفأ الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءا ما بين المشرق والمغرب. وهذا إسناد ضعيف، لعنعنة ابن جريج، ولإبهام الرجل الذي حدث عن ابن عمرو، وسيأتي برقم (7008) و (7009) . قال الترمذي: وفيه عن أنس أيضاً. قلنا: هو عند الحاكم 1/456، وفي إسناده داود بن الزبرقان، وهو متروك وفي الباب أيضاً عن ابن عباس، سلف برقم (2795) بلفظ: "الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضاً من الثلج، حتى سودتْه خطايا أهل الشرك". وذكرنا هناك شاهده. الحديث: 7001 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 579 عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ لِي مَالًا وَوَالِدًا، وَإِنَّ وَالِدِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي؟ قَالَ: " أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ، إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلَادِكُمْ " (1) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " بَلَغَنِي أَنَّ حَبِيبًا الْمُعَلِّمَ يُقَالُ لَهُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي بَقِيَّةَ " 7002 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَةٌ: فَرَجُلٌ حَضَرَهَا يَلْغُو (2) ، فَذَاكَ حَظُّهُ مِنْهَا، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِدُعَاءٍ، فَهُوَ رَجُلٌ دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ، وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوتٍ (3) ، وَلَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُؤْذِ   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. عفان: هو ابن مسلم. وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/480 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3530) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 7/480 من طريق يزيد بن زريع، به. وأخرجه مختصراً أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/22، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 12/49 من طريق قتادة، عن عمرو بن شعيب، به. وسلف برقم (6678) ، وذكرنا هناك شواهده. وقوله: "يجتاح مالي": سلف شرحه برقم (6678) . (2) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : بلغْوٍ. (3) في (ظ) : وسكون. وعلى هامشها: وسكوت. الحديث: 7002 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 580 أَحَدًا، فَهِيَ كَفَّارَتُهُ (1) إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فَإِنَّ اللهَ يَقُولُ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ، فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] (2) " 7003 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ شَهْرٍ (3) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، وَمَنْ (4) شَرِبَ الثَّانِيَةَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ الثَّالِثَةَ   (1) في (ظ) و (م) وها مش (س) و (ص) و (ق) : كفارة. (2) إسناده حسن، عفان: هو ابن مسلم، ويزيد: هو ابن زريع، وحبيب: هو المعلم. وأخرجه أبو داود (1113) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/219 عن مسدد وأبي كامل، وابن خزيمة (1813) عن محمد بن عبد الله بن بزيع، وابنُ أبي حاتم -فيما نقله ابن كثير في "التفسير" [الأنعام: 160]- من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، أربعتهم عن يزيد بن زريع، بهذا الإسناد. وقد سقط من مطبوع ابن خزيمة: "حدثنا يزيد"، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 3/ورقة 287. وأخرجه مختصراً ابنُ عدي 4/1566 من طريق عبد الله بن بزيع، عن سعيد، عن أيوب، عن عمرو بن شعيب، به. وقال: عبد الله بن بزيع ليس هو عندي ممن يحتج به. وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" 3/64 إلى ابن مردويه. وانظر (6701) . وله شاهد ضعيف من حديث علي سلف برقم (719) . (3) في (ظ) : يعني ابن حوشب. (4) في (ق) : ثم من، وأشير إليها في هامش (س) و (ص) . وفي (ظ) : ثم إنْ. الحديث: 7003 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 581 فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ الرَّابِعَةَ فَاقْتُلُوهُ " (1) 7004 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ "، قَالَ: قِيلَ (2) : وَمَا عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ؟ قَالَ: " يَسُبُّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ (3) ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ " (4) 7005 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مِائَتَيْ مَرَّةٍ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ،   (1) صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر، وهو ابن حوشب، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وهو مكرر (6553) ، ومضى هناك ذكر شواهده. (2) في (ظ) : فقيل. (3) في (ظ) : يسب الرجل أبا الرجل. وهو الموافق للرواية (6529) و (6840) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وسلف برقم (6529) و (6840) . الحديث: 7004 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 582 وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلَمْ يُدْرِكْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ، إِلَّا بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ " (1) يَعْنِي: إِلَّا مَنْ عَمِلَ بِأَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ 7006 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: أَقْبَلَ أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ، وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامَ إِلَيْهِ مَكْحُولٌ، وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا، وَأَبُو بَحْرِيَّةَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6740) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي كبشة السلُولي، فمن رجال البخاري. أبو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. وأخرجه الدارمي 1/136 عن أبي المغيرة، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6486) من غير ذكر مكحول وابن أبي زكريا وأبي بحرية. ومكحول: هو الشامي التابعي المعروف. وابنُ أبي زكريا: هو عبد الله بن أبي زكريا أبو يحيى الخزاعي الدمشقي التابعي، من رجال أبي داود، قال الأوزاعي: لم يكن بالشام رجل يفضل على ابن أبي زكريا. توفي سنة سبع عشرة ومئة. وأبو بحرية: هو عبد الله بن قيس الكندي التراغمي الحمصي، من كبار التابعين، شهد خطبة عمر بالجابية، وكان فقيهاً ناسكاً، مات في خلافة الوليد، وقد روى له أصحاب السنن. الحديث: 7006 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 583 7007 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ " (1) 7008 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا رَجَاءٌ أَبُو يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَافِعُ بْنُ شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو - وَأَدْخَلَ إِصْبعه فِي أُذُنِهِ (2) - لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْحَجَرَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، طَمَسَ اللهُ نُورَهُمَا، لَوْلَا ذَلِكَ لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَوْ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (3) " كَذَا قَالَ يُونُسُ: رَجَاءُ بْنُ يَحْيَى، وقَالَ عَفَّانُ: رَجَاءُ أَبُو يَحْيَى " • 7008 م - قَالَ عَبْدُ اللهِ (4) : وحَدَّثَنَاهُ هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا   (1) حديث حسن، إسماعيل بن عياش -وإن كان ضعيفا في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها- قد توبع، أبو اليمان: هو الحكم بن نافع الحمصي. وهو مكرر (6748) . (2) في (س) و (ق) و (م) : أذنيه. وجعلها الشيخ أحمد شاكر: أصبعيه في أذنيه، بالتثنية فيهما. (3) إسناده ضعيف على خطأ في اسم أحد رواته، وهو مكرر (7000) ورجاء: هو ابن صبيح، أبو يحيى، وقوله: رجاء بن يحيى، هو خطأ من يونس بن محمد -وهو المؤدب- كما ذكر الإمام أحمد، وابنُه عبد الله، ومر ذكره على الصواب برقم (7000) وذكرنا هناك أن الأصح في ذا الحديث وقفه. (4) في (م) : قال عفان. وهو خطأ. فالحديث من زيادات عبد الله بن أحمد. الحديث: 7007 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 584 رَجَاءُ بْنُ صُبَيْحٍ أَبُو يَحْيَى الْحَرَشِيُّ (1) ، وَالصَّوَابُ: أَبُو يَحْيَى (2) ، كَمَا قَالَ عَفَّانُ: وهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ • 7009 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ (3) ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا رَجَاءُ أَبُو يَحْيَى، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (4) 7010 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ، جَمَّاعٍ مَنَّاعٍ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ " (5)   (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد، وسلف برقم (7000) وذكرنا هناك أن الأصح وقفه. (2) في (ظ) : رجاء أبو يحيى. (3) في (ظ) : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري. (4) إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد، وسلف برقم (7000) . (5) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير علي بن إسحاق -وهو السلمي مولاهم المروزي-، فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/393، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وأورده الهيثمي أيضاً في "المجمع" 10/265 بلفظ: "ألا أنبئك بأهل الجنة؟ " قلت: بلى. قال: "الضعفاء المغلوبون"، وقال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله وثقوا.= الحديث: 7009 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 585 7011 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا قَرَنَ خَشْيَةَ أَنْ يُصَدَّ عَنِ الْبَيْتِ، وَقَالَ: " إِنْ لَمْ تَكُنْ حَجَّةٌ فَعُمْرَةٌ " (1)   = وسلف مختصراً مع شرحه وشواهده برقم (6580) . (1) إسناده ضعيف لضعف يونس بن الحارث، وهو الثقفي أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/235-236، وقال: رواه أحمد وهو مرسل، وفيه يونس بن الحارث، وثقه ابنُ حبان وغيره، وضعفه أحمد وغيره، ولا أدري ما معنى قوله: خشية أن يُصد عن البيت وهو في حجة الوداع، والله أعلم. قلنا: يبدو أن نسخة "المسند" التي نقل عنها الهيثمي قد سقط منها "عن جده"، فلذلك جزم بأنه حديث مرسل، وليس كذلك. ونقله ابن كثير في "تاريخه" 5/136-137، وقال: هذا حديث غريب سندا ومتناً، تفرد بروايته الإمام أحمد، وقد قال أحمد في يونس بن الحارث الثقفي هذا: كان مضطرب الحديث. وضعفه، وكذا ضعفه يحيى بن معين في روايته عنه، والنسائي. وأما من حيث المتن، فقوله: إنما قرن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خشية أن يصد عن البيت، فمن الذي كان يصده عليه السلام من البيت وقد أطر الله له الإسلام (أي: ثبته وأيده) وفتح البلد الحرام؟! وقد نُودي برحاب منى أيام الموسم في العام الماضي: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، وقد كان معه عليه السلام في حجة الوداع قريب من أربعين ألفاً، فقوله: خشية أن يُصد عن البيت؛ ما هذا بأعجب من قول أمير المؤمنين عثمان لعلي بن أبي طالب حين قال له علي: لقد علمت أنا تمتعنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: أجل، ولكنا كنا خائفين، ولستُ أدري علام يُحمل هذا الخوف من أي جهة كان؟ إلا أنه تضمن رواية الصحابي لما رواه،= الحديث: 7011 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 586 7012 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ عَامَ الْفَتْحِ، عَلَى دَرَجَةِ الْكَعْبَةِ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ: بَعْدَ أَنْ أَثْنَى عَلَى اللهِ، أَنْ قَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُلُّ حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، يَدُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ، تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ، وَلَا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ، وَدِيَةُ الْكَافِرِ كَنِصْفِ دِيَةِ الْمُسْلِمِ، أَلَا وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا جَنَبَ وَلَا جَلَبَ، وَتُؤْخَذُ صَدَقَاتُهُمْ فِي دِيَارِهِمْ، يُجِيرُ (1) عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ، وَيَرُدُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَقْصَاهُمْ "، ثُمَّ نَزَلَ (2)   = وحمله على معنى ظنه، فما رواه صحيح مقبول، وما اعتقده ليس بمعصوم فيه، فهو موقوف عليه، وليس بحجة على غيره، ولا يلزم منه رد الحديث الذي رواه. هكذا قولُ عبد الله بن عمرو لو صح السندُ إليه، والله أعلم. قلنا: حديث عثمان وعلي الذي أشار إليه ابن كثير سلف برقم (432) و (756) . وانظر "فتح الباري" 3/425. وقال السندي في تأويل الحديث: لا يخفى أن الصد عن البيت كما يمنع إتمام الحجة، كذلك يمنع إتمام العمرة، فلا يصلح علة للقران، ولا يمكن أن يُقال: إن لم يكن حجة فعمرة، نعم لو كان علة لإفراد العمرة، بمعنى أنه إن وقع صد فليكن عن عمرة لا حج، كان غير بعيد، فليتأمل. (1) في (س) : يُجيزُ. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن.= الحديث: 7012 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 587 وَقَالَ حُسَيْنٌ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = وأورده أحمد برقم (6692) من طريق ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، عدا قوله: "لا هجرة بعد الفتح"، و"لا شغار في الإسلام"، ونورد تخريجهما هنا: فقوله: "لا شغار في الإسلام": أورده الهيثمي في "المجمع" 4/266، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، خلا ابن إسحاق، وقد صرح بالتحديث. قلنا: روايةُ ابن إسحاق هي الآتية برقم (7026) و (7027) ، وصرح ابنُ إسحاق بالتحديث في الثانية منهما، ولم يذكر الهيثمي هذه الطريق التي ليس فيها ابن إسحاق. وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف بالأرقام (4526) و (4692) و (4918) و (5289) و (5654) . وعن أنس، سيرد 3/162 و197 بإسناد صحيح. وعن عمران بن الحصين، سيرد 4/429 و439، 443 بإسناد صحيح. وعن جابر عند عبد الرزاق (10432) ، ومسلم (1417) . وعن أبي هريرة عند مسلم (1416) . وقوله: "لا هجرة بعد الفتح": له شاهد من حديث ابن عباس سلف برقم (1991) بإسناد صحيح. وآخر من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11167) و5/187. وثالث من حديث مجاشع بن مسعود، سيرد 3/468 و469. ورابع من حديث ابن عمر عند البخاري (3899) و (4309) و (4310) . وخامس من حديث عائشة عند البخاري (3080) و (3900) ، ومسلم (1864) . والشغار: قال ابنُ الأثير: هو نكاح معروف في الجاهلية، كان يقول الرجل للرجل: شاغرْني، أي: زوجني أختك أو بنتك أو من تلي أمرها، حتى أزوجك أختي أو بنتي أو من ألي أمرها، ولا يكون بينهما مهر، ويكون بُضْع كل واحدة منهما في= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 588 7013 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " فِي الْمَوَاضِحِ خَمْسٌ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأَصَابِعُ سَوَاءٌ، كُلُّهُنَّ عَشْرٌ عَشْرٌ مِنَ الْإِبِلِ " (1) 7014 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَقْتُولُ دُونَ مَالِهِ شَهِيدٌ " (2) 7015 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ أَبُو عَمْرٍو الْجَزَرِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ الْعُقَيْلِيُّ، مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ:   = مقابلة بضْع الأخرى. وقيل له: شغار لارتفاع المهر بينهما، من شغر الكلبُ: إذا رفع إحدى رجليه ليبول. (1) حسن لغيره، مطر -وهو ابن طهمان الوراق، وإن كان فيه كلام- قد توبع، عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف، وسعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه البيهقي 8/81 و92 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، بهذا الإسناد. وهو قطعة من حديث الفتح السالف برقم (6681) وتتمة تخريجه هناك. وحكم دية المواضح ورد أيضاً في حديث الديات المطول برقم (7033) . (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر -وهو ابن حوشب-، ومؤمل -وهو ابن إسماعيل- سييء الحفظ. حماد: هو ابن سلمة. وسلف برقم (6522) و (6956) . الحديث: 7013 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 589 الْتَقَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي عَلَى الْمَرْوَةِ، فَتَحَدَّثَا، ثُمَّ مَضَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، وَبَقِيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: - هَذَا يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو - زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، أَكَبَّهُ (1) اللهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ " (2) 7016 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ أَبُو الْجَهْمِ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا، فَهِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ خِدَاجٌ، ثُمَّ خِدَاجٌ " (3)   (1) جاء في هامش (س) و (ص) : كذا في نسخ: أكبه الله، وفي نسخة: كبه الله، وهو المشهور. قلنا: في أصل السندي: كبه الله، فقد قال: هكذا في أصلنا بلا ألف، وفي بعض الأصول: أكبه، بالألف، وهو خلاف المشهور لغة. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير مروان بن شجاع، فمن رجال البخاري. وسلف برقم (6526) ، وذكرنا هناك شواهده. وكبه: قال في "القاموس": قلبه وصرعه، كأكبه. وكبكبه فأكب، وهو لازم متعد وجاء في "اللسان": وكبه لوجهه، فانكب، أي: صرعه. وأكب هو على وجهه. وهذا من النوادر أن يقال: أفعلت أنا، وفعلت غيري. يقال: كب الله عدو المسلمين، ولا يقال: أكب. (3) حديث حسن. الحجاج: وهو ابن أرطاة -وإن كان كثير الخطأ والتدليس-، قد توبع.= الحديث: 7016 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 590 7017 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَدْرُونَ مَنِ الْمُسْلِمُ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ "، قَالَ: " تَدْرُونَ (1) مَنِ الْمُؤْمِنُ؟ " قَالُوا: اللهُ يَعْنِي (2) ، وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَنْ أَمِنَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ فَاجْتَنَبَهُ " (3) 7018 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا دُوَيْدٌ الْخُرَاسَانِيُّ، - وَالزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ، قَاعِدٌ مَعَهُ - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ (4) : يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ أَحَادِيثَ لَا نَحْفَظُهَا، أَفَلَا نَكْتُبُهَا؟ قَالَ: " بَلَى، فَاكْتُبُوهَا " (5)   = وقد سلف برقم (6903) . (1) في (ق) و (ظ) : أتدرون. (2) "يعني": لم ترد في (ظ) . (3) حديث صحيح، وهو مكرر (6925) . (4) في (ظ) : قلنا. (5) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف. علي بن عاصم: هو ابن صهيب الواسطي، صدوقٌ، لكنه كان كثير الغلط، وكان إذا رُد عليه لم يرجع، لكنه متابع بيزيد بن هارون، ومحمد بن يزيد الكلاعي، ولُحويد الخراساني: مجهول، لكنه متابع بابن إسحاق، وهذا في الرواية السالفة برقم (6930) . فانظر تخريجه هناك. وسلف أيضاً برقم (6510) . الحديث: 7017 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 591 7019 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُفْرٌ تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ، أَوِ ادِّعَاءٌ إِلَى نَسَبٍ لَا يُعْرَفُ " (1)   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، علي بن عاصم -وهو ابن صهيب الواسطي- كثيرالغلط، والمثنى بن الصباح ضعيف. وأخرجه ابن ماجه (2744) من طريق سليمان بن بلال، والطبراني في "الصغير" (1072) ، ومن طريقه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/316 من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وإسناد ابن ماجه إسناد حسن. قال البوصيري في "الزوائد": هذا الحديث في بعض النسخ دون بعض، ولم يذكره المزي في "الأطراف"، وإسناده صحيح، وأظنه من زيادات ابن القطان. قلنا: يعني أبا الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وهو راوي "السنن" عن ابن ماجه. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/97، وزاد نسبته إلى الطبراني في "الأوسط". وله شاهد من حديث أبي بكر الصديق أخرجه الدارمي 2/343، والبزار (104) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (90) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عن إسحاق بن منصور السلولي، عن جعفر بن أحمد الأحمر، عن السري بن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر مرفوعا. وهذا إسناد ضعيف لضعف السري بن إسماعيل. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/144، وابن عدي 5/1710 من طريق عمر بن موسى، عن حماد بن سلمة، عن حجاج بن أرطاة، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن أبي بكر مرفوعا. قال ابن عدي: وهذا حديث موقوف ثم يرفعه إلا عمر بن موسى هذا.= الحديث: 7019 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 592 7020 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصيِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ أَشْيَاءَ، أَفَأَكْتُبُهَا؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قُلْتُ: فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَإِنِّي لَا أَقُولُ فِيهِمَا إِلَّا حَقًّا " (1) 7021 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، قَالَ: - يَعْنِي عَبْدَ الْوَهَّابِ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ يَعْنِي حُسَيْنًا - (2) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا، وَرَأَيْتُهُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ،   = وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/97، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو ضعيف، ورواه البزار وفيه السريُّ بن إسماعيل، وهو متروك. قلنا: وأخرجه الدارمي 2/343 من طريق سفيان، والخطيب 3/144 من طريق شعبة، كلاهما عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن أبي بكر الصديق موقوفا. وهو الصحيح. قوله: "وإن دق": قال السندي: بأن نفى نسب أبيه من جده وإن علا. قال المناوي: ومناسبة إطلاق الكفر هنا أنه كذب على الله، كأن يقول: خلقني الله من ماء فلان، ولم يخلقني من ماء فلان، والواقع خلافه. (1) صحيح لغيره، وهو مكرر (6930) سنداً ومتناً. (2) في (ظ) : يعني من حسين المعلم. (3) "عن أبيه": سقط من (س) و (ص) و (م) . الحديث: 7020 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 593 وَرَأَيْتُهُ يَشْرَبُ قَاعِدًا (1) وَقَائِمًا " (2) 7022 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَيْسَ لِي مَالٌ، وَلِي يَتِيمٌ؟ فَقَالَ: " كُلْ مِنْ مَالِ يَتِيمِكَ، غَيْرَ مُسْرِفٍ وَلَا مُبَذِّرٍ (3) ، وَلَا مُتَأَثِّلٍ مَالًا، وَمِنْ غَيْرِ أَنْ تَقِيَ مَالَكَ - أَوْ قَالَ - تَفْدِيَ مَالَكَ بِمَالِهِ " شَكَّ حُسَيْنٌ (4) 7023 - حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ (5) بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا   (1) في (ص) و (ظ) : قائماً وقاعداً. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عبد الوهاب -وهو ابن عطاء الخفاف- سمع من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- قبل الاختلاط، وقد سمعه من حسين المعلم نفسه دون واسطة سعيد كما ذكر هو. حسين المعلم: هو ابن ذكوان. وسلف برقم (6627) دون زيادة: ورأيته يصوم في السفر ويفطر، وبرقم (6679) بها، وذكرنا شكاهده فيهما، وسلف أيضاً برقم (6660) و (6783) و (6928) . (3) "ولا مبذر" سقطت من طبعة الشيخ أحمد شاكر. (4) إسناده حسن، وهو مكرر (6747) . قوله: "ولا مُتأثل": قال ابنُ الأثير: أي غير جامع، يقال: مال مُؤثل، ومجد مُؤثل، أي: مجموع ذو أصل. (5) تحرف في (م) إلى: عبيد. الحديث: 7022 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 594 عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، فِي كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: فِي يَوْمِي وَلَيْلَتِي، قَالَ: فَقَالَ لِي: " ارْقُدْ وَصَلِّ، وَصَلِّ (1) وَارْقُدْ، وَاقْرَأْهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ "، قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُنَاقِصُهُ وَيُنَاقِصُنِي، إِلَى أَنْ قَالَ (2) : " اقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ " قَالَ أَبِي (3) : " وَلَمْ أَفْهَمْ، وَسَقَطَتْ عَلَيَّ كَلِمَةٌ " قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ؟ قَالَ: فَقَالَ لِي: " صُمْ وَأَفْطِرْ، وَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ "، فَمَا زِلْتُ أُنَاقِصُهُ وَيُنَاقِصُنِي، حَتَّى قَالَ: " صُمْ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، صِيَامَ دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا " فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: " لَأَنْ (4) أَكُونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي حُمْرُ النَّعَمِ " (5) - حَسِبْتُهُ شَكَّ عَبِيدَةُ -   (1) قوله: "وصل" لم يرد في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : حتى قال. (3) يعني الإمام أحمد. (4) في هامش (ظ) : إني لأن. ووقع في (م) وطبعة شاكر: ولأن. (5) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبيدة بن حميد -وإن سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط- قد تابعه حمادُ بنُ زيد عند أبي داود، وهو ممن سمع منه قديماً. وأخرجه ابنُ سعد 4/264 عن عبيدة بن حميد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1389) مختصراً من طريق سليمان بن حرب، عن حماد -وهو ابن زيد-، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6506) ، وذكرنا الجمع بين الروايات في كم يختم القرآن هناك. وانظر الحديث رقم (6477) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 595 7024 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ، وَلَا تُؤْخَذُ صَدَقَاتُهُمْ (1) ، إِلَّا فِي دُورِهِمْ " (2) 7025 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ الْحَرَشِيُّ (3) ، وَكَانَ ثِقَةً - فِيمَا ذَكَرَ أَهْلُ بِلَادِهِ -، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُبَيْرٍ مَوْلَى ثَقِيفٍ - وَكَانَ مُسْلِمٌ رَجُلًا يُؤْخَذُ عَنْهُ، وَقَدْ (4) أَدْرَكَ وَسَمِعَ - عَنْ (5) عَمْرِو بْنِ حُرَيْشٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّا بِأَرْضٍ لَسْنَا نَجِدُ بِهَا الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ، وَإِنَّمَا أَمْوَالُنَا الْمَوَاشِي، (6)   = والقائل: حسبته شك عبيدة: هو الإمام أحمد. (1) في (ظ) : صدقتهم. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابنُ إسحاق -وهو محمد- صرح بالتحديث. وأخرجه مطولاً البغوي في "شرح السنة" (2542) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وهو قطعة من الحديث (6692) . (3) تصحف في (م) الى: الجرشي، وفي (س) إلى: الحرسي. (4) في (ظ) : قد. دون واو قبلها. (5) في (ظ) : من. وعلى هامشها: نسخة الحافظ: عن. (6) فى (ظ) : إنما أموالنا بها المواشي. الحديث: 7024 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 596 فَنَحْنُ نَتَبَايَعُهَا بَيْنَنَا، فَنَبْتَاعُ الْبَقَرَةَ بِالشَّاةِ (1) نَظِرَةً إِلَى أَجَلٍ، وَالْبَعِيرَ بِالْبَقَرَاتِ، وَالْفَرَسَ بِالْأَبَاعِرِ، كُلُّ ذَلِكَ إِلَى أَجَلٍ، فَهَلْ عَلَيْنَا فِي ذَلِكَ مِنْ بَأْسٍ؟ فَقَالَ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ، أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَبْعَثَ جَيْشًا عَلَى إِبِلٍ كَانَتْ عِنْدِي، قَالَ: فَحَمَلْتُ النَّاسَ عَلَيْهَا، حَتَّى نَفِدَتِ الْإِبِلُ، وَبَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنَ النَّاسِ، قَالَ: فَقُلْتُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْإِبِلُ (2) قَدْ نَفِدَتْ، وَقَدْ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنَ النَّاسِ لَا ظَهْرَ لَهُمْ؟ قَالَ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْتَعْ عَلَيْنَا إِبِلًا بِقَلَائِصَ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ إِلَى مَحِلِّهَا، حَتَّى نُنَفِّذَ (3) هَذَا الْبَعْثَ "، قَالَ: فَكُنْتُ أَبْتَاعُ الْبَعِيرَ بِالْقَلُوصَيْنِ وَالثَّلَاثِ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ إِلَى مَحِلِّهَا، حَتَّى نَفَّذْتُ ذَلِكَ الْبَعْثَ، قَالَ: فَلَمَّا حَلَّتِ الصَّدَقَةُ أَدَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4) 7026 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) في (ظ) : بالشياه. (2) في (ظ) و (ق) وهامش (س) و (ص) : إن الإبل. (3) في (س) و (ص) : تنفذ. (4) حديث حسن سلف برقم (6593) من طريق جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، به، وسلف هناك بسط القول في ترجمة رجاله وتخريج روايته. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. قوله: "حتى نفدت الإبل"، بكسر الفاء، أي: فنيت. وقوله: "حتى تُنفذ"، قال السندي: ضبط بتشديد الفاء. والله تعالى أعلم. الحديث: 7026 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 597 عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَقْلِ الْجَنِينِ إِذَا كَانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، بِغُرَّةٍ، عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ "، فَقَضَى بِذَلِكَ فِي امْرَأَةِ حَمَلِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ الْهُذَلِيِّ (1) 7026 م - وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ " (2) 7027 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، وَسَعْدٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن إسحاق -وهو محمد- مدلس، ولم يصرح هنا بالتحديث. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/299، وقال: رواه أحمد، وفيه ابنُ إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. ويشهد له حديثُ حمل بن مالك نفسه، سيرد بإسناد صحيح 4/79، 80، وذكره أحمد أيضاً في مسند ابن عباس برقم (3439) . وحديث أبي هريرة عند البخاري (6740) و (6904) ، ومسلم (1681) (34) و (35) ، سيرد (7217) و (10467) و (10953) . وحديث المغيرة بن شعبة عند البخاري (6905) ، ومسلم (1682) (37) ، سيرد 4/244، 245. وحديث عبادة بن الصامت، سيرد 5/326 بإسناد مرسل. وحديث جابر عند أبي يعلى (1823) . قوله: "عبد أو أمة": بدل من غُرة. (2) صحيح لغيره، ابن إسحاق -وإن كان مدلسا ورواه بالعنعنة- قد صرح بالتحديث في الرواية التالية. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وهو قطعة من الحديث (7012) . الحديث: 7027 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 598 يَعْنِي مُحَمَّدًا، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ " (1) 7028 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَذَكَرَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَلَدِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ، أَنَّهُ يَرِثُ أُمَّهُ، وَتَرِثُهُ أُمُّهُ، وَمَنْ قَفَاهَا بِهِ جُلِدَ ثَمَانِينَ، وَمَنْ دَعَاهُ وَلَدَ زِنًا جُلِدَ ثَمَانِينَ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق صرح بالتحديث. يعقوب وسعد: هما ابنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وفي الإسناد زيادة عبد الرحمن بن الحارث بين ابن إسحاق وعمرو بن شعيب، وهذا من المزيد في متصل الأسانيد. وهو قطعة من الحدث (7012) . (2) إسناده ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 6/280، وقال: رواه أحمد من طريق ابن إسحاق، قال: وذكر عمرو بن شعيب. فإن كان هذا تصريحاً بالسماع فرجاله ثقات، وإلا فهي عنعنة ابن إسحاق، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وقوله: "ومن قفاها به"، أي: رماها. قال في "النهاية" في تفسير الأثر: "نحن بنو النضر بن كنانة لا ننتفي من أبينا ولا نقفوا أمنا"، أي: لا نتهمها ولا نقذفها، يقال: قفا فلان فلاناً: إذا قذفه بما ليس فيه. الحديث: 7028 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 599 7029 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ، وَالِدَيْهِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ أَبَوَيْهِ؟ قَالَ: " يَسُبُّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ الرَّجُلُ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ " (1) 7030 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ الْمُطَّلِبِ الْمَخْزُومِيَّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ السَّهْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ " (2) 7031 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6529) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن. يعقوب بن إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعبد العزيز بن المُطلب: هو ابن عبد الله بن حنطب المخزومي. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/963 من طريق مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6522) ، وذكرنا هناك شواهده. الحديث: 7029 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 600 عَبْدِ اللهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ (1) عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، مِثْلَ ذَلِكَ (2) 7032 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِى أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَطَفِقَ يَسْأَلُونَهُ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أَكُنْ أَشْعُرُ أَنَّ الرَّمْيَ قَبْلَ النَّحْرِ، فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْمِ وَلَا حَرَجَ "، وَطَفِقَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أَشْعُرْ أَنَّ النَّحْرَ قَبْلَ الْحَلْقِ، فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ؟ فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْحَرْ وَلَا حَرَجَ "، قَالَ: فَمَا سَمِعْتُهُ يَوْمَئِذٍ يُسْأَلُ عَنْ أَمْرٍ مِمَّا يَنْسَى الْإِنْسَانُ أَوْ يَجْهَلُ، مِنْ   (1) تحرفت في طبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: "بن". (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد العزيز بن المطلب: قال ابن معين وأبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وضعفه العقيلي، وقال: لا يُتابع في حديثه عن الأعرج، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عبد الله بن حسن بن حسن -وهو ابن علي بن أبي طالب-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه الترمذي (1419) من طريق أبي عامر العقدي، عن عبد العزيز بن المُطلب، بهذا الإسناد، وقال: حديث عبد الله بن عمرو حسن، قد رُوي عنه من غير وجه، وقد رخص بعضُ أهل العلم للرجل أن يُقاتل عن نفسه وماله، وقال ابنُ المبارك: يقاتل عن ماله ولو درهمين. وسلف برقم (6816) و (6829) ، وسلف ذكر شواهده برقم (6522) . الحديث: 7032 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 601 تَقْدِيمِ الْأُمُورِ بَعْضِهَا قَبْلَ بَعْضٍ، وَأَشْبَاهِهَا، إِلَّا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " افْعَلْهُ وَلَا حَرَجَ " (1) 7033 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَذَكَرَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَإِنَّهُ يُدْفَعُ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْقَتِيلِ، فَإِنْ شَاءُوا قَتَلُوا، وَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوا الدِّيَةَ، وَهِيَ ثَلَاثُونَ حِقَّةً، وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَأَرْبَعُونَ خَلِفَةً، فَذَلِكَ عَقْلُ الْعَمْدِ، وَمَا صَالَحُوا (2) عَلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَهُمْ، وَذَلِكَ شَدِيدُ (3) الْعَقْلِ، وَعَقْلُ شِبْهِ الْعَمْدِ مُغَلَّظَةٌ مِثْلُ عَقْلِ الْعَمْدِ، وَلَا يُقْتَلُ صَاحِبُهُ، وَذَلِكَ أَنْ يَنْزِغَ الشَّيْطَانُ بَيْنَ النَّاسِ، فَتَكُونَ دِمَاءٌ فِي غَيْرِ ضَغِينَةٍ، وَلَا حَمْلِ سِلَاحٍ "، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَعْنِي: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1738) من طريق يعقوب، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني 2/251 من طريق صالح بن كيسان، به. وسلف برقم (6484) ، وذكرنا هناك شواهده. (2) في (ظ) : وما صولحوا. (3) في (ظ) و (ق) وهامش (س) و (ص) : تشديد. الحديث: 7033 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 602 فَلَيْسَ مِنَّا، وَلَا رَصَدَ بِطَرِيقٍ، فَمَنْ قُتِلَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ شِبْهُ الْعَمْدِ، وَعَقْلُهُ مُغَلَّظَةٌ (1) ، وَلَا يُقْتَلُ صَاحِبُهُ، وَهُوَ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ، وَلِلْحُرْمَةِ وَلِلْجَارِ، وَمَنْ قُتِلَ خَطَأً فَدِيَتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، ثَلَاثُونَ ابْنَةُ مَخَاضٍ، وَثَلَاثُونَ ابْنَةُ لَبُونٍ، وَثَلَاثُونَ حِقَّةٌ، وَعَشرة (2) بَكَارَةٍ بَنِي لَبُونٍ ذُكُورٍ ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِيمُهَا عَلَى أَهْلِ الْقُرَى أَرْبَعَ مِائَةِ دِينَارٍ، أَوْ عِدْلَهَا مِنَ الْوَرِقِ، وَكَانَ يُقِيمُهَا عَلَى أَثْمَانِ الْإِبِلِ، فَإِذَا غَلَتْ، رَفَعَ فِي قِيمَتِهَا، وَإِذَا هَانَتْ، نَقَصَ مِنْ قِيمَتِهَا، عَلَى عَهْدِ (3) الزَّمَانِ مَا كَانَ، فَبَلَغَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ أَرْبَعِ مِائَةِ دِينَارٍ إِلَى ثَمَانِ مِائَةِ دِينَارٍ، وَعِدْلُهَا مِنَ الْوَرِقِ ثَمَانِيَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ. وَقَضَى أَنَّ مَنْ كَانَ عَقْلُهُ (4) عَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ، فِي الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ، وَقَضَى أَنَّ مَنْ كَانَ عَقْلُهُ (4) عَلَى أَهْلِ الشَّاءِ (5) ، فَأَلْفَيْ شَاةٍ. وَقَضَى فِي الْأَنْفِ إِذَا جُدِعَ كُلُّهُ، بِالْعَقْلِ كَامِلًا، وَإِذَا جُدِعَتْ   (1) في (ظ) وهامش (س) : مُغلظ. (2) في (ق) وهامش (س) : عشر. (3) في (ظ) و (ق) وهامش (س) : على نحو. (4) في (ظ) : وقضى إن كان عقله. وفي الهامش: أن من كان عقله. (5) في (ظ) : على أهل الشاء في الشاء. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 603 أَرْنَبَتُهُ، فَنِصْفُ الْعَقْلِ، وَقَضَى فِي الْعَيْنِ نِصْفَ الْعَقْلِ، خَمْسِينَ مِنَ الْإِبِلِ، أَوْ عِدْلَهَا ذَهَبًا أَوْ وَرِقًا، أَوْ مِائَةَ بَقَرَةٍ، أَوْ أَلْفَ شَاةٍ، وَالرِّجْلُ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَالْيَدُ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَالْمَأْمُومَةُ ثُلُثُ الْعَقْلِ، ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ مِنَ الْإِبِلِ، أَوْ قِيمَتُهَا مِنَ الذَّهَبِ، أَوِ الْوَرِقِ، أَوِ الْبَقَرِ، أَوِ الشَّاءِ، وَالْجَائِفَةُ ثُلُثُ الْعَقْلِ، وَالْمُنَقِّلَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْمُوضِحَةُ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأَسْنَانُ خَمْسٌ مِنَ الْإِبِلِ (1)   (1) حديث حسن، وبعضه صحيح. محمد بن إسحاق -وإن دلس-، تابعه سليمان بن موسى الأشدق في الروايات المفرقة للحديث كما سيرد. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وقوله: "من قتل مؤمناً متعمداً ... "، إلى: "وذلك شديد العقل": سلف تخريجه برقم (6717) . وقوله: "وعقل شبه العمد ... ولاحمل سلاح"، سلف برقم (6718) ، وسيرد برقم (7088) . وقوله: "من حمل السلاح فليس منا، ولا رصد بطريق": سلف برقم (6724) و (6742) ، وسيرد برقم (7088) . وقوله: "فمن قتل على ذلك فهو شبه العمد ... وللحرمة وللجار"، سلف برقم (6742) ، وسيرد برقم (7088) . وقوله: "فمن قتل خطأ ... " إلى قوله: "وقضى أن من كان عقله على أهل الشاء فألفي شاء"، سيرد تخريجه برقم (7090) .= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 604 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقوله: "في دية الأنف والعين واليد والرجل"، سيرد تخريجه برقم (7092) . وحكم المأمومة والجائفة أخرجه أبو داود (4564) ، والبيهقي في "السنن" 8/83 من طريق محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه عبد الرزاق (17363) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، قال: في المأمومة ثلث العقل: ثلاثة وثلاثون من الإبل، أو عدلها من الذهب. قال: وقضى عمر بن الخطاب بمثل ذلك. ولحكم المأمومة والجائفة شاهد من حديث عمرو بن حزم عند ابن حبان (6559) . وآخر من حديث زيد بن ثابت عند عبد الرزاق (17362) ، وابن أبي شيبة 9/211، والبيهقي فى "السنن" 8/82. وثالث موقوف من حديث علي عند عبد الرزاق (17356) و (17357) ، وابن أبي شيبة 5/145 و210. ورابع موقوف من حديث ابن مسعود عند ابن أبي شيبة 9/210. وخامس موقوف من حديث عمر بن الخطاب عند ابن أبي شيبة 9/212. وحكم المنقلة أخرجه عبد الرزاق (17369) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "في المنقولة خمس عشرة من الإبل"، وهذا معضل، وفيه عنعنةُ ابن جريج. وله شاهد من حديث عمرو بن حزم عند ابن حبان (6559) . وآخر مرسل من حديث مكحول عند البيهقي في "السنن" 8/82. وثالث موقوف من حديث علي عند عبد الرزاق (17364) ، وابن أبي شيبة 9/146، 147، والبيهقي في "السنن" 8/82. ورابع موقوف من حديث زيد بن ثابت عند عبد الرزاق (17365) ، والبيهقي 8/82. وحكم المُوضحة والأسنان سلف تخريجُه برقم (6711) . قوله: "وعقْلُ شبه العمد مغلظة": قال السندي: كأنه أنث الخبر نظراً إلى أن= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 605 7034 - قَالَ: وَذَكَرَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَجُلٍ طَعَنَ رَجُلًا بِقَرْنٍ فِي رِجْلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقِدْنِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَعْجَلْ حَتَّى يَبْرَأَ جُرْحُكَ "، قَالَ: فَأَبَى الرَّجُلُ إِلَّا أَنْ يَسْتَقِيدَ، فَأَقَادَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، قَالَ: فَعَرِجَ الْمُسْتَقِيدُ، وَبَرَأَ   = العقل في معنى الدية. قوله: "وهو بالشهر الحرام"، أي: يقاس به في تغليظ الذنب. قاله السندي قوله: "وعشرة بكارة": البكارةُ: جمع بكْر -بفتح الباء- وهو الفتى من الإبل. قال الجوهري: وجمع البكْر بكار، مثل فرْخ وفراخ، وبكارة أيضاً، مثل فحْل وفحالة. قوله: "يُقيمها على أهل القرى"، أي: يقومها. قوله: "في البقر مئتي بقرة" أي: قضى في البقر مئتي بقرة له، أي: لمن كان عقله على أهل البقر. قوله: "والرجْلُ نصف العقل"، أي: قضى في الرجْل نصف العقل. والمأمومة: -ويقال أيضاً: الآمة- الشجةُ التي بلغت أم الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ. يقال: رجل أميم ومأموم. قاله ابنُ الأثير. والجائفة: هي الطعنة التي تنفذ إلى الجوف، والمرادُ بالجوْف هاهنا كل ما له قُوة مُحيلة كالبطن والدماغ. والمُنقلة، بكسر القاف المشددة: شجة يخرج منها صغار العظم، وتُنقل عن أماكنها. وقيل: هي التي تنقل العظم، أي: تكسره. والمُوْضحة: هي الشجة التي تبدي وضح العظام، أي: بياضه، والتي فرض فيها خمس من الإبل هي ما كان منها في الرأس والوجه، فأما الموضحة في غيرهما ففيها الحكومة. الحديث: 7034 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 606 الْمُسْتَقَادُ مِنْهُ، فَأَتَى الْمُسْتَقِيدُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَرِجْتُ (1) ، وَبَرَأَ صَاحِبِي؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَمْ آمُرْكَ أَلَّا تَسْتَقِيدَ، حَتَّى يَبْرَأَ جُرْحُكَ؟ فَعَصَيْتَنِي فَأَبْعَدَكَ اللهُ، وَبَطَلَ جُرْحُكَ " ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الرَّجُلِ الَّذِي عَرِجَ: " مَنْ كَانَ بِهِ جُرْحٌ، أَنْ لَا يَسْتَقِيدَ، حَتَّى تَبْرَأَ جِرَاحَتُهُ، فَإِذَا بَرِئَتْ جِرَاحَتُهُ (2) اسْتَقَادَ " (3)   (1) في (ظ) : عرجت منه. (2) في (ظ) : برأ جرحه. (3) إسناده ضعيف، ابنُ إسحاق مدلس، ولم يُصرح هنا بالتحديث. وأخرجه الدارقطني 3/88، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/67، 68، والحازمي في "الاعتبار" ص 193 من طريق ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، بهذا الإسناد، وفيه عنعنةُ ابن جُريج. قال الحازمي: إن صح سماعُ ابن جريج من عمرو بن شعيب، فهو حديث حسن. وأخرجه الدارقطني 3/90 من طريق مسلم (تحرف فيه إلى: محمد) بن خالد، عن ابن جُريج، عن عمرو بن شعيب، به. وفيه عنعنةُ ابن جُريج، ومسلم بن خالد: هو الزنجي، وهو ضعيف أيضاً. وأخرجه عبد الرزاق (17991) عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو معضل، وفيه عنعنة ابن جريج. وأخرجه عبد الرزاق (17988) ، ومن طريقه الدارقطني 3/90 عن معمر، عن أيوب، عن عمرو بن شعيب، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أبعدك الله، أنت عجلت" وهذا معضل. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/295، 296، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات! = الجزء: 11 ¦ الصفحة: 607 7035 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ يَعْنِي أَبَاهُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، [عَنْ] (2) مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي   = وفي الباب عن جابر عند ابن أبي شيبة 9/369، والدارقطني 3/89، والبيهقي في "السنن" 8/66 و67، والطبراني في "الصغير" (377) ، وزاد الهيثمي في "المجمع" 6/296 نسبته إلى الطبراني في "الأوسط". وقد رُوي موصولاً ومرسلاً، وذكر الدارقطني أنً المُرسل هو المحفوظ، وذكر ابنُ أبي حاتم في "العلل" 1/463 أن حديث جابر هذا رواه حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، مرسلاً، ثم قال: سمعتُ أبا زرعة يقول: حديثُ حماد بن سلمة أشبه. وقال نحو ذلك الحازمى في "الاعتبار" ص 192، والزيلعي في "نصب الراية" 4/377. قلنا: وأقوى أسانيد حديث جابر ما رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/184 من طريق عبد الله بن المبارك، عن عنبسة بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لا يستقاد من الجرح حتى يبرأ". قال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 8/67: سنده جيد، ونقل الزيلعي عن صاحب "التنقيح" قوله: إسناده صالح، وعنبسةُ وثقه أحمد وغيره. وقال ابنُ أبي حاتم: سُئل أبو زرعة عن هذا الحديث، فقال: هو مرسل مقلوب. وعن ابن عباس عند البيهقي في "السنن" 8/67، وهو من طريق إسرائيل، عن أبي يحيى (وهو القتات) ، عن مجاهد، عن ابن عباس. قال الحافظ ابنُ حجر في "التهذيب": قال الأثرمُ عن أحمد: روي إسرائيلُ عن أبي يحيى القتات أحاديث مناكير جداً كثيرة. والقود: القصاص. (1) في (ظ) : يعني ابن الهاد. (2) لفظ "عن" سقط من النسخ الخطية، واستدركناه من "أطراف المسند" 4/87-88، ومما سيرد في التخريج. الحديث: 7035 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 608 مَجْلِسٍ: " أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا، قَالَ: قُلْنَا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا " (1) 7036 - قَالَ يَعْقُوبُ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي   (1) حديث حسن. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ومحمد بن عبد الله بن عمرو: ذكره ابن حبان في "الثقات" 5/353، وقال: محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص يروي عن أبيه من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، ولا أعلم بهذا الإسناد إلا حديثا واحداً من حديث ابن الهاد، عن عمرو بن شعيب. قلنا: وبهذا يتبين أن لفظ: "عن" سقط قبل كلمة "محمد بن عبد الله" في النسخ الخطية التي بين أيدينا، واستدركناه من هذا الموضع ومن "أطراف المسند" كما تقدم. وقد أخرج ابنُ حبان هذا الحديث في "صحيحه" (485) من طريق يعقوب، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وقد وهم الشيخ أحمد شاكر في تصويب هذا الإسناد، فظن -إذ لم يقع له حديثُ ابن حبان- أن الصواب فيه: عمرو بن شعيب بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، واستشهد بورود الإسناد كذلك في الرواية السالفة برقم (6735) ، وإنما ذاك إسناد معروف يروي فيه عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو. وهذا الإسناد فيه زيادة محمد والد شعيب بينه وبين جده عبد الله، وهو من المزيد في متصل الأسانيد. وللحديث أصل في الصحيح نبهنا عليه برقم (6735) . وقد وقع في الطبعة الميمنية خطأ طريف، ففيها: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في مجلس خف: ألا أحدثكم، وكلمة "خف" هذه لا علاقة لها بنص الحديث، إنما هو رمز وُضع في الأصل الخطي فوق كلمة "ألا" إشارة إلى تخفيفها، فأقحمها الطابعُ في متن الحديث، وقد نبه على ذلك الشيخ أحمد شاكر رحمه الله. الحديث: 7036 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 609 يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: مَا أَكْثَرَ مَا رَأَيْتَ قُرَيْشًا أَصَابَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ، فِيمَا كَانَتْ تُظْهِرُ مِنْ عَدَاوَتِهِ؟ قَالَ: حَضَرْتُهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْمًا فِي الْحِجْرِ، فَذَكَرُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ مَا صَبَرْنَا عَلَيْهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَطُّ، سَفَّهَ أَحْلَامَنَا، وَشَتَمَ آبَاءَنَا، وَعَابَ دِينَنَا، وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَسَبَّ آلِهَتَنَا، لَقَدْ صَبَرْنَا مِنْهُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، أَوْ كَمَا قَالُوا: قَالَ: فَبَيْنَمَا (2) هُمْ كَذَلِكَ (3) ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي، حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ طَائِفًا بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ مَا يَقُولُ، قَالَ: فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ مَضَى، فَلَمَّا مَرَّ بِهِمُ الثَّانِيَةَ، غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ مَضَى، ثُمَّ مَرَّ (4) بِهِمُ الثَّالِثَةَ، فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، فَقَالَ: " تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ "، فَأَخَذَتِ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ، حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا كَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ، حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ وَصَاةً قَبْلَ ذَلِكَ   (1) في (م) : عن عروة. وهو خطأ. (2) في هامش (س) و (ص) و (ق) : فبينا. (3) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : في ذلك. (4) في (ظ) وهامش (س) : فمر. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 610 لَيَرْفَؤُهُ (1) بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُ مِنَ الْقَوْلِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، انْصَرِفْ رَاشِدًا، فَوَاللهِ مَا كُنْتَ جَهُولًا، قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ، اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ وَأَنَا مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ، حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا (2) هُمْ فِي ذَلِكَ، إِذْ (3) طَلَعَ عليهم (4) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَأَحَاطُوا بِهِ، يَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ، قَالَ: فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، أَنَا الَّذِي أَقُولُ ذَلِكَ "، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ، قَالَ: وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، دُونَهُ، يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِي: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ} [غافر: 28] ؟ ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشًا بَلَغَتْ مِنْهُ قَطُّ (5)   (1) في هامش (س) و (ق) : ليرفؤه، أي: يسكنه ويرفق به. (2) في (ص) و (ظ) : فبينا. (3) "إذ" لم ترد في (ظ) ، وكتب في الهامش: إذْ. خ. (4) "عليهم" ثم ترد في (ص) و (ظ) و (ق) . (5) إسناده حسن. ابن إسحاق -وهو محمد- صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البزار -فيما ذكره الحافظ في "الفتح" 7/168- من طريق بكر بن سليمان، والبيهقي في "الدلائل" 2/275 من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 611 7037 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ وَفْدَ هَوَازِنَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْجِعِرَّانَةِ، وَقَدْ أَسْلَمُوا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَم يَخْفَ (1) عَلَيْكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا، مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ، أَمْ أَمْوَالُكُمْ؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَبَيْنَ أَمْوَالِنَا، بَلْ تُرَدُّ عَلَيْنَا نِسَاؤُنَا وَأَبْنَاؤُنَا، فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا، فَقَالَ لَهُمْ: " أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، فَإِذَا صَلَّيْتُ لِلنَّاسِ الظُّهْرَ، فَقُومُوا، فَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللهِ (2) إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللهِ (2) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي أَبْنَائِنَا وَنِسَائِنَا، فَسَأُعْطِيكُمْ عِنْدَ   = وأشار البخاري في "صحيحه" إلى رواية ابن إسحاق هذه عقب الحديث (3856) . وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/15، 16، وقال: في الصحيح طرف منه، أحمد، وقد صرح ابنُ إسحاق بالسماع، وبقية رجاله رجال الصحيح. قلنا: طرفه الصحيح سلف برقم (6908) . وقوله في أول الحديث: قلت له: ما أكثرُ ... القائل: هو عروة بن الزبير يسأل لله بن عمرو، كما صرح بذلك في الرواية (6908) السالفة. (1) في (ق) و (م) : ما لا يخفى، وهو المثبت في طبعة أحمد شاكر. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر زيادة: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم ترد النسخ الخطية. الحديث: 7037 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 612 ذَلِكَ وَأَسْأَلُ لَكُمْ "، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ قَامُوا، فَتَكَلَّمُوا بِالَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا مَا كَانَ لِي ولِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ "، قَالَ الْمُهَاجِرُونَ: وَمَا كَانَ لَنَا، فَهُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: وَمَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو تَمِيمٍ فَلَا وَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو فَزَارَةَ، فَلَا قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ: أَمَّا أَنَا وَبَنُو سُلَيْمٍ فَلَا قَالَتْ بَنُو سُلَيْمٍ: لَا، مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَقُولُ عَبَّاسٌ: يَا بَنِي سُلَيْمٍ، وَهَّنْتُمُونِي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا مَنْ تَمَسَّكَ مِنْكُمْ بِحَقِّهِ مِنْ هَذَا السَّبْيِ، فَلَهُ بِكُلِّ إِنْسَانٍ سِتُّ فَرَائِضَ مِنْ أَوَّلِ شَيْءٍ نُصِيبُهُ، فَرَدُّوا عَلَى النَّاسِ أَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ " (1) 7038 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، عَنْ مِقْسَمٍ أَبِي الْقَاسِمِ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَتَلِيدُ بْنُ كِلَابٍ اللَّيْثِيُّ، حَتَّى أَتَيْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، مُعَلِّقًا نَعْلَيْهِ بِيَدِهِ، فَقُلْنَا لَهُ: هَلْ حَضَرْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يُكَلِّمُهُ التَّمِيمِيُّ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟   (1) إسناده حسن. محمد بن إسحاق صرح بالتحديث، فانتفت شبهة تدليسه. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وسلف برقم (6729) . الحديث: 7038 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 613 قَالَ: نَعَمْ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي (1) تَمِيمٍ، يُقَالُ لَهُ: ذُو الْخُوَيْصِرَةِ، فَوَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُعْطِي النَّاسَ، قَالَ (2) : يَا مُحَمَّدُ، قَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَلْ، فَكَيْفَ رَأَيْتَ؟ " قَالَ: لَمْ أَرَكَ عَدَلْتَ قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحَكَ، إِنْ لَمْ يَكُنِ الْعَدْلُ عِنْدِي، فَعِنْدَ مَنْ يَكُونُ؟ "، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللهِ (3) ، أَلَا نَقْتُلُهُ؟ قَالَ (4) : " لَا، دَعُوهُ، فَإِنَّهُ سَيَكُونُ (5) لَهُ شِيعَةٌ يَتَعَمَّقُونَ فِي الدِّينِ، حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهُ، كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ فِي النَّصْلِ، فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ، ثُمَّ فِي الْقِدْحِ، فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ، ثُمَّ فِي الْفُوقِ فَلَا يُوجَدُ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ " (6)   (1) لفظ: "بني" جاء في هامش (س) . (2) في (ظ) وهامش (س) و (ص) : فقال. (3) "يا رسول الله" ليست في (ظ) ، وكتبت على الهامش. (4) في (ظ) : فقال. (5) في (ظ) : ستكون. (6) صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق -وهو محمد- صرح بالتحديث، وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر: وثقه ابن معين، وعبد الله بن أحمد -كما ذكر هنا-، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال في موضع آخر: صحيح الحديث، وذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يُعرف اسمه، ومقْسم -وهو ابن بُجْرة، ويقال: ابن نجدة، ويقال له أيضاً: مولى ابن عباس للزومه له-، قال أبو حاتم: صالح الحديث، لا بأس به، ووثقه أحمدُ بن صالح المصري والعجلي والفسوي والدارقطني، وضعفه ابن سعد، وذكره البخاري في "الضعفاء" ولم يذكر فيه قدحاً،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 614 قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : " أَبُو عُبَيْدَةَ هَذَا اسْمُهُ مُحَمَّدٌ، ثِقَةٌ، وَأَخُوهُ سَلَمَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إِلَّا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَلَا نَعْلَمُ خَبَرَهُ، وَمِقْسَمٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ،   = وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأورده الهيثمي في "المجمع" 6/227، 228، وقال: رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجال أحمد ثقات. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري (3344) و (6933) ، ومسلم (1064) (143) ، سيرد 3/68 و73. وآخر من حديث جابر عند مسلم (1063) (142) ، سيرد 3/354، 355. وثالث من حديث أبي برزة، سيرد 4/421. ورابع من حديث أبي بكرة الثقفي، سيرد 5/42. وانظر ما مضى في مسند علي بن أبي طالب (672) . الرمية: بفتح الراء وكسر الميم وتشديد الياء التحتية: قال ابن الأثير: الصيد الذي ترميه فتقصده وينفذ فيه سهمُك. وقيل: هي كل دابة مرمية. قوله: "ينظر في النصْل": يعني هل اتصل به شيء من الدم والفرث. والنصْلُ: الحديدة التي في السهم وغيره. والفرْثُ: ما يخرج من الكرش. والقدْح، بكسر القاف وسكون الدال: عودُ السهم قبل أن يُراش ويُنْصل، والفُوق، بضم الفاء: مدخل الوتر. قوله: "سبق الفرْث": لسرعة السهم وشدة النزع. قاله السندي. وقال الحافظ في "الفتح" 6/618: شبه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد، فيدخُلُ فيه، ويخرجُ منه، ومن شدة سرعة خروجه -لقوة الرامي- لا يعلقُ من جسد الصيد شيء. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 615 وَلِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ (1) فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَطُرُقٌ أُخَرُ فِي هَذَا الْمَعْنَى صِحَاحٌ، وَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (2) أَعْلَمُ " 7039 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَعَنِ الْجَلَّالَةِ، وَعَنْ رُكُوبِهَا وَأَكْلِ لُحُومِهَا (3)   (1) في (ظ) : طريق. (2) "سبحانه وتعالى": ليست في (ظ) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. مؤمل -وهو ابن إسماعيل-، وإن كان سيىء الحفظ، متابع. وُهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وابن طاووس: هو عبد الله. وأخرجه أبو داود (3811) ، والنسائي في "المجتبى" 7/239 من طريق سهل بن بكار، والبيهقي في "السنن" 9/333 من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي، كلاهما عن وهيب، بهذا الإسناد. وسهل بن بكار تحرف في مطبوع النسائي إلى: سهيل. وأخرجه عبد الرزاق (8712) عن معمر، عن ابن طاووس، قال: أخبرني عمرو بن شعيب، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن لحوم الإبل الجلالة وألبانها، وكان يكره أن يحج عليها. وهذا معضل. وأخرجه الدارقطني 4/283، والحاكم 2/39، ومن طريقه البيهقي 9/333 من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن أبيه، عن عبد الله بن باباه، عن عبد الله بن عمرو، بنحوه. قال الحاكم: صحيح الإسناد، فتعقبه الذهبي بقوله: إسماعيل وأبوه ضعيفان. والنهي عن لحوم الحمر الأهلية ورد من حديث عدد كثير من الصحابة، وهو= الحديث: 7039 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 616 7040 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ، فَإِنْ يُقْطَعِ السِّلْكُ (1) يَتْبَعْ بَعْضُهَا   = من الأحاديث المتواترة، والذي ورد منه في "المسند" حديث علي سلف برقم (592) و (812) . وحديث ابن عمر، سلف برقم (4720) . وحديث جابر، سيرد 3/361. وحديثُ أبي سليط البدري، سيرد 3/419. وحديثُ الحكم بن عمرو الغفاري، سيرد 4/213. وحديث المقدام بن معديكرب، سيرد 4/132. والنهي عن ركوب الجلالة وأكل لحومها له شاهد من حديث ابن عباس سلف بإسناد صحيح برقم (1989) و (2161) و (2671) و (2952) و (3142) و (3143) . وآخرُ من حديث ابن عمر عند أبي داود (3787) ، والبيهقي في "السنن" 9/333، وإسناده حسن. وله إسناد آخر صحيح عند البيهقي في "السنن" 9/333. وثالث من حديث أبي هريرة عند الحاكم 2/35، وإسناده حسن. وجاءْ سببُ النهي عن لحوم الحمر الأهلية فيما أخرجه مسلم (1939) (32) عن ابن عباس، قال: إنما نهى عنه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أجل أنه كان حمُولة الناس، فكره أن تذهب حمولتُهم. والجلالة: من الحيوان، التي تأكل العذرة. (1) كُتب في هامش (س) عبارة: كذا في ثلاث نسخ. قلنا: هي كذلك في (س) و (ص) و (ق) ، ووقع في (ظ) : فانقطع السلْكُ فتبع بعضُهن (وفي الهامش: بعضها) بعضاً. وأشير في هامش (س) و (ص) إلى هذه الرواية، ثم جاء فيهما ما= الحديث: 7040 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 617 بَعْضًا " (1)   = نصُه: وكذا في "الجامع" للسيوطي، وقال شارحه المناوي: "فإذا انقطع السلك" وعندي أنه من تحريف النساخ، وأن الأصل: "إن قُطع السلْكُ" فوُصلت النُونُ بالقاف. والله أعلم. وقد رد الشيخ السندي كلام هذا القائل في حاشيته على "المسند" -كما سيرد-، وذكر أن الصواب: فانقطع، وقال: هكذا في النسخ من الانقطاع، وهو الصواب قلنا: لكن السندي بعد أن صوب هذه الرواية -يعني رواية "فانقطع"- أورد في حاشيته على "المسند" لفظ الرواية الأخرى، وهو "يتبع" دون فاء قبلها، مع ان تتمة الرواية التي صوبها: "فيتبع" بذكر الفاء، كما في "الجامع الصغير"، أو "فتبع" كما في نسخة (ظ) . (1) إسناده ضعيف، مُؤمّل -وهو ابن إسماعيل- سييء الحفظ، وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف، وقد توبعا، وتبقى علتُهُ خالد بن الحويرث -وهو المخزومي القرشي-، قال ابنُ معين: لا أعرفه، وقال ابنُ عدي: إذا كان يحيى لا يعرفه، فلا يكون له شهرة، ولا يعرف، ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/198. حماد: لا ندري أهو ابن زيد، أم ابن سلمة، والخطب في ذلك يسير. وأخرجه الحاكم 4/473، 474 من طريق يزيد بن هارون، عن ابن عون (وهو عبد الله بن عون بن أرطبان البصري) عن خالد بن الحويرث، بهذا الإسناد، وسكت عنه هو والذهبي. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/144 عن روح، عن حماد، بهذا الإسناد، لكن لم يسق لفظه. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/321، وقال: رواه أحمد، وفيه علي بن زيد، وهو حسن الحديث! وله شاهد من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (6833) ، لكنه معلول بما نقله= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 618 7041 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ (1) يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ الرَّحَبِيَّ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِنْبَرِهِ يَقُولُ: " ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللهُ لَكُمْ (2) ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ، الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " (3)   = ابنُ الجوزي في "العلل المتناهية" (1428) عن الدارقطني، قال: وإنما رواه هشام بن حسان، عن حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية من قوله. قال السندي: قوله: "الآيات"، أي: إذا جاءت. خرزات، أي: كأنها خرزات، على التشبيه البليغ. قوله: "يتبع": بيان لوجه الشبه، والجملة استئناف كأنه جوابٌ عما يقال: كيف هي كالخرزات؟ فقال: يتْبع.. الخ، وقد خفي على بعضٍ معنى هذا الحديث، فزعم أن الصحيح: "فإن قُطع" على أن "إن" الشرطيةُ، إلا أنه وقع التحريف من النساخ، فوصل النون بالقاف، وهذا اختراع عجيب من غير دل. والله تعالى أعلم. قلنا: مقتضى تصويبه أن تكون الرواية: فيتبع، أو فتبع، لكن شرح السندي على لفظ: "يتبع" وهو تتمة رواية: "فإن يقطع" كما ذكرنا ذلك آنفاً في فروق النسخ. (1) تصحف في (م) إلى: جرير. (2) لفظ: "الله" ورد في (س) و (ص) على الهامش، وأمامه (خ) ، وكُتب فوقه في (ظ) : صح (3) إسناده حسن، حبان بن زيد الشرعبي ذكره ابن حبان في "الثقات" 4/181، وقال أبو داود فيما نقله عنه الحافظ في "التهذيب": شيوخ حريز كلهم ثقات، وقال الذهبي في "الكاشف": شيخ، وقال الحافظ في "التقريب": ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.= الحديث: 7041 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 619 7042 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى أَنَّ كُلَّ مُسْتَلْحَقٍ يُسْتَلْحَقُ بَعْدَ أَبِيهِ الَّذِي يُدْعَى لَهُ، ادَّعَاهُ وَرَثَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ، فَقَضَى: إِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ يَمْلِكُهَا يَوْمَ أَصَابَهَا فَقَدْ لَحِقَ بِمَنِ اسْتَلْحَقَهُ، وَلَيْسَ لَهُ فِيمَا قُسِمَ قَبْلَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ شَيْءٌ، وَمَا أَدْرَكَ مِنْ مِيرَاثٍ لَمْ يُقْسَمْ، فَلَهُ نَصِيبُهُ، وَلَا يُلْحَقُ إِذَا كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ أَنْكَرَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَمَةٍ لَا يَمْلِكُهَا، أَوْ مِنْ حُرَّةٍ عَاهَرَ بِهَا، فَإِنَّهُ لَا يُلْحَقُ وَلَا يَرِثُ، وَإِنْ كَانَ أَبُوهُ الَّذِي يُدْعَى لَهُ هُوَ الَّذِي ادَّعَاهُ، وَهُوَ وَلَدُ زِنًا لِأَهْلِ أُمِّهِ، مَنْ كَانُوا، حُرَّةً، أَوْ أَمَةً " (1) 7043 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، إِيَّاكَ وَالْإِلْحَادَ فِي حَرَمِ اللهِ، فَإِنِّي أَشْهَدُ   = وهو مكرر (6541) . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7236) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/265 من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. وسلفت تتمة تخريجه برقم (6541) . (1) إسناده حسن، وهو مطول (6699) ، وسلف شرحه هناك. وأخرجه بطوله أبو داود (2265) ، وابنُ ماجه (2746) ، والدارمي 2/389، 390 من طرق عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد. الحديث: 7042 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 620 لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُحِلُّهَا وَيَحُلُّ (1) بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ وُزِنَتْ ذُنُوبُهُ بِذُنُوبِ الثَّقَلَيْنِ لَوَزَنَتْهَا " (2) ، قَالَ: فَانْظُرْ أَنْ لَا تَكُونَ هُوَ يَا ابْنَ عَمْرٍو، فَإِنَّكَ قَدْ قَرَأْتَ الْكُتُبَ، وَصَحِبْتَ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ هَذَا وَجْهِي إِلَى الشَّأْمِ مُجَاهِدًا (3) 7044 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ يَعْنِي الْأَشْيَبَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64] ، قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يُبَشَّرُهَا الْمُؤْمِنُ، هِيَ جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، فَمَنْ (4) رَأَى ذَلِكَ فَلْيُخْبِرْ بِهَا، وَمَنْ رَأَى سِوَى ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَهُ، فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْكُتْ، وَلَا يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا " (5)   (1) في (ق) : بها. وفي (ظ) : يُحلها وتحل به. (2) في هامش (ظ) : لوازنتها. (3) رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو مكرر (6847) ، ونقلنا هناك عن ابن كثير أن رفعه قد يكون غلطاً. وانظر لزاما (461) . هاشم: هو ابن القاسم. (4) في هامش (ظ) : ومن. خ. (5) صحيح لغيره، ابن لهيعة -وإن كان في حفظه شيء- متابع، وباقى رجاله ثقات رجال الصحيح، غير دراج -وهو ابن سمعان أبو السمح-، وهو صدوق، روى له أصحاب السنن. حسن الأشيب: هو ابن موسى، وعبد الرحمن بن جُبير: هو= الحديث: 7044 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 621 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المصري المؤذن العامري. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4764) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج، بهذا الإسناد. وأخرجه -مختصراً- الطبري في "تفسيره" [يونس: 64] من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن أبي الشيخ، عن عبد الرحمن بن جبير، به. ونقله ابنُ كثير في "تفسيره" عن هذا الموضع، وقال: لم يخرجوه. يعني أصحاب الكتب الستة. وأورده الهيثمي مختصراً في "المجمع" 7/36، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف. ثم أورده بتمامه 7/175، وقال: رواه أحمد من طريق ابن لهيعة، عن دراج، وحديثهما حسن، وفيهما ضعف، وبقية رجاله ثقات. وله شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (6215) ، وإسناده صحيح، وفيه: "جزء من سبعين جزءاً من النبوة". وفي باب الرؤيا الصالحة وأنها جزء من النبوة: عن ابن عباس سلف برقم (2894) . وعن ابن عمرعند مسلم (2265) ، سيرد 2/18 و50 و119. وعن أبي هريرة عند البخاري (6988) ، ومسلم (2263) ، سيرد (7183) و (7642) و (7643) و (8161) و (8506) و (10430) . وعن أنس عند البخاري (6983) ، ومسلم (2264) ، وسيرد 13/26 و185 و267 و269. وعن جابر عند مسلم (2262) ، سيرد 3/342 و350. وعن أبي رزين العُقيلي، سيرد 4/10 و11 و12 و13. وعن عبادة بن الصامت عند البخاري (6987) ، ومسلم (2264) ، سيرد 5/316 و319.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 622 7045 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ "، قَالُوا (1) : يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: اللهُمَّ لَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ " (2)   = وعن عوف بن مالك عند ابن أبي شيبة 11/75، وابن حبان (6042) . ووقع في أكثر الأحاديث أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وقد سرد الحافظ ابنُ حجر في "الفتح" 12/362، 363 الروايات الأخرى، ثم قال: فحصلنا من هذه الروايات على عشرة أوجه، ذكرها، ثم قال: أصحها مطلقاً الأول (يعني جزء من ستة وأربعين جزءاً) ويليه السبعين، ثم سرد الحافظ ما قيل في تفسير ذلك في "الفتح" 12/363-368، فانظره. وفي الباب فيمن رأى ما يحب أو غيره: عن أبي قتادة الأنصاري عند البخاري (6986) ، ومسلم (2261) ، سيرد 5/296 و303 و305. وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (6985) ، سيرد (11054) . وفي الباب في تفسير قوله تعالى: (لهم البشرى في الحياة الدنيا) عن أبي الدرداء، سيرد 6/445 و447. قوله: "يُبشرُها المؤمن"، أي: يُبشر بها. (1) في (ظ) : فقالوا. وعلى الهامش: قالوا. خ. (2) حديث حسن، ابن لهيعة -وهو عبد الله-، وإن كان ضعيفا قد رواه عنه عبد الله بن وهب، وهو صحيح السماع منه. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وابن هبيرة: هو عبد الله المصري السبئي، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد= الحديث: 7045 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 623 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المعافري. وهو عند ابن وهب في "الجامع" 1/110، ومن طريقه أخرجه ابنُ السني في "عمل اليوم والليلة" (293) . وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/105، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. وله شاهد مختصر من حديث فضالة بن عبيد أخرجه ابن وهب في "جامعه" 1/110، عن ابن لهيعة، عن عياش بن عباس (وهو القتباني) ، عن أبي الحصين (هو الهيثم بن شفي) ، عن فضالة بن عبيد الأنصاري أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من ردته الطيرة فقد قارف الشرك"، وإسناده حسن. وآخر من حديث رويفع بن ثابت عند ابن وهب 2/181، والبزار (3046) ، ذكره الهيثمي في "المجمع" 5/105، وقال: رواه البزار، وفيه سعيد بن أسد بن موسى، روى عنه أبو زرعة الرازي، ولم يضعفه أحد-قلنا: تابعه ابن وهب وشيخ البزار إبراهيم غير منسوب، وبقية رجاله ثقات. قلنا: وفي إسناده أيضاً شيبان بن أمية، وهو مجهول. والحديث أورده ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/282، وقال: قال أبي: هذا حديث منكر (وقد وقع فيه تصحيفات في إسناده) . وثالث من حديث بُريدة بن الحصيب عند البزار (3048) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 5/105، وقال: رواه البزار، وفيه الحسن بن أبي جعفر، وهو متروك، وقد قيل فيه: صدوق منكر الحديث. والطيرة: قال ابنُ الأثير: بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تسكن: هي التشاؤم بالشيء، وهو مصدر تطير، يقال: تطير طيرةً، وتخير خيرةً، ولم يجىء من المصادر هكذا غيرهما. قال السندي: وفي "الصحاح": الطيرة، كالعنبة، هو ما يُتشاؤمُ به من الفأل الرديء، اسم من التطير، ومثلُه في "القاموس" قوله: "ولا طيْر إلا طيرك": قال السندي: في "الصحاح": الطير جمع طائر،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 624 7046 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ خَبَرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّهُ لَمَّا كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نُودِيَ أَنِ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، " فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ، ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ " فَقَالَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: " مَا سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ أَطْوَلَ مِنْهُ، وَلَا رَكَعْتُ رُكُوعًا قَطُّ كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ " (1)   = كصحْب جمع صاحب، والطير أيضاً: الاسم من التطير، ومنه قولهم: لا طير إلا طير الله، كما يقال: لا أمر إلا أمر الله، قال ابن السكيت: يقال: طائرُ الله لا طائرُك، ولا تقل: طيْرُ الله. انتهى. قلت: فالظاهر أن الطير في الحديث على وزن الخير، فالحديث يرد على ابن السكيت. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح، هشام بن سعيد -وهو الطالقاني البزاز نزيل بغداد-، وثقه أحمد وابن سعد، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي، ثم هو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه البخاري (1045) ، ومسلم (910) ، والنسائي 3/136 من طرق عن معاوية بن سلام، بهذا الإسناد. وأخرجه ابنُ خزيمة (1376) من طريق الحجاج الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، به. وأخرجه النسائي 3/137 من طريق محمد بن حمْير، عن معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي طعمة، عن ابن عمرو، وهذا إسناد خالف فيه ابن حمْير، فذكر أبا طعمة بدل أبي سلمة، وأبو طعمة هذا قيل: إنه هلال مولى عمر بن عبد العزيز، وقد روى عنه جمع، ووثقه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وقيل= الحديث: 7046 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 625 7047 - (1) 7048 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ لَتَلْتَقِيَانِ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَمَا رَأَى وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ " (2) 7049 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ   = غيره، فهو مجهول، لكنه متابع بأبي سلمة. والحديث سلف برقم (6631) ، من طريق شيبان النحوي، عن يحيي بن أبي كثير، به، وسلف مطولاً برقم (6483) . قوله: "أن الصلاة جامعة": أن: بفتح الهمزة وتخفيف النون، على أنها حرف تفسيرٍ لما في النداء من معنى القول. والصلاة: بالنصب، أي: ائتوا الصلاة، أو بالرفع على الابتداء. قوله: "ركعتين"، أي: ركوعين. "في سجدة"، أي: في ركعة. قال ذلك السندي. (1) قد كُرر في (م) هنا الحديث السابق بسنده ومتنه، وكُتب في الهامش ما نضه: هكذا وجد هذا الحديث في بعض النسخ مكرراً فأثبتناه تبعاً لذلك. قلنا: وقد حذفناه لأنه لم يرد في جميع النسخ الخطية، وإنما أثبتنا له رقماً للإشارة إلى تكراره في (م) . (2) حديث حسن، وهو مكرر (6636) . يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني. الحديث: 7047 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 626 يُغَرْبَلُونَ فِيهِ غَرْبَلَةً، يَبْقَى مِنْهُمْ حُثَالَةٌ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا فَكَانُوا هَكَذَا " وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ، وَتَدَعُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وَتُقْبِلُونَ عَلَى أَمْرِ خَاصَّتِكُمْ، وَتَدَعُونَ أَمْرَ عَامَّتِكُمْ " (1) 7050 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا قَبِيلٍ الْمِصْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ " (2) 7051 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ " (3)   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. حسين بن محمد: هو المروذي، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار. وسلف برقم (6508) -وذكرنا هناك شواهده والخلاف في صحابيه-، وبرقم (6987) ، وسيأتي برقم (7063) . (2) إسناده ضعيف، وهو مكرر (6646) . بقية: هو ابن الوليد. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير المفضل -وهو ابن فضالة- فمن رجال الشيخين. يحيى بن غيلان: هو الخزاعي البغدادي، وعياش بن عباس: هو القتباني.= الحديث: 7050 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 627 7052 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ الْأَكْبَرِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّوَّامِ الْقَوَّامِ بِآيَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لِكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ، وَحُسْنِ خُلُقِهِ " (1) 7053 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ، وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا، وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ، يَضْرِبُ   = وأخرجه أبو عوانة 5/53 من طريق يحيى بن غيلان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1886) (119) ، والحاكم 2/119، من طريق المُفضّل بن فضالة، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. قلنا: بل خرجه مسلم كما هو ظاهر. وأخرجه مسلم أيضاً (1886) (120) ، وأبو عوانة 5/52، والبيهقي في "السنن" 9/25 من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب، عن عياش بن عباس، به. وفي الباب عن أبي قتادة عند مسلم (1885) (117) ، سيرد 5/297 و304 و308. (1) حسن، وهو مكرر (6648) و (6649) . علي بن إسحاق: هو المروزي، وعبد الله: هو ابنُ المبارك. قال السندي: قوله: لكرم ضريبته: أي: سجيته وطبيعته. الحديث: 7052 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 628 عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ " (1)   (1) بعضه مرفوع صحيح، وبعضه يروى مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف أصح، وهذا إسناد ضعيف. محمد بن إسحاق: مدلس، وقد عنعن، لكنه توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن سلمة: هو الباهلي الحراني، وابنُ أبي نجيح: هو عبد الله. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (743) من طريق محمد بن مهران الرازي، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه الفاكهي أيضاً (744) عن محمد بن أبي عمر (وهو العدني) ، عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، به، نحوه مرفوعاً. وزاد فيه: قال مجاهد: فلما هدم ابنُ الزبير الكعبة، جئتُ أنظر إليه، هل أرى الصفة التي قال عبد الله بن عمرو، فلم أرها. وأخرجه بنحوه أبو داود (4309) عن القاسم بن أحمد البغدادي، والحاكم 4/453 من طريق أحمد بن حبان بن ملاعب، كلاهما عن أبي عامر (يعني العقدي) ، عن زهير بن محمد (هو التميمي العنبري) ، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنْز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة" وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. قلنا: وبهذا الإسناد والمتن سيورده أحمد 5/371 من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/298، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير"، وفيه ابنُ إسحاق، وهو ثقة، لكنه مدلس. ونصفه الثاني، وهو قوله: "لكأني أنظر إليه أصيلع ... ": أخرجه عبد الرزاق (9180) ، وابن أبي شيبة 15/47 كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمرو، موقوفاً، وهذا أصح من رواية منْ رفعه، وهو ابنُ أبي عمر العدني عند الفاكهي كما مر.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 629 7054 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ قَيْصَرَ التُّجِيبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = وأخرجه عبد الرزاق (9179) عن ابن جريج، قال: سمعت سليمان الأحول يحدث عن مجاهد وغيره، عن عبد الله بن عمرو موقوفاً أيضاً. وله شاهد موقوف أيضاً من حديث علي عند عبد الرزاق (9178) ، وابن أبي شيبة 15/48. لكن له شاهد بمعناه مرفوع من حديث ابن عباس عند البخاري (1595) سلف برقم (2010) ، ولفظه: "كأني به أسود أفحج، يقلعها حجراً حجرا". وقوله: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة": له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (1591) و (1596) ، ومسلم (2909) ، سيرد (8094) و (9405) . قال السندي: قوله: "يُخرب": من التخريب، وهذا عند قرب الساعة، حيث لا يبقى قائل: الله الله. وقيل: يخرب في زمان عيسى. قال القرطبي: بعد رفع القرآن من الصدور، والمصحف بعد موت عيسى، وهو الصحيح، ولا يعارضه: (حرماً آمناً) [القصص:28] إذ معناه: أمنُهُ إلى قرب القيامة. ذو السويقتين: هو تصغير الساق، وصُغر لأن الغالب على سوق الحبشة الدقة. حليتها: بكسر الحاء، ونصبه، على أنه مفعول ثان للسلب، وقيل: بدل من الأول بدل اشتمال. أصيلع: تصغير أصلع: وهو من انحسر شعر رأسه، وهو منصوب على الحال. أفيدع: مصغر أفدع، من الفدع، بفتحتين، وهو اعوجاج بين القدم وبين عظم الساق، وكذا في اليد، وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها. بمسْحاته: ضبط بكسر الميم، وهي آلةٌ رأسُها من حديد، وميمه زائدة، من السحْو، وهو الكشفُ والإزالة. ومعْوله، ضبط بكسر الميم: هو الفأس العظيمة التي يُنْقرُ بها الصخر. الحديث: 7054 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 630 فَجَاءَ شَابٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ فَقَالَ: " لَا "، فَجَاءَ شَيْخٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَبِّلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ عَلِمْتُ نَظَرَ بَعْضِكُمْ إِلَى بَعْضٍ إِنَّ الشَّيْخَ يَمْلِكُ نَفْسَهُ " (1) 7055 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ " (2) 7056 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ أَوْسَعُ (3) مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ " (4)   (1) إسناده ضعيف، هو مكرر (6739) سنداً ومتناً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، ووُهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وأيوب: هو ابن أبي تميمة كيسان السختياني، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد البصري. وأخرجه عبد الرزاق (18566) عن معمر، عن أيوب، بهذا الإسناد. وسلف برقم (6522) ، وذكرنا هناك شواهده. (3) في (ظ) : بنى له بيتاً أوسع. (4) صحيح دون لفظ: "أوسع"، وهذا إسناد ضعيف. الحجاج -وهو ابن أرطاة- كثير الخطأ والتدليس. وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/7، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن= الحديث: 7055 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 631 7057 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَائِهِ، أَوْ فَضْلَ كَلَئِهِ، مَنْعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَضْلَهُ " (1) 7058 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَحَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَيْسٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَحْسِبُهُ عَنِ   = أرطاة، وهو متكلم فيه. وفي الباب عن عثمان عند البخاري (450) ، ومسلم (533) (24) و (25) ، سلف برقم (434) ، بلفظ: "بنى الله له مثله في الجنة". وعن عمر بن الخطاب سلف برقم (126) و (376) . وعن ابن عباس سلف برقم (2157) . وعن واثلة بن الأسقع، سيرد 3/490 بلفظ: "أوسع"، وفي إسناده بشر بن حيان مجهول. وعن عمرو بن عبسة، سيرد 4/386. وعن أسماء بنت يزيد، سيرد 6/461، بلفظ: "أوسع"، وفي إسناده محمود بن عمرو، قال الذهبي: فيه جهالة. وعن أبي ذر عند ابن حبان (1610) . وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7889) ، بلفظ: "أوسع"، وفي إسناده علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف. وانظر "فتح الباري" 1/546. (1) حسن لغيره، وهو مكرر (6673) . عفان: هو ابن مسلم. الحديث: 7057 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 632 النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ أَمْرٌ فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا " (1) 7059 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ وَحْدَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ حَجَبْتَهَا عَنْ نَاسٍ كَثِيرٍ " (2) 7060 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الصَّلَاةَ فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَسَبَّحَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَائِلُهَا؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، قَالَ: " لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلَائِكَةَ تَلَقَّى بِهَا بَعْضُهَا بَعْضًا " (3)   (1) هذا الحديث له إسنادان: أحدهما متصل، وهو إسناد حسن، والآخر مرسل. أما الإسناد المتصل، فقد أخرجه الطيالسي (2267) -ومن طريقه البيهقي 6/60-، وأبو داود (3546) ، والنسائي 6/278، من طريق حماد بن سلمة، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم 2/47، ووافقه الذهبي. وهو قطعة من حديث خطبة الفتح ورد بنحوه مطولا برقم (6681) . وانظر (6727) و (6728) . وأما الإسناد المرسل، فرواه حماد بن سلمة، عن قيس -هو ابن سعد المكي، وهو ثقة من رجال مسلم-، عن مجاهد مرفوعاً مع الشك في رفعه عن مجاهد. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (6590) سنداً ومتناً. (3) إسناده حسن، وهو مكرر (6632) . عفان: هو ابن مسلم. الحديث: 7059 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 633 7061 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: " أَنَّ الْيَهُودَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: السَّامُ عَلَيْكَ، وَقَالُوا (1) فِي أَنْفُسِهِمْ: {لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِمَا نَقُولُ} [المجادلة: 8] ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ} - فَقَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ - {فَبِئْسَ (2) الْمَصِيرُ} [المجادلة: 8] " (3) 7062 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ - وَكَانَ شَاعِرًا - قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: " أَحَيٌّ وَالِدَاكَ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ " (4) 7063 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ يُغَرْبَلَ النَّاسُ غَرْبَلَةً، وَتَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ،   (1) في (ص) و (ق) وطبعة شاكر: قالوا. دون واو قبلها. (2) وقع في (س) و (ص) و (ق) و (م) وطبعة شاكر: وبئس. والتلاوة: فبئس. (3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، حماد -وهو ابن سلمة- صحح الجمهور روايته عن عطاء، كما ذكر العراقي في "التقييد والإيضاح" ص 392. وسلف الحديث برقم (6589) وذكرنا هناك شواهده. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6858) سنداً ومتناً. الحديث: 7061 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 634 وَأَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا "، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالُوا: فَكَيْفَ نَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " تَأْخُذُونَ مَا تَعْرِفُونَ، وَتَذَرُونَ مَا تُنْكِرُونَ، وَتُقْبِلُونَ عَلَى خَاصَّتِكُمْ، وَتَدَعُونَ عَامَّتَكُمْ " (1) حَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " وَتَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ، وَتَدَعُونَ (2) أَمْرَ عَامَّتِكُمْ " 7064 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْبَرْحِيِّ، (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمارة بن عمرو بن حزم، فمن رجال أبي داود وابن ماجه، وهو ثقة يعقوب بن عبد الرحمن: هو الإسكندراني، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه الحاكم 4/435 من طريق سعيد بن منصور، بهذا الإسناد، وصححه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم أيضاً 2/159 من طريق عبد الله بن وهب، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به، وصححه، ووافقه الذهبي، لكن سقط من إسناد المطبوع منه اسم أبي حازم. وأخرج أبو داود (4342) ، وابن ماجه (3957) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه أبي حازم، به. قال أبو داود: هكذا روي عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غير وجه. وسلف برقم (6508) -وذكرنا هناك شواهده والخلاف في صحابيه-، وبرقم (6987) و (7049) . (2) في (ظ) : قال: وتدعون، وقوله: حدثناه قتيبة بن سعيد بإسناده، يعني أن قتيبة حدثهم هذا الحديث عن يعقوب بن عبد الرحمن بالإسناد الذي قبله. (3) بفتح الباء والراء، وقبل الياء حاء مهملة، وتصحف في (س) و (م) إلى:= الحديث: 7064 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 635 عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخْرَجَ صَدَقَةً، فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا بَرْبَرِيًّا، فَلْيَرُدَّهَا " (1) 7065 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ حُيَيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ،   = البُرْجي، وشكل في (ظ) : البُرْحي، وهو خطأ أيضاً. (1) إسناده ضعيف. ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ، والقاسم بن عبد الله المعافري: ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/160، وابن حبان في "الثقات" 7/333، وذكر أنه يروي عن سعيد بن المسيب، ويروي عنه يحيى بن أيوب، ولم يترجمه الحسيني في "الإكمال" مع أنه من شرطه، وترجمه الحافظ في "التعجيل" ص 338، 339، وقال: وأظنه حيي بن عبد الله. والذي حمله على ظنه هذا أنه لم يجد في ترجمته عند البخاري وابن حبان أنه يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، وأنه روى عنه ابن لهيعة، وقد ترجمه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/112، فقال: القاسم بن عبد الله المعافري، روى عن سعيد بن المسيب وأبي عبد الرحمن الحُبُلي، روى عنه يحيى بن أيوب وعبد الله بن لهيعة، سمعت أبي يقول ذلك، وعلى هذا فهو مستور الحال. والقاسم بن البرحي: هو -كما سماه السمعاني- القاسم بن عبد الله بن ثعلبة التجيبي، ثم البرحي، روى عنه جمع، سلف الكلام عليه في الحديث رقم (6755) . وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/234 و10/72، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات! وأورده المتقي في "كنز العمال" (16554) ، وزاد نسبته للنسائي، ولم نجده، ثم نقل عن ابن الجوزي قوله: كان البربر إذ ذاك كفاراً. قلنا: طالما ثبت ضعف الإسناد فلا يُتكلف لتأويله، وأما البربرُ فقد افتتح المسلمون بلادهم بقيادة البطل المظفر عقبة بن نافع القرشي رحمه الله في القرن الأول الهجري، وهدى الله أكثرهم للإسلام، ثم كانوا فيما بعد مادة الجيش الإسلامي في فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد البربري. الحديث: 7065 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 636 عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: " مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ " قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ (1) ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ " (2) 7066 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُوضَعُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ، فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ، فَيُوضَعُ مَا أُحْصِيَ عَلَيْهِ، فَتَمَايَلَ بِهِ الْمِيزَانُ "، قَالَ: " فَيُبْعَثُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَإِذَا أُدْبِرَ بِهِ إِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: لَا تَعْجَلُوا، لَا تَعْجَلُوا، فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَهُ، فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةٍ فِيهَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ،، فَتُوضَعُ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ، حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ " (3)   (1) في (ظ) : إسراف. (2) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحيي بن عبد الله المعافري، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه ابن ماجه (425) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. قال البوصيري في "الزوائد": إسناده ضعيف لضعف حيي بن عبد الله وابن لهيعة. والسرف، بفتحتين: التجاوز في الحد في الماء. قاله السندي. (3) سلف برقم (6994) بإسناد قوي، وهذا إسناد حسن على خطأ في اسم أحد رواته، ورواية قتيبة عن ابن لهيعة كرواية أحد العبادلة كما في "السير" 8/17، وعمرو بن يحيى، كذا وقع في الأصول عندنا، وصوابه: عامر بن يحيى، وأشير إلى= الحديث: 7066 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 637 7067 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ وَاهِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ لَكَأَنَّ فِي إِحْدَى إِصْبَعَيَّ سَمْنًا، وَفِي الْأُخْرَى عَسَلًا، فَأَنَا أَلْعَقُهُمَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: " تَقْرَأُ الْكِتَابَيْنِ: التَّوْرَاةَ وَالْفُرْقَانَ "، فَكَانَ يَقْرَؤُهُمَا (1)   = الصواب في هامش النسخ الخطية، وهو من رجال مسلم، ولا ندري ممن وقع الخطأ في تسميته، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. قتيبة: هو ابن سعيد، وأبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه الترمذي عقب الحديث (2639) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. لكن لم يذكر متنه، وإنما قال: بنحوه، اي: بنحو المتن الذي قبله. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/82، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الهيثمي أيضاً: رواه الترمذي باختصار. قلنا: الترمذي ثم يذكر متنه كما ذكرنا آنفاً، إنما رواه مطولاً من طريق آخر، هو السالف برقم (6694) . (1) إسناده حسن، أحاديث قتيبة عن ابن لهيعة حسان، وباقي رجاله ثقات. واهب بن عبد الله: هو المعافري الكعبي. واخرجه أبو نعيم في "الحلية" 1/286، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" 2/135 من طريق الإمام أحمد، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (672) من طريق النضر بن عبد الجبار المرادي، عن ابن لهيعة، عن أبي وهب الجيشاني وحيي بن عبد الله المعافري، عن عبد الله بن عمرو، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/184، وقال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف. الحديث: 7067 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 638 7068 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي، فَاجْتَمَعَ وَرَاءَهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَحْرُسُونَهُ، حَتَّى إِذَا صَلَّى وَانْصَرَفَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: " لَقَدْ أُعْطِيتُ اللَّيْلَةَ خَمْسًا، مَا أُعْطِيَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: أَمَّا أَنَا فَأُرْسِلْتُ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ عَامَّةً، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي إِنَّمَا يُرْسَلُ إِلَى قَوْمِهِ، وَنُصِرْتُ عَلَى الْعَدُوِّ بِالرُّعْبِ، وَلَوْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مَسِيرَةُ شَهْرٍ لَمُلِئَ مِنْهُ رُعْبًا، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ آكُلُهَا، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ أَكْلَهَا، كَانُوا يُحْرِقُونَهَا، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسَاجِدَ وَطَهُورًا، أَيْنَمَا أَدْرَكَتْنِي الصَّلَاةُ تَمَسَّحْتُ وَصَلَّيْتُ، وَكَانَ مَنْ قَبْلِي يُعَظِّمُونَ ذَلِكَ، إِنَّمَا كَانُوا يُصَلُّونَ فِي كَنَائِسِهِمْ وَبِيَعِهِمْ، وَالْخَامِسَةُ هِيَ مَا هِيَ، قِيلَ لِي: سَلْ فَإِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ سَأَلَ، فَأَخَّرْتُ مَسْأَلَتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ لَكُمْ وَلِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (1)   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/432، 433، وقال: رواه أحمد بإسناد صحيح. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/367، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. ونقله ابن كثير في "تفسيره" [الأعراف: 158] عن هذا الموضع، وقال: إسناده جيد قوي، ولم يخرجوه.= الحديث: 7068 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 639 7069 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَدَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ " (1)   = وفي الباب عن جابر عند البخاري (335) و (438) و (3122) ، ومسلم (521) ، سيرد 3/304. وعن ابن عباس سلف برقم (2256) و (2742) . وعن أبي هريرة عند مسلم (523) (5) ، سيرد (9337) . وعن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/416. وعن أبي ذر، سيرد 5/148 و161 و162. وعن حذيفة بن اليمان عند مسلم (522) (4) . وعن عوف بن مالك عند ابن حبان (6399) . قوله: "وأحلت لي الغنائم آكلها": قال السندي: آكلها: يحتمل أنه بصيغة المتكلم، أو بلفظ المصدر، على أنه بدل من الغنائم. قوله: "والخامسة هي ما هي": تعظيم لأمرها، مثل الحاقة ما الحاقة. (1) إسناده ضعيف، لضعف رشدين، وهو ابن سعد. والحجاج بن شداد: هو الصنعاني من صنعاء الشام، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان: لا يعرف حاله، وبقية رجاله ثقات. أبو صالح الغفاري: هو سعيد بن عبد الرحمن. ولم نجده عند الهيثمي في "المجمع" وهو على شرطه، ونقله عن هذا الموضع من "المسند" ابن كثير في "تاريخه" 8/74. وله شاهد مطول من حديث أنس عند البزار (1981) ، سيرد في "المسند"= الحديث: 7069 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 640 7070 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي رُقَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا حَسَدَ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ " (1)   = 3/166، لكن فيه أنه طلع رجل من الأنصار، وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/78، 79، وقال: رواه أحمد والبزار بنحوه. غير أنه قال -أي: البزار-: فطلع سعد ... ، بدل قوله: فطلع رجل ... ورجال أحمد رجال الصحيح، وكذلك أحد إسنادي البزار، إلا أن سياق الحديث لابن لهيعة. وآخر من حديث ابن عمر عند البزار (1982) و (2582) ، وابن حبان (6991) ، وفي إسناده عبد الله بن قيس الرقاشي. قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به. وبقية رجاله رجال الصحيح. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/79. وبشارةُ سعد بن أبي وقاص بالجنة ثابت في أحاديث أخرى صحيحة، منها ما سلف في حديث سعيد بن زيد برقم (1629) و (1631) ، وفي حديث عبد الرحمن بن عوف برقم (1675) . (1) صحيح دون قوله: "ولا حسد"، وهذا إسناد ضعيف، لضعف رشدين بن سعد. الحسن بن ثوبان: هو ابن عامر الهوزني المصري، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وهشامُ بن أبي رُقية: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ورُقية: ضبطه الحافظ في"التعجيل" ص 432 بضم الراء وتشديد المثناة التحتية. قتيبة: هو ابن سعيد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/101، وقال: رواه أحمد، وفيه رشدين بن سعد، وهو ضعيف، وقد وثق، ويقية رجاله ثقات. وقوله: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة": له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5757) ، ومسلم (2220) (102) .= الحديث: 7070 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 641 7071 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ تُحِسُّ بِالْوَحْيِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، أَسْمَعُ صَلَاصِلَ، ثُمَّ أَسْكُتُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَمَا مِنْ مَرَّةٍ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تَفِيضُ (1) " (2)   = وآخر من حديث ابن عباس سلف برقم (3032) . وقوله: "العين حق": له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5740) ، ومسلم (2187) (41) ، سيرد (9454) . وآخر من حديث ابن عباس عند مسلم (2188) (42) . قوله: "ولا هامة": قال ابن الأثير: الهامة: اسم طائر، وذلك أنهم كانوا يتشاءمون بها، وهي من طير الليل، وقيل: هى البومة، وقيل: كانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لا يدْرك بثأره تصير هامة، فتقول: اسقوني، فإذا أدرك بثأره طارتْ ... فنفاه الإسلام ونهاهم عنه. قوله: "ولا حسد ولا عدوى": قال السندي: يدل على أن النفي بمعنى النهي، كما في قوله تعالى: (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) ، أي: لا ينبغي اعتقاد العدوى وغيره. قوله: "العين حق": قال السندي، أي: سبب عادي يجعل الله تعالى لما أراد الله تعالى من الضرر. (1) في (س) وهامش (ص) : تقبض. (2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة: سييء الحفظ، وعمرو بن الوليد لم يرو عنه غير يزيد بن أبي حبيب، واختلف في اسمه، وسلف الكلام عليه في الحديث (6478) . وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين. قتيبة: هو ابن سعيد. الحديث: 7071 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 642 7072 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = وذكره ابنُ كثير في "التاريخ" 3/22، وفيه: أثبتُ بدل أسكتُ. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/256، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناده حسن! وقوله: "أسمع صلاصل": له أصل في الصحيح، فأخرج البخاري (2) ، ومسلم (2333) من حديث عائشة أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني، وقد وعيت ما قال". قوله: "هل تحس بالوحي؟ " قال السندي: هل تحس؟: من الإحساس، أي: هل تدركه بالحواس الظاهرة، سأله عن ذلك لقول الله تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك) ، فسأل: هل تدركه الحواس الظاهرة، أم إدراكه مقصور على القلب؟ قوله: "صلاصل": جمع صلصلة، قال الحافظ في "الفتح" 1/20: في رواية مسلم: في مثل صلصلة الجرس. والصلْصلة، في الأصل: صوت وقوع الحديد بعضه على بعض. ثم أطلق على كل صوت له طنين، وقيل: هو صوت متدارك لا يدرك من أول وهلة ... قال الخطابي: يريد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يتبينه أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد، وقيل: بل هو صوتُ حفيف أجنحة الملك، والحكمة في تقدمه أن يقرع سمعه الوحي، فلا يبقى معه مكان لغيره، ولما كان الجرسُ لا تحصل صلصلته إلا متداركة وقع التشبيهُ به دون غيره من الآلات. قال السندي: ظاهر هذا اللفظ أن هذا الصوت كان من مقدمات الوحي، وكان الوحي بعده، إلا أنه كان من أقسامه. والله تعالى أعلم. قوله: "إلا ظننت": يعني من شدة الوحي وثقله. قال تعالى: (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) ، والله تعالى أعلم. الحديث: 7072 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 643 وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: " يَأْتِي اللهَ قَوْمٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نُورُهُمْ كَنُورِ الشَّمْسِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَحْنُ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّهُمُ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ " وَقَالَ: " طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ، طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ، طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "، فَقِيلَ: مَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَاسٌ صَالِحُونَ فِي نَاسِ سَوْءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ " (1) 7073 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ (2) عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا " (3)   (1) هو بقسميه مكرر (6650) . وانظر (6570) و (6571) . قوله: "يأتي الله قوم"، أي: يحضرون عنده. (2) وقع في النسخ: (ق) و (س) و (ص) : عبد الله، فورد كذلك في الطبعة الميمنية، وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وهو تحريف كما سيتبين في التخريج، وجاء على الصواب -كما هو مثبت- في نسخة (ظ 15) ، وكُتب فوقه كلمة "صح"، وكذلك هو على الصواب أيضاً في نسخة "أطراف المسند" للحافظ ابن حجر ورقة 166/أ. (3) إسناده صحيح. عبيد الله بن عامر: وثقه ابنُ معين كما في "تاريخ عثمان بن سعيد الدارمي" برقم (469) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن عبد الله: هو ابن المديني، وسفيان: هو ابن عيينة، وابنُ أبي نجيح: هو عبد الله. وأخرجه الحميدي (586) ، وابن أبي شيبة 8/527، والبخاري في "الأدب= الحديث: 7073 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 644 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المفرد" (354) ، وأبو داود (4943) ، والبيهقي في "الشعب" (10976) و (10977) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. إلا أن أبا داود لم يسم عبيد الله بن عامر، بل قال في روايته: عن ابن عامر، وقد نقل المزي في "التهذيب" عن أبي بكر بن داسة وغيره، عن أبي داود أنه قال: هو عبد الرحمن بن عامر، ثم قال المزي بعد أن نقل من "تاريخ" البخاري 5/392 عن ابن عيينة أن بني عامر إخوة ثلاثة، هم: عبيد الله، وعبد الرحمن، وعروة، وأن ابن أبي نجيح روى عن عبيد الله، وأن عمرو (يعني ابن دينار) روى عن عروة، وأن سفيان بن عيينة أدرك عبد الرحمن، قال المزي: فالظاهر أن أبا داود وهم في قوله: هو عبد الرحمن بن عامر، وأن الصواب قولُ البخاري، ومن تابعه أنه عبيد الله بن عامر. وقد بين أن الصحيح عبيد الله بن عامر، ابنُ أبي حاتم في "العلل" 2/240، لكن تحرف فيه إلى عبد الله، وهذا التحريف واضح من السياق، وهو على الصواب في "الجرح والتعديل" له 5/330. ونقل المنذري في "مختصر سنن أبي داود" 7/247 عن ابن عساكر قوله: أظنه عبيد [الله] بن عامر. وقد وقع للحاكم وهم أيضا، فحرف اسم عبيد الله بن عامر، إلى: عبد الله بن عامر، وظنه اليحْصُبى، من رواة مسلم، فقال: حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الله بن عامر اليحصبي، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وقد نبه على ذلك البيهقي في "الشعب" بإثر الحديث (10977) ، فقال: وزعم -أي الحاكم- أنه عبد الله بن عامر اليحصبي، وغلط فيه، إنما هو عن عبيد الله بن عامر المكي، وكانوا ثلاثة إخوة. وقد تابع الحاكم في وهمه الشيخُ أحمد شاكر، فظن أن الصواب هو عبد الله بن عامر، وأيد مقالته بما ورد في النسخ التي عنده من "المسند"، وهي مُحرفة. وتحرف في أحد إسنادي "الأدب المفرد" (354) ابن أبي نجيح، إلى: ابن جريج. وهو على الصواب فيما نقله عنه المزي في "تهذيب الكمال"، ترجمة عبد الرحمن بن عامر. وقد سلف برقم (6733) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 645 * 7074 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ هُوَ ابْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ " قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ، إِذْ أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ، فَهُوَ (1) يَتَجَلْجَلُ فِيهَا، أَوْ (2) يَتَجَرْجَرُ فِيهَا، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (3)   (1) في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: هو. (2) في (م) : و. (3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن فضيل -وهو محمد- سمع من عطاء بعد الاختلاط. السائب -والد عطاء-: هو ابن مالك، وقيل: ابن زيد. وأخرجه هناد في "الزهد" (842) ، ومن طريقه الترمذي (2491) عن أبي الأحوص، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وله شاهد من حديث ابن عمر عند البخاري (5791) سلف برقم (5340) . وآخر من حديث أبي هريرة عند البخاري (5789) ، ومسلم (2088) (49) و (50) ، سيرد (7630) و (8177) و (10869) . وثالث من حديث أبي سعيد الخدري، سيرد (11356) ، وفي إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف. ورابع من حديث جابر عند البزار (2955) ، ذكر المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/568، والهيثمي في "المجمع" 5/126 أن رجاله رجال الصحيح. يتبختر، أي: يمشي مشية المتكبر المعجب بنفسه. يتجلجل: قال ابن الأثير: أي يغوص في الأرض حين يخسف به. والجلجلة حركة مع صوت. أو يتجرجر فيها: قال السندي: أي يتسفل فيها تسفل الماء في الحلق إذا جرعه جرعاً متداركاً. والله تعالى أعلم. الحديث: 7074 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 646 7075 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَنْزِعُ فِي حَوْضِي، حَتَّى إِذَا مَلَأْتُهُ لِأَهْلِي، وَرَدَ عَلَيَّ الْبَعِيرُ لِغَيْرِي فَسَقَيْتُهُ، فَهَلْ لِي فِي ذَلِكَ مِنْ أَجْرٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى (1) أَجْرٌ " (2) 7076 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْخَطَّابِيَّ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) في (م) : حراء. وهوخطأ. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن. أسامة: هو ابن زيد الليثي. وأورده الهيثمي في "المجمع" 3/131، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (2363) و (6009) ، ومسلم (1244) (153) ، سيرد (8874) و (10699) . وآخر من حديث سراقة بن مالك بن جعشم، سيرد 4/175. وثالث من حديث المُخول البهزي السلمي عند ابن حبان (5882) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (763) ، وفي إسناده محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف. قوله: "كبد حرى": قال ابنُ الأثير: الحرى [بتشديد الراء] فعْلى، من الحر، وهي تأنيث حران، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش، والمعنى: أن في سقي كل ذي كبد حرى أجراً. وقيل: أراد بالكبد الحرى حياة صاحبها، لأنه إنما تكون كبده حرى إذا كان فيها حياة. يعني: في سقي كل ذي روح من الحيوان. الحديث: 7075 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 647 عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ لِي (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ، وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ مَسَّتْ فَرْجَهَا فَلْتَتَوَضَّأْ " (2)   (1) "لي": ليست في (م) . (2) إسناده حسن، بقية -وهو ابن الوليد- صرح بالتحديث كما سيأتي، عبد الجبار بن حمد: ذكره الحسيني في "الإكمال" ص 254، والحافظ في "التعجيل" 243، 244، فقالا: عبد الجبار بن محمد بن عبد الحميد (في "الإكمال ": عبد الرحمن، وهو خطأ) الخطابي العدوي، يروي عن ابن عيينة، وبقية، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وعنه أحمد وغيره، مات سنة 238، ثم قال الحافظ ابن حجر: وعبد الجبار هذا يعرف بالخطابي، لأن عبد الحميد جده هو أبو عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، ذكره ابن حبان في "الثقات" [8/418] في الطبقة الرابعة، وروى عنه أيضاً يحيى بن يعقوب، والعلاء بن سالم، ومسعر. ذكره ابن أبي حاتم. قلنا: لم نجده عند ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولا ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (19) ، والدارقطني 1/147، والبيهقي في "السنن" 1/132 من طريق أحمد بن الفرج، والحازمي في "الاعتبار" ص 42 من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن بقية، قال: حدثني الزبيدي، بهذا الإسناد. قال البيهقي: وهكذا رواه عبد الله بن المؤمل، عن عمرو (يعني ابن شعيب) ، ورُوي من وجه آخر عن عمرو. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/132 من طريق إدريس بن سليمان، عن حمزة بن ربيعة، عن يحيى بن راشد، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن عمرو بن شعيب. قال البيهقي: فذكره بإسناده ومعناه. ونقل الحازمي عن الترمذي في "العلل" أن محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حديث عبد الله بن عمرو في هذا الباب في باب مس الذكر هو عندي صحيح وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/245، وقال: رواه أحمد، وفيه بقية بن الوليد،= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 648 7077 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، مَا لَمْ تَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ   = وقد عنعن، وهو مدلس. وله شاهد من حديث بسرة بنت صفوان بإسناد صحيح عند مالك في "الموطأ" 1/42، والشافعي في "المسند" 1/34، وأبي داود (181) ، والترمذي (82) ، وابن حبان (1112) ، وسيرد 6/406، 407. وآخر من حديث أبي هريرة، هو عند الشافعي في "الأم" 1/19، وابن حبان (1118) بإسناد حسن، سيرد (8404) و (8405) . وثالث من حديث زيد بن خالد، سيرد 5/194، وسنده حسن. ويعارضه حديثُ طلق بن علي، قال: سُئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مس الذكر، فقال: "ما هو إلا بضعة من جسدك"، وسيرد 4/23 بإسناد قوي. وقد ذهب بعضُهم إلى أن خبر طلق بن علي خبر منسوخٌ، وذهب بعضهم إلى غير ذلك، والأولى أن يعمل بالحديثين بأن يحمل الأمرُ بالوضوء في حديث عبد الله بن عمرو وبُسْرة على الندب لوجود الصارف عن الوجوب في حديث طلْق كما هو مذهب الحنفية، وجاء في "صحيح ابن خزيمة" 1/22: باب استحباب الوضوء من مس الذكر، وذكر حديث بسرة، ثم أسند عن الإمام مالك قوله: أرى الوضوء من مس الذكر استحباباً ولا أوجبه. ثم أسند عن الإمام أحمد بن حنبل قوله في الوضوء من مس الذكر: أستحبه ولا أوجبه. وانظر "نصب الراية" 1/54-70، و"الاعتبار" للحازمي ص 39-46، و"البناية في شرح الهداية" 1/235-243. الحديث: 7077 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 649 اللَّيْلِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ فَأَمْسِكْ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، أَوْ مَعَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ " (1) 7078 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ الدَّيْلِيِّ (2) ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ، مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ " (3) 7079 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذُكِرَتِ الْأَعْمَالُ، فَقَالَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ فِيهِنَّ أَفْضَلُ مِنْ هَذِهِ الْعَشْرِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: فَأَكْبَرَهُ، قَالَ: " وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا أَنْ يَخْرُجَ رَجُلٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ تَكُونَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أيوب: هو يحيي -ويقال: حبيب- بن مالك الأزدي المراغي، وهو مكرر (6966) ، وسلف مختصراً أيضا برقم (6993) . (2) تحرف في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر إلى: الديلمي. (3) حسن لغيره، وهو مكرر (6630) سنداً ومتناً. الحديث: 7078 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 650 مُهْجَةُ نَفْسِهِ فِيهِ " (1) 7080 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ مِثْلَ قِيَامِهِ، ثُمَّ سَجَدَ مِثْلَ رُكُوعِهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّمَ " (2) 7081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي   (1) صحيح لغيره، وهو مكرر (6560) سنداً ومتناً. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير السائب بن مالك -وهو والد عطاء-، فقد روى له أصحابُ السنن والبخاري في "الأدب"، وهو ثقة، أبو بكر: هو ابن عياش، نقل الخطيب عن أبي عبد الله قوله: إنه ليضطرب عن أبي إسحاق. ووهم الشيخ أحمد شاكر فجعله أبا بكر بن أبي شيبة. أبو إسحاق: هو السبيعي الهمداني عمرو بن عبد الله. والحديث أشار إليه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/154، فقال: وأما عبد الصمد، فقال: عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن السائب بن مالك، عن ابن عمرو (وقع فيه: ابن عمر) ، وتابعه أبو بكر بن عياش، وقال أبو الصمد: حدثني عطاء، أخبرني أبي، أن عبد اله بن عمرو حدثه في الكسوف. وقد سلف مطولاً برقم (6483) ، وبرقم (6517) و (6763) و (6868) من طرق عن عطاء بن السائب، عن أبيه، به، نحوه، وبرقم (6631) و (7046) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عمرو. الحديث: 7080 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 651 شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ التَّنُوخِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا أُبَالِي مَا أَتَيْتُ أَوْ مَا رَكِبْتُ، إِذَا أَنَا شَرِبْتُ تِرْيَاقًا، أَوْ تَعَلَّقْتُ تَمِيمَةً، أَوْ قُلْتُ الشِّعْرَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِي " (1)   (1) إسناده ضعيف، عبد الرحمن بن رافع التنوخي: قال البخاري: في حديثه مناكير، وقال أبو حاتم: شيخ مغربي حديثه منكر، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: لا يحتج بخبره إذا كان من رواية ابن أنعم، وضعفه الحافظ ابن حجر في "التقريب". وشرحبيل بن شريك -وُيقال: شرحبيل بن عمرو بن شريك، وجاء في بعض الروايات: شرحبيل بن يزيد كما سيأتي في التخريج-: قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال النسائي: ليس به بأس. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو المقرىء. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 8/78، وأبو داود (3869) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 9/355، من طريق عبد الله بن يزيد، شيخ أحمد، بهذا الإسناد، إلا أنهما سميا شرحبيل بن شريك: شرحبيل بن يزيد، وقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" أن الصواب شرحبي، ل بن شريك ثم أخرج الحديث بإسناده إلى عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد على الصواب. وقد عقب على ذلك الحافظ ابن حجر، فقال في "التهذيب" 4/324: أخشى أن يكون شرحبيل بن يزيد تصحيفا من شراحيل بن يزيد لأنه أيضا معافري، ويروي عن عبد الرحمن بن رافع وغيره، ويروي عنه سعيد بن أبي أيوب وغيره، ومن الجائز أن يكون الحديث عندهما جميعاً. فأما شرحبيل بن يزيد، فإن كان محفوظا، فلا يُدرى من هو. قلنا: وردت رواية شراحيل بن يزيد عند ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" كما سيرد، لكن من رواية ابن لهيعة، عنه، وهو سييء الحفظ. وقد ذكر المزي وابن حجر أن ابن أبي شيبة سماه شرحبيل بن شريك، لكنه في= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 652 7082 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ رَأَى فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ، فَقَالَ لَهَا: " يَا فَاطِمَةُ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتِ؟ " قَالَتْ: أَقْبَلْتُ مِنْ وَرَاءِ جَنَازَةِ هَذَا الرَّجُلِ، قَالَ: " فَهَلْ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى؟ " قَالَتْ: لَا، وَكَيْفَ أَبْلُغُهَا وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَا سَمِعْتُ؟ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ بَلَغْتِ مَعَهُمُ الْكُدَى مَا رَأَيْتِ الْجَنَّةَ، حَتَّى   = مطبوع "المصنف" (وهي طبعة لا يوثق بها) : شرحبيل بن يزيد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/308 عن الطبراني، عن موسى، عن محمد بن المبارك، عن معاوية بن يحيى، عن سعيد بن أبي أيوب، عن شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، به، وشيخ الطبراني -وهو موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي-، قال الهيثمي في "المجمع" 5/103 بعد أن ذكر الحديث: رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه موسى بن عيسى بن المنذر، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. قلنا: فلعل ذكر أبي عبد الرحمن الحبلي هنا وهم من هذا الشيخ المجهول، لأن الطبراني رواه عن شيخ آخر هو هارون بن ملول، عن المقرىء، بإسناد أحمد، فذكر فيه عبد الرحمن بن رافع، فيما نقله المزي في "التهذيب". وأخرجه ابنُ عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 255، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة، عن شراحيل بن يزيد، عن حنش بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو، في قصة. وابنُ لهيعة سييء الحفظ، وسماعُ النضر منه غير صحيح. وسلف الحديث برقم (6565) وهناك شرحه. الحديث: 7082 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 653 يَرَاهَا جَدُّ أَبِيكِ " (1) 7083 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ (2) عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ هِلَالٍ الصَّدَفِيَّ، وَأَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَقُولَانِ: سَمِعْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ (3) يَرْكَبُونَ عَلَى سُرُوجٍ، كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ (4) ، نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى (5) رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ، فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ، لَوْ كَانَتْ وَرَاءَكُمْ أُمَّةٌ مِنَ الْأُمَمِ لَخَدَمْنَ نِسَاؤُكُمْ نِسَاءَهُمْ، كَمَا يَخْدِمْنَكُمْ نِسَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ " (6)   (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (6574) ، وسلف شرحه هناك. حيوة: هو ابن شُريح. (2) قوله: "عبد الله بن" سقط من (س) و (ص) و (ق) و (م) ، لكنه ثابت في نسخة (ظ) ، وهو الصواب. (3) في (ظ) : نساء، وفي هامشها: رجال صح. وكتب في هامش (س) و (ص) : في بعض الأصول: نساء بدل رجال. (4) في (س) و (ص) و (ظ) و (م) : المسجد. وفي الهامش: المساجد. (5) في (ظ) : وعلى. (6) إسناده ضعيف، عبد الله بن عياش بن عباس القتباني: قال ابن يونس: منكر الحديث، وضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة، وقد روى له مسلم حديثا واحدا في المتابعات،= الحديث: 7083 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 654 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وذكره ابن حبان في "الثقات". وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عيسى بن هلال، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو صدوق، وسلف الكلام عنه في الحديث (6856) ، وهو متابع. أبو عبد الرحمن الحُبُلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1125) ، وابن حبان (5753) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. وأخرجه الحكم 4/436 من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن عياش، بهذا الإسناد، لكن ليس عنده أبو عبد الرحمن الحبلي. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي بقوله: عبد الله، وإن كان قد احتج به مسلم، فقد ضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: هو قريب من ابن لهيعة. قلنا: عبد الله لم يحتج به مسلم، إنما روى له حديثا واحداً متابعةً، وأبوه عياش روى له مسلم دون البخاري، ثم إن عيسى بن هلال الصدفي لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما. وأورده الهيثمي في "المجمع" 5/137، وقال: رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، ورجال أحمد رجال الصحيح! إلا أن الطبراني، قال: "سيكون في أمتي رجال يُركبون نساءهم على سروج كأشباه الرحال" وقد غير طابع "المجمع" لفظ الحديث الوارد عند الطبراني إلى يركب نساؤهم، وهو يظن أنه أحسن صنعاً وأصلح خطأً! وقوله: "كأشباه الرحال" بالحاء المهملة، جمع رحْل، وهو للبعير كالسرج للفرس، وقد تصحفت فيه هذه اللفظة في نسخة (ص) و (ق) ، إلى: الرجال بالجيم، وتصحفت كذلك عند ابن حبان، والمنذري في "الترغيب والترهيب" 3/94، والطبراني فيما نقله عنه الهيثمي في "المجمع"، وظاهر أن السندي شرح على لفظ "الرحال" بالحاء حين قال: أي: رحال الجمال، لكن الناسخ أخطأ فنقط الحاء في الموضعين.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 655 7084 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومًا فَلَهُ الْجَنَّةُ " (1)   = وظهورُ نساء كاسيات عاريات في آخر الزمان له شاهد من حديث أبي هريرة عند مسلم (2128) (125) ، وسيرد (8665) و (9680) . قوله: "ينزلون"، أي: يحضرون المساجد راكبين. قوله: "كاسيات عاريات"، قال ابن الأثير: معنى الحديث أنهن كاسياتٌ من نعم الله، عاريات من الشكر، وقيل: هو أن يكشفن بعض جسدهن، ويُسدلن الخُمُر من ورائهن، فهن كاسيات كعاريات، وقيل: أراد أنهن يلبسن ثياباً رقاقاً يصفن ما تحتها من أجسامهن، فهن كاسيات في الظاهر، عاريات في المعنى. قوله: "كأسنمة البُخْت": قال ابن الأثير: هُن اللواتي يتعممْن بالمقانع على رؤوسهن يُكبرنها بها، وهو من شعار المُغنيات. والأسنمة جمع سنام. والبُخْت: جمال طوالُ الأعناق. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، عبد الله بن يزيد: هو المقرىء، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل المعروف بيتيم عروة. وأخرجه البخاري (2480) ، والنسائي 7/115، والبغوي (2563) من طريق عبد الله بن يزيد، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. لكن لفظ البخاري: "من قُتل دون ماله فهو شهيد". قال الحافظ في "الفتح" 5/123، نقلاً عن الإسماعيلي، كذا أخرجه البخاري، وكأنه كتبه من حفظه، أو حدّث به المقرىء من حفظه، فجاء به على اللفظ المشهور، وإلا فقد رواه الجماعة عن المقرىء بلفظ: "من قُتل دون ماله مظلوماً،= الحديث: 7084 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 656 7085 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَمَّعَ   = فله الجنة"، ومن أتى به على غير اللفظ الذي اعتيد، فهو أولى بالحفظ، ولا سيما وفيهم دُحيم، وكلك ما زادوه من قوله: "مظلوماً"، فإنه لا بد من هذا القيد. وأخرجه النسائي 7/115 من طريق سُعير بن الخمس، عن عبد الله بن الحسن، عن عكرمة، به، بلفظ: "من قتل دون ماله فهو شهيد". ثم أخرجه النسائي من طريق يحيى القطان، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن الحسن، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن ابن عمرو -وهي الرواية السالفة عندنا برقم (6861) - بلفظ: "من أريد ماله بغير حق، فقاتل، فقُتل، فهو شهيد". قال النسائي بعدها: هذا خطأ، والصواب حديث سعير بن الخمس. قلنا: كذا جاء في "المجتبى" في رواية ابن السني، وجاء في "تحفة الأشراف" 6/367 للمزي، قال النسائي: حديث سعير خطأ. قال المزي: يعني أن الصواب حديث عبد الله بن الحسن، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو. قال الحافظ في "النكت الظراف" تعليقاً على قول المزي: قال س: حديث سعير خطأ، قلت: الذي في رواية ابن السني: الصواب حديث سعير، وفي رواية ابن الأحمر، قال بعد أن أخرجه من طريق سعير بن الخمس (3445) بإشراف عبد الصمد شرف الدين، ثم أخرجه (3446) من طريق القطان، عن سفيان، عن عبد الله بن حسن، عن إبراهيم بن محمد، به، ثم من رواية معاوية بن هشام (3447) ، عن سفيان، عن عبد الله، عن محمد بن إبراهيم، ثم قال: الصواب الذي قبله، يعني في تسمية الراوي إبراهيم بن محمد، وأن معاوية بن هشام قلبه. وسلف برقم (6522) .= الحديث: 7085 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 657 النَّاسَ بِعَمَلِهِ (1) سَمَّعَ اللهُ بِهِ سَامِعَ (2) خَلْقِهِ، وَحَقَّرَهُ (3) وَصَغَّرَهُ " (4) 7086 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى الله عَنْهُ " (5) 7087 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: ذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّوْمَ، فَقَالَ: " صُمْ مِنْ كُلِّ عَشَرَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ التِّسْعَةِ "، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمْ مِنْ كُلِّ تِسْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ الثَّمَانِيَةِ " (6) ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " فَصُمْ   (1) في (م) بعلمه وهو تحريف (2) في هامش (ص) : سامعُ خلقه: بالرفع، صفة لله تعالى. وكتب مثله في هامش (س) . (3) في هامش (ظ) : فحقره. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين، محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وأبو يزيد: هو خيثمة بن عبد الرحمن، كما بينا ذلك برقم (6509) -وذكرنا هناك شواهده- و (6839) ، وسلف أيضاً برقم (6986) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيدة هو ابن أبي أمية الطنافسي أخو يعلى، وزكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو الشعبي. وهو مكرر (6983) ، وسلف برقم (6487) و (6515) ، وذكرنا في الأخير شواهده. (6) من قوله: قال: فقلت إني أقوى من ذلك ... إلى هنا، سقط من (ق) = الحديث: 7086 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 658 مِنْ كُلِّ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا، وَلَكَ أَجْرُ تِلْكَ (1) السَّبْعَةِ "، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى قَالَ: " صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا " (2) 7088 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَقْلُ شِبْهِ الْعَمْدِ مُغَلَّظَةٌ مِثْلُ عَقْلِ الْعَمْدِ، وَلَا يُقْتَلُ صَاحِبُهُ، وَمَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَلَا رَصَدَ بِطَرِيقٍ " (3)   = و (م) ، وثبت في بقية النسخ. وفي (ظ) : ولك أجر تلك الثمانية. وفوق "تلك": لا. خ. (1) كتب في (ظ) فوق لفظ: "تلك": لا. خ. يعني أنه لم يرد في بعض النسخ. (2) هذا الإسناد فيه جهالةُ ابن أبي ربيعة، لكنه يستقيم دونه، فقد مر برقم (6877) من طريق مُطرف ابن الشخير، عن عبد الله بن عمرو، وهو إسناد متصل لكنه من طريق الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، وقد ذكرنا هناك ما فيه. عارم: هو محمد بن الفضل، ومعتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن السخير، أخو مُطرف. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/212، 213، و"الكبرى" (2703) من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن المعتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وهو صحيح بغير هذه السياقة، انظر (6545) ، وسلف مطولا بنحوه برقم (6477) . (3) إسناده حسن، أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن= الحديث: 7088 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 659 7089 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَا (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا " (2)   = عبيد البصري، ومحمد بن راشد: هو المكحولي. وسلف برقمي (6718) و (6724) ، ومطولاً برقم (7033) . (1) في (ظ) : بابي، وفي (ق) : بَابَاهُ. وانظر التخريج. (2) إسناده لا بأس به. أزهر بن القاسم وثقه أحمد والنسائي، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، ولا يحتج به، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال: كان يخطىء. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن باباه، فمن رجال مسلم، وباباه يقال: بابي، وبابيه، وبابا. قتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (575) من طريق أزهر بن القاسم، بهذا الإسناد. وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/204، وقال: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الصغير"، وإسنادُ أحمد لا بأس به. وذكره الهيثمي في "المجمع" 3/250، وقال: رواه أحمدُ والطبراني في "الصغير" و"الكبير"، ورجال أحمد موثقون. وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد (8047) بإسناد على شرط مسلم. وآخر مطول من حديث ابن عمر عند ابن حبان (1887) ، وإسناده ضعيف (ضعفاً خفيفاً) وثالث مطول من حديث أنس عند البزار (1083) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/294، 295، وفي سنده إسماعيلُ بن رافع، ضعفه يحيى وجماعة، وقال ابن= الحديث: 7089 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 660 7090 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قُتِلَ خَطَأً، فَدِيَتُهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ، ثَلَاثُونَ ابْنَةَ مَخَاضٍ، وَثَلَاثُونَ ابْنَةَ لَبُونٍ، وَثَلَاثُونَ جَذَعَةً، وَعَشَرَةُ بَنِي لَبُونٍ ذُكْرَانٍ "، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَوِّمُهَا عَلَى أَثْمَانِ الْإِبِلِ، فَإِذَا هَانَتْ نَقَصَ مِنْ قِيمَتِهَا، وَإِذَا غَلَتْ، رَفَعَ فِي قِيمَتِهَا، عَلَى نَحْوِ الزَّمَانِ مَا كَانَتْ، فَبَلَغَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ أَرْبَعِ مِائَةِ دِينَارٍ إِلَى ثَمَانِ مِائَةِ دِينَارٍ، أَوْ عِدْلَهَا مِنَ الْوَرِقِ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ (1)   = عدي: أحاديثه كُلها مما فيه نظر. وقال الدارقطني: متروك الحديث. ورابع من حديث عُبادة بن الصامت عند الطبراني في "الأوسط" فيما نقله الهيثمي في "المجمع" 3/276، 277، وقال: وفيه محمدُ بنُ عبد الرحيم بن شروس، ذكره ابنُ أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ومن فوقه مُوثقون. (1) إسناده حسن. أبو سعيد: هو مولى بني هاشم، عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، ومحمد بن راشد: هو المكحولي، وسليمان بن موسى: هو الأشدق. وأخرجه أبو داود (4564) ، والبيهقي في "السنن" 8/77 من طريق شيبان بن فروخ، والنسائي في "المجتبى" 8/42، 43، وابن ماجه (2630) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 2/109-110، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 8/76 عن مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقيم الإبل على أهل القرى ... وهذا معضل. وقيمةُ الدية على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه أبو داود (4542) ، ومن طريقه= الحديث: 7090 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 661 7091 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى أَنَّ الْعَقْلَ مِيرَاثٌ بَيْنَ وَرَثَةِ الْقَتِيلِ عَلَى فَرَائِضِهِمْ " (1) 7092 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى فِي الْأَنْفِ إِذَا جُدِعَ كُلُّهُ الدِّيَةَ كَامِلَةً، وَإِذَا جُدِعَتْ أَرْنَبَتُهُ نِصْفَ الدِّيَةِ، وَفِي الْعَيْنِ نِصْفَ الدِّيَةِ، وَفِي الْيَدِ نِصْفَ الدِّيَةِ، وَفِي الرِّجْلِ نِصْفَ الدِّيَةِ، وَقَضَى أَنْ يَعْقِلَ عَنِ الْمَرْأَةِ عَصَبَتُهَا مَنْ كَانُوا، وَلَا يَرِثُوا (2) مِنْهَا إِلَّا مَا فَضَلَ عَنْ وَرَثَتِهَا، وَإِنْ قُتِلَتْ، فَعَقْلُهَا بَيْنَ وَرَثَتِهَا، وَهُمْ يَقْتُلُونَ قَاتِلَهَا،   = البيهقي في "السنن" 8/77 من طريق حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، به. وديةُ القتل الخطأ سلف أيضاً برقم (6663) و (6719) و (6743) و (7033) . (1) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه ابن ماجه (2647) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/230، وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات. وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (6909) ، ومسلم (1681) (35) ، سيرد عند أحمد (10953) ، وانظر الحديث الآتي. (2) في هامش (ظ) : ولا يرثون. وهو المثبت في (م) وطبعة أحمد شاكر. الحديث: 7091 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 662 وَقَضَى أَنَّ عَقْلَ أَهْلِ الْكِتَابِ نِصْفُ عَقْلِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى " (1) 7093 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا الْوَازِعِ جَابِرَ بْنَ (2) عَمْرٍو، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، إِلَّا رَأَوْهُ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)   (1) إسناده حسن كالذي سبقه. وأخرجه أبو داود (4564) من طريق شيبان بن فروخ، والنسائي 8/43 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن راشد، بهذا الإسناد. وحكم من يعقل عن المرأة أخرجه ابن ماجه (2647) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن راشد، به. وحكم دية الأنف والعين واليد والرجل سلف أيضاً برقم (7033) . وحكم عقل أهل الكتاب سلف برقم (6716) . وانظر ابن حبان (6559) . (2) تحرف اسم جابر بن عمرو في (م) إلى: جاء وعمرو. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن على خطأ في تسمية صحابيه كما سيرد، أبو الوازع جابر بن عمرو: احتج به مسلم، ووثقه أحمد، واختلف قولُ ابن معين فيه، فقال في رواية إسحاق بن منصور: ثقة، وقال في رواية الدوري: ليس بشيء، وقال النسائي: منكر الحديث، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وخرّج حديثه في "صحيحه"، ووثقه الإمام الذهبي في "الكاشف" وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، قلنا: وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، غير أن أبا طلحة الراسبي -وهو شداد بن سعيد- روى له مسلم حديثاً واحداً (2767) (51) في الشواهد، الحديث: 7093 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 663 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   ووثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات". أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، احتج به البخاري، ووثقه أحمد وابن معين، وقال أبو حاتم: ما كان به بأس، ووثقه البغوي والدارقطني والطبراني، وذكره ابن شاهين في "الثقات". وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/80، وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وقد أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1920) عن علي بن عبد العزيز البغوي، والبيهقي في "الشعب" (533) من طريق محمد بن أيوب ابن الضريس الرازي، كلاهما عن مسلم بن إبراهيم، عن شداد بن سعيد أبي طلحة الراسبي، بهذا الإسناد، لكن من حديث عبد الله بن المُغفل، وقال الطبراني في "الأوسط" -فيما نقله عنه محقق كتاب "الدعاء"-: لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن مُغفل إلا بهذا الإسناد، تفرد به شداد بن سعيد. قلنا: ومسلم بن إبراهيم أثبتُ وأتقنُ من أبي سعيد مولى بني هاشم الذي جعل صحابيه عبد الله بن عمرو. ثم إنه لم يُذكر في كتب الرجال أن أبا الوازع جابر بن عمرو يروي عن عبد الله بن عمرو، وما أخرجه من حديثه إلا أحمد، وأخرجه من حديث عبد الله بن المُغفل الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" و"الدعاء"، والبيهقي في "الشعب"، ونسبه إليه أيضاً المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/410، وقال: ورواة الطبراني محتج بهم في "الصحيح"، وأورده من حديثه أيضاً الهيثمي في "المجمع" 10/80، ونسبه كذلك إلى الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وقال: ورجالهما رجال الصحيح. وله شاهد من حديث أبي هريرة، سيرد عند أحمد (9843) و (10422) بإسناد صحيح، وانظر ابن حبان (590) و (591) و (853) . وآخر من حديث أبي سعيد الخدري عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (409) وإسناده صحيح.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 664 7094 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يَدْخُلُ الْحَائِطَ؟ قَالَ: " يَأْكُلُ غَيْرَ مُتَّخِذٍ خُبْنَةً " (1) 7095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا حَنَانُ بْنُ خَارِجَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ عَلَوِيٌّ (2) جَرِيءٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا عَنِ الْهِجْرَةِ، إِلَيْكَ أَيْنَمَا كُنْتَ، أَوْ لِقَوْمٍ خَاصَّةً، أَمْ إِلَى أَرْضٍ مَعْلُومَةٍ، أَمْ (3) إِذَا مُتَّ انْقَطَعَتْ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ يَسِيرًا، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ؟ " قَالَ: هَا هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الْهِجْرَةُ أَنْ تَهْجُرَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ   = وثالث بنحوه من حديث جابر عند الطيالسي (1756) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (411) ، والطبراني في "الدعاء" (1928) . ورابع من حديث أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7751) ، قال الهيثمي في "المجمع" 10/80: ورجاله وثقوا. (1) حديث حسن. هشام بن سعد -وإن كان فيه ضعف- متابع. وسلف مطولاً بالأرقام (6683) و (6746) و (6891) و (6936) . قوله: "يأكل غير متخذ خبنة": قال السندي: قيل: هذا للمضطر وفي بلاد عُهد مسامحة أهلها في مثل ذلك. والله تعالى أعلم. (2) تحرف في (م) إلى: ملوي. (3) لفظ: "أم" سقط من مطبوعة الشيخ أحمد شاكر. الحديث: 7094 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 665 مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، ثُمَّ أَنْتَ مُهَاجِرٌ وَإِنْ مُتَّ بِالْحَضَرِ " (1) ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، ابْتِدَاءً مِنْ نَفْسِهِ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا عَنْ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، خَلْقًا تُخْلَقُ، أَمْ نَسْجًا تُنْسَجُ؟ فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِمَّ تَضْحَكُونَ؟ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا؟ " ثُمَّ أَكَبَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ؟ " قَالَ: هُوَ ذَا أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " لَا، بَلْ تَشَقَّقُ عَنْهَا ثَمَرُ الْجَنَّةِ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " (2)   (1) في هامش (س) و (ص) : بالحضرمة. وهو لفظ الرواية السالفة برقم (6890) . (2) إسناده ضعيف، حنان بن خارجة: قال ابن القطان: مجهول الحال، وبقية رجاله ثقات. محمد بن أبي الوضاح: هو محمد بن مسلم بن أبي الوضاح. وأخرجه بتمامه الطيالسي (2277) ، ومن طريقه البزار (1750) و (3521) عن محمد بن أبى الوضاح، بهذا الإسناد. وعند الطيالسي زيادة في آخره، وهي: فقال عبد الله بن عمرو: [يا رسول الله] ، ما تقول في الهجرة والجهاد، قال: "يا عبد الله، ابدأ بنفسك فأغْزها، وابدأ بنفسك فجاهدها، فإنك إن قتلت فاراً، بعثك الله فاراً، وإن قتلت مرائياً، بعئك الله مرائياً، وإن قتلت صابراً محتسباً، بعثك الله صابراً محتسباً". وهذه الزيادة أخرجها أبو داود (2519) ، والحاكم 2/85، 86 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، شيخ أحمد، عن محمد بن أبي الوضاح، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ومحمد بن أبي الوضاح هذا هو أبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب، ثقة مأمون. ووافقه الجزء: 11 ¦ الصفحة: 666 7096 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ مُثِّلَ بِهِ أَوْ حُرِّقَ بِالنَّارِ، فَهُوَ حُرٌّ، وَهُوَ مَوْلَى اللهِ وَرَسُولِهِ "، قَالَ: فَأُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ خُصِيَ، يُقَالُ لَهُ: سَنْدَرٌ، فَأَعْتَقَهُ " ثُمَّ أَتَى أَبَا بَكْرٍ، بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَنَعَ إِلَيْهِ خَيْرًا " " ثُمَّ أَتَى عُمَرَ، بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ، فَصَنَعَ إِلَيْهِ خَيْرًا، ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى مِصْرَ، فَكَتَبَ لَهُ عُمَرُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي: أَنِ اصْنَعْ بِهِ خَيْرًا، أَوِ احْفَظْ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ " (1)   = الذهبي. قلنا: لم يذكرا حال حنان بن خارجة، وهو علةُ ضعف إسناده، مع أن الذهبي ذكر حاله في "الميزان" 1/618. وقولُه في ثياب أهل الجنة، أخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (323) من طريق أبي داود الطيالسي، عن محمد بن أبي الوضاح، به. وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/415، وقال: رواه البزار في حديث طويل، ورجاله ثقات. وقد تحرف اسم محمد بن أبي الوضاح في مطبوع البزار برقم (3521) إلى: محمد بن الصباح، وعبد الله بن عمرو إلى: عبد الله بن عمر، وقد سلف برقم (6890) . قوله: "عُلْوي": قال السندي: ضبط بضم فسكون، قيل: هي نسبة إلى العوالي، وهي أماكن بأعلى أراضي المدينة. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج، وهو ابنُ أرطاة. مُعمر، شيخ أحمد: بضم الميم، وفتح العين، وتشديد الميم المفتوحة.= الحديث: 7096 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 667 7097 - حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يَغِيبُ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ، أَيُجَامِعُ أَهْلَهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1) 7098 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ فَيَّاضٍ،   = وأورده الهيثمي في "المجمع" 4/239، وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات، وفيه الحجاج بن أرطاة، وهو مدلس، ولكنه ثقة! وسلف الحديث برقم (6710) ، وذكرنا هناك شواهده. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف الحجاج، وهو ابن أرطاة. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/218 من طريق معمر بن سليمان، شيخ أحمد، بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 1/263، وقال: رواه أحمد، وفيه الحجاج بن أرطاة، وفيه ضعف، ولا يتعمد الكذب. وله شاهد من حديث عمران بن حصين عند البخاري (344) ، ومسلم (682) ، سيرد 4/434، 435. وآخر من حديث عمار عند البخاري (343) ، ومسلم (368) . وثالث من حديث أبي ذر عند أبي داود (332) ، والترمذي (124) ، سيرد ورابع من حديث أبي هريرة عند البزار (310) ، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/261، وقال: رجاله رجال الصحيح، ونقل الحافظ في "التلخيص" 1/154 تصحيحه عن ابن القطان، وانظر "نصب الراية" 1/149. قوله: "يغيب"، أي: عن وطنه، يريد: يسافر، قاله السندي. الحديث: 7097 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 668 سَمِعْتُ أَبَا عِيَاضٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ (1) : " صُمْ يَوْمًا وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " صُمْ يَوْمَيْنِ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " صُمْ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ وَلَكَ أَجْرُ مَا بَقِيَ "، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: " صُمْ أَفْضَلَ الصِّيَامِ عِنْدَ اللهِ، صُمْ (2) صَوْمَ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا " (3) 7099 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا الْحَضْرَمِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ اسْتَأْذَنَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ مَهْزُولٍ، كَانَتْ تُسَافِحُ، وَتَشْتَرِطُ (4) لَهُ   (1) لفظ: "له" لم يرد في (ظ) وطبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) لفظ: "صم" لم يرد في (ظ) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير زياد بن فياض، فمن رجال مسلم. أبو عياض: هو عمرو بن الأسود العنسي. وأخرجه مسلم (1159) (192) ، والنسائي في "المجتبى" 4/212 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وهو مكرر (6915) ، وسلف مطولاً برقم (6477) . (4) في هامش (ظ) : وتشرط. خ. الحديث: 7099 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 669 أَنْ تُنْفِقَ عَلَيْهِ، وَأَنَّهُ اسْتَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ ذَكَرَ لَهُ أَمْرَهَا " فَقَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} [النور: 3] "، قَالَ: أُنْزِلَتْ {الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ} [النور: 3] (1) ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] قَالَ أَبِي: قَالَ عَارِمٌ: سَأَلْتُ مُعْتَمِرًا، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ؟ فَقَالَ: " كَانَ قَاصًّا، وَقَدْ رَأَيْتُهُ " • 7100 -[قال عَبْدُ اللهِ بن أحمد] : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، نَحْوَهُ (2) 7101 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، سَمِعْتُ الصَّقْعَبَ بْنَ زُهَيْرٍ، يُحَدِّثُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ، عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ، مَكْفُوفَةٌ بِدِيبَاجٍ، أَوْ مَزْرُورَةٌ بِدِيبَاجٍ، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ ابْنِ رَاعٍ، وَيَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ فَقَامَ (3) النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا، فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ،   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحضرمي، وهو مكرر (6480) سنداً ومتناً. (2) إسناده ضعيف كسابقه، ومكرر (6480) ، وهو من زيادات عبد الله، كما ثبت في (س) و (ص) و (ظ) . ووقع في (ق) و (م) من رواية أحمد، وهو خطأ. (3) في (ظ) : فقام إليه. الحديث: 7100 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 670 فَاجْتَذَبَهُ، وَقَالَ: " لَا أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لَا يَعْقِلُ "، ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: " إِنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، دَعَا ابْنَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي قَاصِرٌ (1) عَلَيْكُمَا الْوَصِيَّةَ، آمُرُكُمَا بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكُمَا عَنِ اثْنَتَيْنِ، أَنْهَاكُمَا عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ، وَآمُرُكُمَا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى، كَانَتْ أَرْجَحَ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا حَلْقَةً، فَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ عَلَيْهمَا، لَفَصَمَتْهَا، أَوْ لَقَصَمَتْهَا، وَآمُرُكُمَا بِسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ،، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ " (2) 7102 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَدَّ شَهَادَةَ الْخَائِنِ، وَالْخَائِنَةِ، وَذِي الْغِمْرِ عَلَى أَخِيهِ، وَرَدَّ شَهَادَةَ الْقَانِعِ لِأَهْلِ الْبَيْتِ، وَأَجَازَهَا عَلَى غَيْرِهِمْ " (3)   (1) في (ظ) : قاص. (2) إسناده صحيح. الصقعب بن زهير: روى عنه جمع، ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير والد وهب: هو ابن حازم. وسلف برقم (6583) من طريق حماد بن زيد، عن الصقعب، به. (3) إسناده حسن، وهو مكرر (6899) إلا أنه هناك حديث قولي. الحديث: 7102 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 671 7103 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تَخَلَّفَ عَنَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، قَالَ: وَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ، صَلَاةُ الْعَصْرِ، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى (1) بِأَعْلَى صَوْتِهِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (2) آخر مسند عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله تعالى عنهما   (1) في (ظ) : قال: فنادى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو مكرر (6976) سنداً ومتناً. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بشر: هو جعفر بن إياس اليشكري. الحديث: 7103 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 672 حَدِيثُ أَبِي رِمْثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (1) عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 7104 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ السَّدُوسِيِّ،   (1) هو -بكسر الراء، وسكون الميم، بعدها مثلثة- صحابي اشتهر بكنيته، واختُلف في اسمه ونسبته، وقد جمع الأقوال فيه المزي في "تهذيب الكمال"، فقال: أبو رمْثة البلوي، ويُقال: التميمي، وُيقال: التيمي، من تيم الرباب، قيل: اسمه رفاعة بن يثربي، وقيل: يثربي بن رفاعة، وقيل: عمارة بن يثربي، وقيل: يثربي بن عوف، وقيل: حيان بن وهب، وقيل: حبيب بن حيان، وقيل: خشخاش. وجزم أحمد 4/163، والبخاري في "التاريخ الكبير" 3/321، وابن حبان (5995) ، أن اسمه رفاعة بن يثْربي، وقال ابن حبان: ومنْ قال: إن أبا رمْثة هو الخشخاش العنبري، فقد وهم. وفرق ابنُ عبد البرّ بين أبي رمْثة التيمي، وبين أبي رمْثة البلوي، فذكر أن البلوي سكن مصر، ومات بإفريقية، رجح أنه هو التيمي أحمدُ فيما سيأتي، والترمذي وابنُ الأثير، وابنُ حجر وغيرهم. جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أبيه وهو غلام، فرأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً في ظل الكعبة، وسمع منه، وذلك على الأرجح، عام حجة الوداع، وذكر في حديثه صفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رآه، وصفة خاتم النبوة، وليس له في "المسند" إلا هذا الحديثُ الواحد الذي أورده الإمامُ أحمد وابنه مقطعاً بأسانيد متعددة. روى له أصحابُ السنن غير ابن ماجه، وصحح حديثه ابنُ خزيمة وابنُ حبان والحاكم. الحديث: 7104 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 673 عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّيْمِيِّ (1) ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي، حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " فَرَأَيْتُ بِرَأْسِهِ رَدْعَ حِنَّاءٍ " (2) 7105 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ ". وَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَؤُلَاءِ بَنُو يَرْبُوعٍ قَتَلَةُ فُلَانٍ؟ قَالَ: " أَلَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أُخْرَى " (3)   (1) كلمة "التيمي" ليست في (م) ولا طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إياد بن لقيط السدُوسي، فمن رجال مسلم. وكيع: هو ابنُ الجراح الرؤاسي، وسفيانُ: هو الثوريُ. وسيأتي مطولاً برقم (7109) . وأخرج الطبراني طرفاً منه في "الكبير" 22/ (718) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي مطولاً أيضاً من طريق وكيع، به، 4/163. قال السندي: فرأيتُ برأسه ردع حناء: براء مهملة مفتوحة، ودال مهملة ساكنة، أي: لطخ، لم يعُمه كُله، ولعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استعمل الحناء لا لقصد الخضاب، بل للتداوي، أو للتبريد، وبقي أثرُهُ في الرأس، فلا يُناقي هذا الحديثُ ما جاء أنه لم يخْضبْ شعره. والله تعالى أعلم. (3) إسناده حسن، أبو النضر -وهو هاشم بن القاسم البغدادي- وإن سمع من المسعودي- وهو عبد الرحمن بن عبد الله- بعد الاختلاط، تابعه عمرو بن الهيثم، وهو الحديث: 7105 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 674 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = بصري، وسماع البصريين منه قبل الاختلاط، وباقي رجاله ثقات والحديث هو في ثلاثة أقسام: فأخرجه بتمامه الطبراني في "الكبير" 22/725 من طريق حجاج بن نصير، عن المسعودي، بهذا الإسناد. وأخرج القسمين الأولين منه -وهما: يد المعطي العليا، وأمك وأباك ... - الدولابي في "الكنى" 1/29 من طريق أبي داود الطيالسي، عن المسعودي، به. وأخرج القسم الثاني منه الحاكم 4/150-151 من طريق جعفر بن عون، عن المسعودي، به، بلفظ: "بر أمك وأباك.. ". وأورد الهيثمي القسمين الأولين منه في "مجمع الزوائد" 3/98، وقال: رواه أحمد، والطبراني في "الكبير"، وفيه المسعودي، وهو ثقة، لكنه اختلط. وسيأتي مطولاً برقم (7109) . وسيأتي أيضاً من طريق يزيد بن هارون، عن المسعودي 4/163. وللحديث بتمامه شاهد من حديث رجل من بني يربوع، سيرد 5/377. وقوله: "يدُ المعطي العليا" سلف من حديث ابن عمر برقم (4474) ، وذكرنا هناك أحاديث. الباب. وقوله: "أمك وأباك ... ": له شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (5971) ، ومسلم (2548) ، سيرد (8344) . وآخر من حديث معاوية بن حيْدة، سيرد 5/3. وثالث من حديث خداش بن سلامة عند ابن ماجه (3657) ، والحاكم 4/150. ورابع من حديث المقدام بن معدي كرب، سيرد 4/132. وقوله: "لا تجني نفس على أخرى": له شاهد من حديث الخشخاش العنبري، سيرد 4/344-345 و5/81.= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 675 [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : وقَالَ أَبِي: قَالَ أَبُو النَّضْرِ، فِي حَدِيثِهِ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَهُوَ (1) يَقُولُ: " يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا " 7106 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمُونَ فِي دَمٍ، فَقَالَ: " الْيَدُ الْعُلْيَا، أُمَّكَ وَأَبَأكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ (2) ، وَأَدْنَاكَ أَدْنَاكَ " قَالَ: فَنَظَرَ (3) فَقَالَ: " مَنْ هَذَا مَعَكَ أَبَا رِمْثَةَ؟ " قَالَ: قُلْتُ: ابْنِي، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " " وَذَكَرَ قِصَّةَ الْخَاتَمِ " (4)   = قال السندي: "أمك" بالنصب، أي: قدم أمك في التصدق، أو عليك أمك، فتصدق عليها، أو أعط. ثم أدناك أدناك: أي: قدم الأقرب على قدر قرابته منك. قوله: "ألا لا تجني نفس على أخرى": ألا: بالتخفيف. لا تجني نفس على أخرى: أي: جنايةُ كُل قاصرةْ عليه، لا تتعدى إلى غيره، بمعنى أنه لا يُقْتلُ بجناية أحد غيره، كأن الرجل أراد أن يقْتُل واحداً على طريق أهل الجاهلية، أنهم يقتلون من القبيلة رجلاً بجناية آخر بينهم، فرد عليه ذلك، بأن الإسلام نسخ عادة الجاهلية. والله تعالى أعلم. (1) كلمة "وهو" ليست في (م) ولا في طبعة الشيخ أحمد شاكر. (2) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: وأبوك ... وأخوك. (3) في (ظ 15) وهامش (س) و (ص) : قال. (4) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وإياد بن لقيط فمن رجال= الحديث: 7106 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 676 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مسلم. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وعبدُ الملك بن عمير: هو ابن سويد الفرسي اللخمي، عاش مئة وثلاث سنين، وتغير حفظُه قبل موته، قال الإمام أحمد: عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جداً مع قلة روايته، ما أرى له خمس مئة حديث، وقد غلط في كثير منها، وقال يحيي بن معين: مخلط، وقال في رواية ابن البرقي عنه: ثقة إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الحافظ في مقدمة "فتح الباري": احتج به الجماعة، وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات، وإنما عيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنه. قلنا: رواية عبد الملك بن عمير عن إياد لهذه أن أبا رمثة أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ابنه، تابعه في ذلك الشيباني كما سيرد 4/163 -والظاهر أنه سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني، وهو ثقة حجة- وقد خالفا في ذلك من رواه عن إياد ممن هو أكثرُ ضبطاً وعدداً، وهم سفيانُ الثوري في الرواية (7104) و (7107) ، وعبيد الله بن إياد في الرواية (7109) و (7116) ، وعبدُ الملك بن سعيد بن أبجر في الرواية (7110) ، وعلى بن صالح في الرواية (7112) ، كلهم قالوا: إن أبا رمثة كان مع أبيه، مما يرجح أن أبا رمثة هو الابن، وتابعهم قيسُ بنُ الربيع في الرواية (7115) ، وصدقةُ بنُ أبي عمران عند الطبراني في "الكبير" 22/ (723) ، ولا يعكر ذلك روايةُ عاصم بن أبي النجود عن أبي رمثة في الرواية (7108) أنه هو الكبير وجاء معه ابنه، لأنه تُكُلم في حفظه. وثمت شيء آخر خالف فيه عبدُ الملك بن عُمير في هذه الرواية، وتابعه عاصم بنُ أبي النجود في الرواية (7108) من أن المختصمين في الدم هم من بني ربيعة، وقد سلف في الرواية السابقة أنهم من بني يربوع، وُيرجح الرواية السابقة ما جاء عند النسائي 8/53-55 بأسانيد متعددة أن الحادثة كانت في بني ثعلبة بن يربوع، ومنها حديث ثعلبة بن زهدم اليربوعي. وسترد قصة الخاتم في الرواية (7109) . الجزء: 11 ¦ الصفحة: 677 7107 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ السَّدُوسِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رِمْثَةَ التَّيْمِيَّ، قَالَ: جِئْتُ مَعَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " أَتُحِبُّهُ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (1) 7108 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِم، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نَاسٌ مِنْ رَبِيعَةَ يَخْتَصِمُونَ فِي دَمِ الْعَمْدِ (2) ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ "، ثُمَّ قَالَ: فَنَظَرَ (3) ، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا أَبَا رِمْثَةَ؟ " فَقُلْتُ: ابْنِي، قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو نُعيم: هو الفضلُ بنُ دُكين، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه الطبراني 22/ (717) من طريق أبي نُعيم، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه أبو داود (4208) ، والنسائي في "المجتبى" 8/140 من طرق عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به. وأخرجه مطولاً ابنُ سعد في "الطبقات" 1/427 من طريق قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به، إلا أنه خالف فيه، فقال: ومعي ابني، بدلاً من: مع أبي، وقبيصةُ ضعيف في سفيان، سمع منه صغيراً. وانظر تعليقنا على الحديث رقم (7106) . (2) كلمة "العمد" ليست في (ظ15) ، وأشير إليها في (س) أنها نسخة. (3) قوله: "ثم قال فنظر"، ليست في (ظ 15) ، وفي (ص) و (ق) و (ظ 1) : قال فنظر. الحديث: 7107 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 678 تَجْنِي عَلَيْهِ "، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِي نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلُ بَعْرَةِ الْبَعِيرِ، أَوْ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ، فَقُلْتُ: أَلَا أُدَاوِيكَ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نَتَطَبَّبُ (1) ؟ فَقَالَ: " يُدَاوِيهَا الَّذِي وَضَعَهَا " (2) 7109 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِيَادٌ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَالَ لِي أَبِي: هَلْ تَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، فَقَالَ لِي (3) أَبِي: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَاكَ، وَكُنْتُ أَظُنُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا لَا يُشْبِهُ النَّاسَ فَإِذَا بَشَرٌ لَهُ وَفْرَةٌ - قَالَ عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ:   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: نطبب. (2) رجاله ثقات رجال الصحيح غير عاصم -وهو ابن بهْدلة، كما صرح به الطبراني في "الكبير" 22/ (713) ، وأخطأ الشيخ أحمد شاكر، فجعله عاصم بن سُليمان الأحول-، فقد روى له أصحابُ السنن والبخاري ومسلم في المتابعات، وهو صدوق حسن الحديث. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وأخرجه ابنُ سعد مختصراً في "الطبقات" 1/427، والطبراني في "الكبير" 22/ (713) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، بهذا الإسناد. وكونُ المختصمين من ربيعة، وكون الذي مع أبي رمثة ابنه سبق تحقيقُ القول فيه في الرواية (7106) فانظره. قال السندي: قوله: نُغْض: بضم نون وتفتح، وسكون غين معجمة، وبضاد معجمة: قيل: هو أعلى الكتف، وقيل: عظم رقيق على طرفه. يداويها: أي: يصلحها وينقيها. (3) كلمة "لي" ليست في (ظ 15) . الحديث: 7109 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 679 ذُو وَفْرَةٍ - وَبِهَا (1) رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، ثُمَّ جَلَسْنَا، فَتَحَدَّثْنَا سَاعَةً، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: " حَقًّا؟ " قَالَ: أَشْهَدُ بِهِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا مِنْ ثَبْتِ شَبَهِي في أَبِي (2) ، وَمِنْ حَلِفِ أَبِي عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "، قَالَ: وَقَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ، قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَى مِثْلِ السِّلْعَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كأَطَبِّ (3) الرِّجَالِ، أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ؟ قَالَ: " لَا، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا " (4)   (1) في (ظ 15) : بها. دون واو. وأشير في هامش (س) إلى أنها نسخة. (2) كذا في جميع النسخ الخطية، وجاء في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: بأبي. وانظر تعليق السندي الآتي. (3) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: لأطب. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. هشام بن عبد الملك: هو أبو الوليد الطيالسي، وعفان: هو ابن مسلم الصفار، وإياد: هو ابن لقيط السدوسي. واخرجه ابنُ سعد في "طبقاته" 1/426، والدارمي 2/199، وابن حبان (5995) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (720) ، والحاكم 2/425، والبيهقي في "السنن" 8/345 من طريق أبي الوليد الطيالسي، بهذا الإسناد، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن سعد 1/426 من طريق عفان، به. وأخرجه ابنُ سعد 1/426، وأبو داود (4206) و (4495) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/281، والدولابي في "الكنى" 1/29، والطبراني في "الكبير"= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 680 • 7110 -[قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   = 22/ (720) ، والبيهقي في "السنن" 8/27 من طرق عن عبيد الله بن إياد، بهذا الإسناد. قال السندي: قوله: له وفْرة: بفتح واو، وسكون فاء، وراء: هي من الشعر ما بلغ شحمة الأذن، وقيل غير ذلك. ثوبان أخضران: أي: بتمامهما، أو أنه كان فيهما خطوط خضر، والمراد بهما: الرداء والإزار. قوله: اشْهدْ به: على صيغة الأمر، أي: كن شاهدا على اعترافي بأنه ابني، أو [أشْهدُ] على صيغة المتكلم، أي: أقر وأعترف بذلك، وفائدةُ هذا الكلام ضمانُ الجنايات بينهما على عادة الجاهلية، فلذلك ردهُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "لا يجني عليك ولا تجني عليه". من ثبت: بفتحتين: في "الصحاح": رجل ثبْت: أي بفتح فسكون: أي: ثابت القلب، ورجل له ثبت بالتحريك، أي: بفتحتين، أي: ثبات، وكذا الثبت بفتحتين: الحجة، والمعنى: تبسم شارعاً في الضحك من أجل ثبوت مشابهتي في أبي، بحيث يُغني ذاك عن الحلف، ومع ذلك حلف أبي. إلى مثل السلْعة، بكسر فسكون: قيل: هي غُدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غُمزت باليد تحركت. (1) هذا الحديث من زوائد عبد الله، ورد كذلك في (ظ15) ، وجاء في هامش (س) و (ص) ما نصه: قوله: حدثني أبي، ساقط من نسخة صحيحة! ونص على أنه من الزوائد الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 6/227. وجاء في متن (س) و (ص) و (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ. الحديث: 7110 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 681 قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبِي: إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، فَأَرِنِي هَذِهِ السِّلْعَةَ الَّتِي بِظَهْرِكَ، قَالَ: " وَمَا تَصْنَعُ بِهَا؟ " قَالَ: أَقْطَعُهَا، قَالَ: " لَسْتَ بِطَبِيبٍ، وَلَكِنَّكَ رَفِيقٌ (1) ، طَبِيبُهَا الَّذِي وَضَعَهَا " وَقَالَ غَيْرُهُ: " خَلَقَهَا (2) " (3) • 7111 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : (4) حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي (5) الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّيْمِيِّ تَيْمَ الرِّبَابِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعِي   (1) جاء في هامش (ص) و (ق) و (ظ 1) ما نصه: بالفاء، أي: أنت ترفق بالمريض، وتتلطفُ به، والله الذي يبرئه ويعافيه. (2) في (ق) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: الذي خلقها. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. حسين بن علي: هو الجُعْفي، وابنُ أبجر: هو عبد الملك بن سعيد. وأخرجه الشافعي في "مسند" 2/98، والحميدي (866) ، وأبو داود (4207) ، والنسائي في "المجتبى" 8/53، والطبراني في "الكبير" 22/ (715) ، والبيهقي في "السنن" 8/27، والبغوي (2534) من طريق سفيان بن عيينة، والطبراني في "الكبير" 22/ (716) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، كلاهما عن ابن أبجر، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق ابن عيينة 4/163. (4) وقع الحديث في (م) و (ق) من رواية الإمام أحمد، وهو خطأ. (5) كلمة "أبي" سقطت من (م) . الحديث: 7111 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 682 ابْنِي، فَأَرَيتهِ (1) إِيَّاهُ، فَقُلْتُ لِابْنِي: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَتْهُ الرِّعْدَةُ، هَيْبَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ أَطِبَّاءَ، فَأَرِنِي ظَهْرَكَ، فَإِنْ تَكُنْ سِلْعَةً أَبُطُّهَا، وَإِنْ تَكُنْ (2) غَيْرَ ذَلِكَ أَخْبَرْتُكَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ إِنْسَانٍ أَعْلَمَ بِجُرْحٍ (3) أَوْ خُرَاجٍ مِنِّي، قَالَ: " طَبِيبُهَا اللهُ "، وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، لَهُ شَعَرٌ قَدْ عَلَاهُ الشِّيبُ (4) ، وَشَيْبُهُ أَحْمَرُ، فَقَالَ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قُلْتُ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: " ابْنُ نَفْسِكَ؟ " قُلْتُ: أَشْهَدُ بِهِ، قَالَ: " فَإِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (5)   (1) كذا في (ظ 15) وعليها علامة الصحة، ووقع في باقي النسخ: فأرانيه، وجاء في هامش (س) ما نصه: كذا، فأرانيه، في أصلين، مضبب عليه في أحدهما، وفي أصل آخر: فأريته، وهو الموافق لقوله: فقال أبي: أتدري من هذا. قلنا: بل الموافق لقوله: "أتدري من هذا" هو قوله: فأرانيه، وقد حققنا القول في أن أبا رمثة كان مع أبيه لا مع ابنه. انظر الرواية (7106) . وقد قال السندي: قوله: فأريته، على صيغة المتكلم من الإراءة، هكذا في أصلنا، وفي بعض الأصول: أرانيه، على صيغة الغيبة، وهو غير ملائم بالمقام، ولعله تصحيف. (2) في (ق) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: تك. (3) في (م) بخرج. وفي (ظ 15) : بخراج أو جراح. وفي هامشها كما هو مثبت. (4) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: الْمَشِيبُ. (5) رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد فمن رجال النسائي، وهو ثقة، وسعيد بن أبي الربيع -وهو سعيد بن أشعث- فمن رجال "التعجيل"، روى عنه= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 683 • 7112 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا جَالِسًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ أَبِي: تَدْرِي مَنْ هَذَا؟ هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ، " إِذَا رَجُلٌ ذُو وَفْرَةٍ، بِهِ رَدْعٌ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ " (1)   = جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الإمام أحمد: ما أراه إلا صدوقاً. أبو عوانة: هو الوضّاح اليشكري، ووقع في سياقة هذا الحديث أن أبا رمثة هو الأب، وهو خطأ بيناه في الرواية (7106) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/427، والطبراني في "الكبير" 22/ (724) ، والحاكم 2/607 من طرق عن عبد الملك بن عمير، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (719) من طريق الشيباني، عن إياد بن لقيط، به. وهذه الطريق سترد 4/163. قال السندي: قولُه: أبطها: بتشديد الطاء، أي: أشقها، والبط: شق نحو الدُمل والخراج. خُراج: بضم معجمة وخفّة راء: القرحة. قد علاه الشيب، أي: غلبه حتى دخل فيه، وظهر، وليس المراد أنه شاب غالبُه، حتى يُنافي ما صح من خلافه. وشيبه أحمر: لما به من لطخ الحناء كما سبق. قلنا: قد نُسب إيادُ بنُ لقيط في الإسناد العجلي، من باب التجوز، فهو السدُوسي كما مر غير مرة، وسدُوس وعجْل كلاهما من ربيعة، ويلتقيان عند صعب بن علي بن بكر بن وائل. انظر "الأنساب" (السدُوسي) و (العجْلي) ، و"جمهرة أنساب العرب" لابن حزم ص 309-317. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. محمد بن بشر: هو العبدي، وعلي بن صالح: هو ابن= الحديث: 7112 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 684 • 7113 -[قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، غَيْرَ مَرَّةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ التَّيْمِيِّ (1) : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي ابْنٌ لِي، فَقَالَ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قُلْتُ: أَشْهَدُ بِهِ، قَالَ: " لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "، قَالَ: وَرَأَيْتُ الشَّيْبَ أَحْمَرَ (2) • 7114 -[قال عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا   = صالح بن حي الهمْداني الكوفي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (721) من طريق عبد الله بن داود، عن علي بن صالح، بهذا الإسناد. وسيرد الحديث من رواية الإمام أحمد، عن وكيع، عن علي بن صالح، به، 4/163. (1) في (ظ 15) : التميمي، وضُبب عليها. (2) رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. هشيم: هو ابن بشير. وبيْنا في الرواية (7106) أن الصواب أن أبا رمثة كان مع أبيه لا مع ابنه. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (44) عن أحمد بن منيع، وابن الجارود في "المنتقى" (770) عن زياد بن أيوب، كلاهما عن هشيم، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا أحسن شيء رُوي في هذا الباب وأفسر، لأن الروايات الصحيحة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يبلُغ الشيب. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" أيضاً (42) من طريق شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير، به. الحديث: 7113 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 685 يَزِيدُ (1) يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ رَجُلٍ، هُوَ ثَابِتُ بْنُ مُنْقِذٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبِي (2) إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَلَقِينَاهُ، فَقَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ، هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَكُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُشْبِهُ النَّاسَ، فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ وَفْرَةٌ، وبِهَا (3) رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، عَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، قَالَ: فكَأَنِّي (4) أَنْظُرُ إِلَى سَاقَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لِأَبِي: " مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ " قَالَ: هَذَا وَاللهِ ابْنِي، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَلِفِ أَبِي عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: " صَدَقْتَ (5) ، أَمَا إِنَّكَ لَا تَجْنِي عَلَيْهِ، وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ "، قَالَ: وَتَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] (6)   (1) في (م) : زيد، وهو خطأ. (2) في (ظ 15) : وابني، وضبب عليها. قلنا: لأن الصواب: وأبي. (3) في (ظ 15) : بها، دون واو. وأشير إلى الواو في (س) أنها نسخة. (4) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: كأني (5) في (ق) : صدقتك. (6) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال ثابت بن منقذ، ترجمه الحسيني في "الإكمال" ص 58، وقال: ليس بمشهور، وتابعه الحافظ في "التعجيل" ص 63. وصدقة بن أبي عمران، قال ابن معين في رواية إسحاق بن منصور عنه: لا أعرفه، -قال ابن أبي حاتم: يعني لا أعرف حقيقة أمره-، وقال في رواية أبي داود: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: صدوقٌ، شيخ صالح، ليس بذاك المشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني في "السنن" 4/20 في إسناد فيه= الجزء: 11 ¦ الصفحة: 686 • 7115 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ، فَأَتَيْنَا رَجُلًا مِنَ الْهَاجِرَةِ، جَالِسًا فِي ظِلِّ بَيْتِهِ (1) وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ، وَشَعْرُهُ وَفْرَةٌ، وَبِرَأْسِهِ (2) رَدْعٌ مِنْ حِنَّاءٍ، قَالَ: فَقَالَ لِي أَبِي: أَتَدْرِي (3) مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَتَحَدَّثْنَا طَوِيلًا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبِي: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ طِبٍّ، فَأَرِنِي الَّذِي بِبَاطِنِ   = صدقةُ هذا: رواته مجهولون وضعفاء. وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. شيبان بن أبي شيبة: هو شيبان بن فروخ الحبطي. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/294 عن محمد بن عمرو، عن عمرو بن عاصم، عن يزيد بن إبراهيم التستري، عن صدقة بن أبي عمران، عن أبي رمثة، وقال: هذا مرسل. قلنا: يعني لانقطاع ما بين صدقة وأبي رمثة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" 22/ (723) من طريق يزيد بن إبراهيم التستري، و (722) من طريق سعدان بن يحيى، كلاهما عن صدقة بن أبي عمران، عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة. وقد سلف بإسناد صحيح برقم (7109) . وقوله: فلما كنا في بعض الطريق فلقيناه: سلف في الرواية الصحيحة (7112) أنهما رأيا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً في ظل الكعبة حين حجا، وذاك يكون عام حجة الوداع. (1) في (ق) : بيت، ولعل الصواب: البيت، يعني الكعبة، كما ورد مصرحاً به في الرواية (7112) . وكلمة "جالساً" رسمت في (ظ 15) : جالس، وضبب فوقها. (2) في (ق) : برأته، دون واو. (3) في (ظ 15) : تدري. دون همزة استفهام. الحديث: 7115 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 687 كَتِفِكَ، فَإِنْ تَكُ سِلْعَةً قَطَعْتُهَا، وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ أَخْبَرْتُكَ، قَالَ (1) : " طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا "، قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ، فَقَالَ لَهُ: " ابْنُكَ هَذَا؟ " قَالَ: أَشْهَدُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرْ مَا تَقُولُ؟ " قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِشَبَهِي بِأَبِي، وَلِحَلِفِ أَبِي عَلَيَّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا هَذَا، لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (2) • 7116 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَالَ أَبِي: هَلْ تَدْرِي (3) مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَاقْشَعْرَرْتُ حِينَ قَالَ ذَلِكَ، وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ لَا يُشْبِهُ النَّاسَ، فَإِذَا بَشَرٌ ذُو وَفْرَةٍ، وَبِهَا (4) رَدْعُ حِنَّاءٍ، وَعَلَيْهِ بُرَدَانِ أَخْضَرَانِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ أَبِي، ثُمَّ جَلَسْنَا، فَتَحَدَّثْنَا   (1) في (ظ 15) : فقال. (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف قيس بن الربيع، وباقي رجاله ثقات رجاد الصحيح، غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وسلف برقم (7106) و (7109) . وسيأتي من رواية الإمام أحمد، بهذا الإسناد 4/163. (3) في (ق) : أتدري. (4) في (ق) و (ظ 15) : بها. دون واو. وأشير إلى الواو في (س) أنها نسخة. الحديث: 7116 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 688 سَاعَةً، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي: " ابْنُكَ هَذَا؟ "، قَالَ: إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: " حَقًّا؟ "، قَالَ: أَشْهَدُ بِهِ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَاحِكًا مِنْ تَثْبِيتِ شَبَهِي بِأَبِي، وَمِنْ حَلِفِ أَبِي عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ "، وَقَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى مِثْلِ السِّلْعَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كَأَطَبِّ الرِّجَالِ، أَلَا أُعَالِجُهَا لَكَ؟ قَالَ: " لَا، طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا " (1) * 7117 - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ (2) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وسلف برقم (7109) ، وذكرنا شرحه هناك. قال السندي: قوله: وكنت أظن أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً لا يشبه الناس: هكذا في النسخ: شيئاً، بالنصب، والوجه بالرفع، على أنه خبر "أن" فيمكن أن النصب على أنه مفعول مطلق لقوله: لا يشبه والخبرُ جملةُ لا يشبه، أي: لا يشبه الناس شيئاً من الشبه، أو على أنه حال، والخبر مقدر مثل كائن وموجود حال كونه شيئاً، أو على لغة من ينصب الخبر، أو علي أنه خبر كان مقدراً. والله تعالى أعلم. (2) في (س) و (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: أتيت، وجاء في هامش (س) : رأيت، وعليها علامة الصحة. الحديث: 7117 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 689 أَخْضَرَانِ " (1) • 7118 -[قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : حَدَّثَنِي شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وَلَمْ أَكُنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، فَقُلْتُ لِابْنِي: هَذَا وَاللهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ ابْنِي يَرْتَعِدُ، هَيْبَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ، وَإِنَّ أَبِي كَانَ طَبِيبًا، وَإِنَّا أَهْلُ بَيْتِ طِبٍّ، وَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيْنَا مِنَ الْجَسَدِ عِرْقٌ وَلَا عَظْمٌ، فَأَرِنِي هَذِهِ الَّتِي عَلَى كَتِفِكَ، فَإِنْ كَانَتْ سِلْعَةً قَطَعْتُهَا، ثُمَّ دَاوَيْتُهَا، قَالَ: " لَا، طَبِيبُهَا اللهُ "، ثُمَّ قَالَ: " مَنْ هَذَا الَّذِي مَعَكَ؟ " قُلْتُ: ابْنِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: " ابْنُكَ؟ " قَالَ: ابْنِي، أَشْهَدُ بِهِ، قَالَ: " ابْنُكَ هَذَا لَا يَجْنِي   (1) إسناد أحمد صحيح على شرط مسلم، وإسناد ولده عبد الله صحيح. وأخرجه الترمذي (2812) ، والنسائي في "المجتبى" 3/185 عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن إياد. قلنا: قد تابع عبيد الله بن إياد سفيانُ الثوري في الرواية (7104) و (7107) ، وعبد الملك بنُ سعيد بن أبجر في الرواية (7110) ، وعليُّ بن صالح في الرواية (7112) ، وغيرهم كما سلف مبسوطاً في تخريج الرواية (7106) . الحديث: 7118 ¦ الجزء: 11 ¦ الصفحة: 690 عَلَيْكَ، وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ " (1) [آخر مسند أبي رمثة، وسيتكرر مسنده 4/163]   (1) رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وأخرجه مختصراً الدارمي 2/198-199، والنسائي في "المجتبى" 8/204، من طريقين عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وقد حققنا القول في الرواية (7106) أن أبا رمثة هو الابن كان مع أبيه. وقوله: قدمت المدينة، سلف في الرواية الصحيحة (7112) أنه رآه حين حج جالساً في ظل الكعبة. وانظر (7109) ففيها شرح الحديث. الجزء: 11 ¦ الصفحة: 691 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241هـ) حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط عادل مرشد الجزء الثاني عشر مؤسسة الرسالة الجزء: 12 ¦ الصفحة: 1 النسخ الخطية المعتمدة في مسند أبي هريرة: 1- نسخة المكتبة الظاهرية (ظ 3) . 2- نسخة الحافظ ابن عساكر (عس) . 3- نسخة المعهد العلمي بحائل (ل) . 4- نسخة مكتبة كوبريللي (ك) . 5- نسخة دار الكتب المصرية (س) . 6- نسخة المكتبة القادرية ببغداد (ق) . 7- نسخة مكتبة الأوقاف العامة بالموصل (ص) . 8 - وضعنا رقم الجزء والصفحة من الطبعة الميمنية في هامش هذه الطبعة، وأشرنا في الحواشي إلى أهم فروقها وما وقع فيها من سقط أو تحريف، ورمزنا إليها بـ (م) . الرموز المستعملة في زيادات عبد الله بن أحمد، ووجاداته، وما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره، هي: • دائرة صغيرة سوداء لزياداته. ° دائرة صغيرة بيضاء لوجاداته. * نجمة مدورة لما رواه عن أبيه وعن شيخ أبيه أو غيره. ستأتي إحصائية الأحاديث الصحيحة والحسنة والضعيفة في الجزء الأخير من مسند أبي هريرة إن شاء الله. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 2 مقدمة التحقيق الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وبعد: فقد يسر الله لنا تحقيق وشرح مسند أبي هريرة رضي الله عنه على وجه تقر به عيون أهل الفضل وتبتهج له نفوسهم، فإن أهل العلم بهذا الفن يعلمون ما يعانيه الباحث في تحقيق مسند أبي هريرة والذي بلغت أحاديثه (3870) حديثا. ولقد هيأ الله لنا أصحابا قد شدوا طرفا من هذا العلم، فعملوا معنا وتحت إشرافنا زمنا ليس بالقليل، حتى حصلت لهم درية بهذا الفن، أهلتهم لأن يسهموا في خدمة هذا "المسند"، فكانوا نعم العون لنا في كل ذلك، وهم: عامر منير، وهيثم عبد الغفور، وسعيد محمد اللحام، وأحمد الجزار بشناق، وأحمد عبد الله، وأحمد برهوم، وعبد اللطف حرز الله. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدنا بعونه وتوفيقه لإتمام تحقيق وشرح ما تبقى من "المسند"، وأن يمهد لنا السبيل، ويذلل لنا العقبات، وأن يجنبنا الخطأ والزلل فيما نحن آخذون بسبيله، وأن يجعل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم. هذا وقد حصلنا على قطعتين خطيتين من مسند أبي هريرة لم يسبق لهما وصف في مقدمة التحقيق، وهما: 1- قطعة مصورة من مكتبة كوبريللي، وتقع في (208) ورقات، تبتدىء الجزء: 12 ¦ الصفحة: 7 من الحديث رقم (8988) ، وتنتهي بآخر مسند أبي هريرة. وهذه القطعة لم يذكر تاريخ نسخها، ولا الناسخ لها. وهي غير مقروءة ولا مسموعة، ويقع فيها أخطاء كثيرة، فهي في مجملها نسخة مؤوفة لا يصلح الاعتماد عليها، وإن صححنا منها شيئا - وهو نادر جدا - فالرمز إليها بحرف (ك) . 2- قطعة مصورة من مكتبة المعهد العلمي بحائل، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهي المرموز لها بحرف (ل) . تقع هذه القطعة في (247) ورقة، وتبتدىء من الحديث رقم (7672) ، وتنتهي بآخر مسند أبي هريرة. وهي نسخة جيدة، نسخت سنة 816 هـ بدار الندوة بالمسجد الحرام تجاه الكعبة المعظمة، ولم يذكر فيها اسم ناسخها. وهذه القطعة قد قرأها غير واحد من أهل العلم عند الكعبة، كما جاء ذلك مثبتا في آخرها. تنبيه: لمسند أبي هريرة قطعة ثالثة، وهي من نسخة الحافظ ابن عساكر، وقد سلف وصفها في مقدمة التحقيق عند وصف النسخ الخطية برقم (11) ، وفاتنا هناك أن ننبه إلى الرمز الذي استعملناه لها، فهي حيث وجدت فالرمز إليها بـ (عس) . ونشير هنا إلى أنه وقع في نسختنا المصورة عن هذه القطعة نقص ابتدأ من الحديث (8419) وانتهى بالحديث (8586) . شعيب الأرنؤوط عادل مرشد الجزء: 12 ¦ الصفحة: 8 مُسْنَدُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ   ترجمة أبي هريرة رضي الله عنه هو الإمام الفقيه المجتهد الحافظ، صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أبو هريرة الدوسي اليماني، سيد الحفاظ الأثبات. اختلف في اسمه واسم أبيه على أقوال كثيرة، أرجحها: عبد الرحمن بن صخر، وهو مشهور بكنيته حتى غلبت على اسمه، وسبب كنيته إنه كان يعتني بهرة برية عندما كان يرعى الغنم لأهله، فكني بها. أسلم أبو هريرة على يدي الطفيل بن عمرو الدوسي، وقدم معه على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة سبع وهو في خيبر، فكان أول مشهد شهده مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم شهد المشاهد كلها فيما بعد. صحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولزمه ما يقرب من أربع سنين حتى توفي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حمل خلالها عنه علما كثيرا طيبا مباركا فيه، لم يلحق في كثرته، وحمل أيضا عن أبي بكر وعمر وأبي بن كعب وأسامة بن زيد وعائشة والفضل بن عباس وبصرة بن أبي بصرة، وكذا حمل عن كعب الأحبار. وحدث عنه خلق من الصحابة وغيرهم، فبلغ عدد من روى عنه ثمان مئة أو أكثر. ولما هاجر كان معه مملوك له، فهرب منه في الطريق، ثم وجده في المدينة فأعتقه لوجه الله تعالى. ثم جاع أبو هريرة واحتاج ولزم المسجد، فكان من أصحاب الصفّة. كان أبو هريرة من أحفظ الصحابة -إن لم يكن أحفظهم-، حتى قيل: كان حفظه الخارق من معجزات النبوة، فقد روى الشيخان عن أبي هريرة نفسه أنه قال: إنكم تقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتقولون: ما الجزء: 12 ¦ الصفحة: 9 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   للمهاجرين والأنصار لا يحدثون مثله، وإن إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان إخواني من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم، وكنت امرأ مسكينا من مساكين الصفة، ألزم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ملء بطني، فاحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث يحدثه يوما: " إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي، ثم يجمع إليه ثوبه، إلا وعى ما أقول " فبسطت نمرة على، حتى إذا قضى مقالته، جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك من شيء. قال الشافعي: أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره. ومع ذلك فقد كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لا يرى أن يكثر أبو هريرة الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد أخرج أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/286 بإسناد صحيح عن السائب بن يزيد، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو لألحقنك بأرض دوس. قال الذهبي: هكذا هو كان عمر رضي الله عنه يقول: أقلوا الحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث، وهذا مذهب لعمر ولغيره. وقد كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم، وله في ذلك أخبار كثيرة، ذكر جانبا منها ابن كثير في " البداية والنهاية ". استعمله عمر بن الخطاب على البحرين، وكان مروان بن الحكم يستخلفه على إمارة المدينة في عهد معاوية بن أبي سفيان. وكان ممن نصر أمير المؤمنين عثمان بن عفان يوم الدار، فحمل سيفه ووقف على باب عثمان مدافعا عنه، إلا أن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه صرفه ومنعه من القتال. توفي أبو هريرة رضي الله عنه سنة تسع وخمسين على المشهور، وكانت سنه إذ ذاك ثمانيا وسبعين سنة، فصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان نائب المدينة، وكان فيمن صلى عليه ابن عمر وأبو سعيد الخدري وخلق من الصحابة والتابعين، الجزء: 12 ¦ الصفحة: 10 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   وكان ذلك عند صلاة العصر، وكانت وفاته في داره بالعقيق، فحمل إلى المدينة فصلي عليه، ثم دفن بالبقيع، رحمه الله ورضي عنه. انظر "سير أعلام النبلاء" للذهبي 2/578-632، و"البداية والنهاية" لابن كثير 8/107-118. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 11 7119 - أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَمِينُكَ عَلَى مَا يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبُكَ " (1)   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي صالح -ويقال له: عباد-، فقد روى له مسلم هذا الحديث الواحد، ووثقه ابن معين، وقال الساجي، وتبعه الأزدي: ثقة، إلا أنه روى عن أبيه ما لم يتابع عليه، وقال الذهبي في "الكاشف": مختلف في توثيقه، وحديثه حسن، وقال في "الميزان": صالح الحديث، قلنا: لكن قال البخاري: منكر الحديث، وذكره ابن حبان والعقيلي في "الضعفاء"، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث. وأخرجه الدارقطني 4/157، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/118-119 من طريق أحمد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2349) ، ومسلم (1653) ، وأبو داود (3255) ، وابن ماجه (2121) ، والترمذي في "سننه" (1354) ، وفي "العلل" 1/552، وبحشل في "تاريخه" ص 249، والعقيلي في "ضعفائه" 2/251، وابن عدي في "الكامل" 4/1650، والدارقطني 4/157 و158، والحاكم 4/303، وأبو نعيم في "الحلية" 9/225 و10/127، والبيهقي في "السنن الكبرى" 10/65، وفي "الصغرى" الحديث: 7119 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 13 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (4047) ، والبغوي في "شرح السنة" (2514) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 15/119 من طرق عن هشيم، به. سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: صحيح إن شاء الله، وقال الترمذي في "السنن": هذا حديث حسن غريب، وعبد الله بن أبي صالح هو أخو سهيل بن أبي صالح، لا نعرفه إلا من حديث هشيم، عن عبد الله بن أبي صالح. وقال الترمذي أيضا في كتاب "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: هو حديث هشيم لا أعرف أحدا رواه غيره، وقد تعقبه المزي، فقال: هكذا قال الترمذي، وقد رواه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة. قلنا: لكن هذه الطريق لا يفرح بها، فعبد الله بن سعيد متروك. وأخرجه مسلم (1653) ، وابن ماجه (2120) ، والقضاعي (259) ، والبيهقي في "الكبرى" 10/65، وفي "الصغرى" (4048) ، والبغوي (2515) من طريق يزيد بن هارون، عن هشيم، به، لكن بلفظ: "اليمين على نية المستحلف". وسيأتي الحديث برقم (8378) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. وله طريق آخر عند ابن عدي في "الكامل" 7/2677 حدثنا علي بن الحسن بن سليمان القافلاني، حدثنا رزق الله بن موسى، عن يحيى بن أبي الحجاج، حدثنا عوف -هو ابن أبي جميلة-، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن في المتابعات. وله شاهد عند عبد الرزاق في "المصنف" (16022) عن ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن الثقة من أهل المدينة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال، فذكره. وهذا إسناد فيه جهالة وإرسال، أما الجهالة فمن جهة أن إسماعيل بن أمية لم يسم الذي روى عنه حتى نتبين حاله، وكونه ثقة عنده لا يلزم منه أنه كذلك عند الآخرين، قال السيوطي في "التدريب": وإذا قال: حدثني الثقة أو نحوه من غير أن يسميه لم يكتف به في التعديل على الصحيح حتى يسميه، لأنه وإن كان ثقة الجزء: 12 ¦ الصفحة: 14 7120 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، وَهِشَامٌ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (1)   =عنده فربما لو سماه، لكان ممن جرحه غيره بجرح قادح، بل إن إضرابه عن تسميته ريبة توقع ترددا في القلب، بل زاد الخطيب أنه لو صرح بأن كل شيوخه ثقات، ثم روى عمن لم يسمه، لم يعمل بتزكيته، لجواز أن يعرف إذا ذكره بغير العدالة. وأما الإرسال فمن جهة أن إسماعيل بن أمية -وهو ثقة من رجال الشيخين- من أتباع التابعين ولا يروي إلا عن تابعي. وآخر عن عائشة موقوفا عليها عنده أيضا (16023) عن ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن كثير، عن عائشة، قالت: اليمين على ما صدقت به. وهذا إسناد فيه انقطاع بين إسماعيل وعائشة. قوله: "يمينك على ما يصدقك ... "، قال الترمذي في "سننه": العمل على هذا عند بعض أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق، وروي عن إبراهيم النخعي (هو عند عبد الرزاق في "مصنفه" برقم 16025) أنه قال: إذا كان المستحلف، ظالما، فالنية نية الحالف، وإذا كان المستحلف مظلوما، فالنية بنية الذي استحلف. وقال البغوي في "شرح السنة" في معناه: أي: يجب أن تحلف على ما يصدقك به صاحبك إذا حلفت. وقال السندي في "الحاشية": المعنى: يمينك واقع على نية يصدقك المستحلف على تلك النية، ولا تؤثر التورية فيه، وهذا إذا كان للمستحلف حق الاستحلاف، وإلا فالتورية نافعة قطعا، وعليه يحمل ما جاء أن رجلا حلف على أن فلانا أخي، فخلي سبيله، فأخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فقال: "صدقت، المسلم أخو المسلم" رواه أبو داود (3256) عن سويد بن حنظلة، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن زاذان، وهشام: هو ابن حسان، وابن سيرين: هو محمد.= الحديث: 7120 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 15 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/45 و46، وفي "الكبرى" (5833) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 3/204 من طريق عبد الله بن عون، ومن طريق أيوب السختياني، كلاهما عن ابن سيرين، به. وسيأتي برقم (9327) و (10395) و (10484) و (10587) . وأخرجه البخاري (2355) من طريق أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7254) و (8252) و (8971) و (9005) و (10147) و (10394) . قوله: "جبار"، قال السندي: بضم جيم، وخفة موحدة، أي: هدر. والمعدن، قال: بكسر الدال، قالوا: إذا استأجر إنسان آخر لاستخراج معدن، أو لحفر بئر، فانهار عليه، أو وقع فيها إنسان فلا ضمان عليه إذا كان في ملكه. والعجماء، قال: أي: البهيمة، لأنها لا تتكلم، وكل ما لا يقدر على الكلام فهو أعجم "جبار"، أي: إذا جرحت إنسانا فهو هدر، قال الخطابي: هذا إذا لم يكن معها قائد ولا سائق. وفي الركاز، قال: بكسر راء وتخفيف كاف آخره زاي معجمة، من ركزه: إذا دفنه، والمراد الكنز الجاهلي المدفون في الأرض، وإنما وجب فيه الخمس لكثرة نفعه، وسهولة أخذه. قلنا: ذكر مالك في "الموطأ" 1/250، ونقله عنه أبو عبيد في "الأموال" ص 339: أن الركاز دفن الجاهلية الذي يؤخذ من غير أن يطلب بمال، ولا يتكلف له كبير عمل. وروى البيهقي في "المعرفة" من طريق الربيع، قال: قال الشافعي: والركاز الذي فيه الخمس دفن الجاهلية ما وجد في غير ملك لأحد، وذهب أبو حنيفة والثوري وغيرهما إلى أن المعدن كالركاز، واحتجوا بقول العرب: أركز الرجل: إذا أصاب ركازا، وهي قطع من الذهب تخرج من المعادن، هذا قول الخليل وأبي= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 16 7121 - أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَآهُ يُقَبِّلُ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَقَالَ لَهُ: تُقَبِّلْهُ (1) يَا رَسُولَ اللهِ؟ لَقَدْ وُلِدَ لِي عَشْرَةٌ، مَا قَبَّلْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مَنْ لَا يَرْحَمُ، لَا يُرْحَمُ " (2)   =عبيد، وفي "النهاية" لابن الأثير: الركاز عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند أهل العراق: المعادن، والقولان تحتملهما اللغة، لأن كلا منهما مركوز في الأرض، أي: ثابت. والحجة للجمهور تفرقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المعدن وبين الركاز بواو العطف، فصح أنها غيره. وقال الشيخ أنور الكشميري في "فيض الباري" 3/53: والركاز عندنا (يعني الحنفية) يطلق على الدفين والمخلوق في الأرض سواء، نعم المعدن والكنز متقابلان، فالمعدن: ما خلق في الأرض، والكنز: ما دفن فيها، والخمس عندنا فيهما إلا في دفائن أهل الإسلام، فإن حكمها حكم اللقطة. وقال الشافعي: الركاز هو الدفين، ولا خمس عنده في المعدن. (1) في (م) : لا تقبله، وهو خطأ، وفي (عس) : أتقبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، هشيم -وهو ابن بشير- صرح بالتحديث عند الخطيب البغدادي في "تاريخه" فانتفت شبهة تدليسه، وقد توبع. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه أبو يعلى (5892) و (5983) و (6113) ، والخطيب في "تاريخه" 10/177 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5997) ، وفي "الأدب المفرد" (91) ، والبغوي (3446) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والخطيب في "الأسماء المبهمة" = الحديث: 7121 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 17 7122 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ شُعْبَةَ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ (2) مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ، فَقَالَ: أَسْبِغُوا   = ص 401 من طريق سليمان بن كثير، كلاهما عن الزهري، به. وقال فيه سليمان بن كثير بدل "عيينة بن حصن": الأقرع بن حابس. وأخرجه بنحوه ابن حبان (5596) و (6975) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 86 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به، وهذا سند حسن. وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/144، وهناد في "الزهد" (1330) ، وأبو أحمد العسكري في "تصحيفات المحدثين" 1/383-384، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 402 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، مرسلا. وسيأتي الحديث برقم (7289) عن سفيان بن عيينة، و (7649) من طريق معمر، و (10673) من طريق محمد بن أبي حفصة، ثلاثتهم عن الزهري، به. وفيه عندهم "الأقرع بن حابس" بدل: عيينة بن حصن، وهو أرجح. وفي الباب عن جرير بن عبد الله، متفق عليه، وصححه ابن حبان (465) . وعن جابر بن عبد الله عند ابن أبي شيبة 8/529. وعن ابن عمر عند البزار (1952- كشف الأستار) ، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/187، وقال: رواه البزار والطبراني، وفيه عطية، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وفي الباب أيضا عن غير واحد من الصحابة. قال السندي: المعنى: أن تقبيل الصغير من باب الرحمة على من يستحقها، فلا ينبغي تركه، فإن الذي لا يرحم المستحق للرحمة، لا يرحمه الله تعالى. (1) في (م) والأصول الخطية: شعيب، وهو تحريف، والتصويب من (عس) و"أطراف المسند" 2/ورقة 126، ومن المواضع التي سيتكرر فيها الحديث، ومن مصادر التخريج. (2) كذا في (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: قال. الحديث: 7122 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 18 الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، فقد صرح هشيم بالتحديث عند أبي نعيم، وقد توبع. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني. وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/64 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2486) ، وابن أبي شيبة 1/26، وإسحاق بن راهويه (48) و (49) ، والدارمي (707) ، والبخاري (165) ، ومسلم (242) (29) ، والنسائي في "المجتبى" 1/77، وفي "الكبرى" (113) ، وابن الجارود (78) ، وأبو عوانة 1/251، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1163) ، والطحاوي 1/38، والبيهقي 1/69 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (242) ، والبيهقي 1/69 من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به. وسيأتي برقم (7816) و (9265) و (9283) و (9304) و (9554) و (10024) و (10092) و (10248) و (10459) ، وانظر (7791) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البخاري (60) ، ومسلم (241) ، وسلف عند المصنف برقم (6809) . وعن عائشة عند مسلم (240) ، وسيأتي 6/40. وعن عبد الله بن الحارث، سيأتي 4/190. وعن معيقيب، سيأتي 3/426. وعن جابر بن عبد الله، أخرجه ابن ماجه (454) ، وأبو عوانة 1/252، والطحاوي 1/38. وعن خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعمرو بن العاص عند ابن ماجه (455) . وعن أبي أمامة وأخيه، أورده الهيثمي في "المجمع" 1/240، وقال: رواه= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 19 7123 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - وَاللهُ أَعْلَمُ أَقَالَ الثَّالِثَةَ أَمْ لَا -، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ يُحِبُّونَ السَّمَانَةَ، يَشْهَدُونَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا " (1)   = الطبراني في "الكبير" (8109 - 8116) من طرق، في بعضها: عن أبي أمامة وأخيه، وفي بعضها: عن أبي أمامة فقط، وفي بعضها: عن أخيه فقط. قوله: "ويل للأعقاب ... "، قال أبو محمد البغوي في "شرح السنة" 1/429: أي: لأصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها، كما قال الله سبحانه وتعالى: (واسأل القرية) [يوسف: 82] ، أي: أهل القرية. وقيل: أراد أن العقب يخص بالعذاب إذا قصر في غسلها، والعقب: ما أصاب الأرض من مؤخر الرجل إلى موضع الشراك. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (35) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، دون قوله: "ثم يجيء ... الخ" وأخرجه مسلم (2534) من طريق هشيم، به. وأخرجه الطيالسي (2550) من طريق هشام الدستوائي، ومسلم (2534) ، والطحاوي في "المشكل" (2468) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن أبي بشر، به. وسيأتي برقم (9318) و (10211) . وفي الباب عن ابن مسعود، والنعمان بن بشير، وعمران بن الحصين، وبريدة الأسلمي، وعائشة، وهي في "المسند" على التوالي (3594) ، 4/267، 4/426، 5/350، 6/156.= الحديث: 7123 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 20 7124 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدَ عَيْنَ مَالِهِ عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ أَفْلَسَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِمَّنْ سِوَاهُ " (1)   = قوله: "خير أمتي القرن"، قال السندي: خيرية القرن لا تدل على خيرية كل فرد من ذلك القرن على كل فرد من القرن المفضول، وإلا لكان كل ما بقي خيرا من كل من كان بعده، وهو منتف، بل يكفي في خيرية القرن غلبة الصلاح. والسمانة -بفتح سين-: والمراد كثرة اللحم بالاكتساب بالتوسع في المأكل والمشرب، وأما كثرته خلقة، فغير معيوب، نعم قد يقال: محبته معيوبة. وقوله: "قبل أن يستشهدوا"، أي: يطلب منهم الشهادة، والمراد: أن الناس لا يطلبون منهم الشهادة، لعلمهم بأن لا شهادة عندهم، فهذا كناية عن شهادتهم بالزور، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري. وأخرجه مسلم (1559) (22) ، وأبو يعلى (6470) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (43) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/678، والشافعي في "الأم" 3/199، وفي "المسند" 2/162 و162-163، وعبد الرزاق (15160) و (15161) ، والطيالسي (2507) ، وابن أبي شيبة 6/35-3 و14/275-27، والبخاري (2402) ، ومسلم (1559) ، وأبو داود (3519) ، وابن ماجه (2358) ، والترمذي (1262) ، والنسائي في "المجتبى" 7/311، والباغندي (35) و (36) و (37) و (38) و (39) و (40) و (44) ، والطحاوي 4/164، وابن حبان (5036) و (5037) ، والدارقطني 3/29 و30، والبيهقي في "السنن" 6/44-45 و45، وفي "معرفة السنن والآثار" (3628) = الحديث: 7124 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 21 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = و (3629) و (3630) و (3631) و (3632) و (3638) ، والبغوي في "شرح السنة" (2133) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. ولم يذكر عمر بن عبد العزيز في رواية الباغندي التي برقم (37) . وأخرجه مسلم (1559) ، والنسائي في "المجتبى" 7/311، وفي "الكبرى" (6273) ، والبيهقي في السنن" 6/45، وفي "معرفة السنن والآثار" (3633) من طريق ابن أبي حسين، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (45) و (46) و (47) من طريق يزيد بن الهاد، كلاهما عن أبي بكر بن محمد، به. وأخرجه أبو داود (3522) ، وابن ماجه (2359) ، وابن الجارود (631) و (632) و (633) ، والدارقطني 3/29-30، والبيهقي في "السنن" 6/47، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/406 من طريق الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/678، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق (15158) ، وأبو داود (3520) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/166، وفي "مشكل الآثار" (4629) عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، مرسلا. وأخرجه أبو داود (3521) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/165 من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن مرسلا كذلك. وأخرجه ابن ماجه (2361) ، والبيهقي 6/48، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/409 من طريق اليمان بن عدي، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال البيهقي: وهو ضعيف، وقال ابن عبد البر: ليس هذا الحديث محفوظا من رواية أبي سلمة، وإنما هو معروف لأبي بكر بن عبد الرحمن. وأخرجه مسلم (1559) (25) ، والبيهقي في "السنن" 6/46، وفي "المعرفة" (3634) من طريق عراك بن مالك، عن أبي هريرة. وأخرجه الشافعي في "مسنده" 2/163، وفي "الأم" 3/199، وأبو داود (3523) ، وابن ماجه (2360) ، وابن الجارود (634) ، والدارقطني 3/29،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 22 7125 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَتِ الدَّابَّةُ مَرْهُونَةً، فَعَلَى الْمُرْتَهِنِ عَلَفُهَا، وَلَبَنُ الدَّرِّ يُشْرَبُ، وَعَلَى الَّذِي يَشْرَبُهُ نَفَقَتُهُ، وَيَرْكَبُ " (1)   = والحاكم 2/50-51، والبيهقي في "السنن" 6/46، وفي "المعرفة" (3636) ، والبغوي (2134) من طريق عمر بن خلدة، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (7372) و (7390) و (7507) و (10131) ، وانظر (7390) و (8566) و (10794) . وفي الباب عن جابر، وسيأتي في "المسند" 3/302. وعن سمرة بن جندب، وسيأتي 5/10. قال البغوي في "شرح السنة" 8/187 - 188: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، قالوا: إذا أفلس المشتري بالثمن، ووجد البائع عين ماله، فله أن يفسخ البيع، ويأخذ عين ماله، وإن كان قد أخذ بعض الثمن وأفلس بالباقي، أخذ من عين ماله بقدر ما بقي من الثمن، وهو قول أكثر أهل العلم، قضى به عثمان، وروي عن علي ذلك، ولا نعلم مخالفا من الصحابة، وإليه ذهب عروة بن الزبير، وبه قال مالك والأوزاعى والشافعى وأحمد وإسحاق. وذهب قوم إلى أنه ليس له أخذ عين ماله، وهو أسوة الغرماء، وبه قال النخعي وابن شبرمة وأصحاب الرأي، ولو مات مفلسا فهو كما لو أفلس في حياته على هذا الاختلاف. وذهب مالك إلى أنه إذا مات مفلسا، أو أفلس في حياته، وقد أخذ البائع شيئا من الثمن، فليس له أخذ عين ماله، بل يضارب الغرماء. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، هشيم صرح بالتحديث عند الدارقطني، وقد توبع. زكريا: هو ابن أبي زائدة.= الحديث: 7125 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 23 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه أبو يعلى (6639) من طريق زكريا بن يحيى الواسطي، والطحاوي 4/99 من طريق إسماعيل الصائغ، والدارقطني 3/34 من طريق زياد بن أيوب، ثلاثتهم عن هشيم، به. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 14/180، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (160) و (281) ، والبخاري (2511) و (2512) ، وأبو داود (3526) ، وابن ماجه (2440) ، والترمذي (1254) ، والطحاوي 4/98، وابن حبان (5935) ، والدارقطني 3/34، والبيهقي في "السنن" 6/38، وفي "المعرفة" (3616) ، والبغوي (2131) من طرق عن زكريا بن أبي زائدة، به. وأخرج الدارقطني 3/34، والحاكم 2/58، والبيهقي في "السنن" 6/38 من طريق أبي عوانة، وابن عدي في "الكامل" 1/272، والبيهقي 6/38، والخطيب في "تاريخه" 6/184 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "الرهن مركوب ومحلوب". قال الحاكم بعد أن رواه مرفوعا: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لإجماع الثوري وشعبة على توقيفه عن الأعمش، وأنا على أصلي الذي أصلته في قبول الزيادة من الثقة. ووافقه الذهبي على تصحيحه. وأخرجه ابن راهويه (282) عن عيسى بن يونس، والبيهقي في "سننه" 6/38، وفي "معرفة السنن والآثار" (3615) من طريق وكيع وشعبة وابن عيينة، أربعتهم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفا. وقال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/37: سمعت أبي يقول: حدثنا علي الطنافسي، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا: "الرهن مركوب ومحلوب" رفعه مرة، ثم ترك بعد الرفع فكان يقفه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 5/45 من طريق منصور، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا. وقال: غريب من حديث منصور وأبي صالح، لم نكتبه إلا من هذا الوجه. وسيأتي الحديث برقم (10110) .= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 24 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قوله: "فعلى المرتهن علفها"، قال السندي: قال الجمهور: يحلبه المالك وعليه النفقة، والمقصود من الحديث أن الرهن لا يهمل ولا تعطل منافعه، وقيل: يحلبه المرتهن، وعليه النفقة ليكون بدلا من الانتفاع بالمرهون، ولا يكون الانتفاع بمال الغير من غير شيء، وبه قال أحمد، وهو ظاهر الحديث، وكذا الركوب والعلف، والله تعالى أعلم. ومعنى "لبن الدر"، أي: لبن ذات الدر، أي: ذات اللبن. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/144: فيه حجة لمن قال: يجوز للمرتهن الانتفاع بالرهن إذا قام بمصلحته ولو لم يأذن له المالك، وهو قول أحمد وإسحاق، وطائفة قالوا: ينتفع المرتهن من الرهن بالركوب والحلب بقدر النفقة، ولا ينتفع بغيرهما لمفهوم الحديث، وأما دعوى الإجمال فيه، فقد دل بمنطوقه على إباحة الانتفاع في مقابلة الإنفاق، وهذا يختص بالمرتهن، لأن الحديث وإن كان مجملا، لكنه يختص بالمرتهن لأن انتفاع الراهن بالمرهون لكونه مالك رقبته لا لكونه منفقا عليه بخلاف المرتهن. وذهب الجمهور إلى أن المرتهن لا ينتفع من المرهون بشيء، وتأولوا الحديث لكونه ورد على خلاف القياس من وجهين: أحدهما: التجويز لغير المالك أن يركب ويشرب بغير إذنه، والثاني: تضمينه ذلك بالنفقة لا بالقيمة. قال ابن عبد البر: هذا الحديث عند جمهور الفقهاء يرده أصول مجمع عليها، وآثار ثابتة لا يختلف في صحتها، ويدل على نسخه حديث ابن عمر الماضي في أبواب المظالم: "لا تحلب ماشية امرىء بغير إذنه". انتهى. وقال الشافعي: يشبه أن يكون المراد من رهن ذات در وظهر لم يمنع الراهن من درها وظهرها، فهي محلوبة، ومركوبة له كما كانت قبل الرهن، واعترضه الطحاوي بما رواه هشيم عن زكريا في هذا الحديث، ولفظه: "إذا كانت الدابة مرهونة، فعلى المرتهن علفها" الحديث، قال: فتعين أن المراد المرتهن لا الراهن، ثم أجاب عن الحديث بأنه محمول على أنه كان قبل تحريم الربا. فلما حرم الربا، حرم أشكاله من بيع اللبن في الصرع، وقرض كل منفعة تجر ربا، قال: فارتفع= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 25 7126 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ يُوسُفَ، أَوْ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفُوا فِي الطَّرِيقِ، رُفِعَ مِنْ بَيْنِهِمْ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ " (1)   = بتحريم الربا ما أبيح في هذا للمرتهن. وتعقب بأن النسخ لا يثبت بالاحتمال، والتاريخ في هذا متعذر، والجمع بين الأحاديث ممكن، وطريق هشيم المذكور زعم ابن حزم أن إسماعيل بن سالم الصائغ تفرد عن هشيم بالزيادة وأنها من تخليطه، وتعقب بأن أحمد رواها في "مسنده" عن هشيم، وكذلك أخرجه الدارقطنى من طريق زياد بن أيوب عن هشيم. وقد ذهب الأوزاعى والليث وأبو ثور إلى حمله على ما إذا امتنع الراهن من الإنفاق على المرهون فيباح حينئذ للمرتهن الإنفاق على الحيوان حفظا لحياته ولإبقاء المالية فيه، وجعل له في مقابلة نفقته الانتفاع بالركوب، أو بشرب اللبن بشرط أن لا يزيد قدر ذلك أو قيمته على قدر علفه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يوسف بن عبد الله بن الحارث، فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن مهران الحذاء، وقوله في الإسناد: "عن يوسف، أو عن أبيه عبد الله بن الحارث"، فالشك الذي هنا إنما هو من هشيم، فقد رواه غير واحد عن خالد، عن يوسف بن عبد الله، عن أبيه، دون شك، ويوسف بن عبد الله لم يرو عن أحد من الصحابة إلا عن أنس بن مالك، وقد أورد الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/323 هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن الحارث، عن أبي هريرة، وقال: خالد، عن يوسف، عن أبيه! وأخرجه مسلم (1613) ، وابن الجارود (1017) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1193) ، والبيهقي 6/154، والبغوي (2175) من طريق عبد العزيز بن المختار، وابن الجارود (1017) من طريق أبي عوانة، وابن حبان (5067) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، ثلاثتهم عن خالد الحذاء، به.= الحديث: 7126 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 26 7127 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْجهمِ (1) الْوَاسِطِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " امْرُؤُ الْقَيْسِ صَاحِبُ لِوَاءِ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ " (2)   = والحديث سيأتي برقم (9537) من طريق بشير بن كعب، وبنحوه برقم (10417) من طريق عكرمة، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2098) . قوله: "إذا اختلفوا في الطريق"، قال السندي: أي: إذا كانت الأرض لقوم وأرادوا إحياءها وعمارتها، فإن اتفقوا في الطريق على شيء، فذاك، وإلا فيجعل عرض طريقهم سبعة أذرع لدخول الأحمال والأثقال وخروجهما. (1) المثبت من (ظ 3) و (عس) ومن هوامش (س) و (ظ 1) و (ق) ومن "أطراف المسند" 8/135، وهو الصواب، وتحرف في (م) و (س) و (ظ 1) و (ق) و (ص) إلى: أبي الجهيم، بالتصغير. (2) إسناده ضعيف جدا، أبو الجهم الواسطي، قيل: اسمه صبيح بن عبد الله، وقيل: ابن القاسم، قال ابن عدي في "الكامل" 7/7255: والأصح في ذلك أن اسمه وكنيته واحد، وأبو الجهم لم يرو عنه غير هشيم، ولا يعرف إلا بهذا الحديث، وقال أبو زرعة الرازي في "الضعفاء" 2/527: واهي الحديث، وجهله الإمام أحمد كما في "الجرح والتعديل" 9/355، وقال ابن حبان في "المجروحين" 3/150: شيخ من أهل واسط يروي عن الزهري ما ليس من حديثه، روى عنه هشيم، لا يجوز الاحتجاج بروايته إذا انفرد، وقال ابن عبد البر كما في "اللسان" 7/29: لا يصح حديثه. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (كما في تعليق الشيخ أحمد شاكر على "المسند"، والنص في "المجروحين" 3/150 مضطرب) ، وابن عدي في "الكامل" = الحديث: 7127 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 27 7128 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ (1) ، عَنْ جَبْرِ بْنِ عَبِيدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " وَعَدَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ (2) الْهِنْدِ،   = 4/1404 و7/2598 و2755، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/138 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وأخرجه البزار (2091- كشف الأستار) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص122، وابن عدي 4/1404 و7/2598 و2755، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" ص 101-102، وابن الجوزي 1/138 من طريق هشيم، به. وذكره البخاري في "تاريخه" قسم الكنى (154) عن مسدد، عن هشيم، به موقوفا على أبي هريرة. وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/119، وقال: رواه أحمد والبزار، وفي إسناده أبو الجهيم شيخ هشيم بن بشير، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وأخرجه ابن عدي 4/1404 من طريق عبد الرزاق بن عمر، عن الزهري، به. وعبد الرزاق هذا متروك الحديث عن الزهري، كما قال الحافظ في "التقريب". وأخرجه ابن عدي 1/204 عن أحمد بن محمد بن حرب، حدثنا أبو داود المروزي، حدثنا الأصمعي، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. فذكره. وقال عقبه: وهذا الحديث بهذا الإسناد باطل. وقال عن شيخه أحمد: يتعمد الكذب، ويلقن فيتلقن. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 9/370، وابن الجوزي 1/138 - 139 من طريق أبي هفان الشاعر، عن الأصمعي، به. وأبو هفان: هو عبد الله بن أحمد بن حرب، قال ابن الجوزي: لا يعول عليه. وقال الحافظ في "اللسان" 3/250: أتى عن الأصمعي بخبر باطل، ثم ساق له هذا الخبر. (1) تحرف في (م) إلى: يسار. (2) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: في غزوة، بزيادة= الحديث: 7128 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 28 فَإِنِ اسْتُشْهِدْتُ كُنْتُ مِنْ خَيْرِ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ رَجَعْتُ، فَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ " (1)   = "في"، وهو خطأ. (1) إسناده ضعيف، جبر بن عبيدة لم يرو عنه غير سيّار أبي الحكم، ولم يوثقه غير ابن حبان، وذكره الذهبي في "الميزان" 1/388، وقال: عن أبي هريرة بخبر منكر لا يعرف من هذا، وحديثه: وعدنا بغزوة الهند! وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/316-317، والحاكم 3/514 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 6/42، والبيهقي في "السنن" 9/176، وفي "الدلائل" 6/336 من طريق هشيم، به. وذكره البخاري في "تاريخه" 2/243 عن هشيم، به. وأخرجه النسائي 6/42 من طريق زيد بن أبي انيسة، عن سيار، به. وللحديث طريق ثان ضعيف سيأتي برقم (8823) من طريق البراء، عن الحسن، عن أبي هريرة. وله طريق ثالث عن أبي هريرة: أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (291) ، حدثنا أبو الجوزاء أحمد بن عثمان -وكان من نساك أهل البصرة-، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هاشم بن سعيد، عن كنانة بن نبيه مولى صفية، عن أبي هريرة، نحوه. وهذا إسناد ضعيف لضعف هاشم بن سعيد، وكنانة بن نبيه -وهو مولى صفية بنت حيي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبولٌ، ضعفه الأزدي بلا حجة. قلنا: ويشهد لقول أبي هريرة "وعدنا رسول الله غزوة الهند" ما أخرجه أحمد 5/278، والنسائي 2/46-43، وابن عدي في "الكامل" 2/583، والبيهقي في "السنن" 9/176-177 من حديث ثوبان، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "عصابتان من أمتي أحرزهم الله من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم" = الجزء: 12 ¦ الصفحة: 29 7129 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلَاةُ الْمَكْتُوبَةُ إِلَى الصَّلَاةِ الَّتِي بَعْدَهَا، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا "، قَالَ: " وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالشَّهْرُ إِلَى الشَّهْرِ - يَعْنِي رَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ - كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا "، قَالَ: ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: " إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ - قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّ ذَلِكَ لِأَمْرٍ (1) حَدَثَ -: إِلَّا مِنَ الْإِشْرَاكِ بِاللهِ، وَنَكْثِ الصَّفْقَةِ، وَتَرْكِ السُّنَّةِ " قَالَ: " أَمَّا نَكْثُ الصَّفْقَةِ: أَنْ تُبَايِعَ رَجُلًا ثُمَّ تُخَالِفَ إِلَيْهِ تُقَاتِلُهُ بِسَيْفِكَ، وَأَمَّا تَرْكُ السُّنَّةِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا الْإِشْرَاكُ بِاللهِ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَمَا نَكْثُ الصَّفْقَةِ؟ قَالَ: " فَأَنْ تُبَايِعَ رَجُلًا ثُمَّ تُخَالِفَ إِلَيْهِ تُقَاتِلَهُ بِسَيْفِكَ، وَأَمَّا تَرْكُ السُّنَّةِ (2) فَالْخُرُوجُ مِنَ الْجَمَاعَةِ " (3)   = وفي إسناده ضعف قوله في الحديث: "المحرر"، كذا هو في (ظ 3) و (عس) ، وهو الصواب، وفي (م) وباقي النسخ: المحررة. والمحرر، قال السندي: بفتح الراء الأولى مشددة، أي: المعتق من النار بمقتضى ما وعد لأهل تلك الغزوة. (1) في (م) والأصول الخطية المتأخرة: الأمر، والمثبت من (ظ 3) و (عس) ومن مسند أبي هريرة من "جامع المسانيد" ورقة 106، ومن مصادر التخريج. (2) من قوله: "قال: قلت: يا رسول الله، أما الإشراك" إلى هنا لم يرد في (م) ، وهو ثابت في عامة أصولنا الخطية، قال السندي: ولعل وجهه أنه أراد (يعني أبا هريرة) أن يذكر تفسير نكث الصفقة وترك السنة بلا رفع، ثم بدا له أن يرفعه، فترك الموقوف في الأثناء إلى المرفوع، والله تعالى أعلم. (3) صحيح دون قوله: "إلا من ثلاث ... " إلى آخر الحديث، ورجاله ثقات= الحديث: 7129 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 30 7130 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " شِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ " (1)   = رجال الشيخين غير عبد الله بن السائب -وهو الكندي الكوفي- فمن رجال مسلم، إلا أنه قد روي عن يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب كما سيأتي عند المصنف برقم (10576) بزيادة رجل مبهم من الأنصار بين عبد الله بن السائب وبين أبي هريرة، قال الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 202: وقول يزيد أشبه بالصواب. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3620) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الحاكم 4/259 من طريق إسحاق بن يوسف، عن العوام بن حوشب، به - دون ذكر الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان. وصحح إسناده ووافقه الذهبي. وسيأتي الحديث مختصرا برقم (9197) من طريق عمر بن إسحاق مولى زائدة، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر" وهو في "صحيح مسلم" (233) (16) . وسيأتي كذلك برقم (8715) من طريق محمد بن سيرين، وهو في "صحيح مسلم" (233) (15) ، ومن طريق عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي برقم (10285) ، وهو في "صحيح مسلم" أيضا (233) (14) ، ومن طريق الحسن البصري برقم (9356) ، ثلاثتهم عن أبي هريرة مرفوعا - دون ذكر لرمضان. قوله: "نكث الصفقة"، قال السندي: أي: نقض البيعة. وقوله: "وترك السنة"، قال: أي: ترك العقيدة الحقة التي كانت عليها جماعة الصحابة، والميل إلى البدعة التي هي خلاف تلك العقيدة، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القروسي، وابن سيرين: هو محمد.= الحديث: 7130 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 31 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه أبو يعلى (6074) ، والطحاوي 1/187 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (961) من طريق سالم الخياط، وأبو نعيم في "الحلية" 8/173 من طريق عوف بن أبي جميلة، كلاهما عن ابن سيرين، به. وقرن الطبراني بابن سيرين الحسن البصري. وسيأتي الحديث برقم (10592) . وأخرجه عبد الرزاق (2050) عن معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين مرسلا. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/325، والبغوي (364) من طريق عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (615) (181) ، وأبو عوانة 1/349، والطحاوي 1/187 من طريق بسر بن سعيد وسلمان الأغر، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (615) (181) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7246) و (7473) و (7613) و (8221) و (8584) و (8900) و (9125) و (9335) و (9955) و (9956) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، والمغيرة بن شعبة، وصفوان الزهري، وأبي ذر، ورجل من الصحابة، وستأتي في "المسند" على التوالي 3/9، 4/250، 4/262، 5/155، 5/368. قال الخطابي في "معالم السنن" 1/128: معنى الإبراد في هذا الحديث: انكسار شدة حر الظهيرة.. وقوله عليه الصلاة والسلام: "فيح جهنم"، معناه: سطوع حرها وانتشاره، وأصله في كلامهم: السعة والانتشار، ومنه قولهم: مكان أفيح، أي: واسع، وأرض فيحاء، أي: واسعة، ومعنى الكلام يحتمل وجهين: أحدهما: أن شدة الحر في الصيف من وهج حر جهنم في الحقيقة.. والوجه الآخر: أن هذا الكلام إنما خرج مخرج التشبيه والتقريب، أي: كأنه نار= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 32 7131 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ، وَالثَّيِّبُ تُشَاوَرُ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحِي قَالَ: " سُكُوتُهَا رِضَاهَا " (1)   = جهنم في الحر، فاحذروها واجتنبوا ضررها. قلنا: والوجه الثاني هو الراجح. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن مختلف فيه، وهو صدوق حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (554) حدثنا هشيم، حدثنا عمر بن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني 3/237 من طريق ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة، به. وسيأتي الحديث برقم (7404) وغيره من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة. وانظر (7527) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1888) . وعن عائشة سيأتي في مسندها 6/45. قوله: "تستأمر"، قال السندي: أي: يطلب منها الإذن في نكاحها ولو بالسكوت. وقوله: "تشاور"، قال: حتى تأمر بالنكاح صريحا، وهذا الفرق مأخوذ من آخر الحديث، والله تعالى أعلم. قال الترمذي بإثر حديث أبي هريرة هذا عند رقم (1107) : والعمل على هذا عند أهل العلم، أن الثيب لا تزوج حتى تستأمر، وإن زوجها الأب من غير أن يستأمرها فكرهت ذلك، فالنكاح مفسوخ عند عامة أهل العلم. واختلف أهل العلم في تزويج الأبكار إذا زوجهن الآباء، فرأى أكثر أهل العلم من أهل الكوفة وغيرهم أن الأب إذا زوج البكر وهي بالغة بغير أمرها، فلم ترض= الحديث: 7131 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 33 7132 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا (1) عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُصُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى " (2) 7133 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَعْنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَذَا قَالَ أَبِي (3) : " أَنَّهُ   = بتزويج الأب، فالنكاح مفسوخ. وقال بعض أهل المدينة: تزويج الأب على البكر جائز، وإن كرهت ذلك. وهو قول مالك بن أنس والشافعي وأحمد وإسحاق. (1) في (م) : عن. وسقط من الإسناد فيها قوله: "عن أبيه". (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه الطحاوي 4/230، وابن عدي في "الكامل" 5/1698 من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وقد تحرف "هشيم" في المطبوع من "الكامل" إلى: هشام! وسيأتي برقم (8672) و (9026) . ويأتي برقم (8778) من طريق العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح. وله شاهد من حديث ابن عمر سلف برقم (4654) . ويأتي برقم (7139) عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعا: أن قص الشارب من الفطرة. وفي حديث عائشة 6/137: أن من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية. قوله: "قصوا الشوارب"، قال السندي: يدل على أن المطلوب القص، وهو الذي اختاره مالك والمحققون. وإعفاء اللحى: توفيرها. (3) لفظ: "أبي" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، وسقط من (م) وباقي الأصول= الحديث: 7132 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 34 نَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا " (1) 7134 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ،   = الخطية، والمراد به أحمد بن حنبل. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي سلمة، وقد توبع، وهشيم قد صرح بالسماع عند سعيد بن منصور في "سننه". أخرجه سعيد بن منصور (650) عن هشيم، قال: أخبرنا عمر بن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (10755) ، وسعيد بن منصور (651) ، ومسلم (1408) (40) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (269) ، والنسائي 6/97، والبيهقي 7/165 من طريق عمرو بن دينار، عن أبي سلمة، به. وسيأتي في "المسند" برقم (7463) و (9124) و (9446) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به. وأخرجه مسلم (1408) (34) ، ومحمد بن نصر المروزي (271) ، والنسائي 6/97، والبيهقي 7/165 من طريق عراك بن مالك، ومحمد بن نصر (278) ، والنسائي 6/97 من طريق عبد الملك بن يسار، وسعيد بن منصور (653) من طريق إبراهيم النخعي، وابن أبي حاتم في "العلل" 1/419-420 من طريق سعيد بن المسيب وأبي العالية -ورجح أبو حاتم إرساله من هذه الطريق-، ومحمد بن نصر (272) من طريق عروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله، سبعتهم عن أبي هريرة. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي بالأرقام (9203) ، و (9500) و (9586) ، و (9952) . وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (577) . وعن عبد الله بن عباس، سلف برقم (1878) . وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6681) . وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/67. الحديث: 7134 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 35 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ طُعْمٍ، وَذِكْرِ اللهِ " قَالَ مَرَّةً: " أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ " (1) 7135 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ - إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، يَعْنِي الزُّهْرِيَّ - فَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَتِيرَةَ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا فَرَعَ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه أبو يعلى (6023) ، والطبري في "تفسيره" 2/304، والطحاوي 2/245، وابن حبان (3602) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/21، وابن ماجه (1719) ، وأبو يعلى (5913) ، وابن حبان (3601) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به وهذا إسناد حسن. وسيأتي الحديث برقم (9020) ، وله طريق آخر عن أبي هريرة، سيأتي برقم (10664) ، وفيها ضعف. وله شواهد عن غير واحد من الصحابة، انظرها في "مسند ابن عمر" (4970) . أيام طعم -بالضم-: الأكل. وقال ابن حبان 8/368: قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أيام طعم"، لفظة إخبار مرادها الزجر عن صيام أيام التشريق، فزجر عن صيام هذه الأيام بلفظ إباحة الأكل فيها، فقال: "أيام طعم"، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وذكر" قصد به الندب والإرشاد. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين إن كان هشيم سمعه من الزهري، وإن كان الواسطة بينهما سفيان بن حسين، فالإسناد ضعيف، لأن سفيان بن حسين ضعيف في الزهري خاصة، ومع ذلك، فهو متابع. وأخرجه الطيالسي (2307) ، وعنه النسائي 7/167 عن شعبة، والدارقطني 4/304 من طريق محمد بن يزيد الواسطي، كلاهما عن سفيان بن حسين، عن= الحديث: 7135 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 36 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الزهري، بهذا الإسناد. وقرن شعبة بسفيان معمرا، ووقع في المطبوع من الطيالسي تحريفان يستدركان من "سنن النسائي". وأخرجه الطيالسي (2298) من طريق زمعة بن صالح، عن الزهري، به. وذكر فيه عن سعيد بن المسيب تفسير الحديث بنحو ما سنذكره لاحقا. وسيأتي برقم (7256) و (7751) و (9301) و (10356) . العتيرة: ذبيحة كانوا يذبحونها في رجب، يعظمون شهر رجب لأنه أول شهر من أشهر الحرم، والفرع: أول نتاج الإبل والغنم، كان أهل الجاهلية يذبحونه لأصنامهم. قال السندي: قيل: كان الفرع والعتيرة في الجاهلية، ويفعلهما المسلمون أول الإسلام، ثم نسخ، وقيل: المشهور أنه لا كراهة فيهما، بل هما مستحبان، وقد جاء بهما الأحاديث، والنسخ لا يتم إلا بمعرفة التاريخ، بل جاء ما يدل على وجودهما في حجة الوداع (يشير إلى حديث الحارث بن عمرو الذي سيأتي في "المسند" 3/485) وهي كانت في آخر العمر قطعا، فدعوى النسخ لا يخلو عن إشكال، فيحمل "لا فرع" ونحوه على نفي الوجوب، أو نفي التقرب بإراقة الدم كالأضحية، وأما التقرب باللحم وتفرقته على المساكين فبر وصدقة. وأشار ابن قدامة في "المغني" 13/403 إلى أنه قد يكون المراد بالخبر نفي كونها سنة، لا تحريم فعلها، ولا كراهته، فلو ذبح إنسان ذبيحة في رجب، أو ذبح ولد الناقة لحاجته إلى ذلك، أو للصدقة به وإطعامه، لم يكن ذلك مكروها، والله تعالى أعلم. وقال الشيخ أنور شاه الكشميري في "فيض الباري" 4/337: كان الفرع تأكدا في أول الإسلام، ثم وسع فيها بعده، وكان أهل الجاهلية يذبحونها لأصنامهم، وأما أهل الإسلام فما كانوا ليفعلوه إلا لله تعالى، فلما فرضت الأضحية، نسخ الفرع وغيره، فمن شاء ذبح، ومن شاء ثم يذبح. وانظر "الاعتبار" للحازمي ص 157-158، و"طرح التثريب" للعراقي 5/220-224، و"فتح الباري" لابن حجر 9/596-598.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 37 7136 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَجَّ (1) فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (2)   = قلنا: والأحاديث التي ورد فيها ما يؤخذ منه بقاء مشروعية الفرع -وهو الذبح أول النتاج- هي ما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6713) بإسناد حسن: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن الفرع وعن العتيرة، فقال فيهما: "حق"، أي: ليسا بباطل. وما سيأتي 3/485 من حديث الحارث بن عمرو بإسناد قابل للتحسين: أنه لقي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجة الوداع ... وفيه: قال رجل: يا رسول الله، الفرائع والعتائر؟ قال: "من شاء فرع، ومن شاء لم يفرع، ومن شاء عتر، ومن شاء لم يعتر". وما سيأتي 5/75 من حديث نبيشة الهذلي بإسناد صحيح: قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نعتر عتيرة في الجاهلية، فما تأمرنا؟ قال: "اذبحوا لله عز وجل في أي شهر ما كان، وبروا الله تبارك وتعالى، واطعموا"، قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نفرع في الجاهلية فرعا، فما تأمرنا؟ قال: "في كل سائمة فرغ تغذوه ماشيتك، حتى إذا استحمل ذبحته فتصدقت بلحمه، فإن ذلك خير". (1) في (ظ 3) و (عس) : من حج لله. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. سيار: هو أبو الحكم العنزي، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي، وهشيم بن بشير -وإن كان مدلسا وقد عنعن-، قد تابعه شعبة فيما سيأتي برقم (9312) . وأخرجه مسلم (1350) ، والطبري 2/277، والبغوي في "الجعديات" (1809) من طريق هشيم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري 2/276، والدارقطني 2/284 من طريق الأعمش، والطبري 2/277، والبيهقي 5/262 من طريق هلال بن يساف، كلاهما عن أبي حازم، به.= الحديث: 7136 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 38 7137 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: أَطُوفُ اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ، تَلِدُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ. وَلَمْ يَسْتَثْنِ، فَمَا وَلَدَتْ إِلَّا وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ بِشِقِّ إِنْسَانٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوِ اسْتَثْنَى، لَوُلِدَ لَهُ مِائَةُ غُلَامٍ كُلُّهُمْ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ " (1)   = وسيأتي الحديث برقم (7381) و (9311) و (10274) و (10409) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي حازم. قوله: "فلم يرفث"، قال السندي: بضم الفاء، والرفث: القول الفحش، وقيل: الجماع، وقال الأزهري: الرفث: اسم جامع لكل ما يريده الرجل من المرأة. ولم يفسق، قال: بضم السين، والفسق: ارتكاب شيء من المعاصي. "رجع"، قال: أي: صار. "كهيئته"، قال: في الطهارة من الذنوب، قال الحافظ ابن حجر (في "الفتح" 3/382-383) ، أي: رجع بغير ذنب، وظاهره غفران الكبائر والصغائر والتبعات. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، ولا تضر عنعنة هشيم، فقد تابعه يزيد بن هارون فيما سيأتي برقم (10580) . هشام: هو ابن حسان. وأخرجه أبو عوانة في الأيمان والنذور كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 250 عن الصغاني، عن عبد الله بن بكر، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (7469) ، ومسلم (1654) ، وأبو عوانة من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، به. وفيه: أنه كان لسليمان ستون امرأة. وأخرجه الحميدي (1174) ، والبخاري (6720) ، ومسلم (1654) (23) ، وابن حبان (4338) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (3424) من طريق= الحديث: 7137 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 39 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = مغيرة بن عبد الرحمن، وهو (6639) ، والنسائي في "المجتبى" 7/25-26، والبغوي (79) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1654) (25) ، والبيهقي 1/440 من طريق موسى بن عقبة، ومسلم (1654) (25) من طريق ورقاء، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/208، وابن حبان (4337) من طريق هشام بن عروة، ستتهم عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة. في حديث هشام بن عروة: "على مئة امرأة"، وفي حديث سفيان عند الحميدي ومسلم، ومغيرة بن عبد الرحمن وموسى بن عقبة عند البيهقي: "على سبعين امرأة"، وفي حديث سفيان عند البخاري، وشعيب وورقاء وموسى بن عقبة عند مسلم: "على تسعين امرأة". وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1925) عن الربيع بن سليمان المرادي، عن شعيب بن الليث، عن أبيه الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة. وقال فيه: "على مئة امرأة، أو تسع وتسعين". ومن طريق الليث علقه البخاري في "صحيحه" برقم (2819) . وسيأتي الحديث برقم (7715) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسنذكر الخلاف في هذه الرواية هناك. قال الحافظ في "الفتح" 6/460: فمحصل الروايات: ستون، وسبعون، وتسعون، وتسع وتسعون، ومئة، ثم جمع بينها أن الستين كن حرائر، وما زاد عليهن كن سراري أو بالعكس، وأما السبعون فللمبالغة، وأما التسعون والمئة فكن دون المئة وفوق التسعين، فمن قال تسعون، ألغى الكسر، ومن قال مئة، جبره!! قوله: "أطوف الليلة"، قال السندي: كناية عن الدخول عليها للجماع. وقوله: "ولم يستثن"، قال: أي: لم يقل: إن شاء الله، وكأنه نسي ذلك لغلبة الرجاء وصدق العزيمة في الجهاد، ولشغل القلب بذلك ما التفت إلى قول الملك: قل: إن شاء الله، وما تبين عنده أنه ماذا يقول كما هو شأن من اشتغل قلبه بشيء. وقوله: "بشق إنسان"، قال: بكسر الشين، أي: نصفه.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 40 7138 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ - قَالَ هُشَيْمٌ: فَلَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ - " بِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1)   = وقوله: "لو استثنى"، إخبار عما قدر له لو استثنى، قال الحافظ في "الفتح" 6/461: ولا يلزم من إخباره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك في حق سليمان في هذه القصة أن يقع ذلك لكل من استثنى في أمنيته، بل في الاستثناء رجو الوقوع، وفي ترك الاستثناء خشية عدم الوقوع، وبهذا يجاب عن قول موسى للخضر: (ستجدني إن شاء الله صابرا) ، مع قول الخضر له آخرا: (ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا) . (1) حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن فيه تدليس الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري-، وتصريحه بالسماع من أبي هريرة في رواية ربيعة بن كلثوم عند ابن سعد والبخاري في "تاريخه" لا شيء كما سيأتي. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار. وذكر غسل يوم الجمعة في الحديث صرح قتادة في روايته الآتية برقم (7671) و (10342) أنه وهمٌ من الحسن، وأن الصواب فيه ذكر ركعتي الضحى مكانه، وهي رواية عدد من التابعين عن أبي هريرة، لكن تابع الحسن على هذا الحرف الأسود بن هلال عند المصنف برقم (8384) ، وأبو أيوب عنده برقم (10273) ! قال السندي: قد جاء أن الثالث صلاة الضحى، ويمكن أنه أوصاه مرة بثلاث فذكر الثالث صلاة الضحى، ومرة بثلاث ذكر فيها الغسل يوم الجمعة، والله تعالى أعلم. قلنا: والحديث بذكر غسل يوم الجمعة أخرجه ابن سعد 7/158 عن مسلم بن إبراهيم، وذكره البخاري في "تاريخه" 4/16 عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن ربيعة بن كلثوم، عن الحسن، قال: حدثنا أبو هريرة. وهذان الإسنادان رجالهما ثقات رجال الشيخين غير ربيعة بن كلثوم فمن رجال مسلم، وينزل عن رتبة أهل= الحديث: 7138 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 41 7139 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَالْخِتَانُ " (1)   = الضبط والإتقان، لكنه صالح الحديث، وقال أبو حاتم الرازي كما في "المراسيل" لابنه ص 36، بعد أن ساق هذا الحديث من طريق مسلم بن إبراهيم: لم يعمل ربيعة بن كلثوم شيئا، لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا! وسيأتي الحديث برقم (7180) و (7536) من طريق يونس بن عبيد، و (7459) من طريق جرير بن حازم، و (8357) من طريق مبارك بن فضالة، و (10111) من طريق عمران بن أبي بكر، أربعتهم عن الحسن، به - بذكر الغسل. وسيأتي برقم (7671) و (10342) من طريق قتادة، عن الحسن، به - بذكر ركعتي الضحى مكان الغسل. وكرواية قتادة سيأتي برقم (7512) و (7595) و (7596) و (7725) و (8106) و (8572) و (9098) و (9217) و (9916) و (10450) و (10483) و (10559) و (10812) من طرق عن أبي هريرة. وسيأتي مختصرا بقصة الوتر فقط برقم (8572) من طريق رجل يقال له: معروف، عن أبي هريرة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معتمر: هو ابن سليمان التيمي. وأخرجه النسائي 1/14 و8/181، وابن حبان (5479) من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5891) و (6297) ، وفي "الأدب المفرد" (1292) ، وأبو عوانة 1/190، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/57 من طريق إبراهيم بن سعد، ومسلم (257) (50) ، والنسائي 7/13-14، وأبو عوانة 1/190،= الحديث: 7139 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 42 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والطحاوي 4/229، وابن حبان (5480) ، وتمام في "فوائده" (158) ، والبيهقي 3/244 و8/323 من طريق يونس، كلاهما عن الزهري، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1257) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1293) ، والنسائي 8/128-129 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن عبد البر 21/57 من طريق ابن لهيعة، عن عيسى بن موسى بن حميد بن أبي الجهم العدوي، عن مالك بن أنس، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعا. وأخرجه النسائي 8/129 عن قتيبة، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة موقوفا. وهو في "موطأ مالك" 2/921 عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوفا. قال ابن عبد البر 21/56: هذا الحديث في "الموطأ" موقوف عند جماعة الرواة، إلا أن بشر بن عمر رواه عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرفعه وأسنده، وهو حديث محفوظ عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسندا صحيحا.. ثم ساقه من طريق محمد بن بشار، عن بشر بن عمر الزهراني، عن مالك، به مرفوعا، وقال: وكذلك ذكره ابن الجارود عن عبد الرحمن بن يوسف، عن بندار (وهو محمد بن بشار) ويحيى بن حكيم جميعا، عن بشر بن عمر، عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه محمد بن يحيى الذهلي، عن بشر بن عمر، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوفا لم يتجاوز به أبا هريرة، وهو الصحيح في رواية مالك إن شاء الله. قلنا: وسيأتي الحديث برقم (7261) و (7813) و (9321) و (10338) ، وانظر= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 43 7140 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، صَلَاةَ الْعَتَمَةِ - أَوْ قَالَ: صَلَاةَ الْعِشَاءِ - فَقَرَأَ: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، فَسَجَدَ فِيهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَ: " سَجَدْتُ فِيهَا خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَا أَزَالُ أَسْجُدُهَا حَتَّى أَلْقَاهُ " (1)   = ما سلف برقم (7132) . وفي الباب عن عبد الله بن عمر، سلف برقم (5988) . وعن عائشة سيأتي في مسندها 6/137. قوله: "خمس من الفطرة"، قال السندي: يدل على عدم حصر الفطرة في هذه الخمس، والفطرة -بكسر الفاء-: بمعنى الخلقة، والمراد هاهنا السنة القديمة التي اختارها الله تعالى للأنبياء، فكأنها أمر جبلي فطروا عليها. والاستحداد: استعمال الحديدة (أي: الموسى) في العانة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بكر هو ابن عبد الله المزني، وأبو رافع: هو نفيع بن رافع الصائغ. وأخرجه ابن راهويه في "مسنده" (14) ، والبخاري (766) و (1078) ، ومسلم (578) (110) ، وأبو داود (1408) ، وابن خزيمة (561) ، والبيهقي 2/315 و322، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/121-122، والبغوي (767) من طريق معتمر بن سليمان، بهذا الاسناد. وأخرجه البخاري (768) ، ومسلم (578) (110) ، والنسائي 2/162-163، وأبو عوانة 2/208، والبيهقي 2/322 من طرق عن سليمان التيمي، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/7، والطحاوي 1/357 من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن أبي رافع، به.= الحديث: 7140 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 44 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرج عبد الرزاق (5885) عن معمر، عن الزهري: أن أبا هريرة كان يسجد في (إذا السَّماء انشقت) . وسيأتي الحديث من طريق أبي رافع الصائغ عن أبي هريرة برقم (9879) و (9915) و (10020) ، ومن طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (7371) و (7396) و (7777) و (9348) و (9830) ، وزاد في الموضعين الأولين أنه سجد أيضا فى: (اقرأ باسم ربِّك) . وفي الباب عن عمرو بن العاص عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/358. وعن عبد الرحمن بن عوف عند البزار (752- كشف الأستار) ، وأبي يعلى (854) . وعن صفوان بن عسال عند الطبراني في "المعجم الكبير" (7393) . وأسانيد هذه الأحاديث الثلاثة ضعيفة. وفي الباب عدة آثارعن الصحابة والتابعين مخرجة فى "مصنف عبد الرزاق" 3/340 و341 و342، و"مصنف ابن أبي شيبة" 2/7 و8. قوله: "فقرأ: (إذا السماء انشقت) "، قال السندي: يدل على أنه لا يكره قراءة سورة السجود للإمام في الصلاة وقوله: "يا أبا هريرة"، قال: في الكلام اختصار، أي: قلت له: ما هذه السجدة؟ وقوله: "خلف أبي القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، قال: يدل على أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأها في الصلاة إماما. وقوله: "حتى ألقاه"، قال: بالموت، والحديث حجة على من يقول: ليس في المفصل سجدة. وقال الزرقاني في "شرح الموطأ" 2/20: وبالسجود قال الخلفاء الأربعة، والأئمة الثلاثة، وجماعة، ورواه ابن وهب عن مالك، وروى عنه ابن القاسم،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 45 7141 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُفَضَّلٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِي الْآخَرِ شِفَاءً، وَإِنَّهُ يَتَّقِي بِجَنَاحِهِ الَّذِي فِيهِ الدَّاءُ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ " (1)   = والجمهور: لا سجود، لأن أبا سلمة قال لأبي هريرة لما سجد: لقد سجدت في سورة ما رأيت الناس يسجدون فيها، فدل هذا على أن الناس تركوه، وجرى العمل بتركه، وردة أبو عمر (يعني ابن عبد البر في "التمهيد" 19/125) بما حاصله: أي عمل يدعى مع مخالفة المصطفى والخلفاء الراشدين بعده. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -واسمه محمد-، فقد روى له أصحاب السنن، وعلق له البخاري وروى له مسلم في المتابعات، وهو -كما قال الحافظ الذهبي في "السير" 6/322- إن لم يبلغ حديثه رتبة الصحيح، فلا ينحط عن رتبة الحسن. وأخرجه أبو داود (3844) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (105) ، وابن حبان (1246) و (5250) ، والبيهقي في "السنن" 1/252، وفي "المعرفة " (377) ، والذهبي في "السير" 6/322 من طريق بشر بن مفضل، به. وسيأتي برقم (7359) و (9721) . وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7572) و (8485) و (8657) و (9168) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سيأتي في "المسند" 3/24 بإسناد صحيح، وصححه ابن حبان (1247) . وعن أنس بن مالك يأتي الكلام عليه عند الحديث (7572) من مسند أبي هريرة. قوله: "وإنه يتقي"، قال السندي: أي: يحفظ نفسه بتقدم ذلك الجناح من أذية تلحقه من حرارة الطعام.= الحديث: 7141 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 46 7142 - حَدَّثَنَا بِشْرٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ، فَلْيُسَلِّمْ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الْآخِرَةِ " (1)   = فليغمسه، قال: من غمس كضرب، وأصله الغوص في الماء، والمراد: أدخلوه في ذلك الإناء لطلب الشفاء، ولدفع أذية الداء، ثم هذه الجملة جواب "إذا"، وجملة "فإن في أحد جناحيه ... الخ" تعليل تقدم على الحكم، والله تعالى أعلم. وانظر ما كتبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في "المسند" بتحقيقه حول هذا الحديث. (1) إسناده قوي كسابقه. بشر: هو ابن المفضل، وابن عجلان: هو محمد. وأخرجه أبو داود (5208) عن أحمد بن حنبل ومسدد، وابن حبان (495) من طريق نصر بن علي الجهضمي، ثلاثتهم عن بشر بن المفضل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1162) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1007) و (1008) ، والترمذي (2706) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (369) و (371) ، وأبو يعلى (6567) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1350) ، وابن حبان (494) و (496) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (450) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8846) ، والبغوي (3328) من طرق، عن محمد بن عجلان، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1007) من طريق صفوان بن عيسى، والنسائي (370) ، وأبو يعلى (6566) ، والطحاوي 2/139 من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي (342) عن أحمد بن سليمان وعبد الرحمن بن محمد بن سلام، عن يزيد بن هارون، عن هشام -هو ابن حسان-، عن محمد -قال عبد الرحمن في حديثه: ليس ابن سيرين-، عن رجل، عن أبي هريرة. قال النسائي: يشبه أن يكون= الحديث: 7142 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 47 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (أي: محمد) ابن عجلان. انظر "تحفة الأشراف" 9/493. وفي "العلل" للدارقطني 3/ورقة 193: ورواه هشام بن حسان، عن محمد بن عجلان، عن أبيه (يعني عجلان المدني مولى فاطمة بنت عتبة) عن أبي هريرة، والصواب قول من قال: عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وكذلك رواه يعقوب بن زيد الأنصاري، عن المقبري، عن أبي هريرة. قلنا: وحديث يعقوب بن زيد الذي أشار إليه الدارقطني أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (986) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (368) ، وابن حبان (493) ، والبيهقي في "الشعب" (8847) من طريقه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أن رجلا مر على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في مجلس، فقال: السلام عليكم. فقال: "عشر حسنات"، فمر رجل آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال: "عشرون حسنة"، فمر رجل آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال: "ثلاثون حسنة"، فقام رجل من المجلس ولم يسلم، فقال رسول الله: "ما أوشك ما نسي صاحبكم! إذا جاء أحدكم المجلس ... " فذكره. وهو عند النسائي والبيهقي مختصر. وسيأتي من طريق محمد بن عجلان برقم (7852) و (9664) . وفي الباب عن معاذ بن أنس الجهني، سيأتي في "المسند" 3/438، وإسناده ضعيف. وعن معمر عن قتادة مرسلا عند عبد الرزاق (19450) . قوله: "فليس الأولى باحق من الآخرة" كذا أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: "فليس الأول بأحق من الآخر"، قال السندي: أي: هما جميعا سنة حقيقة بالعمل بها، فلا وجه لترك الثاني مع إثبات الأول، وقد أخذ بعضهم من ظاهر المساواة وجوب رد الثاني كالأول، وقال الآخرون: المساواة بالنظر إلى المسلم، لا يدلى على المساواة بالنظر إلى المسلم عليه، ووجوب جواب الأول، لقوله تعالى: (وإذا حييتم ... ) الآية [النساء: 86] ، والثاني: ليس بتحية، وإنما= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 48 7143 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا، فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ " (1)   = هو دعاء فلا يجب جوابه، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقرونا وتعليقا. إسحاق بن يوسف: هو الأزرق، وسفيان: هو الثوري، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (10) ، ومسلم (1510) ، وأبو داود (5137) ، وابن الجارود (971) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/109، والبيهقي في "السنن" 10/289، وفي "الشعب" (7846) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2405) ، وابن أبي شيبة 8/539، ومسلم (1510) ، والترمذي (1906) ، والنسائي في "الكبرى" (4896) ، وابن حبان (424) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/345، والبيهقي في "السنن" 10/289، والبغوي (2425) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وسيأتي برقم (7570) و (8893) و (9745) . قوله: "لا يجزي"، قال السندي: أي: لا يقدر على أداء جزائه على التمام والكمال. "فيعتقه"، قال: فيصير سببا لعتقه بشرائه، وليس المراد أنه يحتاج إلى إعتاق آخر سوى أنه اشتراه، وفيه أن المملوك كالميت لعدم نفاذ تصرفه، وإعتاقه كاحيائه، فمن أعتق أباه، فكأنه أحياه، فكما أن الأب كان سببا لوجود ابنه، كذلك صار الابن بإعتاقه سببا لحياته، فصار كأنه فعل مع أبيه مثل ما فعل معه أبوه، فتساويا، والله تعالى أعلم. الحديث: 7143 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 49 7144 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعِينَ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، فقد روى له أصحاب السنن، والبخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وهو صدوق. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه الدارمي (1311) عن يزيد بن هارون، والطحاوي 1/404 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (1239) ، وأبو يعلى (5909) من طريق هشيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، به. وأخرجه الحميدي (958) ، والبخاري في "الصحيح" (734) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (267) ، ومسلم (414) ، وأبو يعلى (6326) ، وابن خزيمة (1613) ، وأبو عوانة 2/109، وابن حبان (2107) ، والبيهقي 3/79 من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (417) ، وابن حبان (2115) من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة. وأخرجه مختصرا عبد الرزاق (4083) ، والحميدي (959) ، وابن أبي شيبة 2/326 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي هريرة. وأخرجه بأطول مما هنا أبو يعلى (6572) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي= الحديث: 7144 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 50 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سعيد المقبري، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة. وعبد الله بن سعيد متروك الحديث. وسيأتي الحديث من طريق أبي سلمة برقم (9329) و (9652) و (10149) ، ومن طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (8156) و (8502) و (8889) و (9015) . وفي الباب عن أنس وجابر وعائشة ستأتي في "المسند" على التوالي 3/110 و300 و6/51، وهي مخرجة في الصحاح. وعن ابن عمر عند الطحاوي 1/404. قال البخاري بإثر الحديث (689) : قال الحميدي: قوله: "إذا صلى جالسا فصلُّوا جلوسا" هو في مرضه القديم، ثم صلى بعد ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا والناس خلفه قياما، لم يأمرهم بالقعود، وإنما يؤخذ بالأخر من فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال أبو بكر الحازمي في "الناسخ والمنسوخ" ص 109: قد اختلف أهل العلم في الإمام يصلي بالناس جالسا من مرض، فقالت طائفة: يصلُّون قعودا اقتداء به، وذهبوا إلى هذه الأحاديث، ورأوها محكمة، وممن فعل ذلك جابر بن عبد الله، وأبو هريرة، وأسيد بن حضير، وبه قال أحمد وإسحاق وطائفةٌ من أهل الحديث. وقالت طائفةٌ: لا يؤم القاعد القائمين، فإن فعلوا لم يجزهم، وبه قال مالك ومحمد بن الحسن، وقال الثوري: تصح صلاة الإمام، ولا تصح صلاة المأمومين إذا صلوا خلفه جلوسا. وقال أكثر أهل العلم: يصلون قياما، ولا يتابعون الإمام في الجلوس، ورأوا أن هذه الآحاديث منسوخةٌ، وممن ذهب إلى ذلك من العلماء عبد الله بن المبارك والشافعى وأصحابه، وقد حكينا نحو هذا عن الثوري، ثم ذكر دليل النسخ، وهو حديث عائشة المخرج في "الصحيحين" أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بالناس جالسا، وأبو بكر خلفه قائم، يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر. وانظر "الرسالة" للإمام الشافعي ص 254-256، و"نصب الراية" للزيلعي 2/42-50، و"فتح الباري" لابن حجر 2/175-178. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 51 7145 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ، فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ " (1)   (1) حسن، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن عبد الله بن سعيد بن أبي هند لم يسمعه من سعيد المقبري، فبينهما فيه عثمان بن محمد بن المغيرة الأخنسي كما رواه محمد بن المثنى عند النسائي في "الكبرى"، وأحمد بن إبراهيم الدورقي عند أبي يعلى، ومحمد بن أبي بكر المقدمي عند وكيع في "أخبار القضاة"، ثلاثتهم عن صفوان بن عيسى، وتابع صفوان عليه بذكر عثمان الأخنسي ثلاثة، هم: المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي وحميد بن الأسود عند وكيع، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي عند الدارقطني، ومما يؤكد وجود عثمان الأخنسي في السند أن الدارقطني لما ذكر طرق هذا الحديث في "العلل" 3/ورقة 195 ذكر في طريق صفوان بن عيسى: عثمان بن محمد الأخنسي، قلنا: وعثمان هذا روى عنه جمع، ووثقه يحيي بن معين وابن حبان، وقال البخاري -فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" 1/437-: ثقة، وكنت أظن أن عثمان لم يسمع من سعيد المقبري، وقال ابن المديني: روى عن سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة أحاديث مناكير، وقال النسائي: ليس بذاك القوي، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق له أوهام. وأخرجه السهمى في "تاريخ جرجان" ص 101 من طريق خارجة -هو ابن مصعب، كذا قيده الدارقطني في "العلل"-، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن سعيد المقبري، بهذا الإسناد. وخارجة بن مصعب -وهو ابن خارجة أبو الحجاج السرخسي- متروك. وأخرجه وكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/9 عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، وأبو يعلى (6613) عن أحمد بن= الحديث: 7145 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 52 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = إبراهيم الدورقي، كلاهما عن صفوان بن عيسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن عثمان بن محمد الأخنسي (عند أبي يعلى: محمد بن عثمان الأخنسي، والصواب: عثمان بن محمد) عن سعيد المقبري، به. وأخرجه وكيع 1/8-9 من طريق مصعب بن عبد الله الزبيري، عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، و1/9 من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، عن حميد بن الأسود، والدارقطني 4/203-204 من طريق عبد الله بن عمر الخطابي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5924) ، ووكيع 1/9 من طريق أبي علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، ووكيع 1/9 من طريق بشار بن عيسى، والحاكم 4/91 من طريق يحيى بن سعيد، ووكيع 1/9، والبيهقي في "السنن" 10/96، وفي "معرفة السنن والآثار" (5854) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، أربعتهم عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، به. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي، وقال القعنبي في حديثه "سعيد" ولم ينسبه. وأخرجه وكيع 1/9، وأبو يعلى (5866) من طريق معن بن عيسى، عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وغلط وكيع والدارقطني في "علله" هذه الرواية، وصوبا أن سعيدا هو المقبري، وليس ابن المسيب! وأخرجه وكيع 1/10 عن عبد الله بن أيوب المخرمي، عن روح بن عبادة، عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن ابن المسيب، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وهذا على إرساله سنده قوي. عبد الله بن أيوب المخرمي روى عنه جمع، وقال ابن أبي حاتم 5/11: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/362، وله ترجمة في "السير" 12/359، وروح بن عبادة، وابن أبي ذئب -وهو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة- ثقتان مشهوران من رجال "التهذيب".= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 53 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه وكيع أيضاً 1/10 عن أبي بكر جعفر بن محمد -هو الفريابي-، عن قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن نافع -هو الصائغ-، عن ابن أبي ذئب، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد بن المسيب من قوله، لم يجاوز أبو بكر به سعيدا ولم يرفعه. قلنا: وإسناده إلى عثمان بن محمد صحيح، ومن تحته كلهم ثقات مشهورون. وأخرجه وكيع 1/10 من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، عن عثمان بن الضحاك، عن ابن المسيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعثمان بن الضحاك ضعيف، ثم هو لم يسمعه من ابن المسيب، بينهما فيه عثمان بن محمد الأخنسي فقد أخرجه وكيع أيضا 1/10 من طريق أخرى عن أبي ضمرة، عن عثمان بن الضحاك، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا أصوب. وسيأتي الحديث عند المصنف برقم (8777) عن أبي سلمة الخزاعي، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ويأتي تخريجه من هذا الطريق في موضعه إن شاء الله تعالى. وأخرجه أبو داود (3571) ، والترمذي (1325) ، ووكيع 1/12، والدارقطني 4/204، والبيهقي 10/96، والقضاعي في "مسند الشهاب" (396) من طريق فضيل بن سليمان، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وأخرجه وكيع 1/11، والطبراني في "الصغير" (491) ، وابن عدي في "الكامل" 2/465، والبغوي في "شرح السنة" (2496) وحسنه!، والقضاعي (395) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1261) من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، عن بكر بن بكار، عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن سعيد المقبري (وعند وكيع والبغوي: عن سعيد أو أبي سعيد) ، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف بكر بن بكار، ووصفه ابن أبي حاتم بسوء الحفظ والتخليط، وأعله= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 54 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ابن الجوزي به، وانظر ترجمته في "لسان الميزان" 2/48. وأخرجه وكيع 1/12 عن صرد بن حماد بن سالم الصيرفي عن بكر بن بكار، به. إلا أنه قال فيه: عن أبي سعيد المقبري! وأخرجه وكيع 1/12 عن الحارث بن أبي أسامة، عن عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثوري، عن عمارة بن غزية، عن سفيان المقبري، عن أبي هريرة وهذا إسناد ضعيف جدا، عبد العزيز بن أبان متروك، وخطأ وكيع حديث عبد العزيز هذا، وقال: الحديث حديث بكر بن بكار. وأخرجه ابن عدي 1/224 من طريق آخر عن سفيان الثوري، عن رجل، عن عمارة بن غزية، به. قال ابن عدي: وهذا الرجل الذي لم يسم في هذا الإسناد هو عندي إبراهيم بن أبي يحيى، كنى الثوري عن اسمه. قلنا: وإبراهيم بن أبي يحيى هذا -وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي- متروك أيضا وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5923) ، ووكيع 1/12، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1262) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/384 من طريق داود بن خالد العطار، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، داود بن خالد العطار في عداد المجهولين لا يكاد يعرف، به أعله ابن الجوزي. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/236 عن وكيع، حدثنا بعض المدنيين، عن المقبري، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف لجهالة بعض المدنيين، ولعله يكون عثمان بن محمد الأخنسي، فإن كان هو فقد عاد الحديث إليه، وذلك لضعف الأسانيد التي جاء الحديث بها عن غيره، والله تعالى أعلم. قلنا: وقد أخرجه وكيع 1/13 من طريق يحيي بن نصر بن حاجب، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فذكره. وهذا إسناد ضعيف، قال وكيع: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث هكذا غير يحيى بن نصر بن حاجب، ويحيى بن نصر في حدثه لينٌ، وقد روى هذا الحديث عبد الله، عن سعيد بن أبي هند، عن عثمان بن محمد الأخنسي،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 55 7146 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا الْغِيَابَةُ؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ "، (1)   = عن المقبري، عن أبي هريرة، فلعله أراد ذلك فغلط. قلنا: وهو مرسل أيضا. وأخرجه وكيع 1/13، وابن عدي 3/964 من طريق داود بن الزبرقان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رفعه. وهذا إسناد ضعيف جدا، داود بن الزبرقان متروك، وقد تفرد به عن عطاء بن السائب فيما قاله ابن عدي، وعطاء بن السائب كان قد اختلط بأخرة. قوله: "قد ذبح بغير سكين"، قال السندي: أريد أنه ذبح أشد الذبح، لأن الذبح بالسكين أريح للذبيحة، بخلافه بغيره، أو المراد أنه ذبح لا ذبحا يقتله، بل ذبحا يبقى فيه لا حيّا ولا ميتا، لأنه ليس ذبحا بسكين حتى يموت، ولا هو سالم عن الذبح حتى يكون حيا. وقيل: أراد الذبح غير المتعارف الذي هو عبارة عن هلاك دينه دون هلاك بدنه، وذلك أنه ابتلي بالعناء الدائم، والداء المعضل الذي يعقبه الندامة إلى يوم القيامة، والجمهور حمله على ذم التولي للقضاء والترغيب عنه، لما فيه من الخطر ... وقال بعضهم: معنى: "ذبح": أنه ينبغي له أن يميت دواعيه الخبيثة، وشهواته الردية، وعلى هذا فالخبر بمنزلة الأمر، والحديث إرشادٌ له إلى ما يليق به بحاله لا يتعلق بمدح ولا ذم، والله تعالى أعلم. (1) كذا هنا في هذه الرواية، وفيما سيتكرر برقم (9901) ، وهي كذلك عند الطبري 26/136، وهذا لا يوافق ما بعده، وفي "صحيح ابن حبان": "بما فيه" بإسقاط "ليس"، وعند غير أحمد وابن حبان: "ذكرك أخاك بما يكره" قال السندي: هذا هو الظاهر، وأما لفظ الكتاب، فلا يخلو عن تغيير الرواة. الحديث: 7146 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 56 قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ لَهُ؟ يَعْنِي، قَالَ: " إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدْ بَهَتَّهُ " (1) 7147 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء وأبيه، فمن رجال مسلم. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة. وأخرجه الطبري 26/136، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/20 من طريق محمد بن المثنى، وابن حبان (5758) من طريق محمد بن بشار بندار، كلاهما عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2714) ، ومسلم (2589) ، وأبو داود (4874) ، والترمذي (1934) ، والنسائي في "الكبرى" (11518) ، والطبري 26/135-136 و136، وابن حبان (5759) ، والبيهقي في "السنن" 10/247، وفي "الآداب" (154) ، وابن عبد البر 23/20، والبغوي (3560) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه مختصرا البغوي (3561) من طريق عثمان بن عمر، عن شعبة، به. وسنأتي برقم (8985) و (9901) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البغوي (3562) ، وإسناده ضعيف. وعن المطلب بن عبد الله عند مالك في "الموطأ" 2/987، وهو مرسل. قوله: "الغيابة"، قال السندي: المشهور في هذا المعنى: الغيبة، وهو الواقع في رواية أبي داود وغيره. وقوله: "بهته"، قال البغوي: أي: كذبت عليه، يقال: بهت صاحبه يبهت بهتا وبهتانا، والبهتان: الباطل الذي يتحير من بطلانه، وشدة نكره، يقال: بهت يبهت: إذا تحير، فهو مبهوت. الحديث: 7147 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 57 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن علية. وأخرجه الترمذي (1022) عن أحمد بن منيع، عن إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/300 و362-363، وعنه ابن ماجه (1534) عن عبد الأعلى، والبخاري (1318) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن معمر، به. وأخرجه الطحاوي 1/495 من طريق الليث، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/300 عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلا. وسيأتي الحديث برقم (7885) و (8583) و (9646) و (9663) و (10209) ، وانظر (7776) و (10852) . وفي الباب عن ابن عباس سلف في "المسند" برقم (2292) . وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/363، وهو مخرج في "الصحيحين"، وانظر "صحيح ابن حبان" (3096) . وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/431، وهو مخرج في "صحيح مسلم"، وانظر "صحيح ابن حبان" (3102) . وعن حذيفة بن أسيد، سيأتي 4/7. وعن مجمع بن جارية، سيأتي 4/64 و5/376. وعن ابن عمر عند ابن ماجه (1538) . وعن سعيد بن زيد عند أبي يعلى (963) ، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/37: وفيه حديج بن معاوية، وفيه كلام. والنجاشي، قال في "الإصابة" 1/205: هو أصحمة بن أبجر النجاشي، ملك= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 58 7148 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا، فَقَدْ حُرِمَ " (1)   = الحبشة، واسمه بالعربية: عطية، والنجاشي لقبٌ له، أسلم على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يهاجر إليه، وكان ردءا للمسلمين نافعا، وقصته مشهورة في المغازي في إحسانه إلى المسلمين الذين هاجروا إليه في صدر الإسلام ... قال الطبري وجماعة: كان موته في رجب سنة تسع، وقال غيره: كان قبل الفتح. (1) صحيح، وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين، وأبو قلابة -واسمه عبد الله بن زيد الجرمي- روايته عن أبي هريرة مرسلة. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه عبد الرزاق (8383) ، وابن أبي شيبة 3/1، وإسحاق بن راهويه (1) و (2) ، والنسائي 4/129، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/154 من طرق عن أيوب، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق أبي قلابة برقم (8991) و (8992) ، وسيتكرر من هذا الطريق برقم (9497) . ولحديث أبي قلابة عن أبي هريرة هذا شاهد من حديث أنس بن مالك عند ابن ماجه (1644) ، وحسن إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/99، وهو كما قال. وأخرجه ابن ماجه (1642) ، والترمذي (682) ، وابن خزيمة (1883) ، وابن حبان (3435) ، والحاكم 1/421، والبيهقي في "السنن" 4/303، وفي "شعب الإيمان" (3598) ، والبغوي (1705) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي= الحديث: 7148 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 59 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومرة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها بابٌ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها بابٌ، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار. وذلك كل ليلة". وصحح الحاكم إسناده على شرط الشيخين! قال الترمذي: حديث أبي هريرة الذي رواه أبو بكر بن عياش، حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، إلا من حديث أبي بكر. قال: وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقال: حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن مجاهد، قوله: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، فذكر الحديث. قال محمد وهذا (يعني حديث الأعمش عن مجاهد من قوله) أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش. قلنا: لكن يشهد له مرفوعا بسياقة أبي بكر بن عياش ما أخرجه ابن أبي شيبة 3/1، وأحمد 4/311 و312 و5/411، والنسائي 4/130، والبيهقي في "الشعب" (3601) عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإسناده حسن. وللقسم الأخير منه ما سيأتي في مسند أبي هريرة نفسه برقم (7450) . وانظر ما يأتي من طريق مالك بن أبي عامر، عن أبي هريرة برقم (7780) . قال القاضي عياض في شرحه، ونقله عنه الحافظ في "الفتح" 4/114: يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته، وأن ذلك كله علامةٌ للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته، ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم فيصيرون كالمصفدين، قال: ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن ابن شهاب عند مسلم (1079) (2) : "فتحت أبواب الرحمة"، قال: ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله لعباده من= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 60 7149 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: " أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ " (1) 7150 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ   = الطاعات، وذلك أسباب لدخول الجنة، وغلق أبواب النار عبارة عن صرف الهمم عن المعاصي الآيلة بأصحابها إلى النار، وتصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات. وقال التوربشتي شارح "المصابيح": فتح أبواب السماء كناية عن تنزل الرحمة وإزالة الغلق عن مصاعد أعمال العباد تارة ببذل التوفيق، وأخرى بحسن القبول، وغلق أبواب جهنم: كناية عن تنزه أنفس الصوام عن رجس الفواحش، والتخلص من البواعث عن المعاصي بقمع الشهوات. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين. وأخرجه مسلم (515) (276) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (365) ، والبيهقي 2/236 من طريق حماد بن زيد، وابن حبان (2298) و (2306) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن أيوب، به. وأخرجه الطيالسي (2496) ، وابن حبان (2298) و (2306) ، وأبو نعيم 6/307، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه في الرسم" 1/442 من طرق عن محمد بن سيرين، به. وسيأتي من طريق محمد بن سيرين برقم (10418) و (10464) و (10485) ، ومن طريق سعيد بن المسيب برقم (7251) ، وأبي سلمة برقم (7606) . وفي الباب عن طلق بن علي سيأتي في مسنده 4/22، وصححه ابن حبان (2297) . الحديث: 7149 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 61 وَشَيْءٌ مِنْ مُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ - أَوْ شَيْءٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ -، خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ - قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ - مِنْ أَسَدٍ وَغَطَفَانَ وَهَوَازِنَ وَتَمِيمٍ " (1) 7151 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ (2) " وقَالَ " بِيَدِهِ، قُلْنَا: يُقَلِّلُهَا يُزَهِّدُهَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2521) (192) ، وأبو يعلى (6054) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3523) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وسيأتي عند المصنف برقم (9442) من طريق معمر، عن أيوب، وسيأتي برقم (8826) من طريق الأعرج، وبرقم (9813) و (10042) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة، وانظر (7904) و (9414) . وفي الباب عن أبي بكرة، يأتي 5/48، وصححه ابن حبان (7290) قال الحافظ في "الفتح" 6/545: إنما كانوا خيرا منهم، لأنهم سبقوهم إلى الإسلام، والمراد الأكثر الأغلب. (2) في (م) و (س) و (ظ 1) و (ق) و (ص) : إلا أعطاه الله إياه، والمثبت من (ظ 3) و (عس) (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6400) ، ومسلم (852) (14) ، والنسائي في "المجتبى" 13/116، وفي "الكبرى" (1750) ، وأبو يعلى (6055) ، وابن خزيمة (1737) ،= الحديث: 7151 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 62 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وابن حبان (2773) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2498) ، والحميدي (986) ، وابن ماجه (1137) ، وابن الجارود (282) ، وابن خزيمة (1737) ، والطبراني في "الدعاء" (165) من طرق عن أيوب، به. وأخرجه الطيالسي (2496) ، والبخاري (5294) ، ومسلم (852) (14) ، وأبو بكر المروزي في "الجمعة وفضلها" (5) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3174) ، والطبراني في "الدعاء" (160) و (161) و (163) و (164) و (165) و (167) و (168) من طرق عن محمد بن سيرين، به. ومن طريق ابن سيرين، سيأتي عند المصنف برقم (7472) و (7824) و (10460) و (10465) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1753) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (474) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2502 من طريق عمار بن رزيق، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (473) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي هريرة. وحديث سفيان الثوري موقوف. وأخرجه الطبراني (177) ، والبيهقي 9/3 من طريق عون بن عبد الله بن عتبة، عن أخيه عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. وأخرجه عبد الرزاق (5587) ، ومن طريقه الطبراني (149) عن يحيى بن ربيعة، و (150) من طريق همام، كلاهما عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة. وأخرجه عبد الرزاق (5573) عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة موقوفا. وأخرجه الترمذي (3339) من طريق أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة - ضمن حديث، وقال: حسن غريب. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (7487) و (7688) و (7769) و (7823) و (8119) و (9206) و (9239) و (10302) و (10303) و (10343) و (10723) .= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 63 7152 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: إِمَّا تَفَاخَرُوا، وَإِمَّا تَذَاكَرُوا الرِّجَالُ أَكْثَرُ فِي الْجَنَّةِ أَمِ النِّسَاءُ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَوَ لَمْ يَقُلْ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ ثِنْتَانِ، يُرَى مُخُّ سَاقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ " (1)   = قلنا: وقد ذكرت الساعة التي في يوم الجمعة عن غير أبي هريرة من الصحابة، فعن أبي موسى الأشعري عند مسلم (853) ، وأبي داود (1049) . وعن جابر بن عبد الله عند أبي داود (1048) ، والحاكم 1/279، وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وعن عبد الله بن سلام عند أحمد 5/451، وابن ماجه (1139) ، وصح البوصيري إسناده في "مصباح الزجاجة". وعن عمرو بن عوف المزني عند ابن ماجه (1138) ، والترمذي (490) ، وسنده ضعيف. وذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/416-422 في تعيين هذه الساعة أكثر من أربعين قولا منقولة عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ونقل عن ابن المنيّر قوله: إذا علم أن فائدة الإبهام لهذه الساعة ولليلة القدر بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء، ولو بين لاتكل الناس على ذلك وتركوا ما عداها، فالعجب بعد ذلك ممن يجتهد في طلب تحديدها. (1) قوله: "في الجنة" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، وسقط من (م) وباقي النسخ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه حسين المروزي في زيادات "الزهد" لابن المبارك (1585) ، ومسلم (2834) (14) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (335) من طرق عن إسماعيل ابن= الحديث: 7152 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 64 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = علية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (20879) ، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة" (244) عن معمر، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/87 من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن أيوب، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (56) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (244) من طريق عوف، عن ابن سيرين، به. وهو عند ابن أبي عاصم مختصر. ويأتي بطوله عند أحمد برقم (7375) عن ابن عيينة، عن أيوب، ومختصرا برقم (8542) من طريق يونس بن عبيد، و (10593) من طريق هشام القردوسي، كلاهما عن ابن سيرين. وأخرجه البخاري (3254) من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة. وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم (87) ، وأبو نعيم (250) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وأخرجه إسحاق بن راهويه (177) ، والبخاري (3327) ، ومسلم (2834) (15) ، وابن ماجه (4333) ، وأبو يعلى (6084) ، وابن حبان (7437) ، وأبو نعيم (241) ، والبيهقي (333) ، والبغوي في "شرح السنة" (4373) ، وفي "التفسير" 1/57 من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة (عود الطيب) ، وأزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم: ستون ذراعا في السماء". وأخرجه بنحوه البخاري (3246) ، وأبو نعيم (248) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7165) و (7486) و (8198) = الجزء: 12 ¦ الصفحة: 65 7153 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ " (1)   = و (8996) و (10122) ، وانظر (9202) و (10524) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في مسنده 3/16. وعن جابر بن عبد الله، سيأتي أيضا 3/383. وعن ابن مسعود عند البزار (3536 - كشف الأستار) ، والطبراني (10321) ، وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/411 وصحح إسناده. قوله: "إن أول زمرة"، قال السندي: أي: جماعة. "على صورة القمر"، أي: على نوره. "على أضوإ كوكب"، أي: على نوره. "ري"، أي: مضيء شديد الإنارة. "يرى"، أي: من كمال اللطافة. "أعزب"، أي: بلا زوجة. وانظر "فتح الباري" 6/325. قلنا: وأنكر الجوهري وثعلب وأبو حاتم وابن الأثير والفيومي والفيروزآبادي هذا الحرف بزيادة الهمزة، وقالوا: الجادة عزب بفتحتين، وعللوا ذلك بأنه غير وارد ولا مسموع، وأجازه غيرهم لثبوته في هذا الحديث الصحيح، وفي حديث البخاري (440) من حديث عبد الله أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: وفي رواية أبي ذر: عزب بفتح العين والزاي من غير همزة، قال القسطلاني: وهي اللغة الفصيحة. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري. وأخرجه البخاري (5628) ، والحاكم 4/140 من طريق مسدد، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد، إلا أن البخاري لم يذكر فيه قول أيوب الذي في آخر الحديث، وصححه الحاكم على شرط البخاري، فتعقبه الحافظ ابن حجر في= الحديث: 7153 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 66 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = "الفتح" 10/91، فقال: وهم الحاكم، فأخرج الحديث في " المستدرك " بزيادته، والزيادة المذكورة (يعني قول أيوب: أنبئت .... ) ليست على شرط الصحيح، لأن راويها لم يسم، وليست موصولة. وأخرجه ابن ماجه (3420) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، به. دون ذكر الزيادة. وأخرجه الدارمي (2118) من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به. وسيتكرر برقم (10320) ، وسيأتي أيضا برقم (7373) و (8335) و (8632) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1989) . وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/67. وعن جابر عند ابن أبي شيبة 8/207. ويشهد للزيادة في آخره ما أخرجه ابن ماجه (3419) من طريق زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن اختناث الأسقية، وإن رجلا بعد ما نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، قام من الليل إلى سقاء فاختنثه (أي: شرب من فمه) فخرجت عليه منه حية. وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح. قال العلامة بدر الدين العيني في "عمدة القاري" 21/199: روي أحاديث تدل على جواز الشرب من فم السقاء: منها ما رواه الترمذي (1892) من حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن جدته كبشة، قالت: دخل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشرب من في قربة معلقة، وقال: حديث حسن صحيح. ومنها حديث أنس بن مالك رواه الترمذي في "الشمائل" (215) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على أم سليم وقربة معلقة، فشرب من فم القربة وهو قائم. ومنها حديث عبد الله بن أنيس، قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قام إلى قربة معلقة، فخنثها ثم شرب من فمها. رواه الترمذي (1891) ، وأبو داود (3721) .= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 67 قَالَ أَيُّوبُ: " فَأُنْبِئْتُ أَنَّ رَجُلًا شَرِبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ "   = وقد صح عن جماعة من الصحابة والتابعين فعل ذلك، فروى ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/208 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه كان لا يرى بأسا بالشرب من في الإداوة. وعن سعيد بن جبير، قال: رأيت ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يشرب من في الإداوة. وعن نافع: أن ابن عمر كان يشرب من في السقاء. وعن عباد بن منصور، قال: رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يشرب من في الإداوة. فإن قلت: كيف يجمع بين هذه الأحاديث التي تدل على الجواز، وبين حديثي الباب اللذين يدلان على المنع؟ قلت: قال شيخنا رحمه الله (يعني العراقي في "شرح الترمذي") : لو فرق بين ما يكون لعذر كان تكون القربة معلقة ولم يجد المحتاج إلى الشرب إناء متيسرا، ولم يتمكن من التناول بكفه، فلا كراهة حينئذ، وعلى هذا تحمل هذه الأحاديث المذكورة، وبين ما يكون لغير عذر، فيحمل عليه أحاديث النهي. قيل: لم يرد حديث من الأحاديث التي تدل على الجواز إلا بفعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحاديث النهي كلها من قوله، فهي أرجح، والله أعلم. وذكر النووي في "شرح مسلم" 13/194 أن النهي في هذه الأحاديث للتنزيه، لا للتحريم، بدليل أحاديث الرخصة في ذلك. ونقل ابن حجر في "الفتح" 10/91 عن ابن أبي جمرة ما ملخصه: اختلف في علة النهي، فقيل: يخشى أن يكون في الوعاء حيوان، أو ينصب بقوة فيشرق به، أو بما يتعلق بفم السقاء من بخار النفس، أو بما يخالط الماء من ريق الشارب فيتقذره غيره ... قال: والذي يقتضيه الفقه أنه لا يبعد أن يكون النهى لمجموع هذه الأمور. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 68 7154 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلٌ جَارَهُ أَنْ يَجْعَلَ خَشَبَتَهُ - أَوْ قَالَ: خَشَبَةً - فِي جِدَارِهِ " (1) 7155 - حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2)   (1) إسناده على شرط البخاري كسابقه. وأخرجه الحميدي (1077) ، والبخاري (5627) من طريق سفيان بن عيينة، والبيهقي في "السنن الكبرى" 6/69 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/378 من طريق حميد بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب كلاهما عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8335) ، وانظر (7278) و (9769) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2307) . وعن مجمع بن يزيد، سيأتي 3/479. قال البغوي في "شرح السنة" 8/247: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، قالوا: إذا بنى الرجل بناء، فاحتاج فيه إلى أن يضع رأس الخشب على جدار الجار، فليس للجار منعه، وإليه ذهب الشافعي في القديم، وهو قول أحمد. وذهب الأكثرون إلى أنه لا يجبر الجار عليه، والخبر محمول على الندب والاستحباب، وحسن الجوار، وهو قول مالك، وأصحاب الرأي، وعامة أهل العلم. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك -وهو ابن أبي سليمان العرزمي- فمن رجال مسلم، وهو ثقة كما يعلم= الحديث: 7154 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 69 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = من ترجمته في "التهذيب" لم يتكلم عليه غير شعبة من أجل حديث، وثناؤهم عليه مستفيض. يعلى بن عبيد: هو الطنافسي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/262 من طريق عبد الله بن المبارك، عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 5/62، وابن حبان (4243) من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، بلفظ: "خير الصدقة ... ". وبهذا اللفظ أخرجه البخاري (1428) ، والبيهقي 4/177 من طريق وهيب بن خالد، وابن أبي الدنيا في "العيال" (7) من طريق يونس بن محمد، عن الليث بن سعد، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/481-482 من طريق عمرو بن سليمان، وأبو نعيم في "الحلية" 2/181 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، أربعتهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة. زاد وهيب: "ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله"، ولم يذكر الليث وعمرو بن سليمان فيه قوله: "واليد العليا خير من اليد السفلى". وأخرجه كذلك الدارمي (1651) عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن هشام بن عروة، عن أبي هريرة. فلم يذكر فيه عروة، وعبد الله بن صالح سييء الحفظ. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 3/212 عن ابن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث من طريق عطاء برقم (9122) و (9613) ، وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7429) و (7741) و (7867) و (8247) و (9223) و (10511) ، وانظر (7317) و (8702) و (8743) ، وسيأتي برقم (7348) موقوفا على أبي هريرة. وانظر (7419) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4474) . وعن جابر بن عبد الله، سيأتي في "مسنده" 3/330.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 70 7156 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ بِإِنَاءٍ مَعَهَا فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ، أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ، فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ " (1)   = وعن حكيم بن حزام، سيأتي 3/403. وعن أبي أمامة، سيأتي 5/262. وعن طارق المحاربي عند النسائي 5/61، وابن حبان (3341) . قوله: "لا صدقة إلا عن ظهر غنى"، قال الحافظ في "الفتح" 3/294: النفي فيه للكمال لا للحقيقة، فالمعنى: لا صدقة كاملة إلا عن ظهر غنى. وقال الخطابي في "أعلام الحديث" 1/763: الظهر قد يزاد في مثل هذا إشباعا للكلام، والمعنى: أن أفضل الصدقة ما أخرجه الإنسان من ماله بعد أن يستبقي منه قدر الكفاية لأهله وعياله، ولذلك يقول: "وابدأ بمن تعول". وقال البغوي في "شرح السنة" 6/179: أي: غنى يعتمده ويستظهر به على النوائب التي تنوبه. واليد العليا: هي المنفقة، واليد السفلى: هي السائلة. قوله: "وابدأ بمن تعول"، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/321: أي: بمن تمون وتلزمك نفقته من عيالك، فإن فضل شيء، فليكن للأجانب، يقال: عال الرجل عياله يعولهم: إذا قام بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة وغيرهما. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمارة: هو ابن القعقاع الضبي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير. والحديث في "فضائل الصحابة" لأحمد (1588) بسنده ومتنه. وأخرجه الحاكم 3/185 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة! وهذا وهم منه، فإن الحديث= الحديث: 7156 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 71 7157 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْتَدَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يَخْرُجُ إِلَّا جِهَادًا فِي سَبِيلِي، وَإِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيق رَسُولِي (1) ، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ (2)   = عندهما مثله. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/133، والبخاري (3820) و (7497) ، ومسلم (2432) ، والنسائي في "الكبرى" (8358) ، وأبو يعلى (6089) ، وابن حبان (7009) ، والطبراني 23/ (10) من طريق محمد بن فضيل، به. ورواية البخاري في الموضع الثاني مختصرة، ولم يذكر فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الطبراني 23/ (8) من طريق عيسى بن يونس، و (9) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال عبد الواحد في حديثه: وأبي سعيد، قالا: بشر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خديجة بنت خويلد ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب. وفي الباب عن عبد الله بن جعفر، سلف برقم (1758) . وعن عبد الله بن أبي أوفى، سيأتي 4/355. وعن عائشة، سيأتي 6/58. القصب في هذا الحديث: لؤلؤ مجوف واسع، كالقصر المنيف. والصخب: اختلاط الأصوات. والنصب: التعب. (1) في (م) : وتصديقا برسولي. (2) لفظ "ريح" لم يرد في (ظ3) و (عس) . الحديث: 7157 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 72 مِسْكٍ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ أَبَدًا، وَلَكِنِّي لَا أَجِدُ سَعَةً فَيَتْبَعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ فَيَتَخَلَّفُونَ بَعْدِي. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ (1) أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ، فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ، فَأُقْتَلَ " (2) 7158 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،   (1) في بعض النسخ: أني. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/288، ومسلم (1876) (103) ، وابن ماجه (2753) ، وأبو عوانة 5/23-24 و25-26 و28 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه اسحاق بن راهويه في "مسنده" (182) ، ومسلم (1876) ، والنسائي 8/119، وابن منده في "الإيمان" (234) ، والبيهقي في "الشعب" (4236) ، وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد" ص 69 من طرق عن جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسيأتي الحديث مقطعا برقم (8980) و (8981) و (8982) و (8983) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عمارة. وأخرجه مختصرا عبد الرزاق (9530) ، والبخاري (2787) و (2797) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (47) و (48) ، والنسائي 6/18 و32، وأبو عوانة 5/31 من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه كذلك البخاري (7226) ، وابن أبي عاصم (49) ، والنسائي 6/8 من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وسيأتي في "المسند" برقم (10523) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة وحده، عن أبي هريرة.= الحديث: 7158 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 73 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرج القطعة الأولى منه الحميدي (1088) من طريق محمد بن عجلان، عمن سمع أبا هريرة، عن أبي هريرة. وأخرج الثانية منه الدارمي (2406) من طريق موسى بن يسار، عن أبي هريرة. وأخرج الرابعة منه مالك في "الموطأ" 2/460، والحميدي (1040) ، والبخاري (7227) ، ومسلم (1876) (106) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وستأتي القطعة الأولى برقم (9174) من طريق الأعرج، و (9187) من طريق أبي صالح، و (10407) من طريق عطاء بن مينا. والثانية برقم (7302) من طريق الأعرج، و (8205) من طريق همام بن منبه، و (9087) من طريق أبي صالح. والثالثة برقم (7344) من طريق الأعرج، و (8131) من طريق همام. والثالثة والرابعة برقم (9480) من طريق أبي صالح. قوله: "انتدب الله"، قال السندي: أي: تكفل. إلا جهادا، قال: أي: للجهاد، وهذا من كلامه تعالى، فلا بد من تقدير القول هاهنا، أي: قائلا: لا يخرج إلا جهادا، وهو حال من فاعل "انتدب"، أو تقدير ما يؤدي مؤداه أول الكلام، مثل: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حاكيا عن الله: انتدب الله، أو قال: قال الله: انتدب الله، ونحو ذلك، فيكون من باب وضع الظاهر موضع الضمير، وأصله: انتدبت، وهذا في كلامه تعالى كثير، ويكون قوله: "إلا الإيمان بي" من باب الالتفات. ضامن، قال: أي: ذو ضمان، أو مضمون مرعي حاله. وقوله: "أو أرجعه إلى مسكنه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة"، قال النووي في "شرح مسلم" 13/21: قالوا: معناه ما حصل له من الأجر بلا غنيمة إن لم يغنم، أو من الأجر والغنيمة معا إن غنموا، وقيل: إن "أو" هنا بمعنى الواو، أي: من أجر وغنيمة كما وقع في بعض الروايات، ومعنى الحديث: أن الله تعالى ضمن أن الخارج للجهاد ينال خيرا بكل حال، فإما أن يستشهد فيدخل الجنة، وإما أن يرجع بأجر، وإما أن يرجع بأجر وغنيمة. والكلم: الجرح. وخلاف سرية، أي: خلفها وبعدها. ولا أجد سعة، أي: في= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 74 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (1) 7159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: " أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهُ: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ، وَلَا تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ " (2)   = الرزق، فأحملهم على الدواب. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 5/134 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة (الجزء الذي نشره العمروي) ص 215، والبخاري (1728) ، ومسلم (1302) ، وابن ماجه (3043) من طريق محمد بن فضل، به. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (9332) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1859) و (3311) . وعن ابن عمر، سلف أيضا برقم (5507) . وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/20، وعن أم الحصين 4/70، وعن مالك بن ربيعة 4/177، وعن قارب 6/393، وبعضها مخرج في الصحاح. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (778) ، ومسلم (1032) (93) ، والنسائي 6/237 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد.= الحديث: 7159 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 75 7160 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ، قَبْلَ السَّاعَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ: يَا   = وأخرجه ابن ماجه (2706) ، وأبو يعلى (6092) من طريق شريك النخعي، عن عمارة بن القعقاع، به. وفيه زيادة في أوله، وقرن أبو يعلى بعمارة بن القعقاع ابن شبرمة. وسيأتي الحديث برقم (7407) و (9378) و (9768) . قوله: "وأبيك"، قال السندي: قيل: هذا على عادة العرب من جري مثل هذا على اللسان بلا تعمد، والنهي عن تعمد مثله، فلا إشكال، وقيل: بل يحتمل أن يكون قبل النهي، أو هو بتقدير: وخالق أبيك، مثلا. وشحيح، قال: بخيل، أي: من شأنك أن تبخل بالمال، لأن صحة الإنسان محل لذلك. تخشى الفقر: بالتصدق. وتأمل: بضم الميم، وهو مرفوع، أي: ترجوه وتطمع به، ولا شك أن البقاء يقتضي جمع المال وحفظه. وقوله: "ولا تمهل"، قال القسطلاني في "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" 3/21: بالجزم على النهي، أو بالنصب عطفا على "أن تصدق"، أو بالرفع (أي: على أنه نفي) وهو الذي في اليونينية. وقوله: "بلغت الحلقوم"، أي: الروح، بدلالة السياق وقوله: قلت لفلان كذا وكذا: هو كناية عن الموصى له والموصى به فيهما، وقد كان لفلان، أي: وقد صار ما أوصى به للوارث، فيبطله إن شاء إذا زاد على الثلث أو أوصى به لوارث آخر. والمعنى: تصدق في حال صحتك، واختصاص المال بك وشح نفسك بأن تقول: لا تتلف مالك لئلا تصير فقيرا إلا في حال سقمك وسياق موتك، لأن المال حينئذ خرج منك وتعلق بغيرك. الحديث: 7160 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 76 مُحَمَّدُ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ (1) ، أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ، أَوْ عَبْدًا رَسُولًا؟ قَالَ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: " بَلْ عَبْدًا رَسُولًا " (2)   (1) زاد في (م) لفظ: قال. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والقائل: "لا أعلمه إلا عن أبي هريرة" هو عمارة بن القعقاع، كما جاء مصرحا به عند ابن أبي الدنيا، وروي الحديث عن غيرهما، عن أبي هريرة دونما شك. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (125) ، والبزار في "مسنده" (2462- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (6105) ، وابن حبان (6365) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلم يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن عباس عند النسائي في "الكبرى" (6743) ، وابن صاعد في زياداته على "زهد ابن المبارك" (766) ، والطبراني في "الكبير" (10686) ، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي" ص 198، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/333-334، والبغوي في "شرح السنة" (3684) ، وفي سنده انقطاع بين محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وبين جده ابن عباس. وعن عائشة عند أبي يعلى (4920) ، وأبي الشيخ ص 197-198، والبغوي (3683) ، وفي إسناده أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد حسنه الهيثمي في "المجمع" 9/19. وعن ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" (13309) ، قال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف. وعن الزهري مرسلا عند ابن المبارك في "الزهد" (764) . وعن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب مرسلا أيضا عند ابن المبارك في "الزهد" (220) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (3682) .= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 77 7161 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ، آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] " (1) 7162 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،   = قوله: "أفملكا"، قال السندي: بالنصب، هكذا في "المجمع"، وفي بعض النسخ: "أفملك نبيا" وهو من كتابة المنصوب بلا ألف، وهو مفعول ثان ليجعل، والملك بكسر اللام. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم بعد حديث (157) ، وأبو داود (4312) ، وابن ماجه (4068) ، والنسائي في "الكبرى" (11177) ، والطبري في "تفسيره" 8/97 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4635) من طريق عبد الواحد بن زياد، وإسحاق بن راهويه (176) ، ومسلم بعد حديث (157) ، وأبو يعلى (6085) ، والطبري 8/97 من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/442 من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن عمارة بن القعقاع، به. وسيأتي الحديث بنحوه من طرق عن أبي هريرة برقم (7711) و (8138) و (8599) و (8850) و (9752) ، وانظر (8303) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6881) . وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/31. وعن أبي ذر عند مسلم (159) (250) . الحديث: 7161 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 78 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ "، قَالَهَا: ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنَّكُمْ لَسْتُمْ فِي ذَلِكَ مِثْلِي، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ (1) مَا تُطِيقُونَ " (2)   (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ومن هوامش النسخ الأخرى، وفي (م) والنسخ الخطية غير (ظ3) ، و (عس) : العمل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/83، وأبو يعلى (6088) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (168) ، ومسلم (1103) (58) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، به. وأخرجه ابن خزيمة (2071) عن علي بن المنذر، عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن ابن أبي نعم (وتحرف في المطبوع إلى: نعيم) ، عن أبي هريرة. وابن أبي نعم: هو عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي الكوفي، وهو ثقة، فيكون لعمارة فيه شيخان: أبو زرعة وابن أبي نعم. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (7229) و (7437) و (7495) و (7548) و (8181) و (8546) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4721) . وسلفت شواهده هناك. قال النووي في "شرح مسلم" 7/211-213: اتفق أصحابنا على النهي عن الوصال وهو صوم يومين فصاعدا من غير أكل أو شرب بينهما، ونص الشافعى وأصحابنا على كراهته، ولهم في هذه الكراهة وجهان، أصحهما: أنها كراهة تحريم، والثاني: كراهة تنزيه، وبالنهي عنه قال جمهور العلماء. وقال القاضي عياض: اختلف العلماء في أحاديث الوصال، فقيل: النهي عنه= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 79 7163 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ   = رحمة وتخفيف، فمن قدر فلا حرج، وقد واصل جماعة من السلف الأيام. قال: وأجازه ابن وهب وأحمد وإسحاق إلى السحر، ثم حكى عن الأكثرين كراهته. وقال الخطابي وغيره من أصحابنا: الوصال من الخصائص التي أبيحت لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحرمت على الأمة. واحتج لمن أباحه بقوله في بعض طرق مسلم: نهاهم عن الوصال رحمة لهم، وفي بعضها لما أبوا أن ينتهوا واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال، فقال: "لو تأخر الهلال لزدتكم"، وفي بعضها: "لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا يدع المتعمقون تعمقهم". واحتج الجمهور بعموم النهي، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تواصلوا". وأجابوا على قوله: رحمة، بأنه لا يمنع ذلك كونه منهيا عنه للتحريم، وسبب تحريمه: الشفقة عليهم لئلا يتكلفوا ما يشق عليهم. وأما الوصال بهم يوما ثم يوما فاحتمل للمصلحة في تأكيد زجرهم، وبيان الحكمة في نهيهم والمفسدة المترتبة على الوصال، وهي: الملل من العبادة والتعرض للتقصير في بعض وظائف الذين من إتمام الصلاة بخشوعها وأذكارها وآدابها، وملازمة الأذكار وسائر الوظائف المشروعة في نهاره وليله، والله أعلم. قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" معناه: يجعله الله تعالى في قوة الطاعم الشارب، وقيل: هو على ظاهره، وأنه يطعم من طعام الجنة كرامة له، والصحيح الأول، لأنه لو أكل حقيقة لم يكن مواصلا، ومما يوضح هذا التأويل ويقطع كل نزاع قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرواية التي بعد هذا: "إني أظل يطعمني ربي ويسقيني" ولفظة ظل لا تكون إلا في النهار، ولا يجوز الأكل الحقيقي في النهار بلا شك، والله أعلم. قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون" هو بفتح اللام، ومعناه: خذوا وتحملوا. الحديث: 7163 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 80 أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا، فَلْيَسْتَقِلَّ مِنْهُ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ " (1) 7164 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، وَجَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ. فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكَاتَكَ (2) بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، أَخْبِرْنِي مَا هُوَ؟ قَالَ: " أَقُولُ: اللهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ نَقِّنِي (3) مِنْ خَطَايَايَ كَالثَّوْبِ الْأَبْيَضِ مِنَ الدَّنَسِ - قَالَ جَرِيرٌ: كَمَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/208، ومسلم (1041) ، وابن ماجه (1838) ، وأبو يعلى (6087) ، والطحاوي 2/20، وابن حبان (3393) ، والقضاعي في "الشهاب" (525) ، والبيهقي 4/196 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3675) . وعن ابن عمر، سلف أيضا برقم (5616) . وعن حبشي بن جنادة، يأتي 4/165. وعن سهل بن الحنظلية، يأتي أيضا 4/181. قوله: "تكثرا"، قال السندي: أي: ليكثر به ماله، أو بطريق الإلحاح والمبالغة في السؤال. فليستقل منه، قال: هو للتوبيخ، مثل: (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، لا للإذن والتخيير. (2) في (م) : إسكاتك، وفي (عس) ونسخة على هامش (ظ3) : سكتاتك، وفيهما: ماهن؟ (3) في (ظ3) و (عس) : أنقني. الحديث: 7164 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 81 يُنَقَّى الثَّوْبُ -، اللهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ " (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " كُلُّهَا عَنْ أَبِي زُرْعَةَ إِلَّا هَذَا، عَنْ أَبِي صَالِحٍ " 7165 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ ضَوْءِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، لَا يَبُولُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَتْفُلُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةُ، وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد، وعمارة: هو ابن القعقاع. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (521) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/213-214، ومسلم (598) ، وأبو داود (781) ، وابن ماجه (805) ، وأبو يعلى (619) ، وابن خزيمة (1579) ، وأبو عوانة 2/98، وابن حبان (1775) من طريق محمد بن فضيل وحده، به. وأخرجه مسلم (598) ، والنسائي 1/50-51 و2/128-129، وأبو يعلى (6081) و (6097) ، وابن الجارود (320) ، وابن خزيمة (465) و (1630) ، وأبو عوانة 2/98، والدارقطني 1/336، والبيهقي 2/195 من طريق جرير بن عبد الحميد وحده، به. وعن جرير بن عبد الحميد، سيأتي برقم (10408) . وأخرجه الدارمي (1244) ، والبخاري (744) ، ومسلم (598) ، وأبو داود (781) ، والبغوي (574) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عمارة بن القعقاع، به. وانظر ما سيأتي برقم (9608) و (9781) . وفي باب السكوت بعد التكبير عن سمرة، سيأتي 5/7. الحديث: 7165 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 82 أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ، فِي طُولِ (1) سِتِّينَ ذِرَاعًا " (2)   (1) قوله: "في طول" كذا ثبت في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر، ولم يرد في (ظ3) و (عس) ، وبيض مكانه في (س) و (ظ1) و (ق) و (ص) ، وكتب مقابلها على هامش (ظ1) و (ق) : لعله: في طول. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين إن كان ذكر أبي صالح -وهو ذكوان السمان- فيه محفوظا، فقد قال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 21/262 في ترجمة عمارة: روى عن أبي صالح السمان إن كان محفوظا! قلنا: وقد سلف عند الحديث رقم (7152) تخريجه من "الصحيحين" وغيرهما من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فلا يبعد أن يكون لعمارة فيه شيخان، والله تعالى أعلم. وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (241) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/130، ومن طريقه أبو نعيم (241) عن محمد بن فضيل، به إلا أن رواية ابن أبي شيبة في "المصنف" مختصرة إلى قوله: "إضاءة". وسيأتي الحديث برقم (7435) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7152) . وسيأتي أن طول آدم ستون ذراعا من غير هذا الطريق بالأرقام (7933) و (8171) و (8291) و (10913) ، وسيأتي قوله: "رشحهم المسك ومجامرهم الألوة" فقط برقم (8680) من طريق أبي يونس عن أبي هريرة. قوله: "ورشحهم المسك"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/224: الرشح: العرق، لأنه يخرج من البدن شيئا فشيئا، كما يرشح الإناء المتخلخل الأجزاء. وقوله: "ومجامرهم الألؤة"، قال 1/293: المجامر: جمع مجمر ومجمر، فالمجمر -بكسر الميم-: هو الذي يوضع فيه النار للبخور، والمجمر -بالضم-:= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 83 7166 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، دَارَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، وَهِيَ تُبْنَى، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً " ثُمَّ دَعَا بِوَضُوءٍ، فَتَوَضَّأَ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى جَاوَزَ الْمِرْفَقَيْنِ، فَلَمَّا غَسَلَ رِجْلَيْهِ، جَاوَزَ الْكَعْبَيْنِ إِلَى السَّاقَيْنِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟، فَقَالَ: " هَذَا مَبْلَغُ الْحِلْيَةِ " (1)   = الذي يتبخر به وأعد له الجمر، وهو المراد في هذا الحديث، أي: إن بخورهم بالألؤة، وهو العود. والألؤة، قال 1/63: هو العود الذي يتبخر به، وتفتح همزته وتضم. وقوله: "على خلق رجل واحد"، قال السندي: روي بفتح خاء وسكون لام، وهذا أنسب بقوله: "على صورة أبيهم"، وبضمها، وهذا أنسب بقوله: "أخلاقهم"، وقد رجح الوجة الثاني بأن يجعل قوله: "على صورة أبيهم" كلاما مستأنفا، ولا يجعل بدلا من قوله: "على خلق رجل"، أي: هم على صورة أبيهم. قلت (القائل السندي) : وهذا أبلغ لما فيه من بيان الخلق والخلق جميعا، والأول لا يناسب بقوله: "أخلاقهم" أصلا. قلنا: قد اختلف الرواة في ضبط هذا الحرف، فقد أشار مسلم في "صحيحه" عند الحديث رقم (2834) (16) إلى أن ابن أبي شيبة ضبطه بضم الخاء واللام، وأن أبا كريب ضبطه بفتح الخاء وسكون اللام، قال النووي في "شرحه" 17/172: وكلاهما صحيح. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7166 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 84 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه ابن أبي شيبة 8/484، والبخاري (7559) ، ومسلم (2111) ، والطحاوي 4/283، والبيهقي 7/268، والبغوي (3217) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد - دون قصة وضوء أبي هريرة، وقد ذكرها ابن أبي شيبة في حديثه. وأخرجه البخاري (5953) من طريق عبد الواحد بن زياد، ومسلم (2111) ، وأبو يعلى (6086) ، وابن حبان (5859) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن عمارة بن القعقاع، به - بعضهم يزيد فيه على بعض. وسيأتي المرفوع منه فقط برقم (9082) من طريق شريك عن عمارة، وبرقم (7521) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، وانظر (8941) و (10549) ، وانظر أيضا (7880) . وفي قصة الوضوء انظر ما سيأتي برقم (8840) . قوله: "ذهب يخلق"، قال الحافظ في "الفتح" 10/386: أي: قصد. وقوله: "كخلقي"، التشبيه في فعل الصورة وحدها لا من كل الوجوه، قال ابن بطال: فهم أبو هريرة أن التصوير يتناول ما له ظل وما ليس له ظل، فلهذا أنكر ما ينقش في الحيطان. قلت (القائل ابن حجر) : هو ظاهر من عموم اللفظ، ويحتمل أن يقصر على ما له ظل من جهة قوله: "كخلقي" فإن خلقه الذي اخترعه ليس صورة في حائط بل هو خلق تام، لكن بقية الحديث تقتضي تعميم الزجر عن تصوير كل شيء، وهي قوله: "فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة"، وهي بفتح المعجمة وتشديد الراء، ويجاب عن ذلك بأن المراد إيجاد حبة على الحقيقة لا تصويرها. ووقع لابن فضيل من الزيادة: "وليخلقوا شعيرة"، والمراد بالحبة: حبة القمح، بقرينة ذكر الشعير، أو الحبة أعم، والمراد بالذرة: النملة، والغرض تعجيزهم تارة بتكليفهم خلق حيوان وهو أشد، وأخرى بتكليفهم خلق جماد وهو أهون، ومع ذلك لا قدرة لهم على ذلك. وقوله: "فليخلقوا ذرة"، قال الحافظ أيضا في "الفتح" 13/534: المراد بالذرة إن كان النملة، فهو من تعذيبهم وتعجيزهم بخلق الحيوان تارة، وبخلق الجماد أخرى، وإن كان بمعنى الهباء، فهو بخلق ما ليس له جرم محسوس تارة، وبما له= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 85 7167 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ " (1)   = جرم أخرى. وقول أبي هريرة: "هذا مبلغ الحلية"، قال الحافظ في "الفتح" 1/3860: كأنه يشير إلى الحديث السالف في الطهارة في فضل الغرة والتحجيل في الوضوء، (يعني قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل" أخرجه البخاري برقم: 136) ، ويؤيده حديثه الآخر: " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء" (أخرجه مسلم برقم: 250) ، والبحث في ذلك مستوفى هناك (يعني في "الفتح" 1/235-237) ، وليس بين ما دل عليه الخبر من الزجر عن التصوير وبين ما ذكر من وضوء أبي هريرة مناسبة، وإنما أخبر أبو زرعة بما شاهد، وسمع من ذلك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/288-289 و13/449، والبخاري (6406) و (6682) و (7563) ، ومسلم (2694) ، وابن ماجه (3806) ، والترمذي (3467) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (830) ، وأبو يعلى (6096) ، وابن حبان (831) و (841) ، والطبراني في "الدعاء" (1692) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 499، وفي "شعب الإيمان" (591) ، والبغوي (1264) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/400 من طريق العباس بن يزيد بن فضيل، عن عمارة، به. قوله: "كلمتان"، قال الحافظ في "الفتح" 13/540: فيه إطلاق كلمة على= الحديث: 7167 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 86 7168 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي   = الكلام، وهو مثل كلمة الإخلاص، وكلمة الشهادة، وقوله: "كلمتان" هو الخبر، و"خفيفتان" وما بعدها صفة، والمبتدأ "سبحان الله" إلى آخره، والنكتة في تقديم الخبر تشويق السامع إلى المبتدأ، وكلما طال الكلام في وصف الخبر حسن تقديمه، لأن كثرة الأوصاف الجميلة تزيد السامع شوقا. وقوله: "خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان"، قال فيه 11/208: قال الطيبي: الخفة مستعارة للسهولة، شبه سهولة جريان هذا الكلام على اللسان بما يخف على الحامل من بعض المحمولات فلا يشق عليه، فذكر المشبه وأراد المشبه به، وأما الثقل فعلى حقيقته، لأن الأعمال تتجسم عند الميزان، والخفة والسهولة من الأمور النسبية. وفي الحديث حت على المواظبة على هذا الذكر، وتحريض على ملازمته، لأن جميع التكاليف شاقة على النفس، وهذا سهل، ومع ذلك يثقل في الميزان كما تثقل الأفعال الشاقة، فلا ينبغي التفريط فيه. وقوله: "حبيبتان إلى الرحمن"، قال: تثنية حبيبة، وهي المحبوبة، والمراد أن قائلها محبوب لله، ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم، وخص الرحمن من الأسماء الحسنى للتنبيه على سعة رحمة الله، حيث يجازى على العمل القليل بالثواب الجزيل، ولما فيها من التنزيه والتحميد والتعظيم، وفي الحديث جواز السجع في الدعاء إذا وقع بغير كلفة. وقوله: "وبحمده"، قال الحافظ في "الفتح" 13/541: قيل: الواو للحال، والتقدير: أسبح الله متلبسا بحمدي له من أجل توفيقه، وقيل: عاطفة، والتقدير: أسبح الله، وأتلبس بحمده، ويحتمل أن يكون الحمد مضافا للفاعل، والمراد من الحمد لازمه أو ما يوجب الحمد من التوفيق ونحوه، ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم، والتقدير: وأثني عليه بحمده، فيكون "سبحان الله" جملة مستقلة، و"بحمده" جملة أخرى. الحديث: 7168 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 87 الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي - وَقَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ مَرَّةً: يَتَخَيَّلُ بِي -، وَإِنَّ رُؤْيَا الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ الصَّادِقَةَ الصَّالِحَةَ، جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)   (1) إسناده قوي، عاصم بن كليب من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب، من رجال أصحاب السنن، وهما صدوقان. وسيأتي الشطر الأول منه برقم (8508) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عاصم بن كليب، وذكر في آخره قصة. وأخرجه ابن ماجه (3901) ، وأبو يعلى (6488) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي بنحوه برقم (7553) و (9316) و (9324) من طرق عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2525) ، وهناك ذكرنا ما ورد في هذا الباب من غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. والشطر الثاني منه -وهو قوله: "رؤيا العبد ... الخ"- أخرجه بنحوه ابن حبان (6044) من طريق عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن جده يزيد بن عبد الرحمن الأودي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الرؤيا جزء من سبعين جزءا من النبوة". وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 11/54 عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفا. وسيأتي برقم (8506) من طريق عبد الواحد بن زياد عن عاصم بن كليب، وسيأتي بلفظ: "جزء من ستة وأربعين جزءا" من طرق عن أبي هريرة برقم (7183) و (7642) و (8161) و (8819) و (10430) . وانظر (8313) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2895) بلفظ: "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة"، وذكرت شواهده هناك. قوله: "لا يتمثل"، قال السندي: أي: لا يظهر في صورتي، وهذا يدل على= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 88 7169 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (1)   = أن ذلك إذا رآه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صورته، فليتأمل. وقوله: "جزء ... الخ"، قال: أي: لها مناسبة قوية بالنبوة من حيث الاطلاع على المغيبات بلا مداخلة للكسب المؤدي إلى الإثم، كما في الكهانة مثلا، وإلا فالنبوة لا تتجزأ، والله تعالى أعلم. وقال التوربشتي فيما نقله عنه العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 4/535 قيل: معناه: أن الرؤيا جزء من أجزاء علم النبوة، والنبوة غير باقية وعلمها باق، وهو معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات: الرؤيا الصالحة" قال: ونظير ذلك قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة"، أي: من أخلاق النبوة. قلنا: حديث "ذهبت النبوة" حديث صحيح رواه ابن ماجه (3896) ، وأحمد 6/381، والحميدي (348) ، والدارمي 12/23 من حديث أم كرز، وصححه ابن حبان (6047) ، وله شاهد من حديث ابن عباس عند ابن حبان (6046) . وحديث "السمت الحسن ... " رواه الترمذي (2010) من حديث عبد الله بن سرجس المزني، وحسنه، وهو كما قال. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه الأعمش، إلا أنه قد رواه جماعة عن الأعمش، فقالوا فيه: الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، دون ذكر الرجل المبهم بين الأعمش وبين أبي صالح، ونقل الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 160 عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي -وهو ثقة من رجال الشيخين- أنه رواه عن الأعمش، عن رجل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،= الحديث: 7169 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 89 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قال الأعمش: وقد سمعته من أبي صالح، ونقل أيضا هو والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2187) عن هشيم، عن الأعمش، قال: حدثنا أبو صالح، وسيأتي عند المصنف برقم (8970) عن ابن نمير، عن الأعمش، قال: حدثت عن أبي صالح، ولا أراني إلا قد سمعته، قلنا: فلا يبعد أن يكون الأعمش قد سمعه من رجل عن أبي صالح، ثم سمعه من أبي صالح نفسه، فرواه بالوجهين جميعا، والأعمش مشهور بالرواية عن أبي صالح، وقد خرج له صاحبا "الصحيحين" وأصحاب السنن كثيرا من روايته عنه، ثم إن الأعمش ثم ينفرد به عن أبي صالح، فقد رواه عنه أيضا ابنه سهيل كما سيأتي برقم (9428) ، وأبو إسحاق السبيعي كما سيأتي برقم (8909) و (10666) . وأخرجه أبو داود (517) ، ومن طريقه البيهقي 1/430 عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7818) و (8970) و (9478) و (9942) و (10098) . وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/128-129 من طريق محمد بن جحادة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وفي إسناده ضعف. وأخرجه أحمد 6/65 من طريق محمد بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشة، مرفوعا، وصححه ابن حبان (1671) ، لكن قال ابن خزيمة في "صحيحه" (1532) بعد أن خرجه: الأعمش أحفظ من مئتين مثل محمد بن أبي صالح. قلنا: ومحمد هذا يخطىء ويهم، وقد خالفه أيضا أخوه سهيل، وأبو إسحاق كما سلف، فقالا: عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال أبو زرعة -فيما نقله الترمذي بإثر الحديث (207) -: وهذا أصح. وفي الباب عن ابن عمر عند البيهقي 1/431، وصححه الضياء في "المختارة" فيما قاله الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/207. وعن الحسن البصري مرسلا عند البيهقي 1/431-432، ورجاله ثقات. وعن واثلة بن الأسقع عند الطبراني في "الكبير" 22/ (203) ، وسنده ضعيف= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 90 7170 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1)   = جدا. وعن أبي أمامة سيأتي في مسنده 5/260، وسنده حسن بلفظ: "الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن". وانظر تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على حديث أبي هريرة هذا في "المسند". قوله: "الإمام ضامن"، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/156: قال أهل اللغة: الضامن في كلام العرب، معناه: الراعي، والضمان معناه: الرعاية، قال الشاعر: رعاك ضمان الله يا أم مالك ولله أن يشفيك أغنى وأوسع والإمام ضامن، بمعنى أنه يحفظ الصلاة وعدد الركعات على القوم. وقيل: معناه: ضامن الدعاء يعمهم به، ولا يختص بذلك دونهم، وليس الضمان الذي يوجب الغرامة من هذا في شيء. وقد تأوله قوم على معنى أنه يتحمل القراءة عنهم في بعض الأحوال، وكذلك يتحمل القيام أيضا إذا أدركه راكعا. وقوله: "والمؤذن مؤتمن"، قال السندي: بفتح الميم الثانية، يقال: مؤتمن القوم، لمن يتخذونه أمينا حافظا، فمعناه: أنه أمين لهم على مواقيت صلاتهم وصيامهم، أو أنه أمين على حزم الناس، لأنه يشرف من المواضع العالية. "وأرشد"، قال: أي: وفقهم لأداء ما هو عليهم من العهدة. "واغفر"، قال: أي: ما قصروا فيه من مراعاة الوقت. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري المدني أبو سعيد القاضي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف= الحديث: 7170 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 91 7171 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحِنْطَةُ بِالْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، كَيْلًا بِكَيْلٍ،   = الزهري المدني. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/2، والبخاري (38) ، وابن ماجه (1641) ، والنسائي في "المجتبى" 4/157، وأبو يعلى (5930) ، وابن حبان (3432) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/3، والنسائي في "المجتبى" 4/158 من طريق النضر بن شيبان، عن أبي سلمة، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال النسائي بعده: هذا خطا، والصواب: أبو سلمة، عن أبي هريرة. وذكر البخاري حديث النضر في "تاريخه" 8/88، وصوب رواية أبي سلمة عن أبي هريرة، وكذا فعل ابن خزيمة في "صحيحه" 3/235، قلنا: والنضر بن شيبان فيه ضعف، فالوهم منه، والله أعلم. وفي روايات هذا الحديث في "المسند" خلاف في ألفاظه، فمرة يروى بلفظ: "من صام رمضان"، ومرة أخرى بلفظ: "من قام رمضان"، وبعضهم يزيد فيه: "من قام ليلة القدر ... "، ويأتي تفصيل ذلك عند الحديث (7280) . قوله: "إيماناً"، قال السندي: أي: لأجل الإيمان بالله ورسوله، أو للإيمان بافتراض رمضان. واحتسابا، قال: أي: للإخلاص وطلب الأجر من الخالق تعالى، لا من الخلق. وقال الخطابي في "أعلام الحديث" 1/169: قوله: "إيماناً واحتساباً"، أي: نية وغريمة، وهو أن يصومه على وجه التصديق به، والرغبة في ثوابه، طيبة نفسه بذلك، غير كارهة له، ولا مستثقلة لصيامه، أو مستطيلة لأيامه. الحديث: 7171 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 92 وَوَزْنًا بِوَزْنٍ، فَمَنْ زَادَ أَوِ ازْدَادَ (1) ، فَقَدْ أَرْبَى، إِلَّا مَا اخْتَلَفَ أَلْوَانُهُ " (2)   (1) تحرفت في (م) إلى: أزاد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والد محمد بن فضيل: هو فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم الكوفي، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي الكوفي مولى عزة الأشجعية. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/157-158، وعنه أبو يعلى (6169) عن محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1588) ، والنسائي 7/273-274 من طريق واصل بن عبد الأعلى، ومسلم أيضا (1588) ، والبيهقي 5/282 من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، وأبو يعلى (6107) من طريق أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، ثلاثتهم عن محمد بن فضيل، عن أبيه، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (1588) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن فضيل بن غزوان، به. وأخرج ابن ماجه (2255) من طريق يعلى بن عبيد، عن فضيل بن غزوان، عن ابن أبي نعم، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "الفضة بالفضة، والذهب بالذهب، والشعير بالشعير، والحنطة بالحنطة، مثلا بمثل"، وقوله: "الفضة بالفضة، والذهب بالذهب" دون الشعير والحنطة، سيأتي عند المصنف برقم (7558) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/49-50. وعن عبادة بن الصامت، سيأتي أيضا 5/320. قوله: "الحنطة"، قال السندي: يحتمل النصب بتقدير: بيع، أو الرفع بتقدير: تباع. وقوله: "كيلا بكيل"، قال: أي: حال كونها كيلا مقابلا بكيل، والمراد: حال كونهما متساوين في الكيل إن كان المبيع كيليا، وكذا قوله: "وزنا ... الخ".= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 93 7172 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلصَّلَاةِ أَوَّلًا وَآخِرًا، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الظُّهْرِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُ الْعَصْرِ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْعَصْرِ حِينَ يَدْخُلُ وَقْتُهَا، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَصْفَرُّ الشَّمْسُ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْمَغْرِبِ حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ حِينَ يَغِيبُ الْأُفُقُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ يَنْتَصِفُ اللَّيْلُ، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الْفَجْرِ حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ، وَإِنَّ آخِرَ وَقْتِهَا حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ " (1)   = وقوله: "إلا ما اختلف ألوانه"، قال: استثناء منقطع، أي: لكن المبيع والمشترى اللذين اختلف أنواعهما، يجوز فيهما الزيادة والنقصان، ولا يشترط المساواة. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. الأعمش: اسمه سليمان بن مهران. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/317-318 و14/108، والترمذي (151) ، والطحاوي 1/149 و150، والدارقطني 1/262، وابن حزم في "المحلى" 3/168، والبيهقي 1/375-376 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. والحديث عند الطحاوي مختصر. قال الترمذي: سمعت محمدا (يعني البخاري) يقول: حديث الأعمش عن مجاهد في المواقيت، أصح من حديث محمد بن فضيل عن الأعمش، وحديث محمد بن فضيل خطأ، أخطأ فيه محمد بن فضيل. ثم قال الترمذي: حدثنا هناد، حدثنا أبو أسامة، عن أبي إسحاق الفزاري، عن= الحديث: 7172 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 94 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الأعمش، عن مجاهد، قال: كان يقال: إن للصلاة أولا وآخرا؛ فذكر نحو حديث محمد بن فضيل عن الأعمش بمعناه. وقال الدارقطني بعدما خرج حديث ابن فضيل: هذا لا يصح مسندا، وهم في إسناده ابن فضيل، وغيره يرويه عن الأعمش، عن مجاهد مرسلا. ثم ساقه من طريق زائدة بن قدامة وعبثر بن القاسم، كلاهما عن الأعمش، عن مجاهد. وكذا أخرجه البيهقي في "سننه" 1/376 من طريق زائدة، عن الأعمش، عن مجاهد مرسلا. قلنا: وكان يحيى بن معين يضعف حديث محمد بن فضيل هذا، وقال في "التاريخ" برواية عباس الدوري ص 534: إنما يروى عن الأعمش، عن مجاهد. وقال أبو حاتم الرازي في حديث محمد بن فضيل، فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 1/101: هذا خطأ، وهم فيه ابن فضيل، يرويه أصحاب الأعمش، عن الأعمش، عن مجاهد قوله. قلنا: وقد رد هذا التعليل غير واحد من أهل العلم، فقد قال ابن حزم في "المحلى" 3/168: هذه دعوى بلا برهان، وما يضر إسناد من أسند، إيقاف من أوقف. وقال ابن الجوزي في "التحقيق" فيما نقله عنه الزيلعي في "نصب الراية" 1/231: وابن فضيل ثقة، يجوز أن يكون الأعمش سمعه من مجاهد مرسلاً، وسمعه من أبي صالح مسندا. ونقل أيضا عن ابن القطان أنه قال: ولا يبعد أن يكون عند الأعمش في هذا طريقان: إحداهما مرسلة، والأخرى مرفوعة، والذي رفعه صدوق من أهل العلم، وثقه ابن معين، وهو محمد بن فضيل. وقال الشيخ أحمد شاكر في حاشية "سنن الترمذي" 1/285 تعليقا على تعليل من علله: وهذا التعليل منهم خطأ، لأن محمد بن فضيل ثقة حافظ، قال ابن المديني: "كان ثقة ثبتا في الحديث"، ولم يطعن فيه أحد إلا برميه بالتشيع، وليست= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 95 7173 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ بَيْتِي قُوتًا " (1) 7174 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارٌ وَهُوَ أَبُو سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يَقُولُ: إِنَّ الصَّوْمَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إِنَّ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَيْنِ:   = هذه التهمة مما يؤثر في حفظه وتثبته. والذي أختاره أن الرواية المرسلة أو الموقوفة تؤيد الرواية المتصلة المرفوعة، ولا تكون تعليلا لها أصلا. قلنا: وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6966) . وعن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/416، وسنده صحيح. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6460) ، ومسلم (1055) وص 2281 (18) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 268 من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. ولفظه عند البخاري: "اللهم ارزق آل محمد قوتا". وسيأتي الحديث برقم (9753) و (10237) . "قوتا"، قال السندي: أي: بقدر ما يمسك الرمق من المطعم، وقيل: أي: كفاية من غير إسراف. وفي "فتح الباري" 11/293: قال القرطبي: معنى الحديث أنه طلب الكفاف، فإن القوت ما يقوت البدن ويكف عن الحاجة، وفي هذه الحالة سلامة من آفات الغنى والفقر جميعا، والله أعلم. الحديث: 7173 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 96 إِذَا أَفْطَرَ، فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللهَ فَجَزَاهُ، فَرِحَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضرار -وهو ابن مرة الكوفي أبو سنان الشيباني- فمن رجال مسلم. أبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/5، ومسلم (1151) (165) ، وأبو يعلى (1005) ، وابن خزيمة (1900) من طريق محمد بن فضيل، بهذا الإسناد. وسيأتي مكررا في مسند أبي سعيد الخدري 3/5. وأخرجه النسائي 4/162 عن علي بن حرب، عن محمد بن فضيل، به. إلا أنه جعله عن أبي سعيد وحده! وأخرجه مسلم (1151) (165) ، والبيهقي 4/273 من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن ضرار بن مرة، به، عنهما جميعا. وسيأتي الحديث برقم (7607) و (7693) و (9112) و (9429) و (9714) و (10175) و (10176) و (10218) و (10692) ، وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7195) و (7493) و (7494) و (7788) و (8057) و (8058) و (8129) و (8550) و (9888) و (9912) و (9999) و (10564) و (10631) ، وفى بعض هذه المواضع المحال إليها ورد الحديث مختصراً. وفي الباب عن علي بن أبي طالب عند النسائي 4/159-160، وفي إسناده ضعف. وعن بشير بن الخصاصية عند الطبراني (1235) ، وإسناده يعتبر به فى الشواهد. وعن ابن مسعود موقوفا عند النسائي 4/161، وإسناده صحيح، وسلف في "المسند" برقم (4256) مرفوعا بإسناد ضعيف.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 97 7175 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الِاخْتِصَارِ فِي الصَّلَاةِ " (1)   = ولقوله: "لخلوف فم الصائم ... " شاهد من حديث الحارث الأشعري، سيأتي في مسنده 4/130. وآخر من حديث عائشة، سيأتي 6/240. الخلوف، قال القسطلاني في "إرشاد السارى" 3/346: بضم المعجمة واللام، على الصحيح المشهور، وضبطه بعضهم بفتح الخاء، وخطأه الخطابي -أي: تغير رائحة فم الصائم لخلاء معدته من الطعام. وانظر الكلام على معاني الحديث بتوسع في "فتح الباري" 4/105-110. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن سلمة -وهو ابن عبد الله الباهلي مولاهم الحراني- فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن حسان القردوسي، وابن سيرين: هو محمد. وأخرجه أبو داود (947) ، والحاكم 1/264 من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين! وأخرجه ابن أبي شيبة 2/47 و48، والدارمي (1428) ، والبخاري (1220) ، ومسلم (545) ، والترمذي (383) ، والنسائي 2/127، وابن الجارود (220) ، وأبو يعلى (6043) ، وابن خزيمة (908) ، وأبو عوانة 2/84، وابن حبان (2285) ، والبيهقي 2/287، والبغوي (730) من طرق عن هشام بن حسان، به. وأخرجه بنحوه الطيالسي (2500) ، والبخاري (1219) ، والبيهقي 2/287 من طريق أبوب، وأبو عوانة 2/84-85، والطبراني في "الصغير" (837) من طريق قتادة، والبيهقي 2/288 من طريق عبد الله بن عون، ثلاثتهم عن ابن سيرين، به. وقال أبو عوانة: عن قتادة غريب، وأرجو أن يكون لقتادة صحيح. وأورده البخاري تعليقا بعد الحديث (1219) من رواية أبي هلال الراسبي عن= الحديث: 7175 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 98 7176 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ،   = ابن سيرين، قال الحافظ في "الفتح" 3/88: وصلها الدارقطني في "الأفراد" من طريق عمرو بن مرزوق، عن أبي هلال. وسيأتي الحديث من طريق هشام برقم (7897) و (7930) و (8374) و (9181) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4849) . قوله: "عن الاختصار في الصلاة"، قد ورد في لفظه في المصادر عدة روايات، ففي رواية "نهي عن الخصر في الصلاة"، وفي رواية "مختصراً"، وفي رواية "متخصرا"، وفي أخرى "نهى عن التخصر"، قلنا: وقد فسره محمد بن سيرين عند ابن أبي شيبة 2/47-48، فقال: هو أن يضع يديه على خاصرتيه وهو يصلي، قال الحافظ في "الفتح" 3/89: وبذلك جزم أبو داود، ونقله الترمذي عن بعض أهل العلم، وهذا هو المشهور من تفسيره. وحكى الهروي في "الغريبين": أن المراد بالاختصار: قراءة آية أو آيتين من آخر السورة، وقيل: أن يحذف الطمأنينة. وهذان القولان وإن كان أحدهما من الاختصار ممكنا، لكن رواية التخصر والخصر تأباهما، وقيل: الاختصار: أن يحذف الآية التي فيها السجدة إذا مر بها في قراءته، حتى لا يسجد في الصلاة لتلاوتها، حكاه الغزالي. وحكى الخطابي في "أعلام الحديث" (1/652) أن معناه: أن يمسك بيده مخصرة، أي: عصا يتوكأ عليها في الصلاة، وأنكر هذا ابن العربي في "شرح الترمذي" (2/174) فأبلغ، ويؤيد الأول ما روى أبو داود والنسائي، وهو في "المسند" (برقم: 4849) من طريق سعيد بن زياد، قال: صليت إلى جنب ابن عمر فوضعت يدي على خاصرتي، فلما صلى، قال: هذا الصلب في الصلاة، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عنه. ثم ذكر الحافظ أنه قد اختلف في حكمة النهي عن ذلك، وأرد فيه عدة أقوال، وأعلاها -فيما قاله- ما أخرجه البخاري (3458) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تكره أن يجعل المصلي يده في خاصرته، وتقول: إن اليهود تفعله. الحديث: 7176 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 99 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي مِنَ (1) اللَّيْلِ، فَلْيَبْدَأْ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ " (2) 7177 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ،   (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: بالليل. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن حبان (2606) من طريق محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (768) ، والترمذي في "الشمائل" (265) ، والبيهقي 3/6، والبغوي (907) من طريق أبي أسامة، عن هشام، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/273، وأبو داود (1323) ، وأبو عوانة 2/303-304، والبيهقي 3/6، والبغوي (908) من طريق سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر، عن هشام، به - بعضهم يجعله من فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليس من قوله. وأخرجه أبو عوانة 2/304 من طريق سليمان بن حيان، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، من فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الحميدي (985) عن سفيان بن عيينة، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، به، من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخرجه ابن أبي شيبة 2/272-273 عن هشيم، عن هشام بن حسان، به موقوفا على أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (1324) ، والبيهقي 3/6 من طريق معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة موقوفا كذلك. وسيأتي الحديث برقم (7748) و (9182) وفي الباب عن عائشة عند أحمد 6/30، ومسلم (767) . وقوله: "فليبدأ بركعتين خفيفتين"، قال السندي: للمبادرة إلى إزالة عقدة الشيطان، أو ليحصل بهما الاستئناس بالصلاة، والله تعالى أعلم. الحديث: 7177 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 100 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، فَمَاتَتْ، فَقَالَ: " إِنْ كَانَ جَامِدًا، فَخُذُوهَا، وَمَا حَوْلَهَا، ثُمَّ كُلُوا مَا بَقِيَ، وَإِنْ كَانَ مَائِعًا، فَلَا تَأْكُلُوهُ " (1)   (1) متن الحديث صحيح، ورجاله إسناده ثقات رجال الشيخين، إلا أن معمرا قد أخطأ في إسناده إذ رواه عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، فقد خالفه أصحاب الزهري فرووه عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن ميمونة، وهو أصح، قاله البخاري والترمذي وأبو حاتم وغيرهم، انظر "العلل" 2/758-759، و"السنن" 4/256-257 كلاهما للترمذي، و"العلل" لابن أبي حاتم الرازي 2/12، و"العلل" للدارقطني 7/285-287، وأخطأ في متنه فزاد فيه زيادة غريبة وهي: "وإن كان مائعا فلا تأكلوه" وانظر تفصيل ذلك في "تهذيب السنن" لابن القيم 5/336-337. قلنا: وسيأتي في مسند ميمونة 6/329 عن سفيان بن عيينة، و330 عن محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، و335 عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك بن أنس، ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، ويأتي تخريجها هناك إن شاء الله تعالى، وقيل لسفيان بن عيينة كما في "صحيح البخاري" (5538) : إن معمرا يحدِّثه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: ما سمعت الزهري يقول إلا عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولقد سمعته منه مرارا. ونقل الحافظ في "الفتح" 1/344 عن الذهلي أنه قال في "الزُّهريات": الطريقان عندنا محفوظان، لكن طريق ابن عباس عن ميمونة أشهر. ولما أورد الدارقطني الطريقين في "العلل" 7/285-287 لم يرجِّح إحداهما على الأخرى. قلنا: قد رواه معمر مرة أخرى على الوجه الذي رواه غيره من أصحاب الزهري، فقد قال عبد الرزاق في "مصنفه" (279) : وقد كان معمر أيضا يذكره عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن ميمونة. وأخرجه كذلك أبو داود= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 101 7178 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ضَمْضَمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ " (1)   = (3843) عن أحمد بن صالح، والنسائي 7/178 عن خشيش بن أصرم، كلاهما عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن بوذويه، عن معمر، به (وانظر ما سيأتي برقم: 7602) ، فأدخل بين عبد الرزاق وبين معمر عبد الرحمن بن بوذويه، وعبد الرحمن هذا روى عنه جمع، وقال الأثرم: ذكره أحمد بن حنبل، فأثنى عليه خيرا، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول! قلنا: أما حديث معمر الذي عند المصنف هنا، فأخرجه ابن أبي شيبة 8/280 عن عبد الأعلى السامي، والدارقطني في "العلل" 7/287 من طريق يزيد بن زريع، والبيهقي 9/353 من طريق عبد الواحد بن زياد، ثلاثتهم عن معمر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7601) عن عبد الرزاق، و (10355) عن محمد بن جعفر، كلاهما عن معمر، به. قوله: "إن كان"، قال السندي: أي: السمن جامدا، "فخذوها"، أي: الفأرة، أي: أخرجوها من السمن، "وما حولها" المراد بما حولها: ما يظهر وصول الأثر إليه ففيه تفويض إلى نظر المكلف في أمثاله. وانظر "فتح الباري" 1/344 و9/669-670. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم -وهو ابن جوس الهفاني اليمامي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة، وقد صرح يحيى بن أبي كثير بالسماع فيما سيأتي برقم (10116) . وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (869) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 3/10، وابن خزيمة (869) ، وابن حبان (2351) ، والحاكم= الحديث: 7178 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 102 فَقُلْتُ لِيَحْيَى: مَا يَعْنِي بِالْأَسْوَدَيْنِ؟ قَالَ: " الْحَيَّةُ وَالْعَقْرَبُ " 7179 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا خَلَعَ، فَلْيَبْدَأْ بِشِمَالِهِ "، وَقَالَ: " أَنْعِلْهُمَا جَمِيعًا أَوْ أَحْفِهِمَا جَمِيعًا (1)   = 1/256 من طرق عن معمر، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (7379) و (7469) و (7817) و (10116) و (10154) و (10357) . الأسود من الحيات: أخبثها وأعظمها، والمراد هنا مطلق الحيات، وتسمية العقرب والحية بالأسودين من باب التغليب. قال الخطابي في "معالم السنن" 1/218: فيه دلالة على جواز العمل اليسير في الصلاة، وأن موالاة الفعل مرتين في حال واحدة لا تفسد الصلاة، وذلك أن قتل الحية غالبا إنما يكون بالضربة والضربتين، فإذا تتابع العمل وصار في حد الكثرة، بطلت الصلاة. وفي معنى الحية والعقرب كل ضرار مباح القتل كالزنابير والشبثان (جمع شبث: وهو نوع من العناكب) ونحوهما، ورخص عامة أهل العلم في قتل الأسودين في الصلاة إلا إبراهيم النخعي، والسنة أولى ما اتبع. وانظر "المغني" لابن قدامة 3/94-97. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (48) من طريق محمد بن كثير، عن معمر، بهذا الإسناد.= الحديث: 7179 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 103 7180 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْوَتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1) 7181 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ " (2)   = وأخرجه مسلم (2097) (67) من طريق الربيع بن مسلم، والطبراني في "الصغير" (48) من طريق حماد بن سلمة وعبد الله بن شوذب، ثلاثتهم عن محمد بن زياد، به. وسيأتي الحديث برقم (7812) و (9306) و (9557) و (10003) و (10189) و (10458) ، انظر (7349) و (8652) . قوله: "أنعلهما جميعا"، يعني: لا تجعل في إحدى الرجلين نعلا دون الأخرى، وسيأتي في الحديث رقم (7349) النهي عن المشي في نعل واحدة. وقوله: "أو أحفهما جميعا" أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، ولم يرد في (م) وباقي النسخ. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7138) . وهذا الحديث سيأتي مكررا برقم (7536) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2658) (22) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا= الحديث: 7180 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 104 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الإسناد. وأخرجه مسلم (2658) (22) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، به. وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 3/308 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، به. وسيأتي الحديث برقم (7712) عن عبد الرزاق، عن معمر. وأخرجه مسلم (2658) (25) من طريق عبد الرحمن مولى الحرقة، وأبو يعلى (6394) ، وابن حبان (128) من طريق حميد بن عبد الرحمن، وأبو يعلى (6593) من طريق سعيد المقبري، والخطيب 7/355 من طريق عمار مولى بني هاشم، أربعتهم عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (7443) و (7795) و (8179) و (9102) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله والأسود بن سريع، سيأتيان في "المسند" 3/353 و435. قوله: "كل مولود يولد على الفطرة"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/248: قد اختلف السلف في المراد بالفطرة في هذا الحديث على أقوال كثيرة ... وأشهر الأقوال: أن المراد بالفطرة الإسلام، قال ابن عبد البر: وهو المعروف عند عامة السلف، وأجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى: (فطرة الله التي فطر الناس عليها) [الروم: 30] الإسلام. وانظر لزاما تتمة البحث فيه، وراجع كذلك "شرح مشكل الآثار" للطحاوى، الجزء الرابع: باب رقم (219) بتحقيقنا. وقوله: "كما تنتح البهيمة بهيمة ... "، قال النووي في "شرح مسلم" 16/209: هو بضم التاء الأولى وفتح الثانية، ورفع البهيمة، ونصب بهيمة، ومعناه: كما تلد البهيمة بهيمة جمعاء -بالمد-، أي: مجتمعة الأعضاء، سليمة من نقص،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 105 7182 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ، إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ، إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ " ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36] " (1)   = لا توجد فيها جدعاء -بالمد-: وهي مقطة الأذن أو غيرها من الأعضاء، ومعناه أن البهيمة تلد البهيمة كاملة الأعضاء لا نقص فيها، وإنما يحدث فيها الجدع والنقص بعد ولادتها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/385، وعنه مسلم (2366) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (6235) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن معمر، به. وأخرجه البخاري (3431) ، ومسلم (2366) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 1/295 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبري 3/239 من طريق شعيب بن خالد، كلاهما عن الزهري، به. وسيأتي برقم (7708) عن عبد الرزاق، عن معمر. وأخرجه بنحوه مسلم (2366) (147) ، والطبري 3/239، وابن حبان (6234) من طريق أبي يونس سليم مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة. وأخرجه الطبري 3/240 من طريق الزبيدي، وأبو يعلى (5971) من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، كلاهما عن الزهري، به. حديث الزبيدي مختصر، ومعاوية بن يحيى ضعيف، وهو متابع. وأخرجه الطبري 3/238 و239، والحاكم 4/592 من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة، إلا أنه جاء عند الحاكم: "يزيد بن عبد الله بن= الحديث: 7182 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 106 7183 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)   = قسيط، عن أبيه، عن أبي هريرة"! وصحح إسناده ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبري 3/239-240 من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وقيس بن الربيع فيه ضعف. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (7879) و (8815) و (10773) . وفي الباب عن ابن عباس موقوفا عند الطبري 3/240. وعن قتادة مرسلا عنده أيضا 3/240. قوله: "إلا نخسه الشيطان"، قال السندي: أي: طعنه، والمراد أنه يصيبه بما يؤذيه ويؤلمه، ولذلك يبكي. "فيستهل"، قال: أي: يرفع صوته، صارخا، أي: باكيا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/50-51، وابن ماجه (3894) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/156 عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2176) من طريق سليمان بن عريب، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7643) ، وانظر ما سلف برقم (7168) . وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/106 و269.= الحديث: 7183 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 107 7184 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا هَلَكَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ " (1)   = وعن أبي رزين، سيأتي 4/10. وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/319. وعن عوف بن مالك عند ابن ماجه (3907) وغيره، وصححه ابن حبان (6042) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3618) ، ومسلم (2918) (75) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والبخاري (6630) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (508) من طريق الحارث بن أبي ذباب، عن عمه، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (7268) و (7678) من طريق الزهري عن سعيد، عن أبي هريرة، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7478) و (8142) و (9386) و (10502) . وفي الباب عن جابر بن سمرة، سيأتي في مسنده 5/92، وهو مخرج في "الصحيحين". قوله: "إذا هلك كسرى ... "، قال الحافظ في "الفتح" 6/625-626: قد استشكل هذا مع بقاء مملكة الفرس، لأن آخرهم قتل في زمان عثمان، واستشكل أيضا مع بقاء مملكة الروم، وأجيب عن ذلك بأن المراد لا يبقى كسرى بالعراق ولا= الحديث: 7184 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 108 7185 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَفْضُلُ الصَّلَاةُ فِي الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ " ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: " اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] " (1)   = قيصر بالشام، وهذا منقول عن الشافعي، قال: وسبب الحديث أن قريشا كانوا يأتون الشام والعراق تجارا، فلما أسلموا خافوا انقطاع سفرهم إليهما لدخولهم في الإسلام، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك لهم تطييبا لقلوبهم وتبشيرا لهم بأن ملكهما سيزول عن الإقليمين المذكورين. وقيل: الحكمة في أن قيصر بقي ملكه وإنما ارتفع من الشام وما والاها، وكسرى ذهب ملكه أصلا ورأسا: أن قيصر لما جاءه كتاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبله، وكاد أن يسلم، وكسرى لما أتاه كتاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مزقه، فدعا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يمزق ملكه كل ممزق، فكان ذلك. قال الخطابي: معناه: فلا قيصر بعده يملك مثل ما يملك، وذلك أنه كان بالشام وبها بيت المقدس الذي لا يتم للنصارى نسك إلا به، ولا يملك على الروم أحد إلا كان قد دخله إما سرا وإما جهرا، فانجلى عنها قيصر واستفتحت خزائنه، ولم يخلفه أحد من القياصرة في تلك البلاد بعده. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/480، ومن طريقه مسلم (649) (246) ، والبيهقي 3/60 عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 1/241 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، به.= الحديث: 7185 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 109 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه ابن أبي شيبة 2/480، والدارمي (1276) ، وابن خزيمة (1472) ، والبيهقي 2/302 من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - بلفظ: "صلاة الرجل في الجميع تزيد على صلاته وحده بضعا وعشرين جزءا"، وبعضهم يذكر فيه قصة. وسيأتي دون قصة اجتماع الملائكة برقم (7584) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (648) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (249) ، ومسلم (649) (246) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري (4717) ، والدارقطني في "العلل" 8/55 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة -مثل حديث عبد الأعلى عن معمر. وسيأتي عند المصنف برقم (7612) عند عبد الرزاق، به، عن أبي سلمة وحده. ويأتي مختصراً برقم (7695) من طريق نافع بن جبير، و (8349) و (9860) من طريق أبي الأحوص، و (10155) من طريق سلمان الأغر، و (10742) من طريق أبي صالح، أربعتهم عن أبي هريرة - دون قصة اجتماع الملائكة. وأخرجه كذلك الشافعي في "الأم" 1/154-155، وفي "المسند" 1/101، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 3/59، وفي "المعرفة" (1432) ، وأخرجه البيهقي أيضا في "السنن" 3/60، وفي "المعرفة" (1434) من طريق روح بن عبادة، كلاهما (الشافعي وروح) عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/480 عن خلف بن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة موقوفا. وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3564) . وعن ابن عمر، سلف أيضا برقم (4670) . وعن أبي سعيد الخدري وعن عائشة، سيأتيان 3/55، و6/49.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 110 7186 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ "، قَالَ: قَالُوا: أَيُّمَا هُوَ (1) يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ، الْقَتْلُ " (2)   = قوله: "تفضل الصلاة في الجميع"، قال السندي: أي: تفضل صلاة الرجل مع الجماعة. "كان مشهودا"، قال يريد: المراد بالقرآن: الصلاة والقراءة فيها، ومعنى "مشهودا": يشهده الملائكة. (1) لفظ "هو" أثبتناه من (ظ3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/64، وعنه مسلم ص 2057 (12) ، وابن ماجه (4052) ، وأخرجه البخاري (7061) عن عياش بن الوليد، كلاهما (ابن أبي شيبة وعياش) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وزاد فيه: "وينقص العلم"، وفي بعض روايات "صحيح البخاري": "وينقص العمل". وأخرجه عبد الرزاق (20751) عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب مرسلاً، دون الزيادة. وأخرجه مسلم ص 2058 (12) من طريق سالم بن عبد الله بن عمر وأبي يونس، عن أبي هريرة - غير أنهما لم يذكرا: "ويلقى الشح"، وذكرا فيه: "ويقبص العلم". وللحديث طرق أخرى بنحوه عن أبي هريرة، انظر (7488) و (7549) و (8135) و (8833) ، و (9527) و (9897) و (10231) و (10375) و (10724) و (10792) و (10863) و (10926) ، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وفي الباب في كثرة الهرج عن ابن مسعود وأبي موسى الأشعري، سلف عنهما= الحديث: 7186 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 111 7187 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَقُولُ (1) : آمِينَ، وَإِنَّ الْإِمَامَ يَقُولُ: آمِينَ، فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (2)   = برقم (3695) . "الشح": الحرص والبخل. وقوله: "أيما"، قال السندي: هي "أي" مشددة مضافة إلى "ما" بمعنى: شيء، وتسمّى "ما" هذه تامة لا تحتاج إلى صفة ولا صلة، والمبتدأ مقدر، أي: هو أي شيء؟ أي: الهرج، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 13/15-18. (1) لفظة "تقول" أثبتناها هكذا من (ظ3) و (عس) وحاشية (س) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: يقولون. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (1246) ، وابن ماجه (852) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9921) من طريق مالك عن ابن شهاب، عنهما، وبرقم (7244) و (7660) عن سعيد وحده، وبرقم (9804) عن أبي سلمة وحده. وأخرجه مسلم (410) (74) من طريق عمرو بن دينار، عن أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6411) من طريق ليث بن أبي سليم، عن كعب المدني، عن أبي هريرة. وفيه زيادة، وإسناده ضعيف. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (237) من طريق عبد العزيز بن أبي= الحديث: 7187 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 112 7188 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنِ انْتَظَرَ حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ " قَالُوا: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: " مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ " (1)   = حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة. وفيه زيادة منكرة. وأخرجه مختصراً البخاري أيضا (236) من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبي علقمة الهاشمي، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إذا قال الإمام: (ولا الضالين) فقولوا: آمين". وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (8122) و (9682) و (9924) . قوله: "فمن وافق تأمينه"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/265: المراد الموافقة في القول والزمان، خلافا لمن قال: المراد الموافقة في الإخلاص والخشوع كابن حبان، فإنه لما ذكر الحديث قال: يريد موافقة الملائكة في الإخلاص بغير إعجاب ("الإحسان" 5/108) ، وكذا جنح إليه غيره، فقال نحو ذلك من الصفات المحمودة، أو في إجابة الدعاء، أو في الدعاء بالطاعة خاصة، أو المراد بتأمين الملائكة: استغفارهم للمؤمنين، وقال ابن المنير: الحكمة في إيثار الموافقة في القول والزمان أن يكون المأموم على يقظة للإتيان بالوظيفة في محلها، لأن الملائكة لا غفلة عندهم، فمن وافقهم كان متيقظا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/320، وعنه مسلم (945) (52) ، وابن ماجه (1539) ، وأخرجه البيهقي 3/412 من طريق نصر بن علي، كلاهما (ابن أبي شيبة ونصر) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد.= الحديث: 7188 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 113 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البخاري -كما في هامش النسخة اليونينية 2/110، وكما في "تحفة الأشراف" 10/48- عن عبد الله بن محمد المسندي، عن هشام بن يوسف، عن معمر، به. قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 10/48: هذه الطريق ليست في الأصول التي اتصلت من البخاري، وإنما وقعت في بعض النسخ، ولذلك لم يستخرجها الإسماعيلي، واستخرجها أبو نعيم. وسيأتي الحديث برقم (7775) عن عبد الرزاق، عن معمر. وأخرجه مسلم (945) (52) من طريق عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، أنه قال: حدثني رجال عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخرجه البخاري (1325) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (945) (56) ، وأبو داود (3169) ، وابن حبان (3079) ، والبيهقي 3/412-413 من طريق داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن أبي هريرة - وذكر فيه قصة. وأخرجه النسائي 4/77، وأبو يعلى (6640) من طريق داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة. وأخرج البخاري (1323) و (1324) ، ومسلم (945) (55) من طريق جرير بن حازم، عن نافع، قال: حدث ابن عمر أن أبا هريرة يقول ... فذكر نحو حديث عامربن سعد بن أبي وقاص، عن أبي هريرة. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7353) و (7690) و (8265) و (9016) و (9208) و (9551) و (9904) و (10079) و (10142) و (10758) ، وانظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (4453) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4650) . وفي الباب أيضا عن أبي سعيد الخدري، وعبد الله بن مغفل، والبراء بن عازب، وأُبي بن كعب، وثوبان، ستأتي في "المسند" على التوالي 3/20 و4/86 و294= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 114 7189 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ امْرَأَتَهُ وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ. وَكَأَنَّهُ يُعَرِّضُ أَنْ يَنْتَفِيَ مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ إِبِلٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " مَا أَلْوَانُهَا؟ " قَالَ: حُمْرٌ. قَالَ: " هَلْ (1) فِيهَا ذَوْدٌ أَوْرَقُ؟ " قَالَ: نَعَمْ، فِيهَا ذَوْدٌ أَوْرَقُ. قَالَ: " وَمِمَّا ذَاكَ؟ " قَالَ: لَعَلَّهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ. قَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَذَا، لَعَلَّهُ يَكُونُ نَزَعَهُ عِرْقٌ " (2)   = و5/131 و277. و"القيراط": جزء من أجزاء الدينار، قال الحافظ في "الفتح" 3/194-195: وذهب الأكثر إلى أن المراد بالقيراط في حديث الباب جزء من أجزاء معلومة عند الله، وقد قربها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للفهم بتمثيله القيراط بأحد. وانظر تتمة البحث فيه. (1) لفظة "هل" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 6/178-179 من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 6/179 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. وأخرجه البخاري (7314) ، ومسلم (1500) (20) ، وأبو داود (2262) ، والبيهقي 7/411 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (1500) (20) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، أنه قال: بلغنا أن أبا هريرة كان يحدث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.= الحديث: 7189 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 115 7190 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ صَاحَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ. فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) 7191 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثِ مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى " (2)   = وسيأتي الحديث برقم (7190) و (7264) و (7760) و (9298) . قوله: "ذود أورق"، قال السندي: توصيف الذود بالأورق يدلى على أن المراد به الجمل، وقد قيل: إنه اسم للإناث، ويطلق على ثلاث وما فوقها، وظاهر الحديث لا يوافقه، والأورق: الأسود، والورقة: سواد في غبرة. وقوله: "لعله نزعه عرق"، قال: أي: لعل ذاك السواد نزعة عرق، أي: أثرها، يقال: نزع إليه في الشبه، إذا أشبهه، وقال النووي: المراد بالعرق: الأصل من النسب، تشبيها بعرق الثمرة، ومعنى "نزعه": أشبهه واجتذبه إليه، وأظهر لونه عليه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي المدني. وأخرجه مسلم (1500) (19) من طريق ابن أبي فديك، والبيهقي 7/411 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي.= الحديث: 7190 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 116 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه ابن أبي شيبة 4/67، وعنه مسلم (1397) (512) ، وابن ماجه (1409) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (587) و (592) من طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وصالح بن أبي الأخضر، كلاهما عن الزهري، به. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (593) ، وابن حبان (1631) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7249) و (7736) من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب، وبرقم (10507) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. وأخرجه بنحوه مسلم (1397) (513) ، والبيهقي 5/244 من طريق عمران بن أبي أنس، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة. وسيأتي في "المسند" 6/7 من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن بصرة بن أبي بصرة الغفاري رفعه، كذا قال: بصرة بن أبي بصرة، والمحفوظ أن هذا الحديث من رواية أبيه، كما سيأتي بيانه في موضعه. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري يأتي في "مسنده" 3/7، وصححه ابن حبان (1617) . وعن أبي سعيد وعبد الله بن عمرو بن العاص عند ابن ماجه (1410) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (579) . وعن أبي الجعد الضمري عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (977) ، والبزار (1074- كشف الأستار) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/344، والطبراني في "الكبير" 22/ (919) . وعن ابن عمر عند عبد الرزاق (9160) و (9171) ، والطبراني في "الكبير" (13283) وعن علي عند الطبراني في "الصغير" (482) ، وقال الهيثمي في "المجمع" = الجزء: 12 ¦ الصفحة: 117 7192 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ الزَّرْعِ، لَا تَزَالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ، وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ الْبَلَاءُ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ (1) الْأَرْزَةِ، لَا تَهْتَزُّ حَتَّى تُسْتَحْصَدَ " (2)   = 4/3: فيه إسماعيل بن يحيي الكهلي، وهو ضعيف. وعن عمر عند البزار (1073) ، وقال: هو خطأ. (1) في (م) : كشجرة، والمثبت من الأصول الخطية، إلا أن في (ظ 3) و (عس) : كمثل شجر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/20، وعنه مسلم (2809) عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7814) ، وانظر (10775) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله وكعب بن مالك، سيأتيان في "المسند" 3/349 و454. "الأرزة"، واحدة الأرز: وهو شجر عظيم صلب من الفصيلة الصنوبرية دائم الخضرة، يعلو كثيرا، تصنع منه السفن، وأشهر أنواعه: أرز لبنان. "المعجم الوسيط" 1/13. وتستحصد، قال القاضي عياض في "المشارق" 1/205: أي: تنقلع من أصلها، من الحصد، وهو الاستئصال، ورواه بعضهم: "تستحصد" بضم التاء وفتح الصاد، والأوجه به هنا بفتح التاء وكسر الصاد. وفي "فتح الباري" 10/107: قال المهلب: معنى الحديث: أن المؤمن حيث جاءه أمر الله انطاع له، فإن وقع له خير، فرح به وشكر، وإن وقع له مكروه، صبر ورجا فيه الخير والأجر، فإذا اندفع عنه اعتدل شاكرا. والكافر لا يتفقده الله باختياره،= الحديث: 7192 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 118 7193 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَتْرُكُونَ الْمَدِينَةَ عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، لَا يَغْشَاهَا إِلَّا الْعَوَافِي - قَالَ: يُرِيدُ عَوَافِيَ (1) السِّبَاعِ وَالطَّيْرِ -، وَآخِرُ مَنْ يُحْشَرُ رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ، يَنْعِقَانِ بِغَنَمِهِمَا (2) ، فَيَجِدَاهَا (3) وُحُوشًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ، حُشِرَا عَلَى وُجُوهِهِمَا - أَوْ: خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا - " (4)   = بل يحصل له التيسير في الدنيا ليتعسر عليه الحال في المعاد، حتى إذا أراد الله إهلاكه قصمه فيكون موته أشد عذابا عليه، وأكثر ألما في خروج نفسه. وقال غيره: المعنى أن المؤمن يتلقى الأعراض الواقعة عليه لضعف حظه من الدنيا، فهو كأوائل الزرع شديد الميلان لضعف ساقه، والكافر بخلاف ذلك، وهذا في الغالب من حال الاثنين. (1) في بعض النسخ: عواف. (2) في (م) وبعض النسخ: لغنمهما، باللام، والمثبت من (ظ 3) و (ظ 1) و (عس) . (3) المثبت من (ظ 3) و (ظ 1) و (ع) ، وكذا هو في "الصحيحين" بإثبات النون على الأصل، أي: يجدان المدينة، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: فيجداها، بحذفها، وكذا هو في "حاشية السندي"، وقال: من حذف النون لمجرد التخفيف (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1874) ، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/276، والبغوي (2017) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1389) (499) من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي مختصرا برقم (8999) ، وانظر (9067) .= الحديث: 7193 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 119 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وفي الباب عن عوف بن مالك الأشجعي عند أحمد 6/23 وغيره، وصححه ابن حبان (6774) . وعن محجن بن الأدرع عند أحمد 5/32. وأخرج مسلم في "صحيحه" (2891) (24) من طريق شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن حذيفة أنه قال: أخبرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فما منه شيء إلا قد سألته، إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟ وإسناده على شرطهما. قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 3/47: قد عرف ذلك أبو هريرة، أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (1/277-278) قال: حدثنا أبو داود، حدثنا حرب (وهو ابن شداد، وتحرف في المطبوع من "النكت" إلى: حريث) ، وأبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو جعفر: أن أبا هريرة قال: ليخرجن أهل المدينة من المدينة خير ما كانت، نصفا زهوا، ونصفا رطبا. قيل: من يخرجهم منها يا أبا هريرة؟ قال: أمراء السوء. قلنا: وأبو جعفر هذا: هو الأنصاري المدني المؤذن، روى عن أبي هريرة، وعنه يحيى بن أبي كثير، فيه جهالة. قوله: "يتركون"، قال السندي: بالغيبة، أي: الناس، أو بالخطاب لأهل المدينة، لا بأعيانهم، قال الحافظ ابن حجر: الأكثر على الخطاب. وقوله: "على خير ما كانت"، قال الحافظ في "الفتح" 4/90، أي: على أحسن حال كانت عليه من قبل ... ثم ذكر أقوال العلماء في زمن وقوع ذلك، فمنهم من قال: قد وجد ذلك حيث صارت معدن الخلافة ومقصد الناس، وحملت إليها خيرات الأرض، وصارت من أعمر البلاد، فلما انتقلت الخلافة عنها إلى الشام ثم إلى العراق وتغلبت عليها الأعراب، تعاورتها الفتن وخلت من أهلها، فقصدتها العوافي، ومنهم من اختار أن الترك يكون في آخر الزمان عند قيام الساعة، ورجح الحافظ ابن حجر الثاني منهما. وقوله: "لا يغشاها"، قال السندي: أي: لا يسكنها.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 120 7194 - قَالَ: " وَمَنْ (1) يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا، يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ، وَيُعْطِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)   = وقوله: "إلا العوافي"، قال: جاء بحذف الياء وإثباتها، جمع عافية: وهى ما يطلب القوت من السباع والطيور. و"ينعقان"، قال: بكسر العين المهملة أي: يصيحان. و"حشرا"، قال: أي: أميتا. وثنية الوداع: موضع بالمدينة من جهة الشام. (1) في (م) : من، من غير واو، والمثبت من عامة أصولنا الخطية. (2) هذا الحديث والذي بعده بإسناد الحديث السابق، وهو صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (5855) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1691) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرج الشطر الأول منه، وهو الفقه في الدِّين، ابن ماجه (220) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، به. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (810) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/19 من طريق عبد الواحد بن زياد، عن معمر، به. وانظر ما سيأتي برقم (10257) . وقد زعم الدارقطني في "العلل" 7/59-60 أن الصحيح حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن، عن معاوية مرفوعا، وسيأتي في مسند معاوية 4/101، وهو عند البخاري (71) ، ومسلم (1037) . قلنا: الزهري حافظ مكثر، فلا يبعد أن يكون عنده الإسنادان جميعا، وقد روي عنه أيضا عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (5839) عن محمد بن يحيى الذهلي، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفع الحديث= الحديث: 7194 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 121 7195 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَذَرُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ بِجَرَّايَ - قَالَ يَزِيدُ: مِنْ أَجْلِي - الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " " وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللهِ، أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (1)   = بقسميه. قال النسائي: خالفه يونس، رواه عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. ونقله عنه المزي في "تحفة الأشراف" 11/32. وأما ما نقله البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 16 عن النسائي أنه قال: الصواب رواية الزهري عن حميد بن عبد الرحمن، عن معاوية، فهو وهم بين، فإن الكلام الذي نقله إنما هو للدارقطني، وليس للنسائي. وأخرج الشطر الأول منه أيضا إسحاق بن راهويه (439) عن الوليد بن مسلم، حدثني من سمع عطا الخراساني، يحدث عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف. وأخرجه أيضا القضاعي في "مسند الشهاب" (345) من طريق عبد المؤمن بن خالد الخزاعي، عن ابن بريدة، عن أبي هريرة. وللشطر الثاني انظر ما سيأتي برقم (8155) و (9598) . وللشطر الأول منه شاهد عن ابن عباس، سلف برقم (2790) . وهو بشطريه عند البخاري (71) ، ومسلم (1037) من حديث معاوية. قوله: "خيرا"، قال السندي: أي: عظيما كما يدل عليه التنكير، وإلا فكل مؤمن قد أريد به خير. وقوله: "وإنما أنا قاسم"، قال: أي: للدين والفقه، كأنه اعتذار لهم من نفسه بأن الأمر ليس بيده، والتفاوت بينهم في الفقه ليس من جهته، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7195 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 122 7196 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِ مِائَةٍ وَسَبْعِ أَمْثَالِهَا، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ " (1)   = وسيأتي برقم (9138) و (9322) و (10691) ، وانظر ما سلف برقم (7174) ، وما سيأتي برقم (10175) . قوله: "بجراي"، قال السندي: بفتح جيم وتشديد راء، وهو بالمد والقصر، أي: من أجلي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه مسلم (130) ، وأبو عوانة 1/84، وابن حبان (384) ، وابن منده في "الإيمان" (379) ، والبيهقي في "الشعب" (7041) من طرف عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (128) (204) ، وأبو يعلى (6500) ، وأبو عوانة 1/83، وابن حبان (1383) ، وابن منده (377) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (9325) و (10466) من طريق محمد بن سيرين، وانظر (7296) و (8166) و (8217) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2001) و (2519) . وعن أنس بن مالك، سيأتي في "مسنده" 3/149. وعن أبي ذر الغفاري عند الطبراني في "الصغير" (502) .= الحديث: 7196 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 123 7197 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَمْ يُدْرَ مَا فَعَلَتْ، وَإِنِّي لَا أُرَاهَا إِلَّا الْفَأْرَ، أَلَا تَرَوْنَهَا إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الْإِبِلِ لَا تَشْرَبُ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاءِ شَرِبَتْهُ؟ "   = قوله: "كتبت له حسنة"، قال السندي: جوز أبو البقاء رفع "حسنة" على أنها نائب الفاعل، وليس في هذا ذكر الحسنة التي هم بها، بل معناه أنه تعالى أثابه على همه بحسنة، ونصبها على أن في "كتبت" ضميرا للحسنة التي هم بها، والمعنى: كتبت الخصلة التي هم بها حسنة، وانتصابها على الحال، أي: أثبتت له حسنة، أي: مثابا عليها، ويجوز أن يكون مفعولا به، أي: صيرها له حسنة. انتهى. قلت (القائل السندي) : ويحتمل أن يكون مدار الفائدة ما يدل عليه لفظة "حسنة" من الوحدة، أي: كتبت له حسنة واحدة، ثم الموافق لروايات مسلم للحديث نصب "حسنة"، ففي بعضها: "فانا أكتبها له حسنة"، وفي بعضها: "فاكتبوها حسنة". وقوله: "إلى سبع مئة وسبع أمثالها"، قال: زيادة "وسبع أمثالها" موجودة في نسخ "المسند"، ولم توجد في روايات مسلم وغيره (قلنا: وهي موجودة في حديث أبي ذر عند الطبراني) ، ولعل الضمير: لسبع مئة أو لمئة، وعلى الثاني كأنه في المعنى تأكيد لسبع مئة وتكرار له، وعلى الأول لعله بيان المضاعفة التي يشير إليها قوله تعالى: (والله يضاعف لمن يشاء) [البقرة: 261] ، ويمكن حمله على الثاني على هذا أيضا، على أن يراد "وسبع أمثالها": سبع مئة أخر، كما هو مقتضى العطف ظاهرا. وقد جاء بعد هذا في أصلنا: "فإن لم يعملها كتبت حسنة"، وهو تكرار للأول، ذكر تأكيدا له؛ لأن كتابة حسنة على تقدير عدم العمل، مما تستبعده العقول. الحديث: 7197 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 124 قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ كَعْبًا، فَقَالَ: سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ لِي ذَلِكَ مِرَارًا، فَقُلْتُ: أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الوهاب الثقفي: هو عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي، وخالد: هو ابن مهران الحذاء. وأخرجه مسلم (2997) (61) من طريق عبد الوهاب الثقفي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3305) ، وأبو يعلى (6031) ، والبغوي (3271) من طريق وهيب بن خالد، عن خالد الحذاء، به. وأخرجه بنحوه مختصرا أبو يعلى (6060) من طريق حبيب بن الشهيد، والطبراني في "الصغير" (886) من طريق عبد الله بن عون، كلاهما عن ابن سيرين، به. وسيأتي الحديث برقم (7750) و (7882) و (9326) و (10452) و (10594) . قوله: "لا أراها ... "، قال السندي: بضم الألف، أي: لا أظنها إلا الفأرة، يريد أنها مسخت فأرا، وظاهر هذا الحديث أن الفأرة الموجودة اليوم من نسلها، فإنها على خصال بني إسرائيل في ترك ألبان الإبل، فهذا الحديث يفيد بقاء ما مسخه الله تعالى من الأقوام، وكذا جاء في الضب مثل ذلك، وقد جاء في الصحيح ("صحيح مسلم" رقم 2663 من حديث ابن مسعود) ما يدل على أنه لا بقاء له ولا لنسله، وظاهر هذا الحديث يدل على أنه قاله على سبيل التخمين قبل العلم بأنه لا بقاء له، فلا إشكال، ويحتمل أن المراد بيان المجانسة بأن تلك الأقوام مسخت فأرا، فأخذ الفأر المعهود بعض طباعها، وتعلم منها، فلذلك الفأر المعهود يشرب بعض الألبان دون بعض، وهذا ممكن غير مستبعد من قدرة القادر تعالى، وقد جوز بعض أهل العلم مثل هذا في القرد، والله تعالى أعلم. وانظر ما سلف في مسند ابن عباس برقم (3254) و (3255) . وقوله: "أتقرأ التوراة"، قال: أي: إنك تستبعده اعتمادا على التوراة، مع أن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 125 7198 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ قَطَنٍ وَهُوَ أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ أَبُو قَطَنٍ: قَالَ: فِي الْكِتَابِ مَرْفُوعٌ -: " إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَهَا، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " (1)   = التوراة قد وقع فيها من التحريف ما لم يبق معه اعتماد عليها، فاتركها. قلنا: وفي رواية البخاري "أفأقرأ التوراة؟ "، وفي رواية مسلم: "أأقرأ التوراة؟ "، قال النووي في "شرح مسلم" 18/124: هو بهمزة الاستفهام، وهو استفهام إنكار، ومعناه: ما أعلم ولا عندي شيء إلا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أنقل عن التوراة ولا غيرها من كتب الأوائل شيئا، بخلاف كعب الأحبار وغيره ممن له علم بعلم أهل الكتاب. قال الحافظ في "الفتح" 6/353: كأن أبا هريرة وكعبا لم يبلغهما حديث ابن مسعود، قال: وذكر عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القردة والخنازير، فقال: "إن الله لم يجعل للمسخ نسلا ولا عقبا، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك"، وعلى هذا يحمل قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا أراها إلا الفأر" وكأنه كان يظن ذلك، ثم أعلم بأنها ليست هي. وكعب هذا: هو كعب بن ماتع الحميري اليماني، المعروف بكعب الأحبار، كان يهوديا فأسلم بعد وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه، فجالس أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يحدثهم عن الكتب الإسرائيلية، ويحفظ عجائب، ويأخذ السنن عن الصحابة. ابظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" 3/489-494. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن الهيثم بن قطن، فمن رجال مسلم. هشام: هو الدستوائي، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري، وأبو رافع: هو نفيع بن رافع الصائغ. وأخرجه البخاري (291) ، والبغوي (241) من طريق معاذ بن فضالة، وابن حبان (1182) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن هشام، بهذا الإسناد.= الحديث: 7198 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 126 7199 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي أَنْظُرُ - أَوْ: إِنِّي لَأَنْظُرُ - مَا وَرَائِي، كَمَا أَنْظُرُ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيَّ، فَسَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَأَحْسِنُوا رُكُوعَكُمْ وَسُجُودَكُمْ " (1)   = وأخرجه إسحاق بن راهويه (19) ، ومسلم (348) ، وأبو عوانة 1/228، وابن حبان (1174) و (1178) ، والدارقطني 1/113، والبيهقي في "السنن" 1/163، وفي "المعرفة" (258) من طريق معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة ومطر، عن الحسن، به. زاد مطر: "وإن لم ينزل". وأخرجه البيهقي 1/163 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. ولفظه: "إذا التقى الختان الختان وجب الغسل أنزل أو لم ينزل". وسيأتي الحديث برقم (8574) و (9107) و (10743) و (10747) ، وبرقم (10083) بإسقاط أبي رافع من السند. وفي الباب عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، سلف برقم (6670) . وعن عائشة، سيأتي 6/47. قول أبي قطن: "قال: في الكتاب مرفوع"، قال الشيخ أحمد شاكر: هو حكاية لقول هشام الدستوائي، يريد هشام به توثيق رفع الحديث إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوكيده، من حفظه ومن كتابه. وقوله: "بين شعبها الأربع": هي اليدان والرجلان، فكنى بذلك عن الجماع. وقوله: "جهدها"، قال السندي: دفعها وأتبعها، كناية عن معالجة الإيلاج، والحديث يدلى على أن الإنزال غير مشروط في وجوب الغسل، بل المدار على الإيلاج. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عجلان -وهو المدني مولى المشمعل وليس هو والد محمد-، فقد روى له= الحديث: 7199 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 127 7200 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ   = النسائي، وقال فيه: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب: وهو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. والحديث أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2897) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (355) من طريق علي بن الجعد، والبزار (504- كشف الأستار) من طريق أبي عاصم، كلاهما عن ابن ابي ذئب، بهذا الإسناد. وأورده ابن عبد البر في "التمهيد" 18/347 عن سنيد بن داود، عن حجاج بن محمد الأعور، عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي الحديث برقم (8255) و (10565) من طريق ابن أبي ذئب، عن عجلان هذا، وبرقم (8927) من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، وبرقم (8024) و (8771) و (8877) من طريق الأعرج، وبرقم (9796) من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن أبي هريرة. وني الباب عن أنس، سيأتي 3/103. قوله: "إني أنظر ما ورائي"، قال النووي في "شرح مسلم" 4/149: قال العلماء: معناه أن الله تعالى خلق له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إدراكا في قفاه يبصر به من وراءه، وقد انخرقت العادة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأكثر من هذا، وليس يمنع من هذا عقل ولا شرع، بل ورد الشرع بظاهره، فوجب القول به. قال القاضي: قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وجمهور العلماء: هذه الرؤية رؤية بالعين حقيقة. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 18/346: هذا كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا سبيل إلى كيفية ذلك، وهو علم من أعلام نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي الحديث الأمر بإحسان الصلاة والخشوع، وإتمام الركوع والسجود. الحديث: 7200 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 128 رَمَضَانَ بِيَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُل (1) كَانَ يَصُومُ صَوْمًا، فَلْيَصُمْهُ " (2)   (1) في (م) : إلا رجلا، بالنصب، والمثبت من عامة أصولنا الخطية. ولفظ البخاري والطحاوي: إلا أن يكون رجل. وفي (ظ 3) : ولا بيومين. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن الهيثم، فمن رجال مسلم. هشام: هو الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه الدارمي (1689) عن وهب بن جرير، والبخاري (1914) ، وأبو داود (2335) ، والطحاوي 2/84، والبيهقي 4/207 من طريق مسلم بن إبراهيم، وأبو نعيم في "الحلية" 6/282 من طريق عبد العزيز بن أبان، ثلاثتهم عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن طهمان في "مشيخته" (57) ، والشافعي في "المسند" 1/275، وفي "السنن المأثورة" (343) ، ومسلم (1082) ، وابن ماجه (1650) ، والنسائي 4/149، وأبو يعلى (5999) و (6030) ، والطحاوي 2/84، وابن حبان (3586) ، والبيهقي 4/207، والبغوي (1718) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وسيأتي برقم (7779) و (8575) و (9287) و (9654) و (10184) و (10451) و (10662) و (10755) . وفي الباب عن ابن عباس عند أبي داود (2327) ، والبيهقي 4/207. "بيوم"، قال السندي: أي: يصم بيوم، والباء للتعدية. وقوله: "إلا رجل"، قال: استثناء من فاعل "لا تقدموا"، ورفعه على البدلية، أي: إلا رجل منكم يعتاد الصوم فليصم عادته وهنا النهي حمله بعضهم على أن يكون بنية رمضان، أو لتكثير عدد صيامه، أو على صوم يوم الشك، ولا يخفى أن قوله: "ولا يومين" لا يناسب الحمل على الشك، إذ لا يقع الشك عادة في يومين، والاستثناء بقوله: "إلا أن يكون شيء ... الخ"، لا يناسب التأويلات الأول، إذ لازمه جواز صوم يوم أو يومين لمن يعتاد بنية رمضان مثلا، وهذا فاسد، والوجه أن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 129 7201 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ - قَالَ: ذَكَرَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَنَسِيَهَا مُحَمَّدٌ -، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، وَأَتَى خَشَبَةً مَعْرُوضَةً فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ بِيَدِهِ عَلَيْهَا، كَأَنَّهُ غَضْبَانُ، وَخَرَجَتِ السَّرَعَانُ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، قَالُوا: قُصِرَتِ الصَّلَاةُ. قَالَ: وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَهَابَاهُ أَنْ يُكَلِّمَاهُ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ فِي يَدَيْهِ طُولٌ، يُسَمَّى: ذَا الْيَدَيْنِ (1) ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَسِيتَ أَمْ قُصِرَتِ الصَّلَاةُ؟ فَقَالَ: " لَمْ أَنْسَ، وَلَمْ تُقْصَرِ الصَّلَاةُ "، قَالَ: " كَمَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَجَاءَ فَصَلَّى الَّذِي كَانَ تَرَكَ (2) ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ، ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ (3) .   = يحمل النهي على الدوام، أي: لا تداوموا على التقدم لما فيه من إيهام لحوق هذا الصوم برمضان إلا لمن يعتاد المداومة على صوم آخر الشهر، فإنه لو داوم عليه لا يتوهم في صومه اللحوق برمضان، والله تعالى أعلم. وانظر "الفتح" 4/128-129. (1) في الأصول الخطية: ذو اليدين، والمثبت من (م) و (عس) ، وهو الجادة، وفي "حاشية السندي" كما في الأصول: "ذو اليدين"، وقال: حكاية للاسم على حالة الرفع التي هي أشرف الأحوال، وإلا فالظاهر: "ذا اليدين" كما وقع في رواية غيره. (2) لفظ "كان" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، ولم يرد في (م) وباقي النسخ. (3) قوله في المرة الثانية: "ثم كبر فسجد ... " إلى هنا سقط من (م) والنسخ= الحديث: 7201 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 130 قَالَ: فَكَانَ مُحَمَّدٌ، يُسْأَلُ: ثُمَّ سَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: نُبِّئْتُ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: ثُمَّ سَلَّمَ (1)   = المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) ، وإثباته هو الصواب، فإن سجود السهو سجدتان لا واحدة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن أبي عدي: هو محمد بن إبراهيم بن أبي عدي، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وأخرجه ابن خزيمة (1035) من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (482) ، وأبو داود (1010) ، وابن ماجه (1214) ، والنسائي 3/20-22، وابن خزيمة (1035) ، والطحاوي 1/444، وابن حبان (2253) و (2256) ، والبيهقي 2/354، والبغوي (760) من طرق عن عبد الله بن عون، به. وبعضهم أدرج التسليم في سجدتي السهو في حديث أبي هريرة. وأخرجه مطولا ومختصرا البخاري (1229) و (6051) ، وأبو عوانة 2/195-196، والطحاوي 1/445، والبيهقي 2/346 و353 من طريق يزيد بن إبراهيم، وأبو داود (1010) ، وابن خزيمة (1035) ، والطحاوي 1/444، وابن حبان (2254) من طريق سلمة بن علقمة، والطحاوي 1/444 من طريق هشام بن حسان، ثلاثتهم عن محمد بن سيرين، به. وأخرجه مطولا بنحوه أبو داود (1015) من طريق سعيد المقبري، وأبو داود (1016) ، والبيهقي 2/358 من طريق ضمضم بن جوس، والطحاوي 1/445 من طريق عبد الرحمن بن هرمز، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وقال المقبري في حديثه: ولم يسجد سجدتي السهو! وأخرج قصة سجدتي السهو منه أبو داود (1011) ، ومن طريقه البيهقي 2/354 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب وهشام بن حسان ويحيى بن عتيق وابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قصة ذي اليدين: أنه كبر وسجد، وقال هشام بن حسان: كبر ثم كبر وسجد.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 131 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجها الترمذي (394) من طريق هشيم، عن هشام بن حسان، والنسائي 3/26 من طريق شعبة، عن عبد الله بن عون وخالد الحذاء، ثلاثتهم عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وقد سلف الحديث برقم (4951) في مسند ابن عمر من طريق هشام وابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، ولم يسق لفظه. وسيأتي برقم (7374) مختصرا و (7376) و (7820) مطولا من طريق أيوب، عن ابن سيرين، وله طرق أخرى عن ابي هريرة، انظر (7666) و (9010) و (9444) و (9777) . وحديث عمران بن حصين الذي أشار إليه ابن سيرين في آخر الحديث هو عند أبي داود (1039) ، والترمذي (395) ، والنسائي 3/26، وصححه ابن حبان (2670) من طريق محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران، وسيأتي في "المسند" 4/427 عن إسماعيل ابن عليّة، عن ابن سيرين، به. وفي الباب عن ذي اليدين، سيأتي في مسنده 4/77. وعن ابن عمر عند أبي داود (1017) ، وابن ماجه (1213) ، والبيهقي 2/359، وانظرما سلف في مسند ابن عمر برقم (4950) . قوله: "إحدى صلاتي العشي"، قال ابن الأثير 3/242: يريد صلاة الظهر أو العصر (كما ورد في بعض روايات الحديث) ، لأن ما بعد الزوال إلى المغرب عشى. و"معروضة"، أي: موضوعة بالعرض، أو مطروحة في ناحية المسجد. و"السرعان"، قال ابن الأثير 2/361: بفتح السين والراء: أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء ويقبلون عليه بسرعة، ويجوز تسكين الراء. وقوله: "لم أنس ولم تقصر الصلاة"، قال السندي: خرج على حسب الظن، ويعتبر الظن قيدا في الكلام ترك ذكره بناء على أن الغالب في بيان أمثال هذه الأشياء أن يجري فيها الكلام بالنظر إلى الظن، فكأنه قال: ما نسيت ولا قصرت في ظني.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 132 7202 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ " (1)   = وانظر "فتح الباري" 3/101-103. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (440) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (52) (83) من طريق محمد بن أبي عدي، به. وأخرجه مسلم (52) (83) ، وابن منده (440) ، والبيهقي 1/386-387 من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، وابن منده (441) من طريق عبد الوهاب الخفاف وسليم بن أخضر، ثلاثتهم عن عبد الله بن عون، به. ولم يذكر سليم بن أخضر في حديثه "الفقه يمان". وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 3/60 من طريق هشيم، عن منصور، عن ابن سيرين، به - مثل حديث سليم بن أخضر. وسيأتي برقم (7627) و (7723) و (10134) و (10327) و (10328) و (10983) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، وله طرق أخرى عنه، انظر (7432) و (7505) و (8942) و (10527) و (10982) ، وانظر أيضا (7652) و (7745) و (8846) و (9499) و (10978) . وفي الباب عن عقبة بن عامر، سيأتي في مسنده 4/154، ولفظه: "أهل اليمن أرق قلوبا، وألين أفئدة، وأنجع طاعة". وعن أبي مسعود البدري، سيأتي أيضا 5/273، ولفظه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أشار بيده نحو اليمن، فقال: "الإيمان هاهنا، الإيمان هاهنا ... ". قوله: "الإيمان يمان"، قال أبو عمرو بن الصلاح في "صيانة صحيح مسلم" = الحديث: 7202 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 133 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ص 212: ما ذكر من نسبة الإيمان إلى اليمن وأهله، قد صرفوه عن ظاهره من حيث إن مبدأ الإيمان من مكة، ثم المدينة حرسهما الله، فحكى أبو عبيد إمام الغريب، ثم من بعده، في ذلك أقوالا: أحدها: أن المراد بذلك مكة، فإنه يقال: إن مكة من تهامة، ويقال: إن تهامة من أرض اليمن. والثاني: أن المراد مكة والمدينة، فإنه يروى في الحديث: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال هذا الكلام وهو يومئذ بتبوك، ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن، وهو يريد مكة والمدينة، فقال: "الإيمان يمان"، ونسبهما إلى اليمن لكونهما حينئذ من ناحية اليمن، كما قالوا: الركن اليماني، وهو بمكة لكونه إلى ناحية اليمن. الثالث: ما ذهب إليه كثير من الناس، وهو أحسنها عند أبي عبيد: أن المراد بذلك الأنصار، لأنهم يمانون في الأصل، فنسب إليهم لكونهم أنصاره. وأنا أقول -والله الموفق-: لو جمع أبو عبيد، ومن سلك سبيله، طرق الحديث بألفاظه كما جمعها مسلم وغيره وتأملوها، لصاروا إلى غير ما ذكروه ولما تركوا الظاهر، ولقضوا بأن المراد بذلك: اليمن وأهل اليمن، على ما هو مفهوم من إطلاق ذلك، إذ من ألفاظه: "أتاكم أهل اليمن"، والأنصار من جملة المخاطبين بذلك، فهم إذا غيرهم. وكلل لك قوله: "جاء أهل اليمن"، وإنما جاء حينئذ غير الأنصار، ثم إنه وصفهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يقضي بكمال إيمانهم ورتب عليه قوله: "الإيمان يمان". فكان ذلك نسبة للايمان إلى من أتاهم من أهل اليمن لا إلى مكة والمدينة. ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهرة وحمله على أهل اليمن حقيقة، لأن من اتصف بشيء وقوي قيامه به، وتأكد اضطلاعه به، نسب ذلك الشيء إليه إشعارا بتميزه به وكمال حاله فيه. وهكذا كان حال أهل اليمن حينئذ في الإيمان، وحال الوافدين منهم في حياته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي أعقاب موته، كأويس القرني، وأبي مسلم الخولاني، وأشباههما ممن سلم= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 134 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قلبه، وقوي إيمانه، فكانت نسبة الإيمان إليهم لذلك إشعارا بكمال إيمانهم من غير أن يكون في ذلك نفي لذلك عن غيرهم، فلا منافاة بينه وبين قوله: "الإيمان في أهل الحجاز". ثم إن المراد بذلك الموجودون منهم حينئذ، لا كل أهل اليمن في كل زمان، فإن اللفظ لا يقتضيه هذا، والله أعلم. هذا هو الحق في ذلك، ونشكر الله سبحانه على هدايتنا له، والله أعلم. وأما ما ذكر من "الفقه" و"الحكمة": فالفقه هاهنا: هو عبارة عن الفهم في الدين، واصطلح بعد ذلك الفقهاء والأصوليون على تخصيص الفقه بإدراك الأحكام الشرعية العملية بالاستدلال على أعيانها. وأما "الحكمة": ففيها أقوال كثيرة مضطربة قد اقتصر كل من قائليها على بعض صفات الحكمة، وقد صفا لنا منها: أن الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالإحكام، المشتمل على المعرفة بالله تبارك وتعالى، المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النفس، وتحقيق الحق والعمل به، والصد عن اتباع الهوى والباطل، والحكيم من له ذلك. قوله: "يمان" و"يمانيةٌ": هو بالتخفيف من غير تشديد للياء عند جماهير أهل العربية، لأن الألف المزيدة فيه عوض من ياء النسب المشددة، فلا يجمع بينهما. وقال ابن السيد في كتابه "الاقتضاب في شرح أدب الكتاب" (2/183) : حكى أبو العباس المبرد وغيره: أن التشديد لغة. قلت: وهذا غريب وإن كان هو المشهور المستعمل عند من لا عناية له بعلم العربية. قلنا: وقد عقب النووي في "شرح مسلم" 2/33 على قول ابن الصلاح هذا بقوله: قد حكى الجوهري (انظر "الصحاح" 6/2219-2220) وصاحب "المطالع" وغيرهما من العلماء عن سيبويه: أنه حكى عن بعض العرب أنهم يقولون: اليمانيُّ،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 135 7203 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُنَجِّيهِ عَمَلهُ " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي مِنْهُ (1) بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ، وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي مِنْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَرَحْمَةٍ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا (2)   = بالياء المشددة، وأنشد لأمية بن خلف: يمانيا يظل يشد كيرا وينفخ دائما لهب الشواظ (1) لفظة "منه" لم ترد في (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2816) (73) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 10/324 من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2816) (72) من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين، به ورواه أبو نعيم 8/379 من طريق محمد بن جحادة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8330) و (9064) و (10124) و (10614) و (10789) من طريق محمد بن سيرين، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7479) و (7587) و (8250) و (8529) و (9002) و (9831) و (10256) و (10330) و (10534) و (10677) و (10733) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وجابر وعائشة، ستأتي في "المسند" على التوالي 3/52 و337 و16/25. وعن أبي موسى الأشعري عند البزار (3447) ، والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" (6549) كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/356، وقال: وفي= الحديث: 7203 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 136 7204 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقْتَصَّ (1) لِلشَّاةِ الْجَمَّاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ نَطَحَتْهَا " (2)   = أسانيدهم أشعث بن سوار، وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهم ثقات. وعن شريك بن طارق عند البزار (3446) ، والطبراني في "الكبير" (7218) و (7219) و (7220) و (7221) . قال الهيثمي 10/357: ورجال أحدها رجال الصحيح وفاته أن ينسبه إلى البزار. وعن أسامة بن شريك عند الطبراني (493) . قال الهيثمي 10/357: وفيه الفضل بن صالح الأسدي، وهو ضعيف. وعن أسد بن كرز عند البخاري في "التاريخ الكبير" 2/49، والطبراني في "الكبير" (1001) ، وفي "مسند الشاميين" (686) و (698) . وأورده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" 1/53 وحسن إسناده. قوله: "ليس أحد منكم ... الخ"، قال القسطلاني في "إرشاد الساري" 9/267: استشكل مع قوله تعالى: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) [الزخرف: 72] ، وأجيب بأن أصل الدخول إنما هو برحمة الله واقتسام المنازل فيها بالأعمال، فإن درجات الجنة متفاوتة بحسب تفاوت الأعمال، فإن قلت: قوله تعالى: (سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) [النحل: 32] ، مصرح بأن دخول الجنة أيضا بالأعمال أجيب بأنه لفظ مجمل بينه الحديث، والتقدير: ادخلوا منازل الجنة وقصورها بما كنتم تعملون، فليس المراد بذلك أصل الدخول. وذكر في ذلك أوجه أخرى، انظر "فتح الباري" 11/295-297. (1) في (ظ3) و (عس) وهامش (س) : يقص. (2) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: تنطحها. الحديث: 7204 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 137 وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ - يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ -: " يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ " (1) 7205 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن حبان (7363) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2420) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال: حسن صحيح. وسيأتي برقم (7996) و (8288) و (8847) و (9333) ، وانظر (8756) و (9072) . وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (185) من طريق زرارة بن أوفى، و (186) من طريق عبد الله بن شقيق، كلاهما عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من ضرب ضربا ظلما، اقتص منه يوم القيامة". وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (520) ، وهو من زيادات عبد الله على "المسند". وعن أبي ذر، سيأتي 5/173. قوله: "لتؤدن"، قال السندي: على بناء المفعول، بيان لعدله تعالى، وفيه حث على ترك الظلم وأداء الحقوق إلى أهلها في الدنيا. والجماء، قال: بفتح فتشديد، التي لا قرن لها. قال النووي في "شرح مسلم" 16/137: القصاص من القرناء للجلحاء ليس هو من قصاص التكليف، إذ لا تكليف عليها، بل هو قصاص مقابلة. وانظر (8288) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم.= الحديث: 7205 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 138 7206 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَلَا عَفَا رَجُلٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا (1) عِزًّا، وَلَا تَوَاضَعَ عَبْدٌ للهِ إِلَا رَفَعَهُ اللهُ " وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " رَجُلٌ أَو أَحَدٌ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ " (2)   = وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (423) ، ومسلم (2587) ، وأبو داود (4894) ، والترمذي (1981) ، وأبو يعلى (6518) ، وابن حبان (5728) و (5729) ، والبيهقي 10/235، والخطيب البغدادي 3/222، والبغوي (3553) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10329) و (10703) . وفي الباب عن عياض بن حمار، يأتي 4/162. وعن أنس عند البخاري في "الأدب المفرد" (424) ، وأبي يعلى (4259) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (35) ، وإسناده ضعيف لضعف سعد بن سنان. قوله: "المستبان"، قال السندي: افتعال من السب، وهما اللذان يسب كل منهما صاحبه. فعلى البادىء، قال: أي: فإثم ما قالا على من شرع أولا، لأنه الذي سب وتسبب لسب الآخر، ولكن ما دام الآخر لا يتجاوز حد الاقتصاص، لأنه تسبب لذلك القدر، فإن جاوز صار مستحقا لإثم الزائد، لعدم تسبُّب الأول للزائد. (1) لفظة "بها" لم ترد في (م) . (2) من قوله: "عبد لله" إلى هنا أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، وسقط من (م) وباقي الأصول الخطية.= الحديث: 7206 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 139 7207 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، وَابْنُ جَعْفَرٍ،   = والحديث إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (8134) من طريق ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة 1/97، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/271 من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الدارمي (1676) ، ومسلم (2588) ، والترمذي (2029) ، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (74) ، وأبو يعلى (6458) ، وابن خزيمة (2438) ، وابن حبان (3248) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/187 و10/235، وفي "شعب الإيمان" (3411) و (8071) و (8328) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/270 و271، والبغوي (1633) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وأخرجه مالك 2/1000 عن العلاء بن عبد الرحمن من قوله، ثم قال مالك: لا أدري أيرفع هذا الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لا؟ قال ابن عبد البر في "التمهيد" 20/269: هكذا روى هذا الحديث جماعة الرواة عن مالك ... وهو حديث محفوظ للعلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواه عنه جماعة هكذا، ومثله لا يقال من جهة الرأي. وأخرجه بنحوه البزار (930) من طريق أبي الربيع، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (9008) و (9643) ، وانظر (9624) . وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1674) . وعن أبي كبشة، سيأتي 4/231. قوله: "ما نقصت صدقة من مال"، قال السندي: ذلك إما أن يبارك فيه، ويدفع عنه المفسدات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفية، وهذا معلوم عادة، أو بأن نقصه لكونه مُنجبرا بالثواب لا يعدُّ نقصا. والمظلمة -بكسر اللام وفتحها- قال: يقال لما أخذ من الإنسان ظلما، والمراد ما جرى عليه ظلما أعم من المال، وجاء بمعنى الظلم. الحديث: 7207 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 140 حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ " وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " للْبَرَكَة " (1) 7208 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو يعلى (6458) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (119) ، وابن حبان (4906) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1031) ، والبخاري (2087) ، ومسلم (1606) ، وأبو داود (3335) ، والنسائي 7/246، والبيهقي 5/265، والبغوي (2046) من طريق ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، بلفظ: "الحلف منفقة للسلعة ... ". وسيأتي الحديث برقم (7293) و (9349) . وفي الباب عن أبي قتادة عند أحمد 5/297-298، ومسلم (1607) . قوله: "منفقة"، قال الحافظ في "الفتح" 4/315: بفتح الميم والفاء بينهما نون ساكنة، مفعلة من النفاق -بفتح النون-: وهو الرواج ضد الكساد، والسلعة -بكسر السين-: المتاع. وقوله: "ممحقة" بالمهملة والقاف وزن الأول، وحكى عياض ضم أوله وكسر الحاء، والمحق: النقص والإبطال، وقال القرطبي: المحدثون يشددونها، والأول أصوب، والهاء للمبالغة، ولذلك صح خبرا عن الحلف، وفي مسلم: اليمين، ولأحمد: اليمين الكاذبة، وهي أوضح، وهما في الأصل مصدران مزيدان محدودان، بمعنى النفاق والمحق. و"ممحقة"، قال السندي: أي: موضع لنقصان البركة، ومظنة له في المال، بأن يسلط الله عليه وجوها يتلف فيها، إما سرقا أو حرقا أو غرقا أو غصبا أو نهبا، أو عوارض ينفق فيها من أمراض وقحط وغير ذلك مما شاء الله، كذا قيل. (2) قوله: "عن أبيه" سقط من (م) وأكثر الأصول الخطية، وأثبتناه من (عس) = الحديث: 7208 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 141 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: " إِنَّهُ لَا يُقَدِّمُ شَيْئًا، وَلَكِنَّهُ يَسْتَخْرِجُ مِنَ الْبَخِيلِ " وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: " يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ " (1)   = والكتانية، وقد ألحق في (ظ3) على هامشها، وأورده الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 2/ورقة 116 في ترجمة عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1640) ، والترمذي (1538) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (313) ، والنسائي 7/16، والبغوي (2442) من طريق عبد العزيز الدراوردي، وابن حبان (4376) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7998) و (9340) و (9963) ، وانظر (7297) و (8152) . ورواية محمد بن جعفر التي أشار إليها الإمام أحمد في آخر الحديث ستأتي برقم (7998) وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5275) . قال الإمام القرطبي في "المفهم" فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 11/578: هذا النهي محله أن يقول مثلا: إن شفى الله مريضي، فعلى صدقة كذا، ووجه الكراهة أنه لما وقف فعل القربة المذكور على حصول الغرض المذكور، ظهر أنه لم يتمحّض له نية التقرب إلى الله تعالى لما صدر منه، بل سلك فيها مسلك المعارضة، ويوضحه أنه لو لم يشف مريضه، لم يتصدق بما علقه على شفائه، وهذه حالة البخيل، فإنه لا يخرج من ماله شيئا إلا بعوض عاجل يزيد على ما أخرج غالبا، وهذا المعنى هو المشار إليه في الحديث لقوله (في رواية الأعرج عن أبي هريرة) : "إنما يستخرج به من البخيل ما لم يكن البخيل يخرجه"، قال: وقد ينضم إلى هذا اعتقاد جاهل يظن أن النذر يوجب حصول ذلك الغرض، أو أن الله يفعل معه ذلك الغرض لأجل ذلك النذر، وإليهما الإشارة بقوله في الحديث أيضا: "فإن النذر لا= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 142 7209 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَرْفَعُ اللهُ بِهِ الدَّرَجَاتِ، وَيُكَفِّرُ بِهِ الْخَطَايَا؟ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ " (1)   = يرد من قدر الله شيئا" ... ثم نقل القرطبي عن العلماء حمل النهي الوارد في الخبر على الكراهة، وقال: والذي يظهر لي أنه على التحريم في حق من يخاف عليه ذلك الاعتقاد الفاسد، فيكون إقدامه على ذلك محرما، والكراهة في حق من لم يعتقد ذلك. وأخرج الطبري 29/208 بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى: (يوفون بالنذر) ، قال: كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة، وما افترض عليهم، فسماهم بذلك الأبرار. وهذا صريح في أن الثناء وقع في غير نذر المجازاة، وقد اتفق أهل العلم على وجوب الوفاء بنذر المجازاة، وبالنذر المطلق. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (251) ، والترمذي (51) و (52) ، وأبو يعلى (6503) ، وابن خزيمة (5) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابن ماجه (428) من طريق الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (7729) و (7995) و (8021) و (9644) من طريق العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، وانظر (7430) و (8020) . وفي الباب عن أبي سعيد، سيأتي 3/3. وعن امرأة من الأنصار، سيأتي أيضا 5/270. وعن جابر عند البزار (449) و (450) ، وابن حبان (1039) .= الحديث: 7209 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 143 7210 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا " (1)   = وعن علي بن أبي طالب عند البزار (447) ، والحاكم 1/132، وصححه على شرط مسلم. وعن أنس عند البزار (263) . وانظر ما سلف في مسند عثمان بن عفان (400) و (473) . قوله: "الدرجات"، قال السندي: أي: منازل الجنة. "ويكفر به الخطايا"، قال: أي: يغفرها أو يمحوها من كتب الحفظة، ويكون ذلك المحو دليلا على غفرانها، وهذا هو ظاهر رواية: "يمحو الله به الخطايا". و"إسباغ الوضوء"، قال: إتمامه بتطويل الغرة والتثليث والدلك. و"في المكاره"، قال: جمع مكره -بفتح الميم- من الكره، بمعنى المشقة، كبرد الماء، وألم الجسم، والاشتغال بالوضوء مع ترك أمور الدنيا. و"كثرة الخطا"، قال: ببعد الدار. "وانتظار الصلاة" قال: بالجلوس لها في المسجد، أو تعلق القلب بها والتأهب لها. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2761) ، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 216، وابن حبان (292) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7994) و (9642) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، وبرقم (8519) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة، وانظر (8321) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3616) . وعن المغيرة بن شعبة وأسماء بنت أبي بكر، سيأتيان في "المسند" 4/248= الحديث: 7210 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 144 7211 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَقِيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جُنُبٌ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ، حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ، فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ جِئْتُ وَهُوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: " أَيْنَ كُنْتَ؟ " فَقُلْتُ: لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْلِسَ إِلَيْكَ وَأَنَا جُنُبٌ، فَانْطَلَقْتُ فَاغْتَسَلْتُ. فَقَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ " (1)   = و6/352. قوله: "غيرا"، قال السندي: بفتح فسكون، أي: غيرة، أي: فيجب الوقوف عند حدوده، ولا ينبغي تجاوزها بالغيرة، فإن مقتضى الغيرة مرعية في حدوده وشرائعه على وجه الكمال، فما بقي في التجاوز عنها غيرة، بل صار التجاوز عنها سفها محضا، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، وبكر: هو ابن عبد الله المزني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه الطحاوي 1/13 من طريق محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/173، والبخاري (285) ، ومسلم (371) ، وأبو داود (231) ، وابن ماجه (534) ، والنسائي 1/145، والطحاوي 1/13، وابن حبان (1259) ، والبيهقي 1/189، والبغوي (261) من طرق عن حميد الطويل، به. وسيأتي برقم (8968) و (10085) . وفي الباب عن حذيفة، سيأتي 5/384. تنبيه: قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 10/385 في حديث أبي هريرة عند مسلم: سقط "بكر بن عبد الله" في السند عند مسلم في أكثر النسخ من "صحيحه"، وثبت في بعضها من رواية المغاربة، وكذا هي عندي بخط أبي الحسن= الحديث: 7211 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 145 7212 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ (1) إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِكُمْ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا، وَأَحْسَنُكُمْ أَعْمَالًا " (2) قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (3) : " سَأَلْتُ أَبِي عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،   = المرادي الراوي عن الفراوي. قوله: "فانسللت"، قال الحافظ في "الفتح" 1/392، أي: ذهبت في خفية. والرحل -بحاء مهملة ساكنة-، أي: المكان الذي يأوي فيه. (1) تحرف في (م) وأكثر الأصول الخطية إلى: أبي، والتصويب من (ظ3) و (عس) و"أطراف المسند" 8/138. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق -وهو محمد- قد صرح بالتحديث عند ابن حبان (2981) ، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التيمي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/254-255، والبزار (1971- كشف الأستار) ، وابن حبان (484) من طريق جعفر بن عون، وابن حبان (2981) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9235) . وانظر الحديث رقم (8822) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند الحاكم 1/339، وإسناده صحيح. وفي الباب أيضا عن غير واحد من الصحابة، انظر "مجمع الزوائد" 10/203. (3) هو: عبد الله بن أحمد بن حنبل. الحديث: 7212 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 146 وَسُهيْلٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا ذَكَرَ الْعَلَاءَ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَقَدَّمَ أَبَا صَالِحٍ عَلَى الْعَلَاءِ " 7213 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي التَّيْمِيَّ، عَنْ بَرَكَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَمُدُّ يَدَيْهِ، حَتَّى إِنِّي لَأَرَى بَيَاضَ إِبْطَيْهِ " - وَقَالَ سُلَيْمَانُ: يَعْنِي فِي الِاسْتِسْقَاءِ (2)   (1) تحرف في (م) إلى: سهل. وقال الشيخ أحمد شاكر: كلمة عبد الله بن أحمد، في سؤال أبيه عن العلاء وسهيل، ثبتت في الأصول في هذا الموضع، وكان الأنسب أن تذكر عقب أحاديث العلاء، عقب الحديث (7210) ، ولكن هكذا كان، وقول عبد الله: وقدَّم أبا صالح على العلاء، يريد أنه قدم رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه، على رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بركة -وهو المجاشعي أبو الوليد البصري- فمن رجال أبي داود وابن ماجه، وهو ثقة. سليمان التيمي: هو ابن طرخان أبو المعتمر. وأخرجه ابن خزيمة (1413) عن الحسن بن قزعة، عن محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8830) ، وانظر (8327) . وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/104. قول سليمان "يعني في الاستسقاء"، لعله في حديث أبي هريرة هذا، وإلا فقد جاء رفع اليدين في الدعاء مطلقا، انظر تفصيل ذلك في "فتح الباري" 2/517 و11/142-143. الحديث: 7213 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 147 7214 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْجُمُعَةَ عَلَى مَنْ قَبْلَنَا، فَاخْتَلَفُوا فِيهَا، وَهَدَانَا اللهُ لَهَا، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهَا تَبَعٌ، غَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى " (2)   (1) تحرف في (م) والنسخ الخطية المتأخرة إلى: شعبة، والتصويب من (ظ3) و (عس) ومن "أطراف المسند" 7/332، و"إتحاف المهرة" 5/ورقة 197، وسيأتي برقم (10643) عن روح وعبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن آدم، روى عن غير واحد من الصحابة، وروى عنه جمع، وذكره ابن حبان فى "الثقات"، ووثقه الذهبي في "السير" 4/253، وخرج له مسلم حديثا واحدا متابعة، وأما قول يحيى بن معين فيه: لا أعرفه، فهذا مما كان يقوله في الرجل إذا لم يعرف مروياته، قال ابن عدي في ترجمة الجلا بن مليح من "الكامل" 2/584: كان يحيى إذا لم يكن له علم ومعرفة بأخباره ورواياته (يعني الراوي) يقول: لا أعرفه. وسعيد -وهو ابن أبي عروبة- كان قد اختلط، ورواية محمد بن أبي عدي عنه بعدما اختلط، قاله أحمد بن حنبل والعجلي كما في "شرح علل الترمذي" لابن رجب 2/567، ومع ذلك فقد خرج الشيخان لسعيد من رواية ابن أبي عدي، وسيأتي الحديث برقم (10643) عن روح بن عبادة وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، وهما قد سمعا منه قبل اختلاطه. وأخرجه إسحاق بن راهويه (45) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (856) ، وابن ماجه (1083) ، والبزار (617) ، والنسائي 3/87، وأبو يعلى (6216) ، والدارقطني 2/3 من طريق أبي حازم، عن أبي= الحديث: 7214 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 148 7215 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا، يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ " (1)   = هريرة. وسيأتي الحديث من طريق قتادة برقم (9041) و (10362) و (10616) و (10643) ، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7310) و (7399) و (7401) و (7707) و (10530) و (10723) . وفي الباب عن حذيفة عند مسلم (856) (23) وغيره. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التيمي، وعيسى بن طلحة: هو ابن الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنه. وسيأتي مكررا برقم (7958) . وأخرجه الترمذي (2314) عن محمد بن بشار، عن ابن أبي عدي، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وأخرجه ابن حبان (5706) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والحاكم 4/597 من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن إسحاق، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، فوهما، فإن محمد بن إسحاق لم يحتج به مسلم، وإنما روى له متابعة، وعلق له البخاري. وخالف يزيد بن هارون وعبد الأعلى بن عبد الأعلى محمد بن سلمة -وهو ثقه- عند ابن ماجه (3970) فرواه عن ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فجعل أبا سلمة مكان عيسى بن طلحة، ويغلب على ظننا أن محمد بن سلمة أو من هو دونه قد أخطأ في هذا الإسناد، فقد روى هذا الحديث أيضا متابعا لابن إسحاق يزيد بن الهاد -وهو ثقة من رجال الشيخين-= الحديث: 7215 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 149 7216 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَدْرَكْتَ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَصَلِّ إِلَيْهَا (1) أُخْرَى (2) "   = عن محمد بن إبراهيم التيمي فقال فيه: عيسى بن طلحة، كما سيأتي برقم (8922) . وانظر ما سيأتي برقم (8411) و (8658) و (9220) . وفي الباب عن بلال بن الحارث المزني، سيأتي في مسنده 3/469. قوله: "لا يرى بها بأسا"، قال السندي: أي: لا يبالي بها، ولا يعظم عنده قبحها، والجملة حال، وكذا جملة "يهوي بها"، وهو بكسر الواو من باب ضرب، أي: ينحط وينزل، أي: فلا ينبغي إرسال اللسان وعدم المبالاة بالكلام، والله تعالى أعلم. (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: عليها. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس -وهو ابن عمرو البصري- فمن رجال مسلم، وقرنه البخاري بآخر، وسماع محمد بن أبي عدي من سعيد -وهو ابن أبي عروبة- بعد اختلاطه، لكن قد تابعه روح بن عبادة فيما سيأتي برقم (10339) ، وهو ممن سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه، وتابع سعيدا أيضا همام بن يحيى فيما سيأتي برقم (10359) ، وفيه تصريح قتادة بسماعه من خِلاس بن عمرو البصري. أبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه ابن خزيمة في الصلاة من "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 260 عن محمد بن بشار بندار وأبي موسى محمد بن المثنى، كلاهما عن محمد بن أبي عدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة أيضا عن محمد بن يحيى القطعي، عن محمد بن بكر= الحديث: 7216 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 150 7217 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ بَنِي هُذَيْلٍ رَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، فَأَلْقَتْ جَنِينًا، " فَقَضَى فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغُرَّةٍ: عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ " (1)   = البرساني، والطحاوي 1/399 عن علي بن معبد، عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به. ومحمد بن بكر وعبد الوهاب الخفاف سمعا من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه، فيكون قد تابع محمد بن أبي عدي عن سعيد ثلاثة ممن سمعوا منه قبل اختلاطه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (463) من طريق عزرة بن تميم، عن أبي هريرة. وسيأتي بنحوه برقم (8056) و (8570) و (10751) من طريق همام، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث بنحوه من طرق عن أبي هريرة، انظر (7458) و (7798) و (8056) و (9183) و (9918) و (9954) و (10129) ، وانظر (7284) . وفي الباب عن عائشة، سيأتي في "المسند" 6/78. قوله: "فصل"، قال السندي: بتشديد اللام وتعديته بـ"على" لتضمين معنى البناء، أي: فصل بانيا عليها أخرى وإن طلعت الشمس، وبه أخذ الجمهور، وخلافه غير قوي، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/855. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "الأم" 6/107، والبخاري (5759) و (6904) ، ومسلم (1681) (34) ، والنسائي 8/48-49، والطحاوي 3/205، والبيهقي في "السنن" 8/112-113، وفي "المعرفة" (4962) ، والبغوي (2544) .= الحديث: 7217 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 151 7218 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَوْ رَأَيْتُ الظِّبَاءَ بِالْمَدِينَةِ مَا ذَعَرْتُهَا، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حَرَامٌ " (1)   = وسيأتي الحديث برقم (7703) و (9655) و (10467) من طريق أبي سلمة، وبرقم (10916) من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة، وبرقم (10953) و (10954) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3439) ، وذكرت شواهده هناك. قوله: "بغرة" قال السندي: المشهور تنوين "غرة" وما بعده بدلٌ منه، أو بيان له، وروى بعضهم بالإضافة، و"أو" للتقسيم لا للشك، فإن كلا من العبد والأمة يقال له: الغرة، إذا الغرة اسمٌ للإنسان المملوك، ويطلق على معان أخر أيضا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن الجارود (510) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في "موطأ مالك" 2/889، ومن طريقه أخرجه البخاري (1873) ، ومسلم (1372) ، والترمذي (3921) ، والنسائي في "الكبرى" (4286) ، وابن حبان (3751) ، والبيهقي 5/196. وسيأتي برقم (7754) و (10317) ، وانظر (7475) و (7844) و (9173) . وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (959) . وعن سعد بن أبي وقاص، سلف أيضا برقم (1457) . وعن ابن عباس، سلف برقم (2920) . وعن أبي سعيد الخدري وأنس وجابر وعبد الله بن زيد ورافع بن خديج، ستأتي أحاديثهم 3/23 و149 و336 و4/40 و141. لابتا المدينة: هما حرتاها: حرة واقم وهي الشرقية، وحرة الوبرة وهي الغربية. الحديث: 7218 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 152 7219 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، وَلَكِنَّ الشَّدِيدَ (1) الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ " (2)   = وقول أبي هريرة: "ما ذعرتها"، قال السندي: أي: ما فزعتها ولا نفرتها. (1) في (ظ3) و (عس) في الموضعين: الشدة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي في "السنن" 10/241، وفي "الآداب" (155) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في "موطأ مالك" 2/906، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الصحيح" (6114) ، وفي "الأدب المفرد" (1317) ، ومسلم (2609) (107) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (394) ، والبغوي (3581) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" وأخرجه بنحوه هناد في "الزهد" (1302) ، والطيالسي (2525) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (397) ، وابن حبان (717) ، والبغوي (3582) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (10702) عن روح، عن مالك، به، وبرقم (7640) من طريق حميد بن عبد الرحمن الزهري عن أبي هريرة، وانظر (8744) و (10011) . وفى الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3626) . الصرعة، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/23: بضم الصاد وفتح الراء: المبالغ في الصراع الذي لا يغلب، فنقله إلى الذي يغلب نفسه عند الغضب ويقهرها، فإنه إذا ملكها كان قد قهر أقوى أعدائه وشر خصه، ولذلك قال: "أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك".= الحديث: 7219 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 153 7220 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ، وَيَقُولُ: " إِنِّي أَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 7221 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ،   = وهذا من الألفاظ التي نقلها عن وضعها اللغوي لضرب من التوسع والمجاز، وهو من فصيح الكلام، لأنه لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ، وقد ثارت عليه شهوة الغضب، فقهرها بحلمه، وصرعها بثباته، كان كالصرعة الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن الجارود (191) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد وهو في "موطأ مالك" 1/76، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/81، والبخاري (785) ، ومسلم (392) ، والنسائي 2/235، والطحاوي 1/221، وابن حبان (1766) ، والبيهقي 2/67، والبغوي (611) . وأخرجه مسلم (392) (31) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به. وسيأتي الحديث مختصراً ومطولا برقم (7657) و (7658) و (10519) و (10821) ، وانظر (7658) و (8253) و (9402) و (9608) و (10449) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1886) . وعن ابن مسعود، سلف أيضا برقم (3660) . وعن عمران بن حصين عند البخاري (784) . قوله: "كلما خفض ورفع"، قال الحافظ في "الفتح" 2/270: هو عام في جميع الانتقالات في الصلاة، لكن خص منه الرفع من الركوع بالإجماع، فإنه شرع فيه التحميد. الحديث: 7220 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 154 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَوَضَّأَ، فَلْيَنْثُرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ، فَلْيُوتِرْ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني. وأخرجه النسائي 1/66-67 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في "الموطأ" 1/19، ومن طريق مالك أخرجه ابن أبي شيبة 1/27، وإسحاق بن راهويه (326) ، ومسلم (237) (22) ، وابن ماجه (409) ، والنسائي 1/66-67، وابن خزيمة (75) ، وأبو عوانة 1/247، والبيهقي في "السنن" 1/103، وفي "المعرفة" (57) ، والبغوي (211) . وأخرجه الدارمي (703) ، والطحاوي 1/120 من طريق محمد بن إسحاق، وأبو عوانة 1/248 من طريق صالح بن كيسان، والطبراني في "الصغير" (127) من طريق عبيد الله بن عمر، ثلاثتهم عن الزهري، به. وسيأتي برقم (7730) و (8077) و (9210) و (10718) . وأخرجه البزار (239- كشف الأستار) ، وابن خزيمة (77) ، وابن حبان (1437) ، والحاكم 1/158، والبيهقي 1/104 من طريق أبي عامر الخزاز، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة - بقصة الاستجمار، وفيه زيادة. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7300) و (8165) و (8194) و (9029) : الأول والثالث في الاستنثار، والثاني والرابع في الاستنجاء. وفي الباب عن سلمة بن قيس عند أحمد 4/312. وعن طارق بن عبد الله عند الطبراني في "الكبير" (8173) ، وقال الهيثمي 1/211: رجاله موثوقون. وفي باب الاستنثار وحده عن ابن عباس، سلف برقم (2011) . وفي باب الاستجمار وحده عن جابر، سيأتي 3/294. وعن عقبة بن عامر، سيأتي أيضا 4/156. قوله: "فلينثر"، قال السندي: من نصر وضرب، أي: فليخرج الماء من أنفه= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 155 7222 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (1) أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُسَافِرُ يَوْمًا وَلَيْلَةً إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ (2) مِنْ أَهْلِهَا " (3)   = بقوة تنقية له، أو ليخرج الأذى منه. وقوله: "ومن استجمر"، قال: أي: استعمل الأحجار الصغار للاستنجاء. (1) لفظة: "بن" سقطت من (م) والأصول المتأخرة، وأثبتناها من (ظ 3) و (عس) . (2) في (م) : رحم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد بن أبي سعيد: هو المقبري. وهو في "الموطأ" 2/979 رواية يحيى الليثي، وبرقم (2061) رواية أبي مصعب الزهري. وأخرجه الشافعي 1/285، ومن طريقه البيهقي 3/139، وأخرجه أبو داود (1724) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي وعبد الله بن محمد النفيلي، وابن خزيمة (2524) من طريق عبد الله بن وهب، وابن حبان (2725) ، والبغوي (1851) من طريق أحمد بن أبي بكر أبي مصعب الزهري، خمستهم (الشافعي والقعنبي والنفيلي وابن وهب وأبو مصعب) عن مالك، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1339) (422) عن يحيى بن يحيى النيسابوري، وأبو داود (1724) ، والترمذي (1170) ، وابن خزيمة (2523) من طريق بشر بن عمر، كلاهما عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقد ذكر المزي في "تحفة الأشراف" 9/485 رواية يحيى النيسابوري عند مسلم في ترجمة سعيد المقبري عن أبي هريرة، وقال: وفي بعض النسخ "عن أبيه، عن أبي هريرة". ونقل القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 2/348 عن أبي غسان الجياني= الحديث: 7222 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 156 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أنه قال: كذا وقع هنا لرواه مسلم، والصحيح عنه إسقاط "أبيه"، كذا ذكره الدمشقي عن مسلم. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/50: رواه جماعة الرواة للموطأ عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ورواه بشر بن عمر عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، وكان سعيد بن أبي سعيد -فيما يقولون- قد سمع من أبي هريرة، وسمع من أبيه عن أبي هريرة، كذا قال ابن معين وغيره، فجعلها كلها أحيانا عن أبي هريرة. قلنا: وذكر الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 184 أن اثنين آخرين غير بشر بن عمر روياه عن مالك، فذكرا فيه "عن أبيه"، وهما عبد الله بن نافع الصائغ، وإسحاق الفروي. وقال ابن حبان في "صحيحه" 6/438: سمع هذا الخبر سعيد المقبري عن أبي هريرة، وسمعه من أبيه عن أبي هريرة، فالطريقان جميعا محفوظان. قلنا: وأخرجه أبو داود (1725) ، وابن خزيمة (2526) ، والحاكم 1/442 من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (2526) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة -وقال فيه: "لا تسافر امرأة بريدا"، وقد تحرف "جرير عن سهل" في المطبوع من ابن خزيمة إلى: "جرير عن سفيان"، وصوبناه من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 160. وأخرجه ابن ماجه (2899) من طريق شبابة، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - وقال فيه: "أن تسافر مسيرة يوم واحد". وأخرجه الحميدي (1006) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - وقال فيه: "لا تسافر المرأة فوق ثلاث". وأخرجه ابن حبان (2732) و (3758) من طريق أبي عاصم النبيل، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة -ولفظه: "لا يحل لامرأة تسافر إلا مع ذي محرم". وسيأتي الحديث برقم (7414) و (9630) و (9741) و (10575) من طريق ابن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 157 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبي ذئب، وبرقم (8489) و (10401) من طريق الليث بن سعد، وبرقم (9448) من طريق شيبان النحوي، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظ حديث ابن أبي ذئب "يوما"، والليث "ليلة"، وشيبان "يوما فما فوقه"، وسيأتي برقم (8564) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وفيه: "أن تسافر ثلاثا". وفي الهاب عن ابن عباس، سلف برقم (1934) ، ولفظه: "لا تسافر امرأة إلا ومعها ذو محرم". وعن ابن عمر، سلف برقم (6289) ، وفيه: "لا تسافر المرأة ثلاثا". وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6712) ، وفيه: "مسيرة ثلاث". وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/7، وفيه: "لا تسافر المرأة ثلاثة أيام" قوله: "تسافر"، قال السندي: أي: أن تسافر، وهو فاعل "لا يحل" بتقدير "أن"، أو بإرادة المصدر، واستعمال الفعل على هذا الوجه كثير، ومنه قوله تعالى: (ومن آياته يريكم البرق) [الروم: 24] ، ويمكن أن يقال: هذه الجملة أيضا صفة لامرأة، والفاعل يؤخذ منها، أي: لا يحل لامرأة مسافرة فعلها الذي هو السفر، لكن هذا بعيد من القواعد. وقوله: "يوما وليلة"، قال ابن عبد البر في "التمهيد" 21/55: قد اضطربت الآثار المرفوعة في هذا الباب -كما ترى- في ألفاظها، ومحملها عندي -والله أعلم- أنها خرجت على أجوبة السائلين، فحدث كل واحد بمعنى ما سمع، كأنه قيل له -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في وقت ما: هل تسافر المرأة مسيرة يوم بلا محرم؟ فقال: لا، وقيل له في وقت آخر: هل تسافر المرأة مسيرة يومين بلا محرم؟ فقال: لا، وقال له آخر: هل تسافر المرأة مسيرة ثلاثة أيام بغير محرم؟ فقال: لا، وكذلك معنى الليلة، والبريد، ونحو ذلك، فأدى كل واحد ما سمع على المعنى، والله أعلم. ويجمع معاني الآثار في هذا الباب -وإن اختلفت ظواهرها- الخطر على المرأة أن تسافر سفرا يخاف عليها الفتنة بغير محرم، قصيرا كان أو طويلا، والله أعلم. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 158 7223 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (7335) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/286 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وسيأتي في "المسند" برقم (10899) عن عبد الرحمن بن مهدي، و (10008) عن عبد الرحمن وإسحاق بن عيسى ابن الطباع، كلاهما عن مالك -وفيهما: "عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد الخدري"، وسيأتي في مسند أبي سعيد 3/4 عن روح بن عبادة، عن مالك - وفيه: "عن أبي هريرة وأبي سعيد" دون شك. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1110) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/332 من طريق شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن، به - وفيه مكان قوله: "ومنبري على حوضي": "ومنبري على ترعة من ترع الجنة". وسيأتي الحديث برقم (8885) و (9153) و (9214) و (9641) و (10837) من طرق عن خبيب بن عبد الرحمن. وأخرجه الترمذي (3916) من طريق كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة - دون قوله: "ومنبري على حوضي". وأخرجه الترمذي أيضا كذلك (3915) من طريق سلمة بن وردان، عن أبي سعيد بن المعلى، عن علي بن أبي طالب وأبي هريرة. وقال: حسن غريب من هذا الوجه من حديث علي. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سيأتي برقم (8721) و (9154) و (9215) و (9338) . وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/389.= الحديث: 7223 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 159 7224 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ عَبِيدَةَ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ   = وعن عبد الله بن زيد المازني، سيأتي 4/39. وعن سعد بن أبي وقاص عند البزار (1195) ، والطبراني في "الكبير" (332) . وعن ابن عمر عند الطحاوي في "المشكل" (2873) ، والطبراني في "الكبير" (13156) ، وفي "الأوسط" (614) و (737) ، والخطيب البغدادي 2/160. وعن أم سلمة عند الحميدي (290) ، والنسائي في "الكبرى" (4290) . وعن عائشة عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/228. وعن أنس بن مالك عند الطبراني في "الأوسط" (5227) . وعن الزبير بن العوام عنده أيضا (6440) . قوله: "روضة من رياض الجنة"، قال الحافظ في "الفتح" 4/100: أي: كروضة من رياض الجنة في نزول الرحمة وحصول السعادة بما يحصل من ملازمة حلق الذكر، لا سيما في عهده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيكون تشبيها بغير أداة، أو المعنى أن العبادة فيها تؤدي إلى الجنة فيكون مجازا، أو هو على ظاهره، وأن المراد أنه روضة حقيقة بأن ينتقل ذلك الموضع بعينه في الآخرة إلى الجنة، هذا محصل ما أوله العلماء في هذا الحديث، وهي على ترتيبها هذا في القوة. وأما قوله: "ومنبري على حوضي"، أي: ينقل يوم القيامة فينصب على الحوض، وقال الأكثر: المراد منبره بعينه الذي قال هذه المقالة وهو فوقه، وقيل: المنبر الذي يوضع له يوم القيامة، والأول أظهر، وقيل: معناه أن قصد منبره والحضور عنده لملازمة الأعمال الصالحة، يورد صاحبه إلى الحوض ويقتضي شربه منه، والله أعلم. الحديث: 7224 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 160 السِّبَاعِ، فَأَكْلُهُ حَرَامٌ " (1) 7225 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَنَوْمَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1933) ، وابن ماجه (3233) ، والنسائي 7/200، والبيهقي 9/315 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في "الموطأ" 2/496، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" 2/172، وفي "الرسالة" (562) ، ومسلم (1933) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3482) ، والبيهقي في "السنن" 9/315، وفي "معرفة السنن والآثار" (5719) ، والبغوي (2794) . وانظر (8789) و (9422) . وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (1254) . وعن ابن عباس، سلف أيضا (2192) . وعن جابر وخالد بن الوليد والمقدام بن معدي كرب وأبي ثعلبة الخشني وأبي الدرداء، ستأتي في "المسند" على التوالي 3/322 و4/89 و130 و193 و5/195. قوله: "كل ذي ناب من السباع"، قال السندي: كالأسد والذئب والكلب وأمثالها، مما يعدو على الناس بأنيابه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "موطأ مالك" 2/980. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1804) و (3001) و (5429) ، ومسلم= الحديث: 7225 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 161 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (1927) ، وابن ماجه (2882) ، والنسائي في "الكبرى" (8784) ، وابن حبان (2708) ، والطبراني في "الصغير" (613) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (205) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/104، والقضاعي في "الشهاب" (225) ، والبيهقي 5/259، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 2/53-54 و7/284 و9/94، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/34، والبغوي (2687) . وأخرجه الدارمي (2670) عن خالد بن مخلد، عن مالك، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/904 من طريق أبي أمية الطرسوسي، عن خالد بن مخلد، عن مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. فجعله عن سهيل لا عن سمي. وذكره ابن عبد البر في "التمهيد" 22/34-35 من رواية خالد بن مخلد، عن محمد بن جعفر الوركاني، عن مالك، عن سهيل، ثم قال: ولا يصح لمالك عن سهيل، والله أعلم، وإنما هو لمالك عن سمي لا عن سهيل، إلا أنه لا يبعد أن يكون عن سهيل أيضا، وليس بمعروف لمالك عنه. قلنا: قد أخرجه عبد الرزاق (9255) عن إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي، وابن ماجه (2882) ، وابن عبد البر 22/35-36 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن عبد البر 22/34 من طريق رواد بن الجراح، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن القاسم، عن عائشة. قال ابن عبد البر: هذا الإسناد غير محفوظ، لا أعلم رواه عن مالك غير رواد هذا، والله أعلم، وهو خطأ، وليس رواد بن الجراح ممن يحتج به، ولا يعول عليه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/344 من طريق عتيق بن يعقوب، عن مالك، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وذكره ابن عبد البر 22/35، وقال: ولا يصح هذا الإسناد أيضا عندي، وهو خطأ، وإنما هو لمالك عن سمي.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 162 7226 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ، لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ، لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ (1) مَا فِي الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " (2)   = وسيأتي الحديث برقم (9740) عن وكيع، عن مالك، عن سمي، به، وبرقم (10445) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. قوله: "قطعة من العذاب"، قال السندي: لما فيه من المشقة والتعب، ومعاناة الحر والبرد والخوف، وترك النوم، ومفارقة الأهل والأصحاب، وخشونة العيش. وقوله: "نهمته"، قال الحافظ في "الفتح" 3/623: بفتح النون وسكون الهاء، أي: حاجته من وجهه، أي: من مقصده. وقال: وفي الحديث كراهة التغرب عن الأهل لغير حاجة، واستحباب استعجال الرجوع، ولا سيما من يخشى عليهم الضيعة بالغيبة، ولما في الإقامة في الأهل من الراحة المعينة على صلاح الدين والدنيا، ولما في الإقامة من تحصيل الجماعات والقوة على العبادة. (1) كذا في (ظ 3) في الموضعين بإثبات النون، وهو الجادة، وفي (م) و (عس) و (س) و (ظ 1) و (ق) و (ص) : يعلموا، بحذفها، ووضع فوقفها في (س) و (عس) ضبة صغيرة إشارة إلى أنها هكذا هي في الأصل المنسوخ عنه، والصواب إثباتها، فإن "يعلمون" من الأفعال الخمسة، إلا أن أهل العربية قد أجازوا حذفها لغير ناصب ولا جازم للتخفيف، تشبيها لها بالضمة، من حيث كانتا علامتي رفع. انظر تفصيل ذلك في "شواهد التوضيح" لابن مالك ص 171-173، و"خزانة الأدب" للبغدادي 8/339-341 . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/68 و131، وفيه= الحديث: 7226 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 163 7227 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ، فَيَقُولَ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَكَ " (1)   = عنده "العتمة والصبح" مكان العشاء. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (615) و (653) و (654) و (720) و (2689) ، ومسلم (437) ، والترمذي (225) و (226) ، والنسائي 1/269 و2/23، وابن خزيمة (391) و (1475) و (1554) ، وأبو عوانة 1/333 و2/37، وابن حبان (1659) و (2153) ، والبيهقي 1/428 و10/288، والخطيب في "تاريخه" 4/425 -وبعضهم يرويه مختصرا، ومن خرج منهم آخره قال فيه: العتمة، كما في "الموطأ". وانظر التعليق على الحديث (7738) . وسيأتي الحديث من طريق مالك أيضا برقم (7738) و (8022) و (8872) و (10898) ، وانظر (8890) و (9486) . وأخرج مسلم (439) ، وابن ماجه (998) ، وأبو يعلى (6475) ، وابن خزيمة (1555) ، والبيهقي 3/102 من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لو يعلمون ما في الصف الأول، لكانت قرعة". وفي الباب عن أبي بن كعب، سيأتي 5/140. ولآخره شاهد من حديث أنس، سيأتي 3/151-152. ومن حديث عائشة، سيأتي 6/80. الاستهام: الاقتراع. والتهجير، قال السندي: أي: التبكير إلى الصلاة مطلقا، أو قيل: الإتيان إلى صلاة الظهر في أول الوقت، لأن التهجير من الهاجرة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "الموطأ" 1/241= الحديث: 7227 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 164 7228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ " (1)   = ومن طريق مالك أخرجه البخاري (7115) ، ومسلم ص 2231 (53) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 210، وابن حبان (6707) . وأخرجه البخاري (7121) في أثناء حديث مطول، عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث بنحوه برقم (10866) . قوله: "فيقول: يا ليتني كنت مكانك"، كذا ضبطت "يقول" بالرفع في الأصول المتقنة للموطأ والبخاري ومسلم، والجادة النصب على أن الفاء عاطفة، ويخرج الرفع على تقدير: فهو يقول. انظر "الدر المصون" للسمين الحلبي 2/87، و"المغني" لابن هشام 1/168. وفي معناه قال السندي: أي: كنت ميتا لكثرة ما يطرأ عليه من الهموم والأحزان. وانظر "فتح الباري" 13/75-76. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم ص 2239 (84) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 210 من طرق عن مالك، به. وأخرجه البخاري ضمن حديث طويل برقم (7121) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن وضاح في "البدع" ص 86، والخطيب في "تاريخه" 3/34 من طريق ابن أبي الزناد، كلاهما عن أبي الزناد، به.= الحديث: 7228 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 165 7229 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ، إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ، إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ (1) " - كَذَاكَ عِلْمِي -، قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ؟ قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي " (2)   = وسيأتي برقم (10865) . وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (8137) و (9548) و (9818) و (9897) ، وانظر أيضا (8596) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله وسمرة بن جندب وثوبان، سترد على التوالي في "المسند" 3/345 و5/16 و278، وانظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (5808) . قوله: "حتى يبعث"، قال السندي، أي: يخلق، وقيل: يخرج، ولعل التعبير بالبعث لزعمهم أنهم رسل، ففيه مشاكلة تقديرية استهزاء بهم، ويحتمل أن المراد أن الشيطان يبعثهم، فهم رسل الشيطان. (1) قوله: "إياكم والوصال" كذا تكرر في (ظ 3) و (عس) ثلاث مرات، وفي (م) وباقي النسخ لم يرد سوى مرة واحدة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/301، وفيه: "إياكم والوصال، إياكم والوصال"، وليس فيه "كذاك علمي"، والظاهر أنها من كلام عبد الرحمن بن مهدي. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (339) ، والدارمي (2068) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (2572) . وسيأتي برقم (7330) و (7495) و (9416) ، وانظر ما سلف برقم (7162) . الحديث: 7229 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 166 7230 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَأْتُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن يعقوب مولى الحرقة. وأخرجه أبو عوانة 1/413 و2/83، والبيهقي 2/298 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/396-397 من طريق القعنبي، عن مالك، به. وسيأتي برقم (9930) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، به، إلا أنه قرن بعبد الرحمن بن يعقوب إسحاق بن عبد الله، ويأتي تخريجه هناك، وبرقم (10847) عن عثمان بن عمر، عن مالك، كما هو هنا. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (185) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومسلم (602) (152) ، وابن خزيمة (1065) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به - ورواية الدراوردي مختصرة بلفظ: "ما أدركتم ... ". وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7250) و (7252) و (7794) و (8223) و (8967) و (10340) و (10893) ، روي في بعضها بلفظ: "فأتموا"، وفي أخرى بلفظ: "فاقضوا". وفي الباب بلفظ "فأتموا" عن أنس بن مالك وأبي قتادة، سيأتيان في "المسند" 3/229 و5/306. قوله: "وأنتم تسعون"، المراد بالسعي: الإسراع في المشي.= الحديث: 7230 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 167 7231 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، وَرَوْحٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ - قَالَ رَوْحٌ: ابْنِ مَعْمَرٍ -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ - قَالَ رَوْحٌ: أَبُو (2) الْحُبَابِ -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى   = وقوله: "وما فاتكم فأتموا"، قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/320: فيه دليل على أن الذي يدركه المسبوق من صلاة إمامه هو أول صلاته، وإن كان آخر صلاة الإمام، لأن الإتمام يقع على باقي شيء تقدم أوله، وهو مذهب علي، وأبي الدرداء، وبه قال سعيد بن المسيب، والحسن البصري، ومكحول، وعطاء، وإليه ذهب الزهري، والأوزاعي، والشافعي، وإسحاق. وذهب مجاهد وابن سيرين إلى أن الذي أدرك آخر صلاته، وما يقضيه بعده أولها، وبه قال سفيان الثوري، وأحمد، وأصحاب الرأي، واحتجوا بما روي في هذا الحديث: "وما فاتكم فاقضوا"، وأكثر الرواة على ما قلنا. ومن روى: "فاقضوا" فقد يكون القضاء بمعنى الأداء والإتمام، كقوله سبحانه وتعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا) [الجمعة: 10] ، وكقوله عز وجل: (فإذا قضيتم مناسككم) [البقرة:200] ، وليس المراد منه قضاء شيء فائت، فكذلك المراد من قوله: "فاقضوا"، أي: أدوه في تمام. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/119: الحاصل أن أكثر الروايات ورد بلفظ: "فأتموا" وأقلها بلفظ: "فاقضوا"، وإنما تظهر فائدة ذلك إذا جعلنا بين الإتمام والقضاء مغايرة، لكن إذا كان مخرج الحديث واحدا واختلف في لفظة منه، وأمكن رد الاختلاف إلى معنى واحد كان أولى، وهنا كذلك لأن القضاء وإن كان يطلق على الفائت غالبا لكنه يطلق على الأداء أيضا، ويرد بمعنى الفراغ كقوله تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا) ويرد بمعان أخر، فيحمل قوله "فاقضوا" على معنى الأداء أو الفراغ، فلا يغاير قوله "فأتموا". (1) قوله: "عبد الله بن" سقط من (م) . (2) تحرف في (م) إلى: بن. الحديث: 7231 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 168 يَقُولُ - قَالَ رَوْحٌ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ -: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ (1) بِجَلَالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي " (2) 7232 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ،   (1) وقع في النسخ المتأخرة من "المسند": المتحابين، وهو خطأ، والمثبت من (م) و (ظ 3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/952. ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (2757) ، ومسلم (2566) ، وابن حبان (574) ، والبيهقي في "الشعب" (8990) ، والبغوي (3462) . وسيأتي برقم (8455) و (8832) و (10780) و (10910) . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8989) ، والخطيب 5/71 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وقال البيهقي: تفرد به إبراهيم بن طهمان، عن مالك، بهذا الإسناد، والمحفوظ عن مالك: عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة. وذكره الدارقطني في "العلل" 8/163 من طريق إبراهيم بن طهمان، وقال: لم يتابع عليه. وذكر الدارقطني أيضا أن إبراهيم الحربي رواه في كتاب "الأدب" عن مصعب الزبيري، عن مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وصوب رواية عبد الله بن عبد الرحمن، عن سعيد بن يسار. وفي الباب عن العرباض بن سارية، سيأتي 4/128. وعن معاذ بن جبل، سيأتي 5/229 و233. قوله: "بجلالي"، قال السندي: أي: لأجلي ولوجهي، لا للهوى. "في ظلي"، قال: أي: ظل عرشي، أو في الظل الذي لا يمكن لأحد إلا بإذني.= الحديث: 7232 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 169 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى، يَقُولُونَ: يَثْرِبُ، وَهِيَ: الْمَدِينَةُ، تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري. وهو في "الموطأ" 2/887. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1871) ، ومسلم (1382) ، والنسائي في "الكبرى" (11399) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/332 و333، وابن حبان (3723) ، والبغوي (2016) . وأخرجه مسلم (1382) من طريق عبد الوهاب الثقفي، والطحاوي في "مشكل الآثار" 2/332-333، وأبو يعلى (6374) من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وسيأتي برقم (7370) و (8984) ، وانظر (9670) . وفي الباب عن جابر، يأتي 3/292. وعن زيد بن ثابت، يأتي 5/184. قوله: "أمرت بقرية تأكل القرى"، قال ابن حبان في "صحيحه" 9/39-40: لفظة تمثيل، مرادها: أن الإسلام يكون ابتداؤه من المدينة، ثم يغلب على سائر القرى، ويعلو على سائر الملك، فكأنها قد أتت عليها، لا أن المدينة تأكل القرى. وقوله: "يقولون: يثرب ... "، قال الحافظ في "الفتح" 4/87: أي: إن بعض المنافقين يسميها يثرب، واسمها الذي يليق بها: المدينة. وقوله: "تنفي الناس"، قال السندي: الأشرار كاليهود، فقد نفوا إلى الشام، والمنافقين، فقد أخذوا أخذ استئصال. والكير، قال: بكسر الكاف، هو المبني من الطين، وقيل: هو الزق، والمبني من الطين: هو الكور، بضم الكاف. وانظر "الفتح" 4/87-88. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 170 7233 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا (1) مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَاءِ الْبَحْرِ: " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحَلَالُ مَيْتَتُهُ " (2)   (1) تحرف في (م) إلى: بن، فصار الاسم هكذا: عبد الرحمن بن مالك. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المغيرة بن أبي بردة، فقد روى عنه جمع، ووثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو داود: معروف، وروى له أصحاب السنن هذا الحديث، وغير سعيد بن سلمة -واختلفوا في اسمه، فقيل: سلمة بن سعيد، وقيل: عبد الله بن سعيد المخزومي-، فقد روى عنه صفوان بن سليم، والجلاح أبو كثير، وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له أصحاب السنن الأربعة هذا الحديث الواحد، وقوله هنا في نسبته "الزرقي"، هو خطأ يقينا، فإن كل من ترجم له أو أخرج الحديث من طريقه قال في نسبته: من آل بني الأزرق، أو آل ابن الأزرق وقد روي عن مالك بالوجهين، والنسبة إلى بني الأزرق: أزرقي، والأزرق: وهو الجواد المعروف عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الوليد بن شمس بن المغيرة المخزومي، أما الزرقي: فهو نسبة إلى بني زريق، بطن من الأنصار من الخزرج. قلنا: وقد اختلف في إسناد هذا الحديث كما في "العلل" للدارقطني 3/ورقة 49-50، و"تهذيب الكمال" 10/480، وأضبطها ما رواه الإمام مالك، والحديث صحيح، فقد صححه البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي 1/136، ونقل الحافظ ابن حجر في ترجمة المغيرة بن أبي بردة من "تهذيب التهذيب" تصحيح هذا الحديث عن ابن خزيمة، وابن حبان، وابن المنذر، والخطابي، والطحاوي، وابن منده، والحاكم، وابن حزم، والبيهقي، وعبد الحق الإشبيلي، وآخرين، وصححه أيضا ابن عبد البر في "التمهيد" 16/218. وانظر "نصب الراية" للزيلعي 1/96-98.= الحديث: 7233 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 171 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وهذا الحديث أخرجه النسائي 7/207، والدارقطني 1/36 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في "الموطأ" 1/22، ولفظه عن أبي هريرة: جاء رجلٌ إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ به؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته". وأخرجه هكذا من طريق مالك: الشافعي 1/23، وابن أبي شيبة 1/131، والدارمي (729) و (2011) ، وأبو داود (83) ، وابن ماجه (386) و (3246) ، والترمذي (69) ، والنسائي 1/50 و176، وابن الجارود (43) ، وابن خزيمة (111) ، وابن حبان (1243) ، والدارقطني 1/36، والحاكم 1/140-141، والبيهقي في "السنن" 1/3، وفي "المعرفة" (2) ، والبغوي (281) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 10/481. والحديث عند ابن أبي شيبة وابن ماجه في الموضع الثاني مختصر، وأورده مختصرا أيضا البخاري في "التاريخ الكبير" 3/478 من طريق مالك، به. قال الترمذي والبغوي: هذا حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (8735) عن أبي سلمة الخزاعي، و (9100) عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن مالك، به. وبرقم (8912) من طريق الليث بن سعد، عن الجلاح أبي كثير، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة. وبرقم (9099) من طريق أبي أوي، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة، عن أبي بردة بن عبد الله، عن أبي هريرة. وأخرجه الحاكم 1/141، والبيهقي في "المعرفة" (3) من طريق يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني، والحاكم 1/141، وعنه البيهقي في "المعرفة" (4) من طريق سعيد بن كثير بن يحيى الأنصاري، عن إسحاق بن إبراهيم بن سعيد المدني، كلاهما عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة. وإسحاق بن إبراهيم -وإن كان فيه لين- متابع. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/219 من طريق سفيان بن عيينة، عن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 172 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يحيى بن سعيد الأنصاري، عن المغيرة بن أبي بردة مرسلا. وقد اختلف أيضا في إسناده على يحيى بن سعيد، بينه الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 49-50، والبيهقي في "المعرفة" 1/136. وأخرجه الدارقطني 1/37، والحاكم 1/142 من طريق عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن محمد القدامي. وأخرجه الدارقطني 1/36، والحاكم 1/142 من طريق محمد بن غزوان، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف أيضا، علته محمد بن غزوان. وأخرج الحاكم 1/142، والبيهقي في "المعرفة" (9) من طريق عبيدبن عبد الواحد بن شريك، عن ابن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب المصري، عن خالد بن يزيد المصري، عن يزيد بن محمد القرشي، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، قال: أتى نفر من بني فراس إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: نصيد في البحر فنتزود معنا من الماء العذب، فربما تخوفنا العطش، فهل يصلح أن نتوضأ من ماء البحر؟ فقال: "نعم، توضؤوا منه، وحل ميت ما طرح". اللفظ للبيهقي، وإسناده حسن. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2518) . وعن جابر، يأتي 3/373. وعن بعض بني مدلج، يأتي 5/365. وعن أبي بكر موقوفا عند الدارقطني 1/35، والبيهقي 1/4. وعن ابن الفراسي عند ابن ماجه (387) ، وقال البوصيري في "الزوائد" ورقة 30: إن الصحيح هو حديث الفراسي لا ابنه. وعن أنس عند عبد الرزاق (320) ، والدارقطني 1/35. وعن علي بن أبي طالب عند الدارقطني 1/35، والحاكم 1/142 و143. وعن عبد الله بن عمرو عند الدارقطني 1/35، والحاكم 1/143.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 173 7234 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ وَلَا الطَّاعُونُ " (1) 7235 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي   = وعن عبد الله بن المدلجي عند الطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد" 1/215. وعن العركي عند الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" 1/215. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. نعيم بن عبد الله: هو المدني مولى آل عمر، المعروف بالمجمر، وهو في "الموطأ" 2/892. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1880) و (5731) و (7133) ، ومسلم (1379) ، والنسائي في "الكبرى" (4273) و (7526) ، والبغوي (2021) . وسيأتي برقم (8876) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وبرقم (8917) من طريق أبي صالح، و (10265) من طريق العلاء الثقفي، كلاهما عن أبي هريرة، ونظر (8373) و (9166) . وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة، سلف برقم (1593) . وعن أبي سعيد، وأنس، وجابر، ومحجن الديلي، وأبي بكرة، وعائشة، وفاطمة بنت قيس، ستأتي في "المسند" على التوالي 3/36 و191 و292 و4/338 و5/541 و6/75 و373. قوله: "أنقاب المدينة"، قال السندي: بنون وقاف، أي: طرقها، جمع نقب -بفتح نون، وحكي ضمها، وسكون قاف-: هو الطريق بين الجبلين. و"لا يدخلها"، قال: بيان لسبب استقرار الملائكة على الأنقاب، واستقرارهم على الأنقاب، إما تمثيل: والمراد أن الله تعالى منعها من الدجال والطاعون، وإما حقيقة، فيكون منع الطاعون من دخول الأنقاب على سبيل التغليب، ذكره الطيبي. الحديث: 7234 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 174 صَعْصَعَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُصِبْ مِنْهُ " (1) 7236 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا أَنْ تُبَاعَ بِخَرْصِهَا، فِي خَمْسَةِ أَوْسُقٍ، أَوْ مَا فِي دُونِ خَمْسَةٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة، فمن رجال البخاري. وهو في "الموطأ" ومن طريق مالك أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (464) ، والبخاري (5645) ، والنسائي في "الكبرى" (7478) ، وابن حبان (2907) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (344) ، والبغوي (1420) . وانظر ما سلف برقم (7192) . قوله: "يصب منه"، روي بكسر الصاد ويفتحها، وأكثر المحدثين يرويه بكسر الصاد، انظر "فتح الباري" 10/108. ومعنى "يصب منه"، قال البغوي: أي: يبتليه بالمصائب. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سفيان: هو مولى ابن أبي أحمد، قيل: اسمه وهب، وقيل: قزمان وأخرجه النسائي 7/268 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وهو في "الموطأ" 2/620. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2/151، والبخاري (2190) و (2382) ،= الحديث: 7236 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 175 7237 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا فَرَغَ   = ومسلم (1541) ، وأبو داود (3364) ، والترمذي (1301) ، وابن الجارود (659) ، والطحاوي 4/30، وابن حبان (5006) و (5007) ، والبيهقي في "السنن" 5/311، وفي "المعرفة" (3445) ، والبغوي (2076) . وفي الباب عن زيد بن ثابت، سلف برقم (4541) . وعن ابن عمر، سلف أيضا برقم (4590) . وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/313. وعن سهل بن أبي حثمة، سيأتي 4/2. العرايا، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/224: اختلف في تفسيرها، فقيل: إنه لما نهي عن المزابنة وهو بيع الثمر في رؤوس النخل بالتمر، رخص في جملة المزابنة في العرايا، وهو أن من لا نخل له من ذوي الحاجة يدرك الرطب ولا نقد بيده يشتري به الرطب لعياله، ولا نخل له يطعمهم منه، ويكون قد فضل له من قوته تمر، فيجيء إلى صاحب النخل فيقول له: بعني ثمر نخلة أو نخلتين بخرصها من التمر، فيعطيه ذلك الفاضل من التمر بثمر تلك النخلات ليصيب من رطبها مع الناس، فرخص فيه إذا كان دون خمسة أوسق. والخرص، قال النووي في "شرح مسلم" 10/184: هو بفتح الخاء وكسرها، الفتح أشهر، ومعناه: بقدر ما فيها إذا صار تمرا، فمن فتح قال: هو مصدر، أي: اسم للفعل، ومن كسر قال: هو اسم للشيء المخروص. والوسق: ستون صاعا، أي: ما يعادل 165,06 كيلوغراما. وقوله: "أو ما في دون خمسة" شك من الراوي، وقد بين مسلم في روايته أن الشك من داود بن الحصين. وانظر "فتح الباري" 4/388-389. الحديث: 7237 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 176 أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الْآخِرِ، فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ (1) مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (2) 7238 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَصَفَّ النَّاسُ صُفُوفَهُمْ، "   (1) لفظة: "بالله" ليست في (م) ، وأثبتناها من أصولنا الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي عائشة، فمن رجال مسلم. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو. وأخرجه أبو داود (983) ، والبغوي في "شرح السنة" (693) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 25/431 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (588) (130) من طريق زهير بن حرب، وابن ماجه (909) ، وابن حبان (1967) ، من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، كلاهما عن الوليد بن مسلم، به. وأخرجه الدارمي (1344) و (1344م) ، ومسلم (588) (128) و (130) ، والنسائي 3/58، وابن الجارود (207) ، وابن خزيمة (721) ، وأبو عوانة 2/235، والآجري في "الشريعة" ص 373، والبيهقي في "السنن" 2/154، وفي "إثبات عذاب القبر" (190) من طرق عن الأوزاعي، به. وسيأتي برقم (10180) . وانظر (7870) و (7964) و (9357) و (9387) و (9447) و (10070) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2168) . وعن عائشة، سيأتي 6/88-89 الحديث: 7238 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 177 وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ مَقَامَهُ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ: أَنْ مَكَانَكُمْ، فَخَرَجَ، وَقَدِ اغْتَسَلَ، وَرَأْسُهُ يَنْطِفُ الْمَاءَ (1) ، فَصَلَّى بِهِمْ " (2) 7239 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   (1) لفظ: "الماء" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الوليد: هو ابن مسلم أبو العباس الدمشقي، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه مسلم (605) (158) ، وأبو داود (235) ، والنسائي 2/81-82 من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (640) من طريق محمد بن يوسف، والطحاوي في "مشكل الآثار" (625) من طريق بشر بن بكر، و (626) من طريق بقية بن الوليد وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، أربعتهم عن الأوزاعي، به. وأخرجه أبو داود (235) ، والنسائي 2/81-82 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، والطحاوي (627) من طريق النعمان بن راشد، كلاهما عن الزهري، به. وسيأتي برقم (7515) و (7804) و (8466) و (10719) من طريق أبي سلمة. وسيأتي الحديث برقم (9786) من طريق ابن ثوبان عن أبي هريرة، وفيه أن هذا الفعل كان من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد دخوله في الصلاة، وهذا خلاف ما وقع في حديث أبي سلمة، وسيأتي تفصيل لك. قوله: "أن مكانكم"، قال السندي: "أن" تفسيرية، "مكانكم": بالنصب، أي: اثبتوا مكانكم، قال أبو البقاء: هو اسم نائب عن الأمر، أي: الزموا مكانكم وقفوا، كقوله تعالى: (مكانكم أنتم وشركاؤكم) [يونس:28] . وينطف، قال: كيضرب وينصر، أي: يقطر قليلا قليلا. الحديث: 7239 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 178 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا وَالى (1) إِلَّا، وَلَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، وَمَنْ وُقِيَ شَرَّهُمَا، فَقَدْ وُقِيَ، وَهُوَ مِنَ (2) الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا " (3)   (1) كذا في عامة أصولنا الخطية بإثبات الياء، وفي (م) : "وال" بحذفها، وهو الجادة، وما أثبتناه له وجه في العربية. (2) كذا في (عس) و (ظ 3) و (ق) ، وعلى هامش الأخيرة في نسخة: "مع"، وفي (م) و (س) و (ص) و (ظ 1) : "مع"، وعلى هامش (س) و (ظ 1) في نسخة: "من". (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (6191) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (272) ، وأبو يعلى (5901) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2117) ، والبيهقي 10/111 من طرق عن الأوزاعي، به. وعلقه البخاري بإثر الحديث (7198) ، فقال: وقال الأوزاعي ومعاوية بن سلام، حدثني الزهري ... فذكره. وأخرجه النسائي 7/158 من طريق معاوية بن سلام، عن الزهري، به. وأخرجه أبو يعلى (6000) من طريق مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به. وأخرجه أبو يعلى أيضا (6023) من طريق هشيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، به. وأخرجه ضمن حديث طويل البخاري في "الآدب المفرد" (256) ، والترمذي في "السنن" (2369) ، وفي "الشمائل" (134) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (472) و (4294) ، والحاكم 4/131 من طريق عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -ولم يسق بعضهم لفظه بطوله. وصححه الحاكم على شرط= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 179 7240 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = الشيخين، ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وسيأتي الحديث برقم (7887) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/39، وهو عند البخاري (7198) . وعن أبي أيوب الأنصاري عند النسائي 7/158-159، والطحاوي في "المشكل" (2112) ، والبيهقي 10/111. والراوي عن أبي سعيد وأبي أيوب هو سلمة نفسه الذي روى عن أبي هريرة، وانظر "العلل" للدارقطني 8/57-58، و"فتح الباري" 13/192. قوله: "إلا وله بطانتان"، قال السندي: البطانة -بكسر موحَّدة- ضد الظهارة، وأصله في الثوب، ثم اتسع فيه فاطلق على صاحب سر الرجل الذي يشاوره في أحواله، فقيل: المراد: جلساء صالحة وطالحة، والمعصوم من عصمه الله (كما في بعض روايات الحديث) من الطالحة، وقيل: أي: نفس أمارة بالسوء، ونفس لوامة، والمعصوم من أعطي نفسا مطمئنة، وقيل: أي: قوة ملكية، وقوة حيوانية، والمعصوم من عصمه الله لا من عصمته نفسه، وقال الطيبي: فإن قيل: كيف يتصور بطانة السوء في الأنبياء؟ قلت: المراد: الشيطان، ولكنه يسلم بإعانة الله. انتهى. وقوله: "لا تألوه خبالا"، قال: الخبال -بالفتح-: الفساد، أي: لا تقصر في إفساد حاله. وقوله: "شرهما"، قال: هكذا في نسخ "المسند"، ولعل المراد بشر الأول مخالفته، وإضافته إلى الأول للملابسة، والله تعالى أعلم. وقوله: "هو من التي تغلب عليه منهما"، قال السندي في حاشيته على "سنن النسائي" 7/159: أي: من جنس بطانة التي تغلب تلك البطانة عليه هاهنا، أي: من البطانتين، فإن غلبت عليه بطانة الخير، يكون خيرا، وإن غلبت عليه بطانة السوء، يكون سيئا. الحديث: 7240 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 180 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنَ الْغَدِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَهُوَ بِمِنًى: " نَحْنُ نَازِلُونَ غَدًا بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ " - يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُحَصَّبَ -، وَذَلِكَ: أَنَّ قُرَيْشًا وَكِنَانَةَ تَحَالَفَتْ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ: أَنْ لَا يُنَاكِحُوهُمْ، وَلَا يُبَايِعُوهُمْ، حَتَّى يُسْلِمُوا إِلَيْهِمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1590) ، ومسلم (1314) (344) ، وابن خزيمة (2981) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2011) ، والنسائي في "الكبرى" (4202) من طريق عمر بن عبد الواحد، وابن خزيمة (2982) من طريق بشر بن بكر، والبيهقي 5/160 من طريق الوليد بن مزيد، ثلاثتهم عن الأوزاعي، به. وأخرجه البخاري (1589) و (7479) ، ومسلم (1314) (343) ، وابن خزيمة (2984) من طرق، عن الزهري، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وعلقه البخاري عقب الحديث (4283) ، قال: قال معمر عن الزهري. وسيأتي برقم (7580) و (8635) و (10969) ، وانظر (8278) . وانظر ما سلف في مسند ابن عباس برقم (1925) ، وفي مسند ابن عمر برقم (5892) . وير الباب عن أسامة بن زيد عند أحمد 5/202-203، والبخاري (3058) . وفي باب قصة التحالف، انظر "طبقات ابن سعد" 1/208-210، والطبري في "التاريخ" 2/335-336، والبيهقي في "الدلائل" 2/311-315، وابن كثير في "السيرة" 2/43-51. المحصب: موضع بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل به لأنه أسمح لخروجه، فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم رقد رقدة، ثم ركب إلى البيت فطاف به، وليس التحصيب بسنة من سنن الحج، فمن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 181 7241 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي قُرَّةُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ، أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا " (1)   = شاء نزله، ومن شاء لم ينزله، انظر حديث ابن عباس الذي سلف برقم (1925) ، وحديث ابن عمر الذي سلف أيضا برقم (5892) ، وحديث عائشة عند أحمد 6/190، والبخاري (1765) ، وحديث أنس عند البخاري أيضا (1756) . والخيف، قال ابن الأثير 2/93: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلط الجبل، ومسجد منى يسمى: مسجد الخيف، لأنه في سفح جبلها. وقوله: "يعني بذلك المحصب ... الخ"، لعله من قول الزهري أدرج في الخبر، أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/453. (1) إسناده ضعيف، قرة -وهو ابن عبد الرحمن المعافري المصري- الجمهور على تضعيفه، وتساهل بعضهم فوثقه، روى له مسلم مقرونا بغيره، وأصحاب السنن الأربعة. وأخرجه الترمذي (700) ، وابن خزيمة (2062) ، وابن حبان (3507) و (3508) ، والبغوي (1733) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (701) ، والبيهقي 4/237 من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، والبغوي (1732) من طريق الوليد بن مزيد، كلاهما عن الأوزاعي، به. وقال الترمذي: حسن غريب. وسيأتي برقم (8360) . ويأتي برقم (9810) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر، إن اليهود والنصارى يؤخرون"، ويأتي شواهد استحباب تعجيل الفطر هناك إن شاء الله تعالى. الحديث: 7241 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 182 7242 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، الْمَعْنَى، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ اللهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ، ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُنْشِدٍ، وَمَنْ قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِمَّا أَنْ يَفْدِيَ، وَإِمَّا أَنْ يَقْتُلَ ". فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو شَاهٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اكْتُبُوا لِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْتُبُوا لِأَبِي شَاةٍ "، فَقَامَ عَبَّاسٌ، أَوْ قَالَ: قَالَ عَبَّاسٌ: يا (1) رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْإِذْخِرَ، فَإِنَّهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَّا الْإِذْخِرَ " (2)   (1) من قوله: "فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" إلى هنا أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، وسقط من باقي الأصول الخطية، وفي (م) : "فقال: يا رسول الله، اكتبوا لي. فقال عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إلا الإذخر ... ". (2) إسناداه صحيحان، الأول على شرط الشيخين، والثاني على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبى داود -وهو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي- فمن رجال مسلم. يحيى: هو ابن أبي كثير، وحرب: هو ابن شداد اليشكري.= الحديث: 7242 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 183 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه أبو داود (2017) عن أحمد بن حنبل، عن الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه مطولا ومختصرا البخاري (2434) ، ومسلم (1355) (447) ، وابن ماجه (2624) ، والترمذي (1405) و (2667) ، وأبو عوانة 4/43-44، والطحاوي 2/261 و3/328، وابن حبان (3715) ، والدارقطني 3/96-97، والبيهقي 8/53 من طريق الوليد بن مسلم، به. وأخرجه كذلك أبو داود (4505) ، والنسائي في "الكبرى" (5855) ، وفي "المجتبى" 8/38، وأبو عوانة 4/43-44، والبيهقي 5/177 و8/53 من طريق الوليد بن مزيد، والنسائي في "الكبرى" (5855) ، وفي "المجتبى" 8/38 من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، كلاهما عن الأوزاعي، وبه. وأخرجه مختصرا بقصة "من قتل له قتيل" النسائي في "المجتبى" 8/38 من طريق يحيى بن حمزة، عن الأوزاعى، به مرسلا. وأخرجه مختصرا الطحاوي 2/261 و3/174 و328 من طريق أبي داود الطيالسي، به. وأخرجه الدارمي (2600) ، والبخاري (6880) معلقا، وأبو عوانة 4/42، والبيهقي 8/52 من طرق عن حرب بن شداد، والبخاري (112) و (6880) ، ومسلم (1355) (448) ، والدارقطني 3/97-98، والبيهقي 8/52 من طريق شيبان النحوي، كلاهما (حرب بن شداد وشيبان النحوي) عن يحيى بن أبي كثير، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه الطحاوي 2/261 و3/328 من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: وقف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الحجون، ثم قال: "والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، لم تحل لأحد كان قبلي ولا تحلُّ لأحد بعدي، وما أحلت لي إلا ساعة من النهار، وهي بعد ساعتها هذه حرام إلى يوم القيامة".= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 184 فَقُلْتُ لِلْأَوْزَاعِيِّ: وَمَا قَوْلُهُ: " اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ "؟ وَمَا يَكْتُبُونَ (1) لَهُ؟ قَالَ: يَقُولُ: " اكْتُبُوا لَهُ خُطْبَتَهُ الَّتِي سَمِعَهَا " قَالَ أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ (2) : " لَيْسَ يُرْوَى فِي كِتَابَةِ الْحَدِيثِ شَيْءٌ أَصَحُّ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ، قَالَ: " اكْتُبُوا لِأَبِي شَاهٍ " مَا سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خُطْبَتَهُ "   = وانظر في باب كتابة الحديث ما سيأتي برقم (9231) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2279) . وعن أبي شريح الخزاعي، سيأتي 4/31. وعن ابن عمر عند ابن حبان (5996) . الفيل: هو الفيل المذكور في قوله تعالى: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) . ولا يعضد، لي: لا يقطع. ولا ينفر، أي: لا يتعرض له بالاصطياد. إلا لمنشد، أي: لمعرف. وقوله: "فهو بخير النظرين"، قال السندي: أي: مخير بين النظرين، فليختر خيرهما، ويفدى، قال: على بناء المفعول، أي: يعطى الدية إن شاء ورضي. والإذخر، قال: نبت معروف طيب الرائحة. (1) كذا في (ظ) بإثبات النون، وهو الجادة، وفي (م) وباقي النسخ: يكتبوا، بحذفها، لكن ضبب عليها في (عس) بضبة صغيرة، وانظر التعليق على كلمة "يعلمون" من الحديث رقم (7226) . (2) هو عبد الله بن أحمد بن حنبل. وقول أبي عبد الرحمن هذا لم يرد في (ظ 3) و (عس) . الجزء: 12 ¦ الصفحة: 185 7243 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَصْحَابُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فُضُولُ أَمْوَالٍ يَتَصَدَّقُونَ بِهَا، وَلَيْسَ لَنَا مَا نَتَصَدَّقُ بِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَاتٍ، إِذَا عَمِلْتَ بِهِنَّ أَدْرَكْتَ مَنْ سَبَقَكَ، وَلَا يَلْحَقُكَ إِلَّا مَنْ أَخَذَ بِمِثْلِ عَمَلِكَ؟ " قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " تُكَبِّرُ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَخْتِمُهَا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي عائشة فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو داود (1504) ، وابن حبان (2015) من طريق الوليد بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1353) من طريق هقل بن زياد، عن الأوزاعي، به. وأخرج البخاري (843) و (6329) ، ومسلم (595) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (146) ، وابن خزيمة (749) ، وأبو عوانة 2/248 و249، وابن حبان (2014) ، والبيهقي 2/186-187، والبغوي (717) و (720) من طريق أبي صالح ذكوان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء الفقراء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات ... فذكر نحوه. وانظر ما سيأتي برقم (8834) . وسيأتي الحديث بنحوه في مسند أبي ذر الغفاري 5/158-167. = الحديث: 7243 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 186 7244 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَفِظْنَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَمَّنَ الْقَارِئُ، فَأَمِّنُوا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تُؤَمِّنُ، فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1) 7245 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الْأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " (2)   = الدثور -بضم الدال والثاء-: جمع دثر: وهو المال الكثير. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن المسيب. وأخرجه الحميدي (933) ، وابن أبي شيبة 14/244، والبخاري (6402) ، وابن ماجه (851) ، وابن الجارود (190) ، وأبو يعلى (5874) ، والنسائي 2/143-144، وابن خزيمة (569) ، والبيهقي 2/55، والبغوي (588) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (410) (74) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، عن أبي هريرة. وأخرجه عبد الرزاق (2646) عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة موقوفا. وانظر (7187) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1096) ، والبخاري (4826) و (7491) ، ومسلم (2246) (2) ، وأبو داود (5274) ، والنسائي في "الكبرى" (11687) ، والطبري 25/152،= الحديث: 7244 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 187 7246 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ،   = وابن حبان (5715) ، والدارقطني في "العلل" 8/81، والحاكم 2/453، والبيهقي 3/365 من طريق سفيان بن عيينه، بهذا الإسناد - وبعضهم يذكر فيه زيادة من قول سفيان، وهي: كان أهل الجاهلية يقولون: إن الدهر هو الذي يهلكنا، هو الذي يميتنا ويحيينا، فرد الله عليهم قولهم.. ثم ساق الحديث، وتلا هذه الآية: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) [الجاثية: 24] ، وهذه الزيادة عند الطبري جعلت من الحديث المرفوع، والصواب أنها من قول سفيان. وأخرجه الطبري 25/153 من طريق معمر، عن قتادة، عن الزهري، عن أبي هريرة مرفوعا. ومن طريق ابن علية، عن هشام الدستوائي، عن أبي هريرة موقوفا: لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر. وسيأتي برقم (7683) و (7716) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وانظر له طرقا أخرى عن أبي هريرة برقم (7518) و (7682) و (7988) و (8232) و (9116) و (9137) و (10438) . قوله: "يؤذيني ابن آدم"، نقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/575 عن القرطبي، قال: معناه: يخاطبني من القول بما يتأذى من يجوز في حقه التأذي، والله منزة عن أن يصل إليه الأذى، وإنما هذا من التوسع في الكلام، والمراد: أن من وقع ذلك منه، تعرض لسخط الله. وقوله: "أنا الدهر"، قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/1904: معناه: أنا صاحب الدهر، ومدبر الأمور التي تنسبونها إلى الدهر، فإذا سب ابن آدم الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور، عاد سبه إلي، لأني فاعلها، وإنما الدهر زمان ووقت جعلته ظرفا لمواقع الأمور، وكان من عادة أهل الجاهلية إذا أصابهم شدة من الزمان أو مكروة من الأمر أضافوه إلى الدهر وسبوه، فقالوا: بؤسا للدهر، وتبا للدهر، ونحو ذلك من القول. الحديث: 7246 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 188 فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (1) 7247 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٌ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٌ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/152، والحميدي (942) ، والبخاري (536) ، والنسائي في "الكبرى" (1488) ، وابن الجارود (156) ، وأبو يعلى (5871) ، وابن خزيمة (329) ، وأبو عوانة 1/346، والبيهقي في "السنن" 1/437، وفي "المعرفة" (606) من طريق سفيان -وهو ابن عيينة-، بهذا الإسناد. وسيأتي عند المصنف برقم (7613) و (7829) من طريق ابن جريج، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة. وانظر ما سلف برقم (7130) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/52، والحميدي (942) ، والبخاري (537) ، وابن حبان (7466) ، والبيهقي في "السنن" 1/437، وفي "البعث" (502) ، والبغوي (361) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزادوا في آخره: "وأشد ما تجدون من الزمهرير". وأخرجه ابن أبي شيبة 13/158، دالدارمي (2846) ، وابن ماجه (4319) ، والترمذي (2592) من طريق أبي صالح، وهناد في "الزهد" (241) من طريق يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبيه، كلاهما عن أبي هريرة. ويحيى بن عبيد الله عند هناد متروك. وانظر ما سيأتي برقم (7722) و (9125) و (9955) و (10538) .= الحديث: 7247 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 189 7248 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ، أَوْ يَتَنَاجَشُوا، أَوْ يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، أَوْ يَبِيعَ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا، لِتَكْتَفِئَ مَا فِي صَحْفَتِهَا أَوْ إِنَائِهَا، وَلْتَنْكِحْ، فَإِنَّمَا رِزْقُهَا عَلَى اللهِ " (1)   = وفي معنى الحديث انظر "فتح الباري" 2/19. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مطولا ومقطعا الشافعي 2/146، والحميدي (1026) ، والبخاري (2140) ، ومسلم (1413) (51) و (1520) ، وأبو داود (2080) و (3438) ، وابن ماجه (1867) و (2172) و (2174) و (2175) ، والترمذي (1134) و (1190) و (1222) و (1304) ، والنسائي 6/71-73، وابن الجارود (563) و (677) ، والبيهقي 5/344 و346 و7/179 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك البخاري (2160) من طريق ابن جريج، ومسلم (1413) (52) ، والنسائي 6/73، والطحاوي 3/4 و4/11 من طريق النعمان بن راشد، والبيهقي 7/179 من طريق يونس بن يزيد، والنسائي 7/258-259 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبراني في "الصغير" (466) من طريق محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، خمستهم عن الزهري، به. وسيأتي برقم (7700) و (10316) . وأخرجه بنحوه مطولا ومختصرا البخاري (2727) ، ومسلم (1515) (10) و (12) و (13) ، والنسائي 7/255، والطحاوي 4/8 و11، وابن حبان (4961) ، والبيهقي 5/317 و345 من طريق أبي حازم سلمان الأشجعي، ومسلم (1515) (9) ، والبيهقي 5/345 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، والبخاري (5152) ، والنسائي 7/258-259 من طريق أبي سلمة، وابن حبان (4046) من طريق داود بن فراهيج، أربعتهم عن أبي هريرة.= الحديث: 7248 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 190 7249 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى "   = وانظر ما سيأتي برقم (7456) و (7727) و (7858) و (8100) و (8225) و (8504) و (9222) و (9310) و (9334) و (9518) و (9927) و (9951) و (10004) و (10346) و (10516) و (10649) و (10796) . وفي الباب عن عبد الله بن عباس، سلف برقم (3482) ، وذكرت شواهده هناك. ونزيد على شواهده هنا عن أبي سعيد الخدري، وسيأتي 3/59. قوله: "لباد" قال السندي: لبدوي، وهو أن يبيع الحاضر مال البادي نفعا له بأن يكون دلالا له، وذلك يتضمن الضرر في حق الحاضرين، فإنه لو ترك البادي لكان عادة باعه رخيصا. وقوله: "أو يتناجشوا"، قال: النجش -بفتح فسكون-: هو أن يمدح السلعة ليروجها، أو يزيد في الثمن، ولا يريد شراءها، ليغتر بذلك غيره، وجيء بالتفاعل، لأن التجار يتعارضون، فيفعل هذا يصاحبه على أن يكافئه بمثل ما فعل، فنهوا عن أن يفعلوا معارضة، فضلا عن أن يفعل بدءا. وقوله: "ولا تسأل"، قال: الصيغة تحتمل النهي والنفي، والمعنى على النهي، قيل: هو نهي للمخطوبة عن أن تسأل الخاطب طلاق التي في نكاحه، وللمرأة أن تسأل طلاق الضرة أيضا، والمراد: الأخت في الدين، وفي التعبير باسم الأخت، تشنيع لفعلها، وتأكيد للنهي عنه، وتحريض لها على تركه، وكذا التعبير باسم الأخ فيما سبق. وقوله: "لتكتفىء"، قال: افتعال من "كفأ " بالهمزة، أي: لتكب ما في إنائها من الخير، وهو علة للسؤال، والمراد أنها لا تسأل طلاقها لتصرف به مالها من النفقة والكسوة من الزوج عنها. الحديث: 7249 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 191 قَالَ سُفْيَانُ: " وَلَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ (1) مَسَاجِدَ سَوَاءً " (2) 7250 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قِيلَ لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ: " إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ، فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ، فَاقْضُوا " (3)   (1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وهو الجادة، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: ثلاث. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (943) ، وابن أبي شيبة 4/65، والبخاري (1189) ، ومسلم (1397) ، وأبو داو (2033) ، وأبو يعلى (5880) ، والنسائي 2/37، والبيهقي 5/244، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/222 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7191) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/358، والحميدي (935) ، ومسلم (602) ، والترمذي (329) ، وابن الجارود (305) ، والنسائي 2/114-115، والطحاوي 1/396، وابن حبان (2145) ، والبيهقي في "السنن" 2/297، وفي "المعرفة" (1493) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ونقل البيهقي عن مسلم قوله -في خارج "الصحيح"-: لا أعلم هذه اللفظة رواها عن الزهري غير ابن عيينة: "واقضوا ما فاتكم"، قال مسلم: أخطأ ابن عيينة في هذه اللفظة. قلنا: يعي أن الصواب عنه: "فأتموا ما فاتكم". وقال أبو داود= الحديث: 7250 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 192 7251 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي ثَوْبٍ؟ قَالَ: " أَلِكُلِّكُمْ (1) ثَوْبَانِ؟ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " أَتَعْرِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَثِيَابُهُ عَلَى الْمِشْجَبِ " (2)   = في "السنن" 1/384: قال الزبيدي، وابن أبي ذئب، وإبراهيم بن سعد، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة، عن الزهري: "وما فاتكم فأتموا"، وقال ابن عيينة عن الزهري وحده: "فاقضوا"، وقال محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وجعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة: "فأتموا"، وابن مسعود عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو قتادة، وأنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم قالوا: "فأتموا"، واختلف عن أبي ذر فروي عنه: "فأتموا" و"فاقضوا". قلنا: قد روي عن معمر باللفظين جميعا، وانظر ما سيأتي برقم (7662) و (7664) ، وكذا ابن أبي ذئب عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة برقم (10893) ! وانظر التعليق على الحديث رقم (7230) . (1) في (م) : أولكلكم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (937) ، وابن ماجه (1047) ، وأبو يعلى (5883) ، وابن الجارود (170) ، وابن خزيمة (758) ، وابن حبان (2296) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/140 عن الزهري، به. وأخرجه البخاري (358) ، ومسلم (515) ، وأبو داود (625) ، والنسائي 2/69-70، والطحاوي 1/379، وابن حبان (2295) ، والبيهقي 2/236-237، والبغوي (511) من طرق عن مالك، به - دون قول أبي هريرة. وأخرجه الطحاوي 1/379 من طريق روح بن عبادة، عن مالك، عن الزهري،= الحديث: 7251 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 193 7252 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَأْتُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وَلَكِنِ امْشُوا إِلَيْهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ، فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ، فَأَتِمُّوا " (1)   = عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. فذكر فيه قوله. وسيأتي من طريق الزهري عن أبي سلمة برقم (7606) . وأخرجه مسلم (515) من طريق عقيل ويونس، والبيهقي 2/237 من طريق عقيل، كلاهما عن ابن شهاب، عن أبي سلمة وسعيد، به - ولم يذكر فيه مسلم قول أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7149) . وقول أبي هريرة في آخر الحديث أخرجه مفردا مالك في "الموطأ" 1/140، وأبو يعلى (5889) من طريق الزهري، به. والمشجب، قال السندي: هو بكسر ميم وسكون معجمة وفتح جيم: عيدان تضم رؤوسها، ويفرج بين قوائمها، وتوضع عليها الثياب، وقد تعلق عليها الأسقية لتبريد الماء. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن أبي حفصة مختلف فيه، روى له البخاري حديثين: الأول في الحج (1592) متابعة، والثاني في المغازي (4282) مفردا دون متابعة، وروى له مسلم ثلاثة أحاديث متابعة: في الجنائز (944) وفي الحج (1306) (333) و (1351) (440) ، وهو -كما قال الإمام الذهبي في "السير" 7/59- بالجهد أن يعد حديثه حسنا، وليس هو بالمكثر، وباقي رجال السند ثقات من رجال الشيخين غير علي بن إسحاق -وهو السلمي مولاهم المروزي-، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة.= الحديث: 7252 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 194 7253 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1)   = وأخرجه البخاري في "صحيحه" (908) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (169) ، والبيهقي 2/297 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (170) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، والترمذي (327) من طريق معمر، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي من طرق أخرى عن الزهري برقم (7663) و (9835) . وأخرجه الطحاوي 1/396، والبيهقي 2/297 من طريق محمد بن عمرو الليثي، عن أبي سلمة، به. وسيأتي برقم (9022) و (10103) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، به، بلفظ الإتمام، ومن هذا الطريق برقم (7794) بلفظ القضاء، وبرقم (8964) و (9011) من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به بلفظ القضاء أيضا، وبرقم (10893) من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة باللفظين. وانظر الحديث السالف برقم (7230) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وسعيد: هو ابن المسيب. وأخرجه عبد الرزاق (9132) ، والحميدي (940) ، والد ارمي (1420) ، ومسلم (1394) (505) ، وابن ماجه بإثر الحديث (1404) ، وأبو يعلى (5875) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 172، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/126، وفي "مشكل الآثار" (596) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وسقط الزهري من المطبوع من "سنن الدارمي". وأخرجه أبو يعلى (5857) من طريق قتادة، عن سعيد بن المسيب، به. وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3916) من طريق الوليد بن رباح، وأبو يعلى= الحديث: 7253 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 195 7254 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (1)   = (6525) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/126، وفي "مشكل الآثار" (601) من طريق نافع، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (7733) من طريق سعيد بن المسيب، ومن طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (7415) و (7481) و (7734) و (9153) و (10015) و (10475) . وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، سلفت الإشارة إلى موضع حديث كل واحد منهم في "المسند" عند حديث سعد بن أبي وقاص برقم (1605) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/248، وفي "السنن المأثورة" (369) ، والحميدي (1079) ، وابن أبي شيبة 9/271، ومسلم (1710) (45) ، وأبو داود (3085) ، وابن ماجه (2673) ، وابن الجارود (372) و (795) ، والدارقطني 3/151، والبيهقي في "السنن" 4/155 و8/343، وفي "معرفة السنن والآثار" (2383) و (2384) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/868-869 عن ابن شهاب الزهري، به. ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (1668) و (2378) ، والبخاري (1499) ، ومسلم (1710) (45) ، والنسائي في "المجتبى" 5/45، وفي "الكبرى" (5833) ، والطحاوي 3/203، وابن خزيمة (2326) ، وابن حبان (6005) ، والدارقطني 3/151، والبيهقي في "الكبرى" 4/155 و8/343. وأخرجه عن مالك مختصرا بقوله: "في الركاز الخمس" الشافعي في "المسند" = الحديث: 7254 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 196 7255 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا "، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَسْرَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا   = 1/248، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (2385) ، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يذكر فيه أبا هريرة. وأخرجه الطيالسي (2305) عن زمعة بن صالح، والبخاري (6912) ، ومسلم (1710) (45) ، والترمذي (642) و (1377) ، والنسائي في "الكبرى" (5831) ، وابن حبان (6006) و (6007) ، والدارقطني 3/151، والبيهقي في "السنن" 8/110 من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (370) ، وابن أبى شيبة 3/225، والترمذي (1377) ، والنسائي 5/45، والطحاوي 3/203، والدارقطني 3/149-150 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، به. وأخرجه مسلم (1710) (45) ، والنسائي 5/45، والطحاوي 3/204، والدارقطني 3/151 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7457) و (7704) و (7828) من طريق سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة، وبرقم (9371) و (10147) و (10416) و (10515) من طريق أبى سلمة وحده، وانظر ما سلف برقم (7120) . جرحها، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/255: الجرح هاهنا بفتح الجيم على المصدر لا غير، قاله الأزهري، فأما الجرح بالضم فهو الاسم. الحديث: 7255 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 197 بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ، أَهْرِيقُوا عَلَيْهِ دَلْوًا مِنْ مَاءٍ، أَوْ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ " (1) 7256 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/25، والحميدي (938) ، وأبو داود (380) ، والترمذي (147) ، والنسائي 3/14، وابن الجارود (141) ، وأبو يعلى (5876) ، وابن خزيمة (298) ، والبيهقي 2/428، والبغوي (291) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواية أبي يعلى وابن خزيمة مختصرة بقصة البول في المسجد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه مختصرا كذلك ابن خزيمة (298) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، به. وتحرف "حسين" في المطبوع منه إلى: حصين! وانظر تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على هذا الحديث في الرد على بروكلمان. وسيأتي برقم (7802) و (10533) من طريق أبي سلمة، وبرقم (7799) و (7800) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب بقصة الدعاء فقط عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6590) ، وعن جندب، سيأتي في "المسند" 4/312. وبقصة البول عن أنس، سيأتي 3/110-111 و191. قوله: "لقد تحجرت واسعا"، قال ابن الأثير 1/342: أي: ضيقت ما وسعه الله، وخصصت به نفسك دون غيرك. وقوله: "فأسرع الناس إليه"، قال السندي: أي: ليمنعوه من البول فيه. وسجلا، قال: بفتح فسكون، أي: دلوا ملئت ماء. وأهريقوا، أي: أريقوا. الحديث: 7256 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 198 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا فَرَعَةَ وَلَا عَتِيرَةَ " (1) 7257 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقِيلَ لَهُ مَرَّةً: رَفَعْتَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ مَرَّةً: يَبْلُغُ بِهِ -: " يَقُولُونَ: الْكَرْمُ، وَإِنَّمَا الْكَرْمُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1095) ، وابن أبي شيبة 8/252، والدارمي (1964) ، والبخاري (5474) ، ومسلم (1976) ، وأبو داود (2831) ، وابن ماجه (3168) ، والنسائي 7/167، وابن الجارود (913) ، وأبو يعلى (5879) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" 1/464، والبيهقي 9/313، والبغوي (1129) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7135) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: "وقيل له مرة: رفعته؟ فقال: نعم. وقال مرة: يبلغ به"، قال الشيخ أحمد شاكر: الظاهر أن هذا من كلام ابن عيينة، يحكي به حال الزهري في رفع الحديث إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمرة رفعه بلفظ: "قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وهي التي اقتصر عليها البخاري في روايته، ومرة يذكره غير مصرح بذلك، فيسأله بعض سامعيه: أهو مرفوع؟ فيقول: نعم، ومرة يرفعه بلفظ: "يبلغ به"، أي: يبلغ به أبو هريرة إلى أعلاه، فيسنده إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكلها ألفاظ صريحة في الرفع عند أهل العلم بالحديث. وأخرجه الحميدي (1099) ، والبخاري (6183) ، ومسلم (2247) (7) ، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة" 15/72، وابن حبان (5833) ، والبغوي (3386) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد ولفظه عند مسلم ومن طريقه البغوي: "لا تقولوا: كرم ... ".= الحديث: 7257 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 199 7258 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ،   = وأخرجه كذلك ابن حبان (5834) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن الزهري، به. وانظر ما سيأتي برقم (7518) و (7682) و (7909) و (8190) . وفي الباب عن وائل بن حجر عند الدارمي (2114) ، ومسلم (2248) (11) . قال البغوي في "شرح السنة" 12/356: قد قيل في معنى نهيه عن تسمية هذه الشجرة كرما: إن هذا الاسم عندهم مشتق من الكرم، سموا شجرة العنب كرما، لأنه يتخذ منه الخمر، وهي تحث على السخاء والكرم، فاشتقوا لتلك الشجرة اسما من الكرم، فكره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسميته لشيء حرمه الشرع باسم مأخوذ من الكرم، وأشفق أن يدعوهم حسن الاسم إلى شرب الخمر المتخذة من ثمرها، فسلبها هذا الاسم تحقيرا لشأنها، وتأكيدا لحرمتها، وجعله صفة للمسلم الذي يتوقاها، ويمنع نفسه عن محارم الشرع عزة وتكريما. وقال الزمخشري في "الفائق" 3/257، ونقله عنه ابن الأثير في "جامع الأصول" 11/752-753: أراد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقرر ويشدد ما في قوله عز وجل: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) [الحجرات:13] بطريقة أنيقة، ومسلك لطيف، ورمز خلوب، فيصر أن هذا النوع من غير الأناسي، المسمى بالاسم المشتق من الكرم: أنتم أحقاء بأن لا تؤهلوه لهذه التسمية، ولا تطلقوها عليه، ولا تسلموها له غيرة للمسلم التقي، وربأ به أن يشارك فيما سماه الله به، واختصه بأن جعله صفته، فضلا أن تسم بالكرم من ليس بمسلم، وتعترفوا له بذلك، وليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية العنب كرما، ولكن الرمز إلى هذا المعنى، كأنه قال: إن تأتى لكم أن لا تسموه -مثلا- باسم الكرم، ولكن بالحبلة فافعلوه. وقوله: "فإنما الكرم قلب المؤمن والرجل المسلم"، أي: فإنما المستحق للاسم المشتق من الكرم: المسلم، ونظيره في الأسلوب قوله تعالى: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) [البقرة:138] . الحديث: 7258 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 200 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ، يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ " (1) 7259 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُهَجِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَالْمُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، كَالْمُهْدِي بَقَرَةً، وَالَّذِي يَلِيهِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/131، والحميدي (934) ، ومسلم ص 587 (24) ، وابن ماجه (1092) ، والنسائي 3/98، وابن خزيمة (1769) ، وأبو عوانة في الصلاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 169، والبيهقي 3/225-226، والبغوي (1061) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو عن سفيان عندهم مطول، مجموع إليه الحديث الآتي بعد هذا برقم (7259) . وأخرج هذه القطعة وحدها النسائي في "الكبرى" (1689) من طريق عمرو بن الحارث وعقيل بن خالد، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وانظر ما سيأتي برقم (7519) و (7582) و (7687) و (8523) و (9896) و (9926) و (10271) . وفي الباب عن علي، سلف برقم (719) . وعن أبي سعيد، سيأتي 3/81. وعن أبي أمامة، سيأتي أيضا 5/260. قوله "طويت الصحف"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/367-368: المراد بطى الصحف: طى صحف الفضائل المتعلقة بالمبادرة إلى الجمعة دون غيرها من سماع الخطبة وإدراك الصلاة والذكر والدُّعاء والخشوع ونحو ذلك، فإنه يكتبه الحافظان قطعا. الحديث: 7259 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 201 كَالْمُهْدِي كَبْشًا " حَتَّى ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ وَالْبَيْضَةَ (1) 7260 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَمَّا رَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، قَالَ: " اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّةَ، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله. وسيأتي هذا الحديث برقم (7687) و (9896) و (9926) و (10474) من طرق عن أبي هريرة. وفي الباب عن أبي سعيد، سيأتي 3/81. وعن سمرة بن جندب عند ابن ماجه (1093) . قوله: "المهجر"، قال السندي: اسم فاعل من التهجير، قيل: المراد به المبادرة إلى الجمعة بعد الصبح، وقيل: بل في قرب الهاجرة، أي: نصف النهار. كالمهدي، أي: المتصدق. بدنة -بفتحتين-، أي: الإبل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/94 و95، وابن أبي شيبة 2/316-317، والحميدي (939) ، وابن ماجه (1244) ، والبخاري (6200) ، ومسلم (675) (294) ، والنسائي 2/201، وأبو يعلى (5873) ، وابن خزيمة (615) ، وأبو عوانة 2/283، والبيهقي 2/197 و244، والبغوي (636) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7465) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة عن أبي هريرة، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7669) و (9149) و (9285) و (9413) .= الحديث: 7260 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 202 7261 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ سُفْيَانُ، مَرَّةً: رِوَايَةً -: " خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ " (1) 7262 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَحَدِهِمَا أَوْ كِلَيْهِمَا (2) : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ " (3)   = قال السندي: أنج -بفتح الهمزة-: من الإنجاء، وطأتك: أخذك وعقوبتك، واجعلها: أي العقوبة، سنين، أي: القحظ سبع سنين، دعا عليهم بالقحط دون الهلاك، طمعا في إيمانهم رحمة عليهم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (936) ، والبخاري (5889) ، ومسلم (257) ، وأبو داود (4198) ، وابن ماجه (292) ، والنسائي 7/13، وأبو يعلى (5872) ، وأبو عوانة 1/190، وابن حبان (5481) و (5482) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 21/57 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7139) . قوله: "رواية"، قال السندي: بالنصب، بمنزلة: رفعا. (2) كذا في (م) و (عس) و (س) ، وفي بقية الأصول الخطية: كلاهما، والأول أصوب. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والشك في الإسناد: هل هو عن سعيد بن المسيب أم عن أبي سلمة، لا يضر، فكلاهما من رجال الشيخين، وهما ثقتان. الحديث: 7261 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 203 7263 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ،   = وأخرجه الشافعي 2/29-30، والحميدي (1085) ، وابن أبي شيبة 4/415، ومسلم (1458) ، والنسائي 6/180، والبيهقي 7/402 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2235) ، وابن ماجه (2006) ، والترمذي (1157) ، والبيهقي 7/412 من طريق سفيان، عن الزهري، عن سعيد وحده، به. وسيأتي برقم (7763) من طريق معمر، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة. وانظر (9003) و (10386) و (10387) . وفي الباب عن عمر، سلف برقم (173) ، وعن عثمان برقم (416) ، وعن علي برقم (820) ، وعن عبد الله بن عمرو برقم (6681) . وعن عمرو بن خارجة وأبي أمامة وعبادة بن الصامت وعائشة، ستأتي في "المسند" على التوالي 4/186 و5/267 و326-327 و6/37. وعن ابن مسعود عند النسائي 6/181، وصححه ابن حبان (4104) . قوله: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر"، قال النووي في "شرح مسلم" 10/37: قال العلماء: العاهر: الزاني، وعهر: زنى، وعهرت: زنت، والعهر: الزنا، ومعنى "له الحجر"، أي: له الخيبة، ولا حق له في الولد،، وعادة العرب أن تقول: له الحجر، وبفيه الأثلب، وهو التراب، ونحو ذلك، يريدون: ليس له إلا الخيبة. وقيل: المراد بالحجر هنا: أنه يرجم بالحجارة، وهذا ضعيف لأنه ليس كل زان يرجم، وإنما يرجم المحصن خاصة، ولأنه لا يلزم من رجمه نفي الولد عنه، والحديث إنما ورد في نفي الولد عنه. وأما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الولد للفراش"، فمعناه: أنه إذا كان للرجل زوجة أو مملوكة صارت فراشا له، فأتت بولد لمدة الإمكان منه، لحقه الولد، وصار ولدا يجري بينهما التوارث وغيره من أحكام الولادة، سواء كان موافقا له في الشبه، أم مخالفا، ومدة إمكانه كونه منه ستة أشهر من حين اجتماعهما. الحديث: 7263 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 204 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ " (1) 7264 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه بنحوه الحميدي (1100) ، وابن أبي شيبة 15/92، والبخاري (2929) ، ومسلم (2912) (62) ، وأبو داود (4304) ، وابن ماجه (4096) ، والترمذي (2215) ، وأبو يعلى (5878) ، وابن حبان (6744) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه مسلم (2912) (63) ، وابن حبان (6746) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وأخرجه مسلم (2912) (65) ، وأبو داود (4303) ، والنسائي 6/44-45 من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7676) من طريق سعيد بن المسيب. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7987) و (8240) و (9172) ، وسيأتي عن الحسن مرسلا في مسند أبي هريرة برقم (10396) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وعمرو بن تغلب وامرأة، ستأتي في "المسند" على التوالي 3/31 و5/69 و271. المجان المطرقة: هي التُّروس التي يطرق بعضها فوق بعض، أي: يركب بعضها فوق بعض، يعني أنها عريضة، ورواه بعضهم بتشديد الراء من "المطرقة" للتكثير، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/112: والأول أشهر. وقوله: "نعالهم الشعر"، قال السندي: الظاهر أنهم يتخذون من الشعر نعالا يلبسونها. الحديث: 7264 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 205 إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا (1) أَسْوَدَ قَالَ: " هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَمَا أَلْوَانُهَا؟ " قَالَ: حُمْرٌ. قَالَ: " هَلْ فِيهَا أَوْرَقُ؟ "، قَالَ: إِنَّ فِيهَا لَوُرْقًا. قَالَ: " أَنَّى أَتَاهُ ذَلِكَ؟ " قَالَ: عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ. قَالَ: " وَهَذَا عَسَى أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ " (2) 7265 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمُوتُ لِمُسْلِمٍ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَيَلِجَ النَّارَ، إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ " (3)   (1) في (م) : ولدت ولدا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 2/31، والحميدي (1084) ، ومسلم (1500) ، وأبو داود (2260) ، وابن ماجه (2002) ، والترمذي (2128) ، وأبو يعلى (5869) و (5886) ، والنسائي 6/178، وابن حبان (4106) و (4107) ، والبيهقي في "السنن" 7/411 و8/252، وفي "المعرفة" (4589) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7189) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1020) ، والبخاري (1251) ، ومسلم (2632) (150) ، وابن ماجه (1603) ، والنسائي في "الكبرى" (11320) ، وأبو يعلى (5882) ، وابن الجارود (554) ، والبغوي (1543) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7721) و (10120) (10210) ، وانظر (7357) و (9437) و (10325) و (10331) و (10622) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3554) . وعن أبي سعيد وأنس وجابر وعتبة بن عبد السلمي وأبي ذر ومعاذ بن جبل وأم= الحديث: 7265 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 206 7266 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا، وَطَهُورًا " قَالَ سُفْيَانُ: أُرَاهُ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1)   = سليم، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 3/14 و152 و306 و4/183 و5/151 و241 و6/376. قوله: "فيلج النار"، أي: يدخلها. وقوله: "إلا تحلة القسم"، قال البغوي في "شرح السنة" 5/450-451: مصدر حللت اليمين تحليلا وتحلة، أي: أبررتها، يريد: إلا قدر ما يبر الله قسمه فيه، وهو قوله عز وجل: (وإن منكم إلا واردها) الآية [مريم: 71] ، فإذا مر بها وجاوزها، فقد أبر قسمه. (1) حديث صحيح، وإسناده صحيح على شرط الشيخين إن كان الزهري وصله، وهو الذي يغلب على ظننا. فقد أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (185) برواية الطحاوي عن المزني، وأخرجه الطحاوي أيضا في "مشكل الآثار" (1023) عن المزني، عن الشافعي، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحدٌ قبلى: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وأرسلت إلى الأحمر والأبيض، وأعطيت الشفاعة". قال الشافعي: ثم جلست إلى سفيان فذكر هذا الحديث، فقال: الزهري عن أبي سلمة أو سعيد عن أبي هريرة، ثم ذكره. وأخرجه مثل حديث الشافعي: الحميدي (945) عن سفيان، قال: حدثنا الزهري عمن سمع أبا هريرة، إما سعيد وإما أبو سلمة، وأكثر ذلك يقوله عن أبي سلمة (في المطبوع: عن أبي هريرة، ويغلب على ظننا أنه تحريف) : أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "أعطيت خمسا ... ". وانظر ما سيأتي برقم (7632) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة. وما سيأتي برقم (7585) . الحديث: 7266 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 207 7267 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، رِوَايَةً: " أَسْرِعُوا بِجَنَائِزِكُمْ، فَإِنْ كَانَ صَالِحًا، قَدَّمْتُمُوهُ إِلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ سِوَى ذَلِكَ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ " وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً، خَيْرٌ تُقَدِّمُوهَا إِلَيْهِ " (2)   = وسيأتي مختصراً برقم (7403) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ومطولا برقم (9337) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر مسند ابن عباس الحديث رقم (2742) قوله: "جعلت لي الأرض مسجدا"، قال البغوي في "شرح السنة" 13/197: أراد أن أهل الكتاب ما أبيحت لهم الصلاة إلا في بيعهم وكنائسهم، وأباح الله عز وجل لهذه الأمة الصلاة حيث كانوا، تخفيفا عليهم وتيسيرا، ثم خص منها المقبرة والحمام، والمكان النجس، فنهوا عن الصلاة فيها. وقوله: "وطهورا"، أراد به التراب، كما بينه في حديث حذيفة (عند مسلم 522) : "جعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا". (1) هذا الإسناد من أوله إلى هنا أثبتناه من (ظ 3) و (عس) والنسخة الكتانية و"أطراف المسند" لابن حجر 7/273، وقد سقط من (م) وباقي الأصول الخطية، وكتب في (س) ثم رمج! (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: "رواية" هو رفع للحديث، وهو في قوة قوله: "قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".= الحديث: 7267 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 208 7268 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا هَلَكَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ " (1)   = وأخرجه بنحوه الحميدي (1022) ، وابن أبي شيبة 3/281، والبخاري (1315) ، ومسلم (944) (50) ، وأبو داود (3181) ، وابن ماجه (1477) ، والترمذي (1015) ، والنسائي 4/41-42، وابن الجارود (527) ، والطحاوي 1/478، وابن حبان (3042) ، والبيهقي 4/21، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/32-33، والبغوي (1481) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/478 من طريق زمعة بن صالح، عن الزهري، به. وسيأتي برقم (7272) و (7772) و (7773) ، وانظر (7271) و (7914) و (10332) . قوله: "خيرٌ"، كذا في الأصول الخطية بحذف الفاء، وفي "الصحيحين" بإثباتها، وهو الجادة، ويخرج ما هنا على ما قاله أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش فيما نقله عنه النحاس في "إعراب القرآن" 4/83 من جواز حذفها في الكلام إذا علم، وجعل منه قوله تعالى: (ما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم) [الشورى: 30] ، بحذف الفاء من قوله: "بما" وهي قراءة نافع وابن عامر، وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام فيما ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" 7/288، وكذلك جوزه ابن مالك في "شواهد التوضيح" ص 133، قال: ومنه حديث اللقطة: "فإن جاء صاحبها، وإلا استمتع بها". وقوله: "تقدموها"، كذا وقع في الأصول الخطية أيضا بحذف النون، ورواية "الصحيحين" وغيرهما: "تقدمونها" بإثباتها، وهو الجادة، وما هنا له وجه. وقوله: "فإن تك صالحة"، وقع في (ظ 3) : فإن يك صالحا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7268 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 209 7269 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، يَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ، حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ " (1)   = وأخرجه الشافعي 2/186، والحميدي (1094) ، ومسلم (2918) ، والترمذي (2216) ، وأبو يعلى (5872) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (509) ، والبيهقي في "السنن" 9/177، وفي "الدلائل" 4/393، والبغوي (3728) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7184) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1097) ، وابن أبي شيبة 15/144، والبخاري (2476) ، ومسلم (155) (242) ، وابن ماجه (4078) ، والآجري في "الشريعة" ص 380-381، وابن منده في "الإيمان" (408) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (155) (242) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (103) و (104) ، وابن منده (411) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (7679) و (10944) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه الحميدي (1098) من طريق سفيان، عن عمران بن ظبيان الحنفي، عن رجل من بني حنيفة، عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7903) و (9121) و (9270) و (9323) و (10261) و (10404) . قلنا: وقد تواترت الأخبار بنزول عيسى ابن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام قبل يوم القيامة، وللإمام الشيخ محمد أنور شاه الكشميري كتاب جمع فيه هذه الآخبار، وسماه: "التصريح بما تواتر في نزول المسيح"، وهو مطبوع بتحقيق الشيخ = الحديث: 7269 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 210 7270 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، سَمِعَ ابْنَ أُكَيْمَةَ، يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ (1) ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، نَظُنُّ (2) أَنَّهَا الصُّبْحُ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ: " هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ   = العلامة المتفنن عبد الفتاح أبو غدة. قوله: "حكما"، قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 2/190: أي: ينزل حاكما بهذه الشريعة، لا ينزل نبيا برسالة مستقلة، وشريعة ناسخة، بل هو حاكم من حكام هذه الأمة. والمقسط: العادل، يقال: أقسط يقسط إقساطا، فهو مقسط: إذا عدل، والقسط -بكسر القاف-: العدل، وقسط يقسط قسطا -بفتح القاف- فهو قاسط: إذا جار. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فيكسر الصليب"، معناه: يكسره حقيقة، ويبطل ما يزعمه النصارى من تعظيمه. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ويضع الجزية"، أي: لا يقبلها، ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام، ومن بذل منهم الجزية، لم يكف عنه بها، بل لا يقبل إلا الإسلام أو القتل. (1) وقع في (م) وعامة أصولنا الخطية غير (عس) : "يحدث عن سعيد بن المسيب"، والصواب حذف كلمة "عن" كما في نسخة (عس) المتقنة ونسخة خطية أخرى اعتمدها الشيخ أحمد شاكر، وذكر أنها متقنة وهي منسوخة في سنة 837هـ، وكذا هو على الصواب بحذف "عن" عند الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 21/229-230 إذ أخرجه من طريق "المسند"، قلنا: وكذا كل من أخرج هذا الحديث من طريق الزهري لم يذكر فيه كلمة "عن"، ومما يؤيد عدم مجيئها في الإسناد أن يحيى بن معين أثنى على ابن أكيمة هذا، فقال: كفاك قول الزهري: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب. (2) في (م) وبعض الأصول الخطية: يظن، بالياء، والمثبت من (ظ 3) و (عس) الحديث: 7270 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 211 أَحَدٌ؟ " قَالَ رَجُلٌ: أَنَا. قَالَ: " أَقُولُ: مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟ (1) " قَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: " فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا يَجْهَرُ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ سُفْيَانُ: " خَفِيَتْ عَلَيَّ هَذِهِ الْكَلِمَةُ "   (1) إسناده صحيح، ابن أكيمة -واسمه عمارة، وقيل: عمار، وقيل: عمرو، وقيل: عامر- لم يرو عنه إلا الزهري، وحديثه في السنن الأربعة وعند البخاري في "القراءة خلف الإمام"، وقال يحيى بن معين: ثقة، وقال فيه أيضا: كفاك قول الزهري: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب، وقال يعقوب بن سفيان: هو من مشاهير التابعين بالمدينة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم الرازي: صحيح الحديث، حديثه مقبول، وقال البزار: ليس مشهورا بالنقل، ولم يحدث عنه إلا الزهري، وقال ابن سعد: منهم من لا يحتج بحديثه يقول: هو شيخ مجهول، وجهله الحميدي وابن خزيمة والبيهقي، وقال ابن حجر في "التقريب": ثقة، وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 11/22-23: الدليل على جلالته أنه كان يحدث في مجلس سعيد بن المسيب وسعيد يصغي إلى حديثه عن أبي هريرة، وسعيد أجل أصحاب أبي هريرة، وإلى حديثه ذهب سعيد بن المسيب في القراءة خلف الإمام فيما يجهر فيه، وبه قال ابن شهاب، وذلك كله دليل واضح على جلالته عندهم وثقته، وبالله التوفيق. وقول الزهري في آخر الحديث: "فانتهى الناس ... الخ"، قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/231: هو من كلام الزهري، بينه الخطيب، واتفق عليه البخاري في "التاريخ" (9/38) ، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، والذهلي، والخطابي، وغيرهم. قلنا: فهو على هذا مرسل. والحديث أخرجه المزي في ترجمة عمارة بن أكيمة من "تهذيب الكمال" 21/229-230 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/375، وعنه ابن ماجه (848) وقرن به هشام بن عمار، = الجزء: 12 ¦ الصفحة: 212 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه أبو داود (827) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/157، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/25 عن مسدد وأحمد بن محمد المروزي، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف وعبد الله بن محمد الزهري، وابن السرح، وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/157 من طريق علي بن أحمد المديني، وفي "القراءة خلف الإمام" (321) من طريق أبي داود، عن عبد الله بن محمد الزهري، وأخرجه ابن عبد البر 11/24-25 من طريق حامد بن يحيى، تسعتهم عن سفيان بن عيينة، به. انتهى ابن أبي شيبة وهشام بن عامر وحامد بن يحيى إلى قوله: "ما لي أنازع القرآن"، وقال أبو داود: قال مسدد في حديثه: قال معمر: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال ابن السرح في حديثه: قال معمر عن الزهري: قال أبو هريرة: فانتهى الناس! وقال عبد الله بن محمد الزهري من بينهم: قال سفيان: وتكلم الزهري بكلمة لم أسمعها، فقال معمر: إنه قال: فانتهى الناس، وقال البيهقي: قال علي ابن المديني: قال سفيان: ثم قال الزهري شيئا لم أحفظه، انتهى حفظي إلى هذا، قال علي: قال لي سفيان يوما: فنظرت في شيء عندي، فإذا هو: صلى بنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الصبح، بلا شك. وأخرجه ابن عبد البر 11/26-27 من طريق أبي أويس، عن الزهري، به. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (96) من طريق الليث بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، به. قال البخاري: وقوله: "فانتهى الناس" من كلام الزهري، وقد بينه لي الحسن بن صباح، قال: حدثنا مبشر، عن الأوزاعي: قال الزهري: فاتعظ المسلمون بذلك، فلم يكونوا يقرؤون فيما جهر. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (98) ، وابن حبان (1843) ، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (318) و (319) من طريق الليث بن سعد، عن الزهري، به. انتهى حديثه إلى قوله: "ما لي أنازع القرآن". وأخرجه مع قول الزهري بنحوه أبو يعلى (5861) من طريق مبشر بن إسماعيل، وابن حبان (1850) من طريق الفريابي، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (322) = الجزء: 12 ¦ الصفحة: 213 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = من طريق الوليد بن مزيد، و (324) من طريق بشر بن بكر، ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. فجعل سعيد بن المسيب في موضع ابن أكيمة، قال ابن عبد البر 11/24: وذلك وهم وغلط عند جميع أهل العلم بالحديث، والحديث محفوظ لابن أكيمة ... وأخرجه ابن حبان (1851) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن من سمع أبا هريرة يقول ... فذكره. قال ابن حبان: فعلم الوليد بن مسلم أنه وهم (يعني الأوزاعي) فقال: عن من سمع أبا هريرة، ولم يذكر سعيدا. قلنا: وسواء أكانت هذه الزيادة (وهي: فانتهى الناس ... ) من قول أبي هريرة أو من مرسل الزهري، فإنها زيادة صحيحة، يعضدها قول الله تبارك وتعالى: (وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) [الأعراف: 204] ، فقد اتفق أهل العلم على أن المراد من قوله: (فاستمعوا) ، وجوب الإنصات على المأموم في الصلوات التي يجهر فيها الإمام، كما في "جامع البيان" 9/162-166، و"التمهيد" 11/30-31. ويعضدها أيضا قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وإذا قرأ (يعني الإمام) فأنصتوا"، رواه مسلم (404) (63) ، وأبو داود (604) وغيرهما، وهذا الإنصات إنما يكون في الصلاة الجهرية، وليس في السرية. وانظر ما سيأتي برقم (8889) . وحديث: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" يخص المنفرد والإمام، فإن قراءة الفاتحة في حقهما واجبة، فهو من العام الذي أريد به الخاص، وأما المأموم فيجب عليه الإنصات في الجهرية، وأما في السرية فيسن له أن يقرأ الفاتحة، لأن الإمام يحمل عنه ذلك لحديث: "من كان له إمام، فقراءته له قراءة"، وهو حديث حسن روي عن جماعة من الصحابة، منهم جابر بن عبد الله، سيأتي في "المسند" 3/339، ونفصل القول فيه هناك إن شاء الله تعالى. وانظر "التمهيد" 1/271-55، و"المغني" 2/259-265، و"تهذيب السنن" 1/392. وسيأتي حديث أبي هريرة برقم (7819) و (7833) و (8007) و (10318) . وسيأتي نحوه في مسند ابن بحينة 5/345 من طريق ابن أخي الزهري، عن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 214 7271 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ،   = الزهري، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن عبد الله بن بحينة. وهذا خطأ، أخطأ فيه ابن أخي الزهري، والصواب ما رواه الجماعة عن الزهري، عن أبي أكيمة، عن أبي هريرة. قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 3/84-86: قد اختلف أهل العلم من الصحابة والتابعين، فمن بعدهم في القراءه خلف الإمام، فذهب جماعة إلى إيجابها سواء جهر الإمام أو أسر، يروى ذلك عن عمر، وعثمان، وعلي، وابن عباس، ومعاذ، وأُبيِّ بن كعب (قلنا: وعن أبي هريرة، وعبادة بن الصامت أيضا) ، وبه قال مكحول، وهو قول الأوزاعي، والشافعي، وأبي ثور، فإن أمكنه أن يقرأ في سكتة الإمام، وإلا قرأ معه. وذهب قوم إلى أنه يقرأ فيما أسر الإمام في القراءة، ولا يقرأ فيما جهر، يقال: هو قول عبد الله بن عمر، يروى ذلك عن عروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، ونافع بن جبير، وبه قال الزهري، ومالك، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، وهو قول للشافعي. وذهب قوم إلى أنه لا يقرأ أحد خلف الإمام سواء أسر الإمام أو جهر، يروى ذلك عن زيد بن ثابت وجابر ويروى عن ابن عمر: إذا صلى أحدكم خلف الإمام فحسبه قراءة الإمام، وبه قال سفيان الثوري، وأصحاب الرأي، واحتجوا بحديث أبي هريرة: "ما لي أنازع القرآن"، قلت: وذلك محمول عند الأكثرين على أن يجهر على الإمام بحيث ينازعه القراءة، والدليل عليه ما روي عن عمران بن حصين أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بهم الظهر، فلما انفتل قال: "أيكم قرأ: (سبح اسم ربك الأعلى) ؟ " فقال رجل: أنا، فقال: "علمت أن بعضكم خالجنيها" (أخرجه مسلم: 398) . والمخالجة: المجاذبة، وهي قريب من قوله: نازعنيها. الحديث: 7271 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 215 أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً، قَرَّبْتُمُوهَا إِلَى الْخَيْرِ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ ذَلِكَ، شَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ " (1) . قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " وَوَافَقَ سُفْيَانَ (2) مَعْمَرٌ وَابْنُ أَبِي حَفْصَةَ "، 7272 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَفْصَةَ (3)   (1) إسناده صحيح، علي بن إسحاق -وهو المروزي- ثقة من رجال الترمذي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين يونس: هو ابن يزيد الأيلي، وأبو أمامة بن سهل: هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري، مشهور بكنيته، ولد في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع منه، مات سنة مئة وله اثنتان وتسعون سنة. وأخرجه النسائي 4/42 عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (499) (51) ، والطحاوي 1/478 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد، به. وسيأتي مكررا برقم (7774) ، وانظر (7267) . (2) يعني: عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، كما سلف برقم (7267) ، فأما حديث معمر فسيأتي برقم (7772) ، وأما حديث ابن أبي حفصة فسيأتي برقم (7272) و (7773) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل ابن أبي حفصة -واسمه محمد-، وقد سلف بيان حاله عند الحديث رقم (7252) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق، فمن رجال الترمذي، وهو ثقة.= الحديث: 7272 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 216 7273 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأَسْلَمِيِّ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ، حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا " (1)   = وأخرجه مسلم (944) (50) من طريق روح بن عبادة، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7773) ، وانظر (7267) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حنظلة الأسلمي -وهو حنظلة بن علي بن الأسقع الأسلمي-، فمن رجال مسلم. وأخرجه الحميدي (1005) ، ومسلم (1252) ، وابن خزيمة، وأبو عوانة، كلاهما في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 128، من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" برواية ابن وهب وابن القاسم ومعن بن عيسى وجويرية بن أسماء كما في "الإتحاف" 5/ورقة 128، ومسلم (1252) ، والطبري 3/291، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان (6820) ، والبيهقي في "السنن" 5/2 من طرق عن الزهري، به. ورواية الطبري مطولة. وسيأتي برقم (7681) و (10661) و (10974) ، ويأتي أيضا ضمن حديث مطول برقم (7903) . قوله: "ليهلن"، قال السندي: من الإهلال: وهو رفع الصوت بالتلبية. وقوله: "بفج الروحاء"، قال: اسم موضع بين الحرمين، قال النووي: هو بفتح فاء وتشديد جيم، قال الحافظ أبو بكر الحازمي: هو بين مكة والمدينة، قال: وكان طريق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بدر وإلى مكة عام الفتح، وعام حجة الوداع. وقوله: "أو ليثنينهما" كذا وقع في (عس) ونسخة على هامش (ظ 3) ، وفي (م) = الحديث: 7273 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 217 7274 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ " (1)   = وباقي النسخ: "أو ليثنيهما"، قال السندي: هكذا في نسخ "المسند" بلا نون التوكيد، والذي في "مسلم": ليثنينهما، بنون التأكيد، وهو القياس، وضبطه بعضهم من التثنية، لكن قال النووي: هو بفتح الياء في أوله، معناه: يقرن بينهما، وهذا يكون بعد نزول عيسى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من السماء في آخر الزمان. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1108) ، وابن سعد 1/439، والبخاري (5899) ، ومسلم (2103) (80) ، وأبو داود (4203) ، وابن ماجه (3621) ، والنسائي 8/185، وأبو يعلى (5957) و (6003) ، وأبو عوانة 5/514، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3672) ، والبيهقي 7/309 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد 1/439، وابن أبي شيبة 8/431، والبخاري (3462) ، والنسائي 8/137، وأبو يعلى (6001) ، وأبو عوانة 5/514 و514-515، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3674) و (3676) و (3677) ، من طرق عن الزهري، به. ولم يذكر الطحاوي في موضعه الثاني سليمان بن يسار. وسيأتي برقم (7542) و (8083) و (9209) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وسيأتي بنحوه برقم (7545) و (10472) من طريق محمد بن عمرو، وبرقم (8672) من طريق عمر بن أبي سلمة، كلاهما عن أبي سلمة، عن أبى هريرة، ولفظه: "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى". وفي الباب عن الزبير بن العوام، سلف برقم (1415) . وعن ابن عمر عند النسائي 8/137، وأبي يعلى (5678) ، والطحاوي في= الحديث: 7274 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 218 7275 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللهُ الْمَوْعِدُ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، أَصْحَبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَحَضَرْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسًا، فَقَالَ: " مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي ثُمَّ يَقْبِضْهُ إِلَيْهِ، فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي؟ " فَبَسَطْتُ (2) بُرْدَةً عَلَيَّ، حَتَّى قَضَى حَدِيثَهُ، ثُمَّ قَبَضْتُهَا إِلَيَّ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ (3)   = "مشكل الآثار" (3679) ، والخطيب في "تاريخه" 4/77. وعن عائشة عند الطحاوي (3678) ، والطبراني في "الأوسط" (1252) . وعن نافع بن جبير بن مطعم، مرسلا عند ابن سعد 3/391. وعن عروة، عن أبيه، مرسلا عند ابن سعد أيضا 1/439. قوله: "لا يصبغون" المراد به صبغ شيب اللحية والرأس بغير السواد، لما أخرجه أحمد 3/216، ومسلم (2102) من حديث جابر أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "غيروا هذا واجتنبوا السواد". وانظر "فتح الباري" 6/499. (1) من قوله: "والله الموعد" إلى هنا أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، وقد سقط من (م) وسائر الأصول الخطية. (2) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: وبسطت. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج. وأخرجه الحميدي (1142) ، وأبو خيثمة في "العلم" (96) ، والبخاري= الحديث: 7275 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 219 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (7354) ، ومسلم (2492) (159) ، والنسائي في "الكبرى" (5868) ، وأبو يعلى (6248) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2350) ، وابن ماجه (262) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، به. ورواية ابن ماجه مختصرة. وسيأتي برقم (7276) و (7705) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، والموضع الأول مختصر. وأخرجه بنحوه ابن سعد 4/329، والبخاري (119) و (3648) ، والترمذي (3835) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، والترمذي (3834) من طريق أبي الربيع المدني، وأبو يعلى (6219) من طريق أبي الطفيل، ثلاثتهم عن أبي هريرة بألفاظ متقاربة، ولفظ البخاري (119) عن أبي هريرة: قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه، قال: "ابسط رداءك"، فبسطته. قال: فغرف بيديه، ثم قال: "ضمه" فضممته، فما نسيت شيئا بعده. وأخرجه ابن سعد 4/330، والطبراني في "الأوسط" (815) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الجندعي، عن أبي هريرة، قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ابسط ثوبك" فبسطته، فحدثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عامة النهار، ثم تفل في ثوبي، ثم ضممت ثوبي إلى بطني، فما نسيت شيئا بعد. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سيأتي برقم (7277) و (8409) ، وانظر أيضا ما سلف في مسند ابن عمر برقم (4453) . وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله عند الحاكم في "المستدرك" 3/511-512. قوله: "والله الموعد"، قال الحافظ في "الفتح" 5/28: فيه حذف: تقديره: وعند الله الموعد، لأن الموعد إما مصدر، وإما ظرف زمان أو ظرف مكان، وكل ذلك لا يخبر به عن الله تعالى، ومراده أن الله تعالى يحاسبني إن تعمدت كذبا، ويحاسب من ظن بي ظن السوء. والصفق، قال الحافظ أيضا في "الفتح" 1/214: بإسكان الفاء، هو ضرب اليد= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 220 7276 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَاللهِ لَوْلَا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللهِ، مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا، ثُمَّ يَتْلُو هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (1) 7277 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،   = على اليد، وجرت به عادتهم عند عقد البيع. وقال السندي: كناية عن البيع والشراء، أي: أنهم كانوا أصحاب تجارات، وكان الأنصار أصحاب زراعات وبساتين. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5867) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم وعلي بن محمد بن علي، كلاهما عن إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (118) ، ومسلم (2492) (59) ، والبيهقي في "المدخل إلى السنن" (571) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/6 من طرق عن مالك، به. وأخرجه بنحهه مختصرا أبو خيثمة في "العلم" (107) من طريق ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة. وانظر ما قبله. قوله: "لولا آيتان"، قال السندي: أي: في ذم كتمان العلم. الحديث: 7276 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 221 أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ، فَذَكَرَهُ (1) 7278 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقُرِئَ عَلَيْهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدَكُمْ جَارُهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ فَلَا يَمْنَعْهُ " فَلَمَّا حَدَّثَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ، طَأْطَئُوا رُءُوسَهُمْ، فَقَالَ: " مَا لِي أَرَاكُمْ مُعْرِضِينَ؟ وَاللهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة. وأخرجه البخاري (2047) ، ومسلم بإثر الحديث (2492) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/378-379 و381 من طريق أبي اليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5866) من طريق بشر بن شعيب بن أبي حمزة، عن أبيه، به. وأخرجه مسلم (2492) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1659) ، وابن حبان (7153) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه الحميدي (1076) ، ومسلم (1609) ، وأبو داود (3634) ، وابن ماجه (2335) ، والترمذي (1353) ، والبيهقي 6/68 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1609) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وأخرجه البيهقي 6/68 من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، به. وسيأتي (7702) و (9145) و (9961) ، وانظر ما سلف برقم (7154) .= الحديث: 7278 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 222 7279 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ سُفْيَانُ: سَأَلْتُهُ أَنَا عَنْهُ: كَيْفَ الطَّعَامُ، طَعَامَ (1) الْأَغْنِيَاءِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -: " شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى إِلَيْه (2) الْأَغْنِيَاءُ، وَيُتْرَكُ الْمَسَاكِينُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (3)   = قوله: "بين أكتافكم"، قال السندي: بالتاء: جمع كتف، أو بالنون: جمع كنف، بمعنى الجانب، أي: لأشيعن هذه المقالة فيكم، فلا يمكن لكم أن تعرضوا عن العمل يومها، أو الضمير للخشبة، والمعنى: إن رضيتم بهذا الحكم، وإلا لأجعلن الخشبة بين رقابكم كارهين، والمراد المبالغة في إجراء الحكم فيهم إن ثقل عليهم، قيل: قاله حين كان أميرا على المدينة. وقوله: "خشبة"، وقع في (ظ 3) : خشبه، بالجمع. (1) في (م) : أي طعام، ولفظة "أي" لم ترد في عامة أصولنا الخطية، ولفظة "أنا" من قوله: "سألته أنا عنه"، أثبتناها من (ظ 3) و (عس) . (2) في (م) وبعض النسخ: إِلَيْهَا، ولفظة "طعام" من قوله: "طعام الوليمة" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/244: أول هذا الحديث موقوف، ولكن آخره يقتضي رفعه، ذكر ذلك ابن بطال. وأخرجه الحميدي (1171) ، وسعيد بن منصور (524) ، ومسلم (1432) (108) ، وابن ماجه (1913) ، والنسائي في "الكبرى" (6613) ، والبيهقي 7/262 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، والحديث عند مسلم فيه قصة. وأخرجه البيهقي 7/261-262 من طريق يعقوب بن سفيان، عن الحميدي، عن سفيان، به -إلا أنه رفعه، قال البيهقي: وكان سفيان ربما رفع هذا الحديث، وربما لم يرفعه.= الحديث: 7279 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 223 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه موقوفا مالك في "الموطأ" 2/546، ومن طريقه أخرجه البخاري (5177) ، ومسلم (1432) (107) ، وأبو داود (3742) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/143، والبيهقي 7/261، والبغوي (2315) عن الزهري، به. ولفظه عند مسلم: بئس الطعام طعام الوليمة ... وأخرجه الدارمي (2066) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به. وأخرجه مسلم (1432) (109) من طريق أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، به. وأخرجه بنحوه الحميدي (1170) ، ومسلم (1432) (110) ، والبيهقي 7/262 من طريق ثابت بن عياض الأعرج، وسعيد بن منصور (526) من طريق بشر بن عاصم، والطحاوي 4/143 من طريق ميمون بن ميسرة، ثلاثتهم عن أبي هريرة، بلفظ: شر الطعام طعام الوليمة، يمنعها من يأتيها، ويدعى إليها من يأباها ... الحديث، ورواية ثابت الأعرج عن أبي هريرة مرفوعة. وسيأتي برقم (7624) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، وبرقم (9261) (10412) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وحده، عن أبي هريرة. وأخرج القسم الثاني منه سعيد بن منصور (525) عن فرج بن فضالة، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري مرسلا، قال: قال يعني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من دعي إلى الوليمة فلم يجب، فقد عصى الله ورسوله". قوله: "شر الطعام"، قال السندي: المراد: من شر الطعام، لأن من الطعام ما يكون شرا منه والوليمة، قال: أي: طعام الوليمة: هي كل دعوة تتخذ لسرور حادث من نكاح أو ختان أو غيرهما، لكن اشتهر استعمالها في دعوة النكاح. وقوله: "فقد عصى الله ورسوله"، قال: من لا يقول بالوجوب أصلا، يحمله على تأكيد الاستحباب، ومن يقول بوجوب دعوة الوليمة، يحمله عليه. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 224 7280 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " سَمِعْتُهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ مِنْ سُفْيَانَ " وَقَالَ مَرَّةً: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَقَالَ مَرَّةً: مَنْ قَامَ - وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (167) ، والحميدي (950) و (1007) ، وأخرجه البخاري (2014) عن علي ابن المديني، وأبو داود (1372) عن مخلد بن خالد، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، وابن الجارود (404) عن ابن المقرىء، وأبو يعلى (5960) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، والنسائي 4/156-157 عن قتيبة ومحمد بن عبد الله بن يزيد، و157 عن قتيبة وعن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، و8/117 عن قتيبة، وابن خزيمة (1894) عن عمرو بن علي، و (2199) عن عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمرو بن علي، والبيهقي في "السنن" 4/304 من طريق الحسن بن محمد بن الصباح، وفي "المعرفة" (2619) و (2634) من طريق الشافعي، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/104 من طريق الشافعي وعمرو بن محمد الناقد وابن أبي شيبة ومحمد بن يحيى بن عمر الطائي، والبغوي (1706) من طريق الحسن بن محمد بن الصباح وعلي بن حرب، جميعهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال سفيان في بعض روايات النسائي: "من قام رمضان" وهو عند الشافعي والنسائي 4/157 و8/117، وابن خزيمة في الموضع الثاني، والبيهقي مختصر بقصة صيام رمضان فقط، إلا أنه عند النسائي 8/117 بلفظ: "من قام رمضان"، وهو عند البيهقي في "المعرفة" (2634) بقصة قيام ليلة القدر فقط.= الحديث: 7280 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 225 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (3314) المطبوع في الدار القيمة بالهند، عن قتيبة بن سعيد، عن سفيان، به - وقال فيه: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"، وأشار محقق الكتاب إلى أن قوله: "وما تأخر" ثابت في أصلين، وضرب عليه في الثالث، والظاهر أن هذا الحرف ثابت في نسخ الكتاب الصحيحة، إذ أشار إلى وجوده فيه الحافظ ابن حجر في كتابه "الخصال المكفرة" ص 52. قلنا: وقد تابع قتيبة عن سفيان في زيادة هذا الحرف، وهو قوله: "وما تأخر"، كل من حامد بن يحيي البلخي عند قاسم بن أصبغ في "مصنفه"، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 7/105، وهشام بن عمار في "فوائده"، ويوسف بن يعقوب النجاحي عند أبي بكر بن المقرىء في "فوائده"، والحسين بن الحسن المروزي في كتاب "الصيام" له، ذكر ذلك كله الحافظ ابن حجر في "الخصال المكفرة" ص 53-54، واستنكر ابن عبد البر هذه الزيادة في حديث حامد بن يحيى البلخي، إلا أن الحافظ ابن حجر رده بأنه قد توبع عليها. قلنا: إن رواية جمهور أصحاب سفيان لم يذكروا هذا الحرف عنه، وهم أكثر عددا وأجود حفظا، والحديث على ما رووه دون هذه الزيادة، على أن في بعض طرق من روى الزيادة عن سفيان مقالا. وقد رواه جماعة عن الزمري لم يذكر أحد منهم قوله: "وما تأخر": فقد أخرجه مختصرا بقصة قيام رمضان فقط البخاري (2008) ، والبيهقي 2/492 من طريق عقيل بن خالد، والنسائي 4/156 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والنسائي أيضا 4/155، وابن حبان (2546) ، والبيهقي 2/492 من طريق يونس بن يزيد، والنسائي في "المجتبى" 4/156 من طريق صالح بن كيسان، وفي "الكبرى" (3416) من طريق الأوزاعي، خمستهم عن الزهري، به - دون قوله: "وما تأخر". وسيأتي برقم (9001) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، وزاد فيه: "وما تأخر"، ويأتي الكلام عليها هناك. وانظر أيضا تخريج الحديث= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 226 7281 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ "، يَعْنِي رَمَضَانَ (1) 7282 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رِوَايَةً: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ، حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ   = (10117) . وأخرج قصة قيام ليلة القدر فقط البخاري (35) ، ومسلم (760) (176) ، والنسائي في "الكبرى" (3307) ، والبيهقي 4/306-307 من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث بشطريه من طريق أبي سلمة بلفظ الصيام برقم (10117) ، وبلفظ القيام في رمضان برقم (9445) و (10118) ، وباللفظين جميعا برقم (10537) . وسيأتي الشطر الأول بلفظ الصيام برقم (9001) ، وسلف برقم (7170) ، وبلفظ قيام رمضان برقم (7281) و (7787) و (7881) و (9288) و (10843) . والشطر الثاني -وهو قيام ليلة القدر- سيأتي برقم (8576) . وسيأتي الشطر الأول بلفظ الصيام برقم (9001) من طريق الحسن، وبلفظ القيام برقم (10304) من طريق حميد بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي هريرة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي أبو المنذر- فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي، أبو الحارث المدني. وانظر ما قبله. وسيأتي برقم (7881) بهذا الإسناد نفسه إلا أنه مطول. الحديث: 7281 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 227 يَدُهُ " (1) 7283 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا مَاتَ النَّجَاشِيُّ، (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: "رواية" يريد به أنه مرفوع. وأخرجه البيهقي في "السنن" 1/45 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/29، والحميدي (951) ، والدارمي (766) ، ومسلم (278) ، والنسائي 1/6-7، وابن الجارود (9) ، وأبو يعلى (5961) ، وابن خزيمة (99) ، وأبو عوانة 1/263، وابن حبان (1062) ، والبيهقي في "السنن" 1/45، وفي "المعرفة" (54) ، والبغوي (208) من طريق سفيان بن عيينة، به. أخرجه ابن ماجه (393) ، والترمذي (24) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به. وسيأتي برقم (7517) و (8586) و (8965) . وأخرجه مسلم (278) (88) ، وأبو عوانة 1/264، والبيهقي 1/118 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، وأبو داود (105) ، وابن حبان (1061) ، والدارقطني 1/50، والبيهقي 1/46 من طريق أبي مريم الأنصاري أو الحضرمي، كلاهما عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7438) و (7439) و (7600) و (7674) و (8182) و (9139) و (9238) و (9869) و (9996) و (10497) . وفي الباب عن ابن عمر عند ابن ماجه (394) ، والدارقطني 1/49-50، والبيهقي 1/46. وعن جابر عند ابن ماجه (395) ، والدارقطني 1/49. وحسن إسنادهما العيني في "عمدة القاري" 2/312، وانظر الكلام على الحديث في "فتح الباري" 1/263-265. (2) في الأصول الخطية: "أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لما مات النجاشى ... " بزيادة لفظة "قال"، قال السندي: يحتمل أن يكون "أخبرهم" بصيغة الأمر، أي:= الحديث: 7283 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 228 أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَاسْتَغْفَرُوا لَهُ " (1) 7284 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلَاةٍ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ " (2)   = قال لأبي هريرة: أخبرهم -أي: الصحابة- أنه قد مات، ويحتمل أن يكون بصيغة الماضي على أنه تكرار لمعنى "قال" وتأكيد له بلفظ آخر، ومثل هذا التكرار شائع، ومنه قوله تعالى: (رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم) [يوسف: 4] ، وله أمثال في القرآن، أي: قال لهم: إنه قد مات، وبالجملة فالحديث دليل على جواز إخبار الناس بموت أحد، وليس هو من النعي المنهي عنه، والله تعالى أعلم. قلنا: وهذه اللفظة لم ترد في "أطراف المسند" لابن حجر 8/146، وكذا رواية أبي يعلى الموصلي ألفاظها كألفاظ رواية الإمام أحمد في النسخ المطبوعة سواء، دون زيادة لفظة " قال". (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1023) ، والنسائي 4/94، وأبو يعلى (5956) ، والبغوي (1490) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. لفظ أبي يعلى كلفظ الإمام أحمد هنا، وأما الباقون، فهو عندهم بلفظ: لما مات النجاشى، قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "استغفروا له". وسيأتي برقم (10852) بأطول مما هنا من طريق ابن أبي حفصة، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7147) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/54، وفي "الأم" 1/205، والحميدي (946) ، والدارمي (1221) ، ومسلم (607) (162) ، وابن ماجه (1122) ، والترمذي (524) ، وابن الجارود (323) ، وأبو يعلى (5962) ، وابن خزيمة= الحديث: 7284 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 229 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (1848) ، وأبو عوانة 2/80، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2321) ، والبغوي (401) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/10، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (110) ، والبخاري في "صحيحه" (580) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (205) و (206) و (225) ، ومسلم (607) ، وأبو داود (1121) ، والنسائي 1/274، وأبو يعلى (5988) ، وأبو عوانة 2/79 و79-80، والطحاوي (2320) ، وابن حبان (1483) ، والبيهقي 1/386-387، والبغوي (400) عن الزهري، به. وأخرجه عبد الرزاق (3370) ، والدارمي (1220) ، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (210) و (211) و (212) و (213) و (217) ، ومسلم (607) (162) ، والنسائي 1/274، وابن خزيمة (1595) و (1849) ، وأبو يعلى (5966) و (5988) ، وأبو عوانة 1/372 و2/80 و80-81 و81، وابن المنذر في "الأوسط" (2021) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/151، وفي "مشكل الآثار" (2318) و (2319) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (7665) و (8865) و (8883) من طريق الزهري، به، وبرقم (7594) من طريق عراك بن مالك، عن أبي هريرة. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (7458) و (7460) و (7538) و (8585) من طرق عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وانظر ما سلف برقم (7216) . وأخرجه النسائي في "المجتبى" 1/274، وفي "الكبرى" (1539) من طريق أبي المغيرة، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال أبو عبد الرحمن النسائي في "الكبرى": لا نعلم أحدا تابع أبا المغيرة على قوله: عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، والصواب: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه الحاكم 1/216 و273-274 من طريق سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، عن يحيى بن أبي سليمان، عن زيد أبي عتاب وسعيد المقبري، عن أبي هريرة رفعه: "إذا جئتم ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك ركعة= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 230 7285 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " (2)   = فقد أدرك الصلاة". ثم صحح إسناده، وقال: يحيى بن أبي سليمان من ثقات المصريين، وتابعه الذهبي على ذلك! وهذا خطأ منهما رحمهما الله تعالى، فيحيى بن أبي سليمان هذا ليس مصريا، وإنما هو مدني نزل البصرة، ثم هو غير ثقة، فقد قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي، يكتب حديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات"! وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث، فإسناد الحاكم ضعيف. وفي الباب عن عبد الله بن عمر عند النسائي 1/274-275 قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أدرك ركعة من الجمعة أو غيرها فقد تمت صلاته". وعن سالم بن عبد الله مرسلا عنده أيضا 1/275. (1) قوله: حدثنا سفيان، سقط من (م) والنسخ المتأخرة من الأصول الخطية، وأثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، وهما نسختان قديمتان متقنتان جدا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/117، والحميدي (948) ، وابن أبي شيبة 2/341 و14/212، والدارمي (1363) ، والبخاري (1203) ، ومسلم (422) (106) ، وأبو داود (939) ، وابن ماجه (1034) ، والنسائي 3/11، وابن الجارود (210) ، وابن خزيمة (894) ، وأبوعوانة 2/213، والطحاوي 1/447، والبيهقي 2/246، والبغوي (748) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وفي بعض هذه المصادر: "والتصفيق للنساء". وأخرجه ابن حبان (2263) ، والبيهقي 2/246 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4068) ، لكن وقع في المطبوع منه: "ابن المسيب" مكان: أبي سلمة.= الحديث: 7285 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 231 7286 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَلْبِسُ عَلَيْهِ، حَتَّى لَا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى، فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ " (1)   = وأخرجه أبو يعلى (5955) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمه، به. وسيأتي برقم (10851) من طريق ابن أبي حفصة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7550) و (7895) و (8204) و (8891) و (10390) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله وعن سهل بن سعد الساعدي، سيأتيان في "المسند" 3/340 و5/330. قوله: "التسبيح للرجال"، قال السندي: أي: إذا عرض لهم شيء في الصلاة، فأراد أحدهم التنبيه عليه، كسهو الإمام، فليقل: سبحان الله، والمرأة مأمورة بخفض صوتها، فلذلك شرع لها التصفيح موضع التسبيح، وهو ضرب صفح الكف، وقيل: هو بالحاء: الضرب بظاهر إحدى اليدين على الأخرى، وبالقاف: بباطنها على باطن الأخرى، وقيل: بالحاء: الضرب بالأصبعين للإنذار والتنبيه، وبالقاف: بجميعهما للهو ولعب، وقال الجوهري: التصفيح مثل التصفيق، وفي الحديث: "التسبيح للرجال، والتصفيح للنساء" روي أيضا بالقاف. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (947) ، ومسلم ص 398 (82) ، وابن خزيمة (1020) ، وأبو يعلى (5958) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/100، ومن طريقه أخرجه البخاري (1232) ، ومسلم ص 398 (82) ، وأبو داود (1030) ، والنسائي 3/31، وأبو عوانة 2/191،= الحديث: 7286 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 232 7287 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ - إِنْ شَاءَ اللهُ -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ " (1)   = والطحاوي 1/431، وابن حبان (2683) ، والبيهقي 2/330 و353، والبغوي (753) عن الزهري، به. وأخرجه مسلم ص 398 (82) ، وأبو داود (1031) و (1032) ، وابن ماجه (1216) ، والترمذي (397) ، وأبو يعلى (5964) ، وابن خزيمة (1020) ، وأبو عوانة 2/191-192 و192، والطحاوي 1/431، والبيهقي 2/339 من طرق عن الزهري، به - وبعضهم يزيد في آخره: "قبل التسليم". قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه بنحوه الطحاوي 1/431 من طريق زمعة بن صالح، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (7694) و (7803) و (7822) ، وسيأتي من طريق أبي سلمة أيضا بنحوه برقم (10263) و (10543) و (10769) . وانظر ما سيأتي برقم (8139) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة. وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1656) . وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/72. وعن عبد الله بن عمرو في "السنن" وصححه ابن حبان (2012) . قوله: "فيلبس عليه"، قال السندي: بكسر باء مخففة أو مشددة، أي: يخلط. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1107) ، وابن أبي شيبة 8/10، ومسلم (2215) (88) ، والترمذي (2041) ، والنسائي في "الكبرى" (7578) ، وأبو يعلى (5963) ، وابن حبان (6071) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.= الحديث: 7287 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 233 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه مسلم (2215) (88) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. وأخرجه البخاري (5688) ، ومسلم (2215) (88) ، وابن ماجه (3447) من طريق الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (7557) و (7638) و (8517) و (9473) و (9543) و (9544) و (10550) من طريق أبي سلمة، وبرقم (10626) من طريق سعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة، وسيأتي أيضا برقم (9056) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، وبرقم (10046) و (10047) من طريق هلال بن يزيد، كلاهما عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه موقوفا الترمذي (2070) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، قال: حدثت أن أبا هريرة، قال ... فذكره. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الواسطة بين قتادة وبين أبي هريرة. وفي الباب عن بريدة الأسلمي وعن عائشة، سيأتيان في "المسند" 5/346 و6/138. قوله: "فإن فيها شفاء من كل داء"، قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/2112: هذا من عموم اللفظ الذي يراد به الخصوص. إذ ليس يجتمع في طبع شيء من النبات والشجر جميع القوى التي تقابل الطبائع كلها في معالجة الأدواء على اختلافها وتباين طبائعها، وإنما أراد أنه شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة والبلغم، وذلك أنه حار يابس، فهو شفاء بإذن الله للداء المقابل له في الرطوبة والبرودة، وذلك أن الدواء أبدا بالمضاد، والغذاء بالمشاكل. وقال أبو بكر ابن العربي فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" 10/145: العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء، ومع ذلك، فإن من الأمراض ما لو شرب صاحبه العسل لتأذى به، فإن كان المراد بقوله في العسل:= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 234 قَالَ سُفْيَانُ: " السَّامُ: الْمَوْتُ، وَهِيَ: الشُّونِيزُ " 7288 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَوْ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ: أَنْ يُنْتَبَذَ فِيهِ " وَيَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاجْتَنِبُوا الْحَنَاتِمَ " (1)   = (فيه شفاء للناس) الأكثر الأغلب، فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى. وقال غيره: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المريض، فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد، فيكون معنى قوله: "شفاء من كل داء"، أي: من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثير شائع. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 2/94، والحميدي (1081) ، ومسلم (1993) ، والنسائي 8/305، والطحاوي 4/226، والبيهقي 8/309 من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة دون شك، عن أبي هريرة. وجعلوه مرفوعا من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تنتبذوا في الدباء ولا في المزفت" غير النسائي. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (7752) من طريق معمر عن الزهري، وبنحوه برقم (10510) من طريق محمد بن عمرو، و (10971) من طريق يحيي بن أبي كثير، كلاهما عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وأخرجه أبو يعلى (6128) من طريق عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، والطحاوي 4/227 من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن مجاهد، عن أبي هريرة. وأخرجه الطيالسي (2409) ، ومسلم (1993) (32) من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى عن المزفت والحنتم والنقير، قال: قيل لأبي هريرة: ما الحنتم؟ قال: الجرار الخضر.= الحديث: 7288 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 235 7289 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَبْصَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَقْرَعُ يُقَبِّلُ حَسَنًا، فَقَالَ: لِي عَشْرَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، مَا قَبَّلْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ قَطُّ قَالَ: " إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ، لَا يُرْحَمُ " (1)   = وأخرجه النسائي 8/306-307 من طريق الحسين بن واقد المروزي، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت. وانظر ما سيأتي برقم (8656) و (9354) و (10667) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2020) . وعن ابن عمر، سلف برقم (4465) . وعن أنس وجابر وعائشة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/112 و304 و6/31 و115. الدباء: هو القرع اليابس، والمراد هنا أن يتخذ وعاء. والمزفت: المطلي بالزفت، ويقال له: المقير. والحنتم: جمعه حناتم، وهي الجرار الخضر. قلنا: والنهي عن الانتباذ في لهذه الأوعية منسوخ بحديث بريدة عند أحمد 5/355، ومسلم (977) وغيرهما، وفيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية، فاشربوا في أي وعاء شئتم، ولا تشربوا مسكرا"، وفي رواية عند مسلم ص 1585، وعلي بن الجعد في "الجعديات" للبغوي (2075) : "كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا ". (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1106) ، ومسلم (2318) ، وأبو داود (5218) ، والترمذي= الحديث: 7289 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 236 7290 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا (2) أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هَلَكْتُ. قَالَ: " وَمَا أَهْلَكَكَ؟ " قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ. فَقَالَ: " أَتَجِدُ رَقَبَةً؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " تَسْتَطِيعُ (3) أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " تَسْتَطِيعُ تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " اجْلِسْ " فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرْقٍ فِيهِ تَمْرٌ - وَالْعَرْقُ: الْمِكْتَلُ الضَّخْمُ - قَالَ: " تَصَدَّقْ بِهَذَا " قَالَ: عَلَى أَفْقَرَ مِنَّا؟ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَفْقَرُ مِنَّا، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ " وَقَالَ مَرَّةً: فَتَبَسَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، وَقَالَ: " أَطْعِمْهُ عِيَالَكَ " (4)   = (1911) ، وابن حبان (457) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7121) . (1) قوله: "حميد بن" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و"أطراف المسند" 7/159. وهو الموافق لعامة مصادر الحديث التي خرجته، وقد سقط من (م) وسائر أصولنا الخطية. (2) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، في سائر الأصول الخطية: "عن أبي هريرة: رجل أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وفي (م) "عن أبي هريرة أنه قال: رجل أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (3) في (م) : تستطيع أن. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري المدني. وأخرجه مطولا ومختصرا الحميدي (1008) ، وابن أبي شيبة 3/106، والبخاري (6709) و (6711) ، ومسلم (1111) (81) ، وأبو داود (2390) ، وابن= الحديث: 7290 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 237 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ماجه (1671) ، والترمذي (724) ، والنسائي في "الكبرى" (3117) ، وابن الجارود (384) ، وابن خزيمة (1944) ، والطحاوي 2/61، وابن حبان (3524) ، والدارقطني 2/209-210، والبيهقي 4/221، والبغوي (1752) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه كذلك الدارمي (1716) ، والبخاري في "صحيحه" (1936) و (1937) و (5368) و (6087) و (6164) و (6821) ، وفي "التاريخ الأوسط" (المطبوع خطأ باسم "الصغير") 1/290، ومسلم (1111) (81) و (82) ، والنسائي في "الكبرى" (3114) و (3116) و (3118) ، وابن خزيمة (1945) و (1949) و (1950) ، والطحاوي 2/60-61 و61، وابن حبان (3525) و (3526) و (3527) و (3529) ، والدارقطني 2/190 و210، والبيهقي 4/221-222 و222 و224 و226 و227 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وفي بعض روايات الدارقطني والبيهقي: أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقضي يوما مكانه، وفيها ضعف، وانظر الكلام في هذا الحرف عند الحديث رقم (6945) من مسند عبد الله بن عمرو. وسيأتي الحديث برقم (7692) و (7785) و (10687) و (10688) ، وسلف في مسند ابن عمرو (6944) من طريق إبراهيم بن عامر، عن سعيد بن المسيب، وعن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه أبو داود (2393) ، وابن خزيمة (1954) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2567، والدارقطني 2/190 و211، والبيهقي 4/226-227 من طريق هشام بن سعد، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. كذا قال هشام بن سعد: عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فخالف فيه من هو فوقه في الحفظ والضبط من أصحاب الزهري، ولم يكن هشام بالحافظ، وقد أنكروا عليه هذا الحديث، فقد قال ابن خزيمة: الخبر عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، هو الصحيح، لا عن أبي سلمة. وقال ابن عدي: رواه الثقات عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وخالف هشام بن سعد فيه الناس، ومع ضعفه= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 238 7291 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ (1) يَعْقُوبَ الْحُرَقِيِّ - فِي بَيْتِهِ عَلَى فِرَاشِهِ -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَيُّمَا صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ هِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ هِيَ خِدَاجٌ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَقَالَ قَبْلَ ذَاكَ (2) حَبِيبِي عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ: فَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً: وَلِعَبْدِي (3) مَا   = يكتب حديثه، والحديث حديث حميد بن عبد الرحمن. وقال الخليلي في "الإرشاد" 1/345 بعد أن أشار إلى أن رواية هشام هذا الحديث عن الزهري، عن أبي سلمة: وهذا أنكره الحفاظ قاطبة من حديث الزهري عن أبي سلمة، لأن أصحاب الزهري كلهم اتفقوا عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أخي أبي سلمة، وليس هو من حديث أبي سلمة. وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/276. وعن علي بن أبي طالب عند الدارقطني 2/208. قوله: "تستطيع تصوم"، قال السندي: أي: أن تصوم. بعرق -بفتحتين-: زنبيل يسع خمسة عشر صاعا. لابتيها: حرتي المدينة. فضحك: من فزعه بالذنب أولا، وطمعه في الأكل ثانيا. وقوله: "أطعمه"، قال: قيل: أي: عن الكفارة، وهو الحكم، وقيل: هو مخصوص به، وقيل: بل الكفارة مؤخرة إلى القدرة، والله تعالى أعلم. (1) تحرف في (م) إلى: عن. (2) في (م) وبعض الأصول: ذلك. وقوله: "وقال قبل ذاك"، قال السندي: أي: قال هذا الكلام قبل أن أقوله. (3) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وسائر الأصول الخطية: لعبدي. الحديث: 7291 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 239 سَأَلَ -، فَإِذَا قَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] ، قَالَ: حَمِدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي أَوْ أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، قَالَ: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، قَالَ: فَهَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ - وَقَالَ مَرَّةً: مَا سَأَلَنِي - فَيَسْأَلُهُ عَبْدُهُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي، لَكَ مَا سَأَلْتَ - وَقَالَ مَرَّةً: وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَنِي " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الشافعي 1/78، والحميدي (973) و (974) ، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (71) و (79) ، ومسلم (395) (38) ، والنسائي في "الكبرى" (8013) ، وأبو عوانة 2/128، والبيهقي في "السنن" 2/38 و167، وفي "القراءة خلف الإمام" (63) و (64) و (65) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وهو عند الشافعي وأبي عوانة والبيهقي في الموضع الأول من "القراءة خلف الإمام" مختصرٌ دون الحديث القدسي. وفي هذه المصادر أن عبد الرحمن بن يعقوب والد العلاء قال لأبي هريرة: إني أسمع قراءة الإمام، فقال له أبو هريرة: يا فارسي: اقرأ بها في نفسك. وأخرجه مطولا ومختصرا الحميدي (974) ، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (11) و (74) و (76) و (77) و (78) ، وابن ماجه (3784) ، والترمذي (2953) ، وأبو عوانة 12/28، والطحاوي 1/216، وابن حبان (776) و (1788) و (1795) ،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 240 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (66) - (74) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وأخرجه البخاري في "القراءة" (79) من طريق سفيان، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه أو عمن سمع أبا هريرة، عن أبي هريرة. وأخرجه مطولا ومختصرا مسلم (395) (41) ، والترمذي بإثر الحديث (2953) ، وأبو عوانة 2/127، والبيهقي في "السنن" 2/39 و375، وفي "القراءة خلف الإمام" (77) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله، و (78) من طريق الحسن بن الحر، و (79) من طريق محمد بن عجلان، ثلاثتهم عن العلاء بن عبد الرحمن، قال: سمعت من أبي ومن أبي السائب مولى هشام بن زهرة، وكانا جليسي أبي هريرة، عن أبي هريرة. وسيأتي مختصرا برقم (9898) و (10198) من طريق شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة - بقصة من لم يقرأ بالفاتحة فهي خداج. وسيأتي مختصرا أيضا برقم (7406) و (10319) ، ومطولا برقم (7836) و (7837) و (7838) و (9932) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبي هريرة. وسيأتي مختصرا بقصة الخداج برقم (7901) من طريق محمد بن عمرو، عن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل، عن أبي هريرة. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6903) بلفظ: "كل صلاة لا يقرأ فيها، فهي خداج، ثم هي خداج، ثم هي خداج". الخداج: النقصان. وقوله: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي"، قال النووي في "شرح مسلم" 4/103: قال العلماء: المراد بالصلاة هنا الفاتحة، سميت بذلك. لأنها لا تصح إلا بها، كقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحج عرفة"، ففيه دليل على وجوبها بعينها في الصلاة.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 241 7292 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِرَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا، فَسَأَلَهُ: " كَيْفَ تَبِيعُ؟ " فَأَخْبَرَهُ، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ: أَدْخِلْ يَدَكَ فِيهِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ، فَإِذَا هُوَ مَبْلُولٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ " (1)   = قال العلماء: والمراد بقسمتها من جهة المعنى، لأن نصفها الأول تحميد لله تعالى، وتمجيد وثناء عليه، وتفويض إليه، والنصف الثاني سؤال وطلب وتضرع وافتقار. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (3452) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه الشافعي في "السنن المأثورة" (270) ، والحميدي (1033) ، وابن ماجه (2224) ، وابن الجارود (564) ، والطحاوي في " شرح مشكل الآثار" (1329) ، والبيهقي 5/320، والبغوي (2121) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه بنحوه كذلك مسلم (102) ، والترمذي (1315) ، وأبو يعلى (6520) ، وأبو عوانة 1/57، والطحاوي (1330) ، وابن حبان (4905) ، وابن منده (550) و (551) و (552) ، والحاكم 2/9، والبيهقي 5/320، والبغوي (2120) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، كرهوا الغش، وقالوا: الغش حرام. وسيأتي برقم (9396) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "من حمل علينا السلاح، فليس منا، ومن غشنا، فليس منا". وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5113) ، وذكرت بقية شواهده هناك. قوله: "ليس منا من غش"، وفي بعض الروايات: "ليس مني ... "، قال البغوي في "شرح السنة" 8/167: لم يرد به نفيه عن دين الإسلام، إنما أراد أنه ترك اتباعي. إذ ليس هذا من أخلاقنا وأفعالنا، أو ليس هو على سنتي وطريقتي في= الحديث: 7292 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 242 7293 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ " (1) 7294 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ: " إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، يَضَعُ يَدَهُ عَلَى فِيهِ " (2)   = مناصحة الإخوان، هذا كما يقول الرجل لصاحبه: أنا منك، يريد به الموافقة والمتابعة، قال الله سبحانه وتعالى إخبارا عن إبراهيم عليه السلام: (فمن تبعني فإنه مني) [إبراهيم:36] ، والغش: نقيض النصح مأخوذ من الغشش، وهو المشرب الكدر. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/233 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1030) ، وأبو يعلى (6480) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (118) ، والبيهقي 5/265 من طريق سفيان بن عيينة، به. وانظر (7207) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الحميدي (1139) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ولفظه عنده: "إذا تثاءب أحدكم، فليكظم، أو ليضع يده على فيه". وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (942) عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن، به - ولفظه: "إذا تثاءب أحدكم، فليكظم ما استطاع". وسيأتي برقم (9162) من طريق إسماعيل بن جعفر، و (10695) من طريق ابن= الحديث: 7293 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 243 7295 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ وَلَا عَبْدِهِ صَدَقَةٌ " (1)   = جريج، كلاهما عن العلاء، به. وانظر ما سيأتي برقم (7599) . وأخرجه أبو يعلى (6679) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعبد الله بن عمر العمري ضعيف. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في "مسنده" 3/31. وقوله: "يضع"، كذا في الأصول هنا بحذف لام الأمر، وهي ثابتة عند غير المصنف، وأثبتنا الرفع على الجادة، ولك أن تجزمه على إضمار اللام. انظر "خزانة الأدب" 9/11-14. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن دينار: هو العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني، مولى ابن عمر، وعراك: هو ابن مالك الغفاري. وأخرجه الشافعي 1/226-227، والحميدي (1073) ، وابن أبي شيبة 3/151، وابن ماجه (1812) ، وابن خزيمة (2286) ، والبيهقي 4/117 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 1/277، ومن طريقه الشافعي 1/226-227، ومسلم (982) (8) ، وأبو داود (1595) ، والنسائي 5/36، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/29، وفي "شرح مشكل الآثار" (2247) ، والبيهقي 14/17، والبغوي (1573) عن عبد الله بن دينار، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/29 من طريق أحمد بن علي بن بلال بن فليح، وفي "شرح مشكل الآثار" (2250) من طريق سليمان بن بلال، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1658) ، ومن طريقه ابن حبان (3271) من طريق عبد العزيز بن الماجشون، ثلاثتهم عن عبد الله بن دينار، به.= الحديث: 7295 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 244 7296 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ، فَاكْتُبُوهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا، فَاكْتُبُوهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ، فَلَا تَكْتُبُوهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا، فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، فَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً " (1)   = وأخرجه ابن خزيمة (2288) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2254) ، وابن حبان (3272) ، والدارقطني 2/127 من طريق جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، به. وزاد فيه: "إلا زكاة الفطر"، وفي رواية: "إلا صدقة الفطر فى الرقيق". وأخرجه الشافعي 1/227، والحميدي (1075) ، وابن خزيمة (2287) عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة موقوفا عليه. وسيأتي برقم (7455) و (9314) و (10054) و (10075) و (10187) من طريق عبد الله بن دينار، به، وبرقم (9281) و (9578) من طريق خثيم بن عراك، و (7757) و (9579) و (10186) من طريق مكحول، و (9455) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، ثلاثتهم عن عراك بن مالك، به، وبرقم (7397) عن سفيان، عن أيوب بن موسى، عن مكحول، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة. وفي الباب عن عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان، سلف في مسند عمر برقم (113) . وعن علي بن أبي طالب، سلف برقم (711) . قوله: "ليس على المسلم في عبده ولا فرسه"، قال السندي: حملوها على ما لا يكون للتجارة، ومن يقول بالزكاة في الفرس، يحمل الفرس على فرس الركوب، وأما ما أعد للنماء، ففيه عنده صدقة على الوجه المبين في كتب الفروع. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وأبو الزناد:= الحديث: 7296 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 245 7297 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَا يَأْتِي النَّذْرُ عَلَى ابْنِ آدَمَ بِشَيْءٍ لَمْ أُقَدِّرْهُ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ أَسْتَخْرِجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ، يُؤْتِينِي عَلَيْهِ مَا لَا يُؤْتِينِي عَلَى الْبُخْلِ " (1)   = هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه مسلم (128) (203) ، والترمذي (3073) ، والنسائي في "الكبرى" (11181) ، وأبو يعلى (6282) ، وابن حبان (380) ، وابن منده (375) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه البخاري (7501) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، وابن حبان (382) من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، كلاهما عن أبي الزناد، به. وأخرجه ابن حبان (381) من طريق زكريا بن يحيى الوقار، عن ابن وهب، عن مالك، عن أبي الزناد، به. وهذا إسناد ضعيف جدا، زكريا بن يحيي متهم بالوضع. وانظر ما سلف برقم (7196) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1112) ، والنسائي 7/16، والبيهقي في "المعرفة" (5837) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6694) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو داود (3288) من طريق مالك، وابن ماجه (2123) من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به. وسيأتي برقم (8860) ، وانظر ما سلف برقم (7208) . قوله: "يؤتيني عليه"، قال السندي: أي: يعطي في سبيلي لأجل النذر. "ما لا يؤتينى"، أي: ما لا يعطي في سبيلي. "على البخل"، أى: لأجله. الحديث: 7297 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 246 7298 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنْفِقْ، أُنْفِقْ عَلَيْكَ " وَقَالَ: " يَمِينُ اللهِ مَلْأَى سَحَّاءُ، لَا يَغِيضُهَا شَيْءٌ، اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " (1) 7299 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رِوَايَةً، قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: سَبَقَتْ رَحْمَتِي غَضَبِي " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1067) ، ومسلم (993) (36) ، وأبو يعلى (6260) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 329 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9985) و (10500) من طريق أبي الزناد عن الأعرج، ومقطعا برقم (8140) و (8153) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة. قوله: "يمين الله"، قال السندي: قيل: المراد خزائنه، والأقرب في مثله تفويض الأمر إلى الله تعالى، والمقصود معلوم. "سحاء"، أي: سيال بالعطاء. "لا يغيضها": لا ينقصها. "شيء": من الإعطاء. وقوله: "الليل والنهار"، قال: ظرف لقوله: "سحاء"، أي: فكيف تخاف يا ابن آدم من أن تعطي من خزائنه وهو المالك، وله الخزائن، وأنت لست إلا خازنا، والله تعالى أعلم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: "رواية" هو في قوة قوله: "قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وأخرجه الحميدي (1126) ، ومسلم (2751) (15) ، وأبو يعلى (6281) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.= الحديث: 7298 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 247 7300 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ، ثُمَّ لِيَسْتَنْثِرْ " وَقَالَ مَرَّةً: " لِيَنْثُرْ " (1) 7301 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ،   = وسيأتي برقم (7500) من طريق ابن إسحاق، عن أبي الزناد، به - ولفظه: "لما قضى الله الخلق، كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي"، ويأتي تخريجه هناك، والإحالة إلى بقية طرقه في "المسند" عن أبي هريرة. قوله: "سبقت رحمتي غضبي"، وفي بعض الروايات: "إن رحمتي تغلب غضبي"، قال النووي في "شرح مسلم" 17/68: قال العلماء: غضب الله تعالى ورضاه يرجعان إلى معنى الإرادة، فإرادته الإثابة للمطيع، ومنفعة العبد تسمى رضا ورحمة، وإرادته عقاب العاصي وخذلانه تسمى غضبا، وإرادته سبحانه وتعالى صفة له قديمة يريد بها جميع المرادات، قالوا: والمراد بالسبق والغلبة هنا كثرة الرحمة وشمولها، كما يقال: غلب على فلان الكرم والشجاعة، إذا كثرا منه. وانظر "فتح الباري" 6/292. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (957) ، ومسلم (237) (20) ، والنسائي 1/65-66، وأبو يعلى (6255) ، وابن الجارود (76) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. زاد الحميدي ومسلم: "إذا استجمر أحدكم، فليوتر". وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (7746) من طريق مالك عن أبي الزناد، وهذه الزيادة وحدها ستأتي برقم (7345) عن سفيان بن عيينة، و (7452) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، و (9969) من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن أبي الزناد، وانظر ما سلف برقم (7221) . الحديث: 7300 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 248 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " أَلَا رَجُلٌ يَمْنَحُ أَهْلَ بَيْتٍ نَاقَةً، تَغْدُو بِعُسٍّ، وَتَرُوحُ بِعُسٍّ، إِنَّ أَجْرَهَا لَعَظِيمٌ " (2)   (1) في (م) : "قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، والمثبت من عامة أصولنا الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1061) ، ومسلم (1019) ، وأبو يعلى (6268) ، والبيهقي 4/184-185 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. زاد الحميدي والبيهقي في أوله: "أفضل الصدقة المنيحة"، وليس فيه عند الحميدي: "إن أجرها عظيم". وأخرجه الحميدي (1062) ، والحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك" (780) من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه، وزاد الحميدي فيه: "ويكتب الله له بكل حلبة حلبها حسنة"، أو قال: "عشر حسنات بقدر حلبتها ما كانت، بكأت أو غزرت". بكأت: قل لبنها، وغزرت: كثر لبنها. وأخرجه البخاري (2629) من طريق مالك، وأخرجه هو أيضا (5608) ، ومن طريقه البغوي (1662) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو يعلى (6288) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، ثلاثتهم عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "نعم المنيحة اللقحة الصفي منحة، والشاة الصفي، تغدو بإناء، وتروح بإناء"، وفي رواية: "نعم الصدقة". اللقحة: هي الناقة ذات اللبن القريبة العهد بالولادة، والصفي: الكريمة الغزيرة اللبن. وأخرجه مسلم (1020) ، والبيهقي 4/184 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى، فذكر خصالا، وقال: "من منح منيحة، غدت بصدقة، وراحت بصدقة، صبوحها وغبوقها". الصبوح: ما حلب من اللبن بالغداة، والغبوق بالعشى. وانظر ما سيأتي برقم (8701) و (10262) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6488) .= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 249 7302 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، وَابْنِ (1) عَجْلَانَ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالْجُرْحُ يَثْعَبُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ " " وَأَفْرَدَهُ سُفْيَانُ مَرَّةً عَنْ أَبِي الزِّنَادِ " (2)   = وعن البراء بن عازب، سيأتي 4/285. والمنيحة، قال البغوي في "شرح السنة" 6/164: أن يمنح الرجل أخاه ناقه أو شاة حتى يحتلبها عاما أو أقل أو أكثر، فينتفع بدرها، ثم يردها، فجائز، كعارية المتاع لينتفع به المستعير مدة، ثم يردها، وكذلك الإفقار، وهو أن يعطي الرجل دابته ليركبها ما أحب، ثم يردها. (1) في (م) : وأبي. (2) إسناده من طريق أبي الزناد صحيح على شرط الشيخين، وابن عجلان -واسمه محمد المقرون بأبي الزناد- صدوق روى له البخاري تعليقا، ومسلم في الشواهد وأصحاب السنن. وأخرجه الحميدي (1092) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2571) ، ومسلم (1876) (105) ، والنسائي 6/28-29، وأبو عوانة 5/24 و27، والبيهقي في "السنن" 9/164، وفي "المعرفة" (2099) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد وحده، بهذا الإسناد. إلا أن البيهقي أخرجه في "السنن" من طريق أبي الزناد وابن عجلان كما عند المصنف. وأخرجه مالك 2/461، ومن طريقه البخاري (2803) ، وابن حبان (4652) ، والبيهقي 4/11، والبغوي (2613) عن أبي الزناد، به. وأخرجه سعيد بن منصور (2572) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به.= الحديث: 7302 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 250 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الجهاد" (38) عن عبد الله بن لهيعة، والطبراني في "الأوسط" (2417) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، كلاهما عن الأعرج، به. وأخرجه محمد بن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 3/104، ومن طريقه الدارمي (2406) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (175) ، قال: حدثني عمي موسى بن يسار، عن أبي هريرة، فرفعه. وانظر ما سيأتي برقم (8205) و (9087) ، وسلف ضمن حديث مطول برقم (7157) من طريق أبي زرعة، عن أبي هريرة. وفي الباب عن معاذ بن جبل، سيأتي في "مسنده" 5/230-231. وعن عبد الله بن ثعلبة بن صعير، سيأتي 5/431. وعن أبي مالك الأشعري عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (174) ، والطبراني في "الكبير" (3465) . وسنده ضعيف. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 13/19-14: هذا من أحسن حديث في فضل الغزو في سبيل الله، والحض على الثبوت عند لقاء العدو. وأما قوله: لا يكلم، فمعناه: لا يجرح أحد في سبيل الله، والكلوم الجراح، معروف ذلك في لسان العرب معرفة يستغنى بها عن الاستشهاد عليها بشيء. ومن أملح ما جاء في ذلك، قول حسان بن ثابت يصف امرأة ناعمة طرية، زعم أن الذر لو مشى عليها لجرحها جراحا تصيح منها، وتندب نفسها، فقال: لو يَِدبُّ الحَوْلِىُّ مِنْ وَلَدِ الذَّرْ ... رِ عَلَيها لأَنْدَبَتْها الكُلُومُ وأما قوله: "يثعب دماً"، فمعناه: ينفجر دما. وأما قوله: "في سبيل الله"، فالمراد به الجهاد والغزو، وملاقاة أهل الحرب من الكفار، على هذا خرج الحديث، ويدخل فيه بالمعنى كل من خرج في سبيل بر وحق وخير مما قد أباحه الله، كقتال أهل البغي الخوارج، واللصوص والمحاربين، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر ألا ترى إلى قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من قتل= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 251 7303 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ، وَقَالَ مَرَّةً: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَئُونَةِ عَامِلِي، فَهُوَ صَدَقَةٌ " (1)   = دون ماله، فهو شهيد" وفي قوله عليه السلام: "والله أعلم بمن يكلم في سبيله" - دليل على أن ليس كل من خرج في الغزو تكون هذه حاله حتى تصح نيته، ويعلم الله من قبله إنه خرج يريد وجهه ومرضاته لا رياء، ولا سمعة، ولا مباهاة، ولا فخرا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1134) ، ومسلم (1760) ، وابن حبان (6609) ، والبيهقي 7/65 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 2/993، ومن طريقه البخاري (2776) و (3096) و (6729) ، ومسلم (1760) ، وأبو داود (2974) ، وابن حبان (6610) ، والبيهقي 6/302، والبغوي (3838) عن أبي الزناد، به. وأخرجه ابن سعد 2/314 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، وابن حبان (6612) من طريق محمد بن عجلان، كلاهما عن أبي الزناد، به. وأخرجه ابن خزيمة (2488) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، به. وسيأتي برقم (8892) و (9972) و (9981) . وأخرجه مسلم (1761) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لا نورث، ما تركنا صدقة". وفي الباب كلفظ حديث يونس عن الزهري: عن أبي بكر الصديق، سلف برقم (9) .= الحديث: 7303 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 252 7304 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ (2) وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ " (3)   = وعن عمر وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص، سلف برقم (172) . وعن عثمان وسعد والزبير والعباس وعلي، سلف برقم (425) . وعن عائشة، قالت: ما ترك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دينارا ولا درهما، ولا شاة ولا بعيرا، ولا أوصى بشيء. أخرجه مسلم (1635) وغيره، وانظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان" (6368) . قوله: "بعد نفقة نسائي"، قال السندي: تنبيه على تقدم أمرهن لكونهن محبوسات في حقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تحلُّ لأحد بعده. وقوله: "عاملي"، قال: يحتمل أنه أراد الخليفة، لكونه عاملا له، نائبا عنه، وقد فرغ نفسه لأمر المسلمين، فله حق في صدقاته، ويحتمل أنه أراد العامل في أراضي الصدقة التي هي له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن حقه مقدم بلا ريب، والله تعالى أعلم. (1) في (م) و (س) : يبلغ به إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2) في (ظ 3) : الطعام. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1012) ، وابن أبي شيبة 3/64، والدارمي (1737) ، ومسلم (1150) ، وأبو داود (2461) ، وابن ماجه (1750) ، والترمذي (781) ، والنسائي في "الكبرى" (3269) ، وأبو يعلى (6280) ، والبغوي (1815) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه الحميدي (1013) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مثله.= الحديث: 7304 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 253 قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " لَمْ نَكُنْ نُكَنِّيهِ بِأَبِي الزِّنَادِ، كُنَّا نُكَنِّيهِ بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ " 7305 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَلَقَّوْا الْبَيْعَ، وَلَا تُصَرُّوا الْغَنَمَ وَالْإِبِلَ لِلْبَيْعِ، فَمَنِ ابْتَاعَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ: إِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا بِصَاعِ تَمْرٍ، لَا سَمْرَاءَ " (1)   = وانظر ما سيأتي برقم (7749) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 2/142، والحميدي (1028) ، والنسائي 7/253، وأبو يعلى (6267) ، والبيهقي 5/348 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواية البيهقي مختتصرة بقوله: "لا تتلفوا الركبان" فقط. وأخرجه بنحوه الطحاوي 4/18 من طريق عبيد الله بن عمر العمري، عن أبي الزناد، به. وزاد فيه التخيير في المصراة لثلاثة أيام. وأخرجه البخاري (2148) ، والبيهقي 5/320-321 من طريق الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، والطحاوي 4/18 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، كلاهما عن الأعرج، به. وسيأتي برقم (10004) من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج. وأخرجه البخاري (2151) ، وأبو داود (3445) ، والبيهقي 5/318 من طريق ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن ثابت مولى عبد الرحمن بن زيد، عن أبي هريرة. وأخرجه الطحاوي 4/18 من طريق أبي الأسود، عن عبد الرحمن بن سعد وعكرمة، ومن طريق بكير بن عبد الله، عن أبي إسحاق، ثلاثتهم عن أبي هريرة.= الحديث: 7305 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 254 7306 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي   = وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7380) و (7523) و (7699) و (8210) و (9006) و (9120) و (9310) و (9397) و (9927) و (9960) و (10266) و (10516) . وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي في "المسند" 4/314. وعن عبد الله بن مسعود موقوفا عليه، سلف في مسنده برقم (4096) . قوله: "لا تلقوا"، قال السندي: من التلقي، أي: لا تستقبلوا. "البيع"، يحتمل أن يكون مصدرا بمقدير المضاف، أي: أصحاب البيع، أو صفة على وزن "سيد" بمعنى البائع، على أن المراد الجنس، وجاء في بعض الروايات "الركبان"، والمراد: القافلة الجالبة للأمتعة والأطعمة، أي: لا تستقبلوهم قبل أن يقدموا الأسواق وقوله: "ولا تصروا"، قال: أي: هو من التصرية عند كثير، وقد روي عن بعض المشايخ أنه كان يقول لتلامذته: متى أشكل عليكم ضبطه، فاذكروا قوله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم) [النجم: 32] ، واضبطوه على هذا المثال، فيرتفع الإشكال، وجوز بعضهم أنه بفتح التاء وضم الصاد وتشديد الراء، من الصر: بمعنى الشد والربط، والتصرية: حبس اللبن في ضروع الإبل والغنم تغريرا للمشتري، والصر: هو شد الضروع وربطه لذلك. وقوله: "فمن ابتاعها"، قال: اشتراها. "بعد ذلك"، أي: بعد أن فعل بها التصرية. "بصاع تمر": ليكون بدلا عن لبن كان في الضرع حين اشتراها، وخص التمر لأنه كان يومئذ غالب قوتهم، وقوله: "لا سمراء" (والسمراء: الحنطة) لبيان عدم لزوم ما ليس بقوت، والجمهور قد أخذ بهذا الحديث، وهو الوجه، وعذر من لم يأخذ به مبسوط في محله، والله تعالى أعلم. وقوله: "فهو بخير النظرين"، قال ابن الأثير 5/77: أي: خير الأمرين له، إما إمساك المبيع أو رده، أيهما كان خيرا له واختاره، فعله. الحديث: 7306 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 255 هَذَا الشَّأْنِ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1044) ، ومسلم (1818) (1) ، وأبو يعلى (6264) ، وأبو عوانة 4/392 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2380) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، والبخاري (3495) و (3496) ، ومسلم (1818) ، وأبو عوانة 4/392، والبيهقي 8/141، والبغوي (3384) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، كلاهما عن أبي الزناد، به. زاد فيه المغيرة عند البخاري وعنه البغوي: "الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، تجدون من خير الناس أشد الناس كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه". وسيأتي الشطر الأول من الزيادة إلى قوله: "إذا فقهوا" عند المصنف برقم (7496) من طريق محمد بن إسحاق، والشطر الثاني منها برقم (9412) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، كلاهما عن أبي الزناد، به. وسيأتي الحديث كما هو هنا برقم (7556) و (8243) و (9132) و (9593) من طرق عن أبي هريرة، وسيأتي تاما برقم (10791) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن حبان (6264) من طريق ابن شهاب الزهري، عن يزيد بن وديعة الأنصاري، عن أبي هريرة - وزاد في أوله: "الأنصار أعفة صبر". وأخرجه كذلك عبد الرزاق (19894) عن معمر، عن الزهري، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا. وفي الباب عن علي، سلف برقم (790) . وعن جابر ومعاوية، سيأتيان في "المسند" 3/331 و4/101. وعن عتبة بن غزوان عند ابن أبي عاصم في "السنة" (1512) . قوله: "في هذا الشأن"، قال السندي: قال القاضي (يعني البيضاوي) في "شرح المصابيح": المراد بهذا الشأن: الدين، والمعنى أن مسلمي قريش قدوة غيرهم من= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 256 7307 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ شَيْءٌ " وَقَالَ مَرَّةً: " عَاتِقِهِ " (1)   = المسلمين، لأنهم المتقدمون في التصديق، السابقون بالإيمان، وكافرهم قدوة غيرهم من الكفار، فإنهم أول من رد الدعوة، وكفر بالرسول، وأعرض عن الإيمان. انتهى. قيل: فلا يكون حينئذ قوله: "وكافرهم ... الخ" في معرض المدح، وقد يحمل الشأن على الخلافة والإمامة، وهو غير ملائم لسياق الحديث. وقيل: قوله: "الناس تبع" على تقدير الحمل على الإمامة، خبر بمعنى الأمر، وإلا فقد خرج هذا الأمر عن قريش في البلاد، أو المراد بالناس: بعض الناس. انتهى. قال السندي: ولا يخفى أن قوله: "وكافرهم تبع لكافرهم"، آب عن الحمل على معنى الأمر، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 13/116-119. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/63، وعبد الرزاق (1375) ، والحميدي (964) ، ومسلم (516) ، وأبو داود (626) ، والنسائي 2/71، وأبو يعلى (6262) و (6353) ، وابن خزيمة (765) ، وأبو عوانة 2/61، والطحاوي 1/362، والبيهقي 2/238 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/63، والبخاري (359) ، والبغوي (515) من طريق مالك، وأبو عوانة 2/61 من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، به. وسيأتي برقم (9980) . ويأتي برقم (7466) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إذا صلى أحدكم في ثوب واحد، فليخالف بين طرفيه على عاتقيه". وسنذكر شواهده هناك. قوله: "لا يصلي"، قال ابن الأثير -فيما نقله الحافظ في "الفتح" 1/471-:= الحديث: 7307 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 257 7308 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ ثَلَاثَ عُقَدٍ، بِكُلِّ عُقْدَةٍ يَضْرِبُ: عَلَيْكَ لَيْلًا طَوِيلًا فَارْقُدْ (1) - وَقَالَ مَرَّةً: يَضْرِبُ عَلَيْهِ بِكُلِّ عُقْدَةٍ لَيْلًا طَوِيلًا - "، قَالَ: " وَإِذَا اسْتَيْقَظَ، فَذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِذَا تَوَضَّأَ، انْحَلَّتْ عُقْدَتَانِ، فَإِذَا صَلَّى، انْحَلَّتْ الْعُقَدُ، وَأَصْبَحَ طَيِّبَ النَّفْسِ   = كذا هو بإثبات الياء، ووجهه أن "لا" نافية، وهو خبر بمعنى النهي قلنا: وهذا النهي نهى أدب -فيما قاله البغوي في "شرح السنة" 2/422-، واتفق أهل العلم على أنه إذا غطى ما بين سرته وركبته صحت صلاته. قال الحافظ في "الفتح" 1/472: قد حمل الجمهور هذا الأمر (يعني الذي في حديث عكرمة عن أبي هريرة) على الاستحباب، والنهي في الذي قبله (يعني حديث الأعرج عن أبي هريرة) على التنزيه، وعن أحمد: لا تصح صلاة من قدر على ذلك فتركه، جعله من الشرائط، وعنه: تصح ويأثم، جعله واجبا مستقلا. (1) في بعض الأصول: "فارقد فارقد" مرتين. وقوله: "عليك ليلا طويلا"، في (عس) : عليك ليل طويل. قال النووي في "شرح مسلم " 6/65 في رواية النصب: هكذا هو في معظم نسخ بلادنا بصحيح مسلم، وكذا نقله القاضي عياض عن رواية الأكثرين: "عليك ليلا طويلا" بالنصب على الإغراء، ورواه بعضهم: "عليك ليل طويل" بالرفع، أي: بقي عليك ليل طويل. ونقل الحافظ في "الفتح" 3/25 عن القرطبي أنه قال: الرفع أولى من جهة المعنى لأنه الأمكن في الغرور من حيث إنه يخبره عن طول الليل، ثم يأمره بالرقاد بقوله: "فارقد"، وإذا نصب على الإغراء لم يكن فيه إلا الأمر بملازمة طول الرقاد، وحينئذ يكون قوله: "فارقد" ضائعا. الحديث: 7308 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 258 نَشِيطًا، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانًا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدى (960) ، ومسلم (776) ، والنسائي 3/203-204، وأبو يعلى (6278) ، وابن خزيمة (1131) ، وأبو عوانة 2/296 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 1/176، ومن طريقه البخاري (1142) ، وأبو داود (306) ، وأبو عوانة 2/295-296، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (340) ، وابن حبان (2553) ، والبيهقي 2/501 عن أبي الزناد، به. وأخرجه الطحاوي في (340) ، وأبو يعلى (6333) ، والبيهقي 2/501 من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، به. وأخرجه البخاري (3269) ، والطحاوي (346) ، والبيهقي 3/15-16 من طريق سليمان بن بلال، عن يحيي بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (1132) من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة وسيأتي برقم (7441) من طريق أبي صالح، وبرقم (10453) من طريق الحسن، كلاهما عن أبي هريرة، وانظر (7537) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/315. وعن عقبة بن عامر، سيأتي أيضا 4/159. قوله: "يعقد الشيطان" قال السندي: يعقد كيضرب، أي: يشد ويربط. "على قافية رأس"، أي: آخره، كالقفا. وقوله: "عقد"، قال: لعله أريد بها ما يكون سببا لثقل في الرأس يثبط النائم عن القيام، ويجلب إليه النوم والكسل، وتخصيص القافية، لأن الثقل فيها يمنع الإنسان من رفع الرأس عن موضعه في حالة النوم.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 259 7309 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أُرْسِلَ عَلَى أَيُّوبَ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَقْبِضُهَا فِي ثَوْبِهِ، فَقِيلَ: يَا أَيُّوبُ أَلَمْ يَكْفِكَ مَا أَعْطَيْنَاكَ؟ قَالَ: أَيْ رَبِّ، وَمَنْ يَسْتَغْنِي عَنْ فَضْلِكَ " (1) 7310 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ، وَنَحْنُ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ كُلِّ أُمَّةٍ - وَقَالَ مَرَّةً: بَيْدَ أَنَّ، وَجَمَعَهُ وابْنُ (2) طَاوُسٍ، فَقَالَ: قَالَ أَحَدُهُمَا: بَيْدَ أَنَّ، وَقَالَ   = وقوله: "كسلان" غير مصروف أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: "كسلانا" مصروفا، وكلاهما جائز سائغ، فكسلان: مؤنَّثه كسلانة وكسلى. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1060) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - إلا أنه جعله مرفوعا إلى النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي مرفوعا برقم (8038) من طريق بشير بن نهيك، و (8159) من طريق همام بن منبه، كلاهما عن أبي هريرة. قوله: "رجلٌ من جراد" الرِّجل: الجماعة الكثيرة من الجراد، ووقع الكلام على التشبيه، أي: أن الذهب كان كثيرا كجماعة الجراد، أو القطعة منه كانت في حجم الجرادة، أو أنه كان في صورة الجراد لكن بلا روح. (2) في (م) : "ابن" بإسقاط الواو، وهو خطأ، ومعنى الكلام أن سفيان بن عيينة روى الحديث عن أبي الزناد وابن طاووس، لكن الأول عن الأعرج، والثاني عن أبيه طاووس، عن أبي هريرة، وستأتي رواية سفيان هذه عن الاثنين عند المصنف برقم (7399) . الحديث: 7309 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 260 الْآخَرُ: بَايْدَ كُلِّ أُمَّةٍ - أُوتِيَتِ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، ثُمَّ هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَلِلْيَهُودِ غَداً (1) ، وَلِلنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ " (2)   (1) في (م) وطبعة الشيخ أحمد شاكر: غدٌ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 3/170 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (954) ، ومسلم (855) ، وأبو يعلى (6269) ، والنسائي 3/85، وابن خزيمة (1720) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه البخاري (238) و (876) و (2956) و (6887) و (7495) ، والبيهقي 3/170 من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن خزيمة (1720) من طريق مالك، والبيهقي 3/171 من طريق موسى بن عقبة، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به. وسيأتي برقم (7399) ، وله طرق أخرى سلفت الإشارة إليها عند الحديث رقم (7214) . قوله: "نحن الآخرون"، قال السندي: بكسر الخاء، أي: المتأخرون زمانا في الدنيا، المتقدمون كرامة ومنزلة يوم القيامة، والمراد: أن هذه الأمة وإن تأخر وجهها في الدنيا عن الأمم الماضية، فهي مقدمة عليهم في الآخرة بأنهم أول من يحشر، وأول من يحاسب، وأول من يقضى بينهم، وأول من يدخل الجنة، وفي "مسلم" (856) : "نحن الآخرون من أهل الدنيا، والسابقون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق"، وقيل: المراد بالفضل، وهو يوم الجمعة، وقيل: المراد به السبق إلى القبول والطاعة التي حرمها أهل الكتاب، فقالوا: سمعنا وعصينا، والأول أقوى. وقوله: "بيد"، قال: مثل "غير" وزنا ومعنى وإعرابا، ومن لغاته: بايد، ذكره في "القاموس"، والمشهور في الاستعمال أن تدخل على "أن" المشددة المفتوحة، تقول: هو كثير المال بيد أنه بخيل، وعلى هذا فرواية "بيد أن كل أمة أوتيت" = الجزء: 12 ¦ الصفحة: 261 7311 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، فَأَيُّمَا رَجُلٍ آذَيْتُهُ أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَصَلَاةً " (1)   = واضحة، بقي الكلام في رواية "بيد كل أمة" برفع "كل"، فقيل: كان في الأصل: بيد أن كل أمة، فحذفت "أن" وبطل عملها، وأضيفت "بيد" إلى جملة كانت مدخولة "أن"، وحذفت "أن" المشددة لإعطائها حكم "أن" المخففة لكونهما أختين في المصدرية، وقد كثر حذف المخففة، فحذفت المشدة أيضا، وقيل: بل "بيد" حرف بمعنى "لكن" وليس باسم مضاف إلى ما بعده، والله تعالى أعلم، والمراد: كل أمة من أهل الكتاب. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1041) ، ومسلم (2601) (90) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (6010) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. زاد سفيان عندهم في أوله: "اللهم إني متخذٌ عندك عهدا لن تخفره". وقال فيه أيضا: "جلدُّه" مكان قوله: "جلدته"، قال أبو الزناد: وهي لغة أبي هريرة، وإنما هي "جلدته". قال النووي في "شرح مسلم" 16/153: معناه أن لغة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهي المشهورة لعامة العرب-: جلدته، بالتاء، ولغة أبي هريرة: جلده، بتشديد الدال على إدغام المثلين، وهو جائز. وأخرجه بالزيادة في أوله مسلم (2601) (90) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وأبو يعلى (6313) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن أبي الزناد، به. وأخرجه مسلم أيضا (2601) (90) ، والطحاوي (6006) و (6007) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، عن الأعرج، به. ورواية الطحاوي مختصرة. وسيأتي برقم= الحديث: 7311 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 262 7312 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ " (1)   = (9802) ، وفي مسند أبي سعيد الخدري 3/33. وأخرجه بنحوه البخاري (6361) ، ومسلم (2601) (92) ، والطحاوي (6008) ، وابن حبان (6515) ، والبيهقي 7/60-61 من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - وقال فيه: "فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة". وفي رواية: كفارة. وأخرجه الطحاوي (6009) من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري، عن أبي عياض عمرو بن الأسود العنسي، عن أبي هريرة. وإبراهيم بن مسلم الهجري لين الحديث. وانظر للحديث طرقا أخرى عند المصنف برقم (8199) و (9070) و (9074) و (10403) . وفي الباب عن أبي سعيد وجابر وسلمان وسودة زوجة أبي الطفيل وعائشة، ستأتي في "المسند" على التوالي 42/49 و3/333 و5/437 و454 و6/45. وعن أنس بن مالك عند مسلم (2603) ، وابن حبان (6514) . قال السندي: قوله: "أغضب"، أي: أحيانا، كما يفيده التشبيه، فإنه الذي يعتاده الجنس. آذيته، أي: باللسان حالة الغضب كاللعن. أو جلدته، أي: أو آذيته باليد مثلا. زكاة، أي: طهارة من الآثام، قاله في الدعاء، ولعله أخبرهم به، لئلا يتحزن من دعا عليه حالة الغضب، بل يفرح، وليظهر لهم معنى قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) [الآنبياء: 107] . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مطولا برقم (8946) . الحديث: 7312 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 263 7313 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ - وَقَالَ مَرَّةً: لَوْ أَنَّ امْرَأً اطَّلَعَ - بِغَيْرِ إِذْنِكَ، فَخَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ، فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ، مَا كَانَ عَلَيْكَ جُنَاحٌ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 2/101، والحميدي (1078) ، والبخاري (6902) ، ومسلم (2158) (44) ، والنسائي 8/61، والبيهقي 8/338، والبغوي (2568) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6888) ، وفي "الأدب المفرد" (1068) ، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 83-84، وابن حبان (6003) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وسيأتي برقم (9525) . وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (2037) ، وفي "الصغير" (169) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/112 من طريق أبي سهيل بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعا. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (7616) و (8997) و (9525) . وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/239. وعن أبي ذر، سيأتي 5/181. وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/330. وعن ابن عمر عند البيهقي 8/339. اطلع، أي: نظر داخل البيت. والخذف -بالخاء المعجمة-: رمي الحصى من بين الأصابع. قال البغوي في "شرح السنة" 10/254: والعمل على هذا عند بعض أهل= الحديث: 7313 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 264 7314 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُلْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمْ بِالْمَسْأَلَةِ، فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ " (1)   = العلم، قالوا: إذا نظر رجلٌ في صير باب إنسان، أو في كوة لا محرم للناظر فيها، فرماه صاحب الدار بشيء خفيف من حصاة أو مدرى، فأصاب عين الناظر، ففقأها، لا شيء عليه، روي ذلك عن عمر بن الخطاب، وأبي هريرة، وإليه ذهب الشافعي، وذهب بعضهم إلى وجوب الضمان، وهو قول أصحاب الرأي، وذهب بعضهم إلى أنه إنما لا يضمن إذا زجره، فلم ينصرف، فأما إذا كان الباب مفتوحا، فنظر فيه، أو نظر إليه مارا من الطريق، فلا يباح طعنه، ولو فعل، ضمن. وراجع لزاما "إحكام الأحكام" لابن دقيق العيد 4/122-124، و"فتح الباري" 12/244-245. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (963) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (582) ، والطبراني في "الدعاء" (72) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/199، وعنه ابن ماجه (3854) من طريق محمد بن عجلان، والطبراني (70) من طريق شعيب بن أبي حمزة، و (71) من طريق أبي أويس، و (75) من طريق يونس بن يزيد، أربعتهم عن أبي الزناد، به. وسيأتي برقم (9968) و (9979) و (10310) و (10867) وأخرجه مسلم (2679) (9) من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة. وأخرجه الطبراني (69) من طريق موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة.= الحديث: 7314 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 265 7315 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللهَ عَلَيْهِمْ. فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ النَّاسُ: هَلَكُوا. فَقَالَ: " اللهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ، اللهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ " (1)   = وسيأتي برقم (8237) من طريق همام، و (9900) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب. وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/101، وهو متفق عليه. وعن أبي سعيد مختصراً موقوفا عند ابن أبي شيبة 10/200. قوله: "فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت"، قال السندي: أي: بالتفويض إليه خشية الوقوع في إيهام الإكراه، إذ لا يمكن له مكره، فلا يتوهم الإيهام المذكور، وإنما يتضمن إيهام الاستغناء غير اللائق بمقام الدعاء والسؤال، فاللائق بالمقام تركه، والله تعالى أعلم. (1) في (م) : "اللهم اهد دوسا وائت بهم"، مرتين فقط. والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 2/199-200، والحميدي (1050) ، والبخاري في "الصحيح" (6397) ، وفي "الأدب المفرد" (611) ، وفي "رفع اليدين" (89) ، والطبراني في "الكبير" (8220) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/359، والبغوي (1352) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2937) ، ومسلم (2524) ، والطبراني (8218) و (8219) و (8221) و (8222) و (8223) و (8224) من طرق عن أبي الزناد، به. وسيأتي برقم (9784) . وأخرجه بنحوه ابن حبان (980) من طريق عبد الله بن عون البصري، عن= الحديث: 7315 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 266 7316 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنِ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " (1)   = مسلم بن بديل، عن أبي هريرة وإسناده جيد. وانظر (10526) . قوله: "قد عصت"، قال السندي: أي: أمرك. وأبت، أي: الإيمان. والطفيل بن عمرو الدوسي: صاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان سيدا مطاعا من أشراف العرب، وكان يلقب ذا النور، أسلم قبل الهجرة بمكة، وشهد مع النبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة، قيل: استشهد باليمامة، وقيل: باليرموك، وقيل: بأجنادين انظر "سير أعلام النبلاء" 1/344-347، و"الإصابة" 3/521-523. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الزهد" للإمام أحمد ص 398. وأخرجه الحميدي (1063) ، وهناد في "الزهد" (623) ، ومسلم (1051) ، وابن ماجه (4137) ، وأبو يعلى (6259) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (74) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1211) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/20 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (679) ، والقضاعي (1208) و (1211) ، وابن عبد البر 2/20 من طرق عن أبي الزناد، به. وأخرجه أبو يعلى (6583) و (6599) ، والقضاعي (1209) من طريق سعيد المقبري، وابن حبان (6217) من طريق عبد الرحمن بن حجيرة، كلاهما عن أبي هريرة. والحديث عند أبي يعلى في الموضع الأول وابن حبان والقضاعي ضمن حديث مطول. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7555) و (8174) و (9062) و (9718) . وفي الباب عن أنس عند البزار (3617) ، وأبي يعلى (3079) ، والطبراني في= الحديث: 7316 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 267 7317 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ فَيَحْمِلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَأْكُلَ أَوْ يَتَصَدَّقَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا أَغْنَاهُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ، فَيَسْأَلَهُ، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ، ذَلِكَ بِأَنَّ (1) الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " (2)   = "الأوسط" (7270) ، وأبي الشيخ في "الأمثال" (75) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/20، وهو بمجموع طرقه قوي. وعن الحسن مرسلا عند الحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1008) . وعن أبي ذر عند النسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 9/157، وابن حبان (685) ، وأبي الشيخ (76) ، والطبراني (1643) ، والحاكم 4/327، وهو صحيح. العرض: متاع الدنيا وحطامها. وقوله: "غنى النفس"، قال السندي: هو أن لا يكون لها طمع وميل إلى ما في أيدي الناس. (1) في (ظ 3) و (عس) : ذلك فإن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1057) ، وأبو يعلى (6675) من طريق سفيان بن عيينة - بهذا الإسناد. دون قوله: "ذلك بأن اليد العليا خير من اليد السفلى"، وقد سلفت هذه القطعة عند المصنف برقم (7155) من طريق عطاء، عن أبي هريرة. وأخرجه كذلك مالك في "الموطأ" 2/998-999، ومن طريقه أخرجه البخاري (1470) ، والنسائي 5/96 عن أبي الزناد، به. وأخرجه أبو يعلى (6027) من طريق عباد بن عباد، والبغوي (1615) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة -زاد عباد في= الحديث: 7317 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 268 7318 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ " (1)   = حديثه: ومحمد بن إبراهيم- عن أبي هريرة. وأخرجه الحميدي (1058) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وزاد فيه: "وابدأ بمن تعول". وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (7490) و (7986) و (9134) و (9421) و (9868) و (10151) و (10437) و (10658) . وفي الباب عن الزبير بن العوام، سلف برقم (1407) . اليد العليا: هي المنفقة، واليد السفلى: هي السائلة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1128) ، وابن أبي عمر العدني في "الإيمان" (77) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزاد الحميدي فيه: "ولا ينتهب نهبة حين ينتهبها وهو مؤمن"، واقتصر العدني على قصة شارب الخمر. وأخرجه أبو يعلى (6299) من طريق هشام بن عروة، و (6300) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، وابن منده في "الإيمان" (515) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به. زاد فيه شعيب قصة النهبة، واقتصر هشام بن عروة على قصة الزنى. وأخرجه البخاري (2475) و (6772) ، ومسلم (57) (101) و (102) ، والنسائي 8/313، وأبو عوانة 1/19-20، وابن حبان (186) ، وابن منده (510) و (511) ، والبيهقي 10/186، والبغوي (46) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة. وبعضهم يذكر فيه النهبة.= الحديث: 7318 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 269 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البخاري (5578) ، ومسلم (57) (100) ، وابن حبان (5172) ، وابن منده (512) من طريق الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال الزهري: فأخبرني عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن أبا بكر بن عبد الرحمن كان يحدثهم بهؤلاء عن أبي هريرة، وكان يلحق معهن: "ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن" وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7128) من طريق الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وأخرجه الدارمي (2106) ، والنسائي في "الكبرى" (7126) من طريق الزهري، وابن أبي شيبة 8/194 و11/32 من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. لم يذكر فيه الدارمي النهبة. وأخرجه ابن ماجه (3936) ، والنسائي 8/313 من طريق الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة. وذكر النهبة. وأخرجه مسلم (57) (103) ، وابن منده (514) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/163-164 من طريق صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار وحميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وذكر النهبة. وأخرجه مسلم (57) (103) ، وابن حبان (5173) ، وابن منده (516) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة. وذكر النهبة. وأخرجه ابن منده (518) من طريق بعجة بن عبد الله بن عامر، وأبو نعيم في "الحلية" 3/322 من طريق عطاء بن أبي رباح، كلاهما عن أبي هريرة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13304) من طريق جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة. وذكر فيه النهبة، وجابر -وهو ابن يزيد النخعي- ضعيف. وانظر ما سيأتي برقم (8202) و (8895) و (9007) . وفي الباب عن ابن عمر، سيأتي في مسند جابر 3/346.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 270 7319 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْظُرْ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فَوْقَهُ فِي الْخَلْقِ أَوِ الْخُلُقِ أَوِ الْمَالِ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ " (1)   = وعن ابن أبي أوفى، سيأتي 4/352-353. وعن عائشة، سيأتي 6/139. قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 2/41-42: هذا الحديث مما اختلف العلماء في معناه، فالقول الصحيح الذي قاله المحققون أن معناه لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء، ويراد نفي كماله ومختاره، كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا الإبل، ولا عيش إلا عيش الآخرة، وإنما تأولناه على ما ذكرناه لحديث أبي ذر وغيره: "من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة، وإن زنى وإن سرق"، وحديث عبادة بن الصامت الصحيح المشهور: أنهم بايعوه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أن لا يسرقوا ولا يزنوا ولا يعصوا ... إلى آخره، ثم قال لهم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن فعل شيئا من ذلك فعوقب في الدنيا فهو كفارته، ومن فعل ولم يعاقب فهو إلى الله تعالى، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذبه"، فهذان الحديثان مع نظائرهما في الصحيح مع قول الله عز وجل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) ، مع إجماع أهل الحق على أن الزاني والسارق والقاتل وغيرهم من أصحاب الكبائر غير الشرك لا يكفرون بذلك، بل هم مؤمنون ناقصو الإيمان، إن تابوا، سقطت عقوبتهم، وإن ماتوا مصرين على الكبائر كانوا في المشيئة، فإن شاء الله تعالى عفا عنهم، وأدخلهم الجنة أولًا، وإن شاء عذبهم، ثم أدخلهم الجنة، وكل هذه الأدلة تضطرنا إلى تأويل هذا الحديث وشبهه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7319 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 271 7320 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " طَعَامُ الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَةِ، وَالثَّلَاثَةِ كَافِي الْأَرْبَعَةِ " (2)   = وأخرجه بنحوه الحميدي (1066) ، وهناد في "الزهد" (818) ، وأبو يعلى (6261) ، وابن حبان (714) ، والبغوي (4100) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ولفظه: "إذا رأى أحدكم من هو فوقه في المال والجسم، فلينظر إلى من هوونه في ذلك" هذا لفظ الحميدي. وأخرجه كذلك البخاري (6490) من طريق مالك، ومسلم (2963) (8) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، كلاهما عن أبي الزناد، به. وأخرجه ابن حبان (711) من طريق الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن الأعرج، به. وسيأتي بنحوه برقم (7449) من طريق أبي صالح، وبرقم (8147) من طريق همام بن منبه، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي في "المسند" 5/159. وعن أبي سعيد الخدري عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/257، وفي إسناده ضعف. قال النووي في "شرح مسلم" 18/97: قال ابن جرير وغيره: هذا حديث جامع لأنواع من الخير، لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدُّنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب الناس، وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها، ظهرت له نعمة الله تعالى عليه، فشكرها وتواضع، وفعل الخير. (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 7320 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 272 7321 - " إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ، جَعَلَ الْفَرَاشُ وَالدَّوَابُّ تَتَقَحَّمُ فِيهَا، فَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ، وَأَنْتُمْ تَوَاقَعُونَ فِيهَا " (1)   = وأخرجه الحميدي (1068) ، وأبو يعلى (6275) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/928، ومن طريقه أخرجه البخاري (5392) ، ومسلم (2058) ، والترمذي (1820) ، والنسائي في "الكبرى" (6773) ، وأبو عوانة 5/424، والبغوي (2881) عن أبي الزناد، به. وانظر ما سيأتي برقم (9277) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي في "مسنده" 3/301. قوله: "طعام الاثنين كافي الثلاثة"، قال السندي: فيه حث على الاكتفاء بقليل الطعام، وعلى إيثار الإخوان بالطعام، وعلى أن من قنع بقليل كفاه الله. (1) إسناده إسناد سابقه. وأخرجه الحميدي (1038) ، ومسلم (2284) (17) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3426) و (6483) ، ومسلم (2284) (17) ، والترمذي (2874) ، وابن حبان (6408) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (256) من طرق عن أبي الزناد، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (11) من طريق الفضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، عن أبي حازم التمار، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8117) من طريق همام بن منبه، و (10963) من طريق يزيد بن الأصم، كلاهما عن أبي هريرة. وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (256) من طريق يزيد بن هارون، عن سليم بن حيان، عن سعيد بن مينا، عن أبي هريرة. كذا قال أبو الشيخ في= الحديث: 7321 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 273 7322 - " وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا، فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ وَأَجْمَلَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُطِيفُونَ بِهِ، يَقُولُونَ: مَا رَأَيْنَا بِناءً (1) أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، إِلَّا هَذِهِ الثُّلْمَةَ. فَأَنَا تِلْكَ الثُّلْمَةُ " (2)   = "الأمثال"، وسيأتي في "المسند" 3/361 و392 عن عفان بن مسلم، عن سليم بن حيان، عن سعيد بن مينا، عن جابر بن عبد الله، وهو الصواب، ومما يؤكد أن ما وقع عند أبي الشيخ خطأ، أن البيهقى أخرج الحديث في "الدلائل" 1/367 من طريق يزيد بن هارون، عن سليم بن حيان، فقال فيه: عن جابر بن عبد الله. قوله: "تتقحم"، أي: تقع فيها، قال ابن الأثير 4/19: يقال: اقتحم الإنسان الأمر العظيم وتقحمه: إذا رمى نفسه فيه من غير روية وتثبت. والحجز: مفردها حجزة، أي: مشد الإزار. قال النووي في "شرح مسلم" 15/50: مقصود الحديث أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة، وحرصهم على الوقوع في ذلك مع منعه إياهم، وقبضه على مواضع المنع منهم بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه، وكلاهما حريص على هلاك نفسه، ساع في ذلك لجهله. (1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: بُنْيَانًا. (2) إسناده إسناد سابقه. وأخرجه الحميدي (1037) ، ومسلم (2286) (20) ، وابن حبان (6407) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (2) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (254) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد وأخرجه الآجري في "الشريعة" ص 456-457 من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن أبي الزناد ومالك بن أنس، عن أبي الزناد، به. وأخرجه ابن حبان (6406) ، والآجري ص 456، والبغوي (3620) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وأخرجه الرامهرمزي (2) من طريق أبي حازم التمار، عن أبي هريرة.= الحديث: 7322 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 274 قِيلَ لِسُفْيَانَ: مَنْ ذَكَرَ هَذِهِ؟ قَالَ: أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ 7323 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " (1)   = وسيأتي من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (7485) و (8116) و (9167) و (9337) . وفي الباب عن أبي سعيد وجابر وأبي بن كعب، ستأتي في "المسند" على التوالي 3/9 و361 و5/136-137. قوله: "يطيفون به"، قال السندي: أي: يدورون حوله، بفتح الياء أو ضمها، يقال: طاف به وأطاف، بمعنى. وقوله: "إلا هذه الثلمة"، قال في "القاموس": الثلمة -بالضم-: فرجة المسور والمهدوم، أي: إلا هذا الموضع الذي بقي ثلمة في البنيان. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1121) ، ومسلم (2612) (112) ، وأبو يعلى (6274) ، وابن حبان (5605) ، والآجري في "الشريعة" ص 314، والبيهقي في "السنن" 8/327، وفي "الأسماء والصفات" ص 290 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرج الشطر الأول منه أبو داود (4493) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (9799) من طريق محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - ولفظه: "إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه". وسيأتي الحديث -تاما ومقطعا- من طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7420) = الحديث: 7323 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 275 7324 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُمْنَعْ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ الْكَلَأُ " (1)   = و (8125) و (8291) و (8339) و (8573) و (9799) . والشطر الثاني منه سيأتي ضمن الحديث (8171) ، ويأتي بيان معناه هناك. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/38 و93. قال النووي في "شرح مسلم" 16/165: قال العلماء: هذا تصريح بالنهي عن ضرب الوجه، لأنه لطيفٌ بجميع المحاسن، وأعضاؤه نفيسة لطيفة، وأكثر الإدراك بها، فقد يبطلها ضرب الوجه، وقد ينقصها، وقد يشوه الوجه، والشين فيه فاحش، لأنه بارز ظاهر لا يمكن ستره، ومتى ضربه لا يسلم من شين غالبا، ويدخل في النهي إذا ضرب زوجته أو ولده أو عبده ضرب تأديب، فليجتنب الوجه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1124) ، وابن ماجه (2478) ، وأبو يعلى (6257) ، وابن الجارود (596) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 2/744، ومن طريقه البخاري (2353) و (6962) ، ومسلم (1566) (36) ، والنسائي في "الكبرى" (5774) ، والبيهقي 6/151، والبغوي (1668) عن أبي الزناد، به. وأخرجه مسلم (1566) (36) ، والترمذي (1272) من طريق الليث بن سعد، عن أبي الزناد، به. وأخرجه أبو يعلى (6285) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (9971) و (10494) . وأخرجه البخاري (2354) ، ومسلم (1566) (37) ، والبيهقي 6/152 من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وسيأتي من طريق أبي سلمة وحده برقم (7697) و (8084) .= الحديث: 7324 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 276 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه أبو داود (3473) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (8725) و (9458) و (10252) و (10411) و (10571) . وأخرج ابن ماجه (2473) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "ثلاثة لا يمنعن: الماء، والكلأُ، والنار". وإسناده صحيح. وسيأتي في "المسند" برقم (7442) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل ... " وهو متفق عليه. وفي الباب عن أبي بهيسة وعبادة بن الصامت وعائشة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/480 و5/326-327 و6/112. وأخرج مسلم (1565) من حديث جابر، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع فضل الماء. قوله: "لا يمنع"، قال الحافظ في "الفتح" 5/31: بضم أوله على البناء للمجهول، وبالرفع على أنه خبر، والمراد به مع ذلك النهي، وفي بعض الروايات بالجزم بلفظ النهي. قال النووي في "شرح مسلم" 10/228-229: معناه: أن تكون لإنسان بئر مملوكةٌ له بالفلاة، وفيها ماءٌ فاضل عن حاجته، ويكون هناك كلأ ليس عنده ماء إلا هذه فلا يمكن أصحاب المواشي رعيه إلا إذا حصل لهم السقي من هذه البئر، فيحرم عليه منع فضل هذا الماء للماشية، ويجب بذله لها بلا عوض، لأنه إذا منع بذله امتنع الناس من رعي ذلك الكلأ خوفا على مواشيهم من العطش، ويكون بمنعه الماء مانعا من رعي الكلأ. والكلأ، قال أهل اللغة: الكلأ مهموز ومقصور: وهو النبات سواء كان رطبا أو يابسا. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 277 قَالَ سُفْيَانُ: " يَكُونُ حَوْلَ بِئْرِكَ الْكَلَأُ فَتَمْنَعُهُمْ فَضْلَ مَائِكَ، فَلَا يَعُودُونَ أَنْ يَرْعَوْا " (1) 7325 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (2)   (1) تحرفت في (م) والأصول الخطية عدا (ظ3) و (عس) إلى: "يدعوا" بالدال، والتصويب من النسختين المشار إليهما، ووقع في (ظ3) : "فلا يقدرون" مكان: "فلا يعودون". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1111) و (1113) ، ومسلم (2659) (27) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. والموضع الثاني في "مسند الحميدي" كحديث مالك وغيره الذي سنذكره الآن. وهذه القطعة من الحديث ستأتي برقم (9991) من طريق زائدة، عن أبي الزناد، به. وأخرجه مالك 1/241، ومن طريقه أبو داود (4714) ، وابن حبان (133) ، والآجري في "الشريعة" ص 194، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 164، وفي "السنن" 6/202 عن أبي الزناد، به - ولفظه مرفوعا: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، كما تناتج الإبل، من بهيمة جمعاء، هل تحسُّ فيها من جدعاء؟ " قالوا: يا رسول الله، أرأيت الذي يموت وهو صغير؟ قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين". وأخرجه كذلك أبو يعلى (6306) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن أبي الزناد، عن الأعرج، به. وسقط من "مسند أبي يعلى" قوله: "عن أبي الزناد".= الحديث: 7325 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 278 7326 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَضْحَكُ مِنَ الرَّجُلَيْنِ قَتَلَ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، يَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ جَمِيعًا "، يَقُولُ: " كَانَ كَافِرًا فقَتَلَ (1) مُسْلِمًا، ثُمَّ إِنَّ الْكَافِرَ أَسْلَمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، فَأَدْخَلَهُمَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ " (2)   = وسيأتي بطوله من طرق عن أبي هريرة برقم (7445) و (8179) و (8562) ، وسلفت القطعة الأولى منه برقم (7181) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وستأتي القطعة الثانية برقم (7520) من طريق عطاء بن يزيد الليثي، و (10084) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي في "المسند" 5/73 و410. وعن ابن عباس، سلف برقم (1845) ، وانظر ما علقناه عليه في بيان معنى الحديث. (1) في (م) : قتل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1122) ، ومسلم (1890) (128) ، والنسائي 6/38 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 2/460، ومن طريقه البخاري (2826) ، والنسائي في "المجتبى" 6/38-39، وفي "الكبرى" (7767) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/570، وابن حبان (215) ، والآجري في "الشريعة" ص 277، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 467-468، والبغوي (2632) عن أبي الزناد، به. وأخرجه الآجري ص 278 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (9976) . = الحديث: 7326 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 279 7327 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعَمْرٌو، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ: " إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَضُرِبَتْ بِالْبَحْرِ مَرَّتَيْنِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا جَعَلَ اللهُ فِيهَا مَنْفَعَةً لِأَحَدٍ " (1)   = وله طريقان آخران عن أبي هريرة، سيأتيان برقم (8224) و (10636) . قوله: "ليضحك"، قال السندي: الأقرب في مثله التفويض كما مر مرارا، وقد يؤول بالرضا، أي: إنه ليرضى عنهما: عن المقتول لكونه قتل في سبيله، وعن القاتل، لكونه أسلم بعد أن كان في الكفر بحيث كان يقتل المسلمين، أو بأن المراد أنه يعظم أمرهما لديه لما ذكرنا. (1) هذا الحديث رواه سفيان بن عيينة بإسنادين: الأول: متصل، رواه عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو صحيح على شرط الشيخين. والثاني: مرسل، رواه عن عمرو -وهو ابن دينار المكي-، عن يحيى بن جعدة، وعمرو بن دينار ثقة من رجال الشيخين، ويحيى بن جعدة تابعي ثقة، روى له أبو داود وابن ماجه والنسائي والترمذي في "الشمائل". وأخرجه الحميدي (1129) ، وابن حبان (7463) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (500) من طريق سفيان بن عيينة، بالإسناد الأول. وأخرجه مالك 2/994، ومن طريقه البخاري (3265) ، وابن حبان (7462) ، والبيهقي (497) ، والبغوي (4398) عن أبي الزناد، به - ولفظه: "نار بني آدم التي يوقدون، جزء من سبعين جزءا من نار جهنم" فقالوا: يا رسول الله، إن كانت لكافية. قال: "إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا". وأخرجه كذلك مسلم (2843) ، والبيهقي (497) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، والآجري في "الشريعة" ص 395 من طريق شعيب بن أبي= الحديث: 7327 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 280 7328 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا فَيُقِيمَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ آمُرَ فِتْيَانِي - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فِتْيَانًا (1) - فَيُخَالِفُونَ إِلَى قَوْمٍ لَا يَأْتُونَهَا، فَيُحَرِّقُونَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ، وَلَوْ عَلِمَ أَحَدُكُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَظْمًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ   = حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، به. وزادا في آخره: "كلها مثل حرها". وسيأتي الحديث بنحو هذا اللفظ برقم (8126) من طريق همام بن منبه، و (10032) من طريق محمد بن زياد، كلاهما عن أبي هريرة. وأخرج أوله الدارمي (2847) عن جعفر بن عون، عن الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة. والهجري -وهو إبراهيم بن مسلم- لين الحديث، إلا أنه لم يتفرد به، وباقي رجاله ثقات، وأبو عياض: اسمه عمرو بن الأسود العنسي. وسيأتي في "المسند" برقم (8923) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا: "هذه النار جزء من مئة جزء من جهنم". وفي الباب عن أنس عند البزار (3489- كشف الأستار) ، والحاكم 4/593، بإسنادين ضعيفين، ولفظه نحو لفظ حديث "المسند". وفي الباب أيضا عن أبي سعيد الخدري عند الترمذي (2590) ، وأبي يعلى (1334) ، وفيه عطية بن سعيد العوفي، وهو ضعيف، ومع ذلك فقد قال الترمذي: حديث حسن غريب من حديث أبي سعيد. (1) كذا في (م) و (ظ3) : فتيانا، وفي باقي الأصول الخطية: فتيان، وفي (عس) : فتياني، وفوقها ضبة، وكتب على هامشها: في نسخة: فتيانا. قال السندي معلقا على لفظة: "فتيان" كما في بعض الأصول الخطية: أي: بحذف ياء المتكلم من اللفظ، كما في قوله تعالى: (كيف كان نَكِير) وهو كثير الحديث: 7328 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 281 حَسَنَتَيْنِ، إِذًا لَشَهِدَ الصَّلَاةَ " (1) وَقَالَ سُفْيَانُ، مَرَّةً: " الْعِشَاءَ " (2) 7329 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْنَعُ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ   (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: الصلوات. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (956) ، ومسلم (651) (251) ، وابن الجارود (304) ، وابن خزيمة (1481) ، وأبو عوانة 2/6 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 1/129-130، ومن طريقه الشافعي 1/123-124، والبخاري (644) و (7224) ، والنسائي 2/107، وأبو عوانة 2/6، وابن حبان (2096) ، والبيهقي 3/55، والبغوي (791) عن أبي الزناد، به. وأخرجه بنحوه البخاري (2420) من طريق سعد بن إبراهيم، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وانظر ما سيأتي برقم (7916) و (7984) و (8149) و (8796) و (8890) و (8903) و (10101) . قوله: "مرماتين"، قال ابن الأثير في "النهاية" 2/269: المرماة: ظلف الشاة، وقيل: ما بين ظلفيها، وتكسر ميمه وتفتح. وقيل: المرماة -بالكسر-: السهم الصغير الذي يتعلم به الرمي، وهو أحقر السهام وأدناها، أي: لو دعي إلى أن يعطى سهمين من هذه السهام، لأسرع الإجابة، قال الزمخشري: وهذا ليس بوجيه، ويدفعه قوله في الرواية الأخرى: "لو دعي إلى مرماتين أو عرق"، وقال أبو عبيد: هذا حرف لا أدري ما وجهه، إلا أنه هكذا يفسر بما بين ظلفي الشاة، يريد به حقارته. وانظر لزاما شرح الحافظ ابن حجر على هذا الحديث في "الفتح" 2/125-130. الحديث: 7329 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 282 الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ تَسَمَّى بِمَلِكِ الْأَمْلَاكِ " (1) " قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: " سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ (2) عَنْ أَخْنَعِ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ، فَقَالَ: أَوْضَعُ اسْمٍ عِنْدَ اللهِ "   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2143) (20) ، وأبو داود (4961) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/317 و9/232-233، والخطيب في "تاريخه" 6/330 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1127) ، والبخاري (6206) ، ومسلم (2143) (20) ، والترمذي (2837) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1076) ، وابن حبان (5835) ، والحاكم 4/274، والبيهقي في "السنن" 9/307، وفي "الأسماء والصفات" ص 30 من طريق سفيان بن عيينة، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه! وتعقبه الذهبي بقوله: قد أخرجاه! وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6205) ، وفي "الأدب المفرد" (817) ، ومن طريقه البغوي (3369) عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وانظر ما سيأتي برقم (89176) و (10384) . قوله: "أخنع اسم"، قال السندي: أي: مسمى اسم، أو صاحب اسم، أي: أذله وأرذله. (2) هو إسحاق بن مرار، أبو عمرو الشيباني صاحب العربية، أخذ عنه جماعة كبار، منهم: أبو عبيد القاسم بن سلام، ويعقوب بن السكيت صاحب "إصلاح المنطق"، وكان أحمد بن حنبل يلزم مجالسه، ويكتب أماليه، وكان خيرا فاضلا صدوقا، وله عدة تصانيف، توفي سنة 210 هـ. انظر "تاريخ بغداد" 6/329-332، و"وفيات الأعيان" 1/201-202. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 283 7330 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي " (1) 7331 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يُصْرَفُ عَنِّي شَتْمُ قُرَيْشٍ كَيْفَ يَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَيَشْتُمُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1009) ، وابن خزيمة (2068) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع من "مسند الحميدي" ذكر سفيان، وانظر (7229) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1136) ، والبخاري (3533) ، والبيهقي في "السنن" 8/252، وفي "الدلائل" 1/152 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 6/159 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وسيأتي برقم (8825) ، وانظر (8478) . قال الحافظ في "الفتح" 6/558: كان الكفار من قريش من شدة كراهتهم للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يسمونه باسمه الدال على المدح، فيعدلون إلى ضده فيقولون: مذمم، وإذا ذكروه بسوء قالوا: فعل الله بمذمم، ومذمم ليس هو اسمه ولا يعرف به. فكان الذي يقع منهم في ذلك مصروفا إلى غيره. الحديث: 7330 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 284 7332 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ: سَمِعْتُ أَبَا الزِّنَادِ، يُحَدِّثُ عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَيْتَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 1/137-138، والحميدي (966) ، ومسلم (851) (12) ، وابن الجارود (299) ، وابن خزيمة (1806) ، والبيهقي 3/219 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 3/219 من طريق محمد بن عجلان، عن أبي الزناد، به - وقال في آخره: "فقد لغوت على نفسك". وأخرجه كذلك عبد الرزاق (5418) عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. وهو بنحوه عن عبد الرزاق في "المسند" برقم (8235) . وسيأتي الحديث برقم (10300) من طريق مالك، عن أبي الزناد، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7686) و (9043) . وفي الباب عن علي، سلف برقم (719) . وعن ابن عباس، سلف أيضا برقم (2033) . وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6701) . قوله: "لغيت"، ضبط في بعض النسخ المتاخرة بكسر الغين، وضبط في (ظ3) بفتحها وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: ضبطناه بفتح الغين المعجمة، وهو الأجود عندنا، وضبط في "صحيح مسلم" طبعة الأستانة 3/5 بكسرها، اتباعا لظاهر قول النووي في "الشرح": " قال أهل اللغة: يقال: لغا يلغو، كغزا يغزو، ويقال: لغي يلغى، كعمي يعمى، لغتان، الأولى أفصح. وظاهر القرآن يقتضي هذه الثانية، التي هي لغة أبي هريرة، قال الله تعالى: (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) ، وهذا من: لغي يلغى، ولو كان من الأول لقال: "والغوا بضم العين"، ولكنها= الحديث: 7332 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 285 قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: " هِيَ لُغَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ " 7333 - قُرئَ عَلَى سُفْيَانَ، أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَرَى خُشُوعَكُمْ " (1) 7334 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، سَمِعْتُ أَبَا الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، - فَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ - " مَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)   = ضبطت في مخطوطة صحيحة عندي من "صحيح مسلم" بفتح الغين، وهو الظاهر من توجيه القراءة كما سنذكر. أما أهل اللغة، ففي "اللسان": لغا في القول يلغو ويلغى لغوا، ولغي -بالكسر- يلغى لغا وملغاة: أخطأ وقال باطلا. وفي "القاموس": لغى في قوله، كسعى ودعا ورضي. وأما توجيه القراءة، فأجوده ما نقله أبو حيان في "البحر" 7/494: وقال الأخفش: يقال: لغا يلغى، بفتح الغين، وقياسه الضم، لكنه فتح لأجل حرف الحلق، فالقراءة الأولى من: يلغى، والثانية من: يلغو. انتهى. قال البغوي في "شرح السنة" 4/259: اتفق أهل العلم على كراهية الكلام والإمام يخطب، وإن تكلم غيره، فلا ينكر إلا بالإشارة. واختلفوا في رد السلام، وتشميت العاطس حالة الخطبة، فرخص فيه بعضهم، وهو قول أحمد وإسحاق، وأحد قولي الشافعي، وكرهه بعضهم من التابعين وغيرهم، وهو قول سعيد بن المسيب. وانظر "فتح الباري" 2/414-415. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي برقم (8771) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد بأتم مما هنا، ويخرج هناك إن شاء الله تعالى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7333 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 286 7335 - وقَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ: عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي   = وأخرجه الحميدي (1123) ، وابن أبي شيبة 12/212، ومسلم (1835) (32) ، والنسائي في "الكبرى" (8728) ، وأبو يعلى (6272) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2957) ، ومن طريقه البغوي (2477) عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1835) (32) عن يحيى بن يحيى، عن المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وابن حبان (4556) من طريق محمد بن عجلان، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به - ولفظه عندهم: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني". وسيأتي برقم (8505) من طريق موسى بن عقبة، عن الأعرج، بنحو حديث سفيان بن عيينة. وأخرجه مسلم (1835) (34) من طريق ابن وهب، عن حيوة، عن أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (7434) و (7656) و (8134) و (9015) . قوله: "فقد أطاعني"، قال السندي: أي: لأنه نائبٌ عني، كما أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحكم نيابة عن الله تعالى، فالحاصل أن طاعة النائب طاعةٌ للأصل. وقال الخطابي في "أعلام الحديث" 2/1420: كانت قريش ومن يليهم من العرب، لا يعرفون الإمارة، ولا يدينون لغير رؤساء قبائلهم، فلما كان الإسلام، وولي عليهم الأمراء، أنكرته نفوسهم، وامتنع بعضهم من الطاعة، فإنما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم هذا القول، يعلمهم أن طاعتهم مربوطة بطاعته، ومن عصاهم فقد عصى أمره، ليطاوعوا الأمراء الذين كان يوليهم، فلا يستعصوا عليهم. قلت (القائل هو الخطابي) : وإذا كان إنما وجبت طاعتهم لطاعة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخليق أن لا يكون طاعة من كان منهم مخالفا لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يأمره به واجبة. الحديث: 7335 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 287 هُرَيْرَةَ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبَغَتْ الدِّرْعُ، أَوْ أُمِرَّتْ، تُجِنُّ بَنَانَهُ، وَتَعْفُو أَثَرَهُ يُوَسِّعُهَا " (1) قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: " يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَّسِعُ "، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ: " وَلَا يَتَوَسَّعُ " (2)   (1) في (ظ3) و (عس) وهامش (س) : أو أمرت، كما أثبتنا، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: لو أمرت، وفي مصادر الحديث: أو مرت. وفي (م) والأصول عدا (ظ3) و (عس) مكان قوله "تجن": تجر، بالراء أو بالزاي، وهو خطأ. قال الشيخ أحمد شاكر: وشبيه بهذا الخطأ ما حكى القاضي عياض في "المشارق" 2/324 أنه "وقع في هذا الموضع في كتاب القاضي أبي علي [يعني في نسخته من "صحيح مسلم"] : حتى تحز، بالحاء المهملة والزاي، مكان "تجن" وهو وهم، ورواه بعضهم "ثيابه" مكان "بنانه"، وهو غلط أيضا، وبنانه هو الصواب، ويدل عليه قوله في الحديث الأخر: "أنامله"، يريد القاضي بالحديث الآخر: الرواية التالية لهذه الرواية في "صحيح مسلم"، وهي رواية إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم. قلنا: ووقع في (م) والأصول الخطية عدا (ظ3) و (عس) : فوسعها، وهو خطأ. (2) هذا الحديث رواه سفيان بن عيينة بإسنادين: الأول: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهو صحيح على شرط الشيخين. والثاني: عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم -وهو ابن يناق المكي-، عن طاووس، عن أبي هريرة، ورجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن ابن جريج -واسمه عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس وقد عنعنه، لكنه قد توبع فيه عن الحسن بن مسلم، وعن طاووس، كما سيأتي بيانه في الإحالات في آخر التخريج. وهذا المذكور هنا هو قطعة من حديث ضرب فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل البخيل= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 288 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المتصدق، وإنما أشار الإمام أحمد هنا إلى الاختلاف الذي وقع بين حديث أبي الزناد عن الأعرج، وبين حديث ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاووس، وسيأتي برقم (7483) من طريق محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد، عن الأعرج، وبرقم (10770) من طريق إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم بن يناق، عن طاووس، وبرقم (9057) من طريق عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه الشافعي 1/221، والحميدي (1064) و (1065) ، ومسلم (1021) (75) ، والنسائي 5/70-71، وأبو الشيخ في "الأمثال" (268) ، والبيهقي 4/186 من طريق سفيان بن عيينة، بالإسنادين جميعا. ولفظه مرفوعا: "مثل المنفق والبخيل كمثل رجلين عليهما جبتان، أو جنتان من لدن قدميهما إلى تراقيهما، فإذا أراد المنفق أن ينفق سبغت عليه الدرع، أو وفرت، حتى تجن بنانه وتعفو أثره، وإذا أراد البخيل أن ينفق، قلصت ولزمت كلُّ حلقة موضعها، حتى تأخذ بعنقه أو ترقوته، فهو يوسعها فلا تتسع"، واللفظ للشافعي. وقد وقع في رواية مسلم تصحيفات وتقديم وتأخير نبه عليها القاضي عياض، ونقلها عنه النووي في "شرح مسلم" 7/107-108، فانظرها فيه. وأخرجه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (79) ، والبغوي (1660) من طريق سفيان بن عيينة، بالإسناد الأول. وأخرجه البخاري (1443) عن أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، وابن حبان (3313) من طريق الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، كلاهما عن أبي الزناد، به. وأخرجه أبو الشيخ (267) من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة، عن الأعرج، به. وعلقه البخاري بإثر (1444) و (5299) ، فقال: وقال الليث: حدثني جعفر، عن ابن هرمز، سمعت أبا هريرة ... قال الحافظ ابن حجر: جعفر: هو ابن ربيعة، وابن هرمز: هو عبد الرحمن الأعرج، ولم تقع لي رواية الليث موصولة إلى الآن، وقد= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 289 7336 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قِيلَ لِسُفْيَانَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ -: " الْمَطْلُ ظُلْمُ الْغَنِيِّ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ، فَلْيَتْبَعْ " (1)   = رأيته عنه بإسناد آخر أخرجه ابن حبان من طريق عيسى بن حماد، عن الليث، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد بسنده. وأخرجه ابن حبان (3332) ، والبغوي (1659) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. قال السندي: معنى "سبغت": كملت، و"أمرت" من الإمرار. قلنا: هذا المعنى لرواية "المسند"، وأما الرواية التي في عامة المصادر: "أو مرت"، فقد قال النووي في "شرح مسلم" 7/108: كذا هو في النسخ "مرت" بالراء، قيل: إن صوابه بالدال، بمعنى: سبغت، وكما قال في الحديث الأخر: انبسطت، لكنه قد يصح: "مرت" على نحو هذا المعنى. قلنا: وسلف في التعليق من رواية الشافعي وغيره: أو وفرت. وقوله: "تجن"، قال السندي: بضم أوله وكسر الجيم وتشديد النون، من أجن الشيء: إذا ستره، و"البنان" بفتح موحدة ونونين بلا تشديد: الأصابع، ومعنى: "تعفو أثره"، أي: تمحو أثر مشيه بسبوغها وكمالها. وانظر تمام الكلام على معاني الحديث عند الرواية التي ستأتي برقم (7483) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1032) ، وابن ماجه (2403) ، والنسائي 7/316، وابن الجارود (560) ، وأبو يعلى (6283) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (952) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي (951) و (2753) من طريق عبيد الله بن موسى، عن سفيان، به. ويحتمل أن يكون سفيان هذا هو الثوري، أو ابن عيينة، والله أعلم.= الحديث: 7336 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 290 7337 - قرئَ عَلَى سُفْيَانَ، سَمِعْتُ أَبَا الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ ": " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّهُ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ " (1)   = وأخرجه البيهقي 6/70 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به. وأخرجه مختصرا -إلا رواية الطبراني في "الأوسط"- الطحاوي في "مشكل الآثار" (953) من طريق حميد بن عبد الرحمن، والطبراني في "الأوسط" (3640) من طريق الحسن البصري وابن سيرين، وفي "الصغير" (646) ، من طريق صالح مولى التوأمة، والخطيب في "تاريخه" 6/294 من طريق محمد بن سيرين أيضا، أربعتهم عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7453) و (8896) و (8938) و (9973) و (9978) و (10002) من طرق عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وبرقم (7541) من طريق همام، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5395) . قوله: "المطل ظلم الغني"، قال السندي: هكذا في النسخ، واللفظ المشهور: "مطل الغني ظلم"، والمطل: هو منع قضاء ما استحق أداؤه. وأراد بالغني: القادر على الأداء. وأتبع، قال: بضم فسكون فكسر مخففا، أي: أحيل. على مليء، قال: بهمزة، ككريم، أو هو كغني لفظا ومعنى، والأول هو الأصل. فليتبع، قال: بإسكان الفوقية على المشهور، من تبع، أي: فليقبل الحوالة، وقيل: بشدها، والجمهور على أن الأمر للندب، وحمله بعضهم على الوجوب. وانظر "شرح السنة" 8/210-211، و"فتح الباري" 4/465-46. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1086) ، والترمذي (1988) من طريق سفيان بن عيينة،= الحديث: 7337 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 291 7338 - سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: " إِذَا كَفَى الْخَادِمُ أَحَدَكُمْ طَعَامَهُ، فَلْيُجْلِسْهُ فَلْيَأْكُلْ مَعَهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَلْيَأْخُذْ لُقْمَةً، فَلْيُرَوِّغْهَا فِيهِ، فَيُنَاوِلْهُ " وَقُرِئَ عَلَيْهِ إِسْنَادُهُ: سَمِعْتُ أَبَا الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   = بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي بأتم مما هنا برقم (10001) من طريق مالك، عن أبي الزناد، ويخرج هناك إن شاء الله تعالى. قوله: "فسمعت سفيان يقول"، قال السندي: أي: بذلك السند. وقوله: "إياكم والظن"، قال: أي: سوء الظن، قيل: وهو أن يعقد قلبه عليه بسبب لا يلزم منه ذلك لا مجرد الوسوسة، ولا إذا تحقق سببه، وذكر الترمذي في تفسير الحديث عن سفيان أنه قال: الظن ظنان: فظن إثم، وظن ليس بإثم، فالذي هو إثم، فهو أن يظنَّ ظنّا، ويتكلم به، والذي ليس بإثم فأن يظن ولا يتكلم به. قلت: كأنه أخذه من قوله: "فإنه أكذب الحديث"، ولا يكون حديثا إلا بالتكلم، ولعل معنى كونه أكذب أنه كثيرا ما يكون كذبا مع اعتقاد صاحبه أنه صدق، فصار بذلك أقبح من كذب لا يعتقد صاحبه صدق نفسه، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي 2/65-66، والحميدي (1070) ، والبيهقي 8/8 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (6320) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن أبي الزناد، به. وأخرجه ابن ماجه (3290) من طريق الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، به.= الحديث: 7338 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 292 7339 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ " (1)   = وأخرجه الحميدي (1072) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وسيأتي من طرق عن أبي هريرة، انظر (7514) و (7726) و (7805) و (7981) و (8196) و (9269) و (9307) و (10125) و (10266) و (10567) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3680) . وعن جابر بن عبد الله، سيأتي في مسنده 3/346. قوله: "إذا كفى الخادم"، قال السندي: أي: العبد أو الجارية، فإن اسم الخادم يطلق عليهما، وهو بالرفع فاعل كفى. "أحدكم" بالنصب. وقوله: "فليروغها"، قال: براء مهملة وواو مشددة وغين معجمة، يقال: روغ الثريدة: إذا دسمها. و"فيه"، أي: في الطعام. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكررا برقم (7342) . وأخرجه الشافعي 1/30، والحميدي (965) ، والدارمي (683) ، ومسلم (252) ، وأبو داود (46) ، وابن ماجه (690) ، والنسائي في "المجتبى" 1/266-267، وفي "الكبرى" (3046) ، وأبو يعلى (6270) ، وابن خزيمة (139) ، وأبو عوانة 1/191، والطحاوي 1/44، والبيهقي في "السنن" 1/35 و37، وفي "معرفة السنن والآثار" (43) ، والبغوي (197) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد- ولم يذكر في رواية الدارمي ومسلم وإحدى روايات ابن خزيمة تأخير العشاء، ولم يذكر الأمر بالسواك في رواية ابن ماجه. وأخرجه مالك 1/66، ومن طريقه البخاري (887) ، والنسائي 1/12، وابن حبان (1068) ، والبيهقي في "السنن" 1/37، وفي "المعرفة" بإثر الحديث (43) = الحديث: 7339 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 293 7340 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رِوَايَةً - قَالَ مَرَّةً: يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ   = عن أبي الزناد، به - لم يذكر فيه تأخير العشاء. وأخرجه أبو يعلى (6343) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، وأبو عوانة 1/191 من طريق مغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، كلاهما عن أبي الزناد، به - ولم في ابن أبي الزناد فيه تأخير العشاء. وأخرجه البخاري (7240) من طريق الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، به - دون ذكر تأخير العشاء أيضا. وسيأتي الحديث برقم (10868) من طريق ورقاء، عن أبي الزناد، وبنحوه برقم (9194) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن الأعرج، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، أنظر (7412) و (7513) و (7853) و (9928) و (10618) . وفي الباب عن علي، سلف في "المسند" برقم (607) و (968) . والموضع الأول بقصة السواك فقط. وعن زيد بن خالد، سيأتي 4/114. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 5/410. وعن أم حبيبة، سيأتي 6/325. وعن زينب بنت جحش، سيأتي 6/429. وحديث أم حبيبة وزينب بنت جحش بقصة السواك فقط. وعن عائشة عند ابن حبان (1069) بقصة السواك أيضا. وفي باب تأخير العشاء أيضا عن ابن عباس، سلف برقم (1926) . وعن ابن عمر، سلف برقم (4826) . وعن أبي سعيد، سيأتي 3/5. وعن عائشة، سيأتي أيضا 6/150. الحديث: 7340 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 294 قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ " (1) 7341 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَجِدُونَ مِنْ (2) شَرِّ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (295) ، والحميدي (1014) ، ومسلم (1151) (160) ، والنسائي في "الكبرى" (3269) ، وأبو يعلى (6266) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7492) و (9998) . وأخرجه ابن حبان (3482) من طريق فضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (1996) ، وابن حبان (3479) ، والحاكم 1/430، والبيهقي 4/270 من طريق أنس بن عياض، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن عمه، عن أبي هريرة. وسمى ابن حبان عم الحارث: عبد الله بن المغيرة بن أبي ذباب. وأخرجه بأطول مما هنا ابن حبان (3416) من طريق العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، عن أبيه، عن أبي هريرة. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7492) و (7840) و (8059) و (8128) و (9363) و (9532) و (10564) ، وبعض هذه المواضع الحديث فيها مطول. قوله: "فلا يرفث"، قال السندي: المراد بالرفث: الكلام الفاحش. ولا يجهل، قال: أي: لا يأتي بمقتضى الجهل. وقوله: "إني صائم، إني صائم" كذا ورد في (ظ3) و (عس) مرتين، وفي (م) وباقي النسخ مرة واحدة. (2) لفظ "من" لم يرد في (ظ3) و (عس) . الحديث: 7341 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 295 النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ " (1) 7342 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ، وَالسِّوَاكِ مَعَ الصَّلَاةِ " (2) 7343 - " وَلَا تَصُومُ امْرَأَةٌ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ يَوْمًا غَيْرَ رَمَضَانَ، إِلَّا بِإِذْنِهِ " وَقُرِئَ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيثُ: سَمِعْتُ أَبَا الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1132) ، وأبو داود (4872) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (276) ، وأبو يعلى (6265) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9997) و (10700) من طريق مالك، عن أبي الزناد. وأخرجه ضمن حديث: "تجدون الناس معادن ... " مسلم (2526) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، به. وأخرجه البخاري (3494) ، ومسلم (2526) وص 2011 (100) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة. والحديث عند مسلم في الموضع الأول مطول حديث المغيرة بن عبد الرحمن. وسيأتي الحديث برقم (8069) من طريق عراك بن مالك، و (8438) من طريق أبي صالح، ومطولا برقم (10791) من طريق سعيد بن المسيب، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7890) و (8781) من طريق سلمان الأغر، عن أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "ما ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7339) . الحديث: 7342 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 296 عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   (1) هذا الحديث له إسنادان كما قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، فقد رواه الإمام أحمد عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، بإسناد الحديث قبله، ثم أثبت أنه قرىء على سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، وروايته بالإسنادين ثابتة عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد. قلنا: واعتبر الحافظ ابن حجر هذا الحديث قطعة من الحديث الذي قبله، فأورده في "أطراف المسند" 7/363 تحت ترجمة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة، وأشار فيها إلى أن موسى بن أبي عثمان رواه عن أبيه، عن أبي هريرة، وزاد فيه هذه القطعة، وهي: "ولا تصوم المرأة ... "! مع أنه لم يذكر أحد ممن خرّج حديث: "لولا أن أشق على أمتي ... " أن موسى بن أبي عثمان قد رواه، والله أعلم. قلنا: الإسناد الأول -وهو: سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة- صحيح على شرط الشيخين. والإسناد الثاني -وهو: سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة- حسن من أجل موسى بن أبي عثمان وأبيه، وهما متابعان، الأول -وهو موسى- روى عنه جمع، واستشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في "أفعال العباد"، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبوه أبو عثمان التبان مولى المغيرة بن شعبة، اسمه سعيد، وقيل: عمران، روى عنه جمع، وحسن له الترمذي حديثا، وذكر الحافظ ابن حجر في "التهذيب" أن ابن حبان ذكره في "الثقات"، لكننا لم نجده في المطبوع منه، والله أعلم. وأخرجه الدارمي (1720) ، وابن ماجه (1761) ، والترمذي (782) ، والنسائي في "الكبرى" (3288) ، وأبو يعلى (6273) ، وابن خزيمة (2168) ، والبغوي= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 297 7344 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ،   = (1771) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (5195) ، والنسائي (2921) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2047) ، والبغوي (1695) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به - ولفظه عند البخاري ومن طريقه البغوي كنحو ما سيأتي برقم (8188) من طريق همام بن منبه. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ضمن حديث برقم (11155) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، به. وسيأتي برقم (9986) من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه الحميدي (1016) ، والنسائي في "الكبرى" (3287) ، وابن حبان (3573) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعلقه البخاري بإثر الحديث (5195) عن أبي الزناد، عن موسى، به. وسيأتي برقم (9734) و (9986) و (10168) و (10495) من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، به. وأخرجه بأطول مما هنا ابن حبان (4170) من طريق يزيد بن الهاد، عن مسلم بن الوليد، عن أبيه، عن أبي هريرة. ومسلم بن الوليد وأبوه لم يوثقهما غير ابن حبان في "الثقات" 7/446 و5/494. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في "مسنده" 3/80 و84-85. وعن ابن عمر عند الطيالسي (1951) ، وفي إسناده ضعف. قوله: "ولا تصوم" قال السندي: نفى بمعنى النهي. شاهد قال: أي: مقيم غير مسافر، والمراد أنه عندها. وانظر "فتح الباري" 9/295-296. الحديث: 7344 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 298 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (1) ، مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ، لَيْسَ عِنْدِي مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ، وَلَا يَتَخَلَّفُونَ عَنِّي " (2) 7345 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا،   (1) في (م) والأصول الخطية عدا (ظ3) و (عس) : على أمتي المؤمنين، بزيادة لفظ "أمتي"، والمثبت من (ظ3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1039) ، ومسلم (1876) (106) ، وأبو عوانة 5/24-25 و26 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواية أبي عوانة 5/24-25 مطولة. وأخرجه سعيد بن منصور (2300) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن. وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وأبو عوانة 5/26 من طريق ورقاء، و5/119-120 من طريق موسى بن عقبة، وابن منده (239) ، والبيهقي 19/57 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، أربعتهم عن أبي الزناد، به. وقد سلف هذا الحديث ضمن حديث مطول برقم (7157) من طريق أبي زرعة، عن أبي هريرة. قوله: "لا يتخلفون عني"، كذا أثبتناه من (ظ3) بإثبات النون من "يتخلفون"، وهو الجادة، وفي (م) وباقي النسخ: يتخلفوا، بحذفها، وكتب فوقها في نسخة (عس) ضبة صغيرة إشارة إلى أنه هكذا ثبتت عنده من طريق السماع بحذف النون، وإن كان الوجه إثباتها. قال السندي في معنى الحديث: بأن يقعدوا بالمدينة من ورائي، أي: فيؤدي ذلك إلى مشيهم على الأقدام، وفيه من المشقة عليهم ما لا يخفى. الحديث: 7345 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 299 فَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " (1) 7346 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَعَلَّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ غَسَلَاتٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سقط هذا الحديث من (م) . وأخرجه الحميدي (957) ، ومسلم (237) (20) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7300) . قال ابن الأثير في "النهاية" 5/147: الوتير: الفرد، وتكسر واوه وتفتح، فالله واحد في ذاته، لا يقبل الانقسام والتجزئة، واحد في صفاته، فلا شبه له ولا مثل، واحد في أفعاله، فلا شريك له ولا معين. و"يحب الوتر"، أي: يثيب عليه، ويقبله من عامله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والحديث رفعه ثابت دون شك، كما في رواية الإمام مالك عن أبي الزناد، التي سيأتي تخريجها فيما بعد برقم (9929) . وأخرجه الشافعي 1/23، والحميدي (967) ، وابن الجارود (52) ، وابن خزيمة (96) ، وأبو عوانة 1/207 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (1294) ، والدارقطني 1/65 من طريق هشام بن عروة، عن أبي الزناد، به. وانظر ما بعده. وأخرجه النسائي 1/177، والدارقطني 1/65، والبيهقي 1/241 من طريق أبي رافع، والدارقطني 1/64 من طريق الحسن، كلاهما عن أبي هريرة. وأخرجه الدارقطني 1/66 موقوفا من طريق عطاء، عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا، انظر (7447) و (7604) و (7672) و (7673) و (8148) و (8725) و (9169) ، وانظر الكلام على زيادة "أولاهن بالتراب" عند الرقم (7604) . وفي الباب عن عبد الله بن المغفل، سيأتي في "المسند" 4/86 و5/56.= الحديث: 7346 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 300 7347 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِى الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ _ قَالَ سُفْيَانُ: لَعَلَّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _: " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِى إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ غَسَلَاتٍ " (1) 7348 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ، يَعْنِي، عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2) 7349 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ، وِإِذَا خَلَعَ (3) الْيُسْرَى، وَإِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَمْشِ فِي نَعْلٍ   = وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 1/173، وابن ماجه (366) . وعن علي عند الدارقطني 1/65. قوله: "إذا ولغ"، قال السندي: يقال: ولغ الكلب يلغ، بفتح اللام فيهما، أي: شرب بطرف لسانه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر ما قبله. قال الشيخ أحمد شاكر: والذي أظنه أن الإمام أحمد رحمه الله حين قرأ الإسناد الأول، وفيه: "قال: لعله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، رأى أنه لم يبين قائل هذا، فلا يدرى ممن الشك في رفعه، فأعاده مرة أخرى مصرحا عنه مبينا، فقال فيه: "قال سفيان". قلنا: وهذا الحديث ثابت في كافة أصولنا الخطية غير نسخة (ظ1) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف مرفوعا برقم (7155) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، وأشرنا إلى سائر طرقه هناك. (3) في (م) : وخلع، دون لفظة: "إذا". الحديث: 7347 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 301 وَاحِدٍ، لِيُحْفِهِمَا، جَمِيعًا، أَوْ لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجه غير المصنف عن سفيان بن عيينة فرفعه، كما أنه سيأتي برقم (10003) من طريق مالك، عن أبي الزناد مرفوعا دون قوله: "وإذا انقطع شسع أحدكم ... ". وأخرجه بنحوه الحميدي (1135) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد مرفوعا. وإخرجه ابن حبان (5459) من طريق إبراهيم بن بشار، عن سفيان بن عيينة، به، مرفوعا - من قوله: "إذا انقطع شسع ... " دون أوله. ورواه مالك 2/916، ومن طريقه البخاري (5855) ، ومسلم (2097) (68) ، وأبو داود (4136) ، والترمذي في "السنن" (1774) ، وفي "الشمائل" (77) ، والبيهقي 2/432، والبغوي (3157) عن أبي الزناد، به - بلفظ: "لا يمشين أحدكم في نعل واحدة ... " دون أوله. وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 8/415، وعنه ابن ماجه (3617) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7179) ، وما سيأتي برقم (7447) و (8151) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في مسنده 3/42. وعن جابر بن عبد الله، سيأتي أيضا 3/293. وعن ابن عباس، سلف برقم (2948) بسند ضعيف. قوله: "وإذا خلع"، قال السندي: أي: النعل. "اليسرى"، أي: فليقدم اليسرى، ففيه حذف فعل الجزاء مع الفاء. والشسع، قال ابن الأثير في "النهاية": أحد سيور النعل، وهو الذي يدخل بين الإصبعين، ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود في الزمام، والزمام: السير الذي يعقد فيه الشسع. وقوله: "في نعل واحد"، قال الشيخ أحمد شاكر: هكذا هو بتذكير "واحد"، والنعل منصوص على تأنيثها في المعاجم: "النهاية"، و"اللسان"، و"المصباح"،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 302 7350 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، أَوْ عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْلَكَ " (2)   = و"القاموس"، ولكن في "النهاية"، وتبعها صاحب "اللسان": "أن رجلا شكا إليه رجلا من الأنصار، فقال: يا خيرمن يمشي بنعل فرد النعل مؤنثة، وهي التي تلبس في المشي ... وصفها بالفرد، وهو مذكر، لأن تأنيثها غير حقيقي. والفرد: هي التي لم تخصف، ولم تطارق، وإنما هي طاق واحد". فهذا يصلح توجيها لما ثبت هنا من وصفها بالواحد، وهو مذكَّر. وقوله: "فلا يمش"، قال السندي: قيل: النهي للشهرة، وقيل: لما فيه من المثلة، ومفارقة الوقار، ومشابهة زي الشيطان. كالأكل بشماله، وللمشقة في المشي، والخروج عن الاعتدال، فربما يصير سببا للعثار. (1) قوله: "عن أبي هريرة" أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، ولم يرد في (م) وباقي الأصول الخطية. (2) لفظ "ويلك" أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، ولم يرد في (م) وباقي النسخ. والحديث صحيح على ما فيه من شك سفيان بن عيينة: هل رواه عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، أم رواه عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. فإن كان رواه بالإسناد الأول، فهو حسن، وإن كان رواه بالإسناد الثاني، فهو صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1003) ، وابن الجارود (427) ، والطحاوي 2/160، وابن= الحديث: 7350 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 303 وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ مَرَّةً، فَقَالَ: عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ   = حبان (4016) من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1322) (371) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامى، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (9987) من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7454) من طريق عبد الرحمن، و (10233) من طريق سفيان الثوري، و (10315) من طريق مالك، ثلاثتهم عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه الطيالسي (2596) من طريق قتادة عمن سمع أبا هريرة، والبخاري في "الأدب المفرد" (796) ، والطحاوي 2/160 من طريق موسى بن يسار وأبي سلمة، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة انظر (7737) و (8123) و (10127) . وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/99. وعن جابر، سيأتي أيضا 3/317. وعن علي، سلف برقم (979) . وعن ابن عمر عند الطحاوي 2/161. والبدنة، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/108: تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدنة لعظمها وسمنها. قلنا: والمراد بالبدنة هنا ليس مجرد مدلولها اللغوي، وإنما هي التي تهدى إلى بيت الله تعالى في الحج، كما دلت عليه الروايات الأخرى عن أبي هريرة وغيره، فلا تركب هذه إلا للضرورة. وانظر "فتح الباري" 3/537-538. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 304 7351 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: " بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبَهَا فَضَرَبَهَا، قَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحِرَاثَةِ "، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ، بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ فَقَالَ: " فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ (1) وَمَا هُمَا ثَمَّ، وَبَيْنَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ، إِذْ عَدَا عَلَيْهَا الذِّئْبُ، فَأَخَذَ شَاةً مِنْهَا، فَطَلَبَهُ، فَأَدْرَكَهُ، فَاسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ، فَقَالَ: يَا هَذَا، اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي، فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي؟ " قَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ، ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ قَالَ: " إِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " وَمَا هُمَا ثَمَّ (2)   (1) في (م) والنسخ الخطية المتأخرة: وأبو بكر غدا غدا وعمر، بزيادة "غدا غدا"، وهي زيادة غريبة ليست في (ظ3) و (عس) ، وهما نسختان عتيقتان متقنتان، ونسخة ثالثة اعتمدها الشيخ أحمد شاكر رحمه الله كتبت سنة 837هـ، ووصفها بأنها متقنة وموثقة، وكذا لم ترد لهذه الزيادة في "فضائل الصحابة" (183) للمصنف حيث أورده هناك بإسناده ومتنه، وليست هذه الزيادة أيضا في شيء من الكتب التي خرجته. وقال السندي في "حاشيته": هكذا في نسخ "المسند" (يعني بزيادة "غدا غدا") ، والمشهور: "وأبو بكر وعمر" بلا ذكر "غدا"، فإن ثبت، فلعل المراد: وسيؤمن أبو بكر غدا، أي: أنه سيذكر معه غدا فيؤمن به على وجه لا يبقى مجال للتعجب أيضا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ورواية عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي سلمة بن عبد الرحمن من باب رواية الأقران عن بعض، وهو عند المصنف= الحديث: 7351 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 305 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = في "فضائل الصحابة" (183) بإسناده ومتنه. وأخرجه الحميدي (1054) ، والبخاري (3471) ، ومسلم (2388) (13) ، والبغوي (3889) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2388) (13) ، والنسائي في "الكبرى" (8111) ، وابن حبان (6485) من طريق سفيان الثوري، عن أبي الزناد، به. وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (643) من طريق ابن لهيعة، عن الأعرج، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3663) ، وفي "الأدب المفرد" (902) ، والنسائي (8112) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، به - ولم يذكر فيه البخاري قصة البقرة. وسيأتي الحديث برقم (8963) و (10529) . وأخرجه البخاري (3690) ، ومسلم (2388) (13) ، والنسائي (8114) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3067) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، به - ولم يذكر فيه أيضا البخاري ومسلم في إحدى روايتيه قصة البقرة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8113) من طريق الزهري، عن سعيد وحده، عن أبي هريرة. قوله: "يوم السبع"، قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 2/205: كذا رويناه بضم الباء، قال الحربي: ويروى بسكونها، يريد السبع، قرأ الحسن: (وما أكل السبع) بالسكون. وقال النووي في "شرح مسلم" 15/156-157: روي: "السبع" بضم الباء وإسكانها، والأكثرون على الضم. قال ابن الأثير في "النهاية" 2/336: قال ابن الأعرابي: السبع بسكون الباء: الموضع الذي إليه يكون المحشر يوم القيامة، أراد من لها يوم القيامة.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 306 7352 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، (1)   = والسبع أيضا: الذعر، سبعت فلانا إذا ذعرته، وسبع الذئب الغنم إذا فرسها، أي: من لها يوم الفزع، وقيل: هذا التأويل يفسد بقول الذئب في تمام الحديث: يوم لا راعي لها غيري، والذئب لا يكون راعيا لها يوم القيامة، وقيل: أراد من لها عند الفتن حين يتركها الناس هملا لا راعي لها، نهبة للذئاب والسباع، فجعل السبع لها راعيا إذ هو منفرد بها، ويكون حينئذ بضم الباء، وهذا إنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يهمل الناس فيها مواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع، وقال أبو موسى بإسناده عن أبي عبيدة: يوم السبع عيد كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولهوهم، وليس بالسبع الذي يفترس الناس، قال: وأملاه أبو عامر العبدري الحافظ بضم الباء، وكان من العلم والإتقان بمكان. قال المحدث العلامة أحمد شاكر رحمه الله، في تعليقه على هذا الحديث من "المسند" بعد أن نقل كلام ابن الأثير هذا: وفيما قال ابن الأعرابي تكلف بالغ، وكذلك ما قال أبو عبيدة، والصحيح عندي أنها بضم الباء، وهو الذي رجحه النووي في "شرح مسلم": أنها عند الفتن حين يتركها الناس هملا لا راعي لها منهبة للسباع، فجعل السبع لها راعيا، أي: منفردا بها. وقوله: "وما هما ثم"، قال: أي: ليسا حاضرين، وفي هذا منقبة عظيمة للشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، إذ استغرب السامعون ما خالف العادة، لا يريدون به الإنكار، فأخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الشيخين لكمال إيمانهما، واطمئنان قلوبهما، وسمو إدراكهما يؤمنان بما يقول، دون تردد أو استغراب بما عرفا من قدرة الله، وبما أيقنا من صدق رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) قوله: "عن أبي ميمونة" أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، وسقط من (م) وباقي الأصول الخطية، وهو ثابت كذلك في المصادر التي خرجته من طريق سفيان بن عيينة. الحديث: 7352 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 307 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: خَيَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا وَامْرَأَةً وَابْنًا لَهُمَا، فَخَيَّرَ الْغُلَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا غُلَامُ، هَذَا أَبُوكَ، وَهَذِهِ أُمُّكَ اخْتَرْ " (1)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وقال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 34/338: أبو ميمونة الفارسي المدني الأبار، من الموالي، قيل: اسمه سليم، وقيل: سلمان، وقيل: أسامة، وقيل: إنه والد هلال بن أبي ميمونة، والصحيح أنه ليس بوالده. وهلال بن أبي ميمونة: هو هلال بن علي بن أسامة، ويقال: هلال بن أبي ميمونة، وهلال بن أبي هلال، القرشي العامري المدني، مولى بني عامر بن لؤي. وانظر تعليق الشيخ أحمد شاكر على هذا الحديث في "المسند" بتحقيقه. وأخرجه الشافعي في "الأم" 5/92، والحميدي (1083) ، وابن ماجه (2351) ، والترمذي (1357) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3085) و (3086) وابن حبان (1200- موارد الظمآن) ، وابن حزم في "المحلى" 10/326، والبيهقي 8/3 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصرا، وقال الترمذي: حسن صحيح، وفي الموضع الأول من روايتي الطحاوي: هلال بن أبي ميمونة، عن أبي ميمونة، وليس بأبيه. ووقع في إسناد البيهقي: "هلال بن أبي ميمونة، عن أبيه"، وهي رواية شاذة مغلوطة، ولعل الغلط فيها وقع ممن تحت سفيان بن عيينة. قلنا: والحديث قد سقط من نسخة "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان"، فلذلك عزوناه إلى زوائده، وهو في "صحيح ابن حبان" في النوع السادس والثلاثين من القسم الخامس كما في "نصب الراية" 3/269. وأخرجه الدارمي (2293) ، وأبو داود (2277) ، والنسائي 6/185، والحاكم 4/97، والبيهقي 8/3 من طريق ابن جريج، عن زياد بن سعد، به - وذكر فيه قصة. وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 308 7353 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - أَنَا سَأَلْتُهُ (1) -، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنِ اتَّبَعَهَا حَتَّى يُفْرَغَ مِنْ شَأْنِهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، أَصْغَرُهُمَا أَوْ أَحَدُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ " (2) 7354 - أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي سُمَيٌّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ، وَالْعُمْرَتَانِ أَوِ الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ يُكَفَّرُ مَا بَيْنَهُمَا " (3)   = وسيأتي برقم (9771) . (1) تحرف في (م) والنسخ الخطية المتأخرة إلى: أنا سالمة، والتصويب من (ظ3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وأبو صالح: هو ذكوان السمان الزيات. وأخرجه الحميدي (1021) ، وأبو داود (3168) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (945) (53) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، به. وانظر ما سلف برقم (7188) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1002) ، ومسلم (1349) ، وابن الجارود (502) و (503) ، وابن خزيمة (2513) و (3073) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2423) و (2425) ، وعبد الرزاق (8799) ، ومسلم= الحديث: 7353 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 309 7355 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَسْتَعِيذُ مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثِ: دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، أَوْ جَهْدِ الْبَلَاءِ " (1)   = (1349) ، والنسائي 5/112 و112-113، وابن خزيمة (2513) و (3072) ، وابن حبان (3695) ، والبيهقي 5/261، وابن عبد البر في "التمهيد" 22/38 من طرق عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (9941) و (9948) . وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/325، لكن ليس فيه ذكر العمرة. قوله: "الحج المبرور"، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/117: هو الذي لا يخالطه شيء من المآثم، وقيل: هو المقبول المقابل بالبر، وهو الثواب. يقال: بر حجه وبر حجه، وبر الله حجه، وأبره برا بالكسر وإبرارا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (972) ، والبخاري في "صحيحه" (6347) و (6616) ، وفي "الأدب المفرد" (441) و (669) و (730) ، ومسلم (2707) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (382) و (383) ، والنسائي 8/269 و270، وأبو يعلى (6662) ، وابن حبان (1016) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 7/316، والبغوي (1360) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - كلهم رووه عن سفيان بالخصال الأربعة بغير تمييز، إلا أن ابن أبي عاصم لم يذكر في روايته الأولى سوء القضاء، ولفظه في "الأدب المفرد" (441) : "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعوذ من سوء القضاء، وشماتة الأعداء". قوله: "درك الشقاء"، قال السندي: الدرك -بفتحتين، وحكي سكون الثاني-: اللحاق، والشقاء -بالفتح والمد-: الشدة، أي: من لحاق الشدة، وقيل: المراد بالشقاء: سوء الخاتمة، نعوذ بالله منه.= الحديث: 7355 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 310 قَالَ سُفْيَانُ: " زِدْتُ أَنَا وَاحِدَةً، لَا أَدْرِي أَيَّتُهُنَّ هِيَ " 7356 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ مَوْلَى ابْنِ أَبِي رُهْمٍ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَقْبَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ امْرَأَةً مُتَطَيِّبَةً، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدِينَ يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ؟ فَقَالَتْ: الْمَسْجِدَ. فَقَالَ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّهُ قَالَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا مُتَطَيِّبَةً تُرِيدُ الْمَسْجِدَ، لَمْ يَقْبَلِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهَا صَلَاةً حَتَّى تَرْجِعَ فَتَغْتَسِلَ مِنْهُ غُسْلَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ " (1)   = وشماتة الأعداء، قال: فرحتهم بمصائبه. وسوء القضاء، قال: قال الكرماني: هو بمعنى المقضي، إذ حكم الله من حيث هو حكمه، كله حسن لا سوء فيه، قالوا في تعريف القضاء والقدر: القضاء: هو الحكم بالكليات على سبيل الإجمال في الأزل، والقدر: هو الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفضيل في الإنزال، قال تعالى: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) . وجهد البلاء - ووقع في (م) والنسخ الخطية غير (ظ3) و (عس) : جهد القضاء قال السندي: أي: شدة البلاء، قيل: هي الحالة التي يختار الموت عليها، بمعنى: أنه يختار الموت تحرزا عنها، وقيل: هي قلة المال، وكثرة العيال. (1) حديث محتمل للتحسين وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، ومولى ابن أبي رهم: هو عبيد بن أبي عبيد، روى عنه أربعة، اثنان منهم مجهولان، وواحد ضعيف، والرابع لا بأس به، وخرج لعبيد هذا أبو داود وابن ماجه، وذكره ابن حبان والعجلي في "الثقات"، فمثله يكون مقبولا، كما قال الحافظ في "التقريب"، أي: عند المتابعة، وإلا فلين الحديث، وسنذكر له بعد طرقا يشد بعضها بعضا فيصير بها= الحديث: 7356 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 311 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قابلا للتحسين. وأخرجه المزي في ترجمة عبيد من "تهذيب الكمال" 19/220-221 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (971) ، وابن ماجه (4002) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه عبد بن حميد (1461) ، وأبو يعلى (6479) من طريق شريك، عن عاصم بن عبيد الله، به. وأخرجه البيهقي 3/133-134 من طريق العباس بن محمد الدوري، عن خالد بن مخلد، عن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي عبيد مولى أبي رهم الغفاري، عن جده، عن أبي هريرة. وهذا إسناد قابل للتحسين، عبد الرحمن بن الحارث سئل عنه أبو زرعة كما في "الجرح والتعديل" 5/224، فقال: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/73. وجده -وهو عبيد بن أبي عبيد، كما أشار إلى ذلك البيهقي- سلفت ترجمته في أول التعليق. وأخرجه أبو يعلى (6385) ، وابن خزيمة (1682) ، والبيهقي 3/133 من طرق، عن الأوزاعي، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة. وهذا إسناد فيه انقطاع، موسى بن يسار: هو الأردني، يقال: إنه من أهل دمشق، وروايته عن أبي هريرة مرسلة فيما قاله أبو حاتم الرازي كما في "الجرح والتعديل" 8/168، وقال أيضا: شيخ مستقيم الحديث. قلنا: وقد وهم الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث في "المسند" فذكر أن موسى بن يسار هذا: هو المطلبي المدني، عم محمد بن إسحاق، صاحب السيرة، وكلاهما له رواية عن أبي هريرة، إلا أن هذا الأخير لا يروي عنه الأوزاعي. وأخرج المرفوع منه النسائي 8/153-154 عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن سليمان بن داود بن علي الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد، سمعت صفوان بن سليم، ولم أسمع من صفوان غيره، يحدث عن رجل ثقة، عن أبي هريرة. وهذا= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 312 7357 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: جَاءَ نِسْوَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْنَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ (1) مَا نَقْدِرُ عَلَيْكَ فِي مَجْلِسِكَ مِنَ الرِّجَالِ، فَوَاعِدْنَا مِنْكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ. قَالَ: " مَوْعِدُكُنَّ بَيْتُ فُلَانٍ ". وَأَتَاهُنَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلِذَلِكَ الْمَوْعِدِ، قَالَ: فَكَانَ مِمَّا قَالَ لَهُنَّ، يَعْنِي: " مَا مِنِ امْرَأَةٍ تُقَدِّمُ ثَلَاثًا مِنَ الْوَلَدِ تَحْتَسِبُهُنَّ، إِلَّا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوِ اثْنَانِ؟ قَالَ: " أَوِ اثْنَانِ " (2)   = إسناد صحيح لولا الرجل المبهم الذي رواه عن أبي هريرة، والذي وصفه صفوان بن سليم بأنه ثقة! وسيأتي الحديث برقم (7959) من طريق شعبة، و (9727) و (9938) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عاصم بن عبيد الله، به. وسيأتي مختصرا برقم (8773) من طريق ليث، عن عبد الكريم (شيخ مجهول) ، عن مولى أبي رهم، عن أبي هريرة. وانظر ما سيأتي برقم (8035) و (9645) . وله شاهد عن أبي موسى موقوفا عليه كلفظ المرفوع عند ابن أبي شيبة 9/26، ورجاله ثقات. وعن زينب امرأة عبد الله، قالت: قال لنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا". أخرجه أحمد 6/363، ومسلم (443) . قوله: "يا أمة الجبار"، قال السندي: ناداها بهذا الاسم تخويفا. و"له"، أي: للمسجد. وقوله: "فتغتسل"، قال: أي: حتى ترجع فتبالغ في إزالة ذلك الطيب، ولعل ذلك إذا كان على البدن. (1) قوله: "والله" سقط من (م) ، وأثبتناه من أصولنا الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن= الحديث: 7357 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 313 7358 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا، لَعَنَ اللهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (1)   = أبي صالح، فمن رجال مسلم. أبو صالح: هو ذكوان السمان الزيات. وأخرجه الحميدي (1019) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (148) ، والنسائي في "الكبرى" (5898) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (2941) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح، به. وسيأتي برقم (8916) . وانظر ما سلف برقم (7265) ، بلفظ: "لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد ... " الحديث. وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3995) . وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/34. (1) إسناده قوي، حمزة بن المغيرة: هو ابن نشيط المخزومي الكوفي، قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الحميدي (1025) ، وابن سعد 2/241-242، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/43 و44 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - وفي الموضع الأول عند ابن عبد البر الشطر الأول من الحديث فقط. وأورد هذا الشطر منه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/47 من طريق سفيان، به. وانظر ما سيأتي برقم (8804) . والشطر الثاني، سيأتي نحوه في "المسند" برقم (7826) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وفي الباب عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلا، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند= الحديث: 7358 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 314 7359 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْعَجْلَانِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً، وَالْآخَرِ دَاءً " (1)   = مالك في "الموطأ" 1/172، ومن طريقه ابن سعد 2/240-241. ووصله البزار (440- كشف الأستار) ، ومن طريقه ابن عبد البر 5/42-43 عن سليمان بن سيف، عن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، عن عمر بن صهبان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي سنده عمر بن صهبان، ويقال: عمر بن محمد بن صهبان المدني، وهو ضعيف باتفاقهم، والتبس أمره على أبي عمر ابن عبد البر فظنّه عمر بن محمد -وهو ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخظاب- الثقة! قال أبو عمر ابن عبد البر 5/45: الوثن: الصنم، وهو الصورة من ذهب كان أو من فضة، أو غير ذلك من التمثال، وكل ما يعبد من دون الله فهو وثن، صنما كان أو غير صنم؛ وكانت العرب تصلي إلى الأصنام وتعبدها، فخشي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمته أن تصنع كما صنع بعض من مضى من الأمم: كانوا إذا مات لهم نبي عكفوا حول قبره كما يصنع بالصنم، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم لا تجعل قبري وثنا يصلى إليه، ويسجد نحوه ويعبد فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك"، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحذر أصحابه وسائرته من سوء صنيع الأمم قبله، الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم، واتخذوها قبلة ومسجدا كما صنعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون إليها ويعظمونها وذلك الشرك الأكبر فكان النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخبرهم بما في ذلك من سخط الله وغضبه، وأنه مما لا يرضاه خشية عليهم امتثال طرقهم. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فمن رجال أصحاب السنن، وروى له مسلم في الشواهد، وعلق له البخاري، وهو صدوق. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (3295) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا= الحديث: 7359 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 315 7360 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَانَ يَقُولُ - فَقَالَ سُفْيَانُ: هُوَ هَكَذَا - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَضَعَ جَنْبَهُ يَقُولُ: " بِاسْمِكَ يا (1) رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا حَفِظْتَ (2) بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " (3)   = الإسناد. وانظر (7141) . (1) لفظ "يا" استدركناه من (ظ3) و (عس) ومن "التغليق" لابن حجر 5/140، فإنه أخرجه من طريق "المسند". (2) في (م) : تَحْفَظُ. (3) إسناده قوي كسابقه. قال الشيخ أحمد شاكر: وقوله أثناء الإسناد: "وقرىء على سفيان: عن سعيد"، يريد به الإمام أحمد: أن سفيان بن عيينة حدثهم بأول الإسناد فقال: حدثنا ابن عجلان، ثم قرىء عليه تمام الإسناد ومتن الحديث، من أول قوله "عن سعيد"، فالذي يرويه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، هو ابن عجلان، شيخ سفيان. ولا يراد به ما يخطىء غير العارف، فيظنه إنه من رواية سفيان عن سعيد مباشرة، فلم يكن لك قط. وقول سفيان: "هو هكذا يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" الخ، معناه: أنه قرىء على سفيان متن الحديث عن أبي هريرة: "كان يقول"، فشرح سفيان ذلك، بأنه هو هكذا في روايته، وأنه ليس على ظاهره، أن أبا هريرة هو الذي كان يقول، وأن مراد أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول إذا وضع جنبه: "باسمك ربي" إلخ. وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/140 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه بأتم مما هنا الترمذي (3401) عن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة،= الحديث: 7360 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 316 7361 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ (1) ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - إِنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ (2) قَالَ سُفْيَانُ: الَّذِي سَمِعْنَاهُ   = به. وزاد في أوله: "إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه، فلينفضة يصنفة إزاره (أي: حاشيته وطرفه) ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، فإذا اضطجع فليقل ... " فذكره، وزاد في آخره: "فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، وردَّ علي روحي، وأذن لي بذكره". وقال: حديث حسن. وأخرجه دون الزيادة في آخره النسائي في "عمل اليوم والليلة" (890) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاري، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (765) من طريق أبي خالد الأحمر، والطبراني في "الدعاء" (252) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، أربعتهم عن ابن عجلان، به. وأخرجه كذلك البخاري (7393) من طريق مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7811) و (9589) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وبرقم (7938) من طريق عبد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة، وبرقم (9469) و (9590) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، فهو من المزيد في متصل الأسانيد. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5502) . قال السندي: "فإن أمسكت نفسي"، أي: عندك، "أرسلتها"، أي: إلى جسدي، "فاحفظها"، أي: عن المعاصي. (1) وقع في النسخ المطبوعة زيادة بين ابن عجلان وبين سعيد، وهي: "وقرىء على سفيان"، وهذه الزيادة ليست في شيء من أصولنا الخطية. (2) لفظة "ثم" سقطت من (م) والأصول الخطية غير (ظ3) و (عس) . الحديث: 7361 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 317 مِنْهُ عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ (1) ، لَا أَدْرِي عَمَّنْ سُئِلَ سُفْيَانُ: عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ؟ فَقَالَ -: كَانَ الْمُسْلِمُونَ أَسَرُوهُ، أَخَذُوهُ، فَكَانَ (2) إِذَا مَرَّ بِهِ قَالَ: " مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " قَالَ: إِنْ تَقْتُلْ، تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ، تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تُرِدْ مَالًا، تُعْطَ مَالًا. قَالَ: فَكَانَ إِذَا مَرَّ بِهِ قَالَ: " مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " قَالَ: إِنْ تُنْعِمْ، تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ، تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُرِدِ الْمَالَ، تُعْطَ الْمَالَ. قَالَ: فَبَدَا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطْلَقَهُ، وَقَذَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَلْبِهِ، قَالَ: فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بِئْرِ الْأَنْصَارِ، فَغَسَلُوهُ، فَأَسْلَمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَمْسَيْتَ وَإِنَّ وَجْهَكَ كَانَ أَبْغَضَ الْوُجُوهِ إِلَيَّ، وَدِينَكَ أَبْغَضَ الدِّينِ إِلَيَّ، وَبَلَدَكَ أَبْغَضَ الْبُلْدَانِ إِلَيَّ، فَأَصْبَحْتَ، وَإِنَّ دِينَكَ أَحَبُّ الْأَدْيَانِ إِلَيَّ، وَوَجْهَكَ أَحَبُّ الْوُجُوهِ إِلَيَّ لَا يَأْتِي قُرَيشِاً (3) حَبَّةٌ مِنَ الْيَمَامَةِ، حَتَّى قَالَ عُمَرُ: " لَقَدْ كَانَ وَاللهِ، فِي عَيْنِي أَصْغَرَ مِنَ الْخِنْزِيرِ، وَإِنَّهُ فِي عَيْنِي أَعْظَمُ مِنَ الْجَبَلِ. خَلَّى عَنْهُ، فَأَتَى الْيَمَامَةَ، حَبَسَ عَنْهُمْ، فَضَجُّوا وَضَجِرُوا، فَكَتَبُوا: تَأْمُرُ   (1) يعني أن سفيان سرد الحديث الذي سمعه منه الإمام أحمد عن ابن عجلان بسنده، ثم أشار إلى أن سرد سفيان لقصة ثمامة بن أثال كان بسبب سؤال في مجلسه -لم يسمعه هو- عن شخص ما، ولعله كان عن ثمامة بن أثال صاحب القصة نفسه، والله تعالى أعلم. (2) أي: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3) في (م) : قُرَشِيًّا. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 318 بِالصِّلَةِ (1) ؟ قَالَ: وَكَتَبَ إِلَيْهِ " (2) ،   (1) في (م) : بالصلة. (2) إسناده قوي. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (9834) من طريق عبيد الله وعبد الله ابني عمر، عن سعيد المقبري، بهذا الإسناد. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن الجارود (15) ، وابن خزيمة (253) ، وأبو عوانة 4/161-162، وابن حبان (1238) ، والبيهقي في "السنن" 1/171. وأخرجه مسلم (1764) (60) ، وأبو عوانة 4/157-159 من طريق عبد الحميد بن جعفر، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/79-80 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، كلاهما عن سعيد المقبري، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسيأتي برقم (9833) من طريق الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وسيأتي مختصرا بقصة غسله فقط برقم (8037) من طريق عبد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 4/81 من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. ثمامة بن أثال -بضم الهمزة وفتح الثاء-: سيد من سادات بني حنيفة قوم مسيلمة الكذاب، ولما ارتد أهل اليمامة عن الإسلام، لم يرتد ثمامة وثبت على إسلامه، وكان مقيما باليمامة ينهاهم عن اتباع مسيلمة وتصديقه، ولما مر العلاء بن الحضرمي ومن معه على جانب اليمامة يريدون البحرين لقتال المرتدين فيها، لحق به ثمامة ومن ثبت معه من قومه على الإسلام، فقاتلوا المرتدين من أهل البحرين، وقتل بعد ذلك رضي الله عنه. انظر "أسد الغابة" 1/294-295، و"الإصابة" 1/410-412. قوله: "إن تقتل تقتل ذا دم"، قال السندي: المعنى: ذا دم عظيم لا يهدر، بل يؤخذ ثأره، ففيه الإشارة إلى رياسته في قومه، وقيل: ذا دم، أي: من أصاب= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 319 قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ (1) : عَنْ سُفْيَانَ، سَمِعْتُ ابْنَ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أُثَالٍ قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 7362 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رِوَايَةً: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ أَوَّلُهَا " (2)   = دما، فاستحق به القتل، أي: إن قتلت، فلا عليك، لاستحقافي القتل، وإن تركت، فهو منك إحسان أشكره. وقوله: "وقذف الله عز وجل في قلبه"، قال: أي: ألقى في قلبه الإسلام. وقوله: "حبس عنهم"، قال: أي: فحين أتى اليمامة حبس الطعام عن قريش. وقوله: "فكتبوا"، قال: أي: إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقوله: "تأمر الصلة" قال: بالنصب على نزع الخافض، وهو استفهام في مقام الأمر. وقوله: "وكتب إليه"، قال: أي: كتب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ثمامة بأن لا يحبس عنهم. (1) يعني أباه الإمام أحمد رحمه الله. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وأخرجه الحميدي (1000) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، أبيه أو عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8486) من طريق ليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن عن أبي هريرة. وأخرج الشطر الثاني منه ابن أبي شيبة 2/385 من طريق يحيى بن أيوب، عن زرعة، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (8428) من طريق أبي صالح، و (10290) من طريق= الحديث: 7362 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 320 7363 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ الدَّوْسِيِّ، قَالَ: فَأَهْدَى لَهُ نَاقَةً، يَعْنِي قَوْلَهُ، قَالَ: " لَا أَتَّهِبُ إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ، أَوْ دَوْسِيٍّ، أَوْ ثَقَفِيٍّ " (1)   = عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن أبي سعيد، يأتي عند أحمد 3/3. وعن جابر، يأتي 3/293. وعن ابن عباس عند البزار (513 - كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (11497) . وعن أنس عند البزار (514) . وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7692) . وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (497) . (1) إسناده قوي. وأخرجه عبد الرزاق (16522) ، والحميدي (1051) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقرن عبد الرزاق بابن عيينة معمرا، ولفظ الحديث عند الحميدي عن أبي هريرة: أن رجلا من أهل البادية أهدى للنبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناقة، فأعطاه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثا فلم يرض، ثم أعطاه ثلاثا فلم يرض، ثم أعطاه ثلاثا، فرضي بالتسع، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لقد هممت أن لا أتهب هبة إلا من قرشي، أو أنصاري، أو ثقفي، أو دوسي". وأخرجه عبد الرزاق (19921) ، ومن طريقه النسائي 6/279-280 عن معمر، والبيهقي 6/180 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، كلاهما عن محمد بن عجلان، به - ورواية معمر مختصرة. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/201 من طريق مسعر بن كدام، والترمذي (3945) من طريق أيوب بن أبي مسكين أبي العلاء، كلاهما عن سعيد المقبري، به - ورواية مسعر مختصرة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (596) ، وأبو داود (3537) ، والترمذي= الحديث: 7363 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 321 7364 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلْمَمْلُوكِ طَعَامُهُ وَكِسْوَتُهُ، وَلَا تُكَلِّفُونَهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُ " (1)   = (3946) من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة - ورواية أبي داود مختصرة. وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي بنحوه برقم (7918) من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبى هريرة. وأخرجه ابن حبان (6383) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2687) . قوله: "لا أتهب"، قال السندي: بتشديد التاء، افتعال من الهبة، أي: لا أقبل الهبة إلا من هؤلاء الناس الذين لا يطمعون كطمع الأعراب. (1) إسناده جيد، عجلان -وهو مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة والد محمد-، وابنه محمد، لا بأس بهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. بكير بن عبد الله: هو ابن الأشج. وأخرجه الشافعي 2/66، وعبد الرزاق (17967) ، والحميدي (1155) ، وابن حبان (4313) ، والبيهقي 8/6، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/286، والبغوي (2403) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وتحرف عند عبد الرزاق في "مصنفه" بكير بن عبد الله، إلى: يزيد بن عبد الله. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (192) من طريق سعيد بن أبي أيوب، وهو أيضا (193) ، والبيهقي 6/6 و8، وابن عبد البر 24/286 من طريق الليث بن سعد، وابن عبد البر 24/286 من طريق سليمان بن بلال، ثلاثتهم عن ابن عجلان، به= الحديث: 7364 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 322 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وسيأتي برقم (7365) و (8510) . وأورده بلاغا مالك في "الموطأ" 2/980 عن أبي هريرة مرفوعا. قال أبو عمر ابن عبد البر في "التمهيد" 24/283: هذا الحديث محفوظ مشهور من حديث أبي هريرة، وقد رواه مالك مسندا عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، إلا أنهم قد تكلموا في إسناده هذا. ثم خرجه من طريق مالك بن عيسى القفصي، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن مالك بن أنس، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. قال أبو داود: هذا الحديث إنما يرويه ابن عجلان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عجلان، عن أبي هريرة، ولكن هكذا قال مالك. قلنا: وأخرجه أيضا من طريق إبراهيم بن طهمان الطبراني في "الأوسط" (1706) . قال أبو عمر ابن عبد البر: هو كما قال أبو داود، إلا أنا قد وجدنا الثوري تابع مالكا على ذلك. ثم خرجه من طريق ابن المبارك، عن سفيان الثوري، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة (وهو عند أبي نعيم في "الحلية" 7/91 و8/181 من طريق عباد الأزرق وابن المبارك، كلاهما عن سفيان الثوري، به) . وأعاد تخريجه من طريق إبراهيم بن طهمان، ثم من طريق النعمان، كلاهما عن مالك، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقال: هذا الحديث لم يكن يعرف مسندا من حديث مالك إلا برواية إبراهيم بن طهمان عنه، وقد ذكره مالك بن عيسى -وكان محدثا محسنا- من طريق النعمان عن مالك، ولا أدري من النعمان هذا، فإنه لم ينسبه، وربما كان النعمان بن راشد (قلنا: بل هو النعمان بن عبد السلام الأصبهاني، كما عينه الطبراني في "الأوسط" بإثر الحديث (1706) ، ومن طريق النعمان دون نسبة أخرجه أيضا أبو نعيم في "الحلية" 1/173) . وأما الحديث، فمحفوظ معروف من حديث ابن عجلان، عن بكير، عن عجلان، عن أبي هريرة، هكذا يرويه الناس، وهو طريقه المعروف، إلا أن مالكا= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 323 7365 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، أَنَّ بُكَيْرًا، حَدَّثَهُ، عَنْ الْعَجْلَانِ، مَوْلَى فَاطِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلْمَمْلُوكِ طَعَامُهُ وَكِسْوَتُهُ، وَلَا يُكَلَّفُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُ " (1) 7366 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، سَمِعْتُ ابْنَ عَجْلَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ " يَعْنِي الْحَيَّاتِ (2)   = والثوري قد روياه عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، كما رأيت، وأما غيرهما، فإنما يروونه عن ابن عجلان، عن بكير بن الأشج، عن العجلان، عن أبي هريرة. (1) إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عجلان مولى فاطمة، فقد روى له مسلم وأصحاب السنن، وعلق له البخاري، وهو لا بأس به. هارون: هو ابن معروف، وابن وهب: هو عبد الله، وعمرو: هو ابن الحارث المصري، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج. وأخرجه مسلم (1662) (41) ، والبيهقي 8/6 من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) إسناده جيد. وأخرجه الحميدي (1156) ، وابن حبان (5644) من طريق سفيان بن عيينة، به - وزاد فيه: "ومن ترك قتل شيء منهن خيفة، فليس منا"، واللفظ لابن حبان. وسيأتي مع هذه الزيادة برقم (9588) و (10741) من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، ليس فيه بكير بن عبد الله. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2037) . الحديث: 7365 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 324 7367 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَمَا أَمَرْتُكُمْ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وأخرجه الشافعي 1/19، والحميدي (1125) ، وابن حبان (18) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (2106) من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، به. وسيأتي برقم (9523) و (10705) . وأخرجه أبو يعلى (6676) من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب، عن عمه، عن أبي هريرة. وأخرجه عبد الرزاق (20372) عن معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة. وهذا منقطع، فإن الزهري لم يدرك أبا هريرة. وأخرجه عبد الرزاق (20373) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا مرسل. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7501) و (8144) و (8664) و (9780) و (10255) و (10531) . قلنا: وسبب هذا الحديث ما سيأتي عند المصنف برقم (10607) من طريق الربيع بن مسلم القرشي، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: خطبنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "أيها الناس، إن الله عز وجل قد فرض عليكم الحج فحجوا"، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو قلت: نعم، لوجبت ولما استطعتم"، ثم قال: "ذروني ما تركتكم ... " الحديث. وانظر "فتح الباري" 13/260-263. الحديث: 7367 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 325 7368 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ (1) ابْنِ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ، إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا " وَنَهَى عَنِ الرَّوَثِ، وَالرِّمَّةِ، وَلَا يَسْتَطِيبُ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ (2)   (1) كذا في أصولنا الخطية: "عن"، وفي (م) : حدثنا. (2) إسناده قوي. والقعقاع بن حكيم ثقة من رجال مسلم، وأصحاب السنن الأربعة، والبخاري في "الأدب المفرد". وأبو صالح: هو ذكوان السمان الزيات. وأخرجه الشافعي 1/28، والحميدي (988) ، وابن ماجه (313) ، وأبو عوانة 1/200، والطحاوي 1/123، والبيهقي 1/102، والبغوي (173) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواية الطحاوي مختصرة. وأخرجه الدارمي (674) ، وأبو داود (8) ، وابن ماجه (312) ، وأبو عوانة 1/200، والطحاوي 1/123 و4/233، وابن حبان (1431) ، والبيهقي 1/112 من طريق محمد بن عجلان، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه البيهقي 1/102 من طريق أمية بن بسطام، عن يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، به. وأخرجه مختصرا مسلم (265) ، وأبو عوانة 1/200 من طريق عمر بن عبد الوهاب الرياحي، عن يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قال المزي في "تحفة الأشراف" 9/441 معلقا على رواية مسلم هذه: كذا قال الرياحي عن يزيد بن زريع، وهو معدود من أوهامه، وخالفه أمية بن بسطام (يشير إلى الرواية التي خرجناها من "سنن البيهقي" آنفا) ، وهو أحد الأثبات في يزيد بن زريع، فقال ... فساق إسناده، ثم قال: وهو محفوظ من رواية ابن عجلان، عن القعقاع بن= الحديث: 7368 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 326 7369 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ،   = حكيم، رواه عنه جماعة جمة، منهم: عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن رجاء المكي، والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي. وسيأتي الحديث برقم (7409) عن يحيى بن سعيد القطان، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، به. وفي الباب عن معقل بن أبي معقل، وأبي أيوب الأنصاري، وسلمان الفارسي، ستأتي في "المسند" 4/210 و5/414 و5/437. قوله: "إنما أنا لكم مثل الوالد"، قال السندي: أي: أعلمكم كما يعلم الوالد ولده ما يحتاج إليه مطلقا، ولا يبالي بما يستحيى من ذكره، فهذا تمهيد لما يبين لهم من آداب الخلاء، إذ الإنسان كثيرا ما يستحي من ذكرها سيما في مجلس العظماء. وقوله: "إذا أتيتم الغائط"، قال: هو في الأصل اسم للمكان المطمئن من الأرض، ثم اشتهر في نفس الخارج من الإنسان، والمراد هاهنا هو الأول، إذ لا يحسن استعمال الإتيان في المعنى الثاني. وقوله: "عن الروث"، قال: رجيع ذوات الحافر، وقيل: رجيع غير بني آدم، والأشبه أن يراد هاهنا رجيع الحيوان مطلقا، ليشمل رجيع الإنسان ولو بطريق إطلاق اسم الخاص على العام، ويحتمل أن يقال: ترك ذكر رجيع الإنسان لأنه أغلظ، فيشمله النهي بالأولى. والرمة، قال: بكسر فتشديد ميم: العظم البالي، ولعل المراد هاهنا مطلق العظم. وقوله: "ولا يستطيب"، قال: أي: وقال: ولا يستطيب، عطف على نهي، وهو نفي بمعنى النهي، والمعنى: لا يستنجي، وسمي الاستنجاء استطابة، لما فيه من إزالة النجاسة، وتطييب موضعها. الحديث: 7369 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 327 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ " (1) قَالَ سُفْيَانُ: " لَا يَرُشُّ فِي وَجْهِهِ، تَمْسَحُهُ " 7370 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى، يَقُولُونَ: يَثْرِبُ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ، تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ " (3)   (1) إسناده قوي. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وهذا الحديث قطعة مما سيأتي برقم (7410) و (9627) عن يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رحم الله رجلا قام من الليل فصلَّى، وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء". وفي معنى قول سفيان بن عيينة، قال الشيخ أحمد شاكر: قصد سفيان هنا إلى تفسير "النضح" في هذا المقام، فإن أصل النضح: الرشق بالماء، لكن سفيان أراد أن يبين أنه ليس المراد به الرش في هذا السياق، لما في الرش من إزعاج النائم وقيامه فزعا، وأبان أن المراد مسح الوجه بالماء، رفقا بالنائم، ونشاطا له من كسل النوم. (2) قوله: "بن سعيد" لم يرد في (م) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري. وأخرجه عبد الرزاق (1716) ، والحميدي (1152) ، ومسلم (1382) من طريق= الحديث: 7370 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 328 7371 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَجَدَ فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَاقْرَأْ " (1)   = سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7232) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن عيينة، ويحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري، وأبو بكر الأنصاري: هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم القاضي، وعمر بن عبد العزيز: هو أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وأبو بكر المخزومي: هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المدني. وأخرجه الحميدي (992) ، وابن أبي شيبة 2/6-7، والدارمي (1470) ، وابن ماجه (1059) ، والترمذي (574) ، والنسائي 2/161، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (31) ، والبيهقي في "المعرفة" (1092) ، وابن عبد البر 19/122 و123، والبغوي (764) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. ولم يذكر فيه ابن أبي شيبة والدارمي وابن ماجه والباغندي والبيهقي السجود في (اقرأ) . وأخرجه مسلم (578) (109) ، وأبو عوانة 2/209، والطحاوي 1/357، والدارقطني 1/409، والبيهقي 2/316، وابن عبد البر 19/124 من طرق عن عبد الرحمن بن سعد الأعرج مولى بني مخزوم، عن أبي هريرة، قال: سجدت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في: (إذا السماء انشقت) ، و (اقرأ باسم ربك الذي خلق) . وأخرجه النسائي 2/162 من طريق قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: سجد أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ومن هو خير منهما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في: (إذا السماء انشقت) ، و (اقرأ باسم ربك) . وسيأتي برقم (7777) من طريق أيوب، عن ابن سيرين، دون ذكر السجود في= الحديث: 7371 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 329 7372 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدَ مَالَهُ عِنْدَ رَجُلٍ مُفْلِسٍ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1) 7373 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُحَدِّثُكُمْ بِأَشْيَاءَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِصَارٍ: " لَا يَشْرَبِ الرَّجُلُ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ " (2) 7374 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ،   = (اقرأ) . وسيأتي كلفظ حديث عبد الرحمن الأعرج برقم (7396) من طريق عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7140) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1036) ، وابن أبي شيبة 6/35-36، ومسلم (1559) ، وابن ماجه (2358) ، والباغندي (32) و (34) ، والبيهقي في "السنن" 6/45 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (7390) ، وانظر (7124) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو أبو عبد الله، مولى ابن عباس-، فمن رجال البخاري. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه الحميدي (1141) ، والبخاري (5627) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7153) . الحديث: 7372 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 330 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَجَدَهُمَا بَعْدَ التَّسْلِيمِ " (1) 7375 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ: اخْتَصَمَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، أَيُّهُمْ فِي الْجَنَّةِ أَكْثَرُ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ، لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يُرَى مُخُّ سَاقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ " (2) 7376 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: سَمِعَ أَيُّوبُ، مُحَمَّدَ ابْنَ سِيرِينَ (3) ، يَقُولُ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين. وهذا الحديث اختصار الحديث الذي سيأتي برقم (7376) في سجدتي السهو، وسلف مطولا أيضا برقم (7201) من طريق ابن عون، عن ابن سيرين. وأخرجه الترمذي (394) من طريق هشيم، عن هشام بن حسان، والنسائي 3/26، وابن خزيمة (1036) من طريق قتادة بن دعامة، والنسائي 3/26 من طريق شعبة، عن عون وخالد الحذاء، أربعتهم عن محمد بن سيرين، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وبنحو هذا أخرجه النسائي 3/25-26 من طريق جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (1143) ، ومسلم (2834) ، وابن حبان (7420) من طرق عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7152) . (3) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) والنسخ الأخرى: سمع أيوب عن محمد بن سيرين. الحديث: 7375 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 331 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ (1) صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ، إِمَّا الظُّهْرُ، أَوِ الْعَصْرَ (2) ، وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهَا الْعَصْرُ، فَسَلَّمَ فِي اثْنَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى جِذْعًا كَانَ يُصَلِّي إِلَيْهِ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ مُغْضَبًا - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً (3) : ثُمَّ أَتَى جِذْعًا فِي الْقِبْلَةِ كَانَ يُسْنِدُ إِلَيْهِ ظَهْرَهُ، فَأَسْنَدَ إِلَيْهِ ظَهْرَهُ -، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ سُرْعَانُ النَّاسِ، فَقَالُوا: قُصِرَتِ الصَّلَاةُ. وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَهَابَاهُ أَنْ يُكَلِّمَاهُ، فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، قصِرَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ (4) قَالَ: " مَا قُصِرَتِ الصَّلَاةُ (5) ، وَمَا نَسِيتُ "، قَالَ: فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: نَعَمْ. فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ كَسَجْدَتِهِ أَوْ أَطْوَلَ، ثُمَّ رَفَعَ وَكَبَّرَ، ثُمَّ سَجَدَ وَكَبَّرَ (6)   (1) قوله: "رسول الله" أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، ولم يرد في (م) وباقي الأصول الخطية. (2) قوله: "أو العصر" من (ظ3) وحدها ولم يرد في شيء من النسخ، وكان في (عس) : "وإما العصر" ثم رمجت. (3) لفظة "مرة" أثبتناها من (عس) ، وقد سقطت من سائر النسخ ومن (م) . (4) من قوله: "فهاباه" إلى هنا، سقط من (م) والنسخ المتأخرة، وأثبتناه من (ظ3) و (عس) ، وهما نسختان عميقتان متقنتان. (5) لفظة: "الصلاة" من (ظ3) و (عس) ، ولم ترد في (م) والنسخ الأخرى. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (983) ، ومسلم (573) (97) ، وابن الجارود (243) ، وأبو عوانة 2/195، وابن خزيمة (1035) ، والبيهقي 2/354 من طريق سفيان بن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 332 7377 - قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي " (1)   = عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/93، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/121، والبخاري (714) و (1228) و (7250) ، وأبو داود (1009) ، والترمذي (399) ، والنسائي 3/22 وأبو عوانة 1/196، والطحاوي 1/444، وابن حبان (2249) ، والبيهقي 2/356 عن أيوب السختياني، به. وأخرجه مسلم (573) (98) ، وأبو داود (1008) و (1011) ، وأبو عوانة 2/196، والطحاوي 1/444، والدارقطني 1/366، والبيهقي 2/357 من طريق حماد بن زيد، والطحاوي 1/444 من طريق وهيب بن خالد، وابن حبان (2675) من طريق عبد الوهاب الثقفي، ثلاثتهم عن أيوب، به. وانظر (7201) . وسرعان الناس، قال ابن الأثير 2/361: بفتح السين والراء: أوائل الناس الذين يتسارعون إلى الشيء، ويقبلون عليه بسرعة، ويجوز تسكين الراء. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخزجه الحميدي (1144) ، وابن أبي شيبة 8/671، والبخاري (3539) و (6188) ، ومسلم (2134) (8) ، وأبو داود (4965) ، ابن ماجه (3735) ، والبيهقي في "السنن" 9/308، وفي "الآداب" (613) ، والبغوي (3363) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/143 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وسيأتي برقم (7378) و (7532) و (7654) و (9094) و (9131) و (10372) و (10482) و (10726) . وأخرجه الطيالسي (2419) ، والبخاري (110) و (6197) ، والبيهقي 9/308= الحديث: 7377 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 333 7378 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي " (1) 7379 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَفِظْتُهُ (2) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى، أَخْبَرَهُ   = من طريق أبي صالح، وابن حبان (5812) من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة، كلاهما عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7728) و (8109) و (9598) و (10077) و (10627) . وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/114. وعن جابر، سيأتي 3/298. وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري مرسلا عند ابن أبي شيبة 8/672. قال السندي: جاء أنه كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السوق، فقال رجل: يا أبا القاسم، فالتفت إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إنما دعوت هذا، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي" (متفق عليه، وسيأتي في "مسند أنس" 3/114) ، ومقتضاه أن علة النهي الالتباس ... والالتباس لا يتحقق في الاسم، لأنهم نهوا عن ندائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالاسم، قال تعالى: (لا تجعلوا دعاءَ الرسولِ بينَكم كدعاءِ بعضِكم بعضاً) [النور:64] ، وللتعليم الفعلي من الله تعالى لعباده، حيث لم يخاطبه في كلامه إلا بمثل: (يا أيها النبي) ، وأما المناداة بالكنية فجائزة، فالاشتراك فيها يوجب الالتباس، نعم، هذا الالتباس إنما هو في حياته، فلذلك خص بعضهم النهي بحال الحياة، وأخذ بعضهم بعمومه. وانظر تفصيل المسألة في "شرح مسلم" للنووي 14/112-113، و"فتح الباري" 10/572-574. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله. وسيتكرر برقم (7532) . (2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: حفظت. الحديث: 7378 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 334 عَنْ ضَمْضَمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَ بِقَتْلِ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ: الْعَقْرَبِ وَالْحَيَّةِ " (1) 7380 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قِيلَ لِسُفْيَانَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قِيلَ لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ. " مَنِ ابْتَاعَ مُحَفَّلَةً أَوْ مُصَرَّاةً فَهُوَ بِالْخِيَارِ، فَإِنْ شَاءَ أَنْ يَرُدَّهَا، فَلْيَرُدَّهَا، وَإِنْ شَاءَ أَنْ (2) يُمْسِكَهَا، أَمْسَكَهَا " (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم -وهو ابن جوس الهفاني اليمامي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة، ويحيى -وهو ابن أبي كثير- قد صرح بالسماع فيما سيأتي برقم (10116) . وأخرجه ابن ماجه (1245) ، والنسائي 3/10، وابن الجارود (213) ، وابن خزيمة (869) ، والبيهقي في "المعرفة" (1041) و (1042) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر (7178) . (2) لفظة "أن" أثبتناها من (ظ3) و (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين وأخرجه الحميدي (1029) ، ومسلم (1524) (26) ، والنسائي 7/254، وابن الجارود (565) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - زاد فيه: "ومعها صاع من تمر، لا سمراء" وعند النسائي وحده: "فهو بالخيار ثلاثة أيام". وأخرجه مسلم (1524) (27) ، وأبو داود (3444) ، وأبو يعلى (6065) ، والطحاوي 4/18 و19، والدارقطني 3/74، والبيهقي 5/318-319 من طرق عن أيوب، به - وذكروا فيه الزيادة، وهي عند بعضهم بلفظ: "صاع من طعام"، وبعضهم يزيد فيه أيضا: "ثلاثة أيام". وأخرجه مسلم (1524) (25) ، والترمذي (1252) ، وابن الجارود (621) ،= الحديث: 7380 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 335 7381 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَمَّ هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (1)   = الدارقطني 3/74، والبيهقي 5/319 و320 من طريق قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، به - وفيه عندهم: "فهو بالخيار ثلاثاً"، وفيه أيضاً: "صاع من طعام". وسيأتي الحديث برقم (7523) و (7698) و (10586) ، والطريق الأول منه مقرون فيه بمحمد بن سيرين خلاس بن عمرو، وانظر ما سلف برقم (7305) . المحفلة، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/408: الشاة أو البقرة أو الناقة، لا يحلبها صاحبها أياما حتى يجتمع لبنها في ضرعها، فإذا احتلبها المشتري حسبها غزيرة، فزاد في ثمنها، ثم يظهر له بعد ذلك نقص لبنها عن أيام تحفيلها، سميت محفلة، لأن اللبن حفل في ضرعها، أي: جمع. وقوله: "أو مصراة"، قال السندي: اسم مفعول من التصرية، كمزكاة من التزكية، والتصرية: حبس اللبن في ضروع الإبل والغنم تغريرا للمشتري، وقد سلف تحقيق الحديث (يعني الحديث رقم: 7305) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه الحميدي (1004) ، والترمذي (811) ، وأبو يعلى (6198) ، وابن الجوزي في "مشيخته" ص 88-89 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه مسلم (1350) ، وابن ماجه (2889) ، والنسائي 5/114، وابن خزيمة (2514) ، وابن حبان (3694) ، وابو نعيم في "الحلية" 7/264، والبيهقي 5/261 من طرق عن منصور، به. ولمنصور بن المعتمر في هذا الحديث شيخ آخر، فقد أخرجه الطبري 2/277، والبيهقي 5/262 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن هلال بن يساف،= الحديث: 7381 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 336 7382 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ سُفْيَانُ: أَوَّلَ مَرَّةٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَعَادَهُ فَقَالَ الْأَغَرِّ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعِزَّةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، أُلْقِهِ (1) فِي النَّارِ " (2)   = عن أبي حازم، به. وانظر (7136) (1) كذا في (ظ3) و (عس) وكذا في هامشي (ظ1) و (س) ، بحذف الياء، وعليه تكون "من" في قوله: "فمن نازعني" شرطية، وفي (م) والنسخ الأخرى: "ألقيه"، بإثبات الياء، وعليه تكون "من" موصولة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب خرج له البخاري متابعة وأصحاب السنن، وهو صدوق إلا أنه كان قد اختلط، ورواية سفيان -وهو ابن عيينة- عنه قبل اختلاطه، ومع ذلك فقد توبع. الأغر: هو أبو مسلم المديني نزيل الكوفة، والأغر اسمه، وهو ثقة خرج له البخاري في "الأدب"، واحتج به مسلم وأصحاب السنن، وهو غير أبي عبد الله سلمان الأغر مولى جهينة، وكلاهما يروي عن أبي هريرة. وزعم بعضهم أنهما واحد، وهذا وهم من قائله، وممن فرق بينهما الإمام البخاري في "تاريخه"، وأبو حاتم الرازي في "الجرح والتعديل"، وقد دلل الحافظ المزي رحمه الله في "تهذيب الكمال" 11/258 على بطلان قول من قال بأنهما واحد، بخمسة وجوه: الأول: أن أبا عبد الله سلمان الأغر مدني وليس بكوفي، ولا يعرف له ذكر بالكوفة، ولا لأحد من أهل الكوفة عنه رواية، وأما أبو مسلم الأغر فحديثه عند أهل الكوفة دون أهل المدينة. الثاني: أن أبا عبد الله سلمان الأغر مولى جهينة، والثاني مولى أبي سعيد الخدري وأبي هريرة الدوسي لأنهما اشتركا في عتقه، وليسا من جهينة.= الحديث: 7382 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 337 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الثالث: أن أبا عبد الله الأغر يكنى بابنه عبد الله بن سلمان، والثاني كنيته أبو مسلم ولا يعرف له ولد. الرابع: أن أبا عبد الله الأغر يروي عن جماعة سوى أبي سعيد وأبي هريرة، والثاني لا يعرف له رواية عن غيرهما. الخامس: أن أبا عبد الله اسمه سلمان، ولقبه الأغر، والثاني اسمه الأغر ولا يعرف له اسم ولا لقب سواه. وتابعه على التفرقة بينهما الحافظ ابن حجر في كتابيه "تهذيب التهذيب" و"التقريب" وقول الإمام أحمد: "قال سفيان مرة ... الخ"، يريد أنه رواه مرة مرفوعا، وأعاده مرة أخرى على صورة الموقوف. وهذا الأخير وإن كان صورته صورة الموقوف، إلا أن مثله لا يقال من قبيل الرأي والقياس، فهو مرفوع حكما. وأخرجه الحميدي (1149) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (285) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد مرفوعا. وقرن إسحاق بسفيان جرير بن عبد الحميد، وقالا فيه عنده: عن الأغر أبي مسلم. وأخرجه مرفوعا ابن أبي شيبة 9/89 عن محمد بن فضيل، والطيالسي (2387) ، وهناد في "الزهد" (825) ، وعنه أبو داود (4090) ، وابن ماجه (4174) عن أبي الأحوص، والدولابي في "الكنى والأسماء" 2/113 من طريق أبي عوانة، والبغوي (3592) من طريق إبراهيم بن طهمان، أربعتهم عن عطاء بن السائب، به. وقالوا فيه أربعتهم: عن الأغر أبي مسلم. وسيأتي برقم (8894) و (9359) و (9508) و (9703) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (552) ، ومسلم (2620) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 118 من طريق أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "العز إزاره، والكبرياء رداؤه. فمن ينازعني عذبته".= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 338 7383 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَصْدَقُ بَيْتٍ قَالَهُ الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ وَكَادَ ابْنُ أَبِي الصَّلْتِ يُسْلِمُ " (1)   = وأخرجه بنحوه الحاكم 1/61 من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعا. وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ، إنما أخرجه مسلم من طريق الأغر عن أبي هريرة بغير هذا اللفظ. وفي الباب عن ابن عباس عند ابن ماجه (4175) ، وابن حبان (5672) . قوله: "فمن نازعني"، قال النووي في "شرح مسلم" 16/173-174: معناه: يتخلق بذلك فيصير في معنى المشارك، وهذا وعيد شديد في الكبر، مصرح بتحريمه، وأما تسميته إزارا ورداء، فمجاز واستعارة حسنة، كما تقول العرب: فلان شعاره الزهد، ودثاره التقوى، لا يريدون الثوب الذي هو شعار أو دثار؛ بل معناه: صفته - كذا قال المازري ومعنى الاستعارة هنا: أن الإزار والرداء يلصقان بالإنسان ويلزمانه، وهما جمال له، قال: فضرب ذلك مثلا لكون العز والكبرياء بالله تعالى أحق له وألزم، واقتضاهما جلاله. ومن مشهور كلام العرب: فلان واسع الرداء، وغمر الرداء، أي: واسع العطية. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة أبو الصلت الثقفي الكوفي، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه الحميدي (1053) ، ومسلم (2256) (4) ، وابن ماجه (3757) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - وليس فيه عند ابن ماجه زائدة! وأخرجه مسلم (2256) (6) من طريق إسرائيل بن يونس، عن عبد الملك بن= الحديث: 7383 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 339 7384 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَوْبَرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُصَلِّي قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَحَافِيًا وَمُنْتَعِلًا " (1)   = عمير، به. وسيأتي برقم (9083) و (9110) و (9737) و (9905) و (10074) و (10230) . وأخرجه ابن أبي شيبة 8/694-695، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/169-170 من طريق أبي أسامة، عن زائدة بن قدامة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن أبي هريرة. ابن أبي الصلت: هو الشاعر المشهور أمية بن أبي الصلت الثقفي، وقد سلفت له ترجمة موجزة في "مسند ابن عباس"، عند الحديث رقم (2314) . وقوله: "أصدق بيت"، قال السندي: كونه أصدق، لكونه في معنى قوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه) [القصص: 88] . وكاد ... الخ، قال: لاشتمال شعره على حكم ولطائف وعبر ومواعظ. (1) صحيح لغيره، أبو الأوبر سماه ابن معين، والنسائي، والدولابي، وأبو أحمد الحاكم وغيرهم: زيادا الحارثي، لم يرو عنه غير عبد الملك بن عمير -وهو ثقة من رجال الشيخين-، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين 4/257، وصحح له حديثا في "صحيحه"، وانفرد ابن حجر فنقل في "تعجيل المنفعة" ص 141 توثيقه عن ابن معين، ولم نقف على هذا التوثيق في كتب ابن معين التي بين أيدينا، ولا في أي مصدر آخر غير "التعجيل"! وقال فيه الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/54: لم أجد من ترجمه بثقة ولا ضعف، ثم جاء عنده مرة أخرى في 8/292 فقال فيه: ثقة! وأرده الذهبي في "المغني في الضعفاء" 1/245، فقال: مدني تابعي لا يعرف. وأخرجه الحميدي (997) عن سفيان بن عيينة، حدثنا عبد الملك بن عمير، قال: سمعت رجلا يقول: سمعت أبا هريرة يقول: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي قائما= الحديث: 7384 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 340 7385 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَزَادَ فِيهِ: وَيَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ (1) 7386 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي ابْنُ مُحَيْصِنٍ، شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، سَهْمِيٌّ، سَمِعَهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] شَقَّتْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَبَلَغَتْ مِنْهُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ   = وقاعدا، وحافيا وناعلا، ورأيته ينفتل عن يمينه وعن شماله. قال سفيان: قالوا: هذا أبو الأوبر. وانظر ما سيأتي برقم (8899) من طريق الثوري عن عبد الملك. وأخرجه كحديث الحميدي البيهقى 2/295 من طريق سعدان بن نصر، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأوبر، عن أبي هريرة. وانظر ما بعده، وما سيأتي برقم (8772) وفيه النهي عن صوم يوم الجمعة منفردا. قلنا: أما كونه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي حافيا ومنتعلا، وينفتل عن يمينه وعن شماله، فقد سلف لهما شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6627) ، وذكرت شهدهما هناك، فأغنى عن إعادتها. وأما كونه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي قائما وقاعدا، فهذا محمول على النوافل، وأجره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحالتين سواء، فقد سلف برقم (6512) بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو، قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي جالسا، قلت له: حدثت أنك تقول: "صلاة القاعد على نصف صلاة القائم؟ " قال: "إني لست كمثلكم" وهذه خصوصية له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أجره في صلاة التطوع -وهو قادر على القيام- قاعدا لا ينقص، تشريفا له وتكريما. وأما المفترض القادر على القيام، فلا يجوز له أن يصلي قاعدا إلا لعذر يمنعه من القيام كمرض أو غيره، وانظر "فتح الباري" 2/584-586. (1) صحيح لغيره كسابقه. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، ثقة من رجال الشيخين. وانظر ما قبله. الحديث: 7385 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 341 تَبْلُغَ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَارِبُوا وَسَدِّدُوا، فَكُلُّ مَا يُصَابُ بِهِ الْمُسْلِمُ كَفَّارَةٌ، حَتَّى النَّكْبَةِ يُنْكَبُهَا، وَالشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا (1) " (2)   (1) قوله: "والشوكة يشاكها" سقط من (م) ومن النسخ المتاخرة للمسند، واستدركناه من (ظ3) و (عس) و"تهذيب الكمال". (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. ابن محيصن: مختلف في اسمه، والأصوب أن اسمه هو: عمر بن عبد الرحمن بن محيصن كما قال مسلم وغيره، وهو قارىء أهل مكة، روى عنه جمع من الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه في الحديث الذهبي في "تذهيب التهذيب" 3/ورقة 88، وفي "معرفة القراء الكبار" 1/99، وقال في "الميزان" 3/212: ما علمت به بأسا في الحديث، وقد احتج به مسلم. وأما قول ابن حجر فيه في "التقريب": مقبول، فغير مقبول منه. وأخرجه المزي في ترجمته من "تهذيب الكمال" 21/430-431 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1148) ، وسعيد بن منصور كما في "تفسير ابن كثير" 2/372، وابن أبي شيبة 3/229-230، ومسلم (2574) ، والترمذي (3038) ، والطبري في "تفسيره" 5/293-294، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 253، والبيهقيُّ 3/373 من طريق سفيان بن عيينة، به. وأورده البخاري مختصرا في "التاريخ الكبير" 1/211، قال: عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من يعمل سوءا يجز به) ، قال: هي المصائب، قاله لي الحميدي، عن ابن عيينة، عن عمر بن عبد الرحمن بن محيصن، عن محمد بن قيس. وانظر ما سيأتي برقم (8027) و (9219) . وفي الباب عن أبي بكر الصديق، سلف في "المسند" برقم (68) . وعن ابن مسعود، سلف برقم (3618) .= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 342 7387 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعَ طَاوُسًا، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُونَا، خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى، أَنْتَ اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ - وَقَالَ مَرَّةً: بِرِسَالَتِهِ -، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ قَالَ: حَجَّ آدَمُ مُوسَى، حَجَّ آدَمُ مُوسَى، حَجَّ آدَمُ مُوسَى (1) " (2)   = وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/4. وعن معاوية بن أبي سفيان، سيأتي 4/98. وعن عائشة، سيأتي 6/218. قوله: "قاربوا"، قال السندي: أي: حقيقة الاستقامة. وسددوا، قال: أي: اثبتوا على الاستقامة، أي: إن أمكن الاستقامه، وإلا فالمقاربة منها، وأما إرسال النفس في المعاصي فغير محمود، وبعد هذا فما يصيب المؤمن من الأمراض والعاهات والمشاق، فذاك من جملة الجزاء. والنكبة، قال: هي ما تصيب الإنسان من الحوادث. (1) قوله: "حج آدم موسى" في المرة الثالثة أثبتناه من نسختي (ظ 3) و (عس) ، ولم يرد في (م) وباقي الأصول الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمرو: هو ابن دينار المكي. وأخرجه الحميدي (1115) ، والبخاري (6614) ، ومسلم (2652) (13) ، وأبو داود (4701) ، وابن ماجه (80) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (145) ، والنسائي في "الكبرى" (11187) ، وأبو يعلى (6245) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/126 و127، وابن حبان (6180) ، والآجري في "الشريعة" ص 181 و302 و324-325، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1030) و (1031) و (1032) ، والبيهقي في= الحديث: 7387 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 343 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = "الاعتقاد" ص 138، وفي "الأسماء والصفات" ص 190 و316، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/11-12، والبغوي (68) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه مالك في "الموطأ" 2/898، والحميدي (1116) ، والبخاري بإثر الحديث (6614) ، ومسلم (2652) (14) ، وابن أبي عاصم (153) و (154) و (155) ، والنسائي في "الكبرى" (10985) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/120 و123، وابن حبان (6210) ، والآجري في "الشريعة" ص 181 و324، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 232-233 و316 من طريق عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ابن أبي عاصم (139) ، والنسائي في "الكبرى" (11186) ، واللالكائي (1035) من طريق عامر الشعبي، وابن أبي عاصم (160) من طريق عمر بن الحكم بن ثوبان، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 3/356 من طريق عبيد بن عمير المكي، أربعتهم عن أبي هريرة - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه مسلم (2652) (15) ، وابن أبي عاصم (156) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 98-99 من طريق يزيد بن هرمز وعبد الرحمن الأعرج، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/123 من طريق يزيد بن هرمز وحده، كلاهما عن أبي هريرة. وسيأتي من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (7588) و (7635) و (7636) و (8158) و (9176) و (9989) . وفي الباب عن جندب بن عبد الله البجلي، سيأتي في مسند أبي هريرة برقم (9990) . وعن عمر بن الخطاب عند أبي داود (4702) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 87، وأبي يعلى (243) و (244) . وعن أبي سعيد الخدري عند عثمان بن سعيد الدارمي ص 87، وعند أبي يعلى موقوفا (1204) . قال الإمام الخطابي في "معالم السنن" 4/322: قد يحسب كثير من الناس أن معنى القدر من الله والقضاء منه معنى الإجبار والقهر للعبد على ما قضاه وقدره،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 344 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ويتوهم أن فلج آدم في الحجة على موسى إنما كان من هذا الوجه، وليس الأمر في ذلك على ما يتوهمونه، وإنما معناه الإخبار عن تقدم علم الله سبحانه بما يكون من أفعال العباد وأكسابهم وصدورها عن تقدير منه، وخلق لها خيرها وشرها. والقدر اسم لما صدر مقدرا عن فعل القادر كما الهدم والقبض والنشر أسماء لما صدر عن فعل الهادم والقابض والناشر، يقال: قدرت الشيء وقدرت خفيفة وثقيلة بمعنى واحد. والقضاء في هذا معناه: الخلق، كقوله عز وجل: (فقضاهن سبع سماوات في يومين) ، أي: خلقهن، وإذا كان الأمر كذلك، فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم أفعالهم وأكسابهم، ومباشرتهم تلك الأمور، وملابستهم إياها عن قصد وتعمد وتقديم إرادة واختيار، فالحجة إنما تلزمهم بها، واللائمة تلحقهم عليها. وجماع القول في هذا الباب أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنزلة الأساس، والآخر بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما، فقد رام هدم البناء ونقضه، وإنما كان موضع الحجة لآدم على موسى صلوات الله عليهما أن الله سبحانه إذا كان قد علم من آدم أنه يتناول الشجرة، ويأكل منها، فكيف يمكنه أن يرد علم الله فيه، وأن يبطله بعد ذلك؟ وييان هذا في قول الله سبحانه: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) فأخبر قبل كون آدم أنه إنما خلقه للأرض، وأنه لا يتركه في الجنة حتى ينقله عنها إليها، وإنما كان تناوله الشجرة سببا لوقوعه إلى الأرض التي خلق لها، وللكون فيها خليفة، وواليا على من فيها، فإنما أدلى آدم عليه السلام بالحجة على هذا المعنى، ودفع لائمة موسى عن نفسه على هذا الوجه، ولذلك قال: أتلومني على أمر قدره الله على قبل أن يخلقني؟ فإن قيل: فعلى هذا يجب أن يسقط عنه اللوم أصلا، قيل: اللوم ساقط من قبل موسى، إذ ليس لأحد أن يعير أحدا بذنب كان منه، لأن الخلق كلهم تحت العبودية أكفاء سواء، ولكن اللوم لازم لآدم من قبل الله سبحانه إذ كان قد أمره ونهاه، فخرج إلى معصيته، وباشر المنهي عنه، ولله الحجة البالغة سبحانه لا شريك له.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 345 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقول موسى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن كان منه في النفوس شبهة، وفي ظاهره متعلق لاحتجاجه بالسبب الذي قد جعل أمارة لخروجه من الجنة، فقول آدم في تعلقه بالسبب الذي هو بمنزلة الأصل أرجح وأقوى، والفلج قد يقع مع المعارضة بالترجيح كما يقع بالبرهان الذي لا معارض له، والله أعلم. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 18/15: هذا -عندي- مخصوص به آدم، لأن ذلك إنما كان منه ومن موسى عليهما السلام بعد أن تيب على آدم، وبعد أن تلقى من ربه كلمات تاب بها عليه فحسن منه أن يقول ذلك لموسى، لأنه قد كان تيب عليه من ذلك الذنب، وهذا غير جائز أن يقوله اليوم أحد إذا أتى ما نهاه الله عنه، ويحتج بمثل هذا، فيقول: أتلومني على أن قتلت أو زنيت أو سرقت - وذلك قد سبق في علم الله وقدره على قبل أن أخلق؟ هذا ما لا يسوغ لأحد أن يقوله، وقد اجتمعت الأمة على أن من أتى ما يستحق الذم عليه، فلا بأس بذمه، ولا حرج في لومه، ومن أتى ما يحمد له، فلا بأس بمدحه عليه وحمده، وقد حكى مالك عن يحيى بن سعيد معنى ما ذكرنا: أن ذلك إنما كان من آدم عليه السلام بعد أن تيب عليه وقال ابن أبي العز في "شرحه للعقيدة الطحاوية" 1/136، نشر مؤسسة الرسالة عن هذا الحديث: نتلقاه بالقبول والسمع والطاعة، لصحته عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا نتلقاه بالرد والتكذيب لراويه، كما فعلت القدرية، ولا بالتأويلات الباردة، بل الصحيح أن آدم لم يحتج بالقضاء والقدر على الذنب، وهو كان أعلم بربه وذنبه، بل آحاد بنيه من المؤمنين لا يحتج بالقدر، فإنه باطل، وموسى عليه السلام كان أعلم بأبيه وبذنبه من أن يلوم آدم عليه السلام على ذنب قد تاب منه، وتاب الله عليه، واجتباه وهداه، وإنما وقع اللوم على المصيبة التي أخرجت أولاده من الجنة، فاحتج آدم عليه السلام بالقدر على المصيبة، لا على الخطيئة، فإن القدر يحتج به عند المصائب، لا عند المعايب. وهذا المعنى أحسن ما قيل في الحديث، فما قدر من المصائب يجب الاستسلام له، فإنه من تمام الرضا بالله ربّا، وأما الذنوب فليس للعبد أن يذنب،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 346 7388 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا أَنَا قُلْتُ: " مَنْ أَصْبَحَ جُنُبًا فَلَا يَصُومُ " مُحَمَّدٌ وَرَبِّ الْبَيْتِ قَالَهُ، مَا أَنَا نَهَيْتُ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مُحَمَّدٌ نَهَى عَنْهُ وَرَبِّ الْبَيْتِ (1)   = وإذا أذنب، فعليه أن يستغفر ويتوب، فيتوب من المعايب، ويصبر على المصائب، قال تعالى: (فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك) [المؤمنون: 55] ، وقال تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) [آل عمران: 120] . (1) صحيح، عبد الله بن عمرو القاري: هو عبد الله بن عمرو بن عبد القاري، وربما نسب في بعض الروايات إلى جده فيظن بعض الناس أنه غير هذا، وسماه محمد بن بكر البرساني فيما يأتي برقم (7839) عبد الرحمن بن عمرو القاري، وهو خطأ منه يأتي تحقيقه هناك، والصواب في هذا الحديث أنه من رواية يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو بن عبد القاري، وعبد الله بن عمرو هذا هو ابن أخي عبد الله بن عبد وعبد الرحمن بن عبد، كما قال الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 15/248 و363، وعبد الله بن عمرو بن عبد القاري روى له النسائي وابن ماجه، والظاهر أنه قد تفرد يحيى بن جعدة بالرواية عنه، وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من تابعي أهل مكة 5/482، وقال: كان قليل الحديث، وذكر في بعض نسخ "الثقات" لابن حبان كما أشار إلى ذلك محققه 5/49، وعبد الله بن عمرو هذا قد توبع، ويحيى بن جعدة ثقة روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي في "الشمائل"، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. عمرو: هو ابن دينار المكي. وأخرج الشطر الأول منه الحميدي (1018) ، وابن ماجه (1702) ، والنسائي في "الكبرى" (2924) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 135 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.= الحديث: 7388 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 347 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وعلقه البخاري بإثر الحديث (1926) من طريق همام وابن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر بالفطر. أما طريق همام، فوصلها المصنف في "المسند" برقم (8145) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، به - ولفظه: "إذا نوي للصلاة صلاة الصبح وأحدكم جنب، فلا يصم يومئذ". وسيأتي تخريجه هناك. وأما طريق ابن عبد الله بن عمر، فوصلها النسائي في "الكبرى" (2925) ، والحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 3/148 بإسناده إلى الطبراني من طريق شعيب بن أبي حمزة، والنسائي في "الكبرى" (2926) من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن الزهري، عن ابن عبد الله بن عمر -قال شعيب: عبد الله، وقال عقيل: عبيد الله-، عن أبي هريرة أنه قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر بالفطر إذا أصبح الرجل جنبا - وفيه قصة. وأخرج الشطر الثاني من الحديث الحميدي (1017) ، والنسائي (2744) ، وابن خزيمة (2157) ، وابن حبان (3609) من طريق سفيان بن عيينة، به. وسيأتي الحديث بشطريه برقم (7839) من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار، والشطر الثاني سيأتي من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (8025) و (8772) و (9097) و (9127) و (9284) و (9467) و (10424) . وأخرج ابن أبي شيبة 3/44، والنسائي (2757) من طريق شعبة، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال: لا يصم أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو بعده. قلنا: وقد أخبر أبو هريرة أن الذي حدثه بهذا الحديث فيمن يصبح جنبا، فلا يصوم: هو الفضل بن عباس، روى ذلك عنه أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، كما سلف برقم (1804) في مسند الفضل بن عباس، وسيأتي في مسند عائشة 6/203. وأخرج النسائي في "الكبرى" (2848- طبعة عبد الصمد شرف الدين) من طريق= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 348 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يحيى بن عمير، قال: سمعت المقبري يقول: كان أبو هريرة يفتي الناس: أنه من يصبح جنبا، فلا يصوم ذلك اليوم، فبعثت إليه عائشة: لا تحدث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثل هذا، فأشهد على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يصبح جنبا من أهله ثم يصوم. فقال: ابن عباس (يعني الفضل) حدثنيه. وقال أبو بكر الحازمي في "الاعتبار" ص 135: اختلف أهل العلم في هذا الباب، فذهب بعضهم إلى إبطال صومه إذا أصبح جنبا، عملا بظاهر هذا الخبر، وقد اختلف فيه عن أبي هريرة، فأشهر قوليه عند أهل العلم أنه قال: لا صوم له، والقول الثاني، قال: إذا علم بجنابته ثم نام حتى يصبح، فهو مفطر، وإن لم يعلم حتى أصبح، فهو صائم، وروي نحو ذلك عن طاووس وعروة بن الزبير. وذهب عامة أهل العلم من الصحابة والتابعين فمن بعدهم إلى القول بصحة صومه، وتمسكوا في ذلك بأحاديث. ثم ذكر حديث أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن عائشة وأم سلمة، قالتا: إن كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصبح جنبا من جماع من غير احتلام في رمضان، ثم يصوم ذلك اليوم. رواه مسلم (1109) (78) . وذكر حديث أبي يونس مولى عائشة أن عائشة قالت: سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل وأنا قائمة من وراء الباب أسمع، فقال: إن الصلاة تدركني وأنا جنب، وأنا أريد الصيام، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب، وأنا أريد الصيام، ثم أغتسل وأصوم"، رواه مسلم (1110) (79) . ثم قال: وممن روينا عنه هذا القول علي وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبو ذر وأبو الدرداء وابن عباس، وبه قال ابن عمر وعائشة، وهو مذهب مالك والشافعي، وعامة أهل الحجاز، والثوري وأبي حنيفة، وعامة أهل الكوفة سوى النخعي، وأحمد وإسحاق، وأهل البصرة سوى الحسن، وأهل الشام، وقد اختلفت الرواية عن الحسن في ذلك، وقال النخعي: إن كان الصوم فرضا أفطر، وإن كان تطوعا لم يفطر. ثم نقل عن أبي سليمان الخطابي، قال: فأحسن ما سمعت في تأويل ما رواه= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 349 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبو هريرة في هذا أن يكون ذلك محمولا على النسخ، وذلك أن الجماع كان في أول الإسلام محرما على الصائم في الليل بعد النوم كالطعام والشراب، فلما أباح الله الجماع إلى طلوع الفجر جاز للجنب إذا أصبح قبل أن يغتسل أن يصوم ذلك اليوم لارتفاع الحظر المتقدم، فيكون تأويل قوله: "من أصبح جنبا فلا يصوم"، أي: من جامع في الصوم بعد النوم فلا يجزيه صوم غده، لأنه لا يصبح جنبا إلا وله أن يطأ قبل الفجر بطرفة عين وكان أبو هريرة يفتي بما سمعه من الفضل بن العباس على الأمر الأول، ولم يعلم بالنسخ، فلما سمع خبر عائشة وأم سلمة صار إليه (وفي "صحيح مسلم" (1109) (75) التصريح برجوعه عن قوله السابق) . وقد روي عن سعيد بن المسيب أنه قال: رجع أبو هريرة عن فتيا من أصبح جنبا أنه لا يصوم (قلنا: رواه ابن أبي شيبة 3/81-82 عن يزيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن المسيب. وأخرج النسائي في "الكبرى" (2928) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن أبي ذئب، عن سليمان بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أخيه محمد أنه كان يسمع أبا هريرة يقول: من احتلم من الليل، أو واقع أهله، ثم أدركه الفجر ولم يغتسل، فلا يصوم، قال: ثم سمعته نزع عن ذلك) . وأما الشافعي، فقد سلك في هذا الباب مسلك الترجيح، وقال: فأخذنا بحديث عائشة وأم سلمة زوجي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دون ما روى أبو هريرة عن رجل، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعان: منها: أنهما زوجتاه، وزوجتاه أعلم بهذا من رجل إنما يعرفه سماعا أو خبرا. ومنها: أن عائشة مقدمة في الحفظ، وأم سلمة حافظة، ورواية اثنتين أكثر من رواية واحد. ومنها: أن الذي روتاه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المعروف في المعقول والأشبه بالسنن. وبسط الكلام في شرح هذا، ومعناه: أن الغسل شيء وجب بالجماع، وليس في فعله شيء محرم على صائم، وقد يحتلم بالنهار فيجب عليه الغسل، ويتم صومه= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 350 7389 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ يَعْنِي وَهْبًا، عَنْ أَخِيهِ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " لَيْسَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي إِلَّا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَكُنْتُ لَا أَكْتُبُ " (1)   = لأنه لم يجامع في نهار، وجعله شبيها بالمحرم ينهى عن الطيب ثم يتطيب حلالا، ثم يحرم وعليه لونه وريحه، لأن نفس التطيب كان وهو مباح. قلنا: وأما النهي عن إفراد صوم يوم الجمعة، فيشهد له حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الذي سلف في "المسند" برقم (6771) ، وقد ذكرت عنده سائر شواهده، فانظرها هناك. قوله: "لا ورب هذا البيت": قال السندي: كلمة "لا" زائدة لتأكيد القسم كما في قوله تعالى: (لا أقسم) ، والبيت: الكعبة، ولعله قاله عند الكعبة (وهذا أظهر لكون الراوي عنه مكيا) ، أو لعله أشار إليها لظهورها وتعينها بحيث كأنها مشاهدةٌ. وقوله: "صيام يوم الجمعة"، قال: أي: مفردا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أخو وهب بن منبه: هو همام بن منبه. وأخرجه الدارمي (483) ، والبخاري (113) ، والترمذي (2668) و (3841) ، والنسائي في "الكبرى" (5853) ، والطحاوي 4/320، وابن حبان (7152) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (328) ، والبيهقي في "المدخل" (133) و (748) ، والخطيب البغدادي في "تقييد العلم" ص 82 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (20489) ، ومن طريقه أبو بكر المروزي في "العلم" -كما في "الفتح" 1/207-، والبيهقي (750) ، والخطيب في "تقييد العلم" ص 82 عن معمر، عن همام بن منبه، به. وسيأتي برقم (9231) من طريق مجاهد والمغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة. الحديث: 7389 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 351 7390 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدَ مَالَهُ عِنْدَ رَجُلٍ مُفْلِسٍ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1)   (1) حديث صحيح، ولسفيان بن عيينة فيه هنا إسنادان: الأول: عن عمرو بن دينار المكي، عن هشام بن يحيي بن العاص بن هشام المخزومي المدني، عن أبي هريرة، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن يحيى المخزومي، فقد خرج له ابن ماجه، وهو وإن كان مستورا كما في "التقريب"، قد تابعه عليه غير واحد، انظر ما سلف برقم (7124) . تنبيه: جاء في التعليق على "صحيح ابن حبان" (5038) في الحكم على هذا الإسناد: صحيح على شرط البخاري! وهو خطأ يستدرك من هنا، والله ولي التوفيق. والثاني: عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي المدني، عن أبي هريرة، وهو صحيح على شرط الشيخين، وقد سلف الحديث بهذا الإسناد نفسه برقم (7372) . والحديث بالإسناد الأول أخرجه عبد الرزاق (15164) ، والحميدي (1035) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (33) و (41) من طريق سفيان بن عيينة، به. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (15162) ، ومن طريقه عبد بن حميد (1441) ، وابن حبان (5038) ، والدارقطني 3/30 و4/229، والبيهقي في "السنن" 6/46، وفي "معرفة السنن والآثار" (3635) عن معمر، عن أيوب السختياني، عن عمرو بن دينار، به.= الحديث: 7390 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 352 7391 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، سَمِعَهُ مِنْ شَيْخٍ، فَقَالَ مَرَّةً: سَمِعْتُهُ مِنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَعْرَابِيٍّ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَرَأَ: وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَقَالَ (1) : {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50] ، فَلْيَقُلْ: آمَنَّا بِاللهِ (2) ، وَمَنْ قَرَأَ: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ (3) مِنَ الشَّاهِدِينَ، وَمَنْ قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: 40] ، فَلْيَقُلْ: بَلَى " (4)   = وأخرجه عبد الرزاق (15163) عن محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، به. (1) لفظة "فقال" أثبتناها من "أطراف المسند" لابن حجر 8/217، ولم ترد في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) والنسخ الأخرى: "فليقل"، وهو خطأ، ووقع في رواية أبي داود: فبلغ. (2) ما بين الحاصرتين سقط من (م) والأصول الخطية، واستدركناه -كما استدركه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله- من رواية أبي داود السجستاني، إذ هي أطول الروايات، وأقربها إلى رواية "المسند" في اللفظ، مع اتحادها معها في المعنى. (3) في (ظ 3) و (عس) : ذلكم. (4) إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. وأخرجه الحميدي (995) ، وأبو داود (887) ، والترمذي (3347) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (436) ، والبيهقي 2/310-311، والبغوي (623) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ورواية الترمذي مقتصرة على ما يتعلق بـ (والتين والزيتون) ، وقال: هذا حديث إنما يروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي، عن أبي هريرة، ولا يسمى.= الحديث: 7391 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 353 قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ هَلْ حَفِظَ؟ وَكَانَ أَعْرَابِيًّا، (1) فَقَالَ: " يَا ابْنَ أَخِي، أَظَنَنْتَ أَنِّي لَمْ أَحْفَظْهُ لَقَدْ حَجَجْتُ سِتِّينَ حَجَّةً، مَا مِنْهَا سَنَةٌ، إِلَّا أَعْرِفُ الْبَعِيرَ الَّذِي حَجَجْتُ عَلَيْهِ " 7392 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو   = وأخرج الحاكم 2/510 من طريق يزيد بن عياض، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي اليسع، عن أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قرأ: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) ، قال: "بلى"، وإذا قرأ: (أليس الله بأحكم الحاكمين) ، قال: "بلى". ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. قال الشيخ أحمد شاكر: أبو اليسع هذا الذي سماه يزيد بن عياض في روايته عن إسماعيل بن أمية عند الحاكم: رجلٌ مجهول قال الذهبي في "الميزان" 3/388، وتبعه الحافظ في "لسان الميزان" 6/454: " لا يدرى من هو! والسند بذلك مضطرب"، فمن عجب بعد ذلك أن يوافق الذهبيُّ على تصحيح الحاكم إياه دون تعقيب! وفي الباب عن موسى بن أبي عائشة، قال: كان رجل يصلي فوق بيته، فكان إذا قرأ: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) ، قال: سبحانك فبلى. فسألوه عن ذلك، قال: سمعته من رسول الله عنه. أخرجه أبو داود (884) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (624) عن محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن موسى بن أبي عائشة. وموسى هذا ثقة إلا أنه لم يرو عن أحد من الصحابة، وروايته إنما هي عن التابعين. وفيه أيضا عن قتادة، قال: ذكر لنا أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا قرأها (يعني قوله تعالى: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى)) ، قال: "سبحانك وبلى". وهذا مرسل. (1) في الأصول الخطية: أعرابي، وهو خطأ، والمثبت من (م) . الحديث: 7392 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 354 بْنِ حُرَيْثٍ الْعُذْرِيِّ (1) ، قَالَ مَرَّةً: عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ جَدِّهِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْعَلْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَلْيَنْصِبْ عَصًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ عَصًا، فَلْيَخُطَّ خَطًّا، وَلَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ " (2)   (1) كذا في (عس) ونسخة على هامش (ظ 3) ، وهو الصواب، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: العدوي، وهو تحريف. (2) إسناده ضعيف لاضطرابه وجهالة راويه أبي محمد بن عمرو بن حريث، فقد جهله أبو جعفر الطحاوي والذهبي وابن حجر وغيرهم، وكذا أبوه مجهول، وأما الاضطراب فقد وقع إما من سفيان بن عيينة، وإما من شيخه إسماعيل بن أمية، -وقال المزي في ترجمة حريث من "تهذيب الكمال" 5/567: إنه من إسماعيل بن أمية-، فقال فيه مرة: عن أبي محمد بن عمرو بن حريث، عن جده، وقال مرة: عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، عن جده، وقال ثالثة: عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه. قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/286: صححه أحمد وابن المديني فيما نقله ابن عبد البر في "الاستذكار" 6/ (8490) (قلنا: وفي "التمهيد" أيضا 4/199) وأشار إلى ضعفه سفيان بن عيينة والشافعي والبغوي وغيرهم. وقال النووي في "شرح مسلم" 4/217: حديث الخط فيه ضعف واضطراب، ونقل تضعيفه أيضا عن القاضي عياض. قلنا: والحديث أخرجه الحميدي (993) ، وأبو داود (690) ، وابن خزيمة (811) ، وابن حبان في "صحيحه" (2361) ، وفي "الثقات" 4/175، والبيهقي 2/271 من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. زاد أبو داود والبيهقي عن سفيان أنه قال: لم نجد شيئا نشد= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 355 7393 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ. (1)   = به هذا الحديث، ولم يجىء إلا من هذا الوجه ... ثم قال: قدم هاهنا رجل -سماه عند البيهقي: عتبة أبا معاذ- بعدما مات إسماعيل بن أمية فطلب هذا الشيخ أبا محمد حتى وجده، فسأله عنه فخلط عليه. وأخرجه ابن ماجه (943) ، والبيهقي 2/270 من طريق سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد، به. وأخرجه عبد بن حميد (1436) من طريق وهيب بن خالد، وأبو داود (689) ، وابن خزيمة (812) ، والبيهقي 2/270، والبغوي (541) من طريق بشر بن المفضل، وابن ماجه (943) ، والبيهقي 2/270 من طريق حميد بن الأسود، ثلاثتهم عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن محمد بن حريث، به. وأخرجه ابن حبان (2376) من طريق مسلم بن خالد، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي محمد بن عمرو، به. وسيأتي برقم (7393) عن سفيان بن عيينة، وبرقم (7394) و (7461) و (7615) عن عبد الرزاق، عن معمر والثوري، ثلاثتهم عن إسماعيل بن أمية، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة. قلنا: وقد جاء في سترة المصلي -دون ذكر الخط- غير ما حديث صحيح، فمنها: عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يركز الحربة يصلي إليها. سلف في "المسند" برقم (4614) ، وهو متفق عليه. وعن عائشة، قالت: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن سترة المصلي، فقال: "مثل مؤخرة الرحل". أخرجه مسلم (500) . وعن طلحة بن عبيد الله مثل حديث عائشة، سلف في "المسند" برقم (1393) . (1) إسناده ضعيف كسابقه. الحديث: 7393 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 356 7394 - وقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 7395 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ، فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا، فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ، وَلَا يُثَرِّبْ " قَالَ سُفْيَانُ: " لَا يُثَرِّبْ عَلَيْهَا: لَا يُعَيِّرْهَا عَلَيْهَا (2) ، فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ " (3)   (1) إسناده ضعيف كسابقه. الثوري: هو سفيان بن سعيد. وأخرجه ابن خزيمة (812) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (2286) عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن حريث، عن أبي هريرة. وانظر ما قبله. (2) في (ظ 3) و (عس) فوق كلمة "عليها" الثانية ضبة صغيرة، وفي (م) : لا يثرب عليها، أي: لا يعيرها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب بن موسى: هو أبو موسى المكي الأموي، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه الشافعي 2/79، والحميدي (1082) ، وابن أبي شيبة 14/159، ومسلم (1703) (31) ، وأبو يعلى (6541) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3736) و (3737) ، والبيهقي 2/248 و244 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1703) (31) من طريق هشام بن حسان، عن أيوب بن موسى، به. وأخرجه مسلم (1703) (31) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3734) ، والبيهقي 8/242 من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن سعيد بن أبي سعيد، به.= الحديث: 7394 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 357 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وسيأتي برقم (8886) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وبرقم (9470) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه عبد الرزاق (13599) عن ابن جريج، عن رجل، عن سعيد، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/516-517، والترمذي (1440) ، والنسائي في "الكبرى" (7240) و (7241) و (7242) و (7243) من طريق أبي صالح، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/136، وفي "مشكل الآثار" (3735) من طريق عراك بن مالك، كلاهما عن أبي هريرة، مرفوعا. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، وقد روي عنه من غير وجه، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم رأوا أن يقيم الرجل الحد على مملوكه دون السلطان، وهو قول أحمد وإسحاق، وقال بعضهم: يرفع إلى السلطان، ولا يقيم الحد هو بنفسه، والقول الأول أصحُّ. وسيأتي في مسند زيد بن خالد الجهني 4/116 عن سفيان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد وشبل، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي الباب أيضا عن علي بن أبي طالب موقوفا، سلف برقم (1341) . وعن عبد الله بن مالك الأوسي، سيأتي 4/343. وعن عائشة، سيأتي 6/65. قوله: "في الثالثة أو الرابعة"، قال السندي: أي: قال في الثالثة أو الرابعة. والضفير: هو الحبل المفتول من الشعر. وقوله: "ولا يثرب"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/166: أي: لا يجمع عليها العقوبة بالجلد وبالتعيير. قال ابن بطال: يؤخذ منه أن كل من أقيم عليه الحدُّ لا يعزر بالتعنيف واللوم، وإنما يليق ذلك بمن صدر منه قبل أن يرفع إلى الإمام للتحذير والتخويف، فإذا رفع وأقيم عليه الحد، كفاه. قال الحافظ: وقد تقدم قريبا نهيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن سب الذي أقيم عليه حدُّ الخمر، وقال: "لا تكونوا أعوانا للشيطان على= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 358 7396 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " سَجَدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " (1) 7397 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ وَلَا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " (2)   = أخيكم". (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحميدي (991) ، وابن أبي شيبة 2/6، ومسلم (578) (108) ، وأبو داود (1407) ، والترمذي (573) ، وابن ماجه (1058) ، والنسائي 2/162، والطحاوي 1/375، وابن حبان (2767) ، والبيهقي 2/316، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/121، والبغوي (764) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9939) ، وانظر ما سلف برقم (7140) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مكحول الشامي، فمن رجال مسلم. وأخرجه الشافعي 1/227، ومسلم (982) (9) ، والنسائي 5/35، وابن خزيمة (2285) ، والبيهقي 4/117 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - إلا أنهم ذكروا فيه عراك بن مالك بين سليمان بن يسار، ويين أبي هريرة، وسليمان بن يسار احتج الشيخان بروايته عن أبي هريرة. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2252) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أيوب بن موسى، عن مكحول، عن عراك بن مالك، عن أبي هريرة -= الحديث: 7396 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 359 7398 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِحَسَنٍ: " اللهُمَّ (1) إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ " (2)   = لم يذكر فيه سليمان بن يسار. وانظر (7295) . (1) كلمة "اللهم" لم ترد في (ظ 3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند المصنف في "فضائل الصحابة" (1349) بإسناده ومتنه، وعن الإمام أحمد أخرجه مسلم (2421) (56) . وأخرجه الحميدي (1043) ، والبخاري في "صحيحه" (2122) ، وفي "الأدب المفرد" (1152) ، ومسلم (2421) (57) ، وابن ماجه (143) ، والنسائي في "الكبرى" (8164) ، وفي "الفضائل" (61) ، وأبو عوانة في "المناقب" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 259 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وعندهم فيه قصة. وسيأتي بها برقم (8380) من طريق ورقاء عن عبيد الله بن أبي يزيد، به، وبرقم (10891) من طريق نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة، وانظر (7876) و (9673) و (9759) . وأخرجه بنحوه البخاري في "الأدب المفرد" (249) من طريق أبي مزرد، والحاكم 3/169 من طريق محمد بن سيرين، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن البراء، سيأتي 4/283-284 و292. وعن أسامة بن زيد، سيأتي 5/205. وعن أنس عند النسائي في "الكبرى" (8165) . قوله: "وأحب من يحبه"، قال السندي: أي: على وجهه، وأما الإفراط المؤدي إلى ما لا يليق، فغير مطلوب. الحديث: 7398 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 360 7399 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ، وَنَحْنُ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّ كُلَّ أُمَّةٍ أُوتِيَتِ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، ثُمَّ هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي كَتَبَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَلِلْيَهُودِ غَدًا، وَلِلنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ " قَالَ أَحَدُهُمَا: " بَيْدَ أَنَّ "، وَقَالَ الْآخَرُ (1) : " بَايْدَ " (2) 7400 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ   (1) في (م) : وقال الآخرون، وهو خطأ. (2) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (7310) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد. ابن طاووس: هو عبد الله. وأخرجه مسلم (855) (19) ، والنسائي في "المجتبى" 3/85-86، وفي "الكبرى" (1654) ، وابن خزيمة (1720) ، والبيهقي 3/170 من طريق سفيان بن عيينة، بالإسنادين جميعا. وأخرجه الحميدي (955) عن سفيان، عن ابن طاووس، به. وأخرجه ابن خزيمة (1720) من طريق سفيان، عن ابن طاووس، عن أبيه مرسلا، لم يذكر فيه أبا هريرة. وسيأتي من طريق طاووس عن أبي هريرة برقم (7707) و (8503) . الحديث: 7399 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 361 الْجُمُعَةِ فَصَلُّوا أَرْبَعًا، فَإِنْ عَجِلَ بِكَ شَيْءٌ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ، وَرَكْعَتَيْنِ إِذَا رَجَعْتَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقرونا وتعليقا. ابن إدريس: هو عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي، وأبو صالح: هو ذكوان السفان. وسيأتي مكررا برقم (9699) . وأخرجه ابن أبي شيبة 2/133، وعنه مسلم (881) (68) ، وابن ماجه (1132) ، وأخرجه مسلم (881) (68) عن عمرو الناقد، وابن ماجه (1132) عن أبي السائب سلم بن جنادة، وابن حبان (2485) من طريق عبد الله بن سعيد الكندي، والبيهقي 3/239-240 من طريق إسحاق بن إبراهيم وهنّاد بن السري، ستتهم (ابن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وأبو السائب، وعبد الله بن سعيد، وإسحاق، وهناد) عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد - ورواية ابن أبي شيبة وأبي السائب وهناد إلى قوله: "فصلوا أربعا"، وقوله: "فإن عجل بك شيء ... الخ"، جعله في رواية عمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم من قول سهيل بن أبي صالح ولم يرفعه، ورفعه في رواية عبد الله بن سعيد الكندي. وأخرجه أبو داود (1131) ، ومن طريقه البيهقي 3/240 من طريق زهير بن حرب، وابن حبان (2486) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به، وجعلا قوله: "فإن عجل به شيء ... الخ" من قول أبي صالح لابنه سهيل. وأخرجه دون قوله: "فإن عجل ... الخ"، الطيالسي (2406) ، وابن حبان (2478) من طريق أبي عوانة، وعبد الرزاق (5529) ، والدارمي (1575) ، ومسلم (881) (69) ، وابن خزيمة (1874) ، والبيهقي 3/240 من طريق سفيان الثوري، والحميدي (976) ، والترمذي (523) ، والنسائي في "الكبرى" (496) ، وابن خزيمة (1873) و (1874) ، والطحاوي 1/336، وابن حبان (2480) ، والبغوي (879) = الجزء: 12 ¦ الصفحة: 362 قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: " لَا أَدْرِي هَذَا حَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا؟ " 7401 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   = من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم (881) (69) ، والنسائي في "المجتبى" 3/113، وفي "الكبرى" (1743) ، وابن خزيمة (1874) من طريق جرير، ومسلم (881) (67) ، والبيهقي 3/239 من طريق خالد بن عبد الله، وأبو داود (1131) من طريق إسماعيل بن زكريا، وابن خزيمة (1873) من طريق عبد العزيز الدراوردي، وابن حبان (2477) و (2481) من طريق سليمان التيمي، و (2479) من طريق وهيب بن خالد، تسعتهم عن سهيل بن أبي صالح، به. وسيأتي برقم (10486) عن علي بن عاصم، عن سهيل دون هذه الزيادة أيضا. قلنا: يتبين بعد هذا أن قوله: "فإن عجل بك شيء ... الخ"، ليس من الحديث المرفوع، وإنما هو من قول أبي صالح أو ابنه سهيل، والله أعلم. وسلف في مسند ابن عمر برقم (4591) و (4921) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بعد الجمعة ركعتين. وهو صحيح. وقد اختلف أهل العلم في الصلاة بعد الجمعة، فذهب الشافعي وأحمد إلى ركعتين، وروي عن ابن مسعود أنه كان يصلي قبلها أربعا وبعدها أربعا، وإليه ذهب ابن المبارك، وسفيان الثوري، وأصحاب الرأي. وقال إسحاق: إن صلى في المسجد صلى أربعا، وإن صلى في بيته صلى ركعتين جمعا بين الحديثين. وروي عن علي أنه أمر أن يصلي بعد الجمعة ركعتين ثم أربعا، يعني ستا. انظر "شرح السنة" للبغوي 3/450. (1) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: هذا الحديث لرسول الله، وعلى هامش بعض هذه النسخ إشارة إلى نسخ أخرى: هذا حديث رسول الله. الحديث: 7401 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 363 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَجَعَلَهُ اللهُ لَنَا عِيدًا، فَالْيَوْمَ لَنَا، وَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى " (1) 7402 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (855) (20) من طريق جرير، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7706) ، وانظر ما سلف برقم (7310) . قوله: "وهو اليوم" يعني يوم الجمعة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، فمن رجال أصحاب السنن، وروى له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وهو حسن الحديث، والحديث صحيح بمجموع طرقه وشواهده. وأخرجه ابن حبان (479) ، والآجري في "الشريعة" ص 115 من طريق إسحاق بن راهويه، عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد - دون الشطر الثاني وهو قوله: "وخيارهم خيارهم لنسائهم". وأخرجه ابن أبي شيبة 8/515، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1291) من طريق حفص بن غياث، وابن أبي شيبة 11/27، عن محمد بن بشر، والترمذي (1162) من طريق عبدة بن سليمان، وابن حبان (4176) من طريق يزيد بن زريع= الحديث: 7402 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 364 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والحاكم 1/3، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7981) من طريق عبد الوهاب الخفاف، وأبو نعيم في "الحلية" 9/248، والبيهقي في "شعب الإيمان" (27) و (7981) ، والبغوي (2341) و (3495) من طريق يعلى بن عبيد، والبيهقي (7982) من طريق سعيد بن عامر، والقضاعي (1244) من طريق الحسن بن سعيد الأدمي، ثمانيتهم عن محمد بن عمرو، به - حديث حفص عند القضاعي، وكذا حديث محمد بن بشر وعبد الوهاب الخفاف ويعلى بن عبيد عند أبي نعيم بالشطر الأول فقط، وحديث الحسن بن سعيد بالشطر الثاني، وزاد فيه: "وأنا خيركم لأهلي". قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لم يخرج في "الصحيحين"، وهو صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! وسيأتي برقم (10106) عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو بالشطرين معا، وبرقم (10066) من طريق محمد بن زياد، و (10817) من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة بالشطر الأول. وانظر أيضا (8822) . وأخرجه ابن حبان (1311- موارد الظمآن) ، وليس هو في "الإحسان"، من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبي هريرة بالشطرين جميعا. ولا يعرف للمطلب سماع من أبي هريرة. وأخرجه مرسلا ابن أبي شيبة 11/46-47 عن ابن علية، عن يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الشطر الأول. وعن أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الصغير" (605) . ويشهد لشطريه حديث عائشة عند أحمد 6/47 و99، والترمذي (2612) من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن من أكمل المؤمنين إيمانا، أحسنهم خلقا، وألطفهم بأهله". قال الترمذي (كما في "تحفة الأشراف" 11/440) : حديث حسن، ولا نعرف لأبي قلابة سماعا من عائشة. لكن صح عنها عند الترمذي (3895) ، وابن حبان (4177) بلفظ: "خيركم= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 365 7403 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا " (1)   = خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". ويشهد للشطر الأول منه حديث عمرو بن عبسة، يأتي في "المسند" 4/385. وحديث أنس بن مالك عند البزار (35- كشف الأستار) ، وأبي يعلى (4166) و (4240) . وحديث أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الصغير" (605) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7984) . ويشهد للشطر الثاني حديث ابن عباس عند ابن ماجه (1977) ، وابن حبان (4186) . وحديث أبي كبشة الأنماري عند الطبراني في "الكبير" 22/ (854) ، والقضاعي وحديث معاوية عند الطبراني 19/ (853) . قوله: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا"، قال السندي: إن حسن الخلق يحمل الإنسان على أن يؤدي إلى الخالق حقه، وإلى الخلق حقهم، وبه يتم الأمر مع الخالق والخلق. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. عبدة: هو ابن سليمان الكلابي، ثقة من رجال الشيخين. وأخرجه ابن الجارود (123) ، والبغوي (3618) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد - ليس عند ابن الجارود: "أوتيت جوامع الكلم"، وهو عند البغوي أتم مما هنا. وسيأتي برقم (9705) و (10517) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة،= الحديث: 7403 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 366 7404 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الثَّيِّبُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: " أَنْ تَسْكُتَ " (1)   = وبرقم (7632) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة. وانظر ما سلف برقم (7266) ، وما سيأتي برقم (7585) و (8150) و (9141) . قوله: "أوتيت جوامع الكلم"، قال الخطابي في "أعلام الحديث" 2/1422: معناه: إيجاز الكلام في إشباع للمعاني، يقول الكلمة القليلة الحروف، فتنتظم الكثير المعنى، وتتضمن أنواعا من الأحكام. وفيه الحض على حسن التفهم، والحث على الاستنباط لاستخراج تلك المعاني، ونبش تلك الدفائن المودعة فيها. وقال ابن حجر في "الفتح" 6/128: وجمع الكلم: القرآن، فإنه تقع فيه المعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة، وكذلك يقع في الأحاديث النبوية الكثير من ذلك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن مقسم، المعروف بابن علية. وأخرجه مسلم (1419) عن زهير بن حرب، والخطيب في "تاريخه" 8/368 من طريق داود بن رشيد، كلاهما عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2186) ، والبخاري (6970) ، ومسلم (1419) ، وأبو داود (2092) ، وابن ماجه (1871) ، والترمذي (1107) ، والنسائي في "المجتبى" 6/85، وفي "الكبرى" (5378) ، والطحاوي 4/367، والدارقطني 3/238 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وسيأتي من طريق يحيي بن أبي كثير برقم (7759) و (9491) و (9605) = الحديث: 7404 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 367 7405 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: " مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَ رَبِّهِ، فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ؟ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ؟ إِذَا تَنَخَّعَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَتَنَخَّعْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، فَلْيَتْفُلْ (1) هَكَذَا، فِي ثَوْبِهِ " فَوَصَفَ الْقَاسِمُ: " فَتَفَلَ فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ مَسْحَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ " (2)   = وسلف برقم (7131) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبي سلمة. (1) كذا في (ظ 3) و (عس) و"تهذيب الكمال": فليقل، وهي الرواية في "صحيح مسلم"، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: فليتفل. (2) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم بن مهران -وهو القيسي، مولاهم، خال هشيم- فمن رجال مسلم، وهو صدوق أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني، نزيل البصرة. وأخرجه المزي في ترجمة القاسم من "تهذيب الكمال" 23/452-453 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/364، ومسلم (550) ، وابن ماجه (1022) من طريق إسماعيل ابن علية، به. وأخرجه مسلم (550) ، وأبو عوانة 1/403، والبيهقي 2/292 من طريق هشيم، ومسلم (550) ، وأبو عوانة 1/403 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن القاسم بن مهران، به. ورواية هشيم عند أبي عوانة مختصرة بلفظ: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بزق في ثوبه وهو في الصلاة، فلقد رأيته يرد بعضه على بعض. وأخرجه عبد الرزاق (1680) عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة= الحديث: 7405 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 368 7406 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَنَّ أَبَا السَّائِبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْكِتَابِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ (1) ، غَيْرُ تَمَامٍ " قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الْإِمَامِ فَغَمَزَ ذِرَاعِي، وَقَالَ: " يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْ بِهَا (2) فِي نَفْسِكَ " (3)   = موقوفا. وسيأتي الحديث برقم (9366) من طريق شعبة، عن القاسم بن مهران، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، وله طريقان آخران عن أبي هريرة بنحوه، سيأتيان برقم (7609) و (8234) . وانظر ما سيأتي برقم (7531) . وفي الباب عن غير واحد من الصحابة سلفت الإشارة إليهم عند حديث ابن عمر برقم (4509) . قوله: "يقوم مستقبل ربه"، قال السندي: قبلة ربه، أي: مستقبل الجهة التي اختارها لسجوده بحيث كان وجهه الكريم فيها على مقتضى المعاملة. والنخاعة: هي البلغم الذي يخرجه الإنسان من فمه، وتنخع، أي: رمى بنخاعته. وقوله: "إذا تنخع أحدكم"، قال السندي: أي: في الصلاة ولو في المسجد، كما هو مقتضى الإطلاق.. وبه قال بعض المالكية، والجمهور حملوه على غير المسجد، والله تعالى أعلم. (1) قوله: "هي خداج، هي خداج"، سقط من (م) وأثبتناه من أصولنا الخطية. (2) في (م) : اقْرَأْهَا. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو السائب: هو المدني، مولى ابن= الحديث: 7406 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 369 7407 - حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " لَتُنَبَّأَنَّ: أَنْ تَصَدَّقَ (1) وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَأْمُلُ   = زهرة. وسيأتي مكررا برقم (10319) . وأخرجه ابن خزيمة (489) عن يعقوب بن إبراهيم الدرقي، عن إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/360، وعنه ابن ماجه (838) عن إسماعيل ابن علية، به - بالمرفوع منه فقط. وأخرجه كذلك الطيالسي (2561) ، ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (59) عن ورقاء بن عمر اليشكري، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وأخرجه أيضا البيهقي (81) و (82) من طريق صفوان بن سليم، عن أبي السائب، به. وأخرجه مطولا كالذي سيأتي برقم (7836) : البيهقى في "السنن" 2/166-167، وفي "القراءة خلف الإمام" (54) من طريق الوليد بن كثير، و (56) من طريق ابن عجلان، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وأخرجه البيهقي كذلك (80) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، عن أبي السائب، به. وسيأتي مطولا برقم (7836) و (7837) و (7838) و (9932) من طريق العلاء، عن أبي السائب، وانظر ما سلف برقم (7291) . والغمز: العصر والكبس باليد. قلنا: وقراءة المأموم في نفسه خلف إمامه وإن جهر بالقراءة هو مذهب غير واحد من أهل العلم، راجع التعليق على الحديث رقم (7270) . (1) في (م) : تتصدق، بتاءين. الحديث: 7407 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 370 الْبَقَاءَ، وَتَخَافُ الْفَقْرَ، وَلَا تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، أَلَا (1) وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ " (2) 7408 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ " (3)   (1) لفظ "ألا" كتب في نسختي (ظ 3) و (عس) ثم رمج. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه إسحاق بن راهويه (170) ، ومسلم (1032) (92) ، وأبو يعلى (6080) ، وابن خزيمة (2454) ، وابن حبان (3312) و (3335) ، والبيهقي 4/189-190 من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وانظر (7159) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سلم بن عبد الرحمن -وهو النخعي الكوفي-، فمن رجال مسلم، خرج له حديثا واحدا، وهو حديثنا هذا، وهو ثقة. يحيى بن سعيد: هو القطان، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه الترمذي (1698) ، والنسائي 6/219 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وتحرف "سلم" في المطبوع من "سنن النسائي" إلى: سالم. وأخرجه إسحاق بن راهويه (179) ، ومسلم (1875) (102) ، وأبو داود (2547) ، وأبو عوانة 5/20، وابن حبان (4678) ، والبيهقي 6/330 من طرق عن سفيان الثوري، به. وسيأتي برقم (9626) و (9894) و (9933) و (10160) . والشكال: جاء تفسيره في بعض روايات الحديث عن سفيان: هو أن يكون الفرس في رجله اليمنى وفي يده اليسرى بياضٌ، أو في يده اليمنى ورجله اليسرى. = الحديث: 7408 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 371 7409 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ، أُعَلِّمُكُمْ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ، فَلَا تَسْتَقْبِلُوهَا وَلَا تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَا يَسْتَنْجِي بِيَمِينِهِ "، وَكَانَ يَأْمُرُ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ، وَيَنْهَى عَنِ الرَّوَثِ وَالرِّمَّةِ (1) 7410 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، وَرَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَصَلَّتْ، وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى، نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ " (2)   = وهذا التفسير أحد الأقوال في الشكال، وقد ذكر القاضي عياض في تفسيره في "مشارق الأنوار" 2/252 أقوالا عدّة غير هذا. (1) إسناده قوي. وقد سلف برقم (7369) أبو صالح: هو ذكوان السمَّان. وأخرجه النسائي 1/38، وابن خزيمة (80) ، وابن حبان (1440) ، والبيهقي 1/112 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. (2) إسناده قوي. وسيأتي مكررا برقم (9627) ، وسلف مختصرا برقم (7368) عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (1308) و (1450) ، وابن ماجه (1336) ، والنسائي 3/205، وابن خزيمة (1148) ، وابن حبان (2567) ، والحاكم 1/309، والبيهقي 2/501= الحديث: 7409 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 372 7411 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ (1) عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ، وَبَيْعِ الْغَرَرِ " (2)   = من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. (1) في (ظ 3) : حدثنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه الدارمي (2554) ، ومسلم (1513) ، والنسائي 7/262، وابن حبان (4951) و (4977) ، والدارقطني 3/15-16، والبيهقي 5/266-267 و342، والبغوي (2103) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/132، والدارمي (2563) ، ومسلم (1513) ، وأبو داود (3376) ، وابن ماجه (2194) والترمذي (1230) ، وابن الجارود (590) ، والبيهقي 5/266 و266-267 و302 و338 و342 من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (9628) و (9667) و (10439) . وسيأتي من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (8884) . وفي الباب في النهي عن بيع الغرر، عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (937) . وعن ابن عباس، سلف أيضا برقم (2752) . وعن ابن عمر، سلف برقم (6307) . بيع الغرر، سلف تفسيره عند حديث علي.= الحديث: 7411 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 373 7412 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ (1) بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ، وَلَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، أَوْ شَطْرِ اللَّيْلِ " (2)   = وأما بيع الحصاة، ووقع في (م) والنسخ المتأخرة: الحصى، والمثبت من (ظ 3) و (عس) ، فقد قال النووي في "شرح مسلم" 10/156: فيه ثلاث تأويلات: أحدها: أن يقول: بعتك من هذه الأثواب ما وقعت عليه الحصاة التي أرميها، أو بعتك من هذه الأرض من هنا إلى ما انتهت إليه هذه الحصاة. والثاني: أن يقول: بعتك على أنك بالخيار إلى أن أرمي بهذه الحصاة. والثالث: أن يجعلا نفس الرمي بالحصاة بيعا، فيقول: إذا رميت هذا الثوب بالحصاة، فهو مبيع منك بكذا. (1) لفظة "سعيد" لم ترد في (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري. وأخرجه ابن حبان (1531) و (1538) و (1539) من طريق محمد بن بشار، عن يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإسناد - وليس فيه في الموضعين الأخيرين قصة السواك. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3035) عن مجاهد بن موسى، عن يحيي بن سعيد، به - مختصراً بقصة السواك، وقال فيه: "عند كل صلاة". وأخرجه ابن أبي شيبة 1/331، وابن ماجه (287) و (691) ، والنسائي في "الكبرى" (3033) و (3034) و (3037) ، وابن حبان (1540) ، والطحاوي 1/44، والبيهقي 1/36، من طرق عن عبيد الله بن عمر العمري، به. وذكر ابن أبي شيبة= الحديث: 7412 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 374 7413 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الزُّرَقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا تَجِيءُ بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَكِنْ سَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَتَعَوَّذُوا بِاللهِ (1) مِنْ شَرِّهَا " (2)   = وابن ماجه في موضعه الثاني تأخير العشاء فقط، واقتصر النسائي على ذكر السواك مع كل وضوء، وذكر ابن ماجه في موضعه الأول والطحاوي السواك عند كل صلاة. وأخرجه الطيالسي (2328) عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على "المسند" (607) من طريق محمد بن إسحاق، والنسائي في "الكبرى" (3032) ، والحاكم 1/146، والبيهقي 1/36 من طريق عبد الرحمن السراج، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي سعيد، به. وزاد أبو معشر -وهو ضعيف- في حديثه الوضوء عند كل صلاة، ولم يذكر النسائي تأخير العشاء. وأخرجه النسائي (3038) من طريق بقية بن الوليد، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة - مختصرا بقصة السواك مع الوضوء. وأخرجه كذلك برقم (3039) من طريق الليث، عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة - وزاد فيه الوضوء عند كل صلاة. وأبو معشر ضعيف. وقصة الوضوء عند كل صلاة ستأتي أيضا في حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (7513) ، ويأتي التعليق عليها هناك. وسيأتي الحديث من طريق سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة برقم (7854) و (9591) و (9592) . وانظر ما سلف برقم (7339) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. (1) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: به. (2) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثابت= الحديث: 7413 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 375 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الزرقي -وهو ثابت بن قيس الأنصاري المدني-، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود وابن ماجه والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو -وإن لم يرو عنه غير الزهري- قد وثقه النسائي وابن حبان والذهبي وابن حجر في "التقريب". ونقل ابن علان في "الفتوحات الربانية" 4/272 عن الحافظ ابن حجر قوله في هذا الحديث: حسن صحيح. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (973) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وزاد فيه: "الريح من روح الله". وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 10/216-217، وعنه ابن ماجه (3727) ، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (720) ، والطبراني (973) من طريق مسدد، كلاهما (ابن أبي شيبة ومسدد) عن يحيى بن سعيد، به. وأخرجه بنحوه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (932) ، وأبو يعلى (6142) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (919) و (920) ، وابن حبان (1007) ، والطبراني في "الدعاء" (974) ، والحاكم 4/285، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/114 من طرق عن الأوزاعي، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/167، والنسائي (931) من طريق ابن جريج، أخبرني زياد بن سعد، عن الزهري، به. وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (7631) و (9299) و (9629) و (10714) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (929) من طريق عقيل بن خالد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، والنسائي (930) ، والطبراني في "الدعاء" (975) من طريق سالم الأفطس، عن الزهري، عن عمرو بن سليم الزرقي، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الإسنادين مقال، وفال المزي في "تهذيبه" 21/353: ليسا بمحفوظين، والمحفوظ حديث الزهري عن ثابت بن قيس. وفي الباب عن أبي بن كعب، سيأتي 5/123. وفي باب الدعاء إذا عصفت الريح عن عائشة عند مسلم (899) (15) . وعن عثمان بن أبي العاص عند الطبراني في "الكبير" (8346) ، وفي "الدعاء" = الجزء: 12 ¦ الصفحة: 376 7414 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، تُسَافِرُ يَوْمًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ (1) " (2) 7415 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي ذَكْوَانُ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ   = (970) . وعن جابر عند أبي يعلى (2194) . وعن أنس عند البخاري في "الأدب" (717) ، وأبي يعلى (2905) و (4012) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (926) ، والطبراني في "الدعاء" (969) . وعن ابن عباس موقوفا عند ابن أبي شيبة 10/217. (1) في (م) : ذي رحم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي العامري. وأخرجه مسلم (1339) (420) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1088) من طريق آدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه أبو داود الطيالسي (2317) ، ومن طريقه البيهقي 3/139 عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه ابن ماجه (2899) من طريق شبابة بن سوار، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - لم يقل فيه: عن أبيه. ورواه ابن خزيمة (2525) من طريق ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، به. وانظر (7222) . (3) قوله: "عن يحيى" سقط من (م) . ويحيى هذا: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري، وأما يحيى شيخ المصنف: فهو يحيى بن سعيد القطان. الحديث: 7414 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 377 إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَوْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - شَكَّ، يَعْنِي يَحْيَى -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1) 7416 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عبد الله أو عبد الله بن إبراهيم -وهو ابن قارظ الكناني المدني-، فمن رجال مسلم، وقد جعل ابن أبي حاتم إبراهيم بن عبد الله بن قارظ وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ رجلين مختلفين، فترجم لهما في كتابه في ترجمتين منفصلتين، لكن رجح الحافظ ابن حجر -تبعا للبخاري وغيره- أنهما واحد، وكذا الحافظ المزي، فقد قال في "تهذيب الكمال" 2/126 في ترجمة إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: ويقال: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ. بصيغة التمريض. وأخرجه مسلم (1394) (508) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد - إلا أنه لم يسق تمام الإسناد ولا المتن، وأحاله على حديث عبد الوهاب الثقفي. وأخرجه مسلم (1394) (508) من طريق عبد الوهاب الثقفي، والطحاوي 3/127 من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. قال عبد الوهاب في حديثه: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، وقال إسماعيل بن عياش: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ. وسيأتي الحديث برقم (10112) عن يحيى القطان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7253) . الحديث: 7416 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 378 اللهِ عَوْنُهُ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالنَّاكِحُ الْمُسْتَعْفِفُ، وَالْمُكَاتَبُ يُرِيدُ الْأَدَاءَ " (1)   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له البخاري تعليقا، ومسلم في الشواهد وأصحاب السنن، وهو صدوق. وسيأتي مكررا برقم (9631) . وأخرجه ابن الجارود (979) و (980) ، وابن حبان (4030) ، والدارقطني في "العلل" 3/ورقة 186، والحاكم 2/160 و217، وأبو نعيم في "الحلية" 8/388، والبيهقي في "الشعب" (4278) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! مع أن ابن عجلان إنما روى له مسلم في الشواهد ولم يحتج به. وأخرجه عبد الرزاق (9542) ، وابن ماجه (2518) ، والترمذي (1655) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (83) ، والنسائي في "الكبرى" (5014) ، وفي "المجتبى" 6/15-16 و61، وأبو يعلى (6535) ، والبيهقي في "السنن" 7/78، والبغوي (2239) من طرق عن محمد بن عجلان، به. وقال الترمذي والبغوي: حديث حسن. وأخرجه بنحوه موقوفا عبد الرزاق (9541) عن أبي معشر -يعني نجيح بن عبد الرحمن السندي-، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبى هريرة، قال: المكاتب معانٌ، والناكح معانٌ، والغازي معان، ضامن على الله ما أصاب من أجر أو غنيمة حتى ينكفىء إلى أهله، وإن مات دخل الجنة. وأبو معشر ضعيف. وأخرج الحميدي (1090) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج من بيته إلى مسجد من مساجد الله عز وجل، ورجل خرج غازيا في سبيل الله عز وجل، ورجل خرج حاجا". وإسناده صحيح قوله: "حق على الله"، قال السندي: أي: واجبٌ بمقتضى وعده. = الجزء: 12 ¦ الصفحة: 379 7417 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَنَامُ عَيْنِي، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي " (1) 7418 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَجُلٌ: كَمْ يَكْفِي رَأْسِي فِي الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَصُبُّ بِيَدِهِ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثًا ". قَالَ: إِنَّ شَعْرِي كَثِيرٌ؟ قَالَ: " كَانَ شَعْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ " (2)   = والمستعفف، قال: أي: الذي يطلب العفاف -بفتح العين-، أي: الكف عن المحارم. (1) إسناده قوي، عجلان والد محمد -وهو مولى فاطمة بنت عتبة المدني- لا بأس به من رجال مسلم، وابنه محمد سلف الكلام عليه في الحديث السابق. وأخرجه ابن خزيمة (48) ، وابن حبان (6386) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وسيأتي مكررا برقم (9657) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (1911) . وعن عائشة، سيأتي 6/36، وهو متفق عليه. وعن أنس بن مالك عند البخاري (3570) . قوله: "ولا ينام قلبي"، قال السندي: أي: لا يغفل عما عليه من الإقبال على الله، وتلقي الوحي من الملك وغيره، ولهذا رؤيا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وحى. (2) إسناده قوي. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه بنحوه الحميدي (977) عن سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة 1/64،= الحديث: 7417 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 380 7419 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَصَدَّقُوا " قَالَ رَجُلٌ: عِنْدِي دِينَارٌ. قَالَ: " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ " قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ. قَالَ: " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجِكَ " قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ. قَالَ: " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى وَلَدِكَ " قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ. قَالَ: " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ " قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ. قَالَ: " أَنْتَ أَبْصَرُ " (1)   = وعنه ابن ماجه (578) عن أبي خالد الأحمر، والبزار (314- كشف الأستار) عن عمرو بن يحيى، ثلاثتهم عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/292. وعن أبي سعيد، سيأتي 3/54. وفي باب الصب على الرأس ثلاثا في الغسل، عن جبير بن مطعم، سيأتي في مسنده 4/81. وعن عائشة، سيأتي 6/52. (1) إسناده قوي كسابقه، وسيأتي مكررا برقم (10086) . وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/62، عن عمرو بن علي ومحمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 2/63-64، والحميدي (1176) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (197) ، وأبو داود (1691) ، والنسائي في "الكبرى" (9181) ، والطبري 2/366، وابن حبان (3337) و (4233) و (4235) ، والحاكم 1/415، والبيهقي 7/466، والبغوي (1685) و (1686) من طرق عن محمد بن عجلان، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن مسلما لم يحتج بابن عجلان في الأصول. وانظر ما سلف برقم (7155) ، وما سيأتي برقم (7429) . وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/305.= الحديث: 7419 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 381 7420 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَجَنَّبِ الْوَجْهَ، وَلَا يَقُلْ: قَبَّحَ اللهُ وَجْهَكَ وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " (1)   = قوله: "تصدق به على نفسك"، قال السندي: أي: اقض به حوائج نفسك، وفيه تقديم الأهم في الإنفاق. (1) إسناده قوي. وسيأتي مكررا برقم (9604) وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (520) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/82-83 و83، والآجري في "الشريعة" ص 314-315، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (715) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 291، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/220-221 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وليس في رواية الآجري قوله: "ولا تقل: قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك". وأخرجه الحميدي (1120) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (172) ، وابن أبي عاصم (519) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/81-82 و82، والآجري في "الشريعة" ص 314 من طرق عن محمد بن عجلان، به. ولم يذكر الشطر الأول من الحديث وهو قوله: "إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه" عند الحميدي وابن أبي عاصم وابن خزيمة في موضعه الأول والآجري، وهو عند ابن خزيمة في الموضع الثاني دون الشطر الثاني منه، واقتصر البخاري منه على قوله: "لا تقولوا: قبح الله وجهه". وأخرجه البخاري في "الأدب" (173) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، به - ووقفه على أبي هريرة. وأخرج أوله البخاري أيضا (174) من طريق سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن أبيه وسعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ: "إذا ضرب أحدكم= الحديث: 7420 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 382 7421 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " الَّذِي (1) تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي   = خادمه، فليجتنب الوجه". وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7350) من طريق يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة - لم يذكر فيه سعيدا، ولم يقل فيه: خادمه. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (2559) من طريق سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، بلفط: "إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه". وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (17952) عن يحيى البجلي، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي هريرة. كلفظ المصنف. وانظر ما سلف برقم (7323) . قوله: "قبح" هو بفتح القاف والباء مخففة، قال أبو عمرو بن العلاء: قبحت له وجهه، مخففة، والمعنى: قلت له: قبحه الله، وهو من قوله تعالى: (ويوم القيامة هم من المقبوحين) ، أي: من المبعدين الملعونين، وهو من القبح: وهو الإبعاد. "اللسان" 2/552 (قبح) . وقوله: "على صورته"، قال السندي: أي: صورة المضروب والمقول فيه، أي: فينبغي تكريم وجهه لكونه على صورة آدم. (1) كذا في (م) وكافة الأصول الخطية: "الذي"، إلا أنه قد أشير عليها في (عس) بضبة صغيرة، وهي تعني أن هذه الكلمة صحت من جهة الرواية، وضعفت من جهة المعنى، ولذلك فقد أثبت على هامشها تقويما لها كلمة "التي". وقال السندي معلقا على قوله: "الذي تسره"، هكذا في نسخ "المسند" والصواب ما في النسائي: "التي تسرُّه"، وتصحيح ما في "المسند" بأن المراد زوجة الذي ... الخ، بعيد. قلنا: وسيأتي الحديث مكررا برقم (9587) ، وفيه: "التي تسره"، على الجادة= الحديث: 7421 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 383 نَفْسِهَا وَمَالِهِ " (1)   = وأما الشيخ أحمد شاكر رحمه الله فقد صحح ما وقع هنا من قوله: "الذي تسره"، وقال: توجيهه: أنه إخبار عن الزوج الذي امرأته بهذه الصفات المرغوبة. (1) إسناده قوي. وسيأتي مكررا برقم (9587) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8961) ، والحاكم 2/161-162، من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! ولم يسق الحاكم لفظه، بل أحاله على رواية أبي عاصم ولفظها: "ولا تخالفه في نفسها ومالها". وأخرجه النسائي في "المجتبى" 6/68، والحاكم 2/161-162، من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، به. وفيه عند النسائي: "في نفسها ومالها"، وأما الحاكم فلم يذكر لفظه، وأحال على حديث أبي عاصم الذي فيه: "ومالها". لكن نص البيهقي في "الشعب" بإثر الحديث (8737) على أن الليث بن سعد قال في روايته عن ابن عجلان: "في نفسها وماله". وأخرجه الحكم 2/161، والبيهقي في "السنن" 7/82، وفي "شعب الإيمان" (8737) من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن عجلان، به. وقال فيه: "في نفسها ومالها". وقد وجه العلامة علي القاري رواية: "ومالها" في "مرقاة المفاتيح" 3/471 على أن المراد بها ماله الذي بيدها، كقوله تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) . وأخرجه الطيالسي (2325) عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة وقال فيه: "وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك"، وزاد في آخره: وتلا هذه الآية: (الرجال قوامون على النساء) إلى آخر الآية. وأبو معشر ضعيف. وأخرجه كذلك الطبري 5/60 من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن أبي معشر، عن سعيد، عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. كذا وقع في المطبوع= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 384 7422 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا مَعَ عَبْدِي حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا، اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، فَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا،   = والمخطوط من "تفسير الطبري"، سعيد بن أبي سعيد المقبري، وقد خطأه الأستاذ محمود شاكر في مطبوعته من "التفسير" (9328) بناء على أن الطيالسي قد رواه عن أبي معشر، فقال فيه: سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2136) من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، عن جابر الجعفي، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما أفاد عبد بعد الإسلام خيرا له من زوج مؤمنة، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله". وجابر الجعفي ضعيف، وشريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سييء الحفظ. وفي الباب -بنحو لفظ حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة-، عن ابن عباس عند أبي داود (1664) ، وصححه الحاكم 1/409. وعن أبي أمامة عند ابن ماجه (1857) ، والطبراني في "الكبير" (7881) ، وإسناده ضعيف. وعن عبد الله بن سلام، ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/273، ونسبه إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: فيه رزيك بن أبي رزيك، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. وعن سعد بن أبي وقاص عند الحكم 2/162. وعن مجاهد مرسلا عند عبد الرزاق (20605) . الحديث: 7422 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 385 اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، فَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً " وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ، فِي حَدِيثِهِ: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِيْنَ (1) يَذْكُرُنِي " (2)   (1) في (م) : حَيْثُ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمّان. وأخرجه الترمذي (3603) من طريق ابن نمير وأبي معاوية، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وأخرجه مسلم (2675) (2) و (21) ، وابن ماجه (3822) ، والنسائي في "الكبرى" (7730) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/15 من طريق أبي معاوية وحده، به. وليس عند ابن خزيمة: "وإن اقترب إلي شبرا ... " إلى آخر الحديث. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/16، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 284 من طريق عبد الله بن نمير وحده، به. وليس عند ابن خزيمة أيضا: "وإن اقترب.." إلى آخر الحديث. وأخرجه البخاري (7405) ، والبغوي (1251) من طريق حفص بن غياث، ومسلم (2675) (2) ، وابن حبان (811) من طريق جرير، وأبو نعيم في "الحلية" 9/26-27 من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن الأعمش، به. وسيأتي مطولا ومختصرا من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9351) و (10224) و (10684) و (10704) و (10782) و (10909) . وأخرجه البخاري (7505) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/109 من طريق الأعرج، عن أبي هريرة مختصرا بقوله: "قال الله: أنا عند ظن عبدي بي"، وزاد الخطيب: "وأنا معه حيث يذكرني". وأخرجه مسلم (2675) (3) ، والبغوي (1252) من طريق عبد الرزاق، عن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 386 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = معمر، عن همام، عن أبي هريرة، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الله قال: إذا تلقاني عبدي بشبر تلقيته بذراع، وإذا تلقاني بذراع، تلقيته بباع، وإذا تلقاني بباع، جئته أتيته بأسرع". وزاد البغوي في أوله: "أنا عند ظن عبدي بي"، وهذه الزيادة من هذه الطريق ستأتي برقم (8178) . وأخرجه أبو يعلى (6601) من طريق سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة من قوله: "إذا اقترب إلي شبرا ... " إلى آخر الحديث. وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أبي هريرة، وبألفاظ متقاربة مطولة ومختصرة، انظر (8178) و (8650) و (9076) و (9617) و (9749) و (10253) و (10498) و (10968) و (10975) . وفي الباب عن أنس، وواثلة بن الأسقع، وأبي ذر الغفاري، وستأتي أحاديثهم على التوالي 3/277، و3/491، و15/47. قوله عز وجل: "أنا مع عبدي حين يذكرني"، قال النووي في "شرح مسلم" 17/2: أي: معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية. وقوله: "فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي"، قال المازري: النفس تطلق في اللغة على معان: منها الدم، ومنها نفس الحيوان، وهما مستحيلان في حق الله تعالى، ومنها الذات، والله تعالى له ذات حقيقة، وهو المراد بقوله تعالى: (في نفسي) ، ومنها الغيب، وهو أحد الأقوال في قوله تعالى: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) [المائدة: 116] ، أي: ما في غيبي، فيجوز أن يكون أيضا مراد الحديث، أي: إذا ذكرني خاليا أثابه الله وجازاه عما عمل بما لا يطلع عليه أحد. وقوله: "وإن اقترب إلي شبرا ... " إلى آخر الحديث، قال النووي: هذا الحديث من أحاديث الصفات، ويستحيل إرادة ظاهره، ومعناه: من تقرب إلي بطاعتي، تقربت إليه برحمتي والتوفيق والإعانة، وإن زاد زدت، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي، أتيته هرولة، أي: صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود، والمراد: أن جزاءه يكون تضعيفه على= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 387 7423 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمْ مَضَى مِنَ الشَّهْرِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: مَضَتْ ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ، وَبَقِيَ ثَمَانٍ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا، بَلْ مَضَتْ مِنْهُ ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ، وَبَقِيَ سَبْعٌ، اطْلُبُوهَا اللَّيْلَةَ " قَالَ يَعْلَى، فِي حَدِيثِهِ: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ " (1)   = حسب تقربه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/84، وابن ماجه (1656) ، وابن حبان (3450) ، والبيهقي 4/310 من طريق أبي معاوية وحده، بهذا الإسناد. وليس فيه عند ابن ماجه قوله: "لا بل مضت منه ثنتان وعشرون وبقي سبع، اطلبوها الليلة"، زاد ابن أبي شيبة وابن حبان: ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الشهر هكذا وهكذا"، ثلاث مرات، عشرة عشرة مرتين، وواحدة تسعة. وأخرجه ابن خزيمة (2179) ، وابن حبان (2548) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبيهقي 4/310 من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه البيهقي 4/310 من طريق أبي مسلم عبيد الله بن سعيد، قائد الأعمش، عن الأعمش، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. كذا زاد فيه أبو مسلم قائد الأعمش سهيلا بين الأعمش وبين أبي صالح، وهو ضعيف. وفي الباب عن عبد الله بن أنيس، سيأتي في مسنده 3/495-496، وهو بنحوه في "صحيح مسلم" (1168) .= الحديث: 7423 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 388 7424 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - هُوَ شَكَّ، يَعْنِي الْأَعْمَشَ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ، فُضُلًا عَنْ كُتَّابِ النَّاسِ، فَإِذَا، وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللهَ،   = قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/262: وقد اختلف العلماء في ليلة القدر اختلافا كثيرا، وتحصل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر من أربعين قولا، كما وقع لنا نظير ذلك في ساعة الجمعة، وقد اشتركتا في إخفاء كل منهما ليقع الجد في طلبهما ... ثم ساق تلك الأقوال، وذكر في القول السابع عشر أنها ليلة ثلاث وعشرين حديث عبد الله بن أنيس الذي أشرنا إليه آنفا، ثم قال: وروى ابن أبي شيبة في "مصنفه" (3/76) بإسناد صحيح عن معاوية، قال: ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين. ورواه إسحاق في "مسنده" من طريق أبي حازم، عن رجل من بني بياضة له صحبة مرفوعا. وروى عبد الرزاق (في "مصنفه" 7688) عن معمر، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: "من كان متحريها فليتحرها ليلة سابعة"، وكان أيوب يغتسل ليلة ثلاث وعشرين، ويمسُّ طيبا. و (عبد الرزاق: 7686، وابن أبي شيبة 3/77) عن ابن جريج، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس أنه كان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين. وروى عبد الرزاق (8687) من طريق يونس بن سيف، سمع سعيد بن المسيب يقول: استقام قول القوم على أنها ليلة ثلاث وعشرين. و (7695) من طريق إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، و (7693) من طريق مكحول أنه كان يراها ليلة ثلاث وعشرين. قلنا: وروى ابن أبي شيبة 2/513 و3/75 من طريق الصنابحي، قال: سألت بلالا عن ليلة القدر، فقال: ليلة ثلاث وعشرين. والله تعالى أعلم. الحديث: 7424 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 389 تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى بُغْيَتِكُمْ، فَيَجِيئُونَ، فَيَحُفُّونَ بِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ اللهُ: أَيَّ شَيْءٍ تَرَكْتُمْ عِبَادِي يَصْنَعُونَ؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ يَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ وَيَذْكُرُونَكَ. فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي (1) ؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ لَكَانُوا لَكَ (2) أَشَدَّ تَحْمِيدًا وَتَمْجِيدًا وَذِكْرًا. فَيَقُولُ: فَأَيَّ شَيْءٍ يَطْلُبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: يَطْلُبُونَ الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا. فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا. قَالَ: فَيَقُولُ: مِنْ (3) أَيِّ شَيْءٍ يَتَعَوَّذُونَ؟ فَيَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ. فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا. قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا هَرَبًا، وأشد منها خوفًا. قال: فيقول: إني أشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: فيقولون: فَإِنَّ فِيهِمْ فُلَانًا الْخَطَّاءَ، لَمْ يُرِدْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. فَيَقُولُ: هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ " (4)   (1) قوله: "لو رأوني" سقط من (م) . (2) لفظة: "لك" ليست في (م) وبعض النسخ الخطية المتأخرة. (3) في (م) : ومن. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1894) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3600) من طريق أبي معاوية، به. وقال: حسن صحيح. وأخرجه عن أبي هريرة دون شك البخاري (6408) ، وابن حبان (857) ،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 390 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والطبراني في "الدعاء" (1895) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (531) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن حبان (856) ، والطبراني في "الدعاء" (1896) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/117 من طريق الفضيل بن عياض، كلاهما عن الأعمش، به. وانظر الحديثين اللذين بعده. قوله: "سياحين في الأرض"، قال السندي: أي: سيارين، من ساح في الأرض: إذا ذهب فيها. وقوله: "فضلا"، قال: بضمتين أو بضم فسكون أو بفتح فسكون ... أي: ملائكة زائدين على الحفظة، ولا وظيفة لهم سوى حلق الذكر. وقوله: "لا يشقى بهم جليسهم"، قال: أي: لا يكون محروما من الخير بسببهم ولما بهم من الكرامة والسعادة. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/213: وفي الحديث فضل مجالس الذكر والذاكرين، وفضل الاجتماع على ذلك، وأن جليسهم يندرج في جميع ما يتفضل الله تعالى به عليهم إكراما لهم، ولو لم يشاركهم في أصل الذكر. وفيه محبة الملائكة بني آدم واعتناؤهم بهم. وفيه أن السؤال قد يصدر من السائل وهو أعلم بالمسؤول عنه من المسؤول لإظهار العناية بالمسؤول عنه، والتنويه بقدره، والإعلان بشرف منزلته. وقيل: إن في خصوص سؤال الله الملائكة عن أهل الذكر الإشارة إلى قولهم: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) ، فكأنه قيل لهم: انظروا إلى ما حصل منهم من التسبيح والتقديس، مع ما سلط عليهم من الشهوات ووساوس الشيطان، وكيف عالجوا ذلك، وضاهوكم في التسبيح والتقديس. وقيل: إنه يؤخذ من هذا الحديث أن الذكر الحاصل من بني آدم أعلى وأشرف من الذكر الحاصل من الملائكة لحصول ذكر الآدميين مع كثرة الشواغل، ووجود الصوارف، وصدوره في عالم الغيب، بخلاف الملائكة في ذلك كله. وفيه بيان كذب من ادعى من الزنادقة أنه يرى الله تعالى جهرا في دار الدنيا، وقد ثبت في "صحيح مسلم" من حديث أبي أمامة رفعه: "واعلموا أنكم لم تروا= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 391 7425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ، نَحْوَهُ، (1) 7426 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا، يَبْتَغُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)   = ربكم حتى تموتوا". وفيه جواز القسم في الأمر المحقق تأكيدا له وتنويها به. وفيه أن الذي اشتملت عليه الجنة من أنواع الخيرات، والنار من أنواع المكروهات فوق ما وصفتا به، وأن الرغبة والطلب من الله، والمبالغة في لك من أسباب الحصول. أ. هـ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو -وإن كان موقوفا لفظا-، مرفوع حكما، إذ هو مما لا يعرف إلا من جهة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الإسماعيلي في "المستخرج" كما في "تغليق التعليق" 5/156 عن أحمد بن محمد بن عمر، عن بشر بن خالد، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقرونا وتعليقا. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي مولاهم. وأخرجه البغوي (1241) من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2434) ، وأخرجه مسلم (2689) من طريق بهز بن أسد، والطبراني في "الدعاء" (1897) من طريق سهل بن بكار، ثلاثتهم (الطيالسي وبهز وسهل) عن وهيب بن خالد، به. وسيأتي مكررا برقم (8704) و (8705) و (8972) من طريقين آخرين عن= الحديث: 7425 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 392 7427 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى (1) مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ " (2)   = سهيل بن أبي صالح، به. انظر (7424) . (1) كذا في (ظ 3) : على، وهي كذلك في المصادر التي خرجت الحديث، وفي (م) وباقي الأصول الخطية: عن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البغوي (130) من طريق محمد بن مهاجر، عن أبي أسامة، وأبي معاوية، وعبد الله بن نمير، بهذا الإسناد مقتصرا على قوله: "من سلك طريقا يبتغي فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة". وأخرجه مطولا ومختصرا أبو خيثمة في "العلم" (25) ، وابن أبي شيبة 8/729 و5/85-86، ومسلم (2699) ، وأبو داود (1455) و (4946) ، وابن ماجه (225) = الحديث: 7427 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 393 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = و (2417) و (2544) ، وابن الجارود (802) ، وابن حبان (84) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/14 من طريق أبي معاوية وحده، به. وأخرجه كذلك مسلم (2699) ، والحاكم 1/89، والبغوي (127) من طريق عبد الله بن نمير وحده، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وأخرجه كذلك أبو خيثمة في "العلم" (25) ، والدارمي (344) ، ومسلم (2699) ، وأبو داود (3643) ، والترمذي (1425) و (2646) و (2945) ، والنسائي في "الكبرى" (7287) و (7288) و (7289) ، وابن حبان (534) ، والحاكم 1/88 - 89، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/16-17، وفي "الحلية" 8/119، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" ص 13 و13-14، والبغوي (130) من طرق عن الأعمش، به. وحسنه الترمذي. وقرن الأعمش عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" بأبي هريرة أبا سعيد، وشك عند النسائي في الموضع الثالث، فقال: عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وربما قال: عن أبي سعيد. وأخرجه أبو داود (4946) ، والترمذي (1930) ، والنسائي في "الكبرى" (7290) من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش، قال: حدثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا تفرد به أسباط، وقد صرح الأعمش في بعض الطرق بالسماع من أبي صالح. وسيأتي الحديث مقطعا برقم (7701) و (7942) و (8316) و (9045) و (9248) و (10496) و (10676) و (10761) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، وستأتي قطعة منه برقم (9772) من طريق الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5646) . وفي الباب أيضا مقطعا عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن مسلمة بن مخلد، وعن عقبة بن عامر، وعن أبي الدرداء، وعن عائشة، ستأتي أحاديثهم على التوالي 4/62 و104 و153 و5/196 و6/145.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 394 7428 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا الْعَبْدُ أَدَّى حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ، كَانَ لَهُ أَجْرَانِ " (1)   = قوله: "من نفس"، قال السندي: بالتشديد، أي: فرج. وكربة، قال: بضم فسكون، أي: غما وشدة. والسكينة، قال: هي ما يحصل به السكون وصفاء القلب بنور القرآن وذهاب الظلمة النفسانية. وغشيتهم، قال: أي: غطتهم وسترتهم. وحفتهم، قال: طافوا بهم وأداروا حولهم، تعظيما لصنيعهم فيمن عنده من الملأ الأعلى، والطبقة الأولى، قيل: ذكرهم مباهاة بهم. وقوله: "ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه"، قال: الباء للتعددية، يقال: بطأ به بالتشديد، وأبطأ به، بمعنى، أي: من أخره عمله السيىء، أو تفريطه في العمل الصالح، لم ينفعه في الآخرة شرف النسب، وقيل: يريد: التقرب إلى الله لا يحصل بالنسب وكثرة العشائر، بل بالعمل الصالح، فمن لم يتقرب بذلك، لا يتقرب إليه بعلو النسب، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1666) ، والبيهقي 8/12 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1666) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (9069) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، فانظر تتمة تخريجه هناك، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (7574) و (7655) و (8372) و (8537) و (9789) و (9840) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4673) . وعن أبي محسى الأشعري، سيأتي 4/395. وانظر ما سلف في مسند أبي بكر (13) .= الحديث: 7428 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 395 قَالَ: فَحَدَّثْتُهُمَا كَعْبًا، قَالَ كَعْبٌ: " لَيْسَ عَلَيْهِ حِسَابٌ، وَلَا عَلَى مُؤْمِنٍ مُزْهِدٍ " 7429 - حَدَّثَنَا أَبُو (1) مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى " " تَقُولُ امْرَأَتُكَ: أَطْعِمْنِي، وَإِلَّا فَطَلِّقْنِي، وَيَقُولُ خَادِمُكَ: أَطْعِمْنِي، وَإِلَّا فَبِعْنِي، وَيَقُولُ وَلَدُكَ: إِلَى مَنْ تَكِلُنِي "، قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَذَا شَيْءٌ قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْ هَذَا مِنْ كِيسِكَ؟ قَالَ: " بَلْ هَذَا مِنْ كِيسِي " (2)   = قال الشيخ أحمد شاكر: وأما كلمة كعب: فهو كعب الأحبار، وليس في قوله حجَّة، ولكنهم هكذا رووها، ملصقة بالحديث!! وقول كعب "مزهد": هو بضم الميم وسكون الزاي وكسر الهاء، من "الزهد"، وهو القلة، والشيء الزهيد: القليل، يقال: أزهد الرجل إزهادا: إذا قل ماله، وأخطأ ابن الأثير في "النهاية" (2/321) ، إذ نقل كلمة كعب الأحبار هذه على أنها حديث، فقال: ومنه الحديث ... ! (1) لفظة "أبو" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأوله مرفوع، وأما باقيه، وهو: "تقول امرأتك.." الخ، فموقوف من كلام أبي هريرة كما أخبر هو في آخره أن هذا شيء من كيسه، ولم يقله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكما سيأتي مبينا برقم (10785) من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا: "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول" = الحديث: 7429 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 396 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = قال: سئل أبو هريرة: ما "من تعول"؟ قال: امرأتك تقول ... الخ. ومن هذه الرواية وغيرها -كما قال الشيخ أحمد شاكر- نعلم أن الحديث الذي هنا مختصر، وحذف منه أهم لفظ يتعلق به باقيه، وهو قوله: "وابدأ بمن تعول"، إذ إن باقيه: "تقول امرأتك ... " إنما هو تفسير لمن يعول. وكل ما سنعزو إليه من المصادر لاحقا، قد ورد لفظ المرفوع فيه تاما. وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/471 من طريق ابن أبي شيبة، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد -وفيه التصريح بأن قوله-: "تقول امرأتك ... " موقوف من كلام أبي هريرة. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (5355) ، والنسائي في "الكبرى" (9209) من طريق حفص بن غياث، والبيهقي 7/471 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن الأعمش، به. وحديث أبي أسامة كحديث أبي معاوية عند البيهقي سواء. وأخرج المرفوع منه أبو داود (1676) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به. وأخرجه بتمامه البخاري في "الأدب المفرد" (196) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (17) ، وابن خزيمة (2436) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3419) من طريق حماد بن زيد، وابن حبان (3363) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، به. وأخرج الدارقطني 3/297 من طريق شيبان بن فروخ، عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "المرأة قول لزوجها: أطعمني ... "! قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/501 دافعا قول من احتج بهذه الرواية على أن القسم الثاني من الحديث مرفوع: ولا حجة فيه، لأن في حفظ عاصم شيئا، والصواب التفصيل. قلنا: وأما ما سيأتي برقم (10818) من طريق سعيد بن أبي أيوب، عن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 397 7430 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَنْ صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، وَذَلِكَ: أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ، ولَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ بِهَا عَنْهُ خَطِيئَةٌ، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ تَحْبِسُهُ، وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِهِمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، يَقُولُونَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، اللهُمَّ تُبْ   = محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وجعل تمام الحديث مرفوعا إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو وهم كما قال الحافظ في "الفتح" 9/501، وقد اختلف فيه على ابن عجلان، فأخرجه النسائي في "الكبرى" (9210) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عنه، به. وجعله موقوفا على أبي هريرة، وهو الصواب. وسيأتي المرفوع من الحديث برقم (10172) و (10223) ، وبتمامه برقم (10785) و (10818) . وسلف المرفوع منه برقم (7155) من طريق عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، وفسر العول هناك. قول أبي هريرة: "من كيسي"، قال الحافظ في "الفتح" 9/510: هو بكسر الكاف للأكثر، أي: من حاصله، إشارة إلى أنه من استنباطه مما فهمه من الحديث المرفوع مع الواقع، ووقع في رواية الأصيلي (أحد رواة الصحيح) بفتح الكاف، أي: من فطنته. الحديث: 7430 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 398 عَلَيْهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (477) ، ومسلم ص 459 (272) ، وأبو داود (559) ، وابن ماجه (281) و (774) و (786) و (799) ، والترمذي كما في "التحفة" 9/376 -ولم نعثر عليه في المطبوع-، وأبو عوانة 1/388 و2/4، وابن خزيمة (1490) و (1504) ، وابن حبان (2043) ، والبيهقي 3/61 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وفيه عند البخاري وأبي داود وابن حبان والبيهقي: "خمسا وعشرين درجة"، واقتصر ابن ماجه في الموضع الثالث، وأبو عوانة في الموضع الثاني على أول الحديث دون قوله: "وذلك أن أحدكم إذا توضأ ... "، واقتصر ابن ماجه في باقي المواضع، وابن خزيمة في الموضع الثاني، وأبو عوانة في الموضع الأول على الشطر الثاني منه -وهو صلاة الملائكة على من كان في مجلسه- دون أوله، وهو عند ابن ماجه مختصر. وأخرجه الطيالسي (2412) ، والبخاري (647) و (2119) ، ومسلم ص 459، والترمذي (603) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/348 و353 و359، وابن خزيمة (1490) ، والبغوي (471) من طرق، عن الأعمش، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرج الشطر الثاني بنحوه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/447 من طريق مصعب بن محمد بن شرحبيل، عن أبي صالح، به. وأخرج هذا الشطر البخاري (3229) من طريق هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة مرفوعا. وأخرجه أيضا مالك في "الموطأ" 1/161 برواية يحيى الليثي، وبرقم (530) برواية أبي مصعب الزهري، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة، فوقفه. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 16/205: وقد روي عن مالك، بهذا الإسناد، عن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 399 • 7431 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   = نعيم، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وممن رواه هكذا مرفوعا عن مالك: عبد الله بن وهب، وإسماعيل بن جعفر، وعثمان بن عمر، والوليد بن مسلم. ثم ساق بإسناده أحاديث هؤلاء الذين أشار إليهم. وسيأتي أوله برقم (10742) من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وسلف برقم (7185) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وانظر أيضا ما سلف برقم (7209) . وستأتي قصة الخطوات إلى الصلاة برقم (7801) و (8257) من طريقين عن أبي هريرة، وقصة كونه في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه، ودعاء الملائكة له ستأتي من طرق عن أبي هريرة برقم (7614) و (7892) و (9119) و (9374) و (9462) و (10881) ، وقصة دعاء الملائكة له فقط ستأتي برقم (7551) و (8625) و (10520) من طرق عن أبي هريرة. وفي باب دعاء الملائكة لمنتظر الصلاة عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (1219) . قوله: "لا ينهزه"، قال السندي: معناه: لا يحركه. وقوله: "في مجلسه"، قال: لفظه عام للمسجد وغيره، وكلام أهل العلم يقتضي حمله على المسجد، وهو أقرب إلى السوق. والحدث: المراد به الناقض للوضوء، ويحتمل أن يكون أعم من ذلك، لكن صرح أبو هريرة في الرواية التي ستأتي (7892) من طريق همام، وبرقم (9374) من طريق أبي رافع عنه، بالأول (1) وقع هذا الحديث في النسخ المطبوعة، والنسخ الخطية المتأخرة من "المسند" على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زوائد ابنه عبد الله، كما في (ظ 3) و (عس) و"أطراف المسند" 7/176، وصرح بذلك الزبيدي في "تخريج= الحديث: 7431 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 400 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَقَالَ عَثْرَةً أَقَالَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)   = إحياء علم الدين" 2/1042. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حفص: هو ابن غياث. وأخرجه بنحوه أبو داود (3460) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (326) ، وابن حبان (5030) ، والحاكم 2/45، والبيهقي في "السنن" 6/27، وفي "شعب الإيمان" (8310) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/196 من طريق يحيى بن معين، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن ماجه (2199) من طريق مالك بن شعير، عن الأعمش، به. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق - المنتقى" (170) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/345، والبيهقي في "الشعب" (8076) من طريق إسحاق الفروي، عن مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وأخرجه ابن حبان (5029) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (453) و (454) ، والبيهقي 6/27 من طريق إسحاق الفروي، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، به - وقال فيه: "من أقال نادما بيعته ... ". وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2305 عن محمد بن عثمان بن أبي سويد، عن القعنبي، عن مالك، به. ثم قال: لا يعرف هذا بهذا الإسناد إلا بإسحاق الفروي، عن مالك، وليس هو عند القعنبي. وكان قال قبل عن محمد بن أبي عثمان: حدث عن الثقات ما لم يتابع عليه. وأخرجه ابن عدي أيضا 4/1495 من طريق عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أقال نادما أقاله الله". وعبد الله بن جعفر ضعيف. وأخرجه كذلك ابن عدي 4/1497 من طريق عبد الله بن جعفر، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 401 7432 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَلْيَنُ قُلُوبًا، وَأَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ " قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ، يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ: " رَأْسُ الْكُفْرِ قِبَلَ الْمَشْرِقِ " (1)   = وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 18، وعنه البيهقي في "السنن" 6/27 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن محمد بن واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أقال نادما، أقاله الله نفسه يوم القيامة"، وأعله الحاكم بالانقطاع بين معمر وبين محمد بن واسع، وكذا بين محمد بن واسع، وبين أبي صالح! وانظر ما سيأتي برقم (7701) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2468) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلا، و (2469) عن ابن جريج، عن هارون بن أبي عائشة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أيضا مرسلاً. وانظر ما سلف برقم (7427) . قوله: "من أقال عثرة"، قال السندي: أي: عفا عنها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ويعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1658) عن يعلى بن عبيد وحده، و (1661) عن أبي معاوية وحده. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/182، ومسلم (52) (90) ، وأبو عوانة 1/59، وابن حبان (7299) ، وابن منده في "الإيمان" (437) من طريق أبي معاوية وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن منده (436) من طريق يعلى بن عبيد وحده، به.= الحديث: 7432 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 402 7433 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِقَوْمٍ سُودِ الرُّءُوسِ قَبْلَكُمْ، كَانَتْ تَنْزِلُ النَّارُ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُهَا " فَلَمَّا كَانَ (1) يَوْمَ بَدْرٍ أَسْرَعَ النَّاسُ فِي الْغَنَائِمِ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {   = وأخرجه مسلم (52) (90) ، وابن منده (439) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به - مثل حديث يعلى بن عبيد. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (10222) من طريق شعبة، عن الأعمش، وانظر ما سلف برقم (7202) . وقوله: "رأس الكفر قبل المشرق"، سيأتي في حديث أبي هريرة برقم (8846) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، و (8942) من طريق ثابت بن الحارث، و (9411) من طريق الأعرج، و (9499) من طريق أبي مصعب، ثلاثتهم عنه. قال المناوي في "فيض القدير" 4/4 في بيان معنى هذا الحرف: أي: أكثر الكفر من جهة المشرق، وأعظم أسباب الكفر منشؤه منه، والمراد كفر النعمة، لأن أكثر فتن الإسلام ظهرت من تلك الجهة، كفتنة الجمل وصفين والنهروان وقتل الحسين، وفتنة مصعب والجماجم، قيل: قتل فيها خمس مئة من كبار التابعين، وآثارة الفتن وإراقة الدماء كفران نعمة الإسلام. ويحتمل أن المراد كفر الجحود، ويكون إشارة إلى وقعة التتار التي وقع الاتفاق على أنه لم يقع له في الإسلام نظير، وخروج الدجال، ففي خبر أنه يخرج من المشرق. وقال الحافظ في "الفتح" 6/352: وفي ذلك إشارة إلى شدة كفر المجوس، لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة، وكانوا في غاية القسوة والتكبر والتجبر، حتى مزق ملكهم كتاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم استمرت الفتن بعد البعثة من تلك الجهة. (1) لفظة: "فلما" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) ، وتحرفت: "كان" في (م) إلى:= الحديث: 7433 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 403 لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69] (1)   = لأن. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2906) ، وابن أبي شيبة 14/387-388، والنسائي في "الكبرى" (11209) ، وابن الجارود (1071) ، والطبري 10/45-46 و46، والبيهقي 6/290، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/457 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. والحديث عند ابن عبد البر مختصر دون قوله: فلما كان يوم بدر ... الخ. وأخرجه الترمذي (3085) من طريق زائدة بن قدامة، والطبري 10/45-46 من طريق جابر بن نوح، وابن حبان (4806) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبيهقي 6/290 من طريق محاضر بن المورع، أربعتهم عن الأعمش، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، غريب من حديث الأعمش. وأخرجه الطيالسي (2429) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3310) -بتحقيقنا- من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، والطحاوي أيضا (3311) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: لما كان يوم بدر تعجل الناس من المسلمين فأصابوا من الغنائم، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لم تحل الغنائم لقوم سود الرؤوس قبلكم، كان النبي -يعني من كان قبله- إذا غنم هو وأصحابه، جمعوا غنائمهم، فتنزل ناز من السماء تأكلها"، فأنزل الله: (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا) . وأخرجه موقوفا الطحاوي (3312) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: لم تحل الغنيمة لأحد أسود الرأس قبلنا، كانت الغنيمة تنزل النار فتأكلها، فنزلت: (لولا كتاب من الله سبق) ،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 404 7434 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ - وَقَالَ وَكِيعٌ: الْإِمَامَ - فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي " وَقَالَ وَكِيعٌ: " الْإِمَامَ فَقَدْ عَصَانِي " (1) 7435 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي، عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنَازِلُ، لَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَلَا يَتَمَخَّطُونَ، وَلَا يَبْزُقُونَ، أَمْشَاطُهُمُ   = قال: سبق في الكتاب السابق. وانظر ما سيأتي برقم (8238) من حديث همام، عن أبي هريرة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (3) عن ابن أبي شيبة، عن أبي معاوية ووكيع، بهذا الإسناد -واقتصر فيه على قوله: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله". وأخرجه بتمامه ابن أبي شيبة 12/212، وابن ماجه (2859) ، والبغوي (2450) من طريق وكيع وحده، به. وسيأتي من طريق وكيع برقم (10089) ، وانظر ما سلف برقم (7334) . وأخرجه مختصرا الطيالسي (2432) عن شعبة، عن الأعمش، به - ولفظه: "من أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني". الحديث: 7434 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 405 الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ، أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خَلْقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى طُولِ أَبِيهِمْ آدَمَ (1) سِتِّينَ ذِرَاعًا " (2) 7436 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ، فَتُقْطَعُ يَدُهُ، وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ، فَتُقْطَعُ يَدُهُ " (3)   (1) لفظ "آدم" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، ولم يرد في (م) وباقي النسخ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (240) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/109-110 و14/130، وهناد في "الزهد" (55) ، والحسين المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (1575) ، ومسلم (2834) (16) ، وابن ماجه (4333) ، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (60) ، وأبو نعيم (240) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (405) من طريق أبي معاوية، به. وأخرجه الطبراني في "الأوائل" (31) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (240) ، وفي "أخبار أصبهان" 1/300-301 من طرق عن الأعمش، به. وانظر (7165) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/473، ومسلم (1687) ، وابن ماجه (2583) ، والنسائي 8/65، والبيهقي 8/253، والبغوي (2598) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. زاد بعضهم عن الأعمش، قال: كانوا يرون أنه بيضة الحديد، والحبل كانوا يرون أن منها ما يسوى دراهم. وأخرجه البخاري (6783) و (6799) ، ومسلم (1687) ، وابن حبان (5748) ، والبغوي (2597) من طرق عن الأعمش، به. قال ابن حبان: يشبه أن يكون أراد به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخطابه هدا بيضة الحديد، أو بيضة= الحديث: 7436 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 406 7437 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَاصَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّاسَ فَوَاصَلُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) ، فَنَهَاهُمْ، وَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ   = النعامة التي قيمتها تبلغ ربع دينار فصاعدا، وكذلك الحبل، أراد به الحبال الكبار التي تكون للآبار العميقة القعر أو للمراكب العمالة في البحر، وذلك أن أهل الحجاز الغالب عليهم الآبار العميقة القعر، وعليها بكرات لهم بحبال الدلاء تدور، فتترك بالليل على حالها، وهكذا حبال المراكب، لأن المركب إذا أرسى ربما طرحت المراسي بحالها برا فيمر به السابلة، فزجر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا الخطاب مس شيء منها على سبيل الاستحلال دون الانتفاع بها. وقال الخطابي في "أعلام الحديث" 4/2291 متعقبا تأويل الأعمش الذي ذكرناه آنفا: تأويل الأعمش هذا غير مطابق لمذهب الحديث ومخرج الكلام فيه، وذلك أنه ليس بالسائغ في الكلام أن يقال في مثل ما ورد فيه هذا الحديث من اللوم والتثريب: أخزى الله فلانا عرض بفسه للتلف في مال له قدر ومزية، وفي عرض له قيمة. إنما يضرب المثل في مثله بالشيء الوتح (أي: الشيء القليل التافه) الذي لا وزن له ولا قيمة، هذا عادة الكلام وحكم العرف الجاري في مثله. وإنما وجه الحديث وتأويله: ذم السرقة وتهجين أمرها وتحذير سوء مغبتها فيما قل وكثر من المال. يقول: إن سرقة الشيء اليسير الذي لا قيمة له كالبيضة المذرة، والحبل الخلق الذي لا قيمة له إذا تعاطاها المسترق، فاستمرت به العادة لم ينشب أن يؤديه ذلك إلى سرقة ما فوقها، حتى يبلغ قدر ما يقطع فيه اليد، فتقطع يده، يقول: فليحذر هذا الفعل وليتوقه قبل أن تملكه العادة، ويمرن عليها، ليسلم من سوء مغبته ووخيم عاقبته. وقال البغوي: وقيل: كان هذا في الابتداء، وهو قطع اليد في الشيء القليل، ثم نسخ بقوله: "القطع في ربع دينار". وانظر "فتح الباري" 12/82-83. (1) قوله: "فبلغ ذلك الناس فواصلوا، فبلغ ذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" استدركناه من= الحديث: 7437 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 407 مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي فَيُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي " (1) 7438 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ (2) مِنَ اللَّيْلِ، فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ، حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ؟ " (3)   = (ظ 3) و (عس) ، وهو ساقط من (م) وباقي الأصول الخطية المتأخرة. ولفظة "ذلك" الثانية لم ترد في (ظ 3) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/82 عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابن خزيمة (2072) من طريق عبيدة بن حميد، والبغوي (1738) من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (8902) و (10433) ، وانظر ما سلف برقم (7162) (2) لفظة "أحدكم" سقطت من (م) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (278) (87) ، وأبو داود (103) ، وأبو عوانة 1/264، والبيهقي 1/45 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقرنوا فيه -غير أبي عوانة- أبا رزين بأبي صالح. وأخرجه الطيالسي (2418) عن شعبة، وأبو داود (104) ، ومن طريقه البيهقي 1/45 من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن الأعمش، به. قال شعبة في حديثه: "حتى يصب عليها صبة أو صبتين"، وقال عيسى بن يونس: "مرتين أو ثلاثا". وسيأتي برقم (7439) و (7440) و (10091) ، وانظر ما سلف برقم (7282) . الحديث: 7438 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 408 7439 - قَالَ (1) : وَقَالَ وَكِيعٌ: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ: " ثَلَاثًا " (2) 7440 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ (3) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " حَتَّى يَغْسِلَهَا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ " (4)   (1) يعني الإمام أحمد بن حنبل، روى هذا الحديث مرة أخري عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، وقرن به أبا رزين، كلاهما عن أبي هريرة. (2) إسناده صحيح على شرط الصحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين -واسمه مسعود بن مالك الأسدي الكوفي-، فمن رجال مسلم. وسيأتي بتمامه بهذا الإسناد برقم (10091) . وأخرجه مسلم (278) (87) ، وأبو عوانة 1/264 من طريق وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/22 من طريق أبي شهاب الحناط، عن الأعمش، به - وقال فيه: "مرتين أو ثلاثا". وأخرجه ابن أبي شيبة 1/98 عن أبي معاوية، والبيهقي 1/45-46 من طريق وكيع، كلاهما عن الأعمش، عن أبي رزين وحده، عن أبي هريرة. وانظر ما قبله. (3) قوله: "عن الأعمش" سقط من (م) ، واستدركناه من أصولنا الخطية. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/22 من طريق عبد الله بن رجاء، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الحديث: 7439 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 409 7441 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَافِيَةُ رَأْسِ أَحَدِكُمْ حَبْلٌ فِيهِ ثَلَاثُ عُقَدٍ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِذَا قَامَ فَتَوَضَّأَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا " قَالَ: " فَيُصْبِحُ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، قَدْ أَصَابَ خَيْرًا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، أَصْبَحَ كَسْلَانَ، خَبِيثَ النَّفْسِ، لَمْ يُصِبْ خَيْرًا " (1) 7442 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ عَلَى فَضْلِ (2) مَاءٍ بِالْفَلَاةِ، يَمْنَعُهُ مِنَ ابْنِ السَّبِيلِ، وَرَجُلٌ بَايَعَ الْإِمَامَ لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا، فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ لَهُ " قَالَ: " وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلًا سِلْعَةً بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ لَهُ بِاللهِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (1329) عن ابن أبي شيبة، عن أبي معاوية، بهذا الإسناد - وفيه: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم". وأخرجه أبو عوانة 2/296 من طريق حفص بن غياث، والطحاوي في "مشكل الآثار" (341) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم الحنفي، كلاهما عن الأعمش، به. وانظر ما سلف برقم (7308) . قوله: "قافية رأس أحدكم"، منصوب على الظرفية. (2) لفظة "فضل" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) ، وسقطت من (م) وباقي النسخ. الحديث: 7441 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 410 لَأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ (1) ذَلِكَ " (2)   (1) لفظة "غير" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) ، وسقطت من (م) وباقي النسخ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (108) (173) ، وابن ماجه (2207) و (2870) ، وأبو عوانة 1/41، وابن منده في "الإيمان" (622) ، والبيهقي في "السنن" 5/330، وفي "الأسماء والصفات" ص 222-223 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2358) و (2672) و (7212) ، ومسلم (108) (173) ، وأبو داود (3475) ، والنسائي 7/264-247، وأبو عوانة 1/41-42 و42، وابن منده (623) و (624) و (625) ، والبيهقي في "السنن" 8/160 و10/177 من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه بنحوه البخاري (2369) و (7446) ، ومسلم (108) (174) ، وابن حبان (4908) ، وابن منده (626) ، والبيهقي في "السنن" 6/152 و10/177-178، وفي "الأسماء والصفات" ص 222، والبغوي (1669) و (2516) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح، به - إلا أنه قال فيه مكان الرجل الذي بايع الإمام لدنيا: "ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم"، وقال فيه بعد منع فضل الماء: "فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك". وسيأتي حديث الأعمش برقم (10226) عن وكيع، عنه. قوله: "لا يكلمهم الله" الخ، قال السندي: كناية عن الغضب العظيم عليهم. وقوله: "بعد العصر"، قال أهل العلم: خص وقت العصر بتعظيم الإثم فيه، وإن كانت اليمين الفاجرة محرمة في كل وقت، لأن الله عز وجل عظم شأن هذا الوقت بأن جعل الملائكة تجتمع فيه، وترفع فيه الأعمال التي اكتسبها العباد خلال النهار. انظر "أعلام الحديث" للخطابي 2/1175-1178، و"فتح الباري" لابن حجر 13/202-203. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 411 7443 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ مَوْلُودٌ يُولَدُ إِلَّا عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ " وَقَالَ وَكِيعٌ، مَرَّةً: " عَلَى الْمِلَّةِ " (1) • 7444 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ،   (1) أسانيده صحيحة على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ووكيع: هو ابن الجراح الرؤاسي، ومحمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، وابن نمير: هو عبد الله، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. والحديث هنا مختصر، وهو نحو حديث أبي معاوية الذي سيأتي برقم (7444) . وأخرجه مسلم (2658) (23) ، والآجري في "الشريعة" ص 194، والبيهقي 6/203 من طريق أبي معاوية وحده، بهذا الإسناد. وفي حديث محمد بن العلاء عن أبي معاوية عند مسلم والآجري: "يولد على الفطرة". وأخرجه الترمذي (2138) ، والبغوي (85) من طريق وكيع وحده، به. وفيه عند الترمذي: " يولد على الفطرة "، وقال: حسن صحيح. وأخرجه مسلم (2658) (23) من طريق عبد الله بن نمير، به. وأخرجه مسلم (2658) (23) ، والترمذي (2138) ، والآجري ص 194، وأبو نعيم في "الحلية" 9/26 من طرق عن الأعمش، به. وفيه عند الترمذي وحده: "يولد على الفطرة". وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1393) ، وابن حبان (129) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وقال فيه: "يولد على الفطرة". وانظر ما بعده. وسلف بنحوه برقم (7181) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. الحديث: 7443 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 412 قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُولَدُ مَوْلُودٌ إِلَّا عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1) 7445 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا عَلَى هَذِهِ الْمِلَّةِ، حَتَّى يُبِينَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُشَرِّكَانِهِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَكَيْفَ مَا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، فقد روى له الترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو حمزة: هو محمد بن ميمون السكري. وانظر ما قبله. تنبيه: جاء هذا الحديث في (م) والنسخ الخطية المتأخرة على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زيادات ابنه عبد الله كما في (ظ 3) و (عس) وكما في "أطراف المسند" 7/187، فإن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق لم يرو عنه الإمام أحمد شيئا، وليس هو من شيوخه، وإنما هو من شيوخ ابنه عبد الله، وقد تشكك الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" بكون هذا الحديث من رواية الإمام، إلا أنه لم يجزم أيضا بكونه من زيادات ابنه عبد الله! (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7443) . والقسم الثاني منه وهو قوله: "قالوا: يا رسول الله، فكيف ما كان قبل ذلك؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين"، سلف نحوه برقم (7325) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. قوله: "حتى يبين عنه لسانه"، قال السندي: من أبان، أي: حتى يعقل فيتكلم= الحديث: 7445 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 413 7446 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ، مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ " فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: هَلْ أَنَا وَمَالِي إِلَّا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ (1)   = بما في قلبه، فيعرب لسانه عما عنده. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (25) ، وابنه عبد الله فيه (26) ، والقطيعي فيه أيضا (595) ، وابن أبي شيبة 12/6-7، وابن ماجه (94) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1229) ، والنسائي في "الكبرى" (8110) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1599) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/158، وابن حبان (6858) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/135 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. ووقع في المطبوع من "السنن الكبرى" للنسائي مكان أبي معاوية: أبو عوانة، وهو خطأ يصحح من "تحفة الأشراف" 9/381، والحديث عند عبد الله بن أحمد في "الفضائل" والخطيب البغدادي دون قوله: فبكى أبو بكر ... الخ. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 10/363-364 من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، به. وأخرجه بأطول مما هنا الترمذي (3661) من طريق داود بن يزيد الأودي، عن أبيه، عن أبى هريرة. وقال: حديث حسن، غريب من هذا الوجه. وسيأتي برقم (8790) ضمن حديث من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش. وفي الباب عن عائشة عند المصنف في "فضائل الصحابة" (28) ، والحميدي (250) ، وأبي يعلى (4418) و (4905) ، وسنده صحيح. وعن علي بن أبي طالب عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 3/358. الحديث: 7446 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 414 7447 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَمْشِ (1) فِي نَعْلِهِ الْأُخْرَى، حَتَّى يُصْلِحَهَا " (2)   (1) كذا في (ظ 1) و (ظ 3) : يمش، بحذف الياء، وهو الجادة، وفي (م) وباقي الأصول: يمشي، بإثبات الياء، وهي لغة لبعض العرب، وأنشدوا على ذلك قول قيس بن زهير: ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد انظر "خزانة الأدب" للبغدادي، الشاهد السادس والثلاثين بعد الست مئة. (2) إسناده صحيح على شرط الصحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين -واسمه: مسعود بن مالك الأسدي- متابع أبي صالح، فمن رجال مسلم وحده. وأخرجه ابن خزيمة (98) من طريق إسماعيل بن الخليل، حدثنا علي بن مسهر -وتحرف فيه إلى: حدثنا ابن علي-، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرج الشطر الأول منه -وهو غسل الإناء من ولوغ الكلب- ابن أبي شيبة 1/173 عن أبي معاوية، به - لكن لم يذكر فيه أبا صالح. وأخرجه مسلم (279) (89) ، والنسائي في "المجتبى" 1/53 و176-177، وفي "الكبرى" (65) ، وابن الجارود (51) ، وأبو عوانة 1/207، وابن حبان (1296) ، والدارقطني 1/64، والبيهقي 1/239 من طريق علي بن مسهر، ومسلم (279) (89) من طريق إسماعيل بن زكريا، والطبراني في "الصغير" (256) من طريق عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، و (942) من طريق أبان بن تغلب، والدارقطني 1/63-64 من طريق عبد الواحد بن زياد، خمستهم عن الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، به - إلا أن أبان بن تغلب لم يذكر فيه أبا صالح.= الحديث: 7447 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 415 7448 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ بِيَدِهِ، يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ، فَسُمُّهُ بِيَدِهِ، يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ يَتَرَدَّى (1) فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا " (2)   = قال علي بن مسهر في حديثه: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه، ثم ليغسله سبع مرار"، بزيادة لفظة: "فليرقه"، قال النسائي: لا أعلم أحدا تابع علي بن مسهر على قوله: "فليرقه". قلنا: وهي زيادة ثقة مقبولة، ووجودها في المتن تحصيل حاصل. وسيأتي الحديث بشطريه برقم (9483) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي رزين وحده، وبرقم (10221) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح وحده. والشطر الثاني منه أخرجه مسلم (2098) من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (9715) و (10188) عن وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين. وبرقم (10838) عن محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي صالح وحده. وسلف الشطر الأول برقم (7346) ، والثاني برقم (7349) كلاهما من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. (1) في (م) ونسخة أشير إليها في هامش (ظ 3) : يردى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (3872) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد - مختصرا بقصة الذي يحتسي السم.= الحديث: 7448 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 416 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2044) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (197) ، وابن منده في "الإيمان" (629) من طريق أبي معاوية، به. وأخرجه عبد الرزاق (19716) ، والدارمي (2362) ، ومسلم (109) ، والترمذي (2043) ، والطحاوي (196) ، وابن منده (627) و (629) ، والبيهقي 8/23-24، والبغوي (2523) من طرق عن الأعمش، به - وليس فيه عند الترمذي قصة المتردي من الجبل. وسيأتي برقم (10195) و (10337) ، وانظر ما سيأتي برقم (9618) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ثابت بن الضحاك، سيأتي في مسنده 4/34، وهو متفق عليه، ولفظه: "من قتل نفسه بشيء، أو ذبح، ذبحه الله به في نار جهنم". يجأ، قال السندي: من وجأ يجأ، بهمزة في آخره، ويجوز قلبه ألفا، أي: يطعن. ويتحساه، قال: أي: يشربه ويتجرعه. وتردى، قال: أي: سقط من جبل باختياره. وقوله: "في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"، تمسك به من قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/227: وأجاب أهل السنة عن ذلك بأجوبة: منها توهيم هذه الزيادة، قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فلم يذكر "خالدا مخلدا"، وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج، عن أبي هريرة (يشير إلى الرواية التي ستأتي في "المسند" برقم: (9618)) ، قال الترمذي: وهو أصح، لأن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون ثم يخرجون منها ولا يخلدون. قال الحافظ: وأجاب غيره بحمل ذلك على من استحله، فإنه يصير باستحلاله كافرا، والكافر مخلد بلا ريب. وقيل: ورد مورد الزجر والتغليظ، وحقيقته غير مرادة. وقيل: المعنى أن هذا جزاؤه، لكن قد تكرم الله على الموحدين فأخرجهم من= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 417 7449 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرُوا إِلَى مَنْ   = النار بتوحيدهم. وقيل: التقدير مخلدا فيها إلى أن يشاء الله. وقيل: المراد بالخلود طول المدة لا حقيقة الدوام، كأنه يقول: يخلد مدة معينة، وهذا أبعدها. وقال في موضع آخر من "الفتح" 10/248: وأولى ما حمل عليه هذا الحديث ونحوه من أحاديث الوعيد: أن المعنى: المذكور جزاء فاعل ذلك، إلا أن يتجاوز الله تعالى عنه. قلنا: ومن أحسن ما يشهد لعدم تخليد قاتل نفسه من الموحدين في النار ما خرجه أحمد 3/370، ومسلم (116) من حديث جابر: أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصين ومنعة؟ (قال: حصن كان لدوس في الجاهلية) فأبى ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فراه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهم وليديه فاغفر". قال الإمام النووي في "شرح مسلم" 2/131-132: في هذا الحديث حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة: أن من قتل نفسه، أو ارتكب معصية غيرها، ومات من غير توبة، فليس بكافر، ولا يقطع له بالنار، بل هو في حكم المشيئة ... وهذا الحديث شرح للأحاديث التي قبله الموهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر في النار، والله تعالى أعلم. الحديث: 7449 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 418 هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ " قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: " عَلَيْكُمْ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2963) (9) ، وابن ماجه (4142) عن أبي بكر بن أبي شيبة، والترمذي (2513) عن أبي كريب محمد بن العلاء، كلاهما عن أبي معاوية ووكيع معا، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث صحيح. وأخرجه المصنف في "الزهد" ص 18، ومسلم (2963) (9) ، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (159) ، وابن حبان (713) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10285) و (10286) من طريق أبي معاوية وحده، به. والحديث في "الزهد" لوكيع (145) ، ومن طريق وكيع وحده أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (1003) و (1087) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (737) ، والبيهقي (4573) و (10286) ، والبغوي (4101) . وأخرجه مسلم (2963) (9) ، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (159) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/60 و8/118، وفي "أخبار أصبهان" 2/260، والقضاعي (736) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (10246) عن وكيع وحده، عن الأعمش، وانظر ما سلف برقم (7319) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2364) من طريق عبد الله بن نصير الأنطاكي، عن وكيع، حدثنا سفيان، عن الأعمش، به! وهذا غريب من حديث وكيع، عن سفيان، عن الأعمش. وخالف فيه يحيى بن عيسى الرملي أصحاب الأعمش، فقد أخرجه الطبراني في "الصغير" (1107) عنه، فقال فيه: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود رفعه. وهو من أخطائه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/118-119 من طريق عبد الله بن وهب، عن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 419 7450 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - هُوَ شَكَّ، يَعْنِي الْأَعْمَشَ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ عَبْدٍ مِنْهُمْ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ " (1)   = الفضيل بن عياض، عن سليمان الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! وقد وهم أبو نعيم هذه الرواية. قال السندي: أجدر: أليق، أن لا تزدروا، أي: بأن لا تزدروا، وهو من الازدراء -بزاي ثم دال ثم راء-: وهو الاحتقار والانتقاص والعيب، افتعلل؛ من زريت عليه: إذا عبت عليه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والشك في صحابي الحديث لا يضر. وأخرجه بنحوه أبو نعيم في "الحلية" 8/257 من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، بهذا الإسناد. قلنا: الحديث هنا مجمل، وقد أشار الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/203 إلى أن هذا الحديث مقيد بشهر رمضان، فقال: يعني في رمضان. وجاء مفسرا في حديث أبي صالح عن أبي هريرة عند ابن ماجه والترمذي وغيرهما، والذي سلف تخريجه عند الحديث رقم (7148) . وفي غير حديث أبي هريرة: فقد أخرج أحمد 5/256 عن ابن نمير، عن الأعمش، عن حسين الخراساني -وهو حسين بن واقد-، عن أبي غالب صاحب أبي أمامة، عن أبي أمامة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إن لله عز وجل عند كل فطر عتقاء"، وسنده قوي. وأخرج ابن ماجه (1643) عن محمد بن العلاء، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن جابر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن لله عند كل فطر عتقاء، وذلك في كل ليلة". قال البوصيري: رجال إسناده ثقات.= الحديث: 7450 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 420 7451 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، " وَهُوَ أَخُو إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ "، " وَكَانَ يُفَضَّلُ عَلَى أَخِيهِ "، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (1) أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ " قَالَ رِبْعِيٌّ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ قَالَ: " أَوْ أَحَدُهُمَا " (2)   = وأخرج البزار (962- كشف الأستار) من طريق زهير بن معاوية، عن محمد بن جحادة، عن أبان -وهو ابن أبي عياش-، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة -يعني في رمضان-، وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة". وسنده ضعيف لضعف أبان بن أبي عياش. عتقاء، قال السندي: أي: من عذاب النار بالمغفرة. (1) تحرفت كلمة "بن" في (م) إلى: عن. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني- حسن الحديث، روى له البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم متابعة، وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات، وربعي بن إبراهيم روى له البخاري في "الأدب"، وأبو داود في "القدر"، والترمذي، وسعيد بن أبي سعيد -وهو المقبري- من رجال الشيخين. وأخرجه أبو الحجاج المزي في ترجمة ربعي من "تهذيب الكمال" 9/53-54 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3545) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن ربعي بن= الحديث: 7451 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 421 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = إبراهيم، به - وفيه عنده: "قال عبد الرحمن: وأظنه قال: أو أحدهما. قال الترمذي: حديث حسن، غريب من هذا الوجه. وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (16) ، وابن حبان (908) ، والحاكم 1/549 من طريق بشر بن المفضل، وإسماعيل القاضي (17) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني، به - والحديث عند الحاكم مختصر بقصة الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقط. وسيأتي الحديث برقم (8557) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، مختصراً بقصة من أدرك أبواه عنده الكبر. وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (646) ، وإسماعيل القاضي (18) ، والبزار (3169- كشف الأستار) ، وابن خزيمة (1888) من طريق كثير بن زيد الأسلمي، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رقي المنبر، فقال: "آمين، آمين، آمين"، قيل له: يا رسول الله، ما كنت تصنع هذا؟! فقال: "قال لي جبريل: رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة، قلت: آمين. ثم قال: رغم أنف عبد دخل عليه رمضان لم يغفر له، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف امرىء ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين". وإسناده حسن. وأخرجه كذلك أبو يعلى (5922) ، وعنه ابن حبان (907) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وإسناده حسن أيضا. وفي الباب نحو حديثي الوليد بن رباح وأبي سلمة، عن أبي هريرة، عن كعب بن عجرة عند إسماعيل القاضي (19) ، والطبراني في "الكبير" 19/ (315) ، الحاكم 4/153-154. وعن أنس بن مالك عند إسماعيل القاضي (15) ، والبزار (3168) . وعن جابر بن عبد الله عند البخاري في "الأدب المفرد" (644) . وعن مالك بن الحويرث عند ابن حبان (409) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2378، والطبراني 19/ (649) .= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 422 7452 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ " (1) 7453 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَطْلُ ظُلْمُ الْغَنِيِّ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ، فَلْيَتْبَعْ " (2) 7454 - حَدَّثَنَا رِبْعِيٌّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْحَكَ " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْحَكَ " (3)   = وفي الباب أيضا عن عمار بن ياسر عند البزار (3164) ، وعن عبد الله بن مسعود عنده أيضا (3165) ، وعن جابر بن سمرة (3166) ، وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي (3167) . وانظر "مجمع الزوائد" 10/164-167. قوله: "رغم"، قال السندي: بكسر الغين وتفتح وتضم، أي: لصق بالتراب، وهو كناية عن غاية الذل والهوان. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه أبو يعلى (6328) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7221) و (7300) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7336) . (3) صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه أبو يعلى (6307) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن= الحديث: 7452 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 423 7455 - حَدَّثَنَا رِبْعِيٌّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ صَدَقَةٌ فِي فَرَسِهِ وَلَا عَبْدِهِ " (1) 7456 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَنَحْنُ غِلْمَانٌ نَجِيءُ الْأَعْرَابَ، نَقُولُ: يَا أَعْرَابِيُّ، نَحْنُ نَبِيعُ لَكَ. قَالَ: دَعُوهُ، فَلْيَبِعْ سِلْعَتَهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ " (2)   = عبد الرحمن بن إسحاق المدني، بهذا الإسناد. وانظر (7354) . وفي (م) زيادة: "قال: إنها بدنة! قال: اركبها ويحك". (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق المدني حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وانظر (7295) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن. ومسلم بن أبي مسلم -وهو الحناط، ويقال: الخباط، والخياط، المكي-، روى عنه جمع، ووثقه ابن معين، وابن حبان، وابن شاهين، وقال أحمد بن حنبل: ما أرى بأسا، انظر "تاريخ أسماء الثقات" لابن شاهين (1324) ، و"الجرح والتعديل" 8/196، و"الثقات" لابن حبان 5/398، و"الإكمال" للحسيني 2/124. وقد سلف النهي عن بيع الحاضر للباد دون القصة ضمن حديث برقم (7248) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وسلف النهي عنه أيضا في مسند ابن عمر برقم (5010) عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب، عن مسلم الخباط، عن ابن عمر. الحديث: 7455 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 424 7457 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (1) 7458 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَلَمْ تَفُتْهُ، وَمَنْ صَلَّى رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَلَمْ تَفُتْهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، ثقة لكنه يدلس، وقد صرح هنا بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (18373) ، وقرن بابن جريج معمرا، وسيأتي عند المصنف برقم (7828) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج، و (7704) عن عبد الرزاق، عن معمر. وأخرجه ابن خزيمة (2326) من طريق أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، به. وقد سلف برقم (7254) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي البصري. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (556) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (199) ، والنسائي 1/257، وابن حبان (1586) ، والبيهقي 1/378، والبغوي (402) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيي بن أبي كثير، بهذا الإسناد. ذكر= الحديث: 7457 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 425 7459 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ثَلَاثٌ أَوْصَانِي بِهِنَّ خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا أَدَعُهُنَّ أَبَدًا: " الْوَتْرُ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، وَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1) 7460 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْعَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا، وَمَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً (2) قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا " (3)   = البخاري في "القراءة" صلاة العصر وحدها. وقد سلف الحديث مختصرا من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (7284) . (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7138) . وأخرجه أبو يعلى (6226) عن شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. (2) لفظة "ركعة" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) ، وسقطت من (م) وباقي النسخ الخطية، وفي (م) : ومن أدركها من الصبح. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2224) ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (608) ، وابن الجارود (152) ، وأبو عوانة 1/372-373.= الحديث: 7459 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 426 7461 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ ابن (1) عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ، قَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيُصَلِّ إِلَى شَيْءٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ فَعَصًا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَصًا، فَلْيَخْطُطْ خَطًّا، ثُمَّ لَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ " (2) 7462 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَلَقِيَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَرِنِي أُقَبِّلْ مِنْكَ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ. قَالَ: فَقَالَ: بِقَمِيصِهِ (3) ، قَالَ: "   = وأخرجه مسلم (607) (162) ، والنسائي في "المجتبى" 1/257، وفي "الكبرى" (1534) ، وابن خزيمة (985) من طرق عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (7458) . (1) كذا في (ظ 3) و (عس) : "ابن"، وأثبت فوقها في (ظ 3) ضبة صغيرة، وتعني أن ورودها هكذا خطأ، إلا أنها قد صحت الرواية فيها. قلنا: والصواب فيها: "أَبِي" كما في كتب الرجال، وكما سلف برقم (7394) . (2) إسناده ضعيف. وهو مكرر (7394) . (3) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي باقي الأصول: القميصة، وفي (م) : قال القميصة، بحذف: "فقال". قال السندي: "فقال القميصة"، هكذا في كثير من النسخ على معنى: فرفع القطعة من القميص وشالها، فاستعمل "قال" موضع: رفع، لما تقرر أن القول يستعمل في معنى كل فعل، وأنث القميص لمعنى القطعة، وفي بعض النسخ: فشال القميص. الحديث: 7461 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 427 فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ " (1)   (1) إسناده ضعيف، تفرد به عمير بن إسحاق -وهو أبو محمد مولى بني هاشم-، اختلف فيه قول ابن معين، فوثقه في رواية عثمان الدارمي، وقال في رواية عباس الدوري: لا يساوي شيئا، ولكن يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: لا أعلم يروي عنه غير ابن عون، وهو ممن يكتب حديثه، وله من الحديث شيء يسير. وذكر غير واحد من أهل العلم أنه لا يعلم روى عنه غير عبد الله بن عون، وأما ما ذكره ابن سعد في "الطبقات" 7/220 من أنه روى عنه ابن عون وغيره من أهل البصرة، فغير معتبر به لاتفاق غيره من أهل العلم على خلافه، وأدخله العقيلي وابن الجوزي والذهبي في جملة الضعفاء، والقول الفصل فيه أن حديثه يقبل في المتابعات والشواهد، وما انفرد به فضعيف، ولذا قال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي: عند المتابعة، وإلا فلين الحديث. وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وقد كنا حسنا إسناد هذا الحديث في "صحيح ابن حبان" (5593) ، وصححناه برقم (6965) ، فيستدرك من هنا، والله ولى التوفيق. قلنا: وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1375) . وأخرجه ابن حبان (5593) ، والطبراني (2765) من طريق شريك النخعي، وابن حبان (6965) من طريق ابن أبي شيبة، والطبراني (2580) و (2764) من طريق أبي عاصم، والبيهقي 2/232 من طريق أزهر السمان، أربعتهم عن عبد الله بن عون، بهذا الإسناد - وزاد ابن حبان في موضعه الأول: قال شريك: لو كانت السرة من العورة ما كشفها. وأخرجه الحاكم 3/168 من طريق أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن محمد، عن أبي هريرة. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! ظنا منهما أن محمدا هو ابن سيرين، والصواب أنه "أبو محمد" سقطت منه لفظة "أبو"، وهي كنية عمير بن إسحاق، وقد خرجه البيهقي على الصواب من طريق أزهر السمان،= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 428 7463 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ - أَوْ قَالَ: لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ (1) - عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا " (2) 7464 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَاللهِ لَأُقَرِّبَنَّ بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.   = فقال: عن عمير بن إسحاق. وأخرجه البيهقي 2/232 من طريق عثمان بن سعيد الدارمي، عن أبي سلمة -وهو موسى بن إسماعيل التبوذكي-، عن حماد بن سلمة، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة! ثم قال البيهقي: كذا قال عن حماد، وقال غيره عن حماد: عن ابن عون، عن أبي محمد، وهو عمير بن إسحاق. وأخرجه على الصواب ابن عدي في "الكامل" 5/1724 من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن حماد بن سلمة، عن ابن عون، عن أبي محمد، عن أبي هريرة. وسيأتي مكررا برقم (10398) ، وبرقم (9510) و (10326) عن إسماعيل ابن علية، عن ابن عون. (1) ما بين المعترضتين سقط من (م) ، وهو ثابت في عامة أصولنا الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه مسلم (1408) (37) من طريق خالد بن الحارث، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 6/97 من طريق أبي إسماعيل القناد، عن يحيى بن أبي كثير، به. وانظر (7133) . الحديث: 7463 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 429 قَالَ: فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ " يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَصَلَاةِ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ - قَالَ أَبُو عَامِرٍ فِي حَدِيثِهِ: الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ - بَعْدَ مَا يَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ " وَقَالَ أَبُو عَامِرٍ: وَيَلْعَنُ الْكَافِرِينَ (1)   (1) إسناده صحيح، أبو قطن -واسمه عمرو بن الهيثم بن قطن- ثقة من رجال مسلم، ومتابعه أبو عامر -وهو عبد الملك بن عمرو العقدي- ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (797) ، والدارقطني 2/38 من طريق معاذ بن فضالة، ومسلم (676) ، وأبو داود (1440) ، والبيهقي 2/198 من طريق معاذ بن هشام، والنسائي 2/202 من طريق النضر بن شميل، وابن حبان (1981) من طريق إسماعيل ابن علية، والبيهقي 2/198 من طريق أبي عمر الحوضي، خمستهم عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه عبد الرزاق (4981) عن عمر بن راشد أو غيره، عن يحيى بن أبي كثير، به. وأخرجه أبو عوانة 2/284 من طريق أبي علي الحنفي وعبد الله بن بكر السهمي، عن هشام الدستوائي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا قال: سمع الله لمن حمده" من الركعة الآخرة من صلاة العشاء الآخرة، قنت. وأخرجه الطحاوي 1/241 من طريق أبي داود الطيالسي، عن هشام الدستوائي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: لأرينكم صلاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أو كلمة نحوها-، فكان إذا رفع رأسه من الركوع، وقال: "سمع الله لمن حمده" دعا للمؤمنين، ولعن الكافرين. وأخرجه الطحاوي 1/248 من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، قال: كان أبو هريرة رضي الله عنه يقنت في صلاة الصبح.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 430 7465 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ، أَوْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ، قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَرُبَّمَا قَالَ: إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ "، قَالَ: يَجْهَرُ بِذَلِكَ، وَيَقُولُ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ، فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ: " اللهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا " حَيَّيْنِ مِنَ الْعَرَبِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128] (1)   = وسيأتي الحديث برقم (8445) و (10073) ، وانظر ما بعده، وراجع "فتح الباري" 2/285. قوله: "لأقربن بكم"، قال السندي: كأنه عدي بالباء لتضمين معنى: لأصلين. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فمن رجال الترمذي والنسائي، وهو ثقة. إبراهيم بن سعد: هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه الدارمي (1595) ، والبخاري (4560) ، وابن خزيمة (619) ، وأبو عوانة 2/280، والطحاوي 1/242، وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" ص 108، والبيهقي 2/197، والبغوي (637) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد - وبعضهم لم يتجاوز قوله: "كسني يوسف".= الحديث: 7465 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 431 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه مسلم (675) (294) ، وأبو عوانة 2/280 و283، والطحاوي 1/241، وابن حبان (1972) و (1983) ، والبيهقي 2/197 من طريق يونس بن يزيد، والنسائي 2/201، وأبو عوانة 2/281 من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به - وبعضهم يقول فيه مكان "اللهم العن فلانا وفلانا" إلخ: "اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله". وأخرجه البخاري (804) ، والبيهقي 2/207 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي سلمة وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة، ولم يذكرا سعيدا. وأخرجه ابن خزيمة بإثر الحديث (623) من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو على أحياء من العرب، فأنزل الله تبارك وتعالى: (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذِّبهم فإنهم ظالمون) ، قال: ثم هداهم إلى الإسلام. وسيأتي الحديث من طريق أبي سلمة وحده عن أبي هريرة برقم (7669) و (10072) و (10521) و (10754) ، وانظر ما سلف من طريق سعيد بن المسيب وحده عن أبي هريرة برقم (7260) . قوله: "حتى أنزل الله عز وجل ... " هذا مدرج في الحديث، وهو من بلاغات الزهري كما بين ذلك يونس بن يزيد في روايته عنه، وهذا البلاغ لا يصح -كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 8/227- لأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد، ونزول: (ليس لك من الأمر شيء) كان في قصة أحد، كما في حديث أنس بن مالك عند أحمد 3/99 و253، ومسلم (1791) وغيرهما. وقد سلف في مسند ابن عمر برقم (5674) ، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "اللهم العن فلانا، اللهم العن الحارث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو، اللهم العن صفوان بن أمية"، قال: فنزلت هذه الآية: (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) ، قال: فتيب عليهم كلهم.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 432 7466 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ " (1) 7467 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ (2) الْإِزَارِ فِي النَّارِ "، (3)   = وقد سلفت قصة الدعاء على رعل وذكوان وعصية من حديث ابن عباس برقم (2746) دون ذكر لنزول الآية فيها، وهو الصواب إن شاء الله تعالى. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه أبو داود (627) من طريق يحيى القطان، والطحاوي 1/381 من طريق يحيى القطان وبشر بن المفضل، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (360) ، والبغوي (516) ، والبيهقي 2/238 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، به. وسيأتي برقم (7608) و (9512) و (10748) ، وانظر ما سلف برقم (7307) . وفي الباب عن أبي سعيد وجابر وعمر بن أبي سلمة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/15، و3/324، و4/27. (2) قوله: "الكعبين من" سقط من (م) وعامة النسخ المتأخرة من "المسند"، وأثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، وهما نسختان عتيقتان متقنتان. (3) قد اختلف الرواة عن يحيى بن أبي كثير في إسناد هذا الحديث، فلم= الحديث: 7466 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 433 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يضبطوه، فقال يزيد بن هارون، عن هشام الدستوائي، عنه في إسنادنا هنا: عن يعقوب، وقال عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عن هشام، عنه: عن أبي يعقوب، وقال خالد بن الحارث، عن هشام، عنه، كما في "سنن النسائي الكبرى" (9711) : عن ابن يعقوب، وقال الأوزاعي عنه، كما يأتي برقم (7857) : عن يعقوب أو ابن يعقوب. قلنا: وقد رجح أبو عبد الرحمن النسائي -فيما نقله الحافظ المزي في "تحفة الأشراف"10/319- رواية من قال: ابن يعقوب، فقال: هو الصواب، وهو عبد الرحمن بن يعقوب والد العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب. قلنا: وقد روى هذا الحديث غير يحيى بن أبي كثير، وهو محمد بن عمرو بن علقمة، كما سيأتي برقم (10555) ، فجعله عن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، مما يؤيد أن الصواب في رواية يحيى بن أبي كثير، هو: ابن يعقوب، وليس يعقوب أو أبا يعقوب، إلا أن يكون عبد الرحمن بن يعقوب كان يكنى أبا يعقوب، لكن لم يثبت عندنا أن أحدا ممن ترجم له كناه بهذه الكنية، والله أعلم. ومن أراد الوقوف على تفصيل الخلاف الذي وقع فيه، فليراجع تعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله على هذا الحديث في "المسند" بتحقيقه. والحديث -بعد هذا كله- صحيح، رجاله ثقات من رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة -كما رجحنا- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/207، وفي "الكبرى" (9711) من طريق خالد بن الحارث، عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. ووقع في "المجتبى": أبو يعقوب، والصواب: ابن يعقوب، كما في "الكبرى"، وفي "التحفة" 10/239. وسيأتي من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة برقم (9319) . ولفظ الحديث هنا مختصر، يوضحه رواية الأوزاعي عن يحيى التي ستأتي برقم (7857) ، ولفظها: "إزرة المؤمن إلى عضلة ساقيه، ثم إلى نصف ساقيه، ثم إلى= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 434 حَدَّثَنَاهُ الْخَفَّافُ: عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ (1)   = كعبيه، فما كان أسفل من ذلك في النار"، ونحوه رواية محمد بن عمرو، عن عبد الرحمن بن يعقوب. وأخرجه بطوله النسائي في "الكبرى" (9713) من طريق فليح بن سليمان، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة. وخطأ النسائي رواية فليح هذه، وصوب رواية من رواه عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، وسيأتي في مسند أبي سعيد من طرق عن العلاء، عن أبيه، عنه، انظر 3/5 من "المسند". وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5713) . وعن أنس، سيأتي 3/140. وعن سمرة بن جندب، سيأتي 5/9. وعن حذيفة بن اليمان، سيأتي 5/382. وعن عائشة، سيأتي 6/59. ويأتي في "المسند" برقم (8229) من طريق همام، عن أبي هريرة، بلفظ: "إن الله لا ينظر إلى المسبل يوم القيامة"، وبرقم (9004) من طريق محمد بن زياد عنه، بلفظ: "لا ينظر الله إلى الذي يجر إزاره بطرا"، وبرقم (10541) من طريق أبي سلمة عنه، بلفظ: "من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة". وعن ابن عباس، بلفظ: "إن الله لا ينظر إلى مسبل"، سلف برقم (2955) . قوله: "ما تحت الكعبين من الإزار"، قال السندي: المراد أن موضعه في النار. (1) الخفاف: هو عبد الوهاب بن عطاء، وليس المراد بهذا الإسناد أن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف رواه عن أبي يعقوب، بل المراد أنه رواه عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، فقال: عن أبي يعقوب. قلنا: وقد وقع في النسخ الخطية عدا (ظ 3) و (عس) عقب هذا الإسناد زيادة مقحمة في أصل النسخ، ونصها في (س) و (ص) : "بخط التجيبي: الصواب: عن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 435 7468 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ لَهُ شِقْصٌ فِي مَمْلُوكٍ فَأَعْتَقَ نِصْفَهُ، فَعَلَيْهِ خَلَاصُهُ إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، اسْتُسْعِيَ الْعَبْدُ فِي ثَمَنِ رَقَبَتِهِ، غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ (1) " (2)   = ابن يعقوب وهو عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، والد العلاء، وهذا حديثه"، وهي كذلك في (م) ، وفي هامش (ظ 3) نحوها، إلا أنها غير واضحة فيه لسوء تصوير النسخة، ونصها في (ظ 1) و (ق) : "عن أبي يعقوب مولى الحرقة والد العلاء، وهذا حديثه". والتجيبي هذا لا نعرف من هو، إلا أن يكون هو صاحب "البرنامج" المعروف، وهو القاسم بن يوسف التجيبي السبتي، المتوفى سنة 730هـ، فإن له رواية للمسند ذكر أسانيده بها في "برنامجه"، راجع مقدمتنا "للمسند" 1/105-107، والله تعالى أعلم. (1) لفظة "عليه" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) ، ولم ترد في (م) وباقي النسخ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ويزيد -وهو ابن هارون-، سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه. وأخرجه البيهقي 10/280-281 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1093) ، وابن أبي شيبة 6/481، وإسحاق بن راهويه (101) و (102) ، والبخاري (2492) و (2527) ، ومسلم (1503) (4) ، وص 1288 (55) ، وأبو داود (3938) و (3939) ، وابن ماجه (2527) ، والترمذي (1348) ، والنسائي في "الكبرى" (4962) و (4963) ، والطحاوي 3/107، وابن حبان (4318) و (4319) ، والدارقطني 4/128-129، والبيهقي 10/281 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، به.= الحديث: 7468 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 436 7469 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ ضَمْضَمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَ بِقَتْلِ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ " (1)   = وأخرجه البخاري (2504) و (2526) ، ومسلم (1503) (4) ، والطحاوي 3/107، والدارقطني 4/127-128، والبيهقي 10/281، والبغوي (2422) من طريق جرير بن حازم، والحميدي (1093) ، وابن حبان (4318) من طريق يحيى بن صبيح، والنسائي في "الكبرى" (4965) ، وأبو داود (3937) ، والطحاوي 3/107 من طريق أبان العطار، وأبو داود (3936) من طريق هشام الدستوائي، والطحاوي 3/107 من طريق حجاج بن أرطاة، خمستهم عن قتادة، به. وسيأتي الحديث برقم (8565) و (9502) و (10051) و (10107) و (10873) . وانظر لزاما "فتح الباري" 5/157-160. الشقص، قال السندي: بالكسر، أي: بعضه. ونصفه، قال: أي: نصيبه، عبر عنه بالنصف على العادة الغالبة. والاستسعاء، قال: أن يكلف العبد الاكتساب والطلب حتى يحصل قيمة نصيب الشريك. وقوله: "غير مشقوق"، قال: أي: غير مشقوق عليه كما في بعض الروايات، فهو من الحذف والإيصال، أي: لا يكلفه ما يشق عليه، وقيل: لا يستغلي عليه في الثمن. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم -وهو ابن جوس-، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه الدارمي (1504) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2538) ، ومن طريقه النسائي 3/10 عن هشام الدستوائي، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، به. وانظر (7178) . الحديث: 7469 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 437 قَالَ يَحْيَى: " وَالْأَسْوَدَانِ: الْحَيَّةُ وَالْعَقْرَبُ " 7470 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُجُوِّزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ فِي أَنْفُسِهَا، أَوْ وَسْوَسَتْ بِهِ أَنْفُسُهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ، أَوْ تَكَلَّمْ بِهِ " (2)   (1) تحرف في (م) إلى: مسعود. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مسعر: هو ابن كدام. وأخرجه أبو عوانة 1/77-78، وابن منده في "الإيمان" (348) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/259 و7/261، والبيهقي في "الشعب" (331) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/435 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1173) ، والبخاري (2528) و (6664) ، وابن ماجه (2044) ، والنسائي 6/156-157، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1633) ، ابن منده (348) ، وأبو نعيم 2/259 و7/261، والبغوي (58) من طرق عن مسعر، به. ولفظ الحديث عند أبي نعيم: "الهوى مغفور لصاحبه ما لم يعمل به أويتكلم". وأخرجه مسلم (127) (201) و (202) ، والترمذي (1183) ، والنسائي 6/157، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1631) و (1634) ، وابن منده في "الإيمان" (350) و (351) ، والبيهقي في "السنن" 7/298 و350، وفي "الشعب" (332) من طرق عن قتاة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أبو يعلى (6390) ، وابن خزيمة (898) ، وابن حبان (3435) من طريق يونس بن عبيد، عن زرارة بن أبي أوفى، به. وسيأتي الحديث برقم (9108) و (9498) و (10136) و (10238) و (10363) من طرق عن قتادة، به.= الحديث: 7470 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 438 7471 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، بَاتَتْ تَلْعَنُهَا الْمَلَائِكَةُ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ - حَتَّى تَرْجِعَ " (1)   = وأخرجه النسائي 6/156، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1635) ، والدارقطني 4/171، والبيهقي 10/61 من طريق ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (1636) من طريق الأعمش، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. وفي باب التجوز عن حديث النفس، عن ابن عباس، سلف في مسنده برقم (3070) . قوله: "ما حدثت في أنفسها"، قال السندي: أي: ما يجري في أنفسها من الوسواس. (1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن جعفر: هو محمد بن جعفر الملقب بغندر. وأخرجه مسلم (1436) (120) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وقال فيه: "حتى تصبح". وأخرجه كذلك الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/75 من طريق يزيد بن هارون وحده، به. وأخرجه البخاري (5194) عن محمد بن عرعرة، ومسلم (1436) (120) ، والنسائي في "الكبرى" (8970) من طريق خالد بن الحارث، والخطيب 6/297 من طريق عثمان بن عمر، ثلاثتهم عن شعبة، به. قال عثمان بن عمر في حديثه: "حتى= الحديث: 7471 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 439 7472 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً - وَجَعَلَ ابْنُ عَوْنٍ يُرِينَا بِكَفِّهِ الْيُمْنَى، فَقُلْنَا: يُزَهِّدُهَا - لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " 7473 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ،   =تصبح"، وقال الباقون: "حتى ترجع". وسيأتي الحديث من طريق زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة برقم (8579) و (9013) و (10045) و (10731) و (10946) ، ومن طريق أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، سيأتي برقم (9671) و (10225) . وأخرج الخطيب 2/105 من طريق الحسن بن قتيبة، عن شعبة، عن الأعمش، عن ذكوان أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تجبه، لعنتها الملائكة". وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند ابن خزيمة (940) ، وابن حبان (5355) ، وابن عدي في "الكامل" 13/1074، والبيهقي 1/389، وسنده ضعيف. قوله: "حتى ترجع"، قال السندي: أي: تتوب من ذلك الفعل. وانظر "فتح الباري" 9/294. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1752) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (852) (14) ، وأبو بكر المروزي في "الجمعة وفضلها" (3) ، والنسائي (1751) ، وابن خزيمة (1740) ، والطبراني في "الدعاء" (158) من طرق عن عبد الله بن عون، به. وانظر (7151) . الحديث: 7472 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 440 وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ " (1) 7474 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَمَمْتُمُ النَّاسَ   (1) صحيح، أبو الوليد: هو مولى عمرو بن خداش، ولا يعرف اسمه، لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/450: شيخ لابن أبي ذئب، لا أعلم روى عنه غير ابن أبي ذئب، وهو شيخ مستقيم الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/566، ووهم الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في تعيينه، فظنه أبا الوليد عبد الله بن الحارث الأنصاري البصري الثقة، وكل منهما قد روى عن أبي هريرة، إلا أن الثاني لم يعرف لابن أبي ذئب عنه رواية، وقد فات الحافظين الحسينى وابن حجر أن يترجما للأول في كتابيهما، مع أنه من شرطهما. وعبد الرحمن بن سعد لم يببين هنا، وابن أبي ذئب قد روى عن اثنين من الرواة عن أبي هريرة ممن اسمه عبد الرحمن بن سعد: الأول: عبد الرحمن بن سعد المدني، مولى ابن سفيان المخزومي، والثاني: عبد الرحمن بن سعد الأعرج المدني المقعد، مولى بني مخزوم، كذا فرق بينهما في "التهذيب" وفروعه، ويحتمل أن يكونا واحدا، وهما ثقتان من رجال مسلم، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب. وعلى كل فالحديث صحيح، سلف برقم (7130) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، وله طرق أخرى عنه أشرنا إليها هناك، وسيأتي برقم (9105) من طريق ابن أبي ذئب، به. (2) لفظ "الناس" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ، ولم يرد في (م) وباقي النسخ. الحديث: 7474 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 441 فَخَفِّفُوا، فَإِنَّ فِيهِمُ (1) الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَالصَّغِيرَ " (2) 7475 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ حَبِيبٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَوْ رَأَيْتُ الْأَرْوَى تَجُوسُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - مَا هِجْتُهَا وَلَا مَسِسْتُهَا، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يُحَرِّمُ شَجَرَهَا أَنْ يُخْبَطَ أَوْ يُعْضَدَ " (3)   (1) في (م) : فيكم. (2) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الوليد، وسلف الكلام عليه في الحديث السابق، وهو متابع. وأخرجه مسلم (467) (185) ، والبيهقي 3/115 من طريق ابن شهاب الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وسيأتي من طريق ابن أبي ذئب برقم (9104) و (10938) . وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7667) و (8218) و (10099) و (10306) و (10522) و (10793) . وفي الباب عن عثمان بن أبي العاص، سيأتي في "المسند" 4/21. وعن أنس، سيأتي 3/124. وعن جابر، سيأتي 3/299. (3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، حبيب الهذلي لم يرو عنه غير مسلم بن جندب الهذلي، وذكره البخاري 2/327، وابن أبي حاتم 3/111، فلم يوردا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/143، وقال الحسيني في "الإكمال" 1/195: مجهول، قلنا: وقد سلف نحو هذا الحديث برقم (7218) من= الحديث: 7475 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 442 7476 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُ أَحَدَكُمْ   = طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وله شاهد يأتي قريبا. وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين غير مسلم بن جندب الهذلي، فقد روى له البخاري في "خلق أفعال العباد" والترمذي، وهو ثقة. وللحديث شاهد عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في مسنده 3/23 بلفظ: حرم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما بين لابتي المدينة أن يعضد شجرها أو يخبط. وسنده صحيح. وفي حديث طويل في تحريم المدينة لأبي سعيد أيضا عند مسلم (1374) (475) : "ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف". وانظر أيضا حديث علي الذي سلف برقم (959) ، وحديث سعد بن أبي وقاص برقم (1443) و (1573) . الأروى: غنم الجبال، والذكور منها تسمى: وعولا. وتجوس، قال السندي: من الجوس -بالجيم-، وهو التردد خلال الدور والبيوت. والخبط، قال ابن الأثير: ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها، واسم الورق الساقط: خبط، بالتحريك، فعل بمعنى مفعول، وهو من علف الإبل. ويعضد، قال: أي: يقطع. تنبيه: وقع متن الحديث في (م) والنسخ الخطية المتأخرة من "المسند" هكذا: وذلك أني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يحرم شجرها إلا أن يخبط أو يعضد. وما أثبتناه هو الصواب، وهو في النسختين العتيقتين من "المسند"، وهما (ظ 3) و (عس) ، وهي كذلك في نسخة اعتمدها الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، كتبت سنة (837هـ) ، ورمز لها بالحرف (ص) لكن وقع في (ظ 3) مكان قوله: "وذلك أني سمعت": "وقال: سمعت" الحديث: 7476 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 443 إِذَا أَشَارَ لِأَخِيهِ (1) بِحَدِيدَةٍ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ "، " (2)   (1) لفظ "لأخيه" ليس في (ظ 3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، ومحمد: هو ابن سيرين. وسيأتي مكررا برقم (10558) عن يزيد بن هارون، وأما رواية ابن أبي عدي التي أشار إليها الإمام أحمد -وهى عن ابن عون، به موقوفا-، فلم تقع لنا عند غيره. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/106، ومسلم (2616) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/343، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/رقة 249، والبيهقي في "السنن" 8/23، وفي "الآداب" (599) ، وفي "الشعب" (5335) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقرن النسائي في إحدى رواياته بابن عون هشام بن حسان. وأخرجه أبو عوانة من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري، عن عبد الله بن عون، به. وأخرجه النسائي كما في "التحفة" 10/343 من طريق سليم بن أخضر، عن عبد الله بن عون، به - ولم يرفعه. وأخرجه الترمذي (2162) من طريق خالد الحذاء، وابن حبان (5944) و (5947) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عن محمد بن سيرين، به مرفوعا. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه كذلك مسلم (2616) ، والنسائي كما في "التحفة" 10/336، وأبو عوانة كما في "الإتحاف" 5/ورقة 249 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، به. وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2162) ، والنسائي كما في "التحفة" 10/331 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب السختياني -وقرن به النسائي يونس بن عبيد-، عن محمد بن سيرين، به - ولم يرفعه.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 444 وَلَمْ يَرْفَعْهُ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ " 7477 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْجُلَاسِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ شَمَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَمَرَّ عَلَيْهِ مَرْوَانُ، فَقَالَ: بَعْضَ حَدِيثِكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ حَدِيثَكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْنَا: الْآنَ يَقَعُ بِهِ، قَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَائِزِ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " أَنْتَ خَلَقْتَهَا، وَأَنْتَ رَزَقْتَهَا، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا لِلْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا، تَعْلَمُ سِرَّهَا وَعَلَانِيَتَهَا، جِئْنَا   = وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 6/134 من طريق ابن شوذب، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا. وسيأتي برقم (8212) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة مرفوعا: "لا يمشين أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان أن ينزع في يده، فيقع في حفرة من نار". ويأتي برقم (8359) من طريق ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من حمل السلاح علينا، فليس مني". وسنذكر شواهده بهذا اللفظ هناك. قال النووي في "شرح مسلم" 16/170: فيه تأكيد حرمة المسلم، والنهي الشديد عن ترويعه وتخويفه، والتعرض له بما قد يؤذيه، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وإن كان أخاه لأبيه وأمه" مبالغة في إيضاح عموم النهي في كل أحد ... حتى وإن كان هذا هزلا ولعبا، لأن ترويع المسلم حرام بكل حال، ولأنه قد يسبقه السلاح، كما صرح به في الرواية الأخرى (يشير إلى رواية همام عن أبي هريرة) ، ولعن الملائكة له يدلُّ على أنه حرام. الحديث: 7477 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 445 شُفَعَاءَ، فَاغْفِرْ لَهَا " (1)   (1) ضعيف، فيه ثلاث علل: الأولى: اضطراب وقع في إسناده، والثانية: جهالة بعض رواته، والثالثة: رواية بعضهم له موقوفا على أبي هريرة. أما العلة الأولى، فإن شعبة ويحيى بن أبي سليم أبا بلج -في رواية زائدة وهشيم عنه- قد سميا شيخهما فيه الجلاس، وسمى شعبة الراوي عن أبي هريرة عثمان بن شماس، بينما خالفه عبد الوارث وعباد بن صالح كما في "التاريخ الكبير" 6/279 للبخاري، فقالا فيه: أبو الجلاس -وهو عقبة بن سيار-، وسميا الراوي عن أبي هريرة على بن شماخ، وصوب هذه الرواية أهل العلم كأبي داود وأبي زرعة والطبراني والدارقطني والمزي، وذكر عبد الوارث -كما في "المعرفة" ليعقوب بن سفيان 3/125- أنه هو الذي ذهب بشعبة إلى أبي الجلاس، فقلب شعبة إسناده، فجعل أبا الجلاس جلاسا. وفي الإسناد اختلافات أخرى ستأتي في التخريج. وأما العلة الثانية، فعلى ما صوبه أهل العلم من رواية عبد الوارث، فإن علي بن شماخ لم يرو عنه غير أبي الجلاس هذا، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 5/163، فهو في عداد المجهولين، ولا يعرف في غير هذا الحديث، وهو من رجال "التهذيب". وأبو الجلاس -وهو عقبة بن سيار- روى عنه غير واحد، ووثقه ابن معين وابن حبان وابن حجر، وسأل عبد الله بن أحمد عنه أباه: أثقة هو؟ فقال: أرجو. خرج له أبو داود والنسائي في "اليوم والليلة" هذا الحديث الواحد، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. وأما العلة الثالثة، فهي إعلال للرواية المرفوعة، فقد رواه زياد بن مخراق -وهو ثقة- عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة" 3/125 عن عقبة بن سيار أبي الجلاس، عن رجل -كذا أبهمه ولم يسمه، وهو علي بن شماخ لا غير- فوقفه عى أبي هريرة. قلنا: ومع هذا، فقد حسنه الحافظ ابن حجر في "أماليه" على "الأذكار" للنووي، ونقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 4/176، وصححه الشيخ= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 446 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أحمد شاكر في تعليقه على "المسند"! وأخرج الحديث المزي في "تهذيب الكمال" 5/180-181 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/292 و10/410 عن يزيد بن هارون، به. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/124، والطبراني في "الدعاء" (1184) ، والبيهقي 4/42 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به. وأخرجه عبد بن حميد (1450) ، والبخاري -معلقا- في "التاريخ الكبير" 6/279، ويعقوب بن سفيان 3/124، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1076) ، والطبراني (1182) ، والبيهقي 4/42 من طريق زائدة بن قدامة، ويعقوب بن سفيان 3/124-125 من طريق هشيم، كلاهما عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم، عن الجلاس، قال: سأل مروان أبا هريرة ... فذكره، وبعضهم لا يتم متنه. كذا رواه أبو بلح بإسقاط الراوي عن أبي هريرة -وهو علي بن شماخ- وأبو بلج هذا صدوق يخطىء. وخالف زائدة وهشيما سويد بن عبد العزيز، فقد أخرجه الطبراني (1183) من طريقه عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم، عن اللجلاج، عن أبي هريرة. وسويد ضعيف، واللجلاج هذا الراوي عن أبي هريرة لا يعرف، إلا أن يكون أراد الجلاس، فأخطأ في اسمه. وأخرجه الطبراني (1179) من طريق عراك بن خالد بن يزيد، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي الجلاس السلمي، عن مروان بن الحكم، عن أبي هريرة. وعراك بن خالد لينٌ. وأخرجه أيضا (1178) من طريق خالد بن يزيد بن صبيح، عن إبراهيم بن أبي عبلة: أن مروان بن الحكم سأل أبا هريرة ... فذكره. وهذا منقطع، لم يذكر فيه أبو الجلاس، وفيه بكر بن سهل شيخ الطبراني، ذكر الذهبي في "الميزان" 1/346 أن النسائي ضعفه، وقال هو فيه: مقارب الحال.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 447 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الطبراني (1180) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي هاشم الرماني، عن رجاء بن حيوة، عن عبد الملك بن مروان، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان إذا صلى على جنازة، قال ... فذكره. وإسماعيل بن مسلم ضعيف. وذكر الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 216 طريق المحاربي هذا، فقال فيه: عن أبي هاشم الرماني، عن رجل من أصحاب ابن حيوة، عن عبد الملك بن مروان! وذكر أن ابن فضيل خالف المحاربى فيه، فقال: عن إسماعيل بن مسلم، عن أبي هاشم، عن يحيي بن عباد، عن أبي هريرة. وأخرجه يعقوب بن سفيان 3/125، ومن طريقه البيهقي 4/42 عن سعيد بن منصور، عن إسماعيل ابن علية، عن زياد بن مخراق، عن أبي الجلاس، عن رجل قال: كنا قعودا مع أبي هريرة ... فذكره بصيغة الموقوف على أبي هريرة. وإسناده إلى الرجل المبهم -وهو بلا شك علي بن شماخ- صحيح. وسيأتي الحديث مرفوعا برقم (8545) عن عفان، و (8751) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد، عن أبي الجلاس، قال عفان في حديثه: عن عثمان بن شماخ، وقال عبد الصمد: عن علي بن شماخ، وهو الصواب، وسيأتي التحقيق في رواية عفان في موضعه. وسيأتي برقم (9913) عن محمد بن جعفر، عن شعبة. وفي الباب بهذا اللفظ عن أنس بن مالك عند الطبراني في "الدعاء" (1186) ، وفيه سيف بن مسكين الأسواري، قال ابن حبان في "المجروحين" 1/347: يأتي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها. قال السندي: قوله: "فقال"، أي: مروان. "بعض حديثك"، أي: دع بعض حديثك، كأنه كره إكثاره. "ثم رجع"، أي: مروان إلى أبي هريرة. "الآن يقع به"، أي: بأبي هريرة، لأنه نهاه فما انتهى. "يصلي على جنازة"، أي: حين يصلي على= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 448 7478 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيَادٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا كِسْرَى بَعْدَ كِسْرَى، وَلَا قَيْصَرَ بَعْدَ قَيْصَرَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَيُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ " (1) 7479 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ زِيَادٍ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْكُمُ (2) الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ "، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ (3)   = جنازة، أو يدعو لها. (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زياد المخزومي لم يرو عنه غير إسماعيل بن أبي خالد -فيما نحسب-، وذكره البخاري في "تاريخه" 3/368-369 فلم يورد فيه جرحا ولا تعديلا، ونقل ابن أبي حاتم 3/549 عن إسحاق بن منصور، عن ابن معين أنه قال فيه: لا شيء، وذكره ابن حبان في "ثقاته" 4/259، قلنا: وقد تابعه غير واحد، انظر ما سلف برقم (7184) ، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. والحديث من هذا الطريق تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي برقم (9636) عن يحيى القطان، وبرقم (10166) عن وكيع، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد، به. (2) المثبت من (ظ 3) و (عس) و"أطراف المسند" 7/231، وفي (م) وباقي النسخ: أحدكم. (3) صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زياد المخزومي متابعٌ. انظر ما سلف برقم (7203) ، والحديث من هذا الطريق تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي برقم (10123) عن يحيي القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.= الحديث: 7478 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 449 7480 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي مُنْخُرَيْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ شُحٌّ وَإِيمَانٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " (1)   = وسيأتي بنحو هذا اللفظ برقم (9002) من طريق محمد بن زياد الجمحي، عن أبي هريرة. (1) صحيح بطرقه وشواهده، حصين بن اللجلاج، اختلف في اسمه، فقيل: خالد بن اللجلاج، وقيل: القعقاع بن اللجلاج، وقيل: أبو العلاء بن اللجلاج، لم يرو عنه غير صفوان بن أبي يزيد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وجهله المزي والذهبي وابن حجر، وصفوان بن أبي يزيد، ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن سليم، روى عنه غير واحد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، يعني إذا توبع، وإلا فلين الحديث، ومحمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي، وهو حسن الحديث. وأخرجه المزي في ترجمة حصين من "تهذيب الكمال" 6/532-533 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 6/14 من طريق يزيد بن هارون، به. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2402) ، وابن أبي شيبة 5/334 و9/97، وهناد في "الزهد" (467) ، والبخاري في "تاريخه" 4/307، والنسائي 6/14 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وعند ابن أبي شيبة في الموضع الثاني الشطر الثاني من الحديث فقط، وعند النسائي الشطر الأول منه. وأخرجه النسائي 6/14 من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، عن صفوان بن أبي يزيد، عن أبي العلاء بن اللجلاج، عن أبي هريرة موقوفا. وأوردها البخاري= الحديث: 7480 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 450 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 4/307. وعبيد الله بن أبي جعفر ثقة. وسيأتي الحديث مرفوعا برقم (8512) و (9693) من طريق صفوان بن أبي يزيد، به. وأخرج الشطر الأول منه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (119) ، والطبراني في "الأوسط" (1932) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعا. وهذا الحديث تفرد به الحنيني عن مالك، وهو ضعيف. وسيأتي الحديث في "المسند" بشطريه برقم (8479) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، والشطر الأول منه سيأتي برقم (10560) من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة. وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند بحشل في "تاريخ واسط" ص 69، وفي سنده ضعف. ويشهد للشطر الأول بنحو لفظه حديث أبي الدرداء، سيأتي في مسنده 6/443-444. ويشهد له أيضا حديث عائشة عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (120) ، وفيه: شيخه وهو متروك. ولحديث عائشة لفظ آخر، سيأتي في مسندها 6/85، ونصه: "ما خالط قلب امرىء مسلم رهج في سبيل الله، إلا حرم الله عليه النار"، والرهج: الغبار. وله لفظ ثالث عند العقيلي في "الضعفاء" 2/122، وابن الأعرابي في "معجمه" (156) ، ونصه: "من اغبرت قدماه في سبيل الله، فلن يلج النار أبدا"، وفي إسناديهما ضعف، لكنه يتحسن بما سيأتي في "المسند" 3/479 من حديث أبي عبس بن جبر، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من اغبرت قدماه في سبيل الله عز وجل، حرمهما الله عز وجل على النار"، وهو في "صحيح البخاري" (907) ، وستأتي بقية شواهده بهذا اللفظ في موضعه من "المسند".= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 451 7481 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْأَغَرَّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1)   = قوله: "ولا يجتمع شح وإيمان"، الشح: أشد البخل، قال السندي: أي: لا ينبغي للمؤمن أن يجمع بينهما، إذ الشح أبعد شيء من الإيمان، أو المراد بالإيمان كماله، أو المراد أنه قلما يجتمع الشح والإيمان، فاعتبر ذلك بمنزلة العدم، وأخبر بأنهما لا يجتمعان، ويؤيد الوجهين الأخيرين عطفه على ما سبق، ضرورة أن السابق خبر محض، وأيضا قد جاء في بعض الروايات: "لا يجمع الله تعالى الإيمان والشح في قلب مسلم"، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة ابن وقاص الليثي- حسن الحديث، روى له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وأصحاب السنن، وقد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه أبو يعلى (6166) من طريق إسماعيل بن جعفر، والطحاوي 3/127 من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (6167) عن أبي الربيع الزهراني، عن عبد الواحد المدني، عن ابن أبي سلمان الأغر، عن جده سلمان الأغر، عن أبي هريرة. وزاد في آخره: "وما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة". وهذا إسناد ضعيف لجهالة ابن أبي سلمان الأغر، فإننا لم نتبينه. وأما عبد الواحد المدني: فهو عبد الواحد بن سلمان الأغر المدني، أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/21، فقال: روى عن [ووقع في النسخة بعده بياض] ، روى عنه أبو الربيع الزهراني، سألت أبي عنه، فقال: ما أعلم أحدا روى عنه غير أبي الربيع الزهراني، وأرى حديثه مستقيما، ما أرى به بأسا. وخفي أمره على محقق "مسند أبي يعلى"، فقال: عبد الواحد المدني= الحديث: 7481 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 452 7482 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو (1) ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا سَبَقَ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ " (2)   = لم أعرفه! وسيأتي الحديث من طريق محمد بن عمرو، عن سلمان الأغر برقم (10113) ، ومن طرق أخرى عن الأغر برقم (9012) و (10009) و (10044) و (10299) ، وانظر ما سلف برقم (7253) . (1) تحرف في (م) والأصول الخطية المتأخرة إلى: عمر، والتصويب من نسختي (ظ 3) و (عس) . (2) حديث صحيح، أبو الحكم مولى الليثيين لم يرو عنه غير محمد بن عمرو بن علقمة، خرج له ابن ماجه والنسائي، وقال الذهبي في "الميزان" 4/516: لا يعرف، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. قلنا: وقد تابعه غير واحد كما يأتي بيانه في التخريج. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 33/257 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (2878) ، والنسائي 6/227، والبيهقي 10/16 من طرق عن محمد بن عمرو، به. قال البيهقي: قال محمد بن عمرو: يقولون: "أو نصل". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2189) من طريق عبد الحميد بن سليمان، عن أبي الزناد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "لا سبق إلا في نصل، أو حافر، أو خف". وعبد الحميد بن سليمان ضعيف. وأخرج ابن أبي شيبة 12/502 عن وكيع، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن أبي الفوارس، عن أبي هريرة، موقوفا. وأخرجه كذلك النسائي 6/226-227 من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي= الحديث: 7482 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 453 7483 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ (1) مِنْ حَدِيدٍ، مِنْ لَدُنْ   = الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن سليمان بن يسار، عن أبي عبد الله مولى الجندعيين، عن أبي هريرة. وأبو عبد الله هذا: هو نافع بن أبي نافع فيما قاله الذهلي. وسيأتي الحديث مرفوعا برقم (8993) و (9487) من طريق أبي الحكم، عن أبي هريرة، وبرقم (8693) من طريق أبي صالح، و (10138) من طريق نافع بن أبي نافع، كلاهما عن أبي هريرة. زاد نافع في حديثه: "أو نصل". ونقل الحافظ في "التلخيص الحبير" 4/161 تصحيحه عن ابن القطان وابن دقيق العيد. وفي الباب عن ابن عمر عند ابن حبان (4689) ، وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (10764) ، وهما ضعيفان. قوله: "لا سبق"، قال السندي: هو بفتحتين: ما يجعل من المال على المسابقة، وبفتح وسكون: مصدر سبقت، والمشهور في الحديث الأول، والمعنى: لا يحل أخذ المال بالمسابقة إلا في الإبل والخيل، وقد ألحق بهما آلات الحرب. وقال البغوي في "شرح السنة" 10/394: ويدخل في معنى النصل: الزوابين (هي الحراب الصغيرة أو السهام القصيرة) ، ويدخل في معنى الخيل: البغال والحمير، وفي معنى الإبل: الفيل، وألحق بعضهم به الشد على الأقدام، والمسابقة عليها، وسئل ابن المسيب عن الدحو بالحجارة، فقال: لا بأس به. (1) كذا في (ظ 3) و (عس) بالنون، وهما نسختان عتيقتان متقنتان، وفي النسخ المتأخرة و (م) : جبتان، بالباء. قال السندي في حاشيته على "المسند": الجبة بالباء: هو ثوب مخصوص، والجنة بالنون: هي الدرع، وصوب النون، لقوله: "من حديد"، ولقوله: "اتسعت حلقة"، نعم، إطلاق الجبة على الجنة بالنون مجازا غير= الحديث: 7483 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 454 ثُدِيِّهِمَا (1) إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ، فَلَا يُنْفِقُ مِنْهَا إِلَّا اتَّسَعَتْ حَلَقَةٌ مَكَانَهَا، فَهُوَ يُوَسِّعُهَا عَلَيْهِ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ، فَإِنَّهَا لَا تَزْدَادُ عَلَيْهِ إِلَّا اسْتِحْكَامًا " (2)   = بعيد، فينبغي أن يكون الجنة بالنون هو المراد في الروايتين. قلنا: وقد جاءت في بعض المصادر التي خرجت الحديث بالباء، وفي بعضها بالنون، وفي بعضها الآخر بالوجهين جميعا على أنه شك من بعض الرواة. (1) في (ظ 3) و (عس) وعلى هامش (س) و (ظ 1) : ثدييهما بالتثنية. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق حسن الحديث، وهو وإن رواه بالعنعنة قد تابعه عن أبي الزناد سفيان بن عيينة فيما سلف برقم (7335) ، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. قوله: "حلقة" بالرفع، كذا ضبطت في (ظ 3) ، على أنها فاعل "اتسعت"، وضبطها السندي بالنصب على أنها تمييز، والفاعل في "اتسعت" يعود إلى الجنة. والتراقي، قال السندي: جمع ترقوة، وهما العظمان المشرفان في أعلى الصدر. فهو، أي: فذلك الاتساع، وهذا إشارة إلى ما يفيض الله تعالى على من يشاء من التوفيق للخير، فيشرح لذلك صدره. إلا استحكاما، أي: فلا يقدر على إخراج اليد منها، فكيف ينفق. قال البغوي في "شرح السنة" 6/159: فهذا مثل ضربه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للجواد المنفق والبخيل الممسك، فجعل مثل الجواد مثل رجل لبس درعا سابغة، إلا أنه أول ما يلبسها تقع على الصدر والثديين إلى أن يسلك يديه في كفيها، ويرسل ذيلها على أسفل يديه، فاستمرت حتى سترت جميع بدنه، وحصنته، وجعل مثل البخيل مثل رجل كانت يداه مغلولتين إلى عنقه، ثابتتين إلى صدره، فإذا لبس الدرع، حالت يداه بينها وبين أن تمر على البدن، فاجتمعت في عنقه، ولزمت ترقوته، فكانت ثقلا ووبالا عليه من غير تحصين لبدنه.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 455 7484 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: " لَوْ كَانَ أُحُدٌ عِنْدِي ذَهَبًا، لَسَرَّنِي أَنْ أُنْفِقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنْ لَا يَأْتِيَ عَلَيْهِ ثَالِثَةٌ (1) وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِلَّا شَيْءٌ أُرْصِدُهُ فِي دَيْنٍ يَكُونُ عَلَيَّ " (2)   = وحقيقة المعنى: أن الجواد إذا هم بالنفقة، اتسع لذلك صدره، وطاوعته يداه، فامتدت بالعطاء والبذل، والبخيل يضيق صدره، وتنقبض يده عن الإنفاق في المعروف، فهذا معنى كلام الخطابي على الحديث. (1) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: ثلاثة. (2) صحيح، وهذا الإسناد تفرد به الإمام أحمد، وفيه عنعنة ابن إسحاق، لكن روايته هنا عن عمه موسى بن يسار، وهذا وثقه يحيى بن معين، وكذا صنع ابن حجر في "التقريب"، وهو من رجال مسلم. وأخرجه بنحوه البخاري في "صحيحه" (2389) و (6445) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/338، وفي "الشعب" (10432) من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، والبخاري في "تاريخه" 1/255 من طريق الوليد بن رباح، كلاهما عن أبي هريرة. وأخرجه مرسلا عبد الرزاق (20035) عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي (8195) و (8595) و (8797) و (9178) و (9427) و (9817) و (9893) و (10854) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2724) . وعن أبي ذر، سيأتي في مسنده 5/152. أرصده: أعده وأهيئه. الحديث: 7484 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 456 7485 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُنْيَانًا، فَأَحْسَنَهُ وَأَكْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُطِيفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ مِنْهُ، وَيَقُولُونَ: مَا رَأَيْنَا بُنْيَانًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، إِلَّا مَوْضِعَ هَذِهِ اللَّبِنَةِ. فَكُنْتُ أَنَا تِلْكَ (1) اللَّبِنَةَ " (2) 7486 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ زُمْرَةٍ مِنْ أُمَّتِي تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَشَدِّ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً " (3)   (1) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: هذه. (2) حديث صحيح، وإسناده كسابقه، وللحديث طرق أخرى صحيحة، انظر ما سلف برقم (7322) . (3) حديث صحيح، وهذا الإسناد فيه خطأ، وذلك في قوله: عياض بن دينار، عن أبيه، فإن دينارا هذا -وهو مولى ليث- لم يذكر في كتب الرجال، سوى ما في كتاب "الإكمال" للحسيني، بناء على رواية أحمد هذه، وقال فيه: مجهول، وتابعه في ذلك ابن حجر في "التعجيل"، ولم يزد عليه، والصواب في الإسناد إسقاط دينار هذا منه، فقد أخرج أبو نعيم الأصبهاني رواية يزيد بن هارون هذه في كتابه "صفة الجنة" (249) من طريق حافظين هما الحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن منيع، كلاهما عن يزيد بن هارون، وقالا فيه: عن عياض أنه سمع أبا هريرة، وكمثل روايتهما سيأتي عند المصنف برقم (7489) من طريق إبراهيم بن سعد، عن= الحديث: 7485 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 457 7487 - " وَفِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (1) 7488 - قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ "، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ " (2) 7489 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي عِيَاضُ بْنُ دِينَارٍ اللَّيْثِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ:   = محمد بن إسحاق، حدثني عياض بن دينار الليثي -وكان ثقة-، قال: سمعت أبا هريرة ... وأما عياض بن دينار هذا فإنه لم يرو عنه غير محمد بن إسحاق ووثقه، وأورده ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص 258 من أجل توثيق ابن إسحاق له، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/267. وللحديث طرق أخرى غير هذا الطريق يصح بها، انظر ما سلف برقم (7152) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" 14/129، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عياض بن دينار مولى ليث، عن أبي هريرة، سمعته يقول: قال أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكره. قلنا: قد سقط من المطبوع الواسطة التي بين ابن أبي شيبة وبين محمد بن إسحاق. (1) حديث صحيح، وهذا الحديث والذي قبله والذي بعده ثلاثة أحاديث بسند واحد. وله طرق أخرى يصح بها، انظر ما سلف برقم (7151) . (2) حديث صحيح، وهو بإسناد سابقه. وانظر ما سلف برقم (7186) ، وما سيأتي يرقم (7549) . وفي الباب عن ابن مسعود وأبي موسى، سلفا برقم (3695) . قوله: "حتى يقبض العلم"، قال السندي: أي: يقبض أهله. الحديث: 7487 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 458 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، خَلِيفَةً لمَرْوَانَ (1) بْنِ الْحَكَمِ عَلَى الْمَدِينَةِ أَيَّامَ الْحَجِّ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ زُمْرَةٍ "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ " (2) 7490 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَذْهَبَ إِلَى الْجَبَلِ، فَيَحْتَطِبَ، ثُمَّ يَأْتِيَ بِهِ يَحْمِلُهُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهُ فَيَأْكُلَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، وَلَأَنْ يَأْخُذَ تُرَابًا فَيَجْعَلَهُ فِي فِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْعَلَ فِي فِيهِ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ " (3)   (1) في (م) : خليفة مروان. (2) حديث صحيح، وانظر (7486) . يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. (3) حديث صحيح، محمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. لكن للحديث -دون قوله: "ولأن يأخذ ترابا ... " الخ- طرق أخرى يصح بها، وقد سلفت الإشارة إليها عند الحديث رقم (7317) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأما قوله: "ولأن يأخذ ترابا ... "، فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5763) من طريق ابن أبي الدنيا، عن إبراهيم بن سعيد، عن يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة.= الحديث: 7490 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 459 7491 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَتَعَاقَبُونَ، مَلَائِكَةَ اللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةَ النَّهَارِ، فَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ كَانُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ - فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ " (1)   = كذا قال إبراهيم بن سعيد في رواية ابن إسحاق هنا: عن موسى بن يسار -ورجحها البيهقي على رواية من قال: عن سعيد بن يسار! - وموسى هذا: هو عم محمد بن إسحاق، وهو من رجال مسلم، وثقه يحيى بن معين، وابن حجر، لكن ابن إسحاق لم يصرح بالتحديث، وهو مدلس. وإبراهيم بن سعيد: هو الجوهري أبو إسحاق البغدادي، وليس هو المدني كما قال المناوي في "فيض القدير" 5/258، ونقل عن الذهبي تجهيله ونكارة حديثه! وأما الجوهري هذا، فثقة من رجال مسلم، فهذه القطعة من الحديث تبقى معلة بعنعنة ابن إسحاق. قال المناوي: مقصود الحديث الآمر بتحرِّي أكل الحلال ولو كان خبزا من شعير بغير إدام، وذكر التراب مبالغة، فإنه لا يؤكل، وأما أكل الحرام، فيظلم القلب، ويغضب الرب. (1) حديث صحيح، ولا تضر عنعنة محمد -وهو ابن إسحاق- فيه، فإن له طرقا أخرى يصح بها، فسيأتي برقم (8120) من طريق همام بن منبه، و (8538) من طريق أبي رافع، و (9151) من طريق أبي صالح، و (10309) من طريق الأعرج، أربعتهم عن أبي هريرة. قوله: "يتعاقبون"، قال السندي: أي: تأتي طائفة عقب طائفة، ثم تعود الأولى عقب الثانية. وقوله: "وهو أعلم": جملة معترضة لبيان أن السؤال ليس لعدم العلم، بل= الحديث: 7491 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 460 7492 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ " (1)   = ليعترفوا بفضل بني آدم، ويعرفوا معنى ما قيل لهم: (إني أعلم ما لا تعلمون) [البقرة: 30] . (1) حديث صحيح، وله إسنادان: الأول: كإسناد الحديث السابق، وقد تفرد الإمام أحمد به. والثاني: وهو: يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد -وهو عبد الله بن ذكوان-، عن الأعرج -وهو عبد الرحمن بن هرمز-، عن أبي هريرة. وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق، فمن رجال أصحاب السنن، واستشهد به البخاري في "الصحيح"، وروى له في كتاب "القراءة خلف الإمام" وغيره، وروى له مسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث إلا أنه مدلس وقد عنعنه، لكن تابعه في هذا الحديث عن أبي الزناد: سفيان بن عيينة فيما سلف برقم (7340) ، ومالك بن أنس فيما سيأتي برقم (9998) ، ورواية سفيان ليس فيها: "الصيام جنة". وانظر ما سلف برقم (7340) . وأما قوله: "الصيام جنة" فسيأتي ضمن أحاديث برقم (9225) من طريق أبي يونس، و (9363) من طريق سعيد بن المسيب، و (9714) من طريق أبي صالح، ثلاثتهم عن أبي هريرة. ويشهد لهذا القسم حديث جابر بن عبد الله وحديث عثمان بن أبي العاص وحديث معاذ بن جبل، وستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/396 و4/21 و5/248. ومن حديث أبي أمامة الباهلي عند الطبراني (7608) ، وسنده ضعيف.= الحديث: 7492 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 461 7493 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (1) 7494 - وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، إِنَّمَا يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، فَصِيَامُهُ لِي (2) وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " (3) 7495 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي   = وأخرج ابن خزيمة (1996) ، والبيهقي 4/270 من طريق أنس بن عياض، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن عمه، عن أبي هريرة، رفعه: "ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث ... " ثم ذكر نحوه. قوله: "الصيام جنة"، قال السندي: أي: من النار، أو الشهوات المؤدية إليها، أو من سهام إبليس. (1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن رواه بالعنعنة وهو مدلس- قد تابعه داود بن قيس الثقة، فيما سيأتي برقم (10291) و (10884) ، وانظر ما سلف برقم (7174) . (2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وهو كذلك في جميع روايات الحديث، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: له. (3) حديث صحيح، وهو بإسناد سابقه، وقد سلف بنحوه برقم (7195) من طريق محمد بن سيرين، وسيأتي برقم (9999) من طريق الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة، وانظر ما سلف برقم (7174) . الحديث: 7493 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 462 هُرَيْرَةَ، وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ "، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ فِي ذَلِكَ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ " (1) 7496 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ مَعَادِنُ، تَجِدُونَ خِيَارَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا " (2)   (1) حديث صحيح، وله إسنادان كالحديث رقم (7492) ، وقد سلف برقم (7229) من طريق مالك، و (7330) عن سفيان بن عيينة، وسيأتي برقم (9416) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن القرشي الحزامي، ثلاثتهم عن أبي الزناد. وحديث مالك وسفيان دون قوله: "فاكلفوا من الأعمال ما لكم به طاقة". قوله: "فاكلفوا"، قال السندي: بفتح اللام المخففة، أي: فتحملوا. (2) حديث صحيح، محمد بن إسحاق وإن كان مدلسا، وقد عنعنه، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وإخرجه الحميدي (1045) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجه بأطول مما هنا البخاري (3496) ، ومسلم (2526) ، والبغوي (3844) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، والبخارى (3588) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، به. زادوا فيه: "تجدون من خير الناس أشد الناس كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه"، وسترد هذه الزيادة برقم (9412) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، وزاد فيه مسلم بعد هذا أيضا: "وتجدون من شرار الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه". وانظر تخريج الحديث السالف برقم (7306) . الحديث: 7496 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 463 7497 - حَدَّثَنِي يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْلِمُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (1)   = وأخرجه مطولا ومختصرا الحميدي (1046) ، ومسلم (2638) (160) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 269 من طريق يزيد بن الأصم، والبخاري (3374) و (3383) و (3689) ، وأبو يعلى (6562) ، وابن حبان (648) من طريق سعيد المقبري، والبخاري (3353) من طريق أبي سعيد المقبري، والبخاري (3493) ، ومسلم (2526) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (606) من طريق أبي زرعة، وأبو يعلى (6070) ، وابن حبان (92) ، والقضاعي (196) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1707) من طريق محمد بن سيرين، والطبراني في "الأوسط" (708) من طريق أبي صالح، ستتهم عن أبي هريرة. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7543) و (9079) و (10295) و (10791) . وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/367. قوله: "الناس معادن"، قال السندي: المعدن قد اشتهر في مستقر الذهب والفضة ونحوهما، والمراد: أن الناس متفاوتون في النسب والشرف كتفاوت المعادن. وقوله: "إذا فقهوا"، بكسر القاف وضمها، وقال أبو البقاء: الجيد هنا ضم القاف، من فقه: إذا صار فقيها، وهو لازم لا مفعول له، وأما فقه بكسر، فهو بمعنى: فهم الشيء، وهو متعد، أشار إلى أنه لا عبرة بشرف النسب في الإسلام بلا فقه في الدين. (1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق متابع. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2017) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/924 عن أبي الزناد، به. ومن طريق مالك= الحديث: 7497 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 464 7498 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، لَا يَقْطَعُهَا " (1)   = أخرجه البخاري (5396) ، والطحاوي (2009) ، وابن حبان (161) . وأخرجه الطحاوي (2016) من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، به. وأخرجه مسلم (2062) ، وأبو عوانة 5/428، والطحاوي (2010) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، وأبو عوانة 5/428 من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة، وأبي سلمة، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث من طرق عن أبي هريرة (8226) و (8879) و (9377) و (9621) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4718) ، وعن غير واحد من الصحابة ذكروا عند حديث ابن عمر. قوله: "في معى"، قال السندي: بكسر وقصر، وجمعه أمعاء، بالمد كعنب وأعناب، أي: اللائق بحال المؤمن تقليل الأكل، والإكثار منه إنما يليق بحال الكافر الذي ليس له نظر في العاقبة، فهو كالبهيمة، فهو إرشاد إلى ما هو اللائق وترغيب فيه لا إخبارٌ، وقد تقدم ما يتعلق بهذا الحديث أيضا (يعني عند حديث ابن عمر الذي سلفت الإشارة إليه) . (1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن الجوزي في "مشيخته" ص 182-183 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1131) ، والبخاري (4881) ، وابن حبان (8411) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (268) من طريق سفيان بن عيينة، وأبو نعيم في "صفة= الحديث: 7498 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 465 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الجنة" (403) من طريق عبد الوهَّاب بن بخت، كلاهما عن أبي الزناد، به. زاد سفيان في حديثه: قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: (وظل ممدود) . وسيأتي برقم (9417) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد. وأخرجه عبد الرزاق (20877) ، ومن طريقه ابن حبان (7412) ، والبغوي في "شرح السنة" (4370) ، وفي "معالم التنزيل" 4/282 عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. وأخرجه أبو يعلى (5853) من طريق ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، به. وزاد فيه قول أبي هريرة: وأقرؤوا ... وأخرجه كذلك الحميدي (1180) عن سفيان بن عيينة، قال: حدثنا الزهري، قال: أخبرني من سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره. وأخرجه الطبري 27/184، وأبو الشيخ في "العظمة" (578) من طريق خلاس ومحمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" بإثر الحديث (401) من طريق محمد بن سيرين وحده عن أبي هريرة، قال: بلغني أن في الجنة شجرة ... وذكره. وفي إسناده عنده محمد بن أبي الشمال، وهو ليس بالمعروف. انظر "لسان الميزان" 5/199-200. وأخرجه ابن جرير الطبري 27/183 من طريق الحسين بن محمد، عن زياد -وهو مولى بني مخزوم-، عن أبي هريرة مرفوعا. ورواه إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى بني مخزوم، فوقفه على أبي هريرة، أخرجه من هذا الطريق ابن أبي شيبة 13/105، وهناد (114) ، والطبري 27/182. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (9243) و (9650) و (9832) و (9870) و (10065) و (10259) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/71.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 466 7499 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا " (1) 7500 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا قَضَى اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ فِي كِتَابِهِ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي " (2)   = وعن أنس، سيأتي أيضا 3/234. وعن سهل بن سعد عند البخاري (6552) ، ومسلم (2827) (8) . (1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق قد تابعه المغيرة بن عبد الرحمن القرشي الحزامي فيما سيأتي برقم (9415) . وأخرجه ابن حبان (6706) ، والحاكم 4/579 من طريق أبي عثمان الأصبحي، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره وذكر معه زيادات أخرى. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (8124) و (9577) و (9847) و (10029) و (10528) . وفي الباب عن أنس وأبي ذر وعائشة، وستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/102 و5/173 و6/81. (2) حديث صحيح، محمد بن إسحاق متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البغوي (4178) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.= الحديث: 7499 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 467 7501 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنِ الشَّيْءِ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالشَّيْءِ، فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " (1)   = وأخرجه البخاري (3194) ، ومسلم (2751) (14) ، والنسائي في "الكبرى" (7750) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن القرشي الحزامي، والبخاري (7422) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 416 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري (7453) ، والنسائي (7757) ، والبيهقي ص 395-396 من طريق مالك بن أنس، والنسائي (7750) من طريق موسى بن عقبة، أربعتهم عن أبي الزناد، به. وقد سلف نحوه برقم (7299) عن سفيان، وسيأتي برقم (7528) من طريق ورقاء، و (8700) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، ثلاثتهم عن أبي الزناد. وأخرجه مسلم (2751) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/18 من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (459) عن كلثوم بن محمد، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (8127) و (8958) و (9159) و (9597) . قوله: "لما قضى الله الخلق"، قال السندي: أي: قدر وجودهم وأنه سيخلقهم. (1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق قد توبع. وأخرجه الحميدي (1125) ، ومسلم (1337) (131) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (7288) ، وابن حبان (19) من طريق مالك، ومسلم (1337) (131) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وأبو يعلى (6305) من طريق= الحديث: 7501 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 468 7502 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً غَيْرَ وَاحِدٍ، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " (1)   = عبد الرحمن بن إسحاق المدني، أربعتهم عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7367) . (1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق قد توبع. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (109) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1130) ، والبخاري (6410) ، ومسلم (2677) (5) ، والترمذي (3508) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 4 من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7659) ، والطبراني في "الدعاء" (106) من طريق مالك بن أنس، عن أبي الزناد، به. ولم يذكر الطبراني الشطر الثاني منه، وهو قوله: "إنه وتر يحب الوتر". وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (107) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به. وأخرجه البخاري (2736) و (7392) ، والطبراني في "الدعاء" (110) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، والنسائي (7659) من طريق علي بن عياش، والبيهقي في "السنن" 10/27، وفي "الأسماء والصفات" ص 4 من طريق بشر بن شعيب، ثلاثتهم عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وأخرجه الترمذي (3507) ، وابن حبان (808) ، والطبراني في "الدعاء" (111) ، والحاكم 1/16، والبيهقي في "السنن" 10/27، وفي "الأسماء والصفات"= الحديث: 7502 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 469 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ص 5، وفي "شعب الإيمان" (102) ، والبغوي (1257) من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وسرد الوليد بن مسلم في حديثه الأسماء الحسنى. قال الترمذي: هذا حديث غريب، حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا نعلم في كثير شيء من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث. قلنا: وذكر هذه الأسماء في الحديث مدرج من بعض الرواة كما قرره العلماء، انظر التعليق على "صحيح ابن حبان" عند الحديث رقم (808) . وأخرجه ابن ماجه (3861) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، والطبراني في "الأوسط" (985) من طريق عمرو بن أبي سلمة، كلاهما عن زهير بن محمد، عن موسى بن عقبة، عن الأعرج، به. رواية عمرو بن أبي سلمة دون قوله: "إنه وتر يحب الوتر". وأما عبد الملك بن محمد فقد ذكر في روايته الأسماء الحسنى، وهو ضعيف لين الحديث، ثم إن رواية أهل الشام عن زهير بن محمد غير مستقيمة، وعبد الملك هذا من صنعاء دمشق لا صنعاء اليمن. وأخرجه الترمذي (3506) من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة. ولم يذكر: "إنه وتر يحب الوتر". وأخرجه الطبري 15/183 من طريق عراك بن مالك، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إن لله تسعة وتسعين اسما، كلهن في القرآن، من أحصاهن دخل الجنة". وإسناده ضعيف. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (108) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. ولم يذكر: "إنه وتر يحب الوتر". وسيأتي الحديث بشطريه برقم (7623) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة، وأما الشطر الأول منه، فسيأتي برقم (7623) من طريق محمد بن سيرين، و (10532) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة، والشطر الثاني منه -وهو= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 470 7503 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ أَبُو عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " كُلُّ صَلَاةٍ يُقْرَأُ فِيهَا، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا، أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ " (1)   = قوله: "إنه وتر يحب الوتر"-، سيأتي برقم (7731) من طريق محمد بن سيرين، و (7732) من طريق همام بن منبه. وفي باب قوله: "إن الله وتر يحب الوتر"، عن علي، سلف برقم (877) . وعن ابن عمر، سلف أيضا برقم (5880) . وعن عبد الله بن مسعود عند أبي داود (1417) ، وابن ماجه (1170) ، والبيهقي 2/468. قوله: "من أحصاها"، قال السندي: قيل: حفظها، وهو المشهور، وقيل: أي: عمل بمقتضياتها، فإن بعضها يقتضي الخوف، وبعضها يقتضي الرجاء، وبعضها يقتضي التوكل عليه، ونحو ذلك، فيأتي بذلك، وقيل: أحاط بمعانيها. وقوله: "دخل الجنة"، أي: ابتداء، أو هو لبشارة بحسن الختام، وإلا فمطلق الدخول يكفي فيه الإيمان. وقوله: "إنه وتر"، تعليل لاختياره هذا العدد في أسمائه، والوتر: الفرد، والله تعالى هو الواحد الأحد الذي لا شريك له بوجه من الوجوه، لا في الذات، ولا في الصفات، ولا في الأفعال. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الواحد بن واصل الحداد، فمن رجال البخاري. حبيب بن الشهيد: هو الأزدي البصري، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/362، ومسلم (396) (42) ، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (9) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن حبيب بن الشهيد، بهذا الإسناد. وفي رواية مسلم والبيهقي: "لا صلاة إلا بقراءة"، وجعلاه مرفوعا، وقد تتبع الحديث: 7503 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 471 7504 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ، لَمْ يَشْكُرِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   = الدارقطني مسلما في "التتبع" ص 196، فقال: وهذا لم يرفع أوله إلا أبو أسامة، وخالفه يحيى القطان، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو عبيدة الحداد، وغيرهم، رووه عن حبيب بن الشهيد، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: "في كل صلاة قراءة، فما أسمعناه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أسمعناكم"، جعلوا أول الحديث من قول أبي هريرة، وهو الصواب، وكذلك رواه قتادة، وأيوب، وحبيب المعلم، وابن جريج. وأخرجه مسلم (396) (44) ، وأبو عوانة 2/125، والطحاوي 1/208، والبيهقي في "السنن" 2/40، وفي "القراءة خلف الإمام" (11) من طريق حبيب المعلم، عن عطاء بن أبي رباح، به. زاد مسلم وأبو عوانة والبيهقي في رواياتهم: ومن قرأ بأم الكتاب، فقد أجزأت عنه، ومن زاد، فهو أفضل. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (15) من طريق إبراهيم الصائغ، عن عطاء، به. وأخرجه النسائي 2/163، والطحاوي 1/208، وابن حبان (1781) من طريق رقبة بن مصقلة، عن عطاء، به. وسيأتي الحديث برقم (7696) و (7834) و (8006) و (8076) و (8525) و (8584) و (9330) و (9389) و (9616) و (9711) و (9761) و (10323) . وانظر التعليق على الحديث الذي سلف برقم (7270) . (1) لفظ "الحداد" ليس في (م) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن زياد: هو القرشي= الحديث: 7504 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 472 7505 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا عَقِيلُ بْنُ مَعْقِلٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَرَأَيْتُ حَلْقَةً عِنْدَ مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ لِي: أَبُو هُرَيْرَةَ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ (1) ، فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ. فَقَالَ: سَمِعْتُ حِبِّي، أَوْ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، وَالْجَفَاءُ فِي   = الجمحي مولاهم. وأخرجه الطيالسي (2491) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (218) ، وأبو داود (4811) ، والترمذي (1954) ، وابن حبان (3407) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (110) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/389، والقضاعي في "مسند الشهاب" (829) ، والبيهقي في "السنن" 6/182، وفي "الشعب" (9117) ، والبغوي (3610) من طرق عن الربيع بن مسلم، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أبو نعيم 7/165 من طريق شعبة، عن محمد بن زياد، به. وسيأتي برقم (7939) و (8019) و (9034) و (9944) و (10377) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/73-74. وعن النعمان بن بشير، سيأتي 4/278. وعن الأشعث بن قيس، سيأتي 5/211. (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: فسألت، لكن جاء على هامش بعض هذه النسخ: "لعله: فسلمت". الحديث: 7505 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 473 الْفَدَّادِينَ، أَصْحَابِ الْوَبَرِ " وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ (1) 7506 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَكُنْتُ إِذَا مَشَيْتُ سَبَقَنِي، فَأُهَرْوِلُ، فَإِذَا هَرْوَلْتُ سَبَقْتُهُ، فَالْتَفَتُّ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عقيل بن معقل -وهو ابن أخي همام-، فمن رجال أبي داود، وهو ثقة. والشطر الثاني منه، وهو قوله: "الجفاء في الفدادين ... " سيأتي بنحوه برقم (8242) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة رفعه: "الخيلاء والفخر في أهل الخيل والإبل، والسكينة في أهل الغنم". وانظر نحوه أيضا برقم (7652) و (8846) و (8942) و (9411) و (9499) و (10222) و (10978) من طرق عن أبي هريرة. وأما الشطر الأول منه فقد سلف برقم (7202) من طريق محمد بن سيرين، وله طرق أخرى أشرنا إلى أماكن وجودها في "المسند" هناك. وقوله: "وأشار بيده نحو المشرق"، انظر ما سلف برقم (7432) . الجفاء، قال السندي: هو الغلظة، وترك البر والصلة. والفدادون، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/419: هم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم، واحدهم: فداد، يقال: فد الرجل يفدُّ فديدا إذا اشتد صوته. وقيل: هم المكثرون من الإبل، وقيل: هم الجمالون والبقارون والحمارون والرعيان. وقيل: إنما هو "الفدادين" مخففا، واحدها: فدان، مشدد، وهي البقر التي= الحديث: 7506 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 474 إِلَى رَجُلٍ إِلَى جَنْبِي، فَقُلْتُ: تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ، وَخَلِيلِ (1) إِبْرَاهِيمَ " (2)   = يحرث بها، وأهلها أهل جفاء وغلظة. وقوله: "أصحاب الوبر"، قال السندي: بفتحتين، أي: أصحاب الإبل، أي: الذين لهم صياح عند سوقهم لها. (1) المثبت من (ظ3) و (عس) و"جامع المسانيد والسنن" لابن كثير، وهو الصواب، فإنه قسم بالله تعالى، وفي (م) وباقي النسخ الخطية: "وخليلي إبراهيم" بياء الإضافة، وهو خطأ يقينا كما قال الشيخ أحمد شاكر، وذلك أن أبا هريرة ما كان ليزعم قط أنه خليل إبراهيم، أو أن إبراهيم خليله، ولا أن يقسم بغير الله تعالى، وأما السندي فقد حشى على هذا الموضع بناء على النسخ المتأخرة بكلام بعيد، حيث قال: أي: ولخليلي فهو عطف على الضمير المجرور بلا إعادة الخافض، وقد جوزه بعضهم ويمكن أن يجعل مبتدأ بتقدير الخبر: وخليلي إبراهيم كان كذلك، أي: تطوى له الأرض، والله تعالى أعلم. (2) حسن، أبو محمد عبد الرحمن بن عبيد لم يرو عنه غير ابن عون -وهو عبد الله بن عون بن أرطبان-، ولم يوثقه غير ابن حبان 5/94، وأورده البخاري في "التاريخ الكبير" 5/320، وابن أبي حاتم 5/260 فلم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وسيأتي مكررا برقم (7929) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/379 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (139) ، ومن طريقه ابن حبان في "الثقات" 5/94 عن النضر بن شميل، عن عبد الله بن عون، به - لكن قال في آخره: فقال رجل إلى جنبي: إن الأرض تطوى له. وسيأتي ما يشده برقم (8604) و (8943) من طريق أبي يونس مولى أبي= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 475 7507 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدَ مَالَهُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ إِنْسَانٍ قَدْ أَفْلَسَ - أَوْ عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ أَفْلَسَ - فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ " (1) 7508 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جِدَالٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " (3)   = هريرة، عن أبي هريرة قال: ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان كأن الشمس تجري في جبهته، وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث. وقد مر (3033) في صفة مشيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث ابن عباس قال: كان إذا مشى، مشى مجتمعا، ليس فيه كسلٌ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الدارمي (2590) ، وابن الجارود (630) ، والدارقطني 3/30، وأبو نعيم في "الحلية" 5/361، والبيهقي 6/45 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (7124) . (2) تحرف في (م) إلى: سعيد. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وزكريا:= الحديث: 7507 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 476 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = هو ابن أبي زائدة الكوفي، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/529، ومن طريقه أبو يعلى (5897) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/81 عن يحيى بن يعلى التيمي، عن منصور بن المعتمر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد. ويحيى بن يعلى التيمي ثقة. وسيأتي عند المصنف برقم (10414) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن منصور بن المعتمر، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبي سلمة، به، فأدخل عمر بن أبي سلمة بين سعد بن إبراهيم وبين أبي سلمة، وهو من المزيد في متصل الأسانيد، وكذا سيأتي برقم (10202) من طريق سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن ابن عمه عمر بن أبي سلمة. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (574) ، والخطيب البغدادي 11/136 من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وأخرجه الطبراني (496) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7848) و (7989) و (9479) و (10143) و (10202) و (10414) و (10539) و (10834) من طرق عن أبي سلمة. وفي الباب عن أبي جهيم، سيأتي 4/169-170. وعن عمرو بن العاص، سيأتي 4/204 و205. وعن عبد الله بن عمرو عند ابن أبي شيبة 10/528. وفي معنى الحديث قال السندي: كأن المراد أن نوعا من الجدال، وهو المؤدي إلى الشك والتكذيب، كفرٌ، ولهذا نكر، وصح وقوع النكرة مبتدأ، ويحتمل أن وقوعه مبتدأ بالنظر إلى قوله: " في القرآن "، لأنه إما صفة له، أو متعلق به، وعلى الوجهين يفيد التخصيص المسوغ لوقوعه مبتدأ.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 477 7509 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ يَنْزِلُ (1) اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ " (2)   = قلنا: وسيأتي في بعض روايات "المسند": "مراء في القرآن كفر"، وفي بعضها "المراء"، وعليه شرح العلامة ملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 1/240، فقال: أي الجدال في متشابهه المؤدي إلى الجحود كفر، سماه كفرا باسم ما يخشى عاقبته، وذلك بأن يسند أحدهم كلامه إلى آية، ثم يأتي صاحبه بآية أخرى تدافعا له، كأنه يزعم أن الذي أتيت به نقيض ما استدللت به. قال زين العرب: المراد بالمراء في القرآن: الشك فيه، كقوله تعالى: (فلا تك في مرية منه) [هود: 17] ، أي: في شك، يعني: الشك في كونه كلام الله كفر، والمراء: المجادلة فيما فيه مرية وشك. وقال البيضاوي: المراد بالمراء فيه: التدارؤ، وهو أن يروم تكذيب القرآن بالقرآن ليدفع بعضه ببعض، فيطرق إليه قدحا وطعنا. (1) في (م) : نزل، والمثبت من الأصول الخطية. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الوهاب شيخ أحمد -وهو ابن عطاء الخفاف- فقد خرج له البخاري في "خلق أفعال العباد" ومسلم وأصحاب السنن الأربعة، وهو صدوق وتابعه هنا يزيد بن هارون، وغير أبي= الحديث: 7509 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 478 7510 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ   = جعفر -وهو الأنصاري المدني المؤذن- فقد خرج له البخاري في "الأدب" وفي "خلق أفعال العباد" وأبو داود والترمذي والنسائي في "عمل اليوم والليلة" وابن ماجه، ولم يرو عنه غير يحيى -وهو ابن أبي كثير- وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، يعني عند المتابعة وإلا فلين، وقد توبع. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وأخرجه الدارقطني في "النزول" ص 128-129 من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2516) ، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 40، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (476) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/307-308، والدارقطني في "النزول" ص 128-129 من طرق عن هشام الدستوائي، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (477) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به. وسيأتي برقم (10760) . وأخرجه بنحوه مسلم (758) (171) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/308-309 و309، والبيهقي في "السنن" 2/3، وفي "الأسماء والصفات" ص 449-450 من طريق سعد بن سعيد، عن سعيد ابن مرجانة، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (503) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/310 من طريق القاسم بن عباس، عن نافع بن جبير، عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7592) و (7792) و (8974) و (9591) و (10618) . وفي الباب عن ابن مسعود سلف برقم (3673) . وانظر تتمة شواهده هناك. الحديث: 7510 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 479 مُسْتَجَابَاتٌ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ " (1)   (1) حسن لغيره، والكلام في إسناده كالكلام في إسناد الحديث السابق، وأما من ذكر أن أبا جعفر الذي روى عن أبي هريرة هذا الحديث هو محمد بن علي -يعني أبا جعفر الباقر- فقد أخطأ، والصواب أنه أبو جعفر الأنصاري المؤذن، ولا يعرف اسمه، وانظر تعليقنا على الحديث رقم (10708) . وأخرجه أبو داود الطيالسي (2517) ، وأخرجه ابن أبي شيبة 10/429، وابن ماجه (3862) عن عبد الله بن بكر السهمي، والبخاري في "الأدب المفرد" (32) عن معاذ بن فضالة، وأبو داود (1536) ، والطبراني في "الدعاء" (1314) عن مسلم بن إبراهيم، والترمذي (1905) و (3448) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، وابن حبان (2699) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ستتهم (الطيالسي والسهمي ومعاذ ومسلم بن إبراهيم وإسماعيل بن إبراهيم) عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وفيه عند الطيالسي وابن ماجه "لولده" مكان "على ولده"، وقوله "على ولده" ليس في رواية مسلم بن إبراهيم. قال الترمذي: هذا حديث حسن، وأبو جعفر هذا الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير يقال له: أبو جعفر المؤذن، وقد روى عنه يحيى بن أبي كثير غير حديث ولا نعرف اسمه. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (481) ، والطبراني في "الدعاء" (1325) ، والبغوي (1394) من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، والطبراني (1324) من طريق الأوزاعي، و (1326) من طريق الخليل بن مرة، ثلاثتهم عن يحيى بن أبي كثير به. وجعل الخليل بن مرة في روايته دعوة المرء لأخيه مكان دعوة المسافر، وقال فيه: دعاء الوالد لولده. وسيأتي الحديث من طريق أبي جعفر عن أبي هريرة برقم (8581) و (9606) و (10196) و (10708) و (10771) . وأخرجه بنحوه البزار (3139- كشف الأستار) من طريق إبراهيم بن خثيم بن= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 480 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عراك بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ثلاث حق على الله أن لا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع". وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه إبراهيم بن خثيم بن عراك، متروك الحديث، انظر ترجمته في "لسان الميزان" 1/53. وسيأتي برقم (8043) من طريق أبي المدلة، عن أبي هريرة مرفوعا ضمن حديث طويل: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم ... ". وبرقم (8795) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة رفعه " دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه ". وله شاهد من حديث عقبة بن عامر، سيأتي في "المسند" 4/154، بلفظ " ثلاث مستجاب لهم دعوتهم: المسافر، والوالد، والمظلوم ". وثان من حديث أنس بن مالك عند البيهقي في "السنن" 3/345، والضياء المقدسي في " المختارة " (2057) ، بلفظ " ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر ". وثالث من حديث أم حكيم عند ابن ماجه (3863) ، بلفظ " دعاء الوالد يفضي إلى الحجاب ". وأسانيد هذه الأحاديث الثلاثة حسنة في الشواهد. ولدعوة المظلوم شواهد أخرى سيأتي ذكرها عند الحديث رقم (8043) . قوله: " لا شك فيهن "، قال السندي: أي: في استجابتهن. ودعوة المظلوم، أي: على الظالم، وأثر الاستجابة قد لا يظهر في الحال، لكون المجيب تعالى حكيما، وفيه زجر للظالم عن الظلم خوفا من أن تصيبه دعوة المظلوم. ودة المسافر: ما دام مسافرا، وفيه ترغيب للمسافر في صالح الدعاء. وعلى ولده: فيه زجر للولد عن العقوق، وللوالد عن الدعاء عليه، ولعل تخصيص الوالد، لكونه لا يدعو إلا إذا اقتضت الحال، وذلك بخلاف الوالدة، وجاء في بعض الروايات: " لولده "، والله تعالى أعلم. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 481 7511 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ: إِيمَانٌ (1) لَا شَكَّ فِيهِ، وَغَزْوٌ لَا غُلُولَ فِيهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ " وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " حَجٌّ مَبْرُورٌ يُكَفِّرُ خَطَايَا تِلْكَ السَّنَةِ " (2)   (1) المثبت من (م) و (عس) ، وفي (ظ3) وباقي النسخ: إيمان بالله. (2) حديث صحيح، أبو جعفر -وهو الأنصاري المؤذن- وإن كان في عداد المجهولين، قد توبع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه الدارمي (2739) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد - دون قوله: "وغزو لا غلول ... " الخ. وأخرجه الطيالسي (2518) ، وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (153) من طريق معاذ بن هشام، وابن حبان (4597) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم (الطيالسي ومعاذ ويزيد) عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث من طريق أبي جعفر عن أبي هريرة برقم (8580) و (9700) و (10757) ، ومن طريق سعيد بن المسيب برقم (7590) ، ومن طريق أبي سلمة برقم (7863) ، ومن طريق أبي سعيد المقبري برقم (9038) ، غير أن المقبري لم يذكر فيه الحج المبرور. وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/150. وعن عبد الله بن سلام، سيأتي 5/451. وعن عبد الله بن حبشي، سيأتي 3/411-412. وعن ماعز التميمي، سيأتي 4/342. وعن عائشة عند البخاري في "خلق أفعال العباد" (158) . وعن الشفاء عند الطبراني في "الكبير" 24/ (791) .= الحديث: 7511 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 482 7512 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، عَنْ خَلَفِ (1) بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَصَمِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ: " صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَلَا أَنَامُ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ " (2)   = وفي معنى قول أبي هريرة في آخر الحديث سلف حديث مرفوع من روايته برقم (7136) ، وهو قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كهيئته يوم ولدته أمه". الغلول: الخيانة في المغنم، والسرقة من الغنيمة قبل القسمة. والحج المبرور، قال ابن الأثير: هو الذي لا يخالطه شيء من المآثم، وقيل: هو المقبول المقابل بالبر، وهو الثواب. (1) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: خالد، والتصويب من (ظ3) و (عس) ومن "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير، و"أطراف المسند" 7/333. ثم إن خالد بن مهران -وهو الحذاء- ليست له رواية عن عبد الرحمن بن الأصم، ولا لعبد الواحد الحداد رواية عن خالد الحذاء. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلف بن مهران أبي الربيع البصري العدوي، فمن رجال النسائي، وهو ثقة. عبد الواحد الحداد: هو عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد. وهذا الحديث بهذا الإسناد تفرد به الإمام أحمد. وأخرجه عبد الرزاق (2849) ، وأبو يعلى (2619) و (6369) من طريق عطاء ابن أبي رباح، عن أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (1432) من طريق أبي سعيد من أزد شنوءة، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن خزيمة (1222) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/15 و16 من طرق، عن أبي هريرة.= الحديث: 7512 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 483 7513 - حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ بِوُضُوءٍ - أَوْ مَعَ (1) كُلِّ وُضُوءٍ بِسِوَاكٍ (2) - وَلَأَخَّرْتُ عِشَاءَ الْآخِرَةِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ " (3)   = وقد سلف الحديث برقم (7138) من طريق الحسن البصري، عن أبي هريرة بذكر الغسل يوم الجمعة بدل ركعتي الضحى، واستوفينا الكلام عليه هناك وله شاهد من حديث أبي ذر سيأتي 5/173 وآخر من حديث أبي الدرداء سيأتي 6/440. (1) في (ظ3) : ومع. (2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: سواك، دون باء. (3) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فهو حسن الحديث، خرج له البخاري مقرونا ومسلم متابعة، وأصحاب السنن، لكن وقع لأبي عبيدة وهم فيه، إذ قال: "عند كل صلاة بوضوء" فقد خالفه كل من رواه عن محمد بن عمرو، فقالوا فيه: "عند كل صلاة بسواك"، وهذا هو الصواب الموافق للروايات المتعددة عن أبي هريرة، وروي بمثل حديث أبي عبيدة هذا من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، وأبو معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن- ضعيف، انظر التعليق على الحديث (7412) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3042) من طريق إسماعيل بن جعفر، والطحاوي 1/44 من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد، مختصرا بلفظ "لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"، وسيأتي بهذا اللفظ برقم (7853) و (9180) من طريق عبدة بن سليمان،= الحديث: 7513 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 484 7514 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَصْلَحَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ لَهُ طَعَامَهُ، فَكَفَاهُ حَرَّهُ وَبَرْدَهُ، فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنْ أَبَى، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً فِي يَدِهِ " (1) 7515 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = و (9179) من طريق زائدة بن قدامة، و (9549) من طريق يحيى القطان، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو بن علقمة، وانظر ما سلف برقم (7412) . وفي باب الوضوء عند كل صلاة أخرج البخاري (214) من حديث عمرو بن عامر، عن أنس قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ عند كل صلاة. قلت (القائل عمرو بن عامر) : كيف كنتم تصنعون؟ قال: يجزىء أحدنا الوضوء ما لم يحدث. وسيأتي في "المسند" 3/132. وعن بريدة بن الحصيب عند أحمد 5/358 قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ عند كل صلاة، فلما كان يوم الفتح، توضأ ومسح على خفيه، وصلى الصلوات بوضوء واحد، فقال له عمر: يا رسول الله، إنك فعلت شيئا لم تكن تفعله. قال: "إني عمداً فعلت يا عمر". وهو في "صحيح مسلم" (277) وغيره. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. وسيأتي برقم (7805) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة، فأسقط عبد الرزاق في حديثه الواسطة بين الزهري وبين أبي هريرة، وهو أبو سلمة. وقد سلف برقم (7338) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. والأكلة: اللقمة. الحديث: 7514 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 485 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ فِي مُصَلَّاهُ، فَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ، فَانْصَرَفَ، ثُمَّ قَالَ: " كَمَا أَنْتُمْ " فَصَفَفْنَا فَجَاءَ (1) ، وَإِنَّ رَأْسَهُ لَيَنْطِفُ، فَصَلَّى بِنَا (2) 7516 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ، فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ، فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا " (3)   (1) لفظ "فجاء" أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، ومن "تغليق التعليق" 2/159 حيث أورده الحافظ ابن حجر فيه من طريق الإمام أحمد من "المسند" بهذا الإسناد والمتن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7238) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (1908) ، وابن حبان (3443) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه بأطول مما هنا عبد الرزاق (7304) ، والدارقطني 2/163 من طريق محمد بن المنكدر، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (9654) و (10451) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وفي أوله: "لا تقدموا الشهر -يعني رمضان- بيوم ولا يومين إلا أن يوافق ذلك صوما كان يصومه أحدكم". وسيأتي برقم (7778) من طريق أبي سلمة مقرونا به سعيد بن المسيب أو عن أحدهما عن أبي هريرة، ومن طريق سعيد وحده سيأتي برقم (7581) ، وله طرق أخرى، انظر (7864) و (9376) و (9472) .= الحديث: 7516 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 486 7517 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (1) 7518 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُولُوا: خَيْبَةَ الدَّهْرِ، إِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ، وَلَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ " (2)   = وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1985) . وعن ابن عمر، سلف برقم (5294) . وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/329. وعن طلق بن علي، سيأتي 4/23. وعن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 4/314 و321. وعن أبي بكرة، سيأتي 5/42. وعن عائشة، سيأتي 6/149. قال السندي: قوله: "إذا رأيتم"، أي: رأى من يثبت برؤيته الشهر. "الهلال"، أي: هلال رمضان. و"صوموا"، أي: وجوبا إذا لم يكن عذر من مرض أو سفر. "وإذا رأيتموه"، أي: هلال شوال. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 1/99 من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (7282) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6182) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا= الحديث: 7517 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 487 7519 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي عَبْدِ اللهِ، صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، قَعَدَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَكَتَبُوا (2) مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، طَوَتِ الْمَلَائِكَةُ الصُّحُفَ، وَدَخَلَتْ   = الإسناد. وأخرج الشطر الأول بنحوه البخاري (6181) ، ومسلم (2246) (1) ، والنسائي في "الكبرى" (11486) ، والطبري 25/152، وابن حبان (5714) ، والبيهقي 3/365 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وانظر ما سلف برقم (7245) . وأخرج الشطر الثاني أبو يعلى (5929) من طريق يحيى بن العلاء الرازي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. ويحيى بن العلاء الرازي رمي بالوضع. وانظر ما سلف برقم (7257) . وخيبة الدهر، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" 10/565: الخيبة -بفتح الخاء المعجمة وإسكان التحتانية بعدها موحدة-: الحرمان، وهي بالنصب على الندبة، كأنه فقد الدهر لما يصدر عنه مما يكرهه، فندبه متفجعا عليه، أو متوجعا منه. وقال الداوودي: هو دعاء على الدهر بالخيبة، وهو كقولهم: قحط الله نوءها، يدعون على الأرض بالقحط، وهي كلمة هذا أصلها، ثم صارت تقال لكل مذموم. وقوله: "إن الله هو الدهر"، معناه: أن الله هو خالق الدهر وصاحبه ومدبره. (1) قولى: "عن أبي هريرة" استدركناه من (ظ3) و (عس) ، وقد سقط من (م) وباقي النسخ. (2) في (ظ3) : يكتبون. الحديث: 7519 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 488 تَسْتَمِعُ (1) الذِّكْرَ " وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُهَجِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي شَاةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي بَطَّةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي دَجَاجَةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي بَيْضَةً " (2)   (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: تسمع. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأغر أبو عبد الله: اسمه سلمان. وأخرج هذا الحديث بشطريه جميعا الدارمى (1544) ، والنسائي 3/97-98 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجهما مسلم ص 587 (24) ، وأبو يعلى (6158) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به. ولم يفصل بين الشطرين بقوله: "قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وأخرجهما النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/100-101 من طريق سعيد بن أبي هلال، عن الزهري، به. وسيأتي الحديث بشطريه برقم (7766) عن عبد الرزاق، عن معمر، وبرقم (7767) من طريق يونس بن يزيد، وبرقم (7768) و (10568) من طريق ابن أبي ذئب، وبرقم (10646) من طريق محمد بن أبي حفصة، أربعتهم عن الزهري. وقرن ابن أبي حفصة بالأغر أبا سلمة. وسيأتي الشطر الأول برقم (7582) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري، وبعض من يرويه عن إبراهيم بن سعد هناك قرن بالأغر أبا سلمة. وقد سلف الشطران منفصلين برقم (7258) و (7259) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قلنا: قد زاد عبد الأعلى في روايته عن معمر البطة بين الشاة والدجاجة، لكن خالفه عبد الرزاق فيما سيأتي برقم (7766) فلم يذكرها، وعبد الرزاق أثبت منه في معمر. قاله الحافظ في "الفتح" 2/368. الجزء: 12 ¦ الصفحة: 489 7520 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ (1) اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (2) 7521 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ (3) أَظْلَمُ مِمَّنْ يَخْلُقُ كَخَلْقِي فَلْيَخْلُقُوا بَعُوضَةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا ذَرَّةً " (4)   (1) في (م) : عطاء بن أبي يزيد، بزيادة لفظ "أبي"، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن خالد -وهو الخياط- فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب القرشي المدني. وأخرجه الطيالسي (2382) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2659) (26) من طريق عبد الله بن وهب، ورواه البغوي (83) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه البخاري (1384) و (6598) ، ومسلم (2659) (26) ، والنسائي 4/58، وابن حبان (131) ، والآجري في "الشريعة" ص 194، والخطيب البغدادي 9/341، والبغوي بإثر الحديث (83) من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (7637) و (9103) و (10721) ، وانظر ما سلف برقم (7325) . (3) في (ظ3) و (عس) : من، دون واو. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة= الحديث: 7520 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 490 7522 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ " (1)   = ابن وقاص الليثي- حسن الحديث، روى له البخاري مقرونا ومسلم متابعة وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات، عبد الواحد الحداد -وهو عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد- من رجال البخاري، وأبو سلمة -وهو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري- من رجال الشيخين. وسيأتي برقم (9077) من طريق يزيد بن عمرو، وبرقم (9824) و (10819) من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وسلف برقم (7166) من طريق أبي زرعة، عن أبي هريرة. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، داود بن فراهيج روى عنه جمع، ووثقه يحيى القطان وابن حبان، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال العجلي: لا بأس به، وقال ابن عدي: لا أرى بمقدار ما يرويه بأسا، واختلف فيه قول أحمد فمرة قال: ضعيف، وقال مرة أخرى: صالح الحديث، وكذا اختلف فيه قول يحيى ابن معين، فمرة قال: ليس به بأس، وقال مرة أخرى: ضعيف الحديث، وقال يحيى القطان: كان شعبة يضعف حديث داود بن فراهيج، ونقل يحيى القطان أيضا عن شعبة وسفيان أنهما وثقاه! وضعفه ابن الجارود، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن شاهين في "الرواة المختلف فيهم" فيما نشر في آخر "تاريخ جرجان" ص 560: ليس هو فى جملة من رُد حديثه، لاسيما أن ليحيى بن معين فيه قولين، فقوله: لا بأس به، له موضع، غير أنه لا يدخل في الصحيح، والله أعلم. انظر "الجرح والتعديل" 3/422، و"ثقات ابن حبان" 4/216، و"الكامل" 3/949، و"الميزان" 2/19، و"لسان الميزان" 2/424-425، و"الإكمال" 1/269-270. قلنا: والرجل أقل أحواله أن يكون حسن الحديث، وأما الحديث الذي استنكره له ابن عدي في "الكامل" 3/949-950، والذهبي في "الميزان" 2/19،= الحديث: 7522 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 491 7523 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى لِقْحَةً مُصَرَّاةً، أَوْ شَاةً مُصَرَّاةً، فَحَلَبَهَا، فَهُوَ بِأَحَدِ (1) النَّظَرَيْنِ: بِالْخِيَارِ إِلَى أَنْ يَحُوزَهَا، أَوْ يَرُدَّهَا وَإِنَاءً مِنْ طَعَامٍ " (2)   = فإن الطريق إليه لا يصح، فالنكارة فيه من غيره. وأما حديثنا فقد أخرجه ابن راهويه (141) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1646) ، وابن حبان (512) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37، وابن عدي في "الكامل" 3/949، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3488) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9910) و (10675) . وسيأتي من طريق مجاهد عن أبي هريرة برقم (8046) و (9746) . وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، منهم ابن عمر، وسلف حديثه برقم (5577) . وعبد الله بن عمرو بن العاص، وسلف حديثه برقم (6496) . وهناك ذكرت أحاديث الآخرين. (1) في (ظ3) و (د) : بآخر. (2) إسناده صحيح متصل من جهة محمد بن سيرين، وأما خلاس بن عمرو فإنه لم يسمع من أبي هريرة فيما نقله يحيى القطان عن عوف الأعرابي كما في مقدمة "الجرح والتعديل" ص 236-237، وكذلك قال أبو داود عن الإمام أحمد، وقد أدخل خلاس بينه وبين أبي هريرة أبا رافع الصائغ في غير ما حديث، وخلاس ثقة روى له البخاري حديثين (3404) و (4799) مقرونا بمحمد بن سيرين والحسن البصري، واحتج به مسلم، وعبد الواحد -وهو ابن واصل الحداد- ثقة من رجال البخاري، وعوف -وهو ابن أبي جميلة الأعرابي- ثقة من رجال الشيخين.= الحديث: 7523 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 492 7524 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يَعُودُ فِي عَطِيَّتِهِ، كَمَثَلِ الْكَلْبِ يَأْكُلُ، حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ، ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ فَأَكَلَهُ " (1)   = وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (498) عن النضر بن شميل، والطحاوي 4/17 من طريق روح بن عبادة، والبيهقي 5/318 من طريق هوذة ابن خليفة، ثلاثتهم عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد - ورواية هوذة بن خليفة عن محمد بن سيرين وحده. وقد سلف برقم (7380) من طريق محمد ابن سيرين، عن أبي هريرة. اللقحة، قال السندي: بكسر لام وتفتح وسكون قاف: أي: الناقة القريبة العهد بالولادة. والمصراة، قال: بضم ميم وفتح صاد وتشديد راء مفتوحة: اسم مفعول من التصرية: وهي حبس اللبن في ضروع الإبل. وقوله: "إلى أن يحوزها"، قال: من حازه، بحاء مهملة وزاي معجمة: إذا قبضه وملكه واستبد به. وإتاء: أي: قدر صاع. (1) حديث صحيح، وخلاس بن عمرو لم يسمع من أبي هريرة، لكن تابعه محمد بن سيرين فيما يأتي برقم (10382) . وأخرجه ابن أبي شيبة 6/477، وعنه ابن ماجه (2384) عن أبي أسامة، وابن راهويه في "مسنده" (497) عن النضر بن شميل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/78، وفي "شرح المشكل" (5032) من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد. وأعاده الطحاويُّ في "شرح معاني الآثار" من طريق روح بن عبادة، عن عوف بن أبي جميلة، عن الحسن -وهو البصري-، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا= الحديث: 7524 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 493 7525 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ " (1)   = وسيأتي الحديث من طريق خلاس عن أبي هريرة برقم (9552) و (10381) ، ومن طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة برقم (10382) . وفي الباب عن عمر سلف برقم (281) . وعن ابن عباس سلف برقم (1872) . وعن ابن عمر وابن عباس سلفا برقم (2119) . وعن عبد الله بن عمرو سلف برقم (6705) . تنبيه: قد سلف منا أن صححنا إسناد حديث خلاس هذا عن أبي هريرة في "شرح مشكل الآثار" (5032) على شرط الشيخين، فيستدرك من هذا الموضع. (1) حديث صحيح، وإسناده كسابقه، وخلاس بن عمرو متابع. وأخرجه النسائي 1/49 من طريق عيسى بن يونس، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/105 من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (94) ، والطحاوي 1/14، وابن حبان (1256) ، والبيهقي 1/239 من طريق الحارث بن أبي ذباب، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة مرفوعا، وزادوا في آخره: "أو يشرب"، والحارث صدوق، لكن له أوهام وسيأتي الحديث من طريق ابن سيرين وخلاس معا عن أبي هريرة برقم (10385) و (10841) ، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7526) و (7868) و (8186) و (8558) و (9115) و (9596) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله سيأتي 3/341. وعن ابن عمر عند ابن ماجه (345) .= الحديث: 7525 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 494 7526 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مِثْلَهُ (1)   = الماء الدائم: أي: الساكن الذي لا يجري، وقال ابن الأنهاري -فيما نقله الحافظ في "الفتح" 1/347-: الدائم من حروف الأضداد، يقال للساكن والدائر، ومنه: أصاب الرأس دوام، أي: دوار. وقوله: "ثم يتوضأ منه"، قال السندي: بالرفع، أي: ثم هو يتوضأ منه، كذا ذكره النووي (في "شرح مسلم" 3/187) ، وكأنه أشار إلى أنه جملة مستأنفة، لبيان أنه كيف يبول فيه مع أنه بعد ذلك يحتاج إلى استعماله اغتسالا ونحوه، وبعيدٌ من العاقل الجمع بين هذين الأمرين، والطبع السليم يستقذره، ولم يجعله معطوفا على جملة "يبولن"، لما فيه من عطف الإخبار على الإنشاء، قال النووي: الرواية الرفع، وجوز ابن مالك جزمه بالعطف على موضع "يبولن"، ونصبه بإضمار "أن"، وإعطاء "ثم" حكم واو الجمع، ثم رده بأن النصب يقتضي أن المنهى عنه الجمع بينهما دون إفراد أحدهما، مع أن البول منهي عنه سواء توضأ أم لا. وانظر "فتح الباري" 1/347، و"سبل السلام" 1/19-20. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الواحد -وهو ابن واصل أبو عبيدة الحداد- فمن رجال البخاري. وأخرجه النسائي 1/49، وابن حبان (1251) ، والبيهقي 1/238-239، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/105 من طرق عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 1/49، والخطيب 14/278 من طريق يحيى بن عتيق، والطحاوي 1/14 من طريق عبد الله بن عون، كلاهما عن ابن سيرين، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/141 من طريق سلمة بن علقمة، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة موقوفا. وسيأتي الحديث من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة برقم (7603) و (8740) . وانظر ما قبله. الحديث: 7526 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 495 7527 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ، فَهُوَ إِذْنُهَا، وَإِنْ أَبَتْ، فَلَا جَوَازَ عَلَيْهَا " (1) 7528 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ كِتَابًا، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي " (2)   (1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه عبد الرزاق (10297) ، وابن أبي شيبة 4/138، وأبو داود (2093) و (2094) ، والترمذي (1109) ، والنسائي 6/87، وأبو يعلى (7328) ، وابن حبان (4079) و (4086) ، والبيهقي 7/120 و122 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا، الإسناد. زاد أبو داود "فإن بكت أو سكتت" وقال: وليس "بكت" بمحفوظ، وهو وهم في الحديث، الوهم من ابن إدريس أو من محمد بن العلاء، وقال الترمذي: حديث حسن. وقد سقط من المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" أبو سلمة. وسيأتي برقم (8988) و (10146) ، وانظر (7131) . وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (1888) . وعن ابن عمر سلف برقم (5720) . وعن أبي موسى، سيأتي 4/394. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير= الحديث: 7527 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 496 7529 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ؛ الْأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ بَنُو عَلَّاتٍ، وَلَيْسَ بَيْنِى وَبَيْنَ عِيسَى نَبِىٌّ " (1) 7530 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ، وَحُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ " (2)   = علي بن حفص -وهو المدائني- فمن رجال مسلم. ورقاء: هو ابن عمر، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وانظر (7500) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيأتي الحديث من طريق الأعرج، عن أبي هريرة برقم (9974) و (10981) . ومن طريق سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (9975) ، وهو من رواية الأقران عن بعضهم، فالأعرج وأبو سلمة قرينان. وسيأتي من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (8248) و (9270) و (10258) ، ويأتي شرحه عند الموضع الأول. تنبيه: حديث ورقاء هذا سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، واستدركناه من (ظ3) و (عس) ومن "أطراف المسند" للحافظ ابن حجر 7/360. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2823) ، وابن حبان (719) من طريق شبابة بن سوار، عن= الحديث: 7529 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 497 7531 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي أَبُو مَوْدُودٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَزَقَ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيَدْفِنْهُ (1) ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَلْيَبْزُقْ فِي ثَوْبِهِ " (2)   = ورقاء، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6487) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك، عن أبي الزناد، به. وقال فيه: "حجبت"، مكان: حفت. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (650) و (925) عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه عبيد الله بن عبد الله بن موهب، والقضاعي في "مسند الشهاب" (567) من طريق مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (8944) من طريق يحيى بن النضر، عن أبي هريرة، ونحوه ضمن حديث مطول برقم (8398) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/153. تنبيه: وقع هذا الحديث في (م) والنسخ الخطية المتأخرة، مقلوبا على النحو التالي: "حفت الجنة بالشهوات، وحفت النار بالمكاره"، وهو خطأ محض من النساخ المتأخرين، وقد جاء على الصواب كما أثبتناه في النسختين العتيقتين المتقنتين (ظ3) و (عس) ، وفي "جامع المسانيد والسنن" للحافظ ابن كثير. (1) في (ظ3) و (عس) وهامش (س) و (ظ1) : فليبعد، وسيأتي برقم (8297) وفيه: فليحفر وليبعد فليدفنه، وبرقم (10096) وفيه: فليحفر وليعمق، وبرقم (10889) : فليحفر وليبعد. (2) إسناه حسن، عبد الرحمن بن أبي حدرد -وإن لم يرو عنه غير أبي مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدائني- تابعي سمع من أبي هريرة كما صرح هنا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: لا بأس به، وباقي رجاله ثقات.= الحديث: 7531 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 498 7532 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا (1) بِكُنْيَتِي " (2) 7533 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ، عَنْ الصَّلْتِ بْنِ غَالِبٍ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ مُسْلِمٍ: سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَلَ رَاحِلَتَهُ وَهِيَ مُنَاخَةٌ، وَأَنَا آخِذٌ بِخِطَامِهَا، أَوْ بِزِمَامِهَا (3) ، وَاضِعًا رِجْلِي عَلَى يَدِهَا، فَجَاءَ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَامُوا حَوْلَهُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، " فَشَرِبَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ نَاوَلَ الَّذِي يَلِيهِ عَنْ يَمِينِهِ، فَشَرِبَ قَائِمًا، حَتَّى شَرِبَ الْقَوْمُ   = وأخرجه بنحوه أبو داود (477) ، ومن طريقه البيهقي 2/291 عن القعنبي، عن أبي مودود، بهذا الإسناد. وسيأتي في "المسند" برقم (8297) و (10096) و (10889) ، وانظر ما سلف (7405) . قوله: "فليدفنه"، قال السندي: أي لئلا يؤذي أحدا بأن يلتصق ببدنه، أو يراه فيستقذره. (1) في (م) : تكنوا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الوهاب الثقفي: هو ابن عبد المجيد، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين. مكرر (7378) . (3) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: أو زمامها. الحديث: 7532 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 499 كُلُّهُمْ قِيَامًا " (1) 7534 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ - أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَمَا يَخَافُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَالْإِمَامُ سَاجِدٌ أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ " (2)   (1) إسناده ضعيف لجهالة الصلت بن غالب الهجيمي ومسلم، وهذا الأخير أورده البخاري في "تاريخه" 7/279 ولم ينسبه، وأشار إلى حديثه هذا، وكذا أورده دون نسبة ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/201-202 ولم يذكرا عنه راويا غير الصلت بن غالب، وذكره الحسيني في "الإكمال" 2/125 وقال: مجهول، وترجمه ابن حبان في "الثقات" 5/400 وسماه مسلم بن بديل، وقال: شيخ، يروي عن أبي هريرة قال: رأيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشرب على راحلته ... فذكره! ثم قال: وهو الذي روى عنه عبد الله بن عون حديث الطفيل بن عمرو الدوسي. كذا قال، وهو وهم منه، والصواب أنهما اثنان كما عند البخاري وابن أبي حاتم. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. والحديث أورده مختصرا البخاري 7/279 فقال: قال محمد بن سلام: حدثنا عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد. وفي شرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائما سلف حديث ابن عباس برقم (1838) . وفي شربه قائما وقاعداً حديث عبد الله بن عمرو سلف برقم (6627) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/269 من طريق ابن جريج، عن معمر، بهذا الإسناد. ورواية ابن جريج عن معمر من رواية الأقران عن بعضهم.= الحديث: 7534 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 500 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه مسلم (427) (114) و (116) ، وابن ماجه (961) ، والترمذي (582) ، والنسائي 2/96، وابن خزيمة (1600) ، وأبو عوانة 2/137 و137- 138، وابن حبان (2282) و (2283) ، والطبراني في "الصغير" (303) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/43، وفي "أخبار أصبهان" 2/55 و218 و299، والبيهقي 2/93، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/154-155 من طرق عن محمد بن زياد، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وقد وقع عند ابن حبان في الموضع الثاني: "رأس كلب" مكان "رأس حمار"، وفي بعض المصادر: "رأس حمار" كما هو عند المصنف، وفي بعضها: "صورة"، وفي بعضها الآخر: "وجه". قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/183: والظاهر أنه من تصرف الرواة، قال عياض: هذه الروايات متفقة، لأن الوجه في الرأس، ومعظم الصورة فيه. قال الحافظ: لفظ الصورة يطلق على الوجه أيضا، وأما الرأس فرواتها أكثر، وهي أشمل، فهي المعتمدة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2376) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة، والبيهقي 2/93 من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (7535) و (7668) و (9495) و (9884) و (10069) و (10104) و (10546) . قال الحافظ في "الفتح" 2/183: ظاهر الحديث يقتضي تحريم الرفع قبل الإمام، لكونه توعد عليه بالمسخ، وهو أشد العقوبات، وبذلك جزم النووي في "شرح المهذب"، ومع القول بالتحريم، فالجمهور على أن فاعله يأثم وتجزىء صلاته، وعن ابن عمر: تبطل، وبه قال أحمد في رواية، وأهل الظاهر، بناء على أن النهي يقتضي الفساد، وفي "المغني" عن أحمد أنه قال في "رسالته " (وهي الرسالة الموسومة بالصلاة وهي مطبوعة، والإمام الذهبي ينفي نسبتها إلى الإمام أحمد في "سير أعلام النبلاء" 11/287) : ليس لمن سبق الإمام صلاة لهذا الحديث، قال: ولو كانت له صلاة، لرجي له الثواب، ولم يخش عليه العقاب.= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 501 7535 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ يُونُسَ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يُؤْمِنُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ، وَهُوَ مَعَ الْإِمَامِ، أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ " (1) 7536 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ: " صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْوِتْرُ قَبْلَ النَّوْمِ، وَالْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (2)   = واختلف في معنى الوعيد المذكور فقيل: يحتمل أن يرجع ذلك إلى أمر معنوي، فإن الحمار موصوف بالبلادة، فاستعير هذا المعنى للجاهل بما يجب عليه من فرض الصلاة ومتابعة الإمام، ويرجح هذا المجازي أن التحويل لم يقع مع كثرة الفاعلين، لكن ليس في الحديث ما يدل على أن ذلك يقع ولا بد، وإنما يدل على كون فاعله متعرضا لذلك وكون فعله ممكنا لأن يقع ذلك الوعيد، ولا يلزم من التعرض للشيء وقوع ذلك الشيء، قاله ابن دقيق العيد. وقال ابن بزيزة: يحتمل أن يراد بالتحويل المسخ، أو تحويل الهيئة الحسية أو المعنوية أو هما معا. وحمله آخرون على ظاهره! (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 2/137 من طريق محبوب بن الحسن وعبد الوارث بن سعيد، عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) رجاله ثقات رجال الشيخين، الا أن الحسن البصري مدلس، وقد عنعنه. وقد سلف الكلام على الحديث برقم (7138) . الحديث: 7535 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 502 7537 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا، أَوْ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانًا نَامَ الْبَارِحَةَ وَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى أَصْبَحَ. قَالَ: " بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ " (1) 7538 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا " (2) 7539 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَالْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ " قَالُوا: فَمَنِ الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى، وَلَا يَعْلَمُ النَّاسُ بِحَاجَتِهِ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ "   (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين، وفيه عنعنة الحسن البصري. وسيأتي برقم (9516) . وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3557) بإسناد صحيح. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه بإثر الحديث (700) من طريق عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وانظر (7284) و (7460) . الحديث: 7537 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 503 قَالَ الزُّهْرِيُّ: " وَذَلِكَ هُوَ الْمَحْرُومُ " (1) 7540 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 5/85 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1632) ، وابن حبان (3351) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن معمر، به. وجعل قول الزهري مدرجا في الحديث دون تمييز، قال أبو داود: روى هذا الحديث محمد بن ثور وعبد الرزاق عن معمر، وجعلا المحروم من كلام الزهري، وهو أصح. قلنا: وكذا عبد الأعلى عند أحمد والنسائي. وأخرجه عبد الرزاق (20027) ، والطبري في "جامع البيان" 26/202 من طريق معمر، عن الزهري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/923، والبخاري (1479) ، ومسلم (1039) (101) ، والنسائي 5/85، وأبو يعلى (6337) ، والطحاوي 2/64، وابن حبان (3352) ، والبيهقي 7/11، والبغوي (1602) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه الحميدي (1059) عن سفيان، عن إبراهيم بن مسلم الهجري، عن أبي عياض، عن عمرو بن الأسود، عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه البخاري (4539) ، ومسلم (1039) (102) ، والبيهقي 4/195 من طريق شريك بن أبي نمر، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري وعطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وسيأتي من طريق شريك عن عطاء بن يسار وحده برقم (9140) ، وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (7540) و (8187) و (9111) و (9140) و (9798) و (10569) . وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3636) . والأكلة -بالضم-: اللقمة. الحديث: 7540 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 504 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَنِ الْمِسْكِينُ؟ قَالَ: " الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا " (1) 7541 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَخِي وَهْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ " (2) 7542 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ (3) الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوا عَلَيْهِمْ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم، أبو الحارث المدني. وسيأتي برقم (9747) و (9890) و (10067) ، وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2400) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (43) من طريق عبد الأعلى السامي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8175) ، وانظر ما سلف برقم (7336) . (3) لفظة "إن" ليست في (م) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 8/137، وعنه الطحاوي في "المشكل" (3675) من طريق الفضل بن موسى، عن معمر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8083) عن عبد الرزاق وعبد الأعلى عن معمر، وانظر (7274) . الحديث: 7541 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 505 7543 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا " (1) 7544 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فُجِّرَتْ أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنَ الْجَنَّةِ: الْفُرَاتُ، وَالنِّيلُ، وَسَيْحَانُ، وَجَيْحَانُ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة ابن وقاص الليثي- روى له البخاري ومسلم في "الصحيحين" مقرونا، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البغوي (3845) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، به. وسيأتي برقم (9653) و (10470) ، وانظر ما سلف برقم (7496) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/54 و8/185 من طريق يزيد بن هارون. وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1163) عن سفيان بن عيينة، وأبو يعلى (5921) من طريق أبي أسامة، كلاهما عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/85 من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أربعة أنهار في الجنة، وأربعة أجبل، وأربع ملاحم في الجنة: فأما الأنهار فسيحان وجيحان والنيل والفرات، وأما الأجبل: فالطور ولبنان وأحد= الحديث: 7543 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 506 7545 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى " (1)   =وورقان" وسكت عن الملاحم. وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر. وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/54 من طريق إدريس الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نهران من الجنة: النيل والفرات". وإدريس هذا: يغلب على ظننا أنه ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وهو وأبوه ثقتان، وفي طبقته راو آخر يقال له: إدريس الأودي، وهو ابن صبيح، وهو وأبوه مجهولان! وسيأتي الحديث من طريق حفص بن عاصم عن أبي هريرة برقم (7886) و (9674) بلفظ "سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة". وخرجه بهذا اللفظ مسلم (2839) . وانظر ما يأتي في مسند أنس بن مالك 3/164، وفي مسند مالك بن صعصعة 4/207-208 و208-210. سيحان وجيحان: نهران في جنوب تركيا، يقع على الأول المصيصة، وعلى الثاني أضنة. قال العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح" 5/292: يحتمل أنه سمى الأنهار التي هي أصول أنهار الجنة بتلك الأسامي، ليعلم أنها في الجنة بمثابة الأنهار الأربعة في الدنيا، أو لأنها مسميات بتلك الأسماء فوقع الاشتراك فيها. ثم نقل معنى هذا الكلام عن القاضي البيضاوي، ونقل أيضا وجوها أخرى في معنى الحديث هذا أقواها، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 7/214. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/439 عن يزيد بن هارون وعبد الله بن نمير، بهذا الإسناد.= الحديث: 7545 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 507 7546 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُوا - وَقَالَ يَزِيدُ: أَنْ يُخْرَجُوا (1) - مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ، فَيُقَالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ رَبَّنَا، هَذَا الْمَوْتُ. ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ فَرِحِينَ مُسْتَبْشِرِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ، فَيُقَالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ. فَيَأْمُرُ بِهِ فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ   = وأخرجه ابن سعد 1/439 عن محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبو يعلى (5977) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وابن حبان (5473) ، والبغوي (3175) من طريق عبد الله بن إدريس، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه الترمذي (1752) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، به. وقال: حسن صحيح. وأخرجه البيهقي 7/311 من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود واجتنبوا السواد" وسيأتي الحديث برقم (10472) من طريق محمد بن عمرو، وانظر (7274) . (1) كذا ضبط هذا الحرف في (عس) في الموضع الأول على صيغة المبني للمجهول، وفي الثاني على صيغة المبني للمعلوم، وضبط الموضع الأول في (ظ 3) على صيغة المبني للمعلوم، بينما لم يحرك في الموضع الثاني، ولا يوجد ضبط لهذا الحرف في غير هاتين النسختين. الحديث: 7546 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 508 كِلَيْهِمَا (1) : خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ، لَا مَوْتَ فِيهِ أَبَدًا " (2) 7547 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ، رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تُرْسِلْهَا فَتَأْكُلَ   (1) كذا في (ظ 3) ، وهو الوجه، وفي (م) وسائر النسخ الخطية: كلاهما. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه الحاكم 1/83 من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (1533) ، وهناد في "الزهد" (212) ، وابن ماجه (4327) ، وابن حبان (7450) من طرق عن محمد بن عمرو، به. وسيأتي من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (8906) و (10656) ، ومن طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (8907) ، وضمن حديث مطول من طريق العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، عن أبيه، عن أبي هريرة برقم (8817) . .وسيأتي نحوه من طريق الأعرج، عن أبي هريرة برقم (8535) بلفظ: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة، خلودٌ لا موت فيه، ويا أهل النار، خلود لا موت فيه". وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5993) ، وانظر تمام شواهده هناك. قوله: "فيذبح على الصراط"، قال السندي: قيل: ذلك شيء يخلق الله تعالى عند ذبحه علما ضروريا في قلوبهم أنه لا موت بعد ذلك، ولو شاء لخلق العلم من غير ذبح أيضا، لكن لا يسأل عما يفعل، وإلا فالموت على تقدير فرض تجسمه وذبحه، لا يوجب ذبحه العلم بعدم الموت بعد ذلك، لإمكان خلق مثله، أو إعادته كما أعاد الموتى المذبوحين منهم وغيرهم، والله تعالى أعلم. الحديث: 7547 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 509 مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ " (1) 7548 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ، قَالُوا:   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. محمد: هو ابن عمرو بن علقمة ابن وقاص الليثي. وأخرجه أبو يعلى (5935) من طريق عبد الرحيم بن سليمان الكناني، و (5942) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3318) ، ومسلم (2242) وص 2022، وابن حبان (546) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (7648) و (7847) و (8201) و (9891) و (10501) و (10584) و (10727) . وانظر لزاما الكلام على الحديث رقم (10727) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6483) ضمن حديث الكسوف. وعن جابر، سيأتي 3/317-318. وعن أسماء بنت أبي بكر، سيأتي 6/351. وعن ابن عمر عند البخاري (2365) و (3318) ، ومسلم (2242) ، وانظر ابن حبان (546) . قوله: "من خشاش الأرض"، قال السندي: بفتح الخاء المعجمة، قيل: هو أشهر من كسرها وضمها، أي: حشراتها وهوامها، واحدها خشاشة، سميت بذلك لاندساسها في التراب، من خش في الأرض: إذا دخل فيها، والله تعالى أعلم. الحديث: 7548 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 510 إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ: " إِنَّكُمْ لَسْتُمْ كَهَيْئَتِي، إِنَّ اللهَ حِبِّي (1) يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ " وَقَالَ يَزِيدُ: " إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي " (2) 7549 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ " (3) 7550 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " (4)   (1) في (ظ 3) و (عس) : حي، وأثبت فوقها في ابن عساكر ضبة صغيرة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وسيأتي برقم (7786) و (10694) من طريق الزهري، عن أبي سلمة. وانظر ما سلف برقم (7162) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وحنظلة: هو ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن الجمحي، وسالم: هو ابن عبد الله بن عمر. وأخرجه البخاري (85) عن مكي بن إبراهيم، عن حنظلة بن أبي سفيان، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7872) و (10788) . وانظر ما سلف برقم (7186) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعلى: هو ابن عبيد بن أبي أمية الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان.= الحديث: 7549 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 511 7551 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ، لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُومْ " (1) 7552 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = وأخرجه أبو عوانة 2/213-214، والطحاوي 1/448، وأبو نعيم في "الحلية" 9/252 من طريق يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (4070) ، ومسلم (422) ، والترمذي (369) ، والنسائي 3/11، وأبو عوانة 2/213-214، والبيهقي 2/247 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (9681) و (10213) ، وانظر ما سلف برقم (7285) . (1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلسا وقد عنعنه- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو يعلى (6463) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (756) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (756) من طريق ابن وهب، عن حفص بن ميسرة، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وسيأتي برقم (9468) و (10499) ، وانظر ما سلف برقم (7430) . قوله: "ما لم يحدث"، قال السندي: من أحدث، أي: ما لم ينتقض وضوؤه. وقوله: "أو يقوم"، قال: بالنصب، على أن "أو" بمعنى: إلى أن، أي: إلى أن يقوم، ولو كانت للعطف، لكان حقه: أو يقم، بحذف الواو، والله تعالى أعلم. الحديث: 7551 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 512 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) ، قَالَ يَزِيدُ: مَرُّوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فِي مَنَاقِبِ الْخَيْرِ، فَقَالَ: " وَجَبَتْ " ثُمَّ مَرَّتْ عَلَيْهِ جَنَازَةٌ أُخْرَى، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فِي مَنَاقِبِ الشَّرِّ، فَقَالَ: " وَجَبَتْ " ثُمَّ قَالَ: " إِنَّكُمْ شُهَدَاءُ فِي الْأَرْضِ " (2) 7553 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي   (1) أشار في هامش (ظ 3) إلى أنه يوجد في نسخة زيادة كلمة "جنازة"، وهي في (عس) ، لكن رمجت. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن ماجه (1492) من طريق علي بن مسهر، وأبو يعلى (5979) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن محمد بن عمرو، به. وسيأتي برقم (10471) و (10836) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. وفيهما: "إنكم شهداء الله في الأرض". وأخرجه أبو يعلى (6569) من طريق عبد الله بن نافع -وهو الصائغ-، عن عبد الله بن عمر -وهو العمري-، عن المقبري، عن أبي هريرة. وعبد الله بن عمر ضعيف، لكن الحديث صحيح بطرقه. وسيأتي برقم (10013) و (10076) من طريق إبراهيم بن عامر بن مسعود، عن عامر بن سعد البجلي، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن. وانظر ما سيأتي برقم (8989) .= الحديث: 7553 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 513 الْمَنَامِ فَقَدْ رَأَى الْحَقَّ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَشَبَّهُ بِي " (1)   = وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/179. وانظرما سلف في مسند عمر برقم (139) . قوله: "في مناقب الخير"، قال السندي: أي كائنا في جملة مناقب الخير. وقوله: "وجبت"، قال: أي: الجنة، أو المغفرة، وفي الثاني النار، أو العقوبة شرا، من باب المشاكلة، إذ الثناء لا يتعلق بالشر، وظاهر الحديث أن ثناء الناس علامة على ما سبق له من خير أو شر. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه البخاري (6993) ، ومسلم (2266) (11) ، وأبو داود (5023) ، وابن حبان (6051) ، والبيهقي في "الدلائل" 7/45، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/284، والبغوي (3288) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن أبي سلمة، به - بلفظ: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، أو لكأنما رآني في اليقظة، لا يتمثل الشيطان بي" واللفظ لمسلم، وزاد في روايته عن الزهري أنه قال: فقال أبو سلمة: قال أبو قتادة: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من رآني فقد رأى الحق". ثم ساقه مسلم من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن ابن أخي الزهري، عن عمه الزهري، وقال: فذكر الحديثين جميعا بإسناديهما سواء مثل حديث يونس. قلنا: طريق يعقوب بن إبراهيم هذه ستأتي عند المصنف في مسند أبي قتادة 5/306، ويأتي تخريجها هناك بإذن الله. قال الشيخ أحمد شاكر: فرواية الزهري عن أبي سلمة تدل على أن لفظ "فقد رأى الحق"، إنما هو لفظ حديث أبي قتادة، وليس لفظ حديث أبي هريرة، والزهري أحفظ وأثبت من مئة مثل محمد بن عمرو، وإن كان محمد بن عمرو لا يدفع عن الصدق. قلنا: وطريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة ستأتي مرة أخرى عند المصنف= الجزء: 12 ¦ الصفحة: 514 7554 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَحْسِرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ تِسْعَةٌ " (1)   = برقم (9488) بلفظ "فقد رآني الحق". وانظر ما سلف برقم (7168) . قوله: "فقد رأى الحق"، قال السندي: أي: فرؤياه حق وليست من تخييلات الشيطان. وقوله: "لا يتشبه بي"، قال: أي: لا يتكلف في الظهور في صورتي لمنع الله تعالى إياه عن ذلك. (1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (4046) من طريق محمد بن بشر، وابن حبان (6692) من طريق الفضل بن موسى السيناني، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8559) و (9367) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة. وأخرجه بنحوه البخاري (7119) ، ومسلم (2894) (30) ، وأبو داود (4313) ، والترمذي (2569) ، وابن حبان (6693) و (6694) ، والبغوي (4239) من طريق حفص بن عاصم، والبخاري (7119) ، ومسلم (2894) (31) ، وأبو داود (4314) ، والترمذي (2570) ، وابن حبان (6695) من طريق الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة مرفوعا، ولفظه من طريقهما: "يوشك الفرات أن يحسر عن كنز (أو جبل) من ذهب، فمن حضره، فلا يأخذ منه شيئا". وسيأتي برقم (8062) و (8388) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقال فيه: " ... فيقتل من كل مئة تسعون -أو قال: تسعة وتسعون- كلهم يرى أنه ينجو" كذا في الموضع الأول من طريق معمر عن سهيل،= الحديث: 7554 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 515 7555 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " (1) 7556 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ، خِيَارُهُمْ تَبَعٌ لِخِيَارِهِمْ، وَشِرَارُهُمْ تَبَعٌ لِشِرَارِهِمْ " (2)   = وفي الموضع الثاني من طريق زهير بن معاوية عن سهيل بلفظ "تسعة وتسعون" دون شك. ويشهد للفظ حديث زهير بن معاوية عن سهيل حديث أُبي بن كعب، سيأتي عند المصنف 5/139. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (6052) من طريق أنس بن عياض، والبغوي (4041) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9647) ، وانظر ما سلف برقم (7316) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. يعلى: هو ابن عبيد بن أبي أمية الطنافسي، ويزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/168، وعنه ابن أبي عاصم في "السنة" (1128) و (1511) عن يعلى بن عبيد وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه البغوي (3845) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، به. وانظر ما سلف برقم (7306) . الحديث: 7555 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 516 7557 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي هَذِهِ (1) الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: " الْمَوْتُ " (2) 7558 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ غَزْوَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَزْنًا بِوَزْنٍ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ رِبًا. (3)   (1) لفظة "هذه" ليست في (م) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7287) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نعم: اسمه عبد الرحمن. وهذا الحديث والذي بعده جمعهما يعلى بن عبيد عند المصنف هنا في حديث واحد، وكذلك عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 7/102، وفرقهما غيره، فلذلك جعلنا لهما رقمين منفصلين. وأخرج هذا الحديث دون الثاني ابن ماجه (2255) عن ابن أبي شيبة، عن يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد نحوه. وأخرجه مسلم (1588) (84) ، والنسائي 7/278، والبيهقي 2/295 من طريق محمد بن فضيل، عن أبيه فضيل بن غزوان، به.= الحديث: 7557 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 517 7559 - وَلَا تُبَاعُ ثَمَرَةٌ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا " (1)   = وسيأتي برقم (9639) عن يحيى القطان، عن فضيل بن غزوان، وسيأتي نحوه مختصرا برقم (8936) من طريق مالك، عن موسى بن أبي تميم، عن سعيد ابن يسار، عن أبي هريرة. ويأتي أيضا في مسند أبي سعيد الخدري 3/58 من طريق شرحبيل بن سعد، عن ابن عمر وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري. وفي الباب عن عمر بن الخطاب سلف برقم (162) . وعن أبي بكرة، سيرد 5/38. وعن أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيرد 5/271. وعن عبادة بن الصامت، سيرد 5/319. وعن فضالة بن عبيد، سيرد 6/19. قوله: "مثلا" قال السندي: حال، أي متماثلين، وقوله: "وزنا بوزن" تفسير له. (1) إسناده إسناد سابقه. وأخرجه مجموعا مع الذي قبله ابن أبي شيبة 7/102 عن يعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه وحده مسلم (1538) (56) عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن محمد بن فضيل، عن أبيه فضيل بن غزوان، به. وأخرجه مسلم (1538) (58) ، وابن ماجه (2215) ، والنسائي 7/263، والبيهقي 5/299 من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وفيه عندهم -سوى ابن ماجه- زيادة: "ولا تبتاعوا الثمر بالتمر". وانظر ما سيأتي برقم (8759) و (9017) . وفي الباب عن علي، سلف برقم (937) ، وعن ابن عباس (2247) ، وعن ابن عمر (4869) ، وعن أنس وجابر وزيد بن ثابت وعائشة، ستأتي أحاديثهم 13/15 و319-320 و5/185 و6/70. الحديث: 7559 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 518 7560 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُهُنَّ أَهْلُ الْإِسْلَامِ: النِّيَاحَةُ، وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ " وَكَذَا قُلْتُ لِسَعِيدٍ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: " دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ: يَا آلَ فُلَانٍ، يَا آلَ فُلَانٍ (1) (2)   (1) قوله: "يا آل فلان" تكرر مرة ثالثة في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 3) و (عس) . (2) إسناده حسن، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو ابن عبد الله بن الحارث المدني- استشهد به البخاري ومسلم ولم يحتجا به، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه ابن حبان (3141) عن أحمد بن علي بن المثنى أبي يعلى الموصلي، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن ربعي بن إبراهيم، بهذا الإسناد، بغير هذه السياقة، فهو عنده بلفظ "ثلاث من عمل الجاهلية، لا يتركهن أهل الإسلام: النياحة، والاستسقاء بالأنواء، والتعاير". فكأن سعيدا -كما قال الشيخ أحمد شاكر- نسي الثالثة، وشك فيها، فقال في رواية "المسند" هنا: "وكذا " حتى سأله عبد الرحمن بن إسحاق فقال: "دعوى الجاهلية" ثم لعله استذكر أو استيقن مرة أخرى فلم يشك، وقال دون سؤال: "والتعاير"، يعني التعاير في الأنساب والطعن فيها، وهذا هو الثابت في سائر الروايات التي رأينا من حديث أبي هريرة وغيره. قلنا: وقد روي عن سعيد المقبري من غير هذا الوجه، فلم يذكر فيه سوى اثنتين، فإنه سيأتي عند المصنف برقم (9574) من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه عجلان وسعيد المقبري، عن أبى هريرة رفعه: "شعبتان من أمر الجاهلية= الحديث: 7560 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 519 7561 - حَدَّثَنَا رِبْعِيٌّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، كَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ " (1)   = لا يتركهما الناس أبداً: النياحة، والطعن في النسب" وهو حديث قوي. وسيأتي برقم (7908) من طريق أبي الربيع المدني، عن أبي هريرة رفعه: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعوهن: التطاعن في الأنساب، والنياحة، ومطرنا بنوء كذا وكذا، والعدوى ... ". وإسناده حسن. وبرقم (8905) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه: "اثنتان هما كفر: النياحة، والطعن في النسب". وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (3850) . وعن أبي مالك الأشعري، سيرد 5/342-343. وعن غير واحد من الصحابة، انظر "مجمع الزوائد" 3/12 و13. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق حسن الحديث، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (11) ، وأبو يعلى (6527) ، وابن حبان (905) من طرق عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي بنحوه برقم (8854) و (8882) و (10287) . وانظر ما بعده. الحديث: 7561 ¦ الجزء: 12 ¦ الصفحة: 520 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241هـ) حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد الجزء الثالث عشر مؤسسة الرسالة الجزء: 13 ¦ الصفحة: 1 7562 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، كَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ " (2) 7563 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهُ، إِلَّا جُعِلَ صَفَائِحَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَتُكْوَى بِهَا جَبْهَتُهُ وَجَنْبُهُ وَظَهْرُهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ عِبَادِهِ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى   (1) قوله: "عن أبيه" أثبتناه من (عس) ومن (ظ3) حيث جاء مقحماً فيها بخط دقيق، وسقط من (م) وسائر النسخ، لكن جاء على هامش (س) وعلى هامش (ظ1) و (ق) نقلاً عنها ما نصه: كذا في نسخة أخرى: عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة، والمعروف أن سهيلاً لا يروي عن أبي هريرة إلا بواسطة أبيه. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفربن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة. وانظر ما قبله. الحديث: 7562 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 7 سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " " وَمَا مِنْ صَاحِبِ غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا، إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ، فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، فَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا، لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ وَلَا جَلْحَاءُ، كُلَّمَا مَضَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ عِبَادِهِ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " " وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا، إِلَّا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْفَرَ مَا كَانَتْ، فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، فَتَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا، كُلَّمَا مَضَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " ثُمَّ سُئِلَ عَنِ الْخَيْلِ، فَقَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ وَجَمَالٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وَزْرٌ، أَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا يُعِدُّهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَا غَيَّبَتْ فِي بُطُونِهَا فَهُوَ لَهُ أَجْرٌ، وَإِنْ مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، فَمَا غَيَّبَتْ فِي بُطُونِهَا فَهُوَ لَهُ أَجْرٌ، وَإِنْ مَرَّتْ بِمَرْجٍ (1) فَمَا   (1) لفظة "بمرْجٍ" سقطت من (م) والنسخ المتأخرة من "المسند"، وأثبتناها من (عس) ومن "جامع المسانيد" لابن كثير ورقة 40 من مسند أبي هريرة، وهي= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 8 أَكَلَتْ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ أَجْرٌ، وَإِنِ اسْتَنَّتْ شَرَفًا، فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوهَا أَجْرٌ - حَتَّى ذَكَرَ أَرْوَاثَهَا وَأَبْوَالَهَا -، وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ وَجَمَالٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّ بُطُونِهَا وَظُهُورِهَا، في عُسْرِهَا (1) وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا بَذَخًا وَأَشَرًا، وَرِيَاءً وَبَطَرًا " ثُمَّ سُئِلَ عَنِ الْحُمُرِ، فَقَالَ: " مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَيَّ فِيهَا شَيْئًا (2) إِلَّا الْآيَةَ الْفَاذَّةَ الْجَامِعَةَ: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} " (3)   مدرجة على هامش (ظ3) . (1) المثبت من (ظ 3) و (عس) و"جامع المسانيد" وفي (م) وباقي النسخ: وعسرها ويسرها. (2) لفظة "شيئاً" ليست في (م) . (3) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه أبو داود (1658) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد، بهذا الإِسناد -دون قصة السؤال عن الخيل والحُمُر. وأخرجه بطوله مسلم (987) (26) من طريق عبد العزيز بن المختار وعبد العزيز الدراوَرْدي وروح بن القاسم، وابن خزيمة (2252) من طريق عبد العزيز الدراوردي، و (2253) و (2291) من طريق روح بن القاسم، والبيهقي 4/81 من طريق عبد العزيز بن المختار، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، به.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 9 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وحديث ابن ماجه دون قصة السؤال عن الحمر. وأخرج قوله: "الخير معقود بنواصي الخيل" أبو يعلى (2641) من طريق روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، به. وسلف برقم (5769) عن عفان، عن حماد، عن سهيل. وأخرج قوله: "الخيل ثلاثة. هي لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر" ابن حبان (4671) من طريق روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، به. وأخرجه بطوله مسلم (987) (24) من طريق حفص بن ميسرة، وأخرجه أيضاً (987) (25) ، وأبو داود (1659) من طريق هشام بن سعد، كلاهما عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به. وأخرج الحديث من قوله: "الخيل معقود في نواصيها الخير ... " إلى آخر الحديث: مالك 2/444، ومن طريقه أخرجه البخاري (2371) و (2860) و (3646) و (4962) و (4963) و (7356) ، والنسائي 6/216-217، وابن حبان (4672) ، والبيهقي 10/15 عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به. ورواية البخاري (4963) بقصة الحُمُر فقط. وأخرج أَول الحديث بنحوه البخاري (1402) ، والنسائي 5/23 من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. وسيأتي من طريق أبي صالح بطوله برقم (8977) و (8978) ، ومختصراً برقم (7720) و (9476) ، وانظر ما سيأتي برقم (7756) من طريق أبي صالح، وانظر أيضاً (8979) و (10352) فهما طريقان آخران عن أبي هريرة، والحديث فيهما مطوَّل. وستأتي القطعة الرابعة منه مختصرة برقم (8184) من طريق همام عن أبي هريرة. ولقوله: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" شواهد ذكرت عند حديث ابن عمر الذي سلف برقم (4616) . قوله: "أوفر ما كانت" قال السندي: أي أكثر ما كانت في الدنيا، أو أسمن ما كانت.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 10 7564 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، قَالَ: عَفَّانُ، فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ   =والقاع: المكان الواسع. والقرقر-بفتح القافين-: المكان المستوي. والعقصاء: هي الملتوية القرن. والجلحاء: هي التي لا قرن لها. والخيرُ: قد جاء تفسيره بالأجر والغنيمة، قال السندي: وبزاد الوجاهة بالمشاهدة، فيحمل ما جاء على التمثيل دون التحديد، أو على بيان أعظم الفوائد المطلوبة، بل على بيان الفائدة المترتبة على ما خلق له، وهو الجهاد، والوجاهة حاصلة بالاتفاق، لا بالقصد، ومعنى "معقود في نواصيها" أنه ملازم لها، كأنه معقود فيها، كذا في "المجمع"، والمراد: أنها أسباب لحصول الخير لصاحبها، فاعتبر ذلك كأنه عقد للخير فيها، ثم لما كان الوجه هو الأشرف، ولا يتصور العقد في الوجه إلا في الناصية، اعتبر ذلك عقداً له في الناصية. والمرْج -بفتح فسكون-: أي أرض واسعة ذات نبات كبير. وإن استنتْ: من الاستنان، أي: جَرَتْ. والشرَف -بفتحتين-: هو العالي من الأرض. والتكرم: إظهار الكرامة. والتجمل: إظهار الجمال. وحق بطونها: مراعاتها في الأكل والشرب. وظهورها: بمراعاتها في الركوب والحمل. وعسرها: كحالة البرد مثلا، فيراعي تلك الحالة. والبَذَخ: الفخر والتطاول، والأشر والبطر قريبان منه في المعنى. والفاذّة: المنفردة في معناها، القليلة النظير. الحديث: 7564 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 11 حَتَّى يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرًا لَا تُكِنُّ مِنْهُ بُيُوتُ الْمَدَرِ، وَلَا تُكِنُّ مِنْهُ إِلَّا بُيُوتُ الشَّعَرِ " (1) 7565 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنَعَتِ الْعِرَاقُ قَفِيزَهَا وَدِرْهَمَهَا، وَمَنَعْتِ الشَّامُ مُدَّهَا (2) وَدِينَارَهَا، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ " " يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَدَمُهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم من جهة عفان بن مسلم الباهلي، وأبو كامل متابعه -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- ثقة من رجال أبي داود في "التفرد" والنسائي. وأخرجه ابن حبان (6770) من طريق بسام بن يزيد النقال، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قوله: "لا تُكنُّ" قال السندي: أي: لا تستر منه شيئاً، أي: أن ذلك المطر ينزل من بيوت المدر، ولا تمنع بيوت المدر من نزوله، ولا ينزل من بيوت الشعر، وهو تعالى قادر على كل شيء. (2) في (م) : مدها، وهو خطأ. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل مظفر بن مدرك، فمن رجال أبي داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. زهير: هو ابن معاوية الجعفي. وأخرجه مسلم (2896) ، وأبو داود (3035) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/120، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2767) ، والبيهقي في "السنن" 9/137، وفي "الدلائل" 6/329، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"= الحديث: 7565 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 12 قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) : " سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، وَذَكَرَ أَبَا كَامِلٍ، فَقَالَ: كُنْتُ آخُذُ مِنْهُ ذَا الشَّأْنَ، وَكَانَ أَبُو كَامِلٍ بَغْدَادِيًّا مِنَ الْأَبْنَاءِ " (2)   = (2754) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. القفيز والمُدْي والإِردَبّ: مكاييل كبيرة. فالقفيز: اثنا عشر صاعاً. والمُدْي: اثنان وعشرون صاعاً ونصف صاع. والِإردَبُ: أربع وعشرون صاعاً. والصاع: ألفان وسبعمئة وواحد وخمسون غراماً. قال البغوي في "شرح السنة" 11/178: وللحديث تأويلان: أحدهما: سقوط ما وظف عليهم باسم الجزية بإسلامهم، فصاروا بالِإسلام مانعين لتلك الوظيفة، وذلك معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وعدتم من حيث بدأتم" أي: كان في سابق علم الله سبحانه وتعالى وتقديره: أنهم سيسلهون، فعادوا من حيث بدؤوا. والتأويل الثاني: هو أنهم يرجعون عن الطاعة، فيمنعون ما وظف عليهم، وكان هذا القول من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دليلاً على نبوته حيث أخبر عن أمر أنه واقع قبل وقوعه، فخرج الأمر في ذلك على ما قاله. (1) هو عبد الله بن الإِمام أحمد. وقد نقل عنه ذلك الخطيب البغدادي في "تاريخه" 13/125 عن الحسن بن علي التميمي، عن أحمد بن جعفر بن حمدان -وهو القطيعي- عن عبد الله بن أحمد. وقول يحيى بن معين "كنت آخذ منه ذا الشأن"، يعني به صنعة الحديث، ومعرفة الرجال، فيما ذكره عنه الخطيب في "تاريخه". وأما قوله: "من الأبناء" يريد به أنه من أبناء خراسان، ذكره الخطيب أيضاً في "تاريخه". (2) تحرفت في (م) إلى: الأمناء. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 13 7566 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ أَوْ جَرَسٌ " (1) 7567 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيقٍ، فَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ (2) ، وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا "   (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه الدارمي (2676) ، وأبو داود (2555) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2764) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2678) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2113) (103) ، والترمذي (1703) ، والنسائي في الملائكة كما في "التحفة" 9/395، وابن خزيمة (2553) ، والبيهقي في "السنن" 5/254، وفي "الآداب" (927) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وسيأتي برقم (8097) و (8337) و (8528) و (9089) و (9738) و (10161) و (10941) ، وله طريق آخر عن أبي هريرة انظر (8998) . وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4811) ، وليس فيه الكلب، وذكرت شواهده هناك. الرفقة، قال السندي: بضم الراء وكسرها وسكون الفاء، أي: الجماعة المرافقون. (2) لفظة "بالسلام" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) . الحديث: 7566 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 14 قَالَ زُهَيْرٌ: فَقُلْتُ لِسُهَيْلٍ: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ فَقَالَ: " الْمُشْرِكُونَ " (1) 7568 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (2)   (1) إسناد صحيح كسابقة. وأخرجه أبو عوانة في الإِستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 150، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2766) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1103) ، ومسلم (2167) ، والترمذي (1602) و (2700) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 150، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/341، والبيهقي 4/341، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/196 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به - في حديث بعضهم: "إذا لقيتم اليهود والنصارى"، وفي حديث بعضهم: "إذا لقيتم اليهود"، وفي حديث بعضهم: "إذا لقيتهوهم" ولم يُسم أحداً من المشركين، وفي حديث آخرين: في أهل الكتاب. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (7617) و (8561) و (9726) و (9919) و (10797) ، وفي الحديثين (9726) و (10797) من طريق سفيان الثوري عن سهيل "إذا لقيتم المشركين". قال الشيخ أحمد شاكر: في أكثر الروايات التصريحُ بأنهم اليهود والنصارى، وفي بعضها أيضاً أنهم المشركون، ومجموعُ الروايات يدل على أن المرادَ جميعُ أولئك، وكلهم مشركون. (2) إسناده صحيح كسابقه. الحديث: 7568 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 15 7569 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَامَ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ وَلَمْ يَغْسِلْهُ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ " (1)   = وأخرجه الدارمي (2654) عن أحمد بن عبد الله، وابن حبَان (588) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2765) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3333) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1138) ، ومسلم (2179) ، وابن ماجه (3717) ، وابن خزيمة (1821) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1280) ، والبيهقي 6/151 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وسيأتي برقم (7810) و (8509) و (9047) و (9755) و (9774) و (10264) و (10823) و (10942) . وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4874) ، وذكرت شواهده هناك. (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه أبو داود (3852) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2768) ، وابن حزم في "المحلى" 7/435، والبيهقي في "السنن" 7/276، وفي "الشعب" (5815) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (2878) من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2063) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1220) ، وابن ماجه (3297) ، وابن حبان (5521) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وأخرجه الترمذي (1860) ، والحاكم 4/137، والبيهقي في "الشعب" (5816) و (5817) من طريق الأعمش عن أبي صالح، به، وحسنه الترمذي وصححه الحاكم. وسيأتي برقم (10940) من طريق سهيل بن أبي صالح به، وبرقم (8531) = الحديث: 7569 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 16 7570 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا، فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ " (1) 7571 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ،   = من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. وأخرجه الترمذي (1859) ، والحاكم 4/119 و137، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2938) من طريق يعقوب بن الوليد المدني، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رفعه وقال فى أوله: "إن الشيطان حسّاس لحّاس فاحذروه على أنفسكم". قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وتوهم الحاكم، فصححه على شرط الشيحين، فتعقبه الذهبي بقوله: بل موضوع، فإن يعقوب كذّبه أحمد والناس. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند الطبراني (5435) ، والبيهقي في "الشعب" (5812) . وعن عائشة عند النسائي في "الكبرى" (9907) . وعن فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند ابن ماجه (3296) . وعن ابن عباس عند البخاري في "الأدب المفرد" (1219) ، والبزار (2886) ، والطبراني في "الأوسط" (502) . الغَمَر -بفتحتين-: الدسم والزهومة من اللحم. وقال في "مرقاة المفاتيح" 4/382: المعنى: وصله شيء من إيذاء الهوامِّ، وقيل: أو من الجانِّ (أي: الحية الخفيفة الدقيقة) ، لأن الهوامَّ وذوات السهوم ربما تقصده في المنام لرائحة الطعام في يده فتؤذيه. (1) إسناده صحيح كسأىقة. وانظر (7143) . الحديث: 7570 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 17 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر ابن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه أبو داود (3658) ، ومن طريقه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/4-5 عن موسى بن إسماعيل، وابن حبان (95) من طريق النضر بن شُميل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2311) و (3346) و (3553) ، وفي "الصغير" (160) و (315) و (452) ، والحاكم 1/101، وابن عبد البر 1/5، والبغوي (140) من طرق عن عطاء بن أبي رباح، به. وأخرجه ابن ماجه (266) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (7943) و (8049) و (8533) و (8638) و (10420) و (10487) و (10597) من طريق عطاء بن أبي رباح. فائدة: قال الحاكم -بعد أن ساق الحديثَ من طريق الأعمش عن عطاء: سمعتُ أبا هريرة-: هذا حديثٌ تداوله الناسُ بأسانيد كثيرة تُجمَعُ وُيذاكر بها، وهذا الإسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ذاكرت شيخنا أبا علي الحافظ (واسمه الحسين بن علي النيسابوري) بهذا الباب، ثمَّ سألتة: هل يصح شيء من هذه الأسانيد عن عطاء؟ فقال: لا، قلتُ: لم؟ قال: لأن عطاءً لم يسمعه من أبي هريرة، أخبرناه محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي، حدثنا أزهر ابن مروان، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا علىِ بن الحكم، عن عطاء، عن رجل، عن أبي هريرة، وساق الحديث. فقلت له: قد أخطأ فيه أزهر بن مروان، أو شيخكم ابن أحمد الواسطي، وغير مستبدعٍ منهما الوهم، فقد حدثنا بالحديث أبو بكر بن إسحاق وعلي بن الجزء: 13 ¦ الصفحة: 18 7572 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِي الْآخَرِ دَوَاءً " (1)   = حمشاذ، قالا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن رجل، عن عطاء، عن أبي هريرة، وساقه. فاستحسنه أبو علي واعترف لي به، ثم لما جمعتُ الباب، وجدت جماعةً ذكروا سماع عطاء من أبي هريرة. قلنا: ومما يشدُّ رواية مسلم بن إبراهيم التي احتج بها أبو عبد الله الحاكم على شيخه أبي علي الحافظ، أن أبا عمر ابن عبد البر قد روى هذا الحديثَ في "جامع بيان العلم" 1/4 من طريق مسدَّد، عن عبد الوارث بن سعيد، به مثل رواية مسلم بن إبراهيم. والإِسناد بإسقاط الرجل المبهم أصح، لأن حماد بن سلمة أروى الناس عن علي بن الحكم -فيما قاله أبو داود- ولم يذكره فيه، وتابعه على ذلك عمارة بن زاذان كما سيأتي عند المصنف برقم (10420) ، وعليّ لم يصفه أحد بالتدليس، ووقع التصريح بصيغة التحديث في رواية عمارة عند ابن ماجه. وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند ابن ماجه (263) . وعن عبد الله بن عمرو عند نُعيم بن حماد في زياداته على "زهد" ابن المبارك (399) ، وابن حبان (96) ، والحاكم 1/101، وصححه، والخطيب في "تاريخه" 5/38-39. وعن أنس عند ابن ماجه (264) . وعن أبي سعيد الخدري عند ابن ماجه أيضاً (265) . وعن ابن عباس عند أبي يعلى (2585) ، والطبراني في "الكبير" (10845) . وعن طلق بن علي الحنفي عند الطبراني (8251) ، وفي "مسند الشهاب" للقضاعي (433) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه ضعيف لانقطاعه،= الحديث: 7572 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 19 7573 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ فَاطِمَةَ أَوْ أُمَّ سَلَمَةَ، أَنْ تَجُرَّ الذَّيْلَ ذِرَاعًا " (1) 7574 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ (2) ، قَالَ:   = ثمامة بن عبد الله بن أنس لم يسمع من أبي هريرة، قاله أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 2/466، والمزي في "تهذيب الكمال" 4/405. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (125) ، والدارمي (2039) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8657) و (9036) من طريق حماد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله، به. وانظر ما سلف برقم (7141) . قلنا: قد أخرج هذا الحديث البزار (2866- كشف الأستار) من طريق أبي عتَّاب سهل بن حماد، عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، عن أنس مرفوعاً. وعبد الله بن المثنى ليس بذاك القوي، وكان يخطىء، وقد أخطأ في هذا الحديث كما قال أبو زرعة فيما نقله ابن أبي حاتم في "العلل" 1/28، والصحيح: ثمامة عن أبي هريرة. (1) إسناده ضعيف جداً، أبو المهزِّم -واسمه يزيد بن سفيان- متروك. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/409، وعنه ابن ماجه (3582) عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لفاطمة أو لأُم سلمة: "ذيلكِ ذراع" وأعله البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة 223 بأبي المهزَّم هذا، وقال: ورواه أحمد بن منيع، عن أبي نصر، عن حماد بن سلمة مثلَه. وسيأتي برقم (9384) . ويُغني عنه حديث ابن عمر الذي سلف برقم (4683) ، وحديث أُمِّ سلمة الآتي في مسندها 6/299. (2) تحرف في (م) إلى: عمار بن أبي عامر. الحديث: 7573 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 20 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَأَطَاعَ سَيِّدَهُ، فَلَهُ أَجْرَانِ " (1) 7575 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ (2) أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ فِي النَّارِ مَنْ قَتَلَ كَافِرًا، ثُمَّ سَدَّدَ بَعْدَهُ " (3) 7576 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا، شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفَّر بن مُدرِك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة. وأخرجه إسحاق بن راهويه (120) عن سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7924) و (9268) و (9992) و (10298) . وانظر ما سلف برقم (7428) . (2) تحرفت في (م) إلى: عن. (3) إسناده صحيح رجاله ثقات. وسيأتي برقم (8479) و (8637) و (9186) . وانظر (8816) . قوله: "لا يجتمع في النار" قال السندي: أي: مع مقتوله. وقوله: "ثم سدد بعده" قال: أي: بعد أن قتله، يفيد أنه مشروط بعدم الانحراف بعد ذلك. الحديث: 7575 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 21 فَقَالَ لَهُ: " إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ (1) قَلْبُكَ، فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ " (2) 7577 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، صَوْمُ الدَّهْرِ " (3)   (1) في (م) : إن أردت تليين، والمثبت من الأصول الخطيّة. (2) إسناده ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. أبو عمران الجَوني: هو عبد الملك بن حبيب البصري. وأخرجه عبدُ بن حميد (1426) عن أبي الوليد، والبيهقي في "الشعب" (11034) من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9018) بإسقاط الرجل المبهم من الإسناد، والصواب إثباته. وله شاهد من حديث أبي الدرداء عن البيهقي في "الشعب" (11035) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع، عنه. وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه؛ محمد بن واسع لم يسمع من أحد من الصحابة فيما قاله علي بن المديني. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه النسائي 4/218-219 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8986) و (10663) . وفي الباب عن قتادة، سيأتي 5/297. وسلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6766) أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: = الحديث: 7577 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 22 7578 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ (1) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، وَيَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي (2) ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنٌ، فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيءٌ لَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ " (3)   = "صُمْ ثلاثة أيام من الشهر، صوم الدهر كله" وهو متفق عليه. قوله: "شهر الصبر"، قال السندي: أي: شهر رمضان، وأصل الصبر الحبسُ، فسمي الصيام صبراً لما فيه من حبس النفسِ عن الطعام وغيره في النهار. وقوله: "صوم الدهر"، قال: لأن صومَ ثلاثة كصومِ الشهر على قاعدة (مَنْ جاءَ بالحسنةِ فله عشرّ أمثالها) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة، وهي: حدثنا حماد، ولم ترد هذه الزيادة في (ظ 3) و (عس) ، وهما نسختان عتيقتان متقنتان، ثم إن أبا كاملٍ الخراساني يروي عن إبراهيم -وهو ابن سعد- مباشرة دون واسطة. (2) قوله: "حدثنا أبي" سقط من (م) . (3) إسناده صحيح، وللِإمام احمد فيه شيخان: الأول: أبو كامل مظفر بنُ مدرك الخراساني، والثاني: يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، كلاهما روياه عن إبراهيم بن سعد الزهري، والإِسناد من جهة يعقوب بن إبراهيم على شرط الشيخين. عبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/2 من طريق مَعْن بن عيسى، وابن حبان (3000) من طريق أبي مروان العثماني، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. قلنا: وقد روى هذا الحديث معمر ومحمد بن أبي حفصة وشعيب بن أبي حمزة ومحمد بن الوليد الزُبيدي، عن الزهري، عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن= الحديث: 7578 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 23 7579 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا، فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا ". قَالَ: " فَلَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ " (1)   = ابن أزهر، عن أبي هريرة، وقد أعل النسائي رواية إبراهيم بن سعد برواية هؤلاء عن الزهري، فقد نقل عنه المزي في "التحفة" 9/464 أنه قال بعد ما أخرجة من طريق الزبيدي: هذا عندي أولى بالصواب، والزبيدي أثبت في الزهري، وأعلم به من إبراهيم، وأبراهيم ثقة. وهذا النص غير موجود في "المجتبى" وجاء بعضه في المطبوع من "الكبرى" (1945) وهو: وهذا أولى بالصواب من الذي قبله. قلنا: وهذا تحكُّم من النسائي رحمه الله، إذ لا يبعد أن يكون الزهري قد حفظه على الوجهين، فأداهما جميعاً، فحفظ عنه إبراهيم بن سعد أحد الوجهين، وكم حديثٍ قد رواه الزهري عن غير واحد من أشياخه، فهذا حال المكثرين من رواة الأحاديث، والله تعالى أعلم. ورواية معمر وابن أبي حفصة ستأتيان عند المصنف برقم (8086) و (10669) . وسيأتي الحديث من طريقين آخرين، انظر (8189) و (8607) . وفي الباب عن أنس بن مالك، سيرد 3/101. وعن خبّأى بن الأرت، سيرد 5/109. وعن عُلَيْمٍ الكندي مرسلاً، سيأتي في مسند عَبْس الغِفَاري 3/494-495. قوله: "يستعتب"، قال السندي: أي: يرجع عن الِإساءة، ويَطْلبُ رِضا الله تعالى بالتوبة. (1) إسناده صحيح كسابقه. الحديث: 7579 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 24 7580 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ " (1) 7581 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ، فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ، فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا " (2)   = وأخرجه البخاري (3480) ، ومسلم (1562) ، والبيهقي في "الشعب" (11246) ، والبغوي (2139) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2511) ، والبخاري (2078) ، ومسلم (1562) ، والنسائي 7/318، وابن حبان (5042) و (5046) ، والبيهقي في "السنن" 5/356 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وسيأتي برقم (8387) و (8467) من هذا الطريق عن أبي هريرة، وبرقم (8730) من طريق أبي صالح عنه. وفي الباب عن أبي مسعود البدري وحُذيفة، سيرد 4/118. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل مظفر بن مدرك، وهو ثقة. وأخرجه البخاري (3882) عن عبد العزيز بن عبد الله، و (4285) عن موسى ابن إسماعيل، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7240) . (2) إسناده صحيح كسابقه.= الحديث: 7580 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 25 7582 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ الْأَغَرِّ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَيَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَغَرَّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَذْكُرْ يَعْقُوبُ أَبَا سَلَمَةَ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَاهُ يُونُسُ، عَنِ الْأَغَرِّ، وَأَبِي (1) سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَائِكَةٌ، يَكْتُبُونَ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الْإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وَجَاءُوا فَاسْتَمَعُوا الذِّكْرَ " (2)   = وأخرجه الطيالسي (2306) ، ومن طريقه النسائي 4/133-134، وأخرجه مسلم (1081) ، والبيهقي 4/206 من طريق يحيى بن يحيى، وابن ماجه (1655) من طريق أبي مروان العثماني، ثلاثتهم (الطيالسي ويحيى والعثماني) عن إبراهيم بن سعد، به. وسيأتي من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة (7778) ، وسلف برقم (7516) من طريق أبي سلمة وحده. (1) في (م) : عن أبي، بجعل "عن" مكان الواو، وهو خطأ. وقول الإمام أحمد هنا: حدثناه يونس عن الأَغر وأبي سلمة، يريد به أن شيخه يونس -وهو ابن محمد المؤدب- قد حدثه بهذا الحديث عن إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب الزهري فقال فيه: عن الأغر وأبي سلمة، فتأبع بذلك شيخه الآخر فيه أبا كامل. (2) أسانيده صحاح، وهو من طريق يعقوب ويونس على شرط الشيخين، وأما متابعهما أبو كامل، فثقة من رجال النسائي، وروى له أبو داود في "التفرد".= الحديث: 7582 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 26 7583 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، وَيَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَلَا يُؤْذِينَا بِهَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا " قَالَ يَعْقُوبُ: " يَعْنِي الثُّومَ " (1) 7584 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (2) ، وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،   = وأبو كامل: هو مظفر بن مُدرك الخراساني، وإبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، والأغر: هو سلمان أبو عبد الله، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، ويعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد، ويونس: هو ابن محمد المؤدب. وأخرجه البخاري (3211) عن أحمد بن يونس، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن الأغر وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وانظر (7519) . (1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو عوانة 1/411 من طريق عاصم بن علي وسليمان بن داود أبي أيوب الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وقرن سليمان بن داود بسعيدٍ أبا سلمة. وأخرجه مرسلاً مالك 1/17 عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيأتي الحديث من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة برقم (7610) ، ومن طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (9545) . وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4619) . وانظر شواهده هناك. (2) قوله: "وحدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن شهاب" أثبتناه من (ظ 3) = الحديث: 7583 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 27 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " وَلَمْ يَشُكَّ يَعْقُوبُ "، قَالَ: " فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ (1) جُزْءًا " (2) 7585 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ (3) خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي (4) يَدِي " (5)   = و (عس) ، وقد سقط من (م) وباقي النسخ الخطيّة. (1) في (ظ 3) : "وعشرون" فعلى هذا تضبط "فضل" في أول الحديث على صيغة المصدر: فَضْل. (2) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه ابن ماجه (787) من طريق محمد بن عثمان، وأبو عوانة 2/2 من طريق أبي أيوب -وهو سليمان بن داود الهاشمي-، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7185) . (3) في (م) و (ظ 1) : مفاتيح. وهو خطأ. (4) لفظة "في" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) ، ولم ترد في (م) وباقي النسخ غير (س) لكن رمَّجها وكتب حذاءها: كذا في نسخة أخرى فوضعت يدي! (5) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري (7273) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد.= الحديث: 7585 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 28 7586 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ، رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ الْمُسْلِمُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْعَالَمِينَ، وَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْعَالَمِينَ، فَغَضِبَ الْمُسْلِمُ (1) ، فَلَطَمَ عَيْنَ الْيَهُودِيِّ، فَأَتَى الْيَهُودِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ، فَاعْتَرَفَ بِذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ (2) مَنْ يُفِيقُ، فَأَجِدُ مُوسَى مُمْسِكًا بِجَانِبِ الْعَرْشِ، فَمَا أَدْرِي: أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي؟ أَمْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ " (3)   = وأخرجه مسلم (523) (6) ، والنسائي 6/3-4، وأبو عوانة 1/395، والبيهقي في "الدلائل" 5/470-471 من طريق يونس بن يزيد، وأبو عوانة 1/395 من طريق محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به. وسيأتي برقم (7632) و (9867) . وانظر تخريح الحديث رقم (7266) . (1) في نسختي (ظ 3) و (عس) زيادة عبارة بعد هذا، وهي: "على اليهودي"، لكن لم يكتب عليها علامة "صح"، فلذلك لم نثبتها في المتن. (2) في نسختي (ظ 3) و (عس) : في أول. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل مظفر بن مدرك الخراساني، وهو ثقة. وأخرجه البخاري (2411) و (6517) و (7472) ، ومسلم (2373) (160) ، وأبو داود (4671) ، والنسائي في "الكبرى" (7758) و (11457) ، والبغوي= الحديث: 7586 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 29 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (4302) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وليس فيه عند النسائي قصة اليهودي. وأخرجه البخاري (3408) ، ومسلم (2373) (161) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري (7472) من طريق محمد بن أبي عتيق، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه مختصراً البخاري (3414) ، ومسلم (2373) (159) ، والنسائي في "الكبرى" (11458) من طريق عبد الله بن الفضل، والبخاري (6518) من طريق أبي الزناد، كلاهما عن عبد الرحمن الأعرج وحده عن أبي هريرة. وزادوا في آخره: "ولا أقول إن أحداً أفضل من يونس بن متى عليه السلام". وأخرجه مختصراً أيضاً البخاري (4813) ، وأبو يعلى (6643) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة. وعلقه البخاري (7428) قال: قال الماجشون عن عبد الله بن الفضل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مختصراً أيضاً. وسيأتي الحديث من طريق أبي سلمة وحده عن أبي هريرة برقم (9821) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/31 و33. قوله: "استَّب رجلان"، قال السندي: أي اختصما بالقول. وقوله: "لا تخيروني على موسى" قال: أي: لا تفضلوني عليه، قال التُّورْبشتي: قال ذلك على سبيل التواضع أولًا، ثم لِيرْدَعَ الأمة عن التخيير بين أنبياء الله من تلقاء أنفسهم ثانياً، فإن ذلك يُفضي بهم إلى العصبية، فينتهز الشيطانُ عند ذلك فرصة فيدعوهم إلى الإفراط والتفريط، فلهذا قال: "لا تخيروا بين الأَنبياء" أي: لا تقدموا على ذلك بأهوائكم وآرائكم، بل بما آتاكم الله من البيان، ومثله "ما ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يونس" أي: لا ينبغي أن يقولَ مِنْ تلقاء نفسه، أو لا ينبغي أن يفضل من حيث النبوة والرسالة، فإن شانهما لا يختلِفُ باختلاف الأشخاص، بل كل الأنبياء سواء فيما جاؤوا به من عند الله،= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 30 7587 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ " (1) 7588 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: وَأَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ   = وإن اختلفت مراتبهم، وإليه يشير قوله تعالى: (لا نُفرَّقُ بَيْنَ أحدٍ من رُسُلِهِ) (البقرة: 285) وخصَّ يونس بالذَّكر صَوْناً لبواطن الضعفاء عما يعود إلى نقيضه في حقه بسبب ما قصه الله تعالى من شأنه في كتابه. وقوله: "يصعقون" قال: مِن صَعِقَ كعَلِمَ، أي: يُغشى عليهم من النفخة. (1) إسناده صحيح كسابقه. أبو عبيد: اسمه سعد بن عبيد، وهو في الأصل مولى عبد الرحمن بن أَزهر، لكن نسب فيما بعد إلى عبد الرحمن بن عوف، لأنه وابن أزهر ابنا عمَّ، قاله البخاري في "التاريخ الكبير" 4/60. وأخرجه مسلم (2816) (75) من طريق يحيى بن عباد، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5673) ، والبيهقي 3/377 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، به. وانظر ما سلف برقم (7203) . الحديث: 7587 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 31 وَبِرِسَالَتِهِ (1) ، تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى (2) " (3) 7589 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (4)   (1) في (ظ 3) وكذا على هامش (س) و (ظ 1) : وبرسالاته، وكانت كذلك في (عس) إلا أنها رُمَّجتْ وكُتب فوقها: وبرسالته. (2) لم يذكر في (ظ 3) قوله: "فحج آدم موسى" غير مرة واحدة، وزِيدَ فيها وفي (عس) في آخر الحديث لفظة "مرتين". (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل مظفَّر بن مُدرِك الخراساني، وهو ثقة. حميد بن عبد الرحمن: هو ابن الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه البخاري (3409) ، ومسلم (2652) (15) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (146) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. ولم يسقه ابن أبي عاصم بتمامه. وأخرجه البخاري (7515) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 190-191 من طريق عقيل بن خالد، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1033) من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به. وفي رواية عقيل ونحوه في رواية يونس: "فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة". وانظر الحديث التالي برقم (7589) ، وسلف نحوه برقم (7387) من طريق طاووس عن أبي هريرة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو اليمان: هو الحكم بن نافع، وشعيب: هو ابن أبي حمزة. وانظر ما قبله. الحديث: 7589 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 32 7590 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ " (1) 7591 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ " (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كامل مظفر بن مدرك، وهو ثقة. إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري. وأخرجه الدارمي (2393) ، والبخاري في "صحيحه" (26) و (1519) ، وفي "خلق أفعال العباد" (146) و (147) و (148) ، ومسلم (83) (135) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (21) ، والنسائي 8/93، وأبو عوانة 1/61-62، وابن منده في "الإِيمان" (288) ، واللالكائي في "شرح أُصول الاعتقاد" (1491) و (1492) و (1550) ، والبيهقي في "السنن" 9/157، وفي "الشُعب" (4087) و (4211) ، والبغوي (1840) من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وبعض هؤلاء يرويه مختصراً. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (145) من طريق شعيب، عن الزهري، به مختصراً. وسيأتي من طريق سعيد عن أبي هريرة برقم (7641) . وانظر ما سلف برقم (7511) . (2) إسناده صحيح، أبو كامل مظفر بن مدرك ثقة روى له أبو داود في= الحديث: 7590 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 33 7592 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ (1) ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ الْأَغَرِّ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،   = "التفرد" والنسائي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. ليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد كيسان المقبُري. وأخرجه البخاري (6017) ، ومسلم (1030) ، والبيهقي 4/177 و6/60، والبغوي (1641) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8066) و (9580) و (10402) و (10575) . وأخرجه الترمذي (2130) من طريق أبي معشر، عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "تهادَوْا فإن الهدية تُذْهِبُ وَحَرَ الصدر، ولا تحقرنَّ جارة ... الخ". وأخرج القسم الأول منه الإِمام أحمد برقم (9250) ويأتي هناك التحقيق في سعيد مَنْ هو، فإنه قد اختُلِفَ فيه. وفي الباب عن حواء جدة عمرو بن معاذ الأشهلي، سيرد 6/434-435. الفِرسِن، قال الحافظ في "الفتح" 5/198: بكسر الفاء والمهملة بينهما راء ساكنة وآخره نون: هو عَظْمٌ قليلُ اللحم، وهو للبعير موضع الحافرِ للفرس، ويطلق على الشاة مجازاً، ونونه زائدة، وقيل أصليّة. وأشير بذلك إلى المبالغة في إهداء الشيء اليسير وقبوله، لا إلى حقيقة الفِرسِن، لأنه لم تجرِ العادةُ بإهدائه، أي: لا تَمْنَعُ جارةٌ من الهدية لجارتها الموجودَ عندها لاستقلاله، بل ينبغي أن تَجودَ لها بما تيسر، وإن كان قليلاً فهو خيرَّ من العدم، وذكر الفرسن على سبيل المبالغة، ويحتمل أن يكونَ النهيُ إنما وقع للمُهْدَى إليها، وأنها لا تحتقر ما يُهْدَى إليها، ولو كان قليلاً، وحمله على الأعم من ذلك أولى. وفي الحديث الحضُ على التهادي ولو باليسير، لأن الكثيرَ قد لا يَتيسَّرُ كلَّ وقتٍ، وإذا تواصل اليسير صار كثيراً، وفيه استحباب الموَّدة وإسقاطُ التكلٌّف. (1) وقع في (م) بين أبي كامل وبين إبراهيم زيادة "حدثنا ليثَ" وهو خطأ. الحديث: 7592 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 34 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ اسْمُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، إِلَى السَّمَاءِ (1) الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " فَلِذَلِكَ كَانُوا يُفَضِّلُونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى صَلَاةِ أَوَّلِهِ (2)   (1) في (م) : سماء. (2) إسناده صحيح، مَنْ فوقَ أبي كامل من رجال الشيخين. إبراهيم: هو ابن سعد بن إبراهيم الزهري، والأغر: اسمه سَلْمان، وكنيته أبو عبد الله، والأغر لقبه. وأخرجه ابن ماجه (1366) ، وابن أبي عاصم في "السُّنة" (493) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (480) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/299-300، والدارقطني في "النزول" ص 106-107 و108 و120 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (479) ، والآجرّي في "الشريعة" ص 308، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة" (369) من طريق محمد بن سليمان لُوَيْن، عن إبراهيم بن سعد، به. ولم يذكر فيه الأغرَّ. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/300 من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن إبراهيم بن سعد، به. ولم يذكر فيه أبا سلمة. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/214، وأخرجه الدارمي (1479) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/301، والدارقطني في "النزول" ص 116 من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو يعلى (6155) ، والآجري ص 309 من طريق فليح بن سليمان، وابن خزيمة 1/298، والدارقطني ص 114 من طريق يونس بن يزيد، والدارقطني ص 117 من طريق عبيد الله بن أبي زياد الرصافي، و117-118 من طريق معاوية= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 35 7593 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَتَيْتُ سَعِيدَ ابْنَ مَرْجَانَةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ، فَلَمْ يَمْشِ مَعَهَا، فَلْيَقُمْ حَتَّى تَغِيبَ عَنْهُ، وَمَنْ مَشَى مَعَهَا، فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ " (1)   = ابن يحيى الصدفي، ستتهم (مالك وشعيب وفليح ويونس وعبيد الله ومعاوية) عن الزهري، عن الأغر وأبي سلمة، به. وسيأتي في "المسند" برقم (10313) من طريق مالك، عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر وحده، عن أبي هريرة. ويأتي تخريجه من طريق مالك هناك. وأخرجه الدارقطني في "النزول" ص 112 من طريق مالك، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به. وأخرجه مسلم (758) (170) ، وابن أبي عاصم في "السُّنة" (497) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (478) ، وابن حبان (919) ، وابن خزيمة 1/301-302 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به. وأخرجه الدارقطني ص 119 من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي وأبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث من طريق أبي عبد الله الأغر وأبي سلمة برقم (7622) ، ومن طريق أبي عبد الله الأغر وحدَه برقم (10313) ، ومن طريق أبي سلمة وحدَه برقم (10544) . وانظر ما سلف برقم (7509) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن إسحاق مدلس، ولم يصرح بسماعه، وباقي رجال السند ثقات رجال الصحيح. محمد بن سلمة: هو ابن عبد الله الباهلي مولاهم الحرَّاني، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/487 عن ابن أبي داود، عن= الحديث: 7593 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 36 7594 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا " (1)   الوهبي -وهو أحمد بن خالد-، عن ابن إسحاق، بهذا الإسناد. وأخرج الشطر الثاني البيهقي في "السنن" 4/26 من طريق قاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح. وهذا الشطر رواه غيرُ سفيان الثوري، عن سهيل، عن أبيه، فجعله عن أبي سعيد الخدري، وسيأتي في مسنده 3/37، وانظر أيضاً 3/97. وبنحوه أخرجه الحاكم 1/356 من طريق أبي معاوية، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. ويشهد لحديث أبي هريرة حديثُ أبي سعيد الخدري عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها، فمن اتبعها، فلا يقعد حتى تُوضع". سيأتي في مسنده 3/25، وهو متفق عليه. وحديث عامر بن ربيعة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا رأى أحدكم الجنازة، ولم يكن ماشيا معها، فليقم حتى تجاوزه أو توضع". سيأتي في مسنده 3/445، وهو متفق عليه أيضاً. وفي مسألة القيام للجنازة انظر "شرح معاني الآثار" للطحاوي 1/487-490 و"المغني" لابن قدامة 3/403-405. (1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام" (218) عن محمد بن عبيد، عن محمد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7284) . الحديث: 7594 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 37 7595 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، وَنَهَانِي عَنْ ثَلَاثٍ: " أَوْصَانِي بِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى "، قَالَ: " وَنَهَانِي عَنِ الِالْتِفَاتِ، وَإِقْعَاءٍ كَإِقْعَاءِ الْقِرْدِ، وَنَقْرٍ كَنَقْرِ الدِّيكِ " (1) 7596 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بِصَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَبِالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَبِصَلَاةِ الضُّحَى،   (1) إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي، لجهالة الراوي عن أبي هريرة، لكن قد بُيَّن فيما يأتي برقم (8106) ، وهو مجاهد. وأخرجه الطيالسي (2593) عن أبي عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، به. وانظر في كراهة الالتفات حديث عائشة عند البخاري (751) ، وسيأتي 6/70. وفي النهي عن الإقعاء حديث علي السالف برقم (1244) ، وسنده ضعيف. وفي النهي عن النَّقْر حديث عبد الرحمن بن شبل الآتي في مسنده 3/428، وسنده ضعيف. وسيأتي الشطر الأول -وهو الأمر بالثلاث- عند المصنف برقم (10450) عن معتمر، وبرقم (10483) عن علي بن عاصم، كلاهما عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، وقرن معتمر بمجاهد شهرَ بن حوشب. وأخرج الشطرين جميعاً أبو يعلى (2619) من طريق بشر بن الوليد، عن أبي يوسف، عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف جداً، محمد بن عبيد الله العرزمي متروك الحديث. والشطر الأول صحيح، انظر ما سلف برقم (7512) . الحديث: 7595 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 38 فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ " (1) 7597 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَقُولُ اللهُ (2) : مَنْ أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ، لَمْ أَرْضَ لَهُ بِثَوَابٍ دُونَ الْجَنَّةِ " (3)   (1) حديث صحيح، والراوي المبهم الذي حدث عنه العوَّام: هو سليمان ابن أبي سليمان مولى ابن عباس كما سيأتي عند المصنف برقم (10559) ، وهو في عداد المجهولين. وشيخ المصنف أبو العباس محمد بن السماك مختلف فيه، وقد سلفت ترجمته في مسند ابن مسعود برقم (3676) ، فارجع إليها هناك. وسيأتي تخريج حديث العوام بن حوشب هذا عند الحديث (10559) . وقد صح من غير هذا الطريق، انظر ما سلف برقم (7512) . صلاة الأوابين، قال السندي: أي: الرجاعين إلى الله تعالى من أب: إذا رجع، فإن كل مصلَّ حالةَ الصلاة راجعٌ إلى الله تعالى من الذنوب وغيره مما لا يليق، قال تعالى: (إن الصلاةَ تَنْهَى عن الفحشاءِ والمنكر) : والآتي بالنوافل الزائدة مكثر في الرجوع، والله تعالى أعلم. (2) لفظ الجلالة لم يرد في (م) والنسخ الخطية غير (ظ 3) ، فقد أثبت فيها لكن كتب فوقه ضبة صغيرة، وأثبتناه من النسخة الكتانية، ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 38. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرزاق: هو ابن همام الصنعاني، وسفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وذكوان: هو السمان أبو صالح. وأخرجه الترمذي (2932) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح.= الحديث: 7597 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 39 7598 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ، فَاسْأَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْوَسِيلَةُ؟ قَالَ: " أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ " (1)   = وأخرجه الدارمي (2795) من طريق جرير بن عبد الحميد، والنسائي في "الكبرى" (11446) من طريق أبي الأحوص، وابن حبان (2932) من طريق سهيل بن أبي صالح، والطبراني في "الأوسط" (179) من طريق عبيد الله بن زحر، أربعتهم عن الأعمش، به -لكن جعله جرير وسهيل موقوفاً على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يتجاوزاه. وعبيد الله بن زَحْر راوي الحديث عند الطبراني ضعيف، لكنه قد توبع. وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/144. وعن أبي أمامة، سيأتي 5/258. وعن عائشة بنت قدامة، سيأتي 6/365. وعن ابن عباس عند أبي يعلى (2365) ، وابن حبان (2930) ، والطبراني (12452) . وعن العرباض بن سارية عند البزار (771) ، وابن حبان (2931) . والحبيبتان: المراد بهما العينان. (1) إسناده ضعيف، ليث -وهو ابن أبي سُليم- ضعيف، وكعب قال الترمذي: ليس هو بمعروف، ولا نعلم أحداً روى عنه غير ليث بن أبي سُلَيم. وأخرجه الترمذي (3612) من طريق أبي عاصم، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث غريب ليس إسناده بالقوي. وسيأتي برقم (8770) . ويغني عنه حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم (384) وغيره، وقد سلف برقم= الحديث: 7598 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 40 7599 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيُبْغِضُ أَوْ يَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا قَالَ أَحَدُهُمْ: هَا، هَا، فَإِنَّمَا ذَلِكَ الشَّيْطَانُ يَضْحَكُ مِنْ جَوْفِهِ " (1)   = (6568) . قوله: "الوسيلة" قال السندي: قيل: هي في اللغة المنزلة عند الملك، ولعلها في الجنة عند الله أن يكون كالوزير عند الملك بحيث لا يخرج رزق ولا منزلة إلا على يديه وبواسطته. أن أكون أنا هو: من وضع الضمير المرفوع موضع المنصوب على أن "أنا" تأكيد أو فصل، ويحتمل أن يكون "أنا" مبتدأ خبره هو، والجملة خبر "أكون". (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعة، وهو قوي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3323) . وأخرجه الحميدي (1161) ، والترمذي (2746) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (217) ، وابن خزيمة (921) ، وابن حبان (2358) ، وابن السُّني في "عمل اليوم والليلة" (226) ، والحاكم 4/263 من طرق عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجه (968) ، والنسائي (216) ، وأبو يعلى (6627) ، وابن خزيمة (922) ، وابن حبان (598) ، والبغوي (3340) من طرق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به. وسيأتي برقم (9530) و (10707) . وانظر ما سلف برقم (7294) . الحديث: 7599 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 41 7600 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ - أَوْ قَالَ: فِي وَضُوئِهِ - حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (1) 7601 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْفَأْرَةِ تَقَعُ فِي السَّمْنِ، فَقَالَ: " إِنْ كَانَ جَامِدًا، فَأَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَإِنْ كَانَ مَائِعًا، فَلَا تَقْرَبُوهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (278) (87) ، والبيهقي 1/244، وأبو عوانة 1/264 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (393) ، والترمذي (24) ، والنسائي 1/215، والبيهقي 1/244 من طريق الأوزاعي، عن الزهرىِ، به. وسيأتي مكرراً برقم (7815) ، وانظر ما سلف برقم (7282) . (2) رجاله ثقات، رجال الشيخين إلا أن معمراً قد أخطأ في إسناده، إذ رواه عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة. وقد خالفه أصحاب الزهري فرووه عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، عن ميمونة. وأخطأ في متنه، فزاد فيه زيادة غريبة، وهي: "وإن كان مائعاً فلا تقربوه" وانظر تفصيل القول في ذلك فيما سلف برقم (7177) . والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (278) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود= الحديث: 7600 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 42 7602 - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ (1) بْنُ بُوذَوَيْهِ: أَنَّ مَعْمَرًا،   = (3842) ، وابن حبان (1393) ، والدارقطني في "العلل" 7/287، والبيهقي 9/353، وابن حزم في "المحلى" 1/140، والبغوي (2812) . وقال الحافظ في "الفتح" 9/669: استدل بهذا الحديث -يعني حديث ميمونة الذي ليس فيه زيادة: "وإن كان مائعاً فلا تقربوه" عند البخاري- لِإحدى الروايتين عن أحمد أن المائع إذا حلَّت فيه النجاسة لا ينجس إلا بالتغير، وهو اختيار البخاري، وقول ابن نافع من المالكية، وحُكيَ عن مالك، وقد أَخرج أَحمد عن إسماعيل ابن عُلية، عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة أن ابن عباس سئل عن فأرة ماتتْ في سمن، قال: تؤخذ الفأرة وما حولها، فقلتُ: إن أثرها كان في السمن كله، قال: إنما كانت وهي حية، وإنما ماتت حيث وجدت. ورجاله رجال الصحيح، وأخرجه أحمد من وجهٍ آخر، وقال فيه: عن جر فيه زيت، وقع فيه جرذ، وفيه: أليسَ جال في الجر كله؟ قال: إنما جال وفيه الروح، ثم استقر حيث مات. وأخرج البخاري (5539) عن عبدان، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس ابن يزيد، عن الزهري: عن الدابة تموت في الزيت والسمن وهو جامد أو غير جامد، الفأرة وغيرها، قال: بلغنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بفأرة ماتت في سمن، فأمر بما قرب منها فطرح، ثم أكل. قال الحافظ: وهذا يقدح في صحة من زاد في هذا الحديث عن الزهري التفرقة بين الجامد والذائب لأنه لو كان عنده مرفوعاً ما سوى في فتواه بين الجامد وغير الجامد، وليس الزهري ممن يُقال في حقه: لعله نسي الطريقَ المفصَّلة المرفوعة، لأنه كان أحفظَ الناسِ في عصره، فخفاء ذلك عنه في غاية البعد. (1) في (م) وسائر الأصول الخطية. أبو عبد الرحمن، لكن ضُبَّب على لفظة "أبو" ضبة صغيرة في نسختي (ظ 3) و (عس) إشارة إلى أنه خطأ في الرواية، وهو خطأ قديم في نُسخ "المسند" فلذلك أورده الحسيني في "الإِكمال" 2/303 في الكنى، فتعقبه الحافظ في "التعجيل" ص 498-499 بقوله: قد غلط فيه (يعني= الحديث: 7602 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 43 كَانَ يَذْكُرُهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَيَذْكُرُهُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) 7603 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ مِنْهُ " (2)   = الحسيني) ، وإنما هو عبد الرحمن، اسمٌ لا كنية. قلنا: وعبد الرحمن بن بوذويه، ويقال: ابن عمر بن بوذويه الصنعاني، قد روى له أبو داود والنسائي، فهو من رجال "التهذيب". (1) وقع في (م) هنا خطأ مكان قوله: "ويذكره عن عبيد الله": ويذكر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. قلنا: وهذا خطأ بيِّن، وقع لبعض النساخ المتأخرين من انتقال نظره بعد ما كتب "ويذكر" إلى الحديث رقم (7604) فنقل منه قوله: "قال: قال رسول الله ... " الخ، وما أثبتناه في هذا الحديث منقول بنصه في "سنن النسائي" 7/178، وفي "العلل" 7/287 للدارقطني. وصورة الإسناد هنا: عبد الرزاق، عن عبد الرحمن بن بوذَويه، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله -وهو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي- عن ابن عباس، عن ميمونة، بمثل حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه كذلك أبو داود (3843) ، والنسائي 7/178 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وهذا إسناد لا بأس به، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن بوذويه، فقد خرَّجَ له أبو داود والنسائي، وروى عنه جمعٌ، وأثنى عليه الإِمام أحمد خيراً، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وأما ابن حجر فقال في "التقريب": مقبول! وانظر تخريج الحديث السالف برقم (7177) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7603 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 44 7604 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ، فَاغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ " (1)   وهو في مصنف عبد الرزاق" (300) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (54) ، وأبو عوانة 1/276. وأخرجه الحميدي (970) ، وابن خزيمة (66) من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، بهذا الإسناد، ولفظه عندهما: "ثم يغتسل منه". وأخرجه النسائي 1/197-198، والبيهقي 1/239 من طريق سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قوله، وجاء في آخره عند النسائي: قالوا لهشام -يعني ابن حسان-: إن أيوب إنما ينتهي بهذا الحديث إلى أبي هريرة، فقال: إن أيوب لو استطاع أن لا يرفع حديثاً لم يرفعه. وعلق السندي عليه في حاشيته، فقال: تعظيماً للنسبة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخوفاً من أن يقع منه فيها خطأ، فيقع في الكذب عليه والله تعالى أعلم. ومقصود هشام أن وقف أيوب لا يضر في الرفع إذا ثبت الرفع بطريق آخر على وجهه. وانظر ما سلف برقم (7526) . (1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. وهو بالإِسناد الأول في "مصنف عبد الرزاق" (330) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/207-208. وأخرجه أبو داود (71) ، وابن خزيمة (95) و (97) ، وأبو عوانة 1/207-208 و208 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وزادوا في آخره: "أولاهن بالتراب".= الحديث: 7604 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 45 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (9511) عن ابن عُلية، وبرقم (10595) عن يزيد بن هارون، كلاهما عن هشام بن حسان. وهو بالإِسناد الثاني في "المصنف" أيضاً (331) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/208. وأخرجه الحميدي (968) عن سفيان بن عيينة، وابن الجارود (52) عن علي بن سلمة، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، به -وزاد فيه: "أولاهن أو إحداهن بالتراب". وأخرجه الشافعي 1/23-24، ومن طريقه أبو عوانة 1/208، وأبو نُعيم في "الحلية" 9/158، والبيهقي 1/241، والبغوي (289) عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، به -لكن قال فيه: "أولاهن أو أخراهن بالتراب"! قلنا: ورواية الحميدي أرجح، فهو أثبتُ الناس في ابن عيينة، وأجلّ أصحابه، وكان راويته، ثم إنه قد تابعه على لفظه راوٍ آخر، وهو علي بن سلمة عند ابن الجارود. وأخرجه الترمذي (91) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/21، وفي "مشكل الآثار" (2650) من طريق معتمر بن سليمان، عن أيوب، به -وفيه عند الترمذي: "أولاهن أو أخراهن من التراب"، وفي "مشكل الآثار": "أولاهن أو قال: أولهنَّ بالتراب"، وفي "شرح المعاني": "أولاهن بالتراب" فقط. قال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي مثل ما في "شرح المعاني" برقم (10341) من طريق سعيد عن أيوب. وأخرجه موقوفاً أبو داود (72) من طريق معتمر بن سليمان وحماد بن زيد، والدارقطني 1/64 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، به. وأخرجه أبو داود (73) ، والنسائي 1/177-178، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/21، والدارقطني 1/64، والبيهقي 1/241 من طريق قتادة، وأخرجه الطحاوي أيضاً 1/21، وفي "مشكل الآثار" (2648) ، والدارقطني 1/64 من طريق قرة بن خالد، والدارقطني 1/64 و240 من طريق الأوزاعي، والخطيب= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 46 7605 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، قَالَ: مَرَرْتُ بِأَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي مِمَّا أَتَوَضَّأُ؟ مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ أَكَلْتُهَا، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (1)   = فى "تاريخه" 11/109 من طريق ابن عون، أربعتهم عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً. وفيه عندهم: أولاهن بالتراب، غير قتادة فقد اختلف عليه، فبعضهم قال عنه: أولاهن بالترأى، وبعضهم قال: السابعة بالتراب! قال الحافظ في "الفتح" 1/276: رواية "أولاهن" أرجح من حيث الأكثرية والأحفظية، ومن حيث المعنى أيضاً، لأن تتريب الأخيرة يقتضي الاحتياج إلى غسله أخرى لتنظيفه، وقد نص الشافعي في "حرملة" على أن الأولى أولى، والله أعلم. وانظر تمام كلامه فيه. وسلف الحديث برقم (7346) من طريق الأعرج عن أبي هريرة، دون هذه الزيادة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (667) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النسائي 1/105، والباغندي في "مسند عمربن عبد العزيز" (25) . وأخرجه مسلم (352) ، والنسائي 1/105، والباغندي (24) و (28) و (86) ، والطحاوي 1/63، وابن حبان (1147) ، والطبراني في "الأوسط" (168) ، والبيهقي 1/155 من طرق عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وسماه بعضهم: عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، قال في "التقريب": إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، وقيل: هو عبد الله بن إبراهيم بن قارظ. وأخرجه النسائي 1/106 من طريق يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عمرو، وأبو يعلى (6605) من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، والطحاوي 1/63= الحديث: 7605 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 47 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = من طريق الحارث بن يعقوب، عن عراك بن مالك، والطبراني في "الأوسط" (2247) من طريق حوشب بن عقيل، عن الحسن البصري، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/100 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، جميعهم عن أبي هريرة. وبعض هذه الأسانيد فيها ضعف. وسيأتي من طريق إبراهيم بن عبد الله بن قارظ برقم (7675) و (9519) و (10071) و (10204) . وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي (9907) و (10542) و (10848) و4/28 (الطبعة الميمنية) . وانظر (9049) و (9050) . وفي الباب عن أبي طلحة وأبي موسى وزيد بن ثابت وعائشة وأم حبيبة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 4/28 و397 و5/184 و6/89 و326. قلنا: والوضوء مما مسَّت النار منسوخ في قول الجمهور، ومما يدلَّ على النسخ حديث أبي هريرة الذي سيأتي برقم (9049) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل كتفَ شاةٍ فتمضمض وغسل يده وصَلَّى. يعني: ولم يتوضأ كما في بعض المصادر، وإسناده صحيح. ونحوه حديث ابن عباس عند الشيخين، وقد سلف برقم (1988) . وحديث عمرو بن أمية الضمري عند البخاري (208) ، ومسلم (355) ، وسيأتي 4/139. وحديث جابر قال: كان آخر الأمرين من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك الوضوء مما مسَّت النار. أخرجه أبو داود (192) وغيره، وسنده صحيح. وانظر "الاعتبار" للحازمي ص 46-51. وقوله: "من أثوار أقط" قال السندي: جمع ثور، وهي القطعة، والأَقِطُ بفتح فكسر: لبن مجفف يابس متحجر. ثم الوضوء مما مسته النار منسوخ عند الجمهور أو محمول على غسل اليد والفم، وأجراه أبو هريرة على ظاهره، ولم يبلغه الناسخ، والله تعالى أعلم. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 48 7606 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ يُصَلِّي الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟ " قَالَ فِي حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَ (1) 7607 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا ابْنُ آدَمَ تُضَاعَفُ عَشْرًا، إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، وَيَدَعُ طَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي " " فَرْحَتَانِ لِلصَّائِمِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ " " وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1364) عن معمر وحده. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/379 من طريق روح بن عبادة، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وقرن بابن جريج مالكاً ومحمدَ بن أبي حفصة. وأخرجه أبو يعلى (5888) من طريق أبي اويس عبد الله بن عبد الله، عن الزهري، به. وسيأتي برقم (7830) و (8549) و (10503) . وانظر ما سلف برقم (7149) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وذكوان: هو أبو صالح السمان.= الحديث: 7606 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 49 7608 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي ثَوْبٍ، فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ " (1) 7609 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَتَّهَا بِمَرْوَةٍ أَوْ بِشَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَمَامَهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلَكِنْ   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7893) . وأخرجه مسلم (1151) (164) ، وابن ماجه (1638) من طريق أبي معاوية، ومسلم (1151) (164) ، والنسائي 4/162-163، وابن حبان (3422) من طريق جرير بن حازم، والنسائي 4/162 من طريق المنذر بن عبيد، ثلاثتهم عن الأعمش، به -بعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (7174) . قوله: "فرحتان للصائم"، قال السندي: هكذا في النسخ هاهنا، والمشهور: للصائم فرحتان، وهو الأوفق لقواعد العربية، وأما هنا، فأما من تغيير الرواة أو بتقدير الصفة، أي: فرحتان عظيمتان، أو لأن المدار على الِإفادة ولا حاجة إلى مسوغ آخر. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة، فمن رجال البخاري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1374) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (2304) . وانظر (7470) . الحديث: 7608 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 50 لِيَتَنَخَّمْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى " (1) 7610 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - يَعْنِي الثُّومَ - فَلَا يُؤْذِينَا (2) فِي مَسْجِدِنَا " وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: " فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، وَلَا يُؤْذِينَا (3) بِرِيحِ الثُّومِ " (4) 7611 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أُنَيْسٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1681) . وسيأتي من طريق حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة مقروناً بأبي سعيد 3/58 و88 و93، فانظر تخريجه هناك. وانظر ما سلف برقم (7405) . قوله: "بمروة"، قال السندي: أي: بقطعة حجر. "فإن عن يمينه ملكاً" أي. عظيماً ينبغي مراعاته، أو ملكاً هو يكتب له الصلاة، فلا يليق به أن يؤذيه وهو في أمره، فلا يُرَدُّ أن في يساره ملكاً أيضاً. وانظر "فتح الباري" 1/513. 21) في (ظ 3) : فلا يؤذِنا. (3) في (ظ 3) و (عس) : فلا يؤذنا. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1738) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (563) ، وابن المنذر في "الأوسط " (1918) ، وابن حبان (1645) ، والبيهقي 3/76، والبغوي (495) . وانظر (7583) . الحديث: 7610 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 51 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤَذِّنَ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَهُ، وَلِلشَّاهِدِ (1) عَلَيْهِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ (2) دَرَجَةً " (3)   (1) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: والشاهد، وهو خطأ. (2) كذا في (ظ 3) ، وهو الصواب، وفي (عس) : خمسة وعشرون، وضُبَّبَ على التاء ضبة صغيرة إشارة إلى خطئها، وفي (م) وباقي النسخ: خمسة وعشرين، وهوخطأ. (3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد قابل للتحسين رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباد بن أُنيس، فلم يرو عنه غير منصور، وهو ابن المعتمر، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/140، فقال: مِنْ أهلِ المدينة يروي عن أبي هريرة، روى عنه منصور بن المعتمر. قلنا: وقد قال الآجري عن أبي داود: كان منصور لا يروي إلا عن ثقة! وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1863) ، وعن عبد الرزاق أخرجه إسحاق بن راهويه (152) ، وعبدُ بن حميد (1437) . وسيأتي برقم (9542) من طريق أبي يحيى، عن أبي هريرة. وأخرجه دون قوله: "وللشاهد عليه ... " ابن أبي شيبة 1/225-226 من طريق يحيى بن عباد أبي هبيرة، عن شيخ، عن أبي هريرة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (121) ، والبيهقي 1/431 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، والبيهقي 1/431 من طريق الأعمش، عن مجاهد، عن أبي هريرة. وأخرجه مرسلاً عبد الرزاق (1864) من طريق صفوان بن سليم، عن عطاء ابن يسار، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (6201) .= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 52 7612 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمِيعِ (1) عَلَى صَلَاةِ الْوَاحِدِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ (2) ، وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ " قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] " (3)   = وعن البراء بن عازب سيأتي 4/284. وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7942) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 2/326، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وفيه جعفر بن الزبير، وهو ضعيف. قوله: "مدى صوته" قال ابن الأثير: المدى: الغاية، أي يستكمل مغفرة الله إذا استنفد وُسْعَه في رفع صوته، فيبلغ الغاية في المغفرة إذا بلغ الغاية في الصوت. وقيل: هو تمثيل، أي: أن المكان الذي ينتهي إليه الصوت، لو قُدَّر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقام المؤذن ذنوب تملأ تلك المسافة، لغفرها الله له. قوله: "ويصدقه"، قال السندي: أي: يشهد له يوم القيامة أو يصدقه يوم يسمع، ويكتب له أجر تصديقهم بالحق. وقوله: "وللشاهد عليه"، قال السندي: أي: الذي شهد الصلاة على أذانه، أي: لأجل أذانه. (1) في (م) : الجمع (2) كذا في (ظ 3) و (عس) وهو الصواب، وفي (م) وباقي النسخ: خمسة وعشرين. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2001) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان= الحديث: 7612 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 53 7613 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (1)   = (2051) . وأخرجه البخاري (4717) ، والدارقطني في "العلل" 8/55 من طريق عبد الرزاق، لكن فيه عندهما: عن سعيد وأبي سلمة، به. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (648) ، وفي "القراءة خلف الإِمام" (249) ، ومسلم (649) (246) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، به. وقد سلف برقم (7185) من طريق سعيد بن المسيب وحده، عن أبي هريرة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7602) . وأخرجه ابن حبان (1506) من طريق عبد الرزاق، عن معمر وحده، بهذا الإسناد وسيأتي عند المصنف برقم (7829) عن محمد بن بكر، عن ابن جريج وحده. وأخرجه الشافعي 1/52، والطيالسي (2302) و (2352) ، والدارمي (1207) ، ومسلم (615) (180) و (181) ، وأبو داود (402) ، والترمذي (157) ، وابن ماجه (678) ، والنسائي 1/248، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/186، وابن حبان (1507) ، والبيهقي 1/437 من طرف عن الزهري، به. وقد سلف برقم (7246) من طريق سعيد بن المسيب وحده، وسيأتي برقم (10506) من طريق أبي سلمة وحده. وانظر ما سلف برقم (7130) . قوله: "فأبردوا عن الصلاة"، قال السندي: أي، بالصلاة كما في روايات،= الحديث: 7613 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 54 7614 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَلَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا كَانَ فِي مَسْجِدِهِ (1) ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ " (2) 7615 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ، قَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيُصَلِّ إِلَى شَيْءٍ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ فَعَصًا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَصًا، فَلْيَخْطُطْ   = فلفظة "عن" بمعنى الباء، وذكروا في توجيهها وجوهاً آخر، لكن أقرب الوجوه ما ذكرنا، والله تعالى أعلم. (1) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: مسجدٍ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2210) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/21. وأخرجه مسلم ص 459 (273) من طريق سفيان بن عيينة، والنسائي في الملائكة كما في "التحفة" 10/330 من طريق إسماعيل ابن عُلية، كلاهما عن أيوب، بهذا الإسناد -ورواية ابن عُلية موقوفة. وأخرجه النسائي في الملائكة كما في "التحفة" 10/343 و356 و361، وأبو عوانة 2/21، وأبو نعيم في "الحلية" 6/180-181 من طرق عن محمد بن سيرين، به. وهو عند النسائي في الموضع الأول موقوف. وانظر ما سلف برقم (7430) . الحديث: 7614 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 55 خَطًّا، ثُمَّ لَا يَضُرُّهُ مَا مَرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ " (1) 7616 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اطَّلَعَ عَلَى قَوْمٍ فِي بَيْتِهِمْ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ (2) " (3) 7617 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبْتَدِئُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى بِالسَّلَامِ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيقٍ، فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا " (4)   (1) إسناده ضعيف، أبو عمرو بن حريث مجهول، وهو أبو عمرو بن محمد بن حريث، وحريث جدُّه مجهول أيضاً. وهو مكرر (7394) . (2) في (م) : عينه. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19433) . وأخرجه ابن أبي شيبة 8/758 و14/207، ومسلم (2158) (43) ، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 84، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (936) ، والبيهقي 8/338 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9360) و (10826) . وانظر ما سلف برقم (7313) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9837) = الحديث: 7616 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 56 7618 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ " (1)   = وقرن فيه بمعمر سفيان الثوري. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 150. وانظر (7567) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (19503) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2223) (110) ، وابن حبان (6124) ، والبيهقي في "السنن" 8/139. وأخرجه البخاري (5755) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2512) ، والبخاري في "صحيحه" (5754) ، وفي "الأَدب المفرد" (910) ، ومسلم (2223) (110) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1842) و (1846) ، والبيهقي في "الشعب" (1168) من طرق عن الزهري، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1847) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (9849) و (10790) من طريق عبيد الله بن عبد الله، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7619) و (7883) و (8393) و (9040) و (9454) و (9612) و (10321) و (10582) . وسيأتي من طريق حابس التميمي، عن أبي هريرة في مسند حابس التميمي 5/70.= الحديث: 7618 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 57 7619 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ " فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) 7620 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ " قَالَ أَعْرَابِيٌّ: فَمَا بَالُ الْإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيُخَالِطُهَا الْبَعِيرُ الْأَجْرَبُ فَيُجْرِبُهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَنْ كَانَ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟ " (2)   = وفي الباب عن أنس سيأتي 3/118. قوله: "لاطيرة"، قال السندي: بكسر ففتح، وقد تسكن: التشاؤم بالشيء. "وخيرها": أريد بالضمير ما يعم التشاؤم والتفاؤل، ولذلك قيل: وخيرها الفأل بالهمز، وقد يخقف بإبدالها ألفاً، وهو الأشهر على الأَلسنة. "الكلمة الصالحة": كالمريض يسمع: يا سالم، أو الطالب يسمع: يا واجد، فيرجو بذلك ويتبرك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (6125) من طريق محمد بن عبيد بن حساب، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وسيتكرر الحديث برقم (9262) . وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى هو: ابن عبد الأعلى السامي، ومعمر: هو ابن راشد، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن= الحديث: 7619 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 58 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عبد الله بن شهاب الزهري، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19507) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3911) ، والبيهقي 7/216، والبغوي (3248) . وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 6 من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5770) ، والنسائي في "الكبرى" (7592) ، والبيهقي 7/216 من طرق عن معمر، به. وأخرجه البخاري (5717) و (5773) ، ومسلم (2220) (101) و (102) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (272) و (274) و (286) ، والنسائي (7591) ، والطبري ص 5، والطحاوي في "شرح المشكل" (2891) ، وفي "شرح المعاني" 4/309 و312، وابن حبان (6116) ، والبيهقي 7/216 من طرق عن ابن شهاب، به. وأخرجه البخاري (5775) ، ومسلم (2220) (103) ، وابن أبي عاصم (284) و (285) ، والطبري ص 6-7، والطحاوي في "المشكل" (1661) من طريق سنان بن أبي سنان الدؤلي، والبخاري (5757) ، والطحاوي في "المشكل" (2889) ، وفي "شرح المعاني" 4/309 من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة. قال أبو صالح في رواية الطحاوي في "شرح المعاني": فسافرت إلى الكوفة ثم رجعت، فإذا أبو هريرة ينتقص "لا عدوى" لا يذكرها، فقلت: "لا عدوى"! فقال: أبيت. وسيأتي عدولُ أبي هريرة عن التحديث بهذا الحديث في تعليقنا على حديث: "لا يُورِدُ ممرِضٌ على مصح" الآتي برقم (9263) من طريق معمر عن الزهري. وسيأتي من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة (9612) بلفظ: "لايورد الممرض على المصح" وقال: "لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، فمن أعدى الأول؟ ". وانظر ما سيأتي برقم (8343) و (9165) و (9454) و (9460) و (10321) و (10582) ، وانظر أيضاً (7908) .= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 59 7621 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا، إِلَّا كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ زَرْعٍ أَوْ مَاشِيَةٍ: نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ " (1)   = وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1502) . وعن ابن عباس سلف برقم (2425) . وسلف الكلام على قوله "لا عدوى" عنده. قوله: "لا صفر" قال السندي: بفتحتين، أريد به الشهر المشهور، إما لأنهم يتشاءمون به، أو لأنهم يجعلونه محرماً ويُحِلُّون المحرم، فنُهُوا عن ذلك. "ولا هامةَ"، قال: بتخفيف ميم: طائر كانوا يتشاءمون به. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19612) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1575) (58) ، وأبو داود (2844) ، والترمذي (1490) ، والنسائي 7/189، والبيهقي 1/251، والبغوي (2777) . وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه مسلم (1575) (57) ، والنسائي 7/189، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/55، وفي "مشكل الآثار" (4684) ، والبيهقي 1/251 من طريق الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، وعندهم: "قيراطان" بدل قيراط. وأخرجه مسلم (1575) (60) من طريق إسماعيل بن سميع، عن أبي رزين، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (9493) و (10115) من طريق أبي سلمة، وبرقم (8547) من طريق حيان الهذلي، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (4479) وانظر تمام شواهده هناك. قوله: "ليس بضَارٍ" قال ابن الأَثير: أي كلباً معوداً بالصيد، يقال: ضري الكلبُ وأضراه صاحَبُه، أي: عوده وأغراه به، ويُجمع على ضوارٍ. "إلا كلب صيد" قال السندي: أي: كلباً يُصاد به.= الحديث: 7621 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 60 7622 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْأَغَرُّ، صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُمَا: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ينْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ " (1) 7623 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ "   = "أو زرع أو ماشية"، أي: لحفظها. "نقص": يحتمل بناء الفاعل والمفعول. "بكل يوم" أي: في كل يوم أو بمقابلة كل يوم من أيام اتخاذه. "قيراط": قد جاء بيان القيراط بنحو جبل أحد. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر -وهو أبو مسلم المديني نزيل الكوفة- متابع أبي سلمة، فقد روى له مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19653) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنة" (494) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/300، والآجري في "الشريعة" ص 308، والدارقطني في "النزول" ص 113، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (745) . وانظر (7592) . الحديث: 7622 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 61 وَزَادَ فِيهِ هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " (1) 7624 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَالْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى الْغَنِيُّ، وَيُتْرَكُ الْمِسْكِينُ، وَهِيَ حَقٌّ، وَمَنْ تَرَكَهَا، فَقَدْ عَصَى " (2) وَكَانَ مَعْمَرٌ رُبَّمَا قَالَ: وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ومعمر هنا قد رواه عن أيوب عن ابن سيرين، ورواه أيضاً عن همام بن منبه. وهو في "المصنَّف" (19656) . وأخرجه مسلم (2677) (6) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 4 من طريق عبد الرزاق، بالإِسنادين جميعاً. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/15، والطبراني في "الدعاء" (112) ، والحاكم 1/17، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 7 من طريق عبد العزيز بن حصين، عن أيوب السختياني، به. ولم يذكر هماماً، وقرن الحاكم وعنه البيهقي بأيوب هشام بن حسان وعدَّ فيه الأَسماء، وعبد العزيز ضعيف منكر الحديث. وأخرجه الطبراني في "الأَوسط" (2316) ، وفي "الدعاء" (95) و (96) و (97) و (98) و (99) و (100) و (101) و (104) و (105) من طرق عن ابن سيرين، به. وأخرجه البغوي (1256) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، به. وسيأتي من هذه الطريق برقم (7732) و (8146) ، واقتصر في الموضع الأول على قوله: "إنه وِتْر يحبُّ الوِتْرَ" وسيأتي من طريق ابن سيرين برقم (9513) و (10481) و (10685) و (10686) . وانظر ما سلف برقم (7502) . (2) في (ظ 3) و (عس) : عصى الله، وقد أقحم لفظ الجلاله فيهما إقحاماً. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7624 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 62 7625 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا، فَأَحِبَّهُ "، قَالَ: " فَيَقُولُ جِبْرِيلُ لِأَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ رَبَّكُمْ يُحِبُّ فُلَانًا، فَأَحِبُّوهُ "، قَالَ: " فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ "، قَالَ: " وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ "، قَالَ: " وَإِذَا أَبْغَضَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ "   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19662) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1432) (109) ، وابن حبان (5304) ، والبيهقي 7/262. وقد سلف برقم (7279) من طريق الأعرج وحده، عن أبي هريرة. قول: "يُدعى الغني"، قال السندي: الجملة حال فتفيد تقييد كونها شراً بما إذا دعي الغني وترك الفقير. "وهي" أي: الوليمة "حق" أي: سنة "ومن تركها" أي: ترك دعوتها بعد الِإجابة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19673) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6685) والبيهقي في "الزهد" (798) ، والبغوي بإثر الحديث (3470) ، وابن الجوزي في "مشيخته" ص 163. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/953، ومن طريقه مسلم (2637) (157) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/415-416 و417، وابن حبان (365) ، والبغوي (3470) عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2436) ، ومسلم (2637) (157) ، والترمذي (3161) ، = الحديث: 7625 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 63 7626 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يُؤْذِ (1) جَارَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ " (2)   = وأبو نعيم في "الحلية" 7/141 و10/306، وفي "أخبار أصبهان" 2/57-58، والبيهقي في "الزهد" (799) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وليس عند مسلم وأبي نعيم في بعض طرقهما ذكر البُغض، وزاد الترمذي قبل قوله: "وإذا أبغض": فذلك قولُ الله: (إنَّ الذين آمنوا وعملُوا الصالحاتِ سيَجْعَلُ لهمُ الرحمنُ وُدّاً) [مريم: 96] ، وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (7485) ، وفي "خلق افعال العباد" (267) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/258، وابن حبان (364) ، والطبراني في "الأوسط" (2821) من طرق عن أبي صالح، به. وليس في رواية البخاري في "صحيحه" ذكر البُغض. ووقع عند الطبراني بدل البُغض: "والشر مثل ذلك". وسيأتي برقم (8500) و (9352) و (10615) من طريق أبي صالح، وسيأتي الشطر الأول برقم (10674) من طريق نافع، عن أبي هريرة. قوله: "ويوضع له القبول في الأرض"، قال السندي: لا يلزم منه العمومُ، بل هو على قدر ما أراد الله له من القبولِ في الأرض، كيف ومعادات الأشرار للأخيار معلومة. (1) كذا في (ظ3) ، وهو الجادة، وتقرأ في (عس) : فلا يؤذينَّ، وهو الجادة أيضاً، وفي (م) وباقي النسخ: فلا يؤذي، بإثبات الياء مع جزمه على النهي، وله وجهٌ في العربية. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 7626 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 64 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19746) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (5154) ، وأبو عوانة 1/32، والبيهقي 8/164، وفي "الشعب" (9532) ، والبغوي (4121) . وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (368) ، ومن طريقه الترمذي (2500) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 11/54 عن معمر، به. وقال الترمذي: حديث صحيح. وهو عنده دون أوله -إيذاء الجار-، وعند النسائي القسم الأخير فقط. وأخرجه البخاري (6138) من طريق هشام بن يوسف، وابن حبان (516) من طريق إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن معمر، به. وفي حديث هشام: "فليصلْ رحمه" مكان قوله: "فلا يؤذ جاره". وأخرجه الطيالسي (2347) عن زمعة بن صالح، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، به. وأخرجه البخاري (6475) من طريق إبراهيم بن سعد، ومسلم (47) (74) ، والبيهقي في "الشعب" (9533) من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9584) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (372) عن محمد بن عجلان، وأبو يعلى (6590) ، والحاكم 4/164 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. واقتصر أبو يعلى على قصة إكرام الضيف، وزاد في آخره هو والحاكم: "جائزته ثلاث، فما بعد ذلك فهو صدقة، ولا يحل له أن يثويَ عنده حتى يحرجه". وأخرجه البخاري (5185) ، وأبو يعلى (6218) ، وابن منده في "الإِيمان" (298) ، والبغوي (2332) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة مختصراً ضمن= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 65 7627 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ " (1) 7628 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ " وَهُمْ رَهْطُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟   = حديث آخر. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (323) ، وفي "الصمت" (40) من طريق الوليد بن رباح، عن أبي هريرة، مقتصراً على قوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره". وسيأتي الحديث مختصراً من طريق أبي سلمة برقم (7645) ، ومن طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (9595) و (9967) و (9970) . وانظر (7878) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6621) ، وانظر تمام شواهده عنده. قوله: "خيراً" أى: ما فيه فائدة دينية أو دنيوية، مباحة له أو لغيره. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19888) ، ومن طريقه أخرجه المصنَّف أيضاً في "فضائل الصحابة" (1618) ، وابن منده في "الإيمان" (443) . وأخرجه مسلم (52) (82) ، وابن منده (442) و (444) ، وابن حبان (7300) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، به. وانظر (7202) . الحديث: 7627 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 66 قَالَ: " ثُمَّ بَنُو النَّجَّارِ " قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ " قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ " قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19910) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (7286) . وأخرجه مسلم (2512) ، والنسائي في "الكبرى" (8343) من طريق صالح ابن كيسان، عن الزهري، به. وزادوا جميعاً بإثره غير النسائي: فقام سعد بن عبادة مغضباً، فقال: أنحن آخر الأربع؟ حين سمَى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دارهم، فأراد كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له رجل من قومه: اجلس، ألا ترضى أن سمَّى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دارَكم في الأربع الدور التي سمَّى؟ فمن ترك فلم يسمَّ أكثر ممن سمَّى. فانتهى سعد بنُ عبادة عن كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفى الباب عن أنس بن مالك بعد هذا الحديث برقم (7629) . وعن أبي أسيد الساعدي، سيأتي 3/496. وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/424-425. قوله: "بخير دور الأَنصار"، قال السندي: أي: بخير قبائلهم، وكانت كل قبيلة منهم تسكن محلة، فتسمي تلك المحلة دار بني فلان. ذكره الطيبي. وقيل: أراد بها ظاهِرَها. وقوله: "بنو فلان" على تقدير المضاف، وتكون خيريَّتُها بسبب خيريَّة أهلها، وما يُوجد فيها من الطاعات والمبرات. وقال الطيبي: قالوا: سَبْقُهم على قدر سبقهم إلى الإِسلام ومآثرهم فيه. انتهى. قلت (القائل السندي) : يحتمل أن تكون الخيريةُ باعتبارِ الفضائل المخصوصة بنوع الإِنسان كالشجاعة والسخاوة ونحو ذلك،= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 67 7629 - قَالَ مَعْمَرٌ: أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ، وَقَتَادَةُ: أَنَّهُمَا سَمِعَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ " (1) 7630 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، مَوْلَى بَنِي جُمَحَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ، مُعْجَبٌ بِجُمَّتِهِ، قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ، إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ - أَوْ قَالَ: يَهْوِي - فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2)   = كما جاء في خيرية قريش ونحوهم، وأن يكونَ باعتبار التقوى والسبق إلى الإِسلام ونحو ذلك، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الطريقُ تفرد بإخراجه الإِمام أحمد، وقد سلف في مسند عمر برقم (392) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس. وسيأتي من الطريق نفسه في مسنده 3/202، ومن طريق حميد الطويل، عن أنس 3/105. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19983) ، وعن عبد الرزاق أخرجه إسحاق بن راهويه (82) . وأخرجه مسلم (2088) (49) ، وأبو عوانة 5/472 من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9886) و (10033) . وأخرجه الدارمي (437) من طريق ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. وزاد فيه: وقال له فتى -قد سماه- وهو في حُلة: يا أبا هريرة، أهكذا كان يمشي= الحديث: 7629 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 68 7631 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَخَذَتِ النَّاسَ رِيحٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَاجٌّ، فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ: مَنْ يُحَدِّثُنَا عَنِ الرِّيحِ؟ فَلَمْ يُرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا، فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أُخْبِرْتُ أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ   = ذلك الفتى الذي خُسِفَ به؟ ثمِ ضرب بيده، فعثر عثرة كاد يتكسَّرُ منها، فقال أبو هريرة ة للمِنخَرَيْن والفم (إنَّا كَفَيْناكَ المستهزِئينَ) . وأخرجه أبو يعلى (6484) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/389 من طريق عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي (8177) و (9065) و (9346) و (10383) و (5 1045) و (10869) . وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (7074) . وعن ابن عمرو سلف (7074) . قوله: "يتجلجل"، قال السندي: أي يغوصُ في الأرض حين يُخسفُ به، والجلجلة: حركة مع صوت. قوله: "يهوي" كيرمي، أي: ينزل في الأرض. الحديث: 7631 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 69 فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا، فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا " (1) 7632 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ،   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ثبات بن قيس -وهو الأنصاري الزّرقي المدني- وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7413) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20004) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (5097) ، والطبراني في "الدعاء" (971) ، والبغوي بإثر الحديث (1153) . وأخرجه الشافعي 1/175-176، ومن طريقه البغوي (1153) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (931) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (921) و (922) و (923) ، والطبراني في "الدعاء" (976) ، والبغوي بإثر الحديث (1153) من طرق عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه النسائي والطحاوي في مواضعه الثلاثة والطبراني القصة. وانظر (7413) . قوله: "فاستحثثتُ"، قال السندي: أي: أسرعت وأجريت، ومنه قوله تعالى: (يطلبه حثيثاً) [الأعراف: 54] أي: سريعا. قوله: "الريح من روح الله"، الرَّوح: بالفتح بمعنى النفس والفرح والرحمة. فإن قلت: كيف تكون الريح من رحمة الله مع أنها تجيء بالعذاب؟ قلت: إذا كان عذاباً للظلمة يكون رحمة للمؤمنين، وأيضاً الروح بمعنى الرائح، أي الجائي من حضرتة تعالى بأمره تارة للكرامة وأخرى للعذاب، فلا تسب، بل تجب التوبة عندها، ولأنه تأديب، والتأديب حسن ورحمة. الحديث: 7632 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 70 وَأُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ (1) ، وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ جِيءَ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي يَدَيَّ " فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " لَقَدْ ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتُمْ تَنْتَثِلُونَهَا " (2)   (1) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: الكلام. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20033) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (523) (6) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/470. وأخرجه مسلم (523) (6) ، والنسائي 6/4 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، عن ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه النسائي 6/3 من طريق معتمر، عن معمر، به. ولم يذكر فيه أبا سلمة. وأخرجه كذلك النسائي 6/3، وأبو عوانة 1/395، والبيهقي في "الدلائل" 5/470-471 من طريق يونس بن يزيد، وأبو عوانة 1/395 من طريق ابن أخي ابن شهاب الزهري، والبيهقي 5/471 من طريق عقيل بن خالد، ثلاثتهم عن الزهري، به. وأخرجه النسائي 6/4 من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به. وأخرجه البخاري (6998) من طريق أيوب السختيانى، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (523) (7) ، وأبو عوانة 5/391، والبيهقي في "الدلائل" 5/471-472 من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8150) من طريق همام بن منبه، و (9141) من طريق عبد الرحمن الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة، وحديث همام مختصر. وانظر تخريج= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 71 7633 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، دُعِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَلِلْجَنَّةِ أَبْوَابٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ". فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ ضَرُورَةٍ مِنْ أَيِّهَا دُعِيَ، فَهَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ " (1)   = الحديثين (7266) و (7403) . قوله: "وأنتم تنتثلونها" أي: تستخرجونها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20052) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1027) (85) ، وابن خزيمة (2480) ، وابن حبان (3419) ، والبغوي بإثر الحديث (1635) . وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/479، ومن طريقه ابن المبارك في "الزهد" (1327) ، والبخاري (1897) ، والترمذي (3674) ، والنسائي 4/168-169 و6/47-48 وابن حبان (308) ، والبغوي (1635) عن الزهري، به. وقد سقط الزهري من مطبوع "سنن الترمذي" واستدرك من "تحفة الأشراف" 9/330، وقال: حسن صحيح. وأخرجه البخاري (3666) ، والنسائي 5/9-10، وابن حبان (3418) ،= الحديث: 7633 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 72 7634 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا   = والبيهقي 9/171 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1027) (85) ، والنسائي 6/22-23 من طريق صالح بن كيسان، ومسلم (1027) (85) ، والنسائي 4/168-169، وابن حبان (6866) من طريق يونس بن يزيد، ثلاثتهم عن الزهري، به. وأخرجه مختصراً البخاري (2841) و (3216) ، ومسلم (1027) (86) ، والنسائي 6/48، وابن حبان (4641) ، والطبراني في "الأوسط" (2994) من طرق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وسيأتي مختصراً برقم (9800) من طريق حميد بن عبد الرحمن، وبنحوه من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (8790) . وفي الباب عن عمرو بن عبسة، سيأتي 4/386. وعن أبي ذر الغفاري، سيأتي 5/151. قوله: "من أنفق زوجين"، قال السندي: أي: درهمين أو دينارين أو مدين من طعام، وقيل: يحتمل أن يكون المراد تكرار الِإنفاق مرة أخرى، أي: من تعود ذلك، نحو قوله تعالى: (ثمَ ارْجِعِ البصرَ كَرَتينِ) [المُلك: 4] "في سبيل الله "، أي: تصدق بهما في سبيل الخير مطلقاً، أو في الجهاد كما هو المتبادر. "من أبواب الجنة"، أي: من باب منها، لا أنه يُدعى من جميعها، وإلا لما بقي لسؤال أبي بكررضي الله عنه كبيرُ وجهٍ. فليتأمل. "من أهل الصلاة" بأن كثر اشتغالُه بها من بين العبادات. "ما على أحد"، أي: من دُعي من واحد منها ليس له ضرورة إلى أن يُدعى من غيره، إذ ذلك الباب يكفي لدخوله الجنة إلا أن الدعاء من الأبواب المتعددة كرامة، فهل أحد يُدعى من الكل، فيكون له هذه الكرامة. والله تعالى أعلم. الحديث: 7634 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 73 تَصَدَّقَ مِنْ طَيِّبٍ، تَقَبَّلَهَا اللهُ مِنْهُ، وَأَخَذَهَا بِيَمِينِهِ، وَرَبَّاهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ أَوْ فَصِيلَهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَصَدَّقُ بِاللُّقْمَةِ، فَتَرْبُو فِي يَدِ اللهِ - أَوْ قَالَ: فِي كَفِّ اللهِ - حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ، فَتَصَدَّقُوا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب هو ابن أبي تميمة السختياني، والقاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصديق. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 2/333 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (20050) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2426) ، وفي "التوحيد" 1/150 عن معمر، به. وأخرجه ابن خزيمة (2427) من طريق هشام، عن القاسم، به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/148 من طريق حفص بن عاصم، وابن حبان (3318) من طريق أبي سعيد المهري، كلاهما عن أبي هريرة. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/138 و139 من طريق أبي سعيد المهري، عن أبي هريرة موقوفاً. وسيأتي برقم (9245) و (10088) من طريق القاسم بن محمد، وبرقم (8381) من طريق سعيد بن يسار، وبرقم (8961) من طريق أبي صالح، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وفي الباب عن عائشة مختصراً، سيأتي 6/251. قوله: "من طيب"، قال السندي: أي: حلال. و"أخذها بيمينه" تأكيد للقبول والرضا به، والسلف في مثل هذا على أن الإنسان يُؤمن به، ويكلُ علمه إلى عالمه مع اعتقاد أنه ليسَ كمثله شيء، والله تعالى أعلم. "ورباها": كما جاء: (مَنْ جاءَ بالحسنةِ فله عشرُ أمثالها) ، وجاء (مَثَلُ الذين= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 74 7635 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي أَدْخَلْتَ ذُرِّيَّتَكَ النَّارَ؟ فَقَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ (1) وَبِكَلَامِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، فَهَلْ وَجَدْتَ أَنِّي أَهْبِطُ؟ قَالَ: نَعَمْ "، قَالَ: " فَحَجَّهُ آدَمُ " (2)   = يُنفقون أموالَهم في سبيل الله كمثلِ حَبًةٍ أنبتتْ سبعَ سنابل ... ) "مهره": بضم فسكون: ولد الفرس، و"الفصيل": ولد الناقة. (1) في (ظ 3) و (عس) و (س) : برسالاته. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20067) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (148) . وأخرجه ابن أبي عاصم (147) من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإسناد. وصالح ضعيف لكنه متابع. وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 86، وابن أبي عاصم (149) و (150) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/121-122 و122 و123 و124، والآجري في "الشريعة" ص 324 و325، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 315-316 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. والروايات مطولة ومختصرة. وسيأتي برقم (7856) . وانظر ما سلف برقم (7387) . قلنا: إن آدم عليه السلام لم يحتح بالقضاءِ والقدرِ على الذنب، لأنه كان أعلمَ بربه وبذنبه، وموسى عليه السلام كان أعلمَ بأبية وبذنبه من أَن يلومَ آدم عليه السَّلام على ذنبٍ قد تاب منه، وتأى الله عليه واجتباه وهداه، وإنما وقع= الحديث: 7635 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 75 7636 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ (1) 7637 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (2) 7638 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِلشُّونِيزِ: "   = اللومُ على المصيبةِ التي أخرجت أولادَه مِن الجنة، فاحتج آدم عليه السلام بالقدر على المصيبة، لا على الخطيئة، فإن القدر يحتج به عند المصائبِ، لا عند المعايب. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20069) . وأخرجه البخاري (4736) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 284 من طريق مهدي بن ميمون، ومسلم (2652) (15) من طريق هشام بن حسان، وابن أبي عاصم (158) من طريق عوف بن أبي جميلة، ثلاثتهم عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. والروايات مطولة ومختصرة. وسيأتي برقم (9095) و (9792) . وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20077) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2659) . وانظر (7520) . الحديث: 7636 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 76 عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، إِلَّا السَّامَ " يُرِيدُ الْمَوْتَ (1) 7639 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ - قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ غَيْرُ سُهَيْلٍ - وَتُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، إِلَّا الْمُتَشَاحِنَيْنِ، يَقُولُ اللهُ لِلْمَلَائِكَةِ: ذَرُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20169) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2215) (88) ، والبيهقي 9/345، والبغوي (3228) . قوله: "فيه شفاء من كل شيء" هو من العام الذي أريد به الخاص، وقد فصلنا القولَ فيه عند الحديث (7287) ، وهو من طريق أبي سلمة أيضاً. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاريُ مقروناً وتعليقاً. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7914) و (20226) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6684) ، وابن حبان (3644) . وأخرجه مسلم (2565) ، وأبو داود (4916) ، والترمذي (2023) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3061) ، وابن حبان (5661) و (5663) ، والبيهقي في "السنن" 3/346، وفي "الشعب" (3861) ، وفي "فضائل الأوقات" (292) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/314 و364 من طرق عن سهيل بن= الحديث: 7639 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 77 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/909، وعبد الرزاق (7915) ، والحميدي (975) ، ومسلم (2565) (36) ، وابن خزيمة (2120) ، وابن حبان (5667) ، والبيهقي في "الشعب" (3860) و (6627) من طريق مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، به. والحديث في "الموطأ" موقوف على أبي هريرة. وأخرجه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3524) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8361) و (9053) و (9199) و (10006) . وفي الباب عن أسامة بن زيد، سيرد 5/200. قوله: "تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس"، قال السندي: قال الشيخ عزالدين: معنى العرض هنا: الظهور، وذلك أن الملائكة تقرأ الصحف في هذين اليومين. وقال الشيخ ولي الدين: إن قلت: ما معنى هذا مع ما ثبت في "الصحيحين": أن الله تعالى يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وبالعكس؟ قلت: يحتمل أن أعمالَ العباد تُعرض على الله تعالى كُلَّ يوم، ثم تُعرض عليه أعمال الجمعة في كل يوم اثنين وخميس، ثم تُعرض عليه أعمالُ السنة في شعبان! فتعرض عرضاً بعدَ عرض، ولكل عرض حكمة يطلع عليهامن يَشَاءُ من خلقه، أو يستأثر بها عنده مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية، ويحتمل أن الأعمالَ تُعرض في اليوم تفصيلًا، ثم في الجمعة جملةً أو بالعكس. انتهى. وفي "المجمع": حديثُ العرض لا يُنافي حديث الرفع، لأن الرفع غيرُ العرض، فإن الأعمال تُجمع بعد الرفع في الأسبوع، وتُعرض يوم الاثنين والخميس، والعرضُ على الله أو على ملك، وكله على جمع الأعمال. انتهى. لكن في رواية النسائي تصريح بأن العرض على رب العالمين. "إلا المتشاحنين": المتباغضين والمتعاديين من غير سبب يقتضي ذلك.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 78 7640 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ " قَالُوا: فَمَنِ الشَّدِيدُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ " (1) 7641 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ بِاللهِ " قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ " قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " ثُمَّ حَجٌّ مَبْرُورٌ " (2)   = "ذروهما" أي: اتركوا ذنوبهما ولا تمحوها. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي، وحميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20287) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2609) (108) ، والبيهقي في "السنن" 10/235، وفي "الآداب" (154) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (396) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2609) (108) من طريق محمد بن الوليد الزبيديُ، ومسلم (2609) (108) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (395) من طريق شعيب بنِ أبي حمزة، كلاهما عن الزهريَّ، به. وانظر ما سلف برقم (7219) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7640 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 79 7642 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي آخِرِ الزَّمَانِ لَا تَكَادُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا. وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ بُشْرَى مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالرُّؤْيَا يُحَدِّثُ بِهَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ، وَالرُّؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلَا يُحَدِّثْ بِهَا أَحَدًا، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " يُعْجِبُنِي الْقَيْدُ، وَأَكْرَهُ الْغُلَّ، الْقَيْدُ: ثَبَاتٌ فِي الدِّينِ " وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1)   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20296) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (83) (135) ، والنسائي 5/113 و6/19، وأبو عوانة 1/62، وابن حبان (153) ، وابن منده في "الإيمان" (227) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1551) ، والبيهقي في "السنن" 5/262، وفي "الشعب" (4212) . وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (149) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وانظر (7590) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20352) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2263) (6) ، والترمذي (2291) ، والحاكم 4/390، والبغوي (3279) . وأخرجه مسلم (2263) (6) ، وأبو داود (5019) ، والترمذي (2270) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، والطبراني في "الأوسط" (395) من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، كلاهما عن أيوب السختياني، بهذا الإسناد. وقرن= الحديث: 7642 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 80 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عبيد الله بأيوب قتادة. قال الترمذي: حسن صحيح. وأدرجَ في حديثهما قولُ أبي هريرة في القيد والغُل دون تمييز، لكن وقع عند مسلم عن أحد الرواة أنه قال فيه: لا أدري هو في الحديث أم قاله ابن سيرين! ولم يذكر فيه أبو داود القطعة الأخيرة. وأخرجه ابن حبان (6040) من طريق إبراهيم بن بشار، عن سفيان بنِ عيينة، عن أيوب، به. ولم يذكر القطعة الثانية، وفيه قول أبي هريرة موقوفاً. وأخرجه البغوي (3278) من طريق جرير بنِ حازم، عن أيوب وهشام بن حسان عن ابن سيرين، به مرفوعاً -دون القطعة الأخيرة، وأدرج فيه قولُ أبي هريرة دون تمييز. وأخرجه مسلم (2263) (6) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب وهشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، به موقوفاً- لم يذكر فيه النبيً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه مرفوعاً مسلم (2263) (6) ، والترمذي (2280) من طريق قتادة، عن محمد بن سيرين، به مثل حديث عبد الوهاب عندَ أبي داود، وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرج القطعتين الثانية والثالثة النسائي في "الكبرى" (7654) ، والقطعة الثانية في "عمل اليوم والليلة" (910) من طريق قتادة، عن ابن سيرين، به، والقطعة الثالثة عنده مدرجة في الحديث دون تمييز. وأخرج القطعتين الأولى والرابعة الطبراني في "الأوسط" (2078) من طريق حماد بن سلمة، عن أيوب وحبيب بن الشهيد وهشام بن حسان، وابن ماجه (3917) من طريق الأوزاعي، جميعهم عن ابن سيرين، به. وأخرج قول أبي هريرة مرفوعاً ابنُ ماجه (3926) من طريق أبي بكر الهذلي، عن ابن سيرين، به. والهذلي متروك. وأخرج الحميدي (1145) عن سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة رفعه: "إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فليصلَّ ركعتين، ولا يُخبر= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 81 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = بها أحداً، فإنها لن تضره". وسيأتي برقم (9129) و (10590) . وأخرج ابن ماجه (3910) من طريق وكيع، عن العمري -وهو عبد الله بن عمر-، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها، فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثا، وليسأل الله مِن خيرها، وليتعوَّذ من شرَّها"، وفيه العمري، وهو ضعيف، لكنه يتقوى بما أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (902) و (904) من طريقين عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الرؤيا من الله، والحُلْم من الشيطان، فمن رأى من ذلك شيئاً يكرهه، فليتعوذ بالله منها، ولينفُث عن يساره ثلاثاً، ولا يذكرها لأحدٍ فإن ذلك لا يضرُّه ". وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رؤيا المؤمن ... " الخ سلف من غير هذا الطريق انظر (7168) و (7183) . وفي باب الرؤيا ثلاثة، عن عوف بن مالك الأشجعي عند ابن ماجه (3907) ، وهو مخرج في "شرح مشكل الآثار" (2178) ، و"صحيح ابن حبان" (6042) . ويشهدُ لحديث أبي سلمة عن أبي هريرة حديثُ أبي قتادة الأنصاري، وسيأتي في مسنده 5/296، وحديث ابن عمر سلف برقم (6215) . قوله: "في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب"، قال السندي: قيل: لأن القيامة هي الحاقة التي تحق فيها الحقائق، فكل ما قرب منها، فهو أخص بالحقائق. "يحدث بها الرجل": الظاهر أنه بالنصب، و"نفسه" بالرفع، ويحتمل العكس. "القيد": يكون في الرِجْل فيدل على الثبات. "الغُل": بضم الغين وتشديد اللام ما يغل به، وهذا موقوف على أبي هريرة كما هو مصرح به في الحديث. "جزء": حقيقة التجزيء لا تُدرى، والروايات أيضاً مختلفة، والقدر الذي أريد= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 82 7643 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1) 7644 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ حَسَّانَ قَالَ فِي حَلْقَةٍ فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَجِبْ عَنِّي، أَيَّدَكَ اللهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ "؟ فَقَالَ: اللهُمَّ نَعَمْ (2) 7645 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ " (3)   = إفهامه هو أن الرؤيا لها مناسبة بالنبوة من حيث إنها اطلاعٌ على الغيب بواسطة الملَك إذا كانت صالحةً، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2355) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2263) (8) . وانظر (7183) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً من هذا الطريق في مسند حسان بن ثابت 5/222، ويخرج فيه إن شاء الله، وله طرقٌ أخرى عن الزهري خرَّجها المصنِّف هناك. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر الحديث السالف بأطول= الحديث: 7643 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 83 7646 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، فَلَمَّا جَاءَهُ، صَكَّهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ قَالَ: فَرَدَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ. فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ. قَالَ: فَالْآنَ. فَسَأَلَ اللهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ "، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ، لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، تَحْتَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ " (1)   = مما هنا برقم (7626) . (1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف على عبد الرزاق في وقفه ورفعه. فقد أخرجه البخاري (1339) عن محمود بن غيلان، و (3407) عن يحيى بن موسى، ومسلم (2372) (157) عن محمد بن رافع وعبد بن حميد، وابن أبي عاصم في "السنة" (599) عن سلمة بن شبيب، والنسائي 4/118-119 عن محمد بن رافع، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 492 من طريق أحمد بن منصور الرمادي، ستتهم عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبية، عن أبي هريرة موقوفاً. وسيأتي في "المسند" (8616) من طريق ابن لهيعة، عن أبي يونس سُليم ابن جبير، عن أبي هريرة موقوفاً. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20530) -برواية إسحاق بن إبراهيم الدبري- عن معمر، عن ابن طاووس، عن أبية، عن أبي هريرة مرفوعاً.= الحديث: 7646 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 84 7647 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: - قَالَ لِي الزُّهْرِيُّ: أَلَا أُحَدِّثُكَ بِحَدِيثَيْنِ عَجِيبَيْنِ؟ (1) - قَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ، فَقَالَ: إِذَا أَنَا مِتُّ، فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا مَا عُذِّبَهُ أَحَدٌ " (2) ، قَالَ: " فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، فَقَالَ اللهُ لِلْأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ. فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ   = وأخرجه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 192 عن محمد بن عبد الله بن مهل، عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، وابن حبان (6223) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد مرفوعاً. وسيأتي برقم (8172) من طريق همام عن أبي مريرة مرفوعاً. وسيأتي أيضاً بنحوه (10904) و (10905) من طريق عمار بن أبي عمار، عن أبي هُريرة، وفيه نكارة. وقوله: "أرسل ملك الموت"، قال السندي: لم ترد تسميته في حديث مرفوع، وورد عن وهب بن منبه أن اسمه عزرائيل، رواه أبو الشيخ في "العظمة" (439) ذكره السيوطي في "حاشية النسائي". "صكَّه": لطمه. "فلو كنت ثَمَّ": بفتح المثلثة وتشديد الميم، أي: هناك. "تحت الكثيب" بوزن عظيم: الرمل المجتمع. (1) في (ظ3) : عَجَبين. (2) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: أحدَ. الحديث: 7647 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 85 لَهُ (1) : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ، أَوْ مَخَافَتُكَ. فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ " (2)   (1) لفظة "له" من (ظ 3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20548) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2756) (25) ، وابن ماجه (4255) ، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقهَ 126، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 510، وفي "الشعب" (1047) ، والبغوي (4184) . وأخرجه البخاري (3481) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 126 من طريق رباح بن زيد، كلاهما عن معمر بن راشد، به. وأخرجه مسلم (2756) (26) ، والنسائي في "المجتبى" 4/112، وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 126، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (562) من طريق محمد بن الوليد الزُّبيدي، والطحاوي أيضاً (561) من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/240، والبخاري (7506) ، ومسلم (2756) (24) ، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأَشراف" 10/190، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (563) و (564) و (565) ، والبغوي (4183) من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة بنحوه. وأخرجه الطحاوي (560) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة بنحوه. وسيأتي الحديثُ من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة برقم (8040) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3785) ، وانظر تمام شواهده عنده. قوله: "اسحقوني" قال السندي: قيل: روي: اسحكوني واسهكوني، والكل بمعنى، وهو الدق والطحن.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 86 7648 - قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ، رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، حَتَّى مَاتَتْ " قَالَ الزُّهْرِيُّ: " ذَلِكَ أَنْ (1) لَا يَتَّكِلَ رَجُلٌ، وَلَا يَيْأَسَ رَجُلٌ " (2)   = "ثم اذروني": من ذرى يذروه، وقال تعالى: (تذروه الرياحُ) ، أي: فرقوني. "في الريح"، أي: في يوم تشتد فيه الريحُ في البحر لتتفرق الأجزاءُ بحيث لا يكون هناك سبيلٌ إلى جمعها، فيحتمل أنه رأى أن جمعه يكونُ حينئذٍ مستحيلاً، والقدرة لا تتعلق بالمستحيل، فلذلك قال: "فواللهِ لئن قدر عليَّ ربي" فلا يلزم أنه نفى القُدرة، فصار بذلك كافراً، فكيف يُغفر له، وذلك لأنه ما نفى القدرة على ممكن، وإنما فرض غيرَ المستحيل مستحيلاً فيما لم يثبت عنده أنه ممكن من الدين بالضرورة، والكفر هو الأَول لا الثاني. ويحتمل أن شدة الخوف طيَّرت عقله، فلا يلتفت إلى ما يقولُ وما يفعل، وأنه هل ينفعه أَم لا، كما هو الشاهد في الواقع في مهلكة، فإنه قد يتمسك بأدنى شيءٍ لاحتمال أنه لعله ينفعُه، فهو فيما قالَ وفعلَ في حكم المجنون. وأجاب بعضٌ بأن هذا رجل لم تبلغه الدعوةُ وهذا بعيد. قوله: "ما عذبه أحد" قال السندي بالرفع فاعل "ما عذب" أي: ما عذبه أحدٌ غير الله، ويحتمل أنه بالنصب على أنه مفعول، وإن لم يكتب الألف معه، والفاعل ضمير يرجع إلى الله تعالى، أي: لم يعذبِ الله تعالى ذلك العذاب أحداً من خلقه. (1) في (ظ3) : لأن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20549) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2619) = الحديث: 7648 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 87 7649 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَ الْحَسَنَ (1) بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسٌ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ إِنْسَانًا مِنْهُمْ قَطُّ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ " (2) 7650 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ، وَلِي عِيَالٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ (3) نِسَاءُ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ   = وص 2110، وابن ماجه (4256) ، وابن حبان (5621) ، والبيهقي في "الشعب" (1047) ، وفي "الآداب" (1033) ، والبغوي (4184) . وانظر ما سلف برقم (7547) . (1) المثبت من (ظ 3) و (عس) ومصادر التخريح، وتحرف في (م) وباقي النسخ إلى: الحُسين. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20589) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5594) ، والبيهقي في "السنن" 7/100، وفي الآداب (14) . وانظر (7121) . (3) لفظة "الإِبل" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) . الحديث: 7649 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 88 فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ بَعِيرًا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20603) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2527) (201) ، وابن حبان (6268) . وسيتكرر برقم (7709) ، لكن دون قصة أم هانىء. وأخرجه كذلك البخاري تعليقاً (3434) ، ومسلم (2527) (201) ، وابن حبان (6267) من طريق يونس بن يزيد، وابن أبي عاصم في "السُّنة" (1532) ، والنسائي في "الكبرى" (9134) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، وابن أبي عاصم (1531) من طريق صفوان بن عمرو، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد. وقال البخاري بإثره: تابعه ابن أخي الزهري، وإسحاق الكلبي، عن الزهري. وأخرجه مسلم (2527) (202) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبية، عن أبي هريرة. وسيأتي من طرق أخرى بالأرقام (7651) و (8244) و (9113) و (10059) و (10525) و (10921) . وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (2923) ، وذُكرت شواهد هناك. قوله: "ركبن"، قال السندي: أي الإِبل، والمراد نساء العرب، فإن ركوبَ الإِبل عادتُهن. "أحناه" أي: أشفقهن، والحانية على ولدها: هي التي تقومُ عليهم بعد يُتمهم، فلا تتزوج، فإن تزوجت، فليست بحانية. "وأرعاه"، أي أرعاهن في ذات يده، أي: ماله المضاف إليه، والقياس: أحناهن وأرعاهن كما أشرت إليه، إلا أن المشهور في اللغة: أحناه وأرعاه، وكأنه لاعتبارِ الجنس. وقال النووي: قال النحويون: معناه: أحنى من هناك. وقال النووي: فيه فضيلةُ نساء قريش، وفضل هذه الخصال وهي الحنو على= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 89 7651 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ إِلَّا قَوْلَهُ: وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بَعِيرًا (1) 7652 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، أَوْ أَحَدِهِمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ مِنْ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ " (2)   = الأولاد، والشفقةُ عليهم، وحسنُ تربيتهم، والقيامُ عليهم إذا كانوا أيتاماً ونحو ذلك، ومراعاةُ حق الزوج في ماله وحفظه، والأمانة فيه، وحسن تدبيره في النفقة وغيرها وصيانته ونحو ذلك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس بن كيسان اليماني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20603) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2527) (202) . وأخرجه الحميدي (1047) ، والبخاري (5365) ، ومسلم (2527) (200) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، بهذا الإسناد. وليس في رواية البخاري ومسلم ذكر قصة أم هانيء. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19885) . وأخرجه البخاري (3499) ، ومسلم (52) (88) ، وأبو عوانة 1/60، وابن منده= الحديث: 7651 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 90 7653 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِي عَلَى قُرَيْشٍ حَقًّا، وَإِنَّ لِقُرَيْشٍ عَلَيْكُمْ حَقًّا، مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَاْئتُمِنُوا فَأَدَّوْا، وَاسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا " (1)   = في "الإِيمان" (432) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (52) (87) ، وابن منده (431) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة وحده، به. ولم يذكر فيه يونسُ: "الإِيمان يمان ... " وأخرجه مسلم (52) (89) ، وابن منده (433) ، والبيهقي في "الشعب" (8110) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحده، به. وسيأتي من طريق أبي سلمة وحده (10527) . وانظر ما سلف برقم (7202) و (7505) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19902) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (4581) و (4584) ، والطبراني في "الأوسط" (3012) . زاد في "المصنف" وعنه ابن حبان في الموضع الثاني والطبراني: "فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنةُ الله". وفي الباب عن أنس، سيرد 3/129 و183. وعن أبي موسى الأشعري، سيرد 4/396. وعن أبي برزة الأسلمي، سيرد 4/421 و424. قوله: "وإن لقريش عليكم حقاً"، قال السندي: الخطاب لغيرهم. "حقاً": حيث إن نبيكم منهم.= الحديث: 7653 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 91 7654 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي " (1) 7655 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعِمَّا لِلْعَبْدِ أَنْ يَتَوَفَّاهُ اللهُ بِحُسْنِ عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَبِطَاعَةِ سَيِّدِهِ، نِعِمَّا لَهُ، وَنِعِمَّا لَهُ " (2)   = "فأدوا": من الأداء، أي: الأمانة، قال السندي: والحاصلُ أنهم إذا ظلموا في الحكم، وخانوا في الأمانة، واشتدوا على الضعفاء، فلا حق لهم في الخلافة. والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19866) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6063) . وانظر (7377) . تنبيه: تكرر هذا الحديثُ بإسناده ومتنه بإثره في (م) وبعض النسخ المتأخرة، ولا وجه لتكراره. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20450) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1667) ، والبيهقي 8/12-13. وزاد فيه: قال: وكان عمر إذا مرَّ عليه عبد، قال: يا فلان، أبشر بالأجر مرتين. ورواية مسلم ليست فيها هذه الزيادة. وسيأتي بنحوه بالإِسناد نفسه برقم (8233) . وانظر ما سلف برقم (7428) . قوله: "نِعِمَّا العبد"، قال السندي: بتشديد الميم، أصله: نعم ما، ثم أُدغمتْ في الميم كما في قوله تعالى: (إنْ تبدوا الصدقاتِ فنِعِمَّا هي) [البقرة: 271] و"ما" نكرة منصوبة محلاً، أي: نعم خصلة للعبد. "وأن يتوفاه الله": مخصوص بالمدح. الحديث: 7654 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 92 7656 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي (1) الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي " (2) 7657 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ " يُصَلِّي بِنَا، فَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، وَحِينَ يَرْكَعُ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ بَعْدَمَا يَرْفَعُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ بَعْدَمَا يَرْفَعُ مِنَ السُّجُودِ، وَإِذَا جَلَسَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْفَعَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ، وَيُكَبِّرُ مِثْلَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ "، فَإِذَا سَلَّمَ، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي صَلَاتَهُ -، مَا زَالَتْ هَذِهِ صَلَاتُهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا (3)   (1) في (ظ3) و (عس) : عن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20679) . وأخرجه البخاري (7137) ، ومسلم (1835) (33) ، والبيهقي 8/155 من طريق يونس بن يزيد، والنسائي في "الكبرى" (8727) من طريق محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، ثلاثتهم عن الزهري، به. وسيأتي برقم (10637) . وانظر ما سلف برقم (7334) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7656 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 93 7658 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُمَا صَلَّيَا خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَا نَحْوَ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاق (1) ِ. 7659 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2)   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2495) ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (579) . وأخرجه بنحوه مسلم (392) (30) ، والنسائي 2/181-182، وابن حبان (1767) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، بهذا الإسناد. وزاد فيه بما معناه: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول إذا رفع رأسه من الركوع: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (7220) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (1248) ، والنسائي 2/235، والبيهقي 2/67-68 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (803) ، وأبو داود (836) ، والبيهقي 2/67 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به، وزادوا فيه كلهم بما معناه: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول إذا رفع رأسه من الركوع: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. وانظر ما قبله، وحديث أبي بكر بن عبد الرحمن وحده، سيأتي برقم (7659) و (9851) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7658 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 94 7660 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُونَ: آمِينَ، وَإِنَّ الْإِمَامَ يَقُولُ: آمِينَ، فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1)   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2496) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (392) (28) ، وابن خزيمة (578) و (611) و (624) والحديث عند ابن خزيمة في الموضعين الأخيرين مختصر. وزادوا فيه غيرَ ابنِ خُزيمة في الموضع الأخير: بما معناه: أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقولُ إذا رفع رأسه مِن الركوع: "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد". وانظر ما قبله، وسيأتي برقم (9851) من طريق عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه مختصراً الترمذي (254) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن جريح، بهذا الإسناد -ولفطه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكبِّرُ وهو يَهْوي. وقال: حسن صحيح. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2644) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (1804) ، والبغوي (589) . وأخرجه النسائي 2/144، وابن خزيمة (575) من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، بهذا الإسناد. وانظر (7187) . قوله: "فمن وافق"، قال السندي: أي: في الوقت، وقيل: في الإخلاص. الحديث: 7660 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 95 7661 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ " (1) 7662 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَقَدْ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَلَكِنِ ائْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " (2) 7663 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث قطعة من الحديث السالف برقم (7657) و (7658) و (7659) . وستأتي هذه القطعة من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة برقم (8253) . قوله: "لما رفع رأسه من الركوع " قال السندي: أي قائلاً: سمع الله لمن حمده، قال: اللهم ... أي: فجمع بين التسميع والتحميد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3404) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (328) ، وابن الجارود (306) ، والبغوي (441) . وسيأتي بهذا الإسناد نفسه برقم (7664) . وفيه: "وما فاتكم فاقضوا" وسلف برقم (7250) عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، وفيه: "وما فاتكم فأتموا". الحديث: 7661 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 96 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ " فَذَكَرَهُ (1) 7664 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا " قَالَ مَعْمَرٌ: " وَلَمْ يَذْكُرْ سُجُودًا " (2) 7665 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلَاةِ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ " (3) 7666 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام" (171) ، والطحاوي 1/396 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. لكن قال فيه عند الطحاوي: "وما فاتكم فاقضوا"، وعبد الله سيىء الحفظ. وانظر (7252) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7662) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3369) و (5478) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام" (216) ، وابن المنذر في "الأَوسط" (1854) . وأخرجه أبو يعلى (5988) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/39 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإسناد. وسيأتي مكرراً برقم (7765) . وسلف من طريق عبد الرزاق، عن معمر بأطول مما هنا برقم (7460) . الحديث: 7664 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 97 بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ ذُو الشِّمَالَيْنِ بْنُ عَبْدِ عَمْرٍو، وَكَانَ حَلِيفًا لِبَنِي زُهْرَةَ: أَخُفِّفَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قَالُوا: صَدَقَ يَا نَبِيَّ اللهِ. فَأَتَمَّ بِهِمُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ نَقَصَ (2)   (1) تحرف في (م) إلى: خيثمة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3441) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النسائي 3/24، وابن خزيمة (1046) ، وابن حبان (2685) ، والبيهقي 2/358. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/94، ومن طريقه ابن خزيمة (1047) ، عن الزهري، وابن خزيمة مرة أخرى (1049) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي بكر بن سليمان قال: بلغني أن رسول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره. وأخرجه عبدُ الرزاق (3442) عن ابن جريح، قال: أخبرني ابن شهاب، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة وأبي سلمة بن عبد الرحمن، [عمن] يقنعان بحديثه: أن النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره. ولفظة "عمن" سقطت من مطبوعة "المصنف"، واستدركناها من "التمهيد" لابن عبد البر 1/366. وأخرجه أبو داود (1013) ، والنسائي 3/25، وابن خزيمة (1051) ، والبيهقي 2/358 من طريق صالح بن كيسان، عن ابن شهاب الزهري، أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بهذا الخبر. قال ابن شهاب: وأخبرني بهذا الخبر سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وعُبيد الله بن عبد الله. وأخرجه الدارمي (1497) ، وابنُ خزيمة (1042) و (1043) ، وابن حبان (2252) من طريق يونس بن يزيد، وأبو داود (1012) ، وابن خزيمة (1040) = الجزء: 13 ¦ الصفحة: 98 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = و (1044) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/202-203 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. ولم يذكر الأوزاعيُّ أبا بكر بن عبد الرحمن، وكذا يونس عند ابن حبان. وأخرجه ابن خزيمة (1050) من طريق عبد الله بن نافع، عن مالك، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، مرسلاً. وأخرجه ابنُ عبد البر 11/203 من طريق عبد الحميد بن حبيب، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة وعُبيد الله بن عبد الله، مرسلاً. وأخرجه النسائي 3/24 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وسيأتي حديث أبي سلمة وحده برقم (9010) و (9444) و (10041) . وفي بعض طرق هذا الحديث، قال الزهري: ولم يحدثني أحدٌ منهم أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سجد سجدتين وهو جالسٌ في تلك الصلاة. يعني أنَّه لم يسجد سجدتي السهو. قال ابنُ عبد البر: فكان ابنُ شهاب يقولُ: إذا عرف الرجلُ ما نسي من صلاته فأتمها، فليس عليه سجدتا السهو، لهذا الحديث. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" أيضاً 1/364: وأما قولُ الزهري في هذا الحديث: إنه ذو الشمالين، فلم يُتابع عليه، وقد اضطرب على الزهري في حديث ذي اليدين اضطراباً أوجب عند أهل العلم بالنقل تركهُ من روايته خاصة ... ، ثم ذكر طرق الحديث التي خرجناها آنفاً. ثم قال: وهذا اضطرابٌ عظيم من ابن شهاب في حديث ذي اليدين، وقال مسلم بن الحجاج في كتاب "التمييز" له: قول ابن شهاب: إن رسول الله لم يسجد يوم ذي اليدين سجدتي السهو، خطأ وغلط. وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سجد سجدتي السهو ذلك اليوم، من أحاديث= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 99 7667 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، أَوْ أَحَدِهِمَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وَالشَّيْخَ الْكَبِيرَ، وَذَا الْحَاجَةِ " (1)   = الثقات: ابن سيرين وغيره. (سلف في "المسند" من طريق ابن سيرين برقم (7201) ، وأشرنا إلى بقية طرقه هناك) . قال أبو عمر: لا أعلم أحداً من أهل العلم والحديث المنصفين فيه عَوَّلَ على حديث ابن شهاب في قصة ذي اليدين، لاضطرابه فيه، وأنه لم يُتم له إسناداً ولا متناً، وإن كان إماماً عظيماً في هذا الشأن، فالغلطُ لا يسلمُ منه أحد، والكمال ليسَ لمخلوق، وكُلُّ أحد يُؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال أبو عمر: ذو الشمالين قتل يوم بدر وهو خزاعي، وذو اليدين الذي شهد سهو النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلميٌّ، ومما يدل على أن ذا اليدينِ ليس هو ذا الشمالين المقتول ببدر، ثم ساق بسنده إلى ذي اليدين: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بهم إحدى صلاتي العشي، وهي العصر، فصلى ركعتين ثم سلم، فقام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتبعه أبو بكر وعمر، وخرج سرعانُ الناسِ، فلحقه ذو اليدين فقال: يا رسول الله، أقصرت الصلاةُ أم نسيتَ؟ فقال: "ما قصرت الصلاةُ، وما نسيتُ" ثم أقبل رسول الله، وثاب الناس فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو. وسيأتي في "المسند" 4/77، وسنده ضعيف. ثم قال: فهذا يُبين لك أن ذا اليدين، عُمِّرَ عُمُراً طويلاً، وأنه غيرُ المقتول ببدر. وقد قيل: إن ذا اليدين عُمِّر إلى خلافة معاوية، وأنه تُوفي بذي خشب، فالله أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 7667 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 100 7668 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يُؤْمِنُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يَرُدَّ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ؟ " (1) 7669 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ (2) ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ كَسِنِي يُوسُفَ " (3)   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3713) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (795) . وسيأتي من طريق أبي سلمة وحده، عن أبي هريرة برقم (10522) . وانظر ما سلف برقم (7474) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3751) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/137. وانظر (7534) . (2) قوله: "ابن الوليد" زدناه من (ظ3) و (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4028) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/283، وابن حبان (1969) . وأخرجه البخاري (6940) من طريق هلال بن أبي أسامة، عن أبي سلمة،= الحديث: 7668 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 101 7670 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ " (1)   = عن أبي هريرة. وقد سلف برقم (7465) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. قوله: "أنج الوليد" قال السندي: من الإِنجاء، أي: خلصهم من أمر الكفرة. "واجعلها" أي: الوطأة. كسني يوسف، أي: قحطاً مثلَ القحط الذي كان في زمن يوسف عليه الصلاة والسلام. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4166) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (5959) ، والبيهقي في "السنن" 2/54. وأخرجه الحميدي (949) ، والدارمي (1491) و (3490) ، والبخاري في "صحيحه" (5023) و (5024) و (7482) ، وفي "خلق أفعال العباد" (242) ، ومسلم (792) (232) ، ومحمد بن نصر في "قيام الليل" ص 59، والنسائي 2/180، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1302) ، وابن حبان (751) ، والبيهقي 10/229 من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (7544) ، وفي "خلق أفعال العباد" (241) ، ومسلم (792) (233) و (234) ، وأبو داود (1473) ، والنسائي 2/180، والبيهقي 2/54 و10/229، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/104 من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به. وأخرجه عبد الرزاق (4168) و (4169) ، وابن أبي شيبة 2/522 و10/464 الحديث: 7670 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 102 7671 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، لَسْتُ بِتَارِكِهِنَّ فِي حَضَرٍ وَلَا سَفَرٍ " نَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى " قَالَ: ثُمَّ أَوْهَمَ الْحَسَنُ بَعْدُ (1) ، فَجَعَلَ مَكَانَ " الضُّحَى ": " غُسْلَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ " (2)   = من طريق أبي سلمة مرسلاً. وأخرجه الدارمي (3491) من طريق يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة موقوفاً. وسيأتي برقم (7832) و (9805) . قول: "ما أذن الله لشيءٍ"، قال السندي: بكسر الذال، أي: ما استمع لشيء مسموعٍ كاستماعه لنبي، والمراد جنسُ النبي. "أن يتغنى" أي: لأجل أن يتغنى بالقرآن، أي: يحسن صوته به. (1) لفظة "بعدُ" أثبتناها من (ظ3) و (عس) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4850) . وسيأتي عند المصنِّف من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة برقم (10342) . وانظر ما سلف برقم (7138) . قوله: "ثم أوهم" قال السندي: في "المجمع" يقال: أوهمت الشيء: إذا تركتَه، وأوهمت في الكلام والكتاب: إذا اسقطت منه شيئاً، ووَهَمَ إلى الشيء بالفتح يَهِم وَهْماً: إذا ذهب وَهْمُه إليه، ووَهِمَ، أي: بالكسر، يَوْهَمُ وَهَماً بالتحريك: إذا غلط. ولا يخفى أن المناسبَ بالمقام على هذا: وهم بالكسر أو بالفتح، لا أوهم، والله تعالى أعلم. الحديث: 7671 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 103 7672 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ عِيَاضٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مِرَارٍ (1) " (2) 7673 - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي زِيَادٌ (3) أَيْضًا أَنَّهُ أَخْبَرَهُ هِلَالُ (4) بْنُ أُسَامَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ، يُخْبِرُ بِذَلِكَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (5) 7674 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ ثَابِتًا، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ   (1) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) و (س) ، وفي (م) وباقي النسخ: مرات، وكذا في نسخة على هامش (س) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (335) . وأخرجه النسائي 1/52-53 من طريق حجاج الأعور، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7346) . (3) لفظة "زياد" أثبتناه من (ظ3) و (عس) و (ل) . (4) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) : هلال، وهو الصواب، وقد تحرف في (م) وباقي النسخ إلى: هزال. (5) إسناده على شرط الشيخين. هلال بن أُسامة: هو هلال بن علي بن أسامة العامري، نسب هنا إلى جده. وقد أخرجه عبد الرزاق والنسائي بإثر الحديث السابق كما عند المصنف. الحديث: 7672 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 104 أَحَدُكُمْ نَائِمًا ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَأَرَادَ الْوُضُوءَ، فَلَا يَضَعْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَصُبَّ عَلَى يَدِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (1) 7675 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ وَجَدَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِنَّمَا أَتَوَضَّأُ مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ أَكَلْتُهَا، لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البرساني، وزياد: هو ابن سعد بن عبد الرحمن الخراساني، وثابت: هو ابن عياض القرشي العدوي مولاهم. وأخرجه مسلم (278) (88) من طريق عبد الرزاق ومحمد بن بكر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 1/264-265 من طريق عبد الرزاق وحده، به. وانظر ما سلف برقم (7282) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، ويقال: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (668) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة 1/268-269، وابن المنذر في "الأوسط" (111) ، وسمَّاه: إبراهيم بن عبد الله ابن قارظ. وأخرجه أبو عوانة 1/268-269 من طريق مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد، وسماه أيضاً إبراهيم بن عبد الله. وانظر (7605) . الحديث: 7675 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 105 7676 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَكُمْ قَوْمٌ يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ، وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ " (1) 7677 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلْيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ " وَكَانَتْ صَنَمًا يَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20781) . وأخرجه ابن أبي شيبة 15/92، والحميدي (1100) ، والبخاري (2929) ، ومسلم (2912) (62) ، وأبو داود (4304) ، وابن ماجه (4096) ، والترمذي (2215) ، وأبو يعلى (5878) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 176، وابن حبان (6744) ، والبيهقي 9/175 من طريق سفيان، عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2912) (63) ، وابن حبان (6746) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وأخرجه مسلم (2912) (65) ، وأبو داود (4303) ، والنسائي 6/45، وابن حبان (6745) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبية، عن أبي هريرة. وانظر (7263) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7676 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 106 7678 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَذْهَبُ كِسْرَى، فَلَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَيَذْهَبُ قَيْصَرُ، فَلَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُنْفِقُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ (1) 7679 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ،   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20795) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2906) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (77) ، وأبو عوانة في "الفتن" كما في "إتحاف المهرة" 5/176، وابن حبان (6749) ، والبغوي (4285) . وأخرجه البخاري (7116) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن أبي عاصم (78) من طريق محمد بن أبي عتيق، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به. قوله: "حتى تضطرب ألياتُ نساء دوس"، قال السندي: قال النووي: أليات بفتح الهمزة واللام، ومعناه: أعجازهن، والمراد: يضطربن من الطواف حولَ ذي الخلصة، أي: يكفرون ويرجعون إلى عبادة الأصنام وتعظيمها. "ذو الخلصة": بفتح الخاء واللام هو المشهور، وقيل: أو بضمها أو بفتح وسكون: هو بيت صنم ببلاد دوس. قال السندي: وظاهر الحديث أنه اسم صنم. و"تبالة": موضع باليمن، قال القاضي إسماعيل الأكوع في "البلدان اليمانية" ص 56: تبالة بلدة عامرة، كانت مركز ناحية خَثْعَم من عَسِير، وتقع إلى الغرب من بيشة. وانظر "الأماكن" للحازمي 1/153 بتعليق الأستاذ حمد الجاسر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20814) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2918) (75) . وانظر (7184) . الحديث: 7678 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 107 أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، وَإِمَامًا مُقْسِطًا، يَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ، حَتَّى لَا يَقْبَلَهَا أَحَدٌ " (1) 7680 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ بِكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّكُمْ - أَوْ قَالَ: إِمَامُكُمْ - مِنْكُمْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20840) ، ومن طريقه أخرجه ابن منده في "الإِيمان" (409) . وأخرجه عبد الرزاق (20844) عن معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي هريرة موقوفاً، ومطولاً. وانظر (7269) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. نافع: هو ابن عباس -ويقال ابن عياش- أبو محمد الأقرع المدني مولى أبي قتادة، قيل له ذلك للزومه إياه. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20841) ، ومن طريقه أخرجه ابن منده في "الإِيمان" (415) . وأخرجه البخاري (3449) ، ومسلم (155) (244) ، وابن منده (414) ، والبيهقي في "الأَسماء والصفات" ص 424، والبغوي (4277) من طريق يونس ابن يزيد، ومسلم (155) (246) ، وابن حبان (6802) ، وابن منده (413) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/40 من طريق الأوزاعي، وابن حجر أيضاً من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (155) (245) من طريق ابن أخي ابن شهاب الزهري، أربعتهم عن الزهري، به. وعندهم جميعاً: "وإمامكم منكم" دون شك، إلا رواية الحديث: 7680 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 108 7681 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ مِنْ فَجِّ الرَّوْحَاءِ، بِالْحَجِّ أَوِ الْعُمْرَةِ، أَوْ لَيُثَنِّيَهُمَا (1) " (2)   = ابن أخي ابن شهاب، فهي بلفظ: "وأمَّكم". وأخرج مسلم (2897) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبية، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا تقوم الساعةُ حتى ينزل الرومُ بالأعماق ... " فذكر حديثاً طويلاً، وقال فيه: "فينزل عيسى ابن مريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمَهم". وسيأتي الحديث برقم (8431) من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري، به. وانظر ما سلف برقم و (7269) ، وما سيأتي برقم (7971) و (9281) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند مسلم (156) ، وسيأتي 3/367-368، وفيه: "فإذا هم بعيسى ابن مريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتقام الصلاة، فيقال: تقدم يا روح اللهِ، فيقول: ليتقدم إمامُكم فليُصَلِّ بكم". وعن عثمان بن أبي العاص وسيأتي 4/216-217، وفيه: "وينزل عيسى ابنُ مريم عليه السلامُ عندَ صلاة الفجر، فيقول له أميرهُم: روحَ اللهِ تقدم صلِّ، فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض، فيتقدم أميرُهم فَيُصَلي". وعن أبي أمامة الباهلي عند ابن ماجه (4077) ، وفيه: "فبينما إمامُهم قد تقدم يُصلي بهم الصبحَ إذ نزل عليهم عيسى ابنُ مريم الصبح، فرجع ذلك الإِمام ينكص يمشي القهقرى، ليتقدم عيسى يُصلي بالناسِ، فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثم يقول له: تقدم فصل، فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم". وانظر "فتح الباري" 6/494. (1) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: ليثنيهما. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حنظلة= الحديث: 7681 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 109 7682 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (1) ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَسُبُّ أَحَدُكُمُ الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ، وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ لِلْعِنَبِ: الْكَرْمَ فَإِنَّ الْكَرْمَ هُوَ الرَّجُلُ (2) الْمُسْلِمُ (3) "   = الأسلمي -وهو حنظلة بن علي بن الأسقع الأسلمي- فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20842) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في الحح كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 128، وابن منده في "الإِيمان" (419) ، والبغوي (4278) . وانظر (7273) . قوله: "من فجِّ الروحاء": هو موضع بين مكة والمدينة على ثلاثين أو أربعين ميلاً من المدينة، وكان طريق رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بدر وإلى مكة عام الفتح، وعام الحج. (1) زِيدَ في (م) خطأً بين معمر وأيوب: "عن الزهري"، وليست هذه الزيادة في شيء من أصولنا. (2) في (م) : هو الرجل، بزيادة لفظة "هو"، وليست في شيء من أصولنا. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياتي، وابن سيرين: هو محمد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20937) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2247) (6) ، والبغوي (3388) . وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/334 من طريق يونس بن عبيد وحميد الطويل، عن أيوب، به. واقتصر على الشطر الأول. وأخرجه بنحوه البخاري في "الأَدب المفرد" (770) من طريق أبي بكر بن يحيى الأنصاري، عن أبية، عن أبي هريرة. وسيأتي من طريق ابن سيرين وخلاس، عن أبي هريرة برقم (9137) ، وسيأتي الشطر الأول من طريق ابن سيرين وحده برقم (10367) و (10479) ، والشطر= الحديث: 7682 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 110 7683 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ "، قَالَ: " يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذا (1) شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا " (2) 7684 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُخَلَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا، لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِ " (3)   = الثاني برقم (10613) . وقد سلف الشطر الأول برقم (7245) من طريق سعيد بن المسيب، والشطر الثاني من طريقه أيضاً برقم (7257) . (1) في (م) : فإن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2246) (3) ، والحاكم 2/453 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه هكذا، ووافقه الذهبي! وانظر (7245) . (3) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحارث بن مُخلَّد، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه عند أبي داود والنسائي وابن ماجه. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 5/279 من طريق عبد الله بن أحمد بن= الحديث: 7683 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 111 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20952) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (9014) ، والبيهقي 7/198، والبغوي (2297) . وأخرجه ابن ماجه (1923) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/44، وفي "مشكل الآثار" (6133) من طريق عبد العزيز بن المختار، والنسائي في "الكبرى" (9012) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/44 من طريق يزيد بن عبد الله ابن الهاد، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9011) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن يزيد ابن الهاد، عن الحارث بن مخلد، به. لم يذكر فيه سهيل بن أبي صالح. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/44 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به بلفظ: "لا تأتوا النساء في أدبارهن ". وقد اختلف في هذا الحديث على سهيل -ونبه عليه الحافظ في "التلخيص" 3/180- فرواه إسماعيل بن عياش عنه، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، أخرجه الدارقطني 3/288، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/45، وابن شاهين، ورواه عمر مولى غفرة عن سهيل، عن أبية، عن جابر. أخرجه ابن عدي، وإسناده ضعيف. قلنا: إسماعيل بن عياش وعمر مولى غفرة كلاهما ضعيف، فالصواب رواية الثقات الذين رووه عن سهيل، عن الحارث، عن أبي هريرة، وهم: معمر وسفيان ووهيب بن خالد ويزيد ابن الهاد وعبد العزيز بن المختار. وستأتي رواية وهيب برقم (8532) ، ورواية سفيان برقم (9733) و (10206) ، وانظر (9290) . وانظر أيضاً "التلخيص الحبير" 3/180-181. وأخرجه أبو يعلى (6462) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2313 من طريق يحيى بن زكريا، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبية عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ملعون من أتى النساء في أدبارهن".= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 112 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرج النسائي في "الكبرى" (9010) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "استحيوا من الله حق الحياء، لا تأتوا النساء في أدبارهن"، قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ كما في "التحفة" 11/25: هذا حديث منكر باطل من حديث الزهري، ومن حديث أبي سلمة، ومن حديث سعيد، فإن كان سمعه من سعيد، فإنما سمعه بعد الاختلاط. وقد رواه الزهري عن أبي سلمة أنه كان ينهى عن ذلك، فأما عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا. وعلق عليه الحافظ في "التلخيص الحبير" 3/180: وعبد الملك قد تكلم فيه دحيم وأبو حاتم وغيرهما. وله شاهد حسن من حديث ابن عباس، أخرجه ابنُ أبي شيبة 4/251-252، والترمذي (1165) ، والنسائي في "الكبرى" (9001) و (9002) ، وأبو يعلى (2378) ، وابن الجارود في "المنتقى" (729) ، وصححه ابن حبان (4202) و (4203) و (4418) . وفي باب تحريم إتيان النساء في الدبر حديثا ابنِ عباس السالفان برقم (2414) و (2703) ، وحديث جابر بن عبد الله ذُكِرَ عند الحديث (2414) ، وإسناده صحيح. وعن خزيمة بن ثابت، سيأتي 5/213 بلفظ: "إن الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن" وإسناده صحيح. وعن أم سلمة، سيأتي 6/305، وإسناده قوي. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد سلف برقم (6706) . وعن علي بن طلق، سلف تخريجه برقم (655) . وعن عمر بن الخطاب عند النسائي في "الكبرى" (9008) و (9009) . قوله: "لا ينظر الله إليه"، قال السندي: أي نظر رحمة، فهو كناية عن غضب الله تعالى عليه، وهو كناية عن هوانِه وحقارته عندَه تعالى. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 113 7685 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ رَجُلًا يَقُولُ: قَدْ هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ، يَقُولُ (1) : إِنَّهُ هُوَ هَالِكٌ " (2) 7686 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ   (1) في (م) فقط: يقول الله، بزيادة لفظ الجلالة. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (2623) ، وأبو داود (4983) . وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 149، وأبو نعيم في "الحلية" 7/141 من طريق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وقال أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سفيان راوي "صحيح مسلم": لا أدري "أهلكَهم" بالنصب، أو "أهلكُهم" بالرفع. وسيأتي برقم (8514) و (10005) و (10697) . قوله: "فهو أهلكهم"، قال السندي: روي برفع الكاف على أنه اسم تفضيل، أي: فهو أشدُّهم هلاكاً، وهذا مبني على أنه يقول: قد هلك الناسُ تحقيراً لهم، وتعظيماً لنفسه، ولا يخفى أن من يقول ذلك بهذا الوجه، فهو أكثرُ هلاكاً بخلاف ما إذا قال ذلك تأسُفاً وتحزناً على وقوع المعصية منهم. وروي بفتح الكاف على أنه ماضٍ من الإِهلاك، أي: إذا قال ذلك يأَّسهم من رحمة الله، ويريد أنهم استوجبوا النارَ بسوءِ أعمالهم، فهو الذي أوجب لهم النارَ لا الله، أو أنه لما أيَّسَهُم من رحمة الله، فقد حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي، فهو أوقعهم في الهلاك، لأن الناسَ ما داموا يرجون رحمة الله يُطيعونه طمعاً فيها، وحين أيسوا تركوا الطاعة فاستوجبوا الهلاكَ، نعوذ بالله منه، وقول الراوي: يقولُ إنه هو هالك، يدل على أن الرواية ها هنا بالرفع. الحديث: 7685 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 114 جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَدْ لَغَوْتَ " (1)   (1) هذا الحديثُ له إسنادان: الإسناد الأول صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجال الشيخين غيرَ إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فمن رجال مسلم. والإِسناد الثاني على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البُرساني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (5414) و (5415) ، ومن طريقه أخرجة ابن خزيمة (1805) ، والبيهقي 3/219. وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (20) من طريق محمد بن بكر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (1805) من طريق ابن بكر وحده، به -ولم يذكر حديث سعيد بن المسيب. وأخرجه أبو يعلى (5846) و (6416) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، و (5859) من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن ابن جريج، به - بالإِسنادين جميعاً. وأخرجه كذلك مسلم (851) (11) ، والنسائي في "المجتبى" 3/104، وفي "الكبرى" (1727) ، والباغندي (21) و (23) ، والطحاوي 1/367، والمزي في "تهذيبه" 14/276-277 من طريق عُقيل بن خالد، والباغندي (22) من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه الطحاوي 1/367 من طريق القاسم بن معن، عن ابن جريج، به -ولم يذكر فيه حديث إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن أبي هريرة. وأخرجه كذلك الدارمي (1550) من طريق معمر، والبخاري (934) ، ومسلم (851) (11) ، والترمذي (512) ، والنسائي في "المجتبى" 3/103-104، وفي= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 115 قَالَ ابْنُ بَكْرٍ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وعَنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُهُ 7687 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ وَلَا تَغْرُبُ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا تَفْزَعُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا هَذَيْنِ الثَّقَلَيْنِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلَكَانِ، يَكْتُبَانِ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ، فَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَدَنَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ شَاةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ طَائِرًا، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَيْضَةً، فَإِذَا قَعَدَ الْإِمَامُ، طُوِيَتْ الصُّحُفُ " (1)   = "الكبرى" (1728) ، وابن خزيمة (1805) ، وابن حزم في "المحلى" 5/62-63، والبيهقي 3/118 و119 من طريق عقيل بن خالد، كلاهما عن ابن شهاب، به. وسيأتي بالإِسنادين جميعاً برقم (7764) ، ومن طريق سعيد بن المسيب وحده برقم (9101) و (9147) و (10128) و (10301) و (10720) و (10888) . وانظر ماسلف برقم (7332) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ العلاء بنِ عبد الرحمن، وشيخِهِ أبي عبد الله إسحاق بن عبد الله مولى زائدة، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5563) . وأخرجه عبد بن حميد (1443) عن روح بن عبادة، والنسائي في الملائكة= الحديث: 7687 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 116 7688 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ حديثاً (1) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ (2) الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا (3) إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ " (4)   = من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/294 من طريق حجاج بن محمد الأعور، كلاهما عن ابن جريج، به. ورواه شعبة وغيره عن العلاء، عن أبية، عن أبي هريرة، سيأتي برقم (9896) . وانظر ما سلف برقم (7258) و (7259) . وفي فضل يوم الجمعة انظر ما سيأتي برقم (9207) . قوله: "أفضل من يوم الجمعة" قال السندي: أي: في أيام الأسبوع، وأما في السنة، فأفضلها يوم عرفة، كذا قيل. "إلا تفزع ليوم الجمعة" أي: لأجلها أو فيها خوفاً من قيام الساعة. "قدم" من التقديم، أي: قدم إلى الآخرة لنفسه بدنة بالتصدق بها. (1) لفظ "حديثاً" أثبتناه من (ظ3) و (عس) و (ل) . (2) تحرف في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ3) و (عس) و (ل) إلى: سلمة. (3) لفظ "خيراً" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وهو ثابت أيضاً في "مصنَّف عبد الرزاق". (4) حديث صحيح بشواهده، وهذا إسناد ضعيف، العباس ومحمد بن مسلمة مجهولان لا يعرفان، قاله العقيلي في "الضعفاء" 4/140، والذهبي في "الميزان" 3/136، ونص على جهالة محمد بن مسلمة أيضاً ابن عدي في "الكامل" 6/2270. والعباس هذا ترجمه ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/211، فسماه عباس بن عبد الرحمن بن حميد القرشي، وقال: روى عن محمد بن مسلمة عن أبي هريرة وأبي سعيد، روى عنه ابن جريج، وسمع= الحديث: 7688 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 117 7689 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، (1)   = منه أبو عاصم، سمعت أبي يقول ذلك. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5584) ، ومن طريقه أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 4/140، والطبراني في "الدعاء" (179) . لكن لم يذكر فيه الطبراني قوله: "وهي بعد العصر". وأخرج مالك في "الموطأ" 1/109 وغيره من حديث أبي هريرة مطولاً -وسيأتي في "المسند" مختصراً 2/486- أن عبد الله بن سلام قال لأبي هريرة: قد علمت أيّة ساعة هي: هي آخر ساعة في يوم الجمعة ... وإسناده صحيح، ورواه البزار (619) مرفوعاً، ورجاله ثقات رجال الصحيح. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند أبي داود (1048) ، والنسائي 3/99-100 بلفظ: "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر". وسنده جيد، وصححه الحاكم 1/279، ووافقه الذهبي، وصححه أيضاً النووي، وحسنه الحافظ ابن حجر وآخر عن أنس بن مالك رفعه: "التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس" أخرجه الترمذي، وفي سنده محمد بن أبي حميد الزرقي، وهو ضعيف، لكنه لم ينفرد به كما أشار إليه الترمذي بقوله: وقد روي عن أنس من غير هذا الوجه، قلنا: تابعه عبد الله بن لهيعة عند الطبراني في "الأوسط" (136) . وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح فيما قاله الحافظ في "الفتح" 2/420 إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أناساً من الصحابة اجتمعوا، فتذاكروا ساعة الجمعة، ثم افترقوا، فلم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة. قال الحافظ: ورجحه كثير من الأثمة أيضاً كأحمد وإسحاق، ومن المالكية الطرطوشي، وحكى العلائي أن شيخه ابن الزملكاني شيخ الشافعية في وقته كان يختاره ويحكيه عن نصِّ الشافعي. (1) في (م) : عن أبية. الحديث: 7689 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 118 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مِنْ غُسْلِهَا الْغُسْلُ، وَمِنْ حَمْلِهَا الْوُضُوءُ " (1)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، لكن اختلف في رفعه ووقفه كما سيأتي بيان ذلك في التعليق الآتي. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/279 من طريق هشام بن سليمان، عن ابن جريج، عن ابن أبي ذئب، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (1463) ، والترمذي (993) ، والبيهقي 1/300-301 من طريق عبد العزيز بن المختار، وابن حبان (1161) من طريق حماد بن سلمة، والطبراني في "الأَوسط" (989) من طريق زهير بن محمد، ثلاثتهم عن سهيل ابن أبي صالح، به. ولم يذكر فيه ابنُ ماجه الوضوء من الحمل. وقال الترمذي: حديث حسن. وأخرجه عبد الرزاق (6111) فقال: عن غيره (يعني عن غير معمر) ، عن سهيل بن أبي صالح (زاد الأعظمي بين معقوفين: عن أبية) ، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه الوضوء من الحمل. وأخرجه أبو داود (3162) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 1/301، وفي "المعرفة" (2115) من طريق سفيان بن عيينة، عن سهيل، عن أبية، عن إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة. فأدخل سهيل هنا إسحاق بين أبيه وبين أبي هريرة، وإسحاق ثقة. وتابع سفيانَ إسماعيلُ ابن عُلية عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/396-397، إلا أنه جعله موقوفاً على أبي هريرة. وأخرجه البيهقي 1/301 من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل، عن أبية، عن الحارث بن مخلد، عن أبي هريرة مرفوعاً. والحارث مجهول. وقال الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 154 بعد أن أشار إلى روايات سهيل هذه: ويشبه أن يكون سهيل كان يضطرب فيه. وأخرجه البيهقي 1/300 من طريق محمد بن عجلان، عن القعقاع بن= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 119 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/269 عن عبدة بن سليمان، و369 عن يزيد بن هارون، والبيهقي 1/302 من طريق عبد الوهَّاب عطاء، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/397 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، أربعتهم عن محمد ابن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة موقوفاً. قال البخاري: وهذا أشبه. قلنا: يعني من المرفوع، ومحمد بن عمرو حسن الحديث، وباقي رجال هذه الأسانيد ثقات. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/397، وابن حزم في "المحلى" 1/250 و2/23 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، به مرفوعاً. قلنا: والوقف في حديث محمد بن عمرو أصحُّ، وقد خطَّأَ أبو حاتم -كما في "العلل" لابنه 1/351- رواية حماد بن سلمة هذه، وقال: إنما هو موقوف عن أبي هريرة لا يرفعه الثقات. وأخرجه البيهقي 1/302 من طريق ابن لهيعة، عن حنين بن أبي حكيم، عن صفوان بن أبي سليم، عن أبي سلمة، به مرفوعاً. وقال: ابن لهيعة وحنين ابن أبي حكيم لا يحتج بهما، والمحفوظ من حديث أبي سلمة، ما أشار إليه البخاري أنه موقوف من قول أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (3161) ، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 2/23، والبيهقي 1/303 من طريق ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عمرو ابن عمير، عن أبي هريرة مرفوعاً. وعمرو بن عمير مجهول، تفرد بالرواية عنه القاسم بن عباس، ولم يوثقه أحد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (990) ، والبيهقي 1/302 من طريق عمرو ابن أبي سلمة، عن زهير بن محمد التميمي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبية، عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف جداً، عمرو بن أبي سلمة، قال الإِمام أحمد كما في "تهذيب التهذيب" في ترجمته: روى عن زهير أحاديث بواطيل كأنه سمعها من صدقة بن عبد الله، فغلط، فقلبها عن زهير. قلنا: وصدقة= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 120 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = هذا ضعيف جداً. وأخرجه البيهقي 1/303 من طريق وهيب بن خالد، عن أبي واقد، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وإسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي واقد الليثي واسمه صالح بن محمد بن زائدة، ووصفه غيرُ واحد بأنه منكر الحديث. وأخرجه البيهقي 1/303 من طريق عبد الله بن صالح، عن يحيى بن أيوب، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة موقوفاً: من غسل الميت فليغتسل، ومن أدخله قبره فليتوضأ. وأورده الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" 1/137 من هذا الطريق، وقال: ذكره الدارقطني، وقال: فيه نظر. وأخرج البيهقي 1/303 من طريق الوليد بن مسلم، حدثني ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة رفعه، قال: "من أراد أن يحمل ميتاً فليتوضأ". وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. قلنا: وسيأتي الحديث في "المسند" برقم (9862) من طريق ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة مرفوعاً. وصالح مختلف فيه. وسيأتي برقم (7770) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن رجلٍ يُقال له: أبو إسحاق، عن أبي هريرة مرفوعاً؛ بالأمر بالاغتسال من غسله فقط. وإسناده ضعيف لجهالة أبي إسحاق هذا. قلنا: وقد اختلف أهل العلم في حديث أبي هريرة، فمنهم من صحح وقفه: كالبخاري وأبي حاتم والبيهقي والرافعي، ومنهم من صحح رفعه كالترمذي وابن حزم وابن حبان والذهبي وابن حجر، وقال أحمد وعلي ابن المديني: لا يصح في هذا الباب شيء، وبنحوه قال محمد بن يحيى الذهلي وابن المنذر، وضعفه النووي، وقال الشافعي: إن صحَّ قلتُ به. انظر "التلخيص الحبير" 1/136-137 .= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 121 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وفي باب الاغتسال من غسل الميت، عن المغيرة بن شعبة، سيرد 4/246، وفي إسناده جهالة. وعن عائشة، سيرد 6/152، واسناده ضعيف. وعن حذيفة عند الطبراني في "الأَوسط" (2781) ، والبيهقي 4/301، وفي إسناده جهالة. وقال الحافظ في "التلخيص" 1/137: ذكره ابن أبي حاتم والدارقطني في "العلل"، وقالا: إنه لا يثبت، وأعله كذلك أبو بكر بن إسحاق الصبغي، نقله عنه البيهقي. وعن أبي سعيد الخدري عند البيهقي 1/301، وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته. ونحوه عن علي بن أبي طالب سلف في مسنده برقم (807) ، وإسناده ضعيف. قال البغوي في "شرح السنة" 2/169: واختلف أهل العلم في الغسل من غسل الميت، فذهب بعضهم إلى وجوبه، وذهب أكثرُهم إلى أَنه غيرُ واجب، قال ابن عمر وابن عباس: ليس على غاسل الميت غسلٌ. ورُوي عن عبد الله بن أبي بكر، عن أسماء بنت عُميس امرأة أبي بكر أنها غسلت أبا بكر حين تُوفي، فسألت مَنْ حضرها من المهاجرين، فقالت: إني صائمة، وهذا يوم شديد البرد، فهل عليّ من غسل؟ فقالوا: لا. (وهو في الموطأ 1/223، وسنده منقطع) . وقال مالك والشافعي: يستحب له الغسل ولا يجب. قلنا: ويؤيد قول من حمل الأمر في الحديث على الاستحباب ما رواه الخطيب في ترجمة محمد بن عبد الله المخرمي من "تاريخه" 5/424 من طريق عبد الله بن الإِمام أحمد، قال: قال لي أبي: كتبتَ حديثَ عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر: كنا نغسل الميت، فمنا من يغتسل، ومنا من لا يغتسل؟ قال: قلت: لا، قال: في ذلك الجانب شابٌّ يقال له: محمد بن عبد الله يحدث به= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 122 7690 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَاتَّبَعَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ مِثْلُ (1) أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى وَلَمْ يَتْبَعْهَا، فَلَهُ قِيرَاطٌ مِثْلُ أُحُدٍ " قَالَ ابْنُ (2) بَكْرٍ: الْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ (3)   = عن أبي هشام المخزومي، عن وهيب، فاكتب عنه، وإسناده صحيح كما قال الحافظ في "التلخيص" 1/138. وأخرج الحاكم 1/386، والبيهقي 3/398 من حديث ابن عباس: "ليس عليكم في غسل ميتكم غسل إذا غسلتموه، فإن ميتكم ليس بنجس، فحسبكم أن تغسلوا أيديكم ". وسنده جيد، وهو عند الحاكم مرفوع وصححه، وعند البيهقي موقوف، ورواية الوقف أصح. (1) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وباقي النسخ: مثلي، لكن ضبب فوقها في نسخة (س) . قال السندي: "مثلَ أحدٍ" بالنصب بتقدير: أعني، وجعله حالاً يأباه تنكيرُ "قيراطان"، والله تعالى أعلم. (2) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: "أبو بكر"، والتصويب من (ظ3) و (عس) و (ل) . (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد المطلب -ويقال: ابن عبد الملك-، لم يرو عنه غير ابن جريج، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/171، وقال: شيخ. ابن بكر: هو محمد بن بكر بن عثمان البرساني، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6271) .= الحديث: 7690 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 123 7691 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الْأَزْرَقِ كَانَ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بِالسُّوقِ، فَمُرَّ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، فَعَابَ ذَلِكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، فَانْتَهَرَهُنَّ، فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَزْرَقِ: لَا تَقُلْ ذَلِكَ، فَأَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ، وَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ كَنَائِنِ مَرْوَانَ وَشَهِدَهَا، وَأَمَرَ مَرْوَانُ بِالنِّسَاءِ اللَّاتِي يَبْكِينَ يُطْرَدْنَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَعْهُنَّ يَا أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ، فَإِنَّهُ مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، وَأَنَا مَعَهُ، وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَانْتَهَرَ عُمَرُ اللَّاتِي يَبْكِينَ مَعَ الْجِنَازَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُنَّ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنَّ النَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَإِنَّ الْعَهْدَ حَدِيثٌ " قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " فَاللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ " (1)   = وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1271) من طريق أبي عاصم الضحاك، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7188) . (1) إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير سلمة بن الأزرق، فقد روى له النسائي وابن ماجه، قال ابن القطان: لا أعرف أحداً من مصنفي الرجال ذكره، ولا تُعرف له حالٌ، وقال الذهبي في "المغني" 1/274: لا يعرف محمد بن عمرو: هو ابن عطاء بن عياش القرشي، وقد صرح عند غير المصنف أن سلمة هو الذي أخبره بأنه كان جالساً مع ابن عمر. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6674) عن معمر وابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1440) ، وابن حبان (3157) ، والبيهقي في "السنن"= الحديث: 7691 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 124 7692 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَ رَجُلًا أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً، أَوْ يَصُومَ شَهْرَيْنِ، أَوْ يُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا " (1)   = 4/70، وفي "المعرفة" (7781) من طريق عبد الرزاق، عن معمر وحده، عن هشام بن عروة، به. وأخرجه ابن ماجه (1587) من طريق حماد بن سلمة، وأبو يعلى (6405) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، كلاهما عن هشام بن عروة، به -دون قصة ابن عمر، وسمى عبدُ الرحيم بن سليمان الراويَ عن أبي هريرة عمرَو بنَ الأزرق! وأخرجه الطيالسي (2598) عن قيس، عن هشام بن عروة وعن وهب بن كيسان، عن أبي هريرة. وهذا إسناد فيه انقطاع، وهب لم يُدرك أبا هريرة. وأخرجه مقتصراً على المرفوع الحميديُّ (1024) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/293 من طريق ابن عيينة، عن ابن عجلان، عن وهب بن كيسان، عمن سمع أبا هريرة، كذا عند الحميدي، وعند الطحاوي: عن أبي هريرة! والحديث سيأتي برقم (8401) و (9293) و (9731) ، وانظر (5889) في مسند ابن عمر. والبكاء على الميت دون نياحةٍ وجزعٍ مباحٌ، انظر حديث ابن عمر عند البخاري (1304) ، ومسلم (924) ، وحديث أنس عندهما أيضاً البخاري (1303) ، ومسلم (2315) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (111) (84) ، والبيهقي 4/225 من طريق عبد الرزاق وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (1943) من طريق أبي عاصم الضحاك ومحمد بن بكر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/60 من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن= الحديث: 7692 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 125 7693 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " " وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ (1) أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، مَرَّتَيْنِ " " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " " وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَرِحَ بِصِيَامِهِ " (2)   = ابن جريج، به. وانظر (7290) . (1) في (م) : شاتمه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن بكر: هو محمد بن بكر البرساني، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه مسلم (1151) (163) من طريق عبد الرزاق وحده، بهذا الإسناد. وفيه التصريح بأن أوله حديث قدسي، ففيه: "قال الله عزوجل: كل عمل ابن آدم له ... ". وأخرجه كذلك ابن خزيمة (1896) ، وعنه ابن حبان (3423) من طريق محمد بن بكر وحده، به. وأخرجه البخاري (1904) من طريق هشام بن يوسف، والنسائي 4/163-164و166 من طريق الحجاج بن محمد الأعور، كلاهما عن ابن جريج، به. واقتصر النسائي في الموضع الثاني على قوله: "الصيام جُنة"، والحديث عند البخاري فيه: "قال الله". وأخرجه النسائي 4/164 من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن جريج، عن= الحديث: 7693 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 126 7694 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَلْبِسُ عَلَيْهِ، حَتَّى لَا يَدْرِيَ كَمْ صَلَّى، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ " (1) 7695 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ: أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، إِذْ مَرَّ بِهِمَا أَبُو عَبْدِ اللهِ خَتَنُ زَيْدِ بْنِ الرَّيَّانِ - وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ: ابْنِ الزَّبَّانِ - فَدَعَاهُ نَافِعٌ، فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ مَعَ الْإِمَامِ أَفْضَلُ مِنْ خَمْسَةٍ (2) وَعِشْرِينَ صَلَاةً يُصَلِّيهَا وَحْدَهُ " (3)   = عطاء بن أبي رباح، قال: أخبرني عطاءٌ الزيات، أنه سمع أبا هريرة ... فذكره. ونقل المزي في "التحفة" 9/440 عن النسائي أنه قال: ابنُ المبارك أجلُّ وأعلى، وحديث حجاج أولى بالصواب. وسيأتي مختصراً برقم (10692) عن روح بن عبادة، عن ابن جريج. وانظر (7174) . وقوله: "إذا كان يوم صوم" إلى قوله: "امرؤ صائم" سيأتي من طريق أبي صالح برقم (7840) ، فراجعه هناك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3464) . وانظر (7286) . (2) كذا في (ظ3) على الجادة: خمس، وفي (م) وباقي النسخ: خمسة. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن= الحديث: 7694 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 127 7696 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَابْنُ بَكْرٍ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُخْبِرُهُمْ: " فِي كُلِّ صَلَاةٍ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا، أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ " قَالَ ابْنُ بَكْرٍ: فِي كُلِّ صَلَاةٍ قُرْآنٌ (1) 7697 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يُمْنَعُ فَضْلُ مَاءٍ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ الْكَلَإِ " (2)   = عطاء بن أبي الخُوار، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (649) (248) ، وأبو عوانة 2/3 من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، به. ووقع عندهما زيد بن زبّان. وسيأتي برقم (10842) . وانظر ما سلف برقم (7185) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2743) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/125. وأخرجه الحميدي (990) ، والنسائي 2/163، وابن خزيمة (547) ، وأبو عوانة 2/125، والطحاوي 1/208، وابن حبان (1853) من طرق عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وانظر (7503) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1566) (38) ، والبيهقي 1/15-16 من طريق هلال بن= الحديث: 7696 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 128 7698 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً، فَإِنَّهُ يَحْلُبُهَا، فَإِنْ رَضِيَهَا أَخَذَهَا، وَإِلَّا رَدَّهَا وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (1) 7699 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَاعَ أَحَدُكُمُ الشَّاةَ أَوِ اللَّقْحَةَ فَلَا يُحَفِّلْهَا " (2)   = أسامة، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2354) ، ومسلم (1566) (37) ، والبيهقي 2/156 من طريق ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وسيأتي مكرراً برقم (8084) . وانظر ما سلف برقم (7324) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14858) . وانظر (7380) و (7523) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كثير -واسمه يزيد بن عبد الرحمن السحيمي- فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14864) ، ومن طريقه أخرجه النسائي 7/252-253، وابن حبان (4969) . وسيأتي برقم (10236) . وانظر ما سلف برقم (7305) . قوله: "اللقحة"، قال السندي: هي بالفتح أو الكسر: الناقة القريبة العهد بالنتاج.= الحديث: 7698 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 129 7700 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا يَزِيدُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ، وَلَا تَسْأَلُ امْرَأَةٌ طَلَاقَ أُخْتِهَا " (1) 7701 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَسَّعَ عَلَى مَكْرُوبٍ كُرْبَةً فِي الدُّنْيَا، وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ كُرْبَةً فِي الْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا، سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْمَرْءِ مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ " (2)   = "فلا يحفلها": من التحفيل، وهو جمع اللبن في ضرع الناقة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14867) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1413) (53) ، والبغوي (2098) . وأخرجه البخاري (2160) ، والنسائي 7/259 من طريق يزيد بن زريع، عن معمر، به. وانظر (7248) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن واسع، فمن رجال مسلم، وقد أعله الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 18 بالانقطاع بين معمر وبين محمد بن واسع، وكذا بين محمد وبين أبي صالح، مع أن كل واحد منهم قد أدرك الآخر وعاصره، لكن أدخل محمد بن واسع بينه= الحديث: 7700 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 130 7702 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً (1) عَلَى جِدَارِهِ " ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: " مَالِي   = وبين أبي صالح، الأعمش، ومرة أخرى محمد بن المنكدر، ومرة ثالثة أبهم الواسطة بينهما، وسيأتي بيان ذلك كله في التخريج. والحديث قد صح من غير هذا الطريق، انظر ما سلف برقم (7427) . وهو بهذا الإسناد في "مصنف عبد الرزاق" (18933) ، ومن طريقه أخرجة الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 18، وعنه البيهقي 6/27، وزادا في أوله: "من أقال نادماً أقاله الله نفسه يوم القيامة" وقد سلفت هذه القطعة من غير هذا الطريق برقم (7431) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7287) ، وابن حبان (534) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع -وقرن ابن حبان به أبا سورة، ولم نتبينه-، عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وقد سلف عن الأعمش برقم (7427) من غير طريق محمد بن واسع، فانظر تمام تخريح الحديث هناك. وأخرجه النسائي (7286) من طريق حماد بن زيد، عن محمد بن واسع، حدثني رجل، عن أبي صالح. وسيأتي برقم (10496) من طريق يونس بن محمد، عن حزم، عن محمد بن واسع، عن بعض أصحابه، عن أبي صالح. والواسطة المبهمة بين محمد بن واسع وبين أبي صالح هي: محمد بن المنكدر كما بيَّن ذلك هشام بن حسان عنه فيما يأتي برقم (10676) . وسيأتي عند المصنف برقم (7942) من طريق آخر عن هشام بن حسان عن محمد بن واسع، إلا أنه لم يذكر فيه محمد بن المنكدر. (1) في بعض النسخ: خَشَبَه. الحديث: 7702 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 131 أَرَاكُمْ مُعْرِضِينَ وَاللهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ " (1) 7703 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: اقْتَتَلَتِ امْرَأَتَانِ مِنْ هُذَيْلٍ، فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ، فَأَصَابَتْ بَطْنَهَا، فَقَتَلَتْهَا، وَأَلْقَتْ جَنِينًا، " فَقَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدِيَتِهَا عَلَى الْعَاقِلَةِ، وَفِي جَنِينِهَا غُرَّةٌ: عَبْدٌ (2) أَوْ أَمَةٌ "، فَقَالَ قَائِلٌ: كَيْفَ يُعْقَلُ مَنْ لَا أَكَلَ، وَلَا شَرِبَ، وَلَا نَطَقَ، وَلَا اسْتَهَلَّ؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ (3) . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا زَعَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " هَذَا مِنْ إِخْوَانِ الْكُهَّانِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1609) ، والبيهقي 6/68 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر (7278) . (2) كذا في (ظ3) و"المصنَّف"، وفي (م) وباقي النسخ: عبد، دون ألف، وقد وجهها السندي على أن "غرة" منصوب بنزع الخافض، أي: بغرة، وعلى أن "عبد أو أمة" مجروران على البداية من "غرة"! (3) في (ل) و (ظ1) و (عس) : بطل، بالموحدة. قلنا: هو بالوجهين في روايات "الصحيحين" وغيرهما: بالباء الموحدة مفتوحة، وبالمثناة من تحت مضمومة، الأول من البطلان، والثاني: من طُلَّ دمُه: إذا لم يُطلب وتُرِك. انظر "مشارق الأنوار" للقاضي عياض 1/88، و"فتح الباري" لابن حجر 10/218، و"إرشاد الساري" للقسطلاني 8/399. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (18338) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1681) (36) ، والبيهقي 8/70 و113.= الحديث: 7703 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 132 7704 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جُرْحُهَا (1) جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (2) وَالْجُبَارُ: الْهَدَرُ 7705 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّكُمْ تَقُولُونَ: أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللهُ الْمُوعِدُ، إِنَّكُمْ تَقُولُونَ: مَا بَالُ الْمُهَاجِرِينَ لَا يُحَدِّثُونَ عَنْ   = وأخرجه البخاري (5758) ، والبيهقي 8/113 من طريق عبد الرحمن بن خالد ابن مسافر، والبيهقي 8/113 من طريق عبيد بن عبد الواحد، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وانظر (7217) . "بديتها"، قال السندي: أي: دية المقتولة بناء على أن القتل كان شبه العمد، وليس بعمد. "يعقل": على بناء المفعول، أي: يُعطى دية. "من لا أكل" أي: دية ولد خرج من بطن أمه ميتاً ولا حصل منه أكل ولا شرب. "ولا استهل" أي: صاح عند الولادة. (1) لفظة "جرحها" أثبتناه من (ظ3) و (ل) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (18373) ، وقرن بمعمر ابنَ جريج، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النسائي 5/45، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7457) . الحديث: 7704 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 133 رَسُولِ اللهِ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ؟ وَمَا بَالُ الْأَنْصَارِ لَا يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ؟ وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ صَفَقَاتُهُمْ فِي الْأَسْوَاقِ، وَإِنَّ أَصْحَابِي مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَتْ تَشْغَلُهُمْ أَرْضُوهُمْ وَالْقِيَامُ عَلَيْهَا (1) ، وَإِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا (2) ، وَكُنْتُ أُكْثِرُ مُجَالَسَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحْضُرُ إِذَا غَابُوا، وَأَحْفَظُ إِذَا نَسُوا، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا يَوْمًا فَقَالَ: " مَنْ يَبْسُطُ ثَوْبَهُ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْ حَدِيثِي، ثُمَّ يَقْبِضُهُ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي أَبَدًا " " فَبَسَطْتُ ثَوْبِي، - أَوْ قَالَ: نَمِرَتِي (3) - ثُمَّ قَبَضْتُهُ إِلَيَّ، فَوَاللهِ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، وَايْمُ اللهِ، لَوْلَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللهِ مَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْءٍ أَبَدًا، ثُمَّ تَلَا: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] الْآيَةَ كُلَّهَا " (4)   (1) لفظة "عليها" من (ظ3) و (ل) و (عس) ، وسقطت من (م) وباقي النسخ. (2) كذا في (ل) و (عس) : مسكيناً وكذا هو عند عبد الرزاق في "تفسيره" وعند من خرجه من طريقه، وفي (م) وباقي النسخ ومنها (ظ3) : معتكفاً، لكن أشير في هامش (ظ3) إلى أنه في أصل ابن المذهب كما أثبتنا: مسكيناً. (3) كذا في (ظ3) و (ل) و (عس) ، وفي بقية النسخ: طمرتي، وتحرفت في (م) إلى: طهرتي. والنَّمِرَة: ثوب من صوف. والطِّمْر: الثوب البالي. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/64، ومن طريقه أخرجه مسلم (2492) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/201، والبغوي (3723) .= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 134 7706 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ أَوَّلُ النَّاسِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَدَانَا اللهُ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ، فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي هَدَانَا اللهُ لَهُ، وَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، غَدًا لِلْيَهُوَدِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى " (1) 7707 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ،   = وأخرجه ابن سعد 4/330 عن محمد بن حميد العبدي، عن معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة. لم يذكر فيه الأعرج، والزهري أدرك أبا هريرة صغيراً، ولم يسمع منه. وانظر (7275) . قوله: "ما بال المهاجرين"، قال السندي: أي مع قِدَمِ صحبتهم. "وإن أصحابى": عطف على "إنكم تقولون"، أي: َ إنكم تزعمون أن المهاجرين والأنصار أولى برواية الأخبار، وأن الأمر بعكس ذلك، أو حال من ضمير "تقولون". "أَرَضُوهم"، بفتحتين، أي: بساتينهم. "والقيام": أي بأمرها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/82. وانظر (7401) . قوله: "فهدانا الله"، قال السندي: الفاء للتعليل، وهو علة لكونهم أول الناس دخولاً للجنة. الحديث: 7706 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 135 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ، فَهُمْ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَالْيَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ " (1) 7708 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا الشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسَّةِ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا " ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: " اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36] " (2)   (1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. وهو بالإِسناد الأول -يعني: عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاووس- في "تفسير عبد الرزاق" 1/83، ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه النسائي في "الكبرى" (1653) . وسلف برقم (7399) عن سفيان، عن ابن طاووس. وهو بالإِسناد الثاني -يعني: عبد الرزاق، عن معمر، عن همام- في "تفسير عبد الرزاق" 1/82-83، ومن طريق عبد الرزاق هذه أخرجه البخاري (6624) و (7036) ، ومسلم (855) (21) ، وأبو عوانة 4/445، وابن حبان (2784) ، والبيهقي 3/171، والبغوي (1045) . واقتصر البخاري وأبو عوانة على أوله. وسيأتي من هذا الطريق برقم (8115) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7708 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 136 7709 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ، صَالِحُ (1) نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ لِزَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَلَمْ تَرْكَبْ مَرْيَمُ بَعِيرًا قَطُّ " (2) 7710 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ (3) فِي النَّارِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ " (4)   = وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/119، ومن طريقه أخرجه البخاري (4548) ، ومسلم (2366) (146) ، والطبري في "تفسيره" 3/239، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (420) . وانظر (7182) . (1) كذا في (ظ3) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: صُلَّح، ضبطت في (س) بضم الصاد وبلام مشددة مفتوحة، وكذا ضبطها السندي وأحمد شاكر رحمهما الله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7650) ، وذُكِرَ فيه هناك قصة لأم هانىء. (3) زِيْدَ بعده في (م) والنسخ الخطية غير (ل) و (عس) : يعني الأمعاء، وأثبت في (ظ3) ثم رُمِّج. وذه الزيادة لم ترد في "تفسير عبد الرزاق" ولا في "جامع المسانيد والسنن". (4) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الزهري لم يسمع من أبي هريرة، فهو منقطع. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/197.= الحديث: 7709 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 137 7711 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِي عُرْوَةَ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، قُبِلَ مِنْهُ " (1) 7712 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟ " ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: (2) " وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ   = وسيأتي تمام تخريجه برقم (8787) من طريق يزيد بن الهاد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. القصْب: الأمعاء. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/221، وأخرجه من طريقه الطبري في "تفسيره" 8/99. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1412 من طريق سعيد بن زيد، عن أيوب السختياني وهشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، به. وسيأتي برقم (9130) و (9509) و (10419) و (10581) . وانظر ما سلف برقم (7161) . (2) قوله: "أبو هريرة" أثبتناه من (ظ3) و (ل) و (عس) . الحديث: 7711 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 138 النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ} [الروم: 30] " (1) 7713 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي غِفَارٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَى عَبْدٍ أَحْيَاهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً، لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ (2) ، لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20087) ومن طريقه أخرجه مسلم (2658) (22) ، وابن حبان (130) . وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/308 من طريق قتادة، عن سعيد بن المسيب، بهذا الإسناد. وانظر (7181) . (2) لفظة "إليه" زيادة من (ظ3) و (ل) و (عس) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الذي من بني غفار، وهو معن بن محمد الغفاري، كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري وغيره، وهو صدوق حسن الحديث، ثم هو متابعٌ في الحديث كما سيأتي. وأخرجه الحاكم 2/427-428 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6419) ، والبيهقي 3/370، والبغوي (4032) من طريق عمر بن علي، عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/142 من طريق بقية بن الوليد، والحاكم 2/427 من طريق بكار بن قتيبة، كلاهما عن مطرف بن مازن، عن معمر بن راشد، عن محمد بن عبد الرحمن الغفاري، عن أبي هريرة. وهذا إسناد تالف، مطرف بن مازن كذبه يحيى بن معين، وقال النسائي:= الحديث: 7713 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 139 7714 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: - اجْتَمَعَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَكَعْبٌ، فَجَعَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ كَعْبًا عَنِ   = ليس بثقة، وقال آخر: واهٍ. وقال الحافظ في "إتحاف المهرة" 5/253 بعد أن أورده من طريق الحاكم: قلت: مطرف ضعيف، وقد خالفه عبد الرزاق، وهو ثقة ثبت، قال: عن معمر، عن رجل من بني غفار، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (8262) و (9251) و (9394) من طرق عن سعيد المقبري. وفي الباب عن أنس ضمن حديثٍ مطول، سيأتي في "المسند" 3/217-218. وعن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" (5933) ، والحاكم 2/428، والقضاعي في "مسند الشهاب" (423) . قوله: "لقد أعذر الله إلى عبد"، قال السندي: أي: أتى بالعذر إليه وأظهره، ومنه قولهم: أعذر من أنذر، أي أتى بالعذر وأظهره، وهذا مجاز، فإن العذر لا يتوجه على الله، وإنما يتوجه له على العبيد، والمقصود أن الله لم يترك له شيئا في الاعتذار يتمسك به، كذا قيل، وبالجملة فالمقصود أن من بلغ ستين إذا لم يتب، ومات على المعصية، فلو عذبه الله تعالى لكان تطويله العمر وتقريبه إلى الموت مع إصرار ذلك الرجل على المعصية يصير بمنزلة العذر لله في عذابه، فصار كأنه أتى الله إليه بالعذر إن عذبه لإِصراره على المعصية، فلم يبق للعبد عذر، بل العذر قد قام لله تعالى والله تعالى أعلم. وقيل: همزته للسلب، أي أزال عذره، فإذا لم يتب إلى هذا العمر، لم يكن له عذر، فإن الشاب يقول: أتوب إذا شِخْتُ، والشيخ ماذا يقول؟! وقيل: أقام الله عذره، كأن المراد أنه ألقى إليه عذره بتطويل العمر ليعتذروا به، فإن طول عمره بحيث ما بقي له إلا الاستغفار والطاعة والإِقبال إلى الآخرة بالكلية. الحديث: 7714 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 140 النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَعْبٌ يُحَدِّثُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ الْكُتُبِ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكعب الذي اجتمع بأبى هريرة هو كعب بن ماتع الحميري اليماني الذي كان يهودياً، فأسلم بعد وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم المدينة من اليمن في أيام عمر رضي الله عنه، فجالس أصحاب محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يحدثهم من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب، مما كان ومما لم يكن ومما حُرِّف وبُدِّل ونُسخ، وقد أَغنانا اللهُ بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ، ولذا كان عمر رضي الله عنه يقول له -فيما أخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/544-: لتتركن الأحاديث أو لألُحقنك بأرض القردة. وأخطأ. من زعم أن البخاري ومسلماً خرّجا له، فإنهما لم يُسندا من طريقه شيئاً من الحديث، وإنما جرى ذكره في "الصحيحين" عرضاً، وليس يؤثر عن أحد من أئمة الجرح والتعديل توثيق لكعب إلا أن بعض الصحابة أثنى عليه بالعلم، وأخرج البخاري في "صحيحه" في الاعتصام: باب قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء" من طريق حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية يحدث رهطاً من قريش بالمدينة لما حج في خلافته، وذكر كعب الأحبار، فقال: إن كان من أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون من أهل الكتاب، وإن كنا لنبلو مع ذلك عليه الكذب. على أنه ليس كل ما نسب إليه في الكتب بثابت عنه، فإن الكذابين من بعده قد نسبوا إليه أشياء كثيرة لم يقلها. وأما الحديث، فقد أخرجه ابن منده في "الإِيمان" (900) من طريق عبد الرزاق، به. وأخرجه هناد في "الزهد" (182) ، والآجري في "الشريعة" ص 341-342 من طريق موسى بن يسار، والدارمي (2806) ، ومسلم (198) (336) و (337) ، وابن= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 141 7715 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ، تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ: " وَنَسِيَ أَنْ يَقُولَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، فَأَطَافَ بِهِنَّ "، قَالَ: " فَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ امْرَأَةٌ (1) إِلَّا وَاحِدَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ "، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، لَمْ يَحْنَثْ، وَكَانَ دَرَكًا لِحَاجَتِهِ " (2)   = خزيمة في "التوحيد" 2/624، والآجري ص 341، وابن منده (897) و (898) و (899) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1040) ، والبيهقي 10/190 من طريق عمرو بن أبي سفيان الثقفي، ومسلم (199) (339) ، وابن خزيمة 2/624، وابن منده (911) من طريق أبي زرعة بن عمرو بن جرير، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وله طرق أخرى ستأتي في "المسند" برقم (8132) و (8959) و (9303) و (9504) و (10311) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2546) . وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/134. وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/384. قوله: "مستجابة"، قال السندي: أي في حق الأمة. (1) لفظة "امرأة" أثبتناها من (ظ 3) و (ل) و (عس) . (2) رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله. وأخرجه البخاري (5242) عن محمود بن غيلان، ومسلم (1654) عن عبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وفي رواية عبد بن حميد: على سبعين امرأة. وعلقه الترمذي بإثر الحديث (1532) عن عبد الرزاق به، وفيه: على سبعين= الحديث: 7715 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 142 7716 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ (1) فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا " (2) 7717 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ،   = امرأة. وهو كذلك في "تفسير عبد الرزاق" 1/401 بهذا الإسناد، لكنه فيه موقوف على أبي هريرة. وأخرجه البخاري (6720) ومسلم (1654) (23) ، وابن حبان (4338) من طريق هشام بن حُجير، عن ابن طاووس، به. وفيه عند البخاري وابن حبان: على تسعين امرأة، وعند مسلم: على سبعين امرأة. وقد سلف برقم (7137) فانظر تمام تخريجه فيه. وقوله: "لأطوفن الليلة بمئة امرأة" قال السندي: كناية عن الجماع. "نصف إنسان": أي: ولدت ولداً غير تام. "لم يحنث" أي: في حلفه، وذلك لأن "لأطوفن" جواب قسم مقدر، إذ التأكيد باللام والنون دليل على أن من حلف على غير مقدور له يحنث. "دركاً". بسكون راءٍ وفتحها، أي: كان ذلك القول إدراكاً ولحاقاً، أي: سبباً لإِدراكه الحاجة، وهذا أخبار عما كان مقدراً لسليمان، على تقدير أن يقول ذلك، وليس المراد أن كل من يقول ذلك يكون في حقه ذلك، كيف وهذا موسى قد قال. (ستجدني إن شاء الله صابراً) [الكهف: 69] ثم كان ما كان. (1) قوله: "يا خيبة الدهر" مكرر مرتين في (ظ 3) و (ل) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7683) . الحديث: 7716 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 143 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ " قَالُوا: لَا، يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ؟ " فَقَالُوا: لَا، يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ، فَيَقُولُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَيَتْبَعُهُ، فَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا، فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي تَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَنا (1) رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ "، قَالَ: " فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا، فَيَتْبَعُونَهُ "، قَالَ: " وَيُضْرَبُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ ". قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَبِهَا كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللهُ، فَتَخْطَفُ (2) النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ ثُمَّ   (1) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: جاء. (2) في (م) : فتختطف. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 144 يَنْجُو (1) ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَرْحَمَ، مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلَامَةِ آثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنَ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مِنْ مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ. وَيَبْقَى رَجُلٌ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا، فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللهَ، حَتَّى يَقُولَ: فَلَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا، وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَيَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ، قَرِّبْنِي إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ فَلَا يَزَالُ يَدْعُو، حَتَّى يَقُولَ: فَلَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي اللهَ (2) مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ (3) أَنْ لَا يَسْأَلَ غَيْرَهُ، فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا   (1) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس) ، وهو الصواب، وتحرف في (م) وبقية النسخ إلى: يعجوا. (2) لفظ الجلالة ليس في (م) . (3) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: من عهوده ومواثيقه. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 145 دَنَا مِنْهَا انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْحِبَرَةِ وَالسُّرُورِ، سَكَتَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي (1) غَيْرَهُ، وَقَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللهَ، حَتَّى يَضْحَكَ (2) ، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ، أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا، فَإِذَا أُدْخِلَ، قِيلَ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا، فَيَتَمَنَّى، ثُمَّ يُقَالُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا، فَيَتَمَنَّى، حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ". قَالَ: وَأَبُو سَعِيدٍ جَالِسٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَا يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيْئًا مِنْ قَوْلِهِ، حَتَّى (3) إِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: " هَذَا لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ". قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هَذَا لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَفِظْتُ " مِثْلُهُ مَعَهُ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ " (4)   (1) كذا في (ظ3) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: تسأل. (2) في (م) : حتى يضحك الله. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: حتى إذا. (4) إسناده صحيحِ على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20856) وسيأتي مكرراً بهذا الإسناد برقم (10906) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6573) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (455) و (746) ، وأبو عوانة 1/162، وابن حبان (7429) ، والآجري في "الشريعة" ص 259، وابن منده في "الإِيمان" (805) ، واللالكائي في "شرح= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 146 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أصول الاعتقاد" (814) ، والبغوي (4346) . وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 56 من طريق عبد الله ابن المبارك، والنسائي في "المجتبى" 2/229، وابن منده (806) من طريق حماد ابن زيد، والآجري ص 259-260، والنسائي في "الكبرى" (11637) ، وابن منده (806) من طريق محمد بن ثور، ثلاثتهم عن معمر، به. وفي رواية ابن المبارك: عن أبي هريرة وأبي سعيد، وفي رواية حماد: عن عطاء بن يزيد الليثي قال: اجتمع أبو سعيد وأبو هريرة، فأنشأ أحدهما يحدث ... وقرن حماد عند النسائي بمعمر النعمان بن راشد. وأخرجه ابن أبي عاصم (454) و (477) ، وابن منده (804) من طريق محمد ابن الوليد الزُّبيدي، عن الزهري، به. وأخرجه عبد الله الدارمي في "سننه" (2801) ، والبخاري (806) و (6573) ، ومسلم (182) (300) ، وابن أبي عاصم (456) و (478) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/376 و425، وأبو عوانة 1/162، والآجري ص 260، وابن منده (807) ، واللالكائي (815) و (816) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. وقرن بعطاء بن يزيد الليثي سعيد بن المسيب. والحديث في هذه المصادر كلها منهم من خرّجه مختصراً، ومنهم من خرّجه بطوله. وسيأتي برقم (7927) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري. وأخرجه بنحوه الحميدي (1178) ، ومسلم (2968) (16) ، وأبو داود (4730) ، وابن أبي عاصم (444) و (445) ، وأبو يعلى (6689) ، وابن خزيمة 1/369 و371 و373 و374 و415 و416 و417 و419، وابن حبان (4642) و (7445) ، والآجري ص 259، وابن منده (809) و (813) و (814) ، واللالكائي (819) و (820) و (822) و (823) و (824) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبية، عن أبي هريرة. وسيأتي أوله باختصار برقم (9058) من طريق مصعب بن= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 147 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = محمد، عن أبي صالح. وانظر رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في "صحيح ابن حبان" (7438) . وسيأتي برقم (8817) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبية، عن أبي هريرة. وستأتي القطعة الأخيرة منه برقم (8168) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة، وبرقم (9815) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة وأبي سعيد. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند البخاري (7439) ، ومسلم (183) (302) من طريق عطاء بن يسار، عنه، وسيأتي بنحوه مختصراً 3/11 و11-12 من طريق أبي نضرة وأبي الهيثم سليمان بن عمرو، كلاهما عن أبي سعيد. قوله: "هل تضارُون" قال السندي: بفتح التاء وتشديد الراء من الضرر، أو تخفيفها من الضير، وهو تفاعل حُذِفَتْ إحدى تائيه، أي: هل تزدحمون في رؤية الشمس والقمر بحيث يُؤدي ذلك إلى أن يصيب بعضاً ضررٌ من بعض. "كذلك" أي: كرؤيتكم الشمس والقمر بلا ازدحام ولحوق ضرر، ولا يلزم من تشبيه الرؤية بالرؤية فيما ذكر تشبيه المرئي بالمرئي، حتى يقال: إنه يلزم منه الجهة وغيرها. قوله: "فيتبعه" بالجزم بتقدير لام الأمر، أي: فليتبعه، كما جاءت به الرواية، وقيل: أو بالرفع على أنه خبر بمعنى الأمر، وهو من اتَّبَعَ بالتشديد أو تبع بالتخفيف. "الطواغيت" جمع طاغوت، وهو الشيطان أو الصنم، كل رأس في الضلالة، أو كل ما عُبدَ من دُون الله، وصدَّ عن عبادته، أو الساحر، أو الكاهن أو مردة أهل الكتاب. فَعَلُوتٌ من الطغيان، قلب عينه ولامه. "فيأتيهم الله عز وجل" أي: يظهر لهم على وجه يخفى عليهم بعض صفاته التي يعبدونه بها، فيقولون خوفاً من الوقوع في اتباع غيره تعالى وارتكاب الشرك:= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 148 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = "نعوذُ بالله منك هذا مكاننا ... " وفي هذا إظهارُ شرفهم ونزاهتهم عن رذيلة الشرك إلى هذا الحد، ولا يلزم فيه تغير في صفات المرئي، وإنما التغير في رؤيتهم والظهور عليهم. "يضرب": على بناء الفاعل. "فأكون أولَ من يجيز" أي من الرسل كما في رواية البخاري. "كلاليب": جمع كَلُّوب بفتح الكاف وضم اللام المشددة: هي الخطاطيف. "مثل شوك السعدان" في الكثرة وهو نبت له شوك. "الموبق" بفتح الباء الموحدة، أي: المهلك. "المخردل" بفتح الدال المهملة، أي: المجعولة كالخردل. "أثر السجود" أي: العضو الذي كان يسجد به وهي الأعضاء السبعة. "قد امتحشوا": على بناء الفاعل، أي: احترقوا واسودوا. وقيل: على بناء المفعول. "فينبتون": على بناء المفعول من: نبت، أوعلى بناء المفعول من: أُنبت. "الحِبة"، بكسر الحاء المهملة: بذور الصحراء مما ليس بقوت. "في حميل السيل": هو ما يحمله السيلُ من البذور والطين وغيرهما. "قد قشبني"، بقاف وشين معجمة مخففة، قيل: كذا الرواية، والذي في اللغة: التشديد، أي: أهلكني. "ذكاؤها"، بفتح الذال والمد، قيل: وهو الأشهر رواية، والقصر أشهر لغة، أي لهبها واشتعالها. "فلعلي إن أعطيتك ... " لعل ذلك، لأنه كان في الدنيا غدَّاراً، والله تعالى أعلم. "انفهقت"، بفاء وهاء وقاف: انفعال، أي: انفتحت واتسعت. "الحبرة"، بفتح مهملة وسكون موحدة، أي: النعمة. "أشقى خلقك"، أي: من أهل التوحيد.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 149 7718 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْتَجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ، مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا فُقَرَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ؟ وَقَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ (1) مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ؟ فَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا الْجَنَّةُ، فَإِنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا مَا يَشَاءُ، وَأَمَّا النَّارُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيهَا، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ، قَطْ، قَطْ " (2)   = "حتى يضحك" أي: يرضى، أو على وجه يليق به تعالى مع السكوت عن بيان كيفيته، وعليه أهل التحقيق، والله ولي التوفيق. (1) قوله: "يا رب" زيادة من (ظ3) و (ل) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (20894) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة في صفة النار -كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 246-. وأخرجه مسلم (2846) (35) من طريق محمد بن حميد، والنسائي في "الكبرى" (11522) ، والطبري في "تفسيره" 26/170-171، وأبو عوانة في صفة النار- كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 246 من طريق محمد بن ثور، كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري 26/170 من طريق إسماعيل ابن علية، وابن حبان (7476) ، والدارقطني في "النزول" (4) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، كلاهما عن أيوب، به.= الحديث: 7718 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 150 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البخاري (4849) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/209 و210-211 و211-212، وابن الأعرابي في "المعجم" (236) ، والدارقطني في "النزول" (8) من طرق عن محمد بن سيرين، به. وإحدى طرق الحديث عند ابن خزيمة موقوفة على أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (10588) من طريق ابن سيرين. وأخرجه الحميدي (1137) ، والبخاري في "صحيحه" (7449) ، وفي "الأدب المفرد" (554) ، ومسلم (2846) (34) و (35) ، وأبو يعلى (6290) ، وابن حبان (7477) ، والآجري في "الشريعة" ص 391، والدارقطني (10) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 158 وص 350 من طريق الأعرج، وابن أبي شيبة 13/159-160، والآجري 391 من طريق عون بن عبد الله، وابن خزيمة 1/215 من طريق أخيه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وله طريقان آخران عن أبي هريرة، سيأتيان برقم (8164) و (9816) ، وانظر أيضاً (8821) . وأخرج آخره ابن خزيمة 1/223 و225 من طريق عمار بن أبي عمار، و226 من طريق زياد مولى بني مخزوم، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/13. وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/134. قوله: "احتجت الجنة والنار". قال السندي: الظاهر أنهما احتجتا فيما بينهما، لكن لا يُناسبه قوله: فقالت الجنة ظاهراً، فالأقرب أن يراد بالاحتجاج الاشتكاء، أي: أنهما اشتكتا إلى الله تعالى. "سقطهم"، بفتحتين، قيل: أراذلهم وأدوانهم، وقيل: الساقطون عن أعين الناس، فإن قيل: يدخل فيها من الأنبياء والملوك العادلة والعلماء المشهورين. قلت: المراد أن أكثرهم الفقراءُ، وأما غيرهم من أكابر الدارين. فهم قليلون، وهم أصحابُ الدرجات العُلى، وتيل: معنى الساقط الضعيف الخاضع لله المذل نفسه له المتواضع للخلق. "أنت عذابى" أي: إن إضافتكما إليَّ بكونكما عذابى ورحمتي تكفي لكما= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 151 7719 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ   شرفاً ورفعة ولا يضر مع ذلك أن يكون أهلكما ما يكون، سيما إذا كان ذلك أيضاً بتخصيص مني، وجري الكلام بين الجنة والنار وخالقهما غيرُ مستبعد، ويحتمل أن يكون كلاماً بلسانِ الحالِ، أو كان المتكلم ملكا موكلاً بهما. "قدمه" وجاء "رجله": هو من المتشابه، وقيل: تأويل الرجل بالجماعة، والقدم: بالذين قدمهم لها من شرار خلقه كما أن المسلمين قدمه إلى الجنة. وقيل: هو كناية عن الردع والقمع، أي: حتى يأتيها أمر الله فيكفّها عن طلب المزيد، وقيل: أراد تسكين فورتها كما يقال لأمر أراد إبطاله: وضعته تحت قدمي. وقال أبو حاتم ابن حبان في "صحيحه" (268) بإثر حديث أنس بن مالك رفعه: "يلقى في النار، فتهول هل من مزيد؟ حتى يضع الربُّ جل وعلا قدمه فيها، فتقول؟ قط قط": هذا الخبر من الأخبار التي أطلقت بتمثيل المجاورة، وذلك أن يومَ القيامة يُلقى في النار من الأمم والأمكنة التي عُصي اللهُ عليها، فلا تزال تستزيد حتى يضعَ الربُّ جل وعلا موضعاً مِن الكفار والأمكنة في النار فتمتلىء، فتقول: قط قط. تريد؛ حسبي حسبي، لأن العرب تُطلق في لغتها اسم القدم على الموضع، قال الله جل وعلا: (لهم قَدَمُ صدقٍ عند ربهم) يريد: موضع صدق، لا أن الله جل وعلا يضع قَدَمه في النار، جل ربُّنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه. وانظر لزاماً "أقاويل الثقات" ص 176-182 للشيخ مرعي بن يوسف الكرمي بتحقيقنا. قوله: "وُيزوى"، على بناء المفعول من زوى شرّه: إذا طواه، وزوى الشيء: إذا جمعه وقبضه. "بعضها"، بالرفع، أي: فينضم من غاية امتلائها، ويضيق على من فيها. "قط"، بفتح فسكون، أي حسب، والتكرار للتأكيد. الحديث: 7719 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 152 أَبُو هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ (1) لَا مَحَالَةَ، وَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ " (2)   (1) كذا في (ظ3) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: أدركه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله بن طاووس ابن كيسان. وأخرجه البخاري (6612) ، وبإثر الحديث (6243) ، ومسلم (2657) (20) ، والنسائي في "الكبرى" (11544) ، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 196، وابن حبان (4420) ، والبيهقي في "السنن" 7/89، و10/185-186، وفي "الشعب" (5427) ، والبغوي في "شرح السنة" (75) ، وفي "التفسير" 4/252 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (2152) ، والطبري في "تفسيره" 27/65، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 196 من طريق محمد بن ثور، عن معمر، به. وأخرجه البخاري (6243) من طريق سفيان بن عيينة، وعلقه برقم (6612) من طريق ورقاء اليشكري، كلاهما عن ابن طاووس، به. وأخرجه عبد الرزاق (13680) من طريق عطاء، عن أبي هريرة موقوفاً. وسيأتي برقم (8215) و (8356) و (8526) و (8539) و (8598) و (8843) و (9563) من طرق عن أبي هريرة. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود سلف برقم (3912) . ومن حديث أنس بن مالك ضمن حديث عند أبي داود (4904) ، وأبي يعلى (3694) . قوله: "حظه من الزنى" قال الحافظ في "الفتح" 11/87: إطلاق الزنى على= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 153 7720 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ إِلَّا جُعِلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، يُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبْهَتُهُ وَظَهْرُهُ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ،   = اللمس والنظر وغيرهما بطريق المجاز، لأن كل ذلك من مقدماته. قوله: "لم أر شيئاً أشبه باللمم" من قول أبي هريرة، قال الخطابى -فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح"-: المراد باللمم: ما ذكره الله في قوله تعالى: (الذين يجتنبون كباثر الإِثم والفواحش إلا اللمم) ، وهو المعفو عنه، وقال في الآية الأخرى: (إنْ تجتنبوا كبائرَ ما تُنْهَون عنه نكفرْ عنكم سيئاتِكم) فيؤخذ من الآيتين أن اللمم من الصغائر وأنه يكفر باجتناب الكبائر. وقال ابن بطال: تفضل الله على عباده بغفران اللمم إذا لم يكن للفَرْجِ تصديقٌ بها، فإذا صدقها الفرْجُ كان ذلك كبيرة، ونقل الفراءُ أن بعضهم زعم أن "إلا" في قوله: (إلا اللمم) بمعنى الواو، وأنكره، وقال: إلا صغائر الذنوب فإنها تكفر باجتناب كبارها، وإنما أطلق عليها زنى، لأنها من دواعيه، فهو من إطلاق اسم المسبَّب على السبب مجازاً. وقال النووي في "شرح مسلم" 16/206: وأما قول ابن عباس: "ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة"، فمعناه تفسير قوله تعالى: (الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربَّك واسع المغفرة) ، ومعنى الآية -والله أعلم- الذين يجتنبون المعاصي غير اللمم يغفر لهم اللمم، كما في قوله تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تُنهون عنه نُكَفِّرْ عنكم سيئاتِكم) فمعنى الآيتين أن اجتناب الكبائر يُسقط الصغائر، وهي اللممُ، وفسره ابن عباس بما في هذا الحديث من النظر واللمس ونحوهما، وهو كما قال. هذا هو الصحيحُ في تفسير اللمم. (1) كذا في (ظ3) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: جبينه. الحديث: 7720 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 154 حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، وَإِنْ كَانَتْ إِبِلًا إِلَّا بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (1) ، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا - حَسِبْتُهُ قَالَ: وَتَعَضُّهُ (2) بِأَفْوَاهِهَا - يَرِدُ أَوَّلُهَا عَنْ (3) آخِرِهَا، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ، وَإِنْ كَانَتْ غَنَمًا فَكَمِثْلِ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهَا تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا " (4) 7721 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ " يَعْنِي الْوُرُودَ (5)   (1) من قوله: "حتى يقضى" إلى هنا سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، واستدركناه من (ظ3) و (ل) و (عس) . (2) في بعض النسخ: وتقضمه. (3) في (ل) و (عس) : على. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل ابن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/274. وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (11621) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، بهذا الإسناد. وقد سلف مطولاً برقم (7563) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20139) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2632) (150) ، والبيهقي 4/67. وانظر (7265) .= الحديث: 7721 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 155 7722 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَنَفِّسْنِي، فَأَذِنَ لَهَا فِي كُلِّ عَامٍ بِنَفَسَيْنِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ، مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ " (1) 7723 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَتْ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْفِقْهُ يَمَانٍ، الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ " (2)   = قوله: "الحنث"، قال السندي: أصله الذنب، والمراد أنه ماتوا صغاراً قبل أن يحتلموا، إذ لا ذنب حينئذ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/337، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (11640) . وأخرجه الطبري 29/214 من طريق أبي ثور، عن معمر، به. وأخرجه الدارمي (2845) ، والبخاري (3260) ، والبيهقي في "البعث" (173) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (617) (185) من طريق يونس ابن يزيد، كلاهما عن الزهري، به. وسيأتي برقم (9955) و (10538) . وانظر ما سَلَفَ برقم (7247) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين البصري. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 2/404.= الحديث: 7722 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 156 7724 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ مَعْمَرٌ، يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - ثُمَّ قَالَ بَعْدُ -، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي زَكَاةِ الْفِطْرِ: " عَلَى كُلِّ حُرٍّ وَعَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، فَقِيرٍ أَوْ غَنِيٍّ، صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ، أَوْ نِصْفُ صَاعٍ مِنْ قَمْحٍ " قَالَ مَعْمَرٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الزُّهْرِيَّ، كَانَ يَرْوِيهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   = وأخرجه ابن منده في "الإِيمان" (444) من طريق حماد بن زيد، و (445) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وانظر (7202) . (1) رجاله ثقات رجال الشيخين، وهو موقوف. قال الشيخ أحمد شاكر: وقد بيَّن عبد الرزاق أن معمراً كان يُحدث به أولاً عن الزهري عن أبي هريرة مباشرة موقوفاً، فيكون منقطعاً، وأنه وصله بعدَ ذلك إذ تذكَّر أنه سَمِعَهُ من الزهري، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فصح الإسناد واتصل. أما رفعه فلم يثْبُتْ، لأن معمراً لم يسمعه مِن الزُّهري مرفوعاً، بل بلغه عنه أنه كان يرويه إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أي: يسنده إليه ويرفعه، فالذي أبلغ معمراً هذا، لا نعرف مَنْ هُو. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5761) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/45، والدارقطني 2/149-150، والبيهقي 4/164 عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة على الرواية الموصولة دون الرواية المنقطعة التي رجع عنها معمر. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3428) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن لهيعة، عن عُبيد الله بن جعفر، عن الأعرج، عن أبي هريرة= الحديث: 7724 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 157 7725 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَلَاثٍ، لَا (1) أَدَعُهُنَّ أَبَدًا: " لَا أَنَامُ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ، وَفِي صَلَاةِ الضُّحَى، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " (2) 7726 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَنَعَ لِأَحَدِكُمْ خَادِمُهُ طَعَامَهُ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ قَدْ وَلِيَ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ، فَلْيُقْعِدْهُ مَعَهُ   = نحوه. وقد أورد الدارقطني هذا الحديث في "العلل" 7/39-41 وذكر فيه خلافاً على الزهري، فراجعه فيه. وانظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (4486) . (1) في (ظ 3) و (ل) : أن لا. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل سماك -وهو ابنُ حرب-، ومن أجل أبي الربيع -وهو المدني- فقد روى عنه جمع، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالحُ الحديث. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4851) عن إسرائيل بنِ يونس (في المطبوع عن يونس، وهو خطأ) ، عن سماك بن حرب، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2396) ، والترمذي (760) من طريق أبي عوانة، عن سماك، به. وانظر ما سلف برقم (7138) و (7512) . الحديث: 7725 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 158 فَلْيَأْكُلْ، فَإِنْ كَانَ الطَّعَامُ مَشْفُوفًا قَلِيلًا، فَلْيَضَعْ فِي يَدِهِ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ " (1) 7727 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -، حَسْبُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. موسى بن يسار: هو المطلبي مولاهم المدني. وأخرجه مسلم (1663) (42) ، وأبو داود (3846) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، والبيهقي 8/8 من طريق أبي نُعيم الملائي وعبد الله بن مسلمة، كلاهما عن داود بن قيس، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف (7338) . قوله: "مشفوفاً"، قال السندي: كذا في نُسخ "المسند" بفاءين، والمشهور مشفوهاً بهاء في آخره كما في أبي داود وغيره، أي قليلاً. وقال ابن الأثير 2/488: المشفوة: القليل، وأصله الماء الذي كثرت عليه الشفاه حتى قلَّ، وقيل: أراد فإن كان مكثوراً عليه، أي: كثرت أكلتُه. (2) إسناده جيد، أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز الخزاعي، روى= الحديث: 7727 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 159 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عنه جمع، وحديثه في "صحيح مسلم"، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، ووثقه الذهبي في "الكاشف"، وقال ابنُ حجر في "التقريب": مقبول! وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه مسلم (2564) (32) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن ماجه (4213) من طريق عبد العزيز بن محمد، و (3933) من طريق عبد الله بن نافع ويونس بن يحيى، والطحاوي 3/4 من طريق عبد الله بن نافع وحده، أربعتهم عن داود بن قيس، بهذا الإسناد. واقتصر عبد العزيز بن محمد في حديثه على قوله: "حسب امرىء من الشَّرِّ أن يحقر أخاه المسلم" وعبد الله بن نافع ويونس ابن يحيى عند ابن ماجه على قوله: "كُلُّ المسلم على المسلم حرام دمُه ومالُه وعرضُه" أما حديثُ عبد الله بن نافع عند الطحاوي فلفظه: "لا يبعْ بعضكم على بيعِ بعض، ولايخطب بعضكم على خطبة بعض". وأخرجه مسلم (2564) (33) ، والبيهقي في "الشعب" (11151) من طريق أسامة بن زيد، عن أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر، به. وزادا، ونقصا، ومما زادا فيه: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" وأشار بإصبعه إلى صدره. وأخرجه مختصراً أبو داود (4882) ، والترمذي (1927) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. وسيأتي مختصراً برقم (8103) ومطولاً برقم (8722) من طريق أبي سعيد مولى ابن كريز، وانظر ما سلف برقم (7248) ، وما سيأتي برقم (7858) . قوله: "لا تحاسدوا" قال السندي: أي: لا يتمنى بعضكم زوالَ نعمةَ بعض، سواء أرادها لنفسه أو لا، قالوا: إلا إذا كان مستعيناً بالنعمة على المعصية. "التباغض": من البغض ضد المحبة، وهي إرادة المضرة. "التدابر": أن يُولي كل واحد منهم صاحَبه دُبُرَه، إما بالأبدان أو بالآراء والأقوال.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 160 7728 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِي (1) ، وَلَا تَكْتَنُوا بِي (2) ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ " (3)   = "وكونوا عبادَ الله إخواناً": هما منصوبان على الخبرية، وهو الظاهر، فهي توصية بحسن المعاملة مع الخالِق تعالى، وهي المعاملة بالعبودية الخالصة له، ومع الخلق بالتآلف والمودة معهم في الطاعة لا في المعصية، أي: كونوا كُلُّكُم على طاعةِ الله وعلى الأُخوة والمودة في ما بينكم، وفيه إشارةٌ: إلى أن المودةَ لا تَجُرُّكُم إلى المعاونة في المعصية، وإنما تكونُ مودتكم في طاعته، بحيثُ يكون كل منكم مُعيناً لِصاحبه على البِر والتقوى، لا على الإِثم والعُدوان، وللاهتمام بهذا المعنى قَدَّم عبادَ الله، وقيل: "إخواناً" حال أو بدل أو هو الخبر، و"عباد الله" منصوبٌ على النداء. "لا يخذُله": بضم الذال المعجمة، أي: لا يَتْرُكُ إعانتَه ونُصرته. "حسب امرىءٍ ... " أي: يكفيه في الشر أن يَحْقِرَ مسلماً، أي: لو كان الشرُّ مطلوباً، لكفى منه هذا القدر، وفيه إعظامٌ لذلك. (1) رُمِّجت لفظة "بي" في نسخة (عس) ، وكُتِبَ على هامشها: بإسمي، وأما في (ظ 3) فقد وضع فوقها علامة (خ) إشارة إلى أنها في نسخة كذلك، وأثبت على هامشها أيضاً: بإسمي، وفي (ل) : تَسَمَّوا باسمي. (2) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: تكنَّوا، وفي (م) وحدها: تكنَّوا بكنيتي. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (836) ، وفي "التاريخ الكبير" 1/7 عن أبي نُعيم، عن داود بنِ قيس، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10191) . وانظر ما سلف برقم (7377) . الحديث: 7728 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 161 7729 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ الْمَكَارِهِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكَ الرِّبَاطُ " (1) 7730 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ، فَلْيُوتِرْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "موطأ مالك" 1/161، ومن طريقه أخرجه مسلم (251) ، والنسائي 1/89، وابن خزيمة (5) ، وأبو عوانة 1/231، وابن حبان (1038) ، والبيهقي 1/82، والبغوي (149) . وانظر (7209) . "فذلك"، قال السندي: الإِشارة إلى ما ذكر من الأعمال. "الرباط": بكسر الراء، قيل: أريد به المذكور في قوله تعالى: (ورابطوا) وحقيقته ربط النفس والجسم بالطاعات، وقيل: المراد هو الأفضل والرباط: ملازمة الثغر للعدو، وهذه الأعمال تسُدُّ طرقَ الشيطان عنه، وتمنعُ النفسَ عن الشهوات وعداوةِ الشيطان والنفس لا تخفى، فهذا هو الجهادُ الأكبر الذي هو قهر أعدى عدوه فلذلك قال: الرباط بالتعريف والتكرار، كما في الروايات تعظيماً لشأنه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إدريس الخولاني: هو عائذ الله ابن عبد الله.= الحديث: 7729 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 162 7731 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ " (1) 7732 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ وَتْرٌ، يُحِبُّ الْوَتْرَ " (2) 7733 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (3)   = وأخرجه إسحاق بنُ راهويه (325) ، وأبو عوانة 1/247 من طريق عبد الرزاق، عن مالك ومعمر، بهذا الإسناد. وانظر (7221) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي برقم (7896) و (10371) . وانظر ما سلف برقم (7502) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7623) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9132) وقرن فيه بمعمر سفيان بن عيينة. وأخرجه مسلم (1394) (506) ، وأبو عوانة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 172 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر (7253) . الحديث: 7731 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 163 7734 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1) 7735 - قَالَ: حَدَّثَنَاه عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ - فَذَكَرَ حَدِيثًا - قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ (2) عَائِشَةَ، فَذَكَرَهُ، وَلَمْ يَشُكَّ (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عطاء -وهو ابن السائب- قد اختلط، وسماع ابن جريج منه بعد الاختلاط. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9131) . وسيأتي من طريق عطاء، عن أبي سلمة، برقم (7735) و (7739) و (7740) ، ومن طريق المسور بن رفاعة القرظي بأطول مما هنا، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (9154) . ورواه سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فأدخل بينه وبين أبي هريرة أبا عبد الله الأغر، كما سيأتي برقم (10044) . وانظر ما قبله. وأخرجه أبو يعلى (4691) من طريق إبراهيم بنِ المهاجر، عن جابر العلاف، عن ابن الزبير، عن عائشة وحدَها - دونَ قوله "من المساجد إلا المسجد الحرام". وإسناده ضعيف. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: "عن"، دون واو، والذي أثبتناه من (ظ3) و (ل) و (عس) ، وهو الصواب. (3) حديث صحيح كسابقه. الحديث: 7734 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 164 7736 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا لِثَلَاثَةِ (1) مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى " (2) 7737 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْكَبْهَا " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ. قَالَ: " ارْكَبْهَا " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يُسَايِرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي عُنُقِهَا نَعْلٌ (3)   (1) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: لثلاثة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9158) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (1619) . وانظر (7191) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة من رجاله، وباقي رجال السند ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (1706) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وأبو يعلى في "مسنده" (6667) ، وفي "معجم شيوخه" (126) من طريق ابن المبارك، كلاهما عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 2/160 من طريق أيوب، عن عكرمة، به. وسيأتي برقم (10192) . وانظر ما سلف برقم (7350) . الحديث: 7736 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 165 7738 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِمَا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ، لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " (1) فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: أَمَا يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ: الْعَتَمَةَ؟ قَالَ: " هَكَذَا قَالَ الَّذِي حَدَّثَنِي " 7739 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سُمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2007) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 10/288. وانظر (7226) . وأما سؤال عبد الرزاق في آخر الحديث لمالك عن كراهة إطلاق العتمة على الصلاة العشاء، فيُشير به إلى حديث ابنِ عمر مرفوعاً في ذلك، وقد سلف أول موضع له برقم (4572) ، وانظر التعليق عليه. (2) إسناده ضعيف، عطاء -وهو ابن السائب- قد اختلط، وابن جريج روى الحديث: 7738 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 166 7740 - حَدَّثَنَاه عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ - فَذَكَرَ حَدِيثًا -، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ، أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ عَائِشَةَ، فَذَكَرَهُ، وَلَمْ يَشُكَّ (1) 7741 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " (2) قُلْتُ لِأَيُّوبَ: مَا عَنْ ظَهْرِ غِنًى؟ قَالَ: " عَنْ فَضْلِ غِنَاكَ " 7742 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (3) ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً، فَإِذَا أَوْصَى حَافَ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ   = عنه بعد الاختلاط. وقد سلف برقم (7734) بهذا الإسناد بلفظ "إلا المسجد الحرام"، وهو اللفظ الصحيح الثابت عن أبي هريرة من طرق، انظر ما سلف برقم (7253) . (1) إسناده ضعيف كسابقه. وانظر (7735) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديثُ بهذا الإسناد تفرد به الإِمام أَحمد، وقد سلف من غير هذا الطريق برقم (7155) . (3) وقع في (م) هنا: معمر عن أيوب عن أشعث، بزيادة "عن أيوب" في الإسناد، وهو خطأ. الحديث: 7740 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 167 الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً، فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ " قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ} [النساء: 13]- إِلَى قَوْلِهِ - {وَلَهُ (1) عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14] " (2) 7743 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَلْجَجَ أَحَدُكُمْ بِالْيَمِينِ فِي أَهْلِهِ، فَإِنَّهُ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْكَفَّارَةِ الَّتِي أُمِرَ بِهَا " (3)   (1) وقع في هذا الحرف خطأ في (م) وفي أصولنا الخطية: "فله"، والتلاوة ما أثبتناه. (2) إسناده ضعيف، آفته شهر بن حوشب، فإنه قد انفرد به، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16455) ، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه (147) ، وابن ماجه (2704) . وأخرجه مختصراً أبو داود (2867) ، والترمذي (2117) من طريق نصر بن علي، عن الأشعث بن عبد الله بن جابر، به. وعندهما "ستين سنة". قال الترمذي: هذا حديث حسن! غريب من هذا الوجه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحاكم 4/302 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16036) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (6625) ، ومسلم (1655) ، وأبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" 1/133،= الحديث: 7743 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 168 7744 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يُخَيَّرُ فِيهِ الرَّجُلُ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ، فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ " (1)   = وابن الجارود (930) ، والبيهقي 10/32-33، والبغوي (2437) . وأخرجه ابن ماجه (2114) من طريق محمد بن حميد المعمري، عن معمر، به. وأخرجه بنحوه البخاري (6626) ، وابن ماجه (2114) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (663) ، والحاكم 4/301، والبيهقي 10/33 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن أبي هريرة. وسيأتي مكرراً من طريق عبد الرزاق برقم (8208) . قوله: "إذا استلجج" بجيمين بإظهار الإِدغام، وهو لغة قريش يظهرونه مع الجزم، ولفظ البخاري وغيره: "استلجَّ" بالإِدغام. وقال ابن الأَثير: من اللجاج، ومعناه: أن يحلف على شيء، ويرى أن غيره خيرٌ منه، فيقيم على يمينه ولا يحنث، فيكفر، فذلك آثمُ له. وقيل: هو أن يرى أنه صادق فيها مصيب، فيلجُّ فيها ولا يُكفرها. وقال السندي: إذا حلف يميناً يتعلَّقُ بأهله، وهم يتضررون بالإِصرارِ عليه، فاللائقُ به أن يحنث ويُكفر عن يمينه، وأما الثباتُ على اليمين، والإِصرارُ عليه، وتركُ الحِنث، فهو لجاج. "وهو آثمُ له"، أي: أكثر إثماً مِن الكفارة، وآثم بالمد اسمُ تفضيل، وصيغةُ التفضيل باعتبار ظنِّ الحالف بلجاجة في حنثه وتكفيره إثماً، وإلا فلا إثمَ فيهما، أي: في الحنث والتكفير. (1) إسناده ضعيف، لجهالة الراوي المبهم، وهو - وإن عيَّنه الحاكمُ 4/438= الحديث: 7744 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 169 7745 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا مِينَاءُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الْعَنْ حِمْيَرَ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ جَاءَهُ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: الْعَنْ حِمْيَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَحِمَ اللهُ حِمْيَرَ (1) ، أَفْوَاهُهُمْ سَلَامٌ، وَأَيْدِيهِمْ طَعَامٌ، أَهْلُ أَمْنٍ وَإِيمَانٍ " (2)   = من طريق عباد بنِ العوام عن داود بنِ أبي هند بأنه سعيد بن أبي خيرة - يبقى في حَيِّزِ الجهالة، لأن سعيداً هذا لم يُوثقه غيرُ ابن حبان. سفيان: هو الثوري. وأخرجه الحاكم 4/438 من طريق الحسين بن حفص، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بنُ راهويه (150) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (233) من طريقين عن داود بنِ أبي هند، به. وسيأتي برقم (9767) . قوله: "بين العجز" قال السندي: أي: بين أن يُوصف بأنَّه عاجِزٌ قليل العقل لا يعرف التدبير. "الفجور"، أي: وبين أن يكونَ فاجراً. أي: يأتي زمان من لا يفجر فيه يُسمى عاجزاً. (1) كذا في (ظ 3) وحدها: "حميرَ" وهو الجادة، وفي (م) وباقي النسخ: "حميراً". (2) إسناده ضعيف جداً، ميناء -وهو ابن أبي مينا القرشي الزهري مولاهم الخراز- قال يحيى والبخاري والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: روى أحاديث في أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مناكير لا يُعبأ بحديثه، كان يكذب، وقال الدارقطني: منكر الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": متروك. والد عبد الرزاق: هو همام بن نافع الصنعاني.= الحديث: 7745 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 170 7746 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ، ثُمَّ لِيَنْثِرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ " (1) 7747 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَكُونُ فِي الرَّمْلِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ أَوْ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ، فَيَكُونُ فِينَا النُّفَسَاءُ وَالْحَائِضُ وَالْجُنُبُ، فَمَا تَرَى؟ قَالَ: " عَلَيْكَ بِالتُّرَابِ " (2)   = وأخرجه الترمذي (3939) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرزاق، ويُروى عن ميناء هذا أحاديث مناكير. وانظر ما سلف برقم (7202) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/19، ومن طريقه أخرجه البخاري (162) ، وأبو داود (140) ، والنسائي 1/65-66، وابن الجارود (39) ، وابن خزيمة (75) ، وأبو عوانة 1/246، والطحاوي 1/120، وابن حبان (1439) ، والبيهقي في "المعرفة" (55) و (56) ، والبغوي (210) . وبعضهم يرويه عنه مختصراً. وانظر (7300) . (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، المثنى بن الصبَّاح ضعيف اختلط بأخرة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، غير عمرو بن شعيب، فقد روى له= الحديث: 7746 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 171 7748 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَسْتَفْتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ " (1) 7749 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ دُعِيَ   = أصحاب السنن، وهو صدوق. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (911) . وأخرجه أبو يعلى (5870) عن كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة، عن عمرو ابن شعيب، به. وابن لهيعة سيىء الحفظ. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (2032) من طريق وكيع بن الجراح، عن إبراهيم بن يزيد، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن المسيب، به. وإبراهيم ابن يزيد -وهو الخوزي- متروك. وأخرجه البيهقي 1/217 من طريق أبي الربيع السمان أشعثَ بن سعيد، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن المسيب، به نحوه، وقال: أبو الربيع السمان ضعيف. قلنا: بل متروك. وأخرجه البيهقي 1/217 من طريق عبد الله بن سلمة الأفطس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب، به نحوه، وقال: عبد الله بن سلمة الأفطس: ضعيف. وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري، عن المثنى بن الصباح برقم (8626) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القُرْدُوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2572) . وانظر (7176) . الحديث: 7748 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 172 فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا أَكَلَ، وَإِنْ كَانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ وَلْيَدْعُ لَهُمْ " (1) 7750 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " الْفَأْرَةُ مَمْسُوخَةٌ، بِآيَةِ أَنَّهُ يُقَرَّبُ لَهَا لَبَنُ اللِّقَاحِ فَلَا تَذُوقُهُ، وَيُقَرَّبُ لَهَا لَبَنُ الْغَنَمِ فَتَشْرَبُهُ - أَوْقَالَ: فَتَأْكُلُهُ - " فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أَشَيْءٌ سَمِعْتَه (2) مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَفَنَزَلَتِ التَّوْرَاةُ عَلَيَّ؟ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1431) (106) ، وأبو داود (2460) ، والنسائي في "الكبرى" (6611) ، وأبو يعلى (6036) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3032) ، وابن حبان (5306) ، والبيهقي 7/263، والخطيب 5/303، و7/111 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد، وقرن الخطيب في روايته مع هشام بن حسان يونس بنَ عُبيد. وليس في هذه المصادر: "وليدع لهم". وسيأتي برقم (10349) و (10585) . وفي الباب عن جابر عند مسلم (1430) ، وسيرد 3/392. وعن ابنِ عمر عند البيهقي 7/263، وأصلُه عند أحمد سلف برقم (4712) . قوله: "فليصل"، قال السندي أي: في بيت الداعي لينال لهم بركة صلاته. (2) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) وباقي النسخ: "سمعت"، بغيرهاء. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2997) (62) ، وأبو يعلى (6060) من طريق أبي أسامة، وأبو يعلى (6061) من طريق زياد بن الربيع اليحمدي، كلاهما عن هشام بن حسان،= الحديث: 7750 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 173 7751 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا فَرَعَ، وَلَا عَتِيرَةَ " (1) وَالْفَرَعُ أَوَّلُ النِّتَاجِ كَانَ يُنْتَجُ لَهُمْ، فَيَذْبَحُونَهُ   = بهذا الإسناد. وحديث زياد بن الربيع مختصر. وانظر (7197) . قوله: "الفأرة ممسوخة"، قال السندي: أي: إن الله تعالى مسخ أمةً من بني إسرائيل فجعلهم فأرة. قوله: "بآية أنه ... " بإضافة الآية إلى ما بعدها، أي: بهذه العلامة التي هي من عادة اليهود، فإنهم لا يأكلون لبنَ الإِبل لحرمته، ويأكلون لبن الغنم فوجود هذه العلامة في الفأرة دليل أنها منهم، والحديث يدل على أنه قاله اجتهاداً دون إسناد لوحيٍ، فلا تعارض بينه وبين ما جاء أن الممسوخ لا يبقى هو ولا نسله فوقَ ثلاثة أيام. (1) إسناده على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7998) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1976) ، والترمذي (1512) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 157. وأخرجه الطيالسي (2307) ، وابن أبي شيبة 8/252، والبخاري (5473) ، والنسائي 7/167، وابن حبان (5890) ، والبيهقي 9/312 من طرق عن معمر، بهذا الإسناد. قوله: "والفرع أول النتاج ... " هو من قول الزهري، كما في رواية ابن أبي شيبة وأحمد (10356) . وفي رواية الطيالسي (2298) التي سلف تخريجها عند الحديث (7135) أن ابن المسيب هو الذي فسَّره بذلك، وأورده عنه أبو داود برقم (2832) . وانظر= الحديث: 7751 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 174 7752 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالْحَنْتَمِ، وَالنَّقِيرِ " (1) 7753 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ " (2)   = لزاماً ما علقناه على "شرح السنة" 4/351-353 للبغوي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16926) . وانظر (7288) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي كثير -وهو السُّحيمي- فمن رجال مسلم، وأخرج له البخاريُّ في "الأدب المفرد"، وقد اختلف في اسمه، فقيل: هو يزيدُ بن عبد الرحمن، وقيل: يزيدُ بن عبد الله ابن أُذينة أو ابن غُفَيْلَة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (17053) ، ومن طريقه أخرجه أحمد في "الأشربة" (137) ، وأبو عوانة في الأشربة أيضاً كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 302. وأخرجه مسلم (1985) (13) ، والنسائي 8/294 من طريق حجاج بن أبي عثمان الصَّواف، عن يحيى بنِ أبي كثير، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2569) ، ومسلم (1985) (15) ، وأبو عوانة في الأشربة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 302، والطحاوي 4/211 من طريق عقبة= الحديث: 7752 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 175 7754 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ،   = ابن التوأم، عن أبي كثير السحيمي، به. وسيأتي بالأرقام (9294) و (9297) و (10140) و (10444) و (10709) و (10710) و (10806) . وفي الباب عن النعمان بن بشير، سيرد 4/267 بلفظ: "إنَّ مِن الزبيب خمراً، ومن التمر خمراً، ومِن الحِنطة خمراً، ومن الشعير خمراً، ومِن العسل خمراً". ونحوه عن أنس بن مالك، سيرد 3/112. وعن ابنِ عمر سلف برقم (5992) . وعن عمر بن الخطاب موقوفاً عند البخاريِّ (5581) ، ومسلم (3032) ، وانظر تمام تخريجه في "صحيح ابن حبان" (5353) ، ولفظه: أيُّها الناسُ إنما نزل تحريمُ الخمر وهي من خمسةٍ: من العنب، والتمر، والعسلِ، والحنطة، والشعير، وما خامر العقلَ، فهو خمر ... قوله: "مِن هاتين"، قال السندي: أي: لا مِن إحداهما كما يتوهَّمُ، والمراد أن أكثر الخمور منها، فلا يَرِدُ أنَّه قد جاء أن الخمر تكونُ من غيرها أيضاً. قال البغوي في "شرح السنة" 11/352: الخمر: ما خامَرَ العقل، أي: خالطه، وخمر العقل، أي: ستر، وهو المسكرُ من الشراب. وفي حديث النعمانِ ابن بشير عند أحمد 4/267 وغيره، أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن مِن العِنب خمراً، وإن من التَّمر خمراً، وإن من العَسَلِ خمراً، وإن من البُرِّ خمراً، وإن مِن الشَّعير خمراً" وهو حديث صحيح، وله شاهد مِن حديث ابن عمر سلف برقم (5992) ، فهذا تصريحٌ بأن الخمر قد تكونُ مِن غير العنب والتمر، وتخصيصُ هذه الأشياء بالذكر ليسَ لما أن الخمرَ لا تكونُ إلا مِن هذه الخمسة. (أي في حديث عمر) ، بل كل ما كان في معناها: مِن ذرة وسُلت وعصارة شجر، فحكمُه حكمُها، وتخصيصُها بالذكر لِكونها معهودةً في ذلك الزمان. الحديث: 7754 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 176 أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَلَوْ وَجَدْتُ الظِّبَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا مَا ذَعَرْتُهَا. وَجَعَلَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا حِمًى " (1) 7755 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ (2) ، أَنَّهُ سَمِعَ الْقَرَّاظَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ يَزْعُمُ -، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَرَادَ أَهْلَهَا بِسُوءٍ - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1372) (472) ، والبيهقي 5/196 من طريق عبدِ الرزاق، بهذا الإسناد. وانظر (7218) . قوله: "حمى"، قال السندي: الظاهرُ أنَّ المرادَ حرماً، والله تعالى أعلم. (2) وقع في الأصول الخطية من "المسند" وفي "الأطراف" 8/191: عمرو ابن حريث عن ابنِ عمارة، وهو خطأ قديمٌ وقع مِن النساخ فيما نظن، وقد جاء على الصواب كما أثبتنا في "المصنف" لعبدِ الرزاق، وفي "صحيح مسلم". (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجالُه ثقات رجال الشيخين غيرَ عمرو ابن يحيى بن عمارة، فمن رجال مسلم، وابنُ جريج قد صرح بالتحديث فانتفت شبهةُ تدليسه. القراظ: هو أبو عبد الله دينار القراظ الخزاعي المدني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (17155) ، وأخرجه من طريقه مسلم (1386) (493) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 130. وأخرجه مسلم (1386) (493) ، وأبو عوانة من طريق حجاج بن محمد، وأبو عوانة أيضاً من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، به. وأخرجه عبد الرزاق (17156) ، والحميدي (1167) ، والبخاري في "تاريخه"= الحديث: 7755 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 177 7756 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلَمْ يُؤَدِّ حَقَّهُ، جُعِلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعاً (1) أَقْرَعَ، لِفِيهِ (2) زَبِيبَتَانِ، يَتْبَعُهُ حَتَّى يَضَعَ يَدَهُ (3) فِي فِيهِ، فَلَا يَزَالُ يَقْضِمُهَا حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ " (4)   = 1/236-237، ومسلم (1386) (493) ، والنسائي في "الكبرى" (4268) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/42 من طرق عن أبي عبد الله القراظ، به. وأخرجه ابنُ ماجه (3114) ، وأبو يعلى (5991) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هُريرة. وسيأتي برقم (8089) و (8373) و (8687) ، وانظر ما سلف في مسند سعد ابن أبي وقاص برقم (1593) . (1) كذا في (م) و (ظ 3) و (ل) : شجاعاً، على أنه مفعول ثانٍ، أي: جَعَلَ اللهُ المالَ الذي لم يُؤدِّ حقَّه شجاعاً ... ، وهذا هو الصواب، وفي باقي النسخ: شُجاع، وهوخطأ. (2) كذا في (ظ 3) و (ل) و (عس) وفي "تفسير عبدِ الرزاق". وفي (م) وباقي النسخ: له. (3) سقطت كلمة "يده" من (م) وبعض النسخ المتأخرة. (4) حديثٌ صحيح وهذا إسناد حسن، عاصم -وهو ابن أبي النجود- روى له البخاريُّ ومسلم مقروناً، وهو صدوقٌ حسنُ الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/275. وأخرجه بنحوه النسائي في "الكُبرى" (11621) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبية، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8661) و (8933) من طريقين آخرين عن أبي صالح، عن= الحديث: 7756 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 178 7757 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي عَبْدِهِ وَلَا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " (1)   = أبي هريرة، وبرقم (8185) من طريق همام، و (10855) من طريق الأعرج، كلاهما عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7563) . "الشجاع": الحية الذكر. "الأقرع" أي: لا شعر على رأسه من كثرة سُمِّه. قوله: "زبيبتان"، قال القاضي عياض في "المشارق" 1/309: هما زبيبتان في جانبي شِدْقَي الحية من السُّم، وقيل: هما نكتتان على عينيه، وهو أشدُّها أذى، ثم قال: ولا يعرف أهلُ اللغة هذا الوجَه، وقال الداوودي: هما نابانِ يخرجان من فيه. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مكحول، فمن رجال مسلم إلا أن مكحولاً وإن سمع مِن عراك، لكنه لم يسمع منه هذا الحديث بعينه، بل سمعه من سليمان بن يسار، عن عراك كما سلف برقم (7295) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6882) . قال عبد الرزاق: فحدثتُ به محمد ابن راشد قال: فأخبرني أنه سمع مكحولاً يحدث به عن عراك، عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي 5/35 من طريق محرز بن الوضاح، عن إسماعيل بنِ أُمية، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه أبو داود (1594) ، ومن طريقه البيهقي 4/117 من طريق عبد الوهَّاب الثقفيِّ، وأبو يعلى (6139) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن عُبيد الله بنِ عمر، عن رجل، عن مكحول، به - إلا أن وهيباً جعله موقوفاً على أبي هريرة. وخالف عبدَ الوهَّاب ووهيباً يحيى بنُ زكريا بن أبي زائدة، فرواه عن عُبيد الله= الحديث: 7757 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 179 7758 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْسِمُ تَمْرًا مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حِجْرِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ حَمَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَاتِقِهِ، فَسَالَ لُعَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، فَإِذَا تَمْرَةٌ فِي فِيهِ، فَأَدْخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ " (1)   = ابن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أخرجه كذلك الطحاويُّ في "شرح مشكل الآثار" (2255) ، والدارقطني 2/127، والبيهقي 4/117. وصحح البيهقيُّ حديثَ عبيد الله بن عمر، عن رجل، عن مكحول، عن عِراك، عن أبي هُريرة، فقال بعد أن خرَّجه من هذه الطريق: هذا هو الأصحُّ، وحديثه عن أبي الزناد غيرُ محفوط. وانظر ما سلف برقم (7295) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6940) . وأخرجه البخاري (1485) ، والبيهقي 7/29 من طريق إبراهيم بن طهمان، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 242، وابن حبان (3295) من طريق الربيع بن مسلم، كلاهما عن محمد بن زياد، بهذا الإسناد. وسيأتي بالأرقام (9267) و (9308) و (9728) و (10027) و (10173) ، وانظر (8014) و (8206) و (8714) . وفي الباب عن الحسن بنِ علي رضي الله عنهما سلف برقم (1723) مطولاً. وعن الحسين بن علي رضي الله عنهما سلف أيضاً برقم (1731) . وعن مِهران مولى رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعبد المطلب بن ربيعة، وعمرو بن خارجة، وأبي ليلى، وأبي رافع، ستأتي أحاديثُهم في "المسند" على التوالي 3/448= الحديث: 7758 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 180 7759 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُسْتَأْمَرُ الثَّيِّبُ، وَتُسْتَأْذَنُ الْبِكْرُ " قَالُوا: وَمَا إِذْنُهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " تَسْكُتُ " (1) 7760 - حَدَّثَنَا عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، كَذَا قَالَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ - جَاءَ وَذَكَرَ حَدِيثَ الْفَزَارِيِّ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَلَدَتِ امْرَأَتِي غُلَامًا أَسْوَدَ، وَهُوَ حِينَئِذٍ يُعَرِّضُ بِأَنْ يَنْفِيَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَكَ إِبِلٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " مَا أَلْوَانُهَا؟ " قَالَ: حُمْرٌ. قَالَ: " أَفِيهَا أَوْرَقُ (2) ؟ " قَالَ: نَعَمْ، فِيهَا ذَوْدٌ وُرْقٌ. قَالَ: " مِمَّ ذَاكَ تَرَى؟ " قَالَ: مَا أَدْرِي، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ (3) نَزَعَهَا عِرْقٌ. قَالَ: " وَهَذَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ نَزَعَهُ عِرْقٌ ". وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُ فِي الِانْتِفَاءِ مِنْهُ (4)   = و4/166 و186 و347 و6/8. (1) إسنادُه صحيح على شرطِ الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (10286) ، ومِن طريقه أخرجه مسلم (1419) . وانظر (7404) . (2) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وباقي النسخ: وُرْق. (3) في (م) : أن يكونَ. (4) إسنادُه صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (12371) .= الحديث: 7759 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 181 7761 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، مِنْ مُزَيْنَةَ، وَنَحْنُ عِنْدَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَجَمَ يَهُودِيًّا وَيَهُودِيَّةً " (1)   = ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1500) (19) ، وأبو داود (2262) . وانظر (7189) . قوله: "أورق"، قال السندي: وهي في ألوان الإِبل أن تضرب إلى الخضرة كلون الرماد، وقيل: غبرة تضرِبُ إلى السواد. والذَّوْد: بفتح فسكون، من ثلاثة إلى عشرة. (1) صحيح لِغيره، وهذا إسناد ضعيف لإِبهام الرجلِ من مُزينة الذي روى عنه الزهريُّ، لكن قال الزهري في رواية ابنِ المبارك: وعند سعيد رجل يُوقره، فإذا هو رجل من مُزينة، كان أبوه شهد الحُديبية، وكان مِن أصحاب أبي هريرة. قلنا: وقع الحديث في "المسند" هنا مختصراً ومرسلاً، وقد رواه عن عبد الرزاق مطولاً وموصولاً بذِكْر أبي هريرة الدَّبَرِيُّ، ومحمدُ بنُ يحيى الذهلي، والحسنُ بن يحيى. وهو في "مصنف عبد الرزاق" مطولاً برقم (13330) ، وفي "تفسيره" 1/189-190، ومن طريقه أخرجه أبو داود (4450) ، والطبري في "تفسيره" 6/249 عن معمر، عن الزهريِّ، عن رجل مِن مُزينة، ونحن عندَ ابنِ المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه مختصراً أبو داود (488) و (3624) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، به. وأخرجه مطولاً محمدُ بن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" 2/213 عن الزهري، عن رجلٍ من مزينة، عن أبي هريرة، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3625) و (4451) ، والطبري 6/232، والبيهقي في "السنن" 8/246-247 و247، وفي "الدلائل" 6/271، وابن عبد البر في "التمهيد" 4/400.= الحديث: 7761 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 182 7762 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ " (1)   = وأخرجه الطبري 6/233 من طريق ابنِ المبارك وعقيل بنِ خالد، والبيهقي في "الدلائل" 6/269-270 من طريق ابنِ المبارك، وأبو داود (4450) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 14/399 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ثلاثتهم عن الزهريِّ، به. وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (4529) ، ولفظه كلفظ الحديث هنا، وسلف عنه أيضاً مطولاً برقم (4498) ، وذُكِرَتْ شواهده عنده. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح، روى له البخاري مقروناً وتعليقاً، واحتج به مسلم، وباقي رجاله على شرطهما. وأخرجه الحاكم 4/371-372 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وزاد: قال معمر: فحدثت به محمد بن المنكدر، فقال: قد ترِكَ ذلك بعدُ، أُتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بابن النُّعَيمان فجلده، ثم أُتي به فجلده، ثم أُتي به فجلده، ثم أُتي به في الرابعة فجلده، ولم يَزِدْ على ذلك. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (13549) و (17081) ، ومن طريقه أخرجة النسائي في "الكبرى" (5296) ، وابن حزم في "المحلى" 11/367، والحازمي في "الاعتبار" ص 200. وأخرجه الحاكم 4/371 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن سهيل بن أبي صالح، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه.= الحديث: 7762 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 183 7763 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ " (1) 7764 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَوْتَ " قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (2)   = وأخرجه عبد الرزاق (17079) عن محمد بن راشد، عن مكحول مرسلاً. وسيأتي برقم (7911) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عمر سلف برقم (6197) . وعن عبد الله بن عمرو سلف أيضاً برقم (6791) . قوله: "فاقتلوه"، قال السندي: قد سبق (يعني في مسند ابن عمر 6197) أن غالب أهل العلم على أن الحديث منسوخ، وأنكر ذلك السيوطي في حاشية الترمذي، ورأى أنه ينبغي العملُ به! (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (13821) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1458) (37) ، والنسائي 6/180. وانظر (7262) . (2) هذا الحديث له إسنادان وهما صحيحان: الأول على شرط الشيخين،= الحديث: 7763 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 184 7765 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ " (1) 7766 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي الْأَغَرُّ أَبُو عَبْدِ اللهِ، صَاحِبُ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، جَلَسَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ (2) كُلَّ مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، طَوَتِ الْمَلَائِكَةُ الصُّحُفَ، وَدَخَلَتْ تَسْمَعُ الذِّكْرَ " قَالَ: وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُهَجِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي شَاةً، ثُمَّ كَالْمُهْدِي دَجَاجَةً، ثُمَّ   = والثاني على شرط مسلم من أجل أن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ من رجال مسلم دون البخاري. والحديث أخرجه ابن حبان (2795) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن عبد الرزاق، بالإِسنادين جميعاً كما هو عند الإِمام أحمد هنا. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5416) عن مالك وحده، ومن طريق مالك أيضاً أخرجه الدارمي (1549) . وسيأتي تمام تخريجه برقم (10128) . وقد سلف بالإِسنادين جميعاً برقم (7686) من طريق ابن جريج وحده، وانظر تمام تخريجه هناك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7665) . (2) في (عس) و (ل) : فكتبوا، وفي هامش (س) : يكتبوا! الحديث: 7765 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 185 كَالْمُهْدِي - حَسِبْتُهُ قَالَ - بَيْضَةً " (1) 7767 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَغَرُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ " فَذَكَرَهُ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي الْبَيْضَةِ. (2) 7768 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْأَغَرِّ، نَحْوَهُ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأغر أبو عبد الله: اسمه سلمان المدني مولى جُهينة، أصله من أصبهان. وأول الحديث مرفوع، كما سيأتي في الروايتين اللتين بعده. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5562) . وانظر (7519) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق -وهو السُّلمي مولاهم المروزي- فقد روى له الترمذي، وهو ثقة. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/100-101 عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد، به. وانظر ما قبله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/152 مختصراً، والبيهقي 3/226 من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسيُّ (2384) ، وأخرجه البخاري (929) عن آدم بن أبي إياس،= الحديث: 7767 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 186 7769 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً - وَأَشَارَ بِكَفِّهِ كَأَنَّهُ يُقَلِّلُهَا - لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (1) 7770 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، فَلْيَغْتَسِلْ " (2)   = كلاهما (الطيالسي وآدم) عن ابن أبي ذئب، به. وانظر ما قبله. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجُمحي مولاهم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5572) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الدعاء" (152) . وأخرجه مسلم (852) (15) ، والطبراني (153) من طريق الربيع بن مسلم، والطبراني أيضاً (154) من طريق ميسور بن عبد الرحمن، كلاهما عن محمد بن زياد، به. وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (9892) و (10068) و (10234) و (10460) . وانظر ما سلف برقم (7151) . (2) إسناده ضعيف لجهالة أبي إسحاق - ونسبه الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 229: الدوسي، وكذا الذهبي في "الميزان "-، وهو -وإن كان لا يُعرف- قد تابعه عليه أبو صالح السمان، وصالح مولى التوأمة، وأبو سلمة بن= الحديث: 7769 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 187 7771 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي لَيْثٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، فَلْيَغْتَسِلْ " (1) 7772 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَ الْحَدِيثَ -، قَالَ: " أَسْرِعُوا بِجَنَائِزِكُمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً، عَجَّلْتُمُوهَا إِلَى الْخَيْرِ، وَإِنْ كَانَتْ طَالِحَةً، اسْتَرَحْتُمْ مِنْهَا، وَوَضَعْتُمُوهَا عَنْ رِقَابِكُمْ " (2) 7773 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،   = عبد الرحمن وغيرهم كما هو مبين في الرواية التي سلفت برقم (7689) . وهو بهذا الإسناد في "مصنف عبد الرزاق" برقم (6110) . وانظر ما بعده. (1) إسناده ضعيف لجهالة الرجل من بني ليث، وجهالة أبي إسحاق، كما سَلَفَ في الحديث الذي قَبلَه. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبانُ: هو ابن يزيد العطار. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/397 عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6247) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (944) (50) . وانظر (7267) . الحديث: 7771 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 188 قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: " وَخَالَفَهُمَا يُونُسُ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ " 7774 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (2) 7775 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنِ انْتَظَرَهَا حَتَّى تُوضَعَ فِي اللَّحْدِ فَلَهُ قِيرَاطَانِ، وَالْقِيرَاطَانِ مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن أبي حفصة روى له الشيخان متابعة، وحديثه من باب الحسن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن إسحاق، فقد روى له الترمذي وهو ثقة. وهو مكرر (7272) . وقول أحمد: "وخالفهما يونس، فقال: حدثني أبو أمامة بن سهل" يريد أن يونس -وهو ابن يزيد- روى عن الزهري أنه قال: حدثني أبو أُمامة بن سهل، عن أبي هريرة، وهو الإسناد الذي بعد هذا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أمامة: هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري. وهو مكرر (7271) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6268) ، ومن طريقه أخرجه مسلم= الحديث: 7774 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 189 7776 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَعَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيَّ لِأَصْحَابِهِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ، فَصَفُّوا خَلْفَهُ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا " (1) 7777 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَسْجُدُ فِيهَا، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَسْجُدُ فِيهَا " يَعْنِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (2)   = (945) (52) ، والنسائي 4/76، والبيهقي 3/412. وانظر (7188) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6393) ، ومن طريقه أخرجه النسائي 4/70. وأخرجه البخاري (1327) و (1328) ، ومسلم (951) (63) ، والبيهقي 4/35 من طريق عُقيل بن خالد، والبخاري (3881) ، ومسلم (951) (63) ، والبيهقي 4/49 من طريق صالح بن كيسان، وابن حبان (3101) من طريق يونس بن يزيد، ثلاثتهم عن الزهري، بهذا الإسناد، إلا أن عقيلاً وصالحاً جعلا نعي رَسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النجاشيَّ في الحديث عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة جميعاً، وصلاةَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليه عن سعيد بن المسيب وحْدَهُ. وأخرجه النسائي 4/26 و94 من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، به -بقصة النَّعي فقط. وسيأتي الحديث بالقصتين عندَ المصنف برقم (10852) عن روح، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهريِّ، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، به، وسلف برقم (7283) عن سفيان، عن الزهريِّ، عن أبي سلمة وحدَه بقصة النعي فقط، وانظر ما سلف برقم (7147) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة= الحديث: 7776 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 190 7778 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا " (1) 7779 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَعَجَّلَ شَهْرُ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صِيَامًا فَيَأْتِي ذَلِكَ عَلَى صِيَامِهِ " (2)   = السختياني، وابن سيرين: هو محمد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5886) . وأخرجه الطحاوي 1/358 من طريق حماد بن زيد، عن أيوب، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 2/161، وأبو يعلى (6047) ، والبيهقي 2/316، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/122 و126 من طريق قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7140) و (7371) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7305) ، ومن طريقه أخرجه ابن الجارود (395) ، وابن حبان (3457) ، والدارقطني 2/160. وقد سلف برقم (7516) من طريق أبي سلمة وحْدَهُ، وبرقم (7581) من طريق سعيد بن المسيب وَحْدَهُ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7778 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 191 7780 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ " (2)   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7315) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 4/210. وانظر (7200) . قوله: "أن يتعجل شهر رمضان"، قال السندي: الظاهر أنه على بناء الفاعل، ونصبِ شهر، والتقدير: أن يتعجلَ أحدٌ إلا رجل، ووقوع الاستثناء المفرغ في الإِثبات مما جوزه المحققون إذا استقام المعنى كما ها هنا على أن "نهى أن يتعجل" في معنى: لا يتعجل، فالكلام غير موجب معنى، فاستقام المفرغ عند الكل، وظاهرُه أن النهي عن الصومِ بنية رمضانَ، لكن لا يَصِحُّ الاستثناءُ حينئذ، فالوجهُ أن يُقال: النهي عن الاعتياد أو عن الصوم مطلقاً، قبَيْلَ رمضان عندَ القائلين بكراهته. "فيأتي ذلك" أي: آخر شعبان. والله تعالى أعلم. (1) كذا في الأصول الخطية بالتصغير، وكذا وقع في بعضِ الأُصولِ الخطية لمصنف عبدِ الرزاق كما أشار إليه محققه رحمه الله، والمشهور فيه التكبير، وابن أبي أنس هذا: هو -كما قال الحافظ في "الفتح" 4/113- أبو سهيل نافع بن أبي أنس مالك بن أبي عامر من صغار شيوخ الزهري بحيث أدركه تلامذةُ الزهري، وهذا الإسناد يُعَدُّ من رواية الأقران، وقد تأخر أبو سهيل في الوفاة عن الزهري، وقد بيَّن النسائي أن مرادَ الزهري بابن أبي أنس نافع هذا، فأخرج من وجه آخر عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني أبو سهيل، عن أبية، وأخرجه من طريق صالح عن ابن شهاب، فقال: أخبرني نافع بن أبي أنس. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي أنس: هو نافع بن مالك= الحديث: 7780 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 192 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = ابن أبي عامر الأصبحي، كما في التعليق السابق، وهو عمُّ الإِمام مالك بن أنس، وكنيته أبو سهيل. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7384) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1439) ، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 239. وأخرجه البخاري (1899) و (3277) ، والنسائي في "المجتبى" 4/126-127، وفي "الكبرى" (2408) ، ومن طريقه ابنُ عبد البر في "التمهيد" 16/150 من طريق عُقيل بن خالد، والنسائي أيضاً 4/127 من طريق شعيب ابن أبي حمزة، وأبو عوانة في الصيام من طريق ابنِ جُريج، ثلاثتهم عن ابنِ شهابٍ، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/310، ومِن طريقه البيهقي في "المعرفة" (9052) و (9053) عن عمِّه أبي سهيل بنِ مالك، عن أبية، عن أبي هُريرة موقوفاً. وقد اختلف على مالك فيه، فقد وقفه القعنبيُّ وابنُ بُكير في رواية البيهقي في "المعرفة"، في حين رفعه معنُ بن عيسى في رواية ابن عبد البر في "التمهيد" 16/150 وقال: ومعن بن عيسى أوثقُ أصحاب مالكٍ، أو مِن أوثقهم وأتقنهم. وقال أيضاً 16/149: ذكرنا هذا الحديثَ ها هنا، لأن مثلَه لا يكونُ رأياً ولا يُدرك مثلُه إلا توقيفاً، وقد رُويَ مرفوعاً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث أبي سهيل هذا وغيرِهِ من رواية مالك وغيرِهِ، ولا أعلم أحداً رفعه عن مالك إلا معنُ بن عيسى إن صحَّ عنه. وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 239، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/150، وفي "الاستذكار" (10/251) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن نافع أبي سهيل، به مرفوعاً. وسيأتي الحديث برقم (7781) و (7782) و (7783) و (8684) و (8914) و (9204) . وانظر ما سلف برقم (7148) .= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 193 7781 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُنَيْسٍ (1) ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ " (2) 7782 - وَحَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذُكِرَ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُنَيْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3) .   = قوله: "سلسلت الشياطين"، قال السنديُّ: أي: قيدت بالسلاسل، ولا يُنافيه وقوعُ المعاصي، لأنها قد تكون من جهة النفس دون الشيطان، كمعصية إبليس. (1) في (عس) و (ل) : نافع بن أبي أُنيس. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد الزهري، وصالح: هو ابن كيسان المدني مؤدب أولاد عمر بن عبد العزيز. وأخرجه مسلم (1079) ، والنسائي في "المجتبى" 4/127، وفي "الكبرى" (2409) ، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 239 من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه في موضعين: الأول: أنَّ ابن إسحاق لم يسمعه من الزهري، وإنما أخذه عن مجهول كما يشير إليه صيغة الفعل "ذُكِرَ"، والثاني: في قول ابن أبي أنس أنه سمع أبا هريرة، وصرح أحمد بأنه لم يقل فيه: عن أبية، مع أن الرواية الصحيحة السالفة أنه سمعه من أبية، عن أبي هريرة، ولم يسمعه من أبي هريرة. وأَخرجه النسائي في "المجتبى" 4/128، وفي "الكبرى" (2411) من طريق= الحديث: 7781 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 194 7783 - حَدَّثَنَاهُ (1) عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أَنَسٍ، فَذَكَرَهُ (2) 7784 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وعَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (3)   = يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإسناد، وقال بإثره: حديث ابن إسحاق خطأ، لم يسمعه من الزهري، والصوابُ ما تقدَّم ذكرُنا له. قلنا: وجاء في "المجتبى" و"الكبرى" زيادة: "عن أبيه" في السند بعد قوله: عن ابن أبي أنس، وهو خطأ، والصواب حذفها، فإن رواية أحمد هنا عن يعقوب بالإِسناد نفسه، وقد صرح فيه بقوله: "ولم يقل: عن أبيه". (1) سقط هذا الحديث من نسخة (ظ3) . (2) إسناده صحيح، عتاب -وهو ابن زياد الخراساني، أبو عمرو المروزي- روى له ابن ماجه، ووثقه ابن سعد، وأبو حاتم، وقال أحمد: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك. وسيأتي برقم (9204) عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن عبد الله بن المبارك، عن يونس، عن الزهري، أخبرني ابن أبي أنس، عن أبية، عن أبي هريرة. (3) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، الأول: الزهري عن عروة، عن عائشة، والثاني: الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7682) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (790) ،= الحديث: 7783 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 195 7785 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَمَا ذَاكَ؟ " قَالَ: وَاقَعْتُ أَهْلِي فِي رَمَضَانَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَجِدُ رَقَبَةً؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ " قَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " أَفَتُطْعِمُ (1) سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ " قَالَ: لَا أَجِدُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرْقٍ - وَالْعَرْقُ: الْمِكْتَلُ فِيهِ تَمْرٌ - فقَالَ: " اذْهَبْ فَتَصَدَّقْ بِهَذا " (2) فَقَالَ: عَلَى أَفْقَرَ مِنِّي؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ   = والنسائي في "الكبرى" (3335) ، وابن حبان (3665) ، والبغوي (1831) . وقرن عبد الرزاق في "المصنف" بمعمر ابنَ جريج. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي الحديث في مسند عائشة 6/169 عن محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، عن الزهري، به. ويأتي تمام تخريجه هناك. وسيأتي أيضاً في مسندها 6/232 عن عبد الرزاق، عن معمر، به - ولم يذكر فيه سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وحديث أبي هريرة وحده سيأتي أيضاً في مسنده برقم (8435) من طريق أبي صالح عنه بنحوه. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (6172) ، وانظر تتمة شواهده عنده. (1) في (م) : أفلا تطعم. (2) في (م) و (س) : بها. الحديث: 7785 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 196 أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنَّا. فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " اذْهَبْ بِهِ إِلَى أَهْلِكَ " (1) 7786 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى (2) ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُوَاصِلُوا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي ". قَالَ: فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنِ الْوِصَالِ، فَوَاصَلَ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، ثُمَّ رَأَوْا الْهِلَالَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلَالُ لَزِدْتُكُمْ "، كَالْمُنَكِّلِ بِهِمْ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 4/222-223 من طريق عبد الله بن أَحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7457) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1111) (84) ، وأبو داود (2391) . وأخرجه البخاري (2600) و (6710) من طريق عبد الواحد، عن معمر، به. وانظر (7290) . (2) قوله: "وعبد الأعلى عن معمر" سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، وأستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، ومن "جامع السنن والمسانيد" لابن كثير 7/ورقة 233، و"أطراف المسند" لابن حجر 8/139. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7753) . وأخرجه البخاري (7299) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، = الحديث: 7786 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 197 7787 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِعَزِيمَةٍ، فَيَقُولُ: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1) 7788 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:   = بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1706) ، والبخاري (1965) و (6851) و (7242) ، ومسلم (1103) ، والذهلي في "الزهريات" -كما في "تغليق التعليق" 5/241-، والنسائي في "الكبرى" (3264) ، وابن حبان (3576) ، والبيهقي 4/282 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وعلقه البخاري في "صحيحه" بصيغة الجزم بإثر الحديث (7242) -ووصله الدارقطني في بعض فوائده كما في "فتح الباري" 13/230- عن عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، أن سعيد بن المسيب أخبره أن أبا هريرة ... وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3265) من طريق عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد وأبو سلمة أن أبا هريرة ... وانظر (7548) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7719) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (759) (174) ، وأبو داود (1371) ، والترمذي (808) ، والنسائي 4/156، والبيهقي 2/492. وانظر (7280) . الحديث: 7787 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 198 كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " " وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (1) 7789 - قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ: " لَقِيتُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ " فَنَعَتَهُ، قَالَ: " رَجُلٌ - قَالَ: حَسِبْتُهُ قَالَ - مُضْطَرِبٌ رَجِلُ الرَّأْسِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ "، قَالَ: " وَلَقِيتُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ "، فَنَعَتَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " رَبْعَةٌ أَحْمَرُ، كَأَنَّهُ أُخْرِجَ مِنْ دِيمَاسٍ " - يَعْنِي حَمَّامًا -، قَالَ: " وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ " قَالَ: " فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ، أَحَدُهُمَا فِيهِ لَبَنٌ، وَفِي الْآخَرِ خَمْرٌ، فَقِيلَ (2) لِي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7891) ، ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبرى" (3261) . وأخرجه البخاري (5927) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1151) (161) ، والنسائي في "المجتبى" 4/164، والبيهقى 4/304 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/164-165 من طريق بكير بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، به -دون قصة خلوف فم الصائم. وانظر ما سلف برقم (7174) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: فقال. الحديث: 7789 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 199 اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ لِي: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ، وَأَصَبْتَ (1) الْفِطْرَةَ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ، غَوَتْ أُمَّتُكَ " (2)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: وأصبت. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو بإسناد المصنف السابق عن بد الرزاق. وهو في "مصنف عبد الرزاق" 5/329 ضمن الحديث (9719) ، ومن طريق بد الرزاق أخرجه البخاري (3437) ، ومسلم (168) (272) ، والترمذي (3130) ، الطبري في "تفسيره" 15/14-15، وأبو عوانة 1/129 و5/324، وابن حبان 51) ، وابن منده في "الإِيمان" (728) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/387. والحديث عند أبي عوانة 5/324 مختصر بقصة اللبن والخمر فقط. أخرجه البخاري (3394) و (3437) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، هذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2088) ، والبخاري (4709) و (5576) و (5603) ، ومسلم 1592 (92) ، والنسائي 8/312، وأبو عوانة 5/323 و324 و325، وابن بان (52) ، والبيهقي في "السنن" 8/286، وفي "الدلائل" 2/357، وابن حجر ي "التغليق" 5/13 و13-14 و14-15 من طرق عن الزهري، به. والحديث عند عضهم مختصر. وأخرجه أبو عوانة 5/325، والطبري 15/15، والبيهقي في "الدلائل" /359-360 من طرق عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسلاً، ليس فيه أبو هريرة. وسيأتي برقم (10647) من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري، وبرقم (10830) من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس سلف برقم (3546) . وفي باب صفات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن ابن عباس سلف برقم (2501) .= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 200 7790 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ، يُحَدِّثُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ:   = وعنه أيضاً سلف برقم (3072) . وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (167) . وسيأتي 3/334. وفي باب قصة الخمر واللبن عن أنس بن مالك عند مسلم (162) ، وسيأتي 3/148. قوله: "لقيتُ موسى"، قال السندي: قيل: لعل أرواحهم مُثلتْ بهذه الصور، ولعل صورهم كانت كذلك. قلت (القائل هو السندي) : الأنبياء عليهم السلام أحياء، فلا يُستبعد رؤية أجسادهم بصورهم الأصلية. "مضطرب"، قيل: هو خفيف اللحم قليله، أو مستقيم القَدِّ طويله، من رُمحٍ مضطرب: إذا كان طويلاً مستقيماً، أو مضطربّ من خشية الله. "رَجِلُ الرأس": ضد الجعد، يقال: شعرٌ رَجِلٌ، بكسر الجيم، وفتحها وضمها ثلاث لغات: وهو الذي فيه تكسُّرّ يسير. ذكره عياض. "شنوءة": اسم قبيلة. "رَبْعة": بفتح فسكون، أي: متوسط بين الطويل والقصير. "ديماس" في "المجمع": بالفتح والكسر: الكنُّ، أي: كأنه مخدر لم يرَ شمساً، وقيل: السرب المظلم، وقيل: يعني في كثرة مائه ونضارته، كأنه خرج من كنٍّ، وفسر في الحديث بالحمام، ولم أره في اللغة. وفي "القاموس": الدَّيماس ويكسر: الكن والسرب والحمام. "هُديت للفطرة"، أي: التي فطر الناسُ عليها، فإن منها الإِعراض عن الأمر الذي يُفسد العقلَ عادةً، والميل إلى ما فيه نفعٌ خالٍ عن مضرة كاللبن. "غَوَت أُمتُك" أي: ضلت، فإن الخمرَ علامةُ زوال العقل الذي يكون به المرء ثابتاً على الهداية، فعند عدمه يكون الغالبُ الضلالة، فاختياره جُعل علامة لضلال الأمة في تقديره تعالى، والله تعالى أعلم. الحديث: 7790 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 201 كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللهُ أَكْبَرُ، سَأَلَ عَنْهَا اثْنَانِ، وَهَذَا الثَّالِثُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ رِجَالًا سَتَرْتَفِعُ بِهِمُ الْمَسْأَلَةُ، حَتَّى يَقُولُوا: اللهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَهُ؟ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20441) ، ومن طريقه أخرجه ابنُ منده في "الإيمان" (362) . زاد في "المصنف": فكان معمر يصل في هذا الحديث فيقول: الله خلق كلَّ شيء، وهو قبل كلِّ شيء، وهو كائنٌ بعد كل شيء. وأخرجه مسلم (135) (215) ، وأبو يعلى (6056) ، وأبو عوانة 1/81، وابن منده (358) و (359) و (360) و (361) من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد. وفي بعض الروايات: قال أبو هريرة: لا يزال الناس يسألون عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟!. وأخرجه ابن منده (357) من طريق الليث بنِ سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه ابنُ أبي عاصم (646) ، وابن منده في "الإِيمان" (365) من طريق العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة، عن أبية، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قال الله عز وجل: لا يزالُ عبدي يسألُ ويسأل عني فيقولُ: هذا الله عز وجل، فمن خَلَقَ الله؟! ". وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (8207) و (8376) و (9027) و (9566) و (10957) . قوله: "سترتفع بهم المسألة حتى يقول"، قال السنديُّ: أي: ستبلغ بهم كثرة السؤال إلى هذا الحدِّ. "خلق الخلق" أي: وجودُهم بخلق الله تعالى، فكيف وجوده؟ كأنه رأى أن الوجودَ مطلقاً يحتاج إلى عِلة مُوجِدة، والخالق والخلق فيه سواء!! وهذا قياس= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 202 7791 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَيْلٌ لِلْعَقِبِ مِنَ النَّارِ " (1) 7792 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ إِلَى الْفَجْرِ " (2)   = فاسد، كيف ولا بُدَّ من الانتهاء إلى مُوجدٍ لا يكونُ وجوده عن علة بالضرورة، وإلا لما وُجِدَ مجود أصلاً، ولا نعني باسمِ الله إلا ذلك الموجود الغني في وجوده عن الحاجةِ إلى عِلَّةٍ، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. أبو صالح: هو ذكوان السَّمَّان. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (63) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 1/252. وأخرجه مسلم (242) (30) ، والترمذي (41) ، وأبو عوانة 1/252، وابن خزيمة (162) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/38، والطبراني في "الأَوسط" (713) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9046) ، وانظر ما سلف برقم (7122) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح من رجال مسلم، وباقي السند من رجال الشيخين.= الحديث: 7791 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 203 7793 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا (1) مَعْمَرٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ (2) فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ " (3)   = وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/304-305 من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 2/289 من طريق سليمان بن بلال، والدارقطني في "النزول" ص 129 من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. وأخرجه ابن خزيمة 1/295 و296 و308، والآجري في "الشريعة" ص 309، والدارقطني في "النزول" ص 129-130 و137-138 و138-139 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أو أبي سعيد. لكن عند ابن خزيمة في موضعه الثاني: عن أبي سعيد وأبي هريرة، وعند الآجري والدارقطني في موضعه الأول: عن أبي هريرة وحده. وسيأتي الحديث برقم (9436) ، وانظر ما سلف برقم (7509) . (1) كلمة "حدثنا" من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وثم ترد في (م) وباقي النسخ. (2) لفظ الجلالة رُمِّج في نسخة (عس) ، ولم يرد في باقي الأصول الخطية، إلا أنه قد كتب على هامش (س) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (3259) ، والبيهقي في "الشُّعب" (638) ، والبغوي (1285) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (438) من طريق ابن المبارك، عن معمر، به.= الحديث: 7793 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 204 7794 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ (1) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، (2)   = وأخرجه البخاري (6307) ، والبيهقي في "الشعب" (639) من طريق شعيب ابن أبي حمزة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (436) ، وابن حبان (925) من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن ابن شهاب، به. وسيأتي برقم (8493) و (9807) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (437) ، والطبراني في "الدعاء" (1822) و (1838) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/188 من طريق الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة. وفيه عند الطبراني في الموضع الأول: مئة مرَّة! وأخرجه النسائي (439) من طريق الزهري أيضاً، لكن جعله من حديث عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة. وفيه انقطاع بين عبد الملك وبين أبي هريرة. وأخرجه النسائي (431) ، والطبراني (1820) من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مرفوعاً: "يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب إلى الله في اليوم مئة مرة". وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (4726) ، وذُكِرتْ شواهده هناك. قوله: "إني لأستغفر الله" قال السندي: أي تحصيلاً لزيادة المحبة من ربِّ العزة لقوله تعالى: (إنَّ الله يحبُّ التوابين) وتعليماً للأمة، وفيه أن العبد لا يستغني عن رحمة ربِّه ومغفرته، وإن بلغ من الكمال أعلاه، وإن شأنه التواضع والسؤال في كلِّ حال، وقيل: كان يستغفر، لأنه غفر له ما تقدم وما تأخر بشرط الاستغفار، وكذلك أمر به، وكان يستكثر منه. (1) تحرف في (م) إلى: سعيد. (2) قوله: "عن أبيه" استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، ومن "أطراف= الحديث: 7794 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 205 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَى مِنْكُمُ الصَّلَاةَ فَلْيَأْتِهَا بِوَقَارٍ وَسَكِينَةٍ، فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ، وَلْيَقْضِ مَا سَبَقَهُ " (1) 7795 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ وُلِدَ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، مِثْلَ الْأَنْعَامِ، تُنْتَجُ صِحَاحًا، فَيُبَتِّكُونَ (2) آذَانَهَا " (3)   = المسند" 8/167، وسقط من (م) والنسخ المتأخرة، وكذا سقط من "مصنف عبد الرزاق" المطبوع! (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمر بن أبي سلمة -وهو ابن عبد الرحمن بن عوف القرشي-، فقد علق له البخاري، وروى له أصحاب السنن، وهو متماسكُ الحديثِ، يصلح للمتابعات، سفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3405) وسقط "عن أبيه". وانظر (7252) . (2) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وأيضاً في "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير 7/ورقة 102، وفي (م) : فتكوى، وفي نسخنا المتأخرة: فتكون، وكتب على هوامش بعضها: فتُبَتِّكون. والبَتْك: القَطْع، وفي التنزيل العزيز: (فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الأنعام) [النساء: 119] . (3) إسناده صحيح، إبراهيم بن خالد -وهو ابن عبيد القرشي الصنعاني= الحديث: 7795 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 206 7796 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَتَكُونُ فِتَنٌ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا، فَلْيَعُذْ بِهِ " (1)   = المؤذن-، ورباح -وهو ابن زيد القرشي مولاهم الصنعاني- روى لهما أبو داود والنسائي، وكلاهما ثقة، وعمر بن حبيب -وهو المكي- روى له البخاري في "الأدب المفرد" وهو ثقة، ومن فوقهم ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/228 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وقد سقط من إسناده "عمر بن حبيب"، وهو عنده مختصر دون قوله: "مثل الأنعام ... " الخ. وأخرجه بنحوه الحميدي (1113) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، به. وسيأتي برقم (8562) ، وانظر ما سلف برقم (7181) . (1) إسناده صحيح. إبراهيمُ بن خالد: هو ابن عبيد القرشي الصنعاني المؤذن، ورباح: هو ابن زيد القرشي مولاهم الصنعاني. وأخرجه البخاري (3601) و (7082) ، ومسلم (2886) (10) ، وابن حبان (5959) ، والآجري مختصراً في "الشريعة" ص 42، والبغوي (4229) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وقُرِنَ سعيدُ. بن المسيب في رواية البخاري في الموضع الأول، ومسلم بأبي سلمة، وزادوا في رواياتهم: "من تشرف لها تستشرفه". وأخرجه الطيالسي (2344) ، والبخاري (7081) ، ومسلم (2886) (12) ، والآجري ص 42، والبيهقي 8/190 من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة،= الحديث: 7796 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 207 7797 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " تَكُونُ فِتْنَةٌ - لَمْ يَرْفَعْهُ (1) قَالَ: - مَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا، فَلْيَعُذْ بِهِ " (2) 7798 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْعَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا " يُرْوَى ذَلِكَ عَنِ (3) ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْفَجْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَهَا " (4)   = به. وزاد سعدُ بن إبراهيم في حديثه الزيادة السابقة. وأخرجه البخاري (7081) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعاً. وانظر ما بعده. وفي الباب عن خرشة وأبي موسى الأشعري وأبي بكرة وخباب بن الأَرَت ونوفل بن معاوية، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 4/106 و408 و5/39 و110 و429. قوله: "المعاذ": هو المَلْجأ. (1) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، ونسخة على هامش (س) ، وكذلك هو في "أطراف المسند" 8/168، وفي (م) وباقي النسخ: رفعه، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين لكنه موقوف، وانظر ما قبله. (3) لفظة "عن" لم ترد في (عس) و (ل) . (4) إسناده صحيح. ابن طاووس: هو عبد الله.= الحديث: 7797 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 208 7799 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعُوهُ، فَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلَ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ " (1)   = وأخرجه عبد الرزاق (2227) ، ومن طريقه أبو عوانة 1/371، وابن حبان (1582) و (1585) ، وأخرجه مسلم (608) (165) ، وأبو داود (412) ، وأبو عوانة 1/372، والبيهقي 1/368، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/455 من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (608) (165) ، والنسائي 1/257، وأبو يعلى (5893) ، وابن خزيمة (984) من طريق معتمر بن سليمان، ثلاثتهم (عبد الرزاق وابن المبارك ومعتمر) عن معمر، بهذا الإسناد. وفي بعض الروايات عن معتمر "ركعتين من العصر"، وهي رواية شاذة، وسيأتي الكلام عليها عند الحديث رقم (9918) . وانظر ما سلف برقم (7216) . (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه البخاري (220) و (6128) ، والبيهقي 2/428 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والنسائي 1/48 و175، وابن حبان (1399) من طريق محمد بن الوليد الزُّبيدي، كلاهما عن الزهري، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (1658) عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله مرسلاً. وانظر ما بعده، وقد سلف برقم (7255) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قوله: "فتناوله الناسُ"، قال السندي: أي بألسنتهم، ولمسلم، قالوا: مه مه، قلت: أو أرادوا أن يتناولوه بأيديهم، فقد قاموا إليه.= الحديث: 7799 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 209 7800 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) 7801 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ، يُكْتَبُ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَيُمْحَى عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةٌ " (2)   = "فأهريقوا": بفتح الهمزة وسكون الهاء أو فتحها، أي: صبوا. "سجل ماء"، بفتح فسكون: هو الدلو التي ملئت ماءً، وكذا الذنوب بفتح ذال معجمة. "أو" للشك. "بعثتم" أي: بعث نبيكم على تقدير المضاف أو على التجوز في الإسناد، وقيل: هم مبعوثون من قبله بذلك، أي: مأمورون بما ذكر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هارون: هو ابن معروف المروزي، وابن وهب: هو عبد الله أبو محمد المصري، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه ابن حبان (1400) من طريق حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (297) من طريق عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، به. وعلقه البخاري في "صحيحه" برقم (6128) من طريق يونس بن يزيد. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح. محمد بن عبد الرحمن: هو ابن ثوبان العامري القرشي. وأخرج مسلم (666) (282) ، والبيهقي 3/62 من طريق عدي بن ثابت،= الحديث: 7800 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 210 7802 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ: اللهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلَا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: " لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا " يُرِيدُ رَحْمَةَ اللهِ (1)   = عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة مرفوعاً: "من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضةً من فرائضِ الله، كانتْ خَطْوَتاه إحداهما تحطُّ خطيئة، والأخرى ترفع درجةً". وقد تحرف في مطبوع "سنن البيهقي" أبو حازم إلى: أبي حاتم. وسيأتي الحديث من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (8257) ، وانظر ماسلف برقم (7430) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري بنحوه، سيرد 3/3. وعن عقبة بن عامر، سيرد 4/159. وعن جابر عند ابن أبي شيبة 2/207 و208، وعبد بن حميد (1149) ، سيرد مختصراً 3/336. وعن ابن عمر، عند الحاكم 1/217، وصححه. وعن ابن مسعود موقوفاً عند مسلم (654) (257) . (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه البخاري (6010) ، وأبو داود (882) ، والنسائي 3/14، وابن خزيمة (864) ، وابن حبان (987) من طرق عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة برقم (10533) ، وانظر ما سلف برقم (7255) .= الحديث: 7802 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 211 7803 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَدْرِي أَزَادَ (1) أَمْ نَقَصَ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ " (2) 7804 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ رَبَاحٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَصَفَّ النَّاسُ صُفُوفَهُمْ لِلصَّلَاةِ، وَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِهِ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي، حَتَّى قَامَ فِي مُصَلَّاهُ، ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: " مَكَانَكُمْ "، فَرَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ، فَخَرَجَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ صُفُوفٌ، فَقَامَ فِي الصَّلَاةِ يَنْطُفُ رَأْسَهُ، قَدِ اغْتَسَلَ (3) 7805 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،   = قوله: "تحجرت واسعاً" قال السندي: أي: دعوتَ بمنعه. (1) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وباقي النسخ: أن زاد. (2) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (7286) . (3) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه أبو داود (235) من طريق إبراهيم بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (7238) . قوله: "ينطف رأسه"، قال السندي: بضم طاء وكسرها، أي: يسيل قليلاً قليلاً. الحديث: 7803 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 212 عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَتَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ قَدْ (1) وَلِيَ حَرَّهُ وَمَشَقَّتَهُ وَدُخَانَهُ وَمُؤْنَتَهُ، فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنْ أَبَى، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً فِي يَدِهِ " (2) 7806 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (3) ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي غِفَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ،   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: بطعام فقد، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وكذا هو في "مصنف عبد الرزاق" و"شرح السنة" للبغوي. (2) هذا الحديث رواه أحمد بإسنادين؛ الأول منهما: منقطع، فإن الزهري لم يُدرك أبا هريرة، لكن سلف متصلاً برقم (7514) عن عبد الأعلى السامي، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. والثاني -وهو معمر، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة-: متصل، وهو صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19565) ، ومن طريقه البغوي (2406) . وأخرجه ابن راهويه (512) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3435) ، ومن طريقه أبو محمد البغوي (2405) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، به. وسيأتي من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة برقم (9307) و (9558) ، وتمام تخريجه في الموضع الأول. "أُكْلَة" مضمومة الألف: اللقمة، والأكلة بفتحها: المرَّة الواحدة من الأكل. (3) في (م) بعد هذا: "عن الزهري"، وهذه الزيادة هنا خطأ. الحديث: 7806 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 213 كَالصَّائِمِ الصَّابِرِ " (1)   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لإِبهامِ الرجلِ من بني غفار. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19573) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 4/306، والبغوي (2832) . وأخرجه ابن حبان (315) من طريق معتمر بن سليمان، عن معمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فجعله عن معمر، عن سعيد المقبري. قال الحافظ في "الفتح" 9/583: في هذه الرواية انقطاع خفي على ابن حبان، فقد رويناه في "مسند مسدد" عن معتمر، عن معمر، عن رجل من بني غفار، عن المقبري، وكذلك أخرجه عبد الرزاق في "جامعه" عن معمر، وهذا الرجل هو معن بن محمد الغفاري، فيما أظن لاشتهار الحديث من طريقه. قلنا: ومعن الغفاري هذا، روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان، وخرج له البخاري في بضعة مواضع من "صحيحه"، فهو حسن الحديث. وأخرجه الترمذي (2486) ، وأَبو يعلى (6582) من طريقِ محمد بنِ معن بن محمد الغفاري، عن أبية معن، عن سعيدٍ المقبري، به. وقال الترمذي: حسن غريب. ووقع في الترمذي: عن أبي سعيد المقبري، وهو خطأ، والتصويب من "التحفة" 9/500. وأخرجه ابنُ خزيمة (1898) ، والحاكم 4/136 من طريق عمر بن علي المقدمي، عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد المقبري، به. وقال سعيد المقبري فيه. كنتُ أنا وحنظلةُ بنُ علي بالبقيع مع أبي هريرة، فحدثنا أبو هريرة ... وذكره، وهذا يدُلُّ على أن معن بنَ محمد حمله عن سعيد المقبري، ثم حمله عن حنظلة بن علي الأسلمي، كما سيأتي في التخريج بعد قليل، وقد صحح الحاكمُ إسنادَ الحديث. وزاد ابن خزيمة في روايته: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قال الله تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدم له إلا الصَّومَ، فإنَّه لي، وأنا أجزي به، يَدَعُ الطعامَ والشَّرابَ وشهوته مِن أَجْلي". وأخرجه ابنُ ماجه (1764) من طريق محمد بن معن وعبد الله بن عبد الله= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 214 7807 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ فِي السَّحُورِ وَالثَّرِيدِ " (1)   = الأُموي، وابن خزيمة (1899) ، والحاكم 1/422-423، والبيهقي 4/306 من طريق عمر بن علي المقدمي، ثلاثتهم عن معن بن محمد الغفاري، عن حنظلة بن علي السَّدوسي، عن أبي هُريرة، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وتعقَّبه الذهبيُّ بقوله: هذا في "الصحيحين"، فلا وجه لاستدراكه! قلنا: ليس هو في "الصحيحين" كما قال الذهبي، وإنما علقه البخاري عن أبي هريرة 9/582 "الفتح". وأخرجه أبو نعيم 7/142 من طريق إسحاق بن العنبر، عن يعلى بن عبيد، عن سفيان الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبية، عن أبي هريرة. وقال: غريب من حديث الثوري، تفرد به إسحاق عن يعلى. قلنا: إسحاق بن العنبر، قال في "الميزان" 1/195: [يروي] عن أصحابِ الثوري، كذَّبه الأزديُّ، وقال: لا تَحِلُّ الرواية عنه. وسقط سفيان الثوري من مطبوع "الحلية". وسيأتي الحديثُ من طريق حكيم بن أبي حرة، عن سلمان الأغر، عن أبي هُريرة برقم (7889) . وفي الباب عن سِنان بن سَنَّة، سيرد 4/343. قوله: "الطاعم الشاكرُ"، قال السندي: يريدُ أن المطلوبَ من العبد الطاعة لله، والقيام بوظائف العبودية له تعالى، لا الصوم بخصوصه، فمن أكل وقام بشكره تعالى، فهو ومن صام وصبر عن الأَكلِ والشرب، أو عن المعاصي، وما لا ينبغي أن يُفعل في الصوم سواء، إذ كل منهما في الطاعة. (1) إسنادُه ضعيف لضعف ابن أبي ليلى -وهو محمدُ بن عبد الرحمن-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح.= الحديث: 7807 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 215 7808 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ يَعْلَمُ الَّذِي يَشْرَبُ وَهُوَ قَائِمٌ مَا فِي بَطْنِهِ، لَاسْتَقَاءَهُ " (1)   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19571) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6367) . وسيأتي من طريق ابن أبي ليلى برقم (8898) و (10185) بلفط: "تَسَحَّروا، فإنَّ في السَّحور بركةً"، وهو صحيح بهذا اللفظ، وسيأتي ذكر شواهده هناك. وللثريدِ شاهد من حديث سلمانَ الفارسي رفعه: "البركة في ثلاثة: في الجماعة والثريد والسحور" أخرجه الطبراني في "الكبير" (6127) ، قال في "المجمع" 3/151: وفيه أبو عبد الله البصري، قال الذهبي: لا يُعرف، وبقية رجاله ثقات. قوله: "بالبركة" قال السندي: أي: بزيادة الخير في السحور، لأنه معين على الصوم. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإِبهام الراوي عن أَبي هريرة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأَخرجه ابنُ حبان (5324) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأَخرجه عبدُ الرزاق في "مصنفه" (19588) ، ومن طريقه البيهقي 7/282، وأَخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2101) من طريق هشام بن يوسف، كلاهما (عبد الرزاق وهشام) عن معمر، عن الزهريِّ، عن أبي هُريرة. وهذا إسناد منقطع. وأَخرجه البزار (2897- كشف الأستار) ، والبيهقي 7/282 من طريق زهير بنِ محمد البغدادي، عن معمر، عن الزهريِّ، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أَبي هريرة. وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ زهير بنِ محمد= الحديث: 7808 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 216 7809 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمِثْلِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ (1)   = البغدادي شيخ البزار وهو ثقة مِن شيوخ ابنِ ماجه. وانظر الحديثَ الآتي. وأخرج مسلم (2026) (116) ، والبيهقي 7/282 من طريق أبي غطفان المري، عن أَبي هريرة مرفوعاً: "لا يشربَنَّ أَحدّ منكم قائماً، فمن نسي، فليستقىء" وسيأتي عند المصنف برقم (8335) من طريق عكرمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يشرب الرجل قائماً. وفي البابِ عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (2025) ، سيرد 3/32. وعن أنس عند مسلم (2024) ، سيرد 3/118. وانظر حديثي ابن عباس وعبد الله بن عمرو اللذين سلفا، الأَول برقم (1838) ، والثاني برقم (6627) . قوله: "ما في بطنه" قال السِّندي: قيل: الشرب قائماً يُحرك خلطاً رديئاً يكون القيء دواءَه، فلذلك قال: لاسْتقاء، أي: تكلف في قيئه، وعلى هذا فالنهي عنه لمعنى طبي، فهو جائز من حيث الدين، فما جاء منه يحمل على بيان الجواز ديناً. قال النوويُّ (ملخصاً من شرحه على مسلم 13/195) : اعلم أن هذه الأحاديث أشكل معناها على بعض العلماء حتى قال فيها أقوالاً باطلة لا حاجة إلى ذكرها، والصوابُ أن النهي محمولٌ على التنزيه، وفعله لبيان الجواز، ومن زعم نسخاً أو غيره، فقد غلط، والأمرُ بالاستقاء محمول على الندب، وقول عياض: لا خلاف أن من شَرِبَ قائماً ليس عليه أن يتقيأ، لا يُلتفت إليه، إذ كونهم لم يُوجبوه عليه لايمنع الندب. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سُليمان بن مهران، وأَبو صالح: هو ذكوان السمان.= الحديث: 7809 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 217 7810 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1) 7811 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (2) ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ بَعْدُ، ثُمَّ لِيَقُلْ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِاسْمِكَ أَرْفَعُهُ، اللهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ الصَّالِحِينَ " (3)   = وأخرجه ابنُ حبان بإثر الحديث (5324) من طريق أَحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19589) ، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2100) ، والبيهقي 7/282. وزادوا: فبلغ ذلك عليَّ بنَ أبي طالب رضي الله عنه فدعا بماء، فشرب وهو قائم. وانظر ما قبله. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أَبي صالح، فمن رجال مسلم وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19792) . وانظر (7568) . (2) في (م) بعدَ هذا: "عن الزهري"، وهي زيادة مقحمة وغير صحيحة بين معمر وبين عبيد الله بن عمر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7810 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 218 7812 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُمْنَى، وَإِذَا خَلَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُسْرَى، وَلْيَخْلَعْهُمَا جَمِيعًا، وَلْيَنْعَلْهُمَا جَمِيعًا " (1) 7813 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ،   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19830) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الدعاء" (253) . وأَخرجه بنحوه ابن أَبي شيبة 9/73 و10/248، وعنه ابن ماجه (3874) عن عبد الله بن نمير، والدارمي (2684) ، والطبراني (254) من طريق حماد بن زيد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (793) من طريق المعتمر بن سليمان، ومسدَّد في "مسنده الكبير" -كما في "الفتح" 11/128، و"تغليق التعليق" 5/140- عن بشر بن المفضل، والطبراني (255) من طريق سعيد بن أَبي مريم، خمستهم عن عُبيد الله بن عمر، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه النسائي (794) من طريق عبد الله بن المبارك، عن عُبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة موقوفاً. وسيأتي برقم (7938) و (9469) و (9589) و (9590) ، وانظر (7360) . قوله: "بداخِلَةِ إزاره"، قال السنديُّ: أي: بالطرف الذي يلي الجسدَ. "ما خلفه" أي: جاء عقبه على الفراش. "أرفعه" أي: بالحياة أو البعث، فهو متحقق، فلذا ترك فيه المشيئة، ويحتمل أن المرادَ التقييدُ بالمشيئة، وترك القيد في اللفظ تفاؤلاً. (1) إسنادُه صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني نزيل البصرة. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6276) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في= الحديث: 7812 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 219 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الِاسْتِحْدَادُ، وَالْخِتَانُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ " (1) 7814 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ، لَا يَزَالُ الرِّيحُ تُفِيئُهُ، وَلَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ يُصِيبُهُ بَلَاءٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الْأَرْزَةِ، لَا تَهْتَزُّ حَتَّى تُسْتَحْصَدَ " (2) 7815 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ، فَلَا يُدْخِلْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ - أَوْ قَالَ: فِي وَضُوئِهِ - حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثَ   = "الشعب" (20215) . وانظر (7179) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20243) ، ومن طريقه أَخرجه الترمذي (2756) ، وقال: حديث حسن صحيح. وانظر (7139) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20307) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2809) ، والترمذي (2866) ، وابن حبان (2915) ، والبغوي (1437) . وانظر (7192) . قوله: "تفيئه"، قال ابن الأثير: تحركه وتميله يميناً وشمالاً. "لا تهتز": بتشديد الزاي، أي: لا تتحرك. الحديث: 7814 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 220 مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (1) 7816 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ مِنْ مَطْهَرَةٍ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ يَرْحَمْكُمُ اللهُ، أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (2) 7817 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أُرَاهُ قَالَ: عَنْ ضَمْضَمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَقْتُلَ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ: الْعَقْرَبَ وَالْحَيَّةَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7600) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (62) . وقد سلف برقم (7122) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم -وهو ابن جَوس، ويقال: ابن الحارث بن جوس اليمامي- فقد روى له أصحابُ السنن وهو ثقه. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1754) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 2/216، والبغوي (745) . والقايل: "أُراه قال: عن ضمضم"، هو عبدُ الرزاق شيخ المصنف فيما يغلِبُ على ظننا، فقد سَلَف هذا الحديث برقم (7178) عن محمد بن جعفر، وبرقم (7379) عن سفيان بنِ عيينة، كلاهما عن معمر، عن يحيى بنِ أَبي كثير، عن ضمضم دونَ شكٍّ، والله تعالى أعلمُ. الحديث: 7816 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 221 وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: هَكَذَا حَدَّثَنَا مَا لَا أُحْصِي 7818 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، وَالثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ أَمِينٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (1) 7819 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أُكَيْمَةَ، يُحَدِّثُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر الكلام على رواية الأعمش عن أبي صالح عندَ الحديثِ الذي سلف برقم (7169) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1838) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة (1528) . وأخرجه البيهقي 3/127 من طريق علي ابن المديني، حدثنا يحيى بنُ سعيد القطان، حدثنا سفيان، حدثنا سليمانُ هو الأَعمش، عن أبي صالح -قال ولا أراه سمع منه- عن أَبي هُريرة. وأخرجه الشافعي 1/59، والحميديُّ (999) ، والترمذي (207) ، والبزار (357- كشف الأَستار) ، وابنُ خزيمة (1528) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2188) و (2189) و (2190) و (2191) و (2192) ، والطبراني في "الصغير" (157) و (595) و (796) ، وأَبو نعيم في "الحلية" 8/118، والبيهقي في "المعرفة" (5948) وفي "السنن" 1/430 من طرق عن الأَعمش، بهذا الإسناد. وفي رواية أبي حمزة السكري عند البزار والبيهقي في "السنن" زيادة: قالوا: يا رسول الله لقد تركتنا نتنافس على الأذان بعدك، فقال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنه يكونُ بعدي أو بعدكم قومٌ سَفَلَتُهُمْ مؤذنوهم". قال البزار: تفرد بآخره أبو حمزة ولم يُتابع عليه. الحديث: 7818 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 222 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى صَلَاةً جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَمَا سَلَّمَ، فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مِنْكُمْ أَحَدٌ مَعِي آنِفًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ: مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟ " (1) فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَجْهَرُ بِهِ مِنَ الْقِرَاءَةِ، حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 7820 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَخَرَجَ سُرْعَانُ النَّاسِ، فَقَالُوا: خُفِّفَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ ذُو الشِّمَالَيْنِ: أَخُفِّفَتِ الصَّلَاةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قَالُوا: صَدَقَ. فَصَلَّى بِهِمُ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَرَكَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ، بَعْدَ مَا سَلَّمَ (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أكيمة -واسمه عُمارة-، وهو ثقة، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (7270) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2795) عن معمر، بهذا الإسناد. وأَخرجه ابنُ ماجه (849) من طريق عبد الأعلى، والخطيب في "تاريخه" 7/86 من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن معمر، به. ولم يذكر الخطيب. في روايته: فانتهى الناسُ ... الخ. وأما قولُه في آخر الحديث "فانتهى الناسُ عن القراءة ... " الخ فالأشهر أنَّه مِن قَول الزهري كما مرَّ عندَ الحديثِ (7270) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 7820 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 223 7821 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ " (1) 7822 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3447) . وانظر (7201) . (1) إسناده صحيح، إبراهيم بن خالد -وهو المؤذن الصنعاني-، ورباح -وهو ابن زيد الصنعاني- روى لهما أبو داود والنسائي، وكلاهما ثقة، وباقي رجاله رجال الشيخين غير سهيل بن أَبي صالح، فمن رجال مسلم. وأَخرجه مسلم (780) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (36) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (965) ، وفي "الكبرى" (8015) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ، عن سهيل بن أَبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرج الحميدي (994) ، والترمذي (2878) من طريق حكيم بن جُبير، عن أَبي صالح، عن أَبي هريرة رفعه: "إنَّ لكل شيء سناماً، وسنامُ القُرآن سورةُ البقرة، فيها آية سيدة آي القُرآن، لا تُقرأ في بيتٍ فيه شيطان إلا خَرَجَ منه، آية الكرسي ... ". قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم ابن جُبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جُبير وضعَّفه. وسيأتي حديث "المسند" من طريق سهيل بنِ أَبي صالح بالأرقام (8443) و (8915) و (9042) . وانظر ما سيأتي برقم (8804) . وفي الباب عن النُّعمان بنِ بشير، سيرد 4/274. وعن أَنس عندَ الفِريابى (38) . وعن سهل بنِ سعد عند الطبرانيِّ في "الكبير" (5864) . وعن ابنِ مسعود عند الحاكم 1/561 موقوفاً ومرفوعاً. الحديث: 7821 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 224 الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فَيَلْبِسُ عَلَيْهِ فِي صَلَاتِهِ، فَلَا يَدْرِي: أَزَادَ أَمْ نَقَصَ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ " (1) 7823 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (2) 7824 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3465) . وانظر (7286) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ إبراهيم بن خالد -وهو الصنعاني المؤذن-، ورباح -وهو ابن زيد القرشي مولامم الصنعاني- فقد روى لهما أَبو داود والنسائي، وهما ثقتان. وأَخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (472) ، وفي "المجتبى" 3/115 والمزي في "تهذيبه" 9/44-45 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (3) إسناده صحيح. وانظر (7151) . الحديث: 7823 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 225 7825 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى عَنْ تَلَقِّي الْأَجْلَابِ، فَمَنْ تَلَقَّى وَاشْتَرَى، فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ إِذَا هَبَطَ السُّوقَ " (1) 7826 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا رَبَاحٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (2)   (1) إسناده صحيح كسابقه. وأَخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (571) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد. وأَخرجه البيهقي 5/348 من طريق الأوزاعي، عن محمد بنِ سيرين، به. وأَخرجه ابنُ أَبي شيبة 6/398 من طريق عبدِ الله بنِ عون، عن محمد بن سيرين، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وسيأتي برقم (9236) و (10324) ، وأما النهي عن تلقي الأجلاب فسيأتي من طرق أخرى عن أَبي هريرة ضمن الأَحاديث (9120) و (9222) و (9310) و (10004) و (10516) . وفي الباب عن ابن عباس وابن مسعود، وقد سلفا برقم (3482) و (4096) ، وذكرنا عندهما الأحاديث الأُخرى في الباب. "الأَجلاب"، قال السندي: هي ما يجلبه الركبانُ من الأَمتعة. "فصاحبه"، أي: صاحب المتاع، وهو البائع. (2) إسناده صحيح.= الحديث: 7825 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 226 7827 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ (1) الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ " (2)   = وأخرجه أبو يعلى (5844) من طريق فليح، عن الزهري، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7831) و (7835) (8788) و (9144) و (9850) و (10715) و (10716) . وأخرجه مسلم (530) (21) من طريق عبيدِ الله بنِ الأَصم، عن يزيد بن الأَصم، عن أَبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7358) . وفي الباب عن أَبي عُبيدة سلف برقم (1691) . وعن ابن عباس وعائشة معاً سلف برقم (1884) . وعن زيد بن ثابت سيأتي 5/184. وعن أُسامة بنِ زيد، سيأتي أَيضاً 5/203. وعن عمر بن عبد العزيز مرسلاً عند مالك 2/892، ومن طريقه عبد الرزاق (9987) و (19368) ، وابن سعد 2/240، والبيهقي في "السنن" 9/208، وفي " الدلائل" 7/204. وعن عُبيدِ الله بن عبد الله بن عتبة مرسلاً أَيضاً عند ابنِ سعد 2/240. (1) تحرفت لفظة "بن" في (م) إلى: أنا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، يزيد بن الأَصم وجعفر بن برقان من رجال مسلم، وباقي رجاله رجال الشيخين. وأَخرجه أَبو عوانة في البر والصِّلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 268، وابنُ حبان (394) ، وأَبو نعيم في "الحلية" 7/124 من طرق عن جعفر بن برقان،= الحديث: 7827 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 227 7828 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (1) 7829 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (2) 7830 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،   = بهذا الإسناد. وأَخرجه مسلم (2564) (33) ، والبيهقي في "الشعب" (11151) من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن أَبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، عن أَبي هريرة ضِمنَ حديثٍ مطول. وأَخرجه إسحاق بن راهويه (379) عن كُلثوم بن محمد بن أَبي سدرة، عن عطاء بن أَبي مسلم الخراساني، عن أَبي هُريرة. وسيأتي برقم (10960) . وفي الباب عن أَبي مالك الأَشعريِّ عندَ الطبرانى (3456) . (1) إسنادُه صحيح على شرط الشيخين. ابنُ جريج: هو عبدُ الملك بن عبد العزيز بن جريج. وقد سلف برقم (7457) عن عبد الرزاق، عن ابن جريج. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7613) . الحديث: 7828 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 228 أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُصَلِّي الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ: " أَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ؟ " (1) 7831 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: - قَالَ ابْنُ بَكْرٍ (2) : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَرْفَعْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ -: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ والنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (3) 7832 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يَأْذَنِ اللهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ (4) - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لِمَنْ - يَتَغَنَّى (5) بِالْقُرْآنِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7606) . (2) قوله: "قال ابن بكر" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7826) . (4) كلمة "لنبي" أثبتناها كذلك من نسخة أُشير إليها على هامش (ظ 3) ، وفي كافة الأصول مكانها "لمن"، وما أَثبتناه هو الصواب حتى يصح تفريق المؤلف بين رواية عبد الرزاق وبين رواية ابن بكر، فذكر أن عبد الرزاق قال في حديثه: "لمن يتغنى"، فعلى هذا فمحمد بن بكرقال في حديثه: "لنبي يتغنى" كما أثبتنا، والله تعالى أعلم. (5) في (ظ 3) و (عس) : تغنَّى. الحديث: 7831 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 229 قَالَ صَاحِبٌ لَهُ، زَادَ: - فِيمَا يَجْهَرُ بِهِ " (1) 7833 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أُكَيْمَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً يَجْهَرُ فِيهَا، ثُمَّ سَلَّمَ، فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ آنِفًا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟ " (2) 7834 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - وَهُوَ يُخْبِرُهُمْ -، قَالَ: " وَفِي كُلِّ صَلَاةٍ قُرْآنٌ (3) ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَيْنَاهُ مِنْكُمْ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4167) . وانظر (7670) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ ابن أُكيمة، واسمه عُمارة، وهو ثقة، وقد سَلَفَ الكلامُ عليه عندَ الحديث (7270) . ابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وأَخرجه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (320) من طريق محمد بن بكر البُرْساني، بهذا الإسناد. وأَخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (2796) عن ابن جريج، به. وانظر (7270) . (3) في بعض الأصول: قرآناً، وضُبِّب عليها في بعضها. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أَبي رباح.= الحديث: 7833 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 230 7835 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لُعِنَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (1) 7836 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَنَّ أَبَا السَّائِبِ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ ". قَالَ أَبُو السَّائِبِ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: يا أَبَا هُرَيْرَةَ (2) إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الْإِمَامِ قَالَ أَبُو السَّائِبِ: فَغَمَزَ أَبُو هُرَيْرَةَ ذِرَاعِي، فَقَالَ: " يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْهَا (3) فِي نَفْسِكَ " إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:   = وهو مكرر (7696) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الكوفي البغدادي، وأَبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء. وانظر (7826) . (2) قوله: "يا أَبا هريرة" أثبتناه من (ظ3) و (عس) . (3) في (ظ3) و (عس) . اقرأ بها. الحديث: 7835 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 231 قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا، يَقُولُ: فَيَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] ، فَيَقُولُ اللهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ، فَيَقُولُ اللهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، فَيَقُولُ اللهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وَقَالَ: هَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، قَالَ: آخِرُهَا (1) لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَالَ: يَقُولُ عَبْدِي: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ، وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ " (2) 7837 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَا كِلَاهُمَا (3) : مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، وَقَالَا: {مَالِكِ} [آل عمران: 26] ، وَقَالَ ابْنُ بَكْرٍ:   (1) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: أجدها! وضبِّب عليها في (س) و (ظ 1) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن عبد الرحمن وأبي السائب، فهما من رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2767) ، ومن طريقه أَخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (75) ، ومسلم (395) (40) ، وأَبو عوانة 2/127، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (53) . ورواية أَبي عوانة مختصرة. وانظر (7406) . (3) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: قالا كل منهما! والمراد بكليهما شيخا المصنف في هذا الحديث، وقال الشيخ أَحمد شاكر: لم= الحديث: 7837 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 232 يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا، يَقُومُ الْعَبْدُ فَيَقُولُ ". (1) 7838 - قَالَ: وحَدَّثَنَاهُ (2) يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، مَوْلَى الْحُرَقَةِ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ زُهْرَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (3) 7839 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ، مَا أَنَا نَهَيْتُ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَكِنْ مُحَمَّدٌ نَهَى عَنْهُ، وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ، مَا أَنَا قُلْتُ: " مَنْ أَدْرَكَهُ الصُّبْحُ جُنُبًا فَلْيُفْطِرْ "، وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   = يذكر الإِمام أَحمد هنا باقي الإسناد، إحالة على الإسناد قبله، ولكنه أراد النص على أَن شيخيه ابن بكر والأَنصاري قالا في الإسناد: "أنَّ أَبا السائب مولى عبد الله بن هشام بن زهرة"، فنسبا ولاءه لعبد الله، لا لأبية هشام بن زهرة، وكلاهما صحيح، فمولى الأب مولى للابن، والعكس صحيح. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله. (2) سقط هذا الحديث من نسخة قديمة هي (ظ 3) ! (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن إسحاق -واسمه محمد- صدوق حسن الحديث، وقد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه. وأخرجه البخاري (73) ، والبيهقي (58) -كلاهما في "القراءة خلف الإِمام"- من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والبيهقي أَيضاً (57) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الحديث: 7838 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 233 قَالَهُ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فِي حَدِيثِهِ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ، أَخْبَرَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الْقَارِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ (1) 7840 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جَهِلَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ " (2)   (1) حديث صحيح، وقد وهم محمد بن بكر البرساني في تسمية الراوي عن أَبي هريرة عبد الرحمن بن عمرو القاري، والصوابُ في اسمه: عبد الله بن عمرو كما رواه عبد الرزاق، وهو أثبت في ابن جريج من محمد بن بكر، فقد روى أَبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" 1/457 عن الإِمام أَحمد أنه سُئِلَ: من أثبت في ابن جريج، عبد الرزاق أَو محمد بن بكر البرساني؟ قال: عبدُ الرزاق. قلنا: وقد وافق عبدَ الرزاق في ذلك سفيانُ بن عيينة، وهو الإِمام الحافظ الجليل، ورواية سفيان صححها الدارقطنيُّ في "العلل" 3/ورقة 102، وقد سلفت في "المسند" برقم (7388) ، وانظر تمام كلامنا على الحديث هناك. والشطر الثاني من الحديث أَخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (7399) عن ابن جريج، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابنُ يونس بن أَبي إسحاق السَّبيعي، وأَبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأَسدي. وسيأتي برقم (8674) و (9191) و (9943) و (10132) و (10428) و (10635) من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة، وسلف من طريقه برقم (7693) ضمن حديث في الصوم. وانظر (7340) . الحديث: 7840 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 234 7841 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَجُلًا رَفَعَ غُصْنَ شَوْكٍ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ، فَغُفِرَ لَهُ " (1) قَالَ عَبْدُ اللهِ: " وَهَذَا الْحَدِيثُ مَرْفُوعٌ وَلَكِنْ سُفْيَانُ قَصَّرَ فِي رَفْعِهِ " 7842 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: رَجُلٌ خَطَبَ امْرَأَةً، فَقَالَ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " انْظُرْ إِلَيْهَا، فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابنُ أَبي صالح- فمن رجال مسلم. وأخرجه الحميدي (1140) عن سفيان، بهذا الإسناد فرفعه. وسيأتي من طرق عن أَبي صالح، عن أَبي هريرة مرفوعاً، انظر (8498) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجالِ مسلم سفيان: هو ابنُ عيينة. وأَخرجه الحميدي (1172) ، وسعيد بن منصور (523) ، ومسلم (1424) (74) ، والنسائي في "المجتبى" 6/77، وفي "الكبرى" (5347) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/14، وفي "شرح مشكل الآثار" (5058) ، وابن حبان (4041) و (4044) ، والدارقطني 3/253، والبيهقي 7/84 من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وزاد عند الطحاوي في "المشكل": قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كم أصدقتها؟ " قال: ثمان أواق، قال: "لو كان أَحدكم يَنْحِتُ من الجبل ما زادَ". وأَخرجه مسلم (1424) (75) ، والنسائي في "الكبرى" (5345) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والنسائي في "المجتبى" 6/77، وفي "الكبرى"= الحديث: 7841 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 235 7843 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ (1) ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّغَارِ " (2)   = (5348) من طريق علي بن هاشم بن البريد، كِلاهما عن يزيد بن كيسان، به. وزاد مسلم قصة الصداق. وأَخرجه النسائي في "الكبرى" (5350) من طريق أَحمد بن منيع، عن علي بن هاشم، عن يزيد بن كيسان، عن أَبي حازم، عن جابر بن عبد الله. وقال في "المجتبى" 6/77: الصواب أَبو هريرة. وسيأتي برقم (7979) . وفي الباب عن جابر بنِ عبد الله، ومحمد بن مسلمة، والمغيرة بن شعبة، وأبي حميد السَّاعدي، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 3/335 و3/493 و4/244 و5/424. وعن أَنسِ بنِ مالك عند عبد بن حميد (1254) ، وابن ماجه (1865) ، وابن الجارود (676) ، والدارقطني 3/253، والبيهقي 7/74. وصححه ابنُ حبان (4043) ، والحاكم 2/165، ووافقه الذهبي. قوله: "شيئاً"، قال النووي: قيل: المراد صِغَر، وقيل: زُرْقة. (1) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عبد الله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وأَبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأَخرجه ابن أَبي شيبة 4/380، ومن طريقه مسلم (1416) (61) ، وابن ماجه (1884) ، والبيهقي 7/200 عن أَبي أُسامة، بهذا الإسناد. وقُرن بأبى أُسامة في "مصنف ابن أَبي شيبة" ومسلم والبيهقي: عبدُ الله بن نمير، وفي ابن ماجه يحيى بن سعيد القطان. وأخرجه مسلم (1416) (61) من طريق عبدة بن سُليمان، والنسائي في= الحديث: 7843 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 236 7844 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُرِّمَ (1) عَلَى لِسَانِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ " ثُمَّ جَاءَ بَنِي حَارِثَةَ، فَقَالَ: " يَا بَنِي حَارِثَةَ، مَا أُرَاكُمْ إِلَّا قَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الْحَرَمِ " ثُمَّ نَظَرَ، فَقَالَ: " بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ، بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ " (2)   = "المجتبى" 6/112 من طريق إسحاق الأزرق، كلاهما عَن عُبيد الله بنِ عمر، به. وزاد النسائي في روايته: قال عُبيد الله: والشغارُ: كان الرجلُ يزوج ابنته على أن يزوجه أخته. وسيأتي عن عبدِ الله بنِ نُمير، عن عُبيد الله برقم (9667) و (10439) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7032) ، وذكرنا عنده أحاديث الباب الأخرى. والشغار فسَّره ابن نمير في روايته التي ستأتي، وهو: أن يقول الرجل: زوجني ابنتك وأزوِّجك ابنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي. (1) في (م) فقط: حرَّم الله، بزيادة لفظ الجلالة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عُبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأَخرجه البخاري (1869) ، والخطيب في "تاريخه" 4/112 و7/196 من طرق عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وأَخرجه ابن خزيمة في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 160، وابن الجارود في "المنتقى" (511) من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، به. وأَخرجه ابن ماجه (3113) من طريق عبد العزيز بن أَبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، عن أَبية، عن أَبي هريرة: أن النبي قال: "اللهم إنَّ إبراهيمَ= الحديث: 7844 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 237 7845 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ: (1) [البحر الطويل] يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ،   = خليلُك ونبيُّك، وإنك حَرَّمتَ مكة على لسانِ إبراهيم، اللهم وأَنا عَبْدُكَ ونبيُّكَ، وإني أُحرِّمُ ما بين لابتيها". وسيأتي (8887) ، وانظر ما سلف برقم (7218) . وقد اختلف في إسناد الحديثِ على عُبيد الله بنِ عمر، فروي عنه عن أَبي سعيد المقبري، عن أَبي هريرة، وروي عنه، عن سعيد المقبري، عن أَبية، عن أَبي هريرة. ورواية من رواه عنه، عن سعيد، عن أَبي هريرة أَصح كما قال الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 192. قوله: "ثم جاء بني حارثة" قال الحافظ في "الفتح" 4/85: في رواية الإِسماعيلي: ثم جاء بني حارثة وهم في سند الحرة، أي في الجانب المرتفع منها، وبنو حارثة بمهملة ومثلثة: بطن مشهورٌ من الأوس، وهم حارثةُ بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وكان بنو حارثة في الجاهلية وبنو عبد الأشهل في دار واحدة، ثم وقعت بينهم الحربُ، فانهزمت بنو حارثة إلى خيبر فسكنوها، ثم اصطلحوا، فرجع بنو حارثة، فلم ينزلوا في دار بني عبد الأشهل، وسكنوا في دارهم هذه، وهي غربي مشهد حمزة. وقوله: "ما أُراكم"، قال السندي: بضم الهمزة، أي: ما أظنكم. (1) في النسخ المتأخرة بعد كلمة "الطريق" زيادة كلمة "شِعر" -وفي (م) : شعراً! - وهي من زيادة النساخ، فقد كان من عادتهم أن يثبتوها للتنبيه إلى أن ما بعدها من الشِّعر وليس من النثر. الحديث: 7845 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 238 قَالَ: وَأَبَقَ مِنِّي غُلَامٌ لِي فِي الطَّرِيقِ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ، إِذْ طَلَعَ الْغُلَامُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَذَا غُلَامُكَ " قُلْتُ: هُوَ لِوَجْهِ اللهِ، فَأَعْتَقْتُهُ (1) 7846 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس: هو ابن أَبي حازم البجلي الأحمسي. وأخرجه ابن سعد 4/325-326، والبخاري (2531) و (4393) ، وأبو نعيم في "الحلية" 1/379 من طريق أَبي أُسامة حماد بن أُسامة، بهذا الإسناد. وأَخرجه البخاري (2530) من طريق محمد بن بشر، و (2532) من طريق إبراهيم بن حميد، كلاهما عن إسماعيل بن أَبي خالد، به. قوله في الشعر: "يا ليلةً"، قال الحافظ في "الفتح" 5/163: كذا في جميع الروايات، قال الكرماني: ولا بد من إثبات فاء أو واو في أوله ليصير موزوناً، وفيه نظر، لأن هذا يسمى في العروض: الخَرْم، بالمعجمة المفتوحة والراء الساكنة، وهو أن يحذف من أَول الجزء حرف من حروف المعاني، وما جاز حذفه لا يقال: لا بد من إثباته، وذلك أمر معروف عند أهله. "وعنائها"، أي: تعبها. "دارة الكفر"، الدارة أخص من الدار، وقد كثر استعمالها في أشعار العرب، كقول امرىء القيس: ولا سيَّما يوماً بدارةِ جُلْجُلِ. الحديث: 7846 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 239 إِلَى الْمَدِينَةِ، كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا " (1) 7847 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ امْرَأَةً عُذِّبَتْ فِي هِرَّةٍ، أَمْسَكَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ مِنَ الْجُوعِ، لَمْ تَكُنْ تُطْعِمُهَا، وَلَمْ تُرْسِلْهَا فَتَأْكُلَ مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ، وَغُفِرَ لِرَجُلٍ نَحَّى غُصْنَ شَوْكٍ عَنِ الطَّرِيقِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري. وأَخرجه ابن أَبي شيبة 2/181، ومن طريقه مسلم (147) ، وابن ماجه (3111) ، وابن حبان (3729) عن أَبي أَسامة حماد بن أسامة، بهذا الإسناد. وأَخرجه البخاري (1876) ، ومن طريقه البغوي (65) من طريق أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر، به. وسيأتي برقم (9471) و (10440) . وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1604) . وعن عبد الرحمن بن سنة، سيأتي 4/73-74. وفيه عندهما: "ليأرزن الإِيمانُ بَيْنَ هذين المسجدين" يعني بالمسجدين: مسجد مكة ومسجد المدينة. "يأرز": ينضمُّ ويجتمع بعضُه إلى بعض. ومعنى "يأرز الإِيمان"، أي: أهل الإِيمان، قاله ابن حبان في "صحيحه" 9/47. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير بن العوام. وأخرج الشطر الأول منه مسلم (2243) ، وأَبو يعلى (6152) ، والبغوي (1670) من طرق عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد.= الحديث: 7847 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 240 7848 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " (1) 7849 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي خَالِدٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَدَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ ثَلَاثَ مِرَارٍ، فَلَمَّا جَاءَ فِي الرَّابِعَةِ، أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ " (2)   = وسيأتي برقم (9482) عن أَبي معاوية، عن هشام. وانظر ما سلف برقم (7547) . وأما الشطر الثاني فقد أَخرجه أَبو يعلى (6051) من طريق محمد بن سيرين، وابن حبان (539) من طريق عبد الرحمن بن حجيرة، كلاهما عن أَبي هريرة. وسيأتي برقم (9669) عن ابن نمير، عن هشام. وانظر أيضاً (8498) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- حسن الحديث، وقد تُوبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأَخرجه البزار (كشف الأستار- 2313) ، والحاكم 2/223، وأَبو نعيم في "الحلية" 8/212-213، وفي "أخبار أصبهان" 2/123 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (7508) . قوله: "مِراء في القرآن"، قال السندي: أي المراء الذي يكون لقصد التكذيب والإِبطال كفر، والذي لكشف الحقيقة وتحقيق الحق ليس بكفر. (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أَبي مالك الأسلمي، وأَبو مالك هذا ذكره ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/271، وابن حجر في "الإِصابة"= الحديث: 7848 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 241 7850 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ مِثْلَهُ (1) 7851 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ " (2)   = 7/357، نقلاً عن أَبي موسى المديني، وذكرا أنه أورد له هذا الحديثَ من طريق محمد بن بكير، عن ابن أَبي زائدة، بهذا الإسناد. وقال ابنُ حجر: ذكر ابنُ حزم هذا الحديثَ، فقال: أبو مالك لا أَعرفه. قلنا وقد روى النسائيُّ في "الكبرى" (7201) نحو هذا الحديث من طريق سلمة بنِ كُهيل، عن أَبي مالك، عن رجل من أصحابِ النبيِّ. وأَبو مالك الذي روى عنه سلمةُ بنُ كهيل هو غزوان الغفاري صاحب التفسير كما في "تهذيب الكمال" 23/100. وذكر ابن حجر في "تهذيب التهذيب" 8/246 أن إسماعيل بنَ أَبي خالد روى عنه صاحبُ التفسير فقال: وفي تفسير سورة الرحمن من "صحيح البخاري": وقال أَبو مالك: العصف: أَوَّلُ ما ينبُتُ ... فذكر تفسيرَه، ووصله عَبْدُ بنُ حُميد، عن يحيى الحِماني، عن ابنِ المبارك، عن إسماعيل بن أَبي خالد، عن أَبي مالك، في قوله تعالى: (ذو العَصفِ والريحانُ) ، وأخرجه الطبري 27/121 من وجه آخر عن ابن المبارك. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة ابن وقاص- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن زكريا بن أبي زائدة. وسيأتي مطولاً (9809) ، وانظر تخريجه وأَحاديث الباب هناك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أَبو حازم: هو سلمان الأَشجعي= الحديث: 7850 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 242 7852 - حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،   = الكوفي. وأَخرجه الطيالسي (2520) ، وابن أَبي شيبة 7/35، والدارمي (2620) ، والبخاري (2283) و (5348) ، وأَبو داود (3425) ، وأَبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1547) ، والطحاوي في "المشكل" (618) و (619) ، وابن حبان (5159) ، والبيهقي 6/126، والخطيب في "تاريخه" 10/433 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. زاد ابن حبان في روايته: مخافةَ أن يَبغِينَ. وهذه الزيادة مدرجة من قول شعبة، كما جاء مصرحاً به في حديث رافع بن خديج الآتي في مسنده 4/141. وأَخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (622) ، والبيهقي 8/8 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أَبية، عن أَبي هريرة قال: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كسبِ الأَمَةِ إلا أن يكون لها عملٌ واصِبٌ أو كسبٌ يعرف. وسيأتي الحديثُ من طريق أَبي حازم برقم (8571) و (8969) و (9640) و (9857) و (10229) ، وانظر (7976) . وفي الباب عن رافع بن رفاعة، سيأتي في "المسند" 4/341، ولفظه: ونهانا (أي: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عن كسب الأَمَة إلا ما عملت بيدها، وقال هكذا بأصابعه نحو الخبز والغزل والنفش. أي: نَدْف القطن والصوف. وعن رافع بن خديج عند أبي داود (3427) ، والحاكم 2/42، ولفظه: نهى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كسب الأَمَة حتى يعلم من أين هو. وعن عثمان بن عفان قال: لا تكلِّفوا الأَمَةَ غير ذات الصنعةِ الكسبَ، فإنكم متى كلَّفتُهوها ذلك كسبت بفَرْجِها ... أخرجه مالك في "الموطأ" 2/981 بإسناد صحيح. الحديث: 7852 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 243 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْمَجْلِسَ فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَقْعُدَ، فَلْيُسَلِّمْ إِذَا قَامَ، فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَوْجَبَ مِنَ الْآخِرَةِ " (1) 7853 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ " (3) 7854 - وقَالَ يَعْنِي عَبْدَةَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (4)   (1) إسناده قوي، محمد بن عجلان قوي الحديث، وقران بن تمام شيخ المصنف روى له أَصحابُ السنن غيرَ ابن ماجه، ووثقه أَحمدُ وابنُ معين والدَّارقطني، وذكره ابنُ حبان في موضعين مِن "ثقاته"، وقال في أَحدهما: يُخطىء، وقال أَبو حاتِم: شيخٌ لين، وقال ابنُ سعد: كانت عنده أَحاديثُ ومنهم مَنْ يستضعِفُه! وانظر (7142) . (2) تحرف في الموضعين في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عبيدة، والتصويب من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "أطراف المسند" 8/150، وسيأتي على الصواب عند المصنف برقم (9180) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبدة: هو ابن سليمان الكلابى. وأخرجه الترمذي (22) عن أَبي كريب، عن عبدة بن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر (7513) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن= الحديث: 7853 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 244 7855 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْيَمَامِيُّ، عَنْ طَيِّبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخَنَّثِي الرِّجَالِ، الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، الْمُتَشَبِّهِينَ بِالرِّجَالِ، وَرَاكِبَ الْفَلَاةِ وَحْدَهُ " (1)   = عاصم بن عمر بن الخطاب. وأَخرجه النسائي في "الكبرى" (3036) من طريق هشام الدستوائي، والخطيب في "تاريخ بغداد" 9/346 من طريق المعتمر بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وانظر (7412) . (1) صحيح دون قوله: "وراكب الفلاة وحده"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة طيب بن محمد، فقد تفرد أَيوب بن النجار بالرواية عنه، وقال أَبو حاتم 4/498، والذهبي في "الميزان" 2/346: لا يعرف، زاد الذهبي: وله ما ينكر، وذكره العقيلي في "الضعفاء" 2/232، وتساهل ابن حبان فأورده في "ثقاته" 6/493، وقال: روى عنه أَيوب السختياني، فوهم، فإن أَيوب الراوي عنه هو ابن النجار، ونبَّه على وهم ابن حبان هذا الحافظُ ابنُ حجر في "لسان الميزان" 3/214، وحديثُ طيِّبٍ هذا أَورده البخاري في "التاريخ الكبير" 4/362 عن قتيبة، عن أيوب بن النجار، وزاد فيه: أنه لعن المتبتِّلين والمتبتلاتِ والبائتَ وحده، وقال: لايصح. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (4728) من طريق الإِمام أَحمد، بهذا الإسناد. وقال: تفرد به أَيوب بن النجار عن طيب بن محمد. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/232، والخطيب في "تاريخه" 4/327 من طريق أَيوب بن النجار، به. وأَخرجه دونَ قوله: "وراكب الفلاة وحده" ابن أَبي شيبة 9/63 عن حاتم بن= الحديث: 7855 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 245 7856 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَاجَّ آدَمُ مُوسَى، فَقَالَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ بِذَنْبِكَ، وَأَشْقَيْتَهُمْ؟ " قَالَ: " فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامِهِ، فَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ (1) أَوْ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ " قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " (2)   = إسماعيل، عن جهضم بن عبد الله، عن أَبي سلمة، عن أَبي هريرة. ورجاله ثقات إلا أنه منقطع بين جهضم وبين أَبي سلمة، إلا أن يكون قد سقط الواسطة بينهما من هذه الطبعة. وسيأتي الحديث مكرراً برقم (7891) ، وبأطول مما هنا، وله طريق آخر يصح بها دون لعن الراكب بالفلاة وحده، ستأتي برقم (8309) . وأَحاديث النهي عن التشبه سلفت الإِشارة إليها عند حديث ابن عمر برقم (5328) . وفي باب النهي -وليس اللعن- عن الوحدة في السفر عن ابن عباس، سلف برقم (2510) . وعن ابن عمر، سلف برقم (4748) . وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6748) . (1) كلمة "عليَّ" ليست في (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأَخرجه البخاري (4838) ، ومسلم (2652) (15) من طريق أَيوب بن النجار، بهذا الإسناد.= الحديث: 7856 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 246 7857 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ أَو ابْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى عَضَلَةِ سَاقَيْهِ، ثُمَّ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ، ثُمَّ إِلَى كَعْبَيْهِ، فَمَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فِي النَّارِ " (1) 7858 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، لَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا   = وأخرجه ابنُ أَبي عاصم في "السنة" (151) من طريق الأوزاعي، و (152) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يحيى بن أَبي كثير، به. وانظر (7635) . (1) حديث صحيح، وقوله: يعقوب أو ابن يعقوب، الصواب فيه ابن يعقوب، وهو عبدُ الرحمن بنُ يعقوب مولى الحرقة كما رجحنا عندَ الحديث (7467) ، وقد استوفينا الكلامَ عليه هُناك. وأَخرجه النسائي في "الكبرى" (9709) عن محمود بن خالد، عن الوليد بن مسلم، عن الأَوزاعي، عن يحيى بن أَبي كثير، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أَبي هريرة. كذا قال محمود بن خالد في روايته عن الوليد: يعقوب بن إبراهيم، وأسقط من إسناده محمدَ بن إبراهيم التيمي! وأَخرجه النسائي مرة أخرى (9710) عن إسحاق بن منصور، عن أَبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن الأَوزاعي، عن يحيى بن أَبي كثير، فقال: حدثنا محمد بن إبراهيم، عن أَبي هريرة. الحديث: 7857 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 247 تَنَاجَشُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1) 7859 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ أَوِ الْمُؤْمِنَةِ، فِي جَسَدِهِ، وَفِي مَالِهِ، وَفِي وَلَدِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللهَ وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة. وأَخرجه مطولاً البيهقي في "الشعب" (11155) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، بهذا الإسناد. وأَخرجه مسلم (2563) (29) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أَبي هريرة، بلفظ: "لا تهجَّرُوا ولا تدابَرُوا ولا تَحَسَّسُوا ولا يَبِعْ بعضُكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ اللهِ إخواناً". وسيأتي برقم (10001) و (10701) من طريق الأعرج عن أَبي هريرة. ومن طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (8118) و (8504) و (10078) و (10251) ، وانظر (7727) و (7875) و (9051) و (9763) . وسيأتي التحذير من الظن برقم (10001) من طريق أَبي الزناد، عن الأعرج عن أَبي هريرة. وسيأتي النهي عن التناجش وغيره من هذا الطريق برقم (8937) و (10004) وانظر ما سلف برقم (7248) . (2) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابنُ حبان (2913) ، والحاكم 1/346، والبغوي (1436) من طريق يزيد بنِ هارون، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه= الحديث: 7859 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 248 7860 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = الذهبي. وقال البغوي: حديث حسن صحيح. قلنا: وهم الحاكم والذهبي في تصحيحه على شرط مسلمٍ، لأن محمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/231، وهناد بنُ السري في "الزهد" (402) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (494) ، والترمذي (2399) ، والبزار (761- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (5912) و (6012) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/91 و8/212، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/374، وفي "شعب الإِيمان" (9837) ، وفي "الآداب" (909) ، والبغوي (1436) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/182 من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/236 بلاغاً عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وقد جاء موصولاً عندَ أبى نعيم في "الحلية" 3/265، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/180، أخرجاه من طريق معن بن عيسى، عن مالك، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن يسار، به. وقال أبو نعيم: قد رواه أصحابُ مالك عنه في "الموطأ" أنه بلغه عن أبي الحباب، ولم يُسموا ربيعة، وتفرد به معنٌ بتسمية ربيعة. وقال ابن عبد البر: لا أحفظه لِمالك عن ربيعة، عن أبي الحباب إلا بهذا الإسناد. وأخرج أبو يعلى (6095) ، وابن حبان (2908) ، والحاكم 1/344 من طريق يونس بن بكير، قال حدثنا يحيى بن أيوب البجلي، قال: حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الرجلَ لَتكونُ له عندَ اللهِ المنزلة، فما يَبْلُغُهَا بعمل، فما يزالُ الله يبتليه بما يكره حتى يُبلغه إياها". وهذا إسناد حسن. وسيأتي برقم (9811) ، وانظر (7192) و (8027) . وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سَلَفَ برقم (1481) ، وإسناده حسن. الحديث: 7860 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 249 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: " قُومُوا، فَإِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا " (1) 7861 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ " (2)   (1) إسناده حسن، كسابقه. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 3/357 عن علي بن مسهر، وابن ماجه (1543) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بنِ عمرٍو، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8527) ، وانظر ما سلف برقم (7593) وما سيأتي برقم (9300) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه الترمذي (2090) من طريق يحيى بن سعيد، وأبو يعلى (5948) من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (7899) و (9814) و (9848) ، وهو في الموضعين الأول والثالث مطوَّل. وسيأتي من طرق أخرى عنه برقم (8236) و (8418) و (8673) و (9875) و (9983) و (10816) . وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/215. وعن جابر، سيأتي 3/296. وعن المِقدام بن معدي كرب، سيأتي 4/131. قوله: "ضياعاً"، قال الحافظ في "الفتح" 5/61: بفتح المعجمة، أي: عيالاً. قال الخطابى: جُعِلَ اسماً لكل ما هو بصدد أن يضيعَ من ولد أو خدم، وأنكر الخطابيُّ كسر الضاد، وجوَّزه غيرُه على أنه جمع ضائع كجياع وجائع.= الحديث: 7861 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 250 7862 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى بَطْنِهِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ لَضِجْعَةٌ مَا يُحِبُّهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 7863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ، وَأَيُّ الْأَعْمَالِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " إِيمَانٌ بِاللهِ وَرَسُولِهِ " قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ سَنَامُ الْعَمَلِ " قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " حَجٌّ مَبْرُورٌ " (2)   = قوله: "فإليَّ"، قال السِّندي: أي: مرجعه وأمره إليَّ، يريد أنَّه يتحمَّلُ ذلك ويُنفق على من يحتاج إلى الإِنفاق. (1) حديث قوي، وظاهر هذا الإسناد أنه حسن كسابقه، لكن أخطأ فيه محمد بن عمرو، فرواه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، والصواب: عن أبي سلمة، عن يعيش بن طخفة، عن أبية، كما يأتي في "المسند" 3/429-430، بيَّن ذلك البخاريُّ في "تاريخه" 4/366، وابن أبي حاتم في "العلل" 2/233. وأخرجه ابنُ أبي شيبة 9/115، والترمذي (2768) ، وابن حبان (5549) ، والحاكم 4/271، والبيهقي في "الآداب" (838) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم! فأخطأ، فمحمد بن عمرو قد أخرج له مسلم متابعة، ولم يحتجَّ به. وسيأتي برقم (8041) . وفي الباب عن الشريد بن سويد الثقفي، سيرد 4/388، وإسناده قوي كما قال ابن كثير في "جامع المسانيد". (2) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/301 عن علي بن مسهر، وهناد في "الزهد" (1067) ، والترمذي (1658) ، وابن حبان (4598) من طريق عبدة بن سليمان،= الحديث: 7862 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 251 7864 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهِلَالَ، قَالَ: " إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ " (1) 7865 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَصْبِرُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَجَهْدِهَا، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا وَشَهِيدًا، أَوْ شَهِيدًا وَشَفِيعًا " (2)   = والبخاري في "خلق أفعال العباد" (150) من طريق عمر بن طلحة، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. ورواية البخاري مختصره. وانظر ما سلف برقم (7511) و (7590) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/21، ومسلم (1081) (20) ، والنسائي 4/134، والبيهقي 4/206 من طرق عن محمد بن بشر، به. وانظر ما سلف برقم (7516) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وهو لم يسمع من أبي هريرة، بينهما في هذا الحديث أبوه، لكن هكذا وقع عندنا في هذا الموضع في سائر أصولنا الخطية و"جامع المسانيد" 7/ورقة 99، و"أطراف المسند" 7/314، بإسقاطه، وقد أخرجه المزي في ترجمة صالح من "تهذيبه" 13/58 عن هذا الموضع من "المسند" فذكر فيه أبا صالح، وهو الصواب إن شاء الله، وسيأتي موصولاً كذلك برقم (8516) .= الحديث: 7864 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 252 7866 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، شَكَّ فِيهِ: " شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا " (1) 7867 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2)   = وأخرجه الحميدي (1167) ، ومسلم (1378) (484) ، وابن حبان (3739) من طريق أبي عبد الله القراظ، عن أبي هريرة. وانظر ما بعده. وسيأتي الحديث من طرق عن أبي هريرة مطولاً ومختصراً (8015) و (8458) و (8516) و (8592) و (9161) و (9237) و (9670) و (9770) و (9993) و (9994) . وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص سلف برقم (1573) . وصن ابن عمر سلف برقم (5935) . قوله: "اللَّأْواء"، قال السندي: بفتح لامٍ وسكون همزة ممدودة: هي الشِّدة وضِيق العيش. والجَهْد: بالفتح: بمعنى المشقة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، فقد كرره المصنف موصولاً برقم (8516) بذكرِ صالح بن أبي صالح السمان، عن أبية، عن أبي هريرة، وانظر ما قبله. كلمة "أو" في الحديث هكذا أثبتناها من (عس) و (ل) ، وفي (م) و (ظ 3) وباقي النسخ الخطية: "و"، والأول هو الصواب، إذ مقتضى قوله: "شك فيه" أن يكون لفظُ الحديثِ كما أثبتنا. (2) إسناده قوي، حسين بن واقد روى له مسلم متابعة وأصحاب السنن= الحديث: 7866 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 253 7868 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ، يَذْكُرُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، ثُمَّ يُتَوَضَّأَ مِنْهُ " (1) 7869 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا قَامَ قُمْنَا مَعَهُ، فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: أَعْطِنِي يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَقَالَ: " لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ". فَجَذَبَهُ بِحُجُزَتِهِ (2) فَخَدَشَهُ، قَالَ: فَهَمُّوا بِهِ، قَالَ: " دَعُوهُ ". قَالَ: ثُمَّ أَعْطَاهُ، قَالَ: وَكَانَتْ يَمِينُهُ أَنْ يَقُولَ: " لَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ " (3)   = الأربعة، وهو صدوقٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. وانظر ما سلف برقم (7155) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي مريم -وهو الأنصاري- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي، وهو ثقة. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/141 عن زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وسيأتي هذا الحديث من طريق أبي مريم عن أبي هريرة (10892) . وانظر ماسلف برقم (7525) . (2) كلمة "بحجزته" أثبتناها من (ظ3) و (عس) و (ل) . (3) إسناده ضعيف، هلال والد محمد -وهو هلال بن أبي هلال المدني= الحديث: 7868 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 254 7870 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (1) 7871 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ،   = - لا يُعرف، تفرَّدَ ابنه محمد بالرواية عنه. وأخرجه أبو داود (3265) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد - دون قصة الأعرابي. وأخرجه أبو داود (4775) ، وابن ماجه (2093) ، والنسائي 8/33 من طرق عن محمد بن هلال، به، ولم يذكر ابن ماجه قصة الأعرابي. وأما قصة الأعرابي وجذبه لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشدة فيغني عنها ما سيأتي في مسند أنس 3/153 بنحوها، وهو حديث متفق عليه. والحُجْزة: موضع شَدِّ الإِزارِ من الوسط. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن ثوبان -وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان- وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابنُ أبي عاصم في "السنة" (869) من طريق عثمان بن سعيد وعلي بن عياش، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثوبان، بهذا الإسناد. مختصراً، فيه التعوذ من عذاب القبر فقط. وقد سلف في مسند ابن عباس برقم (2342) من طريق مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، وفاتنا هناك أن نخرجه من "مسند الحميدي"، فهو فيه برقم (982) عن سفيان، عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7237) . الحديث: 7870 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 255 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَلَاكَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ " (1) 7872 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ:   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مالك بن ظالمٍ -وإن لم يروِ عنه غيرُ سماك بن حرب، ولم يذكره في الثقات غير ابن حبان 5/387- متابعٌ، وقد جعل عبدُ الرحمن بن مهدي في روايته عن سفيان الثوري هذا الحديثَ عن عبد الله بن ظالم لا عن مالك بن ظالم، وهي في "المسند" برقم (8033) و (10292) ، ونقل الحاكم في "المستدرك" 4/527 عن عمرو بن علي الفلاس أنه قال: الصحيح مالك بن ظالم. وهو كما قال، ومالك بن ظالم وعبد الله بن ظالم اثنان، فرَّق بينهما البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان. وأخرجه ابن حبان (6713) من طريق عصام بن يزيد، والحاكم 4/470 من طريق الحسين بن حفص، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في الفتن من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/313، وابن حبان في "الثقات" 5/387-388 من طريق أبي عوانة، عن سماك بن حرب، به. وسيأتي برقم (7974) و (8033) و (8347) و (10292) . وأخرجه ابنُ حبان (6712) من طريق شيبان النحوي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح. وسيأتي نحوه في "المسند" من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (8005) و (8304) و (8901) و (10737) . قوله: "هلاكُ أُمتي"، قد جاء في بعض روايات الحديث نفسه: "فساد أُمتي" وعلى هذا يحمل معنى الهلاك أن المراد به الفساد. الحديث: 7872 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 256 مَا أَدْرِي كَمْ رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَائِمًا فِي السُّوقِ يَقُولُ: " يُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ ". قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: بِيَدِهِ هَكَذَا، وَحَرَّفَهَا (1) 7873 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَهُوَ صَدَقَةٌ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسحاق بن سليمان: هو الرازي. وأخرجه مسلم ص 2057 (12) من طريق إسحاق بن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر (7549) . قوله: "قال بيده"، قال السندي: أي: أشار بيده أنه القتل. وحَرّفها، أي: أمالها. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سويد بنِ عمرو، فمن رجالِ مسلم. أبان: هو ابنُ يزيد العطار، ويحيى: هو ابنُ أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (742) عن موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9564) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به. وأخرجه الطيالسي (5260) ، والبزار (1930- كشف الأستار) ، والبخاري تعليقاً في "التاريخ الكبير" 3/367 من طريق زياد بن أبي المغيرة، وابن حبان (5284) ، وأبو يعلى (6590) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، و (6218) من طريق أبي حازم، ثلاثتهم عن أبي هريرة.= الحديث: 7873 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 257 7874 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (1)   = وله طريقان آخران سيأتيان برقم (8645) و (10628) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/7-8. وعن أبي شريح الخزاعي، سيأتي ضمن حديث 4/31. وعن ابن عمر عند البزار (1929- كشف الأستار) ، وأبي نعيم في ذكر "أخبار أصبهان" 1/226 و2/348. وعن التَّلب بن ثعلبة التميمي عند الطبراني في "الأوسط" (2625) ، وفي "الكبير" (1297) . وعن عبد الله بن مسعود عند البزار أيضاً (1928) . وعن زيد بن خالد الجهني عند الطبراني في "الكبير" (5186) و (5187) . وعن طارق الأشجعي عند الطبراني أيضاً (8199) . قوله: "ثلاثة أيام"، قال السندي: بالنصب، أي: فلا ينبغي للضيف أن يقيم فوق ذلك في بيت المضيف. "فهو صدقة"، أي: فإن شاء المضيف، فعل، وإن شاء، ترك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مِهران، وذكوان: هو أبو صالح السمان. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (3413) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/720، والبخاري في "صحيحه" (6155) ، في "الأدب المفرد" (860) ، ومسلم (2257) (7) ، والترمذي (2851) ، وابن ماجه (3759) ، وأبو عوانة في أواخر الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 150،= الحديث: 7874 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 258 7875 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1)   = والطحاوي 4/295، وابن حبان (5777) ، والبيهقي في "الشعب" (5087) ، والمقدسي في "أحاديث الشعر" (32) من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2091 من طريق الحسن، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8375) و (8655) و (10197) و (10220) . وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، قد سلفت الإِشارة إليهم عند حديث ابن عمر رقم (4975) . قوله: "يَرِيه"، قال ابن الأثير في "النهاية" 5/178: قال الأزهري: الوَرْي مثال الرَّمْي: داء يداخل الجوف، يقال: رجل مَوْرِيٌّ، غير مهموز. وقال الفراء: هو الورَى بفتح الراء. وقال ثعلب: هو بالسكون المصدرُ، وبالفتح الاسم. وقال الجوهري: وَرَى القيحُ جوفَه يَرِيه وَرْياً: أَكله. وقال قومٌ: معناه: حتى يصيب رئتَه،.َ وأنكره غيرُهم، لأن الرئة مهموزة، وإذا بنيتَ منه فعلاً، قلتَ: رآه يَرْآه، فهو مرئيٌّ. وقال الأزهري: إن الرئة أصلُها من وَرَى، وهي محذوفة منه، يقال: وَرَيْتُ الرجلَ فهو مَوْرِيٌّ، إذا أصبتَ رئتَه. والمشهور في الرئة الهمزُ. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح بن نبهان حسن الحديث، خرج له أصحاب السنن غير النسائي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وسيأتي برقم (9109) و (10796) ، وانظر (7858) . الحديث: 7875 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 259 7876 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي " يَعْنِي حَسَنًا وَحُسَيْنًا (1)   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الجحَّاف -وهو داود بن أبي عوف- فقد روى له أصحاب السنن غير أبي داود، وهو صدوق. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر الزبيري، وسفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وهو عند المصنف في "الفضائل" (1359) . وأخرجه ابن راهويه (211) ، والنسائي في "الكبرى" (8168) ، والطبراني (2647) ، ومن طريقه المزي في "تهذيبه" 8/437 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وابن راهويه (212) عن قبيصة بن عقبة، وابن ماجه (143) من طريق وكيع ثلاثتهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (2628- كشف الأستار) ، والطبراني (2645) و (2649) و (2650) ، والخطيب في "تاريخه" 1/141 من طرق عن أبي حازم، به. وأخرج الطيالسي (2502) عن موسى بن مطير، عن أبية، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في الحسن والحسين: "من أحبني فليحبَّ هذين". وسيأتي برقم (9759) و (10872) ، وانظر ما سلف برقم (7398) ، وما سيأتي برقم (9673) . وفي الباب عن رجل من الأزد، سيأتي 5/366. وعن عبد الله بن مسعود عند البزار (2623) و (2624) . الحديث: 7876 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 260 7877 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ (1) ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ " (2) 7878 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ " قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْجَارُ، جَارٌ (3) لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا   (1) تحرف في (م) إلى: أبي ثوبان. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن مِن أجل ابن ثوبان -وهو عبدُ الرحمن ابنُ ثابت بن ثوبان-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/11، وأبو داود (136) ، والترمذي (43) ، وابن حبان (1094) ، والحاكم 1/150، البيهقي 1/79 من طريق زيد بن الحباب، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابن الجارود (71) من طريق عبد الله بن صالح العجلي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، به. وسيأتي مكرراً برقم (8762) . وفي الباب عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني عند البخاري (158) ، وسيرد في "المسند" 4/39. (3) كلمة "جار" أثبتناها من النسخ الثلاثة العتيقة (ظ3) و (عس) و (ل) ، ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 59. الحديث: 7877 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 261 بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: " شَرُّهُ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر -وهو أبو المنذر الواسطي- فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري. وأخرجه الحاكم 1/10 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، و4/165 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وقد أشار البخاري إلى حديث أبي هريرة هذا بإثر الحديث رقم (6016) بقوله: قال حميد بن الأسود، وعثمان بن عمر، وأبو بكر بن عياش، وشعيب بن إسحاق، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة. وذلك بعدما أخرج الحديث نفسه عن عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي شريح رضي الله عنه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يشير بذلك إلى أنه قد اختلف فيه الرواة على ابن أبي ذئب في اسم الصحابي، وقد ذكر الحافظ في "الفتح" 10/443-444 هذه الرواياتِ، ونقل عن الإِمام أحمد أنه قال: من سمع من ابن أبي ذئب بالمدينة فإنه يقول: عن أبي هريرة، ومن سمع منه ببغداد فإنه يقول: عن أبي شريح. قلنا: والاختلاف في الراوي إذا كان صحابياً لا يضر، والحق -كما قال الشيخ أحمد شاكر- أن الروايتين محفوظتان، وصنيعُ البخاري يؤيد ذلك، وحديث أبي شريح سيأتي في مسنده 4/31 من رواية ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عنه. وسيأتي الحديث من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة برقم (8432) عن عثمان بن عمر، وفي مسند أبي شريح 4/31 عن روح بن عبادة، كلاهما عن ابن أبي ذئب، به. وبنحوه من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة برقم (8855) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3672) . وعن أنس، سيرد 3/154.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 262 7879 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ مِنْ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بِأُصْبُعِهِ، إِلَّا مَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ، وَابْنَهَا عِيسَى " (1) 7880 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَرَأَى أَبُو هُرَيْرَةَ، فَرَسًا مِنْ رِقَاعٍ فِي يَدِ جَارِيَةٍ، فَقَالَ: أَلَا تَرَى هَذَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا يَعْمَلُ هَذَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةَ " (2)   = قوله: "والله لا يؤمن"، قال السندي: أي: لا يكمل إيمانه، وفي التكرير من المبالغة والتغليظ ما لا يخفى. وانظر "الفتح" 10/444. "بوائقه"، أي: غوائله وشروره، جمع بائقة: وهي الداهية. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عجلان مولى المشمعلِّ لا بأسَ به، وباقي رجاله رجال الصحيح. وأخرجه الطبري 3/239 من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (7915) ، (8254) ، وانظر ما سلف برقم (7182) . (2) إسناده ضعيف لإِبهام الرجل الذي من قريش وأبيه. وهذا الخبر يُخالف ما ثبت من حديث عائشة عند أحمد 6/166، والبخاري (6130) ، ومسلم (2440) : أنها كانت تلعبُ بالبنات عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والبنات، قال القاضي عياض في "المشارق" 1/91: هي اللُّعَب والصور تشبه الجواري التي يلعب بها الصبايا. وحديثِها الأخر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كشف ناحية الستر عن بناتٍ لها لُعبٍ،= الحديث: 7879 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 263 7881 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَغِّبُ النَّاسَ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، وَيَقُولُ: " مَنْ قَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ". وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى الْقِيَامِ (1) 7882 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ،   = فقال: "ما هذا يا عائشة؟ " قالت: بناتي، ورأى بينهن فرساً له جناحان مِن رِقاع، فقال: "ما هذا الذي أَرى وسطهنَّ؟ " قالت: فرس، قال: "وما هذا الذي عليه؟ " قالت: جناحان، قال: "فرس له جناحان؟! " قالت: أما سمعتَ أن لِسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيتُ نواجذه. أخرجه أبو داود (4932) ، والنسائي في "الكبرى" (8950) . وانظر الحديث الذي سلف برقم (7166) . "الرقاع"، قال السندي: بفتح راء وكسرها، جمع رُقعة، وهي الخرقة، والمراد التمثال الذي يلعب به الصبيان. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسماعيل بن عمر الواسطي من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. وانظر (7280) . وقوله في آخر الحديث: ولم يكن رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمع الناسَ على القيامِ، فهو كذلك، فقد كان الناسُ في قيام رمضان أوزاعاً متفرقين يُصلي الرجل لنفسهَ، ويُصلي الرجلُ، فيصلي بصلاته الرهطُ، فقال عمر بعد أن تولى الخلافة: إني أرى لو جمعتُ هؤلاء على قارىء واحدٍ، لكان أمثلَ. ثم عَزَمَ فجمعهم على أُبي بن كعب. "صحيح البخاري" (2010) . الحديث: 7881 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 264 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: فُقِدَ سِبْطٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَذَكَرَ الْفَأْرَةَ، فَقَالَ: " أَلَا تَرَى أَنَّكَ إِذَا (1) أَدْنَيْتَ مِنْهَا لَبَنَ الْإِبِلِ لَمْ تَقْرَبْهُ، وَإِنْ قَرَّبْتَ إِلَيْهَا لَبَنَ الْغَنَمِ شَرِبَتْهُ؟ " فَقَالَ: أَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَفَأَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟ (2) 7883 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَلْ (3) سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الطِّيَرَةُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْمَسْكَنِ، وَالْفَرَسِ، وَالْمَرْأَةِ " قَالَ: قُلْتُ: إِذَنْ أَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4) يَقُولُ: " أَصْدَقُ الطِّيَرَةِ الْفَأْلُ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ " (5)   (1) كذا في بعض النسخ، وفي بعضها: "إن"، وفي (م) وبعض النسخ: لو. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (7197) . (3) لفظة "هل" لم ترد في (م) . (4) من قوله "ما لم" إلى هنا، سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "جامع المسانيد والسنن". (5) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر -واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي- ثم هو منقطع، محمد بن قيس: هو محمد بن قيس المدني، يقال: كُنيته أبو إبراهيم، ويقال: أبو أيوب، ويقال: أبو عثمان، مولى يعقوب القبطي، ويقال: مولى أبي سفيان بن حرب، وهو قاصُّ عمر بن عبد العزيز، كان يَقُصُّ بالمدينة، وحديث محمد هذا عن الصحابة مرسل، وثقه يعقوبُ بن سفيان وأبو داود، وذكره= الحديث: 7883 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 265 7884 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةَ الْيَمَامِيَّ (1) ، قَالَ:   = ابنُ سعد في الطبقة الرابعة من أهلِ المدينة، وقال: بها توفي وكان كثيرَ الحديث عالماً، وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن محمد بن قيس الذي روى عنه أسامة بن زيد وأبو معشر وابن عجلان، فقال: هو المديني قديمٌ لا أعلم إلا خيراً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقل الذهبي في "الميزان" 4/16 عن ابن معين أنه قال: ليس بشيء، لا يُروى عنه! قلنا: هذا هو محمد بن قيس فيما يغلب على ظننا، وقد ذكر ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 188، وابن حجر في "الأطراف" 8/64 هذا الحديث في ترجمة محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب، وكذلك نسبه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الحديث حين عرَّفه! مع أنه لم يذكر أحدٌ ممن ترجم له أن أبا معشر يروي عنه، فالله تعالى أعلم بالصواب. ولقوله: "أصدق الطيرة الفأل" انظر ما سلف برقم (7618) . ولقوله: "والعين حق" انظر ما سيأتي برقم (8245) و (9454) و (9668) و (10321) . وله شاهد عن ابن عباس، سلف برقم (2477) و (2478) . وسيأتي في مسند عائشة 2/246 عن روح، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي حسان الأعرج، أن رجلين دخلا على عائشة فقالا: إن أبا هريرة يحدث أن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "إنما الطيرة في المرأة والدابة والدار" قال: فطارت شقة منها في السماء، وشقة في الأرض، فقالت: والذي أنزل القرآن على أبي القاسم ما هكذا كان يقولُ، ولكن نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "كان أهلُ الجاهلية يقولون: الطِّيَرَةُ في المرأةِ والدارِ والدَّابة" ثم قرأت عائشة: (ما أصابَ مِن مُصيبة في الأرضِ ولا في أنفسكم إلا في كتابٍ) إلى آخر الآية. وقد سلف في مسند سعد بن أبي وقاص برقم (1502) : "لا هامة ولا عدوى ولا طِيرة، إن يك، ففي المرأةِ والفرسِ والدارِ". (1) وقع في (م) : أبا غاوية اليماني، وهو تحريف، واليماني -بالنون- كذا= الحديث: 7884 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 266 أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَجَاءَ رَسُولُ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَدَعَاهُمْ، فَمَا قَامَ إِلَّا أَبُو هُرَيْرَةَ وَخَمْسَةٌ مَعَهُمْ (1) ، أَنَا أَحَدُهُمْ، فَذَهَبُوا فَأَكَلُوا، ثُمَّ جَاءَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَغَسَلَ يَدَهُ، ثُمَّ قَالَ: " وَاللهِ، يَا أَهْلَ الْمَسْجِدِ، إِنَّكُمْ لَعُصَاةٌ لِأَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2) 7885 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا " (3)   = وقع أيضاً في النسخ المتأخرة، وفي (ظ3) و (عس) و (ل) : اليمامي -بالميم- وهو كذلك في "الإِكمال" و"التعجيل" و"أطراف المسند" و"جامع المسانيد والسنن"، وهو الصواب. (1) في (م) : منهم، وفي (ل) و (عس) : معه، والمثبت من (ظ 3) وباقي النسخ الخطية. (2) إسناده ضعيف، أبو غادية اليمامي تفرد بالرواية عنه عكرمة بن عمار، وجهله الحسيني وأبو زرعة العراقي وابن حجر. وقد سلف عن أبي هريرة من طريق الأعرج عنه برقم (7279) أنه قال: من لم يأتِ الدعوةَ فقد عصى الله ورسولَه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبدُ الله، وعُبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم العمري. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/495 من طريق شجاع بن الوليد، وابن حبان (3100) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عُبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد.= الحديث: 7885 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 267 7886 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيْحَانُ (1) ، وَجَيْحَانُ، وَالنِّيلُ، وَالْفُرَاتُ، كُلٌّ (2) مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ " (3) 7887 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4) أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا خَلِيفَةٍ "   = وانظر (7147) . (1) في (ظ 3) و (عس) و (ل) : إن سيحان. (2) ذهب الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند" أن الواو في هذه اللفظة مقحمة! والصواب أنها ثابتة في رواية ابن نمير، وسيأتي تنصيص المصنف على ذلك عند الحديث رقم (9674) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2839) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2839) من طريق علي بن مسهر ومحمد بن بشر، والخطيب في "تاريخه " 1/54-55 من طريق عبد الله بن جعفر، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به. وسيأتي برقم (9674) . وانظر ما سلف برقم (7544) . (4) قوله: "ومحمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة" سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، ولم يذكره ابن حجر في "أطراف المسند" 8/165! وقد استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "جامع المسانيد" 7/ورقة 332. والراوي عن محمد بن عمرو: هو حمادُ بن سلمة. الحديث: 7886 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 268 أَوْ قَالَ: " مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَانِ، بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَاهُ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَبِطَانَةٌ لَا تَأْلُوهُ خَبَالًا، وَمَنْ وُقِيَ شَرَّ بِطَانَةِ السُّوءِ فَقَدْ وُقِيَ - يَقُولُهَا ثَلَاثًا - وَهُوَ مَعَ الْغَالِبَةِ عَلَيْهِ مِنْهُمَا " (1) 7888 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ " كَانَ إِذَا اسْتَنْشَقَ أَدْخَلَ الْمَاءَ فِي مَنْخِرَيْهِ " (2) 7889 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ عَمِّهِ حَكِيمِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ (3) لِلطَّاعِمِ الشَّاكِرِ مِثْلَ مَا لِلصَّائِمِ الصَّابِرِ " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل بن إسماعيل سيىء الحفظ، لكنه متابَعٌ. محمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي. وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (2116) من طريق مؤمل بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وانظر (7239) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب بن زياد، فقد له ابن ماجه، وهو ثقة. وانظر ما سلف برقم (7300) ، وما سيأتي برقم (8194) . (3) لفظة "إن" من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، ولم ترد في (م) وبقية النسخ. (4) إسناده حسن، حكيم بن أبي حُرة روى عنه جمع، وخرج له البخاري= الحديث: 7888 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 269 7890 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا " (1)   = حديثاً واحداً متابعة، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"، وعبيد بن أبي قرة سلفت ترجمته عند الحديث رقم (446) ، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/143 عن إسماعيل بن أبي أويس، والحاكم 4/136، والبيهقي 4/306 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الإسناد. وتصحف عبدُ الله بن وهب في "المستدرك" إلى: عبيد الله، وحكيم بن أبي حرة إلى: حكيم بن أبي درة! وأخرجه البخاري أيضاً 1/143 من طريق موسى بن عقبة، عن حكيم بن أبي حرة، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موقوفاً. ورواه عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدي، عن محمد بن عبد الله بن أبي حرة، عن عمه حكيم بن أبي حرة، فجعله عن سنان بن سنة رضي الله عنه، سيأتي في مسنده 4/343. وانظر ما سلف برقم (7806) . (1) حديث قوي، وإسناده هنا منقطع، فإن عبيد الله بن سلمان لم يسمع من أبي هريرة، والواسطة بينهما في هذا الحديث هو سلمان الأغر والد عبيد الله، والذي يغلب على ظننا أن عبيد بن أبي قرة هو الذي أخطأ في الإسناد، فقد رواه من هو أوثق منه فذكر فيه الواسطة، كما سيأتي عند المصنف برقم (8781) ، ويأتي تمام تخريجه هناك. تنبيه: زاد الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في الإسناد: "عن أبيه" بين عبيد الله بن سلمان وبين أبي هريرة، معتمداً في ذلك على "جامع المسانيد" فيما قاله -فقد ذكر أنها لم ترد في شيء من أصوله، وكذا لم ترد في أصولنا-، ولا ندري من أين جاءه الوهم، فإن الحديث في "جامع المسانيد" على الصواب،= الحديث: 7890 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 270 7891 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، عَنْ طَيِّبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخَنَّثِي الرِّجَالِ الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، الْمُتَشَبِّهِينَ بِالرِّجَالِ، وَالْمُتَبَتِّلِينَ مِنَ الرِّجَالِ، الَّذِينَ يَقُولُونَ: لَا نَتَزَوَّجُ، وَالْمُتَبَتِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، اللَّائِي (1) يَقُلْنَ ذَلِكَ، وَرَاكِبَ الْفَلَاةِ وَحْدَهُ "، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى اسْتَبَانَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِهِمْ، وَقَالَ: " الْبَائِتُ وَحْدَهُ " (2)   = حيث ذكره الحافظ ابن كثير في موضعين، فقد أورد حديث عبيد بن أبي قرة في ترجمة عبيد الله بن سلمان الأغر عن أبي هريرة، وحديث أبي سلمة الخزاعي الذي سيأتي برقم (8781) في ترجمة سلمان الأغر، عن أبي هريرة. قوله: "ما ينبغي لذي الوجهين"، قال السندي: أي الذي يكون مع كل قوم بوجه، وهو النمَّام الذي ينقل الحديث للإِفساد، ومعنى "ما ينبغي له"، أنه لا يتيسر له ولا يتم منه هذا الأمر، أو لا ينبغي له أن يتحمل الأمانة ويقبلها، لأنها لا تتم منه، وهو ليس بأهلٍ لها، والله تعالى أعلم. (1) في الأصول: الذين، والمثبت من (م) ، وهو الصواب. (2) صحيح دون لعنة راكب الفلاة والبائت وحده، وإسناده ضعيف لجهالة طيب بن محمد، وقد سلف الكلام على الحديث برقم (7855) . وأورده بهذا الطول البخاري في "تاريخه الكبير" 4/362 عن قتيبة بن سعيد، عن أيوب بن النجار، بهذا الإسناد، وقال: لا يصح. وقد سلف النهي عن أن يبيت الرجل وحده في حديث ابن عمر برقم (5650) ، وبيَّنا هناك أنه زيادة شاذة في حديثه. الحديث: 7891 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 271 7892 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُوذَوَيْهِ، أَخْبَرَنِي مَنْ، سَمِعَ وَهْبًا، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي، يَعْنِي هَمَّامًا - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: كَذَا قَالَ أَبِي -، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ يَنْتَظِرُ الَّتِي بَعْدَهَا، وَلَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَسْجِدِهِ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ " (1) قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ: وَمَا ذَلِكَ الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ: إِنْ فَسَا أَوْ ضَرَطَ " (2) 7893 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ: اسْتَأْذَنْتُ (3) عَلَى سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَسَبَّحَ بِي (4) ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ إِذْنَ الرَّجُلِ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ أَنْ   (1) قوله: "ما لم يُحدِث" سقط من النسخ الخطية القديمة للمسند، وأثبت في النسخ المتأخرة منه، وهو الصواب. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، لجهالة الراوي عن وهب بن منبه، وسيأتي مقطعا برقم (8121) و (8246) من طريق معمر، عن همام عن أبي هريرة، وسلف برقم (7430) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وسؤال الحضرمي سيأتي أيضاً ضمن الحديث رقم (8078) . (3) المثبت من (ظ3) و (ل) ومن هامش (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: استأذن. (4) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) ويقية النسخ: لي. الحديث: 7892 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 272 يُسَبِّحَ، وَإِنَّ إِذْنَ الْمَرْأَةِ أَنْ تُصَفِّقَ " (1) 7894 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ، (2) 7895 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (3) 7896 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ " (4) 7897 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ،   (1) هذا أثر عن سالم بن أبي الجعد وليس بحديث، وإسناده إليه صحيح. وانظر ما بعده. (2) هذا مرسل رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة، والحسن: هو البصري. وسيأتي بنحوه مرسلاً برقم (9585) و (10114) و (10388) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (2262) من طريق مروان بن معاوية، بهذا الإسناد. ولفظه: "التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء". وسيأتي برقم (9585) و (10114) و (10389) و (10591) ، وانظر ما سلف برقم (7285) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (1580) من طريق هِقل بنِ زياد، وابن خزيمة (1071) من طريق عبد الصمد بن عبد العزيز، كلاهما عن هشام بنِ حسان، بهذا الإسناد، وانظر (7731) . الحديث: 7894 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 273 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نُهِيَ عَنِ الِاخْتِصَارِ فِي الصَّلَاةِ " قَالَ: قُلْنَا لِهِشَامٍ: مَا الِاخْتِصَارُ؟ قَالَ: " يَضَعُ يَدَهُ عَلَى خَصْرِهِ وَهُوَ يُصَلِّي " قَالَ يَزِيدُ: قُلْنَا لِهِشَامٍ: ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ بِرَأْسِهِ، أَيْ: " نَعَمْ " (1) 7898 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ إِذَا أَمْسَى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ " قَالَ: " فَكَانَ أَهْلُنَا قَدْ تَعَلَّمُوهَا، فَكَانُوا يَقُولُونَهَا، فَلُدِغَتْ جَارِيَةٌ مِنْهُمْ، فَلَمْ تَجِدْ لَهَا وَجَعًا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 2/287 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 2/287 من طريق يزيد بن هارون، به. وسيأتي مكرراً برقم (7930) ، وانظر (7175) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: وهو ابن حسان القُردوسي. وأخرجه الترمذي في الدعوات كما في "التحفة" 9/420 (وقد سقط من بعض طبعات "السنن") ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (590) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (20) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد بالمرفوع فقط. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (446) و (447) و (448) و (449) ،= الحديث: 7898 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 274 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأبو داود (3898) ، وابن ماجه (3518) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (588) و (591) و (592) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (17) و (18) ، و (19) و (21) و (22) و (23) ، وابن حبان (1022) و (1036) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/143 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به، وبعضهم لم يقل فيه "ثلاث مرات". وقد اختُلِفَ على سُهيل فيه، فروي عنه، عن أبية، عن رجل من أسلم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي في "المسند" في موضعين 3/448 و5/430 من طريق شعبة عن سهيل، ويأتي تمامُ تخريجه هناك. قلنا: لا يبعد أن يكونَ الوجهان جميعاً عند سهيل، ومما يؤيد أن له أصلاً عن أبي هريرة أن سهيلاً قد تُوبع فيه من حديثه، فقد أخرجه مسلم (2709) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (587) ، والطحاوي في "المشكل" (30) و (31) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/401، وابن حبان (1020) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 185 من طريق يعقوب بن عبد الله الأشج، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (2709) ، والنسائي (585) و (586) ، والطحاوي (32) من طريق يعقوب الأشج أيضاً، عن أبي صالح، به - ولم يذكر فيه القعقاعَ بنَ حكيم. وأخرجه أيضاً أبو داود (3899) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 92، والنسائي (598) و (599) ، والطحاوي (34) ، والبيهقي في "الأسماء" ص 185 من طريق الزهري، عن طارق بن المخاشن، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث من طريق مالك عن سهيل، عن أبية، عن أبي هريرة برقم (8880) . وفي الباب عن خولة بنت حكيم، سيأتي حديثها 6/377. قوله: "أعوذ بكلمات الله التامات"، قال النووي في "شرح مسلم" 17/31: قيل معناه: الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب، وقيل: النافعة الشافية،= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 275 7899 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَهِدَ جَنَازَةً سَأَلَ: " هَلْ عَلَى صَاحِبِكُمْ دَيْنٌ؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " هَلْ لَهُ وَفَاءٌ؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنْ قَالُوا: لَا، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ "، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ، قَالَ: " أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ " (1)   = وقيل: المراد بالكلمات هنا: القرآن، والله أعلم. والحُمة، قال السندي: بضم مهملة وتخفيف ميم، وتشدَّد: السمُ، ويُطلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السمَّ منها يخرج. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث. وأخرجه الطيالسي (2338) ، ومسلم (1619) (14) ، والنسائي 4/66، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (81) ، وابن حبان (3063) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6731) ، ومسلم (1619) (14) ، وابن ماجه (2415) ، والنسائي 4/66، والطحاوي (81) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ومسلم (1619) (14) من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، به، ورواية البخاري مختصرة. وقد سلف آخرُ الحديث برقم (7861) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، وسيأتي بتمامه برقم (9848) من طريق عقيل، عن ابن شهاب الزهري.= الحديث: 7899 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 276 7900 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنِ ابْنِ مِكْرَزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي عَرَضَ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَجْرَ لَهُ "، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، وَقَالُوا لِلرَّجُلِ: عُدْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَعَلَّهُ لَمْ يَفْهَمْ. فَعَادَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي عَرَضَ الدُّنْيَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَجْرَ لَهُ "، ثُمَّ عَادَ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَجْرَ لَهُ " (1)   = وسيأتي نحوه دون آخره برقم (8950) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. وفي الباب عن جابر بن عبد الله سيرد 3/296. وفي باب ترك الصلاة عليه عن أبي قتادة، سيرد 5/297. وعن سلمة بن الأكوع، سيرد 4/47. قوله: "صلوا على صاحبكم"، قال السندي: أي: كان لا يُصلي على مديون ما ترك وفاءً لدَيْنِه، تغليظاً لأمر الدَّين حتى يُسامح فيه الناسُ. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن مكرز: سماه الإِمام أحمد فيما يأتي برقم (8793) : يزيد بن مكرز، وهو مجهول، انفرد بكير بن عبد الله ابن الأشج بالرواية عنه، وجهله ابن المديني والمزي في "تهذيب الكمال" 3/482. ووقع اسمه في "مستدرك الحاكم": أيوب بن مكرز، وفي "صحيح ابن حبان" و"ثقاته" 5/464-465: مكرز، دون كلمة "ابن"، وكل هذا وهم، انظر "تهذيب الكمال" 3/479-482. وأخرجه المزي في "التهذيب" 3/481 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل،= الحديث: 7900 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 277 7901 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، ثُمَّ هِيَ خِدَاجٌ " (1) 7902 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: إِذَا أَتَيْتَ أَهْلَ مِصْرِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَوَّلُ شَيْءٍ مِمَّا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ   = عن أبية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (227) ، ومن طريقه أبو داود (2516) ، وابن حبان (4637) ، والحاكم 2/85، والبيهقي 9/169 عن ابن أبي ذئب، به. وقد سقط "القاسم بن عباس" من "المستدرك"، وصحح إسناده الحاكمُ ووافقه الذهبي! وسيأتي برقم (8793) . وله شاهدٌ من حديث أبي أمامة عند النسائي 6/25، وحسن إسناده الحافظُ العراقي في تخريح أحاديث "الإِحياء" 4/384، وجوَّده الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/35. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإِمام" (85) من طريق محمد بن أبي عدي، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7291) . الحديث: 7901 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 278 صَلَاتُهُ الْمَكْتُوبَةُ، فَإِنْ صَلَحَتْ - وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: فَإِنْ أَتَمَّهَا - وَإِلَّا زِيدَ فِيهَا مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الْأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ كَذَلِكَ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أنس بن حكيم الضبي جَهَّلَه عليُّ ابنُ المديني وابنُ القطان الفاسي والمزي، وتساهل ابنُ حبان فذكره في "ثقاته"، وعلي بن زيد -وهو ابن جدعان- ضعيف. وقال المزي في "تهذيب الكمال" 3/346 بعدما أشار إلى هذا الحديث: هو حديث مضطرب، منهم من رفعه، ومنهم من شكَّ في رفعه، ومنهم من وقفه، ومنهم من قال: عن الحسن، عن رجل من بني سَليط، عن أبي هريرة، ومنهم من قال: عن الحسن عن أبي هريرة. وقال الدارقطني في "العلل" 8/248 بعدما ذكر الاضطراب الذي وقع في الحديث: أشبهها بالصواب قول من قال: عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة. وسيأتي من هذا الطريق برقم (9494) . وأخرجه ابن ماجه (1425) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (506) والنسائي 1/233-234 من طريق حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة، وهذا إسناد صحيح. وسيأتي في "المسند" 4/65 و103 من هذا الطريق نفسه لكن عن يحيى بن يعمر عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الترمذي (413) ، والنسائي 1/232 من طريق الحسن البصري، عن حُريث بنِ قبيصة، عن أبي هريرة. وحريث بن قبيصة، ويقال: قبيصة بن حريث، مجهول، ومع ذلك، فقد قال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه. وأخرجه البخاري في "التاريخ" 2/34 من طريق سلم بن عطية، والدارقطني في "العلل" 8/248 من طريق الحسن البصري، كلاهما عن صعصعة بن معاوية، عن أبي هريرة. ورواية سلم بن عطية موقوفة.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 279 7903 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ   = وأخرجه النسائي 1/232 و233 من طريق الحسن البصري (في المطبوع: الحسن بن زياد وهو خطأ، إذ ليس في رجال الكتب الستة من اسمه الحسن بن زياد، وانظر "التحفة" 10/388) عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعاً. وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/34-35 من طريق المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن رجل، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري أيضاً 2/34، وأبو داود (865) ، وابن ماجه (1426) ، والدارقطني في "العلل" 8/248، والبيهقي 2/386 من طريق حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن الحسن، عن رجل من بني سَليط، عن أبي هريرة مرفوعاً. وسيأتي من هذا الطريق في مسند تميم 4/103. وأخرجه الطيالسي (2468) ، وابن أبي شيبة 2/404-405، والبخاري في "تاريخه" 2/34 و35 من طرق عن الحسن، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وفي إحدى هذه الطرق عن الحسن قال: حدثنا أبو هريرة. قال البخاري عقبها: ولا يصحُّ سماعُ الحسن من أبي هريرة في هذا. وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/34 من طريق علي بن علي، عن الحسن، عن أبي هريرة موقوفاً. وفي الباب عن تميم الداري سيأتي 4/103، وسنده صحيح. وعن أنس بن مالك عند أبي يعلى (3976) ، وسنده ضعيف. قوله؟ "أول شيء ما - ووقع في (م) : مما"، قال السندي: كلمة "ما" زائدة للإِبهام، مثل (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما) [البقرة: 26] ، والمراد: أول ما يحاسَبُهُ العبدُ في حقوق الله، فلا يشكل بما جاء أنه يبدأُ بالدماء، فإن ذلك في المظالم وحقوق الناس. الحديث: 7903 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 280 مَرْيَمَ، فَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَمْحَى (1) الصَّلِيبَ، وَتُجْمَعُ لَهُ الصَّلَاةُ، وَيُعْطَى الْمَالُ حَتَّى لَا يُقْبَلَ، وَيَضَعُ الْخَرَاجَ، وَيَنْزِلُ الرَّوْحَاءَ، فَيَحُجُّ مِنْهَا أَوْ يَعْتَمِرُ، أَوْ يَجْمَعُهُمَا " قَالَ: وَتَلَا أَبُو هُرَيْرَةَ: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159] ، فَزَعَمَ حَنْظَلَةُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " يُؤْمِنُ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ: عِيسَى. فَلَا أَدْرِي، هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ شَيْءٌ قَالَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ " (2) 7904 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَنْبَأَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُرَيْشٌ، وَالْأَنْصَارُ، وَجُهَيْنَةُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَأَشْجَعُ: مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى   (1) في (م) و (ل) : ويمحو، وهما لغتان. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حنظلة -ابن علي الأسلمي- فمن رجاله مسلم. يزيد: هو ابن هارون، وسفيان: هو الثوري. وأخرج المرفوع منه الطبري في "تفسيره" 3/291 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، بهذا الإسناد. وسلف مختصراً برقم (7273) . قوله: "وتجمع له الصلاة"، قال السندي: لعل المراد أن الناس يؤمنون في وقته، فيجتمع كلهم للصلاة. الحديث: 7904 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 281 دُونَ اللهِ وَرَسُولِهِ " (1) 7905 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ. وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، الْمَعْنَى، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَرَجْتُ إِلَيْكُمْ وَقَدْ بُيِّنَتْ لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ ومَسِيحُ الضَّلَالَةِ، فَكَانَ تَلَاحٍ بَيْنَ رَجُلَيْنِ بِسُدَّةِ الْمَسْجِدِ، فَأَتَيْتُهُمَا لِأَحْجِزَ بَيْنَهُمَا، فَأُنْسِيتُهُمَا، وَسَأَشْدُو لَكُمْ مِنْهُمَا شَدْوًا: أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وِتْرًا، وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ، فَإِنَّهُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ، أَجْلَى الْجَبْهَةِ، عَرِيضُ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، المسعودي -واسمه عبد الرحمن ابن عبد الله بن عتبة- كان اختلط، ورواية يزيد بن هارون عنه بعد اختلاطه، لكن المسعودي متابعٌ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز: هو الأعرج. وستأتي متابعات المسعودي عن الأعرج برقم (9035) و (10040) و (10245) . وانظر ما سيأتي برقم (9442) . وفي الباب عن زيد بن خالد الجهني، سيرد 5/193-194. وعن أبي أيوب الأنصاري، سيرد 5/417-418. وعن عبد الرحمن بن عوف، عند البزار (1018) ، وأبي يعلى (867) ، والدولابى في "الكنى" 2/170، والخطيب في "تاريخ بغداد" 14/227. وقال البزار: قد رواه سعد بن إبراهيم عن الأعرج عن أبي هريرة، ولم يتابع عمرو بن يحيى (وهو راوي حديث عبد الرحمن بن عوف) على روايته عن أبية عن سعد بن إبراهيم عن أبية عن جده. الحديث: 7905 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 282 النَّحْرِ، فِيهِ دَفَأٌ (1) ، كَأَنَّهُ قَطَنُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى " قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ يَضُرُّنِي شَبَهُهُ؟ قَالَ: " لَا، أَنْتَ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ امْرُؤٌ كَافِرٌ " (2)   (1) في بعض النسخ: دفاء، ممدوداً! قال ابن الأثير في "النهاية" 2/126: الدَّفا مقصور: الانحناء، يقال: رجل أدْفى، هكذا ذكره الجوهري في المُعْتَل، وجاء به الهروي في المهموز، فقال: رجل أدفأ، وامرأة دَفاء. وذكر ابن فارس هذه المادة في "مقاييس اللغة" 2/287 بالوجهين، فذكر مادة "دفأ" بالهمز، فقال: الدال والفاء والهمزة، أصل واحد يدل على خلاف البرد. وقال في آخر المادة: ومن الباب الدَّفَأُ: الانحناء، وفي صفة الدجال: "أن فيه دَفَأً" أي: انحناءً، فإن كان هذا صحيحاً، فهو من القياس، لأن كل ما أدفأ شيئاً فلا بدَّ من أن يغشاه، ويَجْنَأَ عليه. ثم ذكر مادة "دفا" غير مهموز، وقال: الدال والفاء والحرف المعتلُّ، أصل يدلُّ على طولٍ في انحناء قليل. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، فالمسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود- مختلط، ورواية يزيد بن هارون وأبي النضر هاشم بن القاسم عنه بعد اختلاطه، وقد غلط المسعودي في موضعين من هذا الحديث: الأول: في جعله هذا الحديث من مسند أبي هريرة، والصواب أنه من مسند الفلتان بن عاصم، فقد أخرجه البزار (3384- كشف الأستار) من طريق محمد بن فضيل، والطبراني في "الكبير" 18/ (857) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، و (860) من طريق صالح بن عمر، ثلاثتهم عن عاصم بن كليب، عن أبية، عن خاله الفلتان بن عاصم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهؤلاء الثلاثة (ابن فضيل وخالد وصالح) ثقات. وعاصم بن كليب وأبوه -وهو ابن شهاب الجرمي- صدوقان. وأورده كذلك الحافظ ابن حجر في "الإِصابة" 5/378-379 من طريق= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 283 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عاصم بن كليب، به، ونسبه إلى البغوي، وابن السكن، وابن شاهين. والثاني: في قوله "قطن بن عبد العزى"، وفي زيادة قوله "قال: يا رسول الله، هل يضرني شبهه؟ ... " الخ، قال الحافظ في "الفتح" 13/101: هذه الزيادة ضعيفة، فإن في سندها المسعودي وقد اختلط، والمحفوظ أنَّه عبدُ العزى بن قطن، وأنه هلك في الجاهلية كما قال الزهري (سلف في حديث ابن عمر برقم: 6312) ، والذي قال: "هل يضرني شبهه" هو أكثم بن أبي الجون، وإنما قاله في حق عمرو بن لحي، كما أخرجه أحمد (قلنا: لم نعثر عليه في "المسند" ولعل الحافظ وهم في نسبته إليه، وربما أراد أن ينسبه إليه من حديث أبي بن كعب فهو فيه 5/137-138 بنحوه) والحاكم (4/605، وهو في "صحيح ابن حبان" أيضاً برقم: (7490) ، وإسناده حسن، وانظر تمام تخريجه فيه) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه "عُرضت عليَّ النار، فرأيت فيها عمرو ابن لحي" الحديث، وفيه: "وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون. فقال أكثم: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قال: لا، إنك مسلم، وهو كافر". قلنا: ويشهد لما في الحديث من سبب نسيان ليلة القدر حديثُ أبي سعيد الخدري وحديثُ عبادة بن الصامت، وسيأتيان في "المسند" الأول 3/10، والثاني 5/313، وكلاهما في "الصحيح". ولنسيانها سبب آخر كما يدل عليه ظاهرُ حديث أبي هريرة الذي أخرجة الدارمي (1782) ، ومسلم (1166) ، وابن خزيمة (2197) ، وابن حبان (3678) ، والبيهقي 4/308 من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة، عنه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أُريتُ ليلةَ القدر، ثم أيقظني بعض أهلي، فنُسِّيتُها، فالتمسوها في العشر الغوابر". وقد جمع الحافظ في "الفتح" 4/268 بين هذه الأحاديث بأن تُحمل على التعدد بأن تكون الرؤيا في حديث أبي هريرة مناماً، فيكون سبب النسيان الإِيقاظ، وأن تكون الرؤية في حديث غيره في اليقظة، فيكون سبب النسيان ما ذكر من= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 284 7906 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَوْنٍ، عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ أَعْجَمِيَّةٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عَلَيَّ عِتْقَ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ: " أَيْنَ اللهُ؟ " فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ بِإِصْبَعِهَا السَّبَّابَةِ، فَقَالَ لَهَا: " مَنْ أَنَا؟ " فَأَشَارَتْ بِإِصْبَعِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ وَإِلَى السَّمَاءِ، أَيْ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ: " أَعْتِقْهَا " (1)   = المخاصمة! أو يحمل على اتحاد القصة، ويكون النسيان وقع مرتين عن سببين، ويحتمل أن يكون المعنى: أيقظني بعضُ أهلي، فسمعتُ تلاحي الرجلين، فقمتُ لأحجز بينهما، فنسيتُها للاشتغال بهما. قلنا: وهذا أرجحُها إن شاء الله. وانظر في شأن ليلة القدر حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2052) ، وحديث ابن عمر الذي سلف برقم (4547) . وفي شأن الدجال حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2148) ، وحديث ابن عمر الذي سلف برقم (4743) . مسيح الضلالة، قال السندي: أي: الدجال الذي يقتله مسيح الهداية عيسى عليه السلام. فكان تلاحٍ بين رجلين، أي: اختصام وتنازع بينهما. بسُدَّة المسجد -بضمِّ سين وتشديد الداخل المهملة-: الظلال التي حوله. سأَشدو -بشين معجمة ودال مهملهَ-: من شدوتُ، إذا أنشدت بيتاً أو بيتين تمُدُّ به صوتَك كالغِناء، والشدو: القليلُ من كل شيء، والمراد: سأذكر لكم منها شيئاً من البيان بالإِفصاحِ والإِظهارِ والإِعلان. أجلى الجبهة، قيل: الأجلى: خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته، والجلاءُ: ذهابُ شعر الرأس إلى نصفه فيه. (1) إسناده ضعيف لاختلاط المسعودي.= الحديث: 7906 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 285 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/284-285 عن محمد بن رافع، وأبو داود (3284) ، ومن طريقه البيهقي 7/388 عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وابن عبد البر في "التمهيد" 9/115 من طريق محمد بن العوام، ثلاثتهم عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وجعل إبراهيم بن يعقوب الراوي عن أبي هريرة في حديثه هو عبد الله بن عتبة وليس ابنه عبيد الله. وأخرجه ابن خزيمة 1/285-286 من طريق أسد بن موسى، و286 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن المسعودي، به. وأخرجه ابن خزيمة أيضاً 1/288 من طريق الحسين بن الوليد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسق لفظه، لكن ذكر ابن عبد البر أنه بلفط حديث "الموطأ" سواء، وهو: أن رجلاً من الأنصار جاء إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجارية له سوداء، فقال: يا رسول الله، إن عليَّ رقبةً مؤمنةً، فإن كنت تراها مؤمنة أُعتِقُها. فقال لها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أتشهدين أن لا إِله إلا الله؟ " قالت: نعم. قال: "أتشهدين أن محمداً رسولُ الله؟ " قالت: نعم. قال: "أتوقنين بالبعث بعد الموتِ؟ " قالت: نعم. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أعتِقْها". قلنا: هذا هو اللفظ الصحيح للحديث إن شاء الله، لكن أخطأ الحسين بن الوليد في إسناد هذا الحديث عن مالك، فقد اتفق رواة "الموطأ" على إرساله، لم يذكروا فيه أبا هريرة، قاله ابن عبد البر في "التمهيد" 9/114، والحديث مرسلاً في "الموطأ" برواية يحيى الليثي 2/777. وتابع مالكاً على إرساله يونسُ بن يزيد عند البيهقي 10/57 من طريق محمد بن عبد الله بن الحكم، عن ابن وهب، عنه، عن الزهري، به. ووصله معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن رجل من الأنصار: أنه جاء بأمة سوداء ... فذكره، وهذا إسناد صحيح، وسيأتي تخريجه في "المسند" 3/451-452.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 286 7907 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يَلِجُ النَّاسُ النَّارَ، فَقَالَ: " الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ "، وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يَلِجُ بِهِ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُسْنُ الْخُلُقِ " (2)   = وله شاهد من حديث الشريد بن سويد الثقفي: أن أَمَّه أوصت أن يعتق عنها رقبة مؤمنة، فسأل رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك، فقال: عندي جارية سوداء، أو نوبية، فأُعتقها؟ فقال: "ائتِ بها" فدعوتها، فجاءت، فقال لها: "من ربُّك؟ " قالت: الله. قال: "من أنا؟ " فقالت: أنت رسول الله. قال: "أعتقها، فإنها مؤمنة". وسيأتي في مسنده 4/222، وإسناده حسن. وآخر من حديث ابن عباس عند البزار (13- كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (12369) : أن رجلاً أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: "إن عليِّ رقبة، وعندي جارية سوداء أعجمية، فقال: "ائتني بها" فقال: "أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ " قالت: نعم. قال: "أتشهدين أني رسول الله؟ " قالت: نعم. قال: "أعتقها". وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو سيىء الحفظ. لكنه يُحسَّن في المتابعات والشواهد. وثالث من حديث معاوية بن الحكم، سيأتي في مسنده 5/447، لكن قال فيه: "أين الله؟ " فقالت: في السماء. قال: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله. (1) قوله: "عن أبيه" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، واستدرك من (ظ 3) و (عس) و (ل) و"أطراف المسند" 8/102. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، المسعودي -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود- مختلط، لكن قد تابعه محمد بن عبيد فيما يأتي برقم (9696) ، وأبو نعيم عند البخاري في "الأدب المفرد"، وداود بن يزيد -وهو ابن عبد الرحمن الأودي- ضعيف، لكن تابعه أخوه إدريس بن يزيد، وهو ثقة، ويزيد الأودي حسن الحديث. يزيد شيخ المصنف. هو ابن هارون.= الحديث: 7907 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 287 7908 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَنْ يَدَعَهُنَّ النَّاسُ: التَّعْيِيرُ فِي الْأَحْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ، وَالْأَنْوَاءُ، وَالْعَدْوَى (1) ، وَأَجْرَبَ بَعِيرٌ فَأَجْرَبَ مِائَةً، مَنْ أَجْرَبَ الْبَعِيرَ الْأَوَّلَ؟ " (2)   = وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (289) عن أبي نعيم، عن داود بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (4246) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (4) ، والبغوي (3498) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 32/186-187 من طريق عبد الله بن إدريس، عن أبية وعمه -يعني داود بن يزيد-، عن جده يزيد الأودي، به. وأخرجه البخاري في "الأدب" (294) ، والترمذي (2004) ، وابن حبان (476) ، والحاكم 4/324 من طريق عبد الله بن إدريس بن يزيد، عن أبية، عن جدّه يزيد بن عبد الرحمن الأودي، به. وقال الترمذي: صحيح غريب، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وفيه عندهم جميعاً: "تقوى الله وحُسن الخُلُق"، وسيأتي بهذا اللفظ برقم (9096) و (9696) . وأخرج الترمذي (2409) من طريق ابن عجلان، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من وقاه الله شرَّ ما بين لَحْييه (يعني الفم) ، وشرَّ ما بين رجليه (يعني الفرْج) ، دخل الجنة". وانظر ما سلف برقم (7402) . (1) كلمة "والعدوى" أثبتناها من (ظ3) و (عس) و (ل) . (2) حديث صحيح، المسعودي متابَعٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير= الحديث: 7908 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 288 7909 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا لِحَائِطِ الْعِنَبِ: الْكَرْمَ، فَإِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ " (1) 7910 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُخْبِرُ أَبَا قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "   = أبي الربيع -وهو المدني- فقد روى له البخاري في "الأدب" والترمذي، وروى عنه ثلاثة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه الطيالسي (2395) ، ومن طريقه الترمذي (1001) ، والبيهقي في "الشعب" (5143) عن شعبة والمسعودي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وسيأتي برقم (9872) و (9365) و (9878) و (10809) و (10871) ، وانظر ما سلف برقم (7560) و (7620) ، وما سيأتي برقم (9165) . (1) حديث صحيح، محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وللحديث طرق أخرى عن الأعرج يصح بها. صالح بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأخرجه الدارمي (2700) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4974) ، والنسائي في "الكبرى" (11644) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1480) ، والبيهقي في "شعب الإِيمان" (5215) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، به. وزادوا "ولكن قولوا: حدائق الأعناب". وسيأتي برقم (9977) و (10163) و (10612) ، وانظر ما سلف (7257) . الحديث: 7909 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 289 يُبَايَعُ لِرَجُلٍ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (1) 7911 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِنْ سَكِرَ فَاجْلِدُوهُ، فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ " قَالَ الزُّهْرِيُّ: " فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ سَكْرَانَ فِي الرَّابِعَةِ، فَخَلَّى سَبِيلَهُ " (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ سعيد بن سمعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإِمام" وأصحابُ السنن غيرَ ابن ماجه، وهو ثقة. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/52-53 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2911) عن علي بن الجعد، والحاكم في "المستدرك" 4/452-453 من طريق أسد بن موسى، والطيالسي (2373) ، ثلاثتهم (ابن الجعد وأسد بن موسى والطيالسي) عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي برقم (8114) و (8351) و (8619) . قوله: "فلا يُسأَل عن هلكةِ العرب"، قال السندي: بأنها متى تكونُ؟ يريد أنها سريعة بعد ذلك، فلا حاجة إلى السؤال. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ الحارث بن عبد الرحمن -وهو القرشي العامري خال ابن أبي ذئب- فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق.= الحديث: 7911 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 290 7912 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا سَتَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ (1) قَالَ: " السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ " (2)   = وأخرجه أبو داود (4484) ، والبيهقي 8/313 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2337) ، والدارمي (2105) ، وابن ماجه (2572) ، والنسائي في "المجتبى" 8/314، وفي "الكبرى" (5172) ، والطحاوي 3/159، وابن حبان (4447) ، والحاكم 4/371، وابن حزم في "المحلى" 11/367 من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه ابن الجارود (831) من طريق أسد بن موسى، عن الحارث بن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (10547) و (10729) ، وانظر ما سلف برقم (7762) . (1) قوله "يا رسولَ الله" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) . (2) حديث حسن، وهذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الملك بن قدامة، وجهالة إسحاق بن بكر بن أبي الفرات، وللحديث إسنادٌ آخر سيأتي برقم (8459) ، فهو بمجموع الطريقين يصير حسناً، وله شاهدٌ من حديث أنس ستأتي الإِشارة إليه في آخر التخريح. وأخرجه الحاكم 4/465-466 من طريق سعيد بن مسعود، عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.= الحديث: 7912 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 291 7913 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَإِسْرَافِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " (1)   = وأخرجه الحاكم 4/512 من طريق حجاج بن محمد، عن عبد الملك بنِ قُدامة، به. ثم قال: قال ابن قدامة: وحدثني يحيى بن سعيد الأنصاري، عن المقبري قال: "وتشيع فيها الفاحشة". وصحح الإسناد الأول ووافقه الذهبي! ثم قال: وهو من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري عن المقبري غريب جداً. وأخرجه ابن ماجه (4036) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 30 من طريق أبي يعقوب الحنيني، كلاهما عن عبد الملك بن قدامة، عن إسحاق بن أبي الفرات، لم يذكر فيه أبا سعيد. وله شاهد من حديث أنس سيأتي 3/220 وهو -وإن كان فيه عنعنة محمد بن إسحاق- يُحسن بحديث أبي هريرة. سنون خدَّاعة، قال السندي: بتشديد الدال، للمبالغة، قيل: أي: يكثر فيها الأمطار ويقلُّ الربيع، فذلك خِداعها، لأنها تُطمعهم بالخير ثم تُخْلِفُ، وقيل: الخدَّاعة: القليلة المطر، من خَدَع الريقُ: إذا جَفَّ. (1) صحيحٌ لغيره، وهذا إسناد حسن. عبدُ الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي، وإن كانت رواية يزيد بن هارون عنه بعد الاختلاط قد روى عنه هذا الحديث النضر بن شميل وخالد بن الحارث، وهما ممن نص الأئمة على أن روايتهما عنه قبلَ اختلاطه، وأبو الربيع -وهو المدني- حسن الحديث، وسلفت له ترجمة عند الحديث رقم (7908) ، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده (308) عن النضر بن شميل، والبخاري في "الأدب المفرد" (673) من طريق خالد بن الحارث، والطبراني في= الحديث: 7913 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 292 7914 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ: لَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تَتْبَعُونِي بِمِجْمَرٍ، وَأَسْرِعُوا بِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي، وَإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ السُّوءُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: يَا وَيْلَهُ أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي؟ " (1)   = "الدعاء" (1796) من طريق عاصم بن علي وقرّة بن حبيب، أربعتهم عن المسعودي، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث برقم (10668) و (10811) . وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب، سلف برقم (729) . وثان من حديث ابن عباس، سلف برقم (3368) . وثالث من حديث أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/391. (1) صحيح لِغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن مهران، وروى له مسلم حديثاً واحداً في فضل المساجد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد. وأخرجه البيهقي 4/21 من طريق سعدان بن نصر، عن يزيد، به. وأخرجه الطيالسي (2336) ، ومن طريقه المزي في "التهذيب" 17/444، وأخرجه النسائي 4/40-41 من طريق عبد الله بن المبارك، وابن حبان (3111) من طريق يحيى بن آدم، ثلاثتهم (الطيالسي وابن المبارك ويحيى) عن ابن أبي ذئب، به. وسيأتي حديث أبي هريرة برقم (10137) و (10493) . وقد روى هذا الحديث بأتم منه الليثُ بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد= الحديث: 7914 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 293 7915 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ مِنْ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بِإِصْبَعِهِ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا " (1) 7916 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَنْتَهِيَنَّ رِجَالٌ مِمَّنْ حَوْلَ الْمَسْجِدِ لَا يَشْهَدُونَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ فِي الْجَمِيعِ، أَوْ لَأُحَرِّقَنَّ حَوْلَ بُيُوتِهِمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ " (2)   = المقبري، فجعله عن أبية، عن أبي سعيد الخدري، أخرجه من هذا الطريق البخاري (1314) و (1316) و (1380) ، وسيأتي كذلك في مسند أبي سعيد 3/41. قال ابنُ حبان بإثر الحديث (3111) بعد أن أشار إلى الطريقين: فالطريقان جميعاً محفوظان. وانظر ما سلف برقم (7267) . الفسطاط: خيمة من شعر أو غيره. المَجْمر -بفتح الميم-: ما يُوضع فيه الجمر، قال السندي: والمراد: بنارٍ. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عجلان -وهو مولى المُشمَعلِّ- لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7879) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عجلان مولى المُشمَعل. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2910) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" 5/324 من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، به.= الحديث: 7915 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 294 7917 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ (1) بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ، لَمْ تُعْطَهَا (2) أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَيُزَيِّنُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَئُونَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ، وَيُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، فَلَا يَخْلُصُوا فِيهِ (3) إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَهِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ " (4)   = وسيأتي برقم (8256) ، وانظر ما سلف برقم (7328) . قوله: "في الجميع"، قال السندي: أي: في الجماعة. (1) قوله: "بن محمد" سقط من (م) والنسخ الخطية المتأخرة، واستدركناه من (ظ3) و (عس) و (ل) ، ومن "جامع المسانيد" و"أطراف المسند" 8/165. (2) في (ظ3) و (ل) : تغطه، وكذا على هامش (س) . (3) لفظة "فيه" ليست في (م) . (4) إسناده ضعيف جداً، هشام بن أبي هشام -وهو هشام بن زياد القرشي أبو المقدام- متفق على ضعفه، ومحمد بن محمد بن الأسود- وهو ابن بنت سعد بن أبي وقاص- مجهول الحال، لم يرو عنه غير هشام هذا وعبد الله بن عون، وذكره ابن حبان في "الثقات"! وأخرجه البزار (963) ، ومحمد بن نصر في "قيام رمضان" ص 112، والبيهقي= الحديث: 7917 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 295 7918 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكْرَةً، فَعَوَّضَهُ مِنْهَا (1) سِتَّ بَكَرَاتٍ، فَتَسَخَّطَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ فُلَانًا أَهْدَى إِلَيَّ نَاقَةً، وَهِيَ نَاقَتِي، أَعْرِفُهَا كَمَا أَعْرِفُ بَعْضَ أَهْلِي، ذَهَبَتْ مِنِّي يَوْمَ زَغَابَاتٍ، فَعَوَّضْتُهُ سِتَّ بَكَرَاتٍ، فَظَلَّ سَاخِطًا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أَقْبَلَ هَدِيَّةً إِلَّا مِنْ قُرَشِيٍّ، أَوْ أَنْصَارِيٍّ، أَوْثَقَفِيٍّ، أَوْ دَوْسِيٍّ " (2)   = في "الشعب" (3602) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند البيهقي في "الشعب" (3603) ، وإسناده ضعيف. قلنا: بعض ألفاظ حديث أبي هريرة قد وردت من طرق أخرى عنه، انظر (7148) و (7780) و (7788) . يصفَّد، قال السندي: يقال: صَفَده كضرب وأصفده وصفَّده بالتشديد: إذا شدَّه وأوثقه. (1) لفظة "منها" أثبتناها من (ظ 3) و (عس) و (ل) . (2) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي-، لكنه قد توبع، فانظر ما سلف برقم (7363) . بكرة، قال السندي: البَكْر -بالفتح فالسكون-: الفتيُّ من الإِبل، بمنزلة الغلام من الناس، والأنثى بَكْرة. وقوله: "يوم زغابات" كذا جاء هنا بالجمع، والمعروف أنه زغابة بالإفراد، وهو مكان قرب المدينة، نزلت قريش بينه وبين الجُرُف في غزوة الخندق. انظر "معجم= الحديث: 7918 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 296 7919 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَرَجَ رَجُلٌ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا مَرَّ بِهِ قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ فُلَانًا. قَالَ: لِقَرَابَةٍ؟ (1) قَالَ: لَا. قَالَ: فَلِنِعْمَةٍ لَهُ عِنْدَكَ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَلِمَ تَأْتِيهِ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهُ فِي اللهِ. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ. أَنَّهُ يُحِبُّكَ بِحُبِّكَ إِيَّاهُ فِيهِ " (2)   = البلدان" لياقوت 3/141، ورجح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أن هذا الذي في الحديث كان في حادثة العُرنيين المشهورة الذين استاقوا إبل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (انظر مسند أنس 3/107) ، واستدلَّ على ذلك بما أورده ابن سعد في "طبقاته" 2/93 في سرية كُرْز بن جابر الفهري إلى العرنيين أنه قدم بهم، فلقي النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالزغابة بمجتمع السيول. (1) في (ظ3) و (عس) : ألِقرابة، وفي (ل) : للقرابة. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نُفيع الصائغ. وأخرجه البغوي بإثر الحديث (3465) من طريق يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب" (350) ، ومسلم (2567) ، وابن حبان (572) و (576) ، والبغوي (3465) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وسيأتي برقم (9291) و (9958) و (10247) و (10600) و (10601) من طريق أبي رافع، وبرقم (10602) من طريق أبي حسان الأعرج عن أبي هريرة. وانظر ما سيأتي برقم (8325) . فأرصد، قال السندي: أي: أقعده وجعله منتظراً لمروره وحافظاً له.= الحديث: 7919 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 297 7920 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَكْذَبُ النَّاسِ - أَوْ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ - الصَّوَّاغُونَ وَالصَّبَّاغُونَ " (1)   = بمَدْرَجَته: بفتح الميم والراء، أي: بطريقه. تربُّها: من رَبَّ الأمرَ يَرُبُّه: أصلحه، أي: تُصلح تلك النعمة بأداءِ حقها وشكرها. (1) إسناده ضعيف، فرقد -وهو ابن يعقوب السبخي- ضعيف، وأحاديثه مناكير. همّام: هو ابن يحيى العَوْذي. وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (808) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2574) ، وابن ماجه (2152) ، وابن حبان في "المجروحين" 2/313، والبيهقي 10/249 من طريق همام بن يحيى، به. وسيأتي برقم (8302) و (8548) و (9296) . وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/313، وابن عدي في "الكامل" 6/2295، والخطيب في "تاريخه" 3/438، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/604 من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن أبي نعيم الفضل بن دُكين، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. والكديمي هذا متهم بالوضع. وأخرجه تمَّام في "فوائده" كما في "ميزان الاعتدال" للذهبي 3/653 عن محمد بن علي بن الحسن الشَّرَابى، عن إبراهيم بن هاشم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن أبي عوانة، عن الأعمش بمثله. قال الذهبي: وهذا موضوع، والحملُ فيه على الشَّرابى، وللمتن إسناد آخر ضعيف. وأخرجه دون ذِكر الصوّاغين ابن أبي حاتم في "العلل" 2/278، وابن عدي= الحديث: 7920 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 298 7921 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ آتَاهُ اللهُ مِنْ هَذَا الْمَالِ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ، فَلْيَقْبَلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ " (1) 7922 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: " مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ " (2)   = في "الكامل" 5/1807 من طريق عثمان بن مقسم، عن نعيم المُجْمِرِ، عن أبي هريرة مرفوعاً: "أكذبُ الناس الصبَّاغ". قال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث كذب، وعثمان: هو البُرِّي. قلنا: وهو المتهم به، فإنه متروك الحديث واتهمه سفيان الثوري بالكذب. وروي نحوه من حديث أنس، أخرجه ابن عدي 6/2288، وقال: وهذا عن أنس بهذا الإسناد باطل. وانظر "تذكرة الموضوعات" لابن طاهر المقدسي (134) و (135) ، و"المقاصد الحسنة" (149) ، و"المنار المنيف" (60) و (180) ، و"كشف الخفاء" (503) . (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك، فلم نتبين من هو، ولم ينسبه الحافظان: ابن كثير في "جامع المسانيد"، وابن حجر في "أطراف المسند". وسيأتي برقم (8294) و (10358) . وله شاهد من حديث عمر، سلف برقم (100) . وآخر من حديث ابن عمر، سلف برقم (5748) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1780) (86) من طريق يحيى بن حسان، والبيهقي 9/118= الحديث: 7921 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 299 7923 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ " (1) 7924 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ   = من طريق عفان، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد - مطولاً بنحو ما سيأتي برقم (10948) . وانظر تمام تخريجه هناك. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، شريك بن عبد الله -وهو النخعي- سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وعطاء: هو ابن أبي رباح، هكذا نسبه المزي في "التحفة" 10/267، وابن حجر في "الأطراف" 7/412، وقد يكون ابن يسار كما سيأتي منسوباً هكذا في الحديث رقم (8421) ، وكلاهما ثقة. وأخرجه الترمذي (2529) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب، ووقع في "تحفة الأشراف" 10/267: حسن صحيح! وقد تحرف "شريك" في المطبوع من "السنن" إلى: إسرائيل. وله شاهد من حديث معاذ بن جبل سيأتي 5/240، وبالإِسناد نفسه عن عبادة بن الصامت سيأتي أيضاً 5/316، وسيأتي الكلام على الاختلاف في إسناده عند حديث معاذ إن شاء الله تعالى. وسيأتي برقم (8419) و (8420) و (8474) من طريق آخر عن أبي هريرة رفعه "إن في الجنة مئة درجة أعدَّها الله عز وجل للمجاهدين في سبيله، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض". الحديث: 7923 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 300 رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ " (1) 7925 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7574) . (2) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقروناً ومسلم متابعة، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إبراهيم -وهو ابن عثمان العبسي والد أبي بكر بن أبي شيبة- فمن رجال النسائي، وهو ثقة. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 1/384، والمزي في "تهذيب الكمال" 24/320 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 4/4، والحاكم 4/321 من طريق يزيد بن هارون، به، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن مسلماً لم يحتج بمحمد بن عمرو. وأخرجه نعيم بن حماد في زياداته على "الزهد" لابن المبارك برقم (146) ، وابن ماجه (4258) ، والترمذي (2307) ، وابن حبان (2992) و (2994) و (2995) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (669) ، والخطيب 9/470 من طريق الفضل بن موسى، وابن حبان (2993) ، والقضاعي (668) و (670) من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن محمد بن عمرو، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وله شاهد من حديث أنس بن مالك عند البزار (3623) ، والطبراني في "الأوسط" (695) ، وأبي نعيم في "الحلية" 9/252، والخطيب في "تاريخه"= الحديث: 7925 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 301 قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ أَبُو بَنِي شَيْبَةَ " (1) حَدَّثَنِي أَبِي: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو - بِتِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ حَدِيثًا، ثُمَّ أَتَمَّهَا بِهَذَا الْحَدِيثِ -. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَمَامَ مِائَةِ حَدِيثٍ 7926 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلْمُنَافِقِينَ عَلَامَاتٍ   = 12/72-73، والضياء في "المختارة" (1701) و (1702) وفي أسانيدهم مقال. وآخر من حديث ابن عمر عند القضاعي (671) ، وفيه القاسم بن محمد الأزدي لا يُعرف بجرح ولا تعديل. وثالث من حديث عمر بن الخطاب عند أبي بعيم في "الحلية" 6/355، وفي سنده راوٍ لا يُدرى من هو. ورابع من حديث أبي سعيد عند الترمذي (2460) ، وإسناده ضعيف. وخامس من حديث زيد بن أسلم مرسلاً عند ابن المبارك (145) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1447) . قوله: "هاذم اللذات"، قال السندي: بالذال المعجمة، بمعنى قاطعها، أو بالمهملة من هَدَم البناء، والمراد الموتُ، وهو هاذم اللذات إما لأن من يذكره يزهد فيها، أو لأنه إذا جاء ما يبقي مِن لذائذ الدنيا شيئاً، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ) و (عس) و (ل) : بني أبي شيبة. الحديث: 7926 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 302 يُعْرَفُونَ بِهَا: تَحِيَّتُهُمْ لَعْنَةٌ، وَطَعَامُهُمْ نُهْبَةٌ، وَغَنِيمَتُهُمْ غُلُولٌ، وَلَا يَقْرَبُونَ الْمَسَاجِدَ إِلَّا هَجْرًا، وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا دَبْرًا، مُسْتَكْبِرِينَ، لَا يَأْلَفُونَ وَلَا يُؤْلَفُونَ، خُشُبٌ بِاللَّيْلِ، صُخُبٌ بِالنَّهَارِ " وَقَالَ يَزِيدُ، مَرَّةً: " سُخُبٌ بِالنَّهَارِ " (1) 7927 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، الْمَعْنَى: أَنَّ النَّاسَ قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا   (1) اسناده ضعيف لضعف عبد الملك بن قدامة، وجهالة إسحاق بن بكر بن أبي الفرات. وأخرجه البزار (85- كشف الأستار) من طريق عبد الرحمن بن مقاتل، عن عبد الملك بن قدامة، بهذا الإسناد. وقال: وهذا لا نعلمه يُروى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بهذا الإسناد، وإسحاق بن بكر لا نعلم حدّث عنه إلا عبد الملك. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 2/135-136 من طريق النضر بن شميل، عن عبد الملك بن قدامة قال: سمعت عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره! قوله: "إلا هَجْراً"، قال السندي: بفتح فسكون، أي: إلا تركاً له وإعراضاً عنه. و"إلا دُبُراً": بضمتين، أو سكون الثاني، وهو منصوب ظرف، أي: حين أدبر وقتها، والدبر آخر الشيء، وفي "المجمع": دبراً، بالفتح والضم. "حشب": بفتحتين أو بضمتين، أي: أنهم لا يقومون ولا يذكرون الله بالليل، فهم كالخشب. الحديث: 7927 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 303 رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تُضَارُّونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ، فَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الْأُمَّةُ فِيهَا شَافِعُوهَا، أَوْ مُنَافِقُوهَا - قَالَ أَبُو كَامِلٍ: شَكَّ إِبْرَاهِيمُ - فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ. فَيَأْتِيهِمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صُورَتِهِ الَّتِي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا. فَيَتَّبِعُونَهُ. وَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُه، (1) وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إِلَّا الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمُ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ - أَوْ قَالَ: الْمُوثَقُ بِعَمَلِهِ أَوِ الْمُخَرْدَلُ -، وَمِنْهُمُ الْمُجَازَى - قَالَ أَبُو كَامِلٍ فِي حَدِيثِهِ: شَكَّ   (1) في (ل) و (عس) : يجيزه. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 304 إِبْرَاهِيمُ - وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ أَوِ الْمُجَازَى ثُمَّ يَتَجَلَّى (1) ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَأَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ (2) أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، مِمَّنْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَرْحَمَهُ، مِمَّنْ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ، يَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُودِ، تَأْكُلُ النَّارُ ابْنَ آدَمَ إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ - وَقَالَ أَبُو كَامِلٍ: الْحَبَّةُ، أَيْضًا - فِي حَمِيلِ السَّيْلِ. وَيَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ، وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي دُخَانُهَا، فَيَدْعُو اللهَ مَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَهُ. وَيُعْطِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ مَا شَاءَ، فَيَصْرِفُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ عَلَى الْجَنَّةِ   (1) كذا في النسخ الخطية، وفي (م) : يتجلى، وهي كذلك على هامش بعض النسخ، وهي كذلك في رواية البخاري، ومعناه: يتبيَّن. (2) هكذا في النسخ العتيقة وفي "جامع المسانيد" 7/ورقة 151، وهو الصواب، وفي (م) : يخرج برحمته من يقول: لا إله إلا الله من أهل النار، وقد وقع في النسخ المتأخرة اضطراب في هذا الموضع. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 305 وَرَآهَا، سَكَتَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَرِّبْنِي (1) إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَ مَا أَعْطَيْتُكَ، وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، فَيَدْعُو اللهَ، حَتَّى يَقُولَ لَهُ: فَهَلْ عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ (2) ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُ غَيْرَهُ. فَيُعْطِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ انْفَهَقَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، فَرَأَى مَا فِيهَا مِنَ الْحَبْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ. فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَ مَا أَعْطَيْتُكَ، وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، لَا أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللهَ، حَتَّى يَضْحَكَ اللهُ مِنْهُ، فَإِذَا ضَحِكَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ، قَالَ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ. فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: تَمَنَّهْ. فَيَسْأَلُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَتَمَنَّى، حَتَّى إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُذَكِّرُهُ، يَقُولُ: مِنْ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ " قَالَ عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا   (1) في (ل) و (عس) : قدِّمني. (2) في (عس) : أعطيتك. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 306 يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ شَيْئًا، حَتَّى إِذَا حَدَّثَ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ: " وَمِثْلُهُ مَعَهُ " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا حَفِظْتُ إِلَّا قَوْلَهُ: " ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ "، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَهُ فِي ذَلِكَ الرَّجُلِ: " لَكَ عَشَرَةُ أَمْثَالِهِ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا " (1) 7928 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،   (1) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي وأبو كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- ثقتان الأول: روى له أصحاب السنن، والثاني: روى له النسائي، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وعطاء بن يزيد: هو الليثي. وأخرجه ابن منده في "الإِيمان" (803) من طريق أحمد بن حنبل، عن أبي كامل، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/426 من طريق سليمان بن داود الهاشمي، به. وأخرجه الطيالسي (2383) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 55، والبخاري (7437) و (7438) ، ومسلم (182) (299) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (453) و (475) ، والنسائي في "الكبرى" (11488) ، وأبو يعلى (6360) ، وأبو عوانة 1/159، وابن منده في "الإيمان" (802) و (803) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (817) من طرق عن إبراهيم بن سعد، به. وهو عند بعضهم مختصر. وانظر (7717) . الحديث: 7928 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 307 وَيَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " وَهَذَا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ "، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ، حَلِيفِ بَنِي زُهْرَةَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ رَهْطٍ عَيْنًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ جَدَّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ "، فَانْطَلَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْهَدَّةِ، بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ، ذُكِرُوا لِحَيٍّ (1) مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ، فَنَفَرُوا لَهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، حَتَّى وَجَدُوا مَأْكَلَهُمُ التَّمْرَ فِي مَنْزِلٍ نَزَلُوهُ، قَالُوا: نَوَى تَمْرِ يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ، فَلَمَّا أَحَسَّ (2) بِهِمْ عَاصِمٌ وَأَصْحَابُهُ، لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ (3) ، فَأَحَاطَ بِهِمُ الْقَوْمُ، فَقَالُوا لَهُمْ: انْزِلُوا، وَأَعْطُونَا بِأَيْدِيكُمْ، وَلَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ أَحَدًا. فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ أَمِيرُ الْقَوْمِ: أَمَّا أَنَا فَاللهِ لَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةٍ، وَنَزَلَ إِلَيْهِمْ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ عَلَى الْعَهْدِ   (1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وهي رواية البخاري، وفي (م) والنسخ المتأخرة: ذُكِروا حياً، ووجهه بعضهم بأنه على نزع الخافض، هكذا في حاشية (س) ! (2) في (م) والنسخ المتأخرة: فلما أُخبر، والمثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) . (3) في (ظ 3) و (عس) : قَرْدَد، وهما -أي: قردد وفدفد- بمعنى: وهو الموضع المرتفع. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 308 وَالْمِيثَاقِ، مِنْهُمْ خُبَيْبٌ الْأَنْصَارِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ، وَرَجُلٌ آخَرُ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا (1) مِنْهُمْ، أَطْلَقُوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ، وَاللهِ لَا أَصْحَبُكُمْ، إِنَّ لِي بِهَؤُلَاءِ لَأُسْوَةً. يُرِيدُ الْقَتْلَ، فَجَرَّرُوهُ وَعَالَجُوهُ، فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَقَتَلُوهُ. فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ، حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَابْتَاعَ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ خُبَيْبًا، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ قَتَلَ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَلَبِثَ خُبَيْبٌ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى أَجْمَعُوا قَتْلَهُ، فَاسْتَعَارَ مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ مُوسَى يَسْتَحِدُّ بِهَا لِلْقَتْلِ، فَأَعَارَتْهُ إِيَّاهَا، فَدَرَجَ بُنَيٌّ لَهَا، قَالَتْ: وَأَنَا غَافِلَةٌ، حَتَّى أَتَاهُ، فَوَجَدْتُهُ مُجْلِسَهُ (2) عَلَى فَخِذِهِ وَالْمُوسَى بِيَدِهِ، قَالَتْ: فَفَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَهَا خُبَيْبٌ، قَالَ: أَتَحْسَبِينَ (3) أَنِّي أَقْتُلُهُ؟ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَلِكَ (4) . فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ، قَالَتْ: وَاللهِ لَقَدْ وَجَدْتُهُ يَوْمًا يَأْكُلُ قِطْفًا مِنْ عِنَبٍ فِي يَدِهِ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا بِمَكَّةَ مِنْ ثَمَرَةٍ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنَّهُ لَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللهُ خُبَيْبًا.   (1) في (م) : تمكنوا. (2) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وباقي النسخ: يجلسه. (3) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: أتخشين. (4) لفظة "ذلك" من (ظ3) . الجزء: 13 ¦ الصفحة: 309 فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ فِي الْحِلِّ، قَالَ لَهُمْ خُبَيْبٌ: دَعُونِي أَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ. فَتَرَكُوهُ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: وَاللهِ لَوْلَا أَنْ تَحْسِبُوا أَنَّ مَا بِي جَزَعًا مِنَ الْقَتْلِ لَزِدْتُ. اللهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَلَا تُبْقِ مِنْهُمْ أَحَدًا: [البحر الطويل] فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سِرْوَعَةَ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ، فَقَتَلَهُ، وَكَانَ خُبَيْبٌ هُوَ سَنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قُتِلَ صَبْرًا الصَّلَاةَ. وَاسْتَجَابَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِعَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ يَوْمَ أُصِيبَ، " فَأَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ يَوْمَ أُصِيبُوا خَبَرَهُمْ، وَبَعَثَ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى عَاصِمِ بْنِ ثَابِتٍ، حِينَ حُدِّثُوا أَنَّهُ قُتِلَ، لِيُؤْتَى بِشَيْءٍ مِنْهُ يُعْرَفُ "، وَكَانَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَاصِمٍ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى أَنْ يَقْطَعُوا مِنْهُ شَيْئًا (1)   (1) إسناداه صحيحان، الأول شيخُ أحمد فيه سليمان بن داود -وهو الهاشمي- ثقة من رجال أصحاب السنن، ومن فوقه من رجال الشيخين، والثاني الذي عن يعقوب -وهو ابن إبراهيم بن سعد الزهري- فعلى شرطهما. عُمَر بن أسيد بن جارية الثقفي، كذا سمَّاه إبراهيم بن سعد وبعض الرواة عن الزهري، وسمَّاه معمر وشعيب بن أبي حمزة وآخرون عَمْراً، وترجم له بهذا الاسم الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" 22/44-45 فقال: عمرو بن أبي سفيان بن= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 310 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أسيد بن جارية الثقفي المدني حليف بني زهرة، وقد يُنسب إلى جدِّه، ويقال: عُمر، وعَمْرو أصحُّ. وانظر "فتح الباري" 7/310 و380. وأخرجه الطيالسي (2597) ، وابن سعد 2/55-56، والبخاري (3989) ، وأبو داود (2660) و (3112) ، والطبراني في "الكبير" (2192) و17/ (463) ، والبيهقي في "السنن" 9/145-146 و146، وفي "الدلائل" 3/323-325، والمزي في "التهذيب" 22/45-46 من طرق عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد - وبعضهم لم يسق لفظه. وأخرجه البخاري (3045) و (7402) ، وأبو داود (2661) ، والنسائي في "الكبرى" (8839) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. وبين الزهري في هذه الرواية أن الذي حدَّثه بقصة استعارة خبيب بن عدي للموسى وما جرى مع ابنة الحارث وابنها، هو عبيد الله بن عياض عن بنت الحارث نفسها. وأخرجه الطبري في "تاريخه" 2/540-541 من طريق جعفر بن عون، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عمرو بن أبي سفيان، به. وسيأتي برقم (8096) من طريق معمر، عن الزهري. قوله: "جدَّ عاصم بن عمر بن الخطاب"، يريد أنه جده لأمه، قال في "الفتح" 7/310: وهو وهم من بعض رواته، فإن عاصم بن ثابت خال عاصم ابن عمر، لا جده، لأن والدة عاصم هي جميلة بنت ثابت أخت عاصم، وكان اسمها عاصية فغيَّرها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقوله: "ورجل آخر"، سماه ابنُ إسحاق -كما في "السيرة" 3/181- عبدَ الله بنَ طارق. وقوله: "يستحد بها"، أي: يحلق عانته. وقوله: "أن ما بي جزعاً"، قال السندي: هكذا في نسخ "المسند" بالنصب، وكأنه مبني على أن "ما" زائدة، مثل: عمّا قليلٍ، وفي "البخاري": جزعٌ، بالرفع، وهو الظاهر.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 311 7929 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَأَمْشِي، فَإِذَا مَشَيْتُ سَبَقَنِي، فَأُهَرْوِلُ فَأَسْبِقُهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي فَقَالَ: تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ وَخَلِيلِ (1) إِبْرَاهِيمَ " (2) 7930 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نُهِيَ عَنِ الِاخْتِصَارِ فِي الصَّلَاةِ " فَقُلْنَا لِهِشَامٍ: ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ، أَيْ: نَعَمْ (3) 7931 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ،   = أحصِهم: بقطع همزة، أي: أهلكهم بحيث لا يبقى منهم واحد. بدَداً: بفتحتين، أي: متفرقين. وقوله: "وذلك في ذات الإِله"، أي: القتل في وجهه تعالى وطلب رضاه وثوابه. وشِلْو: أي جسد. ممزَّع: أي مقطَّع. الدَّبْر: ذكور النحل، أو الزنابير. (1) في (م) والأصول الخطية: وخليلي، لكن تقرأ في (ظ 3) : وخليل، دون ياء، وجاء على هامش (س) : لعله: خليل، قلنا: وهو الصواب، وقد سلف الكلام على هذه اللفظة عند الحديث (7506) . (2) ضعيف، وهو مكرر (7506) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7897) . الحديث: 7929 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 312 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " الرَّحِمُ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، تَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَقُولُ: يَا رَبِّ قُطِعْتُ، يَا رَبِّ ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ أُسِيءَ إِلَيَّ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الجبار -وهو الأنصاري- روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وتفرّد شعبة بالرواية عنه، وقال ابن معين: ليس لي به علم، وجهله العقيلي، وقال أبو حاتم: شيخ، ومع ذلك فقد قال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/339: إسناده جيد قوي. وتساهل ابن حبان فذكره في "الثقات"، وكذا الهيثمي في "المجمع" 8/149-150 فوثقه! قلنا: وللحديث طرق أخرى يصح بها. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/538 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2543) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (65) ، وابن حبان (442) و (444) ، والحاكم 4/162، وأبو نعيم في "الحلية" 3/220، والمزي في "التهذيب" 25/584 من طرق عن شعبة، به. وزادوا فيه: "فيجيبها ربُّها: أما تَرْضَيْن أن أقطعَ من قطعك، وأصل من وصلك". وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (8975) و (9273) و (9871) من طرق أخرى عن شعبة. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (5988) ، ومن طريقه البغوي (3434) عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه: "إن الرحم شجنة من الرحمن، فقال الله: من وصلكِ وصلته، ومن قطعك قطعته". وبنحوه سيأتي في "المسند" برقم (8367) من طريق سعيد بن يسار، وبرقم (10469) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة. ويشهد له بهذا اللفظ حديث سعيد بن زيد، وقد سلف برقم (1651) . وحديثُ عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1659) .= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 313 7932 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. فَقَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ " قَالَ: قُلْتُ (1) : أَنْبِئْنِي عَنْ أَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: " أَفْشِ السَّلَامَ، وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَصِلِ الْأَرْحَامَ، وَقُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ " (2)   = وحديثُ ابن عباس، سلف أيضاً برقم (2953) . وحديثُ عبد الله بن عمرو، سلف كذلك برقم (6494) . وحديثُ عائشة، وسيأتي 6/62. الشّجنة، قال السندي: مثلثة الشين المعجمة مع سكون الجيم وبعده نون: شعبة من غصن الشجرة، قيل: المراد هاهنا أنه مشتق من اسم الرحمن، وهو الموافق للأحاديث، والمرادُ أنه مأخوذ من اسم الرحمن لفظاً، ومناسبٌ بذلك الاسم معنى من حيث إن اسم الرحمن كما يقتضي ثبوت الرحمة لمسماه، كذلك قرابة الرحم تقتضي الرحمة فيما بين أصحابها طبعاً. (1) زاد في (م) والنسخ المتأخرة بعده: يا رسولَ الله. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غيرَ أبي ميمونة، فقد روى له أصحابُ السنن الأربعة، وهو ثقة، قيل: هو الفارسي الأبار، ومنهم من فرق بين الفارسي والأبار، وقد اختلف في اسمه. وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقد تحرف في (م) إلى: هشام. وأخرجه الحاكم 4/129 و160 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وصححه في الموضعين، ووافقه الذهبي، ولم يذكر في الموضع الأول الشطر الأول من الحديث. وأخرجه ابن حبان (508) و (2559) من طريق أبي عامر العقدي، عن= الحديث: 7932 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 314 7933 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا، مُرْدًا، بِيضًا، جِعَادًا، مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي عَرْضِ سَبْعِ أَذْرُعٍ " (1)   = همام بن يحيى، به. ولم يذكر في الموضع الأول الشطر الأول منه. وسيأتي برقم (8295) و (8296) و (10399) . وانظر (9084) . (1) حديث حسن بطرقه وشواهده دونَ قوله: "في عرض سبع أذرع"، فقد تفرد بها علي بن زيد وهو ابن جُدْعان-، وهو ضعيف. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/114، وابن أبي داود في "البعث" (64) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (808) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (255) ، وابن عدي 5/1842، والبيهقي في "البعث" (419) و (420) من طرق عن حماد، به. وأخرجه ابن سعد 1/32 من طريق يحيى بن السكن، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً. وسيأتي موصولاً برقم (8524) و (9375) و (10913) ، والموضع الأخير مختصر، وسلف برقم (7165) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: أن أول زمرة تدخل الجنة على صورة آدم في طول ستين ذراعاً. وأخرج الدارمي (2828) ، والترمذي (2539) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (256) من حديث معاذ بن هشام، عن أبية، عن عامر الأحول، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أهل الجنة جُرد مُرد كُحل، لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم". وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف، وقال الترمذي: حسن غريب.= الحديث: 7933 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 315 7934 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عِسْلِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ " نَهَى عَنِ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ " (1)   = وله شاهد من حديث معاذ بن جبل، سيأتي 5/243، وفيه شهر أيضاً. وآخر من حديث أنس بن مالك أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/219، وابن أبي داود في "البعث" (65) ، والطبراني في "الصغير" (1164) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/56، وفي "صفة الجنة" (255) ، والبيهقي في "البعث" (418) ، وفيه هارون بن رئاب وقد اختلف في سماعه من أنس. جُرداً مُرداً، قال السندي: الأول جمع أجْرَد: وهو من لا شَعْر على جسده، والثاني جمع أمرد: وهو من لا شعر على ذقنه. وجعاداً: قال: ضُبط بكسر جيم، جمع جَعْد بفتح فسكون، وفي "المجمع": الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذماً، فالمدح أن يكون شديد الأسر والخَلْق، أو يكون جعد الشعر، وهو ضدُّ السَّبط، لأن السُّبوطة أكثرها في شعر العجم، والذمّ القصير المتردِّد الخَلْق، وقد يطلق على البخيل، يقال: هو جعد اليدين، ويجمع على جِعاد. تنبيه: أورد الحافظان: ابن كثير في "جامع المسانيد" 7/ورقة 174، وابن حجر في "الأطراف" 8/32 لهذا الحديث إسناداً ليس في نسخنا الخطية، وهو: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا محمد بن زياد، سمعت أبا هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكره، وقال فيه: "سبعين ذراعاً". وهذا إسناد صحيح. (1) إسناده ضعيف لضعف عِسْل بن سفيان. أبو كامل: هو مظفَّر بن مُدْرك، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 20/54-55 في ترجمة عسلٍ من= الحديث: 7934 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 316 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (378) ، ومن طريقه البغوي (518) من طريق قبيصة بن عقبة، وابن حبان (2289) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد به. وسيأتي برقم (8496) و (8551) و (8582) من طريق عِسْل بن سفيان، به. وأخرجه أبو داود (643) ، وابن خزيمة (772) و (918) ، وابن حبان (2353) ، والحاكم 1/253، والبيهقي 2/242، والبغوي (519) من طريق الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء، به. وزاد في آخره: وأن يغطي الرجلُ فاهُ. وهذا إسناد ضعيف لضعف الحسن بن ذكوان، وإحدى طريقي أبي داود مرسلة. تنبيه: وقع في "تحفة الأشراف" للمزي 10/261، وهو بصدد إيراد طريق أبي داود: الحسين بن ذكوان - الثقة، بالتصغير، وذكر أيضاً في ترجمة الحسين هذا من "تهذيب الكمال" 6/372 أنه روى عن سليمان الأحول، ورمز لروايته بحرف "د"، ولا ندري كيف وقع له هذا، فقد رواه البغوي من طريق أبي داود فقال فيه: الحسن مكبراً، وذكر صاحب "بذل المجهود" 4/307 أن الذي في نسخ أبي داود الموجودة عنده "حسن" بغير ياء. ووقع أيضاً في "مستدرك الحاكم": حسين، مصغراً، وصححه على شرط الشيخين! لكن أخرجه عنه البيهقي فقال فيه: حسن، بغير ياء! وأخرجه الطبراني في "الأوسط" كما في "نصب الراية" 2/96 عن أبي بحر البكراوي -واسمه عبد الرحمن بن عثمان- عن سعيد بن أبي عروبة، عن عامر الأحول، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهو إسناد ضعيف لضعف أبي بحر البكراوي. وأرسله هشيم عن عامر الأحول، فقد أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" 3/482، ومن طريقه البيهقي 2/242 عن هشيم، أخبرنا عامر الأحول قال: سألت عطاء عن السدل فكرهه، فقلت: أعن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: نعم. وقال: وهذا= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 317 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الإسناد وإن كان منقطعاً ففيه قوة للموصولَين قبله. لكن أخرج أبو داود (644) عن محمد بن عيسى ابن الطباع، عن حجاج ابن محمد الأعور، عن ابن جريج قال: أكثر ما رأيت عطاءً يُصلي سادلاً. وقال: وهذا يضعف ذلك الحديث. يعني حديث أبي هريرة في النهي عنه. وأما البيهقي، فقال في "سننه" 2/242: وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه صلَّى سادلاً، وكأنه نسي الحديث أو حمله على أن ذلك إنما لا يجوز للخيلاء، وكان لا يفعله خُيلاءَ، والله أعلم. وللنهي عن السدل شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه البيهقي 2/243 من طريق عبد الرزاق، عن بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي عبيدة، عنه أنه كره السدل في الصلاة، وذكر أن رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يكرهه. ثم قال: تفرد به بشر بن رافع وليس بالقوي. قلنا: بشر هذا متفق على ضعفه. وروي عن أبي جحيفة قال: مرَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجل يصلي قد سدل ثوبه، فعطفه عليه. أخرجه البزار (595- كشف الأستار) ، والطبراني في "الصغير" (867) ، و"الكبير" 22/ (353) ، والبيهقي 2/243، وأورده الهيثمي في "المجمع" 2/50 وقال: ضعيف. وهو كما قال. وروى أبو عبيد في "الغريب" 3/481، ومن طريقه البيهقي 2/243 عن هشيم قال: أخبرنا -وعند البيهقي: عن- خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، عن أبية، عن علي: أنه خرج فرأى قوماً يصلون قد سدلوا ثيابهم، فقال: كأنهم اليهود خرجوا من فِهْرهم. وهذا إسناد صحيح. والفِهْر: موضع مِدراسهم الذي يجتمعون فيه كالعيد يُصلون فيه ويسدلون ثيابهم. والسَّدْل، قال السندي: هو أن يضع وسط الرداء على رأسه ويرسل طرفيه عن يمينه ويساره من غير أن يجعلهما على كتفيه، وهذا التفسير هو مختار طوائف من العلماء من أهل المذاهب. وقيل: هو إسبال الرجل ثوبَه من غير أن يضم جانبيه بين يديه، فإن ضمه فليس بسدل. وقيل: هو إرسال الثوب حتى يصيب= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 318 7935 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ " (2)   = الأرض، وذلك من الخيلاء. وقيل: هو أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك، وكانت اليهود تفعله، فنهوا عنه. قال ابن قدامة في "المغني" 2/297: وكره السدلَ ابنُ مسعودٍ: والنَّخعي، والثوري، والشافعي، ومجاهد، وعطاء، وروي عن جابر وابن عمر الرُّخصة فيه، وعن مكحول والزهري وعبيد الله بن الحسن بن الحصين أنهم فعلوه، وعن الحسن وابن سيرين أنهما كانا يَسْدُلان فوق قميصهما، وقال ابن المنذر: لا أعلم فيه حديثاً يَثْبُت. وانظر "شرح السنة" للبغوي 2/427-428. (1) قوله "عن أبيه" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، وهو ثابت في النسخ العتيقة، وفي المصادر التي خرجت الحديث من هذا الطريق. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن حبان (6168) من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (901) ، ومسلم (2638) (159) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (102) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/94، والخطيب في "تاريخه" 3/329 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/238، والبغوي (3471) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (10824) من طريق أبي صالح، وبرقم (10956) ضمن حديث من طريق يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة.= الحديث: 7935 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 319 7936 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيلُ لِإِحْدَاهُمَا (1) عَلَى الْأُخْرَى، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجُرُّ أَحَدَ شِقَّيْهِ سَاقِطًا أَوْ مَائِلًا " شَكَّ يَزِيدُ (2) .   = وفي الباب عن عائشة عند البخاري (3336) . وفي معنى الحديث ذكر الخطابى وجهين، أصحهما -إن شاء الله تعالى-: أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر، والصلاح والفساد، فإن الخيِّر من الناس يحنُّ إلى شكله، والشرِّير نظير ذلك يميل إلى نظيره، فتعارف الأرواح يقع بحسب الطِّباع التي جُبلت عليها من خير وشر، فإذا اتفقت تعارفت، وإذا اختلفت تناكرت. انظر "أعلام الحديث" 3/1530، و"شرح مسلم" للنووي 16/185، و"الفتح" 6/369. (1) من أول السند إلى حرف اللام من كلمة "لإِحداهما" سقط من (م) والنسخ المتأخرة، وأثبتناه من النسخ العتيقة للمسند، وهي (ظ 3) و (عس) و (ل) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2454) ، والدارمي (2206) ، وأبو داود (2133) ، والترمذي (1141) ، والنسائي 7/63، والحاكم 2/186، والبيهقي 7/297 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (8568) و (10090) . قال الخطابى في "معالم السنن" 3/218-219: في هذا دلالة على توكيد وجوب القَسْم بين الضرائر الحرائر، وإنما المكروهُ مِن الميل هو ميلُ العِشْرة الذي يكون معه بخسُ الحق، دونَ ميلِ القلوب، فإن القلوب لا تُملَك، فكان رسول= الحديث: 7936 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 320 7937 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ (1) ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا عَصَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَتَخْطِمُ الْكَافِرَ - قَالَ عَفَّانُ: أَنْفَ الْكَافِرِ - بِالْخَاتَمِ، وَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْخِوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ عَلَى خِوَانِهِمْ، فَيَقُولُ هَذَا: يَا مُؤْمِنُ، وَيَقُولُ هَذَا: يَا كَافِرُ " (2)   = الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَوِّي في القَسْم بين نسائه ويقول: "اللهم هذا قَسْمي فيما أملِك، فلا تؤاخذني فيما لا أملك" (أخرجه أصحاب السنن، وهو صحيح، وقال أبو داود: يعني القلب) ، وفي هذا نزل قولُه تعالى: (ولن تستطيعوا أن تَعْدِلوا بين النساءِ ولو حَرَصْتُم فلا تميلوا كلَّ المَيْلِ فتَذَروها كالمعَلَّقَة) [النساء: 129] . (1) تحرف في (م) إلى: يزيد. (2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان. وأخرجه الحاكم 4/485-486 من طريق يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2564) ، وإسحاق بن راهويه (511) ، وابن ماجه وأبو الحسن القطان في زوائده عليه (4066) ، والترمذي (3187) ، والطبري في "تفسيره" 20/15 من طرق عن حماد، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب! ووقع في روايته ورواية إسحاق: "تختم" بالتاء بدل الطاء. وسيأتي برقم (10361) . وفي خروج الدابة انظر "النهاية" 1/208-214، و"التفسير" 6/220- 223، كلاهما لابن كثير. فتَخْطِم، قال السندي: كتَضْرِب لفظاً ومعنى، وقيل: أي: تَسِمُه به، من= الحديث: 7937 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 321 7938 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا حَدَثَ بَعْدَهُ، وَإِذَا وَضَعَ جَنْبَهُ فَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ اللهُمَّ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، اللهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " (1) 7939 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ " (2) 7940 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ   = خطمت البعير: إذا كويته. وتجلو وجه المؤمن، أي: تنوِّره. والخِوان: بكسر الخاء، وهو ما يوضع عليه الطعام. (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر -وهو ابن حفص بن عاصم العمري-، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. المقبري: هو سعيد بن أبي سعيد. وانظر (7360) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن مسلم -وهو الجمحي- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. انظر (7504) . الحديث: 7938 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 322 اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " (1) 7941 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ، فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ، فَانْتَهَى إِلَى الْحَرَّةِ، فَإِذَا هِيَ (2) فِي   (1) إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/155، وأبو داود (4654) ، والحاكم 4/77-78 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذا اللفظ على اليقين "إن الله اطّلع عليهم فغفر لهم" إنما أخرجاه (يعني من حديث عليٍّ) على الظن "وما يُدريك لعل الله تعالى اطلع على أهل البدر". قلنا: وهذا الأخير هو الصواب. وأخرجه كذلك -يعني على الظن- الدارمي (2761) عن عمرو بن عاصم، وأبو داود (4654) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وقد سلف على الظن من حديث علي بن أبي طالب برقم (600) و (827) . ومن حديث ابن عباس برقم (3061) . ومن حديث ابن عمر برقم (5878) . وسيأتي من حديث جابر في مسنده 3/350. (2) كذا في (ل) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: هو. وفي "حاشية السندي": هو، أي: الماء. الحديث: 7941 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 323 أَذْنَابِ شِرَاجٍ، وَإِذَا شَرْجَةٌ (1) مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ، قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ، فَتَبِعَ الْمَاءَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ، بِالِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ اللهِ، لِمَ سَأَلْتَنِي (2) عَنِ اسْمِي؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ، لِاسْمِكَ، فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا؟ قَالَ: أَمَّا إِذَا قُلْتَ هَذَا، فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا خَرَجَ مِنْهَا، فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ، وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثَهُ، وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ " (3)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: شراجة، وهو خطأ. (2) في (م) : تسألني. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2984) ، وابن حبان (3355) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2587) ، ومن طريقه مسلم (2984) (45) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/275-276، والبيهقي 4/133 عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، به. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/192 من طريق عمرو بن مرزوق، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، به. قوله: "اسق حديقة فلان"، قال السندي: الحديقة: البستان الذي يدور عليه الحائط. والحَرَّة: أرض ذات حجارة سُود. وأذناب شِراج: جمع شَرْج -بفتح فسكون-: هو مَسيلِ الماءِ من الحَرَّة إلى= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 324 7942 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا الْآخِرَةِ (2) ، وَمَنْ نَفَّسَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً يَوْمَ الْقِيَامَةَ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ " (3) 7943 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ (4) فَكَتَمَهُ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ " (5)   = السهل، ويقال: الشَّرج بفتح فسكون للجنس، ويقال للواحد: شَرْجة بزيادة التاء. والأذناب: الأسافل، أي: في أسافل المسايل والأودية. والمِسْحاة: آلة من حديد. قلنا: وهي المِجْرفة. وأَردُّ، أي: أزرع فيها بالثلث. (1) قوله: "عن أبي صالح"، سقط من (م) والنسخ المتأخرة، واستدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "أطراف المسند" 7/174. (2) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: في الآخرة، فقط. (3) حديث صحيح، وانظر الكلام على إسناده مفصلاً عند الحديث رقم (7701) . وأخرجه ابن أبي شيبة 9/85، والنسائي في "الكبرى" (7284) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. (4) لفظة "يعلمه" ليست في (م) و (ظ 1) . (5) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لتدليس الحجاج بن أرطاة، لكنه= الحديث: 7942 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 325 7944 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ، فَمَاتَ، فَمِيتَةٌ (1) جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَتِهِ، وَيُقَاتِلُ لِعَصَبَتِهِ وَيَنْصُرُ عَصَبَتَهُ (2) فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَنْحَاشُ (3) لِمُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا، فَلَيْسَ مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُ " (4)   = متابع، فانظر ما سلف برقم (7571) . عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/55 عن أبي خالد الأحمر، عن حجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق حجاج أيضاً برقم (10487) و (10597) . (1) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فميتته. (2) في (م) : يغضب لعصبته، ويقاتل لعصبته، وينصر عصبته. (3) كذا في (ظ 3) و (ل) ، وفي (عس) و (س) وغيرهما: لا يتحاش، لكن ضبب عليها في (عس) ، وفي (م) : لا يتحاشى، بالألف المقصورة. وفي معنى "لا ينحاش" قال السندي: لا ينقبض. وفي "صحيح مسلم": "لا يتحاشَ"، قال النووي في شرحه 12/239: وفي بعض النسخ: يتحاشى، بالياء، ومعناه: لا يكترث بما يفعله فيها، ولا يخاف وبالَه وعقوبتَه. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قيس بن رياح -واسمه زياد- فمن رجال مسلم، وقيل في اسم أبية أيضاً: رباح، بالموحدة.= الحديث: 7944 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 326 7945 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: إِنَّ الْحَسَنَةَ تُضَاعَفُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ. قَالَ: وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ ذَلِكَ؟ فَوَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُهُ (1) - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: كَذَا قَالَ   = وأخرجه إسحاق بن راهوبه (145) عن وهب بن جرير، ومسلم (1848) (53) ، والبيهقي 8/156 من طريق شيبان بن فروخ، كلاهما عن جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1848) (54) من طريق مهدي بن ميمون، عن غيلان، به. وسيأتي برقم (8061) مرفوعاً، وبرقم (10333) و (10334) موقوفاً. ويشهد لأوله حديث ابن عمر، سلف برقم (5386) ، وهناك ذُكِرت باقي شواهده. ويشهد لقوله: "ومن قاتل تحت راية عمِّيَّة" حديث جندب البجلي عند مسلم (1850) ، وهو في "صحيح ابن حبان" (4579) . قوله: "من الطاعة"، قال السندي: أي: طاعة الإِمام. والجماعة، أي: جماعة المسلمين المجتمعة على إمام واحد. فميتة، بكسر الميم: حالة الموت. جاهلية: صفة، وتحتمل الإِضافة، والمعنى: فميتة كميتة أهل الجاهلية، والمراد: أنه مات كما يموت أهل الجاهلية من الضلال، وليس المراد الكفر. وقوله: "تحت راية عِمِّية"، بكسر عين، وحكي ضمها: هي الأمر الذي لا يستبين وجهُه، وقيل: هي جماعة مجتمعة على أمر مجهول لا يعرف أنه حق أو باطل. والعصبة: قوم الرجل. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: سمعت. الحديث: 7945 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 327 أَبِي يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ لَيُضَاعِفُ الْحَسَنَةَ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ " (1) 7946 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِ مِائَةِ عَامٍ " (2)   (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- ومبارك بن فضالة مدلِّس وقد عنعنه. وقال الحافظ ابن كثير بعد أن أورد هذا الحديث في "تفسيره" 1/442: هذا حديث غريب، وعلي بن زيد بن جدعان عنده مناكير. قلنا: وأخرجه الطبري في "تفسيره" 5/91 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10760) من طريق سليمان بن المغيرة عن علي بن زيد. وأورده ابن كثير عن ابن أبي حاتم، عن أبي خلاد سليمان بن خلاد المؤدب، عن يونس بن محمد المؤدب، عن محمد بن عقبة الرفاعي، عن زياد الجصاص، عن أبي عثمان النهدي -وذكر قصة فيها هذا الحديث. قلنا: وهو إسناد ضعيف، زياد الجصاص -وهو زياد بن أبي زياد الجصاص- ضعيف، ومحمد بن عقبة الرفاعي قال ابن أبي حاتم 8/36 عن أبية: شيخ. وانظر ما سلف برقم (7196) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/246، وابن ماجه (4122) ، والترمذي (2353) و (2354) ، والنسائي في "الكبرى" (11348) ، وابن حبان (676) ، وأبو نعيم 7/91 و8/212 و250 من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (8521) و (9823) .= الحديث: 7946 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 328 7947 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا " (1) 7948 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ رَجُلًا أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا - أَوْ قَالَ: عَمِلْتُ عَمَلًا ذَنْبًا - فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدِي عَمِلَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ - أَوْ قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا   = وأخرجه أبو نعيم 7/99-100 من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة. وله طريقان آخران يصحُّ بهما سيأتيان برقم (10654) و (10730) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري سيأتي 3/63. وعن عبد الله بن عمرو عند ابن حبان (667) و (678) . وعن أنس عند الترمذي (2352) . وعن جابر عند الترمذي أيضاً (2355) . وعن ابن عمر عند ابن أبي شيبة 13/244، وابن ماجه (4124) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وأخرجه مسلم (2379) (169) ، وابن ماجه (2150) ، وابن حبان (5142) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9257) و (10294) . الحديث: 7947 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 329 آخَرَ - فَقَالَ: رَبِّ، إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي. ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ - أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ - فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ. فَقَالَ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ عَمِلَ ذَنْبًا آخَرَ - أَوْ قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ - فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ، قَالَ: عَبْدِي عَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي (1) ، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ " (2)   (1) من قوله: "ثم عمل ذنباً" في المرة الرابعة، إلى هنا، استدركناه من (ظ 3) و (عس) ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 109-110، وسقط من (م) وبقية النسخ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهمام بن يحيى -وتحرف في (م) إلى: همام عن يحيى-: هو العَوْذي، وعبد الرحمن بن أبي عمرة: هو الأنصاري. وأخرجه ابنُ حبان (622) من طريق الحسن بن محمد بن الصباح، والحاكم 4/242 من طريق إبراهيم بن عبد الله، كلاهما عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ولم يذكرا فيه المرة الرابعة التي أشرنا إليها في التعليق السابق. وأخرجه البخاري (7507) من طريق عمرو بن عاصم، ومسلم (2758) (30) ، والبيهقي 10/188 من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن همام بن يحيى، به. ولم يذكرا فيه الرابعة أيضاً. وسيأتي برقم (9256) و (10379) و (10380) . قوله: "فليعمل ما شاء"، قال السندي: أي: إنه يغفر له ما يعمل ما دام يستغفر، فهذا ترغيب له فى الاستغفار وفي الثبات علي الرجاء والخوف، لا إذن= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 330 7949 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، وَحُسَيْنٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي قَحْذَمٍ، قَالَ: " وُجِدَ فِي زَمَنِ زِيَادٍ أَوِ ابْنِ زِيَادٍ صُرَّةٌ (1) فِيهَا حَبٌّ أَمْثَالُ النَّوَى (2) عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ: هَذَا نَبَتَ فِي زَمَانٍ كَانَ يُعْمَلُ فِيهِ بِالْعَدْلِ " (3) 7950 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ (4) وَهُوَ الْأَزْرَقُ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ   = له في الذنوب، والله تعالى أعلم. (1) تحرفت في (م) إلى: حفرة. (2) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: أمثال الثوم. (3) هذا خبر إسناده ضعيف لا يثبت، وليس هو بحديث، ولا ندري وجه وقوعه في مسند أبي هريرة! أبو قحذم هذا قال يحيى بن معين في "تاريخه" 2/721: أبو قحذم الذي يروي عنه عوفٌ لا أدري ما اسمه، وأورد البخاري في "الكنى" ص 64، وابن أبي حاتم 9/429 راوياً يقال له: أبو قحذم، وقالا: رأى أبا بكرة، زاد ابن أبي حاتم: روى عنه منصور بن زاذان. فلا ندري: أهو نفسه الذي روى عنه عوف بن أبي جميلة أم لا؟ وفي هذه الطبقة راوٍ يكنى أبا قحذم، واسمه سليمان بن ذكوان، قال فيه يحيى بن معين في "التاريخ" 2/654: لبس بشيء، وأورده ابن أبي حاتم 4/116 فقال عن أبية: سليمان بن ذكوان أبو قحذم بصري، روى عن أنس، روى عنه محبر بن قحذم. ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في "ثقاته" 4/312! (4) تحرف في (م) إلى: يونس. الحديث: 7949 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 331 كَانَ الْعِلْمُ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ " (1)   (1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/207 عن مروان بن معاوية، وأبو نعيم في "الحلية" 6/64، وفي "أخبار أصبهان" 1/4 من طريق هوذة بن خليفة، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد. ولفظ حديث مروان بن معاوية: "لو كان الدِّين" مكان قوله: "لو كان العلم"، وهو الصواب الموافق لرواية الصحيح، وسيأتي هكذا على الصواب برقم (8081) من طريق يزيد بن الأصم، و (9406) من طريق أبي الغيث، كلاهما عن أبي هريرة، وفي رواية أبي الغيث قصة، وقد وقع لفظ الحديث في بعض المصادر "لو كان الإِيمان بالثريا"، وفي بعضها الأخر "لو كان الدِّين". وكرواية شهر بن حوشب عند المصنف -أي: "لو كان العلم"- أخرجه ابن حبان (7309) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/5 من طريق يحيى بن أبي الحجاج، عن عوف بن أبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، فيحيى بن أبي الحجاج لين الحديث، ثم إنه خالف من هو أوثق منه في عوف فجعله عن ابن سيرين، والصواب من حديث عوف عن شهر. وأخرجه كذلك أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/6 من طريق أحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي، عن سهل بن صالح الأنطاكي، عن أبي عامر العقدي، عن مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن جبير، عن أبي هريرة. وهذا إسناد واه جداً، والآفة فيه أحمد بن يوسف المنبجي، فقد ذكره الذهبي في "الميزان" 1/166، وقال: لا يعرف، وأتى بخبر كذب، ثم ساق له حديثاً موضوعاً في فضل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر وعمر. وسيأتي حديث المصنِّف برقم (9440) و (10057) من طريق عوف، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة. وله شاهد بهذا اللفظ من حديث عائشة عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان" 1/7-8، وفيه شيخه وشيخ شيخه لم نتبينهما! الجزء: 13 ¦ الصفحة: 332 7951 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ (2) أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ " (3) 7952 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ، صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ، حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّانُ (4) الَّذِي ذَكَرَ اللهُ   (1) في (م) والنسخ الخطية: "عن محمدٍ"، وكان في (عس) وحدها: عن شهر بن حوشب، ثم رُمِّج وكُتِب على هامشها بخط مغاير: محمد، ويغلب على ظننا أن ما أثبتناه هو الصواب، فقد أورد الحافظان: ابن كثير في "جامع المسانيد" 7/ورقة 97، وابن حجر في "أطراف المسند" 7/311 هذا الحديث في ترجمة شهر عن أبي هريرة، ثم إن هذا الإسناد مكرر ما قبله، والله تعالى أعلم. (2) في (م) : فوجدت. (3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، لضعف شهر بن حوشب، لكن حديثه حسن في الشواهد، وهذا منها. عوف: هو ابن أبي جميلة. وأخرج الشطر الثاني منه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (490) عن كلثوم بن محمد، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة. وهذا إسناد منقطع، رواية عطاء عن أبي هريرة مرسلة. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2086) . وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6611) ، وانظر بقية شواهده عنده. (4) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: الرَّيْن. قال ابن= الحديث: 7951 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 333 عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] " (1) 7953 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسِّ الْقَرْصَةِ " (2)   = الأثير في "النهاية" 2/291: الرَّان والرَّيْن سواء، وأصل الرَّين: الطبع والتغطية. (1) إسناده قوي، محمد بن عجلان صدوق قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبري 1/112 و30/98 عن محمد بن بشار، عن صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (4244) ، والترمذي (3334) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (418) ، وفي التفسير من "الكبرى" (11658) ، والطبري 30/98، والحاكم 2/517، والبيهقي في "السنن" 10/188، وفي "الشعب" (7203) من طرق عن ابن عجلان، به. (2) إسناده قوي كسابقه. وأخرجه الدارمي (2408) ، وابن ماجه (2802) ، والترمذي (1668) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (190) ، وابن حبان (4655) من طرق عن صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه ابن أبي عاصم (191) ، والنسائي 6/36، وأبو نعيم في "الحلية" 8/264، والبيهقي 9/164، والبغوي في "شرح السنة" (2630) ، وفي "تفسيره" 1/373 من طرق عن ابن عجلان، به. وفي الباب عن أبي قتادة عند الطبراني في "المعجم الأوسط" (282) ،= الحديث: 7953 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 334 7954 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَنْ؟ قَالَ: " لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ (1) ، وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ " (2)   = وإسناده ضعيف. وعن ابن عباس عند ابن أبي عاصم في "الجهاد" (192) ، وإسناده ضعيف أيضاً. (1) لفظة "ولرسوله" استدركناها من (ظ 3) و (عس) و (ل) . (2) متن الحديث صحيح، وقد تكلم بعض أهل العلم على الاختلاف الذي وقع في إسناده، فقد قال محمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" 2/684-685: حديث ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة غلط، إنما حدَّث أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا الحديث "إن الله يرضى لكم ثلاثاً … "، وعطاء بن يزيد حاضر ذلك، فحدثهم عطاء بن يزيد، عن تميم الداري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما الدين النصيحة". ورواه عن إسحاق بن راهويه عن جرير بن عبد الحميد عن سهيل بن أبي صالح عن أبية، بهذه القصة. وقال البخاري في "التاريخ الأوسط" (المطبوع خطأ باسم الصغير) 2/35 بعد أن أشار إلى أسانيده: فمدار الحديث كله على تميم، ولم يصح عن أحد غير تميم. قلنا: وحديث ابن عجلان عن القعقاع ... الخ، أخرجه الترمذي (1926) ، ومحمد بن نصر (748) من طريق صفوان بن عيسى، بهذا الإسناد. وزادا في آخره: "وعامتهم"، وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه البخاري في "الكبير" 6/460، وفي "الأوسط" 2/34، والنسائى= الحديث: 7954 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 335 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 7/157 من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم والقعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به. وأخرجه البخاري في "الكبير" 6/460-461، وفي "الأوسط" 2/34، ومحمد بن نصر (754) من طريق سليمان بن بلال، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم وعبيد الله بن مقسم، عن أبي صالح، به. وأخرجه النسائي 7/157 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم وسُمَي مولى أبي بكر وعبيد الله بن مقسم، عن أبي صالح، به. وروي عن مالك بن أنس فاختُلف عليه فيه، فقد رواه عنه معن بن عيسى وعبد الله بن وهب وعبد الله بن نافع ومحمد بن خالد وزياد بن يونس وأحمد بن حاتم بن مخشي، فقالوا فيه: عنه، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبية، عن أبي هريرة. وتابعه سفيان الثوري من رواية بشر بن منصور عنه، فرواه عن سهيل عن أبية عن أبي هريرة، وكذا رواه عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني عن سهيل. وقال علي ابن المديني -كما في تاريخي البخاري "الكبير" و"الأوسط "-: بلغني أن في كتاب عثمان بن عمر: عن مالك، عن سهيل، عن عطاء، عن تميم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وتابعه سليمان التيمي ويحيى بن سعيد وجرير بن عبد الحميد وخالد بن عبد الله وسفيان بن عيينة وزهير بن معاوية ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، فرووه عن سهيل عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري، وكذلك رواه سفيان الثوري من رواية محمد بن يوسف وابن مهدي، عنه، ورواه عنه علي بن قادم فقال: عن سهيل عن أبية عن عطاء بن يزيد، عن تميم. وسيأتي حديث تميم الداري في مسنده 4/102. انظر "التاريخ الكبير" 6/460 و461، و"الأوسط" 2/34 و35، و"العلل"= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 336 7955 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (1) عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: ذُكِرَ الشَّهِيدُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَا تَجِفُّ الْأَرْضُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ حَتَّى يَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا ظِئْرَانِ أَظَلَّتَا - أَوْ أَضَلَّتَا -، فَصِيلَيْهِمَا بِبَرَاحٍ مِنَ الْأَرْضِ، بِيَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ - أَوْ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدَةٍ (2) - مِنْهُمَا حُلَّةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (3)   = للدارقطني 3/ورقة 145، و"تعظيم قدر الصلاة" 2/681-687، و"الكامل" لابن عدي 1/184، و"أخبار أصبهان" لأبي نعيم 1/188-189، و"تغليق التعليق" لابن حجر 2/55-61. وسلف عن ابن عباس برقم (3281) . (1) لفظ "أبي" سقط من (م) . (2) ما بين المعترضتين استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "تهذيب الكمال". (3) إسناده ضعيف لجهالة هلال بن أبي زينب، وضعف شيخه شهر بن حوشب. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" 30/338 في ترجمة هلال من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" -كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري ورقة 179-، وعنه ابن ماجه (2798) عن محمد بن أبي عدي، به. وأخرجه أحمد بن منيع من طريق عباد بن عباد، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر في "مسنده" من طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عن ابن عون، به -كما في "مصباح الزجاجة"-.= الحديث: 7955 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 337 7956 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ " (1) 7957 - حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ   = وسيأتي برقم (9520) . الظِّئر -بكسر الظاء-، قال السندي: المرضعة غير ولدها، ويقع على الذكر والأنثى، والتشبيه في شدة الجري وقوة التردد. أو أضلَّتا: هو الصحيح، أي: غيَّبتا. فصيليهما: رضيعيهما. والبراح: هو المتَّسَع من الأرض الذي لا زرع فيه ولا شجر. (1) إسناده ضعيف، شتير بن نهار -ويقال في اسمه: سُمير بن نهار- روى عنه محمد بن واسع وأبو نضرة، وأورده البخاري وابن أبي حاتم فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حجر في "التقريب": صدوق! كذا قال، مع أن الدارقطني جهَّله في سؤالات البرقاني ترجمة رقم (212) ، وقال الذهبي في "الميزان" 2/234: نكرة. وأخرجه أبو داود (4993) ، وابن حبان (631) ، والحاكم 4/241، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 151 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو وهم منهما، ولعله قد التبس عليهما شتير بن نهار بشتير بن شَكَل، الذي خرج له مسلم. وسيأتي الحديث برقم (8036) و (8709) و (9280) و (10364) . الحديث: 7956 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 338 النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " أَنَا وَمَنْ مَعِي " قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الَّذِينَ (1) عَلَى الْأَثَرِ " قِيلَ لَهُ: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: فَرَفَضَهُمْ (2) 7958 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يُرِيدُ بِهَا بَأْسًا، يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ " (3) 7959 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، مِنْ آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدٍ، مَوْلًى لِأَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ لَقِيَ امْرَأَةً، فَوَجَدَ مِنْهَا رِيحَ إِعْصَارٍ (4)   (1) المثبت من (ل) و (عس) وفي (م) و (ظ 3) وبقية النسخ: الذي. (2) إسناده جيد. صفوان: هو ابن عيسى الزهري البصري. وهذا الحديث بهذا اللفظ تفرد به الإمام أحمد، وسيأتي مرة أخرى برقم (8483) . وفي معناه انظر ما سلف برقم (7123) . وقوله: "فرفضهم"، قال السندي: أي: تركهم ولم يذكر لهم فضلاً. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق. وهو مكرر (7215) . (4) في (ظ 3) : عُصار، وفي (عس) : عِصار، وفي (ل) : عصارة! وفي "النهاية" لابن الأثير 3/247: الإِعصار والعَصَرة: الغُبار الصاعد إلى السماء مستطيلاً، وهي الزوبعة، قيل: وتكون العَصَرة من فوح الطيب، فشبَّهه بما تثير الريحُ من الأعاصير.= الحديث: 7958 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 339 طَيِّبَةً، فَقَالَ لَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ: الْمَسْجِدَ تُرِيدِينَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنَ امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ لِلْمَسْجِدِ فَيَقْبَلُ اللهُ لَهَا صَلَاةً حَتَّى تَغْتَسِلَ مِنْهُ اغْتِسَالَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ " فَاذْهَبِي فَاغْتَسِلِي (1) 7960 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُرَاتٍ، سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، إِنَّهُ سَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَتَكْثُرُ " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، وَأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمُ الَّذِي جَعَلَ اللهُ لَهُمْ، فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ " (2)   = وفي "القاموس": العِصَار: هو الغبار الشديد. (1) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وقد سلف الكلام على الحديث مفصلاً برقم (7356) . وأخرجه الطيالسي (2557) عن شعبة، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. فرات: هو ابن أبي عبد الرحمن القَزّاز، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه البخاري (3455) ، ومسلم (1842) ، والبيهقي 8/144، والبغوي (2464) من طريق محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1842) ، وابن ماجه (2871) من طريق حسن بن فرات، واسحاق بن راهويه (222) ، وابن حبان (4555) و (6249) من طريق محمد بن= الحديث: 7960 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 340 7961 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَاصِمٍ، يُحَدِّثُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ. قَالَ: " قُلْ: اللهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ. قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ " (1)   = جحادة، كلاهما عن فرات بن أبي عبد الرحمن، به. قوله: "تَسُوسُهم الأنبياء"، قال السندي: أي: تتولى أمورَهم الأنبياءُ كالأمراء والولاة بالرعية، والسياسة: القيام على الشيء بما يُصلِحه. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمرو بن عاصم -وهو ابن سفيان بن عبد الله الثقفي- فقد روى له البخاري في "الأدب" وأصحاب السنن غيرَ ابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/237-238، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (138) و (583) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (11) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (9) و (2582) ، والدارمي (2689) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1202) ، وفي "خلق أفعال العباد" (139) و (584) ، والترمذي (3392) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (795) ، وابن حبان (962) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 20 و26، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/167 من طرق عن شعبة، به. قال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1203) ، وفي "خلق أفعال العباد"= الحديث: 7961 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 341 7962 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " مَا كَانَ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرَ والْمَاءَ " (1)   = (586) و (587) ، وأبو داود (5067) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (567) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (45) ، والحاكم 1/513 من طريق هشيم، عن يعلى بن عطاء، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وسلف في مسند أبي بكر برقم (51) و (52) و (63) . وفي الباب عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، سلف برقم (6597) . (1) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (7522) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن حبان (5805) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (142) و (143) ، والبزار (3677) ، وابن حبان (683) ، وابن عدي 3/949 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه بنحوه ابن حبان (6345) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (9259) و (9381) و (9911) من طريق داود بن فراهيج، عن أبي هريرة، وبرقم (8653) من طريق الحسن عن أبي هريرة، ولم يسمع منه. وانظر (9249) . وأخرجه مالك 2/933 مطولاً، وفيه قصة، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن حميد بن مالك بن خثيم، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح. وأخرج الترمذي (3357) من طريق أبي بكر بن عياش، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: لما نزلت هذه الآية (ثمَّ لتُسأَلُنَّ يومئذٍ عن النَّعيم) [التكاثر: 8] قال الناس: يا رسول الله، عن أيِّ النعيم نُسأَل وإنما هو الأسودان، والعدوُّ حاضر، وسيوفنا على عواتقنا؟ قال: "إن ذلك سيكونُ".= الحديث: 7962 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 342 7963 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: هَجَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ - قَالَ شُعْبَةُ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: شَهْرًا - فَأَتَاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ فِي غُرْفَةٍ عَلَى حَصِيرٍ، قَدْ أَثَّرَ الْحَصِيرُ بِظَهْرِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كِسْرَى يَشْرَبُونَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَأَنْتَ هَكَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمْ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الْحَيَاةِ (1) الدُّنْيَا ". ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّهْرُ تِسْع (2) وَعِشْرُونَ، هَكَذَا وَهَكَذَا، وَكَسَرَ فِي الثَّالِثَةِ الْإِبْهَامَ " (3)   = وانظر حديث قرة بن إياس المزني الذي سيأتي في "المسند" 4/19، وحديث عائشة الذي سيأتي أيضاً 6/182. وحديث الزبير بن العوام عند الترمذي (3356) . (1) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: في حياتهم. (2) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: تِسْعَةٌ. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه البزار (3676- كشف الأستار) عن محمد بن بشار ومحمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقال: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد. وسلف نحوه من حديث عمر بن الخطاب نفسه برقم (222) ، وهو متفق عليه. قوله: "كسرى يشربون"، قال السندي: أي: أمثال كسرى. قلنا: ووقع في رواية البزار: يا رسول الله، كسرى -أحسبه قال: وقيصر- يشربون ... الحديث: 7963 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 343 7964 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ جَهَنَّمَ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ " (1) 7965 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ جُوعٌ، قَالَ: وَنَحْنُ سَبْعَةٌ، قَالَ: " فَأَعْطَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ تَمَرَاتٍ، لِكُلِّ إِنْسَانٍ تَمْرَةٌ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. بديل: هو ابن ميسرة العقيلي البصري. وأخرجه مسلم (588) (133) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (95) ، ومن طريقه النسائي 8/278، والآجري في "الشريعة" ص 373 عن أبي عامر العقدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5187) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (192) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن شعبة، به. وسيأتي برقم (9855) ، وانظر ما سلف برقم (7237) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عباس الجريري: هو ابن فرُّوخ، وأبو عثمان: هو النّهدي عبد الرحمن بن ملٍّ. وقد وقع في متنه وهمٌ لشعبة، سيأتي التنبيه عليه لاحقاً. وأخرجه ابن ماجه (4157) ، والترمذي (2474) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6731) من طريق خالد بن الحارث، وأبو= الحديث: 7964 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 344 7966 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ - قَالَ هَاشِمٌ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى (1) بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ -، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ - قَالَ هَاشِمٌ: أَفَلَا (2) أَدُلُّكَ - عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، يَقُولُ: أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ " (3)   = يعلى (6653) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به. وسيأتي برقم (8633) و (9373) من طريق حماد بن زيد، عن عباس الجريري، وقال فيه: قسم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أصحابه تمراً، فأصابني سبع تمرات إحداهن حشفة. فخالف حمادٌ شعبة في عدد التمرات، ويشد رواية حمادٍ ما أخرجه البخاري (5441م) ، وأبو يعلى (6649) ، وابن حبان (4498) من طرق عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة قال: قسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيننا تمراً، فأصابني منه خمسٌ: أربعُ تمرات وحَشَفة، ثم رأيت الحشفة هي أشدُّهن لضرْسي. ويشهد لرواية السبع تمرات حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة الذي سيأتي برقم (8301) ضمن حديث طويل. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: أخبرني يحيى، بزيادة "أخبرني"، وهذه الزيادة ليست في (ل) و (عس) ، وكانت في (ظ 3) ثم رُمِّجت. ومعنى الكلام أن هاشماً رواه عن شعبة عن أبي بلج باسمه وهو يحيى بن أبي سليم. (2) في (ظ3) و (عس) و (ل) : أَوَلا. (3) صحيح دون قوله: "من تحت العرش"، وهذا إسناد حسن، أبو بلج هذا حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم أبو= الحديث: 7966 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 345 7967 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، وَهَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ هَاشِمٌ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ،   = النضر، وعَمرو بن ميمون: هو الأودي الكوفي. وأخرجه البزار (3086- كشف الأستار) ، والحاكم 1/21 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (13) من طريق حجاج بن محمد، والحاكم 1/21 من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، به. وأخرجه إسحاق بن راهويه (252) عن النضر بن شميل، عن أبي بلج، به. وسيأتي برقم (8753) عن سليمان بن داود، عن شعبة، به. وسيأتي أيضاً برقم (8426) من طريق أبي عوانة، و (8660) و (9233) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن أبي بلج، ولم يذكر زهير بن معاوية فيه "من تحت العرش". وسيأتي بنحوه دون هذا الحرف أيضاً برقم (8085) من طريق كميل بن زياد، و (8406) من طريق سعيد بن أبي سعيد، و (10056) من طريق عبيد مولى أبي رهم، ثلاثتهم عن أبي هريرة، وإسناد كميل بن زياد صحيح. وأخرج الترمذي (3601) من طريق أبي خالد الأحمر، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَكْثِر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنزٌ من كنوز الجنة" ثم ذكر بعده كلاماً لمكحول، وقال: ليس إسناده بمتصل، مكحول لم يسمع من أبي هريرة. وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/399-400. وعن أبي ذر الغفارىِ، سيأتي 5/145. وعن أبي أمامة، سيأتي 5/265. قوله: "يقول"، قال السندي: أي: الله حين يقول العبدُ هذه الكلمة. الحديث: 7967 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 346 وقَالَ مُحَمَّدٌ: عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ - وَقَالَ هَاشِمٌ: مَنْ سَرَّهُ - أَنْ يَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، فَلْيُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 7968 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:   (1) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه البزار (63- كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (253) عن النضر بن شميل، والحاكم 1/3-4 من طريق عاصم بن علي، و4/168 من طريق آدم بن أبي إياس، والبيهقي في "الشعب" (8988) من طريق روح بن عبادة، أربعتهم عن شعبة، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي! وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9019) من طريق علي بن عاصم بن علي، عن شعيب، عن أبي بلج، به. وهذا إسناد فيه تحريفان: الأول في قوله "علي بن عاصم بن علي"، والصواب: عاصم بن علي بن عاصم. والثاني في قوله "شعيب"، والصواب: شعبة. فهو بهذا من الطريق نفسها التي أخرجه بها الحاكم في الموضع الأول. وأخرجه البزار (63) من طريق يزيد، عن شعبة، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن عمرو بن ميمون، به. وقال عقبه: لا نعلم أحداً رواه عن شعبة عن أشعث هكذا إلا يزيد، ولم يُتابع عليه، والصواب عندي حديث أبي بلج عن عمرو عن أبي هريرة. قلنا: وهو كما قال. وأخرجه البيهقي (9020) من طريق شعبة وهشيم بن بشير، كلاهما عن أبي بلج، عن ميمون بن مهران، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (10738) . الحديث: 7968 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 347 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَأَذُودَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ عَنْ حَوْضِي كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنَ الْإِبِلِ عَنِ الْحَوْضِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم أبو الحارث المدني. وأخرجه إسحاق بن راهويه (56) ، والبخاري (2367) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق (57) عن النضر بن شميل، ومسلم (2302) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (2302) (38) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به. وسيأتي برقم (9856) و (10030) . وأخرجه بنحوه ضمن حديث مطوَّل مسلم (247) من طريق أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة. وبنحوه سيأتي برقم (7993) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة. وأخرج البخاري في "صحيحه" (6585) تعليقاً من طريق يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنه كان يحدِّث أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يردُ عليَّ يوم القيامة رهطٌ من أصحابي فيُجْلَون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدُّوا على أدبارهم القَهْقَرى". وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2096) . وعن ابن مسعود، سلف برقم (3639) . وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/281.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 348 7969 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ، فَأَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ فَدَعَتُّهُ، وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى جَنْبِ سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى تُصْبِحُوا فَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ أَجْمَعُونَ، قَالَ: فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ: رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي (1) . قَالَ: فَرَدَّهُ خَاسِئًا " (2)   = لأذودَنَّ، أي: لأطرُدَنَّ، رجالاً منكم، قال السندي: هم المنافقون، أو لمرتدون، أو أصحاب الكبائر، أو المبتدعة، أو الظلمة، أقوالٌ. (1) انظر الآية رقم (35) من سورة ص. (2) إسناده صحيح على شرطهما. وأخرجه البيهقي 2/219 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، هذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (89) ، والبخاري (461) و (3423) و (4808) ، مسلم (541) ، والنسائي في "الكبرى" (11440) ، والبغوي في "شرح السنة" 746) ، وفي "التفسير" 4/64 من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه إسحاق (88) و (89) ، والبخاري (461) و (1210) و (3284) (4808) ، ومسلم (541) ، وابن حبان (6419) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (551) ، وابن حبان (2349) من طريق أبي سلمة، والنسائي (550) من طريق سعيد بن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3926) . وانظر بقية شواهده هناك. قوله: "فذعتّه"، قال السندي: قيل: بذال معجمة وعين مهملة مخففة= الحديث: 7969 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 349 7970 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَ بِي عُمُرٌ أَنْ أَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ " (1) 7971 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ،   = مفتوحتين وتشديد مثناة: أي خنقته، وقيل: بدال مهملة وعين مهملة مشددة. قلنا: وهذه الأخيرة وقعت في بعض النسخ الخطية المتأخرة، وكلاهما صحيح فصيح، وأورده ابن الأثير في حرف الذال المعجمة من "النهاية" 2/160، وقال: أي خَنَقْتُه، والذَّعْت والدَّعْت بالذال والدال: الدَّفْع العنيف، والذَّعْت أيضاً: المَعْك في التراب. (1) إسناده صحيح على شرطهما. واختُلف في وقفه ورفعه، فرفعه محمد بن جعفر في هذه الرواية، بينما رواه يزيد بن هارون فيما يأتي برقم (7971) و (7978) عن شعبة فوقفه على أبي هريرة. وقد رجح الشيخ أحمد شاكر رفعه باعتباره زيادة ثقة، وشعبة كثيراً ما يقف المرفوعات، ثم إنه في حكم المرفوع إذ هو من المغيبات! بينما رجح الكشميري صاحب "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" ص 180 أن بعضه مرفوع وأكثره موقوف، فقال: ومن أمعن النظر في أحاديث الباب علم أن الإِيصاء بإبلاع السلام وقراءته على عيسى ابن مريم صحيح مرفوعاً وموقوفاً. وأما الجملة الابتدائية من قوله: "إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى ابن مريم" عليه السلام، فالنظر في أحاديث الباب يحكم بأنها موقوفة لا مرفوعة. كيف وقد وقع التصريح بوفاة نبيّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند نزول عيسى عليه السلام في أحاديث كثيرة؟ ثم ساق بعضها. الحديث: 7970 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 350 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَتْ بِي حَيَاةٌ أَنْ أُدْرِكَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ " (1) 7972 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ، وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، يُحَدِّثَانَ عَنْ عَمَّارٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أَمَّا عَلِيٌّ، فَرَفَعَهُ إِلَى (2) النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا يُونُسُ، فَلَمْ يَعْدُ أَبَا هُرَيْرَةَ -، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3] قَالَ - يَعْنِي -: " الشَّاهِدَ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَالْيَوْمُ (3) الْمَوْعُودُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرطهما. وانظر ما قبله. (2) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ: أن. (3) كذا في (ل) ، وفي (ظ 3) و (عس) : ويوم، وفي (م) وبقية النسخ: والموعود، فقط. (4) المرفوع منه ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، والموقوف لا بأس به رجاله رجال الصحيح. عمار مولى بني هاشم: هو ابن أبي عمار. وأخرجه الحاكم 2/519، وعنه البيهقي 3/170 عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد - بلفظ: الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة، والمشهود هو الموعود يوم القيامة. وصحح الحاكم حديث يونس بن عبيد على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي! مع أن عماراً لم يخرج له سوى مسلم. وأخرجه البيهقي 3/170 من طريق عمرو بن مرزوق، عن شعبة، عن يونس= الحديث: 7972 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 351 7973 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3] ، قَالَ: " الشَّاهِدُ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمَ عَرَفَةَ، وَالْمَوْعُودُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 7974 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا الْقَاسِمِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ يَقُولُ: " إِنَّ هَلَاكَ أُمَّتِي أَوْ   = بن عُبيد، به، موقوفاً بلفظ: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/128 من طريق ابن علية، عن يونس بن عبيد، به، موقوفاً أيضاً بلفظ: اليوم الموعود يوم الجمعة. وأعاده مرة أخرى بالإِسناد نفسه بلفظ: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة! وأخرجه الترمذي (3339) ، والطبري 30/128 و129، والبيهقي 3/170 من طرق عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة، مرفوعاً بلفظ: "اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة". وإسناده ضعيف، لضعف موسى بن عبيدة الربذي. وانظر "تفسير الطبري" 30/128-131، و"الدر المنثور" 8/463 و464. (1) قوله "عن أبي هريرة استدركناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) ومن "جامع المسانيد" لابن كثير، وقد سقط من (م) والنسخ المتأخرة. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمار مولى بني هاشم من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهذه أصح الروايات لتوافقها مع أكثر الروايات التي سبق تخريجها فيما قبله. الحديث: 7973 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 352 فَسَادَ أُمَّتِي رُءُوسٌ أُمَرَاءُ (1) أُغَيْلِمَةٌ سُفَهَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ " (2) 7975 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، ثَلَاثُونَ آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1] " (3)   (1) المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: أو فساد أمتي رؤوس أمراء. وقوله "على رؤوس"، أي: على يَدَي رؤوس.. الخ. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مالك بن ظالم، وقد سلف الحديث والكلام عليه برقم (7871) . سماك: هو ابن حرب. وأخرجه الطيالسي (2508) ، ومن طريقه الحاكم 4/527، والمزي في "تهذيب الكمال" فى ترجمة عبد الله بن ظالم 15/137 عن شعبة، بهذا الإسناد. (3) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباس الجشمي -ويقال في اسمه: عياش- فقد روى عنه سعيد الجريري وقتادة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وخرَّج له أصحاب السنن الأربعة، وقال الحافط في "التقريب": مقبول. قلنا: قتادة لم يذكر سماعاً من عباس هذا، وعباس أيضاً لم يذكر سماعاً من أبي هريرة. وأخرجه الحاكم 1/565 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد، وصحح إسناده، ووافقه الذهبي. وأخرجه الترمذي (2891) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، به. وحسنه. وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" ص 260-261، وأبو داود (1400) ، وابن ماجه (3786) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (237) ، والفريابي أيضاً في "فضائل القرآن" (33) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (710) ، وفي= الحديث: 7975 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 353 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = "الكبرى" (11612) ، وابن حبان (787) و (788) ، والحاكم 5/561، والبيهقي في "الشعب" (2506) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/262 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه بنحوه عبد بن حميد (1445) ، والحاكم 2/497-498 من طريق عمران القطان، عن قتادة، به. وصحح الحاكم إسناده ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (8276) . ويشهد له حديث أنس عند الطبراني في "الصغير" (490) ، ورجاله ثقات غير شيخ الطبراني، سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري، فلم نتبينه. وهو في "المختارة" للضياء (1738) و (1739) و (1740) من الطريق نفسها. وروي عن أنس بإسناد آخر عند ابن عبد البر 7/261-262، وهو ضعيف. وفي فضل سورة تبارك روى عبد الرزاق في "مصنفه" (6025) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (8651) عن سفيان الثوري، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود قال: هي المانعة، تمنع عذاب القبر. وسنده حسن. ورواه كذلك ابن الضريس (233) عن محمد بن كثير، والحاكم 2/468 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن سفيان، به. ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (782) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري، به فرفعه! ورواية عبد الرزاق وابن كثير وابن المبارك عن سفيان بالوقف أصح، لاسيما أن الزبيري قد يخطىء في حديث سفيان الثوري. وقد تابع سفيان على وقفه: حمادٌ عند ابن الضريس (232) ، والفريابي (32) ، كلاهما في "فضائل القرآن". وروى النسائي في "عمل اليوم والليلة" (711) ، والطبراني (10254) من طريق عرفجة بن عبد الواحد، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود: كنا في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسميها المانعة. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 354 7976 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي نُعْمٍ، يُحَدِّثُ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ، وَلَكِنْ غُنْدَرٌ كَذَا قَالَ " إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، وَكَسْبِ الْبَغِيِّ، وَثَمَنِ الْكَلْبِ ". قَالَ: " وَعَسْبِ الْفَحْلِ " قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " هَذِهِ مِنْ كِيسِي " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. المغيرة: هو ابن مقسم الضبي. وأخرجه النسائي 7/310-311 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. دون قول أبي هريرة "هذه من كيسي". وأخرجه الدارمي (2623) ، والنسائي 7/311، وابن ماجه (2160) ، والطحاوي 4/53 من طريق أبي حازم، وأبو داود (3484) ، والنسائي 7/190، والبيهقي 6/6 من طريق علي بن رباح اللخمي، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (197) ، والبيهقي 6/126، والبغوي في "شرح السنة" (2038) من طريق محمد بن سيرين، ثلاثتهم عن أبي هريرة - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وسقط "أبو هريرة" من طريق أبي حازم في المطبوع من "سنن النسائي". وانظر ما سيأتي برقم (8389) و (8571) و (9372) و (10489) و (10490) ، وما سلف برقم (7851) . وفي باب النهي عن كسب الحجام عن رافع بن خديج، سيأتي 3/464. وعن رافع بن رفاعة سيأتي 4/341. وفي النهي عن كسب البغي عن رافع بن خديج، سيأتي 3/464. وعن أبي جحيفة، سيأتي 4/308. وفي النهي عن ثمن الكلب عن ابن عباس، سلف برقم (2094) . وعن جابر، سيأتي 3/339.= الحديث: 7976 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 355 7977 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ " بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِبَرَاءَةٌ ". فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تُنَادُونَ؟ قَالَ: كُنَّا نُنَادِي: أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ، فَإِنَّ أَجَلَهُ أَوْ أَمَدَهُ إِلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ فَإِنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ، وَلَا يَحُجُّ هَذَا الْبَيْتَ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ. قَالَ: فَكُنْتُ أُنَادِي حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي (1)   = وعن رافع بن خديج، سيأتي 3/464. وعن أبي جحيفة، سيأتي 4/308. وفي النهي عن ثمن عسب الفحل، عن علي، سلف برقم (1254) . وفُسِّر معناه هناك. وقول أبي هريرة: "هذه من كيسي" يعني به عسب الفحل، وقد ثبت مرفوعاً أيضاً من حديث أبي هريرة نفسه في بعض هذه المصادر التي ذكرناها آنفا. (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محرر بن أبي هريرة، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقد وقع في متن الحديث نكارة من جهة قول الراوي "ومن كان بينه وبين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهدٌ فإن أجله أو أمده إلى أربعة أشهر"، فالصحيح أن أجله إلى أمده بالغاً ما بلغ ولو زاد على أربعة أشهر، وذلك لقوله تعالى في سورة براءة (فأتِمُّوا عَهْدَهم إلى مُدَّتهم) ، وأما من لم يكن له عهدٌ من المشركين، أو كان له عهد، لكن ظاهَرَ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو نقض عهده قبل انقضاء مدته، فذلك أمده إلى أربعة أشهر، انظر "تفسير الطبري" 10/62-63، و"البداية والنهاية" لابن كثير 5/34.= الحديث: 7977 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 356 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والحديث أخرجه النسائي في "المجتبى" 5/234، وفي "الكبرى" (11214) ، من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، وقرن بمحمدٍ عثمانَ بنَ عمر. وأخرجه من طريق عثمان بن عمر وحده الطبري في "تفسيره" 10/63-64. وأخرجه الدارمي (1430) و (2506) من طريق بشر بن ثابت، عن شعبة، به. وأخرجه الطبري 10/63 من طريق قيس بن الربيع، وابن حبان (3820) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن المغيرة، به. لكن في حديث قيس على الصواب: "فعهده إلى مدّته" مكان قوله: "فإن أجله إلى أربعة أشهر". وأخرجه إسحاق بن راهويه (517) ، والحاكم 2/331 -وصححه ووافقه الذهبي- من طريق شعبة، والطبري 10/63 من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن أبي إسحاق سليمان الشيباني، عن الشعبي، به. وفي حديث قيس "فعهده إلى مدّته". وأخرجه البخاري (369) و (1622) و (3127) و (4363) و (4655) و (4656) و (4657) ، ومسلم (1347) ، وأبو داود (1946) ، والنسائي 5/234، والبيهقي 5/87-88، والبغوي في "شرح السنة" (1912) ، وفي "التفسير" 2/268، من طرق عن الزهري، عن حميد بن عوف، عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد: ثم أردف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعليّ بن أبي طالب، فأمره أن يؤذّن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، "وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان". لفظ البخاري. وفي الباب عن أبي بكر، سلف برقم (4) . وعن علي بن أبي طالب، سلف برقم (594) . الصَّحَل -بفتحتين-، قال السندي: خشونة وغلظة في الصوت. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 357 7978 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَتْ بِي حَيَاةٌ أَنْ أُدْرِكَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ " (1) 7979 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ امْرَأَةً - يَعْنِي مِنَ الْأَنْصَارِ - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا " (2) 7980 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - إِنْ شَاءَ اللهُ -، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ تَضْرِبُوا - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ - أَكْبَادَ الْإِبِلِ، يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ، لَا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7971) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (7842) . (3) إسناده ضعيف، ورجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن ابن جريج -وهو عبد الملك بن عبد العزيز- مدلس، ولا يدلِّس إلا عن ضعيف، وهو هنا قد عنعن ولم يذكر سماعه من أبي الزبير، وكذا أبو الزبير -واسمه محمد بن مسلم بن تدرس- مدلِّس وقد عنعن. وقال الذهبي في "السير" 8/56 بعد أن أورد الحديث بهذا الإسناد: هذا= الحديث: 7978 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 358 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = حديث نظيف الإسناد، غريب المتن. وأخرجه الحميدي (1147) ، والترمذي (2680) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4017) و (4018) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 1/11 - 12، وابن حبان (3736) ، وابن عدي في "الكامل" 1/101، والحاكم 1/90 - 91، والبيهقي في "السنن" 1/386، وفي "المعرفة" 1/87، والخطيب في "تاريخه" 5/306 - 307 و6/376 - 377 و13/17، والذهبي في "السير" 8/55 من طرق سبعة عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وحسنه الترمذي! وأما ما أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (4016) عن أبي أيوب عبيد الله بن عبيد بن عمران الطبراني، قال: حدثنا هارون بن معروف، قال: حدثنا سفيان، عن ابن جريج قال: حدثنا أبو الزبير، عن أبي صالح، به. فتصريح ابن جريج بالتحديث وهم. فإن لم يكن الناسخ قد أخطأ، فالوهم فيه من شيخ الطحاوي، فهو غير معروف، ولم يرو عنه الطحاوي في "المشكل" إلا في ثلاثة مواضع. وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (4291) عن علي بن محمد بن علي، عن محمد بن كثير، عن سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزناد، عن أبي صالح، به. وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب: أبو الزبير عن أبي صالح. وكذا قال المزي في "التحفة" 9/445. وذكر المزي في "التحفة": أن الحديث رواه أبو بدر شجاع بن الوليد، عن المحاربي -وهو عبد الرحمن بن محمد بن زياد-، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً. وأشار إلى هذه الرواية الذهبي في "السير" 8/56. وذكر أيضاً أنه يروي عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريج مرفوعاً. وذكر ابن قدامة في "المنتخب" أن الإِمام أحمد أعله بالوقف.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 359 وَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الْعُمَرِيُّ، قَالَ: فَقَدَّمُوا مَالِكًا 7981 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَالِحٍ يَعْنِي سُهَيْلًا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يُخْبِرُهُمْ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَفَى أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ صَنْعَةَ طَعَامِهِ، وَكَفَاهُ حَرَّهُ وَدُخَانَهُ، فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ فَلْيَأْكُلْ، فَإِنْ أَبَى، فَلْيَأْخُذْ لُقْمَةً فَلْيُرَوِّغْهَا، ثُمَّ لِيُعْطِهَا (1) إِيَّاهُ " (2) 7982 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ الزَّبِيدِيِّ مُوسَى بْنِ طَارِقٍ، عَنْ مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ (3) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَتُحِبُّونَ أَنْ تَجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ؟ قُولُوا: اللهُمَّ أَعِنَّا عَلَى شُكْرِكَ، وَذِكْرِكَ، وَحُسْنِ   = وله شاهد عن أبي موسى الأشعري عند ابن عدي في "الكامل" 1/101 من طريق سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى رفعه، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، سعيد بن أبي هند قال الدارقطني في "العلل": لم يسمع من أبي موسى شيئاً. والعُمَري: هو عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل: هو أبوه عبد العزيز بن عبد الله، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ 3) و (عس) : وليعطها، وفي (ل) : فليعطها. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو ابن عيينة. وانظر ما سلف برقم (7338) . (3) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: عتبة، بالتاء، والتصويب من (ظ 3) و (عس) و (ل) . الحديث: 7981 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 360 عِبَادَتِكَ " (1) 7983 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ، وَالْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ " (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي قرة الزَّبيدي، فقد روى له النسائي، وهو ثقة. وأخرجه أبو نعيم 9/223 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/499 من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، عن خارجة -وهو ابن مصعب الخراساني-، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، خارجة بن مصعب متروك، ومع أن الناس اتفقوا على تضعيفه، فقد كان الحاكمُ حَسَنَ الرأي فيه، فلذلك صحج إسنادَ حديثه، ووافقه على ذلك الذهبي في "تلخيصه"! وانظر ما سيأتي برقم (8101) . وله شاهد من حديث معاذ بن جبل، سيأتي 5/244-245. (2) تحرف في (م) إلى: سعيد. (3) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد وقع في هذا الحديث اختلاف كبير على قتادة. فقد رواه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عنه، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن أبي هريرة مرفوعاً كما هو عند المصنف هنا وعند إسحاق بن راهويه في "مسنده" (279) ، وابن ماجه في "سننه" (950) . وتابع معاذاً عليه محمد بن أبي عدي ويحيى القطان فيما ذكره الدارقطني في= الحديث: 7983 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 361 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   ="العلل" 3/ورقة 63. لكن لم يذكر بحيى فيه سعد بن هشام. وخالفهم عبد الرحمن بن مهدي، فرواه عن هشام الدستوائي، فوقفه على أبي هريرة. وخالفهم أيضاً إسماعيل ابن علية ومسلم بن إبراهيم وعبد الرحمن بن مهدي في رواية ثانية، فرووه عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة موقوفاً، ولم يذكروا فيه سعد بن هشام. ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، واختلف عليه فيه أيضاً: فقد رواه ابن علية، عنه، عن قتادة، عن زرارة، عن سعد بن هشام، عن أبي هريرة، وقال فيه: أحسبه ذكره عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي بنحوه برقم (9490) عن ابن علية، عن هشام، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة، وقال فيه: ولا أعلمه إلا عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يذكر سعداً. ورواه معاذ بن معاذ وابن أبي عدي، عنه، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة موقوفاً، ولم يذكر فيه سعد بن هشام. ورواه الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعاً. والحكم ضعيف. ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل مرفوعاً، وسيأتي في مسنده 4/86، والحسن مدلس وقد عنعن. وتابع سعيداً عليه الخليل بن مرة، وهو ضعيف. ورواه شعبة، عن قتادة، عن عروة، عن عائشة موقوفاً. ورواه عمر بن رُدَيْحٍ، عن حوشب، عن الحسن، عن الحكم بن عمرو الغفاري مرفوعاً، وهو عند الطبراني في "الكبير" (3161) ، وعمر بن رُدَيْحٍ مختلفٌ فيه، انظر "لسان الميزان" 4/306، والحسن مدلس وقد عنعن. وانظر هذه الطرق في "علل الدارقطني" 3/ورقة 63-64. وسلف من حديث قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس برقم (3241) ،= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 362 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وانظر اختلاف الرواة على قتادة هناك. قلنا: ولحديث أبي هريرة طريق آخر، فقد أخرجه مسلمٌ (511) (266) ، وأبو عوانة 2/47-48، والبيهقي 2/274 من طريق عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة مرفوعاً، وزاد: "ويقي ذلك مثل مُؤْخِرة الرجل". وعبيد الله بن عبد الله بن الأصم روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يوثقه أحد آخر، واحتج به مسلم. ويشهد له حديث أبي ذر عند مسلم (510) من طرق عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا قام أحدُكم يصلي، فإنه يستره إذا كان بين يديه مثلُ آخرة الرَّحْل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل، فإنه يقطع صلاته الحمارُ والمرأة والكلبُ الأسود"، وسيأتي في "المسند" 5/149. ويشهد له أيضاً حديث أنس عند البزار (582- كشف الأستار) ، وإسناده قوي. قلنا: وقد عارض هذه الأحاديث حديثُ عائشة عند البخاري (514) ، ومسلم (512) : أنه ذُكر عندها ما يقطعُ الصلاةَ -الكلبُ والحمارُ والمرأةُ- فقالت: شبَّهتمونا بالحُمُر والكلابِ! والله لقد رأيتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي وإني على السرير بينه وبين القِبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجةُ فأكره أن أجلس فأُوذِي النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَنسلُّ من عند رِجْليه. وسيأتي في مسندها 6/41 و42 وغيرهما. وحديثُ ابن عباس عند البخاري (493) ، ومسلم (504) قال: أقبلت راكباً على حمارٍ أتانٍ وأنا يومئذٍ قد ناهزت الاحتلامَ ورسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي بالناس بمنى إلى غير جدارٍ، فمررت بين يدي بعض الصف فنزلتُ وأرسلتُ الأتانَ ترتع ودخلتُ في الصف، فلم ينكر ذلك عليَّ أحد. هذا لفظ البخاري، وانظر ما سلف في "المسند" (1891) . وحديثُ عباس بن عبيد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس قال: أتانا رسول= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 363 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن في بادية لنا ومعه عباس، فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة، وحمارة لنا وكلبة تعبثان بين يديه، فما بالى ذلك. سلف في مسند الفضل برقم (1797) ، وسنده ضعيف، فعباس بن عبيد الله لا يعرف حاله وانفرد ابن حبان بتوثيقه، وهو لم يدرك عمه الفضل. وروي مرفوعاً "لا يقطع الصلاة شيء" عن غير واحد من الصحابة، ولا يصح منها شيء، وروي موقوفاً عن علي وعثمان وابن عمر وغيرهم بأسانيد صحيحة. انظر "سنن الدارقطني" 1/367 و368 و369، و"العلل" لابن الجوزي 1/445 -446. وقد اختلف العلماء بهذه الأحاديث، فمال بعضهم إلى أن حديث أبي ذر وغيره منسوخة بحديث عائشة وغيرها، ومال بعضهم إلى تأويل القطع بأن المراد به نقص الخشوع لا الخروج من الصلاة. قال الإمام البغوي في "شرح السنة" 2/461-463 بعد أن أورد حديث عائشة أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي وهي معترضه بين يديه، وحديث ابن عباس أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصلي بالناس بمنى فمرَّ ابن عباس بين يدي بعض الصف فنزل وأرسل الأتان ترتع، ودخل في الصف ولم ينكر ذلك عليه أحد: في هذه الأحاديث دليل على أن المرأة إذا مرَّت بين يدي المصلي لا تقطع صلاته، وعليه أكثر أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم أنه لا يقطع صلاة المصلي شيء مرّ بين يديه، ثم ذكر حديث أبي سعيد مرفوعاً "لا يقطع الصلاة شيء، وادرؤوا ما استطعتم، فإنما هو شيطان" فقال: وهذا قول علي وعثمان وابن عمر، وبه قال ابن المسيب والشعبي وعروة، وإليه ذهب مالك والثوري والشافعي وأصحاب الرأي. وذهب قوم إلى أنه يقطع صلاته المرأةُ والحمار والكلب، يروى ذلك عن أنس، وبه قال الحسن، وذكر حديث أبي ذر. ثم قال: وقالت طائفة: يقطعها المرأة الحائض والكلب الأسود، روي ذلك عن ابن عباس، وبه قال عطاء بن أبي رباح، وقالت طائفة: لا يقطعها إلا الكلب= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 364 7984 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا شَهِدَ الصَّلَاةَ مَعِي كَانَ لَهُ أَعْظَمُ مِنْ شَاةٍ سَمِينَةٍ أَوْ شَاتَيْنِ لَفَعَلَ، فَمَا يُصِيبُ مِنَ الْأَجْرِ أَفْضَلُ " (1) 7985 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = الأسود، روي ذلك عن عائشة، وهو قول أحمد وإسحاق. وانظر "معرفة السنن والآثار" للبيهقي 3/200-201، و"الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار" للحازمي ص 75-76، و"المغني" لابن قدامة 3/94 و97 - 103. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحسن: هو ابن أبي الحسن البصري، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وانظر ما سلف برقم (7328) . تنبيه: وقع في (عس) و (ل) بعد هذا الحديث حديث مكرر عن الحديث الذي سلف برقم (7842) و (7979) عن سفيان بن عيينة، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة في قصة الرجل الذي خطب من الأنصار، وكتب عليه في هاتين النسختين "معاد"، أي: مكرر، فظنه بعض النساخ المتأخرين أنه تصحيح لاسم شيخ المصنف، فأثبتوه في النسخ المتأخرة هكذا: حدثنا معاذ، حدينا يزيد بن كيسان! وهكذا هو في النسخ المطبوعة، ولم يذكر الحافظ ابن حجر في "الأطراف" 7/289 أن معاذاً رواه عن يزيد بن كيسان، فاستدركه عليه محقق الكتاب فأخطأ! وهذا الحديث قد رمج في هذا الموضع من (عس) ، ولم يرد في (ظ 3) ، وهو الصواب إن شاء الله تعالى، فلذلك لم نثبته. الحديث: 7984 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 365 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اضْرِبُوهُ ". قَالَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَمِنَّا الضَّارِبُ (1) بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللهُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُولُوا هَكَذَا، لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ، وَلَكِنْ قُولُوا: رَحِمَكَ اللهُ " (2) 7986 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: نَزَلَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: فَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَوْلَانَا قَرَابَةٌ - قَالَ سُفْيَانُ: وَهُم مَوالِي لْأَحْمَسِ (3) -، فَاجْتَمَعَتْ أَحْمَسُ، قَالَ   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: ومنا الضارب، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث بن خالد التيمي. وأخرجه البخاري (6777) و (6781) ، وأبو داود (4477) ، والنسائي في "الكبرى" (5287) ، وابن حبان (5730) ، والبيهقي 8/312، والبغوي (2607) من طرق عن أنس بن عياض، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه البخاري وابن حبان والبغوي في إحدى روايتيه قوله في آخر الحديث "ولكن قولوا: رحمك الله". وأخرجه بنحوه أبو داود (4478) ، والبيهقي 8/312 من طرق عن يزيد بن عبد الله، به. وفيها: "ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه". وفي الباب عن عمر بن الخطاب عند البخاري (6780) . (3) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: وَهُوَ مَوْلَى الْأَحْمَسِ. الحديث: 7986 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 366 قَيْسٌ: فَأَتَيْنَاهُ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ - وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فَأَتَاهُ الْحَيُّ -، فَقَالَ لَهُ أَبِي: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَؤُلَاءِ أَنْسِبَاؤُكَ أَتَوْكَ يُسَلِّمُونَ (1) عَلَيْكَ، وَتُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: مَرْحَبًا بِهِمْ وَأَهْلًا، صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ، لَمْ أَكُنْ أَحْرَصَ عَلَى أَنْ أَعِيَ الْحَدِيثَ مِنِّي فِيهِنَّ، حَتَّى سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " وَاللهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلًا فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَأْكُلَ وَيَتَصَدَّقَ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا أَغْنَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَضْلِهِ، فَيَسْأَلَهُ، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ " (2) 7987 - ثُمَّ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ: " قَرِيبٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ السَّاعَةِ   (1) في (ظ 3) : ليسلموا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. قيس: هو ابن أبي حازم الأحمسي. وأخرجه الحميدي (1056) ، أبو يعلى (6674) من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد - بالمرفوع دون القصة. وأخرجه كذلك مسلم (1042) من طريق يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وأخرجه مسلم (1042) (106) ، والترمذي (680) ، والبيهقي 4/195 من طريق بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به. وزادوا جميعاً في رواياتهم إلا أبا يعلى: "فإن اليد العليا أفضل من اليد السفلى، وأبدأ بمن تعول". وسيأتي الحديث بهذه الزيادة برقم (10151) عن يحيى بن سعيد القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد. وانظر ما سلف برقم (7317) . الحديث: 7987 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 367 سَتَأْتُونَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (1) 7988 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ (2) : اسْتَقْرَضْتُ عَبْدِي فَلَمْ يُقْرِضْنِي، وَيَشْتُمُنِي عَبْدِي، وَهُوَ لَا يَدْرِي، يَقُولُ: وَادَهْرَاهْ، وَادَهْرَاهْ، وَأَنَا الدَّهْرُ " (3)   (1) إسناده صحيح إسناد سابقه. وأخرجه الحميدي (1102) ، والبخاري (3591) من طريق سفيان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2912) (66) ، وأبو عوانة في الزكاة والفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 235 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وأخرجه أبو عوانة في الفتن أيضاً كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 235 من طريق بيان بن بشر، عن قيس بن أبي حازم، به. وسيأتي برقم (10150) ، وانظر ما سلف برقم (7263) . (2) لفظ الجلالة من (ل) و (عس) ، ولم يرد في بقية النسخ. (3) إسناده حسن، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- قد توبع، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن يزيد الواسطي، فقد روى له أصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه أبو يعلى (6466) ، وابن خزيمة (2479) من طريق محمد بن يزيد الواسطي، بهذا الإسناد. وقد وقع في المطبوع من "صحيح ابن خزيمة": حدثنا محمد بن يزيد بن هارون، وهذا خطأ، صوابه كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة= الحديث: 7988 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 368 7989 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَمَا عَرَفْتُمْ مِنْهُ فَاعْمَلُوا، وَمَا جَهِلْتُمْ مِنْهُ فَرُدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ " (1)   = 214: حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ويزيد بن هارون. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (435) من طريق حماد بن سلمة، والطبري في "تفسيره" 25/152 من طريق سلمة بن الفضل، كلاهما عن ابن إسحاق، به. وسيأتي برقم (10578) عن يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق. وفي جميع هذه الروايات عنعنة ابن إسحاق، لكنه توبع: أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (105) ، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (598) من طريق ابن أبي حازم، والطبري 25/152 من طريق محمد بن جعفر، ثلاثتهم (ابن طهمان وابن جعفر وابن أبي حازم) عن العلاء، به. واقتصر ابن أبي عاصم في روايته على الشطر الثاني. وقد سلف برقم (7245) النهي عن سب الدهر بغير هذا اللفظ بإسناد صحيح، وانظر بقية طرقه هناك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8093) ، وأبو يعلى (6016) ، والطبري 1/11، وابن حبان (74) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/26 من طريق أنس بن عياض، بهذا الإسناد. وسيأتي الشطر الأول منه برقم (8390) و (9678) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، به - وزاد فيه "عليماً حكيماً، غفوراً رحيماً". وأما قوله: "المراء في القرآن كفر"، فقد سلف برقم (7508) .= الحديث: 7989 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 369 7990 - حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، زَحْزَحَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ بِذَلِكَ سَبْعِينَ خَرِيفًا " (1)   = وللشطر الأول شاهد عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (158) . وعن ابن عباس، سلف برقم (2375) . وعن أبي جهم وعمرو بن العاص وسمرة بن جندب وأبي بن كعب وحذيفة وأم أيوب، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 4/169-170 و204 و5/16 و114 و385 و6/433. وفي القراءة بالأحرف السبعة يرى الإِمامان الطحاوي والطبري وغيرهما من أهل العلم أن القراءة بها كانت في أول الأمر خاصة للضرورة، لاختلاف لغات العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كَثُر الناس والكُتَّاب وارتفعت الضرورة، كانت قراءة واحدة. انظر "شرح مشكل الآثار" للطحاوي 8/108-137، و"جامع البيان " للطبري 1/8-34، و"التمهيد" لابن عبد البر 8/290-294. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي 4/172 عن يونس بن عبد الأعلى، عن أنس بن عياض، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي أيضاً 4/173 من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، به. وسيأتي برقم (8690) من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به. وأخرجه ابن ماجه (1718) عن هشام بن عمار، عن أنس بن عياض، عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وعبد الله بن عبد العزيز الليثي ضعيف.= الحديث: 7990 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 370 7991 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فُلَانٍ - قَالَ سُلَيْمَانُ - " كَانَ يُطِيلُ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ الْأُخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِطِوَالِ الْمُفَصَّلِ " (1)   = وأخرجه الترمذي (1622) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود -وهو محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة-، عن عروة بن الزبير وسليمان بن يسار، عن أبي هريرة. وانظر ما سيأتي برقم (10808) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري بمثل لفظه، سيأتي 3/45، وهو متفق عليه. وبنحوه عن أبي الدرداء، سيأتي 6/443-444. وعن أبي أمامة الباهلي عند الترمذي (1624) . وعن عقبة بن عامر عند النسائي 4/174. قوله: "في سبيل الله"، قال السندي: أي: وهو غازٍ لله، أو المراد به الإِخلاص في الصوم. زُحزِح، أي: بُعِّد. سبعين خريفاً، أي: مسافة سبعين سنة. وانظر "فتح الباري" 6/48. (1) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير= الحديث: 7991 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 371 7992 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. قَالَ: " لَئِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ، فَكَأَنَّمَا (1) تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " (2)   = الضحاك بن عثمان، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وأخرجه النسائي 4/167 من طريق ابن أبي فديك، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/214 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن وعثمان بن مكتل، كلاهما عن الضحاك، به. وسيأتي برقم (8366) و (10882) . وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1510) . (1) كذا الأصول والجادة: لكأنما، لأنه إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2558) ، وابن حبان (451) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (52) من طريق ابن أبي حازم، وابن حبان (450) ، والبغوي (3436) من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (9343) و (10284) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6700) . تُسِفُّهم، قال السندي: أي: تطعمهم. والمَلّ، أي: الرماد الحار. أي: إحسانك إليهم مع إساءتهم إليك، يعود وَبالاً عليهم حتى كأنك في إحسانك إليهم مع إساءتهم إليك أطعمتهم النارَ. الحديث: 7992 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 372 7993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ أَتَى إِلَى الْمَقْبَرَةِ، فَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ الْمَقْبَرَةِ، فَقَالَ: " سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ "، ثُمَّ قَالَ: " وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْنَا بِإِخْوَانِكَ؟ قَالَ: " بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي، وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ " فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ مِنْ أُمَّتِكَ بَعْدُ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا كَانَ لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ خَيْلٍ بُهْمٍ دُهْمٍ، أَلَمْ (1) يَكُنْ يَعْرِفُهَا؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ " ثُمَّ قَالَ: " أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمَّ، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا، سُحْقًا " (2)   (1) في (ظ 3) و (عس) و (ل) : لم. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن ماجه (4306) ، وابن خزيمة (6) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (249) ، وأبو يعلى (6502) ، وابن خزيمة (6) ، وأبو عوانة 1/138، والبيهقي 4/78 من طرق عن العلاء، به. وأتي برقم (8878) و (9292) ، والموضع الأول مختصر بقصة السلام.= الحديث: 7993 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 373 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه بنحوه مسلم (247) ، وأبو عوانة 1/137 من طريقين عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة -دون أوله في قصة السلام على أهل المقبرة. وأخرجه مختصراً ابن أبي شيبة 1/6، ومن طريقه ابن ماجه (4282) ، وابن حبان (1048) عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي مالك الأشجعي، به -بلفظ "تَرِدُون عليَّ غراً محجلين من الوضوء سِيمَا أمتي، ليس لأحد غيرها". وقصة ذَوْد رجال عن الحوض سلفت برقم (7968) من طريق محمد بن زياد الجمحي، عن أبي هريرة. ويشهد لقصة السلام على أهل المقبرة حديث بريدة الأسلمي، سيأتي في مسنده 5/353. وحديث عائشة، سيأتي أيضاً 6/180. وللتحجيل يوم القيامة شاهد من حديث ابن مسعود، سلف برقم (3820) ، وانظر تمام شواهده هناك. وانظر أيضاً حديث أبي هريرة الذي سيأتي برقم (8741) . ولقصة إخوان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاهد من حديث أنس، سيأتي 3/155. قوله: "بل أنتم أصحابي"، قال السندي: ليس نفياً لأُخوَّتهم، ولكن ذكره مزيَّة لهم بالصحبة على الأُخُوَّة، فهم إخوة وصحابة، واللاحقون إخوة فحسب، قال تعالى: (إنَّما المؤمنون إخوة) ، وإخواني، أي: المراد بإخواننا أو الذين لهم إخوة فقط. وأنا فَرَطُهم، أي: أنا أتقدمهم على الحوض أهيِّىءُ لهم ما يحتاجون إليه. وغُرّ: جمع الأغر، وهو الأبيض الوجه. ومحجَّلة: اسم مفعول من التحجيل، والمحجل من الدواب التي قوائمها بيضّ. والبُهْم: السُّود، وكذا الدُّهْم، والثاني تأكيد للأول. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 374 7994 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ، الْمُؤْمِنُ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - يَغَارُ يَغَارُ، وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا " (1) 7995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَرْفَعُ اللهُ بِهِ الدَّرَجَاتِ، وَيَمْحُو بِهِ الْخَطَايَا؟ كَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ " (2) 7996 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 216 عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2761) (38) من طريق محمد بن جعفر، به. وانظر (7210) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7209) . الحديث: 7994 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 375 نَطَحَتْهَا (1) " (2) 7997 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُمِّيِّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ حُمَيْدٍ، قَالَ: قَالَ زِيَادُ بْنُ حُدَيْرٍ: " وَدِدْتُ أَنِّي فِي حَيِّزٍ مِنْ حَدِيدٍ، مَعِي مَا يُصْلِحُنِي، لَا أُكَلِّمُ النَّاسَ وَلَا يُكَلِّمُونِي " (3) 7998 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ (4) نَهَى عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: " لَا يَرُدُّ مِنَ الْقَدَرِ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ (5) مِنَ الْبَخِيلِ " (6)   (1) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: تنطحها. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (7204) . (3) هذا أثر وليس بحديث، وليس له تعلُّق بحديث أبي هريرة أو غيره. وقد أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" ص 370، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 4/197 عن محمد بن سابق، عن مالك بن مِغْول، عن أبي صخرة جامع بن شداد، عن زياد بن حدير. وزاد في آخره: حتى ألقى الله عز وجل. وقد وقع في المطبوع من "الحلية" و"الزهد" عدة تحريفات فيه تصحح من هنا. والحَيزِّ: المكان. وقوله: "ما يصلحني"، قال السندي: من الطعام والشراب، وهو من الإِصلاح. (4) لفظة "أنه" ليست في الأصول، وهي ثابتة في (م) وفي "صحيح مسلم". (5) لفظة "به" سقطت من (م) . (6) إسناده صحيح على شرط مسلم.= الحديث: 7997 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 376 7999 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَنَّهُ قَالَ: " أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ، فَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا فَأَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ " (1) 8000 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ،   = وهو في "صحيحه" (1640) (6) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (7208) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن خزيمة (938) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (395) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، عن شعبة، به. وأخرجه الطيالسي (2559) ، ومسلم (2985) ، وابن ماجه (4202) ، والبيهقي في "الشعب" (6816) من طرق، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6815) ، والبغوي (4136) من طريق سعيد المقبري، والبغوي (4136) من طريق ابن المسيب، كلاهما عن أبي هريرة. وعزاه الحافظ في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 60 للموطأ من رواية ابن وهب وسعيد بن عفير وعبد الرحمن بن القاسم، عن عالك، عن العلاء، به. وسيأتي برقم (8000) و (9619) . وفي الباب عن أبي سعيد بن أبي فضالة، سيأتي 3/466. وعن محمود بن لبيد، سيأتي 5/428. وعن شداد بن أوس عند الطيالسي (1120) . الحديث: 7999 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 377 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ، مَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا فَأَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي، فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ " (1) 8001 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ أَبَا الْقَاسِمِ صَاحِبَ الْحُجْرَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. روح: هو ابن عبادة. وانظر ما قبله. (2) إسناده حسن، من أجل أبي عثمان -وهو التَّبَّان- وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (7343) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/527 عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2529) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (374) ، وأبو داود (4942) ، والترمذي (1924) ، وابن حبان (462) ، والخطيب في "تاريخه" 7/183، والبيهقي 8/161، والبغوي (3450) ، والمزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة أبي عثمان 34/71 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه ابن حبان (466) من طريق سليمان التيمي، وأبو يعلى (6652) ، والحاكم 4/248، والقضاعي في "مسنده" (772) ، والخطيب في "تاريخه" 6/171، والمزي 34/72 من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن منصور. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (283) عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا وهم من جرير، والمحفوظ= الحديث: 8001 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 378 قَالَ شُعْبَةُ: " كَتَبَ بِهِ إِلَيَّ وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ، يَعْنِي مَنْصُورًا " 8002 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (1)   = في الحديت أبو عثمان التبان، وروي عن جرير أيضاً على الصواب ما سلف. وسيأتي برقم (9702) و (9940) و (9945) و (10951) . (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع، ثم هو منقطع، فقد أدخل شهر فيه بينه وبين أبي هريرة عبدَ الرحمن بن غَنْم كما سيأتي في الرواية رقم (8307) ، وأما ما وقع في رواية الدارمي (2840) من تصريح شهر بسماعه من أبي هريرة، فغير صحيح، لأن الذي رواه عن شهر عنده هو عباد بن منصور، وهو ضعيف. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6673) و (6819) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2397) عن حماد بن سلمة، وأبو يعلى (6398) من طريق هشيم، كلاهما عن أبي بشر، به. وأخرجه تامّاً ومقطَّعاً ابن ماجه (3455) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" 10/112 من طريق مطر الوراق، والنسائي في "الكبرى" (6672) ، وأبو يعلى (6400) من طريق خالد الحذاء، وأبو يعلى (6407) من طريق عقبة الأصم الرفاعي، ثلاثتهم عن شهر بن حوشب، به. وأخرجه بشطريه الترمذي (2066) من طريق سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث حسن غريب، وهو من حديث محمد بن عمرو، ولا نعرفه إلا من حديث سعيد بن عامر، عن= الحديث: 8002 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 379 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = محمد بن عمرو. قلنا: إن كان سعيد بن عامر حفظه، ولم يغلط فيه محمد بن عمرو بن علقمة، فهي متابعة حسنة لحديث شهر بن حوشب. وأخرج الشطر الأول منه ابن مردويه -كما في "تفسير بن كثير" 1/136- من طريق أسلم بن سهل، عن القاسم بن عيسى الواسطي، عن طلحة بن عبد الرحمن، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف، طلحة بن عبد الرحمن -وهو القناد المؤدب الواسطي- قال ابن عدي: وله مناكير، وروى عن قتادة أشياء لا يتابع عليها. وسيأتي الحديث برقم (8051) و (8668) و (8681) و (9465) و (10335) و (10354) و (10639) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة. وقد روي عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد الخدري وجابر، سيأتي في "المسند" 3/48. وللحديث شاهد عن بريدة الأسلمي بإسناد صحيح، سيأتي 5/346، وليس فيه أن في العجوة شفاءً من السمِّ. ويشهد لقصة الكمأة حديث سعيد بن زيد، وقد سلف في مسنده برقم (1625) ، وهو متفق عليه. وأما قصة العجوة، فقد أخرج أحمد (1571) والشيخان عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من تصبَّح بسبع تمرات من عجوةٍ، لم يضرَّه ذلك اليوم سمٌّ ولا سحر". والعجوة: نوع من تمر المدينة. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/239: قال الخطابى: كَوْن العجوة تنفع من السم والسحر، إنما هو ببركة دعوة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتمر المدينة، لا لخاصية في التمر. وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المراد نخلاً خاصاً بالمدينة لا يعرف الآن. وانظر تمام كلامه فيه. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 380 8003 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ الطَّحَّانِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَشْرَبُ قَائِمًا، فَقَالَ لَهُ: " قِهِ " قَالَ: لِمَهْ؟ قَالَ: " أَيَسُرُّكَ أَنْ يَشْرَبَ مَعَكَ الْهِرُّ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِنَّهُ قَدْ شَرِبَ مَعَكَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ، الشَّيْطَانُ " (1) 8004 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ، مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَهُ (2) 8005 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُهْلِكُ أُمَّتِي هَذَا الْحَيُّ   (1) أبو زياد الطحان -وهو مولى الحسن بن علي كما جاء في بعض الطرق- لم يرو عنه غير شعبة، وقد حسن القول فيه يحيى بنُ معين فوثقه! وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/373: شيخ صالح الحديث، لكن قال الذهبي في "الميزان" 4/526: لا يعرف، له حديثان في كتاب "غرائب شعبة" للنسائي. قلنا: ويغلب على ظننا أن هذا الحديث أحدهما، فهو غريب تفرد بروايته أبو زياد هذا عن أبي هريرة، والغرابة بيِّنة في متنه. وأخرجه الدارمي (2128) ، والبزار (2896- كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2102) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وتحرف اسم الراوي عن أبي هريرة في "كشف الأستار" إلى: أبي الزّناد! (2) هو مكرر ما قبله. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. الحديث: 8003 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 381 مِنْ قُرَيْشٍ " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو التياح: اسمه يزيد بن حميد الضبعي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي. وأخرجه البخاري (3604) ، ومسلم (2917) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/464 من طريق أبي أسامة، ومسلم (2917) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري بإثر الحديث (3604) عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي. وانظر ما سلف برقم (7871) . قوله: "يهلك أُمتي"، قال الحافظ في "الفتح" 13/10: المراد بالأمة هنا: أهل ذلك العصر ومَن قاربهم، لا جميع الأمة إلى يوم القيامة. وقوله: "هذا الحي من قريش"، المراد بعض قريش، وهم الأحداث منهم لا كلهم، والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله، فتفسد أحوال الناس ويكثر الخبط بتوالي الفتن، وقد وقع الأمر كما أخبر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأما قوله: "لو أن الناس اعتزلوهم" محذوفُ الجواب، وتقديره: لكان أولى بهم، والمراد باعتزالهم أن لا يداخلوهم ولا يقاتلوا معهم، ويَفِرُّوا بدينهم من الفتن، ويحتمل أن يكون "لو" للتمني، فلا يحتاج إلى تقدير جواب. وأما قول الإِمام أحمد بعد الحديث، فقد علق عليه الشيخ أحمد شاكر فقال: لعله كان احتياطاً منه رحمه الله، خشية أن يظن أن اعتزالهم يعني الخروج عليهم، وفي الخروج فساد كبير، بما يتبعه من تفريق الكلمة، وما فيه من شقِّ عصا الطاعة، ولكن الواقع أن المراد بالاعتزال أن يحتاط الإِنسان لدينه، فلا يدخل معهم مداخل الفساد، وَبرْبَأ بدينه من الفتن. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 382 قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَقَالَ أَبِي فِي مَرَضِهِ مَاتَ فِيهِ: " اضْرِبْ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِنَّهُ خِلَافُ الْأَحَادِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي قَوْلَهُ: " اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَاصْبِرُوا " 8006 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، سُئِلَ عَنْ قِرَاءَةِ الْإِمَامِ فِي الصَّلَوَاتِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " فِي كُلِّ الصَّلَوَاتِ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا، أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ " (1) 8007 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَقَالَ: " هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا؟ " قَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ؟ " قَالَ: " فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَواتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو محمد: هو حبيب بن الشهيد الأزدي البصري. وانظر (7503) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى ابن أُكيمة -واسمه عُمارة- وهو ثقة، وقد سلف الكلام عليه عند هذا الحديث برقم (7270) . عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومالك: هو ابن أنس الإِمام.= الحديث: 8006 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 383 8008 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ " (1)   = وهو في "موطأ مالك" 1/86، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (33) ، والبخاري في "الصلاة خلف الإِمام" (95) و (262) ، وأَبو داود (826) ، والترمذي (312) ، والنسائي 2/140، وابن حبان (1849) ، والبيهقي في "السنن" 2/157، وفي "القراءة خلف الإِمام" (317) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 11/23، والبغوي (607) . ولم يذكر البخاري في روايتيه: فانتهى الناس ... الخ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو صالح السمان: هو ذكوان. وهو في "الموطأ" 1/209. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (3293) و (6403) ، ومسلم (2691) ، وابن ماجه (3798) ، والترمذي (3468) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (25) ، وابن حبان (849) ، والبغوي (1272) . قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي الحديث برقم (8873) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وبنحوه برقم (8719) من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن سُمي، وانظر (8012) .= الحديث: 8008 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 384 8009 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " (1) 8010 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " شَرُّ مَا فِي رَجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ، وَجُبْنٌ خَالِعٌ " (2)   = وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6740) . عَدْلَ، قال السندي: بالنصب، وهو بكسر العين بمعنى المِثْل، وقال الفَرَّاء: العَدْل بالفتح: ما عادَلَ الشيء من غير جنسه، والعِدْل بالكسر: المثل، وعلى هذا فالفتح ها هنا أظهر. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/209-210. ومن طريق مالك أخرجه ابن أَبي شيبة 10/290، والبخاري (6405) ، ومسلم (2691) ، وابن ماجه (3812) ، والترمذي (3466) وبإثر الحديث (3468) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (826) ، وابن حبان (829) ، والبغوي (1262) . قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (8873) و (10683) ، وانظر (8835) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد العزيز بن مروان -وهو ابن الحكم، أخو الخليفة عبد الملك، والد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز- موسى بن عُلَيّ -بالتصغير-: هو ابن رباح بن قصير اللخمي.= الحديث: 8009 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 385 8011 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، فَقَالَ: " وَجَبَتْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: " وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (1)   = وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/50 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أَبي شيبة 9/98، وعبد بن حميد (1428) ، وإسحاق بن راهويه (342) من طرق عن موسى بن علي، به. وسيأتي برقم (8263) . قال السندي: قوله "شُحٌّ"، أي: بخل. "هالع": الهَلَعُ: أشدُّ الجزع. "خالع": أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه. (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن عبد الرحمن -ويقال في اسمه أيضاً: عُبيد الله، وهو ابن أَبي ذباب- فقد روى له أَبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وابن حنين: هو عبيد. وهو في "الموطأ" 1/208. ومن طريق مالك أخرجه الترمذي (2897) ، والنسائي في "المجتبى" 2/171، وفي "الكبرى" (1066) و (10538) و (11715) ، والحاكم 1/566. قال الترمذي: هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث مالك بن أنس. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (10919) . وفي فضل (قل هو الله أحد) انظر أيضاً ما سيأتي برقم (9535) . الحديث: 8011 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 386 8012 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، فَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ عِشْرِينَ حَسَنَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ عِشْرِينَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، كُتِبَتْ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً، أَوْ حُطَّ (1) عَنْهُ ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً " (2)   (1) كذا في (ظ3) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: وحط. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أَبي إسحاق، وأَبو سنان: هو ضرار بن مرة، وأَبو صالح الحنفي: هو عبد الرحمن بن قيس. وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة" (840) ، والبزار (3074- كشف الأستار) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/47 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أَبي شيبة 10/428 عن مصعب بن المقدام، والحاكم 1/512 من طريق مالك بن إسماعيل، كلاهما عن إسرائيل، به. وسيأتي برقم (8093) في مسند أَبي هريرة، وفي مسند أَبي سعيد الخدري 3/34. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (576) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أَبية أَبي صالح السمان، عن أَبي هريرة وحده. ومؤمل بن إسماعيل سيىء الحفظ.= الحديث: 8012 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 387 8013 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَعَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ " (1)   = وأخرج النسائي في "اليوم والليلة" (841) ، وابن حبان (836) و (1812) من طريق أَبي حمزة السكري، عن الأعمش، عن أَبي صالح -وهو ذكوان السمان-، عن أَبي هريرة رفعه: "خير الكلام أربع لا تبالي بأيتهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". وسيأتي نحوه في حديث بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 4/36 عن وكيع، عن الأعمش، عن أَبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرج مسلم (2695) ، والترمذي (3597) ، والنسائي في "اليوم والليلة" (835) من طريق أَبي معاوية، عن الأعمش، عن أَبي صالح السمان، عن أَبي هريرة رفعه: "لأن أقول: سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس". ويشهد للفظ حديث أَبي حمزة السكري، عن الأعمش، حديثُ سمرة بن جندب، سيأتي في مسنده 5/10 و12. قوله: "من قِبَل نفسه"، قال السندي: أي: غير حاكٍ عن غيره أو غير قارىء القرآن، فإنه حكاية لقوله تعالى. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. وأخرجه أَبو داود (2677) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد.= الحديث: 8013 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 388 8014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ: " كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (1)   = وأخرجه ابن حبان (134) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به. وسيأتي برقم (9271) و (9889) من طريق محمد بن زياد، وبرقم (9783) من طريق أَبي صالح عن أَبي هريرة. وفي الباب عن أَبي أمامة، سيأتي 5/249 و256. وأخرج البخاري (4557) ، والنسائي في "الكبرى" (11071) ، والطبري 4/44، وابن أَبي حاتم في تفسير آل عمران (1161) ، والحاكم 4/84 من طريق سفيان الثوري، عن ميسرة بن عمار، عن أَبي حازم الأشجعي، عن أَبي هريرة في قوله تعالى: (كنتم خير أُمَّةٍ أخرجت للناس) [آل عمران: 110] ، قال: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإِسلام. واللفظ للبخاري. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري (2576) ، والبيهقي 7/33-34، والبغوي (1608) من طريق إبراهيم بن طهمان، ومسلم (1077) من طريق الربيع بن مسلم، كلاهما عن محمد بن زياد، بهذا الإسناد. وله شاهد من حديث معاوية بن حيدة، سيأتي 5/5. وسيأتي برقم (8050) و (8465) و (9264) و (10376) ، وانظر أيضاً ما سيأتي برقم (8714) ، وما سلف برقم (7758) .= الحديث: 8014 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 389 8015 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ رِجَالٌ رَغْبَةً عَنْهَا، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " (1) 8016 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَدْخُلُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ " فَقَالَ رَجُلٌ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فقال: " اللهُمْ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ " ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (2) .   = قوله: "كلوا"، قال السندي: أي: للحاضرين من غير أهل بيته. ولم يأكل: لحرمة الصدقة عليه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه بنحوه أبو يعلى (5868) من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (9237) من طريق حماد عن محمد بن زياد وحده، وبرقبم (9993) و (9994) من طريق حماد عن محمد بن زياد وعمار بن أبي عمار عن أَبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7865) . وفي الباب عن سفيان بن زهير، سيرد 5/219-220. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (216) (367) ، وابن منده في "الإِيمان" (975) من طريق= الحديث: 8015 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 390 *8017 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَخُو حَجَّاجٍ الْأَنْمَاطِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ مِثْلَهُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (1) 8018 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخُطْبَةُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ، كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ " (2)   = الربيع بن مسلم، وابن منده (974) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عن محمد بن زياد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9883) من طريق شعبة عن محمد بن زياد، وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (8017) و (8614) و (8707) و (9202) و (10122) و (10524) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2448) . وعن ابن مسعود، سلف برقم (3806) . وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/436. وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/335. (1) إسناداه قويان، رجالهما ثقات رجال الشيخين غير عاصم بن كليب بن شهاب وأبية كليب، الأول من رجال مسلم والثاني من رجال أصحاب السنن الأربعة، وهما صدوقان. وانظر ما قبله. (2) إسناده قوي كسابقه. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/43 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد.= الحديث: 8017 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 391 8019 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ " (1) 8020 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ (2) مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا -،   = وأخرجه إسحاق بن راهويه (265) ، والبخاري في "التاريخ" 7/229، وأبو داود (4841) ، وابن حبان (2796) و (2797) من طريق عبد الواحد بن زياد، به. وأخرجه الترمذي (1106) من طريق محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، به. وقال: حسن صحيح غريب. وكلمة "صحيح" لم ترد عند المزي في "تحفة الأشراف" 10/299. وسيأتي الحديث برقم (8518) . وانظر (8712) . واليد الجذماء: المقطوعة التي لا فائدة فيها لصاحبها، أو التي بها جُذام. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع ابن مسلم -وهو الجمحي- فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، ومحمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. وأخرجه أَبو نعيم في "الحلية" 9/22 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإسناد. وانظر (7504) . (2) كذا في (ظ) و (ل) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: بعينه. الحديث: 8019 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 392 فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ، خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَ بِهَا مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ -، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ " (1) 8021 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عِنْدَ (2) الْمَكَارِهِ - قَالَ إِسْحَاقُ: فِي الْمَكَارِهِ -، وَكَثْرَةُ الْخُطَى إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أَبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو في "الموطأ" 1/32. ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (718) ، ومسلم (244) ، والترمذي (2) ، وابن خزيمة (4) ، والطبري 6/138-139، وأبو عوانة 1/246، والطحاوي 1/37، وابن حبان (1040) ، والبيهقي 1/81، والبغوي (150) . وأخرجه عبد الرزاق (155) عن إبراهيم بن محمد، عن سهيل بن أَبي صالح، به. وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (415) . وعن عمرو بن عبسة، سيأتي 4/112. وعن أبي عبد الله الصُّنابحي، سيأتي 4/348. وعن أبي أمامة، سيأتي أيضاً 5/263. (2) في (م) : على. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسحاق: هو ابن عيسى ابن الطباع.= الحديث: 8021 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 393 8022 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ، لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " (1) 8023 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عُبَيْدٍ، مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رُبَّ يَمِينٍ لَا تَصْعَدُ إِلَى اللهِ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ، فَرَأَيْتُ فِيهَا النَّخَّاسِينَ بَعْدُ " (2) 8024 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا   = وأخرجه أبو عوانة 1/231 من طريق إسحاق بن عيسى، بهذا الإسناد. وقد سلف من طريق مالك أيضاً برقم (7729) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7226) . (2) إسناده ضعيف لضعف عاصم -وهو ابن عبيد الله بن عاصم-، وعبيد مولى أَبي رهم ليس بذاك المعروف، سلفت ترجمته عند الحديث رقم (7356) . سفيان: هو الثوري. وهذا الحديث تفرد الإِمام أحمد بإخراجه في "المسند". والنَّخَّاس: بيَّاع الدوابِّ والرقيق. الحديث: 8022 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 394 هُنَا؟ فَوَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكُوعُكُمْ، إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي " (1) 8025 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ لُدَيْنٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ يَوْمَ (2) الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِيدٍ، فَلَا تَجْعَلُوا يَوْمَ عِيدِكُمْ يَوْمَ صِيَامِكُمْ، إِلَّا أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/167. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (418) و (741) ، ومسلم (423) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/73. وسيأتي برقم (8877) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وروي أيضاً من طريق سفيان بن عيينة عن أَبي الزناد، سلف برقم (7333) ، وسيأتي برقم (8771) . وانظر ما سلف برقم (7199) . (2) في (م) وبعض النسخ: إن يوم. (3) إسناده حسن. أبو بشر: هو مؤذن مسجد دمشق، معروف بكنيته، له ترجمة في "التهذيب"، وعامر بن لُدين الأشعري له ترجمة في "التعجيل" ص 206، وحديثهما من باب الحَسَن. وأخرجه الحاكم 1/437 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، إلا أن أبا بشر هذا لم أقف على اسمه وليس ببيان بن بشر ولا بجعفر بن أَبي وحشية والله أعلم. فقال الذهبي لذلك في "تلخيصه" عن أبي بشر: مجهول! كذا قالا، مع أنه معروف من أهل الشام، فقد جاء تعيينه في بعض طرق الحديث.= الحديث: 8025 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 395 8026 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ " قِيلَ: أَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ قَالَ: " شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ " (1)   = وأخرجه ابن خزيمة (2161) من طريق عبد الله بن هاشم، عن عبد الرحمن ابن مهدي، به. وأخرجه البخاري في الكنى من "تاريخه" 9/15 من طريق عبد الله بن صالح، وابن خزيمة (2166) ، والحاكم 1/437 من طريق زيد بن الحباب، كلاهما عن معاوية بن صالح، به. وسيأتي برقم (10890) وأخرجه البزار (1069- كشف الأستار) من طريق أسد بن موسى، عن معاوية ابن صالح، عن أبي بشر مؤذن دمشق، عن عامر بن لُدين الأشعري قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. قال البزار: لا نعلم أسند عامرُ بن لدين إلا هذا. قال الحافظ في "الإِصابة" في ترجمة عامر بن لُدين 5/175: وهو خطأ نشأ عن سقط، وإنما رواه معاوية بن صالح بهذا السند عن عامر عن أبي هريرة قال: سمعت. قلنا: وأصل الحديث في "الصحيحين" من طريق أبي صالح، عن أَبي هريرة، قال: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يصومن أحدُكم يوم الجمعة، إلا يوماً قبله أو بعده". وسيأتي بهذا اللفظ برقم (10424) . وسيأتي بنحوه من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (8772) و (9127) و (9284) و (9467) ، وانظر ما سلف برقم (7388) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة، وحميد بن= الحديث: 8026 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 396 8027 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حَزَنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ مِنْ خَطَايَاهُ " (1)   = عبد الرحمن: هو الحِمْيري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2906) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1163) (203) ، والنسائي (2905) ، وأبو يعلى (6395) ، وابن خزيمة (1134) و (2076) ، والبيهقي 4/291 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، به. واقتصر النسائي في حديثه على قصة الصيام. وأخرج قصة الصلاة فقط أبو يعلى (6392) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن عمير، به. وسيأتي برقم (8358) و (8507) و (8534) و (10915) . وفي الباب عن جندب بن عبد الله البجلي عند البيهقي 4/291. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي مكرراً في مسند أبي سعيد الخدري 3/48. وأخرجه عبد بن حميد (961) عن موسى بن مسعود، عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8424) عن أبي عامر، عن زهير بن محمد، به. وأخرجه مسلم (2573) ، والبيهقي 3/373 من طريق الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، به.= الحديث: 8027 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 397 8028 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ - قَالَ مُؤَمَّلٌ: الْخُرَاسَانِيُّ -، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِطُ " وَقَالَ (1) مُؤَمَّلٌ: " مَنْ يُخَالِلُ " (2)   = وسيأتي في مسند أبي سعيد 3/4 و24 و61 و81 من طريقين آخرين عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد وحده. وسيأتي أيضاً بنحوه في مسنده 3/38 من طريق سليمان بن أَبي ذئب، عن يزيد بن محمد القرشي، عن أبي سعيد وحده. وانظر ما سلف برقم (7386) . قال السندي: الوَصَب: المرض، والنَّصَب: التعب. وقوله: "حتى الشوكة"، قال الحافظ في "الفتح" 10/105: جَوَّزوا فيه الحركات الثلاث، فالجر بمعنى الغاية، أي: حتى ينتهي إلى الشوكة، أو عطفاً على لفظ "مصيبة"، والنَّصب بتقدير عاملٍ، أي: حتى وجدانه الشوكة، والرفع عطفاً على الضمير في "تصيب"، وقال القرطبي: قيده المحققون بالرفع والنصب، فالرفع على الابتداء ولا يجوز على المحل. كذا قال، ووجَّهه غيره بأنه يسوغ على تقدير أن "مِن" زائدة. (1) في (ظ 3) و (ل) و (عس) : أو قال، وضبب على لفظة "أو" في (عس) . (2) إسناده جيد، موسى بن وردان صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير مؤمَّل بن إسماعيل، وهو سيىء الحفظ، لكنه مُتابَع بعبد الرحمن بن مهدي. وأخرجه الطيالسي (2573) ، ومن طريقه عبد بن حميد (1431) ، وأبو داود (4833) ، والترمذي (2378) ، وأخرجه إسحاق بن راهويه (351) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما (الطيالسي والوليد) عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد. قال= الحديث: 8028 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 398 8029 - حَدَّثَنَا مُؤَمِّلٌ وعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟ "، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا، يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ. قَالَ: " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، فَيُقْعَدُ، فَيَقُصُّ (1) هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " (2)   = الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وسياقي برقم (8417) عن أبي عامر العقدي، عن زهير، وقال فيه: "من يخالل" كما قال مؤمل في حديثه. وأخرجه الحاكم 4/171 من طريق صدقة بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وقال: صحيح إن شاء الله تعالى، فتعقبه الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 181 بقوله: كلا، فصدقة ضعيف، وشيخه مجهول. (1) كذا في (ظ 3) و (عس) وهوامش بعض النسخ الأخرى، وفي (م) وبقية النسخ: فيقتص. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، ومؤمَّل -وإن كان سيىء الحفظ- مُتابَعٌ. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرقة. وأخرجه الترمذي (2418) ، وابن حبان (4411) و (7359) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح.= الحديث: 8029 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 399 8030 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ " (1)   = وسيأتي برقم (8414) و (8842) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، وبنحوه من طريق المقبري عن أبي هريرة (9615) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الترمذي (2195) ، والفريابي في "صفة المنافق" (101) ، وأبو عوانة 1/50، وابن حبان (6704) ، والذهبي في "السير" 11/24 من طريق عبد العزيز ابن محمد الدراوردي، والفريابي (103) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، وابن أبي عاصم في "الزهد" (218) من طريق عبد العزيز بن محمد وعبد العزيز بن أبي حازم، والآجرّي في "الشريعة" ص 44-45 من طريق معمر، ثلاثتهم عن العلاء ابن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8848) و (10772) ، وانظر (9073) . وفي الباب عن سعيد بن زيد، سلف برقم (1647) . وعن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/408. وعن أبي أمامة عند ابن ماجه (3954) ، والفريابي في "صفة المنافق" (106) ، والآجريّ في "الشريعة" ص 44. وإسناده ضعيف. وعن أنس عند ابن أبي شيبة 11/39 و15/43، والترمذي (2197) ، والفريابي في "صفة المنافق" (104) ، والحاكم 4/438-439. قوله: "بادروا بالأعمال فتناً"، قال السندي: أي: اعملوا قبل مجيء فتنٍ هي كقطع الليل المظلم في الظلمة.= الحديث: 8030 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 400 8031 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ، حَدَّثَنِي مَهْدِيٌّ الْمُحَارِبِيُّ (1) ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي بَيْتِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ؟ فَقَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ "، " (2)   = والعَرَض: المتاع. (1) لفظة "المحاربي" استدركناها من (ظ 3) و (عس) و (ل) ، ولم ترد في (م) وبقية النسخ. (2) إسناده ضعيف، لجهالة مهدي المحاربي -وهو ابن حرب الهجري-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو تساهل منه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2831) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. أخرجه أبو داود (2440) ، والنسائي (2830) ، والبيهقي 4/284 و5/117 من طريق سليمان بن حرب، وابن خزيمة (2101) ، والبيهقي 4/284 من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن حوشب بن عقيل، به. وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 7/424-425 من طريق سليمان بن حرب، عن حوشب بن عقيل، به. وأخرجه البيهقي 5/117 من طريق الحارث بن عبيد، عن حوشب بن عقيل، عن مهدي الهجري، عن عكرمة، عن ابن عباس. وقال: كذا قال الحارث بن عبيد، والمحفوظ عن عكرمة، عن أبي هريرة. قلنا. والحارث بن عبيد -وهو الإِيادي- فيه لين. وسيأتي الحديث برقم (9760) عن وكيع، عن حوشب، به. قلنا: لم يثبت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نهى عن صيام هذا اليوم= الحديث: 8031 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 401 وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مَرَّةً (1) : عَنْ مَهْدِيٍّ الْعَبْديِّ " 8032 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو الْهَجَرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَمْ يَخْبُثِ الطَّعَامُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا " (2)   = بعرفات نصاً، لكن ثبت أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يصمه، فقد أخرج البخاري (1658) ، ومسلم (1123) (11) عن أم الفضل قالت: شكَّ الناسُ يوم عرفة في صوم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبعثتُ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشراب فشربه. واللفظ للبخاري، وسيأتي بنحوه في مسند أم الفضل 6/340. وأخرج البخاري أيضاً (1989) عن ميمونة قالت: إن الناس شكُّوا في صيام النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم عرفة، فأرسلتُ إليه بحِلابٍ وهو واقف في الموقف، فشرب منه، والناس ينظرون. وسلف في مسند ابن عباس برقم (2946) و (3239) أنه دعا أخاه الفضلَ أو عبيد الله يوم عرفة إلى طعامٍ، فقال: إني صائم. فقال عبد الله بن عباس: لا تصم، فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرِّب إليه حِلابٌ فشرب منه هذا اليوم، وإن الناس يستنُّون بكم. وقد ثبت عن أمير المؤمنين عمر وابنه عبد الله أنهما نهيا عن صيامه، انظر "السنن الكبرى" للنسائي (2823) و (2824) . وانظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (5080) . (1) لفظة "مرة" استدركناها من (ظ 3) و (عس) . (2) صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، خلاس بن عمرو لم يسمع من أَبي هريرة شيئاً، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. عوف: هو ابن= الحديث: 8032 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 402 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أَبي جميلة. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (115) عن معتمر بن سليمان، عن عوف بن أَبي جميلة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم، 4/175 من طريق روح بن عباده، عن عوف بن أَبي جميلة، عن محمد بن سيرين، عن أَبي هريرة. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وسيأتي من طريق همام بن منبه، عن أَبي هريرة برقم (8170) ، ومن طريق أَبي يونس سليم بن جبير، عن أَبي هريرة برقم (8591) . قوله: "لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم"، قال الحافظ في "الفتح" 6/367 و368: أي: ينتن، والخَنْز: التغيُّر والنتن، قيل: أصله أن بني إسرائيل ادَّخروا لحم السَّلْوى وكانوا نُهُوا عن ذلك فعوقبوا بذلك، حكاه القرطبي وذكره غيره عن قتادة. وقال بعضهم: معناه: لولا أن بني إسرائيل سَنُّوا ادخار اللحم حتى أنتن لما ادُّخِر فلم ينتن. وقوله: "لم تخن أنثى زوجها" فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها: أنها قبلت ما زيَّن لها إبليس حتى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونَزْع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المرادُ بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة، وحسَّنت ذلك لآدم، عدَّ ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها، وقريب من هذا حديث "جَحَدَ آدمُ فجحدت ذريتُه"، وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهنَّ الكبرى، وأن ذلك من طبعهن فلا يُفرِط في لوم من وقع منها شيء من غير قصد إليه، أو على سبيل النُّدور، وينبغي لهن أن لا يتمكَّنَّ بهذا في الاسترسال في هذا النوع، بل يضبطن أنفسهن، ويجاهدن هواهن، والله المستعان. انتهى كلام الحافظ. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 403 8033 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ظَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ حِبِّي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فَسَادَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ " (1) 8034 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَرَأَ النَّجْمَ، فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، إِلَّا رَجُلَيْنِ أَرَادَا الشُّهْرَةَ " (2)   (1) حديث صحيح، وقد سلف برقم (7871) عن زيد بن الحباب عن سفيان الثوري فقال فيه: مالك بن ظالم، وهو الصواب، وأما قول عبد الرحمن بن مهدي: عبد الله بن ظالم، قد وهَّمه فيه أبو زرعة في كتابه "الضعفاء" 2/326 - 327، لكن تابع عبدَ الرحمن على ذلك يحيى بن سعيد القطان عند الحاكم، فقد يكون الوهم فيه من غير عبد الرحمن، والله تعالى أعلم، وحكى الحاكم عن عمرو بن علي الفلاس أنه قال: الصحيح مالك بن ظالم. وأخرجه الحاكم 4/527 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أَبية، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/309 عن ابن أَبي شيبة، عن ابن مهدي، به. وقال فيه: ابن ظالم، ولم يسمِّه. وأخرجه الحاكم أيضاً 4/527 من طريق يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري، به. (2) إسناده قوي، الحارث -وهو ابن عبد الرحمن القرشي العامري خال ابن أَبي ذئب- صدوق من رجال أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.= الحديث: 8033 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 404 8035 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلْقَمَةَ يَعْنِي الْفَرْوِيَّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا، فَلَا تَشْهَدَنَّ عِشَاءَ الْآخِرَةِ " (1)   = أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي، وابن أَبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن المغيرة. وأخرجه الطحاوي 1/353 من طريق أَبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقرن بأبى عامر بشرَ بنَ عمر الزهراني. وللحارث بن عبد الرحمن فيه شيخ آخر، هو أَبو سلمة بن عبد الرحمن، سيأتي من طريقه برقم (9712) . وأخرجه الطحاوي 1/353 من طريق محمد بن كثير، عن مخلد بن حسين، عن هشام ابن حسان، عن ابن سيرين، عن أَبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ "والنجم" فسجد وسجد معه من حضره من الجن والإِنس والشجر. وإسناده ضعيف من أجل محمد بن كثير: وهو المصيصي. وفي الباب عن ابن مسعود، سلف في مسنده برقم (3682) ، وذُكِرت له شواهد أخرى هناك. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أَبي علقمة الفروي -وهو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أَبي فروة- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. يزيد بن خُصيفة: هو يزيد بن عبد الله بن خصيفة. وأخرجه مسلم (444) (143) ، وأَبو داود (4175) ، والنسائي 8/154 و190، وأبو عوانة 2/17، والبيهقي في "السنن" 3/333، وفي "المعرفة" (5995) ، والبغوي (861) من طريق يحيى بن يحيى، عن أَبي علقمة الفروي، بهذا الإسناد.= الحديث: 8035 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 405 8036 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ " (1) 8037 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أُثَالٍ أَوْ أُثَالَةَ أَسْلَمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبُوا بِهِ إِلَى حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ، فَمُرُوهُ أَنْ يَغْتَسِلَ " (2) 8038 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ يَعْنِي   = وقد خالف يزيدَ بنَ خصيفة بُكيرُ بنُ عبد الله بن الأشج وغيره فرووه عن بسر بن سعيد، عن زينب الثقفية امرأة ابن مسعود قالت: قال رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا شهدت إحداكنَّ صلاة العشاء، فلا تَمسَّ طِيباً"، وسيأتي تخريح هذه الطريق إن شاء الله تعالى في مسندها 6/363. وانظر ما سلف برقم (7356) . قوله: "فلا تشهدنَّ"، قال السندي: أي: مع الإِمام، والمراد: أنها لا تخرج بالليل متطيبة. (1) إسناده ضعيف، وهو مكرر (7956) . (2) حديث قوي، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر -وهو ابن حفص بن عاصم العمري-، وقد تابعه على نحو هذا عبيدُ الله بن عمر أخوه، سلف تخريجه عند الحديث رقم (7361) . الحديث: 8036 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 406 ابْنَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُرْسِلَ عَلَى أَيُّوبَ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُهُ (1) ، فَقَالَ: أَلَمْ أُغْنِكَ يَا أَيُّوبُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَنْ يَشْبَعُ مِنْ رَحْمَتِكَ أَوْ - قَالَ: - مِنْ فَضْلِكَ " (2) 8039 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَتْ شَجَرَةٌ تُؤْذِي أَهْلَ الطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ فَنَحَّاهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَأُدْخِلَ بِهَا الْجَنَّةَ " (3)   (1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: يلتقط. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين عدا أَبي داود -وهو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي- فمن رجال مسلم. همام: هو ابن يحيى العوذي، وقتادة: هو ابن دِعامة. وهو في "مسند الطيالسي" برقم (2455) . وأخرجه الحاكم 2/582 من طريق عمرو بن مرزوق، عن همام بن يحيى العوذي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8568) و (10353) و (10638) . وانظر ما سلف برقم (7309) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أَبي كامل -وهو مظفر بن مُدرِك- فقد روى له النسائي وأَبو داود في "التفرد"، وهو ثقة. حماد: هو ابن سلمة، وثابت: هو ابن أسلم البناني، وأَبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه مسلم ص 2021 (130) من طريق بهز بن أسد العمي، وأَبو يعلى (6424) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث برقم (8520) و (9379) ، وانظر ما سلف برقم (7847) . الحديث: 8039 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 407 8040 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ قَالَ لِأَهْلِهِ: انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ يُحْرِقُوهُ حَتَّى يَدَعُوهُ حُمَمًا، ثُمَّ اطْحَنُوهُ، ثُمَّ اذْرُوهُ فِي يَوْمٍ راحٍ (1) . فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللهِ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: أَيْ رَبِّ مِنْ مَخَافَتِكَ. قَالَ: فَغُفِرَ لَهُ بِهَا، وَلَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ " (2)   (1) كذا في (ظ3) و (عس) وهامش (ل) ، وفي (م) وباقي النسخ: رِيحٍ. (2) للحديث إسنادان: أولهما: عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أَبي رافع الصائغ، عن أَبي هريرة، وهذا إسناد متصل صحيح. وثانيهما: عن حماد بن سلمة، عن غير واحدٍ، عن الحسن وابن سيرين مرسلاً، وهو ضعيف لإِرساله ولجهالة الذين روى عنهم حماد بن سلمة. وسلف حديث أبي هريرة بالإِسناد المتصل في مسند ابن مسعود برقم (3786) . ولم نجد من خرجه من هذا الطريق سوى المصنف. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7647) . حُمماً، أي: فحماً. واذروه: من ذَرَا يذرو، أي: فَرِّقوني وانثروني. وبوم راحٍ، أي: ذو ريحٍ. الحديث: 8040 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 408 8041 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذِهِ ضِجْعَةٌ لَا يُحِبُّهَا اللهُ " (1) 8042 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ: عَمْرٌو وَهِشَامٌ " (3)   (1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات. وانظر (7862) . (2) قوله: "عن أَبي سلمة" سقط من (م) . (3) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 4/191، عن عمرو بن عاصم الكلابى، والطبراني في "الكبير" 22/ (461) ، والحاكم 3/240 من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! وتصحف فيه محمد بن عمرو إلى: محمد بن عمر. وسيأتي برقم (8338) و (8641) و (8642) . وفي الباب عن أَبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمه عند ابن سعد 4/192، وفيه عمرو بن حكام بن أَبي الوضاح شيخ ابن سعد، وهو ضعيف. وسيأتي في "المسند" 4/155 من حديث عقبة بن عامر رفعه: "أسلَمَ الناس وآمن عمرو بن العاص"، وفي سنده مقال يأتي في موضعه. الحديث: 8041 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 409 8043 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ - قَالَ أَبُو النَّضْرِ: سَعْدٌ أَبُو مُجَاهِدٍ -، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُدِلَّةِ، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا إِذَا رَأَيْنَاكَ رَقَّتْ قُلُوبُنَا وَكُنَّا مِنْ أَهْلِ الْآخِرَةِ، وَإِذَا فَارَقْنَاكَ أَعْجَبَتْنَا الدُّنْيَا، وَشَمَمْنَا النِّسَاءَ وَالْأَوْلَادَ قَالَ: " لَوْ تَكُونُونَ - أَوْ قَالَ: لَوْ أَنَّكُمْ تَكُونُونَ - عَلَى كُلِّ حَالٍ عَلَى الْحَالِ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا عِنْدِي، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَكُفِّهِمْ، وَلَزَارَتْكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَجَاءَ اللهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ كَيْ يَغْفِرَ لَهُمْ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، حَدِّثْنَا عَنِ الْجَنَّةِ، مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: " لَبِنَةُ ذَهَبٍ وَلَبِنَةُ فِضَّةٍ، وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَنْعَمُ وَلَا يَبْأَسُ، وَيَخْلُدُ وَلَا (1) يَمُوتُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ " " ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاوَاتِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " (2)   (1) لفظة "لا" كذا في (ظ 3) و (عس) في الموضعين دون واو، وفي (م) وبقية النسخ: ولا. (2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وأبو المدلَّة مولى عائشة أم المؤمنين لم يرو عنه غير سعد الطائي -وذكره ابن حبان في "الثقات" وسماه عبيد الله بن عبد الله،= الحديث: 8043 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 410 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقال علي ابن المديني- فيما نقله الحافظ في "التهذيب". أبومدلة مولى عائشة لا يُعرف اسمُه، مجهولٌ، لم يرو عنه غير أبي مجاهد الطائي. وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يُعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أبو كامل هو مظفر بن مدرك الخراساني، وأَبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وزهير: هو ابن معاوية الجعفي. وأخرجه عبد بن حميد (1420) عن سليمان بن داود الطيالسي، وابن حبان (7387) من طريق فرج بن رواحة، كلاهما عن زهير بن معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1075) قال: أخبرنا حمزة الزيات، عن سعد الطائي، حدثهُ رجل، عن أَبي هريرة. وأخرجه الترمذي (2526) من طريق محمد بن فضيل، عن حمزة الزيات، عن زياد الطائي، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل. قلنا: كذا وقع في رواية محمد بن فضيل عن حمزة الزيات: زياد الطائي، وفي رواية غيره عنه: سعد الطائي، وهو أصح، ثم هو منقطع كما أشار إليه الترمذي، فالواسطة بين أبي هريرة وبين سعد الطائي أبو مدلة، كما في رواية "المسند". وأخرجه دون قوله: "ثلاثة لا ترد دعوتهم ... إلخ" الطيالسي (2583) ، والبيهقي في "البعث" (258) عن زهير بن معاوية، به. وأخرجه كذلك الحميدي (1150) عن سفيان، عن سعد الطائي، به. وأخرجه بلفظ: "لو أنكم لا تخطئون لأتى الله بقوم يخطئون يغفر لهم" الحاكم 4/246 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج بن السمح، عن ابن حجيرة، عن أَبي هريرة. وأخرجه بلفظ: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم" مسلم (2749) من طريق يزيد بن الأصم، عن= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 411 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبي هريرة. وأخرج صفة الجنة منه دون قوله: "من يدخلها ينعم ... إلخ" أبو نعيم في "صفة الجنة" (136) من طريق أَبي داود، عن زهير، به. وأخرج منها قوله. "من يدخلها ينعم ... إلخ" أبو نعيم (100) من طريق أَبي داود عن زهير به. وأخرج قوله: "ثلاثة لا ترد دعوتهم ... إلخ" الطيالسي (2584) ، وابن حبان (3428) ، والطبراني في "الدعاء" (1315) ، والبيهقي في "السنن" 3/354 و8/162 و10/88 من طرق عن زهير به. وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/294 من طريق قران بن تمام، عن عمرو الملائي، عن سعد الطائي، به. وأخرجه الطبراني (1316) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وأخرج قوله: "دعوة المظلوم تحمل على الغمام ... إلخ" ابن حبان (874) من طريق فرج بن رواحة، عن زهير، به. وصفة الجنة من الحديث ستأتي برقم (9744) من طريق سعدان الجهني، عن سعد الطائي. وانظر (8747) . وقوله: "من يدخلها ينعم لا يبؤس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفني شبابه" سيأتي نحوه برقم (8827) من طريق أبي رافع عن أَبي هريرة. وقصة الثلاثة الذين لا ترد دعوتهم ستأتي تامة برقم (9743) ، ومقطعة: "الإِمام العادل لا ترد دعوته" برقم (9725) ، و"الصائم لا ترد دعوته" برقم (10183) عن وكيع، عن سعدان الجهني، عن سعد، عن أَبي المدلة، عن أَبي هريرة. وفي دعوة المظلوم انظر ما سلف برقم (7510) . ويشهد لقوله: "لو أنكم تكونون على كل حال ... " حديث أنس، سيأتي 3/175، وحديث حنظلة الكاتب، سيأتي 4/178.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 412 8044 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ - قُلْتُ لِزُهَيْرٍ: أَهُوَ أَبُو الْمُجَاهِدِ؟ قَالَ: نَعَمْ - قَدْ حَدَّثَنِي أَبُو الْمُدِلَّةِ، مَوْلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 8045 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَتَيْتُكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَدْخُلَ عَلَيْكَ الْبَيْتَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فِي الْبَيْتِ تِمْثَالُ رَجُلٍ، وَكَانَ فِي الْبَيْتِ قِرَامُ سِتْرٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ الَّذِي فِي بَابِ الْبَيْتِ (2)   = ويشهد لقوله: "لو لم تذنبوا ... " حديث ابن عباس سلف برقم (2623) ، وحديث أبي أيوب عند مسلم (2748) . ويسهد لقوله: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة" حديث أَبي سعيد الخدري عند البيهقي في "البعث" (261) ، وأبي نعيم في "الحلية" 6/204. ولقوله: "دعوة المظلوم ... " حديث ابن عباس سلف برقم (2071) ، وحديث أنس سيأتي 13/53، وحديث ابن عمر عند الحاكم 1/29. المِلاط، قال السندي: بكسر الميم، الجصُّ ونحوه مما يتصل به اللَّبنات. والأَذْفَر، أي: طيِّب الريح، والذَّفَر -بفتحتين- يقع على الطيِّب والكريه، ويتميز بالمضاف إليه والموصوف. (1) صحيح بطرقه وشواهده. وانظر ما قبله. (2) قوله: "الذي في باب البيت" ليس في (م) ، وأثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ظ1) و (ق) ، وفي (ل) و (س) و (ص) بإسقاط لفظ "باب" منه. الحديث: 8044 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 413 يُقْطَعْ، فَيُصَيَّرَ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ، وَمُرْ بِالسِّتْرِ يُقْطَعْ، فَيُجْعَلَ مِنْهُ وِسَادَتَانِ مُنْتَبِذَتَيْنِ (1) تُوطَآَنِ، وَمُرْ بِالْكَلْبِ يُخْرَجُ ". فَفَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا الْكَلْبُ جَرْوٌ كَانَ لِلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ (2)   (1) كلمة "منتبذتين" سقطت من (م) ، ووقع فيها: وسادتان. (2) صحيح دون قصة تمثال الرجل، فقد تفرد بها يونس بن أَبي إسحاق، وقد قال عنه الإِمام أحمد بن حنبل: في حديثه زيادة على حديث الناس، وقال أبو أحمد الحاكم. ربما وهم في روايته. قلنا: ويونس قد حسَّن حالَه غيرُ واحد من أهل العلم، وهو عندنا حسن الحديث إذا لم يأت بما يُنْكر وُيستغرب. أبو قطن: هو عمرو بن الهيثم بن قطن. وأخرجه أبو داود (4158) ، والترمذي (2806) ، والطحاوي 4/287، وابن حبان (5854) ، والبيهقي 7/270 من طرق عن يونس بن أَبي إسحاق، بهذا الإسناد -وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (10193) عن وكيع، عن يونس بن أبي إسحاق، ومختصراً بنحوه برقم (8079) و (9063) من طريق أَبي إسحاق، عن مجاهد. ويشهد له دون قصة تمثال الرجل حديث أسامة بن زيد، سيأتي في مسنده 5/203. وحديث عائشة، سيأتي 6/36 و142-143. وحديث ميمونة، سيأتي 6/330. قرام ستر، قال السندي: بكسر القاف، الثوب الملوَّن الرقيق، أي: قِرَام جُعِل ستراً. مُنْتَبَذتين، أي: مطروحتين، أي: من شأنهما أن تطرحا، فتصير الصور فيهما ممتهنة. وقال الخطابى: يريد لطيفتين، وسُمِّيتا منتبذتين لأنهما لخفتهما تنبذان وتطرحان. والنَّضَد، قال ابن الأثير في "النهاية": هو بالتحريك: السرير الذي تُنضد عليه= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 414 8046 - قَالَ: " وَمَا زَالَ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ - أَوْ رَأَيْتُ (1) - أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ (2) " 8047 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي (3) الْمَلَائِكَةَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا " (4)   = الثياب، أي: يُجْعَل بعضُها فوق بعض. (1) في (ظ 3) و (عس) : أو رُئيتُ. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 240 من طريق أبي عباد يحيى بن عباد، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 37، وأبو نعيم في "الحلية" 3/306 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن يونس بن أَبي إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9746) . وانظر التعليق على حديث عبد الله بن عمرو رقم (6496) . وسلف برقم (7522) من طريق داود بن فراهيج، عن أَبي هريرة. (3) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: ليباهي. (4) صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه ابن سنجر في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 240، وابن خزيمة (2839) ، وابن حبان (3852) ، وأبو نعيم في "الحلية"= الحديث: 8046 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 415 8048 - حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ " (1) 8049 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ   = 3/305-306، والحاكم 1/465، والبيهقي 5/58 من طرق عن يونس بن أَبي إسحاق، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ووافقة الذهبي!! قلنا: لم يخرج البخاري ليونس شيئاً. وقال أبو نعيم عقبه: هذا حديث صحيح من حديث سعيد بن المسيب عن عائشة، غريب من حديث مجاهد عن أَبي هريرة، ولا أعلم له راوياً إلا يونس بن أَبي إسحاق. قلنا: أما حديث سعيد بن المسيب عن عائشة، فقد أخرجه مسلم (1348) من طريق مخرمة بن بكير، عن أَبية، عن يونس بن يوسف، عن سعيد، به نحوه. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (7089) . الشُّعث: جمع أشعث، وهو المغبرُّ الرأس، متفرِّق الشعر. والغُبْر: جمع أغبر، وهو ظاهر. (1) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه أبو داود (3870) ، والترمذي (2045) ، والحاكم 4/410، والبيهقي في "السنن" 10/5، وفي "الشعب" (5622) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9756) و (10194) . وفي الباب عن عبد الله بن مغفل موقوفاً عند ابن أَبي شيبة 8/5. والدواء الخبيث فُسِّر في بعض روايات الحديث بأنه السمُّ، وفَسَّره الحاكم بأنه الخمر، والظاهر أنه يعمُّ كل خبيث، من سمٍّ أو خمر أو غيرها. الحديث: 8048 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 416 عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 8050 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ: " كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (2) 8051 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي هَذِهِ الشَّجَرَةِ الَّتِي {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 26] فَقَالُوا: نَحْسَبُهَا الْكَمْأَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ،   (1) إسناده صحيح. وهو مكرر (7571) . أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل -وهو مظفر بن مدرك الخراساني- فقد روى له أبو داود في "التفرد" والنسائي. حماد: هو ابن سلمة، ومحمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. وانظر (8014) . الحديث: 8050 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 417 وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (1) 8052 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا قَفَّا وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ امْرِئٍ حَسِيبُ نَفْسِهِ، لِيَنْتَبِذْ كُلُّ قَوْمٍ فِيمَا بَدَا لَهُمْ " (2) 8053 - قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ " (3)   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد سلف الكلام على هذا الحديث إسناداً ومتناً برقم (8002) . وأخرجه كرواية أبي كاملٍ أبو داود الطيالسي في "المسند" (2397) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. اجتثت، أي: قُطِعت. (2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطحاوي 4/229 من طريق حجاج بن محمد المصيصي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8336) و (8656) . وانظر حديث وفد عبد القيس والتعليق عليه في مسند ابن عباس برقم (2020) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد= الحديث: 8052 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 418 8054 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ، يُجْزَى غَدًا، وَمَلَكًا بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ لمُنْفِقٍ (1) خَلَفًا، وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا " (2)   = بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (678) ، وأبو داود (1544) ، والنسائي 8/261، وابن حبان (1030) ، والطبراني في "الدعاء" (1341) ، والحاكم 1/541-542، والبيهقي 7/12 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم. وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (8311) و (8643) ، ومن طريق جعفر بن عياض عن أبي هريرة برقم (10973) . وفي باب التعوذ من الفقر سيأتي حديث أبي بكرة في مسنده 5/36. (1) في (م) و (س) : منفقاً. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد، وإسحاق بن عبد الله: هو ابن أبي طلحة. وسيأتي موقوفاً برقم 8571/2. وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/150، وابن حبان (3333) ، والبيهقي في "الشعب" (10730) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1442) ، ومسلم (1010) ، والنسائي في عشرة النساء من "الكبرى" (9178) ، وفي الملائكة منه كما في "التحفة" 10/76، والبيهقي في "الآداب" (95) ، والبغوي (1657) من طريق أبي الحباب سعيد بن يسار، عن= الحديث: 8054 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 419 8055 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا حَمَلَ مَعَهُ خَمْرًا فِي سَفِينَةٍ يَبِيعُهُ، وَمَعَهُ قِرْدٌ "، قَالَ: " فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا بَاعَ الْخَمْرَ، شَابَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ بَاعَهُ "، قَالَ: " فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ، فَصَعِدَ بِهِ فَوْقَ الدَّقَلِ "، قَالَ: " فَجَعَلَ يَطْرَحُ دِينَارًا فِي الْبَحْرِ وَدِينَارًا فِي السَّفِينَةِ، حَتَّى قَسَمَهُ " (1)   = أَبي هريرة بلفظ: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً". (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، وقد شك حماد في رفعه فيما سيأتي برقم (9282) من رواية عفان بن مسلم عنه، ووَقْفه هو الصواب عندنا، فإنه يَبْعُد جداً أن يعاقب من يشوبُ الخمرَ بالماءِ بمثل هذا، لأن الخمر لم تكن قط مباحة لا قبل الإِسلام ولا بعده، ويغلب على الظن أن هذا مما سمعه أبو هريرة رضي الله عنه من كعب الأحبار مما تناقلته بنو اسرائيل بينهم من الحكايات القديمة، والله تعالى أعلم. وسيأتي الحديث أيضاً برقم (8427) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1104، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5308) من طريق سليمان بن أرقم، عن الحسن، عن أَبي هريرة مرفوعاً. وإسناده ضعيف لضعف سليمان بن أرقم، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، فهو منقطع أيضاً. وأخرجه البيهقي (5309) من طريق صالح بن إسحاق، عن يحيى بن كثير الكاهلي، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا= الحديث: 8055 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 420 8056 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ هَمَّامٌ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي: عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى يَعْنِي رَكْعَتَيِ الصُّبْحِ (1) ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ (2) " 8057 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سَلِيمٌ يَعْنِي ابْنَ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ (3) "   = إسناد ضعيف أيضاً لضعف يحيى بن كثير، وراجع ترجمته لزاماً في "تهذيب التهذيب" لابن حجر. والدَّقَل، قال السندي: بفتحتين، خشبة يُمَدُّ عليها شراع السفينة، ويسميها البحريةُ: الصَّاري. (1) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي النسخ المتأخرة: يعنىِ ركعتين من الصبح، وعلى هوامشها: لعله يعني ركعة، وفي (م) : من صلى ركعة من الصبح. (2) صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن قتادة لا يُعرف له سماع من بشير بن نهيك فيما قاله البخاري، والصواب أن بينهما النضر بن أنس كما قال همام، وسيأتي كذلك برقم (8570) و (10751) من رواية عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى العوذي. وسلف برقم (7216) من طريق أبي رافع، عن أَبي هريرة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي برقم (9275) و (9946) . وانظر ما سلف برقم (7174) . الحديث: 8056 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 421 8058 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (1) 8059 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّوْمُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ (2) أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ " (3) 8060 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، وَقَالَ عَفَّانُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَتْنَا - وَقَالَ عَفَّانُ: فَاسْتَقْبَلَنَا (4) - رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا   (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن قتادة لا يُعرف له سماع من بشير بن نهيك فيما قاله البخاري، وذِكر النضر بن أنس بينهما -إن صح- هو الصواب فيتصل حينئذ، وللحديث طرق أخرى يصح بها، انظر الحديث الذي قبله. (2) كذا في (ظ 3) ، وفي (م) وبقية النسخ: شتمه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وسعيد: هو ابن مينا. وانظر ما سلف برقم (7340) . (4) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ:= الحديث: 8058 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 422 نَضْرِبُهُنَّ بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا وَنَقْتُلُهُنَّ، فَأُسْقِطَ فِي أَيْدِينَا، فَقُلْنَا: مَا نَصْنَعُ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا بَأْسَ بِصَيْدِ الْبَحْرِ " (1)   = فاستقبلنا، وهو خطأ وتكرار لا فائدة منه، وقد ضبطت الكلمتان في بعض النسخ هكذا: الأولى: فاستقبَلْنا، والثانية: فاستقبَلَنا! (1) إسناده ضعيف جداً، أبو المهزِّم متروك الحديث. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني، وحماد: هو ابن سلمة. وأخرجه ابن ماجه (3222) ، والترمذي (850) من طريق وكيع، وابن عدي في "الكامل" 2/681 من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث غريب. وأخرجه أبو داود (1854) ، والبيهقي 5/207 من طريق حبيب المعلم، عن أَبي المهزم، به. وسيأتي برقم (8765) و (8871) و (9276) . وأخرجه مختصراً أبو داود (1853) ومن طريقه البيهقي 5/207 عن محمد بن عيسى ابن الطباع، عن حماد بن زيد، عن ميمون بن جابان، عن أَبي رافع، عن أَبي هريرة رفعه بلفظ: "الجراد من صيد البحر". وإسناده ضعيف، ميمون بن جابان جهله ابن حزم، وقال البيهقي: غير معروف، وقال الأزدي: لا يحتج بحديثه، وذكره العجلي وابن حبان في الثقات! قال أبو داود بعد هذين الحديثين: الحديثان جميعاً وهم، ثم ساقه عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن ميمون بن جابان، عن أَبي رافع، عن كعب الأحبار من قوله: فكأنه يرى أن الصواب فيه أنه من قول كعب. قوله: "رِجْل من جراد"، الرجل، بكسر راءٍ وسكون جيم: هو من الجراد كالجماعة الكثيرة من الناس. قال الترمذي: وقد رخص قومٌ من أهل العلم للمحرم أن يصيد الجراد ويأكله،= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 423 8061 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَخَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، فَمَاتَ فَمِيتَتُهُ (1) جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي بِسَيْفِهِ، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَتَحَاشَى (2) مُؤْمِنًا لِإِيمَانِهِ، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ بِعَهْدِهِ، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يَدْعُو إِلَى الْعَصَبِيَّةِ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ " (3)   = ورأى بعضهم عليه صدقة إذا اصطاده وأكله. (1) كذا في (ظ 3) وبعض النسخ، وفي (م) و (عس) و (ل) : فميتته. (2) كذا في (ظ 3) و (عس) وهوامش بعض النسخ، وفي (م) وبقية النسخ: يحاشي. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن رياح، فمن رجال مسلم. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20707) ، وعنه أخرجه إسحاق بن راهوبه (146) . وأخرجه مسلم (1848) (53) ، وابن حبان (4580) من طريق حماد بن زيد، وابن ماجه (3948) ، والنسائي 7/123 من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أيوب، بهذا الإِسناد. ورواه إسماعيل ابن علية، عن أيوب فيما يأتي برقم (10337) ، فوقفه. وانظر (7944) . الحديث: 8061 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 424 8062 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَحْسِرُ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلُ النَّاسُ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعُونَ - أَوْ قَالَ: تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ - كُلُّهُمْ يَرَى أَنَّهُ يَنْجُو " (1) 8063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ ذِئْبٌ إِلَى رَاعِي غَنَمٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي حَتَّى انْتَزَعَهَا مِنْهُ، قَالَ: فَصَعِدَ الذِّئْبُ عَلَى تَلٍّ، فَأَقْعَى وَاسْتَذْفَرَ، فَقَالَ: عَمَدْتَ إِلَى رِزْقٍ رَزَقَنِيهِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ انْتَزَعْتَهُ مِنِّي. فَقَالَ الرَّجُلُ: تَالَلَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ذِئْبًا يَتَكَلَّمُ قَالَ الذِّئْبُ: أَعْجَبُ مِنْ هَذَا رَجُلٌ فِي النَّخَلَاتِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ، يُخْبِرُكُمْ بِمَا مَضَى وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ. وَكَانَ الرَّجُلُ يَهُودِيًّا، فَجَاءَ (2) إِلَى   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل ابن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20804) ، ومن طريقه أخرجه البغوي (4240) . وأخرجه مسلم (2894) (29) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن وروح، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. وسيأتي برقم (8388) ، وانظر ما سلف برقم (7554) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: فجاء الرجل. الحديث: 8062 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 425 النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَخَبَّرَهُ، وَصَدَّقَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا أَمَارَةٌ مِنْ أَمَارَاتٍ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، قَدْ أَوْشَكَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ (1) فَلَا يَرْجِعَ حَتَّى تُحَدِّثَهُ نَعْلَاهُ وَسَوْطُهُ مَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ " (2)   (1) زاد في (عس) : من بيته. (2) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20808) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (271) ، والبغوي (4282) . وسيأتي نحو هذا الحديث في مسند أبي سعيد الخدري 3/83-84 من طريق القاسم بن الفضل الحداني، عن أبي النضر، عنه. ورجاله رجال الصحيح. وأورده من هذا الطريق العقيلي في "الضعفاء" 3/477-478، ثم ذكر بإسناده عن مسلم بن إبراهيم الأزدي أنه قال: كنت عند القاسم بن الفضل الحداني، فأتاه شعبة فسأله عن حديث أبي نضرة، عن أبي سعيد، الحديث، قال: فقال شعبة: لعلك سمعته من شهر بن حوشب؟! قال: لا، حدثنا أبو نضرة عن أَبي سعيد، فما سكت حتى سكت شعبة. قلنا: حديث شهر عن أَبي سعيد سيأتي في مسنده 3/88-89. وروي نحوه أيضاً عن ابن عمر، فقد أخرج ابن عدي في "الكامل" 2/573 من طريق جعفر بن جسر بن فرقد، عن أبية، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عنه. وهذا إسناد ضعيف لضعف جعفر بن جسر وأبية. والمحفوظ عن أبي هريرة ما رواه عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن مرفوعاً: "بينا رجلٌ في غنمه، إذ عدا عليها الذئب، فأخذ شاةً منها، فطلبه فأدركه، فاستنقذها منه، فقال: يا هذا، استنقذتها مني، فمن لها يوم السَّبُع، يوم لا راعي لها غيري؟ " قال الناس: سبحان الله، ذئب يتكلم! وهذا الذي ارتضاه الشيخان وخرجاه في "صيحيهما"، وقد سلف عند المصنف برقم (7351) .= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 426 8064 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِنَّمَا رَأَتْ مَلَكًا، فَسَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحِمَارِ مِنَ اللَّيْلِ (1) فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ " (2) 8065 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ يَعْنِي الْمَقْبُرِيَّ،   = أقعى: جلس على أَلْيتيه. واستذفر: قال في "اللسان": استذفر بالأمر: أشتَدَّ عزمه عليه وصَلُب له. وقوله: "بين الحرتين"، كناية عن المدينة لكونها بين الحرتين، وهما واقم والوبرة. والأمارة: العلامة. (1) قوله: "من الليل" في هذا الموضع أثبتناه من (ظ 3) و (عس) ومن "جامع المسانيد والسنن"، ولم يرد في (م) وبقية النسخ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم: هو ابن القاسم بن مسلم أبو النضر، وليث: هو ابن سعد، وعبد الرحمن بن هرمز: هو الأعرج. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/420، والبخاري في "الصحيح" (3303) ، وفي "الأدب المفرد" (1236) ، ومسلم (2729) ، وأبو داود (5102) ، والترمذي (3459) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (943) و (944) ، وأَبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 204، والطبراني في "الدعاء" (2006) ، والبغوي (1334) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (8268) و (8269) و (8764) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله بنحوه سيرد في "المسند" 3/306. الحديث: 8064 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 427 عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَوَضَّأُ أَحَدٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ " (1) 8066 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَا فِرْسِنَ شَاةٍ " (2) 8067 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي عبيدة الراوي عن سعيد بن يسار، جهله الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 196، ولم يترجم له الحسيني في "الإِكمال" ولا ابن حجر في "التعجيل"! وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وقد روي هذا الحديث دون ذكر أبي عبيدة في الإِسناد، كما سيأتي برقم (8350) و (9841) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، ورجَّح الدارقطني رواية الليث، فقال: يشبه أن يكون الليث قد حفظه. وأخرجه ابن خزيمة (1491) من طريق شعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (8487) و (9842) من هذا الطريق. إسباغ الوضوء: إتمامه. والبشُّ، قال ابن الأثير في "النهاية" 1/130: فرح الصديق بالصديق، واللطف في المسألة والإِقبال عليه، وقد بَشِشْتُ به أَبَشُّ. وهذا مثل ضربه لتلقِّيه إياه ببرِّه وتقريبه وإكرامه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7591) . الحديث: 8066 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 428 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فلَا (1) شَيْءَ بَعْدَهُ " (2) 8068 - حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ، فَقَالَ: " إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا (3) - لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ - فَأَحْرِقُوهُمَا   (1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: وَلَا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (4114) ، ومسلم (2724) (77) ، والنسائي في "الكبرى" (11400) ، والبغوي (3795) من طريق قتيبة، عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (8490) و (10406) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (4496) . وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 3/410 و5/411 - 412. قوله: "وغلب الأحزاب وحده"، الأحزاب: هم قبائل الكفار الذين تحزَّبوا لقتال المسلمين في المدينة، وذلك في غزوة الخندق. وحده: أي: من غير قتال الآدميين، بل أرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يرها أحد. وقوله: "فلا شيء بعده"، قال الحافظ في "الفتح" 7/407: أي: جميع الأشياء بالنسبة إلى وجوده كالعدم، أو المراد أن كل شيء يَفْنى وهو الباقي، فهو بعد كل شيء فلا شيء بعده، كما قال تعالى (كلُّ شيءٍ هالكٌ إلا وَجْهَه) . (3) في (ظ 3) و (عس) : أو فلاناً، لكن ضُبِّبَ على لفظة "أو" في (عس) . الحديث: 8068 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 429 بِالنَّارِ ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: " إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3016) ، وأبو داود (2674) ، والترمذي (1571) ، والنسائي في "الكبرى" (8613) ، وابن الجارود (1057) ، والبيهقي في "المعرفة" (17930) ، وفي "السنن" 9/71، والبغدادي في "الأسماء المبهمة" ص 460- 461، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/119 من طرقٍ عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري معلقاً (2954) ، والنسائي في "الكبرى" (8804) و (8832) ، والإِسماعيلي في "مستخرجه" كما في "تغليق التعليق" 3/450 من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/120 من طريق ابن المبارك، عن ابن لهيعة، كلاهما عن بكير بن عبد الله، به. قال الترمذي: حديث أَبي هريرة حديث حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم، وقد ذكر محمد بن إسحاق بين سليمان بن يسار وبين أَبي هريرة رجلاً في هذا الحديث، وروى غير واحد مثل رواية الليث، وحديث الليث بن سعد أشبه وأصح. قلنا: أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" 2/312 (سيرة ابن هشام) ، ومن طريقه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 77، قال: حدثني يزيد بن أَبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن أَبي إسحاق الدَّوسي، عن أَبي هريرة. وأبو إسحاق الدوسي هذا جهله ابن السكن في ترجمة هبار من كتاب "الصحابة" كما في "تهذيب التهذيب" 12/9. وجهله أيضاً الذهبي في "الميزان"= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 430 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 4/488، لكن أورده ابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/333 وذكر عن أَبية أَنه قال فيه: هو معروف، وذكره أيضاً ابن حبان في "الثقات" 5/578-579. وأخرجه الدارمي (2461) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 461 من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أَبي حبيب، عن بكير بن عبد الله، عن أَبي إسحاق الدوسي، عن أَبي هريرة. فأسقط من الإِسناد سليمان بن يسار! وأخرجه ابن حبان (5611) من طريق محمد بن سلمة، عن أَبي عبد الرحيم خالد بن أَبي يزيد الحراني، عن زيد بن أَبي أُنيسة، عن يزيد بن أَبي حبيب، عن أَبي إسحاق الدوسي، عن أَبي هريرة. فأسقط منه اثنين بكير بن عبد الله وسليمان بن يسار! وسيأتي الحديث برقم (8461) و (9844) . وروي نحو هذا الحديث مرسلاً، فقد أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة" ص 460 من طريق سفيان، عن ابن أَبي نجيح مرسلاً. وفي الباب عن حمزة بن عمرو الأسلمي سيأتي في مسنده 3/494، وهو كان أميراً على هذه السرية. وفي باب النهي عن التحريق بالنار عن ابن عباس سلف برقم (1871) . أما الرجلان اللذان من قريش، فقد جاء مصرحاً باسميهما في بعض طرق الحديث، وهما هبَّار بن الأسود ونافع بن عبد قيس، والسبب الذي من أجله أمر رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتلهما أن زينب ابنته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان زوجها أبو العاص بن الربيع لما أسره الصحابة ثم أطلقه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المدينة، شرط عليه أن يجهِّز له ابنته زينب، فجهَّزها، فتبعها هبَّار بن الأسود ونافع بن عبد قيس فنخسا بعيرها فأسقطت ومرضت من ذلك، والقصة مشهورة عند ابن إسحاق وغيره، فأما هبار بن الأسود فقد أسلم وهاجر، وأما نافع بن عبد قيس فلم يذكره أحد في الصحابة، فلعله مات قبل أن يسلم. انظر "الفتح" 6/149-150. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 431 8069 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ " (1) 8070 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، والْخُزَاعِيُّ يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعْتِبٍ (2) الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟ فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ مِنْ أُمَّتِي، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عراك: هو ابن مالك الغفاري. وأخرجه البخاري (7179) ، ومسلم ص 2011 (99) ، وابن حبان (5754) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (9866) ، وانظر ما سلف برقم (7341) . (2) كذا في (ظ3) و (ل) وهوامش بعض النسخ الأخرى: معتب، وهو الصواب، وقد ضُبط هكذا في كتب المشتبه، وفي (م) والنسخ المتأخرة: مُغيث، وحكى الحسيني وابن حجر القولين فيه اعتماداً على الرواية التي ستأتي برقم (10713) ، فقد جاء فيها: عن معاوية بن مغيث أو معتِّب، قال الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 407: ولم أر من ضبط أباه بالغين المعجمة ثم المثلثة. وفي اسمه قول ثالث، وهو معاوية بن عتبة، أورده كذلك ابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/379، والحسيني وابن حجر. الحديث: 8069 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 432 حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَهُمُّنِي مِنَ انْقِصَافِهِمْ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصًا، يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ " (1)   (1) حديث صحيح دون قوله "والذي نفسي بيده لما يهمني من انقصافهم على أبواب الجنة، أهم عندي من تمام شفاعتي"، وإسناد الحديث قابل للتحسين، ذلك أن معاوية بن معتب هذا كان في حجر أبي هريرة، وذكره البخاري في "التاريخ" 7/331، وابن أَبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/379، فلم يوردا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/413، وأفاد ابن يونس أنه روى عنه اثنان: سالم بن أَبي سالم وبشير بن عمر الأسلمي، ومع ذلك فقد جهله الحسيني في "الإِكمال". وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/696، والحاكم 1/69-70 من طريق الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. لكن وقع عند ابن خزيمة "سالم بن أَبي الجعد" مكان "سالم بن أَبي سالم"! وهو خطأ، والصواب سالم بن أَبي سالم، وانظر "التعجيل" ص 407، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن خزيمة 2/698، من طريق عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أَبي حبيب، عن أَبي سالم، عن معاوية بن معتب، به. قال أَبو بكر ابن خزيمة: رواية الليث أوقع على القلب من رواية عمرو بن الحارث، إنما الخبر -علمي- عن سالم بن أَبي سالم كما رواه الليث، لا عن أَبي سالم، اللهم إلا أن يكون سالم كنيته أبو سالم أيضاً. قلنا: ولم يذكر أحد أن كنيته أبو سالم. وأخرجه ابن خزيمة أيضاً 2/697 من طريق ابن لهيعة، وابن حبان (6466) من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن يزيد بن أَبي حبيب، عن أَبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني، عن سالم بن أَبي سالم، به.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 433 8071 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، قَالَ: وَكَانَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ، فَابْتَنَى صَوْمَعَةً وَتَعَبَّدَ فِيهَا "، قَالَ: " فَذَكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَوْمًا عِبَادَةَ جُرَيْجٍ، فَقَالَتْ: بَغِيٌّ مِنْهُمْ: لَئِنْ شِئْتُمْ لَأُفْتِنَنَّهُ (1) فَقَالُوا: قَدْ شِئْنَا "، قَالَ: " فَأَتَتْهُ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَمْكَنَتْ نَفْسَهَا مِنْ رَاعٍ كَانَ يَأْوِي غَنَمَهُ إِلَى أَصْلِ صَوْمَعَةِ جُرَيْجٍ، فَحَمَلَتْ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالُوا: مِمَّنْ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ، فَشَتَمُوهُ وَضَرَبُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: إِنَّكَ زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ غُلَامًا. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالُوا: هَا هُوَ ذَا. قَالَ: فَقَامَ فَصَلَّى وَدَعَا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْغُلَامِ فَطَعَنَهُ بِإِصْبَعِهِ، وَقَالَ: بِاللهِ يَا غُلَامُ، مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ الرَّاعِي. فَوَثَبُوا إِلَى جُرَيْجٍ فَجَعَلُوا يُقَبِّلُونَهُ، وَقَالُوا: نَبْنِي   = وسيأتي الحديث برقم (10713) . وروي من طريق آخر جيد عن أَبي هريرة بنحوه، دون قوله "والذي نفسي بيده لما يهمني ... "، وسيأتي برقم (8858) . والانقصاف، قال السندي: من القصف، بمعنى الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: لأُصبينَّه. وهي بمعنى الفتنة. الحديث: 8071 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 434 صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، ابْنُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ ". قَالَ: " وَبَيْنَمَا امْرَأَةٌ فِي حِجْرِهَا ابْنٌ لَهَا تُرْضِعُهُ، إِذْ مَرَّ بِهَا رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ". قَالَ: " فَتَرَكَ ثَدْيَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ". قَالَ: " ثُمَّ عَادَ إِلَى ثَدْيِهَا يَمُصُّهُ " (1) . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي (2) صَنِيعَ الصَّبِيِّ وَوَضْعَهُ إِصْبَعَهُ فِي فَمِهِ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا. " ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ تُضْرَبُ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا. قَالَ: فَتَرَكَ ثَدْيَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَى الْأَمَةِ (3) فَقَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا " (4) . قَالَ: " فَذَلِكَ حِينَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ، فَقَالَتْ: حَلْقَى مَرَّ الرَّاكِبُ ذُو الشَّارَةِ فَقُلْتُ: اللهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتَ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمُرَّ بِهَذِهِ الْأَمَةِ فَقُلْتُ: اللهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهْ (5) إِنَّ الرَّاكِبَ   (1) في (ظ 3) : فمصَّه. (2) في (م) وحدها: يحكي عليَّ، بزيادة لفظة "علىَّ". (3) في (م) والنسخ المتأخرة: أمّه (4) في (م) زيادة هنا: يا أماه، ولا معنى لها هنا، وليست في شيء من الأصول. (5) في (م) وحدها: يا أماه. الجزء: 13 ¦ الصفحة: 435 ذُو الشَّارَةِ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأَمَةَ يَقُولُونَ: زَنَتْ، وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقَتْ، وَلَمْ تَسْرِقْ، وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن حازم. وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 249 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3436) عن مسلم بن إبراهيم، ومسلم (2550) (8) ، وابن حبان (6489) من طريق يزيد بن هارون، والبيهقي في "الشعب" (7879) من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عن جرير بن حازم، به. وأخرجه بنحوه أبو عوانة في البر والصلة من طريق أيوب، عن محمد بن سيرين، به. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (2482) عن مسلم بن إبراهيم، عن جرير بن حازم، به - واقتصر فيه على قصة جريج. وعلقها البخاري برقم (1206) عن الليث، عن جعفر بن ربيعة المصري، عن الأعرج، عن أَبي هريرة، ووصلها الإِسماعيلي وأبو نعيم كما في "تغليق التعليق" 2/444. وأخرج قصة الرضيع البخاري في "الصحيح" (3466) ، وابن حبان (6488) ، وأبو يعلى (6289) من طريق أَبي الزناد، عن الأعرج، عن أَبي هريرة. وأخرجه دون هذه القصة البخاري في "الأدب المفرد" (33) من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن شرحبيل، عن أَبي هريرة. وسيأتي الحديث بطوله برقم (8072) من طريق جرير به، وستأتي قصة جريج منه برقم (8994) من طريق أَبي رافع، وبرقم (9603) من طريق أَبي سلمة، كلاهما عن أَبي هريرة، وستأتي قصة الرضيع برقم (9135) من طريق خلاس بن عمرو عن أَبي هريرة. قوله: "ذو شارة"، قال الحافظ في "الفتح" 6/483: أي: صاحب حُسنٍ،= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 436 8072 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَبِيٌّ كَانَ فِي زَمَانِ جُرَيْجٍ، وَصَبِيٌّ آخَرُ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " وَأَمَّا جُرَيْجٌ فَكَانَ رَجُلًا عَابِدًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَتْ لَهُ أُمٌّ، فَكَانَ يَوْمًا يُصَلِّي، إِذِ اشْتَاقَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ. فَقَالَ: يَا رَبِّ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ أَمْ (1) آتِيهَا؟ ثُمَّ صَلَّى، وَدَعَتْهُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ دَعَتْهُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَصَلَّى، فَاشْتَدَّ عَلَى أُمِّهِ، وقَالَتْ: اللهُمَّ أَرِ جُرَيْجًا الْمُومِسَاتِ. ثُمَّ صَعِدَ صَوْمَعَةً لَهُ، وَكَانَتْ زَانِيَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2) 8073 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ مِنَ   = وقيل: صاحب هيئة ومنظر وملبس حسنٍ يُتعجَّب منه ويشار إليه. وقوله: "حين تراجعا الحديث"، أي: تجادلا وتحاورا. وحلقى، قال السندي: قيل: المعروف في اللغة التنوين، على أنه مصدر محذوفُ الفعل، أي: حلقك الله حلقاً، لكن قد اشتهر على الألسنة بلا تنوين. (1) في (م) وحدها: أم أمي آتيها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي. وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 249 من طريق حسين بن محمد بهذا الإِسناد، وانظر ما قبله. قوله: "الصلاة خير أم آيتها"، قال السندي: أي الصلاة خير فأقبل عليها، أم آتي الأم. الحديث: 8072 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 437 الْأَنْصَارِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنْ طَالَتْ بِكُمْ (1) مُدَّةٌ أَوْشَكَ (2) أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ، فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ " (3)   (1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: طال بك. وفي "صحيح مسلم": طالت بك. (2) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: أوشكت. (3) إسناده قوي على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وأخرجه مسلم (2857) (54) ، والبزار (1628- كشف الأستار) ، وأَبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 195، والحاكم 4/435-436 من طريق أَبي عامر العقدي، بهذا الإِسناد. وأخرجه مسلم (2857) (53) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/532 من طريق زيذ بن الحباب، وأَبو عوانة من طريق زيد بن الحباب وعيسى بن يونس، كلاهما عن أفلح بن سعيد، به. وسيأتي برقم (8293) ، وانظر ما سيأتي برقم (8665) و (9680) . وفي الباب عن أَبي أمامة، سيرد برقم 5/250. قلنا: قد أخطأ ابن الجوزي رحمه الله إذ أورد حديث أَبي هريرة هذا في كتابه "الموضوعات" 3/101 من طريق "المسند"، ونقل قول ابن حبان في "المجروحين" 1/176-177: هذا خبر بهذا اللفظ باطل، وأفلح كان يروي عن الثقات الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به. قال الحافظ ابن حجر في "القول المسدَّد" ص 37-39: لم أقف في كتاب "الموضوعات" لابن الجوزي على شيء حكم عليه بالوضع، وهو في أحد= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 438 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = "الصحيحين" غير هذا الحديث، وإنها لغفلة شديدة منه، وأفلح المذكور يعرف بالقُبائي، مدني من أهل قُباء، ثقة مشهور، وثقة ابن معين وابن سعد، وقال ابن معين أيضاً والنسائي: لا بأس به، وقال أبو حاتم: شيخ صالح الحديث، وأخرج له مسلم في "صحيحه"، وقد روى عنه عبد الله بن المبارك وطبقته، ولم أر للمتقدمين فيه كلاماً إلا أن العقيلي قال (في "الضعفاء" 1/125) : لم يرو عنه ابن مهدي. قلت: وليس هذا بجرح، وقد غفل ابن حبان فذكره في الطبقة "الثقات" (8/134) . وقد أخطأ ابن الجوزي في تقليده لابن حبان في هذا الموضع خطأ شديداً، وغلط ابن حبان في أفلح فضعفه بهذا الحديث، وعقَّبه بأن قال: هذا بهذا اللفظ باطل، والمحفوط عن سهيل، عن أَبية، عن أَبي هريرة بلفظ "اثنان من أمتي لم أرهما: رجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر، ونساءٌ كاسيات عاريات" وتعقب الذهبي في "الميزان" (1/274) كلام ابن حبان هذا فقال: حديث أفلح حديث صحيح غريب ورواية سهيل شاهدة له، وابن حبان ربما جرح الثقة حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه. قلت: وقد صححه من طريق أفلح أيضاً الحاكم في "المستدرك"، وصححه [مسلم 2128] من طريق سهيل، عن أَبية، عن أَبي هريرة، قال: حدثنا أَبو خيثمة، حدثنا جرير، عن سهيل، عن أَبية، عن أَبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". وأخرجه أحمد أيضاً من وجهين (8665 و9680) عن شريك بن عبد الله القاضي، عن سهيل، نحوه. فلقد أساء ابن الجوزي لذكره في "الموضوعات" حديثاً من "صحيح مسلم"، وهذا من عجائبه.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 439 8074 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ بُرْقَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّكَاثُرَ، وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْخَطَأَ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْعَمْدَ " (1) 8075 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ، فَذَكَرَ الْإِيمَانَ بِاللهِ، وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ (2) غَيْرَ مُدْبِرٍ، كَفَّرَ اللهُ عَنِّي   = قوله: "مثل أذناب البقر"، قال السندي: أي: سياط مثلها. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الحاكم 2/534، وعنه البيهقي في "شعب الإِيمان" (10314) من طريق محمد بن بكر البرساني، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن حبان (3222) من طريق خالد بن حيان، عن جعفر بن برقان، به. وسيأتي برقم (10958) . التكاثر، قال السندي: أي: في الأموال والتفاخر بها. (2) في (عس) و (ل) و (س) و (م) : مُقْبِلًا، لكن ضبِّب عليها في (س) = الحديث: 8074 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 440 خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: " فَكَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَوْلَ كَمَا قَالَ، قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: " فَكَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: فَرَدَّ عَلَيْهِ الْقَوْلَ أَيْضًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، مُقْبِلًا غَيْرَ مُدْبِرٍ، كَفَّرَ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِلَّا الدَّيْنَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ سَارَّنِي بِذَلِكَ " (1) 8076 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ،   = وأثبتت على هامشها "مقبل" مصحح عليها. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر، فمن رجال مسلم. وسيأتي برقم (8371) عن عثمان بن عمر، عن عبد الحميد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أَبي عاصم في "الجهاد" (12) ، والنسائي 6/33-34 من طريق محمد بن عجلان، وأَبو يعلى (6602) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن سعيد بن أَبي سعيد المقبري، عن أَبي هريرة. وقد روى هذا الحديث غيرُ واحد عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن أَبي قتادة، عن أَبية، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال الدارقطني في "العلل" 8/144: وهو الصواب. قلنا: قد تابع سعيداً المقبريَّ على روايته هذا الحديث عن أَبي هريرة عياضُ بن عبد الله بن أَبي سرح، فلا يَبْعُد أن يكون الحديث عند سعيد من الوجهين، وحديث أَبي قتادة سيأتي في مسنده 5/297. وفي الباب أيضاً عن عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم (1886) (121) مختصراً بلفظ: "القتل في سبيل الله يُكَفِّر كل شيء إلا الدَّين"، وقد سلف في "المسند" برقم (7051) . الحديث: 8076 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 441 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَؤُمُّنَا فِي الصَّلَاةِ، فَيَجْهَرُ وَيُخَافِتُ، فَجَهَرْنَا فِيمَا جَهَرَ فِيهِ، وَخَافَتْنَا فِيمَا خَافَتَ فِيهِ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةٍ " (1) 8077 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَنْثِرْ، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ، فَلْيُوتِرْ " (2) 8078 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن أَبي ليلى -واسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى- سيء الحفظ، لكنه متابعٌ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وعطاء: هو ابن أَبي رباح. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2746) . وأخرجه الطحاوي 1/208 من طريق عبيد الله بن موسى، والبيهقي في "القراءة خلف الإِمام" (12) من طريق محاضر بن المورع، كلاهما عن ابن أَبي ليلى، بهذا الإِسناد. وانظر (7503) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وأَبو إدريس: هو عائذ الله بن عبد الله الخولاني. وأخرجه إسحاق بن راهويه (325) ، وأَبو عوانة 1/247 من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وقرن إسحاق وأَبو عوانة في أحد طريقيه بمعمر مالكاً، وقد سلف من طريقه برقم (7221) . الحديث: 8077 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 442 مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ " قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتَ: مَا الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: " فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ " (1) 8079 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَرَفَ صَوْتَهُ، فَقَالَ: " ادْخُلْ " فَقَالَ: إِنَّ فِي الْبَيْتِ سِتْرًا فِي الْحَائِطِ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَاقْطَعُوا رُءُوسَهَا، وَاجْعَلُوه (2) بِسَاطًا أَوْ وَسَائِدَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (60) عن أَحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (530) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (135) و (6954) ، ومسلم (225) (2) ، والترمذي (76) ، وابن خزيمة (11) ، وأَبو عوانة 1/235، والبيهقي 1/117 و160، والبغوي (156) . وبعضهم لم يذكر فيه سؤال الحضرمي لأبي هريرة. وسيأتي مكرراً برقم (8222) دون سؤال الحضرمي، وبرقم (9418) من طريق سلمة الليثي، عن أَبي هريرة رفعه بلفظ "لا صلاة لمن لا وضوء له ... ". وسلف سؤال الحضرمي ضمن الحديث رقم (7892) . وأخرج أَبو عوانة 1/236 من طرق عن أَبي هريرة مرفوعاً بلفظ "لا يقبل الله صلاةً بغير طهور". وروي بهذا اللفظ عن ابن عمر، سلف في مسنده برقم (4700) . وعن أسامة بن عمير الهذلي، سيأتي 5/74. (2) في (م) : فاجعلوها. الحديث: 8079 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 443 فَأَوْطَئُوهُ، فَإِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ (1) 8080 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَا الْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِرَابِهِمْ، دَخَلَ عُمَرُ فَأَهْوَى إِلَى الْحَصْبَاءِ يَحْصِبُهُمْ بِهَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُمْ يَا عُمَرُ " (2) 8081 - قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (19488) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 7/270، والبغوي (3223) . وأخرجه النسائي 8/216، والطحاوي 4/287 من طريق أَبي بكر بن أَبي عياش، وابن حبان (5853) من طريق زيد بن أَبي أنيسة، كلاهما عن أَبي إسحاق السبيعي، به. وانظر (8045) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19724) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (893) (22) ، وأَبو عوانة في العيدين كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 175، وابن حبان (5867) ، والبيهقي 10/17، والبغوي (1112) . وأخرجه البخاري (2901) عن هشام بن يوسف، عن معمر، به. وسيأتي برقم (10967) . الحديث: 8080 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 444 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَذَهَبَ رِجَالٌ (1) مِنْ فَارِسَ - أَوْ أَبْنَاءِ فَارِسَ - حَتَّى يَتَنَاوَلُوهُ (2) " (3) 8082 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ " (4)   (1) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: رجل. (2) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) وفي (م) وبقية النسخ: يتناوله. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. جعفر الجزري: هو ابن بُرقان. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19923) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2546) (230) ، وأَبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/4. وانظر ما سلف برقم (7950) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20271) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2749) (11) وأبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 269، والطبراني في "الدعاء" (1801) ، والبيهقي في "الشعب" (7102) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 55، وفي "الآداب" (1028) ، والبغوي (1294) . وأخرجه البغوي (1295) من طريق جعفر بن عون، عن جعفر بن برقان، به. وأخرجه بنحوه الحاكم 4/246 من طريق دراج أَبي السمح، عن عبد الرحمن= الحديث: 8082 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 445 8083 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، وَعَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا تصبغُ (1) ، فَخَالِفُوهُمْ " (2)   = بن حجيرة، عن أَبي هريرة. وصحح إسناده ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1803) من طريق يحيى بن عبيد الله بن موهب، عن أَبية، عن أَبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف جداً، يحيى بن عبيد الله متروك. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2623) . وعن أنس بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/238. وعن أَبي أيوب الأنصاري عند مسلم (2748) ،وسيأتي في "المسند" 5/414. وعن عبد الله بن عمرو عند البزار (3247) و (3248) ، والحاكم 4/246، والطبراني في "الدعاء" (1799) . وعن سلمان الفارسي عند الطبراني في "الدعاء" (1800) . وعن ابن عمر نحوه عند البيهقي في "الشعب" (7103) . وعن أَبي سعيد الخدري عند البزار (3251) . (1) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: يَصْبُغُونَ. (2) إسناداه صحيحان عن شرط الشيخين. عبد الأعلى: هو ابن عبد الأعلى السامي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20175) ، ومن طريقه أخرجه النسائي 8/137، وأَبو عوانة 5/515. وقد سلف برقم (7542) عن عبد الأعلى السامي، وانظر (7274) . الحديث: 8083 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 446 قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، فِي حَدِيثِهِ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَأَمَرَ (1) بِالْأَصْبَاغِ، فَأَحْلَكُهَا أَحَبُّ إِلَيْنَا، قَالَ مَعْمَرٌ: " وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ " 8084 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُمْنَعُ فَضْلُ الْمَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ فَضْلُ الْكَلَإِ " (2) 8085 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَخْلٍ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: حَثَا بِكَفَّيْهِ (3) عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ -، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ " ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: لَا حَوْلَ (4) وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، وَلَا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ "   (1) في (ظ 3) : فأمر، وفي (م) : والأمر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7697) . (3) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي بقية النسخ و (م) : بكفه. (4) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي بقية النسخ و (م) : "قال: قل: لا حول". الحديث: 8084 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 447 ثُمَّ مَشَى سَاعَةً فَقَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ النَّاسِ عَلَى اللهِ، وَمَا حَقُّ اللهِ عَلَى النَّاسِ؟ " قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللهِ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَحَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ " (1) 8086 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير كميل بن زياد، فقد روى له النسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو ثقة. أَبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20547) . وأخرجه البزار (3089- كشف الأستار) ، والحاكم 1/517 من طريق أَبي الأحوص سلاَّم بن سليم، عن أَبي إسحاق، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرح القسم الثاني منه الطيالسي (2456) عن أَبي الأحوص، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (358) ، والمزي في "تهذيب الكمال" 24/223 (ترجمة كميل) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق، به. وسيأتي برقم (10736) و (10795) و (10918) من طريق كميل بن زياد، والقسم الأول سيأتي نحوه برقم (9075) من طريق أَبي يونس، و (9526) من طريق عجلان، كلاهما عن أَبي هريرة، والقسم الثاني سلف نحوه برقم (7966) من طريق عمرو بن ميمون، عن أَبي هريرة. ويشهد للقسم الأول حديث أَبي سعيد الخدري، سيأتي 3/31. وللقسم الثالث حديث معاذ بن جبل، سيأتي 5/228. الحديث: 8086 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 448 الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنٌ فَيَزْدَادَ إِحْسَانًا، وَإِمَّا مُسِيءٌ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ " (1) 8087 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: وَاللَّاتِ، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ بِشَيْءٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أَبو عبيد مولى عبد الرحمن: هو سعد ابن عبيد الزهري. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20634) ، ومن طريقه أخرجه البغوي (1445) . وأخرجه البخاري (7235) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2758) ، والبخاري (5673) ، والبيهقي 3/377 من طريق شعيب بن أَبي حمزة، وعبد الله بن المبارك في "الزهد" (1063) من طريق عبيد الله ابن أَبي زياد الرصافي، والنسائي 4/3 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، ثلاثتهم عن ابن شهاب الزهري، به. وزاد شعيب عند البخاري والبيهقي في أول الحديث: "لن يُدخل أحدكم عملُه الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: لا، ولا أنا، إلا أن يَتَغَمَّدَني الله بفضلٍ ورحمة، فسدِّدوا وقاربوا". وسيأتي الحديث برقم (10669) ، وانظر ما سلف برقم (7578) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين حميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري.= الحديث: 8087 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 449 8088 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَلَفَ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللهُ، لَمْ يَحْنَثْ " (1) قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَهُوَ اخْتَصَرَهُ، يَعْنِي مَعْمَرًا   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15931) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1647) ، وأبو داود (3247) ، وابن خزيمة (45) ، وابن حبان (5705) وأخرجه البخاري (4860) و (6650) ، ومن طريقه البغوي (2433) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وأخرجه البخاري (6107) و (6301) ، ومسلم (1647) ، والترمذي (1545) ، والنسائي في "المجتبى" 7/7، وفي "الكبرى" (10828) و (10829) ، وابن ماجه (2096) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (833) و (834) و (3296) و (3297) و (3298) ، والبيهقي 1/148-149 و149 و10/30 من طرق عن الزهري، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وليس في رواية ابن ماجه قصة القمار. تنبيه: وقع لفظه عند الطحاوي برقم (3297) من طريق الأوزاعي عن الزهري: "فليتصدق بالقمار"، وهو مدرج من قول الأوزاعي كما جاء مبينا في الرواية الآخرى عنده برقم (3298) . وفي باب من قال في حلفه: واللات، حديثُ سعد بن أَبي وقاص السالف برقم (1590) . قال البغوي في "شرح السنة" 10/10: قوله: "فليتصدق" قيل: أمر أن يتصدق بالمال الذي يريد أن يقامر به، يحكى ذلك عن الأوزاعي، وقيل: يتصدق بصدقة من ماله كفارة لما جرى على لسانه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن طاووس: هو عبد الله.= الحديث: 8088 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 450 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16118) ، دون قوله في آخر الحديث. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن ماجه (2104) ، والترمذي (1532) ، والنسائي 7/30، وأَبو يعلى (6246) ، وأبو عوانة في الأَيمان والنذور كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 192، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1927) ، وابن حبان (4341) . وجاء الحديث عند بعضهم بلفظ: "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فقد استثنى". قال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ، أخطأ فيه عبد الرزاق اختصره من حديث معمر، عن ابن طاووس، عن أبية، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إن سليمان بن داود قال: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة ... " فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو قال: إن شاء الله، لكان كما قال". وعلق الشيخ أحمد شاكر على كلام البخاري هذا بمقولة مفيدة محقَّقة، فقال: من البين الواضح من رواية "المسند" هنا أن البخاري أخطأ في نسبة اختصار الحديث لعبد الرزاق. لأن عبد الرزاق هو ذا يصرح بأن الذي اختصره هو شيخه معمر. وقصة سليمان بن داود التي يشير إليها البخاري وعبد الرزاق: مضت (7715) من رواية عبد الرزاق نفسه، عن معمر، بهذا الإِسناد. وفيها: "لأطوفن الليلة بمئة امرأة". وقد أخطأ عبد الرزاق، وأخطأ البخاري تبعاً له في تعليل هذا الحديث، والزعم بأنه اختصار من قصة سليمان. لأن الحديثين مختلفا المعنى تماماً، وإن تشابهت بعض الألفاط فيهما: لأن قول سليمان "لأطوفن" فيه معنى القسم، ولكنه يقسم على شيئين: أن يطوف بهن، وقد فعل. والأخر: أن تلد كل منهن غلاماً، وهذا ليس من فعله،= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 451 8089 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يُوحَنِّسَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظِ، أَنَّهُ قَالَ: أَشْهَدُ الثَّلَاثَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: " مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْبَلْدَةِ بِسُوءٍ - يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ - أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ   = بل من قدر الله وبمشيئته. فالاستثناء بقول "إن شاء الله " -إذا قاله- يُحلُّه من قسمه إذا لم يطف بهن، ويكون للتمني وبمعنى الإقرار لله بالمشيئة والتسليم لحكمه والتفويض إليه فيما ليس من صنع العبد ولا يدخل في مقدوره، فهو داخل في أمر الله للعبد أن يقول ذلك، في قوله تعالى: "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله". فالحديثان في معنيين، وإن تقاربا في بعض المعنى. ولفظ الحديث الذي هنا لا يمكن أن يكون اختصاراً من الحديث الآخر في قصة سليمان. بل لو صنع ذلك معمر أو عبد الرزاق لكان صنعُه تزيداً في الرواية، وجرأة على نسبة حديث لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقله. وكلاهما أجل عند أهل العلم من أن يفعلا ذلك. ولكن ظن عبد الرزاق أن يكون معمر اختصره، فأخطأ في هذا الظن. ثم ظن البخاري أن عبد الرزاق هو الذي فعل، فأخطأ فيما ظن، رحمهما الله. ثم إن معنى الحديث ثابت عن ابن عمر أيضاً، مضى في المسند مراراً بألفاظ متقاربة، أولها (4510) : "من حلف فاستثنى فهو بالخيار، إن شاء أن يمضي على يمينه، وإن شاء أن يرجع غيرحنث"، و (4581) : "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فقد استثنى"، وآخرها (6414) : "من حلف فاستثنى، فإن شاء مضى، وإن شاء رجع غير حنث". وقد حقق الحافظ في "الفتح" 11/605 هذا الموضع، على شيء من التردد منه، وإن كان في مجموع كلامه يميل إلى إبطال هذا التعليل، وإلى صحة الحديثين جميعاً.= الحديث: 8089 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 452 الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (1) 8090 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ، يَعْنِي لِرَجُلٍ يَدَّعِي بِالْإِسْلَامِ (2) : " هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ". فَلَمَّا حَضَرْنَا الْقِتَالَ قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتَالًا شَدِيدًا، فَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، الرَّجُلُ الَّذِي قُلْتَ لَهُ: إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَإِنَّهُ قَاتَلَ الْيَوْمَ قِتَالًا شَدِيدًا، وَقَدْ مَاتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى النَّارِ " فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ قِيلَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَمُتْ، وَلَكِنْ بِهِ جِرَاحٌ شَدِيدٌ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الله بن عبد الرحمن بن يُحنِّس روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "تاريخ الإِسلام": ثقة (!) ، روى له مسلم هذا الحديث الواحد متابعة، وأبو داود حديثاً آخر، وقد توبع كما سلف برقم (7755) ، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين غير أبي عبد الله القراظ -واسمه دينار- فمن رجال مسلم. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (17154) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1386) (492) ، وأَبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 130، والمزي في ترجمة ابن يحنِّس من "تهذيب الكمال" 15/221. وأخرجه مسلم (1386) (492) ، وأَبو عوانة من طريق حجاح بن محمد، وأَبو عوانة أيضاً من طريق أَبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريح، به. (2) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) والنسخ الأخرى: فقال يعني لرجل يدَّعي الإِسلام. الحديث: 8090 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 453 الْجِرَاحِ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ " ثُمَّ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاسِ: " أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، وَأَنَّ اللهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9573) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (3062) ، ومسلم (111) (178) ، وأَبو عوانة 1/46، وابن حبان (4519) ، وابن منده في "الإِيمان" (163) و (643) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1097) . وأخرجه البخاري (6606) ومن طريقه أخرجه البغوي (2526) من طريق ابن المبارك عن معمر، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8883) ، وابن منده في "الإِيمان" (643) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/130 من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أَبي هريرة. واقتصر النسائي على قوله: "إن الله يؤيد ... " إلخ. وعزاه ابن حجر في "التغليق" إلى الذهلي في "الزهريات"، ويعقوب بن سفيان في "تاريخه"، وأبي نعيم في "المستخرج" من هذا الطريق. ووقع اسم الغزوة في هذا الطريق: حنين لا خيبر، قال الحافظ ابن حجر: وفيه نظر، والمحفوط في هذا "خيبر"، وكأن الحامل للراوي على قوله "حنين" ما عرف من أن أبا هريرة لم يشهد خيبر، وإنما حضر بعدما فرغ القتال. وقال في "الفتح" 7/473: أراد جيشها من المسلمين، لأن الثابت أنه إنما جاء بعد أن فتحت خيبر. وروي من طريق صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أنه أخبره بعض من شهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل معه: "هذا من أهل النار" فنحر نفسه، وهي عند البخاري في "تاريخه" 5/307،= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 454 8091 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: شَهِدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يُدْعَى (1) بِالْإِسْلَامِ: " إِنَّ هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: فَاشْتَدَّ عَلَى رِجَالٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ صَدَّقَ اللهُ حَدِيثَكَ، فَقَدِ (2) انْتَحَرَ فُلَانٌ فَقَتَلَ   = والذهلي في "الزهريات". ورواه محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، أن عمه عبيد الله بن كعب قال: أخبرني من شهد مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيبر ... وهو عند الذهلي وغيره. وأشار إلى هذه الطريق البخاري بإثر الحديث (4204) ، وانظر "التغليق" 4/131-132 ورجح الذهلي -فيما نقله الحافظ في "الفتح" 7/474- رواية معمر وشعيب بن أَبي حمزة التي ستأتي بعده، وقال: ولا تدفع رواية الأخيرين (يعني صالح بن كيسان والزبيدي) لأن الزهري كان يقع له الحديث من عدة طرق فيحمله عنه أصحابه بحسب ذلك. وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 5/332. ويشهد لآخره حديث أَبي بكرة سيأتي 5/45. وحديث أنس عند النسائي في "الكبرى" (8885) ، والبزار (1720) و (1721) و (1722) . (1) في (م) والنسخ الخطية عدا (ظ 3) و (عس) : يذعن. (2) في (م) : وقد. الحديث: 8091 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 455 نَفْسَهُ (1) 8092 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ (2) ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟ " قَالُوا: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ. قَالَ: " إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةٌ، وَالْبَطَنُ شَهَادَةٌ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (2517) ، والبخاري (3062) و (4203) ، والنسائي في "الكبرى" (8884) ، وابن منده في "الإِيمان" (164) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1097) ، والبيهقي في "السنن" 8/197، وفي "الدلائل" 4/253 من طريق أَبي اليمان، بهذا الإِسناد. واقتصر الدارمي والنسائي على آخره. وانظر ما قبله. (2) في (م) بين معمر وسهيل: عن الزهري، وهي زيادة مقحمة لم ترد في شيء من أصولنا الخطية. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أَبي صالح من رجاله، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. أَبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9574) . وأخرجه مسلم (1915) (165) ، وابن ماجه (2804) ، وابن حبان (3186) و (3187) من طرق عن سهيل بن أَبي صالح، بهذا الإِسناد - دون ذكر الغرق والنفساء، وزادوا: قال سهيل: وأخبرني عبيد الله بن مقسم قال: أشهد على أبيك أنه زاد: والغريق شهيد، وليس في روايتهم= الحديث: 8092 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 456 8093 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ "، قَالَ: " وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ كُتِبَ لَهُ (1) عِشْرُونَ حَسَنَةً، وَحُطَّ عَنْهُ عِشْرُونَ سَيِّئَةً، وَمَنْ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، كُتِبَ لَهُ بِهَا ثَلَاثُونَ حَسَنَةً، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا ثَلَاثُونَ سَيِّئَةً " (2)   = النفساء. وعبيد الله بن مقسم هذا ثقة من رجال الشيخين. وأخرجه بنحوه البيهقي في "شعب الإِيمان" (9877) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أَبي صالح السمان، به. ولم يذكر فيه المطعون. وسيأتي من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة بالأرقام (8305) و (10762) و (10897) ومن طريق عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أَبي هريرة برقم (9695) . وفي الباب عن أنس وصفوان بن أمية وعباده بن الصامت وجابر بن عتيك وعائشة، ستأتي أحاديثهم 3/150 و400 و5/315 و446 و6/64. قوله: "والبطن" بفتحتين، قال السندي: أي: الموت بمرضه كالإِسهال والاستسقاء. (1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: كتبت له بها. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أَبي إسحاق، وأَبو سنان: هو ضرار بن مرة، وأَبو صالح الحنفي: هو عبد الرحمن بن قيس.= الحديث: 8093 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 457 8094 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي آخِرِ الزَّمَانِ يَظْهَرُ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ عَلَى الْكَعْبَةِ " قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: " فَيَهْدِمُهَا " (1) 8095 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي طَارِقٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَأْخُذُ مِنِّي (2) خَمْسَ خِصَالٍ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟ " قَالَ: قُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّهُنَّ فِيهَا " ثُمَّ قَالَ: "   = وقد سلف برقم (8012) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9176) . وأخرجه الحميدي (1146) ، وابن أَبي شيبة 15/47، ومسلم (2909) (57) ، والبخاري (1591) ، والنسائي 5/216، وأَبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 175، وابن حبان (6751) ، والبيهقي 4/340 من طريق زياد بن سعد، وأخرجه البخاري (1596) ومن طريقه البغوي (2008) ، ومسلم (2909) (58) ، وأَبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 175 من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن الزهري، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (9405) من طريق أَبي الغيث، عن أَبي هريرة. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو سلف برقم (7053) . ذو السويقتين: هما تصغير ساق الإِنسان، صغَّرهما لرقتهما. (2) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: من يأخذ من أمتي. الحديث: 8094 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 458 اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ " (1) 8096 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً عَيْنًا، وَأَمَّرَ   (1) حديث جيد، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي طارق - وهو السعدي البصري والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أَبي هريرة شيئاً. وأخرجه الترمذي (2305) عن بشر بن هلال الصواف، وأَبو يعلى (6240) عن إسحاق بن إبراهيم بن كامجرا، كلاهما عن جعفر بن سليمان الضبعي، بهذا الإِسناد. وأخرجه بنحوه هناد في "الزهد" (1031) و (1148) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (252) ، وابن ماجه (4217) ، وأَبو يعلى (5865) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 39، وأَبو نعيم في "الحلية" 10/365، وفي "أخبار أصبهان" 2/302، والبيهقي في "الزهد" (818) ، والمزي في ترجمة محرز بن عبد الله من "تهذيب الكمال" 27/279 من طريق واثلة بن الأسقع، عن أَبي هريرة - اقتصر هناد في الموضع الثاني والبخاري على قصة الضحك، ولم يذكرها أَبو يعلى والخرائطي، وإسناد الحديث قوي. وأخرج قصة الضحك منه البخاري في "الأدب" (253) ، وابن ماجه (4193) من طريق عبد الحميد بن جعفر، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أَبي هريرة. وإسناده صحيح. الحديث: 8096 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 459 عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ "، وَهُوَ جَدُّ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، فَانْطَلَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ بَيْنَ عُسْفَانَ وَمَكَّةَ نُزُولًا، ذُكِرُوا لِحَيٍّ مِنْ هُذَيْلٍ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو لِحْيَانَ، فَتَبِعُوهُمْ بِقَرِيبٍ مِنْ مِائَةِ رَجُلٍ رَامٍ، فَاقْتَصُّوا آثَارَهُمْ، حَتَّى نَزَلُوا مَنْزِلًا نَزَلُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ نَوَى تَمْرٍ، تَزَوَّدُوهُ مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: هَذَا مِنْ تَمْرِ يَثْرِبَ، فَاتَّبَعُوا آثَارَهُمْ حَتَّى لَحِقُوهُمْ، فَلَمَّا أَحَسَّهُمْ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَصْحَابُهُ لَجَئُوا إِلَى فَدْفَدٍ، وَقَدْ جَاءَ الْقَوْمُ فَأَحَاطُوا بِهِمْ، وَقَالُوا: لَكُمُ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ إِنْ نَزَلْتُمْ إِلَيْنَا أَنْ لَا نَقْتُلَ مِنْكُمْ رَجُلًا، فَقَالَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَنْزِلُ فِي ذِمَّةِ كَافِرٍ، اللهُمَّ أَخْبِرْ عَنَّا رَسُولَكَ. قَالَ: فَقَاتَلُوهُمْ، فَرَمَوْهُمْ، فَقَتَلُوا عَاصِمًا فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ، وَبَقِيَ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ وَزَيْدُ بْنُ الدَّثِنَةِ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَأَعْطَوْهُمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ إِنْ نَزَلُوا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا اسْتَمْكَنُوا مِنْهُمْ حَلُّوا أَوْتَارَ قِسِيِّهِمْ فَرَبَطُوهُمْ بِهَا، فَقَالَ الرَّجُلُ الثَّالِثُ الَّذِي مَعَهُمَا: هَذَا أَوَّلُ الْغَدْرِ. فَأَبَى أَنْ يَصْحَبَهُمْ، فَجَرُّوهُ، فَأَبَى أَنْ يَتْبَعَهُمْ، فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، فَانْطَلَقُوا بِخُبَيْبِ بْنِ عَدِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ الدَّثِنَةِ، حَتَّى بَاعُوهُمَا بِمَكَّةَ، فَاشْتَرَى خُبَيْبًا بَنُو الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَ الْحَارِثَ يَوْمُ بَدْرٍ، فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا، حَتَّى إِذَا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ اسْتَعَارَ مُوسَى مِنْ إِحْدَى بَنَاتِ الْحَارِثِ لِيَسْتَحِدَّ بِهَا، فَأَعَارَتْهُ، قَالَتْ: فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي، فَدَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ، قَالَتْ: فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، فَلَمَّا الجزء: 13 ¦ الصفحة: 460 رَأَيْتُهُ (1) فَزِعْتُ فَزَعًا عَرَفَهُ، وَالْمُوسَى فِي يَدِهِ، فَقَالَ: أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ؟ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ: وَكَانَتْ تَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ قَدْ رَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مِنْ قِطْفِ عِنَبٍ، وَمَا بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ ثَمَرَةٌ، وَإِنَّهُ لَمُوثَقٌ فِي الْحَدِيدِ، وَمَا كَانَ إِلَّا رِزْقًا (2) رَزَقَهُ اللهُ إِيَّاهُ. قَالَ: ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا أَنْ تَرَوْا مَا بِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ لَزِدْتُ. قَالَ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ هُوَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا: [البحر الطويل] وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا (3) ... عَلَى أَيِّ شِقٍّ كَانَ لِلَّهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِي ذَاتِ الْإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ عُقْبَةُ بْنُ الْحَارِثِ فَقَتَلَهُ، وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى عَاصِمٍ لِيُؤْتَوْا بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ يَعْرِفُونَهُ، وَكَانَ قَتَلَ عَظِيمًا مِنْ عُظَمَائِهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ، فَبَعَثَ اللهُ عَلَيْهِ مِثْلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فَحَمَتْهُ مِنْ رُسُلِهِمْ، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى شَيْءٍ مِنْهُ (4)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: رأته، والمثبت من (ظ 3) و (عس) . (2) في "المصنف" و (ظ 3) : رزق، بالرفع على أن "كان" تامة. (3) في (م) والنسخ الخطية: "ما أبالي حين أقتل شهيداً"، وهو غير موزون ألبتة، والصواب ما أثبتناه من "المصنف" وغيره، ومما سلف برقم (7928) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق"= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 461 8097 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ أَوْ جَرَسٌ " (1) 8098 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَلَدُ الزِّنَا أَشَرُّ الثَّلَاثَةِ " (2)   = (9730) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (7039) ، والطبراني في "الكبير" (4191) و17/ (463) ، والمزي في ترجمة عمرو بن أَبي سفيان من "تهذيب الكمال" 22/45-46. وأخرجه البخاري (4086) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به. وانظر (7928) . (1) إسناده صحيح، خلف بن الوليد شيخ المصنف ثقة، مترجم في "الإِكمال" (226) ، ومن فوقه من رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أَبي صالح- فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن عبد الله الطحان الواسطي - وأَبو صالح والد سهيل: هو ذكوان السمان. وأخرجه ابن حبان (4703) من طريق مسدد بن مسرهد، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإِسناد. وانظر (7566) . (2) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (908) من طريق أَبي عمر الحوضي، عن خالد بن عبد الله، بهذا الإِسناد. وأخرجه أَبو داود (3963) ، والنسائي في "الكبرى" (4930) ، والطحاوي= الحديث: 8097 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 462 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (907) و (909) ، والحاكم 2/214 و4/100، والبيهقي 10/57 و59 من طرق عن سهيل بن أَبي صالح، به. وقال سفيان الثوري (وهو من رواة الحديث) عند البيهقي: يعني إذا عمل بعمل والديه! وأخرجه الحاكم 4/100 من طريق أَبي عوانة، عن عمر بن أَبي سلمة، عن أَبية، عن أَبي هريرة. وعمر بن أَبي سلمة ضعيف يعتبر به. قلنا: قد روي عن عائشة أنها أنكرت على أبي هريرة تحديثه بهذا، وأخبرت أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما قصد بذلك إنساناً بعينه، فقد أخرج الطحاوي في "مشكل الآثار" (910) ، والحاكم 2/215، وعنه البيهقي 10/58 من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة قال: بلغ عائشة أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ولد الزنى شر الثلاثة" فقالت: يرحم الله أبا هريرة، أساء سمعاً، فأساء إجابة - هكذا في الحديث، وأما أهل اللغة فيقولون: إنه أساء سمعاً، فأساء جابةً، بلا ألف - ثم رجعنا إلى حديث الزهري، عن عائشة - لم يكن الحديث على هذا، إنما كان رجلّ يؤذي رسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أما إنه مع ما به ولَد زنى" وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هو شر الثلاثة". وصححه الحاكم على شرط مسلم، فوهم، وتعقبه الذهبي بقوله: كذا قال: وسلمة لم يحتح به مسلم، وقد وُثِّق وضعفه ابن راهويه. قلنا: ممن وثقه يحيى بن معين وقال: سمعت جريراً يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة بن الفضل. ومما يؤيد رواية ابن إسحاق هذه أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قيل لها: هو شر الثلاثة (يعني ولد الزنى) ، عابت ذلك وقالت: ما عليه من وزر أبويه، قال الله: (ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أُخرى) . أخرجه عنها عبد الرزاق (13860) و (13861) ، والحاكم 4/100، والبيهقي 10/58، وسنده صحيح. وأما ما روي عنها مرفوعاً في "المسند" 6/109، وفي "سنن البيهقي"= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 463 8099 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ يَعْنِي ابْنَ عُتْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ، مِنْ بَيْعِهِمَا مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، أَوْ يَكُونُ بَيْعُهُمَا فِي خِيَارٍ " (1)   = 10/58 من أنه شرُّ الثلاثة إذا عمل بعمل أَبويه، فإسناده ضعيف. وروي مثله عن ابن عباس عند الطبراني (10674) ، والبيهقي 10/58، وسنده ضعيف أيضاً. وانظر ما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6892) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة. وأخرجه ابن أَبي شيبة 7/125، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/13، وفي "شرح مشكل الآثار" (5265) من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (2568) عن أَيوب بن عتبة، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (912) من طريق سعيد بن سليمان، عن أَيوب بن عتبة، به - دون آخره. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/310-311 من طريق إسماعيل بن يعلى أَبي أمية الثقفي، عن أَبي الزناد، عن الأعرج، عن أَبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف جداً، إسماعيل بن يعلى متروك. وأخرجه ابن عدي أيضاً 3/905 من طريق خالد بن مخلد القطواني، عن مالك، عن أَبي الزناد، به - دون آخره. وهذا لا يصح، وهم فيه خالد بن مخلد على مالك، قال ابن عدي: لا يعرف هذا الحديث عن مالك، عن أَبي الزناد إلا من رواية خالد عنه، وهذا في "الموطأ" عن مالك عن نافع عن ابن عمر. قلنا: وهو الصواب، وقد سلف عن ابن عمر من هذا الطريق برقم (393) ، وإسناده صحيح.= الحديث: 8099 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 464 8100 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْتَاعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ، وَلَا تَشْتَرِطُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَسْتَفْرِغَ صَحْفَتَهَا، فَإِنَّمَا لَهَا مَا كَتَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهَا " (1) 8101 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَجُ يَعْنِي ابْنَ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَعَوَاتٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَتْرُكُهَا مَا عِشْتُ حَيًّا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " اللهُمَّ اجْعَلْنِي أُعْظِمُ شُكْرَكَ، وَأُكْثِرُ ذِكْرَكَ، وَأَتْبَعُ نَصِيحَتَكَ، وَأَحْفَظُ وَصِيَّتَكَ " (2)   = وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص سلف برقم (6721) وسنده حسن. وانظر تتمة شواهده هناك. قوله: "أو يكونَ"، قال السندي: بالنصب، أي: إلا أن يكونَ بيعُها في خيار. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/4، وابن حبان (4050) و (4070) من طريق الأوزاعي، عن أَبي كثير السحيمي، بهذا الإِسناد. اقتصر الطحاوي على الشطر الأول، وابن حبان في الموضع الثاني على الشطر الثاني منه. وانظر ما سلف برقم (7248) . (2) إسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة. وأَبو سعيد المدني اختُّلف في تعيينه، فهو هنا وعند الدولابي في "الكنى" هكذا، وذكر الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" أنه مولى عبد الله بن عامر بن كريز، وهو عند الطيالسي:= الحديث: 8100 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 465 8102 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَيِّ شَيْءٍ سُمِّيَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: " لِأَنَّ فِيهَا طُبِعَتْ طِينَةُ أَبِيكَ آدَمَ، وَفِيهَا الصَّعْقَةُ، وَالْبَعْثَةُ، وَفِيهَا الْبَطْشَةُ، وَفِي آخِرِ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِنْهَا سَاعَةٌ مَنْ دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا اسْتُجِيبَ لَهُ " (1) 8103 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْلِمُ أَخُو   = أَبو سعد الشامي، وعند الترمذي: أَبو سعيد الحمصي، وعند ابن أَبي عاصم: أَبو سعيد لم ينسبه، وسيأتي عند المصنف (10179) : أَبو سعد الحمصي، وذكر الحافظ المزي هذا الحديث في ترجمة أَبي سعد -ويقال: أَبو سعيد- الحميري الشامي الحمصي، قلنا: أَبو سعيد هذا إن كان هو مولى ابن عامر فهو حسن الحديث، وإن كان هو الآخر فقد جهله الحافظان الذهبي وابن حجر. وأخرجه الطيالسي (2553) ، وأخرجه الترمذي في الدعوات كما في "تحفة الأشراف" 10/454 من طريق وكيع، وابن أَبي عاصم في "الدعاء" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 278، والدولابى معلقاً في "الكنى" 2/80-81 من طريق بقية بن الوليد، ثلاثتهم (الطيالسي ووكيع وبقية) عن الفرج بن فضالة، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: غريب. (1) إسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة، وعلي بن أَبي طلحة ليس بذاك، ولم يدرك أبا هريرة، فهو منقطع. وفي ساعة الجمعة انظر ما سلف برقم (7151) . الحديث: 8102 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 466 الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ، وَحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " (1) 8104 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى - الْمَعْنَى، وَاللَّفْظُ لَفْظُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ -، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَلَاءَ، فَأَتَيْتُهُ بِتَوْرٍ فِيهِ مَاءٌ فَاسْتَنْجَى، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ (2) فِي الْأَرْضِ ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِتَوْرٍ آخَرَ، فَتَوَضَّأَ بِهِ " (3) .   (1) إسناده جيد، وسلف بأطول مما هنا برقم (7727) عن عبد الرزاق، عن داود بن قيس، به. سفيان: هو الثوري، وأبو سعيد: هو مولى عبد الله بن عامر بن كريز. (2) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ق) ، وفي (م) وبقية النسخ: بيديه. (3) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ. وأخرجه ابن راهويه (164) عن يحيى بن آدم وحده، بهذا الإِسناد. وأخرجه أَبو داود (45) ، وابن ماجه (358) و (473) ، والنسائي 1/45، وابن حبان (1405) ، والبيهقي 1/106-107، والبغوي (196) من طرق عن شريك، به - بعضهم يرويه مختصراً، ووقع في المطبوع من "سنن أَبي داود" زيادة المغيرة بين إبراهيم بن جرير وبين أَبي زرعة، وهو خطأ، انظر "تحفة الأشراف" 10/437، و"بذل المجهود" 1/109-110. وسيأتي برقم (8105) و (9861) من طريق شريك. وسيأتي برقم (8695) من طريق أبان بن عبد الله البجلي، عن مولى لأبي هريرة، عن أَبي هريرة.= الحديث: 8104 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 467 8105 - قَالَ أَسْوَدُ يَعْنِي شَاذَانَ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ: إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فِي تَوْرٍ أَوْ فِي رَكْوَةٍ، وَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ (1) 8106 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، وَنَهَانِي عَنْ ثَلَاثٍ: " أَمَرَنِي بِرَكْعَتَيِ الضُّحَى كُلَّ يَوْمٍ، وَالْوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَنَهَانِي عَنْ نَقْرَةٍ كَنَقْرَةِ الدِّيكِ، وَإِقْعَاءٍ كَإِقْعَاءِ الْكَلْبِ، وَالْتِفَاتٍ كَالْتِفَاتِ الثَّعْلَبِ " (2) 8107 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ " (3)   = وفي الاستنجاء بالماء أحاديث، انظر "صحيح البخاري" (150) ، و"شرح مشكل الآثار" (4740) ، والتعليق عليه، و"سنن البيهقي" 1/105 و106. التَّور: إناء من نحاس. (1) إسناده ضعيف كسابقه. أسود: هو ابن عامر، وشاذان لقبه وأخرجه أبو داود (45) من طريق أسود بن عامر، عن شريك النخعي، به. وأخرجه البيهقي 2/120 من طريق ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، به. وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث. (2) إسناده ضعيف لضعف شريك -وهو ابن عبد الله النخعي-، ويزيد بن أبي زياد -وهو القرشي الهاشمي مولاهم- وانظر (7595) . (3) إسناده ضعيف جداً، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ،= الحديث: 8105 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 468 8108 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ حَتَّى تُفْضِيَ إِلَى جِلْدِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ " (1)   = وابنُ موهب -وهو يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب- متروك. وسيأتي من هذا الطريق برقم (9234) . وأخرجه أَبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (257) ، وأَبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/78، والبيهقي في "الشعب" (6202) و (6203) من طريق عيسى بن خالد البجلي، عن ورقاء بن عمر، عن الأعمش، عن أَبي صالح، عن أبي هريرة. عيسى بن خالد لم نتبينه، ومن فوقه ثقات. وفي الباب ما يغني عنه، أنظر حديث عبد الله بن عمرو الذي سلف برقم (6708) . (1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه مسلم (971) ، والطحاوي 1/516، والبيهقي 4/79 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومسلم (971) ، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 5/135 من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو داود (3228) من طريق خالد الطحان، وابن حبان (3166) من طريق حماد بن سلمة، وابن ماجه (1566) من طريق عبد العزيز بن أَبي حازم، والبغوي (1519) ، والطبراني في "الأوسط" (710) من طريق روح بن القاسم، والبيهقي 4/79 من طريق علي بن عاصم، سبعتهم عن سهيل بن أَبي صالح، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (9048) و (9732) و (10832) . وأخرجه بنحوه ابن عدي في "الكامل" 3/1228، وأَبو نعيم في "الحلية"= الحديث: 8108 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 469 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 7/207، والخطيب في "تاريخه" 11/252 من طريق الجارود بن يزيد -وعند ابن عدي: أو غيره - عن شعبة، عن سعيد المقبري، عن أَبي هريرة. والجارود بن يزيد رمي بالكذب. وأخرجه الطيالسي (2544) ، والطحاوي 1/517 من طريق محمد بن أَبي حميد، عن محمد بن كعب، عن أَبي هريرة. وقَيَّد فيه الجلوس بما إذا كان للغائط أو البول. ومحمد بن أبي حميد ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق (6511) من طريق زيد بن أسلم، وابن أَبي شيبة 3/339 من طريق أَبي يحيى الأسلمي، كلاهما عن أَبي هريرة موقوفاً. وإسناد عبد الرزاق فيه انقطاع، زيد بن أسلم لم يسمع من أَبي هريرة. وأخرج مسدد في "مسنده الكبير" -كما في "الفتح" 3/224، و"تغليق التعليق" 2/493- قال: حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا عثمان بن حكيم، حدثنا عبد الله بن سرجس وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: لأن أجلس على جمرة فتحرق ما دون لحمي حتى تفضي إليَّ، أحب إليَّ من أن أجلس على قبر. قال عثمان: فرأيت خارجة بن زيد في المقابر، فذكرتُ له ذلك، فأخذ بيدي، فأجلسني على قبر، وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت قال: إنما كُرِه ذلك لمن أحدث عليه. وصحح الحافظ إسناده. وروي مثل قول يزيد بن ثابت عن أخيه زيد بن ثابت، أخرجه عنه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/517 من طريق عمر بن علي المُقَدَّمي، عن عثمان بن حكيم، عن أَبي أمامة، أن زيد بن ثابت قال: هلمَّ يا ابن أخي أخبرك، إنما نهى النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الجلوس على القبور لحدث غائط أو بولٍ. قال الحافظ: ورجال إسناده ثقات. وإليه ذهب الإِمامان مالك وأَبو حنيفة، وذهب الجمهور إلى القول بكراهة الجلوس على القبر مطلقاً، ويشهد لما ذهبوا إليه حديث أَبي هريرة عند المصنف وغيره، وحديث جابر عند مسلم (970) ، وأحمد 3/339، وحديث أَبي مرثد= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 470 8109 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَسَمَّى بِاسْمِي، فَلَا يَتَكَنَّى بِكُنْيَتِي، وَمَنِ اكْتَنَى بِكُنْيَتِي، فَلَا يَتَسَمَّى (1) بِاسْمِي " (2) 8110 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} [النساء: 154] قَالَ: " دَخَلُوا زَحْفًا " {وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58]   = الغنوي عند مسلم (972) ، وأحمد 4/135، وحديث عمرو بن حزم عند أحمد (سقط من المطبوع وهو في "أطراف المسند" 5/131) ، وحديث عقبة بن عامر عند ابن أَبي شيبة 3/338، وابن ماجه (1567) . وانظر "فتح الباري" 3/224. (1) في (ظ 3) : يتكنَّ، يتسَمَّ، بحذف الألف فيهما. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك سيىء الحفظ. أَبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير. وأخرجه ابن راهويه (181) عن يحيى بن آدم، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (9863) و (9864) . ويشهد له بهذا اللفظ حديث جابر عند أحمد 3/313، وابن حبان (5816) ، والبيهقي 3/309، وفيه عنعنة أَبي الزبير عن جابر. ورواه شعبة عن عبد الله بن يزيد النخعي - كذا سماه شعبة، والصواب: سلم ابن عبد الرحمن النخعي - عن أَبي زرعة، عن أَبي هريرة فقال: "تسَّموا باسمي، ولا تكنَّوا بكنيتي" سيأتي عند المصنف برقم (9894) و (9933) . وانظر ما سلف برقم (7377) . الحديث: 8109 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 471 قَالَ: " بَدَّلُوا فَقَالُوا: حِنْطَةٌ فِي شَعَرَةٍ " (1) 8111 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن المبارك: هو عبد الله. وأخرجه البخاري (4479) ، والخطيب في "تاريخه" 2/266 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في "الكبرى" (10990) عن محمد بن عبيد بن محمد، والطبري في "تفسيره" 1/303 عن محمد بن عبد الله المحاربي، ثلاثتهم عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. ورواية النسائي والطبري مختصرة. وروي عن عبد الرحمن بن مهدي مرةً أخرى موقوفاً أخرجه من طريقه النسائي في "الكبرى" (10989) . وسيأتي من طريق عبد الرزاق، عن معمر برقم (8230) . وأخرجه بنحوه الطبري 1/303 من طريق صالح مولى التوأمة، عن أَبي هريرة مرفوعاً. وفي الباب عن ابن مسعود موقوفاً عند الطبري 1/303، وابن أَبي حاتم في تفسير سورة البقرة برقم (593) . وعن ابن عباس عند الطبري أيضاً 1/303 و304، وابن أَبي حاتم (594) . قوله. "حنطة في شعرة"، قال السندي: هو كلام مهمل، وغرضهم به مخالفة ما أُمرِوا به من كلام مستلزم للاستغفار وطلب حَطِّ العقوبة. وانظر "طرح التثريب" 8/166-167. (2) كذا في (ظ 3) و (ظ 1) و (ق) وهوامش النسخ الأخرى، وهي كذلك في "جامع المسانيد" لابن كثير، وفي (م) و (عس) و (ص) : اللينة. الحديث: 8111 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 472 صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا (1) إِلَى الصَّلَاةِ - أَوْ قَالَ: إِلَى الْمَسْجِدِ - صَدَقَةٌ " (2) 8112 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ سَمَّى الْحَرْبَ خَدْعَةً " (3)   (1) في (ظ 3) و (عس) : مشيتها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "زهد" ابن المبارك برقم (403) ، ومن طريقه أخرجه ابن أَبي عاصم في "الزهد" (37) ، وابن خزيمة (1494) ، وابن حبان (472) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (93) ، والبيهقي 3/229. وسيأتي برقم (8183) عن عبد الرزاق، و (8869) من طريق ابن المبارك، كلاهما عن معمر، ورواية عبد الرزاق مطولة، وبنحوها سيأتي برقم (8608) من طريق أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، عنه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3029) عن أَبي بكر بُور بن أَصْرَمَ، ومسلم (1740) عن محمد بن عبد الرحمن بن سَهْم، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/75 من طريق خداش بن الدحداح، عن ابن لهيعة، عن أَبي يونس، عن أَبي هريرة. وخداش وابن لهيعة ضعيفان. وسيأتي برقم (8153) من طريق عبد الرزاق، عن معمر. وفي الباب عن علي بن أَبي طالب سلف في "المسند" برقم (696) ، وذكرنا شواهده هناك. وسلف الكلام على ضبط "خدعة" وبيان معناها في مسند علي أيضاً برقم (616) . الحديث: 8112 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 473 8113 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَضِرِ قَالَ: " إِنَّمَا سُمِّيَ خَضِرًا: أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هِيَ تَحْتَهُ هِيَ تَحْتَهُ تَهْتَزُّ خَضْرَاءَ " (1) 8114 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَجِيءُ الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، هُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن المبارك: هو عبد الله. وأخرجه الطيالسي (2548) ، وأخرجه البخاري (3402) عن محمد بن سعيد الأصبهاني، كلاهما (الطيالسي ومحمد) عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. وسيأتي من طريق عبد الرزاق، عن معمر برقم (8228) . وفي الباب عن ابن عباس موقوفاً ومرفوعاً عند الطبراني في "الكبير" (12914) ، وإسناده ضعيف. قوله: "على فروة"، قال السندي: هي أرض يابسة، وقيل: هَشيم يابس من النبات. تهتز: تَتَحرك. خضراء: حال أو تمييز. (2) إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير سعيد بن سمعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإِمام" وأصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو= الحديث: 8113 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 474 8115 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فَرَضَ (1) عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ فَهُمْ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَالْيَهُودُ (2) غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ " (3) 8116 - وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى بُيُوتًا، فَأَحْسَنَهَا وَأَكْمَلَهَا وَأَجْمَلَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ، وَيُعْجِبُهُمُ الْبُنْيَانُ، فَيَقُولُونَ: أَلَا وَضَعْتَ هَاهُنَا لَبِنَةً، فَيَتِمُّ بُنْيَانُكَ (4) "، فَقَالَ مُحَمَّدٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ " (5) 8117 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ   = ثقة. وانظر (7910) . (1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فرض الله عليهم. (2) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: اليهود. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7707) . (4) في (ظ 3) : بنيانه. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2286) (21) ، والبغوي (3619) . وانظر ماسلف برقم (7322) . الحديث: 8115 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 475 نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهَا، جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي يَقَعْنَ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، وَجَعَلَ يَحْجِزُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ، فَيتَقَحَّمْنَ (1) فِيهَا " قَالَ: " فَذَلِكُمْ (2) مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ، أَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ: هَلُمَّ عَنِ النَّارِ (3) ، هَلُمَّ عَنِ النَّارِ، فَتَغْلِبُونِي، تَقَحَّمُونَ (4) فِيهَا " (5) 8118 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ (6) اللهِ إِخْوَانًا " (7)   (1) في (ظ 3) و (عس) : يتقحمن، وفي (م) وبعض النسخ: فتتقحم، والمثبت من "صحيفة همام" (4) ، ومسلم، ومن نسخة أشير إليها على هوامش بعض النسخ الخطية. (2) وفي (ظ 3) و (عس) : فذلك. (3) زاد في (ل) و (ظ 1) و (ق) و (ص) مرة ثالثة: هلم عن النار، وفي (م) و (س) : هلم، فقط. (4) في (م) وبعض النسخ: تقتحمون. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2284) (18) ، وأَبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، والبغوي (98) . وانظر ما سلف برقم (7321) . (6) في (م) : عبيد. (7) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20228) مقتصراً على قوله: "إيَّاكم والظن، فإن الظن أكذبُ الحديث". ومن طريق عبد الرزاق أخرجه بتمامه البخاري في "الأدب المفرد" (410) ، والبيهقي في "الشعب" (11152) .= الحديث: 8118 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 476 8119 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ وَهُوَ يَسْأَلُ رَبَّهُ شَيْئًا، إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ " (1) 8120 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَلَائِكَةُ (2) يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ " وَقَالَ: " يَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ -: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَقَالُوا: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ " (3) 8121 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ " (4)   = وأخرجه البخاري في صحيحه (6064) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7858) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (5571) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (852) (15) ، والطبراني في "الدعاء" (169) ، والبغوي (1049) . وانظر ما سلف برقم (7151) . (2) في (ظ 3) : والملائكة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (632) ، وأَبو عوانة 1/378، وابن حبان (1736) ، والبيهقي 1/464-465، والبغوي إثر الحديث (380) . وانظر ما سلف برقم (7491) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2211) ، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 460= الحديث: 8119 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 477 8122 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ: آمِينَ، وَالْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ، فَيُوَافِقُ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1) 8123 - وَقَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَدَنَةً مُقَلَّدَةً، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلَكَ ارْكَبْهَا " قَالَ: بَدَنَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " وَيْلَكَ ارْكَبْهَا " (2) 8124 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " (3)   = (276) ، والترمذي (330) ، وأَبو عوانة 1/267-268، والبيهقي 2/185-186، والبغوي (482) . زاد عبد الرزاق والترمذي في أوله: "لا يزالُ أحدُكم في صلاةٍ ما دام ينتظرها" وستأتي هذه الزيادة مفردةً برقم (8246) من هذا الطريق. وانظر (7892) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2645) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (410) (75) ، والبيهقي 2/55. وانظر ما سلف برقم (7187) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1322) (372) ، وابن حبان (4014) ، والبيهقي 5/236، والبغوي (1955) . وانظر ما سلف برقم (4350) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البغوي (4170) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري (6637) من طريق هشام بن يوسف، عن معمر، به.= الحديث: 8122 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 478 8125 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ " (1) 8126 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَارُكُمْ هَذِهِ، مَا يُوقِدُ بَنُو آدَمَ، جُزْءٌ وَاحِدٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ " قَالُوا: وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ (2) وَسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا " (3) 8127 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا قَضَى اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ كِتَابًا (4) ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي " (5)   = وانظر ما سلف برقم (7499) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (2559) ، والبغوي (2573) . وانظر ماسلف برقم (7323) . (2) في (م) وبعض النسخ؛ بتسع. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20897) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2843) ، وأَبو عوانة في صفة النار كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، والبيهقي في "البعث" (498) . وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (127) ، وفي "الزهد" له (308 - زوائد نعيم) ، ومن طريقه الترمذي (2589) عن معمر، به. وانظر ما سلف برقم (7327) . (4) في (ظ 3) و (عس) وهامش (س) : كتب في كتابه. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 8125 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 479 8128 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا، فَلَا يَجْهَلْ، وَلَا يَرْفُثْ، فَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ " (1) 8129 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ (2) فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَذَرُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ جَرَّايَ، فَالصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " (3) 8130 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ، فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، وَأَمَرَ بِهَا (4) ، فَأُحْرِقَتْ فِي النَّارِ ". قَالَ: " فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً " (5)   = وهو في "تفسير عبد الرزاق" 1/205، ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4177) ، وفي "تفسيره" 2/87. وانظر ما سلف برقم (7500) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (3427) ، والبغوي إثر الحديث (1712) ، واقتصر ابن حبان في روايته على قوله: "الصيام جُنَّة". وانظر ما سلف برقم (7340) . (2) في (ظ 3) و (عس) و (ل) و (ص) وهامشي (ظ 1) و (س) : إن خلوف. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (7892) ، ومن طريقه أخرجه البغوي (1712) . وانظر ما سلف برقم (7174) . (4) في (م) والنسخ المتأخرة: وأمر بالنار. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 8128 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 480 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (8412) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2241) (150) ، وأَبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 264، والبيهقي 5/214، والبغوي (3268) . وأخرجه النسائي 7/211، وابن حبان إثر الحديث (5647) من طريق أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن سيرين، عن أَبي هريرة. وزاد في آخره: "فإنهن يُسبِّحن". وأخرجه النسائي 7/211 من طريق قتادة، عن الحسن البصري، عن أَبي هريرة موقوفاً. والحسن البصري لم يسمع من أَبي هريرة. وروي من قول الحسن البصري، أخرجه النسائي 7/211، وابن حبان (5647) من طريق النضر بن شميل، عن أشعث بن عبد الملك، عنه. وسيأتي من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أَبي هريرة برقم (9229) ، ومن طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أَبي هريرة برقم (9801) . والجهاز، بفتح الجيم، وقيل: بكسرها: هو المتاع. قال الإِمام النووي في "شرح مسلم" 14/339: قال العلماء: وهذا الحديث محمول على أن شرع ذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان فيه جواز قتل النمل، وجواز الإِحراق بالنار، ولم يعتب عليه في أصل القتل والإِحراق، بل في الزيادة على نملة واحدة، وقوله: "فهلا نملة واحدة" أي: فهلا عاقبت نملة واحدة، هي التي قرصتك؟ لأنها الجانية، وأما غيرها فليس لها جناية، وأما في شرعنا فلا يجوز الإِحراق بالنار للحيوان. أ. هـ. قلنا: أما عدم جواز قتل النمل التي لا ضرر منها، فلحديث ابن عباس الذي سلف في "المسند" بإسناد صحيح برقم (3066) : أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن قتل أربع من الدواب: النملةِ، والنحلةِ، والهدهُد، والصُّرَدِ، فإن كانت مؤذية، فدفع عاديتها بالقتل جائز.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 481 8131 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ فِي يَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتَّبِعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَقْعُدُوا بَعْدِي " (1) 8132 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ تُسْتَجَابُ لَهُ، فَأُرِيدُ (2) إِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ أُؤَخِّرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (3) 8133 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ   = وأما عدم جواز تحريق الحيوان بالنار؛ فلحديث أَبي هريرة الذي سلف في "المسند" بإسناد صحيح برقم (8068) عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "وإن النار لا يُعذِّب بها إلا اللهُ عز وجل"، ولحديث ابن عباس السالف أيضاً بإسناد صحيح برقم (1871) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا تعذبوا بعذاب الله". وانظر "شرح السنة" 12/198، وشرح مسلم 14/339. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9529) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1876) (106) ، وابن منده (240) ، وأَبو عوانة 5/30، والبيهقي في "السنن" 9/24، وفي "شعب الإِيمان" (4237) . وانظر ما سلف برقم (7157) . (2) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: وأريد. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20864) ، ومن طريقه أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/628، وابن منده في "الإِيمان" (907) ، والبغوي (1235) . وانظر ماسلف برقم (7714) . الحديث: 8131 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 482 لِقَاءَهُ، وَمَنْ لَمْ يُحِبَّ لِقَاءَ اللهِ، لَمْ يُحِبَّ اللهُ لِقَاءَهُ " (1) 8134 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ يَعْصِينِي (2) فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أبو عوانة في الدعوات وفي التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، وابن حبان (3008) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أَبي داود في "البعث" (1) من طريق بكر بن عبد الله، عن نفيع أَبي رافع الصائغ، عن أَبي هريرة بأتم مما هنا. وسيأتي من طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (8556) و (9410) و (9453) و (9822) . وفي الباب عن أنس ورجل من الصحابة لم يسم وعبادة بن الصامت وعائشة، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/107 و4/259 - 260 و5/316 و6/44. وعن أَبي موسى الأشعري عند البخاري (6508) ، ومسلم (2686) (18) . وعن عبد الله بن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (8882) . وعن معاوية بن أَبي سفيان عند الطبراني في "الكبير" أيضاً 19/ (919) . والمراد من قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من أحب لقاء الله ... " الحديث: ما رواه البخاري (6507) ، ومسلم (2684) (15) عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقلت يا نبيَّ الله، أكراهية الموت؟ فكلُّنا نكره الموت، فقال: "ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بُشِّرَ برحمة الله ورِضوانه وجنته، أحبَّ لقاءَ الله، فأحبَّ الله لقاءَه، وإن الكافر إذا بُشِّرَ بعذاب الله وسخطِهِ، كره لقاءَ الله، وكرِهَ الله لقاءَه". وسيأتي نحوه عنها في "المسند" 6/218، وموقوفاً عليها في مسند أَبي هريرة برقم (8556) . (2) في (س) : يَعْصِني، بحذف الياء على الجادة، وما هنا له وجه. الحديث: 8134 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 483 وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي " (1) 8135 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ (2) ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَتَقَبَّلُ (3) مِنْهُ صَدَقَتَهُ " (4) قَالَ: " وَيُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَيَقْتَرِبَ الزَّمَانُ (5) ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ " قَالُوا: الْهَرْجُ، أَيُّمَا (6) هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ، الْقَتْلُ " (7)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1835) (33) ، وأَبو عوانة 4/445، والبغوي (2451) . وانظر ما سلف برقم (7334) . (2) في (م) وبعض النسخ: ويفيض. (3) كذا في (ظ 3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: يقبل. (4) في (ظ 3) وهامش (عس) : صدقة ماله. (5) في (ظ 3) و (عس) : الزمن. (6) في (ظ 3) و (عس) وبعض النسخ المتأخرة: أيُّمَ: بدون ألف. (7) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم ص 2058 (12) ، وأَبو عوانة في العلم كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، والبغوي (4244) . واقتصر مسلم على الشطر الثاني منه. وللشطر الأول انظر ما سيأتي برقم (9395) و (9897) و (10792) و (10862) ، وللشطر الثاني ما سلف برقم (7186) . وقوله: "حتى يُهِمَّ ربَ المالِ مَنْ يقبل صدقَتَهُ" ضبطه الحافظ في "الفتح" 3/282 بفتح أوله وضم الهاء؛ من هَمَّهُ الشيء، إذا أحزنه، وبضم الياء وكسر= الحديث: 8135 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 484 8136 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ وَدَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ " (1) 8137 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْبَعِثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيب (2) مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ   = الهاء، من أهمه الأمر، أي: أقلقه، وجعل "ربَّ" على الحالين منصوباً على المفعولية، و"مَن" فاعِلَه، وفرَّق بينهما الإِمام النووي في "شرح مسلم" 7/97، فقال: ضبطوه بوجهين: أجودهما وأشهرهما: "يُهِمَّ" بضم الياء وكسر الهاء، ويكون "ربَّ المالِ" منصوباً مفعولاً، والفاعل "من"، وتقديره: يُحزنه ويَهْتم له، والثاني: "يَهُمَّ" بفتح الياء وضم الهاء، ويكون "ربُّ المال" مرفوعاً فاعلاً، وتقديرُه: يَهُمُّ ربُّ المال من يقبلُ صدقته، أي: يقصِدهُ؛ مِن هَمَّ به: إذا قَصده. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3609) ، ومسلم ص 2214 (17) ، وأبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، وابن حبان (6734) ، والبيهقي في "السنن" 8/172، وفي "الاعتقاد" ص 375، والبغوي (4244) . وأخرجه بأخصر مما هنا البخاري (3608) ، والبزار (3268- كشف الأستار) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/418 من طريق الزهري، عن أَبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أَبي هريرة. وأخرجه البزار (3267) من طريق ضعيف عن الزهري، عن أَبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبية. فجعله من مسند عبد الرحمن بن عوف، وهو خطأ. وسيأتي الحديث من طريق الأعرج، عن أَبي هريرة برقم (10864) وفي الباب عن أَبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/95. (2) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: قَرِيبًا. الحديث: 8136 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 485 اللهِ " (1) 8138 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ، آمَنُوا أَجْمَعُونَ، وَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] " (2) 8139 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّأْذِينُ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، فَيَقُولَ لَهُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يُذْكَرُ مِنْ قَبْلُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَيْفَ صَلَّى " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3609) ، ومسلم ص 2240 (84) ، والترمذي (2218) ، وأَبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، والبغوي (4244) . وانظر ما سلف برقم (7228) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4636) ، ومسلم إثر الحديث (157) ، والبغوي (4244) ، وانظر ما سلف برقم (7161) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (389) (20) ، وابن حبان (1663) ، والبيهقي 1/432، والبغوي بإثر الحديث (412) .= الحديث: 8138 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 486 8140 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ يَمِينَ اللهِ مَلْأَى، لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ " " أَرَأَيْتُمْ مَا أُنْفِقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ " قَالَ: " وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْضُ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ " (1) 8141 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ، لَأَنْ يَرَانِي، ثُمَّ لَأَنْ يَرَانِي، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ   = وأخرجه مختصراً ابن خزيمة (392) من طريق الوليد بن رباح، عن أَبي هريرة - بلفظ: "إذا سَمِعَ الشيطانُ الأذانَ بالصلاةِ، أدْبَرَ وله ضُراطٌ لا يسمعَهُ". وللحديث طرق أخرى ستأتي برقم (9170) و (9336) و (9931) و (10543) ، وسلف الشطر الثاني منه من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (7286) . ويشهد للشطر الأول منه حديث جابر، سيأتي 3/336. قوله: "ثُوِّبَ" قال السندي: أي: أُقيم، فإنه إعلامٌ بالصلاةِ ثانياً. قوله: "حتى يخطُر بين المرءِ ونفسه": قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 1/234: بكسر الطاء، كذا ضَبَطناه عن مُتقنيهم، وسمعناه من أكثرهم: "يخطُر" بالضم، والكسرُ هو الوجه عند بعضهم في هذا، يعني: يوسوس، وأما على الرفع: فمن السلوك والمرور، أي: حتى يدنو ويمر بين المرءِ ونفسه، ويحول بينه وبين ذكر ما هو فيه. و"إن" نافيه بمعنى ما. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7419) ، ومسلم (993) (37) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/162، وابن حبان (725) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 328، والبغوي (1656) وانظر ما سلف برقم (7298) . الحديث: 8140 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 487 أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَمِثْلِهِمْ مَعَهُمْ (1) " (2) 8142 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلَكَ (3) كِسْرَى، ثُمَّ (4) لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ (5) لَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَلَتُقَسِّمُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (6)   (1) في (م) و (س) : ومثلهم معهم، بزيادة لفظة "ومثلهم". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2364) ، وأَبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، وابن حبان (6765) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/536، والبغوي (3842) . وسيأتي نحوه من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة برقم (9399) ، ومن طريق الأعرج، عن أَبي هريرة برقم (9794) . وفي الباب عن أَبي ذر، سيأتي 5/156. قوله: "لأن يراني، ثم لأن يراني": كذا وقع في "المسند" على التأكيد، ووقع في "صحيفة همام" المفردة (بتحقيق الدكتور رفعت فوزي) ، ومصادر التخريج الأخرى: "لا يراني، ثم لأن يراني". ومعنى الحديث على ما في المصادر الأخرى: أنه يأتي على أحدكم يومٌ لا يراني فيه، وذلك بعد وفاتي، ثم لو قُدِّر له أن يراني ولو لحظة أحبُّ إليه من أهله وماله جميعاً. (3) في (ظ3) و (ل) : إذا هلك، لكن ضبب فوق "إذا" في (ل) . (4) في (ظ 3) و (عس) وهوامش بعض النسخ: فلا. (5) في (ظ 3) و (عس) : ولا. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20815) ، ومن طريقه أخرجه البخاري= الحديث: 8142 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 488 8143 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (1)   = (3027) ، ومسلم (2918) (76) ، والبغوي (3729) ، وانظر ما سلف برقم (7184) . قوله: "هلك كسرى ... " قال الحافظ في "الفتح" 6/626: قال القرطبي في الكلام على الرواية التي لفظها: "إذا هلك كسرى، فلا كسرى بعده" وعلى الرواية التي لفظها: "هلك كسرى، ثم لا يكون كسرى بعده": بين اللفظين بَوْن، ويمكن الجمع بأن يكون أَبو هريرة سمع أحد اللفظين قبل أن يموت كسرى، والآخر بعد ذلك. قال الحافظ: ويحتملُ أن يكون المرادُ بقوله "هلك كسرى" تحقق وقوع ذلك، حتى عبر عنه بلفظ الماضي وإن كان لم يقع بعد للمبالغة في ذلك، كما قال تعالى (أتى أمر الله فلا تستعجلوه) ، وهذا الجمع أولى؛ لأن مخرج الروايتين متحد، فحمله على التعدد على خلاف الأصل، فلا يُصارُ إليه مع إمكان هذا الجمع. (1) إسناده صحيح على شرح الشيخين. وهو في "المصنف" (20874) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (4370) . وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد - زيادات نعيم بن حماد" (273) ، ومن طريق عبد الله بن المبارك أخرجه البخاري (7498) عن معمر، بهذا الإِسناد. وأخرجه الحميدي (1133) ، والبخاري (3244) ، (4779) ، ومسلم (2824) (2) و (3) ، والترمذي (3197) ، وأَبو يعلى (6276) ، وابن حبان (369) من طريق أَبي الزناد، عن الأعرج، عن أَبي هريرة.= الحديث: 8143 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 489 8144 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ (1) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ (2) ، فَأْتَمِرُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ " (3) 8145 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ، صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَأَحَدُكُمْ جُنُبٌ، فَلَا يَصُمْ يَوْمَئِذٍ " (4) 8146 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مِائَةٌ   = وسيأتي الحديث من طرق عن أَبي هريرة برقم (9649) و (8827) و (10017) و (10577) . وفي الباب عن سهل بن سعد الساعدي سيأتي 5/334. وعن أَبي سعيد الخدري عند أَبي نعيم في "الحلية" 2/262. (1) كذا في (ظ3) و (عس) وهوامش بعض النسخ، وفي (م) وبقية النسخ: أُهلك. (2) في (ظ 3) و (عس) : بالأمر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20374) ، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 1831 (131) وابن حبان (20) و (21) و (2105) ، والبغوي (98) و (99) . وانظر ما سلف برقم (7367) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (3485) . وانظر ما سلف برقم (7388) . الحديث: 8144 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 490 إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " (1) 8147 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخُلُقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ (2) فُضِّلَ عَلَيْهِ " (3) 8148 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طُهْرُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِيهِ، أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ " (4) 8149 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ فِتْيَانِي أَنْ يَسْتَعِدُّوا لِي بِحُزَمٍ، مِنْ حَطَبٍ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي لِلنَّاسِ، ثُمَّ نُحَرِّقَ بُيُوتًا عَلَى مَنْ فِيهَا " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7623) . (2) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فيمن. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2963) ، وابن حبان (712) ، والبيهقي في "الشعب" (10284) ، والبغوي (4099) وانظر ما سلف برقم (7319) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (329) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (279) (92) ، وأَبو عوانة 1/208، وابن حبان (1295) ، والبيهقي 1/240. وانظر ما سلف برقم (7346) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1984) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (652) (253) ، وأَبو عوانة 2/5، والبيهقي 3/55. وانظر ما سلف برقم (7328) . الحديث: 8147 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 491 8150 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ " (1) 8151 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أَحَدِكُمْ، أَوْ شِرَاكُهُ، فَلَا يَمْشِ فِي إِحْدَاهُمَا بِنَعْلٍ وَالْأُخْرَى حَافِيَةٌ، لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ لِيَنْعَلْهُمَا جَمِيعًا " (2) 8152 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " (3) لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ أَكُنْ قَدَّرْتُهُ لَهُ، وَلَكِنَّهُ يَلْقِيهِ النَّذْرُ بِمَا قد قَدَّرْتُهُ (4) لَهُ، يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ، يُؤْتِينِي عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ آتَانِي عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (523) (8) وانظو ما سلف برقم (7403) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (3158) وانظو ما سلف برقم (7349) . وقوله: "أو شراكه": الشراكُ: هو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. "النهاية" 2/467-468. (3) في (م) و (ظ 1) هنا زيادة: قَالَ اللهُ، وليست في شيء من الأصول الأخرى التي بين أيدينا، والحديث مع ذلك قدسي. (4) كذا في (ل) ، وفي (ظ 3) و (عس) : قد قدرته، وفي (م) وبقية النسخ: بما قدرته. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن الجارود (932) . وأخرجه البخاري (6609) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وانظر ما سلف برقم (7208) .= الحديث: 8150 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 492 8153 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِي أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَسَمَّى الْحَرْبَ خَدْعَةً " (1) 8154 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: سَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ (2) ، قَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ، وَكَذَّبْتُ عَيْنِي " (3)   = وقوله: "ولكنه يلقيه النذر بما قَدَّرتُه له": أي: يلقي النذرُ ابن آدم إلى ما حصل له بسبب ما قدره الله عز وجل، لا بسبب النذر وفعلِهِ دون تقدير الله وإرادته كما كان اعتقاد أهل الجاهلية، ويوضح هذا المعنى رواية الأعرج عن أَبي هريرة عند البخاري (6694) ، ففيها: "ولكن يلقيه النذر إلى القَدَر قد قُدِّر له". ونسبة الإِلقاء إلى النذر نسبة مجازية، والذي سوَّغ ذلك كون النذر سبباً إلى الإِلقاء، فنُسِب الإِلقاءُ إليه، إذ الذي يلقي في الحقيقة هو القدر وهو الموصل، وفي الظاهر هو النذر. وانظر "فتح الباري" 11/500. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 9/268. وأخرج الشطر الأول منه مسلم (993) (37) ، وأَبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 264، والبغوي (1656) من طريق عبد الرزاق، به. وأخرج الشطر الثاني البيهقي 9/150 من طريق عبد الرزاق، به. وقد سلف الشطر الأول منه برقم (7298) من طريق الأعرج عن أَبي هريرة، والشطر الثاني برقم (8112) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر. (2) كذا في (م) و (س) : هو، وهو الصواب، وفي بقية النسخ الخطية: إلا الله. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 8153 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 493 8155 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ مَا أُوتِيكُمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَا أَمْنَعُكُمُوهُ، إِنْ أَنَا إِلَّا خَازِنٌ أَضَعُ حَيْثُ أُمِرْتُ " (1) 8156 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا جُعِلَ (2) الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ،   = ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3444) ، ومسلم (2368) (149) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، وابن حبان (4336) ، والبغوي (3520) . وأخرجه إسحاق بن راهويه (485) ، والبخاري تعليقاً بإثر الحديث (3443) ، والنسائي 8/249، والبيهقي 10/157 من طريق عطاء بن يسار، وابن ماجه (2102) من طريق يحيى بن النضر، كلاهما عن أَبي هريرة. وسيأتي برقم (8973) من طريق الحسن عن أَبي هريرة. قوله: "فقال: آمنت بالله" قال السندي: أي: فلا أردُّ من توسل به عن مطلوبه تعظيماً وإجلالاً له، فلا بدَّ أن أصدقك وأكذب عيني. وقوله: "وكذبت عَيْني" قال الحافظ في "الفتح" 6/489: بالتشديد على التثنية (يعني في عيني) ، ولبعضهم بالإِفراد، وفي رواية المستملي: "كذبت" بالتخفيف وفتح الموحدة و"عيني" بالإِفراد في محل رفع. وقال السندي: "كذبت عيني" أي: آمنت بأنه أجل وأعظم من أن يحلف به كاذباً فصدقت الحالف به، وكذبت نفسي. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أَبو داود (2949) ، والبغوي (2719) . وانظر ما سلف برقم (7194) . قوله: "ما أوتيكم" قال السندي: أي: بهوى نفسي، أي أنه تابع في ذلك لأمر الله، فلا اعتراض عليه. (2) لفظة "جعل" ليست في (ظ 3) و (عس) . الحديث: 8155 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 494 فَلَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا (1) كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ (2) " (3) 8157 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَقِيمُوا الصَّفَّ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ " (4) 8158 - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ عِلْمَ كُلِّ   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: وإذا. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: أجمعين. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4082) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (722) ، ومسلم (414) ، والبغوي (852) . وانظر ما سلف برقم (7144) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2424) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (722) ، ومسلم (435) (126) ، وأَبو عوانة 2/39، وابن حبان (2177) ، والبيهقي 3/99، والبغوي بإثر الحديث (852) . وانظر ما سيأتي برقم (10290) وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/177، وهو متفق عليه. وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/322. الحديث: 8157 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 495 شَيْءٍ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ (1) ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَانَ قَدْ كُتِبَ عَلَيَّ (2) أَنْ أَفْعَلَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُخْلَقَ؟ " قَالَ: " فَحَاجَّ آدَمُ مُوسَى " (3) 8159 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، خَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ (4) عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ " (5)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: برسالاته. (2) لفظة "علي" ليست في (ظ 3) و (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20068) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2652) (15) ، وابن أَبي عاصم في "السنة" (159) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1034) ، والبغوي (69) . ورواية ابن أَبي عاصم مختصره جداً. وانظر ما سلف برقم (7387) . قوله: "أغويت الناس" قال السندي: فسَّره ابن العربي في "شرح الترمذي" بأن سجيتك في الإِغواء سَرَتْ إليهم، فإن العِرْق نزاع. (4) في (م) والنسخ المتأخرة: أغنيك. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (279) و (3391) و (7493) ، وابن حبان (6229) ، والبيهقي في "السنن" 1/198، وفي "الأسماء والصفات" ص 206، والبغوي (2027) . وأخرجه النسائي 1/200-201 من طريق صفوان بن سليم، عن عطاء بن= الحديث: 8159 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 496 8160 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُفِّفَتْ (1) عَلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْقِرَاءَةُ، فَكَانَ (2) يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ تُسْرَجُ، فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنْ (3) قَبْلِ أَنْ تُسْرَجَ دَابَّتُهُ، وَكَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ " (4)   = يسار، عن أَبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7309) . قوله: "لا غنى بي عن بركتك" قال السندي. أي أنه من حيث كونه من بركاتك مطلوب، لا من حيث كونه مالاً، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ 3) و (عس) : خفف. (2) كذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وباقي النسخ: فتسرج وكان. (3) لفظة "من" من (ظ 3) و (عس) و (ل) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 6/127، والبغوي (2027) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ومن طريقه أخرجه دون الشطر الثاني البخاري في "صحيحه" (3417) و (4713) ، وفي "خلق أفعال العباد" (597) و (598) ، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" ص 67 وابن حبان (6225) . وأخرج الشطر الثاني منه البخاري (2073) ، وابن حبان (6227) من طريق عبد الرزاق، به وأخرجه أيضاً الطبراني في "الصغير" (17) ، وفي "الأوسط" (1205) من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن معمر، به. وقال: لم يروه عن الأوزاعي إلا الوليد، تفرد به ابن أبي السري. وعلقه بشطريه البخاري بإثر الحديث (3417) من طريق موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أَبي هريرة. ووصله هو في "خلق أفعال العباد" (599) ، والإِسماعيلي في "مستخرجه" كما في "تغليق التعليق"= الحديث: 8160 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 497 8161 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُؤْيَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (1) 8162 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُسَلِّمِ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ " (2)   = 4/29-30، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (811) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 272. وفي باب عمل داود بيده، عن المقدام بن معدي كرب عند البخاري في "صحيحه" (2072) ، وسيأتي في "المسند" 4/131. قال السندي: قوله: "خففت" من التخفيف أي: جعلت قراءة الزبور عليه سهلة، أو كأنها أمر قليل، "القرآن" أي: الزبور. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2263) . وانظر ما سلف برقم (7168) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19445) ، ومن طريقه أخرجه أَبو داود (5198) ، والبغوي (3303) . وأخرجه البخاري في "الصحيح" (6231) ، وفي "الأدب المفرد" (995) ، والترمذي (2704) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وعلقه البخاري في "صحيحه" (6234) ، ووصله في "الأدب المفرد" (1001) ، وأَبو نعيم في "المستخرج" كما في "تغليق التعليق" 5/122، والبيهقي 9/203 من طريق صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أَبي هريرة. وللحديث طريقان آخران سيأتيان برقم (8312) و (10625) . وفي الباب عن فضالة بن عبيد سيرد في "المسند" 6/19 و20. وعن عبد الرحمن بن شبل، سيأتي 3/444. الحديث: 8161 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 498 8163 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَزَالُ أُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَقَدْ عَصَمُوا مِنِّي أَمْوَالَهُمْ وَأَنْفُسَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن منده في "الإِيمان" (27) ، والبغوي (31) . وأخرجه مسلم (21) (33) ، والنسائي 6/4-5 و6 و7 و7/77-78 و79، والطبري 26/103-104، والطحاوي 3/213، وابن حبان (218) ، والطبراني في "الأوسط" (1294) ، وابن منده (23) و (200) ، والبيهقي في "السنن" 8/136 و9/182، وفي "الأسماء والصفات" ص 106 من طريق سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة. وأخرجه مسلم (21) (34) ، وابن حبان (174) و (220) ، وابن منده (196) و (197) و (198) و (402) و (403) ، والدارقطني 2/89، والبيهقي في "السنن" 8/202 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أَبي هريرة. وأخرجه ابن ماجه (71) ، والدارقطني 2/89، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (6) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/159 و3/25 من طريق الحسن البصري، عن أَبي هريرة. وأخرجه النسائي 6/79 من طريق زياد بن قيس، والطحاوي 3/213 من طريق الأعرج وعجلان، وأَبو نعيم 3/306 من طريق مجاهد، والخطيب في "تاريخه" 12/201 من طريق محمد بن الحنفية، خمستهم عن أَبي هريرة. وللحديث طرق أخرى عن أَبي هريرة ستأتي برقم (8544) و (8904) و (9475) و (10158) و (10254) و (10518) و (10822) وفي الباب عن أَنس وجابر وأوس بن أَبي أوس ومعاذ بن جبل، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 3/199 و295 و4/8 و5/245-246. قوله: "لا أزال أقاتل الناس"، المراد بالناس المشركون من العرب، دون أهل= الحديث: 8163 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 499 8164 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَفَلَتُهُمْ وَغِرَّتُهُمْ؟ (1) فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي (2) أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي. وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا. فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ   = الكتاب، وأما أهل الكتاب عرباً وعجماً والمشركون من غير العرب، فقبول حكم الإِسلام -وهو الجزية- يدفع عنهم القتل. انظر "المغني" لابن قدامة 13/203-209، و"شرح مسلم" للنووي 1/206-207، و"فتح الباري" 1/76-77. وقوله: "فقد عصموا مني أموالهم وأنفسهم إلا بحقها" أما حق الأموال: فهو الزكوات والغرامات وغيرها، وأما حق الأنفس: فهو القصاص والحدود. (1) كذا في (عس) و (س) و (ق) و (ظ 1) ، وفي (ظ3) و (ل) : وغويهم، بالمثناة من تحت، ولا ندري ما وجهه، وقد صُوِّب على هامش (ظ3) إلى: "وغَرَثهم". قال القاضي عياض فيما نقله النووي في "شرح مسلم" 17/181: وغرتهم: روي على ثلاثة أوجه، وهي موجودة في النسخ إحداها: غَرَثُهم، بغين معجمة مفتوحة، وثاء مثلثة، هذه رواية الأكثرين من شيوخنا، ومعناها أهل الحاجة والفاقة والجوع، والغرث: الجوع. والثاني: عَجَزَتُهم، بعش مهملة مفتوحة وجيم وزاي وتاء، جمع عاجز. والثالث: غرتهم، بغين معجمة مكسورة وراء مشددة وتاء مثناة فوق وهكذا هو الأشهر في نسخ بلادنا، أي: البله الغافلون الذين ليس بهم فتك وحذق في أمور الدنيا، وهو نحو الحديث الآخر: أكثر أهل الجنة البُله. (2) في (م) و (ظ 3) : رحمة. الحديث: 8164 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 500 رِجْلَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ (1) - أَيْ: حَسْبِي - فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا " (2) 8165 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُوتِرْ " (3) 8166 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ (4) : إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ حَسَنَةً مَا لَمْ يَفْعَلْ، فَإِذَا عَمِلَهَا، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِعَشْرِ (5) أَمْثَالِهَا، وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَفْعَلَ سَيِّئَةً، فَأَنَا   (1) زاد في (م) والنسخ المتأخرة: قط مرةً ثالثة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20893) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (4850) ، ومسلم (2846) (36) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/212-213، وأَبو عوانة 1/187-188، وابن حبان (7447) ، وابن منده في "الرد على الجهمية" (9) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 158، وفي "الأسماء والصفات" ص 349-350، والبغوي (4422) . وانظر ما سلف برقم (7718) . سفلتهم: بكسر السين وسكون الفاء، وبفتح السين وكسر الفاء: أسافل الناس وغوغاؤهم. قال السندي: ويزوى على بناء المفعول، أي: يجمع، والمراد أنها تضيق على أهلها. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (7221) . (4) قوله: "قال الله" زيادة من (ظ 3) و (عس) ، وسقط من (م) وبقية النسخ. (5) في (م) والنسخ المتأخرة. بعشرة. الحديث: 8165 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 501 أَغْفِرُهَا مَا لَمْ يَفْعَلْهَا، فَإِذَا عَمِلَهَا، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا " (1) 8167 - وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَيْدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ " (2) 8168 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ أَنْ يَقُولَ لَهُ: تَمَنَّ فَيَتَمَنَّى (3) وَيَتَمَنَّى، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20557) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (129) ، وأَبو عوانة 1/83-84، وابن منده في "الإِيمان" (376) ، والبيهقي في "شعب الإِيمان" (7042) ، والبغوي (4148) . وانظر ما سيأتي برقم (8217) و (8219) ، وما سلف برقم (7196) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو عند عبد الرزاق في "المصنف" (20885) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (6158) ، والبغوي (4370) . وأخرجه أَبو يعلى (6316) ، والبيهقي في "البعث" (390) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/17 من طريق الأعرج، وبحشل في "تاريخ واسط" ص 160، وعبد الله في زياداته على "الزهد" ص 22 من طريق أَبي صالح، وابن حبان (7418) من طريق أَبي يونس سليم بن جبير، ثلاثتهم عن أَبي هريرة. وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (9651) و (10260) و (10270) . وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/132. وعن سهل بن سعد، سيأتي 3/433. القِيدُ -بالكسر- القَدْر. (3) لفظة "فيتمنى" زدناها من (ظ 3) و (عس) . الحديث: 8167 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 502 تَمَنَّيْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَا تَمَنَّيْتَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ " (1) 8169 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ يَنْدَفِعُ النَّاسُ فِي شُعْبَةٍ، أَوْ فِي وَادٍ، وَالْأَنْصَارُ فِي شُعْبَةٍ، لَانْدَفَعْتُ مَعَ الْأَنْصَارِ (2) فِي شِعْبِهِمْ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (182) (301) ، وابن منده في "الإِيمان" (808) ، والبغوي (4370) . وانظر ما سلف برقم (7717) . (2) قوله: "مع الأنصار" أثبتناه من (ظ 3) و (عس) و (ل) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19907) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (7269) . وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (9309) ، وأبي صالح برقم (9434) ، وأبي سلمة برقم (10509) ، ومن طريق الأعرج عن أَبي هريرة في مسند أَبي سعيد الخدري 3/67. وفي الباب عن أَبي بكر الصديق سلف في "المسند" برقم (18) . وعن أَبي سعيد وأنس وعبد الله بن زيد وأبي بن كعب وأبي قتاده، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 3/57 و156 و4/42 و5/137 و307. وعن سهل بن سعد عند ابن ماجة (164) . قال السندي: قوله: "لولا الهجرة" أي: لولا شرفُها وجلالة قدرها عند الله. "لكنت امرأً من الأنصار" أي: لعددت نفسي واحداً منهم لكمال فضلهم وشرفهم بعد فضل الهجرة وشرفها، والمقصود الإِخبار بما لهم من المزية بعد مزية الهجرة، وأنها مزية يرضى بها مثلُه، وإلا فالانتقال لا يتصوَّر سيما الانتساب بالنسب فإنه= الحديث: 8169 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 503 8170 - وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ " (1) 8171 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ - وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ - فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ (2) ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ " قَالَ: " فَذَهَبَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ. فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ "، قَالَ: " فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلْ يَنْقُصُ الْخَلْقُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ " (3)   = حرام. "شعبة" أي: الطريق في الجبل، أو ما انفرج بين الجبلين بيد أنه لا يفارقهم ولا يسكن إلا معهم لا كما زعم البعض أنه يسكن في مكة بعد فتحها. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. من طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3399) ، ومسلم (1470) (63) ، وابن حبان (4169) ، والبغوي (2335) . وفيه عندهم -غير البخاري-: "لم يخبث الطعام، ولم يخنز اللحم". وأخرجه البخاري (3330) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وانظر ما سلف برقم (8032) . (2) في (ق) وهامش (س) و (ظ1) : يُحيُّونك. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19435) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (3326) و (6227) ، وفي "الأدب المفرد" (978) ، ومسلم= الحديث: 8170 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 504 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = (2841) (28) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/93-94، وابن حبان (6162) ، وابن منده في "الرد على الجهمية" ص 41-42، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (711) و (712) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 289-290، والبغوي (3298) . وأخرجه الترمذي (3368) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (218) و (220) ، والطبري في "تاريخه" 1/96 و155، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/160، وابن حبان (6167) ، والحاكم 1/64، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 324-325، من طريق الحارث بن أَبي ذباب، عن سعيد بن أَبي سعيد المقبري، عن أَبي هريرة. ورواية الترمذي وابن حبان والطبري والحاكم والبيهقي مطولة. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، وقال النسائي: هذا خطأ، يعني رواية ابن أَبي ذباب. وصوَّب رواية ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أَبية عن عبد الله بن سلام موقوفاً! وساقها بإسناده برقم (219) . وأخرجه أَبو يعلى (6580) من طريق إسماعيل بن رافع، عن المقبري، عن أَبي هريرة. وروايته مطولة. وإسماعيل بن رافع ضعيف منكر الحديث. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (220) ، والطبري 1/96 و155 من طريق أبي سلمة، وأَبي صالح، والشعْبي، ويزيد بن هرمز، والحاكم 1/64 من طريق الشعبي أربعتهم عن أَبي هريرة. واستنكر النسائي هذه الروايات عن أَبي هريرة! وانظر ما سلف برقم (7165) و (7323) ، وما سيأتي (8291) . قال أَبو حاتم وابن حبان في "صحيحه" 14/33: هذا الخبر تعلق به من لم يُحكِم صناعة العلم، وأخذ يشنِّع على أهل الحديث الذين ينتحلون السنن، ويذبُّون عنها، ويقمعون من خالفها بأن قال: ليست تخلو هذه "الهاء" من أن تنسب إلى الله، أو إلى آدم، فإن نسبت إلى الله، كان ذلك كفراً، إذ "ليس كمثله شيء" [الشورى: 11] ، وإن نسبت إلى آدم، تعرى الخبر عن الفائدة،= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 505 8172 - وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ " قَالَ: " فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا "، قَالَ: " فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي " قَالَ: " فَرَدَّ اللهُ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي، فَقُلْ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟ فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ بِيَدِكَ مِنْ شَعْرَةٍ فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً. قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ. قَالَ: فَالْآنَ مِنْ قَرِيبٍ، قَالَ: رَبِّ أَدْنِنِي مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً   = لأنه لا شك أن كل شيء خلق على صورته، لا على صورة غيره. ومعنى الخبر عندنا بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خلق الله آدم على صورته": إبانةُ فضل آدم على سائر الخلق، "والهاءُ" راجعة إلى آدم، والفائدة من رجوع "الهاء" إلى آدم دون إضافتها إلى البارىء جل وعلا -جل ربنا وتعالى عن أن يشبَّه بشيء من المخلوقين- أنه جل وعلا جعل سبب الخلق الذي هو المتحرك النامي بذاته اجتماع الذكر والأنثى، ثم زوال الماء عن قرار الذكر إلى رحم الأنثى، ثم تغير ذلك إلى العلقة بعد مدة، ثم إلى المضغة، ثم إلى الصورة، ثم إلى الوقت الممدود، فيه، ثم الخروج من قراره، ثم الرضاع، ثم الفطام، ثم المراتب الأُخر على حسب ما ذكرنا، إلى حلول المنيَّة به، هذا وصف المتحرك النامي بذاته من خلقه، وخلق الله جل وعلا آدم على صورته التي خلقه عليها وطوله ستون ذراعاً من غير أن تكون تقدمة اجتماع الذكر والأنثى، أو زوال الماء، أو قراره، أو تغيير الماء علقة أو مضغة، أو تجسيمه بعده، فأبان الله بهذا فضله على سائر من ذكرنا من خلقه بأنه لم يكن نطفة فعلقة، ولا علقة فمضغةً، ولا مضغةً فرضيعاً، ولا رضيعاً ففظيماً، ولا فطيماً فشاباً، كما كانت هذه حالةُ غيره. الحديث: 8172 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 506 بِحَجَرٍ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ، لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ " (1) 8173 - وقَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوا: وَاللهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا، إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ " قَالَ: " فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ، فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ (2) ، قَالَ: " فَجَمَحَ مُوسَى بِأَثَرِهِ (3) يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ. حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سَوْأَةِ مُوسَى، وَقَالُوا: وَاللهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ، فَقَامَ الْحَجَرُ بَعْدُ حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا " فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاللهِ إِنَّ (4) بِالْحَجَرِ نَدَبًا سِتَّةً أَوْ سَبْعَةً، ضَرْبُ مُوسَى بِالْحَجَرِ " (5)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن اختلف على عبد الرزاق في رفعه ووقفه، انظر ما سلف برقم (7646) . وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20531) ، ومن طريقه أخرجه البخاري بإثر الحديث (3407) ، ومسلم (2372) (158) ، وابن أَبي عاصم في "السنة" (600) ، وابن حبان (6224) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 493، والبغوي (1451) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: بثوب موسى. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: يأمره. (4) في الأصول: إنه، وهو خطأ، والمثبت من (م) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 8173 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 507 8174 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " (1) 8175 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنَ الظُّلْمِ مَطْلَ الْغَنِيِّ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ " (2) 8176 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَخْبَثُهُ وَأَغْيَظُهُ عَلَيْهِ، رَجُلٌ كَانَ يُسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ، لَا مَلِكَ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (3)   = ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (278) ، ومسلم (339) وص 1841، وأَبو عوانة 1/281، وابن حبان (6211) ، والبيهقي 1/198. وسيأتي من طريق الحسن برقم (9091) ، ومن طريق خلاس ومحمد بن سيرين برقم (10678) ، ومن طريق الحسن أيضاً مرسلاً برقم (10678) . قاك السندي: آدر: بهمزة ممدودة فدال مهملة مفتوحة فراء مخففة من الأدرة بالضم: نفخةٌ في الخصية. "فجَمح": بجيم ثم حاء مهملة، أي: أسرع إسراعاً لا يرده شيء. "النَّدب": بفتح نونٍ ودالٍ جميعاً: هو أثر الجرح إذا لم يرتفع عن أثر الجلد. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (4040) . وانظر ما سلف برقم (7316) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15355) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي 6/70. وانظر (7541) . وانظر ما سيأتي برقم (9296) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 8174 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 508 8177 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْنِ - وَقَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ - خُسِفَتْ بِهِ الْأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا حَتَّى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1) 8178 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي " (2)   = ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2143) (21) والبغوي (3370) . وانظر ما سلف برقم (7329) . قال السندي: وفي "المجمع": روي: أغيظ رجل على الله وأخبثه وأغيظه، وقد أُنكر تكرار أغيَظ ولعله: أغنظ بنون، والغنظ: شدة الكرب، وقيل: لعل أحدهما: أغيط، بالطاء المهملة، انتهى. قلت: (القائل السندي) : فجواز أن يكون الاثنان من الغيظ بغين وظاء معجمتين ومثناة من تحت لكن فيه تكرار، وأن يكون أحدهما من الغنظ بغين وظاء معجمتين ونون يقال: غنظه الأمر: جهده وشق عليه، والغنظ: الكرب والهم اللازم، ويحرك. وأن يكون أحدهما من الغيْط، بغين معجمة وطاء مهملة وياء مثناة من تحت. قلت (القائل السندي) ، ولعل معناه: أكثر خصاماً ونزاعاً، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2088) (50) ، وأَبو عوانة 5/473، والبغوي (3355) . وانظر ما سلف برقم (7630) . قوله: "يتبختر" قال السندي: أي: يمشي مشي المتكبر المعجب بنفسه. "يتجلجل": أي: يغوص في الأرض حين يخسف به، والجلجلة: حركة مع صوت. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 8177 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 509 8179 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا عَلَى هَذِهِ الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ، كَمَا تُنْتِجُونَ الْإِبِلَ، فَهَلْ تَجِدُونَ فِيهَا جَدْعَاءَ حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا؟ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ؟ قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (1) 8180 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْإِنْسَانِ عَظْمًا لَا تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ أَبَدًا، فِيهِ يُرَكَّبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالُوا: أَيُّ عَظْمٍ هُوَ؟ قَالَ: " عَجَبُ (2) الذَّنَبِ " (3)   = ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (1252) ، وزاد فيه: "إذا تلقاني عبدي بشبرٍ تلقيته بذراع، وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباعٍ، وإذا تلقاني بباعٍ جئته، أو قال: أتيته بأسرع". وانظر ما سلف برقم (7422) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6599) ، ومسلم (2658) (24) ، والبيهقي 6/203، والبغوي (84) . وانظر ما سلف برقم (7181) و (7325) . (2) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) ، والنسخ المتأخرة: عجم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2955) (143) ، وابن حبان (3139) . وأخرجه البخاري (4814) و (4935) ، ومسلم (2955) (141) ، وابن ماجه (4266) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2293) و (2294) ، والطبراني في "الأوسط" (787) من طريق أَبي صالح، عن أَبي هريرة.= الحديث: 8179 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 510 8181 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ، إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ " قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ فِي ذَاكُمْ مِثْلُكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ " (1) 8182 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يَضَعْ يَدَهُ فِي الْوَضُوءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، إِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (2)   = وأخرجه بنحوه ابن أَبي عاصم (891) من طريق سعيد بن المسيب وأَبي سلمة، كلاهما عن أَبي هريرة. وسيأتي الحديث من طريق الأعرج برقم (8283) ، ومن طريق أَبي عياض عمرو بن الأسود برقم (10477) . وفي الباب عن أَبي سعيد الخدري، سيأتي 3/28. قال السندي: عَجْم الذَّنَب، بفتح فسكون: العظم الذي في أسفل الصلب عضد العَجُزْ، وهو لغةً في العَجْب بفتح فسكون كما في "المصباح". قلت (القائل السندي) : وهو من قلب الباء ميماً وهو كثير شائع مثل: لازب، في لازم، وبكة، في مكة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7754) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (1966) ، وابن حبان (3575) ، والبيهقي 4/282، والبغوي (1736) . وانظر ما سلف برقم (7162) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (278) (88) ، وأَبو عوانة 1/264،= الحديث: 8181 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 511 8183 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ الشَّمْسُ "، قَالَ: " تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي (1) دَابَّتِهِ تَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ مَتَاعَهُ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ "، وَقَالَ: " الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ "، وَقَالَ: " كُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ " (2) 8184 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَا رَبُّ النَّعَمِ لَمْ يُعْطِ حَقَّهَا، بُسِطُ (3) عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَخْبِطُ وَجْهَهُ بِأَخْفَافِهَا " (4)   = والبيهقي 1/234. وانظر ما سلف برقم (7282) . (1) في (م) : على. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (2707) و (2891) و (2989) ، ومسلم (1009) (56) ، وابن حبان (3381) ، وأَبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 264، والبيهقي 4/187-188، والبغوي (1645) وبعضهم يرويه مختصراً، وزاد البخاري في الرواية الثانية: "ودلُّ الطريق صدقة". وانظر (8111) ، وما سيأتي برقم (8354) و (8608) و (9133) . قوله: "كل سلامي" قال السندي: بضم سين وتخفيف لام: مفاصل البدن. "عليه صدقة"، أي: واجبة عليه، ونسبة الوجوب إلى المفاصل مجازيه، وهي واجبة على الإِنسان لسلامة المفاصل ومعافاتها، والمراد بالوجوب الثبوت على وجه التأكد لا الوجوب الشرعي. "تميط": من الإِماطة، أي: إزالة الأذى من الطريق وإبعاده. (3) كذا في الأصول الخطية، وكتب على هامش (ظ 3) : تسلط، وهو موافق لروايتي البخاري والبغوي، ومعنى "بسط عليه": سلط عليه. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 8183 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 512 8185 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ " قَالَ: " يَفِرُّ (1) مِنْهُ صَاحِبُهُ وَيَطْلُبُهُ وَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ " قَالَ: " وَاللهِ لَنْ يَزَالَ يَطْلُبُهُ حَتَّى يَبْسُطَ يَدَهُ فَيُلْقِمَهَا فَاهُ " (2) 8186 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبُلْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجْرِي، ثُمَّ تَغْتَسِلْ مِنْهُ " (3) 8187 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ هَذَا الطَّوَافَ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ، تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ   = ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6958) ، والبغوي (1561) . وانظر الحديث الطويل الذي سلف برقم (7563) . قوله: "رب النعم"، أي: مالك الأنعام. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: ويفر، بزيادة واو. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (6957) ، والبغوي بإثر الحديث (1561) . وانظر ما سلف برقم (7756) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين:- وهو في "مصنف عبد الرزاق" (299) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (282) (96) ، والترمذي (68) ، وابن الجارود (54) ، وأَبو عوانة 1/276، والبيهقي 1/97 و239، والبغوي (284) . ورواية "المصنَّف" والترمذي وابن الجارود: "يتوضأ منه" بدلاً من: "تغتسل منه". وأخرجه النسائي 1/197 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وزاد: "أو يتوضأ" انظر ما سلف برقم (7525) . الحديث: 8185 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 513 وَالتَّمْرَتَانِ، إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَيَسْتَحِي (1) أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ، فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ " (2) 8188 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأْذَنُ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ كَسْبِهِ عَنْ غَيْرِ أَمْرِهِ، فَإِنَّ نِصْفَ أَجْرِهِ لَهُ " (3)   (1) المثبت من (ظ 3) و (ل) ، وفي (م) وباقي الأصول: يستحي. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي 7/11، والبغوي (1603) . وانظر ما سلف برقم (7539) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7886) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (2066) و (5192) و (5360) ، ومسلم (1026) ، وأَبو داود (1687) و (2458) ، وابن حبان (3572) ، والبيهقي 4/192 و303 والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/383، والبغوي (1694) . وقد اقتصر البخاري في الموضعين الأول والثالث وأَبو داود في الأول على القطعة الثالثة منه، واقتصر البخاري أيضاً في الموضع الثاني وابن حبان والبيهقي في الموضع الثاني على القطعة الأولى منه، واقتصر أَبو داود في الموضع الثاني على القطعتين الأولى والثانية، والخطيب على القطعتين الأولى والثالثة. وانظر ما سلف برقم (7343) . ويشهد للقطعة الأخيرة حديث عائشة، وسيأتي في مسندها 6/44. قوله: "لا تصوم المرأة" أراد به صوم التطوع، وقد سلف في الحديث رقم (7343) تقييده بغير رمضان. وقوله: "لا تأذن"، أي: لا تسمحِ لأحد بالدخول إلى بيته وهو شاهد، أي:= الحديث: 8188 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 514 8189 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ وَلَا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا " (1) 8190 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ لِلْعِنَبِ الْكَرْمَ، إِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ " (2) 8191 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَرَى رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ عَقَارًا لَهُ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ فِي عَقَارِهِ جَرَّةً فِيهَا ذَهَبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي، إِنَّمَا اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ، وَلَمْ أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ. وَقَالَ الَّذِي بَاعَ الْأَرْضَ: إِنَّمَا بِعْتُكَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا " قَالَ: " فَتَحَاكَمَا إِلَى رَجُلٍ، فَقَالَ الَّذِي تَحَاكَمَا إِلَيْهِ: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ قَالَ أَحَدُهُمَا: لِي غُلَامٌ. وَقَالَ الْآخَرُ:   = حاضر، قال السندي: قُيِّد بذلك ليدلّ على أنه إذا كان غائباً فبالأولى. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20636) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2682) ، وابن حبان (3015) ، والبيهقي في "السنن" 3/377، وفي "الزهد" (624) ، والبغوي (1446) ، وانظر ما سلف برقم (7578) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20936) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2247) (10) ، وابن حبان (5832) ، والبيهقي في "شعب الايمان" (5214) ، والبغوي (3385) . وانظر ما سلف برقم (7257) الحديث: 8189 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 515 لِي جَارِيَةٌ، قَالَ: أَنْكِحِ الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ، وَأَنْفِقُوا عَلَى أَنْفُسِهِمَا مِنْهُ، وَتَصَدَّقَا " (1) 8192 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِرَاحِلَتِهِ إِذَا ضَلَّتْ مِنْهُ ثُمَّ وَجَدَهَا؟ " قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ إِذَا تَابَ مِنْ أَحَدِكُمْ بِرَاحِلَتِهِ إِذَا وَجَدَهَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3472) ، ومسلم (1721) ، وأَبو عوانة 4/23-24 وابن حبان (720) ، والبيهقي في "الشعب" (5290) ، والبغوي (2212) . وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (457) من طريق عطاء بن مسلم الخراساني، وابن ماجه (2511) من طريق حيان بن بسطام، كلاهما عن أَبي هريرة. وإسناداهما ضعيفان قوله "عَقَار"، قال السندي: هو بالفتح: الضَّيعةُ والنخل والأرض ونحوها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20587) ، ومن طريقه أخرجه مسلم ص 2102 (2) ، وأَبو عوانة في التوبة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266، والبغوي (1300) . وأخرجه مسلم ص 2102 (2) ، والترمذي (3538) ، وابن ماجه (4247) ، من طريق الأعرج، وأَبو يعلى (6600) من طريق سعيد بن أَبي سعيد المقبري، وابن حبان (621) من طريق عجلان مولى المشمعل، ثلاثتهم عن أَبي هريرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي من طريق موسى بن يسار برقم (10498) ، ومن طريق أَبي صالح= الحديث: 8192 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 516 8193 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: إِذَا تَلَقَّانِي عَبْدِي بِشِبْرٍ، تَلَقَّيْتُهُ بِذِرَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِذِرَاعٍ، تَلَقَّيْتُهُ بِبَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِبَاعٍ، جِئْتُهُ أَتَيْتُهُ (1) بِأَسْرَعَ " (2) 8194 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمَنْخِرَيْهِ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ لِيَنْثُرْ " (3) 8195 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ   = مطولاً برقم (10782) ، كلاهما عن أَبي هريرة. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3627) ، وانظر شواهده هناك. (1) لفظة "أتيته" لم ترد في (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2675) ، والبغوي (1252) ، وأَبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266. وانظر ما سلف برقم (7422) . قوله "جئته أتيته" قال النووي في "شرح مسلم" 5/534: هكذا هو في أكثر النسخ (يعني نسخ مسلم) : "جئته أتيته"، وفي بعضها: "جئته بأسرع" فقط، وفي بعضها: "أتيته"، وهاتان ظاهرتان، والأول صحيح أيضاً، والجمع بينهما للتوكيد، وهو حسن لا سيما عند اختلاف اللفظ، والله أعلم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (237) (21) ، وأَبو عوانة 1/247، وابن المنذر في "الأوسط" (355) ، والبيهقي 1/49. وانظر ما سلف برقم (7221) . الحديث: 8193 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 517 أَنَّ أُحُدًا عِنْدِي ذَهَبًا، لَأَحْبَبْتُ أَنْ لَا يَأْتِيَ عَلَيَّ ثَلَاثُ لَيَالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ أَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنِّي، لَيْسَ شَيْئًا أَرْصُدُهُ فِي دَيْنٍ عَلَيَّ " (1) 8196 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَكُمُ (2) الصَّانِعُ بِطَعَامِكُمْ، قَدْ أَغْنَى عَنْكُمْ عَنَاءَ حَرِّهِ وَدُخَانِهِ، فَادْعُوهُ فَلْيَأْكُلْ مَعَكُمْ، وَإِلَّا فَأَلْقِمُوهُ (3) فِي يَدِهِ (4) " 8197 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: اسْقِ رَبَّكَ، أَطْعِمْ رَبَّكَ، وَضِّئْ رَبَّكَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: رَبِّي، وَلْيَقُلْ: سَيِّدِي وَمَوْلَايَ، وَلَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي، وَأَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ فَتَاتِي، وَغُلَامِي (5) " (6)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7228) ، وابن حبان (6350) ، والبغوي (1653) . وانظر ما سلف برقم (7484) . (2) في (م) : جاء أحدكم. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: فلقموه. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في "الشعب" (8565) . وانظر ما سلف برقم (7338) . (5) المثبت من (ظ 3) و (عس) ، وفي (ل) : فتاي غلامي، وفي بقية النسخ: فتاتي غلامي، وفي (م) : فتاتي وغلامي. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 8196 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 518 8198 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُوَرُهُمْ (1) عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَبْصُقُونَ (2) فِيهَا، وَلَا يَتَمَخَّطُونَ فِيهَا، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ فِيهَا، آنِيَتُهُمْ وَأَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ، وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ (3) ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ   = وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19869) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (2552) ، ومسلم (2249) (15) ، وأَبو عوانة في الأسامي، وابن حبان في الثالث والأربعين من الثاني كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 265، والبيهقي في "السنن" 8/13، وفي "الشعب" (8612) ، والبغوي (3380) . وأخرجه أَبو داود (4976) من طريق أبي يونس سليم بن جبير، عن أَبي هريرة. وسيأتي من طرق أخرى عن أَبي هريرة برقم (9451) و (9729) و (9964) . قوله: "لا يقل أحدكم: اسق ربك ... "، النهي هنا للأدب وتهذيب اللسان وصونه عن الألفاط الموهمة، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) ، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لا تقولوا للعنب: الكرم، إنما الكرم قلب المسلم"، وما ورد في الآثار من استعمالها فلبيان الجواز، إذا لم يتخذ التلفط بها عادة كما قال في أشراط الساعة: "أن تلد الأمةُ، ربها، أو ربَّها"، فدال أن النهي في ذلك محمول على جعلها عادة، هذا في الإِنسان، وأما في غيره فلا يكره إطلاق ذلك عليه عند الإضافة كقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اللقطة: "فإن جاء ربُّها فأدِّها إليه"، وكما قال في غير حديث: "رب المال"، والله تعالى أعلم. انظر "فتح الباري" 5/179. (1) في (م) : صورتهم. (2) زاد في (م) : ولا يتفلون. (3) في (ظ3) : من ألوَّة، وفي هامشي (عس) و (ل) : من لؤلؤة. الحديث: 8198 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 519 زَوْجَتَانِ، يَرَى مُخَّ سَاقَيْهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الْحُسْنِ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبٍ وَاحِدٍ، يُسَبِّحُونَ اللهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا " (1) 8199 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 8200 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِمَنْ قَبْلَنَا، ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجَزَنَا، فَطَيَّبَهَا لَنَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20866) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2834) (17) ، وابن حبان (7436) ، وأَبو نعيم في "صفة الجنة" (243) ، والبغوي (4370) . وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم" (433) ، ومن طريقه البخاري (3245) ، والترمذي (2537) عن معمر، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7152) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20294) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (6516) ، والبيهقي 7/61، والبغوي (1239) . وانظر ما سلف برقم (7311) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث قطعة من حديث طويل سيأتي برقم (8238) عن عبد الرزاق.= الحديث: 8199 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 520 8201 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلَتِ النَّارَ امْرَأَةٌ مِنْ جَرَّاءِ هِرَّةٍ لَهَا - أَوْ هِرٍّ (1) - رَبَطَتْهَا، فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تُرَمِّمُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا " (2) 8202 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَسْرِقُ سَارِقٌ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَزْنِي زَانٍ وَهُوَ حِينَ يَزْنِي مُؤْمِنٌ، (3) وَلَا يَشْرَبُ الشَّارِبُ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ - يَعْنِي الْخَمْرَ -، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، وَلَا يَنْتَهِبُ أَحَدُكُمْ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ إِلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ أَعْيُنَهُمْ فِيهَا وَهُوَ حِينَ يَنْتَهِبُهَا مُؤْمِنٌ، وَلَا يَغِلُّ أَحَدُكُمْ حِينَ يَغِلُّ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ (4)   = وأخرجه كرواية المصنِّف هنا البيهقيُّ في "السنن" 6/290 من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7433) . (1) ما بين المعترضتين سقط من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20551) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2243) و (2619) (135) ، والبيهقي 8/14. وانظر ما سلف برقم (7547) . قوله: "ترمم"، قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 1/291: يقال بفتح التاء والميم، وبضم التاء وكسر الميم، وروي: ترمرم، وكلاهما بمعنىً، وأصله: تاكل من المَرَمَّة، وهي الشَّفَة. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: حين يزني وهو مؤمن. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله "فإياكم إياكم" من قول أَبي= الحديث: 8201 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 521 8203 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، وَمَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ " (1) 8204 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّسْبِيحُ لِلْقَوْمِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ فِي الصَّلَاةِ " (2)   = هريرة كما جاء مصرحاً به عند عبد الرزاق وحده في "مصنفه" (13684) . وأخرجه مسلم (57) (103) ، وأَبو عوانة 1/20، وابن حبان (5979) ، وابن منده في "الإِيمان" (513) ، والبغوي (47) من طريق عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. ووقع في المطبوع من "صحيح ابن حبان": "لا يقتل أحدكم" بدلاً من "لا يغل أحدكم"! وانظر ما سلف برقم (7318) . قوله: "نهبة ذات شرف"، قال السندي: النَّهب: أخذ مال الغير قهراً، والنهبة بفتح نون، مصدر، وأما بالضم: فالمال المنهوب، والمراد: لا يختلس شيئاً له قيمة عالية. وقيل: معنى "يرفع فيها" أي: في تلك النهبة، "أبصارهم" أي: ينظرون إليه ويتضرعون ولا يقدرون على دفعه. "فإياكم إياكم" أي: وهذه الأعمال السابقة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أَبو عوانة 1/104، والبغوي (56) . وسيأتي برقم (8609) من طريق أَبي يونس سليم بن جبير، عن أَبي هريرة. وفي الباب عن أَبي موسى الأشعري، سيأتي 4/396. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4069) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (422) ، وأَبو عوانة 2/214، والبيهقي 2/247.= الحديث: 8203 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 522 8205 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ كَلْمٍ يُكْلَمُهُ الْمُسْلِمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ يَكُونُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهَا إِذَا طُعِنَتْ تَنْفَجِرُ دَمًا، اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ (1) ، وَالْعَرْفُ عَرْفُ الْمِسْكِ " (2) قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: " يَعْنِي: الْعَرْفَ: الرِّيحَ " 8206 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ (3) إِنِّي لَأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي أَوْ فِي بَيْتِي، فَأَرْفَعُهَا لِآكُلَهَا، ثُمَّ   = وانظر ما سلف برقم (7285) . قوله: "التسبيح للقوم"، قال السندي: أي: الرجال، إذ القومُ مخصوصٌ بهم، يدلُّ عليه قوله تعالى: (لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ) إلى قوله: (ولا نساءٌ من نساءٍ) [الحجرات: 11] ، وقول الشاعر: أقَومٌ آلُ حِصْنٍ أم نساءُ (1) في (ظ 3) و (عس) : دم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9528) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1876) (106) ، وأَبو عوانة 5/30، والبيهقي في "السنن" 9/165، وفي "الشعب" بإثر الحديث (4237) ، والبغوي (2631) . وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (40) ، ومن طريقه البخاري (237) عن معمر، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7157) . قوله: "ثم يكون يوم القيامة"، قال السندي: لفظة "ثم" زائدة في غير محلها، والجملة التي بعدها خبر لقوله "كل كلمٍ ... "، والله أعلم. (3) لفظ الجلالة لم يرد في (م) . الحديث: 8205 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 523 أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً، فَأُلْقِيهَا (1) " (2) 8207 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُونَ تَسْتَفْتُونَ حَتَّى يَقُولَ أَحَدُكُمْ: هَذَا اللهُ خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (3) 8208 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ لَأَنْ يَلَجَّ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فِي أَهْلِهِ، آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ الَّتِي فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (4)   (1) زاد في (م) والنسخ الخطية المتأخرة: "وَلَا آكُلُهَا"، وهذه الزيادة لم ترد في النسخ العتيقة من "المسند"، ولا عند من خرَّجه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (6944) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1070) (163) ، وأَبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 264، والبيهقي في "الشعب" (5743) ، والبغوي (1606) . وأخرجه البخاري (2432) ، والطحاوي 2/10، وأَبو نعيم في "الحلية" 8/187 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد. وأخرجه مسلم (1070) (162) ، وابن حبان (3292) ، والبيهقي في "السنن" 7/29-30 من طريق أَبي يونس مولى أَبي هريرة، عن أَبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7758) و (8014) ، وما سيأتي برقم (8714) . وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/119. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (6722) ، وابن منده (356) . وانظر ما سلف برقم (7790) . قوله: "تستفتون" أي: تَسأَلون عن الغوامض وعما لا يعني الإِنسان. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7743) . الحديث: 8207 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 524 8209 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُكْرِهَ الِاثْنَانِ عَلَى الْيَمِينِ، وَاسْتَحَبَّاهَا، فَلْيَسْتَهِمَا عَلَيْهَا " (1) 8210 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَا أَحَدُكُمُ اشْتَرَى لِقْحَةً مُصَرَّاةً، أَوْ شَاةً مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ بَعْدَ أَنْ يَحْلُبَهَا إِمَّا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أَبو داود (3617) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وقرن مع أحمد سلمةَ بنَ شبيب، وقالا فيه: "أو استحباها". قال الإِسماعيلي: هذا هو الصحيح، أي أنه بلفظ "أو". والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (15212) ، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (23) ، والبخاري (2674) ، والنسائي في "الكبرى" (6001) ، والبيهقي 10/255، والبغوي (2505) . ولفظه عند عبد الرزاق والبخاري والنسائي وإحدى روايتي البيهقي: "عَرَضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قومٍ اليمين فأسرع الفريقان جميعاً في اليمين، فأمر النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يُسهَمَ بينهم في اليمين أيهم يحلف"، وأما لفظه عند إسحاق والبغوي والرواية الأخرى للبيهقي فكرواية المصنِّف، إلا أنه عندهم بلفظ "فاستحباها". وسيأتي نحوه من طريق أَبي رافع عن أَبي هريرة برقم (10347) و (10787) . قوله: "إذا أكره الاثنان على اليمين"، قال السندي: أي: حكم الحاكم عليهما باليمين بلا رضاً منهما. "واستحبّاها": من الاستحباب، أي: أو رضيا بها، فالواو بمعنى "أو"، والمراد: إذا وَجَب اليمين على اثنين ثم أكرها عليها أو رضيا بها "فليستهما": من الاستهام، أي: ليقترعا "عليها" أي: على اليمين، أي: على أنه بأيهما يبدأ. ويحتمل أن المراد: إذا وجب اليمين على أحد رجلين لا يدري أيهما، ثم أكرها أو رضيا، فليقترعا للتعيين، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 5/286. الحديث: 8209 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 525 هِي (1) وَإِلَّا فَلْيَرُدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ (2) " 8211 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشَّيْخُ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ (3) : طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (4)   (1) في (ظ3) وهامش (عس) : رضي، وفي (م) وهامش (س) : يَرْضَى، والمثبت من (عس) و (ل) و (س) وغيرها، وهو الموافق لما في المصادر التي خرَّجت هذا الحديث. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (1524) (28) ، والبيهقي 5/318، والبغوي (2100) . وانظر ما سلف برقم (7305) . (3) في (ظ 3) و (عس) : حبه اثنتان، وهو خطأ ولذلك ضبب على كلمة "اثنتان" في (عس) إشارة إلى خطئها، وفي (ل) : حبه اثنتين. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (4089) . وأخرجه البخاري (6420) ، ومسلم (1046) (114) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة. وأخرجه ابن ماجه (4233) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أَبية، عن أَبي هريرة. وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أَبي هريرة، انظر (8422) و (8699) و (8934) و (10514) . وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/115، وهو متفق عليه. قوله: "الشيخ على حب اثنتين"، قال السندي: أي: حريص على حبهما، أو شابٌ على حبهما، أي: الإِنسان إذا صار كبيراً، يصير حريصاً على حب طول= الحديث: 8211 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 526 8212 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْشِيَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَحَدُكُمْ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ نَارٍ " (1)   = الحياة وكثرة المال، ولعل ذلك لأنه أَلِفَ الحياة وجرَّب الانتفاع بالمال، أو لأنه قد قارب فَقْدَهما، فكأنه صار كالممنوع منهما، وطُبِعَ الإِنسانُ على الحرص على ما مُنِعَ منه، والله أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (18679) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (7072) ، ومسلم (2617) ، وابن حبان (5948) ، والبيهقي في "السنن" 8/23، وفي "الشعب" (5334) ، والبغوي (2573) . كلهم رووه بلفظ "لا يشيرُ أحدكم إلى أخيه" غير عبد الرزاق فبلفظ "لا يشيرنَّ". وانظر ما سلف برقم (7476) . قوله: "لا يمشينَّ" هكذا في رواية "المسند"، وأورده بهذا اللفظ الحافظ أبو الفضل العراقي في كتابه "تقريب الأسانيد"، وشرح عليه ولده أَبو زرعة في "طرح التثريب" 7/184 فقال: كذا ضبطناه في أصلٍ عند والدي رحمه الله، من المَشْي، والذي في "الصحيحين": "لا يشير" من الإِشارة، وهو المعروف، وكذا وقع فيهما بإثبات الياء مرفوعاً، وهو نهي بلفظ الخبر ... وهو أبلغُ وآكدُ من صيغة النهي، والرواية الأولى -إن ثبتت- فهي بمعنى الرواية الثانية وراجعة إليها، لأن المراد نهيُه عن المشي إلى جهته مشيراً له بالسلاح. وقوله: "أن ينزع في يده"، قال السندي: أي: ينزع من يده إلى أخيه، وكأن دخول "أنْ" في خبر "لعل" لتشبيهها بعَسَى. وقال أَبو زُرْعَة العراقي في "طرح التثريب": معناه: يرمي في يده، ويحقق ضربته، كأنه يرفع يده ويحقِّق إشارته، والنَّزْع: العمل باليد كالاستقاء بالدَّلْو ونحوه، وأصله: الجَذْب والقَلْع. الحديث: 8212 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 527 8213 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قَوْمٍ فَعَلُوا بِرَسُولِ اللهِ " وَهُوَ حِينَئِذٍ يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِهِ (1) 8214 - وَقَالَ: " اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (4073) ، ومسلم (1793) (106) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 504، وفي "دلائل النبوة" 3/261، والبغوي (3750) من طرق عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد، مجموعاً مع الحديث الآتي بعده. وأخرج البزار (1793- كشف الأستار) ، وأَبو يعلى (5931) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4915) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/502 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أَبي سلمة، عن أَبي هريرة: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "اشتدَّ غضبُ الله على قوم دَمَّوْا وجه رسول الله، وهشموا عليه البيضة، وكسروا رباعيته". وإسناده حسن، واللفظ للطحاوي. يشهد للحديثين معاً حديث ابن عباس عند البخاري (4074) . ويشهد للحديث الأول منهما حديث ابن عباس الذي سلف برقم (2609) ، وحديث عبد الله بن الزبير عند ابن حبان (6979) . وللثاني منهما حديث ابن مسعود الذي سلف برقم (3868) . الرَّباعية، على وزن ثمانِيَة: هي السنُّ التي بين الثَّنِية والناب من كل جانب، وللإِنسان أربع رَباعيات، اثنتان في الفك العلوي، واثنتان في السفلي. تنبيه: ذكر الحافظ في "الفتح" 7/373 أن حديث أَبي هريرة هذا من مراسيل الصحابة، فإنه لم يشهد الوقعة التي قيل فيها هذا الحديث، وهي وقعة أُحد، فكأنه حمله عمَّن شهدها، أو سمعه من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر تخريجه في الحديث السابق.= الحديث: 8213 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 528 8215 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبٌ (1) مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنْيَتُهَا النَّظَرُ، وَيُصَدِّقُهَا الْأَعْرَاضُ، وَاللِّسَانُ زِنْيَتُهُ الْمَنْطِقُ (2) ، وَالْقَلْبُ التَّمَنِّي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ مَا ثَمَّ وَيُكَذِّبُ " (3) 8216 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا قَرْيَةٍ أَتَيْتُمُوهَا فَأَقَمْتُمْ فِيهَا،   = وسيأتي من طريق خلاس عن أَبي هريره برقم (10384) . (1) هكذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: نصيبه. (2) هكذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: النطق. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن حبان (4421) . وانظر ما سلف برقم (7719) . قوله: "فالعين زِنيتها النظر"، قال في "طرح التثريب" 8/20: بكسر الزاي وإسكان النون، أي: هيئة زناها للسبب كهيئة الزنى الحقيقي الذي هو إيلاج الفَرْج في الفَرْج المحرَّم، وإنما هيئته النظر، والفِعْلة بالكسر للهيئة، ولو روي "زَنْيتها" بالفتح على المرَّة لصحَّ، ولكن الكسر على الهيئة أظهر، وهو المروي. وقوله: "ويصدِّقها الإِعراضُ" الظاهر أن معناه: يُصدِّق العين الإِعراضُ، أي: يجعلها ذات صدقٍ، فإذا أعرضت بعد نظرها، وغَضَّت عنه النظر المحرَّم، فهي ذات صدقٍ ماشية على الاستقامة ... فمعنى التصديق هنا غير معناه في قوله: "والفَرْج يُصدِّق ما ثَمَّ ويكذب" فإن معنى التصديق هناك: تحقيق للزنى بالفرج، ومعنى التكذيب: أن لا يُحقِّقَه بالإِيلاج، فصارت تلك النظرةُ كأنها كاذبة لم يتصل بها مقصودها، فالتصديق هنا محمودٌ، والتصديق هناك مذموم. وقوله: "والقلبُ التمني"، وفي رواية ابن حبان "والقلبُ زِناه التمني"، وسيأتي كذلك في رواية الحسن عن أبي هريرة برقم (8356) ، ويأتي الكلام عليه هناك. الحديث: 8215 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 529 فَسَهْمُكُمْ فِيهَا، وَأَيُّمَا قَرْيَةٍ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّ خُمُسَهَا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ هِيَ لَكُمْ " (1) 8217 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلَامَهُ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 8218 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا مَا قَامَ أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1756) ، وأَبو داود (3036) عن أَحمد بن حنبل، به. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (10137) ، وعنه -من غير طريق أحمد- أخرجة مسلم (1736) ، وأَبو عوانة 4/131، وابن حبان (4826) ، والبيهقي 6/318، والبغوى (2719) . وأخرجه بنحوه البيهقي 9/139 من طريق المرجَّى بن رجاء، عن أَبي سلمة، عن قتادة، عن أَبي رافع، عن أَبي هريرة. قوله: "وأقمتم فيها"، قال السنديَ: أي دخلتموها بلا قتال. "فسهمكم فيها": أي: حقكم من العطاء كما يُصرف الفيءُ، لا كما تُصرف الغنيمة. "وأَيما قرية عصت الله ورسوله": أي: أخذتموها عنوة ففيها الخُمُس. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (42) ، ومسلم (129) ، وأَبو عوانة 1/84، وابن حبان (228) ، وابن منده في "الإِيمان" (373) ، وابن حزم في "المحلى" 1/18، والبيهقي في "الشعب" (7046) ، وفي "الأسماء والصفات" ص 71. وانظر (8166) . الحديث: 8217 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 530 فَلْيُخَفِّفِ الصَّلَاةَ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَفِيهِمُ الضَّعِيفَ وَفِيهِمُ السَّقِيمَ، وَإِذَا قَامَ وَحْدَهُ فَلْيُطِلْ صَلَاتَهُ مَا شَاءَ " (1) 8219 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: رَبِّ ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ، فَقَالَ: ارْقُبُوهُ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ " (2) 8220 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَذَّبَنِي عَبْدِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ أَنْ يَقُولَ: فَلَنْ يُعِيدَنَا (3) كَمَا بَدَأَنَا، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ يَقُولُ: اتَّخَذَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3712) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (467) (184) ، وأَبو عوانة 2/87، والبيهقي 3/117، والبغوي (841) . وانظر ما سلف برقم (7474) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (129) (205) ، وأَبو عوانة 1/84، وابن منده في " الإِيمان" (376) ، والبغوي (4148) . وانظر (8166) . قوله: "وهو أبصر به"، قال السندي: أي: هو تعالى أبصر بذلك العبد وأعلم به من الملائكة. "من جَرَّاي": بفتح الجيم وتشديد الراء، وهو بالمدِّ والقصر، أي: من أَجْلي. (3) في (ظ 3) : فليعيدنا! الحديث: 8219 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 531 اللهُ وَلَدًا، وَأَنَا الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ " (1) 8221 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْرِدُوا عَنِ (2) الْحَرِّ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (3) 8222 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4975) ، وابن حبان (848) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 208 و506، والبغوي (41) . وسيأتي برقم (8610) من طريق أَبي يونس، و (9114) من طريق الأعرج، كلاهما عن أَبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس عند البخاري (4482) . والصَّمد، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/52: هو السيِّد الذي انتهى إليه السُّؤدد، وقيل: هو الدائم الباقي، وقيل: الذي يُصمَد في الحوائج إليه، أي: يُقصد. وكُفُواً، ويُهمز: المُماثِل والمُشاكِل. (2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: من. قال السندي: لفظة "عن" بمعنى الباء عند كثير من أهل التحقيق، وهو الظاهر، والله تعالى أعلم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (2051) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (615) (183) ، وأَبو عوانة 1/347 وانظر ما سلف برقم (7130) . الحديث: 8221 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 532 أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ " (1) 8223 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا نُودِيَ بِالصَّلَاةِ، فَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُونَ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ (2) ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا " (3) 8224 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَضْحَكُ اللهُ لِرَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ " قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " يَقْتُلُ هَذَا فَيَلِجُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى الْآخَرِ فَيَهْدِيهِ إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُسْتَشْهَدُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (8078) . (2) في (ل) و (م) : بالسكينة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3403) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (602) (153) ، وأَبو عوانة 2/83، والبيهقي 2/295 و298. ولفظ الحديث عندهم: "وما فاتكم فأتِمُّوا" مكان قوله: "فاقضوا"، وكلاهما بمعنى كما سلف بيانه عند الحديث (7230) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20280) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1890) (129) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/572 و573، وأَبو عوانة 5/60، والآجري في "الشريعة" ص 278، والبيهقي في "السنن" 9/165، وفي "الأسماء والصفات" ص 468، والبغوي (2633) . وانظر ما سلف برقم (7326) . الحديث: 8223 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 533 8225 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبِعْ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ " (1) 8226 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلَ فِي مِعًى وَاحِدٍ " (2) 8227 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: سَمِعْت أَبِي يَقُولُ: " قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: يَا أَبَا بَكْرٍ أُفَضِّلُ (3) ، يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ، كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ حُسْنُ هَذَا الْحَدِيثِ وَجَوْدَتُهُ قَالَ: نَعَمْ " 8228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يُسَمَّ خَضِرًا إِلَّا أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ خَضْرَاءَ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (14869) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "شعب الإِيمان" (11152) ، والبغوي (2094) . وانظر ما سلف برقم (7248) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19558) ، ومن طريقه أخرجه البغوي (2879) . وانظر ما سلف برقم (7497) . (3) قال السندي: قوله "أفصل"، أي: أقول: فصل؟ والله تعالى أعلم، كذا كان في نسخة الشيخ. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي (3151) ، وابن حبان (6222) ، والبغوي في "تفسيره" 3/172 وانظر (8113) . الحديث: 8225 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 534 الْفَرْوَةُ: الْحَشِيشُ الْأَبْيَضُ وَمَا أَشْبَهُهُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) : " أَظُنُّ هَذَا تَفْسِيرًا مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ " 8229 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى الْمُسْبِلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 8230 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58] نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ فَبَدَّلُوا، فَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، وَقَالُوا: حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ (3) " (4)   (1) هو ابن الإِمام أحمد بن حنبل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث انفرد الإِمام أحمد بإخراجه بسند الصحيفه. وفي الباب بهذا اللفظ عن ابن عباس سلف برقم (2955) . وسيأتى برقم (9004) من طريق محمد بن زياد، عن أَبي هريرة مرفوعاً بلفظ "لا ينظر الله إلى الذي يجرُّ إزاره بطراً". (3) في (ظ 3) : شعيرة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (3403) و (4641) ، ومسلم (3015) (1) ، والترمذي (2956) . والطبري في "تفسيره" 1/303، وابن أَبي حاتم في تفسير سورة البقرة (579) و (591) ، وابن حبان (6251) ، والبغوي في "تفسيره" 1/76. وانظر (8110) . والأستاه: جمع استٍ: وهو الدُّبُر. الحديث: 8229 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 535 8231 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، فَلْيَضْطَجِعْ " (1) 8232 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُلِ ابْنُ آدَمَ: وَاخَيْبَةَ (2) الدَّهْرِ، إِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُرْسِلُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا " (3) 8233 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَّا لِلْمَمْلُوكِ أَنْ يُتَوَفَّى بِحُسْنِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (1311) عن أَحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (4221) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (787) (223) ، وأَبو عوانة 2/297، وابن حبان (2585) ، والبغوي (941) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8044) من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، به. وأخرجه ابن ماجه (1372) من طريق أَبي بكر بن يحيى بن النضر، عن أَبية، عن أَبي هريرة. قوله: "فاستعجم"، أي: استغلق ولم ينطلق به لسانه، لغلبة النعاس. (2) المثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: يا خيبة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 150، والبغوي (3385) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20936) بهذا الإِسناد بلفظ "لا يسب أحدُكم الدهرَ، فإن الله هو الدهر". وانظر ما سلف برقم (7518) . الحديث: 8231 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 536 عِبَادَةِ اللهِ وَصَحَابَةِ سَيِّدِهِ، نِعِمَّا لَهُ " (1) 8234 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ لِلصَّلَاةِ (2) فَلَا يَبْصُقْ أَمَامَهُ، فَإِنَّهُ مُنَاجٍ الِلَّهَ (3) مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا، وَلَكِنْ لِيَبْصُقْ عَنْ شِمَالِهِ، أَوْ تَحْتَ رِجْلِهِ فَيَدْفِنُهُ " (4) 8235 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قُلْتَ لِلنَّاسِ: أَنْصِتُوا، وَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، فَقَدْ أَلْغَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " (5) 8236 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِالْمُؤْمِنِينَ فِي كِتَابِ اللهِ، فَأَيُّكُمْ مَا تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً فَادْعُونِي، فَأَنَا وَلِيُّهُ، وَأَيُّكُمْ   (1) إسناده صحيح علي شرط الشيخين. وهو مكرر (7655) . (2) هكذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (س) : إلى الصلاة، وفي (م) وبقية النسخ: من الصلاة. (3) هكذا في (ظ 3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: لله. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (1686) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (416) ، وا بن حبان (1783) و (2269) ، والبيهقي 2/293، والبغوي (490) . وانظر ما سلف برقم (7609) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (3418) ، ولفظه: "إذا قلتَ للناس: أَنصتوا، يومَ الجمعة وهم ينطقون، والإِمام يخطب، فقد لغوتَ على نفسك". وانظر ما سلف برقم (7332) . الحديث: 8234 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 537 مَا تَرَكَ مَالًا، فَلْيَوَرَّثْ (1) مَالُهُ عُصْبَتَهُ مَنْ كَانَ " (2) 8237 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، وَارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، وَارْزُقْنِي، لِيَعْزِمْ مَسْأَلَتَهَ (3) ، إِنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (4) لَا مُكْرِهَ لَهُ " (5) 8238 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتَّبِعْنِي رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمْ يَبْنِ، وَلَا آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا وَلَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَهَا، وَلَا آخَرُ (6)   (1) في (م) و (س) : فليرث. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في مصنف عبد الرزاق (15261) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1619) (16) ، والبيهقي 6/201 والبغوي (2215) ، ولفظه عندهم: "فليؤثر بماله عصبته". وانظر ما سلف برقم (7861) . قوله: "في كتاب الله"، قال السندي: أي: كوني أولى بهم، مذكور في كتاب الله. (3) في (م) و (س) : المسألة. (4) في الأصول: ما شاء، والمثبت من (ظ 3) ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19641) ، ومن طريقه أخرى أخرجه البخاري (7477) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 158، وفي "الاعتقاد" ص 83-84، والبغوي (1391) ، (1392) ، وانظر ما سلف برقم (7314) . (6) في (م) والنسخ المتأخرة: ولا أحد. الحديث: 8237 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 538 قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ أَوْلَادَهَا. فَغَزَا فَدَنَا مِنَ الْقَرْيَةِ حِينَ صَلَّى (1) الْعَصْرَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: أَنْتِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا، فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، فَجَمَعُوا مَا غَنِمُوا، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ لِتَأْكُلَهُ، فَأَبَتْ أَنْ تَطْعَمَهُ (2) ، فَقَالَ: فِيكُمْ غُلُولٌ، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَبَايَعُوهُ، فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، قَالَ: فَبَايَعَتْهُ قَبِيلَتُهُ "، " فَلَصِقَ يَدُ (3) رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ،، أَنْتُمْ غَلَلْتُمْ، فَأَخْرَجُوا لَهُ مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ "، قَالَ: " فَوَضَعُوهُ فِي الْمَالِ وَهُوَ بِالصَّعِيدِ، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ، فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِنَا، ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا، فَطَيَّبَهَا لَنَا " (4)   (1) المثبت من (ظ 3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: حين صلاة. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: تطعم. (3) في (م) وكافة الأصول: بيد، بزيادة الباء والجادة ما أثبتناه من مصادر التخريج. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (9492) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1747) ، وأبو عوانة 4/100-101 و102، وابن حبان (4808) ، والبيهقي 6/290، والبغوي (2719) . وأخرجه البخاري (3124) و (5157) ، ومسلم (1747) من طريق ابن المبارك، عن معمر، بهذا الإِسناد.= الجزء: 13 ¦ الصفحة: 539 8239 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ (1) أَنِّي أَنْزِعُ عَلَى حَوْضٍ (2) أَسْقِي النَّاسَ، فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَ الدَّلْوَ مِنْ يَدِي لِيُرَوِّحَنِي (3) ، فَنَزَعَ ذَنُوبَيْنِ (4) ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ "، قَالَ: "   = وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (11) ، والنسائي في "الكبرى" (8878) ، وأبو عوانة 4/102-103، وابن حبان (4808) من طريق سعيد بن المسيب، والحاكم 2/139 من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن أبي هريرة. وسلف آخر الحديث من طريق عبد الرزاق برقم (8200) ، وانظر ما سلف برقم (7433) . قوله: "قد ملك بضع امرأةٍ"، قال السندي: بالضم: الفرج والجماع. "يبني بها" أي: يدخل عليها. "ولما يبنِ" أي: ما بنى إلى الآن، كأنه أراد أنه من اشتغل قلبه بمثل ذلك يخاف عليه الفرار من العدو، وفرار البعض من العدو قد يؤدي إلى فرار الكل أو الأكثر. "خَلفِات" بفتح معجمة وكسر لام: النوق التي دنت ولادتها. قلنا: والنبي المذكور في هذا الحديث: هو يوشع بن نون، كما سيأتي مصرحاً به في الحديث رقم (8315) . (1) في (ظ 3) و (عس) : أريت، وضبب عليها في (عس) . (2) المثبت من (عس) ، وفي باقي النسخ: حوضي، وقد وقع هذا الخلاف أيضاً في هذا الحرف في نسخ البخاري، ورجح الحافظ ابن حجر في "الفتح" 12/415 ما أثبتناه هنا. (3) المثبت من (ظ 3) و (عس) و (ل) وهامش (س) ، وفي (م) وباقي النسخ: ليرفه حتى نزع. قال السندي: من أرفهه أو رفَّهه بالتشديد، أي: ليريحني من كدِّ الدنيا وتعبها. ورواية البخاري والبغوي: ليريحني. (4) في (م) : ذنوباً أو ذنويين. الحديث: 8239 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 540 فَأَتَانِي ابْنُ الْخَطَّابِ - وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ - فَأَخَذَهَا مِنِّي، فَلَمْ يَنْزِعْ رَجُلٌ حَتَّى تَوَلَّى النَّاسُ، وَالْحَوْضُ يَتَفَجَّرُ " (1) 8240 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (7022) ، والبغوي (3882) . وأخرجه البخاري (3664) و (7021) و (7475) ، ومسلم (2392) (17) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1458) و (1459) ، والنسائي في "الكبرى" (8116) ، وابن حبان (6898) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/344، وفي "السنن" 8/153، والبغوي (3881) من طريق ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، بهذا الإِسناد. وأخرجه مسلم (2392) (17) و (18) من طريق أبي يونس مولى أبي هريرة والأعرج، والبيهقي في "الدلائل" 6/345 من طريق محمد سيرين، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وفي الباب عن عبد الله بن عمر سلف برقم (4814) . وسيأتي من طريق أبي صالح برقم (8808) ، ومن طريق أبي سلمة برقم (9820) كلاهما، عن أبي هريرة. قوله: "حتى نزع ذنوبين"، قال السندي: بالفتح أي: دلوين إشارة إلى قلة أيامه. "حتى تولى الناس" أي: أدبروا عن البئر وانقضت حاجتهم عنها. "يتفجر" أي: يتدفق منها الماء ويسيل، وهذا إشارة إلى كثرة أيامه وحسن سعيه في فتح الأمصار. تنبيه: وقع هنا في رواية "المسند" أن الاستغفار جاء لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، والذي في البخاري (7022) وغيره أنها لأبي بكر الصديق رضي الله عنه. قال السندي: والظاهر أن في لفظ الكتاب (يعني المسنَد) تغييراً من بعض رواته، والله تعالى أعلم. الحديث: 8240 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 541 خُوزَ (1) وَكِرْمَانَ، قَوْمًا مِنَ الْأَعَاجِمِ حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ الْأُنُوفِ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (2) 8241 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ " (3)   (1) في (ظ 3) و (عس) : جور! (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 4/476 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبية، بهذا الإِسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (20782) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (3590) ، وابن حبان (6743) ، والبيهقي في "السنن" 9/176، وفي "الدلائل" 6/336، والبغوي (4244) . وزاد عبد الرزاق في "مصنفه" والبخاري والحاكم: نعالهم الشعر، وهذه الزيادة ستأتي في الحديث التالي. وانظر ما سلف برقم (7263) . قوله: "خوز وكرمان"، وروي أيضاً "خُوز كرمان" بالإِضافة، والمراد أهل خوز وأهل كرمان، فأما خوز، فقال في "القاموس": جيل من الناس، واسم لجميع بلاد خوزستان. قلنا: وإقليم خوزستان الأن غربي إيران، وأما كرمان فهو إقليم في الجنوب الشرقي من إيران أيضاً. "فُطْس الأنوف" قال السندي: بضم فسكون، جمع أفطس: وهو الذي في قصبة أنفه انخفاض وافتراش. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البغوي (4244) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد وانظر ما قبله. الحديث: 8241 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 542 8242 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخُيَلَاءُ وَالْفَخْرُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ " (1) 8243 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ " (2) 8244 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ (3) نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ " (4) 8245 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَيْنُ حَقٌّ "، وَنَهَى عَنِ الْوَشْمِ (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7505) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (19895) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (1818) (2) ، وأبو عوانة 4/391-392، والبيهقي في "الشعب" (7352) ، والبغوي (3846) . وانظر ما سلف برقم (7306) . (3) سقط من (م) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20604) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (2527) (202) ، والبيهقي في "السنن" 7/293، وفي "الشعب" (8695) و (11056) ، والبغوي (3965) . وانظر ما سلف برقم (7650) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 8242 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 543 8246 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ تَحْبِسُهُ، لَا يَمْنَعُهُ إِلَّا انْتِظَارُهَا " (1) 8247 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2) 8248 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ " قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ   =وأخرجه أَبو داود (3879) . وابن حبان (5503) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإِسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" برقم (19778) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (5740) و (5944) ، ومسلم (2187) (41) ، والبغوي (3190) . ورواية مسلم وأبي داود ليس فيها النهي عن الوشم. ولقوله. "العين حق" انظر ما سلف برقم (7883) . وفي النهي عن الوشم انظر ما سيأتي برقم (8473) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البغوي (482) من طريق أحمد بن يوسف السلمي، عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" ضمن الحديث (2211) ، ومن طريقه كذلك آخر الترمذي (330) بلفط: "لايزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها". والحديث هنا هو أيضاً قطعة من حديث سلف برقم (7892) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (16405) . وانظر ما سلف برقم (7155) . الحديث: 8246 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 544 إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، فَلَيْسَ بَيْنَنَا نَبِيٌّ " (1) 8249 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُوتِيتُ (2) بِخَزَائِنِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه مسلم (2365) (145) ، وابن حبان (6194) ، والبغوي (3619) . وانظر ما سلف برقم (7529) . قوله: "أنا أولى الناس"، قال السندي: أي: أقربهم، لأنه ليس بينهما نبي، ولأن عيسى كان مبشراً بقدومه وممهداً لقواعد دينه، وسيجيىء نائباً عنه. "في الأولى": في المرة الأولى من وجوده في الدنيا، والمرة الأخرة منه: وهي مجيئه حين يقتل الدجال، ويحتمل أن المراد بالأولى الدنيا، ويؤيده رواية البخاري في الدنيا والأخرة (ستأني في المسند برقم 10258) . "من علات" العَلَّة: الضَّرَّة، شبَّه ما هو المقصود من بعثة جملة الأنبياء من أصول الدين من التوحيد وغيره بالأدب، وشبه فروع الدين المختلفة بالأمهات. والحديث لا ينافي قوله تعالى "إن أولى الناس بإبراهيم" الآية [آل عمران: 68] ، لأن تلك أولوية من حيث قرب الشريعة، وهذا من حيث قرب العهد، والله تعالى أعلم. وقال البغوي: يقال لإخوة بني أب وأم: بنو الأعيان، فإن كانوا الأمهات شتى فهم بنو العلات فإن كانوا لآباء شتى فهم أخياف، يريد أن أصل دين الأنبياء واحد، وإن كانت شرائعهم مختلفة كما أن أولاد العلات أبوهم واحد، وإن كانت أمهاتهم شتى. (2) في (م) والأصول الخطية: أوتيت، والمثبت من نسخة (ل) وحدها، وهو الموافق لما في مصادر التخريج. الحديث: 8249 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 545 الْأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ (1) مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ: أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا: صَاحِبُ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبُ الْيَمَامَةِ " (2) 8250 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْكُمْ (3) بِمُنْجِيهِ عَمَلُهُ، وَلَكِنْ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "   (1) هكذا في (م) و (ظ 3) ، وفي بقية النسخ: سوارين، وهي رواية مسلم، وعليه تضبط "فَوَضَعَ" على البناء للمعلوم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري (4375) و (7037) ، ومسلم (2274) (22) ، والبيهقي في " السنن" 8/175، وفي "الدلائل" 5/335، والبغوي (3297) . وقد سلف هذا الحديث في مسند ابن عباس برقم (2373) وبيَّنَّا هناك أن الذي حدث به ابنَ عباس هو أَبو هريرة. وسيأتي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (8460) . قوله: "فكبُرا عليَّ" قال السندي: أي: ثَقُلا عليّ، لأن الذهب حلية النساء. "وأهماني" أي: أوقعاني في الهم. "صاحب صنعاء" أي: العنسي، واسمه الأسود، وكان يقال له: ذو الحمار؛ لأنه علم حماراً، إذا قال له: اسجد، يخفض رأسه، قتله فيروز باليمن. "وصاحب اليمامة" مسيلمة الكذاب. ا. هـ واليمامة: هي اليوم واحة في المملكة العربية السعودية من بلاد نجد تدعى العارض من أهم مدنها: العيينة، والدرعية. (2) لفظة "منكم" سقطت من (م) والنسخ المتأخرة. الحديث: 8250 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 546 وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ " (1) 8251 - وَقَالَ: " نَهَى عَنْ بَيْعَتَيْنِ وَلِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَحْتَبِيَ أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ فِي إِزَارِهِ إِذَا مَا صَلَّى، إِلَّا أَنْ يُخَالِفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ. وَنَهَى عَنِ اللَّمْسِ وَالنَّجْشِ " (2) 8252 - وَقَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ وَالْبِئْرُ جُبَارٌ (3) ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (20562) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (660) ، والبغوي (4193) . وانظر ما سلف برقم (7203) (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي بنحوه من طرق عن أَبي هريرة برقم (8949) و (9584) و (10370) و (10441) و (10846) . وسلف النهي عن النجش برقم (7248) من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة. قوله: "اللمس " -وهو بيع الملامسة- قال ابن الأثير 4/269: هو أن يقول: إذا لمست ثوبي، أو لمست ثوبك، فقد وجب البيعُ. (3) في (م) والنسخ المتأخرة قدَّم البئر على المعدن. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أَبو داود (4594) ، ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" 1/600-601 عن محمد بن المتوكل، وابن ماجه (2676) ، وأَبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 266 عن أحمد بن الأزهر، والنسائي في العاريَّة= الحديث: 8251 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 547 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/398 عن أحمد بن سعيد، وابن أَبي عاصم في "الديات" ص 82 عن سلمة بن شبيب، والدارقطني 3/152-153، ومن طريقه البيهقي 8/344 من طريق أحمد بن منصور الرمادي، خمستهم عن عبد الرزاق، بهذا الإِسناد. وأخرجه أبو داود (4594) ، وأَبو عوانة في الحدود من طريق عبد الملك الصنعاني، عن معمر، به. لفظ رواية ابن ماجه والنسائي: "النار جبار والبئر جبار"، ورواية الباقين إلا البيهقي: "النار جبار"، وأما البيهقي فلفظ روايته: "العجماء جرحها جبار"، والمعدن جبار، والنار جبار، وفي الرّكاز الخمس". وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 7/27 من طريق مسلمة بن علقمة، عن داود بن أَبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن أَبي هريرة مرفوعاً: "النار جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس"، وهذه الرواية عن سعيد خطأ، هي من أوهام مسلمة بن علقمة، فإن في حفظه شيئاً، وقد سلف تخريح الرواية عن سعيد بن المسيب برقم (7254) من طرق الثقات، وليس فيها "النار جبار". قال ابن العربي: اتفقت الروايات المشهورة على التلفظ بالبئر (قلنا: قد سلف تخريج هذه الروايات والإِحالات إليها عند الحديث رقم: 7120) ، وجاءت رواية شاذة بلفظ "النار جبار" بنون وألف ساكنة قبل الراء، وقال بعضهم: صحَّفها بعضُهم، لأن أهل اليمن يكتبون النار بالياء لا بالألف، فظن بعضهم البئر بالموحدة النارَ بالنون، فرواها كذلك. "فتح الباري" 12/255-256، وانظر أيضاً "سنن الدارقطني" 3/153، و"سنن البيهقي" 8/345، و"غريب الحديث" للخطابى 1/601 الحديث: 8253 ¦ الجزء: 13 ¦ الصفحة: 548 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164-241هـ) حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد الجزء الرابع عشر مؤسسة الرسالة الجزء: 14 ¦ الصفحة: 1 تتمة مسند أبي هريرة رضي الله عنه 8253 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَنَا أَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، قَالَ: " رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ "، وَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ، وَإِذَا قَامَ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ، قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ " (1) 8254 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد. وأخرجه البخاري (795) عن آدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/221 من طريق أسد بن موسى، عن ابن أبي ذئب، به، ولفظه: أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يصلي لهم المكتوبة، فيكبر كلما خفض ورفع، فإذا انصرف قال: والله إني لأشبَهُكم صلاةً برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد برقم (9837) . وانظر ما سلف برقم (7220) و (7661) . الحديث: 8254 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 7 مِنْ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بِإِصْبَعِهِ (1) ، إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا " (2) 8255 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ , حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هَرَيْرَةَ، عَنْ (3) رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى مَا وَرَائِي كَمَا أَنْظُرُ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيَّ، فَسَوُّوا صُفُوفَكُمْ، وَأَحْسِنُوا رُكُوعَكُمْ وَسُجُودَكُمْ " (4) 8256 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ , عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ , عَنْ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (5) ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَنْتَهِيَنَّ رِجَالٌ مِمَّنْ (6) حَوْلِ الْمَسْجِدِ لَا يَشْهَدُونَ الْعِشَاءَ، أَوْ لَأُحَرِّقَنَّ حَوْلَ بُيُوتِهِمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ " (7) 8257 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْعَلَاءِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ حِينِ يَخْرُجُ   (1) في (ظ3) و (عس) : بإصبعيه. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عجلان -وهو مولى المشمعل-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7879) . (3) هذا الِإسناد من (ظ3) و (عس) ، ولم يثبت في (م) وبقية النسخ. (4) صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7199) . (5) هذا الِإسناد من (ظ3) و (عس) ، ولم يثبت في (م) وبقية النسخ. (6) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: من. (7) صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7916) . الحديث: 8255 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 8 أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدِهِ (1) فَرِجْلٌ تَكْتُبُ حَسَنَةً، وَأخْرَى تَمْحُو سَيِّئَةً " (2) 8258 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ يَعْنِي الزَّيَّاتَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَيُنَادِي مَعَ ذَلِكَ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشُبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلَا تَبْأَسُوا أَبَدًا ". قَالَ: يَتَنَادَوْنَ بِهَذِهِ الْأَرْبَعَةِ (3)   (1) في (ظ3) و (عس) : مسجدي، وهي كذلك عند عبد بن حميد وابن حبان. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي، فمن رجال مسلم. وأخرجه عبد بن حميد (1459) ، وإبن حبان (1622) ، والحاكم 1/217، والبيهقي 3/62 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد. وزاد ابن حبان في روايته: "حتى يرجع"، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وسيأتي برقم (9595) و (10203) . وانظر ما سلف برقم (7801) . قوله: "تَكتب"، قال السندي: على بناء الفاعل، ونسبة الكتابة إلى الرجل مجازية لكونها سبباً لها. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. حمزة الزيات: هو ابن حبيب القارىء. وأخرجه مختصراً الدارمي (2824) ، والنسائي في "الكبرى" (11184) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (290) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإِسناد. وأخرجه أبو نعيم (290) من طريق أبي مريم وإسرائيل، عن أبي إسحاق، به. الحديث: 8258 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 9 8259 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، وَقَالَ لَنَا: وَاللهِ مَا خَلَقَ اللهُ مُؤْمِنًا يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي. قُلْتُ: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي كَانَتِ امْرَأَةً مُشْرِكَةً، وَإِنِّي كُنْتُ أَدْعُوهَا إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا، فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَبْكِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيَّ، وَإِنِّي دَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ ". فَخَرَجْتُ أَعْدُو أُبَشِّرُهَا بِدُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَتَيْتُ الْبَابَ   = وسيتكرر الحديث في مسند أبي سعيد الخدري 3/38، وسيأتي فيه أيضاً 3/95 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، به، وصرح أبو إسحاق في هذا الطريق بأن الأغر حدثه. وانظر ما سيأتي برقم (8827) . تنبيه: ذكر الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/136 لهذا الحديث عند الِإمام أحمد إسناداً آخر إلى الأغر وهو: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن الأغر، به. وهذا الِإسناد لم يرد في أي موضع من مسند أبي هريرة، أو مسند أبي سعيد الخدري في أصولنا الخطية أو النسخ المطبوعة!! قوله: "فيُنادى"، قال السندي: على بناء المفعول، أو الفاعل، أي: مناد، وهذا الحديث بقية ما جاء في حال أهل الجنة. "مع ذلك": الذي لهم من النعيم. الحديث: 8259 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 10 إِذَا هُوَ مُجَافٍ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، وَسَمِعَتْ خَشْفَ رِجْلَىَّ (1) - يَعْنِي وَقْعَهُمَا (2) -، فَقَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَمَا أَنْتَ. ثُمَّ فَتَحَتِ الْبَابَ وَقَدْ لَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَقَالَتْ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ، فَقَدِ اسْتَجَابَ اللهُ دُعَاءَكَ، وَقَدْ هَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبُهُمْ إِلَيْنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا ". فَمَا خَلَقَ اللهُ مُؤْمِنًا يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي، أَوْ يَرَى أُمِّي إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّنِي (3)   (1) كذا في (ظ3) ، وفي (م) وبقية النسخ: رِجْلٍ. (2) كذا في (ظ3) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: وَقْعَهَا. (3) إسناده حسن، عكرمة بن عمار -وإن خرَج له مسلم- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، من رجال الشيخين، وأبو كثير: هو السحيمي اليمامي، من رجال مسلم. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/328، والبخاري في "الأدب المفرد" (34) ، ومسلم (2491) ، وابن حبان (7154) ، والطبراني في "الكبير" 25/ (76) ، والحاكم 2/621، والبغوي (3726) من طرق عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد- رواية البخاري مختصرة، وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي هنا بينما حسَن إسناده في "السير" 2/593، وهو الصواب. الخَشف، بفتح الخاء وسكون الشين وقد تفتح: الصوت. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 11 8260 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ (1) ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ يَتِيمُ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، يُحَدِّثُ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ: هَلْ صَلَّيْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ. فَقَالَ: مَتَى؟ قَالَ: عَامَ غَزْوَةِ نَجْدٍ، " قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعَصْرِ، وَقَامَتْ مَعَهُ طَائِفَةٌ، وَطَائِفَةٌ أُخْرَى مُقَابِلَةَ الْعَدُوِّ ظُهُورُهُمْ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَبَّرُوا جَمِيعًا الَّذِينَ مَعَهُ وَالَّذِينَ يُقَابِلُونَ الْعَدُوَّ، ثُمَّ رَكَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ رَكَعَتْ مَعَهُ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي تَلِيهِ، وَالْآخَرُونَ قِيَامٌ مُقَابِلَةَ (2) الْعَدُوِّ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَامَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي مَعَهُ، فَذَهَبُوا إِلَى الْعَدُوِّ فَقَابَلُوهُمْ، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ مُقَابِلَةَ الْعَدُوِّ، فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ كَمَا هُوَ، ثُمَّ قَامُوا فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً أُخْرَى وَرَكَعُوا مَعَهُ وَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي كَانَتْ تُقَابِلُ الْعَدُوَّ فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ وَمَنْ تَبِعَهُ، ثُمَّ كَانَ التَّسْلِيمُ، فَسَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمُوا جَمِيعًا، فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَانِ (3) ، وَلِكُلِّ رَجُلٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ   (1) تحرف في (م) إلى: المقبري. (2) في (ظ3) : مقابلي. (3) في (ظ3) و (عس) في هذا الموضع والموضعين التاليين: ركعتين. على أن "كان" ناقصة، و"ركعتين" خبرها. الحديث: 8260 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 12 رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة حيوة -وهو ابن شريح المصري-، وأما قرينه ابن لهيعة -وهو عبد الله- فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، وله في مسلم بعض شيء مقرون، وهو سيئ الحفظ، لكن رواية عبد الله بن يزيد المقرىء عنه صالحة. أبو الأسود يتيم عروة: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل. وهذا الحديث قد صرح عروة بن الزبير في غير هذا الطريق أنه سمعه من أبي هريرة نفسه، وقد سأله مروان بن الحكم. وأخرجه أبو داود (1240) ، والنسائي 3/173-174، وابن خزيمة (1361) ، والطحاوي 1/314، والحاكم 1/338-339 والبيهقي 3/264 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الِإسناد. رواية ابن خزيمة والحاكم وإحدى روايتي البيهقي عن حيوة وحده، ورواية النسائي عن حيوة وآخر. وقد وقع في آخر الحديث عند داود والحاكم والبيهقي: ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة، قال البيهقي: كذا قال، والصواب: لكل واحد من الطائفتين ركعتين ركعتين ... ولعله أراد: ركعة ركعة مع الِإمام. وأخرجه أبو داود (1241) من طريق سلمة بن الفضل، وابن خزيمة (1362) ، وعنه ابن حبان (2878) من طريق إبراهيم بن سعد، كلاهما عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود، عن عروة، سمعت أبا هريرة ومروان بن الحكم يسأله ... وقد صرح ابن إسحاق بسماعه من أبي الأسود، وقرن سلمةُ في حديثه بأبي الأسود محمدَ بن جعفر بن الزبير. وأخرجه الطحاوي 1/314، والبيهقي 3/264-265 من طريق يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه مروان. وسيأتي برقم (10769) مختصراً، من طريق عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة. وقد روي الحديث من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن محمد بن= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 13 8261 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا أَبُو هَانِئٍ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ (1) الْغِفَارِيَّ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَتْبَعُ الْحَرِيرَ مِنَ الثِّيَابِ فَيَنْزِعُهُ " (2) 8262 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَتْ عَلَيْهِ سِتُّونَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ " (3)   = جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة، وسيأتي في مسندها 6/274. (1) كذا في (عس) و (م) والنسخ المتأخرة، وفي (ظ3) و (ل) : سَعْد، وترجمه الحافظ ابن حجر في "التعجيل" ص 488 بأبي سعيد الغفاري، وذكر الخلاف في كنيته، وأفاد أنه روى عنه اثنان: أبو هانىء حميد بن هانىء وخلاد بن سليمان الحضرمي. (2) إسناده محتمل للتحسين، أبو سعيد -ويقال: أبو سعد- الغفاري تابعى لم يوثَر فيه جرحٌ، وروى عنه اثنان ثقتان، هما: أبو هانىء حميد بن هانىء وخلاد بن سليمان الحضرمي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/573. وباقي رجال الِإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وحيوة: هو ابن شريح المصري. وأورد هذا الخبر البخاري في الكنى من "تاريخه" (314) عن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الِإسناد. وفي النهي عن لبس الحرير، انظر ما سيأتي برقم (8355) . (3) إسناده قوي، محمد بن عجلان صدوق، روى له مسلم في الشواهد= الحديث: 8261 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 14 8263 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُوسَى يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرُّ مَا فِي الرَّجُلِ شُحٌّ هَالِعٌ، وَجُبْنٌ خَالِعٌ " (1) 8264 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيبٌ فَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمَلِ، طَيِّبُ الرَّائِحَةِ " (2)   = والبخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البيهقي في "السنن" 3/370، وفي "المعرفة" (10252) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 1/290 من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الإسناد. وانظر (7713) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد العزيز بن مروان، والدِ الخليفة عمر بن عبد العزيز، فقد روى له أبو داود، وهو ثقة. عُلَي -بضم أوله على الأشهر- والد موسى: هو ابن رباح بن قَصير اللخمي المصري. وأخرجه إسحاق بن راهويه (341) ، وأبو داود (2511) ، وابن حبان (3250) ، والبيهقي 9/170، من طرق عن أبي عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأورده من هذا الطريق أيضاً البخاري في "التاريخ الكبير" 6/8-9. وانظر (8010) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه مسلم (2253) (20) ، وأبو داود (4172) ، والنسائي 8/189، وأبو = الحديث: 8263 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 15 8265 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ هُرْمُزْ (1) ، مَوْلًى مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، يُذْكَرُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَحَمَلَ مِنْ عُلُوِّهَا، وَحَثَا (2) فِي قَبْرِهَا، وَقَعَدَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَهُ، آبَ بِقِيرَاطَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ " (3)   = يعلى (6253) ، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 204، وابن حبان (5109) ، والبيهقي في "السنن" 3/245، وفي "الشعب" (6070) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الِإسناد. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6072) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ: "إذا وضع الطيب بين يدي أحدكم فليصب منه ولا يرده". وفي الباب عن أنس بن مالك: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أتي بطيب لم يرده. سيأتي في مسنده 3/118. وعن ابن عمر عند الترمذي (2790) ، والبغوي (3173) ، بلفظ: "ثلاث لا ترد: الوسائد، والدهْن، واللَبَن". والدهن يعني به الطيب. وعن أبي عثمان النهدي مرسلا عند الترمذي (2791) ، والبغوي (3172) . والمَحمِل، قال السندي: بفتح الميم الأولى وكسر الثانية، أي: الحَمْل، أي: لامؤنة فيه مع طيب رائحته، فلاوجه لرد مثله. (1) تحرف في (ل) و (م) والنسخ المتأخرة إلى: هريم، والتصويب من (ظ3) و (عس) . (2) كذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: وحَمَل في قبرها، وفسره السندي على معنى أنه أدخلها فيه! (3) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة -في الأصل- سيىء الحفظ، لكن رواية= الحديث: 8265 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 16 8266 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، مِنْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرِو الْمَعَافِرِيُّ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نُعَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنِ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ رُشْدٍ، فَقَدْ خَانَهُ، وَمَنْ أَفْتَى بِفُتْيَا غَيْرِ ثَبْتٍ، فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ " (2)   = أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء عنه صالحة، وأما عبد الله بن هرمز هذا فلم نتبينه، وقريب من هذه الطبقة عبد الله بن هرمز، ويقال: ابن هَرِم، أبو الشعثاء السلمي، وهو مجهول ثم يرو عنه سوى ابنه الهيثم بن عبد الله، وروى هو عن أبيه أبي العجفاء هرم بن نسيب - وهو من الطبقة الثانية التي روت عن كبار الصحابة-، وعبد الله بن هرمز هذا لم يذكر أحد ممن ترجمه أنه مولى من أهل المدينة، انظر "التاريخ الكبير" 5/221-222، و"الجرح والتعديل" 5/195، و"ثقات ابن حبان" 7/55. قلنا: قد ضعف هذا الإِسناد الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/193، وأما أصل الحديث في فضل اتباع الجنازة فصحيح، سلف برقم (7188) . قوله: "فحمل من عُلوها"، قال السندي: ضبِطَ بضم، ولعل المراد من ابتدائها، أي: من بيتها. (1) تحرف في (م) إلى: بكر بن عمر المغافري. (2) إسناده ضعيف، عمرو بن أبي نَعيمة - ويقال: نُعيمة، مصغراً - قال أبو حاتم: شيخ، وقال الدارقطني: مصري مجهول يترك، وقال أبو الحسن بن القطان: مجهول الحال، وذكره ابن حبان في "الثقات"! وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، يعني عند المتابعة وإلا فليِّن. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4297) من طريق عبد الله بن يزيد = الحديث: 8266 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 17 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = المقرىء، بهذا الِإسناد، واقتصر فيه على القسم الثاني فقط. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/762، وابن راهويه في "مسنده" (334) ، والدارمي (159) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (259) ، وأبو داود (3657) ، والطحاوي (411) ، والحاكم 1/126، والبيهقي 10/112 من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، به. لكن أسقطوا من الإسناد عمرو بن أبي نعيمة، والأصوب أنه في إسناده كما عند المصنف والطحاوي، وقد تابع المقرىءَ على ذلك رِشدين بن سعد -على ضعفه- فيما سيأتي برقم (8776) ، وعبد الله بن وهب عن سعيد بن أبي أيوب، ورواه ابن وهب مرة أخرى عن يحيى بن أيوب الغافقي، عن بكر بن عمرو، فذكره فيه أيضاً. ورواية ابن أبي شيبة مقتصرة على القسم الأول، والدارمي وأبي داود والحاكم على القسم الثالث. وذهل الحاكم فصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي!! وأخرجه الطحاوي (4296) ، والبيهقي 10/112 من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن بكر بن عمرو، عن عمرو بن أبي نعيمة، به. واقتصر الطحاوي على الفقرة الثانية فقط. وأخرجه أبو داود (3657) ، والطحاوي (410) و (4298) و (4299) ، والبيهقي 10/116، والمزي في ترجمة عمرو من "تهذيبه" 22/271 من طريق ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، به. اقتصر أبو داود على الفقرة الثانية والثالثة منه، والطحاوي في الموضع الثاني والثالث، والمزي على الفقرة الثانية فقط. وأخرجه ابن ماجه (53) عن ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن يزيد المقرىء، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي هانىء حميد بن هانىء الخولاني، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، به -واقتصر على الفقرة الثالثة-. ويغلب عن ظننا أن هذا الِإسناد وقع فيه خطأ، وأن الصواب فيه ذكر عمرو بن أبي نعيمة، فإن الحديث محفوط من رواية بكر بن عمرو المعافري، عن عمرو بن أبي نعيمة، والله تعالى أعلم. وسيأتي الحديث برقم (8776) من طريق رشدين بن سعد، عن بكر بن عمرو،= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 18 8267 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا بِهِ أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ " (1)   = عن عمرو بن أبي نعيمة، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً. وسيأتي القسم الأول من الحديث ضمن الحديث رقم (9317) من طريق أبي صالح، وسيأتي أيضاً من طريق كليب برقم (9350) ، وأبي سلمة برقم (10513) ، وقد سلف غير مرة أنه متواتر، انظر حديث عمر (326) ، وعثمان (469) ، وعلي (584) ، وابن عباس (2675) . وانظر في باب الاستشارة حديث أبي هريرة عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (472) و (4292) و (4294) ، بلفظ: "المستشار مؤتمن". وعن أبي مسعود الأنصاري، بهذا اللفظ، سيأتي في مسنده 5/274، وهو صحيح. والثبْت، قال السندي: بفتح فسكون، وهذا صفة للفتيا، أي: بفتْيا غير ثابتة، يقال: رجل ثَبْت -بالسكون-، أي: ثابت القلب، أو هو بفتحتين بمعنى الصواب. (1) إسناده حسن، أبو عثمان مسلم بن يسار -وهو المصري الطنْبُذِي- صدوق حسن الحديث، روى له البخاري في "الأدب"، ومسلم في مقدمة كتابه، وأصحاب السنن غير النسائي، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه إسحاق بن راهويه (332) ، ومسلم في مقدمة "صحيحه" (6) ، وأبو يعلى (6384) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/550، والبغوي (107) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/275-276 من هذا الطريق. وأخرجه محمد بن وضاح القرطبي في "البدع" ص 83، وابن حبان (6766) = الحديث: 8267 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 19 8268 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الْأَعْرَجُ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ أَصْوَاتَ الدِّيَكَةِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، فَاسْأَلُوا اللهَ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا، فَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتْ " (2) 8269 - حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   = والحاكم 1/103 من طريق عبد الله بن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وأخرجه بنحوه مسلم في "المقدمة" (7) من طريق شراحيل بن يزيد، عن مسلم بن يسار، به. وسيأتي بنحوه برقم (8596) من طريق أبي عثمان الأصبحي، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7228) . (1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: عن الأعرج، والمثبت من (ظ3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هوِ ابن أبي أيوب. وأخرجه أبو يعلى (6254) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 204-205، وابن حبان (1005) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (311) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (943) من طريق ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وانظر (8064) . الحديث: 8268 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 20 فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) 8270 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَمَانَا بِاللَّيْلِ فَلَيْسَ مِنَّا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شعيب بن حرب، فمن رجال البخاري. وانظر ما قبله. (2) حديث حسن، وفي هذا الِإسناد ضعف من جهة يحيى بن أبي سليمان، فهو ليَن الحديث كما قال الحافظ في "التقريب"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1279) ، وابن حبان (5607) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1327) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الِإسناد -ولفظه عند ابن حبان: "من رمانا بالنبل فليس منا". وأخرجه ابن منده في "الِإيمان" (553) عن أبي عمرو، عن محمد بن النعمان بن بشير، عن عبد العزيز الأويسي، عن الدراوردي، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن من أجل الدراوردي -وهو عبد العزيز بن محمد- فهو حسن الحديث، وباقي رجال الِإسناد ثقات مشهورون مترجمون، وأبو عمرو شيخ ابن منده: هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم الأصبهاني المعروف بابن مَمك، وعبد العزيز الأويسي: هو ابن عبد الله بن يحيى، وثور: هو ابن زيد الديلي، وأبو الغيث: هو سالم أبو الغيث. فالعجب -بعد هذا- من محقق كتاب "الإيمان" حيث قال: في إسناد ابن منده من لم نجد ترجمته!! وفي الباب عن ابن عباس عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (1326) ، والطبراني (11553) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (355) . وسنده حسن.= الحديث: 8270 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 21 8271 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ سِتُّ خِصَالٍ: أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ، وَإِنْ دَعَاهُ أَنْ يُجِيبَهُ، وَإِذَا مَرِضَ أَنْ يَعُودَهُ، وَإِذَا مَاتَ أَنْ يَشْهَدَهُ، وَإِذَا غَابَ أَنْ يَنْصَحَ لَهُ " (2)   = وعن بريدة الأسلمي عند البزار (3334) . وسنده ضعيف. قوله: "من رمانا بالليل"، قال المناوي في "فيض القدير" 6/139: أي: رمى إلى جهتنا بالقِسِيّ ليلاً، فليس منا؛ لأنه حاربنا، ومحاربة أهل الإيمان آية الكفران، أو ليس على منهاجنا، لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه، لا أن يرعبه، فضمير المتكلم في الموضعين لأهل الِإيمان ... ويشمل هذا التهديد كل من فعله من المسلمين بأحد منهم لعداوة واحتقار ومزاح لما فيه من التفزيع والتروبع. (1) قوله: "عن أبيه" سقط من (م) . (2) حديث صحيح، وفي هذا الإسناد ضعف، عبد الله بن الوليد -وهو ابن قيس بن الأخرم التجيبي -فيه لين -، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابنِ حجيرة -وهو الأصغر عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة- فقد روى له النسائي. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (328) ، والبيهقي في "الشعب" (8753) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2737) ، والنسائي 4/53 من طريق محمد بن موسى الفطري المدني، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وسنده صحيح. وللحديث بنحوه طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر ما سيأتي برقم (8397) و (8845) و (10966) . وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (673) .= الحديث: 8271 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 22 8272 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى سَلْمَانَ الْخَيْرَ، فَقَالَ: " إِنَّ نَبِيَّ اللهِ يُرِيدُ أَنْ يَمْنَحَكَ كَلِمَاتٍ تَسْأَلُهُنَّ الرَّحْمَنَ تَرْغَبُ إِلَيْهِ فِيهِنَّ، وَتَدْعُوَ بِهِنَّ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ "، قُلِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صِحَّةَ إِيمَانٍ، وَإِيمَانًا فِي خُلُقٍ حَسَنٍ، وَنَجَاحًا يَتْبَعُهُ فَلَاحٌ - يَعْنِي - وَرَحْمَةً مِنْكَ وَعَافِيَةً وَمَغْفِرَةً مِنْكَ وَرِضْوَانًا " قَالَ أَبِي: " وَهُنَّ مَرْفُوعَةٌ فِي الْكِتَابِ: يَتْبَعُهُ فَلَاحٌ وَرَحْمَةٌ مِنْكَ وَعَافِيَةٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْكَ وَرِضْوَانٌ (2) " (3)   = وعن ابن عمر، سلف برقم (5357) . قوله: "أن ينصح له -وفي (ظ3) و (عس) : ينصحه-"، قال السندي في حاشيته على النسائي 4/53: أي: يريد له الخير في جميع أحواله. (1) في "تهذيب الكمال" للمزي من طريق "المسند": ابن حجيرة عن أبيه، بزيادة: "عن أبيه"! وهذه الزيادة لم ترد في شيء من أصولنا الخطية ولا في "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير 7/ورقة 263، ولا في "أطراف المسند" لابن حجر 8/212، وقد أثبتها كل من خرج الحديث من طريق أبي عبد الرحمن المقرىء، وهو الصواب إن شاء الله لأن عبد الله بن الوليد إنما يروي عن ابن حجيرة الأصغر، وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة، وهذا لا يروي عن أبي هريرة، بل أبوه ابن حجيرة الأكبر، وهو عبد الرحمن. (2) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: ورضوانا. (3) إسناده ضعيف، عبد الله بن الوليد فيه ضعف، ثم إن صح إسناد أحمد = الحديث: 8272 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 23 8273 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ وَجَدَ سَعَةً فَلَمْ يُضَحِّ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا " (1)   = هكذا فهو منقطع، فإن ابن حجيرة -وهو عبد الله بن عبد الرحمن- ليست له رواية عن أبي هريرة. وأخرجه المزي في ترجمة ابن حجيرة من "تهذيب الكمال" 15/204-205 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد -وفيه ابن حجيرة-،عن أبيه. وأخرجه كذلك النسائي في "عمل اليوم والليلة" (21) و (569) ، والطبراني في "الأوسط" (9329) ، والحاكم 1/523 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرىء، به. وتساهل الحاكم فصحح إسناده. سلمان الخير: هو الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه. قوله: "صحة إيمان"، وفي المصادر الأخرى للحديث: "صحة في إيمان"، قال السندي معلقاً على رواية "المسند": أي: أن يكون الِإيمان صحيحاً كاملًا خالياً عن مرض النقصان. (1) إسناده ضعيف، عبد الله بن عياش ضعيف يعتبر به، وقد اضطرب فيه أيضاً كما سيأتي في التخريج. وأخرجه الحاكم 4/231-232 من طريق أبي حاتم الرازي، عن عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. وصحح إسناده، ووافقه الذهبي، وهو وهم منهما، وحسنه الألباني في "تخريح مشكلة الفقر" (102) فأخطأ. وأخرجه ابن ماجه (3123) ، والحاكم 2/389، والبيهقي في "السنن" 9/260 من طريق زيد بن الحُباب، والحاكم 4/232 من طريق ابن وهب، والبيهقي في "الشعب" (7334) من طريق حيوة بن شريح، ثلاثتهم عن عبد الله بن عياش، به = الحديث: 8273 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 24 8274 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَزَالُ لِهَذَا الْأَمْرِ - أَوْ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ - عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، وَلَا يَضُرُّهُمْ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ " (1)   = - ابن وهب وقفه. وأخرجه البيهقي في "السنن" 9/260 من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة موقوفاً. وهذا إسناد ضعيف جداً ففيه غير عبد الله بن عياش: عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، وهو متروك الحديث يروي عن الزهري مناكير. وأخرجه الدارقطني 4/285 من طريق عمرو بن الحصين، عن محمد بن علاثة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف أيضاً، عمرو بن الحصين متروك. (1) إسناده قوي، محمد بن عجلان روى له البخاري تعليقاً ومسلم في الشواهد، وهو قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب. وأخرجه البزار (3320- كشف الأستار) ، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (171) من طريق عبد الله بن يزيد المقرىء، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8484) و (8930) من طريق ليث بن سعد، عن ابن عجلان. وأخرجه ابن راهويه في "مسنده" (455) عن كلثوم بن محمد بن أبي سِدرة، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة رفعه، وهذا إسناد منقطع، وفيه ضعف. وأخرج ابن ماجه (7) عن هشام بن عمار، ويعقوب بن أبي سفيان في "المعرفة= الحديث: 8274 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 25 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والتاريخ" 2/296-297 عن عبد الله بن يوسف، وأبو نعيم في "الحلية" 9/307 من طريق محمد بن المبارك، ثلاثتهم عن يحيى بن حمزة، عن أبي علقمة نصر بن علقمة، عن عمير بن الأسود وكثير بن مرة الحضرمي، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا تزال من أمتي عصابة قوامة على أمر الله عز وجل لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداءها، كلما ذهب حرب نشب حرب قوم آخرين، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم منه، حتى تأتيهم الساعة كأنها قطع الليل المظلم، فيفزعون لذلك حتى يلبسوا له أبدان الدروع"، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هم أهل الشام"، ونكت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإصبعه يوميء بها إلى الشام حتى أوجعها. واللفظ ليعقوب، واقتصر ابن ماجه في روايته إلى قوله: "لا يضرها من خالفها". وإسناد الحديث صحيح. وأخرج الطبراني في "مسند الشاميين" (1563) و (2496) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، عن أبي الجماهر محمد بن عثمان، عن الهيثم بن حميد، عن أبي مُعَيد حفص بن غيلان، عن نصر بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن أبي هريرة رفعه: "لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله، لا يضرها من خالفها، تقاتل أعداء الله، كلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم آخرين حتى تأتيهم الساعة". وإسناده حسن. وأخرج أبو يعلى (6417) عن عبد الجبار بن عاصم، والطبراني في "الأوسط" (47) من طريق أبي الجُماهر محمد بن عثمان التنوخي، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن الوليد بن عباد، عن عامر الأحول، عن أبي صالح الخولاني، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خِذلان من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة"، وإسناده ضعيف لجهالة الوليد بن عباد. وفي الباب عن جابر بن عبد الله ومعاوية وسلمة بن نفيل والمغيرة بن شعبة وزيد بن أرقم وعمران بن حصين وجابر بن سمرة وأبي أمامة وثوبان، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 3/345 و4/93 و104 و244 و369 و429 و5/103= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 26 8275 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنِي أَبُو خَيْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ أَبُو خَيْرَةَ - لَا أَعْلَمُ إِلَّا (1) أَنَّهُ قَالَ -: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ ذُكُورِ أُمَّتِي (2) ، فَلَا يَدْخُلِ الْحَمَّامَ إِلَّا بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ كَانَتْ تُؤْمِنُ بِاللهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ إِنَاثِ أُمَّتِي، فَلَا تَدْخُلِ الْحَمَّامَ " (3)   = و269 و278. قوله: "لهذا الأمر"، قال السندي: أي: لأمر الدَين، أو الجهاد. قال النووي في "شرح مسلم" 13/66-67: أما هذه الطائفة، فقال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم، قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث. قلت (القائل هو النووي) : ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين، منهم شجعان مقاتلون، ومنهم فقهاء، ومنهم محدثون، ومنهم زُهاد، وآمرون بالمعروف، وناهون عن المنكر، ومنهم أهل أنواع أخرى من الخير، ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين، بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض. قلنا: وهو الصواب. (1) سقط لفظ "إلا" من بعض النسخ الخطية. (2) المثبت من (ظ 3) و (عس) و"أطراف المسند"، وفي (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: من ذكر وأنثى، وهو تحريف. (3) حسن لغيره، أبو خيرة -وهو مُحَب بن حَذلم المصري- ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/444، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 394: قال الحسيني: لا يعرف، وتبعه من بعده. وقال الذهبي في "الميزان" 4/521: لا يُعرف. ثم قال الحافظ: قد جزم باسمه وكنيته ونسبه أبو= الحديث: 8275 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 27 8276 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، ثَلَاثِينَ (1) آيَةً، شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ: تَبَارَكَ الَّذِي   = سعيد بن يونس في "تاريخ مصر"، قال: محب بن حذلم مولى ثابت بن زيد ... يكنى أبا خيرة، روى عن موسى بن وردان، روى عنه سعيد بن أبي أيوب وصمام بن إسماعيل والليث بن عاصم وكان فاضلًا. ثم قال: وليس له غير حديث واحد، ثم ساق من طريق ابن وهب، عن سعيد، عنه، عن موسى، لا أعلمه إلا عن أبي هريرة (يعني حديشا هذا) . ثم قال: وأورد له ابن يونس عنه أثراً يدل على شهرته في المصريين، وذكره. وموسى بن وردان -وهو القرشي العامري، أبو عمر القاص-، روى له أصحاب السنن وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن يزيد المقرىء، وسعيد: هو ابن أبي أيوب. وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (125) . وعن جابر، سيأتي 3/339. وعن عائشة، سيأتي 6/139. وعن عبد الله بن عمرو عند أبي داود (4011) ، وابن ماجه (3748) . وعن أبي أيوب عند الحاكم 4/289، والبيهقي في "السنن" 7/309، وفي "الشعب" (7769) . وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (318- كشف الأستار) . وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11462) . قلنا: ولا يخلو إسناد من هذه الشواهد من مقال، لكن بمجموعها يتقوى الحديث. (1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: ثلاثين. الحديث: 8276 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 28 بِيَدِهِ الْمُلْكُ " (1) 8277 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: تَفَرَّجَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ الشَّامِيُّ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى قُتِلْتُ. قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ (2) عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ (3) نِعَمَهُ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ فِيكَ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. فَقَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ لِيُقَالَ:   (1) حسن لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عباس الجشمي، فمن رجال السنن، وهو مقبول. والحديث مكرر (7975) ، فانظر الكلام عليه هناك. (2) لفظة: "فسحب" هكذا هي في (ظ3) و (عس) في هذا الموضع، وفي الموضعين الآتيين، وفي المواضع الثلاثة في (م) و (ل) وبقية النسخ: فيسحب. (3) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ وهامش (عس) : ليعرفه. الحديث: 8277 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 29 هُوَ عَالِمٌ، فَقَدْ قِيلَ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ. قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ (1) لِيُقَالَ: هُوَ جَوَّادٌ، فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ " (2)   (1) في (م) والنسخ الخطية المتأخرة: فعلت ذلك، بزيادة: ذلك. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يونس بن يوسف، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1905) من طريق الحجاج بن محمد، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (1905) ، والنسائي في "المجتبى" 6/23-24، وفي "الكبرى" (8083) ، والبيهقي 9/168 من طرق، عن ابن جريج، به. وأخرجه بأطول مما هنا عبد الله بن المبارك في "الزهد" (469) ، ومن طريقه البخاري في "خلق أفعال العباد" (335) ، والترمذي (2382) ، والنسائي في الرقاق من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/111، والطبري في "تفسيره" 12/13، وابن خزيمة (2482) ، وابن حبان (408) ، والحاكم 1/418-419، وأبو نعيم في "الحلية" 5/169، والبغوي (4143) عن حيوة بن شريح، وأبو نعيم في "الحلية" من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن الوليد بن أبي الوليد، عن عقبة بن مسلم، عن شفي، عن أبي هريرة. قال الترمذي: حسن غريب، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. ورواية البخاري مختصرة.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 30 8278 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ - إِذَا فَتَحَ اللهُ - الْخَيْفُ حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ " (1) 8279 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَغْفِرُ اللهُ لِلُوطٍ، إِنَّهُ أَوَى (2) إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ " (3)   = ناتل الشامي الذي سأل أبا هريرة: هو ناتل بن قيس بن زيد الجذامي الشامي الفلسطيني، سيد جذام بالشام، كان أبوه قيس بن زيد ممن وفد على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد ناتل صفين مع معاوية بن أبي سفيان، وكان يومئذٍ على لخم وجذام، خرج على عبد الملك بن مروان فبعث إليه عبدُ الملك عمرو بن سعيد الأشدق فقتله في سنة ست وستين. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 29/250. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص -وهو المدائني- فمن رجال مسلم. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه مسلم (1314) (345) من طريق شبابة بن سوَّار، عن ورقاء، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4284) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو يعلى (6349) من طريق محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، كلاهما عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7240) . (2) في (ظ3) و (عس) : آلَ. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. الحديث: 8278 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 31 8280 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَانِ لَهُمَا، جَاءَ الذِّئْبُ فَأَخَذَ أَحَدَ الِابْنَيْنِ، فَتَحَاكَمَتَا (1) إِلَى   = وأخرجه مسلم ص 1840 (153) من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3375) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 2/395-396 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبري 12/88 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، كلاهما عن أبي الزناد، به. وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (8329) و (8392) و (8605) . قوله: "أوى إلى ركن شديد"، قال الحافظ في "الفتح" 6/415: أي: إلى الله سبحانه وتعالى، يشير صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قوله تعالى: (لَوْ ان لِي بكُم قوًةً أو آوِي إلى رُكْنٍ شَديدٍ) [هود: 80] ، ويقال: إن قمَ لوطٍ لم يكن فيهم أَحد يجتمع معه في نسبه لأنهم من سدوم وهي من الشام، وكان أصلُ إبراهيم ولوط من العراق، فلما هاجر إبراهيم إلى الشام هاجر معه لوط، فبعث الله لوطاً إلى أهل سدوم، فقال: لو أن لي منعةً وأقارب وعشيرة لكنت أستنصر بهم عليكم ليدفعوا عن ضيفاني، ولهذا جاء في بعض طرق هذا الحديث كما أخرجه أحمد (10903) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "قال لوط: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد، قال: فإنه كان يأوي إلى ركن شديد، ولكنه عنى عشيرته، فما بعث الله نبياً إلا في ذروة من قومه" زاد ابن مردويه من هذا الوجه: "ألم تر إلى قول قوم شعيب: (ولَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ) [هود: 91] ". ونقل عن النووي أنه قال: سَمى العشيرة ركناً، لأن الركن يستند إليه وُيمتنع به، فشبههم بالركن من الجبل لِشدتهم ومَنَعَتهم. (1) هكذا في (ظ3) ، وفي (م) و (عس) و (ل) وبقية النسخ: فتحاكما. الحديث: 8280 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 32 دَاوُدَ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى، فَخَرَجَتَا فَدَعَاهُمَا سُلَيْمَانُ، فَقَالَ: هَاتُوا السِّكِّينَ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا. فَقَالَتِ الصُّغْرَى: يَرْحَمُكَ اللهُ، هُوَ ابْنُهَا، لَا تَشُقَّهُ، فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاللهِ إِنْ عَلِمْنَا مَا السِّكِّينُ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا الْمُدْيَةَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1720) (20) من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء اليشكري، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (3427) (6769) ، والنسائي في "المجتبى" 8/234-235 و236، والبيهقي 10/268 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1720) (20) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي الزناد، به. وأخرجه بنحوه النسائي في "الكبرى" (5957) من طريق عمران بن حدير، عن يحيى بن سعيد، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة. وقد وقع في إسناده من المطبوع تحريفان يستدركان من هنا. وسيأتي برقم (8480) . وفي معنى الحديث نقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/464 عن القرطبي أنه قال: الذي ينبغي أن يُقال (يعني في معنى الحديث) : إن داود عليه السلام قضى به للكبرى لسبب اقتضى به عنده ترجيح قولها، إذ لا بينة لواحدة منهما، وكونه لم يعين في الحديث اختصاراً لا يلزم منه عدم وقوعه، فيحتمل أن يقال: إن الولد الباقي كان في يد الكبرى وعجزت الأخرى عن إقامة البينة، قال: وهذا تأويل حسن جارٍ على القواعد الشرعية، وليس في السياق ما يأباه ولا يمنعه، فإن قيل: كيف ساغ لسليمان نقض حكمه؟ فالجواب أنه لم يعمد إلى نقض الحكم، وإنما احتال بحيلةٍ لطيفةٍ أظهرت ما في نفس الأُمَّيْنِ، وفلك أنهما لما أخبرنا سليمان بالقصة، فدعا= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 33 8281 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيَمُ   = بالسكين ليشقه بينهما، ولم يعزم على ذلك في الباطن، وإنما أراد استكشاف الأمر، فحصل مقصوده لذلك لجزع الصغرى الدال على عظيم الشفقة، ولم يلتفت إلى إقرارها بقولها: هو ابن الكبرى، لأنه علم أنها آثرت حياته، فظهر له من قرينة شفقة الصغرى وعدمها في الكبرى -مع ما انضاف إلى ذلك من القرينة الدالَّةِ على صدقها- ما هجم به على الحكم للصغرى. ويحتمل أن يكون سليمان عليه السلام ممن يسوغ له أن يحكم بعلمه، أو تكون الكبرى في تلك الحالة اعترفت بالحق لما رأت من سليمان الجد والعزم في ذلك. ونظير هذه القصة ما لو حكم حاكم على مُدَّعِ مُنكِر بيمين، فلما مضى ليحلفه حضر من استخرج من المنكر ما اقتضى إقراره بما أراد أن يحلف على جحده، فإنه -والحالة هذه- يحكم عليه بإقراره، سواء كان ذلك قبل اليمين أو بعدها، ولا يكون ذلك من نقض الحكم الأول، ولكن من باب تبدُل الأحكام بتبدل الأسباب. وقال ابن الجوزي: استنبط سليمان لما رأى الأمر محتملَاَ فأجاد، وكلاهما حكم بالاجتهاد، لأنه لو كان داود حكم بالنص لما ساغ لسليمان أن يحكم بخلافه. ودلت هذه القصة على أن الفطنة والفهم موهبة من الله لا تتعلق بكبر سن ولا صغره. وفيه أن الحق في جهة واحدة، وأن الأنبياء يسوغ لهم الحكم بالاجتهاد، وإن كان وجود النص ممكناً لديهم بالوحي، لكن في ذلك زيادة في أجورهم، ولعصمتهم من الخطأ في ذلك، إذ لا يقرون -لعصمتهم- على الباطل. وقال النووي: إن سليمان فعل ذلك تحيُّلاً على إظهار الحق، فكان كما لو اعترف المحكوم له بعد الحكم أن الحق لخصمه. وفيه استعمال الحيل في الأحكام لاستخراج الحقوق، ولا يتأتى ذلك إلا بمزيد الفطنة وممارسة الأحوال. الحديث: 8281 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 34 خَلِيلُ الرَّحْمَنِ بَعْدَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ ثَمَانُونَ سَنَةً، وَاخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ " مُخَفَّفَةً (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 3/138 من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر اليشكري، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (3356) ، وبرقم (6298) ، وفي "الأدب المفرد" (1244) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وعلقه البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (3356) عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن أبي الزناد، ووصله الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/14-15 من طريق مسدد، عن بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (124) من طريق عبد الله بن الفضل، عن الأعرج، به. وسيأتي برقم (9408) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن القرشي، عن أبي الزناد، وبرقم (9622) من طريق ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعلقه البخاري بإثر الحديث (3356) عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ووصله أبو يعلى (5981) ، ومن طريقه الحافظ في "التغليق" 4/15 عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (20) ، والطبراني في "الأوائل" أيضاً (11) من طريق يعقوب بن حميد، عن سلمة بن رجاء، عن محمد بن عمرو بن علقمة، به -إلا أنه ذكر سن إبراهيم عليه السلام فيه عند ابن أبي عاصم مئةً وثلاثين، وعند الطبراني مئةً وعشرين! وهذه الرواية غلط، لعله وهم فيها يعقوب بن حميد أو سلمة بن رجاء، فقد ذكر أهل العلم أن لهما أوهاماً وغرائب. وأخرجه كرواية الطبراني ابن عدي في "الكامل" 4/1500، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8639) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله، عن أبي الزناد، عن= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 35 8282 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْرَجَ صَدَقَتَهُ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ، ثُمَّ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ. فَأَخْرَجَ صَدَقَتَهُ، فَوَضَعَهَا فِي   = الأعرج، عن أبي هريرة، إلا أن أبا أويس فيه ضعف، وقد خالف من هو أوثق منه كما سلف في أول هذا التخريج. وأخرجه كذلك ابن سعد 1/47، وابن أبي شيبة 9/58 و13/61، والبخاري في "الأدب المفرد" (1250) ، وابن حبان (6204) ، وابن عدي في "الكامل" 4/1511، والحاكم 2/551، والبيهقي في "الشعب" (8640) من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة موقوفاً ومرفوعاً، ورواة الموقوف أكثر. وأخرجه أيضاً مالك في "الموطأ" رواية أبي مصعب (1929) عن يحيى بن سعيد، والبيهقي في "الشعب" (8642) من طريق معمر، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قولَه. القَدُوم: ضبطت في الكتاب مخففة، وضبطها بعضهم بتشديد الدال، فقيل: هي الآلة، أي: الفأس، وقيل: هو موضع بالشام، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 6/390. وأما في مقدار سن إبراهيم عليه السلام عند اختتانه، فقد رجح أهل العلم رواية من قال: ثمانون سنة، على غيرها، انظر "شرح مسلم" للنووي 15/122، و"الفتح" 6/391. الحديث: 8282 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 36 يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى سَارِقٍ. ثُمَّ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ. فَأَخْرَجَ الصَّدَقَةَ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى غَنِيٍّ ". فَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ، عَلَى سَارِقٍ، وَعَلَى زَانِيَةٍ، وَعَلَى غَنِيٍّ ". قَالَ: " فَأُتِيَ فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ تُقُبِّلَتْ، أَمَّا الزَّانِيَةُ، فَلَعَلَّهَا - يَعْنِي - أَنْ تَسْتَعِفَّ بِهِ، وَأَمَّا السَّارِقُ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَغْنِيَ بِهِ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ، فَلَعَلَّهُ أَنْ يَعْتَبِرَ (1) فَيُنْفِقَ مِمَّا آتَاهُ اللهُ " (2)   (1) في (ظ3) و (عس) و (ل) : فلعله يعتبر. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن حبان (3356) من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر اليشكري، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (1421) ، والنسائي 5/55-56 من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (1022) ، والبيهقي 4/191-192 و7/34 من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي الزناد، به. وسيأتي برقم (8602) . قوله: "فوضعها في يد زانية"، أي: وهو لا يعلم أنها زانية، كذا الحال في السارق والغني. وقوله: "الحمد لله، على سارق ... "، أي: لأن صدقتي وقعت بيد من لا يستحقها، فله الحمد حيث كان ذلك بإرادته لا بإرادتي، فإن إرادة الله كلها جميلة، فلذلك سَلم وفوض ورضي بقضاء الله، فحمد الله على تلك الحال، لأنه المحمود على جميع الأحوال، لا يُحمَدُ على مكروه سواه. "فتح الباري" 3/290. وأتي، أي: أريَ في المنام. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 37 8283 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ، فَإِنَّهُ مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ " (1) 8284 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْعَبَّاسُ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ، فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، فَقَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الْعَبَّاسُ فَهِيَ (2) عَلَيَّ وَمِثْلُهَا ". ثُمَّ قَالَ: " أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/239، ومن طريقه أبو داود (4743) ، والنسائي 4/111-112، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2288) ، وابن حبان (3138) عن أبي الزناد، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (2955) (142) ، والنسائي 4/111-112 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2290) من طريق محمد بن عجلان، وأبو يعلى (6291) ، والطحاوي (2291) و (2292) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به. وسيأتي برقم (9528) ، وانظر ما سلف برقم (8180) . (2) في (ظ3) و (عس) : فهو. الحديث: 8283 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 38 عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، فمن رجال مسلم. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأخرجه البيهقي 4/111 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (983) من طريق علي بن حفص، به. وأخرجه أبو داود (1623) ، والترمذي (3761) ، وابن خزيمة (2330) ، وابن حبان (3273) ، والدارقطني 12/23، والبيهقي 6/163-164 من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر اليشكري، به. ورواية الترمذي مختصرة بلفظ: "العباس عم رسول الله، وإن عم الرجل صنو أبيه، أو من صنو أبيه". وقال: حسن صحيح غريب. وأخرجه البخاري (1468) ، ومن طريقه البغوي (1578) ، وأخرجه البيهقي 6/164 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وفيه: "فهي عليه صدقة ومثلها معها" وليس فيه ذكر العم صنو الأب. وأخرجه النسائي 5/34، وابن خزيمة (2329) ، والبيهقي 6/164 من طريق موسى بن عقبة، عن أبي الزناد، به. وفيه: "فهي له ومثلها معها". وليس فيه ذكر العم صنو الأب. وأخرجه الدارقطني 2/123 من طريق ابن إسحاق، عن أبي الزناد، به. وفيه: "فهي على ومثلها معها هي له" وليس فيه ذكر العم صنو الأب. ولم يصرح ابن إسحاق بالسماع. وأخرجه البيهقي 6/164 من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله الأصبحي، عن أبي الزناد، به. وفيه: "فهي عليه ومثلها معها" ولم يذكر العم صنو الأب. وأخرجه النسائي 5/33-34، وابن خزيمة بإثر الحديث (2330) من طريق= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 39 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = علي بن عياش الحمصي، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال عمر: فذكره. وفيه: "فهي عليه صدقة ومثلها معها" رواية ابن خزيمة مختصرة. قال الحافظ في "الفتح" 3/332 عن هذا الطريق: وزاد فيه عمر، والمحفوظ أنه من مسند أبي هريرة، وإنما جرى لعمر فيه ذكر فقط. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6826) عن ابن جريج، قال: حدثت حديثاً رُفع إلى عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. وفيه: "فهي عليه ومثلها معها"، وقال فيه أيضاً: "أبو جهم بن حذيفة"، بدل: "ابن جميل"، وإسناده ضعيف. قلنا: وأصح هذه الروايات رواية ورقاء بن عمر اليشكري، وغيرها إما مؤولة وإما وَهمٌ، وقد روي من طرق ضعيفة أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان قد استسلف العباس صدقة عامين لحاجةٍ، أورد هذه الطرق الحافظ ابن حجر في "الفتح" 3/333-334، وقال: وليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر بمجموع هذه الطرق، والله أعلم. وانظر "صحيح ابن خزيمة" 4/49، و"صحيح ابن حبان" 8/69، و"سنن البيهقي" 4/111. ويحتمل أن العباس هو الذي سأل تعجيل صدقة عامين إليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما سلف عن علي برقم (822) بإسناد حسن، لكن قال ابن خزيمة: في القلب منه، يعني: شيء! وفي باب قوله: "عم الرجل صنو أبيه" عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (725) ، وعن عبد المطلب بن ربيعة، سيأتي 4/165. قوله: "صنو أبيه"، قال السندي: بكسر صاد وسكون نون، أي: مثله، وأصل الصنو: أن تطلع نخلتان في عرق واحد، يريد أن أصل العباس وأصل أبي واحد، وهو مثل أبي. وقوله: "ما ينقم"، أي: ما يُنكِر، أو يكره. وقوله: "تظلمون خالداً"، قال الحافظ: أي: بنسبتكم إياه إلى المنع وهو لا يمنع، وكيف يمنع الفرض وقد تطوع بتحبيس سلاحه وخيله! = الجزء: 14 ¦ الصفحة: 40 • 8285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ (2) 8286 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ،   = وقيل: إنهم ظنوا أنها للتجارة فطالبوه بزكاة قيمتها، فأعلمهم عليه الصلاة والسلام بأنه لا زكاة عليه فيما حبس. وقيل: إنه كان نوى بإخراجها عن ملكه الزكاة عن ماله، لأن أحد الأصناف سبيل الله، وهم المجاهدون. وانظر تتمة التفصيل في المعنى في "الفتح" 3/334. (1) وقع هذا الحديث بهذا الِإسناد في (ل) و (م) والنسخ المتأخرة على أنه من رواية الإمام أحمد، والصواب أنه من زوائد ابنه عبد الله كما في النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ، وهو كذلك في "جامع السنن والمسانيد" 7/ورقة 119، و"أطراف المسند" 7/369. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن أبي الزناد روى له مسلم في "المقدمة" وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن عمرو الضبي فمن رجال مسلم، وهو ثقة. وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1898) عن أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ولفظه: أمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصدقة، فقال بعض من يلمز: منع ابن جميل، وخالد بن الوليد، والعباس بن عبد المطلب أن يتصدقوا. قال: فخطب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكذب عن اثنين، عن العباس وخالد، وصدق على ابن جميل. ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما نقم ابن جميل، إلا أنه كان فقيراً فأغناه الله من فضله ورسولُه، وأما خالد بن الوليد فإنهم يظلمون خالداً، إن خالداً قد احتبس أدراعه وأعبده في سبيل الله -وقال غيره: وعتادَه-، قال: وأما العباس عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهي عليه ومثلها معها". وانظر ما قبله. الحديث: 8285 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 41 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ خَارِجٍ يَخْرُجُ - يَعْنِي مِنْ بَيْتِهِ - إِلَّا بِبَابِهِ (1) رَايَتَانِ: رَايَةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، وَرَايَةٌ بِيَدِ شَيْطَانٍ، فَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، اتَّبَعَهُ الْمَلَكُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الْمَلَكِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ، وَإِنْ خَرَجَ لِمَا يُسْخِطُ اللهَ، اتَّبَعَهُ الشَّيْطَانُ بِرَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ تَحْتَ رَايَةِ الشَّيْطَانِ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " (2) 8287 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ الْمُحِلَّ، وَالْمُحَلَّلَ لَهُ " (3)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: بيده، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) . (2) إسناده حسن، عثمان بن محمد -وهو ابن المغيرة الأخنسي- روى له أصحاب السنن وهو صدوق، وعبد الله بن جعفر -وهو ابن عبد الرحمن بن المسور المخرمي- لا بأس به، روى له مسلم وأصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي البصري، والمقبري: هو عيد بن كيسان المدني. وأخرجه الطبراني في الأوسط" (4783) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان بن محمد الأخنسي. وأخرجه البيهقي في الزهد" (699) من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، به. (3) إسناده حسن كسابقه.= الحديث: 8287 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 42 8288 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ: لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا، حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَمَّاءُ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)   = وأخرجه البزار (1442) ، والبيهقي 7/208 من طريق معلى بن منصور، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، بهذا الإسناد. وقال البزار: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الِإسناد. وفي الباب عن علي، وعن ابن مسعود، سلفا برقم (635) و (4283) . وعن جابر بن عبد الله عند الترمذي (1119) . وعن عقبة بن عامر عند ابن ماجه (1936) ، والبيهقي 7/208. وعن ابن عباس عند ابن ماجه أيضاً (1934) . وقد سلف شرح الحديث عند حديث ابن مسعود. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7204) . والجماء: التي لا قرن لها، والقرناء: التي لها قرن، قال الإمام المازري فيما نقله عنه الأبي في "شرح مسلم" 8/538: واضطرب العلماء في بعث البهائم، وأقوى ما تعلق به من يقول ببعثها قوله تعالى: (وإذا الوحوش حُشِرَتْ) [التكوير: 5] ، وأجاب الآخر بأن معنى حُشِرَتْ: ماتت، قال: والأحاديث الواردة في بعثها آحاد تفيد الظن، والمطلوب في المسألة القطع، وحمل بعض شيوخنا العَود المذكور على أنه ليس حقيقة، وإنما هو ضرب مثل إعلاماً للخلق بأنها دار جزاء لا يبقى فيها حق عند أحد، ويصح عندي أن يخلق الله تعالى هذه الحركة للبهائم يوم القيامة ليشعر أهل المحشر بما هم صائرون إليه من العدل، وسُمي ذلك قصاصاً، لا لأنه قصاص تكليف، ولكن على معنى قصاص المقابلة والمجازاة. ومن= الحديث: 8288 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 43 8289 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " (1) 8290 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنِ الْمُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: " الَّذِينَ   = توقف في بعثها إنما توقف في القطع بذلك كما يقطع ببعث المكلفين، والأحاديث الواردة في ذلك ليست نصوصاً ولا متواترة، وليست المسألة عملية حتى يكتفى فيها بالظن. والأظهر حشر المخلوقات كلها بمجموع ظواهر الآي والأحاديث وليس من شرط الِإعادة المجازاة بعقاب أو ثواب. وقال الشيخ أبو الحسن الأشعري فيما نقله عنه الدميري في "حياة الحيوان" 1/224: لا يجري القصاص بين البهائم، لأنها غير مكلفة، وما ورد في ذلك من الأخبار نحو قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يُقتص للجماء من القرناء" فعلى سبيل المثل والِإخبار عن شدة التقصي في الحساب، وأنه لا بد أن يقتص للمظلوم من الظالم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي البصري، وزهير: هو ابن محمد التميمي العنبري. وأخرجه مسلم (2956) (1) ، وابن ماجه (4113) ، والترمذي (2324) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (142) ، وأبو يعلى (6465) و (6526) ، وأبو عوانة في الرقاق كما في "إتحاف المهرة" 5/ ورقة 214، وابن حبان (687) و (688) ، وابن عدي في "الكامل" 3 /889 وأبو نعيم في "الحلية" 6/350، والبيهقي في "الشعب" (9797) و (10461) ، والبغوي (4104) و (4105) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن صحيح.= الحديث: 8289 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 44 يُهْتَرُونَ فِي ذِكْرِ اللهِ " (1) 8291 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ،   = وسيأتي برقم (9055) و (10288) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6855) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن يعقوب -وهو عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة كما جاء مصرحاً به عند الحاكم والبيهقي- فمن رجال مسلم. وأخرجه البخاري معلقاً في "التاريخ الكبير" 8/448، والحاكم 1/495، وعنه البيهقي في "الشعب" (505) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري معلقاً 8/449، والبيهقي في "الشعب" (506) و (507) من طريق محمد بن بشر العبدي، والترمذي (3596) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "سبق المفردون" قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "المستهترون في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً"، قال الترمذي: حسن غريب. قلنا: وعمر بن راشد هذا ضعيف. وسقط من المطبوع من"التاريخ الكبير" أبو سلمة. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1675 من طريق الفريابي، عن عمر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي الدرداء، مرفوعاً. وهذه الرواية -مع ضعف إسنادها- خطأ، فالحديث حديث أبي هريرة. وسيأتي الحديث بنحوه برقم (9332) من طريق العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة. قوله: "يُهتَرون"، قال السندي: على بناء المفعول يقال: أُهتِر -على بناء المفعول-: إذا أولع بالشيء. الحديث: 8291 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 45 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " " قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَا أَدْرِي حَدَّثَنَا بِهِ أَمْ لَا " (1) 8292 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ الْيَمَامِيِّ (2) ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا يَمَامِيُّ، لَا تَقُولَنَّ لِرَجُلٍ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ أَبَدًا. قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنَّ هَذِهِ لَكَلِمَةٌ يَقُولُهَا أَحَدُنَا لِأَخِيهِ وَصَاحِبِهِ إِذَا غَضِبَ. قَالَ: فَلَا تَقُلْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلَانِ، كَانَ أَحَدُهُمَا مُجْتَهِدًا فِي الْعِبَادَةِ، وَكَانَ الْآخَرُ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ، فَكَانَ الْمُجْتَهِدُ لَا يَزَالُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى ذَنْبٍ، فَيَقُولُ: يَا هَذَا، أَقْصِرْ. فَيَقُولُ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن أبي عثمان التبان وأبيه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. المغيرة بن عبد الرحمن: هو الحزامي المدني، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأخرجه عبد بن حميد (1427) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/92-93 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. ولم يذكر عبد بن حميد في روايته: "طوله ستون ذراعاً". وانظر ما سلف برقم (7165) و (7323) و (8177) . (2) في (ظ3) : الهِفَّاني. وهو صحيح أيضاً، فإن هِفَّان من حنيفة، وهو هِفَّان بن الحارث بن ذُهْل بن الدؤل بن حنيفة، وبنو حنيفة منازلهم في اليمامة. الحديث: 8292 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 46 رَقِيبًا؟ " قَالَ: " إِلَى أَنْ رَآهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ اسْتَعْظَمَهُ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ، أَقْصِرْ. قَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا "، قَالَ: " فَقَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ أَبَدًا. قَالَ أَحَدُهُمَا (1) ، قَالَ: فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمَا مَلَكًا، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، وَاجْتَمَعَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي. وَقَالَ لِلْآخَرِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَكُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا (2) ، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ ". قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ " (3)   (1) قوله: "قال أحدهما"، هكذا هو في (م) وكافة الأصول الخطية، ولا نعلم ما وجهه، ولم يرد في المصادر الأخرى التي خرجت الحديث، وهو الأصوب، والله أعلم. (2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: خازناً. (3) إسناده حسن، ومتنه غريب، تفرد به عكرمة بن عمار، وهو -وإن كان من رجال مسلم- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وقد روى أحاديث غرائب لم يَشْرَكه فيها أحد. وأخرجه أبو داود (4901) من طريق علي بن ثابت، وابن حبان (5712) ، والبيهقي في "الشعب" (6689) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والمزي في ترجمة ضمضم من "تهذيب الكمال" 13/326 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود، ثلاثتهم عن عكرمة بن عمار، بهذا الإسناد. رواية أبي داود والبيهقي جعلا قوله: "تكلم بكلمة أذهبت دنياه وآخرته"من كلام أبي هريرة -وهو الصواب- ورواية المزي جعلها مرفوعة، وفي سندها موسى بن مسعود وفيه لين. وسيأتي برقم (8749) .= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 47 8293 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، مِنْ أَهْلِ قُبَاءَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ، أَوْشَكَ أَنْ تَرَى قَوْمًا يَغْدُونَ فِي سَخَطِ اللهِ، وَيَرُوحُونَ فِي لَعْنَتِهِ (1) ، فِي أَيْدِيهِمْ مِثْلُ أَذْنَابِ الْبَقَرِ " (2) 8294 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عُرِضَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ، فَلْيَقْبَلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ " (3)   = وفي الباب عن جندب بن عبد الله: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث "أن رجلًا قال: والله لا يغفرُ الله لفلانٍ. وإن الله تعالى قال: مَن ذا الذى يتألى على أن لا أغفر لفلانٍ، فإن قد غفرتُ لفلانٍ وأحبطتُ عملَك" أو كما قال. أخرجه مسلم (2621) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6688) من طريق سويد بن سعيد، والبيهقي مرة أخرى من طريق يحيى بن خلف، كلاهما عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عمران الجَوْني، عن جندب. قوله: "أقصِر"، قال السندي: من الإقصار: وهو الكف عن السعي مع القدرة عليه. "أوبقت"، أي: أهلكت. (1) في (م) : في لعنة الله. (2) إسناده قوي على شرط مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو. وهو مكرر (8073) . (3) صحيح لغيره، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (7921) . عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. الحديث: 8293 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 48 8295 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي، وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ (2) ، قَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ (1) مِنَ الْمَاءِ ". قَالَ: أَنْبِئْنِي بِأَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ. قَالَ: " أَفْشِ السَّلَامَ، وَأَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَصِلِ الْأَرْحَامَ، وَصَلِّ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، ثُمَّ ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ " قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: وَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ. (3) 8296 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي، وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ   = قوله: "من عرض"، قال السندي: ضبط علي بناء المفعول، ومنه المعروض علي الشخص، وعلي بناء الفاعل أيضاً، والمراد: أن من أعطي شيئاً من غير سؤال، فلا وجه لتركه. (1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة لفظ الجلالة، أي: خلق الله، ولم ترد في (ظ 3) و (عس) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة، فقد روي له أصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وانظر (7932) . (3) إسناده صحيح كسابقه. بهز: هو ابن أسد العَمِّي. الحديث: 8295 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 49 8297 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ (1) ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ دَخَلَ هَذَا الْمَسْجِدَ فَبَزَقَ - أَوْ تَنَخَّمَ (2) أَوْ تَنَخَّعَ -، فَلْيَحْفِرْ فِيهِ وَلْيُبْعِدْ (3) ، فَلْيَدْفِنْهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَفِي ثَوْبِهِ ثُمَّ لِيَخْرُجْ بِهِ " (4) 8298 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ (5) فَقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ " (6)   (1) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: "أبو داود"، والتصويب من (ظ3) و (عس) و (ل) . (2) قوله:"أو تنخم" لم يرد في (ظ3) و (عس) . (3) في (ظ3) و (عس) : فليبعد. (4) إسناده حسن، وقد سلف الكلام عليه برقم (7531) . أبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان المدائني. وأخرجه ابن خزيمة (1310) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. والتنخم والتنخع واحد: وهو رمي النخامة أو النخاعة: وهي ما يخرجه الإنسان من حلقه من البلغم. وقوله: "فليُبعد"، أي: فليبالغ في حفره. (5) قوله: "بغيرِ حق"، أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، وسقط من (م) وبقية النسخ. (6) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لقصور درجة عبد العزيز بن المطلب = الحديث: 8297 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 50 8299 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَعْطَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِنْ تَمْرٍ، فَجَعَلْتُهُ فِي مِكْتَلٍ لَنَا، فَعَلَّقْنَاهُ فِي سَقْفِ الْبَيْتِ، فَلَمْ نَزَلْ نَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى كَانَ آخِرُهُ أَصَابَهُ أَهْلُ الشَّامِ حَيْثُ أَغَارُوا عَلَى الْمَدِينَةِ " (1)   = عن درجة أهل الحفظ والضبط، وهو من رجال مسلم، لكن تابعه سفيان الثوري فيما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6829 م) . عبد الله بن الحسن: هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. وأخرجه ابن ماجه (2582) من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وأخرج مسلم (140) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة، عن أبي هريرة، بلفظ: جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: "فلا تعطِهِ"، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: "قاتله"، قال: أرأيت إِن قتلني؟ قال: "فأنت شهيد"، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال:"هو في النار". وسيأتي بنحوه برقم (8475) من طريق عمرو بن قهيد الغفاري، عن أبي هريرة. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/329 من طريق عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة -بلفظ: "من قتل دون ماله فهو شهيد". وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6522) ، وانظر شواهده. (1) في (ظ 3) و (عس) : أغاروا بالمدينة. وإسناد الحديث صحيح على شرط مسلم. أبو عامر: هو العقدي، وإسماعيل بن مسلم: هو العبدي، وأبو المتوكل: هو علي بن داود الناجي. وسيأتي بنحوه من طريق أبي العالية عن أبي هريرة برقم (8628) . وقوله في هذا الحديث: "أصابه أهل الشام" وهم لعله وقع من أحد الرواة، وأبو = الحديث: 8299 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 51 8300 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حَبِيبٌ يَعْنِي الْمُعَلِّمَ، حَدَّثَنَا عَمْروُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الزَّانِي الْمَجْلُودُ لَا يَنْكِحُ إِلَّا مِثْلَهُ " (2)   = هريرة إنما عنى بكلامه هذا أهل مصر أو أهل العراق، وكان ذلك في أيام مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، كما سيأتي مصرحاً به في الحديث رقم (8628) ، وأهل الشام إنما كانت وقيعتهم في أهل المدينة في أيام يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وأبو هريرة كان قد توفي قبل ذلك في أيام معاوية، والله تعالى أعلم. (1) قوله: "عن أبي هريرة" سقط من (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، واستدركناه من (ظ3) و (عس) و"أطراف المسند" 7/241. (2) إسناده حسن، عمرو بن شعيب روى له أصحاب السنن وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حبيب المعلم: هو أبو محمد البصري مولى معقل بن يسار. وأخرجه أبو داود (2052) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4548) و (4549) ، وابن عدي في "الكامل" 2/817، والحاكم 2/166 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وسقط من المطبوع من"المستدرك"عبد الوارث، واستدرك من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 161. وأخرجه الطحاوي (4550) ، والحاكم 2/193 من طريق يزيد بن زريع، عن حبيب المعلم، قال: قلت لعمرو بن شعيب: إن فلاناً يقول: إن الزاني لا ينكح إلا زانية مثله، قال: وما يَعَجبُك من ذلك؟ حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "الزاني لا ينكح إلا زانية مثله، والمجلود لا ينكح إلا مجلودة مثله". واللفظ للطحاوي، ورواية الحاكم مثلها دون قوله: "الزاني لا ينكح = الحديث: 8300 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 52 8301 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ سَنَةً، فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ   = إلا زانية مثله". وقد ذهب الإمام أحمد إلى أنه لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك حتى تستتاب، فإن تابت، صح العقد عليها، وإلا فلا، وكذلك لا يَصح تزويج المرأة الحرة العفيفة بالرجل الفاجر المسافح حتى يتوب توبةً صحيحة، وبه قال قتادة وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سلام. انظر "المغني" لابن قدامة 9/562-564. وقال ابن خويز منداد فيما نقله عنه القرطبي 12/171: من كان معروفاً بالزنى أو بغيره من الفسوق معلنا به، فتزوج إلى أهل بيت ستر، وغرهم من نفسه، فلهم الخيار في البناء معه أو فراقه، وذلك كعيبٍ من العيوب، واحتج بقوله عليه السلام: "لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله"، وقال: إنما ذكر المجلود لاستشهاده بالفسق، وهو الذى يجب أن يفرق بينه وبين غيره، فأما من لم يشتهر بالفسق، فلا. وقال الأمير الصنعاني في "سبل السلام" 3/127-128: الحديث دليل على أنه يحرم على المرأة أن تزوج بمن ظهر زناه، ولعل الوصف بالمجلود بناء على الأغلب في حق من ظهر منه الزنى، وكذلك الرجل يحرم عليه أن يتزوج بالزانية التي ظهر زناها، وهذا الحديث موافق قوله تعالى: (وحرمَ ذلِكَ على المؤْمنين) [النور: 3] ، إلا أنه حمل الحديثَ والآيةَ الأكثرُ من العلماء على أن معنى: لا ينكح: لا يرغب الزاني المجلود إلا في مثله، والزانية لا ترغب في نكاح غير العاهر، هكذا تأولوهما، والذى يدل عليه الحديثُ والآية النهي عن ذلك لا الِإخبار عن مجرد الرغبة، وأنه يحرم نكاح الزاني العفيفةَ، والعفيفِ الزانيةَ، ولا أصرحَ من قوله: (وحرمَ ذلك على المُؤْمنين) ، أي: كاملي الإيمان الذين هم ليسوا بزناة، وإلا فإن الزاني لا يخرج عن مسمى الِإيمان عند الأكثر. الحديث: 8301 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 53 عِنْدَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا (1) وَمَا لَنَا ثِيَابٌ إِلَّا الْبِرَادُ الْمُتَفَتِّقَةُ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَى أَحَدِنَا الْأَيَّامُ مَا يَجِدُ طَعَامًا يُقِيمُ بِهِ صُلْبَهُ، حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَأْخُذُ الْحَجَرَ فَيَشُدُّهُ عَلَى أَخْمَصِ بَطْنِهِ، ثُمَّ يَشُدُّهُ بِثَوْبِهِ لِيُقِيمَ بِهِ صُلْبَهُ " فَقَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَنَا تَمْرًا، فَأَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا سَبْعَ تَمَرَاتٍ فِيهِنَّ حَشَفَةٌ "، فَمَا سَرَّنِي أَنَّ لِي مَكَانَهَا تَمْرَةً جَيِّدَةً، قَالَ: قُلْتُ: لِمَ؟ قَالَ: تَشُدُّ لِي مِنْ مَضْغِي قَالَ: فَقَالَ لِي: " مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ " قُلْتُ: مِنَ الشَّامِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: " هَلْ رَأَيْتَ حَجَرَ مُوسَى؟ " قُلْتُ: وَمَا حَجَرُ مُوسَى؟ قَالَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالُوا لِمُوسَى قَوْلًا تَحْتَ ثِيَابِهِ فِي مَذَاكِيرِهِ "، قَالَ: " فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى صَخْرَةٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ "، قَالَ: " فَسَعَتْ بِثِيَابِهِ (2) "، قَالَ: " فَتَبِعَهَا فِي أَثَرِهَا وَهُوَ يَقُولُ: يَا حَجَرُ، أَلْقِ ثِيَابِي، يَا حَجَرُ، أَلْقِ ثِيَابِي (3) ، حَتَّى أَتَتْ بِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ سَوِيًّا (4) حَسَنَ الْخَلْقِ، فَلَحَبَهُ ثَلَاثَ لَحَبَاتٍ " (5) ، فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، " لَوْ كُنْتُ   (1) في الأصول الخطية: رأيتني. (2) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: ثيابه، دون الباء. (3) قوله للمرة الثانية: "يا حجر ألق ثيابي" لم يرد في (م) . (4) في (م) والنسخ المتأخرة: فرأوا مستوياً، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) . (5) هكذا هو في (ظ3) : "فلحبه ثلاث لحبات" بالمهملة فيها، ووضع الناسخ تحت الحاء فيهما حاءً صغيرة لئلا يتشكك القارىء في إهمالهما، وفي بقية النسخ ومنها النسخ العتيقة: "فَلَجَبَهُ ثَلَاثَ لَجَبَاتٍ" بالمعجمة، قال أبو موسى المديني -كما= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 54 نَظَرْتُ، لَرَأَيْتُ لَحَبَاتِ مُوسَى فِيهِ " (1)   = في "النهاية" لابن الأثير 4/233-: كذا في "مسند أحمد بن حنبل" (يعني هو بالجيم في نسخته) ولا أعرف وجهه، إلا أن يكون بالحاء والتاء، ومن اللحْتِ: وهو الضرب، ولَحَتَه بالعصا: ضربه. قلنا: واللحْبُ أيضاً بالحاء والباء الموحدة -كما في (ظ3) -: الضرب. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الله بن شقيق -وهو العقيلي- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين، وسماع عبد الوارث -وهو ابن سعيد العنبري- من سعيد بن إياس الجريري قبل اختلاط الأخير. وأخرج الشطر الأول منه الحاكم في "المستدرك" 4/106 من طريق مسدد، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد بن إياس الجريري، بهذا الِإسناد. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، فوهما، فإن عبد الله بن شقيق من رجال مسلم وحده. وقد سلفت قصة التمرات باختصار عند الحديث رقم (7965) من طريق أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة. وأما الشطر الثاني -وهو قصة موسى- فقد أخرجه بنحوه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 195-196 من طريق خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، به. وسلف برقم (8173) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة، مرفوعاً بنحوه. قوله: "البِراد"، قال السندي: ضُبط ككتاب، والظاهر أنه جمع بردة، كالقِلال، جمع قلة، والبردة: الشملة المخططة، وقيل: كساء أسود مرَبع فيه صِغَر تلبسه الأعراب، والمشهور في جمعه برَد. "المتَفَتقة" أي: العتيقة التي تشققت. وقوله: "على أخمص بطنه"، قال: لعله من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: على بطنه الأخمص، أي: الجائع، والله تعالى أعلم. والحَشَفة: اليابسة الفاسدة من التمر. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 55 8302 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَكْذَبَ النَّاسِ الصَّبَّاغُونَ وَالصَّوَّاغُونَ " (1) 8303 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَبَادَرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ " قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَ قَتَادَةُ إِذَا قَالَ: وَأَمْرَ الْعَامَّةِ، قَالَ: أَمْرَ (2) السَّاعَةِ (3)   (1) إسناده ضعيف، فرقد -وهو ابن يعقوب السَبَخي- ضعيف، وأحاديثه مناكير. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهمام: هو ابن يحيى العوذي، وأبو العلاء: هو يزيد بن عبد الله بن الشَخَير. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/604 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (7920) . (2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: وأمر، بالواو، والمثبت من (ظ3) و (عس) ، وهو الصواب، فإنه تفسير من قتادة لأمر العامة. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، زياد بن رياح من رجاله، وباقي رجال الِإسناد ثقات من رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، والحسن: هو البصري. وأخرجه مسلم (2947) من طريق عبد الصمد وحده، بهذا الِإسناد.= الحديث: 8302 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 56 8304 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هَلَاكُ (1) أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ "، قَالَ مَرْوَانُ: وَهُوَ مَعَنَا فِي الْحَلْقَةِ قَبْلَ أَنْ يَلِيَ شَيْئًا، فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَيْهِمْ، غِلْمَةً، قَالَ: أَمَا (2) وَاللهِ لَوْ أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ بَني فُلَانٍ وَبَني فُلَانٍ (3) لَفَعَلْتُ قَالَ: فَقُمْتُ أَخْرُجُ أَنَا مَعَ أَبِي، وَجَدِّي إِلَى   = وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (1008) من طريق عبد الله بن رجاء، عن همام، به. وأخرجه مسلم (2947) (129) ، وابن حبان (6790) ، وابن منده (1007) ، والمزي في ترجمة زياد بن رياح من "تهذيب الكمال" 9/464 من طريق شعبة، عن قتادة، به. وسيأتي الحديث مكرراً من طريق عفان وحده، عن همام برقم (9278) . وسيأتي من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه برقم (8446) ، ومن طريق عبد الله بن رباح برقم (10640) . وفي الباب عن أنس عند ابن ماجه (4056) . قوله: "تبادروا بالأعمال ستاً"، قال السندي: أي: اعملوا قبل وجود هذه الأمور الستة. "خُويضة أحدكم": الموت. (1) في (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) : هلكة. (2) في (ل) و (م) : وأما. (3) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: بَنُو فُلَانٍ وَبَنُو فُلَانٍ، والمثبت من (ظ3) = الحديث: 8304 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 57 مَرْوَانَ بَعْدَمَا مُلِّكُوا، فَإِذَا هُمْ يُبَايِعُونَ الصِّبْيَانَ مِنْهُمْ، وَمَنْ يُبَايِعُ لَهُ، وَهُوَ فِي خِرْقَةٍ قَالَ لَنَا: هَلْ عَسَى أَصْحَابُكُمْ هَؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا الَّذِينَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ أَنَّ هَذِهِ الْمُلُوكَ يُشْبِهُ بَعْضُهَا بَعْضًا (1) 8305 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)   = و (عس) ، وهو كذلك في رواية البخاري (7058) ، والوجه أن يقول: بنو، ويمكن تخريج ما أثبتناه وما هو عند البخاري على أن "أقول" مُضَمن معنى "أسَمي" كما جاء مصرحاً به في رواية البخاري الأخرى (3605) ، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمرو بن يحيى بن سعيد، فمن رجال البخاري. روح: هو ابن عبادة. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" 6/464-465 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. ولم يذكر بعد الموضوع سوى قول أبي هريرة: إن شئت سميتهم بني فلان وبني فلان. وأخرجه البخاري (3605) عن أحمد بن محمد المكي، و (7058) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن عمرو بن يحيى، به. وانظر ما سلف برقم (7871) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي، وأبو صالح السمان: هو ذكوان. وهو في "الموطأ" 1/131. ومن طريق مالك أخرجه البخاري (653) و (720) ، (2829) و (5733) ،= الحديث: 8305 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 58 8306 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي النُعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ (1) أَخْبَرَهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (2)   = ومسلم (1914) ، والترمذي (1063) ، والنسائي في "الكبرى" (7528) ، وابن حبان (3188) ، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (9878) ، وفي "الآداب" (916) . والرواية الأخيرة عند البخاري مختصرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي من طريق مالك مرة أخرى برقم (10897) ، وانظر (8092) . قوله: "الشهداء خمسة"، قال السندي: لم يُرد الحصر، بل أراد دفع توهم أن الشهادة منحصرة في القتل في سبيل الله، أي: ليس الشهيد المقتول في سبيل الله فقط، بل هم كثيرون، وإلا فقد جاء ما يدل على شهادة غير الخمسة أيضاً، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 6/42-44. (1) هكذا هو في سائر النسخ الخطية "نعمان بن أبي شهاب"، وفي "جامع المسانيد" ورقة 73، و"أطراف المسند" 7/271 في هذا الحديث نعمان بن راشد، وهو الصواب، وقد أورد الحسيني في "الِإكمال" ترجمةً لنعمان بن أبي شهاب -وتابعه ابن حجر في "التعجيل"- فقال: عن الزهري، وعنه ابن جريج، ولعله ابن راشد الجزري. قلنا: بل نعمان هذا هو ابن راشد كما جاء مصرحاً به في بعض نسخ "المسند" فيما سيأتي برقم (8590) وفي المصادر التي ذكرت في التخريج هناك. وقد تكون "أبو شهاب" هي كنية راشد والد النعمان، لكن لم يذكر ذلك أحد في ترجمة ولده. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، نعمان هو ابن راشد الجزري، فيه ضعف، يعتبر بحديثه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.= الحديث: 8306 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 59 8307 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ يَذْكُرُونَ الْكَمْأَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: جُدَرِيُّ الْأَرْضِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (1) 8308 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي مَآخِذَ (2) الْأُمَمَ وَالْقُرُونَ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا   = وأخرجه أبو يعلى (5899) من طريق الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3266) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وسنده جيد. وسيأتي برقم (8590) من طريق ابن جريج. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4537) ، وانظر بقية شواهده هناك. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع. سعيد: هو ابن أبي عروبة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6670) و (6721) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. والرواية الثانية عنده مختصرة. وسلف الحديث برقم (8002) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، بإسقاط عبد الرحمن بن غنم منه، وهو منقطع، وانظر تمام تخريجه هناك. (2) في (م) : مَا أَخَذَ. الحديث: 8307 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 60 بِذِرَاعٍ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ؟ قَالَ: " وَهَلِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ؟ " (1) 8309 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لُبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لُبْسَةَ الرَّجُلِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن المغيرة. وأخرجه البخاري (7319) عن أحمد بن يونس، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8340) و (8433) و (8805) و (8806) . وله طريقان أخريان: الأولى عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ستأتي برقم (9819) ، والثانية عن جد إبراهيم بن أسيد، عن أبي هريرة، ستأتي برقم (10641) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وشداد بن أوس وأبي واقد وسهل بن سعد، ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/84 و4/125 و5/218 و340. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. أبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي، وأبو سلمة: هو منصور بن سلمة بن عبد العزيز الخزاعي. وأخرجه أبو داود (4098) من طريق أبي عامر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9253) من طريق خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، به. وأخرجه ابن ماجه (1903) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، به،= الحديث: 8309 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 61 8310 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ سَفَرًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ " فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ ازْوِ لَهُ الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ " (1)   = بلفظ أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن المرأة تتشبه بالرجال، والرجل يتشبه بالنساء. وانظر ما سلف برقم (7855) . (1) إسناده حسن، أسامة بن زيد خرَج له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة القيسي. وأخرجه الترمذي (3445) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (505) ، وابن حبان (2692) و (2702) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (501) ، والحاكم 2/98، والبيهقي في "السنن" 5/251، وفي "الشعب" (547) ، وفي "الزهد" (878) من طرق عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الِإسناد. وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! وسيأتي برقم (8385) و (9724) وروى محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في دعاء السفر: " ... اللهم اطوِ لنا الأرض، وهون علينا السفر"، وسيأتي في "المسند" برقم (9599) . وفي باب التكبير على كل شرفٍ عن جابر، سيأتي عند أحمد 3/333، قال: كنا نسافر مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا صعدنا كبرنا، وإذا هبطنا سبحنا. ونحوه عند البخاري برقم (2993) . وعن ابن عمر، سلف برقم (4496) . وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (2992) ، ونحوه في "المسند"= الحديث: 8310 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 62 8311 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ (1) أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ " (2) 8312 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ ثَابِتًا، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيُسَلِّمِ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ " (3)   = 4/394. وفي باب الدعاء في السفر عن ابن عمر، سلف برقم (6311) . الشرَفُ: قال السندي: بفتحتين، أي: مكان مرتفع، والمقصود تذكر عظمة الخالق عند رؤية ارتفاع المخلوق. وازوِ: من زَوَى، كطوى لفظاً ومعنىً. (1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: من أن، بزيادة "من". (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد -وهو ابن سلمة- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. وانظر (8053) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زياد: هو ابن سعد الخراساني نزيل مكة، وثابت مولى عبد الرحمن بن زيد: هو ثابت بن عياض الأحنف العدوي مولاهم. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6233) ، وفي "الأدب المفرد" (993) ، ومسلم (2160) ، وأبو داود (5199) ، والبيهقي 9/203، والبغوي (3304) من= الحديث: 8311 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 63 8313 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، وَأَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ زُفَرِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ يَقُولُ: " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا، إِنَّهُ لَيْسَ يَبْقَى بَعْدِي مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ " (1)   = طريق روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6232) ، وفي "الأدب المفرد" (1000) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، ومسلم (2160) من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، به. وسيأتي برقم (10624) عن روح وعبد الله بن الحارث، عن ابن جريج، وانظر ماسلف برقم (8162) . (1) إسناده صحيح. أبو المنذر: هو إسماعيل بن عمر الواسطي. وهو في "الموطأ" برواية يحيى الليثي 2/956-957، وبرواية أبي مصعب الزهري (2011) . وأخرجه أبو داود (5017) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن حبان (6048) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، والحاكم 4/390-391 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، ثلاثتهم عن مالك، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7621) من طريق معن بن عيسى وعبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن زفر بن صعصعة، عن أبي هريرة. بإسقاط صعصعة بن مالك، والمحفوظ عن مالك الأولُ كما قال ابن عساكر فيما نقله المزي في "التحفة" 9/452. وأخرجه بنحوه البخاري (6990) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7168) .= الحديث: 8313 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 64 8314 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي لَبِيدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَرَنِي جِبْرِيلُ بِرَفْعِ الصَّوْتِ فِي الْإِهْلَالِ، فَإِنَّهُ مِنْ شِعَارِ (1) الْحَجِّ " (2) 8315 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ " (3)   = وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1900) . (1) في (م) : شعائر. (2) متن الحديث صحيح، لكن من حديث زيد بن خالد الجهني، فقد أخطأ أسامة بن زيد في هذا الحديث فجعله من حديث أبي هريرة، وخالفه الثقة الحجة سفيان الثوري، فجعله من حديث زيد بن خالد الجهني، كما سيأتي في "المسند" 5/192، قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 255: وهو الصواب، قلنا: وتابع سفيانَ عليه شعبةُ، وسيأتي تخريج حديثه في الموضع المحال إليه من "المسند". وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه ابن خزيمة (2630) ، والحكم 1/450، وعنه البيهقي 5/42 من طريق ابن وهب، عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد. وفي الباب عن السائب بن خلاد، سيأتي 4/55، وسنده صحيح. قوله: "في الإهلال"، قال السندي: أي: في التلبية، وأصل الإهلال: هو رفعُ الصوت بالتلبية. (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو بكر -وهو ابن عياش- من رجاله،= الحديث: 8314 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 65 8316 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ " (1) 8317 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَحَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَزُورًا، فَانْتَهَبَهَا النَّاسُ، فَنَادَى مُنَادِيهِ: " إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمُ (2) عَنِ النُّهْبَةِ "، فَجَاءَ   = وباقي رجال الِإسناد ثقات من رجال الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي. وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 7/34-35 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد. وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/172، ومن طريقه الخطيب 7/35 عن الفضل بن زياد، عن أحمد بن حنبل، به. وفيه: "لم تحبس، أو تُرَد الشمس"، فعَدَ الِإمام أحمد لهذا اضطراباً من أبي بكر بن عياش. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1069) و (1070) من طريقين عن الفضل بن سهل الأعرج، عن أسود بن عامر، به. فقال في الرواية الأولى: "لم تحتبس، وفي الثانية: "لم تُرَد". قلنا: ويرجح رواية "لم تحبس" ما سلف عند المصنف برقم (8238) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو بكر: هو ابن عياش، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وانظر (7427) . (2) في (ظ3) و (عس) و (س) : ينهاكم، لكن وضع عليها فوق (عس) و (س) = الحديث: 8316 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 66 النَّاسُ بِمَا أَخَذُوا، فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ (1) 8318 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ (2) ، وَلَا الرَّجُلُ الرَّجُلَ " (3) 8319 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا كَامِلٌ يَعْنِي أَبَا الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ - مُؤَذِّنًا كَانَ يُؤَذِّنُ لَهُمْ - قَالَ:   = ضبة صغيرة. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أبي هريرة. وفي باب النهي عن النهبة عن إنس وجابر وزيد بن خالد وأبي ريحانة وأبي ثعلبة وعبد الله بن يزيد الأنصاري وأبي ليلى وأبي الدرداء ورجل من بني ليث، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 3/140 و323 و4/117 و134 و194 و307 و348 و5/195 و367. النُهبة: اسم للانتهاب والنَهب، وهو أخذ الجماعة الشيء على غير اعتدال. (2) في النسخ الخطية: يعني المرأة، بزيادة كلمة "يعني"، ولم ترد في (م) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3258) من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي، والطبراني في "الصغير" (653) من طريق أحمد بن يونس، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (9775) من طريق الطفاوي، و (10456) من طريق الحسن، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2773) . وعن أبي سعيد وجابر، سيأتيان 3/63 و348. الحديث: 8318 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 67 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ " (1) 8320 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ، إِمَارَةِ (2) الصِّبْيَانِ " (3) وَقَالَ: " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَصِيرَ لِلُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ " (4)   (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي صالح -وهو مولى ضباعة، وقيل: اسمه ميناء- فقد تفرد بالرواية عنه كامل أبو العلاء -وهو ابن العلاء التميمي-، ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في "الثقات"! وأعجب من هذا توثيق الذهبي له في "الميزان" 4/539! وأما الحافظ ابن حجر فقد قال في "التقريب": لين الحديث، وقد أخطأ الهيثمي في "المجمع" 7/220 في تعيين أبي صالح هذا، فظنه أبا صالح ذكوان السمان الثقة! وأما الراوي عنه، وهو كامل أبو العلاء، فمختلف فيه، فقد حَسن القولَ فيه جماعة، وضعفه آخرون. وأخرجه البزار (3358- كشف الأستار) من طريق أبي أحمد الزبيري، وابن عدي في "الكامل" 6/2101 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن كامل بن العلاء، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلم رواه عن أبي هريرة إلا أبو صالح هذا، ولا نعلم روى عنه إلا كامل بن العلاء. وسيأتي برقم (8320) و (8654) و (9782) . (2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: ومن إمارة، والمثبت من (ظ3) و (عس) . (3) إسناده ضعيف كسابقه. (4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه.= الحديث: 8320 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 68 8321 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا كَامِلٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا تَغَارُ؟ " قَالَ: " وَاللهِ، إِنِّي لَأَغَارُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي، وَمِنْ غَيْرَتِهِ نَهَى عَنِ الْفَوَاحِشِ " (1)   = وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2101 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن كامل أبي العلاء، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8322) و (8697) . وله شاهد من حديث أبي بردة بن نيار، سيأتي 3/466، وسنده حسن. ومن حديث حذيفة بن اليمان عند الترمذي (2209) ، وسنده ضعيف. ومن حديث بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 5/430، وسنده صحيح. ومن حديث أنس بن مالك وأبي ذر وعمر بن الخطاب عند الطبراني في "الأوسط" على التوالي: (632) و (3100) و (4674) . لكَعُ: قال السندي: بضم لام وفتح كاف، كزفر، غير منصرف للعدل والصفة، يقال للعبد والأحمق، قيل: والمراد هاهنا: من لا يُعرَف له أصل، ولا يحمد له خُلُق. وانظر "مرقاة المفاتيح" 5/121-122. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، لكن له طريق أخرى يصح بها، ستأتي برقم (8519) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2101 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن كامل بن العلاء، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه مسلم (1498) (16) ضمن قصة سعد بن عبادة من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وستأتي قصة سعد دون قصة الغَيْرة برقم (10007) . وانظر ما سلف برقم (7210) . وله شاهد صحيح من حديث عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3616) . وآخر من حديث المغيرة، سيأتي 4/248. وثالث من حديث عائشة عند البخاري (5221) . الحديث: 8321 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 69 8322 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَأَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا كَامِلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَصِيرَ" (1) ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ: "حَتَّى تَصِيرَ لِلُكَعَ ابْنِ لُكَعَ" (2) ، وقَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: "لِلُكَيْعِ ابْنِ لُكَيْعٍ" وقَالَ أَسْوَدُ: يَعْنِي اللَّئِيمَ ابْنَ اللَّئِيمِ" (3) 8323 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ، أَخْبَرَنَا كَامِلٌ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْأَرْذَلُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ: هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا " وَقَالَ كَامِلٌ بِيَدِهِ: " عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ " (4)   (1) زاد في (م) : لِلُكَعٍ، والصواب إسقاطها. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: للكع بن لكع، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) وهوامش بعض النسخ الأخرى، وهو الصواب. (3) هكذا في (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) ، وهو كذلك في "جامع السنن والمسانيد" 7/ورقة 254، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: المتهم ابن المتهم. والحديث إسناده ضعيف، سلف برقم (8322) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف إن كان أبو صالح هو مولى أبي ضباعة، فإن هذا الحديث سيأتي ضمن حديث برقم (9178) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح - وهو ذكوان السمان -، وكامل أبو العلاء قد روى عن الاثنين، والحديث على كل حال صحيح، فله طريق آخر صحيح، سيأتي برقم (10795) ضمن حديث.= الحديث: 8322 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 70 8324 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا أَعْلَمُ شَكَّ مُوسَى - قَالَ: " ذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ فِي الْجَنَّةِ، يَكْفُلُهُمْ إِبْرَاهِيَمُ " (1)   = وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2101 من طريق معافى بن عمران، عن كامل أبي العلاء، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق كامل أيضا برقم (8698) . وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي في "المسند" 5/152، وهو متفق عليه. والأرذلون: جمع أرْذَل، وهو الدون من الناس، وذلك يوم القيامة، كما في الروايات الأخرى. (1) إسناده حسن. عبد الرحمن بن ثابت: هو ابن ثوبان، وهو حسن الحديث. وأخرجه ابن أبي داود في "البعث" (16) ، وابن حبان (7446) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم 2/370 من طريق عبد الله بن صالح العجلي، كلاهما عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، بهذا الِإسناد. وصحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي! وأخرجه بنحوه الحاكم 1/384، وأبو نُعيم في "تاريخ أصبهان" 2/263، والبيهقي في "البعث" (210) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة". وإسناده ضعيف من أجل مؤمل بن إسماعيل، فهو سيئ الحفظ. وقد خالف مؤملًا فيه وكيع، فقد رواه عن سفيان الثوري موقوفاً، أخرجه كذلك ابن أبي شيبة 3/379. وجاء في حديث سمرة بن جندب عند أحمد 5/9، والبخاري (7047) ، وغيرهما، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى في السماء إبراهيم وحوله ولدان كُثُر، وهم أولاد= الحديث: 8324 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 71 8325 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا زَارَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَوْ عَادَهُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: طِبْتَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا " (1) 8326 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = المسلمين، وكذا أولاد المشركين ممن مات على الفطرة. قوله: "يكفلهم"، قال السندي: أي: يقوم بأمرهم، وكأنه يفوض أمرهم إليه، لأنه كان في الرحمة عَلَما، حتى قال: (ومَنْ عَصَاني فإنك غفور رحيم) [إبراهيم: 36] . والصغير يحتاج إلى من يكون في غاية الرحمة، والله تعالى أعلم. (1) إسناده ضعيف لضعف أبي سنان - وهو عيسى بن سنان القسملي. وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (3) ، وفي "الزهد" (708) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (345) ، والبغوي (3473) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البغوي (3472) من طريق روح بن أسلم، عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه ابن ماجه (1443) ، والترمذي (2008) من طريق يوسف بن يعقوب السدوسي، وابن حبان (2961) من طريق عبد الواحد بن غياث، والبيهقي في "الشعب" (9026) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، ثلاثتهم عن أبي سنان، به. وسيأتي برقم (8536) و (8651) . قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئاً من هذا. قلنا: يشير إلى الحديث الذى سلف برقم (7919) . الحديث: 8325 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 72 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجَهَرَ بِصَلَاتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ابْنَ حُذَافَةَ، لَا تُسْمِعْنِي وَأَسْمِعْ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 8327 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يَسْتَسْقِي، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ، ثُمَّ خَطَبَنَا وَدَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَحَوَّلَ وَجْهَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ رَافِعًا يَدَهُ، ثُمَّ قَلَبَ رِدَاءَهُ، فَجَعَلَ الْأَيْمَنَ عَلَى الْأَيْسَرِ، وَالْأَيْسَرَ عَلَى الْأَيْمَنِ " (2)   (1) إسناده ضعيف، النعمان -وهو ابن راشد الجزري- ضعفه يحيى بن سعيد القطان وأحمد والنسائي ويحيى بن معين في أكثر الروايات عنه، وقال البخاري: في حديثه وهم كثير، وهو صدوق في الأصل، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. جرير: هو ابن حازم. وأخرجه البيهقي في "السنن" 2/162 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، فالنعمان -وهو ابن راشد- ضعيف يعتبر به، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (1268) ، وابن خزيمة (1409) و (1422) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2219) ، والطحاوي 1/325، والبيهقي 3/347 من طريق وهب بن جرير، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر ما سلف برقم (7213) . وفي الباب عن عبد الله بن زيد بن عاصم، سيأتي 4/39 و41، وسنده صحيح. وعن عبد الله بن يزيد الخطمي عند البخاري (1022) معلقاً، ومسلم (1254) .= الحديث: 8327 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 73 8328 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ إِبْرَاهِيَمَ، إِذْ قَالَ: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى، قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: 260] " (1)   = وعن عائشة عند أبي داود (1173) ، وسنده جيد، وصححه ابن حبان (2860) . قلنا: وقد اختلف في وقت الخطبة في الاستسقاء، فقيل: هي قبل الصلاة، وقيل: بعدها. وانظر "فتح الباري" 2/499-500، و"الأوسط" لابن المنذر 4/318-319. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (4537) ، والطبري في "تفسيره" 3/50 من طريق عبد الله بن وهب، والطبري 3/49 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه مقروناً بالحديث الذى بعده: البخاري (3372) ، ومسلم (151) وص 1839 (152) ، وابن ماجه (4026) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (326) ، وابن حبان (6208) ، وابن منده في "الِإيمان" (368) ، والبغوي في "شرح السنة" (63) ، وفي "تفسيره" 1/247-248 من طريق ابن وهب، والبخاري (4694) ، والطحاوي (327) ، وابن منده (369) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 507 من طريق عمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، به. وأخرجه كذلك مسلم (151) وص 1840 (152) ، والنسائي في "الكبرى" (11050) و (11253) ، والطحاوي (328) و (329) ، وابن منده (370) من طريق مالك بن أنس، ومسلم (151) ، وابن منده (371) من طريق أبي أويس عبد الله بن= الحديث: 8328 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 74 8329 - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَرْحَمُ اللهُ لُوطًا، لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَلَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، لَأَجَبْتُ الدَّاعِيَ " (1)   = عبد الله، كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي عبيد مولى ابن أزهر، عن أبي هريرة. قال الخطابي في "أعلام الحديث" 3/1545: مذهب هذا الحديث التواضع والهضم في النفس، وليس في قوله: "نحن أحق بالشك من إبراهيم" اعتراف بالشك على نفسه، ولا على إبراهيم عليه السلام، لكن فيه نفي الشك عن كل واحد منهما. يقولُ: إذا لم أشك أنا ولم أرتب في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى فإبراهيم أولى بأن لا يشك فيه وأن لا يرتاب، وفيه الإِعلام أن المسألة من قِبَل إبراهيم لم تَعرِضْ من جهة الشك، لكن من قِبَل طلب زيادة العلم واستفادة معرفة كيفية الِإحياء، والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية ما لا تجده بعلم الآنِية، والعلم في الوجهين حاصل، والشك مرفوع. وقد قيل: إنما طلب الِإيمان بذلك حِساً وعِياناً لأنه فوق ما كان عليه من الاستدلال والمُستدِل لا يزول عنه الوساوس والخواطر. وقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليس الخبر كالمعاينة". (حديث صحيح، سلف تخريجه برقم 1842) . وانظر "فتح الباري" 6/412-413. (1) إسناده إسناد سابقه، وهو صحيح على شرط الشيخين. وقد خرَج بعضهم هذا الحديث مقروناً إلى الذى قبله، فانظر من خرجه هكذا هناك. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/88 من طريق عبد الله بن وهب وعمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، بهذا الإسناد -دون قصة يوسف. وأخرجه الطبري أيضاً 12/235 من طريق ابن وهب وعمرو بن الحارث، كلاهما عن يونس بن يزيد، به- دون قصة لوط. وأخرجهما جميعاً البخاري (3387) من طريق مالك بن أنس، عن الزهري،= الحديث: 8329 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 75 8330 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَلَا يُنَجِّيهِ مِنَ النَّارِ "، قِيلَ: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي بِرَحْمَةٍ مِنْهُ "، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ هَكَذَا - وَأَشَارَ وَهْبٌ - يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا (1) 8331 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   = عن سعيد بن المسيب وأبي عبيد مولى ابن أزهر، عن أبي هريرة. وأخرجه أيضا (6992) من هذا الطريق دون قصة لوط. وقصة لوط سلفت برقم (8279) من طريق الأعرج عن أبي هريرة، وستأتي برقم (8987) و (10903) من طريق أبي سلمة وحده عن أبي هريرة. وقصة يوسف ستأتي برقم (8554) و (9060) من طريق أبي سلمة وحده. وسيأتي الحديث بشطريه برقم (8392) من طريق أبي سلمة وحده أيضاً. قوله: "لو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي"، قال الخطابي قي "أعلام الحديث" 3/1546: يريد بذلك قوله: (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) [يوسف: 50] ، فلم يسرع الإِجابة إلى الخروج حين أذن له في ذلك لئلا يكون سبيلُه سبيل المذنب يمَن عليه بالعفو، وأراد أن يقيمَ الحجة عليهم في حبسهم إياه ظلماً، فأراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تفضيله بذلك، والثناء عليه بحسن الصبر وقوة العزم، والتواضع لا يصغر كبيراً، ولا يضع رفيعاً، ولا يبطل لذي حق حقا، ولكنه يوجب لصاحبه فضلًا، ويكسِبة جلالًا وقدراً. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7203) . الحديث: 8330 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 76 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ " (1) 8332 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا رُزَيْقٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلْمَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو وضاح بن عبد الله اليشكري، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (689) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5192) ، والآجرّي في "الشريعة" ص 362، والبيهقي 2/412 من طريق يحيى بن حماد، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (9033) و (9059) . وأخرجه الدارقطني 1/128 بنحوه من طريق محمد بن الصباح السمان، عن أزهر بن سعد السمان، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعا، بلفظ: "استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه". وهذا إسناد ضعيف، محمد بن الصباح السمان، قال الذهبي في "الميزان" 3/583: لايعرف وخبره منكر. وفي الباب بنحو لفظ حديث محمد بن الصباح هذا عن ابن عباس عند عبد بن حميد (642) ، والبزار (243- كشف الأستار) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5194) ، والطبراني (11120) ، والدارقطني 1/128، والحاكم1/183-184، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (121) ، وسنده ضعيف. وعن معاذ بن جبل عند الطبراني 20/ (248) ، وسنده ضعيف أيضاً. وسلف من حديث ابن عباس برقم (1980) ، قال: مر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول ... " وهو متفق عليه. الحديث: 8332 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 77 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ بِالسَّمَاءِ - يَعْنِي ذَاتِ الْبُرُوجِ - وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ " (1) 8333 - حَدَّثَنَا أَبُو (2) سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَبَّادٍ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْمُهَزِّمِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَرَ أَنْ يُقْرَأَ بِالسَّمَاوَاتِ فِي الْعِشَاءِ " (3) 8334 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا (4) حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا، وَرَضِيَ لَكُمْ ثَلَاثًا: رَضِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ، وَلَا تُشْرِكُوا (5) بِهِ   (1) إسناده ضعيف، أبو المهزم -واسمُه يزيد بن سفيان، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان- ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال البخاري: تركه شعبة بن الحجاج، وقال الدارقطني: يترك، وقال النسائي: متروك الحديث. ورزيق بن أبي سلمى أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/505 وذكر أنه روى عن الحسن وعطاء وبكر بن عبد الله، وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي ومسلم بن إبراهيم، ولم يوثقه أحد، فهو مجهول الحال. وسيأتي بنحوه برقم (8333) و (10879) . (2) لفظه:"أبو" سقطت من (م) . (3) إسناده ضعيف كسابقه، وحماد بن عباد السدوسي له ترجمة في "الإِكمال" (184) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/220. (4) في (م) : عن. (5) في (م) والنسخ المتأخرة: لا تشركون. الحديث: 8333 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 78 شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا، وَأَنْ تَنْصَحُوا لِوُلَاةِ الْأَمْرِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " (1) 8335 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا، وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْ فِي السِّقَاءِ، وَأَنْ يَمْنَعَ الرَّجُلُ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي حَائِطِهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة-، وسهيل بن أبي صالح، فقد روى لهما البخاري تعليقاً، وهما من رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/990، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (442) ، وابن حبان (3388) ، والبغوي (101) ، وأخرجه مسلم (1715) (10) من طريق جرير بن عبد الحميد، و (1715) (11) من طريق أبي عوانة، ثلاثتهم (مالك وجرير وأبو عوانة) عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن حبان (5720) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - بقصة المكروهات. وسيأتي الحديث من طريق أبي صالح عن أبي هريرة برقم (8718) و (8799) . وفي الباب عن المغيرة بن شعبة سيأتي في "المسند" 4/246، وهو متفق عليه. (2) إسناده صحيح على شرط الصحيح. حماد: هو ابن سلمة، وهو من رجال مسلم. وعكرمة: هو مولى ابن عباس، وهو من رجال البخاري. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/276 من طريق الحجاج بن منهال، وفي "شرح مشكل الآثار" (2099) من طريق حجاج وموسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد - بنصة النهي عن الشرب من في السقاء.= الحديث: 8335 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 79 8336 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ قَيْسٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ امْرِئٍ حَسِيبُ نَفْسِهِ، لِيَشْرَبْ كُلُّ قَوْمٍ فِيمَا بَدَا لَهُمْ " (1) 8337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (2) 8338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ " (3)   = وأخرجه البيهقي 6/68 من طريق خالد الحذاء، عن عكرمة، به -دون قصة الشرب قائماً. والنهي عن الشرب من في السقاء، سلف برقم (7153) . والنهي عن منع الرجل جاره، سلف برقم (7154) . وانظر ما سلف في الشرب قائماً برقم (8708) . (1) إسناده ضعيف لضعف شهر -وهو ابن حوشب-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (8052) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7566) . (3) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة. وقد سلف برقم (8042) . الحديث: 8336 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 80 8339 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ " (1) 8340 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، وَبَاعًا فَبَاعًا، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ دَخَلْتُمُوهُ "، قَالُوا: وَمَنْ هُمْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، أَهْلُ الْكِتَابِ؟ قَالَ: " فَمَهْ " (2)   (1) إِسناده صحيح على شرط مسلم. وسيأتي مكرراً برقم (8441) . وأخرجه مسلم (2612) (113) عن شيبان بن فروخ، عن أبي عوانة، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9799) من طريق محمد بن عمرو، عمن سمع أبا صالح، وانظر ما سلف برقم (7323) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ، فمن رجال مسلم. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وابن جريج: هو عبد الملك بن عبد العزيز. وانظر (8308) . السنَن، قال النووي في "شرح مسلم" 16/219: بفتح السين والنون: وهو الطريق، والمراد بالشبر والذراع وجحر الضب التمثيل بشدة الموافقة في المعاصي والمخالفات، لا في الكفر. والباع، قال ابن الأثير: هو قدر مد اليدين وما بينهما من البَدَن. الحديث: 8339 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 81 8341 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ: قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، فَقَالَ: " خَلَقَ اللهُ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ فِيهَا يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ فِيهَا يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ بَعْدَ الْعَصْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ آخِرَ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ " (1)   (1) الأصحُ أن هذا الحديث موقوف على كعب الأحبار وليس من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أيوب بن خالد -وهو ابن صفوان بن أوس بن جابر الأنصاري- لينه الحافظ في "التقريب"، وقال الأزديُ: ليس حديثه بذاك، تكلم فيه أهل العلم بالحديث، وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه. وأخرجه مسلم (2789) ، والنسائي في "الكبرى" (11010) ، وأبو يعلى (6132) ، والطبري في "تاريخه" 1/23 و45، وابن حبان (6161) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 383 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الِإسناد. ورواية الطبري الثانية مختصرة. وأخرجه ابن معين في "تاريخه" ص 305، وعنه الدولابي في "الكنى والأسماء" 1/175 عن هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به. وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 33-34 من طريق صفوان بن سليم، عن أيوب بن خالد، به. وعلقه البخاري في "تاريخه" 1/413-414 مختصراً من طريق أيوب، وقال:= الحديث: 8341 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 82 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وقال بعضهم: عن أبي هريرة، عن كعب، وهو أصح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11392) من طريق الأخضر بن عجلان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة. والأخضر بن عجلان صدوق، وقد خالف ثقتين هما حجاج بن محمد وهشام بن يوسف، والصواب قولهما، ورواية الأخضر خطأ. وذكر البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 384 عن علي ابن المديني أنه قال: ما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا عن إبراهيم بن أبي يحيى. قلت (القائل البيهقي) : وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي، عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف، وروي عن بكر بن الشرود، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليم، عن أيوب بن خالد، وإسناده ضعيف،، والله أعلم. وقال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" 1/99 (طبعة الشعب) بعد أن أورد الحديث من طريق مسلم: هذا الحديث من غرائب "صحيح مسلم"، وقد تكلم عليه ابن المديني والبخاري، وغير واحد من الحفاظ، وجعلوه من كلام كعب، وأن أبا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الأحبار، وإنما اشتبه على بعض الرواة، فجعله مرفوعاً، وذكره أيضا في "تفسير" 3/422، وقال: وفيه استيعاب الأيام السبعة، والله تعالى قد قال: (في ستة أيام) ، ولهذا تكلم البخاري وغير واحد من الحفاظ في هذا الحديث، وجعلوه من رواية أبي هريرة عن كعب الأحبار، ليس مرفوعاً. وقال شيخ الِإسلام ابن تيمية في "الفتاوى" 17/236: وأما الحديث الذى رواه مسلم في قوله: "خلق الله التربة يوم السبت" فهو حديث معلول قدح فيه أئمة الحديث كالبخاري وغيره، وقال البخاري: الصحيح أنه موقوف على كعب الأحبار، وقد ذكر تعليله البيهقي أيضاً، وبينوا أنه غلط ليس مما رواه أبو هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مما أنكر الحذاق على مسلم إخراجَه إياه. وقال أيضاً فيما نقله عنه القاسمي في "الفضل المبين" ص432-434: هذا الحديث طعن فيه من هو أعلمُ من مسلم مثلُ يحيى بن معين ومثل البخاري = الجزء: 14 ¦ الصفحة: 83 8342 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا عِيسَى يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيَّبِ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي دَارَ قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَدُونَهُمْ دَارٌ، قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ (1) تَأْتِي دَارَ فُلَانٍ، وَلَا تَأْتِي دَارَنَا، فقَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   = وغيرهما، وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار، وطائفة اعتبرت صحته مثل أبي بكر ابن الأنباري، وأبي الفرج ابن الجوزي وغيرهما، والبيهقي وغيره وافقوا الذين ضعفوه، وهذا هو الصواب، لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة، فلزِم أن يكون أول الخلق يوم الأحد وهكذا عند أهل الكتاب، وعلى ذلك تدل أسماء الأيام، وهذا المنقول الثابت في أحاديث وآثار أخَر، ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يوم الجمعة لكان قد خلق في الأيام السبعة، وهو خلاف ما أخبر به القرآن، مع أن حذاق علم الحديث يثبتون علة هذا الحديث من غير هذه الجهة، وأن راويه فلان غلط فيه لأمور يذكرونها، وهذا الذى يسمى معرفة علل الحديث، يكون الحديث إسناده في الظاهر جيداً، ولكن عرِفَ من طريق آخر أن راويه غلط فرفعه، وهو موقوف، أو أسنده وهو مرسل، أو دخل عليه الحديث في حديث، وهذا فن شريف، وكان يحيى بن سعيد القطان، ثم صاحبه علي ابن المديني، ثم البخاري من أعلم الناس به، وكذلك الإِمام أحمد، وأبو حاتم، وكذلك النسائي، والدارقطني وغيرهم، وفيه مصنفات معروفة. وقال المناوي في "فيض القدير" 3/448: قال بعضهم: هذا الحديث في متنه غرابة شديدة، فمن ذلك: أنه ليس فيه ذكر خلق السماوات، وفيه ذكر خلق الأرض وما فيها في سبعة أيام، وهذا خلاف القرآن، لأن الأربعة خلقت في أربعة أيام، ثم خلقت السماوات في يومين. (1) قوله: "سبحان الله" ليس فى (ظ3) . الحديث: 8342 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 84 لِأَنَّ فِي دَارِكُمْ كَلْبًا "، قَالُوا: فَإِنَّ فِي دَارِهِمْ سِنَّوْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ السِّنَّوْرَ سَبُعٌ " (1) 8343 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا، لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا "، ثَلَاثًا، قَالَ: فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النُّقْبَةَ تَكُونُ بِمِشْفَرِ الْبَعِيرِ، أَوْ بِعَجْبِهِ، فَتَشْتَمِلُ (2) الْإِبِلَ جَرَبًا، قَالَ: فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " مَا أَعْدَى الْأَوَّلَ، لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ، خَلَقَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ، فَكَتَبَ حَيَاتَهَا وَمَوْتَهَا وَمُصِيبَاتِهَا وَرِزْقَهَا " (3)   (1) إسناده ضعيف لضعف عيسى بن المسيب، وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (80) . هاشم: هو ابن القاسم الليثي أبو النضر. وأخرجه الحاكم 1/183، والبيهقي 1/249 من طريق هاشم بن القاسم، بهذا الِإسناد. وصحح الحاكم إسناده فأخطأ، وتعقبه الذهبي بأن عيسى بن المسيب ضعيف. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2656) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1892، والدارقطني 1/63، والحاكم 1/183 من طرق عن عيسى بن المسيب، به. واقتصر بعضهم على المرفوع منه وهو قوله: "السنور سَبُع". وسيأتي الحديث برقم (9708) مختصراً -دون القصة- بلفظ: "الهر سَبُع". السَنور: هو الهِرُ. (2) في (م) : فتشمل. (3) حديث صحيح، محمد بن طلحة -وهو ابن مصرف اليامي- وإن روى له= الحديث: 8343 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 85 8344 - حَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَقُّ مِنِّي بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قَالَ: " أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَبُوكَ (1) " (2)   = الشيخان ينحط عن رتبة الصحيح، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شبرمة، فمن رجال مسلم. هاشم: هو ابن القاسم بن مسلم الليثي، مولاهم البغدادي. وأخرجه أبو يعلى (6112) ، والطحاوي 4/112 و308 من طريق هشيم، والطبري في "تهذيب الآثار- مسند علي" ص 7، وابن حبان (6119) ، والبغوي (3249) ، والخطيب في "تاريخه" 11/168-169 من طريق شجاع بن الوليد، كلاهما عن ابن شبرمة، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه الحميدي (1117) ، والطحاوي 4/308، وابن حبان (6118) من طريق سفيان بن عيينة، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به. وانظر ما سلف برقم (7620) . النُقْبة، قال السندي: بضم نون فسكون قاف: هي أول شيء يظهر من الجرب. والعدوى وصفر والهامة، سلف بيانها عند الحديث (7620) . والمِشْفَر: هو للبعير كالشفة للِإنسان. والعَجْب: أصل الذنب. (1) في (م) وسائر الأصول سوى (ظ3) : أباك، على لغة من يُعمِل الأسماء الخمسة معاملة الاسم المقصور، والمثبت من (ظ3) . ولفظة: "ثم" الأخيرة ليست في (م) . (2) حديث صحيح، محمد -وهو ابن طلحة اليامي- متابع، وباقي رجاله ثقات= الحديث: 8344 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 86 8345 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَعَرْضُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مِثْلُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ " (1)   = رجال الشيخين غير عبد الله بن شبرمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (2548) (4) ، والبيهقي 8/2، والذهبي في "السير" 10/675، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/84 من طرق عن محمد بن طلحة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/541، وعنه مسلم (2548) (3) ، وابن ماجه (2706) ، وأبو يعلى (6092) عن شريك بن عبد الله، والبخاري في "الأدب المفرد" (5) ، ومسلم (2548) (4) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/83-84 من طريق وهيب بن خالد، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1666) ، والبيهقي في "الآداب" (2) من طريق شجاع بن الوليد السكوني، ثلاثتهم عن عبد الله بن شبرمة، به. وبعضهم يذكر فيه الأم مرتين فقط. وعلقه البخاري بإثر الحديث (5971) ، قال: وقال ابن شبرمة ويحيى بن أيوب: حدثنا أبو زرعة ... ولم يسق لفظه. وسيأتي برقم (9081) من طريق عمارة بن القعقاع، و (9218) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن أبي زرعة. وفي الباب عن أبي سلامة السلمي، سيأتي 4/311. وعن معاوية بن حيدة القشيري، سيأتي أيضا 5/3و5. (1) إسناده حسن، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو المدني- روى له مسلم في "صحيحه" متابعة، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات، سعيد بن أبي سعيد -وهو المقبري- من رجال الشيخين، وربعي بن إبراهيم من رجال الترمذي. الحديث: 8345 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 87 8346 - حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،   = وأخرجه البيهقي في "البعث" (568) من طريق بشر بن المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، بهذا الِإسناد. وأخرجه مقطعا ًالحميدي (1177) من طريق رجل من بني حنيفة، ومسلم (2851) ، والترمذي (2579) ، وابن حبان (7487) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2587، والبيهقي في "الشعب" (393) ، وفي "البعث" (565) من طريق أبي حازم، والترمذي (2577) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (610) ، وابن حبان (7486) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 242، والحاكم 4/595 من طريق أبي صالح، والترمذي (2578) ، وابن عدي 6/2234 من طريق محمد بن عمار وصالح مولى التوأمة، وابن حبان (7488) من طريق حميد والد سليمان، ستتهم عن أبي هريرة. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - زيادات نعيم" (304) ، والحاكم 595-596 من طريق سعيد بن أبي هلال، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة موقوفا. وزاد فيه الحاكم: قال أبو هريرة: وكان يقال: بطنه مثل بطن إضم. وقال: هذا إسناد صحيح علىَ شرط الشيخين ولم يخرجاه لتوقيفه على أبي هريرة رضي الله عنه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - زيادات نعيم" (303) ، ومن طريقه البغوي (4413) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، موقوفاً. وسيأتي برقم (8410) و (10931) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4800) ، وانظر تتمة شواهده هناك. وَرِقان: جبل عظيم من جبال تهامة، بين مكة والمدينة. والربَذَة: قرية من قرى المدينة، بينها وبين مكة، وبها دفن الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري. (1) زاد في (م) بعده: "حدثنا شريك"، وهو خطأ. الحديث: 8346 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 88 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: عَطَسَ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحَدُهُمَا أَشْرَفُ مِنَ الْآخَرِ، فَعَطَسَ الشَّرِيفُ، فَلَمْ يَحْمَدِ اللهَ، فَلَمْ يُشَمِّتْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَطَسَ الْآخَرُ، فَحَمِدَ اللهَ، فَشَمَّتَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ الشَّرِيفُ: عَطَسْتُ عِنْدَكَ فَلَمْ تُشَمِّتْنِي، وَعَطَسَ هَذَا عِنْدَكَ فَشَمَّتَّهُ،: فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا ذَكَرَ اللهَ فَذَكَرْتُهُ، وَإِنَّكَ نَسِيتَ اللهَ فَنَسِيتُكَ " (1) 8347 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا الْقَاسِمِ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ، يَقُولُ: " هَلَاكُ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ غِلْمَةٍ أُمَرَاءَ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ " (2) 8348 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ،   (1) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (932) من طريق ربعي، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً بنحوه (930) من طريق يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/100. وفي تشميت العاطس، انظر ما سلف برقم (8271) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة مالك بن ظالم، وقد سلف الكلام على هذا الحديث برقم (7871) .= الحديث: 8347 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 89 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا (1) ، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51] ، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 57] ، ثُمَّ ذَكَرَ (2) الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، ثُمَّ يَمُدُّ يَدَهُ (3) إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ، " (4)   = روح: هو ابن عبادة القيسي. (1) في (ظ3) : الطيب. (2) قوله: "ثم ذكر" هذه الجملة من كلام راوي الحديث، وهو أبو هريرة كما جاء مبيناً في رواية البخاري في "رفع اليدين"، والضمير فيه يعود للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويجوز في "الرجل" الرفع على أنه مبتدأ مذكور على وجه الحكاية من لفظ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو النصب على أنه مفعول "ذَكرَ". (3) في (م) وحدها: يديه. (4) إسناده حسن، فضيل بن مرزوق -وإن روى له مسلم- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه الدارمي (2717) ، والبخاري في "رفع اليدين" (94) ، والترمذي (2989) ، والبيهقي 3/346 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم (1015) ، والبيهقي 3/346 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، كلاهما عن الفضيل بن مرزوق بهذا الِإسناد. رواية البخاري مختصرة، وقال الترمذي: حسن= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 90 8349 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفْضُلُ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ عَلَى الْوَاحِدَةِ (1) سَبْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " (2) 8350 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ   = غريب. قوله: "طيب"، قال النووي في "شرح مسلم" 7/100: قال القاضي: الطيب في صفة الله تعالى بمعنى المنزَه عن النقائص. وقوله: "يطيل السفر ... " قال: معناه -والله أعلم- أنه يطيل السفر في وجوه الطاعات كحجٍ وزيارة مستحبة وصلة رحم، وغير ذلك. (1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: الوحدة. (2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- وإن كان سيىء الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (258) عن يحيى بن آدم، عن شريك، بهذا الِإسناد. لكن وقع عنده: "خمسة وعشرين صلاة". وأخرجه كذلك مرة أخرى (259) من طريق أبى عوانة، عن أشعث، به. وسيأتي الحديث برقم (9860) عن حجاج بن محمد، و (10798) عن يحيى بن آدم، كلاهما عن شريك، به. قال حجاج في روايته: "سبعاً وعشرين أو خمساً وعشرين"، واقتصر يحيى بن آدم في روايته على اللفظ الثاني. وسلف برقم (7185) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وقال: "خمساً وعشرين". (3) تحرف في (م) إلى: بَكْر. الحديث: 8349 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 91 سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُوَطِّنُ - قَالَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (1) : لَا يُوَطِّنُ - رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ حَتَّى يَخْرُجَ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ (2) أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ، إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ " (3) 8351 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُبَايَعُ   (1) تحرف في (م) إلى: بكر. (2) في (ظ3) و (عس) و (ل) : تبشبش. (3) رجاله ثفات رجال الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وابن أبي بُكير: هو يحيى بن أبي بكير، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري المدني. وأخرجه الطيالسي (2334) ، وابن ماجه (800) ، وابن خزيمة (1503) ، وابن حبان (1607) و (2278) ، والحاكم 1/213 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (359) من طريق ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، به. ولفظه "ما من رجل كان يوطن المساجدَ فشغله أمر أو عِلة، ثم عاد إلى ما كان، إلا تبشبشَ ... " إلخ. وروي الحديث عن الليث بن سعد بزيادة رجل مجهول بين سعيد المقبري وبين سعيد بن يسار، ورجحها الدارقطني على روايتي ابن أبي ذئب وابن عجلان، انظر ما سلف برقم (8065) . الحديث: 8351 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 92 لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ، فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ؟ ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (1) 8352 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَنْعَتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَ شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ، أَهْدَبَ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، يُقْبِلُ جَمِيعًا، وَيُدْبِرُ جَمِيعًا، بِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا صَخَّابًا (2) فِي الْأَسْوَاقِ " (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن سمعان، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه ابن حبان (6827) ، والحاكم 4/452-453 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الِإسناد. وانظر (7910) . (2) وقع في (ظ3) بالسين، وهما بمعنى واحد: وهو الصياح. (3) إسناده حسن، وسماع ابن أبي ذئب من صالح مولى التوأمة قديم قبل اختلاطه. وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/244 من طريق آدم بن أبي إياس وعاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد - دون قوله: "يقبل جميعاً ... الخ". وسيأتي برقم (9787) . وفي صفة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انظر "الدلائل" 1/194 وما بعدها، و"شمائل الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"= الحديث: 8352 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 93 8353 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أُرَاهُ ذَكَرَهُ (1) عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ الْعَبْدَ الْمَمْلُوكَ لَيُحَاسَبُ بِصَلَاتِهِ، فَإِنْ نَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قِيلَ: لِمَ (2) نَقَصْتَ مِنْهَا؟، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلَّطْتَ عَلَيَّ مَلِيكًا شَغَلَنِي عَنْ صَلَاتِي، فَيَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُكَ تَسْرِقُ مِنْ مَالِهِ لِنَفْسِكَ، فَهَلَّا سَرَقْتَ لِنَفْسِكَ مِنْ عَمَلِكَ، أَوْ عَمَلِهِ؟ قَالَ: فَيَتَّخِذُ اللهُ عَلَيْهِ الْحُجَّةَ " (3) 8354 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عَلَى (4) كُلِّ سُلَامَى مِنَ ابْنِ (5) آدَمَ صَدَقَةٌ حِينَ يُصْبِحُ "، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ "، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ سَلَامَكَ عَلَى عِبَادِ اللهِ   = لابن كثير، ص 5-50. قال السندي: "شَبحْ الذراعين" بفتح معجمة وسكون موحدة وإهمال حاء، أي: طويلهما، وقيل: عريضهما."أهدب أشفار"، أي: طويل شعر الأجفان. (1) هكذا في (ظ 3) و (عس) وهامش (ل) : أراه ذكره، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: أنه ذكر. (2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: له. (3) إسناده ضعيف، المبارك -وهو ابن فضالة- مشهور بالتدليس، ولم يصرح هنا بسماعه من الحسن، والحسن -وهو البصري- لم يسمع أبا هريرة. والمَلِيْك: السيِّد. (4) لفظة: "على" سقطت من (م) والنسخ المتأخرة. (5) في (ظ3) و (س) : بني. الحديث: 8353 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 94 صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتَكَ (1) الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ أَمْرَكَ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَهْيَكَ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ "، وَحَدَّثَ أَشْيَاءَ مِنْ نَحْوِ هَذَا لَمْ أَحْفَظْهَا (2) 8355 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لَا يَرْجُو أَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ، إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " قَالَ الْحَسَنُ: " فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَبْلُغُهُمْ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِمْ؟ فَيَجْعَلُونَ حَرِيرًا فِي ثِيَابِهِمْ وَفِي بُيُوتِهِمْ " (3)   (1) في (ظ3) و (عس) : وإماطة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وانظر ما سلف برقم (8183) . ويشهد له حديث عائشة عند مسلم (1007) (54) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه الطيالسي (2464) عن المبارك بن فضالة، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/318، من طريق علي بن الجعد، عن المبارك، بهذا الِإسناد. وسيأتي قوله: "إنما يلبس الحرير من لا خَلاق له" من طريقٍ حسنٍ برقم (8444) . وانظرما سلف برقم (8261) . وأخرج الطحاوي 4/247، والحاكم 4/141 من طريق زيد بن واقد، أن خالد بن عبد الله بن حسين حدثه، قال: حدثني أبو هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة"، وسنده محتمل للتحسين، فيه= الحديث: 8355 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 95 8356 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْعَيْنُ تَزْنِي، وَالْقَلْبُ يَزْنِي، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا الْقَلْبِ التَّمَنِّي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ مَا هُنَالِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ " (1) 8357 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ: " صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَأَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى   = خالد بن عبد الله بن حسين، قال الحافظ في "التقريب": مقبول. ويشهد له حديث عمر، سلف برقم (123) و (321) . وانظر حديث ابن عمر الذى سلف برقم (4713) ، والشواهد التي ذكرت عنده. قوله: "من لا خلاق له" قال السندي: أي: من لا حظ له ولا نصيب. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه، لكن للحديث طرق أخرى يصح بها، انظر ما سلف برقم (7719) و (8215) . قوله: "وزنى القلب التمني"، قال الحافظ أبو زرعة ابن العراقي في "طرح التثريب" 8/20: قد يستدل به على تحريم تمني الزنى بالقلب، ويعارضه ما صح وثبت من أن الخواطر والوساوس معفو عنها فلا مؤاخذة بها (كما في حديث أبي هريرة الذى سلف برقم: 7470 وهو متفق عليه) ، فيحمل هذا الحديث على العزم على ذلك، والجزم به، فإن المحققين على المؤاخذة بالعزم المستقر، لقوله عليه الصلاة والسلام: "القائل والمقتول في النار"، قالوا: يا رسول الله، هذا القائل، فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حريصاً على قتل صاحبه" (متفق عليه من حديث أبي بكرة، وسيأتي في "المسند" 5/43) . الحديث: 8356 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 96 وِتْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1) 8358 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ؟ قَالَ: " الصَّلَاةُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ " (2) قَالَ: فَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ؟ قَالَ: " شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ " 8359 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَمَلَ السِّلَاحَ عَلَيْنَا فَلَيْسَ مِنِّي " (3)   (1) إسناده ضعيف كسابقه، وانظر الكلام على هذا الحديث من طريق الحسن بتوسع فيما سلف برقم (7138) . وأخرجه الطيالسي (2471) عن مبارك (تحرف فيه إلى: عباد) بن فضالة، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زائدة: هو ابن قدامة الثقفي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/42، ومسلم (1163) (203) ، وابن ماجه (1742) ، وأبو عوانة 2/290، وابن حبان (2563) ، والبيهقي 3/4 من طريق حسين بن علي، بهذا الإسناد - اقتصر ابن أبي شيبة، وعنه ابن ماجه على قصة الصيام، وأبو عوانة على قصة الصلاة. وانظر (8026) . (3) صحيح، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه عجلان مولى فاطمة بنت الوليد صدوقان، وأبو عاصم -وهو الضحاك بن مخلد- ثقة من رجال الشيخين.= الحديث: 8358 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 97 8360 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ، أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا " (1) 8361 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ، فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: " إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ كُلَّ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ - أَوْ: كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ - فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ - أَوْ: لِكُلِّ مُؤْمِنٍ - إِلَّا الْمُتَهَاجِرَيْنِ، فَيَقُولُ: أَخِّرْهُمَا " (2)   = وأخرجه ابن ماجه (2575) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. وأخرجه مرة أخرى بهذا الرقم من طريق أنس بن عياض، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب وموسى بن يسار، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي. وسيأتي برقم (9396) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8270) . وفي الباب عن ابن عمرو، سلف برقم (6724) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (1) إسناده ضعيف لضعف قرة بن عبد الرحمن. وأخرجه الترمذي (701) ، وابن خزيمة (2062) من طريق أبي عاصم، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن غريب! وانظر (7241) . (2) حديث صحيح، محمد بن رفاعة -وإن لم يرو عنه غير أبي عاصم النبيل، = الحديث: 8360 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 98 8362 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ فَرُّوخَ الضَّمْرِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَا مِنْ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ، يَحْلِفُ عِنْدَ هَذَا الْمِنْبَرِ عَلَى يَمِينٍ آثِمَةٍ، وَلَوْ عَلَى سِوَاكٍ رَطْبٍ، إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ " (1) 8363 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَفْرَكُ مُؤْمِنٌ   = ولم يوثقه غير ابن حبان - متابع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه المزي في ترجمة محمد بن رفاعة من "تهذيب الكمال" 25/201-202 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد. وأخرجه الدارمي (1751) ، وابن ماجه (1740) ، والترمذي في "سننه" (747) ، وفي "الشمائل" (298) من طريق أبي عاصم النبيل، به. وقال الترمذي: حديث أبي هريرة في هذا الباب حديث حسن غريب. وانظر (7639) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحسن بن يزيد بن فروخ الضمري، فقد روى له ابن ماجه، وهو ثقة. وأخرجه ابن ماجة (2326) ، والحاكم 4/297 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، بهذا الِإسناد. وسيأتي مكرراً برقم (10711) . وفي الباب عن جابر، سيأتي 3/344. قوله: "ولو على سواك رطب" خصه بالذكر لأن الحَلِفَ على مثله بعيد عادةً، قاله السندي. (2) في (م) : عمرو، وهو خطأ. الحديث: 8362 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 99 مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا، رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ " (1) 8364 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ: جَهْجَاهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عاصم: هو الضحاك بن مخلد النبيل، وعمر بن الحكم: هو ابن رافع الأنصاري. وأخرجه مسلم (1469) ، وأبو يعلى (6418) ، والبيهقي 7/295 من طريق أبي عاصم، بهذا الِإسناد. وقرن مسلم بأبي عاصمٍ عيسى بنَ يونس. وأخرجه أبو يعلى (6419) من طريق هشيم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم، به. بإسقاط عمران بن أبي أنس من السند، وعبد الحميد له رواية عن عمران وعمر بن الحكم. قوله: "لا يَفْرَك"، قال النووي في "شرح مسلم" 10/58: بفتح الياء والراء وإسكان الفاء بينهما، قال أهل اللغة: فَرِكه بكسر الراء: يَفرَكه بفتحها: إذا أبغضه، والفَرْك بفتح الفاء وإسكان الراء: البغض، أي: ينبغي أن لا يبغضَها، لأنه إن وجد فيها خُلُقاً يُكرَه، وجد فيها خُلُقا مرضياً، بأن تكون شرسة الخلق لكنها دَينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به، أو نحو ذلك. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي البصري. وأخرجه مسلم (2911) (61) ، والترمذي (2228) ، وأبو عوانة في "الفتن" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 233 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق حماد بن أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، به. الحديث: 8364 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 100 8365 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ صِكَاكَ التُّجَّارِ خَرَجَتْ، فَاسْتَأْذَنَ التُّجَّارُ مَرْوَانَ فِي بَيْعِهَا، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَدَخَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: " أَذِنْتَ فِي بَيْعِ الرِّبَا وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُشْتَرَى الطَّعَامُ ثُمَّ يُبَاعَ حَتَّى يُسْتَوْفَى " قَالَ سُلَيْمَانُ: " فَرَأَيْتُ مَرْوَانَ بَعَثَ الْحَرَسَ، فَجَعَلُوا يَنْتَزِعُونَ الصِّكَاكَ مِنْ أَيْدِي مَنْ لَا يَتَحَرَّجُ مِنْهُمْ " (1)   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الضحاك بن عثمان، فقد روى له مسلم، وفيه كلام قليل ينزله عن رتبة الصحيح. وستأتي هذه القصة مع الحديث مرة أخرى برقم (8589) عن عبد الله بن الحارث، عن الضحاك بن عثمان، وسيأتي الحديث المرفوع دون القصة برقم (8440) عن زيد بن الحباب، عن الضحاك. وذكر الِإمام مالك في "الموطأ" 2/641 أنه بلغه: أن صكوكاً خرجت للناس في زمان مروان بن الحكم، من طعام الجارِ، فتبايع الناس تلك الصكوك بينهم قبل أن يستوفوها، فدخل زيد بن ثابت ورجل من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مروان بن الحكم ... فذكر نحوه. (والجار: موضع على ساحل البحر الأحمر، دَرَس قديماً، وهو في المنطقة التي يقال لها الأن: يَنْبُع. انظر تعليق الأستاذ حمد الجاسر في كتاب "الأماكن" للحازمي 1/177/178) . وفي الباب آثار عن غير واحد من الصحابة، انظر ابن أبي شيبة 6/294، وعبد الرزاق 8/28، والبيهقي 5/314. وفي النهي عن بيع الطعام إذا اشتُري حتى يُستَوفى عن غير واحد من الصحابة. انظر حديث ابن عمر الذى سلف برقم (4517) . قوله: "إن صكاك ... "، قال ابن الأثير في "النهاية" 3/43: هي جمع صَك:= الحديث: 8365 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 101 8366 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ فُلَانٍ، لِإِمَامٍ كَانَ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ، " فَكَانَ يُطِيلُ الْأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وَيُخَفِّفُ الْأُخْرَيَيْنِ، وَيُخَفِّفُ الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي الْأُولَيَيْنِ مِنَ الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْأُولَيَيْنِ مِنَ الْعِشَاءِ مِنْ وَسَطِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْغَدَاةِ بِطُوَالِ الْمُفَصَّلِ (1) " قَالَ الضَّحَّاكُ: وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا (2) أَشْبَهَ صَلَاةً بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ الضَّحَّاكُ: " فَصَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانَ يَصْنَعُ مِثْلَ مَا قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ " (3)   = وهو الكتاب، وذلك أن الأمراء كانوا يكتبون للناس بأرزاقهم وأعطياتهم كُتُباً، فيبيعون ما فيها قبل أن يقبضوها تعجلاً، ويعطون المشتريَ الصك ليمضي ويقبضه، فنهوا عن ذلك لأنه بَيْع ما لم يُقبَض. (1) إسناده قوي كسابقه. وأخرجه ابن ماجه (827) ، وابن خزيمة (520) ، وابن حبان (1837) ، والبيهقي 2/388و391من طريق أبى بكر الحنفى، بهذا الِإسناد. وانظر (7991) . (2) في (ظ3) و (عس) : رجلًا. (3) حديث أنس بن مالك إسناده قوي، فقد صرح الضحاك عند غير المصنف أن الذى حدثه عن أنس هو يحيى بن سعيد الأنصاري أو شريك بن أبي نمر، والأول= الحديث: 8366 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 102 8367 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي سَعِيدٌ أَبُو الْحُبَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ، قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: أَمَا تَرْضَيْنَ (1) أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 22-24] (2)   = ثقة، والثاني صدوق قوي الحديث، وكلاهما من رجال الشيخين. فقد أخرجه ابن سعد في "الطبقات" 5/332 عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن يحيى بن سعيد أو عن شريك بن أبي نمر -لا يدري أيهما حدثه-، عن أنس بن مالك، فذكره. قال محمد بن عمر الواقدي: سمعت الضحاك يحدث عن شريك بن أبي نمر ولم يشك فيه. وسيأتي حديث أنس بنحوه من طرق عنه، انظر 3/144 و162 و225 و254. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: ترضي، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بكر الحنفي: هو عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد الله البصري، وسعيد أبو الحباب: هو سعيد بن يسار المدني. وأخرجه الحاكم 4/162 من طريق أبي بكر الحنفي، بهذا الإسناد. وصححه على شرط الشيخين، فتعقبه الذهبي، فقال: ذا في البخاري. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (4830) و (4831) و (48312) و (5987) = الحديث: 8367 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 103 8368 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِمَحْلُوفِ (1) رَسُولِ اللهِ مَا أَتَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْ رَمَضَانَ، وَلَا أَتَى عَلَى الْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ (2) مِنْ رَمَضَانَ، وَذَلِكَ لِمَا يُعِدُّ الْمُؤْمِنُونَ فِيهِ مِنَ الْقُوَّةِ لِلْعِبَادَةِ، وَمَا يُعِدُّ فِيهِ الْمُنَافِقُونَ مِنْ غَفَلَاتِ النَّاسِ وَعَوْرَاتِهِمْ، هُوَ غنْمٌ الْمُؤْمِنُ يَغْتَنِمُهُ الْفَاجِرُ " (3)   = و (7502) ، وفي "الأدب المفرد" (50) ، ومسلم (2554) ، والنسائي في "الكبرى" (11497) ، والطبري في "تفسيره" 26/56، وابن حبان (441) ، والبيهقي 7/26، والبغوي (3431) من طرق عن معاوية بن أبي مُزَرد، به. وانظر ما سلف برقم (7931) . قوله: "حَقْو الرحمن"، قال السندي: هو مَعْقِد الِإزار، قيل: جعل الرحم شُجْنة من الرحمن (أي: مشتقة من اسم الرحمن) ، استعار لها الاستمساك به كما يستمسك القريب بقريبه، والنسيب بنسيبه، والحقو مجاز، والمراد أن الرحم استعاذت به تعالى من القطيعة. وانظر "فتح الباري" 8/580. (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: لمحلوف. (2) لفظة: "لهم" من (ظ3) و (عس) . (3) إسناده ضعيف، كثير بن زيد ليس بالقوي، يكتب حديثه للمتابعات، وعمرو بن تميم، قال البخاري عن حديثه هذا: فيه نظر، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وأبوه تميم -وهو ابن يزيد مولى بني زمعة- مجهول. وسيأتي برقم (8870) و (10783) و (10784) . المؤمنون والمنافقون: جاءا في بعض النسخ منصوبين، ووجه السندي رواية النصب على أنه على نزع الخافض، ثم رجَح كونهما بالرفع على أنهما فاعل= الحديث: 8368 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 104 8369 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَأَبَسَ بِهِ كَمَا يَأْبِسُ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ، فَإِذَا سَكَنَ لَهُ، أَضْرَطَ بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ لِيَفْتِنَهُ عَنْ صَلَاتِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَلَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا لَا يُشَكُّ فِيهِ " (1) 8370 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ جَاءَ الشَّيْطَانُ، فَأَبَسَ بِهِ كَمَا يَأْبِسُ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ،   = الإعداد. قوله: "يغتنمه"، قال السندي: هكذا في نسخ"المسند"، فقيل: هو من اغتنم الأمر، أي: حرص عليه كما يحرص على الغنيمة، وفي "المجمع": يغتبنه، من الغُبْن، وهو واضح، والله تعالى أعلم. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الضحاك بن عثمان، فمن رجال مسلم، وهو صدوق. وانظر ما بعده. وسيأتي بنحوه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة برقم (9355) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/12. وعن السائب بن خباب، سيأتي 3/426. وعن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، سيأتي 4/39-40. قوله: "فأبس به"، قال السندي: من الإبساس: وهو التلطُّف بالدابة بأن يقال لها: بَسْ بَسْ، تسكيناً لها. الحديث: 8369 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 105 فَإِذَا سَكَنَ لَهُ زَنَقَهُ، أَوْ أَلْجَمَهُ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَأَنْتُمْ تَرَوْنَ ذَلِكَ، أَمَّا الْمَزْنُوقُ فَتَرَاهُ مَائِلًا كَذَا، لَا يَذْكُرُ اللهَ، وَأَمَّا الْمَلْجُومُ فَفَاتِحٌ فَاهُ لَا يَذْكُرُ اللهَ (1) 8371 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ، فَذَكَرَ (2) أَنَّ الْإِيمَانَ بِاللهِ وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، يُكَفِّرُ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَكَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ، يُكَفِّرُ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، كَيْفَ قُلْتَ؟ " قَالَ: إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَنَا صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ، مُقْبِلٌ غَيْرَ مُدْبِرٍ، يُكَفِّرُ اللهُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِلَّا الدَّيْنَ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ سَارَّنِي بِذَلِكَ " (3)   (1) إسناده قوي كسابقه. قوله: "زنقه"، قال الزمخشري في "الفائق" 2/127: هو من الزَنَقَة: وهي ميل قي جدار في سِكًة أو عرقوب وادٍ. (2) في (م) و (ل) والنسخَ المتأخرة: ثم ذكر، والمثبت من (ظ3) و (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الحميد بن جعفر، فقد روى له مسلم، وتكلم فيه بعضهم بما لا يقدح.= الحديث: 8371 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 106 8372 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلْعَبْدِ الْمُصْلِحِ الْمَمْلُوكِ أَجْرَانِ " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي، لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ " (1) 8373 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظُ، أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي مَدِينَتِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ، اللهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ، وَإِنِّي عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ سَأَلَكَ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ، كَمَا سَأَلَكَ إِبْرَاهِيمُ لِأَهْلِ مَكَّةَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ،   = وانظر (8075) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه أبو عوانة في المماليك كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 176 من طريق عثمان بن عمر، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (208) ، ومسلم (1665) ، وأبو عوانة في المماليك من طرق، عن يونس بن يزيد، به. وسيأتي برقم (9224) . وانظر ما سلف برقم (7428) . الحديث: 8372 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 107 إِنَّ الْمَدِينَةَ مُشَبَّكَةٌ (1) بِالْمَلَائِكَةِ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ، وَلَا الدَّجَّالُ، مَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (2) 8374 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ،   (1) في (م) : مشتبكة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أسامة بن زيد المدني، أبو عبد الله القراظ: هو دينار المدني، وسعد بن مالك: هو ابن أبي وقَّاص رضي الله عنه. وهو مكرر الحديث الذى سلف في مسند سعد بن أبي وقاص برقم (1593) . وقوله: "من أراد أهل المدينة ... الخ" سلف من طريق أبي عبد الله القراظ أيضاً برقم (7755) . وقوله: "إن المدينة مشبكة بالملائكة ... " سلف نحوه برقم (7234) من طريق نعيم بن عبد الله، عن أبي هريرة. وأخرج مالك 2/885، ومن طريقه مسلم (1373) (473) ، والترمذي في "السنن" (3454) ، وفي "الشمائل" (202) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (302) ، وابن السني في "اليوم والليلة" (280) ، وابن حبان (3747) ، والبغوي (2012) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أنه قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فإذا أخذه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدِّنا، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيُّك، وإني عبدك ونبيُّك، وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة، ومثله معه" ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر. الحديث: 8374 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 108 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ أَحَدُنَا مُخْتَصِرًا " (1) 8375 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ عَاصِمٍ (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (3) 8376 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَعْنِي الْمُؤَدِّبَ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبِ، وَرَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ: عَنْ أَبِيهِ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر الرازي -واسمه عيسى بن أبي عيسى- سيئ الحفظ، وقد توبع. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وهشام: هو ابن حسان. وأخرجه أبو عوانة 2/84-85 من طريق خلف بن الوليد، عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإِسناد. وانظر (7175) . (2) المثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) ومن "أطراف المسند" 7/190-191، وتحرف في (م) وبقية النسخ إلى: "حدثنا أبو النضر، حدثنا أيوب، عن معمر"! (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي جعفر الرازي، وقد سلف بإسناد صحيح برقم (7874) . عاصم: هو ابن أبي النجود. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3106) ، والطحاوي 4/295، وابن عدي في "الكامل" 5/1894 من طريق علي بن الجعد، عن أبي جعفر الرازي، بهذا الإِسناد. الحديث: 8375 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 109 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ اللهَ؟ فَإِذَا أَحَسَّ أَحَدُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ (1) ، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرُسُلِهِ " (2)   (1) في (م) : هذا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد المؤدب، فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وأخرجه مسلم (134) (213) ، وابن منده (353) ، والبغوي (62) من طريق أبي النضر، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1268) من طريق منصور بن أبي مزاحم، عن أبي سعيد المؤدب، به. وأخرجه الحميدي (1153) ، ومسلم (134) (212) ، وأبو داود (4721) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (662) ، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 10، وأبو عوانة 1/82، والطبراني في "الدعاء" (1267) ، وابن منده في "الِإيمان" (352) من طريق سفيان، عن هشام بن عروة، به. وأخرجه البخاري (3276) ، ومسلم (134) (214) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (663) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (651) ، وأبو عوانة 1/82، والطبراني في "الدعاء" (1265) و (1266) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (625) ، وابن منده في "الِإيمان" (354) و (355) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (925) و (926) ، والبغوي في "شرح السنة" (61) من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، به. وبعض الروايات بلفظ: "فليستعذ بالله ولينته"، بدل قوله: "فليقل: آمنت بالله وبرسله". وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20440) عن معمر، عن هشام، عن عروة،= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 110 8377 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحِبُّ الذِّرَاعَ " (1) 8378 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ، اسْمُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ: ثِقَةٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَمِينُكَ مَا يُصَدِّقُكَ بِهِ صَاحِبُكَ " (2)   = قال: قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن قوماً سيقولون: خلق الله الخلق، فمن خلقه؟ فإذا سمعتم ذلك فقولوا: آمنا بالله ورسله". وانظر ما سلف برقم (7790) . (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أبي عقيل -واسمه عبد الله بن عقيل الثقفي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وأبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي. وأخرجه بنحوه الترمذي في "السنن" (1837) ، وفي "الشمائل" (168) ، وابن ماجه (3307) ، والنسائي في "الكبرى" (6660) ، والبغوي (2851) من طريق محمد بن فضيل، وابن ماجه (3307) من طريق محمد بن بشر العبدي، كلاهما عن أبي حيان، بهذا الإسناد. وسيأتي هذا الحديث في أول حديث طويل برقم (9623) عن يحيى بن سعيد، عن أبي حيان. وسيأتي من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة بلفظ: "لو أهديت لي ذراع لقبلت، ولو دعيت إلى كراع لأجبت" برقم (9485) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3733) . وعن أبي رافع، سيأتي 6/8. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف جداً، عبد الله بن سعيد -وهو ابن أبي= الحديث: 8377 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 111 8379 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْإِقَامَةِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ " (1)   = سعيد المقبري- متروك. وأخرجه المزي في ترجمة عبد الله بن أبي صالح من "تهذيب الكمال" 15/120 من طريق أبي بكر النهشلي، عن عبد الله بن سعيد، بهذا الإسناد. ووقع عنده: "عن جدَه"، بدل: "أبيه"! ومتن الحديث صحيح، فقد سلف برقم (7119) من طريق آخر، وانظر تمام تخريجه فيه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 2/32 من طريق أبي النضر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (710) (63) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (4123) ، والطبراني في "الأوسط" (2306) ، وفي "الصغير" (21) من طرق عن ورقاء بن عمر، به. وأخرجه الدارمي (1450) ، ومسلم (710) (64) ، وابن ماجه بإثر الحديث (1151) ، وأبو داود (1266) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6379) و (6380) ، وفي "معجمه" (56) ، وأبو عوانة 2/32 و32-33 و33 و34، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/371، وفي "شرح مشكل الآثار" (4125) و (4126) و (4127) و (4131) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1121) ، وابن حبان (2190) و (2470) ، والطبراني في "الأوسط" (2306) و (8166) ، وفي "الصغير" (529) ، وابن عدي في "الكامل" 2/678، وأبو نعيم في "الحلية" 8/138، وفي "تاريخ أصبهان" 1/304 و323، والبيهقي 2/482، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/197 و197-198 و12/213 و13/59،والبغوي في "شرح السنة" (804) من طرق عن عمرو بن دينار، به.= الحديث: 8379 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 112 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2235) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن عطاء، عن أبي هريرة. قال الطبراني: لم يُدخِل بين عمرو بن دينار وعطاء الزهري إلا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير. قلنا: ومحمد بن عبد الله هذا ليس بشيء، انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" 7/300. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 1/234 من طريق إبراهيم بن مجمِّع، عن الزهري، عن عطاء، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن مجمِّع. وأخرجه موقوفاً على أبي هريرة عبد الرزاق (3987) ، وابن أبي شيبة 2/77، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/372، وفي "شرح مشكل الآثار" 10/315 بإثر الحديث (4129) من طرق، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وأخرجه موقوفاً أيضاً ابن عدي في "الكامل" 1/291 من طريق عمر بن عبد العزيز، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وقال: هو حديث غريب من حديث عمر بن عبد العزيز، عن عطاء بن يسار، وهذا يرويه عمرو بن دينار مسنداً وموقوفاً. وأخرجه موقوفاً الطحاوي من طريق سعيد بن منصور، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وقال الطحاوي: قال سعيد: فقلت لسفيان: أمرفوع؟ قال: يرى عمرو إنه مرفوع. قال الترمذي بإثر الحديث (421) : والحديث المرفوع أصحُّ عندنا. وسيأتي برقم (9873) و (10698) و (10874) . وسيأتي من طريق أبي تميم الزهري، عن أبي هريرة برقم (8623) . وفي الباب بهذا اللفظ عن ابن عمر عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (4132) ، وابن عدي 1/46 و310 و4/1563. وعن جابر عند ابن عدي 4/1504، وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/190. ويدخل في هذا الباب أيضاً حديث عبد الله بن بحينة عند البخاري (663) ،= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 113 8380 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُوقٍ مِنْ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ، فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ، فَجَاءَ إِلَى فِنَاءِ فَاطِمَةَ، فَنَادَى الْحَسَنَ، فَقَالَ: " أَيْ لُكَعُ، أَيْ لُكَعُ، أَيْ لُكَعُ، " قَالَهُ: ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، قَالَ: فَانْصَرَفَ، وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ،: فَجَاءَ إِلَى فِنَاءِ عَائِشَةَ فَقَعَدَ، قَالَ: فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ظَنَنْتُ أَنَّ أُمَّهُ حَبَسَتْهُ لِتَجْعَلَ فِي عُنُقِهِ السِّخَابَ، فَلَمَّا جَاءَ الْتَزَمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْتَزَمَ هُوَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ، فَأَحِبَّهُ، وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1)   = ومسلم (711) ، وسيأتي في "المسند" 5/345. وحديث عبد الله بن سرجس عند مسلم (712) ، وسيأتي في مسنده 5/82. وحديث ابن عباس، سلف برقم (2130) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البغوي (3933) من طريق أبي النضر، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (5884) ، وابن حبان (6963) من طريق يحيى بن آدم، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 259 من طريق أبي غسان، كلاهما عن ورقاء بن عمر، به. وانظر (7398) . قوله: "أي لُكَع"، قال السندي: المراد هاهنا الصغير، وهو لغةً: العبد، ثم استعمل في الأمة والصغير. "والسَخاب": بكسر مهملة: خيط يُنظَم فيه خرز يلبسه الصبيان، أو قلادة تُتَّخذ من قرنفل ومسك ونحوه. الحديث: 8380 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 114 8381 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، وَحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَا حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللهِ إِلَّا طَّيِّبٌ (1) ، فَإِنَّ اللهَ يَقْبَلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ " (2)   (1) هكذا في (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: الطيب، بأل التعريف، وقد أشار الحافظ في "الفتح" 13/417 إلى رواية ورقاء بغير ألف ولام. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 425 من طريق أبي النضر وحده، بهذا الِإسناد. وعلقه البخاري بإثر الحديثين (1410) و (7430) من طريق ورقاء. وأخرجه الدارمي (1675) ، والنسائي في "الكبرى" (7735) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/145-146 و147، والدارقطني في "الصفات" (56) من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، به. وأخرجه ابن خزيمة 1/147 من طريق يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، به، موقوفاً. وسيأتي الحديث برقم (9423) و (9565) من طريق ابن عجلان، و (10945) من طريق سعيد المقبري، كلاهما عن سعيد بن يسار، وسلف برقم (7634) من طريق القاسم بن محمد، عن أبي هريرة. قوله: "بعَدْل تمرة"، قال السندي: أي: بمِثْلها. "فَلوه": بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو: المهْر. الحديث: 8381 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 115 8382 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ " (1) 8383 - حَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ (2) : " وَهُوَ الصَّوَابُ، يَعْنِي لَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ " (3) " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَقْوَامٌ أَفْئِدَتُهُمْ مِثْلُ أَفْئِدَةِ الطَّيْرِ " 8384 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مسلم (2840) (27) ، وأبو يعلى (5896) ، وابن عدي في "الكامل" 2/248 من طريق أبي النضر، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (2391) عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، أو أبي سلمة -شك أبو داود-، عن أبي هريرة. وانظر ما بعده. قوله: "مثل أفئدة الطير"، قال السندي: أي: في الرقة والضعف. (2) هو عبد الله بن أحمد بن حنبل. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل رجاله ثقات رجال الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وتصويب عبد الله بن أحمد الروايةَ المرسلةَ لا وجه له، فقد خالف يعقوبَ بن إبراهيم اثنان ثقتان فوصلاه عن إبراهيم بن سعد، كما سلف في الحديث السابق. الحديث: 8382 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 116 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: بِنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَصَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " (1) 8385 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ سَفَرًا لِيُوَدِّعَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ "، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ: " اللهُمَّ اطْوِ لَهُ الْبَعِيدَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ " (2) 8386 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ، يَقُولُ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَجْتَبُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا؟ فَقِيلَ لَهُ: وَهَلْ تَرَى ذَلِكَ كَائِنًا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ فَقَالَ:   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عاصم -وهو ابن أبي النجود-، فقد روى له الشيخان مقروناً، وهو صدوق حسن الحديث، شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي. وأخرجه النسائي 4/218 من طريق أبي معاوية، عن عاصم بن أبي النجود، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً 4/218 و (2713) من طريق أبي حمزة، عن عاصم، به. وأخرجه 4/218 من طريق أبي عوانة، عن عاصم، عن رجل، عن الأسود بن هلال، به -وذكر فيه ركعتي الضحى مكان الغسل يوم الجمعة. وانظر ما سلف برقم (7138) . (2) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسامة بن زيد الليثي، فقد روى له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث. وانظر (8310) . الحديث: 8385 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 117 إِي وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، عَنْ قَوْلِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، قَالُوا: وَعَمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: " تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللهِ، وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَيَشُدُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قُلُوبَ أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَيَمْنَعُونَ مَا بِأَيْدِيهِمْ " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَيَكُونَنَّ مَرَّتَيْنِ " (1) 8387 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَاذَانُ (2) ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم، وإسحاق بن سعيد: هو ابن عمرو بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأموي. وأخرجه أبو يعلى (6631) عن بشر بن الوليد، عن إسحاق بن سعيد، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري (3180) ، قال: قال أبو موسى: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. ووصله أبو نعيم في المستخرج على البخاري -كما في "تغليق التعليق" 3/485- من طريق موسى بن العباس، عن أبي موسى محمد بن المثنى، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، به. وفي الباب عن أبي حكيم مولى محمد بن أسامة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "كيف أنتم إذا لم يُجْبَ لكم دينار ولا درهم"، قالوا: ومتى يكون ذلك؟ قال: "إذا نقضتم العهد شدد الله قلوب العدو عليكم، فامتنعوا منكم" أخرجه ابن أبي شيبة 15/62 بسند جيد. قوله: "إذا لم تَجتَبُوا"، قال الحافظ في "الفتح" 6/280: من الجباية -بالجيم والموحدة وبعد الألف تحتانية-، أي: لم تأخذوا من الجزية والخراج شيئاً. "تنتَهك": بضم أوله، أي: تُتَناول مما لا يحل من الجَوْر والظلم. "فيمنعون ما بأيديهم"، أي: يمتنعون من أداء الجزية. (2) في (م) : حدثنا شاذان، بزيادة "حدثنا"، وهو خطأ. الحديث: 8387 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 118 ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ "، " كَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَقِيَ اللهَ، فَتَجَاوَزَ عَنْهُ " (1) 8388 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَحْسِرُ الْفُرَاتُ، عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَيُقْتَلَ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، يَا بُنَيَّ، فَإِنْ أَدْرَكْتَهُ، فَلَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ يُقَاتِلُ عَلَيْهِ " (2) 8389 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبِي،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبد الرحمن شاذان: هو الأسود بن عامر الشامي نزيل بغداد، وعبيد الله بن عبد الله: هو ابن عتبة بن مسعود الهذلي. وانظر (7579) . (2) قوله: "عن جبل من ذهب" أثبتناه من (ظ3) و (عس) و (ل) ، ولم يرد في (م) وبقية النسخ. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح- فمن رجال مسلم. زهير: هو ابن معاوية بن حُديج. وأخرجه ابن حبان (6691) من طريق علي بن الجعد، عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. وانظر (8062) . والقائل في آخر الحديث: "يا بني ... الخ" هو أبو صالح، كما جاء مبيناً في رواية عند مسلم برقم (2894) (29) . الحديث: 8388 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 119 عَنْ (1) مُعَاوِيَةَ الْمَهْرِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا مَهْرِيُّ، نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْحَجَّامِ، وَكَسْبِ الْمُومِسَةِ، وَعَنْ كَسْبِ عَسْبِ الْفَحْلِ " (2) 8390 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، عَلِيمًا، حَكِيمًا، غَفُورًا، رَحِيمًا " (3)   (1) في (م) : حدثني أبو، بإسقاط "عن"، وبتحريف "أبي" إلى: "أبو". (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الفضل بن معدان والد القاسم، وجهالة معاوية المهري. وأخرجه الدارمي (2624) عن مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل، بهذا الِإسناد -واقتصر فيه على النهي عن كسب المومسة وعسب الفحل. وسيأتي الحديث برقم (9372) . وانظر ما سلف برقم (7976) . (3) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 1/11-12 و12 من طريق أسباط بن محمد وعبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطبري 1/19، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/288، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3101) من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولفظه عند الطبري وابن عبد البر: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكرَ رحمةٍ بعذاب، ولا ذكرَ= الحديث: 8390 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 120 8391 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ، يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بَنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ " (1) 8392 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ، ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي لَأَجَبْتُهُ، إِذْ جَاءَهُ الرَّسُولُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ، إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ،   = عذابٍ برحمة"، ولفظه عند الطحاوي: " ... فاقرؤوا ولا حرج، غير أن لا تجمعوا بين ذكرِ رحمةٍ بعذاب، ولا ذكر عذابٍ برحمة". وسيأتي من طريق ابن نمير، عن محمد بن عمرو برقم (9678) . وانظر ما سلف برقم (7989) . قوله: "عليماً حكيماً، غفوراً رحيماً"، أي: كان من الجائز أن يقول في موضع "عليماً حكيماً": "غفوراً رحيماً"، وبالعكس، والله تعالى أعلم. قاله السندي. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه مجموعاً مع الذى بعده البخاري في "الأدب المفرد" (605) من طريق عبدة بن سليمان، والترمذي (3116) ، والنسائي في "الكبرى" (11254) من طريق الفضل بن موسى، والحاكم وصححه 2/346-347 من طريق يزيد بن هارون، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد. ولم يذكر النسائي والحاكم فيه قصة لوط عليه السلام. وسيأتي الحديث برقم (9380) . وانظر (9568) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5712) . الحديث: 8391 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 121 وَرَحْمَةُ اللهِ عَلَى لُوطٍ، إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ: لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً، أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ، وَمَا بَعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ " (1) 8393 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الْفَأْلَ الْحَسَنَ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ " (2) 8394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ،   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/235، وابن حبان (6207) من طريق محمد بن بشر، بهذا الِإسناد -واقتصر الطبري على قصة يوسف عليه السلام. وأخرجه الطبري 12/87 و235، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (330) ، وابن حبان (6206) من طرق عن محمد بن عمرو، به -اقتصر الطبري في إحدى رواياته على قصة يوسف، واقتصر الطحاوي والطبري في المواضع الأخرى على قصة لوط. وانظر ما سلف برقم (8279) و (8329) . قوله: "إلا في ثروة"، قال السندي: هي العدد الكثير. (2) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/40 عن علي بن مسهر، وابن ماجه (3536) ، وابن حبان (6121) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.= الحديث: 8393 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 122 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَمَنْ قَطَعْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ قِطْعَةً، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ " (1) 8395 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخَذَتْكَ (2) أُمُّ مِلْدَمٍ قَطُّ؟ " قَالَ: وَمَا أُمُّ مِلْدَمٍ؟ قَالَ: " حَرٌّ يَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْمِ "، قَالَ: مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ، قَالَ: " فَهَلْ أَخَذَكَ الصُّدَاعُ قَطُّ؟ " قَالَ: وَمَا الصُّدَاعُ؟ قَالَ: " عُرُوقٌ تَضْرِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ "، قَالَ: مَا وَجَدْتُ هَذَا قَطُّ، قَالَ: فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ   = وانظر ما سلف برقم (7618) ، وما سيأتي برقم (9021) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/234-235 و14/269، وعنه ابن ماجه (2318) عن محمد بن بشر، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطحاوي 4/154، وأبو يعلى (5920) ، وابن حبان (5071) من طرق، عن محمد بن عمرو، به. وفي الباب عن أم سلمة، سيأتي في "المسند" 6/307، وهو متفق عليه. قوله: "إنما أنا بشر"، قال السندي: أي: لا أعلم من الغيب إلا ما أطلعني الله تعالى عليه كما هو شأن البشر. "ألحن"، أي: أفطن لها وأعرف بها. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: هل أخذتك. الحديث: 8395 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 123 فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا " (1) 8396 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَفَرَّقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى، أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً " (2)   (1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة، وفي متنه نكارة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (495) ، والبزار (778- كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى " (7491) ، وابن حبان (2916) ، والحاكم 1/347، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (9907) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (8794) من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وسنده ضعيف لضعف أبي معشر. وفي الباب عن أبي بن كعب، سيأتي 5/142، وسنده ضعيف. أم مِلدَم: هي كنية الحُمَى. (2) إسناده حسن. وأخرجه ابن ماجه (3991) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (66) من طريق محمد بن بشر، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود (4596) ، والترمذي (2640) ، وابن أبي عاصم (67) ، وأبو يعلى (5910) و (5978) و (6117) ، وابن حبان (6247) و (6731) ، والحاكم 1/128، والبيهقي 10/208 من طرق عن محمد بن عمرو، به -وبعضهم يزيد فيه على بعض. وصححه الحاكم، وقال الترمذي: حسن صحيح. وفي الباب عن معاوية بن أبي سفيان، سيأتي 4/102. وعن أنس، سيأتي 3/120.= الحديث: 8396 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 124 8397 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ مِنْ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ: رَدُّ التَّحِيَّةِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ " (1) 8398 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، أَرْسَلَ جِبْرِيلَ، قَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَجَاءَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَأَمَرَ بِهَا فَحُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ، فَرَجَعَ   = قال الخطابي في "معالم السنن" 4/295: في الحديث دلالة على أن هذه الفِرَق كلها غير خارجة من الدِّين، إذ قد جعلهم النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلَهم من أمته. وفيه أن المتأوِّلَ لا يخرج من المِلَة وإن أخطأ في تأوُّله. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن ماجه (1435) من طريق محمد بن بشر، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5934) من طريق عبد الرحيم -وهو ابن سليمان الكناني-، عن محمد بن عمرو، به. وسيأتي برقم (8675) و (8688) و (9032) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، به، ولفظه: "ثلاث كلهن حق على كل مسلم ... ". وانظر ما سلف برقم (8271) . الحديث: 8397 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 125 إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ، قَالَ: اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا (1) ، فَجَاءَهَا فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أُعِدَّ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَرَجَعَ، فقَالَ: وَعِزَّتِكَ (2) ، لَا يَسْمَعَ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا، فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ، فَرَجَعَ إِلَيْهِ (3) ، قَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " (4) 8399 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ حَيٌّ (5) مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا، وَأُخِّرَ الْآخَرُ   (1) من قوله: "فجاءها" إلى هنا سقط من (م) والنسخ المتأخرة، وأثبتناه من (ظ3) و (عس) و (ل) . (2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة زيادة بعد هذا "لقد خشيت أن"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ3) و (عس) ، وهو الصواب. (3) قوله: "فرجع إليه" أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، وليس هو في (م) وبقية النسخ. (4) إسناده حسن. وأخرجه الترمذي (2560) ، والنسائي 7/3-4، وأبو يعلى (5940) ، والآجري في "الشريعة" ص 389-390 و390، والبيهقي في "الشعب" (384) ، وفي"البعث" (166) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (8648) و (8861) . وسلف مختصراً جداً برقم (7530) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. (5) لفظة "حي" أثبتناها من (ظ) و (عس) . الحديث: 8399 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 126 سَنَةً، قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا، أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَأَصْبَحْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ ذُكِرَ (1) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ، وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ، أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ؟ "، (2) 8400 - حَدَّثَنَاه يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ بَلِيٍّ وَهُمْ حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ فَذَكَرَهُ (3) 8401 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ، قَالَ: تُوُفِّيَ بَعْضُ كَنَائِنِ مَرْوَانَ، فَشَهِدَهَا النَّاسُ وَشَهِدَهَا أَبُو هُرَيْرَةَ وَمَعَهُمْ نِسَاءٌ يَبْكِينَ، فَأَمَرَ بِهِنَّ مَرْوَانُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَعْهُنَّ، فَإِنَّهُ   (1) في (ظ3) : ذكرتُ. (2) إسناده حسن. وانظر ما بعده. (3) حديث حسن، وهذا الإسناد فيه انقطاع، أبو سلمة لم يدرك طلحةَ بنَ عبيد الله، لكن قد علِمت الواسطةُ بينهما وهو أبو هريرة كما في الإسناد السابق، فعندئذ يكون إسناده متصلًا، وهو إسناد حسن. وقد سلف هذا الحديثُ بنحوه برقم (1389) من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن طلحة بن عبيد الله. وخُرجت طريق محمد بن عمرو هناك. الحديث: 8400 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 127 مَرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَنَازَةٌ مَعَهَا بَوَاكٍ، فَنَهَرَهُنَّ عُمَرُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُنَّ، فَإِنَّ النَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَالْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَالْعَهْدَ حَدِيثٌ " (1) 8402 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] جَعَلَ يَدْعُو بُطُونَ قُرَيْشٍ بَطْنًا، بَطْنًا، يَا بَنِي فُلَانٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى فَاطِمَةَ، فَقَالَ: " يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ (2) شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا " (3)   (1) إسناده ضعيف، عمرو بن الأزرق -كذا وقع اسمه هنا، وكل من ترجم له سماه سلمةَ بن الأزرق- مجهولٌ، وقد سلف الحديث برقم (7691) ، فانظر تمام تخريجه هناك. (2) قوله: "من الله" ليس في (ظ3) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (204) (348) ، والترمذي (3185) ، والنسائي 6/248، وأبو عوانة 1/94، وابن حبان (646) ، والبيهقي في "الدلائل" 2/177 من طرق عن عبد الملك بن عمير، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (8726) و (8727) و (10725) . وأخرجه النسائي 6/248-249 من طريق معاوية بن إسحاق، عن موسى بن طلحة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلًا. وأخرجه بنحوه الدارمي (2732) ، والبخاري (2753) و (4771) ، ومسلم= الحديث: 8402 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 128 8403 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: " يَا بِلَالُ، خَبِّرْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ مَنْفَعَةً فِي الْإِسْلَامِ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ (1) خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ "، قَالَ: مَا عَمِلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ فِي الْإِسْلَامِ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً، مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا تَامًّا قَطُّ فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ لِرَبِّي، مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ (2)   = (206) (351) ، والنسائي 6/249 و249-250، والطبري في "التفسير" 19/119، وأبو عوانة 1/94-95، والبيهقي في "السنن" 6/280، وفي "الشعب" (7021) ، وفي "دلائل النبوة" 2/176، والبغوي في "شرح السنة" (3744) ، وفي "التفسير" 3/401، وابن الجوزي في "مشيخته" ص 159 من طريق سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8601) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2801) . وعن عائشة، سيأتي 6/136. قوله: "سأبلها بِبلالِها"، قال السندي: قيل بكسر الباء: جمع بَلَل، وهو كل ما بل الحلقَ من ماءٍ أو لبنٍ أو غيره، ويروى بفتحها على المصدر، أي: أصِلكم في الدنيا، قيل: شَبه القطيعة بالحرارة تُطفاً بالماء. (1) لفظة:"الليلة"من (ظ3) و (عس) و (ل) ، وليست في (م) وبقية النسخ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن جيان التيمي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي. وأخرجه ابن خزيمة (1208) من طريق محمد بن بشر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1149) ، ومسلم (2458) ، والنسائي في "الكبرى"= الحديث: 8403 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 129 8404 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَعْنِي النَّوْفَلِيَّ، قَالَ أَبِي (1) ذَكَرَهُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَفْضَى بِيَدِهِ إِلَى ذَكَرِهِ، لَيْسَ دُونَهُ سِتْرٌ، فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ "، (2)   = (8236) ، وابن خزيمة (1028) ، وابن حبان (7085) ، والبغوي (1011) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وأبو يعلى (6104) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن أبي حيان، به. وسيأتي برقم (9672) . وفي الباب عن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/354. خَشف، قال السندي: بفتح خاء وسكون معجمة أو فتحها: الصوت، والحركة، والحس الخفي. (1) في (م) و (ل) : "قال عبد الله: حدثنا أبي"، وزيادة: "عبد الله حدثنا" خطأ يقيناً، فإن الذى قال: "قال أبي" هو يحيى بن يزيد، فالحديث من روايته عن أبيه. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي وأبوه ضعيفان، وهما متابعان. وأخرجه الشافعي 1/34-35، والبزار (286- كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/74، وابن حبان (1118) ، والطبراني في "الأوسط" (1871) و (8829) ، وفي "الصغير" (110) ، والدارقطني 1/147، والبيهقي في "السنن" 1/133، وفي "معرفة السنن والآثار" (187) و (188) ، والبغوي (166) ، والحازمى في "الاعتبار" ص 41 من طرف، عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، بهذا الِإسناد. وقد أدخل خالدُ بنُ نزار عند الطبراني في "الأوسط" (8829) ، وعبد الله بن نافع عند البيهقي في "المعرفة" (188) في الِإسناد أبا موسى الحناط بين يزيد بن عبد الملك وسعيد المقبري، وأبو موسى الحناط -واسمه عيسى بن أبي عيسى- متروك.= الحديث: 8404 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 130 • 8405 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2) 8406 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،   = وأخرجه ابن السكن في "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 157، وابن حبان (1118) ، والطبراني في "الأوسط" (1871) ، وفي "الصغير" (110) ، والحاكم 1/138 من طريق نافع بن أبي نعيم، والطبراني في "الأوسط" (6664) و (8904) من طريق حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، عن شبل بن عباد، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد، به. قال ابن السكن: هو أجود ما روي في هذا الباب. قلنا: إسناد نافع بن أبي نعيم جيد، وأما إسناد شبل بن عباد فضعيف، فيه حبيب كاتب مالك وقد ضعفوه، واتهمه بعضهم بالكذب. وأخرجه موقوفاً البخاري في "التاريخ الكبير" 2/216، والبيهقي في "السنن" 1/133-134من طريق عمر بن أبي وهب، عن جميل بن بشير، عن أبي هريرة. وأخرجه كذلك البخاري في "تاريخه الكبير" 2/216 عن مسدد، عن أمية، عن ابن أبي وهب الخزاعي، عن جميل، عن أبي وهب، عن أبي هريرة. وأخرجه أيضاً البيهقي في "السنن" 1/134 من طريق عمر بن أبي وهب، عن جميل العجلي، عن أبي وهب الخزاعي، عن أبي هريرة. وهذه الأسانيد ضعيفة لجهالة جميل وأبي وهب. وانظر الحديث التالي. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (7076) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (1) هكذا هو في (ل) و"أطراف المسند" 7/245 من زيادات عبد الله، ووقع في (م) وبقية النسخ من حديث الإمام أحمد نفسه، والله تعالى أعلم. (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. الحديث: 8405 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 131 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ " (1) 8407 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَشِيرِ (2) بْنِ أَبِي صَالِحٍ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ابْنُ نُفَيْلَةَ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَمَنُ الْحَرِيسَةِ حَرَامٌ، وَأَكْلُهَا حَرَامٌ " (4)   (1) صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7966) . (2) وقع في (م) وبعض النسخ الخطية مكان "بشر": جبير، وقد ترجمه الحسيني في "الِإكمال" (70) فيمن اسمه بشْر، وقال: مجهول، وترجمه الحافظ ابن حجر في هذا الموضع من "التعجيل" (90) ، وقال: إنما هو بَشِير، بوزن عظيم، وسيأتي. وقال هناك (95) : نسبه الديلمي في "الفردوس" إلى تخريج أحمد، لكن قال: عن جبير بن أبي صالح، وكذا وجدته في نسخة أخرى من "المسند"، وقد ترجم في "التهذيب" لجبير بن أبي صالح، ونسبه إلى "الأدب المفرد" للبخاري، لكن فيه أنه يروي عن الزهري، ويروي عنه ابن أبي ذئب، وفي "تاريخ البخاري" (2/225) : جبير أبو صالح، عن أبي هريرة، روى عنه يزيد بن أبي زياد، ولم يذكر فيه جرحاً. وانظر تتمة كلامه فيه. (3) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وهما نسختان متقنتان، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: نفيلة! (4) إسناده ضعيف لضعف يحيى بن يزيد وأبيه، ولجهالة بشر بن أبي صالح. وهذا الحديث انفرد الإمام أحمد بإخراجه، والله تعالى أعلم. الحريسة، قال ابن الأثير: يقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحها: حريسة، والاحتراس: أن يسرق الشيء من المرعى. الحديث: 8407 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 132 8408 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَأُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ " (1) 8409 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَلَا مِنْ رَجُلٍ يَأْخُذُ مِمَّا فَرَضَ اللهُ وَرَسُولُهُ كَلِمَةً، أَوْ كَلِمَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أَرْبَعًا، أَوْ خَمْسًا، فَيَجْعَلُهُنَّ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ فَيَتَعَلَّمُهُنَّ وَيُعَلِّمُهُنَّ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَابْسُطْ ثَوْبَكَ "، قَالَ: فَبَسَطْتُ ثَوْبِي، فَحَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: "   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، المبارك -وهو ابن فضالة-، والحسن -وهو البصري- مدلسان، وقد عنعنا. أبو النضر: هو هاشم بن القاسم. وسيأتي برقم (8802) . وأخرجه مسلم (429) (118) ، والنسائي 3/39، وفي"الكبرى" (1108) ، والبيهقي 2/282 من طرق عن ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "لينتهينَ أقوام عن رفعهم أبصارَهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفنَ أبصارهم". وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/140. وهو عند البخاري (750) . وعن جابر، سيأتي 5/90. وعن ابن عمر عند ابن ماجه (1043) ، والطبراني (13139) ، وصححه ابن حبان (2281) . الحديث: 8408 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 133 ضُمَّ إِلَيْكَ "، فَضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى صَدْرِي " فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ لَا أَكُونَ نَسِيتُ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ بَعْدُ " (1) 8410 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضِرْسُ الْكَافِرِ مِثْلُ أُحُدٍ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ كَمَا بَيْنَ قُدَيْدٍ (2) ، وَمَكَّةَ، وَكَثَافَةُ جِلْدِهِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وسيأتي برقم (9517) من طريق يونس بن عبيد عن الحسن. وانظر ما سلف برقم (7275) . (2) تحرف في (م) إلى: قديسة. وقديد موضع قرب مكة. (3) إسناده ضعيف، محتمل للتحسين، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار فيه كلام من جهة حفظه، وأخرج عنه البخاري، قال الدارقطني: وهو عند غيره ضعيف، فيعتبر به، وقال ابن عدي: وبعض ما يرويه منكر لا يتابع عليه، وهو في جملة من يكتب حديثه من الضعفاء. وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" (566) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (10931) عن حسن بن موسى، عن عبد الرحمن بن عبد الله، به. وانظر ما سلف برقم (8345) . وله شاهد من حديث ثوبان عند البزار (3496- كشف الأستار) بلفظ: ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار"، وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف لسوء حفظه.= الحديث: 8410 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 134 8411 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رُضْوَانِ اللهِ، مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يُرْفَعُ لَهُ بِهَا (1) دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ " (2)   = وقوله: "بذراع الجبار": أراد به هنا مزيد الطول، أو أن الجَبار اسم مَلكٍ من اليمن أو العجم كان طويلَ الذراع، وقال الذهبي: ليس ذا من الصفات في شيء، وهو مثل قولك: ذراع الخياط، وذراع النجار ... والجبار في "اللسان": المَلِك العظيم. "فيض القدير" 4/255. (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: لا يلقي لها بالًا -يرفعه الله بها. (2) حديث صحيح، عبد الرحمن -وهو ابن عبد الله بن دينار- وإن كان من رجال البخاري، فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وخالفه مالك عن عبد الله بن دينار، فوقفه كما سيأتي لاحقاً، لكن سلف الشطر الثاني من الحديث برقم (7215) من غير هذا الطريق مرفوعاً، وهو صحيح. وأخرجه البيهقي 8/165 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6478) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، به. ولخرجه البيهقي 8/164-165، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/144 من طريق عبد الصمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، به. وقد خالف عبدَالرحمن بن عبد الله في رفعه مالكٌ، فقد أخرجه في "موطئه" 2/985-98، وعنه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (72) عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موقوفاً. قال الدارقطني في "العلل" 8/214: وهو المحفوظ. الحديث: 8411 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 135 8412 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ كَشَاكِشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الْكَسْبِ، كَسْبُ يَدِ الْعَامِلِ إِذَا نَصَحَ " (1) 8413 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ،   = وأخرجه النسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/431 عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن عبد الله بن دينار، به. كذا وقع في "التحفة"، والصواب أن ابن المبارك يرويه عن مالك، عن عبد الله بن دينار، وابن المبارك ليست له رواية عن عبد الله بن دينار. فقد أخرجه ابن عبد البر 17/143-144 عن خلف بن القاسم، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسين بن الحسن المروزي، عن ابن المبارك، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، به، مرفوعاً. وقد غلط ابن عبد البر هذه الرواية، وقال: لا يصح عن مالك رفعه فيما أحسب. (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عمار كُشاكش، فقد روى له الترمذي، وهو صدوق. أبو عامر العقدي: هو عبد الملك بن عمرو. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/356 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1236) من طريق سعيد بن منصور، عن محمد بن عمار، به. وسيأتي برقم (8691) . قوله: "إذا نَصَح"، أي: إذا أخلص في عمله. الحديث: 8412 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 136 أَنَّهُ رَقِيَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ، فَلْيَفْعَلْ " فَقَالَ نُعَيْمٌ: لَا أَدْرِي قَوْلُهُ: " مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ " (1)   (1) حديث صحيح، فليح بن سليمان -وإن كان فيه كلام- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وسيأتي مكرراً برقم (10778) . وأخرجه مسلم (246) (34) ، وأبو عوانة 1/243 من طريق عمارة بن غَزِية، والطبراني في "الأوسط" (9210) من طريق ابن الحويرث، كلاهما عن نعيم بن عبد الله، بهذا الِإسناد. ولم يذكرا فيه شك نعيم، وحديث عمارة مطول. وقوله: "فمن استطاع منكم أن يُطيل غُرتَه فليفعل" ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" 1/236 أن نعيماً المُجمِر قد تفرد به، ولم يرد في غير حديث أبي هريرة من هذا الطريق. قلنا: بل روي هكذا من حديث كعب المدني عن أبي هريرة كما سيأتي برقم (8741) ، لكن إسناده إليه ضعيف، وكعب مجهول. وسيأتي برقم (9195) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، وبرقم (8741) من طريق كعب المدني، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (247) (36) و (37) من طريق أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، ضمن حديث: "إن حوضي أبعد من أيلةَ من عدن"، وفيه: "تردون علي غراً محجلين من أثر الوضوء". واقتصر ابن ماجه على قوله: "تَرِدون على ... الخ" فأخرجه في "سننه" (4282) من طريق أبي مالك الأشجعي، به -وزاد "سيماء أمتي ليس لأحد غيرها". وسيأتي في "المسند" من طريق أبي حازم برقم (8840) ، قال: كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ وهو يمد الوضح إلى إبطه، فقلت: يا أبا هريرة، ما هذا الوضوء؟ قال: يا بني فروخ، أنتم هاهنا؟ لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء، إني سمعت خليلي يقول: "تبلغ الحِلْية من المؤمن إلى حيث يبلغ الوضوء".= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 137 مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ 8414 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أتَدْرُونَ مَنِ (1) الْمُفْلِسُ؟ " قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ، وَلَا مَتَاعَ (2) ، قَالَ: " الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْعَدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ   = وأخرجه مسلم (249) (39) ، والنسائي 1/93-95، وابن خزيمة (6) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة. ضمن حديث مطول وقال فيه: "فإنهم يأتون غرّا محجلين من الوضوء". وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (233) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة، بنحوه. وفي الباب عن حذيفة بن اليمان عند مسلم برقم (248) (38) ضمن حديث الحوض، وفيه: "تردون على غراً محجلين من آثار الوضوء، ليست لأحد غيركم". قوله: "فرفع في عضديه"، قال السندي: أي: فعله، وهو التوضؤ والغسل. "الغُرّ"، أي: أنْور الوجوه. "المحجلون": أنْوُر الأطراف. (1) في (ظ3) و (عس) : ما. (2) في (م) : من لا له درهم ولا دينار ولا متاع. الحديث: 8414 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 138 خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " (1) وقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابْنَ مَهْدِيٍّ: " فَيَقُصُّ " (2) ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ " 8415 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ فِي الْجَنَّةِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدٌ، خَلَقَ اللهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَوَضَعَ رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا، وَعِنْدَ اللهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ رَحْمَةً " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، العلاء بن عبد الرحمن وأبوه عبد الرحمن بن يعقوب من رجال مسلم. زهير: هو ابن محمد التميمي. وانظر (8029) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: فيقتص. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 497 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الِإسناد. وأخرج الشطر الأول منه -وهو إلى قوله: "ما قنط من الجنة أحد"- الترمذي (3542) ، وابن حبان (345) من طريق عبد العزيز بن محمد، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وأخرج الشطر الثاني منه مسلم (2752) (18) ، وأبو يعلى (6509) من طريق إسماعيل بن جعفر، والترمذي (3541) من طريق عبد العزيز بن محمد كلاهما عن العلاء، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. الحديث: 8415 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 139 8416 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَيَّاشٍ، مَوْلَى عَقِيلَةَ بِنْتِ طَلْقٍ الْغِفَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطَوِّقَ حَبِيبَهُ طَوْقًا مِنْ نَارٍ، فَلْيُطَوِّقْهُ طَوْقًا مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسَوِّرَ   = وسيأتي بشطريه برقم (10280) ، وبشطره الأول فقط برقم (9164) . وأخرجه جميعاً البخاري (6469) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 496، والبغوي (4180) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأخرج الشطر الثاني منه الدارمي (2785) ، والبخاري في "صحيحه" (6000) ، وفي "الأدب المفرد" (100) ، ومسلم (2752) (17) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وسيأتي بنحوه من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (9609) و (10670) و (10810) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/56 من طريق يزيد بن هارون، عن الحجاج بن أبي زينب، قال: سمعت أبا عثمان النهدي يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث. قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 200: الحجاج ضعيف، وخالفه سليمان التيمي وغيره من الثقات، ورووه عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي مرفوعاً. قلنا: وسيأتي في مسند سلمان الفارسي 5/439 عن يحيى بن سعيد، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو في "صحيح مسلم" (2753) (20) و (21) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/55. وعن جندب بن عبد الله بن سفيان، عند الحاكم 1/56 و248. قَنِط: أيِسَ. الحديث: 8416 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 140 حَبِيبَهُ بِسِوَارٍ مِنْ نَارٍ، فَلْيُسَوِّرْهُ بِسِوَارٍ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحَلِّقَ حَبِيبَهُ حَلْقَةً مِنْ نَارٍ، فَلْيُحَلِّقْهُ حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِالْفِضَّةِ، الْعَبُوا بِهَا لَعِبًا، الْعَبُوا بِهَا لَعِبًا " (1)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير أسيد بن أبي أسيد -وهو البَراد- روى عنه جمع، وخرج له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد"، وأورده ابن حبان في "الثقات"، وذكر البرقاني في "سؤالاته" للدارقطني (37) أنه قال: يعتبر به. وسيأتي برقم (8910) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن أسيد بن أبي أسيد. وانظر أيضاً (9677) . وسيأتي هذا الحديث في مسند أبي موسى 4/414 من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أسيد بن أبي أسيد، عن ابن أبي موسى، عن أبيه، أو عن ابن أبي قتادة، عن أبيه، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار. وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" (5811) ، و"الأوسط" (7292) ، وفي إسناده إسحاق بن إدريس الأسواري وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهما ضعيفان. قوله: "حبيبه"، المراد به هنا الذكر وليس الأنثى كما هو واضح من سياق المتن، وقد نصَ أهل العربية في باب التأنيث على أن "فعيل" الذى بمعنى مفعول، إذا لم يُذكر موصوفه من المؤنث لحقته التاء، نحو: هذه ذبيحة، ونطيحة، أي: مذبوحة ومنطوحة، وإن ذكر موصوفه حذفت منه التاء غالبا نحو: مررت بامرأةٍ جريج، وبعيْنٍ كحيل، أي: مجروحة ومكحولة، وقد تلحقه التاء أحياناً نحو: خصلة ذميمة، أي: مذمومة، وفعلة حميدة، أي: محمودة. انظر "حاشية الخضري على ابن عقيل" 2/146. وقد صح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذ حريراً فجعله في يمينه، وأخذ ذهباً فجعله في شماله، ثم قال: "إن هذين حرام على ذكور أمتي" وفي بعض الروايات زيادة: "حِل= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 141 8417 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ " (1) 8418 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: ثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَأَنَا أَوْلَى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ هَلَكَ وَتَرَكَ مَالًا، فَلْيَرِثْهُ عَصَبَتُهُ مَنْ كَانُوا، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا، أَوْ ضَيَاعًا، فَلْيَأْتِنِي فَإِنِّي مَوْلَاهُ " (2)   = لإِناثها"، انظر ما سلف في مسند علي برقم (750) . وللأستاذ مصطفى بن عدوي في هذا الباب رسالة قيمة بعنوان "المؤنق في إباحة تحلي النساء باللههب المحلق وغير المحلق"، فراجعها لزاماً. (1) إسناده جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن وردان، فقد روى له البخارىِ في "الأدب"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وهو صدوق. وأخرجه عبد بن حميد (1431) ، وأبو داود (4833) ، والترمذي (2378) ، والحاكم 4/171 من طريق أبي عامر العقدي، بهذا الِإسناد. وانظر (8028) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح -وهو ابن سليمان- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات، رجال الشيخين، وسريج -وهو ابن النعمان الجوهري البغدادي- متابِع أبي عامر العقدي، من رجال البخاري. وأخرجه البخاري (2399) من طريق أبي عامر العقدي، عن فليح بن سليمان،= الحديث: 8417 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 142 8419 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُخْبِرُ النَّاسَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ وَسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ (1) عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ يُفَجَّرُ، أَوْ تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " شَكَّ أَبُو عَامِرٍ. (2)   = بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (4781) ، وعنه البغوي (2214) من طريق محمد بن فليح، عن أبيه، به. وانظر ما سلف برقم (7861) و (8236) . (1) في (م) : وفوق، وهو خطأ قبيح. (2) حديث صحيح، وقد وهم فليح بن سليمان في حال تحديثه لأبي عامر العقدي في رواية هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، وقد نبه يونس بن محمد في روايته عن فليح فيما سيأتي برقم (8420) على أنه كان ربما شكَّ فيه، فذَكَر عنه أنه قال: ولا أعلمه إلا ابن أبي عمرة، قال يونس: ثم حدثنا به فليح، فقال: عطاء بن يسار ولم يشك. وكأنه رجع إلى الصواب فيه. قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 6/12، وقد وافق فليحاً على روايته إياه عن هلال، عن عطاء، عن أبي هريرة محمد بن جحادة كما سلف برقم (7923) .= الحديث: 8419 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 143 8420- حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَوِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ، قَالَ فُلَيْحٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا ابْنَ أَبِي عَمْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ "، وَقَالَ: أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ قَالَ (1) : ثُمَّ حَدَّثَنَا بِهِ فَلَمْ يَشُكَّ - يَعْنِي فُلَيْحًا - قَالَ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ. (2) 8421 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: " وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " (3)   = وأخرج الشطر الثاني منه -وهو قوله: "إن في الجنة مئة درجة ... الخ" - ابنُ حبان (4611) و (7390) من طريق إسحاق بن راهويه، عن أبي عامر العقدي، بهذا الإسناد. وانظر الحديثين التاليين. وله شاهد من حديث أبي الدرداء عند النسائي 6/20، وسنده جيد. قوله: "وسط الجنة"، وفي رواية البخاري وابن حبان "أوسط الجنة"، قال الحافظ في "الفتح" 6/13: المراد بالأوسط هنا: الأعدل والأفضل، كقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمةً وسَطاً) ، فعلى هذا فعطف الأعلى عليه للتأكيد، وقال الطيبي: المراد بأحدهما العلو الحِسي، وبالآخر العلو المعنوي، وقال ابن حبان: المراد بالأوسط: السعة، وبالأعلى: الفوقية. (1) في (م) : قال وحده، بزيادة "وحده" وهي زيادة لا معنى لها. (2) حديث صحيح، وانظر ما قبله وما بعده. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وهو ثقة من رجال الشيخين. (3) حديث صحيح، وانظر ما قبله. سريج: هو ابن النعمان الجوهري. وأخرجه الحاكم 1/80، والبغوي (2610) من طريق سريج بن النعمان، بهذا = الحديث: 8420 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 144 8422 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ (1) ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الشَّيْخُ يَكْبَرُ، وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ وَقَلْبُهُ، شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ: طُولِ الْعُمُرِ، وَالْمَالِ " (2) 8423 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،   = الِإسناد -واقتصر الحاكم على الشطر الثاني منه، وصححه هو والبغوي. وأخرجه البخاري (2790) من طريق يحيى بن صالح، و (7423) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات" ص 398 من طريق محمد بن فليح، كلاهما عن فليح بن سليمان، به. وسلف الشطر الثاني منه مختصراً برقم (7923) من طريق شريك النخعي، عن محمد بن جحادة، عن عطاء، عن أبي هريرة. (1) في (م) : حدثنا سريج، حدثنا أبو عامر، وهو خطأ يقيناً، إذ سريج -وهو ابن النعمان- وأبو عامر شيخان لأحمد، والصواب حذف "حدثنا سريج" كما في (ظ3) و (ل) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 152، وأثبتت بعض النسخ الخطية الأخرى في الأصل: أبو عامر، وأشارت في الهامش إلى أنه في نسخ أخرى: سريج، قلنا: وحديث سريج سيأتي برقم (8472) . (2) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير فليح بن سليمان فمن رجال البخاري، وفيه كلام. وأخرجه بنحوه ابن حبان (3219) من طريق زيد بن الحباب، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (8456) و (8472) ، وانظر ما سلف برقم (8211) . الحديث: 8422 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 145 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَزَاوَرُونَ (1) فِيهَا " قَالَ سُرَيْجٌ: " لَيَتَرَاءَوْنَ فِيهَا كَمَا تَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ (2) وَالْكَوْكَبَ الشَّرْقِيَّ، وَالْكَوْكَبَ الْغَرْبِيَّ الْغَارِبَ فِي الْأُفُقِ الطَّالِعَ فِي تَفَاضُلِ الدَّرَجَاتِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أُولَئِكَ النَّبِيُّونَ، قَالَ: " بَلَى، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، أَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ "، وَقَالَ سُرَيْجٌ: " وَأَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللهِ " (3)   (1) في (ظ3) وهوامش بعض النسخ: ليتراءيون، وهي كذلك في بعض نسخ "صحيح البخاري"، انظر النسخة اليونينية منه 4/145. (2) قوله: "الكوكب الدري و" زدناه من (ظ3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 152. (3) متن الحديث صحيح، لكن من حديث أبي سعيد الخدري كما سيأتي في التخريج، ولعل فليح بن سليمان -وفيه كلام- أخطأ فجعله من حديث أبي هريرة، والله أعلم. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/907 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الِإسناد -مختصراً بلفظ: "إن أهل الجنة ليتراءون في الجنة". وأخرجه ابن المبارك في "الزهد - زوائد نعيم" (418) ، ومن طريقه الترمذي (2556) ، وابن أبي الدنيا في "التوكل على الله" (41) ، وأخرجه ابن منده (406) من طريق المعافى بن سليمان، كلاهما (ابن المبارك والمعافى) عن فليح بن سليمان، به. وسيأتي برقم (8471) عن فزارة بن عمر، عن فليح بن سليمان. وهذا الحديث أخرجه البخاري (3256) عن عبد العزيز بن عبد الله، ومسلم (2831) من طريق معن بن عيسى وابن وهب، ثلاثتهم عن مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري. وانظر تمام تخريج حديث أبي= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 146 8424 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يُصِيبُ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ، وَلَا حُزْنٍ، وَلَا غَمٍّ، وَلَا أَذًى، حَتَّى الشَّوْكَةَ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ " (1)   = سعيد في "صحيح ابن حبان" (7393) . وخالف أيوب بن سويد عند ابن حبان (209) ، والطبراني (5776) فرواه عن مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. فوهمه الدارقطني في "الغرائب"، وتابعه ابن حجر في "الفتح" 6/327، وصحح رواية أبي سعيد الخدري. لكن أصل الحديث موجود عند سهل بن سعد كما في "صحيح البخاري" (6555) ، ومسلم (2830) ، وسيأتي في مسنده 5/240. قوله: "ليتزاورون فيها"، قال السندي: أي: ليتمايلون فيها إذا نظر بعضهم إلى بعض، يعلو بعضهم على بعض، وهو بزاي معجمة، ومنه قوله تعالى: (وترى الشمسَ إذا طلعت تَزَاوَرُ عن كهفهم) [الكهف: 17] . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زهير: هو ابن محمد التميمي. وأخرجه البخاري في "الصحيح" (5641) ، وفي "الأدب المفرد" (492) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1421) عن عبد الله بن محمد المُسنَدي، وابن حبان (2905) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، كلاهما عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، بهذا الِإسناد -لكن زاد إسحاق بين محمد بن عمرو بن حلحلة وبين عطاء بن يسار محمد بن عمرو بن عطاء، فهو من المزيد في متصل الأسانيد، ومحمد بن عمرو بن عطاء ثقة من رجال الشيخين. وانظر (8027) . الحديث: 8424 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 147 8425 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ نَبْهَانَ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَى لَأْوَائِهِنَّ، وَضَرَّائِهِنَّ، وَسَرَّائِهِنَّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُنَّ "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ ثِنْتَانِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَوِ اثِنْتَانِ "، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ وَاحِدَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَوْ وَاحِدَةٌ " (2)   (1) تحرف في (م) وبعض النسخ إلى: عمرو بن شهاب! والتصويب من (ظ3) ومصادر ترجمته. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن جريج وأبو الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تَدرس -مدلسان وقد عنعنا، وعمر بن نبهان، قال البخاري: لا أدري من عمر، ونحوه قال أبو حاتم، وجهله الذهبي وابن حجر، وتساهل ابن حبان فذكره في "الثقات". وأخرجه الحاكم 4/176 من طريق حماد بن مسعدة، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/552-553 من طريق مندل بن علي، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (8678) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، كلاهما عن ابن جريج، به. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (6195) من طريق عبيد بن عمرو الحنفي، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. قال الهيثمي في "المجمع" 8/158: فيه من لم أعرفهم. وأخرج البزار (1909- كشف الأستار) من طريق ليث بن أبي سليم، عن أبي رزين، عن أبي هريرة رفعه: " ... ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة، كان له كأجر مجاهد في سبيل الله صائماً قائما". وسنده ضعيف لضعف ليث بن أبي= الحديث: 8425 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 148 8426 - حَدَّثَنَا بَكْرُ (1) بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ كَنْزٍ مِنْ كَنْزِ (2) الْجَنَّةِ تَحْتَ الْعَرْشِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ: " أَنْ تَقُولَ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ - قَالَ أَبُو بَلْجٍ: وَأَحْسَبُ أَنَّهُ قَالَ - فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَسْلَمَ عَبْدِي، وَاسْتَسْلَمَ (3) " قَالَ: فَقُلْتُ لِعَمْرٍو (4) : قَالَ أَبُو بَلْجٍ: قَالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لِأَبِي   = سليم. وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/42. ومن حديث أنس، سيأتي 3/147-148. اللأواء والضرّاء: الشِّدة، والسرّاء: الرخاء والسرور. (1) تحرف في (م) و (ل) إلى: بكير. (2) في (م) : كلمة كنز من كنز، وفي بعض النسخ: كلمة من كنز، والمثبت من (ظ3) و (س) . (3) حديث صحيح دون قوله: "تحت العرش"، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بكر بن عيسى شيخ أحمد، فقد روى له الترمذي وهو ثقة، وغير أبي بلج -وهو يحيى بن سليم الفزاري- فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث. أبو عوانة: هو وضاح اليشكري، وعمرو بن ميمون: هو الأودي. وانظر (7966) . (4) قوله: "قال: فقلت لعمرو" لا ندري ما وجه إثباته هنا! والكلام من دونه مستساغ متوجه. الحديث: 8426 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 149 هُرَيْرَةَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، فَقَالَ: " لَا، إِنَّهَا فِي سُورَةِ الْكَهْفِ: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ} [الكهف: 39] " 8427 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ، وَكَانَ يَشُوبُهُ بِالْمَاءِ، وَكَانَ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ قِرْدٌ "، قَالَ: " فَأَخَذَ الْكِيسَ، وَفِيهِ الدَّنَانِيرُ "، قَالَ: " فَصَعِدَ الذَّرْوَ (1) ، يَعْنِي الدَّقَلَ، فَفَتَحَ الْكِيسَ، فَجَعَلَ يُلْقِي فِي الْبَحْرِ دِينَارًا، وَفِي السَّفِينَةِ دِينَارًا (2) حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِيهِ شَيْءٌ " (3) 8428 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّهَا الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُقَدَّمُ، وَخَيْرُهَا الْمُؤَخَّرُ " (4)   (1) في (ظ3) : الزور. (2) زاد في (ظ3) : وفي البحر ديناراً وفي السفينة ديناراً. (3) رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم، والصواب وقفه كما سلف بيانه عند الحديث رقم (8055) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن= الحديث: 8427 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 150 8429 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: أَهَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِكُمْ؟ قَالَ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: قُلْتُ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَوْجَزُ، قَالَ: " وَكَانَ قِيَامُهُ قَدْرَ مَا يَنْزِلُ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الْمَنَارَةِ وَيَصِلُ إِلَى الصَّفِّ " (1)   = أبي صالح، فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. وأخرجه الطيالسي (2408) ، وابن أبي شيبة 2/385، ومسلم (440) (132) ، وأبو داود (678) ، وابن ماجه (1000) ، والترمذي (224) ، والنسائي 2/93، وابن خزيمة (1561) ، والبيهقي 3/90 و97، والبغوي (815) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (8644) و (8798) . وانظر ما سلف برقم (7362) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير والد إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح الترمذي حديثه. وسيأتي برقم (8888) و (9637) و (10097) و (10443) وانظر تخريجه فيها. وقد رُوي من غير وجه عن أبي هريرة أمرُ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأئمةَ التخفيف بالناس، انظر ما سلف برقم (7474) . وفي الباب عن أنس عند ابن أبي شيبة 2/54 و55 و57، ومسلم (469) ، والنسائي 2/94-95، وأبي عوانة 2/89، وابن حبان (1759) ، والبيهقي 3/114، والبغوي (841) . وعن أبي واقد الليثي عند ابن أبي شيبة 2/55، والبيهقي 3/118.= الحديث: 8429 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 151 8430 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَأُذُنَانِ يَسْمَعُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَبِكُلِّ مَنِ ادَّعَى مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ، وَالْمُصَوِّرِينَ " (1) 8431 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَيْفَ بِكُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ؟ " (2)   = وعدي بن حاتم عند ابن أبي شيبة 2/55. وعن جابر بن سمرة عند البيهقي 3/119، ومعاذ عند البيهقي 3/116. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه الترمذي (2574) ، والبيهقي في "الشعب" (6317) ، وفي "البعث والنشور" (524) من طرق عن عبد العزيز بن مسلم، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري وعن عائشة، سيأتيان 3/40 و6/110. قوله: "عنُق من النار"، أي: حُزمة منها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن= الحديث: 8430 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 152 8432 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، لَا وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ، لَا وَاللهِ لَا يُؤْمِنُ " قَالُوا: وَمَنْ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " جَارٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "، قِيلَ: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: " شَرُّهُ " (1) 8433 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي أَخْذَ الْأُمَمِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ، قَالَ: " وَمَا النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ " (2)   = عبد الرحمن بن المغيرة، ونافع مولى أبي قتادة: هو نافع بن عباس المدني. وأخرجه مسلم (155) (246) عن زهير بن حرب، عن الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد -ولفظه: "كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم فأمكم منكم"، وزاد فيه: فقلت لابن أبي ذئب: إن الأوزاعي حدثنا عن الزهري، عن نافع، عن أبي هريرة: "وإمامكم منكم"، قال ابن أبي ذئب: تدري ما أمكم منكم؟ قلت: تخبرني، قال: فأمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى، وسنة نبيكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: رواية الأوزاعي المذكورة في الحديث أخرجها ابن حبان (6802) ، وابن منده في "الإيمان" (413) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/40 من طرق عنه، عن الزهري، به. وانظر (7680) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7878) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8308) . الحديث: 8432 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 153 8434 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ (1) ، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْنَبٍ، قَدْ شَوَاهَا وَمَعَهَا صِنَابُهَا وأَدَمُهَا، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَأْكُلْ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَأْكُلُوا، فَأَمْسَكَ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْكُلَ؟ " قَالَ: إِنِّي أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ (2) ، قَالَ: " إِنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُمِ الْأَيَّامَ الْغُرَّ " (3)   (1) زاد في (م) : "بن عمر" وهو خطأ. (2) في (م) : من الشهر. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه النسائي 4/222 من طريق حَبان بن هلال، وابن حبان (3650) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه النسائي 4/224 من طريقين عن طلحة بن يحيى، عن موسى بن طلحة مرسلًا. وسيأتي في "المسند" 5/152 و162 و177 من طريقين، عن يحيى بن سام، عن موسى بن طلحة، عن أبي ذر. وسيأتي 5/150 من طريق حكيم بن جبير، عن موسى بن طلحة، عن يزيد بن الحوتكية، عن أبي ذر. ويأتي تخريج حديث أبي ذر والكلام عليه في موضعه إن شاء الله. وفي باب صيام الأيام البيض عن قتادة بن ملحان، سيأتي 4/165 و5/27. الصناب، قال ابن الأثير: الخَرْدَل المعمول بالزيت، وهو صباغ يُؤتَدَم به.= الحديث: 8434 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 154 8435 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، اعْتَكَفَ عِشْرِينَ " (1) 8436 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: " ادْنُوَا (2) ، فَكُلَا "، قَالَا: إِنَّا صَائِمَانِ، قَالَ: "   = والأدْم، كالإدام: وهو مايؤكل مع الخبز أيّ شيء كان. والأيام الغر: هي الأيام البيض، وهي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر بن عياش، فمن رجال البخاري. أبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي، الكوفي. أبو صالح: هو ذكوان المدني السمان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3343) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الِإسناد. وأخرجه الدارمي (1779) ، والبخاري (2044) و (4998) ، وأبو داود (2466) ، وابن ماجه (1769) ، والنسائي في "الكبرى" (7992) ، وابن خزيمة (2221) ، والبيهقي 4/314 من طرق عن أبي بكر بن عياش، به -زاد فيه بعضهم: "كان يعرض على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذى قبض فيه". وهذه الزيادة ستأتي مفردة عند المصنف برقم (9190) . وسيأتي برقم (8662) و (9212) ، وانظر ما سلف برقم (7784) . (2) هكذا في (ظ3) ، بمعنى: اقتربا، وفي (م) وبقية النسخ: أدنيا، بمعنى:= الحديث: 8435 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 155 ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ، اعْمَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ " (1) 8437 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْرَعُ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً قُرَيْشٌ، وَيُوشِكُ أَنْ تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالنَّعْلِ، فَتَقُولَ: إِنَّ هَذَا   = قربا أنفسَكما إلي أو إلى الطعام. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم إن ثبت اتصاله، عمر بن سعد الحفري من رجال مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/15، والنسائي في "المجتبى" 4/177، وفي "الكبرى" (2572) ، وابن خزيمة (2031) ، وابن حبان (3557) ، والحاكم 1/433، والبيهقي 4/246 من طريق أبي داود الحفري، بهذا الِإسناد. قال النسائي في "الكبرى" تعليقاً على هذه الرواية الموصولة: هذا خطأ، لا نعلم أن أحداً تابع أبا داود على هذه الرواية، والصواب مرسلاً. ثم أخرجه برقم (2573) من طريق محمد بن شعيب بن شابور، و (2574) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما عن أبي عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، مرسلا. وأخرجه أيضا برقم (2575) من طريق عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك الهنائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، مرسلا أيضا. قوله: "ارْحَلُوا"، أي: شدوا الرحل لهما على البعير. ومَرُ الظهران: موضع على ستة عشر ميلاً من مكة شمالًا، وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزله في توجهه لفتح مكة. الحديث: 8437 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 156 نَعْلُ قُرَشِيٍّ " (1) 8438 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجِدُ مِنْ شَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ ذَا الْوَجْهَيْنِ " (2) 8439 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عمر بن سعد -وهو أبو داود الحفري- وسعد بن طارق من رجاله، وباقي رجال الِإسناد من رجال الشيخين. أبو حازم: هو سليمان الأشجعي. وأخرجه البزار (2788- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (6205) من طريق عمر بن سعد، بهذا الِإسناد. وأخرج ابن حبان (6853) من طريق علي بن مسهر، عن سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فرفعه: "لا تقوم الساعة حتى تبعث ريح حمراء من قبل اليمن ... ". ثم قال بإثره: قال أبو هريرة: وإن أول قبائل العرب فناءً قريش ... فذكره بنحوه من كلام أبي هريرة ولم يرفعه. وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/74. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، قطبة -وهو ابن عبد العزيز الأسدي الكوفي- ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6058) ، وفي "الأدب المفرد" (409) ، والترمذي (2025) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (275) ، والبيهقي 10/246 من طرق عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9171) و (10427) . وانظر ما سلف برقم (7341) . الحديث: 8438 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 157 سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَرَقَ عَبْدُ أَحَدِكُمْ فَلْيَبِعْهُ وَلَوْ بِنَشٍّ " (1) 8440 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ - فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ خَرَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ - قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى طَعَامًا فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ " (2)   (1) إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعيف فيما يتفرد به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير هشام بن سعيد -وهو الطالقاني- فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد"، وأبو داود والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه الطيالسي (2343) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (165) ، وابن ماجه (2589) ، وأبو داود (4412) ، والنسائي 8/91، وأبو يعلى (5906) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1697 و1698 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/247 من طريق مسعر، عن عمر بن أبي سلمة، به. وسيأتي برقم (8451) و (8671) و (9030) من طريق أبي عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، به. النَش، قال ابن الأثير: هو نصف الأوقية، وهو عشرون درهماً، والأوقية: أربعون. وقيل: النش يطلق على النصف من كل شيء. (2) إسناده قوي على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1528) (39) من طريق زيد بن حباب، بهذا الإِسناد. وانظر= الحديث: 8440 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 158 8441 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ " (1) 8442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَقَّهَا، وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْجَدْبِ فَأَسْرِعُوا السَّيْرَ، وَإِذَا أَرَدْتُمُ التَّعْرِيسَ فَتَنَكَّبُوا عَنِ الطَّرِيقِ "، (2)   = (8365) . والقائل: "في سنة إحدى وخمسين خرجت مع سفيان" هو زيد بن الحباب، يخبر أنه سمع هذا الحديث من الضحاك وقت خروجه مع سفيان الثوري في السنة المذكورة إلى الضحاك، وكان في المدينة، وزيد وسفيان كوفيان. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وحماد: هو ابن سلمة. وهو مكرر (8339) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو عوانة 5/112 من طريق عفان وحده، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود (2569) من طريق موسى بن إسماعيل، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (116) من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، وأخرجه مسلم (1926) ، والنسائي في "الكبرى" (8814) ، وابن خزيمة (2557) ، وأبو عوانة 5/111 و111-112، والطحاوي (115) ، وابن حبان (2703) و (2705) ، وابن عدي في "الكامل" 3/905 و906، والبيهقي 5/256،= الحديث: 8441 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 159 قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ 8443 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ، إِنْ يَسْمَعْ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِيهِ " (1)   = والبغوي (2684) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به -اقتصر ابن خزيمة وابن عدي في الموضع الثاني على قوله: "إذا عرستم بالليل فاجتنبوا الطرق، فإنها مأوى الهوام بالليل". وسيأتي الحديث برقم (8918) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/305. وعن أنس عند أبي داود (2571) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (113) ، وانظر تمام تخريجه هناك. قوله: "في الخِصْب"، قال السندي: هو بكسر الخاء، كثرة العشب والمرعى. "حقَها": نصيبها من نبات الأرض، أي: دعوها ساعة فساعة حتى ترعى. "الجَدْب": القحط. "فأسرعوا ... "، أي: لا تتوقفوا في الطريق لتبلغكم المقصد قبل أن تضعف. "التعريس": النزول آخر الليل للاستراحة. "فتنكبوا عن الطريق"، أي: اعدلوا عنه، لأن السباع وغيرها تطرق في الليل على الطريق لتلقطَ ما سقط من المازرة من مأكول ونحوه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى حماد -وهو ابن سلمة-، وسهيل -وهو ابن أبي صالح ذكوان السمان- فمن رجال مسلم. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد التميمي. وأخرجه الفريابي في "فضائل القرآن" (37) من طريق عبد الصمد بن= الحديث: 8443 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 160 8444 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو جُمَيْعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ عُطَارِدًا التَّمِيمِيَّ كَانَ يُقِيمُ حُلَّةَ حَرِيرٍ، فَلَوِ اشْتَرَيْتَهَا فَلَبِسْتَهَا، إِذَا جَاءَكَ وُفُودُ النَّاسِ، فَقَالَ: " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ " (1) 8445 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " وَاللهِ إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ، وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَمَا يَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَلْعَنُ الْكَافِرِينَ (2) "   = عبد الوارث، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن الضُريس في "فضائل القرآن" (173) عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (7821) . (1) صحيح لغيره، وهذا سند حسن. سالم أبو جميع -وهو ابن دينار- وثقه ابن معين، وقال أبو داود: شيخ، وقال أحمد: أرجو أن لا يكون به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: لين الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البزار (2997- كشف الأستار) من طريق محمد بن الحسن، عن سالم بن دينار أبي جميع، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (8355) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7464) .= الحديث: 8444 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 161 8446 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَالدَّابَّةَ، وَخَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ " (1) 8447 - حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ،   = عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. قوله: "للكافرين" هكذا هو في (ظ3) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: الكفار. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. منصور بن سلمة: هو أبو سلمة الخزاعي، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (965) من طريق عبد الله بن محمد البيطري، وابن منده في "الِإيمان" (1011) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الِإسناد. ولفظه عند الطحاوي: "بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو القيامة"، هكذا هو عنده مختصر! وأخرجه ابن منده (1010) من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسيأتي من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء برقم (8849) ، وانظر ما سلف برقم (8303) . الحديث: 8446 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 162 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِلصَّدِيقِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا " (1) 8448 - حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سَعِّرْ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ، وَلَكِنِّي أَرْجُو (2) أَنْ أَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلِمَةٌ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 3/ورقة 218 من طريق أبي سلمة الخزاعي منصور بن سلمة، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (317) ، ومسلم (2597) (84) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 218، والبيهقي في "الشعب" (5151) من طرق عن سليمان بن بلال، به. وأخرجه مسلم (2597) (84) من طريق محمد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسيأتي الحديث مكرراً سنداً ومتناً برقم (8782) . وفي الباب عن ابن عمر، بلفظ: "لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعاناً" أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (309) ، والترمذي (2019) واللفظ للبخاري. وعن ابن مسعود بلفظ: "ليس المؤمن بطعان، ولا بلعان، ولا الفاحش البذيء" سلف في مسنده برقم (3839) . (2) في (م) والنسخ الخطية غير (ظ3) : لأرجو. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (3450) عن محمد بن عثمان الدمشقي، والبيهقي 6/29 من= الحديث: 8448 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 163 8449 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ " (1) 8450 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أُحُدًا هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ " (2)   = طريق ابن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (8852) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/85. وعن أنس بن مالك، سيأتي 13/256و286. (1) إسناده حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثفات. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه الطيالسي (2358) ، وابن ماجه (1576) ، والترمذي (1056) ، وأبو يعلى (5908) ، وابن حبان (3178) ، والبيهقي 4/78 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي مكرراً برقم (8452) و (8670) . وفي الباب عن حسان بن ثابت، سيأتي 3/442-443. وعن ابن عباس، سلف برقم (2603) ، وانظر الكلام على الحديث مفصلاً عنده. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. حسين بن محمد: هو ابن بهرام= الحديث: 8449 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 164 8451 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَرَقَ الْعَبْدُ فَبِعْهُ وَلَوْ بِنَشٍّ " يَعْنِي بِنِصْفِ أُوقِيَّةٍ (1) 8452 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ " (2) 8453 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = المرُّوذي. وأخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" 1/82 من طريق يحيى بن عبيد الله، عن أبيه عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبي هريرة، قال: لما قدمنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غزوة خيبر، بدا لنا أحد، فقال: "هذا جبل يحبنا ونحبه، إن أحداً هذا لعلى باب من أبواب الجنة". ويحيى بن عبيد الله متروك. وسيأتي برقم (9025) . وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/140. وهو متفق عليه. وعن سويد الأنصاري، سيأتي 3/443. وعن أبي حميد الساعدي، سيأتي 5/424-425. وهو متفق عليه. (1) إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعيف فيما يتفرد به. وانظر (8439) . (2) هذا الحديث لم يرد في (ظ3) . وهو مكرر (8449) . وهو حسن. الحديث: 8451 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 165 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ليَنْزِلَنَّ الدَّجَّالُ خُوزَ وَكَرْمَانَ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا، وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ " (1) 8454 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدَيْنِ، رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ " (2)   (1) إسناده ضعيف من أجل عنعنة محمد بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البزار (3390- كشف الأستار) من طريق محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، بهذا الِإسناد. وأورده الهيثمي في "المجمع" 7/345 وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وقال: رجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس. وقد سلف برقم (8240) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة رفعه، قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوز وكرمان، قوماً من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، كأن وجوههم المجان المطرقة". (2) حسن لغيره، وإسناد هذا الحديث قد وقع فيه اضطراب، فقد رواه عن يونس بن محمد بهذا الِإسناد -أيضاً- على بن معبد عند ابن خزيمة (1468) ، وعنه ابن حبان (2815) ، ومحمد بنُ عبيد الله ابن المنادي عند الحاكم 1/296، والبيهقي 3/308، وأبو الأزهر أحمدُ بن الأزهر عند البيهقي 3/308، والبغوي (1108) . وخالفهم أبو بكر بن أبي شيبة فرواه عن يونس بن محمد، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً، فجعله من حديث جابر، أخرجه من هذا الطريق البيهقي 3/308، وأبو بكر الِإسماعيلي، وأبو نعيم في= الحديث: 8454 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 166 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = "مستخرجيهما على صحيح البخاري"، أخرجه من طريقهما ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/382 و383. وتابع يونس بن محمد على هذه الرواية الثانية أبو تميلة يحيى بن واضح فيما أخرجه البخاري (986) عن محمد بن سلام البيكندي، عنه، عن فليح بن سليمان، به. وخالف محمد بن سلام محمدُ بن حميد عند ابن ماجه (1301) ، وأحمد بن عمرو الحرشي عند البيهقي 3/308، فروياه عن أبي تُميلة، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن أبي هريرة. إلا أن محمد بن حميد -وهو الرازي- ضعيف، وأحمد بن عمرو الحرشي لا يُدرى حاله، وتفرد ابن حبان فذكره في "الثقات" 8/21. ورواه أيضاً من حديث أبي هريرة محمدُ بن الصلت بن الحجاج الأسدي -وهو ثقة من رجال الشيخين- ولم يُختلف عليه فيه، فقد أخرجه الدارمي (1613) ، والترمذي (541) ، والبيهقي 3/308 من طرق عنه، عن فليح بن سليمان، به. قال الترمذي: حديث أبي هريرة حسن غريب. قلنا: مدار هذه الأسانيد على فليح بن سليمان، وهو-كما قال الحافظ في "الفتح" 2/472- مضعَف عند ابن معين والنسائي وأبي داود ووثقه آخرون، فحديثه من قبيل الحسن. وقد مال الِإمام البخاري إلى ترجيح حديث جابر، فقال في "صحيحه" بإثر الحديث (986) : وحديث جابر أصح. فتعقبه ابن التركماني في "الجوهر النقي" 3/308-309، فقال: فيه نظر، بل حديث أبي هريرة أصح، لأن حديث جابر رواه عن فليح يونسُ، وقد روي عنه أيضاً حديث أبي هريرة، وروى حديث جابر عن فليح أبو تميلة أيضاً، وقد روي عنه أيضاً حديث أبي هريرة، فسقطت رواية يونس، وأبي تميلة، لأن كلا منهما قد رواه بالطريقين، وبنيت رواية محمد بن الصلت عن فليح حديث أبي هريرة سالمة بلا تعارض، كيف وقد وجدنا له متابعاً على روايته.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 167 8455 - حَدَّثَنَا يُونُسُ (1) ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي، الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي " (2) 8456 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،   = فإن أبا مسعود الدمشقي ذكر أن الهيثم بن جميل رواه عن فليح، عن سعيد، عن أبي هريرة، كما رواه محمد بن الصلت، قال أبو مسعود: فصار مرجع الحديث إلى أبي هريرة. وللحديث شاهد عن ابن عمر، سلف برقم (5879) . وسنده ضعيف. وآخر عن سعد القرظ عند ابن ماجه (1298) ، والبزار (653- كشف الأستار) . وسنده ضعيف أيضاً. وثالث عن أبي رافع عند ابن ماجه (1300) . وسنده ضعيف كذلك. ورابع عن المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلًا عند الشافعي 1/159. وسنده -مع إرساله- ضعيف أيضاً. (1) قوله: "حدثنا يونس" سقط من (م) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن في فليح -وهو ابن سليمان- كلاماً يحطه عن رتبة الصحيح. عبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن معمر بن حزم الأنصاري أبو طوالة، قاضي المدينة لعمر بن عبد العزيز. وأخرجه أبو داود الطيالسي (2335) عن فليح بن سليمان، بهذا الإِسناد. وانظر (7231) . الحديث: 8455 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 168 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْخَ - قَالَ: يُونُسُ أَظُنُّهُ قَالَ - يَهْرَمُ وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَحُبِّ الْمَالِ " (1) 8457 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ، لَا يَتَعَلَّمُهُ إِلَّا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: يَعْنِي رِيحَهَا (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (8422) . (2) في (م) : عن سعيد بن عبد الله، بزيادة "سعيد بن"، وهو خطأ. (3) إسناده حسن. وأخرجه ابن ماجه (252) من طريق يونس وسريج، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/731، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3664) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/190، وأخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" ص 165، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (102) من طريق سريج بن النعمان وحده، به. وأخرجه أبو الحسن القطان في "زياداته على سنن ابن ماجه" بإثر الحديث (252) ، وأبو يعلى (6373) ، والعقيلي 3/467، وابن حبان (78) ، والحاكم 1/85، والبيهقي في "الشعب" (1770) ، والخطيب في "تاريخه" 5/347 و8/78، وفي "الفقيه والمتفقه" 2/89، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"= الحديث: 8457 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 169 8458 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " تُفْتَحُ الْبِلَادُ وَالْأَمْصَارُ، فَيَقُولُ الرِّجَالُ لِإِخْوَانِهِمْ: هَلُمَّ (1) إِلَى الرِّيفِ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ، إِلَّا كُنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا " (2)   = 1/180-190 و190 من طرق عن فليح بن سليمان، به. وأخرج ابن ماجه (260) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رفعه: "من تعلم العلم ليباهي به العلماء، ويجارى به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم". وهذا إسناد ضعيف جداً، عبد الله بن سعيد متروك ويشهد لهذا اللفظ الأخير غير ما حديث، لكن بأسانيد ضعيفة، انظر "صحيح ابن حبان" (77) . (1) المثبت من (ظ3) وهامش (س) ، وهي اسم فعل أمر مبني على الفتح على لغة الحجازيين، يستعملونها بصيغة واحدة، سواء أسندت لمفرد أم مثنى أم مجموع أم مؤنث، وبها نزل القرآن، قال: "قُلْ هَلُمَّ شهداءَكم" [الأنعام: 150] ، وفي (م) وعامة النسخ: هَلُمُّوا، وهي لغة تميم تلحقها الضمائر كما تلحق الأفعال، فيقال: هلما، هلمِّي، هلموا، وهي على هذه اللغة فعل صريح لا يتصرف. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح، وباقي رجاله رجال الشيخين. غير سعيد بن عبيد بن السباق، فقد روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، وهو ثقة. وسيأتي برقم (9670) من طريق أبي صالح مولى السعديين، والشطر الأول سلف نحوه برقم (8015) من طريق محمد بن زياد، وسيأتي برقم (9993) من= الحديث: 8458 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 170 8459 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ، يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ " قَالَ سُرَيْجٌ: وَيَنْظُرُ فِيهَا لِلرُّوَيْبِضَةِ (1) (2) 8460 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنَّ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَنَفَخْتُهُمَا فَوَقَعَا (3) ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ أَحَدَهُمَا مُسَيْلِمَةُ، وَالْآخَرَ الْعَنْسِيُّ " (4)   = طريق محمد بن زياد وعمار بن أبي عمار، كلهم عن أبي هريرة. وانظر الشطر الثاني فيما سلف برقم (7865) . (1) هكذا في (ظ3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 68، وهو الصواب، وفي (م) وبقية النسخ: "وينطق فيها الرويبضة"، وهو خطأ، إذ لا فائدة حينئذ من ذِكْر الخلاف بين يونس وسريج في سياق المتن. ومعنى قوله: "وُينظَر فيها للرويبضة"، أي: نظر إكبار وتعظيم، والرويبضة: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة. (2) إسناده حسن كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7912) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: فرفعا، والمثبت من (ظ3) و (ل) . (4) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى= الحديث: 8459 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 171 8461 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ، فَقَالَ: " إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَحْرِقُوهُمَا بالنَّارِ "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: " إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا وَفُلَانًا بِالنَّارِ (1) ، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللهُ تَعَالَى، فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا " (2) 8462 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُومُ الرَّجُلُ   = له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/58، ومن طريقه أخرجه ابن ماجه (3922) ، وابن حبان (6653) عن محمد بن بشر، عن محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد. وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (8530) . وانظر ما سلف برقم (8249) . (1) لفظ: "بالنار" ليس في (ظ3) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج القرشي. وأخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/120 من طريق يونس بن محمد المؤدب، بهذا الِإسناد. وانظر (8068) . الحديث: 8461 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 172 لِلرَّجُلِ (1) مِنْ مَجْلِسِهِ، وَلَكِنْ أَفْسِحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ " (2) 8463 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَضُبٍّ عَلَيْهَا تَمْرٌ،   (1) هكذا في (ظ3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 208، و"أطراف المسند" 8/104، ويغلب على الظن أن هذه اللفظة "لا يقوم" تحريف من أحد رواته، وأن الصواب ما في (م) وبقية النسخ: "لا يقيم الرجلُ الرجلَ" وهو الموافق للأحاديث الصحيحة كما سيأتي التنبيه عليه في التخريج. وقد نص ابن كثير في "تفسيره" 8/72 على أن رواية سريج ويونس بن محمد عند أحمد بلفظ: "لا يقوم الرجل للرجل"، وأن رواية عبد الملك بن عمرو عنده بلفظ: "لا يُقم الرجلُ الرجلَ". (2) إسناده حسن، يونس -وهو ابن محمد المؤدب- ثقة من رجال الشيخين، ومن فوقه أحاديثهم من قبيل الحسن. فليح: هو ابن سليمان. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/420 عن محمد بن سنان، عن فليح بن سليمان، بهذا الِإسناد. ولفظه: "لا يقيم الرجلُ الرجلَ". وسيأتي برقم (10266) عن سريج بن النعمان، و (10776) عن عبد الملك بن عمرو، كلاهما عن فليح بن سليمان، به. ولفظ حديث عبد الملك بن عمرو كحديث محمد بن سنان عند البخاري. ويشهد له بلفظ: "لا يقيم الرجلُ ... " حديث ابن عمر في "الصحيحين"، وقد سلف برقم (4659) . وحديث جابر عند مسلم (2178) ، وسيأتي 3/342. وحديث أبي بكرة عند ابن أبي شيبة 8/584، والحاكم 4/272، وصححه ووافقه الذهبي. الحديث: 8463 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 173 وَسَمْنٌ،، فَقَالَ: " كُلُوا فَإِنِّي أَعَافُهَا " (1) 8464 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي (2) الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَخْلَةٍ جَرْبَاءَ، قَدْ أَخْرَجَهَا أَهْلُهَا، فَقَالَ: " أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو المهزم -واسمه يزيد، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان- ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال البخاري: تركه شعبة، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الساجي: عنده مناكير ليس هو بحجة في السنن. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 6/396 من طريق إسحاق بن عيسى، عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/202، وفي "مشكل الآثار" (3288) ، والبيهقي 9/324 من طريق حبيب المعلم، عن عطاء، عن أبي هريرة، وإسناده صحيح. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4497) ، وانظر تتمة شواهده هناك. "إعافها"، قال السندي: أي: أكرهها طبعاً. (2) تحرفت "أبي" في (م) إلى: ابن. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه الدارمي (2737) ، وهناد في "الزهد" (579) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (134) من طرق عن حماد بن سلمهَ، بهذا الِإسناد. وفي الباب عن جابر عند مسلم (2957) ، وسيأتي 3/365. وعن ابن عباس، سلف برقم (3047) ، وانظر تتمة شواهده هناك. الحديث: 8464 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 174 8465 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ، يَسْأَلُ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ لَهُ هَدِيَّةٌ أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ صَدَقَةٌ، قَالَ: " كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (1) 8466 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ، حَتَّى إِذَا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ، وَانْتَظَرْنَا أَنْ يُكَبِّرَ، انْصَرَفَ، فَقَالَ: " عَلَى مَكَانِكُمْ "، فَدَخَلَ بَيْتَهُ، وَمَكَثْنَا عَلَى هَيْئَتِنَا، حَتَّى خَرَجَ إِلَيْنَا يَنْطِفُ رَأْسُهُ (2) ، وَقَدِ اغْتَسَلَ " (3) 8467 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا صَالِحٍ (4) ، عَنِ ابْنِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي. وانظر (8014) . (2) هكذا في (ظ3) ، وفي (م) وبقية النسخ: ورأسه ينطف. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وصالح: هو ابن كيسان المدني. وأخرجه البخاري (639) عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7238) . (4) في (م) : عن أبي صالح، وهو خطأ. الحديث: 8465 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 175 شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ (1) عَنَّا، فَلَقِيَ اللهَ، فَتَجَاوَزَ عَنْهُ " (2) 8468 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا (3) مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ نَاسٌ يُحَدَّثُونَ، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ "، (4)   (1) في (ظ3) : أن يتجاوز. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7579) . (3) في (ظ3) : فيمن. (4) حديث صحيح، فزارة بن عمر -وإن لم يرو عنه غير أحمد- قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. إبراهيم بن سعد: هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الطيالسي (3248) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1651) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، والبخاري (3689) عن يحيى بن قزعة، والنسائي في "الكبرى" (8120) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، والطحاوي (1650) من طريق ابن وهب، والبغوي (3873) من طريق إبراهيم بن حمزة، ستتهم (الطيالسي وعبد العزيز ويحيى وسليمان الهاشمي وابن وهب وإبراهيم) عن إبراهيم بن سعد، بهذا الِإسناد. وعلقه البخاري بنحوه بإثر الحديث (3689) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن= الحديث: 8468 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 176 8469 - وحَدَّثَنَاهُ يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا (1) 8470 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَوَضَّأُ إِلَى جَنْبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا "، وَعُمَرُ حِينَ يَقُولُ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَالِسٌ عِنْدَهُ مَعَ الْقَوْمِ، فَبَكَى عُمَرُ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَعَلَيْكَ بِأَبِي، أَنْتَ أَغَارُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ (2)   = سعد بن إبراهيم، به. ووصله الإسماعيلي وأبو نعيم في "مستخرجيهما" كما في "تغليق التعليق" 4/64-65 من طريقين عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، به. وانظر ما بعده. وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/55. قوله: "يحدثون"، أي: أن الله تعالى يلهمهم الحق ويوفقهم للتكلم به، ويؤيده حديث: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"، وهو حديث صحيح، روي عن غير واحد من الصحابة، منهم أبو هريرة، وسيأتي في مسنده برقم (9213) ، وابن عمر، وسلف في مسنده برقم (5145) . وانظر "فتح الباري" 7/50. (1) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو وإن كان مرسلًا -قد جاء متصلا من طرق صحيحة كما سلف في الحديث السابق. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد بن= الحديث: 8469 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 177 8471 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالٍ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ فِي الْجَنَّةِ، كَمَا تَرَاءَوْنَ - أَوْ تَرَوْنَ - الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَارِبَ فِي الْأُفُقِ الطَّالِعَ فِي تَفَاضُلِ الدَّرَجَاتِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أُولَئِكَ النَّبِيُّونَ، قَالَ: " بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، وَأَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللهِ،   = إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وصالح: هو ابن كيسان. وأخرجه مسلم (2395) من طريق يعقوب بن إبراهيم، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري (3242) و (3680) و (5227) و (7023) و (7025) ، ومسلم (2395) ، وابن ماجه (107) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1270) و (1271) و (1272) ، والنسائي في "الكبرى" (8128) و (8129) ، وابن حبان (6888) ، والآجري في "الشريعة" ص 397، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2477) ، والبغوي (3291) من طرق عن الزهري، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/28، والبزار (2499 و2500- كشف الأستار) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه الطبراني في "الأوسط" (9001) عن المقدام بن داود، عن عمه سعيد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أشرس، عن عبد الله بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أسلم مولى عمر، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف المقدام وعبد الرحمن بن إشرس وعبد الله بن عمر. وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/107. وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/309. وعن معاذ بن جبل، سيأتي 5/233 و245. وعن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/354. الحديث: 8471 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 178 وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ " (1) 8472 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ، أَخْبَرَنَا فُلَيْحٌ، وَسُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الشَّيْخُ يَكْبَرُ وَيَضْعُفُ جِسْمُهُ، وَقَلْبُهُ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَحُبِّ الْمَالِ "، قَالَ سُرَيْجٌ: " حُبِّ الْحَيَاةِ، وَحُبِّ الْمَالِ " (2) 8473 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ " (3)   (1) حديث صحيح، فزارة -وهو ابن عمر وإن كان لا يعرف- تابعه أبو عامر العقدي وسريج بن النعمان فيما سلف برقم (8423) ، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين غير فليح، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح. عطاء: هو ابن يسار. (2) حديث صحيح، فزارة بن عمر قد تابعه سريج بن النعمان، وهو ثقة من رجال البخاري، وفليح -وإن كان فيه كلام- متابع، وقد سلف الحديث برقم (8422) عن أبي عامر العقدي، عن فليح بن سليمان. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل فليح بن سليمان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4724) ، وهو متفق عليه، وانظر تتمة شواهده هناك. وسلف النهي عن الوشم برقم (8245) من طريق همام عن أبي هريرة.= الحديث: 8472 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 179 8474 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنِي فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعْلَاهَا (1) لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهَا أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ " (2) 8475 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو بْنِ قُهَيْدِ بْنِ مُطَرِّفٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عُدِيَ عَلَى مَالِي؟ قَالَ: " انْشُدِ اللهَ "،   = الواصلة، قال السندي: هي التي تصل الشعر بشعر آخر. والمستوصلة: التي تأمر من يفعل بها ذلك. (1) هكذا في (ظ3) و (ل) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 110، وفي (م) وبقية النسخ: أعدها، وهو كذلك فيما سلف برقم (8419) . (2) حديث صحيح، فزارة بن عمر لم يرو عنه غير الإمام أحمد، وقال أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرفه، وقال الحسيني: فيه نظر، وهو في هذا الحديث قد تابعه غير واحد، انظر ما سلف برقم (8419) و (8420) و (8421) . الحديث: 8474 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 180 قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ، قَالَ: " انْشُدِ اللهَ "، قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ، قَالَ: " فَانْشُدِ اللهَ "، قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا عَلَيَّ، قَالَ: " فَقَاتِلْ، فَإِنْ قُتِلْتَ فَفِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَتَلْتَ فَفِي النَّارِ "، (1)   (1) حديث صحيح. وقول يونس في الِإسناد: عن عمرو بن قهيد بن مطرف الغفاري، وهم منه، صوابه: عن عمرو، عن قهيد بن مطرف الغفاري، نَبه على ذلك المزي في "تهذيب الكمال" 22/194-195، وابن حجر في "التقريب". وعمرو هذا: هو ابن أبي عمرو مولى المطلب وهو ثقة، اتفقا على إخراج حديثه، وقهيد بن مطرف الغفاري روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويقال: إن له صحبة. وأخرجه النسائي 7/114، والبيهقي 8/336 من طريق شعيب بن الليث، وقرن البيهقى بشعيبٍ عبدَ الله بنَ عبد الحكم، كلاهما (شعيب وعبد الله) عن الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن قهيد بن مطرف، عن أبي هريرة. بإسقاط عمرو، قال البيهقي: كذا وجدته، والصواب: عن ابن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن قهيد. وأخرجه المزي في ترجمة عمرو بن قهيد من "التهذيب" 22/195 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن ابن الهاد، عن عمرو، عن قهيد بن مطرف، عن أبي هريرة. قال المزي: هذه الرواية هي الصواب إن شاء الله. وأخرجه مسلم (140) (225) ، والبيهقي 8/335-33 من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي برقم (8476) و (8724) . وسلف في "المسند" (8298) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، بلفظ: "من أريد ماله بغير حق فقتل، فهو شهيد". قوله: "ففي الجنة"، قال السندي: أي: فأنت في الجنة. "ففي النار"، أي: فمقتولك في النار. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 181 8476 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قُهَيْدٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 8477 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " شَكَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ مَشَقَّةَ السُّجُودِ عَلَيْهِمْ، إِذَا تَفَرَّجُوا، فَقَالَ: " اسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ " (2)   (1) حديث صحيح، ووقع لقتيبة في إسناده من الوهم ما وقع ليونس بن محمد في الِإسناد السابق. وأخرجه النسائي 7/114 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد أخرج له مسلم في الشواهد، وهو صدوق قوي الحديث. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد. وأخرجه أبو داود (902) ، والترمذي (286) ، وابن حبان (1918) ، والبيهقي 1/116-117 من طريق قتيبة، والحاكم 1/229، والبيهقي 1/116-117 من طريق شعيب بن الليث، كلاهما عن الليث، بهذا الِإسناد. قال الترمذي بإثر الحديث: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا من هذا الوجه من حديث الليث عن ابن عجلان، وقد روى هذا الحديثَ سفيانُ بن عيينة وغير واحدٍ عن سُمَي، عن النعمان بن أبي عياش، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو هذا، وكأن رواية هؤلاء أصح من رواية الليث. فتعقبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله بقوله: هؤلاء رووا الحديث عن سمَي، عن النعمان، مرسلاً، والليث بن سعد رواه عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موصولًا، فهما طريقان مختلفان، يؤيد أحدهما الآخر ويعضده، والليث بن سعد ثقة حافظ حجة، لا نتردد في قبول زيادته وما انفرد به، فالحديث صحيح.= الحديث: 8476 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 182 قَالَ ابْنُ عَجْلَانَ: " وَذَلِكَ أَنْ يَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ إِذَا طَالَ السُّجُودُ وَأَعْيَا " 8478 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ يَصْرِفُ اللهُ عَنِّي لَعْنَ قُرَيْشٍ وَشَتْمَهُمْ، يَشْتُمُونَ (1) مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ " (2) 8479 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَجْلَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدَهُمَا: مُسْلِمٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ الْمُسْلِمُ وَقَارَبَ،   = قلنا: وقد تابع الليثَ على هذا الحديث موصولًا حيوةُ بن شريح ويعقوب بن عبد الرحمن الِإسكندراني. أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الأثار" 1/230 من طريق حيوة بن شريح، عن ابن عجلان، به. وسيأتي برقم (9403) عن قتيبة بن سعيد، عن يعقوب بن عبد الرحمن الِإسكندراني، عن ابن عجلان. وذكره البخاري معلقاً في "تاريخه الكبير" 4/203، وفي "الأوسط" 2/19 قال: وقال ابن عجلان: عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. قوله: "إذا تفرجوا"، أي: إذا باعدوا اليدين عن الجنبين، ورفعوا البطن عن الفخذين في السجود. (1) هكذا في (ظ3) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: يسبُّون. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، وعجلان والد محمد: هو مولى فاطمة، لا بأس به، من رجال مسلم. وانظر ما سلف برقم (7331) . الحديث: 8478 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 183 وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ عَبْدٍ: غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ، وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ: الْإِيمَانُ، وَالشُّحُّ " (1) 8480 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَرَجَتِ امْرَأَتَانِ وَمَعَهُمَا صَبِيَّانِ، فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى أَحَدِهِمَا، فَأَخَذَتَا (2) تَخْتَصِمَانِ فِي الصَّبِيِّ الْبَاقِي، فَاخْتَصَمَتَا إِلَى دَاوُدَ، فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى مِنْهُمَا، فَمَرَّتَا عَلَى سُلَيْمَانَ النَّبِيِّ، فَقَالَ: فَكَيْفَ أَمَرَكُمَا؟ فَقَصَّتَا عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّ الْغُلَامَ بَيْنَكُمَا، فَقَالَتِ الصُّغْرَى: أَتَشُقُّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: لَا تَفْعَلْ حَظِّي مِنْهُ لَهَا،   (1) صحيح، وهذا إسناد قوي. وأخرجه النسائي 6/12-13، وابن حبان (4606) ، والطبراني في "الصغير" (410) ، والبيهقي في "الشعب" (6609) من طريق عيسى بن حماد، والحاكم 2/72 من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. ورواية ابن حبان بالقسم الثاني منه، وهو قوله: "ولا يجتمعان في جوف عبدٍ ... " الخ. ولسهيل بن أبي صالح في القسم الثاني سند آخر، سيأتي برقم (8512) ، حيث رواه هناك عن صفوان بن سليم، عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة. وتابعه على هذا الِإسناد محمد بن عمرو فيما سلف برقم (7480) . وأما القسم الأول من الحديث، فقد سلف نحوه برقم (7575) من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. (2) في (ظ3) : فأتتا وعلى هامشها: فأخذتا. الحديث: 8480 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 184 فَقَالَ: هُوَ ابْنُكِ، فَقَضَى بِهِ لَهَا (1) 8481 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا "، قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: فَإِنَّكَ تُدَاعِبُنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، ومحمد: هو ابن عجلان، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأخرجه النسائي 8/236 من طريق شعيب بن الليث، عن أبيه، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (1720) (20) ، وابن حبان (5066) ، والبيهقي 10/268 من طريق روح بن القاسم، عن محمد بن عجلان، به. وانظر (8280) . (2) إسناده قوي من أجل محمد -وهو ابن عجلان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد بن أبي سعيد: هو المقبري. وأخرجه البيهقي 10/248 من طريق يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (265) عن عبد الله بن صالح، عن الليث، عن محمد بن عجلان، عن أبيه أو سعيدٍ، عن أبي هريرة. وعبد الله بن صالح -وهو كاتب الليث- لين الحديث، والشك منه، فقد رواه أيضاً أسامة بن زيد الليثي، عن سعيد المقبري دون شك، سيأتي في "المسند" برقم (8723) . وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني في "الصغير" (779) ، وفي "الأوسط" (999) . ورجاله ثقات، إلا أن فيه تدليس مبارك بن فضالة. الحديث: 8481 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 185 8482 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَغَيْرِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْأَكْثَرُونَ الْأَسْفَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا " (1) 8483 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ الْعَجْلَانَ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ فَقَالَ: " أَنَا، وَالَّذِينَ مَعِي، ثُمَّ الَّذِينَ عَلَى الْأَثَرِ، ثُمَّ الَّذِينَ (3) عَلَى الْأَثَرِ "، ثُمَّ كَأَنَّهُ رَفَضَ مَنْ بَقِيَ (4) 8484 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَنْ يَزَالَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ، وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ " (5)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، ووالد محمد: هو عجلان مولى فاطمة، وهو وابنه صدوقان. وسيأتي برقم (9526) ، وانظر ما سلف برقم (8085) . وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي في مسنده 5/157. وعن ابن مسعود عند ابن حبان (3217) . وعن ابن عباس عند الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/264-265. (2) في (م) : العجلاني، وهو خطأ. (3) في (ظ3) في هذا الموضع والذى يليه: الذى! (4) إسناده جيد كسابقه. وانظر (7957) . (5) إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين= الحديث: 8482 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 186 8485 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الذُّبَابَ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءٌ، وَفِي الْآخَرِ شِفَاءٌ، فَإِذَا وَقَعَ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَإِنَّهُ يَتَّقِي بِالَّذِي فِيهِ الدَّاءُ فَلْيَغْمِسْهُ ثُمَّ يُخْرِجُهُ " (1) 8486 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا " (2)   = غير القعقاع بن حكيم، فمن رجال مسلم. وانظر (8274) . أبو صالح: هو ذكوان السمان. (1) إسناده قوي كسابقه. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3293) من طريق يحيى بن أيوب الغافقي المصري، عن محمد بن عجلان، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (7141) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وأخرجه الحميدي (1001) عن عبد الله بن رجاء، وابن أبي شيبة 2/385-386 من طريق سفيان الثوري، والدارمي (1268) عن أبي عاصم النبيل، والبيهقي 3/97-98 من طريق سفيان الثوري وأبي عاصم، ثلاثتهم عن محمد بن عجلان، بهذا الِإسناد. وأخرجه الحميدي (1000) عن سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن أبيه أو عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وقد سلف برقم (7362) عن سفيان بن عيينة، وقال فيه: عن سعيد، دون= الحديث: 8485 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 187 8487 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي (1) عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَتَوَضَّأُ أَحَدُكُمْ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ وَيُسْبِغُهُ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِطَلْعَتِهِ " (2) 8488 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ " (3)   = شك. (1) في (ظ3) و (ل) : ابن. (2) إسناده ضعيف لجهالة أبي عبيدة أو ابن عبيدة كما في "العلل" للدارقطني 3/ورقة 196. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وسعيد بن أبي سعيد: هو المقبري. وقد سلف تخريج الحديث والكلام عليه برقم (8065) . (3) حديث صحيح، عباد بن أبي سعيد لم يرو عنه غير أخيه سعيد، وذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في جملة الثقات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (3837) ، وأبو داود (1548) ، والنسائي 8/263= الحديث: 8487 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 188 8489 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُسَافِرُ لَيْلَةً، إِلَّا وَمَعَهَا رَجُلٌ ذُو حُرْمَةٍ مِنْهَا " (1) 8490 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ   = و284-285، والحاكم 1/104، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/161 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (8779) و (9829) . وأخرجه الطيالسي (2323) عن ابن أبي ذئب، وابن أبي شيبة 10/871، وابن ماجه (250) ، والنسائي 8/284، وأبو يعلى (6537) ، والحاكم 1/104 من طريق ابن عجلان، كلاهما عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة -ليس فيه عباد بن أبي سعيد، فلعل سعيداً المقبري قد سمعه على الوجهين، والله تعالى أعلم. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/36، قال: روى ابن يوسف عن الليث، عن سعيد المقبري، عن عباد بن أبي سعيد، سمع أبا هريرة رضي الله عنه، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعوذ من علم لا ينفع. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث عبد الله بن عمرو الذى سلف برقم (6557) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه مسلم (1339) (419) ، وأبو داود (1723) ، وابن حبان (2728) ، والبيهقي 3/139 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وانظر (7222) . الحديث: 8489 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 189 وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ " (1) 8491 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ يُونُسُ: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا قَدْ (2) أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيَّ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3) 8492 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنَّ عَبْدِي الْمُؤْمِنَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْرٍ، يَحْمَدُنِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8067) . (2) في (م) والنسخ الخطية غير (ظ3) : وقد. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي. وأخرجه البخاري (4981) و (7274) ، ومسلم (152) (239) ، والنسائي في "الكبرى" (7977م) ، وأبو نعيم في "الحلية" 10/233، والبيهقي 9/4، والبغوي (3615) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (9828) عن حجاج وحده. قوله: "كان الذى أوتيت" يعني به القرآنَ. الحديث: 8491 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 190 وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ " (1) 8493 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَاللهِ، إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ وَأَتُوبُ فِي كُلِّ يَوْمٍ (2) أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً " (3) 8494 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، (4) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَلَاهَا كَانَتْ   (1) إسناده جيد، عمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطلب- وإن روى له الشيخان، ينحط عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الِإسناد ثقات من رجال الشيخين. يزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد. وأخرجه البيهقي في "شعب الِإيمان" (4494) من طريق ابن بكير، عن يزيد بن الهاد، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (8731) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2412) و (2475) و (2704) . (2) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم، والمثبت من (ظ3) و (ل) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 332. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (435) من طريق منصور بن سلمة، عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وانظر (7793) . (4) لفظة: "البصري" ليست في (ظ3) و (ل) . الحديث: 8493 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 191 لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 8495 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا طَلَعَ النَّجْمُ ذَا صَبَاحٍ، رُفِعَتِ الْعَاهَةُ " (2)   (1) إسناده ضعيف، عباس بن ميسرة لين الحديث، والحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. أبو سعيد مولى بني هاشم: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري. وأخرجه البيهقي في "شعب الِإيمان" (1981) ، والبغوي في "معالم التنزيل" 1/34 من طريق إسماعيل بن عياش، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف أيضاً لضعف ليث، ورواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده فيها تخليط، وهذا منها، فإسماعيل حمصي، وليث كوفي. (2) حديث حسن، عِسْل بن سفيان -وإن كان ضعيفاً- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/426، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2287) من طريق المعلى بن أسد، والطبراني في "الأوسط" (1327) من طريق حرمي بن حفص، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وعند الطبراني زيادة في إسناده بين عِسْل وعطاء، وهي: "عن السليل"!. وأخرجه البزار (1292- كشف الأستار) من طريق حماد بن سلمة، عن عِسْل بن سفيان، به. وأخرجه العقيلي 3/426 من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عسل، عن عطاء، عن أبي هريرة، موقوفا.= الحديث: 8495 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 192 8496 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، وَحَمَّادٌ، عَنْ عِسْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّدْلِ " يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ (1)   = وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (2282) ، والطبراني في "الصغير" (104) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/121 من طريق أبي حنيفة، عن عطاء، به، مرفوعاً. وسيأتي برقم (9039) . وفي الباب عن ابن عمر، قال: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة، فسأله عثمان بن عبد الله بن سراقة، قال: يا أبا عبد الرحمن، وما العاهة؟ قال: طلوع الثريا. وقد سلف في مسنده برقم (5012) . وروى مالك في "موطئه" 2/619 عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت: أن أباه كان لا يبيع ثماره حتى تطلع الثريا. وعلقه البخاري بإثر الحديث (2193) . العاهة: العيب والآفة. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/395: النجم: هو الثريا، وطلوعها صباحاً يقع في أول فصل الصيف، وذلك عند اشتداد الحر في بلاد الحجاز وابتداء نضج الثمار، فالمعتبر في الحقيقة النضح، وطلوع النجم علامة له. وذكر الإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 6/57 أن ذلك يكون في شهر أيار، في الثاني عشر منه. تنبيه: ذكر الحافظ في "الفتح" 4/395 أن حديث أبي هريرة هذا رواه أبو داود، ويغلب على ظننا أنه سبن قلم منه رحمه الله، إذ لم نعثر عليه في "سننه" بعد البحث والتحري، والله تعالى أعلم. (1) إسناده ضعيف لضعف عِسْل -وهو ابن سفيان- حماد: هو ابن سلمة. وقد سلف الحديث برقم (7934) . الحديث: 8496 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 193 8497 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ مِنْ تَلْبِيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ " (1) 8498 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَرَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِجِذْلِ شَوْكٍ فِي الطَّرِيقِ، فَقَالَ: لَأُمِيطَنَّ هَذَا الشَّوْكَ عَنِ الطَّرِيقِ أَنْ لَا يَعْقِرَ رَجُلًا مُسْلِمًا "، قَالَ: " فَغُفِرَ لَهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد -وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني هاشم- فمن رجال البخاري. عبد العزيز بن عبد الله: هو ابن أبي سلمة الماجشون، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه أبو داود الطيالسي (2377) ، والنسائي 5/161، وابن خزيمة (2624) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/125، والدارقطني 2/225، والحاكم 1/449-450، وأبو نعيم في "الحلية" 9/42، والبيهقي 5/45، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/436 من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله، بهذا الِإسناد. وعلقه الشافعي في "المسند" 1/304، فقال: وذكر عبد العزيز بن عبد الله الماجشون، عن عبد الله بن الفضل، فذكره. وسيأتي (8629) و (10171) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل وهو ابن أبي صالح -فمن رجال مسلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان، وأبو= الحديث: 8497 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 194 8499 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ (1) أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيَّتِهِنَّ الْبَرَكَةُ " (2)   = صالح والد سهيل: هو ذكوان المدني السمان. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (229) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم ص 2021 (229) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبيهقي في "الشعب" (11167) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن سهيل، به. وأخرجه أبو داود (5245) ، وابن حبان (540) من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح، به. وسيأتي من طرق أخرى عن أبي صالح برقم (9246) و (10432) و (10753) و (10896) ، وسلف برقم (7841) عن سفيان بن عيينة، عن سهيل، به، إلا أن سفيان قد وقفه. وانظر ما سلف برقم (7847) . والجِذْل: أصل الشجرة. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: فليلعق، والمثبت من (ظ3) و (ل) وهامش (س) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وأخرجه مسلم (2035) (137) من طريق بهز بن أسد، عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد. وأخرجه الترمذي (1801) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به، وحسنه. وسيأتي من طريق رجل عن أبي هريرة برقم (9369) .= الحديث: 8499 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 195 8500 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ (1) ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا، فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّونَهُ، قَالَ: ثُمَّ يَضَعُ اللهُ لَهُ الْقَبُولَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا أَبْغَضَ فَمِثْلُ ذَلِكَ " (2) 8501 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا "، وَعَقَدَ وُهَيْبٌ تِسْعِينَ (3)   = وأخرج الطبراني في "الأوسط" (5377) من طريق مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أكل طعاماً لعق أصابعه وقال: "إن لعق الصحيفة بركة". وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4514) ، وانظر شواهده هناك. (1) في (م) بعد هذا: "ثنا ليث"، وهي زيادة مقحمة خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطيالسي (2436) عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد. وانظر (7625) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 192 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد.= الحديث: 8500 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 196 8502 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَلَا تُكَبِّرُوا حَتَّى يُكَبِّرَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَلَا تَرْكَعُوا حَتَّى يَرْكَعَ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَلَا تَسْجُدُوا حَتَّى يَسْجُدَ، وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " (1)   = وأخرجه البخاري (3347) و (7136) ، ومسلم (3881) (3) ، وأبو عوانة في الفتن من طرق عن وهيب بن خالد، به. وسيأتي برقم (10853) . وانظر قصة حفر يأجوج ومأجوج للسد برقم (10632) من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، مصعب بن محمد لا بأس به، روى له أصحاب السنن غير الترمذي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو صالح السمان: هو ذكوان. وأخرجه أبو داود (603) عن سليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم، عن وهيب بن خالد، بهذا الإِسناد. وأخرجه مختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/404 من طريق الخصيب بن ناصح، عن وهيب (تحرف في المطبوع إلى: وهب) ، به. وأخرجه مسلم (415) ، وابن خزيمة (1575) ، والبيهقي في "السنن الصغرى" (516) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وسيأتي برقم (9438) و (9682) ومختصراً برقم (9923) ، وانظر ما سلف برقم (7144) . الحديث: 8502 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 197 8503 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّ (1) كُلَّ أُمَّةٍ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ، فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى "، فَسَكَتَ فَقَالَ: " حَقُّ اللهِ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، يَغْسِلُ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ " (2)   (1) لفظة: "أن" ليست في (ظ3) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (896) و (897) عن مسلم بن إبراهيم، و (3486) و (3487) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد. وانظر (7399) . وقصة الغسل وحدها أخرجها مسلم (849) من طريق بهز بن أسد، عن وهيب بن خالد، به. ويشهد لقصة الغسل حديث جابر الذى سيأتي في مسنده 3/304. وحديث رجل من الصحابة، سيأتي أيضا 4/34 و5/363. وبَيْد: قال في "المغني" 1/114: هو اسم ملازم للِإضافة إلى "أن" وصِلَتِها، وهو بمعنى "غير" إلا أنه لا يقع مرفوعاً ولا مجروراً، بل منصوبا، ولا يقع صفة ولا استثناء متصلاً، وإنما يستثنى به في الانقطاع خاصة، ومنه الحديث: "نحن الآخرون السابقون ... ". الحديث: 8503 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 198 8504 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، لَا تَحَسَّسُوا، ولَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1) 8505 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي " (2) 8506 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رُؤْيَا الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6724) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (10949) ، وانظر ما سلف برقم (7858) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي. وانظر (7334) . (3) إسناده قوي، عاصم بن كليب من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب من= الحديث: 8504 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 199 8507 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ (1) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْمَفْرُوضَةِ، صَلَاةٌ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ " (2) 8508 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي " (3)   = رجال أصحاب السنن، وهما صدوقان. وأخرجه إسحاق بن راهويه (264) عن المغيرة بن سلمة المخزومي، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. ولفظه عنده: "رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة". وانظر (7168) . (1) في (م) : حدثنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وحميد بن عبد الرحمن: هو الحميري البصري. وأخرجه الدارمي (1476) و (1757) ، والبيهقي 4/291 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. واقتصر الدارمي في الموضع الأول على الشطر الأول منه. وانظر (8026) . (3) إسناده قوي، عاصم بن كليب من رجال مسلم، وأبوه كليب بن شهاب من= الحديث: 8507 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 200 قَالَ عَاصِمٌ: قَالَ أَبِي: فَحَدَّثَنِيهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ، قَالَ: " رَأَيْتَهُ؟ " قُلْتُ: إِي، وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، قَالَ: إِنِّي وَاللهِ قَدْ ذَكَرْتُهُ، وَنَعَتُّهُ فِي مِشْيَتِهِ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " إِنَّهُ كَانَ يُشْبِهُهُ " 8509 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَالِسًا، وَعِنْدَهُ غُلَامٌ، فَقَامَ الْغُلَامُ، فَقَعَدْتُ فِي مَقْعَدِ الْغُلَامِ، فَقَالَ لِي أَبِي: قُمْ عَنْ مَقْعَدِهِ، إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْبَأَنَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " غَيْرَ أَنَّ سُهَيْلًا، قَالَ: " لَمَّا أَقَامَنِي تَقَاصَرَتْ بِي (1) نَفْسِي " (2) 8510 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ عَجْلَانَ أَبِي مُحَمَّدٍ،   = رجال أصحاب السنن، وهما صدوقان. عبد الواحد: هو ابن زياد العبدي مولاهم البصري. وأخرجه إسحاق بن راهويه (261) ، والترمذي في "الشمائل" (391) ، وأبو عوانة في الرؤيا كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 236، والحاكم 4/393 من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الِإسناد. وصححه الحاكم، وانظر (7168) . (1) في (م) و (س) : في. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (4853) ، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/66 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (7568) . الحديث: 8509 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 201 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِلْمَمْلُوكِ طَعَامُهُ وَكِسْوَتُهُ، وَلَا يُكَلَّفُ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَا يُطِيقُ " (1) 8511 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ السَّنَةَ لَيْسَ بِأَنْ لَا يَكُونَ فِيهَا مَطَرٌ، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءُ، وَلَا تُنْبِتَ الْأَرْضُ " (2) 8512 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَفْوَانَ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَسُهَيْلٍ، عَنِ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ (3) عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ اللَّجْلَاجِ،   (1) إسناده جيد، رجاله رجال الصحيح لكن محمد بن عجلان روايته في "صحيح مسلم" متابعة، وهو وأبوه صدوقان. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 24/285 من طريق ابن أبي شيبة، عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (7364) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الشافعي 1/170 عمن لا يتهم، ومسلم (2904) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن، وابن حبان (995) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (8703) و (8754) من طريقين آخرين عن أبي سهيل. قوله: "السنَة"، قال السندي، أي: القحط، والمراد: القحط الموحِش الذى يجيء بلا توقع، بل مع توقع خلافه، وهي المراد بالسنة الخداعة، والله أعلم. (3) قوله: "عن صفوان بن سليم" سقط من (م) والنسخ المتأخرة. الحديث: 8511 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 202 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَجْتَمِعُ شحٌّ وَإِيمَانٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي وَجْهِ عَبْدٍ " (1) ، قَالَ حَمَّادٌ: وَقَالَ أَحَدُهُمَا الْقَعْقَاعُ بْنُ اللَّجْلَاجِ: وَقَالَ الْآخَرُ اللَّجْلَاجُ بْنُ الْقَعْقَاعِ 8513 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   (1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف، القعقاع بن اللجلاج سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7480) ، وباقي رجال الِإسناد ثقات من رجال الصحيح. وأخرجه النسائي 6/13، والحاكم 2/72 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح وحده، بهذا الِإسناد. ووقع عند النسائي: خالد بن اللجلاج، وعند الحاكم: أبي اللجلاج، كذا وقع في مطبوع "المستدرك"، ولعل الصواب: ابن اللجلاج كما هو في "الشعب" من طريقه. واقتصر على الشطر الثاني من الحديث. وأخرجه الطيالسي (2461) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2401) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (281) ، وفي "التاريخ الكبير" 4/307، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (121) ، والنسائي 6/13 و13-14، وابن حبان (3251) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (459) و (460) ، والحاكم 2/72، والبيهقي في "السنن" 9/161، وفي "الشعب" (4257) و (10828) ، والبغوي (2619) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. واقتصر الطيالسي وابن أبي عاصم على الشطر الأول منه، والمروزي في الموضع الأول على الشطر الثاني. وقد سلف الحديث من طريق محمد بن عمرو برقم (7480) . الحديث: 8513 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 203 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ، فَفِي الْحِجَامَةِ " (1) 8514 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: قَدْ هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ " (2)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو داود (3857) ، وابن ماجه (3476) ، وأبو يعلى (5911) ، وابن حبان (6078) ، والحاكم 4/410 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! ورواية أبي يعلى وابن حبان مطولة بزيادة في أول الحديث: "يا معشر الأنصار، أنكحوا أبا هند، وانكحوا إليه". وسيأتي الحديث عن غسان بن الربيع، عن حماد بن سلمة برقم (9452) . وفي الباب عن أنس، سيأتي 3/107. وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/343. وعن عقبة بن عامر، سيأتي 4/146. وعن معاوية بن حديج، سيأتي 6/401. قوله: "إن كان في شيء" الخ قال السندي: التعليق بهذا الشرط ليس للشك بل للتحقيق والتأكيد، إذ وجود الخير في شيء من الأدوية من المحقق الذى لا يمكن فيه الشك، فالتعليق به يوجب تحقيق المعلق به بلا ريب. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطيالسي (2438) ، والبغوي في "الجعديات" (3478) ، ومسلم= الحديث: 8514 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 204 8515 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، قَالَ: " تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ "، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي (1) بِيَدِهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا أَبَدًا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا " (2)   = (2623) ، وأبو داود (4983) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 149، والبغوي في "شرح السنة" (3565) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وتحرف حماد في مطبوع "مسند الطيالسي" إلى همام، وصوب من "إتحاف المهرة"، فقد رواه أبو عوانة من طريقه. وانظر (7685) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: نَفْسُ مُحَمَّدٍ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي. وأخرجه البخاري (1397) ، ومسلم (14) ، وأبو عوانة 1/4، وابن منده في "الِإيمان" (128) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. ولم يذكر البخاري وابن منده في روايتيهما قوله: ولا أنقص منه. وأخرجه البخاري بإثر الحديث (1397) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن سعيد بن حيان، عن أبي زرعة، مرسلا. وفي الباب عن طلحة، سلف في مسنده برقم (1390) ، وعن أنس وجابر وأبي= الحديث: 8515 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 205 8516 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَصْبِرُ أَحَدٌ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَجَهْدِهَا، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا، أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 8517 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ " (2) 8518 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ   = أيوب الأنصاري، ستأتي أحاديثهم على التوالي 3/143 و348 و5/418. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. هشام: هو ابن عروة بن الزبير بن العوام. وأخرجه مسلم (1378) (484) ، والترمذي (3924) من طريق الفضل بن موسى، وابن حبان (3740) من طريق أنس بن عياض، كلاهما عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. وهو مكرر (7866) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7287) . الحديث: 8516 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 206 فِيهَا شَهَادَةٌ، كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ " (1) 8519 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْمُؤْمِنُ يَغَارُ، وَاللهُ يَغَارُ، وَمِنْ غَيْرَةِ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ شَيْئًا حَرَّمَ اللهُ " (2) 8520 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَتْ شَجَرَةٌ تُؤْذِي أَهْلَ الطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ، فَنَحَّاهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَدَخَلَ الْجَنَّةَ " (3)   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير كليب والد عاصم، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق. وانظر (8018) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبان العطار: هو أبان بن يزيد. وسيأتي مكرراً برقم (10929) . وأخرجه البخاري (5223) ، ومسلم (2761) ، والترمذي (1168) ، وابن حبان (293) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9028) و (10735) و (10928) و (10950) . وانظر ما سلف برقم (7210) . وأخرج نحو هذا الحديث البخاري (5222) ، ومسلم (2762) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة بن الزبير، عن أسماء مرفوعاً: "لا شيء أغير من الله"، وسيأتي في مسندها 6/348. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني، وانظر (8039) . الحديث: 8519 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 207 8521 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، وَهُوَ خَمْسُ مِائَةِ عَامٍ " (1) 8522 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ابْنَ آدَمَ، اعْمَلْ كَأَنَّكَ تُرَى، وَعُدَّ نَفْسَكَ مَعَ الْمَوْتَى، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ " (2)   (1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فإنه صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7946) . (2) حديث قابل للتحسين، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولجهالة الواسطة بينه وبين أبي هريرة، لكن له شواهد لا يخلو أحدها من مقال. وحديث أبي هريرة هذا تفرد به الإمام أحمد. ويشهد له حديث زيد بن أرقم عند أبي نعيم في "الحلية" 8/202-203، وفيه أبو سعيد الراوي عن زيد، لم نعرفه. وحديث أبي الدرداء عند الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" 2/40، قال الهيثمي: فيه رجل من النخع -وهو الراوي عن أبي الدرداء- ولم أجد من ذكره. وقد روي عن أبي الدرداء موقوفا عند ابن المبارك في "الزهد" (1551) ، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (18) ، وفيه انقطاع بين الحسن البصري وبين= الحديث: 8521 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 208 8523 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسَجِدِ (1) ، يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، جَاءَ فُلَانٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا، جَاءَ فُلَانٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا، جَاءَ فُلَانٌ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، جَاءَ فُلَانٌ فَأَدْرَكَ الصَّلَاةَ وَلَمْ يُدْرِكِ الْجُمُعَةَ، إِذَا لَمْ يُدْرِكِ الْخُطْبَةَ " (2)   = أبي الدرداء. وانظر "الزهد" لوكيع (13) بتخريج الأستاذ عبد الرحمن الفريوائي. ويشهد له أيضاً حديث معاذ بن جبل عند الطبراني في "الكبير" 20/ (374) ، لكن دون دعوة المظلوم، وفيه انقطاع بين أبي سلمة وبين معاذ. ويشهد للتحذير من دعوة المظلوم غير ما حديث، انظر تخريج "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" (874) و (875) بتحقيقنا. قوله: "اعمل"، قال السندي: أي الأعمالَ الصالحة، "كأنك ترى" أي: اللهَ، فهذه إشارة إلى مرتبة الإحسان، فقد جاء: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه". (1) في (م) : الْمَسَاجِدِ. (2) إسناده ضعيف، له علتان: ضعف علي بن زيد بن جدعان، وجهالة أوس بن خالد، فقد تفرد بالرواية عنه علي بن زيد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/152 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2565) عن حماد بن سلمة، به. وسيأتي من طريق أوس بن خالد، برقم (10360) . وانظر ما سلف برقم (7258) و (7259) . قوله: "جاء فلان والإمام يخطب"، قال السندي: هذا مخالف للمشهور: إذا جاء الإمام طويت الصحف، وتحضر الملائكة لاستماع الذكر، والله تعالى أعلم. الحديث: 8523 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 209 8524 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ مُرْدًا بِيضًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ، سَبْعِينَ (1) ذِرَاعًا فِي سَبْعَةِ أَذْرُعٍ " (2) 8525 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ قَيْسٍ، وَحَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " فِي كُلِّ صَلَاةٍ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ " (3) 8526 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِكُلِّ بَنِي آدَمَ حَظٌّ   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: سَبْعُونَ. (2) حديث حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "في سبعة أذرع" كما سلف بيانه عند الحديث (7933) ، وفيه هناك: "على خلق آدم ستون ذراعاً" وهو الصحيح الذى تشهد له الطرق الأخرى. وسيتكرر برقم (9375) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. حبيب: هو ابن الشهيد الأزدي. وأخرجه البخاري في "الصلاة خلف الِإمام" (13) ، وأبو داود (797) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، عن حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد وحبيب بن الشهيد وعمارة بن ميمون، بهذا الِإسناد. وسيتكرر برقم (9389) . وانظر (7503) . الحديث: 8524 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 210 مِنَ الزِّنَا، فَالْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْمَشْيُ، وَالْفَمُ يَزْنِي وَزِنَاهُ الْقُبَلُ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ " (1) 8527 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَامَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ: " إِنَّ لِلْمَوْتِ فَزَعًا " (2) 8528 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ، أَوْ جَرَسٌ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (2153) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5429) عن موسى بن إسماعيل، والبيهقي في "السنن" 7/89، وفي "الشعب" (5428) من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2657) (21) ، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 140، والبيهقي في "السنن" 7/89 من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، به. وسيأتي برقم (8932) و (10920) ، وانظر ما سلف برقم (7719) . (2) إسناده حسن. وانظر (7860) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل -وهو ابن أبي صالح- من رجاله،= الحديث: 8527 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 211 8529 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ (1) أَحَدٍ يُنَجِّيهِ عَمَلُهُ "، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ " (2) 8530 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ فِي يَدِي سِوَارَيْنِ، فَنَفَخْتُهُمَا فَوَقَعَا (3) ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ أَحَدَهُمَا مُسَيْلِمَةُ " (4)   = وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (7566) . (1) لفظة "من" لم ترد في (ظ3) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. خالد بن عبد الله: هو ابن عبد الرحمن بن يزيد الطحان الواسطي. وأخرجه مسلم (2816) (74) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الِإسناد. وسيأتي من طريق أبي صالح برقم (10010) و (10425) ، وفي مسند جابر بن عبد الله 3/362. وانظر ما سلف برقم (7203) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: فرفعا. (4) إسناده حسن، محمد بن عمرو روى له مسلم متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (8460) . الحديث: 8529 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 212 8531 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا بَاتَ أَحَدُكُمْ وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ، فَأَصَابَهُ شَيْءٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد ابن عجلان الباهلي مولاهم، ومعمر: هو ابن راشد البصري. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6906) عن محمد بن يحيى بن عبد الله، والبيهقي في "السنن" 7/276، وفي "الشعب" (5813) ، وفي "الآداب" (489) من طريق محمد بن إسحاق الصعاني وعباس الدوري، ثلاثتهم عن عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. وخالفهم الحسن بن محمد الزعفراني، فقد أخرجه النسائي (6905) عنه، عن عفان بن مسلم، عن وهيب، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به. فجعله عن أبي سلمة بدلًا من سعيد بن المسيب، ورواية الجماعة أصح. وخالفهم سفيان بن حسين، فقد أخرجه النسائي (6907) من طريقه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. لكن في حديث سفيان بن حسين، عن الزهري، مقال، قال البيهقي في "الشعب": واختلف عليه (أي على سفيان بن حسين) فيه، فقيل: عنه، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وقيل: عنه، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه. وليس بشيء. ثم أخرجه عبد الرزاق (19840) عن معمر، والبيهقي (5811) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلًا. وصوب النسائي في "سننه" هذه الرواية المرسلة! وخالفهم عقيل بن خالد فرواه عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة،= الحديث: 8531 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 213 8532 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُخَلَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى رَجُلٍ جَامَعَ امْرَأَتَهُ فِي دُبُرِهَا " (1) 8533 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أَلْجَمَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 8534 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،   = عن أبي سعيد الخدري، مرفوعاً، أخرجه الطبراني في "الكبير" (5435) ، والبيهقي (5812) من طريق عبد الله بن صالح، عنه. وعبد الله بن صالح -وهو كاتب الليث- سيىء الحفظ، وفي بعض ألفاظ حديثه نكارة. وسلف الحديث برقم (7569) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. (1) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الحارث بن مُخلد، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه البيهقي 7/198 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/253 عن أحمد بن إسحاق، والنسائي في "الكبرى" (9013) من طريق أبي هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، كلاهما عن وهيب بن خالد، به. وانظر (7684) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7571) . الحديث: 8532 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 214 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ - أَوِ الْفَرْضِ - صَلَاةُ اللَّيْلِ " (1) 8535 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ (3) فَلَا مَوْتَ فِيهِ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ فِيهِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه عبد بن حميد (1423) ، والدارمي (1758) ، ومسلم (1163) (202) ، وأبو داود (2429) ، والترمذي (438) و (740) ، والنسائي في "المجتبى" 3/206-207، وفي "الكبرى" (2907) ، والبيهقي 4/290-291 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد. والحديث عند بعضهم مختصر. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1214) ، ومن طريقه النسائي 3/207 عن شعبة، عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ، فذكره مرسلًا. وانظر (8026) . (2) قوله: "عن ابن هرمز" سقط من (م) . (3) المثبت من (ظ3) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: خلوداً. قال السندي: أي: كونوا خلوداً، وفي بعض النسخ "خلود" بالرفع، أي: أنتم خلود. (4) إسناده قوي، موسى بن داود روى له مسلم، ومن فوقه ثقات من رجال= الحديث: 8535 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 215 قَالَ (1) : وَذَكَرَ لِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ (2) ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ، يَذْكُرُ مِثْلَهُ عَنْ جَابِرٍ، وعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، إِلَّا أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنْهُمَا أَنَّ ذَلِكَ بَعْدَ الشَّفَاعَاتِ، وَمَنْ يُخْرَجُ مِنَ النَّارِ 8536 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ، أَوْ زَارَهُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلًا " (3) 8537 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ،   = الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق. الليث: هو ابن سعد المصري. وأخرجه البخاري (6545) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، بهذا الِإسناد. ولفظه: "يقال لأهل الجنة: خلود لا موت، ولأهل النار: خلود لا موت". وسيأتي برقم (8911) ، وانظر ما سلف برقم (7546) . (1) أي: الليث بن سعد. (2) تحرف في (م) إلى: زيد. (3) إسناده ضعيف لضعف أبي سنان -واسمه عيسى بن سنان القسملي-، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9027) ، وفي "الآداب" (219) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (8325) . الحديث: 8536 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 216 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ فَلَهُ أَجْرَانِ " (1) قَالَ: فَلَمَّا أُعْتِقَ أَبُو رَافِعٍ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: " كَانَ لِي أَجْرَانِ فَذَهَبَ أَحَدُهُمَا " 8538 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَإِذَا عَرَجَتْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ (2) ، أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَجِئْنَاكَ وَهُمْ يُصَلُّونَ، فَإِذَا عَرَجَتْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ قَالُوا: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ، أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَجِئْنَاكَ وَهُمْ يُصَلُّونَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني، وثابت: هو ابن أسلم البناني. وأخرجه إسحاق بن راهويه (21) ، وأبو يعلى (6427) ، والبيهقي في "الشعب" (8603) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7428) . (2) في (م) و (س) في هذا الموضع والموضع الآتي: عبادك. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. الحديث: 8538 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 217 8539 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ " (1) 8540 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، أَنَّ أَبَا حَصِينٍ، حَدَّثَهُ، أَنَّ ذَكْوَانَ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي عَمَلًا يَعْدِلُ الْجِهَادَ، قَالَ: " لَا أَجِدُهُ "، قَالَ: " هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدًا، فَتَقُومَ لَا تَفْتُرُ، وَتَصُومَ لَا تُفْطِرُ؟ " قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ   = وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/387 عن أحمد بن سليمان، عن عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف (7491) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (30) عن عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. وأخرجه أيضاً (31) عن مؤمل بن إسماعيل، وأبو يعلى (6425) عن هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد، به. وفي رواية ابن راهوية: "والرجْلان تزنيان" بدل اليدين، وفي رواية أبي يعلى زيادة: "والرجلان تزنيان"، وسيأتي الحديث بهذه الزيادة عند المصنف برقم (10829) و (10911) . وانظر ما سلف برقم (7719) . الحديث: 8539 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 218 قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ يَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ، فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ " (1) 8541 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو أُمِّي أَبُو حَبِيبَةَ، أَنَّهُ دَخَلَ الدَّارَ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ فِيهَا، وَأَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَسْتَأْذِنُ عُثْمَانَ فِي الْكَلَامِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَامَ فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ بَعْدِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي، وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حصين الكوفي، وذكوان: هو أبو صالح السمان. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/333، والبخاري (2785) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (27) ، والنسائي 6/19، وأبو عوانة 5/45-46، وابن منده في "الِإيمان" (241) ، والبيهقي في "السنن" 9/157-158، وفي "الشعب" (4216) و (4217) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. ولم يذكر النسائي في روايته قول أبي هريرة. وتحرف عفان في مطبوع "سنن النسائي" إلى: حماد. وسيأتي الحديث بنحوه من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه برقم (9481) ، وانظر (9648) و (10000) وفي الباب عن النعمان بن بشير، سيأتي في "المسند" 4/272. ومعنى قول أبي هريرة في آخره: "يستن في طِوَله"، قال الحافظ في "الفتح" 6/5: أي: يمرح بنشاط، والطِّوَل: بكسر المهملة وفتح الواو: وهو الحبل الذى يُشَد به الدابة، وُيمسَك طرفه، وترسَل في المرعى. وقوله هذا ليس من عند رأيه، بل قد جاء في الحديث المرفوع في قصة الخيل الثلاثة من طريق سهيل بن أبي صالح وغيره عن أبي صالح، وانظر ما سلف برقم (7563) . الحديث: 8541 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 219 فِتْنَةً وَاخْتِلَافًا "، أَوْ قَالَ: " اخْتِلَافًا وَفِتْنَةً "، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ: فَمَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " عَلَيْكُمْ بِالْأَمِينِ وَأَصْحَابِهِ "، وَهُوَ يُشِيرُ إِلَى عُثْمَانَ بِذَلِكَ (1) 8542 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتَانِ مِنْ حُورِ الْعِينِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ الثِّيَابِ " (2)   (1) إسناده حسن، أبو حبيبة لا يعرف اسمه، وروى عنه جمع من الثقات، ووثقه العجلي (1929) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/591، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الحاكم 3/99 من طريق مسلم بن إبراهيم، وفي 4/433 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد. وتابع موسى بنَ عقبة في الموضع الأول أخواه محمد وإبراهيم. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/50 من طريق إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، به. وتصحف في المطبوع من "المصنف" و"المستدرك": الأمين إلى: الأمير. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يونس: هو ابن عبيد بن دينار. وهو قطعة من حديث سلف برقم (7152) من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين. وسيأتي برقم (9443) عن حسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، بلفظ: "نساء أهل الجنة يرى مخ سوقهن من وراء اللحم". الحديث: 8542 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 220 8543 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَى رَجُلًا يَتْبَعُ حَمَامَةً، فَقَالَ: " شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانَةً " (1) 8544 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير محمد بن عمرو، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوقٌ حسن الحديث. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1300) ، وأبو داود (4940) ، وابن ماجه (3765) ، وابن حبان (5874) ، والبيهقي في "السنن" 1/190 و213، وفي "الشعب" (6535) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/77 من طريق محمد بن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو، به. وعنده: يتبع طيراً. وخالف حماداً ومحمداً شرياً بن عبد الله النخعيُّ -وهو سيئ الحفظ- فرواه ابن ماجه (3764) من طريقه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة مرفوعاً! وأخرجه عبد الرزاق (19731) و (19732) من طريق محمد بن أبي ذئب، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، مرسلاً. وفي الباب عن عثمان بن عفان عند عبد الرزاق (19733) ، وابن ماجه (3766) ، وفي سنده انقطاع. وعن أنس بن مالك عند ابن ماجه (3767) ، وسنده ضعيف. قوله: "شيطان"، قال السندي: أي: هو شيطان لاشتغاله بما لا يعنيه، يقفو أثر شيطانة أورثته الغفلة عن ذكر الله تعالى. الحديث: 8543 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 221 أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، ثُمَّ قَدْ حُرِّمَ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 8545 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجُلَاسِ (2) عُقْبَةُ بْنُ يَسَارٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ شَمَّاخٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مَرْوَانَ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: مَعَ الَّذِي قُلْتُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ رَبُّهَا، وَأَنْتَ خَلَقْتَهَا، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا لِلْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن كثير بن عبيد وهو التيمي، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وهو ثقة، وغير أبيه كثيرِ بن عبيد، فقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه الدارقطني 1/231-232 من طريق عفان، بهذا الإِسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (272) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/35-36، وابن خزيمة (2248) ، والدارقطني 2/89، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (8) ، والحاكم 1/387 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سعيد بن كثير، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (8163) . (2) وقع في بعض النسخ: أبو الجلاح، ولم يذكره أحد ممن ترجم له بهذه الكنية، وإنما ذكروه بالسين. واسم أبيه جاء هنا: يسار، والذى في مصادر ترجمته سيار بتقديم السين. الحديث: 8545 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 222 قَبَضْتَ رُوحَهَا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهَا، وَعَلَانِيَتِهَا، جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا " (1) 8546 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ " مَرَّتَيْنِ، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ فِي ذَلِكَ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي، وَيَسْقِينِي، فَلَا تُكَلِّفُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ " (2) 8547 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُنَا (3) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا، لَيْسَ بِكَلْبِ زَرْعٍ، وَلَا صَيْدٍ، وَلَا مَاشِيَةٍ، فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ   (1) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث (7477) . قوله: "فقال: مع الذى قلت؟ " قال السندي: بالخطاب، أي: أتسألني مع الذى قلتَ؟ قال ذلك لأنه أنكر عليه أولا تحديثه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم جاء يسأله، فقال له: أتسألني مع ذلك الِإنكار عليَّ السابق. وقد مر الحديث بالتفصيل فيما سبق برقم (7477) ، والله تعالى أعلم. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حيان والد سَليم -وهو ابن بسطام الهذلي- فقد روى له ابن ماجه، ولم يرو عنه غير ابنه، ولم يوثقه غير ابن حبان. وانظر ما سلف برقم (7162) . (3) في (م) و (س) : يحدث. الحديث: 8546 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 223 قِيرَاطٌ "، قَالَ سُلَيْمٌ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ قَالَ: " وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ " (1) 8548 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ، عَنْ يَزِيدَ، أَخِي مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَكْذَبَ - أَوْ إِنَّ (2) مِنْ أَكْذَبِ - النَّاسِ الصَّبَّاغِينَ، وَالصَّوَّاغِينَ " (3) ، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: مِنْ أَكْذَبِ (4) 8549 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سُئِلَ أَيُصَلِّي الرَّجُلُ فِي   (1) حديث صحيح، وإسناده كسابقه. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/409 و14/208 عن عفان، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7621) . (2) لفظ "إن" سقط من (م) . (3) إسناده ضعيف لضعف فرقد -وهو ابن يعقوب السبخي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي، ويزيد: هو ابن عبد الله بن الشخير. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/216، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/604-605 من طريق يحيى بن موسى، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (7920) . (4) في (م) والأصول الخطية: "إن من أكذب" بإثبات "إن"، ولا وجه لذكره حينئذ، والصواب ما أثبتناه من "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 207، والله تعالى أعلم. الحديث: 8548 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 224 ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ فَقَالَ: " أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ؟ " (1) 8550 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وحَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ إِفْطَارِهِ، وَفَرْحَةٌ فِي الْآخِرَةِ " (2) 8551 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ التَّمِيمِيُّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ السَّدْلِ فِي الصَّلَاةِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سليمان بن كثير -وهو العبدي- وإن روى له الشيخان، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وفي روايته عن الزهري خطأ، إلا أنه قد توبع، فقد تابعه معمرٌ وابن جريج عند المصنف في الحديث السالف برقم (7606) . (2) حديث صحيح، الِإسناد الأول حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي، والإسناد الثاني صحيح على شرط مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه أبو يعلى (6020) من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة بالإِسنادين جميعاً. وسيأتي من طريق أبي سلمة برقم (10145) و (10505) ، ومن طريق أبي رافع برقم (10631) ، وانظر ما سلف برقم (7174) . (3) إسناده ضعيف لضعف عِسْل بن سفيان. وانظر (7934) .= الحديث: 8550 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 225 8552 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا خُثَيْمٌ يَعْنِي ابْنَ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي رَهْطٍ مِنْ قَوْمِهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، وَقَدِ اسْتَخْلَفَ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: " فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بـ: كهيعص، وَفِي الثَّانِيَةِ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ "، قَالَ: فَقُلْتُ لِنَفْسِي: " وَيْلٌ لِفُلَانٍ إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالْوَافِي، وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ "، قَالَ: " فَلَمَّا صَلَّى زَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى أَتَيْنَا خَيْبَرَ، وَقَدِ افْتَتَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ "، قَالَ: " فَكَلَّمَ (1) الْمُسْلِمِينَ فَأَشْرَكُونَا فِي سِهَامِهِمْ " (2)   = عطاء: هو ابن أبي رباح. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: فكلم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي، وعراك والد خثيم: هو ابن مالك الغفاري. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/327-328عن أحمد بن إسحاق الحضرمي، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/198-199 من طريق سليمان بن حرب، كلاهما عن وهيب بن خالد، عن خثيم بن عراك، عن أبيه، عن نفر من بني غفار، عن أبي هريرة. فجعلا ناسا بين عراك وأبي هريرة. وأخرجه البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/43، وابن خزيمة (1039) ، والحاكم 2/33 من طريق الفضل بن موسى السيناني، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/160 من طريق الدراوردي، والبزار (2281- كشف الأستار) من طريق فضيل بن سليمان النميري، ثلاثتهم عن خثيم بن عراك، عن أبيه، عن أبي هريرة، دون ذكر أحد بين عراك وأبي هريرة. وبعضهم رواه مختصراً.= الحديث: 8552 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 226 8553 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ جَارِ الْمَقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الْمُسَافِرِ إِذَا شَاءَ أَنْ يُزَايِلَ زَايَلَ (1) " (2)   = وأخرجه الشافعي في "السنن الماثورة" (83) ، والبخاري في "الأوسط" 1/43، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3614) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/183، وابن حبان (7156) ، والبيهقي في "السنن" 2/363 من طريق سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عثمان بن أبي سليمان، قال: سمعت عراك بن مالك، سمعت أبا هريرة. وفيه التصريح بسماع عراك من أبي هريرة. وبعضهم رواه مختصراً. قوله: "فأشركونا في سهامهم"، قال السندي: هذا خلاف المشهور، والمشهور أنه أشرك أهل السفينة. قلنا: ويعني بأصحاب السفينة جعفراً ومن كان معه في الحبشة، وقد أخرج البخاري في "صحيحه" (3136) و (4233) عن أبي موسى الأشعري -وكان مع جعفر- أنه قال: قدمنا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أن افتتح خيبر، فقسم لنا، ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا. وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/489 في التعليق على قول أبي هريرة: "فأشركونا في سهامهم": يجمع بين هذا وبين الحصر الذى في حديث أبي موسى أن أبا موسى أراد أنه لم يسهِم لأحدٍ لم يشهد الوقعة من غير استرضاء أحدٍ من الغانمين إلا لأصحاب السفينة، وأما أبو هريرة وأصحابه فلم يعطهم إلا عن طِيب خواطر المسلمين، والله أعلم. (1) في (م) : أن يزال زال. (2) إسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق -وهو ابن عبد الله المدني-، فقد روى له مسلم متابعةً وأصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي= الحديث: 8553 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 227 8554 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاسْأَلْهُ (1) مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50] ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ أَنَا (2) لَأَسْرَعْتُ الْإِجَابَةَ، وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ " (3)   = رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الحاكم 1/532 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. وصححه على شرط مسلم! وأخرجه ابن أبي شيبة 8/547، والبخاري في "الأدب المفرد" (117) ، وأبو يعلى (6536) ، وابن حبان (1033) ، والحاكم 1/532 من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حبان، والنسائي 8/274 من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (9553) من طريق صفوان بن عيسى، ثلاثتهم عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، به. وفي الباب عن عقبة بن عامر عند الطبراني في "الكبير" 17/ (810) . وإسناده حسن. قوله: "المقام"، قال السندي: بضم الميم بمعنى الِإقامة. "أن يزايل"، أي: يفارق. (1) في (عس) : في قوله فاسأله، دون قوله "عز وجل"، وفي (ظ3) : "في قوله عز وجل لرسله: ما بال"، وضبب على لفظة "لرسله"، فكأنه يشير إلى أنها محرفة عن "فاسأله"، وفي (م) وبقية النسخ: "في قوله لرسوله فاسأله"، وما أثبتناه هو الصواب إن شاء الله، فإنه سيأتي كذلك مكرراً برقم (9060) دون خلاف. (2) لفظة "أنا"من (م) ، ولم ترد في شيء من الأصول الخطية، وهي ثابتة في الرواية الآتية برقم (9060) . (3) صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله ثقات= الحديث: 8554 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 228 8555 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ آمَنَ بِي عَشْرَةٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ، لَآمَنَ بِي كُلُّ يَهُودِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ " (1) 8556 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ: بَيْنَمَا أَنَا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ إِذْ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،   = رجال الصحيح. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/235 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (9060) ، وانظر (8329) . (1) حديث صحيح لغيره، أبو هلال -واسمه محمد بن سُلَيم الراسبي، وإن كان فيه ضعف-، متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 6/2221 من طريق شيبان بن فروخ، عن أبي هلال الراسبي، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (3941) ، ومسلم (2793) من طريق قرة بن خالد السدوسي، وأبو يعلى (6037) من طريق أشعث بن سوار، كلاهما عن محمد بن سيرين، به. وسيأتي الحديث برقم (8750) و (9388) . قوله: "لو آمن بي عشرة"، قال الحافظ في "الفتح" 7/275: فعلى هذا، فالمراد عشرة مختصة، وإلا فقد آمن به أكثر من عشرة، وقيل: المعنى: لو آمن بي في الزمن الماضي كالزمن الذى قبل قدوم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة أو حال قدومه. والذى يظهر أنهم الذين كانوا حينئذ رؤساء في اليهود، ومن عداهم كان تبعاً لهم، فلم يسلم منهم إلا القليل كعبد الله بن سلام. وانظر تتمة كلامه فيه. الحديث: 8555 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 229 يَقُولُ: " لَا يُحِبُّ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ إِلَّا أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَلَا أَبْغَضَ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ إِلَّا أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَهُ "، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: لَئِنْ كَانَ مَا ذَكَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا لَقَدْ هَلَكْنَا، فَقَالَتْ: إِنَّمَا الْهَالِكُ مَنْ هَلَكَ فِيمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا ذَاكَ؟ (1) قَالَ: قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يُحِبُّ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ إِلَّا أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَلَا يَبْغَضُ رَجُلٌ لِقَاءَ اللهِ إِلَّا أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَهُ "، قَالَتْ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ، وَهَلْ تَدْرِي لِمَ ذَلِكَ؟ إِذَا حَشْرَجَ الصَّدْرُ، وَطَمَحَ الْبَصَرُ، وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ، وَتَشَنَّجَتِ الْأَصَابِعُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ لِقَاءَ اللهِ، أَبْغَضَ اللهُ لِقَاءَهُ (2)   (1) في (ظ3) ونسخة على هامش (س) : وماذا قال؟ (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شريح بن هانىء، فمن رجال مسلم. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، ومطرف: هو ابن طريف الكوفي، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وأخرجه مسلم (2685) ، والنسائي 4/10، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 190، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/311، وابن عبد البر في "التمهيد" 18/32 من طريق أبي زبيد عبثر بن القاسم، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (158) ، ومسلم (2685) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة في "الدعوات" 5/ورقة 190 من طريق أبي حمزة السكري، ثلاثتهم عن مطرف بن طريف، بهذا الإِسناد. ورواية الخطيب مختصرة. وانظر ما سلف برقم (8133) ، وما سيأتي في مسند عائشة 6/218. قولها: "إذا حشرج الصدر"، قال السندي: الحشرجة: الغرغرة عند الموت،= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 230 8557 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا عِنْدَ (1) الْكِبَرِ، لَمْ يَدْخُلِ (2) الْجَنَّةَ " (3) 8558 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبُولَنَّ (4) أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ " (5)   = وتردد النفَس. و"طمح" كمنع، أي: ارتفع. (1) في (م) : عنده. (2) في (م) : يدخله. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (2551) (9) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7884) من طريق شيبان بن فروخ، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (21) ، ومسلم (2551) (10) من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (2551) (10) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. وسلفت هذه القطعة ضمن حديث برقم (7451) من طريق سعيد المقبري. (4) في (ظ3) : يبول. (5) إسناده صحيح، داود بن عبد الله الأودي، روى له أصحاب السنن، وهو= الحديث: 8557 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 231 8559 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُوشِكُ أَنْ يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ عَلَيْهِ النَّاسُ، حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ عَشْرَةٍ تِسْعَةٌ، وَيَبْقَى وَاحِدٌ " (1) 8560 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْنَبٍ قَدْ شَوَاهَا، وَمَعَهَا صِنَابُهَا وَأُدُمُهَا، فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَأْكُلْ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَأْكُلُوا، فَأَمْسَكَ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْكُلَ؟ "، قَالَ: إِنِّي أَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الشَّهْرِ، قَالَ: " إِنْ كُنْتَ صَائِمًا، فَصُمْ أَيَّامَ الْغُرِّ " (2) 8561 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الشَّامِ، فَكَانَ أَهْلُ الشَّامِ يَمُرُّونَ بِأَهْلِ الصَّوَامِعِ فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِمْ، فَسَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ:   = ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما سلف برقم (7525) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7554) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8434) . الحديث: 8559 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 232 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، وَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهِ " (1) 8562 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، حَتَّى يَكُونَ أَبَوَاهُ اللَّذَانِ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ كَمَا تُنْتِجُونَ أَنْعَامَكُمْ، هَلْ تَكُونُ فِيهَا جَدْعَاءُ حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا؟ " قَالَ رَجُلٌ: فَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (2) قَالَ قَيْسٌ: " مَا أَرَى ذَلِكَ الرَّجُلَ إِلَّا كَانَ قَدَرِيًّا " 8563 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطيالسي (2424) ، وأبو داود (5205) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 150، والطحاوي 4/341 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7567) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة، وقيس -وهو ابن سعد المكي- من رجال مسلم. طاووس: هو ابن كيسان اليماني. وقد سلف الشطر الأول منه برقم (7795) من طريق عمرو بن دينار، عن طاووس، عن أبي هريرة. وأما الشطر الثاني فقد أخرجه النسائي 4/58 من طريق الأسود بن عامر، والآجري في "الشريعة" ص 194 من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وقرن إبراهيم بطاووس مجاهداً. وقد سلف هذا الشطر برقم (7325) من طريق عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة. الحديث: 8562 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 233 عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا " (1)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن اختلف على محمد بن عمرو في رفعه ووقفه. فقد أخرجه مرفوعاً ضمن حديث مطول الطبراني في "الأوسط" (2651) من طريق أبي عمر الضرير، والحاكمُ 1/380-381 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وأخرجه كذلك هناد بن السري في "الزهد" (338) عن عبدة بن سليمان، وابن حبان (3113) من طريق معتمر بن سليمان، والحاكم 1/379-380 من طريق سعيد بن عامر، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 220-221، وفي "إثبات عذاب القبر" (67) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، أربعتهم عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه مطولاً موقوفاً عبد الرزاق (6703) عن جعفر بن سليمان، وابن أبي شيبة 3/383-384، والطبري في "تفسيره" 13/215-216 من يزيد بن هارون، كلاهما عن محمد بن عمرو، به. وسيأتي الحديث برقم (9742) من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن أبيه، عن أبي هريرة. وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (1338) ، ومسلم (2870) ، سيأتي في "المسند" 3/126. وعن البراء بن عازب في حديثه الطويل، سيأتي 4/295-296. قوله: "إنه ليسمع"، قال السندي: أي: إن الميت ليسمع صوت نعال من تبع جنازته حين يسأله المَلَكان. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 234 8564 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تُسَافِرِ امْرَأَةٌ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ (1) " (2) 8565 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ " رَجُلًا أَعْتَقَ شِقْصًا مِنْ مَمْلُوكٍ، فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِتْقَهُ، وَغَرَّمَهُ بَقِيَّةَ ثَمَنِهِ " (3)   (1) في (م) : رحم. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1339) (422) ، وابن خزيمة (2527) ، وابن حبان (2721) من طريق بشر بن المفضل، والطحاوي 2/114 من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 2/114 من طريق وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه وسعيد المقبري، كلاهما عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7222) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى بن دينار العوذي، وقتادة: هو ابن دعامة السَدوسي. وأخرجه أبو داود (3934) ، والدارقطني 4/127، والبيهقي 10/276 و282 من طرق عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وانظر (7468) . زاد الدارقطني والبيهقي: قال همام: قال قتادة: إن لم يكن له مال، استسعى العبد غير مشقوق عليه. الحديث: 8564 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 235 8566 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ عِنْدَ مُفْلِسٍ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1) 8567 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ لِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: مَا تَقُولُ فِي الْعُمْرَى؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ " (2)   = قلنا: وهذه الزيادة قد رواها غير همام عن قتادة فأدركهها في الحديث مرفوعة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي الرواية التي صححها الشيخان كما سلف عند الحديث رقم (7468) ، وهو ما صوبه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 5/157-159. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1559) (24) ، والبيهقي 6/46 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، بهذا الِإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (15159) ، وابن أبي شيبة 6/35 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن بشير بن نهيك، به. ليس فيه النضر بن أنس. وسيأتي الحديث من طريق بشير بن نهيك برقم (8995) و (9320) و (9347) و (10048) و (10322) و (10596) . وانظر ما سلف برقم (7124) . قوله: "بعينه"، قال السندي: متعلق بالمتاع، أي: من غير أن يقع فيه تصرف من المشتري. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي. وأخرجه البخاري (2626) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/92، وفي= الحديث: 8566 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 236 8568 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيلُ لِإِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَحَدُ شِقَّيْهِ سَاقِطٌ " (1)   = "شرح مشكل الآثار" (5463) ، والبيهقي 6/174، والبغوي (2197) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، وأبو داود (3548) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (109) ، والنسائي 6/277 من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به. وسيأتي الحديث من طريق بشير بن نهيك برقم (9546) و (10050) و (10345) ، وفي 3/319 ضمن مسند جابر بن عبد الله. وانظر ما سيأتي برقم (8686) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2251) . وعن جابر ومعاوية وسمرة، وستأتي أحاديثهم على التوالي: 3/297 و4/97 و5/8. قوله: "العمرى جائزة"، قال السندي: هي كحبْلى: اسم من: أعمرتُك الدار، أي: جعلت سكناها لك مدةَ عمرك. ومعنى "جائزة" نافذة للموهوب لا ترجع إلى الواهب. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحاكم 2/186، والبيهقي 7/297 من طريق جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وانظر (7936) . الحديث: 8568 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 237 8569 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أُمْطِرَ - أَوْ تَسَاقَطَ - عَلَى أَيُّوبَ فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُ، فَأَوْحَى اللهُ (1) إِلَيْهِ: يَا أَيُّوبُ، أَفَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ فَضْلِكَ " (2) 8570 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ صَلَّى - يَعْنِي مِنَ الصُّبْحِ - رَكْعَةً، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى " (3)   (1) لفظ الجلالة لم يرد في (ظ3) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (99) ، ومن طريقه ابن حبان (6230) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الِإسناد. وانظر (8038) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (986) ، وابن حبان (1581) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الِإسناد. وأخرجه الدارقطني 1/382 و382-383، والحاكم 4/271 من طريق محمد بن سنان وعمرو بن عاصم، كلاهما عن همام بن يحيى، به. وسيأتي مكرراً برقم (10751) ، وسلف برقم (8056) . الحديث: 8569 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 238 8571/1 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ - أَوْ قَالَ: أَحَبُّ - إِلَى اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ (1) " 8571/2- قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: " عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، مُنَادٍ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ: أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَأَعْطِ - أَوْ عَجِّلْ - لِمُمْسِكٍ تَلَفًا " (2) 8571/3- قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ، وَعَنْ كَسْبِ الْأَمَةِ " (2) 8572 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: مَعْرُوفٌ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو موقوف. وقد سلف مرفوعاً من طرق عن أبي هريرة، انظر (7195) و (8129) . أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. (2) إسناده صحيح كسابقه، وهو موقوف أيضاً، وقد سلف مرفوعاً برقم (8054) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7851) و (7976) . قوله: "كسب الحجام"، قال السندي: اختلفوا فيه، فرأى غالبهم نسخه أو حمله على التنزيه، وقال بعضهم بالحرمة. "كسب الأمة": المراد أن تكسب بالزنى، والله تعالى أعلم. الحديث: 8571 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 239 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا أَنَامَ إِلَّا عَلَى وَتْرٍ " (1) 8573 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْعَتَكِيِّ وَهُوَ يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ " (2) 8574 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، وَأَبَانُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، معروف -وهو الأزدي- لم يروِ عنه غير محمد بن واسع، فهو مجهول، وتساهل الطبراني فوثقه إثر تخريجه لحديثه. وسلف الحديث بنحوه من طرق صحيحة عن أبي هريرة، انظر (7138) . وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/15 من طريق محمد بن كثير العبدي، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (498) من طريق نوح بن قيس، عن محمد بن واسع، به. وروايتهما أطول مما هنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2612) (116) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم أيضاً (2612) (114) من طريق شعبة، عن قتادة، به. وسيأتي الحديث من طريق أبي أيوب برقم (9962) و (10732) . وانظر ما سلف برقم (7323) و (8125) . الحديث: 8573 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 240 الْأَرْبَعِ وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ، أَنْزَلَ أَوْ لَمْ يُنْزِلْ " (1) 8575 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ، وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ صِيَامَهُ فَلْيَصُمْ " (2) 8576 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ (3) لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، قَالَ عَفَّانُ: وَحَدَّثَنَا أَبَانُ، فِي هَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ (4) 8577 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا عَامِرٌ يَعْنِي الْأَحْوَلَ، عَنْ عَطَاءٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبان: هو ابن يزيد العطار، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/56، والدارقطني 1/112-113، والبيهقي 1/163، وابن حزم في "المحلى" 2/3 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وليس في طريق الدارقطني إلا همام وحده. وأخرجه أبو عوانة 1/287-288 من طريق عمرو بن عاصم، عن همام وحده، عن قتادة ومطر الوراق، به. وانظر (7198) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7200) . (3) في (م) : غفِر، وليس فيها لفظة: "فإنه". (4) لعفان في هذا الحديث شيخان: همام بن يحيى وأبان بن يزيد العطار، والإسناد هو إسناد الحديث السابق، وهو صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7280) . الحديث: 8575 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 241 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَوَضَّأَ فَمَضْمَضَ ثَلَاثًا، وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَوَضَّأَ قَدَمَيْهِ " (1) 8578 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ (2) 8579 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَهْجُرُ امْرَأَةٌ فِرَاشَ زَوْجِهَا إِلَّا لَعَنَتْهَا مَلَائِكَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عامر الأحول -وهو عامر بن عبد الواحد الأحول- مختلف فيه، فقال ابن معين: لا بأس به، وقال أبو حاتم: ثقة لا بأس به، وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأساً، وذكره ابن حبان وابن شاهين في "الثقات"، وهو من رجال مسلم، وضعفه أحمد، وقال النسائي: ليس بالقوي. وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه الطحاوي 1/36 من طريق أبي عمر الحوضي، عن همام بن يحيى، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (2) حديث صحيح، وهذا الِإسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكنه منقطع، فإن عطاء -وهو ابن أبي رباح- لم يدرك عثمان. وقد أخرجه عبد الرزاق (124) عن ابن جريج، عن عطاء أنه بلغه عن عثمان بن عفان. وسلف الحديث في مسند عثمان برقم (472) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7471) . الحديث: 8578 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 242 8580 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَغَزْوٌ لَا غُلُولَ فِيهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ " وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " وَحَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ تُكَفِّرُ خَطَايَا تِلْكَ السَّنَةِ " (1) 8581 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَهُنَّ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ (2) : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر -وهو الأنصاري المؤذن- مجهول، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (151) عن مسلم بن إبراهيم، و (152) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإِسناد -دون قول أبي هريرة. وانظر (7511) . (2) في (ظ3) : فيه. (3) حسن لغيره، وإسناده ضعيف كسابقه. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1323) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (316) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان بن يزيد، بهذا الإسناد. وانظر (7510) . الحديث: 8580 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 243 8582 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ عِسْلٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ السَّدْلِ " (1) 8583 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَلَغَهُ مَوْتُ النَّجَاشِيِّ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَصَفُّوا خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ (2) عَلَيْهِ أَرْبَعًا " (3) 8584 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " أَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ " " فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ،   (1) إسناده ضعيف لضعف عِسْل، وهو ابن سفيان. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البيهقي 2/242 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، والدارمي (1379) ، والبيهقي 2/242 من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 2/242 من طريق شعبة، عن عِسْل بن سفيان، به. وانظر (7934) . (2) في (م) و (س) : وكبر. (3) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن عنعن- قد تابعه غير واحد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7147) . الحديث: 8582 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 244 وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ " (1) 8585 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ (2) ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً أَوْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ " (3) 8586 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرج الشطر الأول منه عبدُ الرزاق (2048) عن ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 1/324 عن علي بن مسهر، عن محمد بن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة رفعه. ومحمد بن أبي ليلى سيىء الحفظ. وقد سلف برقم (7130) من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وأما الشطر الثاني فقد سلف برقم (7503) من طريق عطاء، عن أبي هريرة. (2) في (م) : حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة. ولم يرد شعبة في الأصول الخطية، ولا في "جامع المسانيد"، ولا في "أطراف المسند" لابن حجر 8/144، ثم سند الحديث الذى يليه بدونه. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/187 عن علي بن مسهر، وابن خزيمة (985) من طريق زياد بن عبد الله القشيري، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وروايتهما مختصرة. وانظر (7458) . الحديث: 8585 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 245 مِنْ نَوْمِهِ، فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " (1) 8587 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ ذَكَرَ: " أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسَلِّفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، قَالَ: ائْتِنِي بِشُهَدَاءَ أُشْهِدُهُمْ، قَالَ: كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا، قَالَ: ائْتِنِي بِكَفِيلٍ، قَالَ: كَفَى بِاللهِ كَفِيلًا (2) ، قَالَ: صَدَقْتَ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا، يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا، فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ، وَصَحِيفَةً مَعَهَا إِلَى صَاحِبِهَا، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا، ثُمَّ أَتَى بِهَا الْبَحْرَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي اسْتَسْلَفْتُ (3) فُلَانًا (4) أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَأَلَنِي كَفِيلًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللهِ كَفِيلًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا، فَقُلْتُ: كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا، فَرَضِيَ بِكَ، وَإِنِّي   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وسيتكرر برقم (8965) مطولًا، ويأتي تخريجه هناك، وانظر (7282) . (2) في نسخة على هامش (ظ3) و (ل) : وكيلاً. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: استلفت، وفي نسخة على هامش (ظ3) : تسلفت. (4) في (م) والنسخ المتأخرة: من فلان. الحديث: 8587 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 246 قَدْ جَهِدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ بِالَّذِي أَعْطَانِي (1) ، فَلَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا، وَإِنِّي اسْتَوْدَعْتُكَهَا، فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَطْلُبُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا يَجِيئُهُ (2) بِمَالِهِ، فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ، فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا كَسَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ، وَالصَّحِيفَةَ، ثُمَّ قَدِمَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ تَسَلَّفَ مِنْهُ، فَأَتَاهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَقَالَ: وَاللهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ، فَمَا وَجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُ فِيهِ، قَالَ: هَلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: أَلَمْ أُخْبِرْكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ هَذَا الَّذِي جِئْتُ فِيهِ، قَالَ: فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ بِهِ فِي الْخَشَبَةِ، فَانْصَرِفْ بِأَلْفِكَ رَاشِدًا " (3)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: بالذى له. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: يجيء. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2063) عن عبد الله بن صالح، والنسائي في اللقطة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/156 من طريق داود بن منصور، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وعلقه البخاري عن الليث بن سعد برقم (1498) و (2291) و (2404) و (2430) و (2734) و (6261) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" تعليقاً (6261) ، وفي "الأدب المفرد"= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 247 8588 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَسْوَدِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ فِي الْمَسْجِدِ ضَالَّةً، فَلْيَقُلْ لَهُ: لَا أَدَّاهَا اللهُ إِلَيْكَ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا " (1)   = (1128) ، وابن حبان (6487) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة. قوله: "نَقَرها"، قال السندي: أي: حفرها. "زجج" بزاي وجيمين، أولهما مشددة، قيل: أي: سمرها بمسامير من الزج، وهو سنان الرمح، وقيل: أي: سوى موضع النقر وأصلحه. "جَهَدْت" بفتح الجيم والهاء، أي: اجتهدت. "وَلَجَت" بتخفيف اللام، أي: دخلت في البحر. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عبد الله مولى شداد -واسمه سالم بن عبد الله النصري- من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو عبد الرحمن المقرىء: هو عبد الله بن يزيد المكي، وحيوة: هو ابن شريح، وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي المدني، يتيم عروة. وأخرجه مسلم (568) ، وأبو داود (473) ، وأبو عوانة 1/406، وابن حبان (1651) ، والبيهقي 2/447 و6/196 و10/102 من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرىء، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو عوانة 1/406 من طريق أبي زرعة المصري، عن حيوة بن شريح، به. وأخرجه الدارمي (1401) ، والترمذي (1321) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (176) ، وابن الجارود (562) ، وابن خزيمة (1305) ، وابن حبان (1650) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (154) ، والحاكم 2/56، والبيهقي= الحديث: 8588 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 248 8589 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ، بِمَكَّةَ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ (2) ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ لِمَرْوَانَ: أَحْلَلْتَ بَيْعَ الرِّبَا، فَقَالَ مَرْوَانُ: مَا فَعَلْتُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " أَحْلَلْتَ بَيْعَ الصُّكُوكِ، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الطَّعَامِ حَتَّى يَسْتَوْفِيَ " قَالَ: فَخَطَبَ النَّاسَ مَرْوَانُ، فَنَهَى عَنْ بَيْعِهَا، قَالَ سُلَيْمَانُ: فَنَظَرْتُ إِلَى حَرَسِ مَرْوَانَ يَأْخُذُونَهَا مِنْ أَيْدِي النَّاسِ (2)   = 2/447 من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة. وقع في مطبوع "سنن الدارمي": محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه. بزيادة: "عن أبيه"، وهو خطأ، والتصويب من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 253، ومصادر التخريج. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1454) ، وابن السني (153) من طريق عباد بن كثير، عن يزيد بن خصيفة، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن جده ثوبان رفعه. فجعله عباد بن كثير من مسند ثوبان، ولا يصح، فإن عباد بن كثير ضعيف. وسيأتي الحديث من طريق أبي عبد الله مولى شداد برقم (9457) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6676) . وعن بريدة الأسلمي عند مسلم (569) ، وسيأتي في "المسند" 5/360 و361. (1) ما بين المعترضتين ليس في (ظ3) و (عس) . (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير الضحاك بن عثمان ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح.= الحديث: 8589 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 249 8590 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نُعْمَانُ يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ الْجَزَرِيَّ (1) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ " (2) 8591 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ (3) ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ (4) ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ " (5)   = وأخرجه مسلم (1528) (140) عن إسحاق بن راهويه، عن عبد الله بن الحارث المخزومي، بهذا الِإسناد. وانظر (8365) . (1) ما بين المعترضتين ليس في (ظ3) و (عس) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين لأجل النعمان بن راشد، وسلف الكلام عليه عند هذا الحديث نفسه برقم (8306) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن راهويه في "مسنده" (476) ، وعنه النسائي في "الكبرى" (6745) عن عبد الله بن الحارث، بهذا الإسناد. (3) تحرف في (م) إلى: وهيب. (4) تحرفت في (م) إلى: أنا موسى. (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو يونس -واسمه سُليم بن جبير- ثقة من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين.= الحديث: 8590 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 250 8592 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُفْتَحُ الْأَرْيَافُ، فَيَأْتِي نَاسٌ إِلَى مَعَارِفِهِمْ فَيَذْهَبُونَ مَعَهُمْ (1) ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ (2) 8593 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ جَمِيعًا، وَلَا تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالْأَمَانَةُ جَمِيعًا " (3)   = وأخرجه مسلم (1470) (62) عن هارون بن معروف، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (8597) من طريق ابن لهيعة، عن أبي يونس. وانظر ما سلف برقم (8032) . (1) في (ظ3) و (عس) : معه، ووضع فوقها ضبة. (2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- اختلط وساء حفظه، وباقي رجاله ثقات. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، ويحيى بن النضر: هو الأنصاري السلمي. وانظر ما سلف برقم (8458) . قوله: "الأرياف"، قال السندي: أي: بلاد السعة والرخاء. (3) حديث حسن، ابن لهيعة حديثه حسن ما كان من رواية العبادلة عنه، وهذا منها= الحديث: 8592 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 251 8594 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا شَقِيٌّ "، قِيلَ: وَمَنِ الشَّقِيُّ؟ قَالَ: " الَّذِي لَا يَعْمَلُ بِطَاعَةٍ، وَلَا يَتْرُكُ لِلَّهِ مَعْصِيَةً " (1) 8595 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدَكُمْ هَذَا ذَهَبًا، أُنْفِقُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ، فَيَمُرُّ بِي ثَلَاثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْئًا (2) أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ " (3) 8596 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا سَلَامَانُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَصْبَحِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " سَيَكُونُ فِي   = فقد أخرجه عبد الله بن وهب في "جامعه" ص 73 و83 عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الِإسناد. (1) إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة. المقبري: هو سعيد بن كيسان. وأخرجه ابن ماجه (4298) من طريق عمرو بن هاشم، عن ابن لهيعة، بهذا الِإسنا د. (2) في (ظ3) و (عس) : إلا شيء. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (7484) . الحديث: 8594 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 252 أُمَّتِي دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ (1) بِبِدَعٍ مِنَ الْحَدِيثِ، بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لَا يَفْتِنُونَكُمْ (2) " (3) 8597 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا " (4) 8598 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ بَنِي (5) آدَمَ أَصَابَ   (1) في (م) : يحدثونكم. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: يفتنونكم. (3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وسلامان بن عامر جهله الحسيني، ونقل ابن حجر في "التعجيل" (388) عن ابن يونس أنه كان رجلاً صالحاً، وأما شيخه أبو عثمان الأصبحي فهو تابعي مخضرم، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل سوى ما ذكر الحسيني أنه مجهول، وانظر ترجمته في "التعجيل" (1343) . وأخرجه محمد بن وضاح القرطبي في "البدع" ص 29 من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (8267) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. وانظر ما سلف برقم (8591) . (5) في (م) والنسخ المتأخرة: ابن. الحديث: 8597 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 253 مِنَ الزِّنَا لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنَاهَا النَّظَرُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا اللَّمْسُ، وَالنَّفْسُ تَهْوَى، وَتُحَدِّثُ، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ " (1) 8599 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ، آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ، وَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} (2) [الأنعام: 158] " (3) 8600 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اكْلَفُوا مِنَ   (1) حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (30) ، وابن حبان (4422) من طريق جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (7719) . (2) قي (ظ3) و (عس) : صالحاً! (3) حديث صحيح، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع. وأخرجه البغوي (4243) من طريق جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج، بهذا الِإسناد. وسيأتي الحديث من طريق أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج برقم (9172) و (10859) . وانظر ما سلف برقم (7161) . الحديث: 8599 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 254 الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ خَيْرَ الْعَمَلِ أَدْوَمُهُ، وَإِنْ قَلَّ " (1) 8601 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (2) : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ (3) ، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ، عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللهِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا، وَسَلَانِي (4) مَا شِئْتُمَا " (5)   (1) حديث صحيح وإسناده كسابقه. وأخرجه ابن ماجه (4240) من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الِإسناد. وقد سلف الشطر الأول من حديث أبي هريرة برقم (7161) و (7495) و (8181) و (8546) بسند صحيح. ويشهد لشطريه حديث عائشة عند البخاري (6464) ، ومسلم (782) و (783) ، وسيأتي في "المسند" 6/61 و125. (2) قوله: "لبني عبد المطلب" لم يرد في (م) والنسخ المتأخرة. (3) قوله: "يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من الله" سقط من (م) ، وقوله: "يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله" وقع فيها في آخر الحديث. والصواب ما أثبتناه من الأصول الخطية. (4) في (م) والنسخ المتأخرة: واسألاني. (5) حديث صحيح، ابن لهيعة - وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع كما سيأتي في الحديثين رقم (9177) و (9793) . وانظر ما سلف برقم (8402) . قوله: "اشتروا أنفسكم"، قال السندي: أي: خلصوها.= الحديث: 8601 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 255 8602 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ , حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: لَأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِمَالِي، فَخَرَجَ بِهِ فَوَضَعَهُ فِي يَدِ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ يَتَحَدَّثُونَ، تُصُدِّقَ عَلَى فُلَانَةَ الزَّانِيَةِ، ثُمَّ خَرَجَ بِمَالٍ أَيْضًا: فَوَضَعَهُ فِي يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى فُلَانٍ السَّارِقِ، ثُمَّ خَرَجَ بِمَالٍ (2) أَيْضًا، فَوَضَعَهُ فِي يَدِ رَجُلٍ غَنِيٍّ، وقَالَ: لَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ: لَا يَدْرِي حَيْثُ وَضَعَهُ (3) ، فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ: وَضَعْتُ صَدَقَتِي عِنْدَ زَانِيَةٍ , ثُمَّ وَضَعْتُهَا عِنْدَ سَارِقٍ , ثُمَّ وَضَعْتُهَا عِنْدَ غَنِيٍّ (4) فَأُرِيَ فِي الْمَنَامِ: إِنَّ صَدَقَتَكَ قَدْ قُبِلَتْ، أَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا تَعَفَّفُ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا السَّارِقُ فَلَعَلَّهُ يُغْنِيَهُ (5) عَنِ السَّرَقِ (6) ، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فِي مَالِهِ " (7)   = "من الله"، أي: من عذابه. (1) لم يذكر الإِسناد في (م) والنسخ المتأخرة، وفيها مكانه: وبإسناده. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: بمال فقال أيضاً، بزيادة: "فقال". (3) في (ظ3) : تضعه، وفي (عس) : يضعه. (4) من قوله: "فقال: وضعت" إلى هنا سقط من (م) والنسخ المتأخرة. (5) في (م) والنسخ المتأخرة: أن يغنيه. (6) في (م) والنسخ المتأخرة: السرقة. (7) حديث صحيح دون قوله: "من بني إسرائيل"، ابن لهيعة -وإن كان سيىء= الحديث: 8602 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 256 8603 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ دَخَلَ مَسْجِدَنَا هَذَا لِيَتَعَلَّمَ خَيْرًا، أَوْ لِيُعَلِّمَهُ، كَانَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ دَخَلَهُ لِغَيْرِ ذَلِكَ، كَانَ كَالنَّاظِرِ إِلَى مَا لَيْسَ لَهُ " (1)   = الحفظ- قد توبع كما في الحديث الذى سلف برقم (8282) . قوله: "لو شئت"، قال السندي: بالخطاب لنفسه، والمراد تقدير أنه وضعه حيث لا يدري أنه المصرف. (1) حديث ضعيف، واختلِفَ على سعيد المقبري في إسناده، فرواه جمع عن أبي صخر -وهو حميد بن زياد الخراط، وتفرد حاتم بن إسماعيل فسماه في روايته حميد بن صخر! -، عن المقبري، عن أبي هريرة رفعه. وحميد هذا مختلف فيه، قال أحمد: ليس به بأس، ومثله قال ابن معين في رواية، وفي رواية أخرى ضعفه، وضعفه النسائي أيضاً. وساق حديثه هذا ابن عدي في "الكامل"، فمثله لا يقبل عند المخالفة. ورواه عبيد الله بن عمر، عن المقبري، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن كعب الأحبار، قوله. ورواه ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن كعب، قوله ذكر ذلك الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 191-192، ثم قال: وقول عبيد الله بن عمر أشبه بالصواب. رواه مالك في "الموطأ" 1/160-161 عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي بكر عبد الرحمن، قوله. وسيأتي الحديث من طريق حاتم بن إسماعيل، عن حميد بن صخر برقم (9419) ، ومن طريق حيوة بن شريح، عن أبي صخر برقم (10814) . وفي الباب عن سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" (5911) ، وأبي نعيم= الحديث: 8603 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 257 8604 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ سُلَيْمُ بْنُ جُبَيْرٍ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي جَبْهَتِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ " (1)   = في "الحلية" 3/254، وقال: غريب من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، تفرد به عنه ابنه عبد العزيز. قلنا: وفي سنده يعقوب بن حميد بن كاسب وهو مختلف فيه. (1) حديث حسن، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" ص 248 من طريق مجاعة بن ثابت، عن ابن لهيعة، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/379-380 و415 من طريق عبد الله بن المبارك، عن رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، به. وسقط من الموضع الثاني "رشدين بن سعد"، وهو ضعيف يعتَبَر به، لكن تابعه عبد الله بن وهب عند ابن عساكر كما في "شمائل الرسول" لابن كثير، ص 13. وسيأتي الحديث برقم (8943) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، وانظر ما سلف برقم (7506) . ويشهد لشطره الأول حديث جابر بن سمرة عند مسلم (2344) (109) ، وسيأتي في "المسند" 5/104. قوله: "كأن الشمس"، قال السندي: أي: نورها، وفيه تشبيه لَمَعانِ أنوار وجهه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلمعان أنوار الشمس، وخص الجبهة بالذكر لأنها محل الظهور.= الحديث: 8604 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 258 حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَعْطُوا الْعَامِلَ مِنْ عَمَلِهِ، فَإِنَّ عَامِلَ اللهِ لَا يَخِيبُ " (1) 8605 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَرْحَمُ اللهُ لُوطًا فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ " (2) 8606 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَيَفْرَحُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ بِخَلِفَتَيْنِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " فَآيَتَانِ (3) مِنْ   = "إنا لنجهد"، قيل: كنَعْلم من العلم أو الِإعلام، يقال: جهد الرجل دابته وأجهدها إذا حملها فوق طاقتها، أي: إنا لنتعب أنفسنا إذا مشينا معه قصداً لعدم الانقطاع عنه. (1) إسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وقد تفرد الإمام أحمد بهذا الحديث. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وقد سلف الحديث بسند صحيح من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، برقم (8279) . وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/88 من طريق محمد بن حرب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. (3) المثبت من (ل) ، وفي (عس) : فآيتين، وضبب عليها، وفي (ظ3) : بآيتين، وفي (م) والنسخ المتأخرة: وآيتان! الحديث: 8605 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 259 الكِتَابِ يَرْجِعُ (1) بِهِمَا إِلَى أَهْلِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ خَلِفَتَيْنِ " (2) 8607 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ، وَلَا يَدْعُو بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَدْ وَثِقَ بِعَمَلِهِ، فَإِنَّهُ إِنْ مَاتَ أَحَدُكُمُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لَا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلَّا خَيْرًا " (3) 8608 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ نَفْسٍ كُتِبَ عَلَيْهَا الصَّدَقَةُ كُلَّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنْ يَعْدِلَ   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: من كتاب الله فيخرج. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وسيأتي الحديث بنحوه بسند صحيح برقم (9152) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة مقيداً بالصلاة. وفي الباب عن عقبة بن عامر عند مسلم (803) ، وسيأتي في مسنده 4/154. قوله: "بخلفتين" بفتح خاء وكسر لام: الحامل من النوق، وكانت أعز أموال العرب. "آيتان"، أي: يتعلم آيتين في المسجد، فيرجع بهما إلى أهله خير من الرجوع بخلفتين. (3) حديث صحيح دون قوله: "إلا أن يكون قد وثق بعمله"، فإنها زيادة منكرة، وابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد سلف الحديث بسند صحيح برقم (8189) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة. الحديث: 8607 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 260 بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَأَنْ يُعِينَ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلَهُ عَلَيْهَا (1) وَيَرْفَعَ مَتَاعَهُ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ " (2) 8609 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ (3) ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَا يُؤْمِنُ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ " (4) 8610 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،   (1) في (م) زيادة: صدقة، ولم ترد في الأصول الخطية، وهو الصواب. (2) حديث صحيح، وابن لهيعة قد توبع. وأخرجه ابن خزيمة (1493) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث المصري، عن أبي يونس سليم بن جبير، به. وانظر ما سلف برقم (8183) . (3) في (عس) و (ل) : يهودياً أو نصرانياً، قال السندي: بتقدير "كان"، وبالرفع على أنه صفة "أحدٌ". (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وابن لهيعة قد توبع. وأخرجه مسلم (153) ، وأبو عوانة 1/104، وابن منده في "الإيمان" (401) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، سليم بن جبير، بهذا الِإسناد. وسلف الحديث برقم (8203) بسند صحيح عن همام بن منبه، عن أبي هريرة. الحديث: 8609 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 261 قَالَ: كَذَّبَنِي عَبْدِي، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ (1) لِيُكَذِّبَنِي، وَشَتَمَنِي عَبْدِي، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ (2) شَتْمِي، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ، فَيَقُولُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَالَّذِي بَدَأَنِي، وَلَيْسَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ (3) عَلَيَّ أَنْ أُعِيدَهُ مِنْ أَوَّلِهِ، فَقَدْ كَذَّبَنِي، إِنْ قَالَهَا، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ، فَيَقُولُ: اتَّخَذَ اللهُ وَلَدًا، أَنَا اللهُ أَحَدٌ الصَّمَدُ لَمْ أَلِدْ " (4) 8611 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا " (5)   (1) لفظة: "له" لم ترد في (ظ3) و (عس) ، وفي نسخة على هامش (ظ3) : لم يكن له تكذيبي. (2) في (ظ3) : يشتمني، والمثبت من باقي الأصول الخطية. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: أهون. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الحديث بسند صحيح برقم (8220) من طريق همام بن منبه، عن أبي هريرة. قوله: "لن يعيدني كالذى بدأني"، قال السندي: جوز بعضهم أن "الذى" يجيء موصولًا حرفياً، فإن حمل عليه، فالمعنى: لن يعيدني إعادة مثل البداية، ويحتمل أن الموصول اسمي، والكاف بمعنى على، أي: على الوجه الذى بدأني عليه، وفيه بُعْد، لأن مقصودَه إنكار الإعادة، وقيل: الكاف زائدة، والموصول فاعل. قوله: "أن أعيده"، بدل من: "آخر الخلق"، ثم الأقرب أن فيه قلباً، والمراد: وليس أول الخلق بأهون من آخره، أي الإعادة. (5) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، وسيتكرر الحديث برقم (8677) عن= الحديث: 8611 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 262 8612 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا " (1) 8613 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا كَانَ ثَلَاثَةٌ جَمِيعًا، فَلَا يَتَنَاجَ اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ " (2)   = يحيى بن إسحاق السيلحيني وحده. وسيأتي شطره الأول ضمن الحديث رقم (8838) من طريق أبي سعد الخير، عن أبي هريرة. وأما شطره الثاني فقد روي من طرق صحيحة عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7221) ، وانظر الحديث التالي برقم (8612) . وسيأتي في مسند عقبة بن عامر 4/156 من طريق ابن لهيعة، يرويه مرة عن الحارث بن يزيد ومرة عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عقبة بن عامر! وفي باب الاكتحال وتراً حديث ابن عباس، سلف برقم (3318) و (3320) . وحديث أنس عند البزار (كشف الأستار- 2982) ، وأبي الشيخ في "أخلاق النبي" ص 170، وعند تمام في "فوائده" (365) . وحديث ابن عمر في "معجم" الطبراني الكبير (13353) ، وسنده فيه ضعيفان. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر ما قبله. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الحديث بسند صحيح من حديث ابن مسعود برقم (3560) ، ومن حديث عبد الله بن عمرو برقم (6647) ، وانظر بقية شواهده هناك. الحديث: 8612 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 263 8614 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ "، فَقَالَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ: ادْعُ اللهَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ (1) ، أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، ثُمَّ قَالَ آخَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: " سَبَقَكَ (2) بِهَا عُكَّاشَةُ " (3) 8615 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ الْقَوْمُ الْأَزْدُ، طَيِّبَةٌ أَفْوَاهُهُمْ، بَرَّةٌ أَيْمَانُهُمْ، نَقِيَّةٌ قُلُوبُهُمْ " (4) 8616 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ،   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: يا رسول الله، ادع الله. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: قد سبقك، ولفظة: "بها"، زيدت من (عس) و (م) . (3) حديث صحيح، وابن لهيعة متابع. وأخرجه مختصراً مسلم (217) (370) ، وابن منده (972) من طريق حيوة بن شريح، عن أبي يونس، بهذا الإسناد. بلفظ: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا، زمرة واحدة منهم، على صورة القمر". وانظر ما سلف برقم (8016) . (4) حديث حسن، حسن -وهو ابن موسى الآشيب - تابعه عبد الله بن وهب، وحديثه عن ابن لهيعة صالح. فقد أخرجه ابن وهب في "جامعه" ص 6-7 عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. الحديث: 8614 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 264 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، [قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ] : قَالَ أَبِي: " لَمْ يَرْفَعْهُ "، قَالَ: " جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: أَجِبْ رَبَّكَ، فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ، فَفَقَأَهَا، فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: إِنَّكَ بَعَثْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي، قَالَ: فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي، فَقُلْ لَهُ الْحَيَاةَ تُرِيدُ، فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا وَارَتْ (1) يَدُكَ مِنْ شَعْرِهِ، فَإِنَّكَ تَعِيشُ بَهَا (2) سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ مَهْ (3) ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ يَا رَبِّ مِنْ قَرِيبٍ " (4) 8617 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً، يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ " (5)   (1) في (م) : دارت، وهو خطأ. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: لها. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: ثم ماذا؟ (4) رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن لهيعة، وقد روي الحديث من طريق صحيحة عن أبي هريرة، انظر ما سلف برقم (7646) . (5) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني. وأخرجه الحاكم 2/12، وعنه البيهقي 6/30 من طريق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى الغَسِيلي، عن عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن حماد بن سلمة، عن = الحديث: 8617 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 265 8618 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي (1) ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ أَفْضَلُ أَجْرًا عَنِ الْمَسْجِدِ " (2)   = محمد بن عمرو، بهذا الِإسناد. بلفظ: "من احتكر يريد أن يتغالى بها على المسلمين، فهو خاطىء، وقد برئت منه ذمة الله". وإبراهيم الغسيلي قال ابن حبان: كان يسرق الحديث. وانظر حديث ابن عمر الذى سلف برقم (4880) ، وذكرت شواهده هناك. قوله: "من احتكر حُكْرة"، قال السندي: في "القاموس": الحُكرة بالضم: اسم من الاحتكار، وأصله الجمع والِإمساك، أي: اختزن طعاماً وحبسه ليقل فيغلو. "يغلي" من أغلاه، والمجرد منه غلا يغلو: ضد رخص. "فهو خاطىء": أي: آثم. قال النووي في "شرح مسلم" 11/43: قال أصحابنا: الاحتكار المحرم هو الاحتكار في الأقوات خاصة، وهو أن يشتري الطعام في وقت الغلاء للتجارة، ولا يبيعه في الحال، بل يدخره ليغلو ثمنه، فأما إذا جاء من قريته، أو اشتراه في وقت الرخص وادخره أو ابتاعه في وقت الغلاء لحاجته إلى أكله، أو ابتاعه ليبيعه في وقته، فليس باحتكار، ولا تحريمَ فيه، ثم قال: والحكمة في تحريمه دفع الضرر عن عامة الناس. (1) في (م) و (س) : وأخبرني، وضبب عليها في (س) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الرحمن بن مهران لم يرو عنه غيرُ ابن أبي ذئب -واسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث-، ولم يوثقه غير ابن حبان، فهو في عداد المجهولين، وقال الدارقطني: يعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح.= الحديث: 8618 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 266 8619 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ (1) بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُخْبِرُ أَبَا قَتَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُبَايَعُ لِرَجُلٍ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ هَذَا الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ، فَلَا تَسَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ " (2) 8620 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ يَعْنِي ابْنَ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ،   وأخرجه ابن أبي شيبة 2/207، وعنه ابن ماجه (782) عن وكيع بن الجراح، وأخرجه عبد بن حميد (1458) عن أبي علي الحنفي، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/352 عن عبد الرحمن بن مهران، به. وسيأتي برقم (9531) . وفي فضل كثرة الخطا إلى المساجد لبُعد المنزل انظر حديث أنس عند البخاري (655) و (656) ، وسيأتي في مسنده 3/106 و182. وحديث جابر بن عبد الله عند مسلم (664) و (665) ، وسيأتي 3/332. وحديث أبي بن كعب عند مسلم (663) ، وسيأتي 5/133. (1) تحرف في (م) إلى: حسن. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سعيد بن سِمْعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام" وأصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة. وانظر (7910) . الحديث: 8619 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 267 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حُرِّمَتِ الْخَمْرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ، فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا، فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 219] (2) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، إِنَّمَا قَالَ: {فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} [البقرة: 219] ، وَكَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ. حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ (3) مِنَ الْأَيَّامِ، صَلَّى رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، أَمَّ أَصْحَابَهُ فِي الْمَغْرِبِ، خَلَطَ فِي قِرَاءَتِهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهَا آيَةً أَغْلَظَ مِنْهَا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] ، وَكَانَ النَّاسُ يَشْرَبُونَ حَتَّى يَأْتِيَ أَحَدُهُمُ الصَّلَاةَ وَهُوَ مُفِيقٌ. ثُمَّ أُنْزِلَتْ آيَةٌ أَغْلَظُ مِنْ ذَلِكَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] ، فَقَالُوا: انْتَهَيْنَا رَبَّنَا، فَقَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَاسٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَاتُوا عَلَى   (1) قوله: "على نبيه" لم ترد في (ظ3) . (2) في (م) زيادة: (وإثمهما أكبر من نفعهما) . (3) هكذا في (م) : "يوم"، بالرفع، على أن كان تامة، وهو الجادة، وفي الأصول الخطية "يوماً" بالنصب، ووجهه السندي بقوله: أي: إذا كان الزمان يوماً. وهو بعيد. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 268 فُرُشِهِمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَيَأْكُلُونَ الْمَيْسِرَ، وَقَدْ جَعَلَهُ اللهُ رِجْسًا، مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ، فَأَنْزَلَ اللهُ: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا} [المائدة: 93] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ لَتَرَكُوهَا كَمَا تَرَكْتُمْ " (1) 8621 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي-، ولجهالة أبي وهب مولى أبي هريرة فقد روى عنه اثنان: أبو معشر وهو ضعيف، وجميل بن بشر أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/519 وجهله، وأبو وهب ذكره ابن سعد في "الطبقات" (56) ، وقال: كان قليل الحديث. وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد. وفي باب تحريم الخمر ثلاث مرات حديث عمر بن الخطاب الذى سلف في "المسند" برقم (378) . وعن ابن عمر عند الطيالسي (1957) ، وعند الطبري في "التفسير" 2/361، وسنده ضعيف. وعن الشعبي وقتادة والسدي وغيرهم عند الطبري 2/362-363. وفي باب العفو عن الذين شربوا الخمر وماتوا قبل تحريمها حديث ابن عباس، سلف برقم (2088) ،وذكرنا شواهده هناك. قوله: "وهو مفيق"، قال السندي: من الإفاقة، يريد أنهم أخذوا في الشرب في وقت بعيد عن أوقات الصلاة. الحديث: 8621 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 269 وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ، وَمَنْ صَامَ تَطَوُّعًا وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ لَمْ يَقْضِهِ، فَإِنَّهُ لَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ حَتَّى يَصُومَهُ " (1) 8622 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَنْثِرْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ " (2)   (1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، وعبد الله بن رافع: هو المخزومي المدني. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3308) من طريق عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد -ولفظه: "من أدركه رمضان، وعليه رمضان آخر لم يقضه، لم يتقبل منه"، وقال: لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة. قوله: "لم يتقبل منه"، قال السندي: أي صم الذى أدركه. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، ومحمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي. وأخرجه البخاري (3295) ، والنسائي في "المجتبى" 1/67، وفي "الكبرى" (96) ، والبيهقي 1/49، والبغوي (212) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم (238) (23) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وابن خزيمة (149) من = الحديث: 8622 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 270 8623 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الَّتِي أُقِيمَتْ " (1)   = طريق يحيى بن أيوب، ثلاثتهم عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، بهذا الِإسناد -وفيه عندهم: "إذا استيقظ أحدكم من منامه، فليستنثر ثلاث مرات ... ". وسلف من طريق أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة برقم (7221) ولفظه: "من توضأ فلينثر، ومن استجمر فليوتر". قوله: "فليستنثر"، قال السندي: قيل: من استنثر: إذا حرك النَّثْرة، وهي طرف الأنف. "يبيت على خياشيمه" في "المجمع": الخيشوم أعلى الأنف، وقيل: كله، وكونه مبيت الشيطان إما حقيقةً، لأنه أحد منافذ الجسم التي يتوصل منها إلى القلب، وإما مجازاً، فإن ما ينعقد فيه من الغبار والرطوبة قذاراتٌ توافق الشيطان. (1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ، وأبو تميم الزهري لم يرو عنه غير عياش بن عباس، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 470 بعد أن نقل عن الحسيني أنه مجهول: قد ذكره الحافظ أبو أحمد فيمن لم يعرف اسمه، وكذا ذكره ابن يونس في "تاريخ علماء مصر"، ولم يُعرفا من حاله بشيء. وباقي رجال الِإسناد ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4128) و (4129) من طريق الليث بن سعد، عن عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، عن أبيه، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/372، والطبراني في "الأوسط" (8649) من طريق الليث بن سعد، عن عبد الله بن عياش بن عباس، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة! بذكر أبي سلمة بدل أبي تميم.= الحديث: 8623 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 271 • 8624 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، وقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بُكَيْرَ بْنَ الْأَشَجِّ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ خَالِدٍ الدُّؤَلِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّ النَّضْرَ بْنَ سُفْيَانَ الدُّؤَلِيَّ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَلَعَاتِ الْيَمَنِ، فَقَامَ بِلَالٌ يُنَادِي، فَلَمَّا سَكَتَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ هَذَا يَقِينًا، دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1)   = قلنا: وهذا الحديث بهذا اللفظ منكر، إذ مقتضاه أنه إذا لم يصل الظُهر وأقيمت صلاة العصر فلا تصلى إلا العصر، لأنه قال: "فلا صلاة إلا التي أقيمت"، ويدل هذا على بطلان لزوم الترتيب بين المكتوبات إذا أقيمت المتأخرة، وهو خلاف ما ذهب إليه الجمهور، والله تعالى أعلم. وانظر "المغني" لابن قدامة 2/336 وما بعده. وقد صح الحديث عن أبي هريرة بلفظ: "إذا أقيمت الصلاة، فلا صلاة إلا المكتوبة"، انظر ما سلف برقم (8379) ، وما سيأتي برقم (9873) و (10698) و (10874) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، علي بن خالد الدؤلي روى له النسائي ووثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والنضر بن سفيان روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ويقال: إن له إدراكاً، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه المزي في ترجمة علي بن خالد من "تهذيب الكمال" 20/420 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 2/24، وابن حبان (1667) ، والحاكم 1/204 من طرق عن عبد الله بن وهب، به. وعند ابن حبان: بتلعات النخل، وليس في رواية النسائي= الحديث: 8624 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 272 8625 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مُنْتَظِرُ الصَّلَاةِ مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ، كَفَارِسٍ اشْتَدَّ بِهِ فَرَسُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَلَى كَشْحِهِ، تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ اللهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُومُ (1) ، وَهُوَ فِي الرِّبَاطِ   = والحاكم هذا الحرف. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/87، فقال: قال أحمد بن عيسى: أخبرنا ابن وهب، به، بلفظ: "كنا مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتلعات التمر، فقام بلال ينادي، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من قال مثل ما قال دخل الجنة". وفي الباب عن أنس عند أبي يعلى برقم (4138) ، وإسناده ضعيف. وأخرج مسلم (31) من حديث أبي كثير، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "من لقيتَ يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه، فبشِّره بالجنة". وانظر ما سيأتي برقم (9466) . وسيأتي في "المسند" 5/236 بإسناد صحيح عن جابر، مرفوعاً: "من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه، أو يقيناً من قلبه، لم يدخل النار، أو دخل الجنة". وعن عتبان بن مالك، مرفوعاً: "إن الله قد حرَم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله"، متفق عليه، وسيأتي في "المسند" 4/44. قوله: "بتلعات اليمن"، قال السندي: هي مسايل الماء من علو إلى أسفل، جمع تلعة، وقيل: من الأضداد، يقع على ما انحدر من الأرض وأشرف منها. "من قال مثل ما قال"، قال السندي: لاستلزامه الإِيمان المؤدي إلى الجنة قطعاً. (1) كذا في الأصول الخطية و (م) : يقوم، والجادة: يَقُم، كما في رواية الطبراني، وما هنا جائز على قلة، قال في "المغني" 1/277: "لم" حرف جزم لنفي المضارع وقلبه ماضياً، نحو (لَم يَلِدْ ولم يولَدْ) الآية، وقد يرفع الفعل المضارع = الحديث: 8625 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 273 الْأَكْبَرِ " (1) 8626 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّا نَكُونُ بِهَذَا الرَّمْلِ فَلَا نَجِدُ الْمَاءَ، وَيَكُونُ فِينَا الْحَائِضُ، وَالْجُنُبُ، وَالنُّفَسَاءُ، فَيَأْتِي عَلَيْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ لَا تَجِدُ الْمَاءَ، قَالَ: " عَلَيْكَ   = بعدها، كقوله: لولا فوارسُ من نعمٍ وأسرتهم يومَ الصُّليعاءِ لم يوفونَ بالجارِ فقيل: ضرورة، وقال ابن مالك: لغة. (1) إسناده حسن، نافع بن سليمان، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن مهران، فقد روى له مسلم في "صحيحه" حديثاً واحداً، وروى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8140) من طريق ابن لهيعة، عن نافع بن سليمان، عن يحيى بن سليم، عن عبد الرحمن بن مهران، بهذا الِإسناد. فأدخل يحيى بنَ سليم بين نافعٍ وعبد الرحمن. وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن مهران إلا يحيى بن سليم، ولا عن يحيى إلا نافع بن سليمان، تفرد به ابن لهيعة. قلنا: يحيى بن سليم: هو ابن رباح، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحاً ولاتعديلاً، وابن لهيعة سيئ الحفظ. وانظر ما سلف برقم (7430) و (7729) . قوله: "على كشحه"، قال السندي: الكشح: الخصر، والجار والمجرور متعلق باشتد، لتضمينه معنى الطرح، والله أعلم. الحديث: 8626 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 274 بِالتُّرَابِ " يَعْنِي التَّيَمُّمَ (1) 8627 - حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الرَّاسِبِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " وَيْلٌ لِلْأُمَرَاءِ، وَيْلٌ لِلْعُرَفَاءِ، وَيْلٌ لِلْأُمَنَاءِ، لَيَتَمَنَّيَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ ذَوَائِبَهُمْ كَانَتْ مُعَلَّقَةً بِالثُّرَيَّا، يَتَذَبْذَبُونَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَلَمْ يَكُونُوا عَمِلُوا عَلَى شَيْءٍ " (2)   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لأجل المثنى بن الصباح. وأخرجه البيهقي 1/216 من طريق الحسن بن حفص، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد. وقال بإثره: هذا حديث يعرف بالمثنى بن الصباح، عن عمرو، والمثنى غيرُ قوي. وانظر (7747) . (2) إسناده حسن، عباد بن أبي علي، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو متابع، هشام: هو الدستوائي، أبو حازم - يحتمل أن يكون الأشجعي، ويحتمل أن يكون مولى أبي رهم الغفاري، وكلاهما ثقة، وكلاهما يروي عنه عباد، وجاء في رواية ابن حبان من طريق هشام بن حسان القردوسي عن أبي حازم مولى أبي رهم الغفاري، وقد اعتبر الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/290، و"إتحاف المهرة" 5/186 رواية المصنف وغيره من هذا الطريق من حديث أبي حازم سلمان الأشجعي. وأخرجه الطيالسي (2523) ، وأبو يعلى (6217) ، وابن خزيمة في السياسة كما في "إتحاف المهرة" 5/186، والحاكم 4/91، والبيهقي 10/97، والبغوي (2468) من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه ابن حبان (4483) من طريق معمر، عن هشام بن حسان = الحديث: 8627 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 275 8628 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِتَمَرَاتٍ، فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ لِي فِيهِنَّ بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: فَصَفَّهُنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا، فَقَالَ لِي: " اجْعَلْهُنَّ فِي مِزْوَدٍ، فَأَدْخِلْ يَدَكَ، وَلَا تَنْثُرْهُ " قَالَ: "   = القردوسي، عن أبي حازم مولى أبي رهم الغفاري، به. وأخرجه عبد الرزاق (20660) عن معمر، عن صاحب له، أن أبا هريرة، فذكره موقوفاً. وسيأتي برقم (10759) من طريق هشام الدستوائي، به. وسيأتي بنحوه من غير هذا الطريق عن أبي هريرة برقم (8901) و (10737) : أن مروان قال: انظروا من ترون بالباب؟ قالوا: أبو هريرة، فقال: يا أبا هريرة، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أوشك الرجل أن يتمنى أنه خر من الثريا وأنه لم يتول أو يلِ من أمر الناس شيئاً". وفي الباب عن عائشة عند أبي يعلى (4745) ، والطبراني في "الأوسط" (3892) ، وإسناده ضعيف. قوله: "ويل للعرفاء"، قال السندي: العريف: هو القيم بأمر القبيلة، ويتعرف الأمير منه أحوالهم لمعرفته بها. والعرافة بالكسر: عمله، وبالفتح: كونه عريفاً، وهو فعيل بمعنى فاعل، وفي الحديث تحذير من التعرض للرياسة، والتأمر على الناس لما فيه من الفتنة، ولأنه إذا لم يؤد الأمانة فيه أثم واستحق من الله العقوبة. "للأمناء" على أموال اليتامى ونحوها. "ذوائبهم" جمع ذؤابة، وهي الشعر المضفور من الرأس. "عملوا" على بناء المفعول من التعميل، أي: جعلوا عاملين، أو على بناء الفاعل من العمل، والله تعالى أعلم. الحديث: 8628 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 276 فَحَمَلْتُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا وَسْقًا فِي سَبِيلِ اللهِ، وَنَأْكُلُ، وَنُطْعِمُ، وَكَانَ لَا يُفَارِقُ حَقْوِي، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، انْقَطَعَ عَنْ حَقْوِي، فَسَقَطَ " (1) 8629 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ (2) عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ مِنْ تَلْبِيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ " (3)   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المهاجر -وهو ابن مخلد- فقد روى له أصحاب السنن، وروى عنه جمع، وقال ابن معين: صالح، وقال الساجي: صدوق معروف، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحسن له الترمذي حديثه هذا. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وأبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحي. وأخرجه الترمذي (3839) ، وابن حبان (6532) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/109 من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل" (341) من طريق أيوب السختياني، عن المهاجر بن مخلد، به. وأخرجه بنحوه البيهقي 6/109-110 من طريق محمد بن سيرين، وأبو نعيم (342) ، والبيهقي 6/110-111 من طريق أبي منصور، كلاهما عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8299) . (2) في (م) : عبد العزيز عن عبد الله، وهو خطأ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8497) . الحديث: 8629 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 277 8630 - حَدَّثَنَا حُجَيْن بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أُذَيْنٍ (1) ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ كُلَّهُ، حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي (2) الْمُزَاحَةِ، وَيَتْرُكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ صَادِقًا " (3)   (1) تحرف في (م) إلى: زاذان. (2) تحرف في (م) إلى: من. (3) إسناده ضعيف، مكحول -وهو أبو عبد الله الشامي- لم يسمع من أبي هريرة، ومنصور بن آذِين لم يرو عنه غير عبد العزيز بن أبي سلمة، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" (1070) : مجهول، وقال الحسيني في "الإِكمال" (885) عن حديثه هذا: منكر. وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد، وسيأتي مرة أخرى برقم (8766) . وفي الباب عن أبي أمامة، مرفوعاً: "أنا زعيم ببيت في رَبَض (أي: ما حولها) الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وَسَط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَن خلقه". أخرجه أبو داود (4800) ، ومن طريقه البيهقي 10/249، وفي إسناده ضعف. وبنحو هذا اللفظ عن أنس بن مالك عند ابن ماجه (51) ، والترمذي (1993) ، وإسناده ضعيف أيضاً. وعن ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11290) ، وعن ابن عمر عنده في "الأوسط" (882) ، وعن معاذ بن جبل عنده أيضاً في "الكبير"20/ (217) ، وفي "الأوسط" (5324) ، وأسانيدها ضعيفة، لكن بمجموع هذه الشواهد يمكن تحسين الحديث باللفظ الذى أوردناه من حديث أبي أمامة. قوله: "الإيمان كله"، قال السندي: عبارة عن كمال الإيمان.= الحديث: 8630 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 278 8631 - حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَإِذَا قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ لَهُ أَخُوهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قِيلَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللهُ: فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ " (1)   = "ويترك المراء"، أي: الجدال والخصام. "وإن كان صادقاً"، أي: في دعواه، ولعل محمله ما إذا كان الأمر مستغنى عنه، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد العزيز: هو ابن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6224) ، وفي "الأدب المفرد" (921) و (927) ، وأبو داود (5033) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (232) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4012) ، وابن السني في "اليوم والليلة" (254) ، والبيهقي في "الشعب" (9334) و (9335) ، وفي "الآداب" (317) ، والبغوي (3341) من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة، بهذا الِإسناد. زاد أبو داود، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (9334) ، وفي "الآداب": "على كل حال" بعد قوله: الحمد لله. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 8/34 من طريق عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن دينار، به. وسيأتي في معناه برقم (9530) من طريق أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِن الله عز وجل يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فمن عطس فحمد الله، فحق على من سمعه أن يقول: يرحمك الله، وإذا تثاب أحدكم فليرده ما استطاع، ولا يقل آه آه، فإن أحدكم إذا فتح فاه فإن الشيطان يضحك منه = الحديث: 8631 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 279 8632 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ (1) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ " (2) 8633 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ فَرُّوخَ الْجُرَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يَقُولُ: تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، " فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ، يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلَاثًا، يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ (3) يُوقِظُ هَذَا، وَيُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا " قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ تَصُومُ؟ قَالَ: " أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ   = أو به". وفي الباب بذكر الزيادة التي عند أبي داود عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (973) و (995) ، وسنده ضعيف. وعن أبي أيوب، سيأتي 5/419، وسنده ضعيف. وعن سالم بن عبيد الأشجعي، سيأتي 6/7-8، وسنده ضعيف. وعن أبي مالك الأشعري عند الطبراني (3441) ، وسنده ضعيف. وعن عائشة دون هذه الزيادة، سيأتي في مسندها 6/79، وسنده ضعيف أيضاً. (1) قوله: "حدثنا أيوب" سقط من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- من رجال البخاري، وباقي رجاله رجال الشيخين. يونس: هو ابن محمد بن مسلم المؤدب، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وانظر (7153) . (3) في (م) زيادة: يرقد، ولم ترد في شيء من الأصول الخطية. الحديث: 8632 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 280 مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلَاثًا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ (1) كَانَ آخِرُ (2) شَهْرِي " قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ، إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ وَمَا كَانَ فِيهِنَّ شَيْءٌ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنْهَا، إِنَّهَا شَدَّتْ مَضَاغِي " (3) 8634 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ (4) ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ - أَوْ رَجُلًا - كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ، فَفَقْدَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَ عَنْهُ؟ فَقَالُوا: مَاتَ، فَقَالَ: " أَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ "، قَالُوا: إِنَّهُ كَانَ (5) ، قَالَ: فَقَالَ: " دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ "،   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: لي حادث. (2) في (ظ3) : أجر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10690) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقد سقط منه في المطبوع: يونس بن محمد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (13) ، والبخاري (5411) و (5441) من طرق عن حماد بن زيد، به. وانظر (7965) . قوله: "تضيفت"، قال السندي: أي: نزلت ضيفاً عنده. "يعتقبون": أي يقتسمونه بالنوبة. "حَشَفَة" بفتحتين، أي: رديئة يابسة. (4) في (م) : يونس ثنا محمد، وهو خطأ. (5) كذا في جميع النسخ الخطية، وفي رواية عفان الآتية برقم (9037) : "إنه = الحديث: 8634 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 281 فَدَلُّوهُ فَأَتَى قَبْرَهُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ (1)   = كان ليلاً "، وفي البخاري: "إن كان كذا وكذا -قصته-، قال: فحقروا شأنه"، وفي مسلم نحوه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه الطيالسي (2446) ، والبخاري (458) و (460) و (1337) ، ومسلم (956) (71) ، وأبو داود (3203) ، وابن ماجه (1527) ، وابن خزيمة (1299) ، والبيهقي 4/47، والبغوي (1499) من طرق عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد. زاد الطيالسي ومسلم والبيهقي في روايتهم: "إن هذه القبور مملوءةٌ ظلمةً على أهلها، وإن الله ينورها عليهم بصلاتي". وستأتي هذه الزيادة ضمن الحديث (9037) عن عفان بن مسلم، عن حماد بن زيد: قال ثابت عند ذاك، أو في حديث آخر ... فذكرها. قال البيهقي في "السنن": والذى يغلب على القلب أن تكون هذه الزيادة في غير رواية أبي رافع، عن أبي هريرة، فإما أن تكون عن ثابت، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلةً، كما رواه أحمد بن عبدة ومن تابعه، أو عن ثابت، عن أنس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما رواه خالد بن خداش، وقد رواه غير حماد عن ثابت، عن أبي رافع، فلم يذكرها. قلنا: قد تابع حماد بن زيد اثنان على وصله من حديث أبي هريرة، فقد أخرجه الطيالسى (2446) عن أبي عامر صالح بن رستم، وأبو يعلى (6429) ، وعنه ابن حبان (3086) من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 4/47 و48 من طريق يونس بن عبيد وحماد بن واقد، أربعتهم عن ثابت، به. وعندهم -غير البيهقي- الزيادة المذكورة. وأما حديث أنس الذى أشار إليه البيهقي فسيأتي في مسنده 3/150 عن سليمان بن داود، عن أبي عامر الخزاز صالح بن رستم، عن ثابت، عنه.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 282 8635 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ " (1) 8636 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ فَاطِمَةَ، جَاءَتْ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَا لَهَا: إِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي لَا أُوَرَّثُ " (2)   = وسيأتي حديث أبي هريرة مختصراً برقم (9272) عن عفان، عن حماد بن زيد، بلفظ: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلًى على قبرٍ. وأخرجه ابن خزيمة (1300) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، دون ذكر الزيادة. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1962) . وعن يزيد بن ثابت، سيأتي 4/388. وعن عامر بن ربيعة عند ابن ماجه (1529) . وعن أبي سعيد عند ابن ماجه (1533) . وعن جابر عند النسائي 4/85. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7240) . (2) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، وباقي رجاله رجال الصحيح. وسلف الحديث مكرراً سندا ومتنا في مسند أبي بكر برقم (79) . الحديث: 8635 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 283 8637 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ مُؤْمِنٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ بَعْدَهُ " (1) 8638 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ " (2) 8639 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ فَيَسْمَعُ الْحِكْمَةَ، ثُمَّ لَا يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا بِشَرِّ مَا سَمِعَ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا، فَقَالَ: يَا رَاعِيَ، أجزرني (3) شَاةً مِنْ غَنَمِكَ، قَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7575) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. علي بن الحكم: هو البناني البصري. وانظر (7571) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: اجْزُرْ لِي. (4) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ولجهالة أوس بن= الحديث: 8637 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 284 8640 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ عَفَّانُ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَيْتُ (1) لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ فَوْقَ - قَالَ عَفَّانُ: فَوْقِي - فَإِذَا أَنَا بِرَعْدٍ وَبَرْقٍ وَصَوَاعِقَ "، قَالَ: " فَأَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا، فَلَمَّا نَزَلْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، نَظَرْتُ أَسْفَلَ (2) مِنِّي فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّيَاطِينُ يُحَرِّفُونَ (3) عَلَى   = خالد. وأخرجه ابن ماجه (4172) ، وأبو الحسن القطان في زياداته عليه من طريق الحسن بن موسى وحده، عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وأخرجه بنحوه الطيالسي (2563) ، وأبو يعلى (6388) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (291) ، وابن عدي 5/1843، والبيهقي في "الشعب" (1788) من طرق عن حماد بن سلمة، به. وسيأتي برقم (9260) و (10606) . قوله: "أجزرني شاة"، قال السندي: بجيم وزاي معجمة وراء مهملة من أجزرته: إذا أعطيته شاة تذبح، أو تصلح للذبح. (1) لفظة "رأيت" سقطت من (م) . (2) في (ظ3) : إلى أسفل. (3) في (م) : يحومون، وفي (عس) ونسخة على هامش (ظ3) : يخرقون. الحديث: 8640 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 285 أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ، أَنْ لَا يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَوْا الْعَجَائِبَ " (1) 8641 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي (2) قَالَ: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ " هِشَامٌ، وَعَمْرٌو (3) 8642 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   (1) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، وجهالة أبي الصلت. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/307، وعنه ابن ماجه (2273) عن الحسن بن موسى وحده، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" 5/37 من طريق الحجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. ورواية ابن ماجه مختصرة وسيأتي برقم (8857) . قوله: "تُرى"، قال السندي: على بناء المفعول، أي: ترى تلك الحيات. "برهج"، أي: غبار. "يحرفون" كيضربون، أي: يصرفون، يقال: حرف الشيء عن وجهه، صرفه. وتعديته بعلى، لتضمين معنى الاستيلاء. (2) لفظة: "يعني" جاءت في (م) بعد قوله: "مؤمنان"، والمثبت هو الموافق للأصول الخطية. (3) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة. أبو كامل: هو مظفر بن مدرك الخراساني. وهو من طريق أبي كامل مكرر (8042) . وانظر ما بعده. الحديث: 8641 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 286 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ " (1) 8643 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ والْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ " (2) 8644 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُقَدَّمُ، وَشَرُّ صُفُوفِ الرِّجَالِ الْمُؤَخَّرُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ، وَشَرُّ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُقَدَّمُ " (3) 8645 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ   (1) إسناده حسن كسابقه. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 4/191، والنسائي في "الكبرى" (8300) ، والحاكم 3/452 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (8042) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد بن سلمة من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. وانظر (8053) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8428) . الحديث: 8643 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 287 أَيَّامٍ، فَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ " (1) 8646 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَقَدْ أُعْطِيَ أَبُو مُوسَى مِنْ (2) مَزَامِيرِ دَاوُدَ " (3) 8647 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ   (1) إسناده حسن، عاصم بن بهدلة، حديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو داود (3749) عن موسى بن إسماعيل ومحمد بن محبوب، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7873) . (2) لفظة: "من" سقطت من (م) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وسيأتي برقم (8820) و (9806) . وفي الباب عن بريدة، سيأتي 5/349، وهو عند مسلم برقم (793) (235) . وعن عائشة، سيأتي 6/37. وعن أبي موسى الأشعري عند البخاري (5048) ، ومسلم (793) (236) . وعن أنس عند ابن سعد 2/344-345 بسند صحيح. قوله: "مزامير داود"، قال السندي: جمح مزمار، وهو قصبة يزَمر بها. الحديث: 8646 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 288 الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ مُشَاةٌ، وَصِنْفٌ رُكْبَانٌ، وَصِنْفٌ عَلَى وُجُوهِهِمْ "، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَمْشُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ؟ وَقَالَ عَفَّانُ: يَمْشُونَ (1) ، قَالَ: " إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَرْجُلِهِمْ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَمَا إِنَّهُمْ يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كُلَّ حَدَبٍ وَشَوْكٍ " (2) 8648 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،   (1) ما بين المعترضتين سقط من (م) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد، وجهالة أوس: وهو ابن خالد الحجازي. وأخرجه الترمذي (3142) من طريق الحسن بن موسى -وقرن به سليمانَ بن حرب- بهذا الِإسناد. وأخرجه الطيالسي (2566) عن حماد بن سلمة، به. وسيتكرر عن عفان بن مسلم وحده برقم (8755) . وله شاهد عن معاوية بن حيدة القشيري، سيأتي 4/446-447، وآخر عن أبي ذر، سيأتي 5/164. ويشهد للقسم الأخير منه حديث أنس عند البخاري (4760) ، ومسلم (2806) ، وسيأتي 3/167 و229. قوله: "صنف مشاة، وصنف ركبان"، قال السندي: هم أهل الِإيمان، عوامهم وخواصهم. "يتقون بوجوههم كل حَدَب"، الحدب، بفتحتين: الغليظ المرتفع من الأرض، أي: يجعلون وجوههم مكان الأيدي والأرجل في التوقي عن مؤذيات الطرق، وقد غُلت أيديهم وأرجلهم، وذلك لمّا لم يجعلوها ساجدة لخالقها. الحديث: 8648 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 289 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ،، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ، فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ النَّارَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا، فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " (1) 8649 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ: " اللهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ   (1) إسناده حسن، محمد بن عمرو بن علقمة حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو داود (4744) ، ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور" (167) ، عن موسى بن إسماعيل، وابن حبان (7394) ، والبيهقي (167) من طريق عبد الملك بن عبد العزيز أبي نصر التمار، والحاكم 1/26-27 من طريق عفان بن مسلم، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (8398) . الحديث: 8649 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 290 الْمَصِيرُ " (1) 8650 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُمَيْدٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَصَالِحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ مِنَ النَّاسِ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/244 عن الحسن بن موسى، بهذا الإِسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (8) ، وابن حبان (964) من طريقين عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1199) ، وأبو داود (5068) ، وابن ماجه (3868) ، والترمذي (3391) ، والنسائي (564) ، وابن حبان (965) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (35) ، والبغوي (1325) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وبعضهم رواه مطولًا بزيادة: وإذا أمسى قال: "اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور". وسيأتي برقم (10763) . (2) حديث صحيح، وله إسنادان: أما الِإسناد الأول فحسن، حماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قبل الاختلاط في رأي بعض أهل العلم، وأما الِإسناد الثاني -وهو حماد بن سلمة عن حميد وثابت وصالح- ففيه انقطاع، لأن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة. وأخرجه ابن حبان (328) ضمن حديث طويل من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة. الحديث: 8650 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 291 8651 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا عَادَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ - أَوْ زَارَهُ - قَالَ حَسَنٌ: فِي اللهِ - يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " طِبْتَ، وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مَنْزِلًا فِي الْجَنَّةِ "، قَالَ عَفَّانُ: " مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا "، قَالَ حَسَنٌ: " فِي اللهِ "، وَلَمْ يَقُلْهُ عَفَّانُ (1) 8652 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   = فجعله من حديث الأغر، وهو اسمه، وكنيته أبو مسلم، وأما سلمان الأغر فكنيته أبو عبد الله، وكلاهما ثقة. وسيأتي الحديث برقم (9254) عن عفان، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن الأغر، ولم ينسبه، ويغلب على الظن أنه أبو مسلم، والله أعلم. وأخرجه أبو يعلى (6189) ، وابن حبان (810) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة، وإسناده حسن. وقد سلف ضمن حديث مطول بسند صحيح من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (7422) ، وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة برقم (10253) . وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/138. (1) إسناده ضعيف لضعف أبي سنان -واسمه عيسى بن سنان القسملي- وأخرجه عبد بن حميد (1451) عن الحسن بن موسى، بهذا الِإسناد. وانظر (8325) . الحديث: 8651 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 292 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَبِسْتُمْ، وَإِذَا تَوَضَّأْتُمْ، فَابْدَءُوا بِأَيَامِنِكُمْ "، وَقَالَ أَحْمَدُ: " بِمَيَامِنِكُمْ " (1) 8653 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " إِنَّمَا كَانَ طَعَامَنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَسْوَدَيْنِ (2) : التَّمْرُ وَالْمَاءُ، وَاللهِ مَا كُنَّا نَرَى سَمْرَاءَكُمْ هَذِهِ، وَلَا نَدْرِي مَا هِيَ؟ وَإِنَّمَا كَانَ لِبَاسُنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّمَارَ " يَعْنِي بُرْدَ الْأَعْرَابِ (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك متابع حسن بن موسى الأشيب، فمن رجال البخاري. زهير: هو ابن معاوية بن حُدَيج الكوفي. وأخرجه أبو داود (4141) ، وابن ماجه (402) ، وابن خزيمة (178) ، وابن حبان (1090) ، والطبراني في "الأوسط" (1101) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (16) ، والبيهقي في "السنن" 1/86، وفي "الشعب" (6281) ، من طرق عن زهير بن معاوية، بهذا الِإسناد. وروى الترمذي (1766) ، والبغوي (3156) من طريق شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا لبس ثوباً بدأ بميامنه. وانظر ما سلف برقم (7179) . وفي الباب عن عائشة عند البخاري (168) ، ومسلم (268) ، وسيأتي في "المسند" 6/130، ولفظه: كان رسول الله يحب التيمن في شأنه كله، في طهوره وترجله وتنعله. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: الأسودان، بالرفع. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحسن -وهو البصري- لم يسمع= الحديث: 8653 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 293 8654 - حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: زَعَمَ أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ رَأْسِ السَّبْعِينَ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ " (1) 8655 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (2) 8656 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا سُكَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ،   = من أبي هريرة. شيبان: هو ابن عبد الرحمن التميمي النحوي. وانظر ما سلف برقم (7962) . قوله: "سمراءكم"، أي: الحنطة. "بُرَد"، قال في "لسان العرب" 3/87: البُرْدة: كِساء يلتحف به، قال الأزهري: وجمعها بُرَد، وهي الشملة المخططة. قال الليث: البُرْد معروف، من برُود العَصْب والوَشْي، وأما البرْدة: فكساء مُربع أسود، فيه صِغَر، تلبسه الأعراب. (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي صالح -وهو المؤذن مولى ضباعة-، وقد سلف الحديث والكلام على إسناده برقم (8319) . (2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي القاضي-، وإن كان سيئ الحفظ، قد تابعه سفيان الثوري في الحديث السالف برقم (7874) ، وسيتكرر الحديث برقم (9086) . الحديث: 8654 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 294 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنِّي لَشَاهِدٌ لِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَنَهَاهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا فِي هَذِهِ الْأَوْعِيَةِ: الْحَنْتَمِ، وَالدُّبَّاءِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَالنَّقِيرِ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ لَا ظُرُوفَ لَهُمْ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ تَرَثَّى (1) لِلنَّاسِ، قَالَ: فَقَالَ: " اشْرَبُوهُ إذَا طَابَ (2) ، وَإِذَا خَبُثَ فَذَرُوهُ " (3) 8657 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِي الْآخَرِ دَوَاءً "، قَالَ حَمَّادٌ، وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (4)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: يَرْثِي. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: اشربوا ما طاب. (3) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، ولجهالة حفص بن خالد -وهو ابن جابر-. سُكَيْن: هو ابن عبد العزيز بن قيس العبدي. وسلف الحديث مختصراً من طريق شهر بن حوشب برقم (8052) . وانظر ما سلف برقم (7288) ، وما سيأتي برقم (10373) . قوله: "ترثى للناس"، أي: رثى لحالهم ورحمَهم. "خَبُث": صار مسكراً. (4) حديث صحيح، وله إسنادان، الأول: رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أنه = الحديث: 8657 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 295 8658 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، مَا يَرَى أَنْ تَبْلُغَ حَيْثُ بَلَغَتْ، يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا " (1) 8659 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَتَلَ الْوَزَغَ فِي الضَّرْبَةِ الْأُولَى، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا مِنْ حَسَنَةٍ، وَمَنْ قَتَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا مِنْ حَسَنَةٍ، وَمَنْ قَتَلَهُ فِي الثَّالِثَةِ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا " قَالَ سُهَيْلٌ: الْأُولَى أَكْثَرُ (2)   = منقطع، فإن ثمامة -وهو ابن عبد الله بن أنس- لم يسمع من أبي هريرة. والثاني -وهو حماد عن حبيب عن ابن سيرين- صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3294) من طريق مرَجى بن رجاء، عن هشام بن حسان القردوسي، عن ابن سيرين، بهذا الإسناد. ومرجى بن رجاء مختلف فيه. وسيأتي الحديث بسنديه برقم (9036) ، وانظر (7572) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وقد صح الحديث من غير هذا الطريق عن أبي هريرة، وانظر ما سلف برقم (7215) . وأخرجه أبو يعلى (6235) من طريق شيبان بن فروخ، عن جرير بن حازم، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (10895) و (10900) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. زهير: هو ابن معاوية بن حديج.= الحديث: 8658 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 296 8660 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فِدَاكَ أَبِي   = وأخرجه مسلم (2240) (146) و (147) ، وأبو داود (5263) ، وابن ماجه (3229) ، والترمذي (1482) ، والبيهقي 2/267، والبغوي (3266) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وفي رواية لمسلم: "من قتل وزغا في أول ضربة، كُتبتْ له مئةُ حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك". وأخرجه مسلم (2240) (147) ، وأبو داود (5264) ، والبيهقي 2/267 من طريق إسماعيل بن زكريا، عن سهيل، عن أخيه أو أخته، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال: "في أول ضربة سبعين حسنة". وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص عند مسلم (2238) ، وسلف برقم (1523) ، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل الأوزاغ. وعن ابن مسعود، سلف بسند ضعيف برقم (3984) . وعن أم شريك عند البخاري (3307) ، ومسلم (2237) ، وسيأتي 6/421. قوله: "من قتل الوزغ"، قال السندي: قال النووي: قال أهل اللغة: الوزغ وسام أبرصَ جنسٌ، فسام أبرصَ كبارُه، واتفقوا على أن الوزغ من الحشرات المؤذيات، قلت (أي: السندي) : وكأنه لذلك جاء تسميته فُويسِقاً. "فله كذا وكذا"، وقد جاء في المرة الأولى كتب له مئة حسنة، وفي رواية: سبعين حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك، قال النووي: أما سببُ تكثيرِ الثواب في قتله بأول ضربة، فالمقصود به الحث على المبادرة بقتله، والاعتناء به، وتحريض قاتله على أن يقتله بأول ضربة، فإنه إذا أراد أن يضرب ضَرَبات، ربما انفلتَ قتلُه، والله أعلم. الحديث: 8660 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 297 وَأُمِّي، قَالَ: تَقُولُ: " لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1) 8661 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: " أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ "، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {ولَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 180] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ (2) 8662 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ابْنُ عَيَّاشٍ (3) ، عَنْ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج -واسمه يحيى بن سليم بن بلج-، فهو حسن الحديث. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 7/427 من طريق حسن بن موسى، بهذا الإسناد. وانظر (7966) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، حسن الحديث في المتابعات، قال الدارقطني: أخرج عنه البخاري وهو عند غيره ضعيف فيعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه النسائي 5/39 من طريق حسن بن موسى الأشيب، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (1403) و (4565) ، والبيهقي 4/81 من طريق هاشم بن القاسم، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، بهذا الِإسناد. وانظر (7756) . قوله: "لهزمته"، هي عظم ناتيء في اللحي تحت الحنك، وهما لِهزمتان. (3) في (م) : بكر بن عياش، وهو خطأ، ولم يذكر في (ظ3) و (عس) : "ابن = الحديث: 8661 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 298 أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ عَشْرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا " (1) 8663 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُصَلُّونَ بِكُمْ، فَإِنْ أَصَابُوا فَلَكُمْ وَلَهُمْ، وَإِنْ أَخْطَئُوا فَلَكُمْ وَعَلَيْهِمْ " (2)   = عياش". (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، أبو بكر بن عياش من رجاله، وباقي رجال الِإسناد ثقات رجال الشيخين. وانظر (8435) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، فقد روى له البخاري، وهو حسن الحديث في المتابعات. وأخرجه البيهقي 2/396-397 و3/126-127 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (694) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/53، والبيهقي 2/396-397، والبغوي (839) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، به. وسيأتي مكرراً برقم (10930) . وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5843) ، وفي "مشيخته" (245) ، وابن حبان (2228) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وفي الباب عن عقبة بن عامر عند يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ"= الحديث: 8663 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 299 8664 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ، فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " (1) 8665 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَا أَرَاهُمَا بَعْدُ، نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلَاتٌ، مُمِيلَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَرَيْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَرِجَالٌ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ (2) كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا   = 2/501، ومن طريقه البيهقي 3/127. قوله: "يصلون بكم"، قال السندي: أي: الأئمة. "وإنْ أخطؤوا": ظاهره أن صلاة المقتدي صحيحة، وإن فسدت صلاة الِإمام، ومن لا يقول به لعله يقول: إن المراد أنه لا إثم عليه إذا جهل بالأمر. (1) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- وإن كان سيئ الحفظ، متابع، تابعه عبد الله بن نمير في الحديث الآتي برقم (10429) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (1) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7367) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: أسواط، وكلاهما صحيح. الحديث: 8664 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 300 النَّاسَ " (1)   (1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أبو يعلى (6690) عن بشر بن الوليد، والبيهقي في "الشعب" (5357) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن شريك بن عبد الله، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (2128) وص 2192 (52) وابن حبان (7461) ، والبيهقي في "السنن" 2/234، وفي "الشعب" (7801) ، وفي "الدلائل" 6/532-533، والبغوي (2578) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، به. زاد جرير في روايته: "وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا". وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/913، ومن طريقه البغوي (3083) عن مسلم بن أبي مريم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، موقوفاً بلفظ: نساءٌ كاسيات عاريات، مائلات مميلات، لا يدخلْنَ الجنة، ولا يجدن ريحها، وريحها يوجد من مسيرة خمس مئة سنة. وسيأتي برقم (9680) ، وانظر ما سلف برقم (8073) . قوله: "كاسيات عاريات"، قال البغوي في "شرح السنة" 10/272: يريد اللائي يلبسن ثياباً رقاقا تصف ما تحتها، فهن كاسيات في الظاهر، عاريات في الحقيقة. وقيل: هُن اللائي يُسدِلْنَ الخُمُر من ورائهن، فتنكشف صدورهُن، فهُنَ كاسيات بمنزلة العاريات، إذا كان لا يستر لباسهُنَ جميعَ أجسامهن، وقيل: أراد كاسيات من نعم الله، عاريات من الشكر، والأول أصح. قوله: "مائلات"، قيل: زائغات عن استعمال طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج. "مميلات"، أي: يعلمن غيرهُن الدخول في مثل فِعلِهن، كما يقال: أخبث فلان فلاناً، فهو مخبث، إذا علمه الخبث، وأدخله فيه، وقيل: مائلات: متبخترات في مشيهن،"مميلات": يُمِلْن أكتافهن وأعطافهن. وقوله: "رؤوسُهن كأسنمة البُخت"، قيل: معناه: أنهنَ يُعظَمنَ رؤوسهن بالخُمُر= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 301 8666 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرَّ بِجِدَارٍ أَوْ حَائِطٍ مَائِلٍ، فَأَسْرَعَ الْمَشْيَ، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: " إِنِّي أَكْرَهُ مَوْتَ الْفَوَاتِ " (1)   = والعمائم حتى تشبه أسنمة البخت، وقيل: يَطمحنَ إلى الرجال، لا يغضضن من أبصارهن، ولا ينكسنَ رؤوسهن. (1) إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن إسحاق -ويقال له: إبراهيم بن الفضل المخزومي المدني-، ضعّفه غير واحد من الأئمة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه أبو يعلى (6612) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/61، وابن عدي في "الكامل" 1/232، والبيهقي في "الشعب" (1359) من طريق أبي معاوية الضرير، وابن عدي 1/231-232 من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن إبراهيم بن الفضل، بهذا الِإسناد. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو عند البيهقي في "الشعب" (1360) ، وإسناده ضعيف جداً. وسلف في مسند عبد الله بن عمرو (6594) أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يستعيذ من موت الفجاءة. وفاتنا أن نذكر هناك أنه اختلف فيه فروي من حديث عبد الله بن عمرو، ومن حديث والده عمرو بن العاص كما سيأتي في مسنده 4/204، وإسناده ضعيف. وعن أبي أمامة، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعوذ من موت الفجاءة. رواه الطبراني في "الكبير" (7602) و (7603) ، وإسناد الأول ضعيف جداً، والثاني ضعيف. وعن عائشة، قالت: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن موت الفجاءة، فقال: "راحة المؤمن، وأخذة أسف على الفاجر"، وسيأتي في مسندها 6/136، وإسناده ضعيف. وأخرج ابن أبي شيبة 9/106، والبيهقي في "الشعب" (1361) من طريق= الحديث: 8666 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 302 8667 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ غَمًّا، أَوْ هَمًّا، أَوْ أَنْ أَمُوتَ غَرَقًا، وَأَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، أَوْ أَنْ (1) أَمُوتَ لَدِيغًا " (2)   = يحيى بن أبي كثير أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: "إذا مرَ أحدكم بهدف مائل أو صدف فليسرع، وليسأل الله المعافاة". قوله: "إني أكره موت الفوات"، قال السندي: أي: موت الفجاءة، مِنْ فاتني فلان بكذا: سبقني، كذا قيل. أو المراد موت يؤدي إلى فوات الوصية ونحوها، وفيه أن التوكل واعتقاد التقدير لا ينافي الاحتراز عن أسباب الضرر، والله تعالى أعلم. (1) لفظة "أن" لم ترد في (ظ3) و (عس) و (ل) . (2) إسناده ضعيف جداً كسابقه. وأخرج البيهقي في "الدعوات" (299) من طريق ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "اللهم إني أعوذ بك من موت الهدم، وأعوذ بك من موت الغم..". وفي سنده إسماعيل بن عبد الله بن أويس، وفيه كلام. وفي الباب بنحوه عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6594) . وعن أبي اليَسَر، سيأتي 3/427، ولا يخلو إسنادهما من مقال. قوله: "أن أموت غماً"، قال السندي: أي: مغموماً بغم، وهو أن ينحبس نفسُه عن الخروج فيموت. "أو هماً" هو أن يلحقه ما يضيق عليه الحال حتى يموت. "غَرَقاً" بفتحتين، أي: بغرق، أو بكسر الراء، منصوب على الحال. "وأن يتخبطني" فسره الخطابي: بأن يستوليَ عليه عند مفارقة الدنيا فيضله، ويحولَ بينه وبين التوبة، أو يعوقَه عن إصلاح شأنه والخروجِ عن مظلمة تكون قبله، أويؤيِسَه من رحمة الله، أو يُكَرهَهه الموت، ويؤسفَه على حياة الدنيا، فلا يرضى بما قضى الله تعالى عليه= الحديث: 8667 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 303 8668 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ، وَالْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ " (1) 8669 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي الْحَلْبَسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمَحْرُومُ مَنْ حُرِمَ غَنِيمَةَ كَلْبٍ " (2)   = من الفناء والنقلة إلى الآخرة، فيختم له فيلقى الله وهو ساخط عليه. "لديغاً"، أي: ملدوغ، وهو مَن لدغته بعض ذوات السم. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وقد توبع، ثم هو منقطع، كما سلف بيانه عند الحديث (8002) . وسيتكرر برقم (10358) . (2) إسناده ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة، وجهالة أبي الحَلْبس. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" 8/9 عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن أبي التياح، عن مجالد أبي عبد العزيز، قال: صلينا مع أبي هريرة المغرب، فذكره موقوفاً. قلنا: ومجالد هذا لا يُعرف. وأخرج الحاكم 4/431 عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة رفعه: المحروم من حرم غنيمة كلب، ولو عقالًا، والذى نفسي بيده لتُباعن نساؤهم على درَجِ دمشق، حتى تُرد المرأة من كسر يوجد= الحديث: 8668 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 304 8670 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ " (1) 8671 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَرَقَ عَبْدُ أَحَدِكُمْ، فَلْيَبِعْهُ وَلَوْ بِنَشٍّ " (2) 8672 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَعْفُوا اللِّحَى، وَخُذُوا   = بساقها. وقال: صحيح الِإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!! وسقط إسناده من مطبوع "المستدرك"، وأثبتناه من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 267. قلنا: وكثير بن زيد قد اختلفت فيه أقوال المجرحين والمعدلين، وخلاصة القول فيه أنه حسن الحديث في المتابعات والشواهد، ضعيف في التفرد، خاصة إذا أتى بما يُنكَر. وفي الباب عن أم سلمة، سيأتي 6/316، وإسناده ضعيف. قوله: "من حرم غنيمة كلب"، قال السندي: كلب اسم قبيلة. (1) إسناده حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد، وباقي رجاله ثقات، وهو مكرر (8449) . (2) إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة يضعف فيما يتفرد به، وباقي رجاله ثقات، وهو مكرر (8439) . الحديث: 8670 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 305 الشَّوَارِبَ، وَغَيِّرُوا شَيْبَكُمْ، وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى " (1) 8673 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِأَنْفُسِهِمْ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِمَوَالِي عَصَبَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ ضِيَاعًا أَوْ كَلًّا، فَأَنَا وَلِيُّهُ فَلَا دَعِيَّ لَهُ " (2)   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن لأن عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد. وشطره الأول سلف برقم (7132) . والشطر الثاني منه أخرجه الترمذي (1752) عن قتيبة بن سعيد، وأبو يعلى (6021) عن محمد بن المنهال، كلاهما عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد. ولم يذكر الترمذي في روايته "النصارى"، وقال: حديث حسن صحيح. وانظر (7545) . قوله: "وأعفوا اللحى"، قال السندي: من الإعفاء، أي: التكثير. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن أبي إسحاق السبيعي، وأبو حَصين: هو عثمان بن عاصم. وأخرجه البخاري (6745) ، والنسائي في "الكبرى" (6347) ، وابن الجارود (957) ، والبيهقي 6/238 و10/302 من طرق عن إسرائيل، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7861) . قوله: "فلموالي عصبته"، قال السندي: الموالي: جمع مولى، والمراد الناصر، والإِضافة للبيان، والعصبة هم الذين ناصروه، والمراد: ما بني بعد الفرائض. "فلادعى له"، قال الحافظ في "الفتح" 12/28: قال ابن بطال: هي لام الأمر، أصلها الكسر، وقد تسكن مع الفاء والواو غالباً فيهما، وإثبات الألف بعد العين جائز، كقوله: ألم يأتيك والأخبار تَنمي الحديث: 8673 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 306 8674 - وقَالَ أَسْوَدُ: بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يرفُثْ، وَلَا يَفْسُقْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ " (1) 8675 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، إِذَا حَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 8676 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ (3) بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَهِيعَةَ (4) بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، قَالَ إسحَاقُ الْمَدِينِيُّ:   = والأصل عدم الإشباع للجزم. والمعنى: فادعو لي له أقوم بكَله وضياعه. ثم الحافظ: وأصل الكَل: الثقل، ثم استعمل في كل أمر يصعب، والعيال فرد من (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7840) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي سلمة. وأخرجه الطيالسي (2342) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (519) ، وأبو يعلى (5904) ، وابن حبان (239) من طريق أبي عوانة، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (8688) و (9032) ، وانظر ما سلف برقم (8397) . (3) تحرف في (م) إلى: زيد. (4) قوله: "عن لهيعة" سقط من (م) . الحديث: 8674 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 307 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَالْخَيْلَ الْمُنَفِّلَةَ، فَإِنَّهَا إِنْ تَلْقَ تَفِرَّ، وَإِنْ تَغْنَمْ تَغُلَّ " (1) 8677 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اكْتَحَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْتَحِلْ وِتْرًا، وَإِذَا اسْتَجْمَرَ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا " (2) 8678 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، فَأَصَابَهُ مِنْ سَهْمِهِ دِينَارَانِ، فَأَخَذَهُمَا الْأَعْرَابِيُّ فَجَعَلَهُمَا فِي عَبَاءَةٍ، فَخَيَّطَ   (1) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ، وأبوه لهيعة بن عقبة مستور، وقد تفرد بالرواية عن أبي الورد، ونعته في رواية ابن ماجه بصاحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولذلك ذكره غير واحد في الصحابة، ولا يصح، إذ لا تثبتُ الصحبة بمثل هذا الِإسناد، والله تعالى أعلم. وأخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص 281 من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن لهيعة، بهذا الإسناد. وأخرجه موقوفاً ابن ماجه (2829) من طريق زيد بن الحباب، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن لهيعة بن عقبة، عن أبي الورد من قوله. وسيأتي مرفوعاً (9211) من طريق أبي الورد عن أبي هريرة. قوله: "والخيل المنفلة"، قال السندي: ضُبط اسم فاعل من التنفيل، بمعنى المعطية الغنيمة لأصحابها. وفي "النهاية" 5/100: كأنه من النفَل: الغنيمة، أي: الذين قصْدهم من الغزو الغنيمة والمال، دون غيره. (2) حديث حسن، ولهذا إسناد ضعيف. وهو مكرر (8611) . الحديث: 8677 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 308 عَلَيْهِمَا، وَلَفَّ عَلَيْهِمَا، فَمَاتَ الْأَعْرَابِيُّ، فَوَجَدُوا الدِّينَارَيْنِ، فَذُكِرَ (1) ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " كَيَّتَانِ " (2) 8679 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّكْبِيرُ فِي الْعِيدَيْنِ سَبْعًا قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَخَمْسًا بَعْدَ الْقِرَاءَةِ " (3)   (1) المثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) ، لكن وقع في هذه النسخ: "الدينارين" وهو خطأ، وضبب عليه في (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فوجدوا الدينارين فذكروا. (2) إسناده ضعيف. وسيأتي بنحوه من طريق أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة برقم (9538) و (10400) . (3) إسناده ضعيف كسابقه. وقوله فيه: "وخمساً بعد القراءة" منكر. وأخرج مالك في "الموطأ" 1/180، ومن طريقه الشافعي في "المسند" 1/157-158، والبيهقي 3/288 عن نافع مولى ابن عمر، قال: شهدتُ الأضحى والفِطر مع أبي هريرة، فكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة. وإسناده صحيح. ويشهد لفعل أبي هريرة هذا من المرفوع حديث عائشة، وسيأتي في مسندها 6/65، وهو حسن. وحديث عمرو بن عوف المزني عند الترمذي (536) ، وابن ماجه (1277) ، وغيرهما، وفي سنده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، وهو ضعيف، ومع ذلك حسنه الترمذي، وصححه ابن خزيمة (1438) و (1439) . وحديث سعد القرظ عبد ابن ماجه (1277) ، وفي إسناده ضعف واضطراب.= الحديث: 8679 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 309 8680 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَهْلُ الْجَنَّةِ رَشْحُهُمُ الْمِسْكُ، وَوُقُودُهُمْ الْأَلُوَّةُ " (1) قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ لَهِيعَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا الْأَلُوَّةُ؟ قَالَ: " الْعُودُ الْهِنْدِيُّ الْجَيِّدُ " 8681 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ الْعَطَّارَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تَذَاكَرُوا الْكَمَأَةَ، فَقَالُوا: هِيَ جُدَرِيُّ الْأَرْضِ، وَمَا نَرَى أَكْلَهَا يَصْلُحُ (2) ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " الْكَمَأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (3) 8682 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَقَرَأَ عَلَيْهِ أُبَيٌّ أُمَّ   = وانظر حديث عبد الله بن عمرو الذى سلف برقم (6688) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف بسند صحيح برقم (7165) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. (2) في (ظ3) وهامش (س) : بصالح. (3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وانظر (8307) . الحديث: 8680 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 310 الْقُرْآنِ، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا، إِنَّهَا السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُ " (1) 8683 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي (2) حَرْمَلَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُصُّ عَلَى الْمِنْبَرِ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] ، فَقُلْتُ: وَإِنْ زَنَى،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سُليمان بن داود -وهو الهاشمي-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة جليل. وأخرجه أبو يعلى (6482) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1209) ، والبغوي (1186) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وقال البغوي: هذا حديث صحيح. وأخرجه الدارمي (3373) ، والطبري 14/58 و59 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وأخرج أبو يعلى (6531) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: أم القرآن من السبع المثاني التي أعطيتها -كأنه يعني النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. وسيأتي الحديث مطولًا برقم (9345) ، وانظر تتمة تخريجه مطولًا هناك. وسيأتي بنحوه من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة برقم (9788) . وفي الباب عن أبي سعيد بن المعلى، سيأتي في "المسند" 3/450 و4/211. وعن أبي بن كعب، سيأتي 5/114. (2) لفظة "أبي" سقطت من (م) . الحديث: 8683 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 311 وَإِنْ سَرَقَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الثَّانِيَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] ، فَقُلْتُ فِي الثَّانِيَةَ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّالِثَةَ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] فَقُلْتُ الثَّالِثَةَ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " نَعَمْ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ " (1)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان -وهو ابن داود-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وهذا الحديث من مسند أبي الدرداء وليس من مسند أبي هريرة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11560) ، والبغوي (4189) من طريق علي بن حجر، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3993) من طريق حجاج بن إبراهيم، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/146 من طريق محمد بن جعفر، عن محمد بن أبي حرملة، به. وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 7/707، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن منيع، والبزار، وأبي يعلى، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11561) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/810-811 عن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل بن علية، عن سعيد بن إياس الجريري، عن موسى (كذا غير منسوب وهو في عداد المجهولين) ، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبي الدرداء. وأخرجه مختصراً ابن أبي عاصم (975) من طريق بقية بن الوليد، عن صفوان بن عمرو، حدثني ابن جبير بن نفير وشريح بن عبيد، عن عمرو بن الأسود، عن أبي الدرداء.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 312 8684 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = وأخرجه دون ذكر الآية الطحاوي في "مشكل الآثار" (4000) عن أبي أمية، عن أبي عمر الحوضي، عن مرجى بن رجاء، عن محمد بن الزبير، عن رجاء بن حيوة، عن أم الدّرداء، عن أبي الدرداء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "قال جبريل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: "وإن زنى وإن سرق". وإسناده ضعيف جداً من أجل محمد بن الزبير الحنظلي، قال الحافظ في "التقريب": متروك. وأخرجه أيضاً الطحاوي (4002) عن أحمد بن داود، عن مسدد، عن يحيى القطان، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، عن أبي الدرداء. وإسناده ضعيف، نعيم بن حكيم مختلف فيه، وقال في "التقريب": صدوق له أوهام، وأبو مريم -وهو الثقفي-: مجهول. وسيأتي دون ذكر الآية في مسند أبي الدرداء 6/442 من طريق واهب بن عبد الله، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة"، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق ... فذكر الحديث، ثم قال أبو الدرداء: فخرجت لأنادي بها في الناس، قال: فلقيني عمر، فقال: ارجع فإن الناس إن علموا بهذه اتكلوا عليها، فرجعت فأخبرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صدق عمر". وسيأتي 6/447 من طريق أبي صالح، عن أبي الدرداء، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، وفيه: "وإن رغم أنف أبي الدرداء". وفي الباب عن أبي ذر، عند البخاري (3222) ، ومسلم (94) ، وسيأتي 5/152. وعن سلمة بن نعيم، سيأتي 4/260. وعن أبي هريرة عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (4001) . الحديث: 8684 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 313 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ " (1) 8685 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلٍ (2) نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ " (3)   (1) إسناده صحيح، من فوق سليمان ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه الدارمي (1775) ، والبخاري (1898) ، ومسلم (1079) (1) ، والنسائي في "المجتبى" 4/126، وفي "الكبرى" (2407) ، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/150، وابن خزيمة (1882) ، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 239، والبيهقي في "السنن" 4/202، وفي "المعرفة" (9054) ، والبغوي (1703) و (1704) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وانظر (7780) . تنبيه: وقع هذا الحديث في (ظ3) بعد الحديث التالي، ولم يذكر فيها إسناده، وإنما فيها: وبه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ..... (2) تحرف في (م) إلى: سهل. (3) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه البخاري (33) و (2682) و (2749) و (6095) ، ومسلم (59) (107) ، والترمذي بإثر الحديث (2631) ، والفريابي في "صفة المنافق" (1) ، والنسائي في "المجتبى" 8/116-117، وفي "الكبرى" (11127) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/202، وأبو عوانة 1/20-21، وابن منده في "الإيمان" (527) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/325، والبيهقي 6/288، والبغوي (35) من طرق عن= الحديث: 8685 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 314 8686 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا عُمْرَى، فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ " (1)   = إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث صحيح. وأخرجه مسلم (59) (108) و (109) ، والترمذي (2631) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (470) ، والفريابي في "صفة المنافق" (2) و (3) ، وأبو يعلى (6533) ، وأبو عوانة 1/21، وابن منده (528) و (529) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب من حديث العلاء، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه الفريابي في "صفة المنافق" (4) ، والذهبي في "السير" 11/362 من طريق أبي معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأبو معشر -واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي- ضعيف. وسيأتي الحديث من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة برقم (9158) و (10925) ، ومن طريق حبيب بن الشهيد، عن الحسن البصري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقم (10925) أيضاً. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6768) ، وذكِرَتْ شواهده هناك. (1) إسناده حسن لأجل محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، فإنه صدوق حسن الحديث. وأخرجه النسائي 6/277، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/92، وفي "شرح مشكل الآثار" (5470) ، وابن حبان (5131) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/138، وعنه ابن ماجه (2379) من طريق يحيى بن أبي زائدة، عن محمد بن عمرو، به.= الحديث: 8686 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 315 8687 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ (1) ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظَ، يَصِيحُ فِي الْمَسْجِدِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ " (2) 8688 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، إِذَا حَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (3) 8689 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ،   = وانظر ما سلف برقم (8567) . (1) قوله: "أخبرنا إسماعيل" سقط من (م) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو بن علقمة روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود -وهو الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. واسم أبي عبد الله القراظ: دينار. وأخرجه مسلم (1386) (493) من طريق عبد العزيز الدراوردي، وابن حبان (3737) من طريق بشر بن المفضل، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (7755) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات، ضعيف عند التفرد والمخالفة. وانظر (8675) . الحديث: 8687 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 316 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَنْظُرْ مَا يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ " (1) 8690 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، بَاعَدَهُ اللهُ مِنْ جَهَنَّمَ مَسِيرَةَ (2) سَبْعِينَ خَرِيفًا " (3) 8691 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ خَيْرَ الْكَسْبِ   (1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة عند التفرد. إسحاق: هو ابن عيسى ابن الطباع، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه الطيالسي (2341) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (794) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1697، والبيهقي في "الشعب" (7274) و (7275) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الِإسناد. وقي رواية البخاري: "فإنه لا يدري ما يعطى". وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/151، وزاد نسبته إلى أبي يعلى. ولم نجده في المطبوع الذى بين أيدينا، ولعله في مسنده الكبير من رواية الأصبهانيين. وسيأتي برقم (9024) . قوله: "ما يكتب له"، قال السندي: أي: من الثواب والعقاب. (2) لفظة "مسيرة" ليست في (م) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد -وهو ابن أسلم العدوي-. وانظر (7990) . الحديث: 8690 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 317 كَسْبُ يَدَيْ عَامِلٍ إِذَا نَصَحَ " (1) 8692 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوَفِّهِ أَجْرَهُ " (2) 8693 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، عَنِ السَّبْقِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، قَالَ:   (1) إسناده حسن لأجل محمد بن عمار -وهو الملقب كشاكش-، وباقي رجاله ثقات من رجال الصحيح. وانظر (8412) . (2) إسناده حسن، يحيى بن سليم الطائفي -وإن روى له الشيخان- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق -وهو ابن عيسى ابن الطبّاع- فمن رجال مسلم. وأخرجه البخاري (2227) و (2270) ، وابن ماجه (2442) ، وابن الجارود (579) ، وأبو يعلى (6571) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1878) و (3015) ، وابن حبان (7339) ، والطبراني في "الصغير" (885) ، والبيهقي 6/14 و121، والبغوي (2186) من طرق عن يحيى بن سليم، بهذا الِإسناد. وأخرجه البيهقي 6/14 من طريق أبي جعفر النوفلي، عن يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. فزاد في الِإسناد "عن أبيه"، والمحفوظ قول الجماعة بإسقاطها، قاله الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/418. الحديث: 8692 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 318 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَا سَبْقَ إِلَّا فِي خُفٍّ، أَوْ حَافِرٍ " (1) 8694 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا وَدَّعَ أَحَدًا، قَالَ: " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ " (2) 8695 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ   (1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن النوفلي، الملقب بيتيم عروة، وأبو صالح هذا في حديث سليمان ليس هو ذكوانَ السمانَ، فقد رواه حيوة بن شريح -وهو ثقة- عند الطحاوي في "المشكل" (1885) عن أبي الأسود عن سليمان بن يسار فقال: عن أبي صالح مولى الجندعيين، وهو أبو عبد الله مولى الجندعيين في رواية عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي الأسود كما سيأتي عند الحديث (10138) ، وهو نافع بن أبي نافع فيما قاله الذهلي. وأخرجه الشافعي 2/129، والبخاري في "التاريخ الكبير" 5/83-84، والطحاوي (1883) ، والبيهقي 10/16 من طريق عباد بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعباد لين الحديث. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لأجل ابن لهيعة. وأخرجه ابن ماجه (2825) من طريق الوليد بن مسلم، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (507) من طريق بشر بن حسان بن السري، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، بلفظ: "أستودعك الله الذى لا تضيع ودائعه"، وهذا لفط ابن ماجه، ولفظ ابن السني: "أستودعكم الله الذى لا تخيب ودائعه". وكلفظ ابن ماجه، سيأتي برقم (9230) من طريق الليث بن سعد، عن الحسن بن ثوبان. ويشهد للفظ ابن لهيعة حديث ابن عمر السالف برقم= الحديث: 8694 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 319 عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيَّ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَضِّئْنِي "، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوءٍ فَاسْتَنْجَى، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التُّرَابِ فَمَسَحَهَا، ثُمَّ غَسَلَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، رِجْلَاكَ (1) لَمْ تَغْسِلْهُمَا، قَالَ: " إِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا وَهُمَا طَاهِرَتَانِ " (2)   = (4524) . وإسناده صحيح. وحديث عبد الله بن يزيد الخطمي عند أبي داود (2601) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (507) . (1) في (ظ3) و (عس) وهامش (س) : رجليك، بالنصب، وهو جائز. (2) إسناده ضعيف، أبان بن عبد الله البجلي في حفظه لين، والراوي عن أبي هريرة مبهم، وكني عند البيهقي -على الشك- أبا وهب، وأبو وهب هذا ذكره البخاري في "الكنى" (751) ، ولم يذكر في الرواة عنه سوى حميد بن سعيد! ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلًا. محمد بن عبد الله شيخ أحمد: هو أبو أحمد الزُّبيري. وقد اختلف في هذا الحديث على أبان بن عبد الله البجلي، فأخرجه الدارمي (678) عن محمد بن يوسف، وأبو يعلى (6136) ، وعنه ابن عدي في "الكامل" 1/379 من طريق أبي داود الطيالسي، والبيهقي 1/107 من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن أبان بن عبد الله البجلي، بهذا الإِسناد. ولم يذكر فيه محمد بن يوسف والطيالسي المسح على الخفين. وأخرجه -دون المسح أيضاً- الدارمي (679) عن محمد بن يوسف، وابن ماجه (359) من طريق أبي نعيم، والنسائي 1/45 من طريق شعيب بن حرب، والبيهقي 1/107 من طريق محمد بن عبيد الله أبي عثمان الكوفي، أربعتهم عن أبان بن عبد الله البجلي، عن إبراهيم بن جرير بن عبد الله، عن أبيه جرير. فجعله من مسند جرير، وهو منقطع، إبراهيم بن جرير لم يسمع من أبيه. وخالف أبانَ بن عبد الله فيه شريك، فرواه عن إبراهيم بن جرير، عن ابن أخيه أبي زرعة بن عمرو، عن أبي هريرة، سلف برقم (8104) . وشريك: سيىء= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 320 8696 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ يَعْنِي ابْنَ زَائِدَةَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ابْنَ آدَمَ (1) ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي، أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ، مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ " (2) 8697 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا (3) تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى تَصِيرَ لِلُكَعِ ابْنِ لُكَعٍ " (4)   = الحفظ. ويشهد لمسح الخفين بنحو هذا اللفظ حديث المغيرة بن شعبة عند البخاري (5799) ، ومسلم (274) (79) . وانظر في أحاديث المسح على الجوربين "نصب الراية" 1/162-183. (1) في (م) : يا ابن. (2) إسناده محتمل للتحسين لأجل زائدة بن نشيط، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأبو خالد -وهو الوالبي- روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، فهو صدوق حسن الحديث. وأخرجه الحاكم 2/443 من طريق أبي أحمد الزبيري محمد بن عبد الله، بهذا الِإسناد. وصحح إسناده، ووافقه الذهبي! وأخرجه ابن ماجه (4107) من طريق عبد الله بن داود الخريبي، والترمذي (2466) ، وابن حبان (393) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن عمران بن زائدة، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حديث حسن غريب. (3) في (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) : لن. (4) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (8320م) .= الحديث: 8696 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 321 8698 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُكْثِرِينَ - يَعْنِي - هُمُ الْأَقَلُّونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا " (1) 8699 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (2) 8700 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " لَمَّا   = كامل: هو ابن العلاء، وأبو صالح: هو مولى ضباعة. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الكلام عليه برقم (8323) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- ينحط عن رتبة الصحيح، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين بن محمد: هو المروذي، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه الحميدي (1069) ، ومسلم (1046) (113) ، وأبو يعلى (6258) ، والبيهقي في "الشعب" (10263) من طريق سفيان بن عيينة، والحاكم 4/328 من طريق عبد الوهاب بن بخت، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9123) و (9720) و (9776) ، وانظر ما سلف برقم (8211) . الحديث: 8698 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 322 قَضَى الله عَزَّ وَجَلَّ الْخَلْقَ، كَتَبَ فِي كِتَابٍه (1) ، فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ، إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي " (2) 8701 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (3) بْنِ صَبِيحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ الْمَنِيحَةُ، تَغْدُو بِأَجْرٍ، وَتَرُوحُ بِأَجْرٍ، ومَنِيحَةُ النَّاقَةِ كَعِتَاقَةِ الْأَحْمَرِ، وَمَنِيحَةُ الشَّاةِ كَعِتَاقَةِ الْأَسْوَدِ " (4)   (1) في (م) : كتاب. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/241 من طريق أسد بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، بهذا الِإسناد. وانظر (7500) . (3) كذا وقع في الأصول الخطية بالتصغير غير (ظ3) ، فقد كان فيها مصغراً، ثم صحح إلى: عبد الله، مكبراً، وذكره الحافظ ابن حجر في "التعجيل" (691) فيمن اسمه عبيد الله، وقال: ذكره الحسيني ثم ضرب عليه، فراجعت "المسند" فوجدته فيه: "عبد الله"، بغير تصغير، وكذا ذكره البخاري (5/121) ، وابن حبان في "الثقات" (5/55) ، وذكره ابن أبي حاتم في حرف الصاد من آباء من اسمه عبيد الله بالتصغير. (قلنا: هو في المطبوع 5/85 مكبراً مترجما) ، وبيَّض ابن أبي حاتم فلم يترجم، فكأنه كان اسمه عبد الله مكبراً وقد يصغر. قلنا: ويضبط اسم أبيه صبَيحة مصغراً أو صَبيحة مكبراً، انظر "الإكمال" 5/171. (4) إسَناده ضعيف، عبيد الله بن صبيحة روى عنه محمد بن عبد الله بن الحصين كما في إسناد المصنف هنا، وذكر البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان أن وائل بِن داود روى عنه أيضاً، وقال الهيثمي في "المجمع" 4/241: لم أعرفه، فهو= الحديث: 8701 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 323 8702 - حَدَّثَنَا حُجَيْنٌ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " جُهْدُ الْمُقِلِّ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (1)   = في عداد المجهولين، ومثله محمد بن عبد الله بن الحصين، وله ترجمة في "التعجيل" (944) ، وفليح -وهو ابن سليمان- ليس بذاك، يعتبر به في الشواهد والمتابعات. وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد، وسيأتي مرة أخرى برقم (10262) . وانظر ما سلف برقم (7301) . (1) إسناده صحيح، يحيى بن جعدة روى له الترمذي في "الشمائل"، والنسائي وابن ماجه وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم بن تدرس المكي-، فمن رجال مسلم. حجين: هو ابن المثنى. وأخرجه أبو داود (1677) ، وابن خزيمة (2444) و (2451) ، وابن حبان (3346) ، والحاكم 1/414، والبيهقي 4/180 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! مع أن مسلماً لم يخرج ليحيى بن جعدة. وفي باب جهد المقل عن عبد الله بن حبشي، سيأتي 3/411-412. وعن أبي ذر الغفاري، سيأتي 4/179. وعن أبي أمامة، سيأتي 4/265. وانظر أيضاً حديث أبي هريرة الآتي برقم (8929) . وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وابدأ بمن تعول"، سلف ضمن الحديث (7155) . قوله: "جهد المقل"، قال السندي: الجُهد -بالضم-: الوُسْع والطاقة، أي: ما يحتمله حال القليل المال، وقيل: أي: مجهوده لقلة ماله، وإنما يجوز له الِإنفاق إذا قدر على الصبر ولم يكن له عيال، وإلا فالأفضل ما كان عن ظهر غنى. الحديث: 8702 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 324 8703 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ (1) ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطَرُوا، ثُمَّ تُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئًا " (2) 8704 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً فُضُلًا، يَتَّبِعُونَ (3) مَجَالِسَ الذِّكْرِ، يَجْتَمِعُونَ عِنْدَ الذِّكْرِ، فَإِذَا مَرُّوا بِمَجْلِسٍ عَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ حَتَّى يَبْلُغُوا الْعَرْشَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مِنْ عِنْدِ عَبِيدٍ لَكَ، يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، وَيَتَعَوَّذُونَ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: يَسْأَلُونِي جَنَّتِي، هَلْ رَأَوْهَا؟ فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ وَيَتَعَوَّذُونَ مِنْ نَارِي (4) ، فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا إِنَّ فِيهِمْ عَبْدَكَ الْخَطَّاءَ فُلَانًا، مَرَّ بِهِمْ لِحَاجَةٍ لَهُ   (1) تحرف في (م) إلى: كثير. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8511) . (3) هكذا في (ظ3) وهامش (س) ، وفي (م) و (عس) و (ل) وبقية النسخ: يتبعون. (4) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: نار جهنم، والمثبت من (ظ3) و (عس) . الحديث: 8703 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 325 فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أُولَئِكَ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ". (1) 8705 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا، يَلْتَمِسُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ " (2) 8706 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يُرَى عَضَلَةُ سَاقِهِ مِنْ تَحْتِ إِزَارِهِ إِذَا اتَّزَرَ " (3) 8707 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7424) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الحاكم 1/495 من طريق حجاج بن منهال وأبي عمر الضرير، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر ما قبله. (3) إسناده ضعيف، صالح مولى التوأمة -وهو صالح بن نبهان- قد اختلط، وزهير بن محمد روى عنه بعد الاختلاط. وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، ويشهد له حديث عبيدة بن خلف الذى سيأتي 5/364، لكن في إسناده من لا يعرف. الحديث: 8705 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 326 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَوَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا (1) عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةِ الْبَدْرِ، فَاسْتَزَدْتُ، فَزَادَنِي مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَقُلْتُ: أَيْ رَبِّ، إِنْ لَمْ يَكُنْ هَؤُلَاءِ مُهَاجِرِي أُمَّتِي، قَالَ: " إِذَنْ أُكْمِلَهُمْ لَكَ مِنَ الْأَعْرَابِ " (2) 8708 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ يَعْنِي الطَّيَالِسِيَّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى السُّلَمِيُّ الدَّقِيقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ سُمَيْرِ (3) بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ أَنَّ عبيدِي (4) أَطَاعُونِي، لَأَسْقَيْتُهُمُ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، وَلَمَا (5) أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ " (6)   (1) زاد في "أطراف المسند" 7/202 لفظ: "الجنة". (2) صحيح دون قوله: "فاستزدت فزادني ... الخ"، فلم يرد في حديث أبي هريرة سوى من هذا الطريق، ويغلب على ظننا أنه من مناكير زهير بن محمد، فهو -وإن روى له جماعة- قد نص غير واحد من أهل العلم أن عنده مناكير، والله تعالى أعلم، وقد سلفت الإحالة إلى طرق هذا الحديث عند حديث رقم (8016) . وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، ويشهد له حديث أبي بكر الذى سلف برقم (22) ، لكن إسناده ضعيف. (3) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة ونسخة على هامش (ظ3) : شُتَيْرِ، والمثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وذُكِرا كلاهما في اسمه. (4) هكذا في (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: عِبَادِي. (5) في (ظ3) : وما. (6) إسناده ضعيف، صدقة بن موسى ضعفه ابن معين وأبو داود والنسائي= الحديث: 8708 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 327 8709 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ (1) مِنْ حُسْنِ عِبَادَةِ اللهِ " (2) 8710 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَالَ: " أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (3)   = وغيرهم، وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به، ليس بالقوي، وسُمير -ويقال: شتير- بن نهار جهّله الدارقطني، وسلفت ترجمته عند الحديث (7956) . وهو في "مسند الطيالسي" (2586) ، ومن طريقه أخرجه عبد بن حميد (1424) ، والبزار (664- كشف الأستار) ، والحاكم 4/256، وصحح إسناده. وتعقبه الذهبي بقوله: صدقة ضعفوه. (1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: بالله عز وجل، وكان لفظ الجلالة في (عس) إلا أنه رُمج، وأما في (ظ3) فقد أشير في هامشها إلى أنه موجود في نسخة، وهذه الزيادة لم ترد في غير هذا الموضع من مواضع الحديث. (2) إسناده ضعيف، وهو بإسناد سابقه. وأخرجه الترمذي -كما في "التحفة" 10/109-، والحاكم 4/256 من طريق سليمان بن داود الطيالسي، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: غريب من هذا الوجه. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1394 من طريق محمد بن عبد الله العاني الزهري، والقضاعي (974) من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن صدقة بن موسى، به. وانظر (7956) . (3) إسناده ضعيف، ومو بإسناد سابقيه. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/357 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1424) ، والبزار (664- كشف الأستار) ، والحاكم 4/256، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/357 من طريق أبي داود الطيالسي، به. الحديث: 8709 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 328 8711 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ لَهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 8712 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ كَلَامٍ، أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ، فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ: أَقْطَعُ - " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس -وهو الفراء- فمن رجال مسلم. وأخرجه الترمذي (1306) عن أبي كريب، عن إسحاق بن سليمان الرازي، بهذا الِإسناد. وأخرجه البغوي (2141) من طريق يعلى بن عبيد، عن يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانظر الحديث الذى سلف برقم (7579) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف بسند ضعيف جداً برقم (3015) . وعن أبي اليَسَر، سيأتي 3/427. وعن أبي قتادة، سيأتي 5/300. (2) إسناده ضعيف لضعف قرة بن عبد الرحمن، وللاضطراب الذى وقع في إسناده ومتنه. ابن المبارك: هو عبد الله. وأخرجه السبكي في "طبقات الشافعية" 1/15-16 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد.= الحديث: 8711 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 329 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الدارقطني 1/229 من طريق موسى بن أعين، عن الأوزاعي، به. وأخرجه أبو داود (4840) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (494) ، والدارقطني 1/229، والسبكي 1/6 من طريق الوليد بن مسلم، وابن ماجه (1894) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (361) ، والبيهقي في "الدعوات" (1) ، والخطيب البغدادي في "الجامع" (1210) ، والسبكي 1/5 و7 من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو عوانة في أول كتابه كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 279، وابن حبان (1) ، والخليلي في "الِإرشاد" 1/448 من طريق عبد الحميد بن أبي العشرين، وابن حبان (2) من طريق شعيب بن إسحاق، والبيهقي في "السنن" 3/208-209، والسبكي 1/6 من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، خمستهم عن الأوزاعي، به -لكن لفظ الحديث عندهم: "بحمد الله"، مكان قوله: "بذِكْر الله". وأخرجه كذلك الخليلي 3/966، ومن طريقه السبكي 1/11-12 من طريق خارجة بن مصعب، عن الأوزاعي، عن الزهري، به -ولم يذكر فيه قرة بن عبد الرحمن، وخارجة متروك. وأخرجه أيضاً دون أن يذكر قرةَ فيه الخطيب البغدادي في "الجامع" (1210) ، ومن طريقه السبكي 1/12 من طريق مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي، به -ولفظ الحديث عنده: "ببسم الله الرحمن الرحيم" مكان الذكر والحمد. فإن صح السند إلى مبشَر -وهو ثقة-، فروايته شاذة لمخالفتها لرواية جمع من الثقات عن الأوزاعي. وأخرجه بلفظ الحمد السبكي 1/14-15 من طريق عبد الله بن الحسين بن جابر، عن محمد بن كثير المصيصي، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، به -فأسقط من الِإسناد الزهري، وقال فيه: يحيى، ويحيى هذا قد يظن ظان أنه يحيى بن أبي كثير الثقة، وليس الأمر كذلك كما قال السبكي، فإن يحيى المشار إليه هو قرة بن عبد الرحمن، ويحيى اسمه، ثم ذكر عن ابن حبان أنه قال: كان إسماعيل بن عياش يقول: إن اسمه يحيى وقرة لقبه. قلنا: والراوي عن محمد بن= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 330 8713 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ،   = كثير وهو عبد الله بن الحسين بن جابر، ذكره ابن حبان في "المجروحين" 2/46، وقال: يقلب الأخبار ويسرقها، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وأخرجه الخليلي في "الِإرشاد" 1/449، ومن طريقه السبكي 1/15 من طريق إسماعيل بن أبي زياد الشامي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -وقال فيه: "بحمد الله والصلاة على"، فزاد الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وضعفه الخليلي بإسماعيل بن أبي زياد، ورماه الدارقطني بالوضع. تنبيه: وقع الحديث في المطبوع من "الِإرشاد" موقوفاً على أبي هريرة، بينما وقع في "طبقات السبكي" من طريقه مرفوعاً! قلنا: وروي هذا الحديث عن الزهري، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه مرفوعاً، وذكر فيه الحمد، وأخرجه كذلك الطبراني في "الكبير" 19/ (141) ، ومن طريقه السبكي 1/14 من طريق صدقة بن عبد الله، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهري، به. وصدقة بن عبد الله ضعيف. وروي عن الزهري مرسلًا، فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (495) من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، و (496) من طريق الليث، عن عقيل بن خالد، و (497) من طريق الحسن بن عمر، ثلاثتهم عن الزهري، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره وقال فيه: "بذِكْر الله". ورجح الدارقطني في "سننه" 1/229، و"العلل" 8/30 هذه الرواية المرسلة على الرواية الموصولة، قلنا: ومراسيل الزهري غير معتبرة عند جمهور أهل العلم. وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (20208) عن معمر، قال: أخبرني رجل من الأنصار رفع الحديث، فذكره. وهذا مرسل أيضاً. وانظر حديث عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة الذى سلف برقم (8018) . الحديث: 8713 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 331 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِثَوْبَانَ: " كَيْفَ أَنْتَ يَا ثَوْبَانُ، إِذْ تَدَاعَتْ عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ كَتَدَاعِيكُمْ عَلَى قَصْعَةِ الطَّعَامِ تُصِيبُونَ مِنْهُ؟ " قَالَ ثَوْبَانُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا؟ قَالَ: " لَا، بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ يُلْقَى فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنُ " قَالُوا: وَمَا الْوَهَنُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " حُبُّكُمُ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَتُكُمُ الْقِتَالَ " (1) 8714 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، عبد الصمد بن حبيب ضعفه أحمد وأبو زرعة والعقيلي، وقال البخاري وأبو حاتم: لين الحديث، وقال ابن معين: لا بأس به، وأبوه مجهول. أبو جعفر المدائني: هو محمد بن جعفر الرازي البزاز، قال مهنا عن أحمد وأبو داود: لا بأس به، ونقل العقيلي في "الضعفاء" 4/44 عن أحمد ابن حنبل أنه قال: ذاك الذى كان بالمدائن محمد بن جعفر سمعت منه، ولكن لم أرو عنه قط ولا أحدث عنه بشيء أبداً، كذا نقل العقيلي، وها أنت ترى أنه روى عنه في "المسند" هذا الحديث والأحاديث التي بعده! ولم نقف على أحد أخرجه من حديث أبي هريرة غير الِإمام أحمد، وأخرجه أبو داود (4297) من حديث ثوبان نفسه، وسيأتي في مسند ثوبان 5/278، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكَلَة على قصعتها"، قال: قلنا. يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: "أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن، قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: "حب الحياة وكراهية الموت". وسنده حسن. الحديث: 8714 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 332 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " كَانَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ " (1) 8715 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو جعفر -وهو المدائني- ومحمد بن عمرو بن علقمة صدوقان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عباد: هو ابن العوام الواسطي. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/388 عن سعيد بن سليمان، عن عباد بن العوام، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4512) ، وابن حبان (6381) من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، به. زاد أبو داود في حديثه قصة اليهودية التي أهدت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خيبر شاةً مسمومة. وأخرجه بهذه الزيادة ابن سعد 2/200 عن سعيد بن محمد الثقفي، وأبو داود (4511) و (4512) عن وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلًا. وانظر ما سلف برقم (8014) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي جعفر المدائني -واسمه محمد بن جعفر البزاز- فقد روى له مسلم حديثاً واحداً، وهو صدوق، وقد توبع.= الحديث: 8715 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 333 8716 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَبِيبٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: " مَنْ كَانَ أَصْبَحَ مِنْكُمْ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصَابَ مِنْ غَدَاءِ أَهْلِهِ فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ " (1)   = وأخرجه مسلم (233) (15) ، والبيهقي 2/466 من طريق نصر بن علي الجهضمي، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (377) عن كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، عن أبي هريرة. وسنده منقطع، فإن عطاء بن أبي مسلم لم يسمع من أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7129) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الصمد بن حبيب وجهالة أبيه. شبيل: هو ابن عوف الأحمسي. وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد، لكن له شواهد يصح بها: فله شاهد عن سلمة بن الأكوع عند البخاري (1924) ، ومسلم (1135) ، وسيأتي في مسنده 4/50. وعن الرُّبيِّع بنت معوِّذ عند البخاري (1960) ، ومسلم (1136) ، وسيأتي 6/359 و359-360. وفي الباب أيضاً عن ابن عباس، سلف برقم (2058) . وعن هند بن أسماء وأسماء بن حارثة ومحمد بن صيفي الأنصاري وعم عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي، وستأتي أحاديثهم على التوالي 3/484 و4/78 و388 و409. وفي الباب عن غير هؤلاء أيضاً، انظر "مجمع الزوائد" للهيثمي 3/186. قوله: "فليتم بقية يومه"، قال السندي: يقتضي أن صوم عاشوراء كان يومئذ = الحديث: 8716 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 334 8717 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شُبَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُنَاسٍ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ صَامُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: " مَا هَذَا مِنَ الصَّوْمِ؟ " قَالُوا: هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي نَجَّى اللهُ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْغَرَقِ، وَغَرَّقَ فِيهِ فِرْعَوْنَ، وَهَذَا يَوْمُ اسْتَوَتْ فِيهِ السَّفِينَةُ عَلَى الْجُودِيِّ، فَصَامَ نُوحٌ وَمُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى، وَأَحَقُّ بِصَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ "، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالصَّوْمِ (1) 8718 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ رَضِيَ لَكُمْ ثَلَاثًا، وَكَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: رَضِيَ لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَنْصَحُوا لِمَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ   = فرضاً ثم نسخ. وانظر "فتح الباري" 4 /246-247. (1) إسناده ضعيف كسابقه. وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد أيضاً. ويشهد لقصة موسى منه دون قصة نوح عليهما السلام، حديث ابن عباس عند البخاري (2004) ، ومسلم (1130) ، وسلف في مسنده برقم (2644) ، فهي صحيحة بهذا الشاهد. والجوديُّ: جبل في الشمال الشرفي من جزيرة ابن عمر. والجزيرة: محافظة في الشمال الشرقي من سورية. الحديث: 8717 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 335 جَمِيعًا، وَلَا تَفَرَّقُوا، وَكَرِهَ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ " (1) 8719 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، مَنْ قَالَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ حِينَ يُصْبِحُ، كُتِبَ لَهُ بِهَا مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ بِهَا مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ عَدْلَ رَقَبَةٍ، وَحُفِظَ بِهَا يَوْمَئِذٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَمَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ حِينَ يُمْسِي، كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ " (2) 8720 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا تَحْتَ ثَنِيَّةِ لِفْتٍ، طَلَعَ عَلَيْنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الثَّنِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: " انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: خَالِدُ بْنُ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8334) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن سعيد: هو ابن أبي هند المدني، وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (26) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الِإسناد. وانظر (8008) . الحديث: 8719 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 336 الْوَلِيدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ عَبْدُ اللهِ هَذَا " (1) 8721 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ   (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف، إسحاق بن الحارث بن عبد الله، كذا هو في جميع النسخ الخطية و"أطراف المسند" 7/133، وصوابه: إسحاق بن عبد الله بن الحارث، ولعل أحد الرواة قلبه، وروايته عن أبي هريرة مرسلة، قاله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/226، وهو صدوق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الترمذي (3846) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة، ضمن حديثٍ، وفيه: "نعِمَ عبد الله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله". وقال: حديث حسن غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعاً من أبي هريرة، وهو عندي مرسل. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/123-124عن يزيد بن هارون، عن أبي معشر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ضمن حديثٍ أيضا، وفيه: "نعِمَ عبد الله فلان خالد بن الوليد". وأبو معشر ضعيف. وفي الباب عن أبي بكر الصديق، سلف في "المسند" برقم (43) ، ولفظه: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "نعِمَ عبد الله، وأخو العشيرة، خالد بن الوليد، وسيف من سيوف الله، سلّه الله عز وجل على الكفار والمنافقين". قوله: "ثنية لفت"، قال السندي: في "القاموس": اللفت: ثنية جبل قُدَيْدٍ، بين الحرمين، وفي "المجمع": ثنية بين مكة والمدينة، واختلف في سكون الفاء وفتحها، وقيل بكسر لام مع السكون، انتهى. وظاهره أن المشهور فتح اللام. الحديث: 8721 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 337 مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " (1) 8722 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَنَاجَشُوا، وَلَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مكي: هو ابن إبراهيم، وعبد الله بن سعيد: هو ابن أبي هند. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4288) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/249 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد المجيد بن سهيل، به. وسيأتي برقم (9154) من طريق المسور بن رفاعة القرظي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "إن منبري على حوضي، وإن ما بين منبري وبين بيتي روضة من رياض الجنة، وصلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام". وسيأتي الحديث من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (9812) . وانظر ما سلف برقم (7223) ، وما سيأتي برقم (9215) . وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/389. وعن سهل بن سعد، سيأتي 5/335 و339. وعن ابن عمر عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2871) . قوله: "منبري على ترعة"، قال السندي: هي بضم تاء وسكون راء وبعين مهملة، هو في الأصل الروضة على المكان المرتفع، يعني أن العبادة في هذا الموضع تؤدى إلى الجنة، فكأنه قطعة منها، وقيل: الترعة الدرجة، وقيل: الباب. الحديث: 8722 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 338 تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، وَلَا يَخْذُلُهُ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ - قَالَ إِسْمَاعِيلُ فِي حَدِيثِهِ: وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ - التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا، يُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثًا، بِحَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ " (1) 8723 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُدَاعِبُنَا، قَالَ: " إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا " (2)   (1) إسناده جيد على شرط مسلم، أبو سعيد مولى عبد الله روى عنه جمع، واحتج به مسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين سوى إسماعيل بن عمر -وهو الواسطي- فمن رجال مسلم، وتابعه أبو نعيم، وهو الفضل بن دُكين. وأخرجه عبد بن حميد (1442) عن أبي نعيم وحده، بهذا الِإسناد. وانظر (7727) . (2) إسناده حسن، إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- روى له أبو داود والترمذي وهو قوي الحديث، أسامة بن زيد -وهو الليثي- حسن الحديث، استشهد به البخاري، وروى له الباقون. ابن المبارك: هو عبد الله. وأخرجه الترمذي في "السنن" (1990) ، وفي "الشمائل" (237) ، والبيهقي في "السنن" 10/248، وفي "الآداب" (406) ، والبغوي (3602) من طريق علي بن الحسن، عن ابن المبارك، بهذا الِإسناد. وانظر (8481) . الحديث: 8723 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 339 8724 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ مُطَرِّفٍ الْغِفَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عُدِيَ عَلَى مَالِي؟ قَالَ: " فَانْشُدِ اللهَ "، قَالَ: فَإِنْ أَبَوْا؟ قَالَ: فَانْشُدِ اللهَ، قَالَ (1) : فَإِنْ أَبَوْا [قَالَ] : " فَقَاتِلْ، فَإِنْ قُتِلْتَ فَفِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ قَتَلْتَ فَفِي النَّارِ " (2) 8725 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ " " وَإِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ " " وَلَا يَمْنَعْ فَضْلَ مَاءٍ لِيَمْنَعَ بِهِ الْكَلَأَ " " وَمِنْ حَقِّ الْإِبِلِ أَنْ تُحْلَبَ (3) عَلَى الْمَاءِ يَوْمَ وِرْدِهَا " (4)   (1) قوله: "قال: فإن" إلى هنا سقط من (م) ، واستدرك من الأصول الخطية. (2) حديث صحيح، وسقط من هذا الِإسناد عمرو -وهو ابن أبي عمرو مولى المطلب- من بين يزيد بن الهاد وابن مطرف -وهو قهَيد-، وسلف الكلام على الحديث برقم (8475) . (3) في (ظ3) : يحتلب. (4) إسناده حسن، رجاله رجال الشيخين غير موسى بن داود -وهو الضبي- فمن رجال مسلم. وسيأتي الحديث عن سريج بن النعمان، عن فليح بن سليمان برقم (10252) . وسلف القسم الأول من الحديث برقم (7221) ، والثاني برقم (7346) ،= الحديث: 8724 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 340 8726 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] ، دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرَيْشًا، فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي   = والثالث برقم (7324) . وأخرج القسم الرابع منه -وهو حق الِإبل- البخاري (2378) من طريق محمد بن فليح، عن أبيه فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرج القسم نفسه ضمن حديثٍ البخاريُ (1402) ، والنسائي 5/23-25 من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرجه أيضاً مسلم (987) (24) ، وأبو داود (1659) ، والبيهقي 4/183، والبغوي (1562) من طريق زيد بن أسلم، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة. رواية مسلم ضمن حديث. وفي باب حلب الإبل يوم ورودها الماء عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/14. وعن جابر عند مسلم (988) (28) ، وسيأتي في "المسند" 3/321. قوله: "ومن حق الِإبل أن تحلب على الماء"، قال العيني في "عمدة القاري" 8/251: أي: لتُسقى ألبانها أبناء السبيل والمساكين الذين ينزلون على الماء، ولأن فيه الرفق على الماشية، لأنه أهون لها، وأوسع عليها، وقال ابن بطال: يريد حق الكرم والمواساة وشريف الأخلاق، لا أن ذلك فرض، وكانت عادة العرب التصدق باللبن على الماء، فكان الضعفاء يرصدون ذلك منهم، قال: والحق حقان: فرض عين، وغيره، فالحلب من الحقوق التي هي من مكارم الأخلاق. وقال ابن التين: وقيل: كان هذا قبل فرض الزكاة. الحديث: 8726 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 341 عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا مَعْشَرَ بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي وَاللهِ لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، إِلَّا أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبِلَالِهَا "، (1) 8727 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ ضَرًّا، وَلَا نَفْعًا " يَعْنِي لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ (2) 8728 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه أبو عوانة 1/94 من طريق يحيى بن يعلى، عن زائدة بن قدامة، بهذا الِإسناد. وانظر (8402) (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي البصري، وعبد الملك: هو ابن عمير. وانظر (8402) . الحديث: 8727 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 342 يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ أَبَى " (1) ، قَالُوا: وَمَنْ يَأْبَى؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى " (2) 8729 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، وَسُرَيْجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ   (1) قوله: "إلا من أبى" سقط من (م) ، واستدرك من الأصول الخطية. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن فليحاً -وهو ابن سليمان- ينحط عن رتبة الصحيح. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وسريج: هو ابن النعمان بن مروان البغدادي من رجال البخاري. وأخرجه الحاكم 1/55 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل عن أبيه، عن سريج بن النعمان وحده، بهذا الِإسناد. ليس فيه: "من أطاعني دخل الجنة ". وصححه الحاكم على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي. وأخرجه البخاري (7280) عن محمد بن سنان العَوَفي، عن فليح بن سليمان، به. وأخرج الحاكم 1/55 و4/247 من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، عن أبي هريرة. مرفوعاً: "لتدخلن الجنة إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير"، وقال: صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي. وفي الباب عن أبي أمامة، سيأتي في مسنده 5/258 بلفظ: "ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير عن أهله". وعن أبي سعيد الخدري عند الطبراني في "الأوسط" (812) بلفظ: "والذى نفسي بيده، لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله شراد البعير"، قيل: يا رسول الله ومن أبى أن يدخل الجنة؟ فقال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني دخل النار". وسنده حسن. قوله: "كل أمتي يدخل الجنة"، قال السندي: أي: ابتداءً أو بعد حين. "إلا من أبى"، أي: امتنع عن قبول دعوتي. "أطاعني"، بقبول دعوتي. و"من عصاني"، بالِإعراض عن قبولها. الحديث: 8729 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 343 عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِهِ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ حَدِيثًا، جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ، قَالَ: " أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " قَالَ: هَا أَنَا ذَا، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِذَا ضُيِّعَتِ الْأَمَانَةُ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ؟ أَوْ (1) مَا إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: " إِذَا تَوَسَّدَ الْأَمْرَ غَيْرُ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ " (2) 8730 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: أو قال. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه البيهقي 10/118 من طريق سريج بن النعمان وحده، بهذا الِإسناد. وأخرجه الحسن بن سفيان -كما في "فتح الباري" 1/143- من طريق يونس بن محمد وحده، به. وأخرجه البخاري (59) و (6496) ، وابن حبان (104) ، والبغوي (4232) من طرق عن فليح بن سليمان، به. قوله: "إذا توسد"، قال السندي: أي: تولى "الأمرَ" بالنصب "غيرُ أهله" بالرفع، والمراد الأمر المتعلق بالدين كالقضاء والِإفتاء والخلافة. الحديث: 8730 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 344 خَيْرًا قَطُّ، كَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ (1) خَيْرًا قَطُّ؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لِي غُلَامٌ، وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا بَعَثْتُهُ يَتَقَاضَى، قُلْتُ لَهُ: خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ " (2) 8731 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ عِنْدِي لَبِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْرٍ، يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزِعُ نَفْسَهُ مِنْ   (1) في (ظ3) زيادة "لي" بعد: عملت. (2) إسناه قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -واسمه محمد- فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم متابعةً، وهو قوي. ليث: هو ابن سعد المصري. وأخرجه النسائي 7/318، وابن حبان (5043) ، والحاكم 2/27-28، والبيهقي في "الشعب" (11244) و (11245) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/326 من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، به. وانظر ما سلف برقم (7579) . الحديث: 8731 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 345 بَيْنِ جَنْبَيْهِ " (1) 8732 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالَّذِي يَقُومُ اللَّيْلَ، وَيَصُومُ النَّهَارَ " (2)   (1) إسناده جيد من أجل عبد العزيز بن محمد الدراوردي وعمرو بن أبي عمرو، وباقي رجاله ثقات. أبو سلمة: هو منصور بن سلمة، المقبري: هو سعيد. وأخرجه البزار (781- كشف الأستار) عن أحمد بن أبان القرشي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الِإسناد. وانظر (8492) . قوله: "بمنزلة كل خير"، قال السندي: أي: في منزلة يستحق فيها كل خير. (2) صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي-، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو الغيث: هو سالم أبو الغيث المدني مولى مطيع. وأخرجه ابن ماجه (2140) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، وابن أبي الدنيا في "العيال" (610) عن خالد بن خداش، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "موطئه" برواية محمد بن الحسن (960) ، وبرواية أبي مصعب الزهري (1916) ، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (5353) ، وبإثر (6006) و (6007) ، وفي "الأدب المفرد" (131) ، ومسلم (2982) (41) ، والنسائي 5/86-87، والترمذي بإثر الحديث (1969) ، وابن حبان (4245) ، والبيهقي في "السنن" 6/283، وفي "الشعب" (11029) ، والبغوي (3458) عن ثور بن زيد، به. ورواية النسائي ليس فيها: "أو كالذى يقم الليل ويصم النهار".= الحديث: 8732 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 346 8733 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا، أَدَّاهَا اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلَافَهَا، أَتْلَفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20592) عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن رجل، عن أبي هريرة رفعه، وزاد فيه: "وأنا وكافل اليتيم المصلح يوم القيامة في الجنة كهاتين"، وأشار بإصبعيه الوسطى والسبابة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1237) من طريق الفضل بن العلاء، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن قيس، عن أبيه، عن أبي هريرة، به. كرواية عبد الرزاق، وراويه عن أبي هريرة -وهو قيس المدني- مجهول. ورواه مالك في "موطئه" برواية محمد بن الحسن (959) ، وبرواية أبي مصعب الزهري (1915) ، ومن طريقه أخرجه البخاري (6006) ، والترمذي (1969) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (611) ، والبيهقي في "السنن" (6/283) ، وفي "الشعب" (11027) عن صفوان بن سليم، مرسلاً. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (308) من طريق أسامة بن زيد، عن صفوان بن سليم، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف، ومرسل مالك أصح. قوله: "الساعي على الأرملة والمسكين"، قال السندي: أي: الساعي في (*) (1) صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه لأجل عبد العزيز الدراوردي، وهو متابع. وأخرجه مختصراً ابن ماجه (2411) ، عن يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز الدراوردي، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2387) ، والبيهقي 5/354، والبغوي (2146) من طريق سليمان بن بلال، والبخاري في "تاريخه الكبير" 1/372-373 من طريق إسماعيل بن أبي فديك، كلاهما عن ثور بن زيد، به. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا في المطبوع، ولعل هناط سقطا الحديث: 8733 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 347 8734 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَى خَيْرًا مِنْهَا، فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَفْعَلِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ " (1)   = وسيأتي برقم (9407) . وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/99. وعن ميمونة، سيأتي 6/335. قوله: "من أخذ أموال الناس"، قال السندي: بطريق القرض، أو بوجه آخر من وجوه المعاملة. "أداها الله عنه"، أي: في الدنيا، بأن يعطيه ما يكون أداء لدينه، أو بأن ييسر له من يتحمل عنه دَيْنه، أو في الآخرة بأن يرضى غريمُه لحسن نيته، وقد جاءت الآثار بالأمرين، أي: بالأداء عنه في الدنيا أو في الآخرة. "إتلافها": إضاعتها على أصحابها. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو في "موطأ" مالك 2/478، ومن طريقه أخرجه مسلم (1650) (12) ، والترمذي (1530) ، والنسائي في "الكبرى" (4722) ، وابن حبان (4349) ، والبيهقي 10/53، والبغوي (2438) . وأخرجه مسلم (1650) (13) و (14) ، والبيهقي 9/232 و10/53 من طريقين عن سهيل بن أبي صالح، به. وأخرجه مسلم (1650) (11) ، والبيهقي 10/32 من طريق يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - وفيه قصة. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6736) ، وانظر تتمة شواهده هناك. الحديث: 8734 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 348 8735 - حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ - مِنْ آلِ ابْنِ الْأَزْرَقِ - أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ - وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ - أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ، وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ " (1) 8736 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ فَخْرَهُمْ بِرِجَالٍ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عِنْدَ اللهِ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنَ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتَنَ " (2)   (1) حديث صحيح، وسبق الكلام على إسناده عند الحديث رقم (7233) . (2) إسناده حسن، هشام بن سعد -وإن كان من رجال مسلم- تنزل رتبته عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/60، والبيهقي في "الشعب" (5127) و (5128) من طريق سفيان الثوري، والبيهقي في "السنن" 10/232، وفي "الشعب" (5126) ، وفي "الآداب" (422) من طريق حسين بن حفص، كلاهما عن= الحديث: 8735 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 349 8737 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ الْمُتَوَكِّلِ أَوْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَقِيَ اللهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ، طَيِّبًا بِهَا نَفْسُهُ مُحْتَسِبًا، وَسَمِعَ وَأَطَاعَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ - أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ - وَخَمْسٌ لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارَةٌ:   = هشام بن سعد، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود (5116) ، وعنه البيهقي في "الآداب" (423) من طريق المعافى بن عمران وابن وهب، والترمذي (3956) من طريق موسى بن أبي علقمة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3458) من طريق ابن وهب، والخطيب في "تاريخه" 6/188 من طريق المعافى بن عمران، ثلاثتهم عن هشام بن سعد، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. بزيادة أبي سعيد المقبري. رواية الترمذي مختصرة، وقال: حسن غريب. وسيأتي الحديث برقم (8792) مختصراً، و (10781) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2739) ، وإسناده صحيح. قوله: "عبِّيَّة الجاهلية"، قال السندي: بضم عين مهملة، وكسر موحدة مشددة، وفتح ياء مثناة من تحت مشددة: الكبر والنخوة. "مؤمن تقي، وفاجر شقي"، أي: الناس رجلان: مؤمن تقي فهو الخير الفاضل، وإن لم يكن حسيباً في قومه. وفاجر شقي فهو الدنيء، وإن كان في أهله شريفاً رفيعاً. "من عدتِهم" بتشديد الدال، أي: من عَدَدهم. "الجِعْلان" بكسر جيم وسكون عين، جمع جُعَل، بضم ففتح: دويبة سوداء تدير الأوساخ بأنفها. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: عن أبي المتوكل، والمثبت من (ظ3) و (عس) . الحديث: 8737 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 350 الشِّرْكُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقٍّ، أَوْ بَهْتُ (1) مُؤْمِنٍ، أَوِ الْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ، أَوْ يَمِينٌ صَابِرَةٌ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالًا بِغَيْرِ حَقٍّ " (2) 8738 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَدٌّ يُقَامُ فِي الْأَرْضِ، خَيْرٌ لِلنَّاسِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلَاثِينَ - أَوْ أَرْبَعِينَ - صَبَاحًا " (3)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: نهب. (2) إسناده ضعيف، المتوكل أو أبو المتوكل مختلف في اسمه، قال الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص 391: جزم البخاري وتبعه ابن أبي حاتم بأنه المتوكل، اسم لا كنية، وقال أبو حاتم: هو مجهول، وهذا هو المعتمد. قلنا: ولم نجد في مطبوع "الجرح والتعديل" 8/372 أنه جهله، ولم نجد أحداً روى عنه غير خالد بن معدان، وبقية يدلس تدليس التسوية، وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه أبو زرعة الرازي كما في "العلل" 1/339 لابن أبي حاتم، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (211) من طرق عن بقية بن الوليد، بهذا الإسناد مختصراً. وصحح أبو زرعة أنه أبو المتوكل. وأخرج البيهقي في "الشعب" (4928) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محرر بن أبي هريرة، عن أبي هريرة، رفعه: "من لقي الله عز وجل، ولم يعمل ست خلال دخل الجنة: من لقي الله تعالى ولم يشرك به شيئاً، ولم يسرق، ولم يزن، ولم يرم محصنة، ولم يعص ذا أمر، قال بالحسن سكت أو نطق"، وإسناده إلى عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف. واليمين الصابرة: هي التي يُلزَم وُيجبَر صاحبُها عليها. (3) إسناده ضعيف لضعف جرير بن يزيد، قال أبو زرعة: شامى منكر = الحديث: 8738 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 351 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الحديث. وسيأتي برقم (9226) عن عتاب بن زياد، عن عبد الله بن المبارك. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/212-213، وابن ماجه (2538) ، والنسائي 8/75-76، وابن الجارود في "المنتقى" (801) ، وأبو يعلى (6111) ، وابن حبان (4398) ، والمزي في ترجمة عيسى بن يزيد من "التهذيب" 23/59-60 و60 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الِإسناد - رواية النسائي وابن الجارود: "ثلاثين" دون شك، وعند الباقين: "أربعين". وأخرجه البخاري أيضاً 2/213 عن محمد -وهو ابن سلام البيكندي-، عن جرير بن عبد الحميد، عن جرير بن يزيد، به. وخالف عيسى بنَ يزيد وجريرَ بنَ عبد الحميد فيه يونس بنُ عبيد، فرواه عن جرير بن يزيد، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، موقوفاً، ولم يرفعه، أخرجه البخاري في "التاريخ" 2/213 عن يحيى بن بشر البلخي، والنسائي 8/76 عن عمرو بن زرارة، كلاهما عن إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، به. ورواه محمد بن قدامة المصيصي عن إسماعيل ابن علية، فرفعه، إلا أنه قد اختلف عليه، فقد أخرجه الطبراني في "الصغير" (966) عن محمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح، عنه، عن ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن جرير بن يزيد، به. وأخرجه ابن حبان (4397) عن ابن قتيبة، عنه، عن ابن علية، عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، به. كذا سمى شيخ يونس فيه "عمرو بن سعيد" وهو الثقفي أبو سعيد البصري، ثقة من رجال مسلم، والصواب رواية محمد بن عبد الصمد، عنه، لموافقتها رواية الجماعة. وله شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (11932) ، وفي "الأوسط" (4762) ، والبيهقي 8/162، وفي إسناده من هم في عداد المجاهيل، ومع ذلك فقد حسنه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/246! وآخر من حديث ابن عمر عند ابن ماجه (2537) ، وابن عدي في "الكامل" = الجزء: 14 ¦ الصفحة: 352 8739 - حَدَّثَنَا هَارُونُ هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ، إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: الْكَوْكَبُ وَبِالْكَوْكَبِ " (1) 8740 - حَدَّثَنَا رَجُلٌ قَدْ سَمَّاهُ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا   = 3/1197، وإسناده ضعيف جداً، فيه سعيد بن سنان الحمصي، رماه غير واحد بالوضع. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه مسلم (72) (126) ، والنسائي في "المجتبى" 3/164، وفي "عمل اليوم والليلة" (923) ، والبيهقي 3/358 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث من طريق عبيد الله بن عبد الله برقم (8811) ، ومن طريق أبي يونس برقم (9463) ، ومن طريق سلمان وسعيد بن المسيب برقم (10800) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند ابن حبان (6130) ، وسيأتي في "المسند" 3/7 بلفظ: "لو أمسك الله القطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله لأصبحت طائفة به كافرين يقولون: مطرنا بنوء المِجدَح". وعن زيد بن خالد الجهني عند البخاري (846) ، ومسلم (71) (125) ، وسيأتي في "المسند" 4/117. وعن ابن عباس عند مسلم (73) . قوله: "ألم تروا إلى ما قال ربكم"، قال السندي: كأن المراد بالقول بلسان الحال، ولذلك قال: "تروا" لأن القول الحالي يفهم من تتبع أحوال العباد، وذاك يدرك بالعين، وإلا فالقول يسمع، ولا يرى، والله تعالى أعلم. الحديث: 8739 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 353 هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ " (1) 8741 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّكُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ آثَارِ الطُّهُورِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو أبو عبد الله الرحمن المقريء، وهشام: هو ابن حسان القردوسي. وأخرجه الدارمي (730) ، ومسلم (282) (95) ، وأبو داود (69) ، وأبو يعلى (6076) ، والطحاوي 1/14، والبيهقي 1/238 و256 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/141 عن إسماعيل ابن علية، عن هشام بن حسان، به، موقوفاً. وأخرجه البخاري (239) ، والنسائي 1/197، وابن خزيمة (66) ، والطحاوي 1/15، والبيهقي 1/238 من طريق الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وقد فاتنا في الموضع الأول تخريجه من هذا الطريق، وهو برقم (7525) ، فلذلك أوردناه هنا. وسلف من طريق ابن سيرين برقم (7526) . (2) إسناده ضعيف، ليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف، وكعب -وهو أبو عامر المديني، وجاءت كنيته عند ابن الأعرابي: أبو سعية- مجهول. وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (479) من طريق الحارث بن عمير، عن= الحديث: 8741 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 354 8742 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ: عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، إِذْ ذَاكَ وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجِيءُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَجِيءُ الصَّلَاةُ، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصَّلَاةُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ، فَتَجِيءُ الصَّدَقَةُ، فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصَّدَقَةُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِيءُ الصِّيَامُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصِّيَامُ، فَيَقُولُ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ تَجِيءُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَلِكَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِيءُ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنْتَ السَّلَامُ، وَأَنَا الْإِسْلَامُ، فَيَقُولُ اللهُ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، بِكَ الْيَوْمَ آخُذُ، وَبِكَ أُعْطِي، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] "، (1)   = ليث بن أبي سليم، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (8413) . (1) إسناده ضعيف، عباد بن راشد ضعفه ابن معين، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، والعقيلي، وابن حبان، وقال النسائي وابن البرقي: ليس بالقوي، وقال البخاري: روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وتركه يحيى القطان، ووثقه أحمد والبزار وابن شاهين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، والحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة. وأخرجه أبو يعلى (6231) من طريق يونس بن بكير، والطبراني في "الأوسط"= الحديث: 8742 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 355 قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1) : " عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ ثِقَةٌ، وَلَكِنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " 8743 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، مَوْلَى يَزِيدَ (2) ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ تُعْطِ الْفَضْلَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ، وَإِنْ تُمْسِكْهُ فَهُوَ شَرٌّ لَكَ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَلَا يَلُومُ اللهُ عَلَى الْكَفَافِ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " (3)   = (7607) من طريق حجاج بن نصير، كلاهما عن عباد بن راشد، بهذا الِإسناد. وفي رواية أبي يعلى ينتهي الحديث إلى قوله: وبك أعطي، وجعل بقية الحديث من كلام الحسن البصري. (1) أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن الِإمام أحمد. (2) في (ظ3) : مولى بني يزيد. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن إن كان القاسم سمعه من أبي هريرة، فقد قيل: إنه لم يسمع منه، والقاسم مولى يزيد: هو ابن عبد الرحمن الشامي أبو عبد الرحمن مولى معاوية، ويقال: مولى يزيد بن معاوية الأموي، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (61) ، وفي "مسند الشاميين" (777) عن أحمد بن إبراهيم الدمشقي، عن إبراهيم بن عبد الله بن زبر، عن أبيه عبد الله بن زبر، بهذا الِإسناد. وفي الباب عن أبي أمامة الباهلي عند مسلم (1036) ، وسيأتي في "المسند" 5/262. لكنه من قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولفظه كلفظه.= الحديث: 8743 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 356 8744 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ , حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي حَصِينٍ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مُرْنِي بِأَمْرٍ، وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ حَتَّى أَعْقِلَهُ، قَالَ: " لَا تَغْضَبْ "، فَأَعَادَ عَلَيْهِ: " لَا تَغْضَبْ " (2) 8745 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا، فَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا " (3)   = وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إبدأ بمن تعول"، و"اليد العليا خير من اليد السفلى" سلف ضمن الحديث (7155) . قوله: "إن تعط الفضل"، قال السندي: إن شرطية، والفضل ما زاد عن الحاجة. (1) هذا الِإسناد بكامله أثبتناه من (ظ3) و (عس) وحاشية (س) و"أطراف المسند" لابن حجر 7/177، وفي النسخ المتأخرة لم يذكر هذا الِإسناد، ووضع مكانه: وبإسناده، أي: بإسناد الحديث السابق (8743) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس السبيعي، وأبو حصين: هو عثمان بن عاصم الأسدي. وسيأتي برقم (10011) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6635) ، وذكرت شواهده هناك. قوله: "أعقله"، قال السندي: أي: أحفظه لأن حفظ القليل أسهل من حفظ الكثير. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 8744 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 357 8746 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِرَايَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُصَلِّي الْمَلَائِكَةُ عَلَى نَائِحَةٍ، وَلَا عَلَى مُرِنَّةٍ " (1)   = وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/306 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، بهذا الإِسناد. وسيأتي من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، موقوفاً، برقم (10648) ، وهو عند الشيخين من طريقه مرفوع. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6997) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (1) إسناده قابل للتحسين، أبو مُراية -واسمه عبد الله بن عمرو- روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/31، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير عمران -وهو ابن داور القطان- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ممن يعتبر بحديثه. سليمان بن داود: هو الطيالسي. وهو في "مسند الطيالسي" (2457) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (6137) . وتحرف عمران في "مسند الطيالسي" إلى: أبي عمران، وسقط "قتادة" من إسناد أبي يعلى المطبوع. وانظر ما سلف برقم (7560) . قوله: "لا تصلي الملائكة"، قال السندي: أي: كما تصلي على سائر المؤمنين، قال تعالى: (هو الذى يصلي عليكم وملائكته) ، وفيه دلالة على أنه تعالى لا يصلي عليهما بالأولى، ويحتمل أن التقييد لإفادة أنه لا ينقطع عنهما صلاته تعالى، لأن صلاته رحمة، فلا تنقطع إلا عن الكافرين، بخلاف صلاة الملائكة، فإنها دكاء أو ثناء، فهي فضيلة، فلا يضر انقطاعها عن العصاة، والله تعالى أعلم. "ولا مُرنة" بتشديد النون، اسم فاعل من أرن: إذا صاح، أي: الصالحة على الحديث: 8746 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 358 8747 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ (1) ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بِنَاءُ الْجَنَّةِ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ " (2)   = الميت. (1) زاد في (م) والنسخ المتأخرة: وهو أبو داود الطيالسي. (2) حديث صحيح، عمران -وهو ابن داور القطان- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح غير العلاء بن زياد العدوي، فقد روى له النسائي وابن ماجه وهو ثقة. وأخرجه البزار (3509- كشف الأستار) من طريق أبي داود الطيالسي، بهذا الِإسناد، زاد فيه: "وملاطها المسك". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2553) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/248، وفي "صفة الجنة" (137) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران القطان، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 2/249، والبيهقي في "البعث والنشور" (257) من طريق محمد بن المنهال، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، به. وزاد فيه: "ترابها زعفران وطيبها مسك". وإسناده صحيح، فإن رواية يزيد عن سعيد قبل اختلاطه، لكن قال محمد: "حفظي قال: قال رسول الله"، وسقط صحابيه من مطبوع "الحلية". وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (138) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (256) من طريق مطر الوراق، عن العلاء بن زياد، به. ومطر ضعيف. وأخرجه عبد الرزاق (20875) ، وابن المبارك في "الزهد - زيادات نعيم بن حماد" (252) ، ومن طريقه البغوي (4391) ، كلاهما (عبد الرزاق وابن المبارك) عن معمر، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن أبي هريرة، موقوفاً. وزادوا: درَجُها الياقوت واللؤلؤ، قال: وكنا نتحدث أن رَضراض أنهارها لؤلؤ وترابها زعفران. الحديث: 8747 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 359 8748 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ (1) ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللهِ مِنَ الدُّعَاءِ " (2)   = وسلف الحديث ضمن حديث مطول برقم (8043) من طريق أبي المدلة عن أبي هريرة. (1) قوله: "ابن داود" ليس في (ظ3) و (عس) . (2) إسناده قابل للتحسين من أجل عمران -وهو ابن داور القطان-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو في "مسند الطيالسي" (3585) ، ومن طريق الطيالسي أخرجه ابن ماجه (3829) ، والترمذي (3370) ، والحاكم 1/490، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (3) . وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (712) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/301، وابن حبان (870) ، والطبراني في "الأوسط" (2544) و (3718) ، وفي "الدعاء" (28) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1742، والحاكم 1/490، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1213) ، والبغوي (1388) من طريق عمرو بن مرزوق، عن عمران القطان، بهذا الإِسناد. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران القطان، وقال البغوي: غريب - يعني من حديث عمران. وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3370) ، والحاكم 1/490 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن عمران القطان، به. وأخرجه القضاعي (1214) من طريق بشار بن موسى الخفاف، عن ابن مهدي، عن أبان العطار، عن قتادة، به. وبشار الخفاف، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف كثير الغلط، قلنا: وهذا من أغلاطه، فإن الحديث محفوظ من= الحديث: 8748 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 360 8749 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ الْهِفَّانِيُّ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلَانِ، أَحَدُهُمَا مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، وَالْآخَرُ مُسْرِفٌ عَلَى نَفْسِهِ، وَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ، فَكَانَ الْمُجْتَهِدُ لَا يَزَالُ يَرَى عَلَى الْآخَرِ ذَنْبًا، فَيَقُولُ: وَيْحَكَ أَقْصِرْ، فَيَقُولُ الْمُذْنِبُ: خَلِّنِي وَرَبِّي " فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي عَامِرٍ (1) 8750 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ آمَنَ عَشَرَةٌ مِنْ   = طريق عمران القطان، كما قال الطبراني. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (713) من طريق الطيالسي، عن عمران القطان، به، بلفظ: "أشرف العبادة الدعاء". وفي الباب عن النعمان بن بشير، سيأتي في مسنده 4/267، ولفظه: "إن الدعاء هو العبادة". وإسناده صحيح. وعن ابن عباس عند الحاكم 1/491، ولفظه: "أفضل العبادة هو الدعاء". وصححه. (1) إسناده حسن، عكرمة بن عمار صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث. وحديث أبي عامر بتمامه سلف برقم (8292) ، وانظر تعليقنا عليه. قوله: "أقصر"، قال السندي: بفتح الهمزة من الإِقصار، وهو الكف عن الشيء مع القدرة عليه، فإن عجز عنه تقول: قصرت عنه، بلا ألف. الحديث: 8749 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 361 أَحْبَارِ الْيَهُودِ، آمَنُوا بِي كُلُّهُمْ " (1) 8751 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي أَبُو الْجُلَاسِ عُقْبَةُ بْنُ سَيَّارٍ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ شَمَّاخٍ، قَالَ: شَهِدْتُ مَرْوَانَ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " اللهُمَّ أَنْتَ رَبُّهَا، وَأَنْتَ خَلَقْتَهَا، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا لِلْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهَا، وَعَلَانِيَتِهَا، جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا " (3) 8752 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4) ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَطْفِئُوا السُّرُجَ،   (1) حديث صحيح، أبو هلال -واسمه محمد بن سليم الراسبي وإن كان فيه ضعف- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. محمد: هو ابن سيرين. وانظر (8555) . (2) في (ظ3) : يسار. (3) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث (7477) . وأخرجه أبو داود (3200) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/124، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1078) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/139، والطبراني في "الدعاء" (1185) ، والبيهقي 4/42، والمزي في ترجمة علي بن شماخ من "تهذيب الكمال" 20/463 من طرق عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الِإسناد. ولم يسق الدولابي لفظه. (4) وقع في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بين أبي هريرة والنبي: "قال يونس بن= الحديث: 8751 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 362 وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ " (1) 8753 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ تَحْتَ (2) الْعَرْشِ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (3)   = عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة" وهي زيادة مقحمة لم ترد في النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ، ولا في "أطراف المسند" لابن حجر 7/152، وضبب عليها في (س) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. يونس: هو ابن عبيد. وسيأتي برقم (8800) بسند صحيح من طريق أبي صالح عن أبي هريرة، قال: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتغطية الوَضوء، وإيكاء السقاء، وإكفاء الإِناء. وفي الباب عن جابر عند البخاري (3280) ، ومسلم (2010) ، وسيأتي 3/301. وعن أبي موسى عبد البخاري (6294) ، ومسلم (2014) ، وسيأتي 4/399. وعن عبد الله بن سرجس، سيأتي 5/82. وعن أبي أمامة، سيأتي 5/262. قوله: "خَمَروا"، أي: غَطوا. (2) في (م) ونسخة على هامش (س) : من تحت. (3) صحيح دون قوله: "تحت العرش"، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج -واسمه يحيى بن أبي سليم-، فقد روى له أصحاب السنن، وهو صدوق حسن الحديث. وهو في "مسند الطيالسي" (2494) ، ومن طريقه أخرجه البزار (3087-= الحديث: 8753 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 363 8754 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيْسَ السَّنَةُ أَنْ لَا يَكُونَ مَطَرٌ، وَلَكِنَّ السَّنَةَ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءُ، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ " (2) 8755 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُحْشَرُ النَّاسُ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ: صِنْفًا مُشَاةً، وَصِنْفًا رُكْبَانًا، وَصِنْفًا عَلَى وُجُوهِهِمْ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَمْشُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ؟ فَقَالَ: " إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَمَا إِنَّهُ يَتَّقُونَ بِكُلِّ حَدَبٍ وَشَوْكٍ " قَالَ عَفَّانُ: " يَتَّقُونَ بِوُجُوهِهِمْ كُلَّ حَدَبٍ وَشَوْكٍ " (3) 8756 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ،   = كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/204. وانظر (7966) . (1) قوله: "عن أبيه" سقط من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (8511) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وجهالة أوس بن خالد. وهو مكرر (8647) سنداً ومتناً، وقرن هناك بعفان حسن بن موسى. الحديث: 8754 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 364 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَقْتَصُّ للْخَلْقِ (1) بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، حَتَّى لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ، وَحَتَّى لِلذَّرَّةِ مِنَ الذَّرَّةِ " (2) 8757 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الصَّلْتِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " انْتَهَيْتُ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ، فَإِذَا أَنَا فَوْقِي بِرَعْدٍ وَصَوَاعِقَ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ، فِيهَا الْحَيَّاتُ (3) تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ أَكَلَةُ الرِّبَا، فَلَمَّا نَزَلْتُ، وَانْتَهَيْتُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ، فَقُلْتُ: مَنْ (4) هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: الشَّيَاطِينُ يَحْرِفُونَ عَلَى أَعْيُنِ بَنِي آدَمَ، أَنْ لَا يَتَفَكَّرُوا فِي   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: الخلق، والجماء، والذرة، من غير لام الجر، وعلى أن يقتص مبني للمعلوم. (2) صحيح دون قوله: "وحتى للذرة من الذرة"، وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الصحيح، إلا واصلًا -وهو مولى أبي عيينة- ويحيى بن عقيل، فإنهما يَقصُران عن رتبة الثقات وأهل الضبط. وسلف الحديث من طريق عبد الرحمن بن يعقوب دون هذه الزيادة برقم (7204) ، وإسناده صحيح. (3) في (ظ3) و (عس) : كالحيات. (4) في (ظ3) : ما. الحديث: 8757 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 365 مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَرَأَتِ (1) الْعَجَائِبَ " (2) 8758 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْقِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ أُوقِيَّةٍ، كُلُّ أُوقِيَّةٍ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ " (3)   (1) هكذا في الأصول الخطية سوى (س) ، ففيها: لرأيت، وسلف في الحديث (8640) : لرأوا، وهو الصواب. (2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان- وجهالة أبي الصلت. وانظر (8640) . (3) حديث مضطرب سنداً ومتناً، فقد اختلف في رفعه ووقفه، قال الحافظ الدارقطني في "العلل" 8/169: يرويه عاصم بن أبي النجود (وهو ابن بهدلة) ، واختلف عنه، فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث وأبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد، عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وغيرهما يرويه عن حماد بن سلمة موقوفاً، وكذلك قال حماد بن زيد، عن عاصم، والموقوف أشبه. وأما اختلاف المتن فستأتي الإِشارة إليه أثناء التخريج. وأخرجه الدارمي (3464) ، وابن ماجه (3660) ، وابن حبان (2573) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، بهذا الإِسناد. وقرن الدارمي بحماد أبان العطار. وسقط من مطبوع الدارمي "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، فصار الحديث عنده موقوفاً، وصوبناه من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 136. وأخرجه البزار في "مسنده" 2/ورقة 209 من طريق أبي علي الحنفي، عن= الحديث: 8758 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 366 8759 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ تُبَاعَ الثَّمَرَةُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا " (1) 8760 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ (2) قَائِدُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي   = حماد بن سلمة، به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/199، والبيهقي 7/233 من طريق حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، به، موقوفاً، ولفظه: القنطار ألف ومتنا أوقية. وأخرجه الطبري 3/201 من طريق إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، عن أبي صالح من قوله: القنطار مئة رطل. وإسناده صحيح. وأخرجه الطبري 3/199 من طريق العلاء بن المسيب، عن عاصم بن بهدلة من قوله: القنطار ألف ومئتا أوقية. وإسناده حسن. وفي الباب عن أنس عند الحاكم 2/178: "القنطار ألفا أوقية"، وقال: على شرطهما! قلنا: في إسناده زهير بن محمد التميمي ورواية أهل الشام عنه ضعيفة وهذا منها. وعن أبي بن كعب عند الطبري 3/199: "القنطار ألف أوقية ومئتا أوقية"، وإسناده ضعيف. وعن أبي أمامة ضمن حديثٍ عند الطبراني في "الكبير" (7748) : "القنطار ألف ومئتا أوقية"، وإسناده ضعيف. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عمر بن راشد. أبو كثير: هو السحيمي الغُبَري اليمامي الأعمى. وانظر ما سلف برقم (7559) . (2) وقع في سائر أصولنا الخطية وكذا في "أطراف المسند" 7/333: عَبْدُ الْحَكَمِ، وأثبتنا ما في النسخة التي أشير إليها بهامش (س) ، وهو الصواب، فقد= الحديث: 8759 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 367 عَرُوبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصَمُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَبِعَ جَنَازَةً، قَالَ: " انْبَسِطُوا بِهَا، وَلَا تَدِبُّوا دَبِيبَ الْيَهُودِ بِجَنَائِزِهَا " (1) 8761 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مَرْيَمَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُلْكُ فِي قُرَيْشٍ، وَالْقَضَاءُ فِي الْأَنْصَارِ، وَالْأَذَانُ فِي الْحَبَشَةِ، وَالسُّرْعَةُ فِي الْيَمَنِ "، وَقَالَ زَيْدٌ مَرَّةً يَحْفَظُهُ: وَالْأَمَانَةُ فِي الْأَزْدِ " (2)   = سماه كل من ترجم له: عبد الحَكِيم، ولم يشر أحد منهم إلى خلاف في اسمه، ولعل ما وقع في الأصول الخطية خطأ قديم، والله تعالى أعلم. (1) إسناده ضعيف جداً، عبد الحكيم قائد سعيد بن أبي عَروبة، قال الدارقطني: متروك. وسلف حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة برقم (7267) ، ولفظه: "أسرعوا بجنائزكم، فإن كان صالحاً قدمتموه إليه، وإن كان سوى ذلك، فشر تضعونه عن رقابكم". قوله: "انبسطوا"، قال السندي: كنلية عن الإسراع بها، قلنا: وقد وقع هذا الحرف في "أطراف المسند": انتشطوا. وهو بمعنى: "انبسطوا" الذى ذكره السندي. (2) رجاله رجال الصحيح غير أبي مريم -وهو الأنصاري- فقد روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة. واختلف في وقفه ورفعه، والموقوف أصح، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 12/172، والترمذي (3936) من طريق زيد بن الحباب، بهذا الِإسناد - وليس في رواية ابن أبي شيبة: "والأمانة في الأزد"، وليس في رواية الترمذي: "والسرعة في اليمن".= الحديث: 8761 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 368 8762 - حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَوَضَّأُ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ " (1) 8763 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَأْسِي ضُرِبَ، فَرَأَيْتُهُ يَتَدَهْدَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " يَطْرُقُ أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ، فَيُهَوَّلُ (2) لَهُ، ثُمَّ يَغْدُو يُخْبِرُ النَّاسَ " (3)   وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3936) عن بندار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، به، موقوفاً. وقال: وهذا أصح من حديث زيد بن حباب. قلنا: وهو كما قال، فإن عبد الرحمن بن مهدي أحفظ من زيد بن الحباب، ولأن أبا داود قال: سمعت أحمد قال: زيد بن حباب كان صدوقاً، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية، ولكن كان كثير الخطأ. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل ابن ثوبان -واسمه عبد الرحمن بن ثابت-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7877) . (2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: فيتهول. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عمر بن سعيد: هو ابن أبي حسين القرشي النوفلي المكي، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/57-58، وعنه ابن ماجه (3911) ، وأخرجه النسائي= الحديث: 8762 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 369 8764 - حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ أَبُو صَالِحٍ، بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ بِاللَّيْلِ، فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا، وَإِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ (1) الدِّيَكَةِ بِاللَّيْلِ، فَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا " (2) 8765 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجٍّ، أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُنَّ بِعِصِيِّنَا وَسِيَاطِنَا، فَسُقِطَ   = في "عمل اليوم والليلة" (913) عن محمد بن المثنى، كلاهما (ابن أبي شيبة ومحمد بن المثنى) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، بهذا الِإسناد. وفي الباب عن جابر بن عبد الله عند مسلم (2268) ، وسيأتي 3/307. قال السندي: "يَتَدَهْدَه"، أي: يتدحرج ويضطرب. "يطرق أحدكم"، أي: يجيئه ليلاً. "ثم يغدو"، أي: ذلك الأحد. "يخبر الناس": مضارع من الِإخبار، قاله على قصد الإِنكار بالإخبار بمثله وأنه لا ينبغي له الِإخبار، وإنما ينبغي له السكوت والِإعراض عنه، والله تعالى أعلم. (1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: صُراخ. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، شعيب بن حرب من رجاله، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو مكرر (8269) . الحديث: 8764 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 370 فِي أَيْدِينَا، وَقُلْنَا: مَا صَنَعْنَا وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟ فَسَأَلْنَا (1) النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " لَا بَأْسَ بِصَيْدِ الْبَحْرِ " (2) 8766 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أُذَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ الْإِيمَانَ كُلَّهُ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ فِي الْمُزَاحِ، وَالْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ صَادِقًا " (3) 8767 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، (4)   (1) في (ظ3) و (عس) : فسألوا، وفي نسخة على هامش (ظ3) كما هو مثبت عندنا من بقية النسخ. (2) إسناده ضعيف جداً، مؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ، وأبو المُهَزم -واسمه يزيد، ويقال: عبد الرحمن بن سفيان- متروك. وانظر (8060) . (3) إسناده ضعيف، منصور بن آذين مجهول، ومكحول لم يسمع من أبي هريرة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5099) من طريق سريج بن النعمان، بهذا الِإسناد. وقال: لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا منصور بن آذين، تفرد به عبد العزيز بن أبي سلمة. وانظر (8630) . (4) وقع في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة مكان "موسى بن طلحة": عيسى بن طلحة، وما أثبتناه من (ظ3) و (عس) ، ومن "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 193،= الحديث: 8766 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 371 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ يَسَارٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَيْسَ لِي إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ، وَأَنَا أَحِيضُ فِيهِ، قَالَ: " فَإِذَا طَهُرْتِ فَاغْسِلِي مَوْضِعَ الدَّمِ، ثُمَّ صَلِّي فِيهِ "، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ لَمْ يَخْرُجْ أَثَرُهُ، قَالَ: " يَكْفِيكِ الْمَاءُ، وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ " (2)   = و"أطراف المسند" 8/63، حيث أورداه في ترجمة موسى بن طلحة، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (8939) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، وسمى الراوي عن أبي هريرة "عيسى بن طلحة"، وكذلك هو من هذا الطريق في "جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 160، و"أطراف المسند" 7/434، حيث أورداه في ترجمة عيسى بن طلحة عن أبي هريرة. قلنا: موسى وعيسى أخوان، وكلاهما ثقة من رجال الشيخين، ورويا جميعا عن أبي هريرة إلا أن المحفوظ في هذا الحديث "عيسى بن طلحة"، فإن عبد الله بن وهب روى هذا الحديث عن ابن لهيعة، فقال فيه: عيسى بن طلحة، أخرجه من طريقه البيهقي 2/408، ورواية ابن وهب عنه من أصح رواياته كما نص على ذلك أهل العلم. (1) زاد في (م) بعد هذا: في حج أو عمرة، وهي زيادة مقحمة لا وجه لها هنا. (2) حديث حسن، وقد روى هذا الحديث عن ابن لهيعة عبدُ الله بن وهب وقتيبة بن سعيد وعثمان بن صالح، وخالفوا فيه جميعاً موسى بنَ داود فقالوا: ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة، وهو المحفوظ، انظر ما سيأتي برقم (8939) . وفي الباب عن عائشة عند البخاري (308) بلفظ: كانت إحدانا تحيض ثم تقرص الدم من ثوبها عند طهرها فتغسله وتنضح على سائره ثم تصلي فيه. وسيأتي عن عائشة أيضاً في "المسند" 6/66: أنها طرقتها الحيضة من الليل ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي، فأشارت إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثوب فيه دم، فأشار إليها رسول= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 372 8768 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُ الْمَدِينِيِّ - وَذَلِكَ قَبْلَ الْمِحْنَةِ - قَالَ عَبْدُ اللهِ (1) : " وَلَمْ يُحَدِّثْ أَبِي عَنْهُ بَعْدَ الْمِحْنَةِ بِشَيْءٍ "، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ يَعْنِي الثَّقَفِيَّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ " (2)   الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في الصلاة: اغسليه، فغسلت موضع الدم، ثم أخذ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك الثوب فصلى فيه. وإسناده ضعيف. وعن أسماء بنت أبي بكر عند البخاري (307) : أن امرأة سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يا رسول الله، أرأيت إحدانا إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة كيف تصنع؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة، فلتقرصه، ثم لتنضحه بماء، ثم لتصلي فيه". وسيأتي في "المسند" 6/345 مختصراً. وأخرج البيهقي في "السنن" 2/408 عن معاذة العدوية، قالت: سألت عائشة عن الدم يكون في الثوب فأغسله فلا يذهب أثرُه، فقالت: الماء طهور. وسنده صحيح. (1) هو عبد الله ابن الِإمام أحمد ابن حنبل، والمحنة التي أشار إليها هى ما وقع في سنة (218 هـ) من إعلان المأمون رأيه بخَلْق القرآن، وأمره بامتحان العلماء فيه، وقد أجابه كثير إلى ما ذهب إليه خوفاً من الضرب والموت، وممن أجابه منهم علي ابن المديني رحمه الله، فلذلك كان الِإمام أحمد فيما بعد لا يحدث عنه بسبب ذلك، وعلي ابن المديني ثقة حجة إمام، أعلمُ أهل عصره بالحديث وعلله، حتى قال البخاري: ما استصغرتُ نفسي إلا عند علي ابن المديني. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، وقد اختُلِف فيه على الحسن، فقد رواه مرة عن أبي هريرة، وأخرى عن علي بن أبي طالب، وثالثة عن أسامة بن زيد، ورابعة= الحديث: 8768 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 373 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = عن معقل بن سنان، وخامسة عن شداد بن أوس، ومرة سادسة عن ثوبان، وقال مرة: عن غير واحد من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. انظر "العلل" للدارقطني 3/193-195 من المطبوع، والمجلد الثالث من المخطوط ورقة 173-174، وقال: فإن كان هذا القول محفوظاً عن الحسن، فيشبه أن تكون الأقاويل كلها تصح عنه. قال الحافظ في "الفتح" 4/177: يريد بذلك انتفاء الاضطراب، وإلا فالحسن لم يسمع من أكثر المذكورين. وقد أطنب النسائي في "السنن الكبرى" في تخريج هذا المتن وبيان الاختلاف فيه، فأجاد وأفاد. قلنا: وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه ابن أبي شيبة 3/50، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/180، والنسائي في "الكبرى" (3172) ، وأبو يعلى (6239) ، والدارقطني في "العلل" 3/ورقة 173-174 من طرق عن عبد الوهاب الثقفي، بهذا الِإسناد. كما هو عند المصنف. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/1149 من طريق سلام بن أبي خبزة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، به. وسلام متروك الحديث. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/50، والنسائي (3180) و (3181) و (3182) ، وأبو يعلى (6365) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/99، والعقيلي في "الضعفاء" 2/62، والبيهقي 4/266 من طرق عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وروي عن عطاء أيضاً عن أبي هريرة، موقوفاً، أخرجه كذلك عبد الرزاق (7526) ، والنسائي (3183) و (3184) و (3185) و (3187) و (3188) ، والعقيلي 2/62. وعطاء لم يسمع هذا الحديث من أبي هريرة، فقد أخرجه النسائي (3186) ، والعقيلي 2/62 من طريق شعبة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن رجل، عن أبي هريرة، موقوفاً. وصوب النسائي هذه الرواية. وأخرجه ابن ماجه (1679) ، والنسائي (3176) من طريق عبد الله بن بشر= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 374 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = الرقي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعاً، وأورده البخاري في "تاريخه" 2/179، وإسناده منقطع، عبد الله بن بشر لم يسمع من الأعمش، وقال الحاكم: يحدث عن الأعمش مناكير. وذكر البخاري أنه روي عن أبي هريرة موقوفاً، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عنه. وابن طهمان أوثق من عبد الله بن بشر الرقي. وأخرجه البخاري في "تاريخه" 2/179، والنسائي في "الكبرى" (3174) ، والخطيب في "تاريخه" 12/208 من طريق محمد بن عبد الرحمن بن خالد أبي عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وعبد الرحمن والد محمد ما روى عنه سوى ابنه محمد، فهو في عداد المجهولين. وأخرجه النسائي (3175) من طريق ابن جريج، عن صفوان بن سليم، عن أبي سعيد مولى بني عامر، عن أبي هريرة، مرفوعاً. ولا بأس بإسناده إن كان ابن جريج سمعه من صفوان، فهو مدلس، وقد عنعن. وأخرجه الطحاوي 2/99 من طريق ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وابن لهيعة سيىء الحفظ. وأخرج عبد الرزاق (7527) ، والبخاري 2/179، والنسائي (3178) من طريق خلاد بن عبد الرحمن، عن شقيق بن ثور بن عُفير، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: يقال: أفطر. الحاجم والمحجوم، ولو احتجمتُ ما باليتُ. أبو هريرة يقول هذا. وثور بن عُفير لم يرو عنه سوى ابنه. وفي الباب عن رافع بن خديج، سيأتي 3/465، وصححه ابن حبان (3535) . وعن شداد بن أوس، سيأتي 4/122-123، وصححه ابن حبان (3533) و (3534) . وعن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 5/276، وصححه ابن حبان (3532) . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" 1/362 عن البخاري أنه قال في حديث شداد وثوبان: هما أصح شيء في الباب.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 375 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وفي الباب أيضاً عن معقل بن سنان، سيأتي 3/474، والراوي عنه هو الحسن البصري. وعن أسامة بن زيد، سيأتي 5/210، والراوي عنه أيضاً هو الحسن البصري. وعن بلال بن رباح، سيأتي 6/12. وإسناده ضعيف. وعن عائشة، سيأتي 6/157. وإسناده ضعيف. قلنا: حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" صحيح، صححه غير واحد من الأئمة، لكن ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسخه، قال ابن حزم: صح حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم" بلا ريب، لكن وجدنا من حديث أبي سعيد: "أرخص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحجامة للصائم"، وإسناده صحيح، فوجب الأخذ به، لأن الرخصة إنما تكون بعد العزيمة، فدل على نسخ الفطر بالحجامة، سواء كان حاجماً أو محجوماً. قلنا: والحديث المذكور أخرجه النسائي في "الكبرى" (3241) ، وابن خزيمة (1967) ، والدارقطني في "السنن" 2/183 من طريق المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، قال: رخص رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في القبلة للصائم والحجامة. قال الدارقطني: كلهم ثقات، وغير معتمر يرويه موقوفاً. وله طريق آخر عن أبي المتوكل أخرجه الدارقطني 2/182، والبيهقي 4/264 من طريق إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد رفعه: رخص الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحجامة للصائم. قال الدارقطني: كلهم ثقات، ورواه الأشجعي أيضاً وهو من الثقات. ثم رواه من طريقه عن سفيان، به. وله شاهد من حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط" (2747) ، ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني إبراهيم بن هاشم، وقد وثقه الدارقطني. وأخرج الدارقطني 2/182، ومن طريقه البيهقي 4/268 عن أنس أيضاً أنه قال: أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم،= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 376 8769 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ (1) بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ   = فمر به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "أفطر هذان"، ثم رخص النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم. قال الدارقطني: رجاله ثقات ولا أعلم له علة. وقول الحافظ: إلا أن في المتن ما ينكر، لأن فيه أن ذلك كان في الفتح، وجعفر كان قد استشهد قبل ذلك - فيه نظر، فليس المتن ما ذكره كما ترى. قلنا: ومما استدل به على النسخ -وقال الحافظ في "الفتح" 4/178: وهو من أحسن ما ورد في ذلك- ما أخرجه عبد الرزاق (7535) ، وأبو داود (2374) من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "نهى عن الحجامة للصائم، وعن المواصلة ولم يحرمهما إبناء على أصحابه"، وإسناده صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر، وقوله: "إبقاء على أصحابه" يتعلق بقوله: "نهى". وأخرجه ابن أبي شيبة 3/52 عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: إنما نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الحجامة للصائم والوصال في الصيام إبناء على أصحابه. وأخرج البخاري في "صحيحه" (1940) عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، قال: سمعت ثابتاً البناني، قال: سئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف، وزاد شبابة: حدثنا شعبة: على عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: سقط من الإِسناد رجل بين شعبة وثابت، وهو حميد كما بيّنه الحافظ في "الفتح" 4/178-179. (1) تحرف في (م) إلى: حَسَن. الحديث: 8769 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 377 الطَّيِّبَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، اخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ، وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ "، قَالَ: " فَلَا يَزَالُ يُقَالُ ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيَقُولُونَ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، ادْخُلِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ، وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ " قَالَ: " فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ، قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً، وأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٍ، فَلَا تَزَالُ تَخْرُجُ (1) ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلَانٌ، فَيُقَالُ: لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً، فَإِنَّهُ لَا يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، فَيُقَالُ لَهُ: مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ، وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السَّوْءُ، فَيُقَالُ لَهُ مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ " (2)   (1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فلا يزال حتى يخرج. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي في مسند عائشة 6/139 عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 378 8770 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهَا زَكَاةٌ لَكُمْ، وَاسْأَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا دَرَجَةٌ فِي أَعَلَى الْجَنَّةِ، لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ " (1)   = وأخرجه ابن ماجة (4262) و (4268) ، والنسائي في "الكبرى" (11442) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/276-277، والطبري في "التفسير" 18/77، والآجري في "الشريعة " ص 392، وابن منده في "الِإيمان" (1068) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه بنحوه النسائي في "المجتبى" 4/8-9، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/78 و297، وابن حبان (3014) ، والطبراني في "الأوسط" (746) ، والحاكم 1/352-353 و353، وأبو نعيم في "الحلية" 3/104-105 من طرق عن قتادة، عن قسامة بن زهير، عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/300، وابن حبان (3013) ، والحاكم 1/353 من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي الجوزاء، عن أبي هريرة. وأخرجه بنحوه مختصراً مسلم (2872) (75) ، وابن منده في "الإِيمان" (1069) من طريق بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة. وفي الباب عن البراء بن عازب، سيأتي 4/287-288. وعن عائشة بنحوه مطولًا، سيأتي 6/139-140. الروْح: الرحمة، والرَّيحان: الطيب. (1) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي- سيئ الحفظ، وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف، وكعب لم يرو عنه غير ليث بن أبي سُليم - فهو مجهول، وانظر (7598) . الحديث: 8770 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 379 8771 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ يَعْنِي ابْنَ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَاهُنَا، مَا يَخْفَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِنْ خُشُوعِكُمْ، وَرُكُوعِكُمْ " (1) 8772 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْأَوْبَرِ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَنْهَى النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا، عَلَيْهِمْ (2) نِعَالُهُمْ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنْ وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى هَذَا الْمَقَامِ، وَعَلَيْهِ نَعْلَاهُ، وَانْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ " " وَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي أَيَّامٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأخرجه الحميدي (961) عن سفيان بن عيينة، بهذا الِإسناد. وسلف عن سفيان مختصراً برقم (7333) ، وروي من طريق مالك عن أبي الزناد، سلف (8024) ، وسيأتي برقم (8877) . وانظر ما سلف برقم (7199) . (2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: وعليهم، والمثبت من (ظ3) و (عس) . (3) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الأوبر، وقد سلفت ترجمته عند الحديث (7384) . زائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه ابن راهويه (237) و (238) عن جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، بهذا الِإسناد.= الحديث: 8771 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 380 8773 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعْنَى، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ لِلْمَسْجِدِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْسِلَهُ عَنْهَا اغْتِسَالَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ " (1) 8774 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " كَرَمُ الرَّجُلِ دِينُهُ، وَمُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وَحَسَبُهُ خُلُقُهُ " (2)   = والشطر الأول أخرجه مختصراً الدولابي في "الكنى" 1/117 من طريق حسين الجعفي، عن زائدة بن قدامة، بهذا الِإسناد. وانظر (7384) . وأما الشطر الثاني، وهو النهي عن صيام يوم الجمعة منفرداً، فانظر (8025) . وسيأتي الحديث بشطريه من طرق عن عبد الملك بن عمير برقم (9467) و (9902) و (9903) و (10805) و (10937) ، وهذا الموضع الأخير لم يُذكَر فيه الشطر الثاني. قوله: "إلا أن يكون في أيام"، قال السندي: أي: مع أيام، أي أنه يصوم أياماً يدخل فيها يوم الجمعة ولا يفرده بالصوم. (1) حديث محتمل للتحسين وإسناده ضعيف لضعف ليث -وهو ابن أبي سليم- وجهالة شيخه عبد الكريم. مولى أبي رهم: هو عبيد بن أبي عبيد. وانظر (7356) . (2) إسناده ضعيف، مسلم بن خالد -هو المكي المعروف بالزنجي- سيىء الحفظ، كثير الأوهام. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (1) ، وفي العقل وفضله (4) ،= الحديث: 8773 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 381 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص (4) ، وابن حبان (483) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2313، والدارقطني 3/303، والحاكم 1/123و2/163، والقضاعي في "مسند الشهاب" (190) ، والبيهقي في "السنن" 7/136 و10/195، وفي "الشعب" (8008) و (8030) ، وفي "الآداب" (199) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" ص 110، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1003) من طرق عن مسلم بن خالد، بهذا الِإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، فتعقبه الذهبي في الموضعين بتضعيف مسلم بن خالد الزنجي، وبأن مسلماً لم يخرج له شيئاً. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1446 من طريق يحيى بن حمزة، عن عبد الله بن زياد، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. وعبد الله بن زياد -وهو ابن سليمان بن سمعان- متروك الحديث. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6682) من طريق رواد بن الجراح، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن محمد بن عجلان، عن خالد بن اللجلاج، عن أبي هريرة. وخالد بن اللجلاج هذا الذى يرويه عن أبي هريرة يقال له أيضاً: حصين بن اللجلاج، وهو شيخ مجهول. وأخرجه البزار (3607- كشف الأستار) ، وأبو يعلى (6451) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (297) من طريق معدي بن سليمان، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظ البزار: "حسب المرء ماله، وكرمه تقواه" أو قال: "الحسب المال، والكرم التقوى"، ولفظ أبي يعلى: "كرم المؤمن تقواه، ومروءته عقله، وحسبه دينه، والجبن والجرأة غرائز يضعها الله -عز وجل- حيث يشاء، فالجبان يفر من أبيه وأمه، والجريء يقاتل عما لا يبالي أن يؤوب به إلى أهله"، ولفظ القضاعي: "كرم المؤمن تقواه، ومروءته خلقه، ونسبه دينه، والجبن والجرأة يضعها الله حيث يشاء". وهذا إسناد ضعيف لضعف معدي بن سليمان. وفي الباب عن عمر موقوفاً عند البيهقي 10/195، بلفظ: "حسب المرء دينه، ومروءته خُلقه، وأصله عقله". وقال البيهقي: هذا الموقوف إسناده صحيح.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 382 8775 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ قَبِيصَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ، لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَاءَ " (1)   = وروي عن سمرة بن جندب، مرفوعاً: "الحسب المال، والكرم التقوى"، سيأتي في مسنده 5/10، وفي إسناده ضعف. (1) إسناده ضعيف جداً، رشدين بن سعد ضعفه غير واحد من الأئمة، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وفيه غفلة، ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال في موضع آخر: ضعيف الحديث لا يكتب حديثه. وأخرجه الترمذي (2269) عن قتيبة بن سعيد وحده، بهذا الِإسناد. وقال: حديث غريب. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3560) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/516 من طريق عبد الله بن يوسف، عن رشدين بن سعد، به. وقال البيهقي: تفرد به رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، ويروى قريب من هذا اللفظ عن كعب الأحبار ولعله أشبه، ثم أورده عن كعب من طريق يعقوب بن سفيان: حدثنا محدث، عن أبي المغيرة عبد القدوس، عن ابن عياش، عمن حدثه عن كعب، قال: تظهر رايات سود لبني العباس حتى ينزلوا الشام ويقتل الله على أيديهم كل جبار وعدو لهم. وهذا سند فيه مجهولان، ومع ذلك فقد رجحه البيهقي على المرفوع، مما يدل على أن المرفوع لا شيء عنده. وفي الباب عن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 5/277، بلفظ: "إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي". وسنده ضعيف.= الحديث: 8775 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 383 8776 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي نَعِيمَةَ (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، جَلِيسِ أَبِي هُرَيْرَةَ (2) ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أُفْتِيَ بِفُتْيَا بِغَيْرِ عِلْمٍ، كَانَ إِثْمُ ذَلِكَ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ، وَمَنِ اسْتَشَارَ أَخَاهُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِأَمْرٍ، وَهُوَ يَرَى الرُّشْدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَقَدْ خَانَهُ " (3) 8777 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ أَبُو سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَخْنَسِيِّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا   = وعن عبد الله بن مسعود عند ابن ماجه (4082) ، وسنده ضعيف. قلنا: ولا يصح في هذا الباب شيء، وكل ما فيه أخبار ضعيفة مؤوفة. إِيلياء: هو بيت المقدس. (1) في بعض النسخ: تميمة! (2) زاد في (عس) وهامش (ل) : عن أبي هريرة! وهذه الزيادة في (عس) مقحمة بخط يغاير خط الأصل، وقد ذهل الحافظ ابن حجر، فأورده من هذا الطريق في ترجمة أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة من "الأطراف" 8/56، ولم يشر إلى إِرساله، وقد أورده الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 10/370-371 من طريق الإِمام أحمد ابن حنبل، ولم يذكر فيه أبا هريرة، على الصواب. (3) إسناده ضعيف لضعف رشدين -وهو ابن سعد- وجهالة عمرو بن أبي نعيمة، وهو هنا مرسل، وقد سلف موصولًا برقم (8266) من طريق سعيد بن أبي أيوب عن بكر بن عمرو المعافري. الحديث: 8776 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 384 بَيْنَ النَّاسِ، فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ "، حَدَّثَنَاه بَعْدَ ذَلِكَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَعْرَجِ، وَالْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) 8778 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَاعْفُوا اللِّحَى " (2)   (1) إسناده حسن من أجل عثمان بن محمد الأخنسي. أبو سلمة الخزاعي: هو منصور بن سلمة، وعبد الله بن جعفر: هو المَخْرَمي، والمقبري: هو سعيد، والأعرج في الإسناد الثاني: هو عبد الرحمن بن هُرمز. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5925) من طريق أبي سلمة الخزاعي، بالِإسناد الأول. قال أبو سلمة: وقد ذكره مرة أو مرتين عن الأعرج والمقبري. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/238، ومن طريقه ابن ماجه (2308) ، والمزي في ترجمة عثمان بن محمد من "التهذيب" 19/489 عن معلى بن منصور، عن عبد الله بن جعفر، به. وأخرجه بالإسناد الثاني وكيع محمد بن خلف في "أخبار القضاة" 1/7 من طريق أبي سلمة الخزاعي، به. وأخرجه وكيع 1/7 و8، والدارقطني 4/204، والبيهقي 10/96، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/151 من طرق عن عبد الله بن جعفر، به. وانظر (7145) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيأتي بهذا الإسناد برقم (8785) ، وزاد فيه: "وخالفوا المجوس". ويأتي تخريجه هناك. وانظر ما سلف برقم (7132) . الحديث: 8778 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 385 8779 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ " (1) 8780 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُجِيرُ عَلَى أُمَّتِي أَدْنَاهُمْ " (2)   (1) حديث صحيح، عَباد أخو سعيد بن أبي سعيد المقبري لم يرو عنه غير أخيه، وذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في جملة الثقات، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ليث: هو ابن سعد. وانظر (8488) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن لأجل كثير بن زيد الأسلمي والوليد بن رباح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الترمذي (1579) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2088، والحاكم 2/141، والبيهقي 9/94 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير بن زيد، بهذا الِإسناد. ولفظه عند الترمذي: "إن المرأة لتأخذ للقوم" يعني: تجيرعلى المسلمين. وقال: حسن غريب، وسألت محمداً (يعني البخاري) فقال: هذا حديث صحيح. وسيأتي ضمن حديث برقم (9173) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وفي الباب عن علي، سلف برقم (615) . وعن أبي عُبيدة، سلف برقم (1695) .= الحديث: 8779 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 386 8781 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ بِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يَنْبَغِي لِذِي الْوَجْهَيْنِ أَنْ يَكُونَ أَمِينًا " (1)   = وعن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7012) . وعن أبي أمامة، سيأتي 5/250. وعن أم هانىء، سيأتي 6/341. وعن أم سلمة عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1244) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (590) ، و"الأوسط" (4819) ، والحاكم 4/45، والبيهقي 9/95. وإسناده حسن. وعن أنس عند الطحاوي في "مشكل الآثار" (1245) ، والطبراني في "الكبير" 22/ (1049) ، والحاكم 4/45. وإسناده ضعيف. يجير: أي: يعطي الأمان. (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعة، وهو صدوق قريب من الثقة. وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (291) ، والبيهقي في "السنن" 10/246، وفي "الآداب" (377) ، وفي "الشعب" (4880) من طريق أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (313) عن خالد بن مخلد، وابن عبد البر في "التمهيد" 8/261-262 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن سلمان الأغر، به. ولم يذكرا فيه محمد بن عجلان. ولسليمان بن بلال فيه إسناد آخر، فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (281) من طريق يحيى بن حسان، والقضاعي في "مسند الشهاب" (869) من= الحديث: 8781 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 387 8782 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِلصَّدِيقِ أَنْ يَكُونَ لَعَّانًا " (1) 8783 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَرَسُ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ " (2)   = طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد حسن. وتابع سليمانَ على هذا الإِسناد عبد العزيز بن أبي حازم عند ابن عدي في "الكامل" 6/2088. وانظر (7890) . وسلف برقم (7341) من طريق الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: "تجدون من شر الناس ذا الوجهين ... ". (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الخزاعي: منصور بن سلمة، وسليمان: هو ابن بلال، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة. وهو مكرر (8447) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 13/70 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود (2556) ، وابن خزيمة (2554) ، وابن حبان (4704) ، والحاكم 1/445، والبيهقي 5/253 من طرق عن سليمان بن بلال، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، وذكر أنه لم يخرجه، فوهم، فالحديث في= الحديث: 8782 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 388 8784 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ " (1)   = "صحيحه" برقم (2114) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، وسيأتي من هذا الطريق عند المصنف برقم (8851) . (1) إسناده حسن لأجل كثير بن زيد الأسلمي والوليد بن رباح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البيهقي 6/64-65 من طريق منصور بن سلمة أبي سلمة الخزاعي، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود (3594) ، والدارقطني 3/27، والحاكم 2/49 من طريق ابن وهب، وابن حبان (5091) من طريق مروان بن محمد الطاطري، كلاهما عن سليمان بن بلال، به. وزادوا في أوله غير ابن حبان: "المسلمون على شروطهم"، وزاد ابن حبان وحده في آخره: "إلا صلحاً أحل حلالاً أوحرم حراماً" وأخرجه أبو داود (3594) ، ومن طريقه البيهقي 6/65 من طريق مروان بن محمد الطاطري، عن سليمان بن بلال أو عبد العزيز بن محمد -شك أبو داود-، عن كثير بن زيد، به. وزاد فيه: "إلا صلحاً ... ". وأخرجه ابن الجارود (638) من طريق سفيان بن حمزة، وابنُ عدي في "الكامل" 6/2088، والدارقطني 3/27، والبيهقي 6/63 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والحاكم 4/101 من طريق عبد العزيز بن محمد، ثلاثتهم عن كثير بن زيد، به. وأخرجه الدارقطني 3/27، والحاكم 2/50 من طريق عبد الله بن الحسين المصيصي، عن عفان، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي= الحديث: 8784 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 389 8785 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى، وَخَالِفُوا الْمَجُوسَ " (1) 8786 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ الْبَصَرُ،   = هريرة. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وهو معروف بعبد الله بن الحسين المصيصي وهو ثقة!! فتعقبه الذهبي بقوله: قال ابن حبان: يسرق الحديث. ويشهد له حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه، عن جده، أخرجه ابن ماجه (2353) ، والترمذي (1352) ، والطبراني في "الكبير" 17/ (30) ، والدارقطني 3/27، والحاكم 4/101، والبيهقي 6/79. وكثير بن عبد الله بن عمرو ضعيف. قوله: "الصلح جائز بين المسلمين"، قال السندي: أي: جارٍ بينهم يجب عليهم الأخذ به، وقد جاء الاستثناء، أي: "إلا صلحا حرم حلالاً أو أحل حراماً". (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البيهقي 1/150 من طريق يحيى بن صالح، عن سليمان بن بلال، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (260) ، وأبو عوانة 1/188، والطحاوي 4/230 من طريق محمد بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، به -وليس فيه عند الطحاوي "وخالفوا المجوس". وانظر (8778) . الحديث: 8785 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 390 فَلَا إِذْنَ " (1) 8787 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّائِبَةَ،   (1) إسناده حسن لأجل كثير بن زيد الأسلمي والوليد بن رباح. وحسنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/24. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1089) من طريق أبي بكر بن أبي أويس، وأبو داود (5173) ، والبيهقي 8/339 من طريق ابن وهب، كلاهما عن سليمان بن بلال، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب" (1082) من طريق سفيان بن حمزة، والطبراني في "الأوسط" (1394) من طريق الوليد بن خيرة، كلاهما عن كثير بن زيد، به. وفي الباب عن ثوبان رفعه: "لا يحل لامرىء من المسلمين أن ينظر في جوف بيت امرىءٍ حتى يستأذن، فإن نظر فقد دخل"، وهو عند أصحاب السنن، وحسنه الترمذي، وسيأتي 5/280. وعن سهل بن سعد قال: اطلع رجل من جُحر في حجرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه مِدْرى (أي: مشط) يحد به رأسه، فقال: "لو أعلمك تنظر لطعنتُ به عينك، إنما جُعِلَ الاستئذان من أجل البصر"، وهو متفق عليه، وسيأتي 5/330. قوله: "إذا دخل البصر"، قال السندي: أي: إذا دخل بصر أحدٍ في بيت صاحبه فكأنه دخل فيه، فلا حاجة له إلى الإذن للدخول، والمراد تقبيح إدخال البصر في بيت آخَرَ، وأنه بمنزلة الدخول، لا أنه يجوز بعده الدخول بلا إذن. الحديث: 8787 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 391 وَبَحَرَ الْبَحِيرَةَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشبخين. الخزاعي: هو منصور بن سلمة، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (45) ، والطبري في "تفسيره" 7/86، وأبو عوانة في صفة النار كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 178، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1479) ، وابن حبان (6260) ، والطبراني في "الأوائل" (19) ، والبيهقي 10/9-10، وابن حجر في "تغليق التعليق" 4/207 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الِإسناد. وعلقه البخاري بإثر الحديث (4623) ، فقال: ورواه ابن الهاد عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة: سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه البخاري (3521) و (4623) ، ومسلم (2856) (51) ، والنسائي في "الكبرى" (11156) ، وأبو عوانة في صفة النار، والبيهقي 6/163 من طرق عن الزهري، به. وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6121) ، والطبري 7/87، وابن حبان (7490) ، والحاكم 4/605 من طريق أبي سلمة، ومسلم (2856) (50) ، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (84) ، والطبري 7/86 من طريق أبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة. وسلف برقم (7710) من طريق معمر، عن الزهري، عن أبي هريرة. لم يذكر فيه سعيداً. وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (4258) ، وسنده ضعيف. وعن عائشة عند البخاري (4624) . القُصْب: الأمعاء. والسائبة سلف تفسيرها عند حديث ابن مسعود. وأما البَحِيرة: فهي فعيلة بمعنى مفعولة، وهي التي كانت يمنَع درها للأصنام، فلا يحتلبها أحد، والبَحْر: شق الأذن، كان ذلك علامة لها. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 392 8788 - حَدَّثَنَا الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (1) 8789 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَرَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَالْمُجَثَّمَةَ، وَالْحِمَارَ الْإِنْسِيَّ " (2)   = قال أبو عبيدة: جعلها قومٌ من الشاة خاصة إذا ولدت خمسة أبطن، بَحَروا أذنها، أي: شَقوها، وتركت فلا يمسها أحد، وقال آخرون: بل البحيرة: الناقة كذلك، وخَلوا عنها، فلم تُركَب ولم يقربها الفحل. قال أبو عبيدة: كانوا يحرمون وَبَرَها وظَهرَها ولحمها ولبنها على النساء، وُيحِلون ذلك للرجال، وما ولدت من ذكر أو أنثى، فهو بمنزلتها، وإن ماتت البَحيرة اشترك الرجالُ والنساءُ في أكل لحمها. "مجاز القرآن" لأبي عبيدة 1/177 و179، و"فتح الباري" 8/284. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 4/95-96 من طريق أبي سلمة الخزاعي، بهذا الإِسناد. وانظر (7831) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وأخرجه الترمذي (1795) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/141 من طريق= الحديث: 8788 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 393 8790 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ يَعْنِي الْفَزَارِيَّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا - أَوْ قَالَ زَوْجَيْنِ - مِنْ مَالِهِ - أُرَاهُ قَالَ: فِي سَبِيلِ اللهِ - دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا خَيْرٌ هَلُمَّ إِلَيْهِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَذَا رَجُلٌ لَا تُوَى (1) عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ إِلَّا مَالُ أَبِي بَكْرٍ "، قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ؟ وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ؟ وَهَلْ نَفَعَنِي اللهُ إِلَّا بِكَ؟ (2)   = حسين بن علي الجعفي، عن زائدة بن قدامة، بهذا الِإسناد. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي الشطر الأول منه -في تحريم كل ذي ناب من السباع- برقم (9422) من طريق الدراوردي، عن محمد بن عمرو. وانظر ما سلف برقم (7224) . وفي باب تحريم المجثمة، عن ابن عباس، سلف برقم (1989) ، وفُسر معناه هناك. وعن جابر بن عبد الله، والعرباض بن سارية، وأبي ثعلبة الخشني، وأبي الدرداء ستأتي أحاديثهم في "المسند" 3/323 و4/127 و194 و6/445. وفي باب تحريم الحمر الِإنسية عن ابن عمر، سلف برقم (4720) ، وانظر تمام شواهده هناك. (1) تحرف في (م) إلى: تودي. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو إسحاق الفزاري: اسمه إبراهيم بن محمد بن الحارث. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (32) بإسناده ومتنه. وسلف الشطر الثاني بنحوه برقم (7446) عن أبي معاوية، عن الأعمش. وانظر ما سلف برقم (7633) .= الحديث: 8790 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 394 8791 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ أَوْ أَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَلَا تَعْجَزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ، فَقُلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ صَنَعَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ، فَإِنَّ اللَّوَّ تُفْتَحُ مِنَ الشَّيْطَانِ " (1)   = قوله: لا تَوَى عليه، قال السندي: بفتحتين والقصر، أي: لا ضياع ولا خسارة، وأصل التوَى: الهلاك. (1) حديث حسن، ربيعة -وهو ابن عثمان بن ربيعة التيمي المدني- صدوقٌ حسن الحديث، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد. ابن المبارك: هو عبد الله، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وقد اختلف في إسناد هذا الحديث. فقد أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (623) و (624) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (260) و (261) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (348) من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الِإسناد. قال ابن المبارك -كما عند الطحاوي والنسائي في الموضع الثاني-: ثم سمعته من ربيعة، وحفظي له من محمد. ورواه سفيان بن عيينة عن ابن عجلان، فاختلف عليه أيضاً: فقد أخرجه الحميدي (4168) عنه، عن ابن عجلان، به. لكن وقع عنده: عن رجل من آل ربيعة، بدل: ربيعة بن عثمان. وأخرجه ابن ماجه (4168) عن محمد بن الصباح، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (621) عن قتيبة بن سعيد وسليمان بن منصور، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (259) عن يونس بن عبد الأعلى، وابن حبان (5721) من طريق حسين بن حريث، خمستهم عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن الأعرج، عن أبي= الحديث: 8791 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 395 8792 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَدَعَنَّ النَّاسُ فَخْرَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَيَكُونَنَّ أَبْغَضَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْخَنَافِسِ " (1)   = هريرة. ولم يذكروا فيه ربيعة. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 10/296، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/223 من طريق عمرو بن عثمان المكي الصوفي، عن يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ووقع عند الخطيب: عن أبي هريرة أو غير أبي هريرة، الشك من أبي عبد الله، شيخ الخطيب. وقال أبو نعيم: غريب من حديث ابن عيينة عن ابن عجلان. ورواه الفضيل بن سليمان، عن ابن عجلان، فقال: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (622) ، وقال: الفضيل بن سليمان ليس بالقوي. وأخرجه مسلم (2664) ، وابن ماجه (79) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (356) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (625) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (262) ، وابن حبان (5722) ، والبيهقي في "السنن" 10/89، وفي "الأسماء والصفات" ص 159، وفي "الاعتقاد" ص 159، والمزي في ترجمة ربيعة من "تهذيب الكمال" 9/135 من طريق عبد الله بن إدريس، عن ربيعة بن عثمان، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وعبد الله بن إدريس ومحمد بن يحيى ثقتان من رجال الشيخين، وهذا أصحها جميعاً، والله تعالى أعلم. وسيأتي الحديث برقم (8829) عن عارم، عن عبد الله بن المبارك. (1) حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -واسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني-. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري.= الحديث: 8792 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 396 8793 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْأَشَجِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مِكْرَزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، رَجُلٌ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَهُوَ يَبْتَغِي مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَجْرَ لَهُ "، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ، وَقَالُوا لِلرَّجُلِ: عُدْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّهُ لَمْ يَفْقَهْ، فَأَعَادَ ذَلِكَ عَلَيْهِ (1) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: " لَا أَجْرَ لَهُ " (2) 8794 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ أَعْجَبَهُ صِحَّتُهُ وَجَلَدُهُ، قَالَ: فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَتَى حَسَسْتَ (3) أُمَّ مِلْدَمٍ؟ " قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ أُمُّ مِلْدَمٍ؟ قَالَ: " الْحُمَّى "، قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ الْحُمَّى؟ قَالَ: " سَخَنَةٌ تَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَالْعِظَامِ "، قَالَ: مَا بِذَاكَ لِي عَهْدٌ،   = وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2517 من طريق محمد بن بكار، عن أبي معشر، بهذا الِإسناد. وانظر (8736) . (1) لفظة: "عليه" ليست في (ظ3) ، وهي ثابتة في (عس) لكن مرمجة. (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة يزيد بن مكرز، وقد سلف الحديث برقم (7900) عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب. (3) في (م) والنسخ المتأخرة في الموضعين: أحسست. بالهمز، وكلاهما صحيح. الحديث: 8793 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 397 قَالَ: " فَمَتَى حَسَسْتَ بِالصُّدَاعِ؟ " قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ الصُّدَاعُ؟ قَالَ: " ضَرَبَانٌ يَكُونُ فِي الصُّدْغَيْنِ، وَالرَّأْسِ "، قَالَ: مَا لِي بِذَاكَ عَهْدٌ، قَالَ: فَلَمَّا قَفَّى، أَوْ وَلَّى الْأَعْرَابِيُّ، قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَيْهِ " (1) 8795 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ، وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ " (2) 8796 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا مَا فِي الْبُيُوتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ، لَأَقَمْتُ الصَّلَاةَ، صَلَاةَ الْعِشَاءِ، وَأَمَرْتُ فِتْيَانِي يُحْرِقُونَ مَا فِي الْبُيُوتِ بِالنَّارِ " (3)   (1) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي. وأخرجه أبو يعلى (6556) عن محمد بن بكار، عن أبي معشر، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (8395) . (2) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر. وأخرجه الطيالسي (2330) ، وابن أبي شيبة 10/275، والطبراني في "الدعاء" (1318) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (315) ، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 2/271-272 من طرق عن أبي معشر، بهذا الِإسناد. وتحرف في مطبوعة أبي شيبة "أبو معشر"، إلى أبي مسعر. وانظر في دعوة المظلوم ما سلف برقم (7510) و (8043) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر.= الحديث: 8795 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 398 8797 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ عِنْدِي أُحُدًا ذَهَبًا، يَمُرُّ بِي ثَلَاثٌ، وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلَّا شَيْئًا أَعْدَدْتُهُ لِغَرِيمِي (1) " (2) 8798 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا " (3) 8799 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = وانظر ما سلف برقم (7328) . (1) في (ظ3) وهامش (ل) و (س) : لغريمٍ. (2) حديث صحيح، وهذا سند محتمل للتحسين، أبو الوليد -وهو مولى عمرو بن خراش- لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/450: شيخ مستقيم الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/566، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الطيالسي (2372) عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد. وسيأتي الحديث برقم (10570) ، وانظر ما سلف برقم (7484) . (3) إسناده صحيح. خلف بن الوليد ثقة، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. خالد بن عبد الله المزني: هو الطحان الواسطي، مولى المزنيين. وأخرجه أبو داود (678) عن محمد بن الصباح، عن خالد بن عبد الله، بهذا الِإسناد. وقرن بخالدٍ إسماعيل بن زكريا. وانظر (8428) . الحديث: 8797 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 399 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ " (1) 8800 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَغْطِيَةِ الْوَضُوءِ، وَإِيكَاءِ السِّقَاءِ، وَإِكْفَاءِ الْإِنَاءِ " (2) 8801 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ أَتَاهُ عَنِّي حَدِيثٌ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ فِي أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: اتْلُوا عَلَيَّ   (1) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (8334) . (2) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه الدارمي (2132) ، وابن ماجه (3411) ، وابن خزيمة (128) ، والبيهقي 1/257 من طرق عن خالد بن عبد الله الواسطي، بهذا الِإسناد. وسلف برقم (8752) من طريق الحسن عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أطفئوا السرجَ، وأغلقوا الأبواب، وخَمَروا الطعام والشراب". قوله: "وإيكاء السقاء" قال السندي: أي: ربط فمها بخيط ونحوه. "وإكفاء الِإناء": أي: وَضْع الِإناء الخالي مقلوباً. الحديث: 8800 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 400 بِهِ قُرْآنًا، مَا جَاءَكُمْ عَنِّي مِنْ خَيْرٍ قُلْتُهُ، أَوْ لَمْ أَقُلْهُ، فَأَنَا أَقُولُهُ، وَمَا أَتَاكُمْ عَنِّي مِنْ شَرٍّ، فَأَنَا لَا أَقُولُ الشَّرَّ " (1) 8802 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ،   (1) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي. وسيأتي برقم (10269) عن سريج بن النعمان، عن أبي معشر. وأخرج الشطر الأول منه الآجري في "الشريعة" ص 50 من طريق عاصم بن علي، عن أبي معشر، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن ماجه (21) ، والخطيب في "تاريخه" 12/44 من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة. واختصر الشطر الثاني منه، فقال: "ما قيل من قولٍ حسن فأنا قلته". وعبد الله بن سعيد المقبري متروك. وأخرج البزار (188- كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/32-33 من طريق أشعث بن بَراز، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "إذا حدَثتم عني حديثاً يوافق الحق فخذوا به، حَدثْتُ به أو لم أحدث به". وأشعث بن بَراز ضعيف جداً. وفي الباب عن المقدام بن معدي كرب أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يوشك الرجل، متكئاً على أريكته، يحدث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وَجَدْنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله"، سيأتي في مسنده 4/132، وسنده حسن. وبنحوه عن أبي رافع، سيأتي 6/8، وهو حديث صحيح. وعن أبي أسيد وأبي حميد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتنفر أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه"، سيأتي 3/497 و5/425 وسنده صحيح، وصححه ابن حبان (63) . الحديث: 8802 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 401 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَأُرَاهُ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ فِي الصَّلَاةِ إِلَى السَّمَاءِ، أَوْ لَيَخْطِفَنَّ اللهُ أَبْصَارَهُمْ " (1) 8803 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ " قَالَ: بَرْبَرِيٌّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ عَنِّي "، قَالَ: بِمِرْفَقِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، فالحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. وانظر (8408) . خلف: هو ابن الوليد، والمبارك: هو ابن فضالة. (2) إسناده ضعيف، ومتنه منكر، عبد الله بن نافع -وهو أبن أبي نافع الصائغ المدني- روى له مسلم، وأطلق القول بتوثيقه يحيى بن معين والنسائي والعجلي والخليلي، وقال أحمد: لم يكن صاحب حديث، كان ضيقاً فيه، لم يكن فيه بذاك، وقال البخاري: في حفظه شيء، وقال في موضع آخر: تعرف حفظَه وتنكِر، وكتابه أصح، وقال أبو حاتم مثله وزاد: ليس بالحافظ هو لين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ. قلنا: فمثله يكون حديثه من باب الحسن شريطة أن لا يكون في متنه ما يُنكَر. وأخطأ الهيثمي في تعيين عبد الله بن نافع في "المجمع" 4/234، فظنه عبد الله بن نافع القرشي مولى ابن عمر، وضعفه به، وعبد الله بن نافع هذا من أقران ابن أبي ذئب، ولا تعرف له رواية عنه، والله تعالى أعلم.= الحديث: 8803 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 402 8804 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي " (1)   = وأما صالح مولى التوأمة، فهو صالح بن نبهان مولى التوأمة بنت أمية، هو في الأصل حسن الحديث، قد حسن القول فيه جماعة، وضعفه آخرون بسبب اختلاطه، وكان قد اختلظ اختلاطاً فاحشاً، حتى قال ابن حبان في "المجروحين" 1/366: تغير في سنة 125، وجعل يأتي بالأشياء التي تشبه الموضوعات عن الأئمة الثقات، فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز، فاستحق الترك. قلنا: وقد ذكر غير واحد من أهل العلم أن ابن أبي ذئب كان سماعه منه قديماً قبل أن يتغير، وهذا مما لا نماري فيه لاتفاقهم على ذلك، لكن لا يبعد أن يكون قد سمع منه بعد الاختلاط أيضاً، لاجتماع دارهما ومكثهما فيها، وهي مدينة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومتن هذا الحديث الذى أخرجه المصنف من طريقه أكبر برهان على ذلك، فالنكارة والتخليط بينان عليه، والله تعالى أعلم. وأما البربر، فهم قوم قد هداهم الله للِإسلام بعد وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بزمن، فقد افتتح المسلمون بلادهم في زمن معاوية بن أبي سفيان بقيادة البطل المظفر عقبة بن نافع القرشي رحمه الله، ثم كانوا فيما بعدُ مادة الجيش الِإسلامي في فتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد البربري رحمه الله. (1) إسناده حسن لأجل عبد الله بن نافع، وقد سلفت ترجمته في الحديث السابق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سريج -وهو ابن النعمان الجوهري- فمن رجال البخاري. وأخرجه أبو داود (2042) عن أحمد بن صالح، والطبراني في "الأوسط"= الحديث: 8804 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 403 8805 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِمَآخَذِ الْأُمَمِ وَالْقُرُونِ قَبْلَهَا، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمَا فَعَلَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ؟ قَالَ رَسُولُ   = (8026) من طريق مسلم بن عمرو الحذاء المديني، كلاهما عن عبد الله بن نافع، بهذا الِإسناد. وسلف برقم (7358) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: "اللهم لا تجعل قبري وثناً". وسنده قوي. وقوله: "ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً"، سلف برقم (7821) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة. وسنده صحيح. وسيأتي برقم (10815) من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله عز وجل إلي روحي حتى أرد عليه السلام". وسنده جيد إن كان يزيد بن عبد الله سمعه من أبي هريرة. وفي الباب عن علي عند أبي يعلى (469) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (20) ، وسنده ضعيف. وعن الحسن بن علي بن أبي طالب عند أبي يعلى (6761) . وسنده ضعيف أيضا. وعن ابن مسعود، سلف برقم (3666) ، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن لله في الأرض ملائكة سياحين، يبلغوني من أمتي السلام". وسنده صحيح. قوله: "لا تتخذوا قبري عيداً"، قال ابن القيم في "تهذيب سنن أبي داود" 2/447: نهى لهم أن يجعلوه مجمعاً كالأعياد التي يقصد الناس الاجتماع إليها للصلاة. وانظر "مرقاة المفاتيح" 2/6. الحديث: 8805 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 404 اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَلِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ؟ "، (1) 8806 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ يَعْنِي مِثْلَهُ (2) 8807 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ صَدَاقُنَا إِذْ كَانَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ أَوَاقٍ، وَطَبَّقَ بِيَدَيْهِ، وَذَلِكَ أَرْبَعُ مِائَةٍ " (3) 8808 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ أَنْزِعُ بِدَلْوٍ (4) ، ثُمَّ أَخَذَهَا أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا، أَوْ ذَنُوبَيْنِ فِيهِمَا   (1) صحيح، وهذا إسناد حسن. سريج: هو ابن النعمان، وعبد الله بن نافع: هو الصائغ، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر (8308) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (8308) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5053) من طريق إسماعيل بن عمر، بهذا الِإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (10406) ، والنسائي 6/117، وابن الجارود (717) ، وابن حبان (4097) ، والدارقطني 3/222، والحاكم 2/175، وأبو نعيم في "الحلية" 9/21، والبيهقي 7/235 من طرق عن داود بن قيس، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. (4) في (ظ3) : دلواً. الحديث: 8806 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 405 ضَعْفٌ، وَاللهُ يَرْحَمُهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ، فَإِنْ بَرِحَ يَنْزِعُ حَتَّى اسْتَحَالَتْ غَرْبًا، ثُمَّ ضَرَبَتْ بِعَطَنٍ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَزْعِ عَبْقَرِيٍّ أَحْسَنَ مِنْ نَزْعِ عُمَرَ " (1) 8809 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ، قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا (2) وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، اللهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِيمَانِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عاصم -وهو ابن بهدلة- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب بن عمرو الأزدي البغدادي، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وسلف الحديث بنحوه برقم (8239) من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة. وأما معنى الحديث وتفسير غريبه فقد سلف بيانه عند حديث ابن عمر برقم (4814) . والقليب: هو البئر. (2) لم ترد الواو في (ظ3) في الكلمات التالية: وشاهدنا، وصغيرنا، وذكرنا. (3) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف أيوب بن عتبة لكنه قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وقد اختُلف فيه على يحيى بن أبي كثير، فرواه عنه كما رواه أيوب بن عتبة: سعيد بن يوسف عند أبي يعلى (6009) ، والطبراني في "الدعاء" (1174أ) ،= الحديث: 8809 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 406 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وهشام بن حسان عند الطبراني (1175) ، وهشام الدستوائي عنده أيضاً (1176) ، وعاصم -ويغلب على ظننا أنه ابن بهدلة- عنده (1177) . وإسناد روايتي سعيد وعاصم ضعيف، وأما إسناد روايتي هشام بن حسان والدستوائي فحسن، وزاد سعيد بن بوسف في حديثه: "اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده". ورواه عنه أيضاً الأوزاعى، واختُلف عليه، فرواه عنه موصولًا كرواية المصنف وغيره: شعيب بن إسحاق عند أبي داود (3201) ، ومن طريقه البيهقي 4/41، وهِقْل بن زياد عند الترمذي (1024) ، والحاكم 1/358، وعنه البيهقي 4/41، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج عند النسائي في "عمل اليوم والليلة " (1080) ، والطبراني في "الدعاء" (1174) ، وإسماعيل بن عياش عند أبي يعلى (6009) ، والطبراني (1174أ) ومحمد بن كثير الصنعاني -وهو سيىء الحفظ لكنه متابع- عند الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (971) ، والوليد بن مسلم عند ابن حبان (3070) . وزاد إسماعيل بن عياش في حديثه: "اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده". وأخرجه أبو يعلى (6010) من طريق سويد أبي حاتم، عن صاحب له، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن يحيى. وأخرجه البيهقي 4/41 من طريق الوليد بن مزيد وبشر بن بكر، كلاهما عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو إبراهيم رجل من بني عبد الأشهل، قال: حدثني أبي أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ... فذكره. قال الأوزاعي: وحدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، بهذا الحديث، يعني مرسلا، لم يذكر فيه أبا هريرة. قال البيهقي: هذا هو الصحيح حديث أبي إبراهيم الأشهلي موصول، وحديث أبي سلمة مرسل! وسبن البيهقى إلى ذلك البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "سننه" بإثر الحديث (1024) ، وصحح الحديث المرسل أيضاً أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل"= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 407 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 1/357. قلنا: وحديث أبي إبراهيم هذا عن أبيه، سيأتي في "المسند" 4/170 من غير طريق الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، وأبو إبراهيم هذا لا يُعرف. ورواه عن يحيى عن أبي سلمة مرسلًا أيضاً: معمر عند عبد الرزاق (6419) ، وعلي بن المبارك عند ابن أبي شيبة 3/292. ورواه همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه مرفوعاً، سيأتي في "المسند" 4/170 و5/299. ورواه عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة مرفوعاً، أخرجه من هذا الطريق النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1079) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (972) ، والحاكم 1/358-359، والبيهقي 4/41. قال الترمذي بإثر الحديث (1024) : حديث عكرمة بن عمار غير محفوظ، وعكرمة ربما يهم في حديث يحيى. قلنا: وأخرجه ابن ماجه (1498) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1081) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (973) ، والطبراني في "الدعاء" (1173) ، والبيهقي 4/41 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه. وأخرجه الطبراني (1172) من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن عمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ورواية إسماعيل بن عياش -وهو حمصي- عن غير أهل بلده مخلط فيها، وابن إسحاق مدني، وهذا الأخير مدلس، وقد عنعنه. وروي هذا أيضا عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام، موقوفاً عليه، أخرجه ابن أبي شيبة 3/293 عن عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عنه. وعبدة بن سليمان -وهو الكلابي- ثقة، وأما محمد بن عمرو فحسن الحديث. قلنا: مما سلف يتبين أن الرواة قد اختلفوا في إسناد هذا الحديث اختلافاً= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 408 8810 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمَا تَحْقِرُونَ " (1)   = ظاهراً، فلذلك قال البخاري -فيما نقله عنه البيهقي 4/42-: وحديث أبي سلمة عن أبي هريرة وعائشة وأبي قتادة في هذا الباب غير محفوظ، وأصح شيء في هذا الباب حديث عوف بن مالك. يعني ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (963) عنه، قال: صلى رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جنازة، فحفظت من دعائه وهو يقول: "اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلًا خيرا من أهله، وزوجاً خيرا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النار"، وسيأتي في "المسند" 6/23. ويشهد للفظ حديث أبي سلمة عن أبي هريرة وغيره حديث عبد الرحمن بن عوف عند البزار (817- كشف الأستار) ، والطحاوي (974) ، والطبراني في "الدعاء" (1165) ، وإسناده ضعيف. وحديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12680) ، وفي إسناده ضعف. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي. وأخرجه البزار (2850- كشف الأستار) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/86 من طريق أبي حذيفة ومصعب بن ماهان عن سفيان الثوري، والبيهقي في "الشعب" (7264) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما (الثوري وأبو حمزة) عن الأعمش، به - قرن أبو حمزة بأبي هريرة أبا سعيد،= الحديث: 8810 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 409 8811 - حَدَّثَنَا هَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَمْ تَرَوْا مَا قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: الْكَوْكَبُ (1) وَبِالْكَوْكَبِ " (2) 8812 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ يَعْنِي الصَّنْعَانِيَّ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى نَاسٍ جُلُوسٍ، فَقَالَ: " أَلَا (3) أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟ " فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا   = وفي رواية أبي حذيفة: عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد، على الشك. وفي الباب عن جابر عند مسلم (2812) ، وسيأتي 3/313. وعن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت، سيأتي 4/125-126. وعن علي عند البزار (1181) . وعن ابن مسعود عند البيهقي في "شعب الِإيمان" (7263) ، وذكره الهيثمي في "المجمع" 10/189، وقال: رواه أبو يعلى وفيه إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف. وعن معاذ بن جبل عند البيهقي في "الشعب" (6852) . قوله: "بما تحقرون"، أي: بما تستصغرون من الذنوب. (1) في (ظ3) : بالكوكب. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير هيثم بن خارجة، فمن رجال البخاري. وانظر (8739) . (3) لفظة: "ألا" ليست في (ظ3) و (عس) . الحديث: 8811 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 410 ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ، وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ " (1) 8813 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي وَمَالِي، وَإِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَأَقْنَى، مَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ " (2)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (11266) من طريق عبيد بن نسطاس، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأخرجه أيضاً برقم (11267) من طريق عبيد بن نسطاس، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (8920) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. وفي الباب عن جابر عند القضاعي في "مسند الشهاب" (1248) . وإسناده ضعيف. وعن أنس عند أبي يعلى (3910) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2323. وإسناده ضعيف أيضاً. (2) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه مسلم (2959) (4) ، وابن حبان (3244) و (3328) ، والبيهقي 3/368-369 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الِإسناد. وسيأتي (9339) . الحديث: 8813 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 411 8814 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ بُكَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقَعَنَّ رَجُلٌ عَلَى امْرَأَةٍ، وَحَمْلُهَا لِغَيْرِهِ " (1) 8815 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أُمُّهُ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ فِي حِضْنَيْهِ (2) ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ وَابْنِهَا، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الصَّبِيِّ حِينَ يَسْقُطُ كَيْفَ يَصْرُخُ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "   = وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3626) . وعن عبد الله بن الشخير عند مسلم برقم (2958) ، وسيأتي في "المسند" قوله: "فأقْنى"، قال السندي: أي: فادخَر له عند الله. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد. عمرو: هو ابن الحارث بن يعقوب بن عبد الله الأنصارىِ، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2998) ، وفي "الصغير" (262) ، من طريق الحجاج بن أرطاة، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه نهى في غزوة أوطاس أن يقع الرجل على حامل حتى تضع. وإسناده ضعيف. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2318) وذكرنا شواهده هناك، وفاتنا أن نعزو حديث أبي سعيد الخدري إلى "المسند"، وسيأتي فيه 3/28. (2) هكذا في (ظ3) و (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: بحضنيه. الحديث: 8814 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 412 ذَلِكَ حِينَ يَلْكُزُهُ الشَّيْطَانُ بِحِضْنَيْهِ " (1) 8816 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَجْتَمِعُ الْكَافِرُ وَقَاتِلُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّارِ أَبَدًا " (2) 8817 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُجْمَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَطْلُعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: أَلَا (3) تَتَّبِعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَتَمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ، وَلِصَاحِبِ الصُّوَرِ صُوَرُهُ، وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ، فَيَتَّبِعُونَ مَا كَانُوا   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر ما سلف برقم (7182) . اللكز: هو الوَكْز، وهو الدفع والطعن والضرب بجمع الكَف. والحِضْن: الجَنْب. (2) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه أبو عوانة 5/62 من طريق عبد الله بن وهب، عن حفص بن ميسرة، الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/341-342 من طريق جعفر بن أبي كثير، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسيأتي (8922) و (9163) و (9342) ، وانظر ما سلف برقم (7575) . (3) في (ظ3) : الآن. الحديث: 8816 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 413 يَعْبُدُونَ، وَيَبْقَى الْمُسْلِمُونَ، فَيَطْلُعُ عَلَيْهِمْ رَبُّ الْعَالَمِينَ، فَيَقُولُ: أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ اللهُ رَبُّنَا، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا، وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ، وَيُثَبِّتُهُمْ، ثُمَّ يَتَوَارَى، ثُمَّ يَطْلُعُ، فَيَقُولُ: أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ؟ فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ، اللهُ رَبُّنَا، وَهَذَا مَكَانُنَا حَتَّى نَرَى رَبَّنَا، وَهُوَ يَأْمُرُهُمْ، وَيُثَبِّتُهُمْ "، قَالُوا: وَهَلْ نَرَاهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟ " قَالُوا: لَا، قَالَ: " فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ تِلْكَ السَّاعَةَ، ثُمَّ يَتَوَارَى، ثُمَّ يَطْلُعُ فَيُعَرِّفُهُمْ نَفْسَهُ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، أَنَا رَبُّكُمْ، اتَّبِعُونِي، فَيَقُومُ الْمُسْلِمُونَ، وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ فَهُمْ عَلَيْهِ مِثْلُ جِيَادِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ، وَقَوْلُهُمْ عَلَيْهِ: سَلِّمْ سَلِّمْ، وَيَبْقَى أَهْلُ النَّارِ، فَيُطْرَحُ مِنْهُمْ فِيهَا فَوْجٌ، فَيُقَالُ: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ ثُمَّ يُطْرَحُ فِيهَا فَوْجٌ، فَيُقَالُ: هَلِ امْتَلَأْتِ؟ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى إِذَا أُوعِبُوا فِيهَا، وَضَعَ الرَّحْمَنُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ فِيهَا، وَزَوَى (1) بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ قَالَتْ: قَطْ، قَطْ،، فَإِذَا صُيِّرَ أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، أُتِيَ   (1) في (ظ3) و (عس) وهامش (س) : وأزوي، وهو خطأ، فإنه سيأتي في آخر الحديث الِإشارة إلى الخلاف بين روايتي هيثم بن خارجة وقتيبة بن سعيد، وأن في رواية قتيبة "فأزوي" فيُفهم منه أن رواية هيثم "زوي". الجزء: 14 ¦ الصفحة: 414 بِالْمَوْتِ مُلَبَّبًا، فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ النَّارِ وَأَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ، يَرْجُونَ الشَّفَاعَةَ، فَيُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَلِأَهْلِ النَّارِ: تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ: قَدْ عَرَفْنَاهُ هُوَ الْمَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا، فَيُضْجَعُ فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ، لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ، لَا مَوْتَ "، وَقَالَ قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ: " وَأُزْوِيَ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ "، ثُمَّ قَالَ: " قَطْ "، قَالَتْ: " قَطْ، قَطْ " (1) 8818 - حَدَّثَنَا هَيْثَمٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي   (1) حديث صحيح وله إسنادان: الأول إسناد هيثم بن خارجة، وهو صحيح، والثاني إسناد قتيبة بن سعيد، وهو قوي من أجل عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي-، وكلا رجال الِإسنادين رجال الصحيح. وأخرجه الترمذي (2557) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وقال: حسن صحيح. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/427، وابن منده في "الِإيمان" (815) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن عبد العزيز بن محمد، به. وانظر ما سلف مطولًا برقم (7717) من طريق عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة. وقصة ذبح الموت وحدها سلفت برقم (7546) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة. أوعبوا: أي: أدخلوا فيها جميعاً. وزُوِي: أي: جُمِع وضُم بعضها إلى بعض. وملبباً: أي: مجموعة قوائمه إلى لَبته، وهي المَنْحَر. الحديث: 8818 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 415 صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَفَّارَةُ الْمَجَالِسِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " (1) 8819 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2) 8820 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ يَقْرَأُ، فَقَالَ: " لَقَدْ أُعْطِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ (3) " (4)   (1) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش -وإن كان مخلطاً في روايته عن غير أهل بلده وهذا منها- قد توبع عن سهيل بن أبي صالح، انظر ما سيأتي برقم (10415) . (2) إسناده صحيح. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد التنوري، وحسين: هو ابن ذكوان المُعَلم، ويحيى: هو ابن أبي كثير اليمامي. وأخرجه مسلم (2263) من طريق حرب بن شداد وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (9656) . وانظر ما سلف برقم (7183) . (3) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة "النبي عليه السلام"، وهذه الزيادة ليست في (ظ3) و (عس) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن أبي حفصة روى له البخاري = الحديث: 8819 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 416 8821 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ هُمُ الضُّعَفَاءُ الْمَظْلُومُونَ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ شَدِيدٍ (1) جَعْظَرِيٍّ " (2)   = حديثين أحدهما متابعة، وأما مسلم فقد روى له ثلاثة أحاديث متابعة، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. روح: هو ابن عبادة، والزهري: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/180، وفي "الكبرى" (1092) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1160) ، وابن حبان (7196) من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني في "الأوسط" (2700) من طريق إسحاق بن راشد، كلاهما عن ابن شهاب الزهري، بهذا الإِسناد. وأخرجه الدارمي (3492) من طريق الليث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة مرسلاً. وانظر (8646) . (1) أثبت في هوامش بعض النسخ الخطية مقابل كلمة "شديد": سفيه. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيأتي برقم (10595) عن يزيد بن هارون، عن البراء بن عبد الله بن يزيد. وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6127) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/230، والطبراني في "الأوسط" (4275) ، والبيهقي في "الشعب" (8176) من طريق إسرائيل، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ألا أنبئك بأهل الجنة؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "كل ضعيف متضعف ذي= الحديث: 8821 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 417 8822 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ " فَقَالَ: " هُمُ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا " (1)   = طمرين لا يؤبه له، لو أقسم علي الله لأبره،ألا أنبئك بأهل النار؟ "قلت:بلى يا رسول الله،قال: "كل جظ جعظ مستكبر". وانظر ما سلف برقم (7718) . وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، سلفت الِإشارة إلى أحاديثهم في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6580) . الجعظري: هو الفظ الغليظ المتكبر، والجظ: الرجل الضخم، والجعظ: العظيم في نفسه، وقيل: السيىء الخلق الذى يتسخط عند الطعام. (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1308) من طريق يزيد بن هارون، والمزي ني ترجمة البراء من "التهذيب" 4/39-40 من طريق شيبان بن فروخ، كلاهما عن البراء بن عبد الله بن يزيد الغنوي، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (7212) و (7402) . وله شاهد من حديث أبي ثعلبة الخشني، سيأتي 4/193 مرفوعاً: "إن أحبكم وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم مني في الآخرة مساوئكم أخلاقاً لثرثارون المتفيقهون المتشدقون". وآخر بنحوه من حديث جابر عند الترمذي (2018) ، وحسنه. ومن حديث عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6504) . المتشدقون، قال ابن الأثير: الأشداق: جوانب الفم، والمتشدقون هم المتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز، وقيل: أراد بالمتشدق: المستهزىء= الحديث: 8822 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 418 8823 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الْبَرَاءُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَلِيلِي الصَّادِقُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْثٌ إِلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ، فَإِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُ فَاسْتُشْهِدْتُ فَذَاكَ، وَإِنْ أَنَا فَذَكَرَ كَلِمَةً رَجَعْتُ وَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْمُحَرَّرُ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنَ النَّارِ " (1) 8824 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَثَوْبُهُمَا بَيْنَهُمَا لَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَا يَتَبَايَعَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَقَدْ حَلَبَ لِقْحَتَهُ لَا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَقَدْ رَفَعَ لُقْمَتَهُ إِلَى فِيهِ وَلَا يَطْعَمُهَا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَالرَّجُلُ يَلِيطُ حَوْضَهُ لَا يَسْقِي مِنْهُ " (2)   = بالناس يلوي شِدْقَه بهم وعليهم. (1) إسناده ضعيف لضعف البراء بن عبد الله الغنوي، ولانقطاعه، فإن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7128) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، علي بن حفص من رجاله، ومن فوقه من رجال الشيخين. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه ابن حبان (6845) من طريق شبابة بن سوار، عن ورقاء اليشكري، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1603) ، والحميدي (1103) و (1179) ، والبخاري (6506) و (7121) ، ومسلم (2954) (140) ، وأبو يعلى (6271) من= الحديث: 8823 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 419 8825 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يُصْرَفُ عَنِّي شَتْمُ قُرَيْشٍ؟ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ " (1) 8826 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَجُهَيْنَةُ وَمَنْ كَانَ مِنْ مُزَيْنَةَ أَوْ مُزَيْنَةُ، وَمَنْ كَانَ   = طرق عن أبي الزناد، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه ابن حبان (6846) من طريق ميسور بن عبد الرحمن، عن أبي الحارث محمد بن زياد، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (20849) عن معمر، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، موقوفاً بلفظ: "إن الساعة لتقوم على الرجلين وهما ينشران الثوب يتبايعانه". قوله: "لِتَقم" كذا في سائر أصولنا الخطية، وهو مضارع مجزوم باللام، وهو أمر مراد به الخبر، أي: تقوم، كما في رواية مسلم، ومنه قوله تعالى: (من كان في الضلالةِ فليَمْدُدْ له الرحمن مداً) [مريم: 75] ، وقوله: (اتَّبعوا سبيلَنا وَلْنَحْمِلْ خطاياكم) [العنكبوت: 12] ، أي: فيمُد، ونحمل، وفي رواية البخاري: "لتقومَنَّ". اللِّقحة: هي ذات الدر من النوق. يَليط، في "اللسان": لاطَ الحوضَ بالطين لَوْطأ: طَيَّنه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وانظر (7331) . الحديث: 8825 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 420 مِنْ جُهَيْنَةَ، خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَسَدٍ وطَيِّئٍ وَغَطَفَانَ " (1) 8827 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ، لَا يَيْؤُسُ وَلَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الحميدي (1048) ، ومسلم (2521) (191) ، والترمذي (3950) من طرق عن أبي الزناد، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه مسلم (2521) (191) من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، به. وانظر ما سلف برقم (7150) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. يحيى بن إسحاق: هو السيلحيني، وأبو رافع: نفيع الصائغ المدني نزيل البصرة، وثابت: هو ابن أسلم البُنَاني. وأخرجه الدارمي (2819) ، وأبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 261، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (97) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وأخرج الشطر الأول منه الدارمي (2828) ، والترمذي (2539) من طريق شهر بن حوشب، وابن أبي داود في "البعث" (58) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (101) و (104) من طريق عبيد الله بن عمرو -رجل من أهل البصرة لم يرو عنه غير قتادة-، و (98) و (99) من طريق عجلان مولى فاطمة، و (104) ، وفي "الحلية" 6/275 من طريق محمد بن سيرين أربعتهم عن أبي هريرة. ورواية شهر بن حوشب بلفظ: "أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم".= الحديث: 8827 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 421 8828 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ؟ " قَالَ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " الْعَنَانُ، وَرَوَايَا الْأَرْضِ، يَسُوقُهُ اللهُ إِلَى مَنْ لَا يَشْكُرُهُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَا يَدْعُونَهُ (1) ، أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ فَوْقَكُمْ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " الرَّقِيعُ، مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ "، ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا الَّتِي فَوْقَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " سَمَاءٌ أُخْرَى، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ "، ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "   = وسيأتي الحديث جميعاً من طريقين عن حماد برقم (9279) و (9391) و (9957) . والشطر الأول منه سلف ضمن حديث مطول برقم (8043) من طريق أبي المُدلة عن أبي هريرة، وسيأتي بنحو (8265) من طريق الأغر عن أبي هريرة. والشطر الثاني سلف برقم (8143) من طريق همام عن أبي هريرة. قوله: "ولا يبؤس"، بضم الهمزة، أي: لا يحزن ولا يرى بأساً. وفي رواية: "ولا يبأس"، بفتح الهمزة، ومعناه: لا يفتقر. (1) في (ظ3) و (عس) : يدعوا به! والصواب ما أثبتنا من بقية النسخ، ومعناه -كما قال صاحب "تحفة الأحوذي" 4/193-: لا يعبدونه بل يعبدون غيره. الحديث: 8828 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 422 الْعَرْشُ "، قَالَ: " أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُ (1) وَبَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ "، ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا تَحْتَكُمْ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " أَرْضٌ، أَتَدْرُونَ مَا تَحْتَهَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " أَرْضٌ أُخْرَى، أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُمَا (2) ؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ (3) عَامٍ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرَضِينَ "، ثُمَّ قَالَ: " وَايْمُ اللهِ، لَوْ دَلَّيْتُمْ أَحَدَكُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى السَّابِعَةِ، لَهَبَطَ ثُمَّ قَرَأَ: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3] " (4)   (1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: بينكم، والمثبت من (ظ3) و (عس) ، وهو الصواب. (2) هكذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وفي (م) وبقية النسخ: كم بينها وبينها. (3) في سائر الأصول الخطية: سبع مئة، لكن ضُبب عليه في (س) وأثبت على هامشها مصححاً عليه: خمس مئة، وهو الذى أثبتناه لأنه يوافق ما عند الترمذي والبيهقي. (4) إسناده ضعيف، الحكم بن عبد الملك مجمع على تضعيفه، وقتادة مدلس ولم يصرح بسماعه من الحسن البصري، والحسن لم يسمع من أبي هريرة. سريج: هو ابن النعمان الجوهري. وأخرجه الترمذي (3298) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 399-400 من طريق شيبان بن عبد الرحمن، وابن أبي عاصم في "السنة" (578) من طريق أبي جعفر الرازي، كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي عاصم مختصرة، وأبو جعفر الرازي سيىء الحفظ، وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 423 8829 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُبَارَكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَبِيعَةَ فَلَمْ أُنْكِرْ - قَالَ: " الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ أَوْ أَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَكُلٌّ إِلَى (1) خَيْرٍ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ: قَدَّرَ اللهُ وَمَا شَاءَ صَنَعَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ، فَإِنَّ اللَّوَّ يُفْتَحُ مِنَ الشَّيْطَانِ " (2) 8830 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ بَرَكَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ،   = وفي الباب عن العباس بن عبد المطلب، سلف برقم (1770) ، وسنده ضعيف جداً. وعن أبي ذر مختصراً عند البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 401، وإسناده ضعيف لانقطاعه وضعف أحد رواته. قال السندي: العَنان: هو بالفتح: السحاب، جمع عَنَانة. وروايا الأرض: الروايا من الِإبل: الحوامل للماء. الرقيع: قيل: الرقيع اسم لكل سماءٍ، وقيل: اسم للسماء الدنيا. مكفوف: أي: ممنوع من السقوط بحفظ الله تعالى من أن يقع على الأرض، شبهها بالموج المكفوف في كونها معلقة بغير عَمَدٍ. (1) لفظة: "إلى" ليست في (م) . (2) حديث حسن، وقد سلف تخريجه والكلام عليه مفصلاً برقم (8791) . عارم: هو لقب محمد بن الفضل السدوسي، وربيعة: هو ابن عثمان بن ربيعة التيمي المدني. الحديث: 8829 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 424 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ حَتَّى أَرَى بَيَاضَ إِبْطَيْهِ "، قَالَ أَبِي: " وَهُوَ أَبُو الْمُعْتَمِرِ، لَا أَظُنُّهُ إِلَّا فِي الِاسْتِسْقَاءِ " (1) 8831 - حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ أَبِي: حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالَ: فَقِيلَ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى يَمِينًا يَحْلِفُ بِهَا، لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، وَلَأُعَفِّرَنَّ (2) وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، قَالَ: فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، زَعَمَ لَيَطَأُ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ: فَمَا فَجَأَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ: فقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ قَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ، وَهَؤُلَاءِ أَجْنِحَةٌ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ دَنَا مِنِّي لَخَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بركة أبي الوليد البصري، فقد روى له أبو داود وابن ماجه، وهو ثقة. معتمر: هو ابن سليمان بن طرخان التيمي. وأخرجه ابن ماجه (1271) من طريق عفان، والبزار (3147- كشف الأستار) من طريق محمد بن يزيد، كلاهما عن معتمر، بهذا الِإسناد، وانظر (7213) . (2) المثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: أو لأعفرن. الحديث: 8831 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 425 عُضْوًا عُضْوًا " قَالَ: فَأُنْزِلَ لَا أَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ شَيْءٍ بَلَغَهُ {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [العلق: 7]- يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ - {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 14] ، قَالَ: يَدْعُو قَوْمَهُ {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 18] ، قَالَ: - يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ - {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19] (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نعيم بن أبي هند، فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي الكوفي. وأخرجه مسلم (2797) (38) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/92، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 185، وابن حبان (6571) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (158) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/189، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/507-508 من طرق عن معتمر بن سليمان، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 30/256 عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن أبيه ثور، عن نعيم بن أبي هند، به. وفي الباب عن ابن عباس، سلف مختصراً دون ذكر الآيات في آخره برقم (2225) . قوله: "هل يعفِّر"، قال السندي: من التعفير، وهو التمريغ في التراب والتتريب فيه، يريد الصلاة على الأرض وسجوده على التراب.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 426 8832 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: " أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي (1) 8833 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ زَكَرِيَّا، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا، وَحَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَمَكَّةَ، لَا يَخَافُ إِلَّا ضَلَالَ الطَّرِيقِ، وَحَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ "، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الْقَتْلُ " (2)   = وينكص، أي: يرجع القهقرى. وهولًا: أي: مخافة من أمر لا يدري ما هجم عليه منه. وأجنحة: هي الملائكة. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح -وهو ابن سليمان الخزاعي وإن روى له الشيخان- فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح، وقد تابعه مالك فيما سلف برقم (7231) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود، فمن رجال مسلم. عبد الله بن عبد الرحمن: هو ابن معمر بن حزم الأنصاري أبو طوالة المدني، قاضي المدينة لعمر بن عبد العزيز. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح-، فمن رجال مسلم. محمد بن الصباح: هو الدولابي أبو= الحديث: 8832 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 427 8834 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتِلْكَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ " (1) ، ثُمَّ قَالَ: " تَمَامُ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " (2)   = جعفر البغدادي. وأخرج القطعة الأولى فيما يتعلق بأرض العرب: الحاكم 4/477 من طريق سفيان عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الِإسناد. وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وسيأتي الحديث بنحوه برقم (9395) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الِإسكندراني، عن سهيل بن أبي صالح. وانظر قصة الهرج فيما سلف برقم (7186) . المروج: الرياض والمزارع، والمرج: أرض واسعة ذات نبات كثير. (1) قي (ظ3) و (عس) : فبلغ تسعاً وتسعين. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم مع خطأ وقع في إسناده، في نسبة عطاء، والصواب أنه عطاء بن يزيد الليثي كما سيأتي برقم (10267) ، وكلاهما من رجال الشيخين، وكذا بقية رجال الِإسناد غير سهيل وأبي عبيد -وهو مولى سليمان بن عبد الملك- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (597) عن محمد بن الصباح، بهذا الِإسناد. ولم ينسب عطاءً. وانظر ما سلف برقم (7243) .= الحديث: 8834 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 428 8835 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ " (1)   = وفي الباب عن زيد بن ثابت، سيأتي في "المسند" 5/184. وعن أبي الدرداء، سيأتي 5/196. وعن كعب بن عجرة عند مسلم برقم (596) (144) . وعن ابن عباس عند النسائي 3/78، والترمذي (410) ، والبغوي (719) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. محمد: هو ابن الصباح الدولابي. وأخرجه ابن حبان (859) ، والحاكم 1/518 من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الِإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وأخرجه مسلم (2692) ، والترمذي (3469) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (568) من طريق عبد العزيز بن المختار، وأبو داود (5091) ، وابن حبان (860) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن سُمَي، عن أبي صالح، به. كذا ذكر سهيل سميا بينه وبين أبيه، فلعله سمعه من الوجهين فحدث به مرة هكذا ومرة هكذا، والله تعالى أعلم. وسلف بنحوه برقم (8009) من طريق مالك عن سمي. تنبيه: وقع بعد هذا في (م) متن هذا الحديث مركباً عليه إسناد الحديث التالي وهو خطأ لم يرد في أي من النسخ الخطية، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" في ترجمة أبي حازم سلمان الأشجعي عن أبي هريرة. الحديث: 8835 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 429 8836 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَا جَفَا، وَمَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِنَ، وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْبًا، إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللهِ بُعْدًا " (1)   (1) هذا حديث ضعيف للاضطراب الذى وقع في إسناده، فقد أخرجه كما هو عند المصنف هنا البزار (1618- كشف الأستار) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (339) ، والبيهقي في "السنن" 10/101 من طريق محمد بن الصباح الدولابي، بهذا الِإسناد. وأخرجه كذلك ابن حبان في "المجروحين" 1/233، وابن عدي في "الكامل" 1/312، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (9403) من طريق أبي الربيع الزهراني، عن إسماعيل بن زكريا، به. وخالف إسماعيل فيه يعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسي فروياه عن الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت، عن شيخ من الأنصار، عن أبي هريرة، كما سيأتي عند المصنف برقم (9683) ، وهذا هو المحفوظ عن عدي بن ثابت، إذ يعلى ومحمد ثقتان متقنان، وهما بلا شك أجلُّ وأوثق من إسماعيل بن زكريا الخُلقاني، فهذا قد اختلف قول المجرحين والمعدلين فيه، فمنهم من وثقَه ومنهم من ضعفه ومنهم من جعله وسطاً مقارب الحديث، فمثل هذا إذا خالف من هو أوثق منه، لا سيما إذا كانا اثنين أو أكثر، فلا يعتبر بمخالفته، ويرجح قول غيره على قوله، فيعَل عندئذ حديث أبي هريرة بجهالة الراوي عنه. وسيأتي أول هذا الحديث -وهو قوله: "من بدا جفا"- من مسند البراء بن عازب 4/297 عن ابن أبي شيبة، عن شريك النخعي، عن الحسن بن الحكم، عن عدي بن ثابت، عن البراء، فهذا اختلاف آخر، وشريك سيئ الحفظ.= الحديث: 8836 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 430 8837 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي أَبَا أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيَّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا لَهُ فِي أَنْ يَمْشِيَ بَيْنَ يَدَيْ أَخِيهِ مُعْتَرِضًا وَهُوَ يُنَاجِي رَبَّهُ، كَانَ لَأَنْ يَقِفَ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ مِائَةَ عَامٍ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَخْطُوَ " (1)   = قلنا: ولهذا الحديث علة أخرى، وهي تفرد الحسن بن الحكم به، فقد دارت هذه الأسانيد كلها عليه، وقد حسن القول فيه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل فوثقاه، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وغالى ابن حبان في "المجروحين" فقال فيه: يخطىء كثيراً ويهم شديداً، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. ثم ساق له هذا الحديث، إشارة منه إلى نكارته، وكذا فعل الذهبي، فعندما ترجم للحسن بن الحكم في "الميزان" 1/486، أورده أيضاً. تنبيه: سلف هذا الحديث عن ابن عباس برقم (3362) ، وفيه أبو موسى (أحد رواته) وهو مجهول، وحكمنا عليه بالتحسين من أجل حديث أبي هريرة هذا، ثم تبين لنا هنا بعد التحقيق والتدقيق أن حديث أبي هريرة ضعيف، فلذلك يُرجَع إلى حديث ابن عباس ويضعف، والله ولي التوفيق. (1) إسناده ضعيف، وفي الإِسناد قلب، فالعَم: هو عبيد الله بن عبد الله بن موهب، وابن أخيه: هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، لا العكس، وعبيد الله بن عبد الله بن موهب مجهول الحال، وابن أخيه عبيد الله بن عبد الرحمن ليس بذاك القوي. وأخرجه ابن خزيمة (814) عن أحمد بن منيع، عن أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1452) ، وابن ماجه (946) ، وابن خزيمة (814) ،= الحديث: 8837 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 431 8838 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنِ الْحُصَيْنِ - كَذَا قَالَ - عَنْ أَبِي سَعْدِ الْخَيْرِ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عُمَرَ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اكْتَحَلَ فَلْيُوتِرْ، وَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ (1) ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ أَكَلَ فَمَا تَخَلَّلَ فَلْيَلْفِظْ، وَمَنْ لَاكَ بِلِسَانِهِ فَلْيَبْتَلِعْ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ، وَمَنْ أَتَى الْغَائِطَ فَلْيَسْتَتِرْ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا أَنْ يَجْمَعَ كَثِيبًا فَلْيَسْتَدْبِرْهُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْعَبُ بِمَقَاعِدِ بَنِي آدَمَ، مَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَحْسَنَ، وَمَنْ لَا فَلَا حَرَجَ " (2)   = والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (87) ، وابن حبان (2365) ، والطبراني في "الصغير" (420) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/299، وابن عبد البر في "الاستذكار" 6/169 من طرق عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عمه عبيد الله بن عبد الله بن موهب، عن أبي هريرة. وفيه عند عبد بن حميد "أربعين عاماً" مكان قوله: مئة عام. وفي الباب ما يغني عن حديث أبي هريرة هذا، وهو حديث أبي جهيم عند البخاري (510) ، ومسلم (507) ، وسيأتي في "المسند" 4/169، ولفظه: "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه، لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمُر بين يديه". قال أبو النضر -وهو أحد رواته-: لا أدري أقال أربعين يوماً، أو شهراً، أو سنة. (1) في (م) والنسخ الخطية غير (ظ3) : فلا حرج عليه، بزيادة لفظة "عليه". (2) إسناده ضعيف لضعف حصين -وهو الحميري ثم الحبراني- ولجهالة أبي سعد الخير، ويقال: أبو سعيد. سريج: هو ابن النعمان الجوهري، وثور: هو ابن= الحديث: 8838 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 432 8839 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَسَمِعْنَا وَجْبَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " هَذَا حَجَرٌ أُرْسِلَ فِي جَهَنَّمَ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَالْآنَ انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا " (1)   = يزيد الكلاعي الحمصي. وأخرجه مطولًا ومختصراً أبو داود (35) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/121-122، والبيهقي في "السنن" 1/94 و104، وفي "الشعب" (6053) ، وفي "الآداب" (557) ، والبغوي (3204) من طرق عن عيسى بن يونس، بهذا الِإسناد. وأخرجه كذلك الدارمي (662) و (2087) ، وابن ماجه (337) و (338) و (3498) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (138) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/122، وابن حبان (1410) ، والحاكم 4/137، والبيهقي في "السنن" 1/94 و104، وفي "الشعب" (6053) من طرق عن ثور بن يزيد، به. وذهل الحاكم فصحح إسناده، ووافقه الذهبي فأخطآ. وانظر ما سلف برقم (8611) في قصة الاستجمار والكحل. الكثيب: التل. (1) إسناده على شرط مسلم، وقد تفرد يزيد بن كيسان برواية هذا الحديث بهذا اللفظ، ويزيد قد وثقه ابن معين والنسائي ويعقوب بن سفيان والدارقطني، لكن قال يحيى بن سعيد القطان: ليس هو ممن يعتمد عليه، هو صالح وسط، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، محلُّه الصدق، صالح الحديث، فسأله ابنه: يحتَج بحديثه؟ فقال: لا، هو بابة فضيل بن غزوان وذويه، بعض ما يأتي به صحيح وبعض لا، قال ابن= الحديث: 8839 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 433 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = أبي حاتم: وكان البخاري قد أدخله في كتاب "الضعفاء" فقال أبي: يحول منه. وقال ابن حبان في "الثقات": كان يخطىء ويخالف، لم يفحُش خطؤه حتى يُعدَلَ به عن سبيل العدول، ولا أتى من الخلاف بما تنكره القلوب، فهو مقبول الرواية إلا ما يُعلَم أنه أخطأ فيه، فحينئذ يُترَك خطؤه كما يُترك خطأ غيرِه من الثقات. قلنا: هو كما قال ابن حبان، مقبول الرواية إلا ما يعلم أنه أخطأ فيه، ويغلب على ظننا أنه قد أخطأ في لفظ هذا الحديث فرواه على الِإخبار بسماع الصحابة في مجلس النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لصوت سقوط الحجر في جهنم، أخرجه كذلك غير المصنف: مسلم (2844) (31) ، وابن حبان (7469) ، والآجري في "الشريعة" ص 394، والبيهقي في "البعث والنشور" (482) من طرق عن خلف بن خليفة، بهذا الِإسناد. وأخرجه أيضاً مسلم (2844) من طريق مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، به. وروي هذا الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً بغير هذا اللفظ، فقد أخرجه الحاكم 4/597 من طريق محمد بن عزيز الأيلي، عن عمه سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة بلفظ: "والذى نفس محمد بيده، إن قدر ما بين شفير النار وقعرها كصخرة زِنَتها سبع خَلِفاتٍ بشحومهن ولحومهن وأولادهن تهوي فيما بين شفير النار وقعرها إلى أن تقع قعرها سبعين خريفاً". وإسناده حسن من أجل محمد بن عزيز وسلامة بن روح، وتساهل الحاكم فصححه، وتبعه على ذلك الذهبي. وروي نحوه من طريق آخر عن أبي هريرة، فقد أخرجه الحاكم أيضاً 4/606 من طريق أبي قتيبة سَلْم بن قتيبة الشعيري، عن فرقد بن الحجاج، عن عقبة بن أبي الحسناء، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لو أخِذ سبع خَلِفات بشحومهن فألقِينَ من شفير جهنم، ما انتهين إلى آخرها سبعين عاما"، وسنده محتمل للتحسين يتقوى بما قبله، وقال الذهبي في "تلخيصه": سنده صالح. قلنا: وهذا اللفظ في حديث أبي هريرة أشبه، ويشهد له حديث أبي موسى= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 434 8840 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفٌ يَعْنِي ابْنَ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: كُنْتُ (1) خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، وَهُوَ يَمُدُّ (2) الْوَضُوءَ إِلَى إِبْطِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا هَذَا الْوُضُوءُ؟ قَالَ: يَا بَنِي فَرُّوخَ، أَنْتُمْ هَاهُنَا لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هَاهُنَا مَا تَوَضَّأْتُ هَذَا الْوُضُوءَ، إِنِّي سَمِعْتُ خَلِيلِي يَقُولُ: " تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ (3) يَبْلُغُ   = الأشعري عند هناد في "الزهد" (251) ، والبزار (3494- كشف الأستار) ، وابن حبان (7468) ، والبيهقي في "البعث" (483) ، ولفظه: "لو أن حجراً يقذَف به في جهنم هوى سبعين خريفاً قبل أن يبلغ قعرها" وسنده حسن. وحديث أنس بن مالك عند هناد (252) ، وأبي يعلى (4103) ، ولفظه: "لو أن حجراً مثل سبع خَلِفات ألقي من شفير جهنم، هوى فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها"، وفي سنده يزيد الرقاشي الراوي عن أنس، وفيه ضعف، ولكن يتقوى هذا الحديث بما قبله وبما بعده. وحديث بريدة بن الحصيب عند البزار (3493) ، والطبراني (1158) ، ولفظه: "إن الحجر ليهوي في جهنم فما يصل إلى قعرها سبعين خريفا". وفي سنده محمد بن أبان الجعفي، وهو ضعيف، ويتقوى بما قبله. وعن عتبة بن غزوان في خطبة له قال: ذكِر لنا أن الحجر يلقى من شفةِ جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً لا يدرك لها قعراً. أخرجه مسلم (2967) (14) ، وسيأتي في "المسند" 4/174. (1) في (عس) و (ل) : كنا. (2) هكذا في (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: يمر، بالراء. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: إلى حيث. الحديث: 8840 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 435 الْوُضُوءُ " (1) 8841 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالًا، وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ " (2)   (1) إسناده قوي، خلف بن خليفة -وإن كان من رجال مسلم- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُوذي، وأبو مالك الأشجعي: هو سعد بن طارق، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه أبو عوانة 1/244 من طريق حسين بن محمد، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (250) ، والنسائي في "المجتبى" 1/93، والبيهقي 1/56-57، والبغوي (219) من طريق قتيبة بن سعيد، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/181 من طريق يحيى بن زحمويه، كلاهما عن خلف بن خليفة، به. وأخرجه أبو عوانة 1/244، وأبو يعلى (6202) ، وابن خزيمة (7) من طريق عبد الله بن إدريس، وأبو يعلى (6202) ، وعنه ابن حبان (1045) من طريق علي بن مسهر، كلاهما عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، به. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 1/55 من طريق أبي زرعة، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7166) و (8413) . فروخ: معناه: السعيد طالعه، وهو فارسي ممنوع من الصرف للعُجمة والعلمية. (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود -وهو الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة. وأخرجه مسلم (1630) (11) ، والنسائي 6/251-252، وابن خزيمة= الحديث: 8841 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 436 8842 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟ "، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، قَالَ: " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْضَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ " (1) 8843 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ،   = (2498) ، والبيهقي 6/278، والبغوي (1691) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن ماجه (2716) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (3080) . وعن سعد بن عبادة، سيأتي 5/284-285. وعن عائشة، سيأتي 6/51. (1) إسناده صحيح كسابقه. أخرجه مسلم (2581) ، والبيهقي 6/93، والبغوي (4164) من طريقين عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (8029) . الحديث: 8842 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 437 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَاللِّسَانُ يَزْنِي، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، يُحَقِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ أَوْ يُكَذِّبُهُ " (1) 8844 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " (2)   (1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو يعلى (6501) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2714) ، والبغوي (76) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطحاوي (2715) من طريق روح بن القاسم، وابن حبان (4419) من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (9331) ، وانظر ما سلف برقم (7719) . (2) إسناده صحيح. وأخرجه الدارمي (559) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (38) ، ومسلم (1631) (14) ، وأبو داود في "السنن" برواية أبي الحسن ابن العبد كما في "تحفة الأشراف" 10/221، والترمذي (1376) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (430) ، والنسائي 6/251، وأبو يعلى (6457) ، وابن خزيمة (2494) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (246) ، وابن حبان (3016) ، والطبراني في "الدعاء" (1251) ، والبيهقي في "السنن" 6/278، وفي "الشعب" (3447) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 1/190، والبغوي (139) من طرق عن إسماعيل بن جعفر،= الحديث: 8844 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 438 8845 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ "، قِيلَ: مَا هِيَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتْبَعْهُ " (1)   = بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أبو داود (2880) ، والدولابي في "الكنى" 1/190، والطحاوي في "مشكل الآثار" (247) ، والطبراني في "الدعاء" (1250) و (1252) و (1253) و (1254) و (1255) ، والبيهقي 6/278، وابن عبد البر 1/15 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وأخرجه الطبراني (1256) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وإسناده إلى سعيد ضعيف. وأخرجه ابن ماجه (242) ، وابن خزيمة (2490) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (3448) من طريق مرزوق بن أبي الهذيل، عن الزهري، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، مرفوعاً، ولفظه: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علما علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته". وإسناده ضعيف، مرزوق بن أبي الهذيل لين الحديث. وفي الباب عن أبي قتادة عند ابن ماجه (241) ، وابن حبان (93) . (1) إسناده صحيح وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (925) ، ومسلم (2162) (5) ، وأبو يعلى (6504) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 215، والبيهقي= الحديث: 8845 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 439 8846 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالرِّيَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ (1) الْخَيْلِ وَالْوَبَرِ " (2)   = في "السنن" 5/347 و10/108، وفي "الشعب" (9167) ، وفي "الآداب" (221) ، والبغوي (1405) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (991) ، وأبو عوانة، وابن حبان (242) ، من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (9341) ، وانظر ما سلف برقم (8271) . (1) لفظة: "أهل" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقِي. وأخرجه مسلم (52) (86) ، وأبو يعلى (6510) ، وابن منده في "الِإيمان" (428) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو عوانة 1/59 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، به. وأخرجه الطيالسي (2503) عن موسى بن مطير، عن أبيه، والبخاري (4389) من طريق أبي الغيث، وابن منده (429) من طريق أبي الغيث، و (430) من طريق أبي يونس المصري، ثلاثتهم عن أبي هريرة. رواية موسى بن مطير وأبي الغيث مختصرة. وسيأتي الحديث مقطعاً من طريق العلاء عن أبيه برقم (9286) و (9895) و (10283) . وانظر ما سلف برقم (7432) و (7505) . وسيأتي الحديث تاماً برقم (8942) و (9499) من طريقين آخرين عن أبي هريرة. الحديث: 8846 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 440 8847 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى تُقَادَ الشَّاةُ الْجَلْحَاءُ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ " (1) 8848 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا " (2) 8849 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ، أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ " (3)   (1) إسناده صحيح. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (183) ، ومسلم (2582) ، وأبو يعلى (6513) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وانظر (7204) . (2) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (118) (186) ، والفريابي في "صفة المنافق" (102) ، وأبو يعلى (6515) ، وابن منده في "الِإيمان" (451) ، والبغوي في "شرح السنة" (4223) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (8030) . (3) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2947) (128) ، وأبو يعلى (6516) ، وابن منده في "الِإيمان"= الحديث: 8847 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 441 8850 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ (1) أَجْمَعُونَ، يَوْمَئِذٍ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] " (2) 8851 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَرَسُ مَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ " (3)   (1009) ، والبغوي (4249) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وانظر (8446) . (1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: حينثذ، والمثبت من (ظ3) و (عس) . (2) إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرَقَة. وأخرجه مسلم (157) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري 8/98 من طريق محمد بن جعفر، وابن حبان (6838) من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن العلاء، به. وانظر ما سلف برقم (7161) . (3) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (2114) ، والنسائي في "الكبرى" (8812) ، وأبو يعلى (6519) ، والبيهقي في "السنن" 5/253، وفي "الآداب" (926) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (8783) . الحديث: 8850 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 442 8852 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: سَعِّرْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنَّمَا يَرْفَعُ اللهُ وَيَخْفِضُ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلَمَةٌ "، وقَالَ آخَرُ: سَعِّرْ، قَالَ: " ادْعُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 8853 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ "، قَالُوا: وَمَا اللَّاعِنَانِ (2) ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ " (3)   (1) إسناده صحيح. وأخرجه أبو يعلى (6521) عن يحيى بن أيوب، والبغوي (2126) من طريق علي بن حجر، كلاهما عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (429) من طريق أبي أويس عبد الله بن عبد الله، عن العلاء، به. وانظر (8448) . (2) في (م) في الموضع الأول: اللعانَيْن، وفي الثاني: اللعانان. (3) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (269) ، وأبو داود (25) ، وأبو يعلى (6483) ، وابن خزيمة (67) ، وابن حبان (1415) ، والحاكم 1/185-186، والبيهقي 1/97، والبغوي (191) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن الجارود (33) ، وأبو عوانة 1/194، والحاكم 1/185-186 من طريق سليمان بن بلال، وأبو عوانة 1/194 من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2715) . وانظر تتمة شواهده هناك.= الحديث: 8852 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 443 8854 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دُاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى (1) عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا " (2) 8855 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " (3)   = قوله: "اللاعنين"، قال السندي: أي: الفعلين الجالبين لِلعن إلى الفاعل، الداعيين للناس إليه، وقيل: يجوز أن يكون الفاعل بمعنى المفعول، والمعنى: الملعون فاعلهما. يتخلى: أي: يتغوط. (1) في (ظ3) : يصلي. (2) إسناده صحيح. وأخرجه الدارمي (2772) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (645) ، ومسلم (408) ، وأبو داود (1530) ، والترمذي (485) ، والنسائي 3/50، وأبو يعلى (6495) ، وابن حبان (906) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (8) و (9) ، وأبو عوانة 2/234 من طرق عن العلاءبن عبد الرحمن، به. وسيأتي برقم (8882) و (10287) ، وانظر ما سلف برقم (7561) . وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي 3/102. وعن أبي طلحة الأنصاري، سيأتي 4/29-30. (3) إسناده صحيح. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن= الحديث: 8854 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 444 8856 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ " (1)   = جعفر بن أبي كثير، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرَقة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (121) ، ومسلم (46) (73) ، وأبو يعلى (6482) ، وابن منده في "الِإيمان" (304) و (305) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (875) ، والبيهقي في "الشعب" (9535) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو عوانة 1/30 من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن منده (306) من طريق عبد العزيز أيضاً، كلاهما عن العلاء، به. وانظر ما سلف (7878) . (1) إسناده جيد، عمرو بن أبي عمرو -وهو المدني مولى المطلب- وإن روى له الشيخان، فيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الِإسناد ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن داود الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن جعفر، وأبو سعيد المقبري: اسمه كيسان. وأخرجه أبو يعلى (6551) ، وابن خزيمة (1997) ، والحاكم 1/431، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1426) ، والبغوي (747) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه الدارمي (2720) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، وابن حبان (3481) ، والبيهقي في "السنن" 4/270 من طريق عبد العزيز بن محمد، وفي "الشعب" (3642) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن الِإسكندراني، ثلاثتهم عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.= الحديث: 8856 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 445 8857 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى بُعِثْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ مِنْهُ " (1) 8858 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي عَمْرٌو، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَلَّا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ خَالِصَةً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ " (2)   = وسيأتي برقم (9685) من طريق أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، به. وفي الباب عن ابن عمر عند الطبراني (13413) ، والقضاعي (1424) . (1) إسناده جيد كسابقه. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/25، وأبو يعلى (6553) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/175، والبغوي (3614) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9392) . (2) إسناده جيد. وأخرجه البخاري (6570) ، والنسائي في "الكبرى" (5842) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/699، والآجري في "الشريعة" ص 340، وابن منده في "الِإيمان" (906) ، والبغوي (4336) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (825) ، وابن منده (905) من طريق= الحديث: 8857 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 446 8859 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَ شَيْخًا يَمْشِي بَيْنَ ابْنَيْهِ يَتَوَكَّأُ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا شَأْنُ هَذَا الشَّيْخِ؟ " قَالَ ابْنَاهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَانَ عَلَيْهِ نَذْرٌ، فَقَالَ لَهُ: " ارْكَبْ أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ غَنِيٌّ عَنْكَ وَعَنْ نَذْرِكَ " (1) 8860 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ (2) النَّذْرَ لَا يُقَرِّبُ مِنَ ابْنِ آدَمَ شَيْئًا لَمْ يَكُنِ اللهُ قَدَّرَهُ لَهُ، وَلَكِنَّ النَّذْرَ يُوَافِقُ الْقَدَرَ، فَيُخْرَجُ   = عبد العزيز بن محمد، والبخاري (99) ، وابن منده (904) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، به. وانظر ما سلف برقم (8070) . (1) إسناده جيد. وأخرجه مسلم (1643) ، وأبو يعلى (6354) ، وابن خزيمة (3043) ، والبيهقي 10/78 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. وأخرجه الدارمي (2336) ، ومسلم (1643) ، وابن ماجه (2135) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به. وفي الباب عن ابن عباس، سلف بالأرقام (2134) و (2828) و (3442) ، وذكرت في هذه المواضع أحاديث الباب. ونزيد عليها هنا حديث أنس بن مالك، سيأتي 3/114. (2) لفظة: "إن" ليست في (ظ3) و (عس) . الحديث: 8859 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 447 بِذَلِكَ مِنَ الْبَخِيلِ مَا لَمْ يَكُنِ الْبَخِيلُ يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَ " (1) 8861 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَعَا اللهُ جِبْرِيلَ فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، فَقَالَ: انْظُرْ إِلَيْهَا وَمَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا، فَحُجِبَتْ بِالْمَكَارِهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَلَّا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ إِلَى النَّارِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَمَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ يَسْمَعُ بِهَا، فَحُجِبَتْ بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: عُدْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَرَجَعَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا " (2)   (1) إسناده جيد. وأخرجه مسلم (1640) (7) ، وأبو يعلى (6355) ، والحاكم 4/304، والبيهقي 10/77، والبغوي (2441) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1640) (7) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (312) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (843) من طريق عبد العزيز بن محمد، ومسلم (1640) (7) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القارِي، كلاهما عن عمرو بن أبي عمرو، به. وانظر (7297) . (2) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له البخاري= الحديث: 8861 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 448 8862 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (1) الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، انْصَرَفَ مِنَ الصُّبْحِ يَوْمًا فَأَتَى النِّسَاءَ فِي الْمَسْجِدِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَوَاقِصِ عُقُولٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ بِقُلُوبِ ذَوِي الْأَلْبَابِ مِنْكُنَّ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنَّكُنَّ (2) أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَقَرَّبْنَ إِلَى اللهِ مَا اسْتَطَعْتُنَّ "، وَكَانَ فِي النِّسَاءِ امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَأَتَتْ (3) إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَأَخْبَرَتْهُ بِمَا سَمِعَتْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَتْ حُلِيًّا لَهَا،   = مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان -وهو ابن داود الهاشمي- فقد روى له أصحاب السنن وهو ثقة. وأخرجه الحاكم 1/26، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/9-10، والبغوي (4115) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الِإسناد. ورواية الحاكم مقتصرة على قصة الجنة فقط. وانظر (8398) . (1) هكذا في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وهو كذلك في "أطراف المسند" 8/14: أبو سعيد، وسقط لفظ "أبي" من (م) وبقية النسخ. (2) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (س) : رأيتكن، وعلى هامشها: أريتكن، وفي (ل) ونسخة على هامش (ظ3) : رأيت أنكن. (3) في نسخة على هامش (ظ3) : فانقلبت. الحديث: 8862 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 449 فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَيْنَ تَذْهَبِينَ بِهَذَا الْحُلِيِّ؟ فَقَالَتْ: أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لَعَلَّ اللهَ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ: وَيْلَكِ، هَلُمَّ (1) تَصَدَّقِي (2) بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى وَلَدِي، فَأَنَا لَهُ مَوْضِعٌ، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ، حَتَّى أَذْهَبَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَهَبَتْ تَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذِهِ زَيْنَبُ تَسْتَأْذِنُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: " أَيُّ الزَّيَانِبِ هِيَ؟ " فَقَالُوا: امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: " ائْذَنُوا لَهَا "، فَدَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي سَمِعْتُ مِنْكَ مَقَالَةً، فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَحَدَّثْتُهُ، وَأَخَذْتُ حُلِيًّا أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكَ، رَجَاءَ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي اللهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَقَالَ لِي ابْنُ مَسْعُودٍ: تَصَدَّقِي بِهِ عَلَيَّ وَعَلَى وَلَدِي فَإِنَّا لَهُ مَوْضِعٌ، فَقُلْتُ: حَتَّى أَسْتَأْذِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَصَدَّقِي بِهِ عَلَيْهِ، وَعَلَى بَنِيهِ فَإِنَّهُمْ لَهُ مَوْضِعٌ " ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَا سَمِعْتُ مِنْكَ حِينَ وَقَفْتَ عَلَيْنَا: " مَا رَأَيْتُ مِنْ نَوَاقِصِ عُقُولٍ قَطُّ وَلَا دِينٍ أَذْهَبَ بِقُلُوبِ ذَوِي الْأَلْبَابِ مِنْكُنَّ "، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعُقُولِنَا؟ فَقَالَ: " أَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ نُقْصَانِ دِينِكُنَّ فَالْحَيْضَةُ الَّتِي تُصِيبُكُنَّ،   (1) المثبت من (ظ3) و (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: هَلُمِّي، وقد سلف الكلام عليها عند الحديث رقم (8458) . (2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: فتصدقي. الجزء: 14 ¦ الصفحة: 450 تَمْكُثُ إِحْدَاكُنَّ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَمْكُثَ لَا تُصَلِّي وَلَا تَصُومُ، فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِكُنَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ نُقْصَانِ عُقُولِكُنَّ، فَشَهَادَتُكُنَّ إِنَّمَا شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ نِصْفُ شَهَادَةٍ " (1) 8863 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقْبِضُ اللهُ الْأَرْضَ يَوْمَ   (1) إسناده جيد من أجل عمرو بن أبي عمرو -وهو المدني مولى المطلب- فحديثه ينحط عن رتبة الصحيح، ووقع في حديثه هذا من قول زينب "أتقرب به إلى الله ورسوله"، ومرة "أتقرب به إلى الله وإليك"، وهذا لفظ منكر، فإنه لا يجوز التقرب إلى غير الله عز وجل بشيءٍ من القربات والطاعات. سليمان: هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير. وأخرجه مسلم (80) ، وأبو يعلى (6585) ، دابن خزيمة (2461) ، وابن منده في "الإِيمان" (675) ، وأبو نعيم في "الحلية" 2/69 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد - ولم يسق مسلم فيه قصة زينب. وأخرجه ابن منده (676) من طريق سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، به. وأخرجه بنحوه دون قصة زينب: الترمذي (2613) ، وابن خزيمة (1000) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2728) ، وابن منده (677) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة ذكرت فيما سلف من حديث عبد الله بن مسعود برقم (3569) . الحديث: 8863 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 451 الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ " (1) 8864 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْحَمِيمَ لَيُصَبُّ عَلَى   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- روى له مسلم في مقدمة "صحيحه" وأبو داود والترمذي، وهو صدوق، ومَنْ فوقَهُ ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (6519) ، والنسائي في "الكبرى" (7692) ، وأبو يعلى (5850) ، والآجري في "الشريعة" ص 320، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 323، والبغوي (4303) من طرق عن ابن المبارك، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (7382) ، ومسلم (2787) (23) ، وابن ماجه (192) ، والنسائي في "الكبرى" (7692) و (11455) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/166-167، والبيهقي في "الأسماء والصفات " ص 29 من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس، به. وأخرجه الطبري 24/27 من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، به. وأخرجه الدارمي (2799) ، والبخاري (4812) ، وابن أبي عاصم (548) و (549) ، وابن خزيمة (1/167-168 و168 و168-169) والطبراني في "الأوسط" (671) ، والآجري في "الشريعة" ص 320، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 215-216 و338 من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وعلقه البخاري (7382) و (7413) ، من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. ووصله ابن حجر في "التغليق" 5/336-337 و343. وفي الباب عن عبد الله بن عمر عند البخاري (7412) ، ومسلم (2788) ،= الحديث: 8864 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 452 رُءُوسِهِمْ، فَيَنْفُذُ الْجُمْجُمَةَ حَتَّى يَخْلُصَ إِلَى جَوْفِهِ، فَيَسْلُتَ مَا فِي جَوْفِهِ حَتَّى يَمْرُقَ مِنْ قَدَمَيْهِ " (1) 8865 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزْوٍ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةِ نِفَاقٍ " (2)   = وانظر ما سلف في مسنده برقم (5414) . (1) إسناده ضعيف لضعف أبي السمح -واسمه دراج بن سمعان القرشي- فقد ضعفه غير واحد من الأئمة. وهو في "الزهد" لابن المبارك بزوائد نعيم (313) . وأخرجه الطبري في "تفسيره" 17/133-134 من طريق إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، بهذا الِإسناد. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" ص 20، والترمذي (2582) ، والطبري 17/134، والحاكم 2/387، وأبو نعيم في "الحلية" 8/182، والبغوي في "شرح السنة" (4406) ، وفي "التفسير" 3/281 من طرق عن عبد الله بن المبارك، به. وزاد كل من خرّج هذا الحديث في آخره: "وهو الصهْرُ، ثم يعادُ كما كان". "الحميم": الماء الحارُ. "فيسلت": يقطع ويستأصل. قاله السندي. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق قد توبع، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. وهيب: هو ابن الورد المكي، وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/192، ومسلم (1910) (158) ، وأبو داود (2502) ، والنسائي 6/8، وأبو عوانة 5/84، والحاكم 2/79، وأبو نعيم في= الحديث: 8865 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 453 8866 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، سَمِعْتُ سَعِيدًا الْمَقْبُرِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِيمَانًا بِاللهِ وَتَصْدِيقًا بِمَوْعُودِهِ (1) ، كَانَ شِبَعُهُ وَرِيُّهُ   = "الحلية" 8/159-160، والبيهقي في "السنن" 9/48، وفي "الشعب" (4223) ، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/443 من طرق عن عبد الله بن المبارك، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو عوانة 5/84 من طريق أبي ربيعة، عن وهيب بن الورد، به. وأخرجه أبن أبي عاصم في "الجهاد" (43) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1036) ، والحاكم 2/79 من طريق عبد الله بن رجاء، والبغوي في "التفسير" 1/188 من طريق سعيد بن عثمان العبدي، كلاهما عن عمر بن محمد بن المنكدر، به. وأخرجه بنحوه الترمذي (1666) ، وابن ماجه (2763) ، وابن عدي 1/278، والحاكم 2/79 من طريق إسماعيل بن رافع، عن سمي، به. وأخرجه عبد بن حميد (1434) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (287) من طريق مكحول، والطبراني (796) و (809) من طريق عبد الملك بن مروان، كلاهما عن أبي هريرة، بلفظ: "من لم يغز أو يجهز غازياً، أو يخلف غازياً في سبيل الله في أهله بخير أصابه الله بقارعة". وإسناد الطريق ضعيف. لكن يشهد لهذا اللفظ حديث أبي أمامة عند أبي داود (2503) ، وابن ماجه (2762) ، وإسناده حسن. قوله: "ولم يحدث"، قال السندي: من التحديث، قيل: بأن يقول في نفسه: يا ليتني كنت غازياً، أو المراد: ولم ينو الجهاد، وعلامته إعداد الآلات، قال تعالى: (ولو أرَادوا الخُرُوجَ لأعَدُوا له عُدَّةً) [التوبة: 46] . (1) كذا في (عس) ، وفي (ظ3) : بموعده، وعلى هامش (س) لموعده، وفي (م) وبقية النسخ: لموعوده. الحديث: 8866 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 454 وَبَوْلُهُ وَرَوْثُهُ حَسَنَاتٍ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 8867 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] ، قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا؟ " قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق قد توبع، ومن فوقه ثقات رجال الشيخين غير طلحة بن أبي سعيد فمن رجال البخاري. وأخرجه البخاري (2853) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2648) ، وفي "التفسير" 2/259 عن علي بن حفص، وابن حبان (4673) ، والبيهقي في "الشعب" (4303) من طريق حبان بن موسى، وفي "السنن" 10/16 من طريق عبدان، ثلاثتهم عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 6/225، وأبو يعلى (6568) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/274، والحاكم 2/92، والبيهقي في "السنن" 10/16 من طريق ابن وهب، عن طلحة بن أبي سعيد، به. وأخرج ابن حبان (4675) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مثل المنفق على الخيل، كالمتكفف بالصدقة"، فقلنا لمعمر: ما المتكفف بالصدقة، قال: الذى يعطي بكفيه. وانظر ما سلف برقم (7563) . وفي الباب عن سهل ابن الحنظلية، سيأتي 4/179-180. وعن أسماء بنت يزيد، سيأتي 6/455. وعن أبي كبشة عند ابن حبان (4674) . وعن تميم الداري عند ابن ماجه (2791) . الحديث: 8867 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 455 بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا، أَنْ تَقُولَ: عَمِلْتَ عَلَيَّ (1) كَذَا وَكَذَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا "، قَالَ: " فَهُوَ أَخْبَارُهَا " (2) 8868 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عِيسَى الثَّقَفِيِّ، عَنْ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي أهْلهِ، مَثْرَاةٌ فِي   (1) لفظة: "على" ليست في (ظ3) . (2) إسناده ضعيف، يحيى بن أبي سليمان، قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي، يكتب حديثه -يعني للمتابعات-، وقال ابن خزيمة: لا أعرفه بعدالة ولا جرح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني-، فقد روى له مسلم في مقدمة "صحيحه"، وأبو داود والترمذي، وهو صدوق. وأخرجه الترمذي (2429) و (3353) ، والنسائي في "الكبرى" (11693) ، وابن حبان (7360) ، والحاكم 2/256، والبيهقي في "الشعب" (7298) ، والبغوي في "شرح السنة" (4308) ، وفي "التفسير" 4/15 من طرق عن ابن المبارك، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. وأخرجه الحاكم 2/532 من طريق عبد الله بن يزيد المقريء، عن سعيد بن أبي أيوب، به. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي قائلاً: يحيى هذا منكر الحديث، قاله البخاري. وفي الباب عن أنس بن مالك عند البيهقي في "الشعب" (7296) . وفي إسناده يحيى بن أبي سليمان، راوي حديث أبي هريرة. الحديث: 8868 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 456 مَالِه (1) ، مَنْسَأَةٌ فِي أَثَرِهِ " (2)   (1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: في الأهل، مثراة في المال. (2) إسناده حسن، عبد الملك بن عيسى الثقفي روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم -وهو ابن إسحاق الطالقاني- وهو صدوق. واسم مولى المنبعث: يزيد. وأخرجه الترمذي (1979) من طريق أحمد بن محمد، والحاكم 4/161 من طريق عبدان، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه. وأخرجه السمعاني 1/38 و39 من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الملك بن عيسى، عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه السمعاني 1/39 و39-40 من طريق الحكم بن عبد الله وأبي مطيع، كلاهما عن عبد الرحمن بن حرملة، عن عبد الملك بن عيسى، عن أبي هريرة، وقال: هكذا في هذه الرواية: عن عبد الملك، عن أبي هريرة رضي الله عنه، هكذا ذكره أبو نعيم الحافظ الأصبهاني في كتاب "العلم"، وكذا رواه أبو مطيع! وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8304) ، وابن عدي في "الكامل" 2/445، والحاكم 1/89، والسمعاني في "الأنساب" 1/40 من طريق أبي الأسباط بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -مختصراً: "تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم"، وسقط أبو سلمة من مسند السمعاني. وأبو الأسباط هذا ضعيف. وأخرج البخاري في "الصحيح" (5985) ، وفي "الأدب" (57) ، وأبو يعلى (6620) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 44، والبيهقي في "الشعب" (7945) من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "من سره أن ينسأ له في أثَره، وُيبْسَطَ له في رِزْقِه، فَلْيَصِلْ رَحِمه".= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 457 8869 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ " (1) 8870 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي   = وفي الباب عن العلاء بن خارجة (ويقال: جارية) عند الطبراني في "الكبير" 18/ (176) ، وإسناده حسن. ويشهد للشطر الأول حديث ابن عباس عند الطيالسي (2757) ، ومن طريقه الحاكم 1/89 و4/161، والسمعاني 1/40-41، وإسناده صحيح. وحديث ابن عمر عند السمعاني 1/41، وإسناده ضعيف. ويشهد للشطر الثاني منه حديث عليّ بن أبي طالب، وقد سلف في مسنده برقم (1213) ، وسنده قوي. وحديث أنس، سيأتي 3/156، وهو متفق عليه. وحديث ثوبان، سيأتي 5/279. قال السندي: "مثراة": من الثراء، وهي الكثرة. "منسأة": مفعلة من النساءِ، وهو التأخير، يقال: نَسأتُه بالهمز: أخرتُه، وفي الترمذي: يعني به الزيادة في العمر، أي: مَظِنَّة لذلك وموضع له، وذلك بأن يُبارَكَ فيه بالتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بالخيرات. وكذا بَسْط الرزق، عبارة عن البركة. وقيل: من توسيعه. وقيل: إنه بالنظر إلى ما يظهر للملائكة في اللوح المحفوظ، أي: عمره ستون، وإن وَصَلَ فمئة، وقد علم الله ما سيقع. وقيل: هو ذِكْرُه الجميل بعده، فكأنه لم يمت. وانظر التعليق على حديث علي بن أبي طالب برقم (1213) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ومن فوق إبراهيم ثقات من رجال= الحديث: 8869 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 458 عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا بِمَحْلُوفِ (1) رَسُولِ اللهِ، مَا مَرَّ بِالْمُؤْمِنِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ، وَلَا بِالْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ مِنْهُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَكْتُبُ أَجْرَهُ وَنَوَافِلَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ، وَيَكْتُبُ إِصْرَهُ وَشَقَاءَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ فِيهِ الْقُوَّةَ لِلْعِبَادَةِ مِنَ النَّفَقَةِ، وَيُعِدُّ الْمُنَافِقُ اتِّبَاعَ غَفْلَةِ النَّاسِ، وَاتِّبَاعَ عَوْرَاتِهِمْ، فَهُوَ غُنْمٌ لِلْمُؤْمِنِ يَغْتَنِمُهُ الْفَاجِرُ " (2) 8871 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُنَّ بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا فَنَقْتُلُهُنَّ، فَسُقِطَ فِي أَيْدِينَا، فَقُلْنَا: مَا نَصْنَعُ وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا بَأْسَ " (3)   = الشيخين. وانظر ما سلف برقم (8111) . (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: لمحلوف، باللام. (2) إسناده ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8368) . وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 3/260 من طريق نعيم بن حماد، والبيهقي 4/304 من طريق حِبان بن موسى، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الِإسناد. (3) إسناده ضعيف جداً، أبو المُهَزم -واسمه يزيد بن سفيان، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان- متروك الحديث. وانظر (8060) . الحديث: 8871 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 459 8872 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا عَلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " (1) 8873 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ (2) مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ (3) أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا امْرُؤٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- فمن رجال مسلم. سُمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو صالح: هو ذكوان المدني. وانظر (7226) . (2) قوله: "في يوم" سقط من (م) . (3) المثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (م) : امرؤ، وفي (س) و (ل) : آخر. الحديث: 8872 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 460 وَمَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ (1) خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " (2) 8874 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي وَهُوَ بِطَرِيقٍ إِذِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا فَشَرِبَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي بَلَغَنِي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ مَاءً، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ بِهِ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ " (3)   (1) في (ظ3) ونسخة على هامش (س) : حطت له. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وهو في الحقيقة حديثان سلفا من طريق مالك برقم (8008) و (8009) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "الموطأ" 2/929-930. ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (2363) و (2466) و (6009) ، وفي "الأدب المفرد" (378) ، ومسلم (2244) ، وأبو داود (2550) ، وابن حبان (544) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (113) ، والبيهقي 4/185-186 و8/14. وسيأتي في "المسند" من طريق مالك برقم (10699) ، ومن طريق عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (10752) . وانظر (10583) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (7075) . الحديث: 8874 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 461 8875 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا قَامَ يَعْنِي إِلَى الصَّلَاةِ، رَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا " (1) 8876 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، وَلَا الطَّاعُونُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المرُّوذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي العامري. وأخرجه الطيالسي (2562) ، ومن طريقه البيهقي 2/27، وأخرجه الدارمي (1237) عن عبيد الله بن عبد المجيد، كلاهما (الطيالسي وعبيد الله) عن ابن أبي ذئب، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (10491) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، عن ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو. وسيأتي أيضاً برقم (9608) و (10492) ضمن حديث من طرق عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سِمعان، عن أبي هريرة، فيكون لابن أبي ذئب فيه شيخان. قوله: "رفع يديه مداً" قال السندي: أي: رفعاً بليغاً، وهو مصدر من غير لفظ الفعل، كقعدت جلوساً، إلا أنه على الأول للنوع، وعلى الثاني للتأكيد. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق بن عيسى -وهو ابن الطباع- من رجاله، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. نعيم بن عبد الله: هو المدني المعروف بالمجْمِر. وانظر (7234) . الحديث: 8875 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 462 8877 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَاهُنَا؟ فَوَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ، وَلَا رُكُوعُكُمْ، إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي " (1) 8878 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمَقَابِرِ، فَقَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ (2) لَاحِقُونَ " (3) 8879 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وانظر (8024) . (2) تحرف في (م) إلى: لكم. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرقي. وهو في "موطأ" مالك 1/28-29، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (6719) ، ومسلم (249) ، وأبو داود (3237) ، والنسائي 1/93-95، وابن خزيمة (6) ، وأبو عوانة 1/138، وابن حبان (1046) و (3171) و (7240) ، وابن السني (588) ، والبيهقي 1/82-83، والبغوي (151) ، والحديث عندهم مطول ضمن قصة، إلا رواية عبد الرزاق وابن السني، ورواية ابن حبان الثانية فكرواية المصنف. وسلف عنده مطولًا برقم (7993) . الحديث: 8877 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 463 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَافَهُ ضَيْفٌ وَهُوَ كَافِرٌ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ، فَحُلِبَتْ فَشَرِبَ الْكَافِرُ (1) حِلَابَهَا، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَهُ، ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَهُ، حَتَّى شَرِبَ حِلَابَ سَبْعِ شِيَاهٍ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصْبَحَ فَأَسْلَمَ، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ فَشَرِبَ حِلَابَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِأُخْرَى فَلَمْ يَسْتَتِمَّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَشْرَبُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (2) 8880 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: مَا (3) نِمْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، لَدَغَتْنِي عَقْرَبٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ:   (1) لفظة: "الكافر" لم ترد في (ظ3) و (عس) و (ل) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2063) ، وأبو عوانة 5/427 من طريق إسحاق بن عيسى ابن الطباع، بهذا الإسناد. وهو في "الموطأ" 2/924، ومن طريقه أخرجه الترمذي (1819) ، والنسائي في "الكبرى" (6893) ، وأبو عوانة 5/427، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2019) ، وابن حبان (162) و (5235) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 6/116-117، والبغوي (2880) . وانظر ما سلف برقم (7497) . قوله: "حِلابها"، قال السندي: بكسر مهملة وخفة لام: اللبن الذى تحلبه. "المؤمن يشرب.. الخ" يبارك له في قليله بخلاف الكافر. (3) في (م) : لَمَّا. الحديث: 8880 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 464 أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّكَ " (1) 8881 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ الدِّيلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَيْثِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، إِذَا اتَّقَى اللهَ "، وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "موطأ" مالك 2/951، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (445) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (589) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (16) ، وابن حبان (1021) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 170، والبغوي (93) . وانظر (7898) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، مَنْ فوق إسحاق ابن الطباع ثقات من رجال الشيخين. أبو الغيث: هو سالم المدني مولى ابن مطيع. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (11030) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (2983) من طريق إسحاق بن عيسى ابن الطباع، به. وأخرجه ضمن حديثٍ ابنُ المبارك في "الزهد" (654) ، ومن طريقه عبد بن حميد (1467) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (137) ، وابن ماجه (3679) عن سعيد بن أبي أيوب، عن يحيى بن أبي سليمان المدني -وهو ضعيف-، عن زيد بن أبي عتاب، عن أبي هريرة.= الحديث: 8881 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 465 8882 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، يُصَلِّي اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا " (1) 8883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1237) ضمن حديث من طريق محمد بن قيس المدني، عن أبيه -وهو مجهول-، عن أبي هريرة. قلنا: ولمالك في هذا الحديث إسناد آخر، فقد أخرجه في "موطئه" 2/948 عن صفوان بن سُليم أنه بلغه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أنا وكافل اليتيم ... " فذكره. ووصله سفيان بن عيينة، فقد أخرجه الحميدي (838) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (133) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/245 و246 من طريقه عن صفوان بن سليم، عن امرأة يقال لها: أنيسة، عن أم سعيد بنت مُرة الفِهْري، عن أبيها، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأنيسة هذه قال الحافظ في "التقريب": لا تعرف. وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 4/333. وعن أبي أمامة، سيأتي 5/250. وعن عائشة عند أبي يعلى (4866) . قوله: "أو لغيره"، قال السندي: أي: سواء كان اليتيم قريباً للكافل أو لا. "كهاتين": كناية عن كمال قربه منه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه ترغيب شديد في كفالة الأيتام. "إذا اتقى الله": أشار إلى أنه لا يكفي في مثل هذا التقرب مجردُ الكفالة، بل لا بد من انضمام التقوى إليه. (1) إسناده صحيح، سليمان بن داود -وهو الهاشمي-، روى له أصحاب السنن، وهو ثقة، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (8854) . الحديث: 8882 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 466 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا كُلَّهَا " (1) 8884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ، وَعَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ " (3) 8885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي، رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه أبو عوانة 1/372 و2/80، والبيهقي 1/378 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الِإمام" (211) ، ومسلم (607) (162) ، والنسائي في "المجتبى" 1/274، وفي "الكبرى" (1742) ، وأبو عوانة 1/372 و2/80، وأبو يعلى (5967) ، وابن حبان (1485) ، والبيهقي 1/378 من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. وانظر (7284) . (2) قوله في الِإسناد: "عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن الأعرج" تحرف في (م) إلى: عن الزهري، عن أبي سلمة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7411) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حفص بن عاصم: هو ابن عمر بن= الحديث: 8884 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 467 8886 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتْ فِي الرَّابِعَةِ فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ، أَوْ ضَفِيرٍ مِنْ شَعَرٍ " (1) 8887 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى لِسَانِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْ الْمَدِينَةِ "، ثُمَّ جَاءَ بَنُو فُلَانٍ، فَقَالَ: " مَا أَرَاكُمْ إِلَّا قَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الْحَرَمِ "، ثُمَّ نَظَرَ، فَقَالَ: " بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ بَلْ أَنْتُمْ فِيهِ "، (2)   = الخطاب العمري. وأخرجه البيهقي 5/246 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/439، والبخاري (6588) ، ومسلم (1391) ، والبيهقي 5/246 من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. ورواية البيهقي الثانية: "ما بين قبري"، بدل: "بيتي". وانظر (7223) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 8/242 و244 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الِإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (13597) ، ومسلم (1703) (31) ، وأبو داود (4470) من طرق عن عبيد الله بن عمر، به. وانظر (7395) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7844) . الحديث: 8886 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 468 قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ: ثُمَّ جَاءَ بَنُو جَارِيَةَ، وَإِنَّمَا هُمْ (1) بَنُو حَارِثَةَ 8888 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ: وَكَانَ نَازِلًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: " فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي صَلَاةً لَيْسَتْ بِالْخَفِيفَةِ وَلَا بِالطَّوِيلَةِ "، قَالَ إِسْمَاعِيلُ: نَحْوًا مِنْ صَلَاةِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: أَهَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي؟ قَالَ: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: قُلْتُ: خَيْرًا، أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ، قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، وَأَوْجَزَ (2) (3) 8889 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا، وَإِذَا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَقُولُوا: آمِينَ، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " (4)   (1) في (عس) وهامش (ظ3) : هو، وضبب عليها في (عس) . (2) في (م) : قال فقلت: نعم أو أوجز. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وقد سلف الحديث برقم (8429) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف محمد بن مُيسر الصاغاني، لكنه متابع.= الحديث: 8888 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 469 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه الدارقطني 1/330، وابن عدي في "الكامل" 6/2232، ومن طريقه البيهقي في "القراءة خلف الإمام" (312) من طريق محمد بن ميسر الصاغاني، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/377 و2/326 و14/175، والبخاري في "القراءة خلف الِإمام" تعليقاً (265) ، وأبو داود (604) ، وابن ماجه (846) ، والنسائي 2/141-142، والدارقطني 1/327، والبيهقي في "القراءة خلف الِإمام" (311) من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - وبعضهم يرويه مختصراً. وقال أبو داود: وهذه الزيادة: "وإذا قرأ فأنصتوا" ليست بمحفوظة، الوهم من أبي خالد. كذا قال أبوداود، مع أن أبا خالد قد توبع على هذه الزيادة، لكن قال النسائي: لا نعلم أحداً تابع ابنَ عجلان على قوله: "وإذا قرأ فأنصِتوا". وسيأتي الحديث من طريق أبي خالد الأحمر في "المسند" مختصراً برقم (9438) . وأخرجه النسائي 2/142، والدارقطني 1/328، والخطيب في "تاريخه" 5/320 من طريق محمد بن سعد الأشهلي الأنصاري، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، به. ومحمد بن سعد الأشهلي وثقه ابن معين والنسائي ومحمد بن عبد الله المخرمي، وقال أبو حاتم: ليس بمشهور، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وأخرجه الدارقطني 1/329، والبيهقي في "سننه" 2/156 من طريق إسماعيل بن أبان الغنوي، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم ومصعب بن شرحبيل، عن أبي صالح، به. وقال الدارقطني: إسماعيل بن أبان ضعيف. وأسند البيهقي عن ابن معين أنه قال: حديث ابن عجلان: "إذا قرأ فأنصتوا" قال: ليس بشيء. وأسند عن ابن أبي حاتم -وهو في "علله" 2/164- قوله عن أبيه: ليست هذه الكلمة محفوظة، هي من تخاليط ابن عجلان، قال: وقد رواه خارجة بن مصعب أيضاً -يعني عن زيد بن أسلم-، وخارجة أيضاً ليس بالقوي،= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 470 8890 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ   = ثم قال البيهقي بإثر ذلك: ورواه يحيى بن العلاء الرازي كما روياه، ويحيى بن العلاء متروك. قلنا: وصحح حديث أبي هريرة هذا الِإمام مسلم في "صحيحه" ص 304 دون أن يخرجه، وصححه أيضاً الطبري في "تفسيره" 9/166، وابن حجر في "الفتح" 2/242. وانظر "تهذيب السنن" للحافظ المنذري 1/313. وأخرجه البخاري تعليقاً في "القراءة خلف الِإمام" (266) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن مصعب بن محمد والقعقاع بن حكيم وزيد بن أسلم، ثلاثتهم عن أبي صالح، به - دون قوله: "وإذا قرأ فأنصتوا". وكاتب الليث سيىء الحفظ. وأخرجه أيضاً (267) من طريق بكر بن مضر، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وأخرج الدارقطني 1/331 من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا قال الِإمام: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فأنصتوا". ومحمد بن يونس ضعيف. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة من غير هذه الزيادة، انظر (7144) ، وانظر بحثنا في القراءة خلف الِإمام عند الحديث السالف برقم (7270) . وقوله: "وإذا قال: (ولا الضالين) فقولوا: آمين" سلف من طريق ابن المسيب وأبي سلمة بسند صحيح برقم (7187) . وفي باب الِإنصات عند قراءة الإِمام حديث أبي موسى الأشعري عند مسلم (404) (63) ، وسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى في مسند أبي موسى الأشعري 4/415. الحديث: 8890 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 471 فِتْيَانِي فَيَجْمَعُوا حَطَبًا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفُ إِلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَايْمُ اللهِ، لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّ لَهُ بِشُهُودِهَا عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ، لَشَهِدَهَا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهَا لَأَتَوْهَا وَلَوْ حَبْوًا " (1) 8891 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " (2) 8892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي، وَمَئُونَةِ عَامِلِي - يَعْنِي عَامِلَ أَرْضِهِ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سعد محمد بن ميسر. وأخرجه الدارمي (1274) عن أبي عاصم النبيل، وابن خزيمة (1482) من طريق صفوان بن عيسى وأبي عاصم النبيل، كلاهما عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7328) . العَرْق: العَظْم إذا أخِذَ عنه معظَم اللحم. والمِرْماة، سلف تفسيرها عند الحديث (7328) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي سعد. وانظر ما سلف برقم (7285) . الحديث: 8891 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 472 فَهُوَ صَدَقَةٌ " (1) 8893 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ " (2) 8894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغْرِّ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي قَالَ اللهُ -: " الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَدْخَلْتُهُ جَهَنَّمَ " (4) 8895 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وابن ذكوان: هو عبد الله أبو الزناد. وانظر (7303) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل من رجاله، وباقي رجال الِإسناد من رجال الشيخين. وانظر (7143) . (3) تحرف في (ظ3) و (م) والنسخ المتأخرة إلى: الأعرج، والمثبت من (عس) و (ل) وهامش (ظ3) و"أطراف المسند" 7/135، و"جامع المسانيد" 6/ورقة 92. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله رجال الصحيح غير عطاء بن السائب، فقد روى له البخاري حديثاً واحداً متابعة، وروى له أصحاب السنن، وهو صدوق لكنه اختلط، ورواية سفيان الثوري عنه قبل الاختلاط. الأغر: هو أبو مسلم المديني، وسلف الحديث من طريق عطاء، عن الأغر برقم (7382) . الحديث: 8893 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 473 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ، قَالَ: " لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ (1) حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ " (2)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: ولا يسرق السارق. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ذكوان: هو أبو صالح السمان. وأخرجه ابن منده في "الِإيمان" (518) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وهو في "مصنف" عبد الرزاق (13686) ، ومن طريقه أخرجه مسلم (57) (105) . وأخرجه أبو داود (4689) ، والترمذي (2625) ، والنسائي 8/65، وابن حبان (4454) ، والطبراني في "الأوسط" (5643) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/142 و14/293 من طرق عن الأعمش، به. وبعضهم يرويه مختصراً، وزاد الخطيب في روايته الأولى: "ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، وهو مؤمن"، وقد سلفت هذه الزيادة في حديث همام عن أبي هريرة برقم (8202) . وأخرجه عبد الرزاق (13688) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" 10/456، عن ابن جريج، والنسائي 8/65، والآجري في "الشريعة" ص 113 من طريق محمد بن عجلان، كلاهما عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، به. ووقع في مطبوع "المصنف" أنه موقوف، ونحسب أنه خطأ، فإنه عند الخطيب من طريقه مرفوع، ووقع في رواية النسائي زيادة النهبة المذكورة. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 9/248-249 من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، به. وزاد فيه: "يُنزع منه الإيمان، ولا يعود حتى يتوب، فإذا تاب عاد إليه". وأخرجه النسائي 8/65 من طريق يزيد بن أبي زياد، عن أبي صالح، به، موقوفا. وزاد فيه: "فإذا فعل ذلك خلع رِبقةَ الإسلام من عنقه، فإن تاب تاب الله= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 474 8896 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَطْلُ ظُلْمُ الْغَنِيِّ، وَمَنْ أُتْبِعَ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ " (1) 8897 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ يَتَقَاضَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْتَمِسُوا لَهُ مِثْلَ سِنِّ بَعِيرِهِ "، قَالَ: فَالْتَمَسُوا لَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا (2) إِلَّا فَوْقَ سِنِّ بَعِيرِهِ، قَالَ: فَأَعْطُوهُ فَوْقَ بَعِيرِهِ، فَقَالَ   = عليه". ويزيد ضعيف. وسيأتي الحديث من طريق شعبة عن الأعمش برقم (10216) ، وانظر ما سلف برقم (7318) . قوله: "والتوبة معروضة بعد"، قال السندي: أي أنها لا يمنع قبولها، بل لو فعل شيئا منها ثم تاب، تاب الله عليه. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن ذكوان: هو عبد الله أبو الزناد. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (15356) . وأخرجه البخاري (2288) عن محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (9973) عن وكيع، و (9978) عن عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، وسلف برقم (7336) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد. (2) في (ظ3) و (عس) : فلم يجدوا له. الحديث: 8896 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 475 الْأَعْرَابِيُّ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَاكَ اللهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ خَيْرَكُمْ خَيْرُكُمْ قَضَاءً " (1) 8898 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1601) (122) من طريق عبد الله بن نمير، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/280-281 من طريق الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة، عن أبي سلمة، بنحوه، وقال: غريب من حديث عبدة والأوزاعي، لم نكتبه إلا من حديث الفضل -يعني ابن دكين-. وأخرجه عبد الرزاق (15358) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، مرسلا. وسيأتي من طريق سفيان الثوري برقم (9106) و (9572) و (10609) ، ومن طريق شعبة برقم (9390) و (9880) ، ومن طريق علي بن صالح برقم (10170) ، ثلاثتهم عن سلمة بن كهيل. وفي الباب عن أبي رافع مولى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (1600) ، وسيأتي في مسند 65/390. وعن العرباض بن سارية، سيأتي 4/127. وعن عائشة، سيأتي في مسندها 6/268-269. قوله: "جاء أعرابي يتقاضى"، قال السندي: أي: كان بعير الأعرابي دَيْناً على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء بطلب قضاء ديْنِه. "إن خيركم"، أي: إن من خيركم. الحديث: 8898 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 476 السَّحُورِ بَرَكَةً " (1)   (1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن-، وباقي رجاله ثقاث رجال الشيخين. وعطاء: هو ابن أبي رباح. وهو في "مصنف عبد الرزاق" (7601) . وأخرجه النسائي 4/141-142 من طريق يحيى بن آدم، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد. وأخرجه النسائي 4/141 من طريق يحيى القطان، وأبو نعيم في "الحلية" 3/322 من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن محمد بن أبي ليلي، به. قلنا: قد تابع محمدَ ابن أبي ليلى عبد الملك بن أبي سليمان عند النسائي 4/141، والطبراني في "الأوسط" (4987) ، فقد أخرجاه من طريق أبي الربيع الزهراني، عن منصور بن أبي الأسود، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، به. وهذا إسناد قوي. وأخرجه النسائي أيضاً 4/141 عن أحمد بن سليمان، عن يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن أبي هريرة، موقوفاً. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9401) من طريق أبي إسماعيل المؤدب، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه عطاء، به، مرفوعاً. وإسناده ضعيف لضعف يعقوب بن عطاء. وأخرجه النسائي 4/142 عن زكريا بن يحيى، عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن فضيل، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وحسن إسناده، وقال: هو منكر، وأخاف أن يكون الغلط من محمد بن فضيل! قلنا: لا وجه لنكارته. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (345) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/194، والخطيب في "تاريخه" 5/233 من طريق أسيد بن= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 477 8899 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي نَعْلَيْهِ " (1) 8900 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ (2) ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، فَإِنَّ   = عاصم، عن عمرو بن حكام، عن شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وهذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن حكام. وسيأتي من طريق ابن أبي ليلى برقم (10185) ، وانظر (7807) . وفي الباب عن أنس عند البخاري (1923) ، ومسلم (1095) ، وسيرد 3/99. وعن أبي سعيد الخدري، سيرد 3/32. وعن ابن مسعود عند النسائي 4/140، وابن خزيمة (1936) . قوله: "فإن في السحور بركة"، قال السندي: بفتح السين، ما يتسحر به من الطعام والشراب، وبالضمّ أكله، والوجهان جائزان هاهنا، وتوصيف الطعام بالبركة باعتبار ما في أكله من الأجر والثواب والتقوية على الصوم، وما يتضمنه من الذكر والدعاء في ذلك الوقت. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، الرجل المبهم: هو زياد الحارثي أبو الأوبر، جاء مسمّىً في الرواية السالفة برقم (7384) ، وسبق الكلام عليه هناك. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/512 من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن سفيان الثوري، بهذا الِإسناد. (2) قرن الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 7/202 مع أسود: يحيى بن آدم، ورواية يحيى هذه ليست في شيء من أصولنا الخطية! الحديث: 8899 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 478 حَرَّهَا مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (1) 8901 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غَاضِرَةَ، قَالَ: قِيلَ (2) لِمَرْوَانَ: هَذَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى الْبَابِ، قَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، قَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَوْشَكَ الرَّجُلُ أَنْ يَتَمَنَّى أَنَّهُ خَرَّ مِنَ الثُّرَيَّا، وَأَنَّهُ لَمْ يَتَوَلَّ - أَوْ يَلِ، شَكَّ أَبُو بَكْرٍ - مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا " قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " إِنَّ هَلَاكَ الْعَرَبِ بِيَدَيْ فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ " قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ: بِئْسَ وَاللهِ الْفِتْيَةُ هَؤُلَاءِ (3)   (1) حديث صحيح، وهذا سند حسن، عاصم -وهو ابن بهدلة- حديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو بكر: هو ابن عياش الكوفي المقرىء، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وسيأتي برقم (9192) عن يحيى بن إسحاق السيلحيني، عن أبي بكر بن عياش، به. وسيأتي أيضاً في مسند أبي سعيد الخدري 3/53 عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وسنده صحيح. وانظر ما سلف برقم (7130) . (2) لفظة: "قيل" أثبتناها من (ظ3) و"جامع المسانيد" 7/ورقة 266. (3) حديث حسن، والرجل المبهم من بني غاضرة: هو يزيد بن شريك العامري، جاء مسمىً هكذا في الرواية الآتية برقم (10927) ، ومسمىً غير منسوب= الحديث: 8901 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 479 8902 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي " (1) 8903 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَرَآهُمْ   = في الرواية الآتية برقم (10737) . وبنو غاضرة هم من بني عامر، ويزيد هذا لم نقف له على ترجمة، وفي طبقته يزيد بن شريك بن طارق التيمي الكوفي من تيم الرباب، وهو ثقة من رجال الشيخين. ويشهد للشطر الأول من الحديث حديث أبي حازم عن أبي هريرة السالف برقم (8627) ، ولفظه: "ويل للأمراء، ويل للعرفاء، ويل للأمناء، ليتمنين أقوامٌ يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا، يتذبذبون بين السماء والأرض، ولم يكونوا عملوا على شيء". ويشهد للشطر الثاني منه حديث مالك بن ظالم، عن أبي هريرة السالف برقم (7871) ، وحديث أبي زرعة عن أبي هريرة السالف برقم (8005) . قوله: "أوشك الرجل"، قال السندي: إما لقرب القيامة والحساب أو لقرب الموت، وبه ينكشف الأمر. (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير عاصم -وهو ابن بهدلة-، وروايته في "الصحيحين" مقرونة، وهو صدوق حسن الحديث. وانظر (7437) . الحديث: 8902 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 480 عِزِينَ مُتَفَرِّقِينَ، قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا مَا رَأَيْنَاهُ غَضِبَ غَضَبًا أَشَدَّ مِنْهُ، قَالَ: " وَاللهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ أَتَتَبَّعَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي دُورِهِمْ، فَأُحَرِّقَهَا عَلَيْهِمْ " وَرُبَّمَا قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ (1) 8904 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا مِنْ أَمْرِ حَقٍّ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/169، وفي "شرح مشكل الآثار" (5875) من طريق مالك بن إسماعيل النهدي، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق عاصم بن بهدلة برقم (9383) و (10803) و (10935) ، ومن طريق الأعمش برقم (9486) و (10217) و (10877) ، كلاهما عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7328) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/122 و12/374، ومسلم (21) (35) ، وأبو داود (2640) ، وابن ماجه (3927) ، والترمذي (2606) ، والنسائي 7/79، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/213، وابن منده (26) و (28) ، والبيهقي 3/92 و8/19 و196 و9/182 من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (8163) . الحديث: 8904 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 481 8905 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اثْنَانِ هُمَا كُفْرٌ: النِّيَاحَةُ، وَالطَّعْنُ فِي النَّسَبِ " (1) 8906 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَبْشًا (2) أَمْلَحَ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر -وهو ابنُ عياش- فمن رجال البخاري. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/305-306 من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن منده في "الِإيمان" (662) من طريق جرير بن عبد الحميد، وبرقم (663) ، والبيهقي 4/63 من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه ابن منده (661) من طريق عبد الله بن يحيى بن ميسرة، عن خلاد بن يحيى، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به -ولفظه: "ثلاث لا يدعهن الناس: النياحة، والطعن في الأنساب، والعدوى: جرب بعير في إبل مئة، فجربت، فمن أعدى الأول؟ "وعبد الله بن يحيى مجهول. وسيأتي الحديث برقم (9690) و (10434) من طريق الأعمش، وانظر ما سلف برقم (7560) . قوله: "كفر"، قال السندي: أي: من عادات الكَفَرة. (2) في (ظ3) و (عس) : كبش، وضبب عليها في (عس) . الحديث: 8905 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 482 فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ مُشْفِقِينَ، قَالَ: يَقُولُونَ: نَعَمْ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادَى أَهْلُ النَّارِ، تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، قَالَ: فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يُقَالُ: خُلُودٌ فِي الْجَنَّةِ وَخُلُودٌ فِي النَّارِ "، (1) 8907 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ زَادَ فِيهِ: " فَيُؤْتَى بِهِ عَلَى الصِّرَاطِ فَيُذْبَحُ " (2) 8908 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وسيأتي مكرراً برقم (10656) ، وانظر (7546) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، عاصم -وهو ابن بهدلة- حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 16/88 عن عبيد بن أسباط بن محمد، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وسيأتي من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9449) ، ومكرراً برقم (10657) . الحديث: 8907 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 483 لِغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سالم بن أبي الجعد كثير الإِرسال عن الصحابة، ولم يصرح بسماعه من أبي هريرة، لكنه قد توبع على هذا الحديث. أبو حَصِين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأسدي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/207، وابن ماجه (1839) ، والنسائي 5/99، وابن الجارود (364) ، وأبو يعلى (6401) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/14، وابن حبان (3290) ، والدارقطني 2/118، وأبو نعيم في "الحلية" 8/308، والبيهقي 7/14 من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإِسناد. وقرن الدارقطني بأبي بكرٍ قيسَ بنَ الربيع. وسيأتي من طريق أبي بكر بن عياش برقم (9061) . وأخرجه الدارقطني 2/118 من طريق منصور بن المعتمر، عن سالم بن أبي الجعد، به. وأخرجه الطحاوي 2/14 من طريق معلى بن منصور الرازي، وأبو نعيم 8/308 من طريق معلى وفرات بن محبوب، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد صحيح إن كان أبو بكر بن عياش حفظه، ويكون له في هذا الحديث عن أبي هريرة طريقان. وأخرجه أبو يعلى (6199) ، وابن خزيمة (2387) ، والحاكم 1/407، والبيهقي 7/13-14 من طريق سفيان بن عيينة، عن منصور بن المعتمر، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، رفعه سفيان في رواية ابن خزيمة والحاكم، وشك فيه عند أبي يعلى والبيهقي، وذكر البيهقي أن الحميدي رواه عن سفيان فرفعه، وإسناد طريق سفيان هذا صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7855) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (885) من طريق وهب بن بقية، عن خالد الطحان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وإسناده صحيح.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 484 8909 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، وَالْإِمَامُ ضَامِنٌ، اللهُمَّ، أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (1) 8910 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبَّاسٍ (2) ، مَوْلَى عَقِيلَةَ بِنْتِ طَلْقٍ الْغِفَارِيَّةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُحَلِّقَ حَبِيبَهُ حَلْقَةً مِنْ نَارٍ، فَلْيَجْعَلْ لَهُ حَلْقَةً مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُطَوِّقَ حَبِيبَهُ طَوْقًا مِنْ نَارٍ، فَلْيُطَوِّقْهُ طَوْقًا مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسَوِّرَ حَبِيبَهُ سِوَارًا مِنْ نَارٍ، فَلْيُسَوِّرْهُ سِوَارًا مِنْ ذَهَبٍ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ   = وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر ما سلف في مسند عبد الله بن عمرو برقم (6530) ، وانظر شرح الحديث هناك. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير موسى بن داود -وهو الضبي الطرسوسي- فمن رجال مسلم. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/207، وابن خزيمة (1530) ، والطبراني في "الصغير" (750) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/341 من طريق موسى بن داود، بهذا الِإسناد. وسيتكرر برقم (10666) ، وانظر (7169) . (2) في (ظ3) و (ل) : ابن عياش، بالتحتانية والمعجمة، وفي (عس) و (س) وهامش (ظ3) : عباس، بالموحدة والمهملة. وكلاهما قد ذكر في ترجمته، واختلف في اسم مولاته أيضاً، فقيل: عقيلة، كما هو هنا، وقيل: عَبْلة، كما في الحديث السالف برقم (8416) . الحديث: 8909 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 485 بِالْفِضَّةِ فَالْعَبُوا بِهَا " (1) 8911 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأُدْخِلَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ فِيهِ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ لَا مَوْتَ فِيهِ " (2) 8912 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ الْجُلَاحِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَاسًا أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: إِنَّا نَبْعُدُ فِي الْبَحْرِ، وَلَا نَحْمِلُ مَعَنَا (3) مِنَ الْمَاءِ إِلَّا الْإِدَاوَةَ وَالْإِدَاوَتَيْنِ، لِأَنَّا لَا نَجِدُ الصَّيْدَ حَتَّى نَبْعُدَ، أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ؟ قَالَ: " نَعَمْ، فَإِنَّهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ، الطَّهُورُ مَاؤُهُ " (4)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- فقد روى له البخاري مقروناً ومعلقاً، وغير أسيد بن أبي أسيد -وهو البراد-، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8416) . وأخرجه أبو داود (4236) ، ومن طريقه البيهقي 4/140 عن عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد. (2) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد روى له مسلم متابعة، وهو قوي. ليث: هو ابن سعد. وانظر (8535) . (3) لفظة: "معنا" زيدت من (ظ3) . (4) حديث صحيح، وإسناده مختلف فيه كما سيأتي لاحقاً في التخريج، وكما= الحديث: 8911 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 486 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = سلف بيانه عند الحديث رقم (7233) . وسقط من إسناد المصنف هنا بين الليث والجلاحِ يزيدُ بن أبي حبيب، وبين الجُلاحِ والمغيرةِ سعيدُ بن سلمة المخزومي: فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/478 عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، والحاكم 1/141، والبيهقي في "السنن" 1/3، وفي "المعرفة" (5) من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح أبي كثير، عن سعيد بن سلمة المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة، بهذا الِإسناد. فزادوا في الِإسناد: يزيد وسعيداً. وأخرجه البخاري 3/478، والبيهقي في "المعرفة" (7) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث المصري، عن الجلاح، عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة، به. فتابع عمرو يزيدَ بن أبي حبيبٍ. ورواه ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب، فاختلف عليه في إسناده، فسمى سعيد بن سلمة: عبد الله بن سلمة، ومرة سماه سلمة بن سعيد. فأخرجه البخاري 3/478، والدارمي (728) ، والبيهقي في "المعرفة" (8) من طريق محمد بن سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة، به. وفي رواية الدارمى: المغيرة عن أبيه، عن أبي هريرة بزيادة "أبيه" وهو خطأ. وأخرجه البخاري أيضاً 3/479 من طريق عبد الرحمن بن مغراء، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن اللجلاج، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة، به. وقال عقبه- كما في "المعرفة" 1/135، ولم ترد في "التاريخ"-: وحديث مالك أصح (يشير إلى ما وقع في روايته من تسمية الراوي: جلاح كما سلف برقم: 7233) ، واللجلاج خطأ. وقال الحافظ في "التقريب": لجلاج عن أبي سلمة، صوابه: الجلاح. وأخرجه البخاري 3/478-479 من طريق سلمة بن الفضل الأبرش، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن اللجلاج، عن سلمة بن سعيد، عن المغيرة،= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 487 8913 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ آدَمُ، فَيُقَالُ: هَذَا أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ لَهُ رَبُّنَا: أَخْرِجْ نَصِيبَ جَهَنَّمَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَكَمْ؟ فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ "، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِذَا أُخِذَ مِنَّا مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، فَمَاذَا يَبْقَى مِنَّا؟ قَالَ: " إِنَّ أُمَّتِي فِي الْأُمَمِ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ " (2)   = به. فسمى سعيد بن سلمة: سلمة بن سعيد. قال البيهقي: الليث بن سعد أحفظ من ابن إسحاق، فقد أقام إسناده عن يزيد بن أبي حبيب، وتابعه على ذلك عمرو بن الحارث. كما سبق. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: يُؤتى. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي-، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً، وهو صدوق، وقد توبع. ثور: هو ابن زيد الديلي، وأبو الغيث: هو سالم المدني. وأخرجه البخاري (6529) عن إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه أبي بكر، عن سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3677) . وعن أبي سعيد الخدري عند البخاري (3348) ، ومسلم (222) ، وسيأتي 3/32-33. وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/432. الحديث: 8913 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 488 8914 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَهَلَّ رَمَضَانُ، غُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ " (1) 8915 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، وَإِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، لَا يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ " (2) 8916 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز بن محمد، فمن رجال مسلم. أبو سهيل: هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي التيمي. وأخرجه أبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 239 من طريق إبراهيم بن حمزة، وابن عبد البر في "التمهيد" 16/150 من طريق القعنبي، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الِإسناد. وانظر (7780) . قوله: "إذا استهل رمضان"، قال السندي: على بناء الفاعل، أي: تَبينَ هلالُه، أو المفعولِ، أي: رؤي هلاله، كذا ذكر الوجهين في "الصحاح". (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد الدراوردي. سهيل: هو ابن ذكوان السمان أبي صالح. وأخرجه الترمذي (2877) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقال: حسن صحيح. وانظر (7821) . الحديث: 8914 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 489 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْنِي قَالَ لِنِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: " لَا يَمُوتُ لِإِحْدَاكُنَّ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَحْتَسِبُهُ، إِلَّا دَخَلَتِ الْجَنَّةَ " فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوِ اثْنَانِ (1) ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: "أَوِ اثْنَانِ" (2) 8917 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "عَلَى أَبوابِ (3) الْمَدِينَةِ مَلَائِكَةٌ، لَا يَدْخُلُهَا الطَّاعُونُ، وَلَا الدَّجَّالُ" (4) 8918 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخَصِبِ، فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الْأَرْضِ، وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ، فَبَادِرُوا بِهَا نِقْيَهَا، وَإِذَا عَرَّسْتُمْ، فَاجْتَنِبُوا الطُّرُقَ، فَإِنَّهَا طُرُقُ الدَّوَابِّ، وَمَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ " (5)   (1) في الموضعين في (عس) ونسخة على هامش (س) : أو اثنين، وكذا في (ظ3) لكن ضبب عليها، وكتب في هامشها: صوابه اثنان. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وأخرجه مسلم (2632) (151) ، والبيهقي 4/67 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وانظر (7357) . (3) في (م) ونسخة على هامش (ظ3) والنسخ المتأخرة: أَنْقَابِ. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وانظر (7234) . (5) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. = الحديث: 8917 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 490 8919 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلَاثٍ " (1)   = وأخرجه مسلم (1926) ، والترمذي (2858) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (2550) و (2556) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به - واقتصر في الموضع الثاني على الشطر الثاني منه. وانظر (8442) . قوله: "الخِصْب"، قال السندي: هو بكسر الخاء: كثرة العشب والمرعى. "حظها": نصيبها من النبات، أي: دعوها ساعة فساعة حتى ترعى. "السنَة": القحط. "نقيها": بكسر نون وسكون قاف: مخ العظم، أي: أسرعوا عليها السير ما دامت قوية قبل الضعف، لأنها لا تجد العشب فتضعف ويزول مخها. "عرستم": من التعريس، أي: نزلتم آخر الليل. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز الدراوردي. وأخرجه مسلم (2562) (27) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 6/ورقة 217 من طريق عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن محمد، به. وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير وسليمان بن بلال، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (9092) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة. وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (414) ، وأبو داود (4912) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (555) من طريق محمد بن هلال بن أبي هلال، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لا يحل لرجل أن يهجر مؤمناً فوق ثلاثة أيام، فإذا مرت = الحديث: 8919 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 491 8920 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عَلَى نَاسٍ جُلُوسٍ، فَقَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟ " قَالَ: فَسَكَتُوا، فَقَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِخَيْرِنَا مِنْ شَرِّنَا، قَالَ: " خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ، وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ " (1) 8921 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هَذِهِ النَّارُ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ   = ثلاثة أيام، فليَلْقَه فليُسَلم عليه، فإنْ رد عليه السلامَ فقد اشتركا في الأجر، وإن لم يرد عليه، فقد برىء المسلم من الهجرة" وهلال مجهول. وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1589) ، وانظر تتمة شواهده هناك، ونزيد هنا في شواهده حديث المسور بن مخرمة، سيأتي في مسنده 4/327. قوله: "لا هجرة بعد ثلاث"، قال السندي: أي: لا ينبغي المقاطعة بين المسلمين فوق ثلاث، ومحملُه ما إذا كان لأمرٍ دُنيوي، وأما إذا كان لتأديب الأهل أو لأمرٍ ديني فيجوز، وقد جاء أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتزل نساءه شهراً تأديباً، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وأخرجه الترمذي (2263) عن قتيبة بن سعيد، به. وقال: حسن صحيح. وأخرجه ابن حبان (527) و (528) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1247) ، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (11268) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والقضاعي (1246) من طريق ضِرار بن صُرَد، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد، به. وانظر (8812) . الحديث: 8920 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 492 جُزْءٍ مِنْ جَهَنَّمَ " (1) 8922 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجْتَمِعُ الْكَافِرُ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا " (3) 8923 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، (4)   (1) إسناده قوي، وقد صح الحديث من طرق عن أبي هريرة، بلفظ: "سبعين جزءاً"، انظر ما سلف برقم (7327) . وجاء هذا الحديث في (م) بعد الحديث رقم (8923) خلافاً للأصول الخطية. (2) هكذا وقع إسناد هذا الحديث في (عس) و (ل) ، ووقع في (ظ3) وبقية النسخ الخطية و"أطراف المسند" 7/200، و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 44: حدثنا قتيبة، حدثنا عبد العزيز، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإنما أثبتنا إسناد العلاء لأن هذا الحديث بهذا اللفظ قد روي من غير طريق عن العلاء، انظر (8816) و (9163) و (9342) . وروي نحو هذا الحديث أيضاً من طريق سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة لكن بلفظ: "لا يجتمع في النار من قتل كافراً، ثم سددَ بعده" أو نحوه، انظر (7575) و (8479) و (8637) و (9186) . (3) إسناده قوي. وأخرجه ابن حبان (4665) من طريق عبد الله بن مسلمة، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإِسناد. وانظر (8816) . (4) تحرف "عيسى بن طلحة" في المطبوع إلى: "أبي سلمة"! والتصويب من= الحديث: 8922 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 493 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْعَبْدَ ليَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " (1) 8924 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، مَا تَقُولُونَ؟ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ؟ " قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ (2) شَيْءٌ، قَالَ: " ذَاكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهَا (3) الْخَطَايَا "، (4)   = الأصول الخطية، و"أطراف المسند" 7/433. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن إبراهيم: هو ابن الحارث التيمي المدني، ويزيد بن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي. وأخرجه مسلم (2988) (49) ، والنسائي في الرقائق من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/294، وابن حبان (5707) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (6477) ، والبيهقي في "السنن" 8/164، وفي "الشعب" (4956) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم (2988) (50) ، والبيهقي فيهما من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن بكر بن مضر، به. وأخرجه ابن حبان (5708) من طريق حيوة بن شريح، عن يزيد بن الهاد، به. وانظر (7215) . (2) قوله: "قالوا: لا يبنى من درنه" سقط من (م) . (3) لفظة: "بها" لم ترد في (ظ3) و (عس) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن الهاد: هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد.= الحديث: 8924 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 494 8925 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، لَمْ يَقُلْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)   = وأخرجه مسلم (667) ، والترمذي (2868) ، وابن حبان (1726) ، والبيهقي 3/62-63، والبغوي (342) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (528) ، والبيهقي 3/62-63 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والبخاري (528) ، وأبو عوانة 2/20-21، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (92) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن يزيد بن الهاد، به. وانظر ما بعده. وسيأتي من طريق يزيد بن عبد الله بن أسامة برقم (9506) ، ومن طريق أبي صالح برقم (9692) ، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف برقم (518) . وعن سعد بن أبي وقاص، سلف برقم (1534) . وعن جابر، سيأتي 3/305. وعن أبي الدرداء عند ابن أبي شيبة 2/388. وعن أبي سعيد الخدري عند البزار (344- كشف الأستار) ، ومحمد بن نصر المروزي (86) ، والطبراني في "الكبير" (5444) ، وفي "الأوسط" (200) . وعن أنس، عند البزار (347- كشف الأستار) ، ومحمد بن نصر (94) ، وأبي نعيم في "الحلية" 2/344. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقوله: "لم يقل سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" يقصد به أنه لم يقل. سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بل قال: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه مسلم (667) ، والترمذي (2868) ، والنسائي 1/230-231، والبيهقي 3/62-63، والبغوي (342) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه الدارمي (1183) ، وأبو عوانة 2/20-21، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4965) و (4966) ، والبيهقي 1/361 من طرق عن الليث بن سعد، به.= الحديث: 8925 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 495 8926 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِيمَانُ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ بَابًا، أَرْفَعُهَا وَأَعْلَاهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ " (1) 8927 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلنَّاسِ: " أَحْسِنُوا صَلَاتَكُمْ،   = وانظر ما قبله. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمارة بن غزية، فمن رجال مسلم. وأخرجه الترمذي (2614) ، وابن منده في "الإيمان" (147) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وفيه: "بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة". وسيأتي من طريق عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9361) و (9748) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8999) عن المقدام بن داود، عن عمه سعيد بن عيسى، عن مفضل بن فضالة، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف لضعف شيخ الطبراني. قوله: "الِإيمان"، قال السندي: أي: أعمال الِإيمان. "أربعة وستون باباً"، أي: أنواع كثيرة على أن المراد بالعدد الكثرة، وبالأبواب الأنواع، وإلا فقد جاء أعداد مختلفة. "أعلاها"، أي: أشرفها، فإنه بمنزلة الجزء من "الِإيمان"، ولا يظهر الِإيمان غالباً إلا به. "إماطة الأذى"، أي: إزالته وتبعيده عن الطريق حتى لا يؤذي أحدا. الحديث: 8926 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 496 فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي كَمَا أَرَاكُمْ أَمَامِي " (1) 8928 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُلْدَغُ مُؤْمِنٌ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ " (2) 8929 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَالْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، ابن عجلان وأبوه لا بأس بهما، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (354) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وانظر ما سلف برقم (7199) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عقيل: هو ابن خالد بن عَقيل. وأخرجه البخاري (6133) ، ومسلم (2998) ، وأبو داود (4862) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1464) ، والبيهقي في "السنن" 10/129، وفي "الآداب" (447) ، والبغوي (3507) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2781) ، وابن ماجه (3982) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (10) من طرق عن الليث بن سعد، به. وأخرجه الطحاوي (1463) من طريق سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1278) ، ومسلم (2998) ، والطحاوي (1462) ، وأبن حبان (663) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (9) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/127، والبيهقي في "السنن" 6/320 من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وفي رواية البيهقي قصة. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5964) . وانظر شرحه هناك. الحديث: 8928 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 497 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبَقَ دِرْهَمٌ دِرْهَمَيْنِ "، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " كَانَ لِرَجُلٍ دِرْهَمَانِ، فَتَصَدَّقَ أَجوَدَهُمَا، فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُرْضِ مَالِهِ، فَأَخَذَ مِنْهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَتَصَدَّقَ بِهَا " (1) 8930 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن عجلان، فقد روى له البخاري تعليقاً ومسلم في الشواهد، وهو صدوق لا بأس به. وأخرجه النسائي 5/59 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وعنده: "سبق درهم مئة ألف درهم ... ". وأخرجه 5/59، وابن خزيمة (2443) ، وابن حبان (3347) ، والحاكم 1/416، والبيهقي 4/181-182 من طريق صفوان بن عيسى، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. وعندهم جميعاً: "سبق درهم مئة ألف درهم ... ". وأخرجه ابن المبارك في "الزهد- زوائد نعم" (95) عن داود بن قيس، عن زيد بن أسلم، قال: قال أبو هريرة ... فذكره. وهو منقطع، زيد بن أسلم لم يدرك أبا هريرة، بينهما أبو صالح كما في الإِسناد السابق. قوله: "درهمين " كذا هي في جميع النسخ الخطية، وضبب عليها في (ظ3) و (عس) وكأنها خطأ قديم، وجميع من أخرج الحديث بلفظ: مئة ألف درهم. قوله: "عُرْض ماله"، قال السندي: بضم العين وسكون الراء، أي: جانبه، وظاهر الحديث أن صدقة الفقير أفضل بأضعافٍ من صدقة الغني، ويؤيده: "أفضل الصدقة جهد المقِل" (وسلف برقم 8702) . الحديث: 8930 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 498 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ خِلَافُ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ " (1) 8931 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ " (2)   (1) إسناد قوي كسابقه. وأخرجه ابن حبان (6835) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وانظر (8274) . (2) إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان. وأخرجه الترمذي (2627) ، والنسائي 8/104-105 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (637) ، وابن حبان (180) ، والحاكم 1/10 من طرق عن الليث بن سعد، به. ووقع في هذه المصادر جميعها: "المسلمون"، بدلاً من: "الناس". وأخرجه هناد في "الزهد" (1134) ، والمروزي (638) من طريق يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أي المؤمنين أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه". ويحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب متروك. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6925) . وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/154.= الحديث: 8931 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 499 8932 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ كُتِبَ حَظُّهُ مِنَ الزِّنَى، أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنُ زِنَاهَا النَّظَرُ، وَالْآذَانُ زِنَاهَا الِاسْتِمَاعُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْمَشْيُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ " (1) 8933 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ ذَا زَبِيبَتَيْنِ، يَتْبَعُ صَاحِبَهُ وَهُوَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُ، فَلَا   = وعن فضالة بن عبيد، سيأتي 6/21. وسلف دون قوله: "والمؤمن من أمنه ... الخ" من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص برقم (6515) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (1) إسناده قوي كسابقه. وأخرجه أبو داود (2154) ، والبيهقي في "الشعب" (5430) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن حبان (4423) من طريق عيسى بن حماد، والحاكم 2/470 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، كلاهما عن الليث بن سعد، به. وانظر (8526) . الحديث: 8932 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 500 يَزَالُ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ أُصْبُعَهُ " (1) 8934 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ فِي حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (2) 8935 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، وَأَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الْمُلَامَسَةِ، وَالْمُنَابَذَةِ " (3)   (1) إسناده قوي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11217) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (2254) ، وابن حبان (3258) ، والحاكم 1/389 من طرق الليث بن سعد، به. وانظر (7756) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وأخرجه الترمذي (2338) عن قتيبهَ بن سعيد،. بهذا الِإسناد. وسيتكرر برقم (8946) ، وانظر ما سلف برقم (8211) . (3) إسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير محمد بن إدريس الشافعي الإمام، فقد علق له البخاري، وروى له أصحاب السنن الأربعة. وهو في "مسند الشافعي" 2/144، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة " (11462) . وأخرجه البخاري (2146) ، والنسائي 7/259، والبغوي (2101) من طريق = الحديث: 8934 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 501 8936 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي تَمِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا " (1) 8937 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ،   = مالك، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/666 و917، ومن طريقه البخاري (5821) ، والبيهقي في "السنن" 3/236 عن أبي الزناد وحده، به. ورواية مالك الثانية والباقين مطولة. وأخرجه مسلم (1511) (1) من طريق القاسم، عن مالك، عن محمد بن يحيى وحده، به. وسيأتي برقم (9982) و (10169) و (10228) و (10846) . وانظر ما سلف برقم (8251) . (1) إسناده صحيح كسابقه. وهو في "مسند الشافعي" 12/57، ومن طريقه أخرجه البيهقي 5/278. والحديث في "الموطأ" 2/632، ومن طريق مالك أخرجه مسلم (1588) (85) ، والنسائي 7/278، والطحاوي 4/69، وابن حبان (5012) ، والبغوي (2058) . وأخرجه مسلم (1588) (85) ، والبيهقي 5/278 من طريق سليمان بن بلال، عن موسى بن أبي تميم، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (10293) ، وانظر ما سلف برقم (7558) . الحديث: 8936 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 502 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَلَقَّوْا السِّلَعَ " (1) 8938 - وَقَالَ: " مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ " (2) 8939 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ،   (1) إسناده صحيح كسابقه. وهو في "مسند الشافعي" 2/146 و147 مقطعاً غير قوله: "ولا يبيع حاضر لبادٍ"، وهو في "السنن المأثورة" له (262) ، وسلفت هذه القطعة برقم (7312) عن سفيان، عن أبي الزناد. وأخرجه النسائي 7/256 عن قتيبة بن سعيد، عن مالك، بهذا الِإسناد. وسيأتي بأطول مما هنا برقم (10004) عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، وانظر ما سلف برقم (7248) . وسلف النهي عن التناجش ضمن حديث آخر برقم (7858) من طريق الأعرج عن أبي هريرة. (2) إسناده صحيح كسابقه. وهو في "السنن المأثورة" للشافعي (245) . والحديث في "الموطأ" 2/674، ومن طريق مالك أخرجه الدارمي (2586) ، والبخاري (2287) ، ومسلم (1564) ، وأبو داود (3345) ، والنسائي 7/317، وأبو يعلى (6298) و (6344) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2752) ، وابن حبان (5053) و (5090) ، والبيهقي 6/70، والبغوي (2152) . وسيأتي من طريق مالك برقم (10002) ، وسلف برقم (7336) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد. الحديث: 8938 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 503 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ يَسَارٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ، وَأَنَا أَحِيضُ فِيهِ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ؟ فَقَالَ: " إِذَا طَهُرْتِ فَاغْسِلِيهِ، ثُمَّ صَلِّي فِيهِ "، فَقَالَتْ: فَإِنْ لَمْ يَخْرُجِ الدَّمُ؟ قَالَ: " يَكْفِيكِ الْمَاءُ، وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ " (1) 8940 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُنْضِي شَيَاطِينَهُ، كَمَا يُنْضِي أَحَدُكُمْ بَعِيرَهُ فِي السَّفَرِ " (2)   (1) حديث حسن، عبد الله بن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ-، قد روى عنه لهذا الحديث أيضاً عبد الله بن وهب كما سيأتي، وروايته عنه صالحة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود (365) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه البيهقي 2/408 من طريق عبد الله بن وهب وعثمان بن صالح، كلاهما عن ابن لهيعة، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن منده كما في "الِإصابة" 7/627، والبيهقي 2/408-409 من طريق علي بن ثابت، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن خولة بنت يمان أو يسار. وتصحف في مطبوع "سنن البيهقي": "يمان"، إلى: "نمار". وأخرجه الطبراني في "الكبير" 24/ (615) من طريق علي بن ثابت، به -لكن سمَّى خوله: بنت حكيم الأنصارية-. والوازع بن نافع ضعيف. وانظر (7867) . (2) إسناده ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ.= الحديث: 8940 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 504 8941 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو (1) ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَصْحَابَ الصُّوَرِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَهَا يُعَذَّبُونَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " (2)   = وأورده السيوطي في "الجامع"، وزاد نسبته إلى الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في "مكايد الشيطان". قوله: "إن المؤمن لينضي"، قال السندي: من: أنضاه، أي: أهزله، والنضوُ: دابة أهزلتها، وأذهب لحمها، والمراد أن من شأن المؤمن مخالفة الشياطين وتصغيرهم، وفي التشبيه تنبية على أن حق المؤمن أن يغلب على الشيطان حتى يكون الشيطان تحته مطيعاً له كالدابة، والله تعالى أعلم. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: يزيد بن أبي عمرو، والمثبت من النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ، ونسخة على هامش (س) وهو الصواب. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأن قتيبة بن سعيد لم يكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب عبد الله بن وهب، ثم يسمعه من ابن لهيعة، وابن وهب إنما سمع من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه. يزيد بن عمرو: هو المعافري المصري. وسيأتي الحديث عن يحيى بن إسحاق، عن ابن لهيعة برقم (9077) لكن بلفظ: "قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن أراد أن يخلق مثل خلقي، فليخلق ذرةً أو حبة". وبنحوه من طريق عكرمة عن أبي هريرة برقم (10549) . وانظر ما سلف برقم (7521) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3558) . وانظر تتمةَ شواهده فيه. الحديث: 8941 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 505 8942 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ، أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ فَهُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي أَهْلِ الْخَيْلِ، وَالْإِبِلِ وَالْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ " (1) 8943 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مَشْيِتِهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ، إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ثابت بن الحارث -وهو الأنصاري المصري- لا يكاد يُعرف، وقد صح الحديث عن أبي هريرة من غير هذا الطريق، انظر ما سلف برقم (7202) و (7432) و (7505) و (8846) ، وما سيأتي برقم (9499) . (2) إسناده حسن، وابن لهيعة قد توبع كما سلف بيانه عند الحديث رقم (8604) ، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو يونس: هو سُليم بن جبير مولى أبي هريرة. وأخرجه الترمذي في "السنن" (3648) ، وفي "الشمائل" (115) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وقال الترمذي: حديث غريب. وانظر (8604) . الحديث: 8942 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 506 8944 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ " (1) 8945 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَافِرُوا تَصِحُّوا، وَاغْزُوا تَسْتَغْنُوا " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، قتيبة كَتَبَ حديث ابن لهيعة من كتب ابن وهب، ثم سمعها من ابن لهيعة. أبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة. وانظر ما سلف برقم (7530) . (2) إسناده ضعيف، عبد الله بن لهيعة سيىء الحفظ، ودَرّاج -وهو ابن سمعان أبو السَّمْح- ضعيف صاحب مناكير. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8308) عن موسى بن زكريا التسْتَري، عن جعفر بن محمد بن فضيل الجزري، عن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، عن زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه: "اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا". وهذا إسناد ضعيف جداً، موسى بن زكريا شيخ الطبراني، قال الدارقطني: متروك. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (623) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن الرداد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه: "سافروا تصحوا وتغنموا"، وهذا إسناد ضعيف بمرّة، محمد بن عبد الرحمن بن الرداد، قال أبو حاتم: ليس بقوي، وقال أبو زرعة: لين، وقال ابن عدي: رواياته الحديث: 8944 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 507 8946 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ فِي   = ليست محفوظة، وقال الأزدي: لا يُكتب حديثُه. ورواه محمد بن عبد الرحمن مرةً أخرى عن عبد الله بنِ دينار، عن ابن عمر مرفوعاً، فجعله من حديث ابن عمر، أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7396) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2198، والبيهقي 7/102، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 10/387، والقضاعي في "مسند الشهاب" (622) . قال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 2/306: هذا حديث منكر. وفي الباب عن ابن عباس عند ابن عدي في "الكامل" 7/2521 بلفظ: "سافروا تصحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا"، وإسناده ضعيف لا يُفرح به، فيه نهشل بن سعيد متروك الحديث، وكذبه إسحاق بن راهويه. وهو عند البيهقي في "السنن" 7/102 بلفظ: "سافروا تصحوا وتغنموا"، وفيه من لم نعرفهم. وعن أبي سعيد الخدري عند ابن عدي 3/1292 بلفظ: "سافروا تصحوا"، وإسناده غاية في الضعف، فيه سوار بن مصعب، وهو متروك منكر الحديث، وفيه أيضاً عطية العوفي، وهو ضعيف. وروي عن عمر موقوفاً عليه كلفظ حديث أبي سعيد، وهو عند عبد الرزاق في "مصنفه" (20928) ، ورجاله ثقات، إلا أنه منقطع بين طاووس وبين عمر، وهو أصح شيء في الباب. قلنا: وهذا الحديث على ضعف إسناده، فإن قوله: "سافروا تصحوا" مخالف لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "السفر قِظعة من العذاب"، وهو متفق عليه، وسلف عند المصنف برقم (7225) . الحديث: 8946 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 508 حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (1) 8947 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلَاءَ، عَنْ مُحْصِنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ رَاحَ فَوَجَدَ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا، أَعْطَاهُ اللهُ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ صَلَّاهَا، أَوْ حَضَرَهَا، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا " (2) 8948 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا ضَيْفٍ نَزَلَ بِقَوْمٍ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن عجلان -واسمه محمد- روى له البخاري تعليقاً، ومسلم في المتابعات، وهو قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو مكرر (8934) . (2) إسناده حسن، مُحصِن بن عليّ خرج له أبو داود والنسائي، وروى عنه ثلاثة من الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه المزي في ترجمة محمد بن طحلاء من "التهذيب" 25/409 من طريق محمد بن إسحاق الثقفي، عن قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1455) ، وأبو داود (564) ، والحاكم 1/208-209، والبيهقي 3/69، والبغوي (789) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، والنسائي 2/111 عن إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!! وفي الباب عن رجل من الأنصار عند أبي داود (563) ، والبيهقي 3/69. وفي إسناده رجل مجهول. الحديث: 8947 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 509 فَأَصْبَحَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا، فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ بِقَدْرِ قِرَاهُ، وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ " (1) 8949 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسَتَيْنِ، وَعَنْ   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي طلحة -واسمه نعيم بن زياد الأنماري- فقد روى له أبو داود في "التفرد"، والنسائي في "السنن" وهو ثقة. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2816) و (2817) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/242 من طريق عبد الله بن وهب وعبد الله بن صالح، كلاهما عن معاوية بن صالح، بهذا الِإسناد. وفي الباب عن عقبة بن عامر عند البخاري (2461) ، ومسلم (1727) (17) ، وسيأتي 4/149. وعن المقدام بن معدي كرب، سيأتي 4/130. قوله: "فأصح محروماً"، قال السندي: أي: ما ضَيفوه، فله أن يأخذ من مال القوم. "بقدر قِراه": بكسر قاف مقصوراً، وبفتحها ممدوداً: ما يصنَع للضيف من طعام أو شراب. قيل: هذا إذا نزل بقوم من أهل النعْمة من سكان البوادي، فعليهم الضيافة، إذا وضع عليهم الِإمام ضيافةَ المسلم المار بهم، أو هو في حق الضيف المضطر، وكان في بَدْءِ الِإسلام ثم نسِخ، وعند بعض أهل العلم: الضيافة واجبة على أهل البادية مطلقاً، والله تعالى أعلم. وانظر "فتح الباري" 5/108 و10/533. الحديث: 8949 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 510 بَيْعَتَيْنِ، فَأَمَّا اللُّبْسَتَانِ: فَأَنْ يَتَلَحَّفَ (1) بِثَوْبِهِ، وَيُخْرِجُ شِقَّهُ، أَوْ يَحْتَبِي بِثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَيُفْضِي بِفَرْجِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَأَمَّا الْبَيْعَتَانِ: فَالْمُلَامَسَةُ: أَلْقِ (2) إِلَيَّ، وَأُلْقِ إِلَيْكَ، وَإلْقَاءُ (3) الْحَجَرِ " (4) 8950 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ سَأَلَهُمْ: " أَعَلَيْهِ دَيْنٌ؟ "، فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " تَرَكَ وَفَاءً؟ "، فَإِنْ   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: يلتحف. (2) في (ظ3) و (عس) بإثبات الياء: ألقي إلي، وضبب عليها في (عس) ، والجادة حذفها. (3) في (م) وحدها: وألقِ. (4) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة فقيه جليل، روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. أبو زبيد: هو عَبْثر بن القاسم الزُبيدي الكوفي. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5476) من طريق سليمان بن داود الهاشمي، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضا برقم (5475) من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي، عن أبي زبيد عبثر بن القاسم، به. وأخرج الشطر الأول منه أبو داود (4080) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (9435) ، وانظر ما سلف برقم (8251) . الحديث: 8950 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 511 قَالُوا: نَعَمْ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِلَّا، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " (1) 8951 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدٍ الزُّهْرِيُّ - وَكَانَ مِنَ الْقَارَةِ وَهُوَ حَلِيفٌ - عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَحْمِلُونَ اللَّبِنَ إِلَى بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَاسْتَقْبَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَارِضٌ لَبِنَةً عَلَى بَطْنِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا قَدْ شُقَّتْ عَلَيْهِ، قُلْتُ: نَاوِلْنِيهَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " خُذْ غَيْرَهَا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَإِنَّهُ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ " (2) 8952 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   (1) إسناده صحيح كسابقه. وسلف بأتم مما هنا برقم (7899) . (2) إسناده ضعيف، ابن عبد الله بن حنطب -واسمه المطلب- لم يسمع من أبي هريرة، فقد قال البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/17: لا يعرف للمطلب سماع من أبي هريرة، وقال أبو حاتم الرازي كما في "المراسيل" ص 209: عن أبي هريرة مرسل. قلنا. والحديث لا يصح من جهة متنه، لأنه لا يمكن أن يشهد أبو هريرة بناء المسجد النبوي الذى تم بناؤه في السنة الأولى للهجرة، وهو قد قَدِم المدينة فأسلم في السنة السابعة للهجرة. وانظر حديث أنس عند البخاري (428) ، ومسلم (524) ، وسيأتي في مسنده 3/211-212. الحديث: 8951 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 512 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ " (1)   (1) صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم متابعة، وهو قوي الحديث. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/192، والبزار (2470- كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4432) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 2، والبيهقي في "السنن" 10/191-192، وفي "الشعب" (7978) من طرق عن سعيد بن منصور، بهذا الِإسناد. في رواية البزار "مكارم الأخلاق". وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (273) ، وفي "التاريخ الكبير" 7/188، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (13) ، والحاكم 2/613، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1165) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/333 و333-334 من طرق عن عبد العزيز بن محمد، به. وبعضهم يقول فيه أيضا: "مكارم الأخلاق". وأخرجه البيهفي في "السنن" 10/192، وفي "الشعب" (7977) من طريق يحيى بن أيوب، عن ابن عجلان، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" بلاغاً 2/904. وفي الباب عن معاذ بن جبل عند ابن أبي الدنيا (14) ، والبزار (1973) ، والطبراني في "الكبير" 20/ (120) . وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني (6891) ، والبيهقي في "الشعب" (7979) . وعن زيد بن أسلم مرسلاً عند ابن أبي شيبة 11/500-501. قوله: "لأتمم صالح الأخلاق" قال ابن عبد البر في "التمهيد" 24/332: ويدخل في هذا المعنى الصلاح والخير كُله، والدين والفضل والمروءة والِإحسان والعدل، فبذلك بعث ليتممه، وقد قالت العلماء: إن أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق قوله عز وجل (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) [النحل: 90] . الجزء: 14 ¦ الصفحة: 513 8953 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَقُتَيْبَةُ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ "، قَالَ قُتَيْبَةُ: الطَّاعَةُ، وَلَمْ يَقُلْ: السَّمْعَ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، أبو حازم: هو سلمة بن دينار الأعرج. وأخرجه مسلم (1836) (35) عن سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (7504) من طريق سعيد بن منصور وحده، به. وأخرجه النسائي 7/140، وأبو عوانة 4/449، وأبو نعيم في "الحلية" 3/258 من طريق قتيبة بن سعيد وحده، به. وأخرجه أبو عوانة 4/449، والبيهقي في "السنن" 8/155، وفي "الشعب" (7504) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، وأبو عوانة 4/449 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يعقوب بن عبد الرحمن، به. وفي الباب عن أبي ذر وأبي أمامة وعبادة بن الصامت وأم الحصين، ستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي 5/178-179 و251 و321 و6/402. قوله: "عليك السمع" قال السندي: أي: أن تسمع كلامي وتطيع أمري، وكذا من يقوم مقامي من الخلفاء من بعدي. "منشطك ومكرهك" مَفْعَل، بفتح ميم وعين: من النشاط والكراهة، وهما مصدران، أي: في حال النشاط وانشراح الصدر وطيب القلب، وما يضاد ذلك. "وأثرة " بفتحتين: اسم من الاستيثار، أي: وفي حال اصطفاء غيرك عليك الحديث: 8953 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 514 8954 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ نُمَيْلَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، فَسُئِلَ عَنْ أَكْلِ الْقُنْفُذِ؟ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَ شَيْخٌ عِنْدَهُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " خَبِيثٌ (1) مِنَ الْخَبَائِثِ " فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " إِنْ كَانَ قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ كَمَا قَالَ " (2) 8955 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ   = في العطاء وغيره. (1) في (ظ3) و (عس) و (ل) : خبيثة، بالهاء، والمثبت من (م) وبقية النسخ. وقنفذ مُذَكرٌ، قال في "لسان العرب" 3/505: القنفذ: الشيهم، معروف، والأنثى قنفذة. (2) إسناده ضعيف لجهالة عيسى بن نميلة الفزاري، وأبيه، ولإِبهام الراوي عن أبي هريرة. وأخرجه المزي في ترجمة عيسى من "التهذيب" 23/52-53 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الِإسناد. وأخرجه أبو داود (3799) ، ومن طريقه البيهقي 9/326 عن أبي ثور الكلبي، عن سعيد بن منصور، به. الحديث: 8954 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 515 فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْجَمَلُ، وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ، ثُمَّ رُكْبَتَيْهِ " (1)   (1) إسناده قوي، لكن قال البخاري في "التاريخ الكبير" 1/139 في ترجمة محمد بن عبد الله بن حسن: لا يُتابع عليه، ولا أدري سمع من أبي الزناد أم لا. كذا قال، مع أن سماعه منه محتمل جداً، فهو مدني وأبو الزناد مدني، وقد تعاصرا ما يزيد على أربعين عاماً. وأخرجه أبو داود (840) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (182) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/254، وابن حزم في "المحلى" 4/128-129، والبيهقي 2/99، والبغوي (643) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 77 من طريق سعيد بن منصور، بهذا الِإسناد. وأخرجه البيهقي 2/100 من طريق الحسن بن علي بن زياد، عن سعيد بن منصور، به، بلفظ: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك الجمل، وليضع يديه على ركبتيه"، وقال عقبه: كذا قال: على ركبتيه، فإن كان محفوظاً كان دليلاً على أنه يضع يديه على ركبتيه عند الِإهواء إلى السجود. قلنا: والحسن بن علي بن زياد لم نجد له ترجمة. وأخرجه الدارمي (1321) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/139، والنسائي في "المجتبى" 2/207، وفي "الكبرى" (678) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/254، والدارقطني 1/344-345 و345 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وأخرجه أبو داود (841) ، والترمذي (269) ، والنسائي في "المجتبى" 2/207، وفي"الكبرى" (677) ، والبيهقي 2/100 من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد الله بن نافع، عن محمد بن عبد الله بن الحسن، به. ولفظه: "يعمد أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل". قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث غريب. وأخرج ابن أبي شيبة 1/263، وأبو يعلى (6540) ، والطحاوي 1/255،= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 516 8956 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَّأَ إِنْسَانًا، قَالَ: " بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا عَلَى خَيْرٍ " (1)   = والبيهقي 2/100 من طريق محمد بن فضيل، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "إذا سجد أحدكم، فليبدأ بركبتيه قبل يديه، ولا يبرك بروك الجمل" وعبد الله بن سعيد متروك. وفي الباب عن ابن عمر عند أبي داود -في رواية ابن العبد كما في "التحفة" 6/156-، وابن خزيمة (627) ، والطحاوي في "معاني الآثار" 1/254، والحاكم 6/226، والبيهقي 2/100 من طريق الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عنه مرفوعاً. وأخرجه أبو داود أيضاً كما في "التحفة" من طريق الدراوردي، به موقوفاً. والدراوردي حديثه عن عُبيد الله بن عمر منكر. ثم اختلف على الدراوردي فيه فروي عنه مرفوعاً وموقوفاً. قوله: "لا يبرك كما يبرك الجمل، وليضع يديه ... الخ"، قال السندي: أي لا يضع ركبتيه على الأرض قبل يديه، وليضع يديه قبل ركبتيه، وبه قال البعض، وقد جاء خلافه فعلًا (أي من فِعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويعني به حديث وائل بن حجر المخرج في "السنن" وهو حسن لغيره) وقال به آخرون، والأقرب أن النهي للتنزيه، وما جاء من خلافه، فهو بيان الجواز، فإن قيل: كيف شبه وضع الركبتين قبل اليدين ببروك الجمل، مع أن الجمل يضعُ يديه قبلَ رجليه؟ قلنا: لأن ركبة الِإنسان في الرجل، وركبة الدواب في اليد، فإذا وضعَ ركبتيه أولًا، فقد شابه الجمل في البروك، كذا في "المفاتيح". (1) إسناده قوي، عبد العزيز بن محمد الدراوردي من رجال مسلم، وهو الحديث: 8956 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 517 8957 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَّأَ إِنْسَانًا إِذَا تَزَوَّجَ، قَالَ: " بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ " (1)   = صدوق قوي الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وهو في "سنن" سعيد بن منصور برقم (522) . وأخرجه الدارمي (2174) ، وابن ماجه (1905) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (259) ، وابن حبان (4052) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة " (604) ، والبيهقي 7/148 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد. وانطر ما بعده. وفي الباب عن عقيل بن أبي طالب، سلف برقم (1738) . وانظر بقية شواهده هناك. قوله: "إذا رَفَأ إِنسانا"، قال السندي: بتشديد الفاء، بعدها همزة، وقد لا يهمز الفعل، والمراد بالترفئة هاهنا: التهنئة بالزواج، وأصله قول القائل: بالرفاء والبنين، والرفاء بكسر الراء والمد: الالتئام والموافقة، وكان من عادتهم أن يقولوا للمتزوج ذلك، فأبدله الشارعُ بما ذكر، لأنه لا يفيد، ولما فيه من التنفير عن البنات. "بارك الله لك"، أي: عليها. و"بارك عليك"، أي: لها. (1) إسناده قوي، رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أبو داود (2130) ، والترمذي (1091) ، والخطابي في "غريب الحديث" 1/295، والحاكم 2/183، والبيهقي 1/148 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الِإسناد، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وانظر ما قبله. الحديث: 8957 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 518 8958 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَهُ، كَتَبَ: غَلَبَتْ - أَوْ سَبَقَتْ - رَحْمَتِي غَضَبِي، فَهُوَ (1) عِنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ " (2) 8959 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ - إِنْ شَاءَ اللهُ - أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي ليَوْمِ الْقِيَامَةِ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي " (3)   (1) في (ظ3) ونسخة على هامش (عس) و (س) : فهي، وكتب في هامش (ظ3) : في النسخ "فهو". (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن بحر، فقد علق له البخاري، وروى له أبو داود والترمذي، وهو ثقة. وأخرجه البخاري (7554) ، وأبو يعلى (6432) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، وابن حبان (6144) من طريق أحمد بن المقدام، كلاهما عن معتمر بن سليمان، بهذا الِإسناد. وعلقه البخاري (7553) ، قال: قال لي خليفة بن خياط عن معتمر، به. وانظر ما سلف برقم (7500) . (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير علي بن بحر بن محمد، وهو ثقة. هشام بن يوسف: هو الصنعاني القاضي. وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (893) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، بهذا الإسناد.= الحديث: 8958 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 519 8960 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: " اللهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْأَرْضِ، وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ " (1)   = وأخرجه الدارمي (2805) ، والبخاري (7474) ، ومسلم (198) (334) و (335) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/628، وأبو عوانة 1/90، والآجري في "الشريعة" ص 341، وابن منده في "الِإيمان" (892) و (894) و (895) و (896) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1039) و (1045) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 165، والخطيب في "تاريخ بغداد " 11/141 من طرق عن الزهري، به. وسيأتي برقم (9143) ، وانظر ما سلف برقم (7714) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهيب: هو ابن خالد الباهلي. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/268 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1212) ، وأبو داود (5051) ، والنسائي في "الكبرى" (7668) ، وابن خزيمة 1/267-268، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 9-10 من طرق عن وهيب بن خالد، به. وأخرجه مسلم (2713) (61) و (62) ، وأبو داود (5051) ، وابن ماجه = الحديث: 8960 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 520 8961 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ مِنَ الْكَسْبِ الطَّيِّبِ، فَيَضَعُهَا فِي حَقِّهَا، فَيَلِيهَا اللهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ مَا تَبْرَحُ فَيُرَبِّيهَا كَأَحْسَنِ مَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ، أَوْ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ "، (1)   = (3873) ، والترمذي (3400) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (790) ، وابن خزيمة 1/266-267، وابن حبان (5537) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (715) ، والبيهقي ص 10 وص 226-227 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وليس في روايتي أبي داود والبيهقي في موضعه الأول: "اقض عني الدين وأغنني من الفقر". وأخرجه مسلم (2713) (63) ، وابن ماجه (3831) ، والترمذي (3481) ، والنسائي في "الكبرى" (7669) ، وابن خزيمة 1/265-266، والخطيب في "تاريخ بغداد" 6/98 من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن غريب. وعندهم جميعاً في أوله: جاءت فاطمة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسأله خادماً ... وسيأتي الحديث من طريق أبي بكر بن عياش برقم (9247) ، ومن طريق حماد بن سلمة برقم (10924) كلاهما عن سهيل بن أبي صالح. وفي الباب عن عائشة عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (789) ، وأبي يعلى (4774) ، وإسناده منقطع. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1014) (64) من طريق سليمان بن بلال وروح بن القاسم، عن سهيل، به.= الحديث: 8961 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 521 8962 - وحَدَّثَنَا أَيْضًا يَعْنِي عَفَّانَ، عَنْ خَالِدٍ - أَظُنُّهُ الْوَاسِطِيَّ - بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " فَيَقْبَلُهَا اللهُ بِيَمِينِهِ " (1) 8963 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى بَقَرَةٍ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، إِنَّمَا خُلِقْتُ لِلْحِرَاثَةِ "، قَالَ: فَآمَنْتُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، قَالَ: " وَأَخَذَ الذِّئْبُ شَاةً فَتَبِعَهَا الرَّاعِي، فَقَالَ الذِّئْبُ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لَا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي؟ "، قَالَ: فَآمَنْتُ بِهِ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: " وَمَا هُمَا يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ " (2)   = وأخرجه البخاري (1410) و (7430) من طريق عبد الله بن دينار، ومسلم (1014) (64) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/141 من طريق زيد بن أسلم، كلاهما عن أبي صالح، به. وسيأتي برقم (8962) و (9433) ، وانظر ما سلف برقم (7634) . الفَلُو: المهْرُ. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، فخالد الواسطي -وهو ابن عبد الله الطحان- يرويه عن سهيل بن أبي صالح، وسهيل من رجال مسلم، وباقي رجال الِإسناد من رجال الشيخين. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 8962 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 522 8964 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " ائْتُوا الصَّلَاةَ وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَصَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ، وَاقْضُوا مَا سُبِقْتُمْ (1) " (2)   = وأخرجه البخاري (2324) ، ومسلم (2388) (13) ، والترمذي بإثر الحديثين (3677) و (3695) ، وابن حبان (6486) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الِإسناد. ولم يذكر الترمذي في الموضع الأول قصة الشاة، وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه الطيالسي (2354) ، ومن طريقه الترمذي (3677) و (3695) عن شعبة، به. وأخرجه الحميدي (1055) ، والبخاري بإثر الحديث (3471) ، ومسلم (2388) (13) من طريق مِسعر بن كِدام، عن سعد بن إبراهيم، به. وانظر (7351) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: سبقكم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2350) ، وأخرجه أبو داود السجستاتي في "سننه" (573) عن أبي الوليد الطيالسي، كلاهما (أبو داود وأبو الوليد الطيالسيان) عن شعبة، بهذا الِإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/396 من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن شعبة، به - بلفظ: "فأتموا". وأخرجه ابن خزيمة (1505) و (1772) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/230 من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه سعد بن إبراهيم، به. وأخرج الشطر الثاني منه البخاري في "القراءة خلف الِإمام" (175) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، به. وانظر (7252) . الحديث: 8964 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 523 8965 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ إِنَائِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " فَقَالَ قَيْسٌ الْأَشْجَعِيُّ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَكَيْفَ إِذَا جَاءَ مِهْرَاسُكُمْ؟ قَالَ: " أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّكَ يَا قَيْسُ " (1) 8966 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا نُودِيَ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة- فحديثه في "الصحيحين" مقرون، وهو حسن الحديث. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/98، وأبو يعلى (5973) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن محمد بن عمرو، به. واقتصر ابن أبي شيبة على المرفوع. وسلف بهذا الِإسناد مختصراً برقم (8586) . تنبيه: لهذا الحديث لم يرد في النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ، وهو مثبت في بقية النسخ. وقد تكرر بعد هذا الحديث في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة حديث رقم (8964) . قوله: "مهراسكم"، قال السندي: هو صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء، أي: هل يدخل فيه يده قبل الغسل أم لا؟ فأشار بقوله: "أعوذ بالله" إلى أنه لا يدخل، والله تعالى أعلم. الحديث: 8965 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 524 بِالصَّلَاةِ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَلَكِنِ امْشُوا مَشْيًا عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ (1) ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا سَبَقَكُمْ فَاقْضُوا "، (2) 8967 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ (3) 8968 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَقِيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جُنُبٌ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ فَأَتَيْتُ (4) الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ   (1) في (ظ3) و (عس) : بالسكينة، وضبب عليها في (عس) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لِإرساله، ولم يَروهِ أحد متصلًا من جهة الحسن البصري؛ لكن روي هذا الحديثُ من طرق أخرى صحيحة، انظر ما سلف برقم (7230) . عوف: هو ابن أبي جميلة العبدي. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الِإمام" (186) و (187) و (188) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/396 من طرق عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعا. وروايات البخاري مقتصرة على شطره الثاني. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/359 من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة موقوفاً! وسيأتي الحديث من طريق ابن سيرين برقم (9514) ، وانظر ما سلف برقم (7230) . (4) في (ظ3) : وانسللت حتى أتيت. الحديث: 8967 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 525 وَهُوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: " أَيْنَ كُنْتَ؟ " فَقُلْتُ: لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْلِسَ إِلَيْكَ وَأَنَا جُنُبٌ، فَانْطَلَقْتُ فَاغْتَسَلْتُ، قَالَ: " سُبْحَانَ اللهِ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ " (1) 8969 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جُحَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ " (2) 8970 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَلَا أُرَانِي إِلَّا قَدْ سَمِعْتُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ، أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7211) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه ابن حبان (5158) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7851) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، والأعمش قد توبع، كما سلف بيانه عندَ الحديث رقم (7169) . وأخرجه أبو داود (518) ، وابن خزيمة (1529) ، والبيهقي 1/430-431 من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإِسناد. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" 1/207-208، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2193) من طريق شجاع بن الوليد، عن الأعمش، قال: حُدِّثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة. الحديث: 8969 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 526 8971 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ يَعْنِي الرَّازِيَّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ " (1) 8972 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا، يَبْتَغُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، وَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ، قَعَدُوا مَعَهُمْ، فَحَضَنَ (2) بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا   (1) صحيح، أبو جعفر الرازي -وهو عيسى بن أبي عيسى، وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (371) ، والنسائي في الركاز من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/198، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (2387) من طريق مالك، عن أبي الزناد، بهذا الِإسناد. ورواية الشافعي ومن طريقه البيهقي مقتصرة على قوله: "في الركاز الخمس". وأخرجه الحميدي (1080) ، والدارمي (2379) ، والطحاوي 3/204، والبيهقي (2386) من طريق سفيان، عن أبي الزناد، به. وروايتا الطحاوي والبيهقي مختصرتان. وانظر ما سلف برقم (7120) . (2) في (ظ3) و (عس) : فحضر، وكتب فوقها في (ظ3) : فحضن، ثم رمجت. قال السندي: قوله: "فحضر" هكذا في نسختنا من الحضور، أي: اجتمع بعضهم عند بعض، وفي بعض النسخ: "فحضن" بالنون، أي: انضم بعضهم إلى بعض. الحديث: 8971 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 527 بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا، أَوْ صَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ، وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ، وَيُهَلِّلُونَكَ، وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا (1) : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لَا، أَيْ رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ قَدْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قَالَ: مِمَّ يَسْتَجِيرُونِي؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا، قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا، قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ، فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ " (1) 8973 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَى عِيسَى رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: يَا فُلَانُ أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: لَا، وَاللهِ   (1) في (ظ3) و (عس) : قال، وضبب عليها في (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح- فمن رجال مسلم. وهو مكرر (7426) . الحديث: 8973 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 528 مَا سَرَقْتُ، قَالَ: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ بَصَرِي " (1) 8974 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ اللهَ يُمْهِلُ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، ثُمَّ يَهْبِطُ فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرُ لَهُ؟ " (2)   (1) صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن -وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، وغير الحسن مبهم لم نعرف من هم. وقد سلف الحديث من طريق همام عن أبي هريرة برقم (8154) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، الأغر من رجاله، وباقي رجاله رجال الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعى. وأخرجه الدارقطني في "النزول" ص 134 و134-135 من طريق مُسَددٍ، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/293-294، والآجري في "الشريعة" ص 310 من طريقين عن إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، عن جده، به. وأخرجه مسلم (758) (172) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (500) و (501) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (481) و (482) ، وأبو يعلى (1180) و (5936) ، وابن خزيمة 1/293-294 و294، وأبو عوانة 2/288-289، وابن حبان (921) ، والآجري ص 309 و310، والدارقطني ص 131 و132 و133 و135 و135-136 و136-137 من طرق عن أبي إسحاق السبيعي، به. وأخرجه ابن أبي عاصم (502) ، وابن خزيمة 1/295 و296 و308، وأبو= الحديث: 8974 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 529 وقَالَ عَفَّانُ: " وَكَانَ أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا بِأَحَادِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، ثُمَّ بَلَغَنِي بَعْدُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ إِسْرَائِيلَ وَأَحْسَبُ هَذَا الْحَدِيثَ فِيهَا " (1) 8975 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ - رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ - قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ تَقُولُ: يَا رَبِّ، إِنِّي قُطِعْتُ، يَا رَبِّ، إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ، يَا رَبِّ، إِنِّي ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ،، قَالَ: فَيُجِيبُهَا: أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ (2) مَنْ قَطَعَكِ؟ " (3)   = عوانة 2/288، والدارقطني ص 137-138 و138-139 من طريق سليمان الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة وحده. وأخرجه ابن أبي عاصم (500) و (501) ، والدارقطني 138-139 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن الأغر، عنهما. وأخرجه ابن أبي عاصم (502) ، وابن خزيمة 1/295-296 و308، والآجري ص 309، والدارقطني ص 137-138 من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن الأغر، عن أبي هريرة وحده. وسيأتي الحديث في مسند أبي سعيد الخدري 3/34. وانظر ما سلف برقم (7509) . (1) أبو عوانة وإسرائيل كلاهما ثقة، وأبو عوانة سمع من أبي إسحاق يقيناً، وروايته عن أبي إسحاق بواسطة إسرائيل من المزيد في متصل الأسانيد. (2) في (ظ3) و (عس) : وأن أقطع. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن عبد الجبار. وانظر= الحديث: 8975 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 530 8976 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ جَالِسًا فِي الشَّمْسِ، فَقَلَصَتْ عَنْهُ، فَلْيَتَحَوَّلْ مِنْ مَجْلِسِهِ " (1)   = (7931) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد منقطع، فإن محمد بن المنكدر لم يسمعه من أبي هريرة، كما في رواية ابن عيينة الآتية في التخريج، ثم اختُلِفَ في رفع الحديث ووقفه، فرواه عبد الوارث وابن عيينة مرفوعاً، ورواه معمر وإسماعيل بن إبراهيم بن أبان موقوفاً. وأخرجه الحميدي (1138) ، وأبو داود (4821) ، ومن طريقه البيهقي 3/236-237 من طريق سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، قال: أخبرني من سمع أبا هريرة، فذكره مرفوعاً. وأخرجه موقوفاً عبد الرزاق (19799) ، ومن طريقه البيهقي 3/237، والبغوي (3335) عن معمر، عن ابن المنكدر، عن أبي هريرة. دون ذكر الواسطة بين ابن المنكدر وأبي هريرة. وأخرجه عبد الرزاق (19801) ، ومن طريقه البيهقي 3/237 عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبان، قال: سمعت ابن المنكدر يحدث بهذا الحديث عن أبي هريرة، قال: وكنت جالساً في الظل وبعضي في الشمس، قال: فقمت حين سمعته، فقال لي ابن المنكدر: اجلس لا بأسَ عليك إنك هكذا جلست. وأخرجه الحاكم 4/271 من طريق عبد الله بن رجاء، عن همام، عن قتادة، عن كثير بن أبي كثير، عن أبي عياض عمرو بن الأسود، عن أبي هريرة رفعه: نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجلس الرجل بين الشمس والظل، وقال: صحيح الِإسناد. قلنا: وعبد الله بن رجاء صدوق إلا عندَ المخالفة، والحديث رواه غيره عن همام، فجعله من حديث رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما سيأتي في "المسند" 3/413-414. = الحديث: 8976 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 531 8977 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ صَاحِبِ كَنْزٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ (1) ، إِلَّا جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِكَنْزِهِ، فَيُحْمَى عَلَيْهِ صَفَائِحُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَبِينُهُ، وَجَنْبُهُ، وَظَهْرُهُ، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ، وَمَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا، إِلَّا جِيءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبِإِبِلِهِ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ، فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، كُلَّمَا مَضَى أُخْرَاهَا عَادَ (2) عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ   = وفي الباب بنحو لفظ حديث أبي عياض عن أبي هريرة: عن أبي حازم البجلي، سيأتي 3/426 و4/262. وإسناده صحيح. وعن بريدة الأسلمي عند ابن أبي شيبة 8/680، وابن ماجه (3722) . وإسناده حسن. قوله: "فقلصت عنه"، قال السندي: يقال: قَلَص بفتحتين، مخفف، ويشدد للمبالغة، أي: ارتفع، والمعنى: ارتفع الظل عنه، وبقي في الشمس. "فليتحول" قيل: أي: فليقم، فإنه مضِر، والحق في أمثاله التسليم لمقالته، فإنه يَعلَم ما لا نَعلَم، وقد جاء: فإنه مجلس الشيطان، وقيل: لعله يفسد مزاجه لاختلال حال البدن لما يحل به من المؤِثرين المتضادين. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: لا يؤدي زكاته. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: رُد. الحديث: 8977 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 532 كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ، وَمَا مِنْ صَاحِبِ غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا، إِلَّا جِيءَ بِهِ وَبِغَنَمِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ، فَيُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، فَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا، وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا، كُلَّمَا مَضَتْ أُخْرَاهَا رُدَّتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يُرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْخَيْلُ؟ قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَهِيَ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَهِيَ لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَهِيَ عَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ، الَّذِي يَتَّخِذُهَا وَيَحْبِسُهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَا غَيَّبَتْ فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ (1) ، وَلَوِ اسْتَنَّتْ مِنْهُ شَرَفًا، أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا أَجْرٌ، وَلَوْ عَرَضَ لَهُ نَهْرٌ فَسَقَاهَا مِنْهُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ غَيَّبَتْهُ فِي بُطُونِهَا أَجْرٌ، حَتَّى ذَكَرَ الْأَجْرَ فِي أَرْوَاثِهَا وَأَبْوَالِهَا، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا تَعَفُّفًا، وَتَجَمُّلًا، وَتَكَرُّمًا، وَلَا يَنْسَى حَقَّهَا فِي ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا، فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، وَأَمَّا الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ وِزْرٌ، فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ، وَبَذَخًا عَلَيْهِمْ "، (2)   (1) في النسخ المتأخرة: فهو أجر، وفي (م) : فهو له أجر. (2) لفظة "عليهم" أثبتناها من (عس) ونسخة على هامش (ظ3) ، وفي (م) = الجزء: 14 ¦ الصفحة: 533 قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْحُمُرُ، قَالَ: " مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7-8] (1) 8978- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ هَذَا الْكَلَامِ كُلِّهِ، (2) 8979- حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَ أَبُو عُمَرَ الْغُدَانِيُّ، قَالَ عَفَّانُ: بِهَذَا الْحَدِيثِ (3) 8980 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ وَاسْمُهُ هَرِمُ (4) بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْتَدَبَ اللهُ   = وبقية النسخ: عليه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سهيل بن أبي صالح من رجاله، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7563) . قوله: "بذخاً عليهم"، قال السندي: بفتحتين: الفخر والتطاول. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. انظر ما قبله. وسلف قوله: "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة" في مسند ابن عمر برقم (5769) عن عفان، بهذا الإِسناد. وقد سلف الحديث بطوله برقم (7563) عن أبي كامل، عن حماد بن سلمة. (3) الحديث صحيح، وهذا الإِسناد ضعيف، أبو عمر -ويقال: عمرو- الغُدَاني تفرد بالرواية عنه قتادة بن دعامة، فهو مجهول. وسيأتي الحديث برقم (10350) و (10351) . وانظر ما قبله. (4) قوله: "واسمه هرم" لم ترد في (ظ3) . الحديث: 8978 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 534 لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَإِيمَانًا بِي، وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، أَنَّهُ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ " (1) 8981 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَكْلُومٍ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ، وَكَلْمُهُ يَدْمَى (2) ، اللَّوْنُ لَوْنُ دَمٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ مِسْكٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (36) ، وأبو عوانة 5/24، والبيهقي في "السنن" 9/157، وفي "شعب الِإيمان" (4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الِإسناد. وقد سلف هذا الحديث مجموعاً إلى الأحاديث الثلاثة التالية برقم (7157) عن محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع. قوله: "انتدب الله"، قال السندي: أي: تكفّل. "ضامن"، أي: ذو ضمان أو مضمون. "أو أرجعه" بفتح الهمزة من رجعه، أي: رده، و"رجع" يجيء لازماً ومتعديا، كقوله تعالى: (فَارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ) [الملك: 4] . (2) في (ظ3) و (عس) : مُدْمَى. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5533) ، وأبو عوانة 5/24، والبيهقي في "السنن" 9/157، وفي "الشعب" (4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وانظر (7157) . الحديث: 8981 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 535 8982 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنَ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو (1) فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً فَيَتْبَعُونِي، وَلَا تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي " (2) 8983 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ، ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ " (3) 8984 - حَدَّثَنَا عَفَّانٌ (4) ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ   (1) في (م) : تغدو. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (36) ، وأبو عوانة 5/24، والبيهقي في "السنن" 9/157، وفي "الشعب" (4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإِسناد. رواية البخاري مختصرة، وانظر (7157) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (36) ، وأبو عوانة 5/24، والبيهقي في "السنن" 9/157، وفي "الشعب" (4236) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الِإسناد. وانظر (7157) . (4) سقط من (م) : "حدثنا عفان". الحديث: 8982 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 536 سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى، وَتَنْفِي الْخَبَثَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ " (1) 8985 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا الْغِيبَةُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ "، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ أَيْ رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي أَخِيكَ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدْ بَهَتَّهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. يحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري. وانظر (7232) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاص المدنى نزيل كرمان- قد اختلف في توثيقه وتضعيفه، وإنما تكلم فيه بعضهم بسبب حديثينِ منكرين روِيا عنه، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، الأول: "اطلبوا الخير عند حِسان الوجوه"، والثاني: "من كان عليه صوم فليسرده ولا يقطعه"، وضعفه به الدارقطني في "السنن" 2/191، وأما الحديث الأول فليس الضعف فيه من جهة عبد الرحمن هذا، ففي الطريق إليه محمد بن الأزهر البلخي -ونسبه الذهبي في "الميزان" 3/467: الجوزجاني-، وقد نهى الِإمام أحمد عن الكتابة عنه لكونه يروي عن الكذابين، وانظر "اللآلىء المصنوعة" 2/80، هذا كل ما أنكِرَ عليه، وأما بقية أحاديثه، فهو متابع فيها، فلذلك فإننا نرى أن حديثه لا ينحط عن رتبة الحسن، والله تعالى أعلم.= الحديث: 8985 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 537 8986 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا نَزَلُوا أَرْسَلُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي لِيَطْعَمَ، فَقَالَ لِلرُّسوُلِ (2) : إِنِّي صَائِمٌ، فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ وَكَادُوا يَفْرُغُونَ جَاءَ فَجَعَلَ يَأْكُلُ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى رَسُولِهِمْ (3) فَقَالَ: مَا تَنْظُرُونَ؟ قَدْ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ صَائِمٌ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَدَقَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، صَوْمُ الدَّهْرِ "، فَقَدْ (4) صُمْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَأَنَا مُفْطِرٌ فِي تَخْفِيفِ اللهِ، وَصَائِمٌ فِي تَضْعِيفِ اللهِ " (5)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 8/575-576عن عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. وسلف هذا الحديث برقم (7146) من طريق شعبة، عن العلاء. (1) تحرف "ثابت" في (م) و (ل) إلى: ليث. (2) في (م) والأصول الخطية: للرسل، والمثبت من مصادر التخريج، وهو الصواب. (3) في (م) : رسلهم. (4) في (ظ3) و (عس) : كنت، بدل: "فقد". (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم، ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو عثمان: هو عبد الرحمن بن ملّ النهدي. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (12) ، والبيهقي 4/293 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الِإسناد. وسلف الحديث دون القصة برقم (7577) . قوله: "مفطر في تخفيف الله"، قال السندي: أي: أفطرت لتخفيف الله تعالى عن المسافر أو المتطوع.= الحديث: 8986 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 538 8987 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ لُوطٍ: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ (1) يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَمَا بَعَثَ اللهُ بَعْدَهُ (2) نَبِيٌّا إِلَّا فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ " (3) 8988 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنْ رَضِيَتْ فَلَهَا رِضَاهَا، وَإِنْ كَرِهَتْ فَلَا جَوَازَ عَلَيْهَا " يَعْنِي الْيَتِيمَةَ (4)   = "وصائم"، أي: وقد صمت لتضعيف الله تعالى. (1) في النسخ الخطية: "قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأوي ... الخ"، وضبب عليه في (س) ، والمثبت من (م) . (2) لفظة: "بعده" ليست في (ظ3) و (عس) . (3) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو، فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وباقي رجاله رجال الصحيح، وقد صح الحديث من طرق عن أبي هريرة ليس فيها: "فما بعث الله بعده نبياً ... الخ". وأخرجه الطبري في "تفسيره" 12/88 من طريق الحجاج بن المنهال، والحاكم 2/561 من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وصححه الحاكم على شرط مسلم! وانظر (8329) . قوله: "ثروة"، قال السندي: بفتح مثلثة، وسكون مهملة، أي: العدد الكثير. (4) إسناده حسن كسابقه.= الحديث: 8987 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 539 8989 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ، صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ (1) : " مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، يَشْهَدُ لَهُ ثَلَاثَةُ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ، إِلَّا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ " (2) 8990 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ: " لَأَدْفَعَنَّ الرَّايَةَ إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللهُ (3) عَلَيْهِ "، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَتَطَاوَلْتُ لَهَا وَاسْتَشْرَفْتُ رَجَاءَ أَنْ يَدْفَعَهَا إِلَيَّ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، دَعَا عَلِيًّا، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: "   = وأخرجه أبو داود (2093) ، والبيهقي 7/122 من طريق موسى بن إسماعيل، والطحاوي 4/364 من طريق عبيد الله بن محمد التيمي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر (7527) . (1) لفظة: "قال" لم ترد في (ظ3) و (عس) و (ك) . (2) إسناده ضعيف لإِبهام الشيخ البصري. وسيأتي من هذا الطريق مرة أخرى برقم (9295) . وله شاهد من حديث أنس بن مالك، سيأتي في مسنده 3/242، وفي إسناده مؤمل بن إسماعيل، وهو ضعيف سيئ الحفظ، لكن حديثه في الشواهد حسن. وانظر الحديث السالف برقم (7552) . (3) لفظ الجلالة ليس في (ظ3) و (ك) . الحديث: 8989 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 540 قَاتِلْ، وَلَا تَلْتَفِتْ حَتَّى يُفْتَحَ عَلَيْكَ "، فَسَارَ قَرِيبًا، ثُمَّ نَادَى: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَامَ أُقَاتِلُ؟ قَالَ: " حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، فَقَدْ مَنَعُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 8991 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ (2) ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ "، (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً وتعليقاً. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد الباهلي. وأخرجه الطيالسي (2441) عن وهيب بن خالد، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (2405) ، والنسائي في "الكبرى" (8149) و (8587) من طريق يعقوب بن أبي حازم، عن سهيل، به. وأخرجه النسائي أيضا (8151) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8163) . وفي الباب عن علي، سلف برقم (778) . وعن بريدة، سيأتي 5/353. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: شهر رمضان. (3) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات إلا أن أبا قِلابة -واسمه= الحديث: 8991 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 541 8992 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ (1) 8993 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا سَبَقَ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ " (2) 8994 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ، كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَنَادَتْهُ، فَقَالَتْ: أَيْ جُرَيْجُ، أَيْ بُنَيَّ، أَشْرِفْ عَلَيَّ أُكَلِّمْكَ، أَنَا أُمُّكَ، أَشْرِفْ عَلَيَّ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، صَلَاتِي وَأُمِّي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، ثُمَّ عَادَتْ فَنَادَتْهُ مِرَارًا، فَقَالَتْ: أَيْ جُرَيْجُ، أَيْ بُنَيَّ، أَشْرِفْ عَلَيَّ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، صَلَاتِي وَأُمِّي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ،   = عبد الله بن زيد- روايته عن أبي هريرة مرسلة. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه عبد بن حميد (1429) عن سليمان بن حرب، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (3600) ، وفي "فضائل الأوقات" (34) من طريق عارم محمد بن الفضل، كلاهما عن حماد بن زيد، بهذا الِإسناد. وانظر (7148) . (1) حديث صحيح، وإسناده كسابقه. (2) حديث صحيح، وسلف الكلام على إسناده برقم (7482) . الحديث: 8992 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 542 فَقَالَتْ: اللهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَةَ، وَكَانَتْ رَاعِيَةً تَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِهَا، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى ظِلِّ صَوْمَعَتِهِ فَأَصَابَتْ فَاحِشَةً، فَحَمَلَتْ فَأُخِذَتْ وَكَانَ مَنْ زَنَى مِنْهُمْ قُتِلَ، قَالُوا: مِمَّنْ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ صَاحِبِ الصَّوْمَعَةِ، فَجَاءُوا بِالْفُؤُوسِ وَالْمُرُورِ، فَقَالُوا: أَيْ جُرَيْجُ، أَيْ مُرَاءٍ،: انْزِلْ، فَأَبَى وَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ يُصَلِّي، فَأَخَذُوا فِي هَدْمِ صَوْمَعَتِهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ نَزَلَ، فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ وَعُنُقِهَا حَبْلًا، فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِمَا فِي النَّاسِ، فَوَضَعَ أُصْبُعَهُ عَلَى بَطْنِهَا، فَقَالَ: أَيْ غُلَامُ، مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: أَبِي فُلَانٌ رَاعِي الضَّأْنِ، فَقَبَّلُوهُ، وَقَالُوا: إِنْ شِئْتَ بَنَيْنَا لَكَ صَّوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، قَالَ: أَعِيدُوهَا كَمَا كَانَتْ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه أبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 261 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وسيأتي برقم (9602) ، وانظر ما سلف برقم (8071) . المومسة: في "اللسان": (مَيَس) : وامرأة مُومِس ومُومِسة: فاجرة جهاراً. والصومعة: هي البناء المرتفع المحدد الطرف الأعلى، ووزنها فوعلة: وهي مُتَعبد الرهبان، لأنهم ينفردون.= الجزء: 14 ¦ الصفحة: 543 8995 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ، فَوَجَدَ غَرِيمُهُ مَتَاعَهُ عِنْدَ الْمُفْلِسِ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1)   = و"المرُور": جمع مَر، وهي المِسحاة (أي: المِجْرفة) . قوله: "فوضع إصبعه على بطنها"، قال السندي: ظاهره أن الأمر كان قبل الوضع، وأن الغلام تكلم في بطن أمه، والروايات المشهورة الصحيحة تدل على خلاف ذلك. وفي الحديث فوائد، منها: عظم بر الوالدين، وإجابة دعائهما، ولو كان معذوراً، لكن يختلف الحال في ذلك بحسب المقاصد. وفيه أن صاحبَ الصدق مع الله لا تضره الفتنُ. وفيه قوةُ يقين جريج وصحة رجاله، لأنه استنطق المولود مع كون العادة أنه لا ينطق، ولولا صحة رجائه بنطقه ما استنطقه. وفيه أن الأمرين إذا تعارضا بُدىء بأهمهما، فإن الله يجعل لأوليائه عند ابتلائهم مخارج، وإنما يتأخر ذلك عن بعضهم في بعض الأوقات تهذيباً لهم، وزيادة لهم في الثواب. وفيه إثبات كرامات الأولياء، ووقوع الكرامة لهم باختيارهم وطلبهم. وفيه أن المفزع في الأمور المهمة إلى الله يكون بالتوجه إليه في الصلاة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين، غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. قتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 8/410 من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (8566) . الحديث: 8995 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 544 8996 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ (1) عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي رَافِعٍ يَعْنِي الصَّائِغَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلْمُؤْمِنِ زَوْجَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا (2) مِنْ فَوْقِ ثِيَابِهِمَا " (3) 8997 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَفَقَئُوا عَيْنَهُ، فَلَا دِيَةَ لَهُ، وَلَا قِصَاصَ " (4)   (1) قوله: "علي بن" سقط من (م) . (2) المثبت من (ظ3) و (عس) و (ك) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: ساقيهما. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح، علي بن عبد الله -وهو ابن المديني- من رجال البخاري، وخلاس بن عمرو من رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً بغيره، وباقي رجال الإسناد من رجالهما، هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه أبو يعلى (6437) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن معاذ بن هشام، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7152) . (4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (939) من طريق علي ابن= الحديث: 8996 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 545 8998 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (1) 8999 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَفْوَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمَدِينَةِ: " لَتَتْرُكَنَّهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ مُذَلَّلَةً لِلْعَوَافِي " يَعْنِي السِّبَاعَ وَالطَّيْرَ (2)   = المديني، بهذا الِإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 83، والنسائي 8/61، وابن الجارود (790) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (940) ، وابن حبان (6004) ، والدارقطني 13/99، والبيهقي 8/338 من طرق عن معاذ بن هشام، به. وانظر ما سلف برقم (7313) . (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري. وأخرجه ابن راهويه (280) ، والنسائي في "الكبرى" (8810) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9362) ، وانظر ما سلف برقم (7566) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي ابن المديني، فمن رجال البخاري. أبو صفوان: هو عبد الله بن سعيد بن عبد الملك يتيم ابن جريج، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي.= الحديث: 8998 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 546 9000 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيَرْتَقِيَنَّ (1) جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا " (2) 9001 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ حَمَّادٌ وَثَابِتٌ، عَنِ   = وأخرجه مسلم (1389) (498) عن زهير بن حرب، عن أبي صفوان يتيم ابن جريج، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1389) (498) ، وابن حبان (6772) من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد، به. وأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة" 1/276 من طريق صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، به. وأخرجه بنحوه مالك في "الموطأ" 2/888، ومن طريقه عمر بن شيبة 1/276، وابن حبان (6773) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 24/122 عن ابن حِماس، عن عمه، عن أبي هريرة. وسلف من طريق سعيد بأطول مما هنا برقم (7193) . (1) في (ظ3) و (عس) : لَيَنْعِقَنَّ، وفي نسخة على هامش (س) : لَيَنْعَقِرَن. (2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، ولجهالة الراوي عن أبي هريرة. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وهذا الحديث تفرد به الِإمام أحمد فيما نعلم، وسيأتي من هذا الطريق برقم (10764) . الحديث: 9000 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 547 الْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ " (1) 9002 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ "، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ (2)   (1) الحديث رواه أحمد بإسنادين، الأول: حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، والثاني: مرسل ضعيف. وأخرجه الترمذي (683) من طريق عبدة بن سليمان وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن ماجه (1326) من طريق محمد بن بشر العبدي، وابن حبان (3682) من طريق ثابت بن يزيد الأحول، والبغوي (1707) من طريق النضر بن شميل، خمستهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد - دون قوله: "وما تأخر"، فقد انفرد بها حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، فهي زيادة شاقة. وانظر (7280) . وسيأتي الحديث برقم (10537) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، به. دون هذه الزيادة. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي. وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (10061) ، وانظر ما سلف برقم (7203) . قلنا: ظاهر قوله تعالى: (ادخلُوا الجنةَ بما كنتُم تعملونَ) [النحل: 32] ، وقوله: (وتلك الجنةُ التي أورِثْتُموها بما كنتم تعملون) [الزخرف: 72] أن دخول الحديث: 9002 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 548 9003 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ " (1) 9004 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَنْظُرُ   = الجنة بسبب الأعمال، والجمع بينها وبين هذا الحديث -كما قال الحافظ في "الفتح" 11/296- بأن يُحمَلَ الحديثُ على أن العمل من حيث هو عمل، لا يستفيد به العامل دخولَ الجنة ما لم يكن مقبولا، وإذا كان كذلك، فأمر القَبُول إلى الله تعالى، وإنما يحصل برحمة الله لمن يُقبَل منه، وعلى هذا فمعنى قوله تعالى: (ادخُلُوا الجنةَ بما كنتم تعملونَ) ، أي: تعملونه من العمل المقبول. ثم قال الحافظ: ثم رأيت النووي (في "شرح مسلم" 17/161) جزم بأن ظاهر الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال، والجمع بينها وبين الحديث أن التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها وقَبولِها برحمة الله تعالى وفَضْلِه، فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل وهو مراد الحديث، ويصح أنه دخل بالأعمال وهي من رحمة الله تعالى. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/415-416 عن وكيع، عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وسيأتي برقم (9302) و (10021) و (10153) . وانظر ما سلف برقم (7262) . الحديث: 9003 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 549 اللهُ إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا " (1) 9005 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ " (2) 9006 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه بهذا اللفظ مالك في "الموطأ" 2/914، والبخاري (5788) ، وأبو عوانة 5/474 من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. وسيأتي من طريق محمد بن زياد برقم (9155) و (9305) و (9555) و (9855) و (10023) و (10207) ، ومن طريق أبي سلمة برقم (10541) . وانظر ما سلف برقم (7467) و (8229) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4489) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/204 من طريق الحجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، بهذا الِإسناد. وأخرجه مسلم (1710) (46) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن وسيأتي برقم (9266) و (9370) و (9858) و (9882) و (10035) و (10250) . وانظر ما سلف برقم (7120) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير= الحديث: 9005 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 550 9007 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَعَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " " لَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَغُلُّ حِينَ يَغُلُّ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ حِينَ يَنْتَهِبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " "، وَقَالَ عَطَاءٌ: " " وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " "، قَالَ بَهْزٌ: فَقِيلَ لَهُ: قَالَ: " " إِنَّهُ يُنْزَعُ مِنْهُ الْإِيمَانُ، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ " "، وَقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ قَتَادَةُ: وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: " " نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ " " (1)   = حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم الباهلي. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (2492) ، وأخرجه الطحاوي 4/17 من طريق حجاج بن المنهال، كلاهما (الطيالسي وحجاج) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9266) و (9559) و (10058) و (10239) . وانظر ما سلف برقم (7305) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عطاء -وهو ابن أبي رباح-، وأما الحسن -وهو البصري- فلم يسمع من أبي هريرة. بهز: هو ابن أسد العَمي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه أبو يعلى (6364) و (6443) من طريق هدبة بن خالد، عن همام، الحديث: 9007 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 551 9008 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا (1) بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 9009 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا الْغِيبَةُ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ "، قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ أَيْ رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي أَخِيكَ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدْ بَهَتَّهُ " (4)   = بهذا الإسناد، بأخصر مما هنا. وانظر ما سلف يرقم (7318) . (1) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وهامش (ل) و (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: رجلًا. (2) حديث صحيح، وهذا سند حسن، عبد الرحمن بن إبراهيم القاص المدني وإن كان مختلفاً فيه، قد تابعه عليه غير واحد، انظر (7206) . (3) الإسناد أثبتناه من (ظ3) ، ولم يذكر في (م) وعامة النسخ، وإنما فيها: وبهذا الإسناد. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق، قد توبع. وهو مكرر (8985) . الحديث: 9008 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 552 9010 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ "، قَالُوا: قَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالَ: " فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ " (1) 9011 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائْتُوا الصَّلَاةَ وَعَلَيْكُمُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمي. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/23، وفي "الكبرى" (560) و (1150) من طريق بهز بن أسد، بهذا الِإسناد. وأخرجه البخاري (715) و (1227) ، وأبو داود (1014) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/445، والبيهقي 2/250 و357 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 3/23-24، وفي "الكبرى" (561) و (1151) ، والطحاوي 1/445 من طريق عمران بن أبي أنس، وأخرجه الحميدي (984) ، وابن خزيمة (1035) ، والطحاوي 1/445 من طريق ابن أبي لبيد، كلاهما عن أبي سلمة، به. وقوله في رواية عمران: "فأدركه ذو الشمالين" خطأ من بعض الرواة، ففي متن حديثه المرفوع قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أصدق ذو اليدين؟ " وانظر التعليق على حديث الزهري السالف برقم (7666) . وسيأتي حديث أبي سلمة برقم (9444) و (10041) . الحديث: 9010 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 553 السَّكِينَةُ، فَصَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ، وَاقْضُوا مَا سُبِقْتُمْ (1) " (2) 9012 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْكَعْبَةَ " (3) 9013 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ " (4) 9014 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ   (1) المثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: سبقكم. (2) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (8964) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأغر: هو سلمان أبو عبد الله المدني. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 14/145 من طريق أبي عباد يحيى بن عباد، عن شعبة، بهذا الِإسناد. وانظر (7481) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. وانظر (7471) . الحديث: 9012 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 554 رَمَضَانَ فِي غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللهُ لَهُ، فَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ الدَّهْرَ كُلَّهُ " (1)   (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي المطوس وأبيه، واسم أبي المطوس يزيد، وقيل: عبد الله بن المطوس. وأخرجه أبو داود الطيالسي (2540) ، وإسحاق بن راهويه (275) ، والدارمي (1715) ، وأبو داود (2396) ، والنسائي في "الكبرى" (3281) و (3282) و (3283) ، وابن خزيمة (1987) و (1988) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1521) و (1522) ، والبيهقي في "السنن" 4/228، وفي "الشعب" (3653) و (3654) ، وابن حجر في "التغليق" 3/170 من طرق عن شعبة، بهذا الِإسناد. وليس في إسناد ابن راهويه والموضع الثاني من "المشكل" عمارة بن عمير. وسيأتي عند المصنف (10080) و (10081) عن حبيب أنه لقي ابن المطوس وسمع منه هذا الحديث. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 8/462-463 من طريق عبد الغفار بن القاسم، عن حبيب بن أبي ثابت، به. وعلقه البخاري في كتاب الصوم باب رقم (29) : إذا جامع في رمضان، فقال: ويذْكَر عن أبي هريرة، يرفعه: "من أفطر ... الخ". وأخرجه الدارقطني 2/211-212 من طريق عبد الله بن مالك، عن أبي هريرة. وفي إسناده عمار بن مطر، وهو هالك، رُمِيَ بالكذب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3284) ، وأبن أبي حاتم في "العلل" (750) من طريق هلال بن العلاء، عن العلاء، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن حبيب بن أبي ثابت، عن علي بن الحسين، عن أبي هريرة، موقوفاً، ولفظه: "أن رجلًا أفطر في شهر رمضان، فأتى أبا هريرة، فقال: لا يقبل منه صوم سنة". قال أبو حاتم: إنما هو حبيب، عن عمارة بن عمير، عن أبي المطوس، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "من أفطر يوماً في شهر رمضان = الجزء: 14 ¦ الصفحة: 555 9015 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ الْأَنْصَارِيُّ (1) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي، وَالْأَمِيرُ مِجَنٌّ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ ذَلِكَ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَكُمْ، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا " (2)   = من غير عذر لم يقض عنه صيام الدهر". قلنا: والعلاء بن هلال، والد هلال، لين الحديث. وسيأتي الحديث (9706) و (9908) و (10080) و (10081) و (10082) من طريق أبي المطوس، عن أبيه. (1) رواية أبي عوانة التي يشير إليها المصنف ستأتي عنده برقم (9385) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي. وأخرجه مختصراً أبو عوانة 4/444 من طريق عارم محمد بن الفضل، عن حماد بن سلمة، به. وسيأتي الحديث بطوله برقم (9385) و (10037) . ولقوله: "من أطاعني فقد أطاع الله ... " انظر ما سلف برقم (7334) . ولقوله: "فإذا كبر فكبّروا ... " انظر ما سلف برقم (7144) . ولقوله: "فإنه إذا وافق ذلك قول الملائكة غفِرَ لكم"، انظر (9401) و (9923) . قوله: "والأمير مِجَن": المِجَن هو الترس، ومعناه: يقي مَنْ خلفَه الخطأ والزلَلَ. الحديث: 9015 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 556 9016 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَتَبِعَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ "، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: انْظُرْ مَا تُحَدِّثُ بِهِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَإِنَّكَ تُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى عَائِشَةَ، فَصَدَّقَتْ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَاللهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا كَانَ يَشْغَلُنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّفْقُ فِي الْأَسْوَاقِ، مَا كَانَ يُهِمُّنِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَلِمَةً يُعَلِّمُنِيهَا، أَوْ لُقْمَةً يَلْقُمُنِيهَا " (1) 9017 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَنَائِمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ بَيْعِ الثَّمَرَةِ حَتَّى تُحْرَزَ مِنْ كُلِّ عَارِضٍ، وَأَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ حَتَّى يَحْتَزِمَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. الوليد بن عبد الرحمن: هو الجُرَشي الحمصي. وأخرجه الطيالسي (2581) ، وابن أبي شيبة 3/320 من طريق شعبة، عن يعلى بن عطاء، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7188) . (2) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (3369) من طريق حفص بن عمر، والبيهقي 2/240 من الحديث: 9016 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 557 9018 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ: " امْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ، وَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ " (1)   = طريق النضر بن شميل، كلاهما عن شعبة، بهذا الِإسناد. ورواية البيهقي مختصرة بالاحتزام فقط. وسيأتي الحديث برقم (9909) و (10105) . وللنهي عن بيع الثمرة حتى تحرز، انظر ما سلف برقم (7559) . وللنهي عن بيع المغانم حتى تقسم شاهد عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/42. وإسناده ضعيف. وعن ابن عباس عند النسائي 7/301، والحاكم 2/540، والبيهقي 5/338. وإسناده حسن. ويشهد لقصة الاحتزام حديث سلمة بن الأكوع، وسيأتي في "المسند" 4/49، وإسناده حسن. قال السندي: قوله: "حتى تحرز": من الحِرْز، أي: تحفَظ. وقوله: "حتى يحتزم"، أي: يشد وسطه، وهو أمر بالتحزيمِ في الصلاة، وهو أن يشد ثوبه عليه، لأنهم ما كانوا أهل سراويل، ومن كان عليه إزار وكان جيبه واسعاً ولم يشد وسطه، ربما انكشفت عورتُه. (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، بين أبي عمران -وهو عبد الملك بن حبيب الجوني- وبين أبي هريرة رجل مبهم سقط من هذا الِإسناد، وهو مثبت في الرواية السالفة برقم (7576) . الحديث: 9018 ¦ الجزء: 14 ¦ الصفحة: 558 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164-241هـ) حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد الجزء الخامس عشر مؤسسة الرسالة الجزء: 15 ¦ الصفحة: 1 تتمة مسند أبي هريرة رضي الله عنه 9019 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ شِبْرًا بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (1) 9020 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " هُنَّ (2) أَيَّامُ طُعْمٍ "، قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: " يَعْنِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات، ضعيف عند التفرد، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الباهلي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وسيأتي الحديث من طريق صحيح عن أبي صالح عن أبي هريرة برقم (9044) ، ومن طريق عجلان عن أبي هريرة برقم (9582) . وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3767) . وعن وائل بن حجر، سيأتي 4/317. (2) في (ظ3) ، ونسخة على هامش (س) : هي. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7134) . الحديث: 9019 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 7 9021 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الطِّيَرَةُ؟ قَالَ: " لَا طَائِرَ "، ثَلَاثَ مَرَّاتِ، وَقَالَ: " خَيْرُ الْفَأْلِ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ " (1) 9022 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ الْإِقَامَةَ، فَلْيَأْتِ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكَ فَلْيُصَلِّ، وَمَا فَاتَهُ فَلْيُتِمَّ " (2) 9023 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (8393) . (2) حديث صحيح، وإسناده حسن كسابقه. وانظر (7252) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" 1/47، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/254 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1336) ، وابن الجارود (585) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5661) و (5662) ، وابن حبان (5076) ، والحاكم 4/103، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/254 من طرق عن أبي عوانة، به. = الحديث: 9021 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 8 9024 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَنْظُرْ مَا الَّذِي يَتَمَنَّى، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا الَّذِي يُكْتَبُ لَهُ مِنْ أُمْنِيَّتِهِ " (1) 9025 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أُحُدًا هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ " (2) ، قَالَ عَبْدُ اللهِ قَالَ أَبِي: " فِيهَا كُلِّهَا فِي هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ: قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ " (3) 9026 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذُوا مِنَ الشَّوَارِبِ،   = وسيتكرر الحديث برقم (9031) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6533) وإسناده قوي، وانظر تتمة شواهده هناك. (1) إسناده ضعيف لضعف عمر بن أبي سلمة عند التفرد. وانظر (8689) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات، ضعيف عند التفرد. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (8450) . (3) قوله: "قال أبي ... الخ" ليس في (ظ3) ، ورمج في (عس) . الحديث: 9024 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 9 وَأَعْفُوا اللِّحَى " (1) 9027 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُونَ يَسْأَلُونَ حَتَّى يُقَالُ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ " قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَوَاللهِ، إِنِّي لَجَالِسٌ يَوْمًا إِذْ قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَجَعَلْتُ أُصْبُعَيَّ فِي أُذُنَيَّ، ثُمَّ صِحْتُ، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ، اللهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه البخاري في "تاريخه" 1/140 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (7132) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة متابع. وأخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 9 عن سهل بن بكار، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (135) (215) ، وأبو عوانة 1/81، وابن منده في "الإيمان" (363) من طريق يحيى بن أبي كثير، وأبو داود (4722) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (661) ، وابن أبي عاصم (653) من طريق عتبة بن مسلم المدني، كلاهما عن أبي سلمة، به. ولم يذكر عتبة بن مسلم في روايته قصة الذي سأل أبا هريرة، وزاد في المرفوع: "فإذا قالوا ذلك، فقولوا: الله أحد، الله الصمد،= الحديث: 9027 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 10 9028 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغَارُ، وَمِنْ غَيْرَةِ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حُرِّمَ عَلَيْهِ " (1) 9029 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ " (2) 9030 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَبَقَ الْعَبْدُ - وَقَالَ مَرَّةً: إِذَا سَرَقَ الْعَبْدُ - فَبِعْهُ، وَلَوْ بِنَشٍّ " وَالنَّشُّ نِصْفُ الْأُوقِيَّةِ " (3) 9031 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ،   = لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، ثم ليتفلْ عن يساره ثلاثاً، وليستَعِذْ بالله من الشيطان". وانظر ما سلف برقم (7790) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8519) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7221) . (3) إسناده ضعيف، عمر بن أبي سلمة ضعيف فيما يتفرد به. وانظر (8439) . الحديث: 9028 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 11 عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَعَنَ اللهُ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ " (1) 9032 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ: عِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَشُهُودُ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ إِذَا حَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 9033 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ (3) أَكْثَرَ عَذَابِ الْقَبْرِ فِي الْبَوْلِ " (4)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (9023) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (8675) . (3) لفظة: "إن" أثبتناها من (ظ3) ، ولم ترد في (م) وبقية النسخ. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/122، وابن ماجه (348) ، والآجري في "الشريعة" ص 363، والدارقطني 1/128، والحاكم 1/183، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر (120) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (9059) ، وانظر (8331) . الحديث: 9032 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 12 9034 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ " (1) 9035 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُرَيشٌ وَالْأَنْصَارُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَمُزَيْنَةُ وَجُهَيْنَةُ وَأَشْجَعُ مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ دُونَ اللهِ وَلَا رَسُولِهِ مَوْلًى " (2) 9036 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً:، قَالَ: زَعَمَ ذَاكَ ثُمَامَةُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ (3) حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَالْآخَرِ دَوَاءً "،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن مسلم، فمن رجال مسلم. وانظر (7504) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إسحاق -وهو ابن عبد الله بن الحارث المدني- صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7904) . (3) لفظة: "وعن" ليست في (ظ3) و (عس) . والراوي عن حبيب بن الشهيد هو حماد بن سلمة. الحديث: 9034 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 13 وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: فَإِنَّ أَحَدَ جَنَاحَيْهِ (1) 9037 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ إِنْسَانًا كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَسْوَدَ فمَاتَ - أَوْ مَاتَتْ - فَفَقَدَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَا فَعَلَ الْإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ يَقُمُّ الْمَسْجِدَ؟ "، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: مَاتَ، قَالَ: " فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي بِهِ؟ " فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ لَيْلًا، قَالَ: " فَدُلُّونِي عَلَى قَبْرِهَا "، قَالَ: فَأَتَى الْقَبْرَ، فَصَلَّى عَلَيْهَا قَالَ ثَابِتٌ - عِنْدَ ذَاكَ، أَوْ فِي حَدِيثٍ آخَرَ -: " إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا بِصَلَاتِي عَلَيْهِمْ " (2)   (1) حديث صحيح، وله إسنادان، الأول: حماد بن سلمة، عن ثمامة بن عبد الله، عن أبي هريرة، ورجاله ثقات رجال الصحيح إلا أنه منقطع، فإن ثمامة لم يسمع من أبي هريرة. والثاني: حماد، عن حبيب بن الشهيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، وهذا سند صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3292) من طريق عفان بن مسلم، بالإسنادين جميعاً. وانظر (8657) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 4/47 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وسيأتي عن عفان مختصراً برقم (9272) ، وانظر (8634) . وقوله: "ينورها بصلاتي عليهم"، قال السندي: أخِذَ منه خصوص الصلاة على القبر به صلى الله عليهم وسلم. الحديث: 9037 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 14 9038 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ غَالِبٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ بِاللهِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ "، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ذَاكَ؟ قَالَ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: " أَغْلَاهَا ثَمَنًا، وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا "، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ: " قَوِّمْ ضَائِعًا، أَوِ اصْنَعْ لِأَخْرَقَ " (1) ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ ذَاكَ؟ قَالَ: " فَاحْبِسْ نَفْسَكَ عَنِ الشَّرِّ، فَإِنَّه صَدَقَةٌ حَسَنَةٌ، تَصَدَّقْ (2) بِهَا عَلَى نَفْسِكَ " (3)   (1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: "فتعين ضائعاً، أو تصنع لأخرق". (2) المثبت من (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: تصدقت. (3) إسناده حسن، خليفة بن غالب صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه المزي في ترجمة خليفة من "تهذيب الكمال" 8/322 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (155) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (28) ، والدولابي في "الكنى" 2/168-169 من طرق عن خليفة بن غالب، به. ورواية البخاري وابن أبي عاصم مختصرة. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (154) عن موسى بن إسماعيل، عن خليفة بن غالب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مختصراً، ولم يذكر= الحديث: 9038 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 15 9039 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا طَلَعَ النَّجْمُ صَبَاحًا قَطُّ، وَتَقُومُ عَاهَةٌ، إِلَّا رُفِعَتْ عَنْهُمْ أَوْ خَفَّتْ " (1) 9040 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ صَوْتًا، فَأَعْجَبَهُ، فَقَالَ: " قَدْ أَخَذْنَا فَأْلَكَ مِنْ فِيكَ " (2)   = أبا سعيد. وسيأتي برقم (10878) ، وانظر ما سلف برقم (7511) . قوله: "ضائعاً"، قال ابن الأثير في النهاية" 3/107، أي: ذا ضَياع، مِن فَقر، أو عِيال، أو حال قَصر عن القيام بها، ورواه بعضهم بالصاد المهملة والنون، وقيل: إنه هو الصواب، وقيل: هو في حديث بالمهملة، وفي آخر بالمعجمة، وكلاهما صواب في المعنى. وقوله: "لأخرق"، قال السندي: من الخُرق بالضم، وهو الجهل والحمق، أي: جاهل بما يجب عليه أن يعمله، ولم يكن في يده صنعة يَكتسب بها. (1) حديث حسن، عسل بن سفيان -وإن كان ضعيفاً- قد توبع. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2286) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (8495) . (2) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. وأخرجه أبو داود (3917) عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.= الحديث: 9039 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 16 9041 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ، حَدَّثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَتَبَ اللهُ الْجُمُعَةَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَاخْتَلَفُوا فِيهَا، وَهَدَانَا اللهُ لَهَا، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهَا تَبَعٌ، فَلِلْيَهُودِ غَدًا، وَلِلنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ " (1) 9042 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ (2) فِيهِ الْبَقَرَةُ " (3) 9043 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قال: " إِذَا تَكَلَّمْتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَدْ لَغَوْتَ وَأَلْغَيْتَ " (4)   = وانظر ما سلف في الفأل برقم (7618) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وقد سلف من هذا الطريق برقم (7214) . (2) في (م) : البيت الذي تقرأ. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن ذكوان السمان أبي صالح- فمن رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، ووهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم. وأخرجه ابن الضريس (184) عن عبد الأعلى بن حماد، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (7821) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم.= الحديث: 9041 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 17 9044 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ " (1) 9045 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 9046 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ،   = وأخرجه ابن خزيمة (1804) من طريق حبان بن هلال، عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (7332) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطيالسي (2410) ، ومن طريقه البيهقي 6/99 عن وهيب بن خالد، بهذ الإسناد. وأخرجه مسلم (1611) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن حبان (5161) طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. وانظر ما سلف برقم (9019) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان. وأخرجه مسلم (2590) (72) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (18934) عن معمر، ومسلم (2590) (71) من طريق روح بن القاسم، كلاهما عن سهيل، به. وشك أحد الرواة عند عبد الرزاق برفعه. وسيأتي الحديث من طريق سهيل برقم (9248) و (10761) ، وسلف برقم (7427) من طريق الأعمش عن أبي صالح ضمن حديث مطول. الحديث: 9044 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 18 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ: " فِيهَا كُلِّهَا حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ " هَكَذَا قَالَهَا أَبِي (2) 9047 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، وَوُهَيْبٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (3) 9048 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ، فَتُحْرِقَ ثِيَابَهُ حَتَّى تَخْلُصَ إِلَيْهِ، خَيْرٌ لُهُ مِنْ أَنْ يَطَأَ عَلَى قَبْرِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " (4) 9049 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، فَمَضْمَضَ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7791) . (2) قول عبد الله بن أحمد لم يرد في (ظ3) ، ورُمج في (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (8517) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8108) . الحديث: 9047 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 19 وَغَسَلَ يَدَهُ وَصَلَّى " (1) 9050 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَكَلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ ثم (2) صَلَّى " (3) 9051 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطيالسي (2411) عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (177) ، وابن ماجه (493) ، والبزار (297 - كشف الأستار) ، وابن خزيمة (42) ، والطحاوي 1/67، وابن حبان (1151) ، والبيهقي 1/156 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وزادوا فيه -عدا ابن ماجه- الحديث التالي في وضوء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أكل الأقط. وانظر التعليق على الحديث السالف برقم (7605) . (2) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: وصلى. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله، وما سلف برقم (7605) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (400) عن موسى بن إسماعيل التبوذكي، ومسلم (2563) (31) من طريق حبان بن هلال، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد.= الحديث: 9050 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 20 9052 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فَتَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ، إِلَّا كَأَنَّمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً " (1)   = وانظر ما سيأتي برقم (10219) و (10649) ، وما سلف برقم (7727) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (4855) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (408) ، وابن حبان (590) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (445) ، والحاكم 1/941-492 و492، وأبو نعيم في "الحلية" 7/207، وفي "أخبار أصبهان" 2/224 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9965) و (10680) و (10825) . وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3380) من طريق أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة. وقرن بأبي هريرة أبا سعيد الخدري. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، ستأتي برقم (9583) و (9764) و (10413) . وفي الباب عن جابر عند الطيالسي (1756) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (58) و (411) ، والطبراني في "الدعاء" (1928) ، والبيهقي في "الشعب" (1570) . وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي بإثر الحديث (3380) ، والنسائي (409) ، والبيهقي (1571) مرفوعاً، ورواه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (55) ، والنسائي (410) موقوفاً. وعن أبي أمامة عند الطبراني في "الكبير" (7751) ، وفي "الدعاء" (1921) . وعن عبد الله بن مغفل عند الطبراني في "الأوسط" (3756) ، وفي "الدعاء" (1920) .= الحديث: 9052 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 21 9053 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ (1) ، فَيُغْفَرُ ذَلِكَ الْيَوْمَ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا امْرَأً كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا " (2) 9054 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ الدِّينُ (3) كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " (4)   = قوله: "عن جيفة حمار"، قال السندي: أي: قاموا عن أمر مكروه مُسْتَقذَر، لأن المجلس لا يخلو عن كلام زائد أو ناقص عادةً، وذكر الله تعالى بمنزلة الكفارة لما جرى فيه. وقوله: "حسرة"، قال: لِما فات عنهم من الخير، والله تعالى أعلم. (1) في (ظ3) و (عس) : ويوم خميس. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطيالسي (2403) عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وانظر (7639) . (3) في (م) : ويعود غَرِيبًا، وكانت كذلك في (عس) ثم رُمجت كلمة "غَرِيبًا". (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاص المدني نزيل كرمان- وقد سلفت ترجمته عند الحديث رقم (8985) .= الحديث: 9053 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 22 9055 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " (1) 9056 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاصُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَا مِنْ دَاءٍ إِلَّا فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ مِنْهُ شِفَاءٌ، إِلَّا السَّامُ " (2)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 13/237 عن عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (691) ، والطبراني في "الأوسط" (2798) ، وابن منده في "الإيمان" (422) من طريق روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وسقط من المطبوع من "المعجم الأوسط" عبد الرحمن والد العلاء. وأخرجه مسلم (145) ، وابن ماجه (3986) ، وأبو عوانة 1/101-102، والآجري في "الغرباء" (4) ، وابن منده (423) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (174) ، والبيهقي في "الزهد" (204) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/307، وفي "شرف أصحاب الحديث" (37) من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة. وفي الباب عن سعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، سلفا على التوالي (1604) و (3784) وذكرَتْ باقي أحاديث الباب هناك. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8289) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه.= الحديث: 9055 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 23 9057 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ، مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ (1) مِنْ حَدِيدٍ، قَدِ اضْطُرَّتْ أَيْدِيهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَكُلَّمَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَةٍ، اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ، وَكُلَّمَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِصَدَقَةٍ، انْقَبَضَتْ عَلَيْهِ كُلُّ حَلْقَةٍ مِنْهَا إِلَى صَاحِبَتِهَا، وَتَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ "، قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي يَقُولُ: " فَيَجْهَدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا فَلَا تَتَّسِعُ " (2) 9058 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَرَى رَبَّنَا عَزَّ وَجَلَّ   = وأخرجه مسلم (2215) (89) ، والبغوي (3227) من طريق إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10282) ، وانظر ما سلف برقم (7287) . (1) كذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: جُبتان، بالباء، وانظر التعليق عليها عند الحديث رقم (7483) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي. وأخرجه النسائي 5/72 من طريق عفان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1443) و (2917) عن موسى بن إسماعيل، ومسلم (1021) (77) من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي، كلاهما عن وهيب بن خالد، به. وانظر (7335) . الحديث: 9057 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 24 يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ الشَّمْسَ بِنِصْفِ النَّهَارِ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابَةٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " هَلْ تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابَةٌ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَرَوُنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا " (1) 9059 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَكْثَرَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ " (2) 9060 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مصعب بن محمد، فقد روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه، وروى عنه جمع من الثقات، ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال سفيان بن عيينة: كان صالحاً، وقال أحمد: لا أعلم إلا خيراً. وأخرجه أبو داود (4730) من طريق سهيل بن أبي صالح، وابن ماجه (178) ، والترمذي (2554) من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي صالح، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7717) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وهو مكرر (9033) . الحديث: 9059 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 25 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} [يوسف: 50] ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتُ أَنَا، لَأَسْرَعْتُ الْإِجَابَةَ وَمَا ابْتَغَيْتُ الْعُذْرَ " (1) 9061 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَحُسَيْنٌ (2) ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، وَيَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لَغَنِيٍّ، وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ " (3) 9062 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، فإنه حسن الحديث، وهو مكرر (8554) . (2) كذا في (ظ 3) ، وفي (م) وبقية النسخ، ونسخة على هامش (ظ 3) : حسن. وأثبتنا ما في (ظ 3) لأنه جاء في "أطراف المسند" 7/231 مصرحاً به أنه حسين بن محمد، وحسن وحسين كلاهما ثقة. (3) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (8908) . أبو حصين: هو عثمان بن عاصم، ويحيى بن إسحاق: هو السيلَحيني، شيخ أحمد. (4) إسناده صحيح على شرط البخاري. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم.= الحديث: 9061 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 26 9063 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقَالَ: " إِنِّي جِئْتُ الْبَارِحَةَ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَدْخُلَ عَلَيْكَ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فِي الْبَيْتِ صُورَةٌ، أَوْ كَلْبٌ " (1) 9064 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَلَا يُنَجِّيهِ مِنَ النَّارِ، إِلَّا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ "، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا أَنْتَ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ "، قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ،   = وأخرجه البخاري (6446) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1207) ، والبيهقي في "الشعب" (10342) من طريق أحمد بن يونس، والترمذي (2373) عن أحمد بن بديل، كلاهما عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (276) من طريق القعقاع بن حكيم، وابن الأعرابي في "معجمه" (1064) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1210) من طريق الأعمش، كلاهما عن أبي صالح، به. وانظر ما سلف برقم (7316) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله. وانظر (8045) . الحديث: 9063 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 27 يَقْبِضُهَا وَيَبْسُطُهَا (1) 9065 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ زَيْدٍ (2) عَمِّي، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ، فَمَرَّ شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ كَأَنَّهُ مُسْتَرْخِي الْإِزَارِ، قَالَ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَجَعَلَ يَعْتَذِرُ، فَقَالَ: إِنَّهُ اسْتَرْخَى، وَإِنَّهُ مِنْ كَتَّانٍ، فَلَمَّا مَضَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ لَهُ، مُعْجَبًا (3) بِنَفْسِهِ، إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ الْأَرْضَ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (4) 9066 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا ذَوَّادٌ (5) أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7203) . (2) في النسخ الخطية: يزيد، ثم رمجت في (ظ3) وكتب فوقها: زيد، على الصواب. (3) المثبت من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) وبقية النسخ: معجب. (4) إسناده حسن، جرير بن زيد روى عنه ثقتان، ولم يرو له البخاري سوى هذا الحديث، ومسلم حديثاً آخر في الأشربة متابعةً، قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5790) ، وفي "التاريخ الكبير" 2/212، والنسائي في "الكبرى" (9679) ، وأبو عوانة 5/471 من طريق وهب بن جرير، عن أبيه جرير بن حازم، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7630) . (5) كلمة "ذواد" لم ترد في (م) ، ورمجت في (عس) ، وتحرفت في سائر الأصول الخطية إلى: داود، والصواب ما أثبتنا. الحديث: 9065 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 28 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَا هَجَّرْتُ إِلَّا وَجَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، قَالَ: فَصَلَّى، ثُمَّ قَالَ: " اشِكَمَتْ دَرْدْ؟ " قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: " قُمْ فَصَلِّ، فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شِفَاءً " (1)   (1) إسناده ضعيف. ذواد أبو المنذر -وهو ابن عُلبة الحارثي- ضعيف، وكذا ليث -وهو ابن أبي سليم-. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (269) من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3458) ، وأبو الحسن القطان في زياداته على ابن ماجه بإثر (3458) ، والعقيلي في "الضعفاء" 2/48، وابن عدي في "الكامل" 3/985، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 255، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (271) و (272) من طرق عن أبي المنذر ذواد بن علبة، به. وأخرجه ابن الجوزي (273) ، وأبو الشيخ ص 255 من طريق الصلت بن الحجاج، عن ليث بن أبي سليم، به. وأخرجه موقوفا العقيلي 2/48 من طريق ابن الأصبهاني، عن ذواد، به. وأخرجه موقوفاً أيضا العقيلي 2/48 من طريق شريك النخعي، وابن عدي 3/985، وابن الجوزي (275) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن عدي 3/985 من طريق عبد السلام بن حرب، ثلاثتهم عن ليث بن أبي سليم، به. وسيأتي الحديث مرفوعاً برقم (9240) عن موسى بن داود، عن ذواد بن عُلبة. وقي الباب عن أبي الدرداء، عند ابن الجوزي في "العلل" (274) . وقال ابن الجوزي بإثره: هذان حديثان لا يصحان (يعني حديث أبي هريرة وحديث أبي الدرداء) ، أما حديث أبي هريرة فالطرق الأربعة المتقدمة منه يرويها ذواد بن علبة أبو المنذر الحارثي، قال يحيى: لا يكتب حديثه، وقال مرة: ليس بشيء. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات ما لا أصل له، والطريق الخامس يرويها= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 29 9067 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَدَعَنَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ الْمَدِينَةَ، وَهِيَ خَيْرُ مَا يَكُونُ، مُرْطِبَةٌ مُونِعَةٌ "، فَقِيلَ: فَمَنْ يَأْكُلُهَا؟ قَالَ: " الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ " (1) 9068 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،   = الصلت بن الحجاج، قال ابن عدي: عامة حديثه منكر. ولعله أخذه من ذواد، ثم جميع الطرق عن ليث، وقد ضعفه ابن عيينة، وقال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره، فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم. تركه يحيى القطان ويحيى بن معين وابن مهدي وأحمد. ثم قال: وقد روي هذا الحديث عن أبي هريرة موقوفا، وهو أصح. قوله: "ما هجرت"، قال السندي: من التهجير، وهو التبكير إلى الصلاة، والمبادرة إليها. قوله: "اشكنب درد": كذا جاء في الأصول، وفي "سنن ابن ماجه" "أشِكَمَتْ". وفي "العلل المتناهية" وردت اشكنب كما في "المسند"، وفي "قاموس الفارسية" للدكتور عبد النعيم محمد حسنين: شكم: البطن، ويسمى أيضا: اشكم، أي: تشتكي بطنك، كما جاء في بعض الروايات. قوله: "لا" كذا جاء في رواية الحديث في نسخ "المسند"، والجادة أن يقول: "نعم" وهو الموافق لسياق الحديث ومصادر التخريج. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي المهزم: وهو يزيد -وقيل: عبد الرحمن- بن سفيان، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح. وقد سلف الحديث برقم (7193) و (8999) بإسناد صحيح عن أبي هريرة. الحديث: 9067 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 30 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ صَدَقَةُ قَوْمِي (1) ، وَهُمْ أَشَدُّ النَّاسِ عَلَى الدَّجَّالِ " يَعْنِي بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْأَحْيَاءِ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْهُمْ، فَأَحْبَبْتُهُمْ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا (2) 9069 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعِمَّا لِلْمَمْلُوكِ إِذَا أَدَّى حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ " (3)   (1) في (ل) ، ونسخة على هامش (س) : قوم، وفي رواية البخاري (4366) : صدقات قوم أو قومي. قال العيني: قوله "قوم" بالكسر بلا تنوين، لأنه قد حذف منه ياء المتكلم، "أو قومي" شك من الراوي. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي زرعة، وقد رُوي الحديث من طريقين صحيحين عن أبي هريرة. فأخرجه البخاري (2543) و (4366) ، ومسلم (2525) ، وأبو يعلى (6108) ، وابن حبان (6808) ، والبيهقي 7/11 من طريق عمارة بن القعقاع، والبخاري (2543) ، ومسلم (2525) ، وأبو يعلى (6108) من طريق الحارث بن يزيد العكلي، كلاهما عن أبي زرعة، عن أبي هريرة. وزادوا فيه قوله: وكانت سبيةٌ منهم عند عائشة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أعتِقيها، فإنها من وَلَد إسماعيل". وأخرجه مسلم (2525) ، والحاكم 4/84، والبيهقي 9/75 من طريق داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن أبي هريرة، بنحوه، غير أنه قال: "هم أشد الناس قتالا في الملاحم" ولم يذكر الدجالَ. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس، والأعمش: هو سليمان بن مهران.= الحديث: 9069 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 31 قَالَ كَعْبٌ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ وَلَا عَلَى مُؤْمِنٍ مُزْهِدٍ 9070 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا مُسْلِمٍ لَعَنْتُهُ، أَوْ آذَيْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَقُرْبَةً " (1) 9071 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ،   = وأخرجه البخاري (2549) من طريق أبي أسامة، والترمذي (1985) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (7428) . قوله: "نعما"، قال النووي: فيها ثلاث لغات: إحداها: كسر النون مع إسكان العين، والثانية: كسرهما، والثالثة: فتح النون مع إسكان العين، والميم مشددة في جميع ذلك، أي: نعم شيء هو، ومعناه: نعم ما هو، فأدغمت الميم في الميم. وقال العيني تعليقاً على لفظ رواية البخاري: "نعما لأحدكم يحسن عبادة ربه": والمخصوص بالمدح محذوف، وقوله: "يحسن" مبين له، تقديره: نعما المملوك لأحدهم يحسن عبادة ربه، وينصح لسيده. وقوله: "قال كعب" يوضحه ما سلف في الرواية (7428) قال (القائل: أبو هريرة) : فحدثتهما كعباً، قال كعب: ليس عليه حساب ولا على مومن مُزْهِد. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (2765) من طريق عبد الواحد بن زياد، والبيهقي 7/61 من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق الأعمش برقم (10336) ، وانظر ما بعده، وما سلف برقم (7311) . الحديث: 9070 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 32 أَنَّهُ قَالَ: " زَكَاةً وَرَحْمَةً " (1) 9072 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي (2) نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَخْتَصِمَنَّ كُلُّ شَيْءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى الشَّاتَانِ فِيمَا انْتَطَحَتَا " (3) 9073 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَسَنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، يَبِيعُ قَوْمٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا قَلِيلٍ، الْمُتَمَسِّكُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر من هذا الطريق برقم (10435) ، وانظر ما قبله. (2) في (م) وعامة النسخ الخطية، عدا (ظ3) و (عس) : ألا والذي. (3) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ. ابن حجيرة: اسمه عبد الرحمن. وسيأتي هذا الحديث في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11238) عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد. وانظر الحديث السالف برقم (7204) . الحديث: 9072 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 33 يَوْمَئِذٍ بِدِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ - أَوْ قَالَ: عَلَى الشَّوْكِ - "، قَالَ حَسَنٌ فِي حَدِيثِهِ: " خَبَطِ (1) الشَّوْكِ " (2) 9074 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ،   (1) في (ظ3) و (عس) : يخبط. (2) حديث صحيح دون قوله: "المتمسك يومئذ بدينه ... الخ" فحسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ. حسن: هو ابن موسى الأشيب، وأبو يونس: هو سليم بن جبير مولى أبي هريرة. وأخرجه الفريابي في "صفة المنافق" (100) عن قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (8030) . ولقوله: "المتمسك يومئذ بدينه ... إلخ" شاهد من حديث أنس بلفط: "يأتي على الناس زمان، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر". عند الترمذي (2260) ، وآخر من حديث أبي ثعلبة الخشني ضمن حديث مطول عند أبي داود (4341) ، والترمذي (3058) ، وابن ماجه (4014) ، وابن حبان (385) بلفظ: "فإن من ورائكم أياماً، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر". وإسنادهما ضعيفان. قوله: "فِتناً"، قال السندي: بالنصب على أنه حال من فاعل "اقترب"، أي: حال كون ذلك الشر فتناً. قوله: "بعرض" بفتحتين، أي: متاع. قلنا: والخَبَط، بالتحريك: ما يَتساقط من الشجر إذا ضُرِبَ بالعصا. تنبيه: تكرر هذا الحديث في (م) بعد الحديث التالي، وليس هو في سائر أصولنا الخطية. الحديث: 9074 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 34 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ، إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا عَبْدٍ جَلَدْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَقُرْبَةً " (1) 9075 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ (2) ، عَنْ أَبُي يُونُسَ، وَحَسَنٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُكْثِرُونَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا "، قَالَ يَحْيَى: " وَقَلِيلٌ مَا هُمْ "، قَالَ حَسَنٌ: وَأَشَارَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ " (3) 9076 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة سيىء الحفظ. وانظر ما سلف برقم (7311) . (2) قوله: "عن أبي يونس، وحسن قال: حدثنا ابن لهيعة" سقط من (م) ، واستدركناه من أصولنا الخطية و"أطراف المسند" لابن حجر 7/306. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفط. حسن: هو ابن موسى، وأبو يونس: هو سُليم بن جُبَير مولى أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8085) . الحديث: 9075 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 35 قَالَ: " أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ " (1) 9077 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْروٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَ خَلْقِي، فَلْيَخْلُقْ ذَرَّةً، أَوْ حَبَّةً "، وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَمَنْ " (2) 9078 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا ضَحَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. وأخرجه ابن حبان (639) من طريق عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7426) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. يزيد بن عمرو: هو المَعافِري المِصري. وانظر ما سلف برقم (7166) . (3) إسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" (1605) أن بعض الناس قد رواه عن الحسن بن صالح، فقال: عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، مرسلاُ، ونقل عن أبيه أنه صوب الرواية= الحديث: 9077 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 36 9079 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا فِي الدِّينِ " (1)   = المرسلة على الموصولة. وأخرجه موصولاً ابن عدي في "الكامل" 2/727، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/34 من طريق أسود بن عامر شاذان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي 2/727 من طريق سلمة بن عبد الملك العَوْصي، عن الحسن بن صالح، به. وفي الباب عن ابن عباس، عند الطبراني في "الكبير" (12710) ، وإسناده ضعيف فيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف، وزيد بن الحريش وهو مجهول الحال، كما قال ابن القطان الفاسي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: ربما أخطأ. والأضْحِية: بضم الهمزة وكسرها وتشديد الياء فيهما، نص عليه القاضي عياض في "مشارق الأنوار" 2/56، وابن أبي الفتح البعلي في "المُطلع" ص 205، وهكذا ضُبطَت الياء مشددة ضبط قلم في المعاجم اللغوية غير ما وقع في "القاموس المحيط " فقد ضبطت فيه بالتخفيف ضبط قلم أيضا، ونقل البدر العيني في "عمدة القاري" 21/144 عن السرقسطي في "الدلائل" أنه نص على التخفيف فيها، وأما علي القاري فقد ضبطها في "مرقاة المفاتيح" 2/259 بتشديد الياء على ما وقع في أصوله المصححة من "المشكاة"، وقال: وأما قول ابن حجر: وبتخفيفها، فمحتاج إلى نقل صريح أو دليل صحيح. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة. أبو علقمة الراوي عن أبي هريرة: هو الفارسي المصري مولى بني هاشم. وانظر ما سلف برقم (7496) . الحديث: 9079 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 37 9080 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ - بَيَّاعِ الْمُلَاءِ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 14] ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَنَزَلَتْ {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 39] ، فَقَالَ: " أَنْتُمْ ثُلُثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، بَلْ أَنْتُمْ نِصْفُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَتُقَاسِمُونَهُمُ النِّصْفَ الْبَاقِي " (1) 9081 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَبِّئْنِي بِأَحَقِّ النَّاسِ مِنِّي صُحْبَةً، فَقَالَ: " نَعَمْ، وَاللهِ،   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي -سيئ الحفظ، ووالد محمد بياع الملاء -وهو عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة- مجهول. وأورد نحو هذا الحديث ابن كثير في "تفسيره" 2/85، وقال: قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا موسى بن غَيلان، حدثنا هاشم بن مخلد، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن أبي عمرو، عن أبيه، عن أبي هريرة ... فذكره. وأبو عمرو: هي كنية محمد بياع الملاء نفسه، فالإِسناد ضعيف لجهالة والده لكن يشهد لقوله: "أنتم ثلث أهل الجنة.. الخ" حديث ابن مسعود، سلف برقم (4328) . وحديث جابر، سيأتي 3/346 و383. الحديث: 9080 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 38 لَتُنَبَّأَنَّ "، قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: " أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " أُمُّكَ "، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أَبُوكَ " (1) 9082 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ خَلَقَ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان ضعيفاً لسوء حفظه- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/541، وعنه مسلم (2548) (3) ، وابن ماجه (2706) ، وأخرجه البغوي (3416) من طريق عبد الغفار بن الحكم، كلاهما عن شريك، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1118) ، وابن ماجه (3658) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1670) و (1671) ، وابن حبان (433) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (5971) ، ومسلم (2548) (1) ، وأبو يعلى (6082) ، وابن حبان (434) من طريق جرير بن عبد الحميد، ومسلم (2548) (2) ، وأبو يعلى (6094) من طريق فضيل بن غزوان، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1672) من طريق حبان بن علي، أربعتهم عن عمارة بن القعقاع، به. وانظر (8344) . قوله: "أبوك" هكذا أثبتناه بالرفع على الجادة من مصادر التخريج، وهو في أصولنا الخطية: أباك، ووجهه السندي بقوله: ثم أباك، أي: اخدم أباك وأرضه، أو: ثم اصحب أباك بأحسن وجه. قلنا: ويمكن أن يخرج على مذهب من يعامل الأسماء الخمسة معاملة الاسم المقصور فيقدر الحركات الثلاث على الألف للتعذر، فيقول: هذا أباه، ورأيت أباه، ومررت بأباه، وعليه قول الشاعر: إن أباها وأبا أباها ... قد بَلَغا في المجدِ غايتاها الحديث: 9082 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 39 خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا مِثْلَ خَلْقِي ذَرَّةً، أَوْ ذُبَابَةً، أَوْ حَبَّةً " (1) 9083 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ ابْنِ عُمَيْرٍ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: " أَشْعَرُ بَيْتٍ قَالَتْهُ الْعَرَبُ: [البحر الطويل] أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ " (2) 9084 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ، قَالَ: " لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُونَ (3) حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى رَأْسِ ذَلِكَ، أَوْ مِلَاكِ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل شريك النخعي، وانظر (7166) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (2256) (2) ، والترمذي في "السنن" (2849) ، وفي "الشمائل" (247) ، وأبو يعلى (6015) ، وابن حبان (5783) من طرق عن شريك، بهذا الإسناد. وشريك قد تابعه عند مسلم غير واحد. وسيأتي من طريقه برقم (9737) و (10230) ، وسلف برقم (7383) من طريق زائدة بن قدامة، عن عبد الملك بن عمير. (3) في بعض النسخ المتأخرة: لا تؤمنوا، وهي رواية مسلم، ووجهها شراحه على أن النون حذفت للتخفيف، وهي لغة معروفة. الحديث: 9083 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 40 ذَلِكَ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ "، وَرُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ " (1) ،   (1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، وانظر ما بعده. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/624-625، ومسلم (54) (93) ، والترمذي (2688) ، وابن ماجه (68) و (3692) ، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (463) ، وأبو عوانة 1/30، وابن حبان (236) ، وابن منده (331) ، والبيهقي في "الشعب" (8745) من طريق أبي معاوية، ومسلم (54) (94) ، ومحمد بن نصر (462) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبو داود (5193) ، وأبو عوانة 1/30-31، وابن منده (330) ، والبغوي بإثر الحديث (3300) من طريق زهير بن معاوية، ومحمد بن نصر (463) ، وابن منده (332) من طريق عمر بن عبيد، أربعتهم عن الأعمش، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (9085) و (9709) و (10177) و (10431) و (10650) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (260) من طريق إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة. وزاد في آخره: "وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة، لا أقول لكم: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين". وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (980) ، وابن منده (333) و (334) . من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن منده (335) ، والبيهقي في "الشعب" (8746) ، والخطيب في "الموضح" 2/386 من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وأخرج الترمذي (1854) من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان". وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من حديث محمد بن زياد، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7932) .= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 41 9085 - وحَدَّثَنَاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ مَعْنَاهُ (1) 9086 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا يَرِيهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (2) 9087 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ، يَأْتِي الْجُرْحُ لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ " (3)   = وفي باب إفشاء السلام عن الزبير بن العوام، وابن عمر، وعبد الله بن عمرو، سلفت في "المسند" على التوالي (1412) و (6450) و (6587) . وعن هانىء بن يزيد المذحجي عند ابن حبان (490) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/624-625، وابن ماجه (3692) ، وأبو عوانة 1/30، وابن منده (329) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وسيتكرر بهذا الإسناد برقم (10431) . (2) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (8655) . (3) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي النخعي- وإن كان سيئ الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2211) عن علي بن الجعد، عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. = الحديث: 9085 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 42 9088 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ " نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ: وَهُوَ اشْتِرَاءُ الزَّرْعِ وَهُوَ فِي سُنْبُلِهِ بِالْحِنْطَةِ، وَنَهَى عَنِ الْمُزَابَنَةِ: وَهُوَ شِرَاءُ الثِّمَارِ بِالتَّمْرِ " (1) 9089 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = وسيأتي من طريق شريك أيضا برقم (10936) ، وتابعه زائدة بن قدامة برقم (9175) ، وأبو إسحاق برقم (9189) ، وسفيان الثوري برقم (9193) و (10870) ، وأبو بكر بن عياش برقم (10653) . وسيأتي برقم (9188) من طريق سهيل بن أبي صالح، و (10740) من طريق القعقاع بن عمرو، كلاهما عن أبي صالح. وانظر ما سلف برقم (7302) . (1) حديث صحيح، شريك قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه البيهقي 5/308 من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9435) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل، وبرقم (10279) من طريق عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1960) . وعن ابن عمر، سلف برقم (4490) . وعن أبي سعيد الخدري، وجابر، ورافع بن خديج، وسترد في "المسند" على التوالي: 3/6 و313 و464. وقد ورد تفسير المحاقلة في حديث أبي سعيد الخدري بأنها كراء الأرض، وانظر الكلام عليه مفصلاً هناك. الحديث: 9088 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 43 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ، قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (1) 9090 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُبْعَثُ النَّاسُ - وَرُبَّمَا قَالَ شَرِيكٌ: يُحْشَرُ النَّاسُ - عَلَى نِيَّاتِهِمْ " (2) 9091 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى مِنْهُ الْحَيَاءُ، وَالسِّتْرُ، وَكَانَ يَسْتَتِرُ إِذَا اغْتَسَلَ، فَطَعَنُوا فِيهِ بِعَوْرَةٍ "، قَالَ: " فَبَيْنَمَا نَبِيُّ اللهِ مُوسَى يَغْتَسِلُ يَوْمًا، وَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى صَخْرَةٍ، فَانْطَلَقَتِ الصَّخْرَةُ بِثِيَابِهِ، فَاتَّبَعَهَا   (1) حديث صحيح، شريك بن عبد الله قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر ما سلف برقم (7566) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف شريك وليث -وهو ابن أبي سليم-. وأخرجه ابن ماجه (4229) من طريق يزيد بن هارون، وأبو يعلى (6247) عن بشر بن الوليد، كلاهما عن شريك النخعي، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن عمر عند البخاري (7108) ، ومسلم (2879) ، وسلف في "المسند" برقم (4985) . وذكِرَ له شاهدان هناك عن عائشة وأم سلمة، ونزيد عليها هنا حديث جابر عند مسلم (2878) ، وسيأتي 1/333. الحديث: 9090 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 44 نَبِيُّ اللهِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ وَهُوَ يَقُولُ: ثَوْبِي يَا حَجَرُ، ثَوْبِي يَا حَجَرُ، حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى مَلَإٍ مِنْ (1) بَنِي إِسْرَائِيلَ وَتَوَسَّطَهُمْ، فَقَامَتْ وَأَخَذَ نَبِيُّ اللهِ ثِيَابَهُ، فَنَظَرُوا فَإِذَا أَحْسَنُ النَّاسِ خَلْقًا وَأَعْدَلُهُ صُورَةً، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: قَاتَلَ اللهُ أَفَّاكِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَكَانَتْ بَرَاءَتُهُ الَّتِي بَرَّأَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا " (2) 9092 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ ذَكَرَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا   (1) لفظة: "من " ثم ترد في (ظ3) و (عس) . (2) حديث صحيح، وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن الحسن - وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، لكن تابعه عند البخاري وغيره محمد بن سيرين عن أبي هريرة، وسماعه منه ثابت. حسين بن محمد: هو ابن بهرام المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي. وأخرجه البخاري (3404) و (4799) ، والترمذي (3221) من طريق عوف الأعرابي، عن الحسن، عن أبي هريرة، وقرنا بالحسن خلاسَ بن عمرو ومحمد بن سيرين، ورواية البخاري الثانية مختصرة. وسيأتي الحديث من طريق الحسن موصولا برقم (10914) ، ومرسلأ برقم (10678) . وانظر ما سلف برقم (8173) . قوله: "بعورة"، قال السندي: أي: بكل مُسْتَقْبَحة، أو بشيء في العورة، أو بسبب العورة، حيث إنه ما كشفها. "أفّاكي بني إسرائيل ": هو جمع أفَاك بالتشديد، للمبالغة في الإِفك، بمعنى الكذب، أضيف إلى بني إسرائيل. الحديث: 9092 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 45 هِجْرَةَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَمَنْ هَجَرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ، دَخَلَ النَّارَ " (1) 9093 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَرْقُدَنَّ جُنُبًا حَتَّى تَتَوَضَّأَ " (2)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن منصور بن المعتمر شك في رفعه هنا، وأخرجه مرفوعاً من غير شك أبو داود (4914) من طريق سفيان الثوري، وأبو نعيم 8/126 من طريق فضيل بن عياض، والنسائي في "الكبرى" (9161) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن منصور بن المعتمر، بهذا الإسناد. وسيأتي عند المصنف برقم (9881) من طريق شعبة عن منصور، به. وقال شعبة فيه: رفعه مرة -يعني منصور بن المعتمر- ثم لم يرفعه بَعْدُ. وأخرجه موقوفاً الخطيب في "تاريخه" 6/141 من طريق محمد بن جحادة، عن منصور، به. فالصحيح من الحديث مرفوعا هو قوله: "لا هجرة فوق ثلاث" فقط، انظر ما سلف برقم (8919) ، وأما قوله: "فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات، دخل النار" فلم يصح في الأحاديث المرفوعة. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. سفيان: هو ابن عيينة، كما قيده الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 8/221، وحسين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي. وأخرجه الحميدي (996) عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. ولفظه: "من كانت به جنابة فلا ينم حتى يتوضأ وضوءه للصلاة". وأخرج الطحاوي 1/126 من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنه كان إذا أراد أن ينام وهو جُنبٌ، يغسل فرجَه= الحديث: 9093 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 46 9094 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا (1) بِكُنْيَتِي " (2) 9095 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقِيَ آدَمَ مُوسَى، فَقَالَ: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، ثُمَّ صَنَعْتَ مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ آدَمُ لِمُوسَى: أَنْتَ الَّذِي كَلَّمَه اللهُ، وَأَنْزَلَ عَلَيْه التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ تَجِدُهُ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " (3) 9096 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ دَاوُدَ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَكْثَرُ مَا يَلِجُ بِهِ الْإِنْسَانُ النَّارَ الْأَجْوَفَانِ: الْفَمُ وَالْفَرْجُ، وَأَكْثَرُ مَا يَلِجُ بِهِ الْإِنْسَانُ الْجَنَّةَ:   = ثم يتوضأ وضوءَه للصلاةِ. وسنده حسن. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4662) ، وهو متفق عليه. وانظر تتمة شواهده هناك. وانظر "فتح الباري" 1/394. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: تكنوا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن حازم بن زيد الأزدي، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (7377) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7636) . الحديث: 9094 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 47 تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ " (1) 9097 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْتُورُ (2) يَعْنِي ابْنَ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ، قَالَ: لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَجُلٌ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْتَ نَهَيْتَ النَّاسَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: " لَا، وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ " (3) 9098 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ الْمُخْتَارِ الْأَنْصَارِيَّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي ابْنَ فَيْرُوزَ الدَّانَاجَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ الصَّائِغُ، قَالَ:   (1) حديث حسن بالمتابعات، وقد سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (7907) . (2) وقع في عامة أصولنا الخطية: المستورد، وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال"، ووقع في (م) : المستورد بن أبي عباد، وهو خطأ أيضا. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير المستور بن عباد الهُنائي، فقد روى له النسائي هذا الحديث الواحد، وهو ثقة. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ومحمد بن جعفر منسوب لجده، واسم أبيه: عباد. وأخرجه المزي في ترجمة المستور من "تهذيب الكمال" 27/436 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2750) من طريق خالد بن الحارث، عن مستور بن عباد، به. وانظر ما سلف برقم (7388) . الحديث: 9097 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 48 قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ثَلَاثَةٌ حَفِظْتُهُنَّ عَنْ خَلِيلِي أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَتْرُ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى " (1) 9099 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، مَوْلَى حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، أَحَدِ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ جَاءَهُ نَاسٌ صَيَّادُونَ فِي الْبَحْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا أَهْلُ أَرْمَاثٍ، وَإِنَّا نَتَزَوَّدُ مَاءً يَسِيرًا، إِنْ شَرِبْنَا مِنْهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا نَتَوَضَّأُ بِهِ، وَإِنْ تَوَضَّأْنَا مِنْهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا نَشْرَبُ، أَفَنَتَوَضَّأُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، فَهُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ "، (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدّب، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه الطيالسي (2447) عن عبد العزيز بن المختار، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (721) ، والبيهقي 3/47 من طريق معلى بن أسد، عن عبد العزيز بن المختار، به. وانظر ما سلف برقم (7138) . (2) حديث صحيح، سلف الكلام عليه برقم (7233) ، ووقع في إسناد المصنف هنا خطأ، حيث قال فيه أبو أويس: "سعيد بن سلمة، عن أبي بردة"، والصواب أنه من رواية سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، كما قال مالك فيما أشار إليه المصنف بعد هذا الحديث، وفيما سلف برقم= الحديث: 9099 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 49 9100 - حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ (1) 9101 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَوْتَ " (2) 9102 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ،   = (7233) ، وأبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- لا يقارَن مثلُه بالإِمام مالك. قوله: "إنا أهل أرماث"، قال السندي: جمع رَمَث بفتحتين، وهو خشب يُضم بعضه إلى بعض، ثم يشد ويركب في الماء، ويسمى الطوف، فَعْل بمعنى مفعول، من رمثته بمعنى أصلحته. (1) حديث صحيح، وهو مكرر (7233) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حسين: هو ابن محمد المروذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (44) ، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (1750) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وابن ماجه (1110) من طريق شبابة بن سوار، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وانظر (7686) . الحديث: 9100 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 50 تُنْتِجُ الْبَهِيمَةَ، هَلْ تَكُونُ فِيهَا جَدْعَاءُ؟ " (1) 9103 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (2) 9104 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَمَمْتُمُ النَّاسَ فَخَفِّفُوا، فَإِنَّ مِنْهُمُ الْكَبِيرَ، وَالضَّعِيفَ، وَالصَّغِيرَ "، وَقَالَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ: عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (3) مَوْلَى عَمْرِو بْنِ خِدَاشٍ (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1385) عن آدم بن أبي إياس، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1359) و (4775) ، ومسلم بإثر الحديث (2658) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهري، به. وأخرجه البخاري (1358) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن أبي هريرة، لم يبين الواسطة بينهما، وذكر في أوله كلاماً للزهري. وانظر ما سلف برقم (7181) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7520) . (3) لفظة: "مولى" سقطت من (م) وسائر أصولنا الخطية، واستدركناها من "أطراف المسند" 8/209، ومصادر ترجمته. (4) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الوليد، وقد سلف= الحديث: 9103 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 51 9105 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ " (1) 9106 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِنٌّ مِنَ الْإِبِلِ، فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ، فَطَلَبُوا لَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا إِلَّا سِنًّا فَوْقَ سِنِّهِ، فَقَالَ: " أَعْطُوهُ "، فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللهُ لَكَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً " (2) 9107 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا   = الكلام عليه عند الحديث رقم (7473) . حسين: هو ابن محمد بن بَهْرام المروذي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر (7474) . (1) صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (7473) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (2305) و (2393) ، والنسائي 7/291، والبيهقي 6/21 من طريق الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وانظر (8897) . قوله: "سِن"، أي: جَمَل له سِننْ معين. الحديث: 9105 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 52 الْأَرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَهَا، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " (1) 9108 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تُكَلِّمْ بِهِ أَوْ تَعْمَلْ بِهِ " (2) 9109 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (3) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو نعيم: هو الفضل بن دكين، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، والحسن: هو البصري، وأبو رافع: هو نُفَيع الصائغ. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/85-86، والدارمي (761) ، والبخاري (291) ، وأبن ماجه (610) ، وابن الجارود (92) ، والطحاوي 1/56، وأبو عوانة 1/288، والبيهقي 1/163، والبغوي (241) و (242) من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر (7198) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5269) ، وأبو داود (2209) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1632) ، وابن منده في "الإيمان" (349) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/282 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وانظر (7470) . (3) في (ظ3) ونسخة على هامش (عس) و (س) : شيبان، وكتب فوقه في (ظ3) : سفيان خ، يعني في نسخة، وفي (عس) : سفيان، وضُبب عليه، وقد سلف الحديث برقم (7875) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، من غير خلاف في النسخ، وهو كذلك في "أطراف المسند" 7/314. الحديث: 9108 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 53 تَدَابَرُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1) 9110 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ: [البحر الطويل] أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ، وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ " (2) 9111 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ (3) ، أَوِ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ (4) ، وَلَكِنِ   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: تنافسوا. والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) . (2) حديث صحيح، وهذا إِسناد حسن، صالح بن نبهان حسن الحديث، لكن كان قد اختلط، ورواية سفيان الثوري عنه بعد الاختلاط، وقد تابعه في هذا الحديث عن أبي هريرة غيرُ واحد من الثقات، انظر (7858) . وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وانظر (7875) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/695، والبخاري (3841) ، وابن حبان (5784) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10074) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، وانظر (7383) . (4) في (ظ3) : أو الأكلتان ... أو التمرتان. الحديث: 9110 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 54 الْمِسْكِينُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ شَيْئًا، وَلَا يُفْطَنُ بِمَكَانِهِ فَيُعْطَى " (1) 9112 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، فَالصَّوْمُ جُنَّةٌ " " وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " " وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (2) 9113 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه أبو داود (1631) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (2363) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7539) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (1771) ، والبخاري (7492) ، والبيهقي 4/235 و273 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، بهذا الإِسناد. وانظر (7174) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو أحمد الزبيري: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان،= الحديث: 9112 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 55 9114 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَشْتُمُنِي ابْنُ آدَمَ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِي، وَيُكَذِّبُنِي، وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي، أَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ قَوْلُهُ: إِنَّ لِي وَلَدًا، وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ، قَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي " (1) 9115 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُبَالُ فِي الْمَاءِ الَّذِي   = وعبد الرحمن الأعرج: هو ابن هرمز. وأخرجه الحميدي (1047) ، والبخاري (5365) ، ومسلم (2527) (200) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (5082) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث من طريق الأعرج، عن أبي هريرة برقم (9797) ، وانظر (7650) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن ذكوان: هو عبد الله بن ذكوان أبو الزناد، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه البخاري (3193) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4974) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (693) ، والنسائي في "المجتبى" 4/112، وفي "الكبرى" (2205) و (7667) ، وابن حبان (267) ، وابن منده في "الإيمان" (1072) من طرق عن أبي الزناد، به. وانظر (8220) . الحديث: 9114 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 56 لَا يَجْرِي، ثُمَّ يُغْتَسَلُ مِنْهُ " (1) 9116 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن أبي عثمان وأبيه. وقد سلف الكلام عليهما عند الحديث رقم (7343) . أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه عبد الرزاق (302) ، والطحاوي 1/14 من طريق أبي نعيم ومحمد بن يوسف الفريابي، ثلاثتهم (عبد الرزاق وأبو نعيم ومحمد) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/22، والحميدي (969) ، والنسائي 1/125 و197، وابن خزيمة (66) ، وابن حبان (1254) ، والبيهقي 1/256 و238 من طريق سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، به. وأخرجه الطحاوي 1/14 من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به. وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري أيضا برقم (9988) . وانظر ما سلف برقم (7525) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/284، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (769) ، وابن حبان (5713) ، والبغوي (3387) عن أبي الزناد بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2246) (4) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، والحاكم 2/453 من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن أبي الزناد، به. ورواية الحاكم= الحديث: 9116 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 57 9117 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي لَبِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ عِلْمَهُ، فَهُوَ عِلْمُهُ " (1)   = بلفظ: "استقرضت من عبدي فأبى أن يقرضني، وسبني عبدي ولا يدري، يقول: وادهراه وادهراه، وأنا الدهر". وقد سلف هذا اللفظ من طريق محمد بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة برقم (7988) . وانظر ما سلف برقم (7245) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن أبي لبيد، فقد روى له البخاري مقروناً. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وسفيان: هو الثوري. هذا الحديث تفرد به الإمام أحمد. وله شاهد من حديث معاوية بن الحكم، سيأتي 5/447 ضمن حديث مطوّل، وهو عند مسلم (537) . وقوله: "فمن وافق عِلمَهُ، فهو عِلْمُه"، ولفظ مسلم: "فمن وافق خطه فذاك"، وصورته كما في "شرح مسلم" للأبي 2/436: أن يأتي ذو الحاجة إلى الحازي (الذي يحزر الأشياء ويقدرها بظنه) ، ومع الحازي غلام معه ميل فيخط الأستاذ في أرض رخوة خطوطا معجلا لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحوها على مهل خطين خطين، فإن بقي خطان، فهو علامة النجح، وإن بقي واحد، فهو علامة الخيبة. قلنا: وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النهي عن إتيان الكهان والعرافين والمنجمين وأصحاب الرمل، وعن تصديقهم فيما يزعمونه، لأنه ليس عندهم علم حقيقي، وانما هو ظن وتخمين مبني على أمارات معتادة، كثيراً ما تتخلف ويظهر كذبهم الحديث: 9117 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 58 9118 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ غِرٌّ كَرِيمٌ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ خَبٌّ لَئِيمٌ " (1)   = فيها، وقد أكذبهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم، قال ابن حجر المكي في "فتاويه الحديثية": تعلم الرمل وتعليمه حرام شديد التحريم، وكذا فعله لما فيه من إبهام العوام أن فاعله يشارك الله في غيبه، وما استأثر بمعرفته، ولم يطْلع عليه إلا أنبياءه ورسله. وهذا الحديث محمول على إنه علق الحِل بالموافقة بخط ذلك النبي، وهي غير واقعة في ظن الفاعل، إذ لا دليل عليه إلا بخبر معصوم، ولم يوجد، فبقي النهر على حاله، لأنه علق الحِل بشرط ولم يوجد. وانظر "شرح مسلم" للنووي 5/23. (1) حسن، والراوي المبهم في الإسناد كان الحجاج بن فُرافصة يضطرب في تعيينه، فمرة يسميه يحيى بن أبي كثير، ومرة يشك فيه، فيقول: يحيى بن أبي كثير أو غيره، ومرة يُبهمُه، والحجاج ينحط عن رتبة الصحيح، وحديثه من باب الحسن، وقد تابعه على هذا الحديث بشر بن رافع , عن يحيى بن أبي كثير، كما سيأتي في التخريج، وبشر ضعيف، لكن يتقوى الحديث بمجموع الطريقين. وأخرجه أبو داود (4790) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (159) ، والبيهقي في "الشعب" (8115) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص 117 من طريق محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، به. وأخرجه أبو يعلى (6008) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3128) و (3129) ، وأبو الشيخ في "مكارم الأخلاق" (11) ، والحاكم في "المستدرك"= الحديث: 9118 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 59 9119 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ   = 1/43، وفي "معرفة علوم الحديث" ص 117، وأبو نعيم في "الحلية" 3/110، والقضاعي في "مسند الشهاب" (133) ، والبيهقي في "السنن" 10/195، وفي "الشعب" (8115) و (8116) ، والخطيب في "تاريخه" 9/38، والبغوي (3506) من طرق عن سفيان الثوري، عن الحجاج بن فرافصة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به. وأخرجه الطحاوي (3117) من طريق الحجاج بن فرافصة، عن يحيى بن أبي كثير أو غيره، عن أبي سلمة، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (418) ، وأبو داود (4790) ، والترمذي (1964) ، وأبو يعلى (6007) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/141، وابن عدي في "الكامل" 2/445، والحاكم 1/43 و44، والبيهقي في "الشعب" (8117) من طرق عن بشر بن رافع أبي أسباط، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً. وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. قلنا بشر بن رافع ضعيف. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (679) ، وابن وهب في "جامعه" ص 39 من طريق أسامة بن زيد، عن رجل من بلحارث بن عقبة -في رواية ابن وهب: رجل من أهل نجران-، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، مرسلاً. وفي الباب عن كعب بن مالك مرفوعاً عند الطبراني 19/82، وابن عدي في "الكامل" 7/2620، وإسناده ضعيف. وقوله: "المومن غِر كريم"، قال في "النهاية" 3/354-355: أي: ليس بذي نكْرٍ، فهو ينخدع لانقياده ولينه، وهو ضد الخَب، يقال: فتى غِر وفتاة غِر، وقد غَرِرْتَ تَغِر غَرَارَة. يريد أن المؤمن المحمود من طبعه الغَرارة، وقلة الفِطنة للشر، وترك البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كرم وحسن خُلق.= الحديث: 9119 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 60 فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، وَالْمَلَائِكَةُ يَقُولُونَ (1) : اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ " (2) 9120 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " " لَا يَبِيعَنَّ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تَلَقَّوْا الرُّكْبَانَ بِبَيْعٍ، وَأَيُّمَا امْرِئٍ ابْتَاعَ شَاةً فَوَجَدَهَا مُصَرَّاةً فَلْيَرُدَّهَا، وَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ " " وَلَا يَسُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَتِهِ، وَلَا تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي إِنَائِهَا، فَإِنَّ رِزْقَهَا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (3)   = والخَب بالفتح: الخداع -وهو الذي يسعى بين الناس بالفساد- رجل خب وامرأة خَبةٌ، وقد تكسر خاؤه، فأما المصدر فبالكسر لا غير. (1) في (ظ3) : تقول. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، كثير بن زيد صدوق حسن الحديث كما قال البوصيري في "الزوائد"، وشيخه الوليد بن رباح روى له البخاري في "الأدب المفرد" ونقل الترمذي عنه قوله فيه: حسن الحديث. وانظر ما سلف برقم (7430) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه البيهقي في "السنن" 5/345، وفي "شعب الإيمان" (11154) من طريق أبي أحمد الزبيري، بهذا الإِسناد. واقتصر في "السنن" على قوله: "لا يسومن أحدكم على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبته". الحديث: 9120 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 61 9121 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ أَنْ يَنْزِلَ حَكَمًا قِسْطًا، وَإِمَامًا عَدْلًا، فَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَتَكُونَ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةً "، فَأَقْرِئُوهُ، أَوْ أَقْرِئْهُ السَّلَامَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُحَدِّثُهُ فَيُصَدِّقُنِي، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ: " أَقْرِئُوهُ مِنِّي السَّلَامَ " (1) 9122 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ   = وقد سلف النهي عن تصرية الغنم برقم (7305) من طريق الأعرج عن أبي هريرة. وسيأتي النهي عن السوم على السوم من طرق عن أبي هريرة برقم (9334) و (9518) و (9959) و (10316) و (10346) . وانظر ما سلف برقم (7248) . قوله: "ولا يسوم"، قال في "النهاية" 2/425: السوم: المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها. يقال: سام يسوم سَوماً، وساوم واستام. والمنهي عنه أن يتساوم المتبايعان في السلعة، ويتقارب الانعقاد فيجيء رجل آخر يريد أن يشتري تلك السلعة، ويخرجها من يد المشتري الأول بزيادة على ما استقر الأمر عليه بين المتساومَين ورضيا به قبل الانعقاد، فذلك ممنوع عند المقاربة، لما فيه من الإِفساد، ومباح في أول العرض والمساومة. (1) المرفوع منه صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7269) . الحديث: 9121 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 62 غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " (1) 9123 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولِ الْحَيَاةِ، وَكَثْرَةِ الْمَالِ " (2) 9124 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ تَزَوَّجَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، أَوْ عَلَى خَالَتِهَا " (3) 9125 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي الْعَطَّارَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، معقل بن عبيد الله من رجال مسلم، وفيه كلام يُنزله عن رتبة الصحيح، وهو صدوق، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله الزبيري، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وانظر (7155) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وسيأتي برقم (9720) عن وكيع، عن سفيان الثوري، وسلف برقم (8699) من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وانظر (7133) . الحديث: 9123 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 63 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ جَهَنَّمَ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا، فَنَفَّسَهَا فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ، فَشِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، وَشِدَّةُ الْقُرِّ (1) مِنْ زَمْهَرِيرِهَا " وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (2) 9127 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْرَدَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ بِصَوْمٍ " (3)   (1) المثبت من (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ: البرد. وهما بمعنى. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي برقم (9955) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان مقروناً بأبي سلمة، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7130) و (7247) . تنبيه: كان قد وقع خطأ هنا في ترقيم الأحاديث في بداية العمل في مسند أبي هريرة، ثم تنبهنا له الآن بعد أن أحيلت الأحاديث على بعضها بهذا الترقيم فلذلك أبقيناه كما هو. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هوذة بن خليفة صدوق لا بأس به، من رجال ابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة. وأخرجه مسلم (1144) (148) ، والنسائي في "الكبرى" (2751) و (2755) ، وابن خزيمة (1176) ، وابن حبان (3612) و (3613) ، والحاكم 1/311،= الحديث: 9127 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 64 9128 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إن مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى رُعَاةُ الشَّاءِ رُءُوسَ النَّاسِ، وَأَنْ يُرَى الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ الْجُوَّعُ يَتَبَارَوْنَ فِي الْبِنَاءِ، وَأَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا، وَرَبَّتَهَا (1) " (2) 9129 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَبُشْرَى مِنَ اللهِ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ، فَلْيَقُصَّهَا إِنْ شَاءَ، وَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ، فَلَا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ " (3)   = والبيهقي 4/302 من طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد. ولفظه عندهم: "لا تَختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومُه أحدُكم". وانظر ما سلف برقم (8025) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: أو ربتها. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وأخرجه الدارقطني 3/257 من طريق عبد الله بن حمران، عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد. وسيأتي ضمن حديث جبريل الطويل من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة برقم (9501) (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هوذة صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، ومحمد:= الحديث: 9128 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 65 9130 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ " (1) 9131 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا (2) بِكُنْيَتِي " (3) 9132 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ أَتْبَاعٌ لِقُرَيْشٍ فِي   = هو ابن سيرين. وأخرجه ابن ماجه (3906) من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري بإثر الحديث (7017) من طريق معتمر بن سليمان، عن عوف بن أبي جميلة، عن ابن سيرين، قال: وكان يقال: الرؤيا ثلاثة ... الخ. وانظر ما سلف برقم (7642) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، هوذة بن خليفة صدوق لا بأس به، من رجال ابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. محمد: هو ابن سيرين. وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (1025) من طريق هَوذة بن خليفة، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11179) من طريق عيسى بن يونس، وابن منده (1025) من طريق عثمان بن الهيثم المؤذن، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، به. وانظر (7711) . (2) في (ل) و (س) : تكنوا. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وانظر (7377) . الحديث: 9130 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 66 هَذَا الشَّأْنِ، كُفَّارُهُمْ أَتْبَاعٌ لِكُفَّارِهِمْ، وَمُسْلِمُوهُمْ أَتْبَاعٌ لِمُسْلِمِيهِمْ " (1) 9133 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَلَى كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَاءِ ابَنِ آدَمَ صَدَقَةٌ " (2) 9134 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَاللهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلًا، فَيَنْطَلِقَ إِلَى هَذَا الْجَبَلِ، فَيَحْتَطِبَ مِنَ الْحَطَبِ، فيَبِيعَهُ، فيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنِ النَّاسِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ أَوْ حَرَمُوهُ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، خلاس لم يسمع من أبي هريرة فيما قاله عوف الأعرابي والإِمام أحمد، لكنه توبع. وأخرجه أبو يعلى (6439) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7306) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع كسابقه. وانظر ما سلف برقم (8183) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، خلاس -وهو ابن عمرو الهَجَري- لم يسمع من أبي هريرة فيما قاله عوف وأحمد. وانظر ما سلف برقم (7317) . الحديث: 9133 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 67 9135 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو الْهَجَرِيُّ، فِيمَا أَحْسَبُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا امْرَأَةٌ فِيمَنْ كَانَ (1) قَبْلَكُمْ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا، إِذْ مَرَّ بِهَا فَارِسٌ مُتَكَبِّرٌ، عَلَيْهِ شَارَةٌ حَسَنَةٌ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: اللهُمَّ، لَا تُمِيتَنَّ (2) ابْنِي هَذَا حَتَّى أَرَاهُ مِثْلَ هَذَا الْفَارِسِ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْفَرَسِ "، قَالَ: " فَتَرَكَ الصَّبِيُّ الثَّدْيَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُمَّ، لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَ هَذَا الْفَارِسِ "، قَالَ: " ثُمَّ عَادَ إِلَى الثَّدْيِ يَرْضَعُ، ثُمَّ مَرُّوا بِجِيفَةٍ حَبَشِيَّةٍ أَوْ زِنْجِيَّةٍ تُجَرُّ، فَقَالَتْ: أُعِيذُ ابْنِي بِاللهِ أَنْ يَمُوتَ مِيتَةَ هَذِهِ الْحَبَشِيَّةِ أَوِ الزِّنْجِيَّةِ، فَتَرَكَ الثَّدْيَ، وَقَالَ: اللهُمَّ، أَمِتْنِي مِيتَةَ هَذِهِ الْحَبَشِيَّةِ أَوِ الزِّنْجِيَّةِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ، سَأَلْتُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَكَ مِثْلَ ذَلِكَ الْفَارِسِ، فَقُلْتَ: اللهُمَّ، لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَسَأَلْتُ رَبَّكَ أَلَّا يُمِيتَكَ مِيتَةَ هَذِهِ الْحَبَشِيَّةِ أَوِ الزِّنْجِيَّةِ، فَسَأَلْتَ رَبَّكَ أَنْ يُمِيتَكَ مِيتَتَهَا "، قَالَ: " فَقَالَ الصَّبِيُّ: إِنَّكِ دَعَوْتِ رَبَّكِ أَنْ يَجْعَلَنِي مِثْلَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الْحَبَشِيَّةَ أَوِ الزِّنْجِيَّةَ كَانَ أَهْلُهَا يَسُبُّونَهَا،   (1) لفظة: "كان" ليست في (ظ3) و (س) . (2) لفظة: "تميتن" أثبتناها من (ظ3) و (عس) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: تمت. الحديث: 9135 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 68 وَيَضْرِبُونَهَا، وَيَظْلِمُونَهَا، فَتَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ حَسْبِيَ اللهُ " (1) 9136 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَامَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا فَنَسِيَ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ " (2)   (1) إسناده منقطع، خلاس لم يسمع من أبي هريرة وقد سلف بسند صحيح بسياقة أخرى، لم يذكر فيه أن الأمَة كانت ميتةً، انظر (8071) . (2) حديث صحيح، وهذا سند قوي متصل من جهة محمد بن سيرين، ومنقطع من جهة خلاس، أما رواية الحسن البصري، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمرسلة، وستأتي مرة أخرى برقم (10392) . وأخرجه البيهقي 4/229 من طريق هوذة بن خليفة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6669) ، وابن ماجه (1673) ، والترمذي (722) ، والدارقطني 2/180 من طريق حماد بن أسامة، عن عوف الأعرابي، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3275) ، وابن الجارود في "المنتقى" (389) من طريق عيسى بن يونس، عن عوف، به. لكن جاء في إسناد النسائي محمد وحدَه، وفي إسناد ابن الجارود خلاس وحدَه. وأخرجه بنحوه أبو داود (2398) ، والترمذي (721) ، وأبو يعلى (6038) و (6058) و (6071) ، والطبراني في "الأوسط" (953) ، والدارقطني 2/179-180 و180، والبيهقي 4/229 من طرق عن محمد بن سيرين وحده، به. وأخرجه عبد الرزاق (7372) من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة موقوفاً. وسيأتي من طريق محمد بن سيرين وحده مرفوعاً أيضا برقم (9489) و (10369) و (10393) و (10665) .= الحديث: 9136 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 69 9137 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ " (1) 9138 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " قَالَ: " قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدِي تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا   = وأخرجه الدارمي (1727) من طريق الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عمه، عن أبي هريرة. وسيأتي أيضا من طريق أبي رافع، عن أبي هريرة برقم (10348) . وأخرج النسائي في "الكبرى" (3277) ، وابن خزيمة (1990) ، والدارقطني 2/178، والحاكم 1/430، والبيهقي 4/229 من طريق أبي سلمة، والدارقطني 2/178-179 من طريق ابن سيرين، و2/179 من طريق سعيد المقبري وعطاء بن يسار، والوليد بن عبد الرحمن مولى أبي هريرة، خمستهم عن أبي هريرة رفعه: "من أكل أو شرب في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة" لكن قال في رواية النسائي: "الله أطعمه وسقاه"، وأسانيدها ضعيفة سوى طريق أبي سلمة فحسنة. وفي الباب عن أم إسحاق الغنوية، سيأتي 6/367. وعن أبي سعيد الخدري عند الدارقطني 2/178. (1) حديث صحيح، وإسناده قوي متصل من جهة محمد بن سيرين، ومنقطع من جهة خلاس، فهو لم يسمع من أبي هريرة. وقد سلف الحديث من طريق محمد بن سيرين وحده برقم (7682) . الحديث: 9137 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 70 أَجْزِي بِهِ " (1) 9139 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَأَرَادَ الطُّهُورَ، فَلَا يَضَعَنَّ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (2) 9140 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي شَرِيكٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، أَوِ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، إِنَّ الْمِسْكِينَ الْمُتَعَفِّفُ "، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273] (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وانظر (7195) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وسيأتي برقم (10589) ، وانظر ما سلف برقم (7282) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، شريك -وإن كان من رجال الشيخين- فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه مسلم (1039) (102) ، والنسائي 5/84-85، وأبو يعلى (6378) ، والطبري 10/160 من، طرف عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4539) ، ومسلم (1039) (102) ، والبيهقي 4/195-196 من طريق محمد بن جعفر، عن شريك، به، لكن قرنوا بعطاءٍ عبدَ الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري. وانظر ما سلف برقم (7539) . الحديث: 9139 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 71 9141 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُوتِيتُ خَوَاتِيمَ الْكَلَامِ، وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُوتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي " (1) 9142 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ؟ " قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ كُلَّمَا كَانَتْ هَيْعَةٌ اسْتَوَى عَلَيْهِ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " رجُلٌ فِي ثُلَّةٍ مِنْ غَنَمِهِ، يُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ الْبَرِيَّةِ؟ " قَالُوا: بَلَى، قَالَ: " الَّذِي يُسْأَلُ بِاللهِ وَلَا يُعْطِي بِهِ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ، وقد توبع. وأخرجه أبو يعلى (6287) من طريق ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبد الرحمن الأعرج، بهذا الإسناد. وابن أبي الزناد -واسمه عبد الرحمن- حسن الحديث. وانظر ما سلف برقم (7632) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر -وهو نجيح بن= الحديث: 9141 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 72 9143 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ، فَأُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي " (1) 9144 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (2)   = عبد الرحمن السندي - وجهالةِ أبي وهب مولى أبي هريرة. وسيأتي الحديث من طرق أخرى عن أبي هريرة برقم (9723) و (10766) و (10779) ، لكن دون قوله: "ألا أخبركم بشر البرية؟ ... إلخ". ويشهد له جميعاً حديث ابن عباس السالف برقم (2116) ، وإسناده صحيح. وحديث أبي سعيد الخدري، سيأتي في "المسند" 3/16 لكن دون الإخبار عن شر البرية. قوله: "كلما كانت هيعة استوى عليه". الهيعة: الصوت الذي تفزع منه وتخافه من عدو، وقد هاع يهيع هُيوعاً: إذا جَبنَ. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- وإن روى له مسلم، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو حسن الحديث في المتابعات، وباقي رجال الإِسناد ثقات. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1042) من طريق منصور بن أبي مزاحم، عن أبي أويس، بهذا الإِسناد. وانظر (8959) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7826) . الحديث: 9143 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 73 9145 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الْأَعْرَجَ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَأَلَهُ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ فَلَا يَمْنَعْهُ " ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ، وَاللهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ، (1) 9146 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْفَضْلِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ مِثْلَهُ (2) 9147 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ " (3) 9148 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّ أَبَا عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ لَيُسْتَجَابُ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7278) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر ما قبله. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7686) . الحديث: 9145 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 74 لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِي " (1) 9149 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ: " اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (85) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (654) ، ومسلم (2735) (91) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (878) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (655) ، ومسلم (2735) (92) ، والطبراني في "الدعاء" (82) ، وابن حبان (881) و (976) ، والبغوي (1390) من طريق أبي إدريس الخولاني، والبخاري في "الأدب المفرد" (711) ، والترمذي كما في "تحفة الأشراف" 10/245-246، و"تحفة الأحوذي" 4/291 من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، والترمذي كما في "تحفة الأشراف" 9/454، و"تحفة الأحوذي" 4/291 من طريق زياد -غير منسوب-، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (879) و (880) من طريق أبي صالح، أربعتهم عن أبي هريرة. وسيأتي من طريق مالك، عن ابن شهاب برقم (10312) . وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/193. الحديث: 9149 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 75 وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (1) ، وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ "، قَالَ: فَوَافَقَهُ الْقَاسِمُ عَلَى أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ (2) 9150 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ جُزْءًا " (3) 9151 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ "، قَالَ: " فَيَجْتَمِعُونَ فِي   (1) في (ظ3) : المؤمنين، وضُبب عليها، وكتب في هامشها: المسلمين. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. عباد بن منصور ضعيف يُكتب حديثه للمتابعات. وانظر ما سلف برقم (7260) . والقاسم: هو -فيما يغلب على ظننا- القاسم بن محمد بن أبي بكر أحد فقهاء المدينة. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو أويس -وهو عبد الله بن عبد الله بن أويس- روى له مسلم، لكن فيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح، وهو حسن الحديث في المتابعات، وباقي رجال الإسناد ثقات، وانظر (7185) . الحديث: 9150 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 76 صَلَاةِ الْفَجْرِ "، قَالَ: " فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ "، قَالَ: " وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ "، قَالَ: " فَيَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، وَتَثْبُتُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ "، قَالَ: " فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ " قَالَ: فَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ " قَالَ سُلَيْمَانُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ قَالَ فِيهِ: فَاغْفِرْ لَهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (1) 9152 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَجِدَ ثَلَاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟ "، قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: " فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَؤُهُنَّ فِي الصَّلَاةِ خَيْرٌ لَهُ مِنْهُنَّ " (2) 9153 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب الأزدي، زائدة: هو ابن قدامة الثقفي. وأخرجه ابن خزيمة (322) من طريق أبي عوانة، و (321) ، وابن حبان (2061) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7491) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (3314) من طريق أبي إسحاق إبراهيم الفزاري، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (87) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتى الحديث برقم (10016) و (10446) . وانظر ما سلف برقم (8606) . الحديث: 9152 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 77 حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خُبَيْبٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي، وَإِنَّ مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْنَ بَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَصَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "، (1) 9154 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِسْوَرِ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثِ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصٍ لَمْ يَزِدْ وَلَمْ يَنْقُصْ (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن إسحاق فقد روى له مسلم في المتابعات وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث كما هنا. يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2878) من طريق زهير بن معاوية، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإِسناد. وللشطر الأول منه، وهو إلى قوله: "روضة من رياض الجنة"، انظر (7223) . وأما الشطر الثاني، فسيأتي برقم (10839) ، وانظر ما سلف برقم (7253) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، المِسْوَر بن رفاعة روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى عنه مالك في "موطئه"، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين، يعقوب: هو ابن إبراهيم بن سعد.= الحديث: 9154 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 78 9155 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْسُورًا، مَوْلَى قُرَيْشٍ فِي حَلْقَةِ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْقُرَشِيّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ مَرَّ بِهِ فَتًى يَجُرُّ إِزَارَهُ فَوَكَزَهُ بِحَدِيدَةٍ (1) كَانَتْ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا " (2) 9156 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ الضَّبِّيُّ الْأَحْوَصُ بْنُ جَوَّابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُحَدِّثُ نَفْسِي بِالْحَدِيثِ، لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: " ذَلِكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ " (3)   = وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (2878) من طريق بن معاوية، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وانظر (8721) و (8738) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: بجريدة، والمثبت من (ظ3) و (عس) ونسخة هامش (س) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة ميسور مولى قريش، وقد فات الحسينى وابنَ حجرٍ ترجمتُه في "الإكمال" و"التعجيل" مع أنه من شرطهما. وقد أخرج الحديث مع القصة ابن ماجه (3571) من طريق أبي سلمة، عن هريرة. وإسناده حسن. وسلف الحديث برقم (9004) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، وهو على شرط مسلم.= الحديث: 9155 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 79 9157 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوَّابِ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ زُرَيْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ خَبَّبَ خَادِمًا عَلَى أَهْلِهَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا فَلَيْسَ   = وأخرجه مسلم (132) (210) ، وأبو عوانة 1/78-79، وابن منده في "الإيمان" (340) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (337) من طريق أبي الجواب، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (132) (210) ، وأبو داود الطيالسي (2401) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (657) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/357، وابن منده (341) و (342) من طريق شعبة عن الأعمش، به. وأخرجه مسلم (132) (209) ، وأبو داود (5111) ، وابن أبي عاصم (654) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (664) ، وأبو عوانة 1/78، وابن حبان (148) ، وابن منده (343) و (344) ، والبيهقي (338) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/357 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحابي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (46) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/357 من طريق سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح، مرسلا. وسيأتي برقم (9694) و (9876) و (9877) . وفي الباب عن ابن عباس بنحوه، سلف برقم (2097) . وعن عائشة، سيأتي 6/106.= الحديث: 9157 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 80 مِنَّا (1) " (2) 9158 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ فِي   = وعن ابن مسعود عند مسلم (133) (211) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: فليس هو منا، بزيادة لفظة: "هو". (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله رجال الصحيح. وأخرجه الحاكم 2/196، والبيهقي في "السنن" 8/13، وفي "الشعب" (5432) و (11115) ، وفي "الآداب" (74) من طريق الأحوص بن جواب، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/396، وأبو داود (2175) و (5170) ، والبيهقي في "الشعب" (5433) من طريق زيد بن الحباب، والنسائي في "الكبرى" (9214) ، وابن حبان (568) و (5560) من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن عمار بن رزيق، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 7/2589، والخطيب في "تاريخه" 11/123-124 من طريق هارون بن محمد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال ابن عدي: هارون ليس بمعروف. وفي الباب عن بريدة بن الحصيب، سيأتي 5/352 ولفظه: "ليس منا من حلف بالأمانة، ومن خبب على امرىء زوجته أو مملوكه فليس منا". وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (4834) و (8018) ، وفي "الصغير" (698) ، والخطيب 11/54-55. وعن ابن عباس عند البخاري في "التاريخ الكبير" 1/395-396، والطبراني في "الأوسط" (1824) . قوله: "خبب"، قال السندي: أي: أفسد وخدع. الحديث: 9158 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 81 الْمُنَافِقِ، وَإِنْ صَلَّى وَإِنْ صَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ " (1) 9159 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ كِتَابًا بِيَدِهِ لِنَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَوَضَعَهُ تَحْتَ عَرْشِهِ، فِيهِ: رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (59) (110) ، والفريابي في "صفة المنافق" (5) ، وأبو عوانة 1/21، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" ص 31 و32، وابن حبان (257) ، وابن منده (530) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/255، والبيهقي 6/288، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/437، والبغوي (36) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 4/219-220 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10925) . وانظر ما سلف برقم (8685) . (2) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله القاضي النخعي- وإن كان في حفظه شيء، متابع، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح. قوله: "بيده": زيادة منكرة في حديث الأعمش، تفرد بها شريك عنه، وهو سيىء الحفظ، وخالفه ثقتان حُجتان فلم يذكراها في حديث الأعمش، أحدهما سفيان الثوري، وسيأتي حديثه عند المصنف برقم (10014) . والثاني أبو حمزة السكري، أخرج حديثه البخاري (7404) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/135. وقد وقعت هذه الزيادة أيضا في حديث عجلان عن أبي هريرة، وسيأتي= الحديث: 9159 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 82 9160 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا " (1)   = الكلام عليها برقم (9597) . والحديث قد روي عن أبي هريرة من غير هذه الزيادة، انظر (7500) و (8127) و (8958) . (1) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة. وأخرجه الدارمي (513) ، ومسلم (2674) (16) ، وأبو داود (4609) ، والترمذي (2674) ، وأبو يعلى (6489) ، وابن حبان (112) ، والبغوي في "شرح السنة" (109) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 230، واللالكائي (6) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن ماجه (206) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (113) عن ابن حميد، عن عبد العزيز بن أبي حازم (وقد تحرف في الأصل إلى جرير بن أبي حازم) ، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن أبي هريرة. ابن حميد: هو يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، وهو ضعيف يعتبر به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وقد التبس أمر ابن حميد على الشيخ ناصر الألباني فظنه= الحديث: 9160 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 83 9161 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ شَهِيدًا " (1) 9162 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ التَّثَاؤُبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ " (2)   = محمد بن حميد الرازي، وصوب أن يكون جرير بن أبي حازم المحرف في الأصل جرير بن عبد الحميد الضبي!!! وأخرجه مالك في "الموطأ" بلاغاً 1/218. وانظر ما سيأتي برقم (10556) و (10749) . وفي الباب عن جرير بن عبد الله عند مسلم (1017) ، وسيأتي 4/357. وعن حذيفة بن اليمان، سيأتي 5/387. (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه مسلم (1378) (484) ، وأبو يعلى (6487) ، وابن خزيمة وأبو عوانة كلاهما في الحج كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 213، وابن حبان (3739) ، والبغوي (2019) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" أيضا من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء، به. وانظر ما سلف برقم (7865) . (2) إسناده صحيح.= الحديث: 9161 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 84 9163 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا " (1) 9164 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ،   = وأخرجه مسلم (2994) (56) ، والترمذي (370) ، وأبو يعلى (6456) ، وابن خزيمة (920) ، وابن حبان (2357) ، والبيهقي 2/289، والبغوي (728) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد. وفي رواية علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر عند الترمذي وابن خزيمة والبغوي: "التثاؤب في الصلاة من الشيطان" قيده بحالة الصلاة، انظر "فتح الباري" 10/612. وأخرجه أيضا مقيداً بحالة الصلاة ابن حبان (2359) من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وانظر (7294) . وقوله: "التثاؤب من الشيطان"، قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة، أي: إن الشيطان يحب أن يرى الإِنسان متثائباً، لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فَعَلَ التثاؤبَ. وقال ابن العربي: قد بَينَا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان، لأنه واسطته، وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى المَلَكِ، لأنه واسطته. (1) إسناده صحيح. وأخرجه مسلم (1891) (130) ، وأبو داود (2495) ، وأبو يعلى (6505) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/831، وأبو عوانة 5/62، والبيهقي 9/165، والبغوي (2621) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإِسناد، وانظر (8816) . الحديث: 9163 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 85 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنْ رَحْمَتِهِ أَحَدٌ " (1) 9165 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ، وَلَا نَوْءَ " (2)   (1) إسناده صحيح، سليمان -وهو ابن داود الهاشمي- ثقة روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الصحيح. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة. وأخرجه مسلم (2755) (23) من طريق يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حُجْر، وأبو يعلى (6507) ، وابن حبان (656) من طريق يحيى بن أيوب ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (8415) . (2) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه مسلم (2220) (106) ، والبغوي (3252) ، والخطيب في "تاريخه" 6/118 من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3912) ، وابن حبان (6133) من طريق عبد العزيز بن محمد، وابن أبي عاصم (275) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وانظر ما سلف برقم (7620) . ولقوله: "ولا نوء" انظرما سلف برقم (7908) . قال البغوي في "شرح السنة" 4/420: والنوء للكواكب الثمانية والعشرين التي هي منازل القمر، يسقط منها كل ثلاث عشرة ليلة نجم منها في المغرب مع طلوع الفجر، ويَطْلعُ آخَر يُقابله من المشرق من ساعته، فيكون انقضاء السنة = الحديث: 9165 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 86 9166 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَأْتِي الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ، حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثُمَّ تَصْرِفُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ " (1) ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: " كَذَا قَالَ أَبِي فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ " (2) 9167 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ دِينَارٍ   = مع انقضاء هذه الثمانية والعشرين. وأصل النوء: هو النهوض، سمي نوءاً، لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق ينوء نوءاً وذلك النهوض، وقد يكون النوء للسقوط، وكانت العرب تقول في الجاهلية: إذا سقط منها نجم وطلع آخر لابد من أن يكون عند ذلك مطر، فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى النجم، فيقولون: مُطرنا بنوء كذا. وهذا التغليظ فيمن يرى ذلك من فعل النجم، فأما من قال: مطرنا بنوء كذا، وأراد: سقانا الله بفضله في هذا الوقت فذلك جائز. (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه مسلم (1380) (486) ، وأبو يعلى (6459) ، وابن حبان (6810) ، والبغوي (2023) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2243) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، به. وسيأتي برقم (9286) و (9895) . وانظر ما سلف برقم (7234) . (2) كذا في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، وفي (عس) و (ك) : حدثنا عبد الله، حدثني أبي في هذه الأحاديث، بهذا الإسناد، ثم رمج في (عس) ، ولم يذكر شيء من ذلك في (ظ3) . الحديث: 9166 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 87 يَعْنِي عَبْدَ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيتَعَجَّبُونَ (1) لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ، قَالَ: فَأَنَا تِلْكَ اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ " (2) 9168 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: ويعجبون، وهي رواية البخاري ومسلم، والمثبت من (ظ3) و (عس) . (2) إسناده صحيح، سليمان بن داود الهاشمي ثقة، روى له أصحاب السنن، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن جعفر بن أبي كثير الأنصاري. وأخرجه البخاري (3535) ، ومسلم (2286) (22) ، والنسائي في "الكبرى" (11422) ، والآجري في "الشريعة" ص 456، وابن حبان (6405) ، والبيهقي في "الدلائل" 1/366، والبغوي (3621) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7322) . الحديث: 9168 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 88 شِفَاءً، وَفِي الْآخَرِ دَاءً " (1) 9169 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَني عُتْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، مَوْلَى بَنِي زُرَيْقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ " (2) 9170 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعَ الشَّيْطَانُ الْمُنَادِيَ يُنَادِي بِالصَّلَاةِ، وَلَّى وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ الصَّوْتَ، فَإِذَا فَرَغَ، رَجَعَ فَوَسْوَسَ، فَإِذَا أَخَذَ فِي الْإِقَامَةِ، فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ " (3)   (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه البخاري (5782) ، والبغوي (2813) من طريق قتيبة بن سعيد، عن إسماعيل بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2038) ، والبخاري (3320) ، وابن ماجه (3505) ، وابن الجارود (55) ، والطحاوي (3291) ، والبيهقي 1/252، والبغوي (2814) ، من طرق عن عتبة بن مسلم، به. وانظر ما سلف برقم (7141) . (2) إسناده صحيح. وانظر ما سلف برقم (7346) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المُهَلب بن عمرو الأزْدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي. وأخرجه مسلم (389) (16) ، والبيهقي 1/432 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، بهذا الإسناد.= الحديث: 9169 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 89 9171 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَجِدُ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِحَدِيثِ هَؤُلَاءِ، وَهَؤُلَاءِ بِحَدِيثِ هَؤُلَاءِ " (1) 9172 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَيُؤْمِنَ النَّاسُ أَجْمَعُونَ، فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، فَيَفِرَّ الْيَهُودِيُّ وَرَاءَ الْحَجَرِ، فَيَقُولَ الْحَجَرُ: يَا عَبْدَ اللهِ، يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ " (2)   = وأخرجه مسلم (389) (17) و (18) ، وأبو عوانة 1/334 و334-335، والبغوي (413) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. مختصراً: "إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله حصاص" أي: ضراط، وقيل: الحصاص: شدة العَدْو. وسيأتي من طريق زائدة أيضا برقم (10878) . وانظر ما سلف برقم (8139) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد السبيعي. وانظر (8438) و (10427) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي،= الحديث: 9171 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 90 9173 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) : " مَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ، (2)   = وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي. وأخرج الفقرة الأولى منه مسلم (157) من طريق حسين بن علي، عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. وأخرجها البخاري ضمن حديث مطول (6506) و (7121) من طريق شعيب ابن أبي حمزة، عن أبي الزناد، به. وانظر (8599) . وأخرج الفقرة الثانية البخاري (2926) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة. وستأتي من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة برقم (10857) ، ومن طريق أبي صالح، عن أبي هريرة برقم (9398) . وأما الفقرة الثالثة فأخرجها الحميدي (1101) ، والبخاري (2929) ، ومسلم (2912) (64) ، وابن ماجه (4097) ، والبيهقي 9/175-176 من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري (3587) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجها البخاري (2928) من طريق صالح بن كيسان، عن الأعرج، به. وستأتي برقم (10860) و (10861) . وانظر ما سلف برقم (7263) . (1) قوله: "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" سقط من (م) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: "لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلًا وَلَا صَرْفًا"، والمثبت من (ظ3) و (عس) ، وكذا في الموضعين التاليين. الحديث: 9173 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 91 وَالْمَدِينَةُ حَرَامٌ (1) ، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلًا وَلَا صَرْفًا، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ" (2)   (1) في (ظ3) : حرم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرج الفقرة الأولى وحدها أبو داود (5114) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجها مسلم (1508) (19) من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة ابن قدامة، به. وأخرجها مسلم (1508) (19) من طريق شيبان النحْوي، عن الأعمش، به. وأخرجها مسلم (1508) (18) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وستأتي برقم (9400) . وأخرج الفقرة الثانية والثالثة معاً مسلم (1371) (470) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وستأتيان برقم (9808) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. أما الفقرة الثانية وحدها فأخرجها مسلم (1371) (469) من طريق حسين بن الجعفي، عن زائدة، به. وأخرجها البيهقي 5/196 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. وستأتي برقم (10804) ، وانظر ما سلف برقم (7218) .= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 92 9174 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَوَكَّلَ اللهُ بِحِفْظِ امْرِئٍ   = وأما الفقرة الثالثة وحدها فأخرجها ابن أبي شيبة 12/455 عن حسين بن علي، عن زائدة، به. وأخرجها أبو نعيم في "الحلية" 7/243 من طريق مسعر، عن الأعمش، به. وانظر ما سلف برقم (8780) . وفي الباب عن علي بن أبي طالب، سلف برقم (615) . وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/332 و342. وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/238. قوله: "من تولى قوماً بغير إذن مواليه"، قال النووي في "شرح مسلم" 10/149: معناه أن ينتميَ العتيق إلى ولاء غير مُعتِقِه، وهذا حرام، لتفويته حق المنعم عليه، لأن الولاء كالنسب، فيحرم تضييعه كما يحرم تضييعُ النسب وانتساب الإِنسان إلى غير أبيه. وقوله: "لا يقبل منه صرف ولا عدل"، قال في "النهاية" 3/24، الصرف: التوبة، وقيل: النافلة، والعدل: الفدية، وقيل: الفريضة. وقوله: "فمن أحدث فيها، أو آوى محدثاً"، قال النووي 9/140: قال القاضي: معناه: من أتى فيها إثماً أو آوى من أتاه، وضَمه إليه، وحماه. قوله: "وذمة المسلمين واحدة"، قال النووي 9/144: المراد بالذمة هنا الأمان، معناه: أن أمان المسلمين للكافر صحيح، فإذا أمنه به أحد المسلمين حَرُمَ على غيره التعرض له ما دام في أمان المسلم، وللأمان شروط معروفة. وقوله: "فمن أخْفَر مسلماً"، قال النووي: معناه: من نقض أمان مسلم، فتعرض لكافر أمنه مسلم، قال أهل اللغة: يقال: أخفرت الرجل، إذا نقضتَ عهده، وخَفَرتُه: إذا أمنتَه. الحديث: 9174 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 93 خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَتَصْدِيقٌ بِكَلِمَاتِ اللهِ، حَتَّى يُوجِبَ لَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يُرْجِعَهُ إِلَى بَيْتِهِ، أَوْ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ " (1) 9175 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كُلِمَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ كُلِمَ فِي سَبِيلِهِ، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُرْحُهُ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ (2) مِسْكٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأخرجه أبو عوانة 5/30 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/443-444، ومن طريقه أخرجه البخاري (3123) ، و (7457) و (7463) ، والنسائي 6/16، وابن حبان (4610) ، وأخرجه الحميدي (1087) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2311) ، والدارمي (2391) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (1876) (104) ، والبيهقي 9/197 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحِزامي، وسعيد بن منصور (2312) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، خمستهم عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7157) . (2) لفظة: "ريح" ليست في (عس) و (س) و (ل) ، وأثبتناها من (ظ3) ونسخة على هامش (س) . وهي مثبتة كذلك في (م) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/351، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (245) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد. وانظر (9087) . الحديث: 9175 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 94 9176 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، قَالَ: فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ، أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي (1) اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ، تَلُومُنِي عَلَى عَمَلٍ أَعْمَلُهُ، كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، قَالَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " (2) 9177 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ يُكْنَى أَبَا الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ،   (1) لفظة "الذي" تحرفت في (م) والنسخ المتأخرة إلى: "أنت". (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/252 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2134) ، وعثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص 87، وابن أبي عاصم في "السنة" (140) و (141) ، والنسائي في "الكبرى" (11130) و (11443) ، وأبو يعلى (1204) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/124-125 و125 و153 و153-154، وابن حبان (6179) من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه ابن أبي عاصم (157) ، والنسائي في "الكبرى" (10986) من طريق القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7387) . الحديث: 9176 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 95 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا أُمَّ الزُّبَيْرِ، عَمَّةَ النَّبِيِّ يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، سَلَانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا " (1) 9178 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَاكُمْ يُحَوَّلُ ذَهَبًا، يَكُونُ عِنْدِي بَعْدَ ثَلَاثٍ مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ " " إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ: هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ " عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (206) (352) من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 19/120 من طريق أبي أسامة، عن زائدة بن قدامة، به. وأخرجه البخاري (3527) ، وأبو يعلى (6327) ، وأبو عوانة 1/95 و95-96 و96 من طرق عن أبي الزناد، به. وانظر (8601) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عاصم -وهو ابن أبي النجود- حسن الحديث. ولقوله: "ما أحب أن أحداً ذاكم ... " انظر ما سلف برتم (7484) .= الحديث: 9178 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 96 9179 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ - أَوْ عَلَى أُمَّتِي (1) لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ "، (2) 9180 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو فَذَكَرَ مِثْلَهُ بِإِسْنَادِهِ (3) 9181 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا " (4)   = ولقوله: "إن الأكثرين هم الأقلون ... " انظر (8323) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: على أمتي أو على المومنين. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو. وانظر (7513) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (7853) . وانظر ما قبله. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الآزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي. وأخرجه أبو عوانة 2/84 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 2/84 من طريق يحيى بن يعلى بن الحارث وحسين الجعفي، كلاهما عن زائدة بن قدامة، به. وانظر (7175) . الحديث: 9179 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 97 9182 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ " (1) 9183 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ سَجْدَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ، وَمَنْ أَدْرَكَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ سَجْدَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ " (2) 9184 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ يَعْنِي ابْنَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 2/304 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضا من طريق حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، به. وانظر (7176) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (6284) و (6302) و (6332) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والدارقطني 2/84 من طريق يونس بن يزيد، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق الأعرج مقروناً بعطاء بن يسار، وبسر بن سعيد، عن أبي هريرة برقم (9954) ، ومن طريق الأعرج وحده برقم (10129) . وانظر ما سلف برقم (7216) . الحديث: 9182 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 98 خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، فَأَطْعَمَهُ طَعَامًا، فَلْيَأْكُلْ مِنْ طَعَامِهِ، وَلَا يَسْأَلْهُ عَنْهُ، وَإِنْ سَقَاهُ شَرَابًا مِنْ شَرَابِهِ، فَلْيَشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ، وَلَا يَسْأَلْهُ عَنْهُ " (1) 9185 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف مسلم بن خالد الزنجي، لكن روي الحديث من وجه آخر عن أبي هريرة لا بأس به، كما سيأتي في التخريج. وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. وأخرجه أبو يعلى (6358) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 4/222، والطبراني في "الأوسط" (2461) و (5301) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2311، والحاكم 4/126، والبيهقي في "الشعب" (5801) ، والخطيب في "تاريخه" 3/87-88 من طرق عن مسلم بن خالد، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 4/126 من طريق بثر بن موسى، عن الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة رواية، أي: مرفوعاً. وهذا سند قوي. لكن أخرجه ابن أبي شيبة 8/290 عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد، موقوفاً. قوله: "ولا يسأله عنه"، قال السندي: يريد أن الاعتماد على ظاهر الحِل يكفي، ولا حاجة إلى البحث عن حقيقة الأمر، وظاهر أن الظاهر في مال المسلم هو الحِل، نعم إذا ظهرت علامة الحرمة، فذاك أمر آخر، والله أعلم. الحديث: 9185 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 99 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ، أَوْ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ سَأَلَهُمْ: " هَلْ تَرَكَ دَيْنًا؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " هَلْ تَرَكَ وَفَاءً؟ " فَإِنْ قَالُوا: نَعَمْ، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِنْ قَالُوا: لَا، قَالَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ " (1) 9186 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ أَبَدًا اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدَهُمَا "، قَالُوا: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ يَقْتُلُهُ كَافِرٌ، ثُمَّ يُسَدَّدُ بَعْدُ (2) " (3) 9187 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانًا بِي وَتَصْدِيقًا بِرُسُلِي، أَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو الأزدي، وأبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري. وانظر (8950) . (2) في (عس) ونسخة على هامش (س) : بعده، وفي (م) والنسخ المتأخرة: بعد ذلك، والمثبت من (ظ3) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1891) (131) ، والبيهقي 9/165 من طريق عبد الله بن عون، عن أبي إسحاق الفزاري، بهذا الاسناد. وانظر (7575) . الحديث: 9186 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 100 أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ، أَوْ غَنِيمَةٍ " (1) 9188 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجْرَحُ فِي سَبِيلِهِ، إِلَّا لَقِيَ اللهَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ جُرِحَ (2) ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ "، (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو عوانة 5/31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1876) (107) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (50) ، وابن مند (237) ، والبيهقي 9/39 من طريق جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، به. وسيأتي برقم (9477) . وانظر ما سلف برقم (7157) . قوله: "لا يخرجه إلا إيماناً بي وتصديقاً برسلي"، قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ، وهو منصوب على أنه مفعول له، وتقديره: لا يخرجه المخرج ويحركه المحرك إلا للجهاد والإيمان والتصديق. معناه: لا يخرجه إلا محض الإيمان، والاخلاص لله تعالى. (2) في (ظ3) و (عس) : يجرح. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو عوانة 5/31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإِسناد. وأخرجه مسلم (1876) (107) ضمن الحديث المطول من طريق جرير بن= الحديث: 9188 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 101 9189 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ (1) 9190 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ يُعْرَضُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ " (2) 9191 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ   = عبد الحميد، والترمذي (1656) ، وأبو عوانة 5/32 من طريق عبد العزيز بن محمد، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. وانظر (9087) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 5/31 من طريق معاوية بن عمرو، بهذا الإسناد. وقد سلف الحديث من طريق الأعمش، انظر (9087) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن إسحاق -وهو السيلحيني- فمن رجال مسلم. أبو حصين: هو عثمان بن عاصم. وأخرجه البخاري (4998) ، وابن ماجه (1769) ، والنسائي في "الكبرى" (7992) من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وزادوا فيه: "وكان يعتكف كل عام عشراً، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه". وقد سلفت هذه الزيادة وحدها برقم (8435) عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2042) . الحديث: 9189 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 102 أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ " (1) 9192 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ فَيْحَهَا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ " (2) 9193 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُكْلَمُ عَبْدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ، يَجِيءُ جُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ رِيحُ مِسْكٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/3 عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وانظر (7840) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم -وهو ابن أبي النجود-. وقد سلف برقم (8900) . وانظر لزاما التعليق على الحديث (10802) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، عبد الصمد بن حسان روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: صالح الحديث صدوق، ووثقه ابن سعد وابن حبان، وذكره= الحديث: 9192 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 103 9194 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ - إِنْ كَانَ قَالَهُ - " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ "، وقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ كُنْتُ أَسْتَنُّ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ، وَبَعْدَ مَا أَسْتَيْقِظُ، وَقَبْلَ مَا آكُلُ، وَبَعْدَ مَا آكُلُ حِينَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا قَالَ (1) 9195 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ، أَنَّهُ قَالَ: رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ، وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ مِنْ تَحْتِ قَمِيصِهِ، فَنَزَعَ سَرَاوِيلَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَرَفَعَ فِي عَضُدَيْهِ الْوُضُوءَ، وَرِجْلَيْهِ، فَرَفَعَ فِي سَاقَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي   = الذهبي في "الميزان" 2/620، وقال: صدوق إن شاء الله، ونقل عن البخاري قوله: كتبت عنه وهو مقارب. ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. وانظر (9087) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، الحسن بن سوار صدوق لا بأس به، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. الليث: هو ابن سعد، وخالد بن يزيد: هو الجمحي المصري. وانظر (7339) . قوله: "إن كان قاله"، قال السندي: لتحقيق أنه قاله وتقريره وتأكيد على أن "إنْ" مخففة من الثقيلة، وحَذْف اللام بعدها جائز وارد في كلام العرب كما صرح به بعض أهل التحقيق، وإن كان ظاهر كلام النحاة خلافه. الحديث: 9194 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 104 سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ " (1) 9196 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، خَتَنُ سَلَمَةَ الْأَبْرَشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَا يَكُونُ فِي ذَلِكَ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا سند قوي. نُعَيم المجمِر: هو نعيم بن عبد الله. وأخرجه البخاري (136) ، وأبو عوانة 1/224، والبيهقي 1/57، والبغوي (218) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (246) (35) ، وأبو عوانة 1/224، وابن حبان (1049) ، والبيهقي 1/57 من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، به. وانظر (8413) . (2) حديث صحيح بطريقيه وشواهده، سلمة بن الفضل الأبرش حسن الحديث وهو من أثبت الناس في ابن إسحاق، وهذا الأخير مدلس وقد عنعن. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8052) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإِسناد. وسيأتي الحديث من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة برقم (10774) ، وهذا سند قوي. وفي الباب عن عبد الله بن أبي أوفى، سيأتي 4/353-35، وهو في "صحيح مسلم" (1742) . = الحديث: 9196 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 105 9197 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ إِسْحَاقَ، مَوْلَى زَائِدَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ " (1) * 9198 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ مَأْلَفٌ، وَلَا خَيْرَ   = وعن عبد الله بن عمرو بن العاص عند عبد الرزاق (9518) ، وابن أبي شيبة 12/461-462، وعبد بن حميد (330) ، والدارمي (2440) ، والبيهقي 9/153. وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع" 5/328، وفي "الصغير" (790) ، والحاكم 3/38. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عمر بن إسحاق في عداد المجهولين، روى عنه اثنان، وخرج له مسلم هذا الحديث الواحد متابعة. وأخرجه مسلم (233) (16) ، والبيهقي 10/187، والمزي في ترجمة عمر بن إسحاق من "تهذيبه" 21/274-275 من طريق هارون بن سعيد الأيلي، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (233) (16) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7129) . الحديث: 9197 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 106 فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ، وَلَا يُؤْلَفُ " (1) 9199 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تُفْتَحُ يَوْمَ   (1) إسناده حسن، أبو صخر -وهو حميد بن زياد- مختلف فيه، وهو حسن الحديث إلا عند المخالفة، روى له مسلم، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو حازم: هو سلمة بن دينار المدني، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه الحاكم 1/23، والبيهقي في "السنن" 10/236-237 من طريق هارون بن معروف، بهذا الإسناد. لكن لم يذكر فيه الحاكم أبا صالح، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة، ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: علته انقطاعه، فإن أبا حازم هذا هو المديني لا الأشجعي، وأبو صخر لم يلقَ الأشجعى، ولا المدينى لقي أبا هريرة. وأخرجه البزار (3591 - كشف الأستار) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (180) ، وابن عدي في "الكامل" 2/685، والبيهقي في "الشعب" (8119) من طرق عن عبد الله بن وهب، به. وأخرجه ابن عدي 2/685 من طريق خالد بن الوضاح، عن أبي حازم، به. وخالد هذا لم نجد له ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر. وفي الباب عن سهل بن سعد، سيأتي 5/335، وإسناده ضعيف. وعن جابر بن عبد الله عند الطبراني في "الأوسط" (5783) ، والبيهقي في "الشعب" (7658) ، وإسناده ضعيف أيضا. قوله: "مألف"، قال السندي: هكذا بالميم في النسخ، أي: هو محل ومظنة للإلف، ومن شأنه ذلك، لحُسْن خُلُقه، وكرم طبعه، ومحبته لغيره، مثل ما يُحِب لنفسه. الحديث: 9199 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 107 الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوهُمَا حَتَّى يَصْطَلِحَا " مَرَّتَيْنِ (1) 9200 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زَحْرٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ لَكُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ الصَّلَاةَ، فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ " (2) 9201 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَتَمَجَّدَنَّ (3) اللهُ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "موطأ مالك" 2/908، ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (411) ، ومسلم (2565) (35) ، وابن حبان (5666) و (5668) ، والبيهقي في "الشعب" (6626) ، وفي "الآداب" (281) ، والبغوي (3523) . وانظر (7639) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عبيد الله بن زحر مختلف فيه، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (598) ، وفيه انقطاع بين عبيد الله وبين أبي هريرة. المفضل: هو ابن فضالة القتباني. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2124) بإسناد صحيح، وهو مخرج في "صحيح مسلم". وانظر حديث عائشة الآتي 6/272. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: ليتحمدن، والمثبت من (ظ3) و (عس) . وهما= الحديث: 9200 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 108 يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أُنَاسٍ مَا عَمِلُوا مِنْ خَيْرٍ قَطُّ، فَيُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا احْتَرَقُوا، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ، بَعْدَ شَفَاعَةِ مَنْ يَشْفَعُ " (1) 9202 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ، هُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ "، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ يَرْفَعُ نَمِرَةً عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: " سَبَقَكَ عُكَّاشَةُ " (2)   = بمعنى، أي: يتكرم ويتمنن عليهم. (1) حسن لغيره، وصالح مولى التوأمة كان قد اختلط، ولم ينص أحد على رواية ابن أبي الزناد عنه هل هي قبل اختلاطه أم بعده. لكن يشهد له حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/56. وحديث أنس، سيأتي 3/143. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق صدوق لا بأس به، روى له مسلم في المقدمة، وأبو داود والترمذي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (6542) ، وابن منده في "الإيمان" (970) ، والبغوي (4323) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/184-185 من طرق عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (216) (369) ، وأبو عوانة 1/140-141، وابن منده (970) = الحديث: 9202 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 109 9203 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ، عَنْ يُونُسَ، وَعَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ (1) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا، وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا " (2)   = من طريق ابن وهب، عن يونس، به. وأخرجه البخاري (5811) ، والمروزي في زوائده على "زهد ابن المبارك" (1576) ، وابن منده (971) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (245) ، والبيهقي 10/139 من طرق عن الزهري، به. وانظر ما سلف برقم (8016) . (1) قوله: "وعلي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس" لم يرد في (ظ3) و"جامع المسانيد والسنن" 7/ورقة 161، و"أطراف المسند" 8/6، وهو ثابت في (عس) و (ل) والنسخ المتأخرة. (2) إسناده صحيح، إبراهيم بن إسحاق -وهو الطالقاني- صدوق لا بأس به، ومتابعه علي بن إسحاق -وهو السلمي مولاهم أبو الحسن المروزي- ثقة، روى له الترمذي، ومن فوقهما ثقات من رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (5110) ، والبيهقي 7/165 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1408) (36) ، وأبو داود (2066) ، والنسائي 6/96 من طرق عن يونس بن يزيد، به. وأخرجه مسلم (1408) (35) من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن ابن شهاب، به. وسيأتي الحديث من طرق عن الزهري برقم (9834) و (10712) و (10717) .= الحديث: 9203 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 110 9204 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ، أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ " (1) 9205 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ فُلَانٍ الْخَثْعَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا زُرْعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ إِذَا خَرَجَ سَفَرًا فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ، قَالَ: " اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ - قَالَ: وَأُرَاهُ يَعْنِي قَالَ: وَالْحَامِلُ عَلَى الظَّهْرِ - اللهُمَّ اصْحَبْنَا بِنُصْحٍ، وَاقْلِبْنَا بِذِمَّةٍ، نعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ (2) السَّفَرِ، وَكَآبَةِ   = وانظر ما سلف برقم (7133) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، إبراهيم بن إسحاق صدوق، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. ابن أبي أنس: اسمه نافع بن مالك بن أبي عامر. وأخرجه مسلم (1079) (2) ، والنسائي 4/128، وأبو عوانة في الصيام كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 239، وابن حبان (3434) ، والبيهقي في "السنن" 4/303، وفي "فضائل الأوقات" (32) من طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7780) . (2) وقع في (م) والنسخ المتأخرة: "نعوذ بك من ملح وعناء السفر"، بزيادة كلمة "ملح" ولا وجه لها، ورمجت في (س) . الحديث: 9204 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 111 الْمُنْقَلَبِ " (1) 9206 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَجْلَحُ، أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ بْنَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فِي   (1) حديث حسن، والراوي المبهم فيه "فلان الخثعمي": هو عبد الله بن بشر الخثعمي كما في مصادر التخريج عدا الحاكم، وهو صدوق، أو ولده عمير بن عبد الله كما في رواية الحاكم، وهو ثقة، وكلاهما من رجال "التهذيب"، وباقي رجال الإسناد ثقات. عتاب: هو ابن زياد الخراساني. وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (3438) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد، وحسنه. وأخرجه الترمذي (3438) ، والنسائي في "المجتبى" 8/273-274، وفي "عمل اليوم والليلة" (503) ، والطبراني في "الدعاء" (807) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (498) من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبي زرعة، به. وأخرجه الحاكم 2/99 من طريق عبد الجبار بن العباس، عن عمير بن عبد الله، عن أبي زرعه, به. وسيأتي بنحوه من طريق سعيد المقبري, عن أبي هريرة برقم (9599) . وفي الباب عن ابن عباس, سلف (2311) وعن ابن عمر، سلف (6311) . وعن عبد الله بن سرجس، سيأتي 5/82. قوله: "على الظهر"، قال السندي: أي: المركب بإعطائه وتسخيره. "واقلبنا"، أي: ارجِعْنا. "بذِمة"، أي: بأمان. الحديث: 9206 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 112 الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، مَا دَعَا اللهَ فِيهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِشَيْءٍ، إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ " (1) 9207 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، الأجلح -وهو ابن عبد الله بن حُجية الكندي- حسن الحديث إذا لم يأت بما يُنكَر، وباقي رجال الإسناد ثقات. علي بن إسحاق: هو السلمي مولاهم المروزي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/149 عن علي بن مسهر، والطبراني في "الدعاء" (178) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما عن الأجلح، بهذا الإسناد. وانظر (7151) . (2) إسناده صحيح، علي بن إسحاق -وهو السلمي مولاهم المروزي- ثقة من رجال الترمذي، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه النسائي 3/89-90 عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (854) (17) ، والبيهقي في "الشعب" (2970) من طريق عبد الله بن وهب، والنسائي في "الكبرى" (1662م) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، كلاهما عن يونس بن يزيد، به. وفي رواية البيهقي زيادة: "ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".= الحديث: 9207 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 113 9208 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، وَعَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ شَهِدَ الْجِنَازَةَ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ - وَقَالَ عَتَّابٌ: حَتَّى تُفْرَغَ - فَلَهُ قِيرَاطَانِ "، قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ يَا رَسُولَ   = وسيأتي من طريق صالح بن أبي الأخضر عن الزهري برقم (10645) ، ومن طريق أبي الزناد، عن الأعرج برقم (9409) ، ومن طريق عبد الله بن فروخ عن أبي هريرة برقم (10970) ، وسيأتي ضمن حديث طويل برقم (10303) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة. وانظر الحديث السالف برقم (7687) . وأخرجه الحاكم 1/277، وعنه البيهقي في "الشعب" (2971) من طريق الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة بلفظ: "سيد الأيام يوم الجمعة ... ". وصححه الحاكم على شرط مسلم، فغلط، ففي الإسناد غير واحد ممن لم يخرج له مسلم، والإسناد لا يعدو كونه حسناً إذا ثبت اتصاله. فقد أخرجه ابن خزيمة (1728) عن الربيع بن سليمان، بهذا الإسناد، إلا أنه لم يذكر فيه أبا عثمان التبان والد موسى. ثم قال بعده: غلطنا في إخراج هذا الحديث، لأن هذا مرسل، موسى بن أبي عثمان لم يسمع من أبي هريرة، أبوه أبو عثمان التبان، روى عن أبي هريرة أخباراً سمعها منه. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 5/423 من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن عبد الملك بن عبد العزيز، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، واقتصر على قوله: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة". وفي الباب عن أبي لبابة، سيأتي 3/430. وعن سعد بن عبادة، سيأتي 5/284. الحديث: 9208 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 114 اللهِ؟ قَالَ: " مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ " (1) 9209 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ " (2) 9210 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَنْثُرْ، وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ " (3)   (1) إسناده صحيح. عتاب: هو ابن زياد الخراساني. وأخرجه النسائي 4/76 من طريق سويد بن نصر، عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1325) ، والبيهقي 3/412 من طريق شبيب بن سعيد، ومسلم (945) (52) ، وابن حبان (3078) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن يونس بن يزيد، به. وانظر ما سلف برقم (7188) . (2) إسناده صحيح. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيْلي. وأخرجه النسائي 8/137، وابن حبان (5470) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3673) ، وأبو عوانة 5/514، والبغوي (3174) من طريق عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد، بهذا الإِسناد. وانظر (7274) . (3) إسناده صحيح. أبو إدريس الخَوْلاني، اسمه: عائذ الله بن عبد الله، وعبد الله: هو ابن المبارك.= الحديث: 9209 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 115 9211 - حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي لَهِيعَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِيَّاكُمْ وَالْخَيْلَ الْمُنَفِّلَةَ، فَإِنَّهَا إِنْ تَلْقَ تَفِرَّ، وَإِنْ تَغْنَمْ تَغْلُلْ " (2) 9212 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْعَشْرَ الْأَوَاسِطَ، فَمَاتَ حِينَ (3) مَاتَ وَهُوَ يَعْتَكِفُ عِشْرِينَ يَوْمًا " (4)   = وأخرجه البخاري (161) من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، وابن خزيمة (75) من طريق عتبة بن عبد الله، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (237) (22) ، وأبو عوانة 1/248، وابن خزيمة (75) ، وابن حبان (1438) من طرق عن يونس بن يزيد، به. وانظر (7221) . (1) وقع هذا الإسناد في (م) والنسخ المتأخرة هكذا: حدثنا عتاب بن زياد، قال عبد الله بن لهيعة، قال لهيعة بن عقبة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثني لهيعة بن عقبة. وفي (م) وحدها: وعن يزيد، بزيادة الواو. وكل هذا خطأ، والصواب ما أثبتناه من النسخ العتيقة المتقنة، و"أطراف المسند" 8/208. (2) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8676) . (3) في بعض النسخ: حيث. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير سليمان بن داود، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وانظر (8435) . الحديث: 9211 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 116 9213 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ مِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ " (1) 9214 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَبَيْتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي "، (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله -وهو ابن عمر بن حفص- العمري، وجهم بن أبي الجهم في عداد المجهولين. نوح بن ميمون: هو ابن عبد الحميد البغدادي. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/25، وابن أبي عاصم في "السنة" (1250) ، من طريق خالد بن مخلد، عن عبد الله العمري، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (2501 - كشف الأستار) من طريق أبي عامر العقدي، عن الجهم بن أبي الجهم، به. وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (315) ، وأبو بكر القطيعي في زياداته على "الفضائل" (524) و (684) ، وابن حبان (6889) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن أبي عاصم (1247) من طريق عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5145) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر العمري.= الحديث: 9213 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 117 9215 - حَدَّثَنَا نُوحٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " (1) 9216 - حَدَّثَنَا نُوحٌ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي الْعُمَرِيَّ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُوشِكُ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ إِلَى الْمَدِينَةِ، حَتَّى تَصِيرَ مَسَالِحُهُمْ بِسَلَاحٍ " (2)   = وأخرجه عبد الرزاق (5243) عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. وانظر (7223) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (98) من طريق عبد الرحمن بن أشرس، عن عبد الله بن عمر العمري، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 8/221-222 من طريق عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، به، إلا أنه قال: "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي". وانظر ما سلف برقم (8721) . (2) إسناده ضعيف. وقد تفرد به الإمام أحمد. وفي الباب عن ابن عمر عند أبي داود (4250) و (4299) وإسناده ضعيف. وعن عمرو بن عوف عند ابن ماجه (4094) ، لكن قال: "حتى تكون أدنى مسالح المسلمين ببَوْلاءَ" وإسناده ضعيف جدا. وبَوْلاء اسم مكان لم نقف على تعيينه. قوله: "أن يرجع الناس"، قال السندي: لغلبة العدو عليهم. وقوله: "مسالحهم"، قال: هي العسكر الحافظة للثغر، والمراد هاهنا الثغور،= الحديث: 9215 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 118 9217 - حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ: " الْوَتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى " (1) 9218 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: " بِرَّ أُمَّكَ "، ثُمَّ عَادَ، فَقَالَ: " بِرَّ أُمَّكَ "، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ " بِرَّ أُمَّكَ " ثُمَّ عَادَ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: " بِرَّ أَبَاكَ (2) " (3)   = أي: أبعد ثغورهم هذا الموضع القريب من خيبر. قيل: لعل هذا من الدجال، أو يكون في وقتٍ. وقوله: "سلاح"، قال: بفتح السين، وذكر السيوطي في "حاشية أبي داود"، ضمها: موضع قريب من خيبر. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، طارق بن عبد الرحمن -وهو البجلي الأحمسي- روى له البخاري خبراً واحداً متابعةً، واحتج به مسلم والباقون، وهو صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. سفيان: هو الثوري، زاذان: هو أبو عمر الكندي. وانظر ما سلف برقم (7512) . (2) في (ظ3) : ثم أباك. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، يحيي بن أيوب -وهو الغافقي المصري- وإن روى له الشيخان، ففيه كلام ينزله عن رتبة الصحيح.= الحديث: 9217 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 119 9219 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُشَاكُ بِشَوْكَةٍ فِي الدُّنْيَا، يَحْتَسِبُهَا، إِلَّا قُصَّ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 9220 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ - فَذَكَرَ حَدِيثًا عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ - قَالَ: وَحَدَّثَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ أَيْضًا، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ   = وهو عند ابن المبارك في كتاب "البر والصلة" كما في "الفتح "10/403، وتغليق التعليق" 5/84. ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (6) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1673) . وانظر (8344) . (1) قوله: "أخبرنا عبد الله" سقط من (م) والنسخ المتأخرة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عبيد الله بن عبد الله بن موهب. عبد الله: هو ابن المبارك. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (507) عن بشر بن محمد السختياني، عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7386) . قوله: "قُص بها"، قال السندي: على بناء المفعول، وتشديد الصاد، أي: نقص وأُخِذ. "وبها": أي: بسببها، أو في مقابلتها. الحديث: 9219 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 120 بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ بِهَا جُلَسَاءَهُ، يَهْوِي بِهَا مِنْ أَبْعَدِ مِنَ الثُّرَيَّا " (1) 9221 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَا فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ " (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الزبير بن سعيد. وهو في "زهد" ابن المبارك (948) ، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (5716) ، وأبو نعيم في "الحلية" 3/164 و8/187-188، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (71) . وانظر ما سلف برقم (7215) ، وفيه قوله: "لا يرى بها بأساً"، بدل قوله: "يضحك بها جلساءه". وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/38، وإسناده ضعيف. ومن حديث معاوية بن حيدة، سيأتي 5/3، وإسناده حسن. (2) إسناده صحيح، علي بن إسحاق روى له الترمذي وهو ثقة، ومن فوقه من رجال الصحيح. وسيأتي برقم (9232) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5670) ، وذكرت شواهده هناك. قوله: "خمسة أوسُق"، أي: ما يعادل 3. 825 كيلو غراماً. والأوقية: 40 درهماً، والدرهم يعادل 2.9645 غراماً. والذود: قال ابن الأثير في "النهاية" 2/171: الذود من الإِبل: ما بين الثنتين إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشر، واللفظة مؤنثة، ولا واحد لها من لفظها كالنعَم. وقال أبو عبيد: الذود من الإِناث دون الذكور، والحديث عام= الحديث: 9221 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 121 9222 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " نَهَى عَنِ التَّلَقِّي، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ " (1) 9223 - حَدَّثَنَا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2)   = فيهما؛ لأن من ملك خمسةً من الإبل وجبت عليه فيها الزكاة ذكوراً كانت أو إناثاً. (1) إسناده صحيح، من فوق علي بن إسحاق ثقات من رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك. وأخرجه البخاري (2162) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن عبيد الله العمري، بهذا الإسناد. وقد سلف النهي عن التلقي برقم (7305) ، والنهي عن أن يبيع حاضر لباد برقم (7248) . (2) إسناده صحيح، يعمر بن بشر -وهو الخراساني- ثقة، وثّقه ابن المديني وابن حبان والدارقطني، وقال أحمد: ما أرى به بأساً، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي. وأخرجه البخاري (1426) ، والبيهقي 4/180 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، وابن أبي الدنيا في "العيال" (8) عن أحمد بن جميل، كلاهما عن ابن المبارك، بهذا الإسناد.= الحديث: 9222 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 122 9224 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ الْمُصْلِحِ أَجْرَانِ "، " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، لَوْلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْحَجُّ، وَبِرُّ أُمِّي لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ " (1) 9225 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ " (2)   = وأخرجه النسائي 5/69، وابن خزيمة (2439) من طريق عبد الله بن وهب، يونس بن يزيد، به. وأخرجه البخاري (5356) من طريق عبد الرحمن بن خالد، عن الزهري، به. وانظر ما سلف برقم (7155) . (1) إسناده صحيح، إبراهيم بن إسحاق روى له أبو داود والترمذي وهو ثقة، وثقه ابن معين ويعقوب بن شيبة وابن حبان، وقال الذهبي: ثبت، ومن فوقه ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (2548) عن بشر بن محمد، والبيهقي 8/12 من طريق عبدان عبد الله بن عثمان، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، بهذا الإِسناد. وانظر (8372) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن لهيعة -واسمه عبد الله- سيئ= الحديث: 9224 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 123 9226 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا زُرْعَةَ بْنَ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَدٌّ يُعْمَلُ فِي الْأَرْضِ، خَيْرٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا ثَلَاثِينَ صَبَاحًا " (1) 9227 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ثِفَالٍ الْمُرِّيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ خَيْرٌ مِنَ السَّيِّدِ مِنَ الْمَعْزِ " (2)   = الحفظ، لكن الراوي عنه ابن المبارك، وهو ممن روى عنه قبل أن يسوء حفظه، فالإسناد حسن، وباقي رجال الإسناد ثقات. وانظر ما سلف برقم (7492) . (1) إسناده ضعيف لضعف جرير بن يزيد. وانظر (8738) . (2) إسناده ضعيف لضعف أبي ثِفال: وهو ثمامة بن وائل. وأخرجه الحاكم 4/227 من طريق إبراهيم بن إسحاق الحنيني، عن داود بن قيس، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (1207) ، والبيهقي 9/271 من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: جاء جبريل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر قصة، وفيها أن جبريل قال: إن الجذع من الضأن خير من السيد من المعز. قال البيهقي: وإسحاق ينفرد به، وفي حديثه ضعف. وقال البزار: لا نعلم رواه هكذا إلا إسحاق الحنيني ولم يتابعه عليه غيره، وإنما أُتِي في أحاديثه لَما كُف بصرُه، وبَعُدَ عن المدينة، حدث= الحديث: 9226 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 124 قَالَ دَاوُدُ: " السَّيِّدُ: الْجَلِيلُ " 9228 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَافِعٍ، أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُ نَهَى عَنِ الرَّمِيَّةِ، أَنْ تُرْمَى الدَّابَّةُ، ثُمَّ تُؤْكَلَ، وَلَكِنْ تُذْبَحُ، ثُمَّ لْيَرْمُوا إِنْ شَاءُوا " (1) 9229 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ   = بأحاديث عن أهل المدينة، فأنكر بعضها عليه. وأخرج الحاكم 4/227 من طريق قزعة بن سويد، عن الحجاج بن الحجاج، عن سلمة بن جنادة، عن حنش بن الحارث، عن أبي هريرة: أن رجلا أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجذع من الضأن مهزول خسيس، وجذع من المعز سمين يسير، فقال: يا رسول الله هو خيرهما أفأضحي به؟ فقال: ضَحَ به، فإن الله أغنى. قال الحاكم: صحيح. وتعقبه الذهبي قائلا: قزعة ضعيف. وانظر ما سيأتي برقم (9739) . قوله: "الجذع من الضأن"، الأشهر عند أهل اللغة إن الجذع ما تم له سنة ودخل في الثانية، وهو الأصح عند الشافعية، وقال الحنفية والحنابلة: هو ما أتم ستة أشهر. انظر "المغني" 13/368، و"البناية" 9/156-157. والسيد، قال في "القاموس": ككَيس وإِمعٍ: المُسِن من المعز. (1) ابن لهيعة سيئ الحفظ، وقد تفرد به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8612) من طريق عمران بن هارون، عن ابن لهيعة، بهذا الإسناد، دون قوله: "ثم يرموا إن شاؤوا". وقد سلف النهي عن صبر البهائم من حديث ابن عمر برقم (4622) و (5587) ، وانظر تتمة شواهده هناك. الحديث: 9228 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 125 الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: فِي أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ أَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ تُسَبِّحُ " (1) 9230 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، أُرَاهُ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لِرَجُلٍ: تَعَالَ أُوَدِّعْكَ كَمَا وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ كَمَا وَدَّعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (2) " اسْتَوْدَعْتُكَ اللهَ الَّذِي لَا يُضَيِّعُ وَدَائِعَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح، عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- ثقة روى له ابن ماجه، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين. عبد الله: هو ابن المبارك، ويونس: هو ابن يزيد الأيلي. وهو في "مسند ابن المبارك" برقم (197) ، ومن طريقه أخرجه أبو يعلى (5851) . وأخرجه البخاري (3019) ، ومسلم (2241) (148) ، وأبو داود (5266) ، وابن ماجه (3225) ، والنسائي 7/210-211، وأبو يعلى (5848) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (874) ، وابن حبان (5614) ، والبيهقي 5/213 من طرق عن ابن المبارك، به. وانظر ما سلف برقم (8130) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة قوله: "أو كما ودع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وزيدت أيضا على هامش (ظ3) ثم رمجت. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، حسن بن ثوبان وموسى بن وردان صدوقان، وباقي رجال الإسناد ثقات.= الحديث: 9230 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 126 9231 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: " مَا كَانَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ بِيَدِهِ، وَيَعِيهِ بِقَلْبِهِ، وَكُنْتُ أَعِيهِ بِقَلْبِي، وَلَا أَكْتُبُ بِيَدِي، وَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ عَنْهُ، فَأَذِنَ لَهُ " (1)   = وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (508) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5941) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (505) من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني في "الدعاء" (820) من طريق عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير، ثلاثتهم عن الليث، بهذا الإسناد. وقرن ابن وهب بالليث سعيد بن أبي أيوب. وفيه: أن موسى بن وردان قال: أتيتت أبا هريرة أودعه، فقال: ألا أعلمك يا ابن أخي شيئاً علمنيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقوله عند الوداع؟ قلت: بلى، قال: قل: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (823) من طريق رشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلفظ: "من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلف: أستودعكم الله الذي لا يضيع ودائعه". وانظر (8694) . (1) صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق وعمرو بن شعيب صدوقان، وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه البيهقي في "المدخل" (751) ، والخطيب البغدادي في "تقييد العلم" ص 83 من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1515) ، والطحاوي 4/318،= الحديث: 9231 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 127 9232 - حَدَّثَنَا عَتَّابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ " (1) 9233 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، قَالَ:   = والبيهقي (751) ، والخطيب البغدادي ص 82-83 من طريق أحمد بن خالد الوَهْبي، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (329) من طريق عبد الأعلى السامي، والخطيب البغدادي ص 83 من طريق إبراهيم بن سعد، ثلانتهم عن محمد بن إسحاق، به. ورواية عبد الأعلى السامي وإبراهيم بن سعد عن المغيرة بن حكيم وحده. وأخرجه الخطيب البغدادي ص 83-84 من طريق عبد الرحمن بن سلمان، عن عقيل بن خالد، عن عمرو بن شعيب، عن المغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" 2/334 من طريق عبد الرحمن بن سلمان، عن عقيل بن خالد، عن المغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7389) . وسلف استئذان عبد الله بن عمرو الرسولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالكتابة في مسنده برقم (6510) . (1) إسناده صحيح، عتاب -وهو ابن زياد الخراساني- ثقة، روى له ابن ماجه، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الصحيح. عبد الله: هو ابن المبارك. وانظر (9221) . الحديث: 9232 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 128 قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، قَالَ: " قُلْ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (1) 9234 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ ابْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً، إِلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَهَا عَلَيْهِ " (2) 9235 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا، وَأَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا " (3) 9236 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَلَقَّى الْجَلَبُ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي بلج، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر (7966) . (2) إسناده ضعيف جداً، سلف الكلام عليه برقم (8107) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن إسحاق، وقد سلف برقم (7212) . الحديث: 9234 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 129 فَإِنِ ابْتَاعَ مُبْتَاعٌ، فَصَاحِبُ السِّلْعَةِ بِالْخِيَارِ إِذَا وَرَدَتِ السُّوقَ " (1) 9237 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ اللُّؤْلُؤِيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ سُرَيْجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَخْرُجَنَّ رِجَالٌ مِنَ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ " (2) 9238 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَابِرٌ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلْيُفْرِغْ عَلَى يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا فِي الْإِنَاءِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِيمَ بَاتَتْ يَدُهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك، فمن رجال البخاري. وأخرجه أبو داود (3437) ، والترمذي (1221) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6078) ، وفي "معجم شيوخه" (274) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/9، والبيهقي 5/348 من طرق عن عبيد الله بن عمرو الرقي، بهذا الإسناد. وانظر (7825) . (2) إسناده صحيح، أبو كامل -وهو مظَفر بن مُدْرك البغدادي - ثقة روى له الترمذي والنسائي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وانظر (9015) . (3) حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال مسلم. أبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تَدْرُس= الحديث: 9237 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 130 9239 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: وَقَدْ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ " (1) 9240 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ذَوَّادُ بْنُ عُلْبَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهَجِّرُ، قَالَ: فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ جِئْتُ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: " اشكمت درد؟ "، قَالَ: قُلْتُ: لَا، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " صَلِّ، فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شِفَاءً " (2) 9241 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ،   = المكي. وأخرجه أبو يعلى (5863) من طريق موسى بن داود، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (278) (88) ، وأبو عوانة 1/263-264، والبيهقي 1/47 من طريق معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، به. وانظر ما سلف برقم (7282) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة، لكن للحديث طرق أخرى يصح بها، فانظر ما سلف برقم (7151) . (2) إسناده ضعيف لضعف ذواد بن عُلبة، وليثٍ: وهو ابن أبي سليم. وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (270) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (9066) . قوله: "كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يهجر"، التهجير: التبكير إلى كل شيء والمبادرة إليه. الحديث: 9239 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 131 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ: قَوْلُهُ حِينَ دُعِيَ إِلَى آلِهَتِهِمْ {إِنِّي سَقِيمٌ} [الصافات: 89] ، وَقَوْلُهُ: {فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} [الأنبياء: 63] ، وَقَوْلُهُ لِسَارَةَ: إِنَّهَا أُخْتِي "، قَالَ: " وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنَ الْمُلُوكِ، أَوْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، فَقِيلَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ اللَّيْلَةَ بِامْرَأَةٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمَلِكُ أَوِ الْجَبَّارُ مَنْ هَذِهِ مَعَكَ؟ قَالَ: أُخْتِي، قَالَ: أَرْسِلْ بِهَا، قَالَ: فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ، وَقَالَ لَهَا: لَا تُكَذِّبِي قَوْلِي، فَإِنِّي قَدْ أَخْبَرْتُهُ أَنَّكِ أُخْتِي، إِنْ عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ "، قَالَ: " فَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا "، قَالَ: " فَأَقْبَلَتْ تَوَضَّأُ، وَتُصَلِّي، وَتَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ "، قَالَ: " فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ "، قَالَ أَبُو الزِّنَادِ (1) : قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " اللهُمَّ إِنَّهُ إِنْ يَمُتْ يُقَلْ هِيَ قَتَلَتْهُ "، قَالَ: " فَأُرْسِلَ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا فَقَامَتْ تَوَضَّأُ، وَتُصَلِّي، وَتَقُولُ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ،   (1) كذا وقع في رواية ورقاء: "قال أبو الزناد"، وفي رواية شعيب بن أبي حمزة عند البخاري (2217) ، والنسائي: "قال عبد الرحمن الأعرج: قال أبو سلمة ... "، وعلى كل فهذا طريق ثان عن أبي هريرة. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 132 وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي، فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ "، قَالَ: " فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ " - قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: اللهُمَّ إِنَّهُ إِنْ يَمُتْ يُقَلْ هِيَ قَتَلَتْهُ - قَالَ: " فَأُرْسِلَ، فَقَالَ: فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلَّا شَيْطَانًا، ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَأَعْطُوهَا هَاجَرَ "، قَالَ: " فَرَجَعَتْ، فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ: أَشَعَرْتَ أَنَّ اللهَ تعالى رَدَّ كَيْدَ الْكَافِرِ، وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً؟ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن حفص، فمن رجال مسلم. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري. وأخرجه مطولا ومختصراً البخاري (2217) و (2635) و (6950) ، والنسائي في "الكبرى" (8373) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والترمذي (3166) من طريق محمد بن إسحاق، كلاهما عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ولم يذكر شعيب أول الحديث في الكذبات الثلاث، بينما لم يذكر ابن إسحاق قصة إبراهيم مع الملك. وأخرجه أبو داود (2212) ، والنسائي في "الكبرى" (8374) ، وأبو يعلى (6039) ، وابن حبان (5737) من طريق هشام بن حسان، والنسائي (8375) من طريق عبد الله بن عون، كلاهما عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. ورواية ابن عون موقوفة على أبي هريرة. ورواه عن ابن سيرين أيضا أيوب السختياني، لكن قد اختلف عليه في وقفه ورفعه، فقد أخرجه البخاري (3357) و (5084) ، ومسلم (2371) ، والبيهقي في "السنن" 7/366، وفي "الأسماء والصفات" ص 282 من طريق جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، مرفوعاً - رواية البخاري في الموضع الأول مختصرة بقصة الكذبات الثلاث فقط، وفي الموضع الثاني لم يسق لفظه. وأخرجه عن أيوب موقوفاً البخاري (3358) و (5084) ، والبيهقي في "السنن"= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 133 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = 7/366 من طريق حماد بن زيد، عنه - ولم يسق البخاري لفظه في الموضع الثاني. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح " 6/391: وكذا رواه عبد الرزاق عن معمر غير مرفوع. وفي الباب عن أنس ضمن حديث الشفاعة الطويل، عند النسائي في "الكبرى" (11433) . وعن أبي سعيد الخدري، عند أبي يعلى (1040) بسند ضعيف. قوله: "ثلاث كذبات"، قال الحافظ في "الفتح" 6/392: قال ابن عقيل: دِلالة العقل تصرف ظاهر إطلاقِ الكذب على إبراهيم، وذلك أن العقل قطع بأن الرسول ينبغي أن يكون موثوقاً به، ليُعلم صدقُ ما جاء به عن الله، ولا ثقةَ مع تجويزِ الكذبِ عليه، فكيف مع وجودِ الكذب منه، وإنما أطلق عليه ذلك لكونه بصورة الكذب عند السامع، وعلى تقديرهِ، َ فلم يَصدر ذلك من إبراهيم عليه السلام -يعني إطلاق الكذب عليه- إلا في حال شدة الخوف لعلو مقامه، وإلا فالكذبُ المحضُ في مثل تلك المقامات يجوز، وقد يجب لتحمل أخف الضررين دفعاً لأعظمهما، وأما تسميته إياها كذبات فلا يريد أنها تذم، فإن الكذب وإن كان قبيحاً مُخِلا لكنه قد يحسن في مواضع، وهذا منها. قال السندي: والمراد أنها كذبات ظاهراً وإن كانت في الحقيقة معاريض، وهي من قبيل التورية لا الكذب. قوله: "إني سقيم"، قال: أي: مريض القلب من كفركم، أو سأمرض، والانسان لا يخلو عن ذلك، ولخفاء هذا المعنى، وظهور معنىً لا تَحَققَ له، عُد كذباً. قوله: "فعله كبيرهم"، قال: أي: ينبغي على زعمهم الفاسد أنهم آلهة أن يكون كبيرهم هو الفاعل المتولي لأمر كسر الصغار، ولكن لما كان هذا المعنى خفياً، والمعنى الظاهر غير واقع عُد كذباً.= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 134 9242 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = قوله: "فغط"، قال: بضم الغين المعجمة وتشديد الطاء المهملة، أي: أخذ بمجاري نَفَسِه حتى سمع له غطيط. قوله: "ركض برجله"، قال: أي: ضرب بها الأرض. قوله: "وليدة"، قال: أي: جارية. وقوله: "إنها أختي"، قال الحافظ في "الفتح" 6/393: اختُلف في السبب الذي حمل إبراهيم على هذه الوصية مع أن ذلك الظالم يريد اغتصابها على نفسها أختاً كانت أو زوجة، فقيل: كان من دين ذلك الملك أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج، كذا قيل، ويحتاج إلى تتمة وهو أن إبراهيم أراد دفع أعظم الضررين بارتكاب أخفهما، وذلك أن اغتصاب الملك إياها واقع لا محالة، لكن إن علم أن لها زوجاً في الحياة حملته الغيرة على قتله وإعدامه أو حبسه وإضراره، بخلاف ما إذا علم أن لها أخاً فإن الغيرة حينئذٍ تكون من قِبَلِ الأخ خاصة لا من قِبَلِ الملك فلا يبالي به. وقيل: أراد إن علم أنك امرأتي ألزمني بالطلاق، والتقرير الذي قررته جاء صريحاً عن وهب بن منبه فيما أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" من طريقه. وقيل: كان من دين الملك أن الأخ أحق بأن تكون أخته زوجته من غيره فلذلك قال: هي أختي اعتماداً على ما يعتقده الجبار فلا ينازعه فيها، وتُعُقبَ بأنه لو كان كذلك لقال: هي أختي وأنا زوجها فلِمَ اقتصر على قوله: "هي أختي؟ " وأيضا فالجواب إنما يفيد لو كان الجبار يريد أن يتزوجها لا أن يغتصبها نفسها. وذكر المنذري في "حاشية السنن"، عن بعض أهل الكتاب أنه كان من رأى الجبار المذكور أن من كانت متزوجة لا يقربها حتى يقتل زوجها، فلذلك قال إبراهيم: "هي أختي"، لأنه إن كان عادلا خطبها منه ثم يرجو مدافعته عنها، وإن كان ظالماً خلص من القتل، وليس هذا ببعيد مما قررته أولا، وهذا أخذ من كلام ابن الجوزي في "مشكل الصحيحين"، فإنه نقله عن بعض علماء أهل الكتاب أنه سأله عن ذلك فأجاب به. الحديث: 9242 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 135 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (1) ، أَنَّهُ قَالَ: مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنِي ابْنُ آدَمَ، وَظَمِئْتُ فَلَمْ يَسْقِنِي ابْنُ آدَمَ، فَقُلْتُ: أَتَمْرَضُ يَا رَبِّ؟ قَالَ: يَمْرَضُ الْعَبْدُ مِنْ عِبَادِي مِمَّنْ فِي الْأَرْضِ، فَلَا يُعَادُ، فَلَوْ عَادَهُ، كَانَ مَا يَعُودُهُ لِي، وَيَظْمَأُ فِي الْأَرْضِ، فَلَا يُسْقَى، فَلَوْ سُقِيَ كَانَ مَا سَقَاهُ لِي " (2) 9243 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي يُونُسَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ الْجَوَادُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، وَإِنَّ وَرَقَهَا لَيُخَمِّرُ الْجَنَّةَ " (3)   (1) قوله: "عن الله عز وجل" لم يرد في (ظ3) و (عس) و (ل) ، وهو ثابت في (م) والنسخ المتأخرة. وهو الأولى. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل عبد الله بن لهيعة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8717) من طريق الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن صفوان بن سليم، عن أبي سعيد، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (517) ، ومسلم (2569) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 261، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 220 من طريق ثابت البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة. (3) حديث صحيح دون قوله: "وإن ورقها ليخمر الجنة"، وهذه الزيادة تفرد بها ابن لهيعة، وهو سيىء الحفظ. أبو يونس: هو سليم بن جبير مولى أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7498) . "يخمر": يغطي. الحديث: 9243 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 136 9244 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا، وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ، وَأُومِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَغُدِيَ عَلَيْهِ، وَرِيحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُرَابِطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1)   (1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة. وأخرجه عبد الرزاق (9622) ، والطبراني في "الأوسط" (5258) ، والبيهقي في "الشعب" (9895) من طريق إبراهيم بن محمد، عن موسى بن وردان، بهذا الإِسناد. ولفظ الطبراني: "من مات مريضاً مات شهيداً" كذا مختصراً، ولفظ البيهقي: "من مات غريباً مات شهيدا، وَوقي فتانَي، وغُدي ورِيح عليه برزقه من الجنة، وإبراهيم بن محمد هذا: هو ابن أبي يحيى الأسلمي، وهو متروك. وأخرجه ابن ماجه (2767) ، وأبو عوانة 5/91 من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث، عن زهرة بن معبد، عن أبيه، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف لجهالة معبد بن عبد الله بن هشام والد زهرة. وأخرجه البزار (1655 - كشف الأستار) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن زهرة بن معبد، عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان، عن عثمان وأبي هريرة. وإسناده ضعيف، عبد الله بن صالح سيىء الحفظ، وأبو صالح مولى عثمان مجهول. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (297) ، وابن حبان في "المجروحين" 2/59، والطبراني في "الأوسط" (9308) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وعبد الرحمن بن زيد هذا ضعيف. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/200-201، والبيهقي في "الشعب" (9897) من طريق عبد العزيز بن أبي رواد، عن محمد بن عمرو، عن عطاء، عن= الحديث: 9244 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 137 9245 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صِبْرَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَنَّهُمَا سَمِعَا الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ، وَلَا يَقْبَلُ مِنْهَا إِلَّا الطَّيِّبَ، يَقْبَلُهَا (1) بِيَمِينِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يُرَبِّيهَا لِعَبْدِهِ الْمُسْلِمِ (2) كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ، أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى يُوَافَى بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلَ أُحُدٍ " (3)   = أبيه، عن أبي هريرة. ولفظه: "من مات مريضاً مات شهيداً، وَوُقي فتانَي القبر، وغُديَ ورِيحَ عليه برزقه من الجنة"، ولم نتبين رجاله ممن فوق عبد العزيز بن أبي رواد، ويحتمل أن يكون محمد بن عمرو هو ابن علقمة الليثي، وعطاء هو ابن السائب بن مالك الثقفي، والله أعلم. وفي الباب عن سلمان الفارسي عند مسلم (1913) ، وسيأتي 5/440 و441. وعن فضالة بن عبيد، سيأتي 6/20، وإسناده صحيح. قوله: "وغُدِيَ عليه ورِيحَ برزقه"، قال السندي: غُدي: على بناء المفعول، من الغدوة، وهو المجيء أول النهار، ورِيح: من الروحة: وهو المجيء آخر النهار. قلنا: وهذا الحديث موافق لقوله تعالى: (أَحياءٌ عند ربهم يرزَقُونَ) [آل عمران: 169] . (1) كذا في (ظ3) و (عس) ، ونسخة على هامش (س) : يقبضها، وفي (م) وبقية النسخ: يقبلها. (2) وقع بعد هذا في (م) والنسخ المتأخرة لفظة: اللقمة، وهي ليست موجودة في النسخ العتيقة الصحيحة. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عباد بن منصور فيه ضعف،= الحديث: 9245 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 138 9246 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " دَخَلَ عَبْدٌ الْجَنَّةَ بِغُصْنِ شَوْكٍ (1) عَلَى طَرِيقِ (2) الْمُسْلِمِينَ، فَأَمَاطَهُ عَنْهُ " (3) 9247 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو عِنْدَ النَّوْمِ: " اللهُمَّ رَبَّ السَّماوَاتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، أَنْتَ الْأَوَّلُ لَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ لَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ لَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ لَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ   = وعبد الواحد بن صبرة مجهول الحال، له ترجمة في "الجرح والتعديل" 6/22، وفات الحسينى وابن حجر ترجمتُه مع أنه على شرطهما. المبارك: هو ابن فضالة. وسيأتي الحديث من طريق عباد برقم (10088) ، وسلف برقم (7634) من طريق أيوب عن القاسم، وهو إسناد صحيح. (1) في (ظ3) : بغصن من شوك، بزيادة "من". (2) في (م) والنسخ المتأخرة: على ظهر طريق، بزيادة "ظهر". (3) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش الحمصي -وإن كان قد وصف بالتخليط في أهل غير بلده- قد توبع، انظر (8506) . الحديث: 9246 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 139 عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ " (1) 9248 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 9249 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " قال: " كَانَ يَمُرُّ بِآلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِلَالٌ، ثُمَّ هِلَالٌ، لَا يُوقَدُ فِي شَيْءٍ مِنْ بُيُوتِهِمُ النَّارُ، لَا لِخُبْزٍ، وَلَا لِطَبِيخٍ "، فَقَالُوا: بِأَيِّ شَيْءٍ كَانُوا يَعِيشُونَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: " بِالْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ، وَكَانَ لَهُمْ جِيرَانٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَجَزَاهُمُ اللهُ خَيْرًا، لَهُمْ مَنَائِحُ يُرْسِلُونَ إِلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْ لَبَنٍ " (3)   (1) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش قد توبع، انظر (8960) . (2) حديث صحيح، إسماعيل بن عياش قد توبع فيما سلف برقم (9045) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر: وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه البزار (3675 - كشف الأستار) من طريق جابر بن إسحاق، عن أبي معشر، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7962) . وفي الباب عن عائشة، سيأتي 6/108. وإسناده صحيح. قوله: "منائح"، قال السندي: أي: بهائم ذات لبن. الحديث: 9248 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 140 9250 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَهَادَوْا، فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَغَرَ الصَّدْرِ " (1)   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف أبي معشر. سعيد: هو المقبري كما جاء منسوباً في "مسند الطيالسي" و"مسند الشهاب" للقضاعي، وكما نقله الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" 9/500 عن أبي العباس الطرقي وأقَره عليه، وقد أورد هذا الحديث في ترجمته من "أطراف المسند" 7/242. وذكره ابن عساكر، وتبعه المزي في "تحفة الأشراف" 10/74 أنه سعيد بن المسيب. والأول أرجح، ويويده أن حديثَه هذا قد أورده المصنف ضمن أحاديث سعيد المقبري. وأخرجه أبو داود الطيالسي (2333) ، والترمذي (2130) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (358) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (656) من طرق عن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: غريب. وزاد الطيالسي والترمذي وابن أبي الدنيا قوله: "ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شق فِرْسِنِ شاةٍ". وسلفت هذه القطعة برقم (7591) . وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (594) ، وأبو يعلى (6148) ، والدولابي في "الكنى" 1/150 و2/7، وابن عدي في "الكامل" 4/1424، والبيهقي في "السنن" 6/169، وفي "الشعب" (8976) ، والمزي في ترجمة ضمام بن إسماعيل من "تهذيب الكمال" 13/313-314 من طريق ضمام بن إسماعيل، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة ولفظه: "تهادوا تحابوا". وإسناده حسن. وفي الباب عن عائشة عند الطبراني في "الأوسط" (5771) و (7236) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (655) و (660) . وعن أم حكيم بنت وادع الخزاعية عند الطبراني 25/ (393) ، والقضاعي في= الحديث: 9250 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 141 9251 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عُمِّرَ سِتِّينَ سَنَةً، أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً، فَقَدْ عُذِرَ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ " (1) 9252 - حَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ، عَنِ الطُّهَوِيِّ، عَنْ ذُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا فِي سَفَرٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْمَلْنَا وَأَنْفَضْنَا، فَآتَيْنَا عَلَى إِبِلٍ مَصْرُورَةٍ بِلِحَاءِ الشَّجَرِ، وَابْتَدَرَهَا الْقَوْمُ لِيَحْتَلِبُوهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ عَسَى أَنْ يَكُونَ فِيهَا قُوتُ أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَتُحِبُّونَ لَوْ أَنَّهُمْ أَتَوْا عَلَى مَا فِي أَزْوَادِكُمْ فَأَخَذُوهُ؟ " ثُمَّ قَالَ: " إِنْ كُنْتُمْ لَا بُدَّ فَاعِلِينَ فَاشْرَبُوا، وَلَا تَحْمِلُوا " (2)   = "مسند الشهاب" (659) ولفظه: "تهادوا فإنه يضعِّف الحب، ويذهب بغوائل الصدر". وعن عبد الله بن عمرو عند القضاعي (657) . وعن أنس عند البخاري في "الأدب المفرد" (595) ، والطبراني في "الأوسط" (1549) . ولا يخلو إسناد واحد من هذه الشواهد من ضعف، وبعضها يشتد ضعفه. قوله: "وَغرَ"، قال السندي: بفتح فسكون وقد تفتح: الحقد والضغْن والعداوة والتوقد من الغيظ، أي: أنها تزيل العداوة، وتزيد المحبة. (1) حديث صحيح، أبو معشر قد توبع، انظر (7713) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الطُّهَوي -وهو سَليط بن= الحديث: 9251 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 142 9253 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيلَانَ،   = عبد الله-، وجهالة ذهيل -وهو ابن عوف بن شَماخ-، والحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن. عباد بن عباد: هو ابن حبيب بن المهلب البصري. وأخرجه ابن ماجه (2303) ، والبزار (1326 و1327 و2863 - كشف الأستار) ، والبيهقي 9/360 و361 من طرق عن الحجاج بن أرطاة، بهذا الإسناد. ورواية البزار مختصرة: عن أبي هريرة أنه قال: قلت: يا رسول الله، ما يحل لأحدنا من مال أخيه؟ قال: "يأكل ولا يحمل، ويشرب ولا يحمل". وأخرجه البيهقي 9/361 من طريق شريك، عن حجاج بن أرطاة، عن سليط، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سئل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما يحل للرجل من مال أخيه، قال: "يأكل حتى يشبعَ إن كان جائعاً، ويشرب حتى يَرْوى". قال البيهقي: شريك النخعي خالف في إسناده من مضى. قلنا: وشريك سيىء الحفظ. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/7-8 مرفوعاً: "إذا أتى أحدكم حائطا فأراد أن يأكل فلينادِ: يا صاحبَ الحائط، ثلاثا، فإن أجابه، وإلا فليأكل، وإذا مَر أحدكم بإبلٍ، فأراد أن يشرب من ألبانها فلينادِ: يا صاحبَ الإبلِ، أو يا راعي الإبل، فإن أجابه، وإلا فليشرب، والضيافةُ ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة". وإسناده صحيح. وعن عبد الله بن عمرو، سلف (6683) ضمن حديث مطول، سئل عن الثمار، وما أخذ منها في أكمامها، قال: "من أخذ بفمه، ولم يتخذ خُبنة فليس عليه شيء، ومن احتمل فعليه ثمنه مرتين وضرباً ونكالا". وعن سمرة بن جندب عند أبي داود (2619) ، والترمذي (1296) ولفظه: "إذا أتى أحدكم على ماشية، فإن كان فيها صاحبها فليستأذنه، فإن أذن له، فليحتلب وليشرب، وإن لم يكن فيها أحد، فليصوت ثلاثاً، فإن أجابه أحد فليستأذنه، فإن لم يجبه أحد، فليحتلب وليشرب، ولا يحمل". وإسناده صحيح= الحديث: 9253 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 143 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ " (1)   = إلى الحسن، فمن صحح سماعه من سمرةَ صَححَه، ومن لا أعَله بالانقطاع. وقد سلف الكلام على هذه المسألة عند حديث ابن عمر (4471) مرفوعاً: أن تحلب مواشي الناس إلا بإذنهم. وإسناده صحيح. قوله: "فأرملنا"، قال السندي: أي: افتقرنا واحتجنا. "وأنفضنا"، أي: فنيَ زادنا، لأنهم نفضوا ما فيه زادهم. "مصرورة": مربوطة الضروع، وكانت عادة العرب أنهم إذا أرسلوا الحلويات المرعى، ربطوا ضروعها، وأرسلوها، ويسمون ذلك الرباط: صراراً. "بلحاء الشجر" قال في "القاموس": لحاء ككساء: قشر الشجر. (1) إسناده ضعيف لجهالة ابن سيلان: وهو عبد ربه، وقيل: جابر. خالد: هو ابن عبد الله الطحان، عبد الرحمن بن إسحاق: هو ابن عبد الله المدني. وأخرجه أبو داود (1258) عن مسدد، والطحاوي 1/299 من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، كلاهما عن خالد بن عبد الله، بهذا الإسناد. وسيأتي مكرراً برقم (9258) . وأخرج بنحوه ابن عدي في "الكامل" 3/1126 ضمن حديث من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف جداً، فيه سليمان بن داود اليمامي، قال البخاري: منكر الحديث، وكذا قال أبو حاتم وزاد: ضعيف الحديث، ما أعلم له حديثاً صحيحاً، وقال البزار كما في "كشف الأستار" (736) : لا يتابع على حديثه، وليس بالقوي، وأحاديثه تدل على ضعفه، وقال الدارقطني في "سؤالات البرقاني" له (192) و (193) : متروك. قلنا: ويغني عن هذا الحديث في المحافظة على ركعتي الفجر حديث عائشة الاَتي في مسندها 6/43، قالت: لم يكن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على شيء من النوافل= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 144 9254 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: " مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ " (1) 9255 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (2)   = أشد معاهدة من الركعتين قبل الفجر. وهو عند البخاري (1169) ، ومسلم (724) (94) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عطاء بن السائب، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الأغر: هو -فيما يغلب على ظننا- أبو مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/309 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (8650) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمي، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وحميد بن عبد الرحمن: هو ابن عوف الزهري. وأخرجه الطيالسي (2531) ، والبخاري (3416) و (4631) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1012) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/316، وابن حبان (6238) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. جاء الحديث في رواية الطحاوي مرفوعاً إلى الله عز وجل، وسيأتي كذلك عند تخريج الحديث رقم (10043) . الحديث: 9254 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 145 9256 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ قَاصٌّ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، فَغَفَرَ لَهُ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، فَغَفَرَ لَهُ ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ،   = وأخرج البخاري (4604) و (4805) ، والحاكم 2/583-584 من طريق فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة مرفوعاً: "من قال: أنا خير من يونس بن مَتى، فقد كذب". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. كذا قال، مع أنه عند البخاري كما ترى من طريقه وبلفظه! وسيأتي الحديث برقم (10043) و (10952) . وسيأتي ضمن حديث مطول من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (9821) . وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3703) ، وانظر شواهده هناك. الحديث: 9256 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 146 أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي " (1) 9257 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا " (2) 9258 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ سِيلَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العوذي. وانظر (7948) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (981) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (7947) . قوله: "كان زكريا نجاراً" قال السندي: لعله أراد الترغيب في الكسب بأنه من عادات الخِيارِ. (3) إسناده ضعيف لجهالة ابن سيلان، وهو عبد ربه، وقيل جابر. وهو مكرر (9253) .= الحديث: 9257 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 147 9259 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ دَاوُدُ بْنُ فَرَاهِيجَ: أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " مَا كَانَ لَنَا طَعَامٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ (1) : التَّمْرُ وَالْمَاءُ " (2) 9260 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الَّذِي يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ وَيَتَّبِعُ شَرَّ مَا يَسْمَعُ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيًا، فَقَالَ لَهُ (3) : أَجْزِرْنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأُذُنِ خَيْرِهَا شَاةً، فَذَهَبَ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ " (4) 9261 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،   = تنبيه: هذا الحديث ليس في (ظ3) ، وكتب فوقه في (عس) : مُعاد. (1) في (ظ3) : الأسودين. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وسيتكرر برقم (9381) ، وانظر (7962) . (3) لفظة: "له" لم ترد في (ظ3) و (عس) . (4) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، ولجهالة أوس بن خالد. وقد سلف الحديث برقم (8639) من طريق عفان بن مسلم وحسن بن موسى الأشيب. الحديث: 9259 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 148 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ، يُدْعَى لَهَا الْأَغْنِيَاءُ، وَيُدْفَعُ عَنْهَا الْفُقَرَاءُ، وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ، فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (1) 9262 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: " الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ " (2) 9263 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُورَدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا سند ضعيف لضعف النعمان بن راشد -وهو الجزري-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهيب: هو ابن خالد الباهلي. وأخرجه الطيالسي (2303) عن زمعة بن صالح الجندي، عن الزهري، عن سعيد أو غيره، عن أبي هريرة. وانظر (7279) و (7624) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7619) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5770) و (5771) من طريق هشام بن يوسف، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 6 من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، كلاهما عن معمر، بهذا الإِسناد.= الحديث: 9262 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 149 9264 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:   = وأخرجه البخاري (5773) و (5774) ، ومسلم (2221) و (104) و (105) ، والطبري ص 6، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1660) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/303، وابن حبان (6115) ، والبيهقي 7/216-217 و217 من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال أبو سلمة: كان أبو هريرة يحدثُهما كليهما (يعني هذا الحديث وحديث: "لا عدوي") عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله "لا عدوى"، وأقام على أن "لا يورد ممرض على مصح"، قال: فقال الحارث بن أبي ذباب (وهو ابن عم أبي هريرة) : قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثاً آخر قد سَكَت عنه، كنت تقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا عدوى" فأَبى أبو هريرة أن يعرف ذلك، وقال: "لا يورد مُمرِض على مُصِح" فماراه الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة فرَطَنَ بالحَبشِية، فقال للحارث: أتدري ماذا قلتُ: قال: لا. قال أبو هريرة: قلت: أبيتُ. قال أبو سلمة: ولَعَمْري لقد كان أبو هريرة يحدثُنا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا عدوى" فلا أدري أنسي أبو هريرة، أو نَسَخَ أحدُ القولين الآخر. واللفظ لمسلم. وأخرج عبد الرزاق (19507) ، ومن طريقه أبو داود (3911) ، والبيهقي 7/216، والبغوي (3248) عن معمر، عن الزهري، قال: حدثني رجل عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لا يُورِدن ممرض على مُصِح"، قال: فراجعه الرجل، فقال: أليس قد حدثتنا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا عدوى ولا صفر ولا هامة"؟ قال: لم أُحدثْكُموه، قال الزهري: قال أبو سلمة: قد حَدثَ به، وما سمعت أبا هريرة نسي حديثاً قطُّ غيره. وأخرج البيهقي 7/217 من طريق ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج، عن أبي إسحاق مولى بني هاشم، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا عدوى،= الحديث: 9264 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 150 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، أَكَلَ، وَإِنْ قِيلَ: صَدَقَةٌ، قَالَ: " كُلُوا "، وَلَمْ يَأْكُلْ (1) 9265 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، رَأَى رَجُلًا مُبَقَّعَ الرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (2) 9266 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:   = ولا يَحل الممرض على المصح، وليَحُل المصح حيث شاء، قيل: ما بال ذلك يا رسول الله؟ قال: "إنه أذى". وأخرج أيضا 7/217 من طريق مالك، عن بكير بن الأشج، عن أبي عطية الأشجعي، عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا عدوى ولا هام ولا صفر"، ثم ذكر نحو حديث أبي إسحاق. وانظر ما سلف برقم (7620) . قوله "لا يورِد ممرض على مصح"، قال السندي: الممرض الذي له إبل مرضى، والمصح: صاحب الصحاح، وهو نهي للممرض أن يسقي أو يرعى إبله مع إبل المصح لأن ذلك من الأسباب العادية للمرض، فلا بد من النهي عنه. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/389، وابن حبان (6382) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإِسناد. وانظر (8014) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وسيأتي مكرراً برقم (9283) ، وانظر (7122) . الحديث: 9265 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 151 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَقُولُ: " الدَّابَّةُ الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ (1) ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ (2) 9266 م - وَمَنِ ابْتَاعَ شَاةً فَوَجَدَهَا مُصَرَّاةً، فَهُوَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (3) 9267 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَأَمَرَ فِيهِ بِأَمْرٍ، فَحَمَلَ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ عَلَى عَاتِقِهِ، فَجَعَلَ لُعَابُهُ يَسِيلُ عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ يَلُوكُ تَمْرَةً، فَحَرَّكَ خَدَّهُ، وَقَالَ: " أَلْقِهَا يَا بُنَيَّ، أَلْقِهَا يَا بُنَيَّ، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ " (4)   (1) لفظة: "جبارد" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (9005) . (3) إسناده صحيح إسناد سابقه. وهو مكرر (9006) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده " (52) عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 1/418 من طريق عبد الواحد بن غياث، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (7758) . الحديث: 9266 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 152 9268 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ، فَلَهُ أَجْرَانِ " (1) 9269 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ، قَدْ كَفَاهُ حَرَّهُ وَعَمَلَهُ، فَإِنْ لَمْ يُقْعِدْهُ مَعَهُ لِيَأْكُلَ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً مِنْ طَعَامِهِ " (2) 9270 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَإنِّي (3) أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7574) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن راهويه (512) عن النضر بن شميل، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3436) عن علي بن الجعد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وسيأتي برقم (9984) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد. وانظر ما سلف برقم (7338) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: وَأَنَا. الحديث: 9268 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 153 مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ: رَجُلٌ مَرْبُوعٌ (1) إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، ثُمَّ تَقَعُ الْأَمَنَةُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا تَضُرُّهُمْ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ " (2)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: رجلاًًًً مربوعاً. (2) حديث صحيح، عبد الرحمن بن آدم -وهو مولى أم بُرثُن- صدوق حسن الحديث، روى له مسلم حديثاً واحداً متابعةً وأبو داود، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، إلا أن قتادة مدلس وقد عنعن، وذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" (633) عن أبيه، عن إسحاق بن منصور، عن ابن معين أنه قال: لم يسمع قتادة من عبد الرحمن مولى أم بُرثُن. فعلى هذا يكون الإسناد منقطعاً، ومع ذلك فقد صححه الحافظ ابن حجري في "الفتح" 6/493، وقال الحافظ ابن كثير في "نهاية البداية" 1/188: هذا إسناد جيد قوي! وأخرجه الحاكم 2/595 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وصححه، ووافقه الذهبي. وأخرجه أبو داود (4324) ، وابن حبان (6821) من طريق هدبة بن خالد، عن همام بن يحيى، به. ورواية أبي داود مختصرة. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 3/291 من طريق الحسن بن دينار، عن قتادة،= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 154 9271 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ:   = به. وزاد: "وأنه خليفتي على أهلي". قلنا: والحسن بن دينار متروك. وأخرجه عبد الرزاق (20845) وعنه ابن راهويه (44) عن معمر، عن قتادة، عن رجل، عن أبي هريرة. والرجل المجهول هو عبد الرحمن بن آدم نفسه، فالحديث لا يحفظ عن أبي هريرة إلا من طريقه. وسيأتي برقم (9632) و (9633) و (9634) . وقوله: "الأنبياء إخوة لعَلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وأنا أولي الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي"، سلف نحوه برقم (7529) من طريق الأعرج عن أبي هريرة، وذكرنا هناك بقية طرقه في "المسند". وقصة نزول عيسى ابن مريم وكسره الصليب، وقتله الخنزير، ووضعه الجزية سلفت برقم (7269) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وأحلنا هناك إلى بقية طرقه. وقوله: "ثم تقع الأمنة على الأرض ... الخ"، سيأتي من طريق آخر برقم (10261) بسند حسن في الشواهد. ويشهد لما وقع في هذا الحديث من أن عيسى عليه السلام يمكث في الأرض أربعين سنة حديث عائشة الذي سيأتي في مسندها 6/75، وصححه ابن حبان (6822) ، وإسناده قوي، وأما ما وقع في "صحيح مسلم" (2940) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن مدة مكث عيسى عليه السلام تكون سبع سنين، ففي إسناده يعقوب بن عاصم بن عروة، لم يوثقه غير ابن حبان، وهو رجل غير مشهور، وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول، أي: عند المتابعة والا فهو لين، ولم يتابعه على هذا أحد فيما نعلم، والله تعالى أعلم. قوله: "المربوع": هو المعتدل القامة. "ثوبان ممصران"، أي: فيهما صُفْرة. الحديث: 9271 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 155 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِجَالٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ " (1) 9272 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى قَبْرٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (8013) . قال ابن حبان في "صحيحه" 1/343: قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عجب ربنا": من ألفاظ التعارف التي لا يتهيأ علمُ المخاطب بما يخاطب به في القصد إلا بهذه الألفاظ التي استعملها الناس فيما بينهم، والقصد في هذا الخبر السبيُ الذين يسبيهم المسلمون من دار الشرك مُكَتفين بالسلاسل يقادون بها إلى دور الإسلام حتى يسلموا فيدخلوا الجنة، وهذا المعنى أراد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله في خبر الأسود بن سريع: "أوليس خيارَكم أولادُ المشركين" وهذه اللفظة أطلقت أيضا بحذف "من" عنها يريد: أوليس من خياركم. وقال ابن الجوزي: معناه أنهم أسِرُوا وقيدوا، فلما عرفوا صحة الإسلام دخلوا طوعاً فدخلوا الجنة، فكان الإكراه على الأسر والتقييد هو السبب الأول، وكأنه أطلق على الإكراه التسلسل، ولما كان هو السبب في دخول الجنة أقام المسبب مقام السبب. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رأفع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه البيهقي 4/48-49 من طريق حماد بن واقد الصفار، عن ثابت، بهذا الإسناد. ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى على قبر بعد ثلاثة أيام. وقال البيهقي بإثره: حماد بن واقد ضعيف، وهذا التأقيت لا يصحُ البتّةَ، وإنما يصح ما ذكره بعض الرواة عن حماد بن زيد: فسأل عنها بعد أيام.= الحديث: 9272 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 156 9273 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَقُولُ: يَا رَبِّ إِنِّي قُطِعْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ، يَا رَبِّ إِنِّي ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ "، قَالَ: " فَيُجِيبُهَا (1) ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ " (2) 9274 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ قَوْمٍ يَجْتَمِعُونَ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقْرَءُونَ وَيَتَعَلَّمُونَ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَسْلُكُ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ بِهِ الْعِلْمَ، إِلَّا سَهَّلَ لَهُ بِهِ _ أَوْ سُهِّلَ بِهِ _ طَرِيقًا الْجَنَّةِ (3) ، وَمَنْ يُبْطِئُ   = وقد سلف الحديث مطولا من طريق عفان برقم (9037) بقصة الرجل أو المرأة السوداء التي كانت تقمُّ المسجد. (1) في (ظ3) : فيجيبها ربها. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الجبار -وهو الأنصاري- مجهول , وللحديث طرق أخرى يصح بها ذكرت عند الحديث السالف برقم (7931) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: إلا سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، والمثبت من النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ومن (ل) . الحديث: 9273 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 157 بِهِ عَمَلُهُ، لَا يُسْرِعُ بِهِ نَسَبُهُ " (1) 9275 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلِيمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (2) 9276 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، فَاسْتَقْبَلَتْنَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ، فَجَعَلْنَا نَضْرِبُهُنَّ بِسِيَاطِنَا وَعِصِيِّنَا وَنَقْتُلُهُنَّ، فَسُقِطَ فِي أَيْدِينَا، فَقُلْنَا: مَا صَنَعْنَا وَنَحْنُ مُحْرِمُونَ؟ فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا بَأْسَ صَيْدُ الْبَحْرِ " (3) 9277 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الِاثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الِاثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَةَ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وسلف الحديث بأطول مما هنا برقم (7427) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليم: هو ابن حيان، وسعيد: هو ابن مينا. وانظر (8057) . (3) إسناده ضعيف جدا، أبو المهزم متروك الحديث. وهو مكرر (8060) . (4) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -هو ابن جدعان- ولإبهام الراوي عن أبي هريرة، لكن يشهد له حديث جابر عند مسلم (2059) ، وسيأتي في مسنده 3/382، وحديث ابن عمر عند عبد بن حميد= الحديث: 9275 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 158 9278 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ " (1) وَكَانَ قَتَادَةُ يَقُولُ: إِذَا قَالَ: " وَأَمْرَ الْعَامَّةِ "، قَالَ: " أَيْ أَمْرُ السَّاعَةِ " 9279 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَحْسِبُ حَمَّادٌ - قَالَ: " إِنَّهُ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ يَنْعَمْ وَلَا يَبْأَسْ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (2)   = (788) ، وحديث ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (10093) ، وسلف حديث أبي هريرة برقم (7320) ، ولفظه: "طعام الاثنين كافي الثلاثة، والثلاثة كافي الأربعة". وانظر "فتح الباري" 9/536. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن رياح، فمن رجال مسلم. همام: هو ابن يحيى العَوْذي، والحسن: هو البصري. وأخرجه المزي في ترجمة زياد بن رياح من "تهذيب الكمال" 9/463-464 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وسلف الحديث برقم (8303) عن عبد الصمد وعفان. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، حماد -وهو ابن سلمة- من رجاله،= الحديث: 9278 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 159 9280 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ " (1) 9281 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ فِي عَبْدِ الرَّجُلِ وَلَا فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " (2)   = وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين، وشك حماد في رفعه لا يضر، فقد روي الحديث من طرق عن أبي هريرة مرفوعاً، انظر التعليق على الحديث السالف برقم (8827) ، وسيتكرر برقم (9391) . ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. (1) إسناده ضعيف لضعف شتير بن نهار، وقد سلف الكلام عليه وعلى الحديث برقم (7956) . وأخرجه عبد بن حميد (1425) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (973) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وقرن عبد بن حميد بعفان أبا الوليد الطيالسي. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهيب: هو ابن خالد. وأخرجه الطيالسي (2528) ، والبخاري بإثر الحديث (1464) ، وأبو يعلى (6138) من طريق وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. وقرن الطيالسي بوهيبٍ حمادَ بن زيد. وسقط هذا الإسناد من "فتح الباري" الطبعة السلفية. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/151، ومسلم (982) (9) ، والنسائي 5/36،= الحديث: 9280 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 160 9282 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَحْسِبُ حَمَّادٌ - " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ، وَمَعَهُ فِي السَّفِينَةِ قِرْدٌ، فَكَانَ يَشُوبُ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ "، قَالَ: " فَأَخَذَ الْقِرْدُ الْكِيسَ، ثُمَّ صَعِدَ بِهِ فَوْقَ الذَّرْوِ (1) ، وَفَتَحَ الْكِيسَ، فَجَعَلَ يَأْخُذُ دِينَارًا فَيُلْقِهِ فِي السَّفِينَةِ، وَدِينَارًا فِي الْبَحْرِ، حَتَّى جَعَلَهُ نِصْفَيْنِ " (2) 9283 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، رَأَى رَجُلًا مُبَقَّعَ الرِّجْلَيْنِ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَقِبِ مِنَ النَّارِ " (3)   = والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/29، وفي "شرح مشكل الآثار" (2253) ، والبيهقي 4/117 من طرق عن خثيم بن عراك، به. وانظر (7295) . (1) المثبت من (عس) وهامش (ظ3) ، وفي (ظ3) : الزور، وفي (م) والنسخ المتأخرة: الدور. وسلف في الرواية رقم (8427) : فصعد الذرو، يعني: الدقَل. قلنا: والدقل: هو صاري السفينة. (2) رجاله ثقات رجال الصحيح ووقْفُه هو الصوابُ عندنا كما سلف بيانه عند الحديث رقم (8055) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني. وهو مكرر (9265) ، وانظر (7122) . الحديث: 9282 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 161 9284 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي صَوْمٍ مُتَتَابِعٍ (1) " (2) 9285 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيِّ، أَوْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبْيَدِ اللهِ (3) الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَدْعُو فِي دُبُرِ صَلَاةِ الظُّهْرِ: " اللهُمَّ خَلِّصِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَضَعَفَةَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً، وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا " (4)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: إلا صوماً متتابعاً. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. وانظر كلامنا على الحديث السالف برقم (8025) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة في الموضعين: عَبْد اللهِ، مكبر، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ك) ، و"أطراف المسند" لابن حجر 7/393. (4) صحيح دون قوله: "دبر صلاة الظهر"، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وعبيد الله بن إبراهيم لم نجد له ترجمة، وقد ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 5/41، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/2، وابن حبان في "الثقات" 7/9: عبد الله -مكبر- ابن إبراهيم القرشي، يروي عن مولى لهم عن جابر بن عبد الله. روى عنه أيوب السختياني. ولم يذكروا اختلافاً في اسمه.= الحديث: 9284 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 162 9286 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالرِّيَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ، يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةَ، حَتَّى إِذَا جَاءَ دُبُرَ أُحُدٍ، ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ "، وَقَالَ مَرَّةً: " صَرَفَتِ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ " (1) 9287 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ،   = وممن يروي عن أبي هريرة إبراهيم بن عبد الله بن قارظ الزهري، ويقال: عبد الله بن إبراهيم الزهري، وهو قرشي. وانظر ما سلف برقم (7260) . (1) صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاص المدني وإن كان ضعيفا- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الترمذي (2243) ، وابن حبان (5774) ، وأبو عوانة 1/59 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. ورواية أبي عوانة مختصرة دون قصة المسيح. ولقطعة الإيمان، انظر (8846) . ولقطعة المسيح الدجال، انظر (9166) . قوله: "ضربت الملائكة وجهه"، قال السندي: من ضرب بمعنى جعل، قال تعالى: (فاضرب لهم طريقاً في البحر) [طه: 77] ، أي: اجعل. الحديث: 9286 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 163 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلٌ كَانَ صِيَامَهُ فَلْيَصُمْهُ " (1) 9288 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (2) 9289 - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ "، (3) قَالَ عَفَّانُ: وَحَدَّثَنَا أَبَانُ: فِي هَذَا الْإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ 9290 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَكِيمٌ الْأَثْرَمُ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوِ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ، فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ (4) عَلَى مُحَمَّدٍ (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيى العَوْذي. وهو مكرر (8575) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7280) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (8576) . (4) في (م) والنسخ المتأخرة: مما أنزل الله. (5) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، أبو تميمة الهجيمي -واسمه طريف بن مجالد- لا يُعرف له سماع من أبي هريرة، فيما قاله البخاري في "التاريخ الكبير" 3/16-17، وحكيم الأثرم وثقه ابن المديني وأبو داود، وقال= الحديث: 9288 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 164 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = النسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري بعد أن ساق له هذا الحديث: لا يتابع عليه، وقال البزار: حدث عنه حماد بحديث منكر، وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث وليس له غيره إلا اليسير. وهذا الحديث قد ضعفه البخاري فيما نقله الترمذي، والبغوي فيما نقله المناوي في "الفيض"، وقال الذهبي في "الكبائر" ليس إسناده بالقائم. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/252-253، والدارمي (1136) ، والبخاري في "تاريخه" 3/16-17، وأبو داود (3904) ، والترمذي (135) ، والنسائي في "الكبرى" (9017) ، وابن الجارود (107) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/45، وفي "شرح مشكل الآثار" (6130) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/318، وابن عدي في "الكامل" 2/637، والبيهقي 7/198 من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10167) عن وكيع، عن حماد بن سلمة. وقال العقيلي بعدما خرجه: وهذا رواه جماعة عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي هريرة، موقوفاً. وسمى هؤلاء الجماعة في مكان آخر 1/149 وهم: سفيان الثوري، ومعمر بن راشد، وأبو بكر بن عياش، والمحاربي، ويزيد بن عطاء اليشكري، وعلي بن الفضيل. قلنا: قد أخرجه هكذا النسائي في "سننه الكبرى" (9018) و (9019) و (9020) من طريق سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم، به. لكن بقصة إتيان النساء من الدبر فقط. وليث بن أبي سليم سيىء الحفظ إلا أنه قد توبع، فقد أخرجه النسائي أيضا (9021) من طريق أبي سعيد المؤدب، عن علي بن بذيمة، عن مجاهد، به. موقوفاً على أبي هريرة، وسنده حسن. قلنا: وتضعيف أهل العلم هذا الحديث واستنكارهم له إنما هو من أجل ورود لفظ التكفير أو البراءة مما أنزل على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا فقد ورد في غير ما= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 165 9291 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ حَمَّادٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ، ثُمَّ قَالَ حَمَّادٌ أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى،   = حديثٍ التغليظُ على من أقْدَمَ على شيء مما ذكر، وجاءت صيغ الترهيب على نحو "ملعون من أتى"، أو "لا ينظر الله إليه" الخ، وقد أشار الترمذي إلى نحو هذا، فقال في "سننه" بعدما خرج هذا الحديث: فلو كان إتيان الحائض كفراً لم يؤمر فيه بالكفارة. ومعنى هذا عند أهل العلم على التغليظ. قلنا: وإتيان المرأة وهي حائض محرم باتفاق، لقوله تعالى: (فاعتزلوا النساء في المَحِيضِ ولا تقربوهن حتى يَطْهُرْنَ) [البقرة: 222] ، ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اصنعوا كل شيء إلا النكاحَ" أخرجه أحمد 3/132، ومسلم (302) وغيرهما من حديث أنس، ولقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أقبِل وأدبِر، واتقوا الدبُرَ والحيضةَ". وقد سلف من حديث ابن عباس برقم (2703) ، وسنده حسن. وانظر ما سلف برقم (7684) في الترهيب من إتيان المرأة في الدبر، وما سيأتي برقم (9536) في الترهيب من إتيان الكاهن والعَراف. وفي باب الترهيب من إتيان الكهان والعرافين عن بعض أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (2230) ، ولفظه: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"، وسيأتي في "المسند" 4/68 و5/380. وعن جابر عند البزار (3045 - كشف الأستار) ، وفي سنده عقبة بن سنان، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 6/311: صدوق، لكن ضعفه الهيثمي في "المجمع" 5/117. وعن عمران بن حصين عنده أيضا (3044) ، وفي سنده انقطاع. قوله: "من أتى حائضاً"، أي: جامعها في قُبُلِها. "فقد برىء"، وفي رواية: "فقد كفر"، قيل: هذا إن كان مستحلا لذلك، وقيل: بل هو تغليظ وتشديد، أي: عَمِلَ عَمَلَ من كفر. قاله السندي. الحديث: 9291 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 166 فَأَرْصَدَ اللهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ الْمَلَكُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَزُورُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي (1) رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ " (2) 9292 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ، فَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِهَا، قَالَ: " سَلَامٌ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا "، قَالُوا: أَوَلَسْنَا بإِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ (3) عَلَى الْحَوْضِ "، قَالُوا: وَكَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ، أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ؟ "   (1) في (ظ3) و (عس) : "فإني يعني رسول الله" بزيادة لفظة "يعني" ولا معنى لإثباتها، ولذلك حذفناها، وتحرفت هذه الزيادة في (م) والنسخ المتأخرة إلى: بعثني. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وانظر (7919) . (3) وقع في هذا الموضع والموضع الآخر في الحديث في (م) والنسخ المتأخرة: فرطكم. الحديث: 9292 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 167 قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ - يَقُولُهَا ثَلَاثًا - وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ، أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: أَلَا هَلُمَّ، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا " (1) 9293 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَزْرَقِ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ بِالسُّوقِ، فَمُرَّ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا، فَعَابَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَانْتَهَرَهُمْ، فَقَالَ لَهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَزْرَقِ: لَا تَقُلْ ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَأَشْهَدُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: وَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ كَنَائِنِ مَرْوَانَ، فَشَهِدَهَا مَرْوَانُ، فَأَمَرَ بِالنِّسَاءِ اللَّاتِي يَبْكِينَ فَضُرِبْنَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: دَعْهُنَّ يَا أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ، فَإِنَّهُ مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا وَأَنَا مَعَهُ وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَانْتَهَرَ عُمَرُ اللَّاتِي يَبْكِينَ مَعَ الْجِنَازَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهُنَّ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنَّ النَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَإِنَّ الْعَهْدَ لَحَدِيثٌ "، قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاص المدني، وإن كان فيه كلام- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وانظر (7993) . (2) إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سلمة بن الأزرق، وقد = الحديث: 9293 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 168 9294 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَّرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: مِنَ النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ " (1) 9295 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ (2) ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ ثَلَاثَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ، إِلَّا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ " (4) 9296 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: وَزَادَنِي غَيْرُ هَمَّامٍ،   = سلف الكلام عليه في الحديث (7691) . وأخرجه ابن أبي شيبة 3/395 عن عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كثير الغبري فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو داود (3678) ، وأبو عوانة في الأشربة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 302 من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. وانظر (7753) . (2) لفظة: "صاحب" ليست في (م) والنسخ المتأخرة. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: من أهل العلم، وهو خطأ. (4) إسناده ضعيف لإبهام الشيخ البصري. وهو مكرر (8989) . الحديث: 9294 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 169 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَكْذَبُ النَّاسِ الصُّنَّاعُ " (1) 9297 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْغُبَرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ " (2) 9298 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،   (1) إسناده ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة، وحق هذا الحديث أن يذكر في "المسند" بإثر الحديث السالف برقم (8175) كما هو في "مصنف عبد الرزاق"، فقد أخرجه عبد الرزاق (15355) قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن من الظلْم مَطْلَ الغني، وإذا أتْبِعَ أحدُكم على مَليءٍ فليَتْبَعْ". قال معمر: وزادني رجل في هذا الحديث عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "وأكذب الناس الصُناع". وانظر ما سلف برقم (7920) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن مصعب -وهو القَرْقَسائي- مختلف فيه، وهو حسن الحديث في المتابعات. وهو هنا متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه أحمد في "الأشربة" (215) ، وابن أبي شيبة 8/109، والدارمي (2096) ، ومسلم (1985) (15) ، والترمذي (1875) ، والنسائي 8/294، وأبو يعلى (6002) ، وأبو عوانة في الأشربة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 302، والبيهقي 8/289-290 و290 من طرق عن الأوزاعي، بهذا الإسناد. وانظر (7753) . الحديث: 9297 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 170 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ امْرَأَتِي وَلَدَتْ غُلَامًا أَسْوَدَ، فَقَالَ: " هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " فَمَا أَلْوَانُهَا؟ " قَالَ: رُمْكٌ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ألَيْسَ َرُبَّمَا (1) جَاءَتْ بِالْبَعِيرِ الْأَوْرَقِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، نَعَمْ، قَالَ: " فَأَنَّى تَرَى ذَلِكَ؟ "، قَالَ: أُرَاهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَهَذَا نَزَعَهُ عِرْقٌ " (2) 9299 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ثَابِتٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِطَرِيقِ مَكَّةَ   (1) في (م) : أربما ليس. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن مصعب ينحط عن رتبة الصحيح، وهو متابَع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الشافعي 2/31، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" 7/411، وفي "المعرفة" (4588) ، وأخرجه البخاري (6847) ، والبيهقي 7/410-411 و8/251-252 و10/265 من طريق إسماعيل بن أبي أويس، والبخاري (5305) من طريق يحيي بن قزعة، والبغوي (2377) من طريق أبي مصعب الزهري، أربعتهم (الشافعي وإسماعيل ويحيي وأبو مصعب) عن مالك، بهذا الإسناد. وانظر (7189) . قوله: "رمْك"، قال السندي: بضم فسكون، جمع أرْمَكَ: وهو ما في لونه كدرة. وقال صاحب "القاموس": الرمكة بالضم: لون الرماد. الحديث: 9299 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 171 إِذْ هَاجَتْ رِيحٌ، فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ: الرِّيحَ، قَالَ: فَلَمْ يَرُدُّوا إلَيْهِ (1) شَيْئًا، قَالَ: فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بَلَغَنِي أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ (2) خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا " (3) 9300 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ، قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، فَمَرَّتْ بِهِمَا جِنَازَةٌ، فَقَامَ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يَقُمْ مَرْوَانُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ (4) " " فَقَامَ عِنْدَ ذَلِكَ مَرْوَانُ " (5)   (1) في (ل) والنسخ المتأخرة: عليه، وفي (م) : عَلَى، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ك) . (2) لفظ الجلالة أثبتناه من (ل) ، وثم يرد في باقي الأصول الخطية. (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، كسابقه. ومحمد بن مصعب متابع. وانظر (7413) . (4) لفظة: "فقام" الثانية سقطت من (م) وهي ثابتة في كافة الأصول. (5) إسناده ضعيف لضعف جابر -وهو ابن يزيد الجعفي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وفيه مخالفة لحديث أبي سعيد، فقد أخرج البخاري في "صحيحه" (1309) عن أبي سعيد المقبري، قال: كنا في جنازة، فأخذ أبو هريرة بيد مروان فجلسا قبل أن توضع، فجاء أبو سعيد (أي الخدري) فأخذ بيد مروان، فقال: قم، فواللهِ لقد علم هذا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهانا عن ذلك. فقال أبو هريرة:= الحديث: 9300 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 172 9301 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْفَرَعِ وَالْعَتِيرَةِ " (1) ، قَالَ مُحَمَّدٌ: " وَقَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ مَعْمَرٍ " 9302 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْوَلَدُ لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ " (2)   = صدق. وسيرد حديث أبي سعيد هذا في مسنده (11927) . وانظر ما سلف برقم (7593) و (7860) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود الطيالسي (2307) ، ومن طريقه النسائي 7/167 عن شعبة، بهذا الإسناد. وقرن شعبةُ بمعمرٍ سفيانَ بن حسين الواسطي. وسيتكرر برقم (10356) ، وانظر (7135) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجُمحي. وأخرجه إسحاق بن راهويه (53) عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وروايته مقتصرة على الشطر الأول. وأخرجه الطيالسي (2488) ، والبخاري (6818) ، والبغوي في "الجعديات" (1155) ، والبيهقي 7/412، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/295 من طرق عن شعبة، به. الحديث: 9301 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 173 9303 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ، فَتُسْتَجَابُ لَهُ، وَإِنِّي أُرِيدُ إِنْ شَاءَ اللهُ أَنْ أُؤَخِّرَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 9304 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يَتَوَضَّئُونَ فِي الْمَطْهَرَةِ (2) ، فَيَقُولُ لَهُمْ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي   = وسيأتي الحديث من طريق محمد بن جعفر برقم (10153) . وانظر (9003) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه إسحاق بن راهويه (68) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/631، وابن منده في "الإيمان" (909) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (69) ، ومسلم (199) (340) ، وابن خزيمة 2/634، وابن منده (908) و (909) و (910) من طرق عن شعبة، به. وسيأتي برقم (9553) عن يحيى القطان ومحمد بن جعفر، عن شعبة. وانظر ما سلف برقم (7714) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: في المطهرة، وفي (ظ3) : بمر الظهران! والمثبت من (عس) وهامش (ظ3) . الحديث: 9303 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 174 سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (1) 9305 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَعْمِلُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا رَأَى إِنْسَانًا يَجُرُّ إِزَارَهُ، ضَرَبَ بِرِجْلِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (1088) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (7122) . المَِطهرة: بكسر الميم وفتحها، لغتان مشهورتان، فمَنْ كسر الميم جعلها آلةً، ومن فتحها جعلها موضعاً للتطهير. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/192 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (70) ، ومسلم (2087) ، والنسائي في "الكبرى" (9723) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الطيالسي (2487) ، وإسحاق بن راهويه (71) و (72) ، ومسلم (2087) ، وأبو عوانة 5/475، وأبو نعيم في "الحلية" 7/192 من طرق عن شعبة، به. وانظر (9004) . ورواية مسلم الثانية جاء فيها: أن أبا هريرة كان أميراً على البحرين، وهي من طريق معاذ العنبري عن شعبة، وهي مخالفة لرواية الجماعة عن شعبة أنه كان يستعمله مروان على المدينة. الحديث: 9305 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 175 9306 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ (1) : إنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَحْفِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ أَنْعِلْهُمَا جَمِيعًا، فَإِذَا لَبِسْتَ فَابْدَأْ بِالْيُمْنَى (2) ، وَإِذَا خَلَعْتَ فَابْدَأْ بِالْيُسْرَى " (3) 9307 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ خَادِمُهُ بِطَعَامِهِ (4) ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ - أَوْ لُقْمَةً أَوْ لُقْمَتَيْنِ، شُعْبَةُ شَكَّ - فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ وَحَرَّهُ " (5)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: يحدث. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: باليمين. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه إسحاق بن راهويه (73) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق أيضا (74) عن النضر بن شميل، وابن حبان (5461) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، كلاهما عن شعبة، به. وانظر (7179) . (4) في (م) والنسخ المتأخرة: بِطَعَامٍ. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن راهويه (92) ، والدارمي (2074) ، والبخاري (2557) و (5460) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1167) ، والبيهقي في "السنن" 8/8، وفي "الشعب" (8566) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7805) . الحديث: 9306 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 176 9308 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ الْحَسَنَ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِخْ كِخْ، أَلْقِهَا، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا (1) لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ " (2) 9309 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الْقَاسِمِ: " لَوْ أَنَّ الْأَنْصَارَ سَلَكُوا وَادِيًا أَوْ شِعْبًا (3) ، لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ "، (4)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: "أنا أهل بيت لا نأكل الصدقة"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ3) و (عس) و (ك) ، ولا في روايتي البخاري ومسلم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3072) ، ومسلم (1069) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2482) ، وإسحاق بن راهويه (51) ، والدارمي (1642) ، والبخاري (1491) ، ومسلم (1069) (161) ، والنسائي (8645) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1158) ، والطحاوي 2/9، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 242، والبيهقي 7/29، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1605) من طرق عن شعبة، به. وانظر (7758) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة: وسلك الناس وادياً أو شعباً لسلكت ... الخ. وهذه الزيادة لم ترد في (ظ3) و (عس) ولا في "جامع المسانيد" 7/ورقة 174. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 9308 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 177 قَالَ: فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " مَا ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي، لَقَدْ آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ "، وَكَلِمَةً أُخْرَى 9310 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا تُصَرُّوا الْإِبِلَ وَالْغَنَمَ، فَمَنِ اشْتَرَى مُصَرَّاةً فَهُوَ بِآخِرِ (1) النَّظَرَيْنِ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَرَدَّ مَعَهَا (2) صَاعًا مِنْ تَمْرٍ " قَالَ: " وَلَا يَبِيعُ الرَّجُلُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَلَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا بِصَحْفَتِهَا، فَإِنمَا لَهَا مَا كُتِبَ لَهَا، وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَلَقَّوْا الْأَجْلَابَ " (3)   = وأخرجه إسحاق بن راهويه (86) ، والبخاري (3779) ، والنسائي في "الكبرى" (8319) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2484) ، وابن راهويه (85) و (87) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1177) من طرق عن شعبة، به. وسيأتي من طريق شعبة، عن محمد بن زياد برقم (9364) و (10063) ، وانظر ما سلف برقم (8169) . (1) في (م) : بأحد. (2) في (عس) و (ل) : إن ردها رد معها. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع من أبي هريرة. المغيرة: هو ابن مقسم الضبي.= الحديث: 9310 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 178 9311 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (1) 9312 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَجَّ هَذَا   = وأخرج القسم الأول منه، وهو قوله: "لا تصروا الإِبل - إلى قوله: من تمر" عبد الرزاق (14861) عن الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم النخعي، عن أبي هريرة موقوفاً. وسلف القسم الأول منه بسند صحيح برقم (7305) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. وسلف القسم الثاني بسند صحيح أيضا برقم (7248) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث بطوله من طريق إبراهيم النخعي، عن أبي هريرة برقم (9456) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه مسلم (1350) ، والطبري في "تفسيره" 2/276 من طريق محمد بن المثنى، عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (2519) ، والدارمي (1796) ، والبخاري (1819) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (926) و (1809) و (1810) ، والطبري 2/276، والبيهقي 5/261-262 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7136) . الحديث: 9311 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 179 الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ مثل يوم وَلَدَتْهُ (1) أُمُّهُ " (2) 9313 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ: يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ أَوْ رِيحٍ " (3)   (1) هكذا في (ظ3) و (عس) و (ك) ، وهي رواية محمد بن جعفر، وفي (م) وبقية النسخ: رجع كما ولدته. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سيار: هو أبو الحكم العَنَزي. وأخرجه الطبري 2/276 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2519) ، وإسحاق بن راهويه (224) ، والبخاري (1521) ، والطبري 2/276 و277، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (926) و (1809) و (1810) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/316، والخطيب في "تاريخ بغداد" 13/15، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1841) ، وفي "التفسير" 1/173 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7136) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن ماجه (515) ، وابن خزيمة (27) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (515) ، وابن خزيمة (27) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي 1/117 و220 من طريق عمرو بن مرزوق، كلاهما عن شعبة، به. والحديث في هذه المصادر كلها بلفظ: " ... إلا من صوت أو ريح" وسيأتي بهذا اللفظ برقم (10093) عن وكيع، عن شعبة. وأشار البيهقي إلى أن هذا= الحديث: 9313 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 180 9314 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ عَلَى غُلَامِ الْمُسْلِمِ، وَلَا عَلَى فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " (1) 9315 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (2)   = الحديث مختصر من الحديث الآتي برقم (9355) من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل. وانظر ما سلف برقم (8369) . وسيأتي كرواية المصنف برقم (9614) عن يحيي القطان، عن شعبة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2527) ، والدارمي (1632) ، والبخاري (1463) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1657) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/29، وفي "شرح مشكل الآثار" (2248) ، وابن حبان (3271) ، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1574) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (10054) ، وانظر (7295) . (2) صحيح، وهذا إسناد حسن، إبراهيم بن المهاجر -وهو ابن جابر البجلي- حسن في المتابعات، وقد تابعه أشعث بن أبي الشعثاء -وهو ثقة- فيما سيأتي برقم (10572) . أبو الشعثاء المحاربي: هو سُليم بن أسود بن حنظلة. وأخرجه ابن خزيمة (1506) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد.= الحديث: 9314 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 181 9316 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَصَوَّرُ بِي - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: لَا يَتَشَبَّهُ بِي - وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا (1) ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2)   = وأخرجه إسحاق بن راهويه (230) ، والدارمي (1205) ، وابن خزيمة (1506) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه إسحاق بن راهويه (231) عن عمر بن عبيد الطنافسي، ومسلم (655) (58) ، وابن ماجه (733) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عن إبراهيم بن المهاجر، به. وأخرجه النسائي 2/29، وأبو عوانة 2/8 من طريق أبي صخرة جامع بن شداد، عن أبي الشعثاء، به. وسيأتي الحديث من طريق إبراهيم بن المهاجر برقم (9382) و (10095) ، ومن طريق أشعث بن أبي الشعثاء برقم (10572) و (10933) و (10934) كلاهما عن أبي الشعثاء. وأخرجه ابن حبان (2062) من طريق محمد بن جحادة، عن أبي صالح ميزان، عن أبي هريرة. وسنده قوي. قال النووي في "شرح مسلم" 5/157: وفي الحديث كراهة الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلي المكتوبة إلا لعذر. (1) لفظة: "متعمداً" لم ترد في (ظ3) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حَصِين: هو عثمان بن عاصم بن= الحديث: 9316 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 182 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = حُصَين الأسدي. وسيتكرر الحديث بشطريه برقم (10055) . وأخرج الشطر الأول منه الترمذي في "الشمائل" (389) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه كذلك أبو داود الطيالسي (2420) عن أبي عوانة، عن أبي حصين، به. وأخرجه بشطريه البخاري (110) و (6197) من طريق أبي عوانة، عن أبي حصين، به. وأخرج الثاني منه مسلم (3) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (550) من طريق أبي عوانة، عن أبي حصين، به. وسلف الشطر الأول من الحديث من طريق أبي صالح، في مسند ابن مسعود برقم (3798) ، وسيأتي برقم (9966) ، وسلف أيضا من طريق كليب بن شهاب، عن أبي هريرة برقم (7168) . وسيأتي الثاني منه من طريق أبي صالح برقم (10728) . وللحديث طرق أخرى انظر (8266) و (9350) و (10513) . قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من رآني في المنام فقد رآني، إن الشيطان لا يتصور بي"، وفي رواية: "من رآني في المنام، فقد رآني، فإنه لا ينبغي للشيطان أن يتشبه بي"، وفي رواية: "لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي"، وفي رواية: "من رآني فقد رأى الحق"، وفي رواية: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة" أو: "لكأنما رآني في اليقظة". قال أبو بكر ابن الباقلاني: معناه أن رؤياه حق ليست بأضغاثِ أحلام ولا من تخييل الشيطان، وإن رآه على غير الصفة التي كان عليها في الحياة، وإنما تلك الأمثلة من فعل الله جعلها علماً على ما تُؤول به من تبشير أو إنذار فينبغي أن يبحث عن تأويلها. وروى إسماعيل القاضي، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 183 9317 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى   = أيوب، قال: كان محمد بن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها، قال: لم تره، وسنده صحيح. قال القاضي عياض: ويحتمل أن يكون قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فقد رآني"، أو: "فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي" المراد به إذا رآه على صفته المعروفة له في حياته، فإن رأى على خلافها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة، وتعقبه النووي فقال: هذا ضعيف، بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كانت على صفته المعروفة أو غيرها. قال الحاقظ: ولم يظهر لي من كلام القاضي ما ينافي ذلك بل ظاهر قوله "إنه يراه" حقيقة في الحالين، لكن في الأولى تكون الرؤيا مما لا يحتاج إلى تعبير، والثانية مما يحتاج إلى تعبير، فيسعى في تأويلها ولا يهمل أمرها، لأنها إما بشرى بخير، أو إنذار من شر، إما ليخيف الرائي وإما لينزجر عنه، وإما لينبه على حكم يقع له في دينه أو دنياه. "فتح الباري" 12/384-385. وقال بعض العلماء: قد خص الله تعالى نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعموم صدق رؤياه كلها ومنع الشيطان أن يتمثل بشيءٍ منها حتى لو كانت مضادة لحاله في الحياة لئلا يتذرع بالكذب على لسانه في النوم، كما منعه ذلك في اليقظة، إذ لو أمكن من ذلك، لوقع اللبس بين الحق والباطل، ولم يوثق بما جاء من أمر النبوة، فحمى الله أنبياءه عليهم الصلاة والسلام، وحمى مرائيهم في النوم ورُؤيا غيرهم لهم في النوم من كيد الشيطان وتمثيله، لتصح رؤياه في الوجهين، ويكون طريقاً إلى علم صحيح. انظر "شرح مسلم" للنووي 15/204-205، وشرحه للأبي 7/497-499. الحديث: 9317 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 184 الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُشْرِكَانِهِ " (1) 9318 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَا أَدْرِي أذَكَرَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - ثُمَّ يَخْلُفُ (2) مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ يُحِبُّونَ السِّمَانَةَ، ويَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ " (3) 9319 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَسْفَلَ مِنَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وذكوان: هو أبو صالح السمان. وأخرجه الطيالسي (2433) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7443) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: خَلَفَ. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق -وهو العقيلي- فمن رجال مسلم. أبو بشر: هو جعفر بن إياس أبي وحشية. وسيتكرر برقم (10211) . وأخرجه مسلم (2534) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (94) عن النضر بن شميل، عن شعبة، به. وانظر (7123) . الحديث: 9318 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 185 الْكَعْبَيْنِ فَفِي النَّارِ " يَعْنِي الْإِزَارَ (1) 9320 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا أَفْلَسَ رَجُلٌ بِمَالِ قَوْمٍ، فَرَأَى رَجُلٌ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ " (2) 9321 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ (3) بْنِ الْمُسَيِّبِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/192 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5787) ، والنسائي 8/207، وأبو نعيم في "الحلية" 7/192، والخطيب في "تاريخه" 9/385، والبيهقي 2/244، والبغوي (3081) من طرق عن شعبة، به. وسيأتي الحديث برقم (9934) و (10461) . وانظر ما سلف برقم (7467) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1559) (24) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2450) ، وإسحاق بن راهويه (104) ، ومسلم (1559) (24) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/164، وفي "شرح مشكل الآثار" (4602) ، والبيهقي 6/46 من طرق عن شعبة، به. وسيتكرر برقم (10048) ، وانظر (8566) . (3) لفظة: "سعيد" ليست في (ظ3) و (عس) . الحديث: 9320 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 186 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ " (1) 9322 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ الْقُرْدُوسِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَذَرُ (2) طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ بجَرَّايَ (3) ، الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " " وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللهِ أَطْيَبُ (4) مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (5) 9323 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا وَحَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيتكرر برقم (10338) ، وانظر (7139) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: يدع. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: من جراي. وفي بعضها. جرائي. قال في "اللسان": وقولهم: فعلت ذلك من جَرَاكَ، ومن جَرَائِكَ، أي: من أجلك، لغة في جَراك. (4) في (ظ3) وحدها: أطيب عند الله. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7195) . الحديث: 9322 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 187 الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَتُوضَعُ (1) الْجِزْيَةَ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا " (2) 9324 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ، فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي " (3) 9325 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ (4) أَمْثَالِهَا إِلَى   (1) في (م) و (ل) : ويضع، وعليه تضبط الأفعال السابقة على البناء للفاعل. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه الطبراني في "الأوسط " (1331) من طريق عبد الله بن عون، عن ابن سيرين، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7269) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2266) ، والطبراني في "الأوسط" (8001) من طريق حماد بن زيد، عن أيوب السختياني وهشام بن حسان، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2280) من طريق قتادة، والطبراني في "الأوسط" أيضا (958) من طريق سالم الخياط، كلاهما عن ابن سيرين، به. وهو عند الترمذي ضمن حديث. وسيأتي برقم (10109) ، وانظر ما سلف برقم (7168) . (4) في (ظ3) : عشرة. والمثبت موافق لقوله تعالى: (فله عشر أمثالها) وقد = الحديث: 9324 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 188 سَبْعِ مِائَةٍ وَسَبْعِ أَمْثَالِهَا، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ تُكْتَبْ (1) فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ عَلَيْهِ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ " (2) 9326 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " الْفَأْرَةُ مِمَّا مُسِخَ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ يُوضَعُ لَهَا لَبَنُ اللِّقَاحِ فَلَا تَقْرَبُهُ، وَإِذَا وُضِعَ لَهَا لَبَنُ الْغَنَمِ، أَصَابَتْ مِنْهُ "، قَالَ: فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأُنْزِلَتْ عَلَيَّ التَّوْرَاةُ (3) 9327 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " الْبَهِيمَةُ عَقْلُهَا جُبَارٌ،   = قالوا: إنما ذكر العدد والمعدود مذكر، لأنه راعى الموصوف المحذوف، والتقدير: "فيه عشر حسنات أمثالها"، ثم حذف الموصوف فأقام صفته مقامه تاركاً العدد على حاله. (1) من هنا إلى آخر الحديث أثبتناه من (ظ3) و (عس) و (ل) و (ك) ، وسقط من (م) وبقية النسخ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7196) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (7197) ، وقد بينا فيه أن هذا الحديث منسوخ بحديث ابن مسعود عند مسلم (2663) رفعه: "إن الله لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عَقِباً، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك". الحديث: 9326 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 189 وَالْبِئْرُ (1) جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ (2) ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (3) 9328 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ (4) ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا " (5)   (1) في (عس) و (ل) و (ك) و (س) : "والبئر عقلها جبار". (2) قوله: "والمعدن جبار" سقط من (م) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7120) . قوله: "عقلها جبار"، قال السندي: أي: الدية التي يوجبها الجرح ظاهراً، إذا جرحت. "جبار"، أي: غير واجب. (4) كذا وقع هنا في الأصول الخطية: "أبو عثمان" وهو تحريف، والصواب فيه: "أبو يحيى" فإن هذا الحديث سيأتي مكرراً من طريق محمد بن جعفر برقم (9906) وفيه: "أبو يحيى" على الصواب، وتابعه على ذلك عند المصنف يحيى القطان برقم (9542) ، وعبد الرحمن بن مهدي برقم (9935) . وهذا التحريف في هذا الموضع وقع قديماً في نسخ "المسند"، فقد وضع هذا الحديث بناءً عليه الحافظان ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن"، وابن حجر في "أطراف المسند" في موضعين: في ترجمة أبي عثمان التبان، وفي ترجمة أبي يحيى. (5) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وسيأتي الكلام على إسناده من طريق موسى بن أبي عثمان عن أبي يحيى -على الصواب- برقم (9542) . وسلف الحديث برقم (7611) من طريق منصور بن المعتمر، عن عباد بن= الحديث: 9328 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 190 9329 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " (1) 9330 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ أَظُنُّهُ حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " فِي كُلِّ الصَّلَوَاتِ يَقْرَأُ فِيهَا، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا عَلَيْكُمْ " (2) 9331 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَاللِّسَانُ يَزْنِي، وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَيُحَقِّقُ ذَلِكَ أَوْ   = أنيس، عن أبي هريرة. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له أصحاب السنن والبخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7144) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7503) . الحديث: 9329 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 191 يُكَذِّبُهُ الْفَرْجُ " (1) 9332 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَأَتَى عَلَى جُمْدَانَ، فَقَالَ: " هَذَا جُمْدَانُ سِيرُوا سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ "، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ قَالَ: " الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا "، ثُمَّ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفَرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ "، قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ؟ قَالَ: " وَالْمُقَصِّرِينَ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو المدني القاص- حسن الحديث في المتابعات، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات. وانظر (8843) . (2) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، وعبد الرحمن متابع. وأخرج الشطر الأول منه مسلم (2676) ، وابن حبان (858) ، والبيهقي في "الشعب" (504) ، وفي "الدعوات الكبير" (18) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/32 من طريق روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وانظر (8290) . وأخرج الشطر الثاني مسلم (1302) من طريق روح بن القاسم، عن العلاء، به. وانظر (7158) . جمدان: جبل في طريق مكة، يَبْعُدُ عنها شمالاً أقل من مئة كيلو متر للمتجه إلى المدينة، يشاهَدُ على اليسار من الطريق القديم المار بعُسْفان، وعلى اليمين من الطريق المار بجُدة بين وادي خليص وبين البحر، له قِمتان مرتفعتان يتخيلُهما= الحديث: 9332 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 192 9333 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ " (1) 9334 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَسُومُ (2) الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ (3) الْمُسْلِمِ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ " (4)   = الرائي جبلين. قاله الأستاذ الفاضل حمد الجاسر في تعليقه على "الأماكن" للحازمي 1/410. (1) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، وعبد الرحمن بن إبراهيم متابع. وانظر (7204) . (2) في (ظ3) و (ل) : لا يسم، والمثبت من باقي الأصول، وهو نفي بمعنى النهي. (3) لفظة: "أخيه" لم ترد في (ظ3) و (عس) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم متابع. وأخرجه مسلم (1413) (54) ، وأبو يعلى (6514) ، والبيهقي 5/345، والبغوي (2095) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (9899) و (9959) و (10850) . وانظر ما سلف برقم (7248) و (9120) . الحديث: 9333 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 193 9335 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ هَذَا الْحَرَّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ " (1) 9336 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا سَمِعَ الشَّيْطَانُ الْأَذَانَ وَلَّى وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لَا يَسْمَعَ الصَّوْتَ " (2) 9337 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ " قِيلَ: مَا هُنَّ أَيْ رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أُعْطِيتُ جَوَامِعَ   (1) حديث صحيح، وهذا سند حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم متابع. وأخرجه مسلم (615) (182) ، وأبو عوانة 1/348-349، وابن حبان (1504) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وأبو عوانة 1/348-349 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7130) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو القاصّ الكرماني- حديثه حسن في المتابعات. وانظر (8139) . الحديث: 9335 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 194 الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ " " مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى قَصْرًا، فَأَكْمَلَ بِنَاءَهُ وَأَحْسَنَ بِنْاءَهُ (1) إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَى الْقَصْرِ، فَقَالُوا: مَا أَحْسَنَ بُنْيَانَ هَذَا الْقَصْرِ، لَوْ تَمَّتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ، أَلَا وكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ، أَلَا وكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ " (2) 9338 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي   (1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: فأكمل بناءه وأحسن بنيانه، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ك) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه، عبد الرحمن بن إبراهيم متابع. وأخرج الشطر الأول من الحديث مسلم (523) (5) ، وابن ماجه (567) ، والترمذي بإثر الحديث (1553) ، وأبو يعلى (6491) و (6492) ، وأبو عوانة 1/395، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1025) ، وابن حبان (2313) و (6401) و (6403) ، والبيهقي 2/433 و9/5، والبغوي (3617) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. ورواية ابن ماجه مختصرة بلفظ: "جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" وقد سلفت مختصرة هكذا برقم (7266) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب -على الشك-، عن أبي هريرة. وسلف في "المسند" مختصراً برقم (7403) ، وسيأتي مختصراً أيضا برقم (9705) ، ومطولا برقم (10517) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. وسلف الشطر الثاني من طرق عن أبي هريرة، انظر (7322) . الحديث: 9338 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 195 صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، وَمَا بَيْنَ مِنْبَرِي وَحُجْرَتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ " (1) 9339 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي، وَإِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَأَقْنَى، مَا سِوَى ذَلِكَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ " (2) 9340 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَنْذِرُوا، فَإِنَّ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيأتي من طريق حماد بن سلمة برقم (10908) . وانظر ما سلف برقم (7223) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو المدني القاص-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه العقيلي 2/321 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وانظر (8813) . قوله: "فأقنى"، قال السندي: أي: فأبقى لنفسه. الحديث: 9339 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 196 النَّذْرَ لَا يُقَدِّمُ مِنَ الْقَدَرِ شَيْئًا، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ " (1) 9341 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاصُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ "، قَالُوا: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " إِذَا لَقِيَكَ (2) فسَلِّمْ عَلَيْهِ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاصْحَبْهُ " (3) 9342 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي النَّارِ أَبَدًا " (4) 9343 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7208) . (2) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) و (ل) وبقية النسخ: لقيته. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8845) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8816) . تنبيه: تأخر ترتيب هذا الحديث في (ظ3) و (عس) إلى ما بعد الحديث رقم (9344) . الحديث: 9341 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 197 رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ ويَجْهَلُونَ عَلَيَّ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ، لَكَأَنَّمَا (1) تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَادُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " (2) 9344 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لِلَّهِ مَا فِي السَّماَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284] ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلِّفْنَا مِنَ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ: الصَّلَاةَ، وَالصِّيَامَ، وَالْجِهَادَ، وَالصَّدَقَةَ، وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ، وَلَا نُطِيقُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا، بَلْ قُولُوا: سَمِعْنَا، وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ "،   (1) كذا في الأصول، والجادة: "فكأنما"، ويخرج ما هنا على أن القسم مقدر على حد قوله تعالى: (وان أطعتموهم إنكم لمشركون) ، انظر "الدر المصون" 5/132. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7992) . الحديث: 9344 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 198 فَقَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، فَلَمَّا أَقَرَّ بِهَا الْقَوْمُ، وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ، أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِثْرِهَا: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} [البقرة: 285]- قَالَ عَفَّانُ: قَرَأَهَا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ (1) : يُفَرِّقُ (2) - فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285] ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ: {لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286] ، فَصَارَ لَهُ مَا كَسَبَ مِنْ خَيْرٍ، وَعَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ (3) مِنْ شَرٍّ، فَسَّرَ الْعَلَاءُ هَذَا: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286] ، قَالَ: نَعَمْ، {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 286] ، قَالَ: نَعَمْ، {رَبَّنَا وَلَا   (1) سلام أبو المنذر: هو ابن سليمان المزني مولاهم البصري، قال ابن الجزري في "غاية النهاية": ثقة جليل، ومقرىء كبير مات سنة إحدى وسبعين ومئة، أخذ القراءة عرضاً عن عاصم بن أبي النجود وأبي عمرو بن العلاء وغيرهما. وهذه القراءة قرأ بها ابن جبير وابن يعمر وأبو زرعة بن عمرو، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي أحد القراء العشرة، ورويت عن أبي عمرو بن العلاء، حملاً على لفظ (كل) أي: لا يفرق ذلك الكل من المؤمنين بين أحد من رسله. انظر "البحر المحيط" و"الدر المصون". (2) قول عفان هذا جاء في (م) والنسخ المتأخرة بعد قوله في الآية: (لا نفرق بين أحد من رسله) . (3) في (ظ3) وحدها: كسب. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 199 تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286] ، قَالَ: نَعَمْ، {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286] (1) 9345 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَ: " يَا أُبَيُّ "، فَالْتَفَتَ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ صَلَّى أُبَيٌّ، فَخَفَّفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيْ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه مسلم (125) ، وأبو عوانة 1/76-77 و77، وابن حبان (139) من طريق روح بن القاسم، والطبري 3/143 من طريق مصعب بن ثابت، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2070) . قلنا: ولفظ النسخ الوارد في الحديث لا يعني النسخ المصطلح عليه عند الأصوليين، وإنما المراد به التخصيص، فإن الآية الأولى: (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) تفيد أنهم محاسبون حتى على حديث النفس، وجاءت الآية الثانية: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) نصاً في أن التكليف إنما هو بحسب الوسع والطاقة، وهي على هذا التفسير تكون قد خصصت العموم الذي في الأولى ولم تنسخه. وقد ذهب غير واحد من أهل العلم إلى إحكام هذه الآية، لأنها خبر، والنسخ إنما يدخل على الأمر والنهي. انظر "تفسير الطبري" 6/113-121، و"نواسخ القرآن" ص 231-235 لابن الجوزي، و"الناسخ والمنسوخ" ص 168 لمكي بن أبي طالب، و"الناسخ والمنسوخ" ص 104 لأبي جعفر النحاس. الحديث: 9345 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 200 رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَعَلَيْكَ "، قَالَ: " مَا مَنَعَكَ أَيْ أُبَيُّ إِذْ دَعَوْتُكَ أَنْ تُجِيبَنِي؟ " قَالَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، كُنْتُ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: " أَفَلَسْتَ تَجِدُ فِيمَا أَوْحَى اللهُ إِلَيَّ أَنْ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24] ، قَالَ: قَالَ: بَلَى، أَيْ رَسُولَ اللهِ، لَا أَعُودُ، قَالَ: " أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا؟ " قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، (1) أَيْ رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ هَذَا الْبَابِ حَتَّى تَعْلَمَهَا "، قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي يُحَدِّثُنِي، وَأَنَا أَتَبَاطَأُ (2) مَخَافَةَ أَنْ يَبْلُغَ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ الْحَدِيثَ، فَلَمَّا أَنْ دَنَوْنَا مِنَ الْبَابِ، قُلْتُ: أَيْ رَسُولَ اللهِ، مَا السُّورَةُ الَّتِي وَعَدْتَنِي، قَالَ: " مَا (3) تَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ؟ "، قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أُمَّ الْقُرْآنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَنْزَلَ اللهُ فِي التَّوْرَاةِ، وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ، وَلَا فِي الزَّبُورِ، وَلَا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلَهَا، وَإِنَّهَا لَلسَّبْعُ مِنَ الْمَثَانِي " (4)   (1) في (ظ3) : "قلت: إي نعم"، بزيادة "إي". (2) في (م) والنسخ المتأخرة: أتبطأ. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: فكيف تقرأ في الصلاة. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" 14/59 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (2875) ، بإثر الحديث (3125) ، والطبري 14/58، وابن = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 201 9346 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ فَتًى مِنْ قُرَيْشٍ أَتَى أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ لَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ يَتَبَخْتَرُ فِي حُلَّةٍ لَهُ قَدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ وَبُرْدَاهُ، إِذْ خُسِفَ بِهِ الْأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " (1) 9347 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ،   = خزيمة (861) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1208) ، والبيهقي في "السنن" 2/275-276، وفي "القراءة خلف الإمام" (104) و (105) و (106) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/218، والبغوي (1188) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسقط من المطبوع من "تفسير الطبري" العلاء بن عبد الرحمن. وسلف آخر الحديث برقم (8682) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني. وأخرجه مسلم (2088) (50) ، وأبو عوانة 5/474 من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 5/473 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل، وابن حبان (5684) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، به. وانظر ما سلف برقم (7630) . الحديث: 9346 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 202 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ فَالْغَرِيمُ أَحَقُّ بِمَالِهِ (1) إِذَا وَجَدَهُ بِعَيْنِهِ " (2) 9348 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق: 1] فَسَجَدَ، قُلْتُ: أَلمْ (3) أَرَكَ سَجَدْتَ، قَالَ: " لَوْ لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِيهَا مَا سَجَدْتُ " (4) 9349 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " الْيَمِينُ الْكَاذِبَةُ   (1) لفظة: "بماله" أثبتناها من (ظ3) و (عس) و (ك) ، وفي (م) وباقي النسخ المتأخرة: بِمَتَاعِهِ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8566) . (3) في (ظ3) و (ك) : "لم أرك" على النفي، وهو خطأ، وزاد في (م) وباقي النسخ المتأخرة لفظة "فيها" بعد قوله: "سجدت". (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. همام: هو ابن يحيي العوذي. وأخرجه الدارمي (1468) ، ومسلم (578) (107) ، والطحاوي 1/358 من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث برقم (9607) و (9803) و (9859) و (10019) و (10314) و (10845) . وانظر ما سلف برقم (7140) . الحديث: 9348 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 203 مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ " (1) 9350 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: وَكَانَ يَبْتَدِئُ حَدِيثَهُ بِأَنْ يَقُولَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو الْقَاسِمِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (2) 9351 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن إبراهيم -وهو المدني القاص-، وقد توبع. انظر (7207) . (2) حديث متواتر، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الصحيح غير كليب -وهو ابن شهاب بن المجنون الجرمي-، روى له أصحاب السنن، وهو قوي الحديث. وأخرجه ابن راهويه في "مسنده " (264) عن المغيرة بن سلمة، عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (593) من طريق صالح بن عمر، عن عاصم بن كليب، به. وانظر ما سلف برقم (8266) . تنبيه: من بعد هذا الحديث إلى الحديث رقم (9464) ليس في نسختنا المصورة من (ظ3) . الحديث: 9350 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 204 فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ هَرْوَلَةً (1) " (2) 9352 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ " (3)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: مهرولاً. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7422) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح السمان- فمن رجال مسلم. أبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وانظر (7625) . الحديث: 9352 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 205 9353 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا احْتَذَى النِّعَالَ، وَلَا انْتَعَلَ، وَلَا رَكِبَ الْمَطَايَا، وَلَا لَبِسَ الْكُورَ مِنْ رَجُلٍ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْضَلُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ " يَعْنِي فِي الْجُودِ وَالْكَرَمِ (1) 9354 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة - وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس فمن رجال البخاري، وروى له مسلم مقروناً. وهيب: هو ابن خالد بن عجلان الباهلي، وخالد: هو ابن مهران الحذاء. وأخرجه الترمذي (3764) ، والنسائي في "الكبرى" (8157) ، والحاكم 3/41 و209 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، والطبراني في "الأوسط" (7069) من طريق خارجة بن مصعب، كلاهما عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي. ولفظه عندهم: ركب الكور، بدل: لبس الكور. قال السندي: "الكور" بضم الكاف: رَحْل الناقة، ومن فتح الكاف أخطأ، كذا في "المجمع"، وقال في موضع آخر: هو سرج البعير، قلت (أي السندي) : فمعنى "لبس" أنه فرش تحته، ورواية الترمذي: "ولا ركب الكور"، وهو أظهر، والعرب تسمي الفراش لباساً، ففي حديث أنس في الحصير: قد اسود من طول ما لُبسَ. وَأخرج البخاري (3708) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: إنْ كنت لأستقرىء الرجلَ الآية هي معي كي ينقلِبَ بي فيطعمني، وكان أخيرَ الناس للمساكين جعفرُ بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان لَيخْرِجُ إلينا العكَةَ التي ليس فيها شيء، فيشقها فنلعق ما فيها. الحديث: 9353 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 206 يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَأَلْجَأَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَلْجَأَهُ إِلَى عُمَرَ، قَالَ أَحَدُهُمَا: " نَهَى عَنِ الزِّقَاقِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْحَنْتَمِ "، وَقَالَ الْآخَرُ: " نَهَى عَنِ الزِّقَاقِ، وَالْمُزَفَّتِ، وَعَنِ الدُّبَّاءِ، وَالْجَرِّ، أَوِ الْفَخَّارِ - شَكَّ مُحَمَّدٌ - " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد بن إبراهيم: هو التستري. وأخرجه مسلم (1992) (33) ، وأبو داود (3693) ، وأبو يعلى (6077) ، وابن حبان (5405) ، والدارقطني 4/258، والبيهقي 8/309 من طرق عن نوح بن قيس، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة وحده. ولفظه عند الدارقطني: "لا تشربوا في نقير، ولا مقير، ولادباء، ولا حَنْتَم، ولا مَزادَة، ولكن اشربوا في سقاء أحدكم غير مسكر، فإن خشي شدته فليصب عليه الماء". قلنا: وزيادة: "فإن خشي شدته ... الخ" تفرد بها أحمد بن المقدام عن نوح بن قيس عند الدارقطني. وأخرجه الطحاوي 4/226 من طريق هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة وحده. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6837) من طريق علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد بن أبي سعيد النحوي، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن نبيذ الجَر. وأخرجه أيضا (6838) من طريق الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يزيد بن أبي سعيد النحوي، عن ابن سيرين، عن ابن عمر أن عمر نهى عن نبيذ الجر. فجعله من كلام عمر. وأخرجه الطيالسي (16) ، والنسائي أيضا (6840) من طريق سلمة بن كهيل، عن أبى الحكم عمران بن الحارث، سألت ابن عمر فحدثنا عن عمر أن رسول= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 207 9355 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ حَرَكَةً فِي دُبُرِهِ، فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَحْدَثَ أَوْ لَمْ يُحْدِثْ، فَلَا يَنْصَرِفْ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا " (1) 9356 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، وَصَالِحٌ الْمُعَلِّمُ، وَحُمَيْدٌ، وَيُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ،   = الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الدباء والمزفت. وسلف هذا الحديث في "المسند" برقم (185) . وسيأتي حديث ابن سيرين عن أبي هريرة برقم (10373) . وانظر ما سلف برقم (7288) . الزقاق: جمع زِق: وهو السقاء من جلدٍ. وسلف الكلام على بقية الحديث برقم (7288) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الدارمي (721) عن يحيى بن حسان، وأبو داود (177) عن موسى بن إسماعيل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (362) (99) ، والترمذي (75) ، وابن خزيمة (24) و (28) ، والبيهقي 1/117 و161 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر ما سلف برقم (8369) . الحديث: 9355 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 208 وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ " (1) 9357 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (2) 9358 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُخْتَلِعَاتُ وَالْمُنْتَزِعَاتُ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، الحسن -وهو ابن أبي الحسن البصري- لم يسمع من أبي هريرة. علي بن زيد: هو ابن عبد الله بن زهير بن جدعان، وصالح المعلم: من أهل البصرة في عداد المجهولين، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/289، وابن حبان في "الثقات" 4/377، وحميد: هو الطويل، ويونس: هو ابن عبيد بن دينار البصري. وأخرجه الطيالسي (2470) عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وحده، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7129) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. أبو رافع: هو نفيع الصائغ المدني. وأخرجه ابن حبان (1018) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7237) . (3) إسناده ضعيف لانقطاعه، فالحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة.= الحديث: 9357 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 209 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه النسائي 6/168 من طريق المغيرة بن سلمة، والبيهقي 7/316 من طريق عبد الأعلى بن حماد، كلاهما عن وهيب بن خالد، بهذا الإسناد. ووقع في رواية النسائي عن الحسن، قال: لم أسمعه من غير أبي هريرة. فعلق عليه النسائي بقوله: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئاً. قلنا: والحق ما قاله النسائي، وجمهور أهل العلم عليه، وقد روى ابن سعد في "طبقاته" 7/158 بأسانيد صحيحة عن أيوب وعلي بن زيد بن جدعان ويونس عبيد -وهم أصحاب الحسن البصري- أنهم قالوا: ثم يسمع الحسن من أبي هريرة. وقال ابن أبي خيثمة: سمعت ابن معين يقول: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، قيل له: ففي بعض الحديث: حدثنا أبو هريرة! قال: ليس بشيء. ونحوه قال أبو حاتم كما في "المراسيل" لابنه ص 36. قلنا: والعجب من الحافظ ابن حجر بعد هذا كيف مشى على ظاهر إسناد النسائي، فقال في ترجمة الحسن البصري من "تهذيبه" بعد أن أورد هذا الإسناد: هو يؤيد أن الحسن سمع من أبي هريرة في الجملة. ولعل مراد الحسن في قوله: "لم أسمعه من غير أبي هريرة" أنه لم يحصل في علمه أن هذا الحديث قد روي عن غير أبي هريرة من صحابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله تعالى أعلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/271 عن وكيع، عن أبي الأشهب جعفر بن حيان، عن الحسن مرسلاً. وفي الباب عن ثوبان عند الترمذي (1186) ، وعند الطبري في "التفسير" 2/467، وعند البيهقي ضمن حديث في "الشعب" (5503) . وقال الترمذي: غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي. قلنا: وهو ضعيف جداً، فيه غير ما علةٍ. وعن عبد الله بن مسعود عند الخطيب 3/358، وأبي نعيم في "الحلية" 8/376، وإسناده ضعيف جداً.= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 210 9359 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ (1) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: " الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، مَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ " (2)   = وعن عقبة بن عامر عند الطبري في "تفسيره" 2/467، والطبراني في "الكببر" 17/ (935) ، وفي إسناده ضعيفان. قوله: "المختلعات والمنتزعات" قال السندي: في "النهاية": هن اللاتي يطلبن الخُلْعَ والطلاق من أزواجهن بغير عذر. "هنَ المنافقات"، أي: عملا لا اعتقاداً، أي: مثل هذا الفعل ينبغي أن لا يتحقق من المؤمنة، وإنما يتحقق من المنافقة، والله تعالى أعلم. (1) وقع في (م) بين حماد بن سلمة وعطاء بن السائب: سهيل، وهو خطأ لم يرد في أي من الأصول الخطية. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عطاء بن السائب حسن الحديث، إلا إنه اختلط، وحماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط وبعده في رأي بعض أهل العلم، وقد تابعه غير واحد ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط، انظر ما سلف برقم (7382) و (8894) . وعطاء بن السائب متابعٌ أيضا، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الأغر: هو أبو مسلم المديني نزيل الكوفة. وأخرجه الطيالسي (2387) ، وأبو داود (4090) ، وابن حبان (328) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وأخرجه ابن حبان (5671) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة. هكذا وقع في رواية ابن حبان: سلمان الأغر، وكنيته أبو عبد الله، وله رواية عن أبي= الحديث: 9359 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 211 9360 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ أَبِي، فَاطَّلَعَ أَبِي فِي دَارِ قَوْمٍ، فَرَأَى امْرَأَةً، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ لَوْ فَقَئُوا عَيْنِي لَهُدِرَتْ، ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنِ اطَّلَعَ فِي دَارِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَفَقَئُوا عَيْنَهُ هُدِرَتْ " (1) ، وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً: عَيْني (2) 9361 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَفْضَلُهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْعَظْمِ عَنِ الطَّرِيقِ،   = هريرة، لكن كل من روى هذا الحديث جعله عن الأغر أبي مسلم، فلعل ما وقع في رواية ابن حبان خطأ من عطاء بن السائب، وقد سبق التفريق بينهما عند الحديث السالف برقم (7382) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطيالسي (2426) ، وأخرجه أبو داود (5172) عن موسى بن محمد، والبيهقي 8/338 من طريق الحجاج بن منهال، ثلاثتهم (الطيالسي وموسى وحجاج) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ووقع عند الطيالسي: عن وهيب أو حماد. وانظر (7616) . (2) في (س) : عين، وضُبب عليها، والمثبت من (عس) . يعني أن عفان روى مرة في كلام أبي صالح: عَيْنِي، على الإفراد، ومرة: عَيْنَي، على التثنية. الحديث: 9360 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 212 وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو داود (4676) عن موسى بن إسماعيل، والبغوي (18) من طريق حجاج الأنماطي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (35) (58) ، وابن ماجه بإثر الحديث (57) ، وابن حبان (166) ، والآجري في "الشريعة" ص 110 و110-111، وابن منده (147) ، والبغوي (17) من طريق جرير بن عبد الحميد، والآجري ص 110 من طريق خالد الواسطي، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، به. ورواية مسلم وابن ماجه وابن حبان: "بضع وستون أو بضع وسبعون". وأخرجه مطولا ومختصراً ابن أبي شيبة 8/522 و9/28 و11/40، والبخاري (9) ، ومسلم (35) (57) ، وابن ماجه بإثر (57) ، والنسائي 8/110، وابن حبان (167) و (181) و (190) ، وابن منده (144) و (145) و (146) و (147) و (171) و (172) و (173) من طرق عن عبد الله بن دينار، به. وجاء في بعض الروايات: "بضع وستون"، وفي بعضها: "بضع وسبعون"، وفي بعضها: "بضع وستون أو بضع وسبعون"، وجاء في روايتي ابن حبان (181) ، وابن منده (173) : "سبعون أو اثتان وسبعون"، وفي رواية ابن منده (171) : "ستون أو سبعون". وأخرجه الطيالسي (2403) عن وهيب بن خالد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. فأسقط منه عبد الله بن دينار! وسيأتي الحديث من طريق سفيان الثوري، عن سهيل دون قوله: "الحياء شعبة من الإيمان" برقم (9748) ، وهذه القطعة ستأتي منفردة برقم (9710) من طريق سفيان أيضا. وسلف دون هذه القطعة برقم (8926) من طريق عمارة بن غزية عن أبي صالح.= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 213 9362 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " (1) 9363 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ " " وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَإِنْ جَهِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ جَاهِلٌ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ " (2)   = وسيأتي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة برقم (10512) ولفظه: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار". وفي باب الحياء من الإيمان عن ابن عمر، سلف برقم (4554) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام والد معاذ: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي. وانظر (8998) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الوارث: هو ابن سعيد بن ذكوان العنبري. الحديث: 9362 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 214 9364 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ سَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا - أَوْ شِعْبًا - لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ - أَوْ وَادِيَ الْأَنْصَارِ - وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ "، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " فَمَا ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي آوَوْهُ (1) وَنَصَرُوهُ - قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ - وَوَاسَوْهُ " (2) 9365 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ: أَنْبَأَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِيعِ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي لَنْ يَدَعُوهَا: التَّطَاعُنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ، وَمُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا،   = وأخرجه الترمذي (764) من طريق عمران بن موسى القزاز، عن عبد الوارث بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة يصح بها، انظر ما سلف برقم (7174) و (7340) و (7492) ، وما سيأتي برقم (10540) . وأخرج النسائي في "الكبرى" (3257) ، وابن حبان (3484) من طريق الوليد بن مسلم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رفعه: "إذا سب أحدكم وهو صائم، فليقل: إني صائم"، ينهى بذلك عن مراجعة الصائم. وفيه عنعنة الوليد. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: لآووه، بزيادة لام التوكيد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي، مولاهم المدني. وانظر (9309) . الحديث: 9364 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 215 اشْتَرَيْتَ بَعِيرًا أَجْرَبَ - أَوْ فَجَرِبَ - فَجَعَلْتَهُ فِي مِائَةِ بَعِيرٍ فَجَرِبَتْ، مَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ " (1) 9366 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ قَاسِمُ بْنُ مِهْرَانَ، أَخْبَرَنِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَافِعٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ، قَالَ: كَانَ يَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى فَحَتَّهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قُمْتُ فَحَتَتُّهَا (2) ، ثُمَّ قَالَ: " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا كَانَ فِي صَلَاتِهِ أَنْ يُتَنَخَّمُ (3) فِي وَجْهِهِ، أَوْ يُبْزَقَ فِي وَجْهِهِ، إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَا يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ بِثَوْبِهِ هَكَذَا " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الربيع -وهو المدني- فحسن الحديث، وقد سلف الكلام عليه عند الحديث (7908) . وأخرجه الطيالسي (2395) ، ومن طريقه الترمذي (1001) ، والبيهقي في "الشعب" (5143) عن شعبة والمسعودي، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. وانظر (7908) . (2) في (م) ونسخة على هامش (س) : فحتيْتُها. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: يَتَنخع. والتنخم والتنخع كلاهما بمعنى: وهو إخراج الشيء من الصدر أو الخيشوم. (4) إسناده قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير قاسم بن= الحديث: 9366 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 216 9367 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُوشِكُ أَنْ يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْتَتِلَ عَلَيْهِ النَّاسُ، حَتَّى يُقْتَلَ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ تِسْعَةٌ، وَيَبْقَى وَاحِدٌ " (1) 9368 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمُ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ " (2)   = مهران -وهو القيسي خال هشام- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (550) ، والنسائي في "المجتبى" 1/163، والبيهقي 2/291 من طريق محمد بن جعفر، وأبو عوانة 1/403 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والبيهقي 2/291 من طريق شبابة بن سوار، ثلاثتهم عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7405) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-, وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وهو مكرر (8559) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (1261) ، والترمذي (420) ، وابن خزيمة (1120) ، وابن حبان (2468) ، والبيهقي 3/45، والبغوي (887) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد -وذكر بعضهم فيه قصة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه-.= الحديث: 9367 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 217 9369 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ ذَلِكَ الْبَرَكَةُ " (1) 9370 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمْسُ "، (2)   = وأخرجه ابن ماجه (1199) ، والنسائي في "الكبرى" (1456) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضطجع بعد ركعتي الفجر على شقه الأيمن ثم يجلس. وأخرج البيهقي 3/45 من طريق محمد بن إبراهيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفصل بين ركعتيه من الفجر وبين الصبح بضجعة على شقه الأيمن. وفي الباب عن عائشة، عند البخاري (626) ، ومسلم (736) ، وسيأتي 6/254. وعن ابن عباس، عند البيهقي 3/45. (1) حديث صحيح، وهذا ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8499) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6913) ، ومسلم (1710) (46) ، والدارقطني 3/154، والبيهقي 8/110 و343 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. زاد آدم بن أبي إياس عن شعبة في رواية الدارقطني، ورواية البيهقي الثانية: "والرجْل جُبَار"، قال= الحديث: 9369 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 218 9371 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ هَذَا، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: الرَّكَائِزُ (1) 9372 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُهْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " يَا مَهْرِيُّ، نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ، وَكَسْبِ الْمُومِسَةِ، وَكَسْبِ الْحَجَّامِ، وَكَسْبِ عَسْبِ (2) الْفَحْلِ " (3) 9373 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يَقُولُ:   = الدارقطني: وهو وهم. وانظر (9005) . قوله: "والرجل جُبَار"، قال ابن الأثير: أي: ما أصابت الدابةُ برِجْلها، فلا قَوَدَ على صاحبها. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7254) . وأخرجه مسلم (1710) (46) من طريق الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (7254) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: عسيب! وهو خطأ. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الفضل بن معدان والد القاسم وجهالة حال المهري، وهو معاوية، جاء مسمى في الرواية السالفة برقم (8389) . الحديث: 9371 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 219 تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَصَابَنِي سَبْعُ تَمَرَاتٍ، إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ، فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْهَا، شَدَّتْ مَضَاغِي " (1) 9374 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، تَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، حَتَّى يَنْصَرِفَ، أَوْ يُحْدِثَ "، قُلْتُ: وَمَا يُحْدِثُ؟ قَالَ: " يَفْسُو أَوْ يَضْرِطُ " (2) 9375 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ مُرْدًا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. العباس الجريري: هو ابن فروخ، وأبو عثمان النهدي: هو عبد الرحمن بن مل. وانظر (7965) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه الطيالسي (2448) ، ومسلم ص 459 (274) ، وأبو داود (471) ، وأبو يعلى (6430) ، وابن خزيمة (360) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 2/23 من طريق حماد بن زيد، عن ثابت البناني، به. وسيأتي الحديث من طريق حماد بن سلمة برقم (10833) . وانظر ما سلف برقم (7430) . الحديث: 9374 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 220 بِيضًا جِعَادًا مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ: سَبْعِينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعَةِ أَذْرُعٍ " (1) 9376 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صُومُوا الْهِلَالَ لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ " (2) 9377 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (3)   (1) حديث حسن بطرقه وشواهده دون قوله: "في سبعة أذرع" كما سلف بيانه عند الحديث (7933) ، وفيه هناك: "على خلق آدم ستون ذراعاً" وهو الصحيح الذي تشهد له الطرق الأخرى. وهذا الحديث من هذا الطريق مكرر (8524) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني. وأخرجه الطيالسي (2481) عن شعبة وحماد بن سلمة، بهذا الإِسناد. وأخرجه مسلم (1081) (18) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به. وسيأتي من طريق محمد بن زياد بالأرقام (9556) و (9853) و (9885) و (10060) . وانظر ما سلف برقم (7516) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي.= الحديث: 9376 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 221 9378 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: " أَنْ تَتَصَدَّقَ (1) وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ، تَخْشَى الْفَقْرَ، وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ، وَلَا تَمَهَّلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ " (2) 9379 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَتْ شَجَرَةٌ تُؤْذِي أَهْلَ الطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ فَنَحَّاهَا، فَدَخَلَ الْجَنَّةَ " (3)   = وأخرجه ابن ماجه (3256) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2521) ، ومن طريقه أبو عوانة 5/428-429، وأخرجه البخاري (5397) عن سليمان بن حرب، كلاهما (الطيالسي وسليمان) ، عن شعبة، به. وتحرف شعبة في مطبوع "مسند" الطيالسي إلى: شعيب. وسيأتي الحديث من طريق شعبة برقم (9874) . وانظر ما سلف برقم (7497) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: تتصدق. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (1419) ، ومسلم (1032) (93) ، وأبو داود (2865) , والبغوي (1671) من طرق عن عبد الواحد بن زياد، بهذا الإسناد. وانظر (7159) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد = الحديث: 9378 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 222 9380 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ " (1) 9381 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا كَانَ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ " (2)   = -وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وهو مكرر (8520) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعة، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (896) عن شهاب بن معمر العوفي، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 2/570-571 من طريق سعيد بن عامر، عن محمد بن عمرو، به. وصححه على شرط مسلم! وزاد في آخره: "نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله ". وانظر (8391) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وسلفت ترجمته عند الحديث رقم (7522) ، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (9259) . الحديث: 9380 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 223 9382 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُهَاجِرِ أَخْبَرَنِي، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيَّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدٍ، فَخَرَجَ رَجُلٌ وَقَدْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: فَقَالَ: " أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (1) 9383 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَّرَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى كَادَ يَذْهَبُ ثُلُثُ اللَّيْلِ، أَوْ قُرَابُهُ، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ وَفِي النَّاسِ رِقَّةٌ، وَهُمْ عِزُونَ، فَغَضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا نَدَبَ النَّاسَ إِلَى عَرْقٍ، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ لَأَجَابُوا لَهُ، وَهُمْ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا، فَيَتَخَلَّفَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الدُّورِ الَّذِينَ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ هَذِهِ الصَّلَاةِ، فَأُحَرِّقَهَا   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إبراهيم بن المهاجر -وهو ابن جابر البجلي- روى له مسلم حديثين متابعة، وهو حسن الحديث، وقد تابعه أشعث بن أبي الشعثاء فيما سيأتي برقم (10572) ، وباقي رجال الإسناد ثقات من رجال الشيخين. أبو الشعثاء المحاربي: هو سليم بن أسود بن حنظلة. وانظر (9315) . (2) في عامة النسخ الخطية: بدا، ولا وجه له، وقد روى هذا الحديث الطحاوي عن عفان شيخ المصنف فيه، فقال: "ندب" كما أثبتناه، وهو الصواب. ووقع في حاشية السندي: "أبدى الناس"، وقال: أي: أخرجهم إلى البادية، ودعاهم إليها. قلنا: ومعناه غير ظاهر. الحديث: 9382 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 224 عَلَيْهِمْ بِالنِّيرَانِ " (1) 9384 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو المُهَزِّمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ فَاطِمَةَ، أَوْ أُمَّ سَلَمَةَ، أَنْ تَجُرَّ ذَيْلَهَا ذِرَاعًا " (2) 9385 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، مِنْ فِيهِ إِلَى فِي، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عاصم بن بهدلة حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/169، وفي "شرح مشكل الآثار" (5874) من طريق عفان بن مسلم، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1212) من طريق حجاج بن منهال وعمرو بن عاصم، عن حماد بن سلمة، به. وانظر (8903) . قوله: "قِرابه"، قال السندي: بكسر القاف، أي: ما يقارب ثلث الليل، وهو في الأصل مصدر قارَبَ. "رقة": كقِلة وزناً ومعنىً. "عِزون": متفرقين. "عَرْق" بفتح عين وسكون راء: العَظْم الذي أخِذَ منه معظم اللحم، وبقي عليه قليل. (2) إسناده ضعيف جداً، أبو المهزم -اسمه يزيد بن سفيان- متروك. وانظر (7573) . الحديث: 9384 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 225 يَقُولُ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، إِنَّمَا الْأَمِيرُ مِجَنٌّ، فَإِنْ صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا، أَوْ قُعُودًا، فَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الْأَرْضِ، قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ، غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ " (1) 9386 - قَالَ: " وَيَهْلِكُ قَيْصَرُ فَلَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَيَهْلِكُ كِسْرَى فَلَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ " (2) 9387 - وَقَالَ: " اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ خَمْسٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَفِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعلى بن عطاء، وأبي علقمة -وهو الفارسي المصري، مولى بني هاشم- فهما من رجال مسلم. عفان: هو ابن مسلم، وبهز: هو ابن أسد العَمي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه عبد بن حميد (1462) ، وأبو عوانة 4/444 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد - وقف فيه أبو عوانة الإسفراييني إلى قوله: "جلوساً". وأخرج أولَ الحديث مسلم (1835) (33) عن أبي كامل الجحدري، عن أبي عوانة، به. وانظر (9015) . (2) اسناده صحيح على شرط مسلم، كسابقه. وأخرجه عبد بن حميد (1462) عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة الوضاح، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7184) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه.= الحديث: 9386 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 226 9388 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ آمَنَ بِي عَشَرَةٌ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ، لَآمَنَ بِي كُلُّ يَهُودِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ " (1)   = وأخرجه عبد بن حميد (1462) عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة الوضاح، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 8/286، وفي "الكبرى" (7948) عن أبي داود الحراني، عن أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن أبي علقمة، به. فزاد في روايته: "عن أبيه" وهو عطاء. وقال: هذا خطأ، والصواب: يعلى بن عطاء، عن أبي علقمة. وانظر ما سلف برقم (7870) . (1) حديث صحيح لغيره، أبو هلال -واسمه محمد بن سليم الراسبي، وإن كان فيه ضعف-، متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (8555) . قوله: "قال كعب: اثنا عشر مصداقهم في سورة المائدة"، قال السندي: لعل المراد بذلك قوله تعالى: (وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً) [المائدة: 12] ، فيعلم منه أنهم كانوا يعتمدون على شهادة هذا العدد، فلو شهد هذا العدد بحقية دينه، لاعتمدوا عليه، والله تعالى أعلم. وكعب: هو كعب بن ماتع الحِميري المعروف بكعب الأحبار، أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسلم في خلافة أبي بكر، ويقال: في خلافة عمر، مات سنة 32 أو 34. ولم يؤثَر توثيقه عن أحد من المتقدمين إلا أن بعض الصحابة أثنى عليه بالعلم، ولم يُخرج له في "الصحيحين" ولا في أحدهما، وإنما جرى ذِكْره عرضاً، وعامة ما يرويه إنما هو مما نقله إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل، من الأوابد والغرائب والعجائب مما كان ومما لم يكن، ومما خرف وبُذَل ونسِخ، وقد أغنانا الله عنه بما هو أصح منها وأنفع وأوضح وأبلغ، وفي "صحيح البخاري" أن معاوية وصفه= الحديث: 9388 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 227 قَالَ كَعْبٌ: " اثْنَا عَشَرَ مِصْدَاقُهُمْ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ 9389 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ، وحَبِيبٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " فِي كُلِّ الصَّلَوَاتِ يُقْرَأُ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَنَّا أَخْفَيْنَا عَنْكُمْ " (1) 9390 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِمِنًى، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ، فَأَغْلَظَ لَهُ، قَالَ: فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: " دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا "، قَالَ: " اشْتَرُوا لَهُ بَعِيرًا، فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ "، قَالُوا: لَا نَجِدُ إِلَّا سِنًّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ، قَالَ: " فَاشْتَرُوهُ، فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ، فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً " (2)   = بأنه من أصدق المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب، ومع ذلك كان يبلو عليه الكذب، وصح عن عمر أنه قال لكعب: لتتركن الأحاديث أو لألحقنكَ بأرض القردة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. قيس: هو ابن سعد المكي، وحبيب: هو ابن الشهيد الأزدي. وهو مكرر (8525) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2306) و (2390) و (2401) و (2606) و (2609) ، وابن ماجه (2423) ، والترمذي (1317) ، والبيهقي 5/351، والبغوي (2137) من= الحديث: 9389 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 228 9391 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَحْسَبُ حَمَّادٌ - أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (1) 9392 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيُّ (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بُعِثْتُ فِي خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ قَرْنًا فَقَرْنًا، حَتَّى كُنْتُ مِنَ الْقَرْنِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ " (3)   = طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. رواية البخاري رقم (2401) مختصرة إلى قوله: "فإن لصاحب الحق مقالا"، واقتصر ابن ماجه على قوله: "إن من خيركم أحسنكم قضاء". وانظر (8897) . قولهم: "سِنّاً": أي: جمل له سِنٌ معين. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وشك حمادٍ في رفعه لا يضر، فقد روي الحديث من طرق عن أبي هريرة مرفوعاً. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وهو مكرر (9279) . (2) جاء على هامش (عس) و (ل) تعليقا على "القارِي" ما نصه: "من قبيلة يقال لها: قارة، من الأنصار، ونزل الإسكندرية بلد باب مصر فقيل له: الإسكندراني"، وقد أقحم هذا التعريف في النسخ المتأخرة إلى داخل الإسناد. (3) إسناده جيد، عمرو بن أبي عمرو -وإن كان من رجال الشيخين-, ينزل= الحديث: 9391 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 229 9393 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ، إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إِلَّا الْجَنَّةُ " (1) 9394 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ   = حديثه عن رتبة الصحيح، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري (3557) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (1392) من طريق يحيى بن يزيد بن ضماد المرادي، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به. وانظر (8857) . (1) إسناده جيد كسابقه. وأخرجه البخاري (6424) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9861) من طريق سعيد بن منصور، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به. وأخرجه البيهقي أيضا (9862) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن أبي عمرو، به. وفي الباب عن أبي موسى الأشعري، سيأتي 4/415. قوله: "إذا قبضْتُ صفيه"، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 11/242: بفتح الصاد المهملة وكسر الفاء وتشديد التحتانية، وهو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان، والمراد بالقبض قبض روحه، وهو الموت. قوله: "ثم احتسبه إلا الجنة"، قال الجوهري: احتسب ولده: إذا مات كبيراً، فإن مات صغيراً قيل: أفرطه، وليس هذا التفصيل مراداً هنا، بل المراد بـ"احتسبه" صبر على فَقْدِه، راجياً الأجر من الله على ذلك، وأصل الحِسْبة -بالكسر- الأجْرة، والاحتساب: طلب الأجْر من الله تعالى خالصاً. الحديث: 9393 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 230 سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عَمَّرَهُ اللهُ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلَيْهِ فِي الْعُمُرِ " (1) 9395 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ، وَيَفِيضَ، حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ، وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا، وَحَتَّى يَكْثُرَ الْهَرْجُ "، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ الْقَتْلُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يعقوب: هو ابن عبد الرحمن القارِي، وأبو حازم: هو سلمة بن دينار المدني. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 22/142 من طريق محمد بن سوار، عن يعقوب بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (28) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (424) ، والبيهقي في "السنن" 3/370، وفي "الآداب" (976) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، به. وانظر (7713) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح- فمن رجال مسلم. وأخرجه مقطعاً مسلم ص 70 (60) وص2215 (18) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 145، وابن حبان (6681) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرج أوله إلى قوله: "يقبلها منه": أبو عوانة في الزكاة أيضا من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، به.= الحديث: 9395 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 231 9396 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا " (1) 9397 - وَقَالَ: " مَنِ ابْتَاعَ شَاةً مُصَرَّاةً، فَهُوَ فِيهَا بِالْخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (2)   = ولشطره الأول انظر ما سلف برقم (8135) . ولشطره الثاني انظر (8833) . (1) إسناده صحيح إسناد سابقه. وأخرجه مسلم (101) (164) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (101) (164) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، به. وأخرج الشطر الأول منه البخاري في "الأدب المفرد" (1280) ، وابن ماجه (2575) ، وأبو عوانة 1/58 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن سهيل، به. وأخرج الشطر الثاني ابن أبي شيبة 7/290 من طريق سليمان بن بلال، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1331) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (352) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن سهيل، به. وانظر ما سلف برقم (7292) و (8359) . (2) إسناده صحيح إسناد سابقه. وأخرجه مسلم (1524) (24) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 4/19 من طريق عبد الله بن وهب، عن يعقوب بن عبد الرحمن، به.= الحديث: 9396 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 232 9398 - وَقَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلَهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءَ الْحَجَرِ، وَالشَّجَرَةِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ، أَوِ الشَّجَرَةُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " (1) 9399 - وَقَالَ: " مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا، نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ " (2) 9400 - وَقَالَ: " مَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ   = وانظر ما سلف برقم (7305) ، وما سيأتي برقم (10586) . (1) إسناده صحيح إسناد سابقه. وأخرجه مسلم (2922) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 145 من طريق أبي رجاء وحسان بن عبد الله الواسطي، والخطيب في "تاريخه" 7/207 من طريق عبد الله بن وهب، ثلاثتهم عن يعقوب بن عبد الرحمن، به. وأخرجه أبو عوانة في الفتن أيضا من طريق سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، به. وانظر ما سلف برقم (9172) . (2) إسناده. صحيح إسناد سابقه. وأخرجه مسلم (2832) (12) ، وابن حبان (7231) ، والبغوي (3843) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة في صفة الجنة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 124 من طريق إسماعيل بن جعفر، عن سهيل بن أبي صالح، به. وانظر ما سلف برقم (8141) . الحديث: 9398 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 233 وَالْمَلَائِكَةِ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا " (1) 9401 - وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ الْقَارِئُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقَالَ مَنْ خَلْفَهُ: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ (2) الْحَمْدُ، فَوَافَقَ قَوْلُهُ ذَلِكَ (3) قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (4) 9402 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ " كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ " (5)   (1) إسناده صحيح إسناد سابقه. وأخرجه مسلم (1508) (18) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (9173) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: ولك، بزيادة الواو. (3) في (م) والأصول الخطية: فوافق ذلك قوله قول ... الخ، وهو خطأ. (4) إسناده صحيح إسناد سابقه. وأخرجه مسلم (409) (71) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/422 عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق سمي، عن أبي صالح برقم (9923) ، وجاء مختصراً ضمن حديث برقم (8502) من طريق مصعب بن محمد، عن أبي صالح. وانظر ما سلف برقم (9015) . (5) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل -وهو ابن أبي صالح السمان- فمن رجال مسلم. يعقوب: هو ابن عبد الرحمن القارِيُ. وأخرجه مسلم (392) (32) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.= الحديث: 9401 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 234 9403 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: " شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ مَا بَيْنَ الْمِرْفَقَيْنِ، فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَعِينُوا بِالرُّكَبِ " (1) 9404 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي ثِفَالٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَمُ عَفْرَاءَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَمِ سَوْدَاوَيْنِ " (2)   = وانظر ما سلف برقم (7220) . (1) إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد أخرج له مسلم في الشواهد والبخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو صدوق قوي الحديث. سمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المدني. وانظر (8477) . (2) إسناده ضعيف، أبو ثفال -واسمه ثمامة بن وائل بن حصين الشاعر- قال البخاري فيما نقله عنه العقيلي في "الضعفاء" 1/177: أبو ثفال المري عن رباح بن عبد الرحمن: في حديثه نظر، وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان -كما في "العلل" لابن أبي حاتم 1/52-: مجهول، وقال البزار: مشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. ورباح بن عبد الرحمن -وهو ابن أبي سفيان بن حويطب، قاضي المدينة- ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان في المصدر السابق: مجهول. ثم في سماعه من أبي هريرة نظر، فقد قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": في حديثه عن أبي هريرة عندي نظر، والظاهر أنه مقطوع.= الحديث: 9403 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 235 9405 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ يُخَرِّبُ بَيْتَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   = وأخرجه الحاكم 4/227، والبيهقي 9/273 من طريق أبي الجماهر محمد بن عثمان التنوخي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/197-198من طريق توبة العنبري، عن سُلمى بن عتاب، عن أبي هريرة. موقوفاً. وقال عَقِبَهُ: ويرفعه بعضهم ولا يصح. قلنا: ورجاله ثقات رجال الصحيح غير سلمى بن عتاب فمجهول. وفي الباب عن كبيرة بنت سفيان عند الطبراني في "الكبير" 25/ (9) ، قال في "المجمع" 4/18 بعد أن عزاه إلى الطبراني: وفيه محمد بن سليمان بن مسمول وهو ضعيف، قلنا: وشيخ الطبراني محمد بن السري بن مهران: لم نجد له ترجمة. وعن ابن عباس ضمن حديث عند الطبراني في "الكبير" أيضا (11201) ، قال في "المجمع" 4/66: وفيه حمزة النصيبي، وهو متروك. قوله: "دم عفراء"، قال السندي: هو بمهملة وفاء وراء ومد، أي: الشاة البيضاء المائلة إلى حُمرة، والمراد أن التضحية بعفراء خير من التضحية بالسوداء! (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري مقروناً، وهو صدوق لا بأس به. ثور بن زيد: هو الديلي المدني، وأبو الغيث: هو سالم مولى ابن مطيع المدني. وأخرجه مسلم (2909) (59) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (8094) . الحديث: 9405 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 236 وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ " (1) 9406 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا قَرَأَ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3] ، قَالَ رَجُلٌ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَأَلَهُ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ، وَقَالَ: " لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وأخرجه مسلم (2910) (60) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 156 من طريق يحيي بن صالح وخالد بن خداش، عن عبد العزيز الدراوردي، به. وأخرجه البخاري (3518) و (7117) ، وأبو عوانة في الفتن أيضا، والبغوي (4254) من طريق سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، به. وانظر الكلام على الحديث في "فتح الباري" 6/545 و13/77-78. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه لأجل عبد العزيز الدراوردي، وهو متابع. وأخرجه مسلم (2546) (231) ، والنسائي في "الكبرى" (8278) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/2 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4898) ، وابن حبان (7308) ، وأبو نعيم في "أخبار= الحديث: 9406 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 237 9407 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا، أَدَّى الله عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ - يَعْنِي - تَلَفَهَا، أَتْلَفَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (1)   = أصبهان" 1/2 من طرق عن عبد العزيز الدراوردي، به. وأخرجه البخاري (4897) ، وأبو نعيم 1/2 من طريق سليمان بن بلال، والترمذي (3310) و (3933) ، وأبو نعيم 1/2 من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن ثور بن زيد، به. وأخرجه الترمذي (3260) و (3261) ، والطبري في "تفسيره" 26/66 و67، وابن حبان (7123) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/2 و3، والبيهقي في "الدلائل" 6/334 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، وأبو نعيم 1/3-4 و5 و6 و6-7 من طريق أبي صالح، و1/4-5 و6 من طريق سعيد بن مينا، و1/4 من طريق سعيد المقبري، و1/5 من طريق خالد بن سعد، و1/6 من طريق عطاء بن أبي رباح، جميعهم عن أبي هريرة، وبعضهم يزيد فيه على بعض، وهو في بعض المصادر بلفظ: "لو كان الإيمان"، وفي بعضها بلفظ: "لو كان الدين". وانظر ما سلف برقم (7950) . وفي الباب عن قيس بن سعد عند ابن أبي شيبة 12/206، والبزار (2835) ، وأبو يعلى (1438) ، والطبراني (10470) . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/65: رجالهم رجال الصحيح. وعن عبد الله بن مسعود وجابر وسلمان وعلي عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان"، 1/6-8. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه لأجل عبد العزيز الدراوردي، وهو متابع. وانظر (8733) . الحديث: 9407 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 238 9408 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بِالْقَدُومِ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، المغيرة بن عبد الرحمن القرشي -وهو ابن عبد الله بن خالد بن حزام -روى له الشيخان، وقال أحمد وأبو داود: لا بأس به، ووثقه الدارقطني في "السنن" 1/117، والذهبي في الطبقة الثامنة عشرة من "تاريخ الإِسلام"، وابن حجر في "التقريب". وقال عباس الدوري عن ابن معين: ليس بشيء. وقال الآجري: سألت أبا داود عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي (وهو راوٍ آخر غير الحزامي) فقال: ضعيف، فقلت له: إن عباساً حكى عن يحيى بن معين أنه ضَعفَ الحزامى ووَثقَ المخزومى، قال: غلط عباس. وقال النسائي: ليس بالقوي! كذا نقل المزي عنه، وقد قال في "سننه الكبرى" (8634) : كان يحيى بن معين يضعف المغيرة بن عبد الرحمن، وقد نظرنا في حديثه فلم نجد شيئا يدل على ضعفه، ويحيى كان أعلم منا، والله أعلم. وقال ابن عدي: عامة رواياته عن أبي الزناد شيء يوافقه الثقات عليها عن أبي الزناد، ومنه ما لا يُوافَق عليه. قلنا: وهذا الرجل أقل أحواله أن يكون صدوقاً قوي الحديث، وما أتى به مما يُنكَر عليه، فيُسلَكُ فيه سبيلَ غيره من الثقات والمشهورين، فيُرَدُّ ما لا يُتابَع عليه، والله تعالى أعلم، وهو هنا في هذا الحديث متابع وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري برقم (3356) وبإثر الحديث (6298) ، ومسلم (2370) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2354، والبيهقي 8/325 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (8281) . الحديث: 9408 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 239 9409 - وَقَالَ: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ " (1) 9410 - وقَالَ: " وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي، أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي، كَرِهْتُ لِقَاءَهُ " (2) 9411 - وَقَالَ: " رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَالْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي كسابقه. وأخرجه مسلم (854) (18) ، والترمذي (488) ، والبيهقي 3/251 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (6286) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، والطبراني في "الأوسط" (4332) من طريق هشام بن عروة، كلاهما عن أبي الزناد، به. وانظر (9207) . (2) حديث صحيح، وإسناده قوي كسابقه. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 4/10، وفي "الكبرى" (1961) و (7744) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك 1/240، ومن طريقه أخرجه البخاري (7504) ، والنسائي في "المجتبى" 4/10، وفي "الكبرى" (1961) و (7744) ، وابن حبان (363) ، والبغوي (1448) عن أبي الزناد، به. وأخرجه أبو يعلى (6339) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به. وانظر ما سلف برقم (8133) . الحديث: 9409 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 240 أَهْلِ الْخَيْلِ، وَالْإِبِلِ الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ " (1) 9412 - وَقَالَ: " تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ، أَشَدَّهُمْ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأْنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ " (2) 9413 - وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَقُولُ: " اللهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ " (3)   (1) حديث صحيح، وإسناده قوي كسابقه. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/970، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (3301) ، وفي "الأدب المفرد" (574) ، ومسلم (52) (85) ، وأبو عوانة 1/60، وابن منده في "الإيمان" (434) ، والبغوي (4003) ، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (6340) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1759) من طريق الزهري، عن الأعرج، به. وسيأتي الحديث من طريق الأعرج عن أبي هريرة برقم (10579) . وانظر ما سلف برقم (7432) و (7505) . (2) حديث صحيح، وإسناده قوي. وسلف تخريجه عند الحديث رقم (7496) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وأخرجه البخاري (1006) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.= الحديث: 9412 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 241 9414 - وَقَالَ: " غِفَارٌ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ " (1) 9415 - وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا " (2) 9416 - وَقَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ "، قَالُوا: فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " إِنِّي لَسْتُ فِي ذَا مِثْلَكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي، فَاكْلَفُوا مَا لَكُمْ بِهِ طَاقَةٌ " (3)   = وأخرجه البخاري (3386) من طريق شعيب بن أبي حمزة، و (2932) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7260) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وأخرجه البخاري بإثر الحديث (1006) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2515) من طريق ورقاء بن عمر، وأبو يعلى (6329) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن أبي الزناد، به. وسيأتي من طريق محمد بن زياد، عن أبي هريرة برقم (10064) . وأخرجه البخاري (3514) ، ومسلم (2515) ، والخطيب في "تاريخه" 11/116 من طريق محمد بن سيرين، ومسلم (2516) ، والحاكم 4/82 من طريق عراك بن مالك، كلاهما عن أبي هريرة. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4702) ، وانظر بقية شواهده هناك. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وانظر (4799) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وأخرجه مسلم (1103) (58) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (7229) . الحديث: 9414 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 242 9417 - وَقَالَ: " فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، لَا يَقْطَعُهَا " (1) 9418 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى يَعْنِي الْمَخْزُومِيَّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ " (2)   (1) حديث صحيح، وإسناده قوي. وأخرجه مسلم (2826) (7) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (7498) . (2) إسناده ضعيف لجهالة يعقوب بن سلمة الليثي ووالده، ثم في اتصاله نظر، فقد قال البخاري: لا يعرف لسلمة سماع من أبي هريرة، ولا ليعقوب من أبيه. وأخرجه أبو داود (101) ، والترمذي في "العلل الكبير" 1/111، والطبراني في "الأوسط" (8076) ، والدارقطني 1/79، والحاكم 1/146، والبيهقي 1/43، والبغوي (209) ، والمزي في ترجمة سلمة الليثي من "تهذيبه" 11/332-333 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي عقبه: سألت محمداُ (يعني البخاري) عن هذا الحديث، فقال: محمد بن موسى المخزومي: لا بأس به، مقارب الحديث، ويعقوب بن سلمة: مدني لا يعرف له سماع من أبيه، ولا يعرف لأبيه سماع من أبي هريرة. ثم قال الترمذي: سمعت إسحاق بن منصور يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا أعلم في هذا الباب حديثاً له إسناد جيد. وأخرجه ابن ماجه (399) ، وأبو يعلى (6409) ، والدارقطني 1/79، والحاكم 1/146 من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن محمد بن موسى، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وقد احتج مسلمٌ بيعقوب بن أبي سلمة الماجشون! = الحديث: 9417 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 243 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وتعقبه الذهبي في "تلخيصه" بأنه الليثي، ولينَ إسناده. وأخرج الدارقطني 1/71، والبيهقي 1/44 من طريق محمود بن محمد الظفري، عن أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً: "ما توضأ من لم يذكر اسم الله عليه، وما صلى من لم يتوضأ". وقال البيهقي عقبه: هذا الحديث لا يعرف من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة إلا من هذا الوجه، وكان أيوب بن النجار يقول: لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثاً واحداً، وهو حديث: "الْتَقى آدم وموسى"، وقال: ذكره يحيى بن معين فيما رواه عنه ابن أبي مريم، فكان حديثه هذا منقطعاً، والله أعلم. قلنا: وله علة أخرى، فقد ذكر الذهبي في "الميزان" محمود بن محمد الظفري، وقال: قال الدارقطني: ليس بالقوي، فيه نظر. وأخرج الطبراني في "الصغير" (196) من طريق عمرو بن أبي سلمة، عن إبراهيم بن محمد البصري، عن علي بن ثابت، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا أبا هريرة إذا توضأت فقل: بسم الله والحمد لله، فإنَ حَفَظَتكَ لا تستريح، تكتب لك الحسنات حتى تحدِث من ذلك الوضوء" وقال: لم يروه عن علي بن ثابت إلا إبراهيم بن محمد، تفرد به عمرو بن أبي سلمة. وقال ابن عدي: إبراهيم بن محمد روى عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره مناكير. وقال ابن حجر في "لسانه" 1/98 عن هذا الحديث: منكر. قلنا: وعمرو بن أبي سلمة مختلف فيه. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/41، وفي سنده مقال. وعن رباح بن عبد الرحمن، عن جدته، عن أبيها -قيل: هو سعيد بن زيد- سيأتي 4/70 و5/381-382 و6/382، وفي إسناده جهالة واضطراب. وعن سهل بن سعد عند ابن ماجه (400) ، والحاكم 1/269، والبيهقي 2/379، والطبراني في "الكبير" 6/ (5698) وإسناده ضعيف. وعن عيسى بن سبرة بن أبي سبرة، عن أبيه، عن جده عند الدولابي في= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 244 9419 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِ إِلَّا لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ، أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ جَاءَه لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ " (1) 9420 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ صَالِحِ (2) بن   = "الكنى والأسماء" 1/36، والطبراني في "الأوسط" (1119) ، والبغوي في "الصحابة" كما في "نتائج الأفكار" 1/236، وقال البغوي: عيسى منكر الحديث. وعن عائشة من فعل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عند البزار (261 - كشف الأستار) ، وأبي يعلى (4687) ، والدارقطني 1/72، وإسناده ضعيف بمرة. قلنا: ومع ذلك كله، فقد نقل الحافظ ابن حجر في "النتائج" 1/237 عن ابن الصلاح أنه قال: ثبت بمجموعها ما يثبت به الحديث الحَسَنُ، والله أعلم. وقال في "التلخيص الحبير" 1/75: والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له أصلاً. (1) حديث ضعيف، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8603) . وأخرجه ابن أبي شيبة 12/209، وعنه ابن ماجه (227) ، وأبو يعلى (6472) ، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/691 من طريق أبي مصعب الزهري، كلاهما (ابن أبي شيبة وأبي مصعب) عن حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/91 من طريق عبد الله بن وهب، عن أبي صخر حميد الخراط، به. (2) وقع في الأصول: "مسلم بن محمد"، وهو خطأ قديم، أشار إليه= الحديث: 9419 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 245 بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا قَالَ: " يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى طَاعَتِكَ " (1) 9421 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَفْتَحُ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ مَسْأَلَةٍ، إِلَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ، يَأْخُذُ الرَّجُلُ حَبْلَهُ فَيَعْمِدُ إِلَى الْجَبَلِ، فَيَحْتَطِبُ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَأْكُلُ بِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ   = الحافظان الحسيني وابن حجر، وصوابه: صالح بن محمد كما ذكرا، وكما هو في مصادر التخريج. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف صالح بن محمد بن زائدة. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (304) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1518) عن عبد الملك بن عمرو العقدي، وأبو يعلى (4824) من طريق محمد بن عباد، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل، به. وسيأتي من طريقين آخرين عن عائشة في مسندها 6/91 و250-251، وهما ضعيفان. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف في مسنده برقم (6569) ، وانظر بقية شواهده هناك. قوله: "يا مصرف القلوب ... الخ"، قال السندي: أي: تعليماً للأمة، وإظهاراً لحاجة العبد لربه في كل حين، وأنه لا ينبغي له الاعتماد على حسن حاله، ولا يستغني به عن الدعاء والتضرع، والله تعالى أعلم. الحديث: 9421 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 246 أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ مُعْطًى أَوْ مَمْنُوعًا " (1) 9422 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حَرَّمَ كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ " (2)   (1) إسناده قوي، عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن حبان (3387) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، بهذا الإسناد. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (821) من طريق عبد العزيز القسملي و (822) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، كلاهما عن العلاء، به. واقتصر أبو غسان في روايته على الشطر الأول منه. وأخرج الشطر الأول فقط أبو يعلى (6691) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، عن العلاء، به. قال محمد بن عبد الرحمن: وعن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. ومحمد هذا متروك. وسيأتي هذا الشطر ضمن الحديث (9624) ، والشطر الثاني سلف برقم (7317) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة. قوله: "باب مسألة"، قال السندي: أي: باب سؤال من غيره تعالى. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي. وأخرجه الترمذي (1479) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإِسناد. وحسنه وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3483) ، وفي "شرح معاني الآثار" 4/190 من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن محمد بن عمرو، به. وانظر= الحديث: 9422 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 247 9423 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ أَبَا الْحُبَابِ، أخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللهُ إِلَّا طَيِّبًا، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى (1) السَّمَاءِ إِلَّا طَيِّبٌ، إِلَّا وَهُوَ يَضَعُهَا فِي يَدِ الرَّحْمَنِ - أَوْ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ - فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ - أَوْ فَصِيلَهُ - حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ لَتَكُونُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ " (2) 9424 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا الْمَلَائِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ، إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ، (3) وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ،   = (8789) . (1) لفظة: "إلى" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق لا بأس به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/143 من طريق سعيد بن الحكم ابن أبي مريم، عن بكر بن مضر، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1154) ، والشافعي 1/220، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (2424) ، والبغوي (1631) عن سفيان بن عيينة، وابن حبان (3319) من طريق ورقاء بن عمر , كلاهما عن ابن عجلان، به. وانظر (8381) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: يفتقدونهم، بإثبات نون الرفع. الحديث: 9423 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 248 وَإِنْ كَانُوا فِي حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ " (1) 9425 - وَقَالَ: " جَلِيسُ الْمَسْجِدِ عَلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ: أَخٍ مُسْتَفَادٍ، أَوْ كَلِمَةٍ مُحْكَمَةٍ، أَوْ رَحْمَةٍ مُنْتَظَرَةٍ " (2) 9426 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْعَرَقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيَذْهَبُ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ بَاعًا، وَإِنَّهُ لَيَبْلُغُ إِلَى أَفْوَاهِ النَّاسِ، أَوْ   (1) إسناده ضعيف، ابن لهيعة -وهو عبد الله- سيىء الحفظ. دراج: هو ابن سمعان المصري أبو السمح، وابن حجيرة: هو عبد الرحمن المصري. وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد. وروي نحوه عن عطاء الخراساني مرسلا، أخرجه عبد الرزاق (20585) عن معمر، عنه. قوله: "إن للمساجد أوتاداً"، قال السندي: أي: رجالا يلازمونها لزوم الأوتاد لمحالها. (2) إسناده ضعيف، إسناد سابقه. قوله: "ثلاث خصال"، قال السندي: أي: لا يخلو عن ثلاثة أمور مطلوبة للإنسان. "أخ مستفاد" بالجر، بدل من ثلاث خصال بمعنى ثلاثة أمور. والمراد أنه لا يخلو من أن يستفيد أخا، أو يسمع كلاماً نافعا، أو ينتظر رحمة، وذلك لأن المسجد محل لمرور الإخوان في الله، وذكر العلوم، ونزول الرحمة، والله تعالى أعلم. الحديث: 9425 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 249 إِلَى آذَانِهِمْ " (1) شَكَّ ثَوْرٌ أَيُّهُمَا قَالَ (2) 9427 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ عِنْدِي أُحُدًا ذَهَبًا يَأْتِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ، وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ، إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ فِي قَضَاءِ دَيْنٍ يَكُونُ عَلَيَّ " (4)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: آنافهم، جمع أنف، والمثبت من النسخ العتيقة، ومصادر التخريج. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي من أجل عبد العزيز بن محمد -وهو الدراوردي- لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ثور: هو ابن زيد الدِّيلي، وأبو الغيث: هو سالم مولى ابن مطيع المدني. وأخرجه مسلم (2863) (61) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 156 من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وأخرجه البخاري (6532) ، وأبو عوانة 5/ورقة 156، والبغوي (4254) من طريق سليمان بن بلال، به. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4613) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (3) في (م) : أبي مالك، بزيادة "أبي"، وهو خطأ. (4) إسناده قوي من أجل عبد العزيز -وهو ابن محمد الدراوردي-, وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سهيل: هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي. وأخرجه ابن ماجه (4132) عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن عبد العزيز بن محمد، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7484) . الحديث: 9427 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 250 9428 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، فَأَرْشَدَ اللهُ الْأَئِمَّةَ، وَغَفَرَ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (1) 9429 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي على شرط مسلم، إن كان سهيل سمع الحديث من أبيه، فقد روي الحديث عنه، عن الأعمش، عن أبي صالح، وجزم البيهقي بأنه لم يسمعه من أبيه، وإنما سمعه من الأعمش. قلنا: ولا يبعد أن يكون سهيل قد سمعه منهما، والإسنادان جميعاً محفوظان، فتكون رواية سهيل عن الأعمش من المزيد في متصل الأسانيد. وأخرجه ابن حبان (1672) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/58، ومن طريقه البيهقي 1/430 عن إبراهيم بن محمد، وعبد الرزاق (1839) عن سفيان بن عيينة، وابن خزيمة (1531) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (257) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، وابن خزيمة (1531) من طريق محمد بن عمار، والخطيب في "تاريخه" 6/167 من طريق شعبة، خمستهم عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2188) من طريق روح بن القاسم، وابن خزيمة (1528) من طريق عبد العزيز الدراوردي، والبيهقي 1/430 من طريق محمد بن جعفر، ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، به. وانظر (7169) . (2) إسناده قوي كسابقه.= الحديث: 9428 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 251 9430 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى حِرَاءٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اهْدَأْ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ " (1)   = وأخرجه الترمذي (766) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن خزيمة (1897) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن عبد العزيز بن محمد، به - ضمن حديث مطول. وانظر (7174) . (1) إسناده قوي على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2417) (50) ، والترمذي (3696) ، والنسائي في "الكبرى" (8207) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث صحيح. وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (248) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1441) ، والبغوي (3924) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. وأخرجه مسلم (2417) (50) ، وابن حبان (6983) ، والخطيب في "تاريخه" 8/161 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سهيل، به. زاد مسلم في روايته: سعد بن أبي وقاص، واقتصر الخطيبُ على ذِكْر أبي بكر وعمر وعثمان. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1442) من طريق عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن أبي هريرة. وفي الباب عن عثمان بن عفان، سلف ضمن حديث طويل برقم (420) . بذكر عثمان فقط. وعن سعيد بن زيد، سلف برقم (1630) . وفيه زيادة: سعد وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد. وعن بريدة الأسلمي، سيأتي 5/346. بذكر أبي بكر وعمر وعثمان فقط. وعن ابن عباس في "فضائل الصحابة" (249) بنحو حديث سعيد بن زيد= الحديث: 9430 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 252 9431 - وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، نِعْمَ الرَّجُلُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ " (1)   = وعن أنس بن مالك عند البخاري (3675) ، وسيأتي 3/116 واسم الجبل أحد، بدل حراء. ومثله عن سهل بن سعد، سيأتي 5/321. (1) إسناده قوي كسابقه. وأخرجه الترمذي (3795) ، والحاكم 3/289 و425 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. قال الترمذي: حسن، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، واقتصر في روايته في الموضع الأول على ذِكْر أسيد بن حضير، وفي الثاني على معاذ بن عمرو بن الجَموح. وأخرجه المصنف في "فضائل الصحابة" (354) ، وابن سعد في "الطبقات" 3/605، وابن أبي عاصم في "السنة" (1244) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، به. واقتصر ابن سعد في روايته على ذكر أسيد بن حضير، وابن أبي عاصم على أبي بكر وعمر وأبي عبيدة. وأخرجه أيضا في "فضائل الصحابة" (197) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (337) ، وابن أبي عاصم (1244) ، والنسائي في "الكبرى" (8230) و (8243) ، وابن حبان (6997) و (7129) ، والحاكم 3/233 و268، وأبو نعيم في "الحلية" 9/42 من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وزاد النسائي وأبو نعيم في روايتيهما: سهيل بن بيضاء، وزاد البخاري، وابن حبان في موضعيه، والحاكم في الموضع الأول: "بئس الرجل فلان وفلان حتى عد سبعة ... الخ". وأخرجه ابن أبي شيبة 12/11-12 و136-137 عن أبي معاوية الضرير، عن= الحديث: 9431 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 253 9432 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ يَعْنِي الْقَارِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ دَاوُدُ النَّبِيُّ فِيهِ غَيْرَةٌ شَدِيدَةٌ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ أُغْلِقَتِ الْأَبْوَابُ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَى أَهْلِهِ أَحَدٌ حَتَّى يَرْجِعَ "، قَالَ: " فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَأغُلِّقَتِ الدَّارُ، فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ تَطَّلِعُ إِلَى الدَّارِ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ، فَقَالَتْ لِمَنْ فِي الْبَيْتِ: مِنْ أَيْنَ دَخَلَ هَذَا الرَّجُلُ الدَّارَ، وَالدَّارُ مُغْلَقَةٌ، وَاللهِ لَتُفْتَضَحُنَّ بِدَاوُدَ، فَجَاءَ دَاوُدُ فَإِذَا الرَّجُلُ قَائِمٌ وَسَطَ الدَّارِ، فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي لَا أَهَابُ الْمُلُوكَ، وَلَا يَمْتَنِعُ مِنِّي الْحُجَّابُ، (1) فَقَالَ دَاوُدُ: أَنْتَ وَاللهِ إِذَنْ مَلَكُ الْمَوْتِ، مَرْحَبًا بِأَمْرِ اللهِ، فَرَمَلَ دَاوُدُ مَكَانَهُ حَيْثُ قُبِضَتْ رُوحُهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ شَأْنِهِ، وَطَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ لِلطَّيْرِ: أَظِلِّي عَلَى دَاوُدَ، فَأَظَلَّتْ عَلَيْهِ الطَّيْرُ حَتَّى أَظْلَمَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ، فَقَالَ لَهَا سُلَيْمَانُ: اقْبِضِي جَنَاحًا جَنَاحًا "، (2)   = سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: شيء، والمثبت من النسخ العتيقة. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن المطلب -وهو ابن عبد الله بن حنطب- لم يسمع من أبي هريرة كما قال البخاري في "التاريخ الأوسط" 1/17، وأبو حاتم في "المراسيل" لابنه ص 209، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. قوله: "فرَمَلَ"، قال السندي: براء مهملة وتخفيف، أي: أسرع في المشي إلى الموضع الذي أراد أن تقبض روحه فيه، وفي بعض النسخ: بزاي معجمة وتشديد، أي: غطى نفسه في ذلك المكان.= الحديث: 9432 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 254 قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: يُرِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ فَعَلَتِ الطَّيْرُ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَدَهُ (1) ، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ الْمَصْرحِيَّةُ " 9433 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَتَصَدَّقُ أَحَدٌ بِتَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، إِلَّا أَخَذَهَا اللهُ بِيَمِينِهِ، يُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ - أَوْ فَصِيلَهُ - حَتَّى تَكُونَ لَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ أَوْ أَعْظَمَ " (2) 9434 - وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ رَجُلًا (3) مِنَ الْأَنْصَارِ، وَلَوْ سَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا أَوْ شِعْبًا، لَسَلَكْتُ وَادِيَهُمْ أَوْ شِعْبَهُمْ، الْأَنْصَارُ شِعَارِي، وَالنَّاسُ دِثَارِي " (4)   = "وغلبت عليه يومئذ المصرحية" الظاهر أنه اسم فاعل من التصريح، لحقته الياء والتاء المصدريتان، أي: غلبت عليه صفة التصريح والإيضاح في البيان حتى يوضحَ المرام بالكلام، ويستعين عليه بالاشارة باليد، والله تعالى أعلم. (1) لفظة: "يده" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1014) (64) عن قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (8961) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: امرأً. (4) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8323) ، وابن منده في "الإيمان" (539) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد.= الحديث: 9433 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 255 9435 - وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى عَنْ لُبْسَتَيْنِ: الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ بِثَوْبِهِ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَعَنِ الْمُلَامَسَةِ، وَالْمُنَابَذَةِ، وَالْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةِ " (1) 9436 - وَأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَنْزِلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى السَّمَاءِ (2) كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ - مَرَّتَيْنِ - مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنَ الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ   = وأخرج أوله دون قوله: "ولولا الهجرة ... الخ" مسلم (76) (130) عن قتيبة بن سعيد، به. ونسب هذا الحديث الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 9/394 إلى مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر، عن سهيل، به. ولم نجده في مطبوع "صحيح مسلم". وانظر ما سلف برقم (8169) . قوله: "الأنصار شِعاري"، قال السندي: الشعَار ككِتاب: ما يلي الجسد من الثوب، أي: أنهم بمنزلة ذلك الثوب، وأنهم الخاصة والبطانة وألْصَق الناس بي. "الناس": المراد بهم غير المهاجرين، أو الغالب دون الكل. "دِثاري": هو الثوب الذي فوق الشِّعَار، أي: أنهم الخاصة، والناس العامة، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مقطعا مسلم (1511) و (1545) (104) ، والترمذي (1224) و (1758) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/360، والبيهقي 5/308 من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (8949) و (9088) . (2) في (م) ونسخة على هامش (س) : السماء الدنيا. الحديث: 9435 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 256 حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ " (1) 9437 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّخَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْقَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ بِصَبِيٍّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَهُ، فَقَدْ دَفَنْتُ ثَلَاثَةً، فَقَالَ: " لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ " (2) قَالَ حَفْصٌ: " سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَمْ أَبْلُغْ عَشْرَ سِنِينَ، وَسَمِعْتُ حَفْصًا يَذْكُرُ هَذَا الْكَلَامَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ " * 9438 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: " وسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ "، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (758) (169) ، والترمذي (446) ، والبغوي (946) من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (7792) . (2) إسناده قوي، طلق بن معاوية روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" ووثقه الذهبي، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. أبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير البجلي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (147) ، والمزي في ترجمة طلق من "التهذيب" 13/460 من طريق علي ابن المديني، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (144) ، ومسلم (2636) (155) ، والنسائي 4/26، والبيهقي 4/67، والمزي 13/460 من طرق عن حفص بن غياث، به. وأخرجه مسلم (2636) (156) ، والنسائي 4/26 من طرق عن جرير بن = الحديث: 9437 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 257 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا " (1) * 9439 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَدْعُو، فَقَالَ: " أَحِّدْ أَحِّدْ " (3)   = عبد الحميد، عن طلق بن معاوية، به. وسيأتي برقم (10923) ، وانظر ما سلف برقم (7265) . قوله: "ادع الله له"، قال السندي: أي بالحياة. "احتظرت" افتعال من الحظر، وهو المنع، أي: امتنعت. "بحَظار" بفتح أو كسر هو حائظ البستان، وما يجعل حوله من القضبان، أي: احتميت بحمى عظيم من النار، يقيك حرما. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. أبو خالد الأحمر: هو سليمان بن حيان الأزدي، وابن عجلان: هو محمد. وسلف تخريجه عند الحديث رقم (8889) . (2) وقع في (م) والنسخ المتأخرة: عبد الله بن محمد بن أحمد، بزيادة "بن أحمد" وهو خطأ، فإن اسم جده إبراهيم وليس في آبائه من اسمه أحمد، والله أعلم. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين لكن اختلف فيه على الأعمش كما سيأتي. وهو في "مصنف" ابن أبي شيبة 2/484 و10/381، ومن طريقه الطبراني في "الدعاء" (215) . ولفظه عند ابن أبي شيبة في الموضع: أبصر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعداً وهو يدعو بإصبعيه كلتيهما، فنهاه، وقال: "بإصبع واحدة باليمنى". ورواه أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن سعد بن أبي وقاص نفسه، أخرجه الدورقي في "مسند سعد" (126) ، وأبو داود (1499) ، والنسائي 3/38، وأبو يعلى (793) ، والطبراني (216) ، والحاكم 1/536،= الحديث: 9439 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 258 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والضياء المقدسي في "المختارة" (947) . قال الحاكم عن هذا الإِسناد: صحيح على شرطهما إن كان أبو صالح السمان سمعه من سعد. قلنا: قد ذكر المزي في ترجمة أبي صالح من "تهذيب الكمال" 8/513 أنه سأل سعداً مسألة في الزكاة، وشهد يوم الدار زمن عثمان، وصرح الذهبي في "السير" 5/36 أنه سمع منه، وذكر أنه وُلِدَ في خلافة عمر. وروي الحديث أيضا عن أبي صالح مرسلا، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 2/485، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (264) من طريق وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سعداً ... فذكره. قال الدارقطني في "العلل" 4/397: يرويه الأعمش، واختلف عنه، فرواه أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن سعد. وخالفه عقبة بن خالد، فرواه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بسعد. وقال حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه رأى سعداً. ولم يتابَعْ حفص على قوله، وقول أبي معاوية أشبه بالصواب. قلنا: رواية عقبة بن خالد التي أشار إليها الدارقطني لم نقع عليها مسندة، وأما قوله: "لم يتابع حفص على قوله" فغير مقبول، فقد تابعه ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، وسيأتي عند المصنف برقم (10739) ، لكن وقع فيه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلا ... ، ولم يذكر سعداً، وإسناده قوي. وقد صح الحديث من طريق آخر عن أبي هريرة، فقد أخرجه ابن أبي شيبة 10/382، وابن حبان (884) من طريق حفص بن غياث، والطبراني في "الأوسط" (3574) من طريق مسلم بن أبي مسلم الجرمي، عن مخلد بن الحسين، كلاهما عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا مخلد بن الحسين، تفرد به مسلم الجرمي!! قلنا: ومخلد ثقة، ومسلم صدوق له ترجمة في "تاريخ = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 259 9440 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كَانَ الْعِلْمُ بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ نَاسٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ " (1) 9441 - حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهُا (2) إِرْبًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، حَتَّى أَنَّهُ لَيَعْتِقُ بِالْيَدِ الْيَدَ، وَبِالرِّجْلِ الرِّجْلَ، وَبِالْفَرْجِ الْفَرْجَ " فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: " أأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ " فَقَالَ سَعِيدٌ: نَعَمْ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ لِغُلَامٍ لَهُ أَفْرَهَ غِلْمَانِهِ: " ادْعُ لِي   = بغداد" 13/100، و"لسان الميزان" 6/32، ثم لم يتفرد به كما أسلفنا فقد رواه عن هشام حفصُ بن غياث، وإسناده صحيح، لكن رواية ابن أبي شيبة وحده موقوفة على أبي هريرة! وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي في مسنده 3/183. وعن رجل من الأنصار عن جده عند ابن أبي شيبة 10/383. قوله: "أحدْ أحدْ"، قال السندي: أراد وحدْ من التوحيد، فقلبت الواو همزة، والمعنى أشر بإصبع واحدة، لأن الذي تدعوه واحد، وهو الله سبحانه وتعالى. (1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وانظر (7950) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: منه. الحديث: 9440 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 260 مُطَرِّفًا " (1) ، قَالَ: فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: " اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2)   (1) تحرفت في (م) وبعض النسخ المتأخرة إلى: مطرياً. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن أبي حكيم، فمن رجال مسلم. علي بن الحسين المذكور في الحديث هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (4875) ، وابن الجارود في "المنتقى" (968) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (719) ، والبيهقي في "السنن" 6/273، وفي "الشعب" (4339) من طريق مكي بن إبراهيم، بهذا الإسناد - ولم يذكر فيه النسائي والطحاوي قصة عتق غلام علي بن الحسين. وسيأتي بالأرقام (9540) و (9541) و (9562) و (9773) و (10801) من طريق سعيد بن مرجانة. وأخرجه بنحوه البخاري (6715) ، ومسلم (1509) (22) ، والبيهقي في "السنن" 10/272، وفي "الشعب" (4336) و (4337) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/225 من طريق داود بن رُشيد، عن الوليد بن مسلم، عن أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن زين العابدين علي بن الحسين، عن سعيد بن مرجانة، به. ولم يذكر قصة عتق غلام علي بن الحسين سوى الخطيب. وأخرجه بنحوه دون القصة مسلم (1509) (23) ، والترمذي (1541) ، والنسائي في "الكبرى" (4874) ، والطحاوي (721) و (722) و (723) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص 106، والبيهقي في "السنن" 10/272، والبغوي (2416) من طرق عن يزيد ابن الهاد، عن عمر بن زين العابدين علي بن الحسين، عن سعيد بن مرجانة، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. وأخرجه ابن حبان (4308) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (724) من طريق عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن صالح بن عبيد، عن نابل = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 261 9442 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَشَيْءٌ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَمُزَيْنَةَ، خَيْرٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ تَمِيمٍ، وَأَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَهَوَازِنَ، وَغَطَفَانَ " (1) 9443 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ،   = صاحب العباء، عن أبي هريرة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4652) من طريق عطاف بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبان، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن سليمان بن يسار إلا عبد الرحمن بن أبان، تفرد به العطاف بن خالد. وفي الباب عن واثلة بن الأسقع، وأبي نجيح السلمي، وعقبة بن عامر الجهني، وكعب بن مرة، والبراء بن عازب، ومالك بن عمرو القشيري، وأبي موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل، ستأتي أحاديثهم على التوالي في "المسند" 3/490 و4/113 و147 و235 و299 و344 و404 و5/244. وعن أبي أمامة الباهلي عند الترمذي (1547) ، وقال: حسن صحيح غريب. وعن علي بن أبي طالب عند النسائي في "الكبرى" (4877) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (715) . أفره غلمانه، أي: أحذقهم وأحسنهم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وهو في مصنف عبد الرزاق (19877) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البغوي (3855) . وانظر (7150) . الحديث: 9442 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 262 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ " (1) 9444 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي مع رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ (2) الظُّهْرِ، سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ، أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمْ تَقْصُرْ الصلاة، وَلَمْ أَنْسَهْ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا صَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَحَقٌّ مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ "، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَقَامَ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ آخِرَيَيْنِ، قَالَ يَحْيَى: حَدَّثَنِي ضَمْضَمُ بْنُ جَوْسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: ثُمَّ سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجْدَتَيْنِ (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. يونس بن عبيد: هو ابن دينار العبدي البصري. وانظر (8542) . (2) قوله: "مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم بن جوس، فمن رجال السنن، وهو ثقة. وليحيى بن أبي كثير فيه شيخان: أبو سلمة وضمضم. شيبان بن عبد الرحمن: هو التميمي النحوي، مولاهم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (562) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. الحديث: 9444 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 263 9445 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1)   = وأخرجه مسلم (573) (100) ، وأبو عوانة 2/197، والبيهقي 2/357، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/357 من طرق عن شيبان النحوي، به. وأخرجه مسلم (573) (99) ، والنسائي في "الكبرى" (563) ، وابن خزيمة (1038) ، وأبو عوانة 2/196-197 و197، والطحاوي 1/445، والبيهقي 2/340 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. ولفظ البيهقي: "إذا سها أحدكم فلم يَدْرِ أزاد أو نقص، فليسجد سجدتين وهو جالس ثم يسلم". وأما حديث ضمضم بن جوس فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (570) من طريق الحسن بن موسى، بهذا الإسناد. ولفظه: "سجد يوم ذي اليدين سجدتين بعد السلام". وأخرجه البيهقي 2/357 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به. وأخرجه البزار (576) ، والنسائي في "الكبرى" (602) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، به. ولفظ البزار: "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى بهم صلاة العصر أو الظهر، فقام في الركعتين، فسبحوا به فمضى في صلاته، فلما قضى الصلاة سجد سجدتين ثم سلم". قال البزار: قصة ذي اليدين غير هذه. وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (1016) ، والنسائي في "المجتبى" 3/66، وفي "الكبرى" (569) و (1253) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 1/357 من طريق عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس، به. وانظر (9010) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 9445 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 264 9446 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يقَولَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَخَالَتُهَا، وَلَا الْمَرْأَةُ وَعَمَّتُهَا " (1) 9447 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (2)   = وأخرجه النسائي 4/156-157 من طريق معاوية بن سلام، عن يحيي بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وانظر (7280) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1408) (37) ، والبيهقي 7/195 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، بهذا الإسناد. وانظر (7133) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة 2/236 من طريق الحسن بن موسى الأشيب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عوانة 2/236 من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان، به. وأخرجه عبد الرزاق (6755) ، والنسائي 4/103 و8/275، وأبو عوانة 2/236، والحاكم 1/273 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1374) من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، به.= الحديث: 9446 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 265 9448 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ سَعِيدِ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ أَنْ تُسَافِرَ يَوْمًا فَمَا فَوْقَهُ، إِلَّا وَمَعَهَا ذُو حُرْمَةٍ " (1) 9449 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ المُوصِلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَبْشًا أَغْثَرَ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، وَيُقَالُ لِأَهْلِ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، وَيَرَوْنَ أَنْ قَدْ جَاءَ الْفَرَجُ، فَيُذْبَحُ، فَيُقَالُ: خُلُودٌ لَا مَوْتَ "، (2)   = وسيأتي برقم (10181) و (10768) من طريق أبي سلمة، وانظر ما سلف برقم (7237) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. شيبان: هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وانظر (7222) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، غسان بن الربيع الموصلي روى عنه جمعٌ، منهم الإمامان أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وقال الخطيب في "تاريخه" 12/329-330: كان نبيلا فاضلاً ورعاً، ونقل عن الدارقطني في رواية أنه صالح، وفي أخرى أنه ضعيف. وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" 2/106: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: كان ثقة فاضلا ورعا، وأخرج له في "صحيحه" من روايته عن أبي يعلى عنه. قلنا: وقول ابن حبان فيه، لم نجده الحديث: 9448 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 266 9450 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَاهُ (1) 9451 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، وَلَا يَقُولَنَّ الْمَمْلُوكُ: رَبِّي وَرَبَّتِي، لِيَقُلِ الْمَالِكُ: فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَلْيَقُلِ الْمَمْلُوكُ: سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي، فَإِنَّهُمُ الْمَمْلُوكُونَ وَالرَّبُّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " (2)   = في مطبوع "الثقات" 9/2. وأخرجه الدارمي (2811) عن حجاج بن منهال، والآجري في "الشريعة" ص 400-401 من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (8907) . قوله: "أغثر"، قال في "لسان العرب" 5/7: ليس بأحمر ولا أسود ولا أبيض. وقال صاحب "النهاية" 3/342: هو الكَدِرُ اللون كالأغبر والأربد. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، ومحمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وسيأتي في مسند أبي سعيد الخدري 3/9، ويأتي تخريجه هناك إن شاء الله. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل غسان بن الربيع، وهو متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (210) ، وأبو داود (4975) ، والنسائي = الحديث: 9450 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 267 9452 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ، فَفِي الْحِجَامَةِ " (1) * 9453 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ   = في "عمل اليوم والليلة" (243) ، وابن حبان كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 251 -وهو ساقط من النسخة الخطية للإحسان-، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (390) ، والبيهقي في "الآداب" (395) من طرق عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (210) ، وأبو داود (4975) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (365) ، والنسائي (243) ، وابن حبان فيه أيضا، وابن السني (390) ، والبيهقي (395) من طريقين عن محمد بن سيرين، به. وأخرجه عبد الرزاق (19868) عن معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، موقوفاً. وسيأتي برقم (10368) و (10603) و (10604) . وانظر ما سلف برقم (8197) . (1) إسناده حسن لأجل غسان بن الربيع، وهو متابع، فقد تابعه عفان بن مسلم في الحديث السالف برقم (8513) ، ولأجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فقد روى له مسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. الحديث: 9452 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 268 اللهِ، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ " (1) 9454 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْرُوفُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ (2) ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ " (3) 9455 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قال: حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، عطاء بن السائب اختلط، ورواية محمد بن فضيل عنه بعد اختلاطه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عبد الله بن محمد: هو ابن أبي شيبة، ومحمد بن فضيل: هو ابن غزوان الضبي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وانظر (8133) . (2) في (عس) : طائر. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، معروف بن سويد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطبري في مسند على من "تهذيب الآثار" ص 9، والطحاوي 4/309 و312، والمزي في ترجمة معروف بن سويد من "تهذيب الكمال" 28/268 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. رواياتهم مختصرة إلا المزي. ولقوله: "لا عدوى"، انظر ما سلف برقم (7620) . ولقوله: "ولا طيرة"، انظر ما سلف برقم (7618) . ولقوله: "والعين حق" انظر ما سلف برقم (7883) . الحديث: 9454 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 269 فِي الْعَبْدِ صَدَقَةٌ، إِلَّا صَدَقَةَ الْفِطْرِ " (1) 9456 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُصَرُّوا الْإِبِلَ وَالْغَنَمَ، فَمَنْ ابْتَاعَ مُصَرَّاةً فَهُوَ بِآخِرِ النَّظَرَيْنِ، إِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، وَلَا تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ " (2) 9457 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ فِي الْمَسْجِدِ ضَالَّةً فَلْيَقُلْ: لَا أَدَّاهَا اللهُ إلَيْكَ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مخرمة بن بكير -وهو ابن عبد الله بن الأشج- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (982) (10) ، وابن خزيمة (2289) ، والدارقطني 2/127 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وانظر (7295) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن إبراهيم -وهو ابن يزيد النخعي- لم يسمع من أبي هريرة، وانظر (9310) . المغيرة: هو ابن مِقْسَم الضبي. الحديث: 9456 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 270 فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِذَلِكَ " (1) 9458 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَيْوَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْلَى غِفَارَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَمْنَعُوا (2) فَضْلَ الْمَاءِ، وَلَا تَمْنَعُوا الْكَلَأَ فَيَهْزُلَ الْمَالُ، وَيَجُوعَ الْعِيَالُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، أبو عبد الله مولى شداد -واسمه سالم بن عبد الله النصري- من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حيوة: هو ابن شريح، ومحمد بن عبد الرحمن: هو ابن نوفل الأسدي أبو الأسود يتيم عروة. وأخرجه مسلم (568) ، وابن ماجه (767) ، وابن خزيمة (1302) ، وأبو عوانة 1/406، والبيهقي 2/447 و6/196 من طرق عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وانظر (8588) . (2) في (م) : لا تبيعوا. (3) حديث صحيح دون قوله: "فيهزل المال ... الخ"، وهذا إسناد قابل للتحسين، أبو سعيد مولى غفار تابعي لم يؤثر فيه جرح، وروى عنه اثنان ثقتان، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/573، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن حبان (4956) من طريق حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7324) . قوله: "فيهزل المال"، قال السندي: من هَزَلَ كنَصَرَ (قلنا: كذا في "القاموس"، وفي غيره: كضَرَبَ) ، أي: يضعف المواشي فيقل لبنُها، فيجوع = الحديث: 9458 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 271 9459 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَيْوَةَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: - إِنْ كَانَ قَالَهُ - " جِهَادُ الْكَبِيرِ وَالضَّعِيفِ وَالْمَرْأَةِ، الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ " (1)   = لذلك العيال. (1) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن محمد بن إبراهيم التيمي لم يدرك أبا هريرة، وقوله في هذا الإسناد: "إن كان قاله" كأنه يشير إلى إرساله عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد أخرجه عبد الرزاق (9709) عن ابن جريج، عمن حدثه، عن يزيد بن الهاد، و (9710) عن إبراهيم، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مرسلاً. واختُلِفَ في إسناده على يزيد بن عبد الله بن الهاد، فروي عنه منقطعاً بين محمد بن إبراهيم وأبي هريرة كما عند المصنف، وأخرجه كذلك سعيد بن منصور في "سننه" (2344) عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث الأنصاري المصري، عن يزيد بن الهاد، بهذا الإسناد. وخالف عَمْراً سعيدُ بنُ أبي هلال فوصله، فقد أخرجه النسائي 5/113، والطبراني في "الأوسط" (8746) ، والبيهقي في "السنن" 4/350 و9/23 من طرق عن الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وليس فيه: "إن كان قاله". قلنا: وعمرو بن الحارث أوثق وأضبط من سعيد بن أبي هلال. وفي الباب عن عائشة أنها قالت: استأذنت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجهاد، فقال: "جهادكن الحجُّ"، أخرجه البخاري (2875) ، وسيأتي 6/67. وفي رواية في "المسند" 6/75: "الحج والعمرة هو جهاد النساء".= الحديث: 9459 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 272 9460 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ (1) ، أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ رَبِيعَةَ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجَ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا هَامَ، لَا هَامَ " (2)   = وعن أم سلمة مرفوعاً: "الحج جهاد كل ضعيف"، أخرجه ابن ماجه (2902) ، وسيأتي في مسندها 6/294، وإسناده منقطع. وثالث من حديث طلحة بن عبيد الله عند ابن ماجه (2989) ، والطبراني في "الأوسط" (6719) بلفظ: "الحج جهاد، والعمرة تطوع". قال البوصيري في "مصباح الزجاجة": في إسناده ابن قيس المعروف بمندل، ضعفه أحمد وابن معين وغيره، والحسن (يعني ابن يحيى الخشني) أيضا ضعيف. ورابع من حديث الحسين بن علي أو علي بن الحسين عند عبد الرزاق (8809) ، وسعيد بن منصور (2342) ، والبغوي في "الجعديات" (2478) ، والطبراني في "الكبير" (2910) ، ولفظه: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: إني جبان وإني ضعيف، قال: "هلم إلى جهاد لا شوكة فيه، الحج". قال الهيثمي في "المجمع" 3/206: رجاله ثقات. وخامس من حديث الشفاء بنت عبد الله عند الطبراني في "الكبير" 24/ (792) وفيه قصة كقصة حديث الحسين بن علي. قال الهيثمي: فيه الوليد بن أبي ثور، ضعفه أبو زرعة وجماعة، وزكاه شريك. (1) نُسِبَ عمرو بن الحارث في (م) ونسخة على هامش (س) تيمياً، وهو خطأ من بعض النساخ ولم ترد في الأصول العتيقة ولا في المصادر التي خرجت الحديث. وعمرو بن الحارث أنصاري مولى لقيس بن سعد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جعفر بن ربيعة: هو ابن شرحبيل بن حسنة. وأخرجه أبو يعلى (6297) ، والطبري في "تهذيب الآثار" في مسند علي ص 9، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2890) من طرق عن عبد الله بن = الحديث: 9460 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 273 * 9461 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ " (1)   وهب، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7620) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمارة بن غزية، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (482) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وقرن بهارون عمرو بن سَوادٍ. وأخرجه أبو داود (875) ، والنسائي 2/226، وأبو عوانة 2/180، والطبراني في "الدعاء" (613) ، والبيهقي 2/110، والبغوي (658) من طرق عن ابن وهب، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/234، والطبراني في "الدعاء" (611) و (612) من طريق يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، به. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1900) ، وفيه: "وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقَمِن أن يُستَجاب لكم". قوله: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد"، قال السندي: الظاهر أن "ما" مصدرية، و"كان" تامة، والجار متعلق بالقرب، وخبر "أقرب" محذوف، تقديره: حاصل له، وجملة "وهو ساجد" حال من ضمير "حاصل"، والمعنى: أقرب أكوان العبد من ربه تبارك وتعالى حاصل حين كونه ساجداً. قال القرطبي: هذا أقرب بالرتبة والكرامة، لا بالمسافة والمساحة. الحديث: 9461 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 274 9462 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَحَدَكُمْ مَا قَعَدَ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، فِي صَلَاةٍ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِكَةُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ " (1) 9463 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السَّمَاءِ بَرَكَةً، إِلَّا أَصْبَحَ فريقٌ (2) مِنَ النَّاسِ بِهَا كَافِرِينَ، يُنَزِّلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْغَيْثَ، فَيَقُولُونَ: بِكَوْكَبِ كَذَا وَكَذَا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن يزيد الأيلي، ابن شهاب: هو محمد بن مسلم الزهري، وابن هرمز: هو عبد الرحمن الأعرج. وأخرجه مسلم ص 460 (276) عن حرملة بن يحيى ومحمد بن سلمة المرادي، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10307) . وانظر ما سلف برقم (7430) . (2) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: كثير. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي يونس مولى أبي هريرة -واسمه سليم بن جبير- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (72) (126) من طريق محمد بن سلمة المرادي وعمرو بن سواد، كلاهما عن عبد الله بن وهب، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (8739) . الحديث: 9462 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 275 9464 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ لَهُ فِي السَّلَفِ الْخَالِي، لَا يَقْدِرَانِ عَلَى شَيْءٍ، فَجَاءَ الرَّجُلُ مِنْ سَفَرِهِ، فَدَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ جَائِعًا، قَدْ أَصَابَتْهُ مَسْغَبَةٌ شَدِيدَةٌ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، أَبْشِرْ أَتَاكَ رِزْقُ اللهِ، فَاسْتَحَثَّهَا، فَقَالَ: وَيْحَكِ، ابْتَغِي إِنْ كَانَ عِنْدَكِ شَيْءٌ، قَالَتْ: نَعَمْ، هُنَيَّةً، نَرْجُو رَحْمَةَ اللهِ، حَتَّى إِذَا طَالَ عَلَيْهِ الطَّوَل (1) ، قَالَ: وَيْحَكِ، قُومِي، فَابْتَغِي إِنْ كَانَ عِنْدَكِ خُبْزٌ، فَأْتِينِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ بَلَغْتُ (2) وَجَهِدْتُ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، الْآنَ يَنْضَجُ التَّنُّورُ فَلَا تَعْجَلْ، فَلَمَّا أَنْ سَكَتَ عَنْهَا سَاعَةً، وَتَحَيَّنَتْ أَيْضًا أَنْ يَقُولَ لَهَا، قَالَتْ هِيَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهَا: لَوْ قُمْتُ فَنَظَرْتُ إِلَى تَنُّورِي، فَقَامَتْ فَوَجَدَتْ تَنُّورَهَا مَلْآنَ جُنُوبَ الْغَنَمِ، وَرَحْيَيْهَا تَطْحَنَانِ، فَقَامَتْ إِلَى الرَّحَى فَنَفَضَتْهَا وَإستَخْرَجَتْ (3) مَا فِي تَنُّورِهَا مِنْ جُنُوبِ الْغَنَمِ،   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: الطوى، وهو الجوع، والمثبت من النسخ العتيقة، قال الزمخشري في "أساس البلاغة" ص 399: ومن المجاز: طال طَوْلُك: إذا طال تماديه في الأمر أو تراخيه عنه. (2) في (عس) و (ل) و (ك) : أبلغت، والمثبت من (م) والنسخ المتأخرة، وهو الموافق لما في معاجم اللغة، قال في "لسان العرب": بُلغَ فلان، أي: جُهِدَ. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: وأخرجت. الحديث: 9464 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 276 قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، عَنْ قَوْلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَخَذَتْ مَا فِي رَحْيَيْهَا، وَلَمْ تَنْفُضْهَا لَطَحَنَتْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (1) 9465 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَعَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي الشَّجَرَةِ الَّتِي اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ، مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَحْسَبُهَا الْكَمْأَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ لِلسُّمِّ " (2)   (1) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وسيأتي بنحوه من طريق محمد بن سيرين، عن أبي هريرة برقم (10658) . قوله: "لا يقدران على شيء"، قال السندي: أي: لفقدهما. "مسغبة": جوع. "فاستحثها"، أي: طلب منها بسرعة. "هُنية" بالتصغير، أي: اصبر قليلا. "رَحْيَيْها" تثنية الرحى، والمراد الطرفان. (2) حديث حسن دون قصة الشجرة، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وانظر تفصيل الكلام على إسناده عند الحديث رقم (8002) . وأخرج قصة العجوة فقط الدارمي (2840) عن يزيد بن هارون، عن عباد بن منصور وحده، بهذا الإسناد. "اجتثت"، أي: قطِعت. الحديث: 9465 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 277 9466 - حَدَّثَنَا فَزَارَةُ بْنُ عَمْرَ (1) ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، (2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَأَرْمَلَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ، وَاحْتَاجُوا إِلَى الطَّعَامِ، فَاسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَحْرِ الْإِبِلِ، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِبِلُهُمْ تَحْمِلُهُمْ، وَتُبَلِّغُهُمْ عَدُوَّهُمْ، يَنْحَرُونَهَا؟ بَلْ ادْعُ يَا رَسُولَ اللهِ بِغَبَرَاتِ الزَّادِ، فَادْعُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، قَالَ: " أَجَلْ "، قَالَ: فَدَعَا بِغَبَرَاتِ الزَّادِ، فَجَاءَ النَّاسُ بِمَا بَقِيَ مَعَهُمْ فَجَمَعَهُ، ثُمَّ دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِا بِالْبَرَكَةِ، وَدَعَاهُمْ بِأَوْعِيَتِهِمْ فَمَلَأَهَا، وَفَضَلَ فَضْلٌ كَثِيرٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَمَنْ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمَا (3) غَيْرَ شَاكٍّ دَخَلَ الْجَنَّةَ " (4)   (1) تحرف في (م) إلى: عَمْرو. (2) قوله: "عن أبيه" ليس في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، وأثبتناه من النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة عدا (ك) : ودعا. (4) هكذا في (م) والنسخ المتأخرة، وهي رواية مسلم، وفي (ظ3) و (عس) : بها. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، فزارة بن عمر لم يرو عنه غير الإمام أحمد، وقال عنه أبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف": لا أعرفه، وقال الحسيني في "الإكمال": فيه نظر، قلنا: وهو متابع، وفليح بن سليمان -وإن روى= الحديث: 9466 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 278 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = له البخاري- ليس بذاك القوي، وهو حسن الحديث في المتابعات، وقد خولف في إسناد هذا الحديث، فقد رواه من هو أوثق منه، فأدخل في الإِسنادين بين سهيل بن أبي صالح وأبيه سليمان الأعمش، كما سيأتي في التخريج لاحقاً. وأخرجه كما عند المصنف ابن منده في "الإيمان" بإثر الحديث (36) من طريق يحيي بن صالح الوحاظي، و (89) من طريق المعافى بن سليمان، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/467 من طريق أبي غزية محمد بن موسى بن مسكين، ثلاثتهم عن فليح بن سليمان، بهذا الإِسناد. واقتصر الخطيب في روايته على قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر الحديث: "أشهد أن لا إله إلا الله ... ". وقد روي الحديث عن سهيل، عن الأعمش، عن أبي صالح بإدخال الأعمش بين سهيل بن أبي صالح وأبيه، فقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (8796) ، وأبو عوانة 1/8 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، به. تنبيه: جاء في رواية النسائي "عبد العزيز" غير منسوب، فجعله المزي في "تحفة الأشراف" 9/356 عبد العزيز الدراوردي، وهو خطأ فيما نظن، فقد جاء منسوباً في رواية أبي عوانة أنه ابن أبي حازم، فالأوْلى حملُه عليه، والله أعلم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8797) ، وأبو عوانة 1/8 من طريق قتادة بن الفضل، وابن منده في "الإيمان" (35) ، والبغوي (53) من طريق وكيع بن الجراح، كلاهما عن الأعمش، عن أبي صالح، به. ووقع في رواية وكيع: "عن أبي هريرة أو أبي سعيد الخدري" على الشك. ورواية وكيع مختصرة بقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أشهد أن لا إله إلا الله ... الخ". وقد رواه أبو معاوية الضرير عن الأعمش، على أبي صالح على الشك أيضا: "عن أبي هريرة أو أبي سعيد"، وستأتي روايته في مسند أبي سعيد الخدري 3/11 - وهي في "صحيح مسلم" (27) (45) . وأخرجه بنحوه مسلم (27) (44) ، والنسائي (8794) ، وأبو عوانة 1/8-9،= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 279 9467 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْتَ نَهَيْتَ النَّاسَ أَنْ يَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: لَا لَعَمْرُ   = وابن منده (90) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/228-229، 6/120 من طرق عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، به. وقد روي من هذا الطريق مرسلا، فقد أخرجه النسائي (8795) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي صالح، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا. وانظر الحديث السالف برقم (8624) . وفي الباب عن أبي عمرة الأنصاري، سيأتي 3/417-418. وإسناده جيد. وعن أبي خنيس الغفاري عند البزار (2419 - كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (3552) ، والبيهقي في "الدلائل" 6/122. قال الهيثمي 8/304: ورجاله ثقات، وحسن إسناده الحافظ في "الإصابة" 7/110. وعن عمر بن الخطاب عند أبي يعلى (230) ، وإسناده ضعيف. وفي باب قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في آخر الحديث: "أشهد أن لا إله إلا الله ... " عن عثمان بن عفان، سلف برقم (447) و (464) و (498) . وعن أنس بن مالك في أحاديث، ستأتي 3/116 و131 و135 و157. وعن أبي ذر الغفاري، وسيأتي 5/166. وعن معاذ بن جبل، وسيأتي 5/229. وعن عبادة بن الصامت، وسيأتي 5/313-314 و318. وعن أبي الدرداء، وسيأتي 6/442. قوله: "فأرمل فيها المسلمون"، قال السندي: أي: افتَقَر. و"غبرات الزاد" بضم غين وفتح موحدة مشددة، أي: بقاياه. الحديث: 9467 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 280 اللهِ غَيْرَ أَنَّ (1) وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا فِي أَيَّامٍ يَصُومُهُ فِيهَا " قَالَ: فَجَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنْتَ نَهَيْتَ النَّاسَ أَنْ يُصَلُّوا فِي نِعَالِهِمْ؟ قَالَ: لَا لَعَمْرُ اللهِ، غَيْرَ أَنْ (2) وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ، وَرَبِّ هَذِهِ الْحُرْمَةِ " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي إِلَى هَذَا الْمَقَامِ، وَإِنَّ عَلَيْهِ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُمَا عَلَيْهِ " (3) 9468 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، ثُمَّ جَلَسَ، لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ أَوْ يَقُومْ " (4)   (1) المثبت من (ظ3) و (عس) و (ك) ، وهي المخففة من "أن" الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، وفي (م) والنسخ المتأخرة: أني. (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الحارثي -وهو زياد الحارثي-، سبقت ترجمته عند الحديث (7384) . أبوعوانة: الوضاح بن عبد الله. وأخرجه الطحاوي 1/511 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (8772) . (3) حديث صحيح، محمد بن إسحاق -وإن كان مدلسا وقد عنعنه- قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. محمد بن عبيد: هو الطنافسي، والعلاء بن عبد الرحمن: هو ابن يعقوب الحرقي. وانظر (7551) . الحديث: 9468 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 281 9469 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ فِرَاشَهُ فَلْيَنْزِعْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ، ثُمَّ لِيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا حَدَثَ عَلَيْهِ بَعْدَهُ، ثُمَّ لِيَضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ (2) بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ " (3) 9470 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) ما بين معترضتين ليس في (ظ3) و (ك) . (2) المثبت من (ظ3) ، وفي (م) وباقي النسخ: حفظت. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (257) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1210) ، ومسلم (2714) من طريق عبدة بن سليمان، والبخاري في "الأدب" (1217) ، ومسلم (2714) ، وابن حبان (5534) من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -كما في "الفتح" 11/128-، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/139 (رواية ابن حجر من طريق الطبراني في "الأوسط") من طريق إسماعيل بن زكريا، والطبراني في "الدعاء" (257) من طريق عثمان بن أبي شيبة وأبي أسامة، خمستهم عن عبيد الله بن عمر، به.= الحديث: 9469 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 282 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا زَنَتْ خَادِمُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتِ الثَّانِيَةَ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتِ الثَّالِثَةَ فَلْيَجْلِدْهَا وَلَا يُعَيِّرْهَا، فَإِنْ عَادَتِ الرَّابِعَةَ فَلْيَجْلِدْهَا وَلْيَبِعْهَا بِحَبْلٍ مِنْ شَعَرٍ " أَوْ " بِضَفِيرٍ مِنْ شَعَرٍ " (1) 9471 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْإِسْلَامَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا " (2) 9472 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ،   = وسيأتي برقم (9590) من طريق زهير بن معاوية، عن عبيد الله بن عمر. وانظر ما سلف برقم (7811) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وسيتكرر برقم (9571) . وأخرجه مسلم (1703) (31) ، وأبو داود (4471) ، والنسائي في "الكبرى" (7244) من طريق محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد، به. وسيأتي برقم (10405) . وسلف الحديث برقم (7395) لكن عن سعيد المقبري، ولم يذكر فيه أباه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7846) . الحديث: 9471 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 283 وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمُ الشَّهْرُ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ " (1) 9473 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ شِفَاءٌ من كُلِّ (2) دَاءٍ إِلَّا السَّامَ "، وَالسَّامُ: الْمَوْتُ (3) 9474 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ الْأَذَانَ، وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلَا يَدَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ مِنْهُ " (4)   (1) حديث صحيح، الحجاج -وهو ابن أرطاة- مدلس وقد عنعن، لكن للحديث طرق أخرى يصح بها، انظر ما سلف برقم (7516) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1244) من طريق عمار بن خالد الواسطي، عن يحيي بن سعيد الأموي، بهذا الإسناد. وقال: لم يرو هذا الحديثَ عن حجاج إلا يحيي. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: شفاء لكل. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. غسان: هو ابن الربيع الأزدي البصري. وانظر (7287) . (4) إسناده حسن من الطريق الأول، وإسناده الثاني -وهو حماد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري- منقطع، فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. = الحديث: 9473 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 284 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = لكن قال ابن أبي حاتم في "العلل" 1/123-124 و256-257: سألت أبي عن حديث رواه روح بن عبادة، عن حماد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -وذكر حديثنا هذا-، وروح أيضا عن حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة مثله، وزاد فيه: "وكان المؤذن يوذن إذا بَزَغَ الفجرُ"، قال أبي: هذان الحديثان ليسا بصحيحين، أما حديث عمار فعن أبي هريرة موقوف، وعمار ثقة، والحديث الآخر ليس بصحيح. قلنا: وسيأتي الحديث عن روح، عن حماد، بهذا الإِسناد برقم (10629) ، وحديث عمار برقم (10630) . وفيه الزيادة. ولم نقف عليه موقوفاً على أبي هريرة كما قال أبو حاتم! وأخرجه أبو داود (2350) ، والدارقطني 2/165، والحاكم 1/203 من طرق عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وصححه الحاكم على شرط مسلم، مع أن مسلماً خرّج لمحمد بن عمرو متابعة، ولم يحتج به. وفي الباب عن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/348. وإسناده ضعيف. قوله: "إذا سمِع أحدكم الأذان"، قال السندي: قال الخطابي: أي: أذان بلال، لأنه كان يؤذن بليل، فقيل لهم: كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يوذن حتى يطلع الفجرُ، وكذا ظاهر قوله تعالى: (حتى يتَبَين لكم الخيط الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ من الفَجْرِ) يرى أن مدار الأمر على تبين الفجر، وهو يتأخر عن أوائل الفجر، فيجوز الشرب حينئذٍ إلى أن يتبين. لكن هذا خلافُ المشهور بين العلماء، فلا اعتماد عليه عندهم، وكذا القول بأن طلوع الفجر لما كان من الأمور الخفية جداً، وهو مما يقع في الاشتباه والالتباس والخطأ كثيراً، فقول المؤذن في مثله لا يفيد الظنَّ بل الحاصل به الشك، والليل كان ثابتا بيقين، فحكمه لا يزول بالشك، فالحديث مبنيُّ على هذا، فإن هذا مخالف لما عليه العلماءُ في هذا الباب، والله تعالى أعلم بالصواب. وانظر "فتح الباري" 4/135-136. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 285 9475 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ، وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، قَالَ: فَلَمَّا كَانَتِ الرِّدَّةُ، قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: تُقَاتِلُهُمْ وَقَدْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: " وَاللهِ لَا أُفَرِّقُ بَيْنَ الصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَلَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَقَاتَلْنَا مَعَهُ فَرَأَيْنَا ذَلِكَ رَشَدًا " (1) 9476 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَمِيرِ: فِيهَا زَكَاةٌ؟ فَقَالَ: " مَا جَاءَنِي فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْفَاذَّةُ: {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} " (2)   (1) حديث صحيح، وهو مكرر الحديث (67) في مسند أبي بكر الصديق، وسلف تخريجه هناك. وقد فاتنا هناك أن نحيله إلى هذا الموضع من مسند أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (8163) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. = الحديث: 9475 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 286 9477 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَضَمَّنَ اللهُ لِمَنْ يَخْرُجُ فِي سَبِيلِهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ " (1) 9478 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (2) ، 9478/1 - وَكَذَا حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَمَا قَالَ مُحَمَّدٌ: " أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ "، (3)   = وانظر (7563) . (1) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/287 عن أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (9187) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن عبيد: هو ابن أبي أمية الطنافسي. وانظر (7169) . (3) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي، وإن كان سيىء الحفظ- متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أسود: هو ابن عامر. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2186) من طريق أبي غسان= الحديث: 9477 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 287 9478/2 - وَكَذَا قَالَ: - يَعْنِي - ابْنَ فُضَيْلٍ أَيْضًا، (1) 9478/3 - وَزَائِدَةُ، أَيْضًا حَدَّثَنَاهُ مُعَاوِيَةُ يَعْنِي عَنْهُ (2) 9479 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " (3) 9480 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ (4) هَمَمْتُ أَنْ لَا أَتَخَلَّفَ عَنْ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا   = مالك بن إسماعيل النهدي، عن شريك بن عبد الله، بهذا الإسناد. وانظر (7169) . (1) يعني عن الأعمش. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وابن فضيل: هو محمد بن فضيل بن غزوان شيخ المصنف. وسلف هذا الحديث عن محمد بن فضيل برقم (7169) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي. وأخرجه أبو داود الطيالسي (2404) عن زائدة بن قدامة، بهذا الإسناد. وانظر (7169) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير. وانظر (7508) . (4) لفظة: "لقد" ليست في (ظ3) و (عس) . الحديث: 9478 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 288 أَحْمِلُهُمْ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ " (1) 9481 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِعَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: " لَا تُطِيقُونَهُ " مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ: قَالُوا: أَخْبِرْنَا فَلَعَلَّنَا نُطِيقُهُ، قَالَ: " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ، الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللهِ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ إِلَى أَهْلِهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو الأنصاري، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/287، ومسلم (1876) (106) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 2/465، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 5/28، وابن حبان (4736) ، والبغوي (2614) عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وأخرجه مسلم (1876) (106) ، وأبو عوانة 5/28 من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري، به. وأخرجه بنحوه مسلم (1876) (107) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وسيأتي الحديث من طريق يحيي بن سعيد الأنصاري بأطول مما هنا برقم (10126) و (10442) . وانظر ما سلف برقم (7157) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم.= الحديث: 9481 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 289 9482 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تُرْسِلْهَا فَتَأْكُلَ مِنْ حَشَرَاتِ الْأَرْضِ " (1) 9483 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ،   = وأخرجه ابن أبي شيبة 5/287، ومسلم (1878) ، وابن حبان (4627) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه سعيد بن منصور (2320) ، وابن أبي شيبة 5/333، ومسلم (1878) ، والترمذي (1619) ، وأبو عوانة 5/44-45 و45، والبيهقي في "السنن" 9/158، وفي "الشعب" (4218) من طرق عن سهيل، به. وأخرجه بنحوه ابن المبارك (11) ، وعبد الرزاق (9530) ، والبخاري (2787) ، والنسائي 6/17 و18، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (29) و (30) ، وأبو يعلى (5845) من طريق سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (13) عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، وأبو نعيم في "الحلية" 8/173 من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، كلاهما عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث من طريق شعبة، عن سهيل برقم (9927) ، وسلف نحوه برقم (8540) من طريق أبي حصين، عن أبي صالح. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام بن عروة: هو ابن الزبير بن العوام. وأخرجه مسلم (2243) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وانظر (7847) . الحديث: 9482 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 290 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ (1) : رَأَيْتُهُ يَضْرِبُ جَبْهَتَهُ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، تَزْعُمُونَ أَنِّي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِيَكُنْ لَكُمُ الْمَهْنَأُ وَعَلَيَّ الْإِثْمُ، أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَمْشِ فِي الْأُخْرَى حَتَّى يُصْلِحَهَا " " وَإِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَتَوَضَّأْ حَتَّى يَغْسِلَهَا سَبْعَ مَرَّاتٍ " (2)   (1) القائل هنا هو أبو رزين. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين -واسمه مسعود بن مالك الأسدي- فمن رجال مسلم. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9797) من طريق أبي معاوية الضرير، بهذا الإسناد. وأخرج الشطر الأول منه البخاري في "الأدب المفرد" (956) ، والنسائي في "المجتبى" 8/218 من طريق أبي معاوية، به. وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة 8/416، ومسلم (2098) من طريق عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، به. وأخرج شطر الثاني ابن ماجه (363) من طريق أبي معاوية، به. وانظر (7447) . قوله: "لكم المهنأ"، قال السندي: بفتح ميم سكون هاء وفتح نون، آخره همزة، وقد تخفف: هو ما أتاك بلا مشقةٍ، والحاصل أنكم إذا أخذتم بالحديث الذي رويت لكم وعملتم به، ذلكم الأجر لأنكم عملتم به على أنه حديث رسول اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن كنت كاذباً في الرواية يكون الإثم على، وأي عاقل يرضى بذلك، فتَرَوْنَ أني أفعل؟! الجزء: 15 ¦ الصفحة: 291 9484 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَدَنَا (1) وَأَنْصَتَ وَاسْتَمَعَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ "، قَالَ: " وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا " (2)   (1) لفظة: "فدنا" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/97، ومسلم (857) (27) ، وأبو داود (1050) ، وابن ماجه (1025) و (1090) ، والترمذي (498) ، وابن خزيمة (1756) و (1818) ، وابن حبان (1231) ، والبيهقي 3/223 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. واقتصر ابن ماجه في موضعه الأول على مس الحصى، ورواية ابن حبان ليس فيها مس الحصى، وسقط من مطبوع ابن خزيمة في الموضع الثاني أبو معاوية. وأخرجه أبو عوانة في الجمعة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 133 من طريق يحيى بن سعيد الأموي، عن الأعمش، به. وأخرجه مسلم (857) (26) ، وأبو عوانة في الجمعة أيضا، وابن حبان (2780) ، والبغوي (1059) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وعندهم "من اغتسل"، بدل: "من توضأ"، ولم يذكروا فيه مس الحصى. وأخرجه بنحوه الطيالسي (2364) ، وأبو داود (343) ، وابن خزيمة (1762) ، والحاكم 1/283، والبيهقي 3/243 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وقرنوا بأبي هريرة أبا سعيد، وبأبي سلمة أبا أمامة بن سهل -إلا الطيالسي-، وسيأتي في "المسند" من هذا الطريق 3/81. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي! = الحديث: 9484 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 292 9485 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أُهْدِيَتْ لِي ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ "، قَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: " لَوْ أُهْدِيَ (1) إِلَيَّ ذِرَاعٌ " (2)   = قلنا: ومحمد بن إسحاق روى له مسلم في المتابعات، ولم يحتج به. وأخرج ابن خزيمة (1803) ، والبيهقي 3/243 من طريق صالح بن كيسان، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "إذا كان يوم الجمعة فاغتسل الرجل، وغسل رأسه، ثم تطيب من أطيب طِيبه، ولبس من صالح ثيابه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يُفَرق بين اثنين، ثم استمع للإمام غفِرَ له من الجمعة وزيادة ثلاثة أيام" وإسناده صحيح. وأخرج أبو يعلى (6549) من طريق عبيد الله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "من اغتسل يومَ الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، وغَدَا وابتكر حتى يأتي، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" وفي إسناده سويد بن سعيد، وهو ضعيف. وانظر ما سلف برقم (7129) . وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/177 و180. وعن سلمان الفارسي، سيأتي 5/438 و440. وعن ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط" (7395) ، وإسناده ضعيف. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: "لو أُهْدِيَتْ " بالتاء، وهو خطأ، إذ لا فرق حينئذ بين رواية وكيع وبين رواية أبي معاوية. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه البخاري (5178) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون، وابن حبان (5291) ، والبغوي (1609) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عن سليمان بن= الحديث: 9485 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 293 9486 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَثْقَلُ الصَّلَاةِ عَلَى   = مهران الأعمش، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 6/169 من طريق وكيع وحده، به. وسيأتي الحديث برقم (10212) و (10243) و (10651) . وأخرج ابن عدي 5/1688 من طريق عمر بن يزيد، عن عطاء، عن أبي هريرة: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يلبس الصوف، ويجلس على الأرض ويأكل عليها، ويركب الحمار، ويعتقلُ الشاة ويحتلبُها، ويُجيبُ دعوة الملوك ويقول: "لو دُعِيتُ إلى كُراع لأجبتُ" وعمر بن يزيد قال ابن عدي: منكر الحديث عن عطاء وغيره، وقال: هذا الحديث عن عطاء غير محفوظ. وأخرج أيضا 5/1937 من طريق عبد الواحد بن سليمان، عن عبد الله بن عون، عن ابن سيربن، عن أبي هريرة، مرفوعاً: "لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلى كراع لقبلت". وقال عقبه: لا يتابع عبدَ الواحد عليها (أي على أحاديثه) أحد، يتفرد به عن ابن عون. وفي الباب عن أنس بن مالك، سيأتي في "المسند" 3/209. وعن أم حكيم بنت وداع عند الطبراني في "الكبير" 25/ (392) . قوله: "كراع" قال الحافظ في "الفتح" 9/245: بضم الكاف وتخفيف الراء وآخره عين مهملة: هو مُستَدق الساق من الرجْل، ومن حد الرسغ من اليد، وهو من البقر والغنم بمنزلة الوظيف من الفرس والبعير، وقيل: هو ما دون الكعب من الدواب، وقال ابن فارس: كراع كل شيء: طرفه. ثم قال: وفي الحديث دليل على حسن خُلُقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتواضعه وجبره لقلوب الناس، وعلى قَبُول الهدية وإجابة من يدعوه إلى منزله، ولو علم أن الذي يدعوه إليه شيء قليل، وفيه الحض على المواصلة والتحاب والتآلف، وإجابة الدعوة لما قل أو كثُر، وقبول الهدية كذلك. الحديث: 9486 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 294 الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُؤَذِّنَ (1) ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزُمُ الْحَطَبِ إِلَى قَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلَاةِ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ " (2) 9487 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ، مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا سَبَقَ إِلَّا فِي   (1) لفظة: "فيؤذن" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله الهَمْداني. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/332، ومسلم (651) (252) ، وأبو داود (548) ، وابن ماجه (791) و (797) ، وابن خزيمة (1484) ، وأبو عوانة 2/5، والبيهقي 3/55 من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (651) (252) ، وابن خزيمة (1484) ، وأبو عوانة 2/5 من طريق عبد الله بن نمير، به. وأخرجه عبد الرزاق (1987) ، والبخاري (657) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/169، وفي "شرح مشكل الآثار" (5873) ، والبغوي (792) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي من طريق الأعمش برقم (10016 م) و (10100) و (10217) و (10877) ، واقتصر في الموضعين الأولين على الشطر الأول منه، وسلف هذا الشطر بنحوه من طريق سمى، عن أبي صالح برقم (7226) بلفط: "لو يعلمُ الناسُ ما في العشاء ... ". وأما الشطر الثاني فقد سلف برقم (8903) من طريق عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح. الحديث: 9487 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 295 حَافِرٍ أَوْ خُفٍّ " (1) 9488 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَأَى (2) الْحَقَّ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي " (3) 9489 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ " (4) 9490 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ "،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي الحكم، وسلف الكلام عليه عند الحديث (7482) . محمد بن عمرو: هو ابن علقمة الليثي. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: من رآني في المنام فقد رآني. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7553) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1155) (171) ، والدارقطني 2/178 من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلية وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1726) ، والبخاري (1933) ، وأبو داود (2398) ، والنسائي في "الكبرى" (3276) ، وأبو يعلى (6058) ، وابن خزيمة (1989) ، وابن حبان (3519) ، والبيهقي 4/229، والبغوي (1754) من طرق عن هشام بن حسان، به. وانظر (9136) . الحديث: 9488 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 296 قَالَ هِشَامٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 9491 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ (2) بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الثَّيِّبُ تُسْتَأْمَرُ فِي نَفْسِهَا، وَالْبِكْرُ تُسْتَأْذَنُ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: " أَنْ تَسْكُتَ " (3) 9492 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَأَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ، فَأَمَّا أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: فَالشَّهِيدُ، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لِسَيِّدِهِ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، وَأَمَّا أَوَّلُ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: فَأَمِيرٌ مُسَلَّطٌ، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لَا يُعْطِي حَقَّ مَالِهِ، وَفَقِيرٌ فَخُورٌ " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، وسلف الكلام عليه مفصلاً برقم (7983) . إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن علية. (2) زيدَ في (م) بين إسماعيل والحجاج: هشام، وهو خطأ، لم يرد في شيء من الأصول الخطية. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7404) . (4) إسناده ضعيف، عامر -وهو ابن عقبة، وقيل ابن عبد الله- العقيلي، لم = الحديث: 9491 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 297 9493 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا   = يرو عنه غير يحيى بن أبي كثير، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي: لا يُعرف، وكذا أبوه لا يُعرف، ووقع في رواية الحاكم: عامر بن شبيب، ونسب في "الثقات" لابن حبان 7/250: عامر بن عبد الله بن شقيق، وبناءً عليه فقد أورد الحافظ ابن حجر في "التهذيب" احتمالية أن يكون الاسم عند الحاكم محرفاً عن شقيق، والله تعالى أعلم. وأخرجه الطيالسي (2567) ، وابن أبي شيبة 14/124، وابن خزيمة (2249) ، والحاكم 1/387، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (80) ، والبيهقي 4/82، والمزي في ترجمة عامر بن عقبة العقيلي من "تهذيب الكمال" 14/71 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: عامر بن شبيب العقيلي شيخ من أهل المدينة مستقيم الحديث! وهذا أصل في هذا الباب تفرد به عنه يحيى بن أبي كثير ولم يخرجاه. وأخرجه عبد بن حميد (1446) من طريق حميد بن مهران، عن يحيى بن أبي كثير، به. وأخرج شطره الأول ابن أبي شيبة 5/351 عن يزيد بن هارون، وابن حبان (4312) (7248) من طريق معاذ بن هشام، كلاهما عن هشام الدستوائي، به. وأخرج شطره الثاني ابن حبان (7481) من طريق معاذ بن هشام الدستوائي، عن أبيه، به. وأخرجه بشطريه ابن عدي 4/1429 من طريق طلحة بن زيد، عن الخليل بن مرة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف جداً. وسيأتي برقم (10205) من طريق علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير. الحديث: 9493 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 298 فَإِنَّهُ يُنْقِصُ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطًا، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ " (1) 9494 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ، أَنَّهُ خَافَ زَمَنَ زِيَادٍ، أَوْ ابْنِ زِيَادٍ، فَأَتَى الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَانْتَسَبَنِي، فَانْتَسَبْتُ (2) ، فَقَالَ: يَا فَتَى، أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى، يَرْحَمُكَ اللهُ، قَالَ: " إِنَّ مِنْ (3) أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصَّلَاةُ "، قَالَ: " يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية. وأخرجه مسلم (1575) (59) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (2322) عن معاذ بن فضالة، عن هشام الدستوائي، به. وأخرجه البخاري (3324) ، ومسلم (1575) (59) ، وابن ماجه (3204) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/56، وفي "شرح مشكل الآثار" (4682) ، وابن حبان (5652) و (5654) ، والبيهقي 6/10 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وانظر (7621) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: فانتسبت له. (3) لفظة: "من" جاءت في (م) والنسخ المتأخرة بعد قوله: "يوم القيامة". الحديث: 9494 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 299 ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ "، قَالَ يُونُسُ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1) 9495 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يُؤْمَنُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ فِي صَلَاتِهِ قَبْلَ الْإِمَامِ، أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ " (2) 9496 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا صَلَّى   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وسلف الكلام عليه برقم (7902) . الحسن: هو البصري. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 2/34، وأبو داود (864) ، والحاكم 1/262، والبيهقي 2/386 من طريق إسماعيل ابن علية، عن يونس بن عبيد، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! وأخرجه البخاري 2/33-34 من طريق عبد الوارث، عن يونس، به، موقوفاً. وأخرجه أيضا 2/33 من طريق قتادة، عن الحسن، به. وأخرجه 2/34 من طريق قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة. ولم يذكر أنس بن حكيم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (427) (115) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الاسناد، وانظر (7534) . الحديث: 9495 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 300 أَنْ يَتَقَدَّمَ، أَوْ يَتَأَخَّرَ، أَوْ (1) عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ " (2)   (1) لفظة "أو" سقطت من (ظ3) و (عس) . (2) إسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن إسماعيل، ويقال: إسماعيل بن إبراهيم السلمي، ويقال: الشيباني، وحجاج بن عبيد، ويقال: ابن أبي عبد الله، ويقال: ابن يسار. مجهولان، وليث -وهو ابن أبي سليم- ضعيف، وأسانيد الحديث فيها اضطراب. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/208، وعنه ابن ماجه (1427) عن إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد. وفيه زيادة: يعني السبحة. وأخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" 1/340، وأبو داود (1006) ، والبيهقي 2/190 من طريق حماد بن زيد، وأبو داود (1006) ، والبغوي (706) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن ليث بن أبي سليم، به. ولفظه عند البيهقي: "إذا أراد أحدكم أن يتطوع بعد الفريضة فليتقدم أو ليتأخر، أو عن يمينه أو عن شماله". وأخرجه البخاري 1/340 من طريق شيبان النحوي، عن ليث، عن حجاج بن أبي عبد الله، به. سمى حجاجاً ابن أبي عبد الله. وأخرجه أيضا 1/341 من طريق أبي جعفر الرازي، عن ليث، عن حجاج بن يسار، به. سمى حجاجاً ابنَ يسار، وأبو جعفر الرازي سيىء الحفظ. وأخرجه البيهقي 2/190 من طريق معتمر بن سليمان، عن ليث، عن حجاج بن عبيد، عن إسماعيل بن إبراهيم، به. فانقلب اسم إبراهيم بن إسماعيل عنده، ونقل عن البخاري أنه قال: إسماعيل بن إبراهيم أصح، والليث يضطرب وذكره البخاري 1/340 عن همام بن يحيى، عن ليث، عن أبي حمزة، قال: حُدثتُ به، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال البخاري بعد هذه الأسانيد: لم يثبت هذا الحديث. وقال في "صحيحه" في باب مكث الإمام في مصلاه من كتاب الأذان، ويذكر عن أبي هريرة رفعه:= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 301 9497 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " (1) 9498 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ " (2)   = لا يتطوع الإمام في مكانه. ولم يصح. وفي الباب عن المغيرة بن شعبة عند أبي داود (616) ، وابن ماجه (1428) . ولفظه: "لا يصل الإمام في الموضع الذي صلى فيه حتى يتحول"، وإسناده منقطع. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، وهو مكرر (7148) ، وسلف الكلام عليه هناك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وسماع إسماعيل ابن علية منه قبل اختلاطه، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي، وزرارة: هو ابن أوفى العامري. وأخرجه مسلم (127) (202) من إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/53، ومسلم (127) (202) ، وابن ماجه (2040) ، وأبو عوانة 1/78، وابن منده في "الإيمان" (350) من طرق عن سعيد بن أبي = الحديث: 9497 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 302 9499 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الْيَمَنِ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، رَأْسُ الْكُفْرِ الْمَشْرِقُ، وَالْكِبْرُ وَالْفَخْرُ فِي الْفَدَّادِينَ: أَصْحَابِ الْوَبَرِ " (1) 9500 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ تُنْكَحَ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَالْعَمَّةُ عَلَى بِنْتِ أَخِيهَا، وَالْمَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا، وَالْخَالَةُ عَلَى بِنْتِ أُخْتِهَا، لَا تُنْكَحُ الصُّغْرَى عَلَى الْكُبْرَى، وَلَا الْكُبْرَى عَلَى الصُّغْرَى " (2)   = عروبة، به. وانظر (7470) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو مصعب -واسمه هلال بن يزيد المازني- روى عنه ثلاثة، وأورده البخاري وابن أبي حاتم، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والجُريري -وهو سعيد بن إياس- رواية إسماعيل ابن علية عنه قبل اختلاطه. وقد سلف هذا الحديث من طرق صحيحة عن أبي هريرة، وانظر (8846) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن أبي هند، فمن رجال مسلم. وأخرجه عبد الرزاق (10758) ، وسعيد بن منصور (652) ، وابن أبي شيبة 4/246، وإسحاق بن راهويه (154) و (155) و (156) ، والدارمي (2178) ، وأبو داود (2065) ، والترمذي (1126) ، والنسائي في "المجتبى" 6/98، وفي = الحديث: 9499 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 303 9501 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ: " الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكِتَابِهِ، وَلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الْآخِرِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِسْلَامُ؟ قَالَ: " الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤْتِيَ (1) الزَّكَاةَ   = "الكبرى" (5430) ، وابن الجارود (685) ، وأبو يعلى (6641) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5951) ، وابن حبان (4117) و (4118) ، والبيهقي 7/166 من طرق عن داود بن أبي هند، بهذا الإسناد. وبعضهم يرويه مختصراً. وعلقه البخاري بإثر الحديث (5108) من طريق داود بن أبي هند، به. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (628) من طريق سُليم مولى الشعبي، عن الشعبي، به. وإسناده ضعيف لضعف سُليم مولى الشعبي ولجهالة مَن تحته. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (5431) ، والبيهقي 7/166 من طريق عبد الله بن عون، عن الشعبي، عن أبي هريرة، موقوفاً. وأخرجه أبو حنيفة في "مسنده" بشرح علي القاري ص 255 عن الشعبي، عن أبي هريرة وجابر، به. وأخرجه الخباري (5108) ، والنسائي 6/98 من طريق عاصم الأحول، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله. وسيأتي تمام تخريجه في مسنده 3/338 و382، وقد أشار إلى هذا الاختلاف في صحابي الحديث الحافظ ابن حجر في "الفتح" 9/161، ثم رجح أن الحديثين محفوظان من الطريقين جميعاً. وسلف الحديث مختصراً من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (7133) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: وتؤتي. الحديث: 9501 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 304 الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الْإِحْسَانُ؟ قَالَ: " أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا، إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ (1) رَبَّهَا، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا كَانَتِ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ (2) رُءُوسَ النَّاسِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللهُ "، ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] ، ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رُدُّوا عَلَيَّ (3) الرَّجُلَ "،   (1) في (ظ3) و (عس) : المرأة. وهي رواية عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عند مسلم وغيره. (2) في (م) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة كلمة "الجُفاة"، وهذه الزيادة لم ترد في (ظ3) . (3) لفظة: "على" ليست في (ظ3) و (عس) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 305 فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوهُ، فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ: " هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/5 و15/167 و168، والبخاري (50) ، ومسلم (9) (5) ، وابن ماجه (64) و (4044) ، وابن خزيمة (2244) ، وابن منده في "الإيمان" (15) ، والبيهقي في "الشعب" (385) ، وفي "الاعتقاد" ص 126 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. والحديث عند ابن أبي شيبة وابن ماجه في إحدى روايتيه مختصر. وأخرجه البخاري (4777) ، ومسلم (9) (6) ، وابن خزيمة (2244) ، وابن حبان (159) ، وابن منده بإثر الحديث (15) و (158) من طرق عن أبي حيان، به. وأخرجه مسلم (10) (7) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2985) ، وابن منده (16) و (159) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (189) ، وأبو داود (4698) ، والنسائي 8/101، وابن منده (160) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن أبي فروة الهمداني، عن أبي زرعة، عن أبي ذر وأبي هريرة. ورواية البخاري مختصرة. وسلف من الحديث قصة أشراط الساعة برقم (9128) من طريق شهر بن حوشب، عن أبي هريرة. وستأتي الإشارة إلى تطاول الناس بالبنيان من طريق الأعرج، عن أبي هريرة برقم (10858) . وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (184) . قوله: "ولقائه"، قال السندي: قيل: الموت. قلت (يعني السندي) : موت كل أحدٍ بخصوصه أمر معلوم لا يمكن أن ينكره أحد، فلا يَحسُنُ التكليف بالإيمان به، فالمراد -والله تعالى أعلم- موتُ العالَم وفناوه كلية، وقيل: هو الجزاء = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 306 9502 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ شَقِيصًا (1) لَهُ فِي عَبْدٍ، فَخَلَاصُهُ فِي مَالِهِ، إِنْ كَانَ لَهُ مَالٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، اسْتُسْعِيَ الْعَبْدُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " (2) 9503 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَذَكَرَ الْغُلُولَ، فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: " لَا أُلْفِيَنَّ (3) يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ،   = والحساب، وعلى التقديرين هو غير البعث. والبُهْم: بضم فسكون، أي: الإبل السود، أو بفتح فسكون: الصغار من أولاد المعز والضأن، والمراد برعاء البهم: الأعراب وسكان البوادي. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: شِقصاً. وهما بمعنى: وهو النصيب. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1503) (3) ، وص 1287 (54) ، النسائي في "الكبرى" (4964) ، والدارقطني 4/128-129 من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإِسناد. وانظر (7468) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة في المواضع كلها: لألفين. الحديث: 9502 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 307 فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ، لَا أُلْفِيَنَّ يَجِيءُ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي. وأخرجه مسلم (1831) (24) عن زهير بن حرب، عن إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/492-493، والبخاري (3073) ، ومسلم (1831) ، وأبو يعلى (698) ، والطبري في "تفسيره" 4/158، وابن حبان (4848) ، والبيهقي في "السنن" 9/101، وفي "الشعب" (4330) من طرق عن = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 308 9504 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً   = أبي حبان يحيى بن سعيد، به - بعضهم يختصر منه حرفاً أو اثنين، وبعضهم يزيد فيه حرفاً. وأخرجه مسلم (1831) ، وأبو يعلى (6083) ، وابن حبان (4847) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به. وفي الباب عن أبي حميد الساعدي عند مسلم (1832) ، وسيأتي في "المسند" 5/423-424. قال السندي: قوله: "لا ألفِينَ" بضم الهمزة وكسر الفاء بنون ثقيلة، أي: لا أجِدن، والمقصود نهيُ الناس عن الخيانة وقتل النفس، فإنه إذا فعل ذلك يجيء يوم القيامة كذلك، فيجده النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تلك الحالة. رغاء -بضم مهملة وبغين معجمة-: صوت الإبل، والصوت يكون لفضيحته على رووس الأشهاد. ثُغاء -بمثلثة مضمومة فمعجمة-: صياح الغنم. حمحمة -بفتح مهملة-: صوت الفرس دون الصهيل. "على رقبته نفس"، أي: عبد سرقه من الغنيمة، وهذا هو المناسب بالمقام، ويحتمل أن المراد قتلها. رِقاع: ضُبِط بكسر الراء: جمع رقعة: وهي الخرقة، أراد بها ثياباً غلها من الغنيمة. تَخفِق: ضُبط بكسر الفاء، أي: تضطرب اضطراب الراية. صامت: أي: الذي لا يتكلم من الذهب والفضة. الحديث: 9504 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 309 مُسْتَجَابَةً فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي- يَعْنِي (1) شَفَاعَةً - لِأُمَّتِي، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا "، (2)   (1) لفظة: "يعني" لم ترد في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة، وأثبتناها من (ظ3) و (عس) و (ك) ونسخة على هامش (س) ومن "جامع المسانيد" 7/ورقة 22، وإثباتها هو الصواب -فيما نرى- للتفرقة بين روايتي أبي معاوية ويعلى بن عبيد، حيث لم يذكر أبو معاوية في روايته الحديث للإمام أحمد كلمة "شفاعة"، بينما ذكرها يعلى بن عبيد في روايته على أن هذه الكلمة ثابتة في رواية أبي معاوية عند غير المصنف، والله تعالى أعلم. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو معاوية: هو محمد بن خازم الضرير، والأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه أبوعوانة 1/90 من طريق أبي معاوية ويعلى بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (199) (338) ، والترمذي (3602) ، وابن ماجه (4307) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/631، وابن منده في "الإيمان" (913) ، والبيهقي في "السنن" 8/17، وفي "الشعب" (313) من طريق أبي معاوية وحده، به. وأخرجه ابن منده (912) ، والبيهقي في "الآداب" (1022) ، والبغوي (1237) من طريق يعلى بن عبيد وحده، به. وأخرجه ابن خزيمة 2/265 من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني في "الأوسط" (1748) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/424 من طريق داود الطائي، كلاهما عن الأعمش، به. وانظر ما سلف برقم (7714) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 310 قَالَ يَعْلَى: شَّفَاعَةٌ (1) 9505 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ "، (2) 9506 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ: " فَمَا يُبْقِي ذَلِكَ مِنَ الدَّرَنِ " (3)   (1) هكذا في (ظ3) و (عس) و (ك) ، وفي (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: الشفاعة. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع الإسكاف- فمن رجال مسلم. وسيأتي مكرراً في مسند جابر 3/317 بسنده ومتنه، وانظر تخريجه هناك. (3) حديث صحيح، وهذا الإسناد وقع فيه إشكالان: الأول: قوله: "حدثنا عَبْدُ الله"، فعند إطلاقه يتبادر إلى الذهن أنه ابن المبارك، لكن أحداً لم يذكر رواية لأبي معاوية عنه، ولا له عن يزيد بن عبد الله بن أسامة. الثاني: قوله: "عن يزيد بن عبد الله بن أسامة"، فظاهره أنه ابن الهاد، فإن كان هو فالإسناد معضل، فقد سلف الحديث برقم (8924) من طريقه عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. والذي يغلب على ظننا أن الصواب في هذا الإسناد أن يكون يزيد هو: = الحديث: 9505 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 311 9507 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَابَ طَعَامًا قَطُّ، كَانَ إِذَا اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِذَا لَمْ يَشْتَهِهِ سَكَتَ " (1)   = يزيد بن عبد الله بن قُسَيط بن أسامة، نُسِبَ هنا إلى جده، وهو معدود في الرواة عن أبي هريرة، وأن يكون "عَبْد الله" مُحرَّفاً عن "عُبَيْد الله" بالتصغير، وهو عُبيد الله بن عمر العمري، فقد روى عنه أبو معاوية، وروى هو عن يزيد بن عبد الله بن قُسَيط بن أسامة، فعندها يكون الإسناد صحيحاً على شرط الشيخين، لكنَ أحداً ممن خَدَمَ هذا "المسندَ" قبلنا لم يشر إلى ذلك، والله تعالى أعلم. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أبي يحيى مولى جعدة، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وقد اختلف فيه على الأعمش، فروي عنه، عن أبي يحيى مولى جعدة كما هو عند المصنف هنا. وسيأتي مكرراً برقم (10421) . وأخرجه كذلك مسلم (2064) (188) ، وابن ماجه بإثر الحديث (3259) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 190، والبيهقي في "الشعب" (5866) من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضا أبو الشيخ ص 190 من طريق سفيان، عن الأعمش، به. وروي عنه، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، وسيأتي من هذا الطريق برقم (10141) . وروي عنه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أخرجه من هذا الطريق أبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 190 و191. وروي عنه، عن خيثمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أخرجه من هذا الطريق أيضا أبو الشيخ ص 189. وأصح هذه الطرق عنه طريق أبي حازم، عن أبي هريرة، والله تعالى أعلم. الحديث: 9507 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 312 9508 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدَةً مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ " (1) 9509 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللهُ عَلَيْهِ " (2) 9510 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ لَقِيَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ لَهُ: " اكْشِفْ عَنْ بَطْنِكَ (3) حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ مِنْهُ "، قَالَ: فَكَشَفَ عَنْ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وقد سلف الكلام عليه برقم (7382) . إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُلَية، والأغر: هو أبو مسلم، والأغرُّ اسمه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2703) (43) من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2703) (43) ، وابن حبان (629) ، وابن عدي في "الكامل" 3/1214، وابن منده في "الإيمان" (1024) ، والبغوي في "شرح السنة" (1299) ، وفي "التفسير" 1/144 من طرق عن هشام بن حسان، به. وانظر (7711) . (3) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة بعد هذا زيادة: "حتى أقبل"، ولم ترد = الحديث: 9508 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 313 بَطْنِهِ فَقَبَّلَهُ (1) 9511 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ، أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ " (2) 9512 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فَلْيُخَالِفْ بَيْنَ (3) طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ " (4)   = هذه الزيادة في النسخ العتيقة، وسيأتي هذا الحديث مكرراً بسنده ومتنه برقم (10326) وليست فيه هذه الزيادة كذلك. (1) إسناده ضعيف، وقد سلف الكلام عليه مفصلا برقم (7462) . إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن عُلَية، وابن عون: هو عبد الله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 1/240 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/173، ومسلم (279) (91) ، وابن خزيمة (95) ، وابن حبان (1297) من طريق إسماعيل ابن علية، به. وسلف دون قوله: "أولاهن بالتراب" برقم (7604) . (3) في (م) : ما بين. (4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عكرمة -وهو أبو عبد الله مولى ابن عباس- فمن رجال البخاري.= الحديث: 9511 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 314 9513 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ، وَيَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مِائَةٌ إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا كُلَّهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ " (1) 9514 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فَلَا يَسْعَى إِلَيْهَا أَحَدُكُمْ، وَلَكِنْ لِيَمْشِ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ، صَلِّ مَا أَدْرَكْتَ، وَاقْضِ مَا سَبَقَكَ " (2)   = وأخرجه أبو داود (627) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/381 من طريق إسماعيل ابن عُلية، بهذا الإسناد. وانظر (7466) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، وابن سيرين: هو محمد. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 9/133 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3506) ، وابن حبان (807) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن هشام بن حسان، به. وأخرجه الحاكم 1/17، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 7 من طريق عبد العزيز بن حصين، عن أيوب وهشام بن حسان، به. وسردا فيه الأسماء، وعبد العزيز بن حصين ضعيف منكر الحديث. وانظر (7623) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (602) (154) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. = الحديث: 9513 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 315 9515 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُتْبَعُ الْجِنَازَةُ بِنَارٍ، وَلَا صَوْتٍ " (1) 9516 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا   = وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (187) و (189) ، ومسلم (602) (154) ، وأبو عوانة 2/83-84 و84، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/396، والبيهقي 2/298 من طرق عن هشام بن حسان، به. وانظر (8967) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. يحيى: هو ابن أبي كثير. وسيأتي برقم (10831) و (10885) من طريق يحيى، عن باب بن عمير الحنفي، عن رجل من أهل المدينة، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرج مالك في "موطئه" 1/226 عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أنه نهى أن يُتْبَعَ بعد موته بنار. وسنده صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/271 من طريق يحيى بن سعيد، عن الجعدي، عن إبراهيم بن نافع، عن أبي هريرة، قال: لا تتبعوني بنار. وسنده ضعيف. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله عند أبي يعلى (2627) . وسنده ضعيف. ومن حديث أبي سعيد الخدري عند ابن أبي شيبة 3/272، وسنده ضعيف أيضا. وانظر ما سلف في مسند عبد الله بن عمر برقم (5668) . والصوت: المراد به النائحة. الحديث: 9515 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 316 نَامَ وَلَمْ يُصَلِّ الْبَارِحَةَ شَيْئًا حَتَّى أَصْبَحَ، فَقَالَ: " بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ " (1) ، قَالَ يُونُسُ: وَقَالَ الْحَسَنُ: " إِنَّ بَوْلَهُ وَاللهِ ثَقِيلٌ " 9517 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَأْخُذُ مِمَّا فَرَضَ (2) اللهُ وَرَسُولُهُ كَلِمَةً، أَوِ اثْنَتَيْنِ، أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أَرْبَعًا، أَوْ خَمْسًا، فَيَجْعَلُهُنَّ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ وَيُعَلِّمُهُنَّ؟ "، قُلْتُ: أَنَا، وَبَسَطْتُ ثَوْبِي، وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ حَتَّى انْقَضَى حَدِيثُهُ، فَضَمَمْتُ ثَوْبِي إِلَى صَدْرِي، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ لَمْ أَنْسَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ (3) 9518 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَسُومُ (4) الرَّجُلُ عَلَى   (1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين لكن فيه عنعنة الحسن البصري. وانظر (7537) . إسماعيل: هو ابن علية، ويونس: هو ابن عبيد البصري. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: قضى. (3) حديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن فيه عنعنة الحسن البصري. وانظر (8409) . (4) في (م) والنسخ المتأخرة: يَسُم. الحديث: 9517 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 317 سَوْمِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ " (1) 9519 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) بْنِ قَارِظٍ - أَوْ قَارَضٍ لَا أَدْرِي شَكَّ إِسْمَاعِيلُ - أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَكَلَ أَثْوَارَ أَقِطٍ، فَتَوَضَّأَ، فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مِمَّا تَوَضَّأْتُ؟ إِنِّي أَكَلْتُ أَثْوَارَ أَقِطٍ، فَتَوَضَّأْتُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (3) 9520 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ذُكِرَ الشَّهِيدُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا تَجِفُّ الْأَرْضُ مِنْ دَمِهِ حَتَّى تَبْتَدِرَهُ زَوْجَتَاهُ، كَأَنَّهُمَا ظِئْرَانِ أَضَلَّتَا فَصِيلَيْهِمَا فِي بَرَاحٍ مِنَ الْأَرْضِ بِيَدِ - أَوْ قَالَ: فِي يَدِ - كُلِّ وَاحِدَةٍ   (1) حديث صحيح، الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة، لكن للحديث طرق أخرى يصح بها، انظر ما سلف برقم (7248) و (9334) . (2) قوله: "بن عبد الله" لم يرد في (ظ3) و (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/50، والنسائي 1/105، وابن حبان (1146) من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد. وانظر (7605) . وقوله: "من أثوار أقط": هو جمع ثور: وهو القطعة، والأقط: لبن مجفف يابس، والوضوء مما مسته النار منسوخ عند الجمهور أو محمول على الندب. الحديث: 9519 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 318 مِنْهُمَا حُلَّةٌ، هِيَ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " (1) 9521 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُنْكَحُ النِّسَاءُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَجَمَالِهَا، وَحَسَبِهَا، وَدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " (2)   (1) إسناده ضعيف لجهالة هلال بن أبي زينب وضعف شيخه شهر بن حوشب. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان. وانظر (7955) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد: هو القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه الدارمي (2170) ، والبخاري (5090) ، ومسلم (1466) ، وأبو داود (2047) ، والنسائي 6/68، وأبو يعلى (6578) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/383، والبغوي (2240) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/80-81. وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/302. وعن عائشة، سيأتي 6/152. قال السندي: قوله: "لأربع"، أي: الناس يراعون هذه الخصال في المرأة، ويرغبون فيها لأجلها، ولم يَرِدِ الأمرُ بمراعاتها. والحَسَبُ: شرف الآباء، أو حسنُ الأفعال. وقوله: "تربت يداك"، قال ابن الأثير في "النهاية": تَرِب الرجلُ: اذا افتقر، أي: لصق بالتراب، وأتْرَبَ: إذا استغنى، وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاءَ على المخاطَب ولا وقوع الأمر به، كما يقولون: قاتله الله. وقيل: معناها: لله دركَ. وقيل: أراد بها المَثَلَ ليرى المأمورُ بذلك الجِد وأنه إن خالفه فقد أساء. ثم قال: وكثيراً تَرِدُ للعرب ألفاظَ ظاهرها الدم، وإنما يريدون= الحديث: 9521 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 319 9522 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ يَسِيرُ، فَلَعَنَ رَجُلٌ نَاقَةً، فَقَالَ: " أَيْنَ صَاحِبُ النَّاقَةِ؟ " فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا، قَالَ: " أَخِّرْهَا فَقَدْ أُجِبْتَ فِيهَا " (1) 9523 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ أَنْبِيَاءَهُمْ، وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَيْهِمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَانْتَهُوا، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " (2)   = بها المدحَ كقولهم: لا أبَ لك، ولا أم لك، وهَوَتْ أمُّه، ولا أرضَ لك، ونحو ذلك. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، ابن عجلان -وهو محمد- وأبوه صدوقان. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8815) ، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3540) من طريق الليث بن سعد، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (73) من طريق حميد بن الأسود، كلاهما عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. وفي الباب عن أبي برزة الأسلمي، سيأتي 4/420. وعن عمران بن حصين، سيأتي 4/429 و431. وعن عائشة أم المومنين، سيأتي 6/138. وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (3009) ، وأبي داود (1532) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3539) ، وابن حبان (5742) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وانظر (7367) . الحديث: 9522 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 320 9524 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَرْأَةُ كَالضِّلَعِ، فَإِنْ تَحْرِصْ عَلَى إِقَامَتِهِ تَكْسِرْهُ، وَإِنْ تَتْرُكْهُ تَسْتَمْتِعْ بِهِ وَفِيهِ عِوَجٌ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (468) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (4180) من طريق عبد الله بن رجاء، عن ابن عجلان، به. وأخرجه الحاكم 4/74 عن أبي سهل بن زياد، عن الحسن بن مُكرَم، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن ابن عجلان، به. وإسناد الحاكم إلى ابن عجلان سقط من مطبوع الحاكم، واستدركناه من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 223. وسيأتي الحديث من طريق الأعرج، عن أبي هريرة بالأرقام (9795) و (10448) و (10856) . وأخرجه ابن أبي شيبة 5/276، والبخاري (3331) و (5186) ، ومسلم (1468) (60) ، والنسائي في "الكبرى" (9140) ، والبيهقي 7/295، والبغوي (2332) من طريق حسين بن علي، عن زائدة بن قدامة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (1468) (65) ، والترمذي (1188) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (469) من طريق ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9077) من طريق الوضين بن عطاء، عن عطاء الخراساني، عن الحسن، عن أبي هريرة. وفي الباب عن سمرة بن جندب وأبي ذر وعائشة، ستأتي أحاديثهم في = الحديث: 9524 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 321 9525 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ عَلَيْكَ فِي بَيْتِكَ، فَحَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ، فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ، لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ جُنَاحٌ " (1) 9526 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُكْثِرُونَ هُمُ   = "المسند" على التوالي 5/8 و150-151 و6/279. وفي قوله: "المرأة كالضلع" دليل على أن المراد تشبيه المرأة بالضلع في العوج، لا أنها خُلقت منه، ويفهم من هذا الحديث الندب إلى مداراة النساء وتألف قلوبهن بالعفو عنهن والصبر عليهن، وأن من رام تقويمهن فاته النفح بهن، مع أنه لا غنى للإنسان عن زوجة يسكن إليها، ويستعين بها على معاشه، فكأنه قال: الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها. (1) حديث صحيح، وله عن محمد بن عجلان إسنادان: الأول: عن أبيه، عن أبي هريرة، وهو جيد، والثاني: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهو قوي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" ص 84، وابن الجارود في "المنتقى" (791) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (932) ، وابن حبان (6002) من طرق عن ابن عجلان، عن أبيه، به. وأخرجه ابن حبان بإثر الحديث (6002) من طريق الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، به. وسلف الحديث برقم (7313) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج. الحديث: 9525 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 322 الْأَسْفَلُونَ، إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ: هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " أَمَامَهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَخَلْفَهُ (1) 9527 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ "، قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ " (2) 9528 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَبْلَى، وَيَأْكُلُهُ التُّرَابُ، إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ، مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان. وأخرجه ابن ماجه (4131) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (8482) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وانظر ما سلف برقم (7186) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، فقد روى له مسلم بضعة عشر حديثاً في الشواهد، واحتج به أصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2289) من طريق صفوان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. وانظر (8283) . الحديث: 9527 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 323 9529 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ فَيُنَادِيَ أَنْ (1) : " لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَمَا زَادَ " (2)   (1) لفظة: "أن" رمجَت في (ظ3) و (عس) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جعفر بن ميمون. وأخرجه كرواية المصنِّف: البخاري في "القراءة خلف الإمام" (7) ، وأبو داود (820) ، وابن الجارود (186) ، والدارقطني في "السنن" 1/321، والحاكم 1/239، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (41) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وتساهل الحاكم فصححه ووثَّق جعفر بن ميمون! وأخرجه إسحاق بن راهويه (126) ، والبخاري في "القراءة" (84) و (99) و (300) ، وأبو داود (819) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/190، وابن حبان (1791) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/124، والبيهقي في "السنن" 2/37 و59 و375، وفي "القراءة خلف الإمام" (38) و (39) و (40) و (42) و (43) و (44) و (45) من طرق عن جعفر بن ميمون، به. واخلتف عليه في لفظه، فرواه بعضهم عنه بلفظ رواية يحيى القطان، وبعضهم لم يذكر فيه قوله: "فما زاد"، وبعضهم رواه عنه بلفظ: "لا صلاة إلا بقرآن ولو بفاتحة الكتاب فما زاد". وأخرجه البيهقي في "القراءة" (46) من طريق أبي يوسف القلوسي، عن معلَّى بن أسد، عن منصور بن سعد، عن عبد الكريم بن رشيد، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة: أمره رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنادى في طرق المدينة: أن "لا صلاة إلا بقراءةٍ ولو بفاتحة الكتاب". وسنده حسن، لكن قد اختلف على معلى في لفظه، فقد ذكر البيهقي بإثره أن محمد بن إسحاق بن خزيمة رواه عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم -وهو المعروف بصاعقة- عن معلى باسناده هذا بلفظ: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب".= الحديث: 9529 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 324 9530 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ   = وأخرجه بمثل رواية عبد الكريم بن رشيد: الخطيبُ البغدادي في "تاريخه" 4/216 من طريق نعيم بن حماد، عن عبد الله بن المبارك، عن أبي حنيفة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة. وفي إسناده إلى نعيم ضعف، ونعيم سيئ الحفظ. وأخرج ابن خزيمة (490) ، وابن حبان (1789) و (1794) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تجزىء صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب". قال ابن حبان: لم يقل في خبر العلاء هذا: "لا تجزىء صلاة" إلا شعبة، ولا عنه إلا وهب بن جرير ومحمد بن كثير. قلنا: كأنه يشير -والله أعلم- إلى أن المحفوظ عن شعبة من حديث العلاء هو ما سيأتي عند المصنف برقم (9898) و (10198) وهو بلفظ: "كل صلاة لا يُقرَأ فيها بأم الكتاب فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج غير تمام". وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي في مسنده برقم (10998) . وإسناده صحيح. وفي الباب دون قوله: "فما زاد" عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 5/81. وعن أبي قتادة، سيأتي 5/308. وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/322. (1) وقع اضطراب في سند هذا الحديث في (م) ، وصوبناه من الأصول الخطية. الحديث: 9530 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 325 يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَمَنْ عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ، فَحَقٌّ عَلَى مَنْ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَرْدُدْهُ مَا اسْتَطَاعَ، وَلَا يَقُلْ: آهْ آهْ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا فَتَحَ فَاهُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ - أَوْ بِهِ - "، قَالَ: حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: " وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ " (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري، والحديث مروي من كلا الطريقين عنه، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه مختصراً ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (257) من طريق يحيى بن سعيد وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (215) من طريق الحجاج بن محمد وحده، به. وأخرجه الطيالسي (2315) ، والبخاري في "الصحيح" (3289) و (6223) و (6226) ، وفي "الأدب المفرد" (919) و (928) ، وأبو داود (5028) ، والترمذي (2747) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (214) ، والحاكم 4/264، والبيهقي 2/289 من طرق عن ابن أبي ذئب، به - بعضهم يرويه مختصراً. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!! وأخرجه النسائي (216) من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، وابن حبان (598) من طريق عيسى بن يونس، والبغوي (3340) من طريق أسد بن موسى، ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. لم يذكروا فيه أبا سعيد المقبري.= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 326 9531 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِهْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَبْعَدُ فَالْأَبْعَدُ مِنَ الْمَسْجِدِ، أَعْظَمُ أَجْرًا " (1) 9532 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَجْلَانُ، مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَبَّكَ إِنْسَانٌ فَقُلْ: إِنِّي (2) صَائِمٌ " (3)   = وسلف الحديث من طريق محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة برقم (7599) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، وسلف الكلام عليه برقم (8618) . وأخرجه المزي في ترجمة عبد الرحمن بن سعد المدني من "تهذيب الكمال" 17/138 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (556) ، والحاكم 1/52، والبيهقي 3/64-65، والخطيب البغدادي في "تاريخه" 11/32-33 من طريق يحيى بن سعيد، به. (2) في (ظ3) و (عس) ، ونسخة على هامش (س) : أنا. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عجلان مولى المشمعل، فقد روى له النسائي، وقال: لا بأس به. وأخرجه أبو داود الطيالسي (2367) ، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3259) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن خزيمة (1994) ، وعنه ابن حبان (3483) من طريق عثمان بن عمر، ثلاثتهم (الطيالسي، وابن المبارك، وعثمان) عن ابن = الحديث: 9531 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 327 9533 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ (1) بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: بَيْنَمَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، إِذْ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، نَاوِلِينِي الثَّوْبَ "، قَالَتْ: إِنِّي لَسْتُ أُصَلِّي، قَالَ: " إِنَّهُ لَيْسَ فِي يَدِكِ "، فَنَاوَلَتْهُ (2) 9534 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: عَرَّسْنَا مَعَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ نَسْتَيْقِظْ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ   = أبي ذئب، بهذا الإسناد. وزادوا جميعاً: "وإن كنت قائماً فاجلس". وزاد الطيالسي وحده: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". وسيأتي الحديث بهاتين الزيادتين من طريق ابن أبي ذئب، عن عجلان برقم (10564) . وانظر ما سلف برقم (7340) . (1) تصحف في (م) إلى: زيد. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان -وهو اليشكري- فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه أبو عوانة 1/314 عن محمد بن إسحاق الصاغاني، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (299) (13) ، والنسائي 1/146 و192، وأبو عوانة 1/314، والبيهقي 1/189 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5382) ، وانظر تتمة شواهده هناك. قول عائشة: "إني لست أصلي"، تعني به أنها حائض. الحديث: 9533 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 328 بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ، فَإِنَّ هَذَا مَنْزِلٌ حَضَرَنَا فِيهِ الشَّيْطَانُ "، قَالَ: فَفَعَلْنَا، قَالَ: فَدَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى الْغَدَاةَ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وأخرجه أبو عوانة 2/251-252 عن أبي أمية الطرسوسي، عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (680) (310) ، والنسائي 1/298، وابن خزيمة (988) و (999) و (1118) و (1252) ، وأبو عوانة 2/251-252، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3990) ، وابن حبان (2651) ، والبيهقي في "السنن" 2/218 و483-484، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/251 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وأخرجه أبو عوانة 2/251، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3989) ، وابن حبان (1459) من طرق عن يزيد بن كيسان، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/64، وابن الجارود (240) من طريق بشير بن سلمان أبي إسماعيل، عن أبي حازم الأشجعي، به. وأخرجه بنحوه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3991) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/402 من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (680) (309) ، وأبو داود (435) ، وابن ماجه (697) ، والنسائي 1/296، وأبو عوانة 2/253، وابن حبان (2069) ، والبيهقي في "السنن" 2/217 و218، وفي "الدلائل" 4/272-273، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/250-251، والبغوي بإثر الحديث (437) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، وأبو داود (436) ، وأبو عوانة 2/253-254، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3988) ، والبيهقي في "السنن" 2/218 من طريق معمر بن راشد، = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 329 9535 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْشُدُوا فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ "، قَالَ: فَحَشَدَ مَنْ حَشَدَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، ثُمَّ دَخَلَ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: هَذَا خَبَرٌ جَاءَهُ مِنَ السَّمَاءِ، فَذَاكَ الَّذِي أَدْخَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: " إِنِّي قَدْ قُلْتُ   = والنسائي 5/291، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/386-387 من طريق محمد بن إسحاق، وأبو داود في "سننه" برواية أبي الطيب الأشناني كما في "تحفة الأشراف" 10/64 من طريق الأوزاعي، والترمذي (3163) من طريق صالح بن أبي الأخضر، خمستهم عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - بعضهم يرويه مطولا. وقال الترمذي عقبه: هذا حديث غير محفوظ، رواه غير واحد من الحفاظ، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكروا فيه: عن أبي هريرة! وصالح بن أبي الأخضر يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قِبَل حفظه. قلنا: قد رواه أربعة غير صالح فوصلوه بذكر أبي هريرة. وأخرجه مطولا مالك 1/13-14، وعنه الشافعي 1/55، والبغوي (437) ، وأخرجه عبد الرزاق (2244) مختصراً، ومطولا (2237) ، ومن طريقه ابن عبد البر 6/401-402، والنسائي مختصراً كما في "تحفة الأشراف" 10/73 من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن معمر بن راشد، كلاهما (معمر ومالك) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلا. ووقع الحديث في مطبوع النسائي 1/296 موصولا بذكر أبي هريرة، وهو خطأ. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3657) . وانظر تتمة شواهده هناك. الحديث: 9535 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 330 لَكُمْ إِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَإِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ " (1) 9536 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (812) (261) ، والترمذي (2900) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (251) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1223) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن الضريس (266) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، وأبو يعلى (6180) من طريق عبد الرحيم بن سليمان الكناني، كلاهما عن يزيد بن كيسان، به. وأخرجه مسلم (812) (262) ، وابن الضريس (259) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1212) من طريق بشير بن سلمان أبي إسماعيل، عن أبي حازم، به. وأخرجه ابن ماجه (3787) ، والترمذي (2899) ، وابن الضريس (249) ، والطحاوي (1221) و (1222) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه موقوفاً الدارمي (3432) ، والطبراني مرفوعاً في "الأوسط" (5829) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وإبراهيم ضعيف. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6613) ، وانظر شواهده هناك. (2) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن خلاس -وهو ابن عمرو الهجري- لم يسمع من أبي هريرة. وعوف: هو ابن أبى جميلة الأعرابي، = الحديث: 9536 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 331 9537 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفْتُمْ، أَوْ تَشَاجَرْتُمْ فِي الطَّرِيقِ، فَدَعُوا سَبْعَةَ أَذْرُعٍ " (1)   = والحسن: هو البصري. وأخرجه الحاكم 1/8 من طريق أحمد بن مهران الأصبهاني، عن عبيد الله بن موسى، ومن طريق الحارث بن أبي أسامة، عن روح بن عبادة، عن عوف، عن خلاس ومحمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما جميعاً من حديث ابن سيرين، ولم يخرجاه. قلنا: أما طريق الحارث بن أبي أسامة فهي في "مسنده" 2/187/1 كما في "إرواء الغليل" 7/69، ومن طريقه أخرجه أبو بكر بن خلاد في "الفوائد" 1/221/1 وليس في طريقه ذِكْر لابن سيرين، وأما الطريق الأخرى ففيها أحمد بن مهران الأصبهاني، وهو معروف بالزهد ولا يعرَف في باب الرواية، ولم يوثر توثيقه عن كبير أحد، وله ذِكْر عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/95، فرواية الإمام أحمد هي الأصوب إن شاء الله تعالى. وانظر ما سلف برقم (9290) فهو طريق آخر للحديث. وله طريق ثالث عند الطحاوي 3/44 بسند ضعيف يتقوى بهما. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشير بن كعب، فمن رجال البخاري. وأخرجه الترمذي (1356) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1192) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2555) ، وأخرجه أبو داود (3633) ، والطحاوي (1191) من طريق مسلم بن إبراهيم كلاهما (الطيالسي، ومسلم) عن المثنى بن سعيد، به. وسيأتي مكرراً برقم (10135) ، وبرقم (10012) عن وكيع بن المثنى. وانظر = الحديث: 9537 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 332 9538 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى رَجُلٍ تَرَكَ دِينَارَيْنِ، أَوْ ثَلَاثَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيَّتَانِ (1) أَوْ ثَلَاثَةٌ " (2)   = ما سلف برقم (7126) . (1) في (ظ3) و (عس) : كيتين. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه البزار (3650 - كشف الأستار) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/372 عن عبد الله بن نمير، عن فضيل بن غزوان، به. وسيأتي برقم (10400) . ويحمل حديث أبي هريرة هذا على غيره من الأحاديث، وهو أن هذا الرجل كان من أهل الصفة، جاء ذلك في حديثي علي وابن مسعود السالفين برقم (788) و (3914) ، وحديث أبي أمامة الآتي في مسنده 5/253. قال الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" 2/58: وإنما كان ذلك لأنه ادخَر مع تلبسه بالفقر ظاهراً، ومشاركته الفقراء فيما يأتيهم من الصدقة، والله أعلم. وله وجهٌ ثانٍ: وهو ما ذكره ابن حبان في "صحيحه " (الإِحسان 8/55) حيث قال: ذِكْرُ الخبر الدال على أن قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كيتان" و"ثلاث كيات" أراد به أن المتوفى كان يسأل الناس إلحافاً وتكثراً، ثم ساقه بسنده إلى أبي سعيد الخدري، قال: بينما رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقسم ذهباً إذ أتاه رجل، فقال: يا رسول الله أعطني، فأعطاه، ثم قال: زدني، فزاده ثلاث مرات، ثم ولى مدبراً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يأتيني الرجل فيسألني، فأعطيه، ثم يسألني فأعطيه، ثلاث مرات، ثم ولى مدبراً، وقد جعل في ثوبه ناراً إذا انقلب إلى أهله. وأخرجه الإمام أحمد كما في "أطراف = الحديث: 9538 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 333 9539 - حَدَّثَنَا يَحْيَى (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ " (2) * 9540 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي (3) حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً،   = المسند" 6/384، وسقط من المطبوع. وانظر ما سلف برقم (8678) . (1) وقع في (م) بين يحيى القطان ومحمد بن عمرو "عن ابن عجلان"، وهذه الزيادة كانت في (ظ3) ثم رمجت، وهي ليست في شيء من النسخ الخطية، لكن أشِير في هامش (س) إلى وجودها في بعض نسخها، وليست هذه الزيادة في "أطراف المسند" ولا في "الأشربة" للمصنَف، ولا في "سنن" النسائي، وهو الصواب. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو عند المصنف في "الأشربة" (116) . وأخرجه النسائي 8/297 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/103، وابن ماجه (3401) ، ووكيع في "أخبار القضاة" 3/43، والطحاوي 1/215-216 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وقرن الطحاويُّ بأبي هريرة عبدَ الله بنَ عمر. وسيأتي الحديث برقم (10510) ضمن النهي عن الانتباذ في بعض الأوعية. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4644) ، وذكرت شواهده هناك. (3) لفظة: "أبي" سقطت من الأصول الخطية. الحديث: 9539 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 334 أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهُ (1) إِرْبًا مِنَ النَّارِ " (2) 9541 - حَدَّثَنَا مَكِّيٌّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَ: " أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهَا إِرْبًا مِنَ النَّارِ " (3) 9542 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى، مَوْلَى جَعْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ فَمِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا " (4)   (1) في (م) : "بكل إربٍ منها إرباً منه"، وهو خطأ، وسيشير المصنفُ في الحديث التالي إلى الفرق بين الروايتين. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن أبي حكيم، فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1509) (22) ، والنسائي بنحوه في "الكبرى" (4876) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (9562) . وانظر (9441) . قوله: "إرب منه"، قال السندي: تذكير الضمير باعتبار أن المراد بالرقبة: الإنسان، وأما التأنيث فلمراعاة اللفظ. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد سلف هذا الحديث مطولا عن مكي بن إبراهيم برقم (9441) . وحديث مكي هذا سقط من (م) في هذا الموضع، وهو ثابت في جميع النسخ الخطية. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، أبو يحيى مولى جعدة هكذا قيده = الحديث: 9541 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 335 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = يحيى القطان في روايته عن شعبة، ورواه غير واحد عن شعبة، فلم يقيده، لكن ذكر أبو عبيد الآجري أنه قيل لأبي داود: موسى بن عثمان، عن أبي يحيى، عن أبي هريرة؟ قال: هذا المكى، يعني أبا يحيى وجعلهما المزي في ترجمتين منفصلتين، وذكر في ترجمة المكي أن موسى بن أبي عثمان روى عنه، بينما ذكر في ترجمة مولى جعدة أن سليمان الأعمش روى عنه، وممن فرق بينهما أيضا أبو الحسن ابن القطان الفاسى، فقد نقل عنه الذهبي في "الميزان" 4/587 أنه قال في أبي يحيى الذي يروي عنه موسى: لا يُعرَف، وقال في مولى جعدة: ثقة. قلنا: وهما -فيما نرى- راوٍ واحد، فإن جعدة مولى أبي يحيى: هو جعدة بن هبيرة المخزومي، ابن أم هانىء بنت أبي طالب، وهو مكى، وعليه فإن مولاه أبا يحيى مكى أيضا، ولعل رواية يحيى القطان هذه لم تقع لمن فرق بينهما، والله أعلم. وأما ما وقع لابن حبان في "صحيحه" بإثر الحديث (1666) ، وفي "الثقات" 4/345 من تقييد أبي يحيى هذا بأنه سمعان الأسلمي مولاهم، وأنه من أهل المدينة فلم يُتابَع عليه. وفاتنا أن ننبه عليه هناك، فليؤخذ من هنا. وبناءً على ما سلف، فإن أبا يحيى هذا قد روى عنه اثنان: موسى بن أبي عثمان، وسليمان الأعمش، وروى له مسلم حديثاً واحداً متابعةً برقم (2064) (188) ، ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/457 عن يحيى بن معين أنه قال: أبو يحيى مولى جعدة ثقة. وأخرجه الطيالسي (2542) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (176) و (177) و (178) و (179) ، وابن ماجه (724) ، وأبو داود (515) ، والنسائي 2/12-13، وابن حبان (1666) ، والبيهقي 1/397، والبغوي (411) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. روايات البخاري والنسائي مختصرة. وسيأتي برقم (9906) و (9935) من طريق شعبة. وسلف الحديث برقم (7611) من طريق منصور بن المعتمر، عن عباد بن= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 336 9543 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ، فَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: " الْمَوْتُ "، (1) 9544 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، مِثْلَهُ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ (2) 9545 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِيحَ ثُومٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: " مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْخَبِيثَةِ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا " (3)   = أنيس، عن أبي هريرة. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (5918) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7287) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (7557) . يعلى: هو ابن عبيد الطنافسي. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. يحيى: هو ابن سعيد القطان. وأخرجه أبو عوانة 1/411 من طريق الزهري، عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7583) . الحديث: 9543 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 337 9546 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى مِيرَاثٌ لِأَهْلِهَا، أَوْ جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا "، (1) 9547 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2) 9548 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ دَجَّالِينَ كَذَّابِينَ، كُلُّهُمْ يَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ، أَنَا نَبِيٌّ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ابن أبى عروبة -واسمه سعيد- رواية يحيى القطان عنه قبل اختلاطه. وأخرجه ابن الجارود (985) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/143 عن محمد بن بشر، وابن راهويه (107) عن عبدة بن سليمان، ومسلم (1626) من طريق خالد بن الحارث، ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة، به. وانظر (8567) . وسيتكرر في مسند جابر 3/319. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح، وجابر: هو ابن عبد الله بن حرام الصحابي المشهور، وسيأتي الحديث في مسنده 3/319، فانظر تخريجه هناك. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خلاس -وهو ابن عمرو الهجري- لم يسمع من أبي هريرة، وروى له البخاري عن أبي هريرة مقروناً بغيره، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي.= الحديث: 9546 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 338 9549 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، أَوْ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ " (1) 9550 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، وَكَانَ كَاتِبًا لِعَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَاسْتَخْلَفَهُ مَرَّةً فَصَلَّى الْجُمُعَةَ، فَقَرَأَ سُورَةَ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ مَشَيْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ (2) قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا عَلِيٌّ، قَالَ: " قَرَأَ بِهِمَا حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " (3)   = وانظر ما سلف برقم (7228) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/386، والبيهقي 1/37 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (7513) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: أبا هِر. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر بن محمد -وهو ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب- فمن رجال مسلم، وهو ثقة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1735) ، وابن خزيمة (1843) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الاسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/142، ومسلم (877) (61) ، وأبو داود (1124) ، = الحديث: 9549 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 339 9551 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، وَأَقَامَ حَتَّى تُدْفَنَ، رَجَعَ بِقِيرَاطَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَرَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ " (1) 9552 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يَعُودُ فِي   = وابن ماجه (1118) ، والترمذي (519) ، وابن الجارود في "المنتقى" (301) ، وابن خزيمة (1844) ، والطحاوي 1/414، وابن حبان (2806) ، والبيهقي 3/200، والبغوي (1088) من طرق عن جعفر بن محمد بن علي، به - رواية الطحاوي مختصرة دون ذكر القصة، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي برقم (10036) عن محمد بن علي، أن رجلا قال لأبي هريرة ... ، دون ذكر عبيد الله بن أبي رافع! وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1993) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه البخاري (47) ، ومن طريقه البغوي (1501) من طريق روح بن عبادة، وأبو نعيم في "المستخرج" كما في "الفتح" 1/109 من طريق عثمان بن الهيثم المؤذن، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد. وقَرَن روح في حديثه بابن سيرين الحسنَ البصري. وسيأتي برقم (10391) عن محمد بن جعفر وإسحاق الأزرق عن عوف. وانظر ما سلف برقم (7188) . الحديث: 9551 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 340 هِبَتِهِ، مَثَلُ الْكَلْبِ، إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ " (1) 9553 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ غُنْدَرٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً دَعَا بِهَا، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُؤَخِّرَ (2) دَعْوَتِي إِنْ شَاءَ اللهُ شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: فِي أُمَّتِهِ (3) 9554 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ مِنَ الْمَطْهَرَةِ فَيَقُولُ لَنَا: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ "، قَالَ حَجَّاجٌ: " الْعَقِبِ " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خلاس -وهو ابن عمرو الهجري- لم يسمع من أبي هريرة، وقد تابعه محمد بن سيرين، فيما سيأتي برقم (10382) ، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. وانظر (7524) . (2) في (م) و (ظ3) : ادخر. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني. وسلف الحديث عن محمد بن جعفر وحده برقم (9303) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المِصِّيصي الأعور. وأخرجه أبو عوانة 1/251 من طريق حجاج بن محمد وحده، بهذا الإِسناد. وسيتكرر برقم (10459) عن حجاج وحده، وانظر (7122) . الحديث: 9553 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 341 9555 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، إِنْ شَاءَ اللهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَيَضْرِبُ بِرِجْلِهِ، فَيَقُولُ: خَلُّوا الطَّرِيقَ (1) ، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا " (2) 9556 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ، فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ " (3)   (1) لفظة "الطريق" الثانية لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهذا الحديث مروي عن شعبة من غير طريق يحيى القطان، انظر (9305) و (9855) . وسلف الحديث من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، برقم (9004) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2481) ، والدارمي (1685) ، والبخاري (1909) ، ومسلم (1081) (19) ، والنسائي 4/133، وابن الجارود (376) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1154) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (500) ، وابن حبان (3442) ، والطبراني في "الصغير" (161) ، والدارقطني 2/162، والبيهقي 4/205 و205-206من طرق عن شعبة، بهذا الإِسناد. وانظر (9376) . الحديث: 9555 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 342 9557 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَحْفِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ انْعَلْهُمَا (2) جَمِيعًا، فَإِذَا انْتَعَلْتَ فَابْدَأْ بِالْيُمْنَى (3) ، وَإِذَا خَلَعْتَ فَابْدَأْ بِالْيُسْرَى " (4) 9558 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ أُكْلَةً، أَوْ أُكْلَتَيْنِ، أو لقمة أو لقمتين - وَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: أُكْلَةً أَوْ أُكْلَتَيْنِ (5) - فَإِنَّهُ وَلِيَ عِلَاجَهُ وَحَرَّهُ " (6) 9559 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ،   (1) قوله: "حدثنا شعبة" سقط من (م) . (2) في (ظ3) و (عس) : انتعلهما. (3) في (ظ3) و (عس) : باليمين. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف الحديث عن محمد بن جعفر برقم (9306) ، وأما رواية يحيى القطان فلم تقع لنا عند غير المصنف. (5) من قوله: "أو لقمة" إلى هنا سقط من (م) والنسخ المتأخرة. (6) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسلف الحديث عن محمد بن جعفر برقم (9307) . الحديث: 9557 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 343 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً فَرَدَّهَا، رَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، لَا سَمْرَاءَ " (1) 9560 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ اسْمُ زَيْنَبَ بَرَّةَ، فَسَمَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1169) من طريق يزيد بن هارون، عن شعبة، بهذا الإسناد. ولفظه عنده: "من اشترى مصراة فهو بالخيار ثلاثاً، فإن ردها، رد معها صاعا من تمر". وانظر (9006) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه الدارمي (2698) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2445) ، ومن طريقه البيهقي 9/307، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (832) عن عمرو بن مرزوق، ومسلم (2141) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، وإسحاق بن راهويه (25) ، وابن حبان (5830) من طريق النضر بن شميل، وإسحاق (26) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، خمستهم (الطيالسي وعمرو ومعاذ والنضر وعبد الصمد) عن شعبة، به. وسمى عمرو بن مرزوق اسم المرأة في روايته: ميمونة، ورواية الطيالسي وعبد الصمد عن شعبة، على الشك، سماها رسول الله ميمونة أو زينب. وسيأتي الحديث برقم (9914) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، به. وفي الباب عن زينب بنت أم سلمة عند البخاري في "الأدب المفرد" (821) ، ومسلم (2142) ، وأبي داود (4953) . وفي باب تغيير الاسم انظر حديث ابن عمر السالف برقم (4682) ، والشواهد = الحديث: 9560 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 344 9561 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ، وَهَلْ أَتَى " (2)   = التي عنده. (1) وقع بعد هذا في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة زيادة: "وابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: أحفظه" وهذه الزيادة لم ترد في النسختين العتيقتين للمسند (ظ3) و (عس) ، وكذا لم يوردها الحافظان ابن كثير في "جامع المسانيد"، وابن حجر في "أطراف المسند" في ترجمة محمد بن زياد عن أبي هريرة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه النسائي 2/159، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/106 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1542) ، والبخاري (1068) عن محمد بن يوسف، والبخاري (891) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وأخرجه مسلم (880) (66) ، وابن ماجه (823) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد الرحمن الأعرج، به. وسيأتي الحديث برقم (10102) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1993) . وعن سعد بن أبي وقاص، عند ابن ماجه (822) ، وأبي يعلى (813) . وعن عبد الله بن مسعود، عند ابن ماجه (824) ، والطبراني في "الصغير" (986) ، وزاد الطبراني: "يديم ذلك". قال الحافظ في "الفتح" 2/378 في إسناد الطبراني: ورجاله ثقات، لكن صوب أبو حاتم إرساله. قلنا: وفيه عنده علة أخرى، وهي عنعنة الوليد بن مسلم -في طبقات الإسناد فيمن فوق شيخه-، وقد = الحديث: 9561 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 345 9562 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً، أَعْتَقَ اللهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهُ إِرْبًا مِنَ النَّارِ " (1) 9563 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِي الْحَارِثُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَتَبَ اللهُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ حَظَّهَا مِنَ الزِّنَا " (2)   = كان يدلس تدليس التسوية. قال السندي في حديث المصنف: قال علماؤنا: لا دلالة فيه على المداومة عليها، نعم قد ثبت قراءتهما فينبغي للأئمة قراءتهما، ولا يَحْسن المداومة على تركهما بالمرة، وقد قال بعض الشافعية: قد جاء في بعض الروايات ما يدل على المداومة، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن أبي حكيم فمن رجال مسلم. وهو مكرر (9540) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، الحارث: وهو ابن عبد الرحمن القرشي العامري، صدوق لا بأس به، روى له أصحاب السنن، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي عاصم (193) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه بأطول مما هنا الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (98) و (2713) من طريق ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، به. وانظر ما سلف برقم (7719) . الحديث: 9562 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 346 9564 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الضِّيَافَةَ ثَلَاثَةٌ فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ " (1) 9565 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا طَيِّبٌ، إِلَّا كَأَنَّمَا يَضَعُهَا فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ (2) فَلُوَّهُ، أَوْ فَصِيلَهُ، حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ لَتَعُودُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ " (3) 9566 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنِ الْمُحَرِّرِ بْنِ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي. وأخرجه البيهقي في "السنن" 7/197 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/477 عن علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، به. وانظر (7873) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: الرجل. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، محمد بن عجلان صدوق لا بأس به، روى له مسلم في الشواهد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7759) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/142 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (8381) . الحديث: 9564 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 347 أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ النَّاسُ يَسْأَلُونَ حَتَّى يَقُولُوا: كَانَ اللهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ فَمَا كَانَ قَبْلَهُ؟ " (1) 9567 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نُعْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَبِيُّ التَّوْبَةِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ بَرِيئًا مِمَّا قَالَ لَهُ، إِلَّا قَامَ عَلَيْهِ - يَعْنِي - الْحَدَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف مجالد: وهو ابن سعيد بن عمير الهَمْداني. عامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وانظر ما سلف برقم (7790) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نعم: هو عبد الرحمن البجلي. وأخرجه البخاري (6858) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (193) ، والبيهقي 8/10، والبغوي (2412) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد بن حميد (1468) ، ومسلم (1660) ، وأبو داود (5165) ، والترمذي (1947) ، والنسائي في "الكبرى" (7352) ، والطحاوي (190) و (191) و (192) ، والبيهقي 8/10 من طرق عن فضيل بن غزوان، به. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال النسائي: هذا حديث جيد. وسيأتي برقم (10488) . قوله: "إلا أقام" هكذا في نسخ "المسند" بزيادة: "إلا"، وفي رواية غيره = الحديث: 9567 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 348 9568 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: " أَتْقَاهُمْ "، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: " فَيُوسُفُ نَبِيُّ اللهِ، ابْنُ نَبِيِّ اللهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللهِ (1) ، ابْنِ خَلِيلِ اللهِ "، قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ، قَالَ: " فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقُهُوا " (2) 9569 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ   = بدونها، قال السندي: وهو الأظهر، ثم وَجهَ رواية "المسند" بأن "مَن" استفهامية للإنكار، فصار بمنزلة "ما قذف أحدٌ" فصح الاستثناء. (1) قوله: "ابن نبي الله" في المرة الثانية لم يرد في (ظ3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه الدارمي (223) ، والبخاري (3353) و (3490) ، ومسلم (2378) ، والنسائي في "الكبرى" (11249) ، وابن حبان (648) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد - غير ابن حبان، فإنه لم يذكر في إسناده أبو سعيد المقبري. وأخرجه كذلك دون ذِكْر أبي سعيدٍ البخاريُّ في "صحيحه" (3374) و (3383) و (4689) ، وفي "الأدب المفرد" (129) ، والنسائي في "الكبرى" (11250) من طرق عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة. ولقوله: "فيوسف نبي الله ... "، انظر ما سلف برقم (8391) . ولقصة معادن العرب، انظر ما سلف برقم (7496) . الحديث: 9568 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 349 الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ دَعَا مَنْ قَبْلَكُمْ فَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ، وَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَقَطَّعُوا أَرْحَامَهُمْ "، (1) 9570 - حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ "، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، (2) 9571 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي في "الآداب" (97) من طريق ثور بن زيد الديلي، عن سعيد المقبري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (470) من طريق أبي رافع، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولم يذكر فيه: "وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش والتفحش". وانظر ما بعده. وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (5662) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، ابن عجلان -وهو محمد- صدوق لا بأس به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (487) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1159) ، وابن حبان (5177) و (6248) ، والحاكم 1/12 من طرق عن ابن عجلان، به. وانظر ما قبله. الحديث: 9570 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 350 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا زَنَتْ خَادِمُ أَحَدِكُمْ فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ " يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، (1) 9572 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا تَقَاضَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعِيرًا، فَقَالُوا: مَا نَجِدُ إِلَّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ، فَقَالَ: " أَعْطُوهُ "، فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللهُ لَكَ، فقَالَ: " خِيَارُ النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً " (2) 9573 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ (3) : وَسَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " قُلْتُ (4) لِيَحْيَى: كِلَاهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9470) ، فانظر تخريجه هناك. ورواية يحيى بن سعيد القطان التي أشير إليها في آخر الحديث أخرجها أبو داود في "سننه" (4470) عن مسدد، عن يحيى بن سعيد القطان، به. لكن دون ذِكْر أبي سعيد في الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2392) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وانظر (8897) . (3) القائل هو محمد بن عجلان. (4) القائل هو أحمد بن حنبل. الحديث: 9572 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 351 نَعَمْ "، قَالَ: " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا، لَا يَفُكُّهُ إِلَّا الْعَدْلُ، أَوْ يُوبِقُهُ الْجَوْرُ " (1)   (1) إسناده قوي، محمد بن عجلان وأبوه عجلان مولى فاطمة صدوقان. وأخرجه البزار (1640 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (6614) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. قال البزار: لا نعلم أحداً جمع ابن عجلان، عن سعيد، وابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة إلا يحيى. وأخرجه أبو يعلى (6570) من طريق عبد الله بن رجاء، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري وحده، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/219، وأبو يعلى (6629) ، والطبراني في "الأوسط" (6221) ، والبيهقي في "السنن" 3/129 و10/95 و96، وفي "الشعب" (7382) ، والبغوي (2467) من طرق عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. ولفظ ابن أبي شيبة: "ما من أمير ثلاثة"، وشيخه فيه أبو خالد الأحمر، وله أوهام. وأخرجه البزار (1638 - كشف الأستار) من طريق عبيد بن عمرو القيسي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد، عن أبي هريرة. قال البزار: هكذا رواه عبيد، والثقات يروونه عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، عن أبى هريرة، وهو الصواب. وأخرجه الدارمي (2515) ، والبزار (1639) أيضا من طريق حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (274) من طريق روح بن صلاح، عن سعيد بن أبي أيوب، عن زيد بن أبي العتاب، عن عبد الله بن نافع، عن أبي هريرة. وفي الباب عن سعد بن عبادة، سيأتي 5/284. وإسناده ضعيف. وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/323. وإسناده ضعيف.= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 352 9574 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ (1) : وَسَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " قُلْتُ (2) لِيَحْيَى: كِلَاهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ "، قَالَ: " شُعْبَتَانِ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُهُمَا النَّاسُ أَبَدًا: النِّيَاحَةُ، وَالطَّعْنُ فِي النَّسَبِ " (3) 9575 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ حِينِ يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ، إِلَى مَسْجِدِي، فَرِجْلٌ تَكْتُبُ حَسَنَةً، وَأُخْرَى تَمْحُو سَيِّئَةً " (4)   = وعن معقل بن يسار، سيأتي 5/25، وهو عند البخاري (7150) ، ومسلم (142) ولفظه: "ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحُطْها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة". (1) القائل هو محمد بن عجلان. (2) القائل هو أحمد بن حنبل. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (395) عن أبي عاصم النبيل، عن ابن عجلان، عن أبيه عجلان، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7908) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين سوى الأسود بن العلاء بن جارية، فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.= الحديث: 9574 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 353 9576 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهْوَنُ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا، عَلَيْهِ نَعْلَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ " (1) 9577 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " (2) 9578 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،   = وأخرجه النسائي 2/42، وابن حبان (1622) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولفظ النسائي: "من بيته إلى مسجده". وزاد ابن حبان في روايته: "حتى يرجع". وانظر (8257) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان. وسيتكرر برقم (9660) . وأخرجه الدارمي (2848) ، وابن حبان (7472) ، والحاكم 4/580 من طرق عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. وأخرج هناد في "الزهد" (307) عن يعلى بن عبيد، عن يحيى بن عبيد الله بن موهب، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ليعلمن عمي أني نفعته يوم القيامة، إنه لفي ضحضاح من نار ينتعل بنعين من نار، يغلي منهما دماغه" ويحيى بن عبيد الله متروك، وأبوه لا يُعرَف. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2636) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وانظر ما سلف برقم (7499) . الحديث: 9576 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 354 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ، وَلَا مَمْلُوكِهِ صَدَقَةٌ "، (1) 9579 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2) 9580 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ " قَالَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عراك: هو ابن مالك الغفاري. وأخرجه المزي في ترجمة خثيم من "التهذيب" 8/230 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1464) ، والنسائي 5/35، والبيهقي 4/117 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. وانظر (7295) . (2) حديث صحيح، سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (7757) . أسامة: هو ابن زيد الليثي، وهو حسن الحديث. وأخرجه أبو يعلى (6564) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/29، وفي "شرح مشكل الآثار" (2251) ، والدارقطني 2/127، والبيهقي 4/117 من طرق عن أسامة بن زيد، بهذا الإِسناد. وأخرجه أبو يعلى (6563) من طريق عقبة بن خالد، وأبي أسامة حماد بن أسامة، والدارقطني 2/127 من طريق أبي أسامة، والبيهقي 4/117 من طريق جعفربن عون، ثلاثتهم عن أسامة بن زيد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث من طريق وكيع عن أسامة برقم (10187) ، وانظر (7295) . الحديث: 9579 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 355 يَحْيَى: قَالَهَا ثَلَاثًا " لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ " (1) 9581 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ صَبِيٍّ فِي الصَّلَاةِ، فَخَفَّفَ الصَّلَاةَ " (2) 9582 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ " (3)   (1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وحجاج: هو ابن محمد المِصيصي الأعور، وليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه الطيالسي (2316) ، والبخاري في "صحيحه" (2566) ، وفي "الأدب المفرد" (123) ، والبيهقي 6/168-169 من طريق عاصم بن علي، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10575) عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي ذئب، وسلف برقم (7591) عن أبي كامل، عن ليث. (2) إسناده جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان. وقد تفرد الإمام أحمد من حديث أبي هريرة. وفي الباب عن أنس عند البخاري (708) ، ومسلم (470) ، وسيأتي 3/109. وعن أبي قتادة الأنصاري عند البخاري (707) ، وسيأتي 3/109. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد.= الحديث: 9581 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 356 9583 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَلَمْ يَذْكُرُوا اللهَ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مَشَى طَرِيقًا فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً، وَمَا مِنْ رَجُلٍ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً "، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ (1) ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، وَلَمْ يَقُلْ: إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ (2)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 6/566 من طريق سليمان بن بلال، وابن حبان (5162) من طريق بكر بن مضر، والطبراني في "الأوسط" (6222) من طريق عبد الله بن محمد بن عجلان، ثلاثتهم عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (9019) . (1) كذا في (ظ3) و (عس) : أبي إسحاق، بزيادة "أبي"، وفي (م) والنسخ المتأخرة: إسحاق، وهو خطأ، وأما في الموضع الأول فهو "إسحاق" هكذا في أصولنا الخطية، وهو كذلك في بعض روايات النسائي، وهو وهم كما نبه عليه الحافظ المزي في "تحفة الأشراف" 10/425، والصواب أنه أبو إسحاق. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي إسحاق مولى عبد الله بن الحارث، فإنه لم يرو عنه سوى سعيد المقبري. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (406) ، والطبراني في "الدعاء" (1927) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وليس عند النسائي: "وما من رجل أوى إلى فراشه ... ". وأخرجه النسائي (405) من طريق عبد الله بن المبارك، و (817) من طريق = الحديث: 9583 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 357 9584 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَشْتَمِلَ أَحَدُكُمُ الصَّمَّاءَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، أَوْ يَحْتَبِيَ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ " (1)   = محمد بن إبراهيم بن دينار، والحاكم 1/550 من طريق آدم بن إياس، ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وأخرجه النسائي (407) من طريق قاسم بن يزيد، عن ابن أبي ذئب، عن إسحاق، عن أبي هريرة - ولم يذكر فيه سعيداً المقبري. وأخرجه ابن حبان (853) من طريق الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. فأسقط منه أبا إسحاق، والمحفوظ من حديث ابن أبي ذئب وجوده في الإسناد، ولعل الوليد دلسه، فقد كان يدلس تدليس التسوية. وأخرجه مطولاً ومختصراً الحميدي (1158) ، وأبو داود (4856) و (5059) ، والنسائي (404) و (818) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (747) من طريق محمد بن عجلان، والنسائي (403) ، والطبراني في "الدعاء" (1922) ، والحاكم 1/492 من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولم يذكرا أبا إسحاق أيضا. وانظر ما سلف برقم (9052) . (1) إسناده حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، وحديثه في "الصحيحين" مقرون، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه النسائي 7/295-296، والبيهقي 5/343 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. مختصراً في النهي عن البيعتين في بيعة.= الحديث: 9584 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 358 9585 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " (1) 9586 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ،   =وأخرجه ابن أبي شيبة 6/120، وأبو داود (3461) ، والترمذي (1231) ، وأبو يعلى (6124) ، وابن حبان (4973) و (4974) ، والحاكم 2/45، والبيهقي 5/343 من طرق عن محمد بن عمرو، به. واقتصر فيه بعضهم على البيع. ولفظه عند أبي داود وابن حبان والبيهقي: "من باع بيعتين في بيعة فله أوكسها أو الربا". وسيأتي برقم (10148) و (10535) . وسلف هذا الحديث برقم (8251) ، وسيأتي برقم (10371) و (10441) و (10846) من طرق عن أبي هريرة، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن بيعتين وهي: الملامسة والمنابذة، ولم يُذكَر في شيءٍ من هذه الطرق نهيه عن بيعتين في بيعة. وفي باب النهي عن بيعتين في بيعة عن عبد الله بن مسعود، سلف (3725) ، وانظر بقية شواهده والكلام على معناه هناك. (1) إسناد الموصول منه صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وهو الراوي عن الحسن الرواية المرسلة أيضا، ومحمد: هو ابن سيرين. وسيأتي مكرراً بإسناديه ومتنه برقم (10114) . وأخرجه النسائي 3/12، والطحاوي 1/448 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. ولم يذكرا فيه الرواية المرسلة. وانظر ما سلف برقم (7893) . وقد سلفت الرواية المرسلة برقم (7894) . الحديث: 9585 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 359 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا " (1) 9587 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا (2) ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا، وَلَا فِي مَالِهِ " (3) 9588 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا سَالَمْنَاهُنَّ مُنْذُ حَارَبْنَاهُنَّ، مَنْ تَرَكَ شَيْئًا خِيفَةً (4) ، فَلَيْسَ مِنَّا " يَعْنِي الْحَيَّاتِ (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه النسائي 6/98 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1125) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والطحاوي 3/4 من طريق عبد الله بن بكر السهمي، كلاهما عن هشام، به. وسيتكرر الحديث برقم (10139) ، وسيأتي مطولا برقم (10346) و (10605) و (10689) . وانظر ما سلف برقم (7133) . (2) لفظة "إليها" ليست في (ظ3) . (3) إسناده قوي، ابن عجلان -وهو محمد- صدوق لا بأس به، روى له مسلم متابعة. وهو مكرر (7421) . (4) في (م) والنسخ المتأخرة: خشية. (5) إسناده جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان.= الحديث: 9587 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 360 9589 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، وَلْيَتَوَسَّدْ يَمِينَهُ، ثُمَّ لِيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، اللهُمَّ إِنْ أَمْسَكْتَهَا فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا حَفِظْتَ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ "، (1) 9590 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (2)   = وأخرجه أبو داود (5248) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد. وانظر (7366) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (792) ، وابن حبان (5535) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 69، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/139-140 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. وانظر (7811) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أحمد بن عبد الملك الحراني، فمن رجال البخاري. زهير: هو ابن معاوية. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (256) عن محمد بن النضر الأزدي، عن أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6320) ، وأبو داود (5050) من طريق أحمد بن يونس، = الحديث: 9589 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 361 9591 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ (1) ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ، وَلَأَخَّرْتُ الْعِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ، أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ، فَإِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ، أَوْ نِصْفُ اللَّيْلِ، نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ؟ "، (2)   = والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (791) من طريق الحسن بن محمد بن أعين، كلاهما عن زهير بن معاوية، به. وانظر (7811) . (1) قوله: "عن عبيد الله" سقط من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (2106) ، والدارقطني في "النزول" (39) و (41) و (42) و (43) من طرق عن عبيد الله بن عمر، بهذا الإسناد. وتحرف "عبيد الله" في المطبوع من "مصنف" عبد الرزاق إلى: عبد الله، مكبراً. وأخرج الشطر الأول دون قصة الوضوء الترمذي (167) من طريق عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، به. وقال: حديث حسن صحيح. وانظر ما سلف برقم (7412) . وأخرج الشطر الثاني الدارقطني في "النزول" (38) من طريق يحيى بن سعيد، به. وأخرجه أيضا ابن أبي عاصم في "السنة" (499) ، والدارقطني في "النزول" (40) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (483) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/306 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/306 من طريق هشام بن حسان، عن = الحديث: 9591 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 362 9592 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، وَقَالَ: " فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا "، وَقَالَ فِيهِ: " حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ " (1) 9593 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، خِيَارُهُمْ أَتْبَاعٌ لِخِيَارِهِمْ، وَشِرَارُهُمْ أَتْبَاعٌ   = سعيد المقبري، به. وأخرجه ابن أبي عاصم (498) من طريق يحيي بن سعيد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (484) ، والدارقطني في "النزول" (44) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواية ابن أبي عاصم والنسائي مقتصرة على الشطر الثاني، بينما أخرجه الدارقطني بشطريه. وسيأتي الحديث بشطريه من طريق سعيد عن أبي هريرة بعد هذا الحديث، ومن طريق عطاء مولى أم حبيبة عن أبي هريرة برقم (10623) . وللشطر الثاني انظر ما سلف برقم (7509) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله. وأخرجه الدارقطني في "النزول" (41) من طريق عبد الله بن نمير، به. وأخرجه مقتصراً على قصة تأخير العشاء ابن أبي شيبة 1/331، وعنه ابن ماجه (691) عن عبد الله بن نمير، به. وأخرجه مقتصراً على قصة السواك مع الوضو ابن ماجه (287) ، عن ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن نمير، به. وانظر ما قبله. الحديث: 9592 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 363 لِشِرَارِهِمْ " (1) 9594 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْإِمَامُ الْكَذَّابُ، وَالشَّيْخُ الزَّانِي، وَالْعَائِلُ (2) الْمَزْهُوُّ " (3) 9595 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير القاسم -وهو ابن عباس بن محمد الهاشمي- فقد روى له مسلم حديثين متابعةً وأصحاب السنن، وهو ثقة. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر ما سلف برقم (7306) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: والعامل! ووجهه السندي على أنه الأجير عند الناس. والعائل: هو الفقير. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، محمد بن عجلان وأبوه صدوقان. وأخرجه النسائي 5/86 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3490) من طريق أبي عاصم النبيل، وابن حبان (4413) من طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عن ابن عجلان، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 5/86، وفي "الكبرى" (7139) ، وأبو يعلى (6597) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3491) ، وابن حبان (7337) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة. ولفظه عند النسائي: "أربعة يبغضهم الله عز وجل: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر". وسيأتي من طريق أبي حازم عن أبي هريرة برقم (10227) . وفي الباب عن أبي ذر، سيأتي 5/153. الحديث: 9594 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 364 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يُؤْذِيَنَّ (1) جَارَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ "، وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: " أَوْ لِيَصْمُتْ " (2) 9596 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبُلْ (3) أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، وَلَا يَغْتَسِلْ فِيهِ مِنَ الْجَنَابَةِ " (4)   (1) كذا في (م) والنسخ المتأخرة، وفي (ظ3) و (عس) : يؤذي، بالياء دون النون على النفي بمعنى النهي، وله وجه في العربية. (2) حديث صحيح، وهو إسناد جيد. وأخرجه هناد في "الزهد" (1051) و (1105) عن حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عجلان، به مختصراً. وانظر ما سلف برقم (7626) . (3) كذا في (م) والنسخ المتأخرة، وهو الجادة، وفي (ظ3) ونسخة على هامش (س) : لا يبولن، وهو صواب أيضا، وفي (عس) : لا يبول، بالنفي بمعنى النهي، وله وجه في العربية. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وأخرجه أبو داود (70) ، وابن حبان (1257) ، والبيهقي 1/238، والبغوي (285) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/141، وعنه ابن ماجه (344) عن أبي خالد الأحمر، والبيهقي 1/238 من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن محمد بن عجلان، به. والحديث عند ابن ماجه مختصرٌ، ليس فيه: "ولا يغتسل فيه من الجنابة".= الحديث: 9596 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 365 9597 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ بِيَدِهِ عَلَى نَفْسِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي " (1) 9598 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي   = وأخرج مسلم (283) (97) ، وابن ماجه (605) ، والنسائي 1/124 و176 و197، وابن الجارود (56) ، وابن خزيمة (93) ، وأبو عوانة 1/276، والطحاوي 1/14، وابن حبان (1252) ، والدارقطني 1/51-52، والبيهقي 1/237 من طريق أبي السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم، وهو جنب"، فقال: كيف يفعل يا أبا هريرة؟ قال: يتناوله تناولا. وانظر ما سلف برقم (7525) . (1) إسناده جيد. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/134 و135من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/180، وابن ماجه (189) و (4295) ، والترمذي (3543) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/19 و134، وابن حبان (6145) من طرق عن ابن عجلان، به. وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. قوله: "بيده" زيادة شاذة، لم يروها عن أبي هريرة سوى عجلان، وهو ليس بذاك الثقة، وقد خالف من هو أوثق منه فرووه عن أبي هريرة دونها، انظر ما سلف برقم (7500) و (8127) و (8958) . وقد وقعت هذه الزيادة في حديث شريك النخعي عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة الذي سلف برقم (9159) ، وذكرنا هناك أنها زيادة منكرة في حديث الأعمش. الحديث: 9597 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 366 وَكُنْيَتِي، فَإِنِّي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي، وَأَنَا أَقْسِمُ " (1) 9599 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَافَرَ، قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ، اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللهُمَّ (2) اطْوِ لَنَا الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (844) ، والترمذي (2841) ، وابن حبان (5814) و (5817) من طرق عن ابن عجلان، بهذا الإِسناد. ولفظه عند الترمذي: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته، ويسميَ محمداً أبا القاسم. واقتصر ابن حبان في الموضع الأول على قوله: "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي". وانظر ما سلف برقم (7377) . ولقوله: "الله عز وجل يعطي، وأنا أقسم". انظر ما سلف برقم (7194) . (2) لفظة "اللهم" ليست في (عس) ، وأضيفت في (ظ3) ثم رمجت. (3) إسناده قوي، محمد بن عجلان صدوق لا بأس به، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه أبو داود (2598) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (500) ، والطبراني في "الدعاء" (808) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (799) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإِسناد. وقوله: "اللهم اطْوِ لنا الأرض، وهَون علينا السفر" سلف نحوه برقم (8310) من طريق أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري. وانظر ما سلف برقم (9205) . الحديث: 9599 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 367 9600 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمْ أَهْلُ الْبَادِيَةِ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ " (1) 9601 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحٌ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ " (2)   (1) إسناده قوي. وأخرجه ابن ماجه (705) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن ابن عجلان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (705) عن يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وفي إسناده ضعف من جهة يعقوب بن حميد. وسيتكرر الحديث برقم (9659) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4572) ، وانظر الكلام عليه هناك. (2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة، فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، وهو صدوق كان قد اختلط، وقد اختلف في رفع حديث أبي هريرة هذا ووقفه، كما سلف بيانه عند الحديث (7689) . وأخرجه الطيالسي (2314) ، وابن أبي شيبة 3/269 و369، والبيهقي 1/303، والبغوي (339) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي مطولاً برقم (9862) ، ومكرراً برقم (10108) . الحديث: 9600 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 368 9602 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَتِهِ، قَالَ: فَأَتَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ، فَكَلِّمْنِي "، قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَصِفُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصِفُهَا، وَضَعَ يَدَهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ، قَالَ: " فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَرَجَعَتْ، ثُمَّ أَتَتْهُ فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، ثُمَّ أَتَتْهُ فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ، فَقَالَتْ: اللهُمَّ هَذَا جُرَيْجٌ، وَإِنَّهُ ابْنِي، وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي، اللهُمَّ فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ، وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَتَنَ لَافْتُتِنَ. قَالَ: وَكَانَ رَاعٍ يَأْوِي إِلَى دَيْرِهِ (1) ، قَالَ: فَخَرَجَتْ امْرَأَةٌ فَوَقَعَ عَلَيْهَا الرَّاعِي فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقِيلَ: مِمَّنْ هَذَا؟ فَقَالَتْ: هُوَ مِنْ صَاحِبِ الدَّيْرِ، فَأَقْبَلُوا بِفُؤُوسِهِمْ وَمَسَاحِيهِمْ، وَأَقْبَلُوا إِلَى الدَّيْرِ، فَنَادَوْهُ فَلَمْ يُكَلِّمْهُمْ، فَأَخَذُوا يَهْدِمُونَ دَيْرَهُ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا:   (1) كذا في (م) والنسخ المتأخرة ونسخة على هامش (ظ3) : ديره، بإثبات الهاء، وفي (ظ3) و (عس) : دير، بدونها. الحديث: 9602 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 369 سَلْ هَذِهِ الْمَرْأَةَ، قَالَ: أُرَاهُ تَبَسَّمَ، قَالَ: ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَ الصَّبِيِّ، فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: رَاعِي الضَّأْنِ، فَقَالُوا: يَا جُرَيْجُ، نَبْنِي مَا هَدَمْنَا مِنْ دَيْرِكَ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَعِيدُوهُ تُرَابًا كَمَا كَانَ، فَفَعَلُوا (1) " (2) ، 9603 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ تَاجِرًا، وَكَانَ يَنْقُصُ مَرَّةً وَيَزِيدُ أُخْرَى، قَالَ: مَا فِي هَذِهِ التِّجَارَةِ خَيْرٌ، لَأَلْتَمِسُ تِجَارَةً هِيَ خَيْرٌ مِنْ هَذِهِ، فَبَنَى صَوْمَعَةً، وَتَرَهَّبَ فِيهَا، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: جُرَيْجٌ " فَذَكَرَ نَحْوَهُ (3)   (1) كذا في (ظ3) و (س) والنسخ المتأخرة، وفي (عس) ونسخة في (ظ3) : فعلاه. وقد جاء في مسلم: ثم علاه، وفي رواية أخرى: ففعلوا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو حديث مرفوع كما يفهم من قوله: "وكان أبو هريرة يصف كما كان رسول الله يصفها"، وكما سلف برقم (8994) . وأخرجه مسلم (2550) (7) ، والبيهقي في "الشعب" (7878) من طريق شيبان بن فروخ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 261، والبيهقي في "الشعب" (7878) من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (3) إسناده ضعيف من أجل عمر بن أبي سلمة، وقد تفرد بمطلع هذا الحديث بهذه السياقة. وانظر ما قبله. الحديث: 9603 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 370 9604 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، وَلَا يَقُلْ: قَبَّحَ اللهُ وَجْهَكَ، وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " (1) 9605 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ، وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ إِذْنُهَا؟ قَالَ: " أَنْ تَسْكُتَ " (2) 9606 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ لَا شَكَّ   (1) إسناده قوي. وهو مكرر (7420) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه البخاري (5136) و (6968) ، ومسلم (1419) (64) ، والنسائي 6/86، وابن الجارود (707) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/367، والبيهقي 7/119 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7404) . الحديث: 9604 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 371 فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَالْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ " (1) 9607 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَجَدَ فِي: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، قُلْتُ: تَسْجُدُ فِيهَا، قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِيهَا " (2) 9608 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ الْمَعْنَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ، قَالَ: أَتَانَا أَبُو هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ، قَالَ: ثَلَاثٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْمَلُ بِهِنَّ، قَدْ تَرَكَهُنَّ النَّاسُ: " كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَدًّا إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، وَيُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ وَرَفَعَ، وَالسُّكُوتُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ يَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ "، قَالَ يَزِيدُ: " يَدْعُو وَيَسْأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ " (3)   (1) حسن لغيره، وسلف الكلام على إسناده برقم (7510) . يحيى شيخ المصنف: هو ابن سعيد القطان، وهشام: هو الدستوائي، وشيخه يحيي: هو ابن أبي كثير. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2340) ، والبخاري (1074) ، ومسلم (578) (107) ، والطحاوي 1/358، والبيهقي 2/315، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/125 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وانظر (9348) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين غير سعيد بن سمعان، فقد روى له البخاري في "القراءة خلف الإمام" وأصحاب السنن سوى ابن ماجه، وهو ثقة. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.= الحديث: 9607 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 372 9609 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلَّهِ مِائَةُ رَحْمَةٍ، أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْإِنْسِ، وَالْجِنِّ، وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى أَوْلَادِهَا، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ " (1)   = وأخرجه أبو داود (753) ، والنسائي 2/124، وابن خزيمة (460) و (473) ، والبيهقي 2/195 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. واقتصر أبو داود على رفع اليدين. وأخرجه الطيالسي (2374) ، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (279) ، والترمذي (240) ، وابن خزيمة (459) و (460) و (473) ، والطحاوي 1/195، وابن حبان (1777) ، والحاكم 1/234، والبيهقي 2/27 من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه مقتصراً على رفع اليدين مدّاً الترمذي (239) ، وابن خزيمة (458) ، والبيهقي 2/27 من طريق يحيى بن يمان، عن ابن أبي ذئب، به. ولفظه: كان رسول الله إذا كبر للصلاة نشر أصابعه. وسيأتي برقم (10492) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، عن ابن أبي ذئب. ولرفع اليدين في الصلاة، انظر ما سلف في مسند ابن عمر برقم (6163) من حديث أبي هريرة، و (8875) . وللتكبير، انظر ما سلف برقم (7220) . وللسكوت قبل القراءة، انظر ما سلف برقم (7164) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك: وهو ابن أبي سليمان العرزمي، فمن رجال مسلم. عطاء: هو ابن أبي رباح.= الحديث: 9609 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 373 9610 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمِّهِ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدْ لَكَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرَنِي قُرَيْشٌ، يَقُولُونَ: إِنَّمَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ الْجَزَعُ، لَأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56] (1) 9611 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُشِيرُ بِأُصْبُعَيْهِ (2) مِرَارًا: " وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ   = وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد" (893) ، ومسلم (2752) (19) ، وابن ماجه (2493) ، والبغوي (4179) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (8415) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه مسلم (25) (42) ، والترمذي (3188) ، والطبري 20/92، وابن منده في "الإيمان" (38) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 2/344، والواحدي في "أسباب النزول" ص 228 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (25) (41) ، والطبري 20/92، وابن حبان (6270) ، وابن منده (39) ، والبيهقى 2/344-345 من طرق عن يزيد بن كيسان، به. وانظر ما سيأتي برقم (9693) . وفي الباب عن المسيب بن حزن، سيأتي 5/433. (2) في (م) و (س) : بأصبعه. الحديث: 9610 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 374 بِيَدِهِ، مَا شَبِعَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا (1) مِنْ خُبْزِ حِنْطَةٍ، حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا " (2)   (1) لفظة "تباعاً" سقطت من (م) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2976) (33) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2976) (32) ، وابن ماجه (3343) من طريق مروان بن معاوية الفَزاري، والترمذي (2358) ، وأبو يعلى (6175) ، وعنه ابن حبان (6346) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، كلاهما عن يزيد بن كيسان، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه بنحوه وكيع في "الزهد" (107) ، والبخاري (5374) ، وابن حبان (6345) من طريق الفضيل بن غزوان، عن أبي حازم، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/403، والخطابي في "غريب الحديث" 2/420، وأبو نعيم في "الحلية" 3/256 من طريق عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم: قال أبو هريرة: ما شبع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الكِسَرِ اليابسة حتى فارق الدنيا، وأصبحتم تهذِرون بالدنيا، ونَقَرَ بأصابعه. وعبد الحميد بن سليمان ضعيف، وقوله: "تَهذِرون"، قال الخطابي: يريد تبذير المال وتفريقه في كل وجه. وأخرج البخاري (5414) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 265، والبغوي (4076) من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه مَر بقوم بين أيديهم شاة مصلية، فدعَوْه، فأبى أن يأكل، قال: خرج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الدنيا ولم يشبع من الخبز الشعير. وفي الباب عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن سهل بن سعد، وعن عائشة أم المومنين رضي الله عنهم، وستأتي أحاديثهم على التوالي4/197-198، و5/332، و6/42. وعن عبد الرحمن بن عوف عند البزار (3684) . قال الهيثمي في "المجمع" = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 375 9612 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُورِدُ الْمُمْرِضُ عَلَى الْمُصِحِّ " وَقَالَ: " لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ، فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ " (1) 9613 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ "، وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً: " لَا صَدَقَةَ إِلَّا مِنْ ظَهْرِ غِنًى " (2)   = 10/312: إسناده حسن. وعن سلمان الفارسي عند الطبراني (6173) . وإسناده ضعيف. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن رجاله ثقات رجال الشيخين، غير محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- فقد روى له البخاري مقروناً، ومسلم متابعةً، وهو صدوق حسن الحديث. وأخرج قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يورِدُ مُمرِض على مصح" ابن أبي شيبة 9/45، وعنه ابن ماجه (3541) عن علي بن مسهر، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص 17 من طريق عبدةَ بنِ سليمان، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإِسناد. وانظر (7620) و (9263) . قال السندي: "المُمرِض" اسم فاعل من "أمْرَضَ"، و"المُصِحُ" اسم فاعل من "أصَح"، أي: صاحب الإبل المريضة على صاحب الإبل الصحيحة. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجالُ الشيخين غير عبدِالملك -وهو ابن أبي سليمان العَرزَمى- فمن رجال مسلم. عطاء: هو ابن = الحديث: 9612 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 376 9614 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ، أَوْ رِيحٍ " (1) 9615 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِي الْأَعْوَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَعْنَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ فِي مَالٍ أَوْ عِرْضٍ (2) ، فَلْيَأْتِهِ فَلْيَسْتَحِلَّهَا مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ - أَوْ تُؤْخَذَ - وَلَيْسَ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ، أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَأُعْطِيَهَا هَذَا، وَإِلَّا أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ هَذَا فَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِ (3) " (4)   = أبي رباح، ويحيى: هو ابنُ سعيد القطان. وقد سلف الحديث بمثل رواية يحيى القطان الثانية التي ذكرها المصنف برقم (7155) عن يعلى بن عبيد، عن عبد الملك العرزمي. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وانظر (9313) . (2) المثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) ، وفي (س) و (م) والنسخ المتأخرة: ماله أو عِرضه. (3) في (ظ3) : فألقِينَ عليها، وفي (م) والنسخ المتأخرة: فألقِيَ عليه، والمثبت من (عس) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري، ويحيى: هو ابن سعيد القطان.= الحديث: 9614 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 377 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البخاري (6534) عن إسماعيل بن أبي أويس، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (189) من طريق عبد الله بن وهب، وأبو نعيم في "الحلية" 6/343 من طريق زيد بن أبي أنيسة، ثلاثتهم عن مالك، بهذا الإسناد. وقد روي الحديث عن مالك بإدخال أبي سعيد المقبري بين سعيد وأبي هريرة، أخرجه ابن حبان (7362) من طريق زيد بن أبي أنيسة، وأبو نعيم في "الحلية" 6/344 من طريق إسحاق بن محمد الفروي، كلاهما عن مالكٍ، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، ولفظه: "رحم الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة في نفس أو مال، فأتاه، فاستحل منه قبل أن يؤخذ من حسناته ... " فذكره. قلنا: إسحاق الفروي -وإن روى له البخاري- تُكلم في روايته عن مالك، وهو هنا متابع. أما زيد بن أبي أنيسة فهو ثقة من رجال الشيخين، لكن اختلف عليه في هذا الحديث، فروي عنه بذكر أبي سعيد المقبري، وروي عنه بإسقاطه -كما سلف-، وروي عنه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة -كما سيأتي- دون ذِكْر مالكٍ. وقد خالف إسحاقَ وزيداً في هذا الإسناد يحيى بنُ سعيد القطان، وهو الحافظ الجليل، وعبدُ الله بن وهب، وهو من كبار أصحاب مالك، واسماعيل بن أبي أويس عند البخاري في "صحيحه"، فرووه دون ذِكْر أبي سعيد، ورواه ابن أبي ذئب وغيره عن سعيد المقبري، فلم يذكروا فيه أباه، فالرواية عن مالك بإسقاط أبي سعيد المقبري أصح. قال الدارقطني في "العلل" 3/ورقة 188: زيادة أبي سعيد المقبري في الإسناد غير مقبولة، لأن الذين رووه عن مالك أثبت من إسحاق الفروي. وأخرجه الطيالسي (2321) ، والبخاري (2449) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2868) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (187) و (188) ، والبهيقي 3/369، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (4163) من طرق عن ابن أبي ذئب، به.= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 378 9616 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " كُلُّ الصَّلَاةِ يُقْرَأُ (1) فِيهَا، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى عَلَيْنَا أَخْفَيْنَا (2) عَلَيْكُمْ " (3) 9617 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ يَحْيَى: وَرُبَّمَا ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا يَتَقَرَّبُ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا، إِلَّا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَلَا يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ ذِرَاعًا، إِلَّا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا - أَوْ بُوعًا - " (4)   = وأخرجه الطيالسي (2327) عن عبد الله بن عمر العمري، والترمذي (2419) ، وأبو يعلى (6539) من طريق زيد بن أبي أنيسة، و (6596) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المديني، ثلاثتهم عن سعيد المقبري، به. ورواية عبد الرحمن بن إسحاق المديني: "من كان عليه دين ... "، بدل: "مظلمة". وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (10573) و (10574) . وانظر الحديث السالف برقم (8029) . وفي الباب عن ابن عمر عند ابن ماجه (2414) ، ولفظه: "من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته، ليس ثَم دينار ولا درهم". وإسناده حسن في الشواهد. (1) في (ظ3) : نقرأ، وفي (عس) : تقرأ. (2) في (ظ3) : أخفيناه. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وانظر (7503) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. والشك في رفعه لا يضر، فقد روي = الحديث: 9616 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 379 9618 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي يَطْعَنُ نَفْسَهُ إِنَّمَا يَطْعَنُهَا فِي النَّارِ، وَالَّذِي يَتَقَحَّمُ فِيهَا يَتَقَحَّمُ فِي النَّارِ، وَالَّذِي   = من طريق المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، وفيه التصريح برفعه، وقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قال الله تعالى، كما سيأتي لاحقاً. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسليمان التيمي: هو ابن طرخان، وأنس: هو الصحابي الجليل أنس بن مالك. وأخرجه البخاري (7537) ، ومسلم ص 2067 (20) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. زاد مسلم: "وإذا أتاني يمشي، أتيته هرولة". وأخرجه البخاري معلقاً بإثر الحديث (7537) ، ومسلم ص 2067 (20) ، وأبو عوانة في الدعوات كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 118، وابن حبان (376) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 458، وابن حجر في "التغليق" 5/371-372 من طريق معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن أنس، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "قال الله عز وجل ... " الحديث. وزاد في آخره عند ابن حبان وابن حجر: "وإذا أتاني مشياً، أتيته هرولةً، وإن هرول سعيت إليه، والله أوسع بالمغفرة". قال البرقاني كما في "الفتح" 13/514: زيادة: "وإن هرول سعيت إليه، والله أوسع بالمغفرة" لم أجدها عند غير محمد بن المتوكل (راويه عن المعتمر عند ابن حبان وابن حجر) . وزاد البيهقي في آخره: "وإذا تقرب مني بوعا أتيته أهرول"، وستأتي هذه الزيادة في الرواية الآتية برقم (10619) من طريق المعتمر عن أبيه. وانظر (7422) . وقد روي الحديث عن أنس، ليس فيه أبو هريرة، وسيأتي فى مسنده 3/277. قوله: "باعاً أو بوعاً"، قال في "اللسان": الباع والبَوْع والبُوع: مسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما، الأخيرة هذلية. الحديث: 9618 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 380 يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ " (1) 9619 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي - " قَالَ اللهُ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن عجلان -وهو محمد- فقد روى له البخاري تعليقاً، ومسلم في الشواهد وأصحاب السنن، وهو صدوق، وقد توبع. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه ابن حبان (5987) من طريق الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1365) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (195) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد ومالك بن أنس، ثلاثتهم عن أبي الزناد، به - ولم يذكر شعيب في حديثه قوله: "والذي يتقحم فيها يتقحم في النار". وانظر ما سلف برقم (7448) . قال السندي: قوله: "الذي يطعن نفسه"، أي: في الدنيا، أي: فيقتلها بالطعنة. "إنما يطعنها في النار"، أي: في نار جهنم، بالنظر إلى المآل، أي أن جزاء تلك الطعنة في الدنيا هو الطعن في الآخرة، حتى كأن فاعلَ هذا فاعل ذاك. "يتقحم"، أي: يوقع نفسه في المهالك، بأن يتردى من جبل، أو يفعل نحوه. "فيها"، أي: في الدنيا. أو المراد: الذي يرمي نفسه في نار الدنيا. "يتقحم في النار"، أي: يرميها في نار الآخرة، جزاوه أن يقال له: ارمها في نار الآخرة. والله تعالى أعلم. الحديث: 9619 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 381 عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا خَيْرُ الشُّرَكَاءِ، مَنْ عَمِلَ لِي عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهُ، وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ " (1) 9620 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ مِنَ الْمَالِ بِحَلَالٍ، أَوْ بِحَرَامٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، العلاء بن عبد الرحمن -وهو ابن يعقوب الحرفي- وأبوه كلاهما من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات من رجال الشيخين. وانظر (7999) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي. وأخرجه الدارمي (2536) ، والبخاري (2059) و (2083) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (203) ، وابن حبان (6726) ، والبيهقي في "السنن" 5/264، وفي "الدلائل" 6/535، وفي "الشعب" (5566) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/327، والبغوي (2033) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث برقم (9838) و (10563) من طريق ابن أبي ذئب. قلنا: أخرج النسائي هذا الحديث في "سننه" من طريق سفيان الثوري، لكن اختلف الرواة عنه -أي: عن النسائي- في إسناده، فقال ابن السني في روايته عنه كما في "المجتبى" 7/243: سفيان، عن محمد بن عبد الرحمن، عن المقبري، عن أبي هريرة، وأما ابن الأحمر وابن سيار فقد قالا فى روايتيهما عنه كما في "النكت الظراف" للحافظ ابن حجر 10/128: عن الشعبي، مكان المقبري. وبناء عليه فقد وهم الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/296 الحافظَ = الحديث: 9620 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 382 9621 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ " (1) 9622 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ ابْنُ   =المزي حيث أورده في "تحفة الأشراف" 9/487 للنسائي من طريق ابن أبي ذئب عن المقبري، فقال: وهم المزي في "الأطراف" فظن أن محمد بن عبد الرحمن هو ابن أبي ذئب، فترجم به للنسائي مع طريق البخاري هذه عن ابن أبي ذئب (أي: عن سعيد المقبري) ، وليس كما ظن، فإني لم أقف عليه في جميع النسخ التي وقفت عليها من النسائي إلا عن الشعبي، لا عن سعيد، ومحمد بن عبد الرحمن المذكور عنه أظنه ابن أبي ليلى لا ابن أبي ذئب، لأني لا أعرف لابن أبي ذئب رواية عن الشعبي. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة بن وقاص الليثي- روى له البخاري مقرونا، ومسلم متابعة، وأصحاب السنن، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الدارمي (2043) عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2015) من طريق يزيد بن هارون، به. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/321، وأبو يعلى (2069) ، وأبو عوانة 5/428 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وانظر ما سلف برقم (7497) . الحديث: 9621 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 383 ثَمَانِينَ، اخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ " (1) 9623 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْمٍ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً (2) ، ثُمَّ قَالَ: " أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَلْ تَدْرُونَ لِمَ ذَلِكَ؟ يَجْمَعُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد، عجلان والد محمد -وهو مولى فاطمة بنت عتبة المدني- علق له البخاري، وروى له مسلم وأصحاب السنن. وابنه محمد علق له البخاري، واستشهد به مسلم، وروى له أصحاب السنن، وهما صدوقان. وأخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" 4/15 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري بإثر الحديث رقم (3356) عن ابن عجلان، عن أبي هريرة. وخالف الليثُ بن سعد يحيى بنَ سعيد في لفظه، فقد أخرجه ابن حبان (6205) من طريقه، عن ابن عجلان، به - ولفظه: "اختتن إبراهيم النبي حين بلغ عشرين ومئة سنة، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة، واختتن بالقدوم". قلنا: ورواية يحيى بن سعيد القطان هي المحفوظة، فقد رجح أهل العلم أن سن إبراهيم عند اختتانه كان ثمانين سنة، وانظر ما سلف برقم (8281) . (2) في (ظ3) : فنَهَشَ منها نَهشةً بالمثلثة. قال النووي في "شرح صحيح مسلم" 3/66: وكلاهما صحيح، بمعنى: أخذ بأطراف أسنانه. الحديث: 9623 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 384 الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ (1) النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ، وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ؟ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا (2) لَكَ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَسَمَّاكَ اللهُ عَبْدًا شَكُورًا، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ (3) ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ نُوحٌ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ،   (1) في (ظ3) و (عس) : فبَلَغَ. (2) في (ظ3) : "ليسجدوا"، وفي نسخة على هامشها: "فسجدوا" كما هو مثبت. (3) في (م) : عند ربك. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 385 وَإِنَّهُ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ (1) عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ فَذَكَرَ كَذِبَاتِهِ، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ، وَبِتَكْلِيمِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي نَفْسِي، نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ، وَرُوحٌ مِنْهُ، قَالَ: هَكَذَا هُوَ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى، إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا،   (1) في هامش (ظ3) إضافة: دعوت بها. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 386 اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَخَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبَكَ، وَمَا تَأَخَّرَ (1) ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأَقُومُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ، وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ (2) تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ (3) أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْأَبْوَابِ "، ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا (4) بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرَ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى " (5)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: غفر الله لك ذنبك، ما تقدم منه وما تأخر. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: وسَلْ. (3) في (ظ3) و (عس) : رَب، دون حرف النداء. (4) في (ظ3) : لَكَما. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: اسمه يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11286) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/592-596 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 387 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (101) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" 11/444 و13/128، وإسحاق بن راهويه (185) ، والبخاري (3340) و (3361) و (4712) ، ومسلم (194) (327) ، والترمذي (2434) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (811) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/593، وأبو عوانة 1/170-173 و173-174، وابن حبان (7389) ، وابن منده في "الإيمان" (879) و (880) و (881) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (175) ، والبيهقي في "الدلائل" 5/476-478، وفي "الأسماء والصفات" ص 315، والبغوي (4332) من طرق عن أبي حيان، به - بعضهم يرويه مختصراً، ووقع في رواية البخاري (4712) ، والبغوي في آخر الحديث: "حِمْير"، بدل: "هجر"، وصوب القاضي عياض في "المشارق" 1/202 رواية: "هجر". وأخرجه إسحاق بن راهويه (184) ، ومسلم (194) (328) ، وابن حبان (6465) ، وابن منده (882) ، وأبو نعيم (175) من طريق عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، به. وزاد في هذه الرواية ذكر الكذبات في قصة إبراهيم، وهي قوله في الكوكب: (هذا ربِّي) ، وقوله لآلهتهم: (بل فعله كبيرهم هذا) ، وقوله: (إنِّي سَقيم) . ورواية أبي نعيم مقتصرة على قصة مِصْراعَي الجنة التي في آخر الحديث. وأخرجه بنحوه مختصراً جداً مسلم (195) ، وابن خزيمة 2/600-601، وأبو عوانة 1/174، وابن أبي داود في "البعث" (29) ، وابن منده (883) من طريق أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة. وعن ربعي بن حِراشٍ، عن حذيفة بن اليمان، مرفوعاً. وقد سلفت قصة حب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للذراع فقط برقم (8377) من طريق أبي عقيل عبد الله بن عقيل، عن أبي حيان. وانظر ما سيأتي برقم (10972) . وفي الباب عن أنس بن مالك عند البخاري (4476) ، ومسلم (193) ، سلف برقم (2693) في مسند ابن عباس، وسيأتي في مسنده 3/116.= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 388 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وعن أبي بكر الصديق، سلف برقم (15) . وعن ابن عباس، سلف برقم (2546) . وعن ابن عمر عند البخاري (1474) و (1475) . وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي (3148) . وعن سلمان الفارسي عند ابن أبي شيبة 11/447، والطبراني (6117) . وعن عقبة بن عامر الجهني عند الطبراني 17/ (887) . قوله: "ينفذهم البصر"، قال الحافظ في "الفتح" 8/396: بفتح أوله وضم الفاء، من الثلاثي، أي: يخرِقُهم. وبضم أوله وكسر الفاء، من الرباعي، أي: يحيط بهم، والذال معجمة في الرواية، وقال أبو حاتم السجستاني: أصحاب الحديث يقولونه بالمعجمة، وإنما هو بالمهملة، ومعناه: يبلغ أولهم وآخرهم. وأجيب بأن المعنى: يحيط بهم الرائي، لا يخفى عليه منهم شيء لاستواء الأرض، فلا يكون فيها ما يستتر به أحد من الرائي، وهذا أولى من قول أبي عبيد [في "غريب الحديث" 4/52] : يأتي عليهم بصر الرحمن، إذ رؤية الله تعالى محيطة بجميعهم في كل حال، سواء الصعيد المستوي وغيره، ويقال: نفذه البصر: إذا بلغه وجاوزه، والنفاذ: الجواز والخلوص من كل شيء، ومنه: نَفَذَ السهم: إذا خرق الرمِيةَ وخرج منها. وقوله: "فذكر كذباته"، وقع في رواية البخاري: فذكرهن أبو حيان في الحديث، يعني: أن مَن دون أبي حيان اختصرها من الحديث، وقد ذكِرَت في رواية عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، كما أشرنا في التخريج، لكن وقع عنده أنها قوله -عليه السلام- في الكوكب: (هذا ربي) ، وقوله: (بل فعله كبيرهم هذا) ، وقوله: (إني سقيم) . وجاء في الحديث السالف برقم (9241) قوله: "لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ... "، وذكر بدلَ قولهِ في الكوكب: (هذا ربي) ، قوله في سارة: "إنها أختي". وقوله: "لمَا بين مِصْراعَين ... " الخ، قال النووي في "شرح مسلم" 3/69:= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 389 9624 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، غَضِبْتَ وَقُمْتَ، قَالَ: " إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَعَ الشَّيْطَانُ، فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ " ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ: مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَّا أَعَزَّ اللهُ بِهَا نَصْرَهُ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ، يُرِيدُ بِهَا صِلَةً، إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهَا كَثْرَةً، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ، يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً، إِلَّا زَادَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا قِلَّةً " (1)   = المِصْراعان -بكسر الميم-: جانبا الباب. وهَجَر -بفتح الهاء والجيم-: وهي مدينة عظيمة هي قاعدة بلاد البحرين. قال الجوهري في "صحاحه": هجر اسم بلد مذكر مصروف. قال: والنسبة إليه هاجري، وقال أبو القاسم الزجاجي في "الجمل": هجر يذَكر ويونث. قلت: وهجر هذه غير هجر المذكورة في حديث: "إذا بلغ الماء قلتين بقلال هجر" تلك قرية من قرى المدينة كانت القِلال تصنَع بها وهي غير مصروفة. (1) حسن لغيره، وقد خولف ابن عجلان في إسناد هذا الحديث، فقد رواه الليث بن سعد، عن سعيد المقبري، عن بشير بن المحرر، عن سعيد بن المسيب، مرسلاً، ورجحها البخاري في "التاريخ" 2/102، والدارقطني في = الحديث: 9624 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 390 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .. . .   = "العلل" 8/153، فإن الليث أصح الناس روايةً عن المقبري، وأما ابن عجلان فيقع له في أحاديثه عن سعيد المقبري بعض الأوهام، لكن للحديث متابعات وشواهد تنهض به إلى التحسين. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (820) ، والبيهقي في "السنن" 10/236، وفي "الآداب" (149) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. ولم يذكر البيهقي في حديثه قصة الحض على الصلة والنهي عن المسألة. وأخرجه أبو داود (4897) ، والبيهقي في "الآداب" (150م) ، والبغوي (3586) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، به. واقتصر أبو داود ومن طريقه البيهقي على الشطر الأول منه. وأما الرواية المرسلة، فقد أخرجها البخاري في "تاريخه" 2/102، وأبو داود (4896) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (6669) ، وفي "الآداب" (150) . وإسنادها ضعيف لجهالة بشير بن المحرر راويه عن سعيد بن المسيب، فلم يرو عنه غير سعيد المقبري، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان" 1/329: لا يُعرَف. وقد رُوي موصولا عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7235) من طريق القاسم بن دينار، حدثنا حسين بن علي الجعفي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن علي بن زيد إلا سفيان بن عيينة، ولا رواه عن سفيان إلا حسين الجعفي، تفرد به القاسم بن دينار، ورواه الناس عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فإن كان حسين الجعفي حفظه فهو غريب من حديث علي بن زيد، عن ابن المسيب. قلنا: وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف. = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 391 9625 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: مَرَّ أَبِي عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: غُنَيْمَةً لِي، قَالَ: نَعَمْ، امْسَحْ رُعَامَهَا، وَأَطِبْ مُرَاحَهَا، وَصَلِّ فِي جَانِبِ   = وقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره"، سلف بنحوه بإسناد صحيح على شرط مسلم برقم (7206) ، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرةً إلا زاده الله عز وجل بها قِلةً"، سلف بإسناد قوي برقم (9421) . وللشطر الأول من الحديث شاهد من حديث النعمان بن مقرن، سيأتي 5/445، لكن ليس فيه ذِكْر لأبي بكر رضي الله عنه، وإنما قال: رجل، ولم يسمه، وإسناده منقطع. وشاهد آخر من مرسل زيد بن أثيع عند معمر في "جامعه" الملحق "بمصنف عبد الرزاق" (20255) ، وفيه التصريح باسم أبي بكر، وزيد بن أثيع -ويقال يثيع- لم يرو عنه غير أبي إسحاق، ووثقه ابن حبان والعجلي وابن حجر في "التقريب". ولتتمة الحديث مقطعاً شواهد من حديث عبد الرحمن بن عوف، سلف برقم (1674) . ومن حديث أبي كبشة، سيأتي 4/231، وصححه الترمذي في "سننه" (2325) . وشاهد ثالث من حديث أم سلمة عند الطبراني في "الأوسط" (2291) ، والقضاعي (817) . قال الهيثمي في "المجمع" 3/105: فيه زكريا بن دويد: وهو ضعيف جدا. ورابع من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير" (12150) ، والقضاعي (816) . وإسناده ضعيف. الحديث: 9625 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 392 مُرَاحِهَا، فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ، وَانْتَسِئْ (1) بِهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهَا أَرْضٌ قَلِيلَةُ الْمَطَرِ " قَالَ: يَعْنِي الْمَدِينَةَ (2)   (1) اختلفت النسخ في رسم هذا الحرف، وأثبتنا ما في النسخة التي أشير إليها في هامش (ظ3) ، فإنها أقربها إلى الصواب، والمعنى: تباعَدْ بها عن أرض المدينة، وذكر العِلة في ذلك، وهي أنها قليلة المطر، يقال: انتسَأ عنه: إذا تأخرَ وتباعَدَ. (2) رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عجلان، وهو قوي، لكن لم يصرح فيه وهب بن كيسان بسماعه من أبي هريرة، وقد قيل -دون جزم كما عند المِزِّي-: إنه رآه، لكن جزم بذلك الذهبي في "السير" 5/226. قلنا: وقد تابعه حميد بن مالك عليه دون القسم المرفوع منه، فقد أخرجه مالك في "الموطأ" برواية يحيى 2/933، وبرواية أبي مصعب الزهري (1965) ، ومن طريقه المزي في ترجمة حميد من "تهذيب الكمال" 7/390، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (572) عن إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما (مالك وإسماعيل) عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن حميد بن مالك، عن أبي هريرة وفيه قصة. وهذا إسناد صحيح. وروي هذا القسم مرفوعاً، أخرجه البزار (444 - كشف الأستار) عن عبد الله بن جعفر بن نجيح، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن وهب بن كيسان، عن حميد بن مالك، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر بن نجيح -وهو والد علي ابن المديني-، وقد أخطأ فيه أيضا، فأدخل وهب بن كيسان بين محمد بن عمرو بن حلحلة وحميد بن مالك، وزاد رفعَه، قال البيهقي في "السنن" 2/450 بعد أن أشار إلى هذه الرواية: والموقوف أصح. وأخرجه مرفوعاً أيضا الطبرانى في "الأوسط" (5342) ، والخطيب في "تاريخ = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 393 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = بغداد" 7/432، والبيهقي 2/450 من طريق إبراهيم بن عيينة أخي سفيان، عن أبي حيان يحيى بن سعيد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن عيينة. ثم إن في هذا الإسناد اضطرابا ً، فقد قال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 1/137-138: كنت أستحسن هذا الإسناد، فبان لي خطؤه، فإذا قد رواه عمار بن محمد، عن أبي حيان، عن رجل من بني هاشم، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله، وهو أشبه. قلنا: وعمار هذا لم نتبينه، إلا أن يكون هو الثوري، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يخطىء. والرجل الهاشميُ مجهول. وأخرجه مرفوعاً كذلك ابن عدي في "الكامل" 6/2088، ومن طريقه البيهقي في "السنن" 2/449 من طريق يعقوب بن كاسب، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة. وهذا إسناد ضعيف لضعف يعقوب بن حميد بن كاسب، فقد تكلم فيه غير واحد، وذكر بعضهم أنه أسنَد مراسيل، وله مناكير وغرائب. وأخرج البزار (1329) ، والخطيب في "تاريخه" 19/45 من طريق سليم بن إبراهيم الوَرّاق، عن سعيد بن محمد الزهري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أحسنوا إلى الماعز، وأميطوا عنها الأذى، فإنها من دواب الجنة". وهذا إسناد واهٍ، سعيد بن محمد الزهري ضعيف، وسلم بن إبراهيم متهم بالكذب. وأخرج نحو هذا المتن البزار (1330) من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن داود بن فراهيج، عن أبي هريرة. وإسناده ضعيف جداً، يزيد النوفلي ضعيف جداً، وداود بن فراهيج مختلف فيه. ورواه يزيد بن عبد الملك بإسناد آخر فجعله من حديث أبي سعيد الخدري، أخرجه عبد بن حميد (987) . وفي هذا الباب عن ابن عمر مرفوعاً عند ابن ماجه (2306) ، وابن عدي 2/472، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1102) بلفظ: "الشاة من دواب = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 394 9626 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ " (1) 9627 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   = الجنة"، وفي إسناده زَرْبي بنُ عبد الله، وهو متفق على ضعفه. وعن ابن عباس كذلك عند الخطيب في "تاريخه" 7/435، وفي إسناده الحسن بن مهدي الكيساني المروزي، قال الدارقطني: مجهول. وقول أبي هريرة: "صَل في مُراحها" قد ورد في المرفوع ما يشده من إباحة الصلاة في مرابض الغنم، انظر ما سيأتي برقم (9825) . وأما قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذا الحديث: "إنها أرض قليلة المطر" فلم يرد عن أبي هريرة عند غير المصنف، وله شاهد من حديث عبد الله بن ساعدة أخي عويم بن ساعدة عند الطبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزوائد" 4/67، قال الهيثمي: فيه محمد بن سليمان بن مسمول، وهو ضعيف. قوله: "امسح رُعامها"، قال السندي: "رُعامها" بالضم: هو ما يسيل من أنوفها، والمراد حسنُ تعهدها. قلنا: وقع في نسخة ابن عساكر بإعجام العين، والرغام: التراب، قال ابن الأثير في "النهاية": كذا رواه بعضهم بالغين المعجمة، وقال: إنه ما يسيل من الأنف، والمشهور فيه والمروي بالعين المهملة، ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعايةً لها وإصلاحاً لشأنها. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، سَلم بن عبد الرحمن -وهو النخعي- ثقة، خرج له مسلم هذا الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسفيان: هو الثوري. وهو مكرر (7408) . الحديث: 9626 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 395 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، وَرَحِمَ (1) اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ " (2) 9628 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَصَاةِ، وَبَيْعِ الْغَرَرِ " (3) 9629 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الزُّرَقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسُبُّوا الرِّيحَ، فَإِنَّهَا تَجِيءُ بِالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ، وَلَكِنْ سَلُوا اللهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذُوا مِنْ شَرِّهَا " (4)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: ورحم. (2) إسناده قوي من أجل محمدِ بنِ عَجْلان. أبو صالح: هو ذكوان السمان. وهو مكرر (7410) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو مكرر (7411) . (4) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وهو مكرر (7413) . الحديث: 9628 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 396 9630 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، تُسَافِرُ يَوْمًا إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ " (2) 9631 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: عَوْنُهُ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالنَّاكِحُ لِيَسْتَعْفِفَ، وَالْمُكَاتَبُ يُرِيدُ الْأَدَاءَ " (3)   (1) قوله: "عن أبيه" ثابت في عامَّة الأصول الخطية، لكنه رمِّج في (ظ3) وضبب عليه في كل من (عس) و (ل) ، وهو ثابت في الموضع السابق للحديث، حيث سلف بإسناده ومتنه برقم (7414) . وفي "أطراف المسند" ذكر هذا الحديث مرتين، مرة في ترجمة سعيد المقبري عن أبي هريرة 7/236، ومرة في ترجمة أبي سعيد عن أبي هريرة 8/11، فكأنَّ الحافظ يشير إلى أن أبا سعيد ذُكِرَ مرةً، ولم يذكَر مرةً، فيكون الصواب حذفَه من هذا الموضع، لأنه ثابت في الموضع السالف، ويؤيد هذا الإحتمال أن الحديث مروي من طريق ابن أبي ذئب عن سعيد، عن أبي هريرة عند ابن ماجه (2899) دون ذِكْر أبي سعيد، فلعل ابن أبي ذئب رواه على الوجهين، والله أعلم بالصواب. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7414) . (3) إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وهو مكرر (7420) . قوله: "ليستعفف"، قال السندي: هكذا بفك الإدغام في النسخ، والظاهر: ليستعفَّ، إذ اللام الداخلة عليه لام تعليل، بمعنى "كي"، وليست لام الأمر، = الحديث: 9630 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 397 9632 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ: دِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، سَبْطٌ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُعَطِّلُ الْمِلَلَ، حَتَّى تَهْلِكَ (1) فِي زَمَانِهِ الْمِلَلُ كُلُّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامِ، وَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ (2) الْكَذَّابَ، وَتَقَعُ الْأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَرْتَعَ الْإِبِلُ مَعَ الْأُسْدِ جَمِيعًا، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ وَالْغِلْمَانُ (3) بِالْحَيَّاتِ، لَا يَضُرُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَدْفِنُونَهُ "، (4)   = وفك الإدغام إنما يحسن مع لام الأمر، والله تعالى أعلم. (1) في (م) والنسخ المتأخرة: حتى يهلك الله في زمانه. (2) في (ظ3) و (عس) : مسيح الدجال، من باب معاملةِ الصفة معاملةَ الإسم، أو إضافة الموصوف إلى صفته. (3) في (ظ3) : أو الغلمان، على الشَك. (4) حديث صحيح، وفي هذا الإسناد انقطاع، فلم يثبت سماع قتادة من = الحديث: 9632 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 398 9633 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْأَنْبِيَاءُ "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " حَتَّى يُهْلَكَ فِي زَمَانِهِ مَسِيحُ الضَّلَالَةِ الْأَعْوَرُ الْكَذَّابُ "، (1) 9634 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، فِي تَفْسِيرِ شَيْبَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَ (2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ آدَمَ،   = عبد الرحمن بن آدم، وهو مولى أم بُرثُن. وابن أبي عروبة -واسمه سعيد- اختلط بأخرة، لكن يحيى القطان روى عنه قبل الاختلاط، وكذا من تابعه في مصادر التخريج الآتية. وانظر (9270) . وأخرجه ابن أبي شيبة 15/158-159 عن محمد بن بِشر، والطبري في "تفسيره" 6/22 من طريق يزيدَ بن زريع، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. السبِط، والسبَطُ، والسبْطُ: هو الشعر المسترسل، وهو نقيض الجَعْدِ. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع كسابقه. هشام: هو ابن عبد الله الدستوائي، وعبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف. وأخرجه الطيالسي (2575) ، وأخرجه إسحاق بن راهويه (43) ، وابن حبان (6814) من طريق معاذ بن هشام، والآجري في "الشريعة" ص 380 من طريق وهب بن جرير، ثلاثتهم (الطيالسي، ومعاذ، ووهب) عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: حدثنا، وهو خطأ، فلم يثبت سماع قتادة من عبد الرحمن بن آدم كما أسلفنا، وما أثبتناه من النسختين العتيقتين المتقنتين (ظ3) و (عس) . الحديث: 9633 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 399 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (1) 9635 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، وَقَالَ: " ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ "، فَرَجَعَ (2) فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، قَالَ: فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا، فَعَلِّمْنِي، قَالَ: " إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع كسابقه. حسين: هو ابن محمد بن بَهرامَ المَروذي، وشيبان الذي روى عنه التفسير: هو شيبان بن عبد الرحمن النحْوي. وانظر ما قبله. (2) لفظة "فرجع" لم ترد في (ظ3) و (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبيد الله: هو ابن عمر العمري. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (757) و (793) و (6252) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (113) ، ومسلم (397) (45) ، وأبو داود (856) ، والترمذي (303) ، والنسائي 2/124، وأبو يعلى (6577) و (6622) ، وابن خزيمة (461) و (590) ، وأبو عوانة 2/103-104، والطحاوي 1/233، وابن حبان (1890) ، = الحديث: 9635 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 400 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = والبيهقي 2/88 و117 و371-372، وابن حزم في "المحلى" 3/256 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. واقتصر البخاري في الموضع الثالث من "الصحيح" على قوله: "ثم ارفع حتى تطمئن جالساً"، واقتصر في "القراءة" على قوله: "إذا أقيمت الصلاة فكبر، ثم اقرأ، ثم اركع". ولم يسق البيهقي لفظه في الموضع الأول والثاني. وسقط أبو سعيد المقبري من رواية ابن حبان. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/287-288، والبخاري في "صحيحه" (6251) و (6667) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (114) و (115) ، ومسلم (397) (46) ، وأبو داود (856) ، وابن ماجه (1060) و (3695) ، والترمذي (2692) ، وابن خزيمة (454) ، وأبو عوانة 2/103-104 و104، والبيهقي 2/126 و372، والبغوي (552) من طرق عن عُبَيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. دون ذِكْر أبي سعيد المقبري. واقتصر البخاري في "القراءة خلف الإمام" على قوله: "كبر واقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع". واقتصر ابن ماجه في الموضع الثاني على قول أبي هريرة: أن رجلا دخل المسجد، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس في ناحية المسجد، فصلى ثم جاء فسلم، فقال: "وعليك السلام". ولم يسق الترمذي لفظه. قال الحافظ في "الفتح" 2/277: قال الدارقطني: خالف يحيى القطان أصحابَ عبيد الله كلهم في هذا الإسناد، فإنهم لم يقولوا: عن أبيه، ويحيى حافظ، قال: فيشبه أن يكون عبيد الله حدث به على الوجهين، وقال البزار: لم يتابع يحيى عليه، ورجح الترمذي رواية يحيى. ثم قال: لكل من الروايتين وجه مرجح، أما رواية يحيى، فللزيادة من الحافظ، وأما الرواية الأخرى فللكثرة، ولأن سعيداً لم يوصف بتدليس، وقد ثبت سماعه من أبي هريرة، ومن ثَم أخرج الشيخان الطريقين. قلنا: وأخرجه البيهقي 2/373-374 من طريق ابن وهب، عن عَبْد الله بن عمر = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 401 9636 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا كِسْرَى بَعْدَ كِسْرَى، وَلَا قَيْصَرَ بَعْدَ قَيْصَرَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 9637 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَيَزِيدُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يُصَلِّي بِهِمْ بِالْمَدِينَةِ نَحْوًا مِنْ صَلَاةِ قَيْسٍ، وَكَانَ قَيْسٌ لَا يُطَوِّلُ، قَالَ: قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي؟ قَالَ: " نَعَمْ أَوْ أَوْجَزُ "، وَقَالَ يَزِيدُ: أَوْ أَوْجَزُ (2) ، حَدَّثَنَاهُ وَكِيعٌ، قَالَ: نَعَمْ وَأَوْجَزُ (3) 9638 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ،   = العمري، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وعبد الله بن عمر ضعيف. وفي الباب عن رفاعة بن رافع، سيأتي 4/340. (1) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده برقم (7478) . زياد: هو المخزومي. (2) يعني أن رواية يزيد ليس فيها كلمة "نعم". (3) حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، وسلف برقم (8888) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وبَين فيه هناك أن قيساً هو ابن أبي حازم. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/56 عن وكيع، به. وأخرجه ابن أبي شيبة أيضا عن عبد الله بن إدريس، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. الحديث: 9636 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 402 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرٍ، اثْنَيْنِ (1) مِنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الصَّرْفِ " (2) 9639 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ، وَالْوَرِقُ بِالْوَرِقِ، مِثْلًا بِمِثْلٍ، يَدًا بِيَدٍ، مَنْ زَادَ أَوْ ازْدَادَ، فَقَدْ أَرْبَى " (3) 9640 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ " (4)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: "أو اثنين" بزيادة "أو". (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أشعث: وهو ابن عبد الملك الحُمراني، فقد روى له البخاري تعليقاً وأصحاب السنن، وهو ثقة. محمد: هو ابن سيرين. وسيأتي الحديث مكرراً في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11049) . قوله: "نهى عن الصرف"، قال السندي: أي: بالنسيئة، أو بالزيادة مع الاتحاد. قلنا: وهو بمعنى الحديث الذي بعده. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي نُعْم: اسمه عبد الرحمن. وانظر (7558) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه ابن الجارود (587) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. = الحديث: 9639 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 403 9641 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي " (1) 9642 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُؤْمِنُ يَغَارُ وَاللهُ أَشَدُّ غَيْرًا " (2) 9643 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا عَفَا رَجُلٌ إِلَّا زَادَهُ اللهُ بِهِ عِزًّا، وَلَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَلَا عَفَا رَجُلٌ قَطُّ، إِلَّا زَادَهُ اللهُ عِزًّا " (3) 9644 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ،   = وانظر (7851) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وأخرجه البخاري (1888) ، ومسلم (1391) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/287 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7223) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرَقة. وانظر (7210) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7206) . الحديث: 9641 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 404 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَرْفَعُ اللهُ بِهِ الدَّرَجَاتِ، وَيُكَفِّرُ بِهِ الْخَطَايَا؟ كَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ " (1) 9645 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7209) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (1679) ، وابن حبان (2214) من طريق يحيي بن سعيد القطان، بهذا الإِسناد. وأخرجه الشافعي في "المسند" 1/102، وفي "السنن المأثورة" (190) ، وعبد الرزاق (5121) ، والحميدي (978) ، وابن أبي شيبة 2/383، والدارمي (1279) و (1279م) ، وأبو داود (565) ، وابن الجارود (332) ، وأبو يعلى (5915) و (5933) ، وابن خزيمة (1679) ، والبيهقي 3/134، والبغوي (860) من طرق عن محمد بن عمرو، به. وسيأتي مكرراً بإسناده ومتنه برقم (10144) ، وعن محمد بن عبيد، عن محمد بن عمرو برقم (10835) ، وانظر ما سلف برقم (7356) . وفي الباب عن عمر بن الخطاب، سلف برقم (283) . وعن عائشة، سيأتي في "المسند" 6/69-70. قوله: "تَفِلات"، قال السندي: جمع تَفِلَة، بفتح المثناة الفوقية وكسر الفاء، أي: غير مستعملات الطيب، وأصل التفَل: الرائحة الكريهة. الحديث: 9645 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 405 9646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَعَى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ أَصْحَابُهُ خَلْفَهُ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا " (1) 9647 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " (2) 9648 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، حَدَّثَنَي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَثَلُ الْقَانِتِ الصَّائِمِ فِي بَيْتِهِ الَّذِي لَا يَفْتُرُ، حَتَّى   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/226، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/208، والبخاري (1245) و (1333) ، ومسلم (951) ، وأبو داود (3204) ، والنسائي 4/69-70 و72، وابن الجارود (543) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/495، وابن حبان (3068) و (3098) ، والبيهقي في "السنن" 4/35، وفي "معرفة السنن والآثار" (2165) ، والبغوي (1489) . وسيتكرر الحديث برقم (9663) ، وانظر (7147) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7555) . الحديث: 9646 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 406 يَرْجِعَ بِمَا رَجَعَ مِنْ غَنِيمَةٍ، أَوْ يَتَوَفَّاهُ اللهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ " (1) 9649 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17] (2) 9650 - وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن حبان (4622) ، والبغوي (2612) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (30) من طريق ابن شهاب الزهري، عن أبي سلمة، به مختصراً: "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم". وانظر ما سلف برقم (9481) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/101-102، والدارمي (2828) ، والترمذي (3292) ، والنسائي في "الكبرى" (11085) ، والطبري 21/105، والبغوي (4372) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (8143) . الحديث: 9649 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 407 [الواقعة: 30] (1) 9651 - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا "، وَقَرَأَ: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185] (2) 9652 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا   (1) حديث صحيح، وإسناده حسن إسناد سابقه. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/101-102، وهناد في "الزهد" (113) ، والدارمي (2838) ، وابن ماجه (4335) ، والترمذي (3292) ، والنسائي في "الكبرى" (11085) ، والطبري 27/183 و184، والبغوي (4372) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7498) . (2) حديث صحيح، وإسناده حسن إسناد سابقه. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/101-102، وهناد في "الزهد" (113) ، والدارمي (2820) ، والترمذي (3013) و (3292) ، والنسائي في "الكبرى" (11085) ، والطبري 3/200، وابن حبان (7417) ، والحاكم 2/299، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (53) والبيهقي في "البعث" (389) ، والبغوي (4372) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (8167) . الحديث: 9651 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 408 جُلُوسًا " (1) 9653 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: " النَّاسُ مَعَادِنٌ، فَخِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا " (2) 9654 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: " لَا تَقَدَّمُوا الشَّهْرَ بِيَوْمٍ وَلَا بيَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ أَحَدُكُمْ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ، صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَتِمُّوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا، ثُمَّ أَفْطِرُوا " (3) 9655 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7144) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7543) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه الشافعي 1/274-275، والترمذي (684) ، والطحاوي 2/84، وابن حبان (3459) ، والدارقطني 2/159-160 و162-163، والبيهقي 4/206 و207، والبغوي (1719) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد - لكن أخرج الطحاوي الشطر الأول منه، وابن حبان الشطر الثاني. وسيأتي من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة برقم (10456) . وسلف الشطر الأول منه برقم (7200) ، والثاني برقم (7516) . وروى الشطر الأول من الحديث أبو خالد الأحمر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس. أخرجه النسائي 4/149، وقال: هذا خطأ. الحديث: 9653 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 409 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فِي الْجَنِينِ: غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ "، فَقَالَ الَّذِي قُضِيَ عَلَيْهِ: أَيَعْقِلُ مَنْ لَا أَكَلَ وَلَا شَرِبَ، وَلَا صَاحَ، وَلَا اسْتَهَلَّ؟ فَمِثْلُ ذَلِكَ يُطَلُّ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا ليقَوْلُ بِقَوْلِ شَاعِرٍ، فِيهِ غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ " (1) 9656 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه أبو يعلى (5917) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/250 من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والترمذي (1410) من طريق ابن أبي زائدة، وابن ماجه (2639) ، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 74 من طريق محمد بن بشر، وأبو داود (4579) ، وابن أبي عاصم في "الديات" ص 75، وابن حبان (6022) ، والدارقطني 3/114-115، والبيهقي 8/115 من طريق عيسى بن يونس، أربعتهم عن محمد بن عمرو، به - زاد فيه عيسى بن يونس: أو فرسٌ أو بغل. قال الخطابي في "معالم السنن" 4/36: يقال: إن عيسى بن يونس قد وهم فيه، وهو يغلط أحياناً فيما يرويه. وسيأتي الحديث برقم (10467) عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، به - دون الزيادة. وانظر (7217) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2177) من طريق يحيى بن = الحديث: 9656 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 410 9657 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَنَامُ عَيْنِي، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي " (1) 9658 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: " الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِيمَا يَكْرَهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ " (2) 9659 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَغْلِبَنَّكُمْ أَهْلُ الْبَادِيَةِ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ " (3)   = سعيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (904) ، والبغوي (3276) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، به. وقد سلف الحديث برقم (8819) من طريق أبي سلمة دون قوله: يراها أو تُرى له. وسيأتي هذا الحرف ضمن الحديث برقم (10430) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. (1) إسناده قوي، محمد بن عجلان روى له مسلم بضعة عشر حديثاً في الشواهد وأصحاب السنن، وهو صدوق لا بأس به. وهو مكرر (7417) . (2) إسناده قوي. وانظر ما سلف برقم (7421) . (3) إسناده قوي. وهو مكرر (9600) . الحديث: 9657 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 411 9660 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَدْنَى أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا، رَجُلٌ يُجْعَلُ لَهُ نَعْلَانِ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ " (1) 9661 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا (2) : مَنَعُوا (3) مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلَّا بِحَقِّهَا " (4) 9662 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُمَيٌّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ، أَوْ ثَوْبَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ، وَخَفَضَ أَوْ غَضَّ مِنْ صَوْتِهِ " (5)   (1) إسناده قوي. وهو مكرر (9576) . (2) في (ل) : "فإذا قالوها لا إله إلا الله"، وفي (م) والنسخ المتأخرة: "فإذا قالوا: لا إله إلا الله"، والمثبت من (ظ3) و (عس) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: عصموا. (4) إسناده قوي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/213 من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (8163) . (5) إسناده قوي. سمي: هو أبو عبد الله المدني مولى أبي بكر بن = الحديث: 9660 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 412 9663 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَعَى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّجَاشِيَّ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَخَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ أَصْحَابُهُ خَلْفَهُ، فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا " (1) 9664 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا انْتَهَى أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَجْلِسِ، فَلْيُسَلِّمْ، فَإِنْ بَدَا لَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَلْيَجْلِسْ، ثُمَّ إِنْ قَامَ وَالْقَوْمُ جُلُوسٌ، فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَتِ الْأُولَى بِأَحَقَّ مِنَ الْآخِرَةِ " (2)   = عبد الرحمن بن الحارث، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه أبو داود (5029) ، والترمذي (2745) ، والبيهقي في "السنن" 2/90، والبغوي (3346) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1157) ، وأبو يعلى (6663) ، والبيهقي في "السنن" 2/290، وفي "الآداب" (322) من طرق عن ابن عجلان، به. وأخرجه الحاكم 4/264 من طريق ابن وهب، عن عبد الله بن عياش، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته". وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي! قلنا: فيه عبد الله بن عياش وهو ضعيف. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9646) . (2) إسناده قوي. ابن عجلان: هو محمد، وسعيد: هو المقبري. وأخرجه أبو يعلى (6567) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (7142) . الحديث: 9663 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 413 9665 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَخْفَاهَا، لَا تَعْلَمُ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ (1) ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا، قَالَ: أَنَا أَخَافُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ " (2)   (1) لفظة "امرأة" ليست في (عس) و (س) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر بن حفص العمري. وأخرجه البخاري (660) و (1423) و (6479) ، ومسلم (1031) (91) ، والترمذي (2391) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (358) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5846) و (5847) ، والبيهقي في "السنن" 4/190 و8/162 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد - وبعض الرواة عن يحيى قال فيه: "لا تعلم يمينه ما تنفق شماله"، وبعضهم قال: "لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" وهو الصواب، لأن السنة المعهودة في الصدقة إعطاوها باليمين. وانظر "الفتح" وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1342) ، ومن طريقه البخاري (6806) ، والنسائي 8/222-223، وابن حبان (4486) ، والبيهقي في "السنن" 3/65-66 عن عبيد الله بن عمر، به.= الحديث: 9665 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 414 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرجه البيهقي في "الشعب" (549) و (7357) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 2/281-282 من طريق حماد بن زيد، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه الطيالسي (2462) عن مبارك بن فضالة، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 371 من طريق شعبة، كلاهما عن خبيب بن عبد الرحمن، به. وأخرجه مالك 2/952، ومن طريقه مسلم (1031) (91) ، والترمذي (2391) ، وأبو عوانة 4/411، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5844) ، وابن حبان (7338) ، والبيهقي في "الشعب" (3439) ، والبغوي (470) عن خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد الخدري أو أبي هريرة. هكذا على الشك. قال ابن عبد البر في "التمهيد" 2/280: روى هذا الحديثَ عن مالك كل من نقل "الموطأ" عنه فيما علمت على الشك في أبي هريرة وأبي سعيد إلا مصعباً الزبيري، وأبا قرة موسى بن طارق، فإنهما قالا فيه: عن مالك، عن خُبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة وأبي سعيد، ثم رواه من طريقيهما عن مالك، بالإسناد الذي ذكر، وقال بإثره: وكذلك رواه أبو معاذ البلخي عن مالك. ثم أخرجه 2/281 من طريق سعيد بن أحمد الوقار، عن عبد الله بن وهب وعبد الرحمن بن القاسم ويوسف بن عمر بن يزيد، كلهم عن مالك، عن خبيب، عن حفص، عن أبي سعيد وحده. وقال بإثره: لم يتابَع الوقار على ذلك عنهم، وإنما هو في "الموطأ" عنهم على الشك في أبي هريرة أو أبي سعيد. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5845) من طريق الليث، أن عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم حدثه عن جده، عن أبي هريرة. عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "ستة يظلهم الله في ظله ... " ولم يذكر قصة الرجل الذي ذكر الله خالياً ففاضت عيناه. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (794) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 415 9666 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ " (1) 9667 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ،   = 9/253-254 من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. قوله: "سبعة" لا يفيد الحصر، فقد وردت أحاديث أخرى تفيد أن هناك مَن يظلهم الله في ظله غير هؤلاء السبعة، انظر تفصيل ذلك في "الفتح" 2/143-144. قوله: "في ظِلَه"، قال القاضي عياض فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح": إضافة الظل إلى الله إضافة ملك، وكل ظل فهو ملكه. قلنا: وقد يكون هذا الظل لعرشه كما جاء في حديث آخر سلف برقم (8711) ، والله تعالى أعلم. (1) إسناده قوي من أجل محمد بن عجلان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه ابن ماجه (3678) ، والنسائي في "الكبرى" (9149) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (9150) عن أحمد بن بكار، عن محمد بن سلمة، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي شريح الخزاعي، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. وقوله: "أحَرجَ"، قال السندي: من التحريج، بمعنى التضييق، أي: أضيقه وأحرمه على من ظلمهما، ولعل المراد بيان التشديد في حقهما والتغليظ، والله تعالى أعلم. الحديث: 9666 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 416 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّغَارِ "، قَالَ (1) : وَالشِّغَارُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ، وَأُزَوِّجُكَ ابْنَتِي، أَوْ زَوِّجْنِي أُخْتَكَ، وَأُزَوِّجُكَ أُخْتِي "، قَالَ: " وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ، وَعَنِ الْحَصَاةِ " (2) 9668 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرٌ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَيْنُ حَقٌّ، وَيَحْضُرُ (3) بِهَا الشَّيْطَانُ وَحَسَدُ ابْنِ آدَمَ " (4)   (1) أي: أحد الرواة، ويغلب على الظن أنه ابن نمير. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبيد الله: هو ابن عمر العمري. وسيتكرر برقم (10439) . وأخرج النهي عن الشغار ابن أبي شيبة 4/380، ومن طريقه مسلم (1416) (61) ، وابن ماجه (1884) ، والبيهقي 7/200 عن ابن نمير، بهذا الإسناد. وقرن به أبا أسامة حماد بن أسامة، إلا أن حديث أبي أسامة ليس فيه تفسير الشغار. وسلف عن أبي أسامة عند المصنف برقم (7843) . وأما النهي عن بيغ الغرر والحصاة فقد سلف برقم (7411) عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر. (3) في (ظ3) : ويحُص. والحَص: العدد الشديد، وقيل: هو الضراط. (4) إسناده منقطع، مكحول لم يسمع من أبي هريرة. وقوله: "العين حق" فقط صحيح، وقد سلف برقم (8245) من غير هذا الطريق. قال السندي: قوله: "يحضر بها"، أي: معها، أي: عندها الشيطان وحسد ابن آدم، وفي لفظ "الجامع الصغير": يحضرها الشيطان، وكذا هو في "المجمع". الحديث: 9668 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 417 9669 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " غُفِرَ لِرَجُلٍ نَحَّى غُصْنَ شَوْكٍ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ " (1) 9670 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، مَوْلَى السَّعْدِيِّينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ رِجَالًا يَسْتَنْفِرُونَ عَشَائِرَهُمْ، يَقُولُونَ: الْخَيْرَ الْخَيْرَ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَائِهَا وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ، إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أَوْ شَفِيعًا، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَنْفِي أَهْلَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَاغِبًا عَنْهَا، إِلَّا أَبْدَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن عروة بن الزبير. وانظر (7847) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو صالح مولى السعديين، قال أبو زرعة -كما في "الجرح والتعديل" 9/392-: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/590. وأخرجه بنحوه مسلم (1381) ، وابن حبان (3734) من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، وابن حبان (3733) ، وأبو يعلى (5943) من طريق أبي سلمة، كلاهما عن أبي هريرة.= الحديث: 9669 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 418 9671 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ عَلَيْهِ، فَبَاتَ وَهُوَ غَضْبَانُ، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ "، قَالَ وَكِيعٌ: عَلَيْهَا سَاخِطٌ (1) 9672 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ،   = ولقوله: "إن رجالا يستنفرون عشائرهم ... " انظر ما سلف برقم (8458) . ولقوله: "إنها لتنفي أهلها ... " انظر ما سلف برقم (7232) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه إسحاق بن راهويه (200) ، ومسلم (1436) (122) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/246 من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد - إلا أن إسحاق قرن بوكيع أبا معاوية. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/306، وإسحاق بن راهويه (200) ، والبخاري (3237) و (5193) ، ومسلم (1436) (122) ، وأبو داود (2141) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/83، وأبو يعلى (6196) و (6212) ، وابن حبان (4172) و (4173) ، والبيهقي 7/292، والبغوي (2328) من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه مسلم (1436) (121) من طريق يزيد بن كيسان، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها". وسيأتي الحديث برقم (10225) عن وكيع وحده. وانظر ما سلف برقم (7471) . الحديث: 9671 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 419 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بِلَالُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ عِنْدَكَ مَنْفَعَةً، فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ "، فَقَالَ بِلَالٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الْإِسْلَامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً، إِلَّا أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كَتَبَ اللهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ " (1) 9673 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهُوَ يَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً، وهَذَا (2) مَرَّةً، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ تُحِبُّهُمَا، فَقَالَ: " مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حيان: هو يحيى بن سعيد بن حيان. وأخرجه مسلم (2458) من طريق عبد الله بن نمير، بهذا الإسناد. وانظر (8403) . قوله: "خشف نعليك"، قال السندي: بفتح خاء معجمة وسكون شين معجمة، وجُوَز فتحها، بمعنى الصوت. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: ويلثم هذا. (3) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الرحمن بن مسعود، وهو = الحديث: 9673 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 420 9674 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ، وَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ، وَكُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ "، قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: " كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ " (1) 9675 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، مَوْلَى جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: " هِيَ فِي النَّارِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ،   = ابن نِيَار الأنصاري. وهو عند المصنف في "الفضائل" (1376) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم 3/166. وأخرجه البزار (2627 - كشف الأستار) من طريق عبد الله بن بشير، عن حجاج بن أرطاة، عن جعفر بن إياس، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7876) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله، وأبو أسامة: هو حماد بن أسامة، وعبيد الله: هو ابن عمر بن حفص بن عاصم. وأخرجه مسلم (2839) من طريق أبي أسامة وابن نمير، بهذا الإِسناد. وانظر (7886) . الحديث: 9674 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 421 وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: " هِيَ فِي الْجَنَّةِ " (1) 9676 - حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ عَادَ مَرِيضًا وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ وَعْكٍ كَانَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْشِرْ، إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا، لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ فِي الْآخِرَةِ " (2)   (1) إسناده حسن، أبو يحيى مولى جعدة لم يرو عنه غير سليمان الأعمش، وروى له مسلم متابعة، والبخاري في "الأدب المفرد"، وابن ماجه، ووثقه ابن معين وابن حبان والذهبي في "الميزان"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن حبان (5764) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (119) ، والبزار (1902 - كشف الأستار) ، والخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (385) و (616) ، والحاكم 4/166، والبيهقي في "الشعب" (9545) و (9546) من طرق عن الأعمش، به. قوله: "أثوار أقِط"، الأثوار: جمع ثَوْرٍ: وهي القطعة من الأقِط، والأقِط -بفتح الهمزة وكسر القاف، وقد تسكن القاف للتخفيف مع فتح الهمزة وكسرها-: لَبَن جامد مستَحجِر. (2) إسناده جيد، أبو صالح الأشعري لا يعرف اسمه، روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: لا بأس به، ووثقه الذهبي، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/345، والترمذي (2088) ، وابن ماجه (3470) ، والحاكم 1/345، والبيهقي في "الشعب" (9844) من طريق أبي أسامة، بهذا = الحديث: 9676 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 422 9677 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، طَوْقٌ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " طَوْقٌ مِنْ نَارٍ "، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " سِوَارَانِ مِنْ نَارٍ "، قَالَتْ: قُرْطَانِ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: " قُرْطَانِ مِنْ نَارٍ "، قَالَ: وَكَانَ عَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَرَمَتْ بِهِمَا، ثُمَّ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ إِحْدَانَا إِذَا لَمْ تَزَّيَّنْ لِزَوْجِهَا صَلِفَتْ عِنْدَهُ، قَالَ: فَقَالَ: " مَا يَمْنَعُ إِحْدَاكُنَّ تَصْنَعُ قُرْطَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ تُصَفِّرُهُمَا بِالزَّعْفَرَانِ " (1)   = الإسناد. وأخرج ابن ماجه (3469) من طريق موسى بن مرثد، عن علقمة بن مرثد، عن حفص بن عبيد الله، عن أبي هريرة قال: ذكِرَت الحُمى عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسبها رجل، فقال النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تسبها، فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خَبَثَ الحديد" وإسناده ضعيف لضعف موسى بن مرثد. وسيأتي الحديث في مسند أبي أمامة 5/252 بنحوه من طريق أبي الحصين، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي أمامة. (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي زيد صاحب أبي هريرة. أسباط: هو ابن محمد بن عبد الرحمن، ومطرف: هو ابن طريف، وأبو الجهم: هو سليمان بن الجهم. وأخرجه النسائي 8/159، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4813) من طريق أسباط بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 8/159 من طريق خالد بن عبد الله، عن مطرف بن طريف، = الحديث: 9677 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 423 9678 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ: عَلِيمٌ حَكِيمٌ، غَفُورٌ رَحِيمٌ " (1)   = به. وانظر ما سلف برقم (8416) . وفي الباب عن أخت حذيفة، سيأتي 5/398 و6/357. وهو ضعيف. وعن أسماء بنت يزيد، سيأتي 6/455. وهو ضعيف. وعن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند النسائي 8/158، والطحاوي (4812) . وعن عائشة عند النسائي 8/159، والطحاوي (4803) . قال السندي في حاشيته على النسائي 8/157: هذا منسوخ بحديث: "إن هذين حرام على ذكور أمتي حِل لإناثها"، قال ابن شاهين في "ناسخه": كان في أول الأمر تلبس الرجال خواتيمَ الذهب وغير ذلك، وكان الحظر قد وقع على الناس كلهم، ثم أباحه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنساء دون الرجال، فصار ما كان على النساء من الحظر مباحاً لهن، فنَسَخَت الإباحةُ الحظرَ، وحكى النووي في "شرح مسلم" 14/32-33 إجماع المسلمين على ذلك. وانظر "شرح مشكل الآثار" 12/295 وما بعده. قولها: "طوق من ذهب"، قال السندي: أي: عندي طوق من ذهب، أي: ما جزاؤه؟ وقولها: "صَلِفَت عنده": ضُبطت بكسر اللام، أي: صارت قليلة الحظ عنده، ثقيلة عليه، بغيضة لديه. وقوله: "تصفرهما" من التصفير، أي: فيكون لونهما كلون الذهب. (1) إسناده حسن. وانظر (8390) . الحديث: 9678 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 424 9679 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ مَا كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، ابن أبي سلمة: وهو عمَر، حسن الحديث في المتابعات والشواهد. أبو داود الحفري: هو عمر بن سعد بن عبيد، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه الدارمي (2591) ، والبيهقي 6/76 من طريقين عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. ورواه أيضا هكذا وكيع وأبو نعيم عن سفيان، سيأتي حديثهما عند المصنف برقم (10156) ، وخالفهم عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان، فأسقط منه أبا سلمة، وسيأتي حديثه برقم (10157) ، والصواب رواية الجماعة عن سفيان. وأخرجه الشافعي 2/190، وابن ماجه (2413) ، والترمذي (1079) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/14-15، والبغوي (2147) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، به. وحسنه الترمذي والبغوي. ورواه زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فأسقط منه عمر بن أبي سلمة، وسيأتي حديثه برقم (10599) ، ورجح الترمذي رواية إبراهيم بن سعد على رواية زكريا. وأخرجه ابن حبان (3061) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وإسناده صحيح. وفي الباب عن سمرة، سيأتي 5/20. وعن ثوبان، سيأتي 5/276. ولا بأس بهما. وفي معنى الحديث قال في "مرقاة المفاتيح" 3/340: المعنى أنه لا يظفر بمقصوده من دخول الجنة، أو من المرتبة العالية، أو في زمرة عباد الله الصالحين، = الحديث: 9679 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 425 9680 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ، لَمْ أَرَهُمْ بَعْدُ، نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الْإِبِلِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَرِجَالٌ مَعَهُمْ أَسْيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ " (1) 9681 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " (2) 9682 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   = أو لا تجد روحه اللذة ما دام عليه الدين، ثم قيل: المَدِين الذي يحبَس عن الجنة حتى يقع القصاص هو الذي صَرَفَ ما استدانه في سفهٍ أو سرفٍ، وأما ما استدانه في حق واجب كفاقةٍ، ولم يترك وفاءً، فإن الله تعالى لا يحبسه عن الجنة إن شاء الله تعالى، لأن السلطان كان عليه أن يؤدَيَ عنه (انظر الحديث السالف برقم: 7899) ، فإذا لم يؤد عنه يقضي الله تعالى عنه بإرضاء خصمائه (انظر الحديث السالف برقم: 8733) . (1) حديث صحيح، شريك -وإن كان سيىء الحفظ، قد توبع- وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح، وانظر (8665) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7550) . الحديث: 9680 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 426 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا أَنْ لَا نُبَادِرَ الْإِمَامَ بِالرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ، " وَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا قَالَ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ إِذَا وَافَقَ كَلَامَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لِمَنْ فِي الْمَسْجِدِ، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ " (1) 9683 - حَدَّثَنَا يَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ، ابْنَا عُبَيْدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَدَا جَفَا، وَمَنْ تَبِعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانِ افْتُتِنَ، وَمَا ازْدَادَ عَبْدٌ مِنَ السُّلْطَانِ قُرْبًا، إِلَّا ازْدَادَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بُعْدًا " (2) 9684 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْأَوْدِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/367، وابن ماجه (960) ، وأبو عوانة 2/110 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (415) ، وابن خزيمة (1576) و (1582) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، به. وانظر ما سلف برقم (8502) . (2) حديث ضعيف، سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (8836) . وأخرجه أبو داود (6860) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (9404) عن محمد بن عبيد وحده، بهذا الإِسناد. الحديث: 9683 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 427 رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] ، قَالَ: " هُوَ الْمَقَامُ الَّذِي أَشْفَعُ لِأُمَّتِي فِيهِ " (1) 9685 - حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ " (2)   (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود: وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي. وأخرجه الطبري 15/145-146 من طريق مكي بن إبراهيم، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/90 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن داود الأودي، بهذا الإسناد. وسيتكرر بإسناده ومتنه برقم (10839) ، وانظر (9735) . وفي الباب عن كعب بن مالك، سيأتي 3/456، وإسناده صحيح. وعن ابن عمر عند البخاري (1475) و (7418) . وعن أبي سعيد الخدري عند الترمذي (3148) ، وإسناده ضعيف. (2) إسناده حسن. أبو خالد الأحمر: وهو سليمان بن حيان، وأسامة: وهو ابن زيد الليثي، صدوقان. وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (75) ، ومن طريقه ابن ماجه (1690) ، والنسائي في "الكبرى" (3250) ، وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1425) من طريق زيد بن شعيب، كلاهما (ابن المبارك وزيد بن شعيب) عن أسامة بن زيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (3249) من طريق عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبيه أبي سعيد، عن أبي هريرة. = الحديث: 9685 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 428 9686 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ: " ائْتُونِي بِجَرِيدَتَيْنِ "، فَجَعَلَ إِحْدَاهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَالْأُخْرَى عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقِيلَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَيَنْفَعُهُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " لَنْ يَزَالَ يُخَفَّفَ عَنْهُ بَعْضُ عَذَابِ الْقَبْرِ مَا كَانَ فِيهِمَا نُدُوٌّ " (1) 9687 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمِّهِ: " قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدْ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قَالَ: لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرَنِي   = وقد سلف برقم (8856) من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن أبي سعيد. وأخرجه النسائي مرة ثالثة (3251) من طريق ابن المبارك أيضا، عن أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة موقوفاً. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان، فمن رجال مسلم، وهو ثقة، وله بعض ما يخطأ فيه. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/376، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (207) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (123) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (1980) . وعن يعلى بن مرة، سيأتي 4/172. وعن أبي بكرة، سيأتي 5/35-36. وعن أبي أمامة، سيأتي 5/266. وعن جابر بن عبد الله عند مسلم (3012) ، وابن حبان (6524) . الحديث: 9686 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 429 قُرَيْشٌ، لَأَقْرَرْتُ عَيْنَكَ بِهَا، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:56] (1) 9688 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَبَكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأَذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (208) ، والطبري 20/92 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (9610) . (2) إسناده على شرط مسلم، وقد تفرد به يزيد بن كيسان بهذا الحديث عن أبي حازم الأشجعي، ويزيد قد وثقه ابن معين والنمائي ويعقوب بن سفيان والدارقطني، لكن قال يحيى بن سعيد القطان: ليس هو ممن يعتمد عليه، هو صالح وسط، وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه، محله الصدق، صالح الحديث، فسأله ابنه: يُحتَج بحديثه؟ فقال: لا، هو بابة فضيل بن غزوان وذويه، بعض ما يأتي به صحيح وبعض لا، قال ابن أبي حاتم: وكان البخاري قد أدخله في كتاب "الضعفاء"، فقال أبي: يُحول منه. وقال ابن حبان في "الثقات": كان يخطىء ويخالف، لم يفحش خطؤه حتى يعدَلَ به عن سبيل العدول، ولا أتى من الخلاف بما تنكره القلوب، فهو مقبول الرواية إلا ما يعلم أنه أخطأ فيه،= الحديث: 9688 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 430 9689 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا لَمَمٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَنِي، قَالَ: " إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يَشْفِيَكِ، وَإِنْ شِئْتِ فَاصْبِرِي، وَلَا حِسَابَ عَلَيْكِ "، قَالَتْ: بَلْ أَصْبِرُ، وَلَا حِسَابَ عَلَيَّ (1)   = فحينئذٍ يترك خطؤه كما يترك خطأ غيره من الثقات. قلنا: هو كما قال ابن حبان، مقبول الرواية إلا ما يعلم أنه أخطأ فيه. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/343، وإسحاق بن راهويه (206) ، ومسلم (976) ، وأبو داود (3234) ، وابن ماجه (1569) و (1572) ، والنسائي 4/90، والبيهقي 4/76، والبغوي (1554) ، والحازمي في "الاعتبار" ص 130 من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد، ورواية ابن ماجه الأولى مختصرة: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة". وأخرجه مسلم (976) ، وأبو يعلى (6193) من طريق مروان بن معاوية، وإسحاق بن راهويه (205) ، وابن حبان (3169) ، والحاكم 1/375 من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن يزيد بن كيسان، به. ورواية مروان مختصرة بلفظ: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي". وفي الباب عن بريدة، سيأتي 5/359. وإسناده ضعيف. (1) إسناده حسن، محمد بن عمرو صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن حبان (2909) ، والبغوي (1424) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وأخرجه هناد في "الزهد" (288) ، والبزار (772 - كشف الأستار) ، وابن حبان = الحديث: 9689 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 431 9690 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثِنْتَانِ هُمَا بِالنَّاسِ كُفْرٌ: نِيَاحَةٌ عَلَى الْمَيِّتِ، وَطَعْنٌ فِي النَّسَبِ " (1) 9691 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ الْأَعْمَشُ: لَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ - قَالَ: " وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ أَمْرٍ قَدِ اقْتَرَبَ، أَفْلَحَ مَنْ كَفَّ يَدَهُ "، (2)   = (2909) ، والحاكم 4/218 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (502) ، والبيهقي في "الشعب" (9969) من طريق قرة بن حبيب، عن إياس بن أبي تميم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة - ضمن قصة مطولة. قوله: "بها لَمَمٌ"، أي: صرع، كما جاء في حديث ابن عباس السالف برقم (3240) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (67) ، وابن منده في "الإيمان" (660) ، والبيهقي في "السنن" 10/246، وفي "الشعب" (6673) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وانظر (8905) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (4249) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2299) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن الأعمش، بهذا الإسناد مرفوعاً. ورواية أبي معاوية الموقوفة التي أشار إليها الإمام أحمد بإثر الحديث أخرجها ابن أبي شيبة 15/55 عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. الحديث: 9690 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 432 وَوَقَفَهُ (1) أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ 9692 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّمَا مَثَلُ هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ مَثَلُ نَهْرٍ جَارٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَاذَا يُبْقِينَ مِنْ دَرَنِهِ؟ " (2) 9693 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ اللَّجْلَاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " (3) 9694 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَيَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: ووافقه، وهو تحريف. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/389، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4967) ، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (93) من طريق محمد بن عبيد، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (8924) . (3) صحيح بطرقه وشواهده، وسلف الكلام على إسناده برقم (7480) . الحديث: 9692 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 433 مَا يَسُرُّنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهِ، وَلَا (1) أَنَّ لَنَا مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، قَالَ: " أَوَجَدْتُمْ ذَلِكَ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ " (2) 9695 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَالِكِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ؟ " قَالُوا: الَّذِي يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يُقْتَلَ، قَالَ: " إِنَّ الشَّهِيدَ فِي أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالطَّعِينُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْخَارُّ عَنْ دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ، وَالْمَجْنُوبُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ "، قَالَ مُحَمَّدٌ: " الْمَجْنُوبُ صَاحِبُ الْجَنْبِ " (3)   (1) لفظة "لا" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة، وهي في هذا الموضع زائدة والواو حالية. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو صدوق حسن الحديث. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1284) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (662) ، وأبو يعلى (5914) و (5923) ، وابن حبان (145) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (9156) . (3) إسناده ضعيف، أبو مالك بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي روى عن أبيه وعمر بن الحكم، وروى عنه محمد بن إسحاق والوليد بن كثير، ولم يوثقه أحد، فهو في عداد المجهولين، ومحمد بن إسحاق -وإن كان صدوقاً- مدلس، وقد= الحديث: 9695 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 434 9696 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ مِنَ النَّاسِ النَّارَ الْأَجْوَفَانِ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْأَجْوَفَانِ؟ قَالَ: " الْفَرْجُ وَالْفَمُ "، قَالَ: " أَتَدْرُونَ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ تَقْوَى اللهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ " (1) 9697 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُومَنَّ (2) أَحَدُكُمْ   = عنعن، وباقي رجاله رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/332 عن عبد الله بن نمير، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9881) من طريق أحمد بن خالد، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. وانظر الحديث السالف برقم (8092) . وفي باب الشهادة من ذات الجنب عن عقبة بن عامر، سيأتي 4/157. وعن جابر بن عتيق، سيأتي 5/446. المجنوب: الذي أخذته ذات الجَنْب: وهي -كما زعم بعضُ أطباء العرب- قَرحة تصيب الإنسان في داخل جنبه، وفي الطب الحديث: التهاب في الغشاء المحيط بالرئة. انظر "قاموس الأطباء" لمَدْين بن عبد الرحمن المصري 1/23، و"المعجم الوسيط" 1/138. (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، داود -وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي- ضعيف لكن تابعه أخوه إدريس بن يزيد، وهو ثقة، وأبوهما يزيد حسن الحديث، فانظر (7907) . (2) في (ظ3) و (عس) : لا يقوم، على النفي بمعنى النهي. الحديث: 9696 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 435 إِلَى الصَّلَاةِ وَبِهِ أَذًى " يَعْنِي الْبَوْلَ وَالْغَائِطَ (1) 9698 - حَدَّثَنَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَجَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ، فَقَالَ: " أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ " (2)   (1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/422، وابن راهويه في "مسنده" (467) ، وابن ماجه (618) من طريق إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، عن أبيه، بهذا الإسناد. وإدريس بن يزيد ثقة، وأبوه صدوق حسن الحديث. وسيأتي برقم (10094) عن وكيع، عن داود الأودي. وأخرج أبو داود (91) من طريق أبي حي المؤذن، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حَقِن حتى يتخفف". وإسناده حسن. وفي الباب عن عبد الله بن أرقم، سيأتي 3/383، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وعن ثوبان، سيأتي 5/280، وإسناده حسن. وعن عائشة، سيأتي 6/43، وهو عند مسلم (560) . (2) إسناده ضعيف جداً، تليد بن سليمان اتفقوا على ضعفه، واتهم بالكذب. أبو الجحاف: هو داود بن أبي عوف، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1350) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2621) ، والحاكم 3/149 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وتساهل الحاكم فحسنه فقال: = الحديث: 9698 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 436 9699 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا صَلَّيْتُمْ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَصَلُّوا أَرْبَعًا، فَإِنْ عَجِلَ بِكَ شَيْءٌ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَرَكْعَتَيْنِ إِذَا رَجَعْتَ " (1) قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: " وَلَا أَدْرِي هَذَا فِي حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا " 9700 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الْإِيمَانِ عِنْدَ اللهِ إِيمَانٌ لَا شَكَّ فِيهِ، وَغَزْوٌ لَا غُلُولَ فِيهِ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ "،   = هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل، عن تليد بن سليمان، فإني لم أجد له رواية غيرها! وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/516-517 من طريق إسماعيل بن موسى السري، والخطيب في "تاريخ بغداد" 7/136-137، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (431) من طريق أحمد بن حاتم، كلاهما عن تليد بن سليمان، به. قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح، تليد بن سليمان كان رافضياً يشتم عثمان، قال أحمد ويحيى: كان كذاباً. وفي الباب عن زيد بن أرقم عند ابن ماجه (145) ، والترمذي (3870) ، وابن حبان (6977) . وإسناده ضعيف. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (7400) . الحديث: 9699 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 437 قَالَ: فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " حَجٌّ مَبْرُورٌ يُكَفِّرُ خَطَايَا تِلْكَ السَّنَةِ " (1) ، قَالَ مَرْوَانُ: " أَشَكُّ فِيهِ (2) ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ أَوْ عَنْ هِشَامٍ " 9701 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا صَبِيحٌ أَبُو الْمَلِيحِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَا يَسْأَلْهُ يَغْضَبْ عَلَيْهِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، أبو جعفر -وهو الأنصاري المؤذن- في عداد المجهولين، لكنه قد توبع، وانظر ما سلف برقم (7511) . وأما شك مروان الفزاري في روايته: أهي عن حجاج الصواف أو عن هشام الدستوائي، فلا يضر، فكلاهما ثقة من رجال الشيخين. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: لا شك فيه، وهو خطأ. (3) إسناده ضعيف، أبو صالح -وهو الخُوزي- لم يرو عنه غير صبيح أبي المليح، فهو في عداد المجهولين، وليس له غير هذا الحديث، وهو مختلف فيه، فقد ضعفه ابن معين، وقواه أبو زرعة فقال: لا بأس به! وأما الحافظ ابن حجر فقال في "التقريب": لين الحديث. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (658) ، وأبو يعلى (6655) ، والحاكم 1/491 من طريق مروان بن معاوية الفزاري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" بإثر الحديث (658) ، والترمذي (3373) من طريق حاتم بن إسماعيل، والترمذي أيضا بإثر الحديث (3374) ، والطبراني في "الأوسط" (2452) ، وفي "الدعاء" (23) ، والحاكم 1/491، والمزي في ترجمة أبي صالح الخوزي من "تهذيب الكمال" 33/418 من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، كلاهما عن أبي المليح، به. حديث أبي عاصم عند الترمذي وقع خطأ بإثر حديث أبي موسى الأشعري، وهو خطأ صوبناه من = الحديث: 9701 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 438 9702 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ " (1) 9703 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَطَاءٍ يَعْنِي ابْنَ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي شَيْئًا مِنْهُمَا أَلْقَيْتُهُ فِي جَهَنَّمَ " (2) 9704 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ قُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا تَنْطَحَ ذَاتُ قَرْنٍ جَمَّاءَ " (3)   = "تحفة الأحوذي" 4/224، و"تحفة الأشراف" 11/84. وسيأتي برقم (9719) و (10178) . قوله: "من لا يسأله"، قال السندي: أي: الله، والإِضمار لتعين هذا الوصف له، بحيث لا يُظن غيره. (1) إسناده حسن من أجل أبي عثمان التبان. وانظر (8001) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عطاء بن السائب. وانظر (7382) . (3) إسناده ضعيف، الصلت بن قويد في عداد المجهولين، قال النسائي: لا أدري كيف هو، حديثه منكر، ثم ذكر له هذا الحديث، كما قاله في "الميزان" = الحديث: 9702 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 439 9705 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا " (1) 9706 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ الْمُطَوِّسِ، عَنِ الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ، لَمْ يَجْزِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ " (2)   = 2/319. وأخرجه البخاري في "التاريخ" 4/300، والدولابي في "الكنى" 1/116، وابن عرفة في "جزئه"، وعنه ابن حجر في "اللسان" 3/198 من طريق عمار بن محمد، بهذا الإسناد. قال في "الميزان": واختُلِفَ فيه على عمار، فقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثناه إبراهيم بن عبد الله الهروي، حدثنا عمار، حدثنا الصلت بن قويد الحنفي، عن أبي أحمر، عن أبي هريرة، ورواه الإمام أحمد وابن عرفة، عن عمار بدون أبي أحمر. قلنا: والصواب رواية الإمام أحمد وابن عرفة، فإن أبا أحمر هي كنية الصلت بن قويد. ولوقوع الأمنة في آخر الزمان انظر الحديث السالف برقم (9270) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (7403) . (2) إسناده ضعيف لجهالة ابن المطوس وأبيه، واسم ابن المطوس يزيد، وقيل: عبد الله بن المطوس. سفيان: هو الثوري، وحبيب: هو ابن أبي ثابت، وقد كان حبيبٌ يروي هذا الحديث عن عمارة بن عمير ثم لقي ابن المطوس = الحديث: 9705 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 440 9707 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ عُتْبَةُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ، فَأَمْسِكُوا عَنِ الصَّوْمِ حَتَّى يَكُونَ رَمَضَانُ " (1)   = فسمعه منه كما سيأتي في الروايتين (10080) و (10081) . وأخرجه ابن أبي شيبة 3/105، وإسحاق بن راهويه (273) ، وابن ماجه (1672) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (7475) ، والدارمي (1714) ، والنسائي (3278) و (3280) ، وابن حبان في "المجروحين" 3/157، والدارقطني 2/211 من طرق عن سفيان، به. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو العميس: هو عتبة بن عبد الله بن عتبة المسعودي. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/21 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (2911) من طريق محمد بن ربيعة، عن أبي العميس، به. وأخرجه عبد الرزاق (7325) ، والدارمي (1740) و (1741) ، وأبو داود (2337) ، وابن ماجه (6151) ، والترمذي (738) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/82، وابن حبان (3589) ، والبيهقي 4/209 من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به. قال أبو داود: وكان عبد الرحمن لا يحدث به، قلت لأحمد: لم؟ قال: لأنه كان عنده أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَصِلُ شعبانَ برمضان، وقال عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلافه، قال أبو داود: وليس هذا عندي خلافه، ولم يجىء به غير العلاء عن أبيه. ونقل البيهقي عن أبي داود، عن أحمد بن حنبل أنه قال: هذا حديث منكر! = الحديث: 9707 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 441 9708 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْهِرُّ سَبُعٌ " (1) 9709 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   = وقال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من هذا الوجه على هذا اللفظ. ومعنى الحديث عند بعض أهل العلم: أن يكون الرجل مفطراً، فإذا بقي من شعبان شيء أخَذ في الصوم لحال شهر رمضان. وقد روي [عن أبي سلمة] عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يُشبِه قولهم حيث قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَقَدموا شهر رمضان بصيام إلا أن يوافقَ ذلك صوماً كان يصومه أحدُكم" (وهو حديث صحيح سلف تخريجه برقم: 7200) . وقد دل في هذا الحديث أنما الكراهيةُ على من يتعمَدُ الصيامَ لحال رمضان. قلنا: ولبعض أهل العلم مذهب آخر في الجمع بين هذين الحديثين: وهو أن حديث العلاء بن عبد الرحمن محمول على من يضعِفُه الصومُ، وحديث أبي سلمة مخصوص بمن يحتاط بزعمه لرمضان، وهو جمع حسنٌ كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 4/129، وانظر "شرح معاني الآثار" للطحاوي 2/84-85. (1) إسناده ضعيف لضعف عيسى بن المسيب. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/32، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (178) ، والعقيلي في "الضعفاء" 3/386، والدارقطني 1/63، والحاكم 1/183، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (547) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (8342) . ونقل ابن أبي حاتم في "العلل" 1/44 عن أبي زرعة قوله: لم يرفعه أبو نعيم، وهو أصح، وعيسى ليس بقوي. قلنا: رواية أبي نعيم لم تقع لنا. ولما صحح الحاكم إسناده في "المستدرك" وقوى أمر عيسى بن المسيب، تعقبه الذهبي بتضعيفه. وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح. الحديث: 9708 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 442 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا (1) حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ " (2) 9710 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ " (3)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: تؤمنون، بإثبات النون، وقد سلف التعليق على هذا الحرف عند الحديث رقم (9084) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الزهد" لوكيع (331) . ومن طريق وكيع أخرجه مسلم (54) (93) ، وابن ماجه (68) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (463) ، وأبو عوانة 1/30، وابن منده (328) و (332) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/331، والبيهقي في "السنن" 10/232، وفي "الشعب" (8745) ، والبغوي (3300) . وسيتكرر برقم (10177) . وانظر ما سلف برقم (9084) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن ماجه (57) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. ضمن حديث: "الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون باباً ... ". وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة 8/521-522، والبخاري في "الأدب المفرد" (598) ، والنسائي 8/110، وابن منده في "الإيمان" (170) من طرق عن سفيان الثوري، به.= الحديث: 9710 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 443 9711 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَؤُمُّنَا فَيَجْهَرُ وَيُخَافِتُ، فَجَهَرْنَا فِيمَا جَهَرَ، وَخَافَتْنَا فِيمَا خَافَتَ "، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " لَا صَلَاةَ إِلَّا بِقِرَاءَةٍ " (1) 9712 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ فِي النَّجْمِ، إِلَّا رَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ، أَرَادَا بِذَلِكَ الشُّهْرَةَ " (2)   =وأخرجه ابن أبي شيبة 8/522، وابن ماجه (57) ، والنسائي 8/110 من طريق محمد بن عجلان، عن عبد الله بن دينار، به. وقد سلف الحديث جميعاً برقم (9361) من طريق حماد بن سلمة، عن سهيل، به. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، وقد سلف الحديث من طريق ابن أبي ليلى -وهو محمد بن عبد الرحمن- برقم (8076) . (2) إسناده قوي، الحارث بن عبد الرحمن صدوق من رجال أصحاب السنن، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/8 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/123 عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه بنحوه الطحاوي 1/353 من طريق عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي سلمة، به. وانظر ما سلف برقم (8034) . الحديث: 9711 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 444 9713 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَعْلَى، وَمُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَيْ عُبَيْدٍ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ أُمِرَ بِالسُّجُودِ، فَسَجَدَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ، فَعَصَيْتُ، فَلِي النَّارُ " (1) 9714 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ، بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى مَا شَاءَ اللهُ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي " " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (81) ، والبغوي بإثر الحديث (653) من طريق وكيع وحده، بهذا الإِسناد. وأخرجه البغوي (653) من طريق يعلى بن عبيد وحده، به. وأخرجه مسلم (81) ، وابن ماجه (1052) ، وابن حبان (2759) من طريق أبي معاوية، وابن خزيمة (549) ، والبغوي بإثر الحديث (653) من طريق جرير وأبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، به. قوله: "يا ويله"، قال السندي: يريد به الشيطان نفسه، وضمير الغيبة إما من الحاكي لكراهة الإِضافة إلى النفس صورة، أو لأن الشيطان اعتبر نفسه غائباً تبعيداً لها، لأنه وقع في سوئها، أو يُحتمل أنه أراد به آدم، قاله غضباً عليه، حيث خالفه ولم يوافقه، والله تعالى أعلم. الحديث: 9713 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 445 وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ " " وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ " (1) 9715 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، وَأَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ - وَالْأَعْمَشُ يَرْفَعُهُ -: " إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَمْشِي فِي النَّعْلِ الْوَاحِدَةِ " (2) 9716 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ بْنُ قَهْمٍ (3) ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضُّحَى، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/5، ومسلم (1151) (164) ، وابن ماجه (1638) ، والبيهقي 3/304 و4/27 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيتكرر الحديث برقم (10175) ، وانظر (7174) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين -وهو مسعود بن مالك الأسدي- متابع أبي صالح، فمن رجال مسلم. وسيتكرر الحديث برقم (10188) ، وانظر (7447) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة زيادة: الصبحي! وضبب عليها في (س) . (4) إسناده ضعيف لضعف النهاس بن قَهم، وشداد -وهو ابن عبد الله القرشي مولاهم- لم يسمع من أبي هريرة. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/406، وإسحاق بن راهويه (462) ، وابن ماجه (1382) عن وكيع، بهذا الإسناد.= الحديث: 9715 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 446 9717 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا " (1) 9718 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ " (2)   = وأخرجه ابن راهويه (329) ، وعبد بن حميد (1422) ، والترمذي (476) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2523 من طرق عن النهاس بن قهم، به. وسيأتي برقم (10447) و (10480) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الخليل بن مرة، وفي الإِسناد انقطاع، معاوية بن قرة لم يسمع من أبي هريرة. وأخرجه إسحاق بن راهويه (97) ، وابن أبي شيبة 2/297 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4024) من طريق عبد الله بن أبي رومان الإِسكندراني، عن عيسى بن واقد، عن محمد بن عمرو الليثي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، بلفظ: "من لم يوتر فلا صلاة له". وإسناده ضعيف جداً، مسلسل بالضعفاء والمجاهيل. وفي الباب عن بريدة، سيأتي 5/357. وإسناده حسن. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو عند المصنف في "الزهد" ص 18. والحديث في "الزهد" لوكيع (181) ، ومن طريقه أخرجه إسحاق بن راهويه (321) .= الحديث: 9717 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 447 9719 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَلِيحٍ الْمَدَنِيُّ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَدْعُ اللهَ، غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ " (1) 9720 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: عَلَى جَمْعِ الْمَالِ، وَطُولِ الْحَيَاةِ " (2) 9721 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ،   = وأخرجه إسحاق بن راهويه (320) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن جعفر بن برقان، به موقوفاً. وسيأتي الحديث من طريقين آخرين عن جعفر بن برقان برقم (10958) و (10965) ، وانظر ما سلف برقم (7316) . (1) إسناده ضعيف من أجل أبي صالح: وهو الخُوزِيُ، وانظر (9701) . وأخرجه ابن أبي شيبة 10/200، وابن ماجه (3827) ، وابن عدي في "الكامل" 7/2750، والبغوي (1389) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (10178) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "الزهد" لوكيع (188) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 3/368، وفي "الشعب" (10262) . وسيأتي مكرراً برقم (9776) ، وسلف برقم (9123) عن أبي أحمد الزبيري، عن سفيان الثوري. الحديث: 9719 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 448 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي طَعَامِ أَحَدِكُمْ أَوْ شَرَابِهِ، فَلْيَغْمِسْهُ إِذَا أَخْرَجَهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً، وَفِي الْآخَرِ شِفَاءً، وَإِنَّهُ يُقَدِّمُ الدَّاءَ " (1) 9722 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّهَّاسُ، عَنْ شَيْخٍ بِمَكَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الْأَسَدِ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف إبراهيم بن الفضل، لكن قد توبع، انظر (7141) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة، ولضعف النهاس: وهو ابن قَهْم القيسي، لكن سيأتي للحديث طريق آخر يصح بها. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/320 و9/44 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/139، وفي "الأوسط" 2/76، والبيهقي 7/218، والخطيب في "تاريخه" 2/317 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ضمن حديث: "لا عدوى ولا طيرة". وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الله. وعلقه البخاري (5707) ، ومن طريقه البغوي (3247) قال: قال عفان: حدثنا سَلِيم بن حنان، حدثنا سعيد بن ميناء، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر، وفر من المجذوم كما تفر من الأسد". ورجاله ثقات رجال الشيخين. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 10/158: وقد وصله أبو نعيم من طريق أبي داود الطيالسي وأبي قتيبة سَلْم بن قتيبة، كلاهما عن سَلِيم بن حيان شيخ عفان = الحديث: 9722 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 449 9723 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بَعْجَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَكُونُ أَفْضَلُ النَّاسِ فِيهِ بِمَنْزِلَةِ، رَجُلٍ أَخَذَ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، كُلَّمَا سَمِعَ بِهَيْعَةٍ اسْتَوَى عَلَى مَتْنِهِ، ثُمَّ طَلَبَ الْمَوْتَ مَظَانَّهُ، وَرَجُلٌ فِي شِعْبٍ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ، يُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَدَعُ النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ " (1)   = فيه، وأخرجه أيضا من طريق عمرو بن مرزوق عن سليم لكن موقوفاً، ولم يستخرجه الاسماعيلي. وقد وصله ابن خزيمة أيضا. قلنا: ووصله البيهقي أيضا في "السنن" 7/135 من طريق عمرو بن مرزوق، عن سليم بن حيان، به. مرفوعاً. وأبو داود الطيالسي وأبو قتيبة وعمرو بن مرزوق ثلاثتهم ثقات. ويشهد لهذا المتن ما سلف عن أبي هريرة برقم (9263) : "لا يورِد مُمرِضٌ على مصِح". وفي الباب عند مسلم (2231) ، وابن أبي شيبة 8/319-320 و9/43-44، والبيهقي 7/218 عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنا قد بايعناك فارجع". وللكلام على الحديث انظر "الفتح" 10/158-163. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد -وهو الليثي- خرج له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، لكن تابعه أبو حازم سلمة بن دينار كما سيأتي في التخريج، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/291، ومسلم (1889) (127) من طريق وكيع، بهذا الإسناد.= الحديث: 9723 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 450 9724 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ سَفَرًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي، قَالَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ "، فَلَمَّا مَضَى قَالَ: " اللهُمَّ ازْوِ لَهُ الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ " (1) 9725 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ، عَنْ سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ الْعَادِلُ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُ " (2)   = وأخرجه مسلم (1889) (125) و (126) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2436) ، وابن ماجه (3977) ، والنسائي في "الكبرى" (8830) و (11277) من طريق أبي حازم، عن بعجة، به. وانظر الحديث السالف برقم (9142) . (1) إسناده حسن، أسامة بن زيد خرّج له مسلم في الشواهد، وهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الحاكم 1/445-446 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإنساد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/359 و12/517، وابن ماجه (2771) ، وابن خزيمة (2561) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (520) ، والبغوي (1346) من طريق وكيع بن الجراح، به. وسيتكرر الحديث برقم (10165) ، وانظر (8310) . (2) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف، أبو المدِلة -وهو مولى عائشة أم = الحديث: 9724 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 451 9726 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ وَهُوَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا لَقِيتُمُ الْيَهُودَ فِي الطَّرِيقِ، فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا، وَلَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ "، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " الْمُشْرِكِينَ بِالطَّرِيقِ " (1) 9727 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدٍ، مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ تَطَيَّبَتْ،   = المؤمنين- مجهول لم يرو عنه غير سعد الطائي. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/536 و12/220، وإسحاق بن راهويه (302) ، والطبراني في "الدعاء" (1322) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1316) من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريرة. وإسناده حسن. والحديث قطعة من حديث مطول سلف برقم (8043) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. سفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (2167) من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1111) ، وأبو عوانة في الاستئذان كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 150، وأبو نعيم في "الحلية" 7/140-141، والبيهقي في "الشعب" (9381) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به - وقرن أبو عوانة بالفضلِ بن دكينٍ محمدَ بن يوسف الفريابى، وقرن به أبو نعيم الحافظ والبيهقي محمد بن كثير. وأخرجه عبد الرزاق (9837) عن معمر وسفيان الثوري، به. وانظر (7567) . الحديث: 9726 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 452 ثُمَّ خَرَجَتْ إِلَى الْمَسْجِدِ لِيُوجَدَ رِيحُهَا، لَمْ يُقْبَلْ مِنْهَا صَلَاةٌ حَتَّى تَغْتَسِلَ اغْتِسَالَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ " (1) 9728 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ الْمَعْنَى، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَلَاكَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِخْ كِخْ، فَإِنَّا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " (2) 9729 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ لِعَبْدِهِ: عَبْدِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: فَتَايَ، وَلَا يَقُلِ الْعَبْدُ لِسَيِّدِهِ: رَبِّي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: سَيِّدِي " (3)   (1) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله. ولتتمة الكلام على إسناده انظر التعليق على الحديث رقم (7356) . وأخرجه أبو داود (4174) مطولاً عن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/214، وإسحاق بن راهويه (50) ، ومسلم (1069) ، وابن حبان (3294) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وسيأتي مكرراً من طريق وكيع برقم (10173) ، وانظر (7758) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2249) ، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة" = الحديث: 9728 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 453 9730 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَيْسَ لَهُ شَيْءٌ " (1)   = 5/ورقة 148 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2249) (14) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (242) ، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 149، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1568) و (1570) من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي برقم (10436) ، وانظر ما سلف برقم (8197) . (1) إسناده ضعيف، صالح مولى التوأمة كان قد اختلط، والكلام عليه هنا في هذا الحديث من بابة الكلام على حديثه السالف برقم (8803) ، فراجعه لزاماً. وقد ضعف هذا الحديث الإمام أحمد وغيره، قال الإمام أحمد: هو مما تفرد به صالح مولى التوأمة، وقال ابن حبان: خبر باطل، ورُدَّ بحديث عائشة، وقال البيهقي: هذا الحديث يُعد في أفراد صالح، وحديث عائشة أصح منه، وصالح مولى التوأمة مختلف في عدالته، كان مالك بن أنس يجرحه، وقال ابن عبد البر: لا يثبت عن أبي هريرة، وقال ابن الجوزي: لا يصح. قلنا: حديث عائشة الذي أشار إليه البيهقي، أخرجه مسلم (973) ، وسيأتي في "المسند" 6/79 من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير: أن عائشة أمرت أن يُمَر بجنازة سعد بن أبي وقاص في المسجد، فتصلي عليه، فأنكر الناس ذلك عليها، فقالت: ما أسرعَ ما نسي الناسُ! ما صلى رسولُ اللُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد. وأما حديث أبي هريرة فقد أخرجه ابن ماجه (1517) ، والبيهقي 4/52 من = الحديث: 9730 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 454 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2310) ، وعبد الرزاق (6579) ، وابن أبي شيبة 3/364-365، وأبو داود (3191) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2846) و (2848) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/492، وابن حبان في "المجروحين" 1/366، وأبو نعيم في "الحلية" 7/93، وابن عدي في "الكامل" 4/1374، والبيهقي 4/52، وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1493) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (696) من طرق عن ابن أبي ذئب، به - لفظ رواية أبي داود: "فلا شيء عليه"، ولفظه في الموضع الثاني عند أبي القاسم البغوي: "ليس له أجر". قال صالح في رواية الطيالسي: وأدركت رجالا ممن أدركوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر إذا جاؤوا فلم يجدوا إلا أن يصلوا في المسجد رجعوا فلم يصلوا. وفي رواية البيهقي قال: فرأيت الجنازةَ توضَع في المسجد فرأيت أبا هريرة إذا لم يَجِدْ موضعا إلا في المسجد انصرف ولم يصل عليها. وسيأتي الحديث برقم (9865) و (10561) . قال الحافظ ابن عبد البر في "الاستذكار" 8/273: وفي هذا الباب عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثان: أحدهما حديث عائشة، والثاني حديث يُروَى عن أبي هريرة لا يثبت عنه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ... فذكره، ثم قال: وقد يحتمل قوله في حديث أبي هريرة هذا: "فلا شيء له"، أي: فلا شيء عليه، كما قال الله عز وجل: (إِنْ أحْسَنْتُم لأنْفُسِكُم وإِنْ أسَأْتُمْ فلها) [الإسراء: 7] ، بمعنى عليها. وسُئِلَ أحمد بن حنبل -وهو إمامُ أهل الحديث والمُقَدم في معرفة علل النقْل فيه- عن الصلاة على الجنازة في المسجد؟ فقال: لا بأسَ بذلك، وقال بجَوَازِه. فقيل: فحديث أبي هريرة؟ فقال: لا يثبت، أو قال: حتى يثبت. ثم قال: رواه صالح مولى التوأمة، وليس بشيء فيما انفرد به. فقد صَححَ أحمد بن حنبل السنة في الصلاة على الجنائز في المسجد وقال = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 455 9731 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، (1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَرَأَى عُمَرُ امْرَأَةً، فَصَاحَ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَعْهَا يَا عُمَرُ، فَإِنَّ الْعَيْنَ دَامِعَةٌ، وَالنَّفْسَ مُصَابَةٌ، وَالْعَهْدَ حَدِيثٌ " (2)   = بذلك. وهو قولُ الشافعي وجمهور أهل العلم، وهي السنة المعمول بها في الخليفتين بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صلَى عمرُ على أبي بكر الصديق في المسجد، وصَلى صهيب على عمر في المسجد بمحضر كبار الصحابة وصدر السلف من غير نكير، وما أعلم من ينكر ذلك إلا ابن أبي ذئب. ورُوِيتْ كراهية ذلك عن ابن عباس من وجوه لا تصح ولا تثبت، وعن بعض أصحاب مالك. ورواه ابن القاسم عن مالك، وقد روِيَ عنه جوازُ ذلك من رواية أهل المدينة وغيرهم. وانظر تتمة كلام ابن عبد البر في "الاستذكار"، و"التمهيد" له 21/217-223. قلنا: وقد قَوَّى أمرَ هذا الحديث جماعة، ورأوا العمل به، انظر "زاد المعاد" 1/501-502، و"الجوهر النقي" لابن التركماني 4/52، و"إعلاء السنن" للتهانوي 8/228-230. (1) في (ظ3) و (عس) : عن عطاء، وهو خطأ. (2) إسناده ضعيف لانقطاعه، فإن محمد بن عمرو بن عطاء لم يسمعه من أبي هريرة، بينما فيه سلمة بن الأزرق كما سلف برقم (7691) وهو مجهول. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/285 و395، ومن طريقه ابن ماجه (1587) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الحاكم 1/381 من طريق عبْدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، به. الحديث: 9731 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 456 9732 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَجْلِسَ أَحَدُكُمْ عَلَى جَمْرَةٍ حَتَّى تَحْتَرِقَ ثِيَابُهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ " (1) 9733 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ (2) فِي دُبُرِهَا " (3) 9734 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري. وأخرجه النسائي 4/95 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (971) من طريق أبي أحمد الزبيري، والطحاوي 1/516 من طريق أبي حذيفة، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وانظر (8108) . (2) في (ظ3) و (عس) : امرأةً. (3) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير الحارث بن مخلد، فقد روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وحديثه عند أبي داود والنسائي وابن ماجه. وأخرجه أبو داود (2162) ، والنسائي في "الكبرى" (9015) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وأخرجه الدارمي (1140) عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان، به. وسيتكرر الحديث برقم (10206) ، وانظر (7684) . الحديث: 9732 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 457 مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصُومُ (1) الْمَرْأَةُ يَوْمًا وَاحِدًا، وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ "، قَالَ وَكِيعٌ: إِلَّا رَمَضَانَ (2) 9735 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ الزَّعَافِرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79] قَالَ: " الشَّفَاعَةُ " (3)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: تَصُم. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7343) . وأخرجه ابن أبي شيبة 3/96 عن وكيع، بهذا الإسناد. وسقط منه سفيان الثوري. وأخرجه الدارمي (1721) عن محمد بن يوسف الفريابي، والنسائي في "الكبرى" (2920) ، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2046) من طريق يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي أيضا (2045) من طريق أبي حذيفة النهدي، والحاكم 4/173 من طريق قبيصة بن عقبة، خمستهم عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وسيأتي عن عبد الرحمن وحده برقم (9986) ، وعن وكيع وحده برقم (10168) ، وبرقم (10494) عن محمد بن عبد الله بن الزبير، عن سفيان الثوري. وسلف برقم (7343) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد. (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود: وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي. وأخرجه الترمذي (3137) ، والطبري 15/145، والخطيب في "موضح أوهام = الحديث: 9735 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 458 9736 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَاصِمُونَهُ فِي الْقَدَرِ، فَنَزَلَتْ: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] " (1)   = الجمع والتفريق" 2/91 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وسيأتي بنحوه بهذا الإِسناد برقم (10200) ، وانظر (9684) . (1) إسناده حسن، زياد بن إسماعيل -وهو القرشي المخزومي- ضعفه ابن معين، وقال يعقوب بن سفيان: ليس حديثه بشيء، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه مسلم (2656) ، وابن ماجه (83) ، والترمذي (2157) و (3290) ، والطبري في "التفسير" 27/110، والمزي في ترجمة زياد بن إسماعيل من "تهذيب الكمال" 9/430 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (134) و (135) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" 3/236، وابن أبي عاصم (349) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 252، وابن حبان (6139) ، والطبري 27/110 و111، والبيهقي في "الشعب" (183) ، وفي "الاعتقاد" ص 135، والواحدي في "أسباب النزول" ص 268-269، والبغوي في "شرح السنة" (81) ، وفي "تفسيره" 4/265، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (946) و (947) من طرق عن سفيان الثوري، به. وسيأتي مكرراً برقم (10164) . الحديث: 9736 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 459 9737 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: " أَشْعَرُ كَلِمَةٍ قَالَتْهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ (1) لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ: [البحر الطويل] أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ " (2) 9738 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصْحَبُ الْمَلَائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ، وَلَا جَرَسٌ " (3) 9739 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ (4) : حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ يَعْنِي   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: قول، والمثبت من (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وسيتكرر برقم (10230) ، وانظر (9083) . (3) حديث صحيح، شريك: وهو ابن عبد الله النخعي -وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/228 عن وكيع، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (10161) ، وانظر (7566) . (4) في (م) : "حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، حدثني عثمان"، والصواب حذف: "حدثنا سفيان". الحديث: 9737 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 460 الْعُمَرِيَّ، عَنْ كِدَامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي كِبَاشٍ، قَالَ: جَلَبْتُ غَنَمًا جُذْعَانًا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَسَدَتْ عَلَيَّ، فَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " نِعْمَ - أَوْ نِعْمَتِ - الْأُضْحِيَّةُ الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ " فَانْتَهَبَهَا النَّاسُ (1)   (1) إسناده ضعيف لجهالة كدام بن عبد الرحمن وأبي كباش، وقد رواه غير عثمان بن واقد عن أبي هريرة موقوفاً، قاله الترمذي عن البخاري في "العلل" 2/646. وأخرجه إسحاق بن راهويه (307) ، والترمذي (1499) ، والبيهقي 9/271 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. قال الترمذي: حديث غريب، ووقع في المطبوع منه: حديث حسن غريب، والصواب حذف كلمة "حسن"، انظر "تحفة الأشراف" 11/89، و"تحفة الأحوذي" 2/356. وانظر ما سلف برقم (9227) . قلنا: ويغني عن هذا الحديث عند أحمد 6/338، وابن ماجه (3139) عن أم بلال بنت هلال عن أبيها أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "يجوز الجذع مِن الضأن أضحية" وفي سنده امرأة مجهولة. وعن عقبة بن عامر قال: ضحينا مع رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجذع من الضأن. أخرجه أحمد 4/152، والنسائي 7/19، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5720) ، وسنده قوي فيما قاله الحافظ في "الفتح" 10/15، هذا لفظ النسائي، ولفظ أحمد: سألت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الجذع، فقال: "ضحِّ به، لا بأس به". وعن عاصم بن كليب عن أبيه، قال: كنا نَؤمر علينا في المغازي أصحاب محمد وكنا بفارس، فعَلَت علينا يوم النحر المَسَان، فكنا نأخذ المسنة بالجذعين = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 461 9740 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَابِ، يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ نَوْمَهُ وَطَعَامَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ، فَلْيُعَجِّلْ إِلَى أَهْلِهِ " (1) 9741 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَافِرْ امْرَأَةٌ مَسِيرَةَ يَوْمٍ تَامٍّ، إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ " (2)   = والثلاثة، فقام فينا رجل من مزينة فقال: كنا مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأصبنا مثل هذا اليوم، فكنا نأخذ المسِنَّة بالجذعين والثلاثة، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الجذع يوفي مما يوفي الثنِي". أخرجه أحمد 5/368، والنسائي 7/219، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم 4/226. قلنا: وجمهور أهل العلم على جواز الجذع من الضأن مع وجود غيره وعدمه، لكن اختلفوا في سنه، فالأصح عند الشافعية، وهو الأشهر عند أهل اللغة: ما أكمل سنةً ودخل في الثانية، وقال الحنفية والحنابلة: ما أكمل ستةَ أشهرٍ، ونَقَلَ الترمذي عن وكيع إنه ابن ستَة أشهر أو سبعة أشهر، وقال صاحب "الهداية": إنه إذا كان عظيماً بحيث لو اختلط بالثنِي اشتبه على الناظر من بعيد، أجزأ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. وانظر (7225) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن أبي ذئب: هو محمد بن = الحديث: 9740 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 462 9742 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، - قَالَ سُفْيَانُ: يَرْفَعُهُ - قَالَ: " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ، إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ " (1) 9743 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يُرَدُّ دُعَاؤُهُمْ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: بِعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ " (2)   = عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر (7222) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف، والد السدي -وهو عبد الرحمن بن أبي كريمة- لم يرو عنه غير ابنه إسماعيل، ولم يوثقه سوى ابن حبان، فهو مجهول الحال كما قال الحافظ في "التقريب"، وباقي رجاله رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/378، والبزار (873 - كشف الأستار) ، وابن حبان (3118) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/113 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (8563) . (2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، دون قوله "يوم القيامة"، وهذا الإسناد ضعيف لجهالة أبي مُدلة: وهو مولى عائشة أم المؤمنين، فلم يرو عنه غير أبي مجاهد: وهو سعد الطائي. وأخرجه المزي في ترجمة أبي المدلة من "تهذيب الكمال" 34/269-270 = الحديث: 9742 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 463 9744 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ، عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي مُدِلَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا عَنِ الْجَنَّةِ، مَا بِنَاؤُهَا؟ قَالَ: " لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، مِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، حَصْبَاؤُهَا الْيَاقُوتُ وَاللُّؤْلُؤُ، وَتُرْبَتُهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ، مَنْ يَدْخُلُهَا يَخْلُدُ لَا يَمُوتُ، وَيَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ، لَا يَبْلَى شَبَابُهُمْ، وَلَا تُخَرَّقُ ثِيَابُهُمْ " (1) 9745 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ،   = من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (1752) من طريق وكيع، به. وأخرجه الترمذي (3598) من طريق عبد الله بن نمير، والبغوي (1395) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عن سعدانَ، به. وأخرجه ابن خزيمة (1901) من طريق عمرو بن قيس الملائي، عن أبي مجاهد، به. وقال بإثره: أبو مُدِلة مولى أبي هريرة. وهذا خطأ، والصواب أنه مولى عائشة. وسيأتي الحديث مختصراً: "الصائم لا ترد دعوته" من طريق وكيع برقم (10183) . وسلف مختصراً أيضا: "الإمام العادل لا ترد دعوته" من طريق وكيع برقم (9725) . والحديث بطوله قطعة من حديث سلف برقم (8043) . (1) حديث صحيح، وإسناده ضعيف كسابقه. وانظر (8043) . الحديث: 9744 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 464 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ " (1) 9746 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَازَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ " (2) 9747 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ عَلَيْكُمْ، الَّذِي تَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ، وَاللُّقْمَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الْمُتَعَفِّفُ " (3) 9748 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري. وأخرجه مسلم (1510) من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر (7143) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (3674) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 240 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (8046) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (7540) . الحديث: 9746 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 465 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ بَابًا، فَأَدْنَاهُ إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَأَرْفَعُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (1) 9749 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن ماجه (57) ، والترمذي (2614) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وفي رواية ابن ماجه على الشك: "بضع وستون أو بضع وسبعون"، وزاد في آخره: "والحياء شعبة من الإيمان"، وسلفت هذه الزيادة وحدها بهذا الإسناد برقم (9710) . وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/521-522، والبخاري في "الأدب المفرد" (598) ، والنسائي 8/110، وابن حبان (191) ، وابن منده في "الإيمان" (147) و (170) من طرق عن سفيان الثوري، به. ورواية ابن أبي شيبة والبخاري والنسائي وابن منده مثل رواية ابن ماجه، إلا أن في رواية النسائي "بضع وسبعون شعبة" دون شك. وانظر (8926) . تنبيه: تكرر متن هذا الحديث في (م) بإسناد الحديث التالي له، وهو خطأ، وليس هو في شيء من النسخ الخطية. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (2675) (19) ، والترمذي (2388) من طريق وكيع، بهذا = الحديث: 9749 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 466 9750 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ، وَالْبُسْرِ وَالتَّمْرِ، وَقَالَ: " يُنْبَذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ " (1) 9751 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ صَمْعَةَ، عَنْ زُبَيْبَةِ (2) ابْنَةِ النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأَوْعِيَةِ، إِلَّا وِعَاءً يُوكَأُ رَأْسُهُ " (3)   = الإِسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وسيأتي برقم (10961) ، وانظر ما سلف برقم (7422) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عكرمة بن عمار، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. وأخرجه مسلم (1989) (26م) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1989) ، وابن ماجه (3396) ، والنسائي 8/293، وأبو عوانة 5/286، وابن حبان (5381) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1912 من طرق عن عكرمة بن عمار، به. وسيأتي برقم (10807) . وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2499) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (2) هكذا في (ظ3) و (عس) ، وترجم لها الحافظ ابن حجر في "التعجيل" فقال: زبَيبة، بموحدتين، وقيل: بنونين. ووقع اسمها في (م) والنسخ المتأخرة: زينب بنت النعمان، والله أعلم بالصواب، وهي على كل حال مجهولة. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة زُيَينة بنت النعمان. = الحديث: 9750 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 467 9752 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَمْ يَنْفَعْ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ " (1) 9753 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا " (2)   = وانظر ما سيأتي برقم (10373) ، وما سلف برقم (7288) . وفي الباب عن عائشة عند مسلم (2005) (85) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/178، ومسلم (158) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (158) ، والترمذي (3072) ، وأبو يعلى (6170) و (6172) ، والطبري 8/103، وأبو عوانة 1/107، وابن منده في "الإيمان" (1023) ، والبيهقي في "الاعتقاد" ص 213 من طرق عن فضيل بن غزوان، به. وفي الحديث عندهم "الدجال"، مكان "الدخان". وانظر ما سلف برقم (7161) و (8303) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الزهد" للمصنف ص 8، وسيأتي مكرراً برقم (10237) . وهو عند وكيع في "الزهد" (119) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة = الحديث: 9752 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 468 9754 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَرِيضًا - كَذَا قَالَ - كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ " (1)   = 13/240، ومسلم (1055) وص 2281 (19) ، والترمذي (2361) ، وابن ماجه (4139) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" 2/23. وأخرجه إسحاق بن راهويه (175) ، ومسلم ص 2281 (19) ، والنسائي في الرقاق من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/442، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص 268، وابن حبان (6343) ، والبيهقي في "السنن" 7/46 و2/150، وفي "الشعب" (1454) ، وفي "دلائل النبوة" 1/339 من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن حبان (6344) ، والخطيب في "الموضح" 2/314 من طريق محاضر بن الموَرع، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه أبو يعلى (6103) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش: نبئت عن أبي زرعة، به! كذا قال أبو معاوية عن الأعمش، وما رواه الجماعة عنه من ذِكْر عمارة بن القعقاع فيه أصوب، وتابع الأعمش عليه فضيل بن غزوان فيما سلف برقم (7173) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف جرير بن أيوب. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف (1537) . وأخرجه أبو يعلى (6106) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (2682 - كشف الأستار) ، وأبو يعلى (6106) من طريق أبي أسامة، والعقيلي في "الضعفاء" 1/197-198 من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عن جرير بن أيوب البجلي، به. الحديث: 9754 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 469 9755 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُوَ أَحَقُّ بِمَجْلِسِهِ إِذَا رَجَعَ إِلَيْهِ " (1) 9756 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ " يَعْنِي السُّمَّ (2) 9757 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ ثُوَيْبٍ،   = وابن أم عبد: هو عبد الله بن مسعود، وقد سلف الحديث في مسنده برقم (4255) ، وانظر تتمة شواهده هناك. قوله: "غريضا"، قال السندي: قيل: أي: طرياً، والمشهور في الحديث "غضاً"، قال: وكأنه لهذا قال الراوي: كذا قال. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري. وانظر (7568) . (2) إسناده حسن لأجل يونس بن أبي إسحاق -وهو السبيعي- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وكيع: هو ابن الجيل الرؤاسي، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه عبد الله بن أبي شيبة في "مصنفه" 8/5، ومن طريقه ابن ماجه (3459) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/374-375 عن وكيع، بهذا الإسناد. وقرن أبو نعيم بعبد الله بن أبي شيبة أخاه عثمان. وليس في رواية "المصنف" و"الحلية": "يعني السم". وسيتكرر الحديث برقم (10194) . وانظر (8048) . الحديث: 9755 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 470 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَشْتَكِي - قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي حَدِيثِهِ: يَعُودُنِي - فَقَالَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ؟ "، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ رَقَانِي بِهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ " قُلْتُ: بَلَى بِأَبِي وَأُمِّي، قَالَ: " بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، وَاللهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ "، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ (1) 9758 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) المرفوع منه صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله -وهو العمري- وجهالة زياد بن ثويب، فإنه لم يرو عنه غير عاصم هذا. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن ماجه (3524) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (1003) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد - وزاد ابن ماجه: ثلاث مرات. وأخرجه بهذه الزيادة الحاكم 2/541 من طريق القاسم بن الحكم، عن سفيان، به. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (2186) ، وسيأتي برقم (11225) . وعن عائشة عند مسلم أيضا (2185) ، وسيأتي 6/160. وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/323. وعن ميمونة، سيأتي 6/332. قوله: "النفاثات في العقد": هن السواحر، والنوافث: السواحر حين يَنفثْنَ في العقَد بلا ريق، والنفْث: النفخ. "اللسان". الحديث: 9758 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 471 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الضُّحَى قَطُّ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً " (1) 9759 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا " (2)   (1) إسناده قوي، عاصم بن كليب الجَرمي وأبوه صدوقان. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/407، والنسائي في "الكبرى" (477) من طريق وكيع بن الجرَّاح، بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (696 - كشف الأستار) من طريق قبيصة بن عقبة، وأبو عوانة في البعث كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 236 من طريق النعمان بن عبد السلام، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وسيأتي مكرراً برقم (10199) دون لفظة: "واحدة"، وهي لم ترد هنا في (م) و (عس) . (2) إسناده قوي، أبو الجَحاف -واسمه داود بن أبي عوف- صدوق لا بأس به، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه الحاكم 3/177 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد - بلفظ: "اللهم إني أحبه فأحبه" يعني الحسين. قال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد روي بإسناد في الحسن مثله وكلاهما محفوظان. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/95-96 عن وكيع، به. وأخرجه البزار (2626 - كشف الأستار) من طريق سالم بن أبي حفصة، عن أبي حازم، به. الحديث: 9759 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 472 9760 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيٌّ الْعَبْدِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فِي بَيْتِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ " (1) 9761 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هَارُونَ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ، فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا لَمْ يُسْمِعْنَا لَمْ نُسْمِعْكُمْ " (2) 9762 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ،   = وقد سلف حديث أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال لحسن: "اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه" برقم (7398) . (1) إسناده ضعيف لجهالة مهدي العبدي، وباقي رجال الإسناد ثقات. عكرمة: هو أبو عبد الله البربري مولى ابن عباس. وأخرجه ابن ماجه (1732) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وانظر (8031) . (2) إسناده صحيح، هارون الثقفي: هو أبو محمد البربري، واسم أبيه إبراهيم، ويقال: ميمون بن أيمن مولى عَقار بن المغيرة بن شعبة، وهو ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم، له ترجمة في "الجرح والتعديل" 9/96، وذكره في "التهذيب" تمييزاً، وباقي رجال الإِسناد ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وانظر (7503) . الحديث: 9760 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 473 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشِعْبٍ فِيهِ عَيْنٌ عَذْبَةٌ، قَالَ: فَأَعْجَبَهُ (1) يَعْنِي طِيبَ الشِّعْبِ فَقَالَ: لَوْ أَقَمْتُ هَاهُنَا وَخَلَوْتُ ثُمَّ قَالَ: لَا، حَتَّى أَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: " مُقَامُ أَحَدِكُمْ - يَعْنِي فِي سَبِيلِ اللهِ - خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَحَدِكُمْ فِي أَهْلِهِ سِتِّينَ سَنَةً، أَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ، وَتَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ جَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (2)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: فأعجبته. (2) إسناده حسن، هشام بن سعد صدوق حسن الحديث. وأخرجه الترمذي (1650) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (135) ، والبزار (1652 - كشف الأستار) ، والحاكم 2/68، والبيهقي 9/160 من طرق عن هشام بن سعد، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10786) ، وانظر ما سلف برقم (9142) . ويشهد له حديث أبي أمامة الباهلي، سيأتي 5/266، وإسناده ضعيف. وفي باب قوله: "مقام أحدكم ... " عن عمران بن حصين عند الدارمي (2396) ، والبزار (1666) ، والحاكم 2/68، والبيهقي 9/161، وإسناده ضعيف. وفي باب قوله: "من قاتل في سبيل الله ... " عن عمرو بن عبسة، سيأتي 4/387، وإسناده ضعيف. وعن معاذ بن جبل، سيأتي 5/230، وإسناده صحيح. قوله: "مرَ بشِعْب"، قال السندي: هو ما انفرج بين جبلين، وقيل: الطريق فيه. وقوله: "فواق ناقة": بضم الفاء وتفتح، هو ما بين الحَلْبتين من الراحة. الجزء: 15 ¦ الصفحة: 474 9763 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، لَا تَعَادَوْا، وَلَا تَبَاغَضُوا، سَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا " (1) 9764 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَالِحٍ، يَعْنِي مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي مَجْلِسٍ فَتَفَرَّقُوا، وَلَمْ يَذْكُرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا كَانَ مَجْلِسُهُمْ تِرَةً عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وسيأتي برقم (10068) . ولقوله: "كونوا عباد الله إخوانا، ولا تباغضوا ... " انظر ما سلف برقم (7727) . ولقوله: "سددوا وقاربوا ... " انظر ما سلف برقم (7386) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح مولى التوأمة -وهو ابن نبهان- صدوق حسن الحديث، لكنه اختلط، ورواية سفيان -وهو الثوري- عنه بعد الاختلاط، لكن تابعَ سفيانَ محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب فيما سيأتي برقم (9843) ، وزياد بن سعد فيما سيأتي برقم (10422) ، وعمارُة بن غزية كما سيأتي في التخريج، وهم ممن رووا عن صالح قبل الاختلاط، ثم هو متابع، انظر ما سلف برقم (9052) . وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (54) ، والطبراني في "الدعاء" (1923) ، وأبو نعيم في "الحلية" 8/130، والبيهقي في "السنن" 3/210، والبغوي (1254) من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وزادوا= الحديث: 9763 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 475 9765 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَجَّ بِنِسَائِهِ، قَالَ: " إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ الْحَجَّةُ، ثُمَّ الْزَمْنَ ظُهُورَ الْحُصْرِ " (1)   = جميعاً في آخره: "إن شاءَ عفا عنهم، وإن شاءَ آخَذَهم"، وستأتي هذه الزيادة في "المسند" عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري برقم (10277) . وأخرجه بهذه الزيادة الطبراني (1924) و (1925) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (449) ، والبيهقي في "الشعب" (1569) من طريق عمارة بن غزية، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة. وسيأتي من طريق سفيان، عن صالح برقم (10244) و (10277) و (10278) . (1) إسناده حسن. وأخرجه الطيالسي (1647) و (2312) ، وابن سعد في "الطبقات" 8/55، وأبو يعلى (7154) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5603) ، والبيهقي 5/228 من طرق عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وجاء عندهم زيادة: فكُن يحججنَ إلا سودة بنت زَمْعة، وزينب بنت جحش، فإنهما كانتا تقولان: والله لا تحَركنا دابة بعد أن سمعنا من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسيأتي الحديث مع هذه الزيادة في مسند زينب بنت جحش 6/324 عن حجاج بن محمد المصيصي ويزيد بن هارون وإسحاق بن سليمان، عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه أبو يعلى (7158) من طريق إسحاق بن سليمان وحده، عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه ابن سعد 8/55، والبزار (1078 - كشف الأستار) من طريق صالح بن كيسان، والبزار (1077) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن صالح مولى التوأمة، به. قال البزار: أحسبه عن سفيان، عن ابن أبي ذئب، عن صالح، الحديث: 9765 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 476 9766 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ الْإِبِلُ الثَّلَاثُونَ، يُحْمَلُ عَلَى نَجِيبِهَا، وَتُعِيرُ أَدَاتَهَا، وَتُمْنَحُ غَزِيرَتُهَا، وَتحْلُبُهَا (1) يَوْمَ وِرْدِهَا فِي أَعْطَانِهَا " (2)   = ولكن هكذا قال قبيصة، ورواه جماعة عن صالح، منهم: ابن أبي ذئب وصالح بن كيسان. وروايتا البزار دون الزيادة، وقال صالح في رواية ابن سعد: كانت سودة تقول: لا أحج بعدها أبداً. وأخرج الطحاوي في "شرح المشكل" (5610) من طريق جبلة بن أبي رواد -وهو ضعيف- عن عمه، قال للقاسم بن محمد: ما بال عائشة كانت تتم في السفر؟ قال: لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "هذه ثم ظهور الحصر"! والحديث مرسل. وفي الباب عن أبي واقد الليثي، سيأتي 5/218. وهو حسن في الشواهد. وعن ابن عمر عند ابن حبان (3706) ، والطبراني في "الأوسط" (7926) ، وإسناده ضعيف. وعن أم سلمة عند أبي يعلى (6885) ، والطبراني في "الكبير" 23/ (706) ، وإسناده حسن. قوله: "الحصُر"، قال السندي: بضمتين وتسكين الصاد تخفيفاً: جمع حصير، يبسط في البيوت، ولعل المراد به تطييب أنفسهن بترك الحج بَعْد إن لم يتيسر، أو جواز الترك لهن، لا النهي عنه، فقد ثبت حَجهن بعده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1) في (م) : ويجبيها. (2) إسناده صحيح، محمد بن شريك -هو المكي- ثقة روى له أبو داود، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. عطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/32 عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (6860) من طريق ابن جريح، عن عطاء، به موقوفاً. = الحديث: 9766 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 477 9767 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ شَيْخٍ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُخَيَّرُ الرَّجُلُ فِيهِ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْفُجُورِ، فَلْيَخْتَرِ الْعَجْزَ عَلَى الْفُجُورِ " (1) 9768 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ: رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ شَحِيحٌ، أَوْ صَحِيحٌ، تَأْمُلُ الْعَيْشَ،   = وانظر ما سيأتي في آخر الحديث رقم (10350) . وفي الباب عن سلمة بن الأكوع مرفوعاً عند الطبراني في "الكبير" (6276) : "نعم الإِبل الثلاثون يخرج منها في زكاتها واحدة، ويرحل منها في سبيل الله واحدة، ويمنح منها واحدة، وهي خير من الأربعين والخمسين والستين والسبعين والثمانين والتسعين والمئة، وويل لصاحب المئة من المئة"، وإسناده ضعيف. قوله: "تحمل على نجيبها"، قال السندي: النجيب من الإبل: القوي السريع، ويقال: ناقة تجيب ونجيبة. "تعير أداتها": كالدلو. "وتمنح غزيرتها"، أي: تعطي كثيرة اللبن منها للفقير ليشرب لبنها ما دام فيها لبن. "يوم وردها" بكسر الواو، أي: في اليوم الذي تأتي فيه للشرب. "أعطانها"، أي: مبارِك الإبل حول الماء. (1) إسناده ضعيف لجهالة الراوي المبهم عن أبي هريرة. وانظر (7744) . الحديث: 9767 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 478 وَتَخْشَى الْفَقْرَ، وَلَا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بِالْحُلْقُومِ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، وَقَدْ كَانَ " (1) 9769 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَاتِهِ عَلَى جِدَارِهِ " (2) 9770 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَدِينَةُ مَنْ صَبَرَ عَلَى شِدَّتِهَا وَلَأْوَائِهَا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا - أَوْ شَهِيدًا - يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه النسائي 5/68 من طريق وكيع، بهذا الإِسناد. وأخرجه البخاري (2748) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن سفيان، به. وانظر (7159) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عكرمة المخزومي، وضعف منصور بن دينار، ضعفه ابن معين، وقال البخاري: في حديثه نظر. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/256 عن وكيع، بهذا الإِسناد. وانظر ما سلف برقم (7154) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أفلح: هو ابن حميد بن نافع الأنصاري، وأبو بكربن محمد: اسمه وكنيته واحد.= الحديث: 9769 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 479 9771 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا، فَأَرَادَتْ أَنْ تَأْخُذَ وَلَدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اسْتَهِمَا فِيهِ "، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَنْ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلِابْنِ: " اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ "، فَاخْتَارَ أُمَّهُ، فَذَهَبَتْ بِهِ (1) 9772 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ، وأَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُمَا شَهِدَا لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ (2) : " مَا قَعَدَ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَتَغَشَّتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ   = وانظر ما سلف برقم (7865) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة، فقد روى له أصحاب السنن، وهو ثقة. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/237، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3088) ، والبيهقي 8/3 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (3087) من طريق معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن أبي هريرة. ولم يذكر في إسناده أبا ميمونة، فهو منقطع. وانظر (7352) . (2) زاد هنا في (م) والنسخ المتأخرة: وأنا أشهد عليهما. الحديث: 9771 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 480 فِيمَنْ عِنْدَهُ " (1) 9773 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ مَرْجَانَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً كَانَ لَهُ بِعِتْقِ كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عِتْقُ عُضْوٍ مِنَ النَّارِ "، حَتَّى ذَكَرَ الْفَرْجَ، قَالَ: " فَدَعَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ غُلَامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ " (2) 9774 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ الرَّجُلُ مِنْ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر أبي مسلم: وهو المديني، نزيل الكوفة، فمن رجال مسلم. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق، وسماعه من جده -وهو عمرو بن عبد الله السبيعي- في غاية الإتقان للزومه إياه. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/307-308، وابن ماجه (3791) ، وابن حبان (855) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/206-207 من طرق عن أبي إسحاق، بهذا الإسناد. وسيتكرر الحديث في مسند أبي سعيد الخدري برقم (11287) . وانظر ما سلف برقم (7424) . (2) حديث صحيح، وقد سقط من إسناد وكيع هذا إسماعيل بن أبي حكيم، فقد رواه مكي بن إبراهيم ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى القطان فزادوا فيه إسماعيل بين سعيد بن أبي هند وبين سعيد بن مرجانة، انظر (9441) و (9540) و (9562) . الحديث: 9773 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 481 مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1) 9775 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ الطُّفَاوِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يُبَاشِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، وَلَا الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، إِلَّا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، وقد سلف مختصراً من هذا الطريق برقم (9755) . (2) حديث صحيح دون قوله: "إلا الولد والوالد"، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الطفاوي شيخ أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. الجريري: هو سعيد بن إياس، وسماع سفيان -وهو الثوري- منه قبل الاختلاط. وأخرجه إسحاق بن راهويه (124) ، ومن طريقه ابن حبان (5583) عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وزاد في إسناد إسحاق بن راهويه: عن أبيه، بعد الطفاوي. وسقط الطفاوي من إسناد ابن حبان. وجاء في رواية إسحاق بن راهويه: "ولا الولدَ الولدَ"، وفي رواية ابن حبان: "إلا الوالد الولد". وأخرجه ابن أبي شيبة 4/396 من طريق مروان بن معاوية، عن الجريري، به. وجاء فيه: "ولا الوالد ولده، ولا الولد والده". وسيأتي الحديث مطولا برقم (10977) عن إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، عن سعيد الجريري، به. وانظر ما سلف برقم (8318) من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة. قوله: "إلا الولد والوالد"، وقع في (م) والنسخ المتأخرة: والوالدة، والمثبت من (ظ3) و (عس) . الحديث: 9775 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 482 9776 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَلْبُ الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: جَمْعِ الْمَالِ، وَطُولِ الْحَيَاةِ " (1) 9777 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى بِهِمْ، فَسَهَا، فَلَمَّا سَلَّمَ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ " (2) 9778 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: أَرَى أَبَا صَالِحٍ، (3) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ قَالَ: " إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا تَقُولُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9720) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وسيأتي برقم (9925) وفيه قصة ذي اليدين، وبرقم (10887) . وانظر ما سلف برقم (7201) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: أخبرنا أبو صالح. (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين. والشك الذي وقع من الأعمش هو في صحابي الحديث هل هو أبو هريرة أم جابر، فقد رواه مرة أخرى فجعله من حديث جابر كما سيأتي في التخريج. ومن حديث أبي هريرة أخرجه البزار (720 - كشف الأستار) من طريق محاضر بن المورع، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2056) ، وابن حبان = الحديث: 9776 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 483 9779 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَامِلًا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ، وَلُعَابُهُ يَسِيلُ عَلَيْهِ " (1) 9780 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا   = (2560) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن الأعمش سليمان بن مهران، بهذا الإسناد. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. وأخرجه البزار (721) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: أراه عن جابر. على الشك. وأخرجه أيضا (722) من طريق زياد بن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر. وقال: وهذا اختلف فيه كما ترى. وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2160) من طريق قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر - فجعله عن أبي سفيان مكان أبي صالح. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم. وأخرجه ابن ماجه (658) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وتحرف في المطبوع منه "الحسن" إلى: "الحُسين"، والتصويب من "مصباح الزجاجة" ورقة 45، و"تحفة الأشراف" 10/322. الحديث: 9779 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 484 أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَاتَّبِعُوهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ (1) فَاجْتَنِبُوهُ " (2) 9781 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ لَهُ سَكْتَةٌ فِي الصَّلَاةِ " (3) 9782 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: أمر. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وسيأتي برقم (9887) ، ومطولاً برقم (10607) . وانظر ما سلف برقم (7367) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 2/128 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (280) من طريق عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، به. وقد سلف الحديث مطولا برقم (7164) ، وفيه بيان أن السكتة كانت بين التكبير والقراءة. تنبيه: أعيد هذا الحديث في (ظ3) بإسناد الحديث الذي بعده، وهو: "وكيع، حدثني كامل أبو العلاء، قال: سمعت أبا صالح" ثم كتب في رأسه: معاد، وفي آخره: إلى، إشارةً إلى حذفه. ومع ذلك فقد أثبته الحافظ ابن حجر بهذا الإسناد في "أطراف المسند" 8/186. قلنا: وهو -والله أعلم- وَهَم، فإن الحديث ليس محفوظاً من طريق أبي صالح، ولم يخرجه أحد عنه. الحديث: 9781 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 485 رَأْسِ السَّبْعِينَ، وَمن إِمَارَةِ الصِّبْيَانِ " (1) 9783 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، (2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَجِبَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِلِ " (3) 9784 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الطُّفَيْلُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدِ اسْتَعْصَتْ، قَالَ: " اللهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ " (4)   (1) إسناده ضعيف لجهالة أبي صالح -وهو مولى ضباعة- وقد سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (8318) . وأخرجه ابن أبي شيبة 15/49 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (8319) . (2) وقع إسناد هذا الحديث في (م) والنسخ المتأخرة كإسناد سابقه، وهو: "وكيع، قال: حدثنا كامل أبو العلاء، قال: سمعت أبا صالح" وهو خطأ، وصوبناه من (ظ3) و (عس) ، وأورده الحافظان ابن كثير في "جامع المسانيد"، وابن حجر في "أطراف المسند" في ترجمة محمد بن زياد على الصواب. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو القرشي الجمحي مولاهم. وانظر (8013) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. الحديث: 9783 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 486 9785 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَمِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَسْأَلَةٍ، إِلَّا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ، إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَهَا لَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ " (1) 9786 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَلَمَّا كَبَّرَ   = وأخرجه البخاري (4392) ، وابن حبان (979) ، والطبراني في "الكبير" (8217) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (7315) . (1) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عم عبيد الله بن عبد الرحمن، وهو عبيد الله بن عبد الله بن موهب. وأخرجه الحاكم 1/497 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (711) ، والبيهقي في "الشعب" (1126) من طريق ابن أبي فديك، والترمذي كما في "تحفة الأشراف" 10/245 من طريق يحيى بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، كلاهما عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، بهذا الإسناد. وزادوا فيه: "ما لم يعجل" قالوا: يا رسول الله، وما عجلته؟ قال: "يقول: دعوت ودعوت، ولا أراه يستجاب لي"، وقد سلفت هذه الزيادة برقم (9148) . وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، سيأتي برقم (11133) ، وإسناده جيد. وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/329، وإسناده حسن. الحديث: 9785 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 487 انْصَرَفَ، وَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ: أَيْ كَمَا أَنْتُمْ، ثُمَّ خَرَجَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ جَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ: " إِنِّي كُنْتُ جُنُبًا فَنَسِيتُ أَنْ أَغْتَسِلَ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أسامة بن زيد الليثي صدوق له أوهام، وقوله في هذا الحديث: "فلما كبر انصرف" من أوهامه كما سيأتي بيانه عقب التخريج. ابن ثوبان: هو محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان. وأخرجه الدارقطني 1/361، والبيهقي 2/97 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (1220) من طريق عبيد الله بن موسى، عن أسامة بن زيد، به وأخرجه البيهقي 2/398 من طريق الحسن بن عبد الرحمن الحارثي، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. قال البيهقي: تفرد به الحسن بن عبد الرحمن الحارثي (قلنا: وهو في عداد المجهولين) ، ورواه إسماعيل ابن علية وغيره عن ابن عون، عن محمد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، وكذلك رواه أيوب وهشام، عن محمد، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً وهو المحفوظ، وكل ذلك شاهد لحديث أبي بكرة. وقوله في هذا الحديث: "فلما كبر انصرف" من أوهام أسامة بن زيد الليثي، فقد روي الحديث عن أبي هريرة من طريق صحيح، وفيه أن انصراف الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مقامه كان قبل أن يكبر ويدخل في الصلاة، وقد سلف عند المصنف برقم (7238) و (8466) . وأما ما وقع في حديث أبي بكرة وأنس من أن ذلك كان بعد دخوله في الصلاة فحمَلَه بعض أهل العلم على قرب الدخول فيها لا حقيقة الدخول. انظر "شرح مشكل الآثار" للطحاوي (623) و (624) على أن في إسناديهما مقالا. وبنحو حديثيهما روي عن علي بن أبي طالب، وقد سلف برقم (668) ، = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 488 9787 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَرَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَنْعَتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " كَانَ شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ، أَهْدَبَ أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ، بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، يُقْبِلُ إِذَا أَقْبَلَ جَمِيعًا، وَيُدْبِرُ إِذَا أَدْبَرَ جَمِيعًا "، قَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ: بِأَبِي وَأُمِّي، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا سَخَّابًا بِالْأَسْوَاقِ " (1) 9788 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: فِي أُمِّ الْقُرْآنِ: " هِيَ أُمُّ الْقُرْآنِ، وَهِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَهِيَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ " (2)   = وإسناده ضعيف. ورجح الحافظ ابن حجر في "الفتح" 2/121-122 ما في حديث أبي هريرة الصحيح على ما وقع في هذه الأحاديث. (1) إسناده حسن، سماع ابن أبي ذئب من صالح مولى التوأمة قديم قبل اختلاطه. وانظر (8352) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هاشم بن القاسم: هو ابن مسلم الليثي مولاهم، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، والمقبري: هو سعيد بن أبي سعيد المقبري. وأخرجه الطبري في "تفسيره" 14/59 من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (3374) ، والبخاري في "صحيحه" (4704) ، وفي "القراءة = الحديث: 9787 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 489 9789 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَهَاشِمٌ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ هَاشِمٌ فِي حَدِيثِهِ: عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَوْلَا أَمْرَانِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَمْلُوكًا، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا خَلَقَ اللهُ عَبْدًا يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ، وَحَقَّ سَيِّدِهِ، إِلَّا وَفَّاهُ اللهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ "، قَالَ يَزِيدُ: " إِنَّ الْمَمْلُوكَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ فِي مَالِهِ شَيْئًا " (1)   = خلف الإمام" (149) ، وأبو داود (1457) ، والترمذي (3124) ، والطبري 14/59، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1210) ، والبيهقي 2/376، والبغوي (1187) من طرق عن ابن أبي ذئب، به. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه بنحوه الطبري 14/58 و58-59 من طريق إبراهيم بن الفضل المدني، والبيهقي 2/376 من طريق نوح بن أبي بلال، كلاهما عن سعيد المقبري، به. وسيأتي برقم (9790) . وانظر ما سلف برقم (8682) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البيهقي 5/326 من طريق ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة برقم (9840) . وانظر ما سلف برقم (7428) و (8372) . قوله: "إن المملوك ... الخ" هو من قول أبي هريرة، وسيأتي مصرحاً به برقم (9840) ، وليس هو من قول يزيد بن هارون كما هو الظاهر، وإنما أشار بقوله: "قال يزيد" إلى أنه في روايته دون رواية هاشم. الحديث: 9789 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 490 9790 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ أُمُّ الْقُرْآنِ، وَأُمُّ الْكِتَابِ، وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي " (1) 9791 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ، وَسَتَصِيرُ نَدَامَةً وَحَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَنِعْمَتِ الْمُرْضِعَةُ، وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن عمر، فمن رجال مسلم. وانظر (9788) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (7148) ، والنسائي في "المجتبى" 7/162 و8/225-226، وفي "الكبرى" (5927) و (8747) ، وابن حبان (4482) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/93، والبيهقي 3/129 و10/95، والبغوي (2465) من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10162) . وأخرجه موقوفا البخاري بإثر الحديث (7148) تعليقا، قال: قال محمد بن بشار، والنسائي في "الكبرى" (5928) عن يزيد بن سنان، كلاهما عن عبد الله بن حمران، عن عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن أبي هريرة. وعمر بن الحكم ثقة من رجال مسلم.= الحديث: 9790 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 491 9792 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " اخْتَصَمَ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَخَصَمَ آدَمُ مُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ، وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ، وَبِكَلَامِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، أَلَيْسَ تَجِدُ فِيهَا، أَنْ قَدْ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ قَالَ: بَلَى "، قَالَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، فَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، (1) قَالَ مُحَمَّدٌ: " يَكْفِينِي أَوَّلُ الْحَدِيثِ: فَخَصَمَ آدَمُ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ " (2)   = وقال الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" 5/286: ... ورأيت في "مستخرج أبي نعيم" بعد أن ذكره، قال البخاري: حدثنا محمد بن بشار. فاعتبره الحافظ ابن حجر موصولًا. قوله: "فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة": وقع في (م) وكافة النسخ الخطية عدا (ظ3) مقلوباً: "فبئست المرضعة ونعمت الفاطمة"، والصواب ما أثبتناه من (ظ3) ومصادر التخريج. ونقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" 13/126 عن بعض الشراح قولهم: نعم المرضعة لما فيها من حصول الجاه والمال ونفاذ الكلمة وتحصيل اللذات الحسية والوهمية حال حصولها، وبئست الفاطمة عند الانفصال عنها بموت أو غيره، وما يترتب عليها من التبعات في الآخرة. (1) هذا الإسناد وهو: ابن عون، عن عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن، تفرد به المصنِّف، ولم نقع عليه عند غيره. وعمرو بن سعيد: هو القرشي أو الثقفي مولاهم أبو سعيد البصري، وعمرو وحميد ثقتان. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله بن عون بن= الحديث: 9792 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 492 9793 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اشْتَرِيَا أَنْفُسَكُمَا مِنَ اللهِ، لَا أُغْنِي عَنْكُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا، سَلَانِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمَا " (1) 9794 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أَحَدِكُمْ يَوْمٌ لَأَنْ يَرَانِي، ثُمَّ لَأَنْ يَرَانِي، (2) أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ مِثْلُ أَهْلِهِ وَمَالِهِ " (3)   = أرطبان، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/263 من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، بهذا الإسناد. وانظر (7636) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق -وإن كان عنعن- قد تابعه زائدة بن قدامة فيما سلف برقم (9177) . (2) أشار في (ظ3) فوق هذا الحرف إلى أنه في نسخة أخرى: "لا يراني"، كذا! والذي في رواية همام بن منبه عن أبي هريرة (عند غير المصنف) : "يوم لا يراني ثم لأن يراني"، وانظر رواية همام فيما سلف برقم (8141) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق -وإن كان عنعنه- قد توبع.= الحديث: 9793 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 493 9795 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَسْتَقِيمُ لَكَ الْمَرْأَةُ عَلَى خَلِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، إِنَّمَا هِيَ كَالضِّلَعِ، إِنْ تُقِمْهَا (1) تَكْسِرْهَا، وَإِنْ تَتْرُكْهَا تَسْتَمْتِعْ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ " (2) 9796 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ، وَفِي مُؤَخَّرِ الصُّفُوفِ رَجُلٌ، فَأَسَاءَ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَادَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "   = وأخرجه البخاري (3589) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وسيتكرر الحديث برقم (10551) ، وانظر ما سلف برقم (8141) . (1) في (ظ3) و (عس) و (ل) : تقيمها، بإثبات الياء، وهو لحن وقع من بعض الرواة أو النساخ، والصواب ما أثبتناه من النسخ المتأخرة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق -وإن كان عنعنه- قد توبع. وأخرجه البغوي (2333) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (2222) ، والبخاري (5184) من طريق مالك، عن أبي الزناد، به. وسيأتي الحديث برقم (10448) من طريق سفيان، وبرقم (10856) من طريق ورقاء، كلاهما عن أبي الزناد. وانظر ما سلف برقم (9524) . الحديث: 9795 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 494 يَا فُلَانُ، أَلَا تَتَّقِي اللهَ؟ أَلَا تَرَى كَيْفَ تُصَلِّي؟ إِنَّكُمْ تَرَوْنَ أَنَّهُ يَخْفَى عَلَيَّ شَيْءٌ مِمَّا تَصْنَعُونَ، وَاللهِ، إِنِّي لَأَرَى مِنْ خَلْفِي، كَمَا أَرَى مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ " (1) 9797 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ " (2) 9798 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيْسَ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق قد توبع، وقد صرح بالتحديث عند ابن خزيمة. وأخرجه ابن خزيمة (474) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، و (664) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، كلاهما عن محمد بن إسحاق، حدثني (قال أبو خالد: عن) سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم (423) ، والنسائي 2/118-119، والبيهقي 2/290 من طريق الوليد بن كثير، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانظر (7199) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن إسحاق قد توبع، انظر (9113) . الحديث: 9797 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 495 بِالَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُعْطَى " (1) 9799 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُحَمَّدٌ، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ " (2) 9800 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ أَهْلِ عَمَلٍ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وموسى بن يسار: هو المطلبي مولاهم عمُّ محمد بن إسحاق. وانظر ما سلف برقم (7540) . (2) حديث صحيح، ولمحمد بن إسحاق فيه إسنادان: الأول حسن من أجله، والثاني ضعيف لإبهام الراوي عن أبي صالح السمان -واسمه ذكوان-، لكن سلف الحديث من طريق حماد عن ابنه سهيل عنه برقم (8339) . وأخرجه إسحاق بن راهويه (376) ، وابن حبان (5604) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ومسلم (2612) (112) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، وأبو يعلى (6311) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، ثلاثتهم عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وسلف برقم (7323) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، ولفظه: "إذا ضرب ... ". الحديث: 9799 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 496 بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يُدْعَوْنَ مِنْهُ بِذَلِكَ الْعَمَلِ، وَلِأَهْلِ الصِّيَامِ بَابٌ يُدْعَوْنَ مِنْهُ، يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ أَحَدٌ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا، قَالَ: " نَعَمْ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ " (1) 9801 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ بِالنَّارِ، فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- صدوق حسن الحديث، لكن يغلب على ظننا أن وقوعه هنا في هذا الإسناد خطأ قديم من النساخ، وأن الصواب أن الراوي عن أبي الزناد هنا هو محمد بن إسحاق، يشير إلى ذلك صنيع المصنف في إدراج هذا الحديث ضمن نسخة ابن إسحاق. وقد جاء التصريح بأنه ابن إسحاق في رواية ابن أبي شيبة، أخرجه في "مصنفه" 3/7 و12/20 عن يزيد بن هارون، عنه، بهذا الإسناد. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه البخاري (3319) ، وأبو عوانة في الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 210 من طريق مالك، ومسلم (2241) (149) ، وأبو داود (5265) ، والنسائي في "الكبرى" (8615) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، والنسائي أيضا (8615) من طريق محمد بن عجلان، وأبو يعلى (6304) ، = الحديث: 9801 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 497 9802 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْم (1) بْنِ عَبْدٍ، قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: (2) " لَمْ يُضْبَطْ إِسْنَادُهُ إِنَّمَا هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ الْعُتْوَارِيُّ وَهُوَ أَبُو الْهَيْثَمِ صَاحِبُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ لِي (3) عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَصَلَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (4)   = والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (876) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، أربعتهم عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (8130) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: سُلَيْمَان، وهو خطأ. (2) أبو عبد الرحمن: هو عبد الله بن أحمد. (3) لفظة "لي" أثبتناها من (ظ3) و (عس) ونسخة على هامش (س) . (4) حديث صحيح، ولمحمد بن إسحاق فيه إسنادان: الأول: عن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، عن عمرو بن سليم بن عبد، عن أبي سعيد الخدري، وقد ذكر أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد أن أحد الرواة -ولعله يزيد بن هارون كما يفهم مما سيأتي في مسند أبي سعيد برقم (11290) - لم يضبط هذا الإسناد، وأن الصواب فيه: سليمان بن عمرو بن عبد العُتواري عن أبي سعيد. قلنا: ويحتمل أيضا أن يكون قد أخطأ في تسمية جده فقط، ففي الرواة عمرو بن سليم بن خَلْدة الزُّرَقي الأنصاري، روى عن أبي سعيد في = الحديث: 9802 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 498 9803 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَجَدَ فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، فَقُلْتُ: سَجَدْتَ فِي سُورَةٍ مَا نَسْجَدُ فِيهَا قَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِيهَا " (1) 9804 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = "الصحيحين"، وذكر الحافظ المزي في الرواة عنه عبيد الله بن المغيرة بن المعيقيب، وسواء أكان هذا أم سليمان بن عمرو العتواري فكلاهما ثقة. الثاني: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. والإِسنادان حسنان من أجل محمد بن إسحاق، وباقي رجالهما ثقات. وأخرجه أبو يعلى (1262) من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق بالإسنادين جميعاً. وفيه: "عن عمرو بن سليم". وأخرجه ابن أبي شيبة 10/338، وعنه عبد بن حميد (998) عن يزيد بن هارون، عن ابن إسحاق، عن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، عن عمرو بن سليم، عن أبي سعيد. وسيأتي الحديث مكرراً بالإسنادين في مسند أبي سعيد برقم (11290) ، وسلف من طريق همام بن منبه عن أبي هريرة برقم (8199) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه الدارمي (1468) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5950) من طريق خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، به. وانظر (9348) . الحديث: 9803 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 499 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ الْقَارِئُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَقَالَ مَنْ خَلْفَهُ: آمِينَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ: آمِينَ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1) 9805 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيْءٍ كَإِذْنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يَجْهَرُ بِهِ " (2) 9806 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ فَسَمِعَ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه الدارمي (1245) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي 2/55 من طريق النضر بن شميل، عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" 2/143 من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 11/28 من طريق سفيان بن عيينة، و11/37 من طريق الأوزاعي، و11/42 من طريق الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن، أربعتهم عن الزهري، عن أبي سلمة، به. وانظر (7187) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه الدارمي (1488) و (3497) ، والبيهقي في "المعرفة" (5967) ، وقي "الشعب" (2608) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/522، ومسلم (792) ، وابن حبان (752) ، والبغوي (1217) من طرق عن محمد بن عمرو، به. وانظر (7670) . الحديث: 9805 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 500 قِرَاءَةَ رَجُلٍ، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " قِيلَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ: " لَقَدْ أُوتِيَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ " (1) 9807 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ " (2) 9808 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَدِينَةُ مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوْالِيهِ، (3) فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 4/107، وابن أبي شيبة 10/463، والدارمي (3499) ، وابن ماجه (1341) ، والبغوي (1219) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر (8646) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه البغوي (1286) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/297 و13/461، والحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك" (1138) ، وأحمد في "الزهد" ص 7، وابن ماجه (3815) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (434) ، والطبراني في "الدعاء" (1821) من طرق عن محمد بن عمرو، به. وانظر (7793) . (3) في (ظ3) و (م) والنسخ المتأخرة: مولاه، والمثبت من (عس) ونسخة على هامش (ظ3) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو.= الحديث: 9807 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 501 9809 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ الْأَسْلَمِيُّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ جَاءَهُ مِنْ شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ،، (1) ثُمَّ جَاءَهُ مِنْ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ، فأعرض عنه، ثم قال يا رسول الله إني قد زنيت، (2) فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ: " انْطَلِقُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ "، قَالَ: فَانْطَلَقُوا بِهِ، فَلَمَّا مَسَّتْهُ الْحِجَارَةُ أَدْبَرَ يشْتَدُّ، فَلَقيَهُ (3) رَجُلٌ فِي يَدِهِ لَحْيُ جَمَلٍ، فَضَرَبَهُ بِهِ، فَذُكِرَ (4) لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرَارُهُ حِينَ مَسَّتْهُ الْحِجَارَةُ، قَالَ: " فَهَلَّا تَرَكْتُمُوهُ " (5)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 8/725-726 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، مختصراً بلفظ: "من تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". وانظر ما سلف برقم (9173) . (1) قوله: "فأعرض عنه" ليس في (ظ3) و (عس) . (2) قوله: "فأعرض عنه، ثم قال: يا رسول الله، إني قد زنيت" سقط من (م) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: أدبر واشتد فاستقبله. (4) في (ظ3) و (عس) : فذكر ذلك، بزيادة لفظة "ذلك". (5) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7204) ، والبغوي (2584) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. الحديث: 9809 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 502 9810 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ، إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ " (1)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 10/72، وابن ماجه (2554) ، والترمذي (1428) ، وابن الجارود (819) ، وابن حبان (4439) ، والبيهقي 8/228 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (13340) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (737) ، وأبو داود (4428) و (4429) ، والنسائي في "الكبرى" (7164) و (7165) و (7166) و (7200) ، وابن الجارود (814) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/143، وابن حبان (4399) و (4400) ، والدارقطني 3/196-197، والبيهقي 8/227-228 من طرق عن أبي الزبير، عن عبد الرحمن بن الصامت ابن عم أبي هريرة. وإسناده ضعيف، عبد الرحمن بن الصامت، وقيل: عبد الرحمن بن الهضهاض، وقيل: ابن الهضاب، ابن عم أبي هريرة، وقيل: ابن أخي أبي هريرة: في عداد المجهولين. وسيأتي برقم (9845) ، وانظر (7850) . وفي الباب عن أبي بكر الصديق، وابن عباس، وقد سلفا برقم (41) و (2202) . وعن أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، ونَصْر بن دهْر الأسلمي، وأبي بَرْزة الأسلمي، وجابر بن سمرة، وأبي ذر، وهَزال بن يزيد الأسلمي، وبريدة الأسلمي، وستأتي أحاديثهم على التوالي: 2/303 و323 و431 و4/423 و5/86 و179 و216-217 و347. قوله: "لحي جمل"، اللحي: هو عَظْم الحَنك، وهو الذي عليه الأسنان. (1) حديث صحيح دون قوله: "إن اليهود والنصارى يؤخرون"، وهذا إسناد = الحديث: 9810 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 503 9811 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أخبرنا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ - أَوِ الْمُؤْمِنَةِ - فِي جَسَدِهِ، وَمَالِهِ، وَوَلَدِهِ، حَتَّى يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ " (1) 9812 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أخبرنا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،   = حسن لأجل محمد بن عمرو، وانظر ما سلف برقم (7241) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3313) ، والبيهقي في "السنن" 4/237، وفي "الشعب" (3916) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. ورواية النسائي دون قوله: "والنصارى". وأخرجه ابن أبي شيبة 3/12، وأبو داود (2353) ، وابن ماجه (1698) ، وابن خزيمة (2060) ، وابن حبان (3503) و (3509) ، والحاكم 1/431 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وأخرجه بنحوه البيهقي في "الشعب" (3915) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رفعه بلفظ: "لا يزال الناس بخير ما عَجلوا الفطر، ولم يؤخروه تأخير أهل المشرق". وأخرج رواية ابن المسيب هذه مرسلة ابن أبي شيبة 3/12 عن حاتم بن إسماعيل، والبيهقي (3914) من طريق مالك، كلاهما عن عبد الرحمن بن حرملة، عن ابن المسيب. وفي الباب عن أبي ذر، وسهل بن سعد، وعائشة، ستأتي أحاديثهم على التوالي 5/147 و331 و6/48. وعن أنس بن مالك عند ابن حبان (3504) . (1) إسناده حسن كسابقه. وانظر (7859) . الحديث: 9811 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 504 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " (1) 9813 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غِفَارُ، وَأَسْلَمُ، وَمُزَيْنَةُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ جُهَيْنَةَ، خَيْرٌ مِنَ الْحَلِيفَيْنِ: (2) أَسَدٍ، وَغَطَفَانَ، وَهَوَازِنَ، وَتَمِيمٍ، دَبَرَ لَهُمْ، (3) فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْخَيْلِ وَالْوَبَرِ " (4) 9814 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ مَالًا   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه البغوي (454) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/253 من طريق سليمان بن بلال، عن محمد بن عمرو، به. وانظر (8721) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: الحيين الحليفين، بزيادة لفظة: الحيين. (3) قوله: "دبر لهم" ليس في (م) والنسخ المتأخرة، وفي رواية أبي يعلى مكانه: دونهم، وهما بمعنى. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد بن عمرو. وأخرجه أبو يعلى (5980) ، وابن حبان (7290) من طريق خالد الطحان، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10042) من طريق سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة. وانظر ما سلف برقم (7150) . الحديث: 9813 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 505 فَلِأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ ضِيَاعًا فَإِلَيَّ " (1) 9815 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ (2) يَتَمَنَّى عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيُقَالُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ، إِلَّا أَنَّهُ يُلَقَّنُ، فَيُقَالُ لَهُ: كَذَا وَكَذَا، فَيُقَالُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ "، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيُقَالُ لَكَ ذَلِكَ، وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ " (3) 9816 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ، وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (7861) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: مَنْ. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/110، والدارمي (2829) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (5939) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن محمد بن عمرو، به. ولم يذكر قول أبي سعيد. وسلف هذا الحديث في آخر حديث الشفاعة الطويل برقم (7717) . وانظر (8168) . قوله: "إلا أنه يُلَقى"، قال السندي: أي: يُذَكر ما لا يجيء في باله، فيقال له: اذكر كذا، اذكر كذا، ليتمنى ذلك. الحديث: 9815 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 506 الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ، وَالْمَسَاكِينُ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي، أَنْتَقِمُ بِكِ مِمَّنْ شِئْتُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ شِئْتُ " (1) 9817 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أخبرنا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا، يَمُرُّ عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ، فَأَجِدُ مَنْ يَتَقَبَّلُهُ مِنِّي، إِلَّا أَنْ أَرْصُدَهُ فِي دَيْنٍ يَكُونُ عَلَيَّ " (2) 9818 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا دجَالًا كُلُّهُمْ، يَكْذِبُ عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه هناد في "الزهد" (245) ، والترمذي (2561) من طريق عبدة بن سليمان، والبخاري في "الأدب المفرد" (589) من طريق إسماعيل بن جعفر، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7718) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل محمد: وهو ابن عمرو بن علقمة الليثي. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (5562) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7484) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن.= الحديث: 9817 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 507 9819 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أخبرنا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بَاعًا بِبَاعٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، وَشِبْرًا بِشِبْرٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ مَعَهُمْ "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، قَالَ: " فَمَنْ إِذًا " (1) 9820 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَسْقِي، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِيهِمَا ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ فَنَزَعَ حَتَّى اسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ (2) غَرْبًا،   = وأخرجه ابن أبي شيبة 5/170 عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (4334) من طريق معاذ العنبري، وأبو يعلى (5945) من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عمرو، به. وسيأتي برقم (10828) ، وانظر ما سلف برقم (7228) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو -وهو ابن علقمة الليثي- فقد روى له البخاري مقرونا، ومسلم في المتابعات، وهو حسن الحديث. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/102، وعنه ابن ماجه (3994) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (72) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10827) . وانظر ما سلف برقم (8308) . (2) قوله: "في يده" ليس في (ظ3) و (عس) . الحديث: 9819 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 508 وَضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرْيَهُ " (1) 9821 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ يَهُودِيٌّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ، قَالَ: فَلَطَمَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: تَقُولُ هَذَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا قَالَ: فَأَتَى الْيَهُودِيُّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68] ، قَالَ: " فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَلَا أَدْرِي أَرَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلِي،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 12/21-22، وعنه ابن أبي عاصم في "السنة" (1457) عن علي بن مسهر، والبغوي (3883) من طريق إسماعيل بن جعفر، و (3884) من طريق عبد العزيز الدراوردي، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، به. وانظر ما سلف برقم (8239) و (8808) . الذنُوب: الدلْو الكبيرة. استحالت غَرْباً، أي: تحولت الدلْو غَرْباً، والغَرْب: الدلو العظيمة. والفَرِي: بكسر الراء وتشديد الياء، ويقال: بسكون الراء وتخفيف الياء، قال القاضي عياض في "المشارق" 2/154: وبالوجهين ضبطناه على شيوخنا أبي الحسين وغيره، وأنكر الخليل التثقيلَ وغلطَ قائله، ومعناه: يعمل عملَه، ويقوى قوتَه، يقال: فلان يَفْري الفَري، أي: يعمل العملَ البالغَ. الحديث: 9821 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 509 أَمْ كَانَ مِمَّنْ اسْتَثْنَى اللهُ، وَمَنْ قَالَ أَنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، فَقَدْ كَذَبَ " (1) 9822 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أخبرنا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا أَحَبَّ الْعَبْدُ لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ الْعَبْدُ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ "، قَالَ: فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: مَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَيَفْظَعُ بِهِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " إِنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَشَفَ لَهُ " (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/455، وعنه ابن ماجه (4274) عن علي بن مسهر، والترمذي (3245) ، والطبري 24/31 من طريق عبدة بن سليمان، والبغوي (4301) من طريق إسماعيل بن جعفر المدني، ثلاثتهم عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وقد سلف برقم (7589) من طريق أبي سلمة والأعرج دون قوله: "ومن قال: إني خير من يونس بن متى فقد كذب"، وقد سلف نحو هذه القطعة برقم (9255) من طريق حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 18/32، وفي "الاستذكار" (11892) من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وجعله من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا أحبَّ العبد لقاءَ الله ... "، وكذا جعل القسم الموقوف منه مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وانظر ما سلف برقم (8133) . الحديث: 9822 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 510 9823 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ " (1) 9824 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: - يَعْنِي - " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا بَعُوضَةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا ذَرَّةً " (2) 9825 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أخبرنا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا لَمْ تَجِدُوا إِلَّا مَرَابِضَ الْغَنَمِ، وَمَعَاطِنَ الْإِبِلِ، فَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي مَعَاطِنِ الْإِبِلِ " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7946) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7521) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/385، وعنه ابن ماجه (768) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1391) ، وابن ماجه (768) ، والترمذي (348) ، وابن خزيمة (795) ، وأبو عوانة 1/402، والطحاوي 1/384، وابن حبان (1384) = الحديث: 9823 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 511 9826 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " انْطَلِقُوا إِلَى يَهُودَ "، فَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى جِئْنَا بَيْتَ الْمِدْرَاسِ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَادَاهُمْ: " يَا مَعْشَرَ يَهُودَ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا "، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكَ أُرِيدُ، أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا "، فَقَالُوا: قَدْ بَلَّغْتَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ (1)   = و (1700) و (1701) ، والبيهقي 2/449، والبغوي (503) من طرق عن هشام بن حسان القردوسي، به. وأخرجه الترمذي (349) و (796) عن محمد بن العلاء أبي كريب، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً. وقوله: "عن أبي حصين" سقط من مطبوع ابن خزيمة. وهذا الحديث جاء موقوفاً على أبي هريرة في مسند عقبة بن عامر الجهني 4/150 من طريق جرير بن حازم، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث برقم (10365) و (10611) . وفي جواز الصلاة في مرابض الغنم انظر ما سلف برقم (9625) . وفي الباب عن ذي الغرة وعبد الله بن مغفل وعقبة بن عامر والبراء بن عازب وأسيد بن حضير وجابر بن سمرة، وستأتي أحاديثهم في "المسند" على التوالي: 4/67 و85 و150 و288 و352 و5/93. ومرابض الغنم ومعاطن الإبل: الأماكن التي تَبرُك فيها. (1) من قوله: "فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذاك أريد" إلى هنا سقط من (م) . الحديث: 9826 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 512 قَالَ: " ذَاكَ أُرِيدُ "، ثُمَّ قَالَهَا الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: " اعْلَمُوا أَنَّمَا الْأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْلِيَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأَرْضِ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْكُمْ بِمَالِهِ شَيْئًا فَلْيَبِعْهُ، وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ " (1) 9827 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، (2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ، أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد. وأخرجه البخاري (3167) و (6944) و (7348) ، ومسلم (1765) (61) ، وأبو داود (3003) ، والنسائي في "الكبرى" (8687) ، وأبو عوانة 4/162-163 و163، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4278) ، والبيهقي 9/208 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. بيت المِدراس: هو البيت الذي يدرسون فيه، ومِفْعال غريب في المكان. قاله ابن الأثير في "النهاية" 2/113. وأما قول أبي هريرة: "بينما نحن في المسجد خرج إلينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... الخ" ففيه إشكال، لأن أبا هريرة تأخر إسلامه إلى فتح خيبر، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان قد أجلى يهود المدينة قبل ذلك، ولإِزالة هذا الإِشكال استظهر الحافظ ابن حجر في "الفتح" أنهم بقايا من اليهود تأخروا بالمدينة بعد إجلاء بني قينقاع وقريظة والنضير والفراغ من أمرهم، وردَّ على من فهم من بعض أهل العلم كالقرطبي في "المفهِم" والطحاوي في "شرح المشكل" أن المراد بذلك بنو النضير، بأن ذلك لا يصحُّ لتقدمه على مجيء أبي هريرة، وأبو هريرة يقول في هذا الحديث: إنه كان مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والله تعالى أعلم بالصواب. (2) في (م) والنسخ المتأخرة أحال إلى الإسناد الذي قبله، والصواب أنه من حديث سعيد بن أبي سعيد -دون أبيه- عن أبي هريرة، كما هو مثبت من (ظ3) و (عس) ، وكذا هو في مصادر التخريج. الحديث: 9827 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 513 شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنَ الْيَهُودِ "، فَجَمَعُوا لَهُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ، فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَبُوكُمْ؟ " قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ كَذَبْتُمْ، أَبُوكُمْ فُلَانٌ "، قَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ، قَالَ لَهُمْ: " هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟ " قَالُوا: نَعَمْ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ " قَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا، ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا "، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: " هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ لَهُمْ: " هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟ " قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟ " قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ نَسْتَرِيحَ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ تَضُرَّكَ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/31-32، والدارمي (69) ، والبخاري (3169) و (4249) و (5777) ، والنسائي في "الكبرى" (11355) ، وابن سعد في "الطبقات" 2/115-116، والبيهقي في "دلائل النبوة" 4/256، والبغوي (3807) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ورواية ابن أبي شيبة والبخاري الثانية مختصرة بقصة الشاة المسمومة.= الجزء: 15 ¦ الصفحة: 514 9828 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ (1) إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مِثْلَهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ (2) وَحْيًا أَوْحَاهُ اللهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ   = وأخرجه أبو داود (4509) ، والبيهقي في "السنن" 8/46 من طريق عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة. ولفظه: أن امرأة من اليهود أهدت إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شاة مسمومة، قال: فما عَرَضَ لها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسفيان بن حسين يُضغَف في الزهري. وأخرجه الحاكم 3/219، والطبراني في "الكبير" (1202) ، والبيهقي 8/46 من طرق عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - بقصة الشاة، وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتلها بعد ما مات بشر بن البراء من أثر تلك الأكلة. وهو بمجموع طرقه إلى محمد بن عمرو حسن. وأخرج هذه الرواية مرسلة الدارمي (67) ، وأبو داود (4511) و (4512) ، والبيهقي 8/46 من طرق عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. ولتحقيق القول في مسألة قتل هذه اليهودية انظر "الفتح" عند شرح الحديث رقم (4249) . وفي باب قصة الشاة المسمومة عن ابن عباس، سلف برقم (2784) . وعن أنس بن مالك، سيأتي 3/218. وعن جابر عند الدارمي (68) ، وأبي داود (4510) ، والبيهقي 8/46. وعن أم مبشر عند أبي داود (4513) و (4514) ، والحاكم 3/219. (1) في (ظ3) : من نبي. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: أوتيته. الحديث: 9828 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 515 الْقِيَامَةِ " (1) 9829 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَخِيهِ عَبَّادِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْأَرْبَعِ: مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ " (2) 9830 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ نُعَيْمٍ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُجْمِرِ، أَنَّهُ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَوْقَ هَذَا الْمَسْجِدِ، فَقَرَأَ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، فَسَجَدَ فِيهَا، وَقَالَ: " رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِيهَا " (3) 9831 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَنْ (4) يُنْجِيَ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (8491) . (2) حديث صحيح، وقد سلف برقم (8488) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بكير بن عبد الله: هو ابن الأشج. وأخرجه ابن خزيمة (559) ، والطحاوي 1/357 من طريق شعيب بن الليث، عن الليث، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7140) . (4) في (م) والنسخ المتأخرة: لَا. الحديث: 9829 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 516 أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ "، فَقَالَ رَجُلٌ: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ: " وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَتِهِ (1) وَلَكِنْ سَدِّدُوا " (2) 9832 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي 3280 سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ " (3) 9833 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنا سَعِيدٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلًا قِبَلَ نَجْدٍ،   (1) في (ظ3) : برحمة. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يونس: هو ابن محمد المؤدب، وبكير: هو ابن عبد الله بن الأشج. وأخرجه مسلم (6816) (71) عن قتيبة بن سعيد، وابن حبان (348) من طريق أبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (2816) (71) أيضا من طريق عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، به. وانظر ما سلف برقم (7202) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2826) (6) ، والترمذي (2523) ، والنسائي في "الكبرى" (11564) ، والطبري 27/183، وابن أبي داود في "البعث" 67، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (401) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7498) . الحديث: 9832 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 517 فَجَاءَتْ بِرَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ، ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ، سَيِّدُ أَهْلِ الْيَمَامَةِ، فَرَبَطُوهُ بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: " مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " قَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّدُ خَيْرٌ، إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ، قَالَ لَهُ: " مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " قَالَ: مَا قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْغَدِ، فَقَالَ: " مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ " فَقَالَ: عِنْدِي مَا قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْطَلِقُوا بِثُمَامَةَ "، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ (1) أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، يَا مُحَمَّدُ، وَاللهِ (2) مَا كَانَ عَلَى وَجْهٌ الْأَرْضِ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ، وْوَاللهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ   (1) لفظة "أشهد" ليست في (ظ3) و (عس) . (2) لفظة "والله" ليست في (عس) ورمجت في (ظ3) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 518 مِنْ دِينِكَ، فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ (1) إِلَيَّ، وَاللهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ إِلَيَّ، وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ، فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ، قَالَ لَهُ قَائِلٌ: صَبَأْتَ، فَقَالَ: لَا، وَلَكِنْ أَسْلَمْتُ مَعَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا وَاللهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) 9834 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ خَالَةِ أَبِيهَا، وَالْمَرْأَةِ وَخَالَةِ أُمِّهَا، أَوْ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّةِ أَبِيهَا، أَوِ الْمَرْأَةِ وَعَمَّةِ أُمِّهَا، فَقَالَ: قَالَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا، وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا، فَنَرَى خَالَةَ أُمِّهَا، أوْ عَمَّةَ أُمِّهَا بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ، وَإِنْ كَانَ مِنَ   (1) في (م) وحدها: الأديان. وهي كذلك في الموضع السالف. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (462) و (469) و (2422) و (2423) و (4372) ، ومسلم (1764) (59) ، وأبو داود (2679) ، والنسائي 1/109-110، وابن خزيمة (252) ، وأبو عوانة 4/159-161 و161، وابن حبان (1239) ، والبيهقي في "السنن" 1/171، وفي "دلائل النبوة" 4/78-79 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر (7361) . الحديث: 9834 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 519 الرَّضَاعِ يَكُونُ فِي (1) ذَلِكَ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ " (2) 9835 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " (3) 9836 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ قَالَ لِصَبِيٍّ: تَعَالَ هَاكَ، ثُمَّ لَمْ يُعْطِهِ فَهِيَ كَذْبَةٌ " (4)   (1) في (م) وسائر النسخ الخطية عدا (ظ3) : من. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وعُقيل: هو ابن خالد بن عَقيل الأيلي. وأخرج المرفوع منه محمد بن نصر في "السنة" (272) من طريق يحيى بن أيوب وابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن قبيصة وعروة وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة. وانظر (9203) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7252) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (375) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (150) ، وفي "الصمت" (523) ، وابن حزم في "المحلى" 8/29 من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد.= الحديث: 9835 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 520 9837 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَنَا أَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ "، قَالَ: " اللهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ "، قَالَا: وَكَانَ يُكَبِّرُ إِذَا رَكَعَ، وَإِذَا قَامَ مِنَ السُّجُودِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ (1) 9838 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) قَالَ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ مِنَ الْمَالِ (3) بِحَلَالٍ أَوْ بِحَرَامٍ " (4) 9839 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ   = وفي الباب عن عبد الله بن عامر، سيأتي 3/447. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ويزيد: هو ابن هارون، وابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وانظر (8253) . (2) قوله: "عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "سقط من (ظ3) . (3) في (م) و (ل) ونسخة على هامش (س) : من المال. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9620) . الحديث: 9837 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 521 الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ (1) طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ " (2)   (1) في (ظ3) : في أن يدع. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، ويزيد: هو ابن هارون. وهو عند المصنِّف في "الزهد" ص 45 عن حجاج بن محمد وحده، بهذا الإسناد. وسيأتي عن يزيد بن هارون وحده برقم (10562) . وأخرجه البخاري (1903) و (6057) ، وأبو داود (2362) ، وابن ماجه (1689) ، والترمذي (707) ، والنسائي في "الكبرى" (3246) و (3247) ، وابن خزيمة (1995) ، وابن حزم 6/177-178، والبيهقي 4/270، والبغوي (1746) من طرق عن ابن أبي ذئب، به - بعضهم يرويه دون قوله: "والجهلَ". وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3248) من طريق عبد الله بن وهب، وابن حبان (3480) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - لم يذكرا فيه أبا سعيد. ورواية البخاري ذات الرقم (6057) لم يذكر فيها بعض الرواة عن البخاري "عن أبيه". وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3245) من طريق ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن عبد الله بن ثعلبة بن صُعَير، عن أبي هريرة. وفي الباب عن أنس بن مالك عند عبد الرزاق (7455) ، وابن عدي في "الكامل" 5/1984، والطبراني في "المعجم الصغير" (472) . قوله: "الزور"، قال السندي: أي: الكذب. "فليس لله حاجة" كناية عن عدم القبول، وإلا فهو تعالى لا يحتاج إلى شيء = الجزء: 15 ¦ الصفحة: 522 9840 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: لَوْلَا أَمْرَانِ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا مَمْلُوكًا، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَمْلُوكَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصْنَعَ فِي مَالِهِ شَيْئًا، وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا خَلَقَ اللهُ عَبْدًا يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ، وَحَقَّ سَيِّدِهِ، إِلَّا وَفَّاهُ اللهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ " (1) 9841 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يُوطِنُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ، إِلَّا تَبَشْبَشَ اللهُ بِهِ حِينَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ، كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الْغَائِبِ بِغَائِبِهِمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ " (2) 9842 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ (3) عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ:   = أصلا. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9789) . (2) رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف من هذا الطريق برقم (8350) . وانظر ما بعده. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: "أَبِي عبيدة" وهو موافق للإسناد السالف برقم (8065) ، والمثبت من (ظ3) و (عس) و (ل) ونسخة على هامش (س) ، وذكر الدارقطني في "العلل" أنه يقال له: أبو عبيدة وابن عبيدة. الحديث: 9840 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 523 قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1) 9843 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً " (2) 9844 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ، وَقَالَ: " إِنْ وَجَدْتُمْ فُلَانًا وَفُلَانًا - لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ - فَأَحْرِقُوهُمَا بِالنَّارِ "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ: " إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحْرِقُوا فُلَانًا، وَفُلَانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لَا يُعَذِّبُ بِهَا إِلَّا اللهُ، فَإِنْ   (1) إسناده ضعيف لجهالة ابن عبيدة، وسلف الكلام عليه برقم (8065) ، وانظر ما قبله. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة، وسلف الكلام عليه برقم (9764) . وأخرجه الطيالسي (2311) . وأخرجه البغوي (1255) من طريق أسد بن موسى، كلاهما (الطيالسي وأسد) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. والتِّرة في اللغة: النقص، ومعناها هاهنا: التبِعَة. الحديث: 9843 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 524 وَجَدْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا " (1) 9845 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَنَادَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، حَتَّى ثَنَّى ذَلِكَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ دَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَبِكَ جُنُونٌ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَهَلْ أَحْصَنْتَ؟ " قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبُوا (2) فَارْجُمُوهُ "، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " كُنْتُ فِيمَنْ رَجَمَهُ، فَرَجَمْنَاهُ فِي الْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجَارَةُ هَرَبَ، فَأَدْرَكْنَاهُ بِالْحَرَّةِ فَرَجَمْنَاهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ليث: هو ابن سعد، وبكير بن عبد الله: هو ابن الأشج. وانظر (8068) . (2) في (م) و (ل) : اذهبوا به. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عقيل: هو ابن خالد بن عَقيل الأيلي، وأما الرجل المبهم الذي سمع منه ابن شهاب عن جابر، فهو أبو سلمة، وسيأتي الحديث موصولاً من طريقه في مسند جابر 3/323. والحديث أخرجه البخاري (6815) و (6816) و (7167) و (7168) ، والبيهقي = الحديث: 9845 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 525 9846 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ: " قَضَى فِيمَنْ زَنَى وَلَمْ يُحْصِنْ، أَنْ يُنْفَى عَامًا مَعَ الْحَدِّ عَلَيْهِ " (1)   = 8/213-214 من طريق يحيى بن بكير، ومسلم (1691) (16) ، والبيهقي 8/214 من طريق شعيب بن الليث، والنسائي في "الكبرى" (7177) من طريق حجين بن المثنى، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. ورواية النسائي ليس فيها قول جابر. وأخرجه البخاري (5271) و (5272) ، ومسلم (1691) (16) ، والنسائي في "الكبرى" (7178) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/143، والبيهقي 8/219 من طريق شعيب بن أبي حمزة، والبخاري (6825) و (6826) ، والبيهقي 8/225، والبغوي (2585) من طريق عبد الرحمن بن خالد، كلاهما عن الزهري، به. وروايات النسائي والطحاوي ليس فيها قول جابر، وسقط من مطبوع "السنن الكبرى" للنسائي: "عن أبي هريرة" واستدرك من "تحفة الأشراف" 10/19. والرجل المبهم المرجوم في الحديث هو ماعز الأسلمي، وسلف الحديث مختصراً برقم (7850) ، وصرح فيه باسمه. قوله: "فلما أذلقته الحجارة"، أي: أضعفته. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة في الحدود كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 175 من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6833) ، والنسائي في "الكبرى" (7237) ، والبيهقي 8/222 من طرق عن الليث بن سعد، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 5/1988 من طريق ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، به. = الحديث: 9846 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 526 9847 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَني عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " (1) 9848 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمُتَوَفَّى عَلَيْهِ الدَّيْنُ، فَيَسْأَلُ: " هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ (2) مِنْ قَضَاءٍ؟ " فَإِنْ حُدِّثَ (3) أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً، صَلَّى عَلَيْهِ، وَإِلَّا، قَالَ لِلْمُسْلِمِينَ: " صَلُّوا عَلَى   = وسيأتي الحديث بقصةٍ في مسند زيد بن خالد الجهني 4/115 وقرن به أبو هريرة. وفي الباب عن سلمة بن المحبق، سيأتي 3/476. وعن عبادة بن الصامت، سيأتي 5/313. وفي الكلام على النفي، انظر "فتح الباري" 12/157. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (5793) من طريق حجاج بن محمد، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (6485) عن يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، به. وأخرجه ابن حبان (662) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب الزهري، به. وانظر ما سلف برقم (7499) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: لذلك. (3) في (م) والنسخ المتأخرة: فإن قالوا: نعم. الحديث: 9847 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 527 صَاحِبِكُمْ "، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ، قَامَ فَقَالَ: " أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَتَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ " (1) 9849 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: " كَلِمَةٌ صَالِحَةٌ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ " (2) 9850 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ (3) اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2298) و (5371) ، ومسلم (1619) (14) ، والترمذي (1070) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7899) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2223) (110) من طريق شعيب بن الليث، والطحاوي في "شرح المشكل" (1843) من طريق عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7618) . (3) ني (م) ونسخة على هامش (س) : اليهود والنصارى! (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7826) . الحديث: 9849 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 528 9851 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ: " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ " حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ، ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ: " رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ "، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا، وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ اللَّتَيْنِ (1) بَعْدَ الْجُلُوسِ " (2) 9852 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ دَارَّةَ، مَوْلَى عُثْمَانَ، قَالَ: إِنَّا لَبِالْبَقِيعِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ إِذْ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَتَدَاكَّ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: إِيهٍ يَرْحَمُكَ اللهُ قَالَ: يَقُولُ: " اللهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ عَبْدٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَكَ   (1) في (عس) و (ل) ، ونسخة في (س) : الثنْتَيْنِ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (789) ، والبيهقي 2/67، والبغوي (613) من طريق يحيى بن بكير، ومسلم (392) (29) ، والنسائي 2/233 من طريق حُجين بن المثنى، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7658) و (7659) . الحديث: 9851 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 529 مُؤْمِنٌ بِي لَا يُشْرِكُ بِكَ " (1) 9853 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِيَ (2) عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ " (3) 9854 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:   (1) إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح غير ابن دارة، فهو حسن الحديث، وسلفت ترجمته عند الحديث رقم (436) من مسند عثمان بن عفان. وسيتكرر هذا الحديث برقم (10473) . قوله: "فتداك الناس" قال السندي: بتشديد الكاف من الدك بالتشديد: الكسر، أي: ازدحموا عليه حتى أدى شدةُ الزحام إلى دفع بعضهم بعضاً. "فقالوا: إيه يرحمك الله"، في "القاموس": إيهٍ بكسر الهمزة والهاء وفتحها، وتنون المكسورة: كلمة استزادة واستنطاق. وفي الحديث جواز الدعاء بالمغفرة للمؤمنين عموماً، مع العلم بأن الله تعالى يعذب بعض العصاة، والله تعالى أعلم. (2) في (م) ونسخة على هامش (س) : غُم. قال ابن الأثير في "النهاية" 3/342: غَبِيَ: أي: خفي، ورواه بعضهم "غُبِّيَ" بضم الغين وتشديد الباء المكسورة، لما لم يُسم فاعله، من الغَباء: شِبْه الغَبَرة في السماء. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم. وانظر (9376) . تنبيه: تكرر هذا الحديث في هذا الموضع في النسخ الخطية مرتين، فحذفنا المكرر الثاني. الحديث: 9853 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 530 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، - أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنْظُرُ إِلَيْهِ " (1) 9855 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (2) 9856 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَيُذَادَنَّ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِي عَنِ الْحَوْضِ كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنَ الْإِبِلِ " (3) 9857 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جُحَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9004) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بديل -وهو ابن ميسرة العقيلي- وعبدِ الله بن شقيق، فمن من رجال مسلم. وانظر (7964) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم. وانظر (7968) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. الحديث: 9855 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 531 9858 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ (1) الْخُمُسُ " (2) ، قَالَ شُعْبَةُ: " مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَقُولُ الرَّكَائِزَ غَيْرَهُ " (3) 9859 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَأَبُو النَّضْرِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ سَجَدَ فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ " (4)   = وانظر (7851) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: الركاز، وهو خطأ هنا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9005) . (3) كذا قال شعبة رحمه الله، مع أنه قد رواه هو نفسه عن محمد بن عمرو بن علقمة فيما سلف برقم (9371) عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فقال فيه "الركائز"، بينما رواه عن محمد بن زياد الجمحي عن أبي هريرة فيما سلف برقم (9370) ، وفيما سيأتي برقم (9882) ، فقال فيه "الركاز"! (4) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد العزيز بن عياش، فإنه لم يرو عنه غير ابن أبي ذئب، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وذكره ابن حبان في "الثقات"! وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (70) من طريق = الحديث: 9858 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 532 9860 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " تَفْضُلُ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ الْوَحْدَةِ سَبْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، أَوْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " (1) 9861 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ دَعَا بِمَاءٍ فَاسْتَنْجَى، ثُمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ (2) عَلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ " (3)   = عبد الرحمن بن غزوان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/358 من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 2/161 من طريق محمد بن أبي فديك، والباغندي (69) من طريق أبي علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد، كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن عبد العزيز بن عياش، عن محمد بن قيس، عن عمر بن عبد العزيز، به. بزيادة محمد بن قيس بين عبد العزيز وبين عمر. وانظر (9348) . (1) حديث صحيح، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- وإن كان سيىء الحفظ، قد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي. وانظر (8349) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: يده. (3) إسناده ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ. وانظر (8104) . الحديث: 9860 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 533 9862 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، فَلْيَغْتَسِلْ، وَمَنْ حَمَلَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ " (1) 9863 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَسَمَّى بِاسْمِي فَلَا يَتَكَنَّى بِكُنْيَتِي، وَمَنْ تَكَنَّى بِكُنْيَتِي، فَلَا يَتَسَمَّى بِاسْمِي "، (2) 9864 - حَدَّثَنَاهُ أَسْوَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة، فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، وهو صدوق كان قد اختلط، وقد اختلف في رفع حديث أبي هريرة هذا ووقفه، كما سلف بيانه عند الحديث رقم (7689) . وسلف حديث صالح هذا مختصراً برقم (9601) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف، شريك -وهو ابن عبد الله النخعي- سيئ الحفظ. حجاج: هو ابن محمد المصيصي، وأبو زرعة: هو ابن عمرو بن جرير. وأخرجه أبو يعلى (6102) عن زكريا بن يحيى الواسطي، عن شريك، بهذا الإسناد. وتحرف فيه "سلم" إلى: سالم. وانظر (8109) . وأسود الذي في الإسناد التالي: هو أسود بن عامر الملقب بشاذان، وهو ثقة من رجال الشيخين. الحديث: 9862 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 534 9865 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَا شَيْءَ لَهُ " (1) 9866 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ " (2) 9867 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي يَدَيَّ " (3)   (1) إسناده ضعيف من أجل صالح مولى التوأمة، وسلف الكلام على هذا الحديث مفصلاً برقم (9730) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عراك: هو ابن مالك الغفاري. وانظر (8069) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2977) ، والبيهقي 5/471 من طريق يحيى بن بكير، والبخاري (7013) عن سعيد بن عفير، كلاهما عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. = الحديث: 9865 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 535 9868 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَحْتَزِمَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةَ حَطَبٍ فَيَحْمِلَهَا عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا يُعْطِيهِ أَوْ يَمْنَعُهُ " (1) 9869 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ مِنْهُ " (2)   = وانظر (7632) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو عبيد مولى عبد الرحمن: هو سعد بن عبيد الزهري. وأخرجه البخاري (2074) و (2374) عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1042) (107) ، والنسائي 5/93، وأبو يعلى (6242) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. وانظر ما سلف برقم (7317) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق العقيلي، فمن رجال مسلم. خالد: هو ابن مهران الحذاء. وأخرجه ابن خزيمة (100) ، وابن حبان (1065) ، والدارقطني 1/49، = الحديث: 9868 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 536 9870 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضَّحَّاكِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا سَبْعِينَ - أَوْ مِائَةَ سَنَةٍ - هِيَ شَجَرَةُ الْخُلْدِ "، قَالَ حَجَّاجٌ: " أَوْ مِائَةَ سَنَةٍ، شَجَرَةُ الْخُلْدِ "، قُلْتُ لِشُعْبَةَ: هِيَ شَجَرَةُ الْخُلْدِ قَالَ: " لَيْسَ فِيهَا، هِيَ " (1)   = والبيهقي 1/46 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه مسلم (278) (87) ، وابن خزيمة (145) ، وأبو عوانة 1/263، والبيهقي 1/46 من طريق بشر بن المفضل، وابن حبان (1064) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عن خالد الحذاء، به. وانظر ما سلف برقم (7282) . (1) صحيح دون قوله: "شجرة الخلد"، وهذا إسناد ضعيف، أبو الضحاك عداده في أهل البصرة مجهول، روى له ابن ماجه حديثه هذا في "التفسير"، وتفرد بالرواية عنه شعبة، ولم يوثقه أحد، وقال الذهبي: لا يعرف، لكن شيوخ شعبة جِيَاد. وقال ابن حجر: مقبول، يعني عند المتابعة، وقد توبع، انظر ما سلف برقم (7498) . وأخرجه الطبري في "تفسيره" 27/183 من طريق محمد بن جعفر وحده، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2547) وأخرجه عبد بن حميد (1457) عن سعيد بن الربيع، والدارمي (2839) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، ثلاثتهم (الطيالسي وسعيد وعبد الصمد) عن شعبة، به. قال شعبة في رواية ابن حميد: ولا أراه إلا مئة عام.= الحديث: 9870 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 537 9871 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَعَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ، يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَقُولُ: يَا رَبِّ إِنِّي قُطِعْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي أُسِيءَ إِلَيَّ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، فَيُجِيبُهَا رَبُّهَا عَزَّ وَجَلَّ، فَيَقُولُ: " أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ "، حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (1) " إِنَّ الرَّحِمَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقرَظِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2) 9872 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ،   = وسيأتي الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة برقم (9950) . (1) من هنا إلى آخر الحديث سقط من (م) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة محمد بن عبد الجبار، وقد سلف الكلام عليه وعلى الحديث برقم (7931) . وأخرجه الحاكم 4/162 من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي!! الحديث: 9871 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 538 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَنْ يَدَعُوهُنَّ: التَّطَاعُنُ فِي الْأَنْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ، وَمُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، وَالْعَدْوَى: الرَّجُلُ يَشْتَرِي الْبَعِيرَ الْأَجْرَبَ، فَيَجْعَلُهُ فِي مِائَةِ بَعِيرٍ فَتَجْرَبُ، فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟ " (1) 9873 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ " (2) 9874 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الربيع -وهو المدني- فهو حسن الحديث. وسلف الحديث برقم (7908) . وأخرجه الطيالسي (2395) ، ومن طريقه الترمذي (1001) ، والبيهقي في "الشعب" (5143) عن شعبة والمسعودي، بهذا الإسناد. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ورقاء: هو ابن عمر اليشكري. وأخرجه مسلم (710) (63) ، وأبو داود (1266) ، وأبو عوانة 2/32، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4124) ، وأبو نعيم في "الحلية" 9/222، والبيهقي 2/482 من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارمي (1448) ، والنسائي في "المجتبى" 2/116-117، وفي "الكبرى" (938) ، وابن خزيمة (1123) من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/195 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، به. وانظر (8379) . الحديث: 9873 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 539 ثَابِتٍ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنِي عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، الْمَعْنَى، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَافِرٌ، فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا كَثِيرًا، ثُمَّ إِنَّهُ أَسْلَمَ، فَكَانَ يَأْكُلُ أَكْلًا قَلِيلًا، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَإِنَّ الْمُسْلِمَ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ " (1) 9875 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا وُلِّيتُهُ "، قَالَ بَهْزٌ: " وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا فَإِلَيْنَا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه ابن ماجه (3256) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6772) من طريق بهز بن أسد وحده، به. وأخرجه البخاري (5397) عن سليمان بن حرب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2020) من طريق عبد الرحمن بن زياد، كلاهما عن شعبة، به. وانظر ما سلف برقم (7497) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1619) من طريق محمد بن جعفر وحده، عن شعبة، بهذا الإسناد.= الحديث: 9875 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 540 9876 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ ابْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَحَدَنَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِالشَّيْءِ، مَا يُحِبُّ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَإِنَّ لَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، قَالَ: " ذَاكَ مَحْضُ الْإِيمَانِ "، (1) 9877 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ بِإِسْنَادِهِ،   = وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (580) ، وإسحاق بن راهويه (225) ، وابن زنجويه في "الأموال" (845) ، والبخاري (2398) و (6763) ، ومسلم (1619) ، وأبو داود (2955) ، والبيهقي 6/201 و351 من طرق عن شعبة، به. وانظر ما سلف برقم (7861) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. ذكوان: هو أبو صالح السمان. وأخرجه ابن أبي عاصم (655) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "التحفة" 9/428، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1660) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/428، وابن منده في "الإيمان" (341) ، وابن حبان (146) ، واللالكائي (1661) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (665) من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً. وانظر (9156) . الحديث: 9876 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 541 قَالَ: " مِنْ شَأْنِ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ "، (1) 9878 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِيعِ وَكَانَ يُقَاعِدُ أَبَا بُرْدَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ (2) 9879 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَرْوَانَ الْأَصفَرِ، (3) قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَافِعٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَجَدَ (4) فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، قَالَ:   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عاصم بن بهدلة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. معاوية: هو ابن عمرو بن المهلب الأزدي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي. وأخرجه ابن أبي عاصم (656) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" كما في "تحفة الأشراف" 9/429 من طرق عن زائدة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. قوله: "مِن شأن الرب" هذا من كلام السائل في الحديث السابق، يعني أنه قال: إن أحدنا يحدث نفسه بالشيء من شأن الرب عز وجل. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الربيع -وهو المدني- فهو حسن الحديث. وانظر (7908) . وحديث محمد بن جعفر سلف قريباً برقم (9872) . (3) تحرف في (م) إلى: الأصغر. (4) في (م) والنسخ المتأخرة: سجد. الحديث: 9878 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 542 فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: " سَجَدَ فِيهَا خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ حَتَّى أَلْقَاهُ " (1) 9880 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، فَأَغْلَظَ لَهُ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ (2) لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا "، وَقَالَ لَهُمْ: " اشْتَرُوا لَهُ سِنًّا فَأَعْطُوهُ "، فَقَالُوا: إِنَّا لَا نَجِدُ إِلَّا سِنًّا أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ، فَقَالَ: " اشْتَرُوا لَهُ فَأَعْطُوهُ "، وَقَالَ: " إِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ - أَوْ خَيْرُكُمْ - أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مروان الأصفر: هو أبو خلف البصري، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/3 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/357 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، به. وانظر (7140) . (2) في الأصول: فإن، والمثبت من "صحيح مسلم". (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1601) (120) ، وابن ماجه (2423) ، والترمذي بإثر الحديث (1317) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد - ورواية ابن ماجه مقتصرة على قوله: "إن من خيركم أحسنكم قضاءً". وانظر (8897) . الحديث: 9880 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 543 9881 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ شُعْبَةُ رَفَعَهُ مَرَّةً، ثُمَّ لَمْ يَرْفَعْهُ بَعْدُ - أَنَّهُ قَالَ: " لَا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلَاثٍ - أَوْ فَوْقَ ثَلَاثٍ -، فَمَنْ هَاجَرَ (1) بَعْدَ ثَلَاثٍ - أَوْ فَوْقَ ثَلَاثٍ - فَمَاتَ، دَخَلَ النَّارَ " (2) 9882 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْمَاءُ جَرْحُهَا جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (3) 9883 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ "، قَالَ: فَقَالَ عُكَّاشَةُ: يَا   (1) في (ل) ونسخة على هامش (س) : هجر. (2) رجاله ثقات رجال الشيخين، وسلف الكلام عليه برقم (9092) . وأخرجه مرفوعاً النسائي في "الكبرى" (9161) من طريق شبابة بن سَوار، والخطيب في "تاريخ بغداد" 5/157 من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1710) (46) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (9005) . الحديث: 9881 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 544 رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، قَالَ: فَقَامَ آخَرُ، (1) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: فَقَالَ: " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ " (2) 9884 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: - قَالَ حَجَّاجٌ: أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ - " أَمَا يَخْشَى - أَوْ أَلَا يَخْشَى - أَحَدُكُمْ أَنْ يَجْعَلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ - أَوْ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ - إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ، وَالْإِمَامُ سَاجِدٌ " (3)   (1) في (م) و (ل) ونسخة على هامش (س) : رجل آخر. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد بن زياد: هو الجمحي. وأخرجه إسحاق بن راهويه (76) ، ومسلم (216) (368) ، وابن حبان (7244) ، وابن منده في "الإيمان" (973) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (77) ، والدارمي (2807) ، وابن منده (973) من طرق عن شعبة، به. وانظر (8016) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه إسحاق بن راهويه (66) عن محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن راهويه (67) ، والدارمي (1316) ، والبخاري (691) ، ومسلم (426) (116) ، وأبو داود (623) ، والبيهقي 2/93، والخطيب في "تاريخه" 4/398 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7534) . الحديث: 9884 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 545 9885 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ "، أَوْ قَالَ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غَبِيَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ "، قَالَ شُعْبَةُ: وَأَكْثَرُ عِلْمِي أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ " (1) 9886 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ -: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، مُرَجِّلًا جُمَّتَهُ، تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، إِذْ خُسِفَ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "، وَقَالَ حَجَّاجٌ: " إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن راهويه (54) و (55) عن النضر بن شميل، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (9376) . قوله: "غبي" انظر الكلام على ضبطها وتفسيرها عند الحديث رقم (9853) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه إسحاق بن راهويه (81) ، ومسلم (2088) (49) من طريق محمد بن = الحديث: 9885 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 546 9887 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ (1) أَهْلُ الْكِتَابِ قَبْلَكُمْ - أَوْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ - بِكَثْرَةِ اخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، وَكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، فَانْظُرُوا مَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَاتَّبِعُوهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَمَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَدَعُوهُ أَوْ ذَرُوهُ " (2) 9888 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: " كُلُّ الْعَمَلِ كَفَّارَةٌ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " " وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (3)   = جعفر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن راهويه (80) ، والبخاري (5789) ، ومسلم (2088) (49) ، وأبو عوانة 5/472 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7630) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: أهلك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه إسحاق بن راهويه (91) عن النضر بن شميل، ومسلم ص 1831 (131) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (9780) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه إسحاق بن راهويه (58) عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه الطيالسي (3485) ، وإسحاق بن راهويه (59) ، والبخاري في = الحديث: 9887 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 547 9889 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَجِبَ اللهُ مِنْ أَقْوَامٍ يُجَاءُ بِهِمْ فِي السَّلَاسِلِ حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ " (1) 9890 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ مَنْ (2) تَرُدُّهُ الْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ، وَاللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ - أَوِ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ شُعْبَةُ شَكَّ فِي اللُّقْمَةِ، وَالتَّمْرَةِ - وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا "، أَوْ " يَسْتَحْيِي أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ إِلْحَافًا " (3)   = "صحيحه" (7538) ، وفي "خلق أفعال العباد" (427) و (428) و (429) و (430) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص 212 من طريق شعبة بن الحجاج، به. وسيأتي برقم (10025) و (10026) و (10554) . وانظر ما سلف برقم (7174) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (3010) ، ومن طريقه البغوي (2711) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/149 عن شبابة بن سوار، عن شعبة، به. وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/63 من طريق ابن لهيعة، عن محمد بن زياد، به. وانظر (8013) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: الذي. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين.= الحديث: 9889 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 548 9891 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: " دَخَلَتِ النَّارَ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ " (1) 9892 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يُصَلِّي (2) يَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (3)   = وأخرجه إسحاق بن راهويه (78) ، ومن طريقه ابن حبان (3298) عن محمد بن جعفر، بهذا الإِسناد. وأخرجه إسحاق (79) ، والدارمي (1615) ، والبخاري (1476) من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وانظر (7540) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه إسحاق بن راهويه (84) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضا (83) عن النضر بن شميل، عن شعبة، به. وزاد في هذه الرواية: "حتى ماتت". وسيأتي برقم (10034) و (10208) . وانظر ما سلف برقم (7547) . (2) لفظة "يصلي" لم ترد في (م) والنسخ المتأخرة. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (1735) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (90) من طريق النضر بن شميل، وأبو القاسم = الحديث: 9891 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 549 9893 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا - أَدَعُ يَوْمَ أَمُوتُ دِينَارًا، إِلَّا أَنْ أُرْصِدَهُ لِدَيْنٍ " (1) 9894 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ النَّخَعِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي "   = البغوي في "الجعديات" (1164) ، والطبراني في "الدعاء" (155) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، به. وانظر (7769) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (991) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5564) من طريق شبابة بن سوار، عن شعبة، به. وأخرجه مسلم (991) ، والبيهقي (5563) من طريق الربيع بن مسلم، عن محمد بن زياد، به. وسيأتي الحديث من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد برقم (10031) . وانظر ما سلف برقم (7484) . وقوله: "أرصده" هو بفتح الهمزة وضم الصاد أو بضم الهمزة وكسر الصاد، أي: أعِدُّه. الحديث: 9893 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 550 قَالَ: " وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ، أَوِ الْأَشْكَالَ " (1) ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ: قَالَ أَبِي: " شُعْبَةُ يُخْطِئُ فِي هَذَا الْقَوْلِ: عَبْدَ اللهِ بْنَ يَزِيدَ، وَإِنَّمَا هُوَ سَلْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيُّ " 9895 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْكُفْرُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَإِنَّ السَّكِينَةَ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَإِنَّ الرِّيَاءَ   (1) قوله: "الإشكال"، كذا وقع في النسخ الخطية، ولا ندري ما وجهه، ولعل الصواب فيه: "الأشْكَل"، وفي "لسان العرب" 11/357: الأشكل عند العرب: اللونان المختلطان. والحديث إسناده صحيح على شرط مسلم، وعبد الله بن يزيد النخعي كذا سماه شعبة، والصواب أنه سَلْم بن عبد الرحمن النخعي كما ذكر المصنف عقب الحديث، وقد سلف على الصواب برقم (7408) و (8109) . وأخرجه إسحاق بن راهويه (180) عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرج شطره الثاني مسلم (1875) (102) ، والنسائي 6/219 من طريق محمد بن جعفر، به. وأخرجه أبو داود الطالسي (2515) ، ومن طريقه المزي في ترجمة عبد الله بن يزيد النخعي من "تهذيب الكمال" 16/309، وأخرجه مسلم (1875) (102) ، والنسائي 6/219 من طرق عن شعبة، به. والشطر الأول منه سلف برقم (8109) ، وأما الثاني فقد سلف برقم (7408) ، كلاهما من طريق أبي زرعة. الحديث: 9895 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 551 وَالْفَخْرَ فِي أَهْلِ الْفَدَّادِينَ، أَهْلِ الْوَبَرِ، وَأَهْلِ الْخَيْلِ، وَيَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ، حَتَّى إِذَا جَاءَ دُبُرَ أُحُدٍ تَلَقَّتْهُ الْمَلَائِكَةُ، فَضَرَبَتْ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، هُنَالِكَ يُهْلَكُ، هُنَالِكَ يُهْلَكُ " (1) 9896 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ بِيَوْمٍ، وَلَا تَغْرُبُ، بِأَفْضَلَ - أَوْ أَعْظَمَ - مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا تَفْزَعُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، إِلَّا هَذَانِ الثَّقَلَانِ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَعَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ يَكْتُبَانِ الْأَوَّلَ، فَالْأَوَّلَ، كَرَجُلٍ قَدَّمَ بَدَنَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ شَاةً، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ طَيْرًا، وَكَرَجُلٍ قَدَّمَ بَيْضَةً، فَإِذَا قَعَدَ الْإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. العلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب. وانظر الشطر الأول فيما سلف برقم (8846) ، والشطر الثاني فيما سلف برقم (9166) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/229-230، وابن خزيمة (1727) و (1770) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد - رواية النسائي وابن خزيمة الثانية مقتصرة على القطعة الثالثة، ورواية ابن = الحديث: 9896 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 552 9897 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ ثَلَاثُونَ دَجَّالُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَيَفِيضَ الْمَالُ فَيَكْثُرَ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ " قَالَ: قِيلَ: أَيُّمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ الْقَتْلُ " ثَلَاثًا (1)   = خزيمة الأولى مقتصرة على القطعة الأولى والثانية. وأخرجه النسائي 10/227-228 و235، وأبو يعلى (6468) ، وابن خزيمة (1727) و (1770) ، وابن حبان (2770) و (2774) ، والبغوي (1062) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به - وروايات النسائي وابن خزيمة وابن حبان الثانية مقتصرة على القطعة الثالثة، ورواية ابن حبان الأولى دونها. وسلف الحديث بطوله من طريق ابن جريج، عن العلاء، عن أبي عبد الله إسحاق مولى زائدة، عن أبي هريرة برقم (7687) . ورواه محمد بن إسحاق، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، سيأتي عند المصنف برقم (11767) . قوله: "إلا تفزع ليوم الجمعة"، قال السندي: أي: خوفا من أن تقوم فيه القيامة. (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أبو يعلى (6511) ، وابن عبد البر فى "جامع بيان العلم" 1/151 من طريق إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير، وابن حبان (6651) من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن العلاء، بهذا الإسناد. وأخرج الشطر الأول أبو داود (4333) من طريق عبد العزيز الدراوردي، عن العلاء، به. وانظر ما سلف برقم (7228) .= الحديث: 9897 ¦ الجزء: 15 ¦ الصفحة: 553 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأخرج الشطر الثاني مسلم ص 2057 (12) من طريق إسماعيل بن جعفر، وابن ماجه (4047) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، كلاهما عن العلاء، به. وانظر ما سلف برقم (7186) . الجزء: 15 ¦ الصفحة: 554 مسند الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241هـ) حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه وعلق عليه شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد الجزء السادس عشر مؤسسة الرسالة الجزء: 16 ¦ الصفحة: 1 9898 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْكِتَابِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَامٍ " (1) 9899 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَسْتَامُ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَتِهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (261) ، وأبو يعلى (6454) ، وابن خزيمة (490) ، وأبو عوانة 2/127، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/216، وفي "شرح مشكل الآثار" (1090) ، وابن حبان (1789) و (1794) ، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (60) و (61) و (62) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وزادوا غير الطحاوي في "المشكل" في آخره: أن عبد الرحمن بن يعقوب والد العلاء قال لأبي هريرة: فإن كنت خلف الإمام؟ فأخذ بيدي وقال: اقرأ بها في نفسك يا فارسي. وانظر (7291) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. = الحديث: 9898 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 5 9900 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلَا يَقُولَنَّ: اللهُمَّ إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيُعْظِمْ رَغْبَتَهُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ شَيْءٌ أَعْطَاهُ " (1) 9901 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تَدْرُونَ مَا الْغِيَابَةُ؟ " قَالَ: قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ "، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ لَهُ؟ قَالَ: " إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ (2) فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ   = وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/4 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (9334) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (64) و (76) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (607) ، ومسلم (2679) (8) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (373) ، وأبو يعلى (6496) ، وابن حبان (896) ، والطبراني (63) و (65) و (66) و (67) و (68) و (77) و (78) و (79) و (80) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، به - وبعضهم يزيد فيه على بعض. وانظر ما سلف برقم (7314) . (2) في (ظ3) والنسخ المتأخرة: تقول له. الحديث: 9900 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 6 بَهَتَّهُ " (1) 9902 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: مَا أَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَصُومُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِلَّا أَنْ تَصُومُوا قَبْلَهُ "، وَمَا أَنَا أُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ، وَلَكِنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ، (2) (3) 9903 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (7146) . (2) في (م) و (ل) ونسخة في (س) : نعلين. (3) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الرجل الحارثي: وهو زياد الحارثي كنيته أبو الأوبر، وقد سلفت ترجمته عند الحديث (7384) . وانظر (8772) والحديث الآتي. (4) صحيح لغيره، شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ. وانظر ما قبله. وأخرج الشطر الأول ابن أبي شيبة 3/45 من طريق شريك النخعي، بهذا الإسناد. الحديث: 9902 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 7 9904 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا الْبَرَّادَ أَبَا عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَصَلَّى عَلَيْهَا - أَوْ قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْهَا شُعْبَةُ شَكَّ - فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا فَلَهُ قِيرَاطَانِ، الْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ " (1) 9905 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَصْدَقَ بَيْتٍ قَالَتْهُ الشُّعَرَاءُ: [البحر الطويل] أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ " (2) 9906 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سالم البراد، فقد روى له أبو داود والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه إسحاق بن راهويه (434) عن وهب بن جرير، عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7188) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (6489) ، ومسلم (2256) (5) ، وعبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر" (1) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 7/201، والبيهقي 10/237 من طريق روح بن عبادة، عن شعبة، به. وانظر (7383) . الحديث: 9904 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 8 عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حَسَنَةً، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا " (1) 9907 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَغَرَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا أَنْضَجَتِ النَّارُ " (2) 9908 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي   (1) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهو مكرر (9328) لكن تحرف فيه هناك "أبو يحيى" إلى: "أبي عثمان". وانظر (9542) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو بكر بن حفص: هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد الزهري، والأغر: هو سلمان أبو عبد الله، والأغر لقبه. وأخرجه أبو داود (194) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وأبو يعلى (6161) ، وابن حبان (1148) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي في مسند أبي طلحة الأنصاري 4/28 عن عبد الصمد، عن شعبة. وانظر ما سلف برقم (7605) . الحديث: 9907 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 9 هُرَيْرَةَ (1) ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ: عَنِ ابْنِ الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا اللهُ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ " (2) 9909 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْمَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ - ثُمَّ قَالَ: بَعْدَ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ: وَيَعْلَمُ مَا هِيَ، قَالَهَا يَزِيدُ آخِرَ مَرَّةٍ - وَعَنْ بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يُحْرَزَ مِنْ كُلِّ عَارِضٍ، وَأَنْ لَا يُصَلِّيَ الرَّجُلُ إِلَّا وَهُوَ مُحْتَزِمٌ " (3) 9910 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَوْصَانِي   (1) قوله: "عن أبيه عن أبي هريرة" ليس في (ظ3) و (عس) ، وأثبتناها من (م) والنسخ المتأخرة لرفع الالتباس. (2) إسناده ضعيف لجهالة أبي المطوس وأبيه، واسم أبي المطوس يزيد، وقيل: عبد الله بن المطوس. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3282) ، وابن خزيمة (1987) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وانظر (9014) . (3) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. وانظر (9017) . الحديث: 9909 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 10 جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنْ (1) يُوَرِّثُهُ " (2) 9911 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " مَا كَانَ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامٌ إِلَّا الْأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ، وَالْمَاءُ " (3) 9912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرَاهِيجَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " - يَعْنِي اللهَ - يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ هُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " " وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (4) 9913 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْجُلَاسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ شَمَّاسٍ، قَالَ:   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: أنه. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وسلف الكلام عليه برقم (7522) . وأخرجه ابن أبي شيبة 8/546-547، والبزار (1898- كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (7962) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7174) . الحديث: 9911 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 11 كَانَ مَرْوَانُ يَمُرُّ عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ: فَيَمُرُّ بِأَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ: بَعْضَ حَدِيثِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: ثُمَّ مَضَى، قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْجِنَازَةِ، قَالَ: قَالَ: " خَلَقْتَهَا - أَوَ أَنْتَ خَلَقْتَهَا؟، شُعْبَةُ الَّذِي شَكَّ -، وَهَدَيْتَهَا إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا، تَعْلَمُ سِرَّهَا وَعَلَانِيَتَهَا، جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا " (1) 9914 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَافِعٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ، فَقِيلَ: تُزَكِّي نَفْسَهَا، فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ " (2) 9915 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ:   (1) حديث ضعيف، فيه ثلاث علل: اضطراب إسناده، وجهالة بعض رواته، ورواية بعضهم له موقوفاً، وسلف الكلام على هذه العلل برقم (7477) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (1077) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. قوله: "بعضَ حديثك"، قال السندي: بالنصب، أي: دع بعض حديثك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/662-663، والبخاري (6192) ، ومسلم (2141) ، وابن ماجه (3732) ، والبيهقي 9/307، والبغوي (3373) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (9560) . الحديث: 9914 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 12 رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَسْجُدُ فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، فَقُلْتُ: أَتَسْجُدُ فِيهَا؟ فَقَالَ: " نَعَمْ رَأَيْتُ خَلِيلِي يَسْجُدُ فِيهَا، وَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ فِيهَا حَتَّى أَلْقَاهُ "، قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ: النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (1) 9916 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبَّاسٍ يَعْنِي الْجُرَيْرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: الْوَتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَصَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين كسابقه. وأخرجه مسلم (578) (111) ، والدولابي في "الكنى" 1/3 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقرن الدولابي بمحمدِ بن جعفر عبدَ الرحمن بن مهدي. وأخرجه الطيالسي (2444) ، وابن راهويه (15) و (16) ، وأبو عوانة 2/209-210، والبيهقي 2/315-316 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7140) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة محمد بن جعفر، وعلى شرط مسلم من جهة أبي داود- وهو سليمان بن داود الطيالسي- فهو من رجال مسلم دون البخاري. عباس الجريري: هو ابن فَرُّوخ، وأبو عثمان: هو النهدي عبد الرحمن بن مل. وأخرجه مسلم (721) ، والنسائي في "المجتبي" 3/229، وفي "الكبرى" (1387) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وتحرف في "المجتبي" دون "الكبرى" "ركعتي الضحى" إلى: "ركعتي الفجر". وأخرجه الطيالسي (2392) ، وإسحاق بن راهويه (11) ، والدارمي (1454) = الحديث: 9916 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 13 9917 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي شِمْرٍ الضُّبَعِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ: الْوَتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَصَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ " (1) 9918 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو النَّضْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ، وَمَنْ أَدْرَكَ   = و (1746) ، والبخاري (1178) ، وابن حبان (2536) ، والبيهقي 4/293 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه البخاري (1981) ، ومسلم (721) ، والنسائي في"الكبرى" (476) ، وابن خزيمة (2123) ، والبيهقي 3/36 من طريق أبي التياح، عن أبي عثمان النهدي، به. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (7138) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف من أجل أبي شمر الضبعي، فإنه مجهول، لكنه متابع، ورواية مسلم له مقرونة بعباس الجريري، وهو الحديث السابق، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/15-16، ومسلم (721) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقرن مسلم بأبي شمرٍ عباساً الجريري. وأخرجه النسائي 3/229، والبيهقي 4/293 من طريق النضر بن سميل، عن شعبة، به. وانظر ما قبله. الحديث: 9917 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 14 رَكْعَتَيْنِ مِنَ الْعَصْرِ، قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ " (1)   (1) حديث صحيح دون قوله: "ركعتين من العصر" فهي رواية شاذة، تفرد بها أبو صالح دون أصحاب أبي هريرة عنه، وقد اختُلِفَ على أبي صالح في هذا الحديث في متنه وإسناده، فروي عنه بلفظ: ركعة، وروي بلفظ: ركعتين، وروي عنه مرفوعاً وموقوفاً. فأخرجه ابن خزيمة (985) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي 1/150 من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، به. وأخرجه ابن خزيمة (985) من طريق ابن أبي حازم، وأبو نعيم في"الحلية" 7/144 من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. وعندهما: "ركعة من العصر". وأخرجه الطيالسي (2381) ، وأبو عوانة 1/358، وابن حبان (1484) من طريق زيد بن أسلم، وأبوعوانة 1/358 من طريق موسى بن عقبة، والخطيب في "تاريخه" 7/401 من طريق الأعمش، ثلاثتهم عن أبي صالح السفيان، به. وقرن الطيالسي وأبو عوانة وابن حنان بأبي صالح عبدَ الرحمن الأعرج وبسر بن سعيد. ولفظه عند الطيالسي: "من أدرك من العصر ركعتين أو ركعة ... "، وعند أبي عوانة: "مَن صلى من العصر ركعة"، وهذه الأخيرة رواية الأعرج وبسر كما ستأتي عند المصنف برقم (9954) ، وقرن بهما هناك عطاء بن يسار مكان أبي صالح. وأما لفظ "ركعتين" في الحديث فهي رواية أبي صالح. وأخرجه عبد الرزاق (2228) عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، به موقوفاً. وقد وقع لفظ الركعتين في صلاة العصر في رواية معتمر بن سليمان من حديث محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وأحمد بن المقدام العجلي عنه، عن معمر، عن عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس، عن أبي هريرة، أخرجه من هذا الطريق النسائي 1/257، وابن خزيمة (984) . = الجزء: 16 ¦ الصفحة: 15 9919 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ: " لَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِهَا " (1) 9920 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، مَثَلُ الْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَمَثَلُ الصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ، حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (2) 9921 - قَرَأْتُ (3) عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،   = وخالفهما عن معتمرٍ عبد الأعلي بن حماد النرسي عند مسلم (608) (165) ، وأبي يعلى (5893) ، فرواه بلفظ: "ركعة من العصر"، ويؤيًدُ صحة رواية النرسي روايةُ عبد الرزاق وابن المبارك ورباح بن زيد الصنعاني، ثلاثتهم عن معمر، حيث رووه بلفظ: "ركعة من العصر"، انظر ما سلف برقم (7798) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو في "صحيحه" برقم (2167) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (7567) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم كسابقه. وانظر (9481) . (3) وقع هذا الحديث والأحاديث الخمسة التالية له في (م) والنسخ = الحديث: 9919 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 16 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أَمَّنَ الْقَارِئُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1) 9922 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (2)   = المتأخرة على أنه من زيادات عبد الله، وهو خطأ، والتصويب من النسخ العتيقة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/87، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/82، والبخاري (780) ، ومسلم (410) (72) ، وأبو داود (936) ، والترمذي (250) ، والنسائي 2/144، وابن الجارود (322) ، والبيهقي 2/55 و56-57، والبغوي (587) . وأخرجه مسلم (410) (73) ، وابن ماجه (852) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الآشراف" 10/65، وابن خزيمة (1583) ، والبيهقي 2/56-57 من طريق يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، به. وانظر (7187) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، وأما متابعهُ إسحاق- وهو ابن عيسى بن نجيح الطباع- فمن رجال مسلم وحده. وهو في "موطأ مالك" 1/87، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/81-82، والبخاري في "الصحيح" (782) و (4475) ، وفي "القراءة خلف الإمام" (233) ،= الحديث: 9922 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 17 9923 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الْإِمَامُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1) 9924 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ:   = وأبو داود (935) ، والنسائي في "المجتبى" 2/144، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/391، والبيهقي 2/55. وأخرجه مسلم (410) (76) ، وابن خزيمة (570) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وانظر (7187) . (1) إسناده صحيح كسابقه. وهو في"موطأ مالك"1/88، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (176) ، والبخاري (796) و (3228) ، ومسلم (409) (71) ، وأبو داود (848) ، والترمذي (267) ، والنسائي في "المجتبى" 2/196، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/388، وأبو عوانة 2/179-180، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/238، وابن حبان (1907) و (1911) ، والطبراني في "الدعاء" (575) ، وأبو نعيم في "الحلية" 6/345-346، والبيهقي 2/96، والبغوي (630) . ورواية الطبراني في "الدعاء" دون قوله: "فإنه من وافق قوله قول الملائكة ... الخ". وانظر ما سلف برقم (9401) . الحديث: 9923 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 18 آمِينَ، قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ فِي السَّمَاءِ: آمِينَ، فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1) 9925 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي أَحْمَدَ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ (2) الْعَصْرِ، فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ، فَقَالَ: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَمْ نَسِيتَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ "، فَقَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: " أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالُوا: نَعَمْ، فَأَتَمَّ رَسُولُ اللهِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "موطأ مالك " 1/88، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/81، والبخاري (781) ، والنسائي في "المجتبي" 2/144، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الآشراف" 10/193، والبيهقي 2/55، والبغوي (590) . وأخرجه مسلم (410) (75) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، به. وأخرجه النسائي في الملائكة أيضاً كما في "التحفة" 10/158-159من طريق جعفر بن ربيعة بن شرحبيل، عن عبد الرحمن الأعرج، به. وانظر ما سلف برقم (7187) . (2) لفظة "صلاة" ليست في (ظ3) و (عس) . الحديث: 9925 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 19 صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَقِيَ مِنْ صَلَاتِهِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ بَعْدَ التَّسْلِيمِ " (1) (2) 9926 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ - فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ - ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا - قَالَ إِسْحَاقُ: أَقْرَنَ - وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ أَقْبَلَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ " (3)   (1) قوله: "بعد التسليم" لم ترد في (م) والنسخ الخطية سوى (ظ3) ، فمنها أثبتناها، وهو ثابت في "الموطأ" والمصادر التي أخرجته من طريقه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، وأما متابعه إسحاق- وهو ابن عيسى ابن الطباع- فمن رجال مسلم وحده. وهو في "موطأ مالك" 1/94، ومن طريقَه أخرجه الشافعي 1/121، وعبد الرزاق (3448) ، ومسلم (573) (99) ، والنسائي 3/22-23، وابن خزيمة (1037) ، وأبو عوانة 2/196، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/445، وابن حبان (2251) ، والبيهقي 2/335 و358-359، والبغوي (759) . وانظر (9777) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، = الحديث: 9926 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 20 9927 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ (1) ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَبَايَعُوا بِالْحَصَاةِ، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَايَعُوا بِالْمُلَامَسَةِ، وَمَنْ اشْتَرَى مِنْكُمْ مُحَفَّلَةً فَكَرِهَهَا فَلْيَرُدَّهَا، وَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ طَعَامٍ " (2)   = ومتابعه إسحاق- وهو ابن عيسى- من رجال مسلم. وهو في "موطأ مالك" 1/101، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/131، والبخاري (881) ، ومسلم (850) (10) ، وأبو داود (351) ، والترمذي (499) ، والنسائي في "المجتبي" 3/99، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 9/389، وابن حبان (2775) ، والبيهقي 3/226، والبغوي (1063) . وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (5565) عن ابن جريج، والنسائي 3/98-99 من طريق محمد بن عجلان، كلاهما عن سُمَي، به. وأخرجه مختصراً مسلم ص587 (25) ، والنسائي في الملائكة أيضاً كما في "التحفة" 9/422 من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، به. وانظر ما سلف برقم (7258) و (7259) . (1) تحرف في (م) إلى: يسار. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سيار: هو أبو الحكم العَنَزي، والشعبي: هو عامر بن شراحيل. وأخرجه ابن الجارود (593) عن عبد الله بن هاشم، عن روح بن عبادة، بهذا الإسناد. وسلف النهي عن التناجش من طريق سعيد بن المسيب برقم (7248) . وسلف النهي عن الملامسة من طريق همام بن منبه برقم (8251) . وسلف النهي عن تحفيل الدابة من طريق الأعرج برقم (7305) . = الحديث: 9927 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 21 9928 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ " (1)   = والمحفلة، قال ابن الأثير في "النهاية": الشاة أو البقرة أو الناقة لا يحلُبُها صاحبُها أياماً حتى يجتمع لبنها في ضَرْعها، فإذا احتلبها المشتري حسبها غزيرةً، فزادَ في ثمنها، ثم يظهر له بعد ذلك نقصُ لبنها عن أيام تحفيلها، سُميت محفلة، لأن اللبن حُفلَ في ضَرْعِها، أي: جُمعَ. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3043) ، وابن الجارود (63) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/43، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/197 من طريق بشر بن عمر الزهراني، والبيهقي في "السنن" 1/35، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/196 من طريق إسماعيل بن أبي أويس ومطرف بن عبد الله اليساري، ثلاثتهم عن مالك بهذا الإسناد. وسيأتي عن روح بن عبادة، عن مالك برقم (10696) . والحديث في "موطأ مالك" برواية يحيى الليثي 1/66، ورواية أبي مصعب الزهري (454) موقوف، بلفظ: لولا أن يَشق على أمته، لأمرهم بالسواك مع كل وضؤ. هذا لفظ رواية يحيى، وأما أبو مصعب فوقف عند قوله:"بالسواك". وأخرجه موقوفاً كذلك النسائي عن قتيبة بن سعيد (3044) ، وعن ابن القاسم (3045) ، والطحاوي 1/43، وابن عبد البر 7/196 من طريق عبد الله بن وهب، وابن عبد البر 7/196 من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، أربعتهم عن مالك، به. ولفظ رواية ابن القاسم: "كل صلاة أو كل وضوء" على الشك، وأما في رواية الباقين: "مع كل صلاة"، غير رواية قتيبة فلم يذكر في حديثه لا الوضوء ولا = الحديث: 9928 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 22 9929 - قَرَأْتُ (1) عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا شَرِبَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ " (2) 9930 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِسْحَاقَ أَبِي (3) عَبْدِ اللهِ،   = الصلاة. ووقع هذا الحديث في مطبوع "شرح المعاني" مرفوعاً، وهو خطأ، فقد نص ابن عبد البر على أن رواية ابن وهب موقوفة. ثم قال ابن عبد البر: هذا الحديث يدخل في المسند لاتصاله من غير ما وجه، ولما يدل عليه اللفظ. قلنا: وقد سلف الحديث مرفوعاً من طريق الأعرج، عن أبي هريرة برقم (7339) ، ومن طرق أخرى عنه قد أشرنا إليها هناك. (1) وقع هذا الحديث والأحاديث الثلاثة التالية له في (م) والنسخ المتأخرة على أنه من زيادات عبد الله، وهو خطأ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/34، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/23، والبخاري (172) ، ومسلم (279) (90) ، وأبو داود في"سننه"رواية أبي الحسن ابن العبد كما في "التحفة" 10/187، وابن ماجه (364) ، والنسائي 1/52، وأبن الجارود (50) ، وأبو عوانة 1/207، والبيهقي 1/240، والبغوي (288) . وانظر (7346) . (3) في (م) : "ابن" وهو صواب أيضا، فإسحاق بن عبد الله كنيته أبو عبد الله، والمثبت من الأصول الخطية. الحديث: 9929 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 23 أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَ يَعْمِدُ الصَّلَاةَ " (1) 9931 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ، أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ النِّدَاءُ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ (2) التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ يَخْطِرُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "موطأ مالك" 1/68-69، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة " (67) ، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (183) و (184) ، والطحاوي 1/397، وأبو عوانة 1/413، وابن حبان (2148) ، والبغوي (442) . وانظر (7230) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: حتى إذا. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "الموطأ" 1/69-70، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (608) ، وأبو داود (516) ، والنسائي 2/21-22، وأبو عوانة 1/334، وابن حبان (1754) ، = الحديث: 9931 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 24 9932 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ، مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَامٍ "، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنِّي أَحْيَانًا أَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ، قَالَ: فَغَمَزَ ذِرَاعِي، وَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا يَا فَارِسِيُّ فِي نَفْسِكَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي، وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ "، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اقْرَءُوا: يَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ حَمِدَنِي عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَجَّدَنِي عَبْدِي،   = والبغوي (412) . وأخرجه مسلم (389) (19) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، به. وأخرجه البخاري (1222) من طريق جعفر بن ربيعة، ومسلم ص399 (84) ، والطحاوي 1/432 من طريق عبد ربه بن سعيد الأنصاري، كلاهما عن الأعرج، به. وانطر ما سلف برقم (8139) . الحديث: 9932 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 25 يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذِهِ الْآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، فَهَؤُلَاءِ لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ " (1) 9933 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ - قَالَ حَجَّاجٌ: مِنَ النَّخَعِ - قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا (2) بِكُنْيَتِي " " وَكَانَ يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ (3) "، قَالَ حَجَّاجٌ: " يَعْنِي إِحْدَى   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن عبد الرحمن وأبي السائب، فمن رجال مسلم. وهو في "موطأ مالك" 1/84-85، ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق (2768) ، والبخاري في "القراءة خلف الإمام" (72) ، ومسلم (395) (39) ، وأبو داود (821) ، والنسائي في "المجتبى" 2/135-136، وفي "الكبرى" (8012) ، وابن خزيمة (502) ، وأبو عوانة 2/126 و126-127، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/215، وفي "شرح مشكل الآثار" (1089) ، وابن حبان (1784) ، والبيهقي في "السنن" 2/38-39 و166-167، وفي "القراءة خلف الإمام" (49) و (50) و (51) و (52) ، والبغوي (578) . والحديث عند الطحاوي مختصر دون الحديث القدسي. وانظر (7406) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: تكنوا. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، وعبد الله بن يزيد النخعي كذا سماه شعبة، والصواب أنه سَلْم بن عبد الرحمن النخعي، كما سلف بيانه عند هذا الحديث: 9933 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 26 رِجْلَيْهِ سَوَادٌ أَوْ بَيَاضٌ " 9934 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ بَعْدَمَا كَبِرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا أَسْفَلُ مِنَ (1) الْكَعْبَيْنِ مِنَ الْإِزَارِ فِي النَّارِ " (2) 9935 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُغْفَرُ لِلْمُؤَذِّنِ مَدَّ صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَشَاهِدُ الصَّلَاةِ يُكْتَبُ لَهُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ، وَيُكَفَّرُ عَنْهُ مَا بَيْنَهُمَا " (3) 9936، 9937 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا إِغْرَارَ فِي صَلَاةٍ،   = الحديث برقم (9894) . (1) لفظة "من" ليست في (ظ3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9319) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد جيد من أجل أبي يحيى، وسلف الكلام عليه عند الحديث رقم (9542) . وأخرجه ابن خزيمة (390) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. الحديث: 9934 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 27 وَلَا تَسْلِيمٍ "، (1)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي مالك الأشجعي، واسمه سعد بن طارق، فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه أبو داود (928) ، والحاكم 1/264، والبيهقي 2/260 و261، والبغوي (3299) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1597) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وأخرجه أبو داود (929) ، والحاكم 1/264، والبيهقي 2/261 من طريق معاوية بن هشام، عن سفيان الثوري، به 0 لكن شك معاوية فيه، فقال: أراه رفعه. ورواه محمد بن فضيل، عن أبي مالك الأشجعي، به موقوفاً، أشار إلى هذه الرواية أبو داود عقب الحديث (929) . قال أبو عبيد في "غريب الحديث" 2/130: رُوي عن بعض المحدثين هذا الحديث: "لا إغرار في صلاة" بالآلف، ولا أعرف هذا الكلام وليس له عندي وقال الإمام الخطابي في "معالم السنن" 1/219، ونقله عنه البغوي في "شرح السنة" 12/257: أصل الغِرار: نقصان لبن الناقة، يقال: غارت الناقة غِراراً، فهي مغار: إذا نقصى لبنها، فمعنى قوله: "لا غرار"، أي: لا نقصان في التسليم، ومعناه: أن تَرُد كما يُسلمُ عليك وافياً لا نقصى فيه، مثل أن يقال: السلام عليكم ورحمة الله، فيقول: وعليكم السلامُ ورحمة الله، ولا يقتصر على أن يقول: السلامُ عليكم، أو عليكم حسب، ولا ترد • • التحية كما سمعتَها من صاحبك، فتبخسه حقه من جواب الكلمة. = الجزء: 16 ¦ الصفحة: 28 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ (1) ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا إِغْرَارَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: " إِنَّمَا هُوَ: لَا غِرَارَ فِي الصَّلَاةِ " قَالَ أَبِي: وَمَعْنَى غِرَارٍ، يَقُولُ: لَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ عَلَى الْيَقِينِ وَالْكَمَالِ 9938 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدٍ، يَعْنِي مَوْلَى أَبِي رَهْمٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَرَأَى امْرَأَةً تَنْضَخُ طِيبًا، لِذَيْلِهَا إِعْصَارٌ (2) ، فقَالَ: يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ، مِنَ الْمَسْجِدِ جِئْتِ؟ قَالَتْ:   = وأما الغرار في الصلاة، فهو على وجهين: أحدهما: أن لا يتم ركوعه وسجوده، والآخر: أن يَشك هل صلى ثلاثاً أو أربعاً؟ فيأخذ بالأكثر ويترك اليقين، وينصرف بالشك. وقال ابن الأثير في "النهاية": الغِرار: النقصان، وغِرارُ النوم: قِلتُه. ويريد بغرار الصلاة: نقصانَ هيآتها وأركانها، وغرار التسليم: أن يقول المجيب: وعليك، ولا يقول: السلام. وقيل: أراد بالغرار: النوم، أي: ليس في الصلاة نوم، و"التسليم" يروى بالنصب والجر، فمن جره كان معطوفاً على الصلاة كما تقدم، ومن نصب كان معطوفاً على الغِرار، ويكون المعنى: لا نقصَ ولاتسليم في صلاة. لأن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز. (1) وقع في (م) هنا زيادة: "حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن عن سفيان"، وهو خطأ، ولم يرد في شيء من أصولنا الخطية. (2) في (ظ3) و (عس) : عصار، وسلف شرحها عند الحديث رقم (7959) . الحديث: 9938 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 29 نَعَمْ، قَالَ: وَلَهُ تَطَيَّبْتِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَارْجِعِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَقْبَلُ اللهُ لِامْرَأَةٍ صَلَاةً تَطَيَّبَتْ لِلْمَسْجِدِ - أَوْ لِهَذَا الْمَسْجِدِ - حَتَّى تَغْتَسِلَ غُسْلَهَا مِنَ الْجَنَابَةِ " (1) 9939 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " سَجَدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " (2) 9940 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ صَاحِبَ هَذِهِ الْحُجْرَةِ يَقُولُ: " لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ " (3)   (1) حديث محتمل للتحسين، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله، وسلف الكلام على الحديث مفصلًا برقم (7356) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه ابن خزيمة (554) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (5887) ، والدارمي (1471) ، والنسائي 2/162، وابن خزيمة (554) ، وأبو عوانة 2/208 من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه عبد الرزاق (5887) ، ومن طريقه ابن خزيمة (555) عن ابن جريج، عن أيوب بن موسى، به. وانظر (7396) . (3) إسناده حسن من أجل أبي عثمان- وهو التبان-، وباقي رجاله ثقات رجال = الحديث: 9939 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 30 9941 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ، وَالْعُمْرَتَانِ تُكَفِّرَانِ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الذُّنُوبِ " (1) 9942 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (2) 9943 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ٍ، صَالِحٍ   = الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه أبو يعلى (6141) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد - وقرن به محمد بن إبراهيم بن أبي عدي. وانظر (8001) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، وسمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وأبو صالح: هو ذكوان السفيان. وأخرجه مسلم (1349) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (8798) ، والدارمي (1795) ، ومسلم (1349) ، والترمذي (933) من طريق سفيان الثوري، به. وانظر (7354) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر الكلام على رواية الأعمش عن أبي صالح عند الحديث السالف برقم (7169) . الحديث: 9941 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 31 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ " (1) 9944 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ " (2) 9945 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (3) ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَنَحْنُ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: قَالَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَبُو الْقَاسِمِ صَاحِبُ هَذِهِ الْحُجْرَةِ: " لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة (1992) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وانظر (7840) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن مسلم- وهو الجمحي- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم. وانظر (7504) . (3) تحرف في (م) والنسخ المتأخرة إلى: حَسَن. (4) إسناده حسن من أجل أبي عثمان- وهو التبَّان-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. حسين: هو ابن محمد المروذي، وشيبان: هو ابن عبد الرحمن= الحديث: 9944 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 32 9946 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " قَالَ بَهْزٌ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ (1) 9947 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سَلِيمٌ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ أَحَدٌ شَتَمَهُ - أَوْ فَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَهُ - فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ "، قَالَ بَهْزٌ: " فَإِنْ امْرُؤٌ شَتَمَهُ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ "، وَكَذَا قَالَ عَفَّانُ: " أَوْ قَاتَلَهُ " (2)   = النحوي، ومنصور: هو ابن المعتمر. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2474) من طريق عبد الله بن رجاء، عن شيبان النحوي، بهذا الإسناد. وانظر (8001) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن مينا. ورواية بهز سلفت برقم (8057) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العمَّي. وسلف حديث بهز برقم (8059) ، وحديث عفان سيأتي بعد حديث مختصراً. الحديث: 9946 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 33 9948 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَةُ تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعُمْرَةِ، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ " (1) 9949 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلِيمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّوْمُ جُنَّةٌ " (2) 9950 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا، شَجَرَةَ الْخُلْدِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سمي: هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وهو في "موطأ مالك" 1/346، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1773) ، ومسلم (1349) ، وابن ماجه (2888) ، والنسائي 5/115، وأبو يعلى (6657) ، وابن حبان (3696) ، والبيهقي 5/261، والبغوي (1842) . وانظر (7354) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وسليم: هو ابن حيان، وسعيد: هو ابن مينا. وانطر (9947) . (3) حديث صحيح دون قوله: "شجرة الخلد"، وهذا إسناد ضعيف، أبو الضحاك مجهول، وسلف الكلام عليه وعلى الحديث فيما سلف برقم (9870) . وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" بإثر الحديث (403) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. = الحديث: 9948 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 34 9951 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَخْطُبُ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ " (1) 9952 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا، وَلَا بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا " (2)   = وأخرجه ابن جرير الطبري 27/183 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 2/523، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/18، والنسائي 6/73، والطحاوي 3/4. وأخرجه الشافعي 1/18، وكذا الطحاوي 3/4 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما (الشافعي وابن وهب) عن أبي الزناد، عن الأعرج، به. وأخرجه أبو يعلى (6317) ، والطحاوي 3/4 من طريقين آخرين عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة -وزادا في آخره: "حتى ينكح أو يترك"، وزاد أبو يعلى وحده في أوله: "لا يبع أحدكم على بيع أخيه". وانظر ما سلف برقم (7248) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "موطأ مالك" 2/532، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/18، والدارمي (2179) ، والبخاري (5109) ، ومسلم (1408) (33) ، والنسائي 6/96، وابن حبان (4113) و (4115) ، والبيهقي 7/165، والبغوي (2277) . وأخرجه سعيد بن منصور (654) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" = الحديث: 9951 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 35 9953 - قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَعَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ " (1)   = (271) ، والطبراني في "الأوسط" (2094) من طرق عن أبي الزناد، به. وأخرجه النسائي 6/97 من طريق جعفر بن ربيعة، والطبراني في "الأوسط" (977) و (984) من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن الأعرج، به. وقرن النسائي بالأعرج عِراكَ بن مالك. وسيأتي من طريق مالك بالأرقام (9995) و (10690) و (10844) و (10886) . وانظر ما سلف برقم (7133) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، ومتابعه إسحاق- وهو ابن عيسى ابن الطباع- من رجال مسلم. وهو في "موطأ مالك" 1/221، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/55، ومسلم (825) ، والنسائي 1/276، وأبو عوانة 1/379، والطحاوي 1/304، وابن حبان (1543) ، والبيهقي 2/452، البغوي (774) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1762) ، والخطيب في "تاريخه" 5/36 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبان، به. وأخرج نحوه مطولًا ابن ماجه (1252) ، وابن خزيمة (1275) ، والبيهقي 2/455 من طريق سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. وسيأتي ضمن حديث مطول عن عثمان بن عمر، عن مالك برقم (10846) . وسيأتي ضمن حديث أيضاً من طريق حفص بن عاصم، عن أبي هريرة برقم (10441) . وفي الباب عن ابن عمر، سلف برقم (4612) ، وانظر تتمة شواهده هناك. الحديث: 9953 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 36 9954 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَعَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، وَعَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ ومَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ الْعَصْرَ، " (1) 9955 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، مَوْلَى   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق بن الطباع متابع مالك، فمن رجال مسلم. والراوي عن عطاء وبسر والأعرج هو زيد بن أسلم. وهو في "موطأ مالك" 1/6، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "المسند" 1/54، وفي"الرسالة" (883) ، والدارمي (1222) ، والبخاري (579) ، ومسلم (608) (163) ، والترمذي (186) ، والنسائي 1/257-258، وابن خزيمة (985) ، وأبو عوانة 1/358، والطحاوي 1/151، وابن حبان (1557) و (1583) ، والبيهقي 1/367-368، والبغوي (399) . وأخرجه ابن ماجه (699) ، وابن خزيمة (985) ، والبيهقي 1/378 و378-379من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وابن خزيمة (985) من طريق عبد الله بن جعفر، كلاهما عن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. لكن وقع عند البيهقي في موضعه الأول عن عطاء وحده. وأخرجه الطيالسي (2381) ، وابن حبان (1484) من طريق زهير بن محمد، وأبو عوانة 1/358 من طريق حفص بن ميسرة، كلاهما عن زيد بن أسلم، عن الأعرج وبسر وأبي صالح، عن أبي هريرة. أبو صالح بدل عطاء بن يسار، وسلف الحديث من طريق أبي صالح وحده برقم (9918) ، وقرن أبو عوانة في إحدى روايتيه بزيد بن أسلم موسى بنَ عقبة. = الحديث: 9954 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 37 الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " وَذَكَرَ: " أَنَّ النَّارَ اشْتَكَتْ إِلَى رَبِّهَا، فَأَذِنَ لَهَا فِي كُلِّ عَامٍ بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ " (1) 9956 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا   = وسلف الحديث من طريق الأعرج وحده عن أبي هريرة برقم (9183) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الله بن يزيد: هو المخزومي المدني أبو عبد الرحمن المقرىء. وهو في "موطأ مالك" 1/16، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (123) ، ومسلم (617) (186) ، والطحاوي 1/187، والبيهقي 1/437. واقتصر الطحاوي على الشطر الأول منه. وهذا الشطر قد سلف برقم (7130) من طريق ابن سيرين، عن أبي هريرة. وأما قوله: "وذكر أن النار اشتكت ... الخ" فمُلبس، إذ يحتمل أن يكون مرفوعاً إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أنه من قول أبي هريرة، وقد سلفَ برقم (7722) ، وسيأتي برقم (10538) كلاهما من طريق أبي سلمة، عنه مرفوعاً، وسلف برقم (9125) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، موقوفاً على أبي هريرة، ورواه سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة فرفعه، سلف برقم (7247) . الحديث: 9956 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 38 عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ " (1) 9957 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَنْعَمُ لَا (2) يَبْؤُسُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ، إِنَّ فِي (3) الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، ومتابعه إسحاق- وهو ابن عيسى ابن الطباع- من رجال مسلم. وهو في "موطأ مالك" 1/16، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/52، وابن ماجه (677) ، وأبو عوانة 1/349، والطحاوي 1/187، والبيهقي في "المعرفة" (607) ، والبغوي (362) . وأخرجه أبو يعلى (6314) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، عن أبي الزناد، به. وأَخرجه البخاري (533) من طريق صالح بن كيسان، والطحاوي 1/187 من طريق جعفر بن ربيعة، كلاهما عن الأعرج، به. وانظرما قبله وما سلف برقم (7130) . (2) في (م) و (ل) ونسخة على هامش (س) : ولا. (3) لفظ "إن في" ليس في (ظ3) و (عس) . (4) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. ثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك" (1456) ، = الحديث: 9957 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 39 9958 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قَالَ: أَزُورُ أَخًا لِي فِي اللهِ فِي قَرْيَةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّنِي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ: أَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ " (1) 9959 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ يَسْتَامَ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ، أَوْ يَخْطُبَ عَلَى خِطْبَتِهِ " (2)   = ومسلم (2836) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (605) ، والبيهقي في "البعث" (294) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. واقتصر مسلم على شطره الأول. وانظر (8827) . (1) إسناده صحيح كسابقه. وانظر (7919) . (2) إسناداه صحيحان على شرط مسلم، ولشعبة فيه شيخان: العلاء بن عبد الرحمن- وهو ابن يعقوب- هو وأبو من رجال مسلم، وشيخه الثاني سهيل بن أبي صالح- وهو السفيان- كذلك من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطحاوي 3/4، والبيهقي 5/345 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. = الحديث: 9958 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 40 9960 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً فَلْيَحْلِبْهَا، فَإِنْ لَمْ يَرْضَهَا، فَلْيَرُدَّهَا، وَلْيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ " 9961 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ سَأَلَهُ جَارُهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ، فَلَا يَمْنَعْهُ " (1) 9962 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ،   = وأخرجه الدارمي (2175) عن أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن سهيل وحده، عن أبيه، عن أبي هريرة. وسيأتي الحديث من طريق عبد الرحمن بن يعقوب وأبي صالح، كلاهما عن أبي هريرة برقم (10850) ، وسيأتي من طريق أبي صالح وحده برقم (10849) . وسلف الحديث من طريق عبد الرحمن بن يعقوب وحده برقم (9334) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1524) (23) ، والنسائي 7/253-254، والطحاوي 4/18، والبيهقي 5/318 من طرق عن داود بن قيس، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (14862) عن داود بن قيس، به موقوفاً على أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7305) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 2/745، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2/165، والبخاري (2463) ، ومسلم (1609) (136) ، وابن حبان (515) ، والبيهقي = الحديث: 9960 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 41 وَبَهْزٌ، قَالَ (1) : حَدَّثَنَا هُمَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ "، قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: " فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ " (2) 9963 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَنْذِرُوا، فَإِنَّ النَّذْرَ   = 6/68 و157، والبغوي (2174) . وانظر (7278) . (1) في (م) : قالا، وهو خطأ. (2) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين، المثنى بن سعيد- وهو الضبعي-، وهمام- وهو ابن يحيى العوذي- يرويانه عن قتادة. بهز: هو ابن أسد العمي، وأبو أيوب: هو يحيى بن مالك المراغي العتكي، ويقال: حبيب، ووقع عند ابن خزيمة في "التوحيد" تسميته بعبد الملك، ولم ترد هذه التسمية في كتب الرجال التي ترجمت له. وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" ص 290 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بالإسناد الأول. وأخرجه مسلم (2612) (115) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وأخرجه الطيالسي (2558) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (131) ، ومسلم (2612) (115) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/84 من طرق عن المثنى بن سعيد، به. ورواية الطيالسي وابن راهويه مقتصرة على الشطر الأول. وأخرجه مرسلًا عبد الرزاق (17950) عن معمر، عن قتادة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إذا ضربتم فاتقوا الوجه، فإن الله خلق وجه آدم على صورته". وانظر (8573) . الحديث: 9963 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 42 لَا يَرُدُّ شَيْئًا مِنَ الْقَدَرِ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ " (1) 9964 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلَامِي، وَجَارِيَتِي، وَفَتَايَ، وَفَتَاتِي " (2) 9965 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لَا يَذْكُرُونَ فِيهِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. زهير: هو ابن محمد التميمي، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب. وانظر (7208) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (209) ، ومسلم (2249) (13) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت " (366) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (241) ، وأبو يعلى (6506) و (6529) ، وأبو عوانة في الأسامي كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 216، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1569) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/77، والبغوي (3382) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (10281) ، وانظر ما سلف برقم (8197) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمّان. = الحديث: 9964 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 43 9966 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ مِثْلِي (1) " (2)   = وهو في كتاب "الزهد" للمصنَف ص27. وأخرجه ابن حبان (591) و (592) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4831) ، وفي "الدعاء" (1926) من طريق الربيع بن بدر، عن الأعمش، به. ولفظه: "ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله تعالى، إلا تفرقوا عن أنتن جيفة". والربيع بن بدر متروك. ووقع في الإسناد في "الأوسط": إبراهيم، بدل أبي صالح، وهو سبق قلم من الناسخ، والله أعلم. وأخرجه الحاكم 1/492 من طريق محبوب بن موسى، عن أبي إسحاق الفزاري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً. قلنا: ومحبوب بن موسى ليس بذاك القوي. وانظر (9052) . قوله: "وإن دخلوا الجنة للثواب"، أي: يكون حسرة لِمَا فاتهم من الثواب. (1) في (م) وبعض النسخ المتأخرة: بمثلي. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو حَصِين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأسدي. وقد سلف في مسند ابن مسعود برقم (3798) عن وكيع، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد، عن أبي هريرة، ثم أتبِع بحديث ابن مسعود برقم (3799) عن وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود. وأخرجه عنهما بالإسنادين أيضاً ابن أبي شيبة 11/55 عن وكيع، به. وقد = الحديث: 9966 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 44 9967 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ " (1)   = سقط من مطبوعه أبو حصين من إسناد حديث أبي هريرة. وسلف حديث أبي هريرة برقم (9316) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي حصين، به -وزاد فيه: "ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". والمثل -بكسر الميم وسكون الثاء، ويجوز فتح الميم والثاء-: الشِّبْه والصفة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيحين. وأخرجه البخاري (6136) ، وابن منده في "الِإيمان" (299) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/546، وهناد في "الزهد" (1050) و (1105) ، والبخاري (6018) ، ومسلم (47) (75) ، وابن ماجه (3971) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (557) و (559) ، وأبو عوانة 1/34، وابن حبان (506) ، وابن منده (300) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (469) ، والبيهقي في "الشعب" (9583) من طريق أبي الأحوص سلام بن سُليم، عن أبي حصين، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3082) من طريق زيد بن أسلم، والقضاعي (470) من طريق عمار بن رُزيق، كلاهما عن أبي حصين، به. وأخرجه مسلم (47) (76) ، وابن منده (301) ، والبيهقي في "الشعب" (9582) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، به- وقال فيه: "فليحسن إلى جاره" مكان قوله: "فلا يؤذ جاره". = الحديث: 9967 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 45 9968 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ " (1) 9969 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ " (2) 9970 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ   = وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق- المنتقى" (99) و (138) ، والقضاعي (467) من طريق عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، به. وقال فيه: "فليُكرِم جارَه". والحديث في بعض هذه المصادر روي مختصراً. وانظر ما سلف برقم (7626) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (73) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وانظر (7314) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7300) . الحديث: 9968 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 46 الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ " (1) 9971 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَنْعِ فَضْلِ الْمَاءِ، لِيُمْنَعَ بِهِ الْكَلَأُ " (2) 9972 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّا مَعْشَرَ (3) الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ مَئُونَةِ عَامِلِي، وَنَفَقَةِ نِسَائِي، صَدَقَةٌ " (4) 9973 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8841) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 8/323 من طريق محمد بن عجلان، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. ولفظه: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه، جائزته يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيراً أو ليصمت". وانظر ما سلف برقم (7626) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (14494) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (7324) . (3) في بعض النسخ: معاشر. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7303) . الحديث: 9971 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 47 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَمَنْ أُحِيلَ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَحْتَلْ " (1) 9974 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى، الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ، وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ نَبِيٌّ " (2) 9975 - حَدَّثَنَا عُمَرَ (3) بْنُ سَعْدٍ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الْأَعْرَجَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى، الْأَنْبِيَاءُ أَبْنَاءُ عَلَّاتٍ، وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى نَبِيٌّ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/79 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (8896) . فَلْيَحْتَل، أي: فليقبل الِإحالة وليتبع من أحيل عليه. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7529) . (3) تحرف في (م) إلى: عَمْرو. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وزيادة أبي سلمة بين الأعرج وأبي هريرة هي من المزيد في متصل الأسانيد، فقد روي الحديث عن الأعرج عن أبي هريرة دون ذكر أبي سلمة كما في الحديث السابق. وأخرجه مسلم (2365) (144) ، وابن حبان (6195) من طريق عمر بن سعد أبي داود الحَفَري، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3442) ، ومسلم (2365) (143) ، وأبو داود (4675) ، = الحديث: 9974 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 48 9976 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَضْحَكُ اللهُ إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ، كِلَاهُمَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، يُقَاتِلُ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُسْتَشْهَدُ "، قَالَ: " ثُمَّ يَتُوبُ اللهُ عَلَى قَاتِلِهِ فَيُسْلِمُ، فَيُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يُسْتَشْهَدَ " (1) 9977 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ، فَإِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ " (2)   = وابن حبان (6406) ، والبغوي (3620) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، به. وانظر ما سلف برقم (7529) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/296-297، ومسلم (1890) (128) ، وابن ماجه (191) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/569-570، والاَجرّي في "الشريعة" ص 278 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" قوله: "عن سفيان". وأخرجه ابن خزيمة 2/571 من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن سفيان الثوري، به. وانظر (7326) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2247) (9) من طريق ورقاء بن عمر، وأبو يعلى (6315) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، و (6336) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، ثلاثتهم عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (10163) ، وانظر (7909) . الحديث: 9976 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 49 9978 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْمَطْلُ ظُلْمُ الْغَنِيِّ، وَمَنْ أُتْبِعَ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ " (1) 9979 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمْ فِي الْمَسْأَلَةِ " (2) 9980 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ فِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه الترمذي (1308) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وانظر (8896) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (73) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في"عمل اليوم والليلة" (583) ، وابن حبان (977) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، به. وانظر (7314) . الحديث: 9978 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 50 الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقِهِ مِنْهُ شَيْءٌ " (1) 9981 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقتْسِمُ (2) وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي، وَمَئُونَةِ عَامِلِي، فَإِنَّهُ صَدَقَةٌ " (3) 9982 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعَتَيْنِ: النِّبَاذِ، وَاللِّمَاسِ، وَعَنْ لُبْسِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ بَيْنَهُ، وَبَيْنَ الْأَرْضِ شَيْءٌ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الدارمي (1371) ، وابن خزيمة (765) ، والطحاوي 1/382 من طرق عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (7307) . (2) المثبت من (ظ3) ونسخة على هامش (س) ، وفي (م) وبقية النسخ الخطية: يقسم. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (385) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (7303) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين0 وأخرجه عبد الرزاق (14989) ، والبخاري (368) من طريق سفيان الثوري، بهذا الإسناد -ورواية عبد الرزاق مقتصرة على اللماس والنباذ. = الحديث: 9981 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 51 9983 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، فَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ، وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِلْوَارِثِ " (1) 9984 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ، قَدْ كَفَاهُ حَرَّهُ وَعَمَلَهُ، فَلْيُقْعِدْهُ يَأْكُلُ مَعَهُ، أَوْ يُنَاوِلْهُ لُقْمَةً " (2)   = وسيأتي الحديث ضمن حديث مطول برقم (10846) من طريق محمد بن يحيى بن حَبان، عن الأعرج. والنهي عن البيعتين فقط، سلف برقم (8935) ، وسيأتي برقم (10169) . قوله: "عن اللماس"، قال العيني في "عمدة القاري" 4/76: بكسر اللام، وهو مصدر من لامَسَ من باب فاعَلَ، وقد عُلِمَ أن مصدره يأتي على مفاعلة مثل: مُلامَسة، وعلى فِعَال مثل: لِمَاس، وكذلك الكلام في النَباذ. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مؤمل -وهو ابن إسماعيل البصري -سيىء الحفظ، لكنه متابع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه بنحوه الدارمي 2/263 عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1619) (15) من طريق ورقاء بن عمر، وأبو يعلى (6312) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق المدني، كلاهما عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7861) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وعمار: هو = الحديث: 9983 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 52 9985 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قِيلَ لَهُ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ "، قَالَ مُعَاوِيَةُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: " يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ " (1) 9986 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ (2) عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَزَوْجُهَا حَاضِرٌ، إِلَّا بِإِذْنِهِ " (3) 9987 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْوَلِيدِ، وَمُؤَمَّلٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يَسُوقُ بَدَنَةً،   = ابن أبي عمار مولى بني هاشم. وانظر (9269) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير شيخَي أحمد، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن ماجه بإثر الحديث (2123) من طريق عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وانظر (7298) . (2) وقع هذا الإسناد في (م) : عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وهو خطأ، والتصويب من عامة الأصول الخطية. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وهو مكرر (9734) . الحديث: 9985 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 53 فقَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: " ارْكَبْهَا " (1) 9988 - قَالَ: " وَنَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، الَّذِي لَا يَجْرِي، ثُمَّ يُغْتَسَلَ مِنْهُ "، قَالَ مُؤَمَّلٌ: " الرَّاكِدِ ثُمَّ يُغْتَسَلَ مِنْهُ " (2) 9989 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقِيَ آدَمَ مُوسَى، فَقَالَ: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ فَعَلْتَ، فَقَالَ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي كَلَّمَكَ اللهُ، وَاصْطَفَاكَ بِرِسَالَتِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، ثُمَّ أَنَا أَقْدَمُ أَمِ الذِّكْرُ؟ قَالَ: لَا، بَلِ الذِّكْرُ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى "، (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن أبي عثمان وأبيه، فإنهما صدوقان، وقد سلفت ترجمتهما عند الحديث رقم (7343) ، وعبد الله بن الوليد- وهو ابن ميمون المكي- قوي الحديث، وأما متابعه مؤمل- وهو ابن إسماعيل- فسيىء الحفظ، وسلف الحديث عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد برقم (7350) ، وذكرنا هناك طرقه الصحيحة. سفيان: هو ابن سعيد الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. (2) حديث صحيح، وإسناده حسن إسناد سابقه. وانظر (9115) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وعمار: هو ابن أبي عمار مولى بني هاشم. وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" ص86، وأبو يعلى (1528) ، والطبراني في "الكبير" (1663) من طريقين عن حماد بن سلمة، بهذا = الحديث: 9988 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 54 9990 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ حَمَّادٌ أَظُنُّهُ جُنْدُبَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيَّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقِيَ آدَمَ مُوسَى "، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) 9991 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ،   = الإسناد. وانظر ما بعده وما سلف برقم (7387) . (1) هذا الحديث له إسنادان: الأول صحيح على شرط مسلم. والثاني- وهو حماد عن حميد ... الخ- رجاله ثقات رجال الصحيح، لكن الحسن -وهو البصري- مدلس، وقد عنعن. حميد: هو الطويل. وأخرجه الدارمي في " الرد على الجهمية" ص86 عن أبي سلمة منصور بن سلمة، وأبو يعلى (1528) ، والطبراني في "الكبير" (1663) من طريق الحجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بالإسنادين جميعاً- وقالا فيه: عن جندب، دون شك. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (143) عن هدبة بن خالد، وأبو يعلى (1521) عن عبد الواحد بن غياث، كلاهما عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، بإسناده- قال هدبة في حديثه: عن جندب أو غيره، وقال عبد الواحد: عن جندب وغيره. وأخرجه مختصراً الخطيب في "تاريخ بغداد" 4/349 من طريق عبد الله بن سوار، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن أنس، عن جندب أو غيره. وزيادة أنس- وهو ابن مالك الصحابي- بين الحسن وجندب غير محفوظة، فإن في إسناده مَن لا يعرف. وانظر ما قبله. الحديث: 9990 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 55 عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْمَوْلُودُ؟ قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (1) 9992 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ، وَأَطَاعَ سَيِّدَهُ، فَلَهُ أَجْرَانِ " (2) 9993 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَعَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيَخْرُجَنَّ مِنَ الْمَدِينَةِ رِجَالٌ رَغْبَةً عَنْهَا، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ "، (3) 9994 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزائدة: هو ابن قدامة. وسلف برقم (7325) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد- ولفظه: سُئِل رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أطفال المشركين ... فذكره. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة. وانظر (7574) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطيالسي (2477) ، وإسحاق بن راهويه (364) عن النضر بن شميل، كلاهما (الطيالسي والنضر) عن حماد بن سلمة، عن عمار وحده، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده، و (8015) . الحديث: 9992 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 56 عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1) 9995 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يُجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا، وَلَا بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا " (2) 9996 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ (3) ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، وأما متابعه إسحاق- وهو ابن عيسى ابن الطباع- فمن رجال مسلم. وهو مكرر (9952) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: في إنائه. (4) إسناده صحيح كسابقه. وهو في "موطأ مالك" 1/21، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/29، والبخاري ضمن حديث (162) ، وابن حبان (1063) ، والبيهقي في"السنن"1/45، وفي "معرفة السنن والآثار" (152) ، والبغوي (207) . وأخرجه الشافعي 1/29، والحميدي (952) ، والبيهقىِ في "المعرفة" (152) من طريق سفيان بن عيينة، ومسلم (278) (88) ، والبيهقي في"السنن"1/118 = الحديث: 9995 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 57 9997 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ شَرِّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ " (1) 9998 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الصِّيَامَ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ، أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي (2) صَائِمٌ " (3)   = من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، كلاهما عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7282) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسحاق -وهو ابن عيسى ابن الطباع- فمن رجال مسلم. وهو في "الموطأ" 2/991، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1309) ، ومسلم ص 2011 (98) ، وابن حبان (5755) ، والبيهقي في "الآداب" (148) ، والبغوي (3566) . وسيأتي برقم (10700) عن روح بن عبادة، عن مالك، وسلف برقم (7341) عن سفيان، عن أبي الزناد. (2) في (ظ3) : إني امرؤ صائم. (3) إسناده صحيح إسناد سابقه. وهو في "الموطأ" 1/310، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1894) ، وأبو داود (2363) ، والنسائي في "الكبرى" (3253) ، والبيهقي 4/269-270 عن أبي = الحديث: 9997 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 58 9999 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَقُولُ: عَزَّ وَجَلَّ إِنَّمَا يَذَرُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، فَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ (1) ، كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَّا الصِّيَامَ فَهُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " (2) 10000 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، كَمَثَلِ الصَّائِمِ الدَّائِمِ الْقَائِمِ، الَّذِي لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَصَلَاةٍ   = الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجه مسلم (1151) (162) ، والنسائي (3252) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، به- واقتصر مسلم في روايته على قوله: "الصيام جُنة". وسلف من طريق محمد بن إسحاق عن أبي الزناد برقم (7492) . (1) في (م) : أجزي به من كل، بزيادة "مِن". (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "موطأ مالك" 1/310، ومن طريقه أخرجه البخاري (1894) ، والبيهقي 4/304، والبغوي (1712) . وأخرجه الحميدي (1010) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، به. وسيأتي عن روح، عن مالك برقم (10693) ، وانظر ما سلف برقم (7493) و (7494) . الحديث: 9999 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 59 حَتَّى يَرْجِعَ " (1) 10001 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "موطأ مالك" 2/443، ومن طريقه أخرجه ابن حبان (4621) ، والبغوي (2613) . وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة 5/339-340 من طريق زائدة بن قدامة، والطبرأني في "الأوسط" (8782) ضمن حديث من طريق يزيد بن الهاد، كلاهما عن أبي الزناد، به. وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (37) من طريق ابن لهيعة، عن الأعرج، به. وانظر ما سلف برقم (9481) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "الموطأ" 2/907-908، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "الصحيح" (6066) ، وفي "الأدب المفرد" (1287) ، ومسلم (2563) (28) ، وأبو داود (4917) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (457) ، وابن حبان (5687) ، والبيهقي في "السنن" 6/85 و8/333 و10/231، وفي "الشعب" (11156) ، والبغوي (3533) . وسيأتي برقم (10701) عن روح بن عبادة، عن مالك. وأخرجه البخاري (5143) ، والبيهقي في "السنن" 7/180، وفي "الشعب" (11555) من طريق الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، به- وفيه زيادة. = الحديث: 10001 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 60 10002 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ، إِذَا (1) أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ فَلْيَتْبَعْ " (2) 10003 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُمْنَى (3) ، وَإِذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ، وَلْتَكُنِ الْيُمْنَى أَوَّلَهُمَا تُتْنَعَلُ (4) ، وَآخِرَهُمَا تُنْزَعُ " (5) 10004 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَلَقَّوْا الرُّكْبَانَ،   = وقد سلف برقم (7337) عن سفيان بن عيينة، و (7858) عن حسين الجعفي، عن زائدة، كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، ورواية سفيان مختصرة. وانظر ما سلف برقم (8118) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: وإذا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8938) . (3) في (م) والنسخ المتأخرة: باليمين. (4) في (م) : تنعل. (5) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "موطأ مالك" 2/916، ومن طريقه أخرجه البخاري (5856) ، وأبو داود (4139) ، والترمذي في "السنن" (1779) ، وفي "الشمائل" (79) ، وابن حبان (5455) ، والبيهقي في "السنن" 2/432، وفي "الشعب" (6274) ، والبغوي (3155) . وانظر (7349) . الحديث: 10002 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 61 وَلَا يَبِعْ بَعْضٌ (1) عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تُصَرُّوا الْإِبِلَ وَالْغَنَمَ، فَمَنْ ابْتَاعَهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ بَعْدَ أَنْ يَحْلُبَهَا، إِنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ سَخِطَهَا رَدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (2) 10005 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ: هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ " (3)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: بعضكم. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو في "الموطأ" 2/683-684، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 2/141-142، والبخاري (2150) ، ومسلم (1515) ((1) ، وأبو داود (3443) ، والبيهقي 5/318 و346 و347-348، والبغوي (2092) . ورواية الشافعي والبيهقي الأولى مقتصرة على التصرية. وسلف مختصراً برقم (8937) عن الشافعي عن مالك، وانظر (7248) و (7305) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، إسحاق: هو ابن عيسى بن نجيح أبو يعقوب ابن الطباع، وهو وسهيل بن أبي صالح من رجال مسلم، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 2/984. وأخرجه البيهقي في "الآداب" (356) ، وفي "شعب الإيمان" (6685) من طريق إسحاق ابن الطباع، بهذا الإسناد. وزاد في آخره: قال إسحاق: فقلت = الحديث: 10005 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 62 10006 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ يَوْمَ الْاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيَقُولُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا " (1) 10007 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ وَجَدْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلًا أُمْهِلُهُ حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ؟ قَالَ: " نَعَمْ " (2)   = لمالك: ما وجه هذا؟ قال: هذا رجل حقر الناس وظن أنه خير منهم، فهو أهلكُهم، أي: أرذلهم، وأما رجل حزن لما يرى من النقص من ذهاب أمل الخير، فقال هذا القول، فإني أرجو أن لا يكون به بأس. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (759) ، ومسلم (2623) ، وأبو داود (4983) ، وأبو عوانة في البر والصلة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 149، وابن حبان (5762) ، والبيهقي في " الشعب" (6685) ، والبغوي (3564) من طرق عن مالك، به. وسيأتي من طريق روح بن عبادة، عن مالك برقم (10697) ، وانظر (7685) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7639) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (1498) (15) ، والبيهقي 8/230 من طريق إسحاق بن = الحديث: 10006 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 63 10008 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ خُبَيْبٍ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى   = عيسى ابن الطباع، بهذا الإسناد. وهو في "موطأ مالك" 2/737 و823، ومن طريقه أخرجه الشافعي 2/80-81 و81، وأبو داود (4533) ، والنسائي في "الكبرى" (7333) ، وابن الجارود (787) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (930) و (931) ، وابن حبان (4282) و (4409) ، والبيهقي 8/337 و10/147، والبغوي (2371) . وأخرجه مسلم (1498) (14) ، وأبو داود (4532) ، وابن ماجه (2605) ، والبيهقي 8/337 من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، ومسلم (1498) (16) ، والبيهقي 10/147 من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، به. ولفظ رواية الدراصردي: يا رسول الله، أرأيتَ الرجلَ يجد مع امرأته رجلًا، يقتله؟ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا". قال سعد: بلى، والذي أكرمك بالحق. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسمعوا إلى ما يقول سيدكم". ولفظ رواية سليمان بن بلال: يا رسول الله، لو وجدت مع أهلي رجلًا لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نعم"، قال: كلا، والذي بعثك بالحق، إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اسمعوا إلى ما يقول سيدكم، إنه لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير مني". وفي الباب عن ابن عباس، سلف برقم (2131) . وفي باب غَيرة الله تعالى انظر ما سلف عن أبي هريرة برقم (8321) . قال أبو سليمان الخطابي: يشبه أن يكون مراجعة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طمعاً في الرخصة، لا رداً لقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أبى ذلك رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سكت وانقاد. = الحديث: 10008 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 64 حَوْضِي " (1) 10009 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنِ أَبِيهِ،   = قال البغوي: فيه دليل على أن من قتل رجلًا، ثم ادَّعى أنه وجده على امرأته أنه لا يسقط عنه القصاص به حتى يقيم البينة على زناه، وكونه محصناً مستحقاً للرجم، كما لو قتله ثم ادَّعى أنه كان قد قتل أبي، فعليه البينة ... وقد قال علي رضي الله عنه: إن لم يأت بأربعة شهداء فليُعْطَ برُمْته. أخرجه مالك 2/737-738، والشافعي 2/397، والبيهقى 8/230-231، رجاله ثقات. وقوله: "فليعط برمته"، أي: يسلم إلى أولياء القتيل ليقتلوه، والرُّمًة: الحبل الذي يُشَد به الأسير إلى أن يقتل. وروي عن عمر أنه أهدر دمه، ويشبه أن يكون أهدر دمه فيما بينه وبين الله سبحانه وتعالى إذا تحقق زناه وإحصانه، أما في الحكم، فيقتص منه. وقال أحمد: إن جاء ببينة أنه وجده مع امرأته في بيته يهدر دمه، وكذلك قال إسحاق. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن- وهو ابن مهدي-، وأما متابعه إسحاق بن عيسى ابن الطباع، فمن رجال مسلم. خُبيب: هو ابن عبد الرحمن بن خُبيب المدني، وحفص بن عاصم: هو ابن عمر بن الخطاب. وهو في "موطأ مالك" 1/197، ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2875) و (2876) ، والعقيلي في "الضعفاء" 4/73، والبغوي (452) . وسلف الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي وحده برقم (7223) ، وسيأتي عنه وحده أيضاً برقم (10899) . الحديث: 10009 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 65 عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1)   (1) حديث صحيح، ولم يروه عن مالك هكذا إلا إسحاق بن عيسى ابن الطباع، فقال فيه: عن عبد الله بن سلمان، وخالفه في فلك جمهور أصحاب مالك، فرووه عنه وقالوا فيه: عن عبيد الله بن سلمان بالتصغير، وهو معروف في شيوخ مالك، وأما أخوه عبد الله فلم يذكره أحد فيمن حدًث عنه مالكٌ، ولعل هذا الإسناد مما وهم فيه إسحاق بن عيسى، والله تعالى أعلم. أما عبد الله بن سلمان الأغر فإنه روى عنه صفوان بن سليم وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وخرَج له مسلم حديثاً واحداً محتجاً به، وهو في "صحيحه" برقم (117) ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق. وأما أخوه عبيد الله بن سلمان الأغر، فقد روى عنه غير واحد، ووثقه يحيى بن معين وأبو داود والنسائي وابن حبان وابن البرقي وابن عبد البر وابن حجر، وقال أبو حاتم الرازي: لا بأس به، وخرج له البخاري وغيره مقروناً بزيد بن رباح. والحديث في "الموطأ" 1/196 برواية يحيى الليثي، وبرقم (517) برواية أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن عبيد الله بن أبي عبد الله سلمان الأغر وزيد بن رباح، عن أبي عبد الله سلمان الأغر، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (1190) عن عبد الله بن يوسف، وابن ماجه (1404) ، وابن حبان (1625) ، والبغوي (449) من طريق أبي مصعب الزهري، والترمذي (325) من طريق معن بن عيسى ومن طريق قتيبة بن سعيد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/126، وفي "شرح مشكل الآثار" (606) من طريق عبد الله بن وهب، والبيهقي 5/246 من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، وابن عبد البر في "التمهيد" 6/16-17 من طريق سعيد بن أبي مريم، سبعتهم عن مالك، عن = الجزء: 16 ¦ الصفحة: 66 10010 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَيْسَ بِمُنْجِيهِ عَمَلُهُ "، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَتِهِ " (1)   = عبيد الله بن سلمان الأغر وزيد بن رباح، عن سلمان أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة- غير قتيبة، فحديثه عن زيد بن رباح وحده. قال الترمذي: حسن صحيح، وقال ابن عبد البر: حديث صحيح مُجتَمَع على صحته. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (530) من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي، وأبو عوانة في الحج كما في"إتحاف المهرة"5/ورقة 182، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/127 من طريق سليمان بن بلال، وأبو عوانة أيضاً من طريق محمد بن جعفر بن كثير، وأبو الشيخ في"طبقات المحدثين" (598) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، أربعتهم عن عبيد الله بن سلمان، به. ووقع عند أبي الشيخ وأبي عوانة كما في "الإتحاف" مكان عبيد الله بن سلمان: عُبيد بن سلمان! والله أعلم بالصواب. وسلف الحديث برقم (7481) من طريق محمد بن عمرو، عن سلمان الأغر. (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بكر- وهو ابن عياش- فمن رجال البخاري. أبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حُصين الأسدي، وأبو صالح: هو ذكوان السفيان. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (627) من طريق أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد مقتصراً على قوله: "سددوا وقاربوا". وانظر (8529) . الحديث: 10010 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 67 10011 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ أَبِي حَصِينٍ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مُرْنِي بِأَمْرٍ، قَالَ: " لَا تَغْضَبْ "، قَالَ: فَمَرَّ أَوْ فَذَهَبَ، ثُمَّ رَجَعَ، قَالَ: مُرْنِي بِأَمْرٍ، قَالَ: " لَا تَغْضَبْ " قَالَ: فَرَدَّدَ (1) مِرَارًا كُلُّ ذَلِكَ يَرْجِعُ، فَيَقُولُ: " لَا تَغْضَبْ " (2) 10012 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اجْعَلُوا الطَّرِيقَ سَبْعَ أَذْرُعٍ " (3)   (1) في (ظ3) : فيردد، وفي (عس) و (ل) ونسخة في (س) : فتردد، والمثبت من (م) وبقية النسخ. (2) إسناده صحيح على شرط البخاري كسابقه. وأخرجه البخاري (6116) ، والترمذي (2020) ، والبيهقي 10/105، والبغوي (3580) من طرق عن أبي بكر بن عياش، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/340 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، به. وانظر (8744) . (3) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشير بن كعب، فمن رجال البخاري. وأخرجه ابن أبي شيبة 5/257، وعنه ابن ماجه (2338) ، وأخرجه ابن = الحديث: 10011 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 68 10013 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَمِسْعَرٍ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ الْجُمَحِيِّ، قَالَ سُفْيَانُ: عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَقَالَ مِسْعَرٌ: أَظُنُّهُ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرُّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ: " وَجَبَتْ "، ثُمَّ مَرُّوا عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: " وَجَبَتْ "، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا وَجَبَتْ؟ وَجَبَتْ؟ (1) قَالَ: " بَعْضُكُمْ شُهَدَاءُ عَلَى بَعْضٍ " (2)   = الجارود (1018) عن محمود بن آدم، كلاهما (ابن أبي شيبة ومحمود) عن وكيع، بهذا الإسناد. وسلف الحديث برقم (9537) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن المثنى بن سعيد، كرواية وكيع عنه. وخالفهم أبو كريب محمد بن العلاء، فرواه عن وكيع وذكر فيه بشير بن نَهيك مكان بشَير بن كعب، أخرجه عنه كذلك الترمذي (1355) ، وقال عقبه: غير محفوظ، وذكر أن حديث بشير بن كعب أصح. (1) في (م) : وجبتْ، مرة واحدة. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عامر بن سعد- وهو البجلي- الراوي عنه إبراهيم بن عامر، فقد روى عنه جمع، وأخرج له مسلم في "صحيحه" ووثقه ابن حبان، فحديثه لا ينحط عن رتبة الحسن، وباقي رجال الإسناد ثقات. مِسعَر: هو ابن كِدَام الهلالي. وأخرجه الطيالسي (2388) ، وأبو داود (3233) ، والنسائي 4/50 من طريق شعبة، عن إبراهيم بن عامر، بهذا الإسناد. وسقط شعبة من مطبوع "مسند " الطيالسي. = الحديث: 10013 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 69 10014 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا فَرَغَ اللهُ مِنَ الْخَلْقِ، كَتَبَ عَلَى عَرْشِهِ: رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي " (1) 10015 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (2) 10016 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ،   = وسيأتي برقم (10076) عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري وحده. وانظر ما سلف برقم (7552) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7751) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (7751) ، والطبري 7/155، وابن حبان (6143) ، وأبو نعيم في "الحلية" 7/87 من طرق عن سفيان الثوري، به. وانظر (9159) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح مولى التوأمة- وهو ابن نبهان- صدوق لكنه اختلط، وهو- وإن كانت رواية سفيان الثوري عنه بعد اختلاطه- قد تابعه غير واحد من الثقات على هذا الحديث، فانظر ما سلف برقم (7253) . وأخرجه عبد الرزاق (9142) عن إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن صالح مولى التوأمة، بهذا الإسناد. وإبراهيم هذا متروك. وسيأتي الحديث عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري برقم (10275) . الحديث: 10014 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 70 عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، يَجِدُ ثَلَاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟ فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثِ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ " (1) 10016 م -[وَقَالَ] : " إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَالْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " (2) 10017 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، ذُخْرًا (3) مِنْ بَلْهَ مَا أَطْلَعَكُمْ (4) عَلَيْهِ "، (5)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/503، ومسلم (802) (250) ، وابن ماجه (3782) ، والبغوي (1177) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيتكرر برقم (10446) ، وانظر (9152) . (2) إسناده صحيح إسناد سابقه. وسيتكرر برقم (10100) ، وانظر (9486) . (3) في (ظ3) و (عس) : ذخر. (4) في (م) والنسخ المتأخرة: بله ما أطلعكم عليه، دون "من"، وضبطت في (ظ3) : أطلعُكم، وفي (س) : أطْلَعَكُم، بالماضي، وفي (ل) ونسخة على هامش (س) : أطلعتُكم، بزيادة تاء المتكلم. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 10016 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 71 10018 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " مَا قَدْ   = وأخرجه ابن أبي شيبة 13/109، وهناد في "الزهد" (1) ، ومسلم (2824) (4) ، وابن ماجه (4328) ، والطبري 21/105، والبيهقي في "الشعب" (382) من طريق أبي معاوية، والبخاري (4780) ، والبغوي (4371) من طريق حماد بن أسامة، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "الزهد" ص196 من طريق جرير بن عبد الحميد، ثلايتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث عن معاوية بن عمرو برقم (10018) ، وعن عبد الله بن نمير برقم (10423) ، كلاهما عن الأعمش. وانظر ما سلف برقم (8143) . وتفرد أبومعاوية- وهو محمد بن خازم الضرير- عند ابن أبي شيبة وهناد وابن ماجه والطبري، فجعل قوله: ذخراً من بله ما أطلعكم عليه ... الخ، من قول أبي هريرة، ووقع من طريقه في مطبوع"مصنف"ابن أبي شيبة مرفوعاً، وهو خطأ مطبعي. قوله: "ذخراً"، قال العيني في "عمدة القاري" 19/114: منصوب متعلق بأعددتُ، أي: أعددتُ ذلك لهم مذخوراً. "من بَلْهِ" قيل: معناه: سوى، أي: سوى ما أطلِعتُم عليه من الذي ذكره الله في القرآن، ويقال أيضاً: معناه: من أجْل، وحكى الليث أنه يقال بمعنى فَضْل، كأنه يقول: هذا الذي غيبته عنكم فضل ما أطلعتُم عليه منها. وجاء في بعض الروايات "بَلْهَ" بفتح الموحدة والهاء بإسقاط لفظة "مِن" على أنه اسم فعل أمر بمعنى: دَعْ أو اترك. قال الخطابي: كأنه يريد به: دع ما اطلعتُم عليه، وأنه سهل يسير في جنب ما ادخرتُه لهم. انظر "فتح الباري" 8/516، و"عمدة القاري". الحديث: 10018 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 72 أَطْلَعَكُمْ عَلَيْهِ " (1) 10019 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَجَدَ فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، فَقُلْتُ: أَلَمْ أَرَكَ سَجَدْتَ فِيهَا؟ قَالَ: " لَوْ لَمْ أَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِيهَا لَمْ أَسْجُدْ " (2) 10020 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَرْوَانَ الْأَصْفَرِ (3) ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا رَافِعٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَسْجُدُ فِي إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، قَالَ: قُلْتُ: تَسْجُدُ فِيهَا؟ قَالَ: " رَأَيْتُ خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِيهَا، فَلَا أَزَالُ أَسْجُدُ فِيهَا حَتَّى أَلْقَاهُ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. معاوية بن عمرو: هو ابن المهلب المَعْنِي، وزائدة: هو ابن قدامة الثقفي. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَستُوائي. وانظر (9348) . (3) تحرف في (م) إلى: الأصغر، بالغين. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. مروان الأصفر: هو أبو خلف البصري، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه أبو عوانة 2/210 عن أبي الأزهر، عن بَدَل بن المحبر، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/3 عن محمد بن بشار العبدي، عن = الحديث: 10019 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 73 10021 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْوَلَدُ لِرَبِّ الْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ " (1) 10022 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَقُولُ: " خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، إِذَا فَقِهُوا " (2) 10023 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا يَنْظُرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ بَطَرًا " (3)   = محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن مروان الأصفر وحده، به. وانظر (9879) و (9915) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم المدني. وانظر (9003) . (2) إسناده صحيح إسناد سابقه. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (285) عن الحجاج بن منهال، وابن حبان (91) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10066) مكرراً و (10232) و (10240) . وانظر ما سلف برقم (8822) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (9004) . الحديث: 10021 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 74 10024 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (1) 10025 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ الْعَمَلِ كَفَّارَةٌ، إِلَّا الصَّوْمَ، وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ " (2) 10026 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (3) 10027 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ، أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمْرٍ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَأَمَرَ فِيهِ بِأَمْرٍ، ثُمَّ حَمَلَ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ عَلَى عَاتِقِهِ، وَإِنَّ لُعَابَهُ ليَسِيلُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ يَلُوكُ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7122) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهذا الحديث والذي يليه سلفا مجموعين برقم (9888) من طريق شعبة عن محمد بن زياد. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله. الحديث: 10024 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 75 الصَّدَقَةِ، قَالَ: فَقَالَ: " أَلْقِهَا، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ لَا يَأْكُلُونَ الصَّدَقَةَ " (1) 10028 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِسُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ أَمْرٍ فَاجْتَنِبُوهُ " (2) 10029 - وقَالَ: يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَكِنْ سَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7758) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (9780) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه إسحاق بن راهويه (509) عن النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (254) ، وابن حبان (113) و (358) ، والبيهقي في "شعب الِإيمان" (1058) من طريق الربيع بن مسلم القرشي، عن محمد بن زياد، به. ولفظ رواية الربيع بن مسلم: خرج النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على رهط من أصحابه، يضحكون ويتحدثون، فقال: "والذي نفسي بيده، لو تعلمون ما أعلم، = الحديث: 10028 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 76 10030 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو كَامِلٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَذُودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا، كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنَ الْإِبِلِ " (1) 10031 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا، يَأْتِي عَلَيَّ ثَلَاثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، لَيْسَ شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ " (2) 10032 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:   = لضحكتم قليلًا، ولبكيتيم كثيراً" ثم انصرف، وأبكى القوم، فأوحى الله عز وجل إليه: "يا محمد، لِمَ تقنَط عبادي؟! " فرجع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال:"أبشروا، وسددوا، وقاربوا"وهذا لفظ البخاري. وسيأتي الحديث عن وكيع عن حماد برقم (10182) . وانظر ما سلف برقم (7499) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7968) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هنَاد في "الزهد" (628) عن قبيصة بن عقبة، وابن حبان (3214) من طريق هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (9893) . الحديث: 10030 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 77 سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " نَارُ بَنِي آدَمَ الَّتِي يُوقِدُونَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ "، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، فَقَالَ: " لَقَدْ فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا حَرًّا فَحَرًّا " (1) 10033 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي قَدْ أَعْجَبَتْهُ جُمَّتُهُ وَبُرْدَاهُ، إِذْ خُسِفَ بِهِ الْأَرْضُ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ " (2) 10034 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرٍّ - أَوْ هِرَّةٍ - رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تُرْسِلْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ " (3) 10035 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ يعني ابن   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه هنًاد في "الزهد" (236) عن قبيصة بن عقبة، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10201) . وانظر ما سلف برقم (7327) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7630) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (9891) . الحديث: 10033 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 78 زياد قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الدَّابَّةُ الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (1) 10036 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّ عَلِيًّا، يَقْرَأُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ، وَإِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهِمَا " (2) 10037 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلْقَمَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَى الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي " " إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، فَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا، فَصَلُّوا قُعُودًا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (9005) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أنه منقطع، فإن محمد بن علي- وهو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب- لم يسمع من أبي هريرة، لكن عُرِفَتْ الواسطة بينهما، وهو عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي، كما سلف في رواية يحيى القطان برقم (9550) . بهز: هو ابن أسد العَمَي، والحكم: هو ابن عتيبة. الحديث: 10036 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 79 حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، فَإِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الْأَرْضِ، قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ، غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذَنْبِهِ " (1) 10038 - قَالَ: " وَيَهْلِكُ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَيَهْلِكُ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يعلى بن عطاء، وأبي علقمة- وهو مولى بني هاشم- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1835) (33) ، والنسائي 8/276، وابن خزيمة (1597) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد- رواية النسائي مختصرة إلى قوله: فقد عصى الله. وأخرجه مسلم (1835) (33) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، وأبو عوانة 2/109 من طريق حجاج بن محمد الأعور، كلاهما عن شعبة، به- ثم يسق مسلم لفظه، وقال: نحو حديثهم. وأخرجه الطيالسي (2577) ، ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/109، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5643) ، وفي "شرح معاني الآثار" 1/404 عن شعبة، به. وانظر (9015) . وقال أبو داود الطيالسي في اخر حديثه: "فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، وإذا قرأ: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقولوا: آمين، فإنه إذا وافق قولَ أهل السماء قولُ أهل الأرض، غُفِرَ للعبد ما مضى من ذنبه". قلنا: والمحفوظ رواية محمد بن جعفر، فقد روي الحديث مثل روايته عن حجاج الأعور عند أبي عوانة الإسفراييني، عن شعبة، وبمثل روايتهما روي عن حماد بن سلمة، سلف برقم (9015) ، وعن أبي عوانة الوضاح، سلف برقم (9385) ، كلاهما عن يعلى بن عطاء. (2) إسناده صحيح إسناد سابقه. = الحديث: 10038 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 80 10039 - قَالَ: " وَكَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ: مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ جَهَنَّمَ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا، وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، وَفِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (1) 10040 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ (2) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، فِيمَا أَرَاهُ (3) - شَكَّ شُعْبَةُ - عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " قُرَيْشٌ، وَالْأَنْصَارُ، وَأَسْلَمُ، وَغِفَارُ، وَجُهَيْنَةُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَشْجَعُ، مَوَالِيَّ، لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ اللهِ وَرَسُولِهِ " (4)   = وأخرجه ابن خزيمة (1597) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2580) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/110، والطحاوي (510) ، وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق حجاج بن محمد الأعور، كلاهما (الطيالسي وحجاج) عن شعبة، به. وانظر (9386) . (1) إسناده صحيح إسناد سابقيه. وأخرجه النسائي 8/276 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2578) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/109-110، وأخرجه أبو عوانة أيضاً من طريق حجاج بن محمد الأعور، كلاهما (الطيالسي وحجاج) عن شعبة، به. وانظر (9387) . (2) قوله:"وحجاج، قال: أخبرنا شعبة" ليس في (ظ3) ولا في"أطراف المسند" 7/357! (3) في (م) و (ل) ونسخة في (س) : فيما أعلم. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي = الحديث: 10039 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 81 10041 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ بَهْزٌ: إِنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: نَقَصَ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخَرَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ " (1) 10042 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَسْلَمُ، وَغِفَارُ، وَمُزَيْنَةُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ جُهَيْنَةَ - قَالَ حَجَّاجٌ: وَمَنْ كَانَ مِنْ مُزَيْنَةَ - خَيْرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَبَنِي عَامِرٍ، وَالْحَلِيفَيْنِ أَسَدٍ، وَغَطَفَانَ " (2)   = الأعور، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الطيالسي (2378) ، ومن طريقه أبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 205، وأخرجه مسلم (2520) (189) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، كلاهما (الطيالسي ومعاذ) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7904) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمي، وسلف الحديث عنه وحده برقم (9010) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وسعد: هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه مسلم (2521) (190) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وانظر (9813) . الحديث: 10041 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 82 10043 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى " (1) 10044 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ، وَسَأَلَ الْأَغَرَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَ الْأَغَرُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْكَعْبَةَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 11/540، ومسلم (2376) (166) من طرق عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وجاء الحديث عندهما مرفوعاً إلى الله عز وجل. وانظر (9255) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، والأغر: هو سلمان أبو عبد الله المدني. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/371 عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، أنه سمع أبا سلمة يحدث [عن] الأغر أنه سمع أبا هريرة يحدث أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. وأخرجه النسائي 5/214 عن عمرو بن على، عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا سلمة، قال: سألتُ الأغر = الحديث: 10043 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 83 10045 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تَرْجِعَ " (1) 10046 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالًا الْمُزَنِيَّ، أَوِ الْمَازِنِيَّ، يُحَدِّثُ   = عن هذا الحديث، فحدث الأغر أنه سمع أبا هريرة يحدث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره. وسلف من طريق سلمان الأغر برقم (7481) . وأخرجه الطحاوي 3/126 من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا سلمة يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لم يذكر فيه سلمان الأغر. وسلف من طريق أبي سلمة برقم (7734) . وأخرج مسلم (1394) (507) ، والنسائي 2/35، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة " 5/ورقة 182، وابن حبان (1621) من طريق الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة موقوفاً: صلاة في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخر الأنبياء، وإن مسجده آخر المساجد. ثم سألا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ عن هذه الزيادة، يعني: "فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخر الأنبياء ... "، فأسندها عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسلف برقم (7415) من طريق ابن قارظ هذا عن أبي هريرة مرفوعا نحو رواية "المسند" هنا، لكن دون الزيادة. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وانظر (7471) . الحديث: 10045 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 84 عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " هَذِهِ الْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ دَوَاءٌ "، قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: " شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا السَّامَ "، قَالَ قَتَادَةُ: " وَالسَّامُ: الْمَوْتُ " (1) 10047 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ "، قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِقَتَادَةَ: " مَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ " (2) 10048 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ (3) ، قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ:   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، هلال: هو ابن يزيد، أبو مصعب البصري، روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2460) ، وابن راهويه (123) عن وهب بن جرير، كلاهما (الطيالسي ووهب) عن شعبة، بهذا الإسناد. وسيأتي الحديث بالأرقام (10047) و (10049) و (10947) ، وانظر ما سلف برقم (7287) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. (3) قوله: "عن النضر بن أنس" لم يرد في (ظ3) و (عس) ، وإثباته هو الصواب. الحديث: 10047 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 85 سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ فَوَجَدَ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1) 10049 - حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَنْبَأَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَزِيدَ، مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ شَيْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، لَيْسَ السَّامَ " وقَالَ قَتَادَةُ: " السَّامُ: الْمَوْتُ " (2) 10050 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف عن محمد بن جعفر وحده برقم (9320) . قوله: "فوَجَد متاعه"، أي: صاحب المتاع الأول، وليس الرجلَ الذي أفلس. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. حُسَين: هو ابن محمد بن بهرام المروذي. وانظر (10046) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور. وأخرجه مسلم (1626) (32) ، والنسائي 6/277 من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. = الحديث: 10049 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 86 10051 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: فِي الْمَمْلُوكِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، فَيُعْتِقُ أَحَدُهُمَا نَصِيبَهُ، قَالَ: " يَضْمَنُ " (1) 10052 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ، يُحَدِّثُ عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ " (2)   = وأخرجه الطيالسي (2453) ، ومن طريقه البيهقي 6/174 عن شعبة، به. وانظر (8567) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (1502) ، وص1287 (52) ، وأبو داود (3935) ، والنسائي في "الكبرى" (4966) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (2451) ، وإسحاق بن راهويه (104) ضمن أحاديث، ومسلم ص1287 (53) ، وأبو داود (3935) ، والدارقطني 4/125، والبيهقي 10/276 من طرق عن شعبة، به. ولفظه عند الطيالسي والبيهقي في إحدى روايتيه: "إذا أعتق الرجل شِقْصاً له من مملوك، فهو حُر"، زاد مسلم: "من ماله "، واللفظ عند أبي داود: " من أعتق مملوكا بينه وبين آخر، فعليه خلاصُه". وانظر (7468) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (5864) ، ومسلم (2089) ، والنسائي 8/192، والبغوي = الحديث: 10051 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 87 10053 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَخْمَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ لَمْ أَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ " (1)   = (3129) من طريق محمد بن جعفر وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" 1/471، وأبو عوانة 5/484، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/261، وابن الأعرابي في "معجمه" (1187) ، والبيهقي في "السنن" 14/45، وفي "الشعب" (6332) من طريق حجاج بن محمد المصيصي وحده، به. وأخرجه الطيالسي (2452) ، وإسحاق بن راهويه (113) ، ومسلم (2089) (51) ، وأبو عوانة 5/484، وابن حبان (5487) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" 26/352 من طرق عن شعبة، به. وأخرجه النسائي 8/170 و192 من طريق الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن عبد الملك بن عبيد، عن بشير بن نهيك، به. وقال- كما في "تحفة الأشراف" 9/305، 306-: حديث شعبة أولى بالصواب. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3582) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. وأخرجه الطيالسي (2589) عن شعبة، بهذا الإسناد. ولفظه: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضخم الكعبين ضخم القدمين. وأخرجه ابن سعد في "طبقاته" 1/414، والبخاري (5908) ، وأبو يعلى (2875) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" 1/243 من طريق همام، عن قتادة، عن أنس بن مالك. أو عن رجل، عن أبي هريرة. ولفظه عندهم: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضخم الكفين ضخم القدمين، حسن الوجه، لم أرَ بعده مثله. لكن ليس = الحديث: 10053 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 88 10054 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ عَلَى غُلَامِ الْمُسْلِمِ، وَلَا عَلَى فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " (1) 10055 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ أَبِي حَصِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ أَبَا صَالِحٍ، يُحَدِّثُ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَصَوَّرُ بِي - قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ   = عند البخاري والبيهقي لفظة "ضخم الكفين"، وسيأتي من هذا الطريق في مسند أنس 3/125. وفي الباب عن علي، سلف بنحوه برقم (684) . وعن أنس أو جابر عند البخاري برقم (5911) . تنبيه: وقع في النسخ في هذا الموضع اضطراب، ففي (م) وقف الحديث إلى كلمة: الكفين. والحديث كله سقط من (ل) ، وأثبت على هامش (س) وذكر بعده أنه من نسختين. ثم جاء الحديث مرةً أخرى في (م) و (س) و (ص) و (ق) وهو في (ل) أيضاً على النحو التالي: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، قال: سمعتُ رجلًا سأل أبا هريرة قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضخم الكفين والقدمين، لم أرَ بعده مثله، وهو بهذا الإسناد ليس في النسختين العتيقتين (ظ3) و (عس) ، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" ولم يقع لنا بهذا الإسناد في شيء من مصادر التخريج، وهو يقيناً سهو من بعض النساخ، والله تعالى أعلم. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9314) . الحديث: 10054 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 89 لَا يَتَشَبَّهُ بِي - وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ " (1) 10056 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عُبَيْدٍ، مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " أَلَا أَدُلُّكَ - قَالَ حَجَّاجٌ: أَوَلَا أَدُلُّكَ (2) - عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ: لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ " (3) 10057 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ كَانَ الْعِلْمُ بِالثُّرَيَّا، لَتَنَاوَلَهُ نَاسٌ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسَ " (4) 10058 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حَصين: هو عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي. وهو مكرر (9316) . (2) ما بين المعترضتين ليس في (ظ3) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله- وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب-، وعبيد- وهو ابن أبي عبيدٍ كثير- مقبول عند المتابعة، وإلا فلين، وسلفت ترجمته عند الحديث رقم (7356) . وأخرجه الطيالسي (2556) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7966) . (4) إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وانظر (7950) . الحديث: 10056 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 90 مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ اشْتَرَى شَاةً فَوَجَدَهَا مُصَرَّاةً فَهُوَ بِالْخِيَارِ، فَلْيَرُدَّهَا إِنْ شَاءَ، وَيَرُدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (1) 10059 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَيْرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الْإِبِلَ، أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ، وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ " يَعْنِي نِسَاءَ قُرَيْشٍ (2) 10060 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ " (3) 10061 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ؟ " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. محمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم. وانظر (9006) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما سلف برقم (7650) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (9376) . الحديث: 10059 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 91 قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ "، قَالَ بَهْزٌ: " وَفَضْلٌ "، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ (1) 10062 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (2) 10063 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ سَلَكَتِ الْأَنْصَارُ وَادِيًا - أَوْ شِعْبًا - لَسَلَكْتُ وَادِيَ الْأَنْصَارِ - أَوْ شِعْبَهُمْ - وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الْأَنْصَارِ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " وَمَا ظَلَمَ بِأَبِي وَأُمِّي، لَقَدْ آوَوْهُ، وَنَصَرُوهُ، أَوْ وَاسَوْهُ وَنَصَرُوهُ " (3) 10064 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَأَبُو دَاوُدَ، قَالَ:   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. ورواية بهز- وهو ابن أسد- سلفت برقم (9002) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وانظر (9763) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1452) . وانظر (9309) . الحديث: 10062 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 92 أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، الْمَعْنَى، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: سَمِعَ أَبَا الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا " (1) 10065 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، وأما متابعُه أبو داود- وهو سليمان بن داود الطيالسي- فمن رجال مسلم. وهو في "فضائل الصحابة" للمصنف برقم (1663) عن عبد الرحمن وحده. وقد وقع في متن النسخة اضطراب يصحح من هنا، وكذا وقع لمحققه أخطاء في التعليق عليه فتقوم من هنا. وأخرجه مسلم (2515) (184) من طريقِ عبد الرحمن بن مهدي وحده أيضاً، بهذا الإسناد. والحديث في "مسند الطيالسي" (2483) . وأخرجه مسلم (2515) (184) من طريق معاذ بن معاذ العنبري، عن شعبة، به. وانظر ما سلف برقم (9414) . وأبو القاسم المذكور في السند: هو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأراد الِإمام أحمد- والله أعلم- الِإشارة إلى أن رواية أبي داود الطيالسي قد وقع فيها- كما في "مسنده" - أن أبا هريرة قال: سمعت أبا القاسم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بينما في رواية عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الحديث: 10065 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 93 فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لَا يَقْطَعُهَا " (1) 10066 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " خَيْرُكُمْ إِسْلَامًا أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، إِذَا فَقِهُوا " (2) 10067 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ، الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَالْأُكْلَةُ وَالْأُكْلَتَانِ، وَلَكِنَّ الْمِسْكِينَ الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة- فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن جرير الطبري 27/183 من طريق وكيع بن الجراح، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (20878) ، والطبري 27/183 و184، والبيهقي في "البعث والنشور" (269) و (270) من طرق عن محمد بن زياد، به- زاد بعضهم: قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: (وظل ممدود) . وانظر ما سلف برقم (7498) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (10022) . (3) إسناده صحتِح على شرط مسلم كسابقه. وانظر (7540) . الحديث: 10066 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 94 10068 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (1) 10069 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ وَالْإِمَامُ سَاجِدٌ، أَنْ يَجْعَلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ " (2) 10070 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَتَعَوَّذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (151) من طريق سريج بن النعمان وسليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (7769) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد - وهو ابن سلمة-، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطيالسي (2490) ، ومن طريقه أبو عوانة 2/137، وأخرجه البيهقي 2/93 من طريق عبد الملك بن إبراهيم الجُدًي، كلاهما (الطيالسي وعبد الملك) عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (7534) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. = الحديث: 10068 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 95 10071 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ قَارِظٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (1) 10072 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، قَنَتَ وَقَالَ: " اللهُمَّ نَجِّ (2) الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللهُمَّ نَجِّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللهُمَّ اشْدُدْ   = وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (657) ، وابن حبان (1018) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (194) من طريق موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (7237) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن قارظ- وهو إبراهيم بن عبد الله- فمن رجال مسلم. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، وعمر بن عبد العزيز: هو ابن مروان بن الحكم الخليفة. وأخرجه الطيالسي (2376) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (26) من طريق إسماعيل بن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، به. وانظر (7605) . (2) في هذا الموضع والمواضع التالية من (م) والنسخ المتأخرة: أنج، والصواب ما أثبتنا من النسخ العتيقة، فقد نص الِإمام أحمد فيما يأتى برقم (10754) على أن رواية أبي عامر: "نَج". الحديث: 10071 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 96 وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ " (1) 10073 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَأُقَرِّبَنَّ بِكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ " يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، وَصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَصَلَاةِ الصُّبْحِ بَعْدَمَا يَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَيَدْعُو (2) لِلْمُؤْمِنِينَ، وَيَلْعَنُ الْكَافِرِينَ " (3) 10074 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه البخاري (6393) ، وابن خزيمة (617) ، وأبو عوانة 2/284 و286-287 و287، والطحاوي 1/241، والبيهقي 2/198 من طرق عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (4598) ، ومسلم (675) (295) ، وأبو عوانة 2/286-287، والبيهقي 2/197-198 من طريق شيبان بن عبد الرحمن النحوي، ومسلم (675) (295) ، وأبو داود (1442) ، وأبو يعلى (5995) ، وابن خزيمة (621) ، وأبو عوانة 2/284، والطحاوي 1/242، وابن حبان (1986) ، والبيهقي 2/200 من طريق الأوزاعي، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، به. وانظر ما بعده، وسلف الحديث من طريق أبي سلمة وسعيد بن المسيب برقم (7465) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: ويدعو. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7464) . الحديث: 10073 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 97 عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: [البحر الطويل] أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ، وَكَادَ أُمَيَّةُ (1) بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ " (2) 10075 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَيْسَ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي عَبْدِهِ، وَلَا فِي فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " (3) 10076 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ   (1) لفظة "أمية" لم ترد في (ظ3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري. وأخرجه البخاري (6147) ، ومسلم (2256) (3) ، والترمذي في "الشمائل" (242) ، والبغوي (3399) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وانظر (9110) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه عبد الرزاق (6878) عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/29، وفي "شرح مشكل الآثار" (2249) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن سفيان الثوري، به. وانظر (7295) . الحديث: 10075 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 98 عَامِرِ (1) بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُكِرَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مَاتَ، فَقَالُوا خَيْرًا، وَأَثْنَوْا (2) خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَجَبَتْ "، وَذُكِرَ عِنْدَهُ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالُوا شَرًّا، وَأَثْنَوْا شَرًّا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَجَبَتْ "، قَالَ: " أَنْتُمْ شُهَدَاءُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ " (3) 10077 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا (4) بِكُنْيَتِي " (5) 10078 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلِيمٌ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ   (1) قوله: "عن عامر" سقط من (م) . (2) في (م) ونسخة في (س) : وأثنوا عليه خيراً. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عامر بن سعد- وهو البجلي-، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (10013) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن عامر، فمن رجال أبي داود والنسائي. (4) في (م) و (ل) ونسخة في (س) : تكنَّوا. (5) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حيان والد سليم- وهو ابن بسطام الهذلي-، فقد روى له ابن ماجه، ولم يرو عنه غير ابنه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وصح الحديث من غير طريق عن أبي هريرة، انظر (7377) . الحديث: 10077 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 99 الظَّنَّ أَكْذَبُ (1) الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (2) 10079 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ كُتِبَ لَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ تَبِعَهَا حَتَّى يُقْضَى دَفْنُهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، أَصْغَرُهُمَا - أَوْ أَحَدُهُمَا - مِثْلُ أُحُدٍ "، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عُمَرَ فَتَعَاظَمَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: " لَقَدْ فَرَّطْنَا فِي قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ " (3)   (1) في (م) و (ل) والنسخ المتأخرة: مِن أكذب. (2) حديث صحيح، وهذا الإسناد كسابقه. وسيأتي برقم (10374) ، ومختصراً برقم (10553) . وصح الحديث من غير طريق عن أبي هريرة، انظر (7858) و (8118) . وأخرجه أبو داود الطيالسي (2533) عن سليم بن حيان، قال: حدثني أبي عن أبي هريرة. وسقط من المطبوع قوله: "عن أبي". (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو: وهو ابن علقمة الليثي. وأخرجه الترمذي (1040) من طريق عبدة بن سليمان، والبغوي (1502) من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وسيأتي عن يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو برقم (10468) و (10536) . وأخرجه مسلم (945) (56) ، وأبو داود (3169) ، وابن حبان (3079) ، = الحديث: 10079 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 100 10080 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُطَوِّسِ، فَلَقِيتُ (1) ابْنَ الْمُطَوِّسِ، فَحَدَّثَنِي عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ رَخَّصَهَا (2) اللهُ لَهُ (3) ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَإِنْ صَامَهُ " (4) 10081 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْمُطَوِّسِ، عَنِ أَبِيهِ،   = والبيهقي 3/412-413 من طريق داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (1323) و (1324) ، ومسلم (945) (55) من طريق جرير بن حازم، عن نافع، قال: حُدِّثَ ابنُ عمر أن أبا هريرة، فذكره. وانظر ما سلف برقم (7188) و (9016) . (1) القائل: "فلقيت" هو حبيب بن أبي ثابت. (2) في (ظ3) و (عس) : رخصه. (3) لفظة "له" سقطت من (م) . (4) إسناده ضعيف لجهالة ابن المطوِّس وأبيه، واسم ابن المطوِّس: يزيد، وقيل: عبد الله. حبيب: هو ابن أبي ثابت، وعُمارة: هو ابن عُمير. وأخرجه أبو داود (2397) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (723) ، والنسائي (3279) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1523) ، والبغوي (1753) من طريق يحيى بن سعيد القطان، به. ولم يذكروا فيه عُمارة بن عمير. وانظر ما بعده، وانظر (9014) . الحديث: 10080 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 101 عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ، وَلَا رُخْصَةٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، وَإِنْ صَامَهُ "، قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ حَبِيبٌ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، عَنِ أَبِي الْمُطَوِّسِ، فَلَقِيتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ، فَحَدَّثَنِي حَدَّثَنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ، فَقَالَ أَبُو الْمُطَوِّسِ: (1) 10082 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنِ ابْنِ الْمُطَوِّسِ عَنِ أَبِيهِ فَذَكَرَهُ (2) 10083 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَاجْتَهَدَ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ " (3)   (1) إسناده ضعيف كسابقه. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو نعيم الذي أشار إليه المصنف في آخر الحديث: هو الفضل بن دكين. وأخرجه الترمذي (723) ، والنسائي في "الكبرى" (3279) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1523) ، والبغوي (1753) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (274) ، والنسائي (3278) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، عن سفيان الثوري، به. وانظر ما قبله. (2) إسناده ضعيف كسابقه. يزيد: هو ابن هارون. (3) حديث صحيح، والحسن- وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة لكن عرفت الواسطة بينهما، وهو أبو رافع نفيع الصائغ الثقة، كما جاء مصرحاً به في = الحديث: 10082 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 102 10084 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (1) 10085 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَانْخَنَسْتُ فَذَهَبْتُ فَاغْتَسَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقَالَ: " أَيْنَ كُنْتَ؟ " قَالَ: كُنْتَ لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، فَقَالَ " إِنَّ الْمُسْلِمَ لَا يَنْجُسُ " (2)   = الرواية السالفة برقم (7198) . يحيى: هو ابن سعيد القطان، وأشعث: هو ابن عبد الملك الحُمْراني. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/86 من طريق يونس بن عبيد، وأبو يعلى (6227) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن الحسن، عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي 1/111 من طريق عيسى بن يونس، عن أشعث بن عبد الملك، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة. وقال عقبه: هذا خطأ، والصواب أشعث، عن الحسن، عن أبي هريرة. وبمثله قال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان كما في "العلل" 1/38. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو يعلى (6120) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7325) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حميد: هو ابن أبي حميد الطويل، = الحديث: 10084 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 103 10086 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَثَّ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: عِنْدِي دِينَارٌ، قَالَ: " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ "، قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ، قَالَ: " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجَتِكَ "، قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ، قَالَ: " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى وَلَدِكَ "، قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ، قَالَ: " تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ "، قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ، قَالَ: " أَنْتَ أَبْصَرُ " (1) 10087 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنِ أَبِي سَعِيدٍ - شَكَّ الْأَعْمَشُ - قَالَ: " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (2) : اقْرَهْ (3) وَارْقَهْ، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ (4) عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا " (5)   = وبكر: هو ابن عبد الله المزني، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه البخاري (283) ، ومسلم (371) ، وأبو داود (231) ، والترمذي (121) ، وابن الجارود (96) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (72 (1) . (1) إسناده قوي. سعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وهو مكرر (7419) . (2) قوله:"يوم القيامة" لم ترد في (ظ3) ، وضبب عليها في (عس) . (3) في (ل) : اقرأه. (4) في (م) و (ل) : مَنْزِلَتَكَ. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وهو في حكم المرفوع، فمثله لا يقال بالرأي. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/498، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (111) = الحديث: 10086 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 104 10088 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَإِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبَّادٌ، الْمَعْنَى، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ: عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ الصَّدَقَاتِ، وَيَأْخُذُهَا   = من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي بإثر الحديث (2915) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفاً. وأخرجه الترمذي (2915) ، والحاكم 1/552 من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً. وسنده حسن من أجل عاصم، وصحح الترمذي الموقوف على المرفوع. ولفظ الترمذي والحاكم: "يجيءُ القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حَلهِ، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زِده، فيلبس حُلَّةَ الكرامة، ثم يقول: يا ربِّ ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارقَ، ويزاد بكل آية حسنة". ولفظ الحاكم دون قوله: "يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة". وأخرجه الطبراني في "الأوسط" ضمن حديث (5760) من طريق شريك النخعي، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: " ... وإن صاحب القرآن يقال له يوم القيامة: اقرأ وارقَ في الدرجات، ورتِّلْ كما كنت ترتِّلُ في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية معك". وسيأتي الحديث في مسند أبي سعيد الخدري عنه وحده مرفوعاً برقم (11360) ، لكن في إسناده عطية العوفي، وهو ضعيف. وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6799) ، وسنده حسن. قوله:"اقرَهْ وارْقَهْ "، أي: اقرأ القرآن وارتق في الدرجات، والهاء في الكلمتين للسَّكت. الحديث: 10088 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 105 بِيَمِينِهِ، فَيُرَبِّيهَا لِأَحَدِكُمْ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ مُهْرَهُ، أَوْ فَلُوَّهُ (1) حَتَّى إِنَّ اللُّقْمَةَ لَتَصِيرُ مِثْلَ أُحُدٍ " (2) ، وَقَالَ وَكِيعٌ فِي حَدِيثِهِ: وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25] {وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104] ، وَ {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276] 10089 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ أَطَاعَ الْإِمَامَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى   (1) زاد بعد هذا في (م) والنسخ المتأخرة: أو فصيله. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن في المتابعات، عباد بن منصور- وإن كان فيه ضعف- يعتبر به في المتابعات فيحسن حديثه، وقد تابعه في هذا الحديث أيوب بن أبي تميمة فيما سلف برقم (7634) ، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن علية. القاسم بن محمد: هو ابن أبي بكر الصديق. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/111-112، والترمذي (662) ، وابن خزيمة (2427) ، والدارقطني في "الصفات" (55) من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن خزيمة (2427) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمي وشعبة، والبغوي (1630) من طريق النضر بن شميل، ثلاثتهم عن عباد بن منصور، به. وسيأتي برقم (10979) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة. والفَلُوُّ: المُهْر. الحديث: 10089 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 106 اللهَ، وَمَنْ عَصَى الْإِمَامَ فَقَدْ عَصَى اللهَ " (1) 10090 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَبَهْزٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ بَهْزٌ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ يَمِيلُ مَعَ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَحَدُ شِقَّيْهِ سَاقِطٌ " (2) 10091 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبِي رَزِينٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ، كَذَا قَالَ الْأَعْمَشُ: قَالَ: " إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف عن وكيع وأبي معاوية برقم (7434) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي. وأخرجه ابن أبي شيبة 4/388، وابن ماجه (1969) ، والطبري في "التفسير" 5/315، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (234) ، وابن حبان (4207) من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد. وانظر (7936) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة أبي صالح- وهو ذكوان السمان-، وأما متابعه أبو رزين- وهو مسعود بن مالك الأسدي الكوفي- فمن رجال مسلم. وهو مكرر (7439) . الحديث: 10090 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 107 10092 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمَطْهَرَةِ، فَقَالَ: أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ " (1) 10093 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا وُضُوءَ إِلَّا مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ " (2) 10094 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْأَوْدِيُّ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُومَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ وَبِهِ أَذًى مِنْ غَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 1/26، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (48) ، ومسلم (242) (29) ، وأبو عوانة 1/251 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وانظر (7122) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن ماجه (515) ، والترمذي (74) ، وابن خزيمة (27) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وانظر (9313) . (3) صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود الأودي- وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن- لكن تابعه أخوه إدريس بن يزيد الثقة كما سلف عند الحديث رقم (9697) ، وأبوهما يزيد حسن الحديث. الحديث: 10092 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 108 10095 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، قَالَ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ بَعْدَ مَا أُذِّنَ فِيهِ بِالْعَصْرِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " أَمَّا هَذَا، فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ " (1) 10096 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَزَقَ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِي - أَوِ الْمَسْجِدِ - فَلْيَحْفِرْ وَلْيُعَمِّقْ (2) ، أَوْ لِيَبْزُقْ فِي ثَوْبِهِ حَتَّى يُخْرِجَهُ " (3) 10097 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ أَبِيهِ، قَالَ:   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، إبراهيم بن مهاجر- وهو ابن جابر البجلي- حسن في المتابعات، وقد تابعه أشعث بن أبي الشعثاء- وهو ثقة- فيما سيأتي برقم (10572) . أبو الشعثاء المحاربي: هو سُليم بن أسود بن حنظلة. وأخرجه إسحاق بن راهويه (229) ، والترمذي (204) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه أبو داود (536) ، وأبو عوانة 2/8، والبيهقي 3/56 من طرق عن سفيان الثوري، به. وانظر (9315) . (2) في (ظ3) و (عس) و (ل) : فليعمق. (3) إسناده حسن، وسلف بيانه برقم (7531) . أبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان المدائني. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/367 عن وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. الحديث: 10095 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 109 رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى صَلَاةً تَجَوَّزَ فِيهَا، فَقُلْتُ لَهُ: هَكَذَا كَانَ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، وَأَوْجَزَ " (1) 10098 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللهُمَّ أَرْشِدِ الْأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ " (2) 10099 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَجَوَّزُوا فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وَالْكَبِيرَ، وَذَا الْحَاجَةِ " (3)   (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير والد إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، فقد روى له البخاري في "الأدب" وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وصحح الترمذي حديثه. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/56 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (987) ، ومن طريقه البيهقي 3/116 عن سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وانظر (8429) . قوله: "وأجْوَز" كذا وقع في (ظ3) و (عس) ، وفي (م) والنسخ المتأخرة: "وأوجز" وكذلك هو فيما سلف برقم (8429) ، وكلاهما بمعنى، يقال: جَاوَزَ في الصلاة، وأوجَزَ فيها: إذا خَفَّفَ. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سفيان: هو الثوري، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه ابن خزيمة (1528) عن سلم بن جنادة، عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7169) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 10098 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 110 10100 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَاةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَالْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا " (1) 10101 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ فِتْيَتِي فَيَجْمَعُوا حُزَمَ الْحَطَبِ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ " (2)   = وأخرجه ابن أبي شيبة 2/54 عن وكيع، بهذا الإسناد. وسيأتي من طريق أبي عوانة عن الأعمش برقم (10793) . وانظر ما سلف برقم (7474) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (10016 م) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (651) (253) ، والترمذي (217) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وأخرجه عبد الرزاق (1986) ، ومن طريقه البيهقي 3/56 عن معمر، والبيهقي 3/55-56 من طريق أبي نعيم، كلاهما عن جعفر بن برقان، به. ووقع في رواية عبد الرزاق عند البيهقي: "لا يشهدون الجمعة"، قال البيهقي: كذا قال "الجمعة"، وكذلك روي عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود، والذي يدل عليه سائر الروايات أنه عَبَّر بالجمعة عن الجماعة، والله أعلم. قلنا: لم يسق عبد الرزاق في "مصنفه" لفظ الحديث، بل قال: مثله، لحديث قبله، وليس في الذي قبله لفظة الجمعة، وإنما فيه: "لا يشهدون الصلاة ". = الحديث: 10100 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 111 10102 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ {الم تَنْزِيلُ} [السجدة:1] وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ} [الإنسان:1] (1) 10103 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، الْمَعْنَى، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ،   = وأخرجه عبد الرزاق (1985) من طريق عبد الله بن محرَّر- وهو متروك-، وأبو داود (549) ، ومن طريقه البيهقي 3/56 من طريق يزيد بن يزيد، كلاهما عن يزيد بن الأصم، به. وفي رواية أبي داود أنَ يزيد بن يزيد سأل يزيد بن الأصم: يا أبا عوف، الجمعةَ عَنَى أو غيرَها؟ فقال: صُمَّتَا أذنايَ إن لم أكن سمعتُ أبا هريرة يأثره عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما ذكر جمعةً ولا غيرَها. وستأتي هذه الزيادة عن كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان برقم (10962) . وانظر ما سلف برقم (7328) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وعبد الرحمن بن هرمز: هو الأعرج. وأخرجه مسلم (880) (65) من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 2/159، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/106 من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، به. وانظر (9561) . (2) تحرف في (م) إلى: عمرو. الحديث: 10102 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 112 فَأْتُوهَا بِالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " (1) 10104 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا يَخَافُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ، أَنْ يُحَوَّلَ رَأْسُهُ رَأْسَ حِمَارٍ " (2) 10105 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ حَتَّى يَحْتَزِمَ " قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْمَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ " - قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ مَرَّةً: وَيُعْلَمَ مَا هِيَ - (3) قَالَ: " وَنَهَى عَنْ بَيْعِ الثِّمَارِ حَتَّى تُحْرَزَ مِنْ كُلِّ عَارِضٍ " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي سلمة- وهو ابن عبد الرحمن بن عوف- وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7794) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/327، وعنه مسلم (427) (116) عن وكيع، بهذا الإسناد. وسقط وكيع من مطبوع "المصنَّف". وانظر (7534) . (3) في (م) : ويعلم ما بقي ما هي. وهو خطأ، وفي نسخة في (س) : ويعلم ما بقي. (4) حديث حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن أبي هريرة. = الحديث: 10104 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 113 10106 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِكُمْ " (1) 10107 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَعْتَقَ شَقِيصًا (2) لَهُ فِي مَمْلُوكٍ، فَعَلَيْهِ خَلَاصُهُ كُلِّهِ فِي مَالِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ، اسْتُسْعِيَ الْعَبْدُ غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ " (3)   = وأخرج القسم الثاني منه ابن أبي شيبة 12/437 عن وكيع، بهذا الإسناد. وسلف جميعه برقم (9017) عن بهز بن أسد، عن شعبة. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه أبو داود (4682) عن أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وانظر (7402) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: شِقصاً. وهما بمعنىً، قال في "القاموس": الشَقص: السهم والنصيب والشِّرك، كالشقِيص. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ويحيى- وهو ابن سعيد القطان- سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه. وأخرجه أبو داود (3939) ، والترمذي بإثر الحديث (1348) ، والطحاوي 3/107 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر (7468) . الحديث: 10106 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 114 10108 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ " (1) 10109 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَابْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَشَبَّهُ بِي " (2) 10110 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الظَّهْرُ يُرْكَبُ بِنَفَقَتِهِ إِذَا كَانَ مَرْهُونًا، وَيُشْرَبُ لَبَنُ الدَّرِّ إِذَا كَانَ مَرْهُونًا، وَعَلَى الَّذِي يَشْرَبُ وَيَرْكَبُ نَفَقَتُهُ " (3)   (1) رجاله ثقات رجال الشيخين غير صالح مولى التوأمة، فقد روى له أصحاب السنن غير النسائي، وهو صدوق كان قد اختلط. وهو مكرر (9601) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وابن جعفر: هو محمد، وهشام: هو ابن حسان القُرْدوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وسلف الحديث عن محمد بن جعفر وحده برقم (9324) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. زكريا: هو ابن أبي زائدة، وعامر: هو ابن شراحيل الشعبي. وأخرجه ابن الجارود (665) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7125) . = الحديث: 10108 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 115 10111 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَوْصَانِي خَلِيلِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ: الْوَتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (1) 10112 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِنْ شَاءَ اللهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ "، (2)   = والمراد بالظَّهْر: الدابة. (1) حديث حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين لكن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة، وقد سلف الكلام على هذا الحديث مفصلاً برقم (7138) . عمران أبو بكر: هو ابن مسلم المنقري القصير. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" 8/389 من طريق محمد بن خلاد، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (604) من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وزاد في الإسناد "عن أبيه" بين ابن قارظ وبين أبي هريرة، ويغلب على ظننا أنه خطأ من النساخ. وأخرجه أبو يعلى (6165) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، به. وانظر (7415) . الحديث: 10111 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 116 10113 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمَانُ الْأَغَرُّ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1) 10114 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَوْفٌ (2) ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " (3) 10115 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ، إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ " (5) 10116 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْضَمٌ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِ الْأَسْوَدَيْنِ فِي   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (605) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وانظر (7481) . (2) قوله: "حدثنا عوف" سقط من (م) . (3) إسناد الموصول منه صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وهو الراوي عن الحسن الرواية المرسلة أيضاً، ومحمد: هو ابن سيرين. وهو بإسناديه ومتنه مكرر (9585) . (4) قوله: "عن هشام، حدثنا يحيى" سقط من (م) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير. وانظر (7621) . الحديث: 10113 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 117 الصَّلَاةِ: الْحَيَّةِ، وَالْعَقْرَبِ " (1) 10117 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (2) "، (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم- وهو ابن جَوْس الهِفًاني اليمامي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. يحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه أبو داود (921) ، وابن حبان (2352) ، والبغوي (744) ، والمزي في ترجمة ضمضم من "تهذيب الكمال" 13/325 من طريق مسلم بن إبراهيم، وأخرجه أبو داود الطيالسي (2539) ، ومن طريقه البيهقي 2/266، كلاهما (مسلم والطيالسي) عن علي بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر (7178) . (2) من قوله: "ومن قام ليلة القدر" إلى هنا، لم يرد في (ظ3) و (عس) ، وأثبتناه من (م) وبقية النسخ، ومن مصادر التخريج. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، ويحيى: هو ابن أبي كثير، وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الطيالسي (2360) ، وأخرجه البخاري (1901) ، والبيهقي 4/306 من طريق مسلم بن إبراهيم، ومسلم (760) (175) من طريق معاذ بن هشام، ثلاثتهم (الطيالسي ومسلم ومعاذ) عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. زاد الطيالسي في روايته عن هشام: "وما تأخر"، وهي زيادة شاذة في حديثه عن هشام، لم يتابعه أحد عليها. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (3414) ، وأبو يعلى (5997) من طريق مبشر بن إسماعيل، والنسائي (3415) من طريق بقية بن الوليد، كلاهما عن = الحديث: 10117 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 118 10118 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَذَكَرَا مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا " (1) 10119 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا أَعْلَمُ شَكَّ يَحْيَى - قَالَ: " دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ فِي الْمَسَاكِينِ، وَدِينَارٌ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ فِي أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الدِّينَارُ الَّذِي تُنْفِقُهُ عَلَى أَهْلِكَ " (2)   = الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، به. وانظر (7280) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري، وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو العقدي. وأخرجه الدارمي (1776) من طريق وهب بن جرير، والنسائي في "المجتبي" 4/157 و8/118، وفي "الكبرى" (3413) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن هشام الدستوائي، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مزاحم بن زفر- وهو ابن الحارث الضبي- فمن رجال مسلم. سفيان: هو الثوري، ومجاهد: هو ابن جبر المكي. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9183) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (751) ، وأبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 240، والطبراني في "الأوسط" (9075) ، والبيهقي في "السنن" 47/67، وفي "الشعب" (8717) ، والبغوي (1678) من طرق عن سفيان الثوري، به. = الحديث: 10118 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 119 10120 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، فَتَمَسُّهُ النَّارُ، إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ " (1) 10121 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ (2) جُزْءًا "، قَالَ يَحْيَى:   = وسيأتي الحديث برقم (10174) . وفي باب عِظَم أجر النفقة على الأهل انظر حديث أبي مسعود البدري عقبة بن عمرو، عند البخاري (55) ، ومسلم (1002) ، وسيرد 4/120 و122. وحديث ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند مسلم (994) (38) ، وسيرد 5/277. وحديث أم سلمة عند البخاري (1467) ، ومسلم (1001) (47) ، وسيرد 6/292-293 و310. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "الموطأ" 1/235، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "الصحيح" (6656) ، وفي "الأدب المفرد" (143) ، ومسلم (2632) (150) ، والترمذي (1060) ، والنسائي 4/205، وابن حبان (2942) ، والبيهقي 4/67 و7/78، والبغوي (1542) . وانظر (7265) . (2) وقع اضطراب في النسخ في قوله: خمسة وعشرون، وأثبتنا ما في (م) على الصواب. الحديث: 10120 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 120 إِنْ شَاءَ اللهُ (1) 10122 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادٌ، يَعْنِي مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَوَّلُ زُمْرَةٍ مِنْ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، صُورَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، كَأَشَدِّ ضَوْءِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ هُمْ مَنَازِلُ بَعْدَ ذَلِكَ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/129، ومن طريقه أخرجه مسلم (649) (245) ، والترمذي (216) ، والنسائي 2/103، وأبو عوانة 2/2، وابن حبان (2053) ، والبيهقي 3/60، والبغوي (786) . وسيأتي الحديث عن عبد الرحمن، عن مالك برقم (10305) ، وانظر (7185) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، زياد المخزومي مجهول، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7478) . وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (291) و (292) ، وهناد في "الزهد" (56) و (57) ، والحسين المروزي في زياداته على "زهد ابن المبارك" (1574) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/794 من طرق عن إسماعيل ابن أبي خالد، بهذا الإسناد. وزادوا في متنه بعد قوله: "فأول زمرة من أمتي يدخلون الجنة": سبعون ألفاً لا حساب عليهم- ولهذه الزيادة ستأتي عند المصنف من حديث زياد المخزومي برقم (10548) - إلا الخطيب فروايته مقتصرة على قوله: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ". = الحديث: 10122 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 121 10123 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادٌ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ دَاخِلٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ "، قِيلَ: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ "، (1) 10124 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (2) 10125 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا جَاءَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ بِطَعَامِهِ، فَلْيُجْلِسْهُ مَعَهُ، فَإِنْ لَمْ يُجْلِسْهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ مِنْهُ " (3)   = وانظر ما سلف برقم (7152) . وقوله: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة" سلف ضمن حديث آخر برقم (7310) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة زياد المخزومي، لكنه متابع. وانظر ما بعده وما سلف برقم (7479) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القُرْدوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (7203) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير والد إسماعيل- وهو أبو خالد البجلي الأحمسي- فهو حسن الحديث، سلفت ترجمته عند الحديث رقم (8429) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (200) من طريق يحيى بن سعيد = الحديث: 10123 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 122 10126 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ذَكْوَانُ أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ تَخْرُجُ، وَلَكِنْ لَا يَجِدُونَ حَمُولَةً، وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَقُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ، ثُمَّ قُتِلْتُ، ثُمَّ أُحْيِيتُ " (1) 10127 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَجْلَانُ، مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رُكُوبِ الْبَدَنَةِ؟ فَقَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْلَكَ " (2)   = القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الحميدي (1072) ، والدارمي (2073) ، وابن ماجه (3289) ، والترمذي (1853) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وانظر ما سلف برقم (7338) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى بن سعيد شيخ المصنف: هو القطان، ويحيى بن سعيد الآخر: هو ابن قيس الأنصاري المدني. وأخرجه البخاري (2972) ، والنسائي 6/32 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وانظر (9480) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير = الحديث: 10126 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 123 10128 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا " (1) 10129 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ سَجْدَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فَقَدْ أَدْرَكَ، وَمَنْ أَدْرَكَ سَجْدَةً مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فَقَدْ أَدْرَكَ " (2)   = عجلان مولى المشمعلِّ، فقد روى له النسائي، وهو حسن الحديث. ابن أبي ذئب: هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة. وأخرجه الطيالسي (2368) ، وأخرجه الطحاوي 2/160 من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما (الطيالسي وابن وهب) عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10566) . وانظر ما سلف برقم (7350) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1726) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه الشافعي 1/137، وعبد الرزاق (5416) ، وأبو داود (1112) ، والنسائي 3/188، والبيهقي في "المعرفة" (1749) من طرق عن مالك، به. وانظر (7764) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 10128 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 124 10130 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ " (1) 10131 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ وَجَدَ مَالَهُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ رَجُلٍ قَدْ أَفْلَسَ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (2)   = وأخرجه النسائي 1/273، وابن خزيمة (985) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (9183) . (1) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي- فهو حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه الحميدي (1165) ، وابن أبي شيبة 9/62، وأبو داود (3662) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (135) من طرق عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10529) . وسيأتي ضمن قصة في مسند أبي سعيد الخدري، من طريق عطاء بن يسار، عن أبي هريره برقم (11092) . وفي الباب عن عبد الله بن عمرو، سلف برقم (6486) . وعن أبي سعيد الخدري، سيأتي 3/46 و56. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى شيخ المصنف: هو ابن سعيد القطان، ويحيى الآخر: هو ابن سعيد بن قيس الأنصاري المدني، وأبو بكر بن محمد: هو ابن عمرو بن حزم الأنصاري، وأبو بكر بن عبد الرحمن: هو ابن = الحديث: 10130 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 125 10132 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمٌ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ، فَلَا يَرْفُثْ، وَلَا يَجْهَلْ، فَإِنْ جُهِلَ عَلَيْهِ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ " (1) 10133 - حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] ، قَالَ: " تَشْهَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ " (2)   = الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي. وأخرجه مسلم (1559) (22) عن محمد بن المثنى، عن يحيى القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7124) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7840) . (2) هذا الحديث له إسنادان: الأول: رجاله ثقات رجال اليخين، لكن فيه انقطاع، فإن إبراهيم- وهو ابن يزيد بن قيس النخعي- لم يسمع من ابن مسعود، لكن ثبت عنه أنه قال: إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله، فهو الذي سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله. والثاني- وهو إسناد حديث أبي هريرة-: صحيح على شرط الشيخين. = الحديث: 10132 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 126 10134 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ " (1) 10135 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ: عَنْ بُشَيْرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا تَشَاجَرْتُمْ - أَوْ   = وأخرجه ابن ماجه (670) ، والطبري في "تفسيره" 15/139 من طريق أسباط بن محمد، بالإسنادين جميعاً. وأخرجه البخاري في "القراءة خلف الإمام" (251) ، والترمذي (3135) ، والنسائي في "الكبرى" (11293) ، وفي الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 9/346 من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه الترمذي بإثر الحديث رقم (3135) ، وابن خزيمة (1474) ، والحاكم 1/210-211 من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه موقوفاً الطبري 15/139 و140 من طريقين عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود بنحوه. وأبو عبيدة- وهو ابن عبد الله بن مسعود- لم يسمع من أبيه. وأخرجه الطبري 15/140 من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم قوله. وانظر ما سلف برقم (7185) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن عون: هو عبد الله،ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (7202) . الحديث: 10134 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 127 اخْتَلَفْتُمْ فِي الطَّرِيقِ - فَدَعُوا سَبْعَ أَذْرُعٍ " (1) 10136 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ، أَوْ تَكَلَّمْ " (2) 10137 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، الْمَعْنَى، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِذَا مُتُّ فَلَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَلَا تَتْبَعُونِي بِنَارٍ، وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى رَبِّي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا وُضِعَ الْعَبْدُ - أَوِ الرَّجُلُ - الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ، قَالَ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي، وَإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ السَّوْءُ، قَالَ: وَيْلَكُمْ، أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي؟! " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير بشير بن كعب، فمن رجال البخاري. المثنى: هو ابن سعيد الضبعي. وهو مكرر (9537) . (2) إسناده صحيح عدى شرط الشيخين. ابن أبي عروبة: هو سعيد، وزرارة: هو ابن أوفى العامري. وأخرجه ابن منده في "الِإيمان" (350) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7470) . (3) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الرحمن بن مهران، فهو = الحديث: 10136 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 128 10138 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا سَبَقَ إِلَّا فِي خُفٍّ، أَوْ نَصْلٍ، أَوْ حَافِرٍ "، (1)   = صدوق حسن الحديث، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وحجاج: هو ابن محمد المصيصي، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وانظر (7914) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير نافع بن أبي نافع، فقد روى له أبو داود والترمذي والنسائي، وهو ثقة. وأخرجه الشافعي 2/128، وأبو داود (2574) ، والنسائي 6/226، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2855) و (2856) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1888) و (1889) و (1890) و (1891) و (1892) ، وابن حبان (4690) ، والبيهقي 10/16، وأبو محمد البغوي (2653) ، والمزي في ترجمة نافع بن أبي نافع من "تهذيب الكمال" 29/294 من طرق عن ابن أبي ذئب، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (50) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2229 من طريق مصعب بن ماهان، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي ذئب ومحمد بن عمرو بن علقمة، عن نافع بن أبي نافع، به. وتحرف "نافع بن أبي نافع" في مطبوع "الكامل" إلى: نافع عن ابن عمر! وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 9/48، والنسائي 6/226-227، والطحاوي (1886) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن سليمان بن يسار، عن أبي عبد الله مولى الجندعيين، عن أبي هريرة- ولم يذكر فيه النَصْل. ورواية النسائي في المطبوع موقوفة، لكن المزي لم يشر في "تحفة الأشراف" = الحديث: 10138 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 129 وحَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَزِيدُ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ، مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (1) 10139 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا " (2)   = 11/86 إلى أن الحديث موقوف، وذكر عن محمد بن يحيى الذهلي أنه قال: أبو عبد الله هو نافع بن أبي نافع. وأخرجه- دون ذكر النصْل أيضاً- الطحاوي (1885) من طريق حيوة بن شريح، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن سليمان بن يسار، عن أبي صالح مولى الجندعيين، عن أبي هريرة. فكناه أبا صالح، وقد أشار أبو أحمد الحكم في ترجمة أبي عبد الله مولى الجندعيين من كتابه "الأسامي والكنى" إلى أن أبا عبد الله وأبا صالح واحد لكن اختلف الرواة فيه، نقله عنه المزي في ترجمة أبي عبد الله من "تهذيب الكمال" 34/31، وقد سلف الحديث برقم (8693) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، فقال فيه: أبو صالح، ولم ينسبه، وابن لهيعة سيىء الحفظ. وأخرجه موقوفاً البخاري في "التاريخ الكبير" 9/48 من طريق سعيد بن أبي هلال، عن صالح مولى الجندعييِن، عن أبي هريرة، قوله. ولعله سقط من المطبوعة لفظة "أبي" من "أبي صالح". وانظر ما سلف برقم (7482) . (1) إسناده صحيح كسابقه. يزيد: هو ابن هارون. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/502، والترمذي (1700) من طريق وكيع وحده، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، = الحديث: 10139 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 130 10140 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْخَمْرُ فِي هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ: النَّخْلَةِ، وَالْعِنَبَةِ " (1) 10141 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، الْمَعْنَى، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ يَحْيَى: قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ، عَنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا عَابَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، كَانَ إِذَا اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِذَا لَمْ يَشْتَهِهِ تَرَكَهُ " (2)   = ومحمد: هو ابن سيرين. وهو مكرر (9586) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كثير- وهو السحيمي- فمن رجال مسلم. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو. وهو في "الأشربة" للإمام أحمد برقم (155) عن يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7753) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يحيى: هو ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه ابن ماجه (3259) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (5409) ، ومسلم (2064) (187) ، وأبو داود (3763) ، والترمذي (2031) ، وابن حبان (6437) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" = الحديث: 10140 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 131 10142 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، فَإِنْ تَبِعَهَا (1) حَتَّى تُوضَعَ فِي الْقَبْرِ، فَقِيرَاطَانِ " (2) ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا الْقِيرَاطُ؟ قَالَ: " مِثْلُ أُحُدٍ " (3)   = ص189، والبيهقي 7/279 من طرق عن سفيان الثوري، به. وأخرجه مسلم (2064) (187) و (188) ، وأبو يعلى (6214) ، وابن حبان (6436) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" ص190 من طرق عن الأعمش، به. وسيأتي الحديث برقم (10212) ضمن حديث، و (10242) 0 وانظر ما سلف برقم (9507) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: اتَبعها، وهي رواية مسلم. (2) في (م) ونسخة في (س) : فله قيراطان. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن كيسان- وهو اليشكري- فمن رجال مسلم. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه مسلم (945) (54) ، والبيهقي 3/413 من طريق يحيى القطان، بهذا الإسناد. وأخرجه بنحوه أبو يعلى (6188) ، والطبراني في"الصغير" (609) من طريق عدي بن ثابت، عن أبي حازم، به. وجاء عندهما قول أبي هريرة في القيراط مرفوعاً، وقوله في الحديث: "من صلى على جنازة فله قيراط" لم يرد في رواية الطبراني. وانظر ما سلف برقم (7188) . الحديث: 10142 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 132 10143 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِرَاءٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " (1) 10144 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلَاتٍ " (2) 10145 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (3) 10146 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُسْتَأْمَرُ الْيَتِيمَةُ فِي   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي-، وهو متابَع، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر (7508) . والمِرَاء: الجِدال. (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. وهو مكرر (9645) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر (8550) . ولقوله: "لخلوف فم الصائم ... " انظر ما سلف برقم (7174) . الحديث: 10143 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 133 نَفْسِهَا، فَإِنْ سَكَتَتْ فَهُوَ إِذْنُهَا، وَإِنْ أَبَتْ فَلَا جَوَازَ عَلَيْهَا " (1) 10147 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ: " جَرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (2) 10148 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعَتَيْنِ فِي بَيْعَةٍ، وَعَنْ لِبْسَتَيْنِ: أَنْ يَشْتَمِلَ أَحَدُكُمُ الصَّمَّاءَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، أَوْ يَحْتَبِيَ بِثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ " (3) 10149 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ: " إِذَا كَبَّرَ الْإِمَامُ فَكَبِّرُوا،   (1) إسناده حسن من أجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه النسائي 6/87، والطحاوي 4/364 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7527) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو، وهو متابع. وأخرجه أبو عبند الهروي في "غريب الحديث" 1/281 من طريق إسماعيل بن جعفر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/204 من طريق شجاع بن الوليد، كلاهما عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد. وانظر (7254) . (3) إسناده حسن. وهو مكرر (9584) . الحديث: 10147 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 134 وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا " (1) 10150 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ، قَالَ: قُلْنَا: حَدِّثْنَا، فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ، مَا كُنْتُ سَنَوَاتٍ قَطُّ أَعْقَلَ مِنِّي فِيهِنَّ، وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُنَّ (2) ، وَإِنِّي رَأَيْتُهُ يَقُولُ بِيَدِهِ: " قَرِيبٌ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ، وَتُقَاتِلُونَ قَوْمًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ حُمْرَ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ (3) الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (4) 10151 - " وَاللهِ، لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهُ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو- وهو ابن علقمة الليثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وهو مكرر (9652) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: فيهن. (3) في (م) و (ل) ونسخة في (س) : كأنها، دون كلمة "وجوههم". (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة في الفتن كما في "إتحاف المهرة " 5/ورقة 235 من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد- واقتصر على المرفوع دون القصة. وأخرجه ابن خزيمة (1040) ، والطحاوي 1/450 من طريق يحيى بن سعيد القطان، به- واقتصر على قوله: صحبت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث سنين. وانظر (7986) و (7987) . الحديث: 10150 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 135 فَيَسْتَغْنِيَ (1) بِهِ، وَيَتَصَدَّقَ مِنْهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا، فَيَسْأَلَهُ يُؤْتِيهِ أَوْ يَمْنَعُهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (2) 10152 - " وَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (3) 10153 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، وَابْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ " (4)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: ويستغني. (2) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه مسلم (1042) (106) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وانظر (7986) . (3) إسناده صحيح كسابقه. وأخرجه أبو عوانة في الزكاة كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 235 من طريق يعلى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7174) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن جعفر: اسمه محمد، ومحمد بن زياد: هو الجمحي مولاهم. وأخرجه البخاري (6750) من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد. وقد سلف الحديث من طريق محمد بن جعفر وحده برقم (9302) . وانظر (9003) . الحديث: 10152 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 136 10154 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَإِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ الْهِفَّانِيِّ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ: الْعَقْرَبِ، وَالْحَيَّةِ " (1) 10155 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ، تَزِيدُ عَلَى صَلَاةِ الْفَذِّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً " (2) 10156 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير ضمضم بن جَوْس الهفاني، فمن رجال أصحاب السنن، وهو ثقة. إسماعيل: هو ابن عُلَية. وأخرجه الترمذي (390) من طريق إسماعيل ابن علية، عن علي بن المبارك، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وانظر (7178) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأغر: هو سلمان أبو عبد الله. وأخرجه أبو عوانة 2/2-3 من طريق عبد الله بن وهب، ومسلم (649) (247) ، والبيهقي 3/60 من طريق عبد الله بن مسلمة بن قعنب، كلاهما عن أفلح بن حميد، به. وأخرجه الدارقطني في "العلل" 8/55 من طريق محمد بن مسلم، عن الأغر، به. وسيأتي الحديث برقم (10299) ضمن حديث آخر. وانظر ما سلف برقم (7185) . الحديث: 10154 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 137 عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ مَا كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ "، (1) 10157 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَيْسَ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ، مِثْلَهُ (2) 10158 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ "، (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، عمر بن أبي سلمة حسن الحديث في المتابعات والشواهد. وأخرجه البيهقي 4/61 و6/76 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد. وانظر (9679) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، عمر بن أبي سلمة لم يسمع من أبي هريرة، بينهما فيه أبوه أبو سلمة كما في الحديث السالف. ولخرجه الطيالسي (2390) عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، بهذا الإسناد. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح مولى التوأمة- وهو ابن نبهان- وإن كان قد اختلط، ورواية سفيان- وهو الثوري- عنه بعد الاختلاط، لم يتفرد بهذا الحديث، فقد تابعه عليه غير واحد من الثقات، فانظر ما سلف برقم (8163) . = الحديث: 10157 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 138 10159 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (1) 10160 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ، عَنِ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ الشِّكَالَ مِنَ الْخَيْلِ " (2) 10161 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَا   = وأخرجه ابن أبي شيبة 10/124 و12/377 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر ما بعده. (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير. وانظر ما قبله. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سلم بن عبد الرحمن النخعي، فمن رجال مسلم. وأخرجه إسحاق بن راهويه (179) ، ومسلم (1875) (101) ، وابن ماجه (2790) ، وابن حبان (4677) و (4678) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7408) . الحديث: 10159 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 139 تَصْحَبُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ، وَلَا كَلْبٌ " (1) 10162 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَحَجَّاجٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ، وَسَتَصِيرُ حَسْرَةً، وَنَدَامَةً - قَالَ حَجَّاجٌ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ - (2) نِعْمَتِ الْمُرْضِعَةُ، وَبِئْسَتِ الْفَاطِمَةُ " (3) 10163 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُسَمُّوا الْعِنَبَ الْكَرْمَ، فَإِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ " (4) 10164 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ،   (1) حديث صحيح، شريك- وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع. وهو مكرر (9738) . (2) الإشارة إلى رواية الحجاج هذه جاءت في (ظ3) و (عس) في نهاية الحديث. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 12/215 - 216 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وانظر (9791) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9977) . الحديث: 10162 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 140 عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ يُخَاصِمُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَدَرِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: " {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 48-49] (1) " 10165 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يَعْنِي اللَّيْثِيَّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، سَمِعَهُ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ سَفَرًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي، فَقَالَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ "، فَلَمَّا مَضَى قَالَ: " اللهُمَّ ازْوِ لَهُ الْأَرْضَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ " (2) 10166 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ زِيَادٍ، مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا كِسْرَى بَعْدَ كِسْرَى، وَلَا قَيْصَرَ بَعْدَ قَيْصَرَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ " (3)   (1) إسناده حسن لأجل زياد بن إسماعيل. وهو مكرر (9736) . (2) إسناده حسن لأجل أسامة بن زيد. وهو مكرر (9724) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة زياد المخزومي، وقد سلف الحديث من طريقه برقم (7478) . وأخرجه إسحاق بن راهويه (270) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه أيضاً (269) عن عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. الحديث: 10165 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 141 10167 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَكِيمٍ الْأَثْرَمِ، عَنِ أَبِي تَمِيمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَتَى حَائِضًا، أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا، أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ (1) " 10168 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصُومُ الْمَرْأَةُ يَوْمًا وَاحِدًا، وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، إِلَّا رَمَضَانَ " (2) 10169 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْمُنَابَذَةِ، وَالْمُلَامَسَةِ " (3)   (1) حديث محتمل للتحسين، وانظر الكلام في إسناده فيما سلف برقم (9290) . أبو تميمة: هو طريف بن مجالد الهجيمي. وأخرجه ابن ماجه (639) ، والنسائي في "الكبرى" (9016) من طريق وكيع، بهذا الإسناد- ورواية النسائي مختصرة دون قصة إتيان الكاهن. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7343) . سفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان. وأخرجه المزي في ترجمة أبي عثمان التبان من "تهذيب الكمال" 34/72 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين- سفيان: هو الثوري، وأبو الزناد: = الحديث: 10167 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 142 10170 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ قَضَاءً " (1) 10171 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي تَلْبِيَتِهِ: " لَبَّيْكَ إِلَهَ الْحَقِّ " (2) 10172 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ،   = هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه مسلم (1511) ، والترمذي (1310) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسيتكرر الحديث برقم (10228) ، وانظر (8935) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن صالح- وهو علي بن صالح بن صالح بن حي الهمداني- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (1601) (121) ، والترمذي (1316) ، والنسائي 7/318 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وسلف الحديث بأطول مما هنا برقم (8897) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن ماجه (2920) ، وابن خزيمة (2623) ، وابن حبان (3800) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (8497) . الحديث: 10170 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 143 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " (1) 10173 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَلَاكَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كِخْ كِخْ؛ (2) إِنَّا لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ " (3) 10174 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دِينَارٌ (4) أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مِهْران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (6) ، والبيهقي في "السنن الصغير" (2881) ، و"السنن الكبرى"7/466، والبغوي (1674) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7429) . (2) زاد في (م) و (ل) ونسخة على هامش (س) لفظة "ثلاثا"، وهي ليست في النسخ العتيقة، ولا في الموضع الأول من الحديث. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9728) . (4) في (م) والنسخ المتأخرة في هذا الموضع والمواضع التالية: ديناراً، بالنصب على الاشتغال، لكن الراجح أن يكون مرفوعاً على الابتداء، كما في النسختين العتيقتين (ظ 3) و (عس) ، وهو ما أثبتناه. الحديث: 10173 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 144 أَهْلِكَ، أَفْضَلُهَا الدِّينَارُ الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ " (1) 10175 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشَرَةُ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى مَا شَاءَ اللهُ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي " " وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ (2) ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ " " وَلَخُلُوفُ فِيهِ (3) أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ الصَّوْمُ جُنَّةٌ "، (4) 10176 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مزاحم بن زفر- وهو ابن الحارث الضبي- فمن رجال مسلم. وأخرجه مسلم (995) (39) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (9) من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وسلف الحديث من طريق يحيى بن سعيد، عن مزاحم برقم (10119) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: حين يفطر، والمثبت من (ظ3) و (عس) وهامش (س) . (3) في (م) وهامش (س) : فَمِ الصَّائِمِ. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري. وقد سلف الحديث مكرراً من طريق وكيع برقم (9714) . الحديث: 10175 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 145 صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (1) 10177 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَدْخُلُونَ (2) الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ " (3) 10178 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَلِيحٍ الْمَدَنِيُّ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، سَمِعَهُ مِنْ أَبِي صَالِحٍ، وَقَالَ مَرَّةً: قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، يُحَدِّثُ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَدْعُ اللهَ، غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ " (4) 10179 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ أَبِي سَعْدٍ الْحِمْصِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: دُعَاءٌ حَفِظْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَدَعُهُ: " اللهُمَّ اجْعَلْنِي أُعْظِمُ شُكْرَكَ، وَأَتَّبِعُ نَصِيحَتَكَ، وَأُكْثِرُ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. ابن نمير: هو عبد الله بن نمير. وانظر ما قبله. (2) في (م) و (ظ3) و (عس) و (س) : لا تدخلوا، والمثبت من (ل) وهامش (س) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9709) . (4) إسناده ضعيف من أجل أبي صالح: وهو الخُوزِي. وهو مكرر (9719) . الحديث: 10177 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 146 ذِكْرَكَ، وَأَحْفَظُ وَصِيَّتَكَ " (1) 10180 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ شَرِّ (2) فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ "، (3) 10181 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ (4)   (1) إسناده ضعيف لضعف فرج بن فضالة. وانظر تتمة الكلام على إسناده عند الحديث رقم (8101) . وأخرجه الترمذي فىِ الدعوات كما في "تحفة الأشراف" 10/454 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. (2) سقطت لفظة "شر" من (م) ، وسقطت لفظة "فتنة" من (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن أبي عائشة، فمن رجال مسلم. الأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو بن أبى عمرو. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/130، ومسلم (588) (128) ، وابن خزيمة (721) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7237) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 15/130، ومسلم (588) (128) ، وابن خزيمة = الحديث: 10180 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 147 10182 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " (1) 10183 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ الْجُهَنِيُّ، عَنْ سَعْدٍ أَبِي مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ، عَنِ أَبِي مُدِلَّةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّائِمُ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُ " (2) 10184 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقَدَّمُوا شَهْرَ   = (721) عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 8/278، وأبو عوانة 2/235 من طريق الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، به. وانظر (9447) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وهو في "الزهد" لوكيع (19) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن" 7/52، وفي "شعب الإيمان" (780) . وانظر (10029) . (2) حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا الإسناد ضعيف لجهالة أبي مدلة: وهو مولى عائشة أم المؤمنين، فلم يرو عنه غير أبي مجاهد: وهو سعد الطائي. وقد سلف الحديث مطولًا من طريق وكيع برقم (9743) . الحديث: 10182 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 148 رَمَضَانَ بِصِيَامِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا رَجُلًا كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ " (1) 10185 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً " (2) 10186 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ فِي عَبْدِهِ، وَلَا خَادِمِهِ، وَلَا فَرَسِهِ صَدَقَةٌ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/23، ومسلم (1082) ، والترمذي (685) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7200) . (2) حديث صحيح بطرقه وشراهده، وهذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى: وهو محمد بن عبد الرحمن. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/8، وأبو يعلى (6366) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة 3/8 عن علي بن هاشم، عن ابن أبي ليلى، به. وانطر (8898) . (3) حديث صحيح، وقد سلف الكلام على إسناده عند الحديث رقم (7757) . وأخرجه ابن أبي شيبة 3/151-152 عن وكيع، بهذا الإسناد. = الحديث: 10185 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 149 10187 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيْسَ عَلَى الْمُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ، وَلَا عَبْدِهِ صَدَقَةٌ " (1) 10188 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، وَأَبِي رَزِينٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ، قَالَ: " إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَمْشِ فِي النَّعْلِ الْوَاحِدَةِ " (2) 10189 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُمْنَى، وَإِذَا خَلَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُسْرَى، لِيَنْعَلْهُمَا جَمِيعًا، أَوْ   =وسلف الحديث عن يحيى بن سعيد القطان، عن أسامة بن زيد برقم (9579) ، وانظر (7295) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الترمذي (628) ، والنسائي 5/35 من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7295) . (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي رزين- وهو مسعود بن مالك الأسدي- متابِعِ أبي صالح، فمن رجال مسلم. وهو مكرر (9715) . الحديث: 10187 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 150 لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا " (1) 10190 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُمَرِيُّ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِ الصَّمَّاءِ، وَأَنْ يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ يُفْضِي بِفَرْجِهِ إِلَى السَّمَاءِ " (2) 10191 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي " (3) 10192 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ رَاكِبَهَا وَفِي عُنُقِهَا نَعْلٌ (4)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/414، وعنه ابن ماجه (3616) عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7179) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. العمري: هو عبيد الله بن عمر. وسيأتي برقم (10441) و (10623) . وانظر ما سلف برقم (8251) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7729) . (4) إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير = الحديث: 10190 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 151 10193 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَتَيْتُكَ الْبَارِحَةَ فَمَا مَنَعَنِي مِنَ الدُّخُولِ عَلَيْكَ إِلَّا كَلْبٌ كَانَ فِي الْبَيْتِ، وَتِمْثَالُ صُورَةٍ فِي سِتْرٍ كَانَ عَلَى الْبَابِ "، قَالَ: " فَنَظَرُوا فَإِذَا جَرْوٌ لِلْحَسَنِ، أَوِ الْحُسَيْنِ كَانَ تَحْتَ نَضَدٍ لَهُمْ "، فَأَمَرَ بِالْكَلْبِ فَأُخْرِجَ، وَأَنْ يُقْطَعَ رَأْسُ الصُّورَةِ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الشَّجَرَةِ، وَيُجْعَلَ السِّتْرُ مِنْبَذَتَيْنِ " (1) 10194 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ " يَعْنِي السُّمَّ (2) 10195 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَحَسَّى سُمًّا   = عكرمة- وهو مولى ابن عباس فمن رجال البخاري. يحيى: هو ابن أبي كثير. وأخرجه البخاري بإثر الحديث (1706) عن عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك، بهذا الإسناد. وانظر (7737) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلف الكلام عليه برقم (8045) . ومتنه هناك أبين وأوضح. قوله: "منبذتين" وقع في (م) والنسخ المتأخرة: منتبذتين. والمِنبَذة: الوسادة المنبوذة، أي: المطروحة. (2) إسناده حسن. وهو مكرر (9756) . الحديث: 10193 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 152 فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ (1) ، يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا " (2) 10196 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ (3) 10197 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنِ أَبِي صَالِحٍ عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا (4)   (1) قوله: "في يده"، لم يرد في (ظ 3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (109) ، وابن ماجه (3460) ، والترمذي بإثر الحديث (2044) ، وابن منده في "الِإيمان" (629) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7448) . (3) حسن لغيره، وسلف الكلام على إسناده برقم (7510) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه ابن أبي شيبة 8/719-720، ومسلم (2257) (7) ، وأبو عوانة في = الحديث: 10196 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 153 10198 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ صَلَاةٍ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَامٍ " (1) 10199 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الضُّحَى إِلَّا مَرَّةً " (2) 10200 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ الزَّعَافِرِيُّ، عَنِ أَبِيهِ،   = أواخر الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 150، والبيهقي 10/244، والبغوي (3413) ، والمقدسي في "أحاديث الشعر" (32) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7874) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب وأبيه، فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو عوانة 2/127 من طريق وكيع، بهذا الإسناد- وزاد في آخره أن عبد الرحمن بن يعقوب قال لآبي هريرة: فإن كنتُ خلف الإمام؟ قال: فأخذ بيدي وقال: اقرأ في نفسك يا فارسي. وانظر (7291) . (2) إسناده قوي، عاصم بن كليب الجرمي وأبوه صدوقان. وهو مكرر (9758) . الحديث: 10198 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 154 عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (1) " الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الشَّفَاعَةُ " (2) 10201 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ "، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّهَا لَكَافِيَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا حَرًّا فَحَرًّا " (3) 10202 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جِدَالٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " (4)   (1) قوله: "قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" سقط من (ظ 3) . (2) حسن لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود: وهو ابن يزيد بن عبد الرحمن الأودي. وانظر (9735) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (10032) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عمر بن أبي سلمة، وقد سلف الحديث برقم (7508) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، به، ولم يذكر فيه عمر بن أبي سلمة. وأخرجه الحاكم 2/223 من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وتحرف فيه "شعبهَ" إلى: سعيد، والتصويب من "إتحاف المهرة" 5/ورقة 288. الحديث: 10201 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 155 10203 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ حِينِ يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى مَسْجِدِي فَرِجْلٌ تَكْتُبُ حَسَنَةً، وَرِجْلٌ تَمْحُو سَيِّئَةً " (1) 10204 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ فَوْقَ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: مِمَّ تَتَوَضَّأُ؟ قَالَ: مِنْ أَثْوَارِ أَقِطٍ أَكَلْتُهَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " (2) 10205 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَامِرٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي لَأَعْلَمُ أَوَّلَ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأسود بن العلاء، فمن رجال مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/207 عن وكيع، بهذا الإسناد. وسقط من المطبوع أبو سلمة وأبو هريرة. وانظر (8257) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إبراهيم بن قارظ، فمن رجال مسلم. وانظر (7605) . الحديث: 10203 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 156 ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الشَّهِيدُ، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَفَقِيرٌ عَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَوَّلَ ثَلَاثَةٍ يَدْخُلُونَ النَّارَ: سُلْطَانٌ مُتَسَلِّطٌ، وَذُو ثَرْوَةٍ مِنْ مَالٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهُ، وَفَقِيرٌ فَخُورٌ " (1) 10206 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَخْلَدٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا " (2) 10207 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ: عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3) 10208 - قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَبَطَتْ امْرَأَةٌ هِرًّا، أَوْ هِرَّةً،   (1) إسناده ضعيف لآجل عامر العقيلي: ومو ابن عقبة، وقيل: ابن عبد الله، سلف الكلام عليه عند الحديث (9492) . وأخرجه ابن أبي شيبة 5/296 عن وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (1642) من طريق عثمان بن عمر، عن علي بن المبارك، به. واقتصر على أول ثلاثة يدخلون الجنة. (2) حديث حسن. ومو مكرر (9733) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (9004) . الحديث: 10206 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 157 فَلَمْ تُطْعِمْهَا، وَلَمْ تَتْرُكْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، فَأُدْخِلَتِ النَّارَ " (1) 10209 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ زَمْعَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ الْمَكِّيَّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ عَلَى النَّجَاشِيِّ، فَكَبَّرَ أَرْبَعًا " (2) 10210 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً مِنْ صُلْبِهِ، لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ إِلَّا تَحِلَّةَ الْقَسَمِ " (3) 10211 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ   (1) إسناده صحيح إسناد سابقه. وانظر (9891) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيفا لضعف زمعة بن صالح، لكنه قد توبع، انظر (7147) . وأخرجه الطيالسي (2300) عن زمعة بن صالح، بهذا الإسناد. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف زمعة بن صالح، وقد توبع، انظر (7265) . الحديث: 10209 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 158 الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً - ثُمَّ يَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ يُحِبُّونَ السَّمَانَةَ، وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ " (1) 10212 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ - أَوْ ذِرَاعٍ - لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ، لَقَبِلْتُ " قَالَ: " وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَابَ طَعَامًا قَطُّ، إِنْ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِلَّا تَرَكَهُ " (2) 10213 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (9318) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو ابن مهران الأعمش، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه البخاري (2568) و (3563) ، والنسائي في "الكبرى" (6609) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (762) ، والبيهقي في "السنن " 6/169، والبغوي في"شرح السنة" (2843) من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. واقتصر البخاري في الموضع الأول، والنسائي والبيهقي على الشطر الأول منه، واقتصر البخاري في الموضع الثاني وأبو القاسم وأبو محمد البغويان على الشطر الثاني منه. وسلف الشطر الأول منه برقم (9485) ، والشطر الثاني برقم (10141) . الحديث: 10212 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 159 عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ، وَالتَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ " (1) 10214 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، الْمَعْنَى، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ أَعْطَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ (2) ، فَسَمِعَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا، فَعَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ فِيهِ هَذَا، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَهُوَ يُهْلِكُهُ فِي الْحَقِّ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا، فَعَمِلْتُ فِيهِ مِثْلَ مَا يَعْمَلُ فِيهِ هَذَا "، (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سليمان: هو الأعمش، وذكوان: هو أبو صالح السفيان. وأخرجه الطيالسي (2399) عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7550) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: وآناء النهار، بزيادة لفظة "وآناء". (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. روح: هو ابن عبادة البصري، وسليمان: هو الأعمش، وذكوان: هو أبو صالح السفيان. وأخرجه البخاري (5026) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (578) ، والبيهقي في "السنن" 4/189، وفي "الأسماء والصفات" ص263 من طريق روح بن عبادة وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في"الكبرى" (8073) من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، به = الحديث: 10214 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 160 10215 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً (1) 10216 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَزْنِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ   = وأخرجه البخاري في "صحيحه" (7232) و (7528) ، وفي "خلق أفعال العباد" (618) ، والنسائي في "الكبرى" (5841) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (462) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص259 وابن عدي في "الكامل" 7/2727 من طرق عن الأعمش، به. وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" ص238 من طريق النعمان بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة. وانظر ما بعده. وفي الباب عن ابن مسعود، سلف برقم (3651) ، وانظر تتمة شواهده هناك. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد بن عبد العزيز: هو ابن سِياه الأسدي الحِماني. وأخرجه ابن أبي شيبة 10/557، وأبو يعلى (1085) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (463) من طريق يحيى بن آدم، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله. الحديث: 10215 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 161 حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ " (1) 10217 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَوْ جُعِلَ لِأَحَدِهِمْ - أَوْ (2) لِأَحَدِكُمْ - مِرْمَاتَانِ حَسَنَتَانِ، أَوْ عَرْقٌ مِنْ شَاةٍ سَمِينَةٍ لَأَتَوْهَا أَجْمَعُونَ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا - يَعْنِي الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ - لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ آتِيَ أَقْوَامًا يَتَخَلَّفُونَ عَنْهَا - أَوْ عَنِ الصَّلَاةِ - فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (517) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد- ولم يقل فيه: "والتوبة معروضة بعد". وأخرجه أبو القاسم البغوي فى "الجعديات " (758) ، والبخاري (6810) ، ومسلم (57) (104) ، وابن حبان (4412) ، وأبو عوانة 1/20، والآجري في "الشريعة" ص 112-113، وابن منده (517) من طرق عن شعبة بن الحجاج، به. وانظر (8895) . (2) قوله: "لأحدهم أو" سقط من (م) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (2097) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد، مقتصراً على قوله: لقد هممت أن آمر رجلاً ... إلخ. وانظر (9486) . وقوله: "مِرماتان" سلف شرحها عند الحديث رقم (7328) . والعَرْق: العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم. الحديث: 10217 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 162 10218 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا ابْنُ آدَمَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، إِلَى سَبْعِ مِائَةِ حَسَنَةٍ (1) ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ هُوَ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ الطَّعَامَ مِنْ أَجْلِي، وَالشَّرَابَ مِنْ أَجْلِي، وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، فَهُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ " " وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ " " وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ حِينَ يَخْلُفُ عَنِ الطَّعَامِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (2) 10219 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ ذَكْوَانَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ " (3)   (1) لفظة "حسنة" ليست في (ظ3) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن حبان (3424) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وأخرجه الطيالسي (3413) عن شعبة، به. وانظر (7607) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2563) (30) من طريق وهب بن جرير، عن شعبة، بهذا الإسناد. = الحديث: 10218 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 163 10220 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، وَأَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا " (1) 10221 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ، فَلَا يَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ " " وَإِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ "، (2)   = وأخرجه مسلم (2563) (30) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به. وزاد فيه: "لا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تناجشوا"، وليس فيه النهي عن التقاطع. وانظر (9051) . (1) إسناداه صحيحان على شرط الشيخين. أبو أحمد: هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش. وأخرجه ابن حبان (5779) من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (5009) ، وأبو عوانة في أواخر الطب كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 150، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (759) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/295، وأبو نعيم في "الحلية" 5/60 من طرق عن شعبة، به. وانظر (7874) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة ذكوان: وهو أبو صالح = الحديث: 10220 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 164 قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو رَزِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ بِهِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عَلَيْهِ بُرْدَانِ، فَقُلْتُ لِشُعْبَةَ مِثْلَ حَدِيثِهِ؟ فَقَالَ شُعْبَةُ: لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ مِثْلَهُ فِي الْكَلْبِ يَلَغُ فِي الْإِنَاءِ (1) 10222 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ قَالَ: " جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، وَأَلْيَنُ قُلُوبًا، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ   =السمان، وعلى شرط مسلم من جهة أبي رَزين: وهو مسعود بن مالك الأسدي. سليمان: هو ابن مهران الأعمش. وأخرج الشطر الأول منه عبد الرزاق (20216) عن معمر، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وأما الشطر الثاني فقد أخرجه الطيالسي (2417) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 1/21 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، كلاهما (الطيالسي وعبد الوهاب) عن شعبة، به. وأخرجه أيضاً الطحاوي 1/21 من طريق حفص بن غياث، عن الأعمش، به. وأخرجه أبو عوانة 1/209 من طريق سهيل بن أبي صالخ، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقد سلف الحديث بشطريه من طريق الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين جميعا ًبرقم (7447) . (1) قد روي الحديث في الكلب يلغ في الإناء من طرق عن الأعمش، عن أبي رزين، عن أبي هريرة، انظر الحديث (7447) وتخريجَه. الحديث: 10222 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 165 يَمَانِيَةٌ، الْخُيَلَاءُ وَالْكِبْرُ فِي أَصْحَابِ الْإِبِلِ، وَالسَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ فِي أَصْحَابِ الشَّاءِ " (1) 10223 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ، يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى أَنْ تَتَصَدَّقَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى " (2) 10224 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدِي   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (52) (91) ، وابن منده في "الإيمان" (438) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8109) من طريق محمد بن جعفر غندر، بهذا الإسناد. وعلقه البخاري بإثر الحديث (4388) عن غندر. وأخرجه مسلم (52) (91) ، وابن منده (438) من طريق ابن أبي عدي، عن شعبة، به. وأخرجه أبو عوانة 1/59 من طريق داود الطائي، عن الأعمش، به. وقد سلف الحديث من طريق الأعمش برقم (7432) دون قوله: الخيلاء والكبر ... الخ. وانظر ما سلف برقم (7652) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (10172) . الحديث: 10223 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 166 عِنْدَ ظَنِّهِ بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً " (1) 10225 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَأَبَتْ عَلَيْهِ (2) ، فَبَاتَ وَهُوَ عَلَيْهَا سَاخِطٌ، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ " (3) 10226 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: رَجُلٌ مَنَعَ ابْنَ السَّبِيلِ فَضْلَ مَاءٍ عِنْدَهُ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 1/16، وابن حبان (812) من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وروايتهما مختصرة دون قوله: وإن تقرب ... الخ. وانظر (7422) . (2) لفظة "عليه" لم ترد في (ظ3) و (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وهو مكرر (9671) . الحديث: 10225 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 167 بَعْدَ الْعَصْرِ - يَعْنِي كَاذِبًا -، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا، فَإِنْ أَعْطَاهُ وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ لَهُ " (1) 10227 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ " (3) 10228 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ،   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو داود (3474) ، والترمذي (1595) ، وأبو عوانة 1/41، وابن منده في "الإيمان" (622) ، والبيهقي في "السنن" 1/1770، وفي "الأسماء والصفات" ص222-223 من طريق وكيع، بهذا الإسناد- واقتصر الترمذي على قصة الرجل يبابع الإمام، وقال: حسن صحيح. وانظر (7442) . (2) تحرف في (م) إلى: أبي صالح. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (107) ، وأبو عوانة 1/40، والبيهقي 8/161، والبغوي (3591) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته" (122) ، ومسلم (107) ، والنسائي في "الكبرى" (7138) ، وأبو يعلى (6197) و (6212) ، وأبوعوانة 1/40، والطحاوي في "شرح المشكل" (3489) من طرق عن سليمان الأعمش، به. وانطر ما سلف من طريق عجلان عن أبي هريرة برقم (9594) . الحديث: 10227 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 168 عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْمُنَابَذَةِ، وَالْمُلَامَسَةِ " (1) 10229 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ الْأَزْدِيِّ، عَنِ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْإِمَاءِ " (2) 10230 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَشْعَرُ كَلِمَةٍ قَالَتْهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: [البحر الطويل] أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ " (3) 10231 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ، وَيُرْفَعُ الْعِلْمُ "، فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " يُرْفَعُ الْعِلْمُ "، قَالَ عُمَرُ: " أَمَا   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (10169) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7851) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، شريك- وإن كان سيىء الحفظ- قد توبع، وباقي رجال الإسناد ثقات. وهو مكرر (9737) . الحديث: 10229 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 169 إِنَّهُ لَيْسَ يُنْزَعُ مِنْ صُدُورِ الْعُلَمَاءِ، وَلَكِنْ يَذْهَبُ الْعُلَمَاءُ " (1) 10232 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا إِذَا فَقُهُوا " (2) 10233 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ: " ارْكَبْهَا "، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْحَكَ " (3) 10234 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه إسحاق بن راهويه (317) و (318) ، وأبو عوانة في العلم كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 269، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (318) من طرق عن جعفر بن برقان، بهذا الإسناد. وسيأتي برقم (10955) ، وانظر ما سلف برقم (7549) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وسيتكرر الحديث برقم (10240) ، وانظر (10022) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وأخرجه ابن أبي شيبة 14/228-229، وعنه ابن ماجه (3103) عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7350) . الحديث: 10232 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 170 لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ يَدْعُو فِيهَا بخَيْرٍ (1) ، إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ " (2) 10235 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ " (3) 10236 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الْغُبَرِيِّ،   (1) في (م) والنسخ المتاخرة: خَيْرًا. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وانظر (7769) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، صالح مولى التوأمة وإن كان قد اختلط، وروى عنه سفيان- وهو الثوري- بعد الاختلاط، قد تابعه على هذا الحديث جمع من الثقات مما يدل أن صالحاً قد حفظه وأدَّاه على وجهه. وسيأتي من هذا الطريق برقم (10276) و (10796) . وله طرق أخرى عن أبي هريرة، انظر (7248) و (7312) و (7456) و (9120) و (9222) و (9456) و (10366) و (10516) و (10649) . وفي الباب عن طلحة بن عبيد الله، سلف برقم (1404) . وعن ابن عباس، سلف برقم (3482) . وعن ابن عمر، سلف برقم (5010) . وعن جابر بن عبد الله، سيأتي 3/307. وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سيأتي 4/314. وعن جابر بن سمرة، سيأتي 5/11. وعن أنس عند البخاري (2161) ، ومسلم (1523) . الحديث: 10235 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 171 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا بَاعَ أَحَدُكُمُ الشَّاةَ - أَوِ اللِّقْحَةَ - فَلَا يُحَفِّلْهَا " (1) 10237 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا " (2) 10238 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَمِسْعَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ هِشَامٌ: - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَقَفَهُ مِسْعَرٌ - قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَكَلَّمْ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي كثير الغبري- واسمه يزيد بن عبد الرحمن السحَيمي- فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 6/215 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (7699) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9760) . (3) هذا الحديث له إسنادان: الأول: وكيع، عن هشام- وهو ابن أبي عبد الله الدستوائي-، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة مرفوعاً. وهو صحيح على شرط الشيخين. والثاني: وكيع، عن مسعر- وهو ابن كدام -، عن قتادة، عن زرارة، عن أبي هريرة موقوفاً: وهذا رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف مرفوعا برقم (7470) = الحديث: 10237 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 172 10239 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ اشْتَرَى شَاةً مُصَرَّاةً فَهُوَ بِالْخِيَارِ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا وَمَعَهَا صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ " (1) 10240 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَيْرُكُمْ إِسْلَامًا أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، إِذَا فَقُهُوا " (2) 10241 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا عَلَى الْمِلَّةِ، - وَقَالَ مَرَّةً: " كُلُّ مَوْلُودٍ (3) يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ " - فَأَبَوَاهُ   =عن يزيد بن هارون، عن مسعر، به. وأخرجه مسلم (127) (202) من طريق وكيع، عن مسعر وهشام، بهذا الإسناد. ولم يشر إلى أن رواية مسعر موقوفة. وأخرجه أبو عوانة 1/78، وابن منده في "الإيمان" (349) من طريق وكيع، عن هشام وحده، به. وقد سلف الحديث عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن هشام وحده، برقم (9108) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه الترمذي (1251) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (9006) . وقوله: "إن شاءَ ردها ومعها صاع من تمر" جاء في (ل) ونسخة في (س) : إن شاء ردها، وإن ردها رد معها صاعاً من تمر! (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (10232) . (3) قوله: "كل مولود" ليس في (ظ3) . الحديث: 10239 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 173 يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُشْرِكَانِهِ "، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ مَنْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: " اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ " (1) 10242 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ الْأَعْمَشِ، قَالَ: أَرَى أَبَا حَازِمٍ ذَكَرَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَا عَابَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، إِنْ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِلَّا تَرَكَهُ " (2) 10243 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ " (3) 10244 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ إِلَّا كَانَ تِرَةً   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الأعمش: هو سليمان بن مهران، وأبو صالح: هو ذكوان السمان. وإنظر (7445) . وقد سلف الحديث مختصراً من طريق وكيع مقروناً بغيره برقم (7443) بلفظ: "ليس مولود يولد إلا على هذه الملة". (2) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، وقد سلف الحديث من طرق عن الأعمش من غير شك، انظر (10141) 0 أبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه البيهقي في "سننه" 7/279، وفي "الشعب" (5867) ، وفي "الدلائل" 1/321، وفي "الأداب" (503) من طرق عن وكيع، بهذا الإسناد. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9485) . الحديث: 10242 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 174 عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1) 10245 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، الْمَعْنَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُرَيْشٌ، وَالْأَنْصَارُ، وَأَشْجَعُ، وَغِفَارٌ، وَأَسْلَمُ، وَمُزَيْنَةُ، وَجُهَيْنَةُ مَوَالِي اللهِ وَرَسُولِهِ، لَا مَوْلَى لَهُمْ غَيْرَهُ "، قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَوَالِيَّ لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ اللهِ وَرَسُولِهِ (2)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (9764) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وللمصنف فيه هنا ثلاثة شيوخ: وكيع، وعبد الرحمن: وهو ابن مهدي، وأبو نعيم: ومو الفضل بن دكين. سفيان: هو الثوري، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف. وأخرجه المصنف في "الفضائل" (1465) عن عبد الرحمن بن مهدي، و (1467) عن وكيع، كلاهما عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. وإخرجه ابن أبي شيبة 12/162 و196-197 عن وكيع وحده، به. وأخرجه البخاري (3504) و (3512) ، ومن طريقه البغوي (3853) ، وأبو عوانة في المناقب كما في"إتحاف المهرة" 5/ورقة 205 من طريق أبي نعيم وحده، به. وأخرجه الدارمي (2522) ، ومسلم (2520) (189) ، وأبو عوانة في المناقب كما في "إتحاف المهرة" 5 / ورقة 205 من طرق أخرى عن سفيان الثوري، به. وانظر (7904) . الحديث: 10245 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 175 10246 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ " (1) 10247 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ قَرْيَتِهِ، يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ مَلَكًا، فَجَلَسَ عَلَى طَرِيقِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي أَزُورُهُ فِي اللهِ فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ لَهُ: هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ رَبِّكَ إِلَيْكَ: أَنَّهُ قَدْ أَحَبَّكَ بِمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ " (2) 10248 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7449) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وثابت: هو ابن أسلم البناني، وأبو رافع: هو نافع الصائغ. وانظر (7919) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. محمد: هو ابن زياد الجمحي. وانظر (7122) . الحديث: 10246 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 176 10249 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ " (1) 10250 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (2) 10251 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا (3) ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (4) 10252 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مختصر الحديث (10070) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة 9/272 عن وكيع، بهذا الإسناد. وانظر (9005) . (3) قوله: "ولا تباغضوا" لم يرد في (ظ 3) و (عس) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، فليح- وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي- حسن الحديث في المتابعات والشواهد. هلال بن علي: هو ابن أسامة العامري. وانظر ما سلف برقم (7863) . الحديث: 10249 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 177 عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُوتِرْ، وَإِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَلَا يَمْنَعْ فَضْلَ مَاءٍ لِيَمْنَعَ بِهِ الْكَلَأَ، وَمِنْ حَقِّ الْإِبِلِ أَنْ تُحْلَبَ عَلَى الْمَاءِ يَوْمَ وِرْدِهَا " (1) 10253 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْ مَلَئِهِ الَّذِينَ يَذْكُرُنِي فِيهِمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا جَاءَنِي يَمْشِي، جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ، لَهُ الْمَنُّ وَالْفَضْلُ " (2) 10254 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،   (1) إسناده حسن من أجل فليح: وهو ابن سليمان. وانظر (8725) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر ما سلف برقم (7422) . قوله: "له المن والفضل" هو من قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أو من بعض الرواة، والله أعلم. = الحديث: 10253 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 178 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا أَزَالُ أُقَاتِلُ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَقَدْ عَصَمُوا مِنِّي أَمْوَالَهُمْ وَأَنْفُسَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " (1) 10255 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، وَلَكِنْ مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " (2) 10256 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ يُنْجِيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ "، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، وَلَكِنْ قَارِبُوا، وَسَدِّدُوا، وَأَبْشِرُوا " (3)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر ما سلف برقم (8163) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل فليح: وهو ابن سليمان الخزاعي. وانظر ما سلف برقم (7367) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7203) . الحديث: 10255 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 179 10257 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَاللهِ، مَا أُعْطِيكُمْ، وَلَا أَمْنَعُكُمْ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَضَعُهُ حَيْثُ أُمِرْتُ " (1) 10258 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ " (2) 10259 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه البخاري (3117) عن محمد بن سنان، عن فليج بن سليمان، بهذا الإسناد. وأخرجه الدولابي في "الكنى" 1/3 من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7194) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وأخرجه الحاكم 2/592 من طريق سريج بن النعمان، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3443) عن محمد بن سنان، عن فليح بن سليمان، به. وانظر ما سلف برقم (7529) . الحديث: 10257 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 180 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30] " (1) 10260 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَابُ قَوْسٍ، أَوْ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ " (2) 10261 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" بإثر الحديث (403) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (3252) عن محمد بن سنان، والطبري 27/183 من طريق ابن وهب، كلاهما عن فليح بن سليمان، به. وانظر ما سلف برقم (7498) . وقوله: "اقرؤوا إن شئتم ... " مدرج من قول أبي هريرة كما جاء مصرحا به في بعض طرق الحديث، انظر تخريج الحديث السالف برقم (7498) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح بن سليمان. وأخرجه البخاري (2793) من طريق محمد بن فليح، و (3253) عن محمد بن سنان، كلاهما عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (8167) . والقابُ: القَدْر، وقيل: هو ما بين المَقبِض والسيَة (وهي طرف القوس) ، ولكل قوس قابان. الحديث: 10260 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 181 الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَنْزِلُ ابْنُ مَرْيَمَ إِمَامًا عَادِلًا، وَحَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيُرْجِعُ السَّلْمَ، وَيَتَّخِذُ السُّيُوفَ مَنَاجِلَ، وَتَذْهَبُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ، وَتُنْزِلُ السَّمَاءُ رِزْقَهَا، وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ بَرَكَتَهَا، حَتَّى يَلْعَبَ الصَّبِيُّ بِالثُّعْبَانِ، فَلَا يَضُرُّهُ، وَيُرَاعِي الْغَنَمَ الذِّئْبُ، فَلَا يَضُرُّهَا، وَيُرَاعِي الْأَسَدُ الْبَقَرَ، فَلَا يَضُرُّهَا " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين، زياد بن سعد: وهو المدني الأنصاري، روى عنه ابنه سعد- وهو شيخ ليس بذاك المعروف- والحارث بن فضيل، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 3/357، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/533، ولم يوردا فيه جرحاً ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/255، وأما فليح- وهو ابن سليمان- فحديثه حسن في المتابعات والشواهد. وأورده ابن كثير في "النهاية" 1/185 وقال: تفرد به أحمد، وإسناده جيد قوي صالح. وانظر ما سلف برقم (9270) . قوله: "وُيرجع السلم"، أي: الإسلام، كما قال في الحديث السالف (9270) : "ويدعو الناس إلى الإسلام"، ومنه قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ادخُلوا في السلْم كافةً) [البقرة: 208] ويمكن أن يكون المراد به: الصلح، كما قال السندي، أي: يُرجِع إلى الناس الصلحَ آخراً كما كان فيهم الصلح أولًا. قوله: "ويتخذ السيوف مناجل"، قال السندي: أراد أن الناس يتركون الجهاد ويشتغلون بالحرث والزراعة. = الجزء: 16 ¦ الصفحة: 182 10262 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُصَيْنٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ صَبِيحَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ الصَّدَقَةِ الْمَنِيحَةُ، تَغْدُو بِأَجْرٍ، وَتَرُوحُ بِأَجْرٍ، مَنِيحَةُ النَّاقَةِ كَعِتَاقَةِ الْأَحْمَرِ، وَمَنِيحَةُ الشَّاةِ كَعِتَاقَةِ الْأَسْوَدِ " (1) 10263 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ سَلَمَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ وَلَّى وَلَهُ حُصَاصٌ، فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ لِيُنْسِيَهُ صَلَاتَهُ، فَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَلِّمْ، ثُمَّ لِيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ " (2)   =قوله: "حُمَة" بضم ففتح مخفف: السُّم، وهو المراد من قوله: "حتى يلعب الصبي بالثعبان فلا يضره". (1) إسناده ضعيف، محمد بن عبد الله بن حصين وعبيد الله بن صَبيحة في عداد المجهولين، وفليح- وهو ابن سليمان الخزاعي- يُضَعَّف في التفرد، وإنما يحسن حديثه في المتابعات والشواهد، وهذا الحديث من أفراده. وانظر (8701) . (2) إسناده ضعيف، فليح قد خالف فيه من هو أوثق منه، فقال فيه: فليسلم ثم ليسجد سجدتين وهو جالس، فجعل السجود بعد السلام. وأخرجه ابن ماجه (1217) ، والدارقطني 1/374-375، والبيهقي 2/340 من طريق ابن إسحاق، قال: أخبرني سلمة بن صفوان، عن أبي سلمة، بهذا الإسناد. فقال في آخره: "فليسجد سجدتين قبل أن يسلم" فجعل السجود قبل = الحديث: 10262 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 183 10264 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ " (1) 10265 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ الْعَلَاءِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمَدِينَةُ وَمَكَّةُ مَحْفُوفَتَانِ بِالْمَلَائِكَةِ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكٌ لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ، وَلَا الطَّاعُونُ " (3)   التسليم، وهو الموافق لما روي من طرق عن الزهري، عن أبي سلمة. انظر الحديث السالف برقم (7268) . وقوله: "يخطر" سلف ضبطه وتفسيره عند الحديث السالف برقم (8139) . (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح. سريج: هو ابن النعمان الجوهري، وأبو عوانة: هو الوضّاح بن عبد الله اليشكري. وأخرجه مسلم (2179) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1281) ، والبيهقي في "السنن" 3/233، وفي "الآداب" (327) من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (7568) . (2) تحرف في (م) إلى: عَمْرِو. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة عمر بن العلاء الثقفي وأبيه، وهما من رجال "تعجيل المنفعة"، وتساهل ابن حبان فذكرهما في "ثقاته" وأما فُليح- وهو ابن سليمان- فليس بذاك القوي لكن يُعتَبر به. = الحديث: 10264 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 184 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = وأورده الحافظ ابن كثير في "النهاية" 1/161 من طريق المصنف وقال: هذا غريب جداً، وذِكْر مكة في هذا ليس محفوظاً. وسيأتي بيان ذلك لاحقاً. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 6/180 عن سعيد بن منصور، عن فليح بن سليمان، بهذا الإسناد. وقال: إن لم يكن عمر بن العلاء أخا الأسود فلا أدري. وقد أورد الحديثَ الحافظُ ابن حجر في "الفتح" 10/191 ونسبه إلى عمر بن شبة في "كتاب مكة" وذكر إسناده على النحو التالي: عن سريج، عن فليح، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال: رجاله رجال الصحيح! قلنا: كذا قال في إسناده "العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه" وهو وهمٌ إما من صاحب "كتاب مكة"، أو من الحافظ ابن حجر، فالحديث لا يعرف إلا عن عمر بن العلاء، عن أبيه. وروي هذا الحديث من غير طريق صحيح عن أبي هريرة، ولم يذكر أحد منهم فيه مكةَ، فقد سلف برقم (7234) من طريق نعيم بن عبد الله، و (8373) من طريق أبي عبد الله القراظ، و (8917) من طريق أبي صالح، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وقد صح ذِكْرُ مكة في غير حديث أبي هريرة، فعن أنس بن مالك رفعه "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ... " أخرجه البخاري (1881) ، ومسلم (2943) ، وسيأتي في "مسنده" 3/191. وعن فاطمة بنت قيس في بعض طرق حديث الجساسة " ... فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلةً غير مكة وطَيْبَة فهما محرمتان على كلتاهما ... ". أخرجه مسلم (2942) (119) ، وسيأتي في مسندها 6/374. وعن عائشة مرفوعاً "لا يدخل الدجال مكة ولا المدينة" أخرجه الإمام أحمد 6/241، والنسائي في "الكبرى" (4257) من طريق عامر الشعبي عن عائشة = الجزء: 16 ¦ الصفحة: 185 10266 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُومُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ (1) مِنْ مَجْلِسِهِ، وَلَكِنْ أَفْسِحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ " (2) 10266 / 1 - "وَإِذَا صَنَعَ خَادِمُ أَحَدِكُمْ طَعَامًا فَوَلِيَ حَرَّهُ وَمَشَقَّتَهُ، فَلْيَدْعُهُ فَلْيَأْكُلْ مَعَهُ، فَإِنْ لَمْ يَدْعُهُ، فَلْيُنَاوِلْهُ مِنْهُ " (3) 10266 / 2 - "وَمَنْ بَاعَ مُصَرَّاةً، فَالْمُشْتَرِي بِالْخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، إِنْ شَاءَ رَدَّهَا، وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ " (4)   = لكن قال الحافظ ابن كثير في "النهاية" 1/152: المحفوظ رواية عامر الشعبي عن فاطمة بنت قيس. يعني الحديث السالف. (1) أشِير في هوامش النسخ المتأخرة إلى أنه يوجد في بعض النسخ: لا يُقِم الرجل الرجلَ، لكن سلف عند الحديث (8462) نقلُنا عن الحافظ ابن كثير أنه نصَّ على أن رواية سريج بلفظ "لا يقوم الرجل للرجل". (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، سريج- وهو ابن النعمان الجوهري- ثقة من رجال البخاري، ومن فوقه أحاديثهم من قَبيلِ الحسن. فليح: هو ابن سليمان. وسلف هذا الحديث برقم (8462) عن يونس المؤدب، عن فليح. (3) حديث صحيح، وإسناده حسن إسناد سابقه. وانظر ما سلف برقم (7338) . (4) حديث صحيح، وإسناده حسن كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7305) . الحديث: 10266 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 186 10267 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ سُهَيْلٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَبَّحَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، خَلْفَ الصَّلَاةِ، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ، وَلَوْ كَانَ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ " (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل فليح بن سليمان، وقد تُوبِع، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح. سريح: هو ابن النعمان الجوهري، وأبو عبيد: هوُ المَذْحِجي حاجب سليمان بن عبد الملك، قيل: اسمه عبد الملك، وقيل: حى أو حُيي أو حُوَي، وهو بكنيته أشهر. وأخرجه أبو عوانة 2/ 247 - 248 من طريق سريح بن النعمان، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو يعلى (6359) ، والطبراني في "الدعاء" (717) و (718) من طريقين عن فليح، به. وأخرجه مسلم (597) (146) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (143) ، وأبو يعلى (6362) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (750) ، وابن حبان (2016) ، والطبراني في "الدعاء" (715) و (716) ، وفي "الأوسط" (729) ، والبيهقي في "السنن" 2/187، وفي "الدعوات الكبير" (100) ، والبغوي (718) من طرق عن سهيل بن أبي صالح، به. وخالف ابنُ عجلان فرواه عن سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن بعض أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه النسائي في"عمل اليوم والليلة" (144) . ورواه إسماعيل بن زكريا عن سهيل، عن أبي عبيد، فقال: عن عطاء بن يسار، والمحفوظ: عطاء بن يزيد، ورواية إسماعيل هذه سلفت عند المصنف برقم (8834) .= الحديث: 10267 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 187 10268 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ ثُمَامَةَ بْنَ أُثَالٍ الْحَنَفِيَّ أَسْلَمَ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُنْطَلَقَ بِهِ إِلَى حَائِطِ أَبِي طَلْحَةَ فَيَغْتَسِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ حَسُنَ إِسْلَامُ صَاحِبِكُمْ " (1) 10269 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَعْرِفَنَّ (2) أَحَدًا   =وأخرجه أبو عوانة 2/247، وابن حبان (2013) من طريق مالك، عن أبي عبيد حبب سليمان، به. ورواه مالك مرة أخرى موقوفاً، أخرجه كذلك في "موطئه" 1/210، ومن طريقه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (142) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" 24/160: هكذا هذا الحديث موقوف في "الموطأ" على أبي هريرة، ومثله لا يُدرَك بالرأي، وهو مرفوع صحيح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجوه كثيرة ثابتة من حديث أبي هريرة، ومن حديث علي بن أبي طالب، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاصي، ومن حديث كعب بن عجرة، وغيرهم بمعانٍ متقاربة. وأخرجه النسائي (145) من طريق الليث، عن ابن عجلان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. وانطر ما سلف برقم (7243) . (1) حديث قوي، وهذا إسناد ضعيف لضعف عبد الله بن عمر- وهو ابن حفصن بن عاصم العمري-. وانظر (7361) (8037) . (2) في (عس) ونسخة على هامش (س) : لا أعرفن، وهي كذلك في الموضع السالف برقم (8801) ، والمثبت من (م) و (ظ3) وبقية النسخ. قال = الحديث: 10268 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 188 مِنْكُمْ أَتَاهُ عَنِّي حَدِيثٌ وَهُوَ مُتَّكِئٌ فِي أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: اتْلُوا بِهِ عَلَيَّ قُرْآنًا، مَا جَاءَكُمْ عَنِّي مِنْ خَيْرٍ قُلْتُهُ، أَوْ لَمْ أَقُلْهُ، فَأَنَا أَقُولُهُ، وَمَا أَتَاكُمْ مِنْ شَرٍّ، فَإِنِّي لَا أَقُولُ الشَّرَّ " (1) 10270 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَزْرَجُ بْنُ عُثْمَانَ السَّعْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ، مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قِيدُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا، وَلَقَابُ قَوْسِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا، وَلَنَصِيفُ امْرَأَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا "، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: مَا النَّصِيفُ؟ قَالَ: " الْخِمَارُ " (2)   =السندي: هكذا في نسخ "المسند" على صيغة المضارع للمتكلم، من المَعرِفة، بلام التأكيد والنون الثقيلة، فالمعنى: إني لأعرفُ بعضَكم على هذه الصفة. وقال في رواية "لا أعرفنَ": على صيغة النهي المؤكد بالنون للمتكلم، أي: لا أجدَنَّ ولا أعلمنَّ، وهو من قبيل ما جاء في هذا المعنى "لا ألفِين"، وظاهره نهي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفسه عن أن يجد أحدا على هذه الحالة، والمراد نهيُه عن أن يكون على هذه الحالة، فإنه إذا كان عليها يجدُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليها. (1) إسناده ضعيف لضعف أبي معشر: وهو نجيح بن عبد الرحمن السندي. وقد سلف برقم (10269) . (2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، الخزرج بن عثمان روى عنه جمع، واختلف فيه، فذكره ابن حبان والعجلي وابن شاهين في الثقات، وقال ابن معين: صالح، وقال أبو داود: شيخ بصري، وقال الدارقطني: يترك، وضعفه الأزدي = الحديث: 10270 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 189 10271 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَزْرَجُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَهُ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَرَأَى غُلَامًا، فَقَالَ لَهُ: يَا غُلَامُ اذْهَبِ الْعَبْ، قَالَ: إِنَّمَا جِئْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، قَالَ: يَا غُلَامُ اذْهَبِ الْعَبْ، قَالَ: إِنَّمَا جِئْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَتَقْعُدُ حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:   = قلنا: فمثله يعتبر به ويحتمل التحسين في المتابعات والشواهد. وأبو أيوب مولى عثمان: اسمه عبد الله بن أبي سليمان، ويقال: اسمه سليمان، روى عنه غير واحد، ووثقه ابن معين وابن حبان، وقال أحمد: حديثه حديث مقارب، وقال أبو حاتم: من أكابر أصحاب حماد بن سلمة، شيخ، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، وهو كما قال، وأما ما وقع من تجهيل الدارقطني له في "سؤالات البرقاني" ورقة 4، فلا ندري ما وجهه، فالرجل قد عرفه غير واحد، ووثقه ابن معين وابن حبان، والله تعالى أعلم بالصواب. وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (59) من طريق إبراهيم بن الحجاج، عن الخزرج، بهذا الإسناد- دون الفقرة الثانية منه. وأخرج الفقرة الأولى منه الدولابي في "الكنى" 1/103 من طريق سكن بن المغيرة، عن أبي أيوب، به. وسلفت هذه الفقرة برقم (8167) من طريق همام، عن أبي هريرة. وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك عند البخاري (2796) ، وسيأتي في "مسنده" 3 /141. ويشهد للفقرة الأولى حديث سهل بن سعد عند البخاري (2892) ، وسيأتي 3/433. القِيدُ والقابُ: كلاهما بمعنى القَدْر، ويقال: بل القاب: ما بين المَقبِض والسِّيَة (وهي طرف القوس) ، ولكل قوس قابان. الحديث: 10271 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 190 سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَجِيءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَتَقْعُدُ (1) عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَيَكْتُبُونَ السَّابِقَ، وَالثَّانِيَ، وَالثَّالِثَ، وَالنَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ طُوِيَتْ الصُّحُفُ " (2) 10272 - حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَزْرَجُ يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ السَّعْدِيَّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ - يَعْنِي مَوْلَى عُثْمَانَ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ " (3)   (1) في (ل) ونسخة على هامش (س) : فيقعدون. (2) المرفوع منه صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7258) . (3) إسناده حسن. وأخرجه المزي في ترجمة الخزرج من "تهذيبه" 8/242 من طريق عبد الله ابن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الخرائطي في "مساوىء الأخلاق" (279) ، والبيهقي في "الشعب" (7966) من طريق يونس بن محمد، به. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (61) ، والبيهقي (7965) من طريقين عن الخزرج بن عثمان السعدي، به- وجاء فيه عند البخاري والخرائطي والبيهقي (7966) قصة. وقد سلف عن أبي هريرة مرفوعاً من طريق آخر أن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، انظر (7639) ، وهو صحيح. = الحديث: 10272 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 191 10273 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا الْخَزْرَجُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلِيلِي بِثَلَاثٍ، لَا أَدَعُهُنَّ: " الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَصَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْوَتْرُ قَبْلَ النَّوْمِ " (1) 10274 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ (2) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ "، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: " خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، أَوْ كَمَا خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ " (3)   = وفي الحث على صلة الرحم انظر ما سلف برقم (7992) و (8868) . (1) إسناده حسن كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7138) و (8384) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: " قالا: حدثنا"، والمثبت من (ظ3) و (عس) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وكيع: هو ابن الجراح، وعبد الرحمن: هو ابن مهدي، وسفيان: هو الثوري، ومنصور: هو ابن المعتمر، وأبو حازم: هو سلمان الأشجعي. وأخرجه مسلم (1350) ، وابن ماجه (2889) ، والطبري 2/277، وابن حبان (3694) من طريق وكيع، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري (1820) ، والبيهقي 5/67 من طريق محمد بن يوسف الفريابي، والبيهقي 5/261 من طريق عمرو بن محمد العنقزي، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وأخرجه عبد الرزاق (8800) عن الثوري، عن منصور، عن جابر، عن أبي = الحديث: 10273 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 192 10275 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَالِحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ - أَوْ أَفْضَلُ - مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " (1) 10276 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَشْتَرِيَ حَاضِرٌ لِبَادٍ "، وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: " لَا يَبِيعُ (2) حَاضِرٌ لِبَادٍ " (3) 10277 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا   = حازم، عن أبي هريرة. بزيادة جابر في الإسناد! وانظر (7136) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وقد سلف برقم (10015) عن وكيع، عن سفيان الثوري، بهذا الإسناد. فانظر الكلام عليه هناك. (2) في نسخة على هامش (س) : لا يَبِع، على النهي صورةً ومعنىً، وما أثبتناه مما بين أيدينا من النسخ نفيٌ بمعنى النهي، وكلاهما جائز. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، وسلف من هذا الطريق برقم (10235) . أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَين، وسفيان: هو الثوري، وصالح: هو ابن نبهان مولى التوأمة. الحديث: 10275 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 193 لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ رَبَّهُمْ، وَيُصَلُّوا (1) عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنْ شَاءَ آخَذَهُمْ بِهِ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُمْ "، (2) 10278 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ صَالِحِ بْنِ نَبْهَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ " فَذَكَرَهُ (3) 10279 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُحَاقَلَةِ، وَالْمُزَابَنَةِ "، وَالْمُحَاقَلَةُ: الْبُرُّ بِالْبُرِّ (4)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: ويصلوا فيه. (2) حديث صحيح، وهذا اسناد حسن، وقد سلف الكلام عليه مفصلاً برقم (9764) . وأخرجه الترمذي (3380) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن صحيح. (3) حديث صحيح، مؤمل- وهو ابن إسماعيل- سيىء الحفظ، لكنه متابع في الحديث السابق. (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي سلمة، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجمه النسائي 7/39 من طريق عبد الرحمن بن مهداي، بهذا الإسناد. دون قوله: والمحاقلة البر بالبر. = الحديث: 10278 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 194 10280 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ بِالْجَنَّةِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدٌ، خَلَقَ اللهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَوَضَعَ وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا، وَعِنْدَ اللهِ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ رَحْمَةً " (1) 10281 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي، كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلَامِي وَجَارِيَتِي، وَفَتَايَ وَفَتَاتِي " (2) 10282 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ (3) زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا مِنْ دَاءٍ إِلَّا فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ مِنْهُ شِفَاءٌ، إِلَّا السَّامَ " (4)   = وانظر ما سلف برقم (9088) . (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي. وانظر (8415) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (9964) . (3) في (ظ3) ونسخة على هامش (س) : حدثنا. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (9056) . الحديث: 10280 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 195 10283 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْكُفْرُ قِبَلَ الْمَشْرِقِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالْفَخْرُ وَالرِّيَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْخَيْلِ وَأَهْلِ الْوَبَرِ " (1) 10284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَئِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ لَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ (2) ظَهِيرٌ مَادُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " (3) 10285 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَّلَوَاتُ الْخَمْسَ (4) ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُمَا (5) ، مَا لَمْ تُغْشَ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (8846) . (2) في (م) و (ل) ونسخة على هامش (س) : "ولا يزال معك من الله عز وجل". (3) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر (7992) . (4) في (م) وبعض النسخ المتاخرة: "إن الصلوات الخمس"، والمثبت من (ظ3) و (عس) ، وصحح عليه في هامش (س) . (5) في نسخة على هامش (س) : بينها. الحديث: 10283 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 196 الْكَبَائِرُ " (1) 10286 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَانَ الطَّوِيلَ بِأَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَخْتِمُ اللهُ لَهُ عَمَلَهُ بِأَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَجْعَلُهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَانَ الطَّوِيلَ بِأَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ يَخْتِمُ اللهُ لَهُ عَمَلَهُ بِأَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَجْعَلُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ " (2) 10287 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، وَأَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه مسلم (233) (14) ، وابن ماجه (1086) ، والترمذي (214) ، وابن خزيمة (314) و (1814) ، وأبو عوانة 2/20، وابن المنذر في "الأوسط" (1762) ، وابن حبان (1733) و (2418) ، والبيهقي 2/467 و10/187، والبغوي (345) من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وانظر ما سلف برقم (7129) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي. وأخرجه مسلم (2651) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3624) ضمن حديث، وانظر تتمة شواهده هناك. الحديث: 10286 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 197 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا " (1) 10288 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " (3) 10289 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي (4) عَلَى طَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ، فَقَالَ: لَأَرْفَعَنَّ هَذَا لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ لِي بِهِ، فَرَفَعَهُ، فَغَفَرَ اللهُ لَهُ بِهِ، وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ " (5)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. أبو عامر شيخ المصنف: هو عبد الملك بن عمرو العَقَدي. وانظر (8854) . (2) وقع هذا الإسناد فى (م) ونسخة في (س) هكذا: "حدثنا عبد الرحمن، عن زهير. وأبو عامر قال: "حدثنا زهير، عن العلاء، عن أبيه"، وقوله: "وأبو عامر قال: "حدثنا زهير" ليس هو في النسخ العتيقة الصحيحة في هذا الموضع، وقد سلفت رواية هذا الحديث عنه عند المصنف برقم (8289) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي. والحديث في "الزهد" للمصنف ص28، بهذا الإسناد. وانظر (8289) . (4) لفظة "يمشي" ليست في (ظ3) و (عس) ، وهي من (م) ونسخة في (س) . (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الحديث: 10288 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 198 10290 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ زُهَيْرٍ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ الْخُرَاسَانِيَّ، وَأَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَحْسِنُوا إِقَامَةَ الصُّفُوفِ فِي الصَّلَاةِ، خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ فِي الصَّلَاةِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ فِي الصَّلَاةِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا " (1) 10291 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " (2) 10292 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سِمَاكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي   = وأخرجه أبو يعلى (6485) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7847) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو عامر: هو عبد الملك بن عمرو البصري العَقَدي، وزهير: هو ابن محمد التميمي، والعلاء: هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة. وأخرجه ابن ماجه (1000) ، وابن خزيمة (1561) و (1693) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن العلاء، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف بالأرقام (7362) و (8157) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير داود بن قيس، فمن رجال مسلم. وانظر (7493) . الحديث: 10290 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 199 عَبْدُ اللهِ بْنُ ظَالِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ حِبِّي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ فَسَادَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ " (1) 10293 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي تَمِيمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، لَا فَضْلَ بَيْنَهُمَا "، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَقَرَأْتُهُ عَلَى مَالِكٍ، يَعْنِي هَذَا الْحَدِيثَ (2) 10294 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا "، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: رُبَّمَا رَفَعَهُ، وَرُبَّمَا لَمْ يَرْفَعْهُ (3)   (1) حديث صحيح، وهو مكرر (8033) ، وسلف الكلام على إسناده هناك. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطحاوي 4/69 من طريق أبي عامر العقدي، عن زهير بن محمد، بهذا الإسناد. ورواية مالك التي أشار إليها المصنف في آخر الحديث، سلفت عنده برقم (8936) لكن من رواية محمد بن إدريس الشافعي، عنه. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وثابت: هو ابن أسلم البناني. = الحديث: 10293 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 200 10295 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقِهُوا " (1) 10296 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " النَّاسُ مَعَادِنُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، خِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقِهُوا " (2) 10297 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " النَّاسُ   = وقد رواه غير عبد الرحمن، عن حماد، مرفوعاً دون شك، انظر (7946) . وأخرجه الحاكم 2/590 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد. وصححه على شرط مسلم، فوهم في استدراكه، فقد سلف الحديث برقم (7947) وخرجناه هناك من "صحيح مسلم". (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. حماد: هو ابن سلمة، وعمار: هو ابن أبي عمار. وسيأتي الحديث من طريق عمار بن أبي عمار في الحديثين التاليين. وانظر ما سلف برقم (7496) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم. وانظر ما قبله. الحديث: 10295 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 201 مَعَادِنُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ، إِذَا فَقِهُوا " (1) 10298 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَبْدُ إِذَا أَطَاعَ رَبَّهُ وَسَيِّدَهُ، فَلَهُ أَجْرَانِ " (2) 10299 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، عَنْ سَلْمَانَ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةُ الْجَمِيعِ تَعْدِلُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. عفان: هو ابن مسلم الصفار. وانظر ما قبله. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف، مُؤمل- وهو ابن إسماعيل- سيىء الحفظ، لكنه قد توبع، انظر (7574) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الملك بن عمرو: هو أبو عامر العقدي. وأخرجه الدارمي (1418) عن عبيد الله بن عبد المجيد، والطحاوي 3/126 من طريق عبد الله بن وهب وأبي عامر العقدي والقعنبي، أربعتهم عن أفلح بن حميد، بهذا الإسناد. دون قوله: "وصلاة الجميع تعدل ... " الخ. وللشطر الأول منه انظر (7481) . وللشطر الثاني انظر (10155) . = الحديث: 10298 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 202 10300 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَوْتَ "، (1) 10301 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ (2) 10302 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: " فِيهِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ "، وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ "، قَالَ إِسْحَاقُ: يُقَلِّلُهَا (3)   = والفَذ: الفَرد. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وأبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "الموطأ" 1/103. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/137، والدارمي (1548) ، والبيهقي 3/219، والبغوي (1080) . وانظر (7332) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الرحمن: هو ابن مهدي، وابن شهاب: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله الزهري، وابن المسيب: هو سعيد. وروي هذا الحديث عند المصنف من طرق عن مالك، انظر (7764) و (10128) و (10888) ، وانظر أيضاً (7686) . (3) إسناده من جهة عبد الرحمن بن مهدي صحيح على شرط الشيخين، وأما متابعه إسحاق: وهو ابن عيسى بن نجيح البغدادي، فقد خرج له مسلم ولم يخرج = الحديث: 10300 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 203 10303 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ، فَلَقِيتُ كَعْبَ الْأَحْبَارِ، فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَحَدَّثَنِي عَنِ التَّوْرَاةِ، وَحَدَّثْتُهُ عَنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثْتُهُ أَنْ قُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَفِيهَا سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ "،   = له البخاري. وهو في "الموطأ" 1/108، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي 1/128، والبخاري (935) ، ومسلم (852) ، والنسائي في "الكبرى" (1748) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (469) ، والطبراني في "الدعاء" (170) ، والبيهقي 3/249، والبغوي (1048) . وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (470) ، والطبراني في "الدعاء" (171) و (172) من طرق عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني (173) من طريق إسماعيل بن كثير، و (174) من طريق عمرو بن يحيى، كلاهما عن الأعرج، به. وانظر ما سلف برقم (7151) . الحديث: 10303 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 204 قَالَ كَعْبٌ: " ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً "، فَقُلْتُ: بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، فَقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ، فَقَالَ: " صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي مَعَ كَعْبٍ، وَمَا حَدَّثْتُهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقُلْتُ لَهُ: قَالَ كَعْبٌ: " ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ "، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: كَذَبَ كَعْبٌ، ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ، فَقَالَ: " بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ "، فَقَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ صَدَقَ كَعْبٌ (1)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الحاكم 1/278-279 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وهو في "الموطأ" 1/108، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/128، وأبو داود (1046) ، والترمذي (491) ، وابن حبان (2772) ، والحاكم 1/278-279، والبيهقي 3/250-251، والبغوي (1050) . وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه النسائي 3/113-115 من طريق بكر بن مضر، عن يزيد بن الهاد، به. وأخرجه البيهقي 3/251 من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، به، موقوفاً ومختصراً. وسيتكرر الحديث في مسند عبد الله بن سلام 5/451. وسيأتي من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة برقم (10545) . وسيأتي من طريق سعيد بن الحارث، عن أبي سلمة في مسند أبي سعيد الخدري 3/65، وفي مسند عبد الله بن سلام 5/450. وسيأتي من طريق قيس بن سعد عن أبي سلمة في مسند عبد الله بن سلام = الجزء: 16 ¦ الصفحة: 205 10304 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " (1)   = 5/453. والروايات مطولة ومختصرة. ولقوله: "فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه"، انظر ما سلف برقم (9207) . ولقوله: "وما من دابة إلا وهي مُسيخة ... "، انظر ما سلف برقم (7687) . ولقوله: "وفيها ساعة لا يصادفها ... "، انظر ما سلف برقم (7151) . وقول أبي هريرة: خرجت إلى الطور، أي: بلاد الشام، كما قال في مسند عبد الله بن سلام 5/453: قدمت بلاد الشام فلقيت كعباً. قال ياقوت في "معجم البلدان" 4/47: ويقال لجميع بلاد الشام: الطور. قوله: "مُسيخة" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/433، أي: مُصغية مستمعة: وُيروى بالصاد، وهو الأصل. (1) إسناده من جهة عبد الرحمن- وهو: ابن مهدي- صحيح على شرط الشيخين، ومن جهة إسحاق- وهو: ابن عيسى بن نجيح البغدادي- صحيح على شرط مسلم، فإن إسحاق من رجال مسلم وحده ولم يخرج له البخاري. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (168) ، والبخاري (37) و (2009) ، ومسلم (759) ، وأبو داود كما في "تحفة الأشراف" 9/329، والنسائي 3/201 و4/156 و8/117، والبيهقي في "السنن" 2/492، وفي "المعرفة" (1362) ، والبغوي (988) من طريق مالك، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 3/201-202 و4/156 و8/117-118 من طريق مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن وأبي سلمة، عن أبي هريرة.= الحديث: 10304 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 206 10305 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا " (1) 10306 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وَالسَّقِيمَ، وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ " (2)   = وستأتي رواية أبي سلمة وحده برقم (10843) . وانظر ما سلف برقم (7280) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (10121) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن:- وهو ابن مهدي -، وأما متابعه إسحاق:- وهو ابن عيسى بن نجيح البغدادي-، فمن رجال مسلم وحده. وهو في "موطأ مالك" 1/134، ومن طريقه أخرجه الشافعي 1/105، والبخاري (703) ، وأبو داود (794) ، والنسائي 2/94، وأبو عوانة 2/88، وابن حبان (1760) ، والبيهقي 3/117، والبغوي (843) . وأخرجه مسلم (467) (183) ، والترمذي (236) ، والبيهقي 3/117 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، بهذا الإسناد. وانظر (7474) . الحديث: 10305 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 207 10307 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ " (1) 10308 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ، لَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا الصَّلَاةُ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. أبو الزناد: هو عبد الله بن ذكوان، والأعرج: هو عبد الرحمن بن هرمز. وهو في "موطأ مالك" 1/160، ومن طريقه أخرجه البخاري (445) و (659) ، وأبو داود (469) ، والنسائي 2/55، وأبو عوانة 2/22، وابن حبان (1753) ، والبيهقي 2/185. وأخرجه النسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "التحفة" 10/182 من طريق شعيب بن أبي حمزة، و10/206 من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، و10/208 من طريق هشام بن عروة، ثلاتتهم عن الأعرج، بهذا الإسناد. وانظر (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/160، ومن طريقه أخرجه البخاري (659) ، ومسلم ص460، وأبو داود (470) ، وأبو يعلى (6303) ، وأبو عوانة 2/22، والبيهقي 3/65، والبغوي (483) . وانظر (9462) . الحديث: 10307 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 208 10309 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ - وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ - يَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، وَصَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ، كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ (1) يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ " (2) 10310 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ:   (1) لفظة "وهم" ليست في (ظ3) و (عس) ، وأشير عليها في (س) أنها نسخه. (2) إسناده من جهة عبد الرحمن بن مهدي صحيح على شرط الشيخين، ومن جهة إسحاق بن عيسى بن نجيح صحيح على شرط مسلم. وهو في "موطأ مالك" 1/170، ومن طريقه أخرجه البخاري (555) و (7429) و (7486) ، ومسلم (632) (210) ، والنسائي 1/240، وأبو عوانة 1/378، وابن حبان (1737) ، والبغوي (380) . وأخرجه البخاري (3223) ، والنسائي في الملائكة من "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 10/176 و208، وأبو يعلى (6330) ، والبيهقي 1/465، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/305 من طرق عن أبي الزناد، به. وانظر ما سلف برقم (7491) . الحديث: 10309 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 209 اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ "، قَالَا جَمِيعًا: " لَا مُكْرِهَ لَهُ " (1) 10311 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُو بِهَا، وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي فِي الْآخِرَةِ "، قَالَ إِسْحَاقُ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَخْتَبِئَ (2) (3) 10312 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا   (1) إسناده صحيح كسابقه. وهو في "موطأ مالك" 1/213، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (6339) ، وأبو داود (1483) ، والترمذي (3492) . وانظر (7314) . (2) في (م) : "فأردت أن أختبىء دعوتي شفاعة" بزيادة: دعوتي شفاعة، وليست في عامة الأصول الخطية. (3) إسناده صحيح كسابقه. وهو في "موطأ مالك" 1/212، ومن طريقه أخرجه البخاري (6304) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/623، وابن حبان (6461) ، وابن منده في "الإيمان" (901) ، والبغوي (1236) . وأخرجه ابن منده (902) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/62 من طريق ورقاء بن عمر اليشكري، كلاهما عن أبي الزناد، به. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/622، وابن منده (903) من طريق جعفر بن ربيعة، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1041) من طريق ابن لهيعة، كلاهما عن الأعرج، به. وانظر (7714) . الحديث: 10311 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 210 مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَمَا يُسْتَجَابُ لِي " (1) 10313 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ " (2)   (1) إسناده صحيح كسابقه. وهو في "موطأ مالك" 1/213، ومن طريقه أخرجه البخاري (6340) ، ومسلم (2735) (90) ، وأبو داود (1484) ، وابن ماجه (3853) ، والترمذي (3387) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (877) ، والطبراني في "الدعاء" (83) و (84) ، وابن حبان (975) . وانظر (9148) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، وأما متابعه إسحاق بن عيسى ابن الطباع فمن رجال مسلم وحده. أبو عبد الله الأغر: اسمه سلمان. وهو في "موطأ مالك" 1/214، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (1145) و (6321) و (7494) ، وفي "الأدب المفرد" (753) ، ومسلم (758) (168) ، وأبو داود (1315) و (4733) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 1/414، والترمذي (3498) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (492) ، وابن نصر في "قيام الليل" ص39، والنسائي في "الكبرى" (7768) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/297، وابن حبان (920) ، والآجري في "الشريعة" ص308، = الحديث: 10313 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 211 10314 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ " قَرَأَ لَهُمْ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ، فَسَجَدَ فِيهَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِيهَا " (1) 10315 - قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَالِكٌ، وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ: "   = والدارقطني في "النزول" ص108-111 و112 و114، واللالكائي في "السنة" (742) و (743) و (744) ، والبيهقي في "السنن" 3/2، وفي "الأسماء والصفات" ص449، والبغوي (948) . وقد قُرِنَ أبو عبد الله الأغر في أكثر هذه المصادر بأبي سلمة، وسلف مقروناً به أيضاً عند المصنف برقم (7592) من طريق إبراهيم بن سعد، عن الزهري. وأخرجه الدارقطني في "النزول" ص 118-119من طريق عبد الله بن زياد بن سمعان، عن الزهري، به. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو في "موطأ مالك" 1/205، ومن طريق مالك أخرجه مسلم (578) (107) ، والنسائي 2/161، وأبو عوانة 2/209، والبيهقي في "السنن" 2/315، وفي "المعرفة" (1090) . وزاد بعضهم: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) . وأخرجه الطحاوي 1/358، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/124 من طريق الليث، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. = الحديث: 10314 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 212 ارْكَبْهَا "، فَقَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: " ارْكَبْهَا وَيْلَكَ " فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ "، قَالَ إِسْحَاقُ: ارْكَبْهَا وَيْلَكَ، ارْكَبْهَا وَيْلَكَ (1) 10316 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبِيعُ (2) حَاضِرٌ لِبَادٍ، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا يُسَاوِمِ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ، وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، وَلَا تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي إِنَائِهَا، وَلِتُنْكَحَ، فَإِنَّمَا لَهَا مَا كَتَبَ اللهُ لَهَا " (3)   = وسيأتي من طريق مالك أيضاً برقم (10845) . وانظر (9348) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين من جهة عبد الرحمن بن مهدي، وأما متابعه إسحاق بن عيسى ابن الطباع فمن رجال مسلم وحده. وهو في "الموطأ" 1/377، ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1689) و (2755) و (6160) ، ومسلم (1322) (371) ، وأبو داود (1760) ، والنسائي 5/176، وابن الجارود (428) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/160، والبيهقي 5/236، والبغوي (1954) . وانظر (7350) . (2) في (م) والنسخ المتأخرة: يبيعن، والمثبت من (ظ3) و (عس) ، وهو نفي بمعنى النهي. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل بن إبراهيم: هو ابن مقسم الأسدي مولاهم، المعروف بابن عُلية. وأخرجه النسائي 7/258 من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وانظر (7248) . الحديث: 10316 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 213 10317 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: " حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا، قَالَ: يُرِيدُ الْمَدِينَةَ، قَالَ: فَلَوْ وَجَدْتُ الظِّبَاءَ سَاكِنَةً مَا ذَعَرْتُهَا " (1) 10318 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ الْجُنْدُعِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً فَجَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: " هَلْ قَرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعِي آنِفًا؟ " قَالَ رَجُلٌ: مِنَ الْقَوْمِ أَنَا قَالَ: " إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ " (2) 10319 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَنَّ أَبَا السَّائِبِ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَامٍ "،   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل عبد الرحمن بنٍ إسحاق: وهو ابن عبد الله بن الحارث المدني، وروايته في "صحيح مسلم" متابعةً، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم المعروف بابن عُلية. وانظر (7218) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن. وانظر (7270) . الحديث: 10317 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 214 فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الْإِمَامِ، قَالَ: فَغَمَزَ ذِرَاعِي، وَقَالَ: " يَا فَارِسِيُّ، اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ " (1) 10320 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَهَى أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ "، قَالَ أَيُّوبُ: " أُنْبِئْتُ أَنَّ رَجُلًا شَرِبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ " (2) 10321 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ مُضَارِبِ بْنِ حَزْنٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَعْنِي لِأَبِي هُرَيْرَةَ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ خَلِيلِكَ شَيْئًا تُحَدِّثُنِيهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (3) : " لَا عَدْوَى، وَلَا هَامَةَ، وَخَيْرُ الطِّيَرِ الْفَأْلُ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ " (4)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (7406) . (2) إسناده صحيح على شرط البخاري. وهو مكرر (7153) . (3) في (ظ3) و (عس) : "سمعته قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، وفي (س) و (ل) : "سمعته يقول: قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، والصواب ما أثبتنا، وهو كذلك في (م) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، مضارب بن حزن صدوق حسن الحديث، من رجال ابن ماجه، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. سعيد الجريري: هو ابن إياس، ورواية ابن عُلية عنه قبل اختلاطه. وأخرجه المزي في ترجمة مضارب من "تهذيب الكمال" 28/49 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.= الحديث: 10320 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 215 10322 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الْغُرَمَاءِ " (1) 10323 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَابْنُ جَعْفَرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ فِي حَدِيثِهِ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " فِي كُلِّ صَلَاةٍ يُقْرَأُ (2) ، فَمَا أَسْمَعَنَا   = وأخرجه ابن أبي شيبة 9/40، وابن ماجه (3507) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (276) ، والطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" ص9 من طريق إسماعيل ابن علية، به. واقتصر ابن ماجه على قوله: "العين حق"، وابن أبي عاصم على قوله: "لا عدوى ولا هامة". وأخرجه الطبري ص10 من طريق سفيان الثوري، عن سعيد الجريري، به. ولقوله: "لا عدوى ولا هامة"، انظر ما سلف برقم (7620) . ولقوله: "وخير الطير الفأل"، انظر ما سلف برقم (7618) . ولقوله: "والعين حق"، انظر ما سلف برقم (7883) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين، ورواية ابن علَية عن سعيد بن أبي عروبة قبل الاختلاط، ثم هو متابع. وأخرجه مسلم (1559) (24) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، بهذا الإسناد. وأخرجه إسحاق بن راهويه (106) عن عبدة بن سليمان، عن سعيد بن أبي عروبة، به. وانظر (8566) . (2) في (ظ3) و (عس) : نقرأ، وهي كذلك في رواية الأصيلي للبخاري كما هو في "الفتح" 2/252، وما أثبتناه من (م) وبقية النسخ الخطية، وهو موافق = الحديث: 10322 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 216 رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَيْنَا مِنْكُمْ " (1) 10324 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، وَيَزِيدُ قَالَا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَلَقَّوْا الْجَلَبَ، فَمَنْ تَلَقَّى مِنْهُ شَيْئًا فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ إِذَا أَتَى السُّوقَ " (2) 10325 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ غَلَّاقٍ   = للروايات السالفة للحديث وللمصادر التي خرجته. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن عُلية، وابن جعفر: اسمه محمد الملقب بغُنْدَر، وعطاء: هو ابن أبي رباح. وأخرجه البخاري (772) ، ومسلم (396) (43) ، والبيهقي 2/61 من طريق إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلية وحده، عن ابن جريج، بهذا الإسناد- وزادوا في رواياتهم: فقال له رجل: إن لم أزد على أم القرآن؟ فقال: إنْ زدتَ عليها فهو خير، وإن انتهيت إليها أجزأتْ عنك. واللفظ لمسلم. وأما رواية محمد بن جعفر، فقد سلفت عند المصنف برقم (8584) ، وانظر (7503) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن علية، ويزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القردوسي. وأخرجه الدارمي 2/254-255، ومسلم (1519) (16) و (17) ، وابن ماجه (2178) ، والنسائي 7/257، وأبو يعلى (6073) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/9، والبيهقي 5/348 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وانظر (7825) . الحديث: 10324 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 217 الْعَيْشِيِّ (1) ، قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَمَاتَ ابْنٌ لِي فَوَجَدْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ مِنْ خَلِيلِكَ شَيْئًا يُطَيِّبُ بِأَنْفُسِنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ " (2)   (1) تصحف في (م) وعامة الأصول الخطية إلى: العَبْسي، والصواب ما أثبتناه من كتب الرجال، ويقال في نسبته أيضاً: القَيْسي. (2) إسناده حسن، خالد بن غلاق روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد، وسيأتي تخريجه من "صحيحه" عند الحديث رقم (10331) . وأخرجه المزي في ترجمة خالد من "تهذيب الكمال" 8/149 من طريق عبد الله بن أحمد، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (145) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبو داود في "القدر"- كما في "التهذيب" 8/150- من طريق أبي أسامة ويزيد بن هارون، ثلاتتهم عن سعيد الجريري، به. وسيأتي بالأرقام (10331) و (10620) . وقد سلف من حديث أبي هريرة برقم (7265) مرفوعاً: "لا يموت لمسلم ثلاثةٌ من الولد فَيلجَ النار إلا تَحِلةَ القسم". وبَوبَ عليه البخاري في "صحيحه"، قال: باب ما قيل في أولاد المسلمين، قال الحافظ في "الفتح" 3/244: وَوَجْهُ انتزاع ذلك أن من يكون سبباً في حجب النار عن أبويه أوْلى بأن يُحْجَبَ هو لأنه أصلُ الرحمة وسببها. وفي الباب عن علي، سلف في مسنده برقم (1131) : "إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار"، وهو من زيادات عبد الله بن أحمد على "المسند". وإسناده ضعيف. = الجزء: 16 ¦ الصفحة: 218 10326 - أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ لَقِيَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، فَقَالَ: " اكْشِفْ لِي عَنْ بَطْنِكَ، حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ مِنْهُ "، قَالَ: فَكَشَفَ لَهُ عَنْ بَطْنِهِ، فَقَبَّلَهُ " (1) 10327 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً، الْإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْفِقْهُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ "، (2) 10328 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ جَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ "، فَذَكَرَ مِثْلَهُ (3)   = قوله: "دعاميص" قال ابن الأثير في "النهاية" 2/120: الدعاميص: جمع دُعْموص، وهي دوَيبة تكون في مستنقع الماء، والدعموص أيضاً: الدخالُ في الأمور، أي: أنهم سياحون في الجنة، دخالون في منازلهم، لا يُمنعون من موضع، كما أن الصبيان في الدنيا لا يُمْنَعُون من الدخول على الحُرَم ولا يَحْتَجِبُ منهم أحد. (1) إسناده ضعيف. وهو مكرر (9510) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7202) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين. الحديث: 10326 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 219 10329 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ " (1) 10330 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ، يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَنْ يُنْجِيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ "، قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي رَبِّي بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ (2) 10331 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، قَالَ: تُوُفِّيَ ابْنَانِ لِي، فَقُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا تُحَدِّثُنَاهُ يُطَيِّبُ بِأَنْفُسِنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: نَعَمْ، صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ، يَلْقَى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ - أَوْ قَالَ: أَبَوَيْهِ - فَيَأْخُذُ بِنَاحِيَةِ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير العلاء بن عبد الرحمن، فمن رجال مسلم. وأخرجه أبو يعلى (6481) من طريق إسماعيل ابن عُلَية، بهذا الإسناد. وانظر (7205) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، أبو مصعب- واسمه هلال بن يزيد المازني- روى عنه ثلاثة، وأورده البخاري وابن أبي حاتم، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والجريري- وهو سعيد بن إياس- رواية إسماعيل ابن عُلية عنه قبل الاختلاط. وانظر (7202) . الحديث: 10329 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 220 ثَوْبِهِ - أَوْ يَدِهِ - كَمَا آخُذُ بِصَنِفَةِ (1) ثَوْبِكَ هَذَا، فَلَا يُفَارِقُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ اللهُ وَأَبَاهُ (2) الْجَنَّةَ " (3) 10332 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْرِعُوا بِجَنَائِزِكُمْ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا عَجَّلْتُمُوهُ إِلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا، أَلْقَيْتُمُوهُ عَنْ عَوَاتِقِكُمْ "، أَوْ قَالَ: " عَنْ ظُهُورِكُمْ " (4)   (1) في (ظ3) و (عس) و (ل) : بصنيفة، وكلاهما صواب: وهو طرف الثوب. (2) في (ظ3) ونسخة على هامش (س) : وإياه. (3) إسناده حسن، أبو حسان: هو خالد بن غَلاق، روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له مسلم هذا الحديث الواحد. سليمان: هو ابن طرخان التيمي، وأبو السليل: هو ضُرَيب بن نُقَير. وأخرجه مسلم (2635) ، والبغوي (1544) ، والمزي في ترجمة خالد من "تهذيبه" 8/149 من طرق عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. وليس في إسناد البغوي أبو السليل، قال البغوي: ولعله سقط من هذا الإسناد أبو السليل. وسيتكرر الحديث برقم (10620) ، وانظر (10325) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسماعيل: هو ابن إبراهيم ابن علية، وأيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، ونافع: هو مولى ابن عمر. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" 16/32 من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، بهذا الإسناد. وأخرجه مالك في "الموطأ" 1/243 عن نافع، عن أبي هريرة، موقوفاً. قال ابن عبد البر في "التمهيد": هكذا روى هذا الحديث جمهورُ رواة "الموطأ" موقوفاً على أبي هريرة، ولكنه مرفوع من غير رواية مالك من حديث نافع عن أبي هريرة من طرق ثابتة. = الحديث: 10332 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 221 10333 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ رِيَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ، فَمَاتَ، فَمِيتَتُهُ (1) جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، لَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا، فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي، وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَدْعُو لِلْعَصَبَةِ، أَوْ يَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ، أَوْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبَةِ (2) ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ "، (3) 10334 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ رِيَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ، وَخَالَفَ الطَّاعَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَال: " وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدِهَا " (4)   = وساق طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب السالفة. وانظر ما سلف برقم (7267) . (1) في (م) والنسخ المتأخرة: فميتته. (2) في (ظ3) في هذا الموضع فقط، وفي (م) في الثاني والثالث: للعصبية. (3) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن رياح فمن رجال مسلم. وهذا الحديث مرفوع كما هو واضح من قوله: "من أفتي"، لكن قصر بعض الرواة فلم يصرح برفعه، وقد سلف مرفوعاً برقم (8061) من طريق معمر عن أيوب، وأيضاً من طريق جرير بن حازم عن غيلان برقم (7944) . (4) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زياد بن رياح، فمن رجال مسلم، وظاهر الحديث أنه موقوف كسابقه.= الحديث: 10333 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 222 10335 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ " (1) 10336 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّمَا مُسْلِمٍ جَلَدْتُهُ - قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ: - أَوْ سَبَبْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا، وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 10337 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ،   = وأخرجه مسلم (1848) (54) عن محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، كلاهما عن محمد بن جعفر، بهذا الإسناد. وقفه محمد بن المثنى ورفعه محمد بن بشار. ولم يسق مسلم لفظه. وقوله: فذكر معناه إلا أنه قال: "ولا يفي لذي عهدها"، يفيد مغايرة هذه الرواية لسابقتها، بينما هما متطابقتان في عامة أصولنا الخطية، وقد سلفت رواية أيوب من طريق معمر، عنه، برقم (8061) وفيها: "ولا يفي لذي عهدٍ بعهده". (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو مكرر (8002) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم الصفار، وسليمان: هو ابن مهران الأعمش، وذكوان: هو أبو صالح السمان. وانظر (9070) . الحديث: 10335 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 223 عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ بِيَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، يَتَرَدَّى فِيهَا خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا " (1) 10338 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الْإِبْطِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ " (2) 10339 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَلَّى مِنْ صَلَاةِ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه الطيالسي (2416) ، والبخاري (5778) ، ومسلم (109) ، والترمذي (2044) ، والنسائي 4/66-67، وابن حبان (5986) ، وابن منده (628) ، والبيهقي 9/355 من طرق عن شعبة، بهذا الإسناد. وانظر (7448) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9321) . الحديث: 10338 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 224 الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ طَلَعَتْ، فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى " (1) 10340 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، الْمَعْنَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَامْشُوا إِلَيْهَا، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا " (2) 10341 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: وَسُئِلَ عَنِ الْإِنَاءِ يَلَغُ فِيهِ الْكَلْبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " يُغْسَلُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس - وهو ابن عَمْرو الهَجَري- فمن رجال مسلم. روح: هو ابن عبادة، وسعيد: هو ابن أبي عروبة، وأبو رافع: هو نُفيع الصائغ. وانظر (7216) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عبد الوهاب: هو ابن عطاء الخفاف. واخرجه ابن خزيمة (1646) من طريق الحسن البصري، عن أبي رافع، بهذا الإسناد. لكن قال فيه: "وأتموا ما فاتكم". وانظر ما سلف برقم (7230) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7604) . الحديث: 10340 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 225 10342 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ بِثَلَاثٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَسْتُ بِتَارِكِهِنَّ فِي سَفَرٍ وَلَا حَضَرٍ: " صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَنَوْمٍ عَلَى وَتْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى "، قَالَ: " ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ أُوهِمَ (1) ، فَجَعَلَ رَكْعَتَيِ الضُّحَى لِلْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " (2) 10343 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَوْ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ " (3) 10344 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَرَكَ كَنْزًا فَإِنَّهُ يُمَثَّلُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَتْبَعُهُ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، فَمَا زَالَ يَطْلُبُهُ،   (1) في (ظ 3) و (عس) ونسخة على هامش (س) : وَهِلَ، أي: غلِط، وقد سلف الكلام على "أوهم" عند الحديث رقم (7671) . (2) حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين. سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7138) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (7151) . الحديث: 10342 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 226 يَقُولُ: وَيْلَكَ مَا أَنْتَ؟ قَالَ: يَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ الَّذِي تَرَكْتَ بَعْدَكَ، قَالَ: فَيُلْقِمُهُ يَدَهُ فَيَقْضَمُهَا، ثُمَّ يُتْبِعُهُ سَائِرَ (1) جَسَدِهِ " (2) 10345 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لِأَهْلِهَا، أَوْ مِيرَاثٌ لِأَهْلِهَا " (3) 10346 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ الْقُرْدُوسِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَخْطُبُ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ، وَلَا يَسْتَامُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ، وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلَا عَلَى خَالَتِهَا، وَلَا تَسْأَلُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ صَحْفَتَهَا، وَلِتُنْكَحَ، فَإِنَّمَا لَهَا مَا كَتَبَ اللهُ لَهَا " (4)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: بسائر. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن- وهو البصري- لم يسمع من أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (7756) ، وفاتنا هنا أن نعزو إلى رواية الحسن هذه، كما فاتنا أن نشير إلى الأحاديث التي في هذا الباب، ففيه عن غير واحد من الصحابة، انظر حديث ابن مسعود السالف برقم (3577) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد سلف برقم (10050) عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. محمد: هو ابن سيرين. = الحديث: 10345 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 227 10347 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلَيْنِ تَدَارَءَا فِي دَابَّةٍ، لَيْسَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا بَيِّنَةٌ، فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَهِمَا عَلَى الْيَمِينِ، أَحَبَّا أَوْ كَرِهَا " (1)   = وأخرجه عبد الرزاق (10754) ، وأخرجه مسلم (1408) (38) ، وابن ماجه (1929) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبيهقي 5/345 من طريق مكي بن إبراهيم، ثلاثتهم (عبد الرزاق وأبو أسامة ومكي) ، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (4068) ، وابن عدي في "الكامل" 6/2206 من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين، به. وسيأتي برقم (10605) و (10689) ، وسلف من هذا الطريق مختصراً برقم (9586) . وانظر ما سلف برقم (7248) . (1) اسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس - وهو ابن عمرو الهجري- فمن رجال مسلم. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي. وأخرجه ابن أبي شيبة 6/318 و7/353، وأبو داود (3616) و (3618) ، وابن ماجه (2329) و (2346) ، والنسائي في "الكبرى" (5999) و (6000) ، وأبو يعلى (6438) ، والدارقطني 4/211، والبيهقي 10/255 من طرق عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. ورواية أبي داود الأولى بلفظ: "متاع"، بدل: دابة. وسيأتي برقم (10787) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وانظر ما سلف برقم (8209) . = الحديث: 10347 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 228 10348 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَا رَافِعٍ، حَدَّثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ فِي صَوْمِهِ نَاسِيًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ " (1) 10349 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ، فَإِنْ كَانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ " يَعْنِي الدُّعَاءَ (2)   = قوله: "تَدَارَءا"، قال السندي: أي: تدافعا، من تدارأ بهمزة، تفاعل من الدرْءِ: وهو الدَّفع. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (390) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني 2/179 من طريق سعيد بن بشير الأزدي ونصر بن طريف، عن قتادة، به. وانظر ما سلف برقم (9136) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. سعيد: هو ابن أبي عروبة، وأيوب: هو ابن أبى تميمة السختياني. وأخرجه الترمذي (780) من طريق محمد بن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، بهذا الإسناد. وقال: حسن صحيح. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 7/111 من طريق مفضل بن فضالة، عن أيوب السختياني، به. وانظر (7749) . الحديث: 10348 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 229 10350 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْغُدَانِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ جَالِسًا، قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا أَكْثَرُ عَامِرِيٍّ نَادَى مَالًا، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: رُدُّوهُ إِلَيَّ، فَرَدُّوهُ عَلَيْهِ فَقَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّكَ ذُو مَالٍ كَثِيرٍ، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: إِي (1) وَاللهِ إِنَّ لِي لمِائَةً حُمْرًا، وَمِائَةً أَدْمَاءَ (2) ، حَتَّى عَدَّ مِنْ أَلْوَانِ الْإِبِلِ، وَأَفْنَانِ الرَّقِيقِ، وَرِبَاطِ الْخَيْلِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِيَّاكَ، وَأَخْفَافَ الْإِبِلِ، وَأَظْلَافَ الْغَنَمِ، يُرَدِّدُ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى جَعَلَ لَوْنُ الْعَامِرِيِّ يَتَغَيَّرُ، أَوْ يَتَلَوَّنُ، فَقَالَ: مَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ إِبِلٌ لَا يُعْطِي حَقَّهَا فِي نَجْدَتِهَا، وَرِسْلِهَا " قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا نَجْدَتُهَا وَرِسْلُهَا؟ قَالَ: " فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا، فَإِنَّهَا تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغَذِّ مَا كَانَتْ، وَأَكْبَرِهِ، وَأَسْمَنِهِ، وَآشرِهِ (3) ، ثُمَّ يُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، فَتَطَؤُهُ (4) بِأَخْفَافِهَا،   (1) في (ظ3) : إني. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: حُمْراً، ومئة أدماً. (3) في (م) في هذا الموضع والموضعين التاليين: "وأسَره" بالسين المهملة وتشديد الراء، قال في "النهاية" 2/360: أي: كأسمن مما كانت وأفره، مِن سَر كل شيء: وهو لُبه ومُخه، وقيل: هو من السرور، لأنها إذا سمنت سَرت الناظرَ إليها. وأما "آشره" فقد قال في معناه 1/51: أبطره وأنشطه. (4) في (م) في هذا الموضع والموضع الآتي: "فتطؤه فيه"، بزيادة: "فيه". الحديث: 10350 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 230 إِذَا جَاوَزَتْهُ أُخْرَاهَا أُعِيدَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فَيَرَى سَبِيلَهُ، وَإِذَا كَانَتْ لَهُ بَقَرٌ لَا يُعْطِي حَقَّهَا فِي نَجْدَتِهَا، وَرِسْلِهَا، فَإِنَّهَا تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغَذِّ مَا كَانَتْ، وَأَكْبَرِهِ، وَأَسْمَنِهِ، وآشَرِهِ، ثُمَّ يُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، فَتَطَؤُهُ كُلُّ ذَاتِ ظِلْفٍ بِظِلْفِهَا، وَتَنْطَحُهُ كُلُّ ذَاتِ قَرْنٍ بِقَرْنِهَا، إِذَا جَاوَزَتْهُ أُخْرَاهَا أُعِيدَتْ عَلَيْهِ أُولَاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ حَتَّى يَرَى سَبِيلَهُ، وَإِذَا كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ لَا يُعْطِي حَقَّهَا فِي نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا، فَإِنَّهَا تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَغَذِّ مَا كَانَتْ، وَأَكْبَرِهِ، وَأَسْمَنِهِ، وآشَرِهِ، ثُمَّ يُبْطَحُ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، فَتَطَؤُهُ كُلُّ ذَاتِ ظِلْفٍ بِظِلْفِهَا، وَتَنْطَحُهُ كُلُّ ذَاتِ قَرْنٍ بِقَرْنِهَا - يَعْنِي لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ، وَلَا عَضْبَاءُ - إِذَا جَاوَزَتْهُ أُخْرَاهَا أُعِيدَتْ أُولَاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فَيَرَى سَبِيلَهُ "، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: وَمَا حَقُّ الْإِبِلِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: " أَنْ تُعْطِيَ الْكَرِيمَةَ، وَتَمْنَحَ الْغَزِيرَةَ، وَتُفْقِرَ الظَّهْرَ، وَتُسْقِيَ اللَّبَنَ، وَتُطْرِقَ الْفَحْلَ "، (1)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة أبي عمر- ويقال: عمرو- الغُداني، تفرد بالروايهَ عنه قتادة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه النسائي 5/12 من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، = الجزء: 16 ¦ الصفحة: 231 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .   = بهذا الإسناد. وسلف برقم (8979) من طريق همام، عن قتادة، به، ولم يسق هناك لفظه، بل أحال على حديث قبله. وقول أبي هريرة في آخر الحديث أخرجه ابن أبي شيبة 7/33 عن وكيع، عن عكرمة بن عمار، عن علقمة بن الزبرقان، عنه. قوله: "نادى مالا"، أي: جمع مالاً. و"أفنان": جمع فن، أي: نوع. و"إياك وأخفاف الإبل وأظلاف الغنم"، أي: إياك وأن تمنع زكاة الإبل والغنم فتطؤك الإبل بأخفافها والغنم بأظلافها. وقوله: "إلا من أعطى في نجدتها ورسلها" قال في "النهاية" 2/222: النجدة: الشدة، والرسل بالكسر: الهينة والتأني. قال الجوهري: يقال: افعل كذا وكذا على رِسْلِك بالكسر، أي: اتئِدْ فيه، كما يقال: على هِيْنَتِكَ. قال: ومنه الحديث: "إلا من أعطى في نجدتها ورسلها"، أي: الشدة والرخاء. يقول: يعطي وهي سمان حِسَان يشتد عليه إخراجها فتلك نجدتها، ويعطي في رسلها وهي مهازيل مقاربة. كأغَذ: من الإغذاذ، أي: أسرع وأنشط، يقال: أغَذ يُغِذ إغذاذاً: إذا أسرع في السيْر. القاع: المكان الواسع. والقَرْقر- بفتح القافين-: المكان المستوي. والعقصاء: الملتوية القرن. والعضباء: المكسورة القرن. تعطي الكريمة: هي الخالية من العيوب، وذلك في الصدقة. وتمنح الغزيرة: هي كثيرة اللبن. وتفقر الظهر: تعيره للحمل والركوب، والظهْر: الدابة. وتطرق الفحل: الطْرْق: ماء الفحل، أي: تعيره من أجل اللقاح. الجزء: 16 ¦ الصفحة: 232 10351 - وحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْغُدَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ، (1) 10352 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ حَدِيثٍ ذُكِرَ (2) عَنْ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ أَبِي عُمَرَ (3) 10353 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُرْسِلَ عَلَى أَيُّوبَ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُهُ، فَقَالَ: أَلَمْ أُغْنِكَ يَا أَيُّوبُ؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَمَنْ يَشْبَعُ مِنْ رَحْمَتِكَ "، أَوْ قَالَ: " مِنْ فَضْلِكَ " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف كسابقه. وأخرجه أبو داود (1660) ، وابن خزيمة (2322) ، والمزي في ترجمة أبي عمر الغداني من "تهذيبه" 34/113-114 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. (2) في (م) والنسخ المتأخرة: ذكره. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خلاس لم يسمع من أبي هريرة. وحديث الحسن الذي أشار إليه المصنف لم يقع لنا في مصادر التخريج. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وخلاس: هو ابن عمرو الهجَري. وأخرجه ابن خزيمة (2321) من طريق روح بن عبادة، عن عوف بن أبي جميلة، بهذا الإسناد. وانظر ما قبله، وسلف برقم (8977) من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة. (4) إسناده صحيح على شرط مسلم. وهو مكرر (8038) . الحديث: 10351 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 233 10354 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ، وَالْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ " (1) 10355 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَأْرَةٍ وَقَعَتْ فِي سَمْنٍ، فَمَاتَتْ؟ فَقَالَ: " إِنْ كَانَ جَامِدًا فَخُذُوهَا، وَمَا حَوْلَهَا، وَكُلُوا مَا بَقِيَ، وَإِنْ كَانَ مَائِعًا، فَلَا تَأْكُلُوهُ " (2) 10356 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا فَرَعَ، وَلَا عَتِيرَةَ " (3) قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: " وَالْفَرَعُ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَذْبَحُونَ أَوَّلَ نِتَاجٍ يَكُونُ لَهُمْ، وَالْعَتِيرَةُ: ذَبِيحَةُ رَجَبٍ   (1) حديث حسن، وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب. وهو مكرر (8668) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (7177) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7135) . الحديث: 10354 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 234 10357 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ضَمْضَمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ "، قُلْتُ لِيَحْيَى: مَا يَعْنِي بِالْأَسْوَدَيْنِ؟ قَالَ: " الْحَيَّةَ، وَالْعَقْرَبَ " (1) 10358 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ عَرَضَ لَهُ شَيْءٌ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلَهُ فَلْيَقْبَلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ " (2) 10359 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: سُئِلَ قَتَادَةُ، عَنْ رَجُلٍ صَلَّى رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ - قَالَ عَفَّانُ: ثُمَّ طَلَعَ قَرْنُ الشَّمْسِ - فَقَالَ: حَدَّثَنِي خِلَاسٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُتِمُّ صَلَاتَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح. وهو مكرر (10357) . (2) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الملك، فلم نتبين من هو، ولم ينسبه الحافظان: ابن كثير في "جامع المسانيد"، وابن حجر في "أطراف المسند". وانظر (7921) . بهز: هو ابن أسد العَمًي، وهمام: هو ابن يحيى العَوْذي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدُوسي. (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس = الحديث: 10357 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 235 10360 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَأْتُونَ عَلَى أَبْوَابِ (1) الْمَسْجِدِ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، جَاءَ فُلَانٌ مِنْ سَاعَةِ كَذَا - قَالَ حَمَّادٌ: أَظُنُّهُ قَالَ: خَمْسَ مِرَارٍ - جَاءَ فُلَانٌ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، جَاءَ فُلَانٌ فَأَدْرَكَ الصَّلَاةَ وَلَمْ يُدْرِكِ الْجُمُعَةَ، إِذَا (2) لَمْ يُدْرِكِ الْخُطْبَةَ (3) 10361 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَخْرُجُ الدَّابَّةُ مَعَهَا   =- وهو ابن عمرو البصري- فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمِّي، وعفان: هو ابن مسلم، وهمام: هو ابن يحيى، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وأخرجه الدارقطني 1/382، والبيهقي 1/379 من طريق عفان بن مسلم وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (464) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والدارقطني 1/382، والحاكم 1/274 من طريق محمد بن سنان العَوَقي، كلاهما عن همام بن يحيى، به. وانظر (7216) . (1) في (م) : يأتون على أبواب، بزيادة "يأتون". (2) في (م) والنسخ المتأخرة: أو. (3) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد وجهالة أوس بن خالد. وانظر (8523) . الحديث: 10360 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 236 عَصَا مُوسَى وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا، وَتَخْتِمُ (1) أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتَمِ حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْخِوَانِ لَيَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُ هَذَا يَا مُؤْمِنُ وَيَقُولُ هَذَا يَا كَافِرُ " (2) 10362 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْجُمُعَةَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا فَاخْتَلَفُوا فِيهَا، وَهَدَانَا اللهُ لَهَا فَالنَّاسُ لَنَا تَبَعٌ فَالْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ " (3) 10363 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَكَلَّمْ بِهِ، أَوْ تَعْمَلْ بِهِ " (4)   (1) في (ظ3) : تحطم، معَلماً تحتها بالحاء المهملة، وهو خطأ. وقد سلف الحديث برقم (7937) وفيه: وتخطِم، بالخاء المعجمة، وهو الصواب. (2) إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان، وجهالة أوس بن خالد، وفاتنا أن نشير إلى جهالته في الموضع الأول برقم (7937) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، سلف الكلام عليه عند الحديث رقم (7214) . (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. بهزة هو ابن أسد العَمي، وهمام: = الحديث: 10362 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 237 10364 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ نَهَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حُسْنُ الظَّنِّ مِنْ حُسْنِ الْعِبَادَةِ " (1) 10365 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا لَمْ تَجِدُوا إِلَّا مَرَابِضَ الْغَنَمِ، وَمَعَاطِنَ الْإِبِلِ، فَصَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَلَا تُصَلُّوا فِي مَعَاطِنِ الْإِبِلِ " (2) 10366 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ،   = هو ابن يحيى العَوْذِي، وقتادة: هو ابن دِعامة السدوسي. وأخرجه الطيالسي (2459) . وأخرجه أبو يعلى (6389) عن هدبة بن خالد، وابن حبان (4334) من طريق محمد بن كثير العبدي، والبيهقي في "السنن" 7/298، وفي "الشعب" (332) من طريق عفان بن مسلم، أربعتهم (الطيالسي وهدبة ومحمد وعفان) ، عن همام، بهذا الإسناد. وانظر (7470) . قوله: "حدثت به أنفسها"، قال الحافظ في "الفتح" 11/552: وضُبطَ أنفسها بالنصب للأكثر، ولبعضهم بالرفع، وقال الطحاوي بالثاني، وبه جزم أهَلُ اللغة، يريدون: بغير اختيارها، كقوله تعالى: (ونعلم ما توسوس به نفسه) . (1) إسناده ضعيف لضعف شتير بن نهار، سلف الكلام عليه برقم (7956) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وانظر (9825) . الحديث: 10364 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 238 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ " (1) 10367 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ " (2) 10368 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي أَمَتِي لِيَقُلْ فَتَايَ وَفَتَاتِي " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (10235) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2246) (5) ، وأبو يعلى (6066) ، والبيهقي 3/365، والخطيب في "تاريخ بغداد"7/334 من طرق عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" 3/308 من طريق ابن عون، عن محمد بن سيرين، به. وانظر (7682) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. هشام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (210) ، وأبو داود (4975) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (243) ، وابن حبان في الثالث والأربعين من الثاني كما في "إتحاف المهرة" 5/ورقة 251، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (390) ، وإلبيهقي في "الآداب" (395) من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وسيتكرر الحديث برقم (10604) ، وانظر (9451) . الحديث: 10367 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 239 10369 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ " (1) 10370 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَبَيْعَتَيْنِ، أَنْ (2) يَحْتَبِيَ الرَّجُلُ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ لَيْسَ عَلَى فَرْجِهِ مِنْهُ شَيْءٌ، وَأَنْ يَرْتَدِيَ فِي ثَوْبٍ يَرْفَعُ طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقِهِ وَأَمَّا الْبَيْعَتَانِ، فَاللَّمْسُ، وَالْإِلْقَاءُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9136) . (2) لفظة "أن" ليست في (ظ3) و (عس) و (ل) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2145) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9753) من طريق خالد بن الحارث، عن الأشعث، عن محمد- ولم ينسبه-، عن أبي هريرة. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9750) ، والمزي في ترجمة محمد بن عمير المحاربي من "تهذيب الكمال" 26/235 من طريق أبي الأحوص، عن أشعث - في رواية المزي: أشعث بن أبي الشعثاء-، عن محمد بن عمير، عن أبي هريرة. قال النسائي كما في "التحفة" 10/365: هذا منكر، ومحمد بن عمير مجهول، وأشعث بن أبي الشعثاء وابن عبد الملك ثقتان، وابن سويد ضعيف. وقال = الحديث: 10369 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 240 10371 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " (1)   = المزي: رواه [أي النسائي] عن هناد بن السري، عن أبي الأحوص، عن أشعث، ولم ينسبه عن محمد بن عمير، به، ولم يذكر البيعتين. وعن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد، عن أشعث، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: نهى عن لبستين، فدْكره، وثم ينسب أشعث ولا محمداً. وقال في "الأطراف" (يعني أبا القاسم ابن عساكر في "أطرافه") : عن خالد، عن أشعث بن عبد الملك، ومحمد الذي في الإسناد الثاني يشبه أن يكون محمد بن سيرين، والله أعلم. اهـ. وسيأتي مختَصراً بقصة النهي عن البيعتين فقط من طريق أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة برقم (10750) . وأخرجه بنحوه عبد الرزاق (7880) ، والبخاري (1993) ، ومسلم (1511) (2) ، والبيهقي 5/341 من طريق عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة. واقتصر مسلم والبيهقي على قصة النهي عن البيعتين، بلفط: نهي عن بيعتين: الملامسة والمنابَذة. وجاء تفسيرهما عندهما وعند عبد الرزاق في هذا الطريق بما نصه: أما الملامَسة: فأن يَلمِسَ كل واحد منهما ثوبَ صاحبه بغير تأمل، والمنابذة: أن يَنْبِذَ كل واحدٍ منهما ثوبه إلى الآخر، ولم ينظر واحد منهما إلى ثوب صاحبه. قلنا: وأما الإلقاء الذي جاء هنا في حديث ابن سيرين عن أبي هريرة، فالمراد به النباذ نفسه كما جاء في الرواية الآتية عنه برقم (10750) ، وهو أن يقول: ألقِ إلى بثوبك، وألقي إليك بثوبي. وانظر ما سلف برقم (8251) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7731) . الحديث: 10371 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 241 10372 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا (1) بِكُنْيَتِي " (2) 10373 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَيَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ، حَيْثُ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " نَهَاهُمْ عَنِ الْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ وَالْمَزَادَةِ الْمَجْبُوبَةِ وَقَالَ انْتَبِذْ فِي سِقَائِكَ وَأَوْكِهِ وَاشْرَبْهُ حُلْوًا طَيِّبًا " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي فِي مِثْلِ هَذِهِ، قَالَ: " إِذَنْ تَجْعَلَهَا مِثْلَ هَذِهِ " قَالَ يَزِيدُ: وَفَتَحَ هِشَامٌ يَدَهُ قَلِيلًا فَقَالَ: إِذَنْ تَجْعَلَهَا مِثْلَ هَذِهِ وَفَتَحَ يَدَهُ شَيْئًا أَرْفَعَ مِنْ ذَلِكَ (3)   (1) في (م) والنسخ المتاخرة: تَكَنوا. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وإخرجه الدارمي (2696) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/143 من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، بهذا الإسناد. وقرن أبو نعيم بهشام أيوبَ السختياني، وسلف الحديث من طريقه برقم (7377) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهشام: هو ابن حسان القردوسي. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/226 من طريق يزيد بن هارون وحده، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي 8/309 من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، وابن حبان = الحديث: 10372 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 242 10374 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا " (1) 10375 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: لَا أَعْلَمُ هَذَا إِلَّا مَا حَدَّثَنَاهُ أَبِي وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "   = (5401) من طريق النضر بن شميل، كلاهما عن هشام، به. وانظر (9354) . النقير: قال ابن الأثير في "النهاية" 5/104: أصل النخلة يُنقر وسطه. والمزادة: هي الظرف الذي يحمَل فيه الماء، كالقِرْبة. والمزادة المجبوبة، قال القاضي عياض في "المشارق" 1/139: هي التي جُبَّ رأسُها، أي: قُطع، فصارت كالدنِّ، فإذا انتبذ فيها، ولم يعلم غليانه، قاله ثابت. وقال الهروي: هي التي خِيطَ بعضُها إلى بعض. وقال الخطابي: لأنها ليست لها عِزَال من أسفلها يتنفس منها، فقد يتغير شرابها ولا يشعر بها. وللكلام على الحديث تتمة، انظرها عند الحديث السالف برقم (7288) . (1) حديث صحيح، وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير حيان والد سليم- وهو ابن بسطام الهذلي-، فقد خرَّج له ابن ماجه، ولم يرو عنه غير ابنه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وانظر (10078) . الحديث: 10374 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 243 إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ " قَالَ: قِيلَ: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: " الْقَتْلُ " (1) 10376 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ فَإِنْ كَانَ صَدَقَةً لَمْ يَأْكُلْ، وَإِنْ كَانَ هَدِيَّةً أَكَلَ " (2) 10377 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَشْكُرُ اللهَ، مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ " (3) 10378 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، وَعَفَّانُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ عَفَّانُ: فِي حَدِيثِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ " قَالَ عَفَّانُ: " يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ حَمَلْتُكَ عَلَى الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ،   (1) حديث صحيح، وهذا الإسناد كسابقه. وانظر ما سلف برقم (7186) . (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. بهز: هو ابن أسد العَمي. وانظر (8014) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن مسلم، فمن رجال مسلم. وانظر (7504) . الحديث: 10376 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 244 وَزَوَّجْتُكَ النِّسَاءَ، وَجَعَلْتُكَ تَرْبَعُ، وَتَرْأَسُ، فَأَيْنَ شُكْرُ ذَلِكَ " (1) 10379 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ " أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَقَالَ: يَا رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ   (1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة، فمن رجال مسلم. وأخرجه ضمن حديث طويل الحميدي (1178) ، ومسلم (2968) (16) ، وابن خزيمة في "التوحيد" 1/369-371 و371-373 و374، وابن حبان (4642) و (7445) ، وابن منده (809) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة. قوله: "جعلتك تَرْبع وتَرْأس"، قال النووي في "شرح مسلم" 18/103: "أما تَرْأس" فبفتح التاء وإسكان الراء وبعدها همزة مفتوحة، ومعناه: رئيس القوم وكبيرهم، وأما "تربع" فبفتح التاء والباء الموحدة، هكذا رواه الجمهور، وفي رواية ابن ماهان (واسمه عبد الوهاب بن عيسى، حدث بصحيح مسلم في مصر ووثقه الدارقطني، توفي سنة 387 هـ) : تَرتَع، بمثناة فوق بعد الراء، ومعناه بالموحدة: تأخذ المِرْباعَ الذي كانت ملوك الجاهلية تأخذه من الغنيمة، وهو رُبعها، يقال: رَبَعْتُهم، أي: أخذتُ أموالهم، ومعناه: ألم أجعلك رئيسا مطاعاً. وقال القاضي عياض بعد حكايته نحو ما ذكرته عندي: إن معناه: تركتك مستريحا لا تحتاج إلى مشقةٍ وتعب، من قولهم: ارْبَعْ على نفسِك، أي: ارفق بها، ومعناه بالمثناة: تتنعم، وقيل: تأكل، وقيل: تلهو، وقيل: تعيش في سَعَةٍ. الحديث: 10379 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 245 بِالذَّنْبِ ثَلَاثَ مِرَارٍ قَالَ: فَيَقُولُ اعْمَلْ مَا شِئْتَ قَدْ غَفَرْتُ لَكَ " (1) 10380 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ قَاصٌّ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا " فَذَكَرَ مَعْنَاهُ (2) 10381 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الَّذِي يَعُودُ فِي هِبَتِهِ كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ، ثُمَّ عَادَ فِي قَيْئِهِ فَأَكَلَهُ " (3)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم (2758) ، وابن حبان (625) من طريق عبد الأعلى بن حماد، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (419) من طريق حجاج بن منهال، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وانظر (7948) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله. (3) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خلاس- وهو ابن عمرو- لم يسمع من أبي هريرة، لكن تابعه محمد بن سيرين في الحديث التالي. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي. وسلف الحديث برقم (7524) عن عبد الواحد الحداد، عن عوف. الحديث: 10380 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 246 10382 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ خِلَاسٍ فِي الْهِبَةِ (1) 10383 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ شَابٌّ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ يَتَبَخْتَرُ فِيهَا مُسْبِلًا إِزَارَهُ بَلَعَتْهُ الْأَرْضُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " (2) 10384 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَجُلٍ قَتَلَهُ نَبِيُّهُ " وَقَالَ رَوْحٌ: " قَتَلَهُ رَسُولُ اللهِ وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى رَجُلٍ تَسَمَّى بِمَلِكِ الْأَمْلَاكِ لَا مَلِكَ إِلَّا اللهُ عَزَّ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما قبله. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خلاس لم يسمع من أبي هريرة، لكنه قد توبع. وأخرجه إسحاق بن راهويه (500) عن النضر بن شميل، وأبو نعيم في "الحلية" 8/389 من طريق يحيى بن سعيد القطان، كلاهما عن عوف، بهذا الإسناد. وقرن يحيى بخلاس محمد بن سيرين. وانظر ما سلف برقم (7630) . الحديث: 10382 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 247 وَجَلَّ (1) " (2) 10385 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ رَوْحٌ وَخِلَاسٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، ثُمَّ يُتَوَضَّأَ مِنْهُ " وَقَالَ رَوْحٌ: " لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ (3) " (4) 10386 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَضَى أَنَّ الْوَلَدَ   (1) قوله: "لَا مَلِكَ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ" وقع في (م) والنسخ المتأخرة: "لا مُلْكَ إلا لِلَّهِ عز وجل". (2) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع كسابقه، وتابع خلاساً فيه محمدُ بنُ سيرين، كما سيأتي في التخريج. وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 1/316 من طريق روح بن عُبادة، بهذا الإسناد. ولم يذكر فيه: "لا مَلِكَ إلا الله". وأخرجه إسحاقُ بن راهويه في "مسنده" (501) ، والبغوي (3371) من طريق النضر بن شميل، والحاكم 4/275 من طريق هوذة بن خليفة، كلاهما عن عوف بن أبي جميلة، به. وقرن الحاكم في روايته مع خلاس محمدَ بنَ سيرين. وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وانظر ما سلف بالأرقام (7329) و (8214) . (3) قوله: "وقال روح: لا يبولن أحدكم" ليس في (م) والنسخ المتأخرة. (4) إسناده من جهة محمد بن سيرين صحيح على شرط الشيخين، ومن جهة خلاس منقطع، وسيتكرر الحديث من طريق روح وحده برقم (10841) . وانظر (7525) و (7526) . الحديث: 10385 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 248 لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ، وَبِفِي الْعَاهِرِ (1) الْحَجَرَ " (2) ، 10387 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ (3) 10388 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ فِي الصَّلَاةِ " (4) 10389 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ، (5) 10390 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ (6)   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: وللعاهر. (2) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (7262) . (3) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير خلاس - وهو ابن عمرو الهَجَري- فمن رجال مسلم، وروى له البخاري، مقرونا. عوف: هو ابن أبي جميلة، وأبو رافع: هو نفيع الصائغ. وانظر ما سلف برقم (7262) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، رجاله ثقات رجال الشيخين. وقد سلف بنحوه عن الحسن مرسلاً أيضاً برقم (7894) ، وانظر ما بعده. (5) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7895) . (6) حديث صحيح، وهذا إسناد منقطع، خلاس لم يسمع من أبي هريرة،= الحديث: 10387 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 249 10391 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، وَإِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ الْأَزْرَقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ الْمَعْنَى، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ تَبِعَ جِنَازَةَ مُسْلِمٍ احْتِسَابًا، وَكَانَ مَعَهَا حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا، وَيُفْرَغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ مِنَ الْأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا وَرَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ، فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ قَالَ إِسْحَاقُ: إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَقَالَ فَإِنْ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُوضَعَ فِي الْقَبْرِ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ " (1) 10392 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَنَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ " (2)   =لكنه متابع، فانظر ما قبله. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة الأعرابي، ومحمد: هو ابن سيرين. وأخرجه النسائي 4/77 من طريق محمد بن جعفر وحده، والنسائي أيضاً 8/120، وابن حبان (3080) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق وحده، كلاهما عن عوف الأعرابي، بهذا الإسناد. وانظر (9551) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: هو ابن أبي جميلة، والحسن: هو البصري. وقد سلفت لهذه الرواية المرسلة أيضاً = الحديث: 10391 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 250 10393 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ (1) 10394 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ " (2) 10395 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ (3) 10396 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ، وَحَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الْوُجُوهِ، خُنْسَ الْأُنُوفِ (4) ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ " (5)   = برقم (9136) . وانظر ما بعده. (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (9136) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، رجاله ثقات رجال الشيخين. وانظر ما بعده. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر (7120) . (4) في (ظ3) و (عس) : الآنُف، وهو جمع آخر للأنف. (5) حديث صحيح، وهذا إسناد مرسل، رجاله ثقات رجال الشيخين. عوف: = الحديث: 10393 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 251 10397 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ (1) 10398 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ فَلَقِيَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ: " أَرِنِي أُقَبِّلْ مِنْكَ حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ " قَالَ: فَقَالَ: بِقَمِيصِهِ قَالَ: فَقَبَّلَ سُرَّتَهُ (2) 10399 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي، وَقَرَّتْ عَيْنِي فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ فَقَالَ: " كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ " قَالَ: فَأَنْبِئْنِي بِعَمَلٍ إِنْ عَمِلْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، قَالَ: " أَفْشِ السَّلَامَ، وَأَطِبِ الْكَلَامَ وَصِلِ الْأَرْحَامَ وَقُمْ   =هو ابن أبي جميلة الأعرابي، والحسن: هو البصري. وانظر ما بعده، وما سلف برقم (7263) . قوله: "خُنْس الأنوف"، قال في "النهاية" 2/84:إ نقباضُ قصبة الأنف، وعِرَض الأرنبة، وهو شبيه بالفَطَس. وقد سلف الحديث برقم (8240) بلفظ: "فُطسُ الأنوف ". (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وانظر ما سلف برقم (7263) . (2) إسناده ضعيف. وهو مكرر (7462) . الحديث: 10397 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 252 بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ " (1) 10400 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ وَهُوَ الْأَزْرَقُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ الْأَشْجَعِيَّ، يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: أُتِيَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عِنْدَهُ، فَقِيلَ: لَهُ تُوُفِّيَ فُلَانٌ وَتَرَكَ دِينَارَيْنِ أَوْ دِرْهَمَيْنِ فَقَالَ: " كَيَّتَانِ " (2) 10401 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ، تُسَافِرُ مَسِيرَةَ لَيْلَةٍ، إِلَّا وَمَعَهَا رَجُلٌ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا " (3)   (1) إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي ميمونة، فقد روى له أصحاب السنن الأربعة، وهو ثقة. وقد سلفت رواية عبد الصمد، مقروناً بعفان بن مسلم برقم (8295) ، وفيه: "وأطعم الطعام"، بدل قوله: "وأطب الكلام". (2) حديث صحيح بلفظ الدينار كما سلف برقم (9538) ، وأما قوله: "أو درهمين" فهو خطأ، ولم يرد إلا في هذا الطريق، وفيه شريك- وهو ابن عبد الله النخعي- سيىء الحفظ، وهارون بن سعد صدوق حسن الحديث، روى له مسلم حديثاً واحداً. وأخرجه البزار (3649- كشف الأستار) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، بهذا الإسناد- لكن قال فيه: "أو ثلاثة"، بدلًا من قوله: "أو درهمين"، وهو الصحيح. (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي = الحديث: 10400 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 253 10402 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ " (1) 10403 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ سَالِمٍ، مَوْلَى النَّصْرِيِّينَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " اللهُمَّ إِنَّمَا مُحَمَّدٌ بَشَرٌ يَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، وَإِنِّي قَدِ اتَّخَذْتُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَةً، وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (2) 10404 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَحَدَّثَنَا هَاشِمٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ   = الأعور، وليث: هو ابن سعد. وانظر (7222) . (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وهو مكرر (9580) . (2) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن لأجل سالم مولى النصريين- وهو ابن عبد الله النصْري- روى له مسلم، وروى عنه جمع، ووثقه ابن حبان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين. وأخرجه مسلم (2601) (91) عن قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (7311) . الحديث: 10402 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 254 حَكَمًا عَادِلًا (1) ، فَيَكْسِرُ (2) الصَّلِيبَ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ، وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصَ فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيُدْعَوُنَّ (3) إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ " (4) 10405 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ، فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ، وَلَا يُثَرِّبْ عَلَيْهَا،   (1) في (م) والنسخ المتأخرة: عدلًا. (2) في (ظ3) : فليكسرنَّ، وكانت كذلك في (عس) ثم صححت كما هو مثبت. (3) في (ظ3) : وليُدعى، وفي (عس) : وليدعن، والمثبت من (م) والنسخ المتأخرة، وهو الموافق لمصادر التخريج. (4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الأعور، وهاشم: هو ابن القاسم أبو النضر، وليث: هو ابن سعد، وسعيد: هو ابن أبي سعيد المقبري. وأخرجه مسلم (155) (243) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (105) ، وابن حبان (6816) ، والاَجري في "الشريعة" ص380، وابن منده في "الِإيمان" (412) ، والبغوي (4276) من طرق عن ليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانطر ما سلف برقم (7269) . قوله: "ولتتركن القِلاصُ"، قال السندي: بكسر القاف، أي: النوق القوية على الأسفار لشبابها. "فلا يُسعى عليها" في الغزوات، لوضع الحرب أوزارها. الحديث: 10405 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 255 ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلَا يُثَرِّبْ عَلَيْهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَتَبَيَّنَ زِنَاهَا فَلْيَبِعْهَا وَلَوْ بِحَبْلٍ مِنْ شَعْرٍ " (1) 10406 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، وَحَدَّثَنَا هَاشِمٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، عَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلَا شَيْءَ بَعْدَهُ ". قَالَ هَاشِمٌ: " أَعَزَّ " (2) 10407 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي ذُبَابٍ   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه البخاري (2152) و (2234) و (6839) ، ومسلم (1703) (30) ، والنسائي في "الكبرى" (7245) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 3/136، وفي "شرح مشكل الآثار" (3733) ، والبيهقي 8/242، والبغوي (2588) من طرق عن الليث بن سعد، بهذا الإسناد. وانظر (9470) . قوله: "ولا يُثَرب"، قال في "النهاية" 1/209: أي: لا يوبخها ولا يقرعها بالزنى بعد الضرب، وقيل: أراد: لا يقنع في عقوبتها بالتثريب، بل يضربها الحد، فإن زنى الإماء لم يكن عند العرب مكروهاً ولا منكرا، فأمرهم بحد الإماء كما أمرهم بحد الحرائر. قلنا: والمعنى الأول أولى، وهو الموافق للرواية السالفة (9470) بلفظ: ولايعيرها. (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وطريق هاشم سلفت مكررة برقم (8067) . الحديث: 10406 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 256 أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " انْتَدَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَخْرُجُ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الْإِيمَانُ بِي، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِي، أَنَّهُ عَلَيَّ ضَامِنٌ حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ بِأَيِّهِمَا (1) كَانَ: إِمَّا بِقَتْلٍ، وَإِمَّا بِوَفَاةٍ، أَوْ أَرُدَّهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَالَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ " (2) 10408 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ هُنَيَّةً، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا تَقُولُ فِي سُكُوتِكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ؟ قَالَ: " أَقُولُ: اللهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللهُمَّ أَنْقِنِي مِنْ خَطَايَايَ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ " (3)   (1) في (م) : بإيمانه ما كان، وفي (س) و (ك) و (ق) و (ص) بأيتما ما كان، والمثبت من (ظ3) و (عس) . (2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه النسائي 6/16-17 و8/119، وابن منده في "الايمان" (238) من طريق قتيبة بن سعيد، عن الليث، بهذا الإسناد. وانظر ما سلف برقم (7157) . (3) إسناده صحيح على شرط الشيخين. جرير: هو ابن عبد الحميد. وسلف الحديث مكرراً برقم (7164) وقرن هناك بجريرٍ محمد بن فضيل. الحديث: 10408 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 257 10409 - حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " (1) 10410 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي خَيْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، مُنْذُ نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ سَنَةً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْكُلُونَ فِيهِ الرِّبَا "، قَالَ: قِيلَ لَهُ: النَّاسُ كُلُّهُمْ؟ قَالَ: " مَنْ لَمْ يَأْكُلْهُ مِنْهُمْ، نَالَهُ مِنْ غُبَارِهِ " (2)   (1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. منصور: هو ابن المعتمر، وأبو حازم: سلمان الأشجعي. وأخرجه مسلم (1350) ، وابن خزيمة (2514) من طريق جرير بن عبد الحميد، بهذا الإسناد. وانظر (7136) . (2) إسناده ضعيف، عباد بن راشد ضعيف لكنه متابع. وسعيد بن أبي خيرة روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وزعم أنه هو سعيد بن وهب الهَمْداني، الذي روى له مسلم ولم يتابع على ذلك، قلنا: ولم يوثقه أحد غيره، ولا يُعرَفُ هذا الحديثُ إلا به، والحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة. هشيم: هو ابن بشير. وأخرجه أبو داود (3331) ، وأبو يعلى (6233) و (6241) ، والبيهقي 5/275 - 276 من طريق هشيم بن بشير، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (3331) ، وابن ماجه (2278) ، ومحمد بن نصر المروزي في "السنة" (202) ، والنسائي 7/243، والحاكم 2/11، والبيهقي 5/276، = الحديث: 10409 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 258 10411 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَرِيمُ الْبِئْرِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا مِنْ حَوَالَيْهَا كُلُّهَا، لِأَعْطَانِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ، وَابْنُ السَّبِيلِ أَوَّلُ شَارِبٍ، وَلَا يُمْنَعُ فَضْلُ مَاءٍ لِيُمْنَعَ بِهِ الْكَلَأُ " (1) 10412 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ،   =والمزي في ترجمة سعيد من "تهذيب الكمال" 10/417 من طريق داود بن أبي هند، عن سعيد بن أبي خيرة، به. (1) إسناده صحيح، والرجل المبهم في إسناده هو محمد بن سيرين كما جاء مصرحاً به عند البيهقي 6/155 بإسنادٍ صحيح من طريق مسدد عن هشيم، أخبرنا عوف، حدثنا محمد بن سيرين. وأخرجه البيهقي مرة أخرى كرواية المصنف 6/155 من طريق يحيى بن آدم، عن هشيم، بهذا الإسناد. ولقوله: "ولا يمنع فضل الماء ... " الخ، انظر ما سلف برقم (7324) . وفي باب حريم البئر عن عبد الله بن مغفل عند الدارمي (2626) ، ابن ماجه (2486) . وإسناده ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري عند ابن ماجه (2487) ، وإسناده ضعيف أيضاً. وقوله: "حريم البئر أربعون ذراعاً"، قال السندي: أي: من حفر بئراً في أرض مَوَاتٍ، فله حَرِيمُها أربعون ذراعاً من الجوانب كلها، فيكون كل جانب عشرة أذرع، لا ينبغي لغيره أن يزاحمه في ذلك، وقيل: له أربعون من كل جانب، وظاهر الحديث يرده. وقوله: "ابن السبيل أول شارب"، قال: جملة من مبتدأ وخبره، أي أن ابن السبيل قُدم على الكل، وأحق بالشرب من غيره، فليس لصاحب البئر أن يمنعه من الشرب. الحديث: 10411 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 259 عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْعُرْسِ، يُطْعَمُهُ الْأَغْنِيَاءُ، وَيُمْنَعُهُ الْمَسَاكِينُ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ " (1) 10413 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ ثُمَّ تَفَرَّقُوا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ، إِلَّا (2) كَأَنَّمَا تَفَرَّقُوا عَنْ جِيفَةِ حِمَارٍ " (3) 10414 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جِدَالٌ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " (4)   (1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، فمن رجال البخاري، وفيه كلام ينزله عن رتبة الصحة. وأخرجه ابن حبان (5305) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، بهذا الإسناد. وانظر (7279) . (2) لفظة "إلا" سقطت من (م) . (3) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لإبهام الراوي عن أبي هريرة. وانظر ما سلف برقم (9052) . (4) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عمر بن أبي سلمة، وقد = الحديث: 10413 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 260 10415 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ: سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ ثُمَّ أَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غَفَرَ (1) اللهُ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ " (2)   =سلف الحديث برقم (7508) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، ولمٍ يذكر فيه عمر بن أبي سلمة، وهو هنا من المزيد في متصل الأسانيد، فإن سعداً روى عن عمر وعن أبيه. حجاج: هو ابن محمد المصيصي الآعور، وشيبان: هو ابن عبد الله النحْوي، ومنصور: هو ابن المعتمر، وسعد بن إبراهيم: هو ابن عبد الرحمن بن عوف، وهو ابن عم عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن. (1) في (م) والنسخ المتأخرة زيادة لفظ الجلالة: غفر الله له. (2) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير سهيل بن أبي صالح، فمن رجال مسلم. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1914) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد. وأخرجه الترمذي (3433) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (397 م) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" 4/289، والعقيلي في "الضعفاء" 2/156، والطبراني في "الدعاء" (1914) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (447) ، والحاكم 1/536، والبيهقي في "الشعب" (628) ، والبغوي (1340) من طرق عن الحجاج بن محمد المصيصي، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/105، وفي "الأوسط" 2/40 من = الحديث: 10415 ¦ الجزء: 16 ¦ الصفحة: 261